بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 53

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 53: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب تاریخ الإمام الثانی عشر صلوات اللّٰه علیه

مقدمة الشعرانیّ رحمه اللّٰه

كلمة تفضّل بافادتها الحبر العلّام حجة الإسلام الحاج المرزا أبو الحسن الشعرانی دامت بركاته

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه و الصّلوة علی عبادة الّذین اصطفی.

و بعد فیقول العبد أقلّ خدمة أهل العلم أبو الحسن بن محمّد المدعوّ بالشّعرانی أصلح اللّٰه حاله: إنّ كتاب بحار الأنوار للشیخ الجلیل المحدّث العلّامة الحفظة محمّد باقر بن محمّد تقیّ المجلسیّ قدّس اللّٰه روحه باتّفاق أهل الحلّ و العقد من علماء أهل البیت أجمع الكتب المصنّفة لشتات الأحادیث الشّریفة و أشملها لمتفرّقات الأخبار المنیفة و أحصاها لأغراض المذهب و أبینها لمقاصد روّاد هذا المشرب و أكملها فی نقل أقوال العلماء، و أسهلها لطالبی الارتواء مع غزارة مادّتها و هو بحیث لا یستغنی عنه أحد من المنتحلین إلی الدّین سواء كان فقیها أو محدّثا أو واعظا أو مؤرّخا أو مفسّرا أو متكلّما، بل و لو فیلسوفا حكیما إلهیّا لجمعه جمیع الأغراض، نعم لا یجوز الغوص فی البحار إلّا للماهر فی السّباحة حتّی لا یغرق فی تیّار أمواجها، و لا یجتنی من قعرها إلّا درّها من أثباجها.

و كان مؤلّفها أعلی اللّٰه مقامه وفّق للعثور علی كنوز علم لا یتّفق لكلّ أحد فقد اجتمع عنده من كتب أصحابنا الأوائل و النّسخ النّادرة الوجور ما لا یحصل فی كلّ زمان و كلّ بلد فاغتنم الفرصة و جمعها فی كتاب لئلّا تتفرّق و تضیّع و لو كان غرضه الاكتفاء بنقل السمین و ترك الغثّ لفعل لكن لم یفعل لأغراض و لعلّ منها قصر الوقت و ضیق الفرصة أو فتح باب الاجتهاد و دفع توهّم من یظنّ أنّ المحدّثین یتركون ما یخالف غرضهم و یباین مذهبهم عمدا حسما لاحتجاج الخصم به كما ترك بعضهم من غیرنا نقل حدیث الغدیر فجمع رحمه اللّٰه كلّ شی ء وجده و ترك البحث فیها لمن بعده.

ص: 1

و كان هذا الكتاب مع سعته و طوله و ثقل حجمه و كثرة أجزائه مرغوبا متداولا، و قد طبع جمیع مجلّداته و أحسن الطّبعات هی المشهورة بطبع الكمبانی متشملة علی جمیع أجزاء الكتاب إذ تصدّی لتصحیحها و مقابلتها جماعة من أعاظم علماء وقته من الماهرین فی الأدب و الحدیث المتتبّعین للكتب بعنایة تامّة، إلّا أنّ الزّمان طال علیها، و فقدت نسخه فی زماننا مع كثرة طالبیه، و زاد قیمتها علی طاقة المستفیدین، و ربّما اجتهد أحدهم فی الطلب حتّی یحصل علی دورة كاملة فلا یرجع إلّا بخفّی حنین و لا یتّفق له إلّا مجلّدات مبتورة بعد أعوام و سنین، إلی أن حدا دواعی النّفوس جماعة إلی تجدید طبعه فشرعوا فیه و خرج منه مجلّدات بجهد جهید و كدّ كدید و حدثت حوادث فحالت بینهم و بین الطبع موانع الأسباب و قصرت بهم الازمات، و بذل النّاس لطبعه أموالا جزیلة رجاء الحصول علی أمل لم یتحقق فأیسوا عن الكتاب و عمّا بذلوا حتّی و كان یسئل بعضهم بعضا «متی هذا

الوعد إن كنتم صادقین» و كان الجواب لن یخرج إلی الوجود «ما اختلف الملوان و تعاقب العصران و كرّ الجدیدان و استقبل الفرقدان».

إلی أن طلع نجم و لاح ضوء و برق لامع و استنار أفق، أزال ظلمة الیأس و تصدّی له من لا یثنیه عن عزمه الحدثان، و لا یبطّئه تلاعب الأزمان، و وقعت القوس فی ید باریها، و ظهر بعض مجلّدات الكتاب مطبوعة علی أحسن صورة و كانت بشارة بسرعة العمل و وعدا قریبا بحصول الأمل من المكتبة الإسلامیّة الشّریفة المشهورة باتقان الصّنع و إنجاز الوعد و الإسراع فی الوفاء بالعهد، و كان من محاسن ما رأیت من الأجزاء المطبوعة، الصحّة و مطابقة نسخة الكمبانی، و یزید علیها بذكر بعض كلمات تخالف المصادر و ممّا یمتاز به إنشاء اللّٰه أن یتجرّد عن ذكر امور تافهة لا تسمن و لا تغنی من جوع و لا فائدة فیها، و لا حاجة للعلماء إلیها و لا یعجز عنها أحد و صرف الوقت و العمل فیها تسویف بغیر علّة و ترجئة لغیر سبب و هم إلی أصل الكتاب أحوج، و الإسراع إلی إكمال الطبع عندهم أرضی و أحبّ.

وفّق اللّٰه النّاشرین و المصحّحین و الساعین فی طبع الكتب الدینیّة و شركهم فی ثواب علم العالمین و عمل العاملین بمحمّد و آله الطّاهرین.

ص: 2

تتمة أبواب النصوص من اللّٰه تعالی و من آبائه صلوات اللّٰه علیهم أجمعین سوی ما تقدم فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام من النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام

باب 28 ما یكون عند ظهوره علیه السلام بروایة المفضل بن عمر

أَقُولُ رُوِیَ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ(1) قَالَ: سَأَلْتُ سَیِّدِیَ الصَّادِقَ علیه السلام هَلْ لِلْمَأْمُورِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام مِنْ وَقْتٍ مُوَقَّتٍ یَعْلَمُهُ النَّاسُ فَقَالَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ یُوَقِّتَ ظُهُورَهُ بِوَقْتٍ یَعْلَمُهُ شِیعَتُنَا قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّهُ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ


1- 1. عنونه النجاشیّ ص 326 و قال:« أبو عبد اللّٰه و قیل أبو محمّد الجعفی، كوفیّ فاسد المذهب، مضطرب الروایة، لا یعبأ به، و قیل انه كان خطابیا، و قد ذكرت له مصنّفات لا یعول علیها» و عنونه العلامة فی الخلاصة و قال:« متهافت، مرتفع القول، خطابی» و زاد الغضائری:« أنه قد زید علیه شی ء كثیر و حمل الغلاة فی حدیثه حملا عظیما لا یجوز أن یكتب حدیثه». أقول: كیف یكون فی أصحاب الأئمّة علیهم السلام رجل فاسد المذهب، كذاب غال، مع أنهم علیهم السلام كانوا متوسمین: یعرفون كلا بسیماه و حلیته و سریرته، و قد روی أنهم كانوا یحجبون بعض شیعتهم عن الورود علیهم، لفسقه أو فساد عقیدته أو عدم تحرجه عن الآثام. فكیف لم یحجبوا مفضل بن عمرو أضرابه الموصوفین بكذا و كذا، و لم یلعنوهم.

أَیَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1) الْآیَةَ وَ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها(2) وَ قَالَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ(3) وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّهَا عِنْدَ أَحَدٍ وَ قَالَ فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها الْآیَةَ(4)

وَ قَالَ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ(5) وَ قَالَ ما یُدْرِیكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِیباً-(6) یَسْتَعْجِلُ بِهَا(7) الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ قُلْتُ فَمَا مَعْنَی یُمَارُونَ قَالَ یَقُولُونَ مَتَی وُلِدَ وَ مَنْ رَأَی وَ أَیْنَ یَكُونُ وَ مَتَی یَظْهَرُ وَ كُلُّ ذَلِكَ اسْتِعْجَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ وَ شَكّاً فِی قَضَائِهِ وَ دُخُولًا فِی قُدْرَتِهِ

ص: 2


1- 1. الأعراف: 186.
2- 2. النازعات: 42، و الظاهر أنّها تكرار.
3- 3. لقمان: 34 و الزخرف: 61.
4- 4. القتال: 18.
5- 5. القمر: 1.
6- 6. الأحزاب: 63.
7- 7. و قبله: و ما یدریك لعلّ الساعة قریب یستعجل» الآیة 17 و 18 من سورة الشوری.

أُولَئِكَ الَّذِینَ خَسِرُوا الدُّنْیَا وَ إِنَّ لِلْكَافِرِینَ لَشَرَّ مَآبٍ قُلْتُ أَ فَلَا یُوَقَّتُ لَهُ وَقْتٌ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ لَا أُوَقِّتُ لَهُ وَقْتاً وَ لَا یُوَقَّتُ لَهُ وَقْتٌ إِنَّ مَنْ وَقَّتَ لِمَهْدِیِّنَا وَقْتاً فَقَدْ شَارَكَ اللَّهَ تَعَالَی فِی عِلْمِهِ وَ ادَّعَی أَنَّهُ ظَهَرَ عَلَی سِرِّهِ وَ مَا لِلَّهِ مِنْ سِرٍّ إِلَّا وَ قَدْ وَقَعَ إِلَی هَذَا الْخَلْقِ الْمَعْكُوسِ الضَّالِّ عَنِ اللَّهِ الرَّاغِبِ عَنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مَا لِلَّهِ مِنْ خَبَرٍ إِلَّا وَ هُمْ أَخَصُّ بِهِ لِسِرِّهِ وَ هُوَ عِنْدَهُمْ وَ إِنَّمَا أَلْقَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ لِیَكُونَ حُجَّةً عَلَیْهِمْ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَكَیْفَ بَدْءُ ظُهُورِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ إِلَیْهِ التَّسْلِیمُ قَالَ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ یَظْهَرُ فِی شُبْهَةٍ لِیَسْتَبِینَ فَیَعْلُو ذِكْرُهُ وَ یَظْهَرُ أَمْرُهُ وَ یُنَادَی بِاسْمِهِ وَ كُنْیَتِهِ وَ نَسَبِهِ وَ یَكْثُرُ ذَلِكَ عَلَی أَفْوَاهِ الْمُحِقِّینَ وَ الْمُبْطِلِینَ وَ الْمُوَافِقِینَ وَ الْمُخَالِفِینَ

ص: 3

لِتَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةُ بِمَعْرِفَتِهِمْ بِهِ عَلَی أَنَّهُ قَدْ قَصَصْنَا وَ دَلَلْنَا عَلَیْهِ وَ نَسَبْنَاهُ وَ سَمَّیْنَاهُ وَ كَنَیْنَاهُ وَ قُلْنَا سَمِیُّ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَنِیُّهُ لِئَلَّا یَقُولَ النَّاسُ مَا عَرَفْنَا لَهُ اسْماً وَ لَا كُنْیَةً وَ لَا نَسَباً وَ اللَّهِ لَیَتَحَقَّقُ الْإِیضَاحُ بِهِ وَ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ كُنْیَتِهِ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ حَتَّی لَیُسَمِّیهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ كُلُّ ذَلِكَ لِلُزُومِ الْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ ثُمَّ یُظْهِرُهُ اللَّهُ كَمَا وَعَدَ بِهِ جَدُّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1) قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَمَا تَأْوِیلُ قَوْلِهِ تَعَالَی لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ علیه السلام هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ (2) فَوَ اللَّهِ یَا مُفَضَّلُ لَیُرْفَعُ عَنِ الْمِلَلِ وَ الْأَدْیَانِ الِاخْتِلَافُ وَ یَكُونُ الدِّینُ كُلُّهُ وَاحِداً كَمَا قَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (3) وَ قَالَ اللَّهُ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (4) قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ وَ الدِّینُ الَّذِی فِی آبَائِهِ إِبْرَاهِیمَ وَ نُوحٍ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الْإِسْلَامُ قَالَ نَعَمْ یَا مُفَضَّلُ هُوَ الْإِسْلَامُ لَا غَیْرُ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ أَ تَجِدُهُ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ وَ مِنْهُ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی مِلَّةَ أَبِیكُمْ إِبْراهِیمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِینَ-(5) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَیْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (6) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ فِرْعَوْنَ حَتَّی إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ (7) وَ فِی قِصَّةِ سُلَیْمَانَ وَ بِلْقِیسَ قَبْلَ أَنْ یَأْتُونِی مُسْلِمِینَ وَ قَوْلِهَا أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَیْمانَ لِلَّهِ

ص: 4


1- 1. براءة: 34.
2- 2. الأنفال: 39.
3- 3. آل عمران: 19.
4- 4. آل عمران: 85.
5- 5. الحجّ: 78.
6- 6. البقرة: 128.
7- 7. یونس: 90.

رَبِّ الْعالَمِینَ (1)

وَ قَوْلِ عِیسَی علیه السلام مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (2) وَ قَوْلُهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً(3) وَ قَوْلُهُ فِی قِصَّةِ لُوطٍ فَما وَجَدْنا فِیها غَیْرَ بَیْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ (4) وَ قَوْلُهُ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا إِلَی قَوْلِهِ لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (5) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ یَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِلَی قَوْلِهِ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (6)

قُلْتُ یَا سَیِّدِی كَمِ الْمِلَلُ قَالَ أَرْبَعَةٌ وَ هِیَ شَرَائِعُ قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی الْمَجُوسُ لِمَ سُمُّوا الْمَجُوسَ قَالَ علیه السلام لِأَنَّهُمْ تَمَجَّسُوا فِی السُّرْیَانِیَّةِ وَ ادَّعَوْا عَلَی آدَمَ وَ عَلَی شِیثٍ وَ هُوَ هِبَةُ اللَّهِ أَنَّهُمَا أَطْلَقَا لَهُمْ نِكَاحَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْأَخَوَاتِ وَ الْبَنَاتِ وَ الْخَالاتِ وَ الْعَمَّاتِ وَ الْمُحَرَّمَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَ أَنَّهُمَا أَمَرَاهُمْ أَنْ یُصَلُّوا إِلَی الشَّمْسِ حَیْثُ وَقَفَتْ فِی السَّمَاءِ وَ لَمْ یَجْعَلَا لِصَلَاتِهِمْ وَقْتاً وَ إِنَّمَا هُوَ افْتِرَاءٌ عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ وَ عَلَی آدَمَ وَ شِیثٍ علیهما السلام.

قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی لِمَ سُمِّیَ قَوْمُ مُوسَی الْیَهُودَ قَالَ علیه السلام لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّا هُدْنا إِلَیْكَ (7) أَیِ اهْتَدَیْنَا إِلَیْكَ قَالَ فَالنَّصَارَی قَالَ علیه السلام لِقَوْلِ عِیسَی علیه السلام مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ وَ تَلَا الْآیَةَ(8)

إِلَی آخِرِهَا فَسُمُّوا النَّصَارَی لِنُصْرَةِ دِینِ اللَّهِ قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ فَلِمَ سُمِّیَ الصَّابِئُونَ الصَّابِئِینَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُمْ صَبَوْا إِلَی تَعْطِیلِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْمِلَلِ وَ الشَّرَائِعِ وَ قَالُوا كُلُّ مَا جَاءُوا بِهِ بَاطِلٌ فَجَحَدُوا تَوْحِیدَ اللَّهِ تَعَالَی وَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِیَاءِ وَ رِسَالَةَ الْمُرْسَلِینَ وَ وَصِیَّةَ

ص: 5


1- 1. النمل: 31 و 44.
2- 2. آل عمران: 52.
3- 3. آل عمران: 83.
4- 4. الذاریات: 36.
5- 5. البقرة: 136.
6- 6. البقرة: 133.
7- 7. الأعراف: 155.
8- 8. آل عمران: 52.

الْأَوْصِیَاءِ فَهُمْ بِلَا شَرِیعَةٍ وَ لَا كِتَابٍ وَ لَا رَسُولٍ وَ هُمْ مُعَطِّلَةُ الْعَالَمِ.

قَالَ الْمُفَضَّلُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَجَلَّ هَذَا مِنْ عِلْمٍ قَالَ علیه السلام نَعَمْ یَا مُفَضَّلُ فَأَلْقِهِ إِلَی شِیعَتِنَا لِئَلَّا یَشُكُّوا فِی الدِّینِ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی فَفِی أَیِّ بُقْعَةٍ یَظْهَرُ الْمَهْدِیُّ قَالَ علیه السلام لَا تَرَاهُ عَیْنٌ فِی وَقْتِ ظُهُورِهِ إِلَّا رَأَتْهُ كُلُّ عَیْنٍ فَمَنْ قَالَ لَكُمْ غَیْرَ هَذَا فَكَذِّبُوهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی وَ لَا یُرَی وَقْتَ وِلَادَتِهِ قَالَ بَلَی وَ اللَّهِ لَیُرَی مِنْ سَاعَةِ وِلَادَتِهِ إِلَی سَاعَةِ وَفَاةِ أَبِیهِ سَنَتَیْنِ وَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ أَوَّلُ وِلَادَتِهِ وَقْتُ الْفَجْرِ مِنْ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ یَوْمُ وَفَاةِ أَبِیهِ بِالْمَدِینَةِ الَّتِی بِشَاطِئِ دِجْلَةَ یَبْنِیهَا الْمُتَكَبِّرُ الْجَبَّارُ الْمُسَمَّی بِاسْمِ جَعْفَرٍ الضَّالُّ الْمُلَقَّبُ بِالْمُتَوَكِّلِ وَ هُوَ الْمُتَأَكِّلُ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ هِیَ مَدِینَةٌ تُدْعَی بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ هِیَ سَاءَ مَنْ رَأَی یَرَی شَخْصَهُ الْمُؤْمِنُ الْمُحِقُّ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَا یَرَاهُ الْمُشَكِّكُ الْمُرْتَابُ وَ یَنْفُذُ فِیهَا أَمْرُهُ وَ نَهْیُهُ وَ یَغِیبُ عَنْهَا فَیَظْهَرُ فِی الْقَصْرِ بِصَابِرٍ بِجَانِبِ الْمَدِینَةِ فِی حَرَمِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَلْقَاهُ هُنَاكَ مَنْ یُسْعِدُهُ اللَّهُ بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ ثُمَّ یَغِیبُ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ فَلَا تَرَاهُ عَیْنُ أَحَدٍ حَتَّی یَرَاهُ كُلُّ أَحَدٍ وَ كُلُّ عَیْنٍ قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی فَمَنْ یُخَاطِبُهُ وَ لِمَنْ یُخَاطِبُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام تُخَاطِبُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْجِنِّ وَ یَخْرُجُ أَمْرُهُ وَ نَهْیُهُ إِلَی ثِقَاتِهِ وَ وُلَاتِهِ وَ وُكَلَائِهِ وَ یَقْعُدُ بِبَابِهِ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَیْرٍ النُّمَیْرِیُّ فِی یَوْمِ غَیْبَتِهِ بِصَابِرٍ(1)

ثُمَّ یَظْهَرُ بِمَكَّةَ وَ وَ اللَّهِ یَا مُفَضَّلُ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ دَخَلَ مَكَّةَ وَ عَلَیْهِ بُرْدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی رَأْسِهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَخْصُوفَةُ وَ فِی یَدِهِ هِرَاوَتُهُ علیه السلام یَسُوقُ بَیْنَ یَدَیْهِ عِنَازاً عِجَافاً(2)

حَتَّی یَصِلَ بِهَا نَحْوَ الْبَیْتِ

ص: 6


1- 1. صابر بفتح الباء كهاجر سكة فی مرو قاله الفیروزآبادی.
2- 2. عناز- بالكسر- جمع عنز و هی الأنثی من المعز، و قیل إذا أتی علیها حول. و عجاف- أیضا بالكسر- جمع عجفاء و هی المهزولة الضعیفة و الهراوة: هی العصا الضخمة.

لَیْسَ ثَمَّ أَحَدٌ یَعْرِفُهُ وَ یَظْهَرُ وَ هُوَ شَابٌّ.

قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی یَعُودُ شَابّاً أَوْ یَظْهَرُ فِی شَیْبَةٍ فَقَالَ علیه السلام سُبْحَانَ اللَّهِ وَ هَلْ یُعْرَفُ ذَلِكَ یَظْهَرُ كَیْفَ شَاءَ وَ بِأَیِّ صُورَةٍ شَاءَ إِذَا جَاءَهُ الْأَمْرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی مَجْدُهُ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی فَمِنْ أَیْنَ یَظْهَرُ وَ كَیْفَ یَظْهَرُ یَا مُفَضَّلُ یَظْهَرُ وَحْدَهُ وَ یَأْتِی الْبَیْتَ وَحْدَهُ وَ یَلِجُ الْكَعْبَةَ وَحْدَهُ وَ یَجُنُّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ وَحْدَهُ فَإِذَا نَامَتِ الْعُیُونُ وَ غَسَقَ اللَّیْلُ نَزَلَ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ علیهما السلام وَ الْمَلَائِكَةُ صُفُوفاً فَیَقُولُ لَهُ جَبْرَئِیلُ یَا سَیِّدِی قَوْلُكَ مَقْبُولٌ وَ أَمْرُكَ جَائِزٌ فَیَمْسَحُ علیه السلام یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ-(1) وَ یَقِفُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَیَصْرُخُ صَرْخَةً فَیَقُولُ یَا مَعَاشِرَ نُقَبَائِی وَ أَهْلَ خَاصَّتِی وَ مَنْ ذَخَرَهُمُ اللَّهُ لِنُصْرَتِی قَبْلَ ظُهُورِی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ ائْتُونِی طَائِعِینَ فَتَرِدُ صَیْحَتُهُ علیه السلام عَلَیْهِمْ وَ هُمْ عَلَی مَحَارِیبِهِمْ وَ عَلَی فُرُشِهِمْ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا فَیَسْمَعُونَهُ فِی صَیْحَةٍ وَاحِدَةٍ فِی أُذُنِ كُلِّ رَجُلٍ فَیَجِیئُونَ نَحْوَهَا وَ لَا یَمْضِی لَهُمْ إِلَّا كَلَمْحَةِ بَصَرٍ حَتَّی یَكُونَ كُلُّهُمْ بَیْنَ یَدَیْهِ علیه السلام بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النُّورَ فَیَصِیرُ عَمُوداً مِنَ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ فَیَسْتَضِی ءُ بِهِ كُلُّ مُؤْمِنٍ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ وَ یَدْخُلُ عَلَیْهِ نُورٌ مِنْ جَوْفِ بَیْتِهِ فَتَفْرَحُ نُفُوسُ الْمُؤْمِنِینَ بِذَلِكَ النُّورِ وَ هُمْ لَا یَعْلَمُونَ بِظُهُورِ قَائِمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام ثُمَّ یُصْبِحُونَ وُقُوفاً بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا بِعِدَّةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ یَا سَیِّدِی فَاثْنَانِ وَ سَبْعُونَ رَجُلًا الَّذِینَ قُتِلُوا مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام یَظْهَرُونَ مَعَهُمْ قَالَ یَظْهَرُ مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفاً مُؤْمِنِینَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَلَیْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ

ص: 7


1- 1. الزمر: 74.

قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی فَبِغَیْرِ سُنَّةِ الْقَائِمِ علیه السلام بَایَعُوا لَهُ قَبْلَ ظُهُورِهِ وَ قَبْلَ قِیَامِهِ فَقَالَ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ كُلُّ بَیْعَةٍ قَبْلَ ظُهُورِ الْقَائِمِ علیه السلام فَبَیْعَتُهُ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ وَ خَدِیعَةٌ لَعَنَ اللَّهُ الْمُبَایِعَ لَهَا وَ الْمُبَایَعَ لَهُ بَلْ یَا مُفَضَّلُ یُسْنِدُ الْقَائِمُ علیه السلام ظَهْرَهُ إِلَی الْحَرَمِ وَ یَمُدُّ یَدَهُ فَتُرَی بَیْضَاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ وَ یَقُولُ هَذِهِ یَدُ اللَّهِ وَ عَنِ اللَّهِ وَ بِأَمْرِ اللَّهِ ثُمَّ یَتْلُو هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَكَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما یَنْكُثُ عَلی نَفْسِهِ (1) الْآیَةَ فَیَكُونُ أَوَّلُ مَنْ یُقَبِّلُ یَدَهُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام ثُمَّ یُبَایِعُهُ وَ تُبَایِعُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ نُجَبَاءُ الْجِنِّ ثُمَّ النُّقَبَاءُ وَ یُصْبِحُ النَّاسُ بِمَكَّةَ فَیَقُولُونَ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِی بِجَانِبِ الْكَعْبَةِ وَ مَا هَذَا الْخَلْقُ الَّذِینَ مَعَهُ وَ مَا هَذِهِ الْآیَةُ الَّتِی رَأَیْنَاهَا اللَّیْلَةَ وَ لَمْ تُرَ مِثْلَهَا فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ صَاحِبُ الْعُنَیْزَاتِ-(2)

فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْظُرُوا هَلْ تَعْرِفُونَ أَحَداً مِمَّنْ مَعَهُ فَیَقُولُونَ لَا نَعْرِفُ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا أَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ أَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ هُمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ یَعُدُّونَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ یَكُونُ هَذَا أَوَّلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَ أَضَاءَتْ صَاحَ صَائِحٌ بِالْخَلَائِقِ مِنْ عَیْنِ الشَّمْسِ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ یُسْمِعُ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا مَهْدِیُّ آلِ مُحَمَّدٍ وَ یُسَمِّیهِ بِاسْمِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَكْنِیهِ وَ یَنْسُبُهُ إِلَی أَبِیهِ الْحَسَنِ الْحَادِیَ عَشَرَ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صلوات اللّٰه علیهم بَایِعُوهُ تَهْتَدُوا وَ لَا تُخَالِفُوا أَمْرَهُ فَتَضِلُّوا فَأَوَّلُ مَنْ یُقَبِّلُ یَدَهُ الْمَلَائِكَةُ ثُمَّ الْجِنُّ ثُمَّ النُّقَبَاءُ وَ یَقُولُونَ سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ لَا یَبْقَی ذُو أُذُنٍ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا سَمِعَ ذَلِكَ النِّدَاءَ وَ تُقْبِلُ الْخَلَائِقُ مِنَ الْبَدْوِ وَ الْحَضَرِ وَ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ یُحَدِّثُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَفْهِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً مَا سَمِعُوا بِآذَانِهِمْ فَإِذَا دَنَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ صَرَخَ صَارِخٌ مِنْ مَغْرِبِهَا یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ قَدْ ظَهَرَ رَبُّكُمْ بِوَادِی الْیَابِسِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِینَ وَ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَنْبَسَةَ الْأُمَوِیُّ مِنْ وُلْدِ

ص: 8


1- 1. الفتح: 10.
2- 2. العنیزات: جمع عنیزة و هی تصغیر عنز انثی المعز، و لاجل هزالها سماها عنیزات.

یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ فَبَایِعُوهُ تَهْتَدُوا وَ لَا تُخَالِفُوا عَلَیْهِ فَتَضِلُّوا فَیَرُدُّ عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ وَ الْجِنُّ وَ النُّقَبَاءُ قَوْلَهُ وَ یُكَذِّبُونَهُ وَ یَقُولُونَ لَهُ سَمِعْنَا وَ عَصَیْنَا وَ لَا یَبْقَی ذُو شَكٍّ وَ لَا مُرْتَابٌ وَ لَا مُنَافِقٌ وَ لَا كَافِرٌ إِلَّا ضَلَّ بِالنِّدَاءِ الْأَخِیرِ.

وَ سَیِّدُنَا الْقَائِمُ علیه السلام مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ وَ شِیثٍ فَهَا أَنَا ذَا آدَمُ وَ شِیثٌ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی نُوحٍ وَ وَلَدِهِ سَامٍ فَهَا أَنَا ذَا نُوحٌ وَ سَامٌ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ فَهَا أَنَا ذَا إِبْرَاهِیمُ وَ إِسْمَاعِیلُ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی مُوسَی وَ یُوشَعَ فَهَا أَنَا ذَا مُوسَی وَ یُوشَعُ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی عِیسَی وَ شَمْعُونَ فَهَا أَنَا ذَا عِیسَی وَ شَمْعُونُ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَهَا أَنَا ذَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَهَا أَنَا ذَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَلَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَهَا أَنَا ذَا الْأَئِمَّةُ علیهم السلام أَجِیبُوا إِلَی مَسْأَلَتِی فَإِنِّی أُنَبِّئُكُمْ بِمَا نُبِّئْتُمْ بِهِ وَ مَا لَمْ تُنَبَّئُوا بِهِ وَ مَنْ كَانَ یَقْرَأُ الْكُتُبَ وَ الصُّحُفَ فَلْیَسْمَعْ مِنِّی ثُمَّ یَبْتَدِئُ بِالصُّحُفِ الَّتِی أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَی آدَمَ وَ شِیثٍ علیهما السلام وَ یَقُولُ أُمَّةُ آدَمَ وَ شِیثٍ هِبَةِ اللَّهِ هَذِهِ وَ اللَّهِ هِیَ الصُّحُفُ حَقّاً وَ لَقَدْ أَرَانَا مَا لَمْ نَكُنْ نَعْلَمُهُ فِیهَا وَ مَا كَانَ خَفِیَ عَلَیْنَا وَ مَا كَانَ أُسْقِطَ مِنْهَا وَ بُدِّلَ وَ حُرِّفَ ثُمَّ یَقْرَأُ صُحُفَ نُوحٍ وَ صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ وَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ فَیَقُولُ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ هَذِهِ وَ اللَّهِ صُحُفُ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ علیهما السلام حَقّاً وَ مَا أُسْقِطَ مِنْهَا وَ بُدِّلَ وَ حُرِّفَ مِنْهَا هَذِهِ وَ اللَّهِ التَّوْرَاةُ الْجَامِعَةُ وَ الزَّبُورُ التَّامُّ وَ الْإِنْجِیلُ الْكَامِلُ وَ إِنَّهَا أَضْعَافُ مَا قَرَأْنَا مِنْهَا-(1)

ثُمَّ یَتْلُو الْقُرْآنَ فَیَقُولُ الْمُسْلِمُونَ هَذَا وَ اللَّهِ الْقُرْآنُ حَقّاً الَّذِی أَنْزَلَهُ اللَّهُ

ص: 9


1- 1. یعلم الباحث المطالع أن صحف آدم و شیث و صحف نوح و إبراهیم و هكذا زبور داود علیهم السلام قد ضاعت بضیاع أممهم، و لیس الآن رجل فی أقطار الأرض یقرأ هذه الصحف أو یتدین بها.

عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أُسْقِطَ مِنْهُ وَ حُرِّفَ وَ بُدِّلَ.

ثُمَّ تَظْهَرُ الدَّابَّةُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَتَكْتُبُ فِی وَجْهِ الْمُؤْمِنِ مُؤْمِنٌ وَ فِی وَجْهِ الْكَافِرِ كَافِرٌ ثُمَّ یُقْبِلُ عَلَی الْقَائِمِ علیه السلام رَجُلٌ وَجْهُهُ إِلَی قَفَاهُ وَ قَفَاهُ إِلَی صَدْرِهِ-(1) وَ یَقِفُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَیَقُولُ یَا سَیِّدِی أَنَا بَشِیرٌ أَمَرَنِی مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ وَ أُبَشِّرَكَ بِهَلَاكِ جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ بِالْبَیْدَاءِ فَیَقُولُ لَهُ الْقَائِمُ علیه السلام بَیِّنْ قِصَّتَكَ وَ قِصَّةَ أَخِیكَ فَیَقُولُ الرَّجُلُ كُنْتُ وَ أَخِی فِی جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ وَ خَرَّبْنَا الدُّنْیَا مِنْ دِمَشْقَ إِلَی الزَّوْرَاءِ وَ تَرَكْنَاهَا جَمَّاءَ وَ خَرَّبْنَا الْكُوفَةَ وَ خَرَّبْنَا الْمَدِینَةَ وَ كَسَرْنَا الْمِنْبَرَ-(2) وَ رَاثَتْ بِغَالُنَا فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَرَجْنَا مِنْهَا وَ عَدَدُنَا ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ نُرِیدُ إِخْرَابَ الْبَیْتِ وَ قَتْلَ أَهْلِهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الْبَیْدَاءِ عَرَّسْنَا فِیهَا فَصَاحَ بِنَا صَائِحٌ یَا بَیْدَاءُ أَبِیدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ فَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ وَ ابْتَلَعَتْ كُلَّ الْجَیْشِ فَوَ اللَّهِ مَا بَقِیَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ عِقَالُ نَاقَةٍ فَمَا سِوَاهُ غَیْرِی وَ غَیْرُ أَخِی فَإِذَا نَحْنُ بِمَلَكٍ قَدْ ضَرَبَ وُجُوهَنَا فَصَارَتْ إِلَی وَرَائِنَا كَمَا تَرَی فَقَالَ لِأَخِی وَیْلَكَ یَا نَذِیرُ امْضِ إِلَی الْمَلْعُونِ السُّفْیَانِیِّ بِدِمَشْقَ فَأَنْذِرْهُ بِظُهُورِ الْمَهْدِیِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ عَرِّفْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ جَیْشَهُ بِالْبَیْدَاءِ وَ قَالَ لِی یَا بَشِیرُ الْحَقْ بِالْمَهْدِیِّ بِمَكَّةَ وَ بَشِّرْهُ بِهَلَاكِ الظَّالِمِینَ وَ تُبْ عَلَی یَدِهِ فَإِنَّهُ یَقْبَلُ تَوْبَتَكَ فَیُمِرُّ الْقَائِمُ علیه السلام یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ فَیَرُدُّهُ سَوِیّاً كَمَا كَانَ وَ یُبَایِعُهُ وَ یَكُونُ مَعَهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی وَ تَظْهَرُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْجِنُّ لِلنَّاسِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا مُفَضَّلُ وَ

یُخَاطِبُونَهُمْ كَمَا یَكُونُ الرَّجُلُ مَعَ حَاشِیَتِهِ وَ أَهْلِهِ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ یَسِیرُونَ مَعَهُ قَالَ إِی وَ اللَّهِ یَا مُفَضَّلُ وَ لَیَنْزِلَنَّ أَرْضَ الْهِجْرَةِ مَا بَیْنَ الْكُوفَةِ وَ النَّجَفِ

ص: 10


1- 1. قد مر فی باب 23 و 24 أن جیش السفیانی یخسف بهم غیر رجلین یحول وجههما الی أقفیتهما، و أمّا أن« قفاه الی صدره» فلا معنی له معقول.
2- 2. هذا أیضا من مخایله، فان جیش السفیانی لا تصل الی المدینة بل یخسف بهم بالبیداء حین یتوجهون إلیها من دمشق.

وَ عَدَدُ أَصْحَابِهِ علیه السلام حِینَئِذٍ سِتَّةٌ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ سِتَّةُ آلَافٍ مِنَ الْجِنِّ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی وَ مِثْلُهَا مِنَ الْجِنِّ بِهِمْ یَنْصُرُهُ اللَّهُ وَ یَفْتَحُ عَلَی یَدَیْهِ قَالَ الْمُفَضَّلُ فَمَا یَصْنَعُ بِأَهْلِ مَكَّةَ قَالَ یَدْعُوهُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ فَیُطِیعُونَهُ وَ یَسْتَخْلِفُ فِیهِمْ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ یَخْرُجُ یُرِیدُ الْمَدِینَةَ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی فَمَا یَصْنَعُ بِالْبَیْتِ قَالَ یَنْقُضُهُ فَلَا یَدَعُ مِنْهُ إِلَّا الْقَوَاعِدَ الَّتِی هِیَ أَوَّلُ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ بِبَكَّةَ فِی عَهْدِ آدَمَ علیه السلام وَ الَّذِی رَفَعَهُ إِبْرَاهِیمُ وَ إِسْمَاعِیلُ علیهما السلام مِنْهَا وَ إِنَّ الَّذِی بُنِیَ بَعْدَهُمَا لَمْ یَبْنِهِ نَبِیٌّ وَ لَا وَصِیٌّ ثُمَّ یَبْنِیهِ كَمَا یَشَاءُ اللَّهُ وَ لَیُعَفِّیَنَّ آثَارَ الظَّالِمِینَ- بِمَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ الْعِرَاقِ وَ سَائِرِ الْأَقَالِیمِ وَ لَیَهْدِمَنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ وَ لَیَبْنِیَنَّهُ عَلَی بُنْیَانِهِ الْأَوَّلِ وَ لَیَهْدِمَنَّ الْقَصْرَ الْعَتِیقَ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ بَنَاهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی یُقِیمُ بِمَكَّةَ قَالَ لَا یَا مُفَضَّلُ بَلْ یَسْتَخْلِفُ مِنْهَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِهِ فَإِذَا سَارَ مِنْهَا وَثَبُوا عَلَیْهِ فَیَقْتُلُونَهُ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَأْتُونَهُ مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ یَبْكُونَ وَ یَتَضَرَّعُونَ وَ یَقُولُونَ یَا مَهْدِیَّ آلِ مُحَمَّدٍ التَّوْبَةَ التَّوْبَةَ فَیَعِظُهُمْ وَ یُنْذِرُهُمْ وَ یَحْذَرُهُمْ وَ یَسْتَخْلِفُ عَلَیْهِمْ مِنْهُمْ خَلِیفَةً وَ یَسِیرُ فَیَثِبُونَ عَلَیْهِ بَعْدَهُ فَیَقْتُلُونَهُ فَیَرِدُ إِلَیْهِمْ أَنْصَارُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ النُّقَبَاءِ وَ یَقُولُ لَهُمْ ارْجِعُوا فَلَا تُبْقُوا مِنْهُمْ بَشَراً إِلَّا مَنْ آمَنَ فَلَوْ لَا أَنَّ رَحْمَةَ رَبِّكُمْ وَسِعَتْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ أَنَا تِلْكَ الرَّحْمَةُ لَرَجَعْتُ إِلَیْهِمْ مَعَكُمْ فَقَدْ قَطَعُوا الْأَعْذَارَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فَیَرْجِعُونَ إِلَیْهِمْ فَوَ اللَّهِ لَا یَسْلَمُ مِنَ الْمِائَةِ مِنْهُمْ وَاحِدٌ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا مِنْ أَلْفٍ وَاحِدٌ قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی فَأَیْنَ تَكُونُ دَارُ الْمَهْدِیِّ وَ مُجْتَمَعُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ دَارُ مُلْكِهِ الْكُوفَةُ وَ مَجْلِسُ حُكْمِهِ جَامِعُهَا وَ بَیْتُ مَالِهِ وَ مَقْسَمُ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِینَ مَسْجِدُ السَّهْلَةِ وَ مَوْضِعُ خَلَوَاتِهِ الذَّكَوَاتُ الْبِیضُ مِنَ الْغَرِیَّیْنِ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ كُلُّ الْمُؤْمِنِینَ یَكُونُونَ بِالْكُوفَةِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ لَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ بِهَا أَوْ حَوَالَیْهَا وَ لَیَبْلُغَنَّ مَجَالَةُ فَرَسٍ مِنْهَا أَلْفَیْ دِرْهَمٍ وَ لَیَوَدَّنَّ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّهُ اشْتَرَی شِبْراً مِنْ أَرْضِ السَّبْعِ بِشِبْرٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ السَّبْعُ

ص: 11

خِطَّةٌ مِنْ خِطَطِ هَمْدَانَ وَ لَیَصِیرَنَّ الْكُوفَةُ أَرْبَعَةً وَ خَمْسِینَ مِیلًا وَ لَیُجَاوِرَنَّ قُصُورُهَا كَرْبَلَاءَ وَ لَیُصَیِّرَنَّ اللَّهُ كَرْبَلَاءَ مَعْقِلًا وَ مَقَاماً تَخْتَلِفُ فِیهِ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ لَیَكُونَنَّ لَهَا شَأْنٌ مِنَ الشَّأْنِ وَ لَیَكُونَنَّ فِیهَا مِنَ الْبَرَكَاتِ مَا لَوْ وَقَفَ مُؤْمِنٌ وَ دَعَا رَبَّهُ بِدَعْوَةٍ لَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِدَعْوَتِهِ الْوَاحِدَةِ مِثْلَ مُلْكِ الدُّنْیَا أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ تَنَفَّسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُفَضَّلُ إِنَّ بِقَاعَ الْأَرْضِ تَفَاخَرَتْ فَفَخَرَتْ كَعْبَةُ الْبَیْتِ الْحَرَامِ عَلَی بُقْعَةِ كَرْبَلَاءَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهَا أَنِ اسْكُتِی كَعْبَةَ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ لَا تَفْتَخِرِی عَلَی كَرْبَلَاءَ فَإِنَّهَا الْبُقْعَةُ الْمُبَارَكَةُ الَّتِی نُودِیَ مُوسَی مِنْهَا مِنَ الشَّجَرَةِ وَ إِنَّهَا الرَّبْوَةُ الَّتِی أَوَتْ إِلَیْهَا مَرْیَمُ وَ الْمَسِیحُ وَ إِنَّهَا الدَّالِیَةُ(1)

الَّتِی غُسِلَ فِیهَا رَأْسُ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ فِیهَا غَسَلَتْ مَرْیَمُ عِیسَی علیه السلام وَ اغْتَسَلَتْ مِنْ وِلَادَتِهَا وَ إِنَّهَا خَیْرُ بُقْعَةٍ عَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهَا وَقْتَ غَیْبَتِهِ وَ لَیَكُونَنَّ لِشِیعَتِنَا فِیهَا خِیَرَةٌ إِلَی ظُهُورِ قَائِمِنَا علیه السلام قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی ثُمَّ یَسِیرُ الْمَهْدِیُّ إِلَی أَیْنَ قَالَ علیه السلام إِلَی مَدِینَةِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا وَرَدَهَا كَانَ لَهُ فِیهَا مَقَامٌ عَجِیبٌ یَظْهَرُ فِیهِ سُرُورُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خِزْیُ الْكَافِرِینَ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی مَا هُوَ ذَاكَ قَالَ یَرِدُ إِلَی قَبْرِ جَدِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ یَا

مَعَاشِرَ الْخَلَائِقِ هَذَا قَبْرُ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُونَ نَعَمْ یَا مَهْدِیَّ آلِ مُحَمَّدٍ فَیَقُولُ وَ مَنْ مَعَهُ فِی الْقَبْرِ فَیَقُولُونَ صَاحِبَاهُ وَ ضَجِیعَاهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَیَقُولُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهِمَا وَ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ جَمِیعاً یَسْمَعُونَ مَنْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ كَیْفَ دُفِنَا مِنْ بَیْنِ الْخَلْقِ مَعَ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَسَی الْمَدْفُونُ غَیْرَهُمَا فَیَقُولُ النَّاسُ یَا مَهْدِیَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَا هَاهُنَا غَیْرُهُمَا إِنَّهُمَا دُفِنَا مَعَهُ لِأَنَّهُمَا خَلِیفَتَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبَوَا زَوْجَتَیْهِ فَیَقُولُ لِلْخَلْقِ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَخْرِجُوهُمَا مِنْ قَبْرَیْهِمَا فَیُخْرَجَانِ غَضَّیْنِ طَرِیَّیْنِ لَمْ یَتَغَیَّرْ خَلْقُهُمَا وَ لَمْ یَشْحُبْ لَوْنُهُمَا

ص: 12


1- 1. الدالیة المنجنون یدیره الثور، و الناعورة یدیرها الماء. و كأنّه یرید ماء الفرات.

فَیَقُولُ هَلْ فِیكُمْ مَنْ یَعْرِفُهُمَا فَیَقُولُونَ نَعْرِفُهُمَا بِالصِّفَةِ وَ لَیْسَ ضَجِیعَا جَدِّكَ غَیْرَهُمَا فَیَقُولُ هَلْ فِیكُمْ أَحَدٌ یَقُولُ غَیْرَ هَذَا أَوْ یَشُكُّ فِیهِمَا فَیَقُولُونَ لَا فَیُؤَخِّرُ إِخْرَاجَهُمَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ یَنْتَشِرُ الْخَبَرُ فِی النَّاسِ وَ یَحْضُرُ الْمَهْدِیُّ وَ یَكْشِفُ الْجُدْرَانَ عَنِ الْقَبْرَیْنِ وَ یَقُولُ لِلنُّقَبَاءِ ابْحَثُوا عَنْهُمَا وَ انْبُشُوهُمَا فَیَبْحَثُونَ بِأَیْدِیهِمْ حَتَّی یَصِلُونَ إِلَیْهِمَا فَیُخْرَجَانِ غَضَّیْنِ طَرِیَّیْنِ كَصُورَتِهِمَا فَیَكْشِفُ عَنْهُمَا أَكْفَانَهُمَا وَ یَأْمُرُ بِرَفْعِهِمَا عَلَی دَوْحَةٍ یَابِسَةٍ نَخِرَةٍ فَیَصْلِبُهُمَا عَلَیْهَا فَتَحْیَا الشَّجَرَةُ وَ تُورِقُ وَ یَطُولُ فَرْعُهَا-(1) فَیَقُولُ الْمُرْتَابُونَ مِنْ أَهْلِ وَلَایَتِهِمَا هَذَا وَ اللَّهِ الشَّرَفُ حَقّاً وَ لَقَدْ فُزْنَا بِمَحَبَّتِهِمَا وَ وَلَایَتِهِمَا وَ یُخْبَرُ مَنْ أَخْفَی نَفْسَهُ مِمَّنْ فِی نَفْسِهِ مِقْیَاسُ حَبَّةٍ مِنْ مَحَبَّتِهِمَا وَ وَلَایَتِهِمَا فَیَحْضُرُونَهُمَا وَ یَرَوْنَهُمَا وَ یُفْتَنُونَ بِهِمَا وَ یُنَادِی مُنَادِی الْمَهْدِیِّ علیه السلام كُلُّ مَنْ أَحَبَّ صَاحِبَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ضَجِیعَیْهِ فَلْیَنْفَرِدْ جَانِباً فَتَتَجَزَّأُ الْخَلْقُ جُزْءَیْنِ أَحَدُهُمَا مُوَالٍ وَ الْآخَرُ مُتَبَرِّئٌ مِنْهُمَا فَیَعْرِضُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام عَلَی أَوْلِیَائِهِمَا الْبَرَاءَةَ مِنْهُمَا فَیَقُولُونَ یَا مَهْدِیَّ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَحْنُ لَمْ نَتَبَرَّأْ مِنْهُمَا وَ لَسْنَا نَعْلَمُ أَنَّ لَهُمَا عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَكَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ وَ هَذَا الَّذِی بَدَا لَنَا مِنْ فَضْلِهِمَا أَ نَتَبَرَّأُ السَّاعَةَ مِنْهُمَا وَ قَدْ رَأَیْنَا مِنْهُمَا مَا رَأَیْنَا فِی هَذَا الْوَقْتِ مِنْ نَضَارَتِهِمَا وَ غَضَاضَتِهِمَا وَ حَیَاةِ الشَّجَرَةِ بِهِمَا بَلْ وَ اللَّهِ نَتَبَرَّأُ مِنْكَ وَ مِمَّنْ آمَنَ بِكَ وَ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِهِمَا وَ مَنْ صَلَبَهُمَا وَ أَخْرَجَهُمَا وَ فَعَلَ بِهِمَا مَا فَعَلَ فَیَأْمُرُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام رِیحاً سَوْدَاءَ فَتَهُبُّ عَلَیْهِمْ فَتَجْعَلُهُمْ كَأَعْجَازِ نَخْلٍ خَاوِیَةٍ ثُمَّ یَأْمُرُ بِإِنْزَالِهِمَا فَیُنْزَلَانِ إِلَیْهِ فَیُحْیِیهِمَا بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ یَأْمُرُ الْخَلَائِقَ بِالاجْتِمَاعِ ثُمَّ یَقُصُّ عَلَیْهِمْ قَصَصَ فِعَالِهِمَا فِی كُلِّ كُورٍ وَ دُورٍ-(2)

حَتَّی یَقُصَّ عَلَیْهِمْ

ص: 13


1- 1. قد مر فی ج 52 باب 24 أحادیث فی ذلك مع ضعف أسنادها، و لكن كاتب هذا الحدیث أبرزها بصورة قصصیة تأباه سنة اللّٰه التی قد خلت من قبل و لن تجد لسنة اللّٰه تبدیلا.
2- 2. كأن قاص هذا الخبر كان یقول بالكور و الدور و أن كل رجل یعیش فی دار الدنیا فی كل كور و دور فیكون عیشه فی دار الدنیا مرّات عدیدة، و لذلك یستحثهما بالسؤال عن الافعال التی صدرت منهما فی تلك الاكوار و الادوار.

قَتْلَ هَابِیلَ بْنِ آدَمَ علیه السلام وَ جَمْعَ النَّارِ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ طَرْحَ یُوسُفَ علیه السلام فِی الْجُبِّ وَ حَبْسَ یُونُسَ علیه السلام فِی الْحُوتِ وَ قَتْلَ یَحْیَی علیه السلام وَ صَلْبَ عِیسَی علیه السلام وَ عَذَابَ جِرْجِیسَ وَ دَانِیَالَ علیهما السلام وَ ضَرْبَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ إِشْعَالَ النَّارِ(1) عَلَی بَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام لِإِحْرَاقِهِمْ بِهَا وَ ضَرْبَ یَدِ الصِّدِّیقَةِ الْكُبْرَی فَاطِمَةَ بِالسَّوْطِ وَ رَفْسَ بَطْنِهَا وَ إِسْقَاطَهَا مُحَسِّناً وَ سَمَّ الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَتْلَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ ذَبْحَ أَطْفَالِهِ وَ بَنِی عَمِّهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ سَبْیَ ذَرَارِیِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِرَاقَةَ دِمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلِّ دَمٍ سُفِكَ وَ كُلَّ فَرْجٍ نُكِحَ حَرَاماً وَ كُلَّ رَیْنٍ وَ خُبْثٍ وَ فَاحِشَةٍ وَ إِثْمٍ وَ ظُلْمٍ وَ جَوْرٍ وَ غَشْمٍ مُنْذُ عَهْدِ آدَمَ علیه السلام إِلَی وَقْتِ قِیَامِ قَائِمِنَا علیه السلام كُلُّ ذَلِكَ یُعَدِّدُهُ علیه السلام عَلَیْهِمَا وَ یُلْزِمُهُمَا إِیَّاهُ فَیَعْتَرِفَانِ بِهِ ثُمَّ یَأْمُرُ بِهِمَا فَیُقْتَصُّ مِنْهُمَا فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ بِمَظَالِمِ مَنْ حَضَرَ ثُمَّ یَصْلِبُهُمَا عَلَی الشَّجَرَةِ وَ یَأْمُرُ نَاراً تَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ فَتُحْرِقُهُمَا وَ الشَّجَرَةَ ثُمَّ یَأْمُرُ رِیحاً فَتَنْسِفُهُمَا فِی الْیَمِّ نَسْفاً قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی ذَلِكَ آخِرُ عَذَابِهِمَا قَالَ هَیْهَاتَ یَا مُفَضَّلُ وَ اللَّهِ لَیُرَدَّنَّ وَ لَیَحْضُرَنَّ السَّیِّدُ الْأَكْبَرُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ كُلُّ مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً وَ لَیَقْتَصَّنَّ مِنْهُمَا لِجَمِیعِهِمْ حَتَّی إِنَّهُمَا لَیُقْتَلَانِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ أَلْفَ قَتْلَةٍ وَ یُرَدَّانِ إِلَی مَا شَاءَ رَبُّهُمَا ثُمَّ یَسِیرُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام إِلَی الْكُوفَةِ وَ یَنْزِلُ مَا بَیْنَ الْكُوفَةِ وَ النَّجَفِ وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ سِتَّةٌ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ سِتَّةُ آلَافٍ مِنَ الْجِنِّ وَ النُّقَبَاءُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَفْساً قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی كَیْفَ تَكُونُ دَارُ الْفَاسِقِینَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ فِی لَعْنَةِ اللَّهِ وَ سَخَطِهِ تُخْرِبُهَا الْفِتَنُ وَ تَتْرُكُهَا جَمَّاءَ فَالْوَیْلُ لَهَا وَ لِمَنْ بِهَا كُلُّ الْوَیْلِ مِنَ الرَّایَاتِ الصُّفْرِ وَ رَایَاتِ الْمَغْرِبِ وَ مَنْ یَجْلِبُ الْجَزِیرَةَ وَ مِنَ الرَّایَاتِ الَّتِی تَسِیرُ إِلَیْهَا مِنْ كُلِّ قَرِیبٍ أَوْ بَعِیدٍ

ص: 14


1- 1. ذكره ابن قتیبة فی كتابه الإمامة و السیاسة فراجع.

وَ اللَّهِ لَیَنْزِلَنَّ بِهَا مِنْ صُنُوفِ الْعَذَابِ مَا نَزَلَ بِسَائِرِ الْأُمَمِ الْمُتَمَرِّدَةِ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ وَ لَیَنْزِلَنَّ بِهَا مِنَ الْعَذَابِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ بِمِثْلِهِ وَ لَا یَكُونُ طُوفَانُ أَهْلِهَا إِلَّا بِالسَّیْفِ فَالْوَیْلُ لِمَنِ اتَّخَذَ بِهَا مَسْكَناً فَإِنَّ الْمُقِیمَ بِهَا یَبْقَی لِشَقَائِهِ وَ الْخَارِجَ مِنْهَا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَیَبْقَی مِنْ أَهْلِهَا فِی الدُّنْیَا حَتَّی یُقَالَ إِنَّهَا هِیَ الدُّنْیَا وَ إِنَّ دُورَهَا وَ قُصُورَهَا هِیَ الْجَنَّةُ وَ إِنَّ بَنَاتِهَا هُنَّ الْحُورُ الْعِینُ وَ إِنَّ وِلْدَانَهَا هُمُ الْوِلْدَانُ وَ لَیَظُنَّنَّ أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَقْسِمْ رِزْقَ الْعِبَادِ إِلَّا بِهَا وَ لَیَظْهَرَنَّ فِیهَا مِنَ الْأُمَرَاءِ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحُكْمِ بِغَیْرِ كِتَابِهِ وَ مِنْ شَهَادَاتِ الزُّورِ وَ شُرْبِ الْخُمُورِ وَ إِتْیَانِ الْفُجُورِ وَ أَكْلِ السُّحْتِ وَ سَفْكِ الدِّمَاءِ مَا لَا یَكُونُ فِی الدُّنْیَا كُلِّهَا إِلَّا دُونَهُ ثُمَّ لَیُخْرِبُهَا اللَّهُ بِتِلْكَ الْفِتَنِ وَ تِلْكَ الرَّایَاتِ حَتَّی لَیَمُرُّ عَلَیْهَا الْمَارُّ فَیَقُولُ هَاهُنَا كَانَتِ الزَّوْرَاءُ ثُمَّ یَخْرُجُ الْحَسَنِیُّ الْفَتَی الْصَبِیحُ الَّذِی نَحْوَ الدَّیْلَمِ یَصِیحُ بِصَوْتٍ لَهُ فَصِیحٍ یَا آلَ أَحْمَدَ أَجِیبُوا الْمَلْهُوفَ وَ الْمُنَادِیَ مِنْ حَوْلِ الضَّرِیحِ فَتُجِیبُهُ كُنُوزُ اللَّهِ بِالطَّالَقَانِ كُنُوزٌ وَ أَیُّ كُنُوزٍ لَیْسَتْ مِنْ فِضَّةٍ وَ لَا ذَهَبٍ بَلْ هِیَ رِجَالٌ كَزُبَرِ الْحَدِیدِ عَلَی الْبَرَاذِینِ الشُّهْبِ بِأَیْدِیهِمُ الْحِرَابُ وَ لَمْ یَزَلْ یَقْتُلُ الظَّلَمَةَ حَتَّی یَرِدَ الْكُوفَةَ وَ قَدْ صَفَا أَكْثَرُ الْأَرْضِ فَیَجْعَلُهَا لَهُ مَعْقِلًا فَیَتَّصِلُ بِهِ وَ بِأَصْحَابِهِ خَبَرُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ یَقُولُونَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی قَدْ نَزَلَ بِسَاحَتِنَا فَیَقُولُ اخْرُجُوا بِنَا إِلَیْهِ حَتَّی نَنْظُرَ مَنْ هُوَ وَ مَا یُرِیدُ وَ هُوَ وَ اللَّهِ یَعْلَمُ أَنَّهُ الْمَهْدِیُّ وَ إِنَّهُ لَیَعْرِفُهُ وَ لَمْ یُرِدْ بِذَلِكَ الْأَمْرِ إِلَّا لِیُعَرِّفَ أَصْحَابَهُ مَنْ هُوَ فَیَخْرُجُ الْحَسَنِیُّ فَیَقُولُ إِنْ كُنْتَ مَهْدِیَّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَیْنَ هِرَاوَةُ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَاتَمُهُ وَ بُرْدَتُهُ وَ دِرْعُهُ الْفَاضِلُ وَ عِمَامَتُهُ السَّحَابُ وَ فَرَسُهُ الْیَرْبُوعُ وَ نَاقَتُهُ الْعَضْبَاءُ وَ بَغْلَتُهُ الدُّلْدُلُ وَ حِمَارُهُ الْیَعْفُورُ وَ نَجِیبُهُ الْبُرَاقُ وَ مُصْحَفُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیَخْرُجُ لَهُ ذَلِكَ ثُمَّ یَأْخُذُ الْهِرَاوَةَ فَیَغْرِسُهَا فِی الْحَجَرِ الصَّلْدِ

ص: 15

وَ تُورِقُ وَ لَمْ یُرِدْ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ یُرِیَ أَصْحَابَهُ فَضْلَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام حَتَّی یُبَایِعُوهُ فَیَقُولُ الْحَسَنِیُّ اللَّهُ أَكْبَرُ مُدَّ یَدَكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّی نُبَایِعَكَ فَیَمُدُّ یَدَهُ فَیُبَایِعُهُ وَ یُبَایِعُهُ سَائِرُ الْعَسْكَرِ الَّذِی مَعَ الْحَسَنِیِّ إِلَّا أَرْبَعِینَ أَلْفاً أَصْحَابُ الْمَصَاحِفِ الْمَعْرُوفُونَ بِالزِّیدِیَّةِ فَإِنَّهُمْ یَقُولُونَ مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ عَظِیمٌ فَیَخْتَلِطُ الْعَسْكَرَانِ فَیُقْبِلُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام عَلَی الطَّائِفَةِ الْمُنْحَرِفَةِ فَیَعِظُهُمْ وَ یَدْعُوهُمْ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَا یَزْدَادُونَ إِلَّا طُغْیَاناً وَ كُفْراً فَیَأْمُرُ بِقَتْلِهِمْ فَیُقْتَلُونَ جَمِیعاً ثُمَّ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ لَا تَأْخُذُوا الْمَصَاحِفَ وَ دَعُوهَا تَكُونُ عَلَیْهِمْ حَسْرَةً كَمَا بَدَّلُوهَا وَ غَیَّرُوهَا وَ حَرَّفُوهَا وَ لَمْ یَعْمَلُوا بِمَا فِیهَا قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ ثُمَّ مَا ذَا یَصْنَعُ الْمَهْدِیُّ قَالَ یَثُورُ سَرَایَا(1) عَلَی السُّفْیَانِیِّ إِلَی دِمَشْقَ فَیَأْخُذُونَهُ وَ یَذْبَحُونَهُ عَلَی الصَّخْرَةِ.

ثُمَّ یَظْهَرُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ صِدِّیقٍ وَ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ رَجُلًا أَصْحَابِهِ یَوْمَ كَرْبَلَاءَ فَیَا لَكَ عِنْدَهَا مِنْ كَرَّةٍ زَهْرَاءَ بَیْضَاءَ ثُمَّ یَخْرُجُ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ یُنْصَبُ لَهُ الْقُبَّةُ بِالنَّجَفِ وَ یُقَامُ أَرْكَانُهَا رُكْنٌ بِالنَّجَفِ وَ رُكْنٌ بِهَجَرَ وَ رُكْنٌ بِصَنْعَاءَ وَ رُكْنٌ بِأَرْضِ طَیْبَةَ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی مَصَابِیحِهِ تُشْرِقُ فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ كَأَضْوَاءٍ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ فَعِنْدَهَا تُبْلَی السَّرائِرُ وَ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ (2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ.

ثُمَّ یَخْرُجُ السَّیِّدُ الْأَكْبَرُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَنْصَارِهِ وَ الْمُهَاجِرِینَ وَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ وَ یَحْضُرُ مُكَذِّبُوهُ وَ الشَّاكُّونَ فِیهِ وَ الرَّادُّونَ عَلَیْهِ وَ الْقَائِلُونَ فِیهِ إِنَّهُ سَاحِرٌ وَ كَاهِنٌ وَ مَجْنُونٌ وَ نَاطِقٌ عَنِ الْهَوَی وَ مَنْ حَارَبَهُ وَ قَاتَلَهُ حَتَّی یَقْتَصَّ مِنْهُمْ بِالْحَقِّ وَ یُجَازَوْنَ بِأَفْعَالِهِمْ مُنْذُ وَقْتَ ظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی

ص: 16


1- 1. فی الأصل المطبوع:« یثور سرابا» فتحرر.
2- 2. و بعده: و تضع كل ذات حمل حملها و تری الناس سكاری و ما هم بسكاری و لكن عذاب اللّٰه شدید، الحجّ: 2.

ظُهُورِ الْمَهْدِیِّ مَعَ إِمَامٍ إِمَامٍ وَ وَقْتٍ وَقْتٍ وَ یَحِقُّ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (1) قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا سَیِّدِی وَ مَنْ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ قَالَ الْمُفَضَّلُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهم یَكُونَانِ مَعَهُ فَقَالَ لَا بُدَّ أَنْ یَطَئَا الْأَرْضَ إِی وَ اللَّهِ حَتَّی مَا وَرَاءَ الْخَافِ إِی وَ اللَّهِ وَ مَا فِی الظُّلُمَاتِ وَ مَا فِی قَعْرِ الْبِحَارِ حَتَّی لَا یَبْقَی مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَطِئَا وَ أَقَامَا فِیهِ الدِّینَ الْوَاجِبَ لِلَّهِ تَعَالَی ثُمَّ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ یَا مُفَضَّلُ إِلَیْنَا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَشْكُو إِلَیْهِ مَا نَزَلَ بِنَا مِنَ الْأُمَّةِ بَعْدَهُ وَ مَا نَالَنَا مِنَ التَّكْذِیبِ وَ الرَّدِّ عَلَیْنَا وَ سَبْیِنَا وَ لَعْنِنَا وَ تَخْوِیفِنَا بِالْقَتْلِ وَ قَصْدِ طَوَاغِیَتِهِمُ الْوُلَاةِ لِأُمُورِهِمْ مِنْ دُونِ الْأُمَّةِ بِتَرْحِیلِنَا عَنِ الْحُرْمَةِ إِلَی دَارِ مُلْكِهِمْ وَ قَتْلِهِمْ إِیَّانَا بِالسَّمِّ وَ الْحَبْسِ فَیَبْكِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُ یَا بَنِیَّ مَا نَزَلَ بِكُمْ إِلَّا مَا نَزَلَ بِجِدِّكُمْ قَبْلَكُمْ ثُمَّ تَبْتَدِئُ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ تَشْكُو مَا نَالَهَا مِنْ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ أَخْذِ فَدَكَ مِنْهَا وَ مَشْیِهَا إِلَیْهِ فِی مَجْمَعٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ خِطَابِهَا لَهُ فِی أَمْرِ فَدَكَ وَ مَا رَدَّ عَلَیْهَا مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ الْأَنْبِیَاءَ لَا تُورَثُ وَ احْتِجَاجِهَا بِقَوْلِ زَكَرِیَّا وَ یَحْیَی علیهما السلام وَ قِصَّةِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ علیهما السلام.

وَ قَوْلِ عُمَرَ هَاتِی صَحِیفَتَكِ الَّتِی ذَكَرْتِ أَنَّ أَبَاكِ كَتَبَهَا لَكِ وَ إِخْرَاجِهَا الصَّحِیفَةَ وَ أَخْذِهِ إِیَّاهَا مِنْهَا وَ نَشْرِهِ لَهَا عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ سَائِرِ الْعَرَبِ وَ تَفْلِهِ فِیهَا وَ تَمْزِیقِهِ إِیَّاهَا وَ بُكَائِهَا وَ رُجُوعِهَا إِلَی قَبْرِ أَبِیهَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَاكِیَةً حَزِینَةً تَمْشِی عَلَی الرَّمْضَاءِ قَدْ أَقْلَقَتْهَا وَ اسْتِغَاثَتِهَا بِاللَّهِ وَ بِأَبِیهَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَمَثُّلِهَا بِقَوْلِ رُقَیْقَةَ بِنْتِ صَیْفِیٍ (2)

ص: 17


1- 1. القصص: 5 و 6.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« رقیة» و الصحیح ما فی الصلب عنونها الجزریّ فی. أسد الغابة ج 5 ص 454 و قال بنت صیفی بن هاشم بن عبد مناف، و عنونها فی الإصابة ج 4 ص 296 و قال« رقیقة»: بقافین مصغرة بنت أبی صیفی بن هاشم بن عبد المطلب. و لكن نسب الاشعار أبو بكر أحمد بن عبد العزیز الجوهریّ فی كتابه السقیفة بإسناده عن عمر بن شبة- الی هند ابنة أثاثة راجع كشف الغمّة ج 2 ص 49، و فیها اختلاف.

قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ***لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ یَكْبُرِ الْخَطْبُ

إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا***وَ اخْتَلَّ أَهْلُكَ فَاشْهَدْهُمْ فَقَدْ لَعِبُوا

أَبْدَتْ رِجَالٌ لَنَا فَحْوَی صُدُورِهِمْ***لَمَّا نَأَیْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ الْحُجُبُ

لِكُلِّ قَوْمٍ لَهُمْ قُرْبٌ وَ مَنْزِلَةٌ***عِنْدَ الْإِلَهِ عَلَی الْأَدْنَیْنَ مُقْتَرِبٌ

یَا لَیْتَ قَبْلَكَ كَانَ الْمَوْتُ حَلَّ بِنَا***أَمْلَوْا أُنَاسٌ فَفَازُوا بِالَّذِی طَلَبُوا

وَ تَقُصُّ عَلَیْهِ قِصَّةَ أَبِی بَكْرٍ وَ إِنْفَاذِهِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ وَ قُنْفُذاً وَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ جَمْعِهِ النَّاسَ لِإِخْرَاجِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ بَیْتِهِ إِلَی الْبَیْعَةِ فِی سَقِیفَةِ بَنِی سَاعِدَةَ وَ اشْتِغَالِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِضَمِّ أَزْوَاجِهِ وَ قَبْرِهِ وَ تَعْزِیَتِهِمْ وَ جَمْعِ الْقُرْآنِ وَ قَضَاءِ دَیْنِهِ وَ إِنْجَازِ عِدَاتِهِ وَ هِیَ ثَمَانُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ بَاعَ فِیهَا تَلِیدَهُ وَ طَارِفَهُ وَ قَضَاهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَوْلِ عُمَرَ اخْرُجْ یَا عَلِیُّ إِلَی مَا أَجْمَعَ عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ وَ إِلَّا قَتَلْنَاكَ وَ قَوْلِ فِضَّةَ جَارِیَةِ فَاطِمَةَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَشْغُولٌ وَ الْحَقُّ لَهُ إِنْ أَنْصَفْتُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ أَنْصَفْتُمُوهُ وَ جَمْعِهِمُ الْجَزْلَ وَ الْحَطَبَ عَلَی الْبَابِ لِإِحْرَاقِ بَیْتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ زَیْنَبَ وَ أُمِّ كُلْثُومٍ وَ فِضَّةَ وَ إِضْرَامِهِمُ النَّارَ عَلَی الْبَابِ وَ خُرُوجِ فَاطِمَةَ إِلَیْهِمْ وَ خِطَابِهَا لَهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ وَ قَوْلِهَا وَیْحَكَ یَا عُمَرُ مَا هَذِهِ الْجُرْأَةُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ تُرِیدُ أَنْ تَقْطَعَ نَسْلَهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ تُفْنِیَهُ وَ تُطْفِئَ نُورَ اللَّهِ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ انْتِهَارِهِ لَهَا وَ قَوْلِهِ كُفِّی یَا فَاطِمَةُ فَلَیْسَ مُحَمَّدٌ حَاضِراً وَ لَا الْمَلَائِكَةُ آتِیَةً بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ الزَّجْرِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ مَا عَلِیٌّ إِلَّا كَأَحَدِ الْمُسْلِمِینَ فَاخْتَارِی إِنْ شِئْتِ خُرُوجَهُ لِبَیْعَةِ أَبِی بَكْرٍ أَوْ إِحْرَاقَكُمْ جَمِیعاً

ص: 18

فَقَالَتْ وَ هِیَ بَاكِیَةٌ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ نَشْكُو فَقْدَ نَبِیِّكَ وَ رَسُولِكَ وَ صَفِیِّكَ وَ ارْتِدَادَ أُمَّتِهِ عَلَیْنَا وَ مَنْعَهُمْ إِیَّانَا حَقَّنَا الَّذِی جَعَلْتَهُ لَنَا فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ دَعِی عَنْكِ یَا فَاطِمَةُ حُمْقَاتِ النِّسَاءِ فَلَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَجْمَعَ لَكُمُ النُّبُوَّةَ وَ الْخِلَافَةَ وَ أَخَذَتِ النَّارُ فِی خَشَبِ الْبَابِ وَ إِدْخَالِ قُنْفُذٍ یَدَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ یَرُومُ فَتْحَ الْبَابِ وَ ضَرْبِ عُمَرَ لَهَا بِالسَّوْطِ عَلَی عَضُدِهَا حَتَّی صَارَ كَالدُّمْلُجِ الْأَسْوَدِ وَ رَكْلِ الْبَابِ بِرِجْلِهِ حَتَّی أَصَابَ بَطْنَهَا وَ هِیَ حَامِلَةٌ بِالْمُحَسِّنِ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَ إِسْقَاطِهَا إِیَّاهُ وَ هُجُومِ عُمَرَ وَ قُنْفُذٍ وَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ صَفْقِهِ خَدَّهَا حَتَّی بَدَا قُرْطَاهَا تَحْتَ خِمَارِهَا وَ هِیَ تَجْهَرُ بِالْبُكَاءِ وَ تَقُولُ وَا أَبَتَاهْ وَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنَتُكَ فَاطِمَةُ تُكَذَّبُ وَ تُضْرَبُ وَ یُقْتَلُ جَنِینٌ فِی بَطْنِهَا وَ خُرُوجِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ مُحْمَرَّ الْعَیْنِ حَاسِراً حَتَّی أَلْقَی مُلَاءَتَهُ عَلَیْهَا وَ ضَمَّهَا إِلَی صَدْرِهِ وَ قَوْلِهِ لَهَا یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتِی أَنَّ أَبَاكِ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ فَاللَّهَ اللَّهَ أَنْ تَكْشِفِی خِمَارَكِ وَ تَرْفَعِی نَاصِیَتَكِ فَوَ اللَّهِ یَا فَاطِمَةُ لَئِنْ فَعَلْتِ ذَلِكِ لَا أَبْقَی اللَّهُ عَلَی الْأَرْضِ مَنْ یَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ لَا مُوسَی وَ لَا عِیسَی وَ لَا إِبْرَاهِیمَ وَ لَا نوح [نُوحاً] وَ لَا آدَمَ وَ لَا دَابَّةً تَمْشِی عَلَی الْأَرْضِ وَ لَا طَائِراً فِی السَّمَاءِ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ الْخَطَّابِ لَكَ الْوَیْلُ مِنْ یَوْمِكَ هَذَا وَ مَا بَعْدَهُ وَ مَا یَلِیهِ اخْرُجْ قَبْلَ أَنْ أَشْهَرَ سَیْفِی فَأُفْنِیَ غَابِرَ الْأُمَّةِ فَخَرَجَ عُمَرُ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ وَ قُنْفُذٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی بَكْرٍ فَصَارُوا مِنْ خَارِجِ الدَّارِ وَ صَاحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِفِضَّةَ یَا فِضَّةُ مَوْلَاتَكِ فَاقْبَلِی مِنْهَا مَا تَقْبَلُهُ النِّسَاءُ فَقَدْ جَاءَهَا الْمَخَاضُ مِنَ الرَّفْسَةِ وَ رَدِّ الْبَابِ فَأَسْقَطَتْ مُحَسِّناً فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّهُ لَاحِقٌ بِجَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَشْكُو إِلَیْهِ وَ حَمْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لَهَا فِی سَوَادِ اللَّیْلِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ زَیْنَبَ وَ أُمِّ كُلْثُومٍ إِلَی دُورِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ یُذَكِّرُهُمْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ عَهْدِهِ الَّذِی بَایَعُوا اللَّهَ

ص: 19

وَ رَسُولَهُ وَ بَایَعُوهُ عَلَیْهِ فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1)

وَ تَسْلِیمِهِمْ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ فِی جَمِیعِهَا فَكُلٌّ یَعِدُهُ بِالنَّصْرِ فِی یَوْمِهِ الْمُقْبِلِ فَإِذَا أَصْبَحَ قَعَدَ جَمِیعُهُمْ عَنْهُ ثُمَّ یَشْكُو إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمِحَنَ الْعَظِیمَةَ الَّتِی امْتُحِنَ بِهَا بَعْدَهُ وَ قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَتْ قِصَّتِی مِثْلَ قِصَّةِ هَارُونَ مَعَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَوْلِی كَقَوْلِهِ لِمُوسَی یَا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی وَ كادُوا یَقْتُلُونَنِی فَلا تُشْمِتْ بِیَ الْأَعْداءَ وَ لا تَجْعَلْنِی مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (2) فَصَبَرْتُ مُحْتَسِباً وَ سَلَّمْتُ رَاضِیاً وَ كَانَتِ الْحُجَّةُ عَلَیْهِمْ فِی خِلَافِی وَ نَقْضِهِمْ عَهْدِیَ الَّذِی عَاهَدْتَهُمْ عَلَیْهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ احْتَمَلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَمْ یَحْتَمِلْ وَصِیُّ نَبِیٍّ مِنْ سَائِرِ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ حَتَّی قَتَلُونِی بِضَرْبَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ وَ كَانَ اللَّهُ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ فِی نَقْضِهِمْ بَیْعَتِی وَ خُرُوجِ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ بِعَائِشَةَ إِلَی مَكَّةَ یُظْهِرَانِ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ سَیْرِهِمْ بِهَا إِلَی الْبَصْرَةِ وَ خُرُوجِی إِلَیْهِمْ وَ تَذْكِیرِی لَهُمُ اللَّهَ وَ إِیَّاكَ وَ مَا جِئْتَ بِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ یَرْجِعَا حَتَّی نَصَرَنِیَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا حَتَّی أُهْرِقَتْ دِمَاءُ عِشْرِینَ ألف [أَلْفاً] مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ قُطِعَتْ سَبْعُونَ كَفّاً عَلَی زِمَامِ الْجَمَلِ فَمَا لَقِیتُ فِی غَزَوَاتِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ بَعْدَكَ أَصْعَبَ یَوْماً مِنْهُ أَبَداً لَقَدْ كَانَ مِنْ أَصْعَبِ الْحُرُوبِ الَّتِی لَقِیتُهَا وَ أَهْوَلِهَا وَ أَعْظَمِهَا فَصَبَرْتُ كَمَا أَدَّبَنِیَ اللَّهُ بِمَا أَدَّبَكَ بِهِ

یَا رَسُولَ اللَّهِ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (3) وَ قَوْلِهِ وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ (4) وَ حَقَّ وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْوِیلُ الْآیَةِ الَّتِی أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِی الْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ فِی قَوْلِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ

ص: 20


1- 1. أخرج المصنّف رضوان اللّٰه علیه أحادیث كثیرة فی ذلك فی أخوال مولانا أمیر المؤمنین تراها فی ج 37 ص 290- 340 من الطبعة الحدیثة، و لیس فیها ما یذكر أنهم بایعوه علیه السلام علی إمرة المؤمنین. بل كانوا یسلمون علیه بامرة المؤمنین، نعم فی أحادیث الغدیر ما یذكر أنهم بایعوه علی ذلك فراجع ج 37 ص 217.
2- 2. الأعراف: 149.
3- 3. الأحقاف: 35.
4- 4. النحل: 127.

إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ (1)

یَا مُفَضَّلُ وَ یَقُومُ الْحَسَنُ علیه السلام إِلَی جَدِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ یَا جَدَّاهْ كُنْتُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی دَارِ هِجْرَتِهِ بِالْكُوفَةِ حَتَّی اسْتُشْهِدَ بِضَرْبَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَوَصَّانِی بِمَا وَصَّیْتَهُ یَا جَدَّاهْ وَ بَلَغَ اللَّعِینَ مُعَاوِیَةَ قَتْلُ أَبِی فَأَنْفَذَ الدَّعِیَّ اللَّعِینَ زِیَاداً إِلَی الْكُوفَةِ فِی مِائَةِ أَلْفٍ وَ خَمْسِینَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ-(2)

فَأَمَرَ بِالْقَبْضِ عَلَیَّ وَ عَلَی أَخِیَ الْحُسَیْنِ وَ سَائِرِ إِخْوَانِی وَ أَهْلِ بَیْتِی وَ شِیعَتِنَا وَ مَوَالِینَا وَ أَنْ یَأْخُذَ عَلَیْنَا الْبَیْعَةَ لِمُعَاوِیَةَ فَمَنْ یَأْبَی مِنَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ وَ سَیَّرَ إِلَی مُعَاوِیَةَ رَأْسَهُ فَلَمَّا عَلِمْتُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ مُعَاوِیَةَ خَرَجْتُ مِنْ دَارِی فَدَخَلْتُ جَامِعَ الْكُوفَةِ لِلصَّلَاةِ وَ رَقَأْتُ الْمِنْبَرَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَ أَثْنَیْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ مَعْشَرَ النَّاسِ عَفَتِ الدِّیَارُ وَ مُحِیَتِ الْآثَارُ وَ قَلَّ الِاصْطِبَارُ فَلَا قَرَارَ عَلَی هَمَزَاتِ الشَّیَاطِینِ وَ حُكْمِ الْخَائِنِینَ السَّاعَةَ وَ اللَّهِ صَحَّتِ الْبَرَاهِینُ وَ فُصِّلَتِ الْآیَاتُ وَ بَانَتِ الْمُشْكِلَاتُ وَ لَقَدْ كُنَّا نَتَوَقَّعُ تَمَامَ هَذِهِ الْآیَةِ تَأْوِیلَهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ (3) فَلَقَدْ مَاتَ وَ اللَّهِ

ص: 21


1- 1. آل عمران: 144.
2- 2. هو زیاد بن عبید الثقفی الذی استلحقه معاویة و جعله أخا له من أبی سفیان، و قد كان حین قتل علیّ علیه السلام عاملا له علی بلاد فارس و كرمان، یبغض معاویة و یشنؤه. فأطمعه معاویة و كاتبه و راسله بعد أن صالح مع الحسن السبط علیه السلام فخرج زیاد من معقله بفارس بعد ما استوثق من معاویة لنفسه، فجاءه فی دمشق و سلم علیه بامرة المؤمنین. فكما تری أراد كاتب هذا الحدیث أن یعلل صلح الحسن السبط مع معاویة بأنّه علیه السلام كان مهضوما وحیدا لا یستطیع أن یبارزه، لكنه جاء بترهات من مخایله تخالف التاریخ الواضح المشهور من رأس.
3- 3. آل عمران: 144.

جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُتِلَ أَبِی علیه السلام وَ صَاحَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ فِی قُلُوبِ النَّاسِ وَ نَعَقَ نَاعِقُ الْفِتْنَةِ وَ خَالَفْتُمُ السُّنَّةَ فَیَا لَهَا مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ عَمْیَاءَ لَا یُسْمَعُ لِدَاعِیهَا وَ لَا یُجَابُ مُنَادِیهَا وَ لَا یُخَالَفُ وَالِیهَا ظَهَرَتْ كَلِمَةُ النِّفَاقِ وَ سُیِّرَتْ رَایَاتُ أَهْلِ الشِّقَاقِ وَ تَكَالَبَتْ

جُیُوشُ أَهْلِ الْمَرَاقِ مِنَ الشَّامِ وَ الْعِرَاقِ هَلُمُّوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَی الِافْتِتَاحِ وَ النُّورِ الْوَضَّاحِ وَ الْعِلْمِ الْجَحْجَاحِ وَ النُّورِ الَّذِی لَا یُطْفَی وَ الْحَقِّ الَّذِی لَا یَخْفَی أَیُّهَا النَّاسُ تَیَقَّظُوا مِنْ رَقْدَةِ الْغَفْلَةِ وَ مِنْ تَكَاثُفِ الظُّلْمَةِ(1)

فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ تَرَدَّی بِالْعَظَمَةِ لَئِنْ قَامَ إِلَیَّ مِنْكُمْ عُصْبَةٌ بِقُلُوبٍ صَافِیَةٍ وَ نِیَّاتٍ مُخْلِصَةٍ لَا یَكُونُ فِیهَا شَوْبُ نِفَاقٍ وَ لَا نِیَّةُ افْتِرَاقٍ لَأُجَاهِدَنَّ بِالسَّیْفِ قُدُماً قُدُماً وَ لَأُضِیقَنَّ مِنَ السُّیُوفِ جَوَانِبَهَا(2) وَ مِنَ الرِّمَاحِ أَطْرَافَهَا وَ مِنَ الْخَیْلِ سَنَابِكَهَا فَتَكَلَّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَكَأَنَّمَا أُلْجِمُوا بِلِجَامِ الصَّمْتِ عَنْ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ إِلَّا عِشْرُونَ رَجُلًا فَإِنَّهُمْ قَامُوا إِلَیَّ فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَمْلِكُ إِلَّا أَنْفُسَنَا وَ سُیُوفَنَا فَهَا نَحْنُ بَیْنَ یَدَیْكَ لِأَمْرِكَ طَائِعُونَ وَ عَنْ رَأْیِكَ صَادِرُونَ فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ فَنَظَرْتُ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً فَلَمْ أَرَ أَحَداً غَیْرَهُمْ فَقُلْتُ لِی أُسْوَةٌ بِجَدِّی رَسُولِ اللَّهِ حِینَ عَبَدَ اللَّهَ سِرّاً وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ فِی تِسْعَةٍ وَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا فَلَمَّا أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُ الْأَرْبَعِینَ صَارَ فِی عِدَّةٍ وَ أَظْهَرَ أَمْرَ اللَّهِ فَلَوْ كَانَ مَعِی عِدَّتُهُمْ جَاهَدْتُ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِی نَحْوَ السَّمَاءِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ دَعَوْتُ وَ أَنْذَرْتُ وَ أَمَرْتُ وَ نَهَیْتُ وَ كَانُوا عَنْ إِجَابَةِ الدَّاعِی غَافِلِینَ وَ عَنْ نُصْرَتِهِ قَاعِدِینَ وَ عَنْ طَاعَتِهِ مُقَصِّرِینَ وَ لِأَعْدَائِهِ نَاصِرِینَ اللَّهُمَّ فَأَنْزِلْ عَلَیْهِمْ رِجْزَكَ وَ بَأْسَكَ وَ عَذَابَكَ الَّذِی لَا یُرَدُّ عَنِ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ نَزَلْتُ

ص: 22


1- 1. فی الأصل المطبوع« و من تكانیف الظلمة» فتحرر.
2- 2. كأن الضمیر یرجع الی دمشق الشام.

ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ رَاحِلًا إِلَی الْمَدِینَةِ فَجَاءُونِی یَقُولُونَ إِنَّ مُعَاوِیَةَ أَسْرَی سَرَایَاهُ إِلَی الْأَنْبَارِ وَ الْكُوفَةِ وَ شَنَّ غَارَاتِهِ عَلَی الْمُسْلِمِینَ وَ قَتَلَ مَنْ لَمْ یُقَاتِلْهُ وَ قَتَلَ النِّسَاءَ وَ الْأَطْفَالَ فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنَّهُ لَا وَفَاءَ لَهُمْ فَأَنْفَذْتُ مَعَهُمْ رِجَالًا وَ جُیُوشاً وَ عَرَّفْتُهُمْ أَنَّهُمْ یَسْتَجِیبُونَ لِمُعَاوِیَةَ وَ یَنْقُضُونَ عَهْدِی وَ بَیْعَتِی فَلَمْ یَكُنْ إِلَّا مَا قُلْتُ لَهُمْ وَ أَخْبَرْتُهُمْ.

ثُمَّ یَقُومُ الْحُسَیْنُ علیه السلام مُخَضَّباً بِدَمِهِ هُوَ وَ جَمِیعُ مَنْ قُتِلَ مَعَهُ فَإِذَا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَكَی وَ بَكَی أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لِبُكَائِهِ وَ تَصْرُخُ فَاطِمَةُ علیها السلام فَتُزَلْزَلُ الْأَرْضُ وَ مَنْ عَلَیْهَا وَ یَقِفُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنُ علیهما السلام عَنْ یَمِینِهِ وَ فَاطِمَةُ عَنْ شِمَالِهِ وَ یُقْبِلُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَیَضُمُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی صَدْرِهِ وَ یَقُولُ یَا حُسَیْنُ فَدَیْتُكَ قَرَّتْ عَیْنَاكَ وَ عَیْنَایَ فِیكَ وَ عَنْ یَمِینِ الْحُسَیْنِ حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الطَّیَّارُ وَ یَأْتِی مُحَسِّنٌ تَحْمِلُهُ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُنَّ صَارِخَاتٌ وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ تَقُولُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (1) الْیَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً(2) قَالَ فَبَكَی الصَّادِقُ علیه السلام حَتَّی اخْضَلَّتْ لِحْیَتُهُ بِالدُّمُوعِ

ثُمَّ قَالَ لَا قَرَّتْ عَیْنٌ لَا تَبْكِی عِنْدَ هَذَا الذِّكْرِ قَالَ وَ بَكَی الْمُفَضَّلُ بُكَاءً طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ یَا مَوْلَایَ مَا فِی الدُّمُوعِ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ مَا لَا یُحْصَی إِذَا كَانَ مِنْ مُحِقٍّ ثُمَّ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ مَا تَقُولُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَیِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (3) قَالَ یَا مُفَضَّلُ وَ الْمَوْؤُدَةُ وَ اللَّهِ مُحَسِّنٌ لِأَنَّهُ مِنَّا لَا غَیْرُ فَمَنْ قَالَ غَیْرَ هَذَا فَكَذِّبُوهُ.

قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام تَقُومُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ وَعْدَكَ وَ مَوْعِدَكَ لِی فِیمَنْ ظَلَمَنِی وَ غَصَبَنِی وَ ضَرَبَنِی وَ

ص: 23


1- 1. الأنبیاء: 103.
2- 2. آل عمران: 30.
3- 3. التكویر: 8.

جَزَعَنِی بِكُلِّ أَوْلَادِی فَتَبْكِیهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ سُكَّانُ الْهَوَاءِ وَ مَنْ فِی الدُّنْیَا وَ مَنْ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَی صَائِحِینَ صَارِخِینَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ مِمَّنْ قَاتَلَنَا وَ ظَلَمَنَا وَ رَضِیَ بِمَا جَرَی عَلَیْنَا إِلَّا قُتِلَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَلْفَ قَتْلَةٍ-(1)

دُونَ مَنْ قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا یَذُوقُ الْمَوْتَ وَ هُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ-(2)

قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ إِنَّ مِنْ شِیعَتِكُمْ مَنْ لَا یَقُولُ بِرَجْعَتِكُمْ فَقَالَ علیه السلام إِنَّمَا سَمِعُوا قَوْلَ جَدِّنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ سَائِرَ الْأَئِمَّةِ نَقُولُ وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(3) قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام الْعَذَابُ الْأَدْنَی عَذَابُ الرَّجْعَةِ وَ الْعَذَابُ الْأَكْبَرُ عَذَابُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّذِی تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ(4) قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ اخْتِیَارُ اللَّهِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ(5) وَ قَوْلِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ (6) وَ قَوْلِهِ إِنَ

ص: 24


1- 1. توهم الكاتب أن القتل ألف قتلة أشدّ علیهم من نار الجحیم- أعاذنا اللّٰه منه و اللّٰه تعالی یقول:« لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا» و یحكی عنهم أنهم یقولون:« یا مالِكُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّكَ». هذا مع ما ورد أنّه لا سبیل بعد الحشر الی الممات. ثم العجب استثناؤه من هؤلاء الظلمة، الذین استشهدوا فی سبیل اللّٰه لقوله تعالی« بَلْ أَحْیاءٌ»* و الحال أنّه تعالی یقول« لا یُفْلِحُ الظَّالِمُونَ»*.
2- 2. آل عمران: 169 و 170.
3- 3. السجدة: 21. و مراد الكاتب أن ضمیر الجمع فی قوله تعالی:« لَنُذِیقَنَّهُمْ» یراد به رسول اللّٰه و الأئمّة علیهم السلام.
4- 4. إبراهیم: 48.
5- 5. الأنعام: 83، یوسف: 76.
6- 6. الأنعام: 124.

اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (1)

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ فَأَیْنَ نَحْنُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ الْمُفَضَّلُ فَوَ اللَّهِ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (2) وَ قَوْلِهِ مِلَّةَ أَبِیكُمْ إِبْراهِیمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِینَ (3) وَ قَوْلِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (4) وَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا عَبَدَا صَنَماً وَ لَا وَثَناً وَ لَا أَشْرَكَا بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ قَوْلِهِ وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (5) وَ الْعَهْدُ عَهْدُ الْإِمَامَةِ لَا یَنَالُهُ ظَالِمٌ قَالَ یَا مُفَضَّلُ وَ مَا عِلْمُكَ بِأَنَّ الظَّالِمَ لَا یَنَالُ عَهْدَ الْإِمَامَةِ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ لَا تَمْتَحِنِّی بِمَا لَا طَاقَةَ لِی بِهِ وَ لَا تَخْتَبِرْنِی وَ لَا تَبْتَلِنِی فَمِنْ عِلْمِكُمْ عَلِمْتُ وَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیْكُمْ أَخَذْتُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام صَدَقْتَ یَا مُفَضَّلُ وَ لَوْ لَا اعْتِرَافُكَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَیْكَ فِی ذَلِكَ لَمَا كُنْتَ هَكَذَا فَأَیْنَ یَا مُفَضَّلُ الْآیَاتُ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَنَّ الْكَافِرَ ظَالِمٌ قَالَ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (6) وَ الْكَافِرُونَ هُمُ الْفاسِقُونَ وَ مَنْ كَفَرَ وَ فَسَقَ وَ ظَلَمَ لَا یَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَحْسَنْتَ یَا مُفَضَّلُ فَمِنْ أَیْنَ قُلْتَ بِرَجْعَتِنَا وَ مُقَصِّرَةُ

ص: 25


1- 1. آل عمران: 33.
2- 2. آل عمران: 68.
3- 3. الحجّ: 78.
4- 4. إبراهیم: 35.
5- 5. البقرة: 124.
6- 6. البقرة: 254، و ما بعده آیة متوهمة لا توجد فی القرآن كیف و الفاسق هو الذی دخل فی جماعة المسلمین، لكنه فسق و خرج عن حكم اللّٰه، و الكافر لم یدخل فی حكم اللّٰه بعد، و لذلك یقول اللّٰه عزّ و جلّ:« إِنَّ الْمُنافِقِینَ هُمُ الْفاسِقُونَ» براءة: 68. و یقول:« وَ مَنْ لَمْ یَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ» المائدة: 47 و غیر ذلك.

شِیعَتِنَا تَقُولُ مَعْنَی الرَّجْعَةِ أَنْ یَرُدَّ اللَّهُ إِلَیْنَا مُلْكَ الدُّنْیَا وَ أَنْ یَجْعَلَهُ لِلْمَهْدِیِّ وَیْحَهُمْ مَتَی سُلِبْنَا الْمُلْكَ حَتَّی یُرَدَّ عَلَیْنَا قَالَ الْمُفَضَّلُ لَا وَ اللَّهِ وَ مَا سُلِبْتُمُوهُ وَ لَا تُسْلَبُونَهُ لِأَنَّهُ مُلْكُ النُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ وَ الْوَصِیَّةِ وَ الْإِمَامَةِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ لَوْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ شِیعَتُنَا لَمَا شَكُّوا فِی فَضْلِنَا أَ مَا سَمِعُوا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (1) وَ اللَّهِ یَا مُفَضَّلُ إِنَّ تَنْزِیلَ هَذِهِ الْآیَةِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ تَأْوِیلَهَا فِینَا وَ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ تَیْمٌ وَ عَدِیٌّ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَالْمُتْعَةُ قَالَ الْمُتْعَةُ حَلَالٌ طِلْقٌ وَ الشَّاهِدُ بِهَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا جُناحَ عَلَیْكُمْ فِیما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِی أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً(2) أَیْ مَشْهُوداً وَ الْقَوْلُ الْمَعْرُوفُ هُوَ الْمُشْتَهَرُ بِالْوَلِیِّ وَ الشُّهُودِ وَ إِنَّمَا احْتِیجَ إِلَی الْوَلِیِّ وَ الشُّهُودِ فِی النِّكَاحِ لِیَثْبُتَ النَّسْلُ وَ یَصِحَّ النَّسَبُ وَ یَسْتَحِقَّ الْمِیرَاثَ وَ قَوْلُهُ وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً(3) وَ جَعَلَ الطَّلَاقَ فِی النِّسَاءِ الْمُزَوَّجَاتِ غَیْرَ جَائِزٍ إِلَّا بِشَاهِدَیْنِ ذَوَیْ عَدْلٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ قَالَ فِی سَائِرِ الشَّهَادَاتِ عَلَی الدِّمَاءِ وَ الْفُرُوجِ وَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَمْلَاكِ وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُونا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ

مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ(4) وَ بَیَّنَ الطَّلَاقَ عَزَّ ذِكْرُهُ فَقَالَ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ (5) وَ لَوْ كَانَتِ الْمُطَلَّقَةُ تَبِینُ بِثَلَاثِ تَطْلِیقَاتٍ

ص: 26


1- 1. القصص: 5 و 6.
2- 2. البقرة: 235.
3- 3. النساء: 4.
4- 4. البقرة: 228.
5- 5. الطلاق: 1- 2.

تَجْمَعُهَا كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهَا أَوْ أَقَلُّ لَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ وَ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ إِلَی قَوْلِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَ أَقِیمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ یُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ قَوْلِهِ لا تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً هُوَ نُكْرٌ یَقَعُ بَیْنَ الزَّوْجِ وَ زَوْجَتِهِ فَیُطَلِّقُ التَّطْلِیقَةَ الْأُولَی بِشَهَادَةِ ذَوَیْ عَدْلٍ وَ حَدُّ وَقْتِ التَّطْلِیقِ هُوَ آخِرُ الْقُرُوءِ وَ الْقُرْءُ هُوَ الْحَیْضُ وَ الطَّلَاقُ یَجِبُ عِنْدَ آخِرِ نُقْطَةٍ بَیْضَاءَ تَنْزِلُ بَعْدَ الصُّفْرَةِ وَ الْحُمْرَةِ وَ إِلَی التَّطْلِیقَةِ الثَّانِیَةِ وَ الثَّالِثَةِ مَا یُحْدِثُ اللَّهُ بَیْنَهُمَا عَطْفاً أَوْ زَوَالَ مَا كَرِهَاهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ الْمُطَلَّقاتُ یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَ لا یَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ یَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِی أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ یُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ بُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِی ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَ لَهُنَّ مِثْلُ الَّذِی عَلَیْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ لِلرِّجالِ عَلَیْهِنَّ دَرَجَةٌ وَ اللَّهُ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (1) هَذَا لِقَوْلِهِ فِی أَنَّ لِلْبُعُولَةِ مُرَاجَعَةَ النِّسَاءِ مِنْ تَطْلِیقَةٍ إِلَی تَطْلِیقَةٍ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحاً وَ لِلنِّسَاءِ مُرَاجَعَةَ الرِّجَالِ فِی مِثْلِ ذَلِكَ ثُمَّ بَیَّنَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِیحٌ بِإِحْسانٍ وَ فِی الثَّالِثَةِ فَإِنْ طَلَّقَ الثَّالِثَةَ بَانَتْ فَهُوَ قَوْلُهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّی تَنْكِحَ زَوْجاً غَیْرَهُ (2) ثُمَّ یَكُونُ كَسَائِرِ الْخُطَّابِ لَهَا وَ الْمُتْعَةُ الَّتِی أَحَلَّهَا اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ أَطْلَقَهَا الرَّسُولُ عَنِ اللَّهِ لِسَائِرِ الْمُسْلِمِینَ فَهِیَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَیْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ أُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِینَ غَیْرَ مُسافِحِینَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَةً وَ لا جُناحَ عَلَیْكُمْ فِیما تَراضَیْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِیضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِیماً حَكِیماً(3) وَ الْفَرْقُ بَیْنَ الْمُزَوَّجَةِ وَ الْمُتْعَةِ أَنَّ لِلزَّوْجَةِ

ص: 27


1- 1. البقرة: 228 و 229.
2- 2. البقرة: 230.
3- 3. النساء: 23.

صَدَاقاً وَ لِلْمُتْعَةِ أُجْرَةً.

فَتَمَتَّعَ سَائِرُ الْمُسْلِمِینَ (1) عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَجِّ وَ غَیْرِهِ وَ أَیَّامِ أَبِی بَكْرٍ وَ أَرْبَعِ سِنِینَ فِی أَیَّامِ عُمَرَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی أُخْتِهِ عَفْرَاءَ فَوَجَدَ فِی حَجْرِهَا طِفْلًا یَرْضَعُ مِنْ ثَدْیِهَا فَنَظَرَ إِلَی دِرَّةِ اللَّبَنِ فِی فَمِ الطِّفْلِ فَأُغْضِبَ وَ أُرْعِدَ وَ

ارْبَدَّ وَ أَخَذَ الطِّفْلَ عَلَی یَدِهِ وَ خَرَجَ حَتَّی أَتَی الْمَسْجِدَ وَ رَقِیَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ نَادُوا فِی النَّاسِ أَنِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ كَانَ غَیْرَ وَقْتِ صَلَاةٍ یَعْلَمُ النَّاسُ أَنَّهُ لِأَمْرٍ یُرِیدُهُ عُمَرُ فَحَضَرُوا فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَوْلَادِ قَحْطَانَ مَنْ مِنْكُمْ یُحِبُّ أَنْ یَرَی الْمُحَرَّمَاتِ عَلَیْهِ مِنَ النِّسَاءِ وَ لَهَا مِثْلُ هَذَا الطِّفْلِ قَدْ خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِهَا وَ هُوَ یَرْضَعُ عَلَی ثَدْیِهَا وَ هِیَ غَیْرُ مُتَبَعِّلَةٍ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ مَا نُحِبُّ هَذَا فَقَالَ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أُخْتِی عَفْرَاءَ(2)

بِنْتَ خَیْثَمَةَ أُمِّی وَ أَبِیَ الْخَطَّابِ غَیْرُ مُتَبَعِّلَةٍ قَالُوا بَلَی قَالَ فَإِنِّی دَخَلْتُ عَلَیْهَا فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَوَجَدْتُ هَذَا الطِّفْلَ فِی حَجْرِهَا فَنَاشَدْتُهَا أَنَّی لَكِ هَذَا فَقَالَتْ تَمَتَّعْتُ فَأَعْلِمُوا سَائِرَ النَّاسِ أَنَّ هَذِهِ الْمُتْعَةَ الَّتِی كَانَتْ حَلَالًا لِلْمُسْلِمِینَ فِی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ رَأَیْتُ تَحْرِیمَهَا فَمَنْ أَبَی ضَرَبْتُ جَنْبَیْهِ بِالسَّوْطِ-(3) فَلَمْ یَكُنْ

ص: 28


1- 1. السائر بمعنی الباقی، و قولهم سائر الناس همج: ای باقی الناس باتفاق أهل اللغة كما فی اللسان. و قد یستعمل فی كلام المولدین بمعنی الجمیع- كما فی هذا الكلام نعم، قال الجوهریّ فی الصحاح: و سائر الناس: جمیعهم.
2- 2. لم یعنونها أصحاب الرجال و انما عنونوا صفیة بنت الخطاب كانت زوجة قدامة ابن مظعون، و أظن القصة مجعولة مختلقة، فان عمر بن الخطّاب كان یتعصب لسنن الجاهلیة و لذلك أنكر علی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله متعة الحجّ و لم یحل عن احرامه فی حجة الوداع مع انه لم یسق الهدی، و قال« أ ننطلق و ذكر أحدنا تقطر» فالظاهر أنّه كان یجد انكار متعة النساء فی نفسه من زمن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله. لا أنّه دخل علی عفراء إلخ.
3- 3. بل كان أوعد علی المتعة بالرجم، ففی صحیح مسلم ج 1 ص 467 عن أبی نضرة قال: كان ابن عبّاس یأمر بالمتعة و كان ابن الزبیر ینهی عنها، قال: فذكرت ذلك لجابر. ابن عبد اللّٰه فقال: علی یدی دار الحدیث تمتعنا مع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فلما قام عمر- أی بأمر الخلافة- قال: ان اللّٰه كان یحل لرسوله ما شاء بما شاء، و ان القرآن قد نزل منازله، فأتموا الحجّ و العمرة كما أمركم اللّٰه و أبتوا نكاح هذه النساء، فلن اوتی برجل نكح امرأة الی أجل الا رجمته بالحجارة. و فی سنن البیهقیّ ج 7 ص 206 عن أبی نضرة مثل هذا الحدیث و لفظه: قال: قلت: ان ابن الزبیر ینهی عن المتعة! و ان ابن عبّاس یأمر بها؟! فقال: یعنی جابر- علی یدی جری الحدیث تمتعنا مع رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله، و مع أبی بكر، فلما ولی عمر خطب الناس فقال: ان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله هذا الرسول، و ان القرآن هذا القرآن، و انهما كانتا متعتان علی عهد رسول اللّٰه و أنا أنهی عنهما و أعاقب علیهما: أحدهما متعة النساء و لا أقدر علی رجل تزوج امرأة الی أجل، الا غیبته بالحجارة. و كیف كان فقد استفاض عنه قوله« متعتان كانتا علی عهد رسول اللّٰه أنا أحرمهما و أعاقب علیهما» كما تجده فی أحكام القرآن للجصاص ج 1 ص 342، الحیوان للجاحظ ج 4 ص 278، البیان و التبیین له ج 2 ص 282، شرح النهج لابن أبی الحدید ج 1 ص 182( الخطبة الشقشقیة) و هكذا ج 12 ص 251( الخطبة 223) وفیات الأعیان للقاضی أحمد ابن خلّكان ج 2 ص 359( ط- ایران- ترجمة یحیی بن أكثم) و نقله أرباب التفاسیر عند قوله تعالی« فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ» منهم الفخر الرازیّ فی ج 10 ص 50 من تفسیره الكبیر و الطبرسیّ فی مجمع البیان ج 3 ص 32. و فی روایة اخری و أرسلها القوشچی فی أواخر مباحث الإمامة من كتابه شرح التجرید ص 408( ط- ایران 1301)-: أیها الناس ثلاث كن علی عهد رسول اللّٰه و أنا أنهی عنهن و أحرمهن، و أعاقب علیهن: متعة الحجّ، و متعة النساء، و حی علی خیر العمل. و ان شئت فراجع الدّر المنثور ج 2 ص 139- 141، تری فیها روایات كثیرة فی ذلك.

فِی الْقَوْمِ مُنْكِرٌ قَوْلَهُ وَ لَا رَادٌّ عَلَیْهِ وَ لَا قَائِلٌ لَا یَأْتِی رَسُولٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ أَوْ كِتَابٌ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ لَا نَقْبَلُ خِلَافَكَ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ كِتَابِهِ بَلْ سَلَّمُوا وَ رَضُوا قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَمَا شَرَائِطُ الْمُتْعَةِ قَالَ یَا مُفَضَّلُ لَهَا سَبْعُونَ شَرْطاً

ص: 29

مَنْ خَالَفَ فِیهَا شَرْطاً وَاحِداً ظَلَمَ نَفْسَهُ قَالَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی قَدْ أَمَرْتُمُونَا أَنْ لَا نَتَمَتَّعَ بِبَغِیَّةٍ وَ لَا مَشْهُورَةٍ بِفَسَادٍ وَ لَا مَجْنُونَةٍ وَ أَنْ نَدْعُوَ الْمُتْعَةَ إِلَی الْفَاحِشَةِ فَإِنْ أَجَابَتْ فَقَدْ حَرُمَ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا وَ أَنْ نَسْأَلَ أَ فَارِغَةٌ أَمْ مَشْغُولَةٌ بِبَعْلٍ أَوْ حَمْلٍ أَوْ بِعِدَّةٍ فَإِنْ شُغِلَتْ بِوَاحِدَةٍ مِنَ الثَّلَاثِ فَلَا تَحِلُّ وَ إِنْ خَلَتْ فَیَقُولُ لَهَا مَتِّعِینِی نَفْسَكِ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نِكَاحاً غَیْرَ سِفَاحٍ أَجَلًا مَعْلُوماً بِأُجْرَةٍ مَعْلُومَةٍ وَ هِیَ سَاعَةٌ أَوْ یَوْمٌ أَوْ یَوْمَانِ أَوْ شَهْرٌ أَوْ سَنَةٌ أَوْ مَا دُونَ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ وَ الْأُجْرَةُ مَا تَرَاضَیَا عَلَیْهِ مِنْ حَلْقَةِ خَاتَمٍ أَوْ شِسْعِ نَعْلٍ أَوْ شِقِّ تَمْرَةٍ إِلَی فَوْقِ ذَلِكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ وَ الدَّنَانِیرِ أَوْ عَرَضٍ تَرْضَی بِهِ فَإِنْ وَهَبَتْ لَهُ حَلَّ لَهُ كَالصَّدَاقِ الْمَوْهُوبِ مِنَ النِّسَاءِ الْمُزَوَّجَاتِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِنَ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً-(1) ثُمَّ یَقُولُ لَهَا عَلَی أَلَّا تَرِثِینِی وَ لَا أَرِثَكِ وَ عَلَی أَنَّ الْمَاءَ لِی أَضَعُهُ مِنْكِ حَیْثُ أَشَاءُ وَ عَلَیْكِ الِاسْتِبْرَاءُ خَمْسَةً وَ أَرْبَعِینَ یَوْماً أَوْ مَحِیضاً وَاحِداً فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ أَعَدْتَ الْقَوْلَ ثَانِیَةً وَ عَقَدْتَ النِّكَاحَ فَإِنْ أَحْبَبْتَ وَ أَحَبَّتْ هِیَ الِاسْتِزَادَةَ فِی الْأَجَلِ زِدْتُمَا وَ فِیهِ مَا رَوَیْنَاهُ (2)

فَإِنْ كَانَتْ تَفْعَلُ فَعَلَیْهَا مَا تَوَلَّتْ مِنَ الْإِخْبَارِ عَنْ نَفْسِهَا وَ لَا

ص: 30


1- 1. النساء: 4.
2- 2. یجوز الاستزادة فی المدة لكنه بعد انقضاء المدة أو بذلها بعقد جدید و لیس علیها عدة منه ففی الكافی ج 5 ص 458 عن أبان بن تغلب قال: قلت لابی عبد اللّٰه علیه السلام: جعلت فداك الرجل یتزوج المرأة متعة فیتزوجها علی شهر ثمّ انها تقع فی قلبه فیحب أن یكون شرطه أكثر من شهر، فهل یجوز أن یزیدها فی أجرها و یزداد فی الأیّام قبل ان تنقضی أیامه التی شرط علیها؟ فقال: لا، لا یجوز شرطان فی شرط- یعنی أجلان فی عقد- قلت: فكیف یصنع؟ قال: یتصدق علیها بما بقی من الأیّام ثمّ یستأنف شرطا جدیدا. نعم نقل العلامة فی المختلف جواز الزیادة فی الأجل و المهر قبل انقضاء المدة أیضا فراجع. و اعلم أن ما ذكره الكاتب فی هذا الفصل مرویّ بروایات أهل البیت علیهم السلام، تراها منبثة فی كتاب النكاح أبواب المتعة من الوسائل.

جُنَاحَ عَلَیْكَ-(1)

وَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ الْخَطَّابِ فَلَوْلَاهُ مَا زَنَی إِلَّا شَقِیٌّ أَوْ شَقِیَّةٌ-(2)

لِأَنَّهُ كَانَ یَكُونُ لِلْمُسْلِمِینَ غَنَاءٌ فِی الْمُتْعَةِ عَنِ الزِّنَا ثُمَّ تَلَا وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یُشْهِدُ اللَّهَ عَلی ما فِی قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وَ إِذا تَوَلَّی سَعی فِی الْأَرْضِ لِیُفْسِدَ فِیها وَ یُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللَّهُ لا یُحِبُّ الْفَسادَ(3)

ص: 31


1- 1. یعنی أنّها ان كانت تفعل الزنا، لكنها قالت لك عند ما سألت عنها:« لا أفعل» یكون الاثم علیها لا علیك، فان اخبار النساء عن نفسها محكمة، و انها مصدقة علی نفسها.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع، و لعلّ الصحیح:« الاشقی و شقیة» فان الزنی لا یكون الا بین نفسین: شقی و شقیة، لا أحدهما. و أمّا لفظ الحدیث قال علیّ علیه السلام:« لو لا أن عمر بن الخطّاب نهی عن المتعة ما زنی الاشقی» تراه فی الكافی ج 5 ص 448، تفسیر الطبریّ ج 5 ص 13، و تفسیر الرازیّ ج 10 ص 50، الدّر المنثور ج 2 ص 140، مجمع البیان ج 3 ص 32، أحكام القرآن للجصاص ج 2 ص 179 شرح النهج ج 12 ص 253 نقلا عن السیّد المرتضی. و قد یروی الحدیث« الاشفی» بالفاء، قال الجزریّ فی النهایة فی حدیث ابن عبّاس: ما كانت المتعة الا رحمة رحم اللّٰه بها امة محمد، لو لا نهیه- یعنی ابن الخطّاب- عنها ما احتاج الی الزنا الاشفی، أی قلیلا من الناس من قولهم« غابت الشمس الاشفی» أی الا قلیلا من ضوئها عند غروبها. أقول: هذا غیر صحیح، بل هو تصحیف قطعا، فان قوله« ما زنی» یحتاج الی الفاعل و لیس یصلح للفاعلیة الا ما یدلّ علیه لفظ الشقی. فتقدیر الكلام« ما زنی أحد أو ما احتاج الی الزنا أحد الا شقی» فاستثنی الرجل الشقی من عموم قوله« أحد»، و القیاس بقولهم« غابت الشمس الا شفی» غیر صحیح فان فاعل« غابت» هو« الشمس» المذكور، فیكون الاستثناء من الغیبوبة، صحیحا لا غبار علیه، و فیما نحن فیه لیس كذلك فانه یصیر المعنی« ما زنی أحد الا قلیلا» فیثبت الزنی لكل أحد لكن لا بالكثیر، بل فی بعض الأوقات، و هو خلاف المراد قطعا.
3- 3. البقرة: 204 و 205.

ثُمَّ قَالَ إِنَّ مَنْ عَزَلَ بِنُطْفَتِهِ عَنْ زَوْجَتِهِ فَدِیَةُ النُّطْفَةِ عَشَرَةُ دَنَانِیرَ كَفَّارَةً-(1) وَ إِنَّ مِنْ شَرْطِ الْمُتْعَةِ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ یَضَعُهُ حَیْثُ یَشَاءُ مِنَ الْمُتَمَتَّعِ بِهَا فَإِذَا وَضَعَهُ فِی الرَّحِمِ فَخُلِقَ مِنْهُ وَلَدٌ كَانَ لَاحِقاً بِأَبِیهِ ثُمَّ یَقُومُ جَدِّی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ أَبِیَ الْبَاقِرُ علیهما السلام فَیَشْكُوَانِ إِلَی جَدِّهِمَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فُعِلَ بِهِمَا ثُمَّ أَقُومُ أَنَا فَأَشْكُو إِلَی جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ الْمَنْصُورُ بِی ثُمَّ یَقُومُ ابْنِی مُوسَی فَیَشْكُو إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ بِهِ الرَّشِیدُ ثُمَّ یَقُومُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی فَیَشْكُو إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ بِهِ الْمَأْمُونُ ثُمَّ یَقُومُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَیَشْكُو إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ بِهِ الْمَأْمُونُ ثُمَّ یَقُومُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فَیَشْكُو إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ بِهِ الْمُتَوَكِّلُ ثُمَّ یَقُومُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَیَشْكُو إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ بِهِ الْمُعْتَزُّ ثُمَّ یَقُومُ الْمَهْدِیُّ سَمِیُّ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ رَسُولِ اللَّهِ مُضَرَّجاً بِدَمِ رَسُولِ اللَّهِ یَوْمَ شُجَّ جَبِینُهُ وَ كُسِرَتْ رَبَاعِیَتُهُ وَ الْمَلَائِكَةُ تَحُفُّهُ حَتَّی یَقِفُ بَیْنَ یَدَیْ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ یَا جَدَّاهْ وَصَفْتَنِی وَ دَلَلْتَ عَلَیَّ وَ نَسَبْتَنِی وَ سَمَّیْتَنِی وَ كَنَیْتَنِی فَجَحَدَتْنِی الْأُمَّةُ وَ تَمَرَّدَتْ وَ قَالَتْ مَا وُلِدَ وَ لَا كَانَ وَ أَیْنَ هُوَ وَ مَتَی كَانَ وَ أَیْنَ یَكُونُ وَ قَدْ مَاتَ وَ لَمْ یُعْقِبْ وَ لَوْ كَانَ صَحِیحاً مَا أَخَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی هَذَا الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَصَبَرْتُ مُحْتَسِباً

وَ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لِی فِیهَا بِإِذْنِهِ یَا جَدَّاهْ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِینَ (2) وَ یَقُولُ جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ حَقَ

ص: 32


1- 1. قال السیّد الطباطبائی فی عروة الوثقی( 628 ط دار الكتب الإسلامیة): و الأقوی عدم وجوب دیة النطفة علیه- ای من عزل نطفته- و ان قلنا بالحرمة، و قیل بوجوبها علیه للزوجة و هی عشرة دنانیر للخبر الوارد فیمن افزع رجلا عن عرسه فعزل عنها الماء، من وجوب نصف خمس المائة عشرة دنانیر علیه، لكنه فی غیر ما نحن فیه و لا وجه للقیاس علیه مع أنّه مع الفارق.
2- 2. الزمر: 74. و بعده مأخوذ من أول سورة النصر.

قَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ-(1) وَ یَقْرَأُ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِیناً لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ یُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكَ وَ یَهْدِیَكَ صِراطاً مُسْتَقِیماً وَ یَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً(2)

فَقَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ أَیُّ ذَنْبٍ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ حَمِّلْنِی ذُنُوبَ شِیعَةِ أَخِی وَ أَوْلَادِی الْأَوْصِیَاءِ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَ مَا تَأَخَّرَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَا تَفْضَحْنِی بَیْنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ مِنْ شِیعَتِنَا فَحَمَّلَهُ اللَّهُ إِیَّاهَا وَ غَفَرَ جَمِیعَهَا-(3) قَالَ الْمُفَضَّلُ فَبَكَیْتُ بُكَاءً طَوِیلًا وَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی هَذَا بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَیْنَا فِیكُمْ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ مَا هُوَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَمْثَالُكَ بَلَی یَا مُفَضَّلُ لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِیثِ أَصْحَابَ الرُّخَصِ مِنْ شِیعَتِنَا فَیَتَّكِلُونَ عَلَی هَذَا الْفَضْلِ وَ یَتْرُكُونَ الْعَمَلَ فَلَا یُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً لِأَنَّا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِینَا لا یَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضی وَ هُمْ مِنْ خَشْیَتِهِ مُشْفِقُونَ-(4) قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَقَوْلُهُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ظَهَرَ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ قَالَ یَا مُفَضَّلُ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ظَهَرَ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ مَا كَانَتْ مَجُوسِیَّةٌ وَ لَا یَهُودِیَّةٌ وَ لَا صَابِئِیًةٌ وَ لَا نَصْرَانِیَّةٌ وَ لَا فُرْقَةٌ وَ لَا خِلَافٌ وَ لَا شَكٌ

ص: 33


1- 1. براءة: 34، الصف: 9.
2- 2. الفتح: 31.
3- 3. هذا من عقائد الغلاة، فانهم كانوا یعتقدون أن كل من والی الأئمّة علیهم السلام جاز لهم ترك العبادة اتكالا علی ذلك، و كان أصحابنا القدماء یمتحنون من رمی بالغلو فی أوقات الصلاة قال النجاشیّ ص 253 فی محمّد بن أورمة أبو جعفر القمّیّ ذكره القمیون و غمزوا علیه و رموه بالغلو حتّی دس علیه من یفتك به فوجدوه یصلی من اول اللیل الی آخره فتوقفوا عنه.
4- 4. الأنبیاء: 28.

وَ لَا شِرْكٌ وَ لَا عَبَدَةُ أَصْنَامٍ وَ لَا أَوْثَانٍ وَ لَا اللَّاتِ وَ الْعُزَّی وَ لَا عَبَدَةُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ لَا النُّجُومِ وَ لَا النَّارِ وَ لَا الْحِجَارَةِ وَ إِنَّمَا قَوْلُهُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ هَذَا الْمَهْدِیُّ وَ هَذِهِ الرَّجْعَةُ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ-(1)

فَقَالَ الْمُفَضَّلُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلِمْتُمْ وَ بِسُلْطَانِهِ وَ بِقُدْرَتِهِ قَدَرْتُمْ وَ بِحُكْمِهِ نَطَقْتُمْ وَ بِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام ثُمَّ یَعُودُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام إِلَی الْكُوفَةِ وَ تُمْطِرُ السَّمَاءُ بِهَا جَرَاداً مِنْ ذَهَبٍ كَمَا أَمْطَرَهُ اللَّهُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَی أَیُّوبَ وَ یَقْسِمُ عَلَی أَصْحَابِهِ كُنُوزَ الْأَرْضِ مِنْ تِبْرِهَا وَ لُجَیْنِهَا وَ جَوْهَرِهَا قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ مَنْ مَاتَ مِنْ شِیعَتِكُمْ وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ لِإِخْوَانِهِ وَ لِأَضْدَادِهِ كَیْفَ یَكُونُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَوَّلُ مَا یَبْتَدِئُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام أَنْ یُنَادِیَ فِی جَمِیعِ الْعَالَمِ أَلَا مَنْ لَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِنَا دَیْنٌ فَلْیَذْكُرْهُ حَتَّی یَرُدَّ الثُّومَةَ وَ الْخَرْدَلَةَ فَضْلًا عَنِ الْقَناطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْأَمْلَاكِ فَیُوَفِّیَهُ إِیَّاهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ ثُمَّ مَا ذَا یَكُونُ قَالَ یَأْتِی الْقَائِمُ علیه السلام بَعْدَ أَنْ یَطَأَ شَرْقَ الْأَرْضِ وَ غَرْبَهَا الْكُوفَةَ وَ مَسْجِدَهَا وَ یَهْدِمُ الْمَسْجِدَ الَّذِی بَنَاهُ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ لَمَّا قَتَلَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ مَسْجِدٌ لَیْسَ لِلَّهِ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ بَنَاهُ قَالَ الْمُفَضَّلُ یَا مَوْلَایَ فَكَمْ تَكُونُ مُدَّةُ مُلْكِهِ علیه السلام فَقَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما یُرِیدُ وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَیْرَ مَجْذُوذٍ(2) وَ الْمَجْذُوذُ الْمَقْطُوعُ أَیْ عَطَاءً غَیْرَ مَقْطُوعٍ عَنْهُمْ بَلْ هُوَ دَائِمٌ أَبَداً وَ مُلْكٌ

ص: 34


1- 1. الأنفال: 38.
2- 2. هود: 105- 108.

لَا یَنْفَدُ وَ حُكْمٌ لَا یَنْقَطِعُ وَ أَمْرٌ لَا یَبْطُلُ إِلَّا بِاخْتِیَارِ اللَّهِ وَ مَشِیَّتِهِ وَ إِرَادَتِهِ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ثُمَّ الْقِیَامَةُ وَ مَا وَصَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً كَثِیراً.

أَقُولُ: رَوَی الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ مُنْتَخَبِ الْبَصَائِرِ هَذَا الْخَبَرَ هَكَذَا حَدَّثَنِی الْأَخُ الرُّشَیْدُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَسِّنٍ الطَّارَآبَادِیُّ أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ أَبِیهِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَسِّنٍ هَذَا الْحَدِیثَ الْآتِیَ ذِكْرُهُ وَ أَرَانِی خَطَّهُ وَ كَتَبْتُهُ مِنْهُ وَ صُورَتُهُ الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ كَمَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ: لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ عَلَی الْبَرَاذِینِ الشُّهْبِ بِأَیْدِیهِمُ الْحِرَابُ یَتَعَاوَوْنَ شَوْقاً إِلَی الْحَرْبِ كَمَا تَتَعَاوَی الذِّئَابُ أَمِیرُهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یُقَالُ لَهُ شُعَیْبُ بْنُ صَالِحٍ فَیُقْبِلُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِیهِمْ وَجْهُهُ كَدَائِرَةِ الْقَمَرِ یَرُوعُ النَّاسَ جَمَالًا فَیَبْقَی عَلَی أَثَرِ الظُّلْمَةِ فَیَأْخُذُ سَیْفَهُ الصَّغِیرَ وَ الْكَبِیرَ وَ الْعَظِیمَ وَ الْوَضِیعَ ثُمَّ یَسِیرُ بِتِلْكَ الرَّایَاتِ كُلِّهَا حَتَّی یَرِدَ الْكُوفَةَ وَ قَدْ جُمِعَ بِهَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْأَرْضِ یَجْعَلُهَا لَهُ مَعْقِلًا ثُمَّ یَتَّصِلُ بِهِ وَ بِأَصْحَابِهِ خَبَرُ الْمَهْدِیِّ فَیَقُولُونَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی نَزَلَ بِسَاحَتِنَا فَیَقُولُ الْحُسَیْنُ علیه السلام اخْرُجُوا بِنَا إِلَیْهِ حَتَّی تَنْظُرُوا مَنْ هُوَ وَ مَا یُرِیدُ وَ هُوَ یَعْلَمُ وَ اللَّهِ أَنَّهُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام وَ إِنَّهُ لَیَعْرِفُهُ وَ إِنَّهُ لَمْ یُرِدْ بِذَلِكَ الْأَمْرِ إِلَّا اللَّهَ فَیَخْرُجُ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ بَیْنَ یَدَیْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فِی أَعْنَاقِهِمُ الْمَصَاحِفُ وَ عَلَیْهِمُ الْمُسُوحُ مُقَلِّدِینَ بِسُیُوفِهِمْ فَیُقْبِلُ الْحُسَیْنُ علیه السلام حَتَّی یَنْزِلَ بِقُرْبِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَیَقُولُ سَائِلُوا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ مَنْ هُوَ وَ مَا ذَا یُرِیدُ فَیَخْرُجُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی عَسْكَرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَیَقُولُ أَیُّهَا الْعَسْكَرُ الْجَائِلُ مَنْ أَنْتُمْ حَیَّاكُمُ اللَّهُ وَ مَنْ صَاحِبُكُمْ هَذَا وَ مَا ذَا یُرِیدُ فَیَقُولُ أَصْحَابُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام هَذَا مَهْدِیُّ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ نَحْنُ أَنْصَارُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ یَقُولُ الْحُسَیْنُ علیه السلام خَلُّوا بَیْنِی وَ بَیْنَ هَذَا فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ الْمَهْدِیُّ علیه السلام فَیَقِفَانِ

ص: 35

بَیْنَ الْعَسْكَرَیْنِ فَیَقُولُ الْحُسَیْنُ علیه السلام إِنْ كُنْتَ مَهْدِیَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَیْنَ هِرَاوَةُ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَاتَمُهُ وَ بُرْدَتُهُ وَ دِرْعُهُ الْفَاضِلُ وَ عِمَامَتُهُ السَّحَابُ وَ فَرَسُهُ وَ نَاقَتُهُ الْعَضْبَاءُ وَ بَغْلَتُهُ دُلْدُلٌ وَ حِمَارُهُ یَعْفُورٌ وَ نَجِیبُهُ الْبُرَاقُ وَ تَاجُهُ وَ الْمُصْحَفُ الَّذِی جَمَعَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِغَیْرِ تَغْیِیرٍ وَ لَا تَبْدِیلٍ فَیُحْضِرُ لَهُ السَّفَطَ الَّذِی فِیهِ جَمِیعُ مَا طَلَبَهُ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ كَانَ كُلُّهُ فِی السَّفَطِ وَ تَرِكَاتُ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ حَتَّی عَصَا آدَمَ وَ نُوحٍ علیه السلام وَ تَرِكَةُ هُودٍ وَ صَالِحٍ علیه السلام وَ مَجْمُوعُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ صَاعُ یُوسُفَ علیه السلام وَ مِكْیَالُ شُعَیْبٍ علیه السلام وَ مِیزَانُهُ وَ عَصَا مُوسَی علیه السلام وَ تَابُوتُهُ الَّذِی فِیهِ بَقِیَّةُ مَا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ وَ دِرْعُ دَاوُدَ علیه السلام وَ خَاتَمُهُ وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ علیه السلام وَ تَاجُهُ وَ رَحْلُ عِیسَی علیه السلام وَ مِیرَاثُ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فِی ذَلِكَ السَّفَطِ وَ عِنْدَ ذَلِكَ یَقُولُ الْحُسَیْنُ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْرِسَ هِرَاوَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذَا الْحَجَرِ الصَّلْدِ وَ تَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ یُنْبِتَهَا فِیهِ وَ لَا یُرِیدُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنْ یُرِیَ أَصْحَابَهُ فَضْلَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام حَتَّی یُطِیعُوهُ وَ یُبَایِعُوهُ وَ یَأْخُذُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام الْهِرَاوَةَ فَیَغْرِسُهَا فَتَنْبُتُ فَتَعْلُو وَ تَفَرَّعُ وَ تُورِقُ حَتَّی تُظِلَّ عَسْكَرَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَیَقُولُ الْحُسَیْنُ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مُدَّ یَدَكَ حَتَّی أُبَایِعَكَ فَیُبَایِعُهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ سَائِرُ عَسْكَرِهِ إِلَّا الْأَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِ الْمَصَاحِفِ وَ الْمُسُوحِ الشَّعَرِ-(1)

الْمَعْرُوفُونَ بِالزَّیْدِیَّةِ فَإِنَّهُمْ یَقُولُونَ مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ عَظِیمٌ أَقُولُ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ إِنْ أَنْصَفْتُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ أَنْصَفْتُمُوهُ نَحْواً مِمَّا مَرَّ وَ لَمْ یَذْكُرْ بَعْدَهُ شَیْئاً.

بیان: الهود التوبة و الرجوع إلی الحق و صبا یصبو أی مال و صبأ بالهمز أی خرج من دین إلی دین.

ص: 36


1- 1. المسوح: جمع مسح- بالكسر- ما یلبس من نسیج الشعر علی البدن تقشفا و قهرا للجسد، و كان فیما سبق ثوب الرهبان و المرتاضین السیاحین.

و اعلم أن تاریخ الولادة مخالف لما مر و المشهور أن سرمن رأی بناها المعتصم و لعل المتوكل أتم بناءها و تعمیرها فلذا نسبت إلیه و قال الفیروزآبادی سرمن رأی بضم السین و الراء أی سرور و بفتحهما و بفتح الأول و ضم الثانی و سامرا و مده البحتری فی الشعر أو كلاهما لحن و ساء من رأی بلد لما شرع فی بنائه المعتصم ثقل ذلك علی عسكره فلما انتقل بهم إلیها سر كل منهم برؤیتها فلزمها هذا الاسم.

قوله فبغیر سنة القائم لعل المعنی أن الحسین علیه السلام كیف یظهر قبل القائم علیه السلام بغیر سنته فأجاب علیه السلام بأن ظهوره بعد القائم إذ كل بیعة قبله ضلالة قوله علیه السلام فها أنا ذا آدم یعنی فی علمه و فضله و أخلاقه التی بها تتبعونه و تفضلونه و شحب لونه كجمع و نصر و كرم و عنی تغیر قوله علیه السلام و یلزمهما إیاه أقول العلة و السبب فی إلزام ما تأخر عنهما من الآثام علیهما ظاهر لأنهما بمنع أمیر المؤمنین علیه السلام عن حقه و دفعه عن مقامه صارا سببین لاختفاء سائر الأئمة و مغلوبیتهم و تسلط أئمة الجور و غلبتهم إلی زمان القائم علیه السلام و صار ذلك سببا لكفر من كفر و ضلال من ضل و فسق من فسق لأن الإمام مع اقتداره و استیلائه و بسط یده یمنع من جمیع ذلك و عدم تمكن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه من بعض تلك الأمور فی أیام خلافته إنما كان لما أسساه من الظلم و الجور.

و أما ما تقدم علیهما فلأنهما كانا راضیین بفعل من فعل مثل فعلهما من دفع خلفاء الحق عن مقامهم و ما یترتب علی ذلك من الفساد و لو كانا منكرین لذلك لم یفعلا مثل فعلهم و كل من رضی بفعل فهو كمن أتاه كما دلت علیه الآیات الكثیرة حیث نسب اللّٰه تعالی فعال آباء الیهود إلیهم و ذمهم علیها لرضاهم بها و غیر ذلك و استفاضت به أخبار الخاصة و العامة.

علی أنه لا یبعد أن یكون لأرواحهم الخبیثة مدخلا فی صدور تلك الأمور عن الأشقیاء كما أن أرواح الطیبین من أهل بیت الرسالة كانت مؤیدة للأنبیاء و الرسل معینة لهم فی الخیرات شفیعة لهم فی رفع الكربات كما مر فی كتاب

ص: 37

الإمامة.

و مع صرف النظر عن جمیع ذلك یمكن أن یؤول بأن المراد إلزام مثل فعال هؤلاء الأشقیاء علیهما و إنهما فی الشقاوة مثل جمیعهم لصدور مثل أفعال الجمیع عنهما.

قوله و المنادی من حول الضریح أی أجیبوا و انصروا أولاد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله الملهوفین المنادین حول ضریح جدهم.

قوله علیه السلام و الخاف أی الجبل المطیف بالدنیا و لا یبعد أن یكون تصحیف القاف و الجزل بالفتح ما عظم من الحطب و یبس و الركل الضرب بالرجل و كذا الرفس.

قوله علیه السلام لداعیها أی للداعی فیها إلی الحق و لا یجاب منادیها أی المستغیث فیها و لا یخالف والیها أی یطاع والی تلك الفتنة فی كل ما یرید و الجحجاح السید قوله جوانبها لعله بدل بعض و كذا نظائره.

قوله علیه السلام قال اللّٰه عز و جل فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ لعله علیه السلام فسر قوله تعالی إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ بزمان الرجعة بأن یكون المراد بالجنة و النار ما یكون فی عالم البرزخ كما ورد فی خبر آخر و استدل علیه السلام بها علی أن هذا الزمان منوط بمشیة اللّٰه كما قال تعالی غیر معلوم للخلق علی التعیین و هذا أظهر الوجوه التی ذكروها فی تفسیر هذه الآیة.

ص: 38

باب 29 الرجعة

اشارة

«1»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ وَ أَبَا الْخَطَّابِ یُحَدِّثَانِ جَمِیعاً قَبْلَ أَنْ یُحْدِثَ أَبُو الْخَطَّابِ مَا أَحْدَثَ (1)

أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ:

أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ وَ یَرْجِعُ إِلَی الدُّنْیَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ إِنَّ الرَّجْعَةَ لَیْسَتْ بِعَامَّةٍ وَ هِیَ خَاصَّةٌ لَا یَرْجِعُ إِلَّا مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ الشِّرْكَ مَحْضاً.

«2»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ بُكَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قَالَ لِی مَنْ لَا أَشُكُّ فِیهِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً سَیَرْجِعَانِ.

«3»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تَقُولُوا الْجِبْتَ وَ الطَّاغُوتَ وَ لَا تَقُولُوا الرَّجْعَةَ فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ فَإِنَّكُمْ قَدْ كُنْتُمْ

ص: 39


1- 1. هو محمّد بن مقلاس- أو مقلاص- الأسدی الكوفیّ أبو إسماعیل یعرف بابن أبی زینب البراد- كان یبیع الابراد- من أصحاب أبی عبد اللّٰه الصادق علیه السلام، كان مستقیم الطریقة، ثمّ انحرف و تحول غالیا فأحدث القول بالوهیة أبی عبد اللّٰه علیه السلام و أنه رسول منه، و قد كان یقول بأن الأئمّة علیهم السلام انبیاء، یعرف أصحابه بالخطابیة. و ممّا أحدث أنّه كان یقول وقت فضیلة المغرب من بعد سقوط الشفق، و الحال أن سقوط الشفق آخر وقت الفضیلة باجماع المسلمین، تری تفصیل ذلك فی الوسائل أبواب المواقیت باب 18. لكنه قد روی أصحابنا عنه أحادیث كثیرة فی حال استقامته، و هكذا قبلوا ما لم یختص بروایته فی حال الانحراف قال الشیخ فی العدة: « فما یختص الغلاة بروایته، فان كانوا ممن عرف لهم حال استقامة و حال غلو، عمل بما رووه فی حال الاستقامة، و ترك ما رووه فی حال غلوهم، و لاجل ذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب محمّد بن أبی زینب فی حال استقامته».

تَقُولُونَ ذَلِكَ فَقُولُوا أَمَّا الْیَوْمَ فَلَا نَقُولُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ كَانَ یَتَأَلَّفُ النَّاسَ بِالْمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِیَكُفُّوا عَنْهُ فَلَا تَتَأَلَّفُونَهُمْ بِالْكَلَامِ.

بیان: أی لا تسموا الملعونین بهذین الاسمین أو لا تتعرضوا لهما بوجه.

«4»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الْعِظَامِ مِنَ الرَّجْعَةِ وَ أَشْبَاهِهَا فَقَالَ إِنَّ هَذَا الَّذِی تَسْأَلُونَ عَنْهُ لَمْ یَجِئْ أَوَانُهُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ (1).

«5»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْیَقْطِینِیِّ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً-(2)

فَقَالَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قُتِلَ إِلَّا سَیَرْجِعُ حَتَّی یَمُوتَ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مَاتَ إِلَّا سَیَرْجِعُ حَتَّی یُقْتَلَ.

«6»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُنْكِرُ أَهْلُ الْعِرَاقِ الرَّجْعَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَ مَا یَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً(3).

«7»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِحُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ وَ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ یَخْبِطَانِ النَّاسَ بِأَسْیَافِهِمَا بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ.

«8»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ-(4)

فَقَالَ یَا جَابِرُ أَ تَدْرِی مَا سَبِیلُ اللَّهِ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا إِذَا

ص: 40


1- 1. یونس: 39.
2- 2. النمل: 83.
3- 3. النمل: 83.
4- 4. آل عمران: 157.

سَمِعْتُ مِنْكَ فَقَالَ الْقَتْلُ فِی سَبِیلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ ذُرِّیَّتِهِ فَمَنْ قُتِلَ فِی وَلَایَتِهِ قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَیْسَ أَحَدٌ یُؤْمِنُ بِهَذِهِ الْآیَةِ إِلَّا وَ لَهُ قَتْلَةٌ وَ مَیْتَةٌ إِنَّهُ مَنْ قُتِلَ یُنْشَرُ حَتَّی یَمُوتَ وَ مَنْ مَاتَ یُنْشَرُ حَتَّی یُقْتَلَ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن ابن المغیرة: مثله (1)

بیان: لعل آخر الخبر تفسیر لآخر الآیة و هو قوله وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَی اللَّهِ تُحْشَرُونَ (2) بأن یكون المراد بالحشر الرجعة(3).

«9»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ فَیْضِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ (4) الْآیَةَ قَالَ لَیُؤْمِنُنَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیَنْصُرُنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ وَ لَیَنْصُرُنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (5)

قَالَ علیه السلام نَعَمْ وَ اللَّهِ مِنْ لَدُنْ آدَمَ فَهَلُمَّ جَرّاً فَلَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا إِلَّا رَدَّ جَمِیعَهُمْ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی یُقَاتِلُوا بَیْنَ یَدَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

ص: 41


1- 1. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 202.
2- 2. آل عمران: 158.
3- 3. بل المراد أن التردید فی قوله« لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ، أَوْ مُتُّمْ» لیس باعتبار التحلیل الی كل فرد، بمعنی أن بعضكم یقتل فی سبیل اللّٰه، و بعضكم یموت، كما فهمه العامّة، بل باعتبار الحیاتین: ففی إحداهما تقتلون فی سبیل اللّٰه- او فی غیر سبیل اللّٰه و فی الأخری تموتون، و هی الرجعة. و لما كان القتل فی سبیل اللّٰه خاصا ببعض هذه المقتولین، كرر القول عاما فقال فی آخر الآیة« وَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَی اللَّهِ تُحْشَرُونَ»، و فی تقدیم الموت علی القتل تارة و تأخیره اخری دلالة علی أن هذه الرجعة ثابتة، فإذا قتل، رجع حتّی یموت، و إذا مات رجع حتی یقتل فتدبر.
4- 4. آل عمران: 81.
5- 5. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع، أضفناه طبقا لتفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 181. فراجع.

شی، [تفسیر العیاشی] عن فیض بن أبی شیبة: مثله.

«10»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ(1) یَعْنِی بِذَلِكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ قِیَامَهُ فِی الرَّجْعَةِ یُنْذِرُ فِیهَا وَ قَوْلِهِ إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ نَذِیراً یَعْنِی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نَذِیراً(2) لِلْبَشَرِ فِی الرَّجْعَةِ وَ فِی قَوْلِهِ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ كَافَّةً لِلنَّاسِ (3) فِی الرَّجْعَةِ.

«11»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ یَقُولُ إِنَّ الْمُدَّثِّرَ هُوَ كَائِنٌ عِنْدَ الرَّجْعَةِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ حَیَاةٌ قَبْلَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ مَوْتٌ قَالَ فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ نَعَمْ وَ اللَّهِ لَكَفْرَةٌ مِنَ الْكُفْرِ بَعْدَ الرَّجْعَةِ أَشَدُّ مِنْ كَفَرَاتٍ قَبْلَهَا.

«12»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ إِبْلِیسَ قَالَ أَنْظِرْنِی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ (4) فَأَبَی اللَّهُ ذَلِكَ عَلَیْهِ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ظَهَرَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی جَمِیعِ أَشْیَاعِهِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَ هِیَ آخِرُ كَرَّةٍ یَكُرُّهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ وَ إِنَّهَا لَكَرَّاتٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّهَا لَكَرَّاتٌ وَ كَرَّاتٌ مَا مِنْ إِمَامٍ فِی قَرْنٍ إِلَّا وَ یَكُرُّ مَعَهُ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ فِی دَهْرِهِ حَتَّی یُدِیلَ اللَّهُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ كَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَصْحَابِهِ وَ جَاءَ إِبْلِیسُ فِی أَصْحَابِهِ وَ یَكُونُ مِیقَاتُهُمْ فِی أَرْضٍ مِنْ أَرَاضِی الْفُرَاتِ یُقَالُ لَهُ الرَّوْحَاءُ قَرِیبٌ

ص: 42


1- 1. المدّثّر: 1 و 2.
2- 2. المدّثّر: 36.
3- 3. یرید معنی قوله تعالی:« وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِیراً وَ نَذِیراً» السبأ: 28 لا لفظه، فانه لا توجد فی القرآن آیة بهذا اللفظ.
4- 4. الأعراف: 15 و 16.

مِنْ كُوفَتِكُمْ فَیَقْتَتِلُونَ قِتَالًا لَمْ یُقْتَتَلْ مِثْلُهُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَالَمِینَ فَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی أَصْحَابِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَدْ رَجَعُوا إِلَی خَلْفِهِمُ الْقَهْقَرَی مِائَةَ قَدَمٍ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ قَدْ وَقَعَتْ بَعْضُ أَرْجُلِهِمْ فِی الْفُرَاتِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَهْبِطُ الْجَبَّارُ عَزَّ وَ جَلَ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِیَ الْأَمْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَامَهُ بِیَدِهِ حَرْبَةٌ مِنْ نُورٍ فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْهِ إِبْلِیسُ رَجَعَ الْقَهْقَرَی نَاكِصاً عَلَی عَقِبَیْهِ فَیَقُولُونَ لَهُ أَصْحَابُهُ أَیْنَ تُرِیدُ وَ قَدْ ظَفِرْتَ فَیَقُولُ إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِینَ فَیَلْحَقُهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَطْعُنُهُ طَعْنَةً بَیْنَ كَتِفَیْهِ فَیَكُونُ هَلَاكُهُ وَ هَلَاكُ جَمِیعِ أَشْیَاعِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُعْبَدُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یُشْرَكُ بِهِ شَیْئاً وَ یَمْلِكُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَرْبَعاً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّی یَلِدَ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام أَلْفَ وَلَدٍ مِنْ صُلْبِهِ ذَكَراً وَ عِنْدَ ذَلِكَ تَظْهَرُ الْجَنَّتَانِ الْمُدْهَامَّتَانِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ مَا حَوْلَهُ بِمَا شَاءَ اللَّهُ.

بیان: هبوط الجبار تعالی كنایة عن نزول آیات عذابه و قد مضی تأویل الآیة المضمنة فی هذا الخبر فی كتاب التوحید(1)

و قد سبق الروایة عن الرضا علیه السلام هناك أنها هكذا نزلت إلا أن یأتیهم اللّٰه بالملائكة فی ظلل من الغمام و علی هذا یمكن أن یكون الواو فی قوله و الملائكة هنا زائدا من النساخ.

«13»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الَّذِی یَلِی حِسَابَ النَّاسِ قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأَمَّا یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِنَّمَا هُوَ بَعْثٌ إِلَی الْجَنَّةِ وَ بَعْثٌ إِلَی النَّارِ.

«14»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَعاً عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام

ص: 43


1- 1. راجع ج 3 ص 319 من الطبعة الحدیثة، فنقل عن الطبرسیّ فی قوله تعالی« هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ» البقرة: 210، أنه قال: أی هل ینتظر هؤلاء المكذبون بآیات اللّٰه الا أن یأتیهم أمر اللّٰه، أو عذاب اللّٰه، فی ستر من السحاب و قیل معناه ما ینتظرون الا أن یأتیهم جلائل آیات اللّٰه غیر أنّه ذكر نفسه تفخیما للآیات.

قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ یَرْجِعُ لَجَارُكُمُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَیَمْلِكُ حَتَّی تَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنَ الْكِبَرِ.

خص، [منتخب البصائر] سعد عن ابن عیسی و ابن عبد الجبار و أحمد بن الحسن بن فضال جمیعا عن الحسن بن فضال عن أبی المغراء(1)

عن داود بن راشد: مثله.

«15»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَبِیصَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ (2) قَالَ یُكْسَرُونَ فِی الْكَرَّةِ كَمَا یُكْسَرُ الذَّهَبُ حَتَّی یَرْجِعَ كُلُّ شَیْ ءٍ إِلَی شِبْهِهِ یَعْنِی إِلَی حَقِیقَتِهِ.

بیان: لعله إشارة إلی ما مر فی الأخبار من المزج بین الطینتین أو المراد افتتانهم حتی یظهر حقائقهم.

«16»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: قَالَ لَتَرْجِعَنَّ نُفُوسٌ ذَهَبَتْ وَ لَیُقْتَصَّنَّ یَوْمَ یَقُومُ وَ مَنْ عُذِّبَ یَقْتَصُّ بِعَذَابِهِ وَ مَنْ أُغِیظَ أَغَاظَ بِغَیْظِهِ وَ مَنْ قُتِلَ اقْتَصَّ بِقَتْلِهِ وَ یُرَدُّ لَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ مَعَهُمْ حَتَّی یَأْخُذُوا بِثَأْرِهِمْ ثُمَّ یَعْمُرُونَ بَعْدَهُمْ ثَلَاثِینَ شَهْراً ثُمَّ یَمُوتُونَ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ قَدْ أَدْرَكُوا ثَارَهُمْ وَ شَفَوْا أَنْفُسَهُمْ وَ یَصِیرُ عَدُوُّهُمْ إِلَی أَشَدِّ النَّارِ عَذَاباً ثُمَّ یُوقَفُونَ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُؤْخَذُ لَهُمْ بِحُقُوقِهِمْ.

«17»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَرَی بَیْنَهُمَا حَدِیثٌ فَقَالَ أَبِی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ فِی الْكَرَّةِ قَالَ أَقُولُ فِیهَا مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ أَنَّ تَفْسِیرَهَا(3) صَارَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَأْتِیَ هَذَا الْحَرْفُ بِخَمْسٍ وَ عِشْرِینَ لَیْلَةً قَوْلُ اللَّهِ

ص: 44


1- 1. عنونه ابن داود فی القسم الأوّل و ضبطه بالغین المعجمة و الراء ممدود، مفتوح المیم، و اسمه حمید- بالتصغیر- بن المثنی العجلیّ مولاهم الكوفیّ الصیرفی، من أصحاب أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام. ثقة ثقة.
2- 2. الذاریات: 13.
3- 3. یعنی تفسیر الكرة.

عَزَّ وَ جَلَ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ(1) إِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا وَ لَمْ یَقْضُوا ذُحُولَهُمْ فَقَالَ لَهُ أَبِی یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ أَیَّ شَیْ ءٍ أَرَادَ بِهَذَا فَقَالَ إِذَا انْتَقَمَ مِنْهُمْ وَ بَاتَتْ (2) بَقِیَّةُ الْأَرْوَاحِ سَاهِرَةً لَا تَنَامُ وَ لَا تَمُوتُ.

بیان: الذحول جمع الذحل و هو طلب الثأر و لعل المعنی أنهم إنما وصفوا هذه الكرة بالخاسرة لأنهم بعد أن قتلوا و عذبوا لم ینته عذابهم بل عقوبات القیامة معدة لهم أو أنهم لا یمكنهم تدارك ما یفعل بهم من أنواع القتل و العقاب.

قوله علیه السلام ساهرة لعل التقدیر فإذا هم بالحالة الساهرة علی الإسناد المجازی أو فی جماعة ساهرة.

قال البیضاوی قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ ذات خسران أو خاسر أصحابها و المعنی أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذیبنا بها و هو استهزاء منهم فَإِنَّما هِیَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ متعلق بمحذوف أی لا تستصعبوها فما هی إلا صیحة واحدة یعنی النفخة الثانیة فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ فإذا هم أحیاء علی وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتا فی بطنها و الساهرة الأرض البیضاء المستویة سمیت بذلك لأن السراب یجری فیها من قولهم عین ساهرة للتی تجری ماؤها و فی ضدها نائمة أو لأن سالكها یسهر خوفا و قیل اسم جهنم انتهی.

أقول: علی تأویله علیه السلام قولهم تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ كلامهم فی الرجعة علی التحقیق لا فی الحیاة الأولی علی الاستهزاء.

«18»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَكُمْ أَنْبِیَاءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً-(3)

فَقَالَ الْأَنْبِیَاءُ رَسُولُ اللَّهِ

ص: 45


1- 1. النازعات: 12- 14.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« ماتت» و هو تصحیف ظاهر.
3- 3. یرید معنی قوله:« اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِیكُمْ أَنْبِیاءَ وَ جَعَلَكُمْ مُلُوكاً» المائدة: 20.

وَ إِبْرَاهِیمُ وَ إِسْمَاعِیلُ وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ الْمُلُوكُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام قَالَ فَقُلْتُ وَ أَیَّ مُلْكٍ أُعْطِیتُمْ فَقَالَ مُلْكَ الْجَنَّةِ وَ مُلْكَ الْكَرَّةِ.

«19»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی أَبِی عُثْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوَّلُ مَنْ یَرْجِعُ إِلَی الدُّنْیَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَیَمْلِكُ حَتَّی یَسْقُطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنَ الْكِبَرِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(1) قَالَ نَبِیُّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله رَاجِعٌ إِلَیْكُمْ.

«20»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ الْوَاحِدَةِ رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُطْرُوشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَدٌ وَاحِدٌ تَفَرَّدَ فِی وَحْدَانِیَّتِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلَقَنِی وَ ذُرِّیَّتِی ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً فَأَسْكَنَهُ اللَّهُ فِی ذَلِكَ النُّورِ وَ أَسْكَنَهُ فِی أَبْدَانِنَا فَنَحْنُ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ فَبِنَا احْتَجَّ عَلَی خَلْقِهِ فَمَا زِلْنَا فِی ظُلَّةٍ خَضْرَاءَ حَیْثُ لَا شَمْسَ وَ لَا قَمَرَ وَ لَا لَیْلَ وَ لَا نَهَارَ وَ لَا عَیْنَ تَطْرِفُ نَعْبُدُهُ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُسَبِّحُهُ وَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ وَ أَخَذَ مِیثَاقَ الْأَنْبِیَاءِ بِالْإِیمَانِ وَ النُّصْرَةِ لَنَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ-(2)

یَعْنِی لَتُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَّ وَصِیَّهُ وَ سَیَنْصُرُونَهُ جَمِیعاً.

وَ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقِی مَعَ مِیثَاقِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّصْرَةِ بَعْضِنَا لِبَعْضٍ فَقَدْ نَصَرْتُ مُحَمَّداً وَ جَاهَدْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَتَلْتُ عَدُوَّهُ وَ وَفَیْتُ لِلَّهِ بِمَا أَخَذَ عَلَیَّ مِنَ الْمِیثَاقِ وَ الْعَهْدِ وَ النُّصْرَةِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَنْصُرْنِی أَحَدٌ مِنْ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ ذَلِكَ لِمَا قَبَضَهُمُ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ سَوْفَ یَنْصُرُونَنِی وَ یَكُونُ لِی مَا بَیْنَ مَشْرِقِهَا إِلَی مَغْرِبِهَا

ص: 46


1- 1. القصص: 85.
2- 2. آل عمران: 81.

وَ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ أَحْیَاءً مِنْ آدَمَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ یَضْرِبُونَ بَیْنَ یَدَیَّ بِالسَّیْفِ هَامَ الْأَمْوَاتِ وَ الْأَحْیَاءِ وَ الثَّقَلَیْنِ جَمِیعاً فَیَا عَجَبَا وَ كَیْفَ لَا أَعْجَبُ مِنْ أَمْوَاتٍ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ أَحْیَاءً یُلَبُّونَ زُمْرَةً زُمْرَةً بِالتَّلْبِیَةِ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ یَا دَاعِیَ اللَّهِ قَدْ تَخَلَّلُوا بِسِكَكِ الْكُوفَةِ قَدْ شَهَرُوا سُیُوفَهُمْ عَلَی عَوَاتِقِهِمْ لَیَضْرِبُونَ بِهَا هَامَ الْكَفَرَةِ وَ جَبَابِرَتِهِمْ وَ أَتْبَاعِهِمْ مِنْ جَبَّارَةِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ حَتَّی یُنْجِزَ اللَّهُ مَا وَعَدَهُمْ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً(1) أَیْ یَعْبُدُونَنِی آمِنِینَ لَا یَخَافُونَ أَحَداً مِنْ عِبَادِی لَیْسَ عِنْدَهُمْ تَقِیَّةٌ وَ إِنَّ لِی الْكَرَّةَ بَعْدَ الْكَرَّةِ وَ الرَّجْعَةَ بَعْدَ الرَّجْعَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ الرَّجَعَاتِ وَ الْكَرَّاتِ وَ صَاحِبُ الصَّوْلَاتِ وَ النَّقِمَاتِ وَ الدُّولَاتِ الْعَجِیبَاتِ (2)

وَ أَنَا قَرْنٌ مِنْ حَدِیدٍ وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

أَنَا أَمِینُ اللَّهِ وَ خَازِنُهُ وَ عَیْبَةُ سِرِّهِ وَ حِجَابُهُ وَ وَجْهُهُ وَ صِرَاطُهُ وَ مِیزَانُهُ وَ أَنَا الْحَاشِرُ إِلَی اللَّهِ وَ أَنَا كَلِمَةُ اللَّهِ الَّتِی یَجْمَعُ بِهَا الْمُفْتَرِقَ وَ یُفَرِّقُ بِهَا الْمُجْتَمِعَ وَ أَنَا أَسْمَاءُ اللَّهِ الْحُسْنَی وَ أَمْثَالُهُ الْعُلْیَا وَ آیَاتُهُ الْكُبْرَی وَ أَنَا صَاحِبُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أُسْكِنُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ وَ أُسْكِنُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ وَ إِلَیَّ تَزْوِیجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ إِلَیَّ عَذَابُ أَهْلِ النَّارِ وَ إِلَیَّ إِیَابُ الْخَلْقِ جَمِیعاً وَ أَنَا الْإِیَابُ الَّذِی یَئُوبُ إِلَیْهِ كُلُّ شَیْ ءٍ بَعْدَ الْقَضَاءِ وَ إِلَیَّ حِسَابُ الْخَلْقِ جَمِیعاً وَ أَنَا صَاحِبُ

ص: 47


1- 1. النور: 55.
2- 2. قوله علیه السلام« أنا صاحب الرجعات و الكرات» أی الرجعات الی الدنیا و الدولة: الغلبة، أی أنا صاحب الغلبة علی أهل الغلبة فی الحروب، أو المعنی أنّه كان دولة كل ذی دولة من الأنبیاء و الأوصیاء بسبب أنوارنا، أو كان غلبتهم علی الاعادی بالتوسل بنا كما دلت علیه الاخبار الكثیرة، أو المعنی أن لی علم كل كرة، و علم كل دولة، منه رحمه اللّٰه.

الْهِبَاتِ وَ أَنَا الْمُؤَذِّنُ عَلَی الْأَعْرَافِ-(1) وَ أَنَا بَارِزُ الشَّمْسِ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ-(2)

وَ أَنَا خَازِنُ الْجِنَانِ وَ صَاحِبُ الْأَعْرَافِ-(3)

وَ أَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُتَّقِینَ وَ آیَةُ السَّابِقِینَ وَ لِسَانُ النَّاطِقِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ النَّبِیِّینَ وَ خَلِیفَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صِرَاطُ رَبِّیَ الْمُسْتَقِیمُ وَ فُسْطَاطُهُ وَ الْحُجَّةُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ أَنَا الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِهِ عَلَیْكُمْ فِی ابْتِدَاءِ خَلْقِكُمْ وَ أَنَا الشَّاهِدُ یَوْمَ الدِّینِ وَ أَنَا الَّذِی عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ الْأَنْسَابَ وَ اسْتُحْفِظْتُ آیَاتِ النَّبِیِّینَ الْمُسْتَخْفِینَ الْمُسْتَحْفَظِینَ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ-(4)

وَ أَنَا الَّذِی سُخِّرَتْ لِیَ السَّحَابُ وَ الرَّعْدُ

ص: 48


1- 1. روی الصدوق فی المعانی ص 59 بإسناده عن جابر الجعفی، عن أبی جعفر علیه السلام قال خطب أمیر المؤمنین بالكوفة منصرفه من النهروان- و ذكر الخطبة الی أن قال فیها: و أنا المؤذن فی الدنیا و الآخرة قال اللّٰه عزّ و جلّ« فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ» أنا ذلك المؤذن و قال« وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ» فأنا ذلك الاذان.
2- 2. هذا هو الصحیح، و ما یقوله المولدون: هو قسیم النار و الجنة، فمعنی غیر ثابت فی اللغة، فان« قسیم» انما هو بمعنی مقاسم قال فی الاساس:« و هو قسیمی: مقاسمی، و فی حدیث علیّ علیه السلام: أنا قسیم النار» یعنی أنّه یقول للنار: هذا الكافر لك و هذا المؤمن لی. لكن المولدین یطلقون القسیم و یریدون به معنی مقسم، كما قال شاعرهم: علی حبّه جنة***قسیم النار و الجنة***وصی المصطفی حقا***امام الانس و الجنة
3- 3. إشارة الی قوله تعالی« وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ» فقد روی فی المجمع عن الحاكم الحسكانی بإسناده رفعه الی الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند علیّ علیه السلام فأتاه ابن الكواء فسأله عن هذه الآیة فقال: ویحك یا بن الكواء نحن نقف یوم القیامة بین الجنة و النار فمن نصرنا عرفناه بسیماه فأدخلناه الجنة، و من أبغضنا عرفناه بسیماه فأدخلناه النار.
4- 4. إشارة الی انه صلوات اللّٰه علیه دابة الأرض، و قد روی الطبرسیّ فی تفسیره ج 7 ص 347 و الزمخشریّ فی الكشّاف ج 2 ص 370 عن حذیفة، عن النبیّ صلّی اللّٰه. علیه و آله قال: دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا یدركها طالب، و لا یفوتها هارب فتسم المؤمن بین عینیه و تكتب« مؤمن» و تسم الكافر بین عینیه و تكتب« كافر» و معها عصا موسی و خاتم سلیمان، فتجلو وجه المؤمن بالعصا و تختم أنف الكافر بالخاتم، حتی یقال: یا مؤمن و یا كافر.

وَ الْبَرْقُ وَ الظُّلَمُ وَ الْأَنْوَارُ وَ الرِّیَاحُ وَ الْجِبَالُ وَ الْبِحَارُ وَ النُّجُومُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ أَنَا الْقَرْنُ الْحَدِیدُ(1)

وَ أَنَا فَارُوقُ الْأُمَّةِ وَ أَنَا الْهَادِی وَ أَنَا الَّذِی أَحْصَیْتُ كُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً بِعِلْمِ اللَّهِ الَّذِی أَوْدَعَنِیهِ وَ بِسِرِّهِ الَّذِی أَسَرَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسَرَّهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ وَ أَنَا الَّذِی أَنْحَلَنِی رَبِّی اسْمَهُ وَ كَلِمَتَهُ وَ حِكْمَتَهُ وَ عِلْمَهُ وَ فَهْمَهُ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ اسْأَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أَسْتَعْدِیكَ عَلَیْهِمْ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُتَّبِعِینَ أَمْرَهُ.

بیان: وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ قال البیضاوی قیل إنه علی ظاهره و إذا كان هذا حكم الأنبیاء كان الأمم به أولی و قیل معناه أنه تعالی أخذ المیثاق من النبیین و أممهم و استغنی بذكرهم عن ذكر أممهم و قیل إضافة المیثاق إلی النبیین إضافة إلی الفاعل و المعنی إذ أخذ اللّٰه المیثاق الذی واثقه الأنبیاء علی أممهم و قیل المراد أولاد النبیین علی حذف المضاف و هم بنو إسرائیل أو سماهم نبیین تهكما لأنهم كانوا یقولون نحن أولی بالنبوة من محمد لأنا أهل الكتاب و النبیون كانوا منا انتهی.

و قال أكثر المفسرین النصرة البشارة للأمم به و لا یخفی بعده و ما فی الخبر هو ظاهر الآیة.

و قال الجزری فی حدیث عمرو الأسقف قال أجدك قرنا قال قرن مه قال قرن من حدید القرن بفتح القاف الحصن.

أقول: قد مر تفسیر سائر أجزاء الخبر فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام (2).

ص: 49


1- 1. شبه علیه السلام نفسه بالحصن من الحدید لمناعته و رزانته و حمایته للخلق:، منه رحمه اللّٰه.
2- 2. راجع ج 39 ص 335- 353 من الطبعة الحدیثة: باب ما بین من مناقب نفسه القدسیة.

«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً(1) قَالَ ذَلِكَ حِینَ یَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِهَذِهِ الْآیَةِ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ إِلَی قَوْلِهِ كاذِبِینَ (2).

«22»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِیّاً دُونَ مَا وَضَعَهُ اللَّهُ وَ لَا تَرْفَعُوا عَلِیّاً فَوْقَ مَا رَفَعَهُ اللَّهُ كَفَی بِعَلِیٍّ أَنْ یُقَاتِلَ أَهْلَ الْكَرَّةِ وَ أَنْ یُزَوِّجَ أَهْلَ الْجَنَّةِ.

یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی: مثله- خص، [منتخب البصائر] سعد عن ابن عیسی عن علی بن النعمان عن عامر بن معقل: مثله.

«23»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً مِنْ لَدُنْ آدَمَ فَهَلُمَّ جَرّاً إِلَّا وَ یَرْجِعُ إِلَی الدُّنْیَا وَ یَنْصُرُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ (3) یَعْنِی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ.

«24»- فس، [تفسیر القمی]: وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً(4) فَإِنَّهُ رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا رَجَعَ آمَنَ بِهِ النَّاسُ كُلُّهُمْ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَ لِیَ الْحَجَّاجُ یَا شَهْرُ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَدْ أَعْیَتْنِی فَقُلْتُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ أَیَّةُ آیَةٍ هِیَ فَقَالَ قَوْلُهُ وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ اللَّهِ لَإِنِّی لَآمُرُ بِالْیَهُودِیِّ وَ النَّصْرَانِیِّ فَتُضْرَبُ عُنُقُهُ ثُمَ

ص: 50


1- 1. آل عمران: 83.
2- 2. النحل: 38 و 39 و الحدیث فی المصدر ج 1 ص 183.
3- 3. آل عمران: 81.
4- 4. النساء: 158.

أَرْمَقُهُ بِعَیْنِی فَمَا أَرَاهُ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ حَتَّی یُحْمَلَ فَقُلْتُ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ لَیْسَ عَلَی مَا تَأَوَّلْتَ قَالَ كَیْفَ هُوَ قُلْتُ إِنَّ عِیسَی یَنْزِلُ قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِلَی الدُّنْیَا فَلَا یَبْقَی أَهْلُ مِلَّةٍ یَهُودِیٍّ وَ لَا غَیْرُهُ إِلَّا آمَنَ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ یُصَلِّی خَلْفَ الْمَهْدِیِّ قَالَ وَیْحَكَ أَنَّی لَكَ هَذَا وَ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ بِهِ فَقُلْتُ حَدَّثَنِی بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام فَقَالَ جِئْتَ وَ اللَّهِ بِهَا مِنْ عَیْنٍ صَافِیَةٍ.

«25»- فس، [تفسیر القمی]: بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ-(1)

أَیْ لَمْ یَأْتِهِمْ تَأْوِیلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَالَ نَزَلَتْ فِی الرَّجْعَةِ كَذَّبُوا بِهَا أَیْ أَنَّهَا لَا تَكُونُ ثُمَّ قَالَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ لا یُؤْمِنُ بِهِ وَ رَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِینَ.

«26»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ ما فِی الْأَرْضِ جَمِیعاً لَافْتَدَتْ بِهِ (2) فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ یَعْنِی الرَّجْعَةَ.

«27»- فس، [تفسیر القمی]: وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(3) سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً(4) قَالَ مَا یَقُولُ النَّاسُ فِیهَا قُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّهَا فِی الْقِیَامَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ یُحْشَرُ اللَّهُ فِی الْقِیَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَ یَتْرُكُ الْبَاقِینَ إِنَّمَا ذَلِكَ فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا آیَةُ الْقِیَامَةِ فَهَذِهِ وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً إِلَی قَوْلِهِ مَوْعِداً.

«28»- فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً(5) قَالَ هِیَ وَ اللَّهِ لِلنُّصَّابِ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَأَیْنَاهُمْ دَهْرَهُمُ الْأَطْوَلَ فِی كِفَایَةٍ حَتَّی مَاتُوا قَالَ ذَاكَ وَ اللَّهِ فِی الرَّجْعَةِ یَأْكُلُونَ الْعَذِرَةَ.

ص: 51


1- 1. یونس: 39.
2- 2. یونس: 54.
3- 3. الكهف. 48.
4- 4. النمل: 83.
5- 5. طه: 124.

خص، [منتخب البصائر] سعد عن أحمد بن محمد: مثله.

«29»- فس، [تفسیر القمی]: قَوْلُهُ وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (1)

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالا: كُلُّ قَرْیَةٍ أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَهُ بِالْعَذَابِ لَا یَرْجِعُونَ فِی الرَّجْعَةِ فَهَذِهِ الْآیَةُ مِنْ أَعْظَمِ الدَّلَالَةِ فِی الرَّجْعَةِ لِأَنَّ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا یُنْكِرُ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ یَرْجِعُونَ إِلَی الْقِیَامَةِ مَنْ هَلَكَ وَ مَنْ لَمْ یَهْلِكْ فَقَوْلُهُ لا یَرْجِعُونَ عَنَی فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا إِلَی الْقِیَامَةِ یَرْجِعُونَ حَتَّی یَدْخُلُوا النَّارَ.

بیان: قال الطبرسی اختلف فی معناه علی وجوه أحدها أن لا مزیدة و المعنی حرام علی قریة مهلكة بالعقوبة أن یرجعوا إلی دار الدنیا و قیل إن معناه واجب علیها أنها إذا أهلكت لا ترجع إلی دنیاها و قد جاء الحرام بمعنی الواجب و ثانیها أن معناه حرام

علی قریة وجدناها هالكة بالذنوب أن یتقبل منهم عمل لأنهم لا یرجعون إلی التوبة و ثالثها أن معناه حرام أن لا یرجعوا بعد الممات بل یرجعون أحیاء للمجازات ثم ذكر روایة محمد بن مسلم (2).

«30»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: انْتَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ نَائِمٌ فِی الْمَسْجِدِ قَدْ جَمَعَ رَمْلًا وَ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَیْهِ فَحَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا دَابَّةَ اللَّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نُسَمِّی بَعْضُنَا بَعْضاً بِهَذَا الِاسْمِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا لَهُ خَاصَّةً وَ هُوَ الدَّابَّةُ الَّتِی ذَكَرَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (3) ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ أَخْرَجَكَ اللَّهُ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ وَ مَعَكَ مِیسَمٌ تَسِمُ بِهِ أَعْدَاءَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْعَامَّةَ یَقُولُونَ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّمَا

ص: 52


1- 1. الأنبیاء: 95.
2- 2. نقله ملخصا راجع ج 7 ص 63، من تفسیر مجمع البیان.
3- 3. النمل: 82 و الحدیث فی المصدر ص 479 و 480.

تَكْلِمُهُمْ-(1)

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كَلَمَهُمُ اللَّهُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ إِنَّمَا هُوَ تُكَلِّمُهُمْ مِنَ الْكَلَامِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ هَذَا فِی الرَّجْعَةِ قَوْلُهُ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ حَتَّی إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآیاتِی وَ لَمْ تُحِیطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2) قَالَ الْآیَاتُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْعَامَّةَ تَزْعُمُ أَنَّ قَوْلَهُ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً عَنَی فِی الْقِیَامَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَیَحْشُرُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَ یَدَعُ الْبَاقِینَ لَا وَ لَكِنَّهُ فِی الرَّجْعَةِ وَ أَمَّا آیَةُ الْقِیَامَةِ وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(3).

حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً قَالَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قُتِلَ إِلَّا یَرْجِعُ حَتَّی یَمُوتَ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَّا مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً أَوْ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَجُلٌ لِعَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَدْ أَفْسَدَتْ قَلْبِی وَ شَكَّكَتْنِی قَالَ عَمَّارٌ وَ أَیَّةُ آیَةٍ هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (4) الْآیَةَ فَأَیَّةُ دَابَّةٍ هَذِهِ قَالَ عَمَّارٌ وَ اللَّهِ مَا أَجْلِسُ وَ لَا آكُلُ وَ لَا أَشْرَبُ حَتَّی أُرِیَكَهَا فَجَاءَ عَمَّارٌ مَعَ الرَّجُلِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ یَأْكُلُ تَمْراً وَ زُبْداً فَقَالَ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ هَلُمَّ فَجَلَسَ عَمَّارٌ وَ أَقْبَلَ یَأْكُلُ مَعَهُ فَتَعَجَّبَ الرَّجُلُ مِنْهُ فَلَمَّا قَامَ عَمَّارٌ قَالَ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ حَلَفْتَ أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ وَ لَا تَشْرَبُ وَ لَا تَجْلِسُ حَتَّی تُرِیَنِیهَا قَالَ عَمَّارٌ قَدْ أَرَیْتُكَهَا إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ.

«31»- فس، [تفسیر القمی]: سَیُرِیكُمْ آیاتِهِ فَتَعْرِفُونَها-(5) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام إِذَا رَجَعُوا یَعْرِفُهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ إِذَا رَأَوْهُمْ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الْآیَاتِ هُمُ الْأَئِمَّةُ قَوْلُ

ص: 53


1- 1. یرید أنّها من الكلم بمعنی الجرح.
2- 2. النمل: 83 و 84.
3- 3. الكهف: 48.
4- 4. النمل: 82.
5- 5. النمل: 93.

أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا لِلَّهِ آیَةٌ أَعْظَمَ مِنِّی فَإِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا یَعْرِفُهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ إِذَا رَأَوْهُمْ فِی الدُّنْیَا.

«32»- فس، [تفسیر القمی]: طسم تِلْكَ آیاتُ الْكِتابِ الْمُبِینِ ثُمَّ خَاطَبَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ نَتْلُوا عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ مِنْ نَبَإِ مُوسی وَ فِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ یُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِیَعاً یَسْتَضْعِفُ طائِفَةً إِلَی قَوْلِهِ یُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ (1) أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ بِمَا نَالَ مُوسَی وَ أَصْحَابَهُ مِنْ فِرْعَوْنَ مِنَ الْقَتْلِ وَ الظُّلْمِ لِیَكُونَ تَعْزِیَةً لَهُ فِیمَا یُصِیبُهُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ مِنْ أُمَّتِهِ ثُمَّ بَشَّرَهُ بَعْدَ تَعْزِیَتِهِ أَنَّهُ یَتَفَضَّلُ عَلَیْهِمْ بَعْدَ ذَلِكَ وَ یَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَ فِی الْأَرْضِ وَ أَئِمَّةً عَلَی أُمَّتِهِ وَ یَرُدُّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا مَعَ أَعْدَائِهِمْ حَتَّی یَنْتَصِفُوا مِنْهُمْ فَقَالَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما وَ هُمُ الَّذِینَ غَصَبُوا آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَ قَوْلُهُ مِنْهُمْ أَیْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ما كانُوا یَحْذَرُونَ أَیْ مِنَ الْقَتْلِ وَ الْعَذَابِ وَ لَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِی مُوسَی وَ فِرْعَوْنَ لَقَالَ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُ مَا كَانُوا یَحْذَرُونَ أَیْ مِنْ مُوسَی وَ لَمْ یَقُلْ مِنْهُمْ فَلَمَّا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً عَلِمْنَا أَنَّ الْمُخَاطَبَةَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وَعَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَإِنَّمَا یَكُونُ بَعْدَهُ وَ الْأَئِمَّةُ یَكُونُونَ مِنْ وُلْدِهِ وَ إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ هَذَا الْمَثَلَ لَهُمْ فِی مُوسَی وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ فِی أَعْدَائِهِمْ بِفِرْعَوْنَ وَ جُنُودِهِ فَقَالَ إِنَّ فِرْعَوْنَ قَتَلَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ ظَلَمَ فَأَظْفَرَ اللَّهُ مُوسَی بِفِرْعَوْنَ وَ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ وَ كَذَلِكَ أَهْلُ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصَابَهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمُ الْقَتْلُ وَ الْغَصْبُ ثُمَّ یَرُدُّهُمُ اللَّهُ وَ یَرُدُّ أَعْدَاءَهُمْ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی یَقْتُلُوهُمْ وَ قَدْ ضَرَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیه فِی أَعْدَائِهِ مَثَلًا مِثْلَ مَا ضَرَبَهُ اللَّهُ لَهُمْ فِی أَعْدَائِهِمْ بِفِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ بَغَی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 54


1- 1. القصص: 1- 6.

عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ عَنَاقُ بِنْتُ آدَمَ علیه السلام (1) خَلَقَ اللَّهُ لَهَا عِشْرِینَ إِصْبَعاً فِی كُلِّ إِصْبَعٍ مِنْهَا ظُفُرَانِ طَوِیلَانِ كَالْمِنْجَلَیْنِ الْعَظِیمَیْنِ وَ كَانَ مَجْلِسُهَا فِی الْأَرْضِ مَوْضِعَ جَرِیبٍ فَلَمَّا بَغَتْ بَعَثَ اللَّهُ لَهَا أَسَداً كَالْفِیلِ وَ ذِئْباً كَالْبَعِیرِ وَ نَسْراً كَالْحِمَارِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی الْخَلْقِ الْأَوَّلِ فَسَلَّطَهُمْ عَلَیْهَا فَقَتَلُوهَا أَلَا وَ قَدْ قَتَلَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ خَسَفَ بِقَارُونَ وَ إِنَّمَا هَذَا مَثَلٌ لِأَعْدَائِهِ الَّذِینَ غَصَبُوا حَقَّهُ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی أَثَرِ هَذَا الْمَثَلِ الَّذِی ضَرَبَهُ وَ قَدْ كَانَ لِی حَقٌّ حَازَهُ دُونِی مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَ لَمْ أَكُنْ أَشْرَكُهُ فِیهِ وَ لَا تَوْبَةَ لَهُ إِلَّا بِكِتَابٍ مُنْزَلٍ أَوْ بِرَسُولٍ مُرْسَلٍ وَ أَنَّی لَهُ بِالرِّسَالَةِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ فَأَنَّی یَتُوبُ وَ هُمْ فِی بَرْزَخِ الْقِیَامَةِ غَرَّتْهُ الْأَمَانِیُّ وَ غَرَّهُ بِاللَّهِ الْغَرُورُ قَدْ أَشْفَی عَلَی جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ فِی نارِ جَهَنَّمَ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ وَ كَذَلِكَ مَثَلُ الْقَائِمِ علیه السلام فِی غَیْبَتِهِ وَ هَرَبِهِ وَ اسْتِتَارِهِ مَثَلُ مُوسَی علیه السلام خَائِفٌ مُسْتَتِرٌ إِلَی أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ فِی خُرُوجِهِ وَ طَلَبِ حَقِّهِ وَ قَتْلِ أَعْدَائِهِ فِی قَوْلِهِ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ الَّذِینَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍ (2) وَ قَدْ ضَرَبَ بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا مَثَلًا فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ بِإِدَالَتِهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ حَیْثُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو أَصْبَحْنَا فِی قَوْمِنَا مِثْلَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی آلِ فِرْعَوْنَ یُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَنَا وَ یَسْتَحْیُونَ نِسَاءَنَا(3).

بیان: الخبر الأخیر أوردناه فی أحوال الحسین علیه السلام و قوله فلما تقدم استدلال علی أن المراد بفرعون و هامان و جنوده أبو بكر و عمر و أتباعهما لأن اللّٰه تعالی ذكر سابقا علیه وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَ و هذا وعد و ظاهره عدم تحقق الموعود بعد.

ص: 55


1- 1. تری مثل هذا الحدیث فی أصول الكافی ج 2 ص 327 باب البغی و صدر الحدیث: أیها الناس ان البغی یقود أصحابه الی النار و ان أول من بغی علی اللّٰه إلخ.
2- 2. الحجّ: 39.
3- 3. إشارة الی قوله تعالی فی القصص: 4: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِی الْأَرْضِ وَ جَعَلَ أَهْلَها شِیَعاً یَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ یُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ.

«33»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(1) قَالَ یَرْجِعُ إِلَیْكُمْ نَبِیُّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله.

«34»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(2) قَالَ الْعَذَابُ الْأَدْنَی عَذَابُ الرَّجْعَةِ بِالسَّیْفِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ أَیْ یَرْجِعُونَ فِی الرَّجْعَةِ حَتَّی یُعَذَّبُوا.

«35»- فس، [تفسیر القمی]: فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِینَ-(3)

یَعْنِی الْعَذَابَ إِذَا نَزَلَ بِبَنِی أُمَیَّةَ وَ أَشْیَاعِهِمْ فِی آخِرِ الزَّمَانِ.

«36»- فس، [تفسیر القمی]: رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ إِلَی قَوْلِهِ مِنْ سَبِیلٍ (4) قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام ذَلِكَ فِی الرَّجْعَةِ.

بیان: أی أحد الإحیاءین فی الرجعة و الآخر فی القیامة و إحدی الإماتتین فی الدنیا و الأخری فی الرجعة و بعض المفسرین صححوا التثنیة بالإحیاء فی القبر للسؤال و الإماتة فیه و منهم من حمل الإماتة الأولی علی خلقهم میتین ككونهم نطفة.

«37»- فس، [تفسیر القمی]: قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ یُرِیكُمْ آیاتِهِ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فِی الرَّجْعَةِ فَإِذَا رَأَوْهُمْ قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِینَ (5) أَیْ جَحَدْنَا بِمَا أَشْرَكْنَاهُمْ فَلَمْ یَكُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِی قَدْ خَلَتْ فِی عِبادِهِ وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ.

«38»- فس، [تفسیر القمی]: وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (6) یَعْنِی فَإِنَّهُمْ یَرْجِعُونَ یَعْنِی الْأَئِمَّةَ إِلَی الدُّنْیَا.

ص: 56


1- 1. القصص: 85.
2- 2. السجدة: 21.
3- 3. الصافّات: 177.
4- 4. المؤمن: 11.
5- 5. المؤمن: 84 و 85.
6- 6. الزخرف: 28.

«39»- فس، [تفسیر القمی]: فَارْتَقِبْ أَیْ اصْبِرْ یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ (1) قَالَ ذَلِكَ إِذَا خَرَجُوا فِی الرَّجْعَةِ مِنَ الْقَبْرِ تَغْشَی النَّاسَ كُلَّهُمُ الظُّلْمَةُ فَیَقُولُوا هذا عَذابٌ أَلِیمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ فَقَالَ اللَّهُ رَدّاً عَلَیْهِمْ أَنَّی لَهُمُ الذِّكْری فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ قَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِینٌ أَیْ رَسُولٌ قَدْ بَیَّنَ لَهُمْ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَ قالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ قَالَ قَالُوا ذَلِكَ لَمَّا نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخَذَهُ الْغَشْیُ فَقَالُوا هُوَ مَجْنُونٌ ثُمَّ قَالَ إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِیلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ یَعْنِی إِلَی الْقِیَامَةِ وَ لَوْ كَانَ قَوْلُهُ یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ فِی الْقِیَامَةِ لَمْ یَقُلْ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ لِأَنَّهُ لَیْسَ بَعْدَ الْآخِرَةِ وَ الْقِیَامَةِ حَالَةٌ یَعُودُونَ إِلَیْهَا ثُمَّ قَالَ یَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْری یَعْنِی فِی الْقِیَامَةِ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ.

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه إن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله دعا علی قومه لما كذبوه فقال اللّٰهم سنینا كسنی یوسف (2)

فأجدبت الأرض فأصابت قریشا المجاعة و كان الرجل لما به من الجوع یری بینه و بین السماء كالدخان و أكلوا المیتة و العظام ثم جاءوا إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فسأل اللّٰه لهم فكشف عنهم و قیل إن الدخان

ص: 57


1- 1. الدخان: 10- 14.
2- 2. ذكره الطبرسیّ فی ج 8 ص 62 بهذا اللفظ، و الصحیح« اللّٰهمّ سنین كسنی یوسف» و بعده« اللّٰهمّ اشدد وطأتك علی مضر» و قد روی مثل ذلك فی الدّر المنثور ج 6 ص 28 و هكذا رواه البخاری فی صحیحه ج 3 ص 183 فی تفسیر سورة الدخان و لفظه« اللّٰهمّ أعنی علیهم بسبع كسبع یوسف» و رواه أبو داود فی سننه ج 1 ص 333 باب القنوت فی الصلاة و لفظه:« اللّٰهمّ اشدد وطأتك علی مضر، اللّٰهمّ اجعلها علیهم سنین كسنی یوسف». و كیف كان الحدیث متفق علیه كما فی مشكاة المصابیح ص 113، و لكن یبقی شی ء و هو أن مكّة واد غیر ذی زرع، و انما قریش أهل تجارة: رحلة الشتاء و الصیف، فكیف یتصور فیهم أنّه أجدبت الأرض، الا أن یجدب أراضی متجرهم و هی الشام و الیمن و الطائف بدعائه صلوات اللّٰه علی قریش! فتدبر.

من أشراط الساعة تدخل فی مسامع الكفار و المنافقین و هو لم یأت بعد و إنه یأتی قبل قیام الساعة فیدخل أسماعهم حتی أن رءوسهم تكون كالرأس الحنیذ و یصیب المؤمن منه مثل الزكمة و تكون الأرض كلها كبیت أوقد فیه لیس فیه خصاص و یمكث ذلك أربعین یوما.

«40»- فس، [تفسیر القمی]: قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ یَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً(1) قَالَ فِی الرَّجْعَةِ.

«41»- فس، [تفسیر القمی]: حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ (2) قَالَ الْقَائِمُ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الرَّجْعَةِ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قَالَ هُوَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لِزُفَرَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَعَلِمْتَ أَیُّنَا أَضْعَفُ نَاصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً قَالَ فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ مَا یَكُونُ مِنَ الرَّجْعَةِ قَالُوا مَتَی یَكُونُ هَذَا قَالَ اللَّهُ قُلْ یَا مُحَمَّدُ إِنْ أَدْرِی أَ قَرِیبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ یَجْعَلُ لَهُ رَبِّی أَمَداً وَ قَوْلُهُ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ یَسْلُكُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً قَالَ یُخْبِرُ اللَّهُ رَسُولَهُ الَّذِی یَرْتَضِیهِ بِمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَخْبَارِ وَ مَا یَكُونُ بَعْدَهُ مِنْ أَخْبَارِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ الرَّجْعَةِ وَ الْقِیَامَةِ.

«42»- فس، [تفسیر القمی] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: فِی قَوْلِهِ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَ لا ناصِرٍ(3) قَالَ مَا لَهُ قُوَّةٌ یَقْوَی بِهَا عَلَی خَالِقِهِ وَ لَا نَاصِرٌ مِنَ اللَّهِ یَنْصُرُهُ إِنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً قُلْتُ إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً قَالَ كَادُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَادُوا عَلِیّاً علیه السلام وَ كَادُوا فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً وَ أَكِیدُ كَیْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِینَ یَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً لِوَقْتِ بَعْثِ الْقَائِمِ علیه السلام فَیَنْتَقِمُ لِی مِنَ الْجَبَّارِینَ وَ الطَّوَاغِیتِ مِنْ قُرَیْشٍ

ص: 58


1- 1. ق: 44.
2- 2. الجن: 24- 27.
3- 3. الطارق: 10 و بعده: 15- 17.

وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ سَائِرِ النَّاسِ.

«43»- فس، [تفسیر القمی] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ لَلْآخِرَةُ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولی-(1)

قَالَ یَعْنِی الْكَرَّةَ هِیَ الْآخِرَةُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ قَوْلُهُ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی قَالَ یُعْطِیكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَتَرْضَی.

«44»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ الطُّوسِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ یَرْفَعُهُ إِلَی بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْهَدَكَ مَعِی سَبْعَةَ مَوَاطِنَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ الْمَوْطِنُ السَّابِعُ أَنَّا نَبْقَی حِینَ لَا یَبْقَی أَحَدٌ وَ هَلَاكُ الْأَحْزَابِ بِأَیْدِینَا.

«45»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] تَمِیمٌ الْقُرَیْشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَقُولُ فِی الرَّجْعَةِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهَا الْحَقُّ قَدْ كَانَتْ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ نَطَقَ بِهَا الْقُرْآنُ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مَا كَانَ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا خَرَجَ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی نَزَلَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیهما السلام فَصَلَّی خَلْفَهُ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ یَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمَّ یَرْجِعُ الْحَقُّ إِلَی أَهْلِهِ الْخَبَرَ.

«46»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ فِرَاسٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ لِعَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ رَأَیْتَ قَوْلَكَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَیْنَ جُمَادَی وَ رَجَبٍ قَالَ وَیْحَكَ یَا أَعْوَرُ هُوَ جَمْعُ أَشْتَاتٍ وَ نَشْرُ أَمْوَاتٍ وَ حَصْدُ نَبَاتٍ وَ هَنَاتٌ بَعْدَ هَنَاتٍ مُهْلِكَاتٌ مُبِیراتٌ لَسْتُ أَنَا وَ لَا أَنْتَ هُنَاكَ.

«47»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 59


1- 1. الضحی: 4 و 5.

وَ هُوَ مُشْتَكٍ (1)

وَ أَنَا قَائِمٌ عَلَیْهِ لَأَبْنِیَنَّ بِمِصْرَ مِنْبَراً وَ لَأَنْقُضَنَّ دِمَشْقَ حَجَراً حَجَراً وَ لَأُخْرِجَنَّ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی مِنْ كُلِّ كُوَرِ الْعَرَبِ وَ لَأَسُوقَنَّ الْعَرَبَ بِعَصَایَ هَذِهِ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَأَنَّكَ تُخْبِرُ أَنَّكَ تَحْیَا بَعْدَ مَا تَمُوتُ فَقَالَ هَیْهَاتَ یَا عَبَایَةُ ذَهَبْتَ فِی غَیْرِ مَذْهَبٍ یَفْعَلُهُ رَجُلٌ مِنِّی.

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه إن أمیر المؤمنین علیه السلام اتقی عبایة الأسدی فی هذا الحدیث و اتقی ابن الكواء فی الحدیث الأول لأنهما كانا غیر محتملین لأسرار آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله.

«48»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَمَّنْ سَمِعَ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَیْنَ جُمَادَی وَ رَجَبٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الْعَجَبُ الَّذِی لَا تَزَالُ تَعْجَبُ مِنْهُ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ أَیُّ عَجَبٍ أَعْجَبُ مِنْ أَمْوَاتٍ یَضْرِبُونَ كُلَّ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ وَ ذَلِكَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ(2) فَإِذَا اشْتَدَّ الْقَتْلُ قُلْتُمْ مَاتَ أَوْ هَلَكَ أَوْ أَیَّ وَادٍ سَلَكَ وَ ذَلِكَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(3).

«49»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا یَقُولُ النَّاسُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً-(4) قُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّهَا فِی الْقِیَامَةِ قَالَ لَیْسَ كَمَا یَقُولُونَ إِنَّ ذَلِكَ فِی الرَّجْعَةِ أَ یَحْشُرُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَ یَدَعُ الْبَاقِینَ إِنَّمَا آیَةُ الْقِیَامَةِ قَوْلُهُ وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ

ص: 60


1- 1. فی المصدر المطبوع ص 406« مسجل» و جعل« مشتمل» و« مشتكی» بدلا فی الهامش، و لعلّ الصحیح« متكئ» من الاتكاء، بقرینة قوله بعده:« و أنا قائم علیه».
2- 2. الممتحنة: 13.
3- 3. أسری: 6.
4- 4. النمل: 83.

نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(1)

قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ مِمَّا یَدُلُّ عَلَی الرَّجْعَةِ قَوْلُهُ وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (2) فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كُلُّ قَرْیَةٍ أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَهَا بِالْعَذَابِ لَا یَرْجِعُونَ فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا إِلَی الْقِیَامَةِ فَیَرْجِعُونَ وَ مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً وَ غَیْرُهُمْ مِمَّنْ لَمْ یَهْلِكُوا بِالْعَذَابِ وَ مَحَضُوا الْكُفْرَ مَحْضاً یَرْجِعُونَ.

«50»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ-(3) قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّنَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَّا وَ یَرْجِعُ إِلَی الدُّنْیَا فَیَنْصُرُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَوْلُهُ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَّهُ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ مِثْلُهُ كَثِیرٌ مِمَّا وَعَدَ اللَّهُ تَعَالَی الْأَئِمَّةَ علیهم السلام مِنَ الرَّجْعَةِ وَ النَّصْرِ فَقَالَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ یَا مَعْشَرَ الْأَئِمَّةِ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (4) إِلَی قَوْلِهِ لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً فَهَذِهِ مِمَّا یَكُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا وَ قَوْلُهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ فَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا یَكُونُ فِی الرَّجْعَةِ(5).

«51»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَابِرٌ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ جَابِراً لَقَدْ بَلَغَ مِنْ عِلْمِهِ أَنَّهُ كَانَ یَعْرِفُ تَأْوِیلَ هَذِهِ الْآیَةِ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(6) یَعْنِی الرَّجْعَةَ.

«52»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ فُضَیْلٍ عَنْ سَعْدٍ الْجَلَّابِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ یُقْتَلَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِی یَا بُنَیَّ إِنَّكَ سَتُسَاقُ إِلَی الْعِرَاقِ وَ هِیَ أَرْضٌ قَدِ الْتَقَی بِهَا النَّبِیُّونَ

ص: 61


1- 1. الكهف: 48.
2- 2. الأنبیاء: 95.
3- 3. آل عمران: 81.
4- 4. النور: 55.
5- 5. القصص: 5.
6- 6. القصص: 85.

وَ أَوْصِیَاءُ النَّبِیِّینَ وَ هِیَ أَرْضٌ تُدْعَی عموراء وَ إِنَّكَ تُسْتَشْهَدُ بِهَا وَ یُسْتَشْهَدُ مَعَكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ لَا یَجِدُونَ أَلَمَ مَسِّ الْحَدِیدِ وَ تَلَا قُلْنا یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ (1) یَكُونُ الْحَرْبُ بَرْداً وَ سَلَاماً عَلَیْكَ وَ عَلَیْهِمْ فَأَبْشِرُوا فَوَ اللَّهِ لَئِنْ قَتَلُونَا فَإِنَّا نَرِدُ عَلَی نَبِیِّنَا قَالَ ثُمَّ أَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ یَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ فَأَخْرُجُ خَرْجَةً یُوَافِقُ ذَلِكَ خَرْجَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قِیَامَ قَائِمِنَا ثُمَّ لَیَنْزِلَنَّ عَلَیَّ وَفْدٌ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَمْ یَنْزِلُوا إِلَی الْأَرْضِ قَطُّ وَ لَیَنْزِلَنَّ إِلَیَّ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ وَ جُنُودٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لَیَنْزِلَنَّ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ أَنَا وَ أَخِی وَ جَمِیعُ مَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی حَمُولَاتٍ مِنْ حَمُولَاتِ الرَّبِّ خَیْلٍ بُلْقٍ مِنْ نُورٍ لَمْ یَرْكَبْهَا مَخْلُوقٌ ثُمَّ لَیَهُزَّنَّ مُحَمَّدٌ لِوَاءَهُ وَ لَیَدْفَعَنَّهُ إِلَی قَائِمِنَا مَعَ سَیْفِهِ ثُمَّ إِنَّا نَمْكُثُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ یَخْرُجُ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَیْناً مِنْ دُهْنٍ وَ عَیْناً مِنْ مَاءٍ وَ عَیْناً مِنْ لَبَنٍ ثُمَّ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدْفَعُ إِلَیَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَبْعَثُنِی إِلَی الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَلَا آتِی عَلَی عَدُوٍّ لِلَّهِ إِلَّا أَهْرَقْتُ دَمَهُ وَ لَا أَدَعُ صَنَماً إِلَّا أَحْرَقْتُهُ حَتَّی أَقَعَ إِلَی الْهِنْدِ فَأَفْتَحُهَا وَ إِنَّ دَانِیَالَ وَ یُوشَعَ یَخْرُجَانِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولَانِ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُمَا إِلَی الْبَصْرَةِ سَبْعِینَ رَجُلًا فَیَقْتُلُونَ مُقَاتِلِیهِمْ وَ یَبْعَثُ بَعْثاً إِلَی الرُّومِ فَیَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ ثُمَّ لَأَقْتُلَنَّ كُلَّ دَابَّةٍ حَرَّمَ اللَّهُ لَحْمَهَا حَتَّی لَا یَكُونَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا الطَّیِّبُ وَ أَعْرِضُ عَلَی الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ سَائِرِ الْمِلَلِ وَ لَأُخَیِّرَنَّهُمْ بَیْنَ الْإِسْلَامِ وَ السَّیْفِ فَمَنْ أَسْلَمَ مَنَنْتُ عَلَیْهِ وَ مَنْ كَرِهَ الْإِسْلَامَ أَهْرَقَ اللَّهُ دَمَهُ وَ لَا یَبْقَی رَجُلٌ مِنْ شِیعَتِنَا إِلَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً یَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ التُّرَابَ وَ یُعَرِّفُهُ أَزْوَاجَهُ وَ مَنْزِلَتَهُ فِی الْجَنَّةِ وَ لَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَعْمَی وَ لَا مُقْعَدٌ وَ لَا مُبْتَلًی إِلَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ بَلَاءَهُ بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ

ص: 62


1- 1. الأنبیاء: 69.

وَ لَیَنْزِلَنَّ الْبَرَكَةُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ حَتَّی إِنَّ الشَّجَرَةَ لَتَقْصِفُ بِمَا یُرِیدُ اللَّهُ فِیهَا مِنَ الثَّمَرَةِ وَ لَتَأْكُلَنَّ ثَمَرَةَ الشِّتَاءِ فِی الصَّیْفِ وَ ثَمَرَةَ الصَّیْفِ فِی الشِّتَاءِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ (1) ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ لَیَهَبُ لِشِیعَتِنَا كَرَامَةً لَا یَخْفَی عَلَیْهِمْ شَیْ ءٌ فِی الْأَرْضِ وَ مَا كَانَ فِیهَا حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ یُرِیدُ أَنْ یَعْلَمَ عِلْمَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَیُخْبِرَهُمْ بِعِلْمِ مَا یَعْمَلُونَ.

خص، [منتخب البصائر] مما رواه لی السید علی بن عبد الكریم بن عبد الحمید الحسنی بإسناده عن سهل: مثله إیضاح لتقصف أی تنكسر أغصانها لكثرة ما حملت من الثمار.

«53»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی الْحَنَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَیَّامُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ یَوْمٌ یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام وَ یَوْمُ الْكَرَّةِ وَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

ل العطار عن سعد عن ابن یزید عن محمد بن الحسن المیثمی (3) عن مثنی الحناط عن أبی جعفر علیه السلام: مثله- مع، [معانی الأخبار] أبی عن الحمیری عن ابن هاشم عن ابن أبی عمیر عن المثنی: مثله (4).

«54»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ

ص: 63


1- 1. الأعراف: 96.
2- 2. لعله أحمد بن الحسن بن إسماعیل بن شعیب بن میثم المیثمی، واقفی لكنه روی عن الرضا علیه السلام و هو علی كل حال ثقة صحیح الحدیث معتمد علیه له كتاب نوادر، روی عنه یعقوب بن یزید و غیره، راجع النجاشیّ ص 57.
3- 3. هو محمّد بن الحسن بن زیاد المیثمی الأسدی مولاهم أبو جعفر ثقة عین من أصحاب الرضا علیه السلام له كتاب روی عنه یعقوب بن یزید راجع النجاشیّ ص 281.
4- 4. معانی الأخبار ص 366.

جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ وَ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا سَمِعْنَاهُ یَقُولُ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ یَكُرُّ فِی الرَّجْعَةِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ یَمْكُثُ فِی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ سَنَةً حَتَّی یَسْقُطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ.

«55»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ قَتْلَةٌ وَ مَوْتَةٌ إِنَّهُ مَنْ قُتِلَ نُشِرَ حَتَّی یَمُوتَ وَ مَنْ مَاتَ نُشِرَ حَتَّی یُقْتَلَ ثُمَّ تَلَوْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ (1) فَقَالَ وَ منشوره [مَنْشُورَةٌ] قُلْتُ قَوْلُكَ وَ منشوره [مَنْشُورَةٌ] مَا هُوَ فَقَالَ هَكَذَا أنزل [نَزَلَ] بِهَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و منشوره [مَنْشُورَةٌ] ثُمَّ قَالَ مَا فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ بَرٌّ وَ لَا فَاجِرٌ إِلَّا وَ یُنْشَرُ أَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَیُنْشَرُونَ إِلَی قُرَّةِ أَعْیُنِهِمْ وَ أَمَّا الْفُجَّارُ فَیُنْشَرُونَ إِلَی خِزْیِ اللَّهِ إِیَّاهُمْ أَ لَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(2) وَ قَوْلَهُ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ یَعْنِی بِذَلِكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله قِیَامَهُ فِی الرَّجْعَةِ یُنْذِرُ فِیهَا وَ قَوْلَهُ إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ نَذِیراً لِلْبَشَرِ یَعْنِی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نَذِیرٌ لِلْبَشَرِ فِی الرَّجْعَةِ وَ قَوْلَهُ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (3) قَالَ یُظْهِرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الرَّجْعَةِ وَ قَوْلَهُ حَتَّی إِذا فَتَحْنا عَلَیْهِمْ باباً ذا عَذابٍ

شَدِیدٍ(4) هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذَا رَجَعَ فِی الرَّجْعَةِ قَالَ جَابِرٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِینَ (5) قَالَ هُوَ أَنَا إِذَا خَرَجْتُ أَنَا وَ شِیعَتِی

ص: 64


1- 1. آل عمران. 185، الأنبیاء: 35، العنكبوت: 57.
2- 2. السجدة: 21.
3- 3. براءة: 34.
4- 4. المؤمنون: 77.
5- 5. الحجر: 2.

وَ خَرَجَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَ شِیعَتُهُ وَ نَقْتُلُ بَنِی أُمَیَّةَ فَعِنْدَهَا یَوَدُّ الَّذِینَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَیْنِ.

«56»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ أَنْتَ إِذَا اسْتَیْأَسَتْ أُمَّتِی مِنَ الْمَهْدِیِّ فَیَأْتِیهَا مِثْلُ قَرْنِ الشَّمْسِ یَسْتَبْشِرُ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ بَعْدَ الْمَوْتِ هُدًی وَ إِیمَاناً وَ نُوراً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیَّ الْعُمُرَیْنِ أَطْوَلُ قَالَ الْآخَرُ بِالضِّعْفِ.

بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله إن بعد الموت أی بعد موت سائر الخلق لا المهدی.

«57»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ-(1) قَالَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ فِی الرَّجْعَةِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فِی أَنْبِیَاءِ اللَّهِ كَثِیراً لَمْ یُنْصَرُوا فِی الدُّنْیَا وَ قُتِلُوا وَ أَئِمَّةٍ قَدْ قُتِلُوا وَ لَمْ یُنْصَرُوا فَذَلِكَ فِی الرَّجْعَةِ قُلْتُ وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ یَوْمَ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ یَوْمُ الْخُرُوجِ-(2) قَالَ هِیَ الرَّجْعَةُ.

فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمْ قُتِلُوا وَ لَمْ یُنْصَرُوا فِی الدُّنْیَا.

بیان: لا یخفی أن هذا أظهر مما ذكره المفسرون أن النصر بظهور الحجة أو الانتقام لهم من الكفر فی الدنیا غالبا.

«58»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الرَّجْعَةِ فَاحْتَلْتُ مَسْأَلَةً لَطِیفَةً لِأَبْلُغَ بِهَا حَاجَتِی مِنْهَا فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَمَّنْ قُتِلَ مَاتَ قَالَ لَا الْمَوْتُ مَوْتٌ وَ الْقَتْلُ قَتْلٌ فَقُلْتُ مَا أَحَدٌ

ص: 65


1- 1. المؤمن: 51.
2- 2. ق: 41.

یُقْتَلُ إِلَّا مَاتَ قَالَ فَقَالَ یَا زُرَارَةُ قَوْلُ اللَّهِ أَصْدَقُ مِنْ (1)

قَوْلِكَ قَدْ فَرَّقَ بَیْنَ الْقَتْلِ وَ الْمَوْتِ فِی الْقُرْآنِ فَقَالَ علیه السلام أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ (2) وَ قَالَ لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَی اللَّهِ تُحْشَرُونَ (3) فَلَیْسَ كَمَا قُلْتَ یَا زُرَارَةُ الْمَوْتُ مَوْتٌ وَ الْقَتْلُ قَتْلٌ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا(4) قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ (5) أَ فَرَأَیْتَ مَنْ قُتِلَ لَمْ یَذُقِ الْمَوْتَ فَقَالَ لَیْسَ مَنْ قُتِلَ بِالسَّیْفِ كَمَنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ إِنَّ مَنْ قُتِلَ لَا بُدَّ أَنْ یَرْجِعَ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی یَذُوقَ الْمَوْتَ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن زرارة: مثله.

«59»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الصَّفْوَانِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی الرَّجْعَةِ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قُتِلَ وَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ مَاتَ.

«60»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ بَطْنَیْنِ مِنْ قُرَیْشٍ كَلَامٌ تَكَلَّمُوا بِهِ فَقَالَ یَرَی مُحَمَّدٌ أَنْ لَوْ قَدْ قَضَی أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ یَعُودُ فِی أَهْلِ بَیْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْلِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ فَبَاحَ فِی مَجْمَعٍ مِنْ قُرَیْشٍ بِمَا كَانَ یَكْتُمُهُ فَقَالَ كَیْفَ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ قُرَیْشٍ وَ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدِی ثُمَّ رَأَیْتُمُونِی فِی كَتِیبَةٍ مِنْ أَصْحَابِی أَضْرِبُ وُجُوهَكُمْ وَ رِقَابَكُمْ بِالسَّیْفِ قَالَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَوْ یَكُونُ ذَلِكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ یَكُونُ ذَلِكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَاحِدَةٌ لَكَ وَ اثْنَتَانِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مَوْعِدُكُمُ السَّلَامُ قَالَ أَبَانٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیْنَ السَّلَامُ فَقَالَ علیه السلام

ص: 66


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع العیّاشیّ ج 2 ص 112.
2- 2. آل عمران: 144.
3- 3. آل عمران: 157.
4- 4. براءة: 112.
5- 5. الأنبیاء: 35.

یَا أَبَانُ السَّلَامُ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ.

«61»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُثَنَّی بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا(1) قَالَ فِی الرَّجْعَةِ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن علی الحلبی عن أبی بصیر: مثله.

«62»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ مَرِیضاً بِمِنًی وَ أَبِی علیه السلام عِنْدِی فَجَاءَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ هَاهُنَا رَهْطٌ مِنَ الْعِرَاقِیِّینَ یَسْأَلُونَ الْإِذْنَ عَلَیْكَ فَقَالَ أَبِی علیه السلام أَدْخِلْهُمُ الْفُسْطَاطَ وَ قَامَ إِلَیْهِمْ فَدَخَلَ عَلَیْهِمْ فَمَا لَبِثَ أَنْ سَمِعْتُ ضَحِكَ أَبِی علیه السلام قَدِ ارْتَفَعَ فَأَنْكَرْتُ وَ وَجَدْتُ فِی نَفْسِی مِنْ ضَحِكِهِ وَ أَنَا فِی تِلْكَ الْحَالِ ثُمَّ عَادَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ عَسَاكَ وَجَدْتَ فِی نَفْسِكَ مِنْ ضَحِكِی فَقُلْتُ وَ مَا الَّذِی غَلَبَكَ مِنْهُ الضَّحِكُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْعِرَاقِیِّینَ سَأَلُونِی عَنْ أَمْرٍ كَانَ مَضَی مِنْ آبَائِكَ وَ سَلَفِكَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یُقِرُّونَ فَغَلَبَنِی الضَّحِكُ سُرُوراً أَنَّ فِی الْخَلْقِ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ وَ یُقِرُّ فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ سَأَلُونِی عَنِ الْأَمْوَاتِ مَتَی یُبْعَثُونَ فَیُقَاتِلُونَ الْأَحْیَاءَ عَلَی الدِّینِ.

خص، [منتخب البصائر] سعد عن السندی بن محمد عن صفوان عن رفاعة: مثله.

«63»- خص، [منتخب البصائر] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الرَّجْعَةِ فَقَالَ الْقَدَرِیَّةُ تُنْكِرُهَا ثَلَاثاً.

«64»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ لَا یَمُوتُ حَتَّی یُقَاتِلَ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ مَثَلَ ابْنِ ذَرٍّ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ رَبِّهِ وَ كَانَ یَدْعُو أَصْحَابَهُ إِلَی ضَلَالَةٍ فَمَاتَ فَكَانُوا یَلُوذُونَ بِقَبْرِهِ وَ یَتَحَدَّثُونَ عِنْدَهُ إِذَا خَرَجَ عَلَیْهِمْ مِنْ قَبْرِهِ یَنْفُضُ التُّرَابَ مِنْ رَأْسِهِ وَ یَقُولُ لَهُمْ

ص: 67


1- 1. أسری: 72، و الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 306.

كَیْتَ وَ كَیْتَ.

«65»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ هِشَامٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أَسْرَی بِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ مَا أَوْحَی وَ كَلَّمَنِی بِمَا كَلَّمَ بِهِ وَ كَانَ مِمَّا كَلَّمَنِی بِهِ أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ ...

الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لِیَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لِی مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْأَوَّلُ فَلَا شَیْ ءَ قَبْلِی وَ أَنَا الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدِی وَ أَنَا الظَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقِی وَ أَنَا الْبَاطِنُ فَلَا شَیْ ءَ دُونِی وَ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ أَوَّلُ مَا آخُذُ مِیثَاقَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ آخِرُ مَنْ أَقْبِضُ رُوحَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ هُوَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُهُمْ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ أُظْهِرُهُ عَلَی جَمِیعِ مَا أُوحِیهِ إِلَیْكَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَكْتُمَ مِنْهُ شَیْئاً یَا مُحَمَّدُ أُبْطِنُهُ الَّذِی أَسْرَرْتُهُ إِلَیْكَ فَلَیْسَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سِرٌّ دُونَهُ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ عَلِیٌّ مَا خَلَقْتُ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ عَلِیٌّ عَلِیمٌ بِهِ.

بَیَانٌ قَوْلُهُ تَعَالَی عَلِیٌّ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ اسْمٌ وَ الثَّانِی صِفَةٌ أَیْ هُوَ عَالِی الشَّأْنِ أَوْ كِلَاهُمَا اسْمَانِ وَ خَبَرَانِ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ كَمَا یُقَالُ هُوَ فُلَانٌ إِذَا كَانَ مُشْتَهَراً مَعْرُوفاً فِی الْكَمَالِ.

«66»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ الَّذِی رَوَاهُ عَنْهُ أَبَانُ بْنُ أَبِی عَیَّاشٍ وَ قَرَأَ جَمِیعَهُ عَلَی سَیِّدِنَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِحُضُورِ جَمَاعَةِ أَعْیَانٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ أَبُو الطُّفَیْلِ فَأَقَرَّهُ عَلَیْهِ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام وَ قَالَ هَذِهِ أَحَادِیثُنَا صَحِیحَةٌ قَالَ أَبَانٌ: لَقِیتُ أَبَا الطُّفَیْلِ بَعْدَ ذَلِكَ فِی مَنْزِلِهِ فَحَدَّثَنِی فِی الرَّجْعَةِ عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ عَنْ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ وَ أُبَیِّ بْنِ كَعْبٍ وَ قَالَ

ص: 68

أَبُو الطُّفَیْلِ فَعَرَضْتُ هَذَا الَّذِی سَمِعْتُهُ مِنْهُمْ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ هَذَا عِلْمٌ خَاصٌّ لَا یَسَعُ الْأُمَّةَ جَهْلُهُ وَ رَدُّ عِلْمِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ صَدَّقَنِی بِكُلِّ مَا حَدَّثُونِی وَ قَرَأَ عَلَیَّ بِذَلِكَ قِرَاءَةً كَثِیرَةً فَسَّرَهُ تَفْسِیراً شَافِیاً حَتَّی صِرْتُ مَا أَنَا بِیَوْمِ الْقِیَامَةِ أَشَدَّ یَقِیناً مِنِّی بِالرَّجْعَةِ وَ كَانَ مِمَّا قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ حَوْضِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدُّنْیَا أَمْ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ بَلْ فِی الدُّنْیَا قُلْتُ فَمَنِ الذَّائِدُ عَنْهُ فَقَالَ أَنَا بِیَدِی فَلْیَرِدَنَّهُ أَوْلِیَائِی وَ لْیُصْرَفَنَّ عَنْهُ أَعْدَائِی وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی وَ لَأُورِدَنَّهُ أَوْلِیَائِی وَ لَأَصْرِفَنَّ عَنْهُ أَعْدَائِی فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (1) مَا الدَّابَّةُ قَالَ یَا أَبَا الطُّفَیْلِ الْهُ عَنْ هَذَا فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی بِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ هِیَ دَابَّةٌ تَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ تَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ تَنْكِحُ النِّسَاءَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُوَ قَالَ هُوَ زِرُّ الْأَرْضِ (2)

الَّذِی تَسْكُنُ الْأَرْضُ بِهِ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُوَ قَالَ صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ رِبِّیُّهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُوَ قَالَ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ (3) وَ الَّذِی صَدَّقَ بِهِ وَ النَّاسُ كُلُّهُمْ كَافِرُونَ غَیْرَهُ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَسَمِّهِ لِی قَالَ قَدْ سَمَّیْتُهُ لَكَ یَا أَبَا الطُّفَیْلِ وَ اللَّهِ لَوْ

ص: 69


1- 1. النمل: 82.
2- 2. فی الأصل المطبوع: رب الأرض، و هو تصحیف ظاهر، و المراد بالزر ما به قوام الشی ء یقال: هو زر الدین، أی قوامه. قال الجزریّ: فی حدیث أبی ذر، قال یصف علیا« و انه لعالم الأرض وزرها الذی تسكن إلیه» أی قوامها، و أصله من زر القلب، و هو عظیم صغیر یكون قوام القلب به و أخرج الهروی هذا الحدیث عن سلمان.
3- 3. إشارة الی قوله تعالی فی هود: 7، الرعد: 45، الزمر: 33.

أُدْخِلْتُ عَلَی عَامَّةِ شِیعَتِی الَّذِینَ بِهِمْ أُقَاتِلُ الَّذِینَ أَقَرُّوا بِطَاعَتِی وَ سَمَّوْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اسْتَحَلُّوا جِهَادَ مَنْ خَالَفَنِی فَحَدَّثْتُهُمْ بِبَعْضِ مَا أَعْلَمُ مِنَ الْحَقِّ فِی الْكِتَابِ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَتَفَرَّقُوا عَنِّی حَتَّی أَبْقَی فِی عِصَابَةٍ مِنَ الْحَقِّ قَلِیلَةٍ أَنْتَ وَ أَشْبَاهُكَ مِنْ شِیعَتِی فَفَزِعْتُ وَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ أَشْبَاهِی مُتَفَرِّقٌ عَنْكَ أَوْ نَثْبُتُ مَعَكَ قَالَ بَلْ تَثْبُتُونَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَعْرِفُهُ وَ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ نَجِیبٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ یَا أَبَا الطُّفَیْلِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُبِضَ فَارْتَدَّ النَّاسُ ضُلَّالًا وَ جُهَّالًا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

إیضاح: قوله علیه السلام و ربیها بكسر الراء إشارة إلی قوله تعالی وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ كَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا(1) و قال البیضاوی أی ربانیون علماء أتقیاء عابدون لربهم و قیل جماعات منسوب إلی الربة و هی الجماعة.

أقول: رأیت فی أصل كتاب سلیم بن قیس: مثله.

«67»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ تَسَمَّوْا بِاسْمٍ مَا سَمَّی اللَّهُ بِهِ أَحَداً إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ مَا جَاءَ تَأْوِیلُهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَی یَجِی ءُ تَأْوِیلُهُ قَالَ إِذَا جَاءَتْ جَمَعَ اللَّهُ أَمَامَهُ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی یَنْصُرُوهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ إِلَی قَوْلِهِ أَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِینَ (2) فَیَوْمَئِذٍ یَدْفَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللِّوَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَیَكُونُ أَمِیرَ الْخَلَائِقِ كُلِّهِمْ أَجْمَعِینَ یَكُونُ الْخَلَائِقُ كُلُّهُمْ تَحْتَ لِوَائِهِ وَ یَكُونُ هُوَ أَمِیرَهُمْ فَهَذَا تَأْوِیلُهُ.

ص: 70


1- 1. آل عمران: 146.
2- 2. آل عمران: 81، و الحدیث فی العیّاشیّ ج 1 ص 181.

«68»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ (1) لَمْ یَذُقِ الْمَوْتَ مَنْ قُتِلَ وَ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَرْجِعَ حَتَّی یَذُوقَ الْمَوْتَ.

«69»- شی، عَنْ سِیرِینَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ قَالَ مَا یَقُولُ النَّاسُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ قَالَ یَقُولُونَ لَا قِیَامَةَ وَ لَا بَعْثَ وَ لَا نُشُورَ فَقَالَ كَذَّبُوا وَ اللَّهِ إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ كَرَّ مَعَهُ الْمُكِرُّونَ فَقَالَ أَهْلُ خِلَافِكُمْ قَدْ ظَهَرَتْ دَوْلَتُكُمْ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ وَ هَذَا مِنْ كَذِبِكُمْ تَقُولُونَ رَجَعَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ لَا وَ اللَّهِ لَا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ أَ لَا تَرَی

أَنَّهُمْ قَالُوا وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ كَانَتِ الْمُشْرِكُونَ أَشَدَّ تَعْظِیماً لِلَّاتِ وَ الْعُزَّی مِنْ أَنْ یُقْسِمُوا بِغَیْرِهَا فَقَالَ اللَّهُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا ... لِیُبَیِّنَ لَهُمُ الَّذِی یَخْتَلِفُونَ فِیهِ وَ لِیَعْلَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِینَ إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (2).

«70»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ (3) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَالَ ذَلِكَ فِی الْمِیثَاقِ ثُمَّ قَرَأْتُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَقْرَأْ هَكَذَا وَ لَكِنْ اقْرَأْ التَّائِبِینَ الْعَابِدِینَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَیْتَ هَؤُلَاءِ فَعِنْدَ ذَلِكَ هُمُ الَّذِینَ اشْتَرَی مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ یَعْنِی فِی الرَّجْعَةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ مَیْتَةٌ وَ قَتْلَةٌ مَنْ مَاتَ بُعِثَ حَتَّی یُقْتَلَ وَ مَنْ قُتِلَ بُعِثَ حَتَّی یَمُوتَ.

ص: 71


1- 1. آل عمران: 185. راجع تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 210.
2- 2. النحل: 38- 40. و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 260 و استظهر فی الهامش أن« سیرین» فی سند الحدیث مصحف عن« السری» و هو مشترك بین جمع من أصحاب الصادق علیه السلام.
3- 3. براءة: 112 و 113. و تری الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 113.

شی، [تفسیر العیاشی] عن أبی بصیر: مثله.

«71»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ شُعَیْبٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَكْرَهُ أَنْ أُسَمِّیَهَا لَهُ فَقَالَ لِی هُوَ عَنِ الْكَرَّاتِ تَسْأَلُنِی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ تِلْكَ الْقُدْرَةُ وَ لَا یُنْكِرُهَا إِلَّا الْقَدَرِیَّةُ لَا تُنْكِرْهُ تِلْكَ الْقُدْرَةُ لَا تُنْكِرْهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِقِنَاعٍ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَیْهِ عِذْقٌ یُقَالُ لَهُ سُنَّةٌ فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سُنَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.

بیان: قوله علیه السلام تلك القدرة أی هذه من قدرة اللّٰه تعالی و لا ینكرها إلا القدریة من المعتزلة الذین ینكرون كثیرا من قدرة اللّٰه تعالی و القناع بالكسر طبق من عسب النخل و بعث هذا كان لإعلام النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنه یقع فی أمته ما وقعت فی الأمم السابقة و قد وقعت الرجعة فی الأمم السابقة مرات شتی.

«72»- خص، [منتخب البصائر] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِی بَكْرٍ الْیَشْكُرِیَّ قَامَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ أَبَا الْمُعْتَمِرِ تَكَلَّمَ آنِفاً بِكَلَامٍ لَا یَحْتَمِلُهُ قَلْبِی فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ یَزْعُمُ أَنَّكَ حَدَّثْتَهُ أَنَّكَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّا قَدْ رَأَیْنَا أَوْ سَمِعْنَا بِرَجُلٍ أَكْبَرَ سِنّاً مِنْ أَبِیهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَهَذَا الَّذِی كَبُرَ عَلَیْكَ قَالَ نَعَمْ فَهَلْ تُؤْمِنُ أَنْتَ بِهَذَا وَ تَعْرِفُهُ فَقَالَ نَعَمْ وَیْلَكَ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ(1) افْقَهْ عَنِّی أُخْبِرْكَ عَنْ ذَلِكَ أَنَّ عُزَیْراً خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ وَ امْرَأَتِهِ فِی شَهْرِهَا-(2)

وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ خَمْسُونَ سَنَةً فَلَمَّا ابْتَلَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَنْبِهِ أَمَاتَهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ فَرَجَعَ إِلَی أَهْلِهِ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسِینَ سَنَةً فَاسْتَقْبَلَهُ ابْنُهُ وَ هُوَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ وَ رَدَّ اللَّهُ عُزَیْراً إِلَی الَّذِی كَانَ بِهِ

ص: 72


1- 1. كنیة عبد اللّٰه ابن أبی بكر الیشكری، كان من الخوارج.
2- 2. أی كانت حاملا و هی فی شهر ولادتها، من قولهم أشهرت المرأة: دخلت فی شهر ولادتها.

فَقَالَ مَا تَزِیدُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ أُنَاساً مِنْ أَصْحَابِكَ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ یُرَدُّونَ بَعْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَعَمْ تَكَلَّمْ بِمَا سَمِعْتَ وَ لَا تَزِدْ فِی الْكَلَامِ فَمَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ قُلْتُ لَا أُؤْمِنُ بِشَیْ ءٍ مِمَّا قُلْتُمْ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَیْلَكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ابْتَلَی قَوْماً بِمَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ فَأَمَاتَهُمْ قَبْلَ آجَالِهِمُ الَّتِی سُمِّیَتْ لَهُمْ ثُمَّ رَدَّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا لِیَسْتَوْفُوا أَرْزَاقَهُمْ ثُمَّ أَمَاتَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ فَكَبُرَ عَلَی ابْنِ الْكَوَّاءِ وَ لَمْ یَهْتَدِ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَیْلَكَ تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فِی كِتَابِهِ وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقاتِنا-(1)

فَانْطَلَقَ بِهِمْ مَعَهُ لِیَشْهَدُوا لَهُ إِذَا رَجَعُوا عِنْدَ الْمَلَإِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنَّ رَبِّی قَدْ كَلَّمَنِی فَلَوْ أَنَّهُمْ سَلَّمُوا ذَلِكَ لَهُ وَ صَدَّقُوا بِهِ لَكَانَ خَیْراً لَهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ قَالُوا لِمُوسَی علیه السلام لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أَ تَرَی یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ رَجَعُوا إِلَی مَنَازِلِهِمْ بَعْدَ مَا مَاتُوا فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَ مَا ذَاكَ ثُمَّ أَمَاتَهُمْ فَكَأَنَّهُمْ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا وَیْلَكَ أَ وَ لَیْسَ قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ حَیْثُ یَقُولُ وَ ظَلَّلْنا عَلَیْكُمُ الْغَمامَ وَ أَنْزَلْنا عَلَیْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوی-(2)

فَهَذَا بَعْدَ الْمَوْتِ إِذْ بَعَثَهُمْ وَ أَیْضاً مِثْلُهُمْ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ الْمَلَأُ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَیْثُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (3) وَ قَوْلُهُ أَیْضاً فِی عُزَیْرٍ حَیْثُ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ أَوْ كَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ (4) وَ أَخَذَهُ بِذَلِكَ الذَّنْبِ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ وَ رَدَّهُ إِلَی الدُّنْیَا فَ قالَ كَمْ لَبِثْتَ فَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ

ص: 73


1- 1. الأعراف: 155.
2- 2. البقرة: 55- 57.
3- 3. البقرة: 243.
4- 4. البقرة: 259.

فَلَا تَشُكَّنَّ یَا ابْنَ الْكَوَّاءِ فِی قُدْرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«73»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ-(1)

فَقَالَ هَلْ تَدْرِی مَنْ یَعْنِی فَقُلْتُ یُقَاتِلُ الْمُؤْمِنُونَ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رُدَّ حَتَّی یَمُوتَ وَ مَنْ مَاتَ رُدَّ حَتَّی یُقْتَلَ وَ تِلْكَ الْقُدْرَةُ فَلَا تُنْكِرْهَا.

شی، [تفسیر العیاشی] عن عبد الرحیم: مثله.

«74»- خص، [منتخب البصائر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ شَیْ ءٌ لَا یَكُونُ هَاهُنَا مِثْلُهُ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ فَحَدِّثْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (2) حَتَّی نَظَرَ النَّاسُ إِلَیْهِمْ ثُمَّ أَمَاتَهُمْ مِنْ یَوْمِهِمْ أَوْ رَدَّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا فَقَالَ بَلْ رَدَّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی سَكَنُوا الدُّورَ وَ أَكَلُوا الطَّعَامَ وَ نَكَحُوا النِّسَاءَ وَ لَبِثُوا بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ مَاتُوا بِالْآجَالِ.

«75»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی الْأَرْضِ كَرَّةً مَعَ الْحُسَیْنِ ابْنِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یُقْبِلُ بِرَایَتِهِ حَتَّی یَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ مُعَاوِیَةَ وَ آلِ مُعَاوِیَةَ وَ مَنْ شَهِدَ حَرْبَهُ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ بِأَنْصَارِهِ یَوْمَئِذٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ثَلَاثِینَ أَلْفاً وَ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ سَبْعِینَ أَلْفاً فَیَلْقَاهُمْ بِصِفِّینَ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَی حَتَّی یَقْتُلَهُمْ وَ لَا یَبْقَی مِنْهُمْ مُخْبِراً ثُمَّ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُدْخِلُهُمْ أَشَدَّ عَذَابِهِ مَعَ فِرْعَوْنَ وَ آلِ فِرْعَوْنَ ثُمَّ كَرَّةً أُخْرَی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَكُونَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ وَ تَكُونَ

ص: 74


1- 1. براءة: 112، و الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 114.
2- 2. البقرة: 243.

الْأَئِمَّةُ علیهم السلام عُمَّالَهُ وَ حَتَّی یَبْعَثَهُ اللَّهُ عَلَانِیَةً فَتَكُونَ عِبَادَتُهُ عَلَانِیَةً فِی الْأَرْضِ كَمَا عَبَدَ اللَّهَ سِرّاً فِی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ أَضْعَافَ ذَلِكَ ثُمَّ عَقَدَ بِیَدِهِ أَضْعَافاً یُعْطِی اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله مُلْكَ جَمِیعِ أَهْلِ الدُّنْیَا مُنْذُ یَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْیَا إِلَی یَوْمِ یُفْنِیهَا حَتَّی یُنْجِزَ لَهُ مَوْعُودَهُ فِی كِتَابِهِ كَمَا قَالَ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (1).

«76»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَمَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ صِدِّیقاً فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ حَیْثُ كَانَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فِی الْغَارِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی لَأَرَی سَفِینَةَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَضْطَرِبُ فِی الْبَحْرِ ضَالَّةً فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ إِنَّكَ لَتَرَاهَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَقْدِرُ أَنْ تُرِیَنِیهَا فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ انْظُرْ فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ فَرَأَی السَّفِینَةَ تَضْطَرِبُ فِی الْبَحْرِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی قُصُورِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ فِی نَفْسِهِ الْآنَ صَدَّقْتُ أَنَّكَ سَاحِرٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِدِّیقٌ أَنْتَ!! فَقُلْتُ لِمَ سُمِّیَ عُمَرُ الْفَارُوقَ قَالَ نَعَمْ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَدْ فَرَّقَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَخَذَ النَّاسُ بِالْبَاطِلِ فَقُلْتُ فَلِمَ سُمِّیَ سَالِماً الْأَمِینُ قَالَ لَمَّا أَنْ كَتَبُوا الْكُتُبَ وَ وَضَعُوهَا عَلَی یَدِ سَالِمٍ فَصَارَ الْأَمِینَ قُلْتُ فَقَالَ اتَّقُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ سَعْداً یَكُرُّ فَیُقَاتِلُ عَلِیّاً علیه السلام.

«77»- غط، [الغیبة للشیخ الطوسی] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ قَالَ: دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَنْتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ إِنِّی سَمِعْتُ جَدَّكَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ لَا یَكُونُ

الْإِمَامُ إِلَّا وَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَ نَسِیتَ یَا شَیْخُ أَمْ تَنَاسَیْتَ لَیْسَ هَكَذَا قَالَ جَعْفَرٌ إِنَّمَا قَالَ جَعْفَرٌ لَا یَكُونُ الْإِمَامُ إِلَّا وَ لَهُ عَقِبٌ إِلَّا الْإِمَامَ الَّذِی یَخْرُجُ

ص: 75


1- 1. براءة: 34.

عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِنَّهُ لَا عَقِبَ لَهُ فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا سَمِعْتُ جَدَّكَ یَقُولُ (1).

«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ یَكُرُّ إِلَی الدُّنْیَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَصْحَابُهُ وَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابُهُ فَیَقْتُلُهُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(2).

«79»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِیهِ (3) قَالَ الْمَوْعُودُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَعَدَهُ اللَّهُ أَنْ یَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ فِی الدُّنْیَا وَ وَعَدَهُ الْجَنَّةَ لَهُ وَ لِأَوْلِیَائِهِ فِی الْآخِرَةِ.

«80»- جا، [المجالس] للمفید الْكَاتِبُ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا سَیِّدُ الشِّیبِ وَ فِیَّ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ اللَّهِ لَیَجْمَعَنَّ اللَّهُ لِی أَهْلِی كَمَا جَمَعُوا لِیَعْقُوبَ.

«81»- كش، [رجال الكشی] أَبُو صَالِحٍ خَلَفُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَلَیْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَ ذُؤَابَتَاهَا بَیْنَ كَتِفَیْهِ مُصْعِداً فِی لِحْفِ الْجَبَلِ بَیْنَ یَدَیْ قَائِمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی أَرْبَعَةِ آلَافٍ مُكَبِّرُونَ وَ مُكِرُّونَ.

بیان: اللحف بالكسر أصل الجبل.

«82»- كش، [رجال الكشی] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ فِی إِسْمَاعِیلَ أَنْ یُبْقِیَهُ بَعْدِی فَأَبَی وَ لَكِنَّهُ قَدْ أَعْطَانِی فِیهِ مَنْزِلَةً أُخْرَی إِنَّهُ یَكُونُ أَوَّلَ مَنْشُورٍ فِی عَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِیكٍ وَ هُوَ صَاحِبُ لِوَائِهِ.

ص: 76


1- 1. المصدر ص 144.
2- 2. أسری: 6 و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 282.
3- 3. القصص: 61.

خص، [منتخب البصائر] سعد عن ابن عیسی و ابن أبی الخطاب معا عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبی سلمة سالم بن مكرم الجمال: مثله و فیه و فیهم عبد اللّٰه بن شریك العامری و فیهم صاحب الرایة.

«83»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ الْقُمِّیِّ بِخَطِّهِ حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَالِكِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ فُضَیْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ لَقِیتَ أَنْتَ الْأَصْبَغَ قَالَ نَعَمْ لَقِیتُهُ مَعَ أَبِی فَرَأَیْتُهُ شَیْخاً أَبْیَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ طُوَالًا قَالَ لَهُ أَبِی حَدِّثْنَا بِحَدِیثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ أَنَا سَیِّدُ الشِّیبِ وَ فِیَّ شَبَهٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ لَیَجْمَعَنَّ اللَّهُ لِی شَمْلِی كَمَا جَمَعَهُ لِأَیُّوبَ قَالَ فَسَمِعْتُ هَذَا الْحَدِیثَ أَنَا وَ أَبِی مِنَ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ فَمَا مَضَی بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی تُوُفِّیَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

«84»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنِّی قَدْ كَبِرْتُ وَ دَقَّ عَظْمِی أُحِبُّ أَنْ یُخْتَمَ عُمُرِی بِقَتْلٍ فِیكُمْ فَقَالَ وَ مَا مِنْ هَذَا بُدٌّ إِنْ لَمْ یَكُنْ فِی الْعَاجِلَةِ تَكُونُ فِی الْآجِلَةِ.

«85»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَفْقَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ یَعِیبُونَ عَلَیَّ رِوَایَتِی عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ فَقُلْتُ كَیْفَ تَلُومُونِی فِی رِوَایَتِی عَنْ رَجُلٍ مَا سَأَلْتُهُ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَمَرَّ صِبْیَانٌ وَ هُمْ یُنْشِدُونَ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَیْنَ جُمَادَی وَ رَجَبٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ لِقَاءُ الْأَحْیَاءِ بِالْأَمْوَاتِ.

«86»- خص، [منتخب البصائر]: وَقَفْتُ عَلَی كِتَابِ خُطَبٍ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَلَیْهِ خَطُّ السَّیِّدِ رَضِیِّ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ مَا صُورَتُهُ هَذَا الْكِتَابُ ذَكَرَ كَاتِبُهُ رَجُلَیْنِ بَعْدَ الصَّادِقِ علیه السلام فَیُمْكِنُ أَنْ یَكُونَ تَارِیخُ كِتَابَتِهِ بَعْدَ الْمِائَتَیْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ لِأَنَّهُ علیه السلام انْتَقَلَ بَعْدَ سَنَةِ مِائَةٍ وَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قَدْ رَوَی بَعْضَ مَا فِیهِ عَنْ أَبِی رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ فَرْوَةَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ بَعْضَ مَا فِیهِ عَنْ غَیْرِهِمَا ذَكَرَ

ص: 77

فِی الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَیْهِ خُطْبَةً لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تُسَمَّی الْمَخْزُونَ: وَ هِیَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَحَدِ الْمَحْمُودِ الَّذِی تَوَحَّدَ بِمُلْكِهِ وَ عَلَا بِقُدْرَتِهِ أَحْمَدُهُ عَلَی مَا عَرَّفَ مِنْ سَبِیلِهِ وَ أَلْهَمَ مِنْ طَاعَتِهِ وَ عَلَّمَ مِنْ مَكْنُونِ حِكْمَتِهِ فَإِنَّهُ مَحْمُودٌ بِكُلِّ مَا یُولِی مَشْكُورٌ بِكُلِّ مَا یُبْلِی وَ أَشْهَدُ أَنَّ قَوْلَهُ عَدْلٌ وَ حُكْمَهُ فَصْلٌ وَ لَمْ یَنْطِقْ فِیهِ نَاطِقٌ بِكَانَ إِلَّا كَانَ قَبْلَ كَانَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَ سَیِّدُ عِبَادِهِ خَیْرُ مَنْ أَهَّلَ أَوَّلًا وَ خَیْرُ مَنْ أَهَّلَ آخِراً فَكُلَّمَا نَسَجَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَرِیقَیْنِ جَعَلَهُ فِی خَیْرِ الْفَرِیقَیْنِ لَمْ یُسْهَمْ فِیهِ عَائِرٌ وَ لَا نِكَاحُ جَاهِلِیَّةٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ إِلَیْكُمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَ اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَیْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَ لا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیاءَ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلْخَیْرِ أَهْلًا وَ لِلْحَقِّ دَعَائِمَ وَ لِلطَّاعَةِ عِصَماً یُعْصَمُ بِهِمْ وَ یُقِیمُ مِنْ حَقِّهِ فِیهِمْ عَلَی ارْتِضَاءٍ مِنْ ذَلِكَ وَ جَعَلَ لَهَا رُعَاةً وَ حَفَظَةً یَحْفَظُونَهَا بِقُوَّةٍ وَ یُعِینُونَ عَلَیْهَا أَوْلِیَاءَ ذَلِكَ بِمَا وُلُّوا مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِیهَا أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رُوحَ الْبَصَرِ رُوحُ الْحَیَاةِ الَّذِی لَا یَنْفَعُ إِیمَانٌ إِلَّا بِهِ مَعَ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ التَّصْدِیقِ بِهَا فَالْكَلِمَةُ مِنَ الرُّوحِ وَ الرُّوحُ مِنَ النُّورِ وَ النُّورُ نُورُ السَّمَاوَاتِ فَبِأَیْدِیكُمْ سَبَبٌ وَصَلَ إِلَیْكُمْ مِنْهُ إِیْثَارٌ وَ اخْتِیَارٌ نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تَبْلُغُوا شُكْرَهَا خَصَّصَكُمْ بِهَا وَ اخْتَصَّكُمْ لَهَا وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما یَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ فَأَبْشِرُوا بِنَصْرٍ مِنَ اللَّهِ عَاجِلٍ وَ فَتْحٍ یَسِیرٍ یُقِرُّ اللَّهُ بِهِ أَعْیُنَكُمْ وَ یَذْهَبُ بِحُزْنِكُمْ كُفُّوا

مَا تَنَاهَی النَّاسُ عَنْكُمْ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا یَخْفَی عَلَیْكُمْ إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ كُلِّ طَاعَةٍ عَوْناً مِنَ اللَّهِ یَقُولُ عَلَی الْأَلْسُنِ وَ یَثْبُتُ عَلَی الْأَفْئِدَةِ وَ ذَلِكَ عَوْنُ اللَّهِ لِأَوْلِیَائِهِ یَظْهَرُ فِی خَفِیِّ نِعْمَتِهِ لَطِیفاً وَ قَدْ أَثْمَرَتْ لِأَهْلِ التَّقْوَی أَغْصَانَ شَجَرَةِ الْحَیَاةِ وَ إِنَّ فُرْقَاناً مِنَ اللَّهِ بَیْنَ أَوْلِیَائِهِ وَ أَعْدَائِهِ فِیهِ شِفَاءٌ لِلصُّدُورِ وَ ظُهُورٌ لِلنُّورِ یُعِزُّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ طَاعَتِهِ وَ یُذِلُّ بِهِ أَهْلَ مَعْصِیَتِهِ فَلْیُعِدَّ امْرُؤٌ لِذَلِكَ عُدَّتَهُ وَ لَا عُدَّةَ لَهُ إِلَّا بِسَبَبِ بَصِیرَةٍ وَ صِدْقِ نِیَّةٍ

ص: 78

وَ تَسْلِیمٍ سَلَامَةُ أَهْلِ الْخِفَّةِ فِی الطَّاعَةِ ثِقْلُ الْمِیزَانِ وَ الْمِیزَانُ بِالْحِكْمَةِ وَ الْحِكْمَةُ فَضَاءٌ لِلْبَصَرِ وَ الشَّكُّ وَ الْمَعْصِیَةُ فِی النَّارِ وَ لَیْسَا مِنَّا وَ لَا لَنَا وَ لَا إِلَیْنَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِینَ مَطْوِیَّةٌ عَلَی الْإِیمَانِ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ مَا فِیهَا فَتَحَهَا بِالْوَحْیِ وَ زَرَعَ فِیهَا الْحِكْمَةَ وَ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ إِنًی (1) یَبْلُغُهُ لَا یُعَجِّلُ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ حَتَّی یَبْلُغَ إِنَاهُ وَ مُنْتَهَاهُ فَاسْتَبْشِرُوا بِبُشْرَی مَا بُشِّرْتُمْ وَ اعْتَرِفُوا بِقُرْبَانِ مَا قُرِّبَ لَكُمْ وَ تَنَجَّزُوا مَا وَعَدَكُمْ إِنَّ مِنَّا دَعْوَةً خَالِصَةً یُظْهِرُ اللَّهُ بِهَا حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ وَ یُتِمُّ بِهَا نِعَمَهُ السَّابِغَةَ وَ یُعْطِی بِهَا الْكَرَامَةَ الْفَاضِلَةَ مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهَا أَخَذَ بِحِكْمَةٍ مِنْهَا آتَاكُمُ اللَّهُ رَحْمَتَهُ وَ مِنْ رَحْمَتِهِ نُورُ الْقُلُوبِ وَ وَضَعَ عَنْكُمْ أَوْزَارَ الذُّنُوبِ وَ عَجَّلَ شِفَاءَ صُدُورِكُمْ وَ صَلَاحَ أُمُورِكُمْ وَ سَلَامٌ مِنَّا دَائِماً عَلَیْكُمْ تَعْلَمُونَ بِهِ فِی دُوَلِ الْأَیَّامِ وَ قَرَارِ الْأَرْحَامِ فَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ لِدِینِهِ أَقْوَاماً انْتَخَبَهُمْ لِلْقِیَامِ عَلَیْهِ وَ النُّصْرَةِ لَهُ بِهِمْ ظَهَرَتْ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ وَ أَرْجَاءُ مُفْتَرَضِ الْقُرْآنِ وَ الْعَمَلِ بِالطَّاعَةِ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ خَصَّصَكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَ اسْتَخْلَصَكُمْ لَهُ لِأَنَّهُ اسْمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ كَرَامَةٍ(2) اصْطَفَاهُ اللَّهُ فَنَهَجَهُ وَ بَیَّنَ حُجَجَهُ وَ أَرَّفَ أُرَفَهُ وَ حَدَّهُ وَ وَصَفَهُ وَ جَعَلَهُ رِضًی كَمَا وَصَفَهُ وَ وَصَفَ أَخْلَاقَهُ وَ بَیَّنَ أَطْبَاقَهُ وَ وَكَّدَ مِیثَاقَهُ مِنْ ظَهْرٍ وَ بَطْنٍ ذِی حَلَاوَةٍ وَ أَمْنٍ فَمَنْ ظَفَرَ بِظَاهِرِهِ رَأَی عَجَائِبَ مَنَاظِرِهِ فِی مَوَارِدِهِ وَ مَصَادِرِهِ وَ مَنْ فَطَنَ بِمَا بَطَنَ رَأَی مَكْنُونَ الْفِطَنِ وَ عَجَائِبَ الْأَمْثَالِ وَ السُّنَنِ فَظَاهِرُهُ أَنِیقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِیقٌ لَا تَنْقَضِی عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَی غَرَائِبُهُ فِیهِ یَنَابِیعُ النِّعَمِ وَ مَصَابِیحُ الظُّلَمِ لَا تُفْتَحُ الْخَیْرَاتُ إِلَّا بِمَفَاتِیحِهِ وَ لَا تَنْكَشِفُ الظُّلَمُ إِلَّا بِمَصَابِیحِهِ فِیهِ تَفْصِیلٌ وَ تَوْصِیلٌ وَ بَیَانُ الِاسْمَیْنِ الْأَعْلَیْنِ اللَّذَیْنِ جُمِعَا فَاجْتَمَعَا

ص: 79


1- 1. انی بكسر الهمزة مقصورا بمعنی الساعة، أو هو بمعنی أوان الإدراك و البلوغ لكل شی ء ینتظر ادراكه و بلوغه تقول:« انتظرنا انی الطعام» أی ادراكه.
2- 2. جماع كل شی ء- كرمان- مجتمعه و رأسه، و جماع الثمر تجمع براعیمه فی موضع واحد علی حمله.

لَا یَصْلُحَانِ إِلَّا مَعاً یُسَمَّیَانِ فَیُعْرَفَانِ وَ یُوصَفَانِ فَیَجْتَمِعَانِ قِیَامُهُمَا فِی تَمَامِ أَحَدِهِمَا فِی مَنَازِلِهِمَا جَرَی بِهِمَا وَ لَهُمَا نُجُومٌ وَ عَلَی نُجُومِهِمَا نُجُومٌ سِوَاهُمَا تُحْمَی حِمَاهُ وَ تُرْعَی مَرَاعِیهِ وَ فِی الْقُرْآنِ بَیَانُهُ وَ حُدُودُهُ وَ أَرْكَانُهُ وَ مَوَاضِعُ تَقَادِیرِ مَا خُزِنَ بِخَزَائِنِهِ وَ وُزِنَ بِمِیزَانِهِ مِیزَانُ الْعَدْلِ وَ حُكْمُ الْفَصْلِ إِنَّ رُعَاةَ الدِّینِ فَرَّقُوا بَیْنَ الشَّكِّ وَ الْیَقِینِ وَ جَاءُوا بِالْحَقِّ الْمُبِینِ قَدْ بَیَّنُوا الْإِسْلَامَ تِبْیَاناً وَ أَسَّسُوا لَهُ أَسَاساً وَ أَرْكَاناً وَ جَاءُوا عَلَی ذَلِكَ شُهُوداً وَ بُرْهَاناً مِنْ عَلَامَاتٍ وَ أَمَارَاتٍ فِیهَا كِفَاءٌ لِمُكْتَفٍ وَ شِفَاءٌ لِمُشْتَفٍ یَحْمَوْنَ حِمَاهُ وَ یَرْعَوْنَ مَرْعَاهُ وَ یَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ یَهْجُرُونَ مَهْجُورَهُ وَ یُحِبُّونَ مَحْبُوبَهُ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ بِرِّهِ وَ بِعَظِیمِ أَمْرِهِ وَ ذِكْرِهِ بِمَا یَجِبُ أَنْ یُذْكَرَ بِهِ یَتَوَاصَلُونَ بِالْوَلَایَةِ وَ یَتَلَاقَوْنَ بِحُسْنِ اللَّهْجَةِ وَ یَتَسَاقَوْنَ بِكَأْسِ الرَّوِیَّةِ وَ یَتَرَاعَوْنَ بِحُسْنِ الرِّعَایَةِ بِصُدُورٍ بَرِیَّةٍ وَ أَخْلَاقٍ سَنِیَّةٍ-(1)

وَ بِسَلَامٍ رَضِیَّةٍ لَا یُشْرَبُ فِیهِ الدَّنِیَّةُ وَ لَا تُشْرَعُ فِیهِ الْغِیبَةُ فَمَنِ اسْتَبْطَنَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً اسْتَبْطَنَ خُلُقاً سَنِیّاً وَ قَطَعَ أَصْلَهُ وَ اسْتَبْدَلَ مَنْزِلَهُ بِنَقْصِهِ مُبْرِماً وَ اسْتِحْلَالِهِ مُجْرِماً مِنْ عَهْدٍ مَعْهُودٍ إِلَیْهِ وَ عَقْدٍ مَعْقُودٍ عَلَیْهِ بِالْبِرِّ وَ التَّقْوَی وَ إِیْثَارِ سَبِیلِ الْهُدَی عَلَی ذَلِكَ عَقَدَ خَلْقَهُمْ وَ آخَی أُلْفَتَهُمْ فَعَلَیْهِ یَتَحَابُّونَ وَ بِهِ یَتَوَاصَلُونَ فَكَانُوا كَالزَّرْعِ وَ تَفَاضُلُهُ یَبْقَی فَیُؤْخَذُ مِنْهُ وَ یَفْنَی وَ بَیْعَتُهُ التَّخْصِیصُ وَ یَبْلُغُ مِنْهُ التَّخْلِیصُ فَانْتَظِرْ أَمْرَهُ فِی قِصَرِ أَیَّامِهِ وَ قِلَّةِ مَقَامِهِ فِی مَنْزِلِهِ حَتَّی یَسْتَبْدِلَ مَنْزِلًا لِیَضَعَ مَنْحُولَهُ وَ مَعَارِفَ مُنْقَلَبِهِ فَطُوبَی لِذِی قَلْبٍ سَلِیمٍ أَطَاعَ مَنْ یَهْدِیهِ وَ تَجَنَّبَ مَا یُرْدِیهِ فَیَدْخُلُ مَدْخَلَ الْكَرَامَةِ فَأَصَابَ سَبِیلَ السَّلَامَةِ سَیُبْصِرُ بِبَصَرِهِ وَ أَطَاعَ هَادِیَ أَمْرِهِ دُلَّ أَفْضَلَ الدَّلَالَةِ وَ كَشَفَ غِطَاءَ الْجَهَالَةِ الْمُضِلَّةِ الْمُلْهِیَةِ فَمَنْ أَرَادَ تَفَكُّراً أَوْ تَذَكُّراً فَلْیَذْكُرْ رَأْیَهُ وَ لْیُبْرِزْ بِالْهُدَی مَا لَمْ تُغْلَقْ أَبْوَابُهُ وَ تُفَتَّحْ أَسْبَابُهُ وَ قَبِلَ نَصِیحَةَ مَنْ نَصَحَ بِخُضُوعٍ وَ حُسْنِ خُشُوعٍ بِسَلَامَةِ الْإِسْلَامِ وَ دُعَاءِ التَّمَامِ وَ سَلَامٍ بِسَلَامٍ تَحِیَّةً دَائِمَةً لِخَاضِعٍ مُتَوَاضِعٍ یَتَنَافَسُ بِالْإِیمَانِ وَ یَتَعَارَفُ عِدْلَ الْمِیزَانِ فَلْیَقْبَلْ أَمْرَهُ وَ إِكْرَامَهُ بِقَبُولٍ

ص: 80


1- 1. كان فی الأصل بیاضا علی ما سیذكره المصنّف رحمه اللّٰه.

وَ لْیَحْذَرْ قَارِعَةً قَبْلَ حُلُولِهَا إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ لَا یَعِی حَدِیثَنَا إِلَّا حُصُونٌ حَصِینَةٌ أَوْ صُدُورٌ أَمِینَةٌ أَوْ أَحْلَامٌ رَزِینَةٌ یَا عَجَباً كُلَّ الْعَجَبِ بَیْنَ جُمَادَی وَ رَجَبٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِیسِ مَا هَذَا الْعَجَبُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ وَ مَا لِیَ لَا أَعْجَبُ وَ سَبَقَ الْقَضَاءُ فِیكُمْ وَ مَا تَفْقَهُونَ الْحَدِیثَ إِلَّا صَوْتَاتٍ بَیْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ حَصْدُ نَبَاتٍ وَ نَشْرُ أَمْوَاتٍ وَا عَجَبَا كُلَّ الْعَجَبِ بَیْنَ جُمَادَی وَ رَجَبٍ قَالَ أَیْضاً رَجُلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الْعَجَبُ الَّذِی لَا تَزَالُ تَعْجَبُ مِنْهُ قَالَ ثَكِلَتِ الْآخَرَ أُمُّهُ وَ أَیُّ عَجَبٍ یَكُونُ أَعْجَبَ مِنْهُ أَمْوَاتٌ یَضْرِبُونَ هَامَ (1) الْأَحْیَاءِ قَالَ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ كَأَنِّی أَنْظُرُ قَدْ تَخَلَّلُوا سِكَكَ الْكُوفَةِ وَ قَدْ شَهَرُوا سُیُوفَهُمْ عَلَی مَنَاكِبِهِمْ یَضْرِبُونَ كُلَّ عَدُوٍّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما یَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ(2) أَلَا یَا أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی إِنِّی بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنَ الْعَالِمِ بِطُرُقِ الْأَرْضِ أَنَا یَعْسُوبُ الدِّینِ وَ غَایَةُ السَّابِقِینَ وَ لِسَانُ الْمُتَّقِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ النَّبِیِّینَ وَ خَلِیفَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ وَ خَازِنُ الْجِنَانِ وَ صَاحِبُ الْحَوْضِ وَ صَاحِبُ الْأَعْرَافِ وَ لَیْسَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ إِمَامٌ إِلَّا عَارِفٌ بِجَمِیعِ أَهْلِ وَلَایَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ-(3)

ص: 81


1- 1. هام- بتخفیف المیم علی وزن سام- و هكذا هامات، جمع هامة: رأس كل شی ء، فما فی الأصل المطبوع« یضربون هوام الاحیاء» تصحیف، فان« هوام» الذی هو جمع« هامة» انما هو بتضعیف المیم من« همم» و لا یقع الا علی المخوف من الاحناش ممّا له سم كالحیة، فجمعه الهوام، وزان عامة و عوام، و خاصّة و خواص. فلا تغفل.
2- 2. الممتحنة: 13.
3- 3. الرعد: 8.

أَلَا یَا أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَشْغَرَ(1) بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ شَرْقِیَّةٌ تَطَأُ فِی خِطَامِهَا بَعْدَ مَوْتٍ وَ حَیَاةٍ أَوْ تَشِبَّ نَارٌ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ غَرْبِیَّ الْأَرْضِ رَافِعَةً ذَیْلَهَا تَدْعُو یَا وَیْلَهَا بِذَحْلَةٍ أَوْ مِثْلِهَا فَإِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ قُلْتُ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(2) وَ لِذَلِكَ آیَاتٌ وَ عَلَامَاتٌ أَوَّلُهُنَّ إِحْصَارُ الْكُوفَةِ بِالرَّصَدِ وَ الْخَنْدَقِ وَ تَخْرِیقُ الزَّوَایَا فِی سِكَكِ الْكُوفَةِ(3)

وَ تَعْطِیلُ الْمَسَاجِدِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ تَخْفِقُ رَایَاتٌ ثَلَاثٌ حَوْلَ الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ یُشْبِهْنَ بِالْهُدَی الْقَاتِلُ وَ الْمَقْتُولُ فِی النَّارِ وَ قَتْلٌ كَثِیرٌ وَ مَوْتٌ ذَرِیعٌ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فِی سَبْعِینَ وَ الْمَذْبُوحُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ قَتْلُ الْأَسْبَغِ الْمُظَفَّرِ صَبْراً فِی بَیْعَةِ الْأَصْنَامِ مَعَ كَثِیرٍ مِنْ شَیَاطِینِ الْإِنْسِ وَ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ بِرَایَةٍ خَضْرَاءَ وَ صَلِیبٍ مِنْ ذَهَبٍ أَمِیرُهَا رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ عِنَانِ مَنْ یَحْمِلُ السُّفْیَانِیَّ مُتَوَجِّهاً إِلَی مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ أَمِیرُهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ یُقَالُ لَهُ خُزَیْمَةُ أَطْمَسُ الْعَیْنِ الشِّمَالِ عَلَی عَیْنِهِ طَرْفَةٌ-(4)

یَمِیلُ

ص: 82


1- 1. فی الأصل المطبوع« قبل أن تشرع» و هو تصحیف، و قد مر نظیره مرارا، و تراه فی نهج البلاغة باب الخطب و الاوامر تحت الرقم 187.
2- 2. أسری: 6.
3- 3. یقال: خرق البناء و فی البناء: فتح نافذة فیه، و المخترق- بالفتح- الممر و المنفذ، و المراد بتخریق الزوایا جعل مختبأ فی السكك لیستتروا فیها من العدو، فیتمكنوا من الهجوم علیهم غفلة.
4- 4. الطرفة- بالفتح- نقطة حمراء من الدم تحدث فی العین من ضربة و غیرها قاله الجوهریّ، یقال: طرف عینه: لطمه بیده أو أصابها بشی ء فدمعت، و قد طرفت عینه: مجهولا. فهی مطروفة، و الاسم« الطرفة». و لكن قد مر فی ج 52 ص 273 تحت الرقم 167 أن علی عینه ظفرة فراجع.

بِالدُّنْیَا فَلَا تُرَدُّ لَهُ رَایَةٌ حَتَّی یَنْزِلَ الْمَدِینَةَ فَیَجْمَعَ رِجَالًا وَ نِسَاءً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَحْبِسَهُمْ فِی دَارٍ بِالْمَدِینَةِ یُقَالُ لَهَا دَارُ أَبِی الْحَسَنِ الْأُمَوِیِّ وَ یَبْعَثُ خَیْلًا فِی طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَدِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِینَ بِمَكَّةَ أَمِیرُهُمْ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ حَتَّی إِذَا تَوَسَّطُوا الصَّفَائِحَ الْأَبْیَضَ بِالْبَیْدَاءِ یُخْسَفُ بِهِمْ فَلَا یَنْجُو مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ یُحَوِّلُ اللَّهُ وَجْهَهُ فِی قَفَاهُ لِیُنْذِرَهُمْ وَ لِیَكُونَ آیَةً لِمَنْ خَلْفَهُ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ (1) وَ یَبْعَثُ السُّفْیَانِیُّ مِائَةً وَ ثَلَاثِینَ أَلْفاً إِلَی الْكُوفَةِ فَیَنْزِلُونَ بِالرَّوْحَاءِ وَ الْفَارُوقِ وَ مَوْضِعِ مَرْیَمَ وَ عِیسَی علیهما السلام بِالْقَادِسِیَّةِ وَ یَسِیرُ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ أَلْفاً حَتَّی یَنْزِلُوا الْكُوفَةَ مَوْضِعَ قَبْرِ هُودٍ علیه السلام بِالنُّخَیْلَةِ فَیَهْجُمُوا عَلَیْهِ یَوْمَ زِینَةٍ وَ أَمِیرُ النَّاسِ جَبَّارٌ عَنِیدٌ یُقَالُ لَهُ الْكَاهِنُ السَّاحِرُ فَیَخْرُجُ مِنْ مَدِینَةٍ یُقَالُ لَهُ الزَّوْرَاءُ فِی خَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْكَهَنَةِ وَ یَقْتُلُ عَلَی جِسْرِهَا سَبْعِینَ أَلْفاً حَتَّی یَحْتَمِیَ النَّاسُ الْفُرَاتَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مِنَ الدِّمَاءِ وَ نَتْنِ الْأَجْسَادِ وَ یَسْبِی مِنَ الْكُوفَةِ أَبْكَاراً لَا یُكْشَفُ عَنْهَا كَفٌّ وَ لَا قِنَاعٌ حَتَّی یُوضَعْنَ فِی الْمَحَامِلِ یُزْلِفُ بِهِنَّ الثُّوَیَّةَ وَ هِیَ الْغَرِیَّیْنِ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ مِائَةُ أَلْفٍ بَیْنَ مُشْرِكٍ وَ مُنَافِقٍ حَتَّی یَضْرِبُونَ دِمَشْقَ لَا یَصُدُّهُمْ عَنْهَا صَادٌّ وَ هِیَ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ وَ تُقْبِلُ رَایَاتُ شَرْقِیِّ الْأَرْضِ لَیْسَتْ بِقُطْنٍ وَ لَا كَتَّانٍ وَ لَا حَرِیرٍ مُخَتَّمَةً فِی رُءُوسِ الْقَنَا بِخَاتَمِ السَّیِّدِ الْأَكْبَرِ یَسُوقُهَا رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ تُطَیَّرُ بِالْمَشْرِقِ

یُوجَدُ رِیحُهَا بِالْمَغْرِبِ كَالْمِسْكِ الْأَذْفَرِ یَسِیرُ الرُّعْبُ أَمَامَهَا شَهْراً وَ یَخْلُفُ أَبْنَاءُ سَعْدٍ السَّقَّاءِ بِالْكُوفَةِ طَالِبِینَ بِدِمَاءِ آبَائِهِمْ وَ هُمْ أَبْنَاءُ الْفَسَقَةِ حَتَّی یَهْجُمَ عَلَیْهِمْ خَیْلُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَسْتَبِقَانِ كَأَنَّهُمَا فَرَسَا رِهَانٍ شُعْثٌ غُبْرٌ أَصْحَابُ بَوَاكِی وَ قَوَارِحَ (2) إِذْ یَضْرِبُ أَحَدُهُمْ بِرِجْلِهِ بَاكِیَةً یَقُولُ لَا خَیْرَ فِی مَجْلِسٍ بَعْدَ

ص: 83


1- 1. السبأ: 51.
2- 2. البواكی: جمع باكیة، و القوارح: جمع قارحة من به قرح فی قلبه من الحزن. و كأنّ التاء جی ء بها للمبالغة لا للتأنیث و لذلك یقول بعده:« اذ یضرب أحدهم برجله باكیة» و قد مر فی ج 52 ص 274 و فیه:« أصلاب نواطی و أقداح».

یَوْمِنَا هَذَا اللَّهُمَّ فَإِنَّا التَّائِبُونَ الْخَاشِعُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ فَهُمُ الْأَبْدَالُ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ التَّوَّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ (1) وَ الْمُطَهَّرُونَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ رَاهِبٌ یَسْتَجِیبُ الْإِمَامَ فَیَكُونُ أَوَّلَ النَّصَارَی إِجَابَةً وَ یَهْدِمُ صَوْمَعَتَهُ وَ یَدُقُّ صَلِیبَهَا وَ یَخْرُجُ بِالْمَوَالِی وَ ضُعَفَاءِ النَّاسِ وَ الْخَیْلِ فَیَسِیرُونَ إِلَی النُّخَیْلَةِ بِأَعْلَامِ هُدًی فَیَكُونُ مَجْمَعُ النَّاسِ جَمِیعاً مِنَ الْأَرْضِ كُلِّهَا بِالْفَارُوقِ وَ هِیَ مَحَجَّةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هِیَ مَا بَیْنَ الْبُرْسِ وَ الْفُرَاتِ فَیُقْتَلُ یَوْمَئِذٍ فِیمَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثَةُ آلَافٍ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی فَیَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ-(2)

بِالسَّیْفِ وَ تَحْتَ ظِلِّ السَّیْفِ وَ یَخْلُفُ مِنْ بَنِی أَشْهَبَ الزَّاجِرُ اللَّحْظِ فِی أُنَاسٍ مِنْ غَیْرِ أَبِیهِ هُرَّاباً حَتَّی یَأْتُونَ سِبَطْرَی عُوَّذاً بِالشَّجَرِ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ-(3)

وَ مَسَاكِنُهُمُ الْكُنُوزُ الَّتِی غَنِمُوا مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِینَ وَ یَأْتِیهِمْ یَوْمَئِذٍ الْخَسْفُ وَ الْقَذْفُ وَ الْمَسْخُ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ ما هِیَ مِنَ الظَّالِمِینَ بِبَعِیدٍ(4) وَ یُنَادِی مُنَادٍ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ یَا أَهْلَ الْهُدَی اجْتَمِعُوا وَ یُنَادِی مِنْ نَاحِیَةِ الْمَغْرِبِ بَعْدَ مَا تَغِیبُ الشَّمْسُ یَا أَهْلَ الْهُدَی اجْتَمِعُوا وَ مِنَ الْغَدِ عِنْدَ الظُّهْرِ بَعْدَ تَكَوُّرِ الشَّمْسِ فَتَكُونُ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ الْیَوْمَ

ص: 84


1- 1.: البقرة: 222.
2- 2. الأنبیاء: 15.
3- 3. الأنبیاء: 12.
4- 4. هود: 82.

الثَّالِثَ یُفَرَّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ بِخُرُوجِ دَابَّةِ الْأَرْضِ وَ تُقْبِلُ الرُّومُ إِلَی قَرْیَةٍ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ عِنْدَ كَهْفِ الْفِتْیَةِ وَ یَبْعَثُ اللَّهُ الْفِتْیَةَ مِنْ كَهْفِهِمْ إِلَیْهِمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ مَلِیخَا وَ الْآخَرُ كمسلمینا وَ هُمَا الشَّاهِدَانِ الْمُسْلِمَانِ لِلْقَائِمِ (1)

فَیَبْعَثُ أَحَدَ الْفِتْیَةِ إِلَی الرُّومِ فَیَرْجِعُ

بِغَیْرِ حَاجَةٍ وَ یَبْعَثُ بِالْآخَرِ فَیَرْجِعُ بِالْفَتْحِ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً(2) ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً لِیُرِیَهُمْ مَا كَانُوا یُوعَدُونَ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ (3) وَ الْوَزَعُ خَفَقَانُ أَفْئِدَتِهِمْ وَ یَسِیرُ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ بِرَایَةِ الْهُدَی وَ السَّیْفِ ذِی الْفَقَارِ وَ الْمِخْصَرَةِ(4)

حَتَّی یَنْزِلَ أَرْضَ الْهِجْرَةِ مَرَّتَیْنِ وَ هِیَ الْكُوفَةُ فَیَهْدِمُ مَسْجِدَهَا وَ یَبْنِیهِ عَلَی بِنَائِهِ الْأَوَّلِ وَ یَهْدِمُ مَا دُونَهُ مِنْ دُورِ الْجَبَابِرَةِ وَ یَسِیرُ إِلَی الْبَصْرَةِ حَتَّی یُشْرِفَ عَلَی بَحْرِهَا وَ مَعَهُ التَّابُوتُ وَ عَصَا مُوسَی فَیَعْزِمُ عَلَیْهِ فَیَزْفِرُ فِی الْبَصْرَةِ زَفْرَةً فَتَصِیرُ بَحْراً لُجِّیّاً لَا یَبْقَی فِیهَا غَیْرُ مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤِ السَّفِینَةِ عَلَی ظَهْرِ الْمَاءِ ثُمَّ یَسِیرُ إِلَی حَرُورَاءَ حَتَّی یُحْرِقَهَا وَ یَسِیرَ مِنْ بَابِ بَنِی أَسَدٍ حَتَّی یَزْفِرَ زَفْرَةً فِی ثَقِیفٍ وَ هُمْ زَرْعُ فِرْعَوْنَ ثُمَّ یَسِیرُ إِلَی مِصْرَ فَیَصْعَدُ مِنْبَرَهُ فَیَخْطُبُ النَّاسَ فَتَسْتَبْشِرُ الْأَرْضُ بِالْعَدْلِ وَ تُعْطِی السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ الشَّجَرُ ثَمَرَهَا وَ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا

ص: 85


1- 1. قد مر فی باب علامات ظهوره علیه السلام، شطر من هذا الحدیث من كتاب سرور أهل الایمان، من قوله: ألا یا أیها الناس سلونی قبل أن تفقدونی إلی هنا، و النسختان كلتاهما مصحفتان و لا بأس بمقابلتهما راجع ج 52 ص 272- 275.
2- 2. آل عمران: 83.
3- 3. النمل: 83. و الصحیح« وَ یَوْمَ نَحْشُرُ».
4- 4. المخصرة: شی ء كالسوط، و ما یتوكأ علیه كالعصا، و ما یأخذه الملك بیده یشیر به إذا خاطب و الخطیب إذا خطب.

وَ تَتَزَیَّنُ لِأَهْلِهَا وَ تَأْمَنُ الْوُحُوشُ حَتَّی تَرْتَعِیَ فِی طُرُقِ الْأَرْضِ كَأَنْعَامِهِمْ وَ یُقْذَفُ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ الْعِلْمُ فَلَا یَحْتَاجُ مُؤْمِنٌ إِلَی مَا عِنْدَ أَخِیهِ مِنْ عِلْمٍ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ یُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ-(1)

وَ تُخْرِجُ لَهُمُ الْأَرْضُ كُنُوزَهَا وَ یَقُولُ الْقَائِمُ كُلُوا هَنِیئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِی الْأَیَّامِ الْخالِیَةِ فَالْمُسْلِمُونَ یَوْمَئِذٍ أَهْلُ صَوَابٍ لِلدِّینِ أُذِنَ لَهُمْ فِی الْكَلَامِ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ جاءَ رَبُّكَ وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(2) فَلَا یَقْبَلُ اللَّهُ یَوْمَئِذٍ إِلَّا دِینَهُ الْحَقَ أَلا لِلَّهِ الدِّینُ الْخالِصُ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَی الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ أَ فَلا یُبْصِرُونَ وَ یَقُولُونَ مَتی هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ قُلْ یَوْمَ الْفَتْحِ لا یَنْفَعُ الَّذِینَ كَفَرُوا إِیمانُهُمْ وَ لا هُمْ یُنْظَرُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَ انْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ-(3)

فَیَمْكُثُ فِیمَا بَیْنَ خُرُوجِهِ إِلَی یَوْمِ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ نَیِّفٍ وَ عِدَّةُ أَصْحَابِهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ سَبْعُونَ مِنَ الْجِنِّ وَ مِائَتَانِ وَ أَرْبَعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ الَّذِینَ غَضِبُوا لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ هَجَمَتْهُ مُشْرِكُو قُرَیْشٍ فَطَلَبُوا إِلَی نَبِیِّ اللَّهِ أَنْ یَأْذَنَ لَهُمْ فِی إِجَابَتِهِمْ فَأَذِنَ لَهُمْ حَیْثُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَكَرُوا اللَّهَ كَثِیراً وَ انْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ-(4)

وَ عِشْرُونَ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ مِنْهُمُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ مِائَتَانِ وَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ الَّذِینَ كَانُوا بِسَاحِلِ الْبَحْرِ مِمَّا یَلِی عَدَنَ فَبَعَثَ إِلَیْهِمْ نَبِیُّ اللَّهِ بِرِسَالَةٍ فَأْتُوا مُسْلِمِینَ وَ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ أَلْفَانِ وَ ثَمَانُمِائَةٍ وَ سَبْعَةَ عَشَرَ وَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَرْبَعُونَ أَلْفاً مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْمُسَوِّمِینَ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَ مِنَ الْمُرْدِفِینَ خَمْسَةُ آلَافٍ

ص: 86


1- 1. النساء: 129.
2- 2. الفجر: 22.
3- 3. السجدة: 27- 29.
4- 4. الشعراء: 227.

فَجَمِیعُ أَصْحَابِهِ علیه السلام سَبْعَةٌ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفاً وَ مِائَةٌ وَ ثَلَاثُونَ مِنْ ذَلِكَ تِسْعَةُ رُءُوسٍ مَعَ كُلِّ رَأْسٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ عِدَّةَ یَوْمِ بَدْرٍ فَبِهِمْ یُقَاتِلُ وَ إِیَّاهُمْ یَنْصُرُ اللَّهُ وَ بِهِمْ یَنْتَصِرُ وَ بِهِمْ یُقَدَّمُ النَّصْرُ وَ مِنْهُمْ نَضْرَةُ الْأَرْضِ كَتَبْتُهَا كَمَا وَجَدْتُهَا وَ فِیهَا نَقْصُ حُرُوفٍ.

بیان: لم ینطق فیه ناطق بكان أی كلما عبر عنه بكان فهو لضرورة العبارة إذ كان یدل علی الزمان و هو معری عنه موجود قبل حدوثه.

قوله علیه السلام من أهل أی جعله أهلا للنبوة و الخلافة قوله علیه السلام كلما نسج اللّٰه أی جمعهم مجازا قوله علیه السلام لم یسهم أی لم یشرك فیه و العائر من السهام الذی لا یدری رامیه كنایة عن الزنا و اختلاط النسب و یحتمل أن یكون مأخوذا من العار و كأنه تصحیف عاهر.

قوله علیه السلام فإن روح البصر لعل خبر أن مع كلمة اللّٰه و روح الحیاة بدل من روح البصر أی روح الإیمان الذی یكون مع المؤمن و به یكون بصیرا و حیا حقیقة لا یكون إلا مع كلمة اللّٰه أی إمام الهدی فالكلمة من الروح أی معه أو هو أیضا آخذ من الروح أی روح القدس و الروح یأخذ من النور و النور هو اللّٰه تعالی كما قال اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فبأیدیكم سبب من كلمة اللّٰه وصل إلیكم من اللّٰه ذلك السبب آثركم و اختاركم و خصصكم به و هو نعمة من اللّٰه خصصكم بها لا یمكنكم أن تؤدوا شكرها.

قوله علیه السلام یظهر أی العون أو هو تعالی قوله علیه السلام و إن فرقانا خبر أن إما محذوف أی بین ظاهر أو هو قوله یعز اللّٰه أو قوله فلیعد بتأویل مقول فی حقه و المراد بالفرقان القرآن و قوله سلامة مبتدأ و ثقل المیزان خبره أی سلامة من یخف فی الطاعة و لا یكسل فیها إنما یظهر عند ثقل المیزان فی القیامة أو هو سبب لثقله و یحتمل أن یكون التسلیم مضافا إلی السلامة أی التسلیم الموجب للسلامة و أهل مبتدأ و ثقل بالتشدید علی صیغة الجمع خبره.

ص: 87

قوله و المیزان بالحكمة أی ثقل المیزان بالعمل إنما یكون إذا كان مقرونا بالحكمة فإن عمل الجاهل لا وزن له فتقدیره المیزان یثقل بالحكمة و الحكمة فضاء للبصر أی بصر القلب یجول فیها قوله إنی بالكسر و القصر أی وقتا قوله و اعترفوا بقربان ما قرب لكم أی اعترفوا و صدقوا بقرب ما أخبركم أنه قریب منكم قوله علیه السلام و أرف أرفه الأرف كصرد جمع الآرفة و هی الحد أی حدد حدوده و بینها ثم الظاهر أنه قد سقط كلام مشتمل علی ذكر القرآن قبل قوله من ظهر و بطن فإنما ذكر بعده أوصاف القرآن و ما ذكر قبله أوصاف الإسلام و إن أمكن أن یستفاد ذكر القرآن من الوصف و التبیین و التحدید المذكورة فی وصف الإسلام لكن الظاهر علی هذا السیاق أن یكون جمیع ذلك أوصاف الإسلام.

و المراد بالاسمین الأعلین محمد و علی صلوات اللّٰه علیهما و لهما نجوم أی سائر أئمة الهدی و علی نجومهما نجوم أی علی كل من تلك النجوم دلائل و براهین من الكتاب و السنة و المعجزات الدالة علی حقیتهم و یحتمل أن یكون المراد بالاسمین الكتاب و العترة.

قوله تحمی علی بناء المعلوم و الفاعل النجوم أو علی المجهول و علی التقدیرین الضمیر فی حماه و مراعیه راجع إلی الإسلام و كذا الضمائر بعدهما و كان فی الأصل بعد قوله و أخلاق سنیة بیاض.

و الطرفة بالفتح نقطة حمراء من الدم تحدث فی العین من ضربة و نحوها.

أقول: هكذا وجدتها فی الأصل سقیمة محرفة و قد صححت بعض أجزائها من بعض مؤلفات بعض أصحابنا و من الأخبار الأخر و قد اعترف صاحب الكتاب بسقمها و مع ذلك یمكن الانتفاع بأكثر فوائدها و لذا أوردتها مع ما أرجو من فضله تعالی أن یتیسر نسخة یمكن تصحیحها بها و قد سبق كثیر من فقراتها فی باب علامات ظهوره علیه السلام.

ص: 88

«87»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلْمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَشْكُو جَفَاءَ أَهْلِ وَاسِطٍ وَ حَمْلَهُمْ عَلَیَّ وَ كَانَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْعُثْمَانِیَّةِ تُؤْذِینِی فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ أَخَذَ مِیثَاقَ أَوْلِیَائِنَا عَلَی الصَّبْرِ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَلَوْ قَدْ قَامَ سَیِّدُ الْخَلْقِ لَقَالُوا یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (1).

«88»- فس، [تفسیر القمی]: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ-(2) یَعْنِی الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَصْحَابَهُ لِیَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ یَعْنِی تَسْوَدُّ وُجُوهُهُمْ وَ لِیَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابَهُ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَصْحَابَهُ.

«89»- فس، [تفسیر القمی]: حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ-(3) قَالَ الْقَائِمُ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیهما.

«90»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ (4) قَالَ خُرُوجُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی الْكَرَّةِ فِی سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ الَّذِینَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَیْهِمُ الْبَیْضُ الْمُذَهَّبَةُ لِكُلِّ بَیْضَةٍ وَجْهَانِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ الْآیَاتِ الْمُؤَوَّلَةِ بِالْقَائِمِ علیه السلام.

«91»- شا، [الإرشاد] مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهما السلام قَالَ: أَنَا سَیِّدُ الشِّیبِ (5) وَ فِیَّ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ سَیَجْمَعُ اللَّهُ لِی أَهْلِی كَمَا جَمَعَ لِیَعْقُوبَ شَمْلَهُ وَ ذَلِكَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ وَ قُلْتُمْ مَاتَ أَوْ هَلَكَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ إِخْبَارِ

ص: 89


1- 1. یس: 51، و الحدیث فی روضة الكافی ص 247.
2- 2. أسری: 5 و قد مر فی ج 51 ص 46.
3- 3. مریم: 75.
4- 4. أسری: 5، و قد مر فی ج 51 ص 56، و تراه فی المصدر ج 2 ص 281.
5- 5. الشیب- بالكسر- علی القیاس، و شیب- بضمتین علی خلاف القیاس- جمع. شیب: الرجل الذی ابیض شعره.

أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1) بِالْقَائِمِ علیه السلام.

«92»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُقَاتِلَ شِیعَةَ الدَّجَّالِ فَلْیُقَاتِلِ الْبَاكِیَ عَلَی دَمِ عُثْمَانَ وَ الْبَاكِیَ عَلَی أَهْلِ النَّهْرَوَانِ إِنَّ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ مُؤْمِناً بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَاخِطاً عَلَیْهِ وَ لَا یُدْرِكُ الدَّجَّالَ فَقَالَ رَجُلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ فَیُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ حَتَّی یُؤْمِنَ بِهِ وَ إِنْ رَغِمَ أَنْفُهُ.

«93»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَا لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا لَقَدْ رُدَّتْ إِلَیْهِ الْحُمَیْرَاءُ حَتَّی یَجْلِدَهَا الْحَدَّ وَ حَتَّی یَنْتَقِمَ لِابْنَةِ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةَ علیها السلام مِنْهَا إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی بَابِ سِیَرِهِ علیه السلام (2).

«94»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا آنَ قِیَامُ الْقَائِمِ مُطِرَ النَّاسُ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ عَشْرَةَ أَیَّامٍ مِنْ رَجَبٍ مَطَراً لَمْ تَرَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهُ فَیَنْبُتُ اللَّهُ بِهِ لُحُومَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَبْدَانَهُمْ فِی قُبُورِهِمْ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ مُقْبِلِینَ مِنْ قِبَلِ جُهَیْنَةَ یَنْفُضُونَ شُعُورَهُمْ مِنَ التُّرَابِ (3).

«95»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَخْرُجُ مَعَ الْقَائِمِ علیه السلام مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ سَبْعٌ وَ عِشْرُونَ رَجُلًا خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِ مُوسَی علیه السلام

ص: 90


1- 1. فی الأصل المطبوع:« باب اخبار النبیّ» و هو سهو ظاهر تری الحدیث بتمامه فی ج 51 ص 111، و المصدر ص 138.
2- 2. راجع ج 52 ص 314، و تراه فی المصدر ج 2 ص 267، أخرجه فی باب نوادر العلل تحت الرقم 10.
3- 3. تراه فی الإرشاد ص 342.

الَّذِینَ كَانُوا یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ-(1) وَ سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكَهْفِ وَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیُّ وَ الْمِقْدَادُ وَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ فَیَكُونُونَ بَیْنَ یَدَیْهِ أَنْصَاراً وَ حُكَّاماً.

شی، [تفسیر العیاشی] عن المفضل: مثله بتغییر ما و قد مر(2).

«96»- نی، [الغیبة للنعمانی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ(3) عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ قَدْ خَرَجَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ لَنَصَرَهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَتْبَعُهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ الثَّانِی إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ.

«97»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیِّ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ فِی عَلَامَاتِ ظُهُورِ الْقَائِمِ علیه السلام قَالَ وَ الصَّوْتُ الثَّالِثُ یَرَوْنَ بَدَناً بَارِزاً نَحْوَ عَیْنِ الشَّمْسِ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ كَرَّ فِی هَلَاكِ الظَّالِمِینَ الْخَبَرَ(4).

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن أحمد بن مابنداذ و الحمیری معا عن أحمد بن هلال: مثله.

«98»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِی عُمَارَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرْنَا الْقَائِمَ علیه السلام وَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِنَا یَنْتَظِرُهُ فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا قَامَ أُتِیَ الْمُؤْمِنُ فِی قَبْرِهِ فَیُقَالُ لَهُ یَا هَذَا إِنَّهُ

ص: 91


1- 1. إشارة الی قوله تعالی فی الأعراف: 159:« وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ، راجع الإرشاد ص 344.
2- 2. مر فی ج 52 ص 346 باب سیره و أخلاقه تحت الرقم 92. و تراه فی تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 32.
3- 3. فی الأصل المطبوع: أحمد بن عبید و هو تصحیف، راجع ج 52 ص 348 باب سیره و أخلاقه تحت الرقم 99 و الحدیث مختصر.
4- 4. غیبة الشیخ ص 283، النعمانیّ ص 94 و قد مر فی ج 52 ص 289.

قَدْ ظَهَرَ صَاحِبُكَ فَإِنْ تَشَأْ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ وَ إِنْ تَشَأْ أَنْ تُقِیمَ فِی كَرَامَةِ رَبِّكَ فَأَقِمْ (1).

«99»- یه، [من لا یحضر الفقیه] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام: فِی الزِّیَارَةِ الْجَامِعَةِ وَ سَاقَ الزِّیَارَةَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ جَعَلَنِی مِمَّنْ یَقْتَصُّ آثَارَكُمْ وَ یَسْلُكُ سُبُلَكُمْ وَ یَهْتَدِی بِهُدَاكُمْ وَ یُحْشَرُ فِی زُمْرَتِكُمْ وَ یَكُرُّ فِی رَجْعَتِكُمْ وَ یُمَلَّكُ فِی دَوْلَتِكُمْ وَ یُشَرَّفُ فِی عَافِیَتِكُمْ وَ یُمَكَّنُ فِی أَیَّامِكُمْ وَ تَقَرُّ عَیْنُهُ غَداً بِرُؤْیَتِكُمْ وَ فِی زِیَارَةِ الْوَدَاعِ وَ مَكَّنَنِی فِی دَوْلَتِكُمْ وَ أَحْیَانِی فِی رَجْعَتِكُمْ.

یب، [تهذیب الأحكام] عن الصدوق: مثله (2).

«100»- یب، [تهذیب الأحكام] جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی زِیَارَةِ الْأَرْبَعِینَ وَ أَشْهَدُ أَنِّی بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِإِیَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِینِی وَ خَوَاتِیمِ عَمَلِی.

«101»- یه، [من لا یحضر الفقیه] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِكَرَّتِنَا وَ لَمْ یَسْتَحِلَّ مُتْعَتَنَا(3).

«102»- كا، [الكافی] جَمَاعَةٌ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ-(4) قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا تَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْمُشْرِكِینَ یَزْعُمُونَ

ص: 92


1- 1. المصدر ص 291.
2- 2. فقیه من لا یحضره الفقیه: ص 309 الطبعة الحدیثة و التهذیب ج 2 ص 34.
3- 3. الفقیه ص 429.
4- 4. النحل: 41، و الحدیث فی روضة الكافی ص 51.

وَ یَحْلِفُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ لَا یَبْعَثُ الْمَوْتَی قَالَ فَقَالَ تَبّاً لِمَنْ قَالَ هَذَا سَلْهُمْ هَلْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ أَمْ بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَوْجِدْنِیهِ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا قِبَاعُ (1)

سُیُوفِهِمْ عَلَی عَوَاتِقِهِمْ فَیَبْلُغُ ذَلِكَ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا لَمْ یَمُوتُوا فَیَقُولُونَ بُعِثَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ مِنْ قُبُورِهِمْ وَ هُمْ مَعَ الْقَائِمِ فَیَبْلُغُ ذَلِكَ قَوْماً مِنْ عَدُوِّنَا فَیَقُولُونَ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ مَا أَكْذَبَكُمْ هَذِهِ دَوْلَتُكُمْ فَأَنْتُمْ تَقُولُونَ فِیهَا الْكَذِبَ لَا وَ اللَّهِ مَا عَاشَ هَؤُلَاءِ وَ لَا یَعِیشُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَحَكَی اللَّهُ قَوْلَهُمْ فَقَالَ وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن أبی بصیر: مثله (2):

أقول:- روی السید فی كتاب سعد السعود من كتاب ما نزل من القرآن فی أهل البیت علیهم السلام تألیف المفید رحمه اللّٰه عن ابن أبی هراسة عن إبراهیم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد عن أبی بصیر عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

«103»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ-(3) قَالَ قَتْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ طَعْنُ الْحَسَنِ علیه السلام وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً قَالَ قَتْلُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما إِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَیْنِ بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا

ص: 93


1- 1. و فی العیّاشیّ« قبائع سیوفهم» فهو جمع قبیعة، قال الشارح نقلا عن معاجم اللغة:« قبیعة السیف: ما علی طرف مقبضه من فضة أو حدید» و یقال: ما أحسن قبائع سیوفهم. لكنها لا یناسب المقام فاما أن یكون قباع بالباء الموحدة مأخوذا من قولهم قبع الرجل فی قمیصه: أدخل رأسه فیه، فیكون القباع بمعنی الغلاف و الغمد، أو هو قناع بالنون و هو أیضا الغشاء و ما یتستر به. فتحرر.
2- 2. راجع المصدر ج 2 ص 259.
3- 3. أسری 4 و الحدیث فی روضة الكافی ص 206.

خِلالَ الدِّیارِ قَوْمٌ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ فَلَا یَدَعُونَ وَتَراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوهُ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا خُرُوجُ الْقَائِمِ علیه السلام.

ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ خُرُوجُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی سَبْعِینَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَیْهِمُ الْبَیْضُ الْمُذَهَّبَةُ لِكُلِّ بَیْضَةٍ وَجْهَانِ الْمُؤَدُّونَ إِلَی النَّاسِ إِنَّ هَذَا الْحُسَیْنَ قَدْ خَرَجَ حَتَّی لَا یَشُكَّ الْمُؤْمِنُونَ فِیهِ وَ إِنَّهُ لَیْسَ بِدَجَّالٍ وَ لَا شَیْطَانٍ وَ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَعْرِفَةُ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَیَكُونُ الَّذِی یُغَسِّلُهُ وَ یُكَفِّنُهُ وَ یُحَنِّطُهُ وَ یَلْحَدُهُ فِی حُفْرَتِهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ لَا یَلِی الْوَصِیَّ إِلَّا الْوَصِیُّ.

«104»- مصبا، [المصباحین] رَوَی لَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُضَاعَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ صَفْوَانَ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ الصَّادِقَ علیه السلام لِزِیَارَةِ مَوْلَانَا الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُعَرِّفَنِی مَا أَعْمَلُ عَلَیْهِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ علیه السلام فِی الزِّیَارَةِ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ أَنِّی بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِإِیَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِینِی وَ خَوَاتِیمِ عَمَلِی.

«105»- مصبا: فِی زِیَارَةِ الْعَبَّاسِ أَنِّی بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِإِیَابِكُمْ مِنَ الْمُوقِنِینَ.

«106»- مصبا، [المصباحین] صبا، [مصباح الزائر] زِیَارَةٌ رَوَاهَا ابْنُ عَیَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِی خَیْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَالَ: زُرْ أَیَّ الْمَشَاهِدِ كُنْتَ بِحَضْرَتِهَا فِی رَجَبٍ تَقُولُ إِذَا دَخَلْتَ وَ سَاقَ الزِّیَارَةَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ [أَنْ] یَرْجِعَنِی مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَیْرَ مَرْجِعٍ إِلَی جَنَابٍ مُمْرِعٍ مُوَسَّعٍ وَ دَعَةٍ وَ مَهَلٍ إِلَی حِینِ الْأَجَلِ وَ خَیْرِ مَصِیرٍ وَ مَحَلٍّ فِی النَّعِیمِ الْأَزَلِ وَ الْعَیْشِ الْمُقْتَبَلِ وَ دَوَامِ الْأُكُلِ وَ شُرْبِ الرَّحِیقِ وَ السَّلْسَبِیلِ وَ عَسَلٍ وَ نَهَلٍ لَا سَأَمَ مِنْهُ وَ لَا مَلَلَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ تَحِیَّاتُهُ حَتَّی الْعَوْدِ إِلَی حَضْرَتِكُمْ وَ الْفَوْزِ فِی كَرَّتِكُمْ.

«107»- قل، [إقبال الأعمال] مصبا، [المصباحین]: خَرَجَ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ الْهَمَدَانِیِّ وَكِیلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّ مَوْلَانَا الْحُسَیْنَ علیه السلام وُلِدَ یَوْمَ الْخَمِیسِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ فَصُمْهُ وَ ادْعُ فِیهِ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَی قَوْلِهِ وَ سَیِّدِ الْأُسْرَةِ الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ

ص: 94

یَوْمَ الْكَرَّةِ الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ وَ الشِّفَاءَ فِی تُرْبَتِهِ وَ الْفَوْزَ مَعَهُ فِی أَوْبَتِهِ وَ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قَائِمِهِمْ وَ غَیْبَتِهِ حَتَّی یُدْرِكُوا الْأَوْتَارَ وَ یَثْأَرُوا الثَّأْرَ وَ یُرْضُوا الْجَبَّارَ وَ یَكُونُوا خَیْرَ أَنْصَارٍ إِلَی قَوْلِهِ فَنَحْنُ عَائِذُونَ بِقَبْرِهِ نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَ نَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.

«108»- صبا، [مصباح الزائر]: فِی زِیَارَةِ الْقَائِمِ علیه السلام فِی السِّرْدَابِ وَ وَفِّقْنِی یَا رَبِّ لِلْقِیَامِ بِطَاعَتِهِ وَ لِلثَّوَی فِی خِدْمَتِهِ وَ الْمَكْثِ فِی دَوْلَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعْصِیَتِهِ فَإِنْ تَوَفَّیْتَنِی اللَّهُمَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَاجْعَلْنِی یَا رَبِّ فِیمَنْ یَكُرُّ فِی رَجْعَتِهِ وَ یُمَلَّكُ فِی دَوْلَتِهِ وَ یَتَمَكَّنُ فِی أَیَّامِهِ وَ یَسْتَظِلُّ تَحْتَ أَعْلَامِهِ وَ یُحْشَرُ فِی زُمْرَتِهِ وَ تَقَرُّ عَیْنُهُ بِرُؤْیَتِهِ.

«109»- صبا، [مصباح الزائر]: فِی زِیَارَةٍ أُخْرَی لَهُ علیه السلام وَ إِنْ أَدْرَكَنِیَ الْمَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإِنِّی أَتَوَسَّلُ بِكَ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ یَجْعَلَ لِی كَرَّةً فِی ظُهُورِكَ وَ رَجْعَةً فِی أَیَّامِكَ لِأَبْلُغَ مِنْ طَاعَتِكَ مُرَادِی وَ أَشْفِیَ مِنْ أَعْدَائِكَ فُؤَادِی.

«110»- صبا، [مصباح الزائر]: فِی زِیَارَةٍ أُخْرَی اللَّهُمَّ أَرِنَا وَجْهَ وَلِیِّكَ الْمَیْمُونِ فِی حَیَاتِنَا وَ بَعْدَ الْمَنُونِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَدِینُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَیْنَ یَدَیْ صَاحِبِ هَذِهِ الْبُقْعَةِ.

«111»- صبا، [مصباح الزائر] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَعَا إِلَی اللَّهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً بِهَذَا الْعَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائِمِنَا فَإِنْ مَاتَ قَبْلَهُ أَخْرَجَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ قَبْرِهِ وَ أَعْطَاهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ هُوَ هَذَا اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْكُرْسِیِّ الرَّفِیعِ وَ رَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ وَ مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ رَبَّ الظِّلِّ وَ الْحَرُورِ وَ مُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظِیمِ وَ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِیمِ وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنِیرِ وَ مُلْكِكَ الْقَدِیمِ یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ-(1) یَا حَیُ

ص: 95


1- 1. و فی بعض نسخ العهد زیادة:« و باسمك الذی یصلح به الاولون و الآخرون، یا حی قبل كل حی، و یا حی بعد كل حی، و یا حی حین لا حی، و یا محیی الموتی و ممیت الاحیاء یا حی لا إله إلّا انت» الخ.

قَبْلَ كُلِّ حَیٍّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلَانَا الْإِمَامَ الْهَادِیَ الْمَهْدِیَّ الْقَائِمَ بِأَمْرِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الطَّاهِرِینَ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا سَهْلِهَا وَ جَبَلِهَا بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ عَنِّی وَ عَنْ وَالِدَیَّ مِنَ الصَّلَوَاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ وَ مَا أَحْصَاهُ عِلْمُهُ وَ أَحَاطَ بِهِ كِتَابُهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُجَدِّدُ لَهُ فِی صَبِیحَةِ یَوْمِی هَذَا وَ مَا عِشْتُ مِنْ أَیَّامِی عَهْداً وَ عَقْداً وَ بَیْعَةً لَهُ فِی عُنُقِی لَا أَحُولُ عَنْهَا وَ لَا أَزُولُ أَبَداً اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ الذَّابِّینَ عَنْهُ وَ الْمُسَارِعِینَ إِلَیْهِ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَ الْمُحَامِینَ عَنْهُ وَ السَّابِقِینَ إِلَی إِرَادَتِهِ وَ الْمُسْتَشْهَدِینَ بَیْنَ یَدَیْهِ اللَّهُمَّ إِنْ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ الْمَوْتُ الَّذِی جَعَلْتَهُ عَلَی عِبَادِكَ حَتْماً فَأَخْرِجْنِی مِنْ قَبْرِی مُؤْتَزِراً كَفَنِی شَاهِراً سَیْفِی مُجَرِّداً قَنَاتِی مُلَبِّیاً دَعْوَةَ الدَّاعِی فِی الْحَاضِرِ وَ الْبَادِی اللَّهُمَّ أَرِنِی الطَّلْعَةَ الرَّشِیدَةَ وَ الْغُرَّةَ الْحَمِیدَةَ وَ اكْحُلْ نَاظِرِی بِنَظْرَةٍ مِنِّی إِلَیْهِ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ سَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَ أَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَ اسْلُكْ بِی مَحَجَّتَهُ فَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَ اشْدُدْ

أَزْرَهُ وَ اعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلَادَكَ وَ أَحْیِ بِهِ عِبَادَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَیْدِی النَّاسِ-(1) فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِیَّكَ وَ ابْنَ بِنْتِ نَبِیِّكَ الْمُسَمَّی بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتَّی لَا یَظْفَرَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْبَاطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ وَ یُحِقَّ الْحَقَّ وَ یُحَقِّقَهُ وَ اجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبَادِكَ وَ نَاصِراً لِمَنْ لَا یَجِدُ لَهُ نَاصِراً غَیْرَكَ وَ مُجَدِّداً لِمَا عُطِّلَ مِنْ أَحْكَامِ كِتَابِكَ وَ مُشَیِّداً لِمَا وَرَدَ مِنْ أَعْلَامِ دِینِكَ وَ سُنَنِ نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اجْعَلْهُ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدِینَ اللَّهُمَّ وَ سُرَّ نَبِیَّكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِرُؤْیَتِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُ عَلَی دَعْوَتِهِ وَ ارْحَمِ اسْتِكَانَتَنَا بَعْدَهُ اللَّهُمَّ اكْشِفْ هَذِهِ الْغُمَّةَ عَنِ الْأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَ عَجِّلْ لَنَا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ یَرَوْنَهُ

ص: 96


1- 1. الروم: 41.

بَعِیداً وَ نَراهُ قَرِیباً الْعَجَلَ یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ ثُمَّ تَضْرِبُ عَلَی فَخِذِكَ الْأَیْمَنِ بِیَدِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ تَقُولُ الْعَجَلَ یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ ثَلَاثاً.

«112»- صبا، [مصباح الزائر] رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَزُورَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعِیدٍ فَلْیَقُلْ وَ سَاقَ الزِّیَارَةَ إِلَی قَوْلِهِ إِنِّی مِنَ الْقَائِلِینَ بِفَضْلِكُمْ مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لَا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً وَ لَا أَزْعُمُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ.

أقول: أكثر هذه الأخبار المتعلقة بالزیارات و الأدعیة مذكورة فی كتب الزیارات التی عندنا من الشهید و المفید و غیرهما و فی كتابنا العتیق و فی كتاب زوائد الفوائد لولد السید علی بن طاوس.

«113»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فِی صِفَةِ قَبْضِ رُوحِ الْمُؤْمِنِ-(1)

قَالَ ثُمَّ یَزُورُ آلَ مُحَمَّدٍ فِی جِنَانِ رَضْوَی فَیَأْكُلُ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ وَ یَشْرَبُ مَعَهُمْ مِنْ شَرَابِهِمْ وَ یَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ فِی مَجَالِسِهِمْ حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ اللَّهُ فَأَقْبَلُوا مَعَهُ یُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً-(2)

فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ وَ یَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ وَ قَلِیلٌ مَا یَكُونُونَ هَلَكَتِ الْمَحَاضِیرُ وَ نَجَا الْمُقَرَّبُونَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی وَ مِیعَادُ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَادِی السَّلَامِ.

بیان: قال الفیروزآبادی رجل محل منتهك للحرام أو لا یری للشهر الحرام حرمة انتهی و المقربون بفتح الراء أی الذین لا یستعجلون هم المقربون و أهل التسلیم أو بكسر الراء أی الذین یقولون الفرج قریب و لا یستبطئونه

ص: 97


1- 1. تراه فی كتاب الجنائز باب التعزی ج 3 ص 131.
2- 2. من التلبیة، ای یرجعون الی الدنیا و یلبون دعوة قائم آل محمّد جماعة جماعة.

روی الشیخ حسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر من كتاب القائم للفضل بن شاذان عن محمد بن إسماعیل عن محمد بن سنان: مثله.

«114»- وَ عَنِ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ أَنَا صَاحِبُ النَّشْرِ الْأَوَّلِ وَ النَّشْرِ الْآخِرِ وَ صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ وَ عَلَی یَدِی یَتِمُّ مَوْعِدُ اللَّهِ وَ تَكْمُلُ كَلِمَتُهُ وَ بِی یَكْمُلُ الدِّینُ.

أقول: تمامه فی أبواب علمهم علیهم السلام.

«115»- مل، [كامل الزیارات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَائِدِ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی زِیَارَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی قَوْلِهِ وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ یَبْعَثَكُمْ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِرَجْعَتِكُمْ لَا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً وَ لَا أُكَذِّبُ لَهُ مَشِیَّةً وَ لَا أَزْعُمُ أَنَّ مَا شَاءَ لَا یَكُونُ.

«116»- مل، [كامل الزیارات] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی زِیَارَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ نُصْرَتِی لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّی یُحْیِیَكُمُ اللَّهُ لِدِینِهِ وَ یَبْعَثَكُمْ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْحُجَّةُ وَ بِكُمْ تُرْجَی الرَّحْمَةُ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ إِنِّی بِإِیَابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَا أُنْكِرُ لِلَّهِ قُدْرَةً وَ لَا أُكَذِّبُ مِنْهُ بِمَشِیَّةٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَبْدِكَ وَ أَخِی رَسُولِكَ إِلَی أَنْ قَالَ اللَّهُمَّ أَتْمِمْ بِهِ كَلِمَاتِكَ وَ أَنْجِزْ بِهِ وَعْدَكَ وَ أَهْلِكْ بِهِ عَدُوَّكَ وَ اكْتُبْنَا فِی أَوْلِیَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا شِیعَةً وَ أَنْصَاراً وَ أَعْوَاناً عَلَی طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ وَ مَا وَكَلْتَ بِهِ وَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَیْهِ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ.

«117»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ جَمَاعَةُ مَشَایِخِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مَتٍّ الْجَوْهَرِیُّ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ

ص: 98

عَنْ عُرْوَةَ ابْنِ أَخِی شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَتَیْتَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ یُجْزِیكَ عِنْدَ قَبْرِ كُلِّ إِمَامٍ وَ سَاقَ إِلَی قَوْلِهِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِیَارَةِ قَبْرِ ابْنِ نَبِیِّكَ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِكَ وَ تَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ وَ أَنْتَ الرَّبُّ الَّذِی لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ وَ كَذَلِكَ تَقُولُ عِنْدَ قُبُورِ كُلِّ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام.

«118»- قل، [إقبال الأعمال]: یُسْتَحَبُّ أَنْ یُدْعَی فِی یَوْمِ دَحْوِ الْأَرْضِ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ سَاقَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ ابْعَثْنَا فِی كَرَّتِهِ حَتَّی نَكُونَ فِی زَمَانِهِ مِنْ أَعْوَانِهِ.

«119»- فس، [تفسیر القمی]: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (1) قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ما أَكْفَرَهُ أَیْ مَا ذَا فَعَلَ وَ أَذْنَبَ حَتَّی قَتَلُوهُ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ قَالَ یَسَّرَ لَهُ طَرِیقَ الْخَیْرِ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ قَالَ فِی الرَّجْعَةِ كَلَّا لَمَّا یَقْضِ ما أَمَرَهُ أَیْ لَمْ یَقْضِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا قَدْ أَمَرَهُ وَ سَیَرْجِعُ حَتَّی یَقْضِیَ مَا أَمَرَهُ.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ قَالَ نَعَمْ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ما أَكْفَرَهُ یَعْنِی بِقَتْلِكُمْ إِیَّاهُ ثُمَّ نَسَبَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَسَبَ خَلْقَهُ وَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ فَقَالَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ یَقُولُ مِنْ طِینَةِ الْأَنْبِیَاءِ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ لِلْخَیْرِ ثُمَّ السَّبِیلَ یَسَّرَهُ یَعْنِی سَبِیلَ الْهُدَی ثُمَّ أَماتَهُ مِیتَةَ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ [قُلْتُ مَا قَوْلُهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ](2)

قَالَ یَمْكُثُ بَعْدَ قَتْلِهِ فِی الرَّجْعَةِ فَیَقْضِی مَا أَمَرَهُ.

كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن أحمد بن إدریس: مثله بیان قوله ما أَكْفَرَهُ فی خبر أبی سلمة یحتمل أن یكون ضمیره راجعا إلی أمیر المؤمنین علیه السلام بأن یكون استفهاما إنكاریا كما مر فی الخبر السابق

ص: 99


1- 1. عبس: 17.
2- 2. راجع تفسیر القمّیّ: 712، و ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع.

و یحتمل أن یكون راجعا إلی القاتل بقرینة المقام فیكون علی التعجب أی ما أكفر قاتله و یؤید الأول الخبر الأول و یؤید الثانی أن فی روایة محمد بن العباس یعنی قاتله بقتله إیاه.

«120»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ (1).

أَقُولُ قَدْ سَبَقَ فِی بَابِ عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بَعْدَ ذِكْرِ قَتْلِ الدَّجَّالِ إِلَّا أَنَّ بَعْدَ ذَلِكَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَی قُلْنَا وَ مَا ذَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ خُرُوجُ دَابَّةٍ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ عِنْدِ الصَّفَا مَعَهَا خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ عَصَا مُوسَی تَضَعُ الْخَاتَمَ عَلَی وَجْهِ كُلِّ مُؤْمِنٍ فَیَنْطَبِعُ فِیهِ هَذَا مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ یَضَعُهُ عَلَی وَجْهِ كُلِّ كَافِرٍ فَیُكْتَبُ فِیهِ هَذَا كَافِرٌ حَقّاً إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(2).

«121»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ رَجُلٌ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ یَزْدَادُ تِسْعاً قُلْتُ مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ

الْقَائِمِ قُلْتُ وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ فِی عَالَمِهِ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ یَخْرُجُ الْمُنْتَصِرُ فَیَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَیْنِ وَ دِمَاءِ أَصْحَابِهِ فَیَقْتُلُ وَ یَسْبِی حَتَّی یَخْرُجَ السَّفَّاحُ (3).

بیان: الظاهر أن المراد بالمنتصر الحسین و بالسفاح أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كما سیأتی (4).

«122»- ختص، [الإختصاص] عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ:

ص: 100


1- 1. أخرجه المصنّف فی ج 39 ص 243 من الطبعة الحدیثة.
2- 2. راجع ج 52 ص 194.
3- 3. المصدر ص 300 و هو آخر كتاب الغیبة.
4- 4. یأتی فی الحدیث الذی بعده، و هكذا فی ص 103 تحت الرقم 130.

وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً قَالَ فَقُلْتُ فَمَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ بَعْدَ مَوْتِ الْقَائِمِ علیه السلام قُلْتُ لَهُ وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ فِی عَالَمِهِ حَتَّی یَمُوتَ قَالَ فَقَالَ تِسْعَةَ عَشَرَ مِنْ یَوْمِ قِیَامِهِ إِلَی یَوْمِ مَوْتِهِ قَالَ قُلْتُ لَهُ فَیَكُونُ بَعْدَ مَوْتِهِ الْهَرْجُ قَالَ نَعَمْ خَمْسِینَ سَنَةً ثُمَّ یَخْرُجُ الْمُنْتَصِرُ إِلَی الدُّنْیَا فَیَطْلُبُ بِدَمِهِ وَ دِمَاءِ أَصْحَابِهِ فَیَقْتُلُ وَ یَسْبِی حَتَّی یُقَالَ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّیَّةِ الْأَنْبِیَاءِ مَا قَتَلَ النَّاسَ كُلَّ هَذَا الْقَتْلِ فَیَجْتَمِعُ عَلَیْهِ النَّاسُ أَبْیَضُهُمْ وَ أَسْوَدُهُمْ فَیَكْثُرُونَ عَلَیْهِ حَتَّی یُلْجِئُوهُ إِلَی حَرَمِ اللَّهِ فَإِذَا اشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَیْهِ وَ قُتِلَ الْمُنْتَصِرُ خَرَجَ السَّفَّاحُ مِنَ الدُّنْیَا غَضَباً لِلْمُنْتَصِرِ فَیَقْتُلُ كُلَّ عَدُوٍّ لَنَا وَ هَلْ تَدْرِی مَنِ الْمُنْتَصِرُ وَ السَّفَّاحُ یَا جَابِرُ الْمُنْتَصِرُ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ السَّفَّاحُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (1).

«123»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرِّیَاحِیِّ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أُعْطِیتُ السِّتَّ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا(2) وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ وَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ وَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُ النَّاسَ.

یر، [بصائر الدرجات] عن علی بن حسان: مثله.

«124»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیه كَثِیراً مَا یَقُولُ: أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ الْخَبَرَ(3).

كا، [الكافی] الحسین بن محمد عن المعلی عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان: مثله

ص: 101


1- 1. تراه فی الاختصاص ص 257 و 258.
2- 2. راجع أصول الكافی ج 1 ص 198 بصائر الدرجات ص 53 و الحدیث مختصر.
3- 3. أصول الكافی ج 1 ص 196 و فیه: أحمد بن مهران، فی صدر السند.

كا، [الكافی] علی بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زیاد عن محمد بن الولید شباب الصیرفی عن سعید الأعرج عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1).

«125»- یب، [تهذیب الأحكام] كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَا تَذْهَبُ الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یُحْیِیَ اللَّهُ الْمَوْتَی وَ یُمِیتَ الْأَحْیَاءَ وَ یَرُدَّ الْحَقَّ إِلَی أَهْلِهِ وَ یُقِیمَ دِینَهُ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ إِلَی آخِرِ مَا أَوْرَدَاهُ فِی كِتَابِ الزَّكَاةِ(2).

«126»- فس، [تفسیر القمی]: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ (3) إِنَّمَا عَنَی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْحُسَیْنِ فَقَالَ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ وَ بَشَّرَهُ بِالْحُسَیْنِ قَبْلَ حَمْلِهِ وَ أَنَّ الْإِمَامَةَ یَكُونُ فِی وُلْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا یُصِیبُهُ مِنَ الْقَتْلِ وَ الْمُصِیبَةِ فِی نَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ ثُمَّ عَوَّضَهُ بِأَنْ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِی عَقِبِهِ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ یُقْتَلُ ثُمَّ یَرُدُّهُ إِلَی الدُّنْیَا وَ یَنْصُرُهُ حَتَّی یَقْتُلَ أَعْدَاءَهُ وَ یُمَلِّكَهُ الْأَرْضَ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ الْآیَةَ-(4)

وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ الْآیَةَ(5)

فَبَشَّرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَهْلَ بَیْتِكَ یَمْلِكُونَ الْأَرْضَ وَ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وَ یَقْتُلُونَ أَعْدَاءَهُمْ فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ علیها السلام بِخَبَرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَتْلِهِ فَحَمَلَتْهُ كُرْهاً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَلْ رَأَیْتُمْ أَحَداً یُبَشَّرُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَیَحْمِلُهُ كُرْهاً أَیْ إِنَّهَا اغْتَمَّتْ وَ كَرِهَتْ لَمَّا أُخْبِرَتْ بِقَتْلِهِ وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً لِمَا عَلِمَتْ مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ بَیْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام طُهْرٌ وَاحِدٌ وَ كَانَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی بَطْنِ أُمِّهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ فِصَالُهُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ شَهْراً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً.

ص: 102


1- 1. راجع الكافی ج 1 ص 197.
2- 2. راجع الكافی ج 3 ص 538. التهذیب ج 1 ص 376. باب أدب المصدق.
3- 3. الأحقاف: 15.
4- 4. القصص: 5.
5- 5. الأنبیاء: 105.

«127»- فس، [تفسیر القمی]: قَوْلُهُ وَ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا(1) آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ عَذاباً دُونَ ذلِكَ قَالَ عَذَابُ الرَّجْعَةِ بِالسَّیْفِ.

«128»- فس، [تفسیر القمی]: إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَیِ الثَّانِی أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ أَیْ أَكَاذِیبُ الْأَوَّلِینَ سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ (2) قَالَ فِی الرَّجْعَةِ إِذَا رَجَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَرْجِعُ أَعْدَاؤُهُ فَیَسِمُهُمْ بِمِیسَمٍ مَعَهُ كَمَا تُوسَمُ الْبَهَائِمُ عَلَی الْخَرَاطِیمِ الْأَنْفُ وَ الشَّفَتَانِ.

«129»- فس، [تفسیر القمی]: قَوْلُهُ تَعَالَی قُمْ فَأَنْذِرْ(3) قَالَ هُوَ قِیَامُهُ فِی الرَّجْعَةِ یُنْذِرُ فِیهَا.

«130»- خص، [منتخب البصائر] مِمَّا رَوَاهُ لِی السَّیِّدُ الْجَلِیلُ بَهَاءُ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحُسَیْنِیُّ رَوَاهُ بِطَرِیقِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سُئِلَ عَنِ الرَّجْعَةِ أَ حَقٌّ هِیَ قَالَ نَعَمْ فَقِیلَ لَهُ مَنْ أَوَّلُ مَنْ یَخْرُجُ قَالَ الْحُسَیْنُ یَخْرُجُ عَلَی أَثَرِ الْقَائِمِ علیهما السلام قُلْتُ وَ مَعَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ قَالَ لَا بَلْ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ یَوْمَ یُنْفَخُ فِی الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً(4) قَوْمٌ بَعْدَ قَوْمٍ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: وَ یُقْبِلُ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی أَصْحَابِهِ الَّذِینَ قُتِلُوا مَعَهُ وَ مَعَهُ سَبْعُونَ نَبِیّاً كَمَا بَعَثُوا مَعَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَیَدْفَعُ إِلَیْهِ الْقَائِمُ علیه السلام الْخَاتَمَ فَیَكُونُ الْحُسَیْنُ علیه السلام هُوَ الَّذِی یَلِی غُسْلَهُ وَ كَفْنَهُ وَ حَنُوطَهُ وَ یُوَارِیهِ فِی حُفْرَتِهِ.

وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ رَجُلٌ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً قُلْتُ مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ الْقَائِمِ علیه السلام قُلْتُ وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ فِی عَالَمِهِ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً

ص: 103


1- 1. الطور: 47.
2- 2. القلم: 15.
3- 3. المدّثّر: 2.
4- 4. النبأ: 18.

ثُمَّ یَخْرُجُ الْمُنْتَصِرُ إِلَی الدُّنْیَا وَ هُوَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَیَطْلُبُ بِدَمِهِ وَ دَمِ أَصْحَابِهِ فَیَقْتُلُ وَ یَسْبِی حَتَّی یَخْرُجَ السَّفَّاحُ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

وَ رُوِیَتْ عَنْهُ أَیْضاً بِطَرِیقِهِ إِلَی أَسَدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: حِینَ سُئِلَ عَنِ الْیَوْمِ الَّذِی ذَكَرَ اللَّهُ مِقْدَارَهُ فِی الْقُرْآنِ فِی یَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هِیَ كَرَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَكُونُ مُلْكُهُ فِی كَرَّتِهِ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ-(1)

وَ یَمْلِكُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی كَرَّتِهِ أَرْبَعَةً وَ أَرْبَعِینَ أَلْفَ سَنَةٍ.

بیان: أقول عندی كتاب الأنوار المضیئة تصنیف الشیخ علی بن عبد الحمید و الأخبار موجودة فیه و

روی أیضا بإسناده عن الفضل بن شاذان بإسناده عن أبی جعفر علیه السلام قال: إذا ظهر القائم و دخل الكوفة بعث اللّٰه تعالی من ظهر الكوفة سبعین ألف صدیق فیكونون فی أصحابه و أنصاره.

«131»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ السُّلْطَانِ الْمُفَرِّجِ عَنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ تَصْنِیفِ السَّیِّدِ الْجَلِیلِ بَهَاءِ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْحَسَنِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كُنْتُ نَائِماً فِی مَرْقَدِی إِذْ رَأَیْتُ فِیمَا یَرَی النَّائِمُ قَائِلًا یَقُولُ حُجَّ السَّنَةَ فَإِنَّكَ تَلْقَی صَاحِبَ

الزَّمَانِ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (2)

ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ مَهْزِیَارَ إِنَّهُ إِذَا فُقِدَ الصِّینِیُّ وَ تَحَرَّكَ الْمَغْرِبِیُّ وَ سَارَ الْعَبَّاسِیُّ وَ بُویِعَ السُّفْیَانِیُّ یُؤْذَنُ لِوَلِیِّ اللَّهِ فَأَخْرُجُ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمُرْوَةِ فِی ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فَأَجِی ءُ إِلَی الْكُوفَةِ فَأَهْدِمُ مَسْجِدَهَا وَ أَبْنِیهِ عَلَی بِنَائِهِ الْأَوَّلِ وَ أَهْدِمُ مَا حَوْلَهُ مِنْ بِنَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَ أَحُجُّ بِالنَّاسِ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ وَ أَجِی ءُ إِلَی یَثْرِبَ فَأَهْدِمُ الْحُجْرَةَ وَ أُخْرِجُ مَنْ بِهَا وَ هُمَا طَرِیَّانِ فَآمُرُ بِهِمَا تُجَاهَ الْبَقِیعِ وَ آمُرُ بِخَشَبَتَیْنِ یُصْلَبَانِ عَلَیْهِمَا فَتُورِقَانِ مِنْ تَحْتِهِمَا فَیَفْتَتِنُ النَّاسُ بِهِمَا أَشَدَّ مِنَ الْأُولَی فَیُنَادِی مُنَادٍ الْفِتْنَةُ مِنَ السَّمَاءِ یَا سَمَاءُ انْبِذِی وَ یَا أَرْضُ خُذِی فَیَوْمَئِذٍ لَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا مُؤْمِنٌ قَدْ أَخْلَصَ

ص: 104


1- 1. المعارج: 4.
2- 2. قد مر الحدیث بطوله فی باب ذكر من رآه بروایة كمال الدین تحت الرقم 28 و 32 و لم یكن فیهما ذكر هذه العلامات راجع ج 52 ص 32 و 42.

قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ قُلْتُ یَا سَیِّدِی مَا یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ الْكَرَّةُ الْكَرَّةُ الرَّجْعَةُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(1).

أقول: و رأیت فی أصل كتابه: مثله.

«132»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبِرْنِی عَنْ إِسْمَاعِیلَ الَّذِی ذَكَرَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ حَیْثُ یَقُولُ وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِسْماعِیلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِیًّا(2) أَ كَانَ إِسْمَاعِیلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ علیهما السلام فَإِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ إِسْمَاعِیلَ مَاتَ قَبْلَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ كَانَ حُجَّةً لِلَّهِ قَائِماً صَاحِبَ شَرِیعَةٍ فَإِلَی مَنْ أُرْسِلَ إِسْمَاعِیلُ إِذاً قُلْتُ فَمَنْ كَانَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ حِزْقِیلَ النَّبِیُّ علیه السلام بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی قَوْمِهِ فَكَذَّبُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ سَلَخُوا فَرْوَةَ وَجْهِهِ فَغَضِبَ اللَّهُ لَهُ عَلَیْهِمْ فَوَجَّهَ إِلَیْهِ سطاطائیل مَلَكَ الْعَذَابِ فَقَالَ لَهُ یَا إِسْمَاعِیلُ أَنَا سطاطائیل مَلَكُ الْعَذَابِ وَجَّهَنِی رَبُّ الْعِزَّةِ إِلَیْكَ لِأُعَذِّبَ قَوْمَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ كَمَا شِئْتَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِی ذَلِكَ یَا سطاطائیل فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ فَمَا حَاجَتُكَ یَا إِسْمَاعِیلُ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ یَا رَبِّ إِنَّكَ أَخَذْتَ الْمِیثَاقَ لِنَفْسِكَ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِأَوْصِیَائِهِ بِالْوَلَایَةِ وَ أَخْبَرْتَ خَلْقَكَ بِمَا تَفْعَلُ أُمَّتُهُ بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام مِنْ بَعْدِ نَبِیِّهَا وَ إِنَّكَ وَعَدْتَ الْحُسَیْنَ أَنْ تَكُرَّهُ إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی یَنْتَقِمَ بِنَفْسِهِ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ فَحَاجَتِی إِلَیْكَ یَا رَبِّ أَنْ تَكُرَّنِی إِلَی الدُّنْیَا حَتَّی أَنْتَقِمَ مِمَّنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِی مَا فَعَلَ كَمَا تَكُرُّ الْحُسَیْنَ فَوَعَدَ اللَّهُ إِسْمَاعِیلَ بْنَ حِزْقِیلَ ذَلِكَ فَهُوَ یَكُرُّ مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام.

ص: 105


1- 1. أسری: 6.
2- 2. مریم: 54.

«133»- مل، [كامل الزیارات] الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْبَزَّازِ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ هَذَا الْخَلْقِ إِلَیْكُمْ فَقَالَ إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِیفَةً فِیهَا مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ أَنْ یَعْمَلَ بِهِ فِی مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَی مَا فِیهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ وَ أَتَاهُ النَّبِیُّ یَنْعَی إِلَیْهِ نَفْسَهُ وَ أَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ إِنَّ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَرَأَ صَحِیفَتَهُ الَّتِی أُعْطِیَهَا وَ فُسِّرَ لَهُ مَا یَأْتِی وَ مَا یَبْقَی وَ بَقِیَ مِنْهَا أَشْیَاءُ لَمْ تَنْقَضِ فَخَرَجَ إِلَی الْقِتَالِ وَ كَانَتْ تِلْكَ الْأُمُورُ الَّتِی بَقِیَتْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّهَ فِی نُصْرَتِهِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَمَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَ تَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ حَتَّی قُتِلَ فَنَزَلَتْ وَ قَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وَ قُتِلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ یَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِی الِانْحِدَارِ وَ أَذِنْتَ لَنَا فِی نُصْرَتِهِ فَانْحَدَرْنَا وَ قَدْ قَبَضْتَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قُبَّتَهُ حَتَّی تَرَوْنَهُ قَدْ خَرَجَ فَانْصُرُوهُ وَ ابْكُوا عَلَیْهِ وَ عَلَی مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ وَ إِنَّكُمْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَ الْبُكَاءِ عَلَیْهِ فَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ تَقَرُّباً وَ جَزَعاً عَلَی مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَكُونُونَ أَنْصَارَهُ (1).

«134»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ الْعَاقُولِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ-(2)

قَالَ الرَّاجِفَةُ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ الرَّادِفَةُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَوَّلُ مَنْ یَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهِ التُّرَابَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی خَمْسَةٍ وَ سَبْعِینَ أَلْفاً وَ هُوَ قَوْلُهُ

ص: 106


1- 1. تراه فی الباب 27 من كتاب المزار لابی القاسم جعفر بن محمّد بن قولویه و رواه الكلینی فی أصول الكافی ج 1 ص 283، و لم یخرجه المصنّف.
2- 2. النازعات: 6.

تَعَالَی إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ یَوْمَ یَقُومُ الْأَشْهادُ یَوْمَ لا یَنْفَعُ الظَّالِمِینَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ(1).

فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ فِی خَمْسَةٍ وَ تِسْعِینَ أَلْفاً(2).

یل، [الفضائل] لابن شاذان فض عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

«135»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ التَّنْزِیلِ وَ التَّحْرِیفِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِیحٍ الْیَمَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (3) قَالَ النَّعِیمُ الَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْیَقِینِ قَالَ الْمُعَایَنَةُ وَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ قَالَ مَرَّةً بِالْكَرَّةِ وَ أُخْرَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«136»- جش، [الفهرست] للنجاشی: كَانَتْ لِمُؤْمِنِ الطَّاقِ مَعَ أَبِی حَنِیفَةَ حِكَایَاتٌ كَثِیرَةٌ فَمِنْهَا أَنَّهُ قَالَ لَهُ یَوْماً یَا أَبَا جَعْفَرٍ تَقُولُ بِالرَّجْعَةِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَقْرِضْنِی مِنْ كِیسِكَ هَذَا خَمْسَمِائَةِ دِینَارٍ فَإِذَا عُدْتُ أَنَا وَ أَنْتَ رَدَدْتُهَا إِلَیْكَ فَقَالَ لَهُ فِی الْحَالِ أُرِیدُ ضَمِیناً یَضْمَنُ لِی أَنَّكَ تَعُودُ إِنْسَاناً وَ إِنِّی أَخَافُ أَنْ تَعُودَ قِرْداً فَلَا أَتَمَكَّنُ مِنِ اسْتِرْجَاعِ مَا أَخَذْتَ.

ج، [الإحتجاج] مثله: بتغییر ما.

«137»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ الْغَارَاتِ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ رَوَی حَدِیثاً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مِنْهُ قِیلَ لَهُ فَمَا ذُو الْقَرْنَیْنِ قَالَ علیه السلام رَجُلٌ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَی قَوْمِهِ فَكَذَّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ فَمَاتَ ثُمَّ أَحْیَاهُ اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَهُ إِلَی قَوْمِهِ فَكَذَّبُوهُ وَ ضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ الْآخَرِ فَمَاتَ ثُمَّ أَحْیَاهُ اللَّهُ فَهُوَ ذُو الْقَرْنَیْنِ لِأَنَّهُ ضُرِبَتْ قَرْنَاهُ.

ص: 107


1- 1. غافر: 51 و 52.
2- 2. تراه فی المصدر ص 203.
3- 3. التكاثر: 8 و ما بعده: 5 و 4، علی الترتیب.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ یُرِیدُ نَفْسَهُ (1).

وَ مِنْهُ أَیْضاً حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُسَیْدٍ الْكِنْدِیُّ وَ كَانَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِیسِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: إِنِّی لَجَالِسٌ مَعَ النَّاسِ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام إِذْ جَاءَ ابْنُ مُعِزٍّ وَ ابْنُ نَعْجٍ مَعَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَدْ جَعَلَا فِی حَلْقِهِ ثَوْباً یَجُرَّانِهِ فَقَالا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتُلْهُ وَ لَا تُدَاهِنِ الْكَذَّابِینَ قَالَ ادْنُهْ فَدَنَا فَقَالَ لَهُمَا فَمَا یَقُولُ قَالا یَزْعُمُ أَنَّكَ دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ أَنَّكَ تُضْرَبُ عَلَی هَذَا قُبَیْلَ هَذَا یَعْنُونَ رَأْسَهُ إِلَی لِحْیَتِهِ فَقَالَ مَا یَقُولُ هَؤُلَاءِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدَّثْتُهُمْ حَدِیثاً حَدَّثَنِیهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ قَالَ اتْرُكُوهُ فَقَدْ رَوَی عَنْ غَیْرِهِ یَا ابْنَ أُمِّ السَّوْدَاءِ إِنَّكَ تَبْقُرُ الْحَدِیثَ بَقْراً خَلُّوا سَبِیلَ الرَّجُلِ فَإِنْ یَكُ كَاذِباً فَعَلَیْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ یَكُ صَادِقاً یُصِیبُنِی الَّذِی یَقُولُ.

وَ مِنْهُ أَیْضاً عَنْ عَبَایَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا سَیِّدُ الشِّیبِ وَ فِیَّ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ لِأَنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ ثُمَّ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ بَلْوَاهُ وَ آتَاهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ كَمَا حَكَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ فَرُوِیَ أَنَّهُ أَحْیَا لَهُ أَهْلَهُ الَّذِینَ قَدْ مَاتُوا وَ كَشَفَ ضُرَّهُ وَ قَدْ صَحَّ عَنْهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّهُ كُلُّ مَا كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ وَ قَدْ قَالَ إِنَّ فِیهِ علیه السلام شِبْهَهُ وَ قَوْلُهُ (2) وَ اللَّهِ لَیَجْمَعَنَّ اللَّهُ لِی أَهْلِی كَمَا جُمِعُوا لِیَعْقُوبَ علیه السلام فَإِنَّ یَعْقُوبَ فُرِّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ بُرْهَةً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ جُمِعُوا لَهُ فَقَدْ حَلَفَ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سَیَجْمَعُ لَهُ وُلْدَهُ كَمَا جَمَعَهُمْ لِیَعْقُوبَ وَ قَدْ كَانَ اجْتِمَاعُ یَعْقُوبَ بِوُلْدِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَیَكُونُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَلِكَ فِی الدُّنْیَا یُجْمَعُونَ لَهُ فِی رَجْعَتِهِ علیه السلام وَ وُلْدُهُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام وَ هُمُ الْمَنْصُوصُونَ عَلَی

ص: 108


1- 1. روی مثل ذلك الصدوق فی العلل ج 1 ص 37 باب العلة التی من أجلها سمی ذو القرنین ذا القرنین.
2- 2. ما جعلناه بین العلامتین« ...» هو متن قوله علیه السلام بروایة عبایة بن ربعی و ما سواه كالشرح له.

رَجْعَتِهِمْ فِی أَحَادِیثِهِمُ الصَّحِیحَةِ الصَّرِیحَةِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (1) وَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.

«138»- خص، [منتخب البصائر]: وَ مِنْ كِتَابِ تَأْوِیلِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی النَّبِیِّ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ- تَأْلِیفِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ وَ عَلَی هَذَا الْكِتَابِ خَطُّ السَّیِّدِ رَضِیِّ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ مَا صُورَتُهُ قَالَ النَّجَاشِیُّ فِی كِتَابِ الْفِهْرِسْتِ مَا هَذَا لَفْظُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ فِی أَصْحَابِنَا عَیْنٌ سَدِیدٌ لَهُ كِتَابُ الْمُقْنِعِ فِی الْفِقْهِ كِتَابُ الدَّوَاجِنِ وَ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِنَّهُ لَمْ یُصَنَّفْ فِی مَعْنَاهُ مِثْلُهُ (2).

رِوَایَةُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ عَنْ فَخَّارِ بْنِ مَعَدٍّ الْعَلَوِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ شَاذَانَ بْنِ جَبْرَئِیلَ عَنْ رِجَالِهِ: وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (3).

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُعَمَّرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلٍ عَنِ الْكَلْبِیِ (4)

عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ قَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِینَا وَ فِی بَنِی أُمَیَّةَ یَكُونُ لَنَا عَلَیْهِمْ دَوْلَةٌ فَتَذِلُّ أَعْنَاقُهُمْ لَنَا بَعْدَ صُعُوبَةٍ وَ هَوَانٍ بَعْدَ عِزٍّ.

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ قَالَ تَخْضَعُ لَهَا رِقَابُ بَنِی أُمَیَّةَ قَالَ ذَلِكَ بَارِزٌ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ قَالَ وَ ذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صلوات اللّٰه علیه یَبْرُزُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ عَلَی رُءُوسِ النَّاسِ سَاعَةً حَتَّی یَبْرُزَ وَجْهُهُ یَعْرِفُ النَّاسُ حَسَبَهُ وَ نَسَبَهُ

ص: 109


1- 1. الأعراف: 128.
2- 2. راجع النجاشیّ ص 294.
3- 3. الشعراء: 4.
4- 4. فی الأصل المطبوع:« الكلینی» و هو تصحیف ظاهر.

ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَیَخْبِیَنَّ الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَی جَنْبِ شَجَرَةٍ فَتَقُولُ هَذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ فَاقْتُلُوهُ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدٍ یَعْنِی ابْنَ الْجُنَیْدِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ.

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ یَعْقُوبَ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ ثَلَاثاً قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ

دَاخِلٌ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ صِدْقُهَا وَ عِدْلُهَا وَ أَخُو نَبِیِّهَا وَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَنْفِ الْمَهْدِیِّ وَ عَیْنِهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَقَالَ أَنَا(1).

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَاشِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أُحَدِّثُكَ بِسَبْعَةِ أَحَادِیثَ إِلَّا أَنْ یَدْخُلَ عَلَیْنَا دَاخِلٌ قَالَ قُلْتُ افْعَلْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ أَ تَعْرِفُ أَنْفَ الْمَهْدِیِّ وَ عَیْنَهُ قَالَ قُلْتُ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ وَ حَاجِبَا الضَّلَالَةِ(2) تَبْدُو مَخَازِیهِمَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَالَ قُلْتُ أَظُنُّ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّهُمَا فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ الدَّابَّةُ وَ مَا الدَّابَّةُ عِدْلُهَا وَ صِدْقُهَا وَ مَوْقِعُ بَعْثِهَا وَ اللَّهُ مُهْلِكٌ مَنْ ظَلَمَهَا وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ السُّلَمِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ

ص: 110


1- 1. و أخرجه المصنّف رحمه اللّٰه فی الباب 86 من كتاب تاریخ أمیر المؤمنین علیه السلام تحت الرقم 32 عن كنز و بینهما اختلاف سندا و متنا راجع البحار ج 39 ص 243 من الطبعة الحدیثة.
2- 2. هذا هو الظاهر، و فی الأصل المطبوع:« و حاجب الضلالة» بالافراد و هو تصحیف.

نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ حَدِّثْنِی عَنِ الدَّابَّةِ قَالَ وَ مَا تُرِیدُ مِنْهَا قَالَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ عِلْمَهَا قَالَ هِیَ دَابَّةٌ مُؤْمِنَةٌ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ تُؤْمِنُ بِالرَّحْمَنِ وَ تَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ تَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ.

«7»- حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَ مَنْ هُوَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هُوَ عَلِیٌّ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ.

«8»- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ الْقُرَشِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ: أَنَّ عَبَایَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ حَدَّثَنِی أَخِی أَنَّهُ خَتَمَ أَلْفَ نَبِیٍّ وَ إِنِّی خَتَمْتُ أَلْفَ وَصِیٍّ وَ إِنِّی كُلِّفْتُ مَا لَمْ یُكَلَّفُوا وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَلْفَ كَلِمَةٍ مَا یَعْلَمُهَا غَیْرِی وَ غَیْرُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْهَا كَلِمَةٌ إِلَّا مِفْتَاحُ أَلْفِ بَابٍ بَعْدَ مَا تَعْلَمُونَ مِنْهَا كَلِمَةً وَاحِدَةً غَیْرَ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ مِنْهَا آیَةً وَاحِدَةً فِی الْقُرْآنِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ-(1)

وَ مَا تَدْرُونَهَا مَنْ.

«9»- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُسْتَنِیرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ وَ هُوَ عَمُّهُ قَالَ حَدَّثَنِی صَبَّاحٌ الْمُزَنِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِیرِ بْنِ بَشِیرِ بْنِ عَمِیرَةَ الْأَزْدِیُّ قَالا حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَامِسَ خَمْسَةٍ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْقَاضِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ الْمَخْزُومِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی حَرِیزٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ جُذْعَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ مَعَهَا عَصَا مُوسَی علیه السلام وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ علیه السلام تَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِعَصَا مُوسَی علیه السلام وَ تَسِمُ وَجْهَ الْكَافِرِ بِخَاتَمِ سُلَیْمَانَ علیه السلام.

ص: 111


1- 1. النمل: 82.

«11»- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِیهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ نَاصِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَأْكُلُ خُبْزاً وَ خَلًّا وَ زَیْتاً فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ (1) فَمَا هَذِهِ الدَّابَّةُ قَالَ هِیَ دَابَّةٌ تَأْكُلُ خُبْزاً وَ خَلًّا وَ زَیْتاً.

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی (2) عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ لِی مُعَاوِیَةُ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ تَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَابَّةُ الْأَرْضِ فَقُلْتُ نَحْنُ نَقُولُ وَ الْیَهُودُ تَقُولُ فَأَرْسَلَ إِلَی رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ وَیْحَكَ تَجِدُونَ دَابَّةَ الْأَرْضِ عِنْدَكُمْ مَكْتُوبَةً فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ مَا هِیَ فَقَالَ رَجُلٌ فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا اسْمُهُ قَالَ نَعَمْ اسْمُهُ إِلْیَا قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا أَصْبَغُ مَا أَقْرَبَ إِلْیَا مِنْ عَلِیَّا(3).

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَیُّ شَیْ ءٍ یَقُولُ النَّاسُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ فَقَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ [بْنِ] الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ وَ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِّثْنِی قَالَ فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ الْحَدِیثَ

ص: 112


1- 1. النمل: 82، و الحدیث أخرجه فی البرهان ج 3 ص 310.
2- 2. فی الأصل المطبوع« الحسین بن عیسی» و هو تصحیف و الحدیث منقول بلفظه و سنده فی البحار ج 39 ص 244 من الطبعة الحدیثة.
3- 3. راجع البرهان ج 3 ص: 310.

مِنْ أَبِیكَ قُلْتُ لَا كُنْتُ صَغِیراً قَالَ قُلْتُ فَأَقُولُ فَإِنْ أَصَبْتُ قُلْتَ نَعَمْ وَ إِنْ أَخْطَأْتُ رَدَدْتَنِی عَنِ الْخَطَاءِ قَالَ مَا أَشَدَّ شَرْطَكَ قَالَ قُلْتُ فَأَقُولُ فَإِنْ أَصَبْتُ سَكَتَّ وَ إِنْ أَخْطَأْتُ رَدَدْتَنِی قَالَ هَذَا أَهْوَنُ عَلَیَّ.

قُلْتُ تَزْعُمُ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَابَّةُ الْأَرْضِ.

«15»- حَدَّثَنَا حَمِیدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَهِیكٍ عَنْ عِیسَی بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ حَدِّثْنِی قَالَ أَ لَیْسَ قَدْ سَمِعْتَ أَبَاكَ قُلْتُ هَلَكَ أَبِی وَ أَنَا صَبِیٌّ قَالَ قُلْتُ فَأَقُولُ فَإِنْ أَصَبْتُ سَكَتَّ وَ إِنْ أَخْطَأْتُ رَدَدْتَنِی عَنِ الْخَطَاءِ قَالَ هَذَا أَهْوَنُ قَالَ قُلْتُ فَإِنِّی أَزْعُمُ أَنَّ عَلِیّاً دَابَّةُ الْأَرْضِ قَالَ وَ سَكَتَ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَرَاكَ وَ اللَّهِ سَتَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً رَاجِعٌ إِلَیْنَا وَ قَرَأَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(1) قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ قَدْ جَعَلْتَهَا فِیمَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا فَنَسِیتُهَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِیراً وَ نَذِیراً-(2)

لَا تَبْقَی أَرْضٌ إِلَّا نُودِیَ فِیهَا بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی آفَاقِ الْأَرْضِ.

«16»- حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا أَحْسَبُ نَبِیَّكُمْ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا سَیَطَّلِعُ عَلَیْكُمْ اطِّلَاعَةً.

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی مَرْوَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ قَالَ فَقَالَ لِی لَا وَ اللَّهِ لَا تَنْقَضِی الدُّنْیَا

ص: 113


1- 1. القصص: 85.
2- 2. السبأ: 28.

وَ لَا تَذْهَبُ حَتَّی یَجْتَمِعُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ بِالثُّوَیَّةِ فَیَلْتَقِیَانِ وَ یَبْنِیَانِ بِالثُّوَیَّةِ مَسْجِداً لَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ یَعْنِی مَوْضِعاً بِالْكُوفَةِ.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ قَوْلُهُ وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(1).

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(2)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَذَابُ الْأَدْنَی دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ الرَّجْعَةُ.

حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعَذَابُ الْأَدْنَی دَابَّةُ الْأَرْضِ.

حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ أَبِی خَلَفٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: فِی خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ لَأَقْتُلَنَّ الْعَمَالِقَةَ فِی كَتِیبَةٍ فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَوْ عَلِیٌّ قَالَ أَوْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ كَرَّامٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَوْ كَانَ النَّاسُ رَجُلَیْنِ لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْإِمَامَ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ آخِرَ مَنْ یَمُوتُ الْإِمَامُ علیه السلام لِئَلَّا یَحْتَجَّ أَحَدٌ عَلَی اللَّهِ أَنَّهُ تَرَكَهُ بِغَیْرِ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَیْهِ-(3)

ص: 114


1- 1. السجدة: 21.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و مثله فی السند الآتی، و قد مر تحت الرقم 2 و 7 و 12 و 13 و 16:« الحسین بن أحمد» فتحرر.
3- 3. رواه فی الكافی ج 1 ص 180.

الْمُرَادُ بِالْإِمَامِ هُنَا الَّذِی هُوَ آخِرُ مَنْ یَمُوتُ الْحُسَیْنُ علیه السلام (1)

لِأَنَّ الْحُجَّةَ تَقُومُ عَلَی الْخَلْقِ بِمُنْذِرٍ أَوْ هَادٍ فِی الْجُمْلَةِ دُونَ الْمُشَارِ إِلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2)

عَلَی مَا وَرَدَ عَنْهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فِیمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام هُوَ الَّذِی یُغَسِّلُ الْمَهْدِیَّ وَ یَحْكُمُ بَعْدَهُ فِی الدُّنْیَا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ یَجِبُ عَلَی مَنْ یُقِرُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْإِمَامَةِ وَ فَرْضِ الطَّاعَةِ أَنْ یُسَلِّمَ إِلَیْهِمْ فِیمَا یَقُولُونَ وَ لَا یَرُدَّ شَیْئاً مِنْ حَدِیثِهِمُ الْمَرْوِیِّ عَنْهُمْ إِذَا لَمْ یُخَالِفِ الْكِتَابَ وَ السُّنَّةَ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی الدَّقَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَمِعْتُ مِنْ أَبِیكَ أَنَّهُ قَالَ یَكُونُ بَعْدَ الْقَائِمِ علیه السلام اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً فَقَالَ قَدْ قَالَ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً وَ لَمْ یَقُلْ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا یَدْعُونَ النَّاسَ إِلَی مُوَالاتِنَا وَ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا.

اعلم هداك اللّٰه بهداه أن علم آل محمد لیس فیه اختلاف بل بعضه یصدق بعضا و قد روینا أحادیث عنهم صلوات اللّٰه علیهم جمة فی رجعة الأئمة الاثنی عشر فكأنه علیه السلام عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص الذی خص اللّٰه سبحانه من شاء من خاصته و تكرم به علی من أراد من بریته كما قال سبحانه و تعالی ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (3) فأوله بتأویل حسن بحیث لا یصعب علیه فینكر قلبه فیكفر.

فَقَدْ رُوِیَ فِی الْحَدِیثِ عَنْهُمْ علیهم السلام: مَا كُلُّ مَا یُعْلَمُ یُقَالُ وَ لَا كُلُّ مَا یُقَالُ حَانَ وَقْتُهُ وَ لَا كُلُّ مَا حَانَ وَقْتُهُ حَضَرَ أَهْلُهُ.

وَ رُوِیَ أَیْضاً: لَا تَقُولُوا الْجِبْتَ وَ الطَّاغُوتَ وَ تَقُولُوا الرَّجْعَةَ فَإِنْ قَالُوا قَدْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ قُولُوا الْآنَ لَا نَقُولُ وَ هَذَا مِنْ بَابِ

ص: 115


1- 1. هذا هو الظاهر، و فی الأصل المطبوع:« آخر من یموت الجنس» و هو تصحیف ظاهر.
2- 2. یعنی دون المهدی علیه السلام.
3- 3. الجمعة: 4.

التَّقِیَّةِ الَّتِی تَعَبَّدَ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ فِی زَمَنِ الْأَوْصِیَاءِ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْبِشَارَةِ لِلسَّیِّدِ رَضِیِّ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ تَأْلِیفِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی حُمْرَانَ قَالَ: عُمُرُ الدُّنْیَا مِائَةُ أَلْفِ سَنَةٍ لِسَائِرِ النَّاسِ عِشْرُونَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ ثَمَانُونَ أَلْفَ سَنَةٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ-.

قَالَ السَّیِّدُ رَضِیُّ الدِّینِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَعْتَقِدُ أَنَّنِی وَجَدْتُ فِی كِتَابِ طُهْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبْسَطَ مِنْ هَذِهِ الرِّوَایَةِ أقول إلی هنا كان مأخوذا من كتاب الحسن بن سلیمان و قد روی فی كتاب كنز الفوائد الأخبار التی رواها عن محمد بن العباس بإسناده عنه (1).

«139»- خص، [منتخب البصائر] مِنْ كِتَابِ الْمَشِیخَةِ لِلْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ بِإِسْنَادِی الْمُتَّصِلِ إِلَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ-(2)

قَالَ علیه السلام هُوَ خَاصٌّ لِأَقْوَامٍ فِی الرَّجْعَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ یَجْرِی فِی الْقِیَامَةِ فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ.

«140»- مل، [كامل الزیارات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِسَرِیرٍ مِنْ نُورٍ قَدْ وُضِعَ وَ قَدْ ضُرِبَتْ عَلَیْهِ قُبَّةٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَوْهَرِ وَ كَأَنِّی بِالْحُسَیْنِ علیه السلام جَالِساً عَلَی ذَلِكَ السَّرِیرِ وَ حَوْلَهُ تِسْعُونَ أَلْفَ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ وَ كَأَنِّی بِالْمُؤْمِنِینَ یَزُورُونَهُ وَ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ أَوْلِیَائِی سَلُونِی فَطَالَمَا أُوذِیتُمْ وَ ذُلِّلْتُمْ وَ اضْطُهِدْتُمْ فَهَذَا یَوْمٌ لَا تَسْأَلُونِّی حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِلَّا قَضَیْتُهَا لَكُمْ فَیَكُونُ أَكْلُهُمْ وَ شُرْبُهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَهَذِهِ وَ اللَّهِ الْكَرَامَةُ.

بیان: سؤال حوائج الدنیا یدل علی أن هذا فی الرجعة إذ هی لا تسأل

ص: 116


1- 1. و قد أخرجها الحرّ العاملیّ فی كتابه الایقاظ من الهجعة بالبرهان علی الرجعة الباب العاشر تحت الرقم 148- 165 راجع ص 381- 387.
2- 2. غافر: 11.

فی الآخرة.

«141»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ج، [الإحتجاج]: فِیمَا كَتَبَ الْحِمْیَرِیُّ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام عَنِ الرَّجُلِ یَقُولُ بِالْحَقِّ وَ یَرَی الْمُتْعَةَ وَ یَقُولُ بِالرَّجْعَةِ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی فِی تَوْقِیعَاتِهِ علیه السلام.

«142»- ج، [الإحتجاج]: فِیمَا خَرَجَ مِنَ النَّاحِیَةِ إِلَی مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَلَی مَا سَیَأْتِی أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ أَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا رَیْبَ فِیهَا یَوْمَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(1).

«143»- مِنْ كِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ كَانَتْ عِنْدَنَا مِنْهُ نُسْخَةٌ قَدِیمَةٌ قَالَ: أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَی نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كِتَابِهِ مَا یُصِیبُ أَهْلَ بَیْتِهِ بَعْدَهُ مِنَ الْقَتْلِ وَ الْغَصْبِ وَ الْبَلَاءِ ثُمَّ یَرُدُّهُمْ إِلَی الدُّنْیَا وَ یَقْتُلُونَ أَعْدَاءَهُمْ وَ یُمَلِّكُهُمُ الْأَرْضَ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ-(2) وَ قَوْلُهُ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ الْآیَةَ(3).

«144»- وَ فِی رِسَالَةِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِی أَنْوَاعِ آیَاتِ الْقُرْآنِ بِرِوَایَةِ ابْنِ قُولَوَیْهِ وَ كَانَتْ نُسْخَةٌ قَدِیمَةٌ مِنْهَا عِنْدَنَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا فَإِنَّ لِلظَّالِمِینَ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا یَعْلَمُونَ-(4)

یَعْنِی عَذَاباً فِی الرَّجْعَةِ.

«145»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام (5).

«146»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیُّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ (6).

ص: 117


1- 1. الأنعام: 158.
2- 2. الأنبیاء: 105.
3- 3. النور: 55.
4- 4. الطور: 47 و الآیة هكذا:« وَ إِنَّ لِلَّذِینَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ»، و قد مر نظیره عن تفسیر علیّ بن إبراهیم تحت الرقم 127.
5- 5. النمل: 82.
6- 6. راجع المصدر ج 1 ص 579 من طبعته القدیمة.

«147»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَمْواتٌ غَیْرُ أَحْیاءٍ یَعْنِی كُفَّاراً غَیْرَ مُؤْمِنِینَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما یَشْعُرُونَ أَیَّانَ یُبْعَثُونَ-(1)

فَإِنَّهُ یَعْنِی أَنَّهُمْ لَا یُؤْمِنُونَ وَ أَنَّهُمْ یُشْرِكُونَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَالَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ فَإِنَّهُ یَعْنِی لَا یُؤْمِنُونَ بِالرَّجْعَةِ أَنَّهَا حَقٌّ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن أبی حمزة عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

«148»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها-(2)

قَالَ یَعْنِی الْأَئِمَّةَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَمْلِكُونَ الْأَرْضَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ فَیَمْلَئُونَهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً.

«149»- تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، فِیمَا رَوَاهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ-(3) أَیْ إِلَی الدُّنْیَا فَأَمَّا مَعْنَی حَشْرِ الْآخِرَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً-(4)

وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا فِی الْقِیَامَةِ فَهُمْ یَرْجِعُونَ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ-(5)

وَ هَذَا لَا یَكُونُ إِلَّا فِی الرَّجْعَةِ

ص: 118


1- 1. النحل: 21. و الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 257.
2- 2. الشمس: 3، و الحدیث فی المصدر ص 212 و فیه: أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة الخراسانیّ معنعنا عن جعفر بن محمّد علیهما السلام فی قول اللّٰه عزّ و جلّ« وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها» یعنی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله« وَ الْقَمَرِ إِذا تَلاها» یعنی أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام« وَ النَّهارِ إِذا جَلَّاها» یعنی الأئمّة منا أهل البیت الحدیث و بعده:« المعین لهم كمعین موسی علی فرعون و المعین علیهم كمعین فرعون علی موسی. و أمّا الحدیث الذی رواه عن ابن عبّاس فلیس یناسب هذا الباب، فراجع.
3- 3. النمل: 83.
4- 4. الكهف: 48.
5- 5. آل عمران: 81.

وَ مِثْلُهُ مَا خَاطَبَ اللَّهُ بِهِ الْأَئِمَّةَ وَ وَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْرِ وَ الِانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِلَی قَوْلِهِ لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً(1) وَ هَذَا إِنَّمَا یَكُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ-(2)

وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(3) أَیْ رَجْعَةِ الدُّنْیَا وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ-(4) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقاتِنا(5) فَرَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَی الدُّنْیَا وَ شَرِبُوا وَ نَكَحُوا وَ مِثْلُهُ خَبَرُ الْعُزَیْرِ.

«150»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ الْخَبَرَ(6).

«151»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ: أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ (7).

«152»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو الْفَضْلِ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَنَا صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ الْخَبَرَ(8).

ص: 119


1- 1. النور: 55.
2- 2. القصص: 6.
3- 3. القصص: 85.
4- 4. البقرة: 243.
5- 5. الأعراف: 155.
6- 6. تراه فی المصدر ص 53 و أخرجه المصنّف فی ج 39 ص 343 من الطبعة الحدیثة.
7- 7. رواه فی بصائر الدرجات ص 54، فی خبر طویل، و مثله فی أصول الكافی ج 1 ص 197، فما فی الأصل المطبوع من رمز سن لهذا الحدیث فهو سهو.
8- 8. أخرجه المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- فی تاریخ مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام الباب 90 تحت الرقم 17.

«153»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: فِی شَرْحِ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی یَدَیَّ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ یَعْنِی الرَّجْعَةَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ یَنْصُرُ اللَّهُ بِی وَ بِذُرِّیَّتِی الْمُؤْمِنِینَ (1).

«154»- فس، [تفسیر القمی] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً(2) قَالَ كَادُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَادُوا عَلِیّاً علیه السلام وَ كَادُوا فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً وَ أَكِیدُ كَیْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِینَ یَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً لَوْ قَدْ بُعِثَ الْقَائِمُ علیه السلام فَیَنْتَقِمُ لِی مِنَ الْجَبَّارِینَ وَ الطَّوَاغِیتِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ سَائِرِ النَّاسِ.

«155»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ الْحَلَبِیِّ وَ رَوَاهُ أَیْضاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَدَمْدَمَ عَلَیْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها قَالَ فِی الرَّجْعَةِ وَ لا یَخافُ عُقْباها(3) قَالَ لَا یَخَافُ مِنْ مِثْلِهَا إِذَا رَجَعَ.

أقول: قد مضی تمامه و شرحه فی باب غرائب التأویل فیهم علیهم السلام.

«156»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ یَعْنِی مَرَّةً فِی الْكَرَّةِ وَ مَرَّةً أُخْرَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«157»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة رُوِیَ مَرْفُوعاً بِالْإِسْنَادِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُیَسِّرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْیَوْمُ الَّذِی كانُوا یُوعَدُونَ-(5)

قَالَ یَعْنِی یَوْمَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام.

ص: 120


1- 1. مناقب آل أبی طالب الطبعة القدیمة ج 1 ص 514، و أخرجه المؤلّف فی ج 39 ص 349 من الطبعة الحدیثة و فیه ینصر اللّٰه فی ذرّیتی المؤمنین و هو تصحیف.
2- 2. الطارق، 15- 17.
3- 3. الشمس: 14 و 15.
4- 4. التكاثر: 3 و 4.
5- 5. المعارج: 44.

«158»- كش، [رجال الكشی] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ: كَانَ أَحْكَمُ بْنُ بَشَّارٍ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الرَّجْعَةُ فَأَنْكَرَهَا فَنَقُولُ أَحَدُ الْمُكَذِّبِینَ.

«159»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الْقُمِّیُّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَابِرٌ یَعْلَمُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(1).

«160»- كش، [رجال الكشی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةَ قَالا: سَأَلْنَا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ أَحَادِیثَ نُرَوَّاهَا عَنْ جَابِرٍ فَقُلْنَا مَا لَنَا وَ لِجَابِرٍ فَقَالَ بَلَغَ مِنْ إِیمَانِ جَابِرٍ أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ.

كش، [رجال الكشی] بهذا الإسناد عن الحسین عن محمد بن إسماعیل عن ابن أذینة عن زرارة: مثله.

«161»- كِتَابُ صِفَاتِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِسَبْعَةِ أَشْیَاءَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَ ذَكَرَ مِنْهَا الْإِیمَانَ بِالرَّجْعَةِ.

وَ رَوَی أَیْضاً فِیهِ عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ أَقَرَّ بِالرَّجْعَةِ وَ الْمُتْعَتَیْنِ وَ آمَنَ بِالْمِعْرَاجِ وَ الْمُسَاءَلَةِ فِی الْقَبْرِ وَ الْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَةِ وَ خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الصِّرَاطِ وَ الْمِیزَانِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسَابِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

ص: 121


1- 1. القصص: 85، أقول: یرید علیه السلام أن جابرا یعلم تأویل هذه الآیة و أنّها تصدق فی الرجعة.
تذییل
اشارة

اعلم یا أخی إنی لا أظنك ترتاب بعد ما مهدت و أوضحت لك فی القول بالرجعة التی أجمعت الشیعة علیها فی جمیع الأعصار و اشتهرت بینهم كالشمس فی رابعة النهار حتی نظموها فی أشعارهم و احتجوا بها علی المخالفین فی جمیع أمصارهم و شنع المخالفون علیهم فی ذلك و أثبتوه فی كتبهم و أسفارهم.

منهم الرازی و النیسابوری و غیرهما و قد مر كلام ابن أبی الحدید حیث أوضح مذهب الإمامیة فی ذلك (1)

و لو لا مخافة التطویل من غیر طائل لأوردت كثیرا من كلماتهم فی ذلك.

و كیف یشك مؤمن بحقیة الأئمة الأطهار علیهم السلام فیما تواتر عنهم فی قریب من مائتی حدیث صریح رواها نیف و أربعون من الثقات العظام و العلماء الأعلام فی أزید من خمسین من مؤلفاتهم كثقة الإسلام الكلینی و الصدوق محمد بن بابویه و الشیخ أبی جعفر الطوسی و السید المرتضی و النجاشی و الكشی و العیاشی و علی بن إبراهیم و سلیم الهلالی و الشیخ المفید و الكراجكی و النعمانی و الصفار و سعد بن عبد اللّٰه و ابن قولویه و علی بن عبد الحمید و السید علی بن طاوس و ولده صاحب كتاب زوائد الفوائد و محمد بن علی بن

ص: 122


1- 1. قال ابن أبی الحدید فی شرح قوله علیه السلام« فیغریه اللّٰه ببنی أمیّة حتّی یجعلهم حطاما»: ان قیل: من هذا الرجل الموعود؟ قیل أما الإمامیّة فیزعمون أنّه امامهم الثانی عشر و أنّه ابن أمة اسمها نرجس، و أمّا أصحابنا فیزعمون أنّه فاطمی یولد فی مستقبل الزمان لام ولد، و لیس بموجود الآن. فان قیل: فمن یكون من بنی أمیّة فی ذلك الوقت موجودا حتّی یقول علیه السلام فی أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم؟ قیل أما الإمامیّة، فیقولون بالرجعة، و یزعمون أنه سیعاد قوم بأعیانهم من بنی أمیّة و غیرهم إذا ظهر امامهم المنتظر، و أنّه یقطع أیدی أقوام و أرجلهم، و یسمل عیون بعضهم، و یصلب قوما آخرین، و ینتقم من أعداء آل محمّد علیهم السلام المتقدمین و المتأخرین، الكلام. راجع ج 51 ص 121. من طبعتنا هذه.

إبراهیم و فرات بن إبراهیم و مؤلف كتاب التنزیل و التحریف و أبی الفضل الطبرسی و إبراهیم بن محمد الثقفی و محمد بن العباس بن مروان و البرقی و ابن شهرآشوب و الحسن بن سلیمان و القطب الراوندی و العلامة الحلی و السید بهاء الدین علی بن عبد الكریم و أحمد بن داود بن سعید و الحسن بن علی بن أبی حمزة و الفضل بن شاذان و الشیخ الشهید محمد بن مكی و الحسین بن حمدان و الحسن بن محمد بن جمهور العمی مؤلف كتاب الواحدة و الحسن بن محبوب و جعفر بن محمد بن مالك الكوفی و طهر بن عبد اللّٰه و شاذان بن جبرئیل و صاحب كتاب الفضائل و مؤلف كتاب العتیق و مؤلف كتاب الخطب و غیرهم من مؤلفی الكتب التی عندنا و لم نعرف مؤلفه علی التعیین و لذا لم ننسب الأخبار إلیهم و إن كان بعضها موجودا فیها.

و إذا لم یكن مثل هذا متواترا ففی أی شی ء یمكن دعوی التواتر مع ما روته كافة الشیعة خلفا عن سلف.

و ظنی أن من یشك فی أمثالها فهو شاك فی أئمة الدین و لا یمكنه إظهار ذلك من بین المؤمنین فیحتال فی تخریب الملة القویمة بإلقاء ما یتسارع إلیه عقول المستضعفین و تشكیكات الملحدین یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ و لنذكر لمزید التشیید و التأكید أسماء بعض من تعرض لتأسیس هذا المدعی و صنف فیه أو احتج علی المنكرین أو خاصم المخالفین سوی ما ظهر مما قدمنا فی ضمن الأخبار و اللّٰه الموفق.

فمنهم أحمد بن داود بن سعید الجرجانی قال الشیخ فی الفهرست له كتاب المتعة و الرجعة.

و منهم الحسن بن علی بن أبی حمزة البطائنی و عد النجاشی من جملة كتبه كتاب الرجعة.

و منهم الفضل بن شاذان النیسابوری ذكر الشیخ فی الفهرست و النجاشی

ص: 123

أن له كتابا فی إثبات الرجعة.

و منهم الصدوق محمد بن علی بن بابویه فإنه عد النجاشی من كتبه كتاب الرجعة.

و منهم محمد بن مسعود العیاشی ذكر الشیخ و النجاشی فی الفهرست كتابه فی الرجعة.

و منهم الحسن بن سلیمان علی ما روینا عنه الأخبار(1).

و أما سائر الأصحاب فإنهم ذكروها فیما صنفوا فی الغیبة و لم یفردوا لها رسالة و أكثر أصحاب الكتب من أصحابنا أفردوا كتابا فی الغیبة و قد عرفت سابقا من روی ذلك من عظماء الأصحاب و أكابر المحدثین الذین لیس فی جلالتهم شك و لا ارتیاب.

و قال العلامة رحمه اللّٰه فی خلاصة الرجال فی ترجمة میسر بن عبد العزیز و قال العقیقی أثنی علیه آل محمد و هو ممن یجاهد فی الرجعة انتهی.

أقول: قیل المعنی أنه یرجع بعد موته مع القائم علیه السلام و یجاهد معه و الأظهر عندی أن المعنی أنه كان یجادل مع المخالفین و یحتج علیهم فی حقیة الرجعة.

و قال الشیخ أمین الدین الطبرسی فی قوله تعالی وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ (2) أی وجب العذاب و الوعید علیهم و قیل معناه إذا صاروا بحیث لا یفلح أحد منهم و لا أحد بسببهم و قیل إذا غضب اللّٰه علیهم و قیل إذا نزل العذاب بهم عند اقتراب الساعة أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تخرج بین الصفا و المروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن و الكافر بأنه كافر و عند ذلك یرتفع التكلیف و لا تقبل التوبة

ص: 124


1- 1. كما ألف المحدث الخبیر، المحقق العلامة النحریر- الشیخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملیّ كتابا ضخما كبیرا فی ذلك، سماء« الایقاظ من الهجعة، بالبرهان علی الرجعة» و طبع أخیرا- فقد استوفی فیه.
2- 2. النمل: 82، نقله عن مجمع البیان ج 7 ص 233- 235. ملخصا.

و هو علم من أعلام الساعة و قیل لا یبقی مؤمن إلا مسحته و لا یبقی منافق إلا خطمته تخرج لیلة جمع و الناس یسیرون إلی منی عن ابن عمر.

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِیُّ قَالَ: سُئِلَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ الرَّحْمَنِ عَلَیْهِ عَنِ الدَّابَّةِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا لَهَا ذَنَبٌ وَ إِنَّ لَهَا لَلِحْیَةً وَ فِی هَذَا إِشَارَةٌ إِلَی أَنَّهَا مِنَ الْإِنْسِ.

و روی عن ابن عباس: أنها دابة من دواب الأرض لها زغب و ریش و لها أربع قوائم.

وَ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: دَابَّةُ الْأَرْضِ طُولُهَا سِتُّونَ ذِرَاعاً لَا یُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَ لَا یَفُوتُهَا هَارِبٌ فَتَسِمُ الْمُؤْمِنَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَتَكْتُبُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِنٌ وَ تَسِمُ الْكَافِرَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَتَكْتُبُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ كَافِرٌ وَ مَعَهَا عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ علیهما السلام فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا وَ تَحْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ حَتَّی یُقَالَ یَا مُؤْمِنُ وَ یَا كَافِرُ.

وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ یَكُونُ لِلدَّابَّةِ ثَلَاثُ خَرْجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ فَتَخْرُجُ خُرُوجاً بِأَقْصَی الْمَدِینَةِ فَیَفْشُو ذِكْرُهَا فِی الْبَادِیَةِ وَ لَا یَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْیَةَ یَعْنِی مَكَّةَ ثُمَّ تَمْكُثُ زَمَاناً طَوِیلًا ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَی قَرِیباً مِنْ مَكَّةَ فَیَفْشُو ذِكْرُهَا فِی الْبَادِیَةِ وَ یَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْیَةَ یَعْنِی مَكَّةَ ثُمَّ صَارَ النَّاسُ یَوْماً فِی أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلَی اللَّهِ حُرْمَةً وَ أَكْرَمِهَا عَلَی اللَّهِ یَعْنِی الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ لَمْ تَرُعْهُمْ (1)

إِلَّا وَ هِیَ فِی نَاحِیَةِ الْمَسْجِدِ تَدْنُو وَ تَرْغُو(2)

مَا بَیْنَ الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ إِلَی بَابِ بَنِی مَخْزُومٍ عَنْ یَمِینِ الْخَارِجِ فِی وَسَطٍ مِنْ ذَلِكَ فَیُرْفَضُ النَّاسُ عَنْهَا وَ تَثْبُتُ لَهَا عِصَابَةٌ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ یُعْجِزُوا اللَّهَ فَخَرَجَتْ عَلَیْهِمْ

ص: 125


1- 1. راع منه، یروع: فرع، فهو روع- ككتف و رائع، و فلانا أفزعه لازم متعد و ارفض- من الارفضاض- بمعنی تفرق، یقال: ارفض الناس عنه، و من حوله، ای تفرقوا.
2- 2. فی الأصل المطبوع« تدنو» كذا. و فی المصدر« تدنو و تذنو» و ما فی الصلب هو الظاهر المطابق لنسخة الدّر المنثور.

تَنْفُضُ رَأْسَهَا مِنَ التُّرَابِ فَمَرَّتْ بِهِمْ فَجَلَّتْ عَنْ وُجُوهِهِمْ حَتَّی تَرَكَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّیُّ ثُمَّ وَلَّتْ فِی الْأَرْضِ لَا یُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَ لَا یُعْجِزُهَا هَارِبٌ حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ یَقُومُ فَیَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلَاةِ فَتَأْتِیهِ مِنْ خَلْفِهِ فَتَقُولُ یَا فُلَانُ الْآنَ تُصَلِّی فَیُقْبِلُ عَلَیْهَا بِوَجْهِهِ فَتَسِمُهُ فِی وَجْهِهِ فَیَتَجَاوَرُ النَّاسُ فِی دِیَارِهِمْ وَ یَصْطَحِبُونَ فِی أَسْفَارِهِمْ وَ یَشْتَرِكُونَ فِی الْأَمْوَالِ یُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ فَیُقَالُ لِلْمُؤْمِنِ یَا مُؤْمِنُ وَ لِلْكَافِرِ یَا كَافِرُ(1).

و روی عن وهب أنه قال وجهها وجه رجل و سائر خلقها خلق الطیر و مثل ذلك لا یعرف إلا من النبوات الإلهیة.

و قوله تُكَلِّمُهُمْ أی تكلمهم بما یسوؤهم و هو أنهم یصیرون إلی النار بلسان یفهمونه و قیل تحدثهم بأن هذا مؤمن و هذا كافر و قیل بأن تقول لهم أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ و هو الظاهر.

وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ أی یدفعون و قیل یحبس أولهم علی آخرهم.

و استدل بهذه الآیة علی صحة الرجعة من ذهب إلی ذلك من الإمامیة بأن قال دخول من فی الكلام یوجب التبعیض فدل ذلك علی أن الیوم المشار إلیه یحشر فیه قوم دون قوم و لیس ذلك صفة یوم القیامة الذی یقول فیه سبحانه وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(2) و قد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدی من آل محمد علیه و علیهم السلام بأن اللّٰه سیعید عند قیام القائم قوما ممن تقدم موتهم من أولیائه و شیعته لیفوزوا بثواب نصرته و معونته و یبتهجوا بظهور دولته و یعید أیضا قوما من أعدائه لینتقم منهم

ص: 126


1- 1. أخرجه الطیالسی و عبد بن حمید و ابن جریر و ابن المنذر و ابن أبی حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردویه و البیهقیّ فی البعث عن حذیفة بن أسید الغفاری كما فی الدر المنثور ج 5 ص 116. و تری فیها سائر ما رواه الطبرسیّ رحمه اللّٰه.
2- 2. الكهف: 47.

و ینالوا بعض ما یستحقونه من العذاب فی القتل علی أیدی شیعته و لیبتلوا بالذل و الخزی بما یشاهدون من علو كلمته.

و لا یمتری عاقل أن هذا مقدور لله تعالی غیر مستحیل فی نفسه و قد فعل اللّٰه ذلك فی الأمم الخالیة و نطق القرآن بذلك فی عدة مواضع مثل قصة عزیر و غیره علی ما فسرناه فی موضعه وَ صَحَّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَوْلُهُ سَیَكُونُ فِی أُمَّتِی كُلُّ مَا كَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّی لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ.

عَلَی أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْعُلَمَاءِ تَأَوَّلُوا مَا وَرَدَ مِنَ الْأَخْبَارِ فِی الرَّجْعَةِ عَلَی رُجُوعِ الدَّوْلَةِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ دُونَ رُجُوعِ الْأَشْخَاصِ لِمَا ظَنُّوا أَنَّ الرَّجْعَةَ تُنَافِی التَّكْلِیفَ وَ لَیْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِیهَا مَا یُلْجِئُ إِلَی فِعْلِ الْوَاجِبِ وَ الِامْتِنَاعِ مِنَ الْقَبِیحِ وَ التَّكْلِیفُ یَصِحُّ مَعَهَا كَمَا یَصِحُّ مَعَ ظُهُورِ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَةِ وَ الْآیَاتِ الْقَاهِرَةِ كَفَلْقِ الْبَحْرِ وَ قَلْبِ الْعَصَا ثُعْبَاناً وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ لِأَنَّ الرَّجْعَةَ لَمْ یَثْبُتْ بِظَوَاهِرِ الْأَخْبَارِ الْمَنْقُولَةِ فَیَتَطَرَّقَ التَّأْوِیلُ عَلَیْهَا وَ إِنَّمَا الْمُعَوَّلُ فِی ذَلِكَ عَلَی إِجْمَاعِ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ وَ إِنْ كَانَتِ الْأَخْبَارُ تَعْضُدُهُ وَ تُؤَیِّدُهُ انْتَهَی أقول استدل الشیخ فی تفسیره التبیان أیضا علی مذهب القائلین بالرجعة و إنما ذكرنا هذا الكلام بطوله لكثرة فوائده و لیعلم أقوال المخالفین فی الدابة و أنه یظهر من أخبارهم أیضا أن الدابة تكون صاحب العصا و المیسم و قد رووا ذلك فی جمیع كتبهم و لیعلم المراد مما استفیض عن أمیر المؤمنین علیه السلام أنه ذكر فی المواطن الكثیرة أنا صاحب العصا و المیسم.

و روی الزمخشری فی الكشاف أنها تخرج من الصفا و معها عصا موسی و خاتم سلیمان فتضرب المؤمن فی مسجده أو فیما بین عینیه بعصا موسی فتنكت نكتة بیضاء فتفشو تلك النكتة فی وجهه حتی یضی ء لها وجهه كأنه كوكب دری و تكتب بین عینیه مؤمن و تنكت الكافر بالخاتم فی أنفه فتفشو النكتة حتی یسود

ص: 127

لها وجهه و تكتب بین عینیه كافر.

ثم قال و قرئ تكلمهم من الكلم و هو الجرح و المراد به الوسم بالعصا و الخاتم و یجوز أن یستدل بالتخفیف علی أن المراد بالتكلیم التجریح انتهی.

و قال الصدوق رحمه اللّٰه فی رسالة العقائد اعتقادنا فی الرجعة أنها حق و قد قال اللّٰه عز و جل أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (1) كان هؤلاء سبعین ألف بیت و كان یقع فیهم الطاعون كل سنة فیخرج الأغنیاء لقوتهم و یبقی الفقراء لضعفهم فیقل الطاعون فی الذین یخرجون و یكثر فی الذین یقیمون فیقول الذین یقیمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون و یقول الذین خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.

فأجمعوا علی أن یخرجوا جمیعا من دیارهم إذا كان وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا علی شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّٰه موتوا فماتوا جمیعا فكنستهم المارة عن الطریق فبقوا بذلك ما شاء اللّٰه تعالی.

ثم مر بهم نبی من أنبیاء بنی إسرائیل یقال له أرمیا فقال لو شئت یا رب لأحییتهم فیعمروا بلادك و یلدوا عبادك و عبدوك مع من یعبدك فأوحی اللّٰه تعالی إلیه أ فتحب أن أحییهم لك قال نعم فأحیاهم اللّٰه له و بعثهم معه فهؤلاء ماتوا و رجعوا إلی الدنیا ثم ماتوا بآجالهم.

و قال اللّٰه عز و جل أَوْ كَالَّذِی مَرَّ عَلی قَرْیَةٍ وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها قالَ أَنَّی یُحْیِی هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلی طَعامِكَ وَ شَرابِكَ لَمْ یَتَسَنَّهْ وَ انْظُرْ إِلی حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آیَةً لِلنَّاسِ وَ انْظُرْ إِلَی الْعِظامِ كَیْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(2) فهذا مات مائة سنة و رجع إلی الدنیا و بقی فیها ثم مات بأجله و هو عزیر

ص: 128


1- 1. البقرة: 243.
2- 2. البقرة: 259.

و قال اللّٰه تعالی فی قصة المختارین من قوم موسی لمیقات ربه ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (1) ذلك لما سمعوا كلام اللّٰه قالوا لا نصدق حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ(2) بظلمهم فماتوا فقال موسی علیه السلام یا رب ما أقول ببنی إسرائیل إذا رجعت إلیهم فأحیاهم اللّٰه له فرجعوا إلی الدنیا فأكلوا و شربوا و نكحوا النساء و ولد لهم الأولاد ثم ماتوا بآجالهم.

و قال اللّٰه عز و جل لعیسی علیه السلام و إذ تحیی الموتی بإذنی (3) و جمیع الموتی الذین أحیاهم عیسی علیه السلام بإذن اللّٰه رجعوا إلی الدنیا و بقوا فیها ثم ماتوا بآجالهم.

و أصحاب الكهف لَبِثُوا فِی كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً(4) ثم بعثهم اللّٰه فرجعوا إلی الدنیا لیسألوا بینهم و قصتهم معروفة فإن قال قائل إن اللّٰه عز و جل قال وَ تَحْسَبُهُمْ أَیْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ قیل له فإنهم كانوا موتی و قد قال اللّٰه عز و جل قالُوا یا وَیْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (5) و إن قالوا كذلك فإنهم كانوا موتی و مثل هذا كثیر.

إن الرجعة كانت فی الأمم السالفة

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُ مَا یَكُونُ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ.

فَیَجِبُ عَلَی هَذَا الْأَصْلِ أَنْ یَكُونَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجْعَةٌ

ص: 129


1- 1. البقرة: 56.
2- 2. مأخوذ من قوله تعالی فی سورة البقرة: 55 و النساء: 153.
3- 3. إشارة الی قوله تعالی« وَ إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتی بِإِذْنِی» فی المائدة: 110.
4- 4. الكهف: 25.
5- 5. یس: 52، و مراده أن لفظ الرقود لا یختص بالنوم، بل هو عام یشمل الموت كما فی هذه الآیة.

و

قد نقل مخالفونا أنه: إذا خرج المهدی نزل عیسی ابن مریم فصلی خلفه.

و نزوله إلی الأرض رجوعه إلی الدنیا بعد موته لأن اللّٰه تعالی قال إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَ رافِعُكَ إِلَیَ (1) و قال عز و جل وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(2) و قال عز و جل وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا(3) فالیوم الذی یحشر فیه الجمیع غیر الیوم الذی یحشر فیه فوج.

و قال اللّٰه عز و جل وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ لا یَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ یَمُوتُ بَلی وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (4) یعنی فی الرجعة و ذلك أنه یقول لِیُبَیِّنَ لَهُمُ الَّذِی یَخْتَلِفُونَ فِیهِ و التبیین یكون فی الدنیا لا فی الآخرة و سأجرد فی الرجعة كتابا أبین فیها كیفیتها و الدلالة علی صحة كونها إن شاء اللّٰه.

و القول بالتناسخ باطل و من دان بالتناسخ فهو كافر لأن فی التناسخ إبطال الجنة و النار.

و قال الشیخ المفید فی أجوبة المسائل العكبریة حین سئل عن قوله تعالی إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا(5) و أجاب بوجوه فقال و قد قالت الإمامیة إن اللّٰه تعالی ینجز الوعد بالنصر للأولیاء قبل الآخرة عند قیام القائم و الكرة التی وعد بها المؤمنین فی العاقبة.

و روی قدس اللّٰه روحه فی كتاب الفصول عن الحارث بن عبد اللّٰه الربعی أنه قال كنت جالسا فی مجلس المنصور و هو بالجسر الأكبر و سوار القاضی عنده و السید الحمیری ینشده:

إن الإله الذی لاشی ء یشبهه***آتاكم الملك للدنیا و للدین

آتاكم اللّٰه ملكا لا زوال له***حتی یقاد إلیكم صاحب الصین

و صاحب الهند مأخوذ برمته***و صاحب الترك محبوس علی هون

ص: 130


1- 1. آل عمران: 55.
2- 2. الكهف: 47.
3- 3. النمل: 83.
4- 4. النحل: 38.
5- 5. غافر: 51.

حتی أتی علی القصیدة و المنصور مسرور فقال سوار إن هذا و اللّٰه یا أمیر المؤمنین یعطیك بلسانه ما لیس فی قلبه و اللّٰه إن القوم الذین یدین بحبهم لغیركم و إنه لینطوی علی عداوتكم فقال السید و اللّٰه إنه لكاذب و إننی فی مدحتك لصادق و إنه حمله الحسد إذ رآك علی هذه الحال و إن انقطاعی إلیكم و مودتی لكم أهل البیت لمعرق فینا من أبوی و إن هذا و قومه لأعداؤكم فی الجاهلیة و الإسلام و قد أنزل اللّٰه عز و جل علی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله فی أهل بیت هذا إِنَّ الَّذِینَ یُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ (1).

فقال المنصور صدقت فقال سوار یا أمیر المؤمنین إنه یقول بالرجعة و یتناول الشیخین بالسب و الوقیعة فیهما فقال السید أما قوله إنی أقول بالرجعة فإنی أقول بذلك علی ما قال اللّٰه وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ (2) و قد قال

فی موضع آخر وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(3) فعلمنا أن هاهنا حشرین أحدهما عام و الآخر خاص و قال سبحانه رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ (4) و قال تعالی فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (5) و قال تعالی أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (6) فهذا كتاب اللّٰه.

وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ فِی صُورَةِ الذَّرِّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمْ یَجْرِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ یَكُونُ فِی أُمَّتِی مِثْلُهُ حَتَّی الْخَسْفُ وَ الْمَسْخُ وَ الْقَذْفُ.

و قال حذیفة و اللّٰه ما أبعد أن یمسخ اللّٰه عز و جل كثیرا من هذه الأمة قردة و خنازیر.

فالرجعة التی أذهب إلیها ما نطق به القرآن و جاءت به السنة و إنی

ص: 131


1- 1. الحجرات: 4.
2- 2. النمل: 83.
3- 3. الكهف: 47.
4- 4. غافر: 11.
5- 5. البقرة: 259.
6- 6. البقرة: 243.

لأعتقد أن اللّٰه عز و جل یرد هذا یعنی سوارا إلی الدنیا كلبا أو قردا أو خنزیرا أو ذرة فإنه و اللّٰه متجبر متكبر كافر. قال فضحك المنصور و أنشأ السید یقول:

جاثیت سوارا أبا شملة***عند الإمام الحاكم العادل

إلی آخر الأبیات و قال رحمه اللّٰه فی الكتاب المذكور سأل بعض المعتزلة شیخا من أصحابنا الإمامیة و أنا حاضر فی مجلس فیهم جماعة كثیرة من أهل النظر و المتفقهة فقال له إذا كان من قولك إن اللّٰه عز و جل یرد الأموات إلی دار الدنیا قبل الآخرة عند القائم لیشفی المؤمنین كما زعمتم من الكافرین و ینتقم لهم منهم كما فعل ببنی إسرائیل فیما ذكرتموه حیث تتعلقون بقوله تعالی ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(1) فخبرنی ما الذی یؤمنك أن یتوب یزید و شمر و عبد الرحمن بن ملجم و یرجعوا عن كفرهم و ضلالهم و یصیروا فی تلك الحال إلی طاعة الإمام فیجب علیك ولایتهم و القطع بالثواب لهم و هذا نقض مذاهب الشیعة.

فقال الشیخ المسئول القول بالرجعة إنما قلته من طریق التوقیف و لیس للنظر فیه مجال و أنا لا أجیب عن هذا السؤال لأنه لا نص عندی فیه و لیس یجوز لی أن أتكلف من غیر جهة النص الجواب فشنع السائل و جماعة المعتزلة علیه بالعجز و الانقطاع.

فقال الشیخ أیده اللّٰه فأقول أنا إن عن هذا السؤال جوابین أحدهما أن العقل لا یمنع من وقوع الإیمان ممن ذكره السائل لأنه یكون إذ ذاك قادرا علیه و متمكنا منه و لكن السمع الوارد عن أئمة الهدی علیهم السلام بالقطع علیهم بالخلود فی النار و التدین بلعنهم و البراءة منهم إلی آخر الزمان منع من الشك فی حالهم و أوجب القطع علی سوء اختیارهم فجروا فی هذا

ص: 132


1- 1. أسری: 6.

الباب مجری فرعون و هامان و قارون و مجری من قطع اللّٰه عز و جل علی خلوده فی النار و دل القطع علی أنهم لا یختارون أبدا الإیمان ممن قال اللّٰه تعالی وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَیْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتی وَ حَشَرْنا عَلَیْهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِیُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (1) یرید إلا أن یلجئهم اللّٰه و الذین قال اللّٰه تعالی فیهم إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِیهِمْ خَیْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (2).

ثم قال جل قائلا فی تفصیلهم و هو یوجه القول إلی إبلیس لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِینَ (3) و قوله تعالی وَ إِنَّ عَلَیْكَ لَعْنَتِی إِلی یَوْمِ الدِّینِ (4) و قوله تعالی تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَّ ما أَغْنی عَنْهُ مالُهُ وَ ما كَسَبَ سَیَصْلی ناراً ذاتَ لَهَبٍ فقطع بالنار علیه و أمن من انتقاله إلی ما یوجب له الثواب و إذا كان الأمر علی ما وصفناه بطل ما توهمتموه علی هذا الجواب.

و الجواب الآخر أن اللّٰه سبحانه إذا رد الكافرین فی الرجعة لینتقم منهم لم یقبل لهم توبة و جروا فی ذلك مجری فرعون لما أدركه الغرق قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِی آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِیلَ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ قال اللّٰه سبحانه له آلْآنَ وَ قَدْ عَصَیْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِینَ (5) فرد اللّٰه علیه إیمانه و لم ینفعه فی تلك الحال ندمه و إقلاعه و كأهل الآخرة الذین لا یقبل اللّٰه لهم توبة و لا ینفعهم ندم لأنهم كالملجئین إذ ذاك إلی الفعل و لأن الحكمة تمنع من قبول التوبة أبدا و یوجب اختصاص بعض الأوقات بقبولها دون بعض.

و هذا هو الجواب الصحیح علی مذهب أهل الإمامة و قد جاءت به آثار متظاهرة عن آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله فروی عنهم فی قوله تعالی یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (6) فقالوا إن هذه الآیة هو القائم علیه السلام فإذا ظهر لم یقبل توبة

ص: 133


1- 1. الأنعام: 111.
2- 2. الأنفال: 22 و 23.
3- 3. ص: 85.
4- 4. ص: 78.
5- 5. یونس: 90 و 91.
6- 6. الأنعام: 158.

المخالف و هذا یسقط ما اعتمده السائل.

سؤال فإن قالوا فی هذا الجواب ما أنكرتم أن یكون اللّٰه تعالی علی ما أصلتموه قد أغری عباده بالعصیان و أباحهم الهرج و المرج و الطغیان لأنهم إذا كانوا یقدرون علی الكفر و أنواع الضلال و قد یئسوا من قبول التوبة لم یدعهم داع إلی الكف عما فی طباعهم و لا انزجروا عن فعل قبیح یصلون به إلی النفع العاجل و من وصف اللّٰه تبارك و تعالی بإغراء خلقه بالمعاصی و إباحتهم الذنوب فقد أعظم الفریة علیه.

جواب قیل لهم لیس الأمر علی ما ظننتموه و ذلك أن الدواعی لهم إلی المعاصی ترتفع إذ ذاك و لا یحصل لهم داع إلی قبیح علی وجه من الوجوه و لا سبب من الأسباب لأنهم یكونون قد علموا بما سلف لهم من العذاب وقت الرجعة علی خلاف أئمتهم علیهم السلام و یعلمون فی الحال أنهم معذبون علی ما سبق لهم من العصیان و أنهم إن راموا فعل قبیح تزاید علیهم العقاب و لا یكون لهم عند ذلك طبع یدعوهم إلی ما یتزاید علیهم به العذاب بل یتوفر لهم دواعی الطباع و الخواطر كلها إلی إظهار الطاعة و الانتقال عن العصیان.

و إن لزمنا هذا السؤال لزم جمیع أهل الإسلام مثله فی أهل الآخرة و حالهم فی إبطال توبتهم و كون ندمهم غیر مقبول فمهما أجاب الموحدون لمن ألزمهم ذلك فهو جوابنا بعینه.

سؤال آخر و إن سألوا علی المذهب الأول و الجواب المتقدم فقالوا كیف یتوهم من القوم الإقامة علی العناد و الإصرار علی الخلاف و قد عاینوا فیما تزعمون عقاب القبور و حل بهم عند الرجعة العذاب علی ما تزعمون أنهم مقیمون علیه و كیف یصح أن یدعوهم الدواعی إلی ذلك و یخطر لهم فی فعله الخواطر ما أنكرتم أن تكونوا فی هذه الدعوی مكابرین.

جواب قیل لهم یصح ذلك علی مذهب من أجاب بما حكیناه من أصحابنا بأن یقول إن جمیع ما عددتموه لا یمنع من دخول الشبهة علیهم فی استحسان

ص: 134

الخلاف لأن القوم یظنون أنهم إنما بعثوا بعد الموت تكرمة لهم و لیلوا الدنیا كما كانوا و یظنون أن ما اعتقدوه فی العذاب السالف لهم كان غلطا منهم و إذا حل بهم العقاب ثانیة توهموا قبل مفارقة أرواحهم أجسادهم أن ذلك لیس من طریق الاستحقاق و أنه من اللّٰه تعالی لكنه كما یكون الدول و كما حل بالأنبیاء علیهم السلام.

و لأصحاب هذا الجواب أن یقولوا لیس ما ذكرناه فی هذا الباب بأعجب من كفر قوم موسی علیه السلام و عبادتهم العجل و قد شاهدوا منه الآیات و عاینوا ما حل بفرعون و ملئه علی الخلاف و لا هو بأعجب من إقامة أهل الشرك علی خلاف رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هم یعلمون عجزهم عن مثل ما أتی به من القرآن و یشهدون معجزاته و آیاته علیه السلام و یجدون مخبرات أخباره علی حقائقها من قوله

تعالی سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ(1) و قوله عز و جل لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِینَ (2) و قوله عز و جل الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ (3) و ما حل بهم من العقاب بسیفه علیه السلام و هلاك كل من توعده بالهلاك هذا و فیمن أظهر الإیمان به المنافقون ینضافون فی خلافه إلی أهل الشرك و الضلال.

علی أن هذا السؤال لا یسوغ لأصحاب المعارف من المعتزلة لأنهم یزعمون أن أكثر المخالفین علی الأنبیاء كانوا من أهل العناد و أن جمهور المظهرین الجهل باللّٰه تعالی یعرفونه علی الحقیقة و یعرفون أنبیاءه و صدقهم و لكنهم فی الخلاف علی اللجاجة و العناد فلا یمتنع أن یكون الحكم فی الرجعة و أهلها علی هذا الوصف الذی حكیناه و قد قال اللّٰه تعالی وَ لَوْ تَری إِذْ وُقِفُوا عَلَی النَّارِ فَقالُوا یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (4)

ص: 135


1- 1. القمر: 45.
2- 2. الفتح: 27.
3- 3. الروم: 2.
4- 4. الأنعام: 27 و 28.

فأخبر سبحانه إن أهل العقاب لو ردهم إلی الدنیا لعادوا إلی الكفر و العناد مع ما شاهدوا فی القبور و فی المحشر من الأهوال و ما ذاقوا من ألیم العذاب.

و قال رحمه اللّٰه فی الإرشاد عند ذكر علامات ظهور القائم علیه السلام و أموات ینشرون من القبور حتی یرجعوا إلی الدنیا فیتعارفون فیها و یتزاورون.

و فی المسائل السرویة أنه سئل الشیخ قدس اللّٰه روحه عَمَّا یُرْوَی عَنْ مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام: فِی الرَّجْعَةِ وَ مَا مَعْنَی قَوْلِهِ لَیْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ یَقُلْ بِمُتْعَتِنَا وَ یُؤْمِنْ بِرَجْعَتِنَا(1).

أ هی حشر فی الدنیا مخصوص للمؤمن أو لغیره من الظلمة الجبارین قبل یوم القیامة.

فكتب الشیخ رحمه اللّٰه بعد الجواب عن المتعة و أما قوله علیه السلام من لم یقل برجعتنا فلیس منا فإنما أراد بذلك ما یختصه من القول به فی أن اللّٰه تعالی یحشر قوما من أمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله بعد موتهم قبل یوم القیامة و هذا مذهب یختص به آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله و القرآن شاهد

به قال اللّٰه عز و جل فی ذكر الحشر الأكبر یوم القیامة وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(2) و قال سبحانه فی حشر الرجعة قبل یوم القیامة وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ (3) فأخبر أن الحشر حشران عام و خاص.

ص: 136


1- 1. رواه الصدوق مرسلا فی الفقیه ج 2 ص 148 كما مرّ فی ص 92 من هذا المجلد تحت الرقم 101 و لفظه: لیس منا من لم یؤمن بكرتنا، و[ لم] یستحل متعتنا، و رواه فی الهدایة علی ما فی المستدرك ج 2 ص 587 و لفظه« لیس منا من لم یؤمن برجعتنا و لم یستحل متعتنا». قال الشیخ الحرّ العاملیّ فی كتابه الایقاظ من الهجعة ص 300 فی معنی الخبر: « هذا الضمیر للمتكلم و معه غیره- یعنی ما فی قوله علیه السلام: كرتنا و رجعتنا- دال بطریق الحقیقة علی دخول الصادق علیه السلام فی الرجعة، و معه جماعة من أهل العصمة علیهم السلام أو الجمیع، و لا خلاف فی وجوب الحمل علی الحقیقة مع عدم القرینة» انتهی.
2- 2. الكهف: 47.
3- 3. النمل: 83.

و قال سبحانه مخبرا عمن یحشر من الظالمین أنه یقول یوم الحشر الأكبر رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلی خُرُوجٍ مِنْ سَبِیلٍ (1) و للعامة فی هذه الآیة تأویل مردود و هو أن قالوا إن المعنی بقوله رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ وَ أَحْیَیْتَنَا اثْنَتَیْنِ أنه خلقهم أمواتا ثم أماتهم بعد الحیاة و هذا باطل لا یستمر علی لسان العرب لأن الفعل لا یدخل إلا علی من كان بغیر الصفة التی انطوی اللفظ علی معناها و من خلقه اللّٰه أمواتا لا یقال أماته و إنما یقال ذلك فیمن طرأ علیه الموت بعد الحیاة كذلك لا یقال أحیا اللّٰه میتا إلا أن یكون قد كان قبل إحیائه میتا(2) و هذا بین لمن تأمله.

و قد زعم بعضهم أن المراد بقوله رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ الموتة التی تكون بعد حیاتهم فی القبور للمساءلة فتكون الأولی قبل الإقبار و الثانیة بعده و هذا أیضا باطل من وجه آخر و هو أن الحیاة للمساءلة لیست للتكلیف فیندم الإنسان علی ما فاته فی حاله و ندم القوم علی ما فاتهم فی حیاتهم المرتین یدل علی أنه لم یرد حیاة المساءلة لكنه أراد حیاة الرجعة التی تكون لتكلیفهم الندم علی تفریطهم فلا یفعلون ذلك فیندمون یوم العرض علی ما فاتهم من ذلك (3).

فصل

و الرجعة عندنا تختص بمن محض الإیمان و محض الكفر دون من سوی هذین الفریقین فإذا أراد اللّٰه تعالی علی ما ذكرناه أوهم الشیاطین أعداء اللّٰه عز و جل أنهم إنما ردوا إلی الدنیا لطغیانهم علی اللّٰه فیزدادوا عتوا فینتقم اللّٰه تعالی

ص: 137


1- 1. غافر: 11.
2- 2. هذا هو الظاهر، كما صححه و نقله الحرّ العاملیّ فی كتابه الایقاظ من الهجعة ص 59، و فی الأصل المطبوع:« بعد احیائه میتا»، و له وجه بعید غیر ظاهر.
3- 3. و وجه آخر، و هو أن الظاهر من قولهم تسویة الحیاتین من حیث الابتلاء و صحة الاختبار و الامتحان، و أنهم أذنبوا فی كلتا الحیاتین، و لذلك قالوا:« فاعترفنا بذنوبنا» بعد اشارتهم الی الحیاتین، و لو كان أحد الحیاتین فی القبر للمساءلة لم یكن لها دخل فی مقام الاعتراف.

منهم بأولیائه المؤمنین و یجعل لهم الكرة علیهم فلا یبقی منهم إلا من هو مغموم بالعذاب و النقمة و العقاب و تصفو الأرض من الطغاة و یكون الدین لله تعالی.

و الرجعة أنما هی لممحضی الإیمان من أهل الملة و ممحضی النفاق منهم دون من سلف من الأمم الخالیة.

فصل

و قد قال قوم من المخالفین لنا كیف یعود كفار الملة بعد الموت إلی طغیانهم و قد عاینوا عذاب اللّٰه تعالی فی البرزخ و تیقنوا بذلك أنهم مبطلون فقلت لهم لیس ذلك بأعجب من الكفار الذین یشاهدون فی البرزخ ما یحل بهم من العذاب و یعلمونه ضرورة بعد المواقفة لهم و الاحتجاج علیهم بضلالهم فی الدنیا فیقولون یا لَیْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآیاتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (1) فقال اللّٰه عز و جل بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا یُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فلم یبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة یتعلق بها فیما ذكرناه و المنة لله.

و قال السید الشریف المرتضی رضی اللّٰه عنه و حشره مع آبائه الطاهرین فی أجوبة المسائل التی وردت علیه من بلد الری حیث سألوا عن حقیقة الرجعة لأن شذاذ الإمامیة یذهبون إلی أن الرجعة رجوع دولتهم فی أیام القائم علیه السلام من دون رجوع أجسامهم.

الجواب اعلم أن الذی تذهب الشیعة الإمامیة إلیه أن اللّٰه تعالی یعید عند ظهور إمام الزمان المهدی علیه السلام قوما ممن كان قد تقدم موته من شیعته لیفوزوا بثواب نصرته و معونته و مشاهدة دولته و یعید أیضا قوما من أعدائه لینتقم منهم فیلتذوا بما یشاهدون من ظهور الحق و علو كلمة أهله.

و الدلالة علی صحة هذا المذهب أن الذی ذهبوا إلیه مما لا شبهة علی عاقل فی أنه مقدور لله تعالی غیر مستحیل فی نفسه فإنا نری كثیرا من مخالفینا ینكرون الرجعة إنكار من یراها مستحیلة غیر مقدورة و إذا ثبت جواز الرجعة

ص: 138


1- 1. الأنعام: 27 و 28.

و دخولها تحت المقدور فالطریق إلی إثباتها إجماع الإمامیة علی وقوعها فإنهم لا یختلفون فی ذلك و إجماعهم قد بینا فی مواضع من كتبنا أنه حجة لدخول قول الإمام علیه السلام فیه و ما یشتمل علی قول المعصوم من الأقوال لا بد فیه من كونه صوابا.

و قد بینا أن الرجعة لا تنافی التكلیف و أن الدواعی مترددة معنا حین لا یظن ظان أن تكلیف من یعاد باطل و ذكرنا أن التكلیف كما یصح مع ظهور المعجزات الباهرة و الآیات القاهرة فكذلك مع الرجعة فإنه لیس فی جمیع ذلك ملجئ إلی فعل الواجب و الامتناع من فعل القبیح.

فأما من تأول الرجعة فی أصحابنا علی أن معناها رجوع الدولة و الأمر و النهی من دون رجوع الأشخاص و إحیاء الأموات فإن قوما من الشیعة لما عجزوا عن نصرة الرجعة و بیان جوازها و أنها تنافی التكلیف عولوا علی هذا التأویل للأخبار الواردة بالرجعة.

و هذا منهم غیر صحیح لأن الرجعة لم تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فیطرق التأویلات علیها فكیف یثبت ما هو مقطوع علی صحته بأخبار الآحاد التی لا توجب العلم و إنما المعول فی إثبات الرجعة علی إجماع الإمامیة علی معناها بأن اللّٰه تعالی یحیی أمواتا عند قیام القائم علیه السلام من أولیائه و أعدائه علی ما بیناه فكیف یطرق التأویل علی ما هو معلوم فالمعنی غیر محتمل انتهی.

و قال السید بن طاوس نور اللّٰه ضریحه فی كتاب الطرائف روی مسلم فی صحیحه فی أوائل الجزء الأول بإسناده إلی الجراح بن ملیح قال سمعت جابرا یقول عندی سبعون ألف حدیث عن أبی جعفر محمد الباقر علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله تركوها كلها(1)

ثم ذكر مسلم فی صحیحه بإسناده إلی محمد بن عمر الرازی قال سمعت

ص: 139


1- 1. راجع صحیح مسلم ج 1 ص 13 و. 14، باب وجوب الروایة عن الثقات و ترك الكذابین، و لفظه:« عندی سبعون ألف حدیث عن أبی جعفر عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله كلها» و روی عن زهیر و سلام بن أبی مطیع عن جابر الجعفی یقول: عندی خمسون ألف حدیث عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.

حریزا یقول لقیت جابر بن یزید الجعفی فلم أكتب عنه لأنه كان یؤمن بالرجعة ثم قال انظر رحمك اللّٰه كیف حرموا أنفسهم الانتفاع بروایة سبعین ألف حدیث عن نبیهم صلی اللّٰه علیه و آله بروایة أبی جعفر علیه السلام الذی هو من أعیان أهل بیته الذین أمرهم بالتمسك بهم ثم و إن أكثر المسلمین أو كلهم قد رووا إحیاء الأموات فی الدنیا و حدیث إحیاء اللّٰه تعالی الأموات فی القبور للمساءلة و قد تقدمت روایتهم عن أصحاب الكهف و هذا كتابهم یتضمن أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (1) و السبعون الذین أصابتهم الصاعقة مع موسی علیه السلام و حدیث العزیر علیه السلام و من أحیاه عیسی ابن مریم علیهما السلام و حدیث جریج الذی أجمع علی صحته أیضا و حدیث الذین یحییهم اللّٰه تعالی فی القبور للمساءلة فأی فرق بین هؤلاء و بین ما رواه أهل البیت علیهم السلام و شیعتهم من الرجعة و أی ذنب كان لجابر فی ذلك حتی یسقط حدیثه و قال رحمه اللّٰه أیضا فی كتاب سعد السعود قال الشیخ فی تفسیره التبیان عند قوله تعالی ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (2) استدل بهذه الآیة قوم من أصحابنا علی جواز الرجعة فإن استدل بها علی جوازها كان صحیحا لأن من منع منه و أحاله فالقرآن یكذبه و إن استدل به علی وجوب الرجعة و حصولها فلا ثم قال السید رحمه اللّٰه اعلم أن الذین

قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیهم إنی مخلف فیكم الثقلین كتاب اللّٰه و عترتی أهل بیتی لن یفترقا حتی یردا علی الحوض.

لا یختلفون فی إحیاء اللّٰه جل جلاله قوما بعد مماتهم فی الحیاة الدنیا من هذه الأمة تصدیقا لما روی المخالف و المؤالف عن صاحب النبوة صلی اللّٰه علیه و آله أما المخالف

فروی الحمیدی فی الجمع بین الصحیحین عن أبی سعید الخدری قال قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله: لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتی

ص: 140


1- 1. البقرة: 243.
2- 2. البقرة: 56.

لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم قلنا یا رسول اللّٰه الیهود و النصاری قال فمن.(1).

و روی الزمخشری فی الكشاف عن حذیفة: أنتم أشبه الأمم سمتا ببنی إسرائیل لتركبن طریقهم حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة حتی أنی لا أدری أ تعبدون العجل أم لا.

قال السید فإذا كانت هذه بعض روایاتهم فی متابعة الأمم الماضیة و بنی إسرائیل و الیهود فقد نطق القرآن الشریف و الأخبار المتواترة أن خلقا من الأمم الماضیة و الیهود لما قالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً فأماتهم اللّٰه ثم أحیاهم فیكون علی هذا فی أمتنا من یحییهم اللّٰه فی الحیاة الدنیا.

و رأیت فی أخبارهم زیادة علی ما تقوله الشیعة من الإشارة إلی أن مولانا علیا یعود إلی الدنیا بعد ضرب ابن ملجم و بعد وفاته كما رجع ذو القرنین فمنها

ما ذكره الزمخشری فی الكشاف: فی حدیث ذی القرنین و عن علی علیه السلام سخر له السحاب و مدت له الأسباب و بسط له النور.

وَ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ وَ سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ مَا ذُو الْقَرْنَیْنِ أَ مَلَكٌ أَمْ نَبِیٌّ فَقَالَ لَیْسَ بِمَلَكٍ وَ لَا نَبِیٍّ لَكِنْ كَانَ عَبْداً صَالِحاً ضُرِبَ عَلَی قَرْنِهِ الْأَیْمَنِ فِی طَاعَةِ اللَّهِ فَمَاتَ ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّهُ فَضُرِبَ عَلَی قَرْنِهِ الْأَیْسَرِ فَمَاتَ فَبَعَثَهُ اللَّهُ وَ سُمِّیَ ذَا الْقَرْنَیْنِ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ.

و رأیت أیضا فی كتب أخبار المخالفین عن جماعة من المسلمین أنهم رجعوا بعد الممات قبل الدفن و بعد الدفن و تكلموا و تحدثوا ثم ماتوا فمن ذلك ما رواه الحاكم النیسابوری فی تاریخه فی حدیث حسام بن عبد الرحمن عن أبیه عن جده و كان قاضی نیسابور دخل علیه رجل فقیل له إن عند هذا حدیثا عجبا فقال یا هذا ما هو فقال اعلم أنی كنت رجلا نباشا أنبش القبور فماتت امرأة فذهبت لأعرف قبرها فصلیت علیها فلما جن اللیل قال ذهبت لأنبش عنها و ضربت یدی إلی كفنها لأسلبها فقالت سبحان اللّٰه رجل من أهل الجنة تسلب

ص: 141


1- 1. أخرجه فی مشكاة المصابیح ص 458 و قال: متفق علیه.

امرأة من أهل الجنة ثم قالت أ لم تعلم أنك ممن صلیت علی و أن اللّٰه عز و جل قد غفر لمن صلی علی.

قال السید فإذا كان هذا قد رووه و دونوه عن نباش القبور فهلا كان لعلماء أهل البیت علیهم السلام أسوة به و لأی حال تقابل روایتهم علیهم السلام بالنفور و هذه المرأة المذكورة دون الذین یرجعون لمهمات الأمور و الرجعة التی یعتقدها علماؤنا و أهل البیت علیهم السلام و شیعتهم تكون

من جملة آیات النبی صلی اللّٰه علیه و آله و معجزاته و لأی حال تكون منزلته عند الجمهور دون موسی و عیسی و دانیال و قد أحیا اللّٰه جل جلاله علی أیدیهم أمواتا كثیرة بغیر خلاف عند العلماء لهذه الأمور.

«162»- أَقُولُ وَ رَوَی الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ الْجَلِیلِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ مِمَّا أَخَذَهُ مِنْ كِتَابِ الْمُقْتَضَبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ اثْنَیْ عَشَرَ نَقِیباً قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَیْنِ قَالَ یَا سَلْمَانُ فَهَلْ عَلِمْتَ مَنْ نُقَبَائِی الِاثْنَیْ عَشَرَ الَّذِینَ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِلْإِمَامَةِ مِنْ بَعْدِی فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ یَا سَلْمَانُ خَلَقَنِیَ اللَّهُ مِنْ صَفْوَةِ نُورِهِ وَ دَعَانِی فَأَطَعْتُهُ وَ خَلَقَ مِنْ نُورِی عَلِیّاً فَدَعَاهُ فَأَطَاعَهُ وَ خَلَقَ مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ فَاطِمَةَ فَدَعَاهَا فَأَطَاعَتْهُ وَ خَلَقَ مِنِّی وَ مِنْ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَدَعَاهُمَا فَأَطَاعَا فَسَمَّانَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَمْسَةِ أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَائِهِ فَاللَّهُ الْمَحْمُودُ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ اللَّهُ الْعَلِیُّ وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ اللَّهُ فَاطِرٌ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ اللَّهُ ذُو الْإِحْسَانِ وَ هَذَا الْحَسَنُ وَ اللَّهُ الْمُحْسِنُ وَ هَذَا الْحُسَیْنُ ثُمَّ خَلَقَ مِنَّا وَ مِنْ نُورِ الْحُسَیْنِ تِسْعَةَ أَئِمَّةٍ فَدَعَاهُمْ فَأَطَاعُوا قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَمَاءً مَبْنِیَّةً وَ أَرْضاً مَدْحِیَّةً أَوْ هَوَاءً أَوْ مَاءً أَوْ مَلَكاً أَوْ بَشَراً وَ كُنَّا بِعِلْمِهِ أَنْوَاراً نُسَبِّحُهُ وَ نَسْمَعُ لَهُ وَ نُطِیعُ فَقَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا لِمَنْ عَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ مَنْ عَرَفَهُمْ حَقَّ مَعْرِفَتِهِمْ وَ اقْتَدَی بِهِمْ فَوَالَی وَلِیَّهُمْ وَ تَبَرَّأَ مِنْ عَدُوِّهِمْ

ص: 142

فَهُوَ وَ اللَّهِ مِنَّا یَرِدُ حَیْثُ نَرِدُ وَ یَسْكُنُ حَیْثُ نَسْكُنُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ یَكُونُ إِیمَانٌ بِهِمْ بِغَیْرِ مَعْرِفَةٍ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ فَقَالَ لَا یَا سَلْمَانُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنَّی لِی بِهِمْ قَالَ قَدْ عَرَفْتَ إِلَی الْحُسَیْنِ قَالَ ثُمَّ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بَاقِرُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِسَانُ اللَّهِ الصَّادِقُ ثُمَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاظِمُ غَیْظَهُ صَبْراً فِی اللَّهِ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا لِأَمْرِ اللَّهِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُخْتَارُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَادِی إِلَی اللَّهِ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّامِتُ الْأَمِینُ عَلَی دِینِ اللَّهِ ثُمَّ م ح م د سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ابْنُ الْحَسَنِ الْمَهْدِیُّ النَّاطِقُ الْقَائِمُ بِحَقِّ اللَّهِ قَالَ سَلْمَانُ فَبَكَیْتُ ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنَّی لِسَلْمَانَ لِإِدْرَاكِهِمْ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّكَ مُدْرِكُهُمْ وَ أَمْثَالُكَ وَ مَنْ تَوَلَّاهُمْ حَقِیقَةَ الْمَعْرِفَةِ قَالَ سَلْمَانُ فَشَكَرْتُ اللَّهَ كَثِیراً ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی مُؤَجَّلٌ إِلَی عَهْدِهِمْ قَالَ یَا سَلْمَانُ اقْرَأْ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(1) قَالَ سَلْمَانُ فَاشْتَدَّ بُكَائِی وَ شَوْقِی وَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِعَهْدٍ مِنْكَ فَقَالَ إِی وَ الَّذِی أَرْسَلَ مُحَمَّداً إِنَّهُ لَبِعَهْدٍ مِنِّی وَ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ تِسْعَةِ أَئِمَّةٍ وَ كُلِّ مَنْ هُوَ مِنَّا وَ مَظْلُومٌ فِینَا إِی وَ اللَّهِ یَا سَلْمَانُ ثُمَّ لَیَحْضُرَنَّ إِبْلِیسُ وَ جُنُودُهُ وَ كُلُّ مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً وَ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً حَتَّی یُؤْخَذَ بِالْقِصَاصِ وَ الْأَوْتَارِ وَ الثَّارَاتِ وَ لا یَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً وَ نَحْنُ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ-(2)

قَالَ سَلْمَانُ فَقُمْتُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا یُبَالِی سَلْمَانُ مَتَی لَقِیَ الْمَوْتَ أَوْ لَقِیَهُ.

ص: 143


1- 1. أسری: 5.
2- 2. القصص: 6.

أقول: رواه ابن عیاش فی المقتضب عن أحمد بن محمد بن جعفر الصولی عن عبد الرحمن بن صالح عن الحسین بن حمید بن الربیع عن الأعمش عن محمد بن خلف الطاطری عن شاذان عن سلمان: و ذكر مثله.

ثم قال ابن عیاش سألت أبا بكر بن محمد بن عمر الجعابی عن محمد بن خلف الطاطری قال هو محمد بن خلف بن موهب الطاطری ثقة مأمون و طاطر سیف من أسیاف البحر تنسج فیها ثیاب تسمی الطاطریة كانت تنسب إلیها.

و روی أیضا عن صالح بن الحسین النوفلی قال أنشدنی أبو سهل النوشجانی لأبیه مصعب بن وهب:

فإن تسألانی ما الذی أنا دائن***به فالذی أبدیه مثل الذی أخفی

أدین بأن اللّٰه لا شی ء غیره***قوی عزیز بارئ الخلق من ضعف

و أن رسول اللّٰه أفضل مرسل***به بشر الماضون فی محكم الصحف

و أن علیا بعده أحد عشر***من اللّٰه وعد لیس فی ذاك من خلف

أئمتنا الهادون بعد محمد***لهم صفو ودی ما حییت لهم أصفی

ثمانیة منهم مضوا لسبیلهم***و أربعة یرجون للعدد الموف

و لی ثقة بالرجعة الحق مثل ما***وثقت برجع الطرف منی إلی الطرف

و وجدت بخط بعض الأعلام نقلا من خط الشهید قدس اللّٰه روحه قال رَوَی الصَّفْوَانِیُّ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: سُئِلَ الرِّضَا علیه السلام عَنْ تَفْسِیرِ أَمَتَّنَا اثْنَتَیْنِ الْآیَةَ-(1)

قَالَ وَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْآیَةُ إِلَّا فِی الْكَرَّةِ.

ص: 144


1- 1. المؤمن: 11.

باب 30 خلفاء المهدی صلوات اللّٰه علیه و أولاده و ما یكون بعده علیه و علی آبائه السلام

«1»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِ (1)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعْتُ مِنْ أَبِیكَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ یَكُونُ بَعْدَ الْقَائِمِ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً فَقَالَ إِنَّمَا قَالَ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً وَ لَمْ یَقُلْ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ لَكِنَّهُمْ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا یَدْعُونَ النَّاسَ إِلَی مُوَالاتِنَا وَ مَعْرِفَةِ حَقِّنَا.

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ مِنَّا بَعْدَ الْقَائِمِ أَحَدَ عَشَرَ مَهْدِیّاً مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام (2).

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ رَجُلٌ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ یَزْدَادُ تِسْعاً قُلْتُ مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ الْقَائِمِ قُلْتُ وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ فِی عَالَمِهِ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ یَخْرُجُ الْمُنْتَصِرُ فَیَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَیْنِ وَ دِمَاءِ أَصْحَابِهِ فَیَقْتُلُ وَ یَسْبِی حَتَّی یَخْرُجَ السَّفَّاحُ.

«4»- شا، [الإرشاد]: لَیْسَ بَعْدَ دَوْلَةِ الْقَائِمِ لِأَحَدٍ دَوْلَةٌ إِلَّا مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ مِنْ قِیَامِ وُلْدِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَرِدْ عَلَی الْقَطْعِ وَ الثَّبَاتِ وَ أَكْثَرُ الرِّوَایَاتِ أَنَّهُ لَنْ یَمْضِیَ مَهْدِیُّ الْأُمَّةِ إِلَّا قَبْلَ الْقِیَامَةِ بِأَرْبَعِینَ یَوْماً یَكُونُ فِیهَا الْهَرْجُ وَ عَلَامَةُ خُرُوجِ

ص: 145


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع المصدر ج 2 ص 27، و قد مر مثل السند فی ج 51 ص 146 و غیر ذلك فراجع.
2- 2. تراه فی المصدر ص 299 و هكذا الحدیث الآتی، و قد مر فی باب الرجعة.

الْأَمْوَاتِ وَ قِیَامُ السَّاعَةِ لِلْحِسَابِ وَ الْجَزَاءِ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ (1).

«5»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً قَالَ قُلْتُ فَمَتَی ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ مَوْتِ الْقَائِمِ قَالَ قُلْتُ وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ فِی عَالَمِهِ حَتَّی یَمُوتَ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ یَوْمِ قِیَامِهِ إِلَی مَوْتِهِ قَالَ قُلْتُ فَیَكُونُ بَعْدَ مَوْتِهِ هَرْجٌ قَالَ نَعَمْ خَمْسِینَ سَنَةً

ص: 146


1- 1. تراه فی الإرشاد ص 345 فی آخر أبیاته و ذكر الطبرسیّ فی إعلام الوری فی آخر الباب الرابع أنّه قد جاءت الروایة الصحیحة أنّه لیس بعد دولة المهدی علیه السلام دولة الا ما ورد من قیام ولده مقامه الا ما شاء اللّٰه و لم ترد علی القطع و البت و أكثر الروایات انه لن یمضی من الدنیا الا قبل القیامة بأربعین یوما یكون فیها الهرج و علامة خروج الأموات و قیام الساعة و اللّٰه اعلم. أقول: قد ورد فی ذلك روایات و قد ذكرها المصنّف- رحمه اللّٰه- فی المجلد السابع باب الاضطرار الی الحجة منها ما رواه الصدوق فی كمال الدین ج 1 ص 339 باب اتصال الوصیة بإسناده عن عبد اللّٰه بن سلیمان العامری عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: ما زالت الأرض الا و للّٰه تعالی فیها حجة یعرف الحلال من الحرام، و یدعو الی سبیل اللّٰه، و لا تنقطع الحجة من الأرض الا أربعین یوما قبل القیامة، و إذا رفعت الحجة، أغلق باب التوبة ف لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ الآیة. اولئك شرار خلق اللّٰه و هم الذین یقوم علیهم القیامة. و روی مثله البرقی فی المحاسن كتاب مصابیح الظلم الباب 21 تحت الرقم 202( ص 236) بتغییر یسیر، و الظاهر أن ذلك كان معتقد الشیعة فی الصدر الأول، فقد روی الكلینی رحمه اللّٰه فی أصول الكافی باب تسمیة من رآه علیه السلام( ج 1 ص 329) عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری قال: اجتمعت أنا و الشیخ أبو عمرو- رحمه اللّٰه- عند أحمد بن إسحاق، فغمزنی أحمد بن إسحاق أن أساله عن الخلف فقلت له: یا أبا عمرو! انی ارید أن أسألك عن شی ء و ما أنا بشاك فیما أرید أن أسألك عنه فان اعتقادی و دینی أن الأرض. لا تخلو من حجة الا إذا كان قبل یوم القیامة بأربعین یوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة و أغلق باب التوبة، فلم یك ینفع نفسا ایمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فی ایمانها خیرا، فأولئك شرار من خلق اللّٰه، الحدیث. و لا یخفی أن تلك الروایات انما تحكم بأن الأرض لا تخلو من حجة الا قبل القیامة بأربعین یوما فعند ذلك ترفع الحجة و أمّا أن تلك الحجة هو المهدی المنتظر بحیث تقوم القیامة بعد ملكه بسبع سنین فلا دلالة فیها، و لا یساعده الاعتبار، فكیف ینتظر الإسلام و المسلمون دهرا من الدهور لیخرج الحجة، و یظهر علی الدین كله و لو كره المشركون ثمّ یكون بعد سبع سنین او سبعین سنة قیام الساعة؟ فاذا لا بد من الرجعة كما دلت علیها الروایات، و لا بدّ و أن یرجع النبیّ و الأئمّة الهدی علیهم السلام لیخضر عود الإسلام و یثمر شجرة الدین و تورق أغصان التقوی و العلم و تشرق الأرض بنور ربها، و لا بأس بأن یسمی كل منهم بالمهدی علیه السلام كما جاءت به الروایات، و سیذكرها المصنّف رحمه اللّٰه، مع تأویلها.

قَالَ ثُمَّ یَخْرُجُ الْمَنْصُورُ إِلَی الدُّنْیَا فَیَطْلُبُ دَمَهُ وَ دَمَ أَصْحَابِهِ فَیَقْتُلُ وَ یَسْبِی حَتَّی یُقَالَ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّیَّةِ الْأَنْبِیَاءِ مَا قَتَلَ النَّاسَ كُلَّ هَذَا الْقَتْلِ فَیَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَیْهِ أَبْیَضُهُمْ وَ أَسْوَدُهُمْ فَیَكْثُرُونَ عَلَیْهِ حَتَّی یُلْجِئُونَهُ إِلَی حَرَمِ اللَّهِ فَإِذَا اشْتَدَّ الْبَلَاءُ عَلَیْهِ مَاتَ الْمُنْتَصِرُ وَ خَرَجَ السَّفَّاحُ إِلَی الدُّنْیَا غَضَباً لِلْمُنْتَصِرِ فَیَقْتُلُ كُلَّ عَدُوٍّ لَنَا جَائِرٍ وَ یَمْلِكُ الْأَرْضَ كُلَّهَا وَ یُصْلِحُ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَ یَعِیشُ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً.

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا جَابِرُ وَ هَلْ تَدْرِی مَنِ الْمُنْتَصِرُ وَ السَّفَّاحُ یَا جَابِرُ الْمُنْتَصِرُ الْحُسَیْنُ وَ السَّفَّاحُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (1).

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سِنَانٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ

ص: 147


1- 1. رواه العیّاشیّ فی تفسیره ج 2 ص 326. و قد مر مثله فی باب الرجعة عن مختصر البصائر تحت الرقم 130.

بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی كَانَتْ فِیهَا وَفَاتُهُ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ أَحْضِرْ صَحِیفَةً وَ دَوَاةً فَأَمْلَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَصِیَّتَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ سَیَكُونُ بَعْدِی اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً وَ مَنْ بَعْدَهُمْ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً فَأَنْتَ یَا عَلِیُّ أَوَّلُ الِاثْنَیْ عَشَرَ الْإِمَامِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ لْیُسَلِّمْهَا الْحَسَنُ علیه السلام إِلَی ابْنِهِ م ح م د الْمُسْتَحْفَظِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً ثُمَّ یَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَلْیُسَلِّمْهَا إِلَی ابْنِهِ أَوَّلِ الْمَهْدِیِّینَ(1) لَهُ ثَلَاثَةُ أَسَامِی اسْمٌ كَاسْمِی وَ اسْمِ أَبِی وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَحْمَدُ وَ الِاسْمُ الثَّالِثُ الْمَهْدِیُّ وَ هُوَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ.

«7»- خص، [منتخب البصائر] مِمَّا رَوَاهُ السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ مِنَّا بَعْدَ الْقَائِمِ علیه السلام اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام.

«8»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْجَامُورَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا: فِی ذِكْرِ الْكُوفَةِ فِیهَا مَسْجِدُ سُهَیْلٍ الَّذِی لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ مِنْهَا یَظْهَرُ عَدْلُ اللَّهِ وَ فِیهَا یَكُونُ قَائِمُهُ وَ الْقُوَّامُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هِیَ مَنَازِلُ النَّبِیِّینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الصَّالِحِینَ.

بیان: هذه الأخبار مخالفة للمشهور و طریق التأویل أحد وجهین.

الأول أن یكون المراد بالاثنی عشر مهدیا النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سائر الأئمة سوی القائم علیه السلام بأن یكون ملكهم بعد القائم علیه السلام و قد سبق أن الحسن بن سلیمان أولها بجمیع الأئمة و قال برجعة القائم علیه السلام بعد موته و به أیضا یمكن الجمع بین بعض

ص: 148


1- 1. فی المصدر ص 105: أول المقربین، و الظاهر أنّه تصحیف، فان المهدی المنتظر هو الإمام الثانی عشر، و بعده یكون أول المهدیین من اثنی عشر مهدیا، ان صح الحدیث، و أخرج الحدیث بتمامه فی الباب 41 من تاریخ مولانا أمیر المؤمنین تحت الرقم 81، راجع ج 36 ص 260 و 261 من الطبعة الحدیثة، و فیه أیضا:« أول المقربین».

الأخبار المختلفة التی وردت فی مدة ملكه علیه السلام.

و الثانی أن یكون هؤلاء المهدیون من أوصیاء القائم هادین للخلق فی زمن سائر الأئمة الذین رجعوا لئلا یخلو الزمان من حجة و إن كان أوصیاء الأنبیاء و الأئمة أیضا حججا و اللّٰه تعالی یعلم (1).

ص: 149


1- 1. قال السیّد المرتضی- رضوان اللّٰه علیه- فی إمكان ذلك: انا لا نقطع بزوال التكلیف عند موت المهدی علیه السلام، بل یجوز أن یبقی بعده أئمة یقومون بحفظ الدین و مصالح أهله، و لا یخرجنا ذلك عن التسمیة بالاثنی عشریة، لانا كلفنا أن نعلم امامتهم، و قد بینا ذلك بیانا شافیا، فانفردنا بذلك عن غیرنا. انتهی. أقول: و قد عقد الشیخ الحرّ العاملیّ- قدس اللّٰه روحه- فی كتابه« الایقاظ من الهجعة بالبرهان علی الرجعة» بابا فی أنّه هل بعد دولة المهدی علیه السلام دولة أم لا؟ ثمّ انه بعد ما نقل الروایات الواردة فی ذلك نفیا و اثباتا، وجهها بستة وجوه، من أرادها فلیراجع ص 392- 405.

باب 31 ما خرج من توقیعاته علیه السلام

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النَّوْبَخْتِیِّ وَ إِمْلَاءِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَی ظَهْرِ كِتَابٍ فِیهِ جَوَابَاتٌ وَ مَسَائِلُ أُنْفِذَتْ مِنْ قُمَّ یُسْأَلُ عَنْهَا هَلْ هِیَ جَوَابَاتُ الْفَقِیهِ علیه السلام أَوْ جَوَابَاتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیِّ لِأَنَّهُ حُكِیَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ هَذِهِ الْمَسَائِلُ أَنَا أَجَبْتُ عَنْهَا فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ عَلَی ظَهْرِ كِتَابِهِمْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قَدْ وَقَفْنَا عَلَی هَذِهِ الرُّقْعَةِ وَ مَا تَضَمَّنَتْهُ فَجَمِیعُهُ جَوَابُنَا وَ لَا مَدْخَلَ لِلْمَخْذُولِ الضَّالِّ الْمُضِلِّ الْمَعْرُوفِ بِالْعَزَاقِرِیِّ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی حَرْفٍ مِنْهُ وَ قَدْ كَانَتْ أَشْیَاءُ خَرَجَتْ إِلَیْكُمْ عَلَی یَدَیْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ (1)

وَ غَیْرِهِ مِنْ نُظَرَائِهِ وَ كَانَ مِنِ ارْتِدَادِهِمْ عَنِ الْإِسْلَامِ مِثْلُ مَا كَانَ مِنْ هَذَا عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ فَاسْتَثْبَتُّ قَدِیماً فِی ذَلِكَ-(2) فَخَرَجَ الْجَوَابُ أَلَا مَنِ اسْتَثْبَتَ فَإِنَّهُ لَا ضَرَرَ فِی خُرُوجِ مَا خَرَجَ عَلَی أَیْدِیهِمْ وَ إِنَّ ذَلِكَ صَحِیحٌ.

وَ رُوِیَ قَدِیماً عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ الصَّلَاةُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مِثْلِ هَذَا

ص: 150


1- 1. هذا هو الظاهر و هو أبو جعفر العبرتائی مر ترجمته فی ج 51 ص 380 باب ذكر المذمومین الذین ادعوا البابیة، و فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر ص 243،« أحمد ابن بلال» و هو تصحیف أو خلط بابی طاهر محمّد بن علیّ بن بلال من المذمومین أیضا. فراجع.
2- 2. سیجی ء من المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- أنها من تتمة ما كتب السائل: أی كنت قدیما أطلب اثبات هذه التوقیعات، هل هی منكم أولا؟. لكن الظاهر أنّه قد سقط صدر هذا السؤال، و أنّها سؤال آخر، لا من تتمة السؤال الأول.

بِعَیْنِهِ فِی بَعْضِ مَنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ قَالَ علیه السلام الْعِلْمُ عِلْمُنَا وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْكُمْ مِنْ كُفْرِ مَنْ كَفَرَ فَمَا صَحَّ لَكُمْ مِمَّا خَرَجَ عَلَی یَدِهِ بِرِوَایَةِ غَیْرِهِ مِنَ الثِّقَاتِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ اقْبَلُوهُ وَ مَا شَكَكْتُمْ فِیهِ أَوْ لَمْ یَخْرُجْ إِلَیْكُمْ فِی ذَلِكَ إِلَّا عَلَی یَدِهِ فَرُدُّوهُ إِلَیْنَا لِنُصَحِّحَهُ أَوْ نُبْطِلَهُ وَ اللَّهُ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَلِیُّ تَوْفِیقِكُمْ وَ حَسِیبُنَا فِی أُمُورِنَا كُلِّهَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ قَالَ ابْنُ نُوحٍ أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَنَا بِهَذَا التَّوْقِیعِ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ تَمَّامٍ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ كَتَبَهُ مِنْ ظَهْرِ الدَّرْجِ الَّذِی عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ دَاوُدَ وَ قَرَأْتُهُ عَلَیْهِ ذَكَرَ أَنَّ هَذَا الدَّرْجَ بِعَیْنِهِ كَتَبَ بِهَا أَهْلُ قُمَّ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ وَ فِیهِ مَسَائِلُ فَأَجَابَهُمْ عَلَی ظَهْرِهِ بِخَطِّ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النَّوْبَخْتِیِّ وَ حَصَلَ الدَّرْجُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ.

نُسْخَةُ الدَّرْجِ، [مَسَائِلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِ]: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزَّكَ وَ تَأْیِیدَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمَّ نِعْمَتَهُ وَ زَادَ فِی إِحْسَانِهِ إِلَیْكَ وَ جَمِیلِ مَوَاهِبِهِ لَدَیْكَ وَ فَضْلِهِ عِنْدَكَ وَ جَعَلَنِی مِنَ السُّوءِ فِدَاكَ وَ قَدَّمَنِی قِبَلَكَ النَّاسُ یَتَنَافَسُونَ فِی الدَّرَجَاتِ فَمَنْ قَبِلْتُمُوهُ كَانَ مَقْبُولًا وَ مَنْ دَفَعْتُمُوهُ كَانَ وَضِیعاً وَ الْخَامِلُ مَنْ وَضَعْتُمُوهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَ بِبَلَدِنَا أَیَّدَكَ اللَّهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْوُجُوهِ یَتَسَاوَوْنَ وَ یَتَنَافَسُونَ فِی الْمَنْزِلَةِ وَ وَرَدَ أَیَّدَكَ اللَّهُ كِتَابُكَ إِلَی جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ فِی أَمْرٍ أَمَرْتَهُمْ بِهِ مِنْ مُعَاوَنَةِ ص وَ أَخْرَجَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مَالِكٍ الْمَعْرُوفُ بِمَالِكِ بادوكة وَ هُوَ خَتَنُ ص رَحِمَهُمُ اللَّهُ مِنْ بَیْنِهِمْ فَاغْتَمَّ بِذَلِكَ وَ سَأَلَنِی أَیَّدَكَ اللَّهُ أَنْ أُعْلِمَكَ مَا نَالَهُ مِنْ ذَلِكَ فَإِنْ كَانَ مِنْ ذَنْبٍ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهُ وَ إِنْ یَكُنْ غَیْرَ ذَلِكَ عَرَّفْتَهُ مَا یَسْكُنُ نَفْسُهُ إِلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

التَّوْقِیعُ لَمْ نُكَاتِبْ إِلَّا مَنْ كَاتَبَنَا-(1)

وَ قَدْ عَوَّدْتَنِی أَدَامَ اللَّهُ عِزَّكَ مِنْ تَفَضُّلِكَ مَا أَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تُجْزِیَنِی عَلَی الْعَادَةِ

ص: 151


1- 1. الظاهر من نسخة الدرج أنّها كانت متضمنة لسؤالات مختلفة، فكتب جواب كل منها فی هامشه، و لذلك أفرزنا السؤال عن الجواب كما تری.

وَ قِبَلَكَ أَعَزَّكَ اللَّهُ فُقَهَاءُ أَنَا مُحْتَاجٌ إِلَی أَشْیَاءَ تُسْأَلُ لِی عَنْهَا فَرُوِیَ لَنَا عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ إِمَامِ قَوْمٍ صَلَّی بِهِمْ بَعْضَ صَلَاتِهِمْ وَ حَدَثَتْ عَلَیْهِ حَادِثَةٌ كَیْفَ یَعْمَلُ مَنْ خَلْفَهُ فَقَالَ یُؤَخَّرُ وَ یُقَدَّمُ بَعْضُهُمْ وَ یُتِمُّ صَلَاتَهُمْ وَ یَغْتَسِلُ مَنْ مَسَّهُ.

التَّوْقِیعُ لَیْسَ عَلَی مَنْ نَحَّاهُ إِلَّا غَسْلُ الْیَدِ وَ إِذَا لَمْ تَحْدُثْ حَادِثَةٌ تَقْطَعُ الصَّلَاةَ تَمَّمَ صَلَاتَهُ مَعَ الْقَوْمِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْعَالِمِ علیه السلام أَنَّ مَنْ مَسَّ مَیِّتاً بِحَرَارَتِهِ غَسَلَ یَدَهُ وَ مَنْ مَسَّهُ وَ قَدْ بَرَدَ فَعَلَیْهِ الْغُسْلُ وَ هَذَا الْإِمَامُ فِی هَذِهِ الْحَالَةِ لَا یَكُونُ مَسُّهُ إِلَّا بِحَرَارَتِهِ وَ الْعَمَلُ مِنْ ذَلِكَ عَلَی مَا هُوَ وَ لَعَلَّهُ یُنَحِّیهِ بِثِیَابِهِ وَ لَا یَمَسُّهُ فَكَیْفَ یَجِبُ عَلَیْهِ الْغُسْلُ.

التَّوْقِیعُ إِذَا مَسَّهُ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ لَمْ یَكُنْ عَلَیْهِ إِلَّا غَسْلُ یَدِهِ وَ عَنْ صَلَاةِ جَعْفَرٍ إِذَا سَهَا فِی التَّسْبِیحِ فِی قِیَامٍ أَوْ قُعُودٍ أَوْ رُكُوعٍ أَوْ سُجُودٍ وَ ذَكَرَهُ فِی حَالَةٍ أُخْرَی قَدْ صَارَ فِیهَا مِنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ هَلْ یُعِیدُ مَا فَاتَهُ مِنْ ذَلِكَ التَّسْبِیحِ فِی الْحَالَةِ الَّتِی ذَكَرَهَا أَمْ یَتَجَاوَزُ فِی صَلَاتِهِ.

التَّوْقِیعُ إِذَا هُوَ سَهَا فِی حَالِةٍ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ ذَكَرَ فِی حَالَةٍ أُخْرَی قَضَی مَا فَاتَهُ فِی الْحَالَةِ الَّتِی ذَكَرَ وَ عَنِ المَرْأَةِ یَمُوتُ زَوْجُهَا هَلْ یَجُوزُ أَنْ تَخْرُجَ فِی جَنَازَتِهِ أَمْ لَا.

التَّوْقِیعُ یَخْرُجُ فِی جَنَازَتِهِ وَ هَلْ یَجُوزُ لَهَا وَ هِیَ فِی عِدَّتِهَا أَنْ تَزُورَ قَبْرَ زَوْجِهَا أَمْ لَا التَّوْقِیعُ تَزُورُ قَبْرَ زَوْجِهَا وَ لَا تَبِیتُ عَنْ بَیْتِهَا وَ هَلْ یَجُوزُ لَهَا أَنْ تَخْرُجَ فِی قَضَاءِ حَقٍّ یَلْزَمُهَا أَمْ لَا تَبْرَحُ مِنْ بَیْتِهَا وَ هِیَ فِی عِدَّتِهَا.

التَّوْقِیعُ إِذَا كَانَ حَقٌّ خَرَجَتْ وَ قَضَتْهُ وَ إِذَا كَانَتْ لَهَا حَاجَةٌ لَمْ یَكُنْ لَهَا مَنْ یَنْظُرُ فِیهَا خَرَجَتْ لَهَا حَتَّی تَقْضِیَ وَ لَا تَبِیتُ عَنْ مَنْزِلِهَا.

وَ رُوِیَ فِی ثَوَابِ الْقُرْآنِ فِی الْفَرَائِضِ وَ غَیْرِهِ أَنَّ الْعَالِمَ علیه السلام قَالَ: عَجَباً لِمَنْ لَمْ یَقْرَأْ فِی صَلَاتِهِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ كَیْفَ تُقْبَلُ صَلَاتُهُ.

وَ رُوِیَ: مَا زَكَتْ

ص: 152

صَلَاةٌ لَمْ یُقْرَأْ فِیهَا بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مَنْ قَرَأَ فِی فَرَائِضِهِ الْهُمَزَةَ أُعْطِیَ مِنَ الدُّنْیَا فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ یَقْرَأَ الْهُمَزَةَ وَ یَدَعَ هَذِهِ السُّوَرَ الَّتِی ذَكَرْنَاهَا مَعَ مَا قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ لَا تُقْبَلُ الصَّلَاةُ وَ لَا تَزْكُو إِلَّا بِهِمَا.

التَّوْقِیعُ الثَّوَابُ فِی السُّوَرِ عَلَی مَا قَدْ رُوِیَ وَ إِذَا تَرَكَ سُورَةً مِمَّا فِیهَا الثَّوَابُ وَ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ لِفَضْلِهِمَا أُعْطِیَ ثَوَابَ مَا قَرَأَ وَ ثَوَابَ السُّورَةِ الَّتِی تَرَكَ وَ یَجُوزُ أَنْ یَقْرَأَ غَیْرَ هَاتَیْنِ السُّورَتَیْنِ وَ تَكُونُ صَلَاتُهُ تَامَّةً وَ لَكِنْ یَكُونُ قَدْ تَرَكَ الْفَضْلَ وَ عَنْ وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ مَتَی یَكُونُ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِیهِ أَصْحَابُنَا فَبَعْضُهُمْ یَقُولُ یَقْرَأُ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْهُ وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ هُوَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْهُ إِذَا رَأَی هِلَالَ شَوَّالٍ التَّوْقِیعُ الْعَمَلُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی لَیَالِیهِ وَ الْوَدَاعُ یَقَعُ فِی آخِرِ لَیْلَةٍ مِنْهُ فَإِنْ

خَافَ أَنْ یَنْقُصَ جَعَلَهُ فِی لَیْلَتَیْنِ وَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِیمٍ-(1) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَعْنِیُّ بِهِ ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَكِینٍ مَا هَذِهِ الْقُوَّةُ مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ مَا هَذِهِ الطَّاعَةُ وَ أَیْنَ هِیَ فَرَأْیُكَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّكَ بِالتَّفَضُّلِ عَلَیَّ بِمَسْأَلَةِ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ عَنْ هَذِهِ الْمَسَائِلِ وَ إِجَابَتِی عَنْهَا مُنْعِماً مَعَ مَا تَشْرَحُهُ لِی مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مَالِكٍ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُ بِمَا یَسْكُنُ إِلَیْهِ وَ یَعْتَدُّ بِنِعْمَةِ اللَّهِ عِنْدَهُ وَ تَفَضَّلْ عَلَیَّ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ لِی وَ لِإِخْوَانِی لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَعَلْتَ مُثَاباً إِنْ شَاءَ اللَّهُ التَّوْقِیعُ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ وَ لِإِخْوَانِكَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزَّكَ وَ تَأْیِیدَكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكَ وَ زَادَ فِی إِحْسَانِهِ إِلَیْكَ وَ جَمِیلِ مَوَاهِبِهِ لَدَیْكَ وَ فَضْلِهِ عِنْدَكَ وَ جَعَلَنِی مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مَكْرُوهٍ فِدَاكَ وَ قَدَّمَنِی قِبَلَكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَعِینَ.

بیان: ذكر فی الاحتجاج من قوله أطال اللّٰه بقاءك إلی قوله

ص: 153


1- 1. التكویر: 19- 21.

و لإخوانك خیر الدنیا و الآخرة.

أقول: قوله فاستثبت من تتمة ما كتب السائل أی كنت قدیما أطلب إثبات هذه التوقیعات هل هی منكم أو لا و لما كان جواب هذه الفقرة مكتوبا تحتها أفردها للإشعار بذلك.

قوله نسخة الدرج أی نسخة الكتاب المدرج المطوی كتبه أهل قم و سألوا عن بیان صحته فكتب علیه السلام أن جمیعه صحیح و عبر عن المعان برمز ص للمصلحة و حاصل جوابه علیه السلام أن هؤلاء كاتبونی و سألونی فأجبتهم و هو لم یكاتبنی من بینهم فلذا لم أدخله فیهم و لیس ذلك من تقصیر و ذنب.

قوله و قبلك أعزك اللّٰه خطاب للسفیر المتوسط بینه و بین الإمام علیه السلام أو للإمام تقیة و قول أطال اللّٰه بقاءك آخرا كلام الحمیری ختم به كتابه و سائر أجزاء الخبر شرحناها فی الأبواب المناسبة لها(1).

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مِنْ كِتَابٍ آخَرَ: فَرَأْیُكَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّكَ فِی تَأَمُّلِ رُقْعَتِی وَ التَّفَضُّلِ بِمَا یُسَهِّلُ لِأُضِیفَهُ إِلَی سَائِرِ أَیَادِیكَ عَلَیَّ وَ احْتَجْتُ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّكَ أَنْ تَسْأَلَ لِی بَعْضَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْمُصَلِّی إِذَا قَامَ مِنَ التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ لِلرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ هَلْ یَجِبُ عَلَیْهِ أَنْ یُكَبِّرَ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ لَا یَجِبُ عَلَیْهِ التَّكْبِیرُ وَ یُجْزِیهِ أَنْ یَقُولَ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ أَقُومُ وَ أَقْعُدُ الْجَوَابُ قَالَ إِنَّ فِیهِ حَدِیثَیْنِ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَإِنَّهُ إِذَا انْتَقَلَ مِنْ حَالَةٍ إِلَی حَالَةٍ أُخْرَی فَعَلَیْهِ تَكْبِیرٌ وَ أَمَّا الْآخَرُ فَإِنَّهُ رُوِیَ أَنَّهُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ

الثَّانِیَةِ فَكَبَّرَ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ قَامَ فَلَیْسَ عَلَیْهِ لِلْقِیَامِ بَعْدَ الْقُعُودِ تَكْبِیرٌ وَ كَذَلِكَ التَّشَهُّدُ الْأَوَّلُ یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی وَ بِأَیِّهِمَا أَخَذْتَ مِنْ جِهَةِ التَّسْلِیمِ كَانَ صَوَاباً وَ عَنِ الْفَصِّ الْخُمَاهَنِ (2)

هَلْ تَجُوزُ فِیهِ الصَّلَاةُ إِذَا كَانَ فِی إِصْبَعِهِ

ص: 154


1- 1. یعنی أبوابها المناسبة فی كتب الفقه.
2- 2. هذا هو الصحیح، كما فسره المصنّف رحمه اللّٰه فی كتاب الصلاة، و نقله بهذا. اللفظ الشیخ الحرّ العاملیّ فی الوسائل ب 32 من أبواب لباس المصلی تحت الرقم 11. و« خماهن» و یقال« خماهان» حجر صلب فی غایة الصلابة أغبر یضرب الی الحمرة و قیل انه نوع من الحدید یسمی بالعربیة الحجر الحدیدی و الصندل الحدیدی، و قیل: إنّه حجر أبلق یصنع منه الفصوص( برهان قاطع) و فی الأصل المطبوع- و هكذا بعض نسخ التوقیع الحمانی و هو تصحیف.

الْجَوَابُ فِیهِ كَرَاهَةُ أَنْ یُصَلِّیَ فِیهِ وَ فِیهِ إِطْلَاقٌ وَ الْعَمَلُ عَلَی الْكَرَاهِیَةِ وَ عَنْ رَجُلٍ اشْتَرَی هَدْیاً لِرَجُلٍ غَائِبٍ عَنْهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَنْحَرَ عَنْهُ هَدْیاً بِمِنًی فَلَمَّا أَرَادَ نَحْرَ الْهَدْیِ نَسِیَ اسْمَ الرَّجُلِ وَ نَحَرَ الْهَدْیَ ثُمَّ ذَكَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَ یُجْزِئُ عَنِ الرَّجُلِ أَمْ لَا الْجَوَابُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَ قَدْ أَجْزَأَ عَنْ صَاحِبِهِ وَ عِنْدَنَا حَاكَةٌ مَجُوسٌ یَأْكُلُونَ الْمَیْتَةَ وَ لَا یَغْتَسِلُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ یَنْسِجُونَ لَنَا ثِیَاباً فَهَلْ یَجُوزُ الصَّلَاةُ فِیهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ یُغْسَلَ الْجَوَابُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِیهَا وَ عَنِ الْمُصَلِّی یَكُونُ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ فِی ظُلْمَةٍ فَإِذَا سَجَدَ یَغْلَطُ بِالسَّجَّادَةِ وَ یَضَعُ جَبْهَتَهُ عَلَی مِسْحٍ أَوْ نَطْعٍ-(1) فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَجَدَ السَّجَّادَةَ هَلْ یَعْتَدُّ بِهَذِهِ السَّجْدَةِ أَمْ لَا یَعْتَدُّ بِهَا الْجَوَابُ مَا لَمْ یَسْتَوِ جَالِساً فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ فِی رَفْعِ رَأْسِهِ لِطَلَبِ الْخُمْرَةِ(2)

ص: 155


1- 1. المسح- بالكسر- البلاس یقعد علیه، و النطع كذلك-: البساط من الادیم.
2- 2. الخمرة- بالضم- حصیرة صغیرة قدر ما یسجد علیها المصلی، كانت تعمل من سعف النخل، روی أبو داود فی سننه ج 1 ص 152 باب الصلاة علی الخمرة حدیثا واحدا و هو أنّه صلّی اللّٰه علیه و آله كان یصلّی علی الخمرة، و الظاهر من روایات الباب أن السجود علی الأرض فریضة و علی الخمرة سنة، أی سنة سنها رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و عمل بها و علیها كان عمل أئمتنا علیهم السلام، راجع الكافی ج 3: 330- 332 باب ما یسجد علیه و ما یكره.

وَ عَنِ الْمُحْرِمِ یَرْفَعُ الظِّلَالَ هَلْ یَرْفَعُ خَشَبَ الْعَمَّارِیَّةِ أَوِ الْكَنِیسَةِ(1) وَ یَرْفَعُ الْجَنَاحَیْنِ أَمْ لَا؟

الْجَوَابُ لَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ فِی تَرْكِهِ وَ جَمِیعِ الْخَشَبِ وَ عَنِ الْمُحْرِمِ یَسْتَظِلُّ مِنَ الْمَطَرِ بِنَطْعٍ أَوْ غَیْرِهِ حَذَراً عَلَی ثِیَابِهِ وَ مَا فِی مَحْمِلِهِ أَنْ یَبْتَلَّ فَهَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ الْجَوَابُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فِی الْمَحْمِلِ فِی طَرِیقِهِ فَعَلَیْهِ دَمٌ-(2) وَ الرَّجُلُ یَحُجُّ عَنْ آخَرَ هَلْ یَحْتَاجُ أَنْ یَذْكُرَ الَّذِی حَجَّ عَنْهُ عِنْدَ عَقْدِ إِحْرَامِهِ أَمْ لَا وَ هَلْ یَجِبُ أَنْ یَذْبَحَ عَمَّنْ حَجَّ عَنْهُ وَ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ یُجْزِیهِ هَدْیٌ وَاحِدٌ

الْجَوَابُ یَذْكُرُهُ وَ إِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَلَا بَأْسَ وَ هَلْ یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یُحْرِمَ فِی كِسَاءِ خَزٍّ أَمْ لَا

الْجَوَابُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَ قَدْ فَعَلَهُ قَوْمٌ صَالِحُونَ-(3) وَ هَلْ یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یُصَلِّیَ وَ فِی رِجْلِهِ بَطِیطٌ(4) لَا یُغَطِّی الْكَعْبَیْنِ أَمْ لَا یَجُوزُ

الْجَوَابُ جَائِزٌ.

وَ یُصَلِّی الرَّجُلُ وَ مَعَهُ فِی كُمِّهِ أَوْ سَرَاوِیلِهِ سِكِّینٌ أَوْ مِفْتَاحُ حَدِیدٍ هَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ

ص: 156


1- 1. الكنیسة شبه هودج: یغرز فی المحمل أو فی الرحل قضبان و یلقی علیه ثوب یستظل به الراكب و یستتر به و الجمع كنائس.
2- 2. فی الأصل المطبوع« یحج عن أجر» و فی المصدر ص 248« یحج عن اجرة» و كلاهما تصحیف.
3- 3. یعنی الأئمّة المعصومین سلام اللّٰه علیهم أجمعین، راجع الوسائل ب 8 من أبواب لباس المصلی.
4- 4. البطیط: رأس الخف بلا ساق، قاله الفیروزآبادی، أقول: و ینطبق الكلمة علی النعال التی یلبسها العلماء فی زماننا هذا.

الْجَوَابُ جَائِزٌ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَكُونُ مَعَ بَعْضِ هَؤُلَاءِ وَ مُتَّصِلًا بِهِمْ یَحُجُّ وَ یَأْخُذُ عَلَی الْجَادَّةِ وَ لَا یُحْرِمُونَ هَؤُلَاءِ مِنَ الْمَسْلَخِ فَهَلْ یَجُوزُ لِهَذَا الرَّجُلِ أَنْ یُؤَخِّرَ إِحْرَامَهُ إِلَی ذَاتِ عِرْقٍ (1)

فَیُحْرِمَ مَعَهُمْ لِمَا یَخَافُ مِنَ الشُّهْرَةِ أَمْ لَا یَجُوزُ أَنْ یُحْرِمَ إِلَّا مِنَ الْمَسْلَخِ الْجَوَابُ یُحْرِمُ مِنْ مِیقَاتِهِ ثُمَّ یَلْبَسُ الثِّیَابَ وَ یُلَبِّی فِی نَفْسِهِ فَإِذَا بَلَغَ إِلَی مِیقَاتِهِمْ أَظْهَرَ وَ عَنْ لُبْسِ النَّعْلِ الْمَعْطُونِ-(2)

فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا یَذْكُرُ أَنَّ لُبْسَهُ كَرِیهٌ الْجَوَابُ جَائِزٌ ذَلِكَ وَ لَا بَأْسَ وَ عَنِ الرَّجُلِ مِنْ وُكَلَاءِ الْوَقْفِ یَكُونُ مُسْتَحِلًّا لِمَا فِی یَدِهِ لَا یَرِعُ (3)

عَنْ أَخْذِ مَالِهِ رُبَّمَا نَزَلْتُ فِی قَرْیَةٍ وَ هُوَ فِیهَا أَوْ أَدْخُلُ مَنْزِلَهُ وَ قَدْ حَضَرَ طَعَامُهُ فَیَدْعُونِی إِلَیْهِ فَإِنْ لَمْ آكُلْ مِنْ طَعَامِهِ عَادَانِی عَلَیْهِ وَ قَالَ فُلَانٌ لَا یَسْتَحِلُّ أَنْ یَأْكُلَ مِنْ طَعَامِنَا فَهَلْ یَجُوزُ لِی أَنْ آكُلَ مِنْ طَعَامِهِ وَ أَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَمْ مِقْدَارُ الصَّدَقَةِ وَ إِنْ أَهْدَی هَذَا الْوَكِیلُ هَدِیَّةً إِلَی رَجُلٍ آخَرَ فَأَحْضَرَ فَیَدْعُونِی أَنْ أَنَالَ مِنْهَا وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَ

ص: 157


1- 1. میقات أهل العراق: وادی العقیق و أفضله المسلخ، ثمّ غمرة، ثمّ ذات عرق و هو آخر الوادی و هو المیقات الاضطراری، لكنه میقات أهل السنة قال ابن قدامة فی المغنی ج 3 ص 257: فأما ذات عرق فمیقات أهل المشرق فی قول أكثر أهل العلم و هو مذهب مالك و أبی ثور و أصحاب الرأی و قال ابن عبد البر: أجمع أهل العلم علی أن احرام العراق من ذات عرق احرام من المیقات، و روی عن انس أنّه كان یحرم من العقیق و استحسنه الشافعی و قد روی ابن عبّاس أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله وقت لاهل المشرق العقیق انتهی.
2- 2. یقال: عطن الجلد كفرح و انعطن: وضع فی الدباغ و ترك فأفسد و أنتن، أو نضح علیه الماء فدفنه، فاسترخی شعره لینتف، فهو معطون. قاله الفیروزآبادی.
3- 3. من الورع: و هو التقوی و الكف عن المعاصی و الشبهات، ضبطه فی القاموس كورث و وجل و وضع و كرم.

الْوَكِیلَ لَا یَرِعُ عَنْ أَخْذِ مَا فِی یَدِهِ فَهَلْ فِیهِ شَیْ ءٌ إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْهَا الْجَوَابُ إِنْ كَانَ لِهَذَا الرَّجُلِ مَالٌ أَوْ مَعَاشٌ غَیْرُ مَا فِی یَدِهِ فَكُلْ طَعَامَهُ وَ اقْبَلْ بِرَّهُ وَ إِلَّا فَلَا وَ عَنِ الرَّجُلِ یَقُولُ بِالْحَقِّ وَ یَرَی الْمُتْعَةَ وَ یَقُولُ بِالرَّجْعَةِ إِلَّا أَنَّ لَهُ أَهْلًا مُوَافِقَةً لَهُ فِی جَمِیعِ أَمْرِهِ وَ قَدْ عَاهَدَهَا أَنْ لَا یَتَزَوَّجَ عَلَیْهَا وَ لَا یَتَسَرَّی (1) وَ قَدْ فَعَلَ هَذَا مُنْذُ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ وَفَی بِقَوْلِهِ فَرُبَّمَا غَابَ عَنْ مَنْزِلِهِ الْأَشْهُرَ فَلَا یَتَمَتَّعُ وَ لَا یَتَحَرَّكُ نَفْسُهُ أَیْضاً لِذَلِكَ وَ یَرَی أَنَّ وُقُوفَ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَخٍ وَ وَلَدٍ وَ غُلَامٍ وَ وَكِیلٍ وَ حَاشِیَةٍ مِمَّا یُقَلِّلُهُ فِی أَعْیُنِهِمْ وَ یُحِبُّ الْمُقَامَ عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ مَحَبَّةً لِأَهْلِهِ وَ مَیْلًا إِلَیْهَا وَ صِیَانَةً لَهَا وَ لِنَفْسِهِ لَا یُحَرِّمُ الْمُتْعَةَ بَلْ یَدِینُ اللَّهَ بِهَا فَهَلْ عَلَیْهِ فِی تَرْكِهِ ذَلِكَ مَأْثَمٌ أَمْ لَا الْجَوَابُ فِی ذَلِكَ یُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ یُطِیعَ اللَّهَ تَعَالَی-(2) لِیَزُولَ عَنْهُ الْحَلْفُ فِی الْمَعْصِیَةِ(3) وَ لَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنْ رَأَیْتَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّكَ أَنْ تَسْأَلَ لِی عَنْ ذَلِكَ وَ تَشْرَحَهُ لِی وَ تُجِیبَ فِی كُلِّ مَسْأَلَةٍ بِمَا الْعَمَلُ بِهِ وَ تُقَلِّدَنِی الْمِنَّةَ فِی ذَلِكَ جَعَلَكَ اللَّهُ السَّبَبَ فِی كُلِّ خَیْرٍ وَ أَجْرَاهُ عَلَی یَدِكَ فَعَلْتَ مُثَاباً إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزَّكَ وَ تَأْیِیدَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ أَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكَ وَ زَادَ فِی إِحْسَانِهِ إِلَیْكَ وَ جَعَلَنِی مِنَ السُّوءِ فِدَاكَ وَ قَدَّمَنِی عَنْكَ وَ قِبَلَكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِیراً قَالَ ابْنُ نُوحٍ نَسَخْتُ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنَ الدَّرْجَیْنِ الْقَدِیمَیْنِ اللَّذَیْنِ فِیهِمَا الْخَطُّ

ص: 158


1- 1. تسری فلان: اتخذ سریة، و یقال: تسرر أیضا علی الابدال، كما یقال: تظنن و تظنی، و السّرّیّة: الأمة التی أنزلتها بیتا و الجمع سراری بتشدید الیاء و ربما خففت فی الشعر و اشتقاقها قیل من السر، و قیل من السرور.
2- 2. فی المصدر ص 250:« الحلف علی المعرفة» و فی بعض النسخ« الخلف».
3- 3. فی نسخة الاحتجاج: أن یطیع اللّٰه تعالی بالمتعة.

وَ التَّوْقِیعَاتُ.

أَقُولُ رَوَی فِی الْإِحْتِجَاجِ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ لِیَزُولَ عَنْهُ الْحَلْفُ فِی الْمَعْصِیَةِ وَ لَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً.

«3»- ج، [الإحتجاج] فِی كِتَابٍ آخَرَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام مِنْ جَوَابَاتِ مَسَائِلِهِ الَّتِی سَأَلَهُ عَنْهَا فِی سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ: سَأَلَ عَنِ الْمُحْرِمِ یَجُوزُ أَنْ یَشُدَّ الْمِئْزَرَ مِنْ خَلْفِهِ إِلَی عُنُقِهِ بِالطُّولِ وَ یَرْفَعَ طَرَفَیْهِ إِلَی حَقْوَیْهِ وَ یَجْمَعَهُمَا فِی خَاصِرَتِهِ وَ یَعْقِدَهُمَا وَ یُخْرِجَ الطَّرَفَیْنِ الْآخَرَیْنِ مِنْ بَیْنِ رِجْلَیْهِ وَ یَرْفَعَهُمَا إِلَی خَاصِرَتِهِ وَ یَشُدَّ طَرَفَیْهِ إِلَی وَرِكَیْهِ فَیَكُونَ مِثْلَ السَّرَاوِیلِ یَسْتُرُ مَا هُنَاكَ فَإِنَّ الْمِئْزَرَ الْأَوَّلَ كُنَّا نَتَّزِرُ بِهِ-(1)

إِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ جُمْلَةً یَكْشِفُ مَا هُنَاكَ وَ هَذَا أَسْتَرُ.

فَأَجَابَ علیه السلام جَائِزٌ أَنْ یَتَّزِرَ الْإِنْسَانُ كَیْفَ شَاءَ إِذَا لَمْ یُحْدِثْ فِی الْمِئْزَرِ حَدَثاً بِمِقْرَاضٍ وَ لَا إِبْرَةٍ یُخْرِجُهُ بِهِ عَنْ حَدِّ الْمِئْزَرِ وَ غَرَزَهُ غَرْزاً وَ لَمْ یَعْقِدْهُ وَ لَمْ یَشُدَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ إِذَا غَطَّی سُرَّتَهُ وَ رُكْبَتَیْهِ كِلَاهُمَا فَإِنَّ السُّنَّةَ الْمُجْمَعَ عَلَیْهَا بِغَیْرِ خِلَافٍ تَغْطِیَةُ السُّرَّةِ وَ الرُّكْبَتَیْنِ وَ الْأَحَبُّ إِلَیْنَا وَ الْأَفْضَلُ لِكُلِّ أَحَدٍ شَدُّهُ عَلَی السَّبِیلِ الْمَعْرُوفَةِ لِلنَّاسِ جَمِیعاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ سَأَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَشُدَّ عَلَیْهِ مَكَانَ الْعَقْدِ تِكَّةً.

فَأَجَابَ علیه السلام لَا یَجُوزُ شَدُّ الْمِئْزَرِ بِشَیْ ءٍ سِوَاهُ مِنْ تِكَّةٍ وَ لَا غَیْرِهَا وَ سَأَلَ عَنِ التَّوَجُّهِ لِلصَّلَاةِ أَ یَقُولُ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا ذَكَرَ أَنَّهُ إِذَا قَالَ عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ فَقَدْ أَبْدَعَ لِأَنَّا لَمْ نَجِدْهُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ كُتُبِ الصَّلَاةِ خَلَا حَدِیثاً فِی كِتَابِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ- عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ أَنَ

ص: 159


1- 1. أصله نأتزر به، فانه من الازر، لكن المولدین كثیرا ما یبدلون الهمزة و یدغمونها فی التاء فیقولون اتزر، یتزر، و قد جری جواب السؤال علی تلك اللغة. قال الفیروزآبادی: ائتزر به و تأزر به، و لا تقل: اتزر و قد جاء فی بعض الأحادیث و لعله من تحریف الرواة.

الصَّادِقَ علیه السلام قَالَ لِلْحَسَنِ كَیْفَ تَتَوَجَّهُ قَالَ أَقُولُ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام لَیْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ كَیْفَ تَقُولُ وَجَّهْتُ وَجْهِیَ لِلَّذِی فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِیفاً مُسْلِماً قَالَ الْحَسَنُ أَقُولُهُ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقُلْ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ وَ مِنْهَاجِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الِائْتِمَامِ بِآلِ مُحَمَّدٍ حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَأَجَابَ علیه السلام التَّوَجُّهُ كُلُّهُ لَیْسَ بِفَرِیضَةٍ وَ السُّنَّةُ الْمُؤَكَّدَةُ فِیهِ الَّتِی هِیَ كَالْإِجْمَاعِ الَّذِی لَا خِلَافَ فِیهِ وَجَّهْتُ وَجْهِیَ لِلَّذِی فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِیفاً مُسْلِماً عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ دِینِ مُحَمَّدٍ وَ هُدَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِینَ إِنَّ صَلاتِی وَ نُسُكِی وَ مَحْیایَ وَ مَماتِی لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لا شَرِیكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِیعِ الْعَلِیمِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ثُمَّ یَقْرَأُ الْحَمْدَ قَالَ الْفَقِیهُ الَّذِی لَا یُشَكُّ فِی عِلْمِهِ الدِّینُ لِمُحَمَّدٍ وَ الْهِدَایَةُ لِعَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لِأَنَّهَا لَهُ وَ فِی عَقِبِهِ بَاقِیَةٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْمُهْتَدِینَ وَ مَنْ شَكَّ فَلَا دِینَ لَهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ فِی ذَلِكَ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَی وَ سَأَلَهُ عَنِ الْقُنُوتِ فِی الْفَرِیضَةِ إِذَا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ أَنْ یَرُدَّ یَدَیْهِ عَلَی وَجْهِهِ وَ صَدْرِهِ لِلْحَدِیثِ الَّذِی رُوِیَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَجَلُّ مِنْ أَنْ یَرُدَّ یَدَیْ عَبْدِهِ صِفْراً بَلْ یَمْلَأُهَا مِنْ رَحْمَتِهِ (1) أَمْ لَا یَجُوزُ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا ذَكَرَ أَنَّهُ عَمِلَ فِی الصَّلَاةِ فَأَجَابَ علیه السلام رَدُّ الْیَدَیْنِ مِنَ الْقُنُوتِ عَلَی الرَّأْسِ وَ الْوَجْهِ غَیْرُ جَائِزٍ فِی الْفَرَائِضِ

ص: 160


1- 1. روی الكلینی فی كتاب الدعاء من أصول الكافی ج 2 ص 471 عن عبد اللّٰه بن میمون القداح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: ما أبرز عبد یده إلی اللّٰه العزیز الجبار الا استحیی اللّٰه عزّ و جلّ أن یردها صفرا حتّی یجعل فیها من فضل رحمته ما یشاء، فإذا دعا أحدكم فلا یرد یده حتّی یمسح علی وجهه و رأسه. و روی مثله الصدوق فی الفقیه ج 1 ص 107، و كما تری الحدیث ظاهر فی الدعاء فی غیر الصلوات.

وَ الَّذِی عَلَیْهِ الْعَمَلُ فِیهِ إِذَا رَفَعَ یَدَهُ فِی قُنُوتِ الْفَرِیضَةِ وَ فَرَغَ مِنَ الدُّعَاءِ أَنْ یَرُدَّ بَطْنَ رَاحَتَیْهِ مَعَ صَدْرِهِ تِلْقَاءَ رُكْبَتَیْهِ عَلَی تَمَهُّلٍ وَ یُكَبِّرُ وَ یَرْكَعُ وَ الْخَبَرُ صَحِیحٌ وَ هُوَ فِی نَوَافِلِ النَّهَارِ وَ اللَّیْلِ دُونَ الْفَرَائِضِ وَ الْعَمَلُ بِهِ فِیهَا أَفْضَلُ وَ سَأَلَ عَنْ سَجْدَةِ الشُّكْرِ بَعْدَ الْفَرِیضَةِ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا ذَكَرَ أَنَّهَا بِدْعَةٌ فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ یَسْجُدَهَا الرَّجُلُ بَعْدَ الْفَرِیضَةِ وَ إِنْ جَازَ فَفِی صَلَاةِ الْمَغْرِبِ هِیَ بَعْدَ الْفَرِیضَةِ أَوْ بَعْدَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتِ النَّافِلَةِ.

فَأَجَابَ علیه السلام سَجْدَةُ الشُّكْرِ مِنْ أَلْزَمِ السُّنَنِ وَ أَوْجَبِهَا وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّ هَذِهِ السَّجْدَةَ بِدْعَةٌ إِلَّا مَنْ أَرَادَ أَنْ یُحْدِثَ فِی دِینِ اللَّهِ بِدْعَةً وَ أَمَّا الْخَبَرُ الْمَرْوِیُّ فِیهَا بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَ الِاخْتِلَافُ فِی أَنَّهَا بَعْدَ الثَّلَاثِ أَوْ بَعْدَ الْأَرْبَعِ فَإِنَّ فَضْلَ الدُّعَاءِ وَ التَّسْبِیحِ بَعْدَ الْفَرَائِضِ عَلَی الدُّعَاءِ بِعَقِیبِ النَّوَافِلِ كَفَضْلِ الْفَرَائِضِ عَلَی النَّوَافِلِ وَ السَّجْدَةُ دُعَاءٌ وَ تَسْبِیحٌ وَ الْأَفْضَلُ أَنْ یَكُونَ بَعْدَ الْفَرْضِ فَإِنْ جَعَلْتَ بَعْدَ النَّوَافِلِ أَیْضاً جَازَ وَ سَأَلَ أَنَّ لِبَعْضِ إِخْوَانِنَا مِمَّنْ نَعْرِفُهُ ضَیْعَةً جَدِیدَةً بِجَنْبِ ضَیْعَةٍ خَرَابٍ لِلسُّلْطَانِ فِیهَا حِصَّةٌ وَ أَكَرَتُهُ (1)

رُبَّمَا زَرَعُوا حُدُودَهَا وَ تُؤْذِیهِمْ عُمَّالُ السُّلْطَانِ وَ یَتَعَرَّضُ فِی الْأَكْلِ مِنْ غَلَّاتِ ضَیْعَتِهِ وَ لَیْسَ لَهَا قِیمَةٌ لِخَرَابِهَا وَ إِنَّمَا هِیَ بَائِرَةٌ مُنْذُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ هُوَ یَتَحَرَّجُ مِنْ شِرَائِهَا لِأَنَّهُ یُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْحِصَّةَ مِنْ هَذِهِ الضَّیْعَةِ كَانَتْ قُبِضَتْ عَنِ الْوَقْفِ قَدِیماً لِلسُّلْطَانِ فَإِنْ جَازَ شِرَاؤُهَا مِنَ السُّلْطَانِ وَ كَانَ ذَلِكَ صَوَاباً كَانَ ذَلِكَ صَلَاحاً لَهُ وَ عِمَارَةً لِضَیْعَتِهِ وَ إِنَّهُ یَزْرَعُ هَذِهِ الْحِصَّةَ مِنَ الْقَرْیَةِ الْبَائِرَةِ لِفَضْلِ مَاءِ ضَیْعَتِهِ الْعَامِرَةِ وَ یَنْحَسِمُ عَنْهُ طَمَعُ أَوْلِیَاءِ السُّلْطَانِ وَ إِنْ لَمْ یَجُزْ ذَلِكَ عَمِلَ بِمَا تَأْمُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَجَابَهُ علیه السلام الضَّیْعَةُ لَا یَجُوزُ ابْتِیَاعُهَا إِلَّا مِنْ مَالِكِهَا أَوْ بِأَمْرِهِ وَ رِضًا مِنْهُ وَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ اسْتَحَلَّ بِامْرَأَةٍ مِنْ حُجَّابِهَا وَ كَانَ یَتَحَرَّزُ مِنْ أَنْ یَقَعَ وَلَدٌ

ص: 161


1- 1. قال الجوهریّ: الاكرة: جمع أكار- بالتشدید- كأنّه جمع آكر فی التقدیر و هو الحراث الحفار.

فَجَاءَتْ بِابْنٍ فَتَحَرَّجَ الرَّجُلُ أَنْ لَا یَقْبَلَهُ فَقَبِلَهُ وَ هُوَ شَاكٌّ فِیهِ لَیْسَ یَخْلِطُهُ بِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ مِمَّنْ یَجِبُ أَنْ یَخْلِطَهُ بِنَفْسِهِ وَ یَجْعَلَهُ كَسَائِرِ وُلْدِهِ فَعَلَ ذَلِكَ وَ إِنْ جَازَ أَنْ یَجْعَلَ لَهُ شَیْئاً مِنْ مَالِهِ دُونَ حَقِّهِ فَعَلَ فَأَجَابَ علیه السلام الِاسْتِحْلَالُ بِالْمَرْأَةِ یَقَعُ عَلَی وُجُوهٍ وَ الْجَوَابُ یُخْتَلَفُ فِیهَا فَلْیَذْكُرِ الْوَجْهَ الَّذِی وَقَعَ الِاسْتِحْلَالُ بِهِ مَشْرُوحاً لِیَعْرِفَ الْجَوَابَ فِیمَا یَسْأَلُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْوَلَدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ سَأَلَهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَخَرَجَ الْجَوَابُ جَادَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ إِیْجَابَنَا لِحَقِّهِ وَ رِعَایَتَنَا لِأَبِیهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ قُرْبِهِ مِنَّا بِمَا عَلِمْنَاهُ مِنْ جَمِیلِ نِیَّتِهِ وَ وَقَفْنَا عَلَیْهِ مِنْ مُخَالَطَتِهِ الْمَقَرِّبَةِ لَهُ مِنَ اللَّهِ الَّتِی تُرْضِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ وَ أَوْلِیَاءَهُ علیهم السلام بِمَا بَدَأَنَا نَسْأَلُ اللَّهَ بِمَسْأَلَتِهِ مَا أَمَّلَهُ مِنْ كُلِّ خَیْرٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ وَ أَنْ یُصْلِحَ لَهُ مِنْ أَمْرِ دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ مَا یُحِبُّ صَلَاحَهُ إِنَّهُ وَلِیٌّ قَدِیرٌ(1).

«4»- ج، [الإحتجاج]: وَ كَتَبَ إِلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَیْضاً فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ كِتَاباً سَأَلَهُ فِیهِ عَنْ مَسَائِلَ أُخْرَی كَتَبَ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ أَدَامَ عِزَّكَ وَ كَرَامَتَكَ وَ سَعَادَتَكَ وَ سَلَامَتَكَ وَ أَتَمَّ نِعْمَتَهُ عَلَیْكَ وَ زَادَ فِی إِحْسَانِهِ إِلَیْكَ وَ جَمِیلِ مَوَاهِبِهِ لَدَیْكَ وَ فَضْلِهِ عَلَیْكَ وَ جَزِیلِ قِسْمِهِ لَكَ وَ جَعَلَنِی مِنَ السُّوءِ كُلِّهِ فِدَاكَ وَ قَدَّمَنِی قِبَلَكَ إِنَّ قِبَلَنَا مَشَایِخَ وَ عَجَائِزَ یَصُومُونَ رجب [رَجَباً] مُنْذُ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ أَكْثَرَ وَ یَصِلُونَ شَعْبَانَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَ رَوَی لَهُمْ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّ صَوْمَهُ مَعْصِیَةٌ فَأَجَابَ قَالَ الْفَقِیهُ علیه السلام(2)

یَصُومُ مِنْهُ أَیَّاماً إِلَی خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً ثُمَّ یَقْطَعُهُ إِلَّا أَنْ یَصُومَهُ عَنِ الثَّلَاثَةِ الْأَیَّامِ الْفَائِتَةِ لِلْحَدِیثِ أَنْ نِعْمَ شَهْرُ الْقَضَاءِ رَجَبٌ وَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ یَكُونُ فِی مَحْمِلِهِ وَ الثَّلْجُ كَثِیرٌ بِقَامَةِ رَجُلٍ فَیَتَخَوَّفُ إِنْ نَزَلَ

ص: 162


1- 1. تراه فی الاحتجاج ص 248 و 249.
2- 2. القائل هو أبو القاسم بن روح النوبختی وكیل الناحیة و سفیرها، و مراده بالفقیه هو القائم المهدی علیه السلام.

الْغَوْصَ فِیهِ وَ رُبَّمَا یَسْقُطُ الثَّلْجُ وَ هُوَ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ وَ لَا یَسْتَوِی لَهُ أَنْ یُلَبِّدَ شَیْئاً مِنْهُ لِكَثْرَتِهِ وَ تَهَافُتِهِ هَلْ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یُصَلِّیَ فِی الْمَحْمِلِ الْفَرِیضَةَ فَقَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ أَیَّاماً فَهَلْ عَلَیْنَا فِی ذَلِكَ إِعَادَةٌ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام لَا بَأْسَ بِهِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَ الشِّدَّةِ وَ سَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ یَلْحَقُ الْإِمَامَ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَیَرْكَعُ مَعَهُ وَ یَحْتَسِبُ تِلْكَ الرَّكْعَةَ فَإِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ إِنْ لَمْ یَسْمَعْ تَكْبِیرَةَ الرُّكُوعِ فَلَیْسَ لَهُ أَنْ یَعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ فَأَجَابَ علیه السلام إِذَا لَحِقَ مَعَ الْإِمَامِ مِنْ تَسْبِیحِ الرُّكُوعِ تَسْبِیحَةً وَاحِدَةً اعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ وَ إِنْ لَمْ یَسْمَعْ تَكْبِیرَةَ الرُّكُوعِ وَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ صَلَّی الظُّهْرَ وَ دَخَلَ فِی صَلَاةِ الْعَصْرِ فَلَمَّا أَنْ صَلَّی مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ رَكْعَتَیْنِ اسْتَیْقَنَ أَنَّهُ صَلَّی الظُّهْرَ رَكْعَتَیْنِ كَیْفَ یَصْنَعُ فَأَجَابَ علیه السلام إِنْ كَانَ أَحْدَثَ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ حَادِثَةً یَقْطَعُ بِهَا الصَّلَاةَ أَعَادَ الصَّلَاتَیْنِ وَ إِذَا لَمْ یَكُنْ أَحْدَثَ حَادِثَةً جَعَلَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ تَتِمَّةً لِصَلَاةِ الظُّهْرِ وَ صَلَّی الْعَصْرَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ هَلْ یَتَوَالَدُونَ إِذَا دَخَلُوهَا أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام إِنَّ الْجَنَّةَ لَا حَمْلَ فِیهَا لِلنِّسَاءِ وَ لَا وِلَادَةَ وَ لَا طَمْثَ وَ لَا نِفَاسَ وَ لَا شَقَاءَ بِالطُّفُولِیَّةِ وَ فِیها ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ (1) كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ

فَإِذَا اشْتَهَی الْمُؤْمِنُ وَلَداً خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ حَمْلٍ وَ لَا وِلَادَةٍ عَلَی الصُّورَةِ الَّتِی یُرِیدُ كَمَا خَلَقَ آدَمَ علیه السلام عِبْرَةً وَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً بِشَیْ ءٍ مَعْلُومٍ إِلَی وَقْتٍ مَعْلُومٍ وَ بَقِیَ لَهُ عَلَیْهَا وَقْتٌ فَجَعَلَهَا فِی حِلٍّ مِمَّا بَقِیَ لَهُ عَلَیْهَا وَ قَدْ كَانَتْ طَمِثَتْ قَبْلَ أَنْ یَجْعَلَهَا فِی حِلٍّ مِنْ أَیَّامِهَا بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ أَ یَجُوزُ أَنْ یَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ بِشَیْ ءٍ مَعْلُومٍ إِلَی وَقْتٍ مَعْلُومٍ عِنْدَ طُهْرِهَا مِنْ هَذِهِ الْحَیْضَةِ أَوْ یَسْتَقْبِلُ بِهَا حَیْضَةً أُخْرَی

ص: 163


1- 1. راجع الزخرف: 71.

فَأَجَابَ علیه السلام یَسْتَقْبِلُ حَیْضَةً غَیْرَ تِلْكَ الْحَیْضَةِ لِأَنَّ أَقَلَّ تِلْكَ الْعِدَّةِ حَیْضَةٌ وَ طَهَارَةٌ تَامَّةٌ وَ سَأَلَ عَنِ الْأَبْرَصِ وَ الْمَجْذُومِ وَ صَاحِبِ الْفَالِجِ هَلْ یَجُوزُ شَهَادَتُهُمْ فَقَدْ رُوِیَ لَنَا أَنَّهُمْ لَا یَؤُمُّونَ الْأَصِحَّاءَ فَأَجَابَ علیه السلام إِنْ كَانَ مَا بِهِمْ حادث [حَادِثاً] جَازَتْ شَهَادَتُهُمْ وَ إِنْ كَانَ وِلَادَةً لَمْ تَجُزْ وَ سَأَلَ هَلْ یَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ یَتَزَوَّجَ ابْنَةَ امْرَأَتِهِ فَأَجَابَ علیه السلام إِنْ كَانَتْ رُبِّیَتْ فِی حَجْرِهِ فَلَا یَجُوزُ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ رُبِّیَتْ فِی حَجْرِهِ وَ كَانَتْ أُمُّهَا فِی غَیْرِ حِبَالِهِ (1)

فَقَدْ رُوِیَ أَنَّهُ جَائِزٌ وَ سَأَلَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَتَزَوَّجَ بِنْتَ ابْنَةِ امْرَأَةٍ ثُمَّ یَتَزَوَّجَ جَدَّتَهَا بَعْدَ ذَلِكَ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام قَدْ نُهِیَ عَنْ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنْ رَجُلٍ ادَّعَی عَلَی رَجُلٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَقَامَ بِهَا الْبَیِّنَةَ الْعَادِلَةَ وَ ادَّعَی عَلَیْهِ أَیْضاً خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فِی صَكٍّ آخَرَ(2) وَ لَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ بَیِّنَةٌ عَادِلَةٌ وَ ادَّعَی عَلَیْهِ أَیْضاً بِثَلَاثِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فِی صَكٍّ آخَرَ وَ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ فِی صَكٍّ آخَرَ وَ لَهُ بِذَلِكَ كُلِّهِ بَیِّنَةٌ عَادِلَةٌ وَ یَزْعُمُ الْمُدَّعَی عَلَیْهِ أَنَّ هَذِهِ الصِّكَاكَ كُلَّهَا قَدْ دَخَلَتْ فِی الصَّكِّ الَّذِی بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَ الْمُدَّعِی یُنْكِرُ أَنْ یَكُونَ كَمَا زَعَمَ فَهَلْ تَجِبُ عَلَیْهِ الْأَلْفُ الدِّرْهَمِ مَرَّةً وَاحِدَةً أَوْ یَجِبُ عَلَیْهِ كَمَا یُقِیمُ الْبَیِّنَةَ بِهِ وَ لَیْسَ فِی الصِّكَاكِ اسْتِثْنَاءٌ إِنَّمَا هِیَ صِكَاكٌ عَلَی وَجْهِهَا فَأَجَابَ علیه السلام یُؤْخَذُ مِنَ الْمُدَّعَی عَلَیْهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ هِیَ الَّتِی لَا شُبْهَةَ فِیهَا

ص: 164


1- 1. هذا هو الصحیح كما نقله الحرّ العاملیّ فی كتاب النكاح ب 18 من أبواب ما یحرم بالمصاهرة تحت الرقم 7. و فی المصدر« فی غیر عیاله» و فی الأصل المطبوع« من غیر عیاله». و معنی قوله علیه السلام« و كانت امها فی غیر حباله» أی لم تكن تحته.
2- 2. صك: معرب چك بالفارسیة، و هو كتاب الإقرار بالمال أو غیره.

وَ تُرَدُّ الْیَمِینُ فِی الْأَلْفِ الْبَاقِی عَلَی الْمُدَّعِی فَإِنْ نَكَلَ فَلَا حَقَّ لَهُ وَ سَأَلَ عَنْ طِینِ الْقَبْرِ یُوضَعُ مَعَ الْمَیِّتِ فِی قَبْرِهِ هَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام یُوضَعُ مَعَ الْمَیِّتِ فِی قَبْرِهِ وَ یُخْلَطُ بِحَنُوطِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ سَأَلَ فَقَالَ رُوِیَ لَنَا عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ كَتَبَ عَلَی إِزَارِ إِسْمَاعِیلَ ابْنُهُ إِسْمَاعِیلُ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَهَلْ یَجُوزُ لَنَا أَنْ نَكْتُبَ مِثْلَ ذَلِكَ بِطِینِ الْقَبْرِ أَمْ غَیْرِهِ فَأَجَابَ علیه السلام یَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یُسَبِّحَ الرَّجُلُ بِطِینِ الْقَبْرِ وَ هَلْ فِیهِ فَضْلٌ فَأَجَابَ علیه السلام یُسَبِّحُ بِهِ فَمَا مِنْ شَیْ ءٍ مِنَ التَّسْبِیحِ أَفْضَلَ مِنْهُ وَ مِنْ فَضْلِهِ أَنَّ الرَّجُلَ یَنْسَی التَّسْبِیحَ وَ یُدِیرُ السُّبْحَةَ فَیُكْتَبُ لَهُ التَّسْبِیحُ وَ سَأَلَ عَنِ السَّجْدَةِ عَلَی لَوْحٍ مِنْ طِینِ الْقَبْرِ وَ هَلْ فِیهِ فَضْلٌ فَأَجَابَ علیه السلام یَجُوزُ ذَلِكَ وَ فِیهِ الْفَضْلُ وَ سَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ یَزُورُ قُبُورَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَسْجُدَ عَلَی الْقَبْرِ أَمْ لَا وَ هَلْ یَجُوزُ لِمَنْ صَلَّی عِنْدَ بَعْضِ قُبُورِهِمْ علیهم السلام أَنْ یَقُومَ وَرَاءَ الْقَبْرِ وَ یَجْعَلَ الْقَبْرَ قِبْلَةً أَمْ یَقُومُ عِنْدَ رَأْسِهِ أَوْ رِجْلَیْهِ وَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَتَقَدَّمَ الْقَبْرَ وَ یُصَلِّیَ وَ یَجْعَلَ الْقَبْرَ خَلْفَهُ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام أَمَّا السُّجُودُ عَلَی الْقَبْرِ فَلَا یَجُوزُ فِی نَافِلَةٍ وَ لَا فَرِیضَةٍ وَ لَا زِیَارَةٍ وَ الَّذِی عَلَیْهِ الْعَمَلُ أَنْ یَضَعَ خَدَّهُ الْأَیْمَنَ عَلَی الْقَبْرِ وَ أَمَّا الصَّلَاةُ فَإِنَّهَا خَلْفَهُ وَ یَجْعَلُ الْقَبْرَ أَمَامَهُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُصَلِّیَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا عَنْ یَمِینِهِ وَ لَا عَنْ یَسَارِهِ لِأَنَّ الْإِمَامَ علیه السلام لَا یُتَقَدَّمُ عَلَیْهِ وَ لَا یُسَاوَی وَ سَأَلَ فَقَالَ هَلْ یَجُوزُ لِلرَّجُلِ إِذَا صَلَّی الْفَرِیضَةَ أَوِ النَّافِلَةَ وَ بِیَدِهِ السُّبْحَةُ أَنْ یُدِیرَهَا وَ هُوَ فِی الصَّلَاةِ فَأَجَابَ علیه السلام یَجُوزُ ذَلِكَ إِذَا خَافَ السَّهْوَ وَ الْغَلَطَ وَ سَأَلَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یُدِیرَ السُّبْحَةَ بِیَدِهِ الْیَسَارِ إِذَا سَبَّحَ أَوْ لَا یَجُوزُ فَأَجَابَ علیه السلام یَجُوزُ ذَلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ

ص: 165

وَ سَأَلَ فَقَالَ رُوِیَ عَنِ الْفَقِیهِ فِی بَیْعِ الْوُقُوفِ خَبَرٌ مَأْثُورٌ إِذَا كَانَ الْوَقْفُ عَلَی قَوْمٍ بِأَعْیَانِهِمْ وَ أَعْقَابِهِمْ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْوَقْفِ عَلَی بَیْعِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ أَصْلَحَ لَهُمْ أَنْ یَبِیعُوهُ فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ یَشْتَرِیَ مِنْ بَعْضِهِمْ إِنْ لَمْ یَجْتَمِعُوا كُلُّهُمْ عَلَی الْبَیْعِ أَمْ لَا یَجُوزُ إِلَّا أَنْ یَجْتَمِعُوا كُلُّهُمْ عَلَی ذَلِكَ وَ عَنِ الْوَقْفِ الَّذِی لَا یَجُوزُ بَیْعُهُ فَأَجَابَ علیه السلام إِذَا كَانَ الْوَقْفُ عَلَی إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ فَلَا یَجُوزُ بَیْعُهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَی قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَلْیَبِعْ كُلُّ قَوْمٍ مَا یَقْدِرُونَ عَلَی بَیْعِهِ مُجْتَمِعِینَ وَ مُتَفَرِّقِینَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ-(1)

وَ سَأَلَ هَلْ یَجُوزُ لِلْمُحْرِمِ أَنْ یُصَیِّرَ عَلَی إِبْطِهِ الْمَرْتَكَ أَوِ التُّوتِیَاءَ(2) لِرِیحِ الْعَرَقِ أَمْ لَا یَجُوزُ فَأَجَابَهُ یَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنِ الضَّرِیرِ إِذَا أُشْهِدَ فِی حَالِ صِحَّتِهِ عَلَی شَهَادَةٍ ثُمَّ كُفَّ بَصَرُهُ وَ لَا یَرَی خَطَّهُ فَیَعْرِفَهُ هَلْ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ وَ بِاللَّهِ التَّوْفِیقُ (3)

أَمْ لَا وَ إِنْ ذَكَرَ هَذَا الضَّرِیرُ الشَّهَادَةَ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَشْهَدَ عَلَی شَهَادَتِهِ أَمْ لَا یَجُوزُ فَأَجَابَ علیه السلام إِذَا حَفِظَ الشَّهَادَةَ وَ حَفِظَ الْوَقْتَ جَازَتْ شَهَادَتُهُ وَ سَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ یُوقِفُ ضَیْعَةً أَوْ دَابَّةً وَ یُشْهِدُ عَلَی نَفْسِهِ بِاسْمِ بَعْضِ وُكَلَاءِ الْوَقْفِ ثُمَّ یَمُوتُ هَذَا الْوَكِیلُ أَوْ یَتَغَیَّرُ أَمْرُهُ وَ یَتَوَلَّی غَیْرُهُ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَشْهَدَ الشَّاهِدُ لِهَذَا الَّذِی أُقِیمَ مَقَامَهُ إِذَا كَانَ أَصْلُ الْوَقْفِ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ أَمْ لَا یَجُوزُ ذَلِكَ

ص: 166


1- 1. أخرجه الحرّ العاملیّ فی الوسائل كتاب الوقوف و الصدقات الباب السادس تحت الرقم 9، و قال: ظاهر الجواب هنا عدم تأبید الوقف، فیرجع وصیة أو میراثا.
2- 2. المرتك: المرتج: و هو ما یعالج به ذفر الابط، و قیل: هو المرداسنج( معرب مردار سنگ) یتخذ للمراهم، و التوتیا: حجر یكتحل به و انما یعالج به الابط لانه یسد سیلان العرق.
3- 3. المصدر خال عن ذلك، و الانسب أن یكون بعد قوله« جازت شهادته». و قد مر نظیره فی قوله« یجوز ذلك، و الحمد للّٰه».

فَأَجَابَ علیه السلام لَا یَجُوزُ غَیْرُ ذَلِكَ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ لَمْ تَقُمْ لِلْوَكِیلِ وَ إِنَّمَا قَامَتْ لِلْمَالِكِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَقِیمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ-(1) وَ سَأَلَ عَنِ الرَّكْعَتَیْنِ الْأُخْرَاوَیْنِ قَدْ كَثُرَتْ فِیهِمَا الرِّوَایَاتُ فَبَعْضٌ یَرْوِی أَنَّ قِرَاءَةَ الْحَمْدِ وَحْدَهَا أَفْضَلُ وَ بَعْضٌ یَرْوِی أَنَّ التَّسْبِیحَ فِیهِمَا أَفْضَلُ فَالْفَضْلُ لِأَیِّهِمَا لِنَسْتَعْمِلَهُ فَأَجَابَ علیه السلام قَدْ نَسَخَتْ قِرَاءَةُ أُمِّ الْكِتَابِ فِی هَاتَیْنِ الرَّكْعَتَیْنِ التَّسْبِیحَ وَ الَّذِی نَسَخَ التَّسْبِیحَ قَوْلُ الْعَالِمِ

ع كُلُّ صَلَاةٍ لَا قِرَاءَةَ فِیهَا فَهِیَ خِدَاجٌ (2) إِلَّا لِلْعَلِیلِ أَوْ مَنْ یَكْثُرُ عَلَیْهِ السَّهْوُ فَیُتَخَوَّفُ بُطْلَانُ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ یُتَّخَذُ عِنْدَنَا رُبُّ الْجَوْزِ(3)

لِوَجَعِ الْحَلْقِ وَ الْبَحْبَحَةِ یُؤْخَذُ الْجَوْزُ

ص: 167


1- 1. الطلاق: 2.
2- 2. الخداج النقصان، یرید أن ترك القراءة فی أی ركعة من الصلاة نقصان فیها و ذلك لان كل صلاة هی مركب من ركعة أو ركعات فكما تقرأ فی الركعة الأولی و هكذا الثانیة لئلا تكون خداجا فهكذا فی الثالثة و الرابعة، و الی هذا ذهب من قال بوجوب القراءة فی الأخیرتین حال الاختیار، و أن التسبیح انما هو للمأموم، حیث لا یسمع قراءة الامام. و أمّا الحدیث و لفظه« كل صلاة لم یقرأ فیها فاتحة الكتاب فهی خداج» فقد روی عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله كما نقله السیّد الرضیّ فی المجازات النبویّة ص 70 و رواه أبو داود فی سننه ج 1 ص 188، و أخرجه السیوطی فی الجامع الصغیر عن مسند أحمد و سنن الكبری للبیهقیّ. فمع أن المصطلح عند الاصحاب أنهم یطلقون« العالم» علی الإمام الكاظم علیه السلام لكن یظهر من التوقیع أنّه یطلق العالم و یضیف إلیه الأحادیث المرویة عن الرسول الاكرم رعایة للتقیة، و سیجی ء مثل ذلك عند قوله« لا یقبل اللّٰه الصدقة و ذو رحم محتاج».
3- 3. الرب: المطبوخ من الفواكه، و البحبحة: البحة، أو الصحیح: البححة كذبحة- داء فی الحنجرة یورث خشونة و غلظة فی الصوت، و الشب- بالفتح و التشدید حجارة بیض، و منها زرق، و كلها من الزاج، و أجوده الیمانیّ، و الدوف: الخلط، و كثیرا ما یستعمل فی معالجة الأدویة.

الرَّطْبُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَنْعَقِدَ وَ یُدَقُّ دَقّاً نَاعِماً وَ یُعْصَرُ مَاؤُهُ وَ یُصَفَّی وَ یُطْبَخُ عَلَی النِّصْفِ وَ یُتْرَكُ یَوْماً وَ لَیْلَةً ثُمَّ یُنْصَبُ عَلَی النَّارِ وَ یُلْقَی عَلَی كُلِّ سِتَّةِ أَرْطَالٍ مِنْهُ رِطْلُ عَسَلٍ وَ یُغْلَی وَ یُنْزَعُ رَغْوَتُهُ وَ یُسْحَقُ مِنَ النُّوشَادُرِ وَ الشَّبِّ الْیَمَانِیِّ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ نِصْفُ مِثْقَالٍ وَ یُدَافُ بِذَلِكَ إِلَی الْمَاءِ وَ یُلْقَی فِیهِ دِرْهَمُ زَعْفَرَانٍ مَسْحُوقٍ وَ یُغْلَی وَ یُؤْخَذُ رَغْوَتُهُ وَ یُطْبَخُ حَتَّی یَصِیرَ مِثْلَ الْعَسَلِ ثَخِیناً ثُمَّ یُنْزَلُ عَنِ النَّارِ وَ یَبْرُدُ وَ یُشْرَبُ مِنْهُ فَهَلْ یَجُوزُ شُرْبُهُ أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام إِذَا كَانَ كَثِیرُهُ یُسْكِرُ أَوْ یُغَیِّرُ فَقَلِیلُهُ وَ كَثِیرُهُ حَرَامٌ وَ إِنْ كَانَ لَا یُسْكِرُ فَهُوَ حَلَالٌ وَ سَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ تَعْرِضُ لَهُ حَاجَةٌ مِمَّا لَا یَدْرِی أَنْ یَفْعَلَهَا أَمْ لَا فَیَأْخُذُ خَاتَمَیْنِ فَیَكْتُبُ فِی أَحَدِهِمَا نَعَمِ افْعَلْ وَ فِی الْآخَرِ لَا تَفْعَلْ فَیَسْتَخِیرُ اللَّهَ مِرَاراً(1)

ثُمَّ یَرَی فِیهِمَا فَیُخْرِجُ أَحَدَهُمَا فَیَعْمَلُ بِمَا یَخْرُجُ فَهَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ أَمْ لَا وَ الْعَامِلُ بِهِ وَ التَّارِكُ لَهُ أَ هُوَ یَجُوزُ مِثْلَ الِاسْتِخَارَةِ أَمْ هُوَ سِوَی ذَلِكَ فَأَجَابَ علیه السلام الَّذِی سَنَّهُ الْعَالِمُ علیه السلام فِی هَذِهِ الِاسْتِخَارَةِ بِالرِّقَاعِ وَ الصَّلَاةِ وَ سَأَلَ عَنْ صَلَاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی أَیِّ أَوْقَاتِهَا أَفْضَلُ أَنْ تُصَلَّی فِیهِ وَ هَلْ فِیهَا قُنُوتٌ وَ إِنْ كَانَ فَفِی أَیِّ رَكْعَةٍ مِنْهَا فَأَجَابَ علیه السلام أَفْضَلُ أَوْقَاتِهَا صَدْرُ النَّهَارِ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ ثُمَّ فِی أَیِّ الْأَیَّامِ شِئْتَ وَ أَیِّ وَقْتٍ صَلَّیْتَهَا مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَهُوَ جَائِزٌ وَ الْقُنُوتُ مَرَّتَانِ فِی الثَّانِیَةِ قَبْلَ الرُّكُوعِ وَ الرَّابِعَةِ وَ سَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ یَنْوِی إِخْرَاجَ شَیْ ءٍ مِنْ مَالِهِ وَ أَنْ یَدْفَعَهُ إِلَی رَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ ثُمَّ یَجِدُ فِی أَقْرِبَائِهِ مُحْتَاجاً أَ یَصْرِفُ ذَلِكَ عَمَّنْ نَوَاهُ لَهُ إِلَی قَرَابَتِهِ فَأَجَابَ علیه السلام یَصْرِفُهُ إِلَی أَدْنَاهُمَا وَ أَقْرَبِهِمَا مِنْ مَذْهَبِهِ فَإِنْ ذَهَبَ إِلَی قَوْلِ

ص: 168


1- 1. أی یدعو اللّٰه و یطلب منه خیرته، فیقول:« استخیرك اللّٰهمّ خیرة فی عافیة» أو نحو ذلك.

الْعَالِمِ علیه السلام لَا یَقْبَلُ اللَّهُ الصَّدَقَةَ وَ ذُو رَحِمٍ مُحْتَاجٌ-(1)

فَلْیَقْسِمْ بَیْنَ الْقَرَابَةِ وَ بَیْنَ الَّذِی نَوَی حَتَّی یَكُونَ قَدْ أَخَذَ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ قَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُنَا فِی مَهْرِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِذَا دَخَلَ بِهَا سَقَطَ الْمَهْرُ وَ لَا شَیْ ءَ لَهَا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ لَازِمٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَكَیْفَ ذَلِكَ وَ مَا الَّذِی یَجِبُ فِیهِ فَأَجَابَ علیه السلام إِنْ كَانَ عَلَیْهِ بِالْمَهْرِ كِتَابٌ فِیهِ دَیْنٌ فَهُوَ لَازِمٌ لَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنْ كَانَ عَلَیْهِ كِتَابٌ فِیهِ ذِكْرُ الصَّدَقَاتِ سَقَطَ إِذَا دَخَلَ بِهَا وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ عَلَیْهِ كِتَابٌ فَإِذَا دَخَلَ بِهَا سَقَطَ بَاقِی الصَّدَاقِ (2)

ص: 169


1- 1. رواه فی الاختصاص ص 219 بإسناده عن الحسین بن علی علیهما السلام و لفظه« سمعت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله یقول: ابدأ بمن تعول: أمك و أباك و أختك و أخاك ثمّ أدناك فأدناك، و قال: لا صدقه و ذو رحم محتاج» أخرجه المصنّف فی البحار ج 20 ص 39، و أخرجه النوریّ فی المستدرك ج 1 ص 536، و أخرجه بمضمونه السیوطی فی الجامع الصغیر عن النسائی و الطبرانی فی معجمه الكبیر، علی ما فی السراج المنیر ج 1 ص 22.
2- 2. تراه فی الوسائل باب 8 من أبواب المهور تحت الرقم 16، و فیه الأحادیث المثبتة للمهر، و النافیة لها، و ظاهرها و ظاهر هذا الحدیث أن ذلك حین المنازعة و طرح الدعوی علی الزوج لا أن الدخول یسقط المهر، فان ثبوته مفروغ عنه مسلم بالضرورة من الدین و لم یكن لیسأل عنه أحد. و وجه الحدیث أنّه قد كانت العادة فی تلك الازمان طبقا لقوله تعالی« وَ آتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً» و قوله:« وَ آتَیْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَیْئاً» و تبعا لسنة رسوله صلّی اللّٰه علیه و آله، حیث كان یبعث بالمهر الیهن قبل الدخول، أن یدفع الازواج مهورهن حین الزواج قبل الدخول، و كان هذه السیرة ظاهر حالهم. فلو ادعت بعد الدخول أن المهر تمامه أو بعضه باق علی ذمّة الزوج، و لم یكن لها صك أو بینة، أسقط الحاكم ادعاءها المهر، حیث ان الدخول یشعر بظاهر الحال و السیرة الجاریة عند المسلمین حتّی الآن علی أن الزوج قد دفع إلیها المهر.

وَ سَأَلَ فَقَالَ رُوِیَ عَنْ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِی الْخَزِّ الَّذِی یُغَشُّ بِوَبَرِ الْأَرَانِبِ فَوَقَّعَ یَجُوزُ وَ رُوِیَ عَنْهُ أَیْضاً أَنَّهُ لَا یَجُوزُ فَأَیَّ الْأَمْرَیْنِ نَعْمَلُ بِهِ فَأَجَابَ علیه السلام إِنَّمَا حَرُمَ فِی هَذِهِ الْأَوْبَارِ وَ الْجُلُودِ فَأَمَّا الْأَوْبَارُ وَحْدَهَا فَحَلَالٌ-(1) وَ قَدْ سُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنْ مَعْنَی قَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام لَا یُصَلَّی فِی الثَّعْلَبِ وَ لَا فِی الثَّوْبِ الَّذِی یَلِیهِ فَقَالَ إِنَّمَا عَنَی الْجُلُودَ دُونَ غَیْرِهِ وَ سَأَلَ فَقَالَ نجد [یُتَّخَذُ] بِأَصْفَهَانَ ثِیَابٌ عُنَّابِیَّةٌ-(2)

عَلَی عَمَلِ الْوَشْیِ مِنْ قَزٍّ وَ إِبْرِیسَمٍ هَلْ تَجُوزُ الصَّلَاةُ فِیهَا أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ إِلَّا فِی ثَوْبٍ سَدَاهُ أَوْ لَحْمَتُهُ قُطْنٌ أَوْ كَتَّانٌ وَ سَأَلَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَی الرِّجْلَیْنِ بِأَیِّهِمَا یَبْدَأُ بِالْیَمِینِ أَوْ یَمْسَحُ عَلَیْهِمَا جَمِیعاً فَأَجَابَ علیه السلام یَمْسَحُ عَلَیْهِمَا جَمِیعاً مَعاً-(3) فَإِنْ بَدَأَ بِإِحْدَاهُمَا قَبْلَ الْأُخْرَی فَلَا یَبْتَدِئُ إِلَّا بِالْیَمِینِ وَ سَأَلَ عَنْ صَلَاةِ جَعْفَرٍ فِی السَّفَرِ هَلْ یَجُوزُ أَنْ تُصَلَّی أَمْ لَا فَأَجَابَ علیه السلام یَجُوزُ ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنْ تَسْبِیحِ فَاطِمَةَ علیها السلام مَنْ سَهَا فَجَازَ التَّكْبِیرَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِینَ هَلْ یَرْجِعُ إِلَی أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِینَ أَوْ یَسْتَأْنِفُ وَ إِذَا سَبَّحَ تَمَامَ سَبْعَةٍ وَ سِتِّینَ هَلْ یَرْجِعُ إِلَی سِتَّةٍ وَ سِتِّینَ أَوْ یَسْتَأْنِفُ وَ مَا الَّذِی یَجِبُ فِی ذَلِكَ فَأَجَابَ علیه السلام إِذَا سَهَا فِی التَّكْبِیرِ حَتَّی تَجَاوَزَ أربع [أَرْبَعاً] وَ ثَلَاثِینَ عَادَ إِلَی ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ یَبْنِی عَلَیْهَا وَ إِذَا سَهَا فِی التَّسْبِیحِ فَتَجَاوَزَ سَبْعاً وَ سِتِّینَ تَسْبِیحَةً عَادَ إِلَی

ص: 170


1- 1. أخرجه الحرّ العاملیّ باب 10 من أبواب لباس المصلی تحت الرقم 15، و قال: لعل التحریم فی الجلود مخصوص بالارانب و الرخصة فی وبرها محمولة علی التقیة.
2- 2. فی المصدر ص 252« عتابیة» و فی الوسائل ب 13، الرقم 8« ثیاب فیها عتابیة».
3- 3. لقوله تعالی:« وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ» فجمع بین الرجلین.

سِتٍّ وَ سِتِّینَ وَ بَنَی عَلَیْهَا فَإِذَا جَاوَزَ التَّحْمِیدَ مِائَةً فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ (1).

«5»- ج، [الإحتجاج] وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجَ تَوْقِیعٌ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ الْمَسَائِلِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ وَ لَا مِنْ أَوْلِیَائِهِ تَقْبَلُونَ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ السَّلَامُ عَلَیْنَا وَ عَلَی عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ إِذَا أَرَدْتُمُ التَّوَجُّهَ بِنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَیْنَا فَقُولُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی سَلَامٌ عَلَی آلِ یس السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا دَاعِیَ اللَّهِ وَ رَبَّانِیَّ آیَاتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَابَ اللَّهِ وَ دَیَّانَ دِینِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ وَ نَاصِرَ حَقِّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ دَلِیلَ إِرَادَتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا تَالِیَ كِتَابِ اللَّهِ وَ تَرْجُمَانَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی آنَاءِ لَیْلِكَ وَ أَطْرَافِ نَهَارِكَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مِیثَاقَ اللَّهِ الَّذِی أَخَذَهُ وَ وَكَّدَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَعْدَ اللَّهِ الَّذِی ضَمِنَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ وَ الْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ وَ الْغَوْثُ وَ الرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقُومُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْعُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَقْرَأُ وَ تُبَیِّنُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُصَلِّی وَ تَقْنُتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَرْكَعُ وَ تَسْجُدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تَحْمَدُ وَ تَسْتَغْفِرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُهَلِّلُ وَ تُكَبِّرُ السَّلَامُ عَلَیْكَ حِینَ تُصْبِحُ وَ تُمْسِی السَّلَامُ عَلَیْكَ فِی اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ بِجَوَامِعِ السَّلَامِ أَشْهَدُ مَوَالِیَّ أَنِّی أُشْهِدُكَ یَا مَوْلَایَ إِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ لَا حَبِیبَ إِلَّا هُوَ وَ أَهْلُهُ وَ أُشْهِدُكَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حُجَّتُهُ وَ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ وَ الْحُسَیْنَ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ حُجَّتُهُ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی حُجَّتُهُ

ص: 171


1- 1. راجع المصدر ص 249- 252.

وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ حُجَّتُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ أَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لَا رَیْبَ فِیهَا یَوْمَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً وَ أَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَ أَنَّ نَاكِراً وَ نَكِیراً حَقٌّ وَ أَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ وَ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنَّ الصِّرَاطَ وَ الْمِرْصَادَ حَقٌّ وَ الْمِیزَانَ وَ الْحِسَابَ حَقٌّ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الْوَعْدَ وَ الْوَعِیدَ بِهِمَا حَقٌّ یَا مَوْلَایَ شَقِیَ مَنْ خَالَفَكُمْ وَ سَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ فَاشْهَدْ عَلَی مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَیْهِ وَ أَنَا وَلِیٌّ لَكَ بَرِی ءٌ مِنْ عَدُوِّكَ فَالْحَقُّ مَا رَضِیتُمُوهُ وَ الْبَاطِلُ مَا سَخِطْتُمُوهُ وَ الْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ وَ الْمُنْكَرُ مَا نَهَیْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِی مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بِكُمْ یَا مَوْلَایَ أَوَّلِكُمْ وَ آخِرِكُمْ وَ نُصْرَتِی مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَ مَوَدَّتِی خَالِصَةٌ لَكُمْ آمِینَ آمِینَ الدُّعَاءُ عَقِیبَ هَذَا الْقَوْلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ رَحْمَتِكَ وَ كَلِمَةِ نُورِكَ وَ أَنْ تَمْلَأَ قَلْبِی نُورَ الْیَقِینِ وَ صَدْرِی نُورَ الْإِیمَانِ وَ فِكْرِی نُورَ الثَّبَاتِ وَ عَزْمِی نُورَ الْعِلْمِ وَ قُوَّتِی نُورَ الْعَمَلِ وَ لِسَانِی نُورَ الصِّدْقِ وَ دِینِی نُورَ الْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَ بَصَرِی نُورَ الضِّیَاءِ وَ سَمْعِی نُورَ الْحِكْمَةِ وَ مَوَدَّتِی نُورَ الْمُوَالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ علیهم السلام حَتَّی أَلْقَاكَ وَ قَدْ وَفَیْتُ بِعَهْدِكَ وَ مِیثَاقِكَ فَتُغَشِّیَنِی رَحْمَتُكَ یَا وَلِیُّ یَا حَمِیدُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ حُجَّتِكَ فِی أَرْضِكَ وَ خَلِیفَتِكَ فِی بِلَادِكَ وَ الدَّاعِی إِلَی سَبِیلِكَ وَ الْقَائِمِ بِقِسْطِكَ وَ السَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِیِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ بَوَارِ الْكَافِرِینَ وَ مُجَلِّی الظُلْمَةِ وَ مُنِیرِ الْحَقِّ وَ النَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَ الصِّدْقِ وَ كَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِی أَرْضِكَ الْمُرْتَقِبِ الْخَائِفِ وَ الْوَلِیِّ النَّاصِحِ سَفِینَةِ النَّجَاةِ وَ عَلَمِ الْهُدَی وَ نُورِ أَبْصَارِ الْوَرَی وَ خَیْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَ ارْتَدَی وَ مُجَلِّی الْغَمَّاتِ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ ابْنِ أَوْلِیَائِكَ الَّذِینَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبْتَ

ص: 172

حَقَّهُمْ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ لِدِینِكَ وَ انْصُرْ بِهِ أَوْلِیَاءَكَ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ شِیعَتَهُ وَ أَنْصَارَهُ وَ اجْعَلْنَا مِنْهُمْ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَ طَاغٍ وَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ احْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ مِنْ أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِ بِسُوءٍ وَ احْفَظْ فِیهِ رَسُولَكَ وَ آلَ رَسُولِكَ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَ أَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِیهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِیهِ وَ اقْصِمْ بِهِ جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ وَ اقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ جَمِیعَ الْمُلْحِدِینَ حَیْثُ كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ امْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ أَظْهِرْ بِهِ دِینَ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ أَرِنِی فِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام مَا یَأْمُلُونَ وَ فِی عَدُوِّهِمْ مَا یَحْذَرُونَ إِلَهَ الْحَقِّ آمِینَ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

أقول: قال مؤلف المزار الكبیر حدثنا الشیخ الأجل الفقیه العالم أبو محمد عربی بن مسافر العبادی رضی اللّٰه عنه قراءة علیه بداره بالحلة فی شهر ربیع الأول سنة ثلاث و سبعین و خمسمائة و حدثنی الشیخ العفیف أبو البقاء هبة اللّٰه بن نماء بن علی بن حمدون رحمه اللّٰه قراءة علیه أیضا بالحلة قالا جمیعا حدثنا الشیخ الأمین أبو عبد اللّٰه الحسین بن أحمد بن محمد بن علی بن طحال المقدادی رحمه اللّٰه بمشهد مولانا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیه فی الطرز الكبیر الذی عند رأس الإمام علیه السلام فی العشر الأواخر من ذی الحجة سنة تسع و ثلاثین و خمسمائة قال حدثنا الشیخ الأجل المفید أبو علی الحسن بن محمد الطوسی رضی اللّٰه عنه بالمشهد المذكور علی صاحبه أفضل السلام فی الطرز المذكور فی العشر الأواخر من ذی القعدة سنة تسع و خمسمائة.

قال حدثنا السید السعید الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسی رضی اللّٰه عنه عن محمد بن إسماعیل عن محمد بن أشناس البزاز قال أخبرنا أبو الحسین محمد بن أحمد بن یحیی القمی قال حدثنی محمد بن علی بن زنجویه القمی قال

ص: 173

حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری.

قال أبو علی الحسن بن أشناس و أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد اللّٰه الشیبانی أن أبا جعفر محمد بن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری أخبره و أجاز له جمیع ما رواه أنه خرج إلیه من الناحیة المقدسة حرسها اللّٰه بعد المسائل و الصلاة و التوجه أوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لا لأمر اللّٰه تعقلون و ذكر نحوا مما مر مع اختلاف أوردناه فی كتاب المزار فی باب زیارة القائم علیه السلام و إنما أوردنا سنده هاهنا لیعلم أسانید تلك التوقیعات.

«6»- أَقُولُ ثُمَّ قَالَ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَشْنَاسَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّعْجَلِیُّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ شَوْقِی إِلَی رُؤْیَةِ مَوْلَانَا علیه السلام فَقَالَ لِی مَعَ الشَّوْقِ تَشْتَهِی أَنْ تَرَاهُ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ لِی شَكَرَ اللَّهُ لَكَ شَوْقَكَ وَ أَرَاكَ وَجْهَهُ فِی یُسْرٍ وَ عَافِیَةٍ لَا تَلْتَمِسْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْ تَرَاهُ فَإِنَّ أَیَّامَ الْغَیْبَةِ یُشْتَاقُ إِلَیْهِ وَ لَا یُسْأَلُ الِاجْتِمَاعُ مَعَهُ إِنَّهُ عَزَائِمُ اللَّهِ وَ التَّسْلِیمُ لَهَا أَوْلَی وَ لَكِنْ تَوَجَّهْ إِلَیْهِ بِالزِّیَارَةِ فَأَمَّا كَیْفَ یُعْمَلُ وَ مَا أَمْلَاهُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَانْسَخُوهُ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ التَّوَجُّهُ إِلَی الصَّاحِبِ بِالزِّیَارَةِ بَعْدَ صَلَاةِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِی جَمِیعِهَا رَكْعَتَیْنِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تَقُولُ قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبِینُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ إِمَامُهُ مَنْ یَهْدِیهِ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِیمَ قَدْ آتَاكُمُ اللَّهُ خِلَافَتَهُ یَا آلَ یَاسِینَ وَ ذَكَرْنَا فِی الزِّیَارَةِ-(1) وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

«7»- ج، [الإحتجاج]: ذُكِرَ كِتَابٌ وَرَدَ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ حَرَسَهَا اللَّهُ وَ رَعَاهَا فِی أَیَّامٍ بَقِیَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ عَلَی الشَّیْخِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ نَوَّرَ ضَرِیحَهُ ذَكَرَ مُوصِلُهُ أَنَّهُ تَحْمِلُهُ مِنْ نَاحِیَةٍ مُتَّصِلَةٍ بِالْحِجَازِ نُسْخَتُهُ لِلْأَخِ السَّدِیدِ وَ الْوَلِیِّ الرَّشِیدِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 174


1- 1. إشارة ما ذكره مؤلف المزار قبل ذلك من دعاء الندبة، فراجع.

النُّعْمَانِ أَدَامَ اللَّهُ إِعْزَازَهُ مِنْ مُسْتَوْدَعِ الْعَهْدِ الْمَأْخُوذِ عَلَی الْعِبَادِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ سَلَامٌ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْمَوْلَی الْمُخْلِصُ فِی الدِّینِ الْمَخْصُوصُ فِینَا بِالْیَقِینِ فَإِنَّا نَحْمَدُ إِلَیْكَ اللَّهَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ نَسْأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَی سَیِّدِنَا وَ مَوْلَانَا نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ نُعْلِمُكَ أَدَامَ اللَّهُ تَوْفِیقَكَ لِنُصْرَةِ الْحَقِّ وَ أَجْزَلَ مَثُوبَتَكَ عَلَی نُطْقِكَ عَنَّا بِالصِّدْقِ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَنَا فِی تَشْرِیفِكَ بِالْمُكَاتَبَةِ وَ تَكْلِیفِكَ مَا تُؤَدِّیهِ عَنَّا إِلَی مَوَالِینَا قِبَلَكَ أَعَزَّهُمُ اللَّهُ بِطَاعَتِهِ وَ كَفَاهُمُ الْمُهِمَّ بِرِعَایَتِهِ لَهُمْ وَ حِرَاسَتِهِ فَقِفْ أَمَدَّكَ اللَّهُ بِعَوْنِهِ عَلَی أَعْدَائِهِ الْمَارِقِینَ مِنْ دِینِهِ عَلَی مَا نَذْكُرُهُ وَ اعْمَلْ فِی تَأْدِیَتِهِ إِلَی مَنْ تَسْكُنُ إِلَیْهِ بِمَا نَرْسِمُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ نَحْنُ وَ إِنْ كُنَّا ثَاوِینَ بِمَكَانِنَا النَّائِی عَنْ مَسَاكِنِ الظَّالِمِینَ حَسَبَ الَّذِی أَرَانَاهُ اللَّهُ تَعَالَی لَنَا مِنَ الصَّلَاحِ وَ لِشِیعَتِنَا الْمُؤْمِنِینَ فِی ذَلِكَ مَا دَامَتْ دَوْلَةُ الدُّنْیَا لِلْفَاسِقِینَ فَإِنَّا یُحِیطُ عِلْمُنَا بِأَنْبَائِكُمْ وَ لَا یَعْزُبُ عَنَّا شَیْ ءٌ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَ مَعْرِفَتُنَا بِالزَّلَلِ الَّذِی أَصَابَكُمْ مُذْ جَنَحَ كَثِیرٌ مِنْكُمْ إِلَی مَا كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ عَنْهُ شَاسِعاً وَ نَبَذُوا الْعَهْدَ الْمَأْخُوذَ مِنْهُمْ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا یَعْلَمُونَ إِنَّا غَیْرُ مُهْمِلِینَ لِمُرَاعَاتِكُمْ وَ لَا نَاسِینَ لِذِكْرِكُمْ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَنَزَلَ بِكُمُ اللَّأْوَاءُ وَ اصْطَلَمَكُمُ الْأَعْدَاءُ فَاتَّقُوا اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَ ظَاهِرُونَا عَلَی انْتِیَاشِكُمْ مِنْ فِتْنَةٍ قَدْ أَنَافَتْ عَلَیْكُمْ یَهْلِكُ فِیهَا مَنْ حُمَّ أَجَلُهُ وَ یُحْمَی عَلَیْهِ مَنْ أَدْرَكَ أَمَلَهُ وَ هِیَ أَمَارَةٌ لِأُزُوفِ حَرَكَتِنَا وَ مُبَاثَّتِكُمْ بِأَمْرِنَا وَ نَهْیِنَا وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ اعْتَصِمُوا بِالتَّقِیَّةِ مِنْ شَبِّ نَارِ الْجَاهِلِیَّةِ یَحْشُشُهَا عَصَبٌ أُمَوِیَّةٌ تَهُولُ بِهَا فِرْقَةً مَهْدِیَّةً أَنَا زَعِیمٌ بِنَجَاةِ مَنْ لَمْ یَرُمْ مِنْهَا الْمَوَاطِنَ الْخَفِیَّةَ وَ سَلَكَ فِی الطَّعْنِ مِنْهَا السُّبُلَ الرَّضِیَّةَ إِذَا حَلَّ جُمَادَی الْأُولَی مِنْ سَنَتِكُمْ هَذِهِ فَاعْتَبِرُوا بِمَا یَحْدُثُ فِیهِ وَ اسْتَیْقِظُوا مِنْ رَقْدَتِكُمْ لِمَا یَكُونُ مِنَ الَّذِی یَلِیهِ سَتَظْهَرُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ آیَةٌ جَلِیَّةٌ وَ مِنَ الْأَرْضِ مِثْلُهَا بِالسَّوِیَّةِ وَ یَحْدُثُ فِی أَرْضِ الْمَشْرِقِ مَا یَحْزُنُ وَ یُقْلِقُ وَ یَغْلِبُ مِنْ بَعْدُ عَلَی الْعِرَاقِ طَوَائِفُ عَنِ الْإِسْلَامِ مُرَّاقٌ یَضِیقُ بِسُوءِ فِعَالِهِمْ عَلَی أَهْلِهِ

ص: 175

الْأَرْزَاقُ ثُمَّ تَتَفَرَّجُ الْغُمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ بِبَوَارِ طَاغُوتٍ مِنَ الْأَشْرَارِ یُسَرُّ بِهَلَاكِهِ الْمُتَّقُونَ الْأَخْیَارُ وَ یَتَّفِقُ لِمُرِیدِی الْحَجِّ مِنَ الْآفَاقِ مَا یَأْمُلُونَهُ عَلَی تَوْفِیرِ غَلَبَةٍ مِنْهُمْ وَ اتِّفَاقٍ وَ لَنَا فِی تَیْسِیرِ حَجِّهِمْ عَلَی الِاخْتِیَارِ مِنْهُمْ وَ الْوِفَاقِ شَأْنٌ یَظْهَرُ عَلَی نِظَامٍ وَ اتِّسَاقٍ فَیَعْمَلُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ مَا یَقْرُبُ بِهِ مِنْ مَحَبَّتِنَا وَ لِیَتَجَنَّبَ مَا یُدْنِیهِ مِنْ كَرَاهِیَتِنَا وَ سَخَطِنَا فَإِنَّ امْرَأً یَبْغَتُهُ فَجْأَةٌ حِینَ لَا تَنْفَعُهُ تَوْبَةٌ وَ لَا یُنَجِّیهِ مِنْ عِقَابِنَا نَدَمٌ عَلَی حَوْبَةٍ وَ اللَّهُ یُلْهِمُكَ الرُّشْدَ وَ یَلْطُفُ لَكُمْ بِالتَّوْفِیقِ بِرَحْمَتِهِ نُسْخَةُ التَّوْقِیعِ بِالْیَدِ الْعُلْیَا عَلَی صَاحِبِهَا السَّلَامُ هَذَا كِتَابُنَا عَلَیْكَ أَیُّهَا الْأَخُ الْوَلِیُّ وَ الْمُخْلِصُ فِی وُدِّنَا الصَّفِیُّ وَ النَّاصِرُ لَنَا الْوَفِیُّ حَرَسَكَ اللَّهُ بِعَیْنِهِ الَّتِی لَا تَنَامُ فَاحْتَفِظْ بِهِ وَ لَا تُظْهِرْ عَلَی خَطِّنَا الَّذِی سَطَرْنَاهُ بِمَا لَهُ ضَمِنَّاهُ أَحَداً وَ أَدِّ مَا فِیهِ إِلَی مَنْ تَسْكُنُ إِلَیْهِ وَ أَوْصِ جَمَاعَتَهُمْ بِالْعَمَلِ عَلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

إیضاح: الشاسع البعید و الانتیاش التناول و حم علی بناء المجهول أی قدر و یحمی علی بناء المعلوم أو المجهول من الحمایة و الدفع و تقول حششت النار أحشها إذا أوقدتها.

«8»- ج، [الإحتجاج]: وَرَدَ عَلَیْهِ كِتَابٌ آخَرُ مِنْ قِبَلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْمَ الْخَمِیسِ الثَّالِثِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ نُسْخَتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَابِطِ فِی سَبِیلِهِ إِلَی مُلْهَمِ الْحَقِّ وَ دَلِیلِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سَلَامٌ عَلَیْكَ أَیُّهَا النَّاصِرُ لِلْحَقِّ الدَّاعِی إِلَی كَلِمَةِ الصِّدْقِ فَإِنَّا نَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَهَنَا وَ إِلَهَ آبَائِنَا الْأَوَّلِینَ وَ نَسْأَلُهُ الصَّلَاةَ عَلَی نَبِیِّنَا وَ سَیِّدِنَا وَ مَوْلَانَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ وَ بَعْدُ فَقَدْ كُنَّا نَظَرْنَا مُنَاجَاتَكَ عَصَمَك اللَّهُ بِالسَّبَبِ الَّذِی وَهَبَهُ لَكَ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ حَرَسَكَ مِنْ كَیْدِ أَعْدَائِهِ وَ شَفَّعَنَا ذَلِكَ الْآنَ مِنْ مُسْتَقَرٍّ لَنَا یُنْصَبُ فِی شِمْرَاخٍ

ص: 176

مِنْ بَهْمَاءَ صِرْنَا إِلَیْهِ آنِفاً مِنْ غَمَالِیلَ أَلْجَأَ إِلَیْهِ السَّبَارِیتُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ یُوشِكُ أَنْ یَكُونَ هُبُوطُنَا مِنْهُ إِلَی صَحْصَحٍ مِنْ غَیْرِ بُعْدٍ مِنَ الدَّهْرِ وَ لَا تَطَاوُلٍ مِنَ الزَّمَانِ وَ یَأْتِیكَ نَبَأٌ مِنَّا بِمَا یَتَجَدَّدُ لَنَا مِنْ حَالٍ فَتَعْرِفُ بِذَلِكَ مَا تَعْتَمِدُهُ مِنَ الزُّلْفَةِ إِلَیْنَا بِالْأَعْمَالِ وَ اللَّهُ مُوَفِّقُكَ لِذَلِكَ بِرَحْمَتِهِ فَلْتَكُنْ حَرَسَكَ اللَّهُ بِعَیْنِهِ الَّتِی لَا تَنَامُ أَنْ تُقَابِلَ بِذَلِكَ فَفِیهِ تُبْسَلُ نُفُوسُ قَوْمٍ حَرَثَتْ بَاطِلًا لِاسْتِرْهَابِ الْمُبْطِلِینَ وَ تَبْتَهِجُ لِدَمَارِهَا الْمُؤْمِنُونَ وَ یَحْزَنُ لِذَلِكَ الْمُجْرِمُونَ وَ آیَةُ حَرَكَتِنَا مِنْ هَذِهِ اللُّوثَةِ(1)

حَادِثَةٌ بِالْحَرَمِ الْمُعَظَّمِ مِنْ رِجْسِ مُنَافِقٍ مُذَمَّمٍ مُسْتَحِلٍّ لِلدَّمِ الْمُحَرَّمِ یَعْمِدُ بِكَیْدِهِ أَهْلَ الْإِیمَانِ وَ لَا یَبْلُغُ بِذَلِكَ غَرَضَهُ مِنَ الظُّلْمِ لَهُمْ وَ الْعُدْوَانِ لِأَنَّنَا مِنْ وَرَاءِ حِفْظِهِمْ بِالدُّعَاءِ الَّذِی لَا یُحْجَبُ عَنْ مَلِكِ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ فَلْیَطْمَئِنَّ بِذَلِكَ مِنْ أَوْلِیَائِنَا الْقُلُوبُ وَ لِیَثِقُوا بِالْكِفَایَةِ مِنْهُ وَ إِنْ رَاعَتْهُمْ بِهِمُ الْخُطُوبُ وَ الْعَاقِبَةُ لِجَمِیلِ صُنْعِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ تَكُونُ حَمِیدَةً لَهُمْ مَا اجْتَنَبُوا الْمَنْهِیَّ عَنْهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ نَحْنُ نَعْهَدُ إِلَیْكَ أَیُّهَا الْوَلِیُّ الْمُخْلِصُ الْمُجَاهِدُ فِینَا الظَّالِمِینَ أَیَّدَكَ اللَّهُ بِنَصْرِهِ الَّذِی أَیَّدَ بِهِ السَّلَفَ مِنْ أَوْلِیَائِنَا الصَّالِحِینَ أَنَّهُ مَنِ اتَّقَی رَبَّهُ مِنْ إِخْوَانِكَ فِی الدِّینِ وَ خَرَجَ عَلَیْهِ بِمَا هُوَ مُسْتَحِقُّهُ (2)

كَانَ آمِناً مِنَ الْفِتْنَةِ الْمُظِلَّةِ-(3)

وَ مِحَنِهَا الْمُظْلِمَةِ الْمُضِلَّةِ وَ مَنْ بَخِلَ مِنْهُمْ بِمَا أَعَارَهُ اللَّهُ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَی مَنْ أَمَرَهُ بِصِلَتِهِ

فَإِنَّهُ یَكُونُ خَاسِراً بِذَلِكَ لِأُولَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَوْ أَنَّ أَشْیَاعَنَا وَفَّقَهُمُ اللَّهُ لِطَاعَتِهِ عَلَی اجْتِمَاعٍ مِنَ الْقُلُوبِ فِی الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ عَلَیْهِمْ لَمَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ الْیُمْنُ بِلِقَائِنَا وَ لَتَعَجَّلَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا عَلَی حَقِّ الْمَعْرِفَةِ وَ صِدْقِهَا مِنْهُمْ بِنَا فَمَا یَحْبِسُنَا عَنْهُمْ إِلَّا مَا یَتَّصِلُ بِنَا مِمَّا نَكْرَهُهُ وَ لَا نُؤْثِرُهُ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ وَ هُوَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ

ص: 177


1- 1. اللوثة: الشر و الدنس، و فی بعض النسخ: اللوبة: و هی الحرة من الأرض ذات الحجارة السود كاللابة، و فی بعضها اللزبة، و هی الشدة و القحط.
2- 2. فی نسخة الاحتجاج:« و خرج ممّا علیه الی مستحقیه».
3- 3. و یحتمل أن تكون بالمهملة« المطلة» و كلاهما بمعنی المشرفة.

وَ صَلَوَاتُهُ عَلَی سَیِّدِنَا الْبَشِیرِ النَّذِیرِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ سَلَّمَ وَ كَتَبَ فِی غُرَّةِ شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ نُسْخَةُ التَّوْقِیعِ بِالْیَدِ الْعُلْیَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی صَاحِبِهَا هَذَا كِتَابُنَا إِلَیْكَ أَیُّهَا الْوَلِیُّ الْمُلْهَمُ لِلْحَقِّ الْعَلِیُّ بِإِمْلَائِنَا وَ خَطِّ ثِقَتِنَا فَأَخْفِهِ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ اطْوِهِ وَ اجْعَلْ لَهُ نُسْخَةً یَطَّلِعُ عَلَیْهَا مَنْ تَسْكُنُ إِلَی أَمَانَتِهِ مِنْ أَوْلِیَائِنَا شَمِلَهُمُ اللَّهُ بِبَرَكَتِنَا وَ دُعَائِنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ.

توضیح: الشمراخ رأس الجبل و فی العبارة تصحیف و لعله كان هكذا و شفعنا لك الآن أی لنجح حاجتك التی طلبت فی مستقر لنا أی مخیم تنصب لنا فی رأس جبل من مفازة بهماء أی مجهولة و الغمالیل جمع الغملول بالضم و هو الوادی أو الشجر أو كل مجتمع أظلم و تراكم من شجر أو غمام أو ظلمة و السباریت جمع السبروت بالضم و هو القفر لا نبات فیه و الفقیر و لعل الأخیر أنسب و أبسلت فلانا أسلمته للهلكة و اللوثة بالضم الاسترخاء و البطء و كانت النسخ سقیمة أوردناه كما وجدنا.

«9»- التَّوْقِیعُ الَّذِی خَرَجَ فِیمَنِ ارْتَابَ فِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ج، [الإحتجاج] عَنِ الشَّیْخِ الْمُوَثَّقِ أَبِی عُمَرَ الْعَامِرِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: تَشَاجَرَ ابْنُ أَبِی غَانِمٍ الْقَزْوِینِیُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ فِی الْخَلَفِ فَذَكَرَ ابْنُ أَبِی غَانِمٍ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام مَضَی وَ لَا خَلَفَ لَهُ ثُمَّ إِنَّهُمْ كَتَبُوا فِی ذَلِكَ كِتَاباً وَ أَنْفَذُوهُ إِلَی النَّاحِیَةِ وَ أَعْلَمُوا بِمَا تَشَاجَرُوا فِیهِ فَوَرَدَ جَوَابُ كِتَابِهِمْ بِخَطِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَافَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ وَهَبَ لَنَا وَ لَكُمْ رُوحَ الْیَقِینِ وَ أَجَارَنَا وَ إِیَّاكُمْ مِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ إِنَّهُ أُنْهِیَ إِلَیَّ ارْتِیَابُ جَمَاعَةٍ مِنْكُمْ فِی الدِّینِ وَ مَا دَخَلَهُمْ مِنَ الشَّكِّ وَ الْحَیْرَةِ فِی وُلَاةِ أَمْرِهِمْ فَغَمَّنَا ذَلِكَ لَكُمْ لَا لَنَا وَ سَأَوْنَا(1)

فِیكُمْ لَا فِینَا لِأَنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَلَا فَاقَةَ بِنَا إِلَی غَیْرِهِ وَ الْحَقُّ مَعَنَا فَلَنْ یُوحِشَنَا مَنْ قَعَدَ عَنَّا وَ نَحْنُ صَنَائِعُ رَبِّنَا وَ الْخَلْقُ بَعْدَ صَنَائِعِنَا

ص: 178


1- 1. مصدر بمعنی السوء علی القلب المكانی- یقال سأوت فلانا: أی سؤته.

یَا هَؤُلَاءِ مَا لَكُمْ فِی الرَّیْبِ تَتَرَدَّدُونَ وَ فِی الْحَیْرَةِ تَنْعَكِسُونَ-(1)

أَ وَ مَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ-(2) أَ وَ مَا عَلِمْتُمْ مَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ مِمَّا یَكُونُ وَ یَحْدُثُ فِی أَئِمَّتِكُمْ عَلَی الْمَاضِینَ وَ الْبَاقِینَ مِنْهُمْ علیهم السلام أَ وَ مَا رَأَیْتُمْ كَیْفَ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَعَاقِلَ تَأْوُونَ إِلَیْهَا وَ أَعْلَاماً تَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَی أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِی علیه السلام كُلَّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَ إِذَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ أَبْطَلَ دِینَهُ وَ قَطَعَ السَّبَبَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ كَلَّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا یَكُونُ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ یَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ وَ إِنَّ الْمَاضِیَ علیه السلام مَضَی سَعِیداً فَقِیداً عَلَی مِنْهَاجِ آبَائِهِ علیهم السلام حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ فِینَا وَصِیَّتُهُ وَ عِلْمُهُ وَ مَنْ هُوَ خَلَفُهُ وَ مَنْ یَسُدُّ مَسَدَّهُ وَ لَا یُنَازِعُنَا مَوْضِعَهُ إِلَّا ظَالِمٌ آثِمٌ وَ لَا یَدَّعِیهِ دُونَنَا إِلَّا جَاحِدٌ كَافِرٌ وَ لَوْ لَا أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ لَا یُغْلَبُ وَ سِرَّهُ لَا یُظْهَرُ وَ لَا یُعْلَنُ لَظَهَرَ لَكُمْ مِنْ حَقِّنَا مَا تَبْهَرُ(3) مِنْهُ عُقُولُكُمْ وَ یُزِیلُ شُكُوكَكُمْ لَكِنَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ سَلِّمُوا لَنَا وَ رُدُّوا الْأَمْرَ إِلَیْنَا فَعَلَیْنَا الْإِصْدَارُ كَمَا كَانَ مِنَّا الْإِیرَادُ وَ لَا تُحَاوِلُوا كَشْفَ مَا غُطِّیَ عَنْكُمْ وَ لَا تَمِیلُوا عَنِ الْیَمِینِ وَ تَعْدِلُوا إِلَی الْیَسَارِ وَ اجْعَلُوا قَصْدَكُمْ إِلَیْنَا بِالْمَوَدَّةِ عَلَی السُنَّةِ الْوَاضِحَةِ فَقَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ اللَّهُ شَاهِدٌ عَلَیَّ وَ عَلَیْكُمْ وَ لَوْ لَا مَا عِنْدَنَا مِنْ مَحَبَّةِ صَلَاحِكُمْ وَ رَحْمَتِكُمْ وَ الْإِشْفَاقِ عَلَیْكُمْ لَكُنَّا عَنْ مُخَاطَبَتِكُمْ فِی شُغُلٍ مِمَّا قَدِ امْتُحِنَّا مِنْ مُنَازَعَةِ الظَّالِمِ الْعُتُلِّ الضَّالِّ الْمُتَابِعِ فِی غَیِّهِ الْمُضَادِّ لِرَبِّهِ الْمُدَّعِی مَا لَیْسَ لَهُ الْجَاحِدِ حَقَّ مَنِ افْتَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ الظَّالِمِ الْغَاصِبِ

ص: 179


1- 1. كذا فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر و الظاهر« تنتكسون» یقال: انتكس: أی وقع علی رأسه و- انقلب علی رأسه حتّی جعل أسفله أعلاه، و مقدمه مؤخره.
2- 2. النساء: 59.
3- 3. فی غیبة الشیخ:« تبین منه عقولكم».

وَ فِی ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِی أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وَ سَیُرْدِی الْجَاهِلَ رِدَاءُ عَمَلِهِ-(1) وَ سَیَعْلَمُ الْكَافِرُ لِمَنْ عُقْبَی الدَّارِ عَصَمَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ مِنَ الْمَهَالِكِ وَ الْأَسْوَاءِ وَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كُلِّهَا بِرَحْمَتِهِ فَإِنَّهُ وَلِیُّ ذَلِكَ وَ الْقَادِرُ عَلَی مَا یَشَاءُ وَ كَانَ لَنَا وَ لَكُمْ وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ السَّلَامُ عَلَی جَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن التلعكبری عن أحمد بن علی الرازی عن الحسین بن محمد القمی عن محمد بن علی بن زبیان الطلحی الآبی عن علی بن محمد بن عبدة النیسابوری عن علی بن إبراهیم الرازی قال حدثنی الشیخ الموثوق به بمدینة السلام قال: تشاجر ابن أبی غانم إلی آخر الخبر(2)

بیان: الصنیعة من تصطنعه و تختار لنفسك و الظالم العتل جعفر الكذاب و یحتمل خلیفة ذلك الزمان.

«10»- ج، [الإحتجاج] مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ یُوصِلَ لِی كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِیهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَیَّ فَوَرَدَ التَّوْقِیعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ أَرْشَدَكَ اللَّهُ وَ ثَبَّتَكَ

مِنْ أَمْرِ الْمُنْكِرِینَ لِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِنَا وَ بَنِی عَمِّنَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ مَنْ أَنْكَرَنِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ سَبِیلُهُ سَبِیلُ ابْنِ نُوحٍ وَ أَمَّا سَبِیلُ عَمِّی جَعْفَرٍ وَ وُلْدِهِ فَسَبِیلُ إِخْوَةِ یُوسُفَ علیه السلام وَ أَمَّا الْفُقَّاعُ فَشُرْبُهُ حَرَامٌ وَ لَا بَأْسَ بِالشَّلَمَابِ-(3) وَ أَمَّا أَمْوَالُكُمْ فَمَا نَقْبَلُهَا إِلَّا لِتَطَهَّرُوا فَمَنْ شَاءَ فَلْیَصِلْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْیَقْطَعْ فَمَا آتَانَا اللَّهُ خَیْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ

ص: 180


1- 1. یقال: أرداه: أهلكه، كقوله:« تنادوا فقالوا أردت الخیل نائیا».
2- 2. تراه فی غیبة الشیخ ص 184 و 185، و الاحتجاج ص 253.
3- 3. كذا فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر و نسخة الشیخ فی الغیبة ص 188، قال فی البرهان ما معناه:« شلمابج هو ماء الشلجم یطبخ و یعصر» و فی نسخة كمال الدین ج 2 ص 160« سلمك» و هو نبت.

وَ أَمَّا ظُهُورُ الْفَرَجِ فَإِنَّهُ إِلَی اللَّهِ وَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ وَ أَمَّا قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَمْ یُقْتَلْ فَكُفْرٌ وَ تَكْذِیبٌ وَ ضَلَالٌ وَ أَمَّا الْحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ فَارْجِعُوا فِیهَا إِلَی رُوَاةِ حَدِیثِنَا فَإِنَّهُمْ حُجَّتِی عَلَیْكُمْ وَ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ عَنْ أَبِیهِ مِنْ قَبْلُ فَإِنَّهُ ثِقَتِی وَ كِتَابُهُ كِتَابِی وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ الْأَهْوَازِیُّ فَسَیُصْلِحُ اللَّهُ قَلْبَهُ وَ یُزِیلُ عَنْهُ شَكَّهُ وَ أَمَّا مَا وَصَلْتَنَا بِهِ فَلَا قَبُولَ عِنْدَنَا إِلَّا لِمَا طَابَ وَ طَهُرَ وَ ثَمَنُ الْمُغَنِّیَةِ حَرَامٌ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنْ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی زَیْنَبَ الْأَجْدَعُ فَإِنَّهُ مَلْعُونٌ وَ أَصْحَابُهُ مَلْعُونُونَ فَلَا تُجَالِسْ أَهْلَ مَقَالَتِهِمْ فَإِنِّی مِنْهُمْ بَرِی ءٌ وَ آبَائِی علیهم السلام مِنْهُمْ بِرَاءٌ وَ أَمَّا الْمُتَلَبِّسُونَ بِأَمْوَالِنَا فَمَنِ اسْتَحَلَّ شَیْئاً مِنْهَا فَأَكَلَهُ فَإِنَّمَا یَأْكُلُ النِّیرَانَ وَ أَمَّا الْخُمُسُ فَقَدْ أُبِیحَ لِشِیعَتِنَا وَ جُعِلُوا مِنْهُ فِی حِلٍّ إِلَی وَقْتِ ظُهُورِ أَمْرِنَا لِتَطِیبَ وِلَادَتُهُمْ وَ لَا تَخْبُثَ وَ أَمَّا نَدَامَةُ قَوْمٍ شَكُّوا فِی دِینِ اللَّهِ عَلَی مَا وَصَلُونَا بِهِ فَقَدْ أَقَلْنَا مَنِ اسْتَقَالَ وَ لَا حَاجَةَ لَنَا إِلَی صِلَةِ الشَّاكِّینَ وَ أَمَّا عِلَّةُ مَا وَقَعَ مِنَ الْغَیْبَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ-(1)

إِنَّهُ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آبَائِی إِلَّا وَ قَدْ وَقَعَتْ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ لِطَاغِیَةِ زَمَانِهِ وَ إِنِّی أَخْرُجُ حِینَ أَخْرُجُ وَ لَا بَیْعَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الطَّوَاغِیتِ فِی عُنُقِی وَ أَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِی فِی غَیْبَتِی فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَیَّبَهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ وَ إِنِّی لَأَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَأَغْلِقُوا أَبْوَابَ السُّؤَالِ عَمَّا لَا یَعْنِیكُمْ وَ لَا تَتَكَلَّفُوا عِلْمَ مَا قَدْ كُفِیتُمْ وَ أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِیلِ

ص: 181


1- 1. المائدة: 101.

الْفَرَجِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ وَ السَّلامُ عَلَیْكَ یَا إِسْحَاقَ بْنَ یَعْقُوبَ وَ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن ابن قولویه و أبی غالب الزراری و غیرهما عن الكلینی عن إسحاق بن یعقوب: مثله- ك، [إكمال الدین] ابن عصام عن الكلینی عن إسحاق بن یعقوب: مثله.

«11»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: كَانَ فِیمَا وَرَدَ عَلَیَّ مِنَ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی جَوَابِ مَسَائِلِی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنَ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ عِنْدَ غُرُوبِهَا فَلَئِنْ كَانَ كَمَا یَقُولُونَ إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ بَیْنِ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ وَ تَغْرُبُ بَیْنَ قَرْنَیْ شَیْطَانٍ فَمَا أُرْغِمَ أَنْفُ الشَّیْطَانِ بِشَیْ ءٍ مِثْلِ الصَّلَاةِ فَصَلِّهَا وَ أَرْغِمْ أَنْفَ الشَّیْطَانِ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْوَقْفِ عَلَی نَاحِیَتِنَا وَ مَا یُجْعَلُ لَنَا ثُمَّ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ صَاحِبُهُ فَكُلُّ مَا لَمْ یُسَلِّمْ فَصَاحِبُهُ فِیهِ بِالْخِیَارِ وَ كُلُّ مَا سَلَّمَ فَلَا خِیَارَ لِصَاحِبِهِ فِیهِ احْتَاجَ أَوْ لَمْ یَحْتَجْ افْتَقَرَ إِلَیْهِ أَوِ اسْتَغْنَی عَنْهُ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ مَنْ یَسْتَحِلُّ مَا فِی یَدِهِ مِنْ أَمْوَالِنَا أَوْ یَتَصَرَّفُ فِیهِ تَصَرُّفُهُ فِی مَالِهِ مِنْ غَیْرِ أَمْرِنَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ مَلْعُونٌ وَ نَحْنُ خُصَمَاؤُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِی مَا حَرَّمَ اللَّهُ مَلْعُونٌ عَلَی لِسَانِی وَ لِسَانِ كُلِّ نَبِیٍّ مُجَابٍ فَمَنْ ظَلَمَنَا كَانَ فِی جُمْلَةِ الظَّالِمِینَ لَنَا وَ كَانَتْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ-(1)

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْمَوْلُودِ الَّذِی نَبَتَتْ قُلْفَتُهُ (2) بَعْدَ مَا یُخْتَنُ هَلْ یُخْتَنُ مَرَّةً أُخْرَی فَإِنَّهُ یَجِبُ أَنْ تُقْطَعَ قُلْفَتُهُ مَرَّةً أُخْرَی فَإِنَّ الْأَرْضَ تَضِجُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ بَوْلِ الْأَغْلَفِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً

ص: 182


1- 1. هود: 18.
2- 2. القلفة و هكذا الغلفة و الغرلة: الجلیدة التی یقطعها الخاتن من عضو التناسل.

وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْمُصَلِّی وَ النَّارُ وَ الصُّورَةُ وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ هَلْ تَجُوزُ صَلَاتُهُ فَإِنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِی ذَلِكَ قَبْلَكَ فَإِنَّهُ جَائِزٌ لِمَنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ أَوْلَادِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَ النِّیرَانِ یُصَلِّی وَ الصُّورَةُ وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَا یَجُوزُ ذَلِكَ لِمَنْ كَانَ مِنْ أَوْلَادِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَ النِّیرَانِ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الضِّیَاعِ الَّتِی لِنَاحِیَتِنَا هَلْ یَجُوزُ الْقِیَامُ بِعِمَارَتِهَا وَ أَدَاءِ الْخَرَاجِ مِنْهَا وَ صَرْفِ مَا یَفْضُلُ مِنْ دَخْلِهَا إِلَی النَّاحِیَةِ احْتِسَاباً لِلْأَجْرِ وَ تَقَرُّباً إِلَیْكُمْ فَلَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یَتَصَرَّفَ فِی مَالِ غَیْرِهِ بِغَیْرِ إِذْنِهِ فَكَیْفَ یَحِلُّ ذَلِكَ فِی مَالِنَا مَنْ فَعَلَ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ بِغَیْرِ أَمْرِنَا فَقَدِ اسْتَحَلَّ مِنَّا مَا حَرَّمَ عَلَیْهِ وَ مَنْ أَكَلَ مِنْ أَمْوَالِنَا شَیْئاً فَإِنَّمَا یَأْكُلُ فِی بَطْنِهِ نَاراً وَ سَیَصْلَی سَعِیراً وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ الَّذِی یَجْعَلُ لِنَاحِیَتِنَا ضَیْعَةً وَ یُسَلِّمُهَا مِنْ قَیِّمٍ یَقُومُ بِهَا وَ یَعْمُرُهَا وَ یُؤَدِّی مِنْ دَخْلِهَا خَرَاجَهَا وَ مَئُونَتَهَا وَ یَجْعَلُ مَا یَبْقَی مِنَ الدَّخْلِ لِنَاحِیَتِنَا فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ لِمَنْ جَعَلَهُ صَاحِبُ الضَّیْعَةِ قَیِّماً عَلَیْهَا إِنَّمَا لَا یَجُوزُ ذَلِكَ لِغَیْرِهِ وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ مِنَ الثِّمَارِ مِنْ أَمْوَالِنَا یَمُرُّ بِهِ الْمَارُّ فَیَتَنَاوَلُ مِنْهُ وَ یَأْكُلُ هَلْ یَحِلُّ لَهُ ذَلِكَ فَإِنَّهُ یَحِلُّ لَهُ أَكْلُهُ وَ یَحْرُمُ عَلَیْهِ حَمْلُهُ.

ك، [إكمال الدین] محمد بن أحمد الشیبانی و علی بن أحمد بن محمد الدقاق و الحسین بن إبراهیم بن أحمد بن هشام و علی بن عبد اللّٰه الوراق جمیعا عن محمد بن جعفر الأسدی: مثله (1).

«12»- ك، [إكمال الدین] أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ أَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: وَرَدَ عَلَیَّ تَوْقِیعٌ مِنَ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ ابْتِدَاءً لَمْ یَتَقَدَّمْهُ سُؤَالٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ عَلَی مَنِ اسْتَحَلَّ مِنْ أَمْوَالِنَا دِرْهَماً

ص: 183


1- 1. راجع كمال الدین ج 2 ص 198، الاحتجاج ص 268.

قَالَ أَبُو الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَقَعَ فِی نَفْسِی أَنَّ ذَلِكَ فِیمَنِ اسْتَحَلَّ مِنْ مَالِ النَّاحِیَةِ دِرْهَماً دُونَ مَنْ أَكَلَ مِنْهُ غَیْرَ مُسْتَحِلٍّ لَهُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی إِنَّ ذَلِكَ فِی جَمِیعِ مَنِ اسْتَحَلَّ مُحَرَّماً فَأَیُّ فَضْلٍ فِی ذَلِكَ لِلْحُجَّةِ علیه السلام عَلَی غَیْرِهِ قَالَ فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ بَشِیراً لَقَدْ نَظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِی التَّوْقِیعِ فَوَجَدْتُهُ قَدِ انْقَلَبَ إِلَی مَا كَانَ فِی نَفْسِی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ عَلَی مَنْ أَكَلَ مِنْ مَالِنَا دِرْهَماً حَرَاماً قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَخْرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ أَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیُّ هَذَا التَّوْقِیعَ حَتَّی نَظَرْنَا فِیهِ وَ قَرَأْنَاهُ.

ج، [الإحتجاج] عن أبی الحسین الأسدی: مثله (1).

«13»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ آدَمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الدَّقَّاقِ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ الْكُوفِیِّ قَالَ: خَرَجَ فِی تَوْقِیعَاتِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ سَمَّانِی فِی مَحْفِلٍ مِنَ النَّاسِ (2).

«14»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَلِیٍّ مُحَمَّدَ بْنَ هَمَّامٍ یَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَقُولُ: خَرَجَ تَوْقِیعٌ بِخَطِّهِ أَعْرِفُهُ مَنْ سَمَّانِی فِی مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ بِاسْمِی فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ كَتَبْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ ظُهُورِ الْفَرَجِ فَخَرَجَ فِی التَّوْقِیعِ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ.

«15»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام أَنَّ أَهْلَ بَیْتِی یُؤْذُونَنِی وَ یُقَرِّعُونَنِی بِالْحَدِیثِ الْمَرْوِیِّ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام أَنَّهُمْ قَالُوا قُوَّامُنَا وَ خُدَّامُنَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ فَكَتَبَ علیه السلام

ص: 184


1- 1. راجع كمال الدین ج 2 ص 201، الاحتجاج ص 286.
2- 2. المصدر ج 2 ص 159 باب التوقیعات الواردة عن القائم علیه السلام. تحت الرقم 1، و ما یأتی بعده تحت الرقم 3.

وَیْحَكُمْ أَ مَا قَرَأْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً(1) وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْقُرَی الَّتِی بَارَكَ اللَّهُ فِیهَا وَ أَنْتُمُ الْقُرَی الظَّاهِرَةُ.

قال عبد اللّٰه بن جعفر و حدثنی بهذا الحدیث علی بن محمد الكلینی عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان علیه السلام.

«16»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبْرَئِیلَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیِ الْفَرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ: أَنَّهُ وَرَدَ الْعِرَاقَ شَاكّاً مُرْتَاداً فَخَرَجَ إِلَیْهِ قُلْ لِلْمَهْزِیَارِ قَدْ فَهِمْنَا مَا حَكَیْتَهُ عَنْ مَوَالِینَا بِنَاحِیَتِكُمْ فَقُلْ لَهُمْ أَ مَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ-(2) هَلْ أَمَرَ إِلَّا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَ وَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لَهُمْ مَعَاقِلَ یَأْوُونَ إِلَیْهَا وَ أَعْلَاماً یَهْتَدُونَ بِهَا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَی أَنْ ظَهَرَ الْمَاضِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كُلَّمَا غَابَ عَلَمٌ بَدَا عَلَمٌ وَ إِذَا أَفَلَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ قَطَعَ السَّبَبَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ كَلَّا مَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَا یَكُونُ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ یَظْهَرُ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كارِهُونَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ لَا یَدْخُلُكَ الشَّكُّ فِیمَا قَدِمْتَ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُخْلِی الْأَرْضَ مِنْ حُجَّةٍ أَ لَیْسَ قَالَ لَكَ أَبُوكَ قَبْلَ وَفَاتِهِ أَحْضِرِ السَّاعَةَ مَنْ یُعَیِّرُ هَذِهِ الدَّنَانِیرَ الَّتِی عِنْدِی فَلَمَّا أَبْطَأَ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ خَافَ الشَّیْخُ عَلَی نَفْسِهِ الْوَحَا-(3) قَالَ لَكَ عَیِّرْهَا عَلَی نَفْسِكَ وَ أَخْرَجَ إِلَیْكَ كِیساً كَبِیراً وَ عِنْدَكَ بِالْحَضْرَةِ ثَلَاثَةُ أَكْیَاسٍ وَ صُرَّةٌ فِیهَا دَنَانِیرُ مُخْتَلِفَةُ النَّقْدِ فَعَیَّرْتَهَا وَ خَتَمَ الشَّیْخُ عَلَیْهَا بِخَاتَمِهِ وَ قَالَ لَكَ اخْتِمْ مَعَ خَاتَمِی فَإِنْ أَعِشْ فَأَنَا أَحَقُّ بِهَا وَ إِنْ أَمُتْ فَاتَّقِ اللَّهَ فِی نَفْسِكَ أَوَّلًا ثُمَّ فِیَّ فَخَلِّصْنِی وَ كُنْ عِنْدَ ظَنِّی بِكَ أَخْرِجْ رَحِمَكَ اللَّهُ الدَّنَانِیرَ الَّتِی اسْتَفْضَلْتَهَا مِنْ بَیْنِ النَّقْدَیْنِ مِنْ حِسَابِنَا وَ هِیَ

ص: 185


1- 1. السبأ: 18. و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 159.
2- 2. النساء: 59.
3- 3. الوحا: السرعة و البدار، یعنی أنّه خاف علی نفسه الموت سریعا.

بِضْعَةَ عَشَرَ دِینَاراً وَ اسْتَرِدَّ مِنْ قِبَلِكَ فَإِنَّ الزَّمَانَ أَصْعَبُ مَا كَانَ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

«17»- ك، [إكمال الدین] قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْكِنْدِیُّ: كَتَبَ جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ هَذِهِ الْمَسَائِلُ اسْتَحْلَلْتُ بِجَارِیَةٍ وَ شَرَطْتُ عَلَیْهَا أَنْ لَا أَطْلُبَ وَلَدَهَا وَ لَمْ أُلْزِمْهَا مَنْزِلِی فَلَمَّا أَتَی لِذَلِكَ مُدَّةٌ قَالَتْ لِی قَدْ حَبِلْتُ فَقُلْتُ لَهَا كَیْفَ وَ لَا أَعْلَمُ أَنِّی طَلَبْتُ مِنْكِ الْوَلَدَ ثُمَّ غِبْتُ وَ انْصَرَفْتُ وَ قَدْ أَتَتْ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَلَمْ أُنْكِرْهُ وَ لَا قَطَعْتُ عَنْهَا الْإِجْرَاءَ وَ النَّفَقَةَ وَ لِی ضَیْعَةٌ قَدْ كُنْتُ قَبْلَ أَنْ تَصِیرَ إِلَیَّ هَذِهِ الْمَرْأَةُ سَبَّلْتُهَا عَلَی وَصَایَایَ وَ عَلَی سَائِرِ وُلْدِی عَلَی أَنَّ الْأَمْرَ فِی الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ مِنْهُ إِلَی أَیَّامِ حَیَاتِی وَ قَدْ أَتَتْ هَذِهِ بِهَذَا الْوَلَدِ فَلَمْ أُلْحِقْهُ فِی الْوَقْتِ الْمُتَقَدِّمِ الْمُؤَبَّدِ وَ أَوْصَیْتُ إِنْ حَدَثَ بِیَ الْمَوْتُ أَنْ یَجْرِیَ عَلَیْهِ مَا دَامَ صَغِیراً فَإِذَا كَبُرَ أُعْطِیَ مِنْ هَذِهِ الضَّیْعَةِ جُمْلَةً مِائَتَیْ دِینَارٍ غَیْرَ مُؤَبَّدٍ وَ لَا یَكُونَ لَهُ وَ لَا لِعَقِبِهِ بَعْدَ إِعْطَائِهِ ذَلِكَ فِی الْوَقْفِ شَیْ ءٌ فَرَأْیَكَ أَعَزَّكَ اللَّهُ فِی إِرْشَادِی فِیمَا

عَمِلْتُهُ وَ فِی هَذَا الْوَلَدِ بِمَا أَمْتَثِلُهُ وَ الدُّعَاءِ لِی بِالْعَافِیَةِ وَ خَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ جَوَابُهَا أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِی اسْتَحَلَّ بِالْجَارِیَةِ وَ شَرَطَ عَلَیْهَا أَنْ لَا یَطْلُبَ وَلَدَهَا فَسُبْحَانَ مَنْ لَا شَرِیكَ لَهُ فِی قُدْرَتِهِ شَرْطٌ عَلَی الْجَارِیَةِ(2)

شَرْطٌ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا مَا لَا یُؤْمَنُ أَنْ یَكُونَ وَ حَیْثُ عَرَضَ فِی هَذَا الشَّكِّ وَ لَیْسَ یَعْرِفُ الْوَقْتَ الَّذِی أَتَاهَا فِیهِ فَلَیْسَ ذَلِكَ بِمُوجِبٍ لِبَرَاءَةٍ فِی وَلَدِهِ وَ أَمَّا إِعْطَاءُ الْمِائَتَیْ دِینَارٍ وَ إِخْرَاجُهُ مِنَ الْوَقْفِ فَالْمَالُ مَالُهُ فَعَلَ فِیهِ مَا أَرَادَ قَالَ أَبُو الْحُسَیْنِ حُسِبَ الْحِسَابُ قَبْلَ الْمَوْلُودِ فَجَاءَ الْوَلَدُ مُسْتَوِیاً وَ قَالَ وَجَدْتُ فِی نُسْخَةِ أَبِی الْحَسَنِ الْهَمْدَانِیِّ أَتَانِی أَبْقَاكَ اللَّهُ كِتَابُكَ الَّذِی

ص: 186


1- 1. راجع المصدر ج 2 ص 164.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر ج 2 ص 176، و سیجی ء بیانه من المصنّف- قدّس سرّه- لكن الظاهر سقوط الضمیر و كون الأصل« شرطه علی الجاریة شرط علی اللّٰه» بعنوان الاخبار و الاعلام.

أَنْفَذْتَهُ وَ رَوَی هَذَا التَّوْقِیعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الشَّارِیِّ.

بیان: شرط علی الجاریة مبتدأ و شرط علی اللّٰه خبر أو هما فعلان و الأول استفهام إنكاری و قوله قال أبو الحسین إلی آخره كأنه إشارة إلی توقیعات أخر إجمالا(1).

«18»- ك، [إكمال الدین] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُكَتِّبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ هَمَّامٍ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ ذَكَرَ أَنَّ الشَّیْخَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَمْلَاهُ عَلَیْهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَدْعُوَ بِهِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ فِی غَیْبَةِ الْقَائِمِ علیه السلام اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِینِی اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِی مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ لَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنِی اللَّهُمَّ فَكَمَا هَدَیْتَنِی بِوَلَایَةِ مَنْ فَرَضْتَ طَاعَتَهُ عَلَیَّ مِنْ وُلَاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ حَتَّی وَالَیْتُ وُلَاةَ أَمْرِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیّاً وَ مُحَمَّداً وَ جَعْفَراً وَ مُوسَی وَ عَلِیّاً وَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُجَّةَ الْقَائِمَ الْمَهْدِیَّ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِی عَلَی دِینِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِی بِطَاعَتِكَ وَ لَیِّنْ قَلْبِی لِوَلِیِّ أَمْرِكَ وَ عَافِنِی مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ ثَبِّتْنِی عَلَی طَاعَةِ وَلِیِّ أَمْرِكَ الَّذِی سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فَبِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِیَّتِكَ وَ أَمْرَكَ یَنْتَظِرُ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ غَیْرُ مُعَلَّمٍ بِالْوَقْتِ الَّذِی فِیهِ صَلَاحُ أَمْرِ وَلِیِّكَ فِی الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ كَشْفِ سِرِّهِ وَ صَبِّرْنِی عَلَی ذَلِكَ حَتَّی لَا أُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ وَ لَا أَكْشِفَ عَمَّا سَتَرْتَهُ وَ لَا أَبْحَثَ عَمَّا كَتَمْتَهُ وَ لَا أُنَازِعَكَ فِی تَدْبِیرِكَ وَ لَا أَقُولَ لِمَ وَ كَیْفَ وَ مَا بَالُ وَلِیِّ أَمْرِ اللَّهِ لَا یَظْهَرُ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَ أُفَوِّضُ أُمُورِی كُلَّهَا إِلَیْكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِیَنِی وَلِیَّ أَمْرِكَ ظَاهِراً نَافِذاً لِأَمْرِكَ مَعَ عِلْمِی بِأَنَ

ص: 187


1- 1. بل هو من تتمة أمر ذلك الرجل الذی استحل بالجاریة، و معناه أنّه حسب ذلك الرجل حسابه التقدیری، قبل المولود، فجاء الولد مستویا لتقدیره، فعرف أن الولد ولده.

لَكَ السُّلْطَانَ وَ الْقُدْرَةَ وَ الْبُرْهَانَ وَ الْحُجَّةَ وَ الْمَشِیَّةَ وَ الْإِرَادَةَ وَ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّةَ فَافْعَلْ ذَلِكَ بِی وَ بِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی نَنْظُرَ إِلَی وَلِیِّكَ ظَاهِرَ الْمَقَالَةِ وَاضِحَ الدَّلَالَةِ هَادِیاً مِنَ الضَّلَالَةِ شَافِیاً مِنَ الْجَهَالَةِ أَبْرِزْ یَا رَبِّ مَشَاهِدَهُ وَ ثَبِّتْ قَوَاعِدَهُ وَ اجْعَلْنَا مِمَّنْ تَقَرُّ عَیْنُنُا بِرُؤْیَتِهِ وَ أَقِمْنَا بِخِدْمَتِهِ وَ تَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَتِهِ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ مَا خَلَقْتَ وَ بَرَأْتَ وَ ذَرَأْتَ وَ أَنْشَأْتَ وَ صَوَّرْتَ وَ احْفَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِهِ وَ مِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِی لَا یَضِیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَ احْفَظْ فِیهِ رَسُولَكَ وَ وَصِیَّ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ وَ زِدْ فِی أَجَلِهِ وَ أَعِنْهُ عَلَی مَا أَوْلَیْتَهُ وَ اسْتَرْعَیْتَهُ وَ زِدْ فِی كَرَامَتِكَ لَهُ فَإِنَّهُ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ الْقَائِمُ الْمُهْتَدِی الطَّاهِرُ التَّقِیُّ النَّقِیُّ الزَّكِیُّ الرَّضِیُّ الْمَرْضِیُّ الصَّابِرُ الْمُجْتَهِدُ الشَّكُورُ اللَّهُمَّ وَ لَا تَسْلُبْنَا الْیَقِینَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِی غَیْبَتِهِ وَ انْقِطَاعِ خَبَرِهِ عَنَّا وَ لَا تُنْسِنَا ذِكْرَهُ وَ انْتِظَارَهُ وَ الْإِیمَانَ بِهِ وَ قُوَّةَ الْیَقِینِ فِی ظُهُورِهِ وَ الدُّعَاءَ لَهُ وَ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ حَتَّی لَا یُقَنِّطَنَا طُولُ غَیْبَتِهِ مِنْ ظُهُورِهِ وَ قِیَامِهِ وَ یَكُونَ یَقِینُنَا فِی ذَلِكَ كَیَقِینِنَا فِی قِیَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ وَحْیِكَ وَ تَنْزِیلِكَ قَوِّ قُلُوبَنَا عَلَی الْإِیمَانِ بِهِ حَتَّی تَسْلُكَ بِنَا عَلَی یَدِهِ مِنْهَاجَ الْهُدَی وَ الْمَحَجَّةَ الْعُظْمَی وَ الطَّرِیقَةَ الْوُسْطَی وَ قَوِّنَا عَلَی طَاعَتِهِ وَ ثَبِّتْنَا عَلَی مُشَایَعَتِهِ وَ اجْعَلْنَا فِی حِزْبِهِ وَ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ الرَّاضِینَ بِفِعْلِهِ وَ لَا تَسْلُبْنَا ذَلِكَ فِی حَیَاتِنَا وَ لَا عِنْدَ وَفَاتِنَا حَتَّی تَتَوَفَّانَا وَ نَحْنُ عَلَی ذَلِكَ غَیْرُ شَاكِّینَ وَ لَا نَاكِثِینَ وَ لَا مُرْتَابِینَ وَ لَا مُكَذِّبِینَ اللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَ أَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ نَاصِرِیهِ وَ اخْذُلْ خَاذِلِیهِ وَ دَمْدِمْ عَلَی مَنْ نَصَبَ لَهُ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ أَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ وَ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ وَ اسْتَنْقِذْ بِهِ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الذُّلِّ وَ انْعَشْ بِهِ الْبِلَادَ وَ اقْتُلْ بِهِ الْجَبَابِرَةَ الْكَفَرَةَ وَ اقْصِمْ بِهِ رُءُوسَ الضَّلَالَةِ وَ ذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِینَ وَ الْكَافِرِینَ وَ أَبِرْ بِهِ الْمُنَافِقِینَ وَ النَّاكِثِینَ وَ جَمِیعَ الْمُخَالِفِینَ وَ الْمُلْحِدِینَ فِی مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا وَ بَحْرِهَا وَ بَرِّهَا وَ سَهْلِهَا

ص: 188

وَ جَبَلِهَا حَتَّی لَا تَدَعَ مِنْهُمْ دَیَّاراً وَ لَا تُبْقِیَ لَهُمْ آثَاراً وَ تُطَهِّرَ مِنْهُمْ بِلَادَكَ وَ اشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبَادِكَ وَ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَی مِنْ دِینِكَ وَ أَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَ غُیِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتَّی یَعُودَ دِینُكَ بِهِ وَ عَلَی یَدِهِ غَضّاً جَدِیداً صَحِیحاً لَا عِوَجَ فِیهِ وَ لَا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتَّی تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِیرَانَ الْكَافِرِینَ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِی اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَ ارْتَضَیْتَهُ لِنُصْرَةِ دِینِكَ وَ اصْطَفَیْتَهُ بِعِلْمِكَ وَ عَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُیُوبِ وَ أَطْلَعْتَهُ عَلَی الْغُیُوبِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ طَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَ نَقَّیْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ وَ عَلَی شِیعَتِهِمُ الْمُنْتَجَبِینَ وَ بَلِّغْهُمْ مِنْ آمَالِهِمْ أَفْضَلَ مَا یَأْمُلُونَ وَ اجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خَالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَ شُبْهَةٍ وَ رِیَاءٍ وَ سُمْعَةٍ حَتَّی لَا نُرِیدَ بِهِ غَیْرَكَ وَ لَا نَطْلُبَ بِهِ إِلَّا وَجْهَكَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَیْكَ فَقْدَ نَبِیِّنَا وَ غَیْبَةَ وَلِیِّنَا وَ شِدَّةَ الزَّمَانِ عَلَیْنَا وَ وُقُوعَ الْفِتَنِ بِنَا وَ تَظَاهُرَ الْأَعْدَاءِ وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ قِلَّةَ عَدَدِنَا اللَّهُمَّ فَافْرِجْ ذَلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَ بِصَبْرٍ مِنْكَ تُیَسِّرُهُ وَ إِمَامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلَهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِیِّكَ فِی إِظْهَارِ عَدْلِكَ فِی عِبَادِكَ وَ قَتْلِ أَعْدَائِكَ فِی بِلَادِكَ حَتَّی لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ دِعَامَةً إِلَّا قَصَمْتَهَا وَ لَا بِنْیَةً(1)

إِلَّا أَفْنَیْتَهَا وَ لَا قُوَّةً إِلَّا أَوْهَنْتَهَا وَ لَا رُكْناً إِلَّا هَدَدْتَهُ وَ لَا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَهُ وَ لَا سِلَاحاً إِلَّا كَلَلْتَهُ وَ لَا رَایَةً إِلَّا نَكَّسْتَهَا وَ لَا شُجَاعاً إِلَّا قَتَلْتَهُ وَ لَا حَیّاً(2)

إِلَّا خَذَلْتَهُ ارْمِهِمْ یَا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَ اضْرِبْهُمْ بِسَیْفِكَ الْقَاطِعِ وَ بِبَأْسِكَ الَّذِی لَا یُرَدُّ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِینَ وَ عَذِّبْ أَعْدَاءَكَ وَ أَعْدَاءَ دِینِكَ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِكَ بِیَدِ وَلِیِّكَ وَ أَیْدِی عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهُمَّ اكْفِ وَلِیَّكَ وَ حُجَّتَكَ فِی أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَ كِدْ مَنْ كَادَهُ وَ امْكُرْ

ص: 189


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 192:« و لا بقیة الا أفنیتها» و هو أنسب.
2- 2. فی المصدر:« و لا جیشا الا خذلته».

بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَ اجْعَلْ دَائِرَةَ السَّوْءِ عَلَی مَنْ أَرَادَ بِهِ سُوءاً وَ اقْطَعْ عَنْهُ مَادَّتَهُمْ وَ أَرْعِبْ بِهِ قُلُوبَهُمْ وَ زَلْزِلْ لَهُ أَقْدَامَهُمْ وَ خُذْهُمْ جَهْرَةً وَ بَغْتَةً شَدِّدْ عَلَیْهِمْ عِقَابَكَ وَ أَخْزِهِمْ فِی عِبَادِكَ وَ الْعَنْهُمْ فِی بِلَادِكَ وَ أَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نَارِكَ وَ أَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذَابِكَ وَ أَصْلِهِمْ نَاراً وَ احْشُ قُبُورَ مَوْتَاهُمْ نَاراً وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَ أَذِلُّوا عِبَادَكَ اللَّهُمَّ وَ أَحْیِ بِوَلِیِّكَ الْقُرْآنَ وَ أَرِنَا نُورَهُ سَرْمَداً لَا ظُلْمَةَ فِیهِ وَ أَحْیِ بِهِ الْقُلُوبَ الْمَیْتَةَ وَ اشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ وَ اجْمَعْ بِهِ الْأَهْوَاءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَی الْحَقِّ وَ أَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَ الْأَحْكَامَ الْمُهْمَلَةَ حَتَّی لَا یَبْقَی حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ وَ لَا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ وَ اجْعَلْنَا یَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ مِمَّنْ یُقَوِّی سُلْطَانَهُ وَ الْمُؤْتَمِرِینَ لِأَمْرِهِ وَ الرَّاضِینَ بِفِعْلِهِ وَ الْمُسَلِّمِینَ لِأَحْكَامِهِ وَ مِمَّنْ لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَی التَّقِیَّةِ مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَ یَا رَبِّ الَّذِی تَكْشِفُ السُّوءَ وَ تُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاكَ وَ تُنَجِّی مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِیمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِیِّكَ وَ اجْعَلْهُ خَلِیفَتَكَ فِی أَرْضِكَ كَمَا ضَمِنْتَ لَهُ اللَّهُمَّ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنْ خُصَمَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَ الْغَیْظِ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ فَأَعِذْنِی وَ أَسْتَجِیرُ بِكَ فَأَجِرْنِی اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اجْعَلْنِی بِهِمْ فَائِزاً عِنْدَكَ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ.

«19»- ك، [إكمال الدین]: تَوْقِیعٌ مِنْهُ علیه السلام كَانَ خَرَجَ إِلَی الْعَمْرِیِّ وَ ابْنِهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَدْتُهُ مُثْبَتاً بِخَطِّ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَفَّقَكُمَا اللَّهُ لِطَاعَتِهِ وَ ثَبَّتَكُمَا عَلَی دِینِهِ وَ أَسْعَدَكُمَا بِمَرْضَاتِهِ انْتَهَی إِلَیْنَا مَا ذَكَرْتُمَا أَنَّ الْمِیثَمِیَّ أَخْبَرَكُمَا عَنِ الْمُخْتَارِ وَ مُنَاظَرَتِهِ مَنْ لَقِیَ وَ احْتِجَاجِهِ بِأَنْ لَا خَلَفَ غَیْرُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ وَ تَصْدِیقِهِ إِیَّاهُ وَ فَهِمْتُ جَمِیعَ مَا كَتَبْتُمَا بِهِ مِمَّا قَالَ أَصْحَابُكُمَا عَنْهُ وَ أَنَا أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَمَی بَعْدَ الْجِلَاءِ وَ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَی

ص: 190

وَ مِنْ مُوبِقَاتِ الْأَعْمَالِ وَ مُرْدِیَاتِ الْفِتَنِ فَإِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ-(1)

كَیْفَ یَتَسَاقَطُونَ فِی الْفِتْنَةِ وَ یَتَرَدَّدُونَ فِی الْحَیْرَةِ وَ یَأْخُذُونَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَارَقُوا دِینَهُمْ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ عَانَدُوا الْحَقَّ أَمْ جَهِلُوا مَا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَاتُ الصَّادِقَةُ وَ الْأَخْبَارُ الصَّحِیحَةُ أَوْ عَلِمُوا ذَلِكَ فَتَنَاسَوْا أَ مَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً وَ إِمَّا مَغْمُوراً أَ وَ لَمْ یَعْلَمُوا انْتِظَامَ أَئِمَّتِهِمْ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَی أَنْ أَفْضَی الْأَمْرُ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی الْمَاضِی یَعْنِی الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَامَ مَقَامَ آبَائِهِ علیهم السلام یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ وَ إِلَی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ كَانَ نُوراً سَاطِعاً وَ قَمَراً زَهْراً اخْتَارَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مَا عِنْدَهُ فَمَضَی عَلَی مِنْهَاجِ آبَائِهِ علیهم السلام حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ عَلَی عَهْدٍ عَهِدَهُ وَ وَصِیَّةٍ أَوْصَی بِهَا إِلَی وَصِیٍّ سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَمْرِهِ إِلَی غَایَةٍ وَ أَخْفَی مَكَانَهُ بِمَشِیَّتِهِ لِلْقَضَاءِ السَّابِقِ وَ الْقَدَرِ النَّافِذِ وَ فِینَا مَوْضِعُهُ وَ لَنَا فَضْلُهُ وَ لَوْ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیمَا قَدْ مَنَعَهُ وَ

أَزَالَ عَنْهُ مَا قَدْ جَرَی بِهِ مِنْ حُكْمِهِ لَأَرَاهُمُ الْحَقَّ ظَاهِراً بِأَحْسَنِ حِلْیَةٍ وَ أَبْیَنِ دَلَالَةٍ وَ أَوْضَحِ عَلَامَةٍ وَ لَأَبَانَ عَنْ نَفْسِهِ وَ قَامَ بِحُجَّتِهِ وَ لَكِنَّ أَقْدَارَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا تُغَالَبُ وَ إِرَادَتَهُ لَا تُرَدُّ وَ تَوْفِیقَهُ لَا یُسْبَقُ فَلْیَدَعُوا عَنْهُمُ اتِّبَاعَ الْهَوَی وَ لْیُقِیمُوا عَلَی أَصْلِهِمُ الَّذِی كَانُوا عَلَیْهِ وَ لَا یَبْحَثُوا عَمَّا سُتِرَ عَنْهُمْ فَیَأْثَمُوا وَ لَا یَكْشِفُوا سَتْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَنْدَمُوا وَ لْیَعْلَمُوا أَنَّ الْحَقَّ مَعَنَا وَ فِینَا لَا یَقُولُ ذَلِكَ سِوَانَا إِلَّا كَذَّابٌ مُفْتَرٍ وَ لَا یَدَّعِیهِ غَیْرُنَا إِلَّا ضَالٌّ غَوِیٌّ فَلْیَقْتَصِرُوا مِنَّا عَلَی هَذِهِ الْجُمْلَةِ دُونَ التَّفْسِیرِ وَ یَقْنَعُوا مِنْ ذَلِكَ بِالتَّعْرِیضِ دُونَ التَّصْرِیحِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

«20»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْمِصْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّاوُدِیِ (2)

عَنْ

ص: 191


1- 1. العنكبوت: 2. و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 189.
2- 2. كذا فی المصدر ج 2 ص 198 و هكذا معانی الأخبار ص 286 و قد أخرجه. المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- فی الباب الثالث من تاریخ أمیر المؤمنین تحت الرقم 19 عن كمال الدین و معانی الأخبار معا، تراه فی ج 35 ص 78 من الطبعة الحدیثة، و فی الأصل المطبوع« محمّد بن أحمد الروزانی» فتحرر.

أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا مَعْنَی قَوْلِ الْعَبَّاسِ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَمَّكَ أَبَا طَالِبٍ قَدْ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ وَ عَقَدَ بِیَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتِّینَ (1) قَالَ عَنَی بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفْسِیرُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اللَّامَ ثَلَاثُونَ

وَ الْهَاءَ خَمْسَةٌ وَ الْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ الْحَاءَ ثَمَانِیَةٌ وَ الدَّالَ أَرْبَعَةٌ وَ الْجِیمَ ثَلَاثَةٌ وَ الْوَاوَ سِتَّةٌ وَ الْأَلْفَ وَاحِدٌ وَ الدَّالَ أَرْبَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ سِتُّونَ.

ص: 192


1- 1. قال المصنّف رضوان اللّٰه علیه فی حل الخبر: لعل المعنی أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبی صلّی اللّٰه علیه و آله أو لغیره بحساب العقود، بأن أظهر الالف أولا بما یدلّ علی الواحد، ثمّ اللام بما یدلّ علی الثلاثین و هكذا، و ذلك لانه كان یتقی من قریش كما عرفت. ثمّ قال: و قد قیل فی حل أصل الخبر وجوه أخر: منها أنّه أشار بإصبعه المسبحة: لا إله إلّا اللّٰه، محمد رسول اللّٰه» فان عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام علی الوسطی یدل علی الثلاث و الستین علی اصطلاح أهل العقود، و كان المراد بحساب الجمل هذا، و الدلیل علی ما ذكرته ما ورد فی روایة شعبة، عن قتادة، عن الحسن فی خبر طویل ننقل منه موضع الحاجة، و هو انه لما حضرت أبا طالب الوفاة دعا رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و بكی و قال: یا محمّد انی أخرج من الدنیا و ما لی غم الا غمك- الی أن قال- یا عم! انك تخاف علی أذی اعادی، و لا تخاف علی نفسك عذاب ربی؟. فضحك أبو طالب و قال: یا محمّد دعوتنی و كنت قدما أمینا، و عقد بیده علی ثلاث و ستین: عقد الخنصر و البنصر، و عقد الإبهام علی إصبعه الوسطی، و أشار بإصبعه المسبحة: یقول: لا إله إلّا اللّٰه محمّد رسول اللّٰه إلی آخر ما نقله فی ج 35 ص 79. فراجع. أقول: أما حساب العقود فهو علی ما نقله صدیقنا الفاضل الغفاری فی ذیل الحدیث( معانی الأخبار ص 286) أن صورة الثلاثة و الستین علی القاعدة الممهدة التی وضعها العلماء المتقدمون:« ان یثنی الخنصر و البنصر و الوسطی و هی الثلاثة جاریا علی منهج المتعارف. من الناس فی عد الواحد الی الثلاثة، لكن بوضع الانامل فی هذه العقود قریبة من أصولها و أن یوضع لستین بابهام الیمنی علی باطن العقدة الثانیة من السبابة كما یفعله الرماة. و مخلص هذه القاعدة التی ذكرها القدماء هو أن الخنصر و البنصر و الوسطی لعقد الآحاد فقط، و المسبحة و الإبهام للاعشار فقط، فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقی، و الاثنین أن تضمه مع البنصر، و الثلاث أن تضمها مع الوسطی، و الأربعة نشر الخنصر و ترك البنصر و الوسطی مضمومتین، و الخمسة نشر البنصر مع الخنصر و ترك الوسطی مضمومة، و الستة نشر جمیع الأصابع و ضم البنصر، و السبعة أن یجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقی أیضا و الثمانیة ضم الخنصر و البنصر فوقها، و التسعة ضم الوسطی الیهما، و هذه تسع صور جمعتها أصابع الخنصر و البنصر و الوسطی بالنسبة الی عد الآحاد. و أمّا الاعشار: فالمسبحة و الإبهام، فالعشرة أن یجعل ظفر المسبحة فی مفصل الإبهام. من جنبها، و العشرون وضع رأس الإبهام بین المسبحة و الوسطی، و الثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الإبهام، و الأربعون أن تضع الإبهام معكوفة الرأس الی ظاهر الكف و الخمسون أن تضع الإبهام علی باطن الكف معكوفة الأنملة ملصقة بالكف، و الستون أن تنشر الإبهام و تضم الی جانب الكف أصل المسبحة، و السبعون عكف باطن المسبحة علی باطن رأس الإبهام، و الثمانون ضم الإبهام و عكف باطن المسبحة علی ظاهر أنملة الإبهام المضمومة، و التسعون ضم المسبحة الی أصل الإبهام وضع الإبهام علیها. و إذا أردت آحادا و أعشارا عقدت من الآحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة و اما المئات فهی عقد أصابع الآحاد من الید الیسری فالمائة كالواحد و المائتان كالاثنین و هكذا الی التسعمائة. و أمّا الالوف و هی عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشر و الالفان كالعشرین. الی التسعة آلاف». و كیف كان، المعول فی ایمان أبی طالب علی ذبه عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله طیلة حیاته و أشعاره المستفیضة المصرحة بأنّه كان مؤمنا فی قلبه، لكنه لم یظهره لئلا یسقط عن أنظار قریش، فیفوته الذب عنه و لذلك قال: لو لا الملامة أو حذاری سبّة***لوجدتنی سمحا بذاك مبینا و اما ایمانه بحساب الجمل و ان كان ورد من طرقنا أیضا، لكن الأصل فی ذلك ما رواه شعبة، عن قتادة، عن الحسن كما عرفت، و الحسین بن الروح النوبختی انما فسر الحدیث المرسل، لا غیر. علی أنّه لو كان یتقی الملامة أو السبة أو المعرة- كما فی روایة اخری- كان ذلك حین یتطاول علی قریش بالذب عنه صلّی اللّٰه علیه و آله و أمّا عند الممات، فلا وجه للتقیة أبدا، فلم أسلم بحساب الحمل و لم یظهر إسلامه صریحا، و لو صح الحدیث مع غرابته لم یفد فی المقام شیئا فانه لیس بأصرح من قوله: أ لم تعلموا أنّا وجدنا محمّدا***نبیّا كموسی خطّ فی أول الكتب

«21»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ: أَنَّهُ جَاءَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا یُعْلِمُهُ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَلِیٍّ كَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً یُعَرِّفُهُ فِیهِ نَفْسَهُ وَ یُعْلِمُهُ أَنَّهُ الْقَیِّمُ بَعْدَ أَبِیهِ وَ أَنَّ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ كُلِّهَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا قَرَأْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ صَیَّرْتُ كِتَابَ جَعْفَرٍ فِی دَرْجِهِ فَخَرَجَ الْجَوَابُ إِلَیَّ فِی ذَلِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَتَانِی كِتَابُكَ أَبْقَاكَ اللَّهُ وَ الْكِتَابُ الَّذِی أَنْفَذْتَهُ دَرْجَهُ وَ أَحَاطَتْ مَعْرِفَتِی بِجَمِیعِ مَا تَضَمَّنَهُ عَلَی اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ وَ تَكَرُّرِ الْخَطَاءِ فِیهِ وَ لَوْ تَدَبَّرْتَهُ لَوَقَفْتَ عَلَی بَعْضِ مَا وَقَفْتُ عَلَیْهِ مِنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ حَمْداً لَا شَرِیكَ لَهُ عَلَی إِحْسَانِهِ إِلَیْنَا وَ فَضْلِهِ عَلَیْنَا أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْحَقِّ إِلَّا إِتْمَاماً وَ لِلْبَاطِلِ إِلَّا زُهُوقاً وَ هُوَ شَاهِدٌ عَلَیَّ بِمَا أَذْكُرُهُ وَلِیٌّ عَلَیْكُمْ بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجْتَمَعْنَا لِیَوْمٍ لا رَیْبَ فِیهِ وَ یَسْأَلُنَا عَمَّا نَحْنُ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ إِنَّهُ لَمْ یَجْعَلْ لِصَاحِبِ الْكِتَابِ عَلَی الْمَكْتُوبِ إِلَیْهِ وَ لَا عَلَیْكَ وَ لَا عَلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ إِمَامَةً مُفْتَرَضَةً وَ لَا طَاعَةً وَ لَا ذِمَّةً وَ سَأُبَیِّنُ لَكُمْ ذِمَّةً تَكْتَفُونَ بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ص: 193

یَا هَذَا یَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقِ الْخَلْقَ عَبَثاً وَ لَا أَهْمَلَهُمْ سُدًی بَلْ خَلَقَهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُمْ أَسْمَاعاً وَ أَبْصَاراً وَ قُلُوباً وَ أَلْبَاباً ثُمَّ بَعَثَ إِلَیْهِمُ النَّبِیِّینَ علیهم السلام مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ یَأْمُرُونَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ یُعَرِّفُونَهُمْ مَا جَهِلُوهُ مِنْ أَمْرِ خَالِقِهِمْ وَ دِینِهِمْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِمْ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ مَلَائِكَةً یَأْتِینَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَنْ بَعَثَهُمْ إِلَیْهِمْ بِالْفَضْلِ الَّذِی جَعَلَهُ لَهُمْ عَلَیْهِمْ وَ مَا آتَاهُمْ مِنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَةِ وَ الْبَرَاهِینِ الْبَاهِرَةِ وَ الْآیَاتِ الْغَالِبَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ النَّارَ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ اتَّخَذَهُ خَلِیلًا وَ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَهُ تَكْلِیماً وَ جَعَلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً مُبِیناً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْیَا الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ عَلَّمَهُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِیَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ ثُمَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ وَ تَمَّمَ بِهِ نِعْمَتَهُ وَ خَتَمَ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَرْسَلَهُ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ أَظْهَرَ مِنْ صِدْقِهِ مَا أَظْهَرَ وَ بَیَّنَ مِنْ آیَاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ مَا بَیَّنَ ثُمَّ قَبَضَهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَمِیداً فَقِیداً سَعِیداً وَ جَعَلَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ إِلَی أَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَارِثِهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ إِلَی الْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِداً وَاحِداً أَحْیَا بِهِمْ دِینَهُ وَ أَتَمَّ بِهِمْ نُورَهُ وَ جَعَلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ إِخْوَانِهِمْ وَ بَنِی عَمِّهِمْ وَ الْأَدْنَیْنَ فَالْأَدْنَیْنَ مِنْ ذَوِی أَرْحَامِهِمْ فُرْقَاناً بَیِّناً یُعْرَفُ بِهِ الْحُجَّةُ مِنَ الْمَحْجُوجِ وَ الْإِمَامُ مِنَ

ص: 194

الْمَأْمُومِ بِأَنْ عَصَمَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأَهُمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ طَهَّرَهُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ نَزَّهَهُمْ مِنَ اللَّبْسِ وَ جَعَلَهُمْ خُزَّانَ عِلْمِهِ وَ مُسْتَوْدَعَ حِكْمَتِهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ أَیَّدَهُمْ بِالدَّلَائِلِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكَانَ النَّاسُ عَلَی سَوَاءٍ وَ لَادَّعَی أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ أَحَدٍ وَ لَمَا عُرِفَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ لَا الْعَالِمُ مِنَ الْجَاهِلِ وَ قَدِ ادَّعَی هَذَا الْمُبْطِلُ الْمُفْتَرِی عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ بِمَا ادَّعَاهُ فَلَا أَدْرِی بِأَیَّةِ حَالَةٍ هِیَ لَهُ رَجَاءَ أَنْ یُتِمَّ دَعْوَاهُ أَ بِفِقْهٍ فِی دِینِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ مَا یَعْرِفُ حَلَالًا مِنْ حَرَامٍ وَ لَا یَفْرُقُ بَیْنَ خَطَاءٍ وَ صَوَابٍ أَمْ بِعِلْمٍ فَمَا یَعْلَمُ حَقّاً مِنْ بَاطِلٍ وَ لَا مُحْكَماً مِنْ مُتَشَابِهٍ وَ لَا یَعْرِفُ حَدَّ الصَّلَاةِ وَ وَقْتَهَا أَمْ بِوَرَعٍ فَاللَّهُ شَهِیدٌ عَلَی تَرْكِهِ الصَّلَاةَ الْفَرْضَ أَرْبَعِینَ یَوْماً یَزْعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشَّعْوَذَةِ وَ لَعَلَّ خَبَرَهُ قَدْ تَأَدَّی إِلَیْكُمْ وَ هَاتِیكَ ظُرُوفُ مُسْكِرِهِ مَنْصُوبَةٌ وَ آثَارُ عِصْیَانِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَشْهُورَةٌ قَائِمَةٌ أَمْ بِآیَةٍ فَلْیَأْتِ بِهَا أَمْ بِحُجَّةٍ فَلْیُقِمْهَا أَمْ بِدَلَالَةٍ فَلْیَذْكُرْهَا

ص: 195

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم تَنْزِیلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِی ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِی السَّماواتِ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا یَسْتَجِیبُ لَهُ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَ هُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِینَ (1) فَالْتَمِسْ تَوَلَّی اللَّهُ تَوْفِیقَكَ مِنْ هَذَا الظَّالِمِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ وَ امْتَحِنْهُ وَ سَلْهُ عَنْ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ یُفَسِّرْهَا أَوْ صَلَاةِ فَرِیضَةٍ یُبَیِّنْ حُدُودَهَا وَ مَا یَجِبُ فِیهَا لِتَعْلَمَ حَالَهُ وَ مِقْدَارَهُ وَ یَظْهَرَ لَكَ عُوَارُهُ وَ نُقْصَانُهُ وَ اللَّهُ حَسِیبُهُ حَفِظَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَی أَهْلِهِ وَ أَقَرَّهُ فِی مُسْتَقَرِّهِ وَ قَدْ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَكُونَ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَنَا فِی الْقَوْلِ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ اضْمَحَلَّ الْبَاطِلُ وَ انْحَسَرَ عَنْكُمْ وَ إِلَی اللَّهِ أَرْغَبُ فِی الْكِفَایَةِ وَ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ الْوَلَایَةِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ(2).

بیان: الشعوذة خفة فی الید و أخذ كالسحر یری الشی ء بغیر ما علیه أصله فی رأی العین ذكره الفیروزآبادی و العوار بالفتح و قد یضم العیب.

«22»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ الْخُجَنْدِیِّ: وَ كَانَ قَدْ أَلَحَّ فِی الْفَحْصِ وَ الطَّلَبِ وَ سَارَ فِی الْبِلَادِ وَ كَتَبَ عَلَی یَدِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ إِلَی الصَّاحِبِ علیه السلام یَشْكُو تَعَلُّقَ قَلْبِهِ وَ اشْتِغَالَهُ بِالْفَحْصِ وَ الطَّلَبِ وَ یَسْأَلُ الْجَوَابَ بِمَا تَسْكُنُ إِلَیْهِ نَفْسُهُ وَ یَكْشِفُ لَهُ عَمَّا یَعْمَلُ عَلَیْهِ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیَّ تَوْقِیعٌ نُسْخَتُهُ مَنْ بَحَثَ فَقَدْ طَلَبَ وَ مَنْ طَلَبَ فَقَدْ دُلَّ وَ مَنْ دُلَّ فَقَدْ أَشَاطَ وَ مَنْ أَشَاطَ

ص: 196


1- 1. الأحقاف: 1- 6.
2- 2. راجع غیبة الشیخ ص 185- 188. و الذی یأتی بعده ص 211.

فَقَدْ أَشْرَكَ-(1)

قَالَ فَكَفَفْتُ عَنِ الطَّلَبِ وَ سَكَنَتْ نَفْسِی وَ عُدْتُ إِلَی وَطَنِی مَسْرُوراً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

«23»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی رَوْحٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی بَغْدَادَ فِی مَالٍ لِأَبِی الْحَسَنِ الْخَضِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ لِأُوصِلَهُ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ فَأَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَی غَیْرِهِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَسْأَلَ الدُّعَاءَ لِلْعِلَّةِ الَّتِی هُوَ فِیهَا وَ أَسْأَلَهُ عَنِ الْوَبَرِ یَحِلُّ لُبْسُهُ فَدَخَلْتُ بَغْدَادَ وَ صِرْتُ إِلَی الْعَمْرِیِّ فَأَبَی أَنْ یَأْخُذَ الْمَالَ وَ قَالَ صِرْ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَ ادْفَعْ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ أَمَرَهُ بِأَنْ یَأْخُذَهُ وَ قَدْ خَرَجَ الَّذِی طَلَبْتُ فَجِئْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَأَوْصَلْتُهُ إِلَیْهِ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ رُقْعَةً فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سَأَلْتَ الدُّعَاءَ عَنِ الْعِلَّةِ الَّتِی تَجِدُهَا وَهَبَ اللَّهُ لَكَ الْعَافِیَةَ وَ دَفَعَ عَنْكَ الْآفَاتِ وَ صَرَفَ عَنْكَ بَعْضَ مَا تَجِدُهُ مِنَ الْحَرَارَةِ وَ عَافَاكَ وَ صَحَّ جِسْمُكَ وَ سَأَلْتَ مَا یَحِلُّ أَنْ یُصَلَّی فِیهِ مِنَ الْوَبْرِ وَ السَّمُّورِ وَ السِّنْجَابِ وَ الْفَنَكِ وَ الدَّلَقِ وَ الْحَوَاصِلِ فَأَمَّا السَّمُّورُ وَ الثَّعَالِبُ فَحَرَامٌ عَلَیْكَ وَ عَلَی غَیْرِكَ الصَّلَاةُ فِیهِ وَ یَحِلُّ لَكَ جُلُودُ الْمَأْكُولِ مِنَ اللَّحْمِ إِذَا لَمْ یَكُنْ فِیهِ غَیْرُهُ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَكَ مَا تُصَلِّی فِیهِ فَالْحَوَاصِلُ جَائِزٌ لَكَ أَنْ تُصَلِّیَ فِیهِ الْفِرَاءُ مَتَاعُ الْغَنَمِ مَا لَمْ یُذْبَحْ بأرمنیة [بِإِرْمِینِیَةَ] یَذْبَحُهُ النَّصَارَی عَلَی الصَّلِیبِ فَجَائِزٌ لَكَ أَنْ تَلْبَسَهُ إِذَا ذَبَحَهُ أَخٌ لَكَ أَوْ مُخَالِفٌ تَثِقُ بِهِ (2).

إلی هنا انتهی ما أردت إیراده فی كتاب الغیبة و أرجو من فضله تعالی أن یجعلنی من أنصار حجته و القائم بدینه و من أعوانه و الشهداء تحت لوائه و أن یقر عینی و عیون والدی و إخوانی و أصحابی و عشائری و جمیع المؤمنین برؤیته و أن یكحل

ص: 197


1- 1. أشاط دمه و بدمه: أذهبه، أو عمل فی هلاكه، أو عرضه للقتل.
2- 2. راجع المستدرك باب 3 من أبواب لباس المصلی تحت الرقم 1.

عیوننا بغبار مواكب أصحابه فإنه المرجو لكل خیر و فضل.

ألتمس ممن ینظر فی كتابی أن یترحم علی و یدعو بالمغفرة لی فی حیاتی و بعد موتی و الحمد لله أولا و آخرا و صلی اللّٰه علی محمد و أهل بیته الطاهرین و كتب بیمناه الجانیة مؤلفه أحقر عباد اللّٰه الغنی محمد باقر بن محمد تقی عفی عنهما بالنبی و آله الأكرمین فی شهر رجب الأصب من شهور سنة ثمان و سبعین بعد الألف من الهجرة النبویة.

ص: 198

جنة المأوی فی ذكر من فاز بلقاء الحجة علیه السلام أو معجزته فی الغیبة الكبری لمؤلفه العلامة الحاج میرزا حسین النوری قدس سره النوری

خطبة الكتاب و الداعی إلی تألیف الرسالة

ص: 199

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الحمد لله الذی أنار قلوب أولیائه بضیاء معرفة ولیه المحجوب عن الأبصار و شرح صدور أحبائه بنور محبة صفیه المستور عن الأغیار علا صنعه المتقن عن أن یتطرق إلیه توهم العبث و الجهالة و حاشا قضاؤه المحكم أن یترك العباد فی تیه الضلالة و الصلاة علی البشیر النذیر و السراج المنیر صاحب المقام المحمود و الحوض المورود و اللواء المعقود أول العدد الحمید المحمود الأحمد أبی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین الهادین الأنجبین.

خصوصا علی عنقاء قاف القدم القائم فوق مرقاة الهمم الاسم الأعظم الإلهی الحاوی للعلم الغیر المتناهی قطب رحی الوجود و مركز دائرة الشهود كمال النشأة و منشأ الكمال جمال الجمع و مجمع الجمال المترشح بالأنوار الإلهیة المربی تحت أستار الربوبیة مطلع الأنوار المصطفویة و منبع الأسرار المرتضویة ناموس ناموس اللّٰه الأكبر و غایة نوع البشر أبی الوقت و مربی الزمان الذی هو للحق أمین و للخلق أمان ناظم المناظم الحجة القائم.

و لعنة اللّٰه علی أعدائهم و المنكرین لشرف مقامهم إلی یوم یدعی كل أناس بإمامهم.

و بعد فیقول العبد المذنب المسی ء حسین بن محمد تقی النوری الطبرسی نور اللّٰه بصیرته برؤیة إمامه و جعله نصب عینیه فی یقظته و منامه إنی منذ هاجرت ثانیا من المشهد المقدس الغروی و أسكنت ذریتی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عند بیت الحجة القائم المهدی علیه آلاف السلام و التحیة من اللّٰه الملك العلی مشهد

ص: 200

والده و جده علیه السلام و مغیبه لما أراد اللّٰه إنفاذ أمره و إنجاز وعده أكثر البلاد موطئا للحجج بعد طیبة و أم القری و أفضلها عندهم لطیب الهواء و قلة الداء و عذوبة الماء الممدوح بلسان الهادی علیه السلام و أخرجت إلیها كرها و لو أخرجت عنها أخرجت كرها(1)

المدعو تارة بسامراء و أخری بسرمن رأی طهرها اللّٰه تعالی من الأرجاس و جعلها شاغرة عن أشباه الناس كان یختلج فی خاطری و یتردد فی خلدی أن أبتغی وسیلة بقدر الوسع و المیسور إلی صاحب هذا القصر المشید و البیت المعمور فلم أهتد إلی ذلك المرام سبیلا و لم أجد لما أتمناه هادیا و لا دلیلا.

فمضی علی ذلك عشر سنین فقلت یا نفس هذا و اللّٰه هو الخسران المبین إن كنت لا تجدین ما یلیق عرضه علی هذا السلطان العظیم القدر و الشأن فلا تقصرین عن قبرة أهدی جرادة إلی سلیمان و هو بمقام من الرأفة و الكرم لا یحوم حوله نبی و لا رسول من الروح إلی آدم فكیف بغیره من طبقات الأمم یقبل البضاعة و لو كانت مزجاة و یتأسی بجده الأطهر فی إجابة الدعوات و لو إلی كراع شاة.

فبینما أنا بین الیأس و الطمع و الصبر و الجزع إذ وقع فی خاطری أنه قد سقط عن قلم العلامة المجلسی رضوان اللّٰه علیه فی باب من رآه علیه السلام فی الغیبة من المجلد الثالث عشر من البحار جماعة فازوا بشرف اللقاء و حازوا السبق الأعلی و القدح المعلی فلو ضبط أسامیهم الشریفة و نقل قصصهم الطریفة و غیرهم من الأبرار الذین نالوا المنی بعد صاحب البحار فیكون كالمستدرك للباب المذكور و المتمم

ص: 201


1- 1. إشارة الی ما روی عنه علیه السلام أنّه قال یوما لابی موسی من أصحابه: اخرجت الی سرمن رأی كرها، و لو اخرجت عنها اخرجت كرها، قال: قلت: و لم یا سیدی؟ فقال: لطیب هوائها، و عذوبة مائها و قلة دائها، ثمّ قال: تخرب سرمن رأی حتّی یكون فیها خان وقفا للمارة، و علامة خرابها تدارك العمارة فی مشهدی بعدی. راجع مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 417.

لإثبات هذا المهم المسطور لما قصر شأنه من الجرادة و الكراع فعسی أن یكون سببا للقرب إلی حضرته و لو بشبر فیقرب إلی المتقرب إلیه بباع أو ألف ذراع.

فاستخرت اللّٰه تعالی و شرعت فی المقصود مع قلة الأسباب و ألحقت بمن أدرك فیض حضوره الشریف من وقف علی معجزة منه علیه السلام أو أثر یدل علی وجوده المقدس الذی هو من أكبر الآیات و أعظم المعاجز لاتحاد الغرض و وحدة المقصود ثم ما رأیته فی كتب أصحابنا فنشیر إلی مأخذه و مؤلفه و ما سمعته فلا أنقل منه إلا ما تلقیته من العلماء الراسخین و نوامیس الشرع المبین أو من الصلحاء الثقات الذین بلغوا من الزهد و التقوی و السداد محلا لا یحتمل فیهم عادة تعمد الكذب و الخطأ بل سمعنا أو رأینا من بعضهم من الكرامات ما تنبئ عن علو مقامهم عند السادات و قد كنا ذكرنا جملة من ذلك متفرقا فی كتابنا دار السلام و نذكر هنا ما فیه و ما عثرنا علیه بعد تألیفه و سمیته جنة المأوی فی ذكر من فاز بلقاء الحجة علیه السلام أو معجزته فی الغیبة الكبری و لم نذكر

ما هو موجود فی البحار حذرا من التطویل و التكرار و ها نحن نشرع فی المرام بعون اللّٰه الملك العلام و إعانة السادات الكرام علیهم آلاف التحیة و السلام.

الحكایة الأولی [تشرّف محمود الفارسیّ المعروف بأخی بكر بخدمة الامام علیه السّلام حین أشرف علی الهلاك و نجاته من الهلكة، و الدخول فی مذهب التشیّع]

حدث السید المعظم المبجل بهاء الدین علی بن عبد الحمید الحسینی النجفی النیلی المعاصر للشهید الأول فی كتاب الغیبة عن الشیخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق و الدین محمد بن قارون قال: دعیت إلی امرأة فأتیتها و أنا أعلم أنها مؤمنة من أهل الخیر و الصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارسی المعروف بأخی بكر و یقال له و لأقاربه

ص: 202

بنو بكر و أهل فارس مشهورون بشدة التسنن و النصب و العداوة لأهل الإیمان و كان محمود هذا أشدهم فی الباب و قد وفقه اللّٰه تعالی للتشیع دون أصحابه.

فقلت لها وا عجباه كیف سمح أبوك بك و جعلك مع هؤلاء النواصب و كیف اتفق لزوجك مخالفة أهله حتی ترفضهم فقالت یا أیها المقرئ إن له حكایة عجیبة إذا سمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب قلت و ما هی قالت سله عنها سیخبرك.

قال الشیخ فلما حضرنا عنده قلت له یا محمود ما الذی أخرجك عن ملة أهلك و أدخلك مع الشیعة فقال یا شیخ لما اتضح لی الحق تبعته اعلم أنه قد جرت عادة أهل الفرس (1) أنهم إذا سمعوا بورود القوافل علیهم خرجوا یتلقونهم فاتفق أنا سمعنا بورود قافلة كبیرة فخرجت و معی صبیان كثیرون و أنا إذ ذاك صبی مراهق فاجتهدنا فی طلب القافلة بجهلنا و لم نفكر فی عاقبة الأمر و صرنا كلما انقطع منا صبی من التعب خلوه إلی الضعف فضللنا عن الطریق و وقعنا فی واد لم نكن نعرفه و فیه شوك و شجر و دغل لم نر مثله قط فأخذنا فی السیر حتی عجزنا و تدلت ألسنتنا علی صدورنا من العطش فأیقنا بالموت و سقطنا لوجوهنا.

فبینما نحن كذلك إذا بفارس علی فرس أبیض قد نزل قریبا منا و طرح مفرشا لطیفا لم نر مثله تفوح منه رائحة طیبة فالتفتنا إلیه و إذا بفارس آخر علی فرس أحمر علیه ثیاب بیض و علی رأسه عمامة لها ذؤابتان فنزل علی ذلك المفرش ثم قام فصلی بصاحبه ثم جلس للتعقیب.

فالتفت إلی و قال یا محمود فقلت بصوت ضعیف لبیك یا سیدی قال

ص: 203


1- 1. الظاهر أنّه بالفتح، موضع للهذیل أو بلد من بلدانهم كما فی القاموس منه رحمه اللّٰه. أقول: بل هو بالضم لما سبق قبل أسطر من قوله« و أهل فارس مشهورون بشدة التسنن و النصب و العداوة».

ادن منی فقلت لا أستطیع (1) لما بی من العطش و التعب قال لا بأس علیك.

فلما قالها حسبت كأن قد حدث فی نفسی روح متجددة فسعیت إلیه حبوا فمر(2) یده علی وجهی و صدری و رفعها إلی حنكی فرده حتی لصق بالحنك الأعلی و دخل لسانی فی فمی و ذهب ما بی و عدت كما كنت أولا.

فقال قم و ائتنی بحنظلة من هذا الحنظل و كان فی الوادی حنظل كثیر فأتیته بحنظلة كبیرة فقسمها نصفین و ناولنیها و قال كل منها فأخذتها منه و لم أقدم علی مخالفته و عندی (3)

أمرنی أن آكل الصبر لما أعهد من مرارة الحنظل فلما ذقتها فإذا هی أحلی من العسل و أبرد من الثلج و أطیب ریحا من المسك شبعت و رویت.

ثم قال لی ادع صاحبك فدعوته فقال بلسان مكسور ضعیف لا أقدر علی الحركة فقال له قم لا بأس علیك فأقبل إلیه حبوا و فعل معه كما فعل معی ثم نهض لیركب فقلنا باللّٰه علیك یا سیدنا إلا ما أتممت علینا نعمتك و أوصلتنا إلی أهلنا فقال لا تعجلوا و خط حولنا برمحه خطة و ذهب هو و صاحبه فقلت لصاحبی قم بنا حتی نقف بإزاء الجبل و نقع علی الطریق فقمنا و سرنا و إذا بحائط فی وجوهنا فأخذنا فی غیر تلك الجهة فإذا بحائط آخر و هكذا من أربع جوانبنا.

فجلسنا و جعلنا نبكی علی أنفسنا ثم قلت لصاحبی ائتنا من هذا الحنظل لنأكله فأتی به فإذا هو أمر من كل شی ء و أقبح فرمینا به ثم لبثنا هنیئة و إذا قد استدار من الوحش ما لا یعلم إلا اللّٰه عدده و كلما أرادوا القرب منا منعهم ذلك الحائط فإذا ذهبوا زال الحائط و إذا عادوا عاد.

قال فبتنا تلك اللیلة آمنین حتی أصبحنا و طلعت الشمس و اشتد الحر

ص: 204


1- 1. هذا هو الظاهر، و النسخة« لم استطع». منه رحمه اللّٰه.
2- 2. فأمرّ ظ.
3- 3. أی و عندی من العقیدة و النظر أنّه أمرنی أن آكل الصبر.

و أخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع و إذا بالفارسین قد أقبلا و فعلا كما فعلا بالأمس فلما أرادا مفارقتنا قلنا له باللّٰه علیك إلا أوصلتنا إلی أهلنا فقال أبشرا فسیأتیكما من یوصلكما إلی أهلیكما ثم غابا.

فلما كان آخر النهار إذا برجل من فراسنا و معه ثلاث أحمرة قد أقبل لیحتطب فلما رآنا ارتاع منا و انهزم و ترك حمیره فصحنا إلیه باسمه و تسمینا له فرجع و قال یا ویلكما إن أهالیكما قد أقاموا عزاءكما قوما لا حاجة لی فی الحطب فقمنا و ركبنا تلك الأحمرة فلما قربنا من البلد دخل أمامنا و أخبر أهلنا ففرحوا فرحا شدیدا و أكرموه و اخلعوا علیه.

فلما دخلنا إلی أهلنا سألونا عن حالنا فحكینا لهم بما شاهدناه فكذبونا و قالوا هو تخییل لكم من العطش.

قال محمود ثم أنسانی الدهر حتی كان لم یكن و لم یبق علی خاطری شی ء منه حتی بلغت عشرین سنة و تزوجت و صرت أخرج فی المكاراة و لم یكن فی أهلی أشد منی نصبا لأهل الإیمان سیما زوار الأئمة علیهم السلام بسرمن رأی فكنت أكریهم الدواب بالقصد لأذیتهم بكل ما أقدر علیه من السرقة و غیرها و أعتقد أن ذلك مما یقربنی إلی اللّٰه تعالی.

فاتفق أنی كریت دوابی مرة لقوم من أهل الحلة و كانوا قادمین إلی الزیارة منهم ابن السهیلی و ابن عرفة و ابن حارب و ابن الزهدری و غیرهم من أهل الصلاح و مضیت إلی بغداد و هم یعرفون ما أنا علیه من العناد فلما خلوا بی من الطریق و قد امتلئوا علی غیظا و حنقا لم یتركوا شیئا من القبیح إلا فعلوه بی و أنا ساكت لا أقدر علیهم لكثرتهم فلما دخلنا بغداد ذهبوا إلی الجانب الغربی فنزلوا هناك و قد امتلأ فؤادی حنقا.

فلما جاء أصحابی قمت إلیهم و لطمت علی وجهی و بكیت فقالوا ما لك و ما دهاك فحكیت لهم ما جری علی من أولئك القوم فأخذوا فی سبهم و لعنهم و قالوا طب نفسا فإنا نجتمع معهم فی الطریق إذا خرجوا و نصنع بهم أعظم

ص: 205

مما صنعوا.

فلما جن اللیل أدركتنی السعادة فقلت فی نفسی إن هؤلاء الرفضة لا یرجعون عن دینهم بل غیرهم إذا زهد یرجع إلیهم فما ذلك إلا لأن الحق معهم فبقیت مفكرا فی ذلك و سألت ربی بنبیه محمد صلی اللّٰه علیه و آله أن یرینی فی لیلتی علامة أستدل بها علی الحق الذی فرضه اللّٰه تعالی علی عباده.

فأخذنی النوم فإذا أنا بالجنة قد زخرفت فإذا فیها أشجار عظیمة مختلفة الألوان و الثمار لیست مثل أشجار الدنیا لأن أغصانها مدلاة و عروقها إلی فوق و رأیت أربعة أنهار من خمر و لبن و عسل و ماء و هی تجری و لیس لها جرف (1) بحیث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت و رأیت نساء حسنة الأشكال و رأیت قوما یأكلون من تلك الثمار و یشربون من تلك الأنهار و أنا

لا أقدر علی ذلك فكلما أردت أن أتناول من الثمار تصعد إلی فوق و كلما هممت أن أشرب من تلك الأنهار تغور إلی تحت فقلت للقوم ما بالكم تأكلون و تشربون و أنا لا أطیق ذلك فقالوا إنك لا تأتی إلینا بعد.

فبینا أنا كذلك و إذا بفوج عظیم فقلت ما الخبر فقالوا سیدتنا فاطمة الزهراء علیها السلام قد أقبلت فنظرت فإذا بأفواج من الملائكة علی أحسن هیئة ینزلون من الهواء إلی الأرض و هم حافون بها فلما دنت و إذا بالفارس الذی قد خلصنا من العطش بإطعامه لنا الحنظل قائما بین یدی فاطمة علیها السلام فلما رأیته عرفته و ذكرت تلك الحكایة و سمعت القوم یقولون هذا م ح م د بن الحسن القائم المنتظر فقام الناس و سلموا علی فاطمة علیها السلام.

ص: 206


1- 1. الجرف بالضم و بضمتین ما تجرفته السیول، و أكلته من الأرض، و منه المثل« فلان یبنی علی جرف هار، لا یدری ما لیل من نهار» و جمعه أجراف، و یقال للجانب الذی أكله الماء من حاشیة النهر أیضا، أو هو بضمتین، فكانه أراد أن تلك الأنهار كان لها جداول مستویة و كانت المیاه تجری فیها مملوءة، بحیث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت، و لم تقع فیها.

فقمت أنا و قلت السلام علیك یا بنت رسول اللّٰه فقالت و علیك السلام یا محمود أنت الذی خلصك ولدی هذا من العطش فقلت نعم یا سیدتی فقالت إن دخلت مع شیعتنا أفلحت فقلت أنا داخل فی دینك و دین شیعتك مقر بإمامة من مضی من بنیك و من بقی منهم فقالت أبشر فقد فزت.

قال محمود فانتبهت و أنا أبكی و قد ذهل عقلی مما رأیت فانزعج أصحابی لبكائی و ظنوا أنه مما حكیت لهم فقالوا طب نفسا فو اللّٰه لننتقمن من الرفضة فسكت عنهم حتی سكتوا و سمعت المؤذن یعلن بالأذان فقمت إلی الجانب الغربی و دخلت منزل أولئك الزوار فسلمت علیهم فقالوا لا أهلا و لا سهلا اخرج عنا لا بارك اللّٰه فیك فقلت إنی قد عدت معكم و دخلت علیكم لتعلمونی معالم دینی فبهتوا من كلامی و قال بعضهم كذب و قال آخرون جاز أن یصدق.

فسألونی عن سبب ذلك فحكیت لهم ما رأیت فقالوا إن صدقت فإنا ذاهبون إلی مشهد الإمام موسی بن جعفر علیهما السلام فامض معنا حتی نشیعك هناك فقلت سمعا و طاعة و جعلت أقبل أیدیهم و أقدامهم و حملت إخراجهم و أنا أدعو لهم حتی وصلنا إلی الحضرة الشریفة فاستقبلنا الخدام و معهم رجل علوی كان أكبرهم فسلموا علی الزوار فقالوا له افتح لنا الباب حتی نزور سیدنا و مولانا فقال حبا و كرامة و لكن معكم شخص یرید أن یتشیع و رأیته فی منامی واقفا بین یدی سیدتی فاطمة الزهراء صلوات اللّٰه علیها فقالت لی یأتیك غدا رجل یرید أن یتشیع فافتح له الباب قبل كل أحد و لو رأیته الآن لعرفته.

فنظر القوم بعضهم إلی بعض متعجبین فقالوا فشرع ینظر إلی واحد واحد فقال اللّٰه أكبر هذا و اللّٰه هو الرجل الذی رأیته ثم أخذ بیدی فقال القوم صدقت یا سید و بررت و صدق هذا الرجل بما حكاه و استبشروا بأجمعهم و حمدوا اللّٰه تعالی ثم إنه أدخلنی الحضرة الشریفة و شیعنی و تولیت و تبریت.

فلما تم أمری قال العلوی و سیدتك فاطمة تقول لك سیلحقك بعض

ص: 207

حطام الدنیا فلا تحفل به و سیخلفه اللّٰه علیك و ستحصل فی مضایق فاستغث بنا تنجو فقلت السمع و الطاعة و كان لی فرس قیمتها مائتا دینار فماتت و خلف اللّٰه علی مثلها و أضعافها و أصابنی مضایق فندبتهم و نجوت و فرج اللّٰه عنی بهم و أنا الیوم أوالی من والاهم و أعادی من عاداهم و أرجو بهم حسن العاقبة.

ثم إنی سعیت إلی رجل من الشیعة فزوجنی هذه المرأة و تركت أهلی فما قبلت أتزوج منهم و هذا ما حكا لی فی تاریخ شهر رجب سنة ثمان و ثمانین و سبعمائة هجریة وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و الصلاة علی محمد و آله.

الحكایة الثانیة [تشرّف عبد المحسن من أهل السواد بلقاء الحجّة علیه السّلام و رسالته إلی علیّ بن طاوس رحمه اللّٰه]

قال السید الجلیل صاحب المقامات الباهرة و الكرامات الظاهرة رضی الدین علی بن طاوس فی كتاب غیاث سلطان الوری علی ما نقله عنه المحدث الأسترآبادی فی الفوائد المدنیة فی نسختین كانت إحداهما بخط الفاضل الهندی ما لفظه.

یقول علی بن موسی بن جعفر بن طاوس: كنت قد توجهت أنا و أخی الصالح محمد بن محمد بن محمد القاضی الآوی ضاعف اللّٰه سعادته و شرف خاتمته من الحلة إلی مشهد مولانا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه و سلامه علیه فی یوم الثلاثاء سابع عشر شهر جمادی الأخری سنة إحدی و أربعین و ستمائة فاختار اللّٰه لنا المبیت بالقریة التی تسمی دورة بن سنجار و بات أصحابنا و دوابنا فی القریة و توجهنا منها أوائل نهار یوم الأربعاء ثامن عشر الشهر المذكور.

فوصلنا إلی مشهد مولانا علی صلوات اللّٰه و سلامه علیه قبل ظهر یوم الأربعاء المذكور فزرنا و جاء اللیل فی لیلة الخمیس تاسع عشر جمادی الأخری المذكورة فوجدت من نفسی إقبالا علی اللّٰه و حضورا و خیرا كثیرا فشاهدت ما یدل علی القبول و العنایة و الرأفة و بلوغ المأمول و الضیافة فحدثنی أخی الصالح محمد بن محمد الآوی ضاعف اللّٰه سعادته أنه رأی فی تلك اللیلة فی منامه كان فی یدی لقمة و أنا أقول له هذه من فم مولانا المهدی علیه السلام و قد أعطیته بعضها.

ص: 208

فلما كان سحر تلك اللیلة كنت علی ما تفضل اللّٰه به من نافلة اللیل فلما أصبحنا به من نهار الخمیس المذكور دخلت الحضرة حضرة مولانا علی صلوات اللّٰه علیه علی عادتی فورد علی من فضل اللّٰه و إقباله و المكاشفة ما كدت أسقط علی الأرض و رجفت أعضائی و أقدامی و ارتعدت رعدة هائلة علی عوائد فضله عندی و عنایته لی و ما أرانی من بره لی و رفدی و أشرفت علی الفناء و مفارقة دار الفناء و الانتقال إلی دار البقاء حتی حضر الجمال محمد بن كنیله و أنا فی تلك الحال فسلم علی فعجزت عن مشاهدته و عن النظر إلیه و إلی غیره و ما تحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفونی به تحقیقا و تجددت فی تلك الزیارة مكاشفات جلیلة و بشارات جمیلة.

و حدثنی أخی الصالح محمد بن محمد بن محمد الآوی ضاعف اللّٰه سعادته بعده بشارات رواها لی منها أنه رأی كان شخصا یقص علیه فی المنام مناما و یقول له قد رأیت كأن فلانا یعنی عنی (1)

و كأننی كنت حاضرا لما كان المنام یقص علیه راكب فرسا

و أنت یعنی الأخ الصالح الآوی و فارسان آخران قد صعدتم جمیعا إلی السماء قال فقلت له أنت تدری أحد الفارسین من هو فقال صاحب المنام فی حال النوم لا أدری فقلت أنت یعنی عنی ذلك مولانا المهدی صلوات اللّٰه و سلامه علیه.

و توجهنا من هناك لزیارة أول رجب بالحلة فوصلنا لیلة الجمعة سابع عشر جمادی الآخرة بحسب الاستخارة فعرفنی حسن بن البقلی یوم الجمعة المذكورة أن شخصا فیه صلاح یقال له عبد المحسن من أهل السواد قد حضر بالحلة و ذكر أنه قد لقیه مولانا المهدی صلوات اللّٰه علیه ظاهرا فی الیقظة و قد أرسله إلی عندی برسالة فنفذت قاصدا و هو محفوظ بن قرا فحضرا لیلة السبت ثامن عشر من جمادی الآخرة المقدم ذكرها.

ص: 209


1- 1. قد تكرر فی الحكایة قوله« یعنی عنی» و أمثاله، و هی من لغة أهل العراق: المولدین، و كانه یستعمل« یعنی» بمعنی« یكنی» أی یكنی بفلان عنی.

فخلوت بهذا الشیخ عبد المحسن فعرفته فهو رجل صالح لا یشك النفس فی حدیثه و مستغن عنا و سألته فذكر أن أصله من حصن بشر و أنه انتقل إلی الدولاب الذی بإزاء المحولة المعروفة بالمجاهدیة و یعرف الدولاب بابن أبی الحسن و أنه مقیم هناك و لیس له عمل بالدولاب و لا زرع و لكنه تاجر فی شراء غلیلات و غیرها و أنه كان قد ابتاع غلة من دیوان السرائر و جاء لیقبضها و بات عند المعیدیة فی المواضع المعروفة بالمحبر.

فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعیدیة فخرج بقصد النهر و النهر فی جهة المشرق فما أحس بنفسه إلا و هو فی قل السلم فی طریق مشهد الحسین علیه السلام فی جهة المغرب و كان ذلك لیلة الخمیس تاسع عشر شهر جمادی الآخرة من سنة إحدی و أربعین و ستمائة التی تقدم شرح بعض ما تفضل اللّٰه علی فیها و فی نهارها فی خدمة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام.

فجلست أریق ماء و إذا فارس عندی ما سمعت له حسا و لا وجدت لفرسه حركة و لا صوتا و كان القمر طالعا و لكن كان الضباب كثیرا(1).

فسألته عن الفارس و فرسه فقال كان لون فرسه صدءا و علیه ثیاب بیض و هو متحنك بعمامة و متقلد بسیف.

فقال الفارس لهذا الشیخ عبد المحسن كیف وقت الناس قال عبد المحسن فظننت أنه یسأل عن ذلك الوقت قال فقلت الدنیا علیه ضباب و غبرة فقال ما سألتك عن هذا أنا سألتك عن حال الناس قال فقلت الناس طیبین مرخصین آمنین فی أوطانهم و علی أموالهم.

فقال تمضی إلی ابن طاوس و تقول له كذا و كذا و ذكر لی ما قال صلوات اللّٰه علیه ثم قال عنه علیه السلام فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا قال عبد المحسن فوقع فی قلبی و عرفت نفسی أنه مولانا صاحب الزمان علیه السلام فوقعت علی وجهی

ص: 210


1- 1. الضباب: ندی كالغبار یغشی الأرض و قیل سحاب رقیق كالدخان، یقال له بالفارسیة« مه».

و بقیت كذلك مغشیا علی إلی أن طلع الصبح قلت له فمن أین عرفت أنه قصد ابن طاوس عنی (1)

قال ما أعرف من بنی طاوس إلا أنت و ما فی قلبی إلا أنه قصد بالرسالة إلیك قلت أی شی ء فهمت بقوله علیه السلام فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا هل قصد وفاتی قد دنا أم قد دنا وقت ظهوره صلوات اللّٰه و سلامه علیه فقال بل قد دنا وقت ظهوره صلوات اللّٰه علیه.

قال فتوجهت ذلك الوقت (2)

إلی مشهد الحسین علیه السلام و عزمت أننی ألزم بیتی مدة حیاتی أعبد اللّٰه تعالی و ندمت كیف ما سألته صلوات اللّٰه علیه عن أشیاء كنت أشتهی أسأله فیها.

قلت له هل عرفت بذلك أحدا قال نعم عرفت بعض من كان عرف بخروجی من المعیدیة و توهموا أنی قد ضللت و هلكت بتأخیری عنهم و اشتغالی بالغشیة التی وجدتها و لأنهم كانوا یرونی طول ذلك النهار یوم الخمیس فی أثر الغشیة التی لقیتها من خوفی منه علیه السلام فوصیته أن لا یقول ذلك لأحد أبدا و عرضت علیه شیئا فقال أنا مستغن عن الناس و بخیر كثیر.

فقمت أنا و هو فلما قام عنی نفذت له غطاء و بات عندنا فی المجلس علی باب الدار التی هی مسكنی الآن بالحلة فقمت و كنت أنا و هو فی الروشن (3) فی خلوة فنزلت لأنام فسألت اللّٰه زیادة كشف فی المنام فی تلك اللیلة أراه أنا.

فرأیت كان مولانا الصادق علیه السلام قد جاءنی بهدیة عظیمة و هی عندی و كأننی ما أعرف قدرها فاستیقظت و حمدت اللّٰه و صعدت الروشن لصلاة نافلة

ص: 211


1- 1. هكذا فی النسخة و الصحیح« قصدنی عن ابن طاوس» منه رحمه اللّٰه، أقول: قد عرفت أن ناقل الحكایة من أهل السواد، فإذا عدی« عنی» و« قصد» بعن الجارة یضمنه معنی الكنایة كانه قال« كنی بابن طاوس عنی» و معناه علی لغته ظاهر.
2- 2. الیوم، خ.
3- 3. الروشن: أصلها فارسیة، قال الفیروزآبادی:« الروشن: الكوة» لكن المراد بقرینة ما بعده: الغرفة المشرفة.

اللیل و هی لیلة السبت ثامن عشر جمادی الآخرة فاصعد فتح (1) الإبریق إلی عندی فمددت یدی فلزمت عروته لأفرغ علی كفی فأمسك ماسك فم الإبریق و أداره عنی و منعنی من استعمال الماء فی طهارة الصلاة فقلت لعل الماء نجس فأراد اللّٰه أن یصوننی عنه فإن لله عز و جل علی عوائد كثیرة أحدها مثل هذا و أعرفها.

فنادیت إلی فتح و قلت من أین ملأت الإبریق فقال من المصبة(2) فقلت هذا لعله نجس فاقلبه و اطهره (3) و املأه من الشط فمضی و قلبه و أنا أسمع صوت الإبریق و شطفه و ملأه من الشط و جاء به فلزمت عروته و شرعت أقلب منه علی كفی فأمسك ماسك فم الإبریق و أداره عنی و منعنی منه.

فعدت و صبرت و دعوت بدعوات و عاودت الإبریق و جری مثل ذلك فعرفت أن هذا منع لی من صلاة اللیل تلك اللیلة و قلت فی خاطری لعل اللّٰه یرید أن یجری علی حكما و ابتلاء غدا و لا یرید أن أدعو اللیلة فی السلامة من ذلك و جلست لا یخطر بقلبی غیر ذلك.

فنمت و أنا جالس و إذا برجل یقول لی یعنی عبد المحسن الذی جاء بالرسالة كأنه ینبغی أن تمشی بین یدیه فاستیقظت و وقع فی خاطری أننی قد قصرت فی احترامه و إكرامه فتبت إلی اللّٰه جل جلاله و اعتمدت ما یعتمد التائب من مثل ذلك و شرعت فی الطهارة فلم یمسك أبدا فم الإبریق و تركت علی عادتی فتطهرت و صلیت ركعتین فطلع الفجر فقضیت نافلة اللیل و فهمت أننی ما قمت بحق هذه الرسالة.

فنزلت إلی الشیخ عبد المحسن و تلقیته و أكرمته و أخذت له من خاصتی

ص: 212


1- 1. فتح: اسم غلامه. منه رحمه اللّٰه.
2- 2. فی الأصل المطبوع: المسببة، بالسین و هو تصحیف.
3- 3. فی نسخة الفاضل الهندی:« فاشطفه» و هو الأصحّ لغة، و بقرینة ما یأتی، منه رحمه اللّٰه. أقول: الشطف: الغسل، و هی لغة سواد أهل العراق، لیست بأصیلة.

ستا نیر(1)

و من غیر خاصتی خمسة عشر دینارا مما كنت أحكم فیه كمالی (2)

و خلوت به فی الروشن و عرضت ذلك علیه و اعتذرت إلیه فامتنع من قبول شی ء أصلا و قال إن معی نحو مائة دینار و ما آخذ شیئا أعطه لمن هو فقیر و امتنع غایة الامتناع.

فقلت إن رسول مثله علیه الصلاة و السلام یعطی لأجل الإكرام لمن أرسله لا لأجل فقره و غناه فامتنع فقلت له مبارك أما الخمسة عشر فهی من غیر خاصتی فلا أكرهك علی قبولها و أما هذه الستة دنانیر فهی من خاصتی فلا بد أن تقبلها منی فكاد أن یؤیسنی

من قبولها فألزمته فأخذها و عاد تركها فألزمته فأخذها و تغدیت أنا و هو و مشیت بین یدیه كما أمرت فی المنام إلی ظاهر الدار و أوصیته بالكتمان و الحمد لله و صلی اللّٰه علی سید المرسلین محمد و آله الطاهرین.

الحكایة الثالثة [قصّة تشبّه قصّة الجزیرة الخضراء]

فی آخر كتاب فی التعازی عن آل محمد علیهم السلام و وفاة النبی صلی اللّٰه علیه و آله تألیف الشریف الزاهد أبی عبد اللّٰه محمد بن علی بن الحسن بن عبد الرحمن العلوی الحسینی رضی اللّٰه عنه عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعید بن أحمد بن الرضی عن الشیخ الأجل المقرئ خطیر الدین حمزة بن المسیب بن الحارث: أنه حكی فی داری بالظفریة بمدینة السلام فی ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع و أربعین و خمسمائة قال حدثنی شیخی العالم بن أبی القاسم (3) عثمان بن عبد الباقی بن أحمد الدمشقی فی سابع عشر جمادی الآخرة من سنة ثلاث و أربعین و خمسمائة قال حدثنی الأجل

ص: 213


1- 1. ستانیر، كذا فی النسخ و الظاهر أنّه مخفف« ستة دنانیر» كذا بخط المؤلّف رحمه اللّٰه، أقول: بل هو مقطوع لما یأتی بعده من التصریح بذلك، و هو مثل قولهم« ستی» مخفف« سیدتی».
2- 2. أی مثل مالی.
3- 3. كذا فی نسخة كشكول المحدث البحرانیّ، منه رحمه اللّٰه.

العالم الحجة كمال الدین أحمد بن محمد بن یحیی الأنباری بداره بمدینة السلام لیلة عاشر شهر رمضان سنة ثلاث و أربعین و خمسمائة.

قال كنا عند الوزیر عون الدین یحیی بن هبیرة فی رمضان بالسنة المقدم ذكرها و نحن علی طبقة و عنده جماعة فلما أفطر من كان حاضرا و تقوض (1) أكثر من حضر خاصرا(2)

أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسی عنده فكان فی مجلسه فی تلك اللیلة شخص لا أعرفه و لم أكن رأیته من قبل و رأیت الوزیر یكثر إكرامه و یقرب مجلسه و یصغی إلیه و یسمع قوله دون الحاضرین.

فتجارینا الحدیث و المذاكرة حتی أمسینا و أردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزیر أن الغیث ینزل و أنه یمنع من یرید الخروج فأشار الوزیر أن نمسی عنده فأخذنا نتحادث فأفضی الحدیث حتی تحادثنا فی الأدیان و المذاهب و رجعنا إلی دین الإسلام و تفرق المذاهب فیه.

فقال الوزیر أقل طائفة مذهب الشیعة و ما یمكن أن یكون أكثر منهم فی خطتنا هذه و هم الأقل من أهلها و أخذ یذم أحوالهم و یحمد اللّٰه علی قتلهم فی أقاصی الأرض. فالتفت الشخص الذی كان الوزیر مقبلا علیه مصغیا إلیه فقال له أدام اللّٰه أیامك أحدث بما عندی فیما قد تفاوضتم فیه أو أعرض عنه فصمت الوزیر ثم قال قل ما عندك.

فقال خرجت مع والدی سنة اثنتین و عشرین و خمسمائة من مدینتنا و هی المعروفة بالباهیة و لها الرستاق الذی یعرفه التجار و عدة ضیاعها ألف و مائتا ضیعة فی كل ضیعة من الخلق ما لا یحصی عددهم إلا اللّٰه و هم قوم نصاری و جمیع

ص: 214


1- 1. یقال: تقوض الحلق و الصفوف: انتقضت و تفرقت.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« من حضر حاضرا» و هو تصحیف، و الصحیح ما فی الصلب و معناه أنه: قام أكثر أهل المجلس و كل منهم وضع یده علی خاصرته، من طول الجلوس و كسالته.

الجزائر التی كانت حولهم علی دینهم و مذهبهم و مسیر بلادهم و جزائرهم مدة شهرین و بینهم و بین البر مسیر عشرین یوما و كل من فی البر من الأعراب و غیرهم نصاری و تتصل بالحبشة و النوبة و كلهم نصاری و یتصل بالبربر و هم علی دینهم فإن حد هذا كان بقدر كل من فی الأرض و لم نضف إلیهم الإفرنج و الروم.

و غیر خفی عنكم من بالشام و العراق و الحجاز من النصاری و اتفق أننا سرنا فی البحر و أوغلنا و تعدینا الجهات التی كنا نصل إلیها و رغبنا فی المكاسب و لم نزل علی ذلك حتی صرنا إلی جزائر عظیمة كثیرة الأشجار ملیحة الجدران فیها المدن الملدودة(1)

و الرساتیق.

و أول مدینة وصلنا إلیها و أرسی المراكب بها و قد سألنا الناخداه أی شی ء هذه الجزیرة قال و اللّٰه إن هذه جزیرة لم أصل إلیها و لا أعرفها و أنا و أنتم فی معرفتها سواء.

فلما أرسینا بها و صعد التجار إلی مشرعة تلك المدینة و سألنا ما اسمها فقیل هی المباركة فسألنا عن سلطانهم و ما اسمه فقالوا اسمه الطاهر فقلنا و أین سریر مملكته فقیل بالزاهرة فقلنا و أین الزاهرة فقالوا بینكم و بینها مسیرة عشر لیال فی البحر و خمس و عشرین لیلة فی البر و هم قوم مسلمون.

فقلنا من یقبض زكاة ما فی المركب لنشرع فی البیع و الابتیاع فقالوا تحضرون عند نائب السلطان فقلنا و أین أعوانه فقالوا لا أعوان له بل هو فی داره و كل من علیه حق یحضر عنده فیسلمه إلیه.

فتعجبنا من ذلك و قلنا أ لا تدلونا علیه فقالوا بلی و جاء معنا من أدخلنا داره فرأیناه رجلا صالحا علیه عباءة و تحته عباءة و هو مفترشها و بین یدیه دواة یكتب منها من كتاب ینظر إلیه فسلمنا علیه فرد علینا السلام و حیانا و قال من أین أقبلتم فقلنا من أرض كذا و كذا فقال كلكم فقلنا لا بل

ص: 215


1- 1. الملدودة: معناها أن تلك المدن قد جعلت فیها لدیدة كثیرة: و هی الروضة الخضراء الزهراء.

فینا المسلم و الیهودی و النصرانی فقال یزن الیهودی جزیته و النصرانی جزیته و یناظر المسلم عن مذهبه فوزن والدی عن خمس نفر نصاری عنه و عنی و عن ثلاثة نفر كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا یهودا و قال للباقین هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه فی مذاهبهم فقال لستم مسلمین و إنما أنتم خوارج و أموالكم محل للمسلم المؤمن و لیس بمسلم من لم یؤمن باللّٰه و رسوله و الیوم الآخر و بالوصی و الأوصیاء من ذریته حتی مولانا صاحب الزمان صلوات اللّٰه علیهم.

فضاقت بهم الأرض و لم یبق إلا أخذ أموالهم.

ثم قال لنا یا أهل الكتاب لا معارضة لكم فیما معكم حیث أخذت الجزیة منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن یحتملهم إلی سلطانهم فأجاب سؤالهم و تلا لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ فقلنا للناخداه و الربان (1) و هو الدلیل هؤلاء قوم قد عاشرناهم و صاروا رفقة و ما یحسن لنا أن نتخلف عنهم أینما یكونوا نكون معهم حتی نعلم ما یستقر حالهم علیه فقال الربان و اللّٰه ما أعلم هذا البحر أین المسیر فیه فاستأجرنا ربانا و رجالا و قلعنا القلع (2) و سرنا ثلاثة عشر یوما بلیالیها حتی كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه و اللّٰه أعلام الزاهرة و منائرها و جدرها أنها قد بانت فسرنا حتی تضاحی النهار.

فقدمنا إلی مدینة لم تر العیون أحسن منها و لا أحق (3) علی القلب و لا أرق من نسیمها و لا أطیب من هوائها و لا أعذب من مائها و هی راكبة البحر علی جبل من صخر أبیض كأنه لون الفضة و علیها سور إلی ما یلی البحر و البحر یحوط الذی یلیه منها و الأنهار منحرفة فی وسطها یشرب منها أهل الدور و الأسواق

ص: 216


1- 1. الناخدا، مأخوذ من الفارسیة و معناه معروف و الربان كرمان: رئیس الملاحین.
2- 2. القلع: شراع السفینة، و قلعنا: أی رفعنا و أصلحنا الشراع لتسیر السفینة.
3- 3. أخف، خ.

و تأخذ منها الحمامات و فواضل الأنهار ترمی فی البحر و مدی الأنهار فرسخ و نصف و فی تحت ذلك الجبل بساتین المدینة و أشجارها و مزارعها عند العیون و أثمار تلك الأشجار لا یری أطیب منها و لا أعذب و یرعی الذئب و النعجة عیانا و لو قصد قاصد لتخلیة دابة فی زرع غیره لما رعته و لا قطعت قطعة حمله و لقد شاهدت السباع و الهوام رابضة فی غیض تلك المدینة و بنو آدم یمرون علیها فلا تؤذیهم.

فلما قدمنا المدینة و أرسی المركب فیها و ما كان صحبنا من الشوابی و الذوابیح من المباركة بشریعة الزاهرة صعدنا فرأینا مدینة عظیمة عیناء كثیرة الخلق وسیعة الربقة و فیها الأسواق الكثیرة و المعاش العظیم و ترد إلیها الخلق من البر و البحر و أهلها علی

أحسن قاعدة لا یكون علی وجه الأرض من الأمم و الأدیان مثلهم و أمانتهم حتی أن المتعیش بسوق یرده إلیه من یبتاع منه حاجة إما بالوزن أو بالذراع فیبایعه علیها ثم یقول أیا هذا زن لنفسك و اذرع لنفسك.

فهذه صورة مبایعاتهم و لا یسمع بینهم لغو المقال و لا السفه و لا النمیمة و لا یسب بعضهم بعضا و إذا نادی المؤذن الأذان لا یتخلف منهم متخلف ذكرا كان أو أنثی إلا و یسعی إلی الصلاة حتی إذا قضیت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلی بیته حتی یكون وقت الصلاة الأخری فیكون الحال كما كانت فلما وصلنا المدینة و أرسینا بمشرعتها أمرونا بالحضور إلی عند السلطان فحضرنا داره و دخلنا إلیه إلی بستان صور فی وسطه قبة من قصب و السلطان فی تلك القبة و عنده جماعة و فی باب القبة ساقیة تجری.

فوافینا القبة و قد أقام المؤذن الصلاة فلم یكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس و أقیمت الصلاة فصلی بهم جماعة فلا و اللّٰه لم تنظر عینی أخضع منه لله و لا ألین جانبا لرعیته فصلی من صلی مأموما.

فلما قضیت الصلاة التفت إلینا و قال هؤلاء القادمون قلنا نعم و كانت تحیة الناس له أو مخاطبتهم له یا ابن صاحب الأمر فقال علی خیر مقدم.

ص: 217

ثم قال أنتم تجار أو ضیاف فقلنا تجار فقال من منكم المسلم و من منكم أهل الكتاب فعرفناه ذلك فقال إن الإسلام تفرق شعبا فمن أی قبیل أنتم و كان معنا شخص یعرف بالمقری بن دربهان بن أحمد(1)

الأهوازی یزعم أنه علی مذهب الشافعی فقال له أنا رجل شافعی قال فمن علی مذهبك من الجماعة قال كلنا إلا هذا حسان بن غیث فإنه رجل مالكی.

فقال أنت تقول بالإجماع قال نعم قال إذا تعمل بالقیاس ثم قال باللّٰه یا شافعی تلوت ما أنزل اللّٰه یوم المباهلة قال نعم قال ما هو قال قوله تعالی فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ (2).

فقال باللّٰه علیك من أبناء الرسول و من نساؤه و من نفسه یا ابن دربهان فأمسك فقال باللّٰه هل بلغك أن غیر الرسول و الوصی و البتول و السبطین دخل تحت الكساء قال لا فقال و اللّٰه لم تنزل هذه الآیة إلا فیهم و لا خص بها سواهم.

ثم قال باللّٰه علیك یا شافعی ما تقول فیمن طهره اللّٰه بالدلیل القاطع هل ینجسه المختلفون قال لا قال باللّٰه علیك هل تلوت إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(3) قال نعم قال باللّٰه علیك من یعنی بذلك فأمسك فقال و اللّٰه ما عنی بها إلا أهلها.

ثم بسط لسانه و تحدث بحدیث أمضی من السهام و أقطع من الحسام فقطع الشافعی و وافقه فقام عند ذلك فقال عفوا یا ابن صاحب الأمر انسب إلی نسبك فقال أنا طاهر بن محمد بن الحسن بن علی بن محمد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین بن علی الذی أنزل اللّٰه فیه وَ كُلَّ شَیْ ءٍ

ص: 218


1- 1. اسمه دربهان بن أحمد، كذا فی كشكول الشیخ یوسف البحرینی، منه رحمه اللّٰه.
2- 2. آل عمران: 61.
3- 3. الأحزاب: 33.

أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (1) هو و اللّٰه الإمام المبین و نحن الذین أنزل اللّٰه فی حقنا ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (2).

یا شافعی نحن أهل البیت نحن ذریة الرسول و نحن أولو الأمر فخر الشافعی مغشیا علیه لما سمع منه ثم أفاق من غشیته و آمن به و قال الحمد لله الذی منحنی بالإسلام و نقلنی من التقلید إلی الیقین.

ثم أمر لنا بإقامة الضیافة فبقینا علی ذلك ثمانیة أیام و لم یبق فی المدینة إلا من جاء إلینا و حادثنا فلما انقضت الأیام الثمانیة سأله أهل المدینة أن یقوموا لنا بالضیافة ففتح لهم فی ذلك فكثرت علینا الأطعمة و الفواكه و عملت لنا الولائم و لبثنا فی تلك المدینة سنة كاملة.

فعلمنا و تحققنا أن تلك المدینة مسیرة شهرین كاملة برا و بحرا و بعدها مدینة اسمها الرائقة سلطانها القاسم بن صاحب الأمر علیه السلام مسیرة ملكها شهرین و هی علی تلك القاعدة و لها دخل عظیم و بعدها مدینة اسمها الصافیة سلطانها إبراهیم بن صاحب الأمر علیه السلام بالحكام و بعدها مدینة أخری اسمها ظلوم سلطانها عبد الرحمن بن صاحب الأمر علیه السلام مسیرة رستاقها و ضیاعها شهران و بعدها مدینة أخری اسمها عناطیس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر علیه السلام و هی أعظم المدن كلها و أكبرها و أعظم دخلا و مسیرة ملكها أربعة أشهر.

فیكون مسیرة المدن الخمس و المملكة مقدار سنة لا یوجد فی أهل تلك الخطط و المدن و الضیاع و الجزائر غیر المؤمن الشیعی الموحد القائل بالبراءة و الولایة الذی یقیم الصلاة و یؤتی الزكاة و یأمر بالمعروف و ینهی عن المنكر سلاطینهم أولاد إمامهم یحكمون بالعدل و به یأمرون و لیس علی وجه الأرض مثلهم و لو جمع أهل الدنیا لكانوا أكثر عددا منهم علی اختلاف الأدیان و المذاهب.

و لقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إلیهم لأنهم زعموا

ص: 219


1- 1. یس: 12.
2- 2. آل عمران: 34.

أنها سنة وروده فلم یوفقنا اللّٰه تعالی للنظر إلیه فأما ابن دربهان و حسان فإنهما أقاما بالزاهرة یرقبان رؤیته و قد كنا لما استكثرنا هذه المدن و أهلها سألنا عنها فقیل إنها عمارة صاحب الأمر علیه السلام و استخراجه.

فلما سمع عون الدین ذلك نهض و دخل حجرة لطیفة و قد تقضی اللیل فأمر بإحضارنا واحدا واحدا و قال إیاكم إعادة ما سمعتم أو إجراء علی ألفاظكم و شدده و تأكد علینا فخرجنا من عنده و لم یعد أحد منا مما سمعه حرفا واحدا حتی هلك.

و كنا إذا حضرنا موضعا و اجتمع واحدنا بصاحبه قال أ تذكر شهر رمضان فیقول نعم سترا لحال الشرط.

فهذا ما سمعته و رویته و الحمد لله وحده و صلواته علی خیر خلقه محمد و آله الطاهرین وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ قلت و روی هذه الحكایة مختصرا الشیخ زین الدین علی بن یونس العاملی البیاضی فی الفصل الخامس عشر من الباب الحادی عشر من كتاب الصراط المستقیم و هو أحسن كتاب صنف فی الإمامة عن كمال الدین الأنباری إلخ و هو صاحب رسالة الباب المفتوح إلی ما قیل فی النفس و الروح التی نقلها العلامة المجلسی بتمامها فی السماء و العالم.

و قال السید الأجل علی بن طاوس فی أواخر كتاب جمال الأسبوع و هو الجزء الرابع من السمات و المهمات بعد سوقه الصلوات المهدویة المعروفة التی أولها اللّٰهم صل علی محمد المنتجب فی المیثاق و فی آخرها و صل علی ولیك و ولاة عهدك و الأئمة من ولده و زد فی أعمارهم و زد فی آجالهم و بلغهم أقصی آمالهم دینا و دنیا و آخرة إلخ.

وَ الدُّعَاءُ الْآخَرُ مَرْوِیٌّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: یُدْعَی بِهِ فِی الْغَیْبَةِ أَوَّلُهُ اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِیِّكَ وَ فِی آخِرِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وُلَاةِ عَهْدِكَ فِی الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ إلخ قال بعد كلام له فی شرح هذه الفقرة ما لفظه و وجدت روایة متصلة الإسناد

ص: 220

بأن للمهدی صلوات اللّٰه علیه أولاد جماعة ولاة فی أطراف بلاد البحر علی غایة عظیمة من صفات الأبرار و الظاهر بل المقطوع أنه إشارة إلی هذه الروایة و اللّٰه العالم.

و رواه أیضا السید الجلیل علی بن عبد الحمید النیلی فی كتاب السلطان المفرج عن أهل الإیمان عن الشیخ الأجل الأمجد الحافظ حجة الإسلام سعید الدین رضی البغدادی عن الشیخ الأجل خطیر الدین حمزة بن الحارث: بمدینة السلام إلخ.

و- رواه المحدث الجزائری فی الأنوار عن المولی الفاضل الملقب بالرضا علی بن فتح اللّٰه الكاشانی قال روی الشریف الزاهد:.

الحكایة الرابعة [تشرّف السیّد رضیّ الدین محمّد بن محمّد الاوی فی المنام بلقائه علیه السّلام و تعلیمه دعاء العبرات لخلاصه من الحبس]

قال آیة اللّٰه العلامة الحلی رحمه اللّٰه فی آخر منهاج الصلاح فی دعاء العبرات الدعاء المعروف و هو مروی عن الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام و له من جهة السید السعید رضی الدین محمد بن محمد بن محمد الآوی قدس اللّٰه روحه حكایة معروفة بخط بعض الفضلاء فی هامش ذلك الموضع روی المولی السعید فخر الدین محمد بن الشیخ الأجل جمال الدین عن والده عن جده الفقیه یوسف عن السید الرضی المذكور: أنه كان مأخوذا عند أمیر من أمراء السلطان جرماغون مدة طویلة مع شدة و ضیق فرأی فی نومه الخلف الصالح المنتظر فبكی و قال یا مولای اشفع فی خلاصی من هؤلاء الظلمة.

فقال علیه السلام ادع بدعاء العبرات فقال ما دعاء العبرات فقال علیه السلام إنه فی مصباحك فقال یا مولای ما فی مصباحی فقال علیه السلام انظره تجده فانتبه من منامه و صلی الصبح و فتح المصباح فلقی ورقة مكتوبة فیها هذا الدعاء بین أوراق الكتاب فدعا أربعین مرة.

و كان لهذا الأمیر امرأتان إحداهما عاقلة مدبرة فی أموره و هو كثیر

ص: 221

الاعتماد علیها.

فجاء الأمیر فی نوبتها فقالت له أخذت أحدا من أولاد أمیر المؤمنین علی علیه السلام فقال لها لم تسألین عن ذلك فقالت رأیت شخصا و كان نور الشمس یتلألأ من وجهه فأخذ بحلقی بین إصبعیه ثم قال أری بعلك أخذ ولدی و یضیق علیه من المطعم و المشرب.

فقلت له یا سیدی من أنت قال أنا علی بن أبی طالب قولی له إن لم یخل عنه لأخربن بیته.

فشاع هذا النوم للسلطان فقال ما أعلم ذلك و طلب نوابه فقال من عندكم مأخوذ فقالوا الشیخ العلوی أمرت بأخذه فقال خلوا سبیله و أعطوه فرسا یركبها و دلوه علی الطریق فمضی إلی بیته انتهی.

و قال السید الأجل علی بن طاوس فی آخر مهج الدعوات و من ذلك ما حدثنی به صدیقی و المواخی لی محمد بن محمد القاضی الآوی ضاعف اللّٰه جل جلاله سعادته و شرف خاتمته: و ذكر له حدیثا عجیبا و سببا غریبا و هو أنه كان قد حدث% له حادثة فوجد هذا الدعاء فی أوراق لم یجعله فیها بین كتبه فنسخ منه نسخة فلما نسخه فقد الأصل الذی كان قد وجده إلی أن ذكر الدعاء و ذكر له نسخة أخری من طریق آخر تخالفه.

وَ نَحْنُ نَذْكُرُ النُّسْخَةَ الْأَوْلَی تَیَمُّناً بِلَفْظِ السَّیِّدِ فَإِنَّ بَیْنَ مَا ذَكَرَهُ وَ نَقَلَ الْعَلَّامَةُ أَیْضاً اخْتِلَافاً شَدِیداً وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا رَاحِمَ الْعَبَرَاتِ وَ یَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ أَنْتَ الَّذِی تَقْشَعُ سَحَائِبَ الْمِحَنِ وَ قَدْ أَمْسَتْ ثِقَالًا وَ تَجْلُو ضَبَابَ الْإِحَنِ وَ قَدْ سَحَبَتْ أَذْیَالًا وَ تَجْعَلُ زَرْعَهَا هَشِیماً وَ عِظَامَهَا رَمِیماً وَ تَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غَالِباً وَ الْمَطْلُوبَ طَالِباً إِلَهِی فَكَمْ مِنْ عَبْدٍ نَادَاكَ أَنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْتَ لَهُ مِنْ نَصْرِكَ أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُیُوناً فَالْتَقَی مَاءُ فَرَجِهِ عَلَی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ حَمَلْتَهُ مِنْ كِفَایَتِكَ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ

ص: 222

یَا رَبِّ إِنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ یَا رَبِّ إِنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ یَا رَبِّ إِنِّی مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْتَحْ لِی مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجِّرْ لِی مِنْ عَوْنِكَ عُیُوناً لِیَلْتَقِیَ مَاءُ فَرَجِی عَلی أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَ احْمِلْنِی یَا رَبِّ مِنْ كِفَایَتِكَ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ یَا مَنْ إِذَا وَلَجَ الْعَبْدُ فِی لَیْلٍ مِنْ حَیْرَتِهِ یَهِیمُ فَلَمْ یَجِدْ لَهُ صَرِیخاً یُصْرِخُهُ مِنْ وَلِیٍّ وَ لَا حَمِیمٍ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ جُدْ یَا رَبِّ مِنْ مَعُونَتِكَ صَرِیخاً مُعِیناً وَ وَلِیّاً یَطْلُبُهُ حَثِیثاً یُنَجِّیهِ مِنْ ضَیْقِ أَمْرِهِ وَ حَرَجِهِ وَ یُظْهِرُ لَهُ الْمُهِمَّ مِنْ أَعْلَامِ فَرَجِهِ اللَّهُمَّ فَیَا مَنْ قُدْرَتُهُ قَاهِرَةٌ وَ آیَاتُهُ بَاهِرَةٌ وَ نَقِمَاتُهُ قَاصِمَةٌ لِكُلِّ جُبَارٍ دَامِغَةٌ لِكُلِّ كَفُورٍ خَتَّارٍ صَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ انْظُرْ إِلَیَّ یَا رَبِّ نَظْرَةً مِنْ نَظَرَاتِكَ رَحِیمَةً تَجْلُو بِهَا عَنِّی ظُلْمَةً وَاقِفَةً مُقِیمَةً مِنْ عَاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّرُوعُ وَ قَلَفَتْ (1)

مِنْهَا الزُّرُوعُ وَ اشْتَمَلَ بِهَا عَلَی الْقُلُوبِ الْیَأْسُ وَ جَرَتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفَاسُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ حِفْظاً حِفْظاً لِغَرَائِسَ غَرَسَتْهَا یَدُ الرَّحْمَنِ وَ شُرْبُهَا مِنْ مَاءِ الْحَیَوَانِ أَنْ تَكُونَ بِیَدِ الشَّیْطَانِ تُجَزُّ وَ بِفَأْسِهِ تُقْطَعُ وَ تُحَزُّ إِلَهِی مَنْ أَوْلَی مِنْكَ أَنْ یَكُونَ عَنْ حَمَاكَ حَارِساً وَ مَانِعاً إِلَهِی إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هَالَ فَهَوِّنْهُ وَ خَشُنَ فَأَلِنْهُ وَ إِنَّ الْقُلُوبَ كَاعَتْ فَطَنِّهَا وَ النُّفُوسُ ارْتَاعَتْ فَسَكِّنْهَا إِلَهِی تَدَارَكْ أَقْدَاماً قَدْ زَلَّتْ وَ أَفْهَاماً فِی مَهَامِهِ الْحَیْرَةِ ضَلَّتْ أَجْحَفَ الضُّرُّ بِالْمَضْرُورِ فِی دَاعِیَةِ الْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ فَهَلْ یَحْسُنُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَرِیسَةً لِلْبَلَاءِ وَ هُوَ لَكَ رَاجٍ أَمْ هَلْ یُحْمَلُ مِنْ عَدْلِكَ أَنْ یَخُوضَ لُجَّةَ الْغَمَّاءِ وَ هُوَ إِلَیْكَ لَاجٍ مَوْلَایَ لَئِنْ كُنْتُ لَا أَشُقُّ عَلَی نَفْسِی فِی التُّقَی وَ لَا أَبْلُغُ فِی حَمْلِ أَعْبَاءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضَا وَ لَا أَنْتَظِمُ فِی سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْیَا فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ عُمْشُ الْعُیُونِ مِنَ الْبُكَاءِ بَلْ أَتَیْتُكَ یَا رَبِّ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ وَ ظَهْرٍ ثَقِیلٍ بِالْخَطَاءِ وَ الزَّلَلِ وَ نَفَسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتَادَةٍ وَ لِدَوَاعِی التَّسْوِیفِ مُنْقَادَةٍ أَ مَا یَكْفِیكَ یَا رَبِّ وَسِیلَةً إِلَیْكَ وَ ذَرِیعَةً لَدَیْكَ أَنِّی لِأَوْلِیَائِكَ مُوَالٍ وَ فِی مَحَبَّتِكَ مُغَالٍ أَ مَا یَكْفِینِی أَنْ أَرُوحَ فِیهِمْ.

ص: 223


1- 1. یرید أنّها یبست حتّی تقشر لحاؤها و انتشر عنها.

مَظْلُوماً وَ أَغْدُوَ مَكْظُوماً وَ أَقْضِیَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً وَ بَعْدَ رُجُومٍ رُجُوماً أَ مَا عِنْدَكَ یَا رَبِّ بِهَذِهِ حُرْمَةٌ لَا تُضَیَّعُ وَ ذِمَّةٌ بِأَدْنَاهَا یُقْتَنَعُ فَلِمَ لَا یَمْنَعُنِی یَا رَبِّ وَ هَا أَنَا ذَا غَرِیقٌ وَ تَدَعُنِی بِنَارِ عَدُوِّكَ حَرِیقٌ أَ تَجْعَلُ أَوْلِیَاءَكَ لِأَعْدَائِكَ مَصَائِدَ وَ تُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلَائِدَ وَ أَنْتَ مَالِكُ نُفُوسِهِمْ لَوْ قَبَضْتَهَا جَمَدُوا وَ فِی قَبْضَتِكَ مَوَادُّ أَنْفَاسِهِمْ لَوْ قَطَعْتَهَا خَمَدُوا وَ مَا یَمْنَعُكَ یَا رَبِّ أَنْ تَكُفَّ بَأْسَهُمْ وَ تَنْزِعَ عَنْهُمْ مِنْ حِفْظِكَ لِبَاسَهُمْ وَ تُعْرِیَهُمْ مِنْ سَلَامَةٍ بِهَا فِی أَرْضِكَ یَسْرَحُونَ وَ فِی مَیْدَانِ الْبَغْیِ عَلَی عِبَادِكَ یَمْرَحُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَدْرِكْنِی وَ لَمَّا یُدْرِكْنِی الْغَرَقُ وَ تَدَارَكْنِی وَ لَمَّا غُیِّبَ شَمْسِی لِلشَّفَقِ إِلَهِی كَمْ مِنْ خَائِفٍ الْتَجَأَ إِلَی سُلْطَانٍ فَآبَ عَنْهُ مَحْفُوفاً بِأَمْنٍ وَ أَمَانٍ أَ فَأَقْصِدُ یَا رَبِّ بِأَعْظَمَ مِنْ سُلْطَانِكَ سُلْطَاناً أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسَانِكَ إِحْسَاناً أَمْ أَكْثَرَ مِنِ اقْتِدَارِكَ اقْتِدَاراً أَمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصَارِكَ انْتِصَاراً اللَّهُمَّ أَیْنَ كِفَایَتُكَ الَّتِی هِیَ نُصْرَةُ الْمُسْتَغِیثِینَ مِنَ الْأَنَامِ وَ أَیْنَ عِنَایَتُكَ الَّتِی هِیَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدَفِینَ لِجَوْرِ الْأَیَّامِ إِلَیَّ إِلَیَّ بِهَا یَا رَبِّ نَجِّنِی مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ إِنِّی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ مَوْلَایَ تَرَی تَحَیُّرِی فِی أَمْرِی وَ تَقَلُّبِی فِی ضُرِّی وَ انْطِوَایَ عَلَی حُرْقَةِ قَلْبِی وَ حَرَارَةِ صَدْرِی فَصَلِّ یَا رَبِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ جُدْ لِی یَا رَبِّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَ مَخْرَجاً وَ یَسِّرْ لِی یَا رَبِّ نَحْوَ الْیُسْرَی مَنْهَجاً وَ اجْعَلْ لِی یَا رَبِّ مَنْ نَصَبَ حِبَالًا لِی لِیَصْرَعَنِی بِهَا صَرِیعَ مَا مَكَرَهُ وَ مَنْ حَفَرَ لِیَ الْبِئْرَ لِیُوقِعَنِی فِیهَا وَاقِعاً فِیمَا حَفَرَهُ وَ اصْرِفِ اللَّهُمَّ عَنِّی شَرَّهُ وَ مَكْرَهُ وَ فَسَادَهُ وَ ضَرَّهُ مَا تَصْرِفُهُ عَمَّنْ قَادَ نَفْسَهُ لِدِینِ الدَّیَّانِ

وَ مُنَادٍ یُنَادِی لِلْإِیمَانِ إِلَهِی عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ وَ ضَعِیفُكَ ضَعِیفُكَ فَرِّجْ غُمَّتَهُ فَقَدِ انْقَطَعَ كُلُّ حَبْلٍ إِلَّا حَبْلُكَ وَ تَقَلَّصَ كُلُّ ظِلٍّ إِلَّا ظِلُّكَ مَوْلَایَ دَعْوَتِی هَذِهِ إِنْ رَدَدْتَهَا أَیْنَ تُصَادِفُ مَوْضِعَ الْإِجَابَةِ وَ یجعلنی [مَخِیلَتِی] إِنْ

ص: 224

كَذَّبْتَهَا أَیْنَ تُلَاقِی مَوْضِعَ الْإِجَابَةِ فَلَا تَرُدَّ عَنْ بَابِكَ مَنْ لَا یَعْرِفُ غَیْرَهُ بَاباً وَ لَا یَمْتَنِعُ دُونَ جَنَابِكَ مَنْ لَا یَعْرِفُ سِوَاهُ جَنَاباً وَ یَسْجُدُ وَ یَقُولُ إِلَهِی إِنَّ وَجْهاً إِلَیْكَ بِرَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ فَالرَّاغِبُ خَلِیقٌ بِأَنْ تُجِیبَهُ وَ إِنَّ جَبِیناً لَكَ بِابْتِهَالِهِ سَجَدَ حَقِیقٌ أَنْ یَبْلُغَ مَا قَصَدَ وَ إِنَّ خَدّاً إِلَیْكَ بِمَسْأَلَتِهِ یُعَفِّرُ جَدِیرٌ بِأَنْ یَفُوزَ بِمُرَادِهِ وَ یَظْفَرَ وَ هَا أَنَا ذَا یَا إِلَهِی قَدْ تَرَی تَعْفِیرَ خَدِّی وَ ابْتِهَالِی وَ اجْتِهَادِی فِی مَسْأَلَتِكَ وَ جِدِّی فَتَلَقَّ یَا رَبِّ رَغَبَاتِی بِرَأْفَتِكَ قَبُولًا وَ سَهِّلْ إِلَیَّ طَلِبَاتِی بِرَأْفَتِكَ وُصُولًا وَ ذَلِّلْ لِی قُطُوفَ ثَمَرَاتِ إِجَابَتِكَ تَذْلِیلًا إِلَهِی لَا رُكْنَ أَشَدُّ مِنْكَ فَ آوِی إِلی رُكْنٍ شَدِیدٍ وَ قَدْ أَوَیْتُ إِلَیْكَ وَ عَوَّلْتُ فِی قَضَاءِ حَوَائِجِی عَلَیْكَ وَ لَا قَوْلَ أَسَدُّ مِنْ دُعَائِكَ فَأَسْتَظْهِرَ بِقَوْلٍ سَدِیدٍ وَ قَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِی بِفَضْلِكَ كَمَا وَعَدْتَ فَهَلْ بَقِیَ یَا رَبِّ إِلَّا أَنْ تُجِیبَ وَ تَرْحَمَ مِنِّی الْبُكَاءَ وَ النَّحِیبَ یَا مَنْ لَا إِلَهَ سِوَاهُ وَ یَا مَنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ رَبِّ انْصُرْنِی عَلَی الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ افْتَحْ لِی وَ أَنْتَ خَیْرُ الْفاتِحِینَ وَ الْطُفْ بِی یَا رَبِّ وَ بِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ.

الحكایة الخامسة [تشرّف الحاج الشیخ علیّ المكّیّ بلقائه علیه السّلام فی المنام و تعلیمه الدعاء للفرج]

فی كتاب الكلم الطیب و الغیث الصیب للسید الأید المتبحر السید علی خان شارح الصحیفة ما لفظه رأیت بخط بعض أصحابی من السادات الأجلاء الصلحاء الثقات ما صورته.

سمعت فی رجب سنة ثلاث و تسعین و ألف الأخ العالم العامل جامع الكمالات الإنسیة و الصفات القدسیة الأمیر إسماعیل بن حسین بیك بن علی بن سلیمان الحائری الأنصاری أنار اللّٰه تعالی برهانه یقول سمعت الشیخ الصالح التقی المتورع الشیخ الحاج علیا المكی قال: إنی ابتلیت بضیق و شدة و مناقضة خصوم حتی خفت علی نفسی القتل و الهلاك فوجدت الدعاء المسطور بعد فی جیبی من غیر أن

ص: 225

یعطینیه أحد فتعجبت من ذلك و كنت متحیرا فرأیت فی المنام أن قائلا فی زی الصلحاء و الزهاد یقول لی إنا أعطیناك الدعاء الفلانی فادع به تنج من الضیق و الشدة و لم یتبین لی من القائل فزاد تعجبی فرأیت مرة أخری الحجة المنتظر علیه السلام فقال ادع بالدعاء الذی أعطیتكه و علم من أردت.

قال و قد جربته مرارا عدیدة فرأیت فرجا قریبا و بعد مدة ضاع منی الدعاء برهة من الزمان و كنت متأسفا علی فواته مستغفرا من سوء العمل فجاءنی شخص و قال لی إِنَّ هَذَا الدُّعَاءَ قَدْ سَقَطَ مِنْكَ فِی الْمَكَانِ الْفُلَانِیِّ وَ مَا كَانَ فِی بَالِی أَنْ رُحْتُ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ فَأَخَذْتُ الدُّعَاءَ وَ سَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً وَ هُوَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ رَبِّ أَسْأَلُكَ مَدَداً رُوحَانِیّاً تُقَوِّی بِهِ قُوَی الْكُلِّیَّةِ وَ الْجُزْئِیَّةِ حَتَّی أَقْهِرَ عبادی نَفْسِی كل نفس قاهرة فَتَنْقَبِضَ لِی إِشَارَةُ رَقَائِقِهَا انْقِبَاضاً تَسْقُطُ بِهِ قُوَاهَا حَتَّی لَا یَبْقَی فِی الْكَوْنِ ذُو رُوحٍ

إِلَّا وَ نَارُ قَهْرِی قَدْ أَحْرَقَتْ ظُهُورَهُ یَا شَدِیدُ یَا شَدِیدُ یَا ذَا الْبَطْشِ الشَّدِیدِ یَا قَهَّارُ أَسْأَلُكَ بِمَا أَوْدَعْتَهُ عِزْرَائِیلَ مِنْ أَسْمَائِكَ الْقَهْرِیَّةِ فَانْفَعَلَتْ لَهُ النُّفُوسُ بِالْقَهْرِ أَنْ تُودِعَنِی هَذَا السِّرَّ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ حَتَّی أُلَیِّنَ بِهِ كُلَّ صَعْبٍ وَ أُذَلِّلَ بِهِ كُلَّ مَنِیعٍ بِقُوَّتِكَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ تَقْرَأُ ذَلِكَ سَحَراً ثَلَاثاً إِنْ أَمْكَنَ وَ فِی الصُّبْحِ ثَلَاثاً وَ فِی الْمَسَاءِ ثَلَاثاً فَإِذَا اشْتَدَّتِ الْأَمْرُ عَلَی مَنْ یَقْرَأُهُ یَقُولُ بَعْدَ قِرَاءَتِهِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْأَلُكَ اللُّطْفَ بِمَا جَرَتْ بِهِ الْمَقَادِیرُ.

الحكایة السادسة [تشرّف رجل صالح كان مجاوراً بالحائر الحسینیّ علیه السّلام بلقاء الحجّة علیه السّلام فی المنام و أخذه الدعاء للشفاء من علّته]

الشَّیْخُ إِبْرَاهِیمُ الْكَفْعَمِیُّ فِی كِتَابِ الْبَلَدِ الْأَمِینِ عَنِ الْمَهْدِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ كَتَبَ هَذَا الدُّعَاءَ فِی إِنَاءٍ جَدِیدٍ بِتُرْبَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ غَسَلَهُ وَ شَرِبَهُ شُفِیَ مِنْ عِلَّتِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ دَوَاءٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شِفَاءٌ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كِفَاءٌ

ص: 226

هُوَ الشَّافِی شِفَاءً وَ هُوَ الْكَافِی كِفَاءً أُذْهِبُ الْبَأْسَ بِرَبِّ النَّاسِ شِفَاءً لَا یُغَادِرُهُ سُقْمٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ النُّجَبَاءِ- و رأیت بخط السید زین الدین علی بن الحسین الحسینی رحمه اللّٰه: أن هذا الدعاء تعلمه رجل كان مجاورا بالحائر علی مشرفه السلام عن المهدی سلام اللّٰه علیه فی منامه و كان به علة فشكاها إلی القائم عجل اللّٰه فرجه فأمره بكتابته و غسله و شربه ففعل ذلك فبرأ فی الحال.

الحكایة السابعة [تشرّف محمّد بن علیّ العلوی الحسینی المصریّ بلقائه علیه السّلام فیما بین النائم و الیقظان و أخذه الدعاء المعروف بالعلویّ المصریّ لخلاصه ممّادهمه]

السید الجلیل علی بن طاوس فی مهج الدعوات وجدت فی مجلد عتیق ذكر كاتبه أن اسمه الحسین بن علی بن هند و أنه كتب فی شوال سنة ست و تسعین و ثلاث مائة دعاء العلوی المصری بما هذا لفظ إسناده.

دعاء علمه سیدنا المؤمل صلوات اللّٰه علیه رجلا من شیعته و أهله فی المنام و كان مظلوما ففرج اللّٰه عنه و قتل عدوه.

حدثنی أبو علی أحمد بن محمد بن الحسین و إسحاق بن جعفر بن محمد العلوی العریضی بحران قال حدثنی محمد بن علی العلوی الحسینی و كان یسكن بمصر قال دهمنی أمر عظیم و هم شدید من قبل صاحب مصر فخشیته علی نفسی و كان سعی بی إلی أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا فصرت من الحجاز إلی العراق فقصدت مشهد مولانا و أبی الحسین بن علی علیهما السلام عائذا به و لائذا بقبره و مستجیرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر یوما أدعو و أتضرع لیلی و نهاری فتراءی لی قیم الزمان علیه السلام و ولی الرحمن و أنا بین النائم و الیقظان فقال لی یقول لك الحسین بن علی علیهما السلام یا بنی خفت فلانا فقلت نعم أراد هلاكی فلجأت إلی سیدی علیه السلام أشكو إلیه عظیم ما أراد بی.

فقال علیه السلام هلا دعوت اللّٰه ربك عز و جل و رب آبائك بالأدعیة التی دعا بها من سلف من الأنبیاء علیهم السلام فقد كانوا فی شدة فكشف اللّٰه عنهم ذلك قلت

ص: 227

و ما ذا أدعوه فقال علیه السلام إذا كان لیلة الجمعة فاغتسل و صل صلاة اللیل فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء و أنت بارك علی ركبتك فذكر لی دعاء قال و رأیته فی مثل ذلك الوقت یأتینی و أنا بین النائم و الیقظان قال و كان یأتینی خمس لیال متوالیات یكرر علی هذا القول و الدعاء حتی حفظته و انقطع مجیئه لیلة الجمعة.

فاغتسلت و غیرت ثیابی و تطیبت و صلیت صلاة اللیل و سجدت سجدة الشكر و جثوت علی ركبتی و دعوت اللّٰه جل و تعالی بهذا الدعاء فأتانی لیلة السبت فقال لی قد أجیبت دعوتك یا محمد و قتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند(1)

من وشی به إلیه.

فلما أصبحت ودعت سیدی و خرجت متوجها إلی مصر فلما بلغت الأردن و أنا متوجه إلی مصر رأیت رجلا من جیرانی بمصر و كان مؤمنا فحدثنی أن خصمی قبض علیه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال و ذلك فی لیلة الجمعة فأمر به فطرح فی النیل و كان فیما أخبرنی جماعة من أهلینا و إخواننا الشیعة أن ذلك كان فیما بلغهم عند فراغی من الدعاء كما أخبرنی مولای صلوات اللّٰه علیه.

ثم ذكر له طریقا آخر- عن أبی الحسن علی بن حماد البصری قال أخبرنی أبو عبد اللّٰه الحسین بن محمد العلوی قال حدثنی محمد بن علی العلوی الحسینی المصری قال: أصابنی غم شدید و دهمنی أمر عظیم من قبل رجل من أهل بلدی من ملوكه فخشیته خشیة لم أرج لنفسی منها مخلصا.

فقصدت مشهد ساداتی و آبائی صلوات اللّٰه علیهم بالحائر لائذا بهم عائذا بقبرهم و مستجیرا من عظیم سطوة من كنت أخافه و أقمت بها خمسة عشر یوما أدعو و أتضرع لیلا و نهارا فتراءی لی قائم الزمان و ولی الرحمن علیه و علی آبائه أفضل التحیة و السلام فأتانی بین النائم و الیقظان فقال لی یا بنی خفت فلانا

ص: 228


1- 1. بید من وشی. ط.

فقلت نعم أرادنی بكیت و كیت فالتجأت إلی ساداتی علیهم السلام أشكو إلیهم لیخلصونی منه.

فقال هلا دعوت اللّٰه ربك و رب آبائك بالأدعیة التی دعا بها أجدادی الأنبیاء صلوات اللّٰه علیهم حیث كانوا فی الشدة فكشف اللّٰه عز و جل عنهم ذلك قلت و بما ذا دعوه به لأدعوه قال علیه و علی آبائه السلام إذا كان لیلة الجمعة قم و اغتسل و صل صلواتك فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل و أنت بارك علی ركبتیك و ادع بهذا الدعاء مبتهلا.

قال و كان یأتینی خمس لیال متوالیات یكرر علی القول و هذا الدعاء حتی حفظته و انقطع مجیئه فی لیلة الجمعة فقمت و اغتسلت و غیرت ثیابی و تطیبت و صلیت ما وجب علی من صلاة اللیل و جثوت علی ركبتی فدعوت اللّٰه عز و جل بهذا الدعاء فأتانی علیه السلام لیلة السبت كهیئته التی یأتینی فیها فقال لی قد أجیبت دعوتك یا محمد و قتل عدوك و أهلكه اللّٰه عز و جل عند فراغك من الدعاء.

قال فلما أصبحت لم یكن لی هم غیر وداع ساداتی صلوات اللّٰه علیهم و الرحلة نحو المنزل الذی هربت منه فلما بلغت بعض الطریق إذا رسول أولادی و كتبهم بأن الرجل الذی هربت منه جمع قوما و اتخذ لهم دعوة فأكلوا و شربوا و تفرق القوم و نام هو و غلمانه فی المكان فأصبح الناس و لم یسمع له حس فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه و دماؤه تسیل و ذلك فی لیلة الجمعة و لا یدرون من فعل به ذلك و یأمروننی بالمبادرة نحو المنزل.

فلما وافیت إلی المنزل و سألت عنه و فی أی وقت كان قتله فإذا هو عند فراغی من الدعاء.

ثم ساق رحمه اللّٰه الدعاء بتمامه و هو طویل و لذا تركنا نقله حذرا من الخروج عن وضع الكتاب مع كونه فی غایة الانتشار و هذه الحكایة موجودة فی باب المعاجز من البحار(1) و إنما ذكرناها لذكر السند و تكرر الطریق.

ص: 229


1- 1. باب ما ظهر من معجزاته صلوات اللّٰه علیه الرقم 23، راجع ج 51 ص 307.

الحكایة الثامنة [تشرّف حسن بن مثلة بخدمته علیه السّلام فی المنام، و أمره ببناء مسجد جمكران]

فی تاریخ قم تألیف الشیخ الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن القمی من كتاب مونس الحزین فی معرفة الحق و الیقین من مصنفات أبی جعفر محمد بن بابویه القمی ما لفظه بالعربیة: باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدی علیه صلوات اللّٰه الرحمن و علی آبائه المغفرة سبب بناء المسجد المقدس فی جمكران بأمر الإمام علیه السلام علی ما أخبر به الشیخ العفیف الصالح حسن بن مثلة الجمكرانی قال كنت لیلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث و تسعین (1) و ثلاثمائة نائما فی بیتی فلما مضی نصف من اللیل فإذا بجماعة من الناس علی باب بیتی فأیقظونی و قالوا قم و أجب الإمام المهدی صاحب الزمان فإنه یدعوك قال فقمت و تعبأت و تهیأت فقلت دعونی حتی ألبس قمیصی فإذا بنداء من جانب الباب هو ما كان قمیصك فتركته و أخذت سراویلی فنودی لیس ذلك منك فخذ سراویلك فألقیته و أخذت سراویلی و لبسته فقمت إلی مفتاح الباب أطلبه فنودی الباب مفتوح فلما جئت إلی الباب رأیت قوما من الأكابر فسلمت علیهم فردوا و رحبوا بی و ذهبوا بی إلی موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأیت أریكة فرشت علیها فراش حسان و علیها وسائد حسان و رأیت فتی فی زی ابن ثلاثین متكئا علیها و بین یدیه شیخ و بیده كتاب یقرؤه علیه و حوله أكثر من ستین رجلا یصلون فی تلك البقعة و علی بعضهم ثیاب بیض و علی بعضهم ثیاب خضر و كان ذلك الشیخ هو الخضر علیه السلام فأجلسنی ذلك الشیخ علیه السلام و دعانی الإمام علیه السلام باسمی و قال اذهب إلی حسن بن مسلم و قل له إنك تعمر هذه الأرض منذ سنین و تزرعها و نحن نخربها زرعت خمس سنین و العام أیضا

ص: 230


1- 1. سیجی ء بیان فی لفظ التسعین من المؤلّف رحمه اللّٰه ص 234.

أنت علی حالك من الزراعة و العمارة و لا رخصة لك فی العود إلیها و علیك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض لیبنی فیها مسجد و قل لحسن بن مسلم إن هذه أرض شریفة قد اختارها اللّٰه تعالی من غیرها من الأراضی و شرفها و أنت قد أضفتها إلی أرضك و قد جزاك اللّٰه بموت ولدین لك شابین فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة اللّٰه من حیث لا تشعر.

قال حسن بن مثلة قلت یا سیدی لا بد لی فی ذلك من علامة فإن القوم لا یقبلون ما لا علامة و لا حجة علیه و لا یصدقون قولی قال إنا سنعلم هناك فاذهب و بلغ رسالتنا و اذهب إلی السید أبی الحسن و قل له یجی ء و یحضره و یطالبه بما أخذ من منافع تلك السنین و یعطیه الناس حتی یبنوا المسجد و یتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحیة أردهال و یتم المسجد و قد وقفنا نصف رهق علی هذا المسجد لیجلب غلته كل عام و یصرف إلی عمارته.

و قل للناس لیرغبوا إلی هذا الموضع و یعزروه و یصلوا هنا أربع ركعات للتحیة فی كل ركعة یقرأ سورة الحمد مرة و سورة الإخلاص سبع مرات و یسبح فی الركوع و السجود سبع مرات و ركعتان للإمام صاحب الزمان علیه السلام هكذا یقرأ الفاتحة فإذا وصل إلی إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ كرره مائة مرة ثم یقرؤها إلی آخرها و هكذا یصنع فی الركعة الثانیة و یسبح فی الركوع و السجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة یهلل (1) و یسبح تسبیح فاطمة الزهراء علیها السلام فإذا فرغ من التسبیح یسجد و یصلی علی النبی و آله مائة مرة ثم قال علیه السلام ما هذه حكایة لفظه فمن صلاها فكأنما فی البیت العتیق.

قال حسن بن مثلة قلت فی نفسی كان هذا موضع أنت تزعم أنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشیرا إلی ذلك الفتی المتكئ علی الوسائد فأشار ذلك الفتی إلی أن أذهب.

فرجعت فلما سرت بعض الطریق دعانی ثانیة و قال إن فی قطیع جعفر

ص: 231


1- 1. الظاهر أنّه یقول:« لا إله إلّا اللّٰه وحده وحده» منه رحمه اللّٰه.

الكاشانی الراعی معزا یجب أن تشتریه فإن أعطاك أهل القریة الثمن تشتریه و إلا فتعطی من مالك و تجی ء به إلی هذا الموضع و تذبحه اللیلة الآتیة ثم تنفق یوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز علی المرضی و من به علة شدیدة فإن اللّٰه یشفی جمیعهم و ذلك المعز أبلق كثیر الشعر و علیه سبع علامات سود و بیض ثلاث علی جانب و أربع علی جانب سود و بیض كالدراهم.

فذهبت فارجعونی ثالثة و قال علیه السلام تقیم بهذا المكان سبعین یوما أو سبعا فإن حملت علی السبع انطبق علی لیلة القدر و هو الثالث و العشرون و إن حملت علی السبعین انطبق علی الخامس و العشرین من ذی القعدة و كلاهما یوم مبارك.

قال حسن بن مثلة فعدت حتی وصلت إلی داری و لم أزل اللیل متفكرا حتی اسفر الصبح فأدیت الفریضة و جئت إلی علی بن المنذر فقصصت علیه الحال فجاء معی حتی بلغت المكان الذی ذهبوا بی إلیه البارحة فقال و اللّٰه إن العلامة التی قال لی الإمام واحد منها أن هذه السلاسل و الأوتاد هاهنا.

فذهبنا إلی السید الشریف أبی الحسن الرضا فلما وصلنا إلی باب داره رأینا خدامه و غلمانه یقولون إن السید أبا الحسن الرضا ینتظرك من سحر أنت من جمكران قلت نعم فدخلت علیه الساعة و سلمت علیه و خضعت فأحسن فی الجواب و أكرمنی و مكن لی فی مجلسه و سبقنی قبل أن أحدثه و قال یا حسن بن مثلة إنی كنت نائما فرأیت شخصا یقول لی إن رجلا من جمكران یقال له حسن بن مثلة یأتیك بالغدو و لتصدقن ما یقول و اعتمد علی قوله فإن قوله قولنا فلا تردن علیه قوله فانتبهت من رقدتی و كنت أنتظرك الآن.

فقص علیه الحسن بن مثلة القصص مشروحا فأمر بالخیول لتسرج و تخرجوا فركبوا فلما قربوا من القریة رأوا جعفر الراعی و له قطیع علی جانب الطریق فدخل حسن بن مثلة بین القطیع و كان ذلك المعز خلف القطیع فأقبل المعز عادیا إلی الحسن بن مثلة فأخذه الحسن لیعطی ثمنه الراعی و یأتی به فأقسم جعفر الراعی أنی ما رأیت هذا المعز قط و لم یكن فی قطیعی إلا أنی رأیته و كلما أرید أن آخذه

ص: 232

لا یمكننی و الآن جاء إلیكم فأتوا بالمعز كما أمر به السید إلی ذلك الموضع و ذبحوه و جاء السید أبو الحسن الرضا رضی اللّٰه عنه إلی ذلك الموضع و أحضروا الحسن بن مسلم و استردوا منه الغلات و جاءوا بغلات رهق و سقفوا المسجد بالجزوع (1)

و ذهب السید أبو الحسن الرضا رضی اللّٰه عنه بالسلاسل و الأوتاد و أودعها فی بیته فكان یأتی المرضی و الأعلاء(2) و یمسون أبدانهم بالسلاسل فیشفیهم اللّٰه تعالی عاجلا و یصحون.

قال أبو الحسن محمد بن حیدر سمعت بالاستفاضة أن السید أبا الحسن الرضا فی المحلة المدعوة بموسویان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بیته و فتح الصندوق الذی فیه السلاسل و الأوتاد فلم یجدها.

انتهت حكایة بناء هذا المسجد الشریف المشتملة علی المعجزات الباهرة و الآثار الظاهرة التی منها وجود مثل بقرة بنی إسرائیل فی معز من معزی هذه الأمة قال المؤلف لا یخفی أن مؤلف تاریخ قم هو الشیخ الفاضل حسن بن محمد القمی و هو من معاصری

الصدوق رضوان اللّٰه علیه و روی فی ذلك الكتاب عن أخیه حسین بن علی بن بابویه رضوان اللّٰه علیهم و أصل الكتاب علی اللغة العربیة و لكن فی السنة الخامسة و الستین بعد ثمان مائة نقله إلی الفارسیة حسن بن علی بن حسن بن عبد الملك بأمر الخاجا فخر الدین إبراهیم بن الوزیر الكبیر الخاجا عماد الدین محمود بن الصاحب الخاجا شمس الدین محمد بن علی الصفی.

قال العلامة المجلسی فی أول البحار إنه كتاب معتبر و لكن لم یتیسر لنا

ص: 233


1- 1. الجازع: الخشبة توضع فی العریش عرضا و تطرح علیها قضبان الكرم، فان نعت تلك الخشبة قلت: خشبة جازعة، و كل خشبة معروضة بین شیئین لیحمل علیها شی ء فهی جازعة، كذا فی أقرب الموارد، أقول: و أمّا الجزوع، فانما هو جمع جزع، الا أن یكون تصحیف« الجذوع» و كلاهما فی هذا المورد بمعنی، و یقال له بالفارسیة« تیر».
2- 2. جمع علیل كأجلاء جمع جلیل، و العلیل من به عاهة او آفة.

أصله و ما بأیدینا إنما هو ترجمته و هذا كلام عجیب لأن الفاضل الألمعی الآمیرزا محمد أشرف صاحب كتاب فضائل السادات كان معاصرا له و مقیما بأصفهان و هو ینقل من النسخة العربیة بل و نقل عنه الفاضل المحقق الآغا محمد علی الكرمانشهانی فی حواشیه علی نقد الرجال فی باب الحاء فی اسم الحسن حیث ذكر الحسن بن مثلة و نقل ملخص الخبر المذكور من النسخة العربیة و أعجب منه أن أصل الكتاب كان مشتملا علی عشرین بابا.

و ذكر العالم الخبیر الآمیرزا عبد اللّٰه الأصفهانی تلمیذ العلامة المجلسی فی كتابه الموسوم بریاض العلماء فی ترجمة صاحب هذا التأریخ أنه ظفر علی ترجمة هذا التأریخ فی قم و هو كتاب كبیر حسن كثیرة الفوائد فی مجلدات عدیدة.

و لكنی لم أظفر علی أكثر من مجلد واحد مشتمل علی ثمانیة أبواب بعد الفحص الشائع.

و قد نقلنا الخبر السابق من خط السید المحدث الجلیل السید نعمة اللّٰه الجزائری عن مجموعة نقله منه و لكنه كان بالفارسیة فنقلناه ثانیا إلی العربیة لیلائم نظم هذا المجموع و لا یخفی أن كلمة التسعین الواقعة فی صدر الخبر بالمثناة فوق ثم السین المهملة كانت فی الأصل سبعین مقدم المهملة علی الموحدة و اشتبه علی الناسخ لأن وفاة الشیخ الصدوق كانت قبل التسعین و لذا نری جمعا من العلماء یكتبون فی لفظ السبع أو السبعین بتقدیم السین أو التاء حذرا عن التصحیف و التحریف و اللّٰه تعالی هو العالم.

الحكایة التاسعة [تشرّف العلّامة الطباطبائیّ فی بلقائه علیه السّلام فی مسجد السهلة

]

ما حدثنی به العالم العامل و العارف الكامل غواص غمرات الخوف و الرجاء و سیاح فیافی الزهد و التقی صاحبنا المفید و صدیقنا السدید الآغا علی رضا بن العالم الجلیل الحاج المولی محمد النائینی رحمهما اللّٰه تعالی عن العالم البدل الورع التقی صاحب الكرامات و المقامات العالیات المولی زین العابدین بن العالم

ص: 234

الجلیل المولی محمد السلماسی رحمه اللّٰه تلمیذ آیة اللّٰه السید السند و العالم المسدد فخر الشیعة و زینة الشریعة العلامة الطباطبائی السید محمد مهدی المدعو ببحر العلوم أعلی اللّٰه درجته و كان المولی المزبور من خاصته فی السر و العلانیة.

قال: كنت حاضرا فی مجلس السید فی المشهد الغروی إذ دخل علیه لزیارته المحقق القمی صاحب القوانین فی السنة التی رجع من العجم إلی العراق زائرا لقبور الأئمة علیهم السلام و حاجا لبیت اللّٰه الحرام فتفرق من كان فی المجلس و حضر للاستفادة منه و كانوا أزید من مائة و بقیت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع و السداد البالغین إلی رتبة الاجتهاد.

فتوجه المحقق الأید إلی جناب السید و قال إنكم فزتم و حزتم مرتبة الولادة الروحانیة و الجسمانیة و قرب المكان الظاهری و الباطنی فتصدقوا علینا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان و ثمرة من الثمار التی جنیتم من هذه الجنان كی ینشرح به الصدور و یطمئن به القلوب.

فأجاب السید من غیر تأمل و قال إنی كنت فی اللیلة الماضیة قبل لیلتین أو أقل و التردید من الراوی فی المسجد الأعظم بالكوفة لأداء نافلة اللیل عازما علی الرجوع إلی النجف فی أول الصبح لئلا یتعطل أمر البحث و المذاكرة و هكذا كان دأبه فی سنین عدیدة.

فلما خرجت من المسجد ألقی فی روعی الشوق إلی مسجد السهلة فصرفت خیالی عنه خوفا من عدم الوصول إلی البلد قبل الصبح فیفوت البحث فی الیوم و لكن كان الشوق یزید فی كل آن و یمیل القلب إلی ذلك المكان فبینا أقدم رجلا و أؤخر أخری إذا بریح فیها غبار كثیر فهاجت بی و أمالتنی عن الطریق فكأنها التوفیق الذی هو خیر رفیق إلی أن ألقتنی إلی باب المسجد.

فدخلت فإذا به خالیا عن العباد و الزوار إلا شخصا جلیلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار بكلمات ترق القلوب القاسیة و تسح الدموع من العیون الجامدة فطار بالی و تغیرت حالی و رجفت ركبتی و هملت دمعتی من استماع

ص: 235

تلك الكلمات التی لم تسمعها أذنی و لم ترها عینی مما وصلت إلیه من الأدعیة المأثورة و عرفت أن الناجی ینشئها فی الحال لا أنه ینشد ما أودعه فی البال.

فوقفت فی مكانی مستمعا متلذذا إلی أن فرغ من مناجاته فالتفت إلی و صاح بلسان العجم مهدی بیا أی هلم یا مهدی فتقدمت إلیه بخطوات فوقفت فأمرنی بالتقدم فمشیت قلیلا ثم وقفت فأمرنی بالتقدم و قال إن الأدب فی الامتثال فتقدمت إلیه بحیث تصل یدی إلیه و یده الشریفة إلی و تكلم بكلمة.

قال المولی السلماسی رحمه اللّٰه و لما بلغ كلام السید السند إلی هنا أضرب عنه صفحا و طوی عنه كشحا و شرح فی الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانیفه مع طول باعه فی العلوم فذكر له وجوها فعاد المحقق القمی فسأل عن هذا الكلام الخفی فأشار بیده شبه المنكر بأن هذا سر لا یذكر.

الحكایة العاشرة [كلام العلّامة الطباطبائیّ فی أنّه علیه السّلام ضمّه إلی صدره]

حدثنی الأخ الصفی المذكور عن المولی السلماسی رحمه اللّٰه تعالی قال: كنت حاضرا فی محفل إفادته فسأله رجل عن إمكان رؤیة الطلعة الغراء فی الغیبة الكبری و كان بیده الآلة المعروفة لشرب الدخان المسمی عند العجم بغلیان فسكت عن جوابه و طأطأ رأسه و خاطب نفسه بكلام خفی أسمعه فقال ما معناه ما أقول فی جوابه و قد ضمنی صلوات اللّٰه علیه إلی صدره و ورد أیضا فی الخبر تكذیب مدعی الرؤیة فی أیام الغیبة فكرر هذا الكلام.

ثم قال فی جواب السائل إنه قد ورد فی أخبار أهل العصمة تكذیب من ادعی رؤیة الحجة عجل اللّٰه تعالی فرجه و اقتصر فی جوابه علیه من غیر إشارة إلی ما أشار إلیه.

ص: 236

الحكایة الحادیة عشرة [شاهده علیه السّلام العلّامة الطباطبائیّ حینما كان یدخل علیه السّلام روضة العسكریّین علیهما السّلام]

و بهذا السند عن المولی المذكور قال: صلینا مع جنابه فی داخل حرم العسكریین علیهما السلام فلما أراد النهوض من التشهد إلی الركعة الثالثة عرضته حالة فوقف هنیئة ثم قام.

و لما فرغنا تعجبنا كلنا و لم نفهم ما كان وجهه و لم یجترئ أحد منا علی السؤال عنه إلی أن أتینا المنزل و أحضرت المائدة فأشار إلی بعض السادة من أصحابنا أن أسأله منه فقلت لا و أنت أقرب منا فالتفت رحمه اللّٰه إلی و قال فیم تقاولون قلت و كنت أجسر الناس علیه إنهم یریدون الكشف عما عرض لكم فی حال الصلاة فقال إن الحجة عجل اللّٰه تعالی فرجه دخل الروضة للسلام علی أبیه علیه السلام فعرضنی ما رأیتم من مشاهدة جماله الأنور إلی أن خرج منها.

الحكایة الثانیة عشرة [مجیئه علیه السّلام إلی دار السیّد مهدی بحر العلوم العلّامة الطباطبائی لزیارته و تفقّده عند ما كان مجاورا بمكّة زادها اللّٰه شرفا]

بهذا السند عن ناظر أموره فی أیام مجاورته بمكة قال: كان رحمه اللّٰه مع كونه فی بلد الغربة منقطعا عن الأهل و الإخوة قوی القلب فی البذل و العطاء غیر مكترث بكثرة المصارف فاتفق فی بعض الأیام أن لم نجد إلی درهم سبیلا فعرفته الحال و كثرة المئونة و انعدام المال فلم یقل شیئا و كان دأبه أن یطوف بالبیت بعد الصبح و یأتی إلی الدار فیجلس فی القبة المختصة به و نأتی إلیه بغلیان فیشربه ثم یخرج إلی قبة أخری تجتمع فیها تلامذته من كل المذاهب فیدرس لكل علی مذهبه.

فلما رجع من الطواف فی الیوم الذی شكوته فی أمسه نفود النفقة و أحضرت الغلیان علی العادة فإذا بالباب یدقه أحد فاضطرب أشد الاضطراب و قال لی خذ الغلیان و أخرجه من هذا المكان و قام مسرعا خارجا عن الوقار و السكینة و الآداب ففتح الباب و دخل شخص جلیل فی هیئة الأعراب و جلس فی تلك القبة

ص: 237

و قعد السید عند بابها فی نهایة الذلة و المسكنة و أشار إلی أن لا أقرب إلیه الغلیان.

فقعدا ساعة یتحدثان ثم قام فقام السید مسرعا و فتح الباب و قبل یده و أركبه علی جمله الذی أناخه عنده و مضی لشأنه و رجع السید متغیر اللون و ناولنی براة و قال هذه حوالة علی رجل صراف قاعد فی جبل الصفا و اذهب إلیه و خذ منه ما أحیل علیه.

قال فأخذتها و أتیت بها إلی الرجل الموصوف فلما نظر إلیها قبلها و قال علی بالحمامیل فذهبت و أتیت بأربعة حمامیل فجاء بالدراهم من الصنف الذی یقال له ریال فرانسه یزید كل واحد علی خمسة قرانات العجم و ما كانوا یقدرون علی حمله فحملوها علی أكتافهم و أتینا بها إلی الدار.

و لما كان فی بعض الأیام ذهبت إلی الصراف لأسأل منه حاله و ممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافا و لا دكانا فسألت عن بعض من حضر فی ذلك المكان عن الصراف فقال ما عهدنا فی هذا المكان صرافا أبدا و إنما یقعد فیه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان و ألطاف ولی الرحمن.

و حدثنی بهذه الحكایة الشیخ العالم الفقیه النحریر المحقق الوجیه صاحب التصانیف الرائقة و المناقب الفائقة الشیخ محمد حسین الكاظمی المجاور بالغری أطال اللّٰه بقاه عمن حدثه من الثقات عن الشخص المذكور:.

الحكایة الثالثة عشرة

حدثنی السید السند و العالم المعتمد المحقق الخبیر و المضطلع البصیر السید علی سبط السید أعلی اللّٰه مقامه و كان عالما مبرزا له شرح النافع حسن نافع جدا و غیره عن الورع التقی النقی الوفی الصفی السید مرتضی صهر السید أعلی اللّٰه مقامه علی بنت أخته و كان مصاحبا له فی السفر و الحضر مواظبا لخدماته فی السر و العلانیة قال: كنت معه فی سرمن رأی فی بعض أسفار زیارته و كان

ص: 238

السید ینام فی حجرة وحده و كان لی حجرة بجنب حجرته و كنت فی نهایة المواظبة فی أوقات خدماته باللیل و النهار و كان یجتمع إلیه الناس فی أول اللیل إلی أن یذهب شطر منه فی أكثر اللیالی.

فاتفق أنه فی بعض اللیالی قعد علی عادته و الناس مجتمعون حوله فرأیته كأنه یكره الاجتماع و یحب الخلوة و یتكلم مع كل واحد بكلام فیه إشارة إلی تعجیله بالخروج من عنده فتفرق الناس و لم یبق غیری فأمرنی بالخروج فخرجت إلی حجرتی متفكرا فی حالته فی تلك اللیلة فمنعنی الرقاد فصبرت زمانا فخرجت متخفیا لأتفقد حاله فرأیت باب حجرته مغلقا فنظرت من شق الباب و إذا السراج بحاله و لیس فیه أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام فی تلك اللیلة.

فخرجت حافیا متخفیا أطلب خبره و أقفو أثره فدخلت الصحن الشریف فرأیت أبواب قبة العسكریین مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد منه أثرا فدخلت الصحن الأخیر الذی فیه السرداب فرأیته مفتح الأبواب.

فنزلت من الدرج حافیا متخفیا متأنیا بحیث لا یسمع منی حس و لا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كان أحدا یتكلم مع الآخر و لم أمیز الكلمات إلی أن بقیت ثلاثة أو أربعة منها و كان دبیبی أخفی من دبیب النملة فی اللیلة الظلماء علی الصخرة الصماء فإذا بالسید قد نادی فی مكانه هناك یا سید مرتضی ما تصنع و لم خرجت من المنزل.

فبقیت متحیرا ساكتا كالخشب المسندة فعزمت علی الرجوع قبل الجواب ثم قلت فی نفسی كیف تخفی حالك علی من عرفك من غیر طریق الحواس فأجبته معتذرا نادما و نزلت فی خلال الاعتذار إلی حیث شاهدت الصفة فرأیته وحده واقفا تجاه القبلة لیس لغیره هناك أثر فعرفت أنه یناجی الغائب عن أبصار البشر علیه سلام اللّٰه الملك الأكبر فرجعت حریا لكل ملامة غریقا فی بحار الندامة إلی یوم القیامة.

ص: 239

الحكایة الرابعة عشرة

حدث الشیخ الصالح الصفی الشیخ أحمد الصدتومانی و كان ثقة تقیا ورعا قال قد استفاض عن جدنا المولی محمد سعید الصدتومانی و كان من تلامذة السید رحمه اللّٰه: أنه جری فی مجلسه ذكر قضایا مصادفة رؤیة المهدی علیه السلام حتی تكلم هو فی جملة من تكلم فی ذلك فقال أحببت ذات یوم أن أصل إلی مسجد السهلة فی وقت ظننته فیه فارغا من الناس فلما انتهیت إلیه وجدته غاصا بالناس و لهم دوی و لا أعهد أن یكون فی ذلك الوقت فیه أحد.

فدخلت فوجدت صفوفا صافین للصلاة جامعة فوقفت إلی جنب الحائط علی موضع فیه رمل فعلوته لأنظر هل أجد خللا فی الصفوف فاسدة فرأیت موضع رجل واحد فی صف من تلك الصفوف فذهبت إلیه و وقفت فیه.

فقال رجل من الحاضرین هل رأیت المهدی علیه السلام فعند ذلك سكت السید و كأنه كان نائما ثم انتبه فكلما طلب منه إتمام المطلب لم یتمه.

الحكایة الخامسة عشرة

حدث الشیخ الفاضل العالم الثقة الشیخ باقر الكاظمی المجاور فی النجف الأشرف آل الشیخ طالب نجل العالم العابد الشیخ هادی الكاظمی قال: كان فی النجف الأشرف رجل مؤمن یسمی الشیخ محمد حسن السریرة و كان فی سلك أهل العلم ذا نیة صادقة و كان معه مرض السعال إذا سعل یخرج من صدره مع الأخلاط دم و كان مع ذلك فی غایة الفقر و الاحتیاج لا یملك قوت یومه و كان یخرج فی أغلب أوقاته إلی البادیة إلی الأعراب الذین فی أطراف النجف الأشرف لیحصل له قوت و لو شعیر و ما كان یتیسر ذلك علی وجه یكفیه مع شدة رجائه و كان مع ذلك قد تعلق قلبه بتزویج امرأة من أهل النجف و كان یطلبها من أهلها و ما أجابوه إلی ذلك لقلة ذات یده و كان فی هم و غم شدید من جهة ابتلائه بذلك

ص: 240

فلما اشتد به الفقر و المرض و أیس من تزویج البنت عزم علی ما هو معروف عند أهل النجف من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلی مسجد الكوفة أربعین لیلة الأربعاء فلا بد أن یری صاحب الأمر عجل اللّٰه فرجه من حیث لا یعلم و یقضی له مراده.

قال الشیخ باقر قدس سره قال الشیخ محمد فواظبت علی ذلك أربعین لیلة بالأربعاء فلما كانت اللیلة الأخیرة و كانت لیلة شتاء مظلمة و قد هبت ریح عاصفة فیها قلیل من المطر و أنا جالس فی الدكة التی هی داخل فی باب المسجد و كانت الدكة الشرقیة المقابلة للباب الأول تكون علی الطرف الأیسر عند دخول المسجد و لا أتمكن الدخول فی المسجد من جهة سعال الدم و لا یمكن قذفه فی المسجد و لیس معی شی ء أتقی فیه عن البرد و قد ضاق صدری و اشتد علی همی و غمی و ضاقت الدنیا فی عینی و أفكر أن اللیالی قد انقضت و هذه آخرها و ما رأیت أحدا و لا ظهر لی شی ء و قد تعبت هذا التعب العظیم و تحملت المشاق و الخوف فی أربعین لیلة أجی ء فیها من النجف إلی مسجد الكوفة و یكون لی الإیاس من ذلك.

فبینما أنا أفكر فی ذلك و لیس فی المسجد أحد أبدا و قد أوقدت نارا لأسخن علیها قهوة جئت بها من النجف لا أتمكن من تركها لتعودی بها و كانت قلیلة جدا إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجها إلی فلما نظرته من بعید تكدرت و قلت فی نفسی هذا أعرابی من أطراف المسجد قد جاء إلی لیشرب من القهوة و أبقی بلا قهوة فی هذا اللیل المظلم و یزید علی همی و غمی.

فبینما أنا أفكر إذا به قد وصل إلی و سلم علی باسمی و جلس فی مقابلی فتعجبت من معرفته باسمی و ظننته من الذین أخرج إلیهم فی بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أی العرب یكون قال من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التی فی أطراف النجف فیقول لا لا و كلما ذكرت له طائفة قال لا لست منها.

ص: 241

فأغضبنی و قلت له أجل أنت من طریطرة مستهزئا و هو لفظ بلا معنی فتبسم من قولی ذلك و قال لا علیك من أینما كنت ما الذی جاء بك إلی هنا فقلت و أنت ما علیك السؤال عن هذه الأمور فقال ما ضرك لو أخبرتنی فتعجبت من حسن أخلاقه و عذوبة منطقه فمال قلبی إلیه و صار كلما تكلم ازداد حبی له فعملت له السبیل من التتن و أعطیته فقال أنت اشرب فأنا ما أشرب و صببت له فی الفنجان قهوة و أعطیته فأخذه و شرب شیئا قلیلا منه ثم ناولنی الباقی و قال أنت اشربه فأخذته و شربته و لم ألتفت إلی عدم شربه تمام الفنجان و لكن یزداد حبی له آنا فآنا.

فقلت له یا أخی أنت قد أرسلك اللّٰه إلی فی هذه اللیلة تأنسنی أ فلا تروح معی إلی أن نجلس فی حضرة مسلم علیه السلام و نتحدث فقال أروح معك فحدث حدیثك.

فقلت له أحكی لك الواقع أنا فی غایة الفقر و الحاجة مذ شعرت علی نفسی و مع ذلك معی سعال أتنخع الدم و أقذفه من صدری منذ سنین و لا أعرف علاجه و ما عندی زوجة و قد علق قلبی بامرأة من أهل محلتنا فی النجف الأشرف و من جهة قلة ما فی الید ما تیسر لی أخذها.

و قد غرنی هؤلاء الملائیة(1)

و قالوا لی اقصد فی حوائجك صاحب الزمان و بت أربعین لیلة الأربعاء فی مسجد الكوفة فإنك تراه و یقضی لك حاجتك و هذه آخر لیلة من الأربعین و ما رأیت فیها شیئا و قد تحملت هذه المشاق فی هذه اللیالی فهذا الذی جاء بی هنا و هذه حوائجی.

فقال لی و أنا غافل غیر ملتفت أما صدرك فقد برأ و أما الامرأة فتأخذها عن قریب و أما فقرك فیبقی علی حالة حتی تموت و أنا غیر ملتفت إلی هذا البیان أبدا.

فقلت أ لا تروح إلی حضرة مسلم قال قم فقمت و توجه أمامی فلما

ص: 242


1- 1. من اصطلاحات أهل العراق.

وردنا أرض المسجد فقال أ لا تصلی صلاة تحیة المسجد فقلت أفعل فوقف هو قریبا من الشاخص الموضوع فی المسجد و أنا خلفه بفاصلة فأحرمت الصلاة و صرت أقرأ الفاتحة.

فبینما أنا أقرأ و إذا یقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحدا یقرأ مثلها أبدا فمن حسن قراءته قلت فی نفسی لعله هذا هو صاحب الزمان و ذكرت بعض كلمات له تدل علی ذلك ثم نظرت إلیه بعد ما خطر فی قلبی ذلك و هو فی الصلاة و إذا به قد أحاطه نور عظیم منعنی من تشخیص شخصه الشریف و هو مع ذلك یصلی و أنا أسمع قراءته و قد ارتعدت فرائصی و لا أستطیع قطع الصلاة خوفا منه فأكملتها علی أی وجه كان و قد علا النور من وجه الأرض فصرت أندبه و أبكی و أتضجر و أعتذر من سوء أدبی معه فی باب المسجد و قلت له أنت صادق الوعد و قد وعدتنی الرواح معی إلی مسلم.

فبینما أنا أكلم النور و إذا بالنور قد توجه إلی جهة المسلم فتبعته فدخل النور الحضرة و صار فی جو القبة و لم یزل علی ذلك و لم أزل أندبه و أبكی حتی إذا طلع الفجر عرج النور.

فلما كان الصباح التفت إلی قوله أما صدرك فقد برأ و إذا أنا صحیح الصدر و لیس معی سعال أبدا و ما مضی أسبوع إلا و سهل اللّٰه علی أخذ البنت من حیث لا أحتسب و بقی فقری علی ما كان كما أخبر صلوات اللّٰه و سلامه علیه و علی آبائه الطاهرین.

الحكایة السادسة عشرة

حدثنی العالم الجلیل و الفاضل النبیل مصباح المتقین و زین المجاهدین السید الأید مولانا السید محمد بن العالم السید هاشم بن میر شجاعت علی الموسوی الرضوی النجفی المعروف بالهندی سلمه اللّٰه تعالی و هو من العلماء المتقین و كان یؤم الجماعة فی داخل حرم أمیر المؤمنین علیه السلام و له خبرة و بصیرة بأغلب العلوم

ص: 243

المتداولة و هو الآن من مجاوری بلدتنا الشریفة عمرها اللّٰه تعالی بوجود الأبرار و الصلحاء.

قال: كان رجل صالح یسمی الحاج عبد الواعظ كان كثیر التردد إلی مسجد السهلة و الكوفة فنقل لی الثقة الشیخ باقر بن الشیخ هادی المقدم ذكره قال و كان عالما بالمقدمات و علم القراءة و بعض علم الجفر و عنده ملكة الاجتهاد المطلق إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعیشة العیال و كان یقرأ المراثی و یؤم الجماعة و كان صدوقا خیرا معتمدا عن الشیخ مهدی الزربجاوی قال كنت فی مسجد الكوفة فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلی النجف بعد نصف اللیل لیصل إلیه أول النهار فخرجت معه لأجل ذلك أیضا فلما انتهینا إلی قریب من البئر التی فی نصف الطریق لاح لی أسد علی قارعة الطریق و البریة خالیة من الناس لیس فیها إلا أنا و هذا الرجل فوقفت عن المشی فقال ما بالك فقلت هذا الأسد فقال امش و لا تبال به فقلت كیف یكون ذلك فأصر علی فأبیت فقال لی إذا رأیتنی وصلت إلیه و وقفت بحذائه و لم یضرنی أ فتجوز الطریق و تمشی فقلت نعم فتقدمنی إلی الأسد حتی وضع یده علی ناصیته فلما رأیت ذلك أسرعت فی مشیی حتی جزتهما و أنا مرعوب ثم لحق بی و بقی الأسد فی مكانه.

قال نور اللّٰه قلبه قال الشیخ باقر و كنت فی أیام شبابی خرجت مع خالی الشیخ محمد علی القارئ مصنف الكتب الثلاثة الكبیر و المتوسط و الصغیر و مؤلف كتاب التعزیة جمع فیه تفصیل قضیة كربلاء من بدئها إلی ختامها بترتیب حسن و أحادیث منتخبة إلی مسجد السهلة و كان فی تلك الأوقات موحشا فی اللیل لیس فیه هذه العمارة الجدیدة و الطریق بینه و بین مسجد الكوفة كان صعبا أیضا لیس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح.

فلما صلینا تحیة مقام المهدی علیه السلام نسی خالی سبیله و تتنه فذكر ذلك بعد ما خرجنا و صرنا فی باب المسجد فبعثنی إلیها.

ص: 244

فلما دخلت وقت العشاء إلی المقام فتناولت ذلك وجدت جمرة نار كبیرة تلهب فی وسط المقام فخرجت مرعوبا منها فرآنی خالی علی هیئة الرعب فقال لی ما بالك فأخبرته بالجمرة فقال لی سنصل إلی مسجد الكوفة و نسأل العبد الصالح عنها فإنه كثیر التردد إلی هذا المقام و لا یخلو من أن یكون له علم بها.

فلما سأله خالی عنها قال كثیرا ما رأیتها فی خصوص مقام المهدی علیه السلام من بین المقامات و الزوایا.

الحكایة السابعة عشرة

قال نضر اللّٰه وجهه و أخبرنی الشیخ باقر المزبور عن السید جعفر بن السید الجلیل السید باقر القزوینی الآتی ذكره قال: كنت أسیر مع أبی إلی مسجد السهلة فلما قاربناها قلت له هذه الكلمات التی أسمعها من الناس أن من جاء إلی مسجد السهلة فی أربعین أربعاء فإنه یری المهدی علیه السلام أری أنها لا أصل لها فالتفت إلی مغضبا و قال لی و لم ذلك لمحض أنك لم تره أو كل شی ء لم تره عیناك فلا أصل له و أكثر من الكلام علی حتی ندمت علی ما قلت.

ثم دخلنا معه المسجد و كان خالیا من الناس فلما قام فی وسط المسجد لیصلی ركعتین للاستجارة أقبل رجل من ناحیة مقام الحجة علیه السلام و مر بالسید فسلم علیه و صافحه و التفت إلی السید والدی و قال فمن هذا فقلت أ هو المهدی علیه السلام فقال فمن فركضت أطلبه فلم أجده فی داخل المسجد و لا فی خارجه.

الحكایة الثامنة عشرة

و قال أصلح اللّٰه باله و أخبر الشیخ باقر المزبور: عن رجل صادق اللّٰهجة كان حلاقا و له أب كبیر مسن و هو لا یقصر فی خدمته حتی أنه یحمل له الإبریق إلی الخلاء و یقف ینتظره حتی یخرج فیأخذه منه و لا یفارق خدمته إلا لیلة

ص: 245

الأربعاء فإنه یمضی إلی مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلی المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال خرجت أربعین أربعاء فلما كانت الأخیرة لم یتیسر لی أن أخرج إلی قریب المغرب فمشیت وحدی و صار اللیل و بقیت أمشی حتی بقی ثلث الطریق و كانت اللیلة مقمرة.

فرأیت أعرابیا علی فرس قد قصدنی فقلت فی نفسی هذا سیسلبنی ثیابی فلما انتهی إلی كلمنی بلسان البدو من العرب و سألنی عن مقصدی فقلت مسجد السهلة فقال معك شی ء من المأكول فقلت لا فقال أدخل یدك فی جیبك هذا نقل بالمعنی و أما اللفظ دورك یدك لجیبك فقلت لیس فیه شی ء فكرر علی القول بزجر حتی أدخلت یدی فی جیبی فوجدت فیه زبیبا كنت اشتریته لطفل عندی و نسیته فبقی فی جیبی.

ثم قال لی الأعرابی أوصیك بالعود أوصیك بالعود أوصیك بالعود و العود فی لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصری فعلمت أنه المهدی علیه السلام و أنه لا یرضی بمفارقتی لأبی حتی فی لیلة الأربعاء فلم أعد.

الحكایة التاسعة عشرة [تشرّف السیّد محمّد ابن السیّد هاشم الموسویّ النجفیّ المعروف بالهندیّ بزیارته علیه السلام فی الحرم العلویّ لیلة ثلاث و عشرین من شهر رمضان]

و قال أدام اللّٰه إكرامه: رأیت فی روایة ما یدل علی أنك إذا أردت أن تعرف لیلة القدر فاقرأ حم الدخان كل لیلة فی شهر رمضان مائة مرة إلی لیلة ثلاث و عشرین فعملت ذلك و بدأت فی لیلة الثلاث و العشرین أقرأ علی حفظی بعد الفطور إلی أن خرجت إلی الحرم العلوی فی أثناء اللیل فلم أجد لی موضعا أستقر فیه إلا أن أجلس مقابلا للوجه مستدبرا للقبلة بقرب الشمع المعلق لكثرة الناس فی تلك اللیلة.

فتربعت و استقبلت الشباك و بقیت أقرأ حم فبینما أنا كذلك إذ وجدت إلی جنبی أعرابیا متربعا أیضا معتدل الظهر أسمر اللون حسن العینین و الأنف و الوجه مهیبا جدا كأنه من شیوخ الأعراب إلا أنه شاب و لا أذكر هل كان

ص: 246

له لحیة خفیفة أم لم تكن و أظن الأول.

فجعلت فی نفسی أقول ما الذی أتی بهذا البدوی إلی هذا الموضع و یجلس هذا الجلوس العجمی و ما حاجته فی الحرم و أین منزله فی هذا اللیل أ هو من شیوخ الخزاعة و أضافه بعض الخدمة مثل الكلیددار أو نائبه و ما بلغنی خبره و ما سمعت به.

ثم قلت فی نفسی لعله المهدی علیه السلام و جعلت أنظر فی وجهه و هو یلتفت یمینا و شمالا إلی الزوار من غیر إسراع فی الالتفات ینافی الوقار و جلست امرأة قدامی لاصقة بظهرها ركبتی فنظرت إلیه متبسما لیراها علی هذه الحالة فیتبسم علی حسب عادة الناس فنظر إلیها و هو غیر متبسم و إلی و رجع إلی النظر یمینا و شمالا فقلت أسأله أنه أین منزله أو من هو.

فلما هممت بسؤاله انكمش فؤادی انكماشا تأذیت منه جدا و ظننت أن وجهی اصفر من هذه الحالة و بقی الألم فی فؤادی حتی قلت فی نفسی اللّٰهم إنی لا أسأله فدعنی یا فؤادی و عد إلی السلامة من هذا الألم فإنی قد أعرضت عما أردت من سؤاله و عزمت علی السكوت فعند ذلك سكن فؤادی و عدت إلی التفكر فی أمره.

و هممت مرة ثانیة بالاستفسار منه و قلت أی ضرر فی ذلك و ما یمنعنی من أن أسأله فانكمش فؤادی مرة ثانیة عند ما هممت بسؤاله و بقیت متألما مصفرا حتی تأذیت و قلت عزمت أن لا أسأله و لا أستفسر إلی أن سكن فؤادی و أنا أقرأ لسانا و أنظر إلی وجهه و جماله و هیبته و أفكر فیه قلبا حتی أخذنی الشوق إلی العزم مرة ثالثة علی سؤاله فانكمش فؤادی و تأذیت فی الغایة و عزمت عزما صادقا علی ترك سؤاله و نصبت لنفسی طریقا إلی معرفته غیر الكلام معه و هو أنی لا أفارقه و أتبعه حیث قام و مشی حتی أنظر أین منزله إن كان من سائر الناس أو یغیب عن بصری إن كان الإمام علیه السلام.

فأطال الجلوس علی تلك الهیئة و لا فاصل بینی و بینه بل الظاهر أن ثیابی

ص: 247

ملاصقة لثیابه و أحببت أن أعرف الوقت و الساعة و أنا لا أسمع من كثرة أصوات الناس صوت ساعات الحرم فصار فی مقابلی رجل عنده ساعة فقمت لأسأله عنها و خطوت خطوة ففاتنی صاحب الساعة لتزاحم الناس فعدت بسرعة إلی موضعی و لعل إحدی رجلی لم تفارقه فلم أجد صاحبی و ندمت علی قیامی ندما عظیما و عاتبت نفسی عتابا شدیدا.

الحكایة العشرون [قصّة العابد الصالح السیّد محمّد العاملیّ و تشرّفه بلقاء الحجّة علیه السّلام خارج النجف الأشرف]

قصة العابد الصالح التقی السید محمد العاملی رحمه اللّٰه ابن السید عباس سلمه اللّٰه آل العباس شرف الدین الساكن فی قریة جشیث من قری جبل عامل: و كان من قصته أنه رحمه اللّٰه لكثرة تعدی الجور علیه خرج من وطنه خائفا هاربا مع شدة فقره و قلة بضاعته حتی أنه لم یكن عنده یوم خروجه إلا مقدارا لا یسوی قوت یومه و كان متعففا لا یسأل أحدا.

و ساح فی الأرض برهة من دهره و رأی فی أیام سیاحته فی نومه و یقظته عجائب كثیرة إلی أن انتهی أمره إلی مجاورة النجف الأشرف علی مشرفها آلاف التحیة و التحف و سكن فی بعض الحجرات الفوقانیة من الصحن المقدس و كان فی شدة الفقر و لم یكن یعرفه بتلك الصفة إلا قلیل و توفی رحمه اللّٰه فی النجف الأشرف بعد مضی خمس سنوات من یوم خروجه من قریته.

و كان أحیانا یراودنی و كان كثیر العفة و الحیاء یحضر عندی أیام إقامة التعزیة و ربما استعار منی بعض كتب الأدعیة لشدة ضیق معاشه حتی أن كثیرا ما لا یتمكن لقوته إلا علی تمیرات یواظب الأدعیة المأثورة لسعة الرزق حتی كأنه ما ترك شیئا من الأذكار المرویة و الأدعیة المأثورة.

و اشتغل بعض أیامه علی عرض حاجته علی صاحب الزمان علیه سلام اللّٰه الملك المنان أربعین یوما و كان یكتب حاجته و یخرج كل یوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغیر الذی یخرج منه إلی البحر و یبعد عن طرف الیمین

ص: 248

مقدار فرسخ أو أزید بحیث لا یراه أحد ثم یضع عریضته فی بندقة من الطین و یودعها أحد نوابه سلام اللّٰه علیه و یرمیها فی الماء إلی أن مضی علیه ثمانیة أو تسعة و ثلاثون یوما.

فلما فعل ما یفعله كل یوم و رجع قال كنت فی غایة الملالة و ضیق الخلق و أمشی مطرقا رأسی فالتفت فإذا أنا برجل كأنه لحق بی من ورائی و كان فی زی العرب فسلم علی فرددت علیه السلام بأقل ما یرد و ما التفت إلیه لضیق خلقی فسایرنی مقدارا و أنا علی حالی فقال بلهجة أهل قریتی سید محمد ما حاجتك یمضی علیك ثمانیة أو تسعة و ثلاثون یوما تخرج قبل طلوع الشمس إلی المكان الفلانی و ترمی العریضة فی الماء تظن أن إمامك لیس مطلعا علی حاجتك.

قال فتعجبت من ذلك لأنی لم أطلع أحدا علی شغلی و لا أحد رآنی و لا أحد من أهل جبل عامل فی المشهد الشریف لم أعرفه خصوصا أنه لابس الكفیة و العقال و لیس مرسوما فی بلادنا فخطر فی خاطری وصولی إلی المطلب الأقصی و فوزی بالنعمة العظمی و أنه الحجة علی البرایا إمام العصر عجل اللّٰه تعالی فرجه.

و كنت سمعت قدیما أن یده المباركة فی النعومة بحیث لا یبلغها ید أحد من الناس فقلت فی نفسی أصافحه فإن كان یده كما سمعت أصنع ما یحق بحضرته فمددت یدی و أنا علی حالی لمصافحته فمد یده المباركة فصافحته فإذا یده كما سمعت فتیقنت الفوز و الفلاح فرفعت رأسی و وجهت له وجهی و أردت تقبیل یده المباركة فلم أر أحدا.

قلت و والده السید عباس حی إلی حال التألیف و هو من بنی أعمام العالم الحبر الجلیل و السید المؤید النبیل وحید عصره و ناموس دهره السید صدر الدین العاملی المتوطن فی أصبهان تلمیذ العلامة الطباطبائی بحر العلوم أعلی اللّٰه مقامهما.

الحكایة الحادیة و العشرون [قصّة اخری للسیّد المذكور و تشرّفه بلقاء الحجّة علیه السّلام عند ما أشرف علی الهلاك فی زیارته للمشهد الرضوی علیه السّلام]

و حدث السید الصالح المتقدم ذكره قدس اللّٰه روحه قال: وردت المشهد المقدس الرضوی علیه الصلاة و السلام للزیارة و أقمت فیه مدة و كنت فی ضنك

ص: 249

و ضیق مع وفور النعمة و رخص أسعارها و لما أردت الرجوع مع سائر الزائرین لم یكن عندی شی ء من الزاد حتی قرصة لقوت یومی فتخلفت عنهم و بقیت یومی إلی زوال الشمس فزرت مولای و أدیت فرض الصلاة فرأیت أنی لو لم ألحق بهم لا یتیسر لی الرفقة عن قریب و إن بقیت أدركتنی الشتاء و مت من البرد.

فخرجت من الحرم المطهر مع ملالة الخاطر و قلت فی نفسی أمشی علی أثرهم فإن مت جوعا استرحت و إلا لحقت بهم فخرجت من البلد الشریف و سألت عن الطریق و صرت أمشی حتی غربت الشمس و ما صادفت أحدا فعلمت أنی أخطأت الطریق و أنا ببادیة مهولة لا یری فیها سوی الحنظل و قد أشرفت من الجوع و العطش علی الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلی أظفر من بینها بحبحب (1)

حتی كسرت نحوا من خمسمائة فلم أظفر بها و طلبت الماء و الكلاء حتی جننی اللیل و یئست منهما فأیقنت الفناء و استسلمت للموت و بكیت علی حالی.

فتراءی لی مكان مرتفع فصعدته فوجدت فی أعلاها عینا من الماء فتعجبت و شكرت اللّٰه عز و جل و شربت الماء و قلت فی نفسی أتوضأ وضوء الصلاة و أصلی لئلا ینزل بی الموت و أنا مشغول الذمة بها فبادرت إلیها.

فلما فرغت من العشاء الآخرة أظلم اللیل و امتلأ البیداء من أصوات السباع و غیرها و كنت أعرف من بینها صوت الأسد و الذئب و أری أعین بعضها تتوقد كأنها السراج فزادت وحشتی إلا أنی كنت مستسلما للموت فأدركنی النوم لكثرة التعب و ما أفقت إلا و الأصوات قد انخمدت و الدنیا بنور القمر قد أضاءت و أنا فی غایة الضعف فرأیت فارسا مقبلا علی فقلت فی نفسی إنه یقتلنی لأنه یرید متاعی فلا یجد شیئا عندی فیغضب لذلك فیقتلنی و لا أقل من أن تصیبنی منه جراحة.

ص: 250


1- 1. الحبحب: البطیخ الشامیّ الذی تسمیه أهل العراق: الرقی، و الفرس: الهندی. قاله الفیروزآبادی و الظاهر أنّه یشبه الحنظل من حیث الصورة.

فلما وصل إلی سلم علی فرددت علیه السلام و طابت منه نفسی فقال ما لك فأومأت إلیه بضعفی فقال عندك ثلاث بطیخات لم لا تأكل منها فقلت لا تستهزأنی و دعنی علی حالی فقال لی انظر إلی ورائك فنظرت فرأیت شجرة بطیخ علیها ثلاث بطیخات كبار فقال سد جوعك بواحدة و خذ معك اثنتین و علیك بهذا الصراط المستقیم فامش علیه و كل نصف بطیخة أول النهار و

النصف الآخر عند الزوال و احفظ بطیخة فإنها تنفعك فإذا غربت الشمس تصل إلی خیمة سوداء یوصلك أهلها إلی القافلة و غاب عن بصری.

فقمت إلی تلك البطیخات فكسرت واحدة منها فرأیتها فی غایة الحلاوة و اللطافة كأنی ما أكلت مثلها فأكلتها و أخذت معی الاثنتین و لزمت الطریق و جعلت أمشی حتی طلعت الشمس و مضی من طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحدة منهما و أكلت نصفها و سرت إلی زوال الشمس فأكلت النصف الآخر و أخذت الطریق.

فلما قرب الغروب بدت لی تلك الخیمة و رآنی أهلها فبادروا إلی و أخذونی بعنف و شدة و ذهبوا بی إلی الخیمة كأنهم زعمونی جاسوسا و كنت لا أعرف التكلم إلا بلسان العرب و لا یعرفون لسانی فأتوا بی إلی كبیرهم فقال لی بشدة و غضب من أین جئت تصدقنی و إلا قتلتك فأفهمته بكل حیلة شرحا من حالی.

فقال أیها السید الكذاب لا یعبر من الطریق الذی تدعیه متنفس إلا تلف أو أكله السباع ثم إنك كیف قدرت علی تلك المسافة البعیدة فی الزمان الذی تذكره و من هذا المكان إلی المشهد المقدس مسیرة ثلاثة أیام اصدقنی و إلا قتلتك و شهر سیفه فی وجهی.

فبدا له البطیخ من تحت عبائی فقال ما هذا فقصصت علیه قصته فقال الحاضرون لیس فی هذا الصحراء بطیخ خصوصا هذه البطیخة التی ما رأینا مثلها أبدا فرجعوا إلی أنفسهم و تكلموا فیما بینهم و كأنهم علموا صدق مقالتی و أن هذه معجزة من الإمام علیه آلاف التحیة و الثناء و السلام (1)

فأقبلوا علی و قبلوا

ص: 251


1- 1. و یأتی فی ذیل الحكایة الثالثة و الخمسین دفع ما ربما یتوهم فی هذه الحكایة و أمثالها من عدم وجود شاهد فیها علی كون المستغاث هو الحجة علیه السلام، منه رحمه اللّٰه.

یدی و صدرونی فی مجلسهم و أكرمونی غایة الإكرام و أخذوا لباسی تبركا به و كسونی ألبسة جدیدة فاخرة و أضافونی یومین و لیلتین.

فلما كان الیوم الثالث أعطونی عشرة توامین و وجهوا معی ثلاثة منهم حتی أدركت القافلة.

الحكایة الثانیة و العشرون [تشرّف العلّامة الحلّیّ بخدمته علیه السّلام فی المنام و معجزته علیه السلام فی استنساخ كتاب كبیر كان یستنسخه العلّامة رضوان اللّٰه علیه]

السید الشهید القاضی نور اللّٰه الشوشتری فی مجالس المؤمنین: فی ترجمة آیة اللّٰه العلامة الحلی قدس سره أن من جملة مقاماته العالیة أنه اشتهر عند أهل الإیمان أن بعض علماء أهل السنة ممن تتلمذ(1)

علیه العلامة فی بعض الفنون ألف كتابا فی رد الإمامیة و یقرأ للناس فی مجالسه و یضلهم و كان لا یعطیه أحدا خوفا من أن یرده أحد من الإمامیة فاحتال رحمه اللّٰه فی تحصیل هذا الكتاب إلی أن جعل تتلمذه علیه وسیلة لأخذه الكتاب منه عاریة فالتجأ الرجل و استحیا من رده و قال إنی آلیت علی نفسی أن لا أعطیه أحدا أزید من لیلة فاغتنم الفرصة فی هذا المقدار من الزمان فأخذه منه و أتی به إلی بیته لینقل منه ما تیسر منه.

فلما اشتغل بكتابته و انتصف اللیل غلبه النوم فحضر الحجة علیه السلام و قال ولنی الكتاب و خذ فی نومك فانتبه العلامة و قد تم الكتاب بإعجازه علیه السلام(2).

و ظاهر عبارته یوهم أن الملاقاة و المكالمة كان فی الیقظة و هو بعید و الظاهر أنه فی المنام و اللّٰه العالم.

ص: 252


1- 1. هذا هو الصحیح، یقال: تلمذ له و تتلمذ: صار تلمیذا له، و التلمیذ المتعلم و الخادم، و عن بعضهم هو الشخص الذی یسلم نفسه لمعلم لیعلمه صنعته سواء كانت علما أو غیره فیخدمه مدة حتّی یتعلمها منه، و أمّا ما فی الأصل المطبوع« تلمذ» بتشدید المیم فهو من الأغلاط المشهورة.
2- 2. و رأیت هذه الحكایة فی مجموعة كبیرة، من جمع الفاضل الالمعی علیّ بن إبراهیم المازندرانی و بخطه، و كان معاصرا للشیخ البهائی رحمه اللّٰه، هكذا: الشیخ الجلیل جمال الدین الحلی، كان علامة علماء الزمان- الی أن قال-: و قد قیل: إنّه كان یطلب من بعض الأفاضل كتابا لینتسخه، و هو كان یأبی علیه، و كان كتابا كبیرا جدا، فاتفق أن أخذه منه شرطا: بأن لا یبقی عنده غیر لیلة واحدة، و هذا كتاب لا یمكن نسخه الا فی سنة أو أكثر. فآلی به الشیخ رحمه اللّٰه، و شرع فی كتابته فی تلك اللیلة فكتب منه صفحات و مله و إذا برجل دخل علیه من الباب بصفة أهل الحجاز، فسلم و جلس، ثمّ قال: أیها الشیخ أنت مصطر لی الاوراق و أنا أكتب. فكان الشیخ یمصطر له الورق و ذلك الرجل یكتب و كان لا یلحق المصطر بسرعة كتابته فلما نقر دیك الصباح و صاح، و إذا الكتاب بأسره مكتوب تماما. و قد قیل: ان الشیخ لما مل الكتابة نام فانتبه فرأی الكتاب مكتوبا، و اللّٰه أعلم منه رحمه اللّٰه.

الحكایة الثالثة و العشرون [قصّة معمّر بن غوث السنبسیّ أحد غلمان الامام أبی محمّد الحسن بن علیّ العسكریّ علیهما السّلام، و نزوله علی مفید الدین ابن الجهم قبل فتح بغداد بسنتین]

فی مجموعة نفیسة عندی كلها بخط العالم الجلیل شمس الدین محمد بن علی بن الحسن الجباعی جد شیخنا البهائی و هو الذی ینتهی نسخ الصحیفة الكاملة إلی الصحیفة التی كانت بخطه و كتبها من نسخة الشهید الأول رحمه اللّٰه و قد نقل عنه عن تلك المجموعة و غیرها العلامة المجلسی كثیرا فی البحار و ربما عبر هو و غیره كالسید نعمة اللّٰه الجزائری فی أول شرح الصحیفة عنه بصاحب الكرامات ما لفظه.

قال السید تاج الدین محمد بن معیة الحسنی أحسن اللّٰه إلیه حدثنی والدی القاسم بن الحسن بن معیة الحسنی تجاوز اللّٰه عن سیئاته: أن المعمر بن غوث السنبسی ورد إلی الحلة مرتین إحداهما قدیمة لا أحقق تاریخها و الأخری قبل فتح بغداد بسنتین

قال والدی و كنت حینئذ ابن ثمان سنوات و نزل علی الفقیه مفید الدین بن جهم و تردد إلیه الناس و زاره خالی السعید تاج الدین بن معیة و أنا

ص: 253

معه طفل ابن ثمان سنوات و رأیته و كان شخصا طوالا من الرجال یعد فی الكهول و كان ذراعه كأنه الخشبة المجلدة و یركب الخیل العتاق و أقام أیاما بالحلة و كان یحكی أنه كان أحد غلمان الإمام أبی محمد الحسن بن علی العسكری علیهما السلام و أنه شاهد ولادة القائم علیه السلام.

قال والدی رحمه اللّٰه و سمعت الشیخ مفید الدین بن جهم یحكی بعد مفارقته و سفره عن الحلة أنه قال أخبرنا بسر لا یمكننا الآن إشاعته و كانوا یقولون إنه أخبره بزوال ملك بنی العباس فلما مضی لذلك سنتان أو ما یقاربهما أخذت بغداد و قتل المستعصم و انقرض ملك بنی العباس فسبحان من له الدوام و البقاء.

و كتب ذلك محمد بن علی الجباعی من خط السید تاج الدین یوم الثلاثاء فی شعبان سنة تسع و خمسین و ثمانمائة.

و نقل قبل هذه الحكایة- عن المعمر خبرین (1)

هكذا من خط ابن معیة و یرفع الإسناد عن المعمر بن غوث السنبسی عن أبی الحسن الداعی بن نوفل السلمی قال سمعت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یقول: إن اللّٰه خلق خلقا من رحمته لرحمته برحمته و هم الذین یقضون الحوائج للناس فمن استطاع منكم أن یكون منهم فلیكن.

و بالإسناد عن المعمر بن غوث السنبسی عن الإمام الحسن بن علی العسكری علیهما السلام أنه قال: أحسن ظنك و لو بحجر یطرح اللّٰه شره فیه فتتناول حظك منه فقلت أیدك اللّٰه حتی بحجر قال أ فلا تری حجر الأسود.

قلت أما الولد فهو القاضی السید النسابة تاج الدین أبو عبد اللّٰه محمد بن القاسم عظیم الشأن جلیل القدر استجاز منه الشهید الأول لنفسه و لولدیه محمد

ص: 254


1- 1. و روی هذین الخبرین الشیخ الفاضل ابن أبی جمهور الاحسائی فی أول كتاب غوالی اللئالی مسندا عن شیخ الفقهاء أبی القاسم جعفر بن سعید المحقق رحمه اللّٰه عن مفید[ الدین] ابن جهم المذكور عن المعمر بن غوث السنبسی عن أبی الحسن العسكریّ علیه السلام مثله و هذا ممّا یشبهه بصحة الحكایة المذكورة، مع أن سندها فی أعلی درجات الصحة، منه رحمه اللّٰه.

و علی و لبنته ست المشایخ (1) و أما والده فهو السید جلال الدین أبو جعفر القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معیة بن سعید الدیباجی الحسنی الفقیه الفاضل العالم الجلیل عظیم الشأن تلمیذ عمید الرؤساء و ابن السكون و معاصر العلامة و الراوی للصحیفة الشریفة الكاملة عنهما عن السید بهاء الشرف المذكور فی أول الصحیفة كما تبین فی محله و أما ابن جهم فهو الشیخ الفقیه محمد بن جهم و هو الذی لما سأل الخاجة نصیر الدین عن المحقق أعلم تلامذته فی الأصولیین أشار إلیه و إلی سدید الدین والد العلامة.

الحكایة الرابعة و العشرون [تشرّف الشیخ إبراهیم القطیفیّ بزیارته علیه السّلام]

العالم الجلیل الشیخ یوسف البحرینی فی اللؤلؤة: فی ترجمة العالم الشیخ إبراهیم القطیفی المعاصر للمحقق الثانی عن بعض أهل البحرین أن هذا الشیخ دخل علیه الإمام الحجة علیه السلام فی صورة رجل یعرفه الشیخ فسأله أی الآیات من القرآن فی المواعظ أعظم فقال الشیخ إِنَّ الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی آیاتِنا لا یَخْفَوْنَ عَلَیْنا أَ فَمَنْ یُلْقی فِی النَّارِ خَیْرٌ أَمْ مَنْ یَأْتِی آمِناً یَوْمَ الْقِیامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ(2) فقال صدقت یا شیخ ثم خرج منه فسأل أهل البیت خرج فلان فقالوا ما رأینا أحدا داخلا و لا خارجا.

الحكایة الخامسة و العشرون [كتابته علیه السّلام علی مقبرة الشیخ المفید أبیاتا فی رثائه]

قال السید القاضی نور اللّٰه الشوشتری فی مجالس المؤمنین ما معناه: أنه وجد هذه الأبیات بخط صاحب الأمر علیه السلام مكتوبا علی قبر الشیخ المفید رحمه اللّٰه:

لا صوت الناعی بفقدك إنه***یوم علی آل الرسول عظیم

إن كنت قد غیبت فی جدث الثری***فالعدل و التوحید فیك مقیم

و القائم المهدی یفرح كلما***تلیت علیك من الدروس علوم

ص: 255


1- 1. مخفف« سیدة المشایخ».
2- 2. فصّلت: 40.

الحكایة السادسة و العشرون [تشرّف الشیخ زین الدّین علیّ بن یونس البیاضیّ صاحب كتاب «الصراط المستقیم» بخدمته علیه السّلام]

فی الصراط المستقیم للشیخ زین الدین علی بن یونس العاملی البیاضی: قال مؤلف هذا الكتاب علی بن محمد بن یونس خرجت مع جماعة تزید علی أربعین رجلا إلی زیارة القاسم بن موسی الكاظم علیه السلام (1)

فكنا عن حضرته نحو میل من الأرض فرأینا فارسا معترضا فظنناه یرید أخذ ما معنا فخبینا ما خفنا علیه.

فلما وصلنا رأینا آثار فرسه و لم نره فنظرنا ما حول القبلة فلم نر أحدا فتعجبنا من ذلك مع استواء الأرض و حضور الشمس و عدم المانع فلا یمتنع أن یكون هو الإمام علیه السلام أو أحد الأبدال.

قلت و هذا الشیخ جلیل القدر عظیم الشأن صاحب المصنفات الرائقة وصفه الشیخ إبراهیم الكفعمی فی بعض كلماته فی ذكر الكتب التی ینقل عنها بقوله و من ذلك زبدة البیان و إنسان الإنسان المنتزع من مجمع البیان جمع الإمام العلامة

ص: 256


1- 1. هذا القاسم عظیم القدر، جلیل الشأن: روی الكلینی فی الكافی فی باب الإشارة و النصّ علی أبی الحسن الرضا علیه السلام( راجع ج 1 ص 314) بسند معتبر عن أبی إبراهیم علیه السلام فی خبر طویل أنّه قال لیزید بن سلیط: أخبرك یا با عمارة انی خرجت من منزلی فأوصیت الی ابنی فلان و أشركت معه بنی فی الظاهر، و أوصیته فی الباطن[ فأفردته وحده] و لو كان الامر الی لجعلته فی القاسم ابنی لحبی إیّاه و رأفتی علیه، و لكن ذلك إلی اللّٰه عزّ و جلّ یجعله حیث یشاء. و قال السیّد الجلیل علیّ بن طاوس فی مصباح الزائر: ذكر زیارة أبرار أولاد الأئمّة علیهم السلام، اذا أردت زیارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم و العباس بن أمیر المؤمنین أو علی بن الحسین المقتول بالطف علیهم السلام و من جری فی الحكم مجراهم، تقف علی المزور إلخ. و من الاخبار المشهورة و ان لم نعثر علی مأخذها ما روی عن الرضا علیه السلام أنه قال ما معناه: من لم یقدر علی زیارتی فلیزر أخی القاسم بحلة، و اللّٰه العالم، منه رحمة اللّٰه.

فرید الدهر و وحید العصر مهبط أنوار الجبروت و فاتح أسرار الملكوت خلاصة الماء و الطین جامع كمالات المتقدمین و المتأخرین بقیة الحجج علی العالمین الشیخ زین الملة و الحق و الدین علی بن یونس لا أخلی اللّٰه الزمان من أنوار شموسه و إیضاح براهینه و دروسه بمحمد و آله علیهم السلام.

الحكایة السابعة و العشرون [قصّة تشرّف الشیخ الأجلّ الحاجّ مولی علیّ بن الحاجّ میرزا خلیل الطهرانی فی السرداب الشریف]

حدثنی مشافهة العالم العامل فخر الأواخر و ذخر الأوائل شمس فلك الزهد و التقی و حاوی درجات السداد و الهدی الفقیه المؤید النبیل شیخنا الأجل الحاج المولی علی بن الحاج میرزا خلیل الطهرانی المتوطن فی الغری حیا و میتا و كان یزور أئمة سامراء فی أغلب السنین و یأنس بالسرداب المغیب و یستمد فیه الفیوضات و یعتقد فیه رجاء نیل المكرمات.

و كان یقول إنی ما زرت مرة إلا و رأیت كرامة و نلت مكرمة و كان یستر ما رآه غیر أنه ذكر لی و سمعه عنه غیری أنی كثیرا ما وصلت إلی باب السرداب الشریف فی جوف اللیل المظلم و حین هدوء من الناس فأری عند الباب قبل النزول من الدرج نورا

یشرق من سرداب الغیبة علی جدران الدهلیز الأول و یتحرك من موضع إلی آخر كان بید أحد هناك شمعة مضیئة و هو ینتقل من مكان إلی آخر فیتحرك النور هنا بحركته ثم أنزل و أدخل فی السرداب الشریف فما أجد أحدا و لا أری سراجا.

الحكایة الثامنة و العشرون [تشرّف السیّد مرتضی النجفی بلقائه علیه السّلام فی مسجد الكوفة و قصّة الشیخ الدّخنیّ إمام الجماعة]

حدثنی السید الثقة التقی الصالح السید مرتضی النجفی رحمه اللّٰه و قد أدرك الشیخ شیخ الفقهاء و عمادهم الشیخ جعفر النجفی و كان معروفا عند علماء العراق بالصلاح و السداد و صاحبته سنین سفرا و حضرا فما وقفت منه علی عثرة فی الدین قال: كنا فی مسجد الكوفة مع جماعة فیهم أحد من العلماء المعروفین

ص: 257

المبرزین فی المشهد الغروی و قد سألته عن اسمه غیر مرة فما كشف عنه لكونه محل هتك الستر و إذاعة السر.

قال و لما حضرت وقت صلاة المغرب جلس الشیخ لدی المحراب للصلاة و الجماعة فی تهیئة الصلاة بین جالس عنده و مؤذن و متطهر و كان فی ذلك الوقت فی داخل الموضع المعروف بالتنور ماء قلیل من قناة خربة و قد رأینا مجراها عند عمارة مقبرة هانئ بن عروة و الدرج التی تنزل إلیه ضیقة مخروبة لا تسع غیر واحد.

فجئت إلیه و أردت النزول فرأیت شخصا جلیلا علی هیئة الأعراب قاعدا عند الماء یتوضأ و هو غایة من السكینة و الوقار و الطمأنینة و كنت مستعجلا لخوف عدم إدراك الجماعة فوقفت قلیلا فرأیته كالجبل لا یحركه شی ء فقلت و قد أقیمت الصلاة ما معناه لعلك لا ترید الصلاة مع الشیخ أردت بذلك تعجیله فقال لا قلت و لم قال لأنه الشیخ الدخنی فما فهمت مراده فوقفت حتی أتم وضوءه فصعد و ذهب و نزلت و توضأت و صلیت فلما قضیت الصلاة و انتشر الناس و قد ملأ قلبی و عینی هیئته و سكونه و كلامه فذكرت للشیخ ما رأیت و سمعت منه فتغیرت حاله و ألوانه و صار متفكرا مهموما فقال قد أدركت الحجة علیه السلام و ما عرفته و قد أخبر عن شی ء ما اطلع علیه إلا اللّٰه تعالی.

اعلم أنی زرعت الدخنة(1)

فی هذه السنة فی الرحبة و هی موضع فی طرف الغربی من بحیرة الكوفة محل خوف و خطر من جهة أعراب البادیة المترددین إلیه فلما قمت إلی الصلاة و دخلت فیها ذهب فكری إلی زرع الدخنة و أهمنی أمره فصرت أتفكر فیه و فی آفاته.

هذا خلاصة ما سمعته منه رحمه اللّٰه قبل هذا التأریخ بأزید من عشرین سنة و أستغفر اللّٰه من الزیادة و النقصان فی بعض كلماته.

ص: 258


1- 1. الدخن بالضم حبّ الجاورس، او حبّ أصغر منه أملس جدا بارد یابس حابس للطبع.

الحكایة التاسعة و العشرون [قصّة رجل صالح من أهل بغداد، و تشرّفه بزیارة الحجّة علیه السّلام فی جزیزة فی البحر عند ما تكسّرت به سفینته]

فی كتاب نور العیون تألیف الفاضل الخبیر الألمعی السید محمد شریف الحسینی الأصبهانی عن أستاذه العالم الصالح الزاهد الورع الآمیرزا محمد تقی بن الآمیرزا محمد كاظم بن الآمیرزا عزیز اللّٰه ابن المولی محمد تقی المجلسی الملقب بالألماسی و هو من العلماء الزاهدین و كان بصیرا فی الفقه و الحدیث و الرجال و قد ذكرنا شرح حاله فی رسالة الفیض القدسی فی ذكر أحوال العلامة المجلسی رضوان اللّٰه علیه قال فی رسالة له فی ذكر من رآه علیه السلام فی الغیبة الكبری حدثنی بعض أصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد و هو حی إلی هذا الوقت أی سنة ست و ثلاثین بعد المائة و الألف قال: إنی كنت قد سافرت فی بعض السنین مع جماعة فركبنا السفینة و سرنا فی البحر فاتفق أنه انكسرت سفینتنا و غرق جمیع من فیها و تعلقت أنا بلوح مكسور فألقانی البحر بعد مدة إلی جزیرة فسرت فی أطراف الجزیرة فوصلت بعد الیأس من الحیاة بصحراء فیها جبل عظیم.

فلما وصلت إلیه رأیته محیطا بالبحر إلا طرفا منه یتصل بالصحراء و استشممت منه رائحة الفواكه ففرحت و زاد شوقی و صعدت قدرا من الجبل حتی إذا بلغت إلی وسطه فی موضع أملس مقدار عشرین ذراعا لا یمكن الاجتیاز منه أبدا فتحیرت فی أمری فصرت أتفكر فی أمری فإذا أنا بحیة عظیمة كالأشجار العظیمة تستقبلنی فی غایة السرعة ففررت منها منهزما مستغیثا باللّٰه تبارك و تعالی فی النجاة من شرها كما نجانی فی الغرق.

فإذا أنا بحیوان شبه الأرنب قصد الحیة مسرعا من أعلی الجبل حتی وصل إلی ذنبها فصعد منه حتی إذا وصل رأس الحیة إلی ذلك الحجر الأملس و بقی ذنبه فوق الحجر وصل الحیوان إلی رأسها و أخرج من فمه حمة(1)

مقدار إصبع فأدخلها

ص: 259


1- 1. الحمة- وزان ثبة- الابرة یضرب بها الزنبور و الحیة و نحو ذلك أو یلدغ بها و تاؤها عوض عن اللام المحذوفة لان أصلها حمو، أو حمی.

فی رأسها ثم نزعها و أدخلها فی موضع آخر منها و ولی مدبرا فماتت الحیة فی مكانها من وقتها و حدث فیها عفونة كادت نفسی أن تطلع من رائحتها الكریهة فما كان بأسرع من أن ذاب لحمها و سال فی البحر و بقی عظامها كسلم ثابت فی الأرض یمكن الصعود منه.

فتفكرت فی نفسی و قلت إن بقیت هنا أموت من الجوع فتوكلت علی اللّٰه فی ذلك و صعدت منها حتی علوت الجبل و سرت من طرف قبلة الجبل فإذا أنا بحدیقة بالغة حد الغایة فی الغضارة و النضارة و الطراوة و العمارة فسرت حتی دخلتها و إذا فیها أشجار مثمرة كثیرة و بناء عال مشتمل علی بیوتات و غرف كثیرة فی وسطها.

فأكلت من تلك الفواكه و اختفیت فی بعض الغرف و أنا أتفرج الحدیقة و أطرافها فإذا أنا بفوارس قد ظهروا من جانب البر قاصدی الحدیقة یقدمهم رجل ذو بهاء و جمال و جلال و غایة من المهابة یعلم من ذلك أنه سیدهم فدخلوا الحدیقة و نزلوا من خیولهم و خلوا سبیلها و توسطوا القصر فتصدر السید و جلس الباقون متأدبین حوله.

ثم أحضروا الطعام فقال لهم ذلك السید إن لنا فی هذا الیوم ضیفا فی الغرفة الفلانیة و لا بد من دعوته إلی الطعام فجاء بعضهم فی طلبی فخفت و قلت اعفنی من ذلك فأخبر السید بذلك فقال اذهبوا بطعامه إلیه فی مكانه لیأكله فلما فرغنا من الطعام أمر بإحضاری و سألنی عن قصتی فحكیت له القصة فقال أ تحب أن ترجع إلی أهلك قلت نعم فأقبل علی واحد منهم و أمره بإیصالی إلی أهلی فخرجت أنا و ذلك الرجل من عنده.

فلما سرنا قلیلا قال لی الرجل انظر فهذا سور بغداد فنظرت إذا أنا بسوره و غاب عنی الرجل فتفطنت من ساعتی هذه و علمت أنی لقیت سیدی و مولای علیه السلام و من سوء حظی حرمت من هذا الفیض العظیم فدخلت بلدی و بیتی فی غایة من الحسرة و الندامة.

ص: 260

قلت و حدثنی العالم الفقیه النبیه الصفی الحاج المولی الهادی الطهرانی قدس سره أنه رأی هذه الحكایة فی الرسالة المذكورة و الظاهر أن اسمها بهجة الأولیاء.

الحكایة الثلاثون [تشرّف رجل آخر من أهل البحرین بخدمته علیه السّلام و فیها ذكر قصّة طریفة]

و فیه و عن المولی المتقی المذكور قال حدثنی ثقة صالح من أهل العلم من سادات شولستان عن رجل ثقة أنه قال: اتفق فی هذه السنین أن جماعة من أهل بحرین عزموا علی إطعام جمع من المؤمنین علی التناوب فأطعموا حتی بلغ النوبة إلی رجل منهم لم یكن عنده شی ء فاغتم لذلك و كثر حزنه و همه فاتفق أنه خرج لیلة إلی الصحراء فإذا بشخص قد وافاه و قال له اذهب إلی التاجر الفلانی و قل یقول لك محمد بن الحسن أعطنی الاثنا عشر دینارا التی نذرتها لنا فخذها منه و أنفقها فی ضیافتك فذهب الرجل إلی ذلك التاجر و بلغه رسالة الشخص المذكور.

فقال التاجر قال لك ذلك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحرینی نعم فقال عرفته فقال لا فقال التاجر هو صاحب الزمان علیه السلام و هذه الدنانیر نذرتها له.

فأكرم الرجل و أعطاه المبلغ المذكور و سأله الدعاء و قال له لما قبل نذری أرجو منك أن تعطینی منه نصف دینار و أعطیك عوضه فجاء البحرینی و أنفق المبلغ فی مصرفه و قال ذلك الثقة إنی سمعت القصة عن البحرینی بواسطتین.

و مما استطرفناه من هذا الكتاب و یناسب المقصود أن المؤلف ذكر فی باب من رأی أربع عشرة حكایة ذكرنا منها اثنتین و إحدی عشرة منها موجودة فی البحار و ذكر فی الرابعة عشر قصة عجیبة.

قال یقول المؤلف الضعیف محمد باقر الشریف: إن فی سنة ألف و مائة و ثلاث و سبعین كنت فی طریق مكة المعظمة صاحبت رجلا ورعا موثقا یسمی حاج عبد الغفور فی ما بین الحرمین و هو من تجار تبریز یسكن فی الیزد و قد حج

ص: 261

قبل ذلك ثلاث مرات و بنی فی هذا السفر علی مجاورة بیت اللّٰه سنتین لیدرك فیض الحج ثلاث سنین متوالیة.

ثم بعد ذلك فی سنة ألف و مائة و ستة و سبعین حین معاودتی من زیارة المشهد الرضوی علی صاحبه السلام رأیته أیضا فی الیزد و قد مر فی رجوعه من مكة بعد ثلاث حجات إلی بندر صورت من بنادر هند لحاجة له و رجع فی سنة إلی بیته فذكر لی عند اللقاء إنی سمعت من میر أبو طالب أن فی السنة الماضیة جاء مكتوب من سلطان الأفرنج إلی الرئیس الذی یسكن بندر بمبئی من جانبه و یعرف بجندر أن فی هذا الوقت ورد علینا رجلان علیهما لباس الصوف و یدعی أحدهما أن عمره سبعمائة و خمسین سنة و الآخر سبعمائة سنة و یقولان بعثنا صاحب الأمر علیه السلام لندعوكم إلی دین محمد المصطفی علیه صلوات اللّٰه و یقولون إن لم تقبلوا دعوتنا و لم تتدینوا بدیننا یغرق البحر بلادكم بعد ثمان أو عشر سنین و التردید من الحاج المذكور و قد أمرنا بقتلهما فلم یعمل فیهما الحدید و وضعناهما علی الأثواب و قیناره (1)

فلم یحترقا فشددنا أیدیهما و أرجلهما و ألقیناهما فی البحر فخرجا منه سالمین.

و كتب إلی الرئیس أن یتفحص فی أرباب مذاهب الإسلام و الیهود و المجوس و النصاری و أنهم هل رأوا ظهور صاحب الأمر علیه السلام فی آخر الزمان فی كتبهم أم لا.

قال الحاج المزبور و قد سألت من قسیس كان فی بندر صورت عن صحة المكاتبة المذكورة فذكر لی كما سمعت و سلالة النجباء میر أبو طالب و میرزا بزرك الإیرانی و هم الآن من وجوه معارف البندر المذكور نقلا لی كما ذكرت و بالجملة الخبر مشهور منتشر فی تلك البلدة و اللّٰه العالم.

ص: 262


1- 1. كذا فی الأصل المطبوع.

الحكایة الحادیة و الثلاثون [تشرّف العالم المؤیّد السیّد محمّد القطیفیّ بلقائه علیه السّلام فی مسجد الكوفة]

حدثنی العالم النبیل و الفاضل الجلیل الصالح الثقة العدل الذی قل له البدیل الحاج المولی محسن الأصفهانی المجاور لمشهد أبی عبد اللّٰه علیه السلام حیا و میتا و كان من أوثق أئمة الجماعة قال حدثنی السید السند و العالم المؤید التقی الصفی السید محمد بن السید مال اللّٰه بن السید معصوم القطیفی رحمهم اللّٰه قال: قصدت مسجد الكوفة فی بعض لیالی الجمع و كان فی زمان مخوف لا یتردد إلی المسجد أحد إلا مع عدة و تهیئة لكثرة من كان فی أطراف النجف الأشرف من القطاع و اللصوص و كان معی واحد من الطلاب.

فلما دخلنا المسجد لم نجد فیه إلا رجلا واحدا من المشتغلین فأخذنا فی آداب المسجد فلما حان غروب الشمس عمدنا إلی الباب فأغلقناه و طرحنا خلفه من الأحجار و الأخشاب و الطوب (1)

و المدر إلی أن اطمأنا بعدم إمكان انفتاحه من الخارج عادة.

ثم دخلنا المسجد و اشتغلنا بالصلاة و الدعاء فلما فرغنا جلست أنا و رفیقی فی دكة القضاء مستقبل القبلة و ذاك الرجل الصالح كان مشغولا بقراءة دعاء كمیل فی الدهلیز القریب من باب الفیل بصوت عال شجی و كانت لیلة قمراء صاحیة و كنت متوجها إلی نحو السماء.

فبینا نحن كذلك فإذا بطیب قد انتشر فی الهواء و ملأ الفضاء أحسن من ریح نوافج المسك الأذفر و أروح للقلب من النسیم إذا تسحر و رأیت فی خلال أشعة القمر إشعاعا كشعلة النار قد غلب علیها و انخمد فی تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعی فالتفت فإذا أنا بشخص جلیل قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق فی زی لباس الحجاز و علی كتفه الشریف سجادة كما هو عادة أهل الحرمین إلی الآن و كان یمشی فی سكینة و وقار و هیبة و جلال

ص: 263


1- 1. الطوب: الاجر بلغة أهل مصر.

قاصدا باب المسلم و لم یبق لنا من الحواس إلا البصر الخاسر و اللب الطائر فلما صار بحذائنا من طرف القبلة سلم علینا.

قال رحمه اللّٰه أما رفیقی فلم یبق له شعور أصلا و لم یتمكن من الرد و أما أنا فاجتهدت كثیرا إلی أن رددت علیه فی غایة الصعوبة و المشقة فلما دخل باب المسجد و غاب عنا تراجعت القلوب إلی الصدور فقلنا من كان هذا و من أین دخل فمشینا نحو ذلك الرجل فرأیناه قد خرق ثوبه و یبكی بكاء الواله الحزین فسألناه عن حقیقة الحال فقال واظبت هذا المسجد أربعین لیلة من لیالی الجمعة طلبا للتشرف بلقاء خلیفة العصر و ناموس الدهر عجل اللّٰه تعالی فرجه و هذه اللیلة تمام الأربعین و لم أتزود من لقائه ظاهرا غیر أنی حیث رأیتمونی كنت مشغولا بالدعاء فإذا به علیه السلام واقفا علی رأسی فالتفت إلیه علیه السلام فقال چه میكنی أو چه میخوانی أی ما تفعل أو ما تقرأ و التردید من الفاضل المتقدم و لم أتمكن من الجواب فمضی عنی كما شاهدتموه فذهبنا إلی الباب فوجدناه علی النحو الذی أغلقناه فرجعنا شاكرین متحسرین.

قلت و هذا السید كان عظیم الشأن جلیل القدر و كان شیخنا الأستاذ العلامة الشیخ عبد الحسین الطهرانی أعلی اللّٰه مقامه كثیرا ما یذكره بخیر و یثنی علیه ثناء بلیغا قال كان رحمه اللّٰه تقیا صالحا و شاعرا مجیدا و أدیبا قارئا غریقا فی بحار محبة أهل البیت علیهم السلام و أكثر ذكره و فكره فیهم و لهم حتی أنا كثیرا ما نلقاه فی الصحن الشریف فنسأله عن مسألة أدبیة فیجیبنا و یستشهد فی خلال كلامه بما أنشده هو و غیره فی المراثی فتتغیر حاله فیشرع فی ذكر مصائبهم علی أحسن ما ینبغی و ینقلب مجلس الشعر و الأدب إلی مجلس المصیبة و الكرب و له رحمه اللّٰه قصائد رائقة فی المراثی دائرة علی السن القراء منها القصیدة التی أولها

ما لی إذا ما اللیل جنا***أهفو لمن غنی و حنا

و هی طویلة و منها القصیدة التی أولها:

ألقت لی الأیام فضل قیادها***فأردت غیر مرامها و مرادها

إلخ.

ص: 264

و منها القصیدة التی یقول فیها فی مدح الشهداء:

و ذوی المروة و الوفاء أنصاره***لهم علی الجیش اللّٰهام زئیر

طهرت نفوسهم بطیب أصولها***فعناصر طابت لهم و حجور

عشقوا العنا للدفع لا عشقوا***العنا للنفع لكن أمضی المقدور

فتمثلت لهم القصور و ما بهم***لو لا تمثلت القصور قصور

ما شاقهم للموت إلا وعدة الر***حمن لا ولدانها و الحور

إلخ.

الحكایة الثانیة و الثلاثون [تشرّف رجل آخر اسمه آقا محمّد مهدی من قاطنی بندر ملومین فی السرداب الشریف، و شفاؤه بإعجاز الحجّة علیه السلام من الصمم و الخرس]

فی شهر جمادی الأولی من سنة ألف و مائتین و تسعة و تسعین ورد الكاظمین علیهما السلام رجل اسمه آقا محمد مهدی و كان من قاطنی بندر ملومین من بنادر ماجین و ممالك برمة و هو الآن فی تصرف الإنجریز و من بلدة كلكتة قاعدة سلطنة ممالك الهند إلیه مسافة ستة أیام من البحر مع المراكب الدخانیة و كان أبوه من أهل شیراز و لكنه ولد و تعیش فی البندر المذكور و ابتلی قبل التأریخ المذكور بثلاث سنین بمرض شدید فلما عوفی منه بقی أصم أخرس.

فتوسل لشفاء مرضه بزیارة أئمة العراق علیهم السلام و كان له أقارب فی بلدة كاظمین علیهما السلام من التجار المعروفین فنزل علیهم و بقی عندهم عشرین یوما فصادف وقت حركة مركب الدخان إلی سرمن رأی لطغیان الماء فأتوا به إلی المركب و سلموه إلی راكبیه و هم من أهل بغداد و كربلاء و سألوهم المراقبة فی حاله و النظر فی حوائجه لعدم قدرته علی إبرازها و كتبوا إلی بعض المجاورین من أهل سامرا للتوجه فی أموره.

فلما ورد تلك الأرض المشرفة و الناحیة المقدسة أتی إلی السرداب المنور بعد الظهر من یوم الجمعة العاشر من جمادی الآخرة من السنة المذكورة و كان فیه جماعة من الثقات و المقدسین إلی أن أتی إلی الصفة المباركة فبكی و تضرع

ص: 265

فیها زمانا طویلا و كان یكتب قبیلة حاله علی الجدار و یسأل من الناظرین الدعاء و الشفاعة.

فما تم بكاؤه و تضرعه إلا و قد فتح اللّٰه تعالی لسانه و خرج بإعجاز الحجة علیه السلام من ذلك المقام المنیف مع لسان ذلق و كلام فصیح و أحضر فی یوم السبت فی محفل تدریس سید الفقهاء و شیخ العلماء رئیس الشیعة و تاج الشریعة المنتهی إلیه رئاسة الإمامیة سیدنا الأفخم و أستاذنا الأعظم الحاج الآمیرزا محمد حسن الشیرازی متع اللّٰه المسلمین بطول بقائه و قرأ عنده متبركا سورة المباركة الفاتحة بنحو أذعن الحاضرون بصحته و حسن قراءته و صار یوما مشهودا و مقاما محمودا.

و فی لیلة الأحد و الاثنین اجتمع العلماء و الفضلاء فی الصحن الشریف فرحین مسرورین و أضاءوا فضاءه من المصابیح و القنادیل و نظموا القصة و نشروها فی البلاد و كان معه فی المركب مادح أهل البیت علیهم السلام الفاضل اللبیب الحاج ملا عباس الصفار الزنوزی البغدادی فقال و هو من قصیدة طویلة. و رآه مریضا و صحیحا.

و فی عامها جئت و الزائرین***إلی بلدة سر من قد رآها

رأیت من الصین فیها فتی***و كان سمی إمام هداها

یشیر إذا ما أراد الكلام***و للنفس منه...براها

و قد قید السقم منه الكلام***و أطلق من مقلتیه دماها

فوافی إلی باب سرداب من***به الناس طرا ینال مناها

یروم بغیر لسان یزور***و للنفس منه دهت بعناها

و قد صار یكتب فوق الجدار***ما فیه للروح منه شفاها

أروم الزیارة بعد الدعاء***ممن رأی أسطری و تلاها

لعل لسانی یعود الفصیح***و علی أزور و أدعو الإلها

إذا هو فی رجل مقبل***تراه وری البعض من أتقیاها

ص: 266

تأبط خیر كتاب له***و قد جاء من حیث غاب ابن طه

فأومی إلیه ادع ما قد كتب***و جاء فلما تلاه دعاها

و أوصی به سیدا جالسا***أن ادعوا له بالشفاء شفاها

فقام و أدخله غیبة الإ***مام المغیب من أوصیاها

و جاء إلی حفرة الصفة***التی هی للعین نور ضیاها

و أسرج آخر فیها السراج***و أدناه من فمه لیراها

هناك دعا اللّٰه مستغفرا***و عیناه مشغولة ببكاها

و مذ عاد منها یرید الصلاة***قد عاود النفس منه شفاها

و قد أطلق اللّٰه منه اللسان***و تلك الصلاة أتم أداها

و لما بلغ الخبر إلی خریت صناعة الشعر السید المؤید الأدیب اللبیب فخر الطالبیین و ناموس العلویین السید حیدر بن السید سلیمان الحلی أیده اللّٰه تعالی بعث إلی سرمن رأی كتابا صورته.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لما هبت من الناحیة المقدسة نسمات كرم الإمامة فنشرت نفحات عبیر هاتیك الكرامة فأطلقت لسان زائرها من اعتقاله عند ما قام عندها فی تضرعه و ابتهاله أحببت أن أنتظم فی سلك من خدم تلك الحضرة فی نظم قصیدة تتضمن بیان هذا المعجز العظیم و نشره و أن أهنئ علامة الزمن و غرة وجهه الحسن فرع الأراكة المحمدیة و منار الملة الأحمدیة علم الشریعة و إمام الشیعة لأجمع بین العبادتین فی خدمة هاتین الحضرتین فنظمت هذه القصیدة الغراء و أهدیتها إلی دار إقامته و هی سامرا راجیا أن تقع موقع القبول فقلت و من اللّٰه بلوغ المأمول:

كذا یظهر المعجز الباهر***و یشهده البر و الفاجر

و تروی الكرامة مأثورة***یبلغها الغائب الحاضر

یقر لقوم بها ناظر ***و یقذی لقوم بها ناظر

فقلب لها ترحا واقع***و قلب بها فرحا طائر

ص: 267

أجل طرف فكرك یا مستدل***و أنجد بطرفك یا غائر

تصفح مآثر آل الرسول***و حسبك ما نشر الناشر

و دونكه نبأ صادقا***لقلب العدو هو الباقر

فمن صاحب الأمر أمس استبان***لنا معجز أمره باهر

بموضع غیبته مذ ألم***أخو علة داؤها ظاهر

رمی فمه باعتقال اللسان***رام هو الزمن الغادر

فأقبل ملتمسا للشفاء***لدی من هو الغائب الحاضر

و لقنه القول مستأجر***عن القصد فی أمره جائر

فبیناه فی تعب ناصب***و من ضجر فكره حائر

إذ انحل من ذلك الاعتقال***و بارحه ذلك الضائر

فراح لمولاه فی الحامدین***و هو لآلائه ذاكر

لعمری لقد مسحت داءه***ید كل خلق لها شاكر

ید لم تزل رحمة للعباد***لذلك أنشأها الفاطر

تحدر و إن كرهت أنفس***یضیق شجی صدرها الواغر

و قل إن قائم آل النبی***له النهی و هو هو الآمر

أ یمنع زائره الاعتقال***مما به ینطق الزائر

و یدعوه صدقا إلی حله***و یقضی علی أنه القادر

و یكبو مرجیه دون الغیاث***و هو یقال به العاثر

فحاشاه بل هو نعم المغیث***إذا نضنض الحارث الفاغر(1)

فهذی الكرامة لا ما غدا***یلفقه الفاسق الفاجر

أدم ذكرها یا لسان الزمان***و فی نشرها فمك العاطر

و هن بها سرمن رأی و من***به ربعها آهل عامر

ص: 268


1- 1. الحارث: لقب الأسد، و الفاغر: الذی فتح فاه یقال: نضنض لسانه: اذا حركه، فالسبع إذا فغرفاه و نضنض لسانه أشدّ ما یكون.

هو السید الحسن المجتبی***خضم الندی غیثه الهامر

و قل یا تقدست من بقعة***بها یهب الزلة الغافر

كلا أسمیك فی الناس باد له***بأوجههم أثر ظاهر

فأنت لبعضهم سرمن رأی***و هو نعت لهم ظاهر

و أنت لبعضهم ساء من***رأی و به یوصف الخاسر

لقد أطلق الحسن المكرمات***مهیاك فهو بهی سافر

فأنت حدیقة زهو به***و أخلافه روضك الناضر

علیم تربی بحجر الهدی***و نسج التقی برده الطاهر

إلی أن قال سلمه اللّٰه تعالی:

كذا فلتكن عترة المرسلین***و إلا فما الفخر یا فاخر

الحكایة الثالثة و الثلاثون [تشرّف العالم الربانیّ المولی زین العابدین السلماسیّ فی السرداب الشریف عند ما كان یقرء دعاء الندیة]

حدثنی الثقة العدل الأمین آغا محمد المجاور لمشهد العسكریین علیهما السلام المتولی لأمر الشموعات لتلك البقعة العالیة فیما ینیف علی أربعین سنة و هو أمین السید الأجل الأستاذ دام علاه عن أمه و هی من الصالحات قالت: كنت یوما فی السرداب الشریف مع أهل بیت العالم الربانی و المؤید السبحانی المولی زین العابدین السلماسی المتقدم ذكره رحمه اللّٰه و كان حین مجاورته فی هذه البلدة الشریفة لبناء سورها.

قالت و كان یوم الجمعة و المولی المذكور یقرأ دعاء الندبة و كنا نقرؤها بقراءته و كان یبكی بكاء الواله الحزین و یضج ضجیج المستصرخین و كنا نبكی ببكائه و لم یكن معنا فیه غیرنا.

فبینا نحن فی هذه الحالة و إذا بشرق مسك و نفحته قد انتشر فی السرداب و ملأ فضاءه و أخذ هواءه و اشتد نفاحه بحیث ذهبت عن جمیعنا تلك الحالة فسكتنا كأن علی رءوسنا الطیر و لم نقدر علی حركة و كلام فبقینا متحیرین إلی أن مضی

ص: 269

زمان قلیل فذهب ما كنا نستشمه من تلك الرائحة الطیبة و رجعنا إلی ما كنا فیه من قراءة الدعاء فلما رجعنا إلی البیت سألت عن المولی رحمه اللّٰه عن سبب ذلك الطیب فقال ما لك و السؤال عن هذا و أعرض عن جوابی.

و حدثنی الأخ الصفی العالم المتقی الآغا علی رضا الأصفهانی الذی مر ذكره و كان صدیقه و صاحب سره قال سألته یوما عن لقائه الحجة علیه السلام و كنت أظن فی حقه ذلك كشیخه السید المعظم العلامة الطباطبائی كما تقدم فأجابنی بتلك الواقعة حرفا بحرف و قد ذكرت فی دار السلام بعض كراماته و مقاماته رحمة اللّٰه علیه.

الحكایة الرابعة و الثلاثون [تشرّف الشیخ ابن أبی الجواد النعمانی بزیارته علیه السّلام]

قال الفاضل الجلیل النحریر الآمیرزا عبد اللّٰه الأصفهانی الشهیر بالأفندی فی المجلد الخامس من كتاب ریاض العلماء فی ترجمة الشیخ بن أبی الجواد النعمانی: أنه ممن رأی القائم علیه السلام فی زمن الغیبة الكبری و روی عنه علیه السلام و رأیت فی بعض المواضع نقلا عن خط الشیخ زین الدین علی بن الحسن بن محمد الخازن الحائری تلمیذ الشهید أنه قد رأی ابن أبی جواد النعمانی مولانا المهدی علیه السلام فقال له یا مولای لك مقام بالنعمانیة و مقام بالحلة فأین تكون فیهما فقال له أكون بالنعمانیة لیلة الثلاثاء و یوم الثلاثاء و یوم الجمعة و لیلة الجمعة أكون بالحلة و لكن أهل الحلة ما یتأدبون فی مقامی و ما من رجل دخل مقامی بالأدب یتأدب و یسلم علی و علی الأئمة و صلی علی و علیهم اثنتی عشرة مرة ثم صلی ركعتین بسورتین و ناجی اللّٰه بهما المناجاة إلا أعطاه اللّٰه تعالی ما یسأله أحدها المغفرة.

فقلت یا مولای علمنی ذلك فقال قل اللّٰهم قد أخذ التأدیب منی حتی مَسَّنِیَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ و إن كان ما اقترفته من الذنوب أستحق به أضعاف أضعاف ما أدبتنی به و أنت حلیم ذو أناة تعفو عن كثیر حتی یسبق عفوك و رحمتك عذابك و كررها علی ثلاثا حتی فهمتها.

ص: 270

قلت و النعمانیة بلد بین واسط و بغداد و الظاهر أن منه الشیخ أبا عبد اللّٰه محمد بن محمد بن إبراهیم بن جعفر الكاتب الشهیر بالنعمانی المعروف بابن أبی زینب تلمیذ الكلینی و هو صاحب الغیبة و التفسیر و هو و الشیخ الصفوانی المعاصر له قد ضبط كل واحد منهما نسخه الكافی و لذا تری أنه قد یقع فی الكافی كثیرا و فی نسخة النعمانی كذا و فی نسخة الصفوانی كذا.

الحكایة الخامسة و الثلاثون [تشرّف رجل آخر بلقائه و هو علیه السّلام یزور أمیر المؤمنین علیه السلام فی یوم الأحد]

السید الأجل علی بن طاوس فی جمال الأسبوع: أنه شاهد أحد صاحب الزمان علیه السلام و هو یزور بهذه الزیارة أمیر المؤمنین علیه السلام فی الیقظة لا فی النوم یوم الأحد و هو یوم أمیر المؤمنین علیه السلام.

السلام علی الشجرة النبویة و الدوحة الهاشمیة المضیئة المثمرة بالنبوة المونعة بالإمامة السلام علیك و علی ضجیعیك آدم و نوح السلام علیك و علی أهل بیتك الطیبین الطاهرین السلام علیك و علی الملائكة المحدقین بك و الحافین بقبرك یا مولای یا أمیر المؤمنین هذا یوم الأحد و هو یومك و باسمك و أنا ضیفك فیه و جارك فأضفنی یا مولای و أجرنی فإنك كریم تحب الضیافة و مأمول بالإجابة فافعل ما رغبت إلیك فیه و رجوته منك بمنزلتك و آل بیتك عند اللّٰه و منزلته عندكم و بحق ابن عمك رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و علیكم أجمعین.

الحكایة السادسة و الثلاثون [لقاء السید محمّد الآوی و روایته لنوع من الاستخارة بالسبحة]

العلامة الحلی رحمه اللّٰه فی منهاج الصلاح قال: نوع آخر من الاستخارة رویته عن والدی الفقیه سدید الدین یوسف بن علی بن المطهر رحمه اللّٰه عن السید رضی الدین محمد الآوی الحسینی عن صاحب الأمر علیه السلام و هو أن یقرأ فاتحة الكتاب عشر مرات و أقله ثلاث مرات و الأدون منه مرة ثم یقرأ إِنَّا أَنْزَلْناهُ عشر مرات ثُمَّ یَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَخِیرُكَ لِعِلْمِكَ بِعَوَاقِبِ الْأُمُورِ

ص: 271

وَ أَسْتَشِیرُكَ لِحُسْنِ ظَنِّی بِكَ فِی الْمَأْمُولِ وَ الْمَحْذُورِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ الْفُلَانِیُّ قَدْ نِیطَتْ بِالْبَرَكَةِ أَعْجَازُهُ وَ بَوَادِیهِ وَ حُفَّتْ بِالْكَرَامَةِ أَیَّامُهُ وَ لَیَالِیهِ فَخِرْ لِی فِیهِ خِیَرَةً تَرُدُّ شَمُوسَهُ ذَلُولًا تَقْعَضُ أَیَّامَهُ سُرُوراً اللَّهُمَّ إِمَّا أَمْرٌ فَآتَمِرُ وَ إِمَّا نَهْیٌ فَأَنْتَهِی اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْتَخِیرُكَ بِرَحْمَتِكَ خِیَرَةً فِی عَافِیَةٍ ثُمَّ یَقْبِضُ عَلَی قِطْعَةٍ مِنَ السُّبْحَةِ وَ یُضْمِرُ حَاجَتَهُ وَ یُخْرِجُ إِنْ كَانَ عَدَدُ تِلْكَ الْقِطْعَةِ زَوْجاً فَهُوَ افْعَلْ وَ إِنْ كَانَ فَرْداً لَا تَفْعَلْ أَوْ بِالْعَكْسِ.

قال الكفعمی رحمه اللّٰه نیطت تعلقت و ناط الشی ء تعلق و هذا منوط بك أی متعلق و الأنواط المعالیق و نیط فلان بكذا أی تعلق قال الشاعر:

و أنت زنیم نیط فی آل هاشم***كما نیط خلف الراكب القدح الفرد

و أعجاز الشی ء آخره و بوادیه أوله و مفتتح الأمر و مبتداه و مهله و عنفوانه و أوائله و موارده و بدائهه و بوادیه نظائر و شوافعه و توالیه و أعقابه و مصادره و رواجعه و مصایره و عواقبه و أعجازه نظائر و قوله شموسه أی صعوبته و رجل شموس أی صعب الخلق و لا تقل شموص بالصاد و أشمس الفرس منع ظهره و الذلول ضد الصعوبة و تقعض أی ترد و تعطف و قعضت العود عطفته و تقعص بالصاد تصحیف و العین مفتوحة لأنه إذا كانت عین الفعل أو لامه أحد حروف الحلق كان الأغلب فتحها فی المضارع.

قال فی البحار و فی كثیر من النسخ بالصاد المهملة و لعله مبالغة فی السرور و هذا شائع فی العرب و العجم یقال لمن أصابه سرور عظیم مات سرورا أو یكون المراد به الانقضاء أی تنقضی بالسرور و التعبیر به لأن أیام السرور سریعة الانقضاء فإن القعص الموت سریعا فعلی هذا یمكن أن یقرأ علی بناء المعلوم و المجهول و أیامه بالرفع و النصب معا.

قال الشهید رحمه اللّٰه فی الذكری و منها الاستخارة بالعدد و لم یكن هذه مشهورة فی العصور الماضیة قبل زمان السید الكبیر العابد رضی الدین محمد الآوی الحسینی المجاور بالمشهد المقدس الغروی رضی اللّٰه عنه و قد رویناها عنه و جمیع

ص: 272

مرویاته عن عدة من مشایخنا عن الشیخ الكبیر الفاضل جمال الدین بن المطهر عن السید الرضی عن صاحب الأمر علیه السلام و تقدم عنه رحمه اللّٰه حكایة أخری.

و هذه الحكایة ذكرها المحقق الكاظمینی فی مسألة الإجماع فی بعض وجوهه فی عداد من تلقی عن الحجة علیه السلام فی غیبته الكبری بعض الأحكام سماعا أو مكاتبة.

الحكایة السابعة و الثلاثون [تشرّف الشیخ محمّد المشغری من جبل عامل بلقائه علیه السلام فی النوم و شفاؤه من علته]

فی كتاب إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات للشیخ المحدث الجلیل محمد بن الحسن الحر العاملی رحمه اللّٰه قال قد أخبرنی جماعة من ثقات الأصحاب: أنهم رأوا صاحب الأمر علیه السلام فی الیقظة و شاهدوا منه معجزات متعددات و أخبرهم بعدة مغیبات و دعا لهم بدعوات مستجابات و أنجاهم من أخطار مهلكات.

قال رحمه اللّٰه و كنا جالسین فی بلادنا فی قریة مشغر فی یوم عید و نحن جماعة من أهل العلم و الصلحاء فقلت لهم لیت شعری فی العید المقبل من یكون من هؤلاء حیا و من یكون قد مات فقال لی رجل كان اسمه الشیخ محمد و كان شریكنا فی الدروس أنا أعلم أنی أكون فی عید آخر حیا و فی عید آخر حیا و عید آخر إلی ست و عشرین سنة و ظهر منه أنه جازم بذلك من غیر مزاح فقلت له أنت تعلم الغیب قال لا و لكنی رأیت المهدی علیه السلام فی النوم و أنا مریض شدید المرض فقلت له أنا مریض و أخاف أن أموت و لیس لی عمل صالح ألقی اللّٰه به فقال لا تخف فإن اللّٰه تعالی یشفیك من هذا المرض و لا تموت فیه بل تعیش ستا و عشرین سنة ثم ناولنی كأسا كان فی یده فشربت منه و زال عنی المرض و حصل لی الشفاء و أنا أعلم أن هذا لیس من الشیطان.

فلما سمعت كلام الرجل كتبت التأریخ و كان سنة ألف و تسعة و أربعین و مضت لذلك مدة و انتقلت إلی المشهد المقدس سنة ألف و اثنین و سبعین فلما كانت السنة الأخیرة وقع فی قلبی أن المدة قد انقضت فرجعت إلی ذلك التأریخ

ص: 273

و حسبته فرأیته قد مضی منه ست و عشرون سنة فقلت ینبغی أن یكون الرجل مات.

فما مضت مدة نحو شهر أو شهرین حتی جاءتنی كتابة من أخی و كان فی البلاد یخبرنی أن الرجل المذكور مات.

الحكایة الثامنة و الثلاثون [تشرّف الشیخ الحرّ العاملیّ فی المنام بلقائه علیه السّلام و استغاثته به علیه السّلام]

و فی الكتاب المذكور قال رحمه اللّٰه: إنی كنت فی عصر الصبی و سنی عشر سنین أو نحوها أصابنی مرض شدید جدا حتی اجتمع أهلی و أقاربی و بكوا و تهیئوا للتعزیة و أیقنوا أنی أموت تلك اللیلة.

فرأیت النبی و الأئمة الاثنی عشر صلوات اللّٰه علیهم و أنا فیما بین النائم و الیقظان فسلمت علیهم و صافحتهم واحدا واحدا و جری بینی و بین الصادق علیه السلام كلام و لم یبق فی خاطری إلا أنه دعا لی.

فلما سلمت علی الصاحب علیه السلام و صافحته بكیت و قلت یا مولای أخاف أن أموت فی هذا المرض و لم أقض وطری من العلم و العمل فقال علیه السلام لا تخف فإنك لا تموت فی هذا المرض بل یشفیك اللّٰه تعالی و تعمر عمرا طویلا ثم ناولنی قدحا كان فی یده فشربت منه و أفقت فی الحال و زال عنی المرض بالكلیة و جلست و تعجب أهلی و أقاربی و لم أحدثهم بما رأیت إلا بعد أیام.

الحكایة التاسعة و الثلاثون [رؤیة مصطفی الحمّود المهدیّ علیه السّلام فی منامه]

و حدثنی الثقة الأمین آغا محمد المتقدم ذكره قال: كان رجل من أهل سامراء من أهل الخلاف یسمی مصطفی الحمود و كان من الخدام الذین دیدنهم أذیة الزوار و أخذ أموالهم بطرق فیها غضب الجبار و كان أغلب أوقاته فی السرداب المقدس علی الصفة الصغیرة خلف الشباك الذی وضعه هناك و من جاء من الزوار و یشتغل بالزیارة یحول الخبیث بینه و بین مولاه فینبهه علی الأغلاط

ص: 274

المتعارفة التی لا تخلو أغلب العوام منها بحیث لم یبق لهم حالة حضور و توجه أصلا.

فرأی لیلة فی المنام الحجة من اللّٰه الملك العلام علیه السلام فقال له إلی متی تؤذی زواری و لا تدعهم أن یزوروا ما لك و للدخول فی ذلك خل بینهم و بین ما تقولون فانتبه و قد أصم اللّٰه أذنیه فكان لا یسمع بعده شیئا و استراح منه الزوار و كان كذلك إلی أن ألحقه اللّٰه بأسلافه فی النار.

الحكایة الأربعون [تشرّف أبی الحسن محمّد بن أحمد بن أبی اللّیث بلقائه علیه السّلام و تعلیمه دعاء الفرج]

الشیخ الجلیل أمین الإسلام فضل بن الحسن الطبرسی صاحب التفسیر فی كتاب كنوز النجاح قال: دعاء علّمه صاحب الزمان علیه سلام اللّٰه الملك المنان أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبی اللیث رحمه اللّٰه تعالی فی بلدة بغداد فی مقابر قریش و كان أبو الحسن قد هرب إلی مقابر قریش و التجأ إلیه من خوف القتل فنجی منه ببركة هذا الدعاء.

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَذْكُورُ إِنَّهُ عَلَّمَنِی أَنْ أَقُولَ اللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلَاءُ وَ بَرِحَ الْخَفَاءُ وَ انْقَطَعَ الرَّجَاءُ وَ انْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَ ضَاقَتِ الْأَرْضُ وَ مَنَعَتِ السَّمَاءُ وَ إِلَیْكَ یَا رَبِّ الْمُشْتَكَی وَ عَلَیْكَ الْمُعَوَّلُ فِی الشِّدَّةِ وَ الرَّخَاءِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أُولِی الْأَمْرِ الَّذِینَ فَرَضْتَ عَلَیْنَا طَاعَتَهُمْ فَعَرَّفْتَنَا بِذَلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عَاجِلًا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ اكْفِیَانِی فَإِنَّكُمَا كَافِیَایَ وَ انْصُرَانِی فَإِنَّكُمَا نَاصِرَایَ یَا مَوْلَایَ یَا صَاحِبَ الزَّمَانِ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ أَدْرِكْنِی أَدْرِكْنِی أَدْرِكْنِی قال الراوی إنه علیه السلام عند قوله یا صاحب الزمان كان یشیر إلی صدره الشریف.

ص: 275

الحكایة الحادیة و الأربعون [تشرّف المولی أبی الحسن العاملی بلقائه علیه السّلام فی النوم]

قال العالم النحریر النقاد البصیر المولی أبو الحسن الشریف العاملی الغروی تلمیذ العلامة المجلسی و هو جد شیخ الفقهاء فی عصره صاحب جواهر الكلام من طرف أمه و ینقل عنه فی الجواهر كثیرا صاحب التفسیر الحسن الذی لم یؤلف مثله و إن لم یبرز منه إلا قلیل إلا أن فی مقدماته من الفوائد ما یشفی العلیل و یروی الغلیل و غیره قال فی كتاب ضیاء العالمین و هو كتاب كبیر منیف علی ستین ألف بیت كثیر الفوائد قلیل النظیر قال فی أواخر المجلد الأول منه فی ضمن أحوال الحجة علیه السلام بعد ذكر قصة الجزیرة الخضراء مختصرا ما لفظه.

ثم إن المنقولات المعتبرة فی رؤیة صاحب الأمر علیه السلام سوی ما ذكرنا كثیرة جدا حتی فی هذه الأزمنة القریبة فقد سمعت أنا من ثقات أن مولانا أحمد الأردبیلی رآه علیه السلام فی جامع الكوفة و سأل منه مسائل و أن مولانا محمد تقی والد شیخنا رآه فی الجامع العتیق بأصبهان و الحكایة الأولی موجودة فی البحار و أما الثانیة فهی غیر معروفة و لم نعثر علیها إلا ما ذكره المولی المذكور رحمه اللّٰه فی شرح مشیخة الفقیه فی ترجمة المتوكل بن عمیر راوی الصحیفة.

قال رحمه اللّٰه إنی كنت فی أوائل البلوغ طالبا لمرضاة اللّٰه ساعیا فی طلب رضاه و لم یكن لی قرار بذكره إلی أن رأیت بین النوم و الیقظة أن صاحب الزمان صلوات اللّٰه علیه كان واقفا فی الجامع القدیم بأصبهان قریبا من باب الطنبی الذی الآن مدرسی فسلمت علیه و أردت أن أقبل رجله فلم یدعنی و أخذنی فقبلت یده و سألت عنه مسائل قد أشكلت علی.

منها أنی كنت أوسوس فی صلاتی و كنت أقول إنها لیست كما طلبت منی و أنا مشتغل بالقضاء و لا یمكننی صلاة اللیل و سألت عنه شیخنا البهائی رحمه اللّٰه تعالی فقال صل صلاة الظهر و العصر و المغرب بقصد صلاة اللیل و كنت أفعل هكذا فسألت عن الحجة علیه السلام أصلی صلاة اللیل فقال صلها و لا تفعل كالمصنوع الذی

ص: 276

كنت تفعل إلی غیر ذلك من المسائل التی لم یبق فی بالی.

ثم قلت یا مولای لا یتیسر لی أن أصل إلی خدمتك كل وقت فأعطنی كتابا أعمل علیه دائما فقال علیه السلام أعطیت لأجلك كتابا إلی مولانا محمد التاج و كنت أعرفه فی النوم فقال علیه السلام رح و خذ منه فخرجت من باب المسجد الذی كان مقابلا لوجهه إلی جانب دار

البطیخ محلة من أصبهان فلما وصلت إلی ذلك الشخص فلما رآنی قال لی بعثك الصاحب علیه السلام إلی قلت نعم فأخرج من جیبه كتابا قدیما فلما فتحته ظهر لی أنه كتاب الدعاء فقبلته و وضعته علی عینی و انصرفت عنه متوجها إلی الصاحب علیه السلام فانتبهت و لم یكن معی ذلك الكتاب.

فشرعت فی التضرع و البكاء و الحوار لفوت ذلك الكتاب إلی أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة و التعقیب و كان فی بالی أن مولانا محمد(1)

هو الشیخ و تسمیته بالتاج لاشتهاره من بین العلماء.

فلما جئت إلی مدرسته و كان فی جوار المسجد الجامع فرأیته مشتغلا بمقابلة الصحیفة و كان القاری السید صالح أمیر ذو الفقار الجرفادقانی فجلست ساعة حتی فرغ منه و الظاهر أنه كان فی سند الصحیفة لكن للغم الذی كان لی لم أعرف كلامه و لا كلامهم و كنت أبكی فذهبت إلی الشیخ و قلت له رؤیای و كنت أبكی لفوات الكتاب فقال الشیخ أبشر بالعلوم الإلهیة و المعارف الیقینیة و جمیع ما كنت تطلب دائما و كان أكثر صحبتی مع الشیخ فی التصوف و كان مائلا إلیه فلم یسكن قلبی و خرجت باكیا متفكرا إلی أن ألقی فی روعی أن أذهب إلی الجانب الذی ذهبت إلیه فی النوم فلما وصلت إلی دار البطیخ رأیت رجلا صالحا اسمه آغا حسن و كان یلقب بتاجا فلما وصلت إلیه و سلمت علیه قال یا فلان الكتب الوقفیة التی عندی كل من یأخذه من الطلبة لا یعمل بشروط الوقف و أنت تعمل به و قال و انظر إلی هذه الكتب و كلما تحتاج إلیه خذه فذهبت معه إلی بیت كتبه فأعطانی أول ما أعطانی الكتاب الذی رأیته فی النوم فشرعت فی

ص: 277


1- 1. یعنی الشیخ البهائی رحمه اللّٰه.

البكاء و النحیب و قلت یكفینی و لیس فی بالی أنی ذكرت له النوم أم لا و جئت عند الشیخ و شرعت فی المقابلة مع نسخته التی كتبها جد أبیه مع نسخة الشهید و كتب الشهید نسخته مع نسخة عمید الرؤساء و ابن السكون و قابلها مع نسخة ابن إدریس بواسطة أو بدونها و كانت النسخة التی أعطانیها الصاحب مكتوبة من خط الشهید و كانت موافقة غایة الموافقة حتی فی النسخ التی كانت مكتوبة علی هامشها و بعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس فی المقابلة عندی و ببركة إعطاء الحجة علیه السلام صارت الصحیفة الكاملة فی جمیع البلاد كالشمس طالعة فی كل بیت و سیما فی أصبهان فإن أكثر الناس لهم الصحیفة المتعددة و صار أكثرهم صلحاء و أهل الدعاء و كثیر منهم مستجابو الدعوة و هذه الآثار معجزة لصاحب الأمر علیه السلام و الذی أعطانی اللّٰه من العلوم بسبب الصحیفة لا أحصیها و ذكرها العلامة المجلسی رضوان اللّٰه علیه فی إجازات البحار مختصرا.

الحكایة الثانیة و الأربعون [قصّة معمّر أبی الدنیا]

حدث السید الجلیل و المحدث العلیم النبیل السید نعمة اللّٰه الجزائری فی مقدمات شرح العوالی قال حدثنی و أجازنی السید الثقة هاشم بن الحسین الأحسائی فی دار العلم شیراز فی المدرسة المقابلة للبقعة المباركة مزار السید محمد عابد علیه الرحمة و

الرضوان فی حجرة من الطبقة الثانیة علی یمین الداخل قال حكی لی أستاذی الثقة المعدل الشیخ محمد الحرفوشی قدس اللّٰه تربته قال: لما كنت بالشام عمدت یوما إلی مسجد مهجور بعید من العمران فرأیت شیخا أزهر الوجه علیه ثیاب بیض و هیئة جمیلة فتجارینا فی الحدیث و فنون العلم فرأیته فوق ما یصفه الواصف ثم تحققت منه الاسم و النسبة ثم بعد جهد طویل قال أنا معمر بن أبی الدنیا صاحب أمیر المؤمنین و حضرت معه حروب صفین و هذه الشجة فی رأسی و فی وجهی من زجة فرسه (1).

ص: 278


1- 1. فی الأصل المطبوع رمحة فرسه و هو تصحیف، و المراد بالزجة: الشكیمة. من اللجام: و هی الحدیدة المعترضة فی فم الفرس فیها الفاس، و قد كانت تلك الحدیدة مزججة علی ما فی نسخة كمال الدین قال:« و كان لجام دابته حدیدا مزججا فرفع الفرس رأسه فشجنی هذه الشجّة التی فی صدغی».

ثم ذكر لی من الصفات و العلامات ما تحققت معه صدقه فی كل ما قال ثم استجزته كتب الأخبار فأجازنی عن أمیر المؤمنین و عن جمیع الأئمة علیهم السلام حتی انتهی فی الإجازة إلی صاحب الدار عجل اللّٰه فرجه و كذلك أجازنی كتب العربیة من مصنفیها كالشیخ عبد القاهر و السكاكی و سعد التفتازانی و كتب النحو عن أهلها و ذكر العلوم المتعارفة.

ثم قال السید رحمه اللّٰه إن الشیخ محمد الحرفوشی أجازنی كتب الأحادیث الأصول الأربعة و غیرها من كتب الأخبار الإجازة و كذلك أجازنی الكتب المصنفة فی فنون العلوم ثم إن السید رضوان اللّٰه علیه أجازنی بتلك الإجازة كلما أجازه شیخه الحرفوشی عن معمر بن أبی الدنیا صاحب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام و أما أنا فأضمن ثقة المشایخ السید و الشیخ و تعدیلهما و ورعهما و لكنی لا أضمن وقوع الأمر فی الواقع علی ما حكیت و هذه الإجازة العالیة لم تتفق لأحد من علمائنا و لا محدثینا لا فی الصدر السالف و لا فی الأعصار المتأخرة انتهی.

و قال سبطه العالم الجلیل السید عبد اللّٰه صاحب شرح النخبة و غیره فی إجازته الكبیرة لأربعة من علماء حویزة بعد نقل كلام جده و كأنه رضی اللّٰه عنه استنكر هذه القصة أو خاف أن تنكر علیه فتبرأ من عهدتها فی آخر كلامه و لیست بذلك فإن معمر بن أبی الدنیا المغربی له ذكر متكرر فی الكتب و قصة طویلة فی خروجه مع أبیه فی طلب ماء الحیاة و عثوره علیه دون أصحابه مذكورة فی كتب التواریخ و غیرها و قد نقل منها نبذا صاحب البحار فی أحوال صاحب الدار علیه السلام (1)

و ذكر الصدوق فی كتاب إكمال الدین أن اسمه علی بن عثمان

ص: 279


1- 1. راجع باب ذكر أخبار المعمرین ج 51 ص 225، كمال الدین ج 3 ص 220.

بن خطاب بن مرة بن مؤید الهمدانی إلا أنه قال معمر أبی الدنیا بإسقاط بن و الظاهر أنه هو الصواب كما لا یخفی و ذكر أنه من حضرموت و البلد الذی هو مقیم فیه طنجة و روی عنه أحادیث مسندة بأسانید مختلفة.

و أما ما نقله الشیخ فی مجالسه عن أبی بكر الجرجانی أن المعمر المقیم ببلدة طنجة توفی سنة سبع عشرة و ثلاثمائة فلیس بمناف شیئا لأن الظاهر أن أحدهما غیر الآخر لتغایر اسمیهما و قصتیهما و أحوالهما المنقولة و اللّٰه یعلم انتهی و شرح حال المعمر مذكور فی آخر فتن البحار.

و قال السید الجلیل المعظم و الحبر المكرم السید حسین ابن العالم العلیم السید إبراهیم القزوینی رحمه اللّٰه فی آخر إجازته لآیة اللّٰه بحر العلوم و للعبد طریق آخر إلی الكتب الأربعة و غیرها لم یسمح الأعصار بمثلها و هو ما أجاز لی السید السعید الشهید السید نصر اللّٰه الحائری عن شیخه مولانا أبی الحسن عن شیخه الفاضل السید نعمة اللّٰه عن شیخه السید هاشم الأحسائی إلی آخر ما نقلناه.

و الشیخ محمد الحرفوشی من الأجلاء قال الشیخ الحر فی أمل الآمل الشیخ محمد بن علی بن أحمد الحرفوشی الحریری العاملی الكركی الشامی كان فاضلا عالما أدیبا ماهرا محققا مدققا شاعرا أدیبا منشیا حافظا أعرف أهل عصره بعلوم العربیة و ذكر له مؤلفات فی الأدبیة و شرح قواعد الشهید و غیرها و ذكره السید علیخان فی سلافة العصر و بالغ فی الثناء علیه و قال إنه توفی سنة 1059.

الحكایة الثالثة و الأربعون [تشرّف السیّد محمّد باقر نجل المرحوم السیّد أحمد الحسینیّ القزوینیّ بلقائه علیه السّلام فی المشهد الغرویّ]

حدثنی سید الفقهاء و سناد العلماء العالم الربانی المؤید بالألطاف الخفیة السید مهدی القزوینی الساكن فی الحلة السیفیة صاحب التصانیف الكثیرة و المقامات العالیة أعلی اللّٰه تعالی مقامه فیما كتب بخطه قال حدثنی والدی الروحانی و عمی الجسمانی جناب المرحوم المبرور العلامة الفهامة صاحب الكرامات و الإخبار

ص: 280

ببعض المغیبات السید محمد باقر نجل المرحوم السید أحمد الحسینی القزوینی: أن فی الطاعون الشدید الذی حدث فی أرض العراق من المشاهد و غیرها فی عام ست و ثمانین بعد المائة و الألف و هرب جمیع من كان فی المشهد الغروی من العلماء المعروفین و غیرهم حتی العلامة الطباطبائی و المحقق صاحب كشف الغطاء و غیرهما بعد ما توفی منهم جم غفیر و لم یبق إلا معدودین من أهله منهم السید رحمه اللّٰه.

قال و كان یقول كنت أقعد الیوم فی الصحن الشریف و لم یكن فیه و لا فی غیره أحد من أهل العلم إلا رجلا معمما من مجاوری أهل العجم كان یقعد فی مقابلی و فی تلك الأیام لقیت شخصا معظما مبجلا فی بعض سكك المشهد ما رأیته قبل ذلك الیوم و

لا بعده مع كون أهل المشهد فی تلك الأیام محصورین و لم یكن یدخل علیهم أحد من الخارج قال و لما رآنی قال ابتداء منه أنت ترزق علم التوحید بعد حین.

و حدثنی السید المعظم عن عمه الجلیل أنه رحمه اللّٰه بعد ذلك فی لیلة من اللیالی قد رأی ملكین نزلا علیه بید أحدهما عدة ألواح فیها كتابة و بید الآخر میزان فأخذا یجعلان فی كل كفة من المیزان لوحا یوزنونها ثم یعرضون الألواح المتقابلة علی فأقرؤها و هكذا إلی آخر الألواح و إذا هما یقابلان عقیدة كل واحد من خواص أصحاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و خواص أصحاب الأئمة علیهم السلام مع عقیدة واحد من علماء الإمامیة من سلمان و أبی ذر إلی آخر البوابین و من الكلینی و الصدوقین و المفید و المرتضی و الشیخ الطوسی إلی بحر العلوم خالی العلامة الطباطبائی و من بعده من العلماء.

قال فاطلعت فی ذلك المنام علی عقائد جمیع الإمامیة من الصحابة و أصحاب الأئمة علیهم السلام و بقیة علماء الإمامیة و إذا أنا محیط بأسرار من العلوم لو كان عمری عمر نوح علیه السلام و أطلب هذه المعرفة لما أحطت بعشر معشار ذلك و ذلك بعد أن قال الملك الذی بیده المیزان للملك الآخر الذی بیده الألواح اعرض الألواح علی فلان فإنا مأمورون بعرض الألواح علیه فأصبحت و أنا

ص: 281

علامة زمانی فی العرفان.

فلما جلست من المنام و صلیت الفریضة و فرغت من تعقیب صلاة الصبح فإذا بطارق یطرق الباب فخرجت الجاریة فأتت إلی بقرطاس مرسول من أخی فی الدین المرحوم الشیخ عبد الحسین الأعشم فیه أبیات یمدحنی فیها فإذا قد جری علی لسانه فی الشعر تفسیر المنام علی نحو الإجمال قد ألهمه اللّٰه تعالی ذلك و أما أبیات المدح فمنها قوله شعرا:

نرجو سعادة فالی إلی سعادة فالك***بك اختتام معال قد افتتحن بخالك

و قد أخبرنی بعقائد جملة من الصحابة المتقابلة مع بعض العلماء الإمامیة و من جملة ذلك عقیدة المرحوم خالی العلامة بحر العلوم فی مقابلة عقیدة بعض أصحاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله الذین هم من خواصه و عقیدة علماء آخرین الذین یزیدون علی السید المرحوم المذكور أو ینقصون إلا أن هذه الأمور لما كانت من الأسرار التی لا یمكن إباحتها لكل أحد لعدم تحمل الخلق لذلك مع أنه رحمه اللّٰه أخذ علی العهد إلا أبوح به لأحد و كانت تلك الرؤیا نتیجة قول ذلك القائل الذی تشهد القرائن بكونه المنتظر المهدی.

قلت و هذا السید المبجل كان صاحب أسرار خاله العلامة بحر العلوم و خاصته و صاحب القبة المواجهة لقبة شیخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام فی النجف الأشرف و حدثنی السید المعظم المزبور و غیره بجملة من كراماته ذكرناها فی دار السلام.

الحكایة الرابعة و الأربعون [تشرّف السیّد مهدیّ القزوینی بلقائه علیه السلام فی الحلّة فی داره فی مجلس بحثه و قد شاهده جمع من أصحابه]

حدثنی جماعة من الأفاضل الكرام و الصلحاء الفخام منهم السید السند و الحبر المعتمد زبدة العلماء الأعلام و عمدة الفقهاء العظام حاوی فنون الفضل و الأدب و حائز معالی الحسب و النسب الآمیرزا صالح دام علاه ابن سید المحققین و نور مصباح المجاهدین وحید عصره و فرید دهره سیدنا المعظم السید مهدی

ص: 282

المتقدم ذكره أعلی اللّٰه مقامه و رفع فی الخلد أعلامه: و قد كنت سألت عنه سلمه اللّٰه أن یكتب لی تلك الحكایات الآتیة المنسوبة إلی والده المعظم التی سمعتها من الجماعة فإن أهل البیت أدری بما فیه مع ما هو علیه من الإتقان و الحفظ و الضبط و الصلاح و السداد و الاطلاع و قد صاحبته فی طریق مكة المعظمة ذهابا و إیابا فوجدته أیده اللّٰه بحرا لا ینزح و كنزا لا ینفد فكتب إلی مطابقا لما سمعته من تلك العصابة.

و كتب أخوه العالم النحریر و صاحب الفضل المنیر السید الأمجد السید محمد سلمه اللّٰه تعالی فی آخر ما كتبه سمعت هذه الكرامات الثلاثة سماعا من لفظ الوالد المرحوم المبرور عطر اللّٰه مرقده صورة ما كتبه.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حدثنی بعض الصلحاء الأبرار من أهل الحلة قال خرجت غدوة من داری قاصدا داركم لأجل زیارة السید أعلی اللّٰه مقامه فصار ممری فی الطریق علی المقام المعروف بقبر السید محمد ذی الدمعة فرأیت علی شباكه الخارج إلی الطریق شخصا بهی المنظر یقرأ فاتحة الكتاب فتأملته فإذا هو غریب الشكل و لیس من أهل الحلة.

فقلت فی نفسی هذا رجل غریب قد اعتنی بصاحب هذا المرقد و وقف و قرأ له فاتحة الكتاب و نحن أهل البلد نمر و لا نفعل ذلك فوقفت و قرأت الفاتحة و التوحید فلما فرغت سلمت علیه فرد السلام و قال لی یا علی أنت ذاهب لزیارة السید مهدی قلت نعم قال فإنی معك.

فلما صرنا ببعض الطریق قال لی یا علی لا تحزن علی ما أصابك من الخسران و ذهاب المال فی هذه السنة فإنك رجل امتحنك اللّٰه بالمال فوجدك مؤدیا للحق و قد قضیت ما فرض اللّٰه علیك و أما المال فإنه عرض زائل یجی ء و یذهب و كان قد أصابنی خسران فی تلك السنة لم یطلع علیه أحد مخافة الكسر فاغتممت فی نفسی و قلت سبحان اللّٰه كسری قد شاع و بلغ حتی إلی الأجانب إلا أنی قلت له فی الجواب الحمد لله علی كل حال فقال إن ما ذهب من مالك سیعود

ص: 283

إلیك بعد مدة و ترجع كحالك الأول و تقضی ما علیك من الدیون.

قال فسكت و أنا مفكر فی كلامه حتی انتهینا إلی باب داركم فوقفت و وقف فقلت ادخل یا مولای فأنا من أهل الدار فقال لی ادخل أنت أنا صاحب الدار فامتنعت فأخذ بیدی و أدخلنی أمامه فلما صرنا إلی المسجد وجدنا جماعة من الطلبة جلوسا ینتظرون خروج السید قدس سره من داخل الدار لأجل البحث و مكانه من المجلس خال لم یجلس فیه أحد احتراما له و فیه كتاب مطروح.

فذهب الرجل و جلس فی الموضع الذی كان السید قدس سره یعتاد الجلوس فیه ثم أخذ الكتاب و فتحه و كان الكتاب شرائع المحقق قدس سره ثم استخرج من الكتاب كراریس مسودة بخط السید قدس سره و كان خطه فی غایة الضعف لا یقدر كل أحد علی قراءته فأخذ یقرأ فی تلك الكراریس و یقول للطلبة أ لا تعجبون من هذه الفروع و هذه الكراریس هی بعض من جملة كتاب مواهب الأفهام فی شرح شرائع الإسلام و هو كتاب عجیب فی فنه لم یبرز منه إلا ست مجلدات من أول الطهارة إلی أحكام الأموات.

قال الوالد أعلی اللّٰه درجته لما خرجت من داخل الدار رأیت الرجل جالسا فی موضعی فلما رآنی قام و تنحی عن الموضع فألزمته بالجلوس فیه و رأیته رجلا بهی المنظر وسیم الشكل فی زی غریب فلما جلسنا أقبلت علیه بطلاقة وجه و بشاشة و سؤال عن حاله و استحییت أن أسأله من هو و أین وطنه ثم شرعت فی البحث فجعل الرجل یتكلم فی المسألة التی نبحث عنها بكلام كأنه اللؤلؤ المتساقط فبهرنی كلامه فقال له بعض الطلبة اسكت ما أنت و هذا فتبسم و سكت.

قال رحمه اللّٰه فلما انقضی البحث قلت له من أین كان مجیئك إلی الحلة فقال من بلد السلیمانیة فقلت متی خرجت فقال بالأمس خرجت منها و ما خرجت منها حتی دخلها نجیب باشا فاتحا لها عنوة بالسیف و قد قبض علی أحمد باشا البابانی المتغلب علیها و أقام مقامه أخاه عبد اللّٰه باشا و قد كان أحمد باشا المتقدم

ص: 284

قد خلع طاعة الدولة العثمانیة و ادعی السلطنة لنفسه فی السلیمانیة.

قال الوالد قدس سره فبقیت مفكرا فی حدیثه و أن هذا الفتح و خبره لم یبلغ إلی حكام الحلة و لم یخطر لی أن أسأله كیف وصلت إلی الحلة و بالأمس خرجت من السلیمانیة و بین الحلة و السلیمانیة ما تزید علی عشرة أیام للراكب المجد.

ثم إن الرجل أمر بعض خدمة الدار أن یأتیه بماء فأخذ الخادم الإناء لیغترف به ماء من الحب فناداه لا تفعل فإن فی الإناء حیوانا میتا فنظر فیه فإذا فیه سام أبرص میت فأخذ غیره و جاء بالماء إلیه فلما شرب قام للخروج.

قال الوالد قدس سره فقمت لقیامه فودعنی و خرج فلما صار خارج الدار قلت للجماعة هلا أنكرتم علی الرجل خبره فی فتح السلیمانیة فقالوا هلا أنكرت علیه.

قال فحدثنی الحاج علی المتقدم بما وقع له فی الطریق و حدثنی الجماعة بما وقع قبل خروجی من قراءته فی المسودة و إظهار العجب من الفروع التی فیها.

قال الوالد أعلی اللّٰه مقامه فقلت اطلبوا الرجل و ما أظنكم تجدونه هو و اللّٰه صاحب الأمر روحی فداه فتفرق الجماعة فی طلبه فما وجدوا له عینا و لا أثرا فكأنما صعد فی السماء أو نزل فی الأرض.

قال فضبطنا الیوم الذی أخبر فیه عن فتح السلیمانیة فورد الخبر ببشارة الفتح إلی الحلة بعد عشرة أیام من ذلك الیوم و أعلن ذلك عند حكامها بضرب المدافع المعتاد ضربها عند البشائر عند ذوی الدولة العثمانیة.

قلت الموجود فیما عندنا من كتب الأنساب أن اسم ذا الدمعة حسین و یلقب أیضا بذی العبرة و هو ابن زید الشهید بن علی بن الحسین علیهما السلام و یكنی بأبی عاتقة و إنما لقب بذی الدمعة لبكائه فی تهجده فی صلاة اللیل و رباه الصادق علیه السلام فأرثه علما جما و كان زاهدا عابدا و توفی سنة خمس و ثلاثین و مائة

ص: 285

و زوج ابنته بالمهدی الخلیفة العباسی و له أعقاب كثیرة و لكنه سلمه اللّٰه أعرف بما كتب.

الحكایة الخامسة و الأربعون [تشرّف آخر له فی الجزیرة بقریة المزیدیّة]

قال سلمه اللّٰه و حدثنی الوالد أعلی اللّٰه مقامه قال: لازمت الخروج إلی الجزیرة مدة مدیدة لأجل إرشاد عشائر بنی زبید إلی مذهب الحق و كانوا كلهم علی رأی أهل التسنن و ببركة هدایة الوالد قدس سره و إرشاده رجعوا إلی مذهب الإمامیة كما هم علیه الآن و هم عدد كثیر یزیدون علی عشرة آلاف نفس و كان فی الجزیرة مزار معروف بقبر الحمزة بن الكاظم یزوره الناس و یذكرون له كرامات كثیرة و حوله قریة تحتوی علی مائة دار تقریبا.

قال قدس سره فكنت أستطرق الجزیرة و أمر علیه و لا أزوره لما صح عندی أن الحمزة بن الكاظم مقبور فی الری مع عبد العظیم الحسنی فخرجت مرة علی عادتی و نزلت ضیفا عند أهل تلك القریة فتوقعوا منی أن أزور المرقد المذكور فأبیت و قلت لهم لا أزور من لا أعرف و كان المزار المذكور قلت رغبة الناس فیه لإعراضی عنه.

ثم ركبت من عندهم و بت تلك اللیلة فی قریة المزیدیة عند بعض ساداتها فلما كان وقت السحر جلست لنافلة اللیل و تهیأت للصلاة فلما صلیت النافلة بقیت أرتقب طلوع الفجر و أنا علی هیئة التعقیب إذ دخل علی سید أعرفه بالصلاح و التقوی من سادة تلك القریة فسلم و جلس.

ثم قال یا مولانا بالأمس تضیفت أهل قریة الحمزة و ما زرته قلت نعم قال و لم ذلك قلت لأنی لا أزور من لا أعرف و الحمزة بن الكاظم مدفون بالری فقال رب مشهور لا أصل له لیس هذا قبر الحمزة بن موسی الكاظم و إن اشتهر أنه كذلك بل هو قبر أبی یعلی حمزة بن القاسم العلوی العباسی أحد علماء الإجازة و أهل الحدیث و قد ذكره أهل الرجال فی كتبهم و أثنوا علیه

ص: 286

بالعلم و الورع. فقلت فی نفسی هذا السید من عوام السادة و لیس من أهل الاطلاع علی الرجال و الحدیث فلعله أخذ هذا الكلام عن بعض العلماء ثم قمت لأرتقب طلوع الفجر فقام ذلك السید و خرج و أغفلت أن أسأله عمن أخذ هذا لأن الفجر قد طلع و تشاغلت بالصلاة.

فلما صلیت جلست للتعقیب حتی طلع الشمس و كان معی جملة من كتب الرجال فنظرت فیها و إذا الحال كما ذكر فجاءنی أهل القریة مسلمین علی و فی جملتهم ذلك السید فقلت جئتنی قبل الفجر و أخبرتنی عن قبر الحمزة أنه أبو یعلی حمزة بن القاسم العلوی فمن أین لك هذا و عمن أخذته فقال و اللّٰه ما جئتك قبل الفجر و لا رأیتك قبل هذه الساعة و لقد كنت لیلة أمس بائتا خارج القریة فی مكان سماه و سمعنا بقدومك فجئنا فی هذا الیوم زائرین لك.

فقلت لأهل القریة الآن لزمنی الرجوع إلی زیارة الحمزة فإنی لا أشك فی أن الشخص الذی رأیته هو صاحب الأمر علیه السلام قال فركبت أنا و جمیع أهل تلك القریة لزیارته و من ذلك الوقت ظهر هذا المزار ظهورا تاما علی وجه صار بحیث تشد الرحال إلیه من الأماكن البعیدة.

قلت فی رجال النجاشی حمزة بن القاسم بن علی بن حمزة بن الحسن بن عبید اللّٰه بن العباس بن علی بن أبی طالب علیه السلام أبو یعلی ثقة جلیل القدر من أصحابنا كثیر الحدیث له كتاب من روی عن جعفر بن محمد علیهما السلام من الرجال و هو كتاب حسن.

و ذكر الشیخ الطوسی أنه یروی عن سعد بن عبد اللّٰه و یروی عنه التلعكبری رحمه اللّٰه إجازة فهو فی طبقة والد الصدوق.

ص: 287

الحكایة السادسة و الأربعون [تشرّف السیّد المذكور بلقائه علیه السلام عند مسیره إلی زیارة كربلاء و معجزته علیه السّلام فی إجلاء بنی عنزة عن طریق الزّوّار]

قال أیده اللّٰه و حدثنی الوالد أعلی اللّٰه مقامه قال: خرجت یوم الرابع عشر من شهر شعبان من الحلة أرید زیارة الحسین علیه السلام لیلة النصف منه فلما وصلت إلی شط الهندیة و عبرت إلی الجانب الغربی منه وجدت الزوار الذاهبین من الحلة و أطرافها و الواردین من النجف و نواحیه جمیعا محاصرین فی بیوت عشیرة بنی طرف من عشائر الهندیة و لا طریق لهم إلی كربلاء لأن عشیرة عنزة قد نزلوا علی الطریق و قطعوه عن المارة و لا یدعون أحدا یخرج من كربلاء و لا أحدا یلج إلا انتهبوه.

قال فنزلت علی رجل من العرب و صلیت صلاة الظهر و العصر و جلست أنتظر ما یكون من أمر الزوار و قد تغیمت السماء و مطرت مطرا یسیرا.

فبینما نحن جلوس إذ خرجت الزوار بأسرها من البیوت متوجهین نحو طریق كربلاء فقلت لبعض من معی اخرج و اسأل ما الخبر فخرج و رجع إلی و قال لی إن عشیرة بنی طرف قد خرجوا بالأسلحة الناریة و تجمعوا لإیصال الزوار إلی كربلاء و لو آل الأمر إلی المحاربة مع عنزة.

فلما سمعت قلت لمن معی هذا الكلام لا أصل له لأن بنی طرف لا قابلیة لهم علی مقابلة عنزة فی البر و أظن هذه مكیدة منهم لإخراج الزوار عن بیوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم و فی ضیافتهم.

فبینما نحن كذلك إذ رجعت الزوار إلی البیوت فتبین الحال كما قلت فلم تدخل الزوار إلی البیوت و جلسوا فی ظلالها و السماء متغیمة فأخذتنی لهم رقة شدیدة و أصابنی انكسار عظیم و توجهت إلی اللّٰه بالدعاء و التوسل بالنبی و آله و طلبت إغاثة الزوار مما هم فیه.

فبینما أنا علی هذا الحال إذ أقبل فارس علی فرس رابع (1) كریم لم أر مثله

ص: 288


1- 1. یعنی أنّه داخل فی السنة الخامسة، یقال: أربع الغنم: دخلت فی السنة الرابعة و البقر و ذوات الحافر: دخلت فی السنة الخامسة، و ذوات الخف دخلت فی السابعة.

و بیده رمح طویل و هو مشمر عن ذراعیه فأقبل یخب به جواده (1) حتی وقف علی البیت الذی أنا فیه و كان بیتا من شعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا علیه السلام ثم قال یا مولانا یسمینی باسمی بعثنی من یسلم علیك و هم كنج محمد آغا و صفر آغا و كانا من قواد العساكر العثمانیة یقولان فلیأت بالزوار فإنا قد طردنا عنزة عن الطریق و نحن ننتظره مع عسكرنا فی عرقوب السلیمانیة علی الجادة فقلت له و أنت معنا إلی عرقوب السلیمانیة قال نعم فأخرجت الساعة و إذا قد بقی من النهار ساعتان و نصف تقریبا فقلت بخیلنا فقدمت إلینا فتعلق بی ذلك البدوی الذی نحن عنده و قال یا مولای لا تخاطر بنفسك و بالزوار و أقم اللیلة حتی یتضح الأمر فقلت له لا بد من الركوب لإدراك الزیارة المخصوصة.

فلما رأتنا الزوار قد ركبنا تبعوا أثرنا بین حاشر و راكب فسرنا و الفارس المذكور بین أیدینا كأنه الأسد الخادر و نحن خلفه حتی وصلنا إلی عرقوب السلیمانیة فصعد علیه و تبعناه فی الصعود ثم نزل و ارتقینا علی أعلی العرقوب فنظرنا و لم نر له عینا و لا أثرا فكأنما صعد فی السماء أو نزل فی الأرض و لم نر قائدا و لا عسكرا.

فقلت لمن معی أ بقی شك فی أنه صاحب الأمر فقالوا لا و اللّٰه و كنت و هو بین أیدینا أطیل النظر إلیه كأنی رأیته قبل ذلك لكننی لا أذكر أین رأیته فلما فارقنا تذكرت أنه هو الشخص الذی زارنی بالحلة و أخبرنی بواقعة السلیمانیة.

و أما عشیرة عنزة فلم نر لهم أثرا فی منازلهم و لم نر أحدا نسأله عنهم سوی أنا رأینا غبرة شدیدة مرتفعة فی كبد البر فوردنا كربلاء تخب بنا خیولنا

ص: 289


1- 1. الخبب: مراوحة الفرس بین یدیه و رجلیه أی قام علی إحداهما مرة و علی الأخری مرة، و قیل هو السرعة.

فوصلنا إلی باب البلاد و إذا بعسكر علی سور البلد فنادوا من أین جئتم و كیف وصلتم ثم نظروا إلی سواد الزوار ثم قالوا سبحان اللّٰه هذه البریة قد امتلأت من الزوار أجل أین صارت عنزة فقلت لهم اجلسوا فی البلد و خذوا أرزاقكم و لمكة رب یرعاها.

ثم دخلنا البلد فإذا أنا بكنج محمد آغا جالسا علی تخت قریب من الباب فسلمت علیه فقام فی وجهی فقلت له یكفیك فخرا أنك ذكرت باللسان فقال ما الخبر فأخبرته بالقصة فقال لی یا مولای من أین لی علم بأنك زائر حتی أرسل لك رسولا و أنا و عسكری منذ خمسة عشر یوما محاصرین فی البلد لا نستطیع أن نخرج خوفا من عنزة ثم قال فأین صارت عنزة قلت لا علم لی سوی أنی رأیت غبرة شدیدة فی كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت الساعة و إذا قد بقی من النهار ساعة و نصف فكان مسیرنا كله فی ساعة و بین منازل بنی طرف و كربلاء ثلاث ساعات ثم بتنا تلك اللیلة فی كربلاء.

فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنزة فأخبر بعض الفلاحین الذین فی بساتین كربلاء قال بینما عنزة جلوس فی أندیتهم و بیوتهم إذا بفارس قد طلع علیهم علی فرس مطهم و بیده رمح طویل فصرخ فیهم بأعلی صوته یا معاشر عنزة قد جاء الموت الزؤام (1) عساكر الدولة العثمانیة تجبهت علیكم بخیلها و رجلها و ها هم علی أثری مقبلون فارحلوا و ما أظنكم تنجون منهم.

فألقی اللّٰه علیهم الخوف و الذل حتی أن الرجل یترك بعض متاع بیته استعجالا بالرحیل فلم تمض ساعة حتی ارتحلوا بأجمعهم و توجهوا نحو البر فقلت له صف لی الفارس فوصف لی و إذا هو صاحبنا بعینه و هو الفارس الذی جاءنا و الحمد لله رب العالمین و الصلاة علی محمد و آله الطاهرین حرره الأقل میرزا صالح الحسینی

ص: 290


1- 1. الزؤام من الموت: الكریه أو المجهز السریع.

قلت و هذه الحكایة سمعتها شفاها منه أعلی اللّٰه مقامه و لم یكن هذه الكرامات منه ببعیدة فإنه ورث العلم و العمل من عمه الأجل الأكمل السید باقر القزوینی خاصة السید الأعظم و الطود الأشیم بحر العلوم أعلی اللّٰه تعالی درجتهم و كان عمه أدبه و رباه و أطلعه علی الخفایا و الأسرار حتی بلغ مقاما لا یحوم حوله الأفكار و حاز من الفضائل و الخصائص ما لم یجتمع فی غیره من العلماء الأبرار.

منها أنه بعد ما هاجر إلی الحلة و استقر فیها و شرع فی هدایة الناس و إیضاح الحق و إبطال الباطل صار ببركة دعوته من داخل الحلة و أطرافها من الأعراب قریبا من مائة ألف نفس شیعیا إمامیا مخلصا موالیا لأولیاء اللّٰه و معادیا لأعداء اللّٰه.

بل حدثنی طاب ثراه أنه لما ورد الحلة لم یكن فی الذین یدعون التشیع من علائم الإمامیة و شعارهم إلا حمل موتاهم إلی النجف الأشرف و لا یعرفون من أحكامهم شیئا حتی البراءة من أعداء اللّٰه و صاروا بهدایته صلحاء أبرار أتقیاء و هذه منقبة عظیمة اختص بها من بین من تقدم علیه و تأخر.

و منها الكمالات النفسانیة من الصبر و التقوی و تحمل أعباء العبادة و سكون النفس و دوام الاشتغال بذكر اللّٰه تعالی و كان رحمه اللّٰه لا یسأل فی بیته عن أحد من أهله و أولاده ما یحتاج إلیه من الغداء و العشاء و القهوة و الغلیان و غیرها عند وقتها و لا یأمر عبیده و إماءه بشی ء منها و لو لا التفاتهم و مواظبتهم لكان یمر علیه الیوم و اللیلة من غیر أن یتناول شیئا منها مع ما كان علیه من التمكن و الثروة و السلطنة الظاهرة و كان یجیب الدعوة و یحضر الولائم و الضیافات لكن یحمل معه كتبا و یقعد فی ناحیة و یشتغل بالتألیف و لا خبر له عما فیه القوم و لا یخوض معهم فی حدیثهم إلا أن یسأل عن أمر دینی فیجیبهم.

و كان دأبه فی شهر الصیام أن یصلی المغرب فی المسجد و یجتمع الناس و یصلی بعده النوافل المرتبة فی شهر رمضان ثم یأتی منزله و یفطر و یرجع و یصلی العشاء

ص: 291

بالناس ثم یصلی نوافلها المرتبة ثم یأتی منزله و الناس معه علی كثرتهم فلما اجتمعوا و استقروا شرع واحد من القراء فیتلو بصوت حسن رفیع آیات من كتاب اللّٰه فی التحذیر و الترغیب و الموعظة مما یذوب منه الصخر الأصم و یرق القلوب القاسیة ثم یقرأ آخرا خطبة من مواعظ نهج البلاغة ثم یقرأ آخرا تعزیة أبی عبد اللّٰه علیه السلام ثم یشرع أحد من الصلحاء فی قراءة أدعیة شهر رمضان و یتابعه الآخرون إلی أن یجی ء وقت السحور فیتفرقون و یذهب كل إلی مستقره.

و بالجملة فقد كان فی المراقبة و مواظبة الأوقات و النوافل و السنن و القراءة مع كونه طاعنا فی السن آیة فی عصره و قد كنا معه فی طریق الحج ذهابا و إیابا و صلینا معه فی مسجد الغدیر و الجحفة و توفی رحمه اللّٰه الثانی عشر من ربیع الأول سنة ألف و ثلاث مائة قبل الوصول إلی سماوة بخمس فراسخ تقریبا و قد ظهر منه حین وفاته من قوة الإیمان و الطمأنینة و الإقبال و صدق الیقین ما یقضی منه العجب و ظهر منه حینئذ كرامة باهرة بمحضر من جماعة من الموافق و المخالف لیس هنا مقام ذكرها.

و منها التصانیف الرائقة الكثیرة فی الفقه و الأصول و التوحید و الكلام و غیرها و منها كتاب فی إثبات كون الفرقة الناجیة فرقة الإمامیة أحسن ما كتب فی هذا الباب طوبی له و حسن مآب.

الحكایة السابعة و الأربعون [استغاثة رجل من أهل الخلاف بالمهدیّ علیه السّلام و إغاثته له، و إیصاله بالقافلة بعد ما أشرف علی الهلاك]

حدثنی العالم الجلیل و الحبر النبیل مجمع الفضائل و الفواضل الصفی الوفی المولی علی الرشتی طاب ثراه و كان عالما برا تقیا زاهدا حاویا لأنواع العلم بصیرا ناقدا من تلامذة السید السند الأستاذ الأعظم دام ظله و لما طال شكوی أهل الأرض حدود فارس و من والاه إلیه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فیهم أرسله إلیهم عاش فیهم سعیدا و مات هناك حمیدا رحمه اللّٰه و قد صاحبته مدة

ص: 292

سفرا و حضرا و لم أجد فی خلقه و فضله نظیرا إلا یسیرا.

قال: رجعت مرة من زیارة أبی عبد اللّٰه علیه السلام عازما للنجف الأشرف من طریق الفرات فلما ركبنا فی بعض السفن الصغار التی كانت بین كربلاء و طویرج رأیت أهلها من أهل حلة و من طویرج تفترق طریق الحلة و النجف و اشتغل الجماعة باللّٰهو و اللعب و المزاح رأیت واحدا منهم لا یدخل فی عملهم علیه آثار السكینة و الوقار لا یمازح و لا یضاحك و كانوا یعیبون علی مذهبه و یقدحون فیه و مع ذلك كان شریكا فی أكلهم و شربهم فتعجبت منه إلی أن وصلنا إلی محل كان الماء قلیلا فأخرجنا صاحب السفینة فكنا نمشی علی شاطئ النهر.

فاتفق اجتماعی مع هذا الرجل فی الطریق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه و ذمهم إیاه و قدحهم فیه فقال هؤلاء من أقاربی من أهل السنة و أبی منهم و أمی من أهل الإیمان و كنت أیضا منهم و لكن اللّٰه من علی بالتشیع ببركة الحجة صاحب الزمان علیه السلام فسألت عن كیفیة إیمانه فقال اسمی یاقوت و أنا أبیع الدهن عند جسر الحلة فخرجت فی بعض السنین لجلب الدهن من أهل البراری خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلی أن قضیت وطری من شراء ما كنت أریده منه و حملته علی حماری و رجعت مع جماعة من أهل الحلة و نزلنا فی بعض المنازل و نمنا و انتبهت فما رأیت أحدا منهم و قد ذهبوا جمیعا و كان طریقنا فی بریة قفر ذات سباع كثیرة لیس فی أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثیرة.

فقمت و جعلت الحمل علی الحمار و مشیت خلفهم فضل عنی الطریق و بقیت متحیرا خائفا من السباع و العطش فی یومه فأخذت أستغیث بالخلفاء و المشایخ و أسألهم الإعانة و جعلتهم شفعاء عند اللّٰه تعالی و تضرعت كثیرا فلم یظهر منهم شی ء فقلت فی نفسی إنی سمعت من أمی أنها كانت تقول إن لنا إماما حیا یكنی أبا صالح یرشد الضال و یغیث الملهوف و یعین الضعیف فعاهدت اللّٰه تعالی إن استغثت به فأغاثنی أن أدخل فی دین أمی.

فنادیته و استغثت به فإذا بشخص فی جنبی و هو یمشی معی و علیه عمامة

ص: 293

خضراء قال رحمه اللّٰه و أشار حینئذ إلی نبات حافة النهر و قال كانت خضرتها مثل خضرة هذا النبات.

ثم دلنی علی الطریق و أمرنی بالدخول فی دین أمی (1) و ذكر كلمات نسیتها و قال ستصل عن قریب إلی قریة أهلها جمیعا من الشیعة قال فقلت یا سیدی أنت لا تجی ء معی إلی هذه القریة فقال ما معناه لا لأنه استغاث بی ألف نفس فی أطراف البلاد أرید أن أغیثهم ثم غاب عنی فما مشیت إلا قلیلا حتی وصلت إلی القریة و كان فی مسافة بعیدة و وصل الجماعة إلیها بعدی بیوم فلما دخلت الحلة ذهبت إلی سید الفقهاء السید مهدی القزوینی طاب ثراه و ذكرت له القصة فعلمنی معالم دینی فسألت عنه عملا أتوصل به إلی لقائه علیه السلام مرة أخری فقال زر أبا عبد اللّٰه علیه السلام أربعین لیلة الجمعة قال فكنت أزوره من الحلة فی لیالی الجمع إلی أن بقی واحدة فذهبت من الحلة فی یوم الخمیس فلما وصلت إلی باب البلد فإذا جماعة من أعوان الظلمة یطالبون الواردین التذكرة و ما كان عندی تذكرة و لا قیمتها فبقیت متحیرا و الناس متزاحمون علی الباب فأردت مرارا أن أتخفی و أجوز عنهم فما تیسر لی و إذا بصاحبی صاحب الأمر علیه السلام فی زی لباس طلبة الأعاجم علیه عمامة بیضاء فی داخل البلد فلما رأیته استغثت به فخرج و

أخذنی معه و أدخلنی من الباب فما رآنی أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بین الناس و بقیت متحیرا علی فراقه علیه السلام و قد ذهب عن خاطری بعض ما كان فی تلك الحكایة.

الحكایة الثامنة و الأربعون [شكوی رجل من زائری الأعاجم عن الخادم الكلید دار فی مشهد سامراء، إلی الامامین العسكریین علیهما السّلام و إغاثته علیه السلام له]

حدثنی العالم الجلیل و المولی النبیل العدل الثقة الرضی المرضی الآمیرزا إسماعیل السلماسی و هو من أوثق أهل العلم و الفضل و أئمة الجماعة فی مشهد الكاظم علیه السلام عن والده العالم العلیم المتقدم ذكره المولی زین العابدین السلماسی

ص: 294


1- 1. فی الأصل المطبوع:« ثم دله علی الطریق و أمره بالدخول فی دین أمه» الخ و أظنه تصحیفا.

أو عن أخیه الثقة الصالح الأكبر منه فی السن الآمیرزا محمد باقر رحمه اللّٰه قال سلمه اللّٰه و التردید لتطاول الزمان لأن سماعی لهذه الحكایة یقرب من خمسین سنة قال: قال والدی مما ذكر من الكرامات للأئمة الطاهرین علیهم السلام فی سرمن رأی فی المائة الثانیة و الظاهر أنه أواخر المائة أو فی أوائل المائة الثالثة بعد الألف من الهجرة أنه جاء رجل من الأعاجم إلی زیارة العسكریین علیهما السلام و ذلك فی زمن الصیف و شدة الحر و قد قصد الزیارة فی وقت كان الكلیددار فی الرواق و مغلقا أبواب الحرم و متهیئا للنوم عند الشباك الغربی.

فلما أحس بمجی ء الزوار فتح الباب و أراد أن یزوره فقال له الزائر خذ هذا الدینار و اتركنی حتی أزور بتوجه و حضور فامتنع المزور و قال لا أخرم القاعدة فدفع إلیه الدینار الثانی و الثالث فلما رأی المزور كثرة الدنانیر ازداد امتناعا و منع الزائر من الدخول إلی الحرم الشریف و رد إلیه الدنانیر.

فتوجه الزائر إلی الحرم و قال بانكسار بأبی أنتما و أمی أردت زیارتكما بخضوع و خشوع و قد اطلعتما علی منعه إیای فأخرجه المزور و غلق الأبواب ظنا منه أنه یرجع إلیه و یعطیه بكل ما یقدر علیه و توجه إلی الطرف الشرقی قاصدا السلوك إلی الشباك الذی فی الطرف الغربی.

فلما وصل إلی الركن و أراد الانحراف إلی طرف الشباك رأی ثلاثة أشخاص مقبلین صافین إلا أن أحدهم متقدم علی الذی فی جنبه بیسیر و كذا الثانی ممن یلیه و كان الثالث هو أصغرهم و فی یده قطعة رمح و فی رأسه سنان فبهت المزور عند رؤیتهم فتوجه صاحب الرمح إلیه و قد امتلأ غیظا و احمرت عیناه من الغضب و حرك الرمح مریدا طعنه قائلا یا ملعون بن الملعون كأنه جاء إلی دارك أو إلی زیارتك فمنعته.

فعند ذلك توجه إلیه أكبرهم مشیرا بكفه مانعا له قائلا جارك ارفق بجارك فأمسك صاحب الرمح ثم هاج غضبه ثانیا محركا للرمح قائلا ما قاله أولا فأشار إلیه الأكبر أیضا كما فعل فأمسك صاحب الرمح.

ص: 295

و فی المرة الثالثة لم یشعر المزور أن سقط مغشیا علیه و لم یفق إلا فی الیوم الثانی أو الثالث و هو فی داره أتوا به أقاربه بعد أن فتحوا الباب عند المساء لما رأوه مغلقا فوجدوه كذلك و هم حوله باكون فقص علیهم ما جری بینه و بین الزائر و الأشخاص و صاح أدركونی بالماء فقد احترقت و هلكت فأخذوا یصبون علیه الماء و هو یستغیث إلی أن كشفوا عن جنبه فرأوا مقدار درهم منه قد أسود و هو یقول قد طعننی صاحب القطعة.

فعند ذلك أشخصوه إلی بغداد و عرضوه علی الأطباء فعجز الأطباء من علاجه فذهبوا به إلی البصرة و عرضوه علی الطبیب الأفرنجی فتحیر فی علاجه لأنه جس یده (1) فما أحس بما یدل علی سوء المزاج و ما رأی ورما و مادة فی الموضع المذكور فقال مبتدئا إنی أظن أن هذا الشخص قد أساء الأدب مع بعض الأولیاء فاشتد بهذا البلاء فلما یئسوا من العلاج رجعوا به إلی بغداد فمات فی الرجوع إما فی الطریق أو فی بغداد و الظاهر أن اسم هذا الخبیث كان حسانا.

الحكایة التاسعة و الأربعون [تشرّف الشیخ الشهید إلی لقائه علیه السلام فی سفره من دمشق إلی مصر]

بغیة المرید فی الكشف عن أحوال الشهید للشیخ الفاضل الأجل تلمیذه محمد بن علی بن الحسن العودی قال فی ضمن وقائع سفر الشهید رحمه اللّٰه من دمشق إلی مصر ما لفظه.

و اتفق له فی الطریق ألطاف إلهیة و كرامات جلیة حكی لنا بعضها.

منها ما أخبرنی به لیلة الأربعاء عاشر ربیع الأول سنة ستین و تسعمائة أنه فی الرملة مضی إلی مسجدها المعروف بالجامع الأبیض لزیارة الأنبیاء و الذین فی الغار وحده فوجد الباب مقفولا و لیس فی المسجد أحد فوضع یده علی القفل و جذبه فانفتح فنزل إلی الغار و اشتغل بالصلاة و الدعاء و حصل له إقبال علی اللّٰه

ص: 296


1- 1. یقال: جس الشی ء یجس- بالضم- مسه بیده لیتعرفه. و المراد أنّه أخذ نبضه فلم یجد اختلالا فی الدم یكون سببا لاحتراقه و التهابه.

بحیث ذهل عن انتقال القافلة فوجدها قد ارتحلت و لم یبق منها أحد فبقی متحیرا فی أمره مفكرا فی اللحاق مع عجزه عن المشی و أخذ أسبابه و مخافته و أخذ یمشی علی أثرها وحده فمشی حتی أعیاه التعب فلم یلحقها و لم یرها من البعد فبینما هو فی هذا المضیق إذ أقبل علیه رجل لاحق به و هو راكب بغلا فلما وصل إلیه قال له اركب خلفی فردفه و مضی كالبرق فما كان إلا قلیلا حتی لحق به القافلة و أنزله و قال له اذهب إلی رفقتك و دخل هو فی القافلة قال فتحریته مدة الطریق أنی أراه ثانیا فما رأیته أصلا و لا قبل ذلك.

الحكایة الخمسون [تشرّف الشیخ محمّد بن الشیخ حسن بن الشهید الثانی رحمهم اللّٰه إلی زیارته علیه السّلام فی مكّة المشرّفة]

قال الشیخ الأجل الأكمل الشیخ علی ابن العالم النحریر الشیخ محمد بن المحقق المدقق الشیخ حسن بن العالم الربانی الشهید الثانی فی الدر المنثور فی ضمن أحوال والده الأمجد و كان مجاورا بمكة حیا و میتا أخبرتنی زوجته بنت السید محمد بن أبی الحسن رحمه اللّٰه و أم ولده: أنه لما توفی كن یسمعن عنده تلاوة القرآن طول تلك اللیلة.

و مما هو مشهور أنه كان طائفا فجاءه رجل بورد من ورد شتاء لیست فی تلك البلاد و لا فی ذلك الأوان فقال له من أین أتیت فقال من هذه الخرابات ثم أراد أن یراه بعد ذلك السؤال فلم یره.

قلت و نقل نظیره فی البحار(1)

عن شیخه و أستاذه السید المؤید الأمجد الآمیرزا محمد الأسترآبادی صاحب الكتب فی الرجال و آیات الأحكام و غیرها و یحتمل الاتحاد و كون الوهم من الراوی لاتحاد الاسم و المكان و العمل و اللّٰه العالم و هذا المقام من الشیخ المزبور غیر بعید فقد رأینا فی ظهر نسخة من شرحه علی الاستبصار و كانت من متملكاته و كان فی مواضع منها خطه و فی ظهره خط ولده المذكور ما صورته انتقل مصنف هذا الكتاب و هو الشیخ السعید الحمید بقیة

ص: 297


1- 1. راجع ج 52 ص 176.

العلماء الماضین و خلف الكملاء الراسخین أعنی شیخنا و مولانا و من استفدنا من بركاته العلوم الشرعیة من الحدیث و الفروع و الرجال و غیره الشیخ محمد بن الشهید الثانی من دار الغرور إلی دار السرور لیلة الاثنین العاشر من شهر ذی القعدة الحرام سنة ألف و ثلاثین من هجرة سید المرسلین و قد سمعت منه قدس اللّٰه روحه قبیل انتقاله بأیام قلائل مشافهة و هو یقول لی إنی أنتقل فی هذه الأیام عسی اللّٰه أن یعیننی علیها و كذا سمعه غیری و ذلك فی مكة المشرفة و دفناه برد اللّٰه مضجعه فی المعلی قریبا من مزار خدیجة الكبری حرره الفقیر إلی اللّٰه الغنی حسین بن حسن العاملی المشغری عامله اللّٰه بلطفه الخفی و الجلی بالنبی و الولی و الصحب الوفی فی التأریخ المذكور و نقل فی الدر المنثور هذه العبارة عن النسخة المذكورة التی كانت عنده و رزقنا اللّٰه زیارته.

و فی أمل الآمل الشیخ حسین بن الحسن العاملی المشغری كان فاضلا صالحا جلیل القدر شاعرا أدیبا قرأ علی.

الحكایة الحادیة و الخمسون [معجزة له علیه السّلام فی شفاء الشیخ علیّ محمّد ابن صاحب كتاب الدمعة الساكبة]

ما فی كتاب الدمعة الساكبة لبعض الصلحاء من المعاصرین فی آخر اللمعة الأولی من النور السادس منه فی معجزات الحجة علیه السلام.

قال: فالأولی أن یختم الكلام بذكر ما شاهدته فی سالف الأیام و هو أنه أصاب ثمرة فؤادی و من انحصرت فیه ذكور أولادی قرة عینی علی محمد حفظه اللّٰه الفرد الصمد مرض یزداد آنا فآنا و یشتد فیورثنی أحزانا و أشجانا إلی أن حصل للناس من برئه

الیأس و كانت العلماء و الطلاب و السادات الأنجاب یدعون له بالشفاء فی مظان استجابة الدعوات كمجالس التعزیة و عقیب الصلوات.

فلما كانت اللیلة الحادیة عشرة من مرضه اشتدت حاله و ثقلت أحواله و زاد اضطرابه و كثر التهابه فانقطعت بی الوسیلة و لم یكن لنا فی ذلك حیلة فالتجأت بسیدنا القائم عجل اللّٰه ظهوره و أرانا نوره فخرجت من عنده و أنا فی

ص: 298

غایة الاضطراب و نهایة الالتهاب و صعدت سطح الدار و لیس لی قرار و توسلت به علیه السلام خاشعا و انتدبت خاضعا و نادیته متواضعا و أقول یا صاحب الزمان أغثنی یا صاحب الزمان أدركنی متمرغا فی الأرض و متدحرجا فی الطول و العرض ثم نزلت و دخلت علیه و جلست بین یدیه فرأیته مستقر الأنفاس مطمئن الحواس قد بله العرق لا بل أصابه الغرق فحمدت اللّٰه و شكرت نعماءه التی تتوالی فألبسه اللّٰه تعالی لباس العافیة ببركته علیه السلام.

الحكایة الثانیة و الخمسون [تشرّف رجل آخر بلقائه علیه السّلام عند ما أیس عن اللحوق بالقافلة]

العالم الفاضل السید علی خان الحویزاوی فی كتاب خیر المقال عند ذكر من رأی القائم علیه السلام قال: فمن ذلك ما حدثنی به رجل من أهل الإیمان ممن أثق به أنه حج مع جماعة علی طریق الأحساء فی ركب قلیل فلما رجعوا كان معهم رجل یمشی تارة و یركب أخری فاتفق أنهم أولجوا فی بعض المنازل أكثر من غیره و لم یتفق لذلك الرجل الركوب فلما نزلوا للنوم و استراحوا ثم رحلوا من هناك لم یتنبه ذلك الرجل من شدة التعب الذی أصابه و لم یفتقدوه هم و بقی نائما إلی أن أیقظه حر الشمس.

فلما انتبه لم یر أحدا فقام یمشی و هو موقن بالهلاك فاستغاث بالمهدی علیه السلام فبینما هو كذلك فإذا هو برجل فی زی أهل البادیة راكب ناقته قال فقال یا هذا أنت منقطع بك قال فقلت نعم قال فقال أ تحب أن ألحقك برفقائك قال قلت هذا و اللّٰه مطلوبی لا سواه فقرب منی و أناخ ناقته و أردفنی خلفه و مشی فما مشینا خطا یسیرة إلا و قد أدركنا الركب فلما قربنا منهم أنزلنی و قال هؤلاء رفقاؤك ثم تركنی و ذهب.

ص: 299

الحكایة الثالثة و الخمسون [تشرّف الشیخ قاسم الحویزاوی بلقائه علیه السّلام عند ما انقطع عن الحاجّ]

و فیه و من ذلك ما حدثنی به رجل من أهل الإیمان من أهل بلادنا یقال له الشیخ قاسم و كان كثیر السفر إلی الحج قال: تعبت یوما من المشی فنمت تحت شجرة فطال نومی و مضی عنی الحاج كثیرا فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومی قد طال و أن الحاج بعد عنی و صرت لا أدری إلی أین أتوجه فمشیت علی الجهة و أنا أصیح بأعلی صوتی یا أبا صالح قاصدا بذلك صاحب الأمر علیه السلام كما ذكره ابن طاوس فی كتاب الأمان فیما یقال عند إضلال الطریق.

فبینا أنا أصیح كذلك و إذا براكب علی ناقة و هو علی زی البدو فلما رآنی قال لی أنت منقطع عن الحاج فقلت نعم فقال اركب خلفی لألحقك بهم فركبت خلفه فلم یكن إلا ساعة و إذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلنی و قال لی امض لشأنك فقلت له إن العطش قد أضر بی فأخرج من شداده ركوة فیها ماء و سقانی منه فو اللّٰه إنه ألذ و أعذب ماء شربته.

ثم إنی مشیت حتی دخلت الحاج و التفت إلیه فلم أره و لا رأیته فی الحاج قبل ذلك و لا بعده حتی رجعنا.

قلت إن الأصحاب ذكروا أمثال هذه الوقائع فی باب من رآه علیه السلام بناء منهم علی أن إغاثة الملهوف كذلك فی الفلوات و صدور هذه المعجزات و الكرامات لا یتیسر لأحد إلا لخلیفة اللّٰه فی البریات بل هو من مناصبه الإلهیة كما یأتی فی الفائدة الأولی و أبو صالح كنیته عند عامة العرب یكنونه به فی أشعارهم و مراثیهم و ندبهم و الظاهر أنهم أخذوه من الخبر المذكور و أنه علیه السلام المراد من أبی صالح الذی هو مرشد الضال فی الطریق و لو نوقش فی ذلك و ادعی إمكان صدورها من بعض الصلحاء و الأولیاء فهو أیضا یدل علی المطلوب إذ لا یستغیث شیعته و موالیه علیه السلام إلا من هو منهم و واسطة بینهم و بین إمامهم الغائب عنهم بل هو من رجاله و خاصته و حواشیه و أهل خدمته فالمضطر رأی من رآه علیه السلام.

ص: 300

و قال الشیخ الكفعمی رحمه اللّٰه فی هامش جنته عند ذكر دعاء أم داود قیل إن الأرض لا یخلو من القطب و أربعة أوتاد و أربعین أبدالا و سبعین نجیبا و ثلاثمائة و ستین صالحا فالقطب هو المهدی علیه السلام و لا یكون الأوتاد أقل من أربعة لأن الدنیا كالخیمة و المهدی كالعمود و تلك الأربعة أطنابها و قد یكون الأوتاد أكثر من أربعة و الأبدال أكثر من أربعین و النجباء أكثر من سبعین و الصلحاء أكثر من ثلاث مائة و ستین و الظاهر أن الخضر و إلیاس من الأوتاد فهما ملاصقان لدائرة القطب.

و أما صفة الأوتاد فهم قوم لا یغفلون عن ربهم طرفة عین و لا یجمعون من الدنیا إلا البلاغ و لا تصدر منهم هفوات الشر و لا یشترط فیهم العصمة من السهو و النسیان بل من فعل القبیح و یشترط ذلك فی القطب.

و أما الأبدال فدون هؤلاء فی المراقبة و قد تصدر منهم الغفلة فیتداركونها بالتذكر و لا یتعمدون ذنبا.

و أما النجباء فهم دون الأبدال.

و أما الصلحاء فهم المتقون الموفون بالعدالة و قد یصدر منهم الذنب فیتداركونه بالاستغفار و الندم قال اللّٰه تعالی إِنَّ الَّذِینَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّیْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (1) جعلنا اللّٰه من قسم الأخیر لأنا لسنا من الأقسام الأول لكن ندین اللّٰه بحبهم و ولایتهم و من أحب قوما حشر معهم.

و قیل إذا نقص أحد من الأوتاد الأربعة وضع بدله من الأربعین و إذا نقص أحد من الأربعین وضع بدله من السبعین و إذا نقص أحد من السبعین وضع بدله من الثلاثمائة و ستین و إذا نقص أحد من الثلاثمائة و ستین وضع بدله من سائر الناس.

ص: 301


1- 1. الأعراف: 201.

الحكایة الرابعة و الخمسون [تشرّف السید مهدی بحر العلوم بلقائه علیه السّلام فی حرم أمیر المؤمنین علیه السّلام]

حدثنی العالم الفاضل الصالح الورع فی الدین الآمیرزا حسین اللاهیجی المجاور للمشهد الغروی أیده اللّٰه و هو من الصلحاء الأتقیاء و الثقة الثبت عند العلماء قال حدثنی العالم الصفی المولی زین العابدین السلماسی المتقدم ذكره قدس اللّٰه روحه: أن السید الجلیل بحر العلوم أعلی اللّٰه مقامه ورد یوما فی حرم أمیر المؤمنین علیه آلاف التحیة و السلام فجعل یترنم بهذا المصرع:

چه خوش است صوت قرآن***ز تو دل ربا شنیدن

فسئل رحمه اللّٰه عن سبب قراءته هذا المصرع فقال لما وردت فی الحرم المطهر رأیت الحجة علیه السلام جالسا عند الرأس یقرأ القرآن بصوت عال فلما سمعت صوته قرأت المصرع المزبور و لما وردت الحرم ترك قراءة القرآن و خرج من الحرم الشریف.

الحكایة الخامسة و الخمسون [تشرّف السیّد علیّ بن طاووس رحمه اللّٰه فی السرداب الشریف سحرا یسمع دعاءه علیه السّلام]

رأیت فی ملحقات كتاب أنیس العابدین و هو كتاب كبیر فی الأدعیة و الأوراد ینقل عنه العلامة المجلسی فی المجلد التاسع عشر من البحار و الآمیرزا عبد اللّٰه تلمیذه فی الصحیفة الثالثة ما لفظه نُقِلَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ سَمِعَ سَحَراً فِی السِّرْدَابِ عَنْ صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام أَنَّهُ یَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّ شِیعَتَنَا خُلِقَتْ مِنْ شُعَاعِ أَنْوَارِنَا وَ بَقِیَّةِ طِینَتِنَا وَ قَدْ فَعَلُوا ذُنُوباً كَثِیرَةً اتِّكَالًا عَلَی حُبِّنَا وَ وَلَایَتِنَا فَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُمْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُمْ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ فَقَدْ رَضِینَا وَ مَا كَانَ مِنْهَا فِیمَا بَیْنَهُمْ فَأَصْلِحْ بَیْنَهُمْ وَ قَاصَّ بِهَا عَنْ خُمُسِنَا وَ أَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ وَ زَحْزِحْهُمْ عَنِ النَّارِ وَ لَا تَجْمَعْ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ أَعْدَائِنَا فِی سَخَطِكَ قلت و یوجد فی غیر واحد من مؤلفات جملة من المتأخرین الذین قاربنا عصرهم و المعاصرین هذه الحكایة بعبارة تخالف العبارة الأولی و هی هكذا

ص: 302

اللّٰهم إن شیعتنا منا خلقوا من فاضل طینتنا و عجنوا بماء ولایتنا اللّٰهم اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا علی حبنا و ولائنا یوم القیامة و لا تؤاخذهم بما اقترفوه من السیئات إكراما لنا و لا تقاصهم یوم القیامة مقابل أعدائنا فإن خففت موازینهم فثقلها بفاضل حسناتنا.

و لم نجد أحدا منهم إلی الآن أسند هذه الحكایة إلی أحد رواها عن السید أو رآها فی واحد من كتبه و لا نقله العلامة المجلسی و معاصروه و من تقدم علیه إلی عهد السید و لا یوجد فی شی ء من كتبه الموجودة التی لم یكن عندهم أزید منها نعم الموجود فی أواخر المهج و قد نقله فی البحار أیضا هكذا كنت أنا بسرمن رأی فسمعت سحرا دعاء القائم علیه السلام فحفظت منه من الدعاء لمن

ذكره الأحیاء و الأموات (1)

و أبقهم أو قال و أحیهم فی عزنا و ملكنا و سلطاننا و دولتنا و كان ذلك فی لیلة الأربعاء ثالث عشر ذی القعدة سنة ثمان و ثلاثین و ستمائة.

و أظن و إن كان بعض الظن إثما أن ما نقلناه أولا مأخوذ من كلام الحافظ الشیخ رجب البرسی و نقل كلماته بالمعنی فإنه قال فی أواخر مشارق الأنوار بعد نقل كلام المهج إلی قوله ملكنا ما لفظه و مملكتنا و إن كان شیعتهم منهم و إلیهم و عنایتهم مصروفة إلیهم فكأنه علیه السلام یقول.

اللّٰهم إن شیعتنا منا و مضافین إلینا و إنهم قد أساءوا و قد قصروا و أخطئوا

ص: 303


1- 1. كذا فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر ص 368، لكنه ذكر قبل ذلك دعاء عن الحجة علیه السلام و لفظه: « الهی بحق من ناجاك، و بحق من دعاك، فی البر و البحر، تفضل علی فقراء المؤمنین و المؤمنات، بالغناء و الثروة، و علی مرضی المؤمنین و المؤمنات، بالشفاء و الصحة، و علی أحیاء المؤمنین و المؤمنات، باللطف و الكرم، و علی أموات المؤمنین و المؤمنات، بالمغفرة و الرحمة، و علی غرباء المؤمنین و المؤمنات بالرد الی أوطانهم سالمین غانمین بحق محمّد و آله الطاهرین» فكأنّه یرید أنّه سمع ذلك الدعاء و قد زید فیه عند ذكر أحیاء المؤمنین قوله« و أحیهم فی عزنا و ملكنا» الخ فتحرر.

رأونا صاحبا لهم رضا منهم و قد تقبلنا عنهم بذنوبهم و تحملنا خطایاهم لأن معولهم علینا و رجوعهم إلینا فصرنا لاختصاصهم بنا و اتكالهم علینا كانا أصحاب الذنوب إذ العبد مضاف إلی سیده و معول الممالیك إلی موالیهم.

اللّٰهم اغفر لهم من الذنوب ما فعلوه اتكالا علی حبنا و طمعا فی ولایتنا و تعویلا علی شفاعتنا و لا تفضحهم بالسیئات عند أعدائنا و ولنا أمرهم فی آخره كما ولیتنا أمرهم فی الدنیا و إن أحبطت أعمالهم فثقل موازینهم بولایتنا و ارفع درجاتهم بمحبتنا انتهی.

و هذه الكلمات كما تری من تلفیقاته شرحا لكلمات الإمام علیه السلام تقارب العبارة الشائعة و عصره قریب من عصر السید و حرصه علی ضبط مثل هذه الكلمات أشد من غیره فهو أحق بنقلها من غیره لو صحت الروایة و صدقت النسبة و إن لم یكن بعیدا من مقام السید بعد كلام مهجه بل له فی كتاب كشف المحجة كلمات تنبئ عن أمر عظیم و مقام كریم.

منها قوله و اعلم یا ولدی محمد ألهمك اللّٰه ما یریده منك و یرضی به عنك أن غیبة مولانا المهدی صلوات اللّٰه علیه التی تحیرت المخالف و بعض المؤالف هی من جملة الحجج علی ثبوت إمامته و إمامة آبائه الطاهرین صلوات اللّٰه علی جده محمد و علیهم أجمعین لأنك إذا وقفت علی كتب الشیعة و غیرهم مثل كتاب الغیبة لابن بابویه و كتاب الغیبة للنعمانی و مثل كتاب الشفاء و الجلاء و مثل كتاب أبی نعیم الحافظ فی أخبار المهدی و نعوته و حقیقة مخرجه و ثبوته و الكتب التی أشرت إلیها فی الطوائف وجدتها أو أكثرها تضمنت قبل ولادته أنه یغیب علیه السلام غیبة طویلة حتی یرجع عن إمامته بعض من كان یقول بها فلو لم یغب هذه

الغیبة كان طعنا فی إمامة آبائه و فیه فصارت الغیبة حجة لهم علیهم السلام و حجة له علی مخالفیه فی ثبوت إمامته و صحة غیبته مع أنه علیه السلام حاضر مع اللّٰه علی الیقین و إنما غاب من لم یلقه عنهم لغیبتهم عن حضرة المتابعة له و لرب العالمین.

و منها قوله فیه و إن أدركت یا ولدی موافقة توفیقك لكشف الأسرار علیك

ص: 304

عرفتك من حدیث المهدی صلوات اللّٰه علیه ما لا یشتبه علیك و تستغنی بذلك عن الحجج المعقولات و من الروایات فإنه صلی اللّٰه علیه و آله حی موجود علی التحقیق و معذور عن كشف أمره إلی أن یأذن له تدبیر اللّٰه الرحیم الشفیق كما جرت علیه عادة كثیر من الأنبیاء و الأوصیاء فاعلم ذلك یقینا و اجعله عقیدة و دینا فإن أباك عرفه أبلغ من معرفة ضیاء شمس السماء.

و منها قوله و اعلم یا ولدی محمد زین اللّٰه جل جلاله سرائرك و ظواهرك بموالاة أولیائه و معاداة أعدائه أننی كنت لما بلغتنی ولادتك بمشهد الحسین علیه السلام فی زیارة عاشوراء قمت بین یدی اللّٰه جل جلاله مقام الذل و الانكسار و الشكر لما رأفنی به من ولادتك من المسار و المبار و جعلتك بأمر اللّٰه جل جلاله عبد مولانا المهدی علیه السلام و متعلقا علیه و قد احتجنا كم مرة عند حوادث حدث لك إلیه و رأیناه فی عدة مقامات فی مناجات و قد تولی قضاء حوائجك بإنعام عظیم فی حقنا و حقك لا یبلغ وصفی إلیه.

فكن فی موالاته و الوفاء له و تعلق الخاطر به علی قدر مراد اللّٰه جل جلاله و مراد رسوله و مراد آبائه علیهم السلام و مراده علیه السلام منك و قدم حوائجه علی حوائجك عند صلاة الحاجات و الصدقة عنه قبل الصدقة عنك و عمن یعز علیك و الدعاء له قبل الدعاء لك و قدمه علیه السلام فی كل خیر یكون وفاء له و مقتضیا لإقباله علیك و إحسانه إلیك و اعرض حاجاتك علیه كل یوم الإثنین و یوم الخمیس من كل أسبوع بما یجب له من أدب الخضوع.

و منها قوله بعد تعلیم ولده كیفیة عرض الحاجة إلیه علیه السلام و اذكر له أن أباك قد ذكر لك أنه أوصی به إلیك و جعلك بإذن اللّٰه جل جلاله عبده و أننی علقتك علیه فإنه یأتیك جوابه صلوات اللّٰه و سلامه علیه.

و مما أقول لك یا ولدی محمد ملأ اللّٰه جل جلاله عقلك و قلبك من التصدیق لأهل الصدق و التوفیق فی معرفة الحق إن طریق تعریف اللّٰه جل جلاله لك بجواب مولانا المهدی صلوات اللّٰه و سلامه علیه علی قدرته جل جلاله و رحمته.

ص: 305

فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیُّ فِی كِتَابِ الْوَسَائِلِ عَمَّنْ سَمَّاهُ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ الرَّجُلَ یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی إِمَامِهِ مَا یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ بِهِ إِلَی رَبِّهِ قَالَ فَكَتَبَ إِنْ كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَحَرِّكْ شَفَتَیْكَ فَإِنَّ الْجَوَابَ یَأْتِیكَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَعِیدٍ الرَّاوَنْدِیُّ فِی كِتَابِ الْخَرَائِجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ مَسْأَلَةً فَاكْتُبْهَا وَ ضَعِ الْكِتَابَ تَحْتَ مُصَلَّاكَ وَ دَعْهُ سَاعَةً ثُمَّ أَخْرِجْهُ وَ انْظُرْ فِیهِ قَالَ فَفَعَلْتُ فَوَجَدْتُ مَا سَأَلْتُهُ عَنْهُ مُوَقَّعاً فِیهِ وَ قَدِ اقْتَصَرْتُ لَكَ عَلَی هَذَا التَّنْبِیهِ وَ الطَّرِیقُ مَفْتُوحَةٌ إِلَی إِمَامِكَ لِمَنْ یُرِیدُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ عِنَایَتَهُ بِهِ وَ تَمَامَ إِحْسَانِهِ إِلَیْهِ.

و منها قوله فی آخر الكتاب ثم ما أوردناه باللّٰه جل جلاله من هذه الرسالة ثم عرضناه علی قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه علیه السلام فی النبوة و الرسالة و ورد الجواب فی المنام بما یقتضی حصول القبول و الإنعام و الوصیة بأمرك و الوعد ببرك و ارتفاع قدرك انتهی. و علیك بالتأمل فی هذه الكلمات التی تفتح لك أبوابا من الخیر و السعادات و یظهر منها عدم استبعاد كل ما ینسب إلیه من هذا الباب و اللّٰه الموفق لكل خیر و ثواب.

الحكایة السادسة و الخمسون [تشرّف المولی عبد الرحیم الدماوندیّ بلقائه علیه السلام فی داره]

قال العالم الفاضل المتبحر النبیل الصمدانی الحاج المولی رضا الهمدانی فی المفتاح الأول من الباب الثالث من كتاب مفتاح النبوة فی جملة كلام له فی: أن الحجة علیه السلام قد یظهر نفسه المقدسة لبعض خواص الشیعة أنه علیه السلام قد أظهر نفسه الشریفة قبل هذا بخمسین سنة لواحد من العلماء المتقین المولی عبد الرحیم الدماوندی الذی لیس لأحد كلام فی صلاحه و سداده.

قال و قال هذا العالم فی كتابه إنی رأیته علیه السلام فی داری فی لیلة مظلمة جدا بحیث لا تبصر العین شیئا واقفا فی جهة القبلة و كان النور یسطع من وجهه المبارك حتی أنی كنت أری نقوش الفراش بهذا النور.

ص: 306

الحكایة السابعة و الخمسون [تشرّف رجل آخر بلقائه علیه السلام فی جزیرة من جزائر البحر]

فی كتاب المقامات للعالم الجلیل المحدث السید نعمة اللّٰه الجزائری حكایة أخری حدثنی رجل من أوثق إخوانی فی شوشتر فی دارنا القریبة من المسجد الأعظم قال: لما كنا فی بحور الهند تعاطینا عجائب البحر فحكی لنا رجل من الثقات قال روی من أعتمد علیه أنه كان منزله فی بلد علی ساحل البحر و كان بینهم و بین جزیرة من جزائر البحر مسیر یوم أو أقل و فی تلك الجزیرة میاههم و حطبهم و ثمارهم و ما یحتاجون إلیه فاتفق أنهم علی عادتهم ركبوا فی سفینة قاصدین تلك الجزیرة و حملوا معهم زاد یوم.

فلما توسطوا البحر أتاهم ریح عدلهم عن ذلك القصد و بقوا علی تلك الحالة تسعة أیام حتی أشرفوا علی الهلاك من قلة الماء و الطعام ثم إن الهوی رماهم فی ذلك الیوم علی جزیرة فی البحر فخرجوا إلیها و كان فیها المیاه العذبة و الثمار الحلوة و أنواع الشجر فبقوا فیها نهارا ثم حملوا منها ما یحتاجون إلیه و ركبوا سفینتهم و دفعوا.

فلما بعدوا عن الساحل نظروا إلی رجل منهم بقی فی الجزیرة فناداهم و لم یتمكنوا من الرجوع فرأوه قد شد حزمة حطب و وضعها تحت صدره و ضرب البحر علیها قاصدا لحوق السفینة فحال اللیل بینهم و بینه و بقی فی البحر.

و أما أهل السفینة فما وصلوا إلا بعد مضی أشهر فلما بلغوا أهلهم أخبروا أهل ذلك الرجل فأقاموا مأتمه فبقوا علی ذلك عاما أو أكثر ثم رأوا أن ذلك الرجل قدم إلی أهله فتباشروا به و جاء إلیه أصحابه فقص علیهم قصته.

فقال لما حال اللیل بینی و بینكم بقیت تقلبنی الأمواج و أنا علی الحزمة یومین حتی أوقعتنی علی جبل فی الساحل فتعلقت بصخرة منه و لم أطق الصعود إلی جوفه لارتفاعه فبقیت فی الماء و ما شعرت إلا بأفعی عظیمة أطول من المنار

ص: 307

و أغلظ منها فوقعت علی ذلك الجبل و مدت رأسها تصطاد الحیتان من الماء فوق رأسی فأیقنت بالهلاك و تضرعت إلی اللّٰه تعالی فرأیت عقربا یدب علی ظهر الأفعی فلما وصل إلی دماغها لسعتها بأبرته فإذا لحمها قد تناثر عن عظامها و بقی عظم ظهرها و أضلاعها كالسلم العظیم الذی له مراقی یسهل الصعود علیها.

قال فرقیت علی تلك الأضلاع حتی خرجت إلی الجزیرة شاكرا لله تعالی علی ما صنع فمشیت فی تلك الجزیرة إلی قریب العصر فرأیت منازل حسنة مرتفعة البنیان إلا أنها خالیة لكن فیها آثار الإنس.

قال فاستترت فی موضع منها فلما صار العصر رأیت عبیدا و خدما كل واحد منهم علی بغل فنزلوا و فرشوا فرشا نظیفة و شرعوا فی تهیئة الطعام و طبخه فلما فرغوا منه رأیت فرسانا مقبلین علیهم ثیاب بیض و خضر و یلوح من وجوههم الأنوار فنزلوا و قدم إلیهم الطعام.

فلما شرعوا فی الأكل قال أحسنهم هیئة و أعلاهم نورا ارفعوا حصة من هذا الطعام لرجل غائب فلما فرغوا نادانی یا فلان بن فلان أقبل فعجبت منه فأتیت إلیهم و رحبوا بی فأكلت ذلك الطعام و ما تحققت إلا أنه من طعام الجنة فلما صار النهار ركبوا بأجمعهم و قالوا لی انتظر هنا فرجعوا وقت العصر و بقیت معهم أیاما فقال لی یوما ذلك الرجل الأنور إن شئت الإقامة معنا فی هذه الجزیرة أقمت و إن شئت المضی إلی أهلك أرسلنا معك من یبلغك بلدك.

فاخترت علی شقاوتی بلادی فلما دخل اللیل أمر لی بمركب و أرسل معی عبدا من عبیده فسرنا ساعة من اللیل و أنا أعلم أن بینی و بین أهلی مسیرة أشهر و أیام فما مضی من اللیل قلیل منه إلا و قد سمعنا نبیح الكلاب فقال لی ذلك الغلام هذا نبیح كلابكم فما شعرت إلا و أنا واقف علی باب داری فقال هذه دارك انزل إلیها.

فلما نزلت قال لی قد خسرت الدنیا و الآخرة ذلك الرجل صاحب

ص: 308

الدار علیه السلام فالتفت إلی الغلام فلم أره و أنا فی هذا الوقت بینكم نادما علی ما فرطت هذه حكایتی و أمثال هذه الغرائب كثیرة لا نطول الكلام بها.

قلت قد ذكرنا حكایة عن كتاب نور العیون (1)

تقرب من هذه إلا أن بینهما اختلاف كثیر و اللّٰه العالم بالاتحاد و التعدد.

الحكایة الثامنة و الخمسون [تشرّف رجل من بقّالی النجف الأشرف بلقائه علیه السّلام فی مسجد السهلة]

حدثنی جماعة من الأتقیاء الأبرار منهم السید السند و الحبر المعتمد العالم العامل و الفقیه النبیه الكامل المؤید المسدد السید محمد بن العالم الأوحد السید أحمد بن العالم الجلیل و الحبر المتوحد النبیل السید حیدر الكاظمی أیده اللّٰه تعالی و هو من أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاری طاب ثراه و أحد أعیان أتقیاء بلد الكاظمین علیهما السلام و ملاذ الطلاب و الزوار و المجاورین و هو و إخوته و آباؤه أهل بیت جلیل معروفون فی العراق بالصلاح و السداد و العلم و الفضل و التقوی یعرفون ببیت السید حیدر جده سلمه اللّٰه تعالی.

قال فیما كتبه إلی و حدثنی به شفاها أیضا قال محمد بن أحمد بن حیدر الحسنی الحسینی: لما كنت مجاورا فی النجف الأشرف لأجل تحصیل العلوم الدینیة و ذلك فی حدود السنة الخامسة و السبعین بعد المائتین و الألف من الهجرة النبویة كنت أسمع جماعة من أهل العلم و غیرهم من أهل الدیانة یصفون رجلا یبیع البقل و شبهه أنه رأی مولانا الإمام المنتظر سلام اللّٰه علیه فطلبت معرفة شخصه حتی عرفته فوجدته رجلا صالحا متدینا و كنت أحب الاجتماع معه فی مكان خال لأستفهم منه كیفیة رؤیته مولانا الحجة روحی فداه فصرت كثیرا ما أسلم علیه و اشتری منه مما یتعاطی ببیعة حتی صار بینی و بینه نوع مودة كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب فی سماعه عندی حتی اتفق لی أنی توجهت إلی مسجد السهلة للاستجارة فیه و الصلاة و الدعاء فی مقاماته الشریفة لیلة الأربعاء

ص: 309


1- 1. راجع ص 259: الحكایة التاسعة و العشرین، و الظاهر بل المسلم اتّحادهما.

فلما وصلت إلی باب المسجد رأیت الرجل المذكور علی الباب فاغتنمت الفرصة و كلفته المقام معی تلك اللیلة فأقام معی حتی فرغنا من العمل الموظف فی مسجد سهیل و توجهنا إلی المسجد الأعظم مسجد الكوفة علی القاعدة المتعارفة فی ذلك الزمان حیث لم یكن فی مسجد السهلة معظم الإضافات الجدیدة من الخدام و المساكن.

فلما وصلنا إلی المسجد الشریف و استقر بنا المقام و عملنا بعض الأعمال الموظفة فیه سألته عن خبره و التمست منه أن یحدثنی بالقصة تفصیلا فقال ما معناه.

أنی كنت كثیرا ما أسمع من أهل المعرفة و الدیانة أن من لازم عمل الاستجارة فی مسجد السهلة أربعین لیلة أربعاء متوالیة بنیة رؤیة الإمام المنتظر علیه السلام وفق لرؤیته و أن ذلك قد جربت مرارا فاشتاقت نفسی إلی ذلك و نویت ملازمة عمل الاستجارة فی كل

لیلة أربعاء و لم یمنعنی من ذلك شدة حر و لا برد و لا مطر و لا غیر ذلك حتی مضی لی ما یقرب من مدة سنة و أنا ملازم لعمل الاستجارة و أبات (1) فی مسجد الكوفة علی القاعدة المتعارفة.

ثم إنی خرجت عشیة یوم الثلاثاء ماشیا علی عادتی و كان الزمان شتاء و كانت تلك العشیة مظلمة جدا لتراكم الغیوم مع قلیل مطر فتوجهت إلی المسجد و أنا مطمئن بمجی ء الناس علی العادة المستمرة حتی وصلت إلی المسجد و قد غربت الشمس و اشتد الظلام و كثر الرعد و البرق فاشتد بی الخوف و أخذنی الرعب من الوحدة لأنی لم أصادف فی المسجد الشریف أحدا أصلا حتی أن الخادم المقرر للمجی ء لیلة الأربعاء لم یجئ تلك اللیلة.

فاستوحشت لذلك للغایة ثم قلت فی نفسی ینبغی أن أصلی المغرب و أعمل عمل الاستجارة عجالة و أمضی إلی مسجد الكوفة فصبرت نفسی و قمت إلی

ص: 310


1- 1. قال الفیروزآبادی: بات یفعل كذا یبیت و یبات بیتا و مبیتا و بیتوتة: أی یفعله لیلا و لیس من النوم، و من أدركه اللیل فقد بات.

صلاة المغرب فصلیتها ثم توجهت لعمل الاستجارة و صلاتها و دعائها و كنت أحفظه.

فبینما أنا فی صلاة الاستجارة إذ حانت منی التفاتة إلی المقام الشریف المعروف بمقام صاحب الزمان علیه السلام و هو فی قبلة مكان مصلای فرأیت فیه ضیاء كاملا و سمعت فیه قراءة مصل فطابت نفسی و حصل كمال الأمن و الاطمئنان و ظننت أن فی المقام الشریف بعض الزوار و أنا لم أطلع علیهم وقت قدومی إلی المسجد فأكملت عمل الاستجارة و أنا مطمئن القلب.

ثم توجهت نحو المقام الشریف و دخلته فرأیت فیه ضیاء عظیما لكنی لم أر بعینی سراجا و لكنی فی غفلة عن التفكر فی ذلك و رأیت فیه سیدا جلیلا مهابا بصورة أهل العلم و هو قائم یصلی فارتاحت نفسی إلیه و أنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأنی تأملته فی الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف.

فشرعت فی زیارة مولانا الحجة سلام اللّٰه علیه عملا بوظیفة المقام و صلیت صلاة الزیارة فلما فرغت أردت أكلمه فی المضی إلی مسجد الكوفة فهبته و أكبرته و أنا أنظر إلی خارج المقام فأری شدة الظلام و أسمع صوت الرعد و المطر فالتفت إلی بوجهه الكریم برأفة و ابتسام و قال لی تحب أن تمضی إلی مسجد الكوفة فقلت نعم یا سیدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضی إلی مسجد الكوفة و نبات فیه لأن فیه سكانا و خداما و ماء.

فقام و قال قم بنا نمضی إلی مسجد الكوفة فخرجت معه و أنا مسرور به و بحسن صحبته فمشینا فی ضیاء و حسن هواء و أرض یابسة لا تعلق بالرجل و أنا غافل عن حال المطر و الظلام الذی كنت أراه حتی وصلنا إلی باب المسجد و هو روحی فداه معی و أنا فی غایة السرور و الأمن بصحبته و لم أر ظلاما و لا مطرا.

فطرقت باب الخارجة عن المسجد و كانت مغلقة فأجابنی الخادم من الطارق فقلت افتح الباب فقال من أین أقبلت فی هذه الظلمة و المطر الشدید فقلت من مسجد السهلة فلما فتح الخادم الباب التفت إلی ذلك السید الجلیل فلم أره و إذا

ص: 311

بالدنیا مظلمة للغایة و أصابنی المطر فجعلت أنادی یا سیدنا یا مولانا تفضل فقد فتحت الباب و رجعت إلی ورائی أتفحص عنه و أنادی فلم أر أحدا أصلا و أضر بی الهواء و المطر و البرد فی ذلك الزمان القلیل.

فدخلت المسجد و انتبهت من غفلتی و كأنی كنت نائما فاستیقظت و جعلت ألوم نفسی علی عدم التنبه لما كنت أری من الآیات الباهرة و أتذكر ما شاهدته و أنا غافل من كراماته من الضیاء العظیم فی المقام الشریف مع أنی لم أر سراجا و لو كان فی ذلك المقام عشرون سراجا لما وفی بذلك الضیاء و ذكرت أن ذلك السید الجلیل سمانی باسمی مع أنی لم أعرفه و لم أره قبل ذلك.

و تذكرت أنی لما كنت فی المقام كنت أنظر إلی فضاء المسجد فأری الظلام الشدید و أسمع صوت المطر و الرعد و إنی لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام اللّٰه علیه كنت أمشی فی ضیاء بحیث أری موضع قدمی و الأرض یابسة و الهواء عذب حتی وصلنا إلی باب المسجد و منذ فارقنی شاهدت الظلمة و المطر و صعوبة الهواء إلی غیر ذلك من الأمور العجیبة التی أفادتنی الیقین بأنه الحجة صاحب الزمان علیه السلام الذی كنت أتمنی من فضل اللّٰه التشرف برؤیته و تحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر و البرد لمطالعة حضرته سلام اللّٰه علیه فشكرت اللّٰه تعالی شأنه و الحمد لله.

الحكایة التاسعة و الخمسون [تشرّف الحاجّ علیّ البغدادی بلقائه علیه السّلام]

و قال أدام اللّٰه أیام سعادته فی كتابه إلی حكایة أخری: اتفقت لی أیضا و هی أنی منذ سنین متطاولة كنت أسمع بعض أهل الدیانة و الوثاقة یصفون رجلا من كسبة أهل بغداد أنه رأی مولانا الإمام المنتظر سلام اللّٰه علیه و كنت أعرف ذلك الرجل و بینی و بینه مودة و هو ثقة عدل معروف بأداء الحقوق المالیة و كنت أحب أن أسأله بینی و بینه لأنه بلغنی أنه یخفی حدیثه و لا یبدیه إلا لبعض الخواص ممن یأمن إذاعته خشیة الاشتهار فیهزأ به من ینكر ولادة المهدی و غیبته

ص: 312

أو ینسبه العوام إلی الفخر و تنزیه النفس و حیث إن هذا الرجل فی الحیاة لا أحب أن أصرح باسمه خشیة كراهته (1).

و بالجملة فإنی فی هذه المدة كنت أحب أن أسمع منه ذلك تفصیلا حتی اتفق لی أنی حضرت تشییع جنازة من أهل بغداد فی أواسط شهر شعبان من هذه السنة و هی سنة اثنتین و ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبویة الشریفة فی حضرة الإمامین مولانا موسی بن جعفر و سیدنا محمد بن علی الجواد سلام اللّٰه علیهما و كان الرجل المزبور فی جملة المشیعین فذكرت ما بلغنی من قصته و دعوته و جلسنا فی الرواق الشریف عند باب الشباك النافذ إلی قبة مولانا الجواد علیه السلام فكلفته بأن یحدثنی بالقصة فقال ما معناه.

ص: 313


1- 1. و من عجیب الاتفاق أنی لما اشتغلت بتألیف هذه الرسالة صادف أیّام الزیارة المخصوصة فخرجت من سامرّاء و لما دخلت بلد الكاظمین علیهما السلام نزلت علی جنابه سلمه اللّٰه فسألته عما عنده من تلك الوقائع، فحدّثنی بهذه الحكایة. فسألته أن یكتب الی فقال انی سمعتها منذ سنین و لعله سقط عنی منها شی ء و صاحبها موجود نسأله مرة اخری حتّی نكتبها كما هی الا أن لقائی إیاه صعب جدا فانه منذ اتفقت له هذه القصة قلیل الانس بالناس إذا جاء من بغداد للزیارة یدخل الحرم و یزور و یقضی وطره و یرجع الی بغداد و لا یطلع علیه أحد فیتفق أنی لا أراه فی السنة إلا مرة او مرتین فی الطریق. فقلت له سلمه اللّٰه: انی أزور المشهد الغروی و أرجع إلی آخر الشهر و نرجو من اللّٰه أن یتفق لقاؤكم إیّاه فی هذه المدة. ثمّ قمت من عنده و دخلت منزلی فدخل علی سلمه اللّٰه بعد زمان قلیل من هذا الیوم و قال كنت من منزلی فجاءنی شخص و قال: جاءوا بجنازة من بغداد فی الصحن الشریف و ینتظرونك للصلاة علیه فقمت و ذهبت معه و دخلت الصحن و صلیت علیها و إذا بالمؤمن الصالح المذكور و هو فیهم، الی آخر ما ذكره أیده اللّٰه تعالی و هذه من بركات الحجة علیه السلام، منه رحمه اللّٰه.

أنه فی سنة من سنی عشرة السبعین كان عندی مقدار من مال الإمام علیه السلام عزمت علی إیصاله إلی العلماء الأعلام فی النجف الأشرف و كان لی طلب علی تجارها فمضیت إلی زیارة أمیر المؤمنین سلام اللّٰه علیه فی إحدی زیاراته المخصوصة و استوفیت ما أمكننی استیفاؤه من الدیون التی كانت لی و أوصلت ذلك إلی متعددین من العلماء الأعلام من طرف الإمام علیه السلام لكن لم یف بما كان علی منه بل بقی علی مقدار عشرین تومانا فعزمت علی إیصال ذلك إلی أحد علماء مشهد الكاظمین.

فلما رجعت إلی بغداد أحببت أداء ما بقی فی ذمتی علی التعجیل و لم یكن عندی من النقد شی ء فتوجهت إلی زیارة الإمامین علیهما السلام فی یوم خمیس و بعد التشرف بالزیارة دخلت علی المجتهد دام توفیقه و أخبرته بما بقی فی ذمتی من مال الإمام علیه السلام و سألته أن یحول ذلك علی تدریجا و رجعت إلی بغداد فی أواخر النهار حیث لم یسعنی لشغل كان لی و توجهت إلی بغداد ماشیا لعدم تمكنی من كراء دابة.

فلما تجاوزت نصف الطریق رأیت سیدا جلیلا مهابا متوجها إلی مشهد الكاظمین علیهما السلام ماشیا فسلمت علیه فرد علی السلام و قال لی یا فلان و ذكر اسمی لم لم تبق هذه اللیلة الشریفة لیلة الجمعة فی مشهد الإمامین فقلت یا سیدنا عندی مطلب مهم منعنی من ذلك فقال لی ارجع معی و بت هذه اللیلة الشریفة عند الإمامین علیهما السلام و ارجع إلی مهمك غدا إن شاء اللّٰه.

فارتاحت نفسی إلی كلامه و رجعت معه منقادا لأمره و مشیت معه بجنب نهر جار تحت ظلال أشجار خضرة نضرة متدلیة علی رءوسنا و هواء عذب و أنا غافل عن التفكر فی ذلك و خطر ببالی أن هذا السید الجلیل سمانی باسمی مع أنه لم أعرفه ثم قلت فی نفسی لعله هو یعرفنی و أنا ناس له.

ثم قلت فی نفسی إن هذا السید كأنه یرید منی من حق السادة و أحببت أن أوصل إلی خدمته شیئا من مال الإمام الذی عندی فقلت له یا سیدنا عندی من حقكم بقیة لكن راجعت فیه جناب الشیخ الفلانی لأؤدی حقكم بإذنه

ص: 314

و أنا أعنی السادة فتبسم فی وجهی و قال نعم و قد أوصلت بعض حقنا إلی وكلائنا فی النجف الأشرف أیضا و جری علی لسانی أنی قلت له ما أدیته مقبول فقال نعم ثم خطر فی نفسی أن هذا السید یقول بالنسبة إلی العلماء الأعلام وكلائنا و استعظمت ذلك ثم قلت العلماء وكلاء علی قبض حقوق السادة و شملتنی الغفلة.

ثم قلت یا سیدنا قراء تعزیة الحسین علیه السلام یقرءون حدیثا أن رجلا رأی فی المنام هودجا بین السماء و الأرض فسأل عمن فیه فقیل له فاطمة الزهراء و خدیجة الكبری فقال إلی أین یریدون فقیل زیارة الحسین علیه السلام فی هذه اللیلة لیلة الجمعة و رأی رقاعا تتساقط من الهودج مكتوب فیها أمان من النار لزوار الحسین علیه السلام فی لیلة الجمعة هذا الحدیث صحیح فقال علیه السلام نعم زیارة الحسین علیه السلام فی لیلة الجمعة أمان من النار یوم القیامة.

قال و كنت قبل هذه الحكایة بقلیل قد تشرفت بزیارة مولانا الرضا علیه السلام فقلت له یا سیدنا قد زرت الرضا علی بن موسی علیهما السلام و قد بلغنی أنه ضمن لزواره الجنة هذا صحیح فقال علیه السلام هو الإمام الضامن فقلت زیارتی مقبولة فقال علیه السلام نعم مقبولة.

و كان معی فی طریق الزیارة رجل متدین من الكسبة و كان خلیطا لی و شریكا فی المصرف فقلت له یا سیدنا إن فلانا كان معی فی الزیارة زیارته مقبولة فقال نعم العبد الصالح فلان بن فلان زیادته مقبولة ثم ذكرت له جماعة من كسبة أهل بغداد كانوا معنا فی تلك الزیارة و قلت إن فلانا و فلانا و ذكرت أسماءهم كانوا معنا زیارتهم مقبولة فأدار علیه السلام وجهه إلی الجهة الأخری و أعرض عن الجواب فهبته و أكبرته و سكت عن سؤاله.

فلم أزل ماشیا معه علی الصفة التی ذكرتها حتی دخلنا الصحن الشریف ثم دخلنا الروضة المقدسة من الباب المعروف بباب المراد فلم یقف علی باب الرواق و لم یقل شیئا حتی وقف علی باب الروضة من عند رجلی الإمام موسی

ص: 315

علیه السلام فوقفت بجنبه و قلت له یا سیدنا اقرأ حتی أقرأ معك فقال السلام علیك یا رسول اللّٰه السلام علیك یا أمیر المؤمنین و ساق علی باقی أهل العصمة علیهم السلام حتی وصل إلی الإمام الحسن العسكری علیه السلام.

ثم التفت إلی بوجهه الشریف و وقف متبسما و قال أنت إذا وصلت إلی السلام علی الإمام العسكری ما تقول فقلت أقول السلام علیك یا حجة اللّٰه یا صاحب الزمان قال فدخل الروضة الشریفة و وقف علی قبر الإمام موسی علیه السلام و القبلة بین كتفیه.

فوقفت إلی جنبه و قلت یا سیدنا زر حتی أزور معك فبدأ علیه السلام بزیارة أمین اللّٰه الجامعة المعروفة فزار بها و أنا أتابعه ثم زار مولانا الجواد علیه السلام و دخل القبة الثانیة قبة محمد بن علی علیه السلام و وقف یصلی فوقفت إلی جنبه متأخرا عنه قلیلا احتراما له و دخلت فی صلاة الزیارة فخطر ببالی أن أسأله أن یبات معی تلك اللیلة لأتشرف بضیافته و خدمته و رفعت بصری إلی جهته و هو بجنبی متقدما علی قلیلا فلم أره.

فخففت صلاتی و قمت و جعلت أتصفح وجوه المصلین و الزوار لعلی أصل إلی خدمته حتی لم یبق مكان فی الروضة و الرواق إلا و نظرت فیه فلم أر له أثرا أبدا ثم انتبهت و جعلت أتأسف علی عدم التنبه لما شاهدته من كراماته و آیاته من انقیادی لأمره مع ما كان لی من الأمر المهم فی بغداد و من تسمیته إیای مع أنی لم أكن رأیته و لا عرفته و لما خطر فی قلبی أن أدفع إلیه شیئا من حق الإمام علیه السلام و ذكرت لی أنی راجعت فی ذلك المجتهد الفلانی لأدفع إلی السادة بإذنه قال لی ابتداء منه نعم و أوصلت بعض حقنا إلی وكلائنا فی النجف الأشرف.

ثم تذكرت أنی مشیت معه بجنب نهر جار تحت أشجار مزهرة متدلیة علی رءوسنا و أین طریق بغداد و ظل الأشجار الزاهرة فی ذلك التأریخ و ذكرت أیضا أنه سمی خلیطی فی سفر زیارة مولانا الرضا باسمه و وصفه بالعبد الصالح و بشرنی

ص: 316

بقبول زیارته و زیارتی ثم إنه أعرض بوجهه الشریف عند سؤالی إیاه عن حال جماعة من أهل بغداد من السوقة كانوا معنا فی طریق الزیارة و كنت أعرفهم بسوء العمل مع أنه لیس من أهل بغداد و لا كان مطلعا علی أحوالهم لو لا أنه من أهل بیت النبوة و الولایة ینظر إلی الغیب من وراء ستر رقیق.

و مما أفادنی الیقین بأنه المهدی علیه السلام أنه لما سلم علی أهل العصمة علیهم السلام فی مقام طلب الإذن و وصل السلام إلی مولانا الإمام العسكری التفت إلی و قال لی أنت ما تقول إذا وصلت إلی هنا فقلت أقول السلام علیك یا حجة اللّٰه یا صاحب الزمان فتبسم و دخل الروضة المقدسة ثم افتقادی إیاه و هو فی صلاة الزیارة لما عزمت علی تكلیفه بأن أقوم بخدمته و ضیافته تلك اللیلة إلی غیر ذلك مما أفادنی القطع بأنه هو الإمام الثانی عشر صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و ینبغی أن یعلم أن هذا الرجل و الرجل المتقدم ذكره فی القصة السابقة هما من السوقة و قد حدثانی بهذین الحدیثین باللغة المصحفة التی هی لسان أهل هذا الزمان فاللفظ منی مع المحافظة التامة علی المعنی فهو حدیث بالمعنی و كتب أقل أهل العلم محمد بن أحمد بن الحسن الحسینی الكاظمی مسكنا.

قلت ثم سألته أیده اللّٰه تعالی عن اسمه و حدثنی غیره أیضا أن اسمه الحاج علی البغدادی و هو من التجار و أغلب تجارته فی طرف جدة و مكة و ما والاها بطریق المكاتبة و حدثنی جماعة من أهل العلم و التقوی من سكنة بلدة الكاظم علیه السلام بأن الرجل من

أهل الصلاح و الدیانة و الورع و المواظبین علی أداء الأخماس و الحقوق و هو فی هذا التأریخ طاعن فی السن (1)

أحسن اللّٰه عاقبته.

ص: 317


1- 1. یقال: طعن فی السن: شاخ و هرم.

فائدتان مهمتان

الفائدة الاولی [فی توجیه التوقیه الّذی خرج من صاحب الدار علیه السّلام إلی علیّ بن محمّد السمریّ بأنّ من ادّعی الرؤیة فی الغیبة الكبری فهو كاذب]

روی الشیخ الطوسی فی كتاب الغیبة عن الحسن بن أحمد المكتب و الطبرسی فی الاحتجاج مرسلا: أنه خرج التوقیع إلی أبی الحسن السمری.

یا علی بن محمد السمری اسمع أعظم اللّٰه أجر إخوانك فیك فإنك میت ما بینك و ما بین ستة أیام فاجمع أمرك و لا توص إلی أحد یقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغیبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن اللّٰه تعالی ذكره و ذلك بعد الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جورا و سیأتی من شیعتی من یدعی المشاهدة ألا فمن ادعی المشاهدة قبل خروج السفیانی و الصیحة فهو كذاب مفتر و لا حول و لا قوة إلا باللّٰه العلی العظیم (1).

و هذا الخبر بظاهره ینافی الحكایات السابقة و غیرها مما هو مذكور فی البحار و الجواب عنه من وجوه.

الأول أنه خبر واحد مرسل غیر موجب علما فلا یعارض تلك الوقائع و القصص التی یحصل القطع عن مجموعها بل و من بعضها المتضمن لكرامات و مفاخر لا یمكن صدورها من غیره علیه السلام فكیف یجوز الإعراض عنها لوجود خبر ضعیف لم یعمل به ناقله و هو الشیخ فی الكتاب المذكور كما یأتی كلامه فیه فكیف بغیره و العلماء الأعلام تلقوها بالقبول و ذكروها فی زبرهم و تصانیفهم معولین علیها معتنین بها.

ص: 318


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 257 و قد أخرجه فی البحار باب أحوال السفراء ج 51 ص 361 عن غیبة الشیخ و كمال الدین( ج 2 ص 193). فراجع.

الثانی ما ذكره فی البحار بعد ذكر الخبر المزبور ما لفظه لعله محمول علی من یدعی المشاهدة مع النیابة و إیصال الأخبار من جانبه إلی الشیعة علی مثال السفراء لئلا ینافی الأخبار التی مضت و سیأتی فیمن رآه علیه السلام و اللّٰه یعلم (1).

الثالث: ما یظهر من قصة الجزیرة الخضراء قال الشیخ الفاضل علی بن فاضل المازندرانی: فقلت للسید شمس الدین محمد و هو العقب السادس من أولاده علیه السلام یا سیدی قد روینا عن مشایخنا أحادیث رویت عن صاحب الأمر علیه السلام أنه قال لما أمر بالغیبة الكبری من رآنی بعد غیبتی فقد كذب فكیف فیكم من یراه فقال صدقت إنه علیه السلام إنما قال ذلك فی ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بیته و غیرهم من فراعنة بنی العباس حتی أن الشیعة یمنع بعضها بعضا عن التحدث بذكره و فی هذا الزمان تطاولت المدة و أیس منه الأعداء و بلادنا نائیة عنهم و عن ظلمهم و عنائهم الحكایة(2).

و هذا الوجه كما تری یجری فی كثیر من بلاد أولیائه علیه السلام.

الرابع ما ذكره العلامة الطباطبائی فی رجاله فی ترجمة الشیخ المفید بعد ذكر التوقیعات (3) المشهورة الصادرة منه علیه السلام فی حقه ما لفظه و قد یشكل أمر هذا التوقیع بوقوعه فی الغیبة الكبری مع جهالة المبلغ و دعواه المشاهدة المنافیة بعد الغیبة الصغری و یمكن دفعه باحتمال حصول العلم بمقتضی القرائن و اشتمال التوقیع علی الملاحم و الإخبار عن الغیب الذی لا یطلع علیه إلا اللّٰه و أولیاؤه بإظهاره لهم و أن المشاهدة المنفیة أن یشاهد الإمام علیه السلام و یعلم أنه الحجة علیه السلام حال مشاهدته له و لم یعلم من المبلغ ادعاؤه لذلك.

و قال رحمه اللّٰه فی فوائده فی مسألة الإجماع بعد اشتراط دخول كل من

ص: 319


1- 1. راجع ج 52 ص 151 باب من ادعی الرؤیة فی الغیبة الكبری.
2- 2. راجع ج 52 ص 172« باب نادر فیمن رآه علیه السلام».
3- 3. ذكرها المجلسیّ رحمه اللّٰه فی باب ما خرج من توقیعاته علیه السلام راجع ص 174- 178 من هذا المجلد.

لا نعرفه و ربما یحصل لبعض حفظة الأسرار من العلماء الأبرار العلم بقول الإمام علیه السلام بعینه علی وجه لا ینافی امتناع الرؤیة فی مدة الغیبة فلا یسعه التصریح بنسبة القول إلیه علیه السلام فیبرزه فی صورة الإجماع جمعا بین الأمر بإظهار الحق و النهی عن إذاعة مثله بقول مطلق انتهی.

و یمكن أن یكون نظره فی هذا الكلام إلی الوجه الآتی.

الخامس ما ذكره رحمه اللّٰه فیه أیضا بقوله و قد یمنع أیضا امتناعه فی شأن الخواص و إن اقتضاه ظاهر النصوص بشهادة الاعتبار و دلالة بعض الآثار و لعل مراده بالآثار الوقائع المذكورة هنا و فی البحار أو خصوص

ما رواه الكلینی فی الكافی و النعمانی فی غیبته و الشیخ فی غیبته بأسانیدهم المعتبرة عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أنه قال: لا بد لصاحب هذا الأمر من غیبة و لا بد له فی غیبته من عزله و ما بثلاثین من وحشة(1).

و ظاهر الخبر كما صرح به شراح الأحادیث أنه علیه السلام یستأنس بثلاثین من أولیائه فی غیبته و قیل إن المراد أنه علی هیئة من سنة ثلاثون أبدا و ما فی هذا السن وحشة و هذا المعنی بمكان من البعد و الغرابة و هذه الثلاثون الذین یستأنس بهم الإمام علیه السلام فی غیبته لا بد أن یتبادلوا فی كل قرن إذ لم یقدر لهم من العمر ما قدر لسیدهم علیهم السلام ففی كل عصر یوجد ثلاثون مؤمنا ولیا یتشرفون بلقائه.

ص: 320


1- 1. راجع الكافی ج 1 ص 340، غیبة النعمانیّ ص 99، غیبة الشیخ ص 111 و قد ذكره المجلسیّ- رضوان اللّٰه علیه- فی ج 52 ص 153 و 157، و قال: یدل علی كونه علیه السلام غالبا فی المدینة و حوالیها و علی أن معه ثلاثین من موالیه و خواصه، ان مات أحدهم قام آخر مقامه. أقول: و یؤیده ما رواه الشیخ فی غیبته ص 111 عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: ان لصاحب هذا الامر غیبتین إحداهما تطول حتّی یقول بعضهم مات و یقول بعضهم قتل، و یقول بعضهم ذهب، حتی لا یبقی علی أمره من أصحابه إلا نفر یسیر لا یطلع علی موضعه أحد من ولده و لا غیره الا المولی الذی یلی أمره.

وَ فِی خَبَرِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ الْأَهْوَازِیِّ الْمَرْوِیِّ فِی إِكْمَالِ الدِّینِ وَ غَیْبَةِ الشَّیْخِ (1)

وَ مُسْنَدِ فَاطِمَةَ علیها السلام لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ وَ فِی لَفْظِ الْأَخِیرِ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ الْفَتَی الَّذِی لَقِیَهُ عِنْدَ بَابِ الْكَعْبَةِ وَ أَوْصَلَهُ إِلَی الْإِمَامِ علیه السلام مَا الَّذِی تُرِیدُ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ الْإِمَامَ الْمَحْجُوبَ عَنِ الْعَالِمِ قَالَ مَا هُوَ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ وَ لَكِنْ حَجَبَهُ سُوءُ أَعْمَالِكُمْ الْخَبَرَ.

و فیه إشارة إلی أن من لیس له عمل سوء فلا شی ء یحجبه عن إمامه علیه السلام و هو من الأوتاد أو من الأبدال فی الكلام المتقدم عن الكفعمی رحمه اللّٰه.

و قال المحقق الكاظمی فی أقسام الإجماع الذی استخرجه من مطاوی كلمات العلماء و فحاوی عباراتهم غیر الإجماع المصطلح المعروف و ثالثها أن یحصل لأحد من سفراء الإمام الغائب عجل اللّٰه فرجه و صلی علیه العلم بقوله إما بنقل مثله له سرا أو بتوقیع أو مكاتبة أو بالسماع منه شفاها علی وجه لا ینافی امتناع الرؤیة فی زمن الغیبة و یحصل ذلك لبعض حملة أسرارهم و لا یمكنهم التصریح بما اطلع علیه و الإعلان بنسبة القول إلیه و الاتكال فی إبراز المدعی علی غیر الإجماع من الأدلة الشرعیة لفقدها.

و حینئذ فیجوز له إذا لم یكن مأمورا بالإخفاء أو كان مأمورا بالإظهار لا علی وجه الإفشاء أن یبرزه لغیره فی مقام الاحتجاج بصورة الإجماع خوفا من الضیاع و جمعا بین امتثال الأمر بإظهار الحق بقدر الإمكان و امتثال النهی عن إذاعة مثله لغیر أهله من أبناء الزمان و لا ریب فی كونه حجة إما لنفسه فلعلمه بقول الإمام علیه السلام و إما لغیره فلكشفه عن قول الإمام علیه السلام أیضا غایة ما هناك أنه یستكشف قول الإمام علیه السلام بطریق غیر ثابت و لا ضیر فیه بعد حصول الوصول إلی ما أنیط به حجیة الإجماع و لصحة هذا الوجه و إمكانه شواهد تدل علیه.

منها كثیر من الزیارات و الآداب و الأعمال المعروفة التی تداولت بین الإمامیة و لا مستند لها ظاهرا من أخبارهم و لا من كتب قدمائهم الواقفین علی آثار

ص: 321


1- 1. و نقله المجلسیّ رحمه اللّٰه فی ج 52 ص 9 و 32 فراجع.

الأئمة علیهم السلام و أسرارهم و لا أمارة تشهد بأن منشأها أخبار مطلقة أو وجوه اعتباریة مستحسنة هی التی دعتهم إلی إنشائها و ترتیبها و الاعتناء لجمعها و تدوینها كما هو الظاهر فی جملة منها نعم لا نضایق فی ورود الأخبار فی بعضها.

و منها ما رواه والد العلامة و ابن طاوس عن السید الكبیر العابد رضی الدین محمد بن محمد الآوی إلی آخر ما مر فی الحكایة السادسة و الثلاثین (1) و منها قصة الجزیرة الخضراء المعروفة المذكورة فی البحار و تفسیر الأئمة علیهم السلام و غیرها.

و منها ما سمعه منه علی بن طاوس فی السرداب الشریف (2).

و منها ما علم محمد بن علی العلوی الحسینی المصری فی الحائر الحسینی و هو بین النوم و الیقظة و قد أتاه الإمام علیه السلام مكررا و علمه إلی أن تعلمه فی خمس لیال و حفظه ثم دعا به و استجیب دعاؤه و هو الدعاء المعروف بالعلوی المصری و غیر ذلك.

و لعل هذا هو الأصل أیضا فی كثیر من الأقوال المجهولة القائل فیكون المطلع علی قول الإمام علیه السلام لما وجده مخالفا لما علیه الإمامیة أو معظمهم و لم یتمكن من إظهاره علی وجهه و خشی أن یضیع الحق و یذهب عن أهله جعله قولا من أقوالهم و ربما اعتمد علیه و أفتی به من غیر تصریح بدلیله لعدم قیام الأدلة الظاهرة بإثباته و لعله الوجه أیضا فیما عن بعض المشایخ من اعتبار تلك الأقوال أو تقویتها بحسب الإمكان نظرا إلی احتمال كونها قول الإمام علیه السلام ألقاها بین العلماء كیلا یجمعوا علی الخطاء و لا طریق لإلقائها حینئذ إلا بالوجه المذكور.

و قال السید المرتضی فی كتاب تنزیه الأنبیاء فی جواب من قال فإذا كان الإمام علیه السلام غائبا بحیث لا یصل إلیه أحد من الخلق و لا ینتفع به فما الفرق

ص: 322


1- 1. راجع ص 271- 273 ممّا سبق فی هذا المجلد.
2- 2. راجع ص 302- 306.

بین وجوده و عدمه إلخ قلنا الجواب أول ما نقوله أنا غیر قاطعین علی أن الإمام لا یصل إلیه أحد و لا یلقاه بشر فهذا أمر غیر معلوم و لا سبیل إلی القطع علیه إلخ.

و قال أیضا فی جواب من قال إذا كانت العلة فی استتار الإمام خوفه من الظالمین و اتقاءه من المعاندین فهذه العلة زائلة فی أولیائه و شیعته فیجب أن یكون ظاهرا لهم بعد كلام له و قلنا أیضا إنه غیر ممتنع أن یكون الإمام یظهر لبعض أولیائه ممن لا یخشی من جهته شیئا من أسباب الخوف و إن هذا مما لا یمكن القطع علی ارتفاعه و امتناعه و إنما یعلم كل واحد من شیعته حال نفسه و لا سبیل له إلی العلم بحال غیره.

و له فی كتاب المقنع فی الغیبة كلام یقرب مما ذكره هناك.

و قال الشیخ الطوسی رضوان اللّٰه علیه فی كتاب الغیبة فی الجواب عن هذا السؤال بعد كلام له و الذی ینبغی أن یجاب عن هذا السؤال الذی ذكرناه عن المخالف أن نقول إنا أولا لا نقطع علی استتاره عن جمیع أولیائه بل یجوز أن یبرز لأكثرهم و لا یعلم كل إنسان إلا حال نفسه فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة و إن لم یكن ظاهرا علم أنه إنما لم یظهر له لأمر یرجع إلیه و إن لم یعلمه مفصلا لتقصیر من جهته إلخ (1).

و تقدم كلمات للسید علی بن طاوس تناسب المقام خصوصا قوله مع أنه علیه السلام حاضر مع اللّٰه جل جلاله علی الیقین و إنما غاب من لم یلقه عنهم لغیبته عن حضرة المتابعة له و لرب العالمین (2).

و فیما نقلنا من كلماتهم و غیرها مما یطول بنقله الكتاب كفایة لرفع الاستبعاد و عدم حملهم الخبر علی ظاهره و صرفه إلی أحد الوجوه التی ذكرناها

ص: 323


1- 1. و قد مر نقله فی ج 51 ص 196 مستوفی، عن كتاب الغیبة للشیخ الطوسیّ قدّس سرّه ص 75.
2- 2. راجع ص 304 ممّا سبق.

السادس أن یكون المخفی علی الأنام و المحجوب عنهم مكانه علیه السلام و مستقره الذی یقیم فیه فلا یصل إلیه أحد و لا یعرفه غیره حتی ولده فلا ینافی لقاءه و مشاهدته فی الأماكن و المقامات التی قد مر ذكر بعضها و ظهوره عند المضطر المستغیث به الملتجئ إلیه التی انقطعت عنه الأسباب و أغلقت دونه الأبواب.

و فی دعوات السید الراوندی و مجموع الدعوات للتلعكبری و قبس المصباح للصهرشتی فی خبر أبی الوفاء الشیرازی: أنه قال له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی النوم و أما الحجة فإذا بلغ منك السیف للذبح و أومأ بیده إلی الحلق فاستغث به فإنه یغیثك و هو غیاث و كهف لمن استغاث فقل یا مولای یا صاحب الزمان أنا مستغیث بك.

و فی لفظ و أما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السیف هنا و وضع یده علی حلقه فاستعن به فإنه یعینك.

و مما یؤید هذا الاحتمال

ما رواه الشیخ و النعمانی فی كتابی الغیبة عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: إن لصاحب هذا الأمر غیبتین إحداهما یطول حتی یقول بعضهم مات و یقول بعضهم قتل و یقول بعضهم ذهب حتی لا یبقی علی أمره من أصحابه إلا نفر یسیر لا یطلع علی موضعه أحد من ولده و لا غیره إلا الذی یلی أمره (1).

و روی الكلینی عن إسحاق بن عمار قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام: للقائم غیبتان إحداهما قصیرة و الأخری طویلة الغیبة الأولی لا یعلم بمكانه فیها إلا خاصة شیعته و الأخری لا یعلم بمكانه فیها إلا خاصة موالیه.

وَ رَوَاهُ النُّعْمَانِیُّ وَ فِی لَفْظِهِ بِدُونِ الِاسْتِثْنَاءِ فِی الثَّانِی وَ رَوَاهُ بِسَنَدٍ آخَرَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: لِلْقَائِمِ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا قَصِیرَةٌ وَ الْأُخْرَی طَوِیلَةٌ الْأُولَی لَا یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ إِلَّا خَاصَّةُ شِیعَتِهِ وَ الْأُخْرَی لَا یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِیهِ فِی دِینِهِ (2).

ص: 324


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 111، غیبة النعمانیّ ص 89، و قد أخرجه المجلسیّ رحمه اللّٰه فی ج 52 ص 153 فراجع.
2- 2. الكافی ج 1 ص 340، غیبة النعمانیّ ص 89.

و لیس فی تلك القصص ما یدل علی أن أحدا لقیه علیه السلام فی مقر سلطنته و محل إقامته.

ثم لا یخفی علی الجائس فی خلال دیار الأخبار أنه علیه السلام ظهر فی الغیبة الصغری لغیر خاصته و موالیه أیضا فالذی انفرد به الخواص فی الصغری هو العلم بمستقره و عرض حوائجهم علیه علیه السلام فیه فهو المنفی عنهم فی الكبری فحالهم و حال غیرهم فیها كغیر الخواص فی الصغری و اللّٰه العالم.

الفائدة الثانیة [فی أنّ بالمداومة علی العبادة و الاخلاص فی النیّة أربعین یوما، یستعدّ المؤمن للتشرّف بلقائه علیه السّلام و الأدعیة الواردة فی ذلك]

أنه قد علم من تضاعیف تلك الحكایات أن المداومة علی العبادة و المواظبة علی التضرع و الإنابة فی أربعین لیلة الأربعاء فی مسجد السهلة أو لیلة الجمعة فیها أو فی مسجد الكوفة أو الحائر الحسینی علی مشرفه السلام أو أربعین لیلة من أی اللیالی فی أی محل و مكان كما فی قصة الرمان المنقولة فی البحار طریق إلی الفوز بلقائه علیه السلام و مشاهدة جماله و هذا عمل شائع معروف فی المشهدین الشریفین و لهم فی ذلك حكایات كثیرة و لم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلینا بطریق یعتمد علیه إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة و علیه العلماء و الصلحاء و الأتقیاء و لم نعثر لهم علی مستند خاص و خبر مخصوص و لعلهم عثروا علیه أو استنبطوا ذلك من كثیر من الأخبار التی یستظهر منها أن للمداومة علی عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شی ء مخصوص أو تركه فی أربعین یوما تأثیر فی الانتقال و الترقی من درجة إلی درجة و من حالة إلی حالة بل فی النزول كذلك فیستظهر منها أن فی المواظبة علیه فی تلك الأیام تأثیر لإنجاح كل مهم أراده.

ففی الكافی: ما أخلص عبد الإیمان باللّٰه و فی روایة ما أجمل عبد ذكر اللّٰه أربعین صباحا إلا زهده فی الدنیا و بصره داءها و دواءها و أثبت الحكمة

ص: 325

فی قلبه و أنطق بها لسانه (1).

وَ فِی النَّبَوِیِّ الْمَرْوِیِّ فِی لُبِّ اللُّبَابِ لِلْقُطْبِ الرَّاوَنْدِیِّ: مَنْ أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ لِلَّهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً ظَهَرَتْ یَنَابِیعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَی لِسَانِهِ (2).

وَ فِی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ مَا حَاصِلُهَا: النُّطْفَةُ تَكُونُ فِی الرَّحِمِ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ تَصِیرُ عَلَقَةً أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ تَصِیرُ مُضْغَةً أَرْبَعِینَ یَوْماً فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَدْعُوَ لِلْحُبْلَی أَنْ یَجْعَلَ اللَّهُ مَا فِی بَطْنِهَا ذَكَراً سَوِیّاً یَدْعُو مَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ تِلْكَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ.

وَ فِی الْكَافِی: أَنَّهُ قِیلَ لِلْكَاظِمِ علیه السلام إِنَّا رُوِّینَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ یُحْتَسَبْ لَهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً إِلَی أَنْ قَالَ إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ بَقِیَ فِی مُشَاشِهِ أَرْبَعِینَ یَوْماً عَلَی قَدْرِ انْتِقَالِ خِلْقَتِهِ ثُمَّ قَالَ كَذَلِكَ جَمِیعُ غِذَاءٍ أَكَلَهُ وَ شَرِبَهُ یَبْقَی فِی مُشَاشِهِ أَرْبَعِینَ (3).

وَ وَرَدَ: أَنَّ مَنْ تَرَكَ اللَّحْمَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ لِأَنَّ انْتِقَالَ النُّطْفَةِ فِی أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ مَنْ أَكَلَ اللَّحْمَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً سَاءَ خُلُقُهُ وَ مَنْ أَكَلَ الزَّیْتَ وَ ادَّهَنَ بِهِ لَمْ یَقْرَبْهُ الشَّیْطَانُ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ مَنْ شَرِبَ السَّوِیقَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً امْتَلَأَتْ كَتِفَاهُ قُوَّةً وَ مَنْ أَكَلَ الْحَلَالَ أَرْبَعِینَ یَوْماً نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ.

و فی أمالی الصدوق: فی خبر بهلول النباش و التجائه إلی بعض جبال المدینة و تضرعه و إنابته أربعین یوما و قبول توبته فی یوم الأربعین و نزول الآیة فیه و ذهاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله عنده و قراءتها علیه و بشارته بقبول التوبة ثم قال صلی اللّٰه علیه و آله لأصحابه هكذا تدارك الذنوب كما تداركها بهلول.

و ورد أن داود علیه السلام بكی علی الخطیئة أربعین یوما.

و أحسن من الجمیع شاهدا

أنه تعالی جعل میقات نبیه موسی أربعین یوما

ص: 326


1- 1. الكافی ج 2 ص 16 باب الإخلاص الرقم 6.
2- 2. و أخرجه السیوطی فی الجامع الصغیر عن حلیة الأولیاء كما فی السراج المنیر ج 3 ص 323.
3- 3. الكافی ج 6 ص 402.

و فی النبوی أنه ما أكل و ما شرب و لا نام و لا اشتهی شیئا من ذلك فی ذهابه و مجیئه أربعین یوما شوقا إلی ربه.

وَ فِی تَفْسِیرِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام: كَانَ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ أَهْلَكَ أَعْدَاءَكُمْ آتِیكُمْ بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّكُمْ یَشْمَلُ عَلَی أَوَامِرِهِ وَ نَوَاهِیهِ وَ مَوَاعِظِهِ وَ عِبَرِهِ وَ أَمْثَالِهِ فَلَمَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَأْتِیَ لِلْمِیعَادِ وَ یَصُومَ ثَلَاثِینَ یَوْماً عِنْدَ أَصْلِ الْجَبَلِ إِلَی أَنْ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ صُمْ عَشْراً آخَرَ وَ كَانَ وَعْدُ اللَّهِ أَنْ یُعْطِیَهُ الْكِتَابَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً.

بل ورد: أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أمر أن یهجر خدیجة أربعین یوما قبل یوم بعثته.

وَ مِنَ الشَّوَاهِدِ الَّتِی تُنَاسِبُ الْمَقَامَ مَا رُوِیَ بِالْأَسَانِیدِ الْمُعْتَبَرَةِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ دَعَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَرْبَعِینَ صَبَاحاً بِهَذَا الْعَهْدِ كَانَ مِنْ أَنْصَارِ قَائِمِنَا فَإِنْ مَاتَ قَبْلَهُ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِهِ وَ أَعْطَاهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَ مَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَیِّئَةٍ وَ هُوَ اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِیمِ الدُّعَاءَ(1).

وَ فِی إِكْمَالِ الدِّینِ فِی حَدِیثِ حَكِیمَةَ: فِی وِلَادَةِ الْمَهْدِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ علیه السلام لَمَّا وُلِدَ وَ سَجَدَ وَ شَهِدَ بِالتَّوْحِیدِ وَ الرِّسَالَةِ وَ إِمَامَةِ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَتْ فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ یَا عَمَّةِ تَنَاوَلِیهِ فَهَاتِیهِ قَالَتْ فَتَنَاوَلْتُهُ وَ أَتَیْتُ بِهِ نَحْوَهُ فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِیهِ وَ هُوَ عَلَی یَدَیَّ سَلَّمَ عَلَی أَبِیهِ فَتَنَاوَلَهُ الْحَسَنُ علیه السلام وَ الطَّیْرُ تُرَفْرِفُ عَلَی رَأْسِهِ فَصَاحَ بِطَیْرٍ مِنْهَا فَقَالَ احْمِلْهُ وَ احْفَظْهُ وَ رُدَّهُ إِلَیْنَا فِی كُلِّ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَتَنَاوَلَهُ الطَّیْرُ وَ طَارَ بِهِ فِی جَوِّ السَّمَاءِ وَ اتَّبَعَهُ سَائِرُ الطُّیُورِ فَسَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ أَسْتَوْدِعُكَ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَی علیه السلام فَبَكَتْ نَرْجِسُ فَقَالَ لَهَا اسْكُتِی فَإِنَّ الرَّضَاعَ مُحَرَّمٌ عَلَیْهِ إِلَّا مِنْ ثَدْیِكِ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً رُدَّ الْغُلَامُ وَ وَجَّهَ إِلَیَّ ابْنُ أَخِی فَدَعَانِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا أَنَا بِصَبِیٍّ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمْ أَزَلْ أَرَی ذَلِكَ

ص: 327


1- 1. أخرجه المجلسیّ رحمه اللّٰه فی باب الرجعة تحت الرقم 111 عن مصباح الزائر راجع ص 95 من هذا المجلد الذی بین یدیك.

الصَّبِیَّ كُلَّ أَرْبَعِینَ یَوْماً إِلَی أَنْ رَأَیْتُهُ رَجُلًا قَبْلَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام الْخَبَرَ(1).

و اعلم أنا قد ذكرنا فی الفصل الأول من المجلد الثانی من كتابنا دار السلام أعمالا مخصوصة عند المنام للتوسل إلی رؤیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السلام و الأئمة علیهم السلام فی المنام و أكثرها مختص بالنبی و بعضها بالوصی صلوات اللّٰه علیهما و لعله یجری فی سائر الأئمة ما جری لهما صلوات اللّٰه علیهما لبعض عمومات المنزلة و بذلك صرح المحقق الجلیل المولی زین العابدین الجرفادقانی رحمه اللّٰه فی شرح المنظومة حیث قال فی شرح قوله فی غایات الغسل.

و رؤیة الإمام فی المنام***لدرك ما یقصد من مرام

أنه یدل علیه النبوی المروی فی الإقبال فی أعمال لیلة النصف من شعبان فأحسن الطهر إلی أن قال ثم سأل اللّٰه تعالی أن یرانی من لیلته یرانی و لكن فیه مضافا إلی استهجان خروج المورد عن البیت إلا بتكلف لا یخفی أن الظاهر بل المقطوع أن نظر السید رحمه اللّٰه إلی

مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الْإِخْتِصَاصِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ وَ أَرَادَ أَنْ یَرَانَا وَ أَنْ یَعْرِفَ مَوْضِعَهُ فَلْیَغْتَسِلْ ثَلَاثَ لَیَالٍ یُنَاجِی بِنَا فَإِنَّهُ یَرَانَا وَ یُغْفَرُ لَهُ بِنَا وَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ مَوْضِعُهُ الْخَبَرَ(2).

قوله علیه السلام یناجی بنا أی یناجی اللّٰه تعالی بنا و یعزم علیه و یتوسل إلیه بنا أن یرینا إیاه و یعرف موضعه عندنا(3)

و قیل أی یهتم برؤیتنا و یحدث نفسه بنا و رؤیتنا و محبتنا فإنه یراهم أو یسألنا ذلك.

و فی الجنة الواقیة للشیخ إبراهیم الكفعمی رأیت فی بعض كتب أصحابنا

ص: 328


1- 1. أخرجه المجلسیّ- رحمه اللّٰه- فی باب ولادته و أحوال أمه علیه السلام راجع ج 51 ص 14، كمال الدین ج 2 ص 102.
2- 2. راجع الاختصاص ص 90.
3- 3. فی نسخة الاختصاص المطبوع:« و أن یعرف موضعه عند اللّٰه».

أنه من أراد رؤیة أحد من الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام أو الوالدان فی نومه فلیقرأ و الشمس و القدر و الجحد و الإخلاص و المعوذتین ثم یقرأ الإخلاص مائة مرة و یصلی علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله مائة مرة و ینام علی الجانب الأیمن علی وضوئه فإنه یری من یریده إن شاء اللّٰه تعالی و یكلمهم بما یرید من سؤال و جواب.

و رأیت فی نسخة أخری هذا بعینه غیر أنه یفعل ذلك سبع لیال بعد الدعاء الذی أوله اللّٰهم أنت الحی الذی إلخ و هذا الدعاء رواه السید علی بن طاوس فی فلاح السائل مسندا عن بعض الأئمة علیهم السلام قال إذا أردت أن تری میتك فبت علی طهر و انضجع علی یمینك و سبح تسبیح فاطمة علیها السلام.

و قال الشیخ الطوسی فی مصباحه و من أراد رؤیا میت فی منامه فلیقل فی منامه اللّٰهم أنت الحی الذی لا یوصف و الإیمان یعرف منه منك بدأت الأشیاء و إلیك تعود فما أقبل منها كنت ملجأه و منجاه و ما أدبر منها لم یكن له ملجأ و لا منجی منك إلا إلیك فأسألك بلا إله إلا أنت و أسألك ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ و بحق حبیبك محمد صلی اللّٰه علیه و آله سید النبیین و بحق علی خیر الوصیین و بحق فاطمة سیدة نساء العالمین و بحق الحسن و الحسین الذین جعلتهما سیدی شباب أهل الجنة أجمعین أن تصلی علی محمد و آله و أهل بیته و أن ترینی میتی فی الحال التی هو فیها فإنك تراه إن شاء اللّٰه تعالی.

و مقتضی إطلاق صدر الخبر أن یكون للداعی إذا عمل بهذه النسخة أن یبدل آخر الدعاء بما یناسب رؤیة الإمام الحی و النبی الحی بل الظاهر أن یكون له ذلك إن أراد رؤیة كل واحد من الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام حیا كان أو میتا.

بل فی كتاب تسهیل الدواء بعد ذكر الدعاء المذكور و ذكر مشایخنا رضوان اللّٰه علیهم أن من أراد أن یری أحدا من الأنبیاء أو أئمة الهدی صلوات اللّٰه علیهم فلیقرأ الدعاء المذكور إلی قوله أن تصلی علی محمد و آل محمد ثم یقول إن ترینی فلانا و یقرأ بعده سورة و الشمس و و اللیل و القدر و الجحد و الإخلاص

ص: 329

و المعوذتین ثم یقرأ مائة مرة سورة التوحید فكل من أراده یراه و یسأل عنه ما أراده و یجیبه إن شاء اللّٰه.

و حیث بلغ بنا الكلام إلی هذا المقام فالأولی أن نتبرك بذكر بعض الأعمال المختصرة للغایة المذكورة بناء علی ما احتملناه و صرح به المحقق المذكور و هو من أعاظم العلماء الذین عاصرناهم.

فمنها ما فی فلاح السائل للسید علی بن طاوس لرؤیا أمیر المؤمنین علیه السلام فی المنام قال إذا أردت ذلك فقل عند مضجعك اللّٰهم إنی أسألك یا من لطفه خفی و أیادیه باسطة لا تنقضی أسألك بلطفك الخفی الذی ما لطفت به لعبد إلا كفی أن ترینی مولای علی بن أبی طالب علیه السلام فی منامی.

و حدثنی بعض الصلحاء الأبرار طاب ثراه أنه جربه مرارا.

و منها

مَا فِی الْمِصْبَاحِ لِلْكَفْعَمِیِّ وَ تَفْسِیرِ الْبُرْهَانِ عَنْ كِتَابِ خَوَاصِّ الْقُرْآنِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ رَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَأَلَهُ مَا یُرِیدُ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ كُلَّ مَا یُرِیدُ مِنَ الْخَیْرِ.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْأَوَّلُ: أَنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنَامِهِ.

و منها ما فی المجلد الأول من كتاب المجموع الرائق للسید الجلیل هبة اللّٰه بن أبی محمد الموسوی المعاصر للعلامة رحمه اللّٰه أن من أدمن تلاوة سورة الجن رأی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سأله ما یرید.

و منها ما فیه أن من قرأ سورة الكافرون نصف اللیل من لیلة الجمعة رأی النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

و منها قراءة دعاء المجیر علی طهارة سبعا عند النوم بعد صوم سبعة أیام رواه الكفعمی فی جنته.

و منها قراءة الدعاء المعروف بالصحیفة المروی فی مهج الدعوات خمس مرات علی طهارة.

ص: 330

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْكَفْعَمِیُّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَدْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الزَّوَالِ وَ قَبْلَ الظُّهْرِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مَرَّةً لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله.

و منها ما فی بعض المجامیع المعتبرة أن من أراد أن یری سید البریات فی المنام فلیصل ركعتین بعد صلاة العشاء بأی سورة أراد ثم یقرأ هذا الدعاء مائة مرة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یا نور النور یا مدبر الأمور بلغ منی روح محمد و أرواح آل محمد تحیة و سلاما.

و منها ما فی جنة الكفعمی عن كتاب خواص القرآن أنه من قرأ لیلة الجمعة بعد صلاة یصلیها من اللیل الكوثر ألف مرة و صلی علی محمد و آل محمد ألف مرة رأی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی نومه.

تلك عشرة كاملة و باقی الأعمال و الأوراد و الصلوات یطلب من كتابنا المذكور فإن فیه ما تشتهیه الأنفس و تلذ الأعین (1).

و لنختم هذه المقالة الشریفة بذكر ندبة أنشأها السید السند الصالح الصفی إمام شعراء العراق بل سید الشعراء فی الندب و المراثی علی الإطلاق السید حیدر بن السید سلیمان الحلی المؤید من عند الملك العلی و قد جمع أیده اللّٰه تعالی بین فصاحة اللسان و بلاغة البیان و شدة التقوی و قوة الإیمان بحیث لو رآه أحد لا یتوهم فی حقه القدرة علی النظم فكیف بأعلی مراتبه.

أنشأها بأمر سید الفقهاء السید المهدی القزوینی النزیل فی الحلة فی السنة التی صار عمر پاشا والیا علی أهل العراق و شدد علیهم و أمر بتحریر النفوس لإجراء القرعة و أخذ العسكر من أهل القری و الأمصار سواء الشریف فیه و الوضیع و العالم فیه و الجاهل و العلوی فیه و غیره و الغنی فیه و الفقیر فاشتد علیهم الأمر و عظم البلاء و ضاقت الأرض و منعت السماء فأنشأ السید هذه الندبة المشجیة فرأی واحد من صلحاء المجاورین فی النجف الأشرف الحجة المنتظر علیه السلام فقال

ص: 331


1- 1. یرید كتابه دار السلام فراجع.

له ما معناه قد أقلقنی السید حیدر قل له لا یؤذینی فإن الأمر لیس بیدی و رفع اللّٰه عنهم القرعة فی أیامه و بعده بسنین و هی هذه:

یا غمرة من لنا بمعبرها***موارد الموت دون مصدرها

یطفح موج البلاء الخطیر بها***فیغرق العقل فی تصورها

و شدة عندها انتهت عظما***شدائد الدهر مع تكثرها

ضاقت و لم یأتها مفرجها***فجاشت النفس من تحیرها

الآن رجس الضلالة استغرق***الأرض فضجت إلی مطهرها

و ملة اللّٰه غیرت فغدت***تصرخ لله من مغیرها

من مخبری و النفوس عاتبة***ما ذا یؤدی لسان مخبرها

لم صاحب الأمر عن رعیته***أغضی فغضت بجور أكفرها

ما عذره نصب عینه أخذت***شیعته و هو بین أظهرها

یا غیرة اللّٰه لا قرار علی***ركوب فحشائها و منكرها

سیفك و الضرب إن شیعتكم***قد بلغ السیف حز منحرها

مات الهدی سیدی فقم و أمت***شمس ضحاها بلیل عیثرها(1)

و اترك منایا العدی بأنفسهم***تكثر فی الروع من تعثرها

لم یشف من هذه الصدور سوی***كسرك صدر القنا بموغرها(2)

و هذه الصحف محو سیفك للأ***عمار منهم امحی لأسطرها(3)

فالنطف الیوم تشتكی و هی فی الأ***رحام منها إلی مصورها

فاللّٰه یا ابن النبی فی فئة***ما ذخرت غیركم لمحشرها

ما ذا لأعدائها تقول إذا***لم تنجها الیوم من مدمرها

ص: 332


1- 1. العیثر- و هكذا العثیر- التراب و العجاج، و ما قلبت من تراب بأطراف أصابع رجلك إذا مشیت لا یری للقدم أثر غیره. و قد عیثر القوم: إذا أثاروا العیثر.
2- 2. أوغر صدره: أحماه من الغیظ و أوقده.
3- 3. امحی- بتشدید المیم- اصله: انمحی فادغم النون فی المیم.

أشقة البعد دونك اعترضت***أم حجبت منك عین مبصرها

فهاك قلب قلوبنا ترها***تفطرت فیك من تنضرها

كم سهرت أعین و لیس سوی***انتظارها غوثكم بمسهرها

أین الحفیظ العلیم للفئة***المضاعة الحق عند أفخرها

تغضی و أنت الأب الرحیم لها***ما هكذا الظن فی ابن أطهرها

إن لم تغثها لجرم أكبرها***فارحم لها ضعف جرم أصغرها

كیف رقاب من الجحیم بكم***حررها اللّٰه فی تبصرها

ترضی بأن تسترقها عصب***لم تله عن نأیها و مزهرها

إن ترض یا صاحب الزمان بها***و دام للقوم فعل منكرها

ماتت شعار الإیمان و اندفنت***ما بین خمر العدی و میسرها

أبعد بها خطه تزاد لها***لا قرب اللّٰه دار مؤثرها

الموت خیر من الحیاة بها***لو تملك النفس من تخیرها

ما غر أعداءنا بربهم***و هو ملی ء بقصم أظهرها

مهلا فلله من بریته***عوائد جل قدر أیسرها

فدعوة الناس إن تكن حجبت***لأنها ساء فعل أكثرها

فرب جری حشی لواحدها***شكت إلی اللّٰه فی تصورها

توشك أنفاسها و قد صعدت***أن تحرق القوم فی تسعرها

و له أید اللّٰه تعالی ندبة أخری تجری فی هذا المجری تورث فی العین قذی و فی القلب شجی:

أ قائم بیت الهدی الطاهر***كم الصبر فت حشی الصابر

و كم یتظلم دین إلا***له إلیك من النفر الجائر

یمد یدا تشتكی ضعفها***لطبك فی نبضها الفاتر

تری منك ناصره غائبا***و شرك العدی حاضر الناصر

فنوسع سمعك عتبا یكاد***یثیرك قبل ندا الآمر

ص: 333

نهزك لا مؤثرا للقعود***علی وثبة الأسد الخادر

و نوقض عزمك لا بائتا***بمقلة من لیس بالساهر

و نعلم أنك عما تروم***لم یك باعك بالقاصر

و لم تخش من قاهرحیث ما***سوی اللّٰه فوقك من قاهر

و لا بد من أن نری الظالمین***بسیفك مقطوعة الدابر

بیوم به لیس تبقی ضباك***علی دارع الشرك و الحاسر

و لو كنت تملك أمر النهوض***أخذت له أهبة الثائر

و إنا و إن ضرستنا الخطوب***لنعطیك جهد رضی العاذر

و لكن نری لیس عند الإله***أكبر من جاهك الوافر

فلو نسأل اللّٰه تعجیله***ظهورك فی الزمن الحاضر

لوافتك دعوته فی الظهور***بأسرع من لمحة الناظر

فثقف عدلك من دیننا***قنا عجمتها ید الآطر

و سكن أمنك منا حشی***غدت بین خافقتی طائر

إلام و حتی م تشكو العقام***لسیفك أم الوغی العاقر

و لم تتلظی عطاش السیوف***إلی ورد ماء الطلی الهامر(1)

أ ما لقعودك من آخر***أثرها فدیتك من ثائر

و قدها یمیت ضحی المشرقین***بظلمة قسطلها المائر

یردن بمن لا یغیر الحمام***أو درك الوتر بالصادر

و كل فتی حنیت ضلعه***علی قلب لیث شری هامر(2)

یحدثه أسمر حاذق***بزجر عقاب الوغی الكاسر

بأن له أن یسر مستمیتا***لطعن العدی أوبة الظافر

فیغدو أخف لضم الرماح***منه لضم المها العاطر

ص: 334


1- 1. الهامر: الهاطل السیال.
2- 2. من قولهم: همر الفرس الأرض: ضربها بحوافره شدیدا.

أولئك آل الوغی الملبسون***عدوهم ذلة الصاغر

هم صفوة المجد من هاشم***و خالصة الحسب الفاخر

كواكب منك بلیل الكفاح***تحف بنیرها الباهر

لهم أنت قطب وغی ثابت***و هم لك كالفلك الدائر

ظماء الجیاد و لكنهم***رواء المثقف و الباتر

كماة تلقب أرماحهم***برضاعة الكبد الواغر

و تسمی سیوفهم الماضیات***لدی الروع بالأجل الحاضر

فإن سددوا السمر حكوا السماء***و سدوا الفضاء علی الطائر

و إن جردوا البیض فالصافنات***تعوم ببحر دم زاخر

فثمة طعن قنا لا تقیل***أسنتها عثرة الغادر

و ضرب یؤلف بین النفوس***و بین الردی ألفة القاهر

ألا أین أنت أیا طالبا***بماضی الذحول و بالغابر

و أین المعد لمحو الضلال***و تجدید رسم الهدی الداثر

و ناشر رایة دین الإله***و ناعش جد التقی العاثر

و یا ابن العلی ورثوا كابرا***حمید المآثر عن كابر

و مدحهم مفخر المادحین***و ذكرهم شرف الذاكر

و من عاقدوا الحرب أن لا تنام***عن السیف عنهم ید الشاهر

تدارك بسیفك وتر الهدی***فقد أمكنتك طلی الواتر

كفی أسفا أن یمر الزمان***و لست بناه و لا آمر

و أن لیس أعیننا تستضی ء***بمصباح طلعتك الزاهر

علی أن فینا اشتیاقا إلیك***كشوق الربا للحیا الماطر

علیك إمام الهدی غر ما***غدا البر تلقی من الفاخر

لك اللّٰه حلمك غر النعام***فأنساهم بطشة القادر

ص: 335

و طول انتظارك فت القلوب***و أغضی الجفون علی عائر

فكم ینحت الهم أحشاءنا***و كم تستطیل ید الجائر

و كم نصب عینك یا ابن النبی***نساط بقدر البلا الفاتر

و كم نحن فی كهوات الخطوب***ننادیك من فمها الفاغر

و لم تك منا عیون الرجاء***بغیرك معقودة الناظر

أ صبرا علی مثل حز المدی***و نفحة جمر الغضا الساغر

أ صبرا و هذی تیوس الضلال***قد أمنت شفرة الجازر

أ صبرا و سرب العدی واقع***یروح و یغدو بلا ذاعر

نری سیف أولهم منتضی***علی هامنا بید الآخر

به تعرق اللحم منا و فیه***تشظی العظام ید الكاسر

و فیه یسوموننا خطة***بها لیس یرضی سوی الكافر

فنشكو إلیهم و لا یعطفون***كشكوی العقیرة للعاقر

و حین البطان التقت حلقتاه***و لم نر للبغی من زاجر(1)

عججنا إلیك من الظالمین***عجیج الجمال من الناحر

تمت الرسالة الشریفة بید مؤلفها العبد المذنب المسی ء حسین بن محمد تقی النوری الطبرسی فی عصر یوم الأحد الثالث عشر من شوال المكرم سنة 1302 فی بلدة سرمن رأی حامدا مصلیا مستغفرا اللّٰهم وفقه و كل المؤلفین و البانین للخیر بحق محمد و آله.

ص: 336


1- 1. البطان للقتب: الحزام الذی یجعل تحت بطن البعیر و یقال:« التقت حلقتا البطان» للامر إذا اشتد، و هو بمنزلة التصدیر للرحل.

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«28»- باب ما یكون عند ظهوره علیه السلام بروایة المفضّل بن عمر 38- 1

«29»- باب الرجعة 144- 39

«30»- باب خلفاء المهدی صلوات اللّٰه علیه و أولاده و ما یكون بعده علیه و علی آبائه السلام 149- 145

«31»- باب ما خرج من توقیعاته علیه السلام 198- 150

ص: 337

فهرس كتاب جنة المأوی

فی ذكر من فاز بلقاء الحجة علیه السلام أو معجزته فی الغیبة الكبری الملحق بهذه المجلد الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

خطبة الكتاب و الداعی إلی تألیف الرسالة/ 202- 200

«1»-/ تشرّف محمود الفارسیّ المعروف بأخی بكر بخدمة الامام علیه السّلام حین أشرف علی الهلاك و نجاته من الهلكة، و الدخول فی مذهب التشیّع/ 208- 202

«2»-/ تشرّف عبد المحسن من أهل السواد بلقاء الحجّة علیه السّلام و رسالته إلی علیّ بن طاوس رحمه اللّٰه/ 213- 208

«3»-/ قصّة تشبّه قصّة الجزیرة الخضراء/ 221- 213

«4»-/ تشرّف السیّد رضیّ الدین محمّد بن محمّد الاوی فی المنام بلقائه علیه السّلام و تعلیمه دعاء العبرات لخلاصه من الحبس/ 225- 222

«5»-/ تشرّف الحاج الشیخ علیّ المكّیّ بلقائه علیه السّلام فی المنام و تعلیمه الدعاء للفرج/ 226- 225

«6»-/ تشرّف رجل صالح كان مجاوراً بالحائر الحسینیّ علیه السّلام بلقاء الحجّة علیه السّلام فی المنام و أخذه الدعاء للشفاء من علّته/ 227- 226

ص: 338

الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

«7»-/ تشرّف محمّد بن علیّ العلوی الحسینی المصریّ بلقائه علیه السّلام فیما بین النائم و الیقظان و أخذه الدعاء المعروف بالعلویّ المصریّ لخلاصه ممّادهمه/ 229- 227

«8»-/ تشرّف حسن بن مثلة بخدمته علیه السّلام فی المنام، و أمره ببناء مسجد جمكران/ 234- 230

«9»-/ تشرّف العلّامة الطباطبائیّ بحر العلوم بلقائه علیه السّلام فی مسجد السهلة/ 236- 234

«10»-/ كلام العلّامة الطباطبائیّ فی أنّه علیه السّلام ضمّه إلی صدره/ 236

«11»-/ شاهده علیه السّلام العلّامة الطباطبائیّ حینما كان یدخل علیه السّلام روضة العسكریّین علیهما السّلام/ 237

«12»-/ مجیئه علیه السّلام إلی دار السیّد مهدی بحر العلوم العلّامة الطباطبائی لزیارته و تفقّده عند ما كان مجاورا بمكّة زادها اللّٰه شرفا/ 238- 237

«13»-/ مكالمة السیّد بحر العلوم مع الامام علیه السلام فی السرداب بسرّ من رأی/ 239- 238

«14»-/ قصّة اخری منه رحمه اللّٰه فی تشرّفه بخدمة الامام علیه السّلام/ 240

«15»-/ تشرّف الشیخ محمّد حسن النجفیّ لزیارته علیه السلام فی مسجد السهلة، و قضاء حاجاته ببركة وجوده الشریف/ 243- 241

«16»-/ رؤیة الرّجل الصالح الحاجّ عبد الواعظ جمرة نار كبیرة فی مقام المهدیّ علیه السّلام فی مسجد السهلة/ 245- 243

«17»-/ تشرّف السیّد باقر القزوینیّ و ابنه بزیارته علیه السلام فی مسجد السهلة 245

«18»-/ تشرّف رجل آخر صادق اللّٰهجة بخدمته علیه السلام./ 246- 245

ص: 339

الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

«19»- تشرّف السیّد محمّد ابن السیّد هاشم الموسویّ النجفیّ المعروف بالهندیّ بزیارته علیه السلام فی الحرم العلویّ لیلة ثلاث و عشرین من شهر رمضان 248- 246

«20»-/ قصّة العابد الصالح السیّد محمّد العاملیّ و تشرّفه بلقاء الحجّة علیه السّلام خارج النجف الأشرف/ 249- 248

«21»-/ قصّة اخری للسیّد المذكور و تشرّفه بلقاء الحجّة علیه السّلام عند ما أشرف علی الهلاك فی زیارته للمشهد الرضوی علیه السّلام/ 253- 249

«22»-/ تشرّف العلّامة الحلّیّ بخدمته علیه السّلام فی المنام و معجزته علیه السلام فی استنساخ كتاب كبیر كان یستنسخه العلّامة رضوان اللّٰه علیه 253

«23»- قصّة معمّر بن غوث السنبسیّ أحد غلمان الامام أبی محمّد الحسن بن علیّ العسكریّ علیهما السّلام، و نزوله علی مفید الدین ابن الجهم قبل فتح بغداد بسنتین/ 255- 253

«24»-/ تشرّف الشیخ إبراهیم القطیفیّ بزیارته علیه السّلام/ 255

«25»-/ كتابته علیه السّلام علی مقبرة الشیخ المفید أبیاتا فی رثائه/ 255

«26»-/ تشرّف الشیخ زین الدّین علیّ بن یونس البیاضیّ صاحب كتاب «الصراط المستقیم» بخدمته علیه السّلام/ 257- 256

«27»-/ قصّة تشرّف الشیخ الأجلّ الحاجّ مولی علیّ بن الحاجّ میرزا خلیل الطهرانی فی السرداب الشریف/ 257

«28»-/ تشرّف السیّد مرتضی النجفی بلقائه علیه السّلام فی مسجد الكوفة و قصّة الشیخ الدّخنیّ إمام الجماعة/ 258- 257

«29»-/ قصّة رجل صالح من أهل بغداد، و تشرّفه بزیارة

ص: 340

الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

الحجّة علیه السّلام فی جزیزة فی البحر عند ما تكسّرت به سفینته/ 261- 259

«30»-/ تشرّف رجل آخر من أهل البحرین بخدمته علیه السّلام و فیها ذكر قصّة طریفة/ 262/ 261

«31»-/ تشرّف العالم المؤیّد السیّد محمّد القطیفیّ بلقائه علیه السّلام فی مسجد الكوفة/ 365- 263

«32»-/ تشرّف رجل آخر اسمه آقا محمّد مهدی من قاطنی بندر ملومین فی السرداب الشریف، و شفاؤه بإعجاز الحجّة علیه السلام من الصمم و الخرس/ 269- 265

«33»-/ تشرّف العالم الربانیّ المولی زین العابدین السلماسیّ فی السرداب الشریف عند ما كان یقرء دعاء الندیة/ 270- 269

«34»-/ تشرّف الشیخ ابن أبی الجواد النعمانی بزیارته علیه السّلام/ 271- 270

«35»-/ تشرّف رجل آخر بلقائه و هو علیه السّلام یزور أمیر المؤمنین علیه السلام فی یوم الأحد/ 271

«36»-/ لقاء السید محمّد الآوی و روایته لنوع من الاستخارة بالسبحة 273- 271

«37»-/ تشرّف الشیخ محمّد المشغری من جبل عامل بلقائه علیه السلام فی النوم و شفاؤه من علته/ 274- 273

«38»-/ تشرّف الشیخ الحرّ العاملیّ فی المنام بلقائه علیه السّلام و استغاثته به علیه السّلام/ 274

«39»-/ رؤیة مصطفی الحمّود المهدیّ علیه السّلام فی منامه/ 275- 274

«40»-/ تشرّف أبی الحسن محمّد بن أحمد بن أبی اللّیث بلقائه علیه السّلام و تعلیمه دعاء الفرج/ 275

ص: 341

الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

«41»-/ تشرّف المولی أبی الحسن العاملی بلقائه علیه السّلام فی النوم/ 278- 276

«42»-/ قصّة معمّر أبی الدنیا/ 280- 278

«43»-/ تشرّف السیّد محمّد باقر نجل المرحوم السیّد أحمد الحسینیّ القزوینیّ بلقائه علیه السّلام فی المشهد الغرویّ/ 282- 281

«44»-/ تشرّف السیّد مهدیّ القزوینی بلقائه علیه السلام فی الحلّة فی داره فی مجلس بحثه و قد شاهده جمع من أصحابه/ 286- 282

«45»-/ تشرّف آخر له فی الجزیرة بقریة المزیدیّة/ 287- 286

«46»-/ تشرّف السیّد المذكور بلقائه علیه السلام عند مسیره إلی زیارة كربلاء و معجزته علیه السّلام فی إجلاء بنی عنزة عن طریق الزّوّار/ 292- 288

«47»-/ استغاثة رجل من أهل الخلاف بالمهدیّ علیه السّلام و إغاثته له، و إیصاله بالقافلة بعد ما أشرف علی الهلاك/ 294- 292

«48»-/ شكوی رجل من زائری الأعاجم عن الخادم الكلید دار فی مشهد سامراء، إلی الامامین العسكریین علیهما السّلام و إغاثته علیه السلام له 296- 294

«49»-/ تشرّف الشیخ الشهید إلی لقائه علیه السلام فی سفره من دمشق إلی مصر 297- 296

«50»-/ تشرّف الشیخ محمّد بن الشیخ حسن بن الشهید الثانی رحمهم اللّٰه إلی زیارته علیه السّلام فی مكّة المشرّفة/ 298- 297

«51»-/ معجزة له علیه السّلام فی شفاء الشیخ علیّ محمّد ابن صاحب كتاب الدمعة الساكبة/ 299- 298

ص: 342

الحكایة/ مضمونها/ الصحیفة

«52»-/ تشرّف رجل آخر بلقائه علیه السّلام عند ما أیس عن اللحوق بالقافلة/ 299

«53»-/ تشرّف الشیخ قاسم الحویزاوی بلقائه علیه السّلام عند ما انقطع عن الحاجّ/ 301- 300

«54»-/ تشرّف السید مهدی بحر العلوم بلقائه علیه السّلام فی حرم أمیر المؤمنین علیه السّلام/ 302

«55»-/ تشرّف السیّد علیّ بن طاووس رحمه اللّٰه فی السرداب الشریف سحرا یسمع دعاءه علیه السّلام/ 306- 302

«56»-/ تشرّف المولی عبد الرحیم الدماوندیّ بلقائه علیه السلام فی داره/ 306

«57»-/ تشرّف رجل آخر بلقائه علیه السلام فی جزیرة من جزائر البحر/ 309- 307

«58»-/ تشرّف رجل من بقّالی النجف الأشرف بلقائه علیه السّلام فی مسجد السهلة/ 312- 309

«59»-/ تشرّف الحاجّ علیّ البغدادی بلقائه علیه السّلام/ 317- 312

* « (فائدتان مهمتان)»**/ الفائدة الاولی فی توجیه التوقیه الّذی خرج من صاحب الدار علیه السّلام إلی علیّ بن محمّد السمریّ بأنّ من ادّعی الرؤیة فی الغیبة الكبری فهو كاذب/ 325- 318

*/ الفائدة الثانیة فی أنّ بالمداومة علی العبادة و الاخلاص فی النیّة أربعین یوما، یستعدّ المؤمن للتشرّف بلقائه علیه السّلام و الأدعیة الواردة فی ذلك/ 236- 325

ص: 343

كلمة المصحّح

بسم اللّٰه الرّحمن الرّحیم

الحمد للّٰه. و الصّلاة و السّلام علی رسول اللّٰه. و علی آله الأطیبین امناء اللّٰه.

و بعد: فقد منّ اللّٰه علینا أو وفّقنا لتصحیح هذا السفر القیّم و التراث الذّهبیّ المخلّد، و هو الجزء الثالث من المجلّد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار حسب تجزئة المصنّف رضوان اللّٰه علیه- و الجزء الثالث و الخمسون حسب تجزئتنا، نرجو من اللّٰه العزیز أن یوفّقنا الاتمام ذلك بفضله و تأییده.

*** ثمّ إنّه قد مرّ علیك فی مقدّمة الجزء 51 مسلكنا فی التحصیح؛ و أنّنا نعرض أكثر الأحادیث علی المصدر، عند طروّ شبهة لنا فی السقط و التصحیف، و نصحّحها بلا إلمام بذلك، و لكن بدا لنا فی هذا المجلّد أن نذیّل كلّ ذلك بكلام لیكون الناظر الثقافیّ علی علم، و لذلك تری هذا المجلّد أكثر توضیحا و تذییلا من السابق؛ و آخر دعوانا أن الحمد للّٰه ربّ العالمین.

شهر محرّم الحرام 1385 محمد الباقر البهبودیّ

ص: 344

ص: 345

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 346

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.