بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 52

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 52: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب تاریخ الإمام الثانی عشر صلوات اللّٰه علیه

تتمة أبواب النصوص من اللّٰه تعالی و من آبائه علیه صلوات اللّٰه علیهم أجمعین سوی ما تقدم فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام من النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام

باب 18 ذكر من رآه صلوات اللّٰه علیه

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِ (1) قَالَ حَدَّثَنِی شَیْخٌ وَرَدَ الرَّیَّ عَلَی أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ فَرَوَی لَهُ حَدِیثَیْنِ فِی صَاحِبِ الزَّمَانِ وَ سَمِعْتُهُمَا مِنْهُ كَمَا سَمِعَ وَ أَظُنُّ ذَلِكَ قَبْلَ سَنَةِ ثَلَاثِمِائَةٍ أَوْ قَرِیباً مِنْهَا قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْفَدَكِیُّ قَالَ قَالَ الْأَوْدِیُّ: بَیْنَا أَنَا فِی الطَّوَافِ قَدْ طُفْتُ سِتَّةً وَ أُرِیدُ أَنْ أَطُوفَ السَّابِعَةَ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ عَنْ یَمِینِ الْكَعْبَةِ وَ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ طَیِّبُ الرَّائِحَةِ هَیُوبٌ وَ مَعَ هَیْبَتِهِ مُتَقَرِّبٌ إِلَی النَّاسِ فَتَكَلَّمَ فَلَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِهِ وَ لَا أَعْذَبَ مِنْ مَنْطِقِهِ فِی حُسْنِ


1- 1. اقول: هو أبو العباس أحمد بن علی الرازیّ الخضیب الایادی، عنونه النجاشیّ( ص 76) و قال: قال أصحابنا لم یكن بذاك و قیل: فیه غلو و ترفع و له كتاب الشفاء و الجلاء فی الغیبة، و عنونه الشیخ فی الفهرست و قال: لم یكن بذاك الثقة فی الحدیث و یتهم بالغلو، و له كتاب الشفاء و الجلاء فی الغیبة حسن. و عنونه ابن الغضائری و قال: كان ضعیفا و حدّثنی أبی رحمه اللّٰه أنّه كان فی مذهبه ارتفاع و حدیثه یعرف تارة و ینكر اخری. راجع قاموس الرجال ج 1 ص 342، نقد الرجال ص 25.

جُلُوسِهِ فَذَهَبْتُ أُكَلِّمُهُ فَزَبَرَنِیَ النَّاسُ فَسَأَلْتُ بَعْضَهُمْ مَنْ هَذَا فَقَالَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ یَظْهَرُ لِلنَّاسِ فِی كُلِّ سَنَةٍ یَوْماً لِخَوَاصِّهِ فَیُحَدِّثُهُمْ وَ یُحَدِّثُونَهُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مُسْتَرْشِدٌ أَتَاكَ فَأَرْشِدْنِی هَدَاكَ اللَّهُ قَالَ فَنَاوَلَنِی حَصَاةً فَحَوَّلْتُ وَجْهِی فَقَالَ لِی بَعْضُ جُلَسَائِهِ مَا الَّذِی دَفَعَ إِلَیْكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ حَصَاةٌ فَكَشَفْتُ عَنْ یَدِی فَإِذَا أَنَا بِسَبِیكَةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَذَهَبْتُ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَدْ لَحِقَنِی فَقَالَ ثَبَتَتْ عَلَیْكَ الْحُجَّةُ وَ ظَهَرَ لَكَ الْحَقُّ وَ ذَهَبَ عَنْكَ الْعَمَی أَ تَعْرِفُنِی فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا قَالَ أَنَا الْمَهْدِیُّ أَنَا قَائِمُ الزَّمَانِ أَنَا الَّذِی أَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ وَ لَا یَبْقَی النَّاسُ فِی فَتْرَةٍ أَكْثَرَ مِنْ تِیهِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَدْ ظَهَرَ أَیَّامُ خُرُوجِی فَهَذِهِ أَمَانَةٌ فِی رَقَبَتِكَ فَحَدِّثْ بِهَا إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِ (1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن الفدكی: مثله

ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْخَدِیجِیِّ الْكُوفِیِ (2)

عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ:

ص: 2


1- 1. راجع المصدر: ص 63.
2- 2. أقول: عنونه النجاشیّ( ص 202) و قال: رجل من أهل كوفة كان یقول أنه من آل أبی طالب، و غلا فی آخر أمره و فسد مذهبه و صنف كتبا كثیرة أكثرها علی الفساد ثمّ قال: و هذا الرجل تدعی له الغلاة منازل عظیمة. و عنونه الفهرست و قال: كان مستقیم الطریقة و صنف كتبا كثیرة سدیدة ثمّ خلط و أظهر مذهب المخمسة و صنف كتبا فی الغلوّ و التخلیط و له مقالة تنسب إلیه، و قال ابن الغضائری: المدعی العلویة كذاب غال صاحب بدعة و مقالة رأیت له كتبا كثیرة لا یلتفت إلیه. و قال فی نقد الرجال ص 226: و المخمسة طائفة من الغلاة یقولون: ان سلمان و المقداد و عمّار و أبا ذر و عمرو بن أمیّة الضمری، هم الموكلون بمصالح العالم، تعالی عن ذلك علوا كبیرا. أقول: قد مر فی ج 51 من طبعتنا الحدیثة ص 379 أن المخمسة طائفة یقولون بربوبیة أصحاب الكساء الخمسة، فراجع.

بَیْنَا أَنَا فِی الطَّوَافِ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَا یَبْقَی النَّاسُ فِی فَتْرَةٍ وَ هَذِهِ أَمَانَةٌ تَحَدَّثْ بِهَا إِخْوَانَكَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِ (1).

بیان: لعل هذا مما فیه البداء و أخبر علیه السلام بأمر غیر حتمی معلق بشرط أو المراد بالخروج ظهور أمره لأكثر الشیعة بالسفراء و الأظهر ما فی روایة الصدوق.

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: نَزَلْنَا مَسْجِداً فِی الْمَنْزِلِ الْمَعْرُوفِ بِالْعَبَّاسِیَّةِ عَلَی مَرْحَلَتَیْنِ مِنْ فُسْطَاطِ مِصْرَ وَ تَفَرَّقَ غِلْمَانِی فِی النُّزُولِ وَ بَقِیَ مَعِی فِی الْمَسْجِدِ غُلَامٌ أَعْجَمِیٌّ فَرَأَیْتُ فِی زَاوِیَتِهِ شَیْخاً كَثِیرَ التَّسْبِیحِ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ رَكَعْتُ وَ صَلَّیْتُ الظُّهْرَ فِی أَوَّلِ وَقْتِهَا وَ دَعَوْتُ بِالطَّعَامِ وَ سَأَلْتُ الشَّیْخَ أَنْ یَأْكُلَ مَعِی فَأَجَابَنِی فَلَمَّا طَعِمْنَا سَأَلْتُهُ عَنِ اسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ عَنْ بَلَدِهِ وَ حِرْفَتِهِ فَذَكَرَ أَنَّ اسْمَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ یَسِیحُ مُنْذُ ثَلَاثِینَ سَنَةً فِی طَلَبِ الْحَقِّ وَ یَنْتَقِلُ فِی الْبُلْدَانِ وَ السَّوَاحِلِ وَ أَنَّهُ أَوْطَنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةَ نَحْوَ عِشْرِینَ سَنَةً یَبْحَثُ عَنِ الْأَخْبَارِ وَ یَتَتَبَّعُ الْآثَارَ فَلَمَّا كَانَ فِی سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ طَافَ بِالْبَیْتِ ثُمَّ صَارَ إِلَی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَرَكَعَ فِیهِ وَ غَلَبَتْهُ عَیْنُهُ فَأَنْبَهَهُ صَوْتُ دُعَاءٍ لَمْ یَجْرِ فِی سَمْعِهِ مِثْلُهُ قَالَ فَتَأَمَّلْتُ الدَّاعِیَ فَإِذَا هُوَ شَابٌّ أَسْمَرُ لَمْ أَرَ قَطُّ فِی حُسْنِ صُورَتِهِ وَ اعْتِدَالِ قَامَتِهِ ثُمَّ صَلَّی فَخَرَجَ وَ سَعَی فَاتَّبَعْتُهُ وَ أَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی نَفْسِی أَنَّهُ صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام.

فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سَعْیِهِ قَصَدَ بَعْضَ الشِّعَابِ فَقَصَدْتُ أَثَرَهُ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ إِذَا أَنَا بِأَسْوَدَ مِثْلَ الْفَنِیقِ قَدِ اعْتَرَضَنِی فَصَاحَ بِی بِصَوْتٍ لَمْ أَسْمَعْ أَهْوَلَ مِنْهُ مَا تُرِیدُ عَافَاكَ اللَّهُ فَأُرْعِدْتُ وَ وَقَفْتُ وَ زَالَ الشَّخْصُ عَنْ بَصَرِی وَ بَقِیتُ مُتَحَیِّراً فَلَمَّا طَالَ بِیَ الْوُقُوفُ وَ الْحَیْرَةُ انْصَرَفْتُ أَلُومُ نَفْسِی وَ أَعْذِلُهَا بِانْصِرَافِی بِزَجْرَةِ الْأَسْوَدِ فَخَلَوْتُ بِرَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَدْعُوهُ وَ أَسْأَلُهُ بِحَقِّ رَسُولِهِ وَ آلِهِ علیهم السلام أَنْ لَا یُخَیِّبَ سَعْیِی وَ أَنْ یُظْهِرَ لِی مَا یَثْبُتُ بِهِ قَلْبِی وَ یَزِیدُ فِی بَصَرِی

ص: 3


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 119: و لا تحدث بها الا اخوانك من أهل الحق.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سِنِینَ زُرْتُ قَبْرَ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله فَبَیْنَا أَنَا فِی الرَّوْضَةِ الَّتِی بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ إِذْ غَلَبَتْنِی عَیْنِی فَإِذَا مُحَرِّكٌ یُحَرِّكُنِی فَاسْتَیْقَظْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْأَسْوَدِ فَقَالَ مَا خَبَرُكَ وَ كَیْفَ كُنْتَ فَقُلْتُ أَحْمَدُ اللَّهَ وَ أَذُمُّكَ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ فَإِنِّی أُمِرْتُ بِمَا خَاطَبْتُكَ بِهِ وَ قَدْ أَدْرَكْتَ خَیْراً كَثِیراً فَطِبْ نَفْساً وَ ازْدَدْ مِنَ الشُّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَا أَدْرَكْتَ وَ عَایَنْتَ مَا فَعَلَ فُلَانٌ وَ سَمَّی بَعْضَ إِخْوَانِیَ الْمُسْتَبْصِرِینَ فَقُلْتُ بِبُرْقَةَ فَقَالَ صَدَقْتَ فَفُلَانٌ وَ سَمَّی رَفِیقاً لِی مُجْتَهِداً فِی الْعِبَادَةِ مُسْتَبْصِراً فِی الدِّیَانَةِ فَقُلْتُ بِالْإِسْكَنْدَرِیَّةِ حَتَّی سَمَّی لِی عِدَّةً مِنْ إِخْوَانِی ثُمَّ ذَكَرَ اسْماً غَرِیباً فَقَالَ مَا فَعَلَ نقفور قُلْتُ لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ كَیْفَ تَعْرِفُهُ وَ هُوَ رُومِیٌّ فَیَهْدِیهِ اللَّهُ فَیَخْرُجُ نَاصِراً مِنْ قُسْطَنْطِینِیَّةَ ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ رَجُلٍ آخَرَ فَقُلْتُ لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ مِنْ أَنْصَارِ مَوْلَایَ علیه السلام امْضِ إِلَی أَصْحَابِكَ فَقُلْ لَهُمْ نَرْجُو أَنْ یَكُونَ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِی الِانْتِصَارِ لِلْمُسْتَضْعَفِینَ وَ فِی الِانْتِقَامِ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ قَدْ لَقِیتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِی وَ أَدَّیْتُ إِلَیْهِمْ وَ أَبْلَغْتُهُمْ مَا حُمِّلْتُ وَ أَنَا مُنْصَرِفٌ وَ أُشِیرُ عَلَیْكَ أَنْ لَا تَتَلَبَّسَ بِمَا یَثْقُلُ بِهِ ظَهْرُكَ وَ تُتْعِبُ بِهِ جِسْمَكَ وَ أَنْ تَحْبِسَ نَفْسَكَ عَلَی طَاعَةِ رَبِّكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ قَرِیبٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَمَرْتُ خَازِنِی فَأَحْضَرَنِی خَمْسِینَ دِینَاراً وَ سَأَلْتُهُ قَبُولَهَا فَقَالَ یَا أَخِی قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیَّ أَنْ آخُذَ مِنْكَ مَا أَنَا مُسْتَغْنٍ عَنْهُ كَمَا أَحَلَّ لِی أَنْ آخُذَ مِنْكَ الشَّیْ ءَ إِذَا احْتَجْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ سَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْكَ أَحَدٌ غَیْرِی مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ فَقَالَ نَعَمْ أَخُوكَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْهَمَدَانِیُّ الْمَدْفُوعُ عَنْ نِعْمَتِهِ بِأَذْرَبِیجَانَ وَ قَدِ اسْتَأْذَنَ لِلْحَجِّ تَأْمِیلًا أَنْ یَلْقَی مَنْ لَقِیتَ فَحَجَّ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْهَمَدَانِیُّ فِی تِلْكَ السَّنَةِ فَقَتَلَهُ ركزویه بْنُ مَهْرَوَیْهِ وَ افْتَرَقْنَا وَ انْصَرَفْتُ إِلَی الثَّغْرِ ثُمَّ حَجَجْتُ فَلَقِیتُ بِالْمَدِینَةِ رَجُلًا اسْمُهُ طَاهِرٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرِ یُقَالُ إِنَّهُ یَعْلَمُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَیْئاً فَثَابَرْتُ عَلَیْهِ حَتَّی أَنِسَ بِی وَ سَكَنَ إِلَیَّ وَ وَقَفَ عَلَی صِحَّةِ عَقْدِی فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِحَقِّ آبَائِكَ الطَّاهِرِینَ علیهم السلام لَمَّا جَعَلْتَنِی مِثْلَكَ فِی الْعِلْمِ بِهَذَا الْأَمْرِ فَقَدْ شَهِدَ عِنْدِی مَنْ تُوَثِّقُهُ بِقَصْدِ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ وَهْبٍ

ص: 4

إِیَّایَ لِمَذْهَبِی وَ اعْتِقَادِی وَ أَنَّهُ أَغْرَی بِدَمِی مِرَاراً فَسَلَّمَنِیَ اللَّهُ مِنْهُ فَقَالَ یَا أَخِی اكْتُمْ مَا تَسْمَعُ مِنِّی الْخَیْرُ فِی هَذِهِ الْجِبَالِ وَ إِنَّمَا یَرَی الْعَجَائِبَ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الزَّادَ فِی اللَّیْلِ وَ یَقْصِدُونَ بِهِ مَوَاضِعَ یَعْرِفُونَهَا وَ قَدْ نُهِینَا عَنِ الْفَحْصِ وَ التَّفْتِیشِ فَوَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ.

بیان: الفنیق الفحل المكرم من الإبل لا یؤذی لكرامته علی أهله و لا یركب. و التشبیه فی العظم و الكبر و یقال ثابر أی واظب قوله فقد شهد عندی غرضه بیان أنه مضطر فی الخروج خوفا من القاسم لئلا یبطأ علیه بالخبر أو أنه من الشیعة قد عرفه بذلك المخالف و المؤالف.

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الشُّجَاعِیِّ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النُّعْمَانِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ جَاوَرْتُ بِمَكَّةَ تِلْكَ السَّنَةَ وَ مَا بَعْدَهَا إِلَی سَنَةِ تِسْعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهَا مُنْصَرِفاً إِلَی الشَّامِ فَبَیْنَا أَنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ وَ قَدْ فَاتَتْنِی صَلَاةُ الْفَجْرِ فَنَزَلْتُ مِنَ الْمَحْمِلِ وَ تَهَیَّأْتُ لِلصَّلَاةِ فَرَأَیْتُ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ فِی مَحْمِلٍ فَوَقَفْتُ أَعْجَبُ مِنْهُمْ فَقَالَ أَحَدُهُمْ مِمَّ تَعْجَبُ تَرَكْتَ صَلَاتَكَ وَ خَالَفْتَ مَذْهَبَكَ فَقُلْتُ لِلَّذِی یُخَاطِبُنِی وَ مَا عِلْمُكَ بِمَذْهَبِی فَقَالَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی صَاحِبَ زَمَانِكَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَوْمَأَ إِلَی أَحَدِ الْأَرْبَعَةِ فَقُلْتُ إِنَّ لَهُ دَلَائِلَ وَ

عَلَامَاتٍ فَقَالَ أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ أَنْ تَرَی الْجَمَلَ وَ مَا عَلَیْهِ صَاعِداً إِلَی السَّمَاءِ أَوْ تَرَی الْمَحْمِلَ صَاعِداً إِلَی السَّمَاءِ فَقُلْتُ أَیُّهُمَا كَانَ فَهِیَ دَلَالَةٌ فَرَأَیْتُ الْجَمَلَ وَ مَا عَلَیْهِ یَرْتَفِعُ إِلَی السَّمَاءِ وَ كَانَ الرَّجُلُ أَوْمَأَ إِلَی رَجُلٍ بِهِ سُمْرَةٌ وَ كَانَ لَوْنُهُ الذَّهَبَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ سَجَّادَةٌ(1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن یوسف بن أحمد: مثله.

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْصَارِیِّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَضَرْتُ دَارَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی یَوْمَ تُوُفِّیَ وَ أُخْرِجَتْ جَنَازَتُهُ

ص: 5


1- 1. یعنی أثر السجود راجع المصدر: ص 65.

وَ وُضِعَتْ وَ نَحْنُ تِسْعَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا قُعُودٌ نَنْتَظِرُ حَتَّی خَرَجَ عَلَیْنَا غُلَامٌ عُشَارِیٌّ حَافٍ عَلَیْهِ رِدَاءٌ قَدْ تَقَنَّعَ بِهِ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ قُمْنَا هَیْبَةً لَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ نَعْرِفَهُ فَتَقَدَّمَ وَ قَامَ النَّاسُ فَاصْطَفُّوا خَلْفَهُ فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ مَشَی فَدَخَلَ بَیْتاً غَیْرَ الَّذِی خَرَجَ مِنْهُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمَدَانِیُّ: فَلَقِیتُ بِالْمَرَاغَةِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ تِبْرِیزَ یُعْرَفُ بِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ التِّبْرِیزِیِّ فَحَدَّثَنِی بِمِثْلِ حَدِیثِ الْهَاشِمِیِّ لَمْ یُخْرَمْ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَالَ فَسَأَلْتُ الْهَمَدَانِیَّ فَقُلْتُ غُلَامٌ عُشَارِیُّ الْقَدِّ أَوْ عُشَارِیُّ السِّنِّ لِأَنَّهُ رُوِیَ أَنَّ الْوِلَادَةَ كَانَتْ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كَانَتْ غَیْبَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ بَعْدَ الْوِلَادَةِ بِأَرْبَعَةِ سِنِینَ فَقَالَ لَا أَدْرِی هَكَذَا سَمِعْتُ فَقَالَ لِی شَیْخٌ مَعَهُ حَسَنُ الْفَهْمِ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ لَهُ رِوَایَةٌ وَ عِلْمٌ عُشَارِیُّ الْقَدِّ.

بیان: یقال ما خرمت منه شیئا أی ما نقصت و عشاری القد هو أن یكون له عشرة أشبار(1).

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَائِذٍ الرَّازِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَجْنَاءَ النَّصِیبِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ الْمُسْتَجَارِ بِمَكَّةَ وَ جَمَاعَةً زُهَاءَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا لَمْ یَكُنْ مِنْهُمْ مُخْلِصٌ غَیْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا شَابٌّ مِنَ الطَّوَافِ عَلَیْهِ إِزَارَانِ مُحْرِمٌ بِهِمَا وَ فِی یَدِهِ نَعْلَانِ فَلَمَّا رَأَیْنَاهُ قُمْنَا جَمِیعاً هَیْبَةً لَهُ وَ لَمْ یَبْقَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا قَامَ فَسَلَّمَ عَلَیْنَا وَ جَلَسَ مُتَوَسِّطاً وَ نَحْنُ حَوْلَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی دُعَاءِ الْإِلْحَاحِ قُلْنَا وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ

ص: 6


1- 1. بل الصّحیح أنّه علیه السّلام كان عشاری السنّ- ای كأنّ له عشر سنین من حیث إنّه علیه السّلام كان جسیما إسرائیلیّ القدّ و أمّا أنّه عشاریّ القدّ: له عشرة أشبار، فغیر صحیح لأنّ الغلام إذا بلغ ستّة أشبار فهو رجل فكیف بعشرة أشبار؟ قال الفیروزآبادی: غلام خماسیّ: طوله خمسة أشبار و لا یقال: سداسیّ و لا سباعیّ لأنّه إذا بلغ ستّة أشبار فهو رجل.

اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی بِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَ بِهِ تَقُومُ الْأَرْضُ وَ بِهِ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ بِهِ تَجْمَعُ بَیْنَ الْمُتَفَرِّقِ وَ بِهِ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْمُجْتَمِعِ وَ بِهِ أَحْصَیْتَ عَدَدَ الرِّمَالِ وَ زِنَةَ الْجِبَالِ وَ كَیْلَ الْبِحَارِ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَمْرِی فَرَجاً وَ مَخْرَجاً ثُمَّ نَهَضَ وَ دَخَلَ الطَّوَافَ فَقُمْنَا لِقِیَامِهِ حَتَّی انْصَرَفَ وَ أُنْسِینَا أَنْ نَذْكُرَ أَمْرَهُ وَ أَنْ نَقُولَ مَنْ هُوَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ إِلَی الْغَدِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنَ الطَّوَافِ فَقُمْنَا لَهُ كَقِیَامِنَا بِالْأَمْسِ وَ جَلَسَ فِی مَجْلِسِهِ مُتَوَسِّطاً فَنَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ قَالَ أَ تَدْرُونَ مَا كَانَ یَقُولُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ صَلَاةِ الْفَرِیضَةِ فَقُلْنَا وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ إِلَیْكَ رُفِعَتِ الْأَصْوَاتُ وَ دُعِیَتِ الدَّعَوَاتُ وَ لَكَ عَنَتِ الْوُجُوهُ وَ لَكَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ وَ إِلَیْكَ التَّحَاكُمُ فِی الْأَعْمَالِ یَا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ وَ یَا خَیْرَ مَنْ أَعْطَی یَا صَادِقُ یَا بَارِئُ یَا مَنْ لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ یَا مَنْ أَمَرَ بِالدُّعَاءِ وَ وَعَدَ بِالْإِجَابَةِ یَا مَنْ قَالَ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ یَا مَنْ قَالَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْیَسْتَجِیبُوا لِی وَ لْیُؤْمِنُوا بِی لَعَلَّهُمْ یَرْشُدُونَ وَ یَا مَنْ قَالَ یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (1) لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ یَدَیْكَ الْمُسْرِفُ وَ أَنْتَ الْقَائِلُ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً ثُمَّ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا بَعْدَ هَذَا الدُّعَاءِ فَقَالَ أَ تَدْرُونَ مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ فِی سَجْدَةِ الشُّكْرِ فَقُلْتُ وَ مَا كَانَ یَقُولُ قَالَ كَانَ یَقُولُ یَا مَنْ لَا یَزِیدُهُ كَثْرَةُ الْعَطَاءِ إِلَّا سَعَةً وَ عَطَاءً یَا مَنْ لَا یَنْفَدُ خَزَائِنُهُ یَا مَنْ لَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا مَنْ لَهُ خَزَائِنُ مَا دَقَّ وَ جَلَّ لَا یَمْنَعْكَ إِسَاءَتِی مِنْ إِحْسَانِكَ أَنْتَ تَفْعَلُ بِیَ الَّذِی أَنْتَ أَهْلُهُ فَأَنْتَ أَهْلُ الْجُودِ وَ الْكَرَمِ وَ الْعَفْوِ

ص: 7


1- 1. راجع المصدر ص 67 و فی نسخة كمال الدین هناك سقط و هكذا فی سائر فقرات الدعاء اختلاف راجع ج 2 ص 146.

وَ التَّجَاوُزِ یَا رَبِّ یَا اللَّهُ لَا تَفْعَلْ بِیَ الَّذِی أَنَا أَهْلُهُ فَإِنِّی أَهْلُ الْعُقُوبَةِ وَ قَدِ اسْتَحْقَقْتُهَا لَا حُجَّةَ لِی وَ لَا عُذْرَ لِی عِنْدَكَ أَبُوءُ لَكَ بِذُنُوبِی كُلِّهَا وَ أَعْتَرِفُ بِهَا كَیْ تَعْفُوَ عَنِّی وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّی أَبُوءُ لَكَ بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَ كُلِّ خَطِیئَةٍ احْتَمَلْتُهَا وَ كُلِّ سَیِّئَةٍ علمتها [عَمِلْتُهَا] رَبِّ اغْفِرْ لِی وَ ارْحَمْ وَ تَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ وَ قَامَ فَدَخَلَ الطَّوَافَ فَقُمْنَا لِقِیَامِهِ وَ عَادَ مِنَ الْغَدِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَقُمْنَا لِإِقْبَالِهِ كَفِعْلِنَا فِیمَا مَضَی فَجَلَسَ مُتَوَسِّطاً وَ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَقَالَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْحِجْرِ تَحْتَ الْمِیزَابِ عُبَیْدُكَ بِفِنَائِكَ مِسْكِینُكَ بِفِنَائِكَ فَقِیرُكَ بِفِنَائِكَ سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ یَسْأَلُكَ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ غَیْرُكَ ثُمَّ نَظَرَ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ نَظَرَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ مِنْ بَیْنِنَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ أَنْتَ عَلَی خَیْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ یَقُولُ بِهَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ الطَّوَافَ فَمَا بَقِیَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ أُلْهِمَ مَا ذَكَرَهُ مِنَ الدُّعَاءِ وَ أُنْسِینَا أَنْ نَتَذَاكَرَ أَمْرَهُ إِلَّا فِی آخِرِ یَوْمٍ فَقَالَ لَنَا أَبُو عَلِیٍّ الْمَحْمُودِیُّ یَا قَوْمِ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا هَذَا وَ اللَّهِ صَاحِبُ زَمَانِكُمْ فَقُلْنَا وَ كَیْفَ عَلِمْتَ یَا أَبَا عَلِیٍّ فَذَكَرَ أَنَّهُ مَكَثَ سَبْعَ سِنِینَ یَدْعُو رَبَّهُ وَ یَسْأَلُهُ مُعَایَنَةَ صَاحِبِ الزَّمَانِ قَالَ فَبَیْنَا نَحْنُ یَوْماً عَشِیَّةَ عَرَفَةَ وَ إِذَا بِالرَّجُلِ بِعَیْنِهِ یَدْعُو بِدُعَاءٍ وَعَیْتُهُ فَسَأَلْتُهُ مِمَّنْ هُوَ فَقَالَ مِنَ النَّاسِ قُلْتُ مِنْ أَیِّ النَّاسِ قَالَ مِنْ عَرَبِهَا قُلْتُ مِنْ أَیِّ عَرَبِهَا قَالَ مِنْ أَشْرَفِهَا قُلْتُ وَ مَنْ هُمْ قَالَ بَنُو هَاشِمٍ قُلْتُ مِنْ أَیِّ بَنِی هَاشِمٍ قَالَ مِنْ أَعْلَاهَا ذِرْوَةً وَ أَسْنَاهَا قُلْتُ مِمَّنْ قَالَ مِمَّنْ فَلَقَ الْهَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ

وَ صَلَّی وَ النَّاسُ نِیَامٌ قَالَ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَلَوِیٌّ فَأَحْبَبْتُهُ عَلَی الْعَلَوِیَّةِ ثُمَّ افْتَقَدْتُهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ فَلَمْ أَدْرِ كَیْفَ مَضَی فَسَأَلْتُ الْقَوْمَ الَّذِینَ كَانُوا حَوْلَهُ تَعْرِفُونَ هَذَا الْعَلَوِیَّ قَالُوا نَعَمْ یَحُجُّ مَعَنَا فِی كُلِّ سَنَةٍ مَاشِیاً فَقُلْتُ سُبْحَانَ

ص: 8

اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا أَرَی بِهِ أَثَرَ مَشْیٍ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْمُزْدَلِفَةِ كَئِیباً حَزِیناً عَلَی فِرَاقِهِ وَ نِمْتُ مِنْ لَیْلَتِی تِلْكَ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا أَحْمَدُ رَأَیْتَ طَلِبَتَكَ فَقُلْتُ وَ مَنْ ذَاكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ الَّذِی رَأَیْتَهُ فِی عَشِیَّتِكَ هُوَ صَاحِبُ زَمَانِكَ قَالَ فَلَمَّا سَمِعْنَا ذَلِكَ مِنْهُ عَاتَبْنَاهُ عَلَی أَنْ لَا یَكُونَ أَعْلَمَنَا ذَلِكَ فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ یَنْسَی أَمْرَهُ إِلَی وَقْتِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی و أخبرنا جماعة عن أبی محمد هارون بن موسی عن أبی علی محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفی عن محمد بن جعفر بن عبد اللّٰه عن أبی نعیم محمد بن أحمد الأنصاری: و ساق الحدیث بطوله

ك، [إكمال الدین] أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَقِیقِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ الْأَنْصَارِیِّ الزَّیْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْمُسْتَجَارِ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُقَصِّرَةِ فِیهِمُ الْمَحْمُودِیُّ وَ عَلَّانٌ الْكُلَیْنِیُّ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ الدِّینَارِیُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ وَ كُنَّا زُهَاءَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا وَ لَمْ یَكُنْ فِیهِمْ مُخْلِصٌ عَلِمْتُهُ غَیْرَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ الْعَقِیقِیِّ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ ره.

ثم قال- و حدثنا بهذا الحدیث عمار بن الحسین بن إسحاق عن أحمد بن الخضر عن محمد بن عبد اللّٰه الإسكافی عن سلیم بن أبی نعیم الأنصاری: مثله

وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَصَبَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُنْقِذِیِّ الْحَسَنِیِّ بِمَكَّةَ قَالَ: كُنْتُ بِالْمُسْتَجَارِ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُقَصِّرَةِ فِیهِمُ الْمَحْمُودِیُّ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ الدِّینَارِیُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ وَ عَلَّانٌ الْكُلَیْنِیُّ وَ الْحَسَنُ بْنُ وَجْنَاءَ وَ كَانُوا زُهَاءَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.

دلائل الإمامة للطبری، عن محمد بن هارون التلعكبری عن أبیه: مثله.

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ قَزْوِینَ لَمْ یَذْكُرِ اسْمَهُ عَنْ حَبِیبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ بْنِ شَاذَانَ الصَّنْعَانِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ الْأَهْوَازِیِّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیهم السلام قَالَ یَا أَخِی لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِیمٍ حَجَجْتُ عِشْرِینَ حَجَّةً

ص: 9

كُلًّا أَطْلُبُ بِهِ عِیَانَ الْإِمَامِ فَلَمْ أَجِدْ إِلَی ذَلِكَ سَبِیلًا فَبَیْنَا أَنَا لَیْلَةً نَائِمٌ فِی مَرْقَدِی إِذْ رَأَیْتُ قَائِلًا یَقُولُ یَا عَلِیَّ بْنَ إِبْرَاهِیمَ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لِی فِی الْحَجِّ فَلَمْ أَعْقِلْ لَیْلَتِی حَتَّی أَصْبَحْتُ فَأَنَا مُفَكِّرٌ فِی أَمْرِی أَرْقُبُ الْمَوْسِمَ لَیْلِی وَ نَهَارِی فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْمَوْسِمِ أَصْلَحْتُ أَمْرِی وَ خَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً نَحْوَ الْمَدِینَةِ فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ حَتَّی دَخَلْتُ یَثْرِبَ فَسَأَلْتُ عَنْ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَلَمْ أَجِدْ لَهُ أَثَراً وَ لَا سَمِعْتُ لَهُ خَبَراً فَأَقَمْتُ مُفَكِّراً فِی أَمْرِی حَتَّی خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِینَةِ أُرِیدُ مَكَّةَ فَدَخَلْتُ الْجُحْفَةَ وَ أَقَمْتُ بِهَا یَوْماً وَ خَرَجْتُ مِنْهَا مُتَوَجِّهاً نَحْوَ الْغَدِیرِ وَ هُوَ عَلَی أَرْبَعَةِ أَمْیَالٍ مِنَ الْجُحْفَةِ فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ صَلَّیْتُ وَ عَفَّرْتُ وَ اجْتَهَدْتُ فِی الدُّعَاءِ وَ ابْتَهَلْتُ إِلَی اللَّهِ لَهُمْ وَ خَرَجْتُ أُرِیدُ عُسْفَانَ فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ حَتَّی دَخَلْتُ مَكَّةَ فَأَقَمْتُ بِهَا أَیَّاماً أَطُوفُ الْبَیْتَ وَ اعْتَكَفْتُ فَبَیْنَا أَنَا لَیْلَةً فِی الطَّوَافِ إِذَا أَنَا بِفَتًی حَسَنِ الْوَجْهِ طَیِّبِ الرَّائِحَةِ یَتَبَخْتَرُ فِی مِشْیَتِهِ طَائِفٍ حَوْلَ الْبَیْتِ فَحَسَّ قَلْبِی بِهِ فَقُمْتُ نَحْوَهُ فَحَكَكْتُهُ فَقَالَ لِی مِنْ أَیْنَ الرَّجُلُ فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ لِی مِنْ أَیِّ الْعِرَاقِ قُلْتُ مِنَ الْأَهْوَازِ فَقَالَ لِی تَعْرِفُ بِهَا ابْنَ الْخَضِیبِ فَقُلْتُ رَحِمَهُ اللَّهُ دُعِیَ فَأَجَابَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَمَا كَانَ أَطْوَلَ لَیْلَتَهُ وَ أَكْثَرَ تَبَتُّلَهُ وَ أَغْزَرَ دَمْعَتَهُ أَ فَتَعْرِفُ عَلِیَّ بْنَ إِبْرَاهِیمَ الْمَازِیَارَ فَقُلْتُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ (1)

فَقَالَ حَیَّاكَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ مَا فَعَلْتَ بِالْعَلَامَةِ الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ فَقُلْتُ مَعِی قَالَ أَخْرِجْهَا فَأَدْخَلْتُ یَدِی فِی جَیْبِی فَاسْتَخْرَجْتُهَا فَلَمَّا أَنْ رَآهَا لَمْ یَتَمَالَكْ أَنْ تَغَرْغَرَتْ عَیْنَاهُ (2)

وَ بَكَی مُنْتَحِباً حَتَّی بَلَّ أَطْمَارَهُ ثُمَّ قَالَ أُذِنَ لَكَ الْآنَ یَا ابْنَ الْمَازِیَارِ صِرْ إِلَی رَحْلِكَ وَ كُنْ عَلَی أُهْبَةٍ مِنْ أَمْرِكَ حَتَّی إِذَا لَبِسَ اللَّیْلُ جِلْبَابَهُ وَ غَمَرَ النَّاسَ ظَلَامُهُ صِرْ إِلَی شِعْبِ بَنِی عَامِرٍ فَإِنَّكَ سَتَلْقَانِی هُنَاكَ فَصِرْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَلَمَّا أَنْ حَسِسْتُ بِالْوَقْتِ أَصْلَحْتُ رَحْلِی وَ قَدَّمْتُ رَاحِلَتِی

ص: 10


1- 1. ینبئ كلامه هذا أن مهزیار اصله مأزیار. فتحرر.
2- 2. یقال: تغرغرت عینه بالدمع إذا تردد فیها الدمع.

وَ عَكَمْتُهَا شَدِیداً وَ حَمَلْتُ وَ صِرْتُ فِی مَتْنِهِ وَ أَقْبَلْتُ مُجِدّاً فِی السَّیْرِ حَتَّی وَرَدْتُ الشِّعْبَ فَإِذَا أَنَا بِالْفَتَی قَائِمٌ یُنَادِی إِلَیَّ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَیَّ فَمَا زِلْتُ نَحْوَهُ فَلَمَّا قَرُبْتُ بَدَأَنِی بِالسَّلَامِ وَ قَالَ لِی سِرْ بِنَا یَا أَخِ فَمَا زَالَ یُحَدِّثُنِی وَ أُحَدِّثُهُ حَتَّی تَخَرَّقْنَا جِبَالَ عَرَفَاتٍ وَ سِرْنَا إِلَی جِبَالِ مِنًی وَ انْفَجَرَ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ وَ نَحْنُ قَدْ تَوَسَّطْنَا جِبَالَ الطَّائِفِ فَلَمَّا أَنْ كَانَ هُنَاكَ أَمَرَنِی بِالنُّزُولِ وَ قَالَ لِی انْزِلْ فَصَلِّ صَلَاةَ اللَّیْلِ فَصَلَّیْتُ وَ أَمَرَنِی بِالْوَتْرِ فَأَوْتَرْتُ وَ كَانَتْ فَائِدَةً مِنْهُ ثُمَّ أَمَرَنِی بِالسُّجُودِ وَ التَّعْقِیبِ ثُمَّ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ رَكِبَ وَ أَمَرَنِی بِالرُّكُوبِ وَ سَارَ وَ سِرْتُ مَعَهُ حَتَّی عَلَا ذِرْوَةَ الطَّائِفِ فَقَالَ هَلْ تَرَی شَیْئاً قُلْتُ نَعَمْ أَرَی كَثِیبَ رَمْلٍ عَلَیْهِ بَیْتُ شَعْرٍ یَتَوَقَّدُ الْبَیْتُ نُوراً فَلَمَّا أَنْ رَأَیْتُهُ طَابَتْ نَفْسِی فَقَالَ لِی هَنَأَكَ الْأَمَلُ وَ الرَّجَاءُ ثُمَّ قَالَ سِرْ بِنَا یَا أَخِ فَسَارَ وَ سِرْتُ بِمَسِیرِهِ إِلَی أَنِ انْحَدَرَ مِنَ الذِّرْوَةِ وَ سَارَ فِی أَسْفَلِهِ فَقَالَ انْزِلْ فَهَاهُنَا یَذِلُّ كُلُّ صَعْبٍ وَ یَخْضَعُ كُلُّ جَبَّارٍ ثُمَّ قَالَ خَلِّ عَنْ زِمَامِ النَّاقَةِ قُلْتُ فَعَلَی مَنْ أُخَلِّفُهَا فَقَالَ حَرَمُ الْقَائِمِ علیه السلام لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ فَخَلَّیْتُ عَنْ زِمَامِ رَاحِلَتِی وَ سَارَ وَ سِرْتُ مَعَهُ إِلَی أَنْ دَنَا مِنْ بَابِ الْخِبَاءِ فَسَبَقَنِی بِالدُّخُولِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَقِفَ حَتَّی یَخْرُجَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ لِی ادْخُلْ هَنَّأَكَ السَّلَامَةُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِهِ جَالِسٌ قَدِ اتَّشَحَ بِبُرْدَةٍ وَ اتَّزَرَ بِأُخْرَی (1) وَ قَدْ كَسَرَ بُرْدَتَهُ عَلَی عَاتِقِهِ وَ هُوَ كَأُقْحُوَانَةِ أُرْجُوَانٍ قَدْ تَكَاثَفَ عَلَیْهَا النَّدَی وَ أَصَابَهَا أَلَمُ الْهَوَی وَ إِذَا هُوَ كَغُصْنِ بَانٍ (2)

أَوْ قَضِیبِ رَیْحَانٍ سَمْحٌ سَخِیٌّ تَقِیٌّ نَقِیٌّ لَیْسَ بِالطَّوِیلِ الشَّامِخِ وَ لَا بِالْقَصِیرِ اللَّازِقِ بَلْ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ مُدَوَّرُ الْهَامَةِ صَلْتُ الْجَبِینِ أَزَجُّ الْحَاجِبَیْنِ أَقْنَی الْأَنْفِ سَهْلُ الْخَدَّیْنِ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ كَأَنَّهُ فُتَاتُ مِسْكٍ عَلَی رَضْرَاضَةِ عَنْبَرٍ فَلَمَّا أَنْ رَأَیْتُهُ بَدَرْتُهُ بِالسَّلَامِ فَرَدَّ عَلَیَّ أَحْسَنَ مَا سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ شَافَهَنِی وَ

ص: 11


1- 1. قال الفیروزآبادی فی مادة- أزر- و ائتزر به و تأزر به، و لا تقل: اتزر، و قد جاء فی بعض الأحادیث و لعله من تحریف الرواة.
2- 2. البان: شجر سبط القوام لین ورقه: كورق الصفصاف، و یشبه به القد لطوله.

سَأَلَنِی عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقُلْتُ سَیِّدِی قَدْ أُلْبِسُوا جِلْبَابَ الذِّلَّةِ وَ هُمْ بَیْنَ الْقَوْمِ أَذِلَّاءُ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ الْمَازِیَارِ لَتَمْلِكُونَهُمْ كَمَا مَلَكُوكُمْ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَذِلَّاءُ فَقُلْتُ سَیِّدِی لَقَدْ بَعُدَ الْوَطَنُ وَ طَالَ الْمَطْلَبُ فَقَالَ یَا ابْنَ الْمَازِیَارِ أَبِی أَبُو مُحَمَّدٍ عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا أُجَاوِرَ قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ لَهُمُ الْخِزْیُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ وَ أَمَرَنِی أَنْ لَا أَسْكُنَ مِنَ الْجِبَالِ إِلَّا وَعْرَهَا وَ مِنَ الْبِلَادِ إِلَّا قَفْرَهَا وَ اللَّهِ مَوْلَاكُمْ أَظْهَرَ التَّقِیَّةَ فَوَكَلَهَا بِی فَأَنَا فِی التَّقِیَّةِ إِلَی یَوْمِ یُؤْذَنُ لِی فَأَخْرُجُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَتَی یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ فَقَالَ إِذَا حِیلَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ سَبِیلِ الْكَعْبَةِ وَ اجْتَمَعَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ اسْتَدَارَ بِهِمَا الْكَوَاكِبُ وَ النُّجُومُ فَقُلْتُ مَتَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لِی فِی سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ مِنْ بَیْنِ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ مَعَهُ عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَی الْمَحْشَرِ قَالَ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أَیَّاماً وَ أَذِنَ لِی بِالْخُرُوجِ بَعْدَ أَنِ اسْتَقْصَیْتُ لِنَفْسِی وَ خَرَجْتُ نَحْوَ مَنْزِلِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سِرْتُ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْكُوفَةِ وَ مَعِی غُلَامٌ یَخْدُمُنِی فَلَمْ أَرَ إِلَّا خَیْراً وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً.

دلائل الإمامة للطبری، عن محمد بن سهل الجلودی عن أحمد بن محمد بن جعفر الطائی عن محمد بن الحسن بن یحیی الحارثی عن علی بن إبراهیم بن مهزیار: مثله علی وجه أبسط مما رواه الشیخ و المضمون قریب بیان قال الفیروزآبادی الأقحوان بالضم البابونج و الأرجوان بالضم الأحمر و لعل المعنی أن فی اللطافة كان مثل الأقحوان و فی اللون كالأرجوان فإن الأقحوان أبیض و لا یبعد أن یكون فی الأصل كأقحوانة و أرجوان و علیهما و أصابهما أو یكون الأرجوان بدل الأقحوانة فجمعهما النساخ.

و إصابة الندی تشبیه لما أصابه علیه السلام من العرق و إصابة ألم الهواء لانكسار لون الحمرة و عدم اشتدادها أو لبیان كون البیاض أو الحمرة مخلوطة بالسمرة فراعی فی بیان سمرته علیه السلام غایة الأدب.

و قال الجزری فی صفة النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان صلت الجبین أی واسعة و قیل الصلت

ص: 12

الأملس و قیل البارز.

و قال فی صفته صلی اللّٰه علیه و آله أزج الحواجب الزجج تقویس فی الحاجب مع طول فی طرفه و امتداده و قال الفیروزآبادی رجل سهل الوجه قلیل لحمه.

أقول: و لا یبعد أن یكون الشمس و القمر و النجوم كنایات عن الرسول و أمیر المؤمنین و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم أجمعین و یحتمل أن یكون المراد قرب الأمر بقیام الساعة التی یكون فیها ذلك و یمكن حمله علی ظاهره.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَیْسٍ عَنْ بَعْضِ جَلَاوِزَةِ(1)

السَّوَادِ قَالَ: شَهِدْتُ نَسِیماً آنِفاً بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ كَسَرَ بَابَ الدَّارِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ وَ بِیَدِهِ طَبَرْزِینٌ فَقَالَ مَا تَصْنَعُ فِی دَارِی قَالَ نَسِیمٌ إِنَّ جَعْفَراً زَعَمَ أَنَّ أَبَاكَ مَضَی وَ لَا وَلَدَ لَهُ فَإِنْ كَانَتْ دَارَكَ فَقَدِ انْصَرَفْتُ عَنْكَ فَخَرَجَ عَنِ الدَّارِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ قَیْسٍ فَقَدِمَ عَلَیْنَا غُلَامٌ مِنْ خُدَّامِ الدَّارِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْخَبَرِ فَقَالَ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا قُلْتُ حَدَّثَنِی بَعْضُ جَلَاوِزَةِ السَّوَادِ فَقَالَ لِی لَا یَكَادُ یَخْفَی عَلَی النَّاسِ شَیْ ءٌ(2).

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ كَانَ أَسَنَّ شَیْخٍ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: رَأَیْتُهُ بَیْنَ الْمَسْجِدَیْنِ وَ هُوَ غُلَامٌ.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد: مثله بیان لعل المراد بالمسجدین مسجدی [مسجدا] مكة و المدینة.

«9»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ خَادِمٍ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدَةَ النَّیْشَابُورِیِّ قَالَ: كُنْتُ

ص: 13


1- 1. قال الجوهریّ: الجلواز: الشّرطیّ، و الجمع: الجلاوزة.
2- 2. رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 331 و فیه« سیما» بدل« نسیم» فی الموضعین فقیل ان سیماء من عبید جعفر الكذاب و قیل انه واحد من معتمدی السلطان.

وَاقِفاً مَعَ إِبْرَاهِیمَ عَلَی الصَّفَا فَجَاءَ غُلَامٌ (1)

حَتَّی وَقَفَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ قَبَضَ عَلَی كِتَابِ مَنَاسِكِهِ وَ حَدَّثَهُ بِأَشْیَاءَ.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد عن محمد بن شاذان بن نعیم عن خادم لإبراهیم: مثله و فیه فجاء صاحب الأمر.

«10»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِدْرِیسَ قَالَ: رَأَیْتُهُ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام حِینَ أَیْفَعَ وَ قَبَّلْتُ یَدَیْهِ وَ رَأْسَهُ.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد عن أحمد بن إبراهیم بن إدریس عن أبیه: مثله بیان أیفع الغلام أی ارتفع راهق العشرین.

«11»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ مُطَهَّرٍ قَالَ: رَأَیْتُهُ وَ وَصَفَ قَدَّهُ.

«12»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی سَوْرَةَ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِیمِیُّ وَ كَانَ زَیْدِیّاً قَالَ: سَمِعْتُ هَذِهِ الْحِكَایَةَ مِنْ جَمَاعَةٍ یَرْوُونَهَا عَنْ أَبِی رحمه اللّٰه أَنَّهُ خَرَجَ إِلَی الْحَیْرِ قَالَ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْحَیْرِ إِذَا

شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ یُصَلِّی ثُمَّ إِنَّهُ وَدَّعَ وَ وَدَّعْتُ وَ خَرَجْنَا فَجِئْنَا إِلَی الْمَشْرَعَةِ فَقَالَ لِی یَا بَا سَوْرَةَ أَیْنَ تُرِیدُ فَقُلْتُ الْكُوفَةَ فَقَالَ لِی مَعَ مَنْ قُلْتُ مَعَ النَّاسِ قَالَ لِی لَا تُرِیدُ نَحْنُ جَمِیعاً نَمْضِی قُلْتُ وَ مَنْ مَعَنَا فَقَالَ لَیْسَ نُرِیدُ مَعَنَا أَحَداً قَالَ فَمَشَیْنَا لَیْلَتَنَا فَإِذَا نَحْنُ عَلَی مَقَابِرِ مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَقَالَ لِی هُوَ ذَا مَنْزِلُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَامْضِ ثُمَّ قَالَ لِی تَمُرُّ إِلَی ابْنِ الزُّرَارِیِّ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی فَتَقُولُ لَهُ یُعْطِیكَ الْمَالَ الَّذِی عِنْدَهُ فَقُلْتُ لَهُ لَا یَدْفَعُهُ إِلَیَّ فَقَالَ لِی قُلْ لَهُ بِعَلَامَةِ أَنَّهُ كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً وَ كَذَا وَ كَذَا دِرْهَماً وَ هُوَ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ عَلَیْهِ كَذَا وَ كَذَا مُغَطًّی فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ یَقْبَلْ مِنِّی وَ طُولِبْتُ بِالدَّلَالَةِ فَقَالَ أَنَا وَرَاكَ قَالَ فَجِئْتُ إِلَی ابْنِ الزُّرَارِیِّ فَقُلْتُ لَهُ فَدَفَعَنِی فَقُلْتُ لَهُ الْعَلَامَاتِ

ص: 14


1- 1. تراه فی الكافی ج 1 ص 331 و فیه« فجاء علیه السلام» و هو الأظهر.

الَّتِی قَالَ لِی وَ قُلْتُ لَهُ قَدْ قَالَ لِی أَنَا وَرَاكَ فَقَالَ لَیْسَ بَعْدَ هَذَا شَیْ ءٌ وَ قَالَ لَمْ یَعْلَمْ بِهَذَا إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی وَ دَفَعَ إِلَیَّ الْمَالَ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ عَنْهُ وَ زَادَ فِیهِ: قَالَ أَبُو سَوْرَةَ فَسَأَلَنِیَ الرَّجُلُ عَنْ حَالِی فَأَخْبَرْتُهُ بِضَیْقَتِی وَ بِعَیْلَتِی فَلَمْ یَزَلْ یُمَاشِینِی حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی النَّوَاوِیسِ فِی السَّحَرِ فَجَلَسْنَا ثُمَّ حَفَرَ بِیَدِهِ فَإِذَا الْمَاءُ قَدْ خَرَجَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّی ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمَّ قَالَ لِی امْضِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی فَاقْرَأْ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ الرَّجُلُ ادْفَعْ إِلَی أَبِی سَوْرَةَ مِنَ السَّبْعِمِائَةِ دِینَارٍ الَّتِی مَدْفُونَةٌ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا مِائَةَ دِینَارٍ وَ إِنِّی مَضَیْتُ مِنْ سَاعَتِی إِلَی مَنْزِلِهِ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ قُولِی (1) لِأَبِی الْحَسَنِ هَذَا أَبُو سَوْرَةَ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَا لِی وَ لِأَبِی سَوْرَةَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْخَبَرَ فَدَخَلَ وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ مِائَةَ دِینَارٍ فَقَبَضْتُهَا فَقَالَ لِی صَافَحْتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَأَخَذَ یَدِی فَوَضَعَهَا عَلَی عَیْنَیْهِ وَ مَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ قَدْ رُوِیَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَعْفَرِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ الْخَزَّازِ وَ غَیْرِهِمَا: وَ هُوَ مَشْهُورٌ عِنْدَهُمْ.

یج، [الخرائج و الجرائح] عن ابن أبی سورة: مثله.

«13»- ج، [الإحتجاج] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ رَفَعَهُ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ طَلَباً شَاقّاً حَتَّی ذَهَبَ لِی فِیهِ مَالٌ صَالِحٌ فَوَقَعْتُ إِلَی الْعَمْرِیِّ وَ خَدَمْتُهُ وَ لَزِمْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ فَقَالَ لِی لَیْسَ إِلَی ذَلِكَ وُصُولٌ فَخَضَعْتُ فَقَالَ لِی بَكِّرْ بِالْغَدَاةِ فَوَافَیْتُ وَ اسْتَقْبَلَنِی وَ مَعَهُ شَابٌّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَطْیَبِهِمْ رَائِحَةً بِهَیْئَةِ التُّجَّارِ وَ فِی كُمِّهِ شَیْ ءٌ كَهَیْئَةِ التُّجَّارِ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهِ دَنَوْتُ مِنَ الْعَمْرِیِّ فَأَوْمَأَ إِلَیَّ فَعَدَلْتُ إِلَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِی عَنْ كُلِّ مَا أَرَدْتُ ثُمَّ مَرَّ لِیَدْخُلَ الدَّارَ وَ كَانَتْ مِنَ الدُّورِ الَّتِی لَا نَكْتَرِثُ لَهَا فَقَالَ الْعَمْرِیُّ إِذْ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ سَلْ فَإِنَّكَ لَا تَرَاهُ بَعْدَ ذَا فَذَهَبْتُ لِأَسْأَلَ فَلَمْ یَسْمَعْ وَ دَخَلَ الدَّارَ وَ مَا كَلَّمَنِی بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ قَالَ مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْعِشَاءَ إِلَی أَنْ

ص: 15


1- 1. خطاب للجاریة التی سألت من خلف الباب: من هذا؟.

تَشْتَبِكَ النُّجُومُ (1) مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَخَّرَ الْغَدَاةَ إِلَی أَنْ تَنْقَضِیَ النُّجُومُ وَ دَخَلَ الدَّارَ.

«14»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَانَ الدِّهْقَانِ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ دَاوُدَ بْنِ غَسَّانَ الْبَحْرَانِیِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَی أَبِی سَهْلٍ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ النَّوْبَخْتِیِّ قَالَ مَوْلِدُ م ح م د بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وُلِدَ علیه السلام بِسَامَرَّاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أُمُّهُ صَقِیلُ وَ یُكَنَّی أَبَا الْقَاسِمِ بِهَذِهِ الْكُنْیَةِ أَوْصَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ اسْمُهُ كَاسْمِی وَ كُنْیَتُهُ كُنْیَتِی لَقَبُهُ الْمَهْدِیُّ وَ هُوَ الْحُجَّةُ وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ وَ هُوَ صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام.

قَالَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَلِیٍّ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی الْمَرْضَةِ الَّتِی مَاتَ فِیهَا وَ أَنَا عِنْدَهُ إِذْ قَالَ لِخَادِمِهِ عَقِیدٍ وَ كَانَ الْخَادِمُ أَسْوَدَ نُوبِیّاً قَدْ خَدَمَ مِنْ قَبْلِهِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ رَبَّی الْحَسَنَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا عَقِیدُ أَغْلِ لِی مَاءً بِمُصْطُكَی فَأَغْلَی لَهُ ثُمَّ جَاءَتْ بِهِ صَقِیلُ الْجَارِیَةُ أُمُّ الْخَلَفِ علیه السلام فَلَمَّا صَارَ الْقَدَحُ فِی یَدَیْهِ وَ هَمَّ بِشُرْبِهِ فَجَعَلَتْ یَدُهُ تَرْتَعِدُ حَتَّی ضَرَبَ الْقَدَحَ ثَنَایَا الْحَسَنِ فَتَرَكَهُ مِنْ یَدِهِ وَ قَالَ لِعَقِیدٍ ادْخُلِ الْبَیْتَ فَإِنَّكَ تَرَی صَبِیّاً سَاجِداً فَأْتِنِی بِهِ قَالَ أَبُو سَهْلٍ قَالَ عَقِیدٌ فَدَخَلْتُ أَتَحَرَّی فَإِذَا أَنَا بِصَبِیٍّ سَاجِدٍ رَافِعٌ سَبَّابَتَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَأَوْجَزَ فِی صَلَاتِهِ فَقُلْتُ إِنَّ سَیِّدِی یَأْمُرُكَ بِالْخُرُوجِ إِلَیْهِ إِذْ جَاءَتْ أُمُّهُ صَقِیلُ فَأَخَذَتْ بِیَدِهِ وَ أَخْرَجَتْهُ إِلَی أَبِیهِ الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ أَبُو سَهْلٍ فَلَمَّا مَثُلَ الصَّبِیُّ بَیْنَ یَدَیْهِ سَلَّمَ وَ إِذَا هُوَ دُرِّیُّ اللَّوْنِ وَ فِی شَعْرِ رَأْسِهِ قَطَطٌ مُفَلَّجُ الْأَسْنَانِ فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ بَكَی وَ قَالَ یَا سَیِّدَ أَهْلِ بَیْتِهِ اسْقِنِی الْمَاءَ فَ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی وَ أَخَذَ الصَّبِیُّ الْقَدَحَ الْمَغْلِیَّ بِالْمُصْطُكَی بِیَدِهِ ثُمَّ حَرَّكَ

ص: 16


1- 1. لفظ« العشاء» مصحف و الصحیح« المغرب» و ذلك لان وقته المسنون یبتدئ من سقوط الحمرة الی سقوط الشفق المساوق لاشتباك النجوم فمن أخر صلاة المغرب عن اشتباك النجوم خالف السنة كما أن وقت صلاة الصبح المسنون یبتدئ من الغلس الی ظهور الشفق المساوق لانقضاء النجوم فمن أخرها الی انقضاء النجوم قد خالف السنة.

شَفَتَیْهِ ثُمَّ سَقَاهُ فَلَمَّا شَرِبَهُ قَالَ هَیِّئُونِی لِلصَّلَاةِ فَطُرِحَ فِی حَجْرِهِ مِنْدِیلٌ فَوَضَّأَهُ الصَّبِیُّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً وَ مَسَحَ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَدَمَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام أَبْشِرْ یَا بُنَیَّ فَأَنْتَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ أَنْتَ الْمَهْدِیُّ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أَرْضِهِ وَ أَنْتُ وَلَدِی وَ وَصِیِّی وَ أَنَا وَلَدْتُكَ وَ أَنْتَ م ح م د بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلَدَكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنْتَ خَاتِمُ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ وَ بَشَّرَ بِكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ سَمَّاكَ وَ كَنَّاكَ بِذَلِكَ عَهِدَ إِلَیَّ أَبِی عَنْ آبَائِكَ الطَّاهِرِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ رَبُّنَا إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ مَاتَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ مِنْ وَقْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.

«14»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی عَنْهُ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الْأَشْعَرِیُّ الْقُمِّیُّ قَالَ حَدَّثَنِی یَعْقُوبُ بْنُ یُوسُفَ الضَّرَّابُ الْغَسَّانِیُّ فِی مُنْصَرَفِهِ مِنْ أَصْفَهَانَ قَالَ: حَجَجْتُ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ مُخَالِفِینَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِنَا فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ تَقَدَّمَ بَعْضُهُمْ فَاكْتَرَی لَنَا دَاراً فِی زُقَاقٍ بَیْنَ سُوقِ اللَّیْلِ وَ هِیَ دَارُ خَدِیجَةَ علیها السلام تُسَمَّی دَارَ الرِّضَا علیه السلام وَ فِیهَا عَجُوزٌ سَمْرَاءُ فَسَأَلْتُهَا لَمَّا وَقَفْتُ عَلَی أَنَّهَا دَارُ الرِّضَا علیه السلام مَا تَكُونِینَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الدَّارِ وَ لِمَ سُمِّیَتْ دَارَ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَتْ أَنَا مِنْ مَوَالِیهِمْ وَ هَذِهِ دَارُ الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام أَسْكَنَنِیهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِنِّی كُنْتُ مِنْ خَدَمِهِ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهَا آنَسْتُ بِهَا وَ أَسْرَرْتُ الْأَمْرَ عَنْ رُفَقَائِیَ الْمُخَالِفِینَ فَكُنْتُ إِذَا انْصَرَفْتُ مِنَ الطَّوَافِ بِاللَّیْلِ أَنَامُ مَعَهُمْ فِی رِوَاقٍ فِی الدَّارِ وَ نُغْلِقُ الْبَابَ وَ نُلْقِی خَلْفَ الْبَابِ حَجَراً كَبِیراً كُنَّا نُدِیرُ خَلْفَ الْبَابِ فَرَأَیْتُ غَیْرَ لَیْلَةٍ ضَوْءَ السِّرَاجِ فِی الرِّوَاقِ الَّذِی كُنَّا فِیهِ شَبِیهاً بِضَوْءِ الْمَشْعَلِ وَ رَأَیْتُ الْبَابَ قَدِ انْفَتَحَ وَ لَا أَرَی أَحَداً فَتَحَهُ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا رَبْعَةً أَسْمَرَ إِلَی الصُّفْرَةِ مَا هُوَ قَلِیلَ اللَّحْمِ فِی وَجْهِهِ سَجَّادَةٌ عَلَیْهِ قَمِیصَانِ وَ إِزَارٌ رَقِیقٌ قَدْ تَقَنَّعَ بِهِ وَ فِی رِجْلِهِ نَعْلٌ طَاقٌ فَصَعِدَ إِلَی الْغُرْفَةِ فِی الدَّارِ حَیْثُ كَانَتِ الْعَجُوزُ تَسْكُنُ وَ كَانَتْ تَقُولُ لَنَا إِنَّ فِی الْغُرْفَةِ ابْنَتَهُ لَا تَدَعُ

ص: 17

أَحَداً یَصْعَدُ إِلَیْهَا فَكُنْتُ أَرَی الضَّوْءَ الَّذِی رَأَیْتُهُ یُضِی ءُ فِی الرِّوَاقِ عَلَی الدَّرَجَةِ عِنْدَ صُعُودِ الرَّجُلِ إِلَی الْغُرْفَةِ الَّتِی یَصْعَدُهَا ثُمَّ أَرَاهُ فِی الْغُرْفَةِ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَرَی السِّرَاجَ بِعَیْنِهِ وَ كَانَ الَّذِی مَعِی یَرَوْنَ مِثْلَ مَا أَرَی فَتَوَهَّمُوا أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ یَخْتَلِفُ إِلَی ابْنَةِ الْعَجُوزِ وَ أَنْ یَكُونَ قَدْ تَمَتَّعَ بِهَا فَقَالُوا هَؤُلَاءِ الْعَلَوِیَّةُ یَرَوْنَ الْمُتْعَةَ وَ هَذَا حَرَامٌ لَا یَحِلُّ فِیمَا زَعَمُوا وَ كُنَّا نَرَاهُ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ وَ نَجِی ءُ إِلَی الْبَابِ وَ إِذَا الْحَجَرُ عَلَی حَالِهِ الَّتِی تَرَكْنَاهُ وَ كُنَّا نُغْلِقُ هَذَا الْبَابَ خَوْفاً عَلَی مَتَاعِنَا وَ كُنَّا لَا نَرَی أَحَداً یَفْتَحُهُ وَ لَا یُغْلِقُهُ وَ الرَّجُلُ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ وَ الْحَجَرُ خَلْفَ الْبَابِ إِلَی وَقْتٍ نُنَحِّیهِ إِذَا خَرَجْنَا فَلَمَّا رَأَیْتُ هَذِهِ الْأَسْبَابَ ضَرَبَ عَلَی قَلْبِی وَ وَقَعَتْ فِی قَلْبِی فِتْنَةٌ فَتَلَطَّفْتُ الْعَجُوزَ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَقِفَ عَلَی خَبَرِ الرَّجُلِ فَقُلْتُ لَهَا یَا فُلَانَةُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكِ وَ أُفَاوِضَكِ مِنْ غَیْرِ حُضُورِ مَنْ مَعِی فَلَا أَقْدِرُ عَلَیْهِ فَأَنَا أُحِبُّ إِذَا رَأَیْتِنِی فِی الدَّارِ وَحْدِی أَنْ تَنْزِلِی إِلَیَّ لِأَسْأَلَكِ عَنْ أَمْرٍ فَقَالَتْ لِی مُسْرِعَةً وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُسِرَّ إِلَیْكَ شَیْئاً فَلَمْ یَتَهَیَّأْ لِی ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ مَنْ مَعَكَ فَقُلْتُ مَا أَرَدْتِ أَنْ تَقُولِی فَقَالَتْ یَقُولُ لَكَ وَ لَمْ تُذَكِّرْ أَحَداً لَا تُحَاشِنْ أَصْحَابَكَ وَ شُرَكَاءَكَ (1) وَ لَا تُلَاحِهِمْ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُكَ وَ دَارِهِمْ فَقُلْتُ لَهَا مَنْ یَقُولُ فَقَالَتْ أَنَا أَقُولُ فَلَمْ أَجْسُرْ لِمَا دَخَلَ قَلْبِی مِنَ الْهَیْبَةِ أَنْ أُرَاجِعَهَا فَقُلْتُ أَیَّ أَصْحَابِی تَعْنِینَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهَا تَعْنِی رُفَقَائِیَ الَّذِینَ كَانُوا حُجَّاجاً مَعِی قَالَتْ شُرَكَاءَكَ الَّذِینَ فِی بَلَدِكَ وَ فِی الدَّارِ مَعَكَ وَ كَانَ جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَ الَّذِینَ مَعِی فِی الدَّارِ عَنَتٌ فِی الدِّینِ فَسَعَوْا بِی حَتَّی هَرَبْتُ وَ اسْتَتَرْتُ بِذَلِكَ السَّبَبِ فَوَقَفْتُ عَلَی أَنَّهَا عَنَتْ أُولَئِكَ فَقُلْتُ لَهَا مَا تَكُونِینَ أَنْتِ مِنَ الرِّضَا فَقَالَتْ كُنْتُ خَادِمَةً لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَلَمَّا اسْتَیْقَنْتُ ذَلِكَ قُلْتُ لَأَسْأَلُهَا عَنِ الْغَائِبِ فَقُلْتُ بِاللَّهِ عَلَیْكِ رَأَیْتِهِ بِعَیْنِكِ فَقَالَتْ یَا أَخِی لَمْ أَرَهُ بِعَیْنِی فَإِنِّی خَرَجْتُ وَ أُخْتِی حُبْلَی وَ بَشَّرَنِیَ الْحَسَنُ بْنُ

ص: 18


1- 1. یقال: حاشنه: أی شاتمه و سابه. و فی المصدر المطبوع( ص 78) خاشنه، و هو ضد لاینه. و الملاحاة: المنازعة و المعاداة.

عَلِیٍّ علیهما السلام بِأَنِّی سَوْفَ أَرَاهُ فِی آخِرِ عُمُرِی وَ قَالَ لِی تَكُونِینَ لَهُ كَمَا كُنْتِ لِی وَ أَنَا الْیَوْمَ مُنْذُ كَذَا بِمِصْرَ وَ إِنَّمَا قُدِّمْتُ الْآنَ بِكِتَابَةٍ وَ نَفَقَةٍ وُجِّهَ بِهَا إِلَیَّ عَلَی یَدِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَا یُفْصِحُ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ هِیَ ثَلَاثُونَ دِینَاراً وَ أَمَرَنِی أَنْ أَحُجَّ سَنَتِی هَذِهِ فَخَرَجْتُ رَغْبَةً مِنِّی فِی أَنْ أَرَاهُ فَوَقَعَ فِی قَلْبِی أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِی كُنْتُ أَرَاهُ هُوَ هُوَ فَأَخَذْتُ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ صِحَاحاً فِیهَا سِتَّةٌ رَضَوِیَّةٌ مِنْ ضَرْبِ الرِّضَا علیه السلام قَدْ كُنْتُ خَبَأْتُهَا لِأُلْقِیَهَا فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ كُنْتُ نَذَرْتُ وَ نَوَیْتُ ذَلِكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهَا وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَدْفَعُهَا إِلَی قَوْمٍ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَفْضَلُ مِمَّا أُلْقِیهَا فِی الْمَقَامِ وَ أَعْظَمُ ثَوَاباً فَقُلْتُ لَهَا ادْفَعِی هَذِهِ الدَّرَاهِمَ إِلَی مَنْ یَسْتَحِقُّهَا مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ كَانَ فِی نِیَّتِی أَنَّ الَّذِی رَأَیْتُهُ هُوَ الرَّجُلُ وَ إِنَّمَا تَدْفَعُهَا إِلَیْهِ فَأَخَذَتِ الدَّرَاهِمَ وَ صَعِدَتْ وَ بَقِیَتْ سَاعَةً ثُمَّ نَزَلَتْ فَقَالَتْ یَقُولُ لَكَ لَیْسَ لَنَا فِیهَا حَقٌّ اجْعَلْهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی نَوَیْتَ وَ لَكِنْ هَذِهِ الرَّضَوِیَّةُ خُذْ مِنَّا بَدَلَهَا وَ أَلْقِهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی نَوَیْتَ فَفَعَلْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی الَّذِی أُمِرْتُ بِهِ عَنِ الرَّجُلِ ثُمَّ كَانَ مَعِی نُسْخَةُ تَوْقِیعٍ خَرَجَ إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ بِأَذْرَبِیجَانَ فَقُلْتُ لَهَا تَعْرِضِینَ هَذِهِ النُّسْخَةَ عَلَی إِنْسَانٍ قَدْ رَأَی تَوْقِیعَاتِ الْغَائِبِ فَقَالَتْ نَاوِلْنِی فَإِنِّی أَعْرِفُهُ فَأَرَیْتُهَا النُّسْخَةَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّ الْمَرْأَةَ تُحْسِنُ أَنْ تَقْرَأَ فَقَالَ لَا یُمْكِنُنِی أَنْ أَقْرَأَهُ فِی هَذَا الْمَكَانِ فَصَعِدَتِ الْغُرْفَةَ ثُمَّ أَنْزَلَتْهُ فَقَالَتْ صَحِیحٌ وَ فِی التَّوْقِیعِ أُبَشِّرُكُمْ بِبُشْرَی مَا بَشَّرْتُهُ بِهِ [إِیَّاهُ] وَ غَیْرَهُ ثُمَّ قَالَتْ یَقُولُ لَكَ إِذَا صَلَّیْتَ عَلَی نَبِیِّكَ كَیْفَ تُصَلِّی فَقُلْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَارِكْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَقَالَتْ لَا إِذَا صَلَّیْتَ عَلَیْهِمْ فَصَلِّ عَلَیْهِمْ كُلِّهِمْ وَ سَمِّهِمْ فَقُلْتُ نَعَمْ فَلَمَّا كَانَتْ مِنَ الْغَدِ نَزَلَتْ وَ مَعَهَا دَفْتَرٌ صَغِیرٌ فَقَالَتْ یَقُولُ لَكَ إِذَا صَلَّیْتَ عَلَی النَّبِیِّ فَصَلِّ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَوْصِیَائِهِ عَلَی هَذِهِ النُّسْخَةِ فَأَخَذْتُهَا وَ كُنْتُ أَعْمَلُ بِهَا وَ رَأَیْتُ عِدَّةَ لَیَالٍ قَدْ نَزَلَ مِنَ الْغُرْفَةِ وَ ضَوْءُ السِّرَاجِ قَائِمٌ وَ كُنْتُ أَفْتَحُ الْبَابَ وَ أَخْرُجُ عَلَی أَثَرِ الضَّوْءِ وَ أَنَا أَرَاهُ

ص: 19

أَعْنَی الضَّوْءَ وَ لَا أَرَی أَحَداً حَتَّی یَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَ أَرَی جَمَاعَةً مِنَ الرِّجَالِ مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّی یَأْتُونَ بَابَ هَذِهِ الدَّارِ فَبَعْضُهُمْ یَدْفَعُونَ إِلَی الْعَجُوزِ رِقَاعاً مَعَهُمْ وَ رَأَیْتُ الْعَجُوزَ قَدْ دَفَعَتْ إِلَیْهِمْ كَذَلِكَ الرِّقَاعَ فَیُكَلِّمُونَهَا وَ تُكَلِّمُهُمْ وَ لَا أَفْهَمُ عَیْنَهُمْ وَ رَأَیْتُ مِنْهُمْ فِی مُنْصَرَفِنَا جَمَاعَةً فِی طَرِیقِی إِلَی أَنْ قَدِمْتُ بَغْدَادَ نُسْخَةُ الدَّفْتَرِ الَّذِی خَرَجَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الْمُنْتَجَبِ فِی الْمِیثَاقِ الْمُصْطَفَی فِی الظِّلَالِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ الْبَرِی ءِ مِنْ كُلِّ عَیْبٍ الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجَاةِ الْمُرْتَجَی لِلشَّفَاعَةِ الْمُفَوَّضِ إِلَیْهِ دِینُ اللَّهِ اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْیَانَهُ وَ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَ أفلح [أَفْلِجْ] حُجَّتَهُ وَ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ وَ أَضِئْ نُورَهُ وَ بَیِّضْ وَجْهَهُ وَ أَعْطِهِ الْفَضْلَ وَ الْفَضِیلَةَ وَ الدَّرَجَةَ وَ الْوَسِیلَةَ الرَّفِیعَةَ وَ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ صَلِّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ

ص: 20

وَ صَلِّ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ صَلِّ عَلَی الْخَلَفِ الصَّالِحِ الْهَادِی الْمَهْدِیِّ إِمَامِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِینَ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهَادِینَ الْمَهْدِیِّینَ الْعُلَمَاءِ الصَّادِقِینَ الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِینَ دَعَائِمِ دِینِكَ وَ أَرْكَانِ تَوْحِیدِكَ وَ تَرَاجِمَةِ وَحْیِكَ وَ حُجَجِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ خُلَفَائِكَ فِی أَرْضِكَ الَّذِینَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ اصْطَفَیْتَهُمْ عَلَی عِبَادِكَ وَ ارْتَضَیْتَهُمْ لِدِینِكَ وَ خَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَ جَلَّلْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ وَ غَشَّیْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَ رَبَّیْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ وَ غَذَّیْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ وَ أَلْبَسْتَهُمْ مِنْ نُورِكَ وَ رَفَعْتَهُمْ فِی مَلَكُوتِكَ وَ حَفَفْتَهُمْ بِمَلَائِكَتِكَ وَ شَرَّفْتَهُمْ بِنَبِیِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِمْ صَلَاةً كَثِیرَةً دَائِمَةً طَیِّبَةً لَا یُحِیطُ بِهَا إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یَسَعُهَا إِلَّا عِلْمُكَ وَ لَا یُحْصِیهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ الْمُحْیِی سُنَّتَكَ الْقَائِمِ بِأَمْرِكَ الدَّاعِی إِلَیْكَ الدَّلِیلِ عَلَیْكَ وَ حُجَّتِكَ عَلَی خَلْقِكَ وَ خَلِیفَتِكَ فِی أَرْضِكَ وَ شَاهِدِكَ عَلَی عِبَادِكَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ وَ زَیِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقَائِهِ اللَّهُمَّ اكْفِهِ

ص: 21

بَغْیَ الْحَاسِدِینَ وَ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكَائِدِینَ وَ ازْجُرْ(1)

عَنْهُ إِرَادَةَ الظَّالِمِینَ وَ خَلِّصْهُ مِنْ أَیْدِی الْجَبَّارِینَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ فِی نَفْسِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ رَعِیَّتِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ عَامَّتِهِ وَ عَدُوِّهِ وَ جَمِیعِ أَهْلِ الدُّنْیَا مَا تُقِرُّ بِهِ عَیْنَهُ وَ تَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَ بَلِّغْهُ أَفْضَلَ أَمَلِهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ اللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا مُحِیَ مِنْ دِینِكَ وَ أَحْیِ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ كِتَابِكَ وَ أَظْهِرْ بِهِ مَا غُیِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّی یَعُودَ دِینُكَ بِهِ وَ عَلَی یَدَیْهِ غَضّاً جَدِیداً خَالِصاً مُخْلَصاً لَا شَكَّ فِیهِ وَ لَا شُبْهَةَ مَعَهُ وَ لَا بَاطِلَ عِنْدَهُ وَ لَا بِدْعَةَ لَدَیْهِ اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَ هُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَ اهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلَالَةٍ وَ اقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ وَ أَخْمِدْ بِسَیْفِهِ (2) كُلَّ نَارٍ وَ أَهْلِكْ بِعَدْلِهِ كُلَّ جَائِرٍ وَ أَجْرِ حُكْمَهُ عَلَی كُلِّ حُكْمٍ وَ أَذِلَّ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ سُلْطَانٍ اللَّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ نَاوَاهُ وَ أَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عَادَاهُ وَ امْكُرْ بِمَنْ كَادَهُ وَ اسْتَأْصِلْ بِمَنْ جَحَدَ حَقَّهُ وَ اسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ وَ سَعَی فِی إِطْفَاءِ نُورِهِ وَ أَرَادَ إِخْمَادَ ذِكْرِهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ [وَ] الْحَسَنِ الرِّضَا وَ الْحُسَیْنِ الْمُصْطَفَی وَ جَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ وَ مَصَابِیحِ الدُّجَی وَ أَعْلَامِ الْهُدَی وَ مَنَارِ التُّقَی وَ الْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ الْحَبْلِ الْمَتِینِ وَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ وَ صَلِّ عَلَی وَلِیِّكَ وَ وُلَاةِ عَهْدِهِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَ مُدَّ فِی أَعْمَارِهِمْ وَ زِدْ فِی آجَالِهِمْ وَ بَلِّغْهُمْ أَقْصَی آمَالِهِمْ دِیناً وَ دُنْیَا وَ آخِرَةً إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

دلائل الإمامة للطبری، قال نقلت هذا الخبر من أصل بخط شیخنا أبی عبد اللّٰه الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری قال حدثنی أبو الحسن علی بن عبد اللّٰه القاسانی عن الحسین بن محمد عن یعقوب بن یوسف: مثله بیان رجل ربعة أی لا طویل و لا قصیر قوله إلی الصفرة ما هو أی مائل

ص: 22


1- 1. و فی المصدر: ادحر. و كلاهما بمعنی الطرد و الابعاد.
2- 2. بنوره خ ل.

إلی الصفرة و ما هو بأصفر قوله فی نعل طاق أی من غیر أن یلبس تحته شیئا من جورب و نحوه قوله ضرب علی قلبی أی أغمی علی و أغفلت أن أعرف أن هذه الأمور ینبغی أن یكون من إعجازه من قوله تعالی فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ أی حجابا و یحتمل أن یكون كنایة عن تزلزل القلب و اضطرابه و الفتنة هنا الشك (1).

«15»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَهَّامُ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُطَّةَ وَ كَانَ لَا یَدْخُلُ الْمَشْهَدَ وَ یَزُورُ مِنْ وَرَاءِ الشُّبَّاكِ فَقَالَ لِی جِئْتُ یَوْمَ عَاشُورَاءَ نِصْفَ نَهَارِ ظُهْرٍ وَ الشَّمْسُ تَغْلِی وَ الطَّرِیقُ خَالٍ مِنْ أَحَدٍ وَ أَنَا فَزِعٌ مِنَ الدُّعَّارِ(2) وَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ الْجُفَاةِ إِلَی أَنْ بَلَغْتُ الْحَائِطَ الَّذِی أَمْضِی مِنْهُ إِلَی الْبُسْتَانِ فَمَدَدْتُ عَیْنِی وَ إِذَا بِرَجُلٍ جَالِسٌ عَلَی الْبَابِ ظَهْرُهُ إِلَیَّ كَأَنَّهُ یَنْظُرُ فِی دَفْتَرٍ فَقَالَ لِی إِلَی أَیْنَ یَا بَا الطَّیِّبِ بِصَوْتٍ یُشْبِهُ صَوْتَ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِ الرِّضَا فَقُلْتُ هَذَا حُسَیْنٌ قَدْ جَاءَ یَزُورُ أَخَاهُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی أَمْضِی أَزُورُ مِنَ الشُّبَّاكِ وَ أَجِیئُكَ فَأَقْضِی حَقَّكَ قَالَ وَ لِمَ لَا تَدْخُلُ یَا بَا الطَّیِّبِ فَقُلْتُ لَهُ الدَّارُ لَهَا مَالِكٌ لَا أَدْخُلُهَا مِنْ غَیْرِ إِذْنِهِ فَقَالَ یَا بَا الطَّیِّبِ تَكُونُ مَوْلَانَا رِقّاً وَ تُوَالِینَا حَقّاً وَ نَمْنَعُكَ تَدْخُلُ الدَّارَ ادْخُلْ یَا بَا الطَّیِّبِ فَقُلْتُ أَمْضِی أُسَلِّمُ إِلَیْهِ وَ لَا أَقْبَلُ مِنْهُ فَجِئْتُ إِلَی الْبَابِ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ أَحَدٌ فَتَعَسَّرَ بِی فَبَادَرْتُ إِلَی عِنْدِ الْبَصْرِیِّ خَادِمِ الْمَوْضِعِ فَفَتَحَ لِیَ الْبَابَ فَدَخَلْتُ فَكُنَّا نَقُولُ أَ لَیْسَ كُنْتَ لَا تَدْخُلُ الدَّارَ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَذِنُوا لِی وَ بَقِیتُمْ أَنْتُمْ.

«16»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَهُ

ص: 23


1- 1. بل هو بمعنی الامتحان و لذلك كان یتلطف العجوز لیقف علی خبر الرجل راجع ص 18 ص 9.
2- 2. الدعار جمع داعر و هو الخبیث الشریر، أو بالمعجمة جمع داغر و هو الخبیث المفسد.

فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یُخْلِ الْأَرْضَ مُنْذُ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا تَخْلُو إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ بِهِ یَدْفَعُ الْبَلَاءَ عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بِهِ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ بِهِ یُخْرِجُ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ قَالَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنِ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدَكَ فَنَهَضَ علیه السلام فَدَخَلَ الْبَیْتَ ثُمَّ خَرَجَ وَ عَلَی عَاتِقِهِ غُلَامٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ أَبْنَاءِ ثَلَاثِ سِنِینَ فَقَالَ یَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ لَوْ لَا كَرَامَتُكَ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی حُجَجِهِ مَا عَرَضْتُ عَلَیْكَ ابْنِی هَذَا إِنَّهُ سَمِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَنِیُّهُ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ مَثَلُهُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ الْخَضِرِ علیه السلام وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ ذِی الْقَرْنَیْنِ وَ اللَّهِ لَیَغِیبَنَّ غَیْبَةً لَا یَنْجُو فِیهَا مِنَ التَّهْلُكَةِ إِلَّا مَنْ یُثْبِتُهُ اللَّهُ عَلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ وَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِیلِ فَرَجِهِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقُلْتُ لَهُ یَا مَوْلَایَ هَلْ مِنْ عَلَامَةٍ یَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا قَلْبِی فَنَطَقَ الْغُلَامُ علیه السلام بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ فَصِیحٍ فَقَالَ أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِهِ فَلَا تَطْلُبْ أَثَراً بَعْدَ عَیْنٍ یَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَخَرَجْتُ مَسْرُوراً فَرِحاً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ عُدْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَ سُرُورِی بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَیَّ فَمَا السُّنَّةُ الْجَارِیَةُ فِیهِ مِنَ الْخَضِرِ وَ ذِی الْقَرْنَیْنِ فَقَالَ طُولُ الْغَیْبَةِ یَا أَحْمَدُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنَّ غَیْبَتَهُ لَتَطُولُ قَالَ إِی وَ رَبِّی حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ أَكْثَرُ الْقَائِلِینَ بِهِ فَلَا یَبْقَی إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ عَهْدَهُ بِوَلَایَتِنَا وَ كَتَبَ فِی قَلْبِهِ الْإِیمَانَ وَ أَیَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ یَا أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ هَذَا أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ غَیْبٌ مِنْ غَیْبِ اللَّهِ فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ اكْتُمْهُ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ تَكُنْ غَداً فِی عِلِّیِّینَ- قَالَ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ لَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِیثَ إِلَّا مِنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ وَ وَجَدْتُهُ مُثْبَتاً بِخَطِّهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَرَوَاهُ لِی قِرَاءَةً عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: كَمَا ذَكَرْتُهُ (1).

ص: 24


1- 1. عرضناه علی المصدر ج 2 ص 57 و أصلحنا بعض ألفاظها فراجع.

«17»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آدَمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ هَارُونَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ منفوس (1) [مَنْقُوشٍ] قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی دُكَّانٍ فِی الدَّارِ وَ عَنْ یَمِینِهِ بَیْتٌ عَلَیْهِ سِتْرٌ مُسْبَلٌ فَقُلْتُ لَهُ سَیِّدِی مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ ارْفَعِ السِّتْرَ فَرَفَعْتُهُ فَخَرَجَ إِلَیْنَا غُلَامٌ خُمَاسِیٌّ لَهُ عَشْرٌ أَوْ ثَمَانٌ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ وَاضِحُ الْجَبِینِ أَبْیَضُ الْوَجْهِ دُرِّیُّ الْمُقْلَتَیْنِ شَثْنُ الْكَفَّیْنِ مَعْطُوفُ الرُّكْبَتَیْنِ فِی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ وَ فِی رَأْسِهِ ذُؤَابَةٌ فَجَلَسَ عَلَی فَخِذِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا صَاحِبُكُمْ ثُمَّ وَثَبَ فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ ادْخُلْ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَدَخَلَ الْبَیْتَ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا یَعْقُوبُ انْظُرْ مَنْ فِی الْبَیْتِ فَدَخَلْتُ فَمَا رَأَیْتُ أَحَداً.

إیضاح: قوله دری المقلتین المراد به شدة بیاض العین أو تلألؤ جمیع الحدقة من قولهم كوكب دری ء بالهمز و دونها قوله معطوف الركبتین أی كانتا مائلتین إلی القدام لعظمهما و غلظهما كما أن شثن الكفین غلظهما.

«18»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَرْخِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هَارُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا یَقُولُ: رَأَیْتُ صَاحِبَ الزَّمَانِ علیه السلام وَ وَجْهُهُ یُضِی ءُ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ رَأَیْتُ عَلَی سُرَّتِهِ شَعْراً یَجْرِی كَالْخَطِّ وَ كَشَفْتُ الثَّوْبَ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ مَخْتُوناً فَسَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَكَذَا وُلِدَ وَ هَكَذَا وُلِدْنَا وَ لَكِنَّا سَنُمِرُّ الْمُوسَی لِإِصَابَةِ السُّنَّةِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق: مثله.

«19»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ

ص: 25


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 110: عن علیّ بن الحسن بن هارون عن جعفر عن یعقوب بن منقوش.
2- 2. فی النسخة المطبوعة: علی بن الحسین بن الفرج، و هو سهو راجع كمال الدین ج 2 ص 108 و هكذا ص 106 فی حدیث آخر.

حُكَیْمٍ (1)

وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَالُوا: عَرَضَ عَلَیْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام ابْنَهُ وَ نَحْنُ فِی مَنْزِلِهِ وَ كُنَّا أَرْبَعِینَ رَجُلًا فَقَالَ هَذَا إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ أَطِیعُوا وَ لَا تَتَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِی فَتَهْلِكُوا فِی أَدْیَانِكُمْ أَمَا إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَهُ بَعْدَ یَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَمَا مَضَتْ إِلَّا أَیَّامٌ قَلَائِلُ حَتَّی مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام.

بیان: قوله علیه السلام أما إنكم لا ترونه أی أكثركم أو عن قریب فإن الظاهر أن محمد بن عثمان كان یراه فی أیام سفارته و هو الظاهر من الخبر الآتی مع أنه یحتمل أن یكون فی أیام سفارته تصل إلیه الكتب من وراء حجاب أو بوسائط و ما أخبر به فی الخبر الآتی یكون إخبارا عن هذا المرة لكنهما بعیدان.

«20»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّی أَسْأَلُكَ سُؤَالَ إِبْرَاهِیمَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حِینَ قَالَ رَبِّ أَرِنِی كَیْفَ تُحْیِ الْمَوْتی قالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی (2) أَخْبِرْنِی عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ هَلْ رَأَیْتَهُ قَالَ نَعَمْ وَ لَهُ رَقَبَةٌ مِثْلُ ذِی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عُنُقِهِ.

«21»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ وَ ابْنُ عِصَامٍ وَ الْوَرَّاقُ جَمِیعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ الْحُسَیْنِ ابْنَیْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (3)

فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِیُّ مِنْ عَبْدِ قَیْسٍ عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِیٍّ الْعِجْلِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ قَالَ: أَتَیْتُ سُرَّ مَنْ رَأَی فَلَزِمْتُ بَابَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَدَعَانِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ فَلَمَّا دَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ قَالَ لِی یَا أَبَا فُلَانٍ كَیْفَ حَالُكَ ثُمَّ قَالَ لِی اقْعُدْ یَا فُلَانُ ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِنْ أَهْلِی ثُمَّ قَالَ لِی مَا الَّذِی أَقْدَمَكَ قُلْتُ رَغْبَةٌ فِی خِدْمَتِكَ قَالَ فَقَالَ لِی الْزَمِ الدَّارَ قَالَ فَكُنْتُ فِی الدَّارِ مَعَ

ص: 26


1- 1. فی النسخة المطبوعة: عن محمّد بن معاویة بن حكیم و هو سهو و تخلیط ففی المصدر( ج 2 ص 109) عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاری عن معاویة بن حكیم فراجع.
2- 2. البقرة: 263.
3- 3. یعنی علیّ بن إبراهیم بن موسی بن جعفر علیه السلام.

الْخَدَمِ ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِی لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ وَ كُنْتُ أَدْخُلُ مِنْ غَیْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِی دَارِ الرِّجَالِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً فِی دَارِ الرِّجَالِ فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِی الْبَیْتِ فَنَادَانِی مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ فَلَمْ أَجْسُرْ أَدْخُلُ وَ لَا أَخْرُجُ فَخَرَجَتْ عَلَیَّ جَارِیَةٌ وَ مَعَهَا شَیْ ءٌ مُغَطًّی ثُمَّ نَادَانِی ادْخُلْ فَدَخَلْتُ وَ نَادَی الْجَارِیَةَ فَرَجَعَتْ فَقَالَ لَهَا اكْشِفِی عَمَّا مَعَكِ فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْیَضَ حَسَنِ الْوَجْهِ وَ كَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَإِذَا شَعَرَاتٌ مِنْ لَبَّتِهِ إِلَی سُرَّتِهِ أَخْضَرُ لَیْسَ بِأَسْوَدَ فَقَالَ هَذَا صَاحِبُكُمْ ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ فَمَا رَأَیْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّی مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ضَوْءُ بْنُ عَلِیٍّ فَقُلْتُ لِلْفَارِسِیِّ كَمْ كُنْتَ تُقَدِّرُ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ قَالَ سَنَتَیْنِ قَالَ الْعَبْدِیُّ قُلْتُ لِضَوْءٍ كَمْ تُقَدِّرُ لَهُ فِی وَقْتِنَا الْآنَ قَالَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً قَالَ أَبُو عَلِیٍّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ نُقَدِّرُ لَهُ الْآنَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ سَنَةً.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الكلینی: مثله (1).

«22»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بِلَالٍ عَنِ الْأَزْهَرِیِّ مَسْرُورِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا سَعِیدٍ غَانِمَ بْنَ سَعِیدٍ الْهِنْدِیَّ بِالْكُوفَةِ

فَجَلَسْتُ فَلَمَّا طَالَتْ مُجَالَسَتِی إِیَّاهُ سَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَ قَدْ كَانَ وَقَعَ إِلَیَّ شَیْ ءٌ مِنْ خَبَرِهِ فَقَالَ كُنْتُ مِنْ بَلَدِ الْهِنْدِ بِمَدِینَةٍ یُقَالُ لَهَا قِشْمِیرُ الدَّاخِلَةُ وَ نَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا.

وَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَیْسٍ عَنْ غَانِمِ بْنِ سَعِیدٍ الْهِنْدِیِ (2)

قَالَ عَلَّانٌ وَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ غَانِمٍ قَالَ: كُنْتُ أَكُونُ مَعَ مَلِكِ الْهِنْدِ فِی قِشْمِیرَ الدَّاخِلَةِ وَ نَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا نَقْعُدُ حَوْلَ كُرْسِیِّ الْمَلِكِ قَدْ قَرَأْنَا التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ یَفْزَعُ إِلَیْنَا فِی الْعِلْمِ

ص: 27


1- 1. تراه فی غیبة الشیخ ص 150 و فی الكافی ج 1 ص 514.
2- 2. و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 515 بغیر هذا اللفظ و المعنی یشبهه فراجع.

فَتَذَاكَرْنَا یَوْماً مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْنَا نَجِدُهُ فِی كُتُبِنَا فَاتَّفَقْنَا عَلَی أَنْ أَخْرُجَ فِی طَلَبِهِ وَ أَبْحَثَ عَنْهُ فَخَرَجْتُ وَ مَعِی مَالٌ فَقَطَعَ عَلَیَّ التُّرْكُ وَ شَلَّحُونِی فَوَقَعْتُ إِلَی كَابُلَ وَ خَرَجْتُ مِنْ كَابُلَ إِلَی بَلْخٍ وَ الْأَمِیرُ بِهَا ابْنُ أَبِی شور(1)

[شَمُّونٍ] فَأَتَیْتُهُ وَ عَرَّفْتُهُ مَا خَرَجْتُ لَهُ فَجَمَعَ الْفُقَهَاءَ وَ الْعُلَمَاءَ لِمُنَاظَرَتِی فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا هُوَ نَبِیُّنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ مَاتَ فَقُلْتُ انْسُبُوهُ لِی فَنَسَبُوهُ إِلَی قُرَیْشٍ فَقُلْتُ لَیْسَ هَذَا بِشَیْ ءٍ وَ مَنْ كَانَ خَلِیفَتَهُ قَالُوا أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ إِنَّ الَّذِی نَجِدُهُ فِی كُتُبِنَا خَلِیفَتُهُ ابْنُ عَمِّهِ وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ وَ أَبُو وُلْدِهِ فَقَالُوا لِلْأَمِیرِ إِنَّ هَذَا قَدْ خَرَجَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَی الْكُفْرِ فَمُرْ بِضَرْبِ عُنُقِهِ فَقُلْتُ لَهُمْ أَنَا مُتَمَسِّكٌ بِدِینٍ لَا أَدَعُهُ إِلَّا بِبَیَانٍ فَدَعَا الْأَمِیرُ الْحُسَیْنَ بْنَ إِشْكِیبَ وَ قَالَ لَهُ یَا حُسَیْنُ نَاظِرِ الرَّجُلَ فَقَالَ الْعُلَمَاءُ وَ الْفُقَهَاءُ حَوْلَكَ فَمُرْهُمْ بِمُنَاظَرَتِهِ فَقَالَ لَهُ نَاظِرْهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ وَ اخْلُ بِهِ وَ الْطُفْ لَهُ فَقَالَ فَخَلَا بِیَ الْحُسَیْنُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالُوهُ لَكَ غَیْرَ أَنَّ خَلِیفَتَهُ ابْنُ عَمِّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ زَوْجُ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ أَبُو وُلْدِهِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ صِرْتُ إِلَی الْأَمِیرِ فَأَسْلَمْتُ فَمَضَی بِی إِلَی الْحُسَیْنِ فَفَقَّهَنِی فَقُلْتُ لَهُ إِنَّا نَجِدُ فِی كُتُبِنَا أَنَّهُ لَا یَمْضِی خَلِیفَةٌ إِلَّا عَنْ خَلِیفَةٍ فَمَنْ كَانَ خَلِیفَةَ عَلِیٍّ قَالَ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ ثُمَّ سَمَّی الْأَئِمَّةَ حَتَّی بَلَغَ إِلَی الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لِی تَحْتَاجُ أَنْ تَطْلُبَ خَلِیفَةَ الْحَسَنِ وَ تَسْأَلَ عَنْهُ فَخَرَجْتُ فِی الطَّلَبِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ وَافَی مَعَنَا بَغْدَادَ فَذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ رَفِیقٌ قَدْ صَحِبَهُ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ فَكَرِهَ بَعْضَ أَخْلَاقِهِ فَفَارَقَهُ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا یَوْماً وَ قَدْ مَشَیْتُ فِی الصَّرَاةِ-(2) وَ أَنَا مُفَكِّرٌ فِیمَا خَرَجْتُ لَهُ إِذْ أَتَانِی آتٍ فَقَالَ لِی أَجِبْ مَوْلَاكَ فَلَمْ یَزَلْ یَخْتَرِقُ بِیَ الْمُحَالَ حَتَّی أَدْخَلَنِی دَاراً وَ بُسْتَاناً وَ إِذَا بِمَوْلَایَ علیه السلام جَالِسٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ كَلَّمَنِی

ص: 28


1- 1. فی الكافی: داود بن العباس بن أبی أسود.
2- 2. الصراة: نهر بالعراق. و فی الكافی: بدل الصراة: العباسیة.

بِالْهِنْدِیَّةِ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ أَخْبَرَنِی بِاسْمِی وَ سَأَلَنِی عَنِ الْأَرْبَعِینَ رَجُلًا بِأَسْمَائِهِمْ عَنِ اسْمِ رَجُلٍ رَجُلٍ ثُمَّ قَالَ لِی تُرِیدُ الْحَجَّ مَعَ أَهْلِ قُمَّ فِی هَذِهِ السَّنَةِ فَلَا تَحُجَّ فِی هَذِهِ السَّنَةِ وَ انْصَرِفْ إِلَی خُرَاسَانَ وَ حُجَّ مِنْ قَابِلٍ قَالَ وَ رَمَی إِلَیَّ بِصُرَّةٍ وَ قَالَ اجْعَلْ هَذِهِ فِی نَفَقَتِكَ

وَ لَا تَدْخُلْ فِی بَغْدَادَ دَارَ أَحَدٍ وَ لَا تُخْبِرْ بِشَیْ ءٍ مِمَّا رَأَیْتَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَانْصَرَفْتُ مِنَ الْعَقَبَةِ وَ لَمْ یُقْضَ لَنَا الْحَجُّ وَ خَرَجَ غَانِمٌ إِلَی خُرَاسَانَ وَ انْصَرَفَ مِنْ قَابِلٍ حَاجّاً فَبَعَثَ إِلَیْهِ بِأَلْطَافٍ وَ لَمْ یَدْخُلْ قُمَّ وَ حَجَّ وَ انْصَرَفَ إِلَی خُرَاسَانَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ (1).

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ الْكَابُلِیِّ: وَ قَدْ كُنْتُ رَأَیْتُهُ عِنْدَ أَبِی سَعِیدٍ فَذَكَرَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ كَابُلَ مُرْتَاداً وَ طَالِباً وَ أَنَّهُ وَجَدَ صِحَّةَ هَذَا الدِّینِ فِی الْإِنْجِیلِ وَ بِهِ اهْتَدَی.

فَحَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ بِنَیْسَابُورَ قَالَ: بَلَغَنِی أَنَّهُ قَدْ وَصَلَ فَتَرَصَّدْتُ لَهُ حَتَّی لَقِیتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ خَبَرِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ یَزَلْ فِی الطَّلَبِ وَ أَنَّهُ أَقَامَ بِالْمَدِینَةِ فَكَانَ لَا یَذْكُرُهُ لِأَحَدٍ إِلَّا زَجَرَهُ فَلَقِیَ شَیْخاً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ هُوَ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُرَیْضِیُّ فَقَالَ لَهُ إِنَّ الَّذِی تَطْلُبُهُ بِصِرْیَاءَ قَالَ فَقَصَدْتُ صِرْیَاءَ وَ جِئْتُ إِلَی دِهْلِیزٍ مَرْشُوشٍ وَ طَرَحْتُ نَفْسِی عَلَی الدُّكَّانِ فَخَرَجَ إِلَیَّ غُلَامٌ أَسْوَدُ فَزَجَرَنِی وَ انْتَهَرَنِی وَ قَالَ قُمْ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ وَ انْصَرِفْ فَقُلْتُ لَا أَفْعَلُ فَدَخَلَ الدَّارَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ وَ قَالَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا مَوْلَایَ علیه السلام قَاعِدٌ وَسَطَ الدَّارَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ سَمَّانِی بِاسْمٍ لَمْ یَعْرِفْهُ أَحَدٌ إِلَّا أَهْلِی بِكَابُلَ وَ أَخْبَرَنِی بِأَشْیَاءَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ نَفَقَتِی ذَهَبَتْ فَمُرْ لِی بِنَفَقَةٍ فَقَالَ لِی أَمَا إِنَّهَا سَتَذْهَبُ بِكَذِبِكَ وَ أَعْطَانِی نَفَقَةً فَضَاعَ مِنِّی مَا كَانَ مَعِی وَ سَلِمَ مَا أَعْطَانِی ثُمَّ انْصَرَفْتُ السَّنَةَ الثَّانِیَةَ فَلَمْ أَجِدْ فِی الدَّارِ أَحَداً.

بیان: التشلیح التعریة و الصراة بالفتح نهر بالعراق أی كنت أمشی فی شاطئها و فی بعض النسخ تمسحت أی توضأت (2)

و فی بعضها تمسیت أی

ص: 29


1- 1. إلی هنا انتهی الخبر فی الكافی.
2- 2. و هو الموافق لما نقله الكلینی قال: حتی سرت الی العباسیة أتهیأ للصلاة.

وصلت إلیها مساء قوله فذكر أی محمد بن شاذان و یحتمل أبا سعید و هو بعید قوله إنه قد وصل یعنی أبا سعید.

«23»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ فَقُلْتُ لَهُ رَأَیْتَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ نَعَمْ وَ آخِرُ عَهْدِی بِهِ عِنْدَ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ مُتَعَلِّقاً بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِی الْمُسْتَجَارِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ انْتَقِمْ مِنْ أَعْدَائِی.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق عن أبیه و ابن المتوكل و ابن الولید جمیعا عن الحمیری: مثل الخبرین.

«24»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آدَمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ قَالَ حَدَّثَتْنِی نَسِیمُ خَادِمُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَی صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِلَیْلَةٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ لِی یَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَتْ نَسِیمُ فَفَرِحْتُ فَقَالَ لِی علیه السلام أَلَا أُبَشِّرُكِ فِی الْعُطَاسِ قُلْتُ بَلَی قَالَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ.

«25»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی طَرِیفٌ أَبُو نَصْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ فَقَالَ عَلَیَّ بِالصَّنْدَلِ الْأَحْمَرِ فَأَتَیْتُهُ ثُمَّ قَالَ أَ تَعْرِفُنِی فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَنْ أَنَا فَقُلْتُ أَنْتَ سَیِّدِی وَ ابْنُ سَیِّدِی فَقَالَ لَیْسَ عَنْ هَذَا سَأَلْتُكَ قَالَ طَرِیفٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَسِّرْ لِی قَالَ أَنَا خَاتِمُ الْأَوْصِیَاءِ وَ بِی یَدْفَعُ اللَّهُ الْبَلَاءَ عَنْ أَهْلِی وَ شِیعَتِی.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی علان عن طریف أبی نصر الخادم: مثله- دعوات الراوندی، عن طریف: مثله.

«26»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیُّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ: أَنَّهُ ذَكَرَ عَدَدَ مَنِ انْتَهَی إِلَیْهِ مِمَّنْ وَقَفَ عَلَی مُعْجِزَاتِ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ رَآهُ مِنَ الْوُكَلَاءِ بِبَغْدَادَ الْعَمْرِیُّ وَ ابْنُهُ وَ حَاجِزٌ

ص: 30

وَ الْبِلَالِیُّ وَ الْعَطَّارُ وَ مِنَ الْكُوفَةِ الْعَاصِمِیُّ وَ مِنَ الْأَهْوَازِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ مِنْ أَهْلِ قُمَّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ وَ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ الْبَسَّامِیُ (1) وَ الْأَسَدِیُّ یَعْنِی نَفْسَهُ وَ مِنْ أَهْلِ آذَرْبِیجَانَ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ وَ مِنْ نَیْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَ مِنْ غَیْرِ الْوُكَلَاءِ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِی حَابِسٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِیُّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُنَیْدِیُّ وَ هَارُونُ الْقَزَّازُ وَ النِّیلِیُّ وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ دُبَیْسٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخَ وَ مَسْرُورٌ الطَّبَّاخُ مَوْلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ أَحْمَدُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا الْحَسَنِ وَ إِسْحَاقُ الْكَاتِبُ مِنْ بَنِی نِیبَخْتَ (2)

وَ صَاحِبُ الْفِرَاءِ وَ صَاحِبُ الصُّرَّةِ الْمَخْتُومَةِ وَ مِنْ هَمَذَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كِشْمَرْدَ وَ جَعْفَرُ بْنُ حَمْدَانَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ وَ مِنَ الدِّینَوَرِ حَسَنُ بْنُ هَارُونَ وَ أَحْمَدُ ابْنُ أَخِیهِ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ مِنْ أَصْفَهَانَ ابْنُ بَادَاشَاكَةَ وَ مِنَ الصَّیْمَرَةِ زَیْدَانُ وَ مِنْ قُمَّ الْحَسَنُ بْنُ نَضْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَبُوهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ یَعْقُوبَ وَ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ الْقَاسِمُ بْنُ مُوسَی وَ ابْنُهُ وَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ هَارُونَ وَ صَاحِبُ الْحَصَاةِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُلَیْنِیُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّفَّاءُ وَ مِنْ قَزْوِینَ مِرْدَاسٌ وَ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ وَ مِنْ قَابِسٍ رَجُلَانِ وَ مِنْ شَهْرَزُورَ ابْنُ الْخَالِ وَ مِنْ فَارِسَ الْمَجْرُوحُ وَ مِنْ مَرْوَ صَاحِبُ الْأَلْفِ دِینَارٍ وَ صَاحِبُ الْمَالِ وَ الرُّقْعَةِ الْبَیْضَاءِ وَ أَبُو ثَابِتٍ وَ مِنْ نَیْسَابُورَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَیْبِ بْنِ صَالِحٍ وَ مِنَ الْیَمَنِ الْفَضْلُ بْنُ یَزِیدَ وَ الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ الْجَعْفَرِیُّ وَ ابْنُ الْأَعْجَمِیِّ وَ الشِّمْشَاطِیِّ وَ مِنْ مِصْرَ صَاحِبُ الْمَوْلُودَیْنِ وَ صَاحِبُ الْمَالِ بِمَكَّةَ وَ أَبُو رَجَاءٍ وَ مِنْ نَصِیبِینَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْوَجْنَاءِ وَ مِنَ الْأَهْوَازِ الْحُصَیْنِیُّ.

«27»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْكُوفِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ

ص: 31


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 116: الشامیّ.
2- 2. نیبخت كنوبخت، و نیروز كنوروز كلمات فارسیة دخلت فی المحاورة العربیة فاذا كسرت أول الكلمة بالامالة، قلت نیبخت و نیروز و إذا فتحتها علی المعروف قلت: نوبخت و نوروز.

الرَّقِّیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَجْنَاءَ النَّصِیبِیِّ قَالَ: كُنْتُ سَاجِداً تَحْتَ الْمِیزَابِ فِی رَابِعِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ حَجَّةً بَعْدَ الْعَتَمَةِ وَ أَنَا أَتَضَرَّعُ فِی الدُّعَاءِ إِذْ حَرَّكَنِی مُحَرِّكٌ فَقَالَ قُمْ یَا حَسَنَ بْنَ وَجْنَاءَ قَالَ فَقُمْتُ فَإِذَا جَارِیَةٌ صَفْرَاءُ نَحِیفَةُ الْبَدَنِ أَقُولُ إِنَّهَا مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعِینَ فَمَا فَوْقَهَا فَمَشَتْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ أَنَا لَا أَسْأَلُهَا عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی أَتَتْ بِی دَارَ خَدِیجَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ فِیهَا بَیْتٌ بَابُهُ فِی وَسَطِ الْحَائِطِ وَ لَهُ دَرَجَةُ سَاجٍ یُرْتَقَی إِلَیْهِ فَصَعِدَتِ الْجَارِیَةُ وَ جَاءَنِی النِّدَاءُ اصْعَدْ یَا حَسَنُ فَصَعِدْتُ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ وَ قَالَ لِی صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام یَا حَسَنُ أَ تَرَاكَ خَفِیتَ عَلَیَّ وَ اللَّهِ مَا مِنْ وَقْتٍ فِی حَجِّكَ إِلَّا وَ أَنَا مَعَكَ فِیهِ ثُمَّ جَعَلَ یَعُدُّ عَلَیَّ أَوْقَاتِی فَوَقَعْتُ مَغْشِیّاً عَلَی وَجْهِی فَحَسَسْتُ بِیَدِهِ قَدْ وَقَعَتْ عَلَیَّ فَقُمْتُ فَقَالَ لِی یَا حَسَنُ الْزَمْ بِالْمَدِینَةِ دَارَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ لَا یُهِمَّنَّكَ طَعَامُكَ وَ شَرَابُكَ وَ لَا مَا یَسْتُرُ عَوْرَتَكَ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیَّ دَفْتَراً فِیهِ دُعَاءُ الْفَرَجِ وَ صَلَاةٌ عَلَیْهِ فَقَالَ فَبِهَذَا فَادْعُ وَ هَكَذَا صَلِّ عَلَیَّ وَ لَا تُعْطِهِ إِلَّا مُحِقِّی أَوْلِیَائِی فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ مُوَفِّقُكَ فَقُلْتُ مَوْلَایَ لَا أَرَاكَ بَعْدَهَا فَقَالَ یَا حَسَنُ إِذَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَانْصَرَفْتُ مِنْ حَجَّتِی وَ لَزِمْتُ دَارَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا فَلَا أَعُودُ إِلَیْهَا إِلَّا لِثَلَاثِ خِصَالٍ لِتَجْدِیدِ وُضُوءٍ أَوْ لِنَوْمٍ أَوْ لِوَقْتِ الْإِفْطَارِ فَأَدْخُلُ بَیْتِی وَقْتَ الْإِفْطَارِ فَأُصِیبُ رُبَاعِیّاً مَمْلُوءاً مَاءً وَ رَغِیفاً عَلَی رَأْسِهِ عَلَیْهِ مَا تَشْتَهِی نَفْسِی بِالنَّهَارِ فَآكُلُ ذَلِكَ فَهُوَ كِفَایَةٌ لِی وَ كِسْوَةُ الشِّتَاءِ فِی وَقْتِ الشِّتَاءِ وَ كِسْوَةُ الصَّیْفِ فِی وَقْتِ الصَّیْفِ وَ إِنِّی لَأَدْخُلُ الْمَاءَ بِالنَّهَارِ فَأَرُشُّ الْبَیْتَ وَ أَدَعُ الْكُوزَ فَارِغاً وَ أُوتَی (1)

بِالطَّعَامِ وَ لَا حَاجَةَ لِی إِلَیْهِ فَأَصَّدَّقُ بِهِ لَیْلًا لِئَلَّا یَعْلَمَ بِی مَنْ مَعِی.

«28»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: قَدِمْتُ مَدِینَةَ الرَّسُولِ وَ آلِهِ فَبَحَثْتُ عَنْ أَخْبَارِ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَخِیرِ علیه السلام فَلَمْ أَقَعْ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْهَا فَرَحَلْتُ مِنْهَا إِلَی مَكَّةَ مُسْتَبْحِثاً عَنْ ذَلِكَ فَبَیْنَا أَنَا فِی الطَّوَافِ إِذْ تَرَاءَی لِی فَتًی أَسْمَرُ اللَّوْنِ رَائِعُ الْحُسْنِ جَمِیلُ الْمَخِیلَةِ یُطِیلُ التَّوَسُّمَ فِیَّ فَعَدَلْتُ إِلَیْهِ مُؤَمِّلًا مِنْهُ عِرْفَانَ مَا قَصَدْتُ لَهُ

ص: 32


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 119« و أوانی الطعام» و هو تصحیف ظاهر.

فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ سَلَّمْتُ فَأَحْسَنَ الْإِجَابَةَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَیِّ الْبِلَادِ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ مِنْ أَیِّ الْعِرَاقِ قُلْتُ مِنَ الْأَهْوَازِ قَالَ مَرْحَباً بِلِقَائِكَ هَلْ تَعْرِفُ بِهَا جَعْفَرَ بْنَ حَمْدَانَ الْخَصِیبِیَّ قُلْتُ دُعِیَ فَأَجَابَ قَالَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا كَانَ أَطْوَلَ لَیْلَهُ وَ أَجْزَلَ نَیْلَهُ فَهَلْ تَعْرِفُ إِبْرَاهِیمَ بْنَ مَهْزِیَارَ قُلْتُ أَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ مَهْزِیَارَ فَعَانَقَنِی مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ مَرْحَباً بِكَ یَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا فَعَلْتَ الْعَلَامَةَ الَّتِی وَشَجَتْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَعَلَّكَ تُرِیدُ الْخَاتَمَ الَّذِی آثَرَنِیَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الطَّیِّبِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ مَا أَرَدْتُ سِوَاهُ فَأَخْرَجْتُهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ اسْتَعْبَرَ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَتَهُ وَ كَانَتْ (1) یَا اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی یَداً

طَالَ مَا جُلْتَ فِیهَا(2) وَ تَرَاخَی (3)

بِنَا فُنُونُ الْأَحَادِیثِ إِلَی أَنْ قَالَ لِی یَا أَبَا إِسْحَاقَ أَخْبِرْنِی عَنْ عَظِیمِ مَا تَوَخَّیْتَ بَعْدَ الْحَجِّ قُلْتُ وَ أَبِیكَ مَا تَوَخَّیْتُ إِلَّا مَا سَأَسْتَعْلِمُكَ مَكْنُونَهُ قَالَ

ص: 33


1- 1. راجع المصدر ج 2 ص 121 و قد عرضنا الحدیث علی المصدر و بینهما اختلافات یسیرة نشأت من تصحیف القراءة و اعجام الحروف و اهمالها فتحرر، و لا یخفی أن الحدیث شاذ جدا تشبه ألفاظه مخائل المصنفین القصاصین و مقامات الحریری و أضرابه.
2- 2. أی بأبی فدیت ید أبی محمّد علیه السلام. طالما جلت أیها الخاتم فیها. و قد أشكلت الحروف بالاعراب و البناء فی النسخة المشهورة بكمپانی طبق ما قرأه المصنّف هذه الجملة فسطره الكاتب هكذا: « ثمّ قال بابی یدا طال ما جلت[ أجبت خ ل] فیها وترا خابنا فنون الأحادیث- الخ». و سیجی ء بیانه من المصنّف قدّس سرّه. لكنّه تصحیف غریب. و أمّا فی نسخة المصدر المطبوعة( ط- اسلامیة) طال ما جلیت فیها و تراخا إلخ فهو من الجلاء لا من الجولان. فراجع.
3- 3. یقال فی الامر تراخ ای فسحة و امتداد( التاج) فقوله« تراخی بنا» أی امتد بنا و تمادینا فی فنون الأحادیث الی أن قال لی-

سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَإِنِّی شَارِحٌ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ هَلْ تَعْرِفُ مِنْ أَخْبَارِ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ شَیْئاً قَالَ وَ ایْمُ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُ الضَّوْءَ فِی جَبِینِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی ابْنَیِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ إِنِّی لَرَسُولُهُمَا إِلَیْكَ قَاصِداً لِإِنْبَائِكَ أَمْرَهُمَا فَإِنْ أَحْبَبْتَ لِقَاءَهُمَا وَ الِاكْتِحَالَ بِالتَّبَرُّكِ بِهِمَا فَارْحَلْ مَعِی إِلَی الطَّائِفِ وَ لْیَكُنْ ذَلِكَ فِی خُفْیَةٍ مِنْ رِجَالِكَ وَ اكْتِتَامٍ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَشَخَصْتُ مَعَهُ إِلَی الطَّائِفِ أَتَخَلَّلُ رَمْلَةً فَرَمْلَةً حَتَّی أَخَذَ فِی بَعْضِ مَخَارِجِ الْفَلَاةِ فَبَدَتْ لَنَا خَیْمَةُ شَعْرٍ قَدْ أَشْرَفَتْ عَلَی أَكَمَةِ رَمْلٍ یَتَلَأْلَأُ تِلْكَ الْبِقَاعُ مِنْهَا تَلَأْلُؤاً فَبَدَرَنِی إِلَی الْإِذْنِ وَ دَخَلَ مُسَلِّماً عَلَیْهِمَا وَ أَعْلَمَهُمَا بِمَكَانِی فَخَرَجَ عَلَیَّ أَحَدُهُمَا وَ هُوَ الْأَكْبَرُ سِنّاً م ح م د بْنُ الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ غُلَامٌ أَمْرَدُ نَاصِعُ اللَّوْنِ وَاضِحُ الْجَبِینِ أَبْلَجُ الْحَاجِبِ مَسْنُونُ الْخَدَّیْنِ أَقْنَی الْأَنْفِ أَشَمُّ أَرْوَعُ كَأَنَّهُ غُصْنُ بَانٍ وَ كَأَنَّ صَفْحَةَ غُرَّتِهِ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ بِخَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ كَأَنَّهُ فُتَاتَةُ مِسْكٍ عَلَی بَیَاضِ الْفِضَّةِ فَإِذَا بِرَأْسِهِ وَفْرَةٌ سَحْمَاءُ سَبِطَةٌ تُطَالِعُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ لَهُ سَمْتٌ مَا رَأَتِ الْعُیُونُ أَقْصَدَ مِنْهُ وَ لَا أَعْرَفَ حُسْناً وَ سَكِینَةً وَ حَیَاءً فَلَمَّا مَثُلَ لِی أَسْرَعْتُ إِلَی تَلَقِّیهِ فَأَكْبَبْتُ عَلَیْهِ أَلْثِمُ كُلَّ جَارِحَةٍ مِنْهُ فَقَالَ لِی مَرْحَباً بِكَ یَا بَا إِسْحَاقَ لَقَدْ كَانَتِ الْأَیَّامُ تَعِدُنِی وَشْكَ لِقَائِكَ وَ الْمَعَاتِبُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ عَلَی تَشَاحُطِ الدَّارِ وَ تَرَاخِی الْمَزَارِ تَتَخَیَّلُ لِی صُورَتَكَ حَتَّی كَأَنْ لَمْ نَخْلُ طَرْفَةَ عَیْنٍ مِنْ طِیبِ الْمُحَادَثَةِ وَ خَیَالِ الْمُشَاهَدَةِ وَ أَنَا أَحْمَدُ اللَّهَ رَبِّی وَلِیَّ الْحَمْدِ عَلَی مَا قَیَّضَ مِنَ التَّلَاقِی وَ رَفَّهَ مِنْ كُرْبَةِ التَّنَازُعِ وَ الِاسْتِشْرَافِ ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ إِخْوَانِی مُتَقَدِّمِهَا وَ مُتَأَخِّرِهَا فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا زِلْتُ أَفْحَصُ عَنْ أَمْرِكَ بَلَداً فَبَلَداً مُنْذُ اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِسَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَاسْتَغْلَقَ عَلَیَّ ذَلِكَ حَتَّی مَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِمَنْ أَرْشَدَنِی إِلَیْكَ وَ دَلَّنِی عَلَیْكَ وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَوْزَعَنِی فِیكَ مِنْ كَرِیمِ الْیَدِ وَ الطَّوْلِ ثُمَّ نَسَبَ نَفْسَهُ وَ أَخَاهُ مُوسَی وَ اعْتَزَلَ فِی نَاحِیَةٍ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبِی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا أُوَطِّنَ مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا

ص: 34

أَخْفَاهَا وَ أَقْصَاهَا إِسْرَاراً لِأَمْرِی وَ تَحْصِیناً لِمَحَلِّی مِنْ مَكَایِدِ أَهْلِ الضَّلَالِ وَ الْمَرَدَةِ مِنْ أَحْدَاثِ الْأُمَمِ الضَّوَالِّ فَنَبَذَنِی إِلَی عَالِیَةِ الرِّمَالِ وَ جُبْتُ صَرَائِمَ الْأَرْضِ تُنْظِرُنِی الْغَایَةَ الَّتِی عِنْدَهَا یَحُلُّ الْأَمْرُ وَ یَنْجَلِی الْهَلَعُ وَ كَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنْبَطَ لِی مِنْ خَزَائِنِ الْحِكَمِ وَ كَوَامِنِ الْعُلُومِ مَا إِنْ أَشَعْتُ إِلَیْكَ مِنْهُ جُزْءاً أَغْنَاكَ عَنِ الْجُمْلَةِ اعْلَمْ یَا بَا إِسْحَاقَ أَنَّهُ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَمْ یَكُنْ لِیُخْلِیَ أَطْبَاقَ أَرْضِهِ وَ أَهْلَ الْجِدِّ فِی طَاعَتِهِ وَ عِبَادَتِهِ بِلَا حُجَّةٍ یُسْتَعْلَی بِهَا وَ إِمَامٍ یُؤْتَمُّ بِهِ وَ یُقْتَدَی بِسُبُلِ سُنَّتِهِ وَ مِنْهَاجِ قَصْدِهِ وَ أَرْجُو یَا بُنَیَّ أَنْ تَكُونَ أَحَدَ مَنْ أَعَدَّهُ اللَّهُ لِنَشْرِ الْحَقِّ وَ طَیِّ الْبَاطِلِ وَ إِعْلَاءِ الدِّینِ وَ إِطْفَاءِ الضَّلَالِ فَعَلَیْكَ یَا بُنَیَّ

بِلُزُومِ خَوَافِی الْأَرْضِ وَ تَتَبُّعِ أَقَاصِیهَا فَإِنَّ لِكُلِّ وَلِیٍّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُدُوّاً مُقَارِعاً وَ ضِدّاً مُنَازِعاً افْتِرَاضاً لِمُجَاهَدَةِ أَهْلِ نِفَاقِهِ وَ خِلَافِهِ أُولِی الْإِلْحَادِ وَ الْعِنَادِ فَلَا یُوحِشَنَّكَ ذَلِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ قُلُوبَ أَهْلِ الطَّاعَةِ وَ الْإِخْلَاصِ نُزَّعٌ إِلَیْكَ مِثْلَ الطَّیْرِ إِذَا أَمَّتْ أَوْكَارَهَا وَ هُمْ مَعْشَرٌ یَطْلُعُونَ بِمَخَائِلِ الذِّلَّةِ وَ الِاسْتِكَانَةِ وَ هُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَرَرَةٌ أَعِزَّاءُ یَبْرُزُونَ بِأَنْفُسٍ مُخْتَلَّةٍ مُحْتَاجَةٍ وَ هُمْ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ وَ الِاعْتِصَامِ اسْتَنْبَطُوا الدِّینَ فَوَازَرُوهُ عَلَی مُجَاهَدَةِ الْأَضْدَادِ خَصَّهُمُ اللَّهُ بِاحْتِمَالِ الضَّیْمِ لِیَشْمُلَهُمْ بِاتِّسَاعِ الْعِزِّ فِی دَارِ الْقَرَارِ وَ جَبَلَهُمْ عَلَی خَلَائِقِ الصَّبْرِ لِتَكُونَ لَهُمُ الْعَاقِبَةُ الْحُسْنَی وَ كَرَامَةُ حُسْنِ الْعُقْبَی فَاقْتَبِسْ یَا بُنَیَّ نُورَ الصَّبْرِ عَلَی مَوَارِدِ أُمُورِكَ تَفُزْ بِدَرْكِ الصُّنْعِ فِی مَصَادِرِهَا وَ اسْتَشْعِرِ الْعِزَّ فِیمَا یَنُوبُكَ تُحْظَ بِمَا تُحْمَدُ عَلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَكَأَنَّكَ یَا بُنَیَّ بِتَأْیِیدِ نَصْرِ اللَّهِ قَدْ آنَ وَ تَیْسِیرِ الْفَلَحِ وَ عُلُوِّ الْكَعْبِ قَدْ حَانَ وَ كَأَنَّكَ بِالرَّایَاتِ الصُّفْرِ وَ الْأَعْلَامِ الْبِیضِ تَخْفِقُ عَلَی أَثْنَاءِ أَعْطَافِكَ مَا بَیْنَ الْحَطِیمِ وَ زَمْزَمَ وَ كَأَنَّكَ بِتَرَادُفِ الْبَیْعَةِ وَ تَصَافِی الْوَلَاءِ یَتَنَاظَمُ عَلَیْكَ تَنَاظُمَ الدُّرِّ فِی مَثَانِی الْعُقُودِ وَ تَصَافُقِ الْأَكُفِّ عَلَی جَنَبَاتِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ

ص: 35

تَلُوذُ بِفِنَائِكَ مِنْ مَلَإٍ بَرَأَهُمُ اللَّهُ مِنْ طَهَارَةِ الْوَلَاءِ وَ نَفَاسَةِ التُّرْبَةِ مُقَدَّسَةً قُلُوبُهُمْ مِنْ دَنَسِ النِّفَاقِ مُهَذَّبَةً أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ رِجْسِ الشِّقَاقِ لَیِّنَةً عَرَائِكُهُمْ لِلدِّینِ خَشِنَةً ضَرَائِبُهُمْ عَنِ الْعُدْوَانِ وَاضِحَةً بِالْقَبُولِ أَوْجُهُهُمْ نَضِرَةً بِالْفَضْلِ عِیدَانُهُمْ یَدِینُونَ بِدِینِ الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ فَإِذَا اشْتَدَّتْ أَرْكَانُهُمْ وَ تَقَوَّمَتْ أَعْمَادُهُمْ قُدَّتْ بِمُكَاثَفَتِهِمْ (1)

طَبَقَاتُ الْأُمَمِ إِذْ تَبِعَتْكَ فِی ظِلَالِ شَجَرَةِ دَوْحَةٍ بَسَقَتْ أَفْنَانُ غُصُونِهَا عَلَی حَافَاتِ بُحَیْرَةِ الطَّبَرِیَّةِ فَعِنْدَهَا یَتَلَأْلَأُ صُبْحُ الْحَقِّ وَ یَنْجَلِی ظَلَامُ الْبَاطِلِ وَ یَقْصِمُ اللَّهُ بِكَ الطُّغْیَانَ وَ یُعِیدُ مَعَالِمَ الْإِیمَانِ وَ یُظْهِرُ بِكَ أَسْقَامَ الْآفَاقِ وَ سَلَامَ الرِّفَاقِ یَوَدُّ الطِّفْلُ فِی الْمَهْدِ لَوِ اسْتَطَاعَ إِلَیْكَ نُهُوضاً وَ نواسط [نَوَاشِطُ] الْوَحْشِ لَوْ تَجِدُ نَحْوَكَ مَجَازاً تَهْتَزُّ بِكَ أَطْرَافُ الدُّنْیَا بَهْجَةً وَ تُهَزُّ بِكَ أَغْصَانُ الْعِزِّ نَضْرَةً وَ تَسْتَقِرُّ بَوَانِی الْعِزِّ فِی قَرَارِهَا وَ تَئُوبُ شَوَارِدُ الدِّینِ إِلَی أَوْكَارِهَا یَتَهَاطَلُ عَلَیْكَ سَحَائِبُ الظَّفَرِ فَتَخْنُقُ كُلَّ عَدُوٍّ وَ تَنْصُرُ كُلَّ وَلِیٍّ فَلَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ جَبَّارٌ قَاسِطٌ وَ لَا جَاحِدٌ غَامِطٌ وَ لَا شَانِئٌ مُبْغِضٌ وَ لَا مُعَانِدٌ كَاشِحٌ وَ مَنْ یَتَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ قَدْراً ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا إِسْحَاقَ لِیَكُنْ مَجْلِسِی هَذَا عِنْدَكَ مَكْتُوماً إِلَّا عَنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْأُخُوَّةِ الصَّادِقَةِ فِی الدِّینِ إِذَا بَدَتْ لَكَ أَمَارَاتُ الظُّهُورِ وَ التَّمْكِینِ فَلَا تُبْطِئُ بِإِخْوَانِكَ عَنَّا وَ بِأَهْلِ الْمُسَارَعَةِ إِلَی مَنَارِ الْیَقِینِ وَ ضِیَاءِ مَصَابِیحِ الدِّینِ تَلْقَ رُشْداً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مَهْزِیَارَ فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ حِیناً أَقْتَبِسُ مَا أَوْرَی مِنْ مُوضِحَاتِ الْأَعْلَامِ وَ نَیِّرَاتِ الْأَحْكَامِ وَ أُرْوِی بَنَاتِ الصُّدُورِ مِنْ نَضَارَةِ مَا ذَخَرَهُ اللَّهُ فِی طَبَائِعِهِ مِنْ لَطَائِفِ الْحِكْمَةِ وَ طَرَائِفِ فَوَاضِلِ الْقِسَمِ حَتَّی خِفْتُ إِضَاعَةَ مُخَلَّفِی بِالْأَهْوَازِ لِتَرَاخِی اللِّقَاءِ عَنْهُمْ فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِی الْقُفُولِ وَ أَعْلَمْتُهُ عَظِیمَ مَا أَصْدُرُ بِهِ عَنْهُ مِنَ التَّوَحُّشِ

ص: 36


1- 1. فی المصدر« فدنت بمكانفتهم طبقات الأمم الی امام اذ یبعثك» و أما« أعماد» فهو جمع عمود من غیر قیاس.

لِفُرْقَتِهِ وَ التَّجَزُّعِ لِلظَّعْنِ عَنْ مَحَالِّهِ فَأَذِنَ وَ أَرْدَفَنِی مِنْ صَالِحِ دُعَائِهِ مَا یَكُونُ ذُخْراً عِنْدَ اللَّهِ لِی وَ لِعَقِبِی وَ قَرَابَتِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا أَزِفَ ارْتِحَالِی وَ تَهَیَّأَ اعْتِزَامُ نَفْسِی غَدَوْتُ عَلَیْهِ مُوَدِّعاً وَ مُجَدِّداً لِلْعَهْدِ وَ عَرَضْتُ عَلَیْهِ مَالًا كَانَ مَعِی یَزِیدُ عَلَی خَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَتَفَضَّلَ بِالْأَمْرِ بِقَبُولِهِ مِنِّی فَابْتَسَمَ وَ قَالَ یَا أَبَا إِسْحَاقَ اسْتَعِنْ بِهِ عَلَی مُنْصَرَفِكَ فَإِنَّ الشُّقَّةَ قُذْفَةٌ وَ فَلَوَاتِ الْأَرْضِ أَمَامَكَ

جُمَّةٌ وَ لَا تَحْزَنْ لِإِعْرَاضِنَا عَنْهُ فَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا لَكَ شُكْرَهُ وَ نَشْرَهُ وَ أَرْبَضْنَاهُ عِنْدَنَا بِالتَّذْكِرَةِ وَ قَبُولِ الْمِنَّةِ فَتَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِیمَا خَوَّلَكَ وَ أَدَامَ لَكَ مَا نَوَّلَكَ وَ كَتَبَ لَكَ أَحْسَنَ ثَوَابِ الْمُحْسِنِینَ وَ أَكْرَمَ آثَارِ الطَّائِعِینَ فَإِنَّ الْفَضْلَ لَهُ وَ مِنْهُ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَرُدَّكَ إِلَی أَصْحَابِكَ بِأَوْفَرِ الْحَظِّ مِنْ سَلَامَةِ الْأَوْبَةِ وَ أَكْنَافِ الْغِبْطَةِ بِلِینِ الْمُنْصَرَفِ وَ لَا أَوْعَثَ اللَّهُ لَكَ سَبِیلًا وَ لَا حَیَّرَ لَكَ دَلِیلًا وَ اسْتَوْدِعْهُ نَفْسَكَ وَدِیعَةً لَا تَضِیعُ وَ لَا تَزُولُ بِمَنِّهِ وَ لُطْفِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ اللَّهَ قَنَّعَنَا بِعَوَائِدِ إِحْسَانِهِ وَ فَوَائِدِ امْتِنَانِهِ وَ صَانَ أَنْفُسَنَا عَنْ مُعَاوَنَةِ الْأَوْلِیَاءِ إِلَّا عَنِ الْإِخْلَاصِ فِی النِّیَّةِ وَ إِمْحَاضِ النَّصِیحَةِ وَ الْمُحَافَظَةِ عَلَی مَا هُوَ أَتْقَی وَ أَبْقَی وَ أَرْفَعُ ذِكْراً قَالَ فَأَقْفَلْتُ عَنْهُ حَامِداً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَا هَدَانِی وَ أَرْشَدَنِی عَالِماً بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَكُنْ لِیُعَطِّلَ أَرْضَهُ وَ لَا یُخَلِّیَهَا مِنْ حُجَّةٍ وَاضِحَةٍ وَ إِمَامٍ قَائِمٍ وَ أَلْقَیْتُ هَذَا الْخَبَرَ الْمَأْثُورَ وَ النَّسَبَ الْمَشْهُورَ تَوَخِّیاً لِلزِّیَادَةِ فِی بَصَائِرِ أَهْلِ الْیَقِینِ وَ تَعْرِیفاً لَهُمْ مَا مَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ مِنْ إِنْشَاءِ الذُّرِّیَّةِ الطَّیِّبَةِ وَ التُّرْبَةِ الزَّكِیَّةِ وَ قَصَدْتُ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ وَ التَّسْلِیمَ لِمَا اسْتَبَانَ لِیُضَاعِفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمِلَّةَ الْهَادِیَةَ وَ الطَّرِیقَةَ الْمَرْضِیَّةَ قُوَّةَ عَزْمٍ وَ تَأْیِیدَ نِیَّةٍ وَ شَدَّ أُزُرٍ وَ اعْتِقَادَ عِصْمَةٍ وَ اللَّهُ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ.

إیضاح: الرائع من یعجبك بحسنه و جهارة منظره كالأروع قاله

ص: 37

الفیروزآبادی و قال الرجل الحسن المخیلة بما یتخیل فیه (1) و قوله وشجت من باب التفعیل علی بناء المعلوم أو المجهول أو المعلوم من المجرد أی صارت وسیلة للارتباط بینك و بینه علیه السلام قال الفیروزآبادی الوشیج اشتباك القرابة و الواشجة الرحم المشتبكة و قد وشجت بك قرابته تشج و وشجها اللّٰه توشیجا و وشج محمله شبكة بقد و نحوه لئلا یسقط منه شی ء.

قوله طال ما جلت فیها هو من الجولان و یقال خبن الطعام (2) أی غیبه و خبأه للشدة أی أفدی بنفسی یدا طال ما كنت أجول فیما یصدر عنها من أجوبة مسائلی كنایة عن كثرتها وترا أی كنت متفردا بذلك لاختصاصی به علیه السلام فكنت أخزن منها فنون العلوم لیوم أحتاج إلیها و فی بعض النسخ أجبت مكان جلت فلفظة فی تعلیلیة.

و الناصع الخالص و البلجة نقاوة ما بین الحاجبین یقال رجل أبلج بین البلج إذا لم یكن مقرونا و قال الجوهری المسنون المملس و رجل مسنون الوجه إذا كان فی وجهه و أنفه طول و قال الشمم ارتفاع فی قصبة الأنف مع استواء أعلاه فإن كان فیها أحدیداب فهو القنا و قال الوفرة الشعرة إلی شحمة الأذن و السحماء السوداء و شعر سبط بكسر الباء و فتحها أی مترسل غیر جعد و السمت هیئة أهل الخیر و الوشك بالفتح و الضم السرعة و المعاتب المراضی من قولهم استعتبته فأعتبنی أی استرضیته فأرضانی و تشاحط الدار تباعدها.

قوله علیه السلام قیض أی یسر و التنازع التشاوق من قولهم نازعت النفس إلی كذا اشتاقت و قال الجوهری العالیة ما فوق نجد إلی أرض تهامة و إلی

ص: 38


1- 1. قاله الفیروزآبادی فی معانی« الخال». نعم یعرف من قوله« الحسن المخیلة» معنی جمیل المخیلة فتدبر.
2- 2. لما قرء قوله« و تراخی بنا»« وترا خابنا» احتاج الی أن یشرح معنی« خبن» فتامل.

ما وراء مكة و هی الحجاز.

قوله و جبت صرائم الأرض یقال جبت البلاد أی قطعتها و درت فیها و الصریمة ما انصرم من معظم الرمل و الأرض المحصود زرعها و فی بعض النسخ خبت بالخاء المعجمة و هو المطمئن من الأرض فیه رمل و الهلع الجزع و نبط الماء نبع و أنبط الحفار بلغ الماء.

قوله علیه السلام نزع كركع أی مشتاقون.

قوله علیه السلام یطلعون بمخائل الذلة أی یدخلون فی أمور هی مظان المذلة أو یطلعون و یخرجون بین الناس مع أحوال هی مظانها قوله علیه السلام بدرك أی اصبر فیما یرد علیك من المكاره و البلایا حتی تفوز بالوصول إلی صنع اللّٰه إلیك و معروفه لیدك فی إرجاعها و صرفها عنك.

قوله علیه السلام و استشعر العز یقال استشعر خوفا أی أضمره أی اعلم فی نفسك أن ما ینوبك من البلایا سبب لعزك قوله علیه السلام تحظ من الحظوة المنزلة و القرب و السعادة و فی بعض النسخ تحط من الإحاطة و علو الكعب كنایة عن العز و الغلبة و قال الفیروزآبادی الكعب الشرف و المجد.

قوله علیه السلام علی أثناء أعطافك قال الفیروزآبادی ثنی الشی ء رد بعضه علی بعض و أثناء الشی ء قواه و طاقاته واحدها ثنی بالكسر و العطاف بالكسر الرداء و المراد بالأعطاف جوانبها.

قوله علیه السلام فی مثانی العقود أی العقود المثنیة المعقودة التی لا یتطرق إلیها التبدد أو فی موضع ثنیها فإنها فی تلك المواضع أجمع و أكثف و القد القطع و تقدد القوم تفرقوا.

قوله علیه السلام بمكاثفتهم أی اجتماعهم و فی بعض النسخ بمكاشفتهم أی محاربتهم.

قوله علیه السلام إذ تبعتك أی بایعك و تابعك هؤلاء المؤمنون (1) و الدوحة

ص: 39


1- 1. و فی المصدر المطبوع:« یبعثك».

الشجرة العظیمة و بسق النخل بسوقا أی طال قوله علیه السلام أسقام الآفاق أی یظهر بك أن أهل الآفاق كانوا ذوی أسقام روحانیة و أن رفقاءك كانوا سالمین منها فلذا آمنوا بك (1).

قوله علیه السلام بوانی العز أی أساسها مجازا فإن البوانی قوائم الناقة أو الخصال التی تبنی العز و تؤسسها.

و شرد البعیر نفر فهو شارد قوله غامط أی حاقر للحق و أهله بطر بالنعمة و أوری استخرج النار بالزند و بنات الصدور الأفكار و المسائل و المعارف التی تنشأ فیها و القفول الرجوع من السفر و التجزع بالزای المعجمة إظهار الجزع أو شدته أو بالمهملة من قولهم جرعة غصص الغیظ فتجرعه أی كظمه و الظعن السیر و الاعتزام العزم أو لزوم القصد فی المشی و فی بعض النسخ الاغترام بالغین المعجمة و الراء المهملة من الغرامة كأنه یغرم نفسه بسوء صنیعه فی مفارقة مولاه و الشقة بالضم السفر البعید و فلاة قذف بفتحتین و ضمتین أی بعیدة ذكره الجوهری و ربضت الشاة أقامت فی مربضها فأربضها غیرها و الأكناف إما مصدر أكنفه أی صانه و حفظه و أعانه و أحاطه أو جمع الكنف محركة و هو الحرز و الستر و الجانب و الظل و الناحیة و وعث الطریق تعسر سلوكه و الوعثاء المشقة.

«29»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَعْرُوفٍ قَالَ كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ السُّورِیُّ قَالَ: صِرْتُ إِلَی بُسْتَانِ بَنِی عَامِرٍ فَرَأَیْتُ غِلْمَاناً یَلْعَبُونَ فِی غَدِیرِ مَاءٍ وَ فَتًی جَالِساً عَلَی مُصَلًّی وَاضِعاً كُمَّهُ عَلَی فِیهِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالُوا م ح م د بْنُ الْحَسَنِ وَ كَانَ فِی صُورَةِ أَبِیهِ علیه السلام.

«30»- ك، [إكمال الدین] سَمِعْنَا شَیْخاً مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ یُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ الْأَدِیبُ یَقُولُ: سَمِعْتُ بِهَمَذَانَ حِكَایَةً حَكَیْتُهَا كَمَا سَمِعْتُهَا لِبَعْضِ إِخْوَانِی فَسَأَلَنِی أَنْ أُثْبِتَهَا لَهُ بِخَطِّی وَ لَمْ أَجِدْ إِلَی مُخَالَفَتِهِ سَبِیلًا وَ قَدْ كَتَبْتُهَا وَ عَهِدْتُهَا إِلَی مَنْ حَكَاهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ بِهَمَذَانَ نَاساً یُعْرَفُونَ بِبَنِی رَاشِدٍ وَ هُمْ كُلُّهُمْ یَتَشَیَّعُونَ وَ مَذْهَبُهُمْ مَذْهَبُ أَهْلِ الْإِمَامَةِ.

ص: 40


1- 1. فی المصدر المطبوع: و استقامة أهل الآفاق.

فَسَأَلْتُ عَنْ سَبَبِ تَشَیُّعِهِمْ مِنْ بَیْنِ أَهْلِ هَمَذَانَ فَقَالَ لِی شَیْخٌ مِنْهُمْ رَأَیْتُ فِیهِ صَلَاحاً وَ سَمْتاً إِنَّ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ جَدَّنَا الَّذِی نُنْسَبُ إِلَیْهِ خَرَجَ حَاجّاً فَقَالَ إِنَّهُ لَمَّا صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ وَ سَارُوا مَنَازِلَ فِی الْبَادِیَةِ قَالَ فَنَشِطْتُ فِی النُّزُولِ وَ الْمَشْیِ فَمَشَیْتُ طَوِیلًا حَتَّی أَعْیَیْتُ وَ تَعِبْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَنَامُ نَوْمَةً تُرِیحُنِی فَإِذَا جَاءَ أَوَاخِرُ الْقَافِلَةِ قُمْتُ قَالَ فَمَا انْتَبَهْتُ إِلَّا بِحَرِّ الشَّمْسِ وَ لَمْ أَرَ أَحَداً فَتَوَحَّشْتُ وَ لَمْ أَرَ طَرِیقاً وَ لَا أَثَراً فَتَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قُلْتُ أَسِیرُ حَیْثُ وَجَّهَنِی وَ مَشَیْتُ غَیْرَ طَوِیلٍ فَوَقَعْتُ فِی أَرْضٍ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ كَأَنَّهَا قَرِیبَةُ عَهْدٍ بِغَیْثٍ وَ إِذَا تُرْبَتُهَا أَطْیَبُ تُرْبَةٍ وَ نَظَرْتُ فِی سَوَاءِ تِلْكَ الْأَرْضِ إِلَی قَصْرٍ یَلُوحُ كَأَنَّهُ سَیْفٌ فَقُلْتُ یَا لَیْتَ شِعْرِی مَا هَذَا الْقَصْرُ الَّذِی لَمْ أَعْهَدْهُ وَ لَمْ أَسْمَعْ بِهِ فَقَصَدْتُهُ فَلَمَّا بَلَغْتُ الْبَابَ رَأَیْتُ خَادِمَیْنِ أَبْیَضَیْنِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمَا فَرَدَّا عَلَیَّ رَدّاً جَمِیلًا وَ قَالا اجْلِسْ فَقَدْ أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَیْراً وَ قَامَ أَحَدُهُمَا فَدَخَلَ وَ احْتَبَسَ غَیْرَ بَعِیدٍ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ قُمْ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ قَصْراً لَمْ أَرَ بِنَاءً أَحْسَنَ مِنْ بِنَائِهِ وَ لَا أَضْوَأَ مِنْهُ وَ تَقَدَّمَ الْخَادِمُ إِلَی سِتْرٍ عَلَی بَیْتٍ فَرَفَعَهُ ثُمَّ قَالَ لِیَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ فَإِذَا فَتًی جَالِسٌ فِی وَسَطِ الْبَیْتِ وَ قَدْ عُلِّقَ عَلَی رَأْسِهِ مِنَ السَّقْفِ سَیْفٌ طَوِیلٌ تَكَادُ ظُبَتُهُ تَمَسُّ رَأْسَهُ وَ الْفَتَی بَدْرٌ یَلُوحُ فِی ظَلَامٍ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ بِأَلْطَفِ الْكَلَامِ وَ أَحْسَنِهِ ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَدْرِی مَنْ أَنَا فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الَّذِی أَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ بِهَذَا السَّیْفِ وَ أَشَارَ إِلَیْهِ فَأَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً فَسَقَطْتُ عَلَی وَجْهِی وَ تَعَفَّرْتُ فَقَالَ لَا تَفْعَلْ ارْفَعْ رَأْسَكَ أَنْتَ فُلَانٌ مِنْ مَدِینَةٍ بِالْجَبَلِ یُقَالُ لَهَا هَمَذَانُ قُلْتُ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ قَالَ فَتُحِبُّ أَنْ تَئُوبَ إِلَی أَهْلِكَ قُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی وَ أُبَشِّرُهُمْ بِمَا أَتَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِی فَأَوْمَأَ إِلَی الْخَادِمِ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ نَاوَلَنِی صُرَّةً وَ خَرَجَ وَ مَشَی مَعِی خُطُوَاتٍ فَنَظَرْتُ إِلَی ظِلَالٍ وَ أَشْجَارٍ وَ مَنَارَةِ مَسْجِدٍ فَقَالَ أَ تَعْرِفُ هَذَا الْبَلَدَ قُلْتُ إِنَّ بِقُرْبِ بَلَدِنَا بَلْدَةً تُعْرَفُ بِأَسْتَابَادَ وَ هِیَ تُشْبِهُهَا قَالَ فَقَالَ هَذِهِ أَسْتَابَادُ امْضِ رَاشِداً فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ وَ دَخَلْتُ أَسْتَابَادَ وَ إِذَا فِی الصُّرَّةِ أَرْبَعُونَ أَوْ خَمْسُونَ دِینَاراً فَوَرَدْتُ هَمَذَانَ

ص: 41

وَ جَمَعْتُ أَهْلِی وَ بَشَّرْتُهُمْ بِمَا أَتَاحَ اللَّهُ لِی وَ یَسَّرَهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ نَزَلْ بِخَیْرٍ مَا بَقِیَ مَعَنَا مِنْ تِلْكَ الدَّنَانِیرِ.

بیان: قوله فی سواء تلك الأرض أی وسطها و ظُبَة السیف بالضم مخففا طرفه و لعل أستاباد هی التی تعرف الیوم بأسدآباد(1).

أقول: روی الراوندی مثل تلك القصة عن جماعة سمعوها منهم.

«31»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَنْبَرٍ الْكَبِیرِ مَوْلَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ: خَرَجَ صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام عَلَی جَعْفَرٍ الْكَذَّابِ مِنْ مَوْضِعٍ لَمْ یَعْلَمْ بِهِ عِنْدَ مَا نَازَعَ فِی الْمِیرَاثِ عِنْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا جَعْفَرُ مَا لَكَ تَعْرِضُ فِی حُقُوقِی فَتَحَیَّرَ جَعْفَرٌ وَ بَهَتَ ثُمَّ غَابَ عَنْهُ فَطَلَبَ جَعْفَرٌ بَعْدَ ذَلِكَ فِی النَّاسِ فَلَمْ یَرَهُ فَلَمَّا مَاتَتِ الْجَدَّةُ أُمُّ الْحَسَنِ أَمَرَتْ أَنْ تُدْفَنَ فِی الدَّارِ فَنَازَعَهُمْ وَ قَالَ هِیَ دَارِی لَا تُدْفَنُ فِیهَا فَخَرَجَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا جَعْفَرُ دَارُكَ هِیَ ثُمَّ غَابَ فَلَمْ یَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.

«32»- ك، [إكمال الدین] حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوَالُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ سَمِعْتُ جَدِّی عَلِیَّ بْنَ مَهْزِیَارَ(2) یَقُولُ: كُنْتُ نَائِماً فِی مَرْقَدِی إِذْ رَأَیْتُ فِیمَا

ص: 42


1- 1. كما فی المصدر المطبوع ج 2 ص 129.
2- 2. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 140( ط- اسلامیة) سند الحدیث هكذا:« ... عن أبی جعفر محمّد بن علیّ بن إبراهیم بن مهزیار قال: سمعت أبی یقول: سمعت جدی إبراهیم ابن مهزیار یقول: كنت نائما» الخ. و هكذا فیما یأتی فی كل المواضع بدل« علی بن مهزیار»« إبراهیم بن مهزیار»، هذا مع أنّه یطابق ما مر عن كمال الدین بعینه تحت الرقم 28 یناسب لفظ السند بقوله« سمعت أبی .... یقول: سمعت جدی .... یقول» فیرتفع الخدشة و الاشكال الذی. ذكره المصنّف رحمه اللّٰه فی بیان الخبر. لكن یبقی اشكال آخر، و هو أن النسختین متفقتان فی تكنیة الرجل بأبی الحسن فی كل المواضع و هو كنیة علیّ بن مهزیار و أمّا كنیة إبراهیم بن مهزیار فهو أبو إسحاق كما یذكر فی الحدیث السابق المذكور تحت الرقم 28. فقد یختلج بالبال أن نساخ كتاب كمال الدین فیما بعد المجلسیّ- رحمه اللّٰه- صححوا ألفاظ الحدیث سندا و متنا!! بحیث یطابق الاعتبار، و لكن غفلوا عن تصحیح الكنی و تبدیل أبی الحسن بأبی إسحاق.

یَرَی النَّائِمُ قَائِلًا یَقُولُ لِی حُجَّ فِی هَذِهِ السَّنَةِ فَإِنَّكَ تَلْقَی صَاحِبَ زَمَانِكَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ فَانْتَبَهْتُ فَرِحاً مَسْرُوراً فَمَا زِلْتُ فِی صَلَاتِی حَتَّی انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ وَ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِی وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنِ الْحَاجِّ فَوَجَدْتُ رِفْقَةً تُرِیدُ الْخُرُوجَ فَبَادَرْتُ مَعَ أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ حَتَّی خَرَجُوا وَ خَرَجْتُ بِخُرُوجِهِمْ أُرِیدُ الْكُوفَةَ فَلَمَّا وَافَیْتُهَا نَزَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِی وَ سَلَّمْتُ مَتَاعِی إِلَی ثِقَاتِ إِخْوَانِی وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا زِلْتُ كَذَلِكَ فَلَمْ أَجِدْ أَثَراً وَ لَا سَمِعْتُ خَبَراً وَ خَرَجْتُ فِی أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ أُرِیدُ الْمَدِینَةَ فَلَمَّا دَخَلْتُهَا لَمْ أَتَمَالَكْ أَنْ نَزَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِی وَ سَلَّمْتُ رَحْلِی إِلَی ثِقَاتِ إِخْوَانِی وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنِ الْخَبَرِ وَ أَقْفُو الْأَثَرَ فَلَا خَبَراً سَمِعْتُ وَ لَا أَثَراً وَجَدْتُ فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ إِلَی أَنْ نَفَرَ النَّاسُ إِلَی مَكَّةَ وَ خَرَجْتُ مَعَ مَنْ خَرَجَ حَتَّی وَافَیْتُ مَكَّةَ وَ نَزَلْتُ وَ اسْتَوْثَقْتُ مِنْ رَحْلِی وَ خَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْ آلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَلَمْ أَسْمَعْ خَبَراً وَ لَا وَجَدْتُ أَثَراً فَمَا زِلْتُ بَیْنَ الْإِیَاسِ وَ الرَّجَاءِ مُتَفَكِّراً فِی أَمْرِی وَ عَاتِباً عَلَی نَفْسِی وَ قَدْ جَنَّ اللَّیْلُ وَ أَرَدْتُ أَنْ یَخْلُوَ لِی وَجْهُ الْكَعْبَةِ لِأَطُوفَ بِهَا وَ أَسْأَلَ اللَّهَ یُعَرِّفُنِی أَمَلِی فِیهَا فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ وَ قَدْ خَلَا لِی وَجْهُ الْكَعْبَةِ إِذْ قُمْتُ إِلَی الطَّوَافِ فَإِذَا أَنَا بِفَتًی مَلِیحِ الْوَجْهِ طَیِّبِ الرَّوْحِ مُتَرَدٍّ(1) بِبُرْدَةٍ مُتَّشَحٍ بِأُخْرَی وَ قَدْ عَطَفَ بِرِدَائِهِ عَلَی

ص: 43


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 141:« متزر» و هو الأظهر.

عَاتِقِهِ فَحَرَّكْتُهُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقُلْتُ مِنَ الْأَهْوَازِ فَقَالَ أَ تَعْرِفُ بِهَا ابْنَ الْخَضِیبِ فَقُلْتُ رَحِمَهُ اللَّهُ دُعِیَ فَأَجَابَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَلَقَدْ كَانَ بِالنَّهَارِ صَائِماً وَ بِاللَّیْلِ قَائِماً وَ لِلْقُرْآنِ تَالِیاً وَ لَنَا مُوَالِیاً أَ تَعْرِفُ بِهَا عَلِیَّ بْنَ مَهْزِیَارَ فَقُلْتُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ فَقَالَ أَهْلًا وَ سَهْلًا بِكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ تَعْرِفُ الضَّرِیحَیْنِ (1)

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ مَنْ هُمَا قُلْتُ مُحَمَّدٌ وَ مُوسَی قَالَ وَ مَا فَعَلْتَ الْعَلَامَةَ الَّتِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ مَعِی قَالَ أَخْرِجْهَا إِلَیَّ فَأَخْرَجْتُ إِلَیْهِ خَاتَماً حَسَناً عَلَی فَصِّهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ فَلَمَّا رَآهُ بَكَی بُكَاءً طَوِیلًا وَ هُوَ یَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَلَقَدْ كُنْتَ إِمَاماً عَادِلًا ابْنَ أَئِمَّةٍ أَبَا إِمَامٍ أَسْكَنَكَ اللَّهُ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَی مَعَ آبَائِكَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ صِرْ إِلَی رَحْلِكَ وَ كُنْ عَلَی أُهْبَةِ السَّفَرِ حَتَّی إِذَا ذَهَبَ الثُّلُثُ مِنَ اللَّیْلِ وَ بَقِیَ الثُّلُثَانِ فَالْحَقْ بِنَا فَإِنَّكَ تَرَی مُنَاكَ قَالَ ابْنُ مَهْزِیَارَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی رَحْلِی أُطِیلُ الْفِكْرَ حَتَّی إِذَا هَجَمَ الْوَقْتُ فَقُمْتُ إِلَی رَحْلِی فَأَصْلَحْتُهُ وَ قَدَّمْتُ رَاحِلَتِی فَحَمَلْتُهَا وَ صِرْتُ فِی مَتْنِهَا حَتَّی لَحِقْتُ الشِّعْبَ فَإِذَا أَنَا بِالْفَتَی هُنَاكَ یَقُولُ أَهْلًا وَ سَهْلًا یَا أَبَا الْحَسَنِ طُوبَی لَكَ فَقَدْ أُذِنَ لَكَ فَسَارَ وَ سِرْتُ بِسَیْرِهِ حَتَّی جَازَ بِی عَرَفَاتٍ وَ مِنًی وَ صِرْتُ فِی أَسْفَلِ ذِرْوَةِ الطَّائِفِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ انْزِلْ وَ خُذْ فِی أُهْبَةِ الصَّلَاةِ فَنَزَلَ وَ نَزَلْتُ حَتَّی إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ فَرَغْتُ ثُمَّ قَالَ لِی خُذْ فِی صَلَاةِ الْفَجْرِ وَ أَوْجِزْ فَأَوْجَزْتُ فِیهَا وَ سَلَّمَ وَ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِی التُّرَابِ ثُمَّ رَكِبَ وَ أَمَرَنِی بِالرُّكُوبِ ثُمَّ سَارَ وَ سِرْتُ بِسَیْرِهِ حَتَّی عَلَا الذِّرْوَةَ فَقَالَ الْمَحْ هَلْ تَرَی شَیْئاً فَلَمَحْتُ فَرَأَیْتُ بُقْعَةً نَزِهَةً كَثِیرَةَ الْعُشْبِ وَ الْكَلَإِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَرَی بُقْعَةً كَثِیرَةَ الْعُشْبِ وَ الْكَلَإِ فَقَالَ لِی هَلْ فِی أَعْلَاهَا شَیْ ءٌ فَلَمَحْتُ فَإِذَا أَنَا بِكَثِیبِ رَمْلٍ فَوْقَهُ بَیْتٌ مِنْ شَعْرٍ یَتَوَقَّدُ نُوراً فَقَالَ لِی هَلْ رَأَیْتَ شَیْئاً فَقُلْتُ أَرَی كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لِی یَا ابْنَ مَهْزِیَارَ طِبْ نَفْساً وَ قَرَّ عَیْناً فَإِنَّ هُنَاكَ

ص: 44


1- 1. و فی المصدر ج 2 ص 142:« الصریحین».

أَمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ ثُمَّ قَالَ لِیَ انْطَلِقْ بِنَا فَسَارَ وَ سِرْتُ حَتَّی صَارَ فِی أَسْفَلِ الذِّرْوَةِ ثُمَّ قَالَ لِی انْزِلْ فَهَاهُنَا یَذِلُّ كُلُّ صَعْبٍ فَنَزَلَ وَ نَزَلْتُ حَتَّی قَالَ لِی یَا ابْنَ مَهْزِیَارَ خَلِّ عَنْ زِمَامِ الرَّاحِلَةِ فَقُلْتُ عَلَی مَنْ أُخَلِّفُهَا وَ لَیْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ فَقَالَ إِنَّ هَذَا حَرَمٌ لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا وَلِیٌّ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا وَلِیٌّ فَخَلَّیْتُ عَنِ الرَّاحِلَةِ وَ سَارَ وَ سِرْتُ مَعَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْخِبَاءِ سَبَقَنِی وَ قَالَ لِی هُنَاكَ إِلَی أَنْ یُؤْذَنَ لَكَ فَمَا كَانَ إِلَّا هُنَیْئَةً فَخَرَجَ إِلَیَّ وَ هُوَ یَقُولُ طُوبَی لَكَ فَقَدْ أُعْطِیتَ سُؤْلَكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی نَمَطٍ عَلَیْهِ نَطْعُ أَدَمٍ أَحْمَرَ مُتَّكِئٌ عَلَی مِسْوَرَةِ أَدَمٍ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ لَمَحْتُهُ فَرَأَیْتُ وَجْهاً مِثْلَ فِلْقَةِ قَمَرٍ لَا بِالْخَرِقِ وَ لَا بِالنَّزِقِ وَ لَا بِالطَّوِیلِ الشَّامِخِ وَ لَا بِالْقَصِیرِ اللَّاصِقِ مَمْدُودَ الْقَامَةِ صَلْتَ الْجَبِینِ أَزَجَّ الْحَاجِبَیْنِ أَدْعَجَ الْعَیْنَیْنِ أَقْنَی الْأَنْفِ سَهْلَ الْخَدَّیْنِ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ فَلَمَّا أَنَا بَصُرْتُ بِهِ حَارَ عَقْلِی فِی نَعْتِهِ وَ صِفَتِهِ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ مَهْزِیَارَ كَیْفَ خَلَّفْتَ إِخْوَانَكَ بِالْعِرَاقِ قُلْتُ فِی ضَنْكِ عَیْشٍ وَ هَنَاةٍ قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَیْهِمْ سُیُوفُ بَنِی الشَّیْصَبَانِ فَقَالَ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَكُونَ كَأَنِّی بِالْقَوْمِ وَ قَدْ قُتِلُوا فِی دِیَارِهِمْ وَ أَخَذَهُمْ أَمْرُ رَبِّهِمْ لَیْلًا أَوْ نَهَاراً فَقُلْتُ مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ إِذَا حِیلَ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ سَبِیلِ الْكَعْبَةِ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُمْ بَرَاءٌ وَ ظَهَرَتِ الْحُمْرَةُ فِی السَّمَاءِ ثَلَاثاً فِیهَا أَعْمِدَةٌ كَأَعْمِدَةِ اللُّجَیْنِ تَتَلَأْلَأُ نُوراً وَ یَخْرُجُ الشروسی مِنْ أرمنیة [إِرْمِینِیَّةَ] وَ آذَرْبِیجَانَ یُرِیدُ وَرَاءَ الرَّیِّ الْجَبَلَ الْأَسْوَدَ الْمُتَلَاحِمَ بِالْجَبَلِ الْأَحْمَرِ لَزِیقُ جِبَالِ طَالَقَانَ فَتَكُونُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْمَرْوَزِیِّ وَقْعَةٌ صَیْلَمَانِیَّةٌ یَشِیبُ فِیهَا الصَّغِیرُ وَ یَهْرَمُ مِنْهَا الْكَبِیرُ وَ یَظْهَرُ الْقَتْلُ بَیْنَهُمَا فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا خُرُوجَهُ إِلَی الزَّوْرَاءِ فَلَا یَلْبَثُ بِهَا حَتَّی یُوَافِیَ مَاهَانَ ثُمَّ یُوَافِی وَاسِطَ الْعِرَاقِ فَیُقِیمُ بِهَا سَنَةً أَوْ دُونَهَا ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی كُوفَانَ فَتَكُونُ بَیْنَهُمْ وَقْعَةٌ

ص: 45

مِنَ النَّجَفِ إِلَی الْحِیرَةِ إِلَی الْغَرِیِّ وَقْعَةٌ شَدِیدَةٌ تَذْهَلُ مِنْهَا الْعُقُولُ فَعِنْدَهَا یَكُونُ بَوَارُ الْفِئَتَیْنِ وَ عَلَی اللَّهِ حَصَادُ الْبَاقِینَ ثُمَّ تَلَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَتاها أَمْرُنا لَیْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (1) فَقُلْتُ سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الْأَمْرُ قَالَ نَحْنُ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جُنُودُهُ قُلْتُ سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهُ حَانَ الْوَقْتُ قَالَ وَ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ.

بیان: قوله أ تعرف الضریحین أی البعیدین عن الناس قال الجوهری الضریح البعید و لا یبعد أن یكون بالصاد المهملة فإن الصریح الرجل الخالص النسب.

و النمط ضرب من البسط و لا یبعد أن یكون معرب نمد و المسورة متكأ من أدم و الدعج سواد العین و قیل شدة سواد العین فی شدة بیاضها و الهناة الشرور و الفساد و الشدائد العظام و الشیصبان اسم الشیطان أی بنی العباس الذین هم شرك شیطان.

و الصیلم الأمر الشدید و وقعة صیلمة مستأصلة و ماهان الدینور و نهاوند و قوله متی یكون ذلك یحتمل أن یكون سؤالا عن قیامه علیه السلام و خروجه و لو كان سؤالا عن انقراض بنی العباس فجوابه علیه السلام محمول علی ما هو غرضه الأصلی من ظهور دولتهم علیهم السلام.

ثم اعلم أن اختلاف أسماء رواة هذه القصة(2)

یحتمل أن یكون اشتباها من الرواة أو یكون وقع لهم جمیعا هذه الوقائع المتشابهة و الأظهر أن علی بن مهزیار هو علی بن إبراهیم بن مهزیار نسب إلی جده و هو ابن أخی علی بن مهزیار المشهور إذ یبعد إدراكه لهذا الزمان و یؤیده ما فی سند هذا الخبر من نسبة محمد إلی جده إن لم یسقط الابن بین الكنیة و الاسم.

ص: 46


1- 1. یونس: 24.
2- 2. یعنی القصة المذكورة فی هذا الحدیث، و الذی مر تحت الرقم 28 حیث ان الذی تشرف بخدمة الامام فی هذا الحدیث هو علیّ بن مهزیار، و فیما سبق إبراهیم بن مهزیار.

و أما خبر إبراهیم فیحتمل الاتحاد و التعدد و إن كان الاتحاد أظهر باشتباه النساخ و الرواة و العجب أن محمد بن أبی عبد اللّٰه عد فیما مضی محمد بن إبراهیم بن مهزیار ممن رآه علیه السلام و لم یعد أحدا من هؤلاء(1).

ثم اعلم أن اشتمال هذه الأخبار علی أن له علیه السلام أخا مسمی بموسی غریب.

«33»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ وَجْنَاءَ یَقُولُ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ كَانَ فِی دَارِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ فَكَبَسَتْنَا الْخَیْلُ وَ فِیهِمْ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(2)

الْكَذَّابُ وَ اشْتَغَلُوا بِالنَّهْبِ وَ الْغَارَةِ وَ كَانَتْ هِمَّتِی فِی مَوْلَایَ الْقَائِمِ علیه السلام قَالَ فَإِذَا بِهِ قَدْ أَقْبَلَ وَ خَرَجَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْبَابِ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ هُوَ علیه السلام ابْنُ سِتِّ سِنِینَ فَلَمْ یَرَهُ أَحَدٌ حَتَّی غَابَ.

«34»- ك، [إكمال الدین] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سِنَانٍ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ سَیِّدُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام وَفَدَ مِنْ قُمَّ وَ الْجِبَالِ وُفُودٌ بِالْأَمْوَالِ الَّتِی كَانَتْ تُحْمَلُ عَلَی الرَّسْمِ وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُمْ خَبَرُ وَفَاتِهِ علیه السلام فَلَمَّا أَنْ وَصَلُوا إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی سَأَلُوا عَنْ سَیِّدِنَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقِیلَ لَهُمْ إِنَّهُ قَدْ فُقِدَ قَالُوا فَمَنْ وَارِثُهُ قَالُوا أَخُوهُ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ فَسَأَلُوا عَنْهُ فَقِیلَ لَهُمْ قَدْ خَرَجَ مُتَنَزِّهاً وَ رَكِبَ زَوْرَقاً فِی الدِّجْلَةِ یَشْرَبُ وَ مَعَهُ الْمُغَنُّونَ قَالَ فَتَشَاوَرَ الْقَوْمُ وَ قَالُوا لَیْسَتْ هَذِهِ صِفَاتِ الْإِمَامِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ امْضُوا بِنَا لِنَرُدَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ عَلَی أَصْحَابِهَا فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ الْقُمِّیُّ قِفُوا بِنَا حَتَّی یَنْصَرِفَ هَذَا الرَّجُلُ وَ نَخْتَبِرَ أَمْرَهُ عَلَی الصِّحَّةِ

ص: 47


1- 1. أقول و لعله لم یعتمد علی تلك الروایة حیث ان ألفاظها مصنوعة، و معانیها غریبة شاذة، و اسنادها منكر، و رجالها مجاهیل.
2- 2. راجع المصدر ج 2 ص 148.

قَالَ فَلَمَّا انْصَرَفَ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ قَالُوا یَا سَیِّدَنَا نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ مَعَنَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ وَ غَیْرِهَا وَ كُنَّا نَحْمِلُ إِلَی سَیِّدِنَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام الْأَمْوَالَ فَقَالَ وَ أَیْنَ هِیَ قَالُوا مَعَنَا قَالَ احْمَلُوهَا إِلَیَّ قَالُوا إِنَّ لِهَذِهِ الْأَمْوَالِ خَبَراً طَرِیفاً فَقَالَ وَ مَا هُوَ قَالُوا إِنَّ هَذِهِ الْأَمْوَالَ تُجْمَعُ وَ یَكُونُ فِیهَا مِنْ عَامَّةِ الشِّیعَةِ الدِّینَارُ وَ الدِّینَارَانِ ثُمَّ یَجْعَلُونَهَا فِی كِیسٍ وَ یَخْتِمُونَ عَلَیْهَا وَ كُنَّا

إِذَا وَرَدْنَا بِالْمَالِ قَالَ سَیِّدُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام جُمْلَةُ الْمَالِ كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً مِنْ فُلَانٍ كَذَا وَ مِنْ فُلَانٍ كَذَا حَتَّی یَأْتِی عَلَی أَسْمَاءِ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ یَقُولُ مَا عَلَی الْخَوَاتِیمِ مِنْ نَقْشٍ فَقَالَ جَعْفَرٌ كَذَبْتُمْ تَقُولُونَ عَلَی أَخِی مَا لَمْ یَفْعَلْهُ هَذَا عِلْمُ الْغَیْبِ قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ كَلَامَ جَعْفَرٍ جَعَلَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ فَقَالَ لَهُمُ احْمِلُوا هَذَا الْمَالَ إِلَیَّ فَقَالُوا إِنَّا قَوْمٌ مُسْتَأْجَرُونَ وُكَلَاءُ لِأَرْبَابِ الْمَالِ وَ لَا نُسَلِّمُ الْمَالَ إِلَّا بِالْعَلَامَاتِ الَّتِی كُنَّا نَعْرِفُهَا مِنْ سَیِّدِنَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِنْ كُنْتَ الْإِمَامَ فَبَرْهِنْ لَنَا وَ إِلَّا رَدَدْنَاهَا إِلَی أَصْحَابِهَا یَرَوْنَ فِیهَا رَأْیَهُمْ قَالَ فَدَخَلَ جَعْفَرٌ عَلَی الْخَلِیفَةِ وَ كَانَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فَاسْتَعْدَی عَلَیْهِمْ فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَ الْخَلِیفَةُ احْمِلُوا هَذَا الْمَالَ إِلَی جَعْفَرٍ قَالُوا أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّا قَوْمٌ مُسْتَأْجَرُونَ وُكَلَاءُ لِأَرْبَابِ هَذِهِ الْأَمْوَالِ وَ هِیَ وَدَاعَةٌ لِجَمَاعَةٍ أَمَرُونَا أَنْ لَا نُسَلِّمَهَا إِلَّا بِعَلَامَةٍ وَ دَلَالَةٍ وَ قَدْ جَرَتْ بِهَذَا الْعَادَةُ مَعَ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ الْخَلِیفَةُ وَ مَا الدَّلَالَةُ الَّتِی كَانَتْ لِأَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ الْقَوْمُ كَانَ یَصِفُ الدَّنَانِیرَ وَ أَصْحَابَهَا وَ الْأَمْوَالَ وَ كَمْ هِیَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَلَّمْنَاهَا إِلَیْهِ وَ قَدْ وَفَدْنَا عَلَیْهِ مِرَاراً فَكَانَتْ هَذِهِ عَلَامَتَنَا مِنْهُ وَ دَلَالَتَنَا وَ قَدْ مَاتَ فَإِنْ یَكُنْ هَذَا الرَّجُلُ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فَلْیُقِمْ لَنَا مَا كَانَ یُقِیمُ لَنَا أَخُوهُ وَ إِلَّا رَدَدْنَاهَا إِلَی أَصْحَابِهَا فَقَالَ جَعْفَرٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَذَّابُونَ یَكْذِبُونَ عَلَی أَخِی وَ هَذَا عِلْمُ الْغَیْبِ فَقَالَ الْخَلِیفَةُ الْقَوْمُ رُسُلٌ وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ قَالَ فَبُهِتَ جَعْفَرٌ وَ لَمْ یُحِرْ جَوَاباً فَقَالَ الْقَوْمُ یَتَطَوَّلُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِإِخْرَاجِ أَمْرِهِ إِلَی مَنْ

ص: 48

یُبَدْرِقُنَا حَتَّی نَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الْبَلْدَةِ قَالَ فَأَمَرَ لَهُمْ بِنَقِیبٍ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْهَا فَلَمَّا أَنْ خَرَجُوا مِنَ الْبَلَدِ خَرَجَ عَلَیْهِمْ غُلَامٌ أَحْسَنُ النَّاسِ وَجْهاً كَأَنَّهُ خَادِمٌ فَنَادَی یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَجِیبُوا مَوْلَاكُمْ قَالَ فَقَالُوا لَهُ أَنْتَ مَوْلَانَا قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنَا عَبْدُ مَوْلَاكُمْ فَسِیرُوا إِلَیْهِ قَالُوا فَسِرْنَا مَعَهُ حَتَّی دَخَلْنَا دَارَ مَوْلَانَا الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِذَا وَلَدُهُ الْقَائِمُ علیه السلام قَاعِدٌ عَلَی سَرِیرٍ كَأَنَّهُ فِلْقَةُ الْقَمَرِ عَلَیْهِ ثِیَابٌ خُضْرٌ فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْنَا السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ جُمْلَةُ الْمَالِ كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً حَمَلَ فُلَانٌ كَذَا وَ فُلَانٌ كَذَا وَ لَمْ یَزَلْ یَصِفُ حَتَّی وَصَفَ الْجَمِیعَ ثُمَّ وَصَفَ ثِیَابَنَا وَ رِحَالَنَا وَ مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ الدَّوَابِّ فَخَرَرْنَا سُجَّداً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شُكْراً لِمَا عَرَفْنَا وَ قَبَّلْنَا الْأَرْضَ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ سَأَلْنَاهُ عَمَّا أَرَدْنَا فَأَجَابَ فَحَمَلْنَا إِلَیْهِ الْأَمْوَالَ وَ أَمَرَنَا الْقَائِمُ أَنْ لَا نَحْمِلَ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی بَعْدَهَا شَیْئاً فَإِنَّهُ یَنْصِبُ لَنَا بِبَغْدَادَ رَجُلًا نَحْمِلُ إِلَیْهِ الْأَمْوَالَ وَ یَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ التَّوْقِیعَاتُ قَالَ فَانْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ دَفَعَ إِلَی أَبِی الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُمِّیِّ الْحِمْیَرِیِّ شَیْئاً مِنَ الْحَنُوطِ وَ الْكَفَنِ وَ قَالَ لَهُ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ فِی نَفْسِكَ قَالَ فَمَا بَلَغَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَقَبَةَ هَمَذَانَ حَتَّی تُوُفِّیَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ تُحْمَلُ الْأَمْوَالُ إِلَی بَغْدَادَ إِلَی النُّوَّابِ الْمَنْصُوبِینَ وَ یَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِمُ التَّوْقِیعَاتُ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه هذا الخبر یدل علی أن الخلیفة كان یعرف هذا الأمر كیف هو و أین موضعه فلهذا كف عن القوم و عما معهم من الأموال و دفع جعفر الكذاب عنهم و لم یأمرهم بتسلیمها إلیه إلا أنه كان یحب أن یخفی هذا الأمر و لا یظهر لئلا یهتدی إلیه الناس فیعرفونه.

وَ قَدْ كَانَ جَعْفَرٌ حَمَلَ إِلَی الْخَلِیفَةِ(1) عِشْرِینَ أَلْفَ دِینَارٍ لَمَّا تُوُفِّیَ الْحَسَنُ بْنُ

ص: 49


1- 1. روی الكلینی فی الكافی ج 1 ص 505 حدیث أحمد بن عبید اللّٰه بن خاقان یصف فیه أبا محمّد الحسن العسكریّ أنّه قال:- فی حدیث- فجاء جعفر بعد ذلك الی أبی- و هو وزیر المعتمد علی اللّٰه أحمد بن المتوكل- فقال: اجعل لی مرتبة أخی، و اوصل إلیك فی كل سنة عشرین ألف دینار.- فزبره أبی و أسمعه و قال له: یا أحمق السلطان جرد سیفه فی الذین زعموا ان اباك و أخاك أئمة لیردهم عن ذلك، فلم یتهیأ له ذلك، فان كنت عند شیعة أبیك و أخیك اماما فلا حاجة بك الی السلطان أن یرتبك مراتبهما، و لا غیر السلطان، و ان لم تكن عندهم بهذه المنزلة، لم تنلها بنا. و استقله أبی عند ذلك و استضعفه و أمر أن یحجب عنه فلم یأذن له فی الدخول علیه حتی مات أبی، و خرجنا و هو علی تلك الحال، و السلطان یطلب أثر ولد الحسن بن علیّ.

عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَجْعَلُ لِی مَرْتَبَةَ أَخِی وَ مَنْزِلَتَهُ فَقَالَ الْخَلِیفَةُ اعْلَمْ أَنَّ مَنْزِلَةَ أَخِیكَ لَمْ تَكُنْ بِنَا إِنَّمَا كَانَتْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَحْنُ كُنَّا نَجْتَهِدُ فِی حَطِّ مَنْزِلَتِهِ وَ الْوَضْعِ مِنْهُ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْبَی إِلَّا أَنْ یَزِیدَهُ كُلَّ یَوْمٍ رِفْعَةً بِمَا كَانَ فِیهِ مِنَ الصِّیَانَةِ وَ حُسْنِ السَّمْتِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ شِیعَةِ أَخِیكَ بِمَنْزِلَتِهِ فَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَیْنَا وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ یَكُنْ فِیكَ مَا فِی أَخِیكَ لَمْ نُغْنِ عَنْكَ فِی ذَلِكَ شَیْئاً(1).

«35»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَوِّضَةِ وَ الْمُقَصِّرَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیَّ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ كَامِلٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْأَلُهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِی وَ قَالَ بِمَقَالَتِی قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام نَظَرْتُ إِلَی ثِیَابٍ بَیَاضٍ نَاعِمَةٍ عَلَیْهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَلِیُّ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ یَلْبَسُ النَّاعِمَ مِنَ الثِّیَابِ وَ یَأْمُرُنَا نَحْنُ بِمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَ یَنْهَانَا عَنْ لُبْسِ مِثْلِهِ فَقَالَ مُتَبَسِّماً یَا كَامِلُ وَ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعَیْهِ فَإِذَا مِسْحٌ أَسْوَدُ خَشِنٌ عَلَی جِلْدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلَّهِ وَ هَذَا لَكُمْ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ إِلَی بَابٍ عَلَیْهِ سِتْرٌ مُرْخًی فَجَاءَتِ الرِّیحُ فَكَشَفَتْ طَرَفَهُ فَإِذَا أَنَا بِفَتًی كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعِ سِنِینَ أَوْ مِثْلِهَا فَقَالَ لِی یَا كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ فَاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ أُلْهِمْتُ أَنْ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ جِئْتَ إِلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ وَ بَابِهِ تَسْأَلُهُ هَلْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ

ص: 50


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 152- 156.

إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَ قَالَ بِمَقَالَتِكَ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ قَالَ إِذَنْ وَ اللَّهِ یَقِلَّ دَاخِلُهَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَدْخُلُهَا قَوْمٌ یُقَالُ لَهُمُ الْحَقِّیَّةُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَنْ هُمْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ حُبِّهِمْ لِعَلِیٍّ یَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَ لَا یَدْرُونَ مَا حَقُّهُ وَ فَضْلُهُ ثُمَّ سَكَتَ علیه السلام عَنِّی سَاعَةً ثُمَّ قَالَ وَ جِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَقَالَةِ الْمُفَوِّضَةِ كَذَبُوا بَلْ قُلُوبُنَا أَوْعِیَةٌ لِمَشِیَّةِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ شِئْنَا وَ اللَّهُ یَقُولُ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَجَعَ السِّتْرُ إِلَی حَالَتِهِ فَلَمْ أَسْتَطِعْ كَشْفَهُ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مُتَبَسِّماً فَقَالَ یَا كَامِلُ مَا جُلُوسُكَ وَ قَدْ أَنْبَأَكَ بِحَاجَتِكَ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِی فَقُمْتُ وَ خَرَجْتُ وَ لَمْ أُعَایِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ فَلَقِیتُ كَامِلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ فَحَدَّثَنِی بِهِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أحمد بن علی الرازی عن محمد بن علی عن علی بن عبد اللّٰه بن عائذ عن الحسن بن وجناء قال سمعت أبا نعیم محمد بن أحمد الأنصاری: و ذكر مثله (1)

دلائل الإمامة للطبری، عن محمد بن هارون التلعكبری عن أبیه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد: مثله بیان یحتمل أن یكون المراد بالحقیة المستضعفین من المخالفین أو من الشیعة أو الأعم و سیأتی تحقیق القول فی ذلك فی كتاب الإیمان و الكفر.

«36»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَنْبَرِیِّ مِنْ وُلْدِ قَنْبَرٍ الْكَبِیرِ مَوْلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: جَرَی حَدِیثُ جَعْفَرٍ فَشَتَمَهُ فَقُلْتُ فَلَیْسَ غَیْرُهُ فَهَلْ رَأَیْتَهُ قَالَ لَمْ أَرَهُ وَ لَكِنْ رَآهُ غَیْرِی قُلْتُ وَ مَنْ رَآهُ قَالَ رَآهُ جَعْفَرٌ مَرَّتَیْنِ وَ لَهُ حَدِیثٌ وَ حَدَّثَ عَنْ رَشِیقٍ صَاحِبِ المادرای [الْمَادَرَانِیِ] قَالَ بَعَثَ إِلَیْنَا الْمُعْتَضِدُ وَ نَحْنُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَأَمَرَنَا أَنْ یَرْكَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا فَرَساً وَ یَجْنُبَ آخَرَ وَ نَخْرُجَ مُخَفِّفِینَ لَا یَكُونُ مَعَنَا قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ إِلَّا عَلَی السَّرْجِ مُصَلًّی وَ قَالَ لَنَا الْحَقُوا بِسَامَرَّةَ وَ وَصَفَ لَنَا مَحَلَّةً وَ دَاراً وَ قَالَ إِذَا أَتَیْتُمُوهَا تَجِدُوا عَلَی الْبَابِ خَادِماً أَسْوَدَ فَاكْبِسُوا الدَّارَ

ص: 51


1- 1. عرضناه علی المصدر ص 160.

وَ مَنْ رَأَیْتُمْ فِیهَا فَأْتُونِی بِرَأْسِهِ فَوَافَیْنَا سَامَرَّةَ فَوَجَدْنَا الْأَمْرَ كَمَا وَصَفَهُ وَ فِی الدِّهْلِیزِ خَادِمٌ أَسْوَدُ وَ فِی یَدِهِ تِكَّةٌ یَنْسِجُهَا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الدَّارِ وَ مَنْ فِیهَا فَقَالَ صَاحِبُهَا فَوَ اللَّهِ مَا الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ قَلَّ اكْتِرَاثُهُ بِنَا فَكَبَسْنَا الدَّارَ كَمَا أَمَرَنَا فَوَجَدْنَا دَاراً سَرِیَّةً وَ مُقَابِلُ الدَّارِ سِتْرٌ مَا نَظَرْتُ قَطُّ إِلَی أَنْبَلَ مِنْهُ كَأَنَّ الْأَیْدِیَ رُفِعَتْ عَنْهُ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ لَمْ یَكُنْ فِی الدَّارِ أَحَدٌ فَرَفَعْنَا السِّتْرَ فَإِذَا بَیْتٌ كَبِیرٌ كَأَنَّ بَحْراً فِیهِ وَ فِی أَقْصَی الْبَیْتِ حَصِیرٌ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّهُ عَلَی الْمَاءِ وَ فَوْقَهُ رَجُلٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَیْئَةً قَائِمٌ یُصَلِّی فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْنَا وَ لَا إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ أَسْبَابِنَا فَسَبَقَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لِیَتَخَطَّی الْبَیْتَ فَغَرِقَ فِی الْمَاءِ وَ مَا زَالَ یَضْطَرِبُ حَتَّی مَدَدْتُ یَدِی إِلَیْهِ فَخَلَّصْتُهُ وَ أَخْرَجْتُهُ وَ غُشِیَ عَلَیْهِ وَ بَقِیَ سَاعَةً وَ عَادَ صَاحِبِیَ الثَّانِی إِلَی فِعْلِ ذَلِكَ الْفِعْلِ فَنَالَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَ بَقِیتُ مَبْهُوتاً فَقُلْتُ لِصَاحِبِ الْبَیْتِ الْمَعْذِرَةُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْكَ فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ كَیْفَ الْخَبَرُ وَ لَا إِلَی مَنْ أَجِی ءُ وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَی اللَّهِ فَمَا الْتَفَتَ إِلَی شَیْ ءٍ مِمَّا قُلْنَا وَ مَا انْفَتَلَ عَمَّا كَانَ فِیهِ فَهَالَنَا ذَلِكَ وَ انْصَرَفْنَا عَنْهُ وَ قَدْ كَانَ الْمُعْتَضِدُ یَنْتَظِرُنَا وَ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَی الْحُجَّابِ إِذَا وَافَیْنَاهُ أَنْ نَدْخُلَ عَلَیْهِ فِی أَیِّ وَقْتٍ كَانَ فَوَافَیْنَاهُ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ فَأُدْخِلْنَا عَلَیْهِ فَسَأَلَنَا عَنِ الْخَبَرِ فَحَكَیْنَا لَهُ مَا رَأَیْنَا فَقَالَ وَیْحَكُمْ لَقِیَكُمْ أَحَدٌ قَبْلِی وَ جَرَی مِنْكُمْ إِلَی أَحَدٍ سَبَبٌ أَوْ قَوْلٌ قُلْنَا لَا فَقَالَ أَنَا نَفِیٌ (1) مِنْ جَدِّی وَ حَلَفَ بِأَشَدِّ أَیْمَانٍ لَهُ أَنَّهُ رَجُلٌ إِنْ بَلَغَهُ هَذَا الْخَبَرُ لَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَنَا فَمَا جَسَرْنَا أَنْ نُحَدِّثَ بِهِ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ.

«37»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ رَشِیقٍ صَاحِبِ المادرای [الْمَادَرَانِیِ]: مِثْلَهُ وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ ثُمَّ بَعَثُوا عَسْكَراً أَكْثَرَ فَلَمَّا دَخَلُوا الدَّارَ سَمِعُوا مِنَ السِّرْدَابِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فَاجْتَمَعُوا

ص: 52


1- 1. كذا فی المصدر المطبوع ص 161 و معنی« نفی من جدی» أی منفی من جدی العباس، و فی الأصل المطبوع« لغی» یقال: فلان لغیة، و هو نقیض قولك: لرشدة. قاله الجوهریّ.

عَلَی بَابِهِ وَ حَفِظُوهُ حَتَّی لَا یَصْعَدَ وَ لَا یَخْرُجَ وَ أَمِیرُهُمْ قَائِمٌ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعَسْكَرُ كُلُّهُمْ فَخَرَجَ مِنَ السِّكَّةِ الَّتِی عَلَی بَابِ السِّرْدَابِ وَ مَرَّ عَلَیْهِمْ فَلَمَّا غَابَ قَالَ الْأَمِیرُ انْزِلُوا عَلَیْهِ فَقَالُوا أَ لَیْسَ هُوَ مَرَّ عَلَیْكَ فَقَالَ مَا رَأَیْتُ قَالَ وَ لِمَ تَرَكْتُمُوهُ قَالُوا إِنَّا حَسِبْنَا أَنَّكَ تَرَاهُ.

«38»- نجم، [كتاب النجوم]: قَدْ أَدْرَكْتُ فِی وَقْتِی جَمَاعَةً یَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ شَاهَدُوا الْمَهْدِیَّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ فِیهِمْ مَنْ حَمَلُوا عَنْهُ رِقَاعاً وَ رَسَائِلَ عُرِضَتْ عَلَیْهِ فَمِنْ ذَلِكَ مَا عَرَفْتُ صِدْقَ مَا حَدَّثَنِی بِهِ وَ لَمْ یَأْذَنْ فِی تَسْمِیَتِهِ فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ قَدْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَتَفَضَّلَ عَلَیْهِ بِمُشَاهَدَةِ الْمَهْدِیِّ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ أَنَّهُ شَاهِدُهُ فِی وَقْتٍ أَشَارَ إِلَیْهِ قَالَ فَلَمَّا جَاءَ الْوَقْتُ كَانَ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَسَمِعَ صَوْتاً قَدْ عَرَفَهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ هُوَ یَزُورُ مَوْلَانَا الْجَوَادَ علیه السلام فَامْتَنَعَ هَذَا السَّائِلُ مِنَ التَّهَجُّمِ عَلَیْهِ وَ دَخَلَ فَوَقَفَ عِنْدَ رِجْلَیْ ضَرِیحِ مَوْلَانَا الْكَاظِمِ علیه السلام فَخَرَجَ مَنْ أَعْتَقِدُ أَنَّهُ هُوَ الْمَهْدِیُّ علیه السلام وَ مَعَهُ رَفِیقٌ لَهُ وَ شَاهَدَهُ وَ لَمْ یُخَاطِبْهُ فِی شَیْ ءٍ لِوُجُوبِ التَّأَدُّبِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِی بِهِ الرَّشِیدُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَیْمُونٍ الْوَاسِطِیُّ وَ نَحْنُ مُصْعِدُونَ إِلَی سَامَرَّاءَ(1)

قَالَ لَمَّا تَوَجَّهَ الشَّیْخُ یَعْنِی جَدِّی وَرَّامَ بْنَ أَبِی فِرَاسٍ

ص: 53


1- 1.« سامرّا» بلدة شرقیّ دجلة من ساحلها، و قد یقال« سامرّة» و أصلها لغة أعجمیة و نظیرها« تامرّا» اسم طسوج من سواد بغداد و اسم لأعالی نهر دیالی نهر واسع كان یحمل السفن فی أیّام المدود. و هذا وزن لیس فی أوزان العرب له مثال و قد لعبت بها أدباء العرب و صرّفوها فقالوا: « سرّمن رأی» أی سرور لمن رأی، و« سرّمن رأی» علی أنّه فعل ماض، و« سرّمن رأی» علی أنّه مصدر مجرّد. و قال الشّرتونی فی أقرب الموارد: و أصله« ساء من رأی»-!! و النسبة إلیها سرّمریّ، و سری، و سامری، و سامریّ. فتحرر.

قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مِنَ الْحِلَّةِ مُتَأَلِّماً مِنَ الْمَغَازِی وَ أَقَامَ بِالْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ بِمَقَابِرِ قُرَیْشٍ شَهْرَیْنِ إِلَّا سَبْعَةَ أَیَّامٍ قَالَ فَتَوَجَّهْتُ مِنْ وَاسِطٍ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ كَانَ الْبَرْدُ شَدِیداً فَاجْتَمَعْتُ مَعَ الشَّیْخِ بِالْمَشْهَدِ الْكَاظِمِیِّ وَ عَرَّفْتُهُ عَزْمِی عَلَی الزِّیَارَةِ فَقَالَ لِی أُرِیدُ أُنْفِذُ(1)

إِلَیْكَ رُقْعَةً تَشُدُّهَا فِی تِكَّةِ لِبَاسِكَ فَشَدَدْتُهَا أَنَا فِی لِبَاسِی فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَی الْقُبَّةِ الشَّرِیفَةِ وَ یَكُونُ دُخُولُكَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ لَمْ یَبْقَ عِنْدَكَ أَحَدٌ وَ كُنْتَ آخِرَ مَنْ یَخْرُجُ فَاجْعَلِ الرُّقْعَةَ عِنْدَ الْقُبَّةِ فَإِذَا جِئْتَ بُكْرَةً وَ لَمْ تَجِدِ الرُّقْعَةَ فَلَا تَقُلْ لِأَحَدٍ شَیْئاً قَالَ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی وَ جِئْتُ بُكْرَةً فَلَمْ أَجِدِ الرُّقْعَةَ وَ انْحَدَرْتُ إِلَی أَهْلِی وَ كَانَ الشَّیْخُ قَدْ سَبَقَنِی إِلَی أَهْلِهِ عَلَی اخْتِیَارِهِ فَلَمَّا جِئْتُ فِی أَوَانِ الزِّیَارَةِ وَ لَقِیتُهُ فِی مَنْزِلِهِ بِالْحِلَّةِ قَالَ لِی تِلْكَ الْحَاجَةُ انْقَضَتْ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ وَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِیثِ قَبْلَكَ أَحَداً مُنْذُ تُوُفِّیَ الشَّیْخُ إِلَی الْآنَ كَانَ لَهُ مُنْذُ مَاتَ ثَلَاثُونَ سَنَةً تَقْرِیباً وَ مِنْ ذَلِكَ مَا عَرَفْتُهُ مِمَّنْ تَحَقَّقْتُ صِدْقَهُ فِیمَا ذَكَرُهُ قَالَ كُنْتُ قَدْ سَأَلْتُ مَوْلَانَا الْمَهْدِیَّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنْ یَأْذَنَ لِی فِی أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ یُشَرَّفُ بِصُحْبَتِهِ وَ خِدْمَتِهِ فِی وَقْتِ غَیْبَتِهِ أُسْوَةً بِمَنْ یَخْدُمُهُ مِنْ عَبِیدِهِ وَ خَاصَّتِهِ وَ لَمْ أَطَّلِعْ عَلَی هَذَا الْمُرَادِ أَحَداً مِنَ الْعِبَادِ فَحَضَرَ عِنْدِی هَذَا الرَّشِیدُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَاسِطِیُّ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ یَوْمَ الْخَمِیسِ تَاسِعَ عشرین [عَشَرَ مِنْ] رَجَبٍ

سَنَةَ خَمْسٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ سِتِّمِائَةٍ وَ قَالَ لِیَ ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ قَدْ قَالُوا لَكَ مَا قَصْدُنَا إِلَّا الشَّفَقَةُ عَلَیْكَ فَإِنْ كُنْتَ تُوَطِّنُ نَفْسَكَ عَلَی الصَّبْرِ حَصَلَ الْمُرَادُ فَقُلْتُ لَهُ عَمَّنْ تَقُولُ هَذَا فَقَالَ عَنْ مَوْلَانَا الْمَهْدِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ مِنْ ذَلِكَ مَا عَرَفْتُهُ مِمَّنْ حَقَّقْتُ حَدِیثَهُ وَ صَدَّقْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَتَبْتُ إِلَی مَوْلَانَا الْمَهْدِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی آبَائِهِ الطَّاهِرِینَ كِتَاباً یَتَضَمَّنُ عِدَّةَ مُهِمَّاتٍ وَ سَأَلْتُ جَوَابَهُ بِقَلَمِهِ الشَّرِیفِ عَنْهَا وَ حَمَلْتُهُ مَعِی إِلَی السِّرْدَابِ الشَّرِیفِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فَجَعَلْتُ

ص: 54


1- 1. فی الأصل المطبوع: اتقن.

الْكِتَابَ فِی السِّرْدَابِ ثُمَّ خِفْتُ عَلَیْهِ فَأَخَذْتُهُ مَعِی وَ كَانَتْ لَیْلَةُ جُمُعَةٍ وَ انْفَرَدْتُ فِی بَعْضِ حُجَرِ مَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ قَالَ فَلَمَّا قَارَبَ نِصْفُ اللَّیْلِ دَخَلَ خَادِمٌ مُسْرِعاً فَقَالَ أَعْطِنِی الْكِتَابَ اللَّهُمَّ قَالَ وَ یُقَالُ الشَّكُّ مِنَ الرَّاوِی فَجَلَسْتُ لِأَتَطَهَّرَ لِلصَّلَاةِ وَ أَبْطَأْتُ لِذَلِكَ فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَجِدِ الْخَادِمَ وَ لَا الْمَخْدُومَ وَ كَانَ الْمُرَادَ مِنْ إِیرَادِ هَذَا الْحَدِیثِ أَنَّهُ علیه السلام اطَّلَعَ عَلَی كِتَابٍ مَا أَطْلَعْتُ عَلَیْهِ أَحَداً مِنَ الْبَشَرِ وَ أَنَّهُ نَفَّذَ خَادِمَهُ مُلْتَمَسَهُ فَكَانَ ذَلِكَ آیَةً لِلَّهِ تَعَالَی وَ مُعْجِزَةً لَهُ علیه السلام یَعْرِفُ ذَلِكَ مَنْ نَظَرَ.

«39»- نبه، [تنبیه الخاطر] حَدَّثَنِی السَّیِّدُ الْأَجَلُّ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْعُرَیْضِیُّ الْعَلَوِیُّ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَمَا قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ حَمْزَةَ الْأَقْسَاسِیُّ فِی دَارِ الشَّرِیفِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَدَائِنِیِّ الْعَلَوِیِّ قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ شَیْخٌ قَصَّارٌ وَ كَانَ مَوْسُوماً بِالزُّهْدِ مُنْخَرِطاً فِی سِلْكِ السِّیَاحَةِ مُتَبَتِّلًا لِلْعِبَادَةِ مُقْتَضِیاً لِلْآثَارِ الصَّالِحَةِ فَاتَّفَقَ یَوْماً أَنَّنِی كُنْتُ بِمَجْلِسِ وَالِدِی وَ كَانَ هَذَا الشَّیْخُ یُحَدِّثُهُ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَیْهِ قَالَ كُنْتُ ذَاتَ لَیْلَةٍ بِمَسْجِدِ جُعْفِیٍّ وَ هُوَ مَسْجِدٌ قَدِیمٌ فِی ظَاهِرِ الْكُوفَةِ وَ قَدِ انْتَصَفَ اللَّیْلُ وَ أَنَا بِمُفْرَدِی فِیهِ لِلْخَلْوَةِ وَ الْعِبَادَةِ إِذَا أَقْبَلَ عَلَیَّ ثَلَاثَةُ أَشْخَاصٍ فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَلَمَّا تَوَسَّطُوا صَرْحَتَهُ جَلَسَ أَحَدُهُمْ ثُمَّ مَسَحَ الْأَرْضَ بِیَدِهِ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً وَ خُضْخِضَ الْمَاءُ وَ نَبَعَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ مِنْهُ ثُمَّ أَشَارَ إِلَی الشَّخْصَیْنِ الْآخَرَیْنِ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فَتَوَضَّئَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّی بِهِمَا إِمَاماً فَصَلَّیْتُ مَعَهُمْ مُؤْتَمّاً بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ قَضَی صَلَاتَهُ بَهَرَنِی حَالُهُ وَ اسْتَعْظَمْتُ فِعْلَهُ مِنْ إِنْبَاعِ الْمَاءِ فَسَأَلْتُ الشَّخْصَ الَّذِی كَانَ مِنْهُمَا عَلَی یَمِینِی عَنِ الرَّجُلِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ هَذَا فَقَالَ لِی هَذَا صَاحِبُ الْأَمْرِ وَلَدُ الْحَسَنِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ قَبَّلْتُ یَدَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی الشَّرِیفِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ هَلْ هُوَ عَلَی الْحَقِّ فَقَالَ لَا وَ رُبَّمَا اهْتَدَی إِلَّا أَنَّهُ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرَانِی فَاسْتَطْرَفْنَا هَذَا الْحَدِیثَ فَمَضَتْ بُرْهَةٌ طَوِیلَةٌ فَتُوُفِّیَ الشَّرِیفُ عُمَرُ وَ لَمْ یُسْمَعْ أَنَّهُ لَقِیَهُ فَلَمَّا اجْتَمَعْتُ

ص: 55

بِالشَّیْخِ الزَّاهِدِ ابْنِ بَادِیَةَ أَذْكَرْتُهُ بِالْحِكَایَةِ الَّتِی كَانَ ذَكَرَهَا وَ قُلْتُ لَهُ مِثْلَ الرَّادِّ عَلَیْهِ أَ لَیْسَ كُنْتَ ذَكَرْتَ أَنَّ هَذَا الشَّرِیفَ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرَی صَاحِبَ الْأَمْرِ الَّذِی أَشَرْتَ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی وَ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ یَرَهُ ثُمَّ إِنَّنِی اجْتَمَعْتُ فِیمَا بَعْدُ بِالشَّرِیفِ أَبِی الْمَنَاقِبِ وَلَدِ الشَّرِیفِ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ وَ تَفَاوَضْنَا أَحَادِیثَ وَالِدِهِ فَقَالَ إِنَّا كُنَّا ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی آخِرِ اللَّیْلِ عِنْدَ وَالِدِی وَ هُوَ فِی مَرَضِهِ الَّذِی مَاتَ فِیهِ وَ قَدْ سَقَطَتْ قُوَّتُهُ وَ خَفَّتْ صَوْتُهُ وَ الْأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ عَلَیْنَا إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا شَخْصٌ هِبْنَاهُ وَ اسْتَطْرَفْنَا دُخُولَهُ وَ ذَهَلْنَا عَنْ سُؤَالِهِ فَجَلَسَ إِلَی جَنْبِ وَالِدِی وَ جَعَلَ یُحَدِّثُهُ مَلِیّاً وَ وَالِدِی یَبْكِی ثُمَّ نَهَضَ فَلَمَّا غَابَ عَنْ أَعْیُنِنَا تَحَامَلَ وَالِدِی وَ قَالَ أَجْلِسُونِی فَأَجْلَسْنَاهُ وَ فَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ أَیْنَ الشَّخْصُ الَّذِی كَانَ عِنْدِی فَقُلْنَا خَرَجَ مِنْ حَیْثُ أَتَی فَقَالَ اطْلُبُوهُ فَذَهَبْنَا فِی أَثَرِهِ فَوَجَدْنَا الْأَبْوَابَ مُغَلَّقَةً وَ

لَمْ نَجِدْ لَهُ أَثَراً فَعُدْنَا إِلَیْهِ فَأَخْبَرْنَاهُ بِحَالِهِ وَ أَنَّا لَمْ نَجِدْهُ وَ سَأَلْنَاهُ عَنْهُ فَقَالَ هَذَا صَاحِبُ الْأَمْرِ ثُمَّ عَادَ إِلَی ثِقَلِهِ فِی الْمَرَضِ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ.

«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمُسْتَرِقِّ الضَّرِیرِ قَالَ: كُنْتُ یَوْماً فِی مَجْلِسِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ فَتَذَاكَرْنَا أَمْرَ النَّاحِیَةِ(1) قَالَ كُنْتُ أُزْرِی عَلَیْهَا إِلَی أَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ عَمِّیَ الْحُسَیْنُ یَوْماً فَأَخَذْتُ أَتَكَلَّمُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ قَدْ كُنْتُ أَقُولُ بِمَقَالَتِكَ هَذِهِ إِلَی أَنْ نُدِبْتُ لِوِلَایَةِ قُمَّ حِینَ اسْتَصْعَبَتْ عَلَی السُّلْطَانِ وَ كَانَ كُلُّ مَنْ وَرَدَ إِلَیْهَا مِنْ جِهَةِ السُّلْطَانِ یُحَارِبُهُ أَهْلُهَا فَسُلِّمَ إِلَیَّ جَیْشٌ وَ خَرَجْتُ نَحْوَهَا فَلَمَّا بَلَغْتُ إِلَی نَاحِیَةِ طِرْزٍ(2) خَرَجْتُ إِلَی الصَّیْدِ فَفَاتَتْنِی طَرِیدَةٌ فَاتَّبَعْتُهَا وَ

ص: 56


1- 1. فی الأصل المطبوع« أمر الجماعة» و هو سهو ظاهر و الظاهر الصحیح:« امر الناحیة» كما سیجی ء فی الحدیث بعد أسطر، و أخرجه كذلك فی كشف الغمّة ج 3 ص 409 فراجع.
2- 2. قال الفیروزآبادی: الطرز: الموضع الذی تنسج فیه الثیاب الجیدة و محلة بمرو، و بأصفهان و بلد قرب اسبیجاب و تفتح.

أَوْغَلْتُ فِی أَثَرِهَا حَتَّی بَلَغْتُ إِلَی نَهَرٍ فَسِرْتُ فِیهِ وَ كُلَّمَا أَسِیرُ یَتَّسِعُ النَّهَرُ فَبَیْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَیَّ فَارِسٌ تَحْتَهُ شَهْبَاءُ وَ هُوَ مُتَعَمِّمٌ بِعِمَامَةِ خَزٍّ خَضْرَاءَ لَا یُرَی مِنْهُ سِوَی عَیْنَیْهِ وَ فِی رِجْلِهِ خُفَّانِ حَمْرَاوَانِ فَقَالَ لِی یَا حُسَیْنُ وَ لَا هُوَ أَمَّرَنِی وَ لَا كَنَّانِی (1)

فَقُلْتُ مَا ذَا تُرِیدُ قَالَ لِمَ تُزْرِی عَلَی النَّاحِیَةِ وَ لِمَ تَمْنَعُ أَصْحَابِی خُمُسَ مَالِكَ وَ كُنْتُ الرَّجُلَ الْوَقُورَ الَّذِی لَا یَخَافُ شَیْئاً فَأُرْعِدْتُ وَ تَهَیَّبْتُهُ وَ قُلْتُ لَهُ أَفْعَلُ یَا سَیِّدِی مَا تَأْمُرُ بِهِ فَقَالَ إِذَا مَضَیْتَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی أَنْتَ مُتَوَجِّهٌ إِلَیْهِ فَدَخَلْتَهُ عَفْواً وَ كَسَبْتَ مَا كَسَبْتَ فِیهِ تَحْمِلُ خُمُسَهُ إِلَی مُسْتَحِقِّهِ فَقُلْتُ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ فَقَالَ امْضِ رَاشِداً وَ لَوَی عِنَانَ دَابَّتِهِ وَ انْصَرَفَ فَلَمْ أَدْرِ أَیَّ طَرِیقٍ سَلَكَ وَ طَلَبْتُهُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَخَفِیَ عَلَیَّ أَمْرُهُ وَ ازْدَدْتُ رُعْباً وَ انْكَفَفْتُ رَاجِعاً إِلَی عَسْكَرِی وَ تَنَاسَیْتُ الْحَدِیثَ فَلَمَّا بَلَغْتُ قُمَّ وَ عِنْدِی أَنِّی أُرِیدُ مُحَارَبَةَ الْقَوْمِ خَرَجَ إِلَیَّ أَهْلُهَا وَ قَالُوا كُنَّا نُحَارِبُ مَنْ یَجِیئُنَا بِخِلَافِهِمْ لَنَا فَأَمَّا إِذَا وَافَیْتَ أَنْتَ فَلَا خِلَافَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكَ ادْخُلِ الْبَلَدَ فَدَبِّرْهَا كَمَا تَرَی فَأَقَمْتُ فِیهَا زَمَاناً وَ كَسَبْتُ أَمْوَالًا زَائِدَةً عَلَی مَا كُنْتُ أَتَوَقَّعُ ثُمَّ وَشَی الْقُوَّادُ بِی إِلَی السُّلْطَانِ وَ حُسِدْتُ عَلَی طُولِ مُقَامِی وَ كَثْرَةِ مَا اكْتَسَبْتُ فَعُزِلْتُ وَ رَجَعْتُ إِلَی بَغْدَادَ فَابْتَدَأْتُ بِدَارِ السُّلْطَانِ وَ سَلَّمْتُ وَ أَقْبَلْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ جَاءَنِی فِیمَنْ جَاءَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِیُّ فَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی اتَّكَأَ عَلَی تُكَأَتِی فَاغْتَظْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ لَمْ یَزَلْ قَاعِداً مَا یَبْرَحُ وَ النَّاسُ دَاخِلُونَ وَ خَارِجُونَ وَ أَنَا أَزْدَادُ غَیْظاً فَلَمَّا تَصَرَّمَ الْمَجْلِسُ دَنَا إِلَیَّ وَ قَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سِرٌّ فَاسْمَعْهُ فَقُلْتُ قُلْ فَقَالَ صَاحِبُ الشَّهْبَاءِ وَ النَّهَرِ یَقُولُ قَدْ وَفَیْنَا بِمَا وَعَدْنَا فَذَكَرْتُ الْحَدِیثَ وَ ارْتَعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ بِیَدِهِ فَفَتَحْتُ الْخَزَائِنَ فَلَمْ یَزَلْ یُخَمِّسُهَا إِلَی أَنْ خَمَّسَ شَیْئاً كُنْتُ قَدْ أُنْسِیتُهُ مِمَّا كُنْتُ قَدْ جَمَعْتُهُ وَ انْصَرَفَ وَ لَمْ أَشُكَّ بَعْدَ ذَلِكَ وَ تَحَقَّقْتُ الْأَمْرَ فَأَنَا مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ عَمِّی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ زَالَ مَا كَانَ

ص: 57


1- 1. أی لم یقل لی: ایها الامیر، و لا، یا أبا عبد اللّٰه! تعظیما لی و توقیرا. بل سمانی باسمی و قال یا حسین تحقیرا.

اعْتَرَضَنِی مِنْ شَكٍّ.

بیان: الطرد بالتحریك مزاولة الصید و الطریدة ما طردت من صید و غیره و الإیغال السیر السریع و الإمعان فیه قوله فدخلته عَفْواً أی من غیر محاربة و مشقة قال الجزری فیه أمر اللّٰه نبیه أن یأخذ العفو من أخلاق الناس أی السهل المتیسر و قال الفیروزآبادی أعطیته عفوا أی بغیر مسألة.

«41»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ قَالَ: لَمَّا وَصَلْتُ بَغْدَادَ فِی سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِینَ لِلْحَجِّ وَ هِیَ السَّنَةُ الَّتِی رَدَّ الْقَرَامِطَةُ فِیهَا الْحَجَرَ إِلَی مَكَانِهِ مِنَ الْبَیْتِ كَانَ أَكْبَرُ هَمِّی مَنْ یَنْصِبُ الْحَجَرَ لِأَنَّهُ مَضَی فِی أَثْنَاءِ الْكُتُبِ قِصَّةُ أَخْذِهِ وَ أَنَّهُ إِنَّمَا یَنْصِبُهُ فِی مَكَانِهِ الْحُجَّةُ فِی الزَّمَانِ كَمَا فِی زَمَانِ الْحَجَّاجِ وَضَعَهُ زَیْنُ الْعَابِدِینَ فِی مَكَانِهِ وَ اسْتَقَرَّ فَاعْتَلَلْتُ عِلَّةً صَعْبَةً خِفْتُ مِنْهَا عَلَی نَفْسِی وَ لَمْ یَتَهَیَّأْ لِی مَا قَصَدْتُهُ فَاسْتَنَبْتُ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ هِشَامٍ وَ أَعْطَیْتُهُ رُقْعَةً مَخْتُومَةً أَسْأَلُ فِیهَا عَنْ مُدَّةِ عُمُرِی وَ هَلْ یَكُونُ الْمَوْتَةُ فِی هَذِهِ الْعِلَّةِ أَمْ لَا وَ قُلْتُ هَمِّی إِیصَالُ هَذِهِ الرُّقْعَةِ إِلَی وَاضِعِ الْحَجَرِ فِی مَكَانِهِ وَ أَخْذُ جَوَابِهِ وَ إِنَّمَا أَنْدُبُكَ لِهَذَا قَالَ فَقَالَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ هِشَامٍ لَمَّا حَصَلْتُ بِمَكَّةَ وَ عُزِمَ عَلَی إِعَادَةِ الْحَجَرِ بَذَلْتُ لِسَدَنَةِ الْبَیْتِ جُمْلَةً تَمَكَّنْتُ مَعَهَا مِنَ الْكَوْنِ بِحَیْثُ أَرَی وَاضِعَ الْحَجَرِ فِی مَكَانِهِ فَأَقَمْتُ مَعِی مِنْهُمْ مَنْ یَمْنَعُ عَنِّی ازْدِحَامَ النَّاسِ فَكُلَّمَا عَمَدَ إِنْسَانٌ لِوَضْعِهِ اضْطَرَبَ وَ لَمْ یَسْتَقِمْ فَأَقْبَلَ غُلَامٌ أَسْمَرُ اللَّوْنِ حَسَنُ الْوَجْهِ فَتَنَاوَلَهُ وَ وَضَعَهُ فِی مَكَانِهِ فَاسْتَقَامَ كَأَنَّهُ لَمْ یَزُلْ عَنْهُ وَ عَلَتْ لِذَلِكَ الْأَصْوَاتُ فَانْصَرَفَ خَارِجاً مِنَ الْبَابِ فَنَهَضْتُ مِنْ مَكَانِی أَتْبَعُهُ وَ أَدْفَعُ النَّاسَ عَنِّی یَمِیناً وَ شِمَالًا حَتَّی ظُنَّ بِیَ الِاخْتِلَاطُ فِی الْعَقْلِ وَ النَّاسُ یَفْرِجُونَ لِی وَ عَیْنِی لَا تُفَارِقُهُ حَتَّی انْقَطَعَ عَنِ النَّاسِ فَكُنْتُ أُسْرِعُ الشَّدَّ خَلْفَهُ وَ هُوَ یَمْشِی عَلَی تُؤَدَةِ السَّیْرِ وَ لَا أُدْرِكُهُ فَلَمَّا حَصَلَ بِحَیْثُ لَا أَحَدٌ یَرَاهُ غَیْرِی وَقَفَ وَ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ هَاتِ مَا مَعَكَ فَنَاوَلْتُهُ الرُّقْعَةَ فَقَالَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهَا قُلْ لَهُ لَا خَوْفَ عَلَیْكَ فِی هَذِهِ الْعِلَّةِ وَ یَكُونُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ بَعْدَ ثَلَاثِینَ سَنَةً قَالَ فَوَقَعَ عَلَیَّ الدَّمْعُ حَتَّی لَمْ أُطِقْ حَرَاكاً وَ تَرَكَنِی وَ انْصَرَفَ

ص: 58

قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ فَأَعْلَمَنِی بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ فَلَمَّا كَانَ سَنَةُ سَبْعٍ وَ سِتِّینَ اعْتَلَّ أَبُو الْقَاسِمِ وَ أَخَذَ یَنْظُرُ فِی أَمْرِهِ وَ تَحْصِیلِ جَهَازِهِ إِلَی قَبْرِهِ فَكَتَبَ وَصِیَّتَهُ وَ اسْتَعْمَلَ الْجِدَّ فِی ذَلِكَ فَقِیلَ لَهُ مَا هَذَا الْخَوْفُ وَ نَرْجُو أَنْ یَتَفَضَّلَ اللَّهُ بِالسَّلَامَةِ فَمَا عَلَیْكَ بِمَخُوفَةٍ فَقَالَ هَذِهِ السَّنَةُ الَّتِی خُوِّفْتُ فِیهَا فَمَاتَ فِی عِلَّتِهِ.

بیان: فی سنة سبع و ثلاثین أی بعد ثلاثمائة ترك المئات لوضوحها اختصارا و ابن قولویه أستاذ المفید و قال الشیخ فی الرجال مات سنة ثمان و ستین و ثلاثمائة و كان وفاته فی أوائل الثمان فلم یعتبر فی هذا الخبر الكسر لقلته مع أن إسقاط ما هو أقل من النصف شائع فی الحساب (1).

«42»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ الدَّعْلَجِیَّ كَانَ لَهُ وَلَدَانِ وَ كَانَ مِنْ أَخْیَارِ أَصْحَابِنَا وَ كَانَ قَدْ سَمِعَ الْأَحَادِیثَ وَ كَانَ أَحَدُ وَلَدَیْهِ عَلَی الطَّرِیقَةِ الْمُسْتَقِیمَةِ وَ هُوَ أَبُو الْحَسَنِ كَانَ یُغَسِّلُ الْأَمْوَاتَ وَ وَلَدٌ آخَرُ یَسْلُكُ مَسَالِكَ الْأَحْدَاثِ فِی الْأَجْرَامِ وَ دُفِعَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ حَجَّةٌ یَحُجُّ بِهَا عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ كَانَ ذَلِكَ عَادَةَ الشِّیعَةِ وَقْتَئِذٍ فَدَفَعَ شَیْئاً مِنْهَا إِلَی ابْنِهِ الْمَذْكُورِ بِالْفَسَادِ وَ خَرَجَ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا عَادَ حَكَی أَنَّهُ كَانَ وَاقِفاً بِالْمَوْقِفِ فَرَأَی إِلَی جَانِبِهِ شَابّاً حَسَنَ الْوَجْهِ أَسْمَرَ اللَّوْنِ بِذُؤَابَتَیْنِ مُقْبِلًا عَلَی شَأْنِهِ فِی الِابْتِهَالِ وَ الدُّعَاءِ وَ التَّضَرُّعِ وَ حُسْنِ الْعَمَلِ فَلَمَّا قَرُبَ نَفْرُ النَّاسِ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا شَیْخُ أَ مَا تَسْتَحْیِی فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ یَا سَیِّدِی قَالَ یُدْفَعُ إِلَیْكَ حَجَّةٌ عَمَّنْ تَعْلَمُ فَتَدْفَعُ مِنْهَا إِلَی فَاسِقٍ یَشْرَبُ الْخَمْرَ یُوشِكُ أَنْ تَذْهَبَ عَیْنُكَ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَی عَیْنِی وَ أما [أَنَا] مِنْ ذَلِكَ إِلَی الْآنَ عَلَی وَجَلٍ وَ مَخَافَةٍ وَ سَمِعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ ذَلِكَ قَالَ فَمَا مَضَی عَلَیْهِ أَرْبَعُونَ یَوْماً بَعْدَ مَوْرِدِهِ حَتَّی خَرَجَ فِی عَیْنِهِ الَّتِی أَوْمَأَ إِلَیْهَا قَرْحَةٌ فَذَهَبَتْ.

«43»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَفِیقٍ لِی حَاجّاً فَإِذَا شَابٌّ قَاعِدٌ عَلَیْهِ إِزَارٌ وَ رِدَاءٌ فَقَوَّمْنَاهُمَا مِائَةً وَ خَمْسِینَ دِینَاراً وَ فِی رِجْلِهِ نَعْلٌ صَفْرَاءُ مَا عَلَیْهَا غُبَارٌ وَ لَا أَثَرُ السَّفَرِ فَدَنَا مِنْهُ

ص: 59


1- 1. أخرجه فی كشف الغمّة ج 3 ص 411.

سَائِلٌ فَتَنَاوَلَ مِنَ الْأَرْضِ شَیْئاً فَأَعْطَاهُ فَأَكْثَرَ السَّائِلُ الدُّعَاءَ وَ قَامَ الشَّابُّ وَ ذَهَبَ وَ غَابَ فَدَنَوْنَا مِنَ السَّائِلِ فَقُلْنَا مَا أَعْطَاكَ قَالَ آتَانِی حَصَاةً مِنْ ذَهَبٍ قَدَّرْنَاهَا عِشْرِینَ مِثْقَالًا فَقُلْتُ لِصَاحِبِی مَوْلَانَا مَعَنَا وَ لَا نَعْرِفُهُ اذْهَبْ بِنَا فِی طَلَبِهِ فَطَلَبْنَا الْمَوْقِفَ كُلَّهُ فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَیْهِ فَرَجَعْنَا وَ سَأَلْنَا عَنْهُ مَنْ كَانَ حَوْلَهُ فَقَالُوا شَابٌّ عَلَوِیٌّ مِنَ الْمَدِینَةِ یَحُجُّ فِی كُلِّ سَنَةٍ مَاشِیاً.

«44»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ قَالَ: كُنْتُ فِی الطَّوَافِ فَشَكَكْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی فِی الطَّوَافِ فَإِذَا شَابٌّ قَدِ اسْتَقْبَلَنِی حَسَنُ الْوَجْهِ فَقَالَ طُفْ أُسْبُوعاً آخَرَ.

«45»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَمْرٍو الْعَمْرِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَدْ مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ فَقَالَ لِی قَدْ مَضَی وَ لَكِنْ قَدْ خَلَّفَ فِیكُمْ مَنْ رَقَبَتُهُ مِثْلُ هَذِهِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ فَتْحٍ مَوْلَی الزُّرَارِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِیِّ بْنَ مُطَهَّرٍ یَذْكُرُ أَنَّهُ رَآهُ وَ وَصَفَ لِی قَدَّهُ.

«46»- شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (1)

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ: أَنَّهُ رَآهُ بِحِذَاءِ الْحَجَرِ وَ النَّاسُ یَتَجَاذَبُونَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ مَا بِهَذَا أُمِرُوا.

«47»- شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ الْقَنْبَرِیِّ قَالَ: جَرَی حَدِیثُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ فَذَمَّهُ فَقُلْتُ لَیْسَ غَیْرُهُ قَالَ بَلَی قُلْتُ فَهَلْ رَأَیْتَهُ قَالَ لَمْ أَرَهُ وَ لَكِنْ غَیْرِی رَآهُ قُلْتُ مَنْ غَیْرُكَ قَالَ قَدْ رَآهُ جَعْفَرٌ مَرَّتَیْنِ وَ لَهُ حَدِیثٌ.

«48»- شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ الْمَكْفُوفِ عَنْ عَمْرٍو الْأَهْوَازِیِّ قَالَ: أَرَانِیهِ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُمْ.

«49»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ

ص: 60


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن النسخة المطبوعة، و قد صححناه علی نسخة الكافی.

عَلِیٍّ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ طَرِیفٍ الْخَادِمِ: أَنَّهُ رَآهُ (1).

«50»- مهج، [مهج الدعوات]: كُنْتُ أَنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی فَسَمِعْتُ سَحَراً دُعَاءَ الْقَائِمِ علیه السلام فَحَفِظْتُ مِنْهُ مِنَ الدُّعَاءِ لِمَنْ ذَكَرَهُ الْأَحْیَاءَ وَ الْأَمْوَاتَ وَ أَبْقِهِمْ أَوْ قَالَ وَ أَحْیِهِمْ فِی عِزِّنَا وَ مُلْكِنَا أَوْ سُلْطَانِنَا وَ دَوْلَتِنَا وَ كَانَ ذَلِكَ فِی لَیْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ ثَالِثَ عَشَرَ ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ سِتِّمِائَةٍ.

«51»- كشف، [كشف الغمة]: وَ أَنَا أَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ قِصَّتَیْنِ قَرُبَ عَهْدُهُمَا مِنْ زَمَانِی وَ حَدَّثَنِی بِهِمَا جَمَاعَةٌ مِنْ ثِقَاتِ إِخْوَانِی كَانَ فِی الْبِلَادِ الْحِلِّیَّةِ شَخْصٌ یُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ الْحَسَنِ الْهِرَقْلِیُّ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا هِرَقْلُ مَاتَ فِی زَمَانِی وَ مَا رَأَیْتُهُ حَكَی لِی وَلَدُهُ شَمْسُ الدِّینِ قَالَ حَكَی لِی وَالِدِی أَنَّهُ خَرَجَ فِیهِ وَ هُوَ شَابٌّ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ تُوثَةٌ(2) مِقْدَارَ قَبْضَةِ الْإِنْسَانِ وَ كَانَتْ فِی كُلِّ رَبِیعٍ تَتَشَقَّقُ وَ یَخْرُجُ مِنْهَا دَمٌ وَ قَیْحٌ وَ یَقْطَعُهُ أَلَمُهَا عَنْ كَثِیرٍ مِنْ أَشْغَالِهِ وَ كَانَ مُقِیماً بِهِرَقْلَ فَحَضَرَ إِلَی الْحِلَّةِ یَوْماً وَ دَخَلَ إِلَی مَجْلِسِ السَّعِیدِ رَضِیِّ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ طَاوُسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ شَكَا إِلَیْهِ مَا یَجِدُهُ وَ قَالَ أُرِیدُ أَنْ أُدَاوِیَهَا فَأَحْضَرَ لَهُ أَطِبَّاءَ الْحِلَّةِ وَ أَرَاهُمُ الْمَوْضِعَ فَقَالُوا هَذِهِ التُّوثَةُ فَوْقَ الْعِرْقِ الْأَكْحَلِ وَ عِلَاجُهَا خَطَرٌ وَ مَتَی قُطِعَتْ خِیفَ أَنْ یَنْقَطِعَ الْعِرْقُ فَیَمُوتَ فَقَالَ لَهُ السَّعِیدُ رَضِیُّ الدِّینِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَی بَغْدَادَ وَ رُبَّمَا كَانَ أَطِبَّاؤُهَا أَعْرَفَ وَ أَحْذَقَ مِنْ هَؤُلَاءِ فَأَصْحَبَنِی فَأَصْعَدُ مَعَهُ وَ أَحْضُرُ الْأَطِبَّاءَ فَقَالُوا كَمَا قَالَ أُولَئِكَ فَضَاقَ صَدْرُهُ فَقَالَ لَهُ السَّعِیدُ إِنَّ الشَّرْعَ قَدْ فَسَحَ لَكَ فِی الصَّلَاةِ فِی هَذِهِ الثِّیَابِ وَ عَلَیْكَ الِاجْتِهَادُ فِی الِاحْتِرَاسِ وَ لَا تُغَرِّرْ بِنَفْسِكَ فَاللَّهُ تَعَالَی قَدْ نَهَی عَنْ ذَلِكَ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ لَهُ وَالِدِی إِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا وَ قَدْ حَصَلْتُ فِی بَغْدَادَ فَأَتَوَجَّهُ إِلَی

ص: 61


1- 1. راجع إرشاد المفید ص 329- 330 و الكافی ج 1 ص 331- 332.
2- 2.« التوثة» و هكذا« التوتة» لحمة متدلیة كالتوت أعنی الفرصاد قد تكون حمراء و قد تصیر سوداء و اغلب ما تخرج فی الخد و الوجنة، صعب العلاج حتّی الآن، و یظهر من الجوهریّ أن الصحیح« التوتة» لا التوثة.

زِیَارَةِ الْمَشْهَدِ الشَّرِیفِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی عَلَی مُشَرِّفِهِ السَّلَامُ ثُمَّ أَنْحَدِرُ إِلَی أَهْلِی فَحَسَّنَ لَهُ ذَلِكَ فَتَرَكَ ثِیَابَهُ وَ نَفَقَتَهُ عِنْدَ السَّعِیدِ رَضِیِّ الدِّینِ وَ تَوَجَّهَ قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَشْهَدَ وَ زُرْتُ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام نَزَلْتُ السِّرْدَابَ وَ اسْتَغَثْتُ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ بِالْإِمَامِ علیه السلام وَ قَضَیْتُ بَعْضَ اللَّیْلِ فِی السِّرْدَابِ وَ بَقِیتُ فِی الْمَشْهَدِ إِلَی الْخَمِیسِ ثُمَّ مَضَیْتُ إِلَی دِجْلَةَ وَ اغْتَسَلْتُ وَ لَبِسْتُ ثَوْباً نَظِیفاً وَ مَلَأْتُ إِبْرِیقاً كَانَ مَعِی وَ صَعِدْتُ أُرِیدُ الْمَشْهَدَ فَرَأَیْتُ أَرْبَعَةَ فُرْسَانٍ خَارِجِینَ مِنْ بَابِ السُّورِ وَ كَانَ حَوْلَ الْمَشْهَدِ قَوْمٌ مِنَ الشُّرَفَاءِ یَرْعَوْنَ أَغْنَامَهُمْ فَحَسِبْتُهُمْ مِنْهُمْ فَالْتَقَیْنَا فَرَأَیْتُ شَابَّیْنِ أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مَخْطُوطٌ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُتَقَلِّدٌ بِسَیْفٍ وَ شَیْخاً مُنَقِّباً بِیَدِهِ رُمْحٌ وَ الْآخَرُ مُتَقَلِّدٌ بِسَیْفٍ وَ عَلَیْهِ فرجیة مُلَوَّنَةٌ فَوْقَ السَّیْفِ وَ هُوَ مُتَحَنِّكٌ بِعَذَبَتِهِ فَوَقَفَ الشَّیْخُ صَاحِبُ الرُّمْحِ یَمِینَ الطَّرِیقِ وَ وَضَعَ كَعْبَ رُمْحِهِ فِی الْأَرْضِ وَ وَقَفَ الشَّابَّانِ عَنْ یَسَارِ الطَّرِیقِ وَ بَقِیَ صَاحِبُ الفرجیة عَلَی الطَّرِیقِ مُقَابِلَ وَالِدِی ثُمَّ سَلَّمُوا عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِمُ السَّلَامَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الفرجیة أَنْتَ غَداً تَرُوحُ إِلَی أَهْلِكَ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ تَقَدَّمْ حَتَّی أَبْصُرَ مَا یُوجِعُكَ قَالَ فَكَرِهْتُ مُلَامَسَتَهُمْ وَ قُلْتُ أَهْلُ الْبَادِیَةِ مَا یَكَادُونَ یَحْتَرِزُونَ مِنَ النَّجَاسَةِ وَ أَنَا قَدْ خَرَجْتُ مِنَ الْمَاءِ وَ قَمِیصِی مَبْلُولٌ ثُمَّ إِنِّی مَعَ ذَلِكَ تَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ فَلَزِمَنِی بِیَدِی وَ مَدَّنِی إِلَیْهِ وَ جَعَلَ یَلْمِسُ جَانِبِی مِنْ كَتِفِی إِلَی أَنْ أَصَابَتْ یَدُهُ التُّوثَةَ فَعَصَرَهَا بِیَدِهِ فَأَوْجَعَنِی ثُمَّ اسْتَوَی فِی سَرْجِ فَرَسِهِ كَمَا كَانَ فَقَالَ لِیَ الشَّیْخُ أَفْلَحْتَ یَا إِسْمَاعِیلُ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِاسْمِی فَقُلْتُ أَفْلَحْنَا وَ أَفْلَحْتُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ هَذَا هُوَ الْإِمَامُ قَالَ فَتَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ فَاحْتَضَنْتُهُ وَ قَبَّلْتُ فَخِذَهُ ثُمَّ إِنَّهُ سَاقَ وَ أَنَا أَمْشِی مَعَهُ مُحْتَضِنَهُ فَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْتُ لَا أُفَارِقُكَ أَبَداً فَقَالَ الْمَصْلَحَةُ رُجُوعُكَ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ الشَّیْخُ یَا إِسْمَاعِیلُ مَا تَسْتَحْیِی یَقُولُ لَكَ الْإِمَامُ مَرَّتَیْنِ ارْجِعْ وَ تُخَالِفُهُ فَجَهَّنِی بِهَذَا الْقَوْلِ فَوَقَفْتُ فَتَقَدَّمَ خُطُوَاتٍ وَ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ إِذَا وَصَلْتَ بِبَغْدَادَ فَلَا بُدَّ أَنْ یَطْلُبَكَ أَبُو جَعْفَرٍ یَعْنِی الْخَلِیفَةَ الْمُسْتَنْصِرَ فَإِذَا

ص: 62

حَضَرْتَ عِنْدَهُ وَ أَعْطَاكَ شَیْئاً فَلَا تَأْخُذْهُ وَ قُلْ لِوَلَدِنَا الرَّضِیِّ لِیَكْتُبَ لَكَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ عِوَضٍ فَإِنَّنِی أُوصِیهِ یُعْطِیكَ الَّذِی تُرِیدُ ثُمَّ سَارَ وَ أَصْحَابُهُ مَعَهُ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً أَبْصُرُهُمْ حَتَّی بَعُدُوا وَ حَصَلَ عِنْدِی أَسَفٌ لِمُفَارَقَتِهِ فَقَعَدْتُ إِلَی الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ مَشَیْتُ إِلَی الْمَشْهَدِ فَاجْتَمَعَ الْقُوَّامُ حَوْلِی وَ قَالُوا نَرَی وَجْهَكَ مُتَغَیِّراً أَوْجَعَكَ شَیْ ءٌ قُلْتُ لَا قَالُوا خَاصَمَكَ أَحَدٌ قُلْتُ لَا لَیْسَ عِنْدِی مِمَّا تَقُولُونَ خَبَرٌ لَكِنْ أَسْأَلُكُمْ هَلْ عَرَفْتُمُ الْفُرْسَانَ الَّذِینَ كَانُوا عِنْدَكُمْ فَقَالُوا هُمْ مِنَ الشُّرَفَاءِ أَرْبَابِ الْغَنَمِ فَقُلْتُ بَلْ هُوَ الْإِمَامُ علیه السلام فَقَالُوا الْإِمَامُ هُوَ الشَّیْخُ أَوْ صَاحِبُ الفرجیة فَقُلْتُ هُوَ صَاحِبُ الفرجیة فَقَالُوا أَرَیْتَهُ الْمَرَضَ الَّذِی فِیكَ فَقُلْتُ هُوَ قَبَضَهُ بِیَدِهِ وَ أَوْجَعَنِی ثُمَّ كَشَفْتُ رِجْلِی فَلَمْ أَرَ لِذَلِكَ الْمَرَضِ أَثَراً فَتَدَاخَلَنِی الشَّكُّ مِنَ الدَّهَشِ فَأَخْرَجْتُ رِجْلِیَ الْأُخْرَی فَلَمْ أَرَ شَیْئاً فَانْطَبَقَ النَّاسُ عَلَیَّ وَ مَزَّقُوا قَمِیصِی فَأَدْخَلَنِی الْقُوَّامُ خِزَانَةً وَ مَنَعُوا النَّاسَ عَنِّی وَ كَانَ نَاظِرُ بَیْنِ النَّهْرَیْنِ بِالْمَشْهَدِ فَسَمِعَ الضَّجَّةَ وَ سَأَلَ عَنِ الْخَبَرِ فَعَرَّفُوهُ فَجَاءَ إِلَی الْخِزَانَةِ وَ سَأَلَنِی عَنِ اسْمِی وَ سَأَلَنِی مُنْذُ كَمْ خَرَجْتَ مِنْ بَغْدَادَ فَعَرَّفْتُهُ أَنِّی خَرَجْتُ فِی أَوَّلِ الْأُسْبُوعِ فَمَشَی عَنِّی وَ بِتُّ فِی الْمَشْهَدِ وَ صَلَّیْتُ الصُّبْحَ وَ خَرَجْتُ وَ خَرَجَ النَّاسُ مَعِی إِلَی أَنْ بَعُدْتُ عَنِ الْمَشْهَدِ وَ رَجَعُوا عَنِّی وَ وَصَلْتُ إِلَی أَوَانَی (1)

فَبِتُّ بِهَا وَ بَكَّرْتُ مِنْهَا أُرِیدُ بَغْدَادَ فَرَأَیْتُ النَّاسَ مُزْدَحِمِینَ عَلَی الْقَنْطَرَةِ الْعَتِیقَةِ یَسْأَلُونَ كُلَّ مَنْ وَرَدَ عَلَیْهِمْ عَنِ اسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ أَیْنَ كَانَ فَسَأَلُونِی عَنِ اسْمِی وَ مِنْ أَیْنَ جِئْتُ فَعَرَّفْتُهُمْ فَاجْتَمَعُوا عَلَیَّ وَ مَزَّقُوا ثِیَابِی وَ لَمْ یَبْقَ لِی فِی رُوحِی حُكْمٌ وَ كَانَ نَاظِرُ بَیْنِ النَّهْرَیْنِ

كَتَبَ إِلَی بَغْدَادَ وَ عَرَّفَهُمُ الْحَالَ ثُمَّ حَمَلُونِی إِلَی بَغْدَادَ وَ ازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَیَّ وَ كَادُوا یَقْتُلُونَنِی مِنْ كَثْرَةِ الزِّحَامِ وَ كَانَ الْوَزِیرُ الْقُمِّیُّ قَدْ طَلَبَ السَّعِیدَ رَضِیَّ الدِّینِ وَ تَقَدَّمَ أَنْ یُعَرِّفَهُ صِحَّةَ هَذَا الْخَبَرِ

ص: 63


1- 1. أوانی كسكاری بلدة ببغداد.

قَالَ فَخَرَجَ رَضِیُّ الدِّینِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَوَافَیْنَا بَابَ النُّوبِیِّ فَرَدَّ أَصْحَابُهُ النَّاسَ عَنِّی فَلَمَّا رَآنِی قَالَ أَ عَنْكَ یَقُولُونَ قُلْتُ نَعَمْ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَ كَشَفَ فَخِذِی فَلَمْ یَرَ شَیْئاً فَغُشِیَ عَلَیْهِ سَاعَةً وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی عَلَی الْوَزِیرِ وَ هُوَ یَبْكِی وَ یَقُولُ یَا مَوْلَانَا هَذَا أَخِی وَ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَی قَلْبِی فَسَأَلَنِی الْوَزِیرُ عَنِ الْقِصَّةِ فَحَكَیْتُ لَهُ فَأَحْضَرَ الْأَطِبَّاءَ الَّذِینَ أَشْرَفُوا عَلَیْهَا وَ أَمَرَهُمْ بِمُدَاوَاتِهَا فَقَالُوا مَا دَوَاؤُهَا إِلَّا الْقَطْعُ بِالْحَدِیدِ وَ مَتَی قَطَعَهَا مَاتَ فَقَالَ لَهُمُ الْوَزِیرُ فَبِتَقْدِیرِ أَنْ یُقْطَعَ وَ لَا یَمُوتَ فِی كَمْ تَبْرَأُ فَقَالُوا فِی شَهْرَیْنِ وَ یَبْقَی فِی مَكَانِهَا حَفِیرَةٌ بَیْضَاءُ لَا یَنْبُتُ فِیهَا شَعْرٌ فَسَأَلَهُمُ الْوَزِیرُ مَتَی رَأَیْتُمُوهُ قَالُوا مُنْذُ عَشَرَةِ أَیَّامٍ فَكَشَفَ الْوَزِیرُ عَنِ الْفَخِذِ الَّذِی كَانَ فِیهِ الْأَلَمُ وَ هِیَ مِثْلُ أُخْتِهَا لَیْسَ فِیهَا أَثَرٌ أَصْلًا فَصَاحَ أَحَدُ الْحُكَمَاءِ هَذَا عَمَلُ الْمَسِیحِ فَقَالَ الْوَزِیرُ حَیْثُ لَمْ یَكُنْ عَمَلَكُمْ فَنَحْنُ نَعْرِفُ مَنْ عَمِلَهَا ثُمَّ إِنَّهُ أُحْضِرَ عِنْدَ الْخَلِیفَةِ الْمُسْتَنْصِرِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْقِصَّةِ فَعَرَّفَهُ بِهَا كَمَا جَرَی فَتَقَدَّمَ لَهُ بِأَلْفِ دِینَارٍ فَلَمَّا حَضَرْتُ قَالَ خُذْ هَذِهِ فَأَنْفِقْهَا فَقَالَ مَا أَجْسُرُ آخُذُ مِنْهُ حَبَّةً وَاحِدَةً فَقَالَ الْخَلِیفَةُ مِمَّنْ تَخَافُ فَقَالَ مِنَ الَّذِی فَعَلَ مَعِی هَذَا قَالَ لَا تَأْخُذْ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ شَیْئاً فَبَكَی الْخَلِیفَةُ وَ تَكَدَّرَ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ یَأْخُذْ شَیْئاً قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَفَا اللَّهُ عَنْهُ كُنْتُ فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ أَحْكِی هَذِهِ الْقِصَّةَ لِجَمَاعَةٍ عِنْدِی وَ كَانَ هَذَا شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدٌ وَلَدُهُ عِنْدِی وَ أَنَا لَا أَعْرِفُهُ فَلَمَّا انْقَضَتِ الْحِكَایَةُ قَالَ أَنَا وَلَدُهُ لِصُلْبِهِ فَعَجِبْتُ مِنْ هَذَا الِاتِّفَاقِ وَ قُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَیْتَ فَخِذَهُ وَ هِیَ مَرِیضَةٌ فَقَالَ لَا لِأَنِّی أَصْبُو عَنْ ذَلِكَ وَ لَكِنِّی رَأَیْتُهَا بَعْدَ مَا صَلَحَتْ وَ لَا أَثَرَ فِیهَا وَ قَدْ نَبَتَ فِی مَوْضِعِهَا شَعْرٌ وَ سَأَلْتُ السَّیِّدَ صَفِیَّ الدِّینِ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ الْعَلَوِیَّ الْمُوسَوِیَّ وَ نَجْمَ الدِّینِ حَیْدَرَ بْنَ الْأَیْسَرِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَعَالَی وَ كَانَا مِنْ أَعْیَانِ النَّاسِ وَ سَرَاتِهِمْ وَ ذَوِی الْهَیْئَاتِ مِنْهُمْ وَ كَانَا صَدِیقَیْنِ لِی وَ عَزِیزَیْنِ عِنْدِی فَأَخْبَرَانِی بِصِحَّةِ الْقِصَّةِ وَ أَنَّهُمَا رَأَیَاهَا فِی حَالِ

ص: 64

مَرَضِهَا وَ حَالِ صِحَّتِهَا.

وَ حَكَی لِی وَلَدُهُ هَذَا أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ شَدِیدَ الْحُزْنِ لِفِرَاقِهِ علیه السلام حَتَّی إِنَّهُ جَاءَ إِلَی بَغْدَادَ وَ أَقَامَ بِهَا فِی فَصْلِ الشِّتَاءِ وَ كَانَ كُلَّ أَیَّامٍ یَزُورُ سَامَرَّاءَ وَ یَعُودُ إِلَی بَغْدَادَ فَزَارَهَا فِی تِلْكَ السَّنَةِ أَرْبَعِینَ مَرَّةً طَمَعاً أَنْ یَعُودَ لَهُ الْوَقْتُ الَّذِی مَضَی أَوْ یُقْضَی لَهُ الْحَظُّ بِمَا قَضَی وَ مَنِ الَّذِی أَعْطَاهُ دَهْرَهُ الرِّضَا أَوْ سَاعَدَهُ بِمَطَالِبِهِ صَرْفَ الْقَضَاءِ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِحَسْرَتِهِ وَ انْتَقَلَ إِلَی الْآخِرَةِ بِغُصَّتِهِ وَ اللَّهُ یَتَوَلَّاهُ وَ إِیَّانَا بِرَحْمَتِهِ بِمَنِّهِ وَ كَرَامَتِهِ وَ حَكَی لِیَ السَّیِّدُ بَاقِی بْنُ عطوةَ الْحَسَنِیُّ أَنَّ أَبَاهُ عطوةَ كَانَ آدَرَ(1) وَ كَانَ زَیْدِیَّ الْمَذْهَبِ وَ كَانَ یُنْكِرُ عَلَی بَنِیهِ الْمَیْلَ إِلَی مَذْهَبِ الْإِمَامِیَّةِ وَ یَقُولُ لَا أُصَدِّقُكُمْ وَ لَا أَقُولُ بِمَذْهَبِكُمْ حَتَّی یَجِی ءَ صَاحِبُكُمْ یَعْنِی الْمَهْدِیَّ علیه السلام فَیُبْرِئَنِی مِنْ هَذَا الْمَرَضِ وَ تَكَرَّرَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ فَبَیْنَا نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ إِذَا أَبُونَا یَصِیحُ وَ یَسْتَغِیثُ بِنَا فَأَتَیْنَاهُ سِرَاعاً فَقَالَ الْحَقُوا صَاحِبَكُمْ فَالسَّاعَةَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِی فَخَرَجْنَا فَلَمْ نَرَ أَحَداً فَعُدْنَا إِلَیْهِ وَ سَأَلْنَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ دَخَلَ إِلَیَّ

شَخْصٌ وَ قَالَ یَا عطوةُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا صَاحِبُ بَنِیكَ قَدْ جِئْتُ لِأُبْرِئَكَ مِمَّا بِكَ ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ فَعَصَرَ قَرْوَتِی وَ مَشَی وَ مَدَدْتُ یَدِی فَلَمْ أَرَ لَهَا أَثَراً قَالَ لِی وَلَدُهُ وَ بَقِیَ مِثْلَ الْغَزَالِ لَیْسَ بِهِ قَلَبَةٌ وَ اشْتَهَرَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ وَ سَأَلْتُ عَنْهَا غَیْرَ ابْنِهِ فَأَخْبَرَ عَنْهَا فَأَقَرَّ بِهَا.

و الأخبار عنه علیه السلام فی هذا الباب كثیرة و أنه رآه جماعة قد انقطعوا فی طریق الحجاز و غیرها فخلصهم و أوصلهم إلی حیث أرادوا و لو لا التطویل لذكرت منها جملة و لكن هذا القدر الذی قرب عهده من زمانی كاف.

بیان: التوثة لم أرها فی اللغة و یحتمل أن یكون اللوثة بمعنی الجرح

ص: 65


1- 1. آدر كآزر: من به الادرة و هو انفتاق الصفاق بحیث یقع القصب فی الصفن و یكون الخصیة منتفخا بذلك.

و الاسترخاء و عذبة كل شی ء بالتحریك طرفه و یقال جَهَّهُ أی رَدَّهُ قبیحا قوله لأنی أصبو عن ذلك كان یمنعنی شرة الصبا عن التوجه إلی ذلك أو كنت طفلا لا أعقل ذلك قال الجوهری صبا یصبو صبوة أی مال إلی الجهل و الفتوة و قال القروة أن یعظم جلد البیضتین لریح فیه أو ماء أو لنزول الأمعاء و قال قولهم ما به قَلَبَةٌ أی لیست به علة.

أقول: روی المفید و الشهید و مؤلف المزار الكبیر رحمهم اللّٰه فی مزاراتهم بأسانیدهم عن علی بن محمد بن عبد الرحمن التستری قال مررت ببنی رؤاس فقال لی بعض إخوانی لو ملت بنا إلی مسجد صعصعة فصلینا فیه فإن هذا رجب و یستحب فیه زیارة هذه المواضع المشرفة التی وطئها الموالی بأقدامهم و صلوا فیها و مسجد صعصعة منها.

قال فملت معه إلی المسجد و إذا ناقة معقلة مرحلة قد أنیخت بباب المسجد فدخلنا و إذا برجل علیه ثیاب الحجاز و عمة كعمتهم قاعد یدعو بهذا الدعاء فحفظته أنا و صاحبی ثم سجد طویلا و قام فركب الراحلة و ذهب فقال لی صاحبی تراه الخضر فما بالنا لا نكلمه كأنما أمسك علی ألسنتنا فخرجنا فلقینا ابن أبی رواد الرؤاسی فقال من أین أقبلتما قلنا من مسجد صعصعة و أخبرناه بالخبر فقال هذا الراكب یأتی مسجد صعصعة فی الیومین و الثلاثة لا یتكلم قلنا من هو قال فمن تریانه أنتما قلنا نظنه الخضر علیه السلام فقال فأنا و اللّٰه لا أراه إلا من الخضر محتاج إلی رؤیته فانصرفا راشدین فقال لی صاحبی هو و اللّٰه صاحب الزمان.

«52»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْوَجْنَائِیِّ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَمَّنْ رَآهُ علیه السلام خَرَجَ مِنَ الدَّارِ قَبْلَ الْحَادِثِ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهَا أَحَبُّ الْبِقَاعِ (1)

لَوْ لَا الطَّرْدُ أَوْ كَلَامٌ نَحْوُ هَذَا.

بیان: لعل المراد بالحادث وفاة أبی محمد علیه السلام و الضمیر فی أنها راجع إلی سامراء.

ص: 66


1- 1. فی المصدر ج 1 ص 331« من أحبّ البقاع».

«53»- ك، [إكمال الدین] حَدَّثَنَا أَبُو الْأَدْیَانِ (1) قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام وَ أَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَی الْأَمْصَارِ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ فِی عِلَّتِهِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَكَتَبَ مَعِی كُتُباً وَ قَالَ تَمْضِی بِهَا إِلَی الْمَدَائِنِ فَإِنَّكَ سَتَغِیبُ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً فَتَدْخُلُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی یَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ تَسْمَعُ الْوَاعِیَةَ فِی دَارِی وَ تَجِدُنِی عَلَی الْمُغْتَسَلِ قَالَ أَبُو الْأَدْیَانِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَنْ قَالَ مَنْ طَالَبَكَ بِجَوَابَاتِ كُتُبِی فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی فَقُلْتُ زِدْنِی فَقَالَ مَنْ یُصَلِّی عَلَیَّ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی فَقُلْتُ زِدْنِی فَقَالَ مَنْ أَخْبَرَ بِمَا فِی الْهِمْیَانِ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی ثُمَّ مَنَعَتْنِی هَیْبَتُهُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا فِی الْهِمْیَانِ وَ خَرَجْتُ بِالْكُتُبِ إِلَی الْمَدَائِنِ وَ أَخَذْتُ جَوَابَاتِهَا وَ دَخَلْتُ سُرَّ مَنْ رَأَی یَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ كَمَا قَالَ لِی علیه السلام فَإِذَا أَنَا بِالْوَاعِیَةِ فِی دَارِهِ وَ إِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ أَخِیهِ بِبَابِ الدَّارِ وَ الشِّیعَةُ حَوْلَهُ یُعَزُّونَهُ وَ یُهَنِّئُونَهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ یَكُنْ هَذَا الْإِمَامَ فَقَدْ حَالَتِ (2) الْإِمَامَةُ لِأَنِّی كُنْتُ أَعْرِفُهُ بِشُرْبِ النَّبِیذِ وَ یُقَامِرُ فِی الْجَوْسَقِ وَ یَلْعَبُ بِالطُّنْبُورِ فَتَقَدَّمْتُ فَعَزَّیْتُ وَ هَنَّیْتُ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَرَجَ عَقِیدٌ فَقَالَ یَا سَیِّدِی قَدْ كُفِّنَ أَخُوكَ فَقُمْ لِلصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الشِّیعَةُ مِنْ حَوْلِهِ یَقْدُمُهُمُ السَّمَّانُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَتِیلُ الْمُعْتَصِمِ الْمَعْرُوفُ بِسَلَمَةَ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الدَّارِ إِذَا نَحْنُ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی نَعْشِهِ مُكَفَّناً فَتَقَدَّمَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ لِیُصَلِّیَ عَلَی أَخِیهِ فَلَمَّا هَمَّ بِالتَّكْبِیرِ خَرَجَ صَبِیٌّ بِوَجْهِهِ سُمْرَةٌ بِشَعْرِهِ قَطَطٌ بِأَسْنَانِهِ تَفْلِیجٌ فَجَبَذَ رِدَاءَ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ وَ قَالَ تَأَخَّرْ یَا عَمِّ فَأَنَا أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَی أَبِی فَتَأَخَّرَ جَعْفَرٌ وَ قَدِ ارْبَدَّ وَجْهُهُ فَتَقَدَّمَ الصَّبِیُّ فَصَلَّی

ص: 67


1- 1. سند الحدیث هكذا: و وجدت مثبتا فی بعض الكتب المصنفة فی التواریخ، و لم أسمعه .... قال أبو الحسن بن علیّ بن محمّد بن خشاب قال: حدّثنا أبو الأدیان، راجع كمال الدین ج 2 ص 149 و 150.
2- 2. فی المصدر: بطلت.

عَلَیْهِ وَ دُفِنَ إِلَی جَانِبِ قَبْرِ أَبِیهِ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ یَا بَصْرِیُّ هَاتِ جَوَابَاتِ الْكُتُبِ الَّتِی مَعَكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهِ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی هَذِهِ اثْنَتَانِ بَقِیَ الْهِمْیَانُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَزْفِرُ فَقَالَ لَهُ حَاجِزٌ الْوَشَّاءُ یَا سَیِّدِی مَنِ الصَّبِیُّ لِیُقِیمَ عَلَیْهِ الْحُجَّةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُهُ قَطُّ وَ لَا عَرَفْتُهُ فَنَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ قُمَّ فَسَأَلُوا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَعَرَفُوا مَوْتَهُ فَقَالُوا فَمَنْ نُعَزِّی فَأَشَارَ النَّاسُ إِلَی جَعْفَرِ بْنَ عَلِیٍّ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ عَزَّوْهُ وَ هَنَّئُوهُ وَ قَالُوا مَعَنَا كُتُبٌ وَ مَالٌ فَتَقُولُ مِمَّنِ الْكُتُبُ وَ كَمِ الْمَالُ فَقَامَ یَنْفُضُ أَثْوَابَهُ وَ یَقُولُ یُرِیدُونَ مِنَّا أَنْ نَعْلَمَ الْغَیْبَ قَالَ فَخَرَجَ الْخَادِمُ فَقَالَ مَعَكُمْ كُتُبُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ هِمْیَانٌ فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ عَشَرَةُ دَنَانِیرَ مِنْهَا مُطَلَّسَةٌ(1) فَدَفَعُوا الْكُتُبَ وَ الْمَالَ وَ قَالُوا الَّذِی وَجَّهَ بِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ هُوَ الْإِمَامُ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَی الْمُعْتَمِدِ وَ كَشَفَ لَهُ ذَلِكَ فَوَجَّهَ الْمُعْتَمِدُ خَدَمَهُ فَقَبَضُوا عَلَی صَقِیلَ الْجَارِیَةِ وَ طَالَبُوهَا بِالصَّبِیِّ فَأَنْكَرَتْهُ وَ ادَّعَتْ حَمْلًا بِهَا لِتُغَطِّیَ عَلَی حَالِ الصَّبِیِّ فَسُلِّمَتْ إِلَی ابْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ الْقَاضِی وَ بَغَتَهُمْ مَوْتُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ خَاقَانَ فَجْأَةً وَ خُرُوجُ صَاحِبِ الزِّنْجِ بِالْبَصْرَةِ فَشُغِلُوا بِذَلِكَ عَنِ الْجَارِیَةِ فَخَرَجَتْ عَنْ أَیْدِیهِمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لَا شَرِیكَ لَهُ.

بیان: الجوسق القصر و جبذ أی جذب و فی النهایة اربدّ وجهه أی تغیر إلی الغبرة و قیل الربدة لون بین السواد و الغبرة.

«54»- أَقُولُ وَ رُوِیَ فِی بَعْضِ تَأْلِیفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عِیسَی بْنِ مَهْدِیٍّ الْجَوْهَرِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ إِلَی الْحَجِّ وَ كَانَ قَصْدِی الْمَدِینَةَ حَیْثُ صَحَّ عِنْدَنَا أَنَّ صَاحِبَ الزَّمَانِ قَدْ ظَهَرَ فَاعْتَلَلْتُ وَ قَدْ خَرَجْنَا مِنْ فَیْدٍ(2)

فَتَعَلَّقَتْ نَفْسِی بِشَهْوَةِ السَّمَكِ وَ التَّمْرِ فَلَمَّا وَرَدْتُ الْمَدِینَةَ وَ لَقِیتُ بِهَا

ص: 68


1- 1. أی ممحوة نقشها.
2- 2. فید: قلعة قرب مكّة.

إِخْوَانَنَا بَشَّرُونِی بِظُهُورِهِ علیه السلام بِصَابِرَ.

فَصِرْتُ إِلَی صَابِرَ فَلَمَّا أَشْرَفْتُ عَلَی الْوَادِی رَأَیْتُ عُنَیْزَاتٍ عِجَافاً فَدَخَلْتُ الْقَصْرَ فَوَقَفْتُ أَرْقُبُ الْأَمْرَ إِلَی أَنْ صَلَّیْتُ الْعِشَاءَیْنِ وَ أَنَا أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ وَ أَسْأَلُ فَإِذَا أَنَا بِبَدْرٍ الْخَادِمِ یَصِیحُ بِی یَا عِیسَی بْنَ مَهْدِیٍّ الْجَوْهَرِیُّ ادْخُلْ فَكَبَّرْتُ وَ هَلَّلْتُ وَ أَكْثَرْتُ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْتُ فِی صَحْنِ الْقَصْرِ رَأَیْتُ مَائِدَةً مَنْصُوبَةً فَمَرَّ بِیَ الْخَادِمُ إِلَیْهَا فَأَجْلَسَنِی عَلَیْهَا وَ قَالَ لِی مَوْلَاكَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَأْكُلَ مَا اشْتَهَیْتَ فِی عِلَّتِكَ وَ أَنْتَ خَارِجٌ مِنْ فَیْدٍ فَقُلْتُ حَسْبِی بِهَذَا بُرْهَاناً فَكَیْفَ آكُلُ وَ لَمْ أَرَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَصَاحَ یَا عِیسَی كُلْ مِنْ طَعَامِكَ فَإِنَّكَ تَرَانِی فَجَلَسْتُ عَلَی الْمَائِدَةِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلَیْهَا سَمَكٌ حَارٌّ یَفُورُ وَ تَمْرٌ إِلَی جَانِبِهِ أَشْبَهُ التُّمُورِ بِتُمُورِنَا وَ بِجَانِبِ التَّمْرِ لَبَنٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی عَلِیلٌ وَ سَمَكٌ وَ تَمْرٌ وَ لَبَنٌ فَصَاحَ بِی یَا عِیسَی أَ تَشُكُّ فِی أَمْرِنَا أَ فَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا یَنْفَعُكَ وَ یَضُرُّكَ فَبَكَیْتُ وَ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَكَلْتُ مِنَ الْجَمِیعِ وَ كُلَّمَا رَفَعْتُ یَدِی مِنْهُ لَمْ یَتَبَیَّنْ مَوْضِعُهَا فِیهِ فَوَجَدْتُهُ أَطْیَبَ مَا ذُقْتُهُ فِی الدُّنْیَا فَأَكَلْتُ مِنْهُ كَثِیراً حَتَّی اسْتَحْیَیْتُ فَصَاحَ بِی لَا تَسْتَحْیِ یَا عِیسَی فَإِنَّهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ لَمْ تَصْنَعْهُ یَدُ مَخْلُوقٍ فَأَكَلْتُ فَرَأَیْتُ نَفْسِی لَا یَنْتَهِی عَنْهُ مِنْ أَكْلِهِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ حَسْبِی فَصَاحَ بِی أَقْبِلْ إِلَیَّ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی آتِی مَوْلَایَ وَ لَمْ أَغْسِلْ یَدِی فَصَاحَ بِی یَا عِیسَی وَ هَلْ لِمَا أَكَلْتَ غَمَرٌ فَشَمِمْتُ یَدِی وَ إِذَا هِیَ أَعْطَرُ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْكَافُورِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ علیه السلام فَبَدَا لِی نُورٌ غَشِیَ بَصَرِی وَ رَهِبْتُ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ عَقْلِی قَدِ اخْتَلَطَ فَقَالَ لِی یَا عِیسَی مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَرَانِی لَوْ لَا الْمُكَذِّبُونَ الْقَائِلُونَ بِأَیْنَ هُوَ وَ مَتَی كَانَ وَ أَیْنَ وُلِدَ وَ مَنْ رَآهُ وَ مَا الَّذِی خَرَجَ إِلَیْكُمْ مِنْهُ وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ نَبَّأَكُمْ وَ أَیِّ مُعْجِزٍ أَتَاكُمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ دَفَعُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَعَ مَا رَوَوْهُ وَ قَدَّمُوا عَلَیْهِ وَ كَادُوهُ وَ قَتَلُوهُ وَ كَذَلِكَ آبَائِی علیهم السلام وَ لَمْ یُصَدِّقُوهُمْ وَ نَسَبُوهُمْ إِلَی السِّحْرِ وَ خِدْمَةِ الْجِنِّ إِلَی مَا تَبَیَّنَ

ص: 69

یَا عِیسَی فَخَبِّرْ أَوْلِیَاءَنَا مَا رَأَیْتَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تُخْبِرَ عَدُوَّنَا فَتُسْلَبَهُ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ ادْعُ لِی بِالثَّبَاتِ فَقَالَ لَوْ لَمْ یُثَبِّتْكَ اللَّهُ مَا رَأَیْتَنِی وَ امْضِ بِنَجْحِكَ رَاشِداً فَخَرَجْتُ أُكْثِرُ حَمْدَ اللَّهِ وَ شُكْراً.

«55»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ فِی كِتَابِ السُّلْطَانِ الْمُفَرِّجِ عَنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ عِنْدَ ذِكْرِ مَنْ رَأَی الْقَائِمَ علیه السلام قَالَ: فَمِنْ ذَلِكَ مَا اشْتَهَرَ وَ ذَاعَ وَ مَلَأَ الْبِقَاعَ وَ شَهِدَ بِالْعِیَانِ أَبْنَاءُ الزَّمَانِ وَ هُوَ قِصَّةُ أبو [أَبِی] رَاجِحٍ الْحَمَّامِیِّ بِالْحِلَّةِ وَ قَدْ حَكَی ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْیَانِ الْأَمَاثِلِ وَ أَهْلِ الصِّدْقِ الْأَفَاضِلِ مِنْهُمُ الشَّیْخُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ الْمُحَقِّقُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ قَارُونَ سَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ كَانَ الْحَاكِمُ بِالْحِلَّةِ شَخْصاً یُدْعَی مَرْجَانَ الصَّغِیرَ فَرُفِعَ إِلَیْهِ أَنَّ أَبَا رَاجِحٍ هَذَا یَسُبُّ الصَّحَابَةَ فَأَحْضَرَهُ وَ أَمَرَ بِضَرْبِهِ فَضُرِبَ ضَرْباً شَدِیداً

مُهْلِكاً عَلَی جَمِیعِ بَدَنِهِ حَتَّی إِنَّهُ ضُرِبَ عَلَی وَجْهِهِ فَسَقَطَتْ ثَنَایَاهُ وَ أَخْرَجَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ فِیهِ مِسَلَّةً مِنَ الْحَدِیدِ(1)

وَ خَرَقَ أَنْفَهُ وَ وَضَعَ فِیهِ شَرَكَةً مِنَ الشَّعْرِ وَ شَدَّ فِیهَا حَبْلًا وَ سَلَّمَهُ إِلَی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَدُورُوا بِهِ أَزِقَّةَ الْحِلَّةِ وَ الضَّرْبُ یَأْخُذُ مِنْ جَمِیعِ جَوَانِبِهِ حَتَّی سَقَطَ إِلَی الْأَرْضِ وَ عَایَنَ الْهَلَاكَ فَأُخْبِرَ الْحَاكِمُ بِذَلِكَ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَقَالَ الْحَاضِرُونَ إِنَّهُ شَیْخٌ كَبِیرٌ وَ قَدْ حَصَلَ لَهُ مَا یَكْفِیهِ وَ هُوَ مَیِّتٌ لِمَا بِهِ فَاتْرُكْهُ وَ هُوَ یَمُوتُ حَتْفَ أَنْفِهِ وَ لَا تَتَقَلَّدْ بِدَمِهِ وَ بَالَغُوا فِی ذَلِكَ حَتَّی أَمَرَ بِتَخْلِیَتِهِ- وَ قَدِ انْتَفَخَ وَجْهُهُ وَ لِسَانُهُ فَنَقَلَهُ أَهْلُهُ فِی الْمَوْتِ وَ لَمْ یَشُكَّ أَحَدٌ أَنَّهُ یَمُوتُ مِنْ لَیْلَتِهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَا عَلَیْهِ النَّاسُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی عَلَی أَتَمِّ حَالِهِ وَ قَدْ عَادَتْ ثَنَایَاهُ الَّتِی سَقَطَتْ كَمَا كَانَتْ وَ انْدَمَلَتْ جِرَاحَاتُهُ وَ لَمْ یَبْقَ لَهَا أَثَرٌ وَ الشَّجَّةُ قَدْ زَالَتْ مِنْ وَجْهِهِ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حَالِهِ وَ سَاءَلُوهُ عَنْ أَمْرِهِ فَقَالَ إِنِّی لَمَّا عَایَنْتُ الْمَوْتَ وَ لَمْ

ص: 70


1- 1. المسلة: الابرة العظیمة التی تخاط بها العدول و نحوها یقال لها بالفارسیة« جوالدوز».

یَبْقَ لِی لِسَانٌ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی بِهِ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ بِقَلْبِی وَ اسْتَغَثْتُ إِلَی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام فَلَمَّا جَنَّ عَلَیَّ اللَّیْلُ فَإِذَا بِالدَّارِ قَدِ امْتَلَأَتْ نُوراً وَ إِذَا بِمَوْلَایَ صَاحِبِ الزَّمَانِ قَدْ أَمَرَّ یَدَهُ الشَّرِیفَةَ عَلَی وَجْهِی وَ قَالَ لِی اخْرُجْ وَ كُدَّ عَلَی عِیَالِكَ فَقَدْ عَافَاكَ اللَّهُ تَعَالَی فَأَصْبَحْتُ كَمَا تَرَوْنَ وَ حَكَی الشَّیْخُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ قَارُونَ الْمَذْكُورُ قَالَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ تَعَالَی أَنَّ هَذَا أَبُو رَاجِحٍ كَانَ ضَعِیفاً جِدّاً ضَعِیفَ التَّرْكِیبِ أَصْفَرَ اللَّوْنِ شَیْنَ الْوَجْهِ مُقَرَّضَ اللِّحْیَةِ وَ كُنْتُ دَائِماً أَدْخُلُ الْحَمَّامَ الَّذِی هُوَ فِیهِ وَ كُنْتُ دَائِماً أَرَاهُ عَلَی هَذِهِ الْحَالَةِ وَ هَذَا الشَّكْلِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ كُنْتُ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُهُ وَ قَدِ اشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ وَ انْتَصَبَتْ قَامَتُهُ وَ طَالَتْ لِحْیَتُهُ وَ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَ عَادَ كَأَنَّهُ ابْنُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ لَمْ یَزَلْ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی أَدْرَكَتْهُ الْوَفَاةُ وَ لَمَّا شَاعَ هَذَا الْخَبَرُ وَ ذَاعَ طَلَبَهُ الْحَاكِمُ وَ أَحْضَرَهُ عِنْدَهُ وَ قَدْ كَانَ رَآهُ بِالْأَمْسِ عَلَی تِلْكَ الْحَالَةِ وَ هُوَ الْآنَ عَلَی ضِدِّهَا كَمَا وَصَفْنَاهُ وَ لَمْ یَرَ بِجِرَاحَاتِهِ أَثَراً وَ ثَنَایَاهُ قَدْ عَادَتْ فَدَاخَلَ الْحَاكِمَ فِی ذَلِكَ رُعْبٌ عَظِیمٌ وَ كَانَ یَجْلِسُ فِی مَقَامِ الْإِمَامِ علیه السلام فِی الْحِلَّةِ وَ یُعْطِی ظَهْرَهُ الْقِبْلَةَ الشَّرِیفَةَ فَصَارَ بَعْدَ ذَلِكَ یَجْلِسُ وَ یَسْتَقْبِلُهَا وَ عَادَ یَتَلَطَّفُ بِأَهْلِ الْحِلَّةِ وَ یَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِهِمْ وَ یُحْسِنُ إِلَی مُحْسِنِهِمْ وَ لَمْ یَنْفَعْهُ ذَلِكَ بَلْ لَمْ یَلْبَثْ فِی ذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی مَاتَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِی الشَّیْخُ الْمُحْتَرَمُ الْعَامِلُ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ قَارُونَ الْمَذْكُورُ قَالَ: كَانَ مِنْ أَصْحَابِ السَّلَاطِینِ الْمُعَمَّرُ بْنُ شَمْسٍ یُسَمَّی مذور یَضْمَنُ الْقَرْیَةَ الْمَعْرُوفَةَ بِبُرْسٍ وَ وَقْفَ الْعَلَوِیِّینَ وَ كَانَ لَهُ نَائِبٌ یُقَالُ لَهُ ابْنُ الْخَطِیبِ وَ غُلَامٌ یَتَوَلَّی نَفَقَاتِهِ یُدْعَی عُثْمَانَ وَ كَانَ ابْنُ الْخَطِیبِ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاحِ وَ الْإِیمَانِ بِالضِّدِ مِنْ عُثْمَانَ وَ كَانَا دَائِماً یَتَجَادَلَانِ فَاتَّفَقَ أَنَّهُمَا حَضَرَا فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام بِمَحْضَرِ جَمَاعَةٍ مِنَ الرَّعِیَّةِ وَ الْعَوَامِّ فَقَالَ ابْنُ الْخَطِیبِ لِعُثْمَانَ یَا عُثْمَانُ الْآنَ اتَّضَحَ الْحَقُّ وَ اسْتَبَانَ أَنَا أَكْتُبُ عَلَی یَدِی مَنْ أَتَوَلَّاهُ وَ هُمْ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ اكْتُبْ أَنْتَ مَنْ تَتَوَلَّاهُ أَبُو بَكْرٍ

ص: 71

وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ ثُمَّ تُشَدُّ یَدِی وَ یَدُكَ فَأَیُّهُمَا احْتَرَقَتْ یَدُهُ بِالنَّارِ كَانَ عَلَی الْبَاطِلِ وَ مَنْ سَلِمَتْ یَدُهُ كَانَ عَلَی الْحَقِّ فَنَكَلَ عُثْمَانُ وَ أَبَی أَنْ یَفْعَلَ فَأَخَذَ الْحَاضِرُونَ مِنَ الرَّعِیَّةِ وَ الْعَوَامِّ بِالعِیَاطِ عَلَیْهِ هَذَا وَ كَانَتْ أُمُّ عُثْمَانَ مُشْرِفَةً عَلَیْهِمْ تَسْمَعُ كَلَامَهُمْ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ لَعَنَتِ الْحُضُورَ الَّذِینَ كَانُوا یُعَیِّطُونَ عَلَی وَلَدِهَا عُثْمَانَ وَ شَتَمَتْهُمْ وَ تَهَدَّدَتْ وَ بَالَغَتْ فِی ذَلِكَ فَعَمِیَتْ فِی الْحَالِ فَلَمَّا أَحَسَّتْ بِذَلِكَ نَادَتْ إِلَی رَفَائِقِهَا فَصَعِدْنَ إِلَیْهَا فَإِذَا هِیَ صَحِیحَةُ الْعَیْنَیْنِ لَكِنْ لَا تَرَی شَیْئاً فَقَادُوهَا وَ أَنْزَلُوهَا وَ مَضَوْا بِهَا إِلَی الْحِلَّةِ وَ شَاعَ خَبَرُهَا بَیْنَ أَصْحَابِهَا وَ قَرَائِبِهَا وَ تَرَائِبِهَا فَأَحْضَرُوا لَهَا الْأَطِبَّاءَ مِنْ بَغْدَادَ وَ الْحِلَّةِ فَلَمْ یَقْدِرُوا لَهَا عَلَی شَیْ ءٍ فَقَالَ لَهَا نِسْوَةٌ مُؤْمِنَاتٌ كُنَّ أَخْدَانَهَا إِنَّ الَّذِی أَعْمَاكِ هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام فَإِنْ تَشَیَّعْتِی وَ تَوَلَّیْتِی وَ تَبَرَّأْتِی (1)

ضَمِنَّا لَكِ الْعَافِیَةَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ بِدُونِ هَذَا لَا یُمْكِنُكِ الْخَلَاصَ فَأَذْعَنَتْ لِذَلِكَ وَ رَضِیَتْ بِهِ فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ حَمَلْنَهَا حَتَّی أَدْخَلْنَهَا الْقُبَّةَ الشَّرِیفَةَ فِی مَقَامِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ بِتْنَ بِأَجْمَعِهِنَّ فِی بَابِ الْقُبَّةِ فَلَمَّا كَانَ رُبُعُ اللَّیْلِ فَإِذَا هِیَ قَدْ خَرَجَتْ عَلَیْهِنَّ وَ قَدْ ذَهَبَ الْعَمَی عَنْهَا وَ هِیَ تُقْعِدُهُنَّ وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ وَ تَصِفُ ثِیَابَهُنَّ وَ حُلِیَّهُنَّ فَسُرِرْنَ بِذَلِكَ وَ حَمِدْنَ اللَّهَ تَعَالَی عَلَی حُسْنِ الْعَافِیَةِ وَ قُلْنَ لَهَا كَیْفَ كَانَ ذَلِكِ فَقَالَتْ لَمَّا جَعَلْتُنَّنِی فِی الْقُبَّةِ وَ خَرَجْتُنَّ عَنِّی أَحْسَسْتُ بِیَدٍ قَدْ وُضِعَتْ عَلَی یَدِی وَ قَائِلٌ یَقُولُ اخْرُجِی قَدْ عَافَاكِ اللَّهُ تَعَالَی فَانْكَشَفَ الْعَمَی عَنِّی وَ رَأَیْتُ الْقُبَّةَ قَدِ امْتَلَأَتْ نُوراً وَ رَأَیْتُ الرَّجُلَ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثُمَّ غَابَ عَنِّی فَقُمْنَ وَ خَرَجْنَ إِلَی بُیُوتِهِنَّ وَ تَشَیَّعَ وَلَدُهَا عُثْمَانُ وَ حَسُنَ اعْتِقَادُهُ وَ اعْتِقَادُ أُمِّهِ الْمَذْكُورَةِ وَ اشْتَهَرَتِ الْقِصَّةُ بَیْنَ أُولَئِكَ الْأَقْوَامِ وَ مَنْ سَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ وَ

ص: 72


1- 1. باشباع الكسرة حتّی یتولد الیاء و هی لغة عامیّة، و الأصل:« و ان تشیعت و تولیت و تبرأت».

اعْتَقَدَ وُجُودَ الْإِمَامِ علیه السلام وَ كَانَ ذَلِكَ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ سَبْعِمِائَةٍ.

وَ مِنْ ذَلِكَ بِتَارِیخِ صَفَرٍ لِسَنَةِ سَبْعِمِائَةٍ وَ تِسْعٍ وَ خَمْسِینَ حَكَی لِیَ الْمَوْلَی الْأَجَلُّ الْأَمْجَدُ الْعَالِمُ الْفَاضِلُ الْقُدْوَةُ الْكَامِلُ الْمُحَقِّقُ الْمُدَقِّقُ مَجْمَعُ الْفَضَائِلِ وَ مَرْجِعُ الْأَفَاضِلِ افْتِخَارُ الْعُلَمَاءِ فِی الْعَالَمِینَ كَمَالُ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُمَانِیِّ وَ كَتَبَ بِخَطِّهِ الْكَرِیمِ عِنْدِی مَا صُورَتُهُ قَالَ الْعَبْدُ الْفَقِیرُ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَبَائِقِیُّ إِنِّی كُنْتُ أَسْمَعُ فِی الْحِلَّةِ السَّیْفِیَّةِ حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَی أَنَّ الْمَوْلَی الْكَبِیرَ الْمُعَظَّمَ جَمَالَ الدِّینِ ابْنَ الشَّیْخِ الْأَجَلِّ الْأَوْحَدِ الْفَقِیهِ الْقَارِئِ نَجْمِ الدِّینِ جَعْفَرِ بْنِ الزهدری كَانَ بِهِ فَالِجٌ فَعَالَجَتْهُ جَدَّتُهُ لِأَبِیهِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ بِكُلِّ عِلَاجٍ لِلْفَالِجِ فَلَمْ یَبْرَأْ فَأَشَارَ عَلَیْهَا بَعْضُ الْأَطِبَّاءِ بِبَغْدَادَ فَأَحْضَرَتْهُمْ فَعَالَجُوهُ زَمَاناً طَوِیلًا فَلَمْ یَبْرَأْ وَ قِیلَ لَهَا أَلَّا تُبِیتِینَهُ تَحْتَ الْقُبَّةِ الشَّرِیفَةِ بِالْحِلَّةِ الْمَعْرُوفَةِ بِمَقَامِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعَافِیهِ وَ یُبْرِئُهُ فَفَعَلَتْ وَ بَیَّتَتْهُ تَحْتَهَا وَ إِنَّ صَاحِبَ الزَّمَانِ علیه السلام أَقَامَهُ وَ أَزَالَ عَنْهُ الْفَالِجَ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ حَصَلَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ صُحْبَةٌ حَتَّی كُنَّا لَمْ نَكَدْ نَفْتَرِقُ وَ كَانَ لَهُ دَارُ الْمَعْشَرَةِ یَجْتَمِعُ فِیهَا وُجُوهُ أَهْلِ الْحِلَّةِ وَ شَبَابُهُمْ وَ أَوْلَادُ الْأَمَاثِلِ مِنْهُمْ فَاسْتَحْكَیْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْحِكَایَةِ- فَقَالَ لِی إِنِّی كُنْتُ مَفْلُوجاً وَ عَجَزَ الْأَطِبَّاءُ عَنِّی وَ حَكَی لِی مَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ مُسْتَفَاضاً فِی الْحِلَّةِ مِنْ قَضِیَّتِهِ وَ أَنَّ الْحُجَّةَ صَاحِبَ الزَّمَانِ علیه السلام قَالَ لِی وَ قَدْ أَبَاتَتْنِی جَدَّتِی تَحْتَ الْقُبَّةِ قُمْ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَا أَقْدِرُ إِلَی الْقِیَامِ مُنْذُ سَنَتِی فَقَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَعَانَنِی عَلَی الْقِیَامِ فَقُمْتُ وَ زَالَ عَنِّی الْفَالِجُ وَ انْطَبَقَ عَلَیَّ النَّاسُ حَتَّی كَادُوا یَقْتُلُونَنِی وَ أَخَذُوا مَا كَانَ عَلَیَّ مِنَ الثِّیَابِ تَقْطِیعاً وَ تَنْتِیفاً یَتَبَرَّكُونَ فِیهَا وَ كَسَانِی النَّاسُ مِنْ ثِیَابِهِمْ وَ رُحْتُ إِلَی الْبَیْتِ وَ لَیْسَ بِی أَثَرُ الْفَالِجِ وَ بَعَثْتُ إِلَی النَّاسِ ثِیَابَهُمْ وَ كُنْتُ أَسْمَعُهُ یَحْكِی ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَ لِمَنْ یَسْتَحْكِیهِ مِرَاراً حَتَّی مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَخْبَرَنِی مَنْ أَثِقُ بِهِ وَ هُوَ خَبَرٌ مَشْهُورٌ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَشْهَدِ

ص: 73

الشَّرِیفِ الْغَرَوِیِّ سَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی مُشَرِّفِهِ مَا صُورَتُهُ أَنَّ الدَّارَ الَّذِی هِیَ الْآنَ سَنَةَ سَبْعِمِائَةٍ وَ تِسْعٍ وَ ثَمَانِینَ أَنَا سَاكِنُهَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ وَ الصَّلَاحِ یُدْعَی حُسَیْنَ الْمُدَلَّلِ وَ بِهِ یُعْرَفُ سَابَاطُ الْمُدَلَّلِ مُلَاصِقَةَ جُدْرَانِ الْحَضْرَةِ الشَّرِیفَةِ وَ هُوَ مَشْهُورٌ بِالْمَشْهَدِ الشَّرِیفِ الْغَرَوِیِّ علیه السلام وَ كَانَ الرَّجُلُ لَهُ عِیَالٌ وَ أَطْفَالٌ فَأَصَابَهُ فَالِجٌ فَمَكَثَ مُدَّةً لَا یَقْدِرُ عَلَی الْقِیَامِ وَ إِنَّمَا یَرْفَعُهُ عِیَالُهُ عِنْدَ حَاجَتِهِ وَ ضَرُورَاتِهِ وَ مَكَثَ عَلَی ذَلِكَ مُدَّةً مَدِیدَةً فَدَخَلَ عَلَی عِیَالِهِ وَ أَهْلِهِ بِذَلِكَ شِدَّةٌ شَدِیدَةٌ وَ احْتَاجُوا إِلَی النَّاسِ وَ اشْتَدَّ عَلَیْهِمُ النَّاسُ فَلَمَّا كَانَ سَنَةُ عِشْرِینَ وَ سَبْعِمِائَةٍ هِجْرِیَّةٌ فِی لَیْلَةٍ مِنْ لَیَالِیهَا بَعْدَ رُبُعِ اللَّیْلِ أَنْبَهَ عِیَالَهُ فَانْتَبَهُوا فِی الدَّارِ فَإِذَا الدَّارُ وَ السَّطْحُ قَدِ امْتَلَأَ نُوراً یَأْخُذُ بِالْأَبْصَارِ فَقَالُوا مَا الْخَبَرُ فَقَالَ إِنَّ الْإِمَامَ علیه السلام جَاءَنِی وَ قَالَ لِی قُمْ یَا حُسَیْنُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَ تَرَانِی أَقْدِرُ عَلَی الْقِیَامِ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَقَامَنِی فَذَهَبَ مَا بِی وَ هَا أَنَا صَحِیحٌ عَلَی أَتَمِّ مَا یَنْبَغِی وَ قَالَ لِی هَذَا السَّابَاطُ دَرْبِی إِلَی زِیَارَةِ جَدِّی علیه السلام فَأَغْلِقْهُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ فَقُلْتُ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لَكَ یَا مَوْلَایَ فَقَامَ الرَّجُلُ وَ خَرَجَ إِلَی الْحَضْرَةِ الشَّرِیفَةِ الْغَرَوِیَّةِ وَ زَارَ الْإِمَامَ علیه السلام وَ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی عَلَی مَا حَصَلَ لَهُ مِنَ الْإِنْعَامِ وَ صَارَ هَذَا السَّابَاطُ الْمَذْكُورُ إِلَی الْآنَ یُنْذَرُ لَهُ عِنْدَ الضَّرُورَاتِ فَلَا یَكَادُ یَخِیبُ نَاذِرُهُ مِنَ الْمُرَادِ بِبَرَكَاتِ الْإِمَامِ الْقَائِمِ علیه السلام.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنِی الشَّیْخُ الصَّالِحُ الْخَیِّرُ الْعَالِمُ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ قَارُونَ الْمَذْكُورُ سَابِقاً: أَنَّ رَجُلًا یُقَالُ لَهُ النَّجْمُ وَ یُلَقَّبُ الْأَسْوَدَ فِی الْقَرْیَةِ الْمَعْرُوفَةِ بِدقوسَا عَلَی الْفُرَاتِ الْعُظْمَی وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ وَ الصَّلَاحِ وَ كَانَ لَهُ زَوْجَةٌ تُدْعَی بِفَاطِمَةَ خَیِّرَةٌ صَالِحَةٌ وَ لَهَا وَلَدَانِ ابْنٌ یُدْعَی عَلِیّاً وَ ابْنَةٌ تُدْعَی زَیْنَبَ فَأَصَابَ الرَّجُلَ وَ زَوْجَتَهُ الْعَمَی وَ بَقِیَا عَلَی حَالَةٍ ضَعِیفَةٍ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی سَنَةِ اثْنَیْ عَشَرَ وَ سَبْعِمِائَةٍ وَ بَقِیَا عَلَی ذَلِكَ مُدَّةً مَدِیدَةً فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ اللَّیْلِ أَحَسَّتِ الْمَرْأَةُ بِیَدٍ تَمُرُّ عَلَی وَجْهِهَا وَ قَائِلٍ یَقُولُ:

ص: 74

قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكِ الْعَمَی فَقُومِی إِلَی زَوْجِكِ أَبِی عَلِیٍّ فَلَا تُقَصِّرِینَ فِی خِدْمَتِهِ فَفَتَحَتْ عَیْنَیْهَا فَإِذَا الدَّارُ قَدِ امْتَلَأَتْ نُوراً وَ عَلِمَتْ أَنَّهُ الْقَائِمُ علیه السلام.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا نَقَلَهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا الصَّالِحِینَ مِنْ خَطِّهِ الْمُبَارَكِ مَا صُورَتُهُ عَنْ مُحْیِی الدِّینِ الْإِرْبِلِیِّ: أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ أَبِیهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ فَنَعَسَ فَوَقَعَتْ عِمَامَتُهُ عَنْ رَأْسِهِ فَبَدَتْ فِی رَأْسِهِ ضَرْبَةٌ هَائِلَةٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ هِیَ مِنْ صِفِّینَ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ وَ وَقْعَةُ صِفِّینَ قَدِیمَةٌ فَقَالَ كُنْتُ مُسَافِراً إِلَی مِصْرَ فَصَاحَبَنِی إِنْسَانٌ مِنْ غَزَّةَ(1)

فَلَمَّا كُنَّا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ تَذَاكَرْنَا وَقْعَةَ صِفِّینَ فَقَالَ لِیَ الرَّجُلُ لَوْ كُنْتُ فِی أَیَّامِ صِفِّینَ لَرَوَّیْتُ سَیْفِی مِنْ عَلِیٍّ وَ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ لَوْ كُنْتُ فِی أَیَّامِ صِفِّینَ لَرَوَّیْتُ سَیْفِی مِنْ مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابِهِ وَ هَا أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مُعَاوِیَةَ فَاعْتَرَكْنَا عَرْكَةً عَظِیمَةً وَ اضْطَرَبْنَا فَمَا أَحْسَسْتُ بِنَفْسِی إِلَّا مَرْمِیّاً لِمَا بِی فَبَیْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ وَ إِذَا بِإِنْسَانٍ یُوقِظُنِی بِطَرَفِ رُمْحِهِ فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَنَزَلَ إِلَیَّ وَ مَسَحَ الضَّرْبَةَ فَتَلَاءَمَتْ فَقَالَ الْبَثْ هُنَا ثُمَّ غَابَ قَلِیلًا وَ عَادَ وَ مَعَهُ رَأْسُ مُخَاصِمِی مَقْطُوعاً وَ الدَّوَابُّ مَعَهُ فَقَالَ لِی هَذَا رَأْسُ عَدُوِّكَ وَ أَنْتَ نَصَرْتَنَا فَنَصَرْنَاكَ وَ لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ نَصَرَهُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ یَعْنِی صَاحِبَ الْأَمْرِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لِی وَ إِذَا سُئِلْتَ عَنْ هَذِهِ الضَّرْبَةِ فَقُلْ ضُرِبْتُهَا فِی صِفِّینَ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا صَحَّتْ لِی رِوَایَتُهُ عَنِ السَّیِّدِ الزَّاهِدِ الْفَاضِلِ رَضِیِّ الْمِلَّةِ وَ الْحَقِّ وَ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ طَاوُسٍ الْحَسَنِیِّ فِی كِتَابِهِ الْمُسَمَّی بِرَبِیعِ الْأَلْبَابِ قَالَ رَوَی لَنَا حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ شَخْصٌ مِنْ نَاحِیَةِ الْكُوفَةِ یُقَالُ لَهُ عَمَّارٌ مَرَّةً عَلَی الطَّرِیقِ الحمالیةِ مِنْ سَوَادِ الْكُوفَةِ فَتَذَاكَرْنَا أَمْرَ الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا حَسَنُ أُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ عَجِیبٍ فَقُلْتُ لَهُ هَاتِ مَا عِنْدَكَ قَالَ جَاءَتْ قَافِلَةٌ مِنْ طَیِّئٍ یَكْتَالُونَ مِنْ عِنْدِنَا مِنَ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیهِمْ رَجُلٌ وَسِیمٌ وَ هُوَ زَعِیمُ الْقَافِلَةِ فَقُلْتُ لِمَنْ حَضَرَ هَاتِ الْمِیزَانَ مِنْ دَارِ الْعَلَوِیِّ فَقَالَ

ص: 75


1- 1. بلد بفلسطین بها مات هاشم بن عبد مناف، و رملة ببلاد بنی سعد.

الْبَدَوِیُّ وَ عِنْدَكُمْ هُنَا عَلَوِیٌّ فَقُلْتُ یَا سُبْحَانَ اللَّهِ مُعْظَمُ الْكُوفَةِ عَلَوِیُّونَ فَقَالَ الْبَدَوِیُّ الْعَلَوِیَّ وَ اللَّهِ تَرَكْتُهُ وَرَائِی فِی الْبَرِّیَّةِ فِی بَعْضِ الْبُلْدَانِ فَقُلْتُ فَكَیْفَ خَبَرُهُ قَالَ فَرَرْنَا فِی نَحْوِ ثَلَاثِ مِائَةِ فَارِسٍ أَوْ دُونَهَا فَبَقِینَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ بِلَا زَادٍ وَ اشْتَدَّ بِنَا الْجُوعُ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ دَعُونَا نَرْمِی السَّهْمَ عَلَی بَعْضِ الْخَیْلِ نَأْكُلْهَا فَاجْتَمَعَ رَأْیُنَا عَلَی ذَلِكَ وَ رَمَیْنَا بِسَهْمٍ فَوَقَعَ عَلَی فَرَسِی فَغَلَّطْتُهُمْ وَ قُلْتُ مَا أَقْنَعُ فَعُدْنَا بِسَهْمٍ آخَرَ فَوَقَعَ عَلَیْهَا أَیْضاً فَلَمْ أَقْبَلْ وَ قُلْتُ نَرْمِی بِثَالِثٍ فَرَمَیْنَا فَوَقَعَ عَلَیْهَا أَیْضاً وَ كَانَتْ عِنْدِی تُسَاوِی أَلْفَ دِینَارٍ وَ هِیَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ وَلَدِی فَقُلْتُ دَعُونِی أَتَزَوَّدْ مِنْ فَرَسِی بِمِشْوَارٍ فَإِلَی الْیَوْمِ مَا أَجِدُ لَهَا غَایَةً فَرَكَضْتُهَا إِلَی رَابِیَةٍ بَعِیدَةٍ مِنَّا قَدْرَ فَرْسَخٍ فَمَرَرْتُ بِجَارِیَةٍ تَحْطِبُ تَحْتَ الرَّابِیَةِ فَقُلْتُ یَا جَارِیَةُ مَنْ أَنْتِ وَ مَنْ أَهْلُكِ قَالَتْ أَنَا لِرَجُلٍ عَلَوِیٍّ فِی هَذَا الْوَادِی وَ مَضَتْ مِنْ عِنْدِی فَرَفَعْتُ مِئْزَرِی عَلَی رُمْحِی وَ أَقْبَلْتُ إِلَی أَصْحَابِی فَقُلْتُ لَهُمْ أَبْشِرُوا بِالْخَیْرِ النَّاسُ مِنْكُمْ قَرِیبٌ فِی هَذَا الْوَادِی فَمَضَیْنَا فَإِذَا بِخَیْمَةٍ فِی وَسَطِ الْوَادِی فَطَلَعَ إِلَیْنَا مِنْهَا رَجُلٌ صَبِیحُ الْوَجْهِ أَحْسَنُ مَنْ یَكُونُ مِنَ الرِّجَالِ ذُؤَابَتُهُ إِلَی سُرَّتِهِ وَ هُوَ یَضْحَكُ وَ یَجِیئُنَا بِالتَّحِیَّةِ فَقُلْتُ لَهُ یَا وَجْهَ الْعَرَبِ الْعَطَشُ فَنَادَی یَا جَارِیَةُ هَاتِی مِنْ عِنْدِكِ الْمَاءَ فَجَاءَتِ الْجَارِیَةُ وَ مَعَهَا قَدَحَانِ فِیهِمَا مَاءٌ فَتَنَاوَلَ مِنْهُمَا قَدَحاً وَ وَضَعَ یَدَهُ فِیهِ وَ نَاوَلَنَا إِیَّاهُ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ بِالْآخَرِ فَشَرِبْنَا عَنْ أَقْصَانَا مِنَ الْقَدَحَیْنِ وَ رَجَعَتَا عَلَیْنَا وَ مَا نَقَصَتِ الْقَدَحَانِ فَلَمَّا رَوِینَا قُلْنَا لَهُ الْجُوعُ یَا وَجْهَ الْعَرَبِ فَرَجَعَ بِنَفْسِهِ وَ دَخَلَ الْخَیْمَةَ وَ أَخْرَجَ بِیَدِهِ مِنْسَفَةً(1) فِیهَا زَادٌ وَ وَضَعَهُ وَ قَدْ وَضَعَ یَدَهُ فِیهِ وَ قَالَ یَجِی ءُ مِنْكُمْ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلْنَا جَمِیعاً مِنْ تِلْكَ الْمِنْسَفَةِ وَ اللَّهِ یَا فُلَانُ مَا تَغَیَّرَتْ وَ لَا نَقَصَتْ فَقُلْنَا نُرِیدُ الطَّرِیقَ الْفُلَانِیَّ فَقَالَ هَا ذَاكَ دَرْبُكُمْ وَ أَوْمَأَ لَنَا إِلَی مَعْلَمٍ وَ مَضَیْنَا فَلَمَّا بَعُدْنَا عَنْهُ قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ أَنْتُمْ خَرَجْتُمْ عَنْ أَهْلِكُمْ لِكَسْبٍ وَ الْمَكْسَبُ قَدْ

ص: 76


1- 1. المنسفة كمكنسة: الغربال.

حَصَلَ لَكُمْ فَنَهَی بَعْضُنَا بَعْضاً وَ أَمَرَ بَعْضُنَا بِهِ ثُمَّ اجْتَمَعَ رَأْیُنَا عَلَی أَخْذِهِمْ- فَرَجَعْنَا فَلَمَّا رَآنَا رَاجِعِینَ شَدَّ وَسَطَهُ بِمِنْطَقَةٍ وَ أَخَذَ سَیْفاً فَتَقَلَّدَ بِهِ وَ أَخَذَ رُمْحَهُ وَ رَكِبَ فَرَساً أَشْهَبَ وَ الْتَقَانَا وَ قَالَ لَا تَكُونُ أَنْفُسُكُمُ الْقَبِیحَةُ دَبَّرَتْ لَكُمُ الْقَبِیحَ فَقُلْنَا هُوَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ رَدَدْنَا عَلَیْهِ رَدّاً قَبِیحاً فَزَعَقَ بِزَعَقَاتٍ (1) فَمَا رَأَیْنَا إِلَّا مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ الرُّعْبُ وَ وَلَّیْنَا مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ مُنْهَزِمِینَ فَخَطَّ خَطَّةً بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ وَ

قَالَ وَ حَقِّ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ لَا یَعْبُرَنَّهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ فَرَجَعْنَا وَ اللَّهِ عَنْهُ بِالرَّغْمِ مِنَّا هَا ذَاكَ الْعَلَوِیُّ هُوَ حَقّاً هُوَ وَ اللَّهِ لَا مَا هُوَ مِثْلُ هَؤُلَاءِ.

هذا آخر ما أخرجناه من كتاب السلطان المفرج عن أهل الإیمان.

بیان: الشَّرَكَة حبالة الصید و المراد بها هنا الحبل و التعیط الجلبة و الصیاح و المشوار المخبر و المنظر و ما أبقت الدابة من علفها و المكان تعرض فیه الدواب.

كتاب الفهرست للشیخ منتجب الدین قال الثائر باللّٰه المهدی ابن الثائر باللّٰه الحسینی الجیلی كان زیدیا و ادعی إمامة الزیدیة و خرج بجیلان ثم استبصر و صار إمامیا و له روایة الأحادیث و ادعی أنه شاهد صاحب الأمر و كان یروی عنه أشیاء.

و قال أبو الحسن علی بن محمد بن علی بن أبی القاسم العلوی الشعرانی عالم صالح شاهد الإمام صاحب الأمر و یروی عنه أحادیث علیه و علی آبائه السلام.

و قال أبو الفرج المظفر بن علی بن الحسین الحمدانی ثقة عین و هو من سفراء الإمام صاحب الزمان علیه السلام أدرك الشیخ المفید و جلس مجلس درس السید المرتضی و الشیخ أبی جعفر الطوسی قدس اللّٰه أرواحهم.

ص: 77


1- 1. زعق مثل صعق أی صاح صیحة شدیدة.

باب 19 خبر سعد بن عبد اللّٰه و رؤیته للقائم و مسائله عنه علیه السلام

باب 19 خبر سعد بن عبد اللّٰه و رؤیته للقائم (1) و مسائله عنه علیه السلام

«1»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ النَّوْفَلِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِ (2)

قَالَ: كُنْتُ امْرَأً لَهِجاً بِجَمْعِ الْكُتُبِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَی غَوَامِضِ الْعُلُومِ وَ دَقَائِقِهَا كَلِفاً بِاسْتِظْهَارِ مَا یَصِحُّ مِنْ حَقَائِقِهَا مُغْرَماً بِحِفْظِ مُشْتَبِهِهَا وَ مُسْتَغْلِقِهَا شَحِیحاً عَلَی مَا أَظْفَرُ بِهِ مِنْ مَعَاضِلِهَا وَ مُشْكِلَاتِهَا مُتَعَصِّباً لِمَذْهَبِ الْإِمَامِیَّةِ رَاغِباً عَنِ الْأَمْنِ وَ السَّلَامَةِ فِی انْتِظَارِ التَّنَازُعِ وَ التَّخَاصُمِ وَ التَّعَدِّی إِلَی التَّبَاغُضِ وَ التَّشَاتُمِ مُعَیِّباً لِلْفِرَقِ ذَوِی الْخِلَافِ كَاشِفاً عَنْ مَثَالِبِ أَئِمَّتِهِمْ هَتَّاكاً لِحُجُبِ قَادَتِهِمْ إِلَی أَنْ بُلِیتُ بِأَشَدِّ النَّوَاصِبِ مُنَازَعَةً وَ أَطْوَلِهِمْ مُخَاصَمَةً وَ أَكْثَرِهِمْ جَدَلًا وَ أَشْنَعِهِمْ سُؤَالًا وَ أَثْبَتِهِمْ عَلَی الْبَاطِلِ قَدَماً فَقَالَ ذَاتَ یَوْمٍ وَ أَنَا أُنَاظِرُهُ تَبّاً لَكَ وَ لِأَصْحَابِكَ یَا سَعْدُ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الرَّافِضَةِ تَقْصِدُونَ عَلَی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ بِالطَّعْنِ عَلَیْهِمَا وَ تَجْحَدُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَایَتَهُمَا وَ إِمَامَتَهُمَا هَذَا الصِّدِّیقُ

الَّذِی فَاقَ جَمِیعَ الصَّحَابَةِ بِشَرَفِ سَابِقَتِهِ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَخْرَجَهُ مَعَ نَفْسِهِ إِلَی الْغَارِ إِلَّا عِلْماً مِنْهُ بِأَنَّ الْخِلَافَةَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّهُ

ص: 78


1- 1. و العجب أن محمّد بن أبی عبد اللّٰه عد فیما مضی فی حدیث كمال الدین تحت الرقم 26 ص 30 عدد من انتهی إلیه أنهم رآه علیه السلام و لم یذكر فیهم سعد بن عبد اللّٰه.
2- 2. سند الحدیث منكر، حیث ان الصدوق یروی عن سعد بن عبد اللّٰه بواسطة واحدة هو أبوه أو ابن الولید أو هما معا، و الوسائط بینه و بین سعد فی هذا الحدیث خمس: أربع منهم الاحمدون الثلاثة و رابعهم محمّد بن علی النوفلیّ المعروف بالكرمانی، لم یذكروا فی الرجال، و أمّا محمّد بن بحر الشیبانی قد ذكر بالغلو و الارتفاع. راجع قاموس الرجال ج 4 ص 339.

هُوَ الْمُقَلَّدُ لِأَمْرِ التَّأْوِیلِ وَ الْمُلْقَی إِلَیْهِ أَزِمَّةُ الْأُمَّةِ وَ عَلَیْهِ الْمُعَوَّلُ فِی شَعْبِ الصَّدْعِ وَ لَمِّ الشَّعَثِ وَ سَدِّ الْخَلَلِ وَ إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَ تَسْرِیبِ الْجُیُوشِ لِفَتْحِ بِلَادِ الشِّرْكِ فَكَمَا أَشْفَقَ عَلَی نُبُوَّتِهِ أَشْفَقَ عَلَی خِلَافَتِهِ إِذْ لَیْسَ مِنْ حُكْمِ الِاسْتِتَارِ وَ التَّوَارِی أَنْ یَرُومَ الْهَارِبُ مِنَ الشَّیْ ءِ-(1)

مُسَاعَدَةً إِلَی مَكَانٍ یَسْتَخْفِی فِیهِ وَ لَمَّا رَأَیْنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَوَجِّهاً إِلَی الِانْجِحَارِ وَ لَمْ تَكُنِ الْحَالُ تُوجِبُ اسْتِدْعَاءَ الْمُسَاعَدَةِ مِنْ أَحَدٍ اسْتَبَانَ لَنَا قَصْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی بَكْرٍ إِلَی الْغَارِ لِلْعِلَّةِ الَّتِی شَرَحْنَاهَا وَ إِنَّمَا أَبَاتَ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی فِرَاشِهِ لِمَا لَمْ یَكُنْ لِیَكْتَرِثَ لَهُ وَ لَمْ یَحْفِلْ بِهِ وَ لِاسْتِثْقَالِهِ لَهُ وَ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُ إِنْ قُتِلَ لَمْ یَتَعَذَّرْ عَلَیْهِ نَصْبُ غَیْرِهِ مَكَانَهُ لِلْخُطُوبِ الَّتِی كَانَ یَصْلُحُ لَهَا قَالَ سَعْدٌ فَأَوْرَدْتُ عَلَیْهِ أَجْوِبَةً شَتَّی فَمَا زَالَ یَقْصِدُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا بِالنَّقْضِ وَ الرَّدِّ عَلَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا سَعْدُ دُونَكَهَا أُخْرَی بِمِثْلِهَا تُخْطَفُ (2)

آنَافُ الرَّوَافِضِ أَ لَسْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ الصِّدِّیقَ الْمُبَرَّی مِنْ دَنَسِ الشُّكُوكِ وَ الْفَارُوقَ الْمُحَامِیَ عَنْ بَیْضَةِ الْإِسْلَامِ كَانَا یُسِرَّانِ النِّفَاقَ وَ اسْتَدْلَلْتُمْ بِلَیْلَةِ الْعَقَبَةِ أَخْبِرْنِی عَنِ الصِّدِّیقِ وَ الْفَارُوقِ أَسْلَمَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَ سَعْدٌ فَاحْتَلْتُ لِدَفْعِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَنِّی خَوْفاً مِنَ الْإِلْزَامِ وَ حَذَراً مِنْ أَنِّی إِنْ أَقْرَرْتُ لَهُمَا بِطَوَاعِیَتِهِمَا لِلْإِسْلَامِ احْتَجَّ بِأَنَّ بَدْءَ النِّفَاقِ وَ نَشْوَهُ فِی الْقَلْبِ لَا یَكُونُ إِلَّا عِنْدَ هُبُوبِ رَوَائِحِ الْقَهْرِ وَ الْغَلَبَةِ وَ إِظْهَارِ الْبَأْسِ الشَّدِیدِ فِی حَمْلِ الْمَرْءِ عَلَی مَنْ لَیْسَ یَنْقَادُ لَهُ قَلْبُهُ نَحْوَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِینَ فَلَمْ یَكُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا(3)

ص: 79


1- 1. البشر- خ ل، و فی المصدر ج 2 ص 129:« الشر».
2- 2. خطف یخطف خطفا؛ استلبه بسرعة، یقال: هذا سیف یخطف الرأس ای یقتطعه بسرعة، و فی المصدر ج 2 ص 130 تخطم( و قد طبع تحظم غلطا) و هو الأظهر، یقال: خطمه: ضرب أنفه.- و خطمه بالخطام: جعله علی انفه: و خطم أنفه: ألزق به عارا ظاهرا. و یحتمل أن یقرأ« یحطم» یقال: حطمه: كسره، و قیل خاصّ بالیابس.
3- 3. المؤمن: 84.

وَ إِنْ قُلْتُ أَسْلَمَا كَرْهاً كَانَ یَقْصِدُنِی بِالطَّعْنِ إِذْ لَمْ یَكُنْ ثَمَّ سُیُوفٌ مُنْتَضَاةٌ كَانَتْ تریهم [تُرِیهِمَا] الْبَأْسَ قَالَ سَعْدٌ فَصَدَرْتُ عَنْهُ مُزْوَرّاً قَدِ انْتَفَخَتْ أَحْشَائِی مِنَ الْغَضَبِ وَ تَقَطَّعَ كَبِدِی مِنَ الْكَرْبِ وَ كُنْتُ قَدِ اتَّخَذْتُ طُومَاراً وَ أَثْبَتُّ فِیهِ نَیِّفاً وَ أَرْبَعِینَ مَسْأَلَةً مِنْ صِعَابِ الْمَسَائِلِ لَمْ أَجِدْ لَهَا مُجِیباً عَلَی أَنْ أَسْأَلَ فِیهَا خَیْرَ أَهْلِ بَلَدِی أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ صَاحِبَ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَارْتَحَلْتُ خَلْفَهُ وَ قَدْ كَانَ خَرَجَ قَاصِداً نَحْوَ مَوْلَانَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی فَلَحِقْتُهُ فِی بَعْضِ الْمَنَاهِلِ فَلَمَّا تَصَافَحْنَا قَالَ لِخَیْرٍ لَحَاقُكَ بِی قُلْتُ الشَّوْقُ ثُمَّ الْعَادَةُ فِی الْأَسْئِلَةِ قَالَ قَدْ تَكَافَأْنَا عَلَی هَذِهِ الْخُطَّةِ الْوَاحِدَةِ فَقَدْ بَرِحَ بِیَ الْقَرَمُ (1)

إِلَی لِقَاءِ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ مَعَاضِلَ فِی التَّأْوِیلِ وَ مَشَاكِلَ فِی التَّنْزِیلِ فَدُونَكَهَا الصُّحْبَةَ الْمُبَارَكَةَ فَإِنَّهَا تَقِفُ بِكَ عَلَی ضَفَّةِ بَحْرٍ(2) لَا تَنْقَضِی عَجَائِبُهُ وَ لَا تَفْنَی غَرَائِبُهُ وَ هُوَ إِمَامُنَا فَوَرَدْنَا سُرَّ مَنْ رَأَی فَانْتَهَیْنَا مِنْهَا إِلَی بَابِ سَیِّدِنَا علیه السلام فَاسْتَأْذَنَّا فَخَرَجَ إِلَیْنَا الْإِذْنُ بِالدُّخُولِ عَلَیْهِ وَ كَانَ عَلَی عَاتِقِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ جِرَابٌ قَدْ غَطَّاهُ بِكِسَاءٍ طَبَرِیٍّ فِیهِ سِتُّونَ وَ مِائَةُ صُرَّةٍ مِنَ الدَّنَانِیرِ وَ الدَّرَاهِمِ عَلَی كُلِّ صُرَّةٍ مِنْهَا خَتْمُ صَاحِبِهَا قَالَ سَعْدٌ فَمَا شَبَّهْتُ مَوْلَانَا أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام حِینَ غَشِیَنَا نُورُ وَجْهِهِ إِلَّا بِبَدْرٍ قَدِ اسْتَوْفَی مِنْ لَیَالِیهِ أَرْبَعاً بَعْدَ عَشْرٍ وَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ غُلَامٌ یُنَاسِبُ الْمُشْتَرِیَ فِی الْخِلْقَةِ وَ الْمَنْظَرِ وَ عَلَی رَأْسِهِ فَرْقٌ بَیْنَ وَفْرَتَیْنِ كَأَنَّهُ أَلِفٌ بَیْنَ وَاوَیْنِ وَ بَیْنَ یَدَیْ مَوْلَانَا رُمَّانَةٌ ذَهَبِیَّةٌ تَلْمَعُ بَدَائِعُ نُقُوشِهَا وَسَطَ غَرَائِبِ الْفُصُوصِ الْمُرَكَّبَةِ عَلَیْهَا قَدْ كَانَ أَهْدَاهَا إِلَیْهِ بَعْضُ رُؤَسَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ بِیَدِهِ قَلَمٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَسْطُرَ بِهِ عَلَی الْبَیَاضِ قَبَضَ

ص: 80


1- 1. هذا هو الصحیح كما یجی ء من المصنّف رحمه اللّٰه فی البیان و هكذا فی المصدر ج 2 ص 131 و فی النسخة المطبوعة« القوم» و هو تصحیف.
2- 2. ضفة البحر: ساحله، و فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر« صفة بحر» و هو تصحیف.

الْغُلَامُ عَلَی أَصَابِعِهِ فَكَانَ مَوْلَانَا علیه السلام یُدَحْرِجُ الرُّمَّانَةَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ یَشْغَلُهُ بِرَدِّهَا لِئَلَّا یَصُدَّهُ عَنْ كِتْبَةِ مَا أَرَادَ(1)

فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَأَلْطَفَ فِی الْجَوَابِ وَ أَوْمَأَ إِلَیْنَا بِالْجُلُوسِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كِتْبَةِ الْبَیَاضِ الَّذِی كَانَ بِیَدِهِ أَخْرَجَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ جِرَابَهُ مِنْ طَیِّ كِسَائِهِ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَنَظَرَ الْهَادِیعلیه السلام (2) إِلَی الْغُلَامِ وَ قَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ فُضَّ الْخَاتَمَ عَنْ هَدَایَا شِیعَتِكَ وَ مَوَالِیكَ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ أَ یَجُوزُ أَنْ أَمُدَّ یَداً طَاهِرَةً إِلَی هَدَایَا نَجِسَةٍ وَ أَمْوَالٍ رَجِسَةٍ قَدْ شِیبَ أَحَلُّهَا بِأَحْرَمِهَا فَقَالَ مَوْلَایَ علیه السلام یَا ابْنَ إِسْحَاقَ اسْتَخْرِجْ مَا فِی الْجِرَابِ لِیُمَیَّزَ مَا بَیْنَ الْأَحَلِّ وَ الْأَحْرَمِ مِنْهَا فَأَوَّلُ صُرَّةٍ بَدَأَ أَحْمَدُ بِإِخْرَاجِهَا فَقَالَ الْغُلَامُ هَذِهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنْ مَحَلَّةِ كَذَا بِقُمَّ تَشْتَمِلُ عَلَی اثْنَیْنِ وَ سِتِّینَ دِینَاراً فِیهَا مِنْ ثَمَنِ حُجَیْرَةٍ بَاعَهَا صَاحِبُهَا وَ كَانَتْ إِرْثاً لَهُ مِنْ أَخِیهِ خَمْسَةٌ وَ أَرْبَعُونَ دِینَاراً وَ مِنْ أَثْمَانِ تِسْعَةِ أَثْوَابٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ دِینَاراً وَ فِیهَا مِنْ أُجْرَةِ حَوَانِیتَ ثَلَاثَةُ دَنَانِیرَ فَقَالَ مَوْلَانَا علیه السلام صَدَقْتَ یَا بُنَیَّ دُلَّ الرَّجُلَ عَلَی الْحَرَامِ مِنْهَا فَقَالَ علیه السلام فَتِّشْ عَنْ دِینَارٍ رَازِیِّ السِّكَّةِ تَارِیخُهُ سَنَةُ كَذَا قَدِ انْطَمَسَ مِنْ نِصْفِ إِحْدَی صَفْحَتَیْهِ نَقْشُهُ وَ قُرَاضَةٍ آمُلِیَّةٍ وَزْنُهَا رُبُعُ دِینَارٍ وَ الْعِلَّةُ فِی تَحْرِیمِهَا أَنَّ صَاحِبَ هَذِهِ الْجُمْلَةِ وَزَنَ فِی شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا عَلَی حَائِكٍ مِنْ جِیرَانِهِ مِنَ الْغَزْلِ مَنّاً وَ رُبُعَ مَنٍّ فَأَتَتْ عَلَی ذَلِكَ

ص: 81


1- 1. فیه غرابة من حیث قبض الغلام علیه السلام علی أصابع أبیه أبی محمّد علیه السلام و هكذا وجود رمانة من ذهب یلعب بها لئلا یصده عن الكتابة، و قد روی فی الكافی ج 1 ص 311 عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السلام عن صاحب هذا الامر فقال: ان صاحب هذا الامر لا یلهو و لا یلعب، و أقبل أبو الحسن موسی، و هو صغیر و معه عناق مكیة و هو یقول لها: اسجدی لربك، فأخذه أبو عبد اللّٰه علیه السلام و ضمه إلیه و قال: بأبی و امی من لا یلهو و لا یلعب.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر و المعنی به أبو محمّد ابن علی الهادی علیهما السلام، و لعله مصحف عن« مولای» كما فی أغلب السطور.

مُدَّةٌ قَیَّضَ فِی انْتِهَائِهَا لِذَلِكَ الْغَزْلِ سَارِقاً فَأَخْبَرَ بِهِ الْحَائِكُ صَاحِبَهُ فَكَذَّبَهُ وَ اسْتَرَدَّ مِنْهُ بَدَلَ ذَلِكَ مَنّاً وَ نِصْفَ مَنٍّ غَزْلًا أَدَقَّ مِمَّا كَانَ دَفَعَهُ إِلَیْهِ وَ اتَّخَذَ مِنْ ذَلِكَ ثَوْباً كَانَ هَذَا الدِّینَارُ مَعَ الْقُرَاضَةِ ثَمَنَهُ فَلَمَّا فَتَحَ رَأْسَ الصُّرَّةِ صَادَفَ رُقْعَةً فِی وَسَطِ الدَّنَانِیرِ بِاسْمِ

مَنْ أَخْبَرَ عَنْهُ وَ بِمِقْدَارِهَا عَلَی حَسَبِ مَا قَالَ وَ اسْتَخْرَجَ الدِّینَارَ وَ الْقُرَاضَةَ بِتِلْكَ الْعَلَامَةِ ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّةً أُخْرَی فَقَالَ الْغُلَامُ علیه السلام هَذِهِ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مِنْ مَحَلَّةِ كَذَا بِقُمَّ تَشْتَمِلُ عَلَی خَمْسِینَ دِینَاراً لَا یَحِلُّ لَنَا مَسُّهَا قَالَ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّهَا مِنْ ثَمَنِ حِنْطَةٍ حَافَ صَاحِبُهَا عَلَی أَكَّارِهِ فِی الْمُقَاسَمَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قَبَضَ حِصَّتَهُ مِنْهَا بِكَیْلٍ وَافٍ وَ كَالَ مَا خَصَّ الْأَكَّارَ بِكَیْلٍ بَخْسٍ فَقَالَ مَوْلَانَا علیه السلام صَدَقْتَ یَا بُنَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ إِسْحَاقَ احْمِلْهَا بِأَجْمَعِهَا لِتَرُدَّهَا أَوْ تُوصِیَ بِرَدِّهَا عَلَی أَرْبَابِهَا فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِی شَیْ ءٍ مِنْهَا وَ ائْتِنَا بِثَوْبِ الْعَجُوزِ قَالَ أَحْمَدُ وَ كَانَ ذَلِكَ الثَّوْبُ فِی حَقِیبَةٍ لِی فَنَسِیتُهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ لِیَأْتِیَهُ بِالثَّوْبِ نَظَرَ إِلَیَّ مَوْلَانَا أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ یَا سَعْدُ فَقُلْتُ شَوَّقَنِی أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ إِلَی لِقَاءِ مَوْلَانَا قَالَ فَالْمَسَائِلُ الَّتِی أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْهَا قُلْتُ عَلَی حَالِهَا یَا مَوْلَایَ قَالَ فَسَلْ قُرَّةَ عَیْنِی وَ أَوْمَأَ إِلَی الْغُلَامِ عَمَّا بَدَا لَكَ مِنْهَا فَقُلْتُ لَهُ مَوْلَانَا وَ ابْنَ مَوْلَانَا إِنَّا رُوِّینَا عَنْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ بِیَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی أَرْسَلَ یَوْمَ الْجَمَلِ إِلَی عَائِشَةَ أَنَّكِ قَدْ أَرْهَجْتِ عَلَی الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ بِفِتْنَتِكِ وَ أَوْرَدْتِ بَنِیكِ حِیَاضَ الْهَلَاكِ بِجَهْلِكِ فَإِنْ كَفَفْتِ عَنِّی غَرْبَكِ وَ إِلَّا طَلَّقْتُكِ وَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ كَانَ طَلَّقَهُنَّ وَفَاتُهُ قَالَ مَا الطَّلَاقُ قُلْتُ تَخْلِیَةُ السَّبِیلِ قَالَ وَ إِذَا كَانَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ خَلَّی لَهُنَّ السَّبِیلَ فَلِمَ لَا یَحِلُّ لَهُنَّ الْأَزْوَاجُ قُلْتُ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَرَّمَ الْأَزْوَاجَ عَلَیْهِنَّ قَالَ وَ كَیْفَ وَ قَدْ خَلَّی الْمَوْتُ سَبِیلَهُنَّ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا ابْنَ مَوْلَایَ عَنْ مَعْنَی الطَّلَاقِ الَّذِی فَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُكْمَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 82

قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَظَّمَ شَأْنَ نِسَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَصَّهُنَّ بِشَرَفِ الْأُمَّهَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا الشَّرَفَ بَاقٍ لَهُنَّ مَا دُمْنَ لِلَّهِ عَلَی الطَّاعَةِ فَأَیَّتُهُنَّ عَصَتِ اللَّهَ بَعْدِی بِالْخُرُوجِ عَلَیْكَ فَأَطْلِقْ لَهَا فِی الْأَزْوَاجِ وَ أَسْقِطْهَا مِنْ شَرَفِ أُمُومَةِ الْمُؤْمِنِینَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الْفَاحِشَةِ الْمُبَیِّنَةِ الَّتِی إِذَا أَتَتِ الْمَرْأَةُ بِهَا فِی أَیَّامِ عِدَّتِهَا حَلَّ لِلزَّوْجِ أَنْ یُخْرِجَهَا مِنْ بَیْتِهِ قَالَ الْفَاحِشَةُ الْمُبَیِّنَةُ هِیَ السَّحْقُ دُونَ الزِّنَی فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا زَنَتْ وَ أُقِیمَ عَلَیْهَا الْحَدُّ لَیْسَ لِمَنْ أَرَادَهَا أَنْ یَمْتَنِعَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ التَّزْوِیجِ بِهَا لِأَجْلِ الْحَدِّ وَ إِذَا سَحَقَتْ وَجَبَ عَلَیْهَا الرَّجْمُ وَ الرَّجْمُ خِزْیٌ وَ مَنْ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَجْمِهِ فَقَدْ أَخْزَاهُ وَ مَنْ أَخْزَاهُ فَقَدْ أَبْعَدَهُ وَ مَنْ أَبْعَدَهُ فَلَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَقْرَبَهُ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ مُوسَی علیه السلام فَاخْلَعْ نَعْلَیْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُویً (1) فَإِنَّ فُقَهَاءَ الْفَرِیقَیْنِ یَزْعُمُونَ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ إِهَابِ الْمَیْتَةِ فَقَالَ علیه السلام مَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدِ افْتَرَی عَلَی مُوسَی وَ اسْتَجْهَلَهُ فِی نُبُوَّتِهِ لِأَنَّهُ مَا خَلَا الْأَمْرُ فِیهَا مِنْ خَطْبَیْنِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةُ مُوسَی فِیهَا جَائِزَةً أَوْ غَیْرَ جَائِزَةٍ فَإِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ جَائِزَةً جَازَ لَهُ لُبْسُهُمَا فِی تِلْكَ الْبُقْعَةِ إِذْ لَمْ تَكُنْ مُقَدَّسَةً(2) وَ إِنْ كَانَتْ مُقَدَّسَةً مُطَهَّرَةً فَلَیْسَ بِأَقْدَسَ وَ أَطْهَرَ مِنَ الصَّلَاةِ وَ إِنْ كَانَتْ صَلَاتُهُ غَیْرَ جَائِزَةٍ فِیهِمَا فَقَدْ أَوْجَبَ عَلَی مُوسَی علیه السلام أَنَّهُ لَمْ یَعْرِفِ الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ وَ علم [لَمْ یَعْلَمْ] مَا جَازَ(3)

فِیهِ الصَّلَاةُ وَ مَا لَمْ تَجُزْ وَ هَذَا كُفْرٌ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا مَوْلَایَ عَنِ التَّأْوِیلِ فِیهِمَا قَالَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام نَاجَی رَبَّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ فَقَالَ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ أَخْلَصْتُ لَكَ الْمَحَبَّةَ مِنِّی وَ غَسَلْتُ قَلْبِی عَمَّنْ سِوَاكَ وَ كَانَ شَدِیدَ الْحُبِّ لِأَهْلِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَاخْلَعْ

ص: 83


1- 1. طه: 12.
2- 2. راجع المصدر ج 2 ص 134.
3- 3. فی الأصل المطبوع هنا تصحیف فراجع. و لا یخفی أن تشرف موسی بالواد المقدس كان فی بدء نبوّته و هو علیه السلام یقول عن نفسه:« فَعَلْتُها إِذاً وَ أَنَا مِنَ الضَّالِّینَ».

نَعْلَیْكَ أَیِ انْزِعْ حُبَّ أَهْلِكَ مِنْ قَلْبِكَ إِنْ كَانَتْ مَحَبَّتُكَ لِی خَالِصَةً وَ قَلْبُكَ مِنَ الْمَیْلِ إِلَی مَنْ سِوَایَ مَغْسُولًا قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ تَأْوِیلِ كهیعص قَالَ هَذِهِ الْحُرُوفُ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَیْبِ أَطْلَعَ اللَّهُ عَلَیْهَا عَبْدَهُ زَكَرِیَّا علیه السلام ثُمَّ قَصَّهَا عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَلِكَ أَنَّ زَكَرِیَّا علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ أَسْمَاءَ الْخَمْسَةِ فَأَهْبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَعَلَّمَهُ إِیَّاهَا فَكَانَ زَكَرِیَّا إِذَا ذَكَرَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ سُرِّیَ عَنْهُ هَمُّهُ وَ انْجَلَی كَرْبُهُ وَ إِذَا ذَكَرَ اسْمَ الْحُسَیْنِ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ وَ وَقَعَتْ عَلَیْهِ الْبُهْرَةُ-(1) فَقَالَ ذَاتَ یَوْمٍ إِلَهِی مَا بَالِی إِذَا ذَكَرْتُ أَرْبَعاً مِنْهُمْ تَسَلَّیْتُ بِأَسْمَائِهِمْ مِنْ هُمُومِی وَ إِذَا ذَكَرْتُ الْحُسَیْنَ تَدْمَعُ عَیْنِی وَ تَثُورُ زَفْرَتِی فَأَنْبَأَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَنْ قِصَّتِهِ وَ قَالَ كهیعص فَالْكَافُ اسْمُ كَرْبَلَاءَ وَ الْهَاءُ هَلَاكُ الْعِتْرَةِ وَ الْیَاءُ یَزِیدُ وَ هُوَ ظَالِمُ الْحُسَیْنِ وَ الْعَیْنُ عَطَشُهُ وَ الصَّادُ صَبْرُهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ زَكَرِیَّا علیه السلام لَمْ یُفَارِقْ مَسْجِدَهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ مَنَعَ فِیهَا النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَیْهِ وَ أَقْبَلَ عَلَی الْبُكَاءِ وَ النَّحِیبِ وَ كَانَتْ نُدْبَتُهُ إِلَهِی أَ تُفَجِّعُ خَیْرَ خَلْقِكَ بِوَلَدِهِ أَ تُنْزِلُ بَلْوَی هَذِهِ الرَّزِیَّةِ بِفِنَائِهِ إِلَهِی أَ تُلْبِسُ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ ثِیَابَ هَذِهِ الْمُصِیبَةِ إِلَهِی أَ تُحِلُّ كُرْبَةَ هَذِهِ الْفَجِیعَةِ بِسَاحَتِهِمَا ثُمَّ كَانَ یَقُولُ إِلَهِی ارْزُقْنِی وَلَداً تَقَرُّ بِهِ عَیْنِی عَلَی الْكِبَرِ وَ اجْعَلْهُ وَارِثاً وَصِیّاً وَ اجْعَلْ مَحَلَّهُ مَحَلَّ الْحُسَیْنِ فَإِذَا رَزَقْتَنِیهِ فَافْتِنِّی بِحُبِّهِ ثُمَّ أَفْجِعْنِی بِهِ كَمَا تُفْجِعُ مُحَمَّداً حَبِیبَكَ بِوَلَدِهِ فَرَزَقَهُ اللَّهُ یَحْیَی علیه السلام وَ فَجَّعَهُ بِهِ وَ كَانَ حَمْلُ یَحْیَی سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ حَمْلُ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَذَلِكَ وَ لَهُ قِصَّةٌ طَوِیلَةٌ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا مَوْلَایَ عَنِ الْعِلَّةِ الَّتِی تَمْنَعُ الْقَوْمَ مِنِ اخْتِیَارِ إِمَامٍ لِأَنْفُسِهِمْ قَالَ مُصْلِحٍ أَوْ مُفْسِدٍ قُلْتُ مُصْلِحٍ قَالَ فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ تَقَعَ خِیَرَتُهُمْ عَلَی الْمُفْسِدِ بَعْدَ أَنْ لَا یَعْلَمَ أَحَدٌ بِمَا یَخْطُرُ بِبَالِ غَیْرِهِ مِنْ صَلَاحٍ أَوْ فَسَادٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَهِیَ الْعِلَّةُ أُورِدُهَا لَكَ بِبُرْهَانٍ یَثِقُ بِهِ عَقْلُكَ

ص: 84


1- 1. البهر: تتابع النفس و انقطاعه كما یحصل بعد الاعیاء و العد و الشدید.

أَخْبِرْنِی عَنِ الرُّسُلِ الَّذِینَ اصْطَفَاهُمُ اللَّهُ وَ أَنْزَلَ الْكُتُبَ عَلَیْهِمْ وَ أَیَّدَهُمْ بِالْوَحْیِ وَ الْعِصْمَةِ إِذْ هُمْ أَعْلَامُ الْأُمَمِ وَ أَهْدَی إِلَی الِاخْتِیَارِ مِنْهُمْ مِثْلُ مُوسَی وَ عِیسَی هَلْ یَجُوزُ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِمَا وَ كَمَالِ عِلْمِهِمَا إِذَا هَمَّا بِالاخْتِیَارِ أَنْ تَقَعَ خِیَرَتُهُمَا عَلَی الْمُنَافِقِ وَ هُمَا یَظُنَّانِ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ قُلْتُ لَا فَقَالَ هَذَا مُوسَی كَلِیمُ اللَّهِ مَعَ وُفُورِ عَقْلِهِ وَ كَمَالِ عِلْمِهِ وَ نُزُولِ الْوَحْیِ عَلَیْهِ اخْتَارَ مِنْ أَعْیَانِ قَوْمِهِ وَ وُجُوهِ عَسْكَرِهِ لِمِیقَاتِ رَبِّهِ سَبْعِینَ رَجُلًا مِمَّنْ لَا یَشُكُّ فِی إِیمَانِهِمْ وَ إِخْلَاصِهِمْ فَوَقَعَتْ خِیَرَتُهُ عَلَی الْمُنَافِقِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقاتِنا إِلَی قَوْلِهِ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ (1) فَلَمَّا وَجَدْنَا اخْتِیَارَ مَنْ قَدِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ لِلنُّبُوَّةِ وَاقِعاً عَلَی الْأَفْسَدِ دُونَ الْأَصْلَحِ وَ هُوَ یَظُنُّ أَنَّهُ الْأَصْلَحُ دُونَ الْأَفْسَدِ عَلِمْنَا أَنْ لَا اخْتِیَارَ إِلَّا لِمَنْ یَعْلَمُ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ وَ تُكِنُّ الضَّمَائِرُ وَ یَتَصَرَّفُ عَلَیْهِ السَّرَائِرُ وَ أَنْ لَا خَطَرَ لِاخْتِیَارِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ بَعْدَ وُقُوعِ خِیَرَةِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی ذَوِی الْفَسَادِ لَمَّا أَرَادُوا أَهْلَ الصَّلَاحِ ثُمَّ قَالَ مَوْلَانَا علیه السلام یَا سَعْدُ وَ حِینَ ادَّعَی خَصْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَخْرَجَ مَعَ نَفْسِهِ مُخْتَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَی الْغَارِ إِلَّا عِلْماً مِنْهُ أَنَّ الْخِلَافَةَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّهُ هُوَ الْمُقَلَّدُ أُمُورَ التَّأْوِیلِ وَ الْمُلْقَی إِلَیْهِ أَزِمَّةُ الْأُمَّةِ الْمُعَوَّلُ عَلَیْهِ فِی لَمِّ الشَّعَثِ

وَ سَدِّ الْخَلَلِ وَ إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَ تَسْرِیبِ الْجُیُوشِ لِفَتْحِ بِلَادِ الْكُفْرِ فَكَمَا أَشْفَقَ عَلَی نُبُوَّتِهِ أَشْفَقَ عَلَی خِلَافَتِهِ إِذْ لَمْ یَكُنْ مِنْ حُكْمِ الِاسْتِتَارِ وَ التَّوَارِی أَنْ یَرُومَ الْهَارِبُ مِنَ الْبَشَرِ(2)

مُسَاعَدَةً مِنْ غَیْرِهِ إِلَی مَكَانٍ یَسْتَخْفِی فِیهِ وَ إِنَّمَا أَبَاتَ عَلِیّاً عَلَی فِرَاشِهِ لِمَا لَمْ یَكُنْ یَكْتَرِثُ لَهُ وَ لَا یَحْفِلُ بِهِ وَ لِاسْتِثْقَالِهِ إِیَّاهُ وَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ إِنْ قُتِلَ لَمْ یَتَعَذَّرْ عَلَیْهِ نَصْبُ غَیْرِهِ مَكَانَهُ لِلْخُطُوبِ الَّتِی كَانَ یَصْلُحُ لَهَا فَهَلَّا نَقَضْتَ عَلَیْهِ دَعْوَاهُ بِقَوْلِكَ أَ لَیْسَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخِلَافَةُ بَعْدِی ثَلَاثُونَ سَنَةً فَجَعَلَ هَذِهِ مَوْقُوفَةً عَلَی أَعْمَارِ الْأَرْبَعَةِ الَّذِینَ هُمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ فِی

ص: 85


1- 1. الأعراف: 155.
2- 2. فی نسخة المصدر« من الشر» كما سبق.

مَذْهَبِكُمْ وَ كَانَ لَا یَجِدُ بُدّاً مِنْ قَوْلِهِ لَكَ بَلَی فَكُنْتَ تَقُولُ لَهُ حِینَئِذٍ أَ لَیْسَ كَمَا عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ لِأَبِی بَكْرٍ عَلِمَ أَنَّهَا مِنْ بَعْدِ أَبِی بِكْرٍ لِعُمَرَ وَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ لِعُثْمَانَ وَ مِنْ بَعْدِ عُثْمَانَ لِعَلِیٍّ فَكَانَ أَیْضاً لَا یَجِدُ بُدّاً مِنْ قَوْلِهِ لَكَ نَعَمْ ثُمَّ كُنْتَ تَقُولُ لَهُ فَكَانَ الْوَاجِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُخْرِجَهُمْ جَمِیعاً عَلَی التَّرْتِیبِ إِلَی الْغَارِ وَ یُشْفِقَ عَلَیْهِمْ كَمَا أَشْفَقَ عَلَی أَبِی بَكْرٍ وَ لَا یَسْتَخِفَّ بِقَدْرِ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ بِتَرْكِهِ إِیَّاهُمْ وَ تَخْصِیصِهِ أَبَا بَكْرٍ بِإِخْرَاجِهِ مَعَ نَفْسِهِ دُونَهُمْ وَ لَمَّا قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الصِّدِّیقِ وَ الْفَارُوقِ أَسْلَمَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لِمَ لَمْ تَقُلْ لَهُ بَلْ أَسْلَمَا طَمَعاً لِأَنَّهُمَا كَانَا یُجَالِسَانِ الْیَهُودَ وَ یَسْتَخْبِرَانِهِمْ عَمَّا كَانُوا یَجِدُونَ فِی التَّوْرَاةِ وَ سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ النَّاطِقَةِ بِالْمَلَاحِمِ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ مِنْ قِصَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَوَاقِبِ أَمْرِهِ فَكَانَتِ الْیَهُودُ تَذْكُرُ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یُسَلَّطُ عَلَی الْعَرَبِ كَمَا كَانَ بُخْتَ نَصَّرُ سُلِّطَ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَا بُدَّ لَهُ مِنَ الظَّفَرِ بِالْعَرَبِ كَمَا ظَفِرَ بُخْتَ نَصَّرُ بِبَنِی إِسْرَائِیلَ غَیْرَ أَنَّهُ كَاذِبٌ فِی دَعْوَاهُ فَأَتَیَا مُحَمَّداً فَسَاعَدَاهُ عَلَی [قَوْلِ] شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ بَایَعَاهُ طَمَعاً فِی أَنْ یَنَالَ كُلٌّ مِنْهُمَا مِنْ جِهَتِهِ وِلَایَةَ بَلَدٍ إِذَا اسْتَقَامَتْ أُمُورُهُ وَ اسْتَتَبَّتْ أَحْوَالُهُ فَلَمَّا أَیِسَا مِنْ ذَلِكَ تَلَثَّمَا وَ صَعِدَا الْعَقَبَةَ مَعَ أَمْثَالِهِمَا مِنَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی أَنْ یَقْتُلُوهُ فَدَفَعَ اللَّهُ كَیْدَهُمْ وَ رَدَّهُمْ بِغَیْظِهِمْ لَمْ یَنالُوا خَیْراً كَمَا أَتَی طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ عَلِیّاً علیه السلام فَبَایَعَاهُ وَ طَمِعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ یَنَالَ مِنْ جِهَتِهِ وِلَایَةَ بَلَدٍ فَلَمَّا أَیِسَا نَكَثَا بَیْعَتَهُ وَ خَرَجَا عَلَیْهِ فَصَرَعَ اللَّهُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَصْرَعَ أَشْبَاهِهِمَا مِنَ النَّاكِثِینَ قَالَ سَعْدٌ ثُمَّ قَامَ مَوْلَانَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْهَادِی علیه السلام إِلَی الصَّلَاةِ مَعَ الْغُلَامِ فَانْصَرَفْتُ عَنْهُمَا وَ طَلَبْتُ أَثَرَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ فَاسْتَقْبَلَنِی بَاكِیاً فَقُلْتُ مَا أَبْطَأَكَ وَ أَبْكَاكَ قَالَ قَدْ فَقَدْتُ الثَّوْبَ الَّذِی سَأَلَنِی مَوْلَایَ إِحْضَارَهُ فَقُلْتُ لَا عَلَیْكَ فَأَخْبِرْهُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَ انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ مُتَبَسِّماً وَ هُوَ یُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ مَا الْخَبَرُ قَالَ وَجَدْتُ الثَّوْبَ مَبْسُوطاً تَحْتَ قَدَمَیْ مَوْلَانَا علیه السلام یُصَلِّی عَلَیْهِ

ص: 86

قَالَ سَعْدٌ فَحَمِدْنَا اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَی ذَلِكَ وَ جَعَلْنَا نَخْتَلِفُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی مَنْزِلِ مَوْلَانَا علیه السلام أَیَّاماً فَلَا نَرَی الْغُلَامَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا كَانَ یَوْمَ الْوَدَاعِ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ كَهْلَانُ مِنْ أَرْضِنَا وَ انْتَصَبَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَائِماً وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ دَنَتِ الرِّحْلَةُ وَ اشْتَدَّتِ الْمِحْنَةُ وَ نَحْنُ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی الْمُصْطَفَی جَدِّكَ وَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی أَبِیكَ وَ عَلَی سَیِّدَةِ النِّسَاءِ أُمِّكَ وَ عَلَی سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَمِّكَ وَ أَبِیكَ وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ مِنْ بَعْدِهِمَا آبَائِكَ وَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْكَ وَ عَلَی وَلَدِكَ وَ نَرْغَبُ إِلَی اللَّهِ أَنْ یُعْلِیَ كَعْبَكَ وَ یَكْبِتَ عَدُوَّكَ وَ لَا جَعَلَ اللَّهُ هَذَا آخِرَ عَهْدِنَا مِنْ لِقَائِكَ قَالَ فَلَمَّا قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ اسْتَعْبَرَ مَوْلَانَا علیه السلام حَتَّی اسْتَهَلَّتْ دُمُوعُهُ وَ تَقَاطَرَتْ عَبَرَاتُهُ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ إِسْحَاقَ لَا تَكَلَّفْ فِی دُعَائِكَ شَطَطاً فَإِنَّكَ مُلَاقٍ اللَّهَ فِی صَدَرِكَ (1) هَذَا فَخَرَّ أَحْمَدُ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ وَ بِحُرْمَةِ جَدِّكَ إِلَّا شَرَّفْتَنِی بِخِرْقَةٍ أَجْعَلُهَا كَفَناً فَأَدْخَلَ مَوْلَانَا علیه السلام یَدَهُ تَحْتَ الْبِسَاطِ فَأَخْرَجَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَماً فَقَالَ خُذْهَا وَ لَا تُنْفِقْ عَلَی نَفْسِكَ غَیْرَهَا فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدَمَ مَا سَأَلْتَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یُضِیعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا قَالَ سَعْدٌ فَلَمَّا صِرْنَا بَعْدَ مُنْصَرَفِنَا مِنْ حَضْرَةِ مَوْلَانَا علیه السلام مِنْ حُلْوَانَ عَلَی ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ حُمَّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ صَارَتْ عَلَیْهِ عِلَّةٌ صَعْبَةٌ أَیِسَ مِنْ حَیَاتِهِ فِیهَا فَلَمَّا وَرَدْنَا حُلْوَانَ وَ نَزَلْنَا فِی بَعْضِ الْخَانَاتِ دَعَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ كَانَ قَاطِناً بِهَا ثُمَّ قَالَ تَفَرَّقُوا عَنِّی هَذِهِ اللَّیْلَةَ وَ اتْرُكُونِی وَحْدِی فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ وَ رَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَی مَرْقَدِهِ قَالَ سَعْدٌ فَلَمَّا حَانَ أَنْ یَنْكَشِفَ اللَّیْلُ عَنِ الصُّبْحِ أَصَابَتْنِی فِكْرَةٌ فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَإِذَا أَنَا بِكَافُورٍ الْخَادِمِ خَادِمِ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ أَحْسَنَ اللَّهُ بِالْخَیْرِ عَزَاكُمْ وَ جَبَرَ بِالْمَحْبُوبِ رَزِیَّتَكُمْ قَدْ فَرَغْنَا مِنْ غُسْلِ صَاحِبِكُمْ وَ تَكْفِینِهِ (2) فَقُومُوا

ص: 87


1- 1. فی المصدر: فی سفرك. راجع ج 2 ص 138.
2- 2. ما تضمنه الخبر من موت أحمد بن إسحاق خلاف ما صرّح به الرجالیون فی بقائه بعد أبی محمّد علیه السلام.

لِدَفْنِهِ فَإِنَّهُ مِنْ أَكْرَمِكُمْ مَحَلًّا عِنْدَ سَیِّدِكُمْ ثُمَّ غَابَ عَنْ أَعْیُنِنَا فَاجْتَمَعْنَا عَلَی رَأْسِهِ بِالْبُكَاءِ وَ الْعَوِیلِ حَتَّی قَضَیْنَا حَقَّهُ وَ فَرَغْنَا مِنْ أَمْرِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

دلائل الإمامة للطبری عن عبد الباقی بن یزداد عن عبد اللّٰه بن محمد الثعالبی عن أحمد بن محمد العطار عن سعد بن عبد اللّٰه: مثله- ج، [الإحتجاج] عن سعد: مثله مع اختصار فی إیراد المطالب بیان لهجا أی حریصا و كذا كلفا و مغرما بالفتح أی محبا مشتاقا و تسریب الجیوش بعثها قطعة قطعة و الازورار عن الشی ء العدول عنه.

و القرم بالتحریك شدة شهوة اللحم و المراد هنا شدة الشوق و قال الفیروزآبادی الفرق الطریق فی شعر الرأس و المفرق كمقعد و مجلس وسط الرأس و هو الذی یفرق فیه الشعر.

قوله قیض انتهاءها أی هیأ انتهاء تلك المدة سارقا لذلك الغزل و الإسناد مجازی و فی الاحتجاج فأتی علی ذلك زمان كثیر فسرقه سارق من عنده (1) و الحقیبة ما یجعل فی مؤخر القتب أو السرج من الخرج و یقال لها بالفارسیة الهكبة و الإرهاج إثارة الغبار.

و قال الجوهری غرب كل شی ء حده یقال فی لسانه غرب أی حدة و غرب الفرس حدته و أول جریه تقول كففت من غربه و استهلت دموعه أی سالت و الشطط التجاوز عن الحد قوله فی صدرك فی رجوعك.

أقول: قال النجاشی بعد توثیق سعد و الحكم بجلالته لقی مولانا أبا محمد علیه السلام و رأیت بعض أصحابنا یضعفون لقاءه لأبی محمد علیه السلام و یقولون هذه حكایة موضوعة علیه (2).

أقول: الصدوق أعرف بصدق الأخبار و الوثوق علیها من ذلك البعض الذی

ص: 88


1- 1. و هو نقل بالمعنی.
2- 2. و هكذا عنونه الشیخ فی رجاله فیمن لم یرو عنهم و قال فی موضع آخر انه عاصر العسكریّ علیه السلام و لم أعلم أنّه روی عنه.

لا یعرف حاله و رد الأخبار التی تشهد متونها بصحتها بمحض الظن و الوهم مع إدراك سعد زمانه و إمكان ملاقاة سعد له علیه السلام إذ كان وفاته بعد وفاته علیه السلام بأربعین سنة تقریبا لیس إلا للإزراء بالأخبار و عدم الوثوق بالأخیار و التقصیر فی معرفة شأن الأئمة الأطهار إذ وجدنا أن الأخبار المشتملة علی المعجزات الغریبة إذا وصل إلیهم فهم إما یقدحون فیها أو فی راویها بل لیس جرم أكثر المقدوحین من أصحاب الرجال إلا نقل مثل تلك الأخبار.

ص: 89

باب 20 علة الغیبة و كیفیة انتفاع الناس به فی غیبته صلوات اللّٰه علیه

«1»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا بُدَّ لِلْغُلَامِ مِنْ غَیْبَةٍ فَقِیلَ لَهُ وَ لِمَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَخَافُ الْقَتْلَ (1).

«2»- ع، [علل الشرائع] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِیِّ قَالَ: خَرَجَ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ إِذَا كَرِهَ لَنَا جِوَارَ قَوْمٍ نَزَعَنَا مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِهِمْ.

«3»- ك، [إكمال الدین] ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ مَعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْقَائِمِ علیه السلام مِنَّا غَیْبَةً یَطُولُ أَمَدُهَا فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی إِلَّا أَنْ یُجْرِیَ فِیهِ سُنَنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فِی غَیْبَاتِهِمْ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ یَا سَدِیرُ مِنِ اسْتِیفَاءِ مَدَدِ غَیْبَاتِهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (2) أَیْ سَنَناً عَلَی سَنَنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.

بیان: قال البیضاوی لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ حالا بعد حال مطابقة لأختها فی الشدة و هو لما یطابق غیره فقیل للحال المطابقة أو مراتب من الشدة بعد المراتب

ص: 90


1- 1. تری الاخبار المرویة عن علل الشرائع فی ج 1 ص 234.
2- 2. الانشقاق: 19.

و هی الموت و مواطن القیامة و أهوالها أو هی و ما قبلها من الدواهی علی أنها جمع طبقة.

«4»- ك، [إكمال الدین] ع، [علل الشرائع] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنْ أَبِی قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ (1)

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً لَا بُدَّ مِنْهَا یَرْتَابُ فِیهَا كُلُّ مُبْطِلٍ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لِأَمْرٍ لَمْ یُؤْذَنْ لَنَا فِی كَشْفِهِ لَكُمْ قُلْتُ فَمَا وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِی غَیْبَتِهِ فَقَالَ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِی غَیْبَتِهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِی غَیْبَاتِ مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ إِنَّ وَجْهَ الْحِكْمَةِ فِی ذَلِكَ لَا یَنْكَشِفُ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِهِ كَمَا لَا یَنْكَشِفُ وَجْهُ الْحِكْمَةِ لَمَّا أَتَاهُ الْخَضِرُ علیه السلام مِنْ خَرْقِ السَّفِینَةِ وَ قَتْلِ الْغُلَامِ وَ إِقَامَةِ الْجِدَارِ لِمُوسَی علیه السلام إِلَّا وَقْتَ افْتِرَاقِهِمَا یَا ابْنَ الْفَضْلِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ سِرٌّ مِنَ اللَّهِ وَ غَیْبٌ مِنْ غَیْبِ اللَّهِ وَ مَتَی عَلِمْنَا أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَكِیمٌ صَدَّقْنَا بِأَنَّ أَفْعَالَهُ كُلَّهَا حِكْمَةٌ وَ إِنْ كَانَ وَجْهُهَا غَیْرَ مُنْكَشِفٍ لَنَا.

«5»- ك، [إكمال الدین] ع، [علل الشرائع] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِلْغُلَامِ غَیْبَةً قَبْلَ ظُهُورِهِ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ یَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی بَطْنِهِ قَالَ زُرَارَةُ یَعْنِی الْقَتْلَ.

ك، [إكمال الدین] العطار عن سعد عن ابن عیسی عن ابن نجیح عن زرارة: مثله.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن عبد اللّٰه بن أحمد عن محمد بن عبد اللّٰه الحلبی عن ابن بكیر عن زرارة: مثله (2)

ص: 91


1- 1. هذا هو الأظهر كما یأتی فی السند الآتی خصوصا بملاحظة روایة ابن قتیبة عنه كما عن الكاظمی و فی المطبوعة أحمد بن سلیمان و هو تصحیف، و الرجل هو أبو سعید حمدان بن سلیمان المعروف بابن التاجر ثقة من وجوه أصحابنا.
2- 2. غیبة النعمانیّ ص 93.

أقول: و قد مر بعض الأخبار المشتملة علی العلة فی أبواب إخبار آبائه علیهم السلام بقیامه.

«6»- لی، [الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: لَمْ تخلو [تَخْلُ] الْأَرْضُ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ فِیهَا ظَاهِرٍ مَشْهُورٍ أَوْ غَائِبٍ مَسْتُورٍ وَ لَا تَخْلُو إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ فِیهَا وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یُعْبَدِ اللَّهُ قَالَ سُلَیْمَانُ فَقُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام فَكَیْفَ یَنْتَفِعُ النَّاسُ بِالْحُجَّةِ الْغَائِبِ الْمَسْتُورِ قَالَ كَمَا یَنْتَفِعُونَ بِالشَّمْسِ إِذَا سَتَرَهَا السَّحَابُ.

«7»- ج، [الإحتجاج] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ: أَنَّهُ وَرَدَ عَلَیْهِ مِنَ النَّاحِیَةِ الْمُقَدَّسَةِ عَلَی یَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ وَ أَمَّا عِلَّةُ مَا وَقَعَ مِنَ الْغَیْبَةِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْیاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (1) إِنَّهُ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ مِنْ آبَائِی إِلَّا

وَقَعَتْ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ لِطَاغِیَةِ زَمَانِهِ وَ إِنِّی أَخْرُجُ حِینَ أَخْرُجُ وَ لَا بَیْعَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الطَّوَاغِیتِ فِی عُنُقِی وَ أَمَّا وَجْهُ الِانْتِفَاعِ بِی فِی غَیْبَتِی فَكَالانْتِفَاعِ بِالشَّمْسِ إِذَا غَیَّبَهَا عَنِ الْأَبْصَارِ السَّحَابُ وَ إِنِّی لَأَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ فَأَغْلِقُوا أَبْوَابَ السُّؤَالِ عَمَّا لَا یَعْنِیكُمْ وَ لَا تَتَكَلَّفُوا عَلَی مَا قَدْ كُفِیتُمْ وَ أَكْثِرُوا الدُّعَاءَ بِتَعْجِیلِ الْفَرَجِ فَإِنَّ ذَلِكَ فَرَجُكُمْ وَ السَّلامُ عَلَیْكَ یَا إِسْحَاقَ بْنَ یَعْقُوبَ وَ عَلی مَنِ اتَّبَعَ الْهُدی.

ك، [إكمال الدین] ابن عصام عن الكلینی: مثله (2).

«8»- ك، [إكمال الدین] غَیْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ(3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِ

ص: 92


1- 1. المائدة: 104.
2- 2. راجع كمال الدین ج 2 ص 162، الاحتجاج ص 263.
3- 3. فی المصدر المطبوع:« عن الحسین بن محمّد بن الحارث، عن سماعة» و هو سهو و الصحیح ما ذكره المصنّف قدّس سرّه، فان الحسین بن محمّد بن الحارث غیر معنون- فی الرجال و قد ذكروا فی أحمد بن الحارث الانماطی أنّه من أصحاب المفضل بن عمر، و أنه یروی عنه الحسن بن محمّد بن سماعة. فراجع.

عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ یَنْتَفِعُ الشِّیعَةُ بِالْقَائِمِ علیه السلام فِی غَیْبَتِهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِی وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ إِنَّهُمْ لَیَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ یَسْتَضِیئُونَ بِنُورِ وَلَایَتِهِ فِی غَیْبَتِهِ كَانْتِفَاعِ النَّاسِ بِالشَّمْسِ وَ إِنْ جَلَّلَهَا السَّحَابُ.

أقول: تمامه فی باب نص الرسول علیهم علیهم(1).

بیان: التشبیه بالشمس المجللة بالسحاب یومی إلی أمور.

الأول أن نور الوجود و العلم و الهدایة یصل إلی الخلق بتوسطه علیه السلام إذ ثبت بالأخبار المستفیضة أنهم العلل الغائیة لإیجاد الخلق فلولاهم لم یصل نور الوجود إلی غیرهم و ببركتهم و الاستشفاع بهم و التوسل إلیهم یظهر العلوم و المعارف علی الخلق و یكشف البلایا عنهم فلو لا هم لاستحق الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب كما قال تعالی وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ (2) و لقد جربنا مرارا لا نحصیها أن عند انغلاق الأمور و إعضال المسائل و البعد عن جناب الحق تعالی و انسداد أبواب الفیض لما استشفعنا بهم و توسلنا بأنوارهم فبقدر ما یحصل الارتباط المعنوی بهم فی ذلك الوقت تنكشف تلك الأمور الصعبة و هذا معاین لمن أكحل اللّٰه عین قلبه بنور الإیمان و قد مضی توضیح ذلك فی كتاب الإمامة.

الثانی كما أن الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ینتظرون فی كل آن انكشاف السحاب عنها و ظهورها لیكون انتفاعهم بها أكثر فكذلك فی أیام غیبته علیه السلام ینتظر المخلصون من شیعته خروجه و ظهوره فی كل وقت و زمان و لا ییأسون منه.

الثالث أن منكر وجوده علیه السلام مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس

ص: 93


1- 1. راجع المصدر ج 1 ص 365 و أخرجه المصنّف فی تاریخ أمیر المؤمنین باب 41 تراه فی ج 36 ص 249 من طبعته الحدیثة.
2- 2. الأنفال: 33.

إذا غیبها السحاب عن الأبصار.

الرابع أن الشمس قد تكون غیبتها فی السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغیر حجاب فكذلك غیبته علیه السلام أصلح لهم فی تلك الأزمان فلذا غاب عنهم.

الخامس أن الناظر إلی الشمس لا یمكنه النظر إلیها بارزة عن السحاب و ربما عمی بالنظر إلیها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها فكذلك شمس ذاته المقدسة ربما یكون ظهوره أضر لبصائرهم و یكون سببا لعماهم عن الحق و تحتمل بصائرهم الإیمان به فی غیبته كما ینظر الإنسان إلی الشمس من تحت السحاب و لا یتضرر بذلك.

السادس أن الشمس قد یخرج من السحاب و ینظر إلیه واحد دون واحد فكذلك یمكن أن یظهر علیه السلام فی أیام غیبته لبعض الخلق دون بعض.

السابع أنهم علیهم السلام كالشمس فی عموم النفع و إنما لا ینتفع بهم من كان أعمی كما فسر به فی الأخبار قوله تعالی مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا(1) الثامن أن الشمس كما أن شعاعها تدخل البیوت بقدر ما فیها من الروازن و الشبابیك و بقدر ما یرتفع عنها من الموانع فكذلك الخلق إنما ینتفعون بأنوار هدایتهم بقدر ما یرفعون الموانع عن حواسهم و مشاعرهم التی هی روازن قلوبهم من الشهوات النفسانیة و العلائق الجسمانیة و بقدر ما یدفعون من قلوبهم من الغواشی الكثیفة الهیولانیة إلی أن ینتهی الأمر إلی حیث یكون بمنزلة من هو تحت السماء یحیط به شعاع الشمس من جمیع جوانبه بغیر حجاب.

فقد فتحت لك من هذه الجنة الروحانیة ثمانیة أبواب و لقد فتح اللّٰه علی بفضله ثمانیة أخری تضیق العبارة عن ذكرها عسی اللّٰه أن یفتح علینا و علیك فی معرفتهم ألف باب یفتح من كل باب ألف باب.

«9»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ أَبِی عِیسَی

ص: 94


1- 1. أسری: 72.

عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعَبْدُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَرْضَی مَا یَكُونُ عَنْهُ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللَّهِ فَلَمْ یَظْهَرْ لَهُمْ وَ حُجِبَ عَنْهُمْ فَلَمْ یَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ وَ هُمْ فِی ذَلِكَ یَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَجُ اللَّهِ وَ لَا بَیِّنَاتُهُ فَعِنْدَهَا فَلْیَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ إِنَّ أَشَدَّ مَا یَكُونُ غَضَباً عَلَی أَعْدَائِهِ إِذَا أَفْقَدَهُمْ حُجَّتَهُ فَلَمْ یُظْهِرْ لَهُمْ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَوْلِیَاءَهُ لَا یَرْتَابُونَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ یَرْتَابُونَ مَا أَفْقَدَهُمْ حُجَّتَهُ طَرْفَةَ عَیْنٍ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی عن عبد اللّٰه بن محمد بن عیسی عن أبیه عن بعض رجاله عن المفضل بن عمر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1).

«10»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ یَقُولُ: إِنَّ لِلْغُلَامِ غَیْبَةً قَبْلَ أَنْ یَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ یَخَافُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی بَطْنِهِ وَ عُنُقِهِ ثُمَّ قَالَ وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی یَشُكُّ النَّاسُ فِی وِلَادَتِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ إِذَا مَاتَ أَبُوهُ مَاتَ وَ لَا عَقِبَ لَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ قَدْ وُلِدَ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِیهِ بِسَنَتَیْنِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَجِبُ (2)

أَنْ یَمْتَحِنَ خَلْقَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ.

«11»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ تَعْمَی وِلَادَتُهُ عَلَی هَذَا الْخَلْقِ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ إِذَا خَرَجَ.

«12»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُبْعَثُ الْقَائِمُ وَ لَیْسَ فِی عُنُقِهِ لِأَحَدٍ بَیْعَةٌ.

«13»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ مَعاً عَنِ

ص: 95


1- 1. راجع كمال الدین ج 2 ص 9، غیبة النعمانیّ ص 83.
2- 2. فی المصدر ج 2 ص 15، یحب.

ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ.

«14»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِالشِّیعَةِ عِنْدَ فِقْدَانِهِمُ الثَّالِثَ (1)

مِنْ وُلْدِی یَطْلُبُونَ الْمَرْعَی فَلَا یَجِدُونَهُ قُلْتُ لَهُ وَ لِمَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّ إِمَامَهُمْ یَغِیبُ عَنْهُمْ فَقُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ إِذَا قَامَ بِالسَّیْفِ.

«15»- ك، [إكمال الدین] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ عَنْ أَبِی عَمْرٍو اللَّیْثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ (2)

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ تَغِیبُ وِلَادَتُهُ عَنْ هَذَا الْخَلْقِ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ إِذَا خَرَجَ وَ یُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ.

«16»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِ

ص: 96


1- 1. المراد بفقدانهم الثالث: موت الامام أبی محمّد العسكریّ علیه السلام، فبعد فقدانه یطلبون المرعی و لا یجدونه، و هذا صحیح لا غبار علیه، و بذلك ورد الفاظ الحدیث مصرحا، راجع كمال الدین ج 2 ص 41 باب ما روی عن الرضا علیه السلام الحدیث 3 و 4 و هكذا ص 156 باب علة الغیبة الحدیث 4 و هو هذا الحدیث المذكور فی الصلب. و راجع عیون أخبار الرضا ج 1 ص 273 باب ما جاء عن الرضا علیه السلام من الاخبار المتفرقة الحدیث 6، علل الشرائع ج 1 ص 233 باب علة الغیبة و قد أخرجها المصنّف بهذا اللفظ فیما سبق ج 51 ص 152. فعلی هذا ما فی الأصل المطبوع ص 130:« الرابع من ولدی» تصحیف قبیح حیث تخیل ان المراد بالفقدان: الغیبة عن أعین الناس، فقدر أن القائم یكون هو الرابع من ولد الرضا علیهما السلام، فكتبه مصحفا.
2- 2. هذا هو الصحیح كما مرّ تحت الرقم 11 و فی الأصل المطبوع« سعد بن عوان» و هو تصحیف.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا زُرَارَةُ لَا بُدَّ لِلْقَائِمِ علیه السلام مِنْ غَیْبَةٍ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ یَخَافُ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی بَطْنِهِ.

«17»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْوَرَّاقِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ(1) عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ.

«18»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لِلْغُلَامِ غَیْبَةٌ قَبْلَ قِیَامِهِ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ یَخَافُ عَلَی نَفْسِهِ الذَّبْحَ.

«19»- ع، [علل الشرائع] ك، [إكمال الدین] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا بَالُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ یُقَاتِلْ مُخَالِفِیهِ فِی الْأَوَّلِ قَالَ لِآیَةٍ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لَوْ تَزَیَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِیماً(2) قَالَ قُلْتُ وَ مَا یَعْنِی بِتَزَایُلِهِمْ قَالَ وَدَائِعُ مُؤْمِنُونَ فِی أَصْلَابِ قَوْمٍ كَافِرِینَ فَكَذَلِكَ الْقَائِمُ علیه السلام لَنْ یَظْهَرَ أَبَداً حَتَّی تَخْرُجَ وَدَائِعُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا خَرَجَتْ ظَهَرَ عَلَی مَنْ ظَهَرَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَلَالُهُ فَقَتَلَهُمْ.

ع، [علل الشرائع] ك، [إكمال الدین] المظفر العلوی عن ابن العیاشی عن أبیه عن علی بن محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن إبراهیم الكرخی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (3).

«20»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ

ص: 97


1- 1. كذا فی المصدر ج 2 ص 157 و سیأتی عن غیبة النعمانیّ تحت الرقم 21 و تجده فی ص 92 من المصدر مصرحا بقوله« عن عبد اللّٰه بن بكیر». و هو الظاهر، و فی النسخة المطبوعة« أبی بكر» فی هذا السند و الذی بعده و هو سهو.
2- 2. الفتح: 25.
3- 3. راجع علل الشرائع ج 1 ص 141.

عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: إِنَّ لِلْقَائِمِ غَیْبَةً قَبْلَ ظُهُورِهِ قُلْتُ لِمَ قَالَ یَخَافُ الْقَتْلَ.

«21»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ عِیسَی (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ فِی حَدِیثٍ لَهُ اخْتَصَرْنَاهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْ یُسَمِّیَ الْقَائِمَ حَتَّی أَعْرِفَهُ بِاسْمِهِ فَقَالَ یَا بَا خَالِدٍ سَأَلْتَنِی عَنْ أَمْرٍ لَوْ أَنَّ بَنِی فَاطِمَةَ عَرَفُوهُ لَحَرَصُوا عَلَی أَنْ یَقْطَعُوهُ بَضْعَةً بَضْعَةً.

«22»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِلْقَائِمِ غَیْبَةً قَبْلَ أَنْ یَقُومَ وَ هُوَ الْمَطْلُوبُ تُرَاثُهُ قُلْتُ وَ لِمَ ذَلِكَ قَالَ یَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی بَطْنِهِ یَعْنِی الْقَتْلَ.

أقول: قال الشیخ لا علة تمنع من ظهوره علیه السلام إلا خوفه علی نفسه من القتل لأنه لو كان غیر ذلك لما ساغ له الاستتار و كان یتحمل المشاق و الأذی فإن منازل الأئمة و كذلك الأنبیاء علیهم السلام إنما تعظم لتحملهم المشاق العظیمة فی ذات اللّٰه تعالی.

فإن قیل هلا منع اللّٰه من قتله بما یحول بینه و بین من یرید قتله قلنا المنع الذی لا ینافی التكلیف هو النهی عن خلافه و الأمر بوجوب اتباعه و نصرته و إلزام الانقیاد له و كل ذلك فعله تعالی و أما الحیلولة بینهم و بینه فإنه ینافی التكلیف و ینقض الغرض

لأن الغرض بالتكلیف استحقاق الثواب و الحیلولة تنافی ذلك و ربما كان فی الحیلولة و المنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق فلا یحسن من اللّٰه فعلها.

ص: 98


1- 1. فی المصدر ص 217: روی أحمد بن محمّد بن عیسی الأشعریّ، و كان علی المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- أن یصرح بذلك فان قولهم فلان عن فلان یستلزم الروایة بلا واسطة، و أمّا قولهم« روی فلان عن فلان» فهو أعمّ. و قد صرّح الكشّیّ و النجاشیّ بأن الشیخ لم یرو عن أحمد بن محمّد بن عیسی قط. راجع قاموس الرجال ج 1 ص 18.

و لیس هذا كما قال بعض أصحابنا إنه لا یمتنع أن یكون فی ظهوره مفسدة و فی استتاره مصلحة لأن الذی قاله یفسد طریق وجوب الرسالة فی كل حال و یطرق القول بأنها تجری مجری الألطاف التی تتغیر بالأزمان و الأوقات و القهر و الحیلولة لیس كذلك و لا یمتنع أن یقال فی ذلك مفسدة و لا یؤدی إلی فساد وجوب الرئاسة.

فإن قیل أ لیس آباؤه علیهم السلام كانوا ظاهرین و لم یخافوا و لا صاروا بحیث لا یصل إلیهم أحد قلنا آباؤه علیهم السلام حالهم بخلاف حاله لأنه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطین الوقت و غیرهم أنهم لا یرون الخروج علیهم و لا یعتقدون أنهم یقومون بالسیف و یزیلون الدول بل كان المعلوم من حالهم أنهم ینتظرون مهدیا لهم و لیس یضر السلطان اعتقاد من یعتقد إمامتهم إذا أمنوهم علی مملكتهم.

و لیس كذلك صاحب الزمان لأن المعلوم منه أنه یقوم بالسیف و یزیل الممالك و یقهر كل سلطان و یبسط العدل و یمیت الجور فمن هذه صفته یخاف جانبه و یتقی ثورته فیتتبع و یرصد و یوضع العیون علیه و یعنی به خوفا من وثبته و رهبته من تمكنه فیخاف حینئذ و یحوج (1)

إلی التحرز و الاستظهار بأن یخفی شخصه عن كل من لا یأمنه من ولی و عدو إلی وقت خروجه.

و أیضا فآباؤه علیهم السلام إنما ظهروا لأنه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من یقوم مقامه و یسد مسده من أولادهم و لیس كذلك صاحب الزمان لأن المعلوم أنه لیس بعده من یقوم مقامه قبل حضور وقت قیامه بالسیف فلذلك وجب استتاره و غیبته و فارق حاله حال آبائه و هذا واضح بحمد اللّٰه.

فإن قیل بأی شی ء یعلم زوال الخوف وقت ظهوره أ بالوحی من اللّٰه فالإمام لا یوحی إلیه أو بعلم ضروری فذلك ینافی التكلیف أو بأمارة توجب غلبة الظن ففی ذلك تغریر بالنفس.

ص: 99


1- 1. فی الأصل المطبوع: یخرج. و هو تصحیف راجع غیبة الشیخ ص 215.

قلنا عن ذلك جوابان.

أحدهما أن اللّٰه أعلمه علی لسان نبیه و أوقفه علیه من جهة آبائه زمان غیبته المخوفة و زمان زوال الخوف عنه فهو یتبع فی ذلك ما شرع له و أوقف علیه و إنما أخفی ذلك عنا لما فیه من المصلحة فأما هو فعالم به لا یرجع إلی الظن.

و الثانی أنه لا یمتنع أن یغلب علی ظنه بقوة الأمارات بحسب العادة قوة سلطانه فیظهر عند ذلك و یكون قد أعلم أنه متی غلب فی ظنه كذلك وجب علیه و یكون الظن شرطا و العمل عنده معلوما كما نقوله فی تنفیذ الحكم عند شهادة الشهود و العمل علی جهات القبلة بحسب الأمارات و الظنون و إن كان وجوب التنفیذ للحكم و التوجه إلی القبلة معلومین و هذا واضح بحمد اللّٰه.

و أما ما روی من الأخبار من امتحان الشیعة فی حال الغیبة و صعوبة الأمر علیهم و اختبارهم للصبر علیه فالوجه فیها الإخبار عما یتفق من ذلك من الصعوبة و المشاق لأن اللّٰه تعالی غیب الإمام لیكون ذلك و كیف یرید اللّٰه ذلك و ما ینال المؤمنین من جهة الظالمین ظلم منهم و معصیة و اللّٰه لا یرید ذلك بل سبب الغیبة هو الخوف علی ما قلناه و أخبروا بما یتفق فی هذه الحال و ما للمؤمن من الثواب علی الصبر علی ذلك و التمسك بدینه إلی أن یفرج اللّٰه تعالی عنهم.

ص: 100

باب 21 التمحیص و النهی عن التوقیت و حصول البداء فی ذلك

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذَكَرَ الْقَائِمَ فَقَالَ لَیَغِیبَنَّ عَنْهُمْ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ مَا لِلَّهِ فِی آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ.

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَتُمْخَضُنَّ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَخِیضِ الْكُحْلِ فِی الْعَیْنِ لِأَنَّ صَاحِبَ الْكُحْلِ یَعْلَمُ مَتَی یَقَعُ فِی الْعَیْنِ وَ لَا یَعْلَمُ مَتَی یَذْهَبُ فَیُصْبِحُ أَحَدُكُمْ وَ هُوَ یَرَی أَنَّهُ عَلَی شَرِیعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا فَیُمْسِی وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا وَ یُمْسِی وَ هُوَ عَلَی شَرِیعَةٍ مِنْ أَمْرِنَا فَیُصْبِحُ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد عن عبید اللّٰه بن موسی عن علی بن إسماعیل عن حماد بن عیسی: مثله (1)

بیان: محص الذهب أخلصه مما یشوبه و التمحیص الاختبار و الابتلاء و مخض اللبن أخذ زبده فلعله شبه ما یبقی من الكحل فی العین باللبن الذی یمخض لأنها تقذفه شیئا فشیئا و فی روایة النعمانی تمحیص الكحل.

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَتُكْسَرُنَّ كَسْرَ الزُّجَاجِ وَ إِنَّ الزُّجَاجَ یُعَادُ فَیَعُودُ كَمَا كَانَ وَ اللَّهِ لَتُكْسَرُنَّ كَسْرَ الْفَخَّارِ وَ إِنَّ الْفَخَّارَ

ص: 101


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 221، غیبة النعمانیّ ص 110.

لَا یَعُودُ كَمَا كَانَ وَ اللَّهِ لَتُمَحَّصُنَّ وَ اللَّهِ لَتُغَرْبَلُنَّ كَمَا یُغَرْبَلُ الزُّؤَانُ (1) مِنَ الْقَمْحِ.

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ الشِّیعَةَ تُرَبَّی بِالْأَمَانِیِّ مُنْذُ مِائَتَیْ سَنَةٍ وَ قَالَ یَقْطِینٌ لِابْنِهِ عَلِیٍّ مَا بَالُنَا قِیلَ لَنَا فَكَانَ وَ قِیلَ لَكُمْ فَلَمْ یَكُنْ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ إِنَّ الَّذِی قِیلَ لَكُمْ وَ لَنَا مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ غَیْرَ أَنَّ أَمْرَكُمْ حَضَرَكُمْ فَأُعْطِیتُمْ مَحْضَهُ وَ كَانَ كَمَا قِیلَ لَكُمْ وَ إِنَّ أَمْرَنَا لَمْ یَحْضُرْ فَعُلِّلْنَا بِالْأَمَانِیِّ وَ لَوْ قِیلَ لَنَا إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَكُونُ إِلَی مِائَتَیْ سَنَةٍ أَوْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ لَقَسَتِ الْقُلُوبُ وَ لَرَجَعَتْ عَامَّةُ النَّاسِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ لَكِنْ قَالُوا مَا أَسْرَعَهُ وَ مَا أَقْرَبَهُ تَأَلُّفاً لِقُلُوبِ النَّاسِ وَ تَقْرِیباً لِلْفَرَجِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی و أحمد بن إدریس عن محمد بن أحمد عن السیاری عن الحسن بن علی عن أخیه الحسین عن أبیه علی بن یقطین: مثله (2) بیان قوله تربی بالأمانی أی یربیهم و یصلحهم أئمتهم بأن یمنوهم تعجیل الفرج و قرب ظهور الحق لئلا یرتدوا و ییأسوا.

و المائتان مبنی علی ما هو المقرر عند المنجمین و المحاسبین من إتمام الكسور إن كانت أكثر من النصف و إسقاطها إن كانت أقل منه و إنما قلنا ذلك لأن صدور الخبر إن كان فی أواخر حیاة الكاظم علیه السلام كان أنقص من المائتین بكثیر إذ وفاته علیه السلام كان فی سنة ثلاث و ثمانین و مائة فكیف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتین بعد المائة المكسورة صحیحة لتجاوز النصف كذا خطر بالبال.

و بدا لی وجه آخر أیضا و هو أن یكون ابتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالإخبار بالأئمة علیهم السلام و مدة ظهورهم و خفائهم فیكون علی بعض التقادیر قریبا من المائتین و لو كان كسر قلیل فی العشر الأخیر یتم علی القاعدة السالفة.

ص: 102


1- 1. الزؤان- مثلثة-: ما یخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة، قال فی أقرب الموارد: و هو فی المشهور یختص بنبات حبّه كحب الحنطة الا انه صغیر، اذا اكل یحدث استرخاء یجلب النوم و هو ینبت غالبا بین الحنطة.
2- 2. الكافی ج 1 ص 369، غیبة الشیخ ص 221، غیبة النعمانیّ ص 158.

و وجه ثالث و هو أن یكون المراد التربیة فی الزمان السابق و اللاحق معا و لذا أتی بالمضارع و یكون الابتداء من الهجرة فینتهی إلی ظهور أمر الرضا علیه السلام و ولایة عهده و ضرب الدنانیر باسمه فإنها كانت فی سنة المائتین.

و رابع و هو أن یكون تربی علی الوجه المذكور فی الثالث شاملا للماضی و الآتی لكن یكون ابتداء التربیة بعد شهادة الحسین علیه السلام فإنها كانت الطامة الكبری و عندها احتاجت الشیعة إلی أن تربی لئلا یزلّوا فیها و انتهاء المائتین أول إمامة القائم علیه السلام و هذا مطابق للمائتین بلا كسر.

و إنما وقتت التربیة و التنمیة بذلك لأنهم لا یرون بعد ذلك إماما یمنیهم و أیضا بعد علمهم بوجود المهدی علیه السلام یقوی رجاؤهم فهم مترقّبون بظهوره لئلا یحتاجون إلی التنمیة و لعل هذا أحسن الوجوه التی خطر بالبال و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال.

و یقطین كان من أتباع بنی العباس فقال لابنه علی الذی كان من خواص الكاظم علیه السلام ما بالنا وعدنا دولة بنی العباس علی لسان الرسول و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم فظهر ما قالوا و وعدوا و أخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم یحصل و الجواب متین ظاهر مأخوذ عن الإمام كما سیأتی.

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ كَرَّامٍ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ.

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ الصَّحَّافِ عَنْ مُنْذِرٍ الْجَوَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَذَبَ الْمُوَقِّتُونَ مَا وَقَّتْنَا فِیمَا مَضَی وَ لَا نُوَقِّتُ فِیمَا یَسْتَقْبِلُ.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ مِهْزَمٌ الْأَسَدِیُّ فَقَالَ أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَی هَذَا الْأَمْرُ

ص: 103

الَّذِی تَنْتَظِرُونَهُ فَقَدْ طَالَ فَقَالَ یَا مِهْزَمُ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ وَ هَلَكَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُسَلِّمُونَ وَ إِلَیْنَا یَصِیرُونَ.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد عن عبید اللّٰه بن موسی عن محمد بن موسی عن أحمد بن أبی أحمد عن محمد بن علی عن علی بن حسان عن عبد الرحمن: مثله

نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ نَجَا الْمُسَلِّمُونَ.

كتاب الإمامة و التبصرة لعلی بن بابویه عن محمد بن یحیی عن محمد بن أحمد عن صفوان بن یحیی عن أبی أیوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: كنت عنده إذ دخل و ذكر مثله.

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ وَقَّتَ لَكَ مِنَ النَّاسِ شَیْئاً فَلَا تَهَابَنَّ أَنْ تُكَذِّبَهُ فَلَسْنَا نُوَقِّتُ لِأَحَدٍ وَقْتاً.

«9»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ الْبَجَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ فِی حَدِیثٍ اخْتَصَرْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِبَنِی فُلَانٍ مُلْكاً مُؤَجَّلًا حَتَّی إِذَا أَمِنُوا وَ اطْمَأَنُّوا وَ ظَنُّوا أَنَّ مُلْكَهُمْ لَا یَزُولُ صِیحَ فِیهِمْ صَیْحَةٌ فَلَمْ یَبْقَ لَهُمْ رَاعٍ یَجْمَعُهُمْ وَ لَا دَاعٍ یُسْمِعُهُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (1) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ لِذَلِكَ وَقْتٌ قَالَ لَا لِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ غَلَبَ عِلْمَ الْمُوَقِّتِینَ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَ

مُوسَی ثَلَاثِینَ لَیْلَةً وَ أَتَمَّهَا بِعَشْرٍ لَمْ یَعْلَمْهَا مُوسَی وَ لَمْ یَعْلَمْهَا بَنُو إِسْرَائِیلَ فَلَمَّا جَازَ الْوَقْتُ قَالُوا غَرَّنَا مُوسَی فَعَبَدُوا الْعِجْلَ وَ لَكِنْ إِذَا كَثُرَتِ الْحَاجَةُ وَ الْفَاقَةُ وَ أَنْكَرَ فِی النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَقَّعُوا أَمْرَ اللَّهِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً.

بیان: الصیحة كنایة عن نزول الأمر بهم فجاءه.

ص: 104


1- 1. یونس: 24؛ و الحدیث فی غیبة النعمانیّ ص 278 و تمامه فی غیبة النعمانیّ ص 156.

«10»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَ لِهَذَا الْأَمْرِ أَمَدٌ نُرِیحُ إِلَیْهِ أَبْدَانَنَا وَ نَنْتَهِی إِلَیْهِ قَالَ بَلَی وَ لَكِنَّكُمْ أَذَعْتُمْ فَزَادَ اللَّهُ فِیهِ.

«11»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَقُولُ إِلَی السَّبْعِینَ بَلَاءٌ وَ كَانَ یَقُولُ بَعْدَ الْبَلَاءِ رَخَاءٌ وَ قَدْ مَضَتِ السَّبْعُونَ وَ لَمْ نَرَ رَخَاءً فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ثَابِتُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی كَانَ وَقَّتَ هَذَا الْأَمْرَ فِی السَّبْعِینَ فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَأَخَّرَهُ إِلَی أَرْبَعِینَ وَ مِائَةِ سَنَةٍ فَحَدَّثْنَاكُمْ فَأَذَعْتُمُ الْحَدِیثَ وَ كَشَفْتُمْ قِنَاعَ السِّتْرِ فَأَخَّرَهُ اللَّهُ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقْتاً عِنْدَنَا وَ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قُلْتُ ذَلِكَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ قَدْ كَانَ ذَاكَ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن علی بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد جمیعا عن ابن محبوب عن الثمالی عن أبی جعفر علیه السلام قال: إن اللّٰه تعالی قد كان وقت إلی آخر الخبر(1)

بیان: قیل السبعون إشارة إلی خروج الحسین علیه السلام و المائة و الأربعون إلی خروج الرضا علیه السلام إلی خراسان.

أقول: هذا لا یستقیم علی التواریخ المشهورة إذ كانت شهادة الحسین علیه السلام فی أول سنة إحدی و ستین و خروج الرضا علیه السلام فی سنة مائتین من الهجرة.

و الذی یخطر بالبال أنه یمكن أن یكون ابتداء التأریخ من البعثة و كان ابتداء إرادة الحسین علیه السلام للخروج و مبادیه قبل فوت معاویة بسنتین فإن أهل الكوفة خذلهم اللّٰه كانوا یراسلونه فی تلك الأیام و كان علیه السلام علی الناس فی المواسم كما مر و یكون الثانی إشارة إلی خروج زید فإنه كان فی سنة اثنتین و عشرین و مائة من الهجرة فإذا انضم ما بین البعثة و الهجرة إلیها یقرب

ص: 105


1- 1. المصدر ص 157، الكافی ج 1 ص 368.

مما فی الخبر أو إلی انقراض دولة بنی أمیة أو ضعفهم و استیلاء أبی مسلم إلی خراسان و قد كتب إلی الصادق علیه السلام كتبا یدعوه إلی الخروج و لم یقبله علیه السلام لمصالح و قد كان خروج أبی مسلم إلی خراسان فی سنة ثمان و عشرین و مائة من الهجرة فیوافق ما ذكر فی الخبر من البعثة.

و علی تقدیر كون التأریخ من الهجرة یمكن أن یكون السبعون لاستیلاء المختار فإنه كان قتله سنة سبع و ستین و الثانی لظهور أمر الصادق علیه السلام فی هذا الزمان و انتشار شیعته فی الآفاق مع أنه لا یحتاج تصحیح البداء إلی هذه التكلفات.

«12»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی التَّمْتَامِ السُّلَمِیِّ عَنْ عُثْمَانَ النَّوَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِیَّ فَأَخَّرَهُ اللَّهُ وَ یَفْعَلُ بَعْدُ فِی ذُرِّیَّتِی مَا یَشَاءُ.

«13»- شی، [تفسیر العیاشی] أَبُو لَبِیدٍ الْمَخْزُومِیُّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا بَا لَبِیدٍ إِنَّهُ یَمْلِكُ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ اثْنَا عَشَرَ تُقْتَلُ بَعْدَ الثَّامِنِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ تُصِیبُ أَحَدَهُمُ الذُّبَحَةُ فَیَذْبَحُهُ هُمْ فِئَةٌ قَصِیرَةٌ أَعْمَارُهُمْ قَلِیلَةٌ مُدَّتُهُمْ خَبِیثَةٌ سِیرَتُهُمْ مِنْهُمُ الْفُوَیْسِقُ الْمُلَقَّبُ بِالْهَادِی وَ النَّاطِقِ وَ الْغَاوِی یَا بَا لَبِیدٍ إِنَّ فِی حُرُوفِ الْقُرْآنِ الْمُقَطَّعَةِ لَعِلْماً جَمّاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْزَلَ الم ذلِكَ الْكِتابُ فَقَامَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی ظَهَرَ نُورُهُ وَ ثَبَتَتْ كَلِمَتُهُ وَ وُلِدَ یَوْمَ وُلِدَ وَ قَدْ مَضَی مِنَ الْأَلْفِ السَّابِعِ مِائَةُ سَنَةٍ وَ ثَلَاثُ سِنِینَ ثُمَّ قَالَ وَ تِبْیَانُهُ فِی كِتَابِ اللَّهِ فِی الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ إِذَا عَدَدْتَهَا مِنْ غَیْرِ تَكْرَارٍ وَ لَیْسَ مِنْ حُرُوفٍ مُقَطَّعَةٍ حَرْفٌ یَنْقَضِی إِلَّا وَ قِیَامُ قَائِمٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ عِنْدَ انْقِضَائِهِ ثُمَّ قَالَ الْأَلِفُ وَاحِدٌ وَ اللَّامُ ثَلَاثُونَ وَ الْمِیمُ أَرْبَعُونَ وَ الصَّادُ تِسْعُونَ فَذَلِكَ مِائَةٌ وَ إِحْدَی وَ سِتُّونَ ثُمَّ كَانَ بَدْوُ خُرُوجِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام الم اللَّهُ فَلَمَّا بَلَغَتْ مُدَّتُهُ قَامَ قَائِمُ وُلْدِ الْعَبَّاسِ عِنْدَ المص وَ یَقُومُ قَائِمُنَا عِنْدَ انْقِضَائِهَا بِ «-الر» فَافْهَمْ ذَلِكَ وَ عِهِ وَ اكْتُمْهُ.

بیان: الذبحة كهمزة وجع فی الحلق.

ص: 106

أقول: الذی یخطر بالبال فی حل هذا الخبر الذی هو من معضلات الأخبار و مخبیات الأسرار هو أنه علیه السلام بین أن الحروف المقطعة التی فی فواتح السور إشارة إلی ظهور ملك جماعة من أهل الحق و جماعة من أهل الباطل فاستخرج علیه السلام ولادة النبی صلی اللّٰه علیه و آله من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها و بیناتها كما یتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن تعد ألف لام میم تسعة و لا تعد مكررة بتكررها فی خمس من السور فإذا عددتها كذلك تصیر مائة و ثلاثة أحرف و هذا یوافق تأریخ ولادة النبی صلی اللّٰه علیه و آله لأنه كان قد مضی من الألف السابع من ابتداء خلق آدم علیه السلام مائة سنة و ثلاث سنین و إلیه أشار بقوله و تبیانه أی تبیان تأریخ ولادته علیه السلام.

ثم بین علیه السلام أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلی ظهور دولة من بنی هاشم ظهرت عند انقضائها ف الم الذی فی سورة البقرة إشارة إلی ظهور دولة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إذ أول دولة ظهرت فی بنی هاشم كانت فی دولة عبد المطلب فهو مبدأ التأریخ و من ظهور دولته إلی ظهور دولة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و بعثته كان قریبا من أحد و سبعین الذی هو عدد الم ف الم ذلِكَ إشارة إلی ذلك.

و بعد ذلك فی نظم القرآن الم الذی فی آل عمران فهو إشارة إلی خروج الحسین علیه السلام إذ كان خروجه علیه السلام فی أواخر سنة ستین من الهجرة و كان بعثته صلی اللّٰه علیه و آله قبل الهجرة نحوا من ثلاث عشرة سنة و إنما كان شیوع أمره صلی اللّٰه علیه و آله و ظهوره بعد سنتین من البعثة.

ثم بعد ذلك فی نظم القرآن المص و قد ظهرت دولة بنی العباس عند انقضائها و یشكل هذا بأن ظهور دولتهم و ابتداء بیعتهم كان فی سنة اثنتین و ثلاثین و مائة و قد مضی من البعثة مائة و خمس و أربعون سنة فلا یوافق ما فی الخبر.

و یمكن التفصی عنه بوجوه.

الأول أن یكون مبدأ هذا التأریخ غیر مبدأ الم بأن یكون مبدؤه ولادة النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثلا فإن بدو دعوة بنی العباس كان فی سنة مائة من الهجرة و ظهور

ص: 107

بعض أمرهم فی خراسان كان فی سنة سبع أو ثمان و مائة و من ولادته صلی اللّٰه علیه و آله إلی ذلك الزمان كان مائة و إحدی و ستین سنة.

الثانی أن یكون المراد بقیام قائم ولد العباس استقرار دولتهم و تمكنهم و ذلك كان فی أواخر زمان المنصور و هو یوافق هذا التأریخ من البعثة.

الثالث أن یكون هذا الحساب مبنیا علی حساب الأبجد القدیم الذی ینسب إلی المغاربة و فیه صعفض قرشت ثخذ ظغش فالصاد فی حسابهم ستون فیكون مائة و إحدی و ثلاثین و سیأتی التصریح بأن حساب المص مبنی علی ذلك فی خبر رحمة بن صدقة فی كتاب القرآن (1) فیوافق تأریخه تأریخ الم إذ فی سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم فی خراسان فأخذوا و قتل بعضهم.

و یحتمل أن یكون مبدأ هذا التأریخ زمان نزول الآیة و هی إن كانت مكیة كما هو المشهور فیحتمل أن یكون نزولها فی زمان قریب من الهجرة فیقرب من بیعتهم الظاهرة و إن كانت مدنیة فیمكن أن یكون نزولها فی زمان ینطبق علی بیعتهم بغیر تفاوت.

و إذا رجعت إلی ما حققناه فی كتاب القرآن فی خبر رحمة بن صدقة ظهر لك أن الوجه الثالث أظهر الوجوه و مؤید بالخبر و مثل هذا التصحیف كثیرا ما یصدر من النساخ لعدم معرفتهم بما علیه بناء الخبر فیزعمون أن ستین غلط لعدم مطابقته لما عندهم من الحساب فیصحفونها علی ما یوافق زعمهم.

قوله فلما بلغت مدته أی كملت المدة المتعلقة بخروج الحسین علیه السلام فإن ما بین شهادته صلوات اللّٰه علیه إلی خروج بنی العباس كان من توابع خروجه و قد انتقم اللّٰه من بنی أمیة فی تلك المدة إلی أن استأصلهم.

قوله علیه السلام و یقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا یحتمل وجوها.

الأول أن یكون من الأخبار المشروطة البدائیة و لم یتحقق لعدم تحقق

ص: 108


1- 1. أخرجه المصنّف مع الحدیث السابق فی ج 19 ص 69 من طبعة الكمبانیّ من تفسیر العیّاشیّ فراجع ج 2 ص 2.

شرطه كما تدل علیه أخبار هذا الباب.

الثانی أن یكون تصحیف المر و یكون مبدأ التأریخ ظهور أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله قریبا من البعثة ك الم و یكون المراد بقیام القائم قیامه بالإمامة توریة فإن إمامته علیه السلام كانت فی سنة ستین و مائتین فإذا أضیف إلیه إحدی عشرة سنة قبل البعثة یوافق ذلك.

الثالث أن یكون المراد جمیع أعداد كل الر یكون فی القرآن و هی خمس مجموعها ألف و مائة و خمسة و خمسون و یؤیده أنه علیه السلام عند ذكر الم لتكرره ذكر ما بعده لیتعین السورة المقصودة و یتبین أن المراد واحد منها بخلاف الر لكون المراد جمیعها فتفطن.

الرابع أن یكون المراد انقضاء جمیع الحروف مبتدئا ب الر بأن یكون الغرض سقوط المص من العدد أو الم أیضا و علی الأول یكون ألفا و ستمائة و ستة و تسعین و علی الثانی یكون ألفا و خمسمائة و خمسة و عشرین و علی حساب المغاربة یكون علی الأول ألفین و ثلاثمائة و خمسة و عشرین و علی الثانی ألفین و مائة و أربعة و تسعین و هذه أنسب بتلك القاعدة الكلیة و هی قوله و لیس من حرف ینقضی إذ دولتهم علیهم السلام آخر الدول لكنه بعید لفظا و لا نرضی به رزقنا اللّٰه تعجیل فرجه علیه السلام.

هذا ما سمحت به قریحتی بفضل ربی فی حل هذا الخبر المعضل و شرحه فَخُذْ ما آتَیْتُكَ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِینَ و أستغفر اللّٰه من الخطاء و الخطل فی القول و العمل إنه أرحم الراحمین.

«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (1) قَالَ إِذَا أَخْبَرَ اللَّهُ النَّبِیَّ بِشَیْ ءٍ إِلَی وَقْتٍ فَهُوَ قَوْلُهُ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ حَتَّی یَأْتِیَ ذَلِكَ الْوَقْتُ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَخْبَرَ أَنَّ شَیْئاً كَائِنٌ فَكَأَنَّهُ قَدْ كَانَ.

ص: 109


1- 1. النحل: 1. راجع المصدر ج 2 ص 254.

«15»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: لَا تَزَالُونَ تَنْتَظِرُونَ حَتَّی تَكُونُوا كَالْمَعْزِ الْمَهُولَةِ الَّتِی لَا یُبَالِی الْجَازِرُ أَیْنَ یَضَعُ یَدَهُ مِنْهَا لَیْسَ لَكُمْ شَرَفٌ تُشَرِّفُونَهُ وَ لَا سَنَدٌ تُسْنِدُونَ إِلَیْهِ أُمُورَكُمْ (1).

بیان: المهولة أی المفزعة المخوفة فإنها تكون أقل امتناعا و الجازر القصاب.

«16»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ لِلرُّؤْیَا فَأَمْسَكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّا لَوْ أَعْطَیْنَاكُمْ مَا تُرِیدُونَ لَكَانَ شَرّاً لَكُمْ وَ أُخِذَ بِرَقَبَةِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ وَ قَالَ وَ أَنْتُمْ بِالْعِرَاقِ تَرَوْنَ أَعْمَالَ هَؤُلَاءِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَا أُمْهِلَ لَهُمْ فَعَلَیْكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْیَا وَ لَا تَغْتَرُّوا بِمَنْ أُمْهِلَ لَهُ فَكَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ وَصَلَ إِلَیْكُمْ.

«17»- ب، [قرب الإسناد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَصْحَابَنَا رَوَوْا عَنْ شِهَابٍ- عَنْ جَدِّكَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ أَبَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ یُمَلِّكَ أَحَداً مَا مَلَّكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ إِنْ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَهُ جَاءَ كَمَا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ أَنْتَ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ الصَّبْرَ وَ انْتِظَارَ الْفَرَجِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ وَ ارْتَقِبُوا إِنِّی مَعَكُمْ رَقِیبٌ وَ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ فَعَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّهُ إِنَّمَا یَجِی ءُ الْفَرَجُ عَلَی الْیَأْسِ وَ قَدْ كَانَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ وَ قَدْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هِیَ وَ اللَّهِ السُّنَنُ الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ وَ مِشْكَاةً بِمِشْكَاةٍ وَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ فِیكُمْ مَا كَانَ فِی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ لَوْ كُنْتُمْ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ كُنْتُمْ عَلَی غَیْرِ سُنَّةِ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ لَوْ أَنَّ الْعُلَمَاءَ وَجَدُوا مَنْ یُحَدِّثُونَهُمْ وَ یَكْتُمُ سِرَّهُمْ لَحَدَّثُوا وَ لَبَثُّوا الْحِكْمَةَ وَ لَكِنْ قَدِ ابْتَلَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْإِذَاعَةِ وَ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُحِبُّونَّا بِقُلُوبِكُمْ وَ یُخَالِفُ ذَلِكَ فِعْلُكُمْ وَ اللَّهِ مَا یَسْتَوِی اخْتِلَافُ أَصْحَابِكَ وَ لِهَذَا أُسِرَّ عَلَی صَاحِبِكُمْ لِیُقَالَ مُخْتَلِفِینَ مَا لَكُمْ لَا تَمْلِكُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ تَصْبِرُونَ حَتَّی یَجِی ءَ اللَّهُ تَبَارَكَ

ص: 110


1- 1. المصدر ص 101، و مثله فی روضة الكافی ص 263 و لم یخرجوه.

وَ تَعَالَی بِالَّذِی تُرِیدُونَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَیْسَ یَجِی ءُ عَلَی مَا تُرِیدُ النَّاسُ إِنَّمَا هُوَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ قَضَاؤُهُ وَ الصَّبْرُ وَ إِنَّمَا یَعْجَلُ مَنْ یَخَافُ الْفَوْتَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَادَ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ فَقَالَ لَهُ یَا صَعْصَعَةُ لَا تَفْتَخِرْ عَلَی إِخْوَانِكَ بِعِیَادَتِی إِیَّاكَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ وَ كَأَنَّ الْأَمْرَ قَدْ وَصَلَ إِلَیْكَ وَ لَا یُلْهِیَنَّكَ الْأَمَلُ وَ قَدْ رَأَیْتَ مَا كَانَ مِنْ مَوْلَی آلِ یَقْطِینٍ وَ مَا وَقَعَ مِنْ عِنْدِ الْفَرَاعِنَةِ مِنْ أَمْرِكُمْ وَ لَوْ لَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ صَاحِبِكُمْ وَ حُسْنِ تَقْدِیرِهِ لَهُ وَ لَكُمْ هُوَ وَ اللَّهِ مِنَ اللَّهِ وَ دِفَاعِهِ عَنْ أَوْلِیَائِهِ أَ مَا كَانَ لَكُمْ فِی أَبِی الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِظَةٌ مَا تَرَی حَالَ هِشَامٍ هُوَ الَّذِی صَنَعَ بِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مَا صَنَعَ وَ قَالَ لَهُمْ وَ أَخْبَرَهُمْ أَ تَرَی اللَّهَ یَغْفِرُ لَهُ مَا رَكِبَ مِنَّا وَ قَالَ لَوْ أَعْطَیْنَاكُمْ مَا تُرِیدُونَ لَكَانَ شَرّاً لَكُمْ وَ لَكِنَّ الْعَالِمَ یَعْمَلُ بِمَا یَعْلَمُ.

«18»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام مَا بَالُ مَا رُوِیَ فِیكُمْ مِنَ الْمَلَاحِمِ لَیْسَ كَمَا رُوِیَ وَ مَا رُوِیَ فِی أَعَادِیكُمْ قَدْ صَحَّ فَقَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّ الَّذِی خَرَجَ فِی أَعْدَائِنَا كَانَ مِنَ الْحَقِّ فَكَانَ كَمَا قِیلَ وَ أَنْتُمْ عُلِّلْتُمْ بِالْأَمَانِیِّ فَخَرَجَ إِلَیْكُمْ كَمَا خَرَجَ.

«19»- ج، [الإحتجاج] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ: أَنَّهُ خَرَجَ إِلَیْهِ عَلَی یَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ أَمَّا ظُهُورُ الْفَرَجِ فَإِنَّهُ إِلَی اللَّهِ وَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ.

«20»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مَنْصُورُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَأْتِیكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِیَاسٍ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی تُمَیَّزُوا لَا وَ اللَّهِ حَتَّی تُمَحَّصُوا لَا وَ اللَّهِ حَتَّی یَشْقَی مَنْ یَشْقَی وَ یَسْعَدَ مَنْ یَسْعَدُ.

«21»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ هَانِئٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً الْمُتَمَسِّكُ فِیهَا بِدِینِهِ كَالْخَارِطِ لِلْقَتَادِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ وَ لْیَتَمَسَّكْ بِدِینِهِ.

ص: 111

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد عن الیقطینی: مثله بیان القتاد شجر عظیم له شوك مثل الإبر و خرط القتاد یضرب مثلا للأمور الصعبة.

«22»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا بَقِیتُمْ بِلَا إِمَامٍ هُدًی وَ لَا عَلَمٍ یَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ تُمَیَّزُونَ وَ تُمَحَّصُونَ وَ تُغَرْبَلُونَ وَ عِنْدَ ذَلِكَ اخْتِلَافُ السِّنِینَ وَ إِمَارَةٌ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَ قَتْلٌ وَ قَطْعٌ فِی آخِرِ النَّهَارِ.

بیان: اختلاف السنین أی السنین المجدبة و القحط أو كنایة عن نزول الحوادث فی كل سنة.

«23»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَمَاعَةً نَتَحَدَّثُ فَالْتَفَتَ إِلَیْنَا فَقَالَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ أَنْتُمْ أَیْهَاتَ أَیْهَاتَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْیُنَكُمْ حَتَّی تُغَرْبَلُوا لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْیُنَكُمْ حَتَّی تُمَیَّزُوا لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْیُنَكُمْ إِلَّا بَعْدَ إِیَاسٍ لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْیُنَكُمْ حَتَّی یَشْقَی مَنْ شَقِیَ وَ یَسْعَدَ مَنْ سَعِدَ.

نی، [الغیبة] للنعمانی أحمد بن محمد بن سعید عن أبی عبد اللّٰه جعفر بن محمد المحمدی من كتابه فی سنة ثمان و ستین و مائتین عن محمد بن منصور الصیقل عن أبیه عن الباقر علیه السلام: مثله (1)

نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُغِیرَةِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جُلُوساً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَسْمَعُ كَلَامَنَا قَالَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ

ص: 112


1- 1. تراه فی غیبة الشیخ ص 218 و غیبة النعمانیّ ص 111 و اللفظ متقارب و المعنی واحد و هكذا فی الكافی ج 1 ص 370 و فیه: و أبو عبد اللّٰه یسمع كلامنا.

یَقُولُ فِی كُلِّ مَرَّةٍ لَا وَ اللَّهِ مَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْنَاقَكُمْ بِیَمِینٍ.

«24»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: أَمَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ الَّذِی تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْیُنَكُمْ حَتَّی تُمَیَّزُوا وَ تُمَحَّصُوا وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ إِلَّا الْأَنْدَرُ ثُمَّ تَلَا أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَ لَمَّا یَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِینَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَ یَعْلَمَ الصَّابِرِینَ (1).

«25»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ وَ تُمَحَّصُوا ثُمَّ یَذْهَبُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ شَیْ ءٌ وَ لَا یَبْقَی.

«26»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِی أَدْیَانِكُمْ لَا یُزِیلَنَّكُمْ عَنْهَا أَحَدٌ یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَیْبَةٍ حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ یَقُولُ بِهِ إِنَّمَا هِیَ مِحْنَةٌ مِنَ اللَّهِ امْتَحَنَ اللَّهُ بِهَا خَلْقَهُ.

«27»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْأَسَدِیُّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ أَبِی بَصِیرٍ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی یَذْهَبَ ثُلُثَا النَّاسِ فَقُلْنَا إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا النَّاسِ فَمَنْ یَبْقَی فَقَالَ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا فِی الثُّلُثِ الْبَاقِی.

«28»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَتَی یَكُونُ فَرَجُكُمْ فَقَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ لَا یَكُونُ فَرَجُنَا حَتَّی تُغَرْبَلُوا ثُمَّ تُغَرْبَلُوا ثُمَّ تُغَرْبَلُوا یَقُولُهَا ثَلَاثاً حَتَّی یَذْهَبَ الْكَدِرُ وَ یَبْقَی الصَّفْوُ.

«29»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هُلَیْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَاتَ أَبِی عَلَی هَذَا الْأَمْرِ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِینَ مَا قَدْ تَرَی أَمُوتُ وَ لَا تُخْبِرُنِی بِشَیْ ءٍ فَقَالَ یَا أَبَا إِسْحَاقَ أَنْتَ تَعْجَلُ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ أَعْجَلُ وَ مَا لِی لَا أَعْجَلُ

ص: 113


1- 1. براءة: 17، راجع المصدر ص 219، قرب الإسناد ص 216.

وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِّ مَا تَرَی فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی تُمَیَّزُوا وَ تُمَحَّصُوا وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ إِلَّا الْأَقَلُّ ثُمَّ صَعَّرَ كَفَّهُ (1).

«30»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا یَكُونُ مَا تَمُدُّونَ أَعْیُنَكُمْ إِلَیْهِ حَتَّی تُمَحَّصُوا وَ تُمَیَّزُوا وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ إِلَّا الْأَنْدَرُ فَالْأَنْدَرُ.

«31»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: وَیْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ مَعَ الْقَائِمِ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ شَیْ ءٌ یَسِیرٌ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ مَنْ یَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِیرٌ فَقَالَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ یُمَحَّصُوا وَ یُمَیَّزُوا وَ یُغَرْبَلُوا وَ یَخْرُجُ فِی الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِیرٌ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعیل الأنباری عن الحسن بن علی عن أبی المغراء عن ابن أبی یعفور قال سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: و ذكر مثله- دلائل الإمامة للطبری، عن محمد بن هارون بن موسی التلعكبری عن أبیه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد الحمیری عن الأنباری: مثله.

«32»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَتُمَیَّزُنَّ وَ اللَّهِ لَتُمَحَّصُنَّ وَ اللَّهِ لَتُغَرْبَلُنَّ كَمَا یُغَرْبَلُ الزُّؤَانُ مِنَ الْقَمْحِ.

«33»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ مِسْكِینٍ الرَّحَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَمِیرَةَ بِنْتِ نُفَیْلٍ

ص: 114


1- 1. و فی المصدر ص 111« صعر»« صفر» خ ل، و معنی صعر كفه: أی أمالها تهاونا بالناس.

قَالَتْ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ الْأَمْرُ الَّذِی تَنْتَظِرُونَ حَتَّی یَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ یَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِی وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّی یَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ حَتَّی یُسَمِّیَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِینَ.

«34»- نی، [الغیبة](1)

للنعمانی مُحَمَّدٌ وَ أَحْمَدُ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَا مَالِكَ بْنَ ضَمْرَةَ كَیْفَ أَنْتَ إِذَا اخْتَلَفَتِ الشِّیعَةُ هَكَذَا وَ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ وَ أَدْخَلَ بَعْضَهَا فِی بَعْضٍ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَیْرٍ قَالَ الْخَیْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ یَا مَالِكُ عِنْدَ ذَلِكَ یَقُومُ قَائِمُنَا فَیُقَدِّمُ سَبْعِینَ رَجُلًا یَكْذِبُونَ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ فَیَقْتُلُهُمْ ثُمَّ یَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَی أَمْرٍ وَاحِدٍ.

«35»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ ثُمَّ قَالَ لِی مَا الْفِتْنَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الَّذِی عِنْدَنَا أَنَّ الْفِتْنَةَ فِی الدِّینِ ثُمَّ قَالَ یُفْتَنُونَ كَمَا یُفْتَنُ الذَّهَبُ ثُمَّ قَالَ یُخْلَصُونَ كَمَا یُخْلَصُ الذَّهَبُ.

«36»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ صَالِحٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی إِنَّ حَدِیثَكُمْ هَذَا لَتَشْمَئِزُّ مِنْهُ الْقُلُوبُ قُلُوبُ الرِّجَالِ فَانْبِذُوا إِلَیْهِمْ نَبْذاً فَمَنْ أَقَرَّ بِهِ فَزِیدُوهُ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ فَذَرُوهُ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَ وَلِیجَةٍ حَتَّی یَسْقُطَ فِیهَا مَنْ یَشُقُّ الشَّعْرَةَ بِشَعْرَتَیْنِ حَتَّی لَا یَبْقَی إِلَّا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا.

«37»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ أَبِی هَرَاسَةَ الْبَاهِلِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُونُوا كَالنَّحْلِ فِی الطَّیْرِ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنَ الطَّیْرِ إِلَّا وَ هُوَ یَسْتَضْعِفُهَا وَ لَوْ عَلِمَتِ الطَّیْرُ مَا فِی

ص: 115


1- 1. فی المصدر ص 109: أحمد بن محمّد بن سعید قال: حدّثنا علیّ بن الحسن التیملی قال: حدّثنا محمّد و أحمد إلخ و هو الصحیح كما فی السند الآتی ص 116.

أَجْوَافِهَا مِنَ الْبَرَكَةِ لَمْ یَفْعَلْ بِهَا ذَلِكَ خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ أَبْدَانِكُمْ وَ زَایِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّی یَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِی وُجُوهِ بَعْضٍ وَ حَتَّی یُسَمِّیَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِینَ وَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ أَوْ قَالَ مِنْ شِیعَتِی [إِلَّا] كَالْكُحْلِ فِی الْعَیْنِ وَ الْمِلْحِ فِی الطَّعَامِ وَ سَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلًا وَ هُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ لَهُ طَعَامٌ فَنَقَّاهُ وَ طَیَّبَهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَیْتاً وَ تَرَكَهُ فِیهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَهُ السُّوسُ فَأَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ طَیَّبَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ إِلَی الْبَیْتِ فَتَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ(1)

أَصَابَ طَائِفَةً مِنْهُ السُّوسُ فَأَخْرَجَهُ وَ نَقَّاهُ وَ طَیَّبَهُ وَ أَعَادَهُ وَ لَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی بَقِیَتْ مِنْهُ رِزْمَةٌ كَرِزْمَةِ الْأَنْدَرِ لَا یَضُرُّهُ السُّوسُ شَیْئاً وَ كَذَلِكَ أَنْتُمْ تُمَیَّزُونَ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْكُمْ إِلَّا عِصَابَةٌ لَا تَضُرُّهَا الْفِتْنَةُ شَیْئاً.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن علی بن التیملی عن محمد و أحمد ابنی الحسن عن أبیهما عن ثعلبة بن میمون عن أبی كهمس و غیره رفع الحدیث إلی أمیر المؤمنین علیه السلام: و ذكر مثله بیان قوله علیه السلام كالنحل فی الطیر أمر بالتقیة أی لا تظهروا لهم ما فی أجوافكم من دین الحق كما أن النحل لا یظهر ما فی بطنها علی الطیور و إلا لأفنوها و الرزمة بالكسر ما شد فی ثوب واحد و الأندر البیدر(2).

«38»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ: إِنَّمَا مَثَلُ شِیعَتِنَا مَثَلُ أَنْدَرٍ یَعْنِی بِهِ بَیْتاً فِیهِ طَعَامٌ-(3)

فَأَصَابَهُ آكِلٌ فَنُقِّیَ ثُمَّ أَصَابَهُ

ص: 116


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع المصدر ص 112.
2- 2. فی النهایة الاندر: البیدر، و هو الموضع الذی یداس فیه الطعام بلغة الشام و الاندر أیضا صبرة من الطعام، انتهی، أقول: لعل المعنی الأخیر هنا أنسب فتذكر. منه رحمه اللّٰه.
3- 3. فی المصدر المطبوع ص 112:« یعنی بیدرا فیه طعام» و المعنی واحد فان من معانی الاندر: كدس القمح، قاله الفیروزآبادی، و قال الشرتونی فی أقرب الموارد« الكدس هو الحب المحصود المجموع، أو هو ما یجمع من الطعام فی البیدر، فإذا دیس- و دق فهو العرمة» و یظهر من ذلك أن المراد بالطعام هنا، ما لم یدس و لم یدق، بل الطعام الذی هو فی سنبله بعد و لا یسوس الطعام فی سنبله الا قلیلا بعد مدة طویلة، فیناسب معنی الخبر.

آكِلٌ فَنُقِّیَ حَتَّی بَقِیَ مِنْهُ مَا لَا یَضُرُّهُ الْآكِلُ وَ كَذَلِكَ شِیعَتُنَا یُمَیَّزُونَ وَ یُمَحَّصُونَ حَتَّی یَبْقَی مِنْهُمْ عِصَابَةٌ لَا تَضُرُّهَا الْفِتْنَةُ.

«39»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنِ التَّفْلِیسِیِّ عَنِ السَّمَنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُونَ یُبْتَلَوْنَ ثُمَّ یُمَیِّزُهُمُ اللَّهُ عِنْدَهُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُؤْمِنِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ بَلَاءِ الدُّنْیَا وَ مَرَائِرِهَا وَ لَكِنَّهُ آمَنَهُمْ مِنَ الْعَمَی وَ الشَّقَاءِ فِی الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ كَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَضَعُ قَتْلَاهُ بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ ثُمَّ یَقُولُ قَتْلَانَا قَتْلَی النَّبِیِّینَ وَ آلِ النَّبِیِّینَ.

«40»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ مَا لِهَذَا الْأَمْرِ أَمَدٌ یُنْتَهَی إِلَیْهِ نُرِیحُ أَبْدَانَنَا قَالَ بَلَی وَ لَكِنَّكُمْ أَذَعْتُمْ فَأَخَّرَهُ اللَّهُ.

«41»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبَّاسِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَخْبَرَكَ عَنَّا تَوْقِیتاً فَلَا تَهَابُهُ (1)

أَنْ تُكَذِّبَهُ فَإِنَّا لَا نُوَقِّتُ وَقْتاً.

«42»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِیدٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقَطَوَانِیِ (2)

جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَدْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ وَ كَانَ فِی سَنَةِ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ فَحَدَّثْتُمْ بِهِ وَ أَذَعْتُمُوهُ فَأَخَّرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

«43»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا إِسْحَاقُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ أُخِّرَ مَرَّتَیْنِ.

«44»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ شُیُوخِهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ

ص: 117


1- 1. فی المصدر ص 155« فلا تهابن» خ.
2- 2. ما جعلناه بین العلامتین ساقط من النسخة المطبوعة، راجع المصدر ص 157.

بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَائِمِ فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نُوَقِّتُ ثُمَّ قَالَ أَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُخَالِفَ وَقْتَ الْمُوَقِّتِینَ.

«45»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتاً فَقَالَ كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا خَرَجَ وَافِداً إِلَی رَبِّهِ وَاعَدَهُمْ ثَلَاثِینَ یَوْماً فَلَمَّا زَادَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الثَّلَاثِینَ عَشْراً قَالَ لَهُ قَوْمُهُ قَدْ أَخْلَفَنَا مُوسَی فَصَنَعُوا مَا صَنَعُوا قَالَ-(1) فَإِذَا حَدَّثْنَاكُمْ

بِحَدِیثٍ فَجَاءَ عَلَی مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اللَّهُ وَ إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِحَدِیثٍ فَجَاءَ عَلَی خِلَافِ مَا حَدَّثْنَاكُمْ بِهِ فَقُولُوا صَدَقَ اللَّهُ تُؤْجَرُوا مَرَّتَیْنِ.

«46»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَهُ مُلُوكَ بَنِی فُلَانٍ فَقَالَ إِنَّمَا هَلَكَ النَّاسُ مِنِ اسْتِعْجَالِهِمْ لِهَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللَّهَ لَا یَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ إِنَّ لِهَذَا الْأَمْرِ غَایَةً یُنْتَهَی إِلَیْهَا فَلَوْ قَدْ بَلَغُوهَا لَمْ یَسْتَقْدِمُوا سَاعَةً وَ لَمْ یَسْتَأْخِرُوا.

«47»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ:

ص: 118


1- 1. كذا فی المصدر ص 158. و أمّا الكافی المطبوع ج 1 ص 369 فمطابق لما نقله فی الصلب.
2- 2. هذا هو الصحیح، راجع الكافی ج 1 ص 369 و المصدر المطبوع ص 158 و فیه: عن إبراهیم بن مهزم عن أبیه، و إبراهیم بن مهزم الأسدی المعروف بابن أبی بردة له كتاب عنونه النجاشیّ- ص 17- و قال: ثقة ثقة، روی عن أبی عبد اللّٰه و أبی الحسن علیهما السلام و عمر عمرا طویلا، و روی مهزم أیضا عن أبی عبد اللّٰه، و فی النسخة المطبوعة: عن الحسن ابن علیّ بن إبراهیم، عن أخیه، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و هو تصحیف.

إِنَّا لَا نُوَقِّتُ هَذَا الْأَمْرَ.

«48»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَازِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَی خُرُوجُ الْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نُوَقِّتُ وَ قَدْ قَالَ مُحَمَّدٌ علیه السلام كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ خَمْسَ عَلَامَاتٍ أَوَّلُهُنَّ النِّدَاءُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ وَ خُرُوجُ الْخُرَاسَانِیِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ وَ خَسْفٌ بِالْبَیْدَاءِ ثُمَّ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ قُدَّامَ ذَلِكَ الطَّاعُونَانِ الطَّاعُونُ الْأَبْیَضُ وَ الطَّاعُونُ الْأَحْمَرُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ شَیْ ءٍ الطَّاعُونُ الْأَبْیَضُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الطَّاعُونُ الْأَحْمَرُ قَالَ الطَّاعُونُ الْأَبْیَضُ الْمَوْتُ الْجَاذِفُ وَ الطَّاعُونُ الْأَحْمَرُ السَّیْفُ وَ لَا یَخْرُجُ الْقَائِمُ حَتَّی یُنَادَی بِاسْمِهِ مِنْ جَوْفِ السَّمَاءِ فِی لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ لَیْلَةَ جُمُعَةٍ قُلْتُ بِمَ یُنَادَی قَالَ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوهُ فَلَا یَبْقَی شَیْ ءٌ خَلَقَ اللَّهُ فِیهِ الرُّوحَ إِلَّا سَمِعَ الصَّیْحَةَ فَتُوقِظُ النَّائِمَ وَ یَخْرُجُ إِلَی صَحْنِ دَارِهِ وَ تَخْرُجُ الْعَذْرَاءُ مِنْ خِدْرِهَا وَ یَخْرُجُ الْقَائِمُ مِمَّا یَسْمَعُ وَ هِیَ صَیْحَةُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام.

بیان: الجاذف السریع (1).

«49»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی عِمْرَانَ أَنِّی وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً سَوِیّاً مُبَارَكاً یُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ یُحْیِی الْمَوْتَی

بِإِذْنِ اللَّهِ وَ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَحَدَّثَ عِمْرَانُ امْرَأَتَهُ حَنَّةَ بِذَلِكَ وَ هِیَ أُمُّ مَرْیَمَ فَلَمَّا حَمَلَتْ كَانَ حَمْلُهَا بِهَا عِنْدَ نَفْسِهَا غلام [غُلَاماً] فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی ... وَ لَیْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثی أَیْ لَا تَكُونُ الْبِنْتُ رَسُولًا یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ فَلَمَّا وَهَبَ اللَّهُ لِمَرْیَمَ عِیسَی كَانَ هُوَ الَّذِی بَشَّرَ بِهِ عِمْرَانَ

ص: 119


1- 1. و الصحیح:« الجارف» كما فی المصدر ص 156 و هو الموت العام.

وَ وَعَدَهُ إِیَّاهُ فَإِذَا قُلْنَا فِی الرَّجُلِ مِنَّا شَیْئاً فَكَانَ فِی وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ.

بیان: حاصل هذا الحدیث و أضرابه أنه قد یحمل المصالح العظیمة الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام علی أن یتكلموا فی بعض الأمور علی وجه المجاز و التوریة و بالأمور البدائیة علی ما سطر فی الكتاب المحو و الإثبات ثم یظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الأول فیجب علیهم أن لا یحملوه علی الكذب و یعلموا أن المراد منه غیر ما فهموه كمعنی مجازی أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم یتحقق.

و من جملة ذلك زمان قیام القائم علیه السلام و تعیینه من بینهم علیهم السلام لئلا ییأس الشیعة و یسلوا أنفسهم من ظلم الظالمین بتوقع قرب الفرج فربما قالوا فلان القائم و مرادهم القائم بأمر الإمامة كما قالوا كلنا قائمون بأمر اللّٰه و ربما فهمت الشیعة أنه القائم بأمر الجهاد و الخارج بالسیف أو أرادوا أنه إن أذن اللّٰه له فی ذلك یقوم به أو إن عملت الشیعة بما یجب علیهم من الصبر و كتمان السر و طاعة الإمام یقوم به أو كما

روی عن الصادق علیها السلام أنه قال: ولدی هو القائم.

و المراد به السابع من ولده لا ولده بلا واسطة.

ثم مثل ذلك بما أوحی اللّٰه سبحانه إلی عمران أنی واهب لك ذكرا و كان المراد ولد الولد و فهمت حنة أنه الولد بلا واسطة فالمراد بقوله علیه السلام فإذا قلنا إلی آخره أی بحسب فهم الناس أو ظاهر اللفظ أو المراد أنه قیل فیه حقیقة و لكن كان مشروطا بأمر لم یقع فوقع فیه البداء بالمعنی الذی حققناه فی بابه و وقع فی ولده.

و علی هذا ما ذكر فی أمر عیسی علیها السلام إنما ذكر علی التنظیر و إن لم تكن بینهما مطابقة تامة أو كان أمر عیسی أیضا كذلك بأنه كان قدر فی الولد بلا واسطة و أخبر به ثم وقع فیه البداء و صار فی ولد الولد.

و یحتمل المثل و مضربه معا وجها آخر و هو أن یكون المراد فیهما معنی مجازیا علی وجه آخر ففی المثل أطلق الذكر السوی علی مریم علیها السلام لأنها سبب

ص: 120

وجود عیسی علیه السلام إطلاقا لاسم المسبب علی السبب و كذا فی المضرب أطلق القائم علی من فی صلبه القائم إما علی الوجه المذكور أو إطلاقا لاسم الجزء علی الكل و إن كانت الجزئیة أیضا مجازیة و اللّٰه یعلم مرادهم علیهم السلام.

«50»- كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ تِلْمِیذِ الشَّهِیدِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ رُوِیَ: أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام مَا صُورَتُهُ قَدْ صَعِدْنَا ذُرَی الْحَقَائِقِ بِأَقْدَامِ النُّبُوَّةِ وَ الْوَلَایَةِ وَ سَاقَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ سَیَسْفِرُ لَهُمْ یَنَابِیعُ الْحَیَوَانِ بَعْدَ لَظَی النِّیرَانِ لِتَمَامِ الم وَ طه وَ الطَّوَاسِینِ مِنَ السِّنِینَ.

بیان: یحتمل أن یكون المراد كل الم و كل ما اشتمل علیها من المقطعات أی المص و المراد جمیعها مع طه و الطواسین ترتقی إلی ألف و مائة و تسعة و خمسین و هو قریب من أظهر الوجوه التی ذكرناها فی خبر أبی لبید و یؤیده كما أومأنا إلیه.

ثم إن هذه التوقیتات علی تقدیر صحة أخبارها لا ینافی النهی عن التوقیت إذ المراد بها النهی عن التوقیت علی الحتم لا علی وجه یحتمل البداء كما صرح فی الأخبار السالفة أو عن التصریح به فلا ینافی الرمز و البیان علی وجه یحتمل الوجوه الكثیرة أو یخصص بغیر المعصوم علیه السلام و ینافی الأخیر بعض الأخبار و الأول أظهر.

و غرضنا من ذكر تلك الوجوه إبداء احتمال لا ینافی ما مر من هذا الزمان فإن مر هذا الزمان و لم یظهر الفرج و العیاذ باللّٰه كان ذلك من سوء فهمنا و اللّٰه المستعان مع أن احتمال البداء قائم فی كل من محتملاتها كما مرت الإشارة إلیه فی خبر ابن یقطین و الثمالی و غیرهما فاحذر من وساوس شیاطین الإنس و الجان و علی اللّٰه التكلان.

ص: 121

باب 22 فضل انتظار الفرج و مدح الشیعة فی زمان الغیبة و ما ینبغی فعله فی ذلك الزمان

«1»- ل، [الخصال] فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مِنْ دِینِ الْأَئِمَّةِ الْوَرَعُ وَ الْعِفَّةُ وَ الصَّلَاحُ إِلَی قَوْلِهِ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِی انْتِظَارُ فَرَجِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ مُقْبِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَرَوِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ رَضِیَ عَنِ اللَّهِ بِالْقَلِیلِ مِنَ الرِّزْقِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْقَلِیلِ مِنَ الْعَمَلِ وَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ عِبَادَةٌ.

أَقُولُ سَیَأْتِی فِی بَابِ مَوَاعِظِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ سَأَلَ عَنْهُ رَجُلٌ أَیُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

«4»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: تَمْتَدُّ الْغَیْبَةُ بِوَلِیِّ اللَّهِ الثَّانِی عَشَرَ مِنْ أَوْصِیَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ یَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ أَهْلَ زَمَانِ غَیْبَتِهِ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَتِهِ الْمُنْتَظِرُونَ لِظُهُورِهِ أَفْضَلُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ

لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی ذِكْرُهُ أَعْطَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ وَ الْأَفْهَامِ وَ الْمَعْرِفَةِ مَا صَارَتْ بِهِ الْغَیْبَةُ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُشَاهَدَةِ وَ جَعَلَهُمْ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِینَ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالسَّیْفِ أُولَئِكَ الْمُخْلَصُونَ حَقّاً وَ شِیعَتُنَا صِدْقاً وَ الدُّعَاةُ إِلَی دِینِ اللَّهِ سِرّاً وَ جَهْراً وَ قَالَ علیه السلام انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنْ أَعْظَمِ الْفَرَجِ.

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 122

عَلِیٍّ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ بَعْدَ مَا قَضَیْنَا نُسُكَنَا فَوَدَّعْنَاهُ وَ قُلْنَا لَهُ أَوْصِنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لِیُعِنْ قَوِیُّكُمْ ضَعِیفَكُمْ وَ لْیَعْطِفْ غَنِیُّكُمْ عَلَی فَقِیرِكُمْ وَ لْیَنْصَحِ الرَّجُلُ أَخَاهُ كَنُصْحِهِ لِنَفْسِهِ وَ اكْتُمُوا أَسْرَارَنَا وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَعْنَاقِنَا وَ انْظُرُوا أَمْرَنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ فِی الْقُرْآنِ مُوَافِقاً فَخُذُوا بِهِ وَ إِنْ لَمْ تَجِدُوا مُوَافِقاً فَرُدُّوهُ وَ إِنِ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ عَلَیْكُمْ فَقِفُوا عِنْدَهُ وَ رُدُّوهُ إِلَیْنَا حَتَّی نَشْرَحَ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا شُرِحَ لَنَا فَإِذَا كُنْتُمْ كَمَا أَوْصَیْنَاكُمْ وَ لَمْ تَعَدَّوْا إِلَی غَیْرِهِ فَمَاتَ مِنْكُمْ مَیِّتٌ قَبْلَ أَنْ یَخْرُجَ قَائِمُنَا كَانَ شَهِیداً وَ مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِیدَیْنِ وَ مَنْ قَتَلَ بَیْنَ یَدَیْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِینَ شَهِیداً.

«6»- ك، [إكمال الدین] مع، [معانی الأخبار] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ الْبُوفَكِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: طُوبَی لِمَنْ تَمَسَّكَ بِأَمْرِنَا فِی غَیْبَةِ قَائِمِنَا فَلَمْ یَزِغْ قَلْبُهُ بَعْدَ الْهِدَایَةِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا طُوبَی قَالَ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِی دَارِهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (1).

«7»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: انْتَظَرُوا الْفَرَجَ وَ لَا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

وَ قَالَ علیه السلام: مُزَاوَلَةُ قَلْعِ الْجِبَالِ أَیْسَرُ مِنْ مُزَاوَلَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ وَ اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ لَا تُعَاجِلُوا الْأَمْرَ قَبْلَ بُلُوغِهِ فَتَنْدَمُوا وَ لَا یَطُولَنَّ عَلَیْكُمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ.

وَ قَالَ علیه السلام: الْآخِذُ بِأَمْرِنَا مَعَنَا غَداً فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ وَ الْمُنْتَظِرُ لِأَمْرِنَا كَالْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

«8»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ

ص: 123


1- 1. الرعد: 31. و الحدیث فی المعانی ص 112، كمال الدین ج 2 ص 27.

اللَّهُمَّ لَقِّنِی إِخْوَانِی مَرَّتَیْنِ فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَ مَا نَحْنُ إِخْوَانَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَا إِنَّكُمْ أَصْحَابِی وَ إِخْوَانِی قَوْمٌ فِی آخِرِ الزَّمَانِ آمَنُوا وَ لَمْ یَرَوْنِی لَقَدْ عَرَّفَنِیهِمُ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُخْرِجَهُمْ مِنْ أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ لَأَحَدُهُمْ أَشَدُّ بَقِیَّةً عَلَی دِینِهِ مِنْ خَرْطِ الْقَتَادِ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ أَوْ كَالْقَابِضِ عَلَی جَمْرِ الْغَضَا أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی یُنْجِیهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ.

«9»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ قَالَ مَنْ أَقَرَّ بِقِیَامِ الْقَائِمِ أَنَّهُ حَقٌّ.

«10»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ فَقَالَ الْمُتَّقُونَ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْغَیْبُ فَهُوَ الْحُجَّةُ الْغَائِبُ وَ شَاهِدُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ (1) فَأَخْبَرَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ الْآیَةَ هِیَ الْغَیْبُ وَ الْغَیْبُ هُوَ الْحُجَّةُ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْیَمَ وَ أُمَّهُ آیَةً(2) یَعْنِی حُجَّةً.

بیان: قوله و شاهد ذلك كلام الصدوق رحمه اللّٰه (3).

ص: 124


1- 1. یونس: 20، و عند ذلك ینتهی الخبر، راجع كمال الدین ج 2 ص 10 و قد أخرجه المصنّف فیما سبق كذلك راجع ج 51 ص 52.
2- 2. المؤمنون: 51.
3- 3. بل هو من كلام الصادق علیه السلام و انما یبتدئ كلام الصدوق من قوله: فأخبر عزّ و جلّ إلخ.

«11»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

«12»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الشَّاهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْخَالِدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْقَطَّانِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ یَقِیناً-(1)

قَوْمٌ یَكُونُونَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ لَمْ یَلْحَقُوا النَّبِیَّ وَ حُجِبَ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ فَآمَنُوا بِسَوَادٍ فِی بَیَاضٍ.

«13»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ علیه السلام: مَنْ ثَبَتَ عَلَی وَلَایَتِنَا فِی غَیْبَةِ قَائِمِنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِیدٍ مِثْلِ شُهَدَاءِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ.

دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: مِثْلَهُ وَ فِیهِ مَنْ مَاتَ عَلَی مُوَالاتِنَا.

«14»- سن، [المحاسن] السِّنْدِیُ (2)

عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ فِیمَنْ مَاتَ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ قَالَ هُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ ثُمَّ سَكَتَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ هُوَ كَمَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«15»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُوسَی النُّمَیْرِیِّ عَنْ عَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ مُنْتَظِراً لَهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ فِی فُسْطَاطِ الْقَائِمِ علیه السلام.

ك، [إكمال الدین] المظفر العلوی عن ابن العیاشی عن أبیه عن جعفر بن أحمد

ص: 125


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 1 ص 405:« و اعلم أن أعجب الناس ایمانا و أعظمهم یقینا» الخ فراجع.
2- 2. فی المصدر المطبوع« عنه، عن السندی» و هكذا فیما یأتی فی صدر الاسناد و انما اسقطه المصنّف قدّس سرّه لانه من كلام الرواة و الضمیر یرجع الی مؤلف المحاسن أبی جعفر أحمد بن أبی عبد اللّٰه محمّد بن خالد البرقی، راجع المحاسن ص 172- 174.

عن العمركی عن ابن فضال عن ثعلبة عن النمیری: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد عن عبید اللّٰه بن موسی عن أحمد بن الحسن عن علی بن عقبة: مثله.

«16»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَقَدْ تَرَكْنَا أَسْوَاقَنَا انْتِظَاراً لِهَذَا الْأَمْرِ حَتَّی أَوْشَكَ الرَّجُلُ مِنَّا یَسْأَلُ فِی یَدَیْهِ فَقَالَ یَا عَبْدَ الْحَمِیدِ أَ تَرَی مَنْ حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ لَا یَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً بَلَی وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجاً رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَسَ نَفْسَهُ عَلَیْنَا رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْیَا أَمْرَنَا قَالَ قُلْتُ فَإِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ أُدْرِكَ الْقَائِمَ فَقَالَ الْقَائِلُ مِنْكُمْ إِنْ أَدْرَكْتُ الْقَائِمَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ نَصَرْتُهُ كَالْمُقَارِعِ مَعَهُ بِسَیْفِهِ وَ الشَّهِیدُ مَعَهُ لَهُ شَهَادَتَانِ.

ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ كَالْمُقَارِعِ بِسَیْفِهِ بَلْ كَالشَّهِیدِ مَعَهُ.

«17»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْمَیِّتَ مِنْكُمْ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ بِمَنْزِلَةِ الضَّارِبِ بِسَیْفِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ.

«18»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ غَیْرِهِ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ لِهَذَا الْأَمْرِ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ قَالَ ثُمَّ مَكَثَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ لَا بَلْ كَمَنْ قَارَعَ مَعَهُ بِسَیْفِهِ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«19»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا دَخَلَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الْكُوفَةَ وَ نَظَرَ إِلَیْهَا ذَكَرَ مَا یَكُونُ مِنْ بَلَائِهَا حَتَّی ذَكَرَ مُلْكَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ الَّذِینَ مِنْ بَعْدِهِمْ ثُمَّ قَالَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا أَحْلَاسَ

ص: 126

بُیُوتِكُمْ حَتَّی یَظْهَرَ الطَّاهِرُ بْنُ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ ذُو الْغَیْبَةِ الشَّرِیدُ الطَّرِیدُ.

«20»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هِشَامٍ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْعِبَادَةُ مَعَ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِی السِّرِّ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ أَمِ الْعِبَادَةُ فِی ظُهُورِ الْحَقِّ وَ دَوْلَتِهِ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ مِنْكُمْ فَقَالَ یَا عَمَّارُ الصَّدَقَةُ فِی السِّرِّ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ فِی الْعَلَانِیَةِ وَ كَذَلِكَ عِبَادَتُكُمْ فِی السِّرِّ مَعَ إِمَامِكُمُ الْمُسْتَتِرِ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ أَفْضَلُ لِخَوْفِكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ وَ حَالِ الْهُدْنَةِ مِمَّنْ یَعْبُدُ اللَّهَ فِی ظُهُورِ الْحَقِّ مَعَ الْإِمَامِ الظَّاهِرِ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ وَ لَیْسَ الْعِبَادَةُ مَعَ الْخَوْفِ فِی دَوْلَةِ الْبَاطِلِ مِثْلَ الْعِبَادَةِ مَعَ الْأَمْنِ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ صَلَّی مِنْكُمْ صَلَاةً فَرِیضَةً وُحْدَاناً مُسْتَتِراً بِهَا مِنْ عَدُوِّهِ فِی وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا خَمْساً وَ عِشْرِینَ صَلَاةً فَرِیضَةً وَحْدَانِیَّةً وَ مَنْ صَلَّی مِنْكُمْ صَلَاةً نَافِلَةً فِی وَقْتِهَا فَأَتَمَّهَا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ نَوَافِلَ وَ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ حَسَنَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عِشْرِینَ حَسَنَةً وَ یُضَاعِفُ اللَّهُ تَعَالَی حَسَنَاتِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ إِذَا أَحْسَنَ أَعْمَالَهُ وَ دَانَ اللَّهَ بِالتَّقِیَّةِ عَلَی دِینِهِ وَ عَلَی إِمَامِهِ وَ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَمْسَكَ مِنْ لِسَانِهِ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً كَثِیرَةً إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَرِیمٌ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَغَّبْتَنِی فِی الْعَمَلِ وَ حَثَثْتَنِی عَلَیْهِ وَ لَكِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَ كَیْفَ صِرْنَا نَحْنُ الْیَوْمَ أَفْضَلَ أَعْمَالًا مِنْ أَصْحَابِ الْإِمَامِ مِنْكُمُ الظَّاهِرِ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ وَ نَحْنُ وَ هُمْ عَلَی دِینٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ دِینُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَبَقْتُمُوهُمْ إِلَی الدُّخُولِ فِی دِینِ اللَّهِ وَ إِلَی الصَّلَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ وَ إِلَی كُلَّ فِقْهٍ وَ خَیْرٍ وَ إِلَی عِبَادَةِ اللَّهِ سِرّاً مِنْ عَدُوِّكُمْ مَعَ الْإِمَامِ الْمُسْتَتِرِ مُطِیعُونَ لَهُ صَابِرُونَ مَعَهُ مُنْتَظِرُونَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ خَائِفُونَ عَلَی إِمَامِكُمْ وَ عَلَی أَنْفُسِكُمْ مِنَ الْمُلُوكِ تَنْظُرُونَ إِلَی حَقِّ إِمَامِكُمْ وَ حَقِّكُمْ فِی أَیْدِی الظَّلَمَةِ قَدْ مَنَعُوكُمْ ذَلِكَ وَ اضْطَرُّوكُمْ إِلَی جَذْبِ الدُّنْیَا وَ طَلَبِ الْمَعَاشِ مَعَ الصَّبْرِ عَلَی دِینِكُمْ وَ عِبَادَتِكُمْ وَ طَاعَةِ رَبِّكُمْ وَ الْخَوْفِ مِنْ عَدُوِّكُمْ فَبِذَلِكَ ضَاعَفَ اللَّهُ أَعْمَالَكُمْ فَهَنِیئاً لَكُمْ هَنِیئاً.

ص: 127

قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا نَتَمَنَّی إِذًا أَنْ نَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ علیه السلام فِی ظُهُورِ الْحَقِّ وَ نَحْنُ الْیَوْمَ فِی إِمَامَتِكَ وَ طَاعَتِكَ أَفْضَلُ أَعْمَالًا مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ دَوْلَةِ الْحَقِّ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُحِبُّونَ أَنْ یُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَقَّ وَ الْعَدْلَ فِی الْبِلَادِ وَ یُحْسِنَ حَالَ عَامَّةِ النَّاسِ وَ یَجْمَعَ اللَّهُ الْكَلِمَةَ وَ یُؤَلِّفَ بَیْنَ الْقُلُوبِ الْمُخْتَلِفَةِ وَ لَا یُعْصَی اللَّهُ فِی أَرْضِهِ وَ یُقَامَ حُدُودُ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ وَ یُرَدَّ الْحَقُّ إِلَی أَهْلِهِ فَیُظْهِرُوهُ حَتَّی لَا یَسْتَخْفِیَ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخَافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ أَمَا وَ اللَّهِ یَا عَمَّارُ لَا یَمُوتُ مِنْكُمْ مَیِّتٌ عَلَی الْحَالِ الَّتِی أَنْتُمْ عَلَیْهَا إِلَّا كَانَ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ كَثِیرٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً وَ أُحُداً فَأَبْشِرُوا(1).

«21»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِی انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«22»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ شَیْ ءٍ مِنَ الْفَرَجِ فَقَالَ أَ لَیْسَ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ الْفَرَجِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ (2).

ص: 128


1- 1. تری هذه الروایة و ما یلیها فی المصدر ج 2 ص 357 و 358 و قد رواها الكلینی فی الكافی ج 1 ص 334 فراجع.
2- 2. هذا الشطر من الآیة یوجد فی الأعراف: 70، و یونس: 20 و 102 و المراد ما فی یونس 20« وَ یَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ» كما صرّح بذلك فی الحدیث السابق تحت الرقم 10، و لكن العیّاشیّ أخرجه فی ج 2 ص 138 عند قوله تعالی« فَهَلْ یَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَیَّامِ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ»( یونس 102). و أخرجه تارة اخری عند قوله تعالی: وَ ارْتَقِبُوا إِنِّی مَعَكُمْ رَقِیبٌ( هود: 93). فراجع ج 2 ص 159 من العیّاشیّ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن محمد بن الفضیل: مثله.

«23»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: مَا أَحْسَنَ الصَّبْرَ وَ انْتِظَارَ الْفَرَجِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی وَ ارْتَقِبُوا إِنِّی مَعَكُمْ رَقِیبٌ وَ قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ فَعَلَیْكُمْ بِالصَّبْرِ فَإِنَّهُ إِنَّمَا یَجِی ءُ الْفَرَجُ عَلَی الْیَأْسِ فَقَدْ كَانَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَصْبَرَ مِنْكُمْ.

شی، [تفسیر العیاشی] عن البزنطی: مثله (1).

«24»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكُنْتُ عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا إِبْرَاهِیمَ أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُكَ مِنْ بَعْدِی أَمَا لَیَهْلِكَنَّ فِیهِ أَقْوَامٌ وَ یَسْعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَی رُوحِهِ الْعَذَابَ أَمَا لَیُخْرِجَنَّ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فِی زَمَانِهِ بَعْدَ عَجَائِبَ تَمُرُّ بِهِ حَسَداً لَهُ وَ لَكِنَ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ یُخْرِجُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْ صُلْبِهِ تَكْمِلَةَ اثْنَیْ عَشَرَ إِمَاماً مَهْدِیّاً اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلَّهُمْ دَارَ قُدْسِهِ الْمُنْتَظِرُ لِلثَّانِی عَشَرَ كَالشَّاهِرِ سَیْفَهُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَذُبُّ عَنْهُ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِی بَنِی أُمَیَّةَ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ وَ عُدْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً أُرِیدُ اسْتِتْمَامَ الْكَلَامِ فَمَا قَدَرْتُ عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ لِی یَا أَبَا إِبْرَاهِیمَ هُوَ الْمُفَرِّجُ لِلْكَرْبِ عَنْ شِیعَتِهِ بَعْدَ ضَنْكٍ شَدِیدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِیلٍ وَ جَوْرٍ فَطُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَ حَسْبُكَ یَا أَبَا إِبْرَاهِیمَ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ فَمَا رَجَعْتُ بِشَیْ ءٍ أَسَرَّ إِلَیَّ مِنْ هَذَا وَ لَا أَفْرَحَ لِقَلْبِی مِنْهُ.

«25»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَیْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ رِفَاعَةَ

ص: 129


1- 1. أخرجه العیّاشیّ فی ج 2 ص 20 فی سورة الأعراف: 70.

بْنِ مُوسَی وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَ أَهْلِ بَیْتِی وَ هُوَ مُقْتَدٍ بِهِ قَبْلَ قِیَامِهِ یَتَوَلَّی وَلِیَّهُ وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّهِ وَ یَتَوَلَّی الْأَئِمَّةَ الْهَادِیَةَ مِنْ قَبْلِهِ أُولَئِكَ رُفَقَائِی وَ ذُو وُدِّی وَ مَوَدَّتِی وَ أَكْرَمُ أُمَّتِی عَلَیَّ قَالَ رِفَاعَةُ وَ أَكْرَمُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَیَ (1).

«26»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَأْتِی قَوْمٌ مِنْ بَعْدِكُمْ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَهُ أَجْرُ خَمْسِینَ مِنْكُمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ كُنَّا مَعَكَ بِبَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ حُنَیْنٍ وَ نَزَلَ فِینَا الْقُرْآنُ فَقَالَ إِنَّكُمْ لَوْ تَحَمَّلُوا لِمَا حُمِّلُوا لَمْ تَصْبِرُوا صَبْرَهُمْ.

«27»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ قِنْوَةَ ابْنَةِ رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ قَالَتْ: قُلْتُ لِأَبِی مَا أَشَدَّ اجْتِهَادَكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ سَیَجِی ءُ قَوْمٌ بَعْدَنَا بَصَائِرُهُمْ فِی دِینِهِمْ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ أَوَّلِیهِمْ (2).

«28»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ خَالِدٍ الْعَاقُولِیِّ فِی حَدِیثٍ لَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فَمَا تَمُدُّونَ أَعْیُنَكُمْ فَمَا تَسْتَعْجِلُونَ أَ لَسْتُمْ آمِنِینَ أَ لَیْسَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ یَخْرُجُ مِنْ بَیْتِهِ فَیَقْضِی حَوَائِجَهُ ثُمَّ یَرْجِعُ لَمْ یُخْتَطَفْ إِنْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ لَیُؤْخَذُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فَتُقْطَعُ یَدَاهُ وَ رِجْلَاهُ وَ یُصْلَبُ عَلَی جُذُوعِ النَّخْلِ وَ یُنْشَرُ بِالْمِنْشَارِ ثُمَّ لَا یَعْدُو ذَنْبَ نَفْسِهِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا یَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّی یَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ مَتی نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِیبٌ (3).

بیان: قوله ثم لا یعدو ذنب نفسه أی لا ینسب تلك المصائب إلا إلی نفسه و ذنبه أو لا یلتفت مع تلك البلایا إلا إلی إصلاح نفسه و تدارك ذنبه.

«29»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سَأَلْتُ

ص: 130


1- 1. تری هذه الروایة و ما یأتی بعدها فی ص 290- 291 من المصدر.
2- 2. المحاسن: ص 251.
3- 3. البقرة: 214.

أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ شَیْ ءٍ مِنَ الْفَرَجِ فَقَالَ أَ وَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ انْتِظَارَ الْفَرَجِ مِنَ الْفَرَجِ قُلْتُ لَا أَدْرِی إِلَّا أَنَّ تُعَلِّمَنِی فَقَالَ نَعَمْ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مِنَ الْفَرَجِ.

«30»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ: اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ یَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَ مَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ یَرَی هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ كَانَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ یَقُومَ الْقَائِمُ علیه السلام كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ قُتِلَ مَعَهُ.

«32»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْخَوَارِجَ یَوْمَ النَّهْرَوَانِ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ طُوبَی لَنَا إِذْ شَهِدْنَا مَعَكَ هَذَا الْمَوْقِفَ وَ قَتَلْنَا مَعَكَ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجَ (1)

فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ شَهِدَنَا فِی هَذَا الْمَوْقِفِ أُنَاسٌ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ آبَاءَهُمْ وَ لَا أَجْدَادَهُمْ بَعْدُ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ كَیْفَ یَشْهَدُنَا قَوْمٌ لَمْ یُخْلَقُوا قَالَ بَلَی قَوْمٌ یَكُونُونَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ یَشْرَكُونَنَا فِیمَا نَحْنُ فِیهِ وَ یُسَلِّمُونَ لَنَا فَأُولَئِكَ شُرَكَاؤُنَا فِیمَا كُنَّا فِیهِ حَقّاً حَقّاً.

«33»- سن، [المحاسن] النَّوْفَلِیُّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: أَفْضَلُ عِبَادَةِ الْمُؤْمِنِ انْتِظَارُ فَرَجِ اللَّهِ.

«34»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ أَنَّهُ سَیُولَدُ لَكَ فَقَالَ لِسَارَةَ فَقَالَتْ أَ أَلِدُ وَ أَنَا عَجُوزٌ(2) فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنَّهَا سَتَلِدُ وَ یُعَذَّبُ أَوْلَادُهَا أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ بِرَدِّهَا الْكَلَامَ عَلَیَّ قَالَ

ص: 131


1- 1. ما جعلناه بین العلامتین ساقط من النسخة المطبوعة، راجع المحاسن ص 262.
2- 2. هود: 72. راجع العیّاشیّ ج 2 ص 154.

فَلَمَّا طَالَ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ الْعَذَابُ ضَجُّوا وَ بَكَوْا إِلَی اللَّهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی وَ هَارُونَ یُخَلِّصُهُمْ مِنْ فِرْعَوْنَ فَحَطَّ عَنْهُمْ سَبْعِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَكَذَا أَنْتُمْ لَوْ فَعَلْتُمْ لَفَرَّجَ اللَّهُ عَنَّا فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَكُونُوا فَإِنَّ الْأَمْرَ یَنْتَهِی إِلَی مُنْتَهَاهُ.

«35»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ كُفُّوا أَیْدِیَكُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ(1) إِنَّمَا هِیَ طَاعَةُ الْإِمَامِ فَطَلَبُوا الْقِتَالَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَیْهِمْ مَعَ الْحُسَیْنِ قَالُوا رَبَّنا أَخِّرْنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَ نَتَّبِعِ الرُّسُلَ (2) أَرَادُوا تَأْخِیرَ ذَلِكَ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام.

«36»- جا، [المجالس] للمفید عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی یَشْكُرَ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُبَیْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِیِّ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ یَا لَیْتَنِی قَدْ لَقِیتُ إِخْوَانِی فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ أَ وَ لَسْنَا إِخْوَانَكَ آمَنَّا بِكَ وَ هَاجَرْنَا مَعَكَ قَالَ قَدْ آمَنْتُمْ وَ هَاجَرْتُمْ وَ یَا لَیْتَنِی قَدْ لَقِیتُ إِخْوَانِی فَأَعَادَ الْقَوْلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتُمْ أَصْحَابِی وَ لَكِنْ إِخْوَانِی الَّذِینَ یَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ یُؤْمِنُونَ بِی وَ یُحِبُّونِّی وَ یَنْصُرُونِّی وَ یُصَدِّقُونِّی وَ مَا رَأَوْنِی فَیَا لَیْتَنِی قَدْ لَقِیتُ إِخْوَانِی.

«37»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ (3) عَنْ عَبَّاسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَكُونُ فِتْرَةٌ لَا یَعْرِفُ الْمُسْلِمُونَ إِمَامَهُمْ فِیهَا فَقَالَ یُقَالُ ذَلِكَ قُلْتُ فَكَیْفَ نَصْنَعُ قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَتَمَسَّكُوا بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَكُمُ الْآخِرُ.

ص: 132


1- 1. النساء: 77 راجع العیّاشیّ ج 1 ص 258.
2- 2. النساء: 77 راجع العیّاشیّ ج 1 ص 258.
3- 3. فی النسخة المطبوعة« عن القاسم بن محمّد بن الحسین بن حازم، عن حازم عن عبّاس بن هشام» و هو سهو راجع المصدر ص 81 و قد أخرجه المصنّف فی ج 51 ص 148 بلا زیادة« عن حازم».

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِیهِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ یَوْماً لَا تَرَی فِیهِ إِمَاماً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَحِبَّ مَنْ كُنْتَ تُحِبُّ وَ أَبْغِضْ مَنْ كُنْتَ تُبْغِضُ وَ وَالِ مَنْ كُنْتَ تُوَالِی وَ انْتَظِرِ الْفَرَجَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً.

محمد بن یعقوب الكلینی عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسین بن علی العطار عن جعفر بن محمد عن محمد بن منصور(1) عمن ذكره عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله

مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ الْحُسَیْنِ بْنِ طَرِیفٍ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا صِرْتُمْ فِی حَالٍ لَا یَكُونُ فِیهَا إِمَامٌ هُدًی وَ لَا عَلَمٌ یُرَی فَلَا یَنْجُو مِنْ تِلْكَ الْحَیْرَةِ إِلَّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْحَرِیقِ فَقَالَ أَبِی هَذَا وَ اللَّهِ الْبَلَاءُ فَكَیْفَ نَصْنَعُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حِینَئِذٍ قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ وَ لَنْ تُدْرِكَهُ فَتَمَسَّكُوا بِمَا فِی أَیْدِیكُمْ حَتَّی یَصِحَّ لَكُمُ الْأَمْرُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ الْحُسَیْنِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّصْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قُلْتُ لَهُ إِنَّا نَرْوِی بِأَنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یُفْقَدُ زَمَاناً فَكَیْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ تَمَسَّكُوا بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ الَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یُبَیَّنَ لَكُمْ.

بیان: المقصود من هذه الأخبار عدم التزلزل فی الدین و التحیر فی العمل أی تمسكوا فی أصول دینكم و فروعه بما وصل إلیكم من أئمتكم و لا تتركوا العمل و لا ترتدوا حتی یظهر إمامكم و یحتمل أن یكون المعنی لا تؤمنوا بمن یدعی أنه القائم حتی یتبین لكم بالمعجزات و قد مر كلام فی ذلك عن سعد بن عبد اللّٰه فی باب الأدلة التی ذكرها الشیخ.

ص: 133


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من النسخة المطبوعة راجع المصدر ص 81، الكافی ج 1 ص 342 و قد كان نسخة الغیبة للنعمانیّ أیضا مصحفة، فراجع و تحرر.

«38»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یُصِیبُهُمْ فِیهَا سَبْطَةٌ یَأْرِزُ الْعِلْمُ فِیهَا كَمَا تَأْرِزُ الْحَیَّةُ فِی جُحْرِهَا فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَیْهِمْ نَجْمٌ قُلْتُ فَمَا السَّبْطَةُ قَالَ الْفَتْرَةَ قُلْتُ فَكَیْفَ نَصْنَعَ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ قَالَ كُونُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یُطْلِعَ اللَّهُ لَكُمْ نَجْمَكُمْ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا وَقَعَتِ السَّبْطَةُ بَیْنَ الْمَسْجِدَیْنِ تَأْرِزُ الْعِلْمُ فِیهَا كَمَا تَأْرِزُ الْحَیَّةُ فِی جُحْرِهَا وَ اخْتَلَفَتِ الشِّیعَةُ بَیْنَهُمْ وَ سَمَّی بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَذَّابِینَ وَ یَتْفُلُ بَعْضُهُمْ فِی وُجُوهِ بَعْضٍ فَقُلْتُ مَا عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَیْرٍ قَالَ الْخَیْرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ یَقُولُهُ ثَلَاثاً وَ قَدْ قَرُبَ الْفَرَجُ.

الكلینی عن عدة من رجاله عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن علی بن الحسین عن أبان بن تغلب عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام أنه قال: كیف أنت إذا وقعت السبطة و ذكر مثله بلفظه

أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِیُّ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا أَبَانُ یُصِیبُ الْعَالَمَ سَبْطَةٌ یَأْرِزُ الْعِلْمُ بَیْنَ الْمَسْجِدَیْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَیَّةُ فِی جُحْرِهَا قُلْتُ فَمَا السَّبْطَةُ قَالَ دُونَ الْفَتْرَةِ فَبَیْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ لَهُمْ نَجْمُهُمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ نَكُونُ مَا بَیْنَ ذَلِكَ فَقَالَ لِی كُونُوا عَلَی (1)

مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یَأْتِیَكُمُ اللَّهُ بِصَاحِبِهَا.

بیان: قال الفیروزآبادی أسبط سكت فرقا و بالأرض لصق و امتد من الضرب و فی نومه غمض و عن الأمر تغابی و انبسط و وقع فلم یقدر أن یتحرك انتهی.

و فی الكافی فی خبر أبان بن تغلب كیف أنت إذا وقعت البطشة(2) بین المسجدین فیأرز العلم فیكون إشارة إلی جیش السفیانی و استیلائهم بین

ص: 134


1- 1. تری هذه الروایات فی المصدر ص 80- 83 و قد عرضناها علیه و أصلحنا ألفاظها الا أن هذه الزیادة لم تكن فی المصدر أیضا و انما أضفناها طبقا للحدیث السابق.
2- 2. راجع الكافی ج 1 ص 340.

الحرمین و علی ما فی الأصل لعل المعنی یأرز العلم بسبب ما یحدث بین المسجدین أو یكون خفاء العلم فی هذا الموضع أكثر بسبب استیلاء أهل الجور فیه.

و قال الجزری فیه إن الإسلام لیأرز إلی المدینة كما تأرز الحیة إلی جحرها أی ینضم إلیه و یجتمع بعضه إلی بعض فیها.

«39»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَمَانٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً الْمُتَمَسِّكُ فِیهَا بِدِینِهِ كَالْخَارِطِ لِشَوْكِ الْقَتَادِ بِیَدِهِ ثُمَّ أَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِیَدِهِ هَكَذَا قَالَ فَأَیُّكُمْ تُمْسِكُ شَوْكَ الْقَتَادِ بِیَدِهِ ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ عِنْدَ غَیْبَتِهِ وَ لْیَتَمَسَّكْ بِدِینِهِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی و الحسن بن محمد جمیعا عن جعفر بن محمد عن الحسن بن محمد الصیرفی عن صالح بن خالد عن یمان التمار(1) قال: كنا جلوسا عند أبی عبد اللّٰه علیه السلام فقال إن لصاحب هذا الأمر غیبة و ذكر مثله سواء.

«40»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِیَ أَبِی علیه السلام لَا بُدَّ لَنَا مِنْ آذَرْبِیجَانَ لَا یَقُومُ لَهَا شَیْ ءٌ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُیُوتِكُمْ وَ أَلْبِدُوا مَا أَلْبَدْنَا فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكُنَا فَاسْعَوْا إِلَیْهِ وَ لَوْ حَبْواً وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یُبَایِعُ النَّاسَ عَلَی كِتَابٍ جَدِیدٍ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ وَ قَالَ وَیْلٌ لِطُغَاةِ الْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ (2).

ص: 135


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن النسخة المطبوعة، راجع المصدر ص 88، الكافی ج 1 ص 324.
2- 2. قابلناه علی المصدر فصححنا بعض ألفاظها راجع ص 102. و تحرر.

بیان: ألبد بالمكان أقام به و لبد الشی ء بالأرض یلبد بالضم أی لصق.

«41»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ علیه السلام أَوْصِنِی فَقَالَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَنْ تَلْزَمَ بَیْتَكَ وَ تَقْعُدَ فِی دَهْمِكَ [دَهْمَاءِ] هَؤُلَاءِ النَّاسِ (1)

وَ إِیَّاكَ وَ الْخَوَارِجَ مِنَّا فَإِنَّهُمْ لَیْسُوا عَلَی شَیْ ءٍ وَ لَا إِلَی شَیْ ءٍ وَ اعْلَمْ أَنَّ لِبَنِی أُمَیَّةَ مُلْكاً لَا یَسْتَطِیعُ النَّاسُ أَنْ تَرْدَعَهُ وَ أَنَّ لِأَهْلِ الْحَقِّ دَوْلَةً إِذَا جَاءَتْ وَلَّاهَا اللَّهُ لِمَنْ یَشَاءَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنْكُمْ كَانَ عِنْدَنَا فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی وَ إِنْ قَبَضَهُ اللَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ خَارَ لَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا تَقُومُ عِصَابَةٌ تَدْفَعُ ضَیْماً أَوْ تُعِزُّ دِیناً إِلَّا صَرَعَتْهُمُ الْبَلِیَّةُ حَتَّی تَقُومَ عِصَابَةٌ شَهِدُوا بَدْراً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ لَا یُوَارَی قَتِیلُهُمْ وَ لَا یُرْفَعُ صَرِیعُهُمْ وَ لَا یُدَاوَی جَرِیحُهُمْ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ الْمَلَائِكَةُ(2).

توضیح: قوله علیه السلام فی دهمك یحتمل أن یكون مصدرا مضافا إلی الفاعل أو إلی المفعول من قولهم دهمهم الأمر و دهمتهم الخیل و یحتمل أن یكون اسما بمعنی العدد الكثیر و یكون هؤلاء الناس بدل الضمیر.

قوله و الخوارج منا أی مثل زید و بنی الحسن قوله قتیلهم أی الذین

ص: 136


1- 1. فی المصدر المطبوع ص 102« فی دهماء هؤلاء الناس» و هو الصحیح.
2- 2. نقله ابن أبی الحدید فی النهج ج 2 ص 133 عن علیّ علیه السلام فی حدیث أنه قال: و اللّٰه لا ترون الذی تنتظرون حتّی لا تدعون اللّٰه الا إشارة بایدیكم، و ایماضا بحواجبكم، و حتّی لا تملكون من الأرض الا مواضع أقدامكم، و حتّی لا یكون موضع سلاحكم علی ظهوركم، فیومئذ لا ینصرنی الا اللّٰه بملائكته، و من كتب علی قلبه الایمان. و الذی نفس علی بیده لا تقوم عصابة تطلب لی أو لغیری حقا أو تدفع عنا ضیما الا صرعتهم البلیة، حتی تقوم عصابة شهدت مع محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله بدرا، لا یؤدی قتیلهم و لا یداوی جریحهم و لا ینعش صریعهم.

یقتلهم تلك العصابة و الحاصل أن من یقتلهم الملائكة لا یوارون فی التراب و لا یرفع من صرعوهم و لا یقبل الدواء من جرحوهم.

أو المعنی أن تلك عصابة لا یقتلون حتی یواری قتیلهم و لا یصرعون حتی یرفع صریعهم و هكذا و یؤیده الخبر الآتی.

«42»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ إِذَا هَلَكَ الْخَاطِبُ وَ زَاغَ صَاحِبُ الْعَصْرِ وَ بَقِیَتْ قُلُوبٌ تَتَقَلَّبُ مِنْ مُخْصِبٍ وَ مُجْدِبٍ هَلَكَ الْمُتَمَنُّونَ وَ اضْمَحَلَّ الْمُضْمَحِلُّونَ وَ بَقِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ قَلِیلٌ مَا یَكُونُونَ ثَلَاثُ مِائَةٍ أَوْ یَزِیدُونَ تُجَاهِدُ مَعَهُمْ عِصَابَةٌ جَاهَدَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ لَمْ تُقْتَلْ وَ لَمْ تَمُتْ.

قول أمیر المؤمنین علیه السلام و زاغ صاحب العصر أراد صاحب هذا الزمان الغائب الزائغ عن أبصار هذا الخلق لتدبیر اللّٰه الواقع.

ثم قال و بقیت قلوب تتقلب فمن مخصب و مجدب و هی قلوب الشیعة المنقلبة عند هذه الغیبة و الحیرة فمن ثابت منها علی الحق مخصب و من عادل عنها إلی الضلال و زخرف المحال مجدب.

ثم قال هلك المتمنون ذما لهم و هم الذین یستعجلون أمر اللّٰه و لا یسلمون له و یستطیلون الأمد فیهلكون قبل أن یروا فرجا و یبقی اللّٰه من یشاء أن یبقیه من أهل الصبر و التسلیم حتی یلحقه بمرتبته و هم المؤمنون و هم المخلصون القلیلون الذین ذكر أنهم ثلاث مائة أو یزیدون ممن یؤهله اللّٰه لقوة إیمانه و صحة یقینه لنصرة ولیه و جهاد عدوه و هم كما جاءت الروایة عماله و حكامه فی الأرض عند استقرار الدار و وضع الحرب أوزارها.

ثم قال أمیر المؤمنین علیه السلام یجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یوم بدر لم تقتل و لم تمت یرید أن اللّٰه عز و جل یؤید أصحاب القائم علیه السلام هؤلاء

ص: 137

الثلاثمائة و النیف الخلص بملائكة بدر و هم أعدادهم جعلنا اللّٰه ممن یؤهله لنصرة دینه مع ولیه علیه السلام و فعل بنا فی ذلك ما هو أهله (1).

بیان: لعل المراد بالخاطب الطالب للخلافة أو الخطیب الذی یقوم بغیر الحق أو بالحاء المهملة أی جالب الحطب لجهنم و یحتمل أن یكون المراد من مر ذكره فإن فی بالی أنی رأیت هذه الخطبة بطولها و فیها الإخبار عن كثیر من الكائنات و الشرح للنعمانی.

«43»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی الْمُرْهِفِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: هَلَكَتِ الْمَحَاضِیرُ قُلْتُ وَ مَا الْمَحَاضِیرُ قَالَ الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ نَجَا الْمُقَرِّبُونَ وَ ثَبَتَ الْحِصْنُ عَلَی أَوْتَادِهَا كُونُوا أَحْلَاسَ بُیُوتِكُمْ فَإِنَّ الْفِتْنَةَ عَلَی مَنْ أَثَارَهَا وَ إِنَّهُمْ لَا یُرِیدُونَكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَّا أَتَاهُمُ اللَّهُ بِشَاغِلٍ لِأَمْرٍ یُعْرَضُ لَهُمْ.

إیضاح: المحاضیر جمع المحضیر و هو الفرس الكثیر العدو و المقربون بكسر الراء المشددة أی الذین یقولون الفرج قریب و یرجون قربه أو یدعون لقربه أو بفتح الراء أی الصابرون الذی فازوا بالصبر بقربه تعالی.

قوله علیه السلام و ثبت الحصن أی استقر حصن دولة المخالفین علی أساسها بأن یكون المراد بالأوتاد الأساس مجازا و فی الكافی و ثبتت الحصا علی أوتادهم (2) أی سهلت لهم الأمور الصعبة كما أن استقرار الحصا علی الوتد صعب أو أن أسباب دولتهم تتزاید یوما فیوما أی لا ترفع الحصا عن أوتاد دولتهم بل یدق بها دائما أو المراد بالأوتاد الرؤساء و العظماء أی قدر و لزم نزول حصا العذاب علی عظمائهم.

قوله علیه السلام الفتنة علی من أثارها أی یعود ضرر الفتنة علی من أثارها أكثر من غیره كما أن بالغبار یتضرر مثیرها أكثر من غیره.

«44»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ

ص: 138


1- 1. تری هذه الروایة و ما یلیها فی المصدر ص 130- 106.
2- 2. راجع روضة الكافی ص 273 و 294.

أَنَا وَ أَبَانٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَلِكَ حِینَ ظَهَرَتِ الرَّایَاتُ السُّودُ بِخُرَاسَانَ فَقُلْنَا مَا تَرَی فَقَالَ اجْلِسُوا فِی بُیُوتِكُمْ فَإِذَا رَأَیْتُمُونَا قَدِ اجْتَمَعْنَا عَلَی رَجُلٍ فَانْهَدُوا إِلَیْنَا بِالسِّلَاحِ.

توضیح: قال الجوهری نهد إلی العدو ینهد بالفتح أی نهض.

«45»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ الْزَمُوا بُیُوتَكُمْ فَإِنَّهُ لَا یُصِیبُكُمْ أَمْرٌ تَخُصُّونَ بِهِ أَبَداً وَ لَا یُصِیبُ الْعَامَّةَ وَ لَا تَزَالُ الزَّیْدِیَّةُ وِقَاءً لَكُمْ أَبَداً.

«46»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ قَالَ هُوَ أَمْرُنَا أَمْرُ اللَّهِ لَا یُسْتَعْجَلُ بِهِ یُؤَیِّدُهُ ثَلَاثَةُ أَجْنَادٍ الْمَلَائِكَةُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الرُّعْبُ وَ خُرُوجُهُ علیه السلام كَخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَیْتِكَ بِالْحَقِ.

«47»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبَطٍ وَ بَكْرٍ الْمُثَنَّی جَمِیعاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: هَلَكَ أَصْحَابُ الْمَحَاضِیرِ وَ نَجَا الْمُقَرِّبُونَ وَ ثَبَتَ الْحِصْنُ عَلَی أَوْتَادِهَا إِنَّ بَعْدَ الْغَمِّ فَتْحاً عَجِیباً.

«48»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: مَثَلُ مَنْ خَرَجَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ مَثَلُ فَرْخٍ طَارَ وَ وَقَعَ فِی كُوَّةٍ فَتَلَاعَبَتْ بِهِ الصِّبْیَانُ.

«49»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَیْبَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ أَیْ لَا تَخْرُجُوا

ص: 139

عَلَی أَحَدٍ فَإِنَّ أَمْرَكُمْ لَیْسَ بِهِ خَفَاءٌ أَلَا إِنَّهَا آیَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَتْ مِنَ النَّاسِ أَلَا إِنَّهَا أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ لَا یَخْفَی عَلَی بَرٍّ وَ لَا فَاجِرٍ أَ تَعْرِفُونَ الصُّبْحَ فَإِنَّهُ كَالصُّبْحِ لَیْسَ بِهِ خَفَاءٌ.

أقول: قال النعمانی رحمه اللّٰه انظروا رحمكم اللّٰه إلی هذا التأدیب من الأئمة و إلی أمرهم و رسمهم فی الصبر و الكف و الانتظار للفرج و ذكرهم هلاك المحاضیر و المستعجلین و كذب المتمنین و وصفهم نجاة المسلمین و مدحهم الصابرین الثابتین و تشبیههم إیاهم علی الثبات كثبات الحصن علی أوتادها.

فتأدبوا رحمكم اللّٰه بتأدیبهم و سلموا لقولهم و لا تجاوزوا رسمهم إلی آخر ما قال (1).

«50»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ ذَاتَ یَوْمٍ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِهِ فَقُلْتُ بَلَی فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ الْإِقْرَارُ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ وَ الْوَلَایَةُ لَنَا وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِنَا یَعْنِی أئمة [الْأَئِمَّةَ] خَاصَّةً وَ التَّسْلِیمُ

لَهُمْ وَ الْوَرَعُ وَ الِاجْتِهَادُ وَ الطُّمَأْنِینَةُ وَ الِانْتِظَارُ لِلْقَائِمِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لَنَا دَوْلَةً یَجِی ءُ اللَّهُ بِهَا إِذَا شَاءَ ثُمَّ قَالَ مَنْ سُرَّ أَنْ یَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ فَلْیَنْتَظِرْ وَ لْیَعْمَلْ بِالْوَرَعِ وَ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ هُوَ مُنْتَظِرٌ فَإِنْ مَاتَ وَ قَامَ الْقَائِمُ بَعْدَهُ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ أَدْرَكَهُ فَجِدُّوا وَ انْتَظِرُوا هَنِیئاً لَكُمْ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ.

«51»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْتَعِینُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَشَدَّ مَا یَكُونُ أَحَدُكُمْ اغْتِبَاطاً بِمَا هُوَ فِیهِ مِنَ الدِّینِ لَوْ قَدْ صَارَ فِی حَدِّ الْآخِرَةِ وَ انْقَطَعَتِ الدُّنْیَا عَلَیْهِ فَإِذَا صَارَ فِی ذَلِكَ الْحَدِّ عَرَفَ أَنَّهُ قَدِ اسْتَقْبَلَ النَّعِیمَ وَ الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ وَ الْبُشْرَی

ص: 140


1- 1. راجع المصدر ص 106.

بِالْجَنَّةِ وَ أَمِنَ مِمَّنْ كَانَ یَخَافُ وَ أَیْقَنَ أَنَّ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ مَنْ خَالَفَ دِینَهُ عَلَی بَاطِلٍ وَ أَنَّهُ هَالِكٌ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا مَا الَّذِی تُرِیدُونَ أَ لَسْتُمْ تَرَوْنَ أَعْدَاءَكُمْ یَقْتُلُونَ فِی مَعَاصِی اللَّهِ وَ یَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَلَی الدُّنْیَا دُونَكُمْ وَ أَنْتُمْ فِی بُیُوتِكُمْ آمِنِینَ فِی عُزْلَةٍ عَنْهُمْ وَ كَفَی بِالسُّفْیَانِیِّ نَقِمَةً لَكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ هُوَ مِنَ الْعَلَامَاتِ لَكُمْ مَعَ أَنَّ الْفَاسِقَ لَوْ قَدْ خَرَجَ لَمَكَثْتُمْ شَهْراً أَوْ شَهْرَیْنِ بَعْدَ خُرُوجِهِ لَمْ یَكُنْ عَلَیْكُمْ مِنْهُ بَأْسٌ حَتَّی یَقْتُلَ خَلْقاً كَثِیراً دُونَكُمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَكَیْفَ نَصْنَعُ بِالْعِیَالِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ یَتَغَیَّبُ الرِّجَالُ مِنْكُمْ عَنْهُ فَإِنَّ خِیفَتَهُ وَ شِرَّتَهُ فَإِنَّمَا هِیَ عَلَی شِیعَتِنَا فَأَمَّا النِّسَاءُ فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی قِیلَ إِلَی أَیْنَ یَخْرُجُ الرِّجَالُ (1) وَ یَهْرُبُونَ مِنْهُ فَقَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَخْرُجَ مِنْهُمْ إِلَی الْمَدِینَةِ أَوْ إِلَی مَكَّةَ أَوْ إِلَی بَعْضِ الْبُلْدَانِ ثُمَّ قَالَ مَا تَصْنَعُونَ بِالْمَدِینَةِ وَ إِنَّمَا یَقْصِدُ جَیْشُ الْفَاسِقِ إِلَیْهَا وَ لَكِنْ عَلَیْكُمْ بِمَكَّةَ فَإِنَّهَا مَجْمَعُكُمْ وَ إِنَّمَا فِتْنَتُهُ حَمْلُ امْرَأَةٍ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَا یَجُوزُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

«52»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ یَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ.

«53»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) فَقَالَ یَا فُضَیْلُ اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ إِمَامَكَ لَمْ یَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَ مَنْ عَرَفَ

ص: 141


1- 1. فی النسخة المطبوعة:« الی أین یخرج الدجال» و هو تصحیف.
2- 2. عرضناه علی المصدر ص 161 فراجع.
3- 3. أسری: 73.

إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ یَقُومَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِی عَسْكَرِهِ لَا بَلْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً تَحْتَ لِوَائِهِ قَالَ وَ رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا بِمَنْزِلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«54»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ إِلَی الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَی الْفَرَجُ فَقَالَ یَا بَا بَصِیرٍ أَنْتَ مِمَّنْ یُرِیدُ الدُّنْیَا مَنْ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ فَقَدْ فُرِجَ عَنْهُ بِانْتِظَارِهِ.

«55»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِیِّ قَالَ: سَأَلَ أَبُو بَصِیرٍ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ أَ تَرَانِی أُدْرِكُ الْقَائِمَ علیه السلام فَقَالَ یَا بَا بَصِیرٍ لَسْتَ تَعْرِفُ إِمَامَكَ فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ وَ أَنْتَ هُوَ فَتَنَاوَلَ یَدَهُ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا تُبَالِی یَا بَا بَصِیرٍ أَنْ لَا تَكُونَ مُحْتَبِیاً بِسَیْفِكَ فِی ظِلِّ رِوَاقِ الْقَائِمِ علیه السلام.

بیان: احتبی الرجل جمع ظهره و ساقه بعمامته أو غیرها.

«56»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ مَاتَ وَ لَیْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ لَمْ یَضُرَّهُ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَوْ تَأَخَّرَ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ عَارِفٌ لِإِمَامِهِ كَانَ كَمَنْ هُوَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ.

«57»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اعْرِفِ الْعَلَامَةَ فَإِذَا عَرَفْتَ لَمْ یَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الْأَمْرُ أَمْ تَأَخَّرَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ فِی فُسْطَاطِ الْمُنْتَظَرِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ اعْرِفْ إِمَامَكَ

ص: 142

وَ فِی آخِرِهِ كَانَ فِی فُسْطَاطِ الْقَائِمِ ع (1).

«58»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُلُّ رَایَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ یَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«59»- أَقُولُ قَدْ مَضَی بِأَسَانِیدَ فِی خَبَرِ اللَّوْحِ: ثُمَّ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ عَلَیْهِ كَمَالُ مُوسَی وَ بَهَاءُ عِیسَی وَ صَبْرُ أَیُّوبَ سَیَذِلُّ أَوْلِیَائِی فِی زَمَانِهِ وَ یَتَهَادَوْنَ رُءُوسَهُمْ كَمَا یُتَهَادَی رُءُوسُ التُّرْكِ وَ الدَّیْلَمِ فَیُقْتَلُونَ وَ یُحْرَقُونَ وَ یَكُونُونَ خَائِفِینَ مَرْعُوبِینَ

وَجِلِینَ تُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَائِهِمْ وَ یَفْشُو الْوَیْلُ وَ الرَّنِینُ فِی نِسَائِهِمْ أُولَئِكَ أَوْلِیَائِی حَقّاً بِهِمْ أَرْفَعُ كُلَّ فِتْنَةٍ عَمْیَاءَ حِنْدِسٍ وَ بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ وَ أَدْفَعُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (2).

«60»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِی بَابِ النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ(3)

عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَغِیبُ عَنْهُمُ الْحُجَّةُ لَا یُسَمَّی حَتَّی یُظْهِرَهُ اللَّهُ فَإِذَا عَجَّلَ اللَّهُ خُرُوجَهُ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آلهطُوبَی لِلصَّابِرِینَ فِی غَیْبَتِهِ طُوبَی لِلْمُقِیمِینَ عَلَی مَحَجَّتِهِمْ أُولَئِكَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَ قَالَ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (4).

«61»- تَفْسِیرُ النُّعْمَانِیِّ، بِالْإِسْنَادِ الْآتِی فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَبَا الْحَسَنِ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُدْخِلَ أَهْلَ الضَّلَالِ الْجَنَّةَ وَ إِنَّمَا عَنَی بِهَذَا الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ قَامُوا فِی زَمَنِ الْفِتْنَةِ عَلَی الِائْتِمَامِ

ص: 143


1- 1. تری هذه الروایات فی المصدر ص 179 و 180 و الكافی ج 1 ص 371 و 372.
2- 2. راجع ج 36 ص 195 من الطبعة الحدیثة و قد رواه الكلینی فی ج 1 ص 527 و لم یخرجه المصنّف.
3- 3. راجع ج 36 ص 306 من الطبعة الحدیثة.
4- 4. المجادلة: 22.

بِالْإِمَامِ الْخَفِیِّ الْمَكَانِ الْمَسْتُورِ عَنِ الْأَعْیَانِ فَهُمْ بِإِمَامَتِهِ مُقِرُّونَ وَ بِعُرْوَتِهِ مُسْتَمْسِكُونَ وَ لِخُرُوجِهِ مُنْتَظِرُونَ مُوقِنُونَ غَیْرُ شَاكِّینَ صَابِرُونَ مُسْلِمُونَ وَ إِنَّمَا ضَلُّوا عَنْ مَكَانِ إِمَامِهِمْ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَخْصِهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا حَجَبَ عَنْ عِبَادِهِ عَیْنَ الشَّمْسِ الَّتِی جَعَلَهَا دَلِیلًا عَلَی أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَمُوَسَّعٌ عَلَیْهِمْ تَأْخِیرُ الْمُوَقَّتِ لِیَتَبَیَّنَ لَهُمُ الْوَقْتُ بِظُهُورِهَا وَ یَسْتَیْقِنُوا أَنَّهَا قَدْ زَالَتْ فَكَذَلِكَ الْمُنْتَظِرُ لِخُرُوجِ الْإِمَامِ علیه السلام الْمُتَمَسِّكُ بِإِمَامَتِهِ مُوَسَّعٌ عَلَیْهِ جَمِیعُ فَرَائِضِ اللَّهِ الْوَاجِبَةِ عَلَیْهِ مَقْبُولَةٌ مِنْهُ بِحُدُودِهَا غَیْرُ خَارِجٍ عَنْ مَعْنَی مَا فُرِضَ عَلَیْهِ فَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ لَا تَضُرُّهُ غَیْبَةُ إِمَامِهِ.

«62»- ختص، [الإختصاص] بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍ (1)

عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّمَا أَفْضَلُ نَحْنُ أَوْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِی أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ وَ ذَلِكَ أَنَّكُمْ تُمْسُونَ وَ تُصْبِحُونَ خَائِفِینَ عَلَی إِمَامِكُمْ وَ عَلَی أَنْفُسِكُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ إِنْ صَلَّیْتُمْ فَصَلَاتُكُمْ فِی تَقِیَّةٍ وَ إِنْ صُمْتُمْ فَصِیَامُكُمْ فِی تَقِیَّةٍ وَ إِنْ حَجَجْتُمْ فَحَجُّكُمْ فِی تَقِیَّةٍ وَ إِنْ شَهِدْتُمْ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُكُمْ وَ عَدَّدَ أَشْیَاءَ مِنْ نَحْوِ هَذَا مِثْلَ هَذِهِ فَقُلْتُ فَمَا نَتَمَنَّی الْقَائِمَ علیه السلام إِذَا كَانَ عَلَی هَذَا قَالَ فَقَالَ لِی سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُحِبُّ أَنْ یَظْهَرَ الْعَدْلُ وَ یَأْمَنَ السُّبُلُ وَ یُنْصَفَ الْمَظْلُومُ.

«63»- نهج، [نهج البلاغة]: الْزَمُوا الْأَرْضَ وَ اصْبِرُوا عَلَی الْبَلَاءِ وَ لَا تُحَرِّكُوا بِأَیْدِیكُمْ وَ سُیُوفِكُمْ وَ هَوَی أَلْسِنَتِكُمْ وَ لَا تَسْتَعْجِلُوا بِمَا لَمْ یُعَجِّلْهُ اللَّهُ لَكُمْ فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَی فِرَاشِهِ وَ هُوَ عَلَی مَعْرِفَةِ رَبِّهِ وَ حَقِّ رَسُولِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ مَاتَ شَهِیداً أُوْقِعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ وَ اسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوَی مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ وَ قَامَتِ النِّیَّةُ مَقَامَ إصلائه [إِصْلَاتِهِ] بِسَیْفِهِ فَإِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّةً وَ أَجَلًا.

«64»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ یَحْیَی

ص: 144


1- 1. فی النسخة المطبوعة: عن أمیّة ابن هلال عن أمیّة بن علی. و هو سهو.

بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِیدٌ وَ إِنْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ فَهُوَ شَهِیدٌ وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِی عَسْكَرِ الْقَائِمِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ أَ یَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ.

«65»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: انْتِظَارُ الْفَرَجِ بِالصَّبْرِ عِبَادَةٌ.

«66»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (1)

أَنَّهُ قَالَ: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَغِیبُ عَنْهُمْ إِمَامُهُمْ فَیَا طُوبَی لِلثَّابِتِینَ عَلَی أَمْرِنَا فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ إِنَّ أَدْنَی مَا یَكُونُ لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ أَنْ یُنَادِیَهُمُ الْبَارِئُ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادِی آمَنْتُمْ بِسِرِّی وَ صَدَّقْتُمْ بِغَیْبِی فَأَبْشِرُوا بِحُسْنِ الثَّوَابِ مِنِّی فَأَنْتُمْ عِبَادِی وَ إِمَائِی حَقّاً مِنْكُمْ أَتَقَبَّلُ وَ عَنْكُمْ أَعْفُو وَ لَكُمْ أَغْفِرُ وَ بِكُمْ أَسْقِی عِبَادِیَ الْغَیْثَ وَ أَدْفَعُ عَنْهُمُ الْبَلَاءَ وَ لَوْلَاكُمْ لَأَنْزَلْتُ عَلَیْهِمْ عَذَابِی قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا أَفْضَلُ مَا یَسْتَعْمِلُهُ الْمُؤْمِنُ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ قَالَ حِفْظُ اللِّسَانِ وَ لُزُومُ الْبَیْتِ.

«67»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَقْرَبُ مَا یَكُونُ الْعِبَادُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَرْضَی مَا یَكُونُ عَنْهُمْ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّةَ اللَّهِ فَلَمْ یَظْهَرْ لَهُمْ وَ لَمْ یَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ وَ هُمْ فِی ذَلِكَ یَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَمْ تَبْطُلْ حُجَّةُ اللَّهِ فَعِنْدَهَا فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ كُلَّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ فَإِنَّ أَشَدَّ مَا یَكُونُ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَائِهِ إِذَا افْتَقَدُوا حُجَّتَهُ فَلَمْ یَظْهَرْ لَهُمْ وَ قَدْ عَلِمَ أَنَّ أَوْلِیَاءَهُ لَا یَرْتَابُونَ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّهُمْ یَرْتَابُونَ لَمَا غَیَّبَ حُجَّتَهُ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا عَلَی رَأْسِ شِرَارِ النَّاسِ (2).

ص: 145


1- 1. فی النسخة المطبوعة« عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام» و هو تصحیف و الحدیث مذكور فی كمال الدین باب ما أخبر به أبو جعفر محمّد بن علی الباقر علیه السلام من وقوع العیبة بالقائم علیه السلام راجع ج 1 ص 446.
2- 2. راجع كمال الدین ج 2 ص 7 و بالسند الآتی فی ص 9 فراجع.

«68»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: مِثْلَهُ (1)

ك، [إكمال الدین] أبی و ابن الولید معا عن سعد عن ابن عیسی عن محمد بن خالد: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد عن ابن عیسی: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن بعض رجاله عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبیه عن رجل عن المفضل: مثله.

«69»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: مَنْ مَاتَ مُنْتَظِراً لِهَذَا الْأَمْرِ كَانَ كَمَنْ كَانَ مَعَ الْقَائِمِ فِی فُسْطَاطِهِ لَا بَلْ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الضَّارِبِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالسَّیْفِ.

«70»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِلْقَائِمِ غَیْبَةً قَبْلَ أَنْ یَقُومَ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ یَخَافُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی بَطْنِهِ ثُمَّ قَالَ یَا زُرَارَةُ وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ وَ هُوَ الَّذِی یَشُكُّ النَّاسُ فِی وِلَادَتِهِ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ مَاتَ أَبُوهُ وَ لَمْ یُخَلِّفْ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ هُوَ حَمْلٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ هُوَ غَائِبٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ مَا وُلِدَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ قَدْ وُلِدَ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِیهِ بِسَنَتَیْنِ وَ هُوَ الْمُنْتَظَرُ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَجِبَ أَنْ یَمْتَحِنَ الشِّیعَةَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ قَالَ زُرَارَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ أَعْمَلُ قَالَ یَا زُرَارَةُ إِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَالْزَمْ هَذَا الدُّعَاءَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِیَّكَ اللَّهُمَ

ص: 146


1- 1. فی الكافی ج 1 ص 333 و غیبة النعمانیّ ص 83 سند الحدیث هكذا:« علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن محمّد بن خالد، عمن حدثه، عن المفضل بن عمر، و محمّد بن یحیی، عن عبد اللّٰه بن محمّد بن عیسی، عن أبیه، عن بعض أصحابه، عن المفضل» و علی هذا فقول المصنّف« عن محمّد بن سنان» تفسیر لقوله« عمن حدثه» بقرینة سند كمال الدین فی الخبرین. فراجع.

عَرِّفْنِی رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِی حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِینِی ثُمَّ قَالَ یَا زُرَارَةُ لَا بُدَّ مِنْ قَتْلِ غُلَامٍ بِالْمَدِینَةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَیْسَ یَقْتُلُهُ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ قَالَ لَا وَ لَكِنْ یَقْتُلُهُ جَیْشُ بَنِی فُلَانٍ یَخْرُجُ حَتَّی یَدْخُلَ الْمَدِینَةَ فَلَا یَدْرِی النَّاسُ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ دَخَلَ فَیَأْخُذُ الْغُلَامَ فَیَقْتُلُهُ فَإِذَا قَتَلَهُ بَغْیاً وَ عُدْوَاناً وَ ظُلْماً لَمْ یُمْهِلْهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ.

ك، [إكمال الدین] الطالقانی عن أبی علی بن همام عن أحمد بن محمد النوفلی عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عیسی عن ابن نجیح عن زرارة: مثله- ك، [إكمال الدین] ابن الولید عن الحمیری عن علی بن محمد الحجال عن ابن فضال عن ابن بكیر عن زرارة: مثله (1)

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد عن جماعة من أصحابنا عن عثمان بن عیسی عن خالد بن نجیح عن زرارة: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن عباد بن یعقوب عن یحیی بن علی عن زرارة: مثله-

و عن الكلینی عن علی بن إبراهیم (2)

عن الخشاب عن عبد اللّٰه بن موسی عن ابن بكیر عن زرارة: مثله- و عن الكلینی عن الحسین بن محمد عن أحمد بن هلال عن عثمان بن عیسی

ص: 147


1- 1. فی النسخة المطبوعة هناك تكرار فراجع ص 141.
2- 2. زاد فی الأصل المطبوع هناك« عن ابن همام» و هو سهو ظاهر، كما أنّه نقص فی السند الذی بعده ما أضفناه بین العلامتین، و الحسین بن محمّد هو أبو عبد اللّٰه الحسین بن محمّد بن عامر بن عمران بن أبی بكر الأشعریّ القمّیّ المعروف بابن عامر، من أشیاخ الكلینی و قد یصحف« حسین بن محمّد» فی نسخ الكافی أو حكایتها بحسین بن أحمد كما فی هذا السند و هو تصحیف.

عن ابن نجیح عن زرارة: مثله (1).

«71»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ یَزِیدَ مَعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَصْبَحْتَ وَ أَمْسَیْتَ لَا تَرَی إِمَاماً تَأْتَمُّ بِهِ فَأَحْبِبْ مَنْ كُنْتَ تُحِبُّ وَ أَبْغِضْ مَنْ كُنْتَ تُبْغِضُ حَتَّی یُظْهِرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

«72»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْیَقْطِینِیِّ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ(2) بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ خَالِهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ كَوْنٌ وَ لَا أَرَانِیَ اللَّهُ یَوْمَكَ فَبِمَنْ أَئْتَمُّ فَأَوْمَأَ إِلَی مُوسَی علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ فَإِنْ مَضَی فَإِلَی مَنْ قَالَ فَإِلَی وَلَدِهِ قُلْتُ فَإِنْ مَضَی وَلَدُهُ وَ تَرَكَ أَخاً كَبِیراً وَ ابْناً صَغِیراً فَبِمَنْ أَئْتَمُّ قَالَ بِوَلَدِهِ ثُمَّ هَكَذَا أَبَداً فَقُلْتُ فَإِنْ أَنَا لَمْ أَعْرِفْهُ وَ لَمْ أَعْرِفْ مَوْضِعَهُ فَمَا أَصْنَعُ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَلَّی مَنْ بَقِیَ مِنْ حُجَجِكَ مِنْ وَلَدِ الْإِمَامِ الْمَاضِی فَإِنَّ ذَلِكَ یُجْزِیكَ.

ك، [إكمال الدین] أبی عن سعد و الحمیری معا عن ابن أبی الخطاب و الیقطینی معا عن ابن أبی نجران: مثله.

«73»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی (3)

عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 148


1- 1. تراه فی كمال الدین ج 2 ص 12 و الكافی ج 1 ص 337 و 342 و غیبة النعمانیّ ص 86 و 87 و غیبة الشیخ ص 217.
2- 2. راجع المصدر ج 2 ص 19. و رواه الكافی عن محمّد بن یحیی عن ابن أبی الخطاب راجع ج 1 ص 309.
3- 3. هذا هو الصحیح كما فی المصدر ج 2 ص 21 و فی الأصل المطبوع« العسكریّ بن محمّد بن عیسی» و هو تصحیف و الرجل هو محمّد بن عیسی بن عبید بن یقطین بن موسی مولی بنی أسد بن خزیمة قد ینسب الی جده فیقال: العبیدی، روی عن یونس و غیره، و قد قال ابن الولید ما تفرد به محمّد بن عیسی من كتب یونس و حدیثه لا یعتمد علیه.

بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سَتُصِیبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقَوْنَ بِلَا عَلَمٍ یُرَی وَ لَا إِمَامٍ هُدًی لَا یَنْجُو مِنْهَا إِلَّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الْغَرِیقِ قُلْتُ وَ كَیْفَ دُعَاءُ الْغَرِیقِ قَالَ تَقُولُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ فَقُلْتُ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ وَ لَكِنْ قُلْ كَمَا أَقُولُ یَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِی عَلَی دِینِكَ.

«74»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْیَقْطِینِیِّ [وَ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ](1) عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَمَّنْ أَثْبَتَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا بَقِیتُمْ دَهْراً مِنْ عُمُرِكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِمَامَكُمْ قِیلَ لَهُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَیْفَ نَصْنَعُ قَالَ تَمَسَّكُوا بِالْأَمْرِ الْأَوَّلِ حَتَّی یُسْتَیْقَنَ.

«75»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَغِیبُ عَنْهُمْ إِمَامُهُمْ فَقُلْتُ لَهُ مَا یَصْنَعُ النَّاسُ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ قَالَ یَتَمَسَّكُونَ بِالْأَمْرِ الَّذِی هُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ.

«76»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(3) قَالَ یَعْنِی یَوْمَ خُرُوجِ الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ مِنَّا

ص: 149


1- 1. راجع المصدر ج 2 ص 17.
2- 2. علی بن محمّد بن شجاع، ساقط عن المصدر المطبوع، راجع ج 2 ص 27 و ما سطره المصنّف رضوان اللّٰه علیه هو الصحیح كما فی المصدر أیضا ج 2 ص 20 و قد أخرجه المصنّف فی ج 51 ص 223 باب ما فیه من سنن الأنبیاء علیهم السلام. فراجع.
3- 3. الأنعام: 158.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا بَا بَصِیرٍ طُوبَی لِشِیعَةِ قَائِمِنَا الْمُنْتَظِرِینَ لِظُهُورِهِ فِی غَیْبَتِهِ وَ الْمُطِیعِینَ لَهُ فِی ظُهُورِهِ أُولَئِكَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ الَّذِینَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ.

«77»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَجِ فَكَتَبَ إِلَیَّ إِذَا غَابَ صَاحِبُكُمْ عَنْ دَارِ الظَّالِمِینَ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ.

كتاب الإمامة و التبصرة، لعلی بن بابویه عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری عن محمد بن عمرو الكاتب عن علی بن محمد الصیمری عن علی بن مهزیار قال: كتبت و ذكر نحوه.

ص: 150

باب 23 من ادعی الرؤیة فی الغیبة الكبری و أنه یشهد و یری الناس و لا یرونه و سائر أحواله علیه السلام فی الغیبة

«1»- ج، [الإحتجاج]: خَرَجَ التَّوْقِیعُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ السَّمُرِیِّ یَا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیَّ اسْمَعْ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِیكَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ سِتَّةِ أَیَّامٍ فَاجْمَعْ أَمْرَكَ وَ لَا تُوصِ إِلَی أَحَدٍ یَقُومُ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَیْبَةُ التَّامَّةُ فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ وَ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وَ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَ امْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وَ سَیَأْتِی مِنْ شِیعَتِی مَنْ یَدَّعِی الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَی الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ وَ الصَّیْحَةِ فَهُوَ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ.

ك، [إكمال الدین] الحسن بن أحمد المكتب: مثله (1)

بیان: لعله محمول علی من یدعی المشاهدة مع النیابة و إیصال الأخبار من جانبه علیه السلام إلی الشیعة علی مثال السفراء لئلا ینافی الأخبار التی مضت و ستأتی فیمن رآه علیه السلام و اللّٰه یعلم.

«2»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ مَاجِیلَوَیْهِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُثَنَّی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: یَفْقِدُ النَّاسُ إِمَامَهُمْ فَیَشْهَدُهُمُ الْمَوْسِمَ فَیَرَاهُمْ وَ لَا یَرَوْنَهُ.

ك، [إكمال الدین] أبی عن سعد عن الفزاری: مثله (2)

ك، [إكمال الدین] المظفر العلوی عن ابن العیاشی عن أبیه عن جبرئیل بن أحمد عن موسی بن جعفر البغدادی عن الحسن بن محمد الصیرفی عن یحیی بن

ص: 151


1- 1. المصدر ج 2 ص 193.
2- 2. المصدر ج 2 ص 16 و 21.

المثنی: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن التلعكبری عن أحمد بن علی عن الأسدی عن سعد عن الفزاری: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن محمد الصیرفی عن یحیی بن المثنی: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن العطار عن جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد:(1) مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعیل عن یحیی بن المثنی: مثله.

«3»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْخَضِرَ شَرِبَ مِنْ مَاءِ الْحَیَاةِ فَهُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ حَتَّی یُنْفَخَ فِی الصُّورِ وَ إِنَّهُ لَیَأْتِینَا فَیُسَلِّمُ عَلَیْنَا فَنَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا نَرَی شَخْصَهُ وَ إِنَّهُ لَیَحْضُرُ حَیْثُ ذُكِرَ فَمَنْ ذَكَرَهُ مِنْكُمْ فَلْیُسَلِّمْ عَلَیْهِ وَ إِنَّهُ لَیَحْضُرُ الْمَوَاسِمَ فَیَقْضِی جَمِیعَ الْمَنَاسِكِ وَ یَقِفُ بِعَرَفَةَ فَیُؤَمِّنُ عَلَی دُعَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیُؤْنِسُ اللَّهُ بِهِ وَحْشَةَ قَائِمِنَا علیه السلام فِی غَیْبَتِهِ وَ یَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُ (2).

«4»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: وَ اللَّهِ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یَحْضُرُ الْمَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ فَیَرَی النَّاسَ وَ یَعْرِفُهُمْ وَ یَرَوْنَهُ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ (3).

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ

ص: 152


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع أعنی النسخة المشهورة بكمبانیّ، راجع غیبة النعمانیّ ص 91 و 92، الكافی ج 1 ص 337 و 339.
2- 2. تراه فی المصدر ج 2 ص 61. باب ما روی من حدیث الخضر علیه السلام.
3- 3. راجع المصدر ج 2 ص 114 و الضمیر فی« قال» یرجع الی الحمیری، و فی« سمعته» یرجع الی العمری.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا تَطُولُ حَتَّی یَقُولَ بَعْضُهُمْ مَاتَ وَ یَقُولَ بَعْضُهُمْ قُتِلَ وَ یَقُولَ بَعْضُهُمْ ذَهَبَ حَتَّی لَا یَبْقَی عَلَی أَمْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَّا نَفَرٌ یَسِیرٌ لَا یَطَّلِعُ عَلَی مَوْضِعِهِ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِهِ وَ لَا غَیْرِهِ إِلَّا الْمَوْلَی الَّذِی یَلِی أَمْرَهُ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن الحسین بن سعید عن ابن أبی عمیر عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و حدثنا القاسم بن محمد بن الحسین بن حازم عن عبیس بن هشام عن ابن جبلة عن ابن المستنیر عن المفضل عنه علیه السلام: مثله.

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ(1) عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ عُزْلَةٍ وَ لَا بُدَّ فِی عُزْلَتِهِ مِنْ قُوَّةٍ وَ مَا بِثَلَاثِینَ مِنْ وَحْشَةٍ وَ نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَیْبَةُ(2).

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ أَبِی جِیدٍ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَوَیْهِ بْنِ الْبَرَاءِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا نَزَلْنَا الرَّوْحَاءَ نَظَرَ إِلَی جَبَلِهَا مُطِلًّا عَلَیْهَا فَقَالَ لِی تَرَی هَذَا الْجَبَلَ هَذَا جَبَلٌ یُدْعَی رَضْوَی مِنْ جِبَالِ فَارِسَ أَحَبَّنَا فَنَقَلَهُ اللَّهُ إِلَیْنَا أَمَا إِنَّ فِیهِ كُلَّ شَجَرَةِ مَطْعَمٍ وَ نِعْمَ أَمَانٌ لِلْخَائِفِ مَرَّتَیْنِ أَمَا إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فِیهِ غَیْبَتَیْنِ وَاحِدَةٌ قَصِیرَةٌ وَ الْأُخْرَی طَوِیلَةٌ(3).

ص: 153


1- 1. یعنی: أحمد بن إدریس، عن علیّ بن محمّد، عن الفضل بن شاذان و كان الانسب أن یصرح بذلك. راجع المصدر ص 111.
2- 2. العزلة- بالضم- اسم للاعتزال، و الطیبة اسم المدینة الطیبة فیدل علی كونه علیه السلام غالبا فیها و فی حوالیها، و علی أن معه ثلاثین من موالیه و خواصه، ان مات أحدهم قام آخر مقامه. منه رحمه اللّٰه. و رواه الكافی فی ج 1 ص 340 و لفظه: لا بد لصاحب هذا الامر من غیبة، و لا بد له فی غیبته من عزلة إلخ. و سیجی ء تحت الرقم 20.
3- 3. تراه فی المصدر ص 112. و الذی بعده فی ص 112.

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جَنَاحٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَبِیبٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حَازِمُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ یَظْهَرُ فِی الثَّانِیَةِ إِنْ جَاءَكَ مَنْ یَقُولُ إِنَّهُ نَفَضَ یَدَهُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ فَلَا تُصَدِّقْهُ.

«9»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ لَشَبَهاً مِنْ یُوسُفَ فَقُلْتُ فَكَأَنَّكَ تُخْبِرُنَا بِغَیْبَةٍ أَوْ حَیْرَةٍ فَقَالَ مَا یُنْكِرُ هَذَا الْخَلْقُ الْمَلْعُونُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِیرِ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ إِخْوَةَ یُوسُفَ كَانُوا عُقَلَاءَ أَلِبَّاءَ أَسْبَاطاً أَوْلَادَ أَنْبِیَاءَ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَكَلَّمُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ تَاجَرُوهُ وَ رَادُّوهُ (1)

وَ كَانُوا إِخْوَتَهُ وَ هُوَ أَخُوهُمْ لَمْ یَعْرِفُوهُ حَتَّی عَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ وَ قَالَ لَهُمْ أَنَا یُوسُفُ فَعَرَفُوهُ حِینَئِذٍ فَمَا یُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمُتَحَیِّرَةُ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ یُرِیدُ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ أَنْ یَسْتُرَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ لَقَدْ كَانَ یُوسُفُ إِلَیْهِ مُلْكُ مِصْرَ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِیهِ مَسِیرَةُ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً فَلَوْ أَرَادَ أَنْ یُعْلِمَهُ مَكَانَهُ لَقَدَرَ عَلَی ذَلِكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَارَ یَعْقُوبُ وَ وُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَیَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ إِلَی مِصْرَ-(2) فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ یَفْعَلُ بِحُجَّتِهِ مَا فَعَلَ بِیُوسُفَ أَنْ یَكُونَ صَاحِبُكُمُ الْمَظْلُومُ الْمَجْحُودُ حَقُّهُ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یَتَرَدَّدُ بَیْنَهُمْ وَ یَمْشِی فِی أَسْوَاقِهِمْ وَ یَطَأُ فُرُشَهُمْ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ أَنْ یُعَرِّفَهُمْ نَفْسَهُ كَمَا أَذِنَ لِیُوسُفَ حَتَّی قَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ یُوسُفُ قالَ أَنَا یُوسُفُ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن علی بن إبراهیم عن محمد بن الحسین عن ابن أبی نجران: مثله

ص: 154


1- 1. فی المصدر ص 84: راودوه.
2- 2. ما بین العلامتین موجود فی نسخة الكافی ج 1 ص 337 و فی نسخة النعمانیّ للغیبة مع رمز خ صح فی الهامش.

دلائل الإمامة للطبری، عن علی بن هبة اللّٰه عن أبی جعفر عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن محمد بن خالد البرقی عن أبیه عن فضالة: مثله.

«10»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: لِلْقَائِمِ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا طَوِیلَةٌ وَ الْأُخْرَی قَصِیرَةٌ فَالْأُولَی یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِیهَا خَاصَّةٌ مِنْ شِیعَتِهِ وَ الْأُخْرَی لَا یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِیهَا إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِیهِ فِی دِینِهِ.

«11»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لِلْقَائِمِ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا قَصِیرَةٌ وَ الْأُخْرَی طَوِیلَةٌ الْغَیْبَةُ الْأُولَی لَا یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِیهَا إِلَّا خَاصَّةُ شِیعَتِهِ وَ الْأُخْرَی لَا یَعْلَمُ بِمَكَانِهِ فِیهَا إِلَّا خَاصَّةُ مَوَالِیهِ فِی دِینِهِ (1).

«12»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْكُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَا یَقُومُ الْقَائِمُ وَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ.

«13»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ (2) الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ مِنْ كِتَابِهِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَبِیبٍ (3)

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ أبوای [أَبَوَیَ] هَلَكَا وَ لَمْ یَحُجَّا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَزَقَ وَ أَحْسَنَ فَمَا تَرَی فِی الْحَجِّ عَنْهُمَا فَقَالَ افْعَلْ فَإِنَّهُ یَبْرُدُ لَهُمَا

ص: 155


1- 1. تراه فی الكافی ج 1 ص 240 و غیبة النعمانیّ ص 89 و هكذا ما یلیها. و ما جعلناه بین العلامتین ساقط عن الأصل المطبوع فراجع.
2- 2. صدر السند ساقط من الأصل المطبوع، و عبیس بن هشام هو عبّاس بن هشام أبو الفضل الناشری الأسدی ثقة جلیل القدر كثیر الروایة. كره اسمه فقیل عبیس.
3- 3. كذا فی المصدر ص 89 و فی الأصل المطبوع ص 143« خارجة بن حبیب» و هو سهو لما یأتی فی السند الآتی.

ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَازِمُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ یَظْهَرُ فِی الثَّانِیَةِ فَمَنْ جَاءَكَ یَقُولُ إِنَّهُ نَفَضَ یَدَهُ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ فَلَا تُصَدِّقْهُ.

«14»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ الزُّهْرِیِ (1) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ السَّائِقِ عَنِ حَازِمِ بْنِ حَبِیبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبِی هَلَكَ وَ هُوَ رَجُلٌ أَعْجَمِیٌّ وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ وَ أَتَصَدَّقَ فَمَا تَرَی فِی ذَلِكَ فَقَالَ افْعَلْ فَإِنَّهُ یَصِلُ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَازِمُ إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ الَّذِی قَبْلَهُ سَوَاءً.

«15»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ(2) عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: إِنَّ لِلْقَائِمِ غَیْبَتَیْنِ یُقَالُ فِی إِحْدَاهُمَا هَلَكَ وَ لَا یُدْرَی فِی أَیِّ وَادٍ سَلَكَ.

«16»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ(3) عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ وَ یَحْیَی بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِلْقَائِمِ غَیْبَتَیْنِ یَرْجِعُ فِی إِحْدَاهُمَا وَ الْأُخْرَی لَا یُدْرَی أَیْنَ هُوَ یَشْهَدُ الْمَوَاسِمَ یَرَی النَّاسَ وَ لَا یَرَوْنَهُ.

بیان: لعل المراد برجوعه رجوعه إلی خواص موالیه و سفرائه أو وصول خبره إلی الخلق.

«17»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ قَیْسٍ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِیدٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِیِّ قَالُوا جَمِیعاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْخَارِفِیِ (4)

عَنْ

ص: 156


1- 1. أی مولاهم و فی الأصل المطبوع الزبیری و هو سهو، و الرجل هو أحمد بن محمّد ابن علیّ بن عمر بن ریاح القلاء السواق، كان مولی آل سعد بن أبی وقاص الزهری، واقفی.
2- 2. السند مصرح به فی المصدر و المصنّف حیث ذكر هذه الروایات متتالیة اختصر الاسناد. راجع ص 90 و 92.
3- 3. السند مصرح به فی المصدر و المصنّف حیث ذكر هذه الروایات متتالیة اختصر الاسناد. راجع ص 90 و 92.
4- 4. هو إبراهیم بن زیاد الخارفی الكوفیّ و فی المصدر ص 90 الحازمی و فی الأصل المطبوع الخارجی و كلاهما تصحیف.

أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَی فَقَالَ نَعَمْ وَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی یَخْتَلِفَ سَیْفُ بَنِی فُلَانٍ وَ تَضَیَّقَ الْحَلْقَةُ وَ یَظْهَرَ السُّفْیَانِیُّ وَ یَشْتَدَّ الْبَلَاءُ وَ یَشْمَلَ النَّاسَ مَوْتٌ وَ قَتْلٌ یَلْجَئُونَ فِیهِ إِلَی حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ.

«18»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَتَیْنِ فِی إِحْدَاهُمَا یَرْجِعُ فِیهَا إِلَی أَهْلِهِ وَ الْأُخْرَی یُقَالُ فِی أَیِّ وَادٍ سَلَكَ قُلْتُ كَیْفَ نَصْنَعُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ إِنِ ادَّعَی مُدَّعٍ فَاسْأَلُوهُ عَنْ تِلْكَ الْعَظَائِمِ الَّتِی یُجِیبُ فِیهَا مِثْلُهُ.

«19»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نَضْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً یَقُولُ فِیهَا فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكْماً وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُرْسَلِینَ.

«20»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیٍّ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَیْبَةٍ وَ لَا بُدَّ لَهُ فِی غَیْبَتِهِ مِنْ عُزْلَةٍ وَ نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَیْبَةُ وَ مَا بِثَلَاثِینَ مِنْ وَحْشَةٍ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن أبی أیوب الخزاز عن محمد بن مسلم: مثله (1)

ص: 157


1- 1. الموجود فی المصدر هكذا: أخبرنا محمّد بن یعقوب، عن عدة من رجاله، عن أحمد بن محمّد، عن علیّ بن الحكم، عن أبی أیوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: ان بلغكم عن صاحبكم غیبة فلا تنكروها.[ ثم قال]: حدّثنا محمّد بن یعقوب قال: حدّثنا علیّ بن إبراهیم بن هاشم، عن محمّد بن أبی عمیر عن أبی أیوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم مثله. فالظاهر أن نسخة المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- من غیبة النعمانیّ كانت ناقصة هناك أو سقط من قلم الكتاب فخلط بین الحدیثین. و انما لم نجعل ما سقط فی الصلب، لان الحدیث لا یناسب هذا الباب. راجع غیبة النعمانیّ ص 99، الكافی ج 1 ص 338 و 340.

بیان: فی الكافی فی السند الأول عن علی بن أبی حمزة عن أبی بصیر(1)

و العزلة بالضم اسم الاعتزال و الطَّیْبَة اسم المدینة الطیبة فیدل علی كونه علیه السلام غالبا فیها و فی حوالیها و علی أن معه ثلاثین من موالیه و خواصه إن مات أحدهم قام آخر مقامه.

«21»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِصَاحِبِ الْأَمْرِ بَیْتاً یُقَالُ لَهُ بَیْتُ الْحَمْدِ فِیهِ سِرَاجٌ یَزْهَرُ مُنْذُ یَوْمَ وُلِدَ إِلَی یَوْمِ یَقُومُ بِالسَّیْفِ لَا یُطْفَی.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی محمد الحمیری عن أبیه عن محمد بن عیسی عن محمد بن عطاء عن سلام بن أبی عمیرة عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

ص: 158


1- 1. رأیناه مصرحا باسمه فی المصدر ص 99 كما فی الكافی ج 1 ص 340 فجعلناه بین العلامتین.

باب 24 نادر فی ذكر من رآه علیه السلام فی الغیبة الكبری قریبا من زماننا

أقول: وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزیرة الخضراء فی البحر الأبیض أحببت إیرادها لاشتمالها علی ذكر من رآه و لما فیه من الغرائب و إنما أفردت لها بابا لأنی لم أظفر به فی الأصول المعتبرة و لنذكرها بعینها كما وجدتها(1).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الحمد لله الذی هدانا لمعرفته و الشكر له علی ما منحنا للاقتداء بسنن سید بریته محمد الذی اصطفاه من بین خلیقته و خصنا بمحبة علی و الأئمة المعصومین من ذریته صلی اللّٰه علیهم أجمعین الطیبین الطاهرین و سلم تسلیما كثیرا.

و بعد فقد وجدت فی خزانة أمیر المؤمنین علیه السلام و سید الوصیین و حجة رب العالمین و إمام المتقین علی بن أبی طالب علیه السلام بخط الشیخ الفاضل و العالم العامل الفضل بن یحیی بن علی الطیبی الكوفی قدس اللّٰه روحه ما هذا صورته الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و صلی اللّٰه علی محمد و آله و سلم.

و بعد فیقول الفقیر إلی عفو اللّٰه سبحانه و تعالی الفضل بن یحیی بن علی الطیبی الإمامی الكوفی عفا اللّٰه عنه قد كنت سمعت من الشیخین الفاضلین العالمین الشیخ شمس الدین بن نجیح الحلی و الشیخ جلال الدین عبد اللّٰه بن الحرام الحلی قدس اللّٰه روحیهما و نوّر ضریحهما فی مشهد سید الشهداء و خامس أصحاب الكساء مولانا و إمامنا أبی عبد اللّٰه الحسین علیه السلام فی النصف من شهر شعبان سنة تسع و تسعین و ستمائة من

ص: 159


1- 1. هذه قصة مصنوعة تخیلیة، قد سردها كاتبها علی رسم القصاصین، و هذا الرسم معهود فی هذا الزمان أیضا یسمونه« رمانتیك» و له تأثیر عظیم فی نفوس القارئین لانجذاب النفوس إلیه. فلا بأس به، اذا عرف الناس أنّها قصة تخیلیة.

الهجرة النبویة علی مشرفها محمد و آله أفضل الصلاة و أتم التحیة حكایة ما سمعاه من الشیخ الصالح التقی و الفاضل الورع الزكی زین الدین علی بن فاضل المازندرانی المجاور بالغری علی مشرفیه السلام حیث اجتمعا به فی مشهد الإمامین الزكیین الطاهرین المعصومین السعیدین علیهما السلام بسرمن رأی و حكی لهما حكایة ما شاهده و رآه فی البحر الأبیض و الجزیرة الخضراء من العجائب فمر بی باعث الشوق إلی رؤیاه و سألت تیسیر لقیاه و الاستماع لهذا الخبر من لقلقة فیه بإسقاط رواته و عزمت علی الانتقال إلی سرمن رأی للاجتماع.

فاتفق أن الشیخ زین الدین علی بن فاضل المازندرانی انحدر من سرمن رأی إلی الحلة فی أوائل شهر شوال من السنة المذكورة لیمضی علی جاری عادته و یقیم فی المشهد الغروی علی مشرفیه السلام.

فلما سمعت بدخوله إلی الحلة و كنت یومئذ بها قد أنتظر قدومه فإذا أنا به و قد أقبل راكبا یرید دار السید الحسیب ذی النسب الرفیع و الحسب المنیع السید فخر الدین الحسن بن علی الموسوی المازندرانی نزیل الحلة أطال اللّٰه بقاه و لم أكن إذ ذاك الوقت أعرف الشیخ الصالح المذكور لكن خلج فی خاطری أنه هو.

فلما غاب عن عینی تبعته إلی دار السید المذكور فلما وصلت إلی باب الدار رأیت السید فخر الدین واقفا علی باب داره مستبشرا فلما رآنی مقبلا ضحك فی وجهی و عرفنی بحضوره فاستطار قلبی فرحا و سرورا و لم أملك نفسی علی الصبر علی الدخول إلیه فی غیر ذلك الوقت.

فدخلت الدار مع السید فخر الدین فسلمت علیه و قبلت یدیه فسأل السید عن حالی فقال له هو الشیخ فضل بن الشیخ یحیی الطیبی صدیقكم فنهض واقفا و أقعدنی فی مجلسه و رحب بی و أحفی السؤال عن حال أبی و أخی الشیخ صلاح الدین لأنه كان عارفا بهما سابقا و لم أكن فی تلك الأوقات حاضرا بل كنت فی بلدة واسط أشتغل فی طلب العلم عند الشیخ العالم العامل الشیخ أبی إسحاق

ص: 160

إبراهیم بن محمد الواسطی الإمامی تغمده اللّٰه برحمته و حشره فی زمرة أئمته علیهم السلام.

فتحادثت مع الشیخ الصالح المذكور متع اللّٰه المؤمنین بطول بقائه فرأیت فی كلامه أمارات تدل علی الفضل فی أغلب العلوم من الفقه و الحدیث و العربیة بأقسامها و طلبت منه شرح ما حدث به الرجلان الفاضلان العالمان العاملان الشیخ شمس الدین و الشیخ جلال الدین الحلیان المذكوران سابقا عفا اللّٰه عنهما فقص لی القصة من أولها إلی آخرها بحضور السید الجلیل السید فخر الدین نزیل الحلة صاحب الدار و حضور جماعة من علماء الحلة و الأطراف قد كانوا أتوا لزیارة الشیخ المذكور وفقه اللّٰه و كان ذلك فی الیوم الحادی عشر من شهر شوال سنة تسع و تسعین و ستمائة و هذه صورة ما سمعته من لفظه أطال اللّٰه بقاءه و ربما وقع فی الألفاظ التی نقلتها من لفظه تغییر لكن المعانی واحدة قال حفظه اللّٰه تعالی قد كنت مقیما فی دمشق الشام منذ سنین مشتغلا بطلب

العلم عند الشیخ الفاضل الشیخ عبد الرحیم الحنفی وفقه اللّٰه لنور الهدایة فی علمی الأصول و العربیة و عند الشیخ زین الدین علی المغربی الأندلسی المالكی فی علم القراءة لأنه كان عالما فاضلا عارفا بالقراءات السبع و كان له معرفة فی أغلب العلوم من الصرف و النحو و المنطق و المعانی و البیان و الأصولین (1) و كان لین الطبع لم یكن عنده معاندة فی البحث و لا فی المذهب لحسن ذاته.

فكان إذا جری ذكر الشیعة یقول قال علماء الإمامیة بخلاف من المدرسین فإنهم كانوا یقولون عند ذكر الشیعة قال علماء الرافضة فاختصصت به و تركت التردد إلی غیره فأقمنا علی ذلك برهة من الزمان أقرأ علیه فی العلوم المذكورة.

فاتفق أنه عزم علی السفر من دمشق الشام یرید الدیار المصریة فلكثرة

ص: 161


1- 1. كانه یرید أصول الفقه و أصول الدین، و اماما فی الأصل المطبوع: الأصولیّین. فهو تصحیف.

المحبة التی كانت بیننا عز علی مفارقته و هو أیضا كذلك فآل (1)

الأمر إلی أنه هداه اللّٰه صمّم العزم علی صحبتی له إلی مصر و كان عنده جماعة من الغرباء مثلی یقرءون علیه فصحبه أكثرهم.

فسرنا فی صحبته إلی أن وصلنا مدینة بلاد مصر المعروفة بالفاخرة و هی أكبر من مدائن مصر كلها فأقام بالمسجد الأزهر مدة یدرس فتسامع فضلاء مصر بقدومه فوردوا كلهم لزیارته و للانتفاع بعلومه فأقام فی قاهرة مصر مدة تسعة أشهر و نحن معه علی أحسن حال و إذا بقافلة قد وردت من الأندلس و مع رجل منها كتاب من والد شیخنا الفاضل المذكور یعرفه فیه بمرض شدید قد عرض له و أنه یتمنی الاجتماع به قبل الممات و یحثه فیه علی عدم التأخیر.

فرق الشیخ من كتاب أبیه و بكی و صمم العزم علی المسیر إلی جزیرة الأندلس فعزم بعض التلامذة علی صحبته و من الجملة أنا لأنه هداه اللّٰه قد كان أحبنی محبة شدیدة و حسن لی المسیر معه فسافرت إلی الأندلس فی صحبته فحیث وصلنا إلی أول قریة من الجزیرة المذكورة عرضت لی حمی منعتنی عن الحركة.

فحیث رآنی الشیخ علی تلك الحالة رق لی و بكی و قال یعز علی مفارقتك فأعطی خطیب تلك القریة التی وصلنا إلیها عشرة دراهم و أمره أن یتعاهدنی حتی یكون منی أحد الأمرین و إن منّ اللّٰه بالعافیة أتبعه إلی بلده هكذا عهد إلی بذلك وفقه اللّٰه بنور الهدایة إلی طریق الحق المستقیم ثم مضی إلی بلد الأندلس و مسافة الطریق من ساحل البحر إلی بلده خمسة أیام.

فبقیت فی تلك القریة ثلاثة أیام لا أستطیع الحركة لشدة ما أصابنی من الحمی ففی آخر الیوم الثالث فارقتنی الحمی و خرجت أدور فی سكك تلك القریة فرأیت قَفَلًا قد وصل من جبال قریبة من شاطئ البحر الغربی یجلبون الصوف و السمن و الأمتعة فسألت عن حالهم فقیل إن هؤلاء یجیئون من جهة قریبة من

ص: 162


1- 1. فی المطبوعة: قال. و هو تصحیف.

أرض البربر و هی قریبة من جزائر الرافضة.

فحیث سمعت ذلك منهم ارتحت إلیهم و جذبنی باعث الشوق إلی أرضهم فقیل لی إن المسافة خمسة و عشرون یوما منها یومان بغیر عمارة و لا ماء و بعد ذلك فالقری متصلة فاكتریت معهم من رجل حمارا بمبلغ ثلاثة دراهم لقطع تلك المسافة التی لا عمارة فیها فلما قطعنا معهم تلك المسافة و وصلنا أرضهم العامرة تمشیت راجلا و تنقلت علی اختیاری من قریة إلی أخری إلی أن وصلت إلی أول تلك الأماكن فقیل لی إن جزیرة الروافض قد بقی بینك و بینها ثلاثة أیام فمضیت و لم أتأخر.

فوصلت إلی جزیرة ذات أسوار أربعة و لها أبراج محكمات شاهقات و تلك الجزیرة بحصونها راكبة علی شاطئ البحر فدخلت من باب كبیرة یقال لها باب البربر فدرت فی سككها أسأل عن مسجد البلد فهدیت علیه و دخلت إلیه فرأیته جامعا كبیرا معظما واقعا علی البحر من الجانب الغربی من البلد فجلست فی جانب المسجد لأستریح و إذا بالمؤذن یؤذن للظهر و نادی بحی علی خیر العمل و لما فرغ دعا بتعجیل الفرج للإمام صاحب الزمان علیه السلام.

فأخذتنی العبرة بالبكاء فدخلت جماعة بعد جماعة إلی المسجد و شرعوا فی الوضوء علی عین ماء تحت شجرة فی الجانب الشرقی من المسجد و أنا أنظر إلیهم فرحا مسرورا لما رأیته من وضوئهم المنقول عن أئمة الهدی علیهم السلام.

فلما فرغوا من وضوئهم و إذا برجل قد برز من بینهم بهیّ الصورة علیه السكینة و الوقار فتقدم إلی المحراب و أقام الصلاة فاعتدلت الصفوف وراءه و صلی بهم إماما و هم به مأمومون صلاة كاملة بأركانها المنقولة عن أئمتنا علیهم السلام علی الوجه المرضی فرضا و نفلا و كذا التعقیب و التسبیح و من شدة ما لقیته من وعثاء السفر و تعبی فی الطریق لم یمكنی أن أصلی معهم الظهر.

فلما فرغوا و رأونی أنكروا علیَّ عدم اقتدائی بهم فتوجهوا نحوی بأجمعهم و سألونی عن حالی و من أین أصلی و ما مذهبی فشرحت لهم أحوالی و أنی

ص: 163

عراقی الأصل و أما مذهبی فإننی رجل مسلم أقول أشهد أن لا إله إلا اللّٰه وحده لا شریك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الأدیان كلها وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فقالوا لی لم تنفعك هاتان الشهادتان إلا لحقن دمك فی دار الدنیا لم لا تقول الشهادة الأخری لتدخل الجنة بغیر حساب فقلت لهم و ما تلك الشهادة الأخری اهدونی إلیها یرحمكم اللّٰه فقال لی إمامهم الشهادة الثالثة هی أن تشهد أن أمیر المؤمنین و یعسوب المتقین و قائد الغر المحجلین علی بن أبی طالب و الأئمة الأحد عشر من ولده أوصیاء رسول اللّٰه و خلفاؤه من بعده بلا فاصلة قد أوجب اللّٰه عز و جل طاعتهم علی عباده و جعلهم أولیاء أمره و نهیه و حججا علی خلقه فی أرضه و أمانا لبریته لأن الصادق الأمین محمدا رسول رب العالمین صلی اللّٰه علیه و آله أخبر بهم عن اللّٰه تعالی مشافهة من نداء اللّٰه عز و جل له علیه السلام فی لیلة معراجه إلی السماوات السبع و قد صار من ربه كقاب قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی و سماهم له واحدا بعد واحد صلوات اللّٰه و سلامه علیه و علیهم أجمعین.

فلما سمعت مقالتهم هذه حمدت اللّٰه سبحانه علی ذلك و حصل عندی أكمل السرور و ذهب عنی تعب الطریق من الفرح و عرفتهم أنی علی مذهبهم فتوجهوا إلی توجه إشفاق و عینوا لی مكانا فی زوایا المسجد و ما زالوا یتعاهدونی بالعزة و الإكرام مدة إقامتی عندهم و صار إمام مسجدهم لا یفارقنی لیلا و لا نهارا.

فسألته عن میرة أهل بلده (1)

من أین تأتی إلیهم فإنی لا أری لهم أرضا مزروعة فقال تأتی إلیهم میرتهم من الجزیرة الخضراء من البحر الأبیض من جزائر أولاد الإمام صاحب الأمر علیه السلام فقلت له كم تأتیكم میرتكم فی السنة فقال مرتین و قد أتت مرة و بقیت الأخری فقلت كم بقی حتی تأتیكم قال أربعة أشهر.

ص: 164


1- 1. المیرة: الطعام و الأرزاق.

فتأثرت لطول المدة و مكثت عندهم مقدار أربعین یوما أدعو اللّٰه لیلا و نهارا بتعجیل مجیئها و أنا عندهم فی غایة الإعزاز و الإكرام ففی آخر یوم من الأربعین ضاق صدری لطول المدة فخرجت إلی شاطئ البحر أنظر إلی جهة المغرب التی ذكروا أهل البلد أن میرتهم تأتی إلیهم من تلك الجهة.

فرأیت شبحا من بعید یتحرك فسألت عن ذلك الشبح أهل البلد و قلت لهم هل یكون فی البحر طیرا أبیض فقالوا لی لا فهل رأیت شیئا قلت نعم فاستبشروا و قالوا هذه المراكب التی تأتی إلینا فی كل سنة من بلاد أولاد الإمام علیه السلام.

فما كان إلا قلیل حتی قدمت تلك المراكب و علی قولهم إن مجیئها كان فی غیر المیعاد فقدم مركب كبیر و تبعه آخر و آخر حتی كملت سبعا فصعد(1) من المركب الكبیر شیخ مربوع القامة بهیّ المنظر حسن الزیّ و دخل المسجد فتوضأ الوضوء الكامل علی الوجه المنقول عن أئمة الهدی علیهم السلام و صلی الظهرین فلما فرغ من صلاته التفت نحوی مسلما علیّ فرددت علیه السلام فقال ما اسمك و أظن أن اسمك علیّ قلت صدقت فحادثنی بالسر محادثة من یعرفنی فقال ما اسم أبیك و یوشك أن یكون فاضلا قلت نعم و لم أكن أشك فی أنه قد كان فی صحبتنا من دمشق.

فقلت أیها الشیخ ما أعرفك بی و بأبی هل كنت معنا حیث سافرنا من دمشق الشام إلی مصر فقال لا قلت و لا من مصر إلی الأندلس قال لا و مولای صاحب العصر قلت له فمن أین تعرفنی باسمی و اسم أبی.

قال اعلم أنه قد تقدم إلیّ وصفك و أصلك و معرفة اسمك و شخصك و هیئتك و اسم أبیك و أنا أصحبك معی إلی الجزیرة الخضراء.

فسررت بذلك حیث قد ذكرت و لی عندهم اسم و كان من عادته أنه لا یقیم عندهم إلا ثلاثة أیام فأقام أسبوعا و أوصل المیرة إلی أصحابها المقررة لهم فلما

ص: 165


1- 1. أی صعد علی الساحل.

أخذ منهم خطوطهم بوصول المقرر لهم و عزم علی السفر و حملنی معه و سرنا فی البحر.

فلما كان فی السادس عشر من مسیرنا فی البحر رأیت ماء أبیض فجعلت أطیل النظر إلیه فقال لی الشیخ و اسمه محمد ما لی أراك تطیل النظر إلی هذا الماء فقلت له إنی أراه علی غیر لون ماء البحر.

فقال لی هذا هو البحر الأبیض و تلك الجزیرة الخضراء و هذا الماء مستدیر حولها مثل السور من أی الجهات أتیته وجدته و بحكمة اللّٰه تعالی أن مراكب أعدائنا إذا دخلته غرقت و إن كانت محكمة ببركة مولانا و إمامنا صاحب العصر علیه السلام فاستعملته و شربت منه فإذا هو كماء الفرات.

ثم إنا لما قطعنا ذلك الماء الأبیض وصلنا إلی الجزیرة الخضراء لا زالت عامرة أهله ثم صعدنا من المركب الكبیر إلی الجزیرة و دخلنا البلد فرأیته محصنا بقلاع و أبراج و أسوار سبعة واقعة علی شاطئ البحر ذات أنهار و أشجار مشتملة علی أنواع الفواكه و الأثمار المنوعة و فیها أسواق كثیرة و حمامات عدیدة و أكثر عمارتها برخام شفاف و أهلها فی أحسن الزی و البهاء فاستطار قلبی سرورا لما رأیته.

ثم مضی بی رفیقی محمد بعد ما استرحنا فی منزله إلی الجامع المعظم فرأیت فیه جماعة كثیرة و فی وسطهم شخص جالس علیه من المهابة و السكینة و الوقار ما لا أقدر أن أصفه و الناس یخاطبونه بالسید شمس الدین محمد العالم و یقرءون علیه القرآن و الفقه و العربیة بأقسامها و أصول الدین و الفقه الذی یقرءونه عن صاحب الأمر علیه السلام مسألة مسألة و قضیة قضیة و حكما حكما.

فلما مثلت بین یدیه رحب بی و أجلسنی فی القرب منه و أحفی السؤال عن تعبی فی الطریق و عرفنی أنه تقدم إلیه كل أحوالی و أن الشیخ محمد رفیقی إنما جاء بی معه بأمره من السید شمس الدین العالم أطال اللّٰه بقاءه.

ثم أمر لی بتخلیة موضع منفرد فی زاویة من زوایا المسجد و قال لی هذا

ص: 166

یكون لك إذا أردت الخلوة و الراحة فنهضت و مضیت إلی ذلك الموضع فاسترحت فیه إلی وقت العصر و إذا أنا بالموكل بی قد أتی إلی و قال لی لا تبرح من مكانك حتی یأتیك السید و أصحابه لأجل العشاء معك فقلت سمعا و طاعة.

فما كان إلا قلیل و إذا بالسید سلمه اللّٰه قد أقبل و معه أصحابه فجلسوا و مدت المائدة فأكلنا و نهضنا إلی المسجد مع السید لأجل صلاة المغرب و العشاء فلما فرغنا من الصلاتین ذهب السید إلی منزله و رجعت إلی مكانی و أقمت علی هذه الحال مدة ثمانیة عشر یوما و نحن فی صحبته أطال اللّٰه بقاءه.

فأول جمعة صلیتها معهم رأیت السید سلمه اللّٰه صلی الجمعة ركعتین فریضة واجبة فلما انقضت الصلاة قلت یا سیدی قد رأیتكم صلیتم الجمعة ركعتین فریضة واجبة قال نعم لأن شروطها المعلومة قد حضرت فوجبت فقلت فی نفسی ربما كان الإمام علیه السلام حاضرا.

ثم فی وقت آخر سألت منه فی الخلوة هل كان الإمام حاضرا فقال لا و لكنی أنا النائب الخاص بأمر صدر عنه علیه السلام فقلت یا سیدی و هل رأیت الإمام علیه السلام قال لا و لكنی حدثنی أبی رحمه اللّٰه أنه سمع حدیثه و لم یر شخصه و أن جدی رحمه اللّٰه سمع حدیثه و رأی شخصه.

فقلت له و لم ذاك یا سیدی یختص بذلك رجل دون آخر فقال لی یا أخی إن اللّٰه سبحانه و تعالی یؤتی الفضل من یشاء من عباده و ذلك لحكمة بالغة و عظمة قاهرة كما أن اللّٰه تعالی اختص من عباده الأنبیاء و المرسلین و الأوصیاء المنتجبین و جعلهم أعلاما لخلقه و حججا علی بریته و وسیلة بینهم و بینه لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ و لم یخل أرضه بغیر حجة علی عباده للطفه بهم و لا بد لكل حجة من سفیر یبلغ عنه.

ثم إن السید سلمه اللّٰه أخذ بیدی إلی خارج مدینتهم و جعل یسیر معی نحو البساتین فرأیت فیها أنهارا جاریة و بساتین كثیرة مشتملة علی أنواع الفواكه عظیمة الحسن و الحلاوة من العنب و الرمان و الكمثری و غیرها

ص: 167

ما لم أرها فی العراقین و لا فی الشامات كلها.

فبینما نحن نسیر من بستان إلی آخر إذ مر بنا رجل بهیّ الصورة مشتمل ببردتین من صوف أبیض فلما قرب منا سلم علینا و انصرف عنا فأعجبتنی هیئته فقلت للسید سلمه اللّٰه من هذا الرجل قال لی أ تنظر إلی هذا الجبل الشاهق قلت نعم قال إن فی وسطه لمكانا حسنا و فیه عین جاریة تحت شجرة ذات أغصان كثیرة و عندها قبة مبنیة بالآجر و إن هذا الرجل مع رفیق له خادمان لتلك القبة و أنا أمضی إلی هناك فی كل صباح جمعة و أزور الإمام علیه السلام منها و أصلی ركعتین و أجد هناك ورقة مكتوب فیها ما أحتاج إلیه من المحاكمة بین المؤمنین فمهما تضمنته الورقة أعمل به فینبغی لك أن تذهب إلی هناك و تزور الإمام علیه السلام من القبة.

فذهبت إلی الجبل فرأیت القبة علی ما وصف لی سلمه اللّٰه و وجدت هناك خادمین فرحب بی الذی مر علینا و أنكرنی الآخر فقال له لا تنكره فإنی رأیته فی صحبة السید شمس الدین العالم فتوجه إلی و رحب بی و حادثانی و أتیا لی بخبز و عنب فأكلت و شربت من ماء تلك العین التی عند تلك القبة و توضأت و صلیت ركعتین.

و سألت الخادمین عن رؤیة الإمام علیه السلام فقالا لی الرؤیة غیر ممكنة و لیس معنا إذن فی إخبار أحد فطلبت منهم الدعاء فدعیا لی و انصرفت عنهما و نزلت من ذلك الجبل إلی أن وصلت إلی المدینة.

فلما وصلت إلیها ذهبت إلی دار السید شمس الدین العالم فقیل لی إنه خرج فی حاجة له فذهبت إلی دار الشیخ محمد الذی جئت معه فی المركب فاجتمعت به و حكیت له عن مسیری إلی الجبل و اجتماعی بالخادمین و إنكار الخادم علی فقال لی لیس

لأحد رخصة فی الصعود إلی ذلك المكان سوی السید شمس الدین و أمثاله فلهذا وقع الإنكار منه لك فسألته عن أحوال السید شمس الدین أدام اللّٰه إفضاله فقال إنه من أولاد أولاد الإمام و إن بینه و بین الإمام علیه السلام خمسة آباء

ص: 168

و إنه النائب الخاص عن أمر صدر منه علیه السلام.

قال الشیخ الصالح زین الدین علی بن فاضل المازندرانی المجاور بالغری علی مشرفه السلام و استأذنت السید شمس الدین العالم أطال اللّٰه بقاءه فی نقل بعض المسائل التی یحتاج إلیها عنه و قراءة القرآن المجید و مقابلة المواضع المشكلة من العلوم الدینیة و غیرها فأجاب إلی ذلك و قال إذا كان و لا بد من ذلك فابدأ أولا بقراءة القرآن العظیم.

فكان كلما قرأت شیئا فیه خلاف بین القراء أقول له قرأ حمزة كذا و قرأ الكسائی كذا و قرأ عاصم كذا و أبو عمرو بن كثیر كذا.

فقال السید سلمه اللّٰه نحن لا نعرف هؤلاء و إنما القرآن نزل علی سبعة أحرف قبل الهجرة من مكة إلی المدینة و بعدها لما حج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله حجة الوداع نزل علیه الروح الأمین جبرئیل علیه السلام فقال یا محمد اتل علیَّ القرآن حتی أعرّفك أوائل السور و أواخرها و شأن نزولها(1) فاجتمع إلیه علی بن أبی طالب و ولداه الحسن و الحسین علیهما السلام و أبی بن كعب و عبد اللّٰه بن مسعود و حذیفة بن الیمان و جابر بن عبد اللّٰه الأنصاری و أبو سعید الخدری و حسان بن ثابت و جماعة من الصحابة رضی اللّٰه عن المنتجبین منهم فقرأ النبی صلی اللّٰه علیه و آله القرآن من أوله إلی آخره فكان كلما مر بموضع فیه اختلاف بیَّنه له جبرئیل علیه السلام و أمیر المؤمنین علیه السلام یكتب ذاك فی درج من أدم فالجمیع قراءة أمیر المؤمنین و وصی رسول رب العالمین..

فقلت له یا سیدی أری بعض الآیات غیر مرتبطة بما قبلها و بما بعدها كأن فهمی القاصر لم یصر إلی غوریة(2)

ذلك.

ص: 169


1- 1. هذا وجه جمع بین الروایات الدالة علی أن« القرآن نزل علی سبعة أحرف» و الروایات النافیة لذلك المصرحة بأن« القرآن واحد، نزل من عند الواحد، و انما الاختلاف یجی ء من قبل الرواة».
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و القیاس« غور ذلك» یقال غار فی الامر غورا: ای دقق النظر فیه.

فقال نعم الأمر كما رأیته و ذلك أنه لما انتقل سید البشر محمد بن عبد اللّٰه من دار الفناء إلی دار البقاء و فعل صنما قریش ما فعلاه من غصب الخلافة الظاهریة جمع أمیر المؤمنین علیه السلام القرآن كله و وضعه فی إزار و أتی به إلیهم و هم فی المسجد.

فقال لهم هذا كتاب اللّٰه سبحانه أمرنی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أن أعرضه إلیكم لقیام الحجة علیكم یوم العرض بین یدی اللّٰه تعالی فقال له فرعون هذه الأمة و نمرودها لسنا محتاجین إلی قرآنك فقال علیه السلام لقد أخبرنی حبیبی محمد صلی اللّٰه علیه و آلهبقولك هذا و إنما أردت بذلك إلقاء الحجة علیكم.

فرجع أمیر المؤمنین علیه السلام به إلی منزله و هو یقول لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ لَا رَادَّ لِمَا سَبَقَ فِی عِلْمِكَ وَ لَا مَانِعَ لِمَا اقْتَضَتْهُ حِكْمَتُكَ فَكُنْ أَنْتَ الشَّاهِدَ لِی عَلَیْهِمْ یَوْمَ الْعَرْضِ عَلَیْكَ.

فنادی ابن أبی قحافة بالمسلمین و قال لهم كل من عنده قرآن من آیة أو سورة فلیأت بها فجاءه أبو عبیدة بن الجراح و عثمان و سعد بن أبی وقاص و معاویة بن أبی سفیان و عبد الرحمن بن عوف و طلحة بن عبید اللّٰه و أبو سعید الخدری و حسان بن ثابت و جماعات المسلمین و جمعوا هذا القرآن و أسقطوا ما كان فیه من المثالب التی صدرت منهم بعد وفاة سید المرسلین صلی اللّٰه علیه وآله (1).

فلهذا تری الآیات غیر مرتبطة و القرآن الذی جمعه أمیر المؤمنین علیه السلام بخطه محفوظ عند صاحب الأمر علیه السلام فیه كل شی ء حتی أرش الخدش و أما هذا القرآن فلا شك و لا شبهة فی صحته و إنما كلام اللّٰه سبحانه هكذا صدر عن صاحب الأمر علیه السلام.

قال الشیخ الفاضل علی بن فاضل و نقلت عن السید شمس الدین حفظه اللّٰه مسائل كثیرة تنوف علی تسعین مسألة و هی عندی جمعتها فی مجلد و سمیتها بالفوائد الشمسیة و لا أطلع علیها إلا الخاص من المؤمنین و ستراه إن شاء اللّٰه تعالی.

ص: 170


1- 1. یظهر من كلامه ذلك أن منشئ هذه القصة، كان من الحشویة الذین یقولون بتحریف القرآن لفظا، فسرد القصة علی معتقداته.

فلما كانت الجمعة الثانیة و هی الوسطی من جمع الشهر و فرغنا من الصلاة و جلس السید سلمه اللّٰه فی مجلس الإفادة للمؤمنین و إذا أنا أسمع هرجا و مرجا و جزلة(1)

عظیمة خارج المسجد فسألت من السید عما سمعته فقال لی إن أمراء عسكرنا یركبون فی كل جمعة من وسط كل شهر و ینتظرون الفرج فاستأذنته فی النظر إلیهم فأذن لی فخرجت لرؤیتهم و إذا هم جمع كثیر یسبحون اللّٰه و یحمدونه و یهللونه جل و عز و یدعون بالفرج للإمام القائم بأمر اللّٰه و الناصح لدین اللّٰه م ح م د بن الحسن المهدی الخلف الصالح صاحب الزمان علیه السلام ثم عدت إلی مسجد السید سلمه اللّٰه فقال لی رأیت العسكر فقلت نعم قال فهل عددت أمراءهم قلت لا قال عدتهم ثلاث مائة ناصر و بقی ثلاثة عشر ناصرا و یعجل اللّٰه لولیه الفرج بمشیته إنه جواد كریم.

قلت یا سیدی و متی یكون الفرج قال یا أخی إنما العلم عند اللّٰه و الأمر متعلق بمشیته سبحانه و تعالی حتی إنه ربما كان الإمام علیه السلام لا یعرف ذلك بل له علامات و أمارات تدل علی خروجه.

من جملتها أن ینطق ذو الفقار بأن یخرج من غلافه و یتكلم بلسان عربی مبین قم یا ولی اللّٰه علی اسم اللّٰه فاقتل بی أعداء اللّٰه.

و منها ثلاثة أصوات یسمعها الناس كلهم الصوت الأول أَزِفَتِ الْآزِفَةُ یا معشر المؤمنین و الصوت الثانی أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ لآل محمد علیهم السلام و الثالث بدن یظهر فیری فی قرن الشمس یقول إن اللّٰه بعث صاحب الأمر م ح م د بن الحسن المهدی علیه السلام فاسمعوا له و أطیعوا.

فقلت یا سیدی قد روینا عن مشایخنا أحادیث رویت عن صاحب الأمر علیه السلام أنه قال لما أمر بالغیبة الكبری من رآنی بعد غیبتی فقد كذب فكیف فیكم من یراه فقال صدقت إنه علیه السلام إنما قال ذلك فی ذلك الزمان لكثرة أعدائه من أهل بیته و غیرهم من فراعنة بنی العباس حتی إن الشیعة یمنع بعضها

ص: 171


1- 1. من قولهم:« جزل الحمام: صاح» فالمراد بالجزلة صیاح الناس و لغتهم.

بعضا عن التحدث بذكره و فی هذا الزمان تطاولت المدة و أیس منه الأعداء و بلادنا نائیة عنهم و عن ظلمهم و عنائهم و ببركته علیه السلام لا یقدر أحد من الأعداء علی الوصول إلینا.

قلت یا سیدی قد روت علماء الشیعة حدیثا عن الإمام علیه السلام أنه أباح الخمس لشیعته فهل رویتم عنه ذلك قال نعم إنه علیه السلام رخص و أباح الخمس لشیعته من ولد علی علیه السلام و قال هم فی حل من ذلك قلت و هل رخص للشیعة أن یشتروا الإماء و العبید من سبی العامة قال نعم و من سبی غیرهم لأنه علیه السلام قال عاملوهم بما عاملوا به أنفسهم و هاتان المسألتان زائدتان علی المسائل التی سمیتها لك.

و قال السید سلمه اللّٰه أنه یخرج من مكة بین الركن و المقام فی سنة وتر فلیرتقبها المؤمنون.

فقلت یا سیدی قد أحببت المجاورة عندكم إلی أن یأذن اللّٰه بالفرج فقال لی اعلم یا أخی أنه تقدم إلی كلام بعودك إلی وطنك و لا یمكننی و إیاك المخالفة لأنك ذو عیال و غبت عنهم مدة مدیدة و لا یجوز لك التخلف عنهم أكثر من هذا فتأثرت من ذلك و بكیت.

و قلت یا مولای و هل تجوز المراجعة فی أمری قال لا قلت یا مولای و هل تأذن لی فی أن أحكی كلما قد رأیته و سمعته قال لا بأس أن تحكی للمؤمنین لتطمئن قلوبهم إلا كیت و كیت و عین ما لا أقوله.

فقلت یا سیدی أ ما یمكن النظر إلی جماله و بهائه علیه السلام قال لا و لكن اعلم یا أخی أن كل مؤمن مخلص یمكن أن یری الإمام و لا یعرفه فقلت یا سیدی أنا من جملة عبیده المخلصین و لا رأیته.

فقال لی بل رأیته مرتین مرة منها لما أتیت إلی سرمن رأی و هی أول مرة جئتها و سبقك أصحابك و تخلفت عنهم حتی وصلت إلی نهر لا ماء فیه فحضر عندك فارس علی فرس شهباء و بیده رمح طویل و له سنان دمشقی فلما رأیته خفت

ص: 172

علی ثیابك فلما وصل إلیك قال لك لا تخف اذهب إلی أصحابك فإنهم ینتظرونك تحت تلك الشجرة فأذكرنی و اللّٰه ما كان فقلت قد كان ذلك یا سیدی.

قال و المرة الأخری حین خرجت من دمشق ترید مصرا مع شیخك الأندلسی و انقطعت عن القافلة و خفت خوفا شدیدا فعارضك فارس علی فرس غراء محجلة و بیده رمح أیضا و قال لك سر و لا تخف إلی قریة علی یمینك و نم عند أهلها اللیلة و أخبرهم بمذهبك الذی ولدت علیه و لا تتق منهم فإنهم مع قری عدیدة جنوبی دمشق مؤمنون مخلصون یدینون بدین علی بن أبی طالب و الأئمة المعصومین من ذریته علیهم السلام.

أ كان ذلك یا ابن فاضل قلت نعم و ذهبت إلی عند أهل القریة و نمت عندهم فأعزونی و سألتهم عن مذهبهم فقالوا لی من غیر تقیة منی نحن علی مذهب أمیر المؤمنین و وصی رسول رب العالمین علی بن أبی طالب و الأئمة المعصومین من ذریته علیهم السلام فقلت لهم من أین لكم هذا المذهب و من أوصله إلیكم قالوا أبو ذر الغفاری رضی اللّٰه عنه حین نفاه عثمان إلی الشام و نفاه معاویة إلی أرضنا هذه فعمتنا بركته فلما أصبحت طلبت منهم اللحوق بالقافلة فجهزوا معی رجلین ألحقانی بها بعد أن صرحت لهم بمذهبی.

فقلت له یا سیدی هل یحج الإمام علیه السلام فی كل مدة بعد مدة قال لی یا ابن فاضل الدنیا خطوة مؤمن فكیف بمن لم تقم الدنیا إلا بوجوده و وجود آبائه علیهم السلام نعم یحج فی كل عام و یزور آباءه فی المدینة و العراق و طوس علی مشرفیها السلام و یرجع إلی أرضنا هذه.

ثم إن السید شمس الدین حث علی بعدم التأخیر بالرجوع إلی العراق و عدم الإقامة فی بلاد المغرب و ذكر لی أن دراهمهم مكتوب علیها لا إله إلا اللّٰه محمد رسول اللّٰه علی ولی اللّٰه محمد بن الحسن القائم بأمر اللّٰه و أعطانی السید منها خمسة دراهم و هی محفوظة عندی للبركة.

ثم إنه سلمه اللّٰه وجهنی المراكب مع التی أتیت معها إلی أن وصلنا إلی

ص: 173

تلك البلدة التی أول ما دخلتها من أرض البربر و كان قد أعطانی حنطة و شعیرا فبعتها فی تلك البلدة بمائة و أربعین دینارا ذهبا من معاملة(1) بلاد المغرب و لم أجعل طریقی علی الأندلس امتثالا لأمر السید شمس الدین العالم أطال اللّٰه بقاءه و سافرت منها مع الحجج المغربی (2) إلی مكة شرفها اللّٰه تعالی و حججت و جئت إلی العراق و أرید المجاورة فی الغری علی مشرفیها السلام حتی الممات.

قال الشیخ زین الدین علی بن فاضل المازندرانی لم أر لعلماء الإمامیة عندهم ذكرا سوی خمسة السید المرتضی الموسوی و الشیخ أبو جعفر الطوسی و محمد بن یعقوب الكلینی و ابن بابویه و الشیخ أبو القاسم جعفر بن سعید الحلی هذا آخر ما سمعته من الشیخ الصالح التقی و الفاضل الزكی علی بن فاضل المذكور أدام اللّٰه إفضاله و أكثر من علماء الدهر و أتقیائه أمثاله و الحمد لله أولا و آخرا ظاهرا و باطنا و صلی اللّٰه علی خیر خلقه سید البریة محمد و علی آله الطاهرین المعصومین و سلم تسلیما كثیرا.

بیان: اللقلقة بفتح اللامین الصوت و القفل بالتحریك اسم جمع للقافل و هو الراجع من السفر و به سمی القافلة قوله تنوف أی تشرف و ترتفع و تزید.

أقول: و لنلحق بتلك الحكایة بعض الحكایات التی سمعتها عمن قرب من زماننا.

فمنها ما أخبرنی جماعة عن السید الفاضل أمیر علّام قال كنت فی بعض اللیالی فی صحن الروضة المقدسة بالغری علی مشرفها السلام و قد ذهب كثیر من اللیل فبینا أنا أجول فیها إذ رأیت شخصا مقبلا نحو الروضة المقدسة فأقبلت إلیه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقی الذكی مولانا أحمد الأردبیلی قدس اللّٰه روحه.

ص: 174


1- 1. المعاملة: قد یطلق و یراد به ما یتعامل به من الدینار و الدرهم.
2- 2. الحجج بضمتین: جمع للحجاج شاذ- اللسان-

فأخفیت نفسی عنه حتی أتی الباب و كان مغلقا فانفتح له عند وصوله إلیه و دخل الروضة فسمعته یكلم كأنه یناجی أحدا ثم خرج و أغلق الباب فمشیت خلفه حتی خرج من الغری و توجه نحو مسجد الكوفة.

فكنت خلفه بحیث لا یرانی حتی دخل المسجد و صار إلی المحراب الذی استشهد أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه عنده و مكث طویلا ثم رجع و خرج من المسجد و أقبل نحو الغری.

فكنت خلفه حتی قرب من الحنانة فأخذنی سعال لم أقدر علی دفعه فالتفت إلی فعرفنی و قال أنت میر علام قلت نعم قال ما تصنع هاهنا قلت كنت معك حیث دخلت الروضة المقدسة إلی الآن و أقسم علیك بحق صاحب القبر أن تخبرنی بما جری علیك فی تلك اللیلة من البدایة إلی النهایة فقال أخبرك علی أن لا تخبر به أحدا ما دمت حیا فلما توثق ذلك منی قال كنت أفكر فی بعض المسائل و قد أغلقت علی فوقع فی قلبی أن آتی أمیر المؤمنین علیه السلام و أسأله عن ذلك فلما وصلت إلی الباب فتح لی بغیر مفتاح كما رأیت فدخلت الروضة و ابتهلت إلی اللّٰه تعالی فی أن یجیبنی مولای عن ذلك فسمعت صوتا من القبر أن ائت مسجد الكوفة و سل عن القائم علیه السلام فإنه إمام زمانك فأتیت عند المحراب و سألته عنها و أجبت و ها أنا أرجع إلی بیتی.

و منها ما أخبرنی به والدی رحمه اللّٰه قال كان فی زماننا رجل شریف صالح كان یقال له أمیر إسحاق الأسترآبادی و كان قد حج أربعین حجة ماشیا و كان قد اشتهر بین الناس أنه تطوی له الأرض.

فورد فی بعض السنین بلدة أصفهان فأتیته و سألته عما اشتهر فیه فقال كان سبب ذلك أنی كنت فی بعض السنین مع الحاج متوجهین إلی بیت اللّٰه الحرام فلما وصلنا إلی موضع كان بیننا و بین مكة سبعة منازل أو تسعة تأخرت عن القافلة لبعض الأسباب حتی غابت عنی و ضللت عن الطریق و تحیرت و غلبنی العطش حتی أیست من الحیاة.

ص: 175

فنادیت یا صالح یا أبا صالح أرشدونا إلی الطریق یرحمكم اللّٰه فتراءی لی فی منتهی البادیة شبح فلما تأملته حضر عندی فی زمان یسیر فرأیته شابا حسن الوجه نقی الثیاب أسمر علی هیئة الشرفاء راكبا علی جمل و معه إداوة فسلمت علیه فرد علیّ

السلام و قال أنت عطشان قلت نعم فأعطانی الإداوة فشربت ثم قال ترید أن تلحق القافلة قلت نعم فأردفنی خلفه و توجه نحو مكة.

و كان من عادتی قراءة الحرز الیمانی فی كل یوم فأخذت فی قراءته فقال علیه السلام فی بعض المواضع اقرأ هكذا قال فما مضی إلا زمان یسیر حتی قال لی تعرف هذا الموضع فنظرت فإذا أنا بالأبطح فقال انزل فلما نزلت رجعت و غاب عنی.

فعند ذلك عرفت أنه القائم علیه السلام فندمت و تأسفت علی مفارقته و عدم معرفته فلما كان بعد سبعة أیام أتت القافلة فرأونی فی مكة بعد ما أیسوا من حیاتی فلذا اشتهرتُ بطیّ الأرض.

قال الوالد رحمه اللّٰه فقرأت عنده الحرز الیمانی و صححته و أجازنی و الحمد لله.

و منها ما أخبرنی به جماعة عن جماعة عن السید السند الفاضل الكامل میرزا محمد الأسترآبادی نور اللّٰه مرقده أنه قال إنی كنت ذات لیلة أطوف حول بیت اللّٰه الحرام إذ أتی شاب حسن الوجه فأخذ فی الطواف فلما قرب منی أعطانی طاقة ورد أحمر فی غیر أوانه فأخذت منه و شممته و قلت له من أین یا سیدی قال من الخرابات ثم غاب عنی فلم أره.

و منها ما أخبرنی به جماعة من أهل الغری علی مشرفه السلام أن رجلا من أهل قاشان أتی إلی الغری متوجها إلی بیت اللّٰه الحرام فاعتل علة شدیدة حتی یبست رجلاه و لم یقدر علی المشی فخلفه رفقاؤه و تركوه عند رجل من الصلحاء كان یسكن فی بعض حجرات المدرسة المحیطة بالروضة المقدسة و ذهبوا إلی الحج.

ص: 176

فكان هذا الرجل یغلق علیه الباب كل یوم و یذهب إلی الصحاری للتنزه و لطلب الدراری التی تؤخذ منها فقال له فی بعض الأیام إنی قد ضاق صدری و استوحشت من هذا المكان فاذهب بی الیوم و اطرحنی فی مكان و اذهب حیث شئت.

قال فأجابنی إلی ذلك و حملنی و ذهب بی إلی مقام القائم صلوات اللّٰه علیه خارج النجف فأجلسنی هناك و غسل قمیصه فی الحوض و طرحها علی شجرة كانت هناك و ذهب إلی الصحراء و بقیت وحدی مغموما أفكر فیما یئول إلیه أمری.

فإذا أنا بشاب صبیح الوجه أسمر اللون دخل الصحن و سلم علی و ذهب إلی بیت المقام و صلی عند المحراب ركعات بخضوع و خشوع لم أر مثله قط فلما فرغ من الصلاة خرج و أتانی و سألنی عن حالی فقلت له ابتلیت ببلیة ضقت بها لا یشفینی اللّٰه فأسلم منها و لا یذهب بی فأستریح فقال لا تحزن سیعطیك اللّٰه كلیهما و ذهب.

فلما خرج رأیت القمیص وقع علی الأرض فقمت و أخذت القمیص و غسلتها و طرحتها علی الشجر فتفكرت فی أمری و قلت أنا كنت لا أقدر علی القیام و الحركة فكیف صرت هكذا فنظرت إلی نفسی فلم أجد شیئا مما كان بی فعلمت أنه كان القائم صلوات اللّٰه علیه فخرجت فنظرت فی الصحراء فلم أر أحدا فندمت ندامة شدیدة.

فلما أتانی صاحب الحجرة سألنی عن حالی و تحیر فی أمری فأخبرته بما جری فتحسر علی ما فات منه و منی و مشیت معه إلی الحجرة.

قالوا فكان هكذا سلیما حتی أتی الحاج و رفقاؤه فلما رآهم و كان معهم قلیلا مرض و مات و دفن فی الصحن فظهر صحة ما أخبره علیه السلام من وقوع الأمرین معا.

و هذه القصة من المشهورات عند أهل المشهد و أخبرنی به ثقاتهم و صلحاؤهم.

ص: 177

و منها ما أخبرنی به بعض الأفاضل الكرام و الثقات الأعلام قال أخبرنی بعض من أثق به یرویه عمن یثق به و یطریه أنه قال لما كان بلدة البحرین تحت ولایة الأفرنج جعلوا والیها رجلا من المسلمین لیكون أدعی إلی تعمیرها و أصلح بحال أهلها و كان هذا الوالی من النواصب و له وزیر أشد نصبا منه یظهر العداوة لأهل البحرین لحبهم لأهل البیت علیهم السلام و یحتال فی إهلاكهم و إضرارهم بكل حیلة.

فلما كان فی بعض الأیام دخل الوزیر علی الوالی و بیده رمانة فأعطاها الوالی فإذا كان مكتوبا علیها لا إله إلا اللّٰه محمد رسول اللّٰه أبو بكر و عمر و عثمان و علی خلفاء رسول اللّٰه فتأمل الوالی فرأی الكتابة من أصل الرمانة بحیث لا یحتمل عنده أن یكون من صناعة بشر فتعجب من ذلك و قال للوزیر هذه آیة بینة و حجة قویة علی إبطال مذهب الرافضة فما رأیك فی أهل البحرین.

فقال له أصلحك اللّٰه إن هؤلاء جماعة متعصبون ینكرون البراهین و ینبغی لك أن تحضرهم و تریهم هذه الرمانة فإن قبلوا و رجعوا إلی مذهبنا كان لك الثواب الجزیل بذلك و إن أبوا إلا المقام علی ضلالتهم فخیرهم بین ثلاث إما أن یؤدوا الجزیة و هم صاغرون أو یأتوا بجواب عن هذه الآیة البینة التی لا محیص لهم عنها أو تقتل رجالهم و تسبی نساءهم و أولادهم و تأخذ بالغنیمة أموالهم.

فاستحسن الوالی رأیه و أرسل إلی العلماء و الأفاضل الأخیار و النجباء و السادة الأبرار من أهل البحرین و أحضرهم و أراهم الرمانة و أخبرهم بما رأی فیهم إن لم یأتوا بجواب شاف من القتل و الأسر و أخذ الأموال أو أخذ الجزیة علی وجه الصغار كالكفار فتحیروا فی أمرها و لم یقدروا علی جواب و تغیرت وجوههم و ارتعدت فرائصهم.

فقال كبراؤهم أمهلنا أیها الأمیر ثلاثة أیام لعلنا نأتیك بجواب ترتضیه و إلا فاحكم فینا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفین مرعوبین متحیرین.

فاجتمعوا فی مجلس و أجالوا الرأی فی ذلك فاتفق رأیهم علی أن یختاروا

ص: 178

من صلحاء البحرین و زهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لأحدهم اخرج اللیلة إلی الصحراء و اعبد اللّٰه فیها و استغث بإمام زماننا و حجة اللّٰه علینا لعله یبین لك ما هو المخرج من هذه الداهیة الدهماء.

فخرج و بات طول لیلته متعبدا خاشعا داعیا باكیا یدعو اللّٰه و یستغیث بالإمام علیه السلام حتی أصبح و لم یر شیئا فأتاهم و أخبرهم فبعثوا فی اللیلة الثانیة الثانی منهم فرجع كصاحبه و لم یأتهم بخبر فازداد قلقهم و جزعهم.

فأحضروا الثالث و كان تقیا فاضلا اسمه محمد بن عیسی فخرج اللیلة الثالثة حافیا حاسر الرأس إلی الصحراء و كانت لیلة مظلمة فدعا و بكی و توسل إلی اللّٰه تعالی فی خلاص هؤلاء المؤمنین و كشف هذه البلیة عنهم و استغاث بصاحب الزمان.

فلما كان آخر اللیل إذا هو برجل یخاطبه و یقول یا محمد بن عیسی ما لی أراك علی هذه الحالة و لما ذا خرجت إلی هذه البریة فقال له أیها الرجل دعنی فإنی خرجت لأمر عظیم و خطب جسیم لا أذكره إلا لإمامی و لا أشكوه إلا إلی من یقدر علی كشفه عنی.

فقال یا محمد بن عیسی أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال إن كنت هو فأنت تعلم قصتی و لا تحتاج إلی أن أشرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة و ما كتب علیها و ما أوعدكم الأمیر به قال فلما سمعت ذلك توجهت إلیه و قلت له نعم یا مولای قد تعلم ما أصابنا و أنت إمامنا و ملاذنا و القادر علی كشفه عنا.

فقال صلوات اللّٰه علیه یا محمد بن عیسی إن الوزیر لعنه اللّٰه فی داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شیئا من الطین علی هیئة الرمانة و جعلها نصفین و كتب فی داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما علی الرمانة و شدهما علیها و هی صغیرة فأثر فیها و صارت هكذا.

فإذا مضیتم غدا إلی الوالی فقل له جئتك بالجواب و لكنی لا أبدیه إلا فی دار الوزیر فإذا مضیتم إلی داره فانظر عن یمینك تری فیها غرفة فقل للوالی لا أجیبك

ص: 179

إلا فی تلك الغرفة و سیأبی الوزیر عن ذلك و أنت بالغ فی ذلك و لا ترض إلا بصعودها فإذا صعد فاصعد معه و لا تتركه وحده یتقدم علیك فإذا دخلت الغرفة رأیت كوة فیها كیس أبیض فانهض إلیه و خذه فتری فیه تلك الطینة التی عملها لهذه الحیلة ثم ضعها أمام الوالی و ضع الرمانة فیها لینكشف له جلیة الحال.

و أیضا یا محمد بن عیسی قل للوالی إن لنا معجزة أخری و هی أن هذه الرمانة لیس فیها إلا الرماد و الدخان و إن أردت صحة ذلك فأمر الوزیر بكسرها فإذا كسرها طار الرماد و الدخان علی وجهه و لحیته.

فلما سمع محمد بن عیسی ذلك من الإمام فرح فرحا شدیدا و قبّل بین یدی الإمام صلوات اللّٰه علیه و انصرف إلی أهله بالبشارة و السرور.

فلما أصبحوا مضوا إلی الوالی ففعل محمد بن عیسی كل ما أمره الإمام و ظهر كل ما أخبره فالتفت الوالی إلی محمد بن عیسی و قال له من أخبرك بهذا فقال إمام زماننا و حجة اللّٰه علینا فقال و من إمامكم فأخبره بالأئمة واحدا بعد واحد إلی أن انتهی صاحب الأمر صلوات اللّٰه علیهم.

فقال الوالی مدَّ یدك فأنا أشهد أن لا إله إلا اللّٰه و أن محمدا عبده و رسوله و أن الخلیفة بعده بلا فصل أمیر المؤمنین علی علیه السلام ثم أقر بالأئمة إلی آخرهم علیهم السلام و حسن إیمانه و أمر بقتل الوزیر و اعتذر إلی أهل البحرین و أحسن إلیهم و أكرمهم.

قال و هذه القصة مشهورة عند أهل البحرین و قبر محمد بن عیسی عندهم معروف یزوره الناس.

ص: 180

باب 25 علامات ظهوره صلوات اللّٰه علیه من السفیانی و الدجال و غیر ذلك و فیه ذكر بعض أشراط الساعة

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ كَانَ قَارِئاً لِلْكُتُبِ قَالَ: قَرَأْتُ فِی الْإِنْجِیلِ وَ ذَكَرَ أَوْصَافَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَنْ قَالَ تَعَالَی لِعِیسَی أَرْفَعُكَ إِلَیَّ ثُمَّ أُهْبِطُكَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ لِتَرَی مِنْ أُمَّةِ ذَلِكَ النَّبِیِّ الْعَجَائِبَ وَ لِتُعِینَهُمْ عَلَی اللَّعِینِ الدَّجَّالِ أُهْبِطُكَ فِی وَقْتِ الصَّلَاةِ لِتُصَلِّیَ مَعَهُمْ إِنَّهُمْ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ.

«2»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: كَیْفَ بِكُمْ إِذَا فَسَدَ نِسَاؤُكُمْ وَ فَسَقَ شُبَّانُكُمْ وَ لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ لَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَقِیلَ لَهُ وَ یَكُونُ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالْمُنْكَرِ وَ نَهَیْتُمْ عَنِ الْمَعْرُوفِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ كَیْفَ بِكُمْ إِذَا رَأَیْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَراً وَ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفاً.

«3»- ب، [قرب الإسناد] عَنْهُمَا(1)

عَنْ حَنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ خَسْفِ الْبَیْدَاءِ قَالَ أَمَّا صِهْراً(2) عَلَی الْبَرِیدِ عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلًا مِنَ الْبَرِیدِ الَّذِی بِذَاتِ الْجَیْشِ.

«4»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلی أَنْ یُنَزِّلَ آیَةً(3) وَ سَیُرِیكَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ آیَاتٍ مِنْهَا دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ الدَّجَّالُ وَ نُزُولُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْكُمْ عَذاباً

ص: 181


1- 1. فی المصدر ص 77( ط- الحروفیة) و 58( ط- الحجریة): محمّد بن عبد الحمید و عبد الصمد بن محمّد جمیعا، عن حنان بن سدیر، و المصنّف اضمر عنهما فی غیر موضعه.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و فیه« مصرا» خ ل، و فی المصدر« مصیرا» و لا یفهم المراد منه و لعله مصحف« صفرا» و هو واد بین الحرمین كذات الجیش فتحرر.
3- 3. الأنعام: 37.

مِنْ فَوْقِكُمْ (1) قَالَ هُوَ الدَّجَّالُ وَ الصَّیْحَةُ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ وَ هُوَ الْخَسْفُ أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً وَ هُوَ اخْتِلَافٌ فِی الدِّینِ وَ طَعْنُ بَعْضِكُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ یُذِیقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ وَ هُوَ أَنْ یَقْتُلَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ كُلُّ هَذَا فِی أَهْلِ الْقِبْلَةِ.

«5»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ ثَعْلَبَةَ بْنَ مَیْمُونٍ حَدَّثَنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ زَیْدٍ الْعَمِّیِّ- عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ یَقُومُ قَائِمُنَا لِمُوَافَاةِ النَّاسِ سَنَةً قَالَ یَقُومُ الْقَائِمُ بِلَا سُفْیَانِیٍّ إِنَّ أَمْرَ الْقَائِمِ حَتْمٌ مِنَ اللَّهِ وَ أَمْرُ السُّفْیَانِیِّ حَتْمٌ مِنَ اللَّهِ وَ لَا یَكُونُ قَائِمٌ إِلَّا بِسُفْیَانِیٍّ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَیَكُونُ فِی هَذِهِ السَّنَةِ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ یَكُونُ فِی الَّتِی یَلِیهَا قَالَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ.

«6»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ قَتْلٌ بُیُوحٌ قُلْتُ وَ مَا الْبُیُوحُ قَالَ دَائِمٌ لَا یَفْتُرُ.

بیان: قال الفیروزآبادی البوح بالضم الاختلاط فی الأمر و باح ظهر و بسره بوحا و بؤوحا أظهره و هو بؤوح بما فی صدره و استباحهم استأصلهم و سیأتی تفسیر آخر للبیوح (2).

«7»- ب، [قرب الإسناد] بِالْإِسْنَادِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: یَزْعُمُ ابْنُ أَبِی حَمْزَةَ أَنَّ جَعْفَراً زَعَمَ أَنَّ أَبِی الْقَائِمُ وَ مَا عَلِمَ جَعْفَرٌ بِمَا یَحْدُثُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَحْكِی لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَ (3) وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَرْبَعَةُ أَحْدَاثٍ تَكُونُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ تَدُلُّ عَلَی خُرُوجِهِ مِنْهَا أَحْدَاثٌ قَدْ مَضَی مِنْهَا ثَلَاثَةٌ وَ بَقِیَ وَاحِدٌ قُلْنَا جُعِلْنَا فِدَاكَ وَ مَا مَضَی مِنْهَا قَالَ رَجَبٌ خُلِعَ فِیهِ صَاحِبُ خُرَاسَانَ وَ رَجَبٌ وَثَبَ فِیهِ عَلَی ابْنِ زُبَیْدَةَ وَ رَجَبٌ یَخْرُجُ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِالْكُوفَةِ قُلْنَا لَهُ فَالرَّجَبُ الرَّابِعُ

ص: 182


1- 1. الأنعام: 65.
2- 2. سیجی ء انه الیوم الشدید الحرّ تحت الرقم 112.
3- 3. الأحقاف: 9.

مُتَّصِلٌ بِهِ قَالَ هَكَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ.

بیان: أی أجمل أبو جعفر علیه السلام و لم یبین اتصاله و خلع صاحب خراسان كأنه إشارة إلی خلع الأمین المأمون عن الخلافة و أمره بمحو اسمه عن الدراهم و الخطب و الثانی إشارة إلی خلع محمد الأمین و الثالث إشارة إلی ظهور محمد بن إبراهیم بن إسماعیل

بن إبراهیم بن الحسن بن الحسن علیه السلام المعروف بابن طباطبا بالكوفة لعشر خلون من جمادی الآخرة فی قریب من مائتین من الهجرة.

و یحتمل أن یكون المراد بقوله هكذا قال أبو جعفر علیه السلام تصدیق اتصال الرابع بالثالث فیكون الرابع إشارة إلی دخوله علیه السلام خراسان فإنه كان بعد خروج محمد بن إبراهیم بسنة تقریبا و لا یبعد أن یكون دخوله علیه السلام خراسان فی رجب.

«8»- ب، [قرب الإسناد] بِالْإِسْنَادِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قُرْبِ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَكَاهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ أَوَّلُ عَلَامَاتِ الْفَرَجِ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ فِی سَنَةِ سِتٍّ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ تَخْلَعُ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ فِی سَنَةِ سَبْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ یَكُونُ الْفَنَاءُ وَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ یَكُونُ الْجَلَاءُ فَقَالَ أَ مَا تَرَی بَنِی هَاشِمٍ قَدِ انْقَلَعُوا بِأَهْلِیهِمْ وَ أَوْلَادِهِمْ فَقُلْتُ لَهُمُ الْجَلَاءُ قَالَ وَ غَیْرُهُمْ وَ فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ یَكْشِفُ اللَّهُ الْبَلَاءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ فِی سَنَةِ مِائَتَیْنِ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ فَقُلْنَا لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ أَخْبِرْنَا بِمَا یَكُونُ فِی سَنَةِ الْمِائَتَیْنِ قَالَ لَوْ أَخْبَرْتُ أَحَداً لَأَخْبَرْتُكُمْ وَ لَقَدْ خُبِّرْتُ بِمَكَانِكُمْ فَمَا كَانَ هَذَا مِنْ رَأْیٍ أَنْ یَظْهَرَ هَذَا مِنِّی إِلَیْكُمْ وَ لَكِنْ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِظْهَارَ شَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ لَمْ یَقْدِرِ الْعِبَادُ عَلَی سَتْرِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّكَ قُلْتَ لِی فِی عَامِنَا الْأَوَّلِ حَكَیْتَ عَنْ أَبِیكَ أَنَّ انْقِضَاءَ مُلْكِ آلِ فُلَانٍ عَلَی رَأْسِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لَیْسَ لِبَنِی فُلَانٍ سُلْطَانٌ بَعْدَهُمَا قَالَ قَدْ قُلْتُ ذَاكَ لَكَ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِذَا انْقَضَی مُلْكُهُمْ یَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ یَسْتَقِیمُ عَلَیْهِ الْأَمْرُ قَالَ لَا قُلْتُ یَكُونُ مَا ذَا قَالَ یَكُونُ الَّذِی تَقُولُ أَنْتَ

ص: 183

وَ أَصْحَابُكَ قُلْتُ تَعْنِی خُرُوجَ السُّفْیَانِیِّ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ فَقِیَامَ الْقَائِمِ قَالَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ قُلْتُ فَأَنْتَ هُوَ قَالَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ قَالَ إِنَّ قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ عَلَامَاتٍ حَدَثٌ یَكُونُ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ قُلْتُ مَا الْحَدَثُ قَالَ عَضْبَةٌ تَكُونُ (1) وَ یَقْتُلُ فُلَانٌ مِنْ آلِ فُلَانٍ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا.

بیان: قوله أول علامات الفرج إشارة إلی وقوع الخلاف بین الأمین و المأمون و خلع الأمین المأمون عن الخلافة لأن هذا كان ابتداء تزلزل أمر بنی العباس و فی سنة ست و تسعین و مائة اشتد النزاع و قام الحرب بینهما و فی السنة التی بعده كان فناء كثیر من جندهم و فیما بعده كان قتل الأمین و إجلاء أكثر بنی العباس.

و ذكر بنی هاشم كان للتوریة و التقیة و لذا قال علیه السلام و غیرهم و فی سنة تسع و تسعین كشف اللّٰه البلاء عن أهل البیت علیهم السلام لخذلان معاندیهم و كتب المأمون إلیه علیه السلام یستمد منه و یستحضره.

و قوله و فی سنة مائتین یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ إشارة إلی شدة تعظیم المأمون له و طلبه و فی السنة التی بعده أعنی سنة إحدی و مائتین دخل خراسان و فی شهر رمضان عقد مأمون له البیعة.

قوله علیه السلام و لقد خبرت بمكانكم أی بمجیئكم فی هذا الوقت و سؤالكم منی هذا السؤال و المعنی أنی عالم بما یكون من الحوادث لكن لیست المصلحة فی إظهارها لكم.

و قوله علیه السلام و یقتل فلان إشارة إلی بعض الحوادث التی وقعت علی بنی العباس فی أواخر دولتهم أو إلی انقراضهم فی زمن هلاكوخان.

«9»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ:

ص: 184


1- 1. العضب: القطع و یقال: سیف عضب: أی قاطع و یقال« ما له عضبه اللّٰه» دعاء علیه بقطع یدیه و رجلیه، و عضب فلانا بلسانه: تناوله بلسانه و شتمه و بالعصا: ضربه و بالرمح طعنه. فالمراد من العضبة: الهلاك و الاستئصال.

قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلَغَنَا أَنَّ لِآلِ جَعْفَرٍ رَایَةً وَ لِآلِ الْعَبَّاسِ رَایَتَیْنِ فَهَلِ انْتَهَی إِلَیْكَ مِنْ عِلْمِ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ أَمَّا آلُ جَعْفَرٍ فَلَیْسَ بِشَیْ ءٍ وَ لَا إِلَی شَیْ ءٍ وَ أَمَّا آلُ الْعَبَّاسِ فَإِنَّ لَهُمْ مُلْكاً مُبْطِئاً یُقَرِّبُونَ فِیهِ الْبَعِیدَ وَ یُبَاعِدُونَ فِیهِ الْقَرِیبَ وَ سُلْطَانُهُمْ عَسِیرٌ لَیْسَ فِیهِ یَسِیرٌ حَتَّی إِذَا أَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ وَ أَمِنُوا عِقَابَهُ صِیحَ فِیهِمْ صَیْحَةٌ لَا یَبْقَی لَهُمْ مُنَادٍ یَجْمَعُهُمْ وَ لَا یُسْمِعُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ (1) الْآیَةَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُوَقَّتْ لَنَا فِیهِ وَقْتٌ وَ لَكِنْ إِذَا حَدَّثْنَاكُمْ بِشَیْ ءٍ فَكَانَ كَمَا نَقُولُ فَقُولُوا صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ إِنْ كَانَ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَقُولُوا صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ تُؤْجَرُوا مَرَّتَیْنِ وَ لَكِنْ إِذَا اشْتَدَّتِ الْحَاجَةُ وَ الْفَاقَةُ وَ أَنْكَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَقَّعُوا هَذَا الْأَمْرَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْحَاجَةُ وَ الْفَاقَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا إِنْكَارُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَالَ یَأْتِی الرَّجُلُ أَخَاهُ فِی حَاجَةٍ فَیَلْقَاهُ بِغَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی كَانَ یَلْقَاهُ فِیهِ وَ یُكَلِّمُهُ بِغَیْرِ الْكَلَامِ الَّذِی كَانَ یُكَلِّمُهُ (2).

«10»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَیاتاً یَعْنِی لَیْلًا أَوْ نَهاراً ما ذا یَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (3) فَهَذَا عَذَابٌ یَنْزِلُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ عَلَی فَسَقَةِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَ هُمْ یَجْحَدُونَ نُزُولَ الْعَذَابِ عَلَیْهِمْ.

«11»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ (4) قَالَ مِنَ الصَّوْتِ وَ ذَلِكَ الصَّوْتُ مِنَ السَّمَاءِ وَ قَوْلِهِ

ص: 185


1- 1. یونس: 24.
2- 2. و سیجی ء تحت الرقم 126 و 157 ما یكون كالشرح و التفصیل لألفاظ هذا الحدیث و معناه.
3- 3. یونس: 50.
4- 4. السبأ: 51.

وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ قَالَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمْ خُسِفَ بِهِمْ.

بیان: قال البیضاوی وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا عند الموت أو البعث أو یوم بدر و جواب لو محذوف لرأیت أمرا فظیعا فَلا فَوْتَ فلا یفوتون اللّٰه بهرب و لا تحصن وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ من ظهر الأرض إلی بطنها أو من الموقف إلی النار أو من صحراء بدر إلی القلیب وَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ و من أین لهم أن یتناولوا الإیمان تناولا سهلا.

أقول: قال صاحب الكشاف روی عن ابن عباس أنها نزلت فی خسف البیداء

وَ قَالَ الشَّیْخُ أَمِینُ الدِّینِ الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام یَقُولَانِ: هُوَ جَیْشُ الْبَیْدَاءِ یُؤْخَذُونَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمْ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ أَنَّهُمَا سَمِعَا مُهَاجِراً الْمَكِّیَّ یَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَعُوذُ عَائِذٌ بِالْبَیْتِ فَیُبْعَثُ إِلَیْهِ جَیْشٌ حَتَّی إِذَا كَانُوا بِالْبَیْدَاءِ بَیْدَاءِ الْمَدِینَةِ خُسِفَ بِهِمْ.

وَ رُوِیَ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ: أَنَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَرَ فِتْنَةً تَكُونُ بَیْنَ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قَالَ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ یَخْرُجُ عَلَیْهِمُ السُّفْیَانِیُّ مِنَ الْوَادِی الْیَابِسِ فِی فَوْرِ ذَلِكَ حَتَّی یَنْزِلَ دِمَشْقَ فَیَبْعَثُ جَیْشَیْنِ جَیْشاً إِلَی الْمَشْرِقِ وَ آخَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ حَتَّی یَنْزِلُوا بِأَرْضِ بَابِلَ مِنَ الْمَدِینَةِ الْمَلْعُونَةِ یَعْنِی بَغْدَادَ فَیَقْتُلُونَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافٍ وَ یَفْضَحُونَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ امْرَأَةٍ وَ یَقْتُلُونَ بِهَا ثَلَاثَمِائَةِ كَبْشٍ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ ثُمَّ یَنْحَدِرُونَ إِلَی الْكُوفَةِ فَیُخَرِّبُونَ مَا حَوْلَهَا ثُمَّ یَخْرُجُونَ مُتَوَجِّهِینَ إِلَی الشَّامِ فَتَخْرُجُ رَایَةُ هُدًی مِنَ الْكُوفَةِ فَتَلْحَقُ ذَلِكَ الْجَیْشَ فَیَقْتُلُونَهُمْ لَا یُفْلِتُ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ وَ یَسْتَنْقِذُونَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مِنَ السَّبْیِ وَ الْغَنَائِمِ وَ یَحُلُّ الْجَیْشُ الثَّانِی بِالْمَدِینَةِ فَیَنْتَهِبُونَهَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ بِلَیَالِیهَا ثُمَّ یَخْرُجُونَ مُتَوَجِّهِینَ إِلَی مَكَّةَ حَتَّی إِذَا كَانُوا بِالْبَیْدَاءِ بَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ

ص: 186

فَیَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ اذْهَبْ فَأَبِدْهُمْ فَیَضْرِبُهَا بِرِجْلِهِ ضَرْبَةً یَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ عِنْدَهَا وَ لَا یُفْلِتُ مِنْهَا إِلَّا رَجُلَانِ مِنْ جُهَیْنَةَ فَلِذَلِكَ جَاءَ الْقَوْلُ وَ عِنْدَ جُهَیْنَةَ الْخَبَرُ الْیَقِینُ-(1) فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا إِلَی آخِرِهَا أَوْرَدَهُ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ.

و روی أصحابنا فی أحادیث المهدی علیه السلام عن أبی عبد اللّٰه و أبی جعفر علیهما السلام: مثله.

و قالوا أی و یقولون فی ذلك الوقت و هو یوم القیامة أو عند رؤیة البأس أو عند الخسف فی حدیث السفیانی آمنا به و أنی لهم التناوش أی و من أین لهم الانتفاع بهذا الإیمان الذی ألجئوا إلیه بیّن سبحانه أنهم لا ینالون به نفعا كما لا ینال أحد التناوش من مكان بعید(2).

«12»- فس، [تفسیر القمی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ قَالَ إِنَّهُمْ طَلَبُوا الْمَهْدِیَّ علیه السلام مِنْ حَیْثُ لَا یُنَالُ وَ قَدْ كَانَ لَهُمْ مَبْذُولًا مِنْ حَیْثُ یُنَالُ.

بیان: قوله من حیث لا ینال أی بعد سقوط التكلیف و ظهور آثار القیامة أو بعد الموت أو عند الخسف و الأخیر أظهر من جهة الخبر.

«13»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ

ص: 187


1- 1. قال الفیروزآبادی:« و عند جفینة الخبر الیقین» هو اسم خمار. و لا تقل جهینة أوقد یقال: لان حصین بن عمرو بن معاویة بن عمرو بن كلاب خرج و معه رجل من بنی جهینة یقال له: الأخنس. فنزلا منزلا فقام الجهنیّ الی الكلابی فقتله، و أخذ ماله و كانت صخرة بنت عمرو بن معاویة تبكیه فی المواسم فقال الأخنس فی اشعار له: تسائل عن حصین كلّ ركب و عند جهینة الخبر الیقین أقول: تری تفصیل ذلك فی الامثال للمیدانی ج 2 ص 3. فراجع.
2- 2. راجع مجمع البیان ج 8 ص 397 و 398.

عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: یَخْرُجُ الْقَائِمُ فَیَسِیرُ حَتَّی یَمُرَّ بِمُرٍّ فَیَبْلُغُهُ أَنَّ عَامِلَهُ قَدْ قُتِلَ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ لَا یَزِیدُ عَلَی ذَلِكَ شَیْئاً ثُمَّ یَنْطَلِقُ فَیَدْعُو النَّاسَ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْبَیْدَاءِ فَیَخْرُجُ جَیْشَانِ لِلسُّفْیَانِیِّ فَیَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْأَرْضَ أَنْ تَأْخُذَ بِأَقْدَامِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ یَعْنِی بِقِیَامِ الْقَائِمِ-(1) وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ یَعْنِی بِقِیَامِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ یَقْذِفُونَ بِالْغَیْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ إِلَی قَوْلِهِ فِی شَكٍّ مُرِیبٍ.

«14»- فس، [تفسیر القمی]: سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (2) قَالَ سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ مَعْنَی هَذَا فَقَالَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْمَغْرِبِ وَ مَلَكٌ یَسُوقُهَا مِنْ خَلْفِهَا حَتَّی یَأْتِیَ مِنْ جِهَةِ دَارِ بَنِی سَعْدِ بْنِ هَمَّامٍ عِنْدَ مَسْجِدِهِمْ فَلَا تَدَعُ دَاراً لِبَنِی أُمَیَّةَ إِلَّا أَحْرَقَتْهَا وَ أَهْلَهَا وَ لَا تَدَعُ دَاراً فِیهَا وَتْرٌ لِآلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهَا وَ ذَلِكَ الْمَهْدِیُّ علیه السلام.

بیان: أی (3)

من علاماته أو عند ظهوره علیه السلام.

«15»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ أَبِی الْحُصَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ عَنِ السَّاعَةِ فَقَالَ عِنْدَ إِیمَانٍ بِالنُّجُومِ وَ تَكْذِیبٍ بِالْقَدَرِ.

«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْكَشِّیِّ عَنْ حَمْدَوَیْهِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُكَیْرٍ یَرْوِی حَدِیثاً وَ یَتَأَوَّلُهُ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ أَعْرِضَهُ عَلَیْكَ فَقَالَ مَا ذَاكَ الْحَدِیثُ قُلْتُ قَالَ ابْنُ بُكَیْرٍ حَدَّثَنِی عُبَیْدُ بْنُ زُرَارَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّامَ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 188


1- 1. بعده: و انی لهم التناوش من مكان بعید الآیة فی سبأ: 51 و 52.
2- 2. المعارج: 1.
3- 3. یفسر رحمه اللّٰه معنی قوله علیه السلام« و ذلك المهدی».

بْنِ الْحَسَنِ (1)

إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ خَرَجَ وَ أَجَابَهُ النَّاسُ فَمَا تَقُولُ فِی الْخُرُوجِ مَعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اسْكُنْ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا فَلَمْ یَكُنْ خُرُوجٌ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ فَمَا مِنْ قَائِمٍ وَ مَا مِنْ خُرُوجٍ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ صَدَقَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَیْسَ الْأَمْرُ عَلَی مَا تَأَوَّلَهُ ابْنُ بُكَیْرٍ إِنَّمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اسْكُنْ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ مِنَ النِّدَاءِ وَ الْأَرْضُ مِنَ الْخَسْفِ بِالْجَیْشِ.

«17»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثٌ كَانَ یَرْوِیهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ فَقَالَ لِی وَ مَا هُوَ قَالَ قُلْتُ لَهُ رُوِیَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ أَنَّهُ لَقِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَ فِیهَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ-(2) فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا قَدْ آلَفَ الْكَلَامَ وَ سَارَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَمَا الَّذِی تَأْمُرُ بِهِ فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ قَالَ وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ عُبَیْدُ بْنُ زُرَارَةَ صَادِقاً فَمَا مِنْ خُرُوجٍ وَ مَا مِنْ قَائِمٍ قَالَ فَقَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام الْحَدِیثُ عَلَی مَا رَوَاهُ عُبَیْدٌ وَ لَیْسَ عَلَی مَا

ص: 189


1- 1. هو محمّد بن عبد اللّٰه المحض بن الحسن المثنی بن الحسن بن علیّ بن أبی طالب قد لقبوه بالمهدی رجاء أن یكون هو المهدی الموعود لما روی علی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله« المهدی رجل من أهل بیتی یواطئ اسمه اسمی و اسم أبیه اسم أبی» كما توهم ذلك فی المهدی العباسیّ و قد مر تحقیق ذلك فی ج 51 ص 86 فراجع. و محمّد هذا خرج فی أیام المنصور، و بعد ما قتل لقبوه بالنفس الزكیة.
2- 2. هو أخو محمّد الملقب بالنفس الزكیة خرج بعد أخیه و قتل بباخمری. و تری الحدیث فی المصدر ص 266. و الذی بعده ص 346.

تَأَوَّلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ إِنَّمَا عَنَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِقَوْلِهِ مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ مِنَ النِّدَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِكَ وَ مَا سَكَنَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْخَسْفِ بِالْجَیْشِ.

«18»- مع، [معانی الأخبار] ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سَالِمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّا وَ آلَ أَبِی سُفْیَانَ أَهْلُ بَیْتَیْنِ تَعَادَیْنَا فِی اللَّهِ قُلْنَا صَدَقَ اللَّهُ وَ قَالُوا كَذَبَ اللَّهُ قَاتَلَ أَبُو سُفْیَانَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَاتَلَ مُعَاوِیَةُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَاتَلَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ السُّفْیَانِیُّ یُقَاتِلُ الْقَائِمَ علیه السلام.

«19»- یر، [بصائر الدرجات] مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ فَقَالَ لَهُ یَا خُرَاسَانِیُّ تَعْرِفُ وَادِیَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ صَدْعاً فِی الْوَادِی مِنْ صِفَتِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ مِنْ ذَلِكَ یَخْرُجُ الدَّجَّالُ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَقَالَ لَهُ یَا یَمَانِیُّ أَ تَعْرِفُ شِعْبَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ شَجَرَةً فِی الشِّعْبِ مِنْ صِفَتِهَا كَذَا وَ كَذَا قَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ صَخْرَةً تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ فَتِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِی حَفِظَتْ أَلْوَاحَ مُوسَی عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

«20»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَأْتِی عَلَی أُمَّتِی زَمَانٌ تَخْبُثُ فِیهِ سَرَائِرُهُمْ وَ تَحْسُنُ فِیهِ عَلَانِیَتُهُمْ طَمَعاً فِی الدُّنْیَا لَا یُرِیدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَكُونُ أَمْرُهُمْ رِیَاءً لَا یُخَالِطُهُ خَوْفٌ یَعُمُّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ فَیَدْعُونَهُ دُعَاءَ الْغَرِیقِ فَلَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ.

«21»- ثو، [ثواب الأعمال] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَأْتِی زَمَانٌ عَلَی أُمَّتِی لَا یَبْقَی مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ لَا مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ یُسَمَّوْنَ بِهِ وَ هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَ هِیَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَی فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ

ص: 190

فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَ إِلَیْهِمْ تَعُودُ.

«22»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُغِیرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ(1).

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن محمد بن المفضل بن إبراهیم عن محمد بن عبد اللّٰه بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب عن جعفر بن محمد علیه السلام: مثله (2).

«23»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ(3).

بیان: قال الجزری فیه إن الإسلام بدأ غریبا و سیعود كما بدأ فطوبی للغرباء أی إنه كان فی أول أمره كالغریب الوحید الذی لا أهل له عنده لقلة المسلمین یومئذ و سیعود غریبا كما كان أی یقل المسلمون فی آخر الزمان فیصیرون كالغرباء فطوبی للغرباء أی الجنة لأولئك المسلمین الذین كانوا فی أول الإسلام و یكونون فی آخره و إنما خصهم بها لصبرهم علی أذی الكفار أولا و آخرا و لزومهم دین الإسلام.

«24»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَزْوِینِیِ (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: الْقَائِمُ مَنْصُورٌ بِالرُّعْبِ مُؤَیَّدٌ بِالنَّصْرِ تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ وَ تَظْهَرُ لَهُ الْكُنُوزُ وَ یَبْلُغُ سُلْطَانُهُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ یُظْهِرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ دِینَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فَلَا یَبْقَی فِی الْأَرْضِ خَرَابٌ إِلَّا عُمِرَ وَ یَنْزِلُ رُوحُ اللَّهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیهما السلام

ص: 191


1- 1. المصدر ج 1 ص 308.
2- 2. المصدر ص 174.
3- 3. المصدر ج 1 ص 308.
4- 4. فی المصدر ج 1 ص 447: إسماعیل بن علی الفزاری. فتحرر.

فَیُصَلِّی خَلْفَهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَتَی یَخْرُجُ قَائِمُكُمْ قَالَ إِذَا تَشَبَّهَ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَ النِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَ اكْتَفَی الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ رَكِبَ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ السُّرُوجَ وَ قُبِلَتْ شَهَادَاتُ الزُّورِ وَ رُدَّتْ شَهَادَاتُ الْعَدْلِ وَ اسْتَخَفَّ النَّاسُ بِالدِّمَاءِ وَ ارْتِكَابِ الزِّنَاءِ وَ أَكْلِ الرِّبَا وَ اتُّقِیَ الْأَشْرَارُ مَخَافَةَ أَلْسِنَتِهِمْ وَ خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ مِنَ الشَّامِ وَ الْیَمَانِیُّ مِنَ الْیَمَنِ وَ خُسِفَ بِالْبَیْدَاءِ وَ قُتِلَ غُلَامٌ مِنَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ وَ جَاءَتْ صَیْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِأَنَّ الْحَقَّ فِیهِ وَ فِی شِیعَتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ خُرُوجُ قَائِمِنَا فَإِذَا خَرَجَ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ أَوَّلُ مَا یَنْطِقُ بِهِ هَذِهِ الْآیَةُ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ثُمَّ یَقُولُ أَنَا بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ إِلَیْهِ الْعِقْدُ وَ هُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ خَرَجَ فَلَا یَبْقَی فِی الْأَرْضِ مَعْبُودٌ دُونَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ صَنَمٍ وَ غَیْرِهِ إِلَّا وَقَعَتْ فِیهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَ وَ ذَلِكَ بَعْدَ غَیْبَةٍ طَوِیلَةٍ لِیَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ یُطِیعُهُ بِالْغَیْبِ وَ یُؤْمِنُ بِهِ.

«25»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَیْنِ قَالَ نَعَمْ إِنَّمَا احْتَجَبَ بِهَاتَیْنِ الْكَلِمَتَیْنِ عِنْدَ سَفْكِ دَمِهِ أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ وَ هُوَ صَاغِرٌ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ بَعَثَهُ اللَّهُ یَهُودِیّاً قِیلَ وَ كَیْفَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ (1).

أقول: قد أوردنا فی باب نص الصادق علی القائم أنه علیه السلام یقتل الدجال (2).

«26»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ أَبِی سَیَّارٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ سَلُونِی أَیُّهَا النَّاسُ قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی ثَلَاثاً فَقَامَ إِلَیْهِ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَقَالَ

ص: 192


1- 1. تراه فی المحاسن ص 90. سواء.
2- 2. راجع ج 51 ص 144 الرقم 8.

یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَتَی یَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام اقْعُدْ فَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ كَلَامَكَ وَ عَلِمَ مَا أَرَدْتَ وَ اللَّهِ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهُ بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَ لَكِنْ لِذَلِكَ عَلَامَاتٌ وَ هَیْئَاتٌ یَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً كَحَذْوِ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِهَا قَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ.

فَقَالَ علیه السلام احْفَظْ فَإِنَّ عَلَامَةَ ذَلِكَ إِذَا أَمَاتَ النَّاسُ الصَّلَاةَ وَ أَضَاعُوا الْأَمَانَةَ وَ اسْتَحَلُّوا الْكَذِبَ وَ أَكَلُوا الرِّبَا وَ أَخَذُوا الرِّشَا وَ شَیَّدُوا الْبُنْیَانَ وَ بَاعُوا الدِّینَ بِالدُّنْیَا وَ اسْتَعْمَلُوا السُّفَهَاءَ وَ شَاوَرُوا النِّسَاءَ وَ قَطَّعُوا الْأَرْحَامَ وَ اتَّبَعُوا الْأَهْوَاءَ وَ اسْتَخَفُّوا بِالدِّمَاءِ وَ كَانَ الْحِلْمُ ضَعْفاً وَ الظُّلْمُ فَخْراً وَ كَانَتِ الْأُمَرَاءُ فَجَرَةً وَ الْوُزَرَاءُ ظَلَمَةً وَ الْعُرَفَاءُ خَوَنَةً وَ الْقُرَّاءُ فَسَقَةً وَ ظَهَرَتْ شَهَادَاتُ الزُّورِ وَ اسْتَعْلَنَ الْفُجُورُ وَ قَوْلُ الْبُهْتَانِ وَ الْإِثْمُ وَ الطُّغْیَانُ وَ حُلِّیَتِ الْمَصَاحِفُ وَ زُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ وَ طُوِّلَتِ الْمَنَارُ وَ أُكْرِمَ الْأَشْرَارُ وَ ازْدَحَمَتِ الصُّفُوفُ وَ اخْتَلَفَتِ الْأَهْوَاءُ وَ نُقِضَتِ الْعُقُودُ وَ اقْتَرَبَ الْمَوْعُودُ وَ شَارَكَ النِّسَاءُ أَزْوَاجَهُنَّ فِی التِّجَارَةِ حِرْصاً عَلَی الدُّنْیَا وَ عَلَتْ أَصْوَاتُ الْفُسَّاقِ وَ اسْتُمِعَ مِنْهُمْ وَ كَانَ زَعِیمُ الْقَوْمِ أَرْذَلَهُمْ وَ اتُّقِیَ الْفَاجِرُ مَخَافَةَ شَرِّهِ وَ صُدِّقَ الْكَاذِبُ وَ اؤْتُمِنَ الْخَائِنُ وَ اتُّخِذَتِ الْقِیَانُ وَ الْمَعَازِفُ وَ لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا وَ رَكِبَ ذَوَاتُ الْفُرُوجِ السُّرُوجَ وَ تَشَبَّهَ النِّسَاءُ بِالرِّجَالِ وَ الرِّجَالُ بِالنِّسَاءِ وَ شَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسْتَشْهَدَ وَ شَهِدَ الْآخَرُ قَضَاءً لِذِمَامٍ بِغَیْرِ حَقٍّ عَرَفَهُ وَ تُفُقِّهَ لِغَیْرِ الدِّینِ وَ آثَرُوا عَمَلَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ وَ لَبِسُوا جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَی قُلُوبِ الذِّئَابِ وَ قُلُوبُهُمْ أَنْتَنُ مِنَ الْجِیَفِ وَ أَمَرُّ مِنَ الصَّبِرِ فَعِنْدَ ذَلِكَ الْوَحَا الْوَحَا الْعَجَلَ الْعَجَلَ خَیْرُ الْمَسَاكِنِ یَوْمَئِذٍ بَیْتُ الْمَقْدِسِ لَیَأْتِیَنَّ عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَتَمَنَّی أَحَدُهُمْ أَنَّهُ مِنْ سُكَّانِهِ فَقَامَ إِلَیْهِ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنِ الدَّجَّالُ فَقَالَ أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ صَائِدُ بْنُ الصَّیْدِ(1)

فَالشَّقِیُّ مَنْ صَدَّقَهُ وَ السَّعِیدُ مَنْ كَذَّبَهُ یَخْرُجُ

ص: 193


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 207: صائد بن الصائد. و لعلّ الصحیح« صائد. أو ابن الصائد» فان الرجل غیر منسوب. قال الفیروزآبادی،« و ابن صائد أو صیاد الذی كان یظن انه الدجال».

مِنْ بَلْدَةٍ یُقَالُ لَهَا أَصْبَهَانُ مِنْ قَرْیَةٍ تُعْرَفُ بِالْیَهُودِیَّةِ عَیْنُهُ الْیُمْنَی مَمْسُوحَةٌ وَ الْأُخْرَی فِی جَبْهَتِهِ تُضِی ءُ كَأَنَّهَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِیهَا عَلَقَةٌ كَأَنَّهَا مَمْزُوجَةٌ بِالدَّمِ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ یَقْرَأْهُ كُلُّ كَاتِبٍ وَ أُمِّیٍّ یَخُوضُ الْبِحَارَ وَ تَسِیرُ مَعَهُ الشَّمْسُ بَیْنَ یَدَیْهِ جَبَلٌ مِنْ دُخَانٍ وَ خَلْفَهُ جَبَلٌ أَبْیَضُ یَرَی النَّاسُ أَنَّهُ طَعَامٌ یَخْرُجُ فِی قَحْطٍ شَدِیدٍ تَحْتَهُ حِمَارٌ أَقْمَرُ(1)

خُطْوَةُ حِمَارِهِ مِیلٌ تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ مَنْهَلًا مَنْهَلًا وَ لَا یَمُرُّ بِمَاءٍ إِلَّا غَارَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یُنَادِی بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَسْمَعُ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الشَّیَاطِینِ یَقُولُ إِلَیَّ أَوْلِیَائِی أَنَا الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّی وَ قَدَّرَ فَهَدی أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلی وَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ إِنَّهُ الْأَعْوَرُ یَطْعَمُ الطَّعَامَ وَ یَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ بِأَعْوَرَ وَ لَا یَطْعَمُ وَ لَا یَمْشِی وَ لَا یَزُولُ تَعَالَی اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِیراً أَلَا وَ إِنَّ أَكْثَرَ أَشْیَاعِهِ یَوْمَئِذٍ أَوْلَادُ الزِّنَا وَ أَصْحَابُ الطَّیَالِسَةِ الْخُضْرِ یَقْتُلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالشَّامِ عَلَی عَقَبَةٍ تُعْرَفُ بِعَقَبَةِ أَفِیقٍ لِثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْ یَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَی یَدَیْ مَنْ یُصَلِّی الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ خَلْفَهُ أَلَا إِنَّ بَعْدَ ذَلِكَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَی قُلْنَا وَ مَا ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ خُرُوجُ دَابَّةٍ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ عِنْدِ الصَّفَا مَعَهَا خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ عَصَا مُوسَی تَضَعُ الْخَاتَمَ عَلَی وَجْهِ كُلِّ مُؤْمِنٍ فَیُطْبَعُ فِیهِ هَذَا مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ تَضَعُهُ عَلَی وَجْهِ كُلِّ كَافِرٍ فَیُكْتَبُ فِیهِ هَذَا كَافِرٌ حَقّاً حَتَّی إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَیُنَادِی الْوَیْلُ لَكَ یَا كَافِرُ وَ إِنَّ الْكَافِرَ یُنَادِی طُوبَی لَكَ یَا مُؤْمِنُ وَدِدْتُ أَنِّی الْیَوْمَ مِثْلُكَ فَأَفُوزَ فَوْزاً ثُمَّ تَرْفَعُ الدَّابَّةُ رَأْسَهَا فَیَرَاهَا مَنْ بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ تُرْفَعُ التَّوْبَةُ فَلَا تَوْبَةٌ تُقْبَلُ وَ لَا عَمَلٌ یُرْفَعُ وَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً

ص: 194


1- 1. فی المصدر:« حمار أبیض» و كلاهما بمعنی.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَا تَسْأَلُونِی عَمَّا یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ عَهِدَ إِلَیَّ حَبِیبِی علیه السلام أَنْ لَا أُخْبِرَ بِهِ غَیْرَ عِتْرَتِی فَقَالَ النَّزَّالُ بْنُ سَبْرَةَ لِصَعْصَعَةَ مَا عَنَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِهَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ صَعْصَعَةُ یَا ابْنَ سَبْرَةَ إِنَّ الَّذِی یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ هُوَ الثَّانِیَ عَشَرَ مِنَ الْعِتْرَةِ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ هُوَ الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ مِنْ مَغْرِبِهَا یَظْهَرُ عِنْدَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یُطَهِّرُ الْأَرْضَ وَ یَضَعُ مِیزَانَ الْعَدْلِ فَلَا یَظْلِمُ أَحَدٌ أَحَداً فَأَخْبَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ حَبِیبَهُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهِدَ إِلَیْهِ أَلَّا یُخْبِرَ بِمَا یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ غَیْرَ عِتْرَتِهِ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ.

ك، [إكمال الدین] محمد بن عمرو بن عثمان العقیلی عن محمد بن جعفر بن المظفر و عبد اللّٰه بن محمد بن عبد الرحمن و عبد اللّٰه بن محمد بن موسی جمیعا و محمد بن عبد اللّٰه بن صبیح (1)

جمیعا عن أحمد بن المثنی الموصلی عن عبد الأعلی عن أیوب عن نافع عن ابن عمر عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله: مثله سواء.

توضیح: قال الجزری العرفاء جمع عریف و هو القیم بأمور القبیلة أو الجماعة من الناس یلی أمورهم و یعترف الأمیر منه أحوالهم فعیل بمعنی فاعل و الزعیم سید القوم و رئیسهم أو المتكلم عنهم و القینة الأمة المغنیة و المعازف الملاهی كالعود و الطنبور و الذمام بالكسر الحق و الحرمة.

و قال الفیروزآبادی القمرة بالضم لون إلی الخضرة أو بیاض فیه كدرة حمار أقمر و أتان قمراء قوله لعنه اللّٰه إلی أولیائی أی أسرعوا إلی یا أولیائی.

و فسر السیوطی و غیره الطیلسان بأنه شبه الأردیة یوضع علی الرأس و الكتفین و الظهر و قال ابن الأثیر فی شرح مسند الشافعی الطیلسان یكون علی الرأس و الأكتاف و قال الفیروزآبادی الأفیق قریة بین حوران و الغور و منه عقبة أفیق.

«27»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مَشَایِخِهِ عَنْ أَبِی یَعْلَی الْمَوْصِلِیِ

ص: 195


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 208 محمّد بن عبد اللّٰه وضیع الجوهریّ. فتحرر.

عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی ذَاتَ یَوْمٍ بِأَصْحَابِهِ الْفَجْرَ ثُمَّ قَامَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَتَی بَابَ دَارٍ بِالْمَدِینَةِ فَطَرَقَ الْبَابَ فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ مَا تُرِیدُ یَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ اسْتَأْذِنِی لِی عَلَی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ یَا أَبَا الْقَاسِمِ وَ مَا تَصْنَعُ بِعَبْدِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَجْهُودٌ فِی عَقْلِهِ یُحْدِثُ فِی ثَوْبِهِ وَ إِنَّهُ لَیُرَاوِدُنِی عَلَی الْأَمْرِ الْعَظِیمِ فَقَالَ اسْتَأْذِنِی لِی عَلَیْهِ فَقَالَتْ أَ عَلَی ذِمَّتِكَ قَالَ نَعَمْ قال [فَقَالَتِ] ادْخُلْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ فِی قَطِیفَةٍ یُهَیْنِمُ فِیهَا فَقَالَتْ أُمُّهُ اسْكُتْ وَ اجْلِسْ هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ أَتَاكَ فَسَكَتَ وَ جَلَسَ فَقَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَهَا لَعَنَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْنِی لَأَخْبَرْتُكُمْ أَ هُوَ هُوَ ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَرَی قَالَ أَرَی حَقّاً وَ بَاطِلًا وَ أَرَی عَرْشاً عَلَی الْمَاءِ فَقَالَ اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ بَلْ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَمَا جَعَلَكَ اللَّهُ بِذَلِكَ أَحَقَّ مِنِّی فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی صَلَّی علیه السلام بِأَصْحَابِهِ الْفَجْرَ ثُمَّ نَهَضَ فَنَهَضُوا مَعَهُ حَتَّی طَرَقَ الْبَابَ فَقَالَتْ أُمُّهُ ادْخُلْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ فِی نَخْلَةٍ یُغَرِّدُ فِیهَا فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ اسْكُتْ وَ انْزِلْ هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ أَتَاكَ فَسَكَتَ فَقَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَهَا لَعَنَهَا اللَّهُ لَوْ تَرَكَتْنِی لَأَخْبَرْتُكُمْ أَ هُوَ هُوَ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ صَلَّی علیه السلام بِأَصْحَابِهِ الْفَجْرَ ثُمَّ نَهَضَ فَنَهَضُوا مَعَهُ حَتَّی أَتَی ذَلِكَ الْمَكَانَ فَإِذَا هُوَ فِی غَنَمٍ یَنْعِقُ بِهَا فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ اسْكُتْ وَ اجْلِسْ هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ أَتَاكَ وَ قَدْ كَانَتْ نَزَلَتْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ آیَاتٌ مِنْ سُورَةِ الدُّخَانِ فَقَرَأَهَا بِهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صَلَاةِ الْغَدَاةِ ثُمَّ قَالَ اشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ بَلْ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ وَ مَا جَعَلَكَ اللَّهُ بِذَلِكَ أَحَقَّ مِنِّی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خِبَاءً فَقَالَ الدَّخُّ الدَّخُ (1)

فَقَالَ

ص: 196


1- 1. فی مشكاة المصابیح ص 478 و سنن أبی داود ج 2 ص 434: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله انی خبأت لك خبیئا- و خبأ له:« یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ»- فقال. هو الدخ، و الدخ بالضم و الفتح: الدخان و نقل الشرتونی فی ذیل أقرب الموارد عن التاج أنه فسر الدخ بنبت یكون فی البساتین و قال و به فسر حدیث ابن الصیاد و فسره الحاكم بالجماع، و وهموه.

النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اخْسَأْ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ وَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ وَ لَنْ تَنَالَ إِلَّا مَا قُدِّرَ لَكَ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَیُّهَا النَّاسُ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَخَّرَهُ إِلَی یَوْمِكُمْ هَذَا فَمَهْمَا تَشَابَهَ عَلَیْكُمْ مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَیْسَ بِأَعْوَرَ إِنَّهُ یَخْرُجُ عَلَی حِمَارٍ عَرْضُ مَا بَیْنَ أُذُنَیْهِ مِیلٌ یَخْرُجُ وَ مَعَهُ جَنَّةٌ وَ نَارٌ وَ جَبَلٌ مِنْ خُبْزٍ وَ نَهَرٌ مِنْ مَاءٍ أَكْثَرُ أَتْبَاعِهِ الْیَهُودُ وَ النِّسَاءُ وَ الْأَعْرَابُ یَدْخُلُ آفَاقَ الْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَّا مَكَّةَ وَ لَابَتَیْهَا وَ الْمَدِینَةَ وَ لَابَتَیْهَا(1).

بیان: قولها إنه لمجهود فی عقله أی أصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط یقال جهد المرض فلانا هزله و كأن مراودته إیاها كان لإظهار دعوی الألوهیة أو النبوة و لذا كانت تأبی عن أن یراه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الهینمة الصوت الخفی و فی أخبار العامة(2) یهمهم قوله أ هو هو أی أ ما تقولون بألوهیة إله أم لا(3).

أَقُولُ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْفَرَّاءُ فِی شَرْحِ السُّنَّةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: أَنَّ فِی هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَرَی قَالَ أَرَی عَرْشاً عَلَی الْمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَرَی عَرْشَ إِبْلِیسَ عَلَی الْبَحْرِ فَقَالَ مَا تَرَی قَالَ أَرَی صَادِقِینَ وَ كَاذِباً أَوْ كَاذِبِینَ وَ صَادِقاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لُبِسَ عَلَیْهِ دَعُوهُ.

و یقال غَرِدَ الطائر كفرح و غَرَّدَ تغریدا و أَغْرَدَ و تَغَرَّدَ رفع صوته و طرب به قوله قد خبأت لك خباء أی أضمرت لك شیئا أخبرنی به قال

ص: 197


1- 1. راجع المصدر ص 209.
2- 2. كما فی المصدر المطبوع( ط- الإسلامیة) ج 2 ص 209.
3- 3. لم نعرف له معنی محصلا.

الجزری فیه إنه قال لابن صیاد خبأت لك خبیئا قال هو الدخ الدخ بضم الدال و فتحها الدخان قال عند رواق البیت یغشی الدخان و فسر الحدیث أنه أراد بذلك یَوْمَ تَأْتِی السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِینٍ و قیل إن الدجال یقتله عیسی بجبل الدخان فیحتمل أن یكون المراد تعریضا بقتله لأن ابن الصیاد كان یظن أنه الدجال.

قوله صلی اللّٰه علیه و آله: اخسأ یقال خسأت الكلب أی طردته و أبعدته قوله فإنك لن تعدو أجلك قال فی شرح السنة.

قال الخطابی یحتمل وجهین أحدهما أنه لا یبلغ قدره أن یطالع الغیب من قبل الوحی الذی یوحی به إلی الأنبیاء و لا من قبل الإلهام الذی یلقی فی روع الأولیاء(1) و إنما كان الذی جری علی لسانه شیئا ألقاه الشیطان حین سمع النبی صلی اللّٰه علیه و آله یراجع به أصحابه قبل دخوله النخل.

و الآخر أنك لن تسبق قدر اللّٰه فیك و فی أمرك.

و قال أبو سلیمان و الذی عندی أن هذه القصة إنما جرت أیام مهادنة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله الیهود و حلفاءهم و كان ابن الصیاد منهم أو دخیلا فی جملتهم (2) و كان یبلغ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله خبره و ما یدعیه من الكهانة فامتحنه بذلك فلما

ص: 198


1- 1. الروع: القلب. و منه قوله صلّی اللّٰه علیه و آله« ان روح القدس نفث فی روعی ان نفسا لن تموت حتّی تستكمل أجلها و تستوعب رزقها فاتقوا اللّٰه و أجملوا فی الطلب». و فی الأصل المطبوع« روح الأولیاء» و له وجه.
2- 2. و قیل: كان حاله فی صغره حال الكهان یصدق مرة و یكذب مرارا، ثمّ أسلم لما كبر، فظهرت منه علامات من الحجّ و الجهاد مع المسلمین؛ ثم ظهرت منه أحوال و سمعت منه أقوال تشعر بانه الدجال. و قیل انه تاب و مات بالمدینة و قیل بل فقد یوم الحرة، و الظاهر من قصة تمیم الداری انه لیس هو الدجال.

كلمه علم أنه مبطل و أنه من جملة السحرة أو الكهنة أو ممن یأتیه رَئِیُّ الجن (1)

أو یتعاهده شیطان فیلقی علی لسانه بعض ما یتكلم به فلما سمع منه قوله الدخ زبره و قال اخسأ فلن تعدو قدرك.

یرید أن ذلك شی ء ألقاه إلیه الشیطان و لیس ذلك من قبل الوحی و إنما كانت له تارات یصیب فی بعضها و یخطئ فی بعضها و ذلك معنی قوله یأتینی صادق و كاذب فقال له عند ذلك خلط علیك.

و الجملة من أمره أنه كان فتنة قد امتحن اللّٰه به عباده لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ و قد افتتن قوم موسی فی زمانه بالعجل فافتتن به قوم و أهلكوا و نجا من هداه اللّٰه و عصمه انتهی كلامه.

أقول: اختلف العامة فی أن ابن الصیاد هل هو الدجال أو غیره فذهب جماعة منهم إلی أنه غیره لما روی أنه تاب عن ذلك و مات بالمدینة و كشفوا عن وجهه حتی رأوه الناس میتا و رووا عن أبی سعید الخدری أیضا ما یدل علی أنه لیس بدجال.

و ذهب جماعة إلی أنه هو الدجال رووه عن ابن عمر و جابر الأنصاری (2).

ص: 199


1- 1. رئی الجن: جنی یری نفسه للكهنة و یلقی الیهم آراءه و أخباره، و مثله رئی القوم لصاحب رأیهم الذی یرجعون إلیه.
2- 2. تری تلك الروایات فی كتب القوم أبواب الفتن و الملاحم باب خروج الدجال كما فی سنن أبی داود ج 2 ص 430- الی- 435 و مشكاة المصابیح( ط- كراچی) ص 472 الی- 479. فما نقله المصابیح عن أبی سعید الخدریّ: انه قال صحبت ابن صیاد الی مكّة فقال لی: ما لقیت من الناس؟ یزعمون انی الدجال! أ لست سمعت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله یقول انه لا یولد له، و قد ولد لی، أ لیس قد قال هو كافر؟ و أنا مسلم، أو لیس قد قال لا یدخل المدینة و لا مكّة و قد أقبلت من المدینة و أنا أرید مكّة. و ما نقله عن ابن عمر: أنه قال: عن نافع قال كان ابن عمر یقول: و اللّٰه ما أشك أن المسیح الدجال هو ابن صیاد، رواه أبو داود و البیهقیّ فی كتاب البعث و النشور.

أقول: قال الصدوق رحمه اللّٰه بعد إیراد هذا الخبر إن أهل العناد و الجحود یصدقون بمثل هذا الخبر و یروونه فی الدجال و غیبته و طول بقائه المدة الطویلة و بخروجه فی آخر الزمان و لا یصدقون بأمر القائم علیه السلام و أنه یغیب مدة طویلة ثم یظهر فیملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما بنص النبی و الأئمة بعده صلوات اللّٰه علیهم و علیه باسمه و عینه و نسبه و بأخبارهم بطول غیبته إرادة لإطفاء نور اللّٰه و إبطالا لأمر ولی اللّٰه وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ و أكثر ما یحتجون به فی دفعهم لأمر الحجة علیه السلام أنهم یقولون لم نرو هذه الأخبار التی تروونها فی شأنه و لا نعرفها و كذا یقول من یجحد نبوة نبینا صلی اللّٰه علیه و آلهمن الملحدین و البراهمة و الیهود و النصاری أنه ما صح عندنا شی ء مما تروونه من معجزاته و دلائله و لا نعرفها فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة و متی لزمنا ما یقولون لزمهم ما یقوله هذه الطوائف و هم أكثر عددا منهم.

و یقولون أیضا لیس فی موجب عقولنا أن یعمر أحد فی زماننا هذا عمرا یتجاوز عمر أهل الزمان فقد تجاوز عمر صاحبكم علی زعمكم عمر أهل الزمان.

فنقول لهم أ تصدقون علی أن الدجال فی الغیبة یجوز أن یعمر عمرا یتجاوز عمر أهل الزمان و كذلك إبلیس و لا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد علیهم السلام مع النصوص الواردة فیه فی الغیبة و طول العمر و الظهور بعد ذلك للقیام بأمر اللّٰه عز و جل و ما روی فی ذلك من الأخبار التی قد ذكرتها فی هذا الكتاب و مع ما صح عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنه قال كل ما كان فی الأمم السالفة یكون فی هذه الأمة مثل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و قد كان فیمن مضی من أنبیاء اللّٰه عز و جل و حججه علیهم السلام معمرون. أما نوح علیه السلام فإنه عاش ألفی سنة و خمسمائة سنة و نطق القرآن بأنه لبث فی قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً و قد روی فی الخبر الذی قد أسندته فی هذا الكتاب أن فی القائم سنة من نوح و هی طول العمر فكیف یدفع أمره و لا یدفع ما یشبهه من الأمور التی لیس شی ء منها فی موجب العقول بل لزم

ص: 200

الإقرار بها لأنها رویت عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

و هكذا یلزم الإقرار(1)

بالقائم علیه السلام من طریق السمع و فی موجب أیّ عقل من العقول أنه یجوز أن یلبث أصحاب الكهف ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً هل وقع التصدیق بذلك إلا من طریق السمع فلم لا یقع التصدیق بأمر القائم علیه السلام أیضا من طریق السمع و كیف یصدقون بما یرد من الأخبار عن وهب بن منبه و عن كعب الأحبار فی المحالات التی لا یصح منها شی ء فی قول الرسول و لا فی موجب العقول و لا یصدقون بما یرد عن النبی و الأئمة علیهم السلام فی القائم و غیبته و ظهوره بعد شك أكثر الناس فی أمره و ارتدادهم عن القول به كما تنطق به الآثار الصحیحة عنهم علیهم السلام هل هذا إلا مكابرة فی دفع الحق و جحوده.

و كیف لا یقولون إنه لما كان فی الزمان غیر محتمل للتعمیر وجب أن تجری سنة الأولین بالتعمیر فی أشهر الأجناس تصدیقا لقول صاحب الشریعة علیه السلام و لا جنس أشهر من جنس القائم علیه السلام لأنه مذكور فی الشرق و الغرب علی ألسنة المقرین و ألسنة المنكرین له و متی بطل وقوع الغیبة بالقائم الثانی عشر من الأئمة علیهم السلام مع الروایات الصحیحة عن النبی أنه صلی اللّٰه علیه و آله أخبر بوقوعها به علیه السلام بطلت نبوته لأنه یكون قد أخبر بوقوع الغیبة بمن لم یقع به و متی صح كذبه فی شی ء لم یكن نبیا.

و كیف یصدق فی أمر عمار أنه تقتله الفئة الباغیة و فی أمیر المؤمنین أنه تخضب لحیته من دم رأسه و فی الحسن بن علی علیهما السلام أنه مقتول بالسم و فی الحسین بن علی علیهما السلام أنه مقتول بالسیف و لا یصدق فیما أخبر به من أمر القائم و وقوع الغیبة به و النص علیه باسمه و نسبه بل هو صلی اللّٰه علیه و آله صادق فی جمیع أقواله مصیب فی جمیع أحواله و لا یصح إیمان عبد حتی لا یجد فی نفسه حرجا مما قضی و یسلم له فی جمیع الأمور تسلیما لا یخالطه شك و لا ارتیاب و هذا هو الإسلام

ص: 201


1- 1. فی الأصل المطبوع هناك تكرار من سهو الناسخ فلا تغفل.

و الإسلام هو الاستسلام و الانقیاد وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (1)

و من أعجب العجب أن مخالفینا یروون أن عیسی ابن مریم علیهما السلام مر بأرض كربلاء فرأی عدة من الظباء هناك مجتمعة فأقبلت إلیه و هی تبكی و أنه جلس و جلس الحواریون فبكی و بكی الحواریون و هم لا یدرون لم جلس و لم بكی.

فقالوا یا روح اللّٰه و كلمته ما یبكیك قال أ تعلمون أی أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض یقتل فیها فرخ الرسول أحمد و فرخ الحرة(2)

الطاهرة البتول شبیه أمی و یلحد فیها هی أطیب من المسك لأنها طینة الفرخ المستشهد و هكذا تكون طینة الأنبیاء و أولاد الأنبیاء و هذه الظباء تكلمنی و تقول إنها ترعی فی هذه الأرض شوقا إلی تربة الفرخ المستشهد المبارك و زعمت أنها آمنة فی هذه الأرض.

ثم ضرب بیده إلی بعر تلك الظباء فشمها و قال اللّٰهم أبقها أبدا حتی یشمها أبوه فتكون له عزاء و سلوة و إنها بقیت إلی أیام أمیر المؤمنین علیه السلام حتی شمها و بكی و أبكی و أخبر بقصتها لما مر بكربلاء.

فیصدقون بأن بعر تلك الظباء تبقی زیادة علی خمسمائة سنة لم تغیرها الأمطار و الریاح و مرور الأیام و اللیالی و السنین علیها و لا یصدقون بأن القائم من آل محمد علیهم السلام یبقی حتی یخرج بالسیف فیبیر أعداء اللّٰه و یظهر دین اللّٰه مع الأخبار الواردة عن النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم بالنص علیه باسمه و نسبه و غیبته المدة الطویلة و جری سنن الأولین فیه بالتعمیر هل هذا إلا عناد و جحود الحق.

«28»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ وَ العَلَاءِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ لِقِیَامِ الْقَائِمِ عَلَامَاتٍ تَكُونُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِینَ قُلْتُ وَ مَا هِیَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ یَعْنِی الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام

ص: 202


1- 1. آل عمران: 85.
2- 2. فی الأصل المطبوع: الخیرة.

بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (1) قَالَ نَبْلُوهُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ مِنْ مُلُوكِ بَنِی فُلَانٍ فِی آخِرِ سُلْطَانِهِمْ وَ الْجُوعِ بِغَلَاءِ أَسْعَارِهِمْ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ قَالَ كَسَادُ التِّجَارَاتِ وَ قِلَّةُ الْفَضْلِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَنْفُسِ قَالَ مَوْتٌ ذَرِیعٌ وَ نَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ قِلَّةِ رَیْعِ مَا یُزْرَعُ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ عِنْدَ ذَلِكَ بِتَعْجِیلِ الْفَرَجِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا تَأْوِیلُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (2).

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن الحمیری عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن مسلم: مثله بیان الذریع السریع.

«29»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ مَیْمُونٍ الْبَانِ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: خَمْسٌ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام الْیَمَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُّ وَ الْمُنَادِی یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ وَ خَسْفٌ بِالْبَیْدَاءِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ.

«30»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَذَّاءِ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَی بَنِی الْعَذْرَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: لَیْسَ بَیْنَ قِیَامِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ بَیْنَ قَتْلِ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ إِلَّا خَمْسَ عَشْرَةَ لَیْلَةً.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الفضل عن ابن فضال عن ثعلبة: مثله- شا، [الإرشاد] ثعلبة: مثله.

ص: 203


1- 1. البقرة: 155.
2- 2. آل عمران: 7 و الحدیث فی كمال الدین ج 2 ص 363، و غیبة النعمانیّ ص 132 سواء.
3- 3. كوفیّ من أصحاب الباقر و الصادق علیهما السلام كان بیاع البان.

«31»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مَیْمُونٍ الْبَانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی فُسْطَاطِهِ فَرَفَعَ جَانِبَ الْفُسْطَاطِ فَقَالَ إِنَّ أَمْرَنَا لَوْ قَدْ كَانَ لَكَانَ أَبْیَنَ مِنْ هَذَا الشَّمْسِ ثُمَّ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ هُوَ الْإِمَامُ بِاسْمِهِ وَ یُنَادِی إِبْلِیسُ مِنَ الْأَرْضِ كَمَا نَادَی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْعَقَبَةِ.

«32»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ أَعْیَنَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَ السُّفْیَانِیِّ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجَهُ فِی رَجَبٍ.

«33»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْأَهْوَازِیِ (1) عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: الصَّیْحَةُ الَّتِی فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تَكُونُ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مَضَیْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

«34»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ الْیَمَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُّ وَ الصَّیْحَةُ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ وَ الْخَسْفُ بِالْبَیْدَاءِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن الفزاری عن عبد اللّٰه بن خالد التمیمی عن بعض

ص: 204


1- 1. الحسین بن سعید بن حماد بن مهران الأهوازی مولی علیّ بن الحسین من أصحاب الرضا و الجواد و الهادی علیهم السلام ثقة عظیم الشأن صاحب مصنّفات، و حماد بن عیسی أحد شیوخه الذی یروی عنه كما فی المستدرك ج 3 ص 550 و قد صرّح بذلك النجاشیّ ص 60 فی أحمد بن الحسین بن سعید حیث قال: یروی عن جمیع شیوخ أبیه الا حماد بن عیسی فیما زعم أصحابنا القمیون. فما فی المصدر المطبوع ج 2 ص 364: و بهذا الاسناد عن الحسین بن سعید عن صفوان بن یحیی، عن عیسی بن أعین، عن المعلی بن خنیس، عن حماد بن عیسی. فهو خلط و تصحیف ظاهر و قد تكرر الحدیثان بالسند الصحیح فی ص 366 منه فراجع.

أصحابنا عن ابن أبی عمیر: مثله (1) و فیه و الصیحة من السماء.

«35»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ بِاسْمِ الْقَائِمِ علیه السلام قُلْتُ خَاصٌّ أَوْ عَامٌّ قَالَ عَامٌّ یَسْمَعُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ قُلْتُ فَمَنْ یُخَالِفُ الْقَائِمَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ قَدْ نُودِیَ بِاسْمِهِ قَالَ لَا یَدَعُهُمْ إِبْلِیسُ حَتَّی یُنَادِیَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ فَیُشَكِّكُ النَّاسَ.

بیان: الظاهر فی آخر النهار كما سیأتی فی الأخبار(2) و لعله من النساخ و لم یكن فی بعض النسخ فی آخر اللیل أصلا.

«36»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَبِی علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: یَخْرُجُ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ مِنَ الْوَادِی الْیَابِسِ وَ هُوَ رَجُلٌ رَبْعَةٌ وَحْشُ الْوَجْهِ ضَخْمُ الْهَامَةِ بِوَجْهِهِ أَثَرُ الْجُدَرِیِّ إِذَا رَأَیْتَهُ حَسِبْتَهُ أَعْوَرَ اسْمُهُ عُثْمَانُ وَ أَبُوهُ عَنْبَسَةُ(3) وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ أَبِی سُفْیَانَ حَتَّی یَأْتِیَ أَرْضَ قَرَارٍ وَ مَعِینٍ فَیَسْتَوِیَ عَلَی مِنْبَرِهَا.

بیان: وحش الوجه أی یستوحش من یراه و لا یستأنس به أحد أو بالخاء المعجمة(4) و هو الردی من كل شی ء و الأرض ذات القرار الكوفة أو النجف كما فسرت به فی الأخبار.

«37»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّكَ لَوْ رَأَیْتَ السُّفْیَانِیَّ رَأَیْتَ

ص: 205


1- 1. فی المصدر ص 133: عن ابن أبی عمیر، عن أبی أیوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة، و هو الصحیح و منه یعلم أن« عن أبی أیوب» ساقط عن نسخة كمال الدین أیضا.
2- 2. تحت الرقم 40.
3- 3. هذا هو الصحیح كما فی المصدر و لما یجیی ء بعد هذا و فی الأصل المطبوع: عیینة، و هو تصحیف فان أبناء أبی سفیان: عتبة و معاویة و یزید و عنبسة و حنظلة راجع الرقم 65 أیضا.
4- 4. كما فی المصدر ج 2 ص 365.

أَخْبَثَ النَّاسِ أَشْقَرَ أَحْمَرَ أَزْرَقَ یَقُولُ یَا رَبِّ یَا رَبِّ یَا رَبِّ ثُمَّ لِلنَّارِ وَ لَقَدْ بَلَغَ مِنْ خُبْثِهِ أَنَّهُ یَدْفِنُ أُمَّ وَلَدٍ لَهُ وَ هِیَ حَیَّةٌ مَخَافَةَ أَنْ تَدُلَّ عَلَیْهِ.

بیان: قوله ثم للنار أی ثم مع إقراره ظاهرا بالرب یفعل ما یستوجب للنار و یصیر إلیها و الأظهر ما سیأتی یا رب ثاری و النار مكررا(1).

«38»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ اسْمِ السُّفْیَانِیِّ فَقَالَ وَ مَا تَصْنَعُ بِاسْمِهِ إِذَا مَلَكَ كُنُوزَ الشَّامِ (2) الْخَمْسَ دِمَشْقَ وَ حِمْصَ وَ فِلَسْطِینَ وَ الْأُرْدُنَّ وَ قِنَّسْرِینَ فَتَوَقَّعُوا عِنْدَ ذَلِكَ الْفَرَجَ قُلْتُ یَمْلِكُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ قَالَ لَا وَ لَكِنْ یَمْلِكُ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ لَا یَزِیدُ یَوْماً.

«39»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَوْتُ جَبْرَئِیلَ مِنَ السَّمَاءِ وَ صَوْتُ إِبْلِیسَ مِنَ الْأَرْضِ فَاتَّبِعُوا الصَّوْتَ الْأَوَّلَ وَ إِیَّاكُمْ وَ الْأَخِیرَ أَنْ تُفْتَنُوا بِهِ.

«40»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ إِنَّ خُرُوجَ السُّفْیَانِیِّ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ (3)

قَالَ لِی نَعَمْ وَ اخْتِلَافُ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ علیه السلام مِنَ الْمَحْتُومِ فَقُلْتُ لَهُ فَكَیْفَ یَكُونُ النِّدَاءُ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ ثُمَّ یُنَادِی إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی آخِرِ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی السُّفْیَانِیِّ وَ شِیعَتِهِ فَیَرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكَ الْمُبْطِلُونَ.

ص: 206


1- 1. كما فی المصدر ج 2 ص 365: و لفظه: یقول: یا ربّ ثاری ثاری ثمّ النار. و سیجی ء تحت الرقم 144.
2- 2. فی المصدر: كور الشام الخمس. و هو الأظهر.
3- 3. فی المصدر ج 2 ص 366 هناك زیادة و هی[ قال: نعم، فقلت: و من المحتوم] لكنه سهو.

«41»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ حَكَمٍ الْخَیَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ وَرْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: آیَتَانِ بَیْنَ یَدَیْ هَذَا الْأَمْرِ خُسُوفُ الْقَمَرِ لِخَمْسٍ وَ خُسُوفُ الشَّمْسِ لِخَمْسَ عَشْرَةَ وَ لَمْ یَكُنْ ذَلِكَ مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ علیه السلام إِلَی الْأَرْضِ وَ عِنْدَ ذَلِكَ سَقَطَ حِسَابُ الْمُنَجِّمِینَ.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن القاسم بن محمد عن عبیس بن هشام عن ابن جبلة عن الحكم بن أیمن عن ورد أخی الكمیت: مثله (1).

«42»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قُدَّامَ الْقَائِمِ علیه السلام مَوْتَانِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَ مَوْتٌ أَبْیَضُ حَتَّی یَذْهَبَ مِنْ كُلِّ سَبْعَةٍ خَمْسَةٌ فَالْمَوْتُ الْأَحْمَرُ السَّیْفُ وَ الْمَوْتُ الْأَبْیَضُ الطَّاعُونُ.

«43»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ لِخَمْسٍ مَضَیْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام.

بیان: یحتمل وقوعهما معا فلا تنافی و لعله سقط من الخبر شی ء.

«44»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی یَذْهَبَ ثُلُثَا النَّاسِ فَقِیلَ لَهُ فَإِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا النَّاسِ فَمَا یَبْقَی فَقَالَ علیه السلام أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا الثُّلُثَ الْبَاقِیَ.

«45»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنْ نَضْرِ بْنِ اللَّیْثِ الْمَرْوَزِیِّ عَنِ ابْنِ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی زُرْعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ دَوْلَةَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ لَهَا أَمَارَاتٌ

ص: 207


1- 1. تراه فی كمال الدین ج 2 ص 361 و غیبة النعمانیّ ص 145. و حكم بن أیمن هو أبو علیّ مولی قریش الخیاط. و قیل: الحناط، و الصحیح ما فی الصلب: الخیاط. و ذلك لقوله فی حدیث رواه الكافی باب تقبل العمل قال: قلت لابی عبد اللّٰه( ع): انی اتقبل الثوب. فیفهم انه من الخیاطة. راجع قاموس الرجال ج 3 ص 370.

فَإِذَا رَأَیْتُمْ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ وَ كُفُّوا حَتَّی تَجِی ءَ أَمَارَاتُهَا فَإِذَا اسْتَثَارَتْ عَلَیْكُمُ الرُّومُ وَ التُّرْكُ وَ جُهِّزَتِ الْجُیُوشُ وَ مَاتَ خَلِیفَتُكُمُ الَّذِی یَجْمَعُ الْأَمْوَالَ وَ اسْتُخْلِفَ بَعْدَهُ رَجُلٌ صَحِیحٌ فَیُخْلَعُ بَعْدَ سِنِینَ مِنْ بَیْعَتِهِ وَ یَأْتِی هَلَاكُ مُلْكِهِمْ مِنْ حَیْثُ بَدَأَ وَ یَتَخَالَفُ التُّرْكُ وَ الرُّومُ وَ تَكْثُرُ الْحُرُوبُ فِی الْأَرْضِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ عَنْ سُورِ دِمَشْقَ وَیْلٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ وَ یُخْسَفُ بِغَرْبِیِّ مَسْجِدِهَا حَتَّی یَخِرَّ حَائِطُهَا وَ یَظْهَرُ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بِالشَّامِ كُلُّهُمْ یَطْلُبُ الْمُلْكَ رَجُلٌ أَبْقَعُ وَ رَجُلٌ أَصْهَبُ (1) وَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ أَبِی سُفْیَانَ یَخْرُجُ فِی كَلْبٍ وَ یَحْضُرُ النَّاسُ بِدِمَشْقَ وَ یَخْرُجُ أَهْلُ الْغَرْبِ إِلَی مِصْرَ فَإِذَا دَخَلُوا فَتِلْكَ أَمَارَةُ السُّفْیَانِیِّ وَ یَخْرُجُ قَبْلَ ذَلِكَ مَنْ یَدْعُو لِآلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ تَنْزِلُ التُّرْكُ الْحِیرَةَ وَ تَنْزِلُ الرُّومُ فِلَسْطِینَ وَ یَسْبِقُ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّی یَلْتَقِیَ جُنُودُهُمَا بِقِرْقِیسَا عَلَی النَّهَرِ وَ یَكُونُ قِتَالٌ عَظِیمٌ وَ یَسِیرُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ فَیَقْتُلُ الرِّجَالَ وَ یَسْبِی النِّسَاءَ ثُمَّ یَرْجِعُ فِی قَیْسٍ حَتَّی یَنْزِلَ الْجَزِیرَةَ السُّفْیَانِیُّ فَیَسْبِقُ الْیَمَانِیَّ وَ یَحُوزُ السُّفْیَانِیُّ مَا جَمَعُوا ثُمَّ یَسِیرُ إِلَی الْكُوفَةِ فَیَقْتُلُ أَعْوَانَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقْتُلُ رَجُلًا مِنْ مُسَمَّیْهِمْ ثُمَّ یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ عَلَی لِوَائِهِ شُعَیْبُ بْنُ صَالِحٍ فَإِذَا رَأَی أَهْلُ الشَّامِ قَدِ اجْتَمَعَ أَمْرُهَا عَلَی ابْنِ أَبِی سُفْیَانَ الْتَحَقُوا بِمَكَّةَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُقْتَلُ النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ وَ أَخُوهُ بِمَكَّةَ ضَیْعَةً فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِیرَكُمْ فُلَانٌ وَ ذَلِكَ هُوَ الْمَهْدِیُّ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً(2).

بیان: قوله من حیث بدأ أی من جهة خراسان فإن هلاكو توجه من تلك الجهة كما أن بدء ملكهم من تلك الجهة حیث توجه أبو مسلم منها إلیهم.

«46»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَّاكِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ

ص: 208


1- 1. الابقع: الأبلق، و الاصهب: الأحمر و الاشقر.
2- 2. عرضناه علی المصدر ص 293 و صححنا بعض ألفاظه المصحفة و سیجی ء مثله.

یَحْیَی بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَخْرُجَ نَحْوٌ مِنْ سِتِّینَ كَذَّاباً كُلُّهُمْ یَقُولُونَ أَنَا نَبِیٌّ.

شا، [الإرشاد] یحیی بن أبی طالب عن علی بن عاصم: مثله.

«47»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَخْرُجُ الْقَائِمُ حَتَّی یَخْرُجَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ كُلُّهُمْ یَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ.

شا، [الإرشاد] الوشاء: مثله.

«48»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ فَضَّالٍ (1) عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَشْرٌ قَبْلَ السَّاعَةِ لَا بُدَّ مِنْهَا السُّفْیَانِیُّ وَ الدَّجَّالُ وَ الدُّخَانُ وَ الدَّابَّةُ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ نُزُولُ عِیسَی علیه السلام وَ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَ خَسْفٌ بِجَزِیرَةِ الْعَرَبِ وَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَی الْمَحْشَرِ.

«49»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَمْسٌ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ مِنَ الْعَلَامَاتِ الصَّیْحَةُ وَ السُّفْیَانِیُّ وَ الْخَسْفُ بِالْبَیْدَاءِ وَ خُرُوجُ الْیَمَانِیِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ.

«50»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ (2) لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَتَی یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ فَقَالَ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ یَا جَابِرُ وَ لَمَّا تَكْثُرِ الْقَتْلَی بَیْنَ الْحِیرَةِ وَ الْكُوفَةِ.

شا، [الإرشاد] عمرو بن شمر: مثله.

ص: 209


1- 1. فی المصدر ص 282: و بهذا الاسناد عن ابن فضال، و الاسناد: أحمد بن إدریس عن علیّ بن محمّد بن قتیبة، عن الفضل ابن شاذان، عن ابن فضال. و كان علی المصنّف رحمه اللّٰه أن یصرح بذلك. و هكذا فی السند الآتی.
2- 2. راجع غیبة الشیخ ص 286، الإرشاد ص 339.

«51»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا هُدِمَ حَائِطُ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مُؤَخَّرُهُ مِمَّا یَلِی دَارَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ زَوَالُ مُلْكِ بَنِی فُلَانٍ أَمَا إِنَّ هَادِمَهُ لَا یَبْنِیهِ.

شا، [الإرشاد] محمد بن سنان: مثله (1)

نی، [الغیبة] للنعمانی عبد الواحد عن محمد بن جعفر عن ابن أبی الخطاب عن محمد بن سنان عن الحسین بن المختار عن خالد القلانسی عنه علیه السلام: مثله.

«52»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خُرُوجُ الثَّلَاثَةِ الْخُرَاسَانِیِّ وَ السُّفْیَانِیِّ وَ الْیَمَانِیِّ فِی سَنَةٍ وَاحِدَةٍ فِی شَهْرٍ وَاحِدٍ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ وَ لَیْسَ فِیهَا رَایَةٌ بِأَهْدَی مِنْ رَایَةِ الْیَمَانِیِّ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ.

شا، [الإرشاد] ابن عمیرة: مثله.

«53»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: یَخْرُجُ قَبْلَ السُّفْیَانِیِّ مِصْرِیٌّ وَ یَمَانِیٌّ.

«54»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ یَضْمَنْ لِی مَوْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَضْمَنْ لَهُ الْقَائِمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ لَمْ یَجْتَمِعِ النَّاسُ بَعْدَهُ عَلَی أَحَدٍ وَ لَمْ یَتَنَاهَ هَذَا الْأَمْرُ دُونَ صَاحِبِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ یَذْهَبُ مُلْكُ سِنِینَ وَ یَصِیرُ مُلْكَ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ فَقُلْتُ یَطُولُ ذَلِكَ قَالَ كَلَّا.

«55»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَكُونُ فَسَادُ مُلْكِ بَنِی فُلَانٍ حَتَّی یَخْتَلِفَ سَیْفَا بَنِی فُلَانٍ فَإِذَا اخْتَلَفُوا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ فَسَادُ مُلْكِهِمْ.

«56»- شا، [الإرشاد] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ:

ص: 210


1- 1. غیبة الشیخ ص 286 و غیبة النعمانیّ ص 147 و الإرشاد ص 339 و فیه: فعند ذلك زوال ملك القوم، و عند زواله خروج القائم علیه السلام. فتأمل.

إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْفَرَجِ حَدَثاً یَكُونُ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ قُلْتُ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَكُونُ الْحَدَثُ فَقَالَ عَصَبِیَّةٌ(1)

تَكُونُ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ وَ یُقْتَلُ فُلَانٌ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ خَمْسَةَ عَشَرَ كَبْشاً.

«57»- شا، [الإرشاد] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَذْهَبُ مُلْكُ هَؤُلَاءِ حَتَّی یَسْتَعْرِضُوا النَّاسَ بِالْكُوفَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی رُءُوسٍ تَنْدُرُ فِیمَا بَیْنَ الْمَسْجِدِ(2)

وَ أَصْحَابِ الصَّابُونِ.

بیان: قوله حتی یستعرضوا الناس أی یقتلوهم بالسیف یقال عرضتهم علی السیف قتلا.

«58»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی عَمَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ عَمِیرَةَ بِنْتِ نُفَیْلٍ قَالَتْ سَمِعْتُ بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی تَنْتَظِرُونَ حَتَّی یَبْرَأَ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ یَلْعَنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَ یَتْفُلَ بَعْضُكُمْ فِی وَجْهِ بَعْضٍ وَ حَتَّی یَشْهَدَ بَعْضُكُمْ بِالْكُفْرِ عَلَی بَعْضٍ قُلْتُ مَا فِی ذَلِكَ خَیْرٌ قَالَ الْخَیْرُ كُلُّهُ فِی ذَلِكَ عِنْدَ ذَلِكَ یَقُومُ قَائِمُنَا فَیَرْفَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ.

«59»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَوْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: بَیْنَ یَدَیِ الْقَائِمِ مَوْتٌ أَحْمَرُ وَ مَوْتٌ أَبْیَضُ وَ جَرَادٌ فِی حِینِهِ وَ جَرَادٌ فِی غَیْرِ حِینِهِ أَحْمَرُ كَأَلْوَانِ الدَّمِ فَأَمَّا الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ فَالسَّیْفُ وَ أَمَّا الْمَوْتُ الْأَبْیَضُ فَالطَّاعُونُ.

شا، [الإرشاد] محمد بن أبی البلاد: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن الحسین عن محمد بن یحیی عن محمد بن الحسن عن محمد بن علی الكوفی عن الأودی: مثله.

ص: 211


1- 1. كذا فی المصدر ص 287 و هكذا الأصل المطبوع ص 157 و قد مر تحت الرقم 8 أنها« عضبة» فراجع.
2- 2. و فی الإرشاد ص 340: فیما بین باب الفیل و أصحاب الصابون.

«60»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی زُرْعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: دَعْوَةُ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فِی آخِرِ الزَّمَانِ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ وَ كُفُّوا حَتَّی تَرَوْا قَادَتَهَا فَإِذَا خَالَفَ التُّرْكُ الرُّومَ وَ كَثُرَتِ الْحُرُوبُ فِی الْأَرْضِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ عَلَی سُورِ دِمَشْقَ وَیْلٌ لَازِمٌ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ وَ یُخَرَّبُ حَائِطُ مَسْجِدِهَا.

«61»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَدْ طَالَ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی مَتَی قَالَ فَحَرَّكَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَعَضَّ الزَّمَانُ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَجْفُوا الْإِخْوَانُ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَظْلِمِ السُّلْطَانُ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَقُمِ الزِّنْدِیقُ مِنْ قَزْوِینَ فَیَهْتِكَ سُتُورَهَا وَ یُكَفِّرَ

صُدُورَهَا وَ یُغَیِّرَ سُورَهَا وَ یَذْهَبَ بِبَهْجَتِهَا مَنْ فَرَّ مِنْهُ أَدْرَكَهُ وَ مَنْ حَارَبَهُ قَتَلَهُ وَ مَنِ اعْتَزَلَهُ افْتَقَرَ وَ مَنْ تَابَعَهُ كَفَرَ حَتَّی یَقُومَ بَاكِیَانِ بَاكٍ یَبْكِی عَلَی دِینِهِ وَ بَاكٍ یَبْكِی عَلَی دُنْیَاهُ.

«62»- شا، [الإرشاد] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ یَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّی تَرَی عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُ اخْتِلَافُ بَنِی فُلَانٍ وَ مُنَادٍ یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ وَ یَجِیئُكُمُ الصَّوْتُ مِنْ نَاحِیَةِ دِمَشْقَ بِالْفَتْحِ وَ خَسْفُ قَرْیَةٍ مِنْ قُرَی الشَّامِ تُسَمَّی الْجَابِیَةَ(1)

وَ سَتُقْبِلُ إِخْوَانُ التُّرْكِ حَتَّی یَنْزِلُوا الْجَزِیرَةَ وَ سَتُقْبِلُ مَارِقَةُ الرُّومِ حَتَّی یَنْزِلُوا الرَّمْلَ فَتِلْكَ السَّنَةُ فِیهَا اخْتِلَافٌ كَثِیرٌ فِی كُلِّ الْأَرْضِ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَغْرِبِ فَأَوَّلُ أَرْضٍ تَخْرَبُ الشَّامُ یَخْتَلِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَی ثَلَاثِ رَایَاتٍ رَایَةِ الْأَصْهَبِ وَ رَایَةِ الْأَبْقَعِ وَ رَایَةِ السُّفْیَانِیِّ.

«63»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنِ الْمُقَانِعِیِّ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنِی سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ قَالَ: السَّنَةُ الَّتِی یَقُومُ فِیهَا الْمَهْدِیُّ تَمْطُرُ أَرْبَعاً

ص: 212


1- 1. الجابیة قریة بدمشق و باب الجابیة من أبوابها- القاموس.

وَ عِشْرِینَ مَطْرَةً یُرَی أَثَرُهَا وَ بَرَكَتُهَا.

«64»- وَ رُوِیَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا مَلَكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ وَ هُوَ ذُو الْعَیْنِ بِهَا افْتَتَحُوا وَ بِهَا یَخْتِمُونَ وَ هُوَ مِفْتَاحُ الْبَلَاءِ وَ سَیْفُ الْفَنَاءِ فَإِذَا قُرِئَ لَهُ كِتَابٌ بِالشَّامِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ تَلْبَثُوا أَنْ یَبْلُغَكُمْ أَنَّ كِتَاباً قُرِئَ عَلَی مِنْبَرِ مِصْرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ.

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ: الْمُلْكُ لِبَنِی الْعَبَّاسِ حَتَّی یَبْلُغَكُمْ كِتَابٌ قُرِئَ بِمِصْرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ زَوَالُ مُلْكِهِمْ وَ انْقِطَاعُ مُدَّتِهِمْ فَإِذَا قُرِئَ عَلَیْكُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ لِبَنِی الْعَبَّاسِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَانْتَظِرُوا كِتَاباً یُقْرَأُ عَلَیْكُمْ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَیْلٌ لِعَبْدِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

بیان: قوله و هو ذو العین أی فی أول اسمه العین كما كان أولهم أبو العباس عبد اللّٰه بن محمد بن علی بن عبد اللّٰه بن العباس و كان آخرهم عبد اللّٰه بن المستنصر الملقب بالمستعصم و سائر أجزاء الخبر لا یهمنا تصحیحها لكونه مرویا عن كعب غیر متصل بالمعصوم.

«65»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی حَذْلَمُ بْنُ بَشِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صِفْ لِی خُرُوجَ الْمَهْدِیِّ وَ عَرِّفْنِی دَلَائِلَهُ وَ عَلَامَاتِهِ فَقَالَ یَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِهِ خُرُوجُ رَجُلٍ یُقَالُ لَهُ عَوْفٌ السُّلَمِیُّ بِأَرْضِ الْجَزِیرَةِ وَ یَكُونُ مَأْوَاهُ تَكْرِیتَ وَ قَتْلُهُ بِمَسْجِدِ دِمَشْقَ

ثُمَّ یَكُونُ خُرُوجُ شُعَیْبِ بْنِ صَالِحٍ مِنْ سَمَرْقَنْدَ ثُمَّ یَخْرُجُ السُّفْیَانِیُّ الْمَلْعُونُ مِنَ الْوَادِی الْیَابِس وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ فَإِذَا ظَهَرَ السُّفْیَانِیُّ اخْتَفَی الْمَهْدِیُّ ثُمَّ یَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ.

«66»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَخْرُجُ بِقَزْوِینَ رَجُلٌ اسْمُهُ اسْمُ نَبِیٍّ یُسْرِعُ النَّاسُ إِلَی طَاعَتِهِ الْمُشْرِكُ وَ الْمُؤْمِنُ یَمْلَأُ الْجِبَالَ خَوْفاً.

«67»- شا، [الإرشاد] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْخَلِیلِ الْأَزْدِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: آیَتَانِ تَكُونَانِ قَبْلَ

ص: 213

الْقَائِمِ لَمْ یكونا [تَكُونَا] مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ علیه السلام إِلَی الْأَرْضِ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِی النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ الْقَمَرُ فِی آخِرِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِی آخِرِ الشَّهْرِ وَ الْقَمَرُ فِی النِّصْفِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنِّی لَأَعْلَمُ بِمَا تَقُولُ وَ لَكِنَّهُمَا آیَتَانِ لَمْ یكونا [تَكُونَا] مُنْذُ هَبَطَ آدَمُ علیه السلام.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن علی بن الحسن عن محمد و أحمد ابنی الحسن عن أبیهما عن ثعلبة بن میمون عن عبید بن الخلیل عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

كا، [الكافی] العدة عن سهل عن البزنطی عن ثعلبة عن بدر: مثله (1).

«68»- شا، [الإرشاد] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنِ الْفَرَجِ فَقَالَ لِی مَا تُرِیدُ الْإِكْثَارَ أَوْ أُجْمِلُ لَكَ فَقُلْتُ أُرِیدُ تُجْمِلُهُ لِی فَقَالَ إِذَا تَحَرَّكَتْ رَایَاتُ قَیْسٍ بِمِصْرَ وَ رَایَاتُ كِنْدَةَ بِخُرَاسَانَ أَوْ ذَكَرَ غَیْرَ كِنْدَةَ(2).

«69»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ قُدَّامَ الْقَائِمِ لَسَنَةً غَیْدَاقَةً-(3)

یَفْسُدُ التَّمْرُ فِی النَّخْلِ

ص: 214


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 286 و روضة الكافی ص 212 و فی غیبة النعمانیّ ص 144 جعل بدر بن الخلیل فی الهامش بدل عبید بن الخلیل و هو الصحیح طبقا لنسخة الشیخ و الكلینی و الرجل أبو الخلیل الكوفیّ بدر بن الخلیل الأسدی من أصحاب الباقر و الصادق علیهما السلام و أمّا الأزدیّ و الأسدی فهما نسبة الی أزد بن الغوث لكنه بالسین افصح و هو أبو حی بالیمن و من أولاده الأنصار كلهم.
2- 2. اللفظ للشیخ ص 287 من الغیبة و اما الإرشاد ص 340: إذا ركزت رایات قیس بمصر و رایات كندة بخراسان.
3- 3. قال فی الأقرب: الغیدق و الغیداق و الغیدقان: الرخص الناعم، عام غیداق مخصب و كذلك السنة بدون هاء أقول: و فی الأصل المطبوع: الغیدافة و له وجه أیضا ان أخذنا بالقیاس فی الاوزان، فان غیداق أصله مأخوذ من الغدق فیكون غیداف مأخوذا من الغدف و هو النعمة و الخصب و السعة أیضا، یقال هم فی غدف: ای فی سعة. و المراد بالغیداق أو الغیداف السنة الماطرة كما مرّ فی الحدیث تحت الرقم 63 و لاجل المطر المداوم و الغمام المطبق یفسد التمر علی النخل و ذلك لفقدان الحرارة و شعاع الشمس و تری مثل ذلك فی الإرشاد ص 340.

فَلَا تَشُكُّوا فِی ذَلِكَ.

«70»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی لَبِیدٍ قَالَ: تُغِیرُ الْحَبَشَةُ الْبَیْتَ فَیَكْسِرُونَهُ وَ یُؤْخَذُ الْحَجَرُ فَیُنْصَبُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ.

«71»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ السُّفْیَانِیَّ یَمْلِكُ بَعْدَ ظُهُورِهِ عَلَی الْكُوَرِ الْخَمْسِ حَمْلَ امْرَأَةٍ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ حَمْلَ جَمَلٍ وَ هُوَ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُومِ الَّذِی لَا بُدَّ مِنْهُ.

«72»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِالسُّفْیَانِیِّ أَوْ بِصَاحِبِ السُّفْیَانِیِّ قَدْ طَرَحَ رَحْلَهُ فِی رَحْبَتِكُمْ بِالْكُوفَةِ فَنَادَی مُنَادِیهِ مَنْ جَاءَ بِرَأْسِ شِیعَةِ عَلِیٍّ فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ فَیَثِبُ الْجَارُ عَلَی جَارِهِ وَ یَقُولُ هَذَا مِنْهُمْ فَیَضْرِبُ عُنُقَهُ وَ یَأْخُذُ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَمَا إِنَّ إِمَارَتَكُمْ یَوْمَئِذٍ لَا یَكُونُ إِلَّا لِأَوْلَادِ الْبَغَایَا وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی صَاحِبِ الْبُرْقُعِ قُلْتُ وَ مَنْ صَاحِبُ الْبُرْقُعِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْكُمْ یَقُولُ بِقَوْلِكُمْ یَلْبَسُ الْبُرْقُعَ فَیَحُوشُكُمْ-(1)

فَیَعْرِفُكُمْ وَ لَا تَعْرِفُونَهُ فَیَغْمِزُ بِكُمْ رَجُلًا رَجُلًا أَمَا إِنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا ابْنُ بَغِیٍّ.

ص: 215


1- 1. قال الفیروزآبادی: حاش الصید: جاءه من حوالیه لیصرفه الی الحبالة و قال فی الأقرب: غمز بالرجل و علیه: سعی به شرا و طعن علیه و أهل المغرب یقولون غمز فلان بفلان إذا كسر جفنه نحوه لیغریه به أو لیلتجئ إلیه أو لیستعین به، هذا و الحدیث فی المصدر ص 288.

«73»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ نَصْرِ بْنِ عِصَامِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الْعَمْرِیِّ عَنْ أَبِی یُوسُفَ یَعْقُوبَ بْنِ نُعَیْمِ بْنِ عَمْرٍو قَرْقَارَةَ الْكَاتِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِذَا اخْتَلَفَ رُمْحَانِ بِالشَّامِ فَهُوَ آیَةٌ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ تَعَالَی قِیلَ ثُمَّ مَهْ قَالَ ثُمَّ رَجْفَةٌ تَكُونُ بِالشَّامِ تَهْلِكُ فِیهَا مِائَةُ أَلْفٍ یَجْعَلُهَا اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً عَلَی الْكَافِرِینَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْظُرُوا إِلَی أَصْحَابِ الْبَرَاذِینِ الشُّهْبِ-(1)

وَ الرَّایَاتِ الصُّفْرِ تُقْبِلُ مِنَ الْمَغْرِبِ حَتَّی تَحُلَّ بِالشَّامِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا خَسْفاً بِقَرْیَةٍ مِنْ قُرَی الشَّامِ یُقَالُ لَهَا خرشنا [حَرَسْتَا] فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ بِوَادِی الْیَابِسِ.

«74»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: كَمْ تَعُدُّونَ بَقَاءَ(2) السُّفْیَانِیِّ فِیكُمْ قَالَ قُلْتُ حَمْلَ امْرَأَةٍ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ قَالَ مَا أَعْلَمَكُمْ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ.

بیان: یحتمل أن یكون بعض أخبار مدة السفیانی محمولا علی التقیة لكونه مذكورا فی روایاتهم أو علی أنه مما یحتمل أن یقع فیه البداء فیحتمل هذه المقادیر أو یكون المراد مدة استقرار دولته و ذلك مما یختلف بحسب الاعتبار و یومئ إلیه خبر موسی بن أعین الآتی (3)

و خبر محمد بن مسلم الذی سبق.

«75»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدٍ الْكَاهِلِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ بَشِیرِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ:

ص: 216


1- 1. البرذون ضرب من الدوابّ، دون الخیل و أقدر من الحمر، یقع علی الذكر و الأنثی، و ربما قیل فی الأنثی البرذونة و الجمع براذین.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« كم تعدون و السفیانی فیكم» راجع المصدر ص 292.
3- 3. راجع الرقم 130.

یُقْبِلُ السُّفْیَانِیُّ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ مُتْنَصِراً فِی عُنُقِهِ صَلِیبٌ وَ هُوَ صَاحِبُ الْقَوْمِ.

«76»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِی عَنِ الْمُقَانِعِیِّ عَنْ بَكَّارٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَامَ أَوْ سَنَةَ الْفَتْحِ یَنْبَثِقُ (1) الْفُرَاتُ حَتَّی یَدْخُلَ أَزِقَّةَ الْكُوفَةِ.

«77»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَّاكِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَانِئٍ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَنْزِلُ الرَّایَاتُ السُّودُ الَّتِی تَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَی الْكُوفَةِ فَإِذَا ظَهَرَ الْمَهْدِیُّ بُعِثَ إِلَیْهِ بِالْبَیْعَةِ.

«78»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْحَمَّادِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَرِیرِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ یَقُولُ: النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ غُلَامٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ یُقْتَلُ بِلَا جُرْمٍ وَ لَا ذَنْبٍ فَإِذَا قَتَلُوهُ لَمْ یَبْقَ لَهُمْ فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِی الْأَرْضِ نَاصِرٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَبْعَثُ اللَّهُ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ فِی عُصْبَةٍ لَهُمْ أَدَقُّ فِی أَعْیُنِ النَّاسِ مِنَ الْكُحْلِ فَإِذَا خَرَجُوا بَكَی لَهُمُ النَّاسُ لَا یَرَوْنَ إِلَّا أَنَّهُمْ یُخْتَطَفُونَ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمْ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا أَلَا وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أَلَا إِنَّ خَیْرَ الْجِهَادِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ.

«79»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَرْقَارَةُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ الْبَحْرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ حَتَّی تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آیَةٌ(2).

«80»- شف، [كشف الیقین] وَجَدْتُ بِخَطِّ الْمُحَدِّثِ الْأَخْبَارِیِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَشْهَدِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَشَایِخِهِ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ جَابِرِ بْنِ

ص: 217


1- 1. انبثق علیهم الماء: خرق الشط و كسر السد، فجری من غیر فجر. و البثق- بالكسر و الفتح- موضع الكسر من الشط. و فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر ص 288« ینشق» و هو تصحیف.
2- 2. تری روایات الباب فی غیبة الشیخ ص 281- 294.

عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَ كَانَ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا رَجَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ نَزَلَ بَرَاثَا وَ كَانَ بِهَا رَاهِبٌ فِی قَلَّایَتِهِ وَ كَانَ اسْمُهُ الْحُبَابَ فَلَمَّا سَمِعَ الرَّاهِبُ الصَّیْحَةَ وَ الْعَسْكَرَ أَشْرَفَ مِنْ قَلَّایَتِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَنَظَرَ إِلَی عَسْكَرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاسْتَفْظَعَ ذَلِكَ وَ نَزَلَ مُبَادِراً فَقَالَ مَنْ هَذَا وَ مَنْ رَئِیسُ هَذَا الْعَسْكَرِ فَقِیلَ لَهُ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَدْ رَجَعَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ فَجَاءَ الْحُبَابُ مُبَادِراً یَتَخَطَّی النَّاسَ حَتَّی وَقَفَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً فَقَالَ لَهُ وَ مَا عِلْمُكَ بِأَنِّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً قَالَ لَهُ بِذَلِكَ أَخْبَرَنَا عُلَمَاؤُنَا وَ أَحْبَارُنَا فَقَالَ لَهُ یَا حُبَابُ فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ وَ مَا عِلْمُكَ بِاسْمِی فَقَالَ أَعْلَمَنِی بِذَلِكَ حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ الْحُبَابُ مُدَّ یَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّهُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَیْنَ تَأْوِی فَقَالَ أَكُونُ فِی قَلَّایَةٍ لِی هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ یَوْمِكَ هَذَا لَا تَسْكُنُ فِیهَا وَ لَكِنِ ابْنِ هَاهُنَا مَسْجِداً وَ سَمِّهِ بِاسْمِ بَانِیهِ فَبَنَاهُ رَجُلٌ اسْمُهُ بَرَاثَا فَسَمَّی الْمَسْجِدَ بِبَرَاثَا بِاسْمِ الْبَانِی لَهُ ثُمَّ قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ تَشْرَبُ یَا حُبَابُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ دِجْلَةَ هَاهُنَا قَالَ فَلِمَ لَا تَحْفِرُ هَاهُنَا عَیْناً أَوْ بِئْراً فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كُلَّمَا حَفَرْنَا بِئْراً وَجَدْنَاهَا مَالِحَةً غَیْرَ عَذْبَةٍ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام احْفِرْ هَاهُنَا بِئْراً فَحَفَرَ فَخَرَجَتْ عَلَیْهِمْ صَخْرَةٌ لَمْ یَسْتَطِیعُوا قَلْعَهَا فَقَلَعَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَانْقَلَعَتْ عَنْ عَیْنٍ أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلَذَّ مِنَ الزُّبْدِ فَقَالَ لَهُ یَا حُبَابُ یَكُونُ شُرْبُكَ مِنْ هَذِهِ الْعَیْنِ أَمَا إِنَّهُ یَا حُبَابُ سَتُبْنَی إِلَی جَنْبِ مَسْجِدِكَ هَذَا مَدِینَةٌ وَ تَكْثُرُ الْجَبَابِرَةُ فِیهَا وَ تَعْظُمُ الْبَلَاءُ حَتَّی إِنَّهُ لَیُرْكَبُ فِیهَا كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ فَرْجٍ حَرَامٍ فَإِذَا عَظُمَ بَلَاؤُهُمْ شَدُّوا عَلَی مَسْجِدِكَ بِفَطْوَةٍ ثُمَّ وَ ابْنِهِ بنین [مَرَّتَیْنِ] ثُمَّ وَ ابْنِهِ لَا یَهْدِمُهُ إِلَّا كَافِرٌ ثُمَّ بَیْتاً فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مُنِعُوا الْحَجَّ ثَلَاثَ سِنِینَ وَ احْتَرَقَتْ خُضْرُهُمْ وَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّفْحِ لَا یَدْخُلُ بَلَداً إِلَّا

ص: 218

أَهْلَكَهُ وَ أَهْلَكَ أَهْلَهُ ثُمَّ لیعد [لَیَعُودُ] عَلَیْهِمْ مَرَّةً أُخْرَی ثُمَّ یَأْخُذُهُمُ الْقَحْطُ وَ الْغَلَاءُ ثَلَاثَ سِنِینَ حَتَّی یَبْلُغَ بِهِمُ الْجَهْدُ ثُمَّ یَعُودُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ یَدْخُلُ الْبَصْرَةَ فَلَا یَدَعُ فِیهَا قَائِمَةً إِلَّا سَخِطَهَا وَ أَهْلَكَهَا وَ أَسْخَطَ أَهْلَهَا وَ ذَلِكَ إِذَا عُمِّرَتِ الْخَرِبَةُ وَ بُنِیَ فِیهَا مَسْجِدٌ جَامِعٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَكُونُ هَلَاكُ الْبَصْرَةِ ثُمَّ یَدْخُلُ مَدِینَةً بَنَاهَا الْحَجَّاجُ یُقَالُ لَهَا وَاسِطٌ فَیَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ یَتَوَجَّهُ نَحْوَ بَغْدَادَ فَیَدْخُلُهَا عَفْواً ثُمَّ یَلْتَجِئُ النَّاسُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ لَا یَكُونُ بَلَدٌ مِنَ الْكُوفَةِ [إِلَّا] تَشَوَّشَ (1) الْأَمْرُ لَهُ ثُمَّ یَخْرُجُ هُوَ وَ الَّذِی أَدْخَلَهُ بَغْدَادَ نَحْوَ قَبْرِی لِیَنْبُشَهُ فَیَتَلَقَّاهُمَا السُّفْیَانِیُّ فَیَهْزِمُهُمَا ثُمَّ یَقْتُلُهُمَا وَ یُوَجِّهُ جَیْشاً نَحْوَ الْكُوفَةِ فَیَسْتَعْبِدُ بَعْضَ أَهْلِهَا وَ یَجِی ءُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَیُلْجِئُهُمْ إِلَی سُورٍ فَمَنْ لَجَأَ إِلَیْهَا أَمِنَ وَ یَدْخُلُ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ إِلَی الْكُوفَةِ فَلَا یَدَعُونَ أَحَداً إِلَّا قَتَلُوهُ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَیَمُرُّ بِالدُّرَّةِ الْمَطْرُوحَةِ

الْعَظِیمَةِ فَلَا یَتَعَرَّضُ لَهَا وَ یَرَی الصَّبِیَّ الصَّغِیرَ فَیَلْحَقُهُ فَیَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَا حُبَابُ یُتَوَقَّعُ بَعْدَهَا هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ وَ أُمُورٌ عِظَامٌ وَ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ فَاحْفَظْ عَنِّی مَا أَقُولُ لَكَ یَا حُبَابُ.

بیان: قال الفیروزآبادی القلی رءوس الجبال و الفطو السوق الشدید اعلم أن النسخة كانت سقیمة فأوردت الخبر كما وجدته.

«81»- ختص، [الإختصاص] سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یُقَاتِلَ شِیعَةَ الدَّجَّالِ فَلْیُقَاتِلِ الْبَاكِیَ عَلَی دَمِ عُثْمَانَ وَ الْبَاكِیَ عَلَی أَهْلِ النَّهْرَوَانِ إِنَّ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ مُؤْمِناً بِأَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَاخِطاً عَلَیْهِ وَ لَا یُدْرِكُ الدَّجَّالَ فَقَالَ رَجُلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ فَیُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ حَتَّی لَا یُؤْمِنَ بِهِ وَ إِنْ رَغِمَ أَنْفُهُ.

«82»- شا، [الإرشاد]: قَدْ جَاءَتِ الْآثَارُ بِذِكْرِ عَلَامَاتٍ لِزَمَانِ قِیَامِ الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام

ص: 219


1- 1. تستوثق، خ ل.

وَ حَوَادِثَ تَكُونُ أَمَامَ قِیَامِهِ وَ آیَاتٍ وَ دَلَالاتٍ فَمِنْهَا خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ وَ قَتْلُ الْحَسَنِیِّ وَ اخْتِلَافُ بَنِی الْعَبَّاسِ فِی الْمُلْكِ الدُّنْیَاوِیِّ وَ كُسُوفُ الشَّمْسِ فِی النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ خُسُوفُ الْقَمَرِ فِی آخِرِهِ عَلَی خِلَافِ الْعَادَاتِ وَ خَسْفٌ بِالْبَیْدَاءِ وَ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَ رُكُودُ الشَّمْسِ مِنْ عِنْدِ الزَّوَالِ إِلَی أَوْسَطِ أَوْقَاتِ الْعَصْرِ وَ طُلُوعُهَا مِنَ الْمَغْرِبِ وَ قَتْلُ نَفْسٍ زَكِیَّةٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فِی سَبْعِینَ مِنَ الصَّالِحِینَ وَ ذَبْحُ رَجُلٍ هَاشِمِیٍّ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ هَدْمُ حَائِطِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ إِقْبَالُ رَایَاتٍ سُودٍ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ وَ خُرُوجُ الْیَمَانِیِّ وَ ظُهُورُ الْمَغْرِبِیِّ بِمِصْرَ وَ تَمَلُّكُهُ الشَّامَاتِ وَ نُزُولُ التُّرْكِ الْجَزِیرَةَ وَ نُزُولُ الرُّومِ الرَّمْلَةَ وَ طُلُوعُ نَجْمٍ بِالْمَشْرِقِ یُضِی ءُ كَمَا یُضِی ءُ الْقَمَرُ ثُمَّ یَنْعَطِفُ حَتَّی یَكَادَ یَلْتَقِی طَرَفَاهُ وَ حُمْرَةٌ یَظْهَرُ فِی السَّمَاءِ وَ یُنْشَرُ فِی آفَاقِهَا وَ نَارٌ تَظْهَرُ بِالْمَشْرِقِ طَوِیلًا وَ تَبْقَی فِی الْجَوِّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَیَّامٍ وَ خَلْعُ الْعَرَبِ أَعِنَّتَهَا وَ تَمَلُّكُهَا الْبِلَادَ وَ خُرُوجُهَا عَنْ سُلْطَانِ الْعَجَمِ وَ قَتْلُ أَهْلِ مِصْرَ أَمِیرَهُمْ وَ خَرَابُ الشَّامِ وَ اخْتِلَافُ ثَلَاثِ رَایَاتٍ فِیهِ وَ دُخُولُ رَایَاتِ قَیْسٍ وَ الْعَرَبِ إِلَی مِصْرَ وَ رَایَاتُ كِنْدَةَ إِلَی خُرَاسَانَ وَ وُرُودُ خَیْلٍ مِنْ قِبَلِ الْعَرَبِ حَتَّی تُرْبَطَ بِفِنَاءِ الْحِیرَةِ وَ إِقْبَالُ رَایَاتٍ سُودٍ مِنَ الْمَشْرِقِ نَحْوَهَا وَ بَثْقٌ فِی الْفُرَاتِ حَتَّی یَدْخُلَ الْمَاءُ أَزِقَّةَ الْكُوفَةِ وَ خُرُوجُ سِتِّینَ كَذَّاباً كُلُّهُمْ یَدَّعِی النُّبُوَّةَ وَ خُرُوجُ اثنا [اثْنَیْ] عَشَرَ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ كُلُّهُمْ یَدَّعِی الْإِمَامَةَ لِنَفْسِهِ وَ إِحْرَاقُ رَجُلٍ عَظِیمِ الْقَدْرِ مِنْ شِیعَةِ بَنِی الْعَبَّاسِ بَیْنَ جَلُولَاءَ وَ خَانِقِینَ وَ عَقْدُ الْجِسْرِ مِمَّا یَلِی الْكَرْخَ بِمَدِینَةِ السَّلَامِ وَ ارْتِفَاعُ رِیحٍ سَوْدَاءَ بِهَا فِی أَوَّلِ النَّهَارِ وَ زَلْزَلَةٌ حَتَّی یَنْخَسِفَ كَثِیرٌ مِنْهَا وَ خَوْفٌ یَشْمَلُ أَهْلَ الْعِرَاقِ وَ بَغْدَادَ وَ مَوْتٌ ذَرِیعٌ فِیهِ وَ نَقْصٌ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ وَ جَرَادٌ یَظْهَرُ فِی أَوَانِهِ وَ فِی غَیْرِ أَوَانِهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی الزَّرْعِ وَ الْغَلَّاتِ وَ قِلَّةُ رَیْعٍ لِمَا یَزْرَعُهُ النَّاسُ وَ اخْتِلَافُ صِنْفَیْنِ مِنَ الْعَجَمِ وَ سَفْكُ دِمَاءٍ كَثِیرَةٍ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ خُرُوجُ الْعَبِیدِ عَنْ طَاعَاتِ سَادَاتِهِمْ وَ قَتْلُهُمْ مَوَالِیَهُمْ وَ مَسْخٌ لِقَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ حَتَّی یَصِیرُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ وَ غَلَبَةُ الْعَبِیدِ عَلَی بِلَادِ السَّادَاتِ وَ نِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّی

ص: 220

یَسْمَعَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّ أَهْلِ لُغَةٍ بِلُغَتِهِمْ وَ وَجْهٌ وَ صَدْرٌ یَظْهَرَانِ لِلنَّاسِ فِی عَیْنِ الشَّمْسِ وَ أَمْوَاتٌ یُنْشَرُونَ مِنَ الْقُبُورِ حَتَّی یَرْجِعُوا إِلَی الدُّنْیَا فَیَتَعَارَفُونَ فِیهَا وَ یَتَزَاوَرُونَ ثُمَّ یُخْتَمُ ذَلِكَ بِأَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ مَطْرَةً یَتَّصِلُ فَتَحْیَا بِهِ الْأَرْضُ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ تُعْرَفُ بَرَكَاتُهَا وَ یَزُولُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلُّ عَاهَةٍ عَنْ مُعْتَقِدِی الْحَقِّ مِنْ شِیعَةِ الْمَهْدِیِّ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَیَعْرِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ ظُهُورَهُ بِمَكَّةَ فَیَتَوَجَّهُونَ نَحْوَهُ لِنُصْرَتِهِ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْأَخْبَارُ وَ مِنْ جُمْلَةِ هَذِهِ الْأَحْدَاثِ مَحْتُومَةٌ وَ مِنْهَا مَشْرُوطَةٌ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا یَكُونُ وَ إِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا عَلَی حَسَبِ مَا ثَبَتَ فِی الْأُصُولِ وَ تَضَمَّنَهَا الْأَثَرُ الْمَنْقُولُ وَ بِاللَّهِ نَسْتَعِینُ (1).

«83»- شا، [الإرشاد] عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ (2) قَالَ الْفِتَنَ فِی آفَاقِ الْأَرْضِ وَ الْمَسْخَ فِی أَعْدَاءِ الْحَقِّ.

«84»- شا، [الإرشاد] وُهَیْبُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (3) قَالَ سَیَفْعَلُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِمْ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ شِیعَتُهُمْ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْآیَةُ قَالَ رُكُودُ الشَّمْسِ مِنْ بَیْنِ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَی وَقْتِ الْعَصْرِ وَ خُرُوجُ صَدْرِ رَجُلٍ وَ وَجْهٍ فِی عَیْنِ الشَّمْسِ یُعْرَفُ بِحَسَبِهِ وَ نَسَبِهِ وَ ذَلِكَ فِی زَمَانِ السُّفْیَانِیِّ وَ عِنْدَهَا یَكُونُ بَوَارُهُ وَ بَوَارُ قَوْمِهِ.

«85»- شا، [الإرشاد] الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ مُنْذِرٍ الْجَوْزِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: یُزْجَرُ النَّاسُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام عَنْ مَعَاصِیهِمْ بِنَارٍ تَظْهَرُ لَهُمْ فِی السَّمَاءِ

ص: 221


1- 1. ذكره المفید فی الإرشاد فی أول باب علامات قیام القائم ص 336 ثمّ نقل لكل علامة ما یثبتها من الروایات و قد ذكرها المؤلّف قبل ذلك.
2- 2. فصّلت: 53، و الحدیث فی الإرشاد ص 338، و هكذا ما یلیه.
3- 3. الشعراء: 4.

وَ حُمْرَةٍ تُجَلِّلُ السَّمَاءَ وَ خَسْفٍ بِبَغْدَادَ وَ خَسْفٍ بِبَلْدَةِ الْبَصْرَةِ وَ دِمَاءٍ تُسْفَكُ بِهَا وَ خَرَابِ دُورِهَا وَ فَنَاءٍ یَقَعُ فِی أَهْلِهَا وَ شُمُولِ أَهْلِ الْعِرَاقِ خَوْفٌ لَا یَكُونُ مَعَهُ قَرَارٌ.

«86»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا تَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یُنَادِیَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ یَا أَهْلَ الْحَقِّ اعْتَزِلُوا یَا أَهْلَ الْبَاطِلِ اعْتَزِلُوا فَیَعْزِلُ هَؤُلَاءِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ یَعْزِلُ هَؤُلَاءِ مِنْ هَؤُلَاءِ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ یُخَالِطُ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ النِّدَاءِ قَالَ كَلَّا إِنَّهُ یَقُولُ فِی الْكِتَابِ ما كانَ اللَّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ (1).

«87»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: الْزَمِ الْأَرْضَ لَا تُحَرِّكَنَّ یَدَكَ وَ لَا رِجْلَكَ أَبَداً حَتَّی تَرَی عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ فِی سَنَةٍ وَ تَرَی مُنَادِیاً یُنَادِی بِدِمَشْقَ وَ خُسِفَ بِقَرْیَةٍ مِنْ قُرَاهَا وَ یَسْقُطُ طَائِفَةٌ مِنْ مَسْجِدِهَا فَإِذَا رَأَیْتَ التُّرْكَ جَازُوهَا فَأَقْبَلَتِ التُّرْكُ حَتَّی نَزَلَتِ الْجَزِیرَةَ وَ أَقْبَلَتِ الرُّومُ حَتَّی نَزَلَتِ الرَّمْلَةَ وَ هِیَ سَنَةُ اخْتِلَافٍ فِی كُلِّ أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ وَ إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ یَخْتَلِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَی ثَلَاثِ رَایَاتٍ الْأَصْهَبِ وَ الْأَبْقَعِ وَ السُّفْیَانِیِّ مَعَ بَنِی ذَنَبِ الْحِمَارِ مُضَرُ وَ مَعَ السُّفْیَانِیِّ أَخْوَالُهُ مِنْ كَلْبٍ فَیَظْهَرُ السُّفْیَانِیُّ وَ مَنْ مَعَهُ عَلَی بَنِی ذَنَبِ الْحِمَارِ حَتَّی یَقْتُلُوا قَتْلًا لَمْ یَقْتُلْهُ شَیْ ءٌ قَطُّ وَ یَحْضُرُ رَجُلٌ بِدِمَشْقَ فَیُقْتَلُ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ قَتْلًا لَمْ یَقْتُلْهُ شَیْ ءٌ قَطُّ وَ هُوَ مِنْ بَنِی ذَنَبِ الْحِمَارِ وَ هِیَ الْآیَةُ الَّتِی یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَیْنِهِمْ فَوَیْلٌ لِلَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ یَوْمٍ عَظِیمٍ-(2)

وَ یَظْهَرُ السُّفْیَانِیُّ وَ مَنْ مَعَهُ حَتَّی لَا یَكُونَ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شِیعَتَهُمْ فَیَبْعَثُ بَعْثاً إِلَی الْكُوفَةِ فَیُصَابُ بِأُنَاسٍ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِالْكُوفَةِ قَتْلًا وَ صَلْباً وَ یُقْبِلُ رَایَةٌ مِنْ خُرَاسَانَ حَتَّی یَنْزِلَ سَاحِلَ الدِّجْلَةِ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِی ضَعِیفٌ وَ مَنْ تَبِعَهُ

ص: 222


1- 1. آل عمران: 179 و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 207 و فیه عجلان بن صالح، و هو تصحیف و الرجل ثقة من أصحاب الصادق علیه السلام.
2- 2. مریم: 37.

فَیُصَابُ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ وَ یَبْعَثُ بَعْثاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیَقْتُلُ بِهَا رَجُلًا وَ یَهْرُبُ الْمَهْدِیُّ وَ الْمَنْصُورُ مِنْهَا وَ یُؤْخَذُ آلُ مُحَمَّدٍ صَغِیرُهُمْ وَ كَبِیرُهُمْ لَا یُتْرَكُ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا حُبِسَ وَ یَخْرُجُ الْجَیْشُ فِی طَلَبِ الرَّجُلَیْنِ وَ یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ مِنْهَا عَلَی سُنَّةِ مُوسَی خائِفاً یَتَرَقَّبُ حَتَّی یَقْدَمَ مَكَّةَ وَ یُقْبِلُ الْجَیْشُ حَتَّی إِذَا نَزَلُوا الْبَیْدَاءَ وَ هُوَ جَیْشُ الْهَمَلَاتِ (1) خُسِفَ بِهِمْ فَلَا یُفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا مُخْبِرٌ فَیَقُومُ الْقَائِمُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَیُصَلِّی وَ یَنْصَرِفُ وَ مَعَهُ وَزِیرُهُ فَیَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَسْتَنْصِرُ اللَّهَ عَلَی مَنْ ظَلَمَنَا وَ سَلَبَ حَقَّنَا مَنْ یُحَاجُّنَا فِی اللَّهِ فَإِنَّا أَوْلَی بِاللَّهِ وَ مَنْ یُحَاجُّنَا فِی آدَمَ فَإِنَّا أَوْلَی النَّاسِ بِآدَمَ وَ مَنْ حَاجَّنَا فِی نُوحٍ فَإِنَّا أَوْلَی النَّاسِ بِنُوحٍ وَ مَنْ حَاجَّنَا فِی إِبْرَاهِیمَ فَإِنَّا أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْرَاهِیمَ وَ مَنْ حَاجَّنَا بِمُحَمَّدٍ فَإِنَّا أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ وَ مَنْ حَاجَّنَا فِی النَّبِیِّینَ فَنَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّبِیِّینَ وَ مَنْ حَاجَّنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ فَنَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ إِنَّا نَشْهَدُ وَ كُلُّ مُسْلِمٍ الْیَوْمَ أَنَّا قَدْ ظُلِمْنَا وَ طُرِدْنَا وَ بُغِیَ عَلَیْنَا وَ أُخْرِجْنَا مِنْ دِیَارِنَا وَ أَمْوَالِنَا وَ أَهَالِینَا وَ قُهِرْنَا إِلَّا أَنَّا نَسْتَنْصِرُ اللَّهَ الْیَوْمَ وَ كُلَّ مُسْلِمٍ وَ یَجِی ءُ وَ اللَّهِ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِیهِمْ خَمْسُونَ امْرَأَةً یَجْتَمِعُونَ بِمَكَّةَ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ یَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ هِیَ الْآیَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ-(2)

فَیَقُولُ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ الْقَرْیَةُ الظَّالِمَةُ أَهْلُهَا ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ الثَّلَاثُمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ یُبَایِعُونَهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ مَعَهُ عَهْدُ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَایَتُهُ وَ سِلَاحُهُ وَ وَزِیرُهُ مَعَهُ فَیُنَادِی الْمُنَادِی بِمَكَّةَ بِاسْمِهِ وَ أَمْرِهِ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّی یَسْمَعَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ اسْمُهُ اسْمُ نَبِیٍّ مَا أَشْكَلَ عَلَیْكُمْ فَلَمْ یُشْكِلْ عَلَیْكُمْ عَهْدُ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَایَتُهُ وَ سِلَاحُهُ وَ النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَیْكُمْ هَذَا فَلَا یُشْكِلُ عَلَیْكُمُ الصَّوْتُ

ص: 223


1- 1. الهلاك خ ل.
2- 2. البقرة: 148.

مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِهِ وَ أَمْرِهِ وَ إِیَّاكَ وَ شُذَّاذاً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَإِنَّ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ رَایَةً وَ لِغَیْرِهِمْ رَایَاتٍ فَالْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تَتَبَّعْ مِنْهُمْ رَجُلًا أَبَداً حَتَّی تَرَی رَجُلًا مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ مَعَهُ عَهْدُ نَبِیِّ اللَّهِ وَ رَایَتُهُ وَ سِلَاحُهُ فَإِنَّ عَهْدَ نَبِیِّ اللَّهِ صَارَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍ وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ فَالْزَمْ هَؤُلَاءِ أَبَداً وَ إِیَّاكَ وَ مَنْ ذَكَرْتُ لَكَ فَإِذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ مَعَهُ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَامِداً إِلَی الْمَدِینَةِ حَتَّی یَمُرَّ بِالْبَیْدَاءِ حَتَّی یَقُولَ هَذَا مَكَانُ الْقَوْمِ الَّذِینَ یُخْسَفُ بِهِمْ وَ هِیَ الْآیَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ أَ فَأَمِنَ الَّذِینَ مَكَرُوا السَّیِّئاتِ أَنْ یَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ أَوْ یَأْخُذَهُمْ فِی تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِینَ (1) فَإِذَا قَدِمَ الْمَدِینَةَ أَخْرَجَ مُحَمَّدَ بْنَ الشَّجَرِیِّ عَلَی سُنَّةِ یُوسُفَ ثُمَّ یَأْتِی الْكُوفَةَ فَیُطِیلُ بِهَا الْمَكْثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْكُثَ حَتَّی یَظْهَرَ عَلَیْهَا ثُمَّ یَسِیرُ حَتَّی یَأْتِیَ الْعَذْرَاءَ(2)

هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ وَ قَدْ أُلْحِقَ بِهِ نَاسٌ كَثِیرٌ وَ السُّفْیَانِیُّ یَوْمَئِذٍ بِوَادِی الرَّمْلَةِ حَتَّی إِذَا الْتَقَوْا وَ هُمْ یَوْمَ الْإِبْدَالِ یَخْرُجُ أُنَاسٌ كَانُوا مَعَ السُّفْیَانِیِّ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ یَخْرُجُ نَاسٌ كَانُوا مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَی السُّفْیَانِیِّ فَهُمْ مِنْ شِیعَتِهِ حَتَّی یَلْحَقُوا بِهِمْ وَ یَخْرُجُ كُلُّ نَاسٍ إِلَی رَایَتِهِمْ وَ هُوَ یَوْمُ الْإِبْدَالِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یَقْتُلُ یَوْمَئِذٍ السُّفْیَانِیَّ وَ مَنْ مَعَهُمْ حَتَّی لَا یُدْرَكَ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ وَ الْخَائِبُ یَوْمَئِذٍ مَنْ خَابَ مِنْ غَنِیمَةِ كَلْبٍ ثُمَّ یُقْبِلُ إِلَی الْكُوفَةِ فَیَكُونُ مَنْزِلُهُ بِهَا فَلَا یَتْرُكُ عَبْداً مُسْلِماً إِلَّا اشْتَرَاهُ وَ أَعْتَقَهُ وَ لَا غَارِماً إِلَّا قَضَی دَیْنَهُ وَ لَا مَظْلِمَةً

ص: 224


1- 1. النحل: 45. و قد أخرج العیّاشیّ فی تفسیر سورة النحل ج 2 ص 261 شطرا من هذا الحدیث من قوله: ان عهد نبی اللّٰه صار عند علیّ بن الحسین- الی تمام هذه الآیة بغیر هذا السند.
2- 2. و فی تفسیر البرهان ج 1 ص 164:« البیداء» و اما العذراء قال الفیروزآبادی: و العذراء: بلا لام موضع علی برید من دمشق قتل به معاویة حجر بن عدی، أو قریة بالشام.

لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَدَّهَا وَ لَا یَقْتُلُ مِنْهُمْ عَبْداً إِلَّا أَدَّی ثَمَنَهُ دِیَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلی أَهْلِهِ وَ لَا یُقْتَلُ قَتِیلٌ إِلَّا قَضَی عَنْهُ دَیْنَهُ وَ أَلْحَقَ عِیَالَهُ فِی الْعَطَاءِ حَتَّی یَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ عُدْوَاناً وَ یَسْكُنُهُ هُوَ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ الرَّحْبَةَ وَ الرَّحْبَةُ إِنَّمَا كَانَتْ مَسْكَنَ نُوحٍ وَ هِیَ أَرْضٌ طَیِّبَةٌ وَ لَا یَسْكُنُ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ لَا یُقْتَلُ إِلَّا بِأَرْضٍ طَیِّبَةٍ زَاكِیَةٍ فَهُمُ الْأَوْصِیَاءُ الطَّیِّبُونَ (1).

«88»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِی یَحْیَی الْكَعْبِیِّ عَنِ السُّفْیَانِ الثَّوْرِیِّ عَنْ مَنْصُورٍ الرَّبَعِیِّ عَنْ خِرَاشٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یُمَیِّزُ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ وَ أَصْفِیَاءَهُ حَتَّی یُطَهِّرَ الْأَرْضَ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ الضَّالِّینَ وَ أَبْنَاءِ الضَّالِّینَ وَ حَتَّی تَلْتَقِیَ بِالرَّجُلِ یَوْمَئِذٍ خَمْسُونَ امْرَأَةً هَذِهِ تَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ اشْتَرِنِی وَ هَذِهِ تَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ آوِنِی.

«89»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ أَوْسٍ قَالَتْ حَدَّثَنِی جَدِّیَ الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حُشِرَ الْخَلْقُ عَلَی أَرْبَعَةِ أَصْنَافٍ صِنْفٌ رُكْبَانٌ وَ صِنْفٌ عَلَی أَقْدَامِهِمْ یَمْشُونَ وَ صِنْفٌ مُكَبُّونَ وَ صِنْفٌ عَلَی وُجُوهِهِمْ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ وَ لا یَتَكَلَّمُونَ وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ أُولَئِكَ الَّذِینَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِیها كالِحُونَ فَقِیلَ لَهُ یَا كَعْبُ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُحْشَرُونَ عَلی وُجُوهِهِمْ وَ هَذِهِ الْحَالَةُ حَالُهُمْ فَقَالَ كَعْبٌ أُولَئِكَ كَانُوا فِی الضَّلَالِ وَ الِارْتِدَادِ وَ النَّكْثِ فَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ إِذَا لَقُوا اللَّهَ بِحَرْبِ خَلِیفَتِهِمْ وَ وَصِیِّ نَبِیِّهِمْ وَ عَالِمِهِمْ وَ فَاضِلِهِمْ وَ حَامِلِ اللِّوَاءِ وَ وَلِیِّ الْحَوْضِ وَ الْمُرْتَجَی وَ الرَّجَا دُونَ هَذَا الْعَالَمِ وَ هُوَ الْعِلْمُ الَّذِی لَا یُجْهَلُ وَ الْحُجَّةُ الَّتِی مَنْ زَالَ عَنْهَا عَطِبَ وَ فِی النَّارِ هَوَی

ص: 225


1- 1. راجع تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 64- 66. و سیجی ء تحت الرقم 105 عن غیبة النعمانیّ ص 149 بإسناده عن جابر مثل هذا الحدیث مع اختلاف.

ذَاكَ عَلِیٌّ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ أَعْلَمُهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَ أَوْفَرُهُمْ حِلْماً عَجِبَ كَعْبٌ مِمَّنْ قَدَّمَ عَلَی عَلِیٍّ غَیْرَهُ وَ مَنْ یَشُكُّ فِی الْقَائِمِ الْمَهْدِیِّ الَّذِی یُبَدِّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ بِهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ یَحْتَجُّ عَلَی نَصَارَی الرُّومِ وَ الصِّینِ إِنَّ الْقَائِمَ الْمَهْدِیَّ مِنْ نَسْلِ عَلِیٍّ أَشْبَهُ النَّاسِ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ خَلْقاً وَ خُلُقاً وَ سِیمَاءَ وَ هَیْئَةً یُعْطِیهِ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ مَا أَعْطَی الْأَنْبِیَاءَ وَ یَزِیدُهُ وَ یُفَضِّلُهُ إِنَّ الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ لَهُ غَیْبَةٌ كَغَیْبَةِ یُوسُفَ وَ رَجْعَةٌ كَرَجْعَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ ثُمَّ یَظْهَرُ بَعْدَ غَیْبَتِهِ مَعَ طُلُوعِ النَّجْمِ الْآخِرِ(1) وَ خَرَابِ الزَّوْرَاءِ وَ هِیَ الرَّیُّ وَ خَسْفِ الْمُزَوَّرَةِ وَ هِیَ بَغْدَادُ وَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ وَ حَرْبِ وَلَدِ الْعَبَّاسِ مَعَ فِتْیَانِ أَرْمَنِیَّةَ وَ آذَرْبِیجَانَ تِلْكَ حَرْبٌ یُقْتَلُ فِیهَا أُلُوفٌ وَ أُلُوفٌ كُلٌّ یَقْبِضُ عَلَی سَیْفٍ مَجْلِیٍ (2) تَخْفِقُ عَلَیْهِ رَایَاتٌ سُودٌ تِلْكَ حَرْبٌ یُسْتَبْشَرُ فِیهَا الْمَوْتُ الْأَحْمَرُ وَ الطَّاعُونُ الْأَكْبَرُ.

«90»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْخَضِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَا یَقُومُ الْقَائِمُ حَتَّی تُفْقَأَ عَیْنُ الدُّنْیَا وَ تَظْهَرَ الْحُمْرَةُ فِی السَّمَاءِ وَ تِلْكَ دُمُوعُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ حَتَّی یَظْهَرَ فِیهِمْ قَوْمٌ لا خَلاقَ لَهُمْ یَدْعُونَ لِوَلَدِی وَ هُمْ بِرَاءٌ(3) مِنْ وَلَدِی تِلْكَ عِصَابَةٌ رَدِیئَةٌ لَا خَلَاقَ لَهُمْ عَلَی الْأَشْرَارِ مُسَلَّطَةٌ وَ لِلْجَبَابِرَةِ مُفَتِّنَةٌ وَ لِلْمُلُوكِ مُبِیرَةٌ یَظْهَرُ فِی سَوَادِ الْكُوفَةِ یَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَ الْقَلْبِ رَثُّ الدَّیْنِ لَا خَلَاقَ لَهُ مُهَجَّنٌ زَنِیمٌ عُتُلٌّ تَدَاوَلَتْهُ أَیْدِی الْعَوَاهِرِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ مِنْ شَرِّ نَسْلٍ لَا سَقَاهَا اللَّهُ الْمَطَرَ فِی سَنَةِ إِظْهَارِ غَیْبَةِ الْمُتَغَیِّبِ مِنْ وَلَدِی صَاحِبِ الرَّایَةِ الْحَمْرَاءِ وَ الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ أَیُّ یَوْمٍ لِلْمُخَیَّبِینَ بَیْنَ الْأَنْبَارِ وَ هِیتَ

ص: 226


1- 1. فی المصدر ص 74« مع طلوع النجم الأحمر».
2- 2. فی المصدر: علی سیفه محلی.
3- 3. یقال: أنا براء منه و خلاء منه: ای بری ء، بلفظ واحد مع الجمیع، لانه مصدر و شأنه كذلك، و جمع بری ء برآء كفقهاء و براء مثل كرام، و أبراء مثل أشراف.

ذَلِكَ یَوْمٌ فِیهِ صَیْلَمُ الْأَكْرَادِ وَ الشُّرَاةِ وَ خَرَابُ دَارِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَسْكَنِ الْجَبَابِرَةِ وَ مَأْوَی الْوُلَاةِ الظَّلَمَةِ وَ أُمِّ الْبَلَاءِ وَ أُخْتِ الْعَارِ تِلْكَ وَ رَبِّ عَلِیٍّ یَا عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ بَغْدَادُ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْعُصَاةِ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ بَنِی فُلَانٍ-(1)

الْخَوَنَةِ الَّذِینَ یَقْتُلُونَ الطَّیِّبِینَ مِنْ وُلْدِی وَ لَا یُرَاقِبُونَ فِیهِمْ ذِمَّتِی وَ لَا یَخَافُونَ اللَّهَ فِیمَا یَفْعَلُونَهُ بِحُرْمَتِی إِنَّ لِبَنِی الْعَبَّاسِ یَوْماً كَیَوْمِ الطَّمُوحِ وَ لَهُمْ فِیهِ صَرْخَةٌ كَصَرْخَةِ الْحُبْلَی الْوَیْلُ لِشِیعَةِ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مِنَ الْحَرْبِ الَّتِی سَنَحَ بَیْنَ نَهَاوَنْدَ وَ الدِّینَوَرِ تِلْكَ حَرْبُ صَعَالِیكِ شِیعَةِ عَلِیٍّ یَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ اسْمُهُ عَلَی اسْمِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.

مَنْعُوتٌ مَوْصُوفٌ بِاعْتِدَالِ الْخَلْقِ وَ حُسْنِ الْخُلُقِ وَ نَضَارَةِ اللَّوْنِ لَهُ فِی صَوْتِهِ ضَحِكٌ وَ فِی أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَ فِی عُنُقِهِ سَطَعٌ (2) فَرْقُ الشَّعْرِ مُفَلَّجُ الثَّنَایَا عَلَی فَرَسِهِ كَبَدْرٍ تَمَامٍ تَجَلَّی عَنْهُ الْغَمَامُ تَسِیرُ بِعِصَابَةٍ خَیْرِ عِصَابَةٍ آوَتْ وَ تَقَرَّبَتْ وَ دَانَتْ لِلَّهِ بِدِینِ تِلْكَ الْأَبْطَالِ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِینَ یَلْحَقُونَ حَرْبَ الْكَرِیهَةِ وَ الدَّبْرَةُ یَوْمَئِذٍ عَلَی الْأَعْدَاءِ إِنَّ لِلْعَدُوِّ یَوْمَ ذَاكَ الصَّیْلَمَ وَ الِاسْتِئْصَالَ (3).

أقول: إنما أوردت هذا الخبر مع كونه مصحفا مغلوطا و كون سنده منتهیا إلی شر خلق اللّٰه عمر بن سعد لعنه اللّٰه لاشتماله علی الإخبار بالقائم علیه السلام لیعلم تواطؤ المخالف و المؤالف علیه صلوات اللّٰه علیه.

«91»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ

ص: 227


1- 1. بنی العباس خ ل.
2- 2. یقال: وطف الرجل- مثل علم- كثر شعر حاجبیه و عینیه، و فی الاساس:« فی أشفاره وطف» أی طول شعر و استرخاء» فهو أوطف، و یقال: سطع- مثل علم- كان أسطع و فی عنقه سطع: أی طول و الاسطع الطویل العنق، و فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر« سطح» و له وجه بعید.
3- 3. تراه فی المصدر ص 74، و قد روی النعمانیّ حدیثا آخر بهذا السند عن عمر بن سعد، عن أمیر المؤمنین علیه السلام فیه ذكر بعض الملاحم و غیبة صاحب الامر و غیر ذلك.

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْقَائِمُ فَقَالَ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَسْتَدِرِ الْفُلْكُ حَتَّی یُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ فِی أَیِّ وَادٍ سَلَكَ فَقُلْتُ وَ مَا اسْتِدَارَةُ الْفُلْكِ فَقَالَ اخْتِلَافُ الشِّیعَةِ بَیْنَهُمْ (1).

«92»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ(2)

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَأْتِیكُمْ بَعْدَ الْخَمْسِینَ وَ الْمِائَةِ أُمَرَاءُ كَفَرَةٌ وَ أُمَنَاءُ خَوَنَةٌ وَ عُرَفَاءُ فَسَقَةٌ فَتَكْثُرُ التُّجَّارُ وَ تَقِلُّ الْأَرْبَاحُ وَ یَفْشُو الرِّبَا وَ تَكْثُرُ أَوْلَادُ الزِّنَا وَ تُعْمَرُ السِّبَاخُ (3) وَ تُتَنَاكَرُ الْمَعَارِفُ وَ تُعَظَّمُ

الْأَهِلَّةُ-(4)

وَ تَكْتَفِی النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ فَحَدَّثَ رَجُلٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ حِینَ یُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَیْفَ نَصْنَعُ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ الْهَرَبَ الْهَرَبَ وَ إِنَّهُ لَا یَزَالُ عَدْلُ اللَّهِ مَبْسُوطاً عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا لَمْ یَمِلْ قُرَّاؤُهُمْ إِلَی أُمَرَائِهِمْ وَ مَا لَمْ یَزَلْ أَبْرَارُهُمْ یَنْهَی فُجَّارَهُمْ فَإِنْ لَمْ یَفْعَلُوا ثُمَّ اسْتَنْفَرُوا فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ اللَّهُ فِی عَرْشِهِ كَذَبْتُمْ لَسْتُمْ بِهَا صَادِقِینَ.

«93»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِ

ص: 228


1- 1. المصدر ص 80.
2- 2. الحسن بن محمّد الحضرمی ابن اخت أبی مالك الحضرمی روی عنه النعمانیّ بهذا السند ص 127 و كناه بأبی علی و هكذا ص 93 و ص 164 كما سیجی ء تحت الرقم 146 و أمّا فی ص 171« أبو الحسن علیّ بن محمّد الحضرمی» و فی ص 131 و هو هذا الحدیث« أبو علیّ بن الحسن[ الحسین] بن محمّد الحضرمی فهو تصحیف كما أن نسخة المصنّف كانت مصحفة و لذلك تراه فی ص 162 من طبعة الكمبانیّ« عن علیّ بن الحسین بن محمّد». فراجع و تحرر.
3- 3. راجع المصدر ص 131.
4- 4. اما جمع هلال و من معانیها الغلام الجمیل، أو كفاعلة: الدار بها أهلها، فتحرر.

عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ قُدَّامَ الْقَائِمِ سَنَةٌ تَجُوعُ فِیهَا النَّاسُ وَ یُصِیبُهُمْ خَوْفٌ شَدِیدٌ مِنَ الْقَتْلِ وَ نَقْصٌ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَرَاتِ فَإِنَّ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَبَیِّنٌ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (1).

«94»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ فَقَالَ یَا جَابِرُ ذَلِكَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ فَأَمَّا الْخَاصُّ مِنَ الْجُوعِ بِالْكُوفَةِ یَخُصُّ اللَّهُ بِهِ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ فَیُهْلِكُهُمْ وَ أَمَّا الْعَامُّ فَبِالشَّامِ یُصِیبُهُمْ خَوْفٌ وَ جُوعٌ مَا أَصَابَهُمْ بِهِ قَطُّ وَ أَمَّا الْجُوعُ فَقَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ أَمَّا الْخَوْفُ فَبَعْدَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام.

شی، [تفسیر العیاشی] عن الثمالی عنه علیه السلام: مثله (2).

«95»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی (3) عَنْ دَاوُدَ الدِّجَاجِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَیْنِهِمْ (4) فَقَالَ انْتَظِرُوا الْفَرَجَ مِنْ ثَلَاثٍ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا هُنَّ فَقَالَ اخْتِلَافُ أَهْلِ الشَّامِ بَیْنَهُمْ وَ الرَّایَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ وَ الْفَزْعَةُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِیلَ وَ مَا الْفَزْعَةُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ

ص: 229


1- 1. البقرة: 155. و الحدیث فی المصدر ص 132.
2- 2. تراه فی غیبة النعمانیّ ص 133 و تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 68.
3- 3. فی الأصل المطبوع:« عمر بن یحیی» و الصحیح ما فی الصلب طبقا للمصدر ص 133 و الرجل معمر بن یحیی بن بسام العجلیّ كوفیّ عربی صمیم ثقة له كتاب یرویه ثعلبة بن میمون راجع النجاشیّ ص 333، و قد وصف بالدجاجی أیضا و أمّا داود الدجاجی فهو داود بن أبی داود الدجاجی من أصحاب الصادقین علیهما السلام.
4- 4. مریم: 37، الزخرف: 65.

فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقُرْآنِ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ-(1) آیَةٌ تُخْرِجُ الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا وَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَ تُفْزِعُ الْیَقْظَانَ.

«96»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رَأَیْتُمْ نَاراً مِنَ الْمَشْرِقِ شِبْهَ الْهَرَوِیِ (2) الْعَظِیمِ تَطْلُعُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَوْ سَبْعَةً فَتَوَقَّعُوا فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ ثُمَّ قَالَ الصَّیْحَةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِی شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ وَ هِیَ صَیْحَةُ جَبْرَئِیلَ إِلَی هَذَا الْخَلْقِ ثُمَّ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ علیه السلام فَیَسْمَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَ مَنْ بِالْمَغْرِبِ لَا یَبْقَی رَاقِدٌ إِلَّا اسْتَیْقَظَ وَ لَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ وَ لَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَی رِجْلَیْهِ فَزَعاً مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ فَرَحِمَ اللَّهُ مَنِ اعْتَبَرَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ فَأَجَابَ فَإِنَّ الصَّوْتَ الْأَوَّلَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِیلَ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ قَالَ علیه السلام الصَّوْتُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فِی لَیْلَةِ جُمُعَةٍ لَیْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَلَا تَشُكُّوا فِی ذَلِكَ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا وَ فِی آخِرِ النَّهَارِ صَوْتُ إِبْلِیسَ اللَّعِینِ یُنَادِی أَلَا إِنَّ فُلَاناً قُتِلَ مَظْلُوماً لِیُشَكِّكَ النَّاسَ وَ یُفْتِنَهُمْ فَكَمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ مِنْ شَاكٍّ مُتَحَیِّرٍ قَدْ هَوَی فِی النَّارِ وَ إِذَا سَمِعْتُمُ الصَّوْتَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَا تَشُكُّوا أَنَّهُ صَوْتُ جَبْرَئِیلَ

ص: 230


1- 1. الشعراء: 4.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و قد فسره المؤلّف علی ما یجی ء فی البیان بالثیاب الهروی، و هو سهو و الصحیح ما فی المصدر ص 134« الهردی»، قال الفیروزآبادی: « و الهرد بالضم: الكركم- یعنی الأصفر-، و طین أحمر، و عروق یصبغ بها، و الهردی المصبوغ به». و نقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق و للعروق صبغ اصفر یصبغ به، و كیف كان فالتشبیه من حیث الصفرة أو الحمرة، و هكذا یقال: ثوب مهرود. أی مصبوغ أصفر بالهرد و منه ما مر فی ج 51 ص 98 ان عیسی ینزل بین مهرودتین.

وَ عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ یُنَادِی بِاسْمِ الْقَائِمِ وَ اسْمِ أَبِیهِ حَتَّی تَسْمَعَهُ الْعَذْرَاءُ فِی خِدْرِهَا فَتُحَرِّضُ أَبَاهَا وَ أَخَاهَا عَلَی الْخُرُوجِ.

وَ قَالَ علیه السلام لَا بُدَّ مِنْ هَذَیْنِ الصَّوْتَیْنِ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام صَوْتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِیلَ وَ صَوْتٍ مِنَ الْأَرْضِ فَهُوَ صَوْتُ إِبْلِیسَ اللَّعِینِ یُنَادِی بِاسْمِ فُلَانٍ أَنَّهُ قُتِلَ مَظْلُوماً یُرِیدُ الْفِتْنَةَ فَاتَّبِعُوا الصَّوْتَ الْأَوَّلَ وَ إِیَّاكُمْ وَ الْأَخِیرَ أَنْ تَفْتَتِنُوا بِهِ وَ قَالَ علیه السلام لَا یَقُومُ الْقَائِمُ إِلَّا عَلَی خَوْفٍ شَدِیدٍ مِنَ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ وَ فِتْنَةٍ وَ بَلَاءٍ یُصِیبُ النَّاسَ وَ طَاعُونٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَ سَیْفٍ قَاطِعٍ بَیْنَ الْعَرَبِ وَ اخْتِلَافٍ شَدِیدٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ تَشْتِیتٍ فِی دِینِهِمْ وَ تَغْیِیرٍ فِی حَالِهِمْ حَتَّی یَتَمَنَّی الْمُتَمَنِّی الْمَوْتَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً مِنْ عِظَمِ مَا یَرَی مِنْ كَلَبِ النَّاسِ (1) وَ أَكْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فَخُرُوجُهُ علیه السلام إِذَا خَرَجَ یَكُونُ عِنْدَ الْیَأْسِ وَ الْقُنُوطِ مِنْ أَنْ یَرَوْا فَرَجاً فَیَا طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَهُ وَ كَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ نَاوَاهُ وَ خَالَفَهُ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ كَانَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ قَالَ علیه السلام یَقُومُ بِأَمْرٍ جَدِیدٍ وَ كِتَابٍ جَدِیدٍ وَ سُنَّةٍ جَدِیدَةٍ وَ قَضَاءٍ جَدِیدٍ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ وَ لَیْسَ شَأْنُهُ إِلَّا الْقَتْلَ لَا یَسْتَبْقِی أَحَداً وَ لَا یَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِذَا اخْتَلَفَ بَنُو فُلَانٍ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا الْفَرَجَ وَ لَیْسَ فَرَجُكُمْ (2) إِلَّا فِی اخْتِلَافِ بَنِی فُلَانٍ فَإِذَا اخْتَلَفُوا فَتَوَقَّعُوا الصَّیْحَةَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ لَنْ یَخْرُجَ الْقَائِمُ وَ لَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّی یَخْتَلِفَ بَنُو فُلَانٍ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ طَمِعَ النَّاسُ فِیهِمْ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ وَ قَالَ لَا بُدَّ لِبَنِی فُلَانٍ أَنْ یَمْلِكُوا فَإِذَا مَلَكُوا ثُمَّ اخْتَلَفُوا تَفَرَّقَ كُلُّهُمْ (3)

ص: 231


1- 1. یقال: دفعت عنك كلب فلان- بالتحریك- أی أذاه و شره.
2- 2. فی الأصل المطبوع: و لیس حلم، و هو تصحیف.
3- 3. أی جمعهم، و فی المصدر: ملكهم. و یحتمل أن یكون مصحف« كلمتهم».

وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ حَتَّی یَخْرُجَ عَلَیْهِمُ الْخُرَاسَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُّ هَذَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَ هَذَا مِنَ الْمَغْرِبِ یَسْتَبِقَانِ إِلَی الْكُوفَةِ كَفَرَسَیْ رِهَانٍ هَذَا مِنْ هُنَا وَ هَذَا مِنْ هُنَا حَتَّی یَكُونَ هَلَاكُ بَنِی فُلَانٍ عَلَی أَیْدِیهِمَا أَمَا إِنَّهُمَا لَا یُبْقُونَ مِنْهُمْ أَحَداً ثُمَّ قَالَ علیه السلام خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ وَ الْیَمَانِیِّ وَ الْخُرَاسَانِیِّ فِی سَنَةٍ وَاحِدَةٍ وَ فِی شَهْرٍ وَاحِدٍ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ وَ نِظَامٍ كَنِظَامِ الْخَرَزِ یَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً فَیَكُونُ الْبَأْسُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَیْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُمْ وَ لَیْسَ فِی الرَّایَاتِ أَهْدَی مِنْ رَایَةِ الْیَمَانِیِّ هِیَ رَایَةُ هُدًی لِأَنَّهُ یَدْعُو إِلَی صَاحِبِكُمْ فَإِذَا خَرَجَ الْیَمَانِیُّ حَرَّمَ بَیْعَ السِّلَاحِ عَلَی النَّاسِ وَ كُلِّ مُسْلِمٍ وَ إِذَا خَرَجَ الْیَمَانِیُّ فَانْهَضْ إِلَیْهِ فَإِنَّ رَایَتَهُ رَایَةُ هُدًی وَ لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَلْتَوِیَ عَلَیْهِ فَمَنْ فَعَلَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّهُ یَدْعُو إِلَی الْحَقِّ وَ إِلی طَرِیقٍ مُسْتَقِیمٍ ثُمَّ قَالَ لِی إِنَّ ذَهَابَ مُلْكِ بَنِی فُلَانٍ كَقِصَعِ الْفَخَّارِ وَ كَرَجُلٍ كَانَتْ فِی یَدِهِ فَخَّارَةٌ وَ هُوَ یَمْشِی إِذْ سَقَطَتْ مِنْ یَدِهِ وَ هُوَ سَاهٍ عَنْهَا فَانْكَسَرَتْ فَقَالَ حِینَ سَقَطَتْ هَاهْ شِبْهَ الْفَزَعِ فَذَهَابُ مُلْكِهِمْ هَكَذَا أَغْفَلُ مَا كَانُوا عَنْ ذَهَابِهِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ قَدَّرَ فِیمَا قَدَّرَ وَ قَضَی بِأَنَّهُ كَائِنٌ لَا بُدَّ مِنْهُ أَخْذَ بَنِی أُمَیَّةَ بِالسَّیْفِ جَهْرَةً وَ أَنَّ أَخْذَ بَنِی فُلَانٍ بَغْتَةً وَ قَالَ علیه السلام لَا بُدَّ مِنْ رَحًی تَطْحَنُ فَإِذَا قَامَتْ عَلَی قُطْبِهَا وَ ثَبَتَتْ عَلَی سَاقِهَا بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهَا عَبْداً عَسْفاً(1)

خَامِلًا أَصْلُهُ یَكُونُ النَّصْرُ مَعَهُ أَصْحَابُهُ الطَّوِیلَةُ شُعُورُهُمْ أَصْحَابُ السِّبَالِ سُودٌ ثِیَابُهُمْ أَصْحَابُ رَایَاتٍ سُودٍ وَیْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُمْ یَقْتُلُونَهُمْ هَرْجاً وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ إِلَی أَفْعَالِهِمْ وَ مَا یُلْقَی مِنَ الْفُجَّارِ مِنْهُمْ وَ الْأَعْرَابِ الْجُفَاةِ یُسَلِّطُهُمُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ بِلَا رَحْمَةٍ فَیَقْتُلُونَهُمْ هَرْجاً عَلَی مَدِینَتِهِمْ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ

ص: 232


1- 1. عنیفا خ ل. و یحتمل أن یقرأ« عسقا» بالقاف و المراد به عسر الخلق و ضیقه.

الْبَرِّیَّةِ وَ الْبَحْرِیَّةِ جَزَاءً بِمَا عَمِلُوا وَ ما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ.

بیان: لعل المراد بالهروی الثیاب الهرویة شبهت بها فی عظمها و بیاضها قوله إن فلانا قتل مظلوما أی عثمان.

«97»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْعَامُ الَّذِی فِیهِ الصَّیْحَةُ قَبْلَهُ الْآیَةُ فِی رَجَبٍ قُلْتُ وَ مَا هِیَ قَالَ وَجْهٌ یَطْلُعُ فِی الْقَمَرِ وَ یَدٌ بَارِزَةٌ(1).

«98»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ السُّفْیَانِیُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ كَفٌ (2) یَطْلُعُ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَحْتُومِ قَالَ علیه السلام وَ فَزْعَةٌ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَ تُفْزِعُ الْیَقْظَانَ وَ تُخْرِجُ الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا.

«99»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ السُّفْیَانِیُّ وَ الْیَمَانِیُّ وَ الْمَرْوَانِیُّ وَ شُعَیْبُ بْنُ صَالِحٍ فَكَیْفَ یَقُولُ هَذَا هَذَا.

بیان: أی كیف یقول هذا الذی خرج إنی القائم یعنی محمد بن إبراهیم أو غیره (3).

ص: 233


1- 1. هذا هو الصحیح كما فی المصدر ص 134 و فی الأصل المطبوع: وجه یطلع فی القبر و یدانیه، و هو تصحیف و هكذا صحف فیه« محمّد بن همام» بمحمّد بن هاشم، راجع ص 163 من طبعة الكمبانیّ.
2- 2. راجع المصدر ص 134 و فی الأصل المطبوع: كسف یطلع، و هو تصحیف.
3- 3. و فی المصدر ص 134 و كیف یقول هذا و هذا. و هذا هو الأظهر و معنی القول هو الإشارة، أی كف تشیر هكذا و هكذا.

«100»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَمْسِكْ بِیَدِكَ هَلَاكَ الْفُلَانِیِّ وَ خُرُوجَ السُّفْیَانِیِّ وَ قَتْلَ النَّفْسِ وَ جَیْشَ الْخَسْفِ وَ الصَّوْتَ قُلْتُ وَ مَا الصَّوْتُ هُوَ الْمُنَادِی قَالَ نَعَمْ وَ بِهِ یُعْرَفُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ ثُمَّ قَالَ الْفَرَجُ كُلُّهُ هَلَاكُ الْفُلَانِیِّ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ.

بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا خَامِسُ خَمْسَةٍ وَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ سِنّاً فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ حَدَّثَنِی أَخِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِنِّی خَاتَمُ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ إِنَّكَ خَاتَمُ أَلْفِ وَصِیٍّ وَ كُلِّفْتُ مَا لَمْ یُكَلَّفُوا فَقُلْتُ مَا أَنْصَفَكَ الْقَوْمُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ یَا ابْنَ أَخِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَلْفَ كَلِمَةٍ لَا یَعْلَمُهَا غَیْرِی وَ غَیْرَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّهُمْ لَیَقْرَءُونَ مِنْهَا آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هِیَ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (1) وَ مَا یَتَدَبَّرُونَهَا حَقَّ تَدَبُّرِهَا أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِآخِرِ مُلْكِ بَنِی فُلَانٍ قُلْنَا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قَتْلُ نَفْسٍ حَرَامٍ فِی یَوْمٍ حَرَامٍ فِی بَلَدٍ حَرَامٍ عَنْ قَوْمٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا لَهُمْ مُلْكٌ بَعْدَهُ غَیْرَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَیْلَةً قُلْنَا هَلْ قَبْلَ هَذَا مِنْ شَیْ ءٍ أَوْ بَعْدَهُ فَقَالَ صَیْحَةٌ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ تُفْزِعُ الْیَقْظَانَ وَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَ تُخْرِجُ الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا.

«101»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: لَا بُدَّ أَنْ یَمْلِكَ بَنُو الْعَبَّاسِ فَإِذَا مَلَكُوا وَ اخْتَلَفُوا وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ خَرَجَ عَلَیْهِمُ الْخُرَاسَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُّ هَذَا مِنَ الْمَشْرِقِ وَ هَذَا مِنَ الْمَغْرِبِ یَسْتَبِقَانِ

ص: 234


1- 1. النمل، 82. و الحدیث فی المصدر ص 137، و هكذا الحدیث الآتی.

إِلَی الْكُوفَةِ كَفَرَسَیْ رِهَانٍ هَذَا مِنْ هَاهُنَا وَ هَذَا مِنْ هَاهُنَا حَتَّی یَكُونَ هَلَاكُهُمْ عَلَی أَیْدِیهِمَا أَمَا إِنَّهُمَا لَا یُبْقُونَ مِنْهُمْ أَحَداً أَبَداً(1).

«102»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا مِنْ عَلَامَةٍ بَیْنَ یَدَیْ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ بَلَی قُلْتُ مَا هِیَ قَالَ هَلَاكُ الْعَبَّاسِیِّ وَ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ وَ الْخَسْفُ بِالْبَیْدَاءِ وَ الصَّوْتُ مِنَ السَّمَاءِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخَافُ أَنْ یَطُولَ هَذَا الْأَمْرُ فَقَالَ لَا إِنَّمَا هُوَ كَنِظَامِ الْخَرَزِ یَتْبَعُ بَعْضُهُ بَعْضاً.

«103»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام (2) فِی وَتْرٍ مِنَ السِّنِینَ تِسْعٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثٍ خَمْسٍ وَ قَالَ إِذَا اخْتَلَفَتْ بَنُو أُمَیَّةَ ذَهَبَ مُلْكُهُمْ ثُمَّ یَمْلِكُ بَنُو الْعَبَّاسِ فَلَا یَزَالُونَ فِی عُنْفُوَانٍ مِنَ الْمُلْكِ وَ غَضَارَةٍ مِنَ الْعَیْشِ حَتَّی یَخْتَلِفُوا فِیمَا بَیْنَهُمْ فَإِذَا اخْتَلَفُوا ذَهَبَ مُلْكُهُمْ وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَ أَهْلُ الْغَرْبِ نَعَمْ وَ أَهْلُ الْقِبْلَةِ وَ یَلْقَی النَّاسَ جَهْدٌ شَدِیدٌ مِمَّا یَمُرُّ بِهِمْ مِنَ الْخَوْفِ فَلَا یَزَالُونَ بِتِلْكَ الْحَالِ حَتَّی یُنَادِیَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ فَإِذَا نَادَی فَالنَّفْرَ النَّفْرَ فَوَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یُبَایِعُ النَّاسَ بِأَمْرٍ جَدِیدٍ وَ كِتَابٍ جَدِیدٍ وَ سُلْطَانٍ جَدِیدٍ مِنَ السَّمَاءِ أَمَا إِنَّهُ لَا یُرَدُّ لَهُ رَایَةٌ أَبَداً حَتَّی یَمُوتَ.

«104»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ(3)

عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ: أَنَ

ص: 235


1- 1. تراه فی المصدر ص 137 و الحدیث الآتی ص 139 و قد مر نظیرهما فی حدیث واحد تحت الرقم 96.
2- 2. كذا فی المصدر ص 139 و فی الأصل المطبوع،« تقوم الساعة» و هو تصحیف.
3- 3. فی المصدر: عبد اللّٰه بن محمّد الأنصاریّ، و الصحیح ما فی الصلب.

أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَدَّثَ عَنْ أَشْیَاءَ تَكُونُ بَعْدَهُ إِلَی قِیَامِ الْقَائِمِ فَقَالَ الْحُسَیْنُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَتَی یُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِینَ قَالَ لَا یُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِینَ حَتَّی یُسْفَكَ الدَّمُ الْحَرَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أَمْرَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ بَنِی الْعَبَّاسِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ وَ قَالَ إِذَا قَامَ

الْقَائِمُ بِخُرَاسَانَ وَ غَلَبَ عَلَی أَرْضِ كُوفَانَ (1)

وَ الْمُلْتَانِ وَ جَازَ جَزِیرَةَ بَنِی كَاوَانَ وَ قَامَ مِنَّا قَائِمٌ بِجِیلَانَ وَ أَجَابَتْهُ الْآبُرُ وَ الدَّیْلَمُ وَ ظَهَرَتْ لِوَلَدِی رَایَاتُ التُّرْكِ مُتَفَرِّقَاتٍ فِی الْأَقْطَارِ وَ الْحَرَامَاتِ (2)

وَ كَانُوا بَیْنَ هَنَاتٍ وَ هَنَاتٍ إِذَا خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ وَ قَامَ أَمِیرُ الْإِمْرَةِ فَحَكَی علیه السلام حِكَایَةً طَوِیلَةً ثُمَّ قَالَ إِذَا جُهِّزَتِ الْأُلُوفُ وَ صَفَّتِ الصُّفُوفُ وَ قُتِلَ الْكَبْشُ الْخَرُوفُ هُنَاكَ یَقُومُ الْآخِرُ وَ یَثُورُ الثَّائِرُ وَ یَهْلِكُ الْكَافِرُ ثُمَّ یَقُومُ الْقَائِمُ الْمَأْمُولُ وَ الْإِمَامُ الْمَجْهُولُ لَهُ الشَّرَفُ وَ الْفَضْلُ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِكَ یَا حُسَیْنُ لَا ابْنٌ مِثْلُهُ یَظْهَرُ بَیْنَ الرُّكْنَیْنِ فِی دَرِیسَیْنِ بَالِیَیْنِ-(3) یَظْهَرُ عَلَی الثَّقَلَیْنِ وَ لَا یَتْرُكُ فِی الْأَرْضِ الْأَدْنَیْنَ-(4)

طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ وَ لَحِقَ أَوَانَهُ وَ شَهِدَ أَیَّامَهُ.

بیان: القائم بخراسان هلاكوخان أو جنكیزخان و كاوان جزیرة فی بحر البصرة ذكره الفیروزآبادی و القائم بجیلان سلطان إسماعیل نور اللّٰه مضجعه و الآبر قریة قرب الأسترآباد و الخروف كصبور الذكر من أولاد الضأن و لعل المراد

ص: 236


1- 1. فی المصدر: كرمان.
2- 2. فی المصدر: الجنّات.
3- 3. درس الثوب، أخلقه فدرس- لازم متعد- فالثوب درس و دریس، و البالی: الخلقان و الرث من الثیاب. و قد صحفت الكلمتان فی الأصل المطبوع هكذا: فی ذریسیر بآلتین. راجع المصدر ص 147.
4- 4. فی المصدر: و لا یترك فی الأرض دمین. و لعله مصحف« دفین» لكن السیاق یطلب تثنیة كأخواتها. فتحرر.

بالكبش السلطان عباس الأول طیب اللّٰه رمسه حیث قتل ولده الصفی میرزا رحمه اللّٰه و قیام الآخر بالثأر یحتمل أن یكون إشارة إلی ما فعل السلطان صفی تغمده اللّٰه برحمته ابن المقتول بأولاد القاتل من القتل و سمل العیون و غیر ذلك.

و قیام القائم علیه السلام بعد ذلك لا یلزم أن یكون بلا واسطة و عسی أن یكون قریبا مع أن الخبر مختصر من كلام طویل فیمكن أن یكون سقط من بین الكلامین وقائع.

«105»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ وَ قَالَ الْكُلَیْنِیُّ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَاسِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا جَابِرُ الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ یَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّی تَرَی عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ إِنْ أَدْرَكْتَهَا أَوَّلُهَا اخْتِلَافُ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُ ذَلِكَ وَ لَكِنْ حَدِّثْ بِهِ مِنْ بَعْدِی عَنِّی وَ مُنَادٍ یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ وَ یَجِیئُكُمُ الصَّوْتُ مِنْ نَاحِیَةِ دِمَشْقَ بِالْفَتْحِ وَ تُخْسَفُ قَرْیَةٌ مِنْ قُرَی الشَّامِ تُسَمَّی الْجَابِیَةَ وَ تَسْقُطُ طَائِفَةٌ مِنْ مَسْجِدِ دِمَشْقَ الْأَیْمَنِ وَ مَارِقَةٌ تَمْرُقُ مِنْ نَاحِیَةِ التُّرْكِ وَ یَعْقُبُهَا هَرْجُ الرُّومِ وَ سَیُقْبِلُ إِخْوَانُ التُّرْكِ حَتَّی یَنْزِلُوا الْجَزِیرَةَ وَ سَتُقْبِلُ مَارِقَةُ الرُّومِ حَتَّی یَنْزِلُوا الرَّمْلَةَ فَتِلْكَ السَّنَةَ یَا جَابِرُ اخْتِلَافٌ كَثِیرٌ فِی كُلِّ أَرْضٍ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَغْرِبِ فَأَوَّلُ أَرْضِ الْمَغْرِبِ (1)

أَرْضُ الشَّامِ یَخْتَلِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ

عَلَی ثَلَاثِ رَایَاتٍ رَایَةِ الْأَصْهَبِ وَ رَایَةِ الْأَبْقَعِ وَ رَایَةِ السُّفْیَانِیِّ فَیَلْتَقِی السُّفْیَانِیُّ بِالْأَبْقَعِ فَیَقْتَتِلُونَ وَ یَقْتُلُهُ السُّفْیَانِیُّ وَ مَنْ مَعَهُ وَ یَقْتُلُ الْأَصْهَبَ ثُمَّ لَا یَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا الْإِقْبَالَ نَحْوَ الْعِرَاقِ وَ یَمُرُّ جَیْشُهُ بِقِرْقِیسَا فَیَقْتَتِلُونَ بِهَا فَیَقْتُلُ مِنَ الْجَبَّارِینَ مِائَةَ أَلْفٍ وَ یَبْعَثُ

ص: 237


1- 1. أرض تخرب خ ل.

السُّفْیَانِیُّ جَیْشاً إِلَی الْكُوفَةِ وَ عِدَّتُهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً فَیُصِیبُونَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَتْلًا وَ صَلْباً وَ سَبْیاً فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَتْ رَایَاتٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ تَطْوِی الْمَنَازِلَ طَیّاً حَثِیثاً وَ مَعَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِی أَهْلِ الْكُوفَةِ فِی ضُعَفَاءَ فَیَقْتُلُهُ أَمِیرُ جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ بَیْنَ الْحِیرَةِ وَ الْكُوفَةِ وَ یَبْعَثُ السُّفْیَانِیُّ بَعْثاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیَنْفِرُ الْمَهْدِیُّ مِنْهَا إِلَی مَكَّةَ فَیَبْلُغُ أَمِیرَ جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ أَنَّ الْمَهْدِیَّ قَدْ خَرَجَ إِلَی مَكَّةَ فَیَبْعَثُ جَیْشاً عَلَی أَثَرِهِ فَلَا یُدْرِكُهُ حَتَّی یَدْخُلَ مَكَّةَ خائِفاً یَتَرَقَّبُ عَلَی سُنَّةِ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ وَ یَنْزِلُ أَمِیرُ جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ الْبَیْدَاءَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ یَا بَیْدَاءُ أَبِیدِی الْقَوْمَ فَیُخْسَفُ بِهِمْ فَلَا یُفْلِتُ مِنْهُمْ إِلَّا ثَلَاثَةُ نَفَرٍ یُحَوِّلُ اللَّهُ وُجُوهَهُمْ إِلَی أَقْفِیَتِهِمْ وَ هُمْ مِنْ كَلْبٍ وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلی أَدْبارِها الْآیَةَ(1)

قَالَ وَ الْقَائِمُ یَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ وَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْبَیْتِ الْحَرَامِ مُسْتَجِیراً بِهِ یُنَادِی یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا نَسْتَنْصِرُ اللَّهَ وَ مَنْ أَجَابَنَا مِنَ النَّاسِ وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ مُحَمَّدٍ وَ نَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ حَاجَّنِی فِی آدَمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِآدَمَ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِنُوحٍ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی إِبْرَاهِیمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْرَاهِیمَ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی النَّبِیِّینَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّبِیِّینَ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ-(2)

فَأَنَا بَقِیَّةٌ مِنْ آدَمَ وَ ذَخِیرَةٌ مِنْ نُوحٍ وَ مُصْطَفًی مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ صَفْوَةٌ مِنْ

ص: 238


1- 1. النساء: 46.
2- 2. آل عمران: 34.

مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی كِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ أَلَا وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَنْشُدُ اللَّهَ مَنْ سَمِعَ كَلَامِی الْیَوْمَ لَمَّا بَلَّغَ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ وَ أَسْأَلُكُمْ بِحَقِّ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ بِحَقِّی فَإِنَّ لِی عَلَیْكُمْ حَقَّ الْقُرْبَی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا أَعْنَتُمُونَا وَ مَنَعْتُمُونَا مِمَّنْ یَظْلِمُنَا فَقَدْ أُخِفْنَا وَ ظُلِمْنَا وَ طُرِدْنَا مِنْ دِیَارِنَا وَ أَبْنَائِنَا وَ بُغِیَ عَلَیْنَا وَ دُفِعْنَا عَنْ حَقِّنَا فَأَوْتَرَ(1) أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَیْنَا فَاللَّهَ اللَّهَ فِینَا لَا تَخْذُلُونَا وَ انْصُرُونَا یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ قَالَ فَیَجْمَعُ اللَّهُ عَلَیْهِ أَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا وَ یَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ وَ هِیَ یَا جَابِرُ الْآیَةُ الَّتِی ذَكَرَهَا اللَّهُ فِی كِتَابِهِ أَیْنَ ما تَكُونُوا

یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(2) فَیُبَایِعُونَهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ مَعَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ تَوَارَثَتْهُ الْأَبْنَاءُ عَنِ الْآبَاءِ وَ الْقَائِمُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ یُصْلِحُ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ فَمَا أَشْكَلَ عَلَی النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ یَا جَابِرُ فَلَا یُشْكِلُ عَلَیْهِمْ وِلَادَتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ وِرَاثَتُهُ الْعُلَمَاءُ عَالِماً بَعْدَ عَالِمٍ فَإِنْ أَشْكَلَ هَذَا كُلُّهُ عَلَیْهِمْ فَإِنَّ الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ لَا یُشْكِلُ عَلَیْهِمْ إِذَا نُودِیَ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ أُمِّهِ.

ختص، [الإختصاص] عمرو بن أبی المقدام: مثله

شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ-(3)

یَا جَابِرُ أَوَّلُ أَرْضِ الْمَغْرِبِ أَرْضُ الشَّامِ یَخْتَلِفُونَ عِنْدَ ذَلِكَ عَلَی ثَلَاثِ رَایَاتٍ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ فَنَرُدَّهَا عَلَی أَدْبَارِهَا مِثْلَ الْخَبَرِ سَوَاءً.

«106»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ

ص: 239


1- 1. فی المصدر: ص 150 فافتری.
2- 2. البقرة: 148.
3- 3. راجع تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 244 و 245 و قد مر تمام الحدیث تحت الرقم 78. و أخرجناه من المصدر ج 1 ص 64- 66.

جَبَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ (1)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: السُّفْیَانِیُّ وَ الْقَائِمُ فِی سَنَةٍ وَاحِدَةٍ.

«107»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بَیْنَا النَّاسُ وُقُوفاً بِعَرَفَاتٍ إِذْ أَتَاهُمْ رَاكِبٌ عَلَی نَاقَةٍ ذِعْلِبَةٍ یُخْبِرُهُمْ بِمَوْتِ خَلِیفَةٍ عِنْدَ مَوْتِهِ فَرَجُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ فَرَجُ النَّاسِ جَمِیعاً وَ قَالَ علیه السلام إِذَا رَأَیْتُمْ عَلَامَةً فِی السَّمَاءِ نَاراً عَظِیمَةً مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ تَطْلُعُ لَیَالِیَ فَعِنْدَهَا فَرَجُ النَّاسِ وَ هِیَ قُدَّامَ الْقَائِمِ بِقَلِیلٍ.

«108»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ الْكَوَّاءِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الْغَضَبِ فَقَالَ هَیْهَاتَ الْغَضَبُ هَیْهَاتَ مَوْتَاتٌ فِیهِنَّ مَوْتَاتٌ وَ رَاكِبُ الذِّعْلِبَةِ وَ مَا رَاكِبُ الذِّعْلِبَةِ مُخْتَلِطٌ جَوْفُهَا بِوَضِینِهَا یُخْبِرُهُمْ بِخَبَرٍ یَقْتُلُونَهُ ثُمَّ الْغَضَبُ عِنْدَ ذَلِكَ.

بیان: الذعلبة بالكسر الناقة السریعة و قال الجزری الوضین بطان منسوج بعضه علی بعض یشد به الرحل علی البعیر كالحزام علی السرج و منه الحدیث إلیك تغدو قلقا وضینها أراد أنها هزلت و دقت للسیر علیها انتهی.

أقول: فی الخبر یحتمل أن یكون كنایة عن السمن أو الهزال أو كثرة سیر الراكب علیها و إسراعه و قد مر هذا الخبر علی وجه آخر فی باب إخبار أمیر المؤمنین علیه السلام بالمغیبات.

«109»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُصَیْنٍ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: یُقْتَلُ خَلِیفَةٌ مَا لَهُ فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِی الْأَرْضِ نَاصِرٌ وَ یُخْلَعُ خَلِیفَةٌ حَتَّی یَمْشِیَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ

ص: 240


1- 1. تراه فی المصدر ص 142 و هكذا ما یلیه.

شَیْ ءٌ وَ یَسْتَخْلِفُ ابْنَ السِّتَّةِ(1) قَالَ فَقَالَ أَبُو الطُّفَیْلِ یَا ابْنَ أَخِی لَیْتَنِی أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ كُورَةٍ قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ تَتَمَنَّی یَا خَالِ ذَلِكَ قَالَ لِأَنَّ حُذَیْفَةَ حَدَّثَنِی أَنَّ الْمُلْكَ یَرْجِعُ فِی أَهْلِ النُّبُوَّةِ.

«110»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ (2) قَالَ یُرِیهِمْ فِی أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَ یُرِیهِمْ فِی الْآفَاقِ انْتِقَاضَ الْآفَاقِ عَلَیْهِمْ فَیَرَوْنَ قُدْرَةَ اللَّهِ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ فِی الْآفَاقِ فَقَوْلُهُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ یَعْنِی بِذَلِكَ خُرُوجَ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَرَاهُ هَذَا الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ.

«111»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ(3)

عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ عَذابَ الْخِزْیِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ-(4)

مَا هُوَ عَذَابُ خِزْیِ الدُّنْیَا قَالَ وَ أَیُّ خِزْیٍ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَشَدُّ مِنْ أَنْ یَكُونَ الرَّجُلُ فِی بَیْتِهِ

ص: 241


1- 1. هذا هو الصحیح لان ابن السته او ابن الستة علی اختلاف مر فی ج 51 باب صفاته و علاماته علیه السلام ص 34- 44 من أوصافه المعروفة عند الاصحاب فی الصدر الأول، و أمّا ما فی الأصل المطبوع:« یمشی علی وجه الأرض لیس له من الأرض یستخلف من السنة» و فی المصدر ص 143:« لیس من الآخر شی ء و یستخلف ابن السبیة» فكلاهما مصحفان. و قد مر فی ج 51 ص 41 فی ذیل الكلام أن« ابن السبیة» من تصحیح الفاضل القمّیّ مصحح كتاب غیبة النعمانیّ و النسخة علی ما نقله المصنّف رحمه اللّٰه كان« ابن السته» فراجع.
2- 2. فصّلت: 53 و تری الحدیث فی المصدر ص 143 و فی روضة الكافی ص 381، و لم یخرجه المصنّف، و یجی ء فی الباب الآتی تحت الرقم 71، الإشارة إلیه.
3- 3. كذا فی المصدر، فی الأصل المطبوع« حسین بن بختیار» و هو تصحیف بقرینة سائر الاسناد.
4- 4. فصّلت: 16. و الحدیث فی المصدر ص 143.

وَ حِجَالِهِ وَ عَلَی إِخْوَانِهِ وَسْطَ عِیَالِهِ إِذْ شَقَّ أَهْلُهُ الْجُیُوبَ عَلَیْهِ وَ صَرَخُوا فَیَقُولُ النَّاسُ مَا هَذَا فَیُقَالُ مُسِخَ فُلَانٌ السَّاعَةَ فَقُلْتُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ لَا بَلْ قَبْلَهُ.

«112»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ السَّرَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی فَرَجُ شِیعَتِكُمْ قَالَ إِذَا اخْتَلَفَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ وَ وَهَی سُلْطَانُهُمْ-(1) وَ طَمِعَ فِیهِمْ مَنْ لَمْ یَكُنْ یَطْمَعُ وَ خَلَعَتِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ رَفَعَ كُلُّ ذِی صِیصِیَةٍ صِیصِیَتَهُ وَ ظَهَرَ السُّفْیَانِیُّ وَ الْیَمَانِیُّ وَ تَحَرَّكَ الْحَسَنِیُّ خَرَجَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ بِتُرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ وَ مَا تُرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ سَیْفُهُ وَ دِرْعُهُ وَ عِمَامَتُهُ وَ بُرْدُهُ وَ قَضِیبُهُ وَ فَرَسُهُ وَ لَأْمَتُهُ وَ سَرْجُهُ (2).

بیان: الصیصیة شوكة الدیك و قرن البقر و الظباء و الحصن و كلما امتنع به أی أظهر كل ذی قوة قوته و لأمة الحرب مهموزا أداته.

«113»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: قَبْلَ هَذَا الْأَمْرِ بُئُوحٌ فَلَمْ أَدْرِ مَا الْبُئُوحُ فَحَجَجْتُ فَسَمِعْتُ أَعْرَابِیّاً یَقُولُ هَذَا یَوْمٌ بُئُوحٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا الْبُئُوحُ فَقَالَ الشَّدِیدُ الْحَرِّ.

«114»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْبَطَائِنِیُ (3) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَامَةُ خُرُوجِ

ص: 242


1- 1. یقال: و هی السقاء و القربة و الحبل: استرخی و تهیأ للتخرق و كذلك كل شی ء استرخی رباطه.
2- 2. تراه فی المصدر ص 143 و رواه الكلینی فی روضة الكافی ص 225 و الحدیث فی الكافی أبسط من هذا و قد أخرجه المصنّف رحمه اللّٰه فی باب یوم خروجه كما سیأتی تحت الرقم 66.
3- 3. هكذا فی المصدر ص 145، لكنه بعد حدیث أخرجه المصنّف رحمه اللّٰه تحت الرقم 41 فی هذا الباب و السند هكذا: « أحمد بن محمّد بن سعید قال: حدّثنا القاسم بن محمّد بن الحسین بن حازم قال: حدّثنا عبیس بن هشام الناشری عن عبد اللّٰه بن جبلة، عن الحكم بن أیمن عن وردان أخی. الكمیت عن أبی جعفر علیه السلام.» و لكن قول النعمانیّ بعده:« و عن علیّ بن أبی حمزة» و هو البطائنی لا یصح الا بالاسناد الیه، و قد مر فی كثیر من الأحادیث أنّه یروی عن البطائنی بواسطة ابن عقدة، عن أحمد ابن یوسف، عن ابن مهران، عن ابن البطائنی، عن أبیه كما مر تحت الرقم 107 و 109.

الْمَهْدِیِّ كُسُوفُ الشَّمْسِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ لَیْلَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْهُ.

«115»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الصَّالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) فَقَالَ تَأْوِیلُهَا یَأْتِی عَذَابٌ یَقَعُ فِی الثُّوَیَّةِ یَعْنِی نَاراً حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْكُنَاسَةِ كُنَاسَةِ بَنِی أَسَدٍ حَتَّی یَمُرَّ بِثَقِیفٍ لَا یَدَعُ وَتْراً لِآلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقَتْهُ وَ ذَلِكَ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام.

نی، [الغیبة] للنعمانی أحمد بن هوذة عن النهاوندی عن عبد اللّٰه بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

«116»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ (2)

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَامٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّی بِقَوْمٍ قَدْ خَرَجُوا بِالْمَشْرِقِ یَطْلُبُونَ الْحَقَّ فَلَا یُعْطَوْنَهُ ثُمَّ یَطْلُبُونَهُ فَلَا یُعْطَوْنَهُ فَإِذَا رَأَوْا ذَلِكَ وَضَعُوا سُیُوفَهُمْ عَلَی عَوَاتِقِهِمْ فَیُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلَا یَقْبَلُونَهُ حَتَّی یَقُومُوا وَ لَا یَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَی صَاحِبِكُمْ قَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ أَمَا إِنِّی لَوْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ لَأَبْقَیْتُ نَفْسِی لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ.

بیان: لا یبعد أن یكون إشارة إلی الدولة الصفویة شیدها اللّٰه تعالی و وصلها بدولة القائم علیه السلام.

«117»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یَعْقُوبَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِ

ص: 243


1- 1. المعارج: 1. و الحدیث فی المصدر ص 145. و كذا ما یلیه من الأحادیث متابعا.
2- 2. كذا فی الأصل المطبوع و فی المصدر ص 145 بعد ذلك« و محمّد بن الحسن، عن أبیه، عن أحمد بن عمر الحلبیّ».

عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ قَالَ: مَا دَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَطُّ إِلَّا قَالَ خُرَاسَانَ خُرَاسَانَ سِجِسْتَانَ سِجِسْتَانَ كَانَ یُبَشِّرُنَا بِذَلِكَ.

«118»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدٍ ابنا [ابْنَیْ] عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا ظَهَرَتْ بَیْعَةُ الصَّبِیِّ قَامَ كُلُّ ذِی صِیصِیَةٍ بِصِیصِیَتِهِ.

«119»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی لَا یَبْقَی صِنْفٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَدْ وُلُّوا عَلَی النَّاسِ حَتَّی لَا یَقُولَ قَائِلٌ إِنَّا لَوْ وُلِّینَا لَعَدَلْنَا ثُمَّ یَقُومُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ وَ الْعَدْلِ.

«120»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ النِّدَاءُ حَقٌّ قَالَ إِی وَ اللَّهِ حَتَّی یَسْمَعَهُ كُلُّ قَوْمٍ بِلِسَانِهِمْ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی یَذْهَبَ تِسْعَةُ أَعْشَارِ النَّاسِ.

«121»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام حَتَّی یَقُومَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا كُلُّهُمْ یُجْمِعُ عَلَی قَوْلِ إِنَّهُمْ قَدْ رَأَوْهُ فَیُكَذِّبُونَهُمْ.

«122»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِ (1)

عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مَطَرٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ وَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا مِسْمَعاً(2)

أَبَا سَیَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام:

ص: 244


1- 1. أحمد بن الحسن بن إسماعیل بن شعیب بن میثم التمار أبو عبد اللّٰه ثقة صحیح الحدیث له نوادر یروی حمید بن زیاد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عنه بكتابه.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« عن أحمد بن الحسن التیملی، عن الحسین، عن أحمد ابن محمّد بن معاذ، عن رجل و لا أعلمه الا مسلمة أبا سیار» و فی المصدر ص 147« قال. حدّثنا أحمد بن الحسن المیثمی، عن أحمد بن محمّد بن معاذ بن مطر، عن رجل قال و لا أعلمه الا أبا سیار» و ما جعلناه فی الصلب هو صورة ما فی هامش المصدر مع رمز خ صح و هو الظاهر. فراجع و تحرر.

قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ یُحَرَّكُ حَرْبُ قَیْسٍ.

«123»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السُّفْیَانِیُّ فَقَالَ أَنَّی یَخْرُجُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَخْرُجْ كَاسِرُ عَیْنِهِ بِصَنْعَاءَ.

«124»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِیعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام (1) یَقُولُ: إِنَّ بَیْنَ یَدَیِ الْقَائِمِ سِنِینَ خَدَّاعَةً یُكَذَّبُ فِیهَا الصَّادِقُ وَ یُصَدَّقُ فِیهَا الْكَاذِبُ وَ یُقَرَّبُ فِیهَا الْمَاحِلُ وَ فِی حَدِیثٍ وَ یَنْطِقُ فِیهَا(2)

الرُّوَیْبِضَةُ قُلْتُ وَ مَا الرُّوَیْبِضَةُ وَ مَا الْمَاحِلُ قَالَ أَ مَا تَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ قَوْلَهُ وَ هُوَ شَدِیدُ الْمِحالِ (3) قَالَ یُرِیدُ الْمَكْرَ فَقُلْتُ وَ مَا الْمَاحِلُ قَالَ یُرِیدُ الْمَكَّارَ.

بیان: لعل فی الخبر سقطا(4)

و قال الجزری فی حدیث أشراط الساعة و أن ینطق الرویبضة فی أمر العامة قیل و ما الرویبضة یا رسول اللّٰه فقال الرجل التافه ینطق فی أمر العامة الرویبضة تصغیر الرابضة و هو العاجز الذی ربض عن

ص: 245


1- 1. فی الأصل المطبوع« قال: قال علیّ علیه السلام یقول» و هو تصحیف راجع المصدر ص 148.
2- 2. فی الأصل المطبوع یتعلق بدل ینطق و هو تصحیف.
3- 3. الرعد: 14.
4- 4. یعنی تفسیر« الرویبضة» حیث سأل الراوی ما الرویبضة؟ و ما الماحل؟. فنقل فی الحدیث تفسیر الماحل و لم ینقل تفسیر الرویبضة.

معالی الأمور و قعد عن طلبها و زیادة التاء للمبالغة(1) و التافه الخسیس الحقیر.

«125»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَائِدَةً وَ فِی غَیْرِ هَذِهِ الرِّوَایَةِ مَأْدُبَةً بِقِرْقِیسَا یَطْلُعُ مُطْلِعٌ مِنَ السَّمَاءِ فَیُنَادِی یَا طَیْرَ السَّمَاءِ وَ یَا سِبَاعَ الْأَرْضِ هَلُمُّوا إِلَی الشِّبَعِ مِنْ لُحُومِ الْجَبَّارِینَ.

بیان: المأدبة الطعام الذی یصنعه الرجل یدعو إلیه الناس.

«126»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یُنَادَی بِاسْمِ الْقَائِمِ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قُمْ (2).

«127»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَرَاسَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَزَوَّرِ(3)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ یَقُولُ: إِنَّ قَبْلَ رَایَاتِنَا رَایَةً لِآلِ جَعْفَرٍ وَ أُخْرَی لِآلِ مِرْدَاسٍ فَأَمَّا رَایَةُ آلِ جَعْفَرٍ فَلَیْسَتْ بِشَیْ ءٍ وَ لَا إِلَی شَیْ ءٍ فَغَضِبْتُ وَ كُنْتُ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ قَبْلَ رَایَاتِكُمْ رَایَاتٍ قَالَ إِی وَ اللَّهِ إِنَّ لِبَنِی مِرْدَاسٍ مُلْكاً مُوَطَّداً لَا یَعْرِفُونَ فِی سُلْطَانِهِمْ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ سُلْطَانُهُمْ عُسْرٌ لَیْسَ فِیهِ یُسْرٌ یُدْنُونَ فِیهِ الْبَعِیدَ وَ یُقْصُونَ فِیهِ الْقَرِیبَ حَتَّی إِذَا أَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ وَ عِقَابَهُ صِیحَ بِهِمْ صَیْحَةً لَمْ یَبْقَ لَهُمْ رَاعٍ

ص: 246


1- 1. قال الشرتونی: الرویبضة: الرجل ینطق فی أمر العامّة و هو غیر أهل لذلك.
2- 2. راجع المصدر ص 148.
3- 3. فی المصدر ص 156: عن علیّ بن الجارود. لكنه غیر معنون فی الرجال و علی ابن الحزور، أنسب فانه كان یقول بمحمّد بن الحنفیة، فتحرر. و قد مر الحدیث فیما سبق ص 104 تحت الرقم 9 عن غیبة الشیخ و السند: الفضل بن شاذان عن عمر بن اسلم البجلیّ عن محمّد بن سنان، عن أبی الجارود، عن محمّد بن بشر الهمدانیّ تراه فی غیبة الشیخ ص 277.

یَجْمَعُهُمْ وَ مُنَادٍ یُسْمِعُهُمْ وَ لَا جَمَاعَةٌ یَجْتَمِعُونَ إِلَیْهَا وَ قَدْ ضَرَبَهُمُ اللَّهُ مَثَلًا فِی كِتَابِهِ حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ الْآیَةَ-(1)

ثُمَّ حَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ بِاللَّهِ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِیهِمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ حَدَّثْتَنِی عَنْ هَؤُلَاءِ بِأَمْرٍ عَظِیمٍ فَمَتَی یَهْلِكُونَ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ خَالَفَ عِلْمُهُ وَقْتَ الْمُوَقِّتِینَ وَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام وَعَدَ قَوْمَهُ ثَلَاثِینَ یَوْماً وَ كَانَ فِی عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ زِیَادَةُ عَشَرَةِ أَیَّامٍ لَمْ یُخْبِرْ بِهَا مُوسَی فَكَفَرَ قَوْمُهُ وَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ لَمَّا جَازَ عَنْهُمُ الْوَقْتُ وَ إِنَّ یُونُسَ وَعَدَ قَوْمَهُ الْعَذَابَ وَ كَانَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَعْفُوَ عَنْهُمْ وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ وَ لَكِنْ إِذَا رَأَیْتَ الْحَاجَةَ قَدْ ظَهَرَتْ وَ قَالَ الرَّجُلُ بِتُّ اللَّیْلَةَ بِغَیْرِ عَشَاءٍ وَ حَتَّی یَلْقَاكَ الرَّجُلُ بِوَجْهٍ ثُمَّ یَلْقَاكَ بِوَجْهٍ آخَرَ قُلْتُ هَذِهِ الْحَاجَةُ قَدْ عَرَفْتُهَا وَ الْأُخْرَی أَیُّ شَیْ ءٍ هِیَ قَالَ یَلْقَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ فَإِذَا جِئْتَ تَسْتَقْرِضُهُ قَرْضاً لَقِیَكَ بِغَیْرِ ذَلِكَ الْوَجْهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقَعُ الصَّیْحَةُ مِنْ قَرِیبٍ (2).

بیان: بنو مرداس كنایة عن بنی العباس إذ كان فی الصحابة رجل كان یقال له عباس بن مرداس.

«128»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ غَالِبٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُلَیْمٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ رَأَی الْمُسَیَّبَ بْنَ نَجَبَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ ابْنُ السَّوْدَاءِ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا یَكْذِبُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ یَسْتَشْهِدُكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَعْرَضَ وَ أَطْوَلَ یَقُولُ مَا ذَا قَالَ یَذْكُرُ جَیْشَ الْغَضَبِ فَقَالَ خَلِّ سَبِیلَ الرَّجُلِ أُولَئِكَ قَوْمٌ یَأْتُونَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِیفِ

ص: 247


1- 1. یونس: 24.
2- 2. عرضناه علی المصدر فأضفنا ما كان نقص، و اصلحنا ألفاظه المصحفة. راجع ص 156- 157.

الرَّجُلُ وَ الرَّجُلَانِ وَ الثَّلَاثَةُ فِی كُلِّ قَبِیلَةٍ حَتَّی یَبْلُغَ تِسْعَةً أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُ أَمِیرَهُمْ وَ اسْمَهُ وَ مُنَاخَ رِكَابِهِمْ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ یَقُولُ بَاقِراً بَاقِراً بَاقِراً ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ ذُرِّیَّتِی یَبْقُرُ الْحَدِیثَ بَقْراً.

بیان: لقد أعرض و أطول أی قال لك قولا عریضا طویلا تنسبه إلی الكذب فیه و یحتمل أن یكون المعنی أن السائل أعرض و أطول فی السؤال.

«129»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عُتَیْبَةَ بْنِ سَعْدَانَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فِی حَاجَةٍ لِی فَجَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَ شَبَثُ بْنُ رِبْعِیٍّ فَاسْتَأْذَنَا عَلَیْهِ فَقَالَ لِی عَلِیٌّ علیه السلام إِنْ شِئْتَ أَنْ آذَنَ لَهُمَا فَإِنَّكَ أَنْتَ بَدَأْتَ بِالْحَاجَةِ قَالَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأْذَنْ لَهُمَا فَدَخَلَا فَقَالَ مَا حَمَلَكُمَا عَلَی أَنْ خَرَجْتُمَا عَلَیَّ بِحَرُورَاءَ قَالا أَحْبَبْنَا أَنْ تَكُونَ مِنَ الْغَضَبِ فَقَالَ وَیْحَكُمَا وَ هَلْ فِی وَلَایَتِی غَضَبٌ أَوْ یَكُونُ الْغَضَبُ حَتَّی یَكُونَ مِنَ الْبَلَاءِ كَذَا وَ كَذَا(1).

«130»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ أَعْیَنَ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: السُّفْیَانِیُّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُهُ مِنْ أَوَّلِ خُرُوجِهِ إِلَی آخِرِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْراً سِتَّةَ أَشْهُرٍ یُقَاتِلُ فِیهَا فَإِذَا مَلَكَ الْكُوَرَ الْخَمْسَ مَلَكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَمْ یَزِدْ عَلَیْهَا یَوْماً.

«131»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ

ص: 248


1- 1. رواه النعمانیّ و كذا ما قبله فی باب ما جاء فی ذكر جیش الغضب ص 168 و بعده: ثمّ یجتمعون قزعا كقزع الخریف من القبائل ما بین الواحد و الاثنین- الی- العشرة.
2- 2. فی الأصل المطبوع« موسی بن أعین» و هو تصحیف و الصحیح ما فی الصلب طبقا للمصدر ص 160 و كما یأتی فی السند الآتی، و هو عیسی بن أعین الجریری، نسبة الی جریر بن عباد، مولی كوفیّ ثقة.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ الْأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ أَعْیَنَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مِنَ الْأَمْرِ مَحْتُومٌ وَ مِنْهُ مَا لَیْسَ بِمَحْتُومٍ وَ مِنَ الْمَحْتُومِ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ فِی رَجَبٍ.

«132»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَجَرَی ذِكْرُ الْقَائِمِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَرْجُو أَنْ یَكُونَ عَاجِلًا وَ لَا یَكُونَ سُفْیَانِیٌّ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی لَا بُدَّ مِنْهُ.

«133»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ قَضی أَجَلًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّی عِنْدَهُ (1) قَالَ إِنَّهُمَا أَجَلَانِ أَجَلٌ مَحْتُومٌ وَ أَجَلٌ مَوْقُوفٌ قَالَ لَهُ حُمْرَانُ مَا الْمَحْتُومُ قَالَ الَّذِی لَا یَكُونُ غَیْرُهُ قَالَ وَ مَا الْمَوْقُوفُ قَالَ هُوَ الَّذِی لِلَّهِ فِیهِ الْمَشِیَّةُ قَالَ حُمْرَانُ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یَكُونَ أَجَلُ السُّفْیَانِیِّ مِنَ الْمَوْقُوفِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ مِنَ الْمَحْتُومِ.

«134»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ (2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَ الْأُمُورِ أُمُوراً مَوْقُوفَةً وَ أُمُوراً مَحْتُومَةً وَ إِنَّ السُّفْیَانِیَّ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی لَا بُدَّ مِنْهُ.

«135»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ خَلَّادٍ الصَّائِغِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: السُّفْیَانِیُّ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا یَخْرُجُ إِلَّا فِی رَجَبٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِذَا خَرَجَ فَمَا حَالُنَا قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِلَیْنَا.

ص: 249


1- 1. الأنعام: 2، و الحدیث فی المصدر ص 161.
2- 2. كذا فی المصدر ص 161 و فی الأصل المطبوع:« أحمد بن سالم» و هو عیر معنون.

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الحسین بن إبراهیم القزوینی عن محمد بن وهبان عن محمد بن إسماعیل بن حیان عن محمد بن الحسین بن حفص عن عباد: مثله بیان أی الأمر ینتهی إلینا و یظهر قائمنا أی اذهبوا إلی بلد یظهر منه القائم علیه السلام فإنه لا یصل إلیه أو توسلوا بنا.

«136»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ السُّفْیَانِیِّ فَقَالَ وَ أَنَّی لَكُمْ بِالسُّفْیَانِیِّ حَتَّی یَخْرُجَ قَبْلَهُ الشَّیْصَبَانِیُ (1)

یَخْرُجُ بِأَرْضِ كُوفَانَ یَنْبُعُ كَمَا یَنْبُعُ الْمَاءُ فَیَقْتُلُ وَفْدَكُمْ فَتَوَقَّعُوا بَعْدَ ذَلِكَ السُّفْیَانِیَّ وَ خُرُوجَ الْقَائِمِ علیه السلام.

بیان: یظهر منه تعدد السفیانی إلا أن یكون الواو فی قوله و خروج القائم زائدا من النساخ.

«137»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَسَارٍ عَنِ الْخَلِیلِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ: رَافَقْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَقَالَ یَوْماً لِی لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ خَرَجُوا عَلَی بَنِی الْعَبَّاسِ لَسُقِیَتِ الْأَرْضُ دِمَاءَهُمْ حَتَّی یَخْرُجَ السُّفْیَانِیُّ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی أَمْرُهُ مِنَ الْمَحْتُومِ قَالَ مِنَ الْمَحْتُومِ ثُمَّ أَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ مُلْكُ بَنِی الْعَبَّاسِ مَكْرٌ وَ خَدْعٌ یَذْهَبُ حَتَّی لَمْ یَبْقَ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ یَتَجَدَّدُ حَتَّی یُقَالَ مَا مَرَّ بِهِ شَیْ ءٌ.

«138»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَالَنْجِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهما السلام فَجَرَی ذِكْرُ السُّفْیَانِیِّ وَ مَا جَاءَ فِی الرِّوَایَةِ مِنْ أَنَّ أَمْرَهُ مِنَ الْمَحْتُومِ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ یَبْدُو لِلَّهِ فِی الْمَحْتُومِ قَالَ نَعَمْ قُلْنَا لَهُ فَنَخَافُ (2) أَنْ یَبْدُوَ لِلَّهِ فِی الْقَائِمِ قَالَ

ص: 250


1- 1. كذا فی المصدر و هو الظاهر الصحیح، و أمّا نسخة المصنّف فلما كانت الشیصبانی مصحفة بالسفیانی، احتاج الی بیانه بأبعد الوجوه.
2- 2. كذا فی المصدر ص 162 و فی المطبوعة« فیجاز» و هو تصحیف.

الْقَائِمُ مِنَ الْمِیعَادِ.

بیان: لعل للمحتوم معان یمكن البداء فی بعضها و قوله من المیعاد إشارة إلی أنه لا یمكن البداء فیه لقوله تعالی إِنَّ اللَّهَ لا یُخْلِفُ الْمِیعادَ(1) و الحاصل أن هذا شی ء وعد اللّٰه رسوله و أهل بیته لصبرهم علی المكاره التی وصلت إلیهم من المخالفین و اللّٰه لا یخلف وعده.

ثم إنه یحتمل أن یكون المراد بالبداء فی المحتوم البداء فی خصوصیاته لا فی أصل وقوعه كخروج السفیانی قبل ذهاب بنی العباس و نحو ذلك.

«139»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ السُّفْیَانِیَّ یَقُومُ وَ قَدْ ذَهَبَ سُلْطَانُ بَنِی الْعَبَّاسِ فَقَالَ كَذَبُوا إِنَّهُ لَیَقُومُ وَ إِنَّ سُلْطَانَهُمْ لَقَائِمٌ.

«140»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ حَدَّثَنَا الْبَاقِرُ علیه السلام: إِنَّ لِوُلْدِ الْعَبَّاسِ وَ لِلْمَرْوَانِیِّ لَوَقْعَةً بِقِرْقِیسَا یَشِیبُ فِیهَا الْغُلَامُ الْحَزَوَّرُ وَ یَرْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمُ النَّصْرَ وَ یُوحِی إِلَی طَیْرِ السَّمَاءِ وَ سِبَاعِ الْأَرْضِ اشْبَعِی مِنْ لُحُومِ الْجَبَّارِینَ ثُمَّ یَخْرُجُ السُّفْیَانِیُّ.

بیان: الخرور بالخاء المعجمة و لعل المعنی الذی یخر و یسقط فی المشی لصغره أو بالمهملة أی الحار المزاج فإنه أبعد عن الشیب (2).

ص: 251


1- 1. آل عمران: 9، الرعد: 33.
2- 2. لیعلم الباحث الثقافی أن بعض هذه البیانات و الایضاحات لیس من قلم المؤلّف قدّس سرّه بل كان یكتبه بعض علماء لجنته حین استنساخ الكتب، و لذلك تری فی بعضها حزازة كالبیان الذی مر قبیل ذلك تحت الرقم 136 و توهم أن السفیانی متعدّد. و من ذلك كلمة حزور فانها بالهاء المهملة و الزای كعملس الغلام القوی، و الرجل القوی كما فی القاموس، أو الغلام إذا اشتد و قوی و خدم كما فی الصحاح و قد یقال بالتخفیف. كما قال الراجز: لن تعدم المطیّ منّا مشفرا***شیخا بجالا و غلاما حزورا فاشتبه علیه الكلمة بالخرور و الحرور، مع أنّه لا یشتبه علی المصنّف مع كثرة أشغاله أصعب من هذا. و إذا راجعت ص 33 من هذا المجلد الذی بین یدیك تری أعجب من هذا.

«141»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِیعِ الْأَقْرَعِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اسْتَوْلَی السُّفْیَانِیُّ عَلَی الْكُوَرِ الْخَمْسِ فَعُدُّوا لَهُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ زَعَمَ هِشَامٌ أَنَّ الْكُوَرَ الْخَمْسَ دِمَشْقُ وَ فِلَسْطِینُ وَ الْأُرْدُنُّ وَ حِمْصُ وَ حَلَبُ.

«142»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمَهْدِیُّ أَقْبَلُ جَعْدٌ بِخَدِّهِ خَالٌ یَكُونُ مَبْدَؤُهُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ فَیَمْلِكُ قَدْرَ حَمْلِ امْرَأَةٍ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ یَخْرُجُ بِالشَّامِ فَیَنْقَادُ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ إِلَّا طَوَائِفَ مِنَ الْمُقِیمِینَ عَلَی الْحَقِّ یَعْصِمُهُمُ اللَّهُ مِنَ الْخُرُوجِ مَعَهُ وَ یَأْتِی الْمَدِینَةَ بِجَیْشٍ جَرَّارٍ حَتَّی إِذَا انْتَهَی إِلَی بَیْدَاءِ الْمَدِینَةِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ (1).

إیضاح: قال الفیروزآبادی القَبَل فی العین إقبال السواد علی الأنف أو مثل الحَوَل أو أحسن منه أو إقبال إحدی الحدقتین علی الأخری أو إقبالها علی عرض الأنف أو علی المحجر أو علی الحاجب أو إقبال نظر كل من العین علی صاحبتها فهو أقبل بیّن القبل كأنه ینظر إلی طرف أنفه و قال الجزری فی صفة هارون علیه السلام فی عینیه قبل هو إقبال السواد علی الأنف و قیل هو میل كالحول انتهی.

ص: 252


1- 1. السبا: 51.

أقول: محمول علی فرد لا یكون موجبا لنقص بل لحسن فی المنظر.

«143»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْیَمَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُّ كَفَرَسَیْ رِهَانٍ.

«144»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَلِیمٍ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ رُمْحَانِ بِالشَّامِ لَمْ تَنْجَلِ (1)

إِلَّا عَنْ آیَةٍ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ قِیلَ وَ مَا هِیَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ رَجْفَةٌ تَكُونُ بِالشَّامِ یَهْلِكُ فِیهَا أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ یَجْعَلُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً عَلَی الْكَافِرِینَ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَانْظُرُوا إِلَی أَصْحَابِ الْبَرَاذِینِ الشُّهْبِ الْمَحْذُوفَةِ وَ الرَّایَاتِ الصُّفْرِ تُقْبِلُ مِنَ الْمَغْرِبِ حَتَّی تَحُلَّ بِالشَّامِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ الْجَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ الْمَوْتِ الْأَحْمَرِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْظُرُوا خَسْفَ قَرْیَةٍ مِنْ قُرَی دِمَشْقَ یُقَالُ لَهَا حرشا [حَرَسْتَا](2) فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ خَرَجَ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ مِنَ الْوَادِی حَتَّی یَسْتَوِیَ عَلَی مِنْبَرِ دِمَشْقَ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا خُرُوجَ الْمَهْدِیِّ.

توضیح: لعل المراد بالمحذوفة مقطوعة الآذان أو الأذناب أو قصیرتهما.

«145»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ یَبْعَثُ جَیْشاً إِلَیْنَا وَ جَیْشاً إِلَیْكُمْ فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَائْتُونَا عَلَی صَعْبٍ وَ ذَلُولٍ.

«146»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی

ص: 253


1- 1. ضبطه فی الأصل المطبوع بجزم اللام من النجل یقال نجل فلانا بالرمح: طعنه به، و یحتمل أن یكون من الانجلاء و هو الانكشاف فلیقرء بكسر اللام.
2- 2. فی المصدر ص 164:« مرمرسا» و« خریشا» خ ل.

عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: السُّفْیَانِیُّ أَحْمَرُ أَشْقَرُ أَزْرَقُ لَمْ یَعْبُدِ اللَّهَ قَطُّ وَ لَمْ یَرَ مَكَّةَ وَ لَا الْمَدِینَةَ قَطُّ یَقُولُ یَا رَبِّ ثَارِی وَ النَّارَ یَا رَبِّ ثَارِی وَ النَّارَ(1).

«147»- كا، [الكافی فِی الرَّوْضَةِ](2)

مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ ذُكِرَ هَؤُلَاءِ عِنْدَهُ وَ سُوءُ حَالِ الشِّیعَةِ عِنْدَهُمْ فَقَالَ إِنِّی سِرْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ هِیَ فِی مَوْكِبِهِ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ خَیْلٌ وَ مِنْ خَلْفِهِ خَیْلٌ وَ أَنَا عَلَی حِمَارٍ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ لِی یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ كَانَ یَنْبَغِی لَكَ أَنْ تَفْرَحَ بِمَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ وَ فَتَحَ لَنَا مِنَ الْعِزِّ وَ لَا تُخْبِرِ النَّاسَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَّا وَ أَهْلَ بَیْتِكَ فَتُغْرِیَنَا بِكَ وَ بِهِمْ (3)

قَالَ فَقُلْتُ وَ مَنْ رَفَعَ هَذَا إِلَیْكَ عَنِّی فَقَدْ كَذَبَ فَقَالَ أَ تَحْلِفُ عَلَی مَا تَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ سَحَرَةٌ(4)

یَعْنِی یُحِبُّونَ أَنْ یُفْسِدُوا قَلْبَكَ عَلَیَّ فَلَا تُمَكِّنْهُمْ مِنْ سَمْعِكَ

ص: 254


1- 1. یعنی یا ربّ انی أطلب ثأری، و لو كان بدخول النار. و قد مر فیما سبق تحت الرقم 37.
2- 2. عقد له الكلینی عنوانا فی الروضة و هو: حدیث أبی عبد اللّٰه علیه السلام مع المنصور فی موكبه تراه فی ص 36- 42.
3- 3. و فی بعض نسخ الكافی بدل« فتغرینا بك»،« فتعزینا بك» و له وجه.
4- 4. فی بعض النسخ:« شجرة» و لازمه أن یقرأ بعدها كلمة« یعنی»« بغی» لیلائم الكلمتان و معنی« شجرة بغی» یعنی شجرة الأنساب المتولدة من الزناء. و الظاهر أنّها مصحف« سجرة» جمع« ساجر»: الذی یسجر التنّور و یحمیه، فقد یكنی به عن النمام لتسجیره نار الحقد و العداوة فی قلوب الطرفین. و هذا مثل الحاطب: جامع الحطب، قد یكنی به عن الساعی بین القوم و قد قال الشاعر:« و لم تمش بین الحی بالحطب الرطب». یعنی بالنمیمة.

فَإِنَّا إِلَیْكَ أَحْوَجُ مِنْكَ إِلَیْنَا فَقَالَ لِی تَذْكُرُ یَوْمَ سَأَلْتُكَ هَلْ لَنَا مُلْكٌ فَقُلْتَ نَعَمْ طَوِیلٌ عَرِیضٌ شَدِیدٌ فَلَا تَزَالُونَ فِی مُهْلَةٍ مِنْ أَمْرِكُمْ وَ فُسْحَةٍ مِنْ دُنْیَاكُمْ حَتَّی تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فِی شَهْرٍ حَرَامٍ فِی بَلَدٍ حَرَامٍ (1)

فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ الْحَدِیثَ فَقُلْتُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَكْفِیَكَ فَإِنِّی لَمْ أَخُصَّكَ بِهَذَا إِنَّمَا هُوَ حَدِیثٌ رَوَیْتُهُ ثُمَّ لَعَلَّ غَیْرَكَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ أَنْ یَتَوَلَّی ذَلِكَ فَسَكَتَ عَنِّی فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی أَتَانِی بَعْضُ مَوَالِینَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُكَ فِی مَوْكِبِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَیْكَ یُكَلِّمُكَ كَأَنَّكَ تَحْتَهُ فَقُلْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ وَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی یُقْتَدَی بِهِ وَ هَذَا الْآخَرُ یَعْمَلُ بِالْجَوْرِ وَ یَقْتُلُ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَسْفِكُ الدِّمَاءَ فِی الْأَرْضِ بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ هُوَ فِی مَوْكِبِهِ وَ أَنْتَ عَلَی حِمَارٍ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ شَكٌّ حَتَّی خِفْتُ عَلَی دِینِی وَ نَفْسِی قَالَ فَقُلْتُ لَوْ رَأَیْتَ مَنْ كَانَ حَوْلِی وَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ مِنْ خَلْفِی وَ عَنْ یَمِینِی وَ عَنْ شِمَالِی مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَاحْتَقَرْتَهُ وَ احْتَقَرْتَ مَا هُوَ فِیهِ فَقَالَ الْآنَ سَكَنَ قَلْبِی ثُمَّ قَالَ إِلَی مَتَی هَؤُلَاءِ یَمْلِكُونَ أَوْ مَتَی الرَّاحَةُ مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَ لَیْسَ تَعْلَمُ

ص: 255


1- 1. تراه فی حدیث رواه الكلینی فی الروضة من ص 210- 212 و فیه: فجاء أبو الدوانیق الی أبی جعفر علیه السلام فسلم علیه ... فقال علیه السلام له: نعم یا أبا جعفر- یعنی أبا الدوانیق- دولتكم قبل دولتنا، و سلطانكم قبل سلطاننا، سلطانكم شدید عسر لا یسر فیه، و له مدة طویلة، و اللّٰه لا یملك بنو أمیّة یوما الا ملكتم مثلیه و لا سنة الا ملكتم مثلیها و لیتلقفها صبیان منكم فضلا عن رجالكم، كما یتلقف الصبیان الكرة، أ فهمت؟ ثمّ قال: لا تزالون فی عنفوان الملك ترغدون فیه، ما لم تصیبوا منا دما حراما، فإذا أصبتم ذلك الدم، غضب اللّٰه عزّ و جلّ علیكم فذهب بملككم و سلطانكم، و ذهب بریحكم، و سلط اللّٰه عزّ و جلّ علیكم عبدا من عبیده أعور- و لیس بأعور- من آل أبی سفیان یكون استیصالكم علی یدیه و أیدی أصحابه، ثمّ قطع الكلام.

أَنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّةً قَالَ بَلَی فَقُلْتُ هَلْ یَنْفَعُكَ عِلْمُكَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا جَاءَ كَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ الْعَیْنِ إِنَّكَ لَوْ تَعْلَمُ حَالَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَیْفَ هِیَ كُنْتَ لَهُمْ أَشَدَّ بُغْضاً وَ لَوْ جَهَدْتَ وَ جَهَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ یُدْخِلُوهُمْ فِی أَشَدِّ مَا هُمْ فِیهِ مِنَ الْإِثْمِ لَمْ یَقْدِرُوا فَلَا یَسْتَفِزَّنَّكَ الشَّیْطَانُ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لكِنَّ الْمُنافِقِینَ لا یَعْلَمُونَ أَ لَا تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ انْتَظَرَ أَمْرَنَا وَ صَبَرَ عَلَی مَا یَرَی مِنَ الْأَذَی وَ الْخَوْفِ هُوَ غَداً فِی زُمْرَتِنَا فَإِذَا رَأَیْتَ الْحَقَّ قَدْ مَاتَ وَ ذَهَبَ أَهْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْجَوْرَ قَدْ شَمِلَ الْبِلَادَ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ خَلُقَ وَ أُحْدِثَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ وَ وُجِّهَ عَلَی الْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الدِّینَ قَدِ انْكَفَأَ كَمَا یَنْكَفِئُ الْإِنَاءُ-(1) وَ رَأَیْتَ أَهْلَ الْبَاطِلِ قَدِ اسْتَعْلَوْا عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ ظَاهِراً لَا یُنْهَی عَنْهُ وَ یُعْذَرُ أَصْحَابُهُ وَ رَأَیْتَ الْفِسْقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اكْتَفَی الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ صَامِتاً لَا یُقْبَلُ قَوْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ یَكْذِبُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ كَذِبُهُ وَ فِرْیَتُهُ وَ رَأَیْتَ الصَّغِیرَ یَسْتَحْقِرُ بِالْكَبِیرِ وَ رَأَیْتَ الْأَرْحَامَ قَدْ تَقَطَّعَتْ وَ رَأَیْتَ مَنْ یَمْتَدِحُ بِالْفِسْقِ یُضْحَكُ مِنْهُ وَ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ قَوْلُهُ وَ رَأَیْتَ الْغُلَامَ یُعْطِی مَا تُعْطِی الْمَرْأَةُ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَزَوَّجْنَ النِّسَاءَ وَ رَأَیْتَ الثَّنَاءَ قَدْ كَثُرَ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْمَالَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ فَلَا یُنْهَی وَ لَا یُؤْخَذُ عَلَی یَدَیْهِ وَ رَأَیْتَ النَّاظِرَ یَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِمَّا یَرَی الْمُؤْمِنَ فِیهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُؤْذِی جَارَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ الْكَافِرَ فَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْمُؤْمِنِ مَرِحاً لِمَا یَرَی فِی الْأَرْضِ مِنَ الْفَسَادِ وَ رَأَیْتَ الْخُمُورَ تُشْرَبُ عَلَانِیَةً وَ یَجْتَمِعُ عَلَیْهَا مَنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ

الْآمِرَ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْفَاسِقَ فِیمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ قَوِیّاً مَحْمُوداً وَ رَأَیْتَ أَصْحَابَ الْآیَاتِ یُحَقَّرُونَ وَ یُحْتَقَرُ مَنْ یُحِبُّهُمْ وَ رَأَیْتَ سَبِیلَ الْخَیْرِ مُنْقَطِعاً وَ سَبِیلَ الشَّرِّ مَسْلُوكاً

ص: 256


1- 1. الماء، خ ل.

وَ رَأَیْتَ بَیْتَ اللَّهِ قَدْ عُطِّلَ وَ یُؤْمَرُ بِتَرْكِهِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَقُولُ مَا لَا یَفْعَلُهُ وَ رَأَیْتَ الرِّجَالَ یَتَسَمَّنُونَ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءَ لِلنِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتُهُ مِنْ دُبُرِهِ وَ مَعِیشَةُ الْمَرْأَةِ مِنْ فَرْجِهَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَتَّخِذْنَ الْمَجَالِسَ كَمَا یَتَّخِذُهَا الرِّجَالُ وَ رَأَیْتَ التَّأْنِیثَ فِی وُلْدِ الْعَبَّاسِ قَدْ ظَهَرَ وَ أَظْهَرُوا الْخِضَابَ وَ أَمْشَطُوا كَمَا تَمْتَشِطُ الْمَرْأَةُ لِزَوْجِهَا وَ أَعْطَوُا الرِّجَالَ الْأَمْوَالَ عَلَی فُرُوجِهِمْ وَ تُنُوفِسَ فِی الرَّجُلِ وَ تَغَایَرَ عَلَیْهِ الرِّجَالُ وَ كَانَ صَاحِبُ الْمَالِ أَعَزَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَ كَانَ الرِّبَا ظَاهِراً لَا یُعَیَّرُ وَ كَانَ الزِّنَا تُمْتَدَحُ بِهِ النِّسَاءُ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تُصَانِعُ زَوْجَهَا إِلَی نِكَاحِ الرِّجَالِ وَ رَأَیْتَ أَكْثَرَ النَّاسِ وَ خَیْرَ بَیْتٍ مَنْ یُسَاعِدُ النِّسَاءَ عَلَی فِسْقِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ مَحْزُوناً مُحْتَقَراً ذَلِیلًا وَ رَأَیْتَ الْبِدَعَ وَ الزِّنَا قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَعْتَدُّونَ بِشَاهِدِ الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْحَرَامَ یُحَلَّلُ وَ رَأَیْتَ الْحَلَالَ یُحَرَّمُ وَ رَأَیْتَ الدِّینَ بِالرَّأْیِ وَ عُطِّلَ الْكِتَابُ وَ أَحْكَامُهُ وَ رَأَیْتَ اللَّیْلَ لَا یُسْتَخْفَی بِهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْمُؤْمِنَ لَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یُنْكِرَ إِلَّا بِقَلْبِهِ وَ رَأَیْتَ الْعَظِیمَ مِنَ الْمَالِ یُنْفَقُ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یُقَرِّبُونَ أَهْلَ الْكُفْرِ وَ یُبَاعِدُونَ أَهْلَ الْخَیْرِ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَرْتَشُونَ فِی الْحُكْمِ وَ رَأَیْتَ الْوِلَایَةَ قَبَالَةً لِمَنْ زَادَ وَ رَأَیْتَ ذَوَاتِ الْأَرْحَامِ یُنْكَحْنَ وَ یُكْتَفَی بِهِنَّ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُقْتَلُ عَلَی التُّهَمَةِ وَ عَلَی الظِّنَّةِ وَ یَتَغَایَرُ عَلَی الرَّجُلِ الذَّكَرِ فَیَبْذُلُ لَهُ نَفْسَهُ وَ مَالَهُ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُعَیَّرُ عَلَی إِتْیَانِ النِّسَاءِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَأْكُلُ مِنْ كَسْبِ امْرَأَتِهِ مِنَ الْفُجُورِ یَعْلَمُ ذَلِكَ وَ یُقِیمُ عَلَیْهِ وَ رَأَیْتَ الْمَرْأَةَ تَقْهَرُ زَوْجَهَا وَ تَعْمَلُ مَا لَا یَشْتَهِی وَ تُنْفِقُ عَلَی زَوْجِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُكْرِی امْرَأَتَهُ وَ جَارِیَتَهُ وَ یَرْضَی بِالدَّنِیِّ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ رَأَیْتَ الْأَیْمَانَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِیرَةً عَلَی الزُّورِ وَ رَأَیْتَ الْقِمَارَ قَدْ ظَهَرَ وَ رَأَیْتَ

ص: 257

الشَّرَابَ تُبَاعُ ظَاهِراً لَیْسَ عَلَیْهِ مَانِعٌ وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ یَبْذُلْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِأَهْلِ الْكُفْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَلَاهِیَ قَدْ ظَهَرَتْ یُمَرُّ بِهَا لَا یَمْنَعُهَا أَحَدٌ أَحَداً وَ لَا یَجْتَرِئُ أَحَدٌ عَلَی مَنْعِهَا وَ رَأَیْتَ الشَّرِیفَ یَسْتَذِلُّهُ الَّذِی یُخَافُ سُلْطَانُهُ وَ رَأَیْتَ أَقْرَبَ النَّاسِ مِنَ الْوُلَاةِ مَنْ یَمْتَدِحُ بِشَتْمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَأَیْتَ مَنْ یُحِبُّنَا یُزَوَّرُ وَ لَا یُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَ رَأَیْتَ الزُّورَ مِنَ الْقَوْلِ یُتَنَافَسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ ثَقُلَ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُهُ وَ خَفَّ عَلَی النَّاسِ اسْتِمَاعُ الْبَاطِلِ وَ رَأَیْتَ الْجَارَ یُكْرِمُ الْجَارَ خَوْفاً مِنْ لِسَانِهِ وَ رَأَیْتَ الْحُدُودَ قَدْ عُطِّلَتْ وَ عُمِلَ فِیهَا بِالْأَهْوَاءِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ قَدْ زُخْرِفَتْ وَ رَأَیْتَ أَصْدَقَ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ الْمُفْتَرِیَ الْكَذِبَ وَ رَأَیْتَ الشَّرَّ قَدْ ظَهَرَ وَ السَّعْیَ بِالنَّمِیمَةِ وَ رَأَیْتَ الْبَغْیَ قَدْ فَشَا وَ رَأَیْتَ الْغِیبَةَ تُسْتَمْلَحُ وَ یُبَشِّرُ بِهَا النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ رَأَیْتَ الْحَجَّ وَ الْجِهَادَ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یُذِلُّ لِلْكَافِرِ الْمُؤْمِنَ وَ رَأَیْتَ الْخَرَابَ قَدْ أُدِیلَ مِنَ الْعُمْرَانِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ مَعِیشَتَهُ مِنْ بَخْسِ الْمِكْیَالِ وَ الْمِیزَانِ وَ رَأَیْتَ سَفْكَ الدِّمَاءِ یُسْتَخَفُّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ لِعَرَضِ الدُّنْیَا وَ یَشْهَرُ نَفْسَهُ بِخُبْثِ اللِّسَانِ لِیُتَّقَی وَ تُسْنَدَ إِلَیْهِ الْأُمُورُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِهَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ عِنْدَهُ الْمَالُ الْكَثِیرُ لَمْ یُزَكِّهِ مُنْذُ مَلَكَهُ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُنْشَرُ مِنْ قَبْرِهِ وَ یُؤْذَی وَ تُبَاعُ أَكْفَانُهُ وَ رَأَیْتَ الْهَرْجَ قَدْ كَثُرَ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُمْسِی نَشْوَانَ وَ یُصْبِحُ سَكْرَانَ لَا یَهْتَمُّ بِمَا یَقُولُ النَّاسُ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ تُنْكَحُ وَ رَأَیْتَ الْبَهَائِمَ تَفْرِسُ

بَعْضُهَا بَعْضاً وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَخْرُجُ إِلَی مُصَلَّاهُ وَ یَرْجِعُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ ثِیَابِهِ وَ رَأَیْتَ قُلُوبَ النَّاسِ قَدْ قَسَتْ وَ جَمَدَتْ أَعْیُنُهُمْ وَ ثَقُلَ الذِّكْرُ عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ السُّحْتَ قَدْ ظَهَرَ بِتَنَافُسٍ فِیهِ وَ رَأَیْتَ الْمُصَلِّیَ إِنَّمَا یُصَلِّی لِیَرَاهُ النَّاسُ وَ رَأَیْتَ الْفَقِیهَ یَتَفَقَّهُ لِغَیْرِ الدِّینِ یَطْلُبُ الدُّنْیَا وَ الرِّئَاسَةَ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ مَعَ مَنْ غَلَبَ وَ رَأَیْتَ طَالِبَ الْحَلَالِ یُذَمُّ وَ یُعَیَّرُ وَ طَالِبَ الْحَرَامِ یُمْدَحُ وَ یُعَظَّمُ وَ رَأَیْتَ

ص: 258

الْحَرَمَیْنِ یُعْمَلُ فِیهِمَا بِمَا لَا یُحِبُّ اللَّهُ لَا یَمْنَعُهُمْ مَانِعٌ وَ لَا یَحُولُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْعَمَلِ الْقَبِیحِ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَعَازِفَ ظَاهِرَةً فِی الْحَرَمَیْنِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَتَكَلَّمُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ وَ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ فَیَقُومُ إِلَیْهِ مَنْ یَنْصَحُهُ فِی نَفْسِهِ فَیَقُولُ هَذَا عَنْكَ مَوْضُوعٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ یَقْتَدُونَ بِأَهْلِ الشُّرُورِ وَ رَأَیْتَ مَسْلَكَ الْخَیْرِ وَ طَرِیقَهُ خَالِیاً لَا یَسْلُكُهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ الْمَیِّتَ یُهْزَأُ بِهِ فَلَا یَفْزَعُ لَهُ أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ كُلَّ عَامٍ یَحْدُثُ فِیهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَ الشَّرِّ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ وَ رَأَیْتَ الْخَلْقَ وَ الْمَجَالِسَ لَا یُتَابِعُونَ إِلَّا الْأَغْنِیَاءَ وَ رَأَیْتَ الْمُحْتَاجَ یُعْطَی عَلَی الضَّحِكِ بِهِ وَ یُرْحَمُ لِغَیْرِ وَجْهِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْآیَاتِ فِی السَّمَاءِ لَا یَفْزَعُ لَهَا أَحَدٌ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ یَتَسَافَدُونَ كَمَا تَسَافَدُ الْبَهَائِمُ لَا یُنْكِرُ أَحَدٌ مُنْكَراً تَخَوُّفاً مِنَ النَّاسِ وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ یُنْفِقُ الْكَثِیرَ فِی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ وَ یَمْنَعُ الْیَسِیرَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ رَأَیْتَ الْعُقُوقَ قَدْ ظَهَرَ وَ اسْتُخِفَّ بِالْوَالِدَیْنِ وَ كَانَا مِنْ أَسْوَءِ النَّاسِ حَالًا عِنْدَ الْوَلَدِ وَ یَفْرَحُ بِأَنْ یَفْتَرِیَ عَلَیْهِمَا وَ رَأَیْتَ النِّسَاءَ قَدْ غَلَبْنَ عَلَی الْمُلْكِ وَ غَلَبْنَ عَلَی كُلِّ أَمْرٍ لَا یُؤْتَی إِلَّا مَا لَهُنَّ فِیهِ هَوًی وَ رَأَیْتَ ابْنَ الرَّجُلِ یَفْتَرِی عَلَی أَبِیهِ وَ یَدْعُو عَلَی وَالِدَیْهِ وَ یَفْرَحُ بِمَوْتِهِمَا وَ رَأَیْتَ الرَّجُلَ إِذَا مَرَّ بِهِ یَوْمٌ وَ لَمْ یَكْسِبْ فِیهِ الذَّنْبَ الْعَظِیمَ مِنْ فُجُورٍ أَوْ بَخْسِ مِكْیَالٍ أَوْ مِیزَانٍ أَوْ غِشْیَانِ حَرَامٍ أَوْ شُرْبِ مُسْكِرٍ كَئِیباً حَزِیناً یَحْسَبُ أَنَّ ذَلِكَ الْیَوْمَ عَلَیْهِ وَضِیعَةٌ مِنْ عُمُرِهِ وَ رَأَیْتَ السُّلْطَانَ یَحْتَكِرُ الطَّعَامَ وَ رَأَیْتَ أَمْوَالَ ذَوِی الْقُرْبَی تُقْسَمُ فِی الزُّورِ وَ یُتَقَامَرُ بِهَا وَ یُشْرَبُ بِهَا الْخُمُورُ وَ رَأَیْتَ الْخَمْرَ یُتَدَاوَی بِهَا وَ تُوصَفُ لِلْمَرِیضِ وَ یُسْتَشْفَی بِهَا وَ رَأَیْتَ النَّاسَ قَدِ اسْتَوَوْا فِی تَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَرْكِ التَّدَیُّنِ بِهِ وَ رَأَیْتَ رِیَاحَ الْمُنَافِقِینَ وَ أَهْلِ النِّفَاقِ دَائِمَةً وَ رِیَاحَ أَهْلِ الْحَقِّ لَا تُحَرَّكُ وَ رَأَیْتَ الْأَذَانَ بِالْأَجْرِ وَ الصَّلَاةَ بِالْأَجْرِ وَ رَأَیْتَ الْمَسَاجِدَ مُحْتَشِیَةً مِمَّنْ لَا یَخَافُ اللَّهَ مُجْتَمِعُونَ فِیهَا لِلْغِیبَةِ وَ أَكْلِ لُحُومِ أَهْلِ الْحَقِّ وَ یَتَوَاصَفُونَ فِیهَا شَرَابَ

ص: 259

الْمُسْكِرِ وَ رَأَیْتَ السَّكْرَانَ یُصَلِّی بِالنَّاسِ فَهُوَ لَا یَعْقِلُ وَ لَا یُشَانُ بِالسُّكْرِ وَ إِذَا سَكِرَ أُكْرِمَ وَ اتُّقِیَ وَ خِیفَ وَ تُرِكَ لَا یُعَاقَبُ وَ یُعْذَرُ بِسُكْرِهِ وَ رَأَیْتَ مَنْ أَكَلَ أَمْوَالَ الْیَتَامَی یُحَدَّثُ (1)

بِصَلَاحِهِ وَ رَأَیْتَ الْقُضَاةَ یَقْضُونَ بِخِلَافِ مَا أَمَرَ اللَّهُ وَ رَأَیْتَ الْوُلَاةَ یَأْتَمِنُونَ الْخَوَنَةَ لِلطَّمَعِ وَ رَأَیْتَ الْمِیرَاثَ قَدْ وَضَعَتْهُ الْوُلَاةُ لِأَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ یَأْخُذُونَ مِنْهَا وَ یُخَلُّونَهُمْ وَ مَا یَشْتَهُونَ وَ رَأَیْتَ الْمَنَابِرَ یُؤْمَرُ عَلَیْهَا بِالتَّقْوَی وَ لَا یَعْمَلُ الْقَائِلُ بِمَا یَأْمُرُ وَ رَأَیْتَ الصَّلَاةَ قَدِ اسْتُخِفَّ بِأَوْقَاتِهَا وَ رَأَیْتَ الصَّدَقَةَ بِالشَّفَاعَةِ لَا یُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ وَ تُعْطَی لِطَلَبِ النَّاسِ وَ رَأَیْتَ النَّاسَ هَمُّهُمْ بُطُونُهُمْ وَ فُرُوجُهُمْ لَا یُبَالُونَ بِمَا أَكَلُوا وَ بِمَا نَكَحُوا وَ رَأَیْتَ الدُّنْیَا مُقْبِلَةً عَلَیْهِمْ وَ رَأَیْتَ أَعْلَامَ الْحَقِّ قَدْ دَرَسَتْ فَكُنْ عَلَی حَذَرٍ وَ اطْلُبْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ النَّجَاةَ وَ اعْلَمْ أَنَّ النَّاسَ فِی سَخَطِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّمَا یُمْهِلُهُمْ لِأَمْرٍ یُرَادُ بِهِمْ فَكُنْ مُتَرَقِّباً وَ اجْتَهِدْ لِیَرَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (2)

فِی خِلَافِ مَا هُمْ عَلَیْهِ فَإِنْ نَزَلَ بِهِمُ الْعَذَابُ وَ كُنْتَ فِیهِمْ عُجِّلْتَ إِلَی

رَحْمَةِ اللَّهِ وَ إِنْ أُخِّرْتَ ابْتُلُوا وَ كُنْتَ قَدْ خَرَجْتَ مِمَّا هُمْ فِیهِ مِنَ الْجُرْأَةِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَنَ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ.

بیان: الموكب جماعة الفرسان و الإغراء التحریص علی الشر قوله علیه السلام إن الناس سحرة قال الجزری فیه إن من البیان لسحرا أی منه ما یصرف قلوب السامعین و إن كان غیر حق و السحر فی كلامهم صرف الشی ء عن وجهه.

أقول: و فی بعض النسخ شجرة بغی.

و الفسحة بالضم السعة قوله حتی تصیبوا منا دما لعل المراد دم رجل من أولاد الأئمة علیهم السلام سفكوها قریبا من انقضاء دولتهم و قد فعلوا مثل ذلك كثیرا و یحتمل أن یكون مراده علیه السلام هذا الملعون بعینه و المراد بسفك الدم القتل و لو بالسم مجازا و بالبلد الحرام مدینة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فإنه علیه السلام سم بأمره فیها

ص: 260


1- 1. یحمد، خ.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع روضة الكافی ص 42.

علی ما روی و لم یبق بعده إلا قلیلا.

قوله علیه السلام أو متی الراحة التردید من الراوی قوله إن هذا الأمر أی انقضاء دولتهم أو ظهور دولة الحق.

و قال الجوهری استفزه الخوف استخفه و الزمرة الجماعة من الناس و الانكفاء الانقلاب.

قوله علیه السلام یمتدح أی یفتخر و یطلب المدح و المَرَح شدة الفرح و النشاط فهو مَرِح بالكسر.

قوله علیه السلام و رأیت أصحاب الآیات أی العلامات و المعجزات أو الذین نزلت فیهم الآیات و هم الأئمة علیهم السلام أو المفسرین و القراء و فی بعض النسخ أصحاب الآثار و هم المحدثون.

قوله علیه السلام رأیت الرجال یتسمنون أی یستعملون الأغذیة و الأدویة للسمن لیعمل بهم القبیح قال الجزری فیه یكون فی آخر الزمان قوم یتسمنون أی یتكثرون بما لیس فیهم و یدعون ما لیس لهم من الشرف و قیل أراد جمعهم الأموال و قیل یحبون التوسع فی المآكل و المشارب و هی أسباب السمن و منه الحدیث الآخر و یظهر فیهم السمن و فیه ویل للمسمنات یوم القیامة من فترة فی العظام أی اللاتی یستعملن السمنة و هی دواء یتسمن به النساء.

قوله علیه السلام و أظهروا الخضاب أی خضاب الید و الرجل فإن المستحب لهم إنما هو خضاب الشعر كما سیأتی فی موضعه.

قوله علیه السلام و أعطوا الرجال أی أعطی ولد العباس أموالا لیطئوهم أو أنهم یعطون السلاطین و الحكام الأموال لفروجهم أو فروج نسائهم للدیاثة و یمكن أن یقرأ الرجال بالرفع و أعطوا علی المعلوم أو المجهول من باب أكلونی البراغیث و الأول أظهر و المنافسة المغالبة علی الشی ء.

قوله علیه السلام تصانع زوجها المصانعة الرشوة و المداهنة و المراد إما المصانعة لترك الرجال أو للاشتغال بهم لتشتغل هی بالنساء أو لمعاشرتها مع

ص: 261

الرجال قوله علیه السلام یعتدون من الاعتداد أو الاعتداء قوله علیه السلام لا یستخفی به أی لا ینتظرون دخوله لارتكاب الفضائح بل یعملونها فی النهار علانیة.

قوله علیه السلام و رأیت الولایة قبالة أی یزیدون فی المال و یشترون الولایات و الزور الكذب و الباطل و التهمة و الزخرفة النقش بالذهب المشهور تحریمها فی المساجد و یقال استملحه أی عدة ملیحا قوله علیه السلام و یبشر بها الناس كما هو الشائع فی زماننا یأتی بعضهم بعضا یبشره بأنی أتیتك بغیبة حسنة قوله علیه السلام قد أدیل الإدالة الغلبة و المراد كثرة الخراب و قلة العمران قوله علیه السلام و رأیت المیت لعل بیع الأكفان بیان للإیذاء أی یخرج من قبره لكفنه و یحتمل أن یكون المراد أنه یخرجه من علیه دین فیضربه و یحرقه و یبیع كفنه لدینه.

قوله كما تتسافد البهائم أی علانیة علی ظهر الطرق قوله و رأیت ریاح المنافقین تطلق الریح علی الغلبة و القوة و الرحمة و النصرة و الدولة و النفس و الكل محتمل و الأخیر أظهر كنایة عن كثرة تكلمهم و قبول قولهم قوله علیه السلام لأهل الفسوق أی للذین یولونهم علی میراث الأیتام أو الفاسق من الورثة حیث یعطیهم الرشوة فیحكمون بالمال له.

قوله علیه السلام بالشفاعة أی لا یتصدقون إلا لمن یشفع له شفیع فیعطونها لوجه الشفیع لا لوجه اللّٰه أو یعطون لطلب الفقراء و إبرامهم قوله علیه السلام لا یبالون بما أكلوا أی من حل أو حرام.

«148»- جع، [جامع الأخبار] رَوَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ حَجَّةَ الْوَدَاعِ فَلَمَّا قَضَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا افْتُرِضَ عَلَیْهِ مِنَ الْحَجِّ أَتَی مُوَدِّعَ الْكَعْبَةِ فَلَزِمَ حَلْقَةَ الْبَابِ وَ نَادَی بِرَفْعِ صَوْتِهِ أَیُّهَا النَّاسُ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ وَ أَهْلُ السُّوقِ فَقَالَ اسْمَعُوا إِنِّی قَائِلٌ مَا هُوَ بَعْدِی كَائِنٌ فَلْیُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ثُمَّ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَكَی لِبُكَائِهِ النَّاسُ أَجْمَعِینَ فَلَمَّا سَكَتَ مِنْ بُكَائِهِ قَالَ

ص: 262

اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ مَثَلَكُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ كَمَثَلِ وَرَقٍ لَا شَوْكَ فِیهِ إِلَی أَرْبَعِینَ وَ مِائَةِ سَنَةٍ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ وَ وَرَقٌ إِلَی مِائَتَیْ سَنَةٍ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ شَوْكٌ لَا وَرَقَ فِیهِ حَتَّی لَا یُرَی فِیهِ إِلَّا سُلْطَانٌ جَائِرٌ أَوْ غَنِیٌّ بَخِیلٌ أَوْ عَالِمٌ مُرَاغِبٌ فِی الْمَالِ أَوْ فَقِیرٌ كَذَّابٌ أَوْ شَیْخٌ فَاجِرٌ أَوْ صَبِیٌّ وَقِحٌ أَوِ امْرَأَةٌ رَعْنَاءُ ثُمَّ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَقَامَ إِلَیْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَلْمَانُ إِذَا قَلَّتْ عُلَمَاؤُكُمْ وَ ذَهَبَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَ قَطَعْتُمْ زَكَاتَكُمْ وَ أَظْهَرْتُمْ مُنْكَرَاتِكُمْ وَ عَلَتْ أَصْوَاتُكُمْ فِی مَسَاجِدِكُمْ وَ جَعَلْتُمُ الدُّنْیَا فَوْقَ رُءُوسِكُمْ وَ الْعِلْمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ الْكَذِبَ حَدِیثَكُمْ وَ الْغِیبَةَ فَاكِهَتَكُمْ وَ الْحَرَامَ غَنِیمَتَكُمْ وَ لَا یَرْحَمُ كَبِیرُكُمْ صَغِیرَكُمْ وَ لَا یُوَقِّرُ صَغِیرُكُمْ كَبِیرَكُمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَنْزِلُ اللَّعْنَةُ عَلَیْكُمْ وَ یُجْعَلُ بَأْسُكُمْ بَیْنَكُمْ وَ بَقِیَ الدِّینُ بَیْنَكُمْ لَفْظاً بِأَلْسِنَتِكُمْ فَإِذَا أُوتِیتُمْ هَذِهِ الْخِصَالَ تَوَقَّعُوا الرِّیحَ الْحَمْرَاءَ أَوْ مَسْخاً أَوْ قَذْفاً بِالْحِجَارَةِ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلی أَنْ یَبْعَثَ عَلَیْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً وَ یُذِیقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَیْفَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لَعَلَّهُمْ یَفْقَهُونَ-(1) فَقَامَ إِلَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ تَأْخِیرِ الصَّلَوَاتِ وَ اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ وَ شُرْبِ الْقَهَوَاتِ وَ شَتْمِ الْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ حَتَّی تَرَوْنَ الْحَرَامَ مَغْنَماً وَ الزَّكَاةَ مَغْرَماً وَ أَطَاعَ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَ جَفَا جَارَهُ وَ قَطَعَ رَحِمَهُ وَ ذَهَبَ رَحْمَةُ الْأَكَابِرِ وَ قَلَّ حَیَاءُ الْأَصَاغِرِ وَ شَیَّدُوا الْبُنْیَانَ وَ ظَلَمُوا الْعَبِیدَ وَ الْإِمَاءَ وَ شَهِدُوا بِالْهَوَی وَ حَكَمُوا بِالْجَوْرِ وَ یَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَ یَحْسُدُ الرَّجُلُ أَخَاهُ وَ یُعَامِلُ الشُّرَكَاءُ بِالْخِیَانَةِ وَ قَلَّ الْوَفَاءُ وَ شَاعَ الزِّنَا وَ تَزَیَّنَ

ص: 263


1- 1. الأنعام: 65.

الرِّجَالُ بِثِیَابِ النِّسَاءِ وَ سُلِبَ عَنْهُنَّ قِنَاعُ الْحَیَاءِ وَ دَبَّ الْكِبْرُ فِی الْقُلُوبِ كَدَبِیبِ السَّمِّ فِی الْأَبْدَانِ وَ قَلَّ الْمَعْرُوفُ وَ ظَهَرَتِ الْجَرَائِمُ وَ هُوِّنَتِ الْعَظَائِمُ وَ طَلَبُوا الْمَدْحَ بِالْمَالِ وَ أَنْفَقُوا الْمَالَ لِلْغِنَاءِ وَ شُغِلُوا بِالدُّنْیَا عَنِ الْآخِرَةِ وَ قَلَّ الْوَرَعُ وَ كَثُرَ الطَّمَعُ وَ الْهَرْجُ وَ الْمَرْجُ وَ أَصْبَحَ الْمُؤْمِنُ ذَلِیلًا وَ الْمُنَافِقُ عَزِیزاً مَسَاجِدُهُمْ مَعْمُورَةٌ بِالْأَذَانِ وَ قُلُوبُهُمْ خَالِیَةٌ مِنَ الْإِیمَانِ وَ اسْتَخَفُّوا بِالْقُرْآنِ وَ بَلَغَ الْمُؤْمِنُ عَنْهُمْ كُلَّ هَوَانٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرَی وُجُوهَهُمْ وُجُوهَ الْآدَمِیِّینَ وَ قُلُوبَهُمْ قُلُوبَ الشَّیَاطِینِ كَلَامُهُمْ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ قُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الْحَنْظَلِ فَهُمْ ذِئَابٌ وَ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مَا مِنْ یَوْمٍ إِلَّا یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَ فَبِی تَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَیَّ تَجْتَرِءُونَ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ لَا مَنْ یَعْبُدُنِی مُخْلِصاً مَا أَمْهَلْتُ مَنْ یَعْصِینِی طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَوْ لَا وَرَعُ الْوَرِعِینَ مِنْ عِبَادِی لَمَا أَنْزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَةً وَ لَا أَنْبَتُّ وَرَقَةً خَضْرَاءَ فَوَا عَجَبَاهْ لِقَوْمٍ آلِهَتُهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَ طَالَتْ آمَالُهُمْ وَ قَصُرَتْ آجَالُهُمْ وَ هُمْ یَطْمَعُونَ فِی مُجَاوَرَةِ مَوْلَاهُمْ وَ لَا یَصِلُونَ إِلَی ذَلِكَ إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ لَا یَتِمُّ الْعَمَلُ إِلَّا بِالْعَقْلِ.

بیان: الوقاحة قلة الحیاء و الرعناء الحمقاء و القهوة الخمر.

«149»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَرَوْنَ مَا تُحِبُّونَ حَتَّی یَخْتَلِفَ بَنُو فُلَانٍ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَإِذَا اخْتَلَفُوا طَمِعَ النَّاسُ وَ تَفَرَّقَتِ الْكَلِمَةُ وَ خَرَجَ السُّفْیَانِیُ (1).

«150»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَا تَرَوْنَ الَّذِی تَنْتَظِرُونَ حَتَّی تَكُونُوا كَالْمِعْزَی الْمَوَاتِ الَّتِی لَا یُبَالِی الْخَابِسُ أَیْنَ یَضَعُ یَدَهُ مِنْهَا لَیْسَ لَكُمْ شَرَفٌ تَرْقَوْنَهُ وَ لَا سِنَادٌ تُسْنِدُونَ إِلَیْهِ أَمْرَكُمْ.

ص: 264


1- 1. روضة الكافی ص 209.

وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ: مِثْلَهُ قَالَ قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ مَا الْمَوَاتُ مِنَ الْمَعْزِ قَالَ الَّتِی قَدِ اسْتَوَتْ لَا یَفْضُلُ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ (1).

«151»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ الصَّیْقَلِ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ الْمَحَامِلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَیَأْتِیَنَّ عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یُظَرَّفُ فِیهِ الْفَاجِرُ وَ یُقَرَّبُ فِیهِ الْمَاجِنُ وَ یُضَعَّفُ فِیهِ الْمُنْصِفُ قَالَ فَقِیلَ لَهُ مَتَی ذَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِذَا اتُّخِذَتِ الْأَمَانَةُ مَغْنَماً وَ الزَّكَاةُ مَغْرَماً وَ الْعِبَادَةُ اسْتِطَالَةً وَ الصِّلَةُ مَنّاً قَالَ فَقِیلَ لَهُ مَتَی ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِذَا تَسَلَّطْنَ النِّسَاءُ وَ سُلِّطْنَ الْإِمَاءُ وَ أُمِّرَ الصِّبْیَانُ (2).

بیان: المجون أن لا یبالی الإنسان بما صنع.

«152»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَی

ص: 265


1- 1. راجع روضة الكافی ص 263 و المعزی- و یمد- و قیل المد غیر معروف و لم یثبت-: المعز، و قال الفراء: المعزی مؤنثة، و بعضهم ذكرها. و الخابس الأسد المفترس فهو إذا رأی معزی مواتا لا یبالی بأی عضو من أعضائه ابتدأ. و قد مر فیما سبق ص 110 تحت الرقم 15 و فیه« كالمعز المهولة» فراجع. و فی كتاب الروضة أحادیث منبثة لم یخرجها المصنّف قدّس سرّه مع مناسبتها للباب كما فی ص 310 و 330 و 264 و 265 و غیر ذلك.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع تراه فی الروضة ص 69. و قال المصنّف فی شرحه فی المرآة: یظرف فی بعض النسخ بالمهملة و كذا فی بعض نسخ النهج و الطریف ضد التالد و هو الامر المستطرف الذی یعده الناس طریفا حسنا لانهم یرغبون الی الأمور المحدثة و الظریف من الظرافة بمعنی الفطنة و الكیاسة.

أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فِی الْحَبْسِ وَ سَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِیمَا أَجَابَهُ إِذَا رَأَیْتَ الْمُشَوَّهَ الْأَعْرَابِیَّ فِی جَحْفَلٍ جَرَّارٍ فَانْتَظِرْ فَرَجَكَ وَ لِشِیعَتِكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِذَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ فَارْفَعْ بَصَرَكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ انْظُرْ مَا فَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمُؤْمِنِینَ فَقَدْ فَسَّرْتُ لَكَ جُمَلًا جُمَلًا وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَخْیَارِ(1).

«153»- كا، [الكافی] حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ بِكِتَابِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ سَدِیرٍ وَ كُتُبِ غَیْرِ وَاحِدٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ ظَهَرَتِ الْمُسَوِّدَةُ قَبْلَ أَنْ یَظْهَرَ

وُلْدُ الْعَبَّاسِ بِأَنَّا قَدْ قَدَّرْنَا أَنْ یَئُولَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْكَ فَمَا تَرَی قَالَ فَضَرَبَ بِالْكُتُبِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ أُفٍّ أُفٍّ مَا أَنَا لِهَؤُلَاءِ بِإِمَامٍ أَ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِنَّمَا یَقْتُلُ السُّفْیَانِیَ (2).

«154»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِی بَابِ النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مِنَّا مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِذَا صَارَتِ الدُّنْیَا هَرْجاً

ص: 266


1- 1. راجع روضة الكافی ص 126 و ما نقله المصنّف رحمه اللّٰه هو ذیل الحدیث و صدره مفصل من ص 124- 126 و لذلك یقول علیه السلام:« جملا جملا».
2- 2. تراه فی الروضة ص 331. و المسودة أصحاب أبی مسلم المروزی الخراسانیّ حیث جعلوا ألبستهم و أعلامهم سودا، و قد كانوا أولا كتبوا كتبا الی سادات بنی هاشم للتوافق و التواطؤ فكتبوا الی أبی عبد اللّٰه علیه السلام أیضا یدعونه الی البیعة و الخروج فلم یجبه علیه السلام حتّی یئسوا منه فتوافقوا مع بنی العباس قال الكلینی فی الروضة ص 274: محمّد بن یحیی، عن محمّد بن الحسین، عن عبد الرحمن بن أبی هاشم، عن الفضل الكاتب قال: كنت عند أبی عبد اللّٰه علیه السلام فأتاه كتاب أبی مسلم فقال: لیس لكتابك جواب اخرج عنا، فجعلنا یسار بعضنا بعضا فقال: أی شی ء تسارون یا فضل؟ ان اللّٰه عزّ ذكره لا یعجل لعجلة العباد، و لازالة جبل عن موضعه أیسر من زوال ملك لم ینقض أجله. ثمّ قال: ان فلان بن فلان حتّی بلغ السابع من ولد فلان، قلت: فما العلامة فیما بیننا و بینك جعلت فداك؟ قال: لا تبرح الأرض یا فضل حتّی یخرج السفیانی، فإذا خرج السفیانی فأجیبوا الینا- یقولها ثلاثا- و هو من المحتوم.

وَ مَرْجاً وَ تَظَاهَرَتِ الْفِتَنُ وَ تَقَطَّعَتِ السُّبُلُ وَ أَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ فَلَا كَبِیرٌ یَرْحَمُ صَغِیراً وَ لَا صَغِیرٌ یُوَقِّرُ كَبِیراً فَیَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ مَهْدِیَّنَا التَّاسِعَ مِنْ صُلْبِ الْحُسَیْنِ یَفْتَحُ حُصُونَ الضَّلَالَةِ وَ قُلُوباً غُفْلًا یَقُومُ فِی الدِّینِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قُمْتُ بِهِ فِی أَوَّلِ الزَّمَانِ وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً(1).

«155»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِی الْبَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: خَطَبَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ خُطْبَةَ اللُّؤْلُؤَةِ فَقَالَ فِیمَا قَالَ فِی آخِرِهَا أَلَا وَ إِنِّی ظَاعِنٌ عَنْ قَرِیبٍ وَ مُنْطَلِقٌ إِلَی الْمَغِیبِ فَارْتَقِبُوا الْفِتْنَةَ الْأُمَوِیَّةَ وَ الْمَمْلَكَةَ الْكِسْرَوِیَّةَ وَ إِمَاتَةَ مَا أَحْیَاهُ اللَّهُ وَ إِحْیَاءَ مَا أَمَاتَهُ اللَّهُ وَ اتَّخِذُوا صَوَامِعَكُمْ بُیُوتَكُمْ وَ عَضُّوا عَلَی مِثْلِ جَمْرِ الْغَضَا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِیراً فَذِكْرُهُ أَكْبَرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ثُمَّ قَالَ وَ تُبْنَی مَدِینَةٌ یُقَالُ لَهَا الزَّوْرَاءُ بَیْنَ دِجْلَةَ وَ دُجَیْلٍ وَ الْفُرَاتِ فَلَوْ رَأَیْتُمُوهَا مُشَیَّدَةً بِالْجِصِّ وَ الْآجُرِّ مُزَخْرَفَةً بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ اللَّازْوَرْدِ وَ الْمَرْمَرِ وَ الرُّخَامِ وَ أَبْوَابِ الْعَاجِ وَ الْخِیَمِ وَ الْقِبَابِ وَ السِّتَارَاتِ وَ قَدْ عُلِیَتْ بِالسَّاجِ وَ الْعَرْعَرِ

وَ الصَّنَوْبَرِ وَ الشَّبِّ وَ شُیِّدَتْ بِالْقُصُورِ وَ تَوَالَتْ عَلَیْهَا مُلْكُ بَنِی شَیْصَبَانَ (2)

أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ مَلِكاً فِیهِمُ السَّفَّاحُ وَ الْمِقْلَاصُ وَ الْجَمُوحُ

ص: 267


1- 1. راجع ج 36 ص 308 و فیه« قلوبا غفلاء» و نقل عن المصدر:« و قلاعها» بدل ذلك، و كلاهما مصحف و الصحیح ما فی الصلب و الغفل- بالضم- من لا یرجی خیره و لا یخشی شره و ما لا علامة فیه من القداح و الطرق و غیرها، و یحتمل أن یكون مقلوب« غلف» كما فی التنزیل:« وَ قالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ» البقرة 88، وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَیْها، النساء 145.
2- 2. قال المصنّف هناك: الشیصبان اسم الشیطان، و انما عبر عنهم بذلك لانهم كانوا شرك شیطان، و المشهور أن عدد خلفاء بنی العباس كان سبعة و ثلاثین، و لعله علیه السلام انما عد منهم من استقر ملكه و امتد، لا من تزلزل سلطانه و ذهب ملكه سریعا كالامین و المنتصر و المستعین و المعتز و أمثالهم. الخ.

وَ الْخَدُوعُ وَ الْمُظَفَّرُ وَ الْمُؤَنَّثُ وَ النَّظَّارُ وَ الْكَبْشُ وَ الْمَهْتُورُ وَ الْعِثَارُ وَ الْمُصْطَلِمُ وَ الْمُسْتَصْعِبُ وَ الْعَلَّامُ وَ الرُّهْبَانِیُّ وَ الْخَلِیعُ وَ السَّیَّارُ وَ الْمُتْرَفُ وَ الْكَدِیدُ وَ الْأَكْتَبُ وَ الْمُسْرِفُ وَ الْأَكْلَبُ وَ الْوَسِیمُ وَ الصَّیْلَامُ وَ الْعَیْنُوقُ وَ تُعْمَلُ الْقُبَّةُ الْغَبْرَاءُ ذَاتُ الْفَلَاةِ الْحَمْرَاءِ وَ فِی عَقِبِهَا قَائِمُ الْحَقِّ یُسْفِرُ عَنْ وَجْهِهِ بَیْنَ الْأَقَالِیمِ كَالْقَمَرِ الْمُضِی ءِ بَیْنَ الْكَوَاكِبِ الدُّرِّیَّةِ أَلَا وَ إِنَّ لِخُرُوجِهِ عَلَامَاتٍ عَشَرَةً أَوَّلُهَا طُلُوعُ الْكَوْكَبِ ذِی الذَّنَبِ وَ یُقَارِبُ مِنَ الْحَادِی وَ یَقَعُ فِیهِ هَرْجٌ وَ مَرْجٌ وَ شَغْبٌ وَ تِلْكَ عَلَامَاتُ الْخِصْبِ وَ مِنَ الْعَلَامَةِ إِلَی الْعَلَامَةِ عَجَبٌ فَإِذَا انْقَضَتِ الْعَلَامَاتُ الْعَشَرَةُ إِذْ ذَاكَ یَظْهَرُ الْقَمَرُ الْأَزْهَرُ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ عَلَی التَّوْحِیدِ(1).

«156»- یب، [تهذیب الأحكام] بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَالِمٍ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ وَ أَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ إِنِّی أُصَلِّی الْفَجْرَ ثُمَّ أَذْكُرُ اللَّهَ بِكُلِّ مَا أُرِیدُ أَنْ أَذْكُرَهُ مِمَّا یَجِبُ عَلَیَّ فَأُرِیدُ أَنْ أَضَعَ جَنْبِی فَأَنَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَأَكْرَهُ ذَلِكَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ أَكْرَهُ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ غَیْرِ مَطْلَعِهَا قَالَ لَیْسَ بِذَلِكَ خَفَاءٌ انْظُرْ مِنْ حَیْثُ یَطْلُعُ الْفَجْرُ فَمِنْ ثَمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَیْسَ عَلَیْكَ مِنْ حَرَجٍ أَنْ تَنَامَ إِذَا كُنْتَ قَدْ ذَكَرْتَ اللَّهَ (2).

أقول: قد مضی بعض الأخبار المناسبة للباب فی كتاب المعاد.

«157»- كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ، لِعَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَتَی یَكُونُ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ تُؤَمِّلُونَ أَنْ یَجِیئَكُمْ مِنْ وَجْهٍ فَلَا تُنْكِرُونَهُ.

ص: 268


1- 1. تراه فی ج 36 ص 354 و بین ما طبع هناك و الأصل المطبوع هنا اختلافات لا یعرف الصحیح من المصحف. فراجع.
2- 2. رواه الشیخ فی التهذیب ج 1 ص 227 و الاستبصار ج 1 ص 177.

وَ مِنْهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ظُهُورُ الْبَوَاسِیرِ وَ مَوْتُ الْفُجَاءَةِ وَ الْجُذَامِ مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ.

«158»- قل، [إقبال الأعمال] وَجَدْتُ فِی كِتَابِ الْمَلَاحِمِ لِلْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ: اللَّهُ أَجَلُّ وَ أَكْرَمُ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَتْرُكَ الْأَرْضَ بِلَا إِمَامٍ عَادِلٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَخْبِرْنِی بِمَا أَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ یَرَی أُمَّةُ مُحَمَّدٍ فَرَجاً أَبَداً مَا دَامَ لِوُلْدِ بَنِی فُلَانٍ مُلْكٌ حَتَّی یَنْقَرِضَ مُلْكُهُمْ فَإِذَا انْقَرَضَ مُلْكُهُمْ أَتَاحَ اللَّهُ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتَ یُشِیرُ بِالتُّقَی وَ یَعْمَلُ بِالْهُدَی وَ لَا یَأْخُذُ فِی حُكْمِهِ الرِّشَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ ثُمَّ یَأْتِینَا الْغَلِیظُ الْقَصَرَةِ ذُو الْخَالِ وَ الشَّامَتَیْنِ الْقَائِدُ الْعَادِلُ الْحَافِظُ لِمَا اسْتُودِعَ یَمْلَأُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مَلَأَهَا الْفُجَّارُ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«159»- أَقُولُ وَ رُوِیَ فِی كِتَابِ سُرُورِ أَهْلِ الْإِیمَانِ عَنِ السَّیِّدِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْزَمِ الْأَرْضَ وَ لَا تُحَرِّكْ یَداً وَ لَا رِجْلًا حَتَّی تَرَی عَلَامَاتٍ أَذْكُرُهَا لَكَ وَ مَا أَرَاكَ تُدْرِكُ ذَلِكَ اخْتِلَافٌ بَیْنَ الْعِبَادِ وَ مُنَادٍ یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ وَ خَسْفٌ فِی قَرْیَةٍ مِنْ قُرَی الشَّامِ بِالْجَابِیَةِ وَ نُزُولُ التُّرْكِ الْجَزِیرَةَ وَ نُزُولُ الرُّومِ الرَّمْلَةَ وَ اخْتِلَافٌ كَثِیرٌ عِنْدَ ذَلِكَ فِی كُلِّ أَرْضٍ حَتَّی تَخْرَبَ الشَّامُ وَ یَكُونُ سَبَبُ ذَلِكَ اجْتِمَاعَ ثَلَاثِ رَایَاتٍ فِیهِ رَایَةِ الْأَصْهَبِ وَ رَایَةِ الْأَبْقَعِ وَ رَایَةِ السُّفْیَانِیِّ.

«160»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ رَفَعَهُ إِلَی بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا بُرَیْدُ اتَّقِ جَمْعَ الْأَصْهَبِ قُلْتُ وَ مَا الْأَصْهَبُ قَالَ الْأَبْقَعُ قُلْتُ وَ مَا الْأَبْقَعُ قَالَ الْأَبْرَصُ وَ اتَّقِ السُّفْیَانِیَّ وَ اتَّقِ الشَّرِیدَیْنِ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ یَأْتِیَانِ مَكَّةَ یَقْسِمَانِ بِهَا الْأَمْوَالَ یَتَشَبَّهَانِ بِالْقَائِمِ علیه السلام وَ اتَّقِ الشُّذَّاذَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قُلْتُ وَ یُرِیدُ بِالشُّذَّاذِ الزَّیْدِیَّةَ لِضَعْفِ مَقَالَتِهِمْ وَ أَمَّا كَوْنُهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لِأَنَّهُمْ

ص: 269

مِنْ بَنِی فَاطِمَةَ.

«161»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَیْرِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: قُلْنَا لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ بَلَغَنَا أَنَّ لِآلِ فُلَانٍ رَایَةً وَ لِآلِ جَعْفَرٍ رَایَةً فَهَلْ عِنْدَكُمْ فِی ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ أَمَّا رَایَةُ بَنِی جَعْفَرٍ فَلَیْسَتْ بِشَیْ ءٍ وَ أَمَّا رَایَةُ بَنِی فُلَانٍ فَإِنَّ لَهُمْ مُلْكاً یُقَرِّبُونَ فِیهِ الْبَعِیدَ وَ یُبَعِّدُونَ فِیهِ الْقَرِیبَ عُسْرٌ لَیْسَ فِیهِمْ یُسْرٌ تُصِیبُهُمْ فِیهِ فَزَعَاتٌ وَ رَعَدَاتٌ كُلُّ ذَلِكَ یَنْجَلِی عَنْهُمْ كَمَا یَنْجَلِی السَّحَابُ حَتَّی إِذَا أَمِنُوا وَ اطْمَأَنُّوا وَ ظَنُّوا أَنَّ مُلْكَهُمْ لَا یَزُولُ فَیَصِیحُ فِیهِمْ صَیْحَةً فَلَمْ یَبْقَ لَهُمْ رَاعٍ یَجْمَعُهُمْ وَ لَا دَاعٍ یُسْمِعُهُمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی حَتَّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَیْها أَتاها أَمْرُنا لَیْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَتَفَكَّرُونَ (1) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ لِذَلِكَ وَقْتٌ قَالَ لَا لِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ غَلَبَ وَقْتَ الْمُوَقِّتِینَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَعَدَ مُوسَی ثَلَاثِینَ لَیْلَةً فَأَتَمَّهَا بِعَشْرٍ وَ لَمْ یَعْلَمْهَا مُوسَی وَ لَمْ تَعْلَمْهَا بَنُو إِسْرَائِیلَ فَلَمَّا جَازَ الْوَقْتُ قَالُوا غَرَّنَا مُوسَی فَعَبَدُوا الْعِجْلَ وَ لَكِنْ إِذَا كَثُرَتِ الْحَاجَةُ وَ الْفَاقَةُ فِی النَّاسِ وَ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَعِنْدَ ذَلِكَ تَوَقَّعُوا أَمْرَ اللَّهِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَمَّا الْفَاقَةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا فَمَا إِنْكَارُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَالَ یَلْقَی الرَّجُلُ صَاحِبَهُ فِی الْحَاجَةِ بِغَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی كَانَ یَلْقَاهُ فِیهِ وَ یُكَلِّمُهُ بِغَیْرِ اللِّسَانِ الَّذِی كَانَ یُكَلِّمُهُ فِیهِ وَ الْخَبَرُ طَوِیلٌ وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَئِمَّتِنَا علیهم السلام مِثْلُ ذَلِكَ (2).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سَدِیرُ الْزَمْ بَیْتَكَ وَ كُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِهِ وَ اسْكُنْ

ص: 270


1- 1. یونس: 24 و قد مر الحدیث عن غیبة الشیخ ص 104 من هذا المجلد و هكذا.
2- 2. روی ذلك عن أبی جعفر علیه السلام كما فی ص 185 تحت الرقم 9. الأحادیث المرویة بعدها ممّا قد تلیت علیك قبل ذلك. فراجع.

مَا سَكَنَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ فَإِذَا بَلَغَ أَنَّ السُّفْیَانِیَّ قَدْ خَرَجَ فَارْحَلْ (1) إِلَیْنَا وَ لَوْ عَلَی رِجْلِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ قَبْلَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ بِثَلَاثِ أَصَابِعِهِ إِلَی الشَّامِ وَ قَالَ ثَلَاثُ رَایَاتٍ رَایَةٌ حَسَنِیَّةٌ وَ رَایَةٌ أُمَوِیَّةٌ وَ رَایَةٌ قَیْسِیَّةٌ فَبَیْنَا هُمْ عَلَی ذَلِكَ إِذْ قَدْ خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ فَیَحْصُدُهُمْ حَصْدَ الزَّرْعِ مَا رَأَیْتَ مِثْلَهُ قَطُّ(2).

«162»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ إِلَی جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا جَابِرُ لَا یَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّی یَشْمَلَ أَهْلَ الْبِلَادِ فِتْنَةٌ یَطْلُبُونَ مِنْهَا الْمَخْرَجَ فَلَا یَجِدُونَهُ فَیَكُونُ ذَلِكَ بَیْنَ الْحِیرَةِ وَ الْكُوفَةِ قَتْلَاهُمْ فِیهَا عَلَی السَّرِیِّ وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ.

«163»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی یَخْرُجَ خَارِجٌ مِنْ آلِ أَبِی سُفْیَانَ یَمْلِكُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كَحَمْلِ الْمَرْأَةِ وَ لَا یَكُونُ حَتَّی یَخْرُجَ مِنْ وُلْدِ الشَّیْخِ فَیَسِیرُ حَتَّی یُقْتَلَ بِبَطْنِ النَّجَفِ فَوَ اللَّهِ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی رِمَاحِهِمْ وَ سُیُوفِهِمْ وَ أَمْتِعَتِهِمْ إِلَی حَائِطٍ مِنْ حِیطَانِ النَّجَفِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ یُسْتَشْهَدَ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ.

«164»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ عَاصِمٍ الْحَافِظِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِاخْتِلَافِ الشَّامِ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَالْهَرَبَ مِنَ الشَّامِ فَإِنَّ الْقَتْلَ بِهَا وَ الْفِتْنَةَ قُلْتُ إِلَی أَیِّ الْبِلَادِ فَقَالَ إِلَی مَكَّةَ فَإِنَّهَا خَیْرُ بِلَادٍ یَهْرُبُ النَّاسُ إِلَیْهَا قُلْتُ فَالْكُوفَةُ قَالَ الْكُوفَةُ مَا ذَا یَلْقَوْنَ یُقْتَلُ الرِّجَالُ إِلَّا شَامِیٌّ وَ لَكِنَّ الْوَیْلَ لِمَنْ كَانَ فِی أَطْرَافِهَا مَا ذَا یَمُرُّ عَلَیْهِمْ مِنْ أَذًی بِهِمْ وَ تُسْبَی بِهَا رِجَالٌ وَ نِسَاءٌ وَ أَحْسَنُهُمْ حَالًا مَنْ یَعْبُرُ الْفُرَاتَ وَ مَنْ لَا یَكُونُ شَاهِداً بِهَا قَالَ فَمَا تَرَی فِی سُكَّانِ سَوَادِهَا فَقَالَ بِیَدِهِ یَعْنِی لَا ثُمَّ قَالَ الْخُرُوجُ مِنْهَا خَیْرٌ مِنَ الْمُقَامِ فِیهَا قُلْتُ كَمْ یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ سَاعَةً وَاحِدَةً مِنْ نَهَارٍ قُلْتُ مَا حَالُ مَنْ یُؤْخَذُ مِنْهُمْ قَالَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ بَأْسٌ أَمَّا إِنَّهُمْ سَیُنْقِذُهُمْ أَقْوَامٌ مَا لَهُمْ عِنْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ یَوْمَئِذٍ قَدْرٌ أَمَا لَا یَجُوزُونَ بِهِمُ الْكُوفَةَ.

ص: 271


1- 1. فی الأصل المطبوع: فادخل، و هو تصحیف.
2- 2. رواه الكلینی فی الروضة ص 264 الی قوله« و لو علی رجلك».

«165»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَجَبٍ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ كَانَتِ الْجَاهِلِیَّةُ تُعَظِّمُهُ وَ كَانُوا یُسَمُّونَهُ الشَّهْرَ الْأَصَمَّ قُلْتُ شَعْبَانُ قَالَ تَشَعَّبَتْ فِیهِ الْأُمُورُ قُلْتُ رَمَضَانُ قَالَ شَهْرُ اللَّهُ تَعَالَی وَ فِیهِ یُنَادَی بِاسْمِ صَاحِبِكُمْ وَ اسْمِ أَبِیهِ قُلْتُ فَشَوَّالٌ قَالَ فِیهِ یَشُولُ أَمْرُ الْقَوْمِ قُلْتُ فَذُو الْقَعْدَةِ قَالَ یَقْعُدُونَ فِیهِ قُلْتُ فَذُو الْحِجَّةِ قَالَ ذَلِكَ شَهْرُ الدَّمِ قُلْتُ فَالْمُحَرَّمُ

قَالَ یُحَرَّمُ فِیهِ الْحَلَالُ وَ یُحَلُّ فِیهِ الْحَرَامُ قُلْتُ صَفَرٌ وَ رَبِیعٌ قَالَ فِیهَا خِزْیٌ فَظِیعٌ وَ أَمْرٌ عَظِیمٌ قُلْتُ جُمَادَی قَالَ فِیهَا الْفَتْحُ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَی آخِرِهَا.

«166»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ كَیْفَ نَصْنَعُ إِذَا خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ قَالَ تُغَیِّبُ الرِّجَالُ وُجُوهَهَا مِنْهُ وَ لَیْسَ عَلَی الْعِیَالِ بَأْسٌ فَإِذَا ظَهَرَ عَلَی الْأَكْوَارِ الْخَمْسِ یَعْنِی كُوَرَ الشَّامِ فَانْفِرُوا إِلَی صَاحِبِكُمْ.

«167»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْحَاقَ یَرْفَعُهُ إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ لِلنَّاسِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی لِأَنِّی بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ بِطُرُقِ الْأَرْضِ أَعْلَمُ مِنَ الْعَالِمِ أَنَا یَعْسُوبُ الدِّینِ أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ دَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الدِّینِ أَنَا قَاسِمُ النَّارِ وَ خَازِنُ الْجِنَانِ وَ صَاحِبُ الْحَوْضِ وَ الْمِیزَانِ وَ صَاحِبُ الْأَعْرَافِ فَلَیْسَ مِنَّا إِمَامٌ إِلَّا وَ هُوَ عَارِفٌ بِجَمِیعِ أَهْلِ وَلَایَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ-(1)

أَلَا أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنَّ بَیْنَ جَوَانِحِی عِلْماً جَمّاً فَسَلُونِی قَبْلَ أَنْ (2)

تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ شَرْقِیَّةٌ وَ تَطَأَ فِی خِطَامِهَا بَعْدَ مَوْتِهَا وَ حَیَاتِهَا وَ تُشَبَّ نَارٌ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ مِنْ غَرْبِیِّ الْأَرْضِ رَافِعَةً ذَیْلَهَا تَدْعُو یَا وَیْلَهَا لِرَحْلِهِ وَ مِثْلِهَا فَإِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ قُلْتُمْ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ

ص: 272


1- 1. الرعد: 7.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع، راجع ج 51 ص 57 ما نقله المصنّف عن تفسیر العیّاشیّ.

هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً(1) وَ لِذَلِكَ آیَاتٌ وَ عَلَامَاتٌ أَوَّلُهُنَّ إِحْصَارُ الْكُوفَةِ بِالرَّصَدِ وَ الْخَنْدَقِ وَ تَخْرِیقُ الرَّوَایَا فِی سِكَكِ الْكُوفَةِ وَ تَعْطِیلُ الْمَسَاجِدِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً وَ كَشْفُ الْهَیْكَلِ وَ خَفْقُ رَایَاتٍ حَوْلَ الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ تَهْتَزُّ الْقَاتِلُ وَ الْمَقْتُولُ فِی النَّارِ وَ قَتْلٌ سَرِیعٌ وَ مَوْتٌ ذَرِیعٌ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ فِی سَبْعِینَ وَ الْمَذْبُوحُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ قَتْلُ الْأَسْقَعِ صَبْراً فِی بَیْعَةِ الْأَصْنَامِ وَ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ بِرَایَةٍ حَمْرَاءَ أَمِیرُهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِی كَلْبٍ وَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ عَنَانٍ مِنْ خَیْلِ السُّفْیَانِیِّ یَتَوَجَّهُ إِلَی مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ أَمِیرُهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ یُقَالُ لَهُ خُزَیْمَةُ أَطْمَسُ الْعَیْنِ الشِّمَالِ عَلَی عَیْنِهِ ظَفَرَةٌ غَلِیظَةٌ-(2)

یَتَمَثَّلُ بِالرِّجَالِ لَا تُرَدُّ لَهُ رَایَةٌ حَتَّی یَنْزِلَ الْمَدِینَةَ فِی دَارٍ یُقَالُ لَهَا دَارُ أَبِی الْحَسَنِ الْأُمَوِیِّ وَ یَبْعَثُ خَیْلًا فِی طَلَبِ رَجُلٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَدِ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ نَاسٌ مِنَ الشِّیعَةِ یَعُودُ إِلَی مَكَّةَ أَمِیرُهَا رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ إِذَا تَوَسَّطَ الْقَاعَ الْأَبْیَضَ خُسِفَ بِهِمْ فَلَا یَنْجُو إِلَّا رَجُلٌ یُحَوِّلُ اللَّهُ وَجْهَهُ إِلَی قَفَاهُ لِیُنْذِرَهُمْ وَ یَكُونَ آیَةً لِمَنْ خَلْفَهُمْ وَ یَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ

أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ-(3) وَ یَبْعَثُ مِائَةً وَ ثَلَاثِینَ أَلْفاً إِلَی الْكُوفَةِ وَ یَنْزِلُونَ الرَّوْحَاءَ وَ الْفَارِقَ فَیَسِیرُ مِنْهَا سِتُّونَ أَلْفاً حَتَّی یَنْزِلُوا الْكُوفَةَ مَوْضِعَ قَبْرِ هُودٍ علیه السلام بِالنُّخَیْلَةِ فَیَهْجُمُونَ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الزِّینَةِ وَ أَمِیرُ النَّاسِ جَبَّارٌ عَنِیدٌ یُقَالُ لَهُ الْكَاهِنُ السَّاحِرُ فَیَخْرُجُ مِنْ مَدِینَةِ

ص: 273


1- 1. أسری: 5.
2- 2. الطمس: ذهاب ضوء العین، و الظفرة: جلیدة: تغشی العین نابتة من الجانب الذی یلی الانف علی بیاض العین الی سوادها حتّی تمنع الابصار، و هی كالظفر صلابة و بیاضا و قد روی شبه ذلك مسلم فی حدیث الدجال« انه ممسوح العین، علیها ظفرة غلیظة» راجع مشكاة المصابیح ص 473.
3- 3. السبأ: 51.

الزَّوْرَاءِ إِلَیْهِمْ أَمِیرٌ فِی خَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْكَهَنَةِ وَ یَقْتُلُ عَلَی جِسْرِهَا سَبْعِینَ أَلْفاً حَتَّی تَحَمَّی النَّاسُ مِنَ الْفُرَاتِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مِنَ الدِّمَاءِ وَ نَتْنِ الْأَجْسَادِ وَ یُسْبَی مِنَ الْكُوفَةِ سَبْعُونَ أَلْفَ بِكْرٍ لَا یُكْشَفُ عَنْهَا كَفٌّ وَ لَا قِنَاعٌ حَتَّی یُوضَعْنَ فِی الْمَحَامِلِ وَ یَذْهَبَ بِهِنَّ إِلَی الثُّوَیَّةِ وَ هِیَ الْغَرِیُّ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ مِائَةُ أَلْفٍ مَا بَیْنَ مُشْرِكٍ وَ مُنَافِقٍ حَتَّی یَقْدَمُوا دِمَشْقَ لَا یَصُدُّهُمْ عَنْهَا صَادٌّ وَ هِیَ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ وَ تُقْبِلُ رَایَاتٌ مِنْ شَرْقِیِّ الْأَرْضِ غَیْرَ مُعْلَمَةٍ لَیْسَتْ بِقُطْنٍ وَ لَا كَتَّانٍ وَ لَا حَرِیرٍ مَخْتُومٌ فِی رَأْسِ الْقَنَاةِ بِخَاتَمِ السَّیِّدِ الْأَكْبَرِ یَسُوقُهَا رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ تَظْهَرُ بِالْمَشْرِقِ وَ تُوجَدُ رِیحُهَا بِالْمَغْرِبِ كَالْمِسْكِ الْأَذْفَرِ یَسِیرُ الرُّعْبُ أَمَامَهَا بِشَهْرٍ حَتَّی یَنْزِلُوا الْكُوفَةَ طَالِبِینَ بِدِمَاءِ آبَائِهِمْ فَبَیْنَمَا هُمْ عَلَی ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَتْ خَیْلُ الْیَمَانِیِّ وَ الْخُرَاسَانِیِّ یَسْتَبِقَانِ كَأَنَّهُمَا فرسی [فَرَسَا] رِهَانٍ شُعْثٌ غُبْرٌ جُرْدٌ أَصْلَابُ نَوَاطِی وَ أَقْدَاحٍ إذا نظرت أحدهم برجله باطنه (1) [إِذْ یَضْرِبُ أَحَدُهُمْ بِرِجْلِهِ بَاكِیَةً] فَیَقُولُ لَا خَیْرَ فِی مَجْلِسِنَا بَعْدَ یَوْمِنَا هَذَا اللَّهُمَّ فَإِنَّا التَّائِبُونَ وَ هُمُ الْأَبْدَالُ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ التَّوَّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ (2) وَ نُظَرَاؤَهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ یَسْتَجِیبُ لِلْإِمَامِ فَیَكُونُ أَوَّلَ النَّصَارَی إِجَابَةً فَیَهْدِمُ بِیعَتَهُ وَ یَدُقُّ صَلِیبَهُ فَیَخْرُجُ بِالْمَوَالِی وَ ضُعَفَاءِ النَّاسِ فَیَسِیرُونَ إِلَی النُّخَیْلَةِ بِأَعْلَامِ هُدًی فَیَكُونُ مَجْمَعُ النَّاسِ جَمِیعاً فِی الْأَرْضِ كُلِّهَا بِالْفَارُوقِ فَیُقْتَلُ یَوْمَئِذٍ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثَةُ آلَافِ أَلْفٍ یَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَیَوْمَئِذٍ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ (3) بِالسَّیْفِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ نَاحِیَةِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ الْفَجْرِ یَا أَهْلَ الْهُدَی اجْتَمِعُوا وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ بَعْدَ مَا یَغِیبُ الشَّفَقُ یَا أَهْلَ الْبَاطِلِ اجْتَمِعُوا

ص: 274


1- 1. فیه تصحیف و لم یتیسر لنا أصل نصححه علیه.
2- 2. البقرة: 222.
3- 3. الأنبیاء: 15.

وَ مِنَ الْغَدِ عِنْدَ الظُّهْرِ تَتَلَوَّنُ الشَّمْسُ وَ تَصْفَرُّ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً وَ یَوْمَ الثَّالِثِ یُفَرِّقُ اللَّهُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ تُقْبِلُ الرُّومُ إِلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ عِنْدَ كَهْفِ الْفِتْیَةِ فَیَبْعَثُ اللَّهُ الْفِتْیَةَ مِنْ كَهْفِهِمْ مَعَ كَلْبِهِمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ مَلِیخَا وَ آخَرُ خملاها وَ هُمَا الشَّاهِدَانِ الْمُسْلِمَانِ لِلْقَائِمِ علیه السلام.

«168»- د، [العدد القویة] قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ خَالِیاً(1) فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَتَی الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِكَ فَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وَ قَالَ لَا یَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّی یَكُونَ أُمُورُ الصِّبْیَانِ وَ یَضِیعَ حُقُوقُ الرَّحْمَنِ وَ یَتَغَنَّی بِالْقُرْآنِ فَإِذَا قُتِلَتْ مُلُوكُ بَنِی الْعَبَّاسِ أُولِی الْعَمَی وَ الِالْتِبَاسِ أَصْحَابِ الرَّمْیِ عَنِ الْأَقْوَاسِ بِوُجُوهٍ كَالتِّرَاسِ وَ خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ هُنَاكَ یَقُومُ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام.

«169»- د، [العدد القویة]: قَدْ ظَهَرَ مِنَ الْعَلَامَاتِ عِدَّةٌ كَثِیرَةٌ مِثْلُ خَرَابِ حَائِطِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَتْلِ أَهْلِ مِصْرَ أَمِیرَهُمْ وَ زَوَالِ مُلْكِ بَنِی الْعَبَّاسِ عَلَی یَدِ رَجُلٍ خَرَجَ عَلَیْهِمْ مِنْ حَیْثُ بَدَا مُلْكُهُمْ وَ مَوْتِ عَبْدِ اللَّهِ آخِرِ مُلُوكِ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ خَرَابِ الشَّامَاتِ وَ مَدِّ الْجِسْرِ مِمَّا یَلِی الْكَرْخَ بِبَغْدَادَ كُلُّ ذَلِكَ فِی مُدَّةٍ یَسِیرَةٍ وَ انْشِقَاقِ الْفُرَاتِ وَ سَیَصِلُ الْمَاءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَی أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ.

«170»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ: قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ السُّفْیَانِیَّ فَقَالَ أَمَّا الرِّجَالُ فَتُوَارِی وُجُوهَهَا عَنْهُ وَ أَمَّا النِّسَاءُ فَلَیْسَ عَلَیْهِنَّ بَأْسٌ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَرَجَ طَالِبُ الْحَقِّ قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَرْجُو أَنْ یَكُونَ هَذَا الْیَمَانِیَّ فَقَالَ لَا الْیَمَانِیُّ یَتَوَالَی عَلِیّاً وَ هَذَا یَبْرَأُ مِنْهُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْیَمَانِیُّ وَ السُّفْیَانِیُ

ص: 275


1- 1. یقال خلا بفلان و إلیه و معه: سأله أن یجتمع به فی خلوة، ففعل. فالمراد أنی أتیته و نحن فی خلوة.

كَفَرَسَیْ رِهَانٍ.

«171»- أَقُولُ رَوَی الشَّیْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی كِتَابِ الْمُهَذَّبِ وَ غَیْرِهِ فِی غَیْرِهِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی یَظْهَرُ فِیهِ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَ یُظْفِرُهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالدَّجَّالِ فَیَصْلِبُهُ عَلَی كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ.

«172»- كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ لِلشَّیْخِ الصَّالِحِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوقِ (1) عَنِ ابْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ النَّسَائِیِّ عَنْ أَبِیهِ آدَمَ بْنِ أَبِی إِیَاسٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ أَتَانِی النِّدَاءُ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبَّ الْعَظَمَةِ لَبَّیْكَ فَأَوْحَی إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ فِیمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَی قُلْتُ إِلَهِی لَا عِلْمَ لِی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَلِ اتَّخَذْتَ مِنَ الْآدَمِیِّینَ وَزِیراً وَ أَخاً وَ

وَصِیّاً مِنْ بَعْدِكَ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ مَنْ أَتَّخِذُ تَخَیَّرْ أَنْتَ لِی یَا إِلَهِی فَأَوْحَی إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ مِنَ الْآدَمِیِّینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقُلْتُ إِلَهِی ابْنُ عَمِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلِیّاً وَارِثُكَ وَ وَارِثُ الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِكَ وَ صَاحِبُ لِوَائِكَ لِوَاءِ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ صَاحِبُ حَوْضِكَ یَسْقِی مَنْ وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ مُؤْمِنِی أُمَّتِكَ ثُمَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنِّی قَدْ أَقْسَمْتُ عَلَی نَفْسِی قَسَماً حَقّاً لَا یَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْحَوْضِ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ الطَّیِّبِینَ حَقّاً حَقّاً أَقُولُ یَا مُحَمَّدُ لَأُدْخِلَنَّ الْجَنَّةَ جَمِیعَ أُمَّتِكَ إِلَّا مَنْ أَبَی فَقُلْتُ إِلَهِی وَ أَحَدٌ یَأْبَی دُخُولَ الْجَنَّةِ فَأَوْحَی إِلَیَّ بَلَی یَأْبَی قُلْتُ

ص: 276


1- 1. و قد رواه الصدوق فی كمال الدین ج 1 ص 361- 364 و فیه: عن محمّد بن آدم الشیبانی و قد أخرجه المصنّف رحمه اللّٰه فیما سبق ج 51 ص 68 و كتب له بیانا و جعلناه تحت الرقم 11 فراجع.

وَ كَیْفَ یَأْبَی فَأَوْحَی إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ اخْتَرْتُكَ مِنْ خَلْقِی وَ اخْتَرْتُ لَكَ وَصِیّاً مِنْ بَعْدِكَ وَ جَعَلْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدَكَ وَ أَلْقَیْتُ مَحَبَّتَهُ فِی قَلْبِكَ وَ جَعَلْتُهُ أَباً لِوُلْدِكَ فَحَقُّهُ بَعْدَكَ عَلَی أُمَّتِكَ كَحَقِّكَ عَلَیْهِمْ فِی حَیَاتِكَ فَمَنْ جَحَدَ حَقَّهُ جَحَدَ حَقَّكَ وَ مَنْ أَبَی أَنْ یُوَالِیَهُ فَقَدْ أَبَی أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَاجِداً شُكْراً لِمَا أَنْعَمَ عَلَیَّ فَإِذَا مُنَادٍ یُنَادِی یَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْنِی أُعْطِكَ فَقُلْتُ إِلَهِی اجْمَعْ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی عَلَی وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لِیَرِدُوا عَلَیَّ جَمِیعاً حَوْضِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَوْحَی إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ قَضَیْتُ فِی عِبَادِی قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَهُمْ وَ قَضَائِی مَاضٍ فِیهِمْ لَأُهْلِكُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَ أَهْدِی بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَ قَدْ آتَیْتُهُ عِلْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ جَعَلْتُهُ وَزِیرَكَ وَ خَلِیفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ عَلَی أَهْلِكَ وَ أُمَّتِكَ عَزِیمَةً مِنِّی لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ عَادَاهُ وَ أَنْكَرَ وَلَایَتَهُ مِنْ بَعْدِكَ فَمَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَكَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَاكَ وَ مَنْ عَادَاكَ فَقَدْ عَادَانِی وَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّكَ وَ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ هَذِهِ الْفَضِیلَةَ وَ أَعْطَیْتُكَ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ صُلْبِهِ أَحَدَ عَشَرَ مَهْدِیّاً كُلُّهُمْ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ مِنَ الْبِكْرِ الْبَتُولِ آخِرُ رَجُلٍ مِنْهُمْ یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً أُنْجِی بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ أَهْدِی بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أُبْرِئُ بِهِ الْأَعْمَی وَ أَشْفِی بِهِ الْمَرِیضَ قُلْتُ إِلَهِی فَمَتَی یَكُونُ ذَلِكَ فَأَوْحَی إِلَیَّ عَزَّ وَ جَلَّ یَكُونُ ذَلِكَ إِذَا رُفِعَ الْعِلْمُ وَ ظَهَرَ الْجَهْلُ وَ كَثُرَ الْقُرَّاءُ وَ قَلَّ الْعَمَلُ وَ كَثُرَ الْفَتْكُ (1) وَ قَلَّ الْفُقَهَاءُ الْهَادُونَ وَ كَثُرَ فُقَهَاءُ الضَّلَالَةِ الْخَوَنَةُ وَ كَثُرَ الشُّعَرَاءُ وَ اتَّخَذَ أُمَّتُكَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ وَ حُلِّیَتِ الْمَصَاحِفُ وَ زُخْرُفَتِ الْمَسَاجِدُ وَ كَثُرَ الْجَوْرُ وَ الْفَسَادُ وَ ظَهَرَ الْمُنْكَرُ وَ أَمَرَ أُمَّتُكَ بِهِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمَعْرُوفِ وَ اكْتَفَی

ص: 277


1- 1. فی نسخة كمال الدین ج 1 ص 363 و هكذا فیما مر علیك فی ج 51 ص 70: « القتل».

الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ صَارَتِ الْأُمَرَاءُ كَفَرَةً وَ أَوْلِیَاؤُهُمْ فَجَرَةً وَ أَعْوَانُهُمْ ظَلَمَةً وَ ذَوُو الرَّأْیِ مِنْهُمْ فَسَقَةً وَ عِنْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَ خَسْفٌ بِجَزِیرَةِ الْعَرَبِ وَ خَرَابُ الْبَصْرَةِ عَلَی یَدَیْ رَجُلٍ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ یَتْبَعُهُ الزُّنُوجُ وَ خُرُوجُ وَلَدٍ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ ظُهُورُ الدَّجَّالِ یَخْرُجُ بِالْمَشْرِقِ مِنْ سِجِسْتَانَ وَ ظُهُورُ السُّفْیَانِیِّ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ مَا

یَكُونُ بَعْدِی مِنَ الْفِتَنِ فَأَوْحَی إِلَیَّ وَ أَخْبَرَنِی بِبَلَاءِ بَنِی أُمَیَّةَ وَ فِتْنَةِ وُلْدِ عَمِّی وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَأَوْصَیْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عَمِّی حِینَ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَدَّیْتُ الرِّسَالَةَ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ كَمَا حَمِدَهُ النَّبِیُّونَ وَ كَمَا حَمِدَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ قَبْلِی وَ مَا هُوَ خَالِقُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«173»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: یَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ لَا یُقَرَّبُ فِیهِ إِلَّا الْمَاحِلُ وَ لَا یُطَرَّفُ فِیهِ إِلَّا الْفَاجِرُ وَ لَا یُضَعَّفُ فِیهِ إِلَّا الْمُنْصِفُ یَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِیهِ غُرْماً وَ صِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً وَ الْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَی النَّاسِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ الْإِمَاءِ وَ إِمَارَةِ الصِّبْیَانِ وَ تَدْبِیرِ الْخِصْیَانِ.

بیان: قوله علیه السلام إلا الماحل أی یقرب الملوك و غیرهم إلیهم السعاة إلیهم بالباطل و الواشین و النمامین مكان أصحاب الفضائل و فی بعض النسخ الماجن و هو أن لا یبالی ما صنع.

و لا یطرف بالمهملة أی لا یعد طریفا فإن الناس یمیلون إلی الطریف المستحدث و بالمعجمة أی لا یعد ظریفا كیسا و لا یضعف أی یعدونه ضعیف الرأی و العقل أو یتسلطون علیه و فی النهایة فی حدیث أشراط الساعة و الزكاة مغرما أی یری رب المال أن إخراج زكاته غرامة یغرمها.

ص: 278

باب 26 یوم خروجه و ما یدل علیه و ما یحدث عنده و كیفیته و مدة ملكه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَخْرُجُ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الْخَبَرَ.

«2»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ بُكَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی وَصْفِ الْحَجَرِ وَ الرُّكْنِ الَّذِی وُضِعَ فِیهِ قَالَ علیه السلام وَ مِنْ ذَلِكَ الرُّكْنِ یَهْبِطُ الطَّیْرُ عَلَی الْقَائِمِ علیه السلام فَأَوَّلُ مَنْ یُبَایِعُهُ ذَلِكَ الطَّیْرُ وَ هُوَ وَ اللَّهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ إِلَی ذَلِكَ الْمَقَامِ یُسْنِدُ ظَهْرَهُ وَ هُوَ الْحُجَّةُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی الْقَائِمِ وَ هُوَ الشَّاهِدُ لِمَنْ وَافَی ذَلِكَ الْمَكَانَ تَمَامَ الْخَبَرِ.

«3»- ج، [الإحتجاج] حَنَانُ بْنُ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ سَدِیرِ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا(1)

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ یَقَعُ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ لِطَاغِیَةِ زَمَانِهِ إِلَّا الْقَائِمَ الَّذِی یُصَلِّی خَلْفَهُ رُوحُ اللَّهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْفِی وِلَادَتَهُ وَ یُغَیِّبُ شَخْصَهُ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ إِذَا خَرَجَ ذَلِكَ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ أَخِی الْحُسَیْنِ ابْنُ سَیِّدَةِ الْإِمَاءِ یُطِیلُ اللَّهُ عُمُرَهُ فِی غَیْبَتِهِ ثُمَّ یُظْهِرُهُ بِقُدْرَتِهِ فِی صُورَةِ شَابٍّ ذو [دُونَ] أَرْبَعِینَ سَنَةً ذَلِكَ لِیُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

«4»- فس، [تفسیر] القمی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ یَحْیَی بْنِ مَیْسَرَةَ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: حم عسق عِدَادُ سِنِی الْقَائِمِ وَ ق جَبَلٌ مُحِیطٌ بِالدُّنْیَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ فَخُضْرَةُ السَّمَاءِ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ

ص: 279


1- 1. و اسمه دینار قال الفیروزآبادی: و عقیصی مقصورا لقب أبی سعید التیمی التابعی.

وَ عِلْمُ كُلِّ شَیْ ءٍ فِی عسق (1).

«5»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ مَعَنَا فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْتَ صَاحِبُنَا فَقَالَ إِنِّی لَصَاحِبِكُمْ ثُمَّ أَخَذَ جِلْدَةَ عَضُدِهِ فَمَدَّهَا فَقَالَ أَنَا شَیْخٌ كَبِیرٌ وَ صَاحِبُكُمْ شَابٌّ حَدَثٌ (2).

إیضاح: قوله إنی لصاحبكم استفهام إنكاری و یحتمل أن یكون المعنی إنی إمامكم لكن لست بالقائم الذی أردتم.

«6»- ج، [الإحتجاج] عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: یَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلًا فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ كَلَبٍ مِنَ الدَّهْرِ وَ جَهْلٍ مِنَ النَّاسِ یُؤَیِّدُهُ اللَّهُ بِمَلَائِكَتِهِ وَ یَعْصِمُ أَنْصَارَهُ وَ یَنْصُرُهُ بِآیَاتِهِ وَ یُظْهِرُهُ عَلَی الْأَرْضِ حَتَّی یَدِینُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً وَ نُوراً وَ بُرْهَاناً یَدِینُ لَهُ عَرْضُ الْبِلَادِ وَ طُولُهَا لَا یَبْقَی كَافِرٌ إِلَّا آمَنَ وَ لَا طَالِحٌ إِلَّا صَلَحَ وَ تَصْطَلِحُ فِی مُلْكِهِ السِّبَاعُ وَ تُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبْتَهَا وَ تُنْزِلُ السَّمَاءُ بَرَكَتَهَا وَ تَظْهَرُ لَهُ الْكُنُوزُ یَمْلِكُ مَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ أَرْبَعِینَ عَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ أَیَّامَهُ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ.

بیان: الأخبار المختلفة الواردة فی أیام ملكه علیه السلام بعضها محمول علی جمیع مدة ملكه و بعضها علی زمان استقرار دولته و بعضها علی حساب ما عندنا من السنین و الشهور و بعضها علی سنیه و شهوره الطویلة و اللّٰه یعلم.

«7»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّهَاوِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنَّا

ص: 280


1- 1. أخرجه فی البرهان ج 4 ص 115 مع أحادیث أخر، و ما فی الأصل المطبوع: « و علم علی كله فی عسق» تصحیف.
2- 2. راجع المصدر ص 30.

أَهْلَ الْبَیْتِ یُصْلِحُ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی یُصْلِحُهُ اللَّهُ فِی لَیْلَةٍ.

«8»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ (1) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ قَالَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكْماً وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُرْسَلِینَ (2).

«9»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسَاوِرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِیَّاكُمْ وَ التَّنْوِیهَ أَمَا وَ اللَّهِ لَیَغِیبَنَّ إِمَامُكُمْ سِنِیناً مِنْ دَهْرِكُمْ وَ لَیُمَحَّصُ (3) حَتَّی یُقَالَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ وَ لَتَدْمَعَنَّ عَلَیْهِ عُیُونُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَتُكْفَؤُنَّ كَمَا تُكْفَأُ السُّفُنُ فِی أَمْوَاجِ الْبَحْرِ فَلَا یَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ وَ كَتَبَ فِی قَلْبِهِ الْإِیمَانَ وَ أَیَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ لَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَایَةً مُشْتَبِهَةً لَا یُدْرَی أَیٌّ مِنْ أَیٍ

ص: 281


1- 1. فی الأصل المطبوع: الطالقانی عن جعفر بن مالك. و هو سهو و الصحیح ما فی الصلب كما فی المصدر ج 1 ص 444، و قد تكرر علیك فی سائر الاسناد و خصوصا فی أسناد غیبة النعمانیّ أن الراوی عن جعفر بن محمّد بن مالك، هو أبو علیّ محمّد بن همام، و قد عجب النجاشیّ أنّه كیف روی شیخه النبیل الثقة أبو علیّ بن همام و شیخه الجلیل الثقة أبو غالب الزراری عن جعفر بن محمّد بن مالك مع ما قال فیه الغضائری: كان كذابا متروك الحدیث جملة و كان فی مذهبه ارتفاع. و روی عن الضعفاء و المجاهیل، و كل عیوب الضعفاء مجتمعة فیه.
2- 2. الشعراء: 21.
3- 3. و فی المصدر و هكذا نسخة الكافی« و لتمحصن» و كلها تصحیف و الصحیح ما فی نسخة النعمانیّ فی روایتین ص 76 و 77 و قد أخرج المصنّف أحدهما بلفظه فیما سبق باب ما ورد عن الصادق علیه السلام و تراه فی ج 51 ص 147. و فیه:« و لیخملن» من الخمول.

قَالَ فَبَكَیْتُ فَقَالَ لِی مَا یُبْكِیكَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ أَنْتَ تَقُولُ تُرْفَعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَایَةً مُشْتَبِهَةً لَا یُدْرَی أَیٌّ مِنْ أَیٍّ فَكَیْفَ نَصْنَعُ قَالَ فَنَظَرَ إِلَی شَمْسٍ دَاخِلَةٍ فِی الصُّفَّةِ فَقَالَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ تَرَی هَذِهِ الشَّمْسَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَمْرُنَا أَبْیَنُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أحمد بن إدریس عن ابن قتیبة عن ابن شاذان عن ابن أبی نجران: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك و الحمیری معا عن ابن أبی الخطاب و محمد بن عیسی و عبد اللّٰه بن عامر جمیعا عن ابن أبی نجران: مثله.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن عبد الكریم عن ابن أبی نجران: مثله (1) بیان التنویه التشهیر أی لا تشهروا أنفسكم أو لا تدعوا الناس إلی دینكم أو لا تشهروا ما نقول لكم من أمر القائم علیه السلام و غیره مما یلزم إخفاؤه عن المخالفین.

و لیمحص علی بناء التفعیل المجهول من التمحیص بمعنی الابتلاء و الاختبار و نسبته إلیه علیه السلام علی المجاز أو علی بناء المجرد المعلوم من محص الظبی (2) كمنع إذا عدا و محص منی أی هرب و فی بعض نسخ الكافی علی بناء المجهول المخاطب من التفعیل مؤكدا بالنون و هو أظهر و قد مر فی النعمانی و لیخملن.

و لعل المراد بأخذ المیثاق قبوله یوم أخذ اللّٰه میثاق نبیه و أهل بیته مع میثاق ربوبیته كما مر فی الأخبار و كتب فی قلبه الإیمان إشارة إلی قوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ

ص: 282


1- 1. تری الحدیث فی كمال الدین ج 2 ص 16، غیبة النعمانیّ ص 76 و الكافی ج 1 ص 336 غیبة الشیخ ص 217.
2- 2. فی الأصل المطبوع: محص الصبی، و هو تصحیف.

أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِیرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (1) و الروح هو روح الإیمان كما مر.

مشتبهة أی علی الخلق أو متشابهة یشبه بعضها بعضا ظاهرا و لا یدری علی بناء المجهول و أیّ مرفوع به أی لا یدری أیّ منها حق متمیزا من أیّ منها هو باطل فهو تفسیر للاشتباه و قیل أیّ مبتدأ و من أیّ خبره أی كل رایة منها لا یعرف كونه من أیّ جهة من جهة الحق أو من جهة الباطل و قیل لا یدری أیّ رجل من أیّ رایة لتبدو النظام منهم و الأول أظهر.

«10»- ك، [إكمال الدین] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْقَائِمَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً فَقَالَ علیه السلام یَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا مِنَّا إِلَّا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هَادٍ إِلَی دِینِهِ وَ لَكِنَّ الْقَائِمَ الَّذِی یُطَهِّرُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ وَ یَمْلَأُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً هُوَ الَّذِی یَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَ یَغِیبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَ یَحْرُمُ عَلَیْهِمْ تَسْمِیَتُهُ وَ هُوَ سَمِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَنِیُّهُ وَ هُوَ الَّذِی تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ وَ یَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ یَجْتَمِعُ إِلَیْهِ أَصْحَابُهُ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِی الْأَرْضِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(2) فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَ هُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَا یَزَالُ یَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ عَبْدُ الْعَظِیمِ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی وَ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَ قَالَ یُلْقِی فِی قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ فَإِذَا دَخَلَ الْمَدِینَةَ أَخْرَجَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی فَأَحْرَقَهُمَا.

ص: 283


1- 1. المجادلة: 22.
2- 2. البقرة: 148. و تری الحدیث فی المصدر ج 2 ص 49.

ج، [الإحتجاج] عن عبد العظیم: مثله بیان یعنی باللات و العزی صنمی قریش أبا بكر و عمر.

«11»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ تَفْسِیرِ جَابِرٍ فَقَالَ لَا تُحَدِّثْ بِهِ السَّفِلَةَ فَیُذِیعُونَهُ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ(1) إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ.

كش، [رجال الكشی] آدم بن محمد البلخی عن علی بن الحسن بن هارون الدقاق عن علی بن أحمد عن أحمد بن علی بن سلیمان عن ابن فضال عن علی بن حسان عن المفضل: مثله بیان ذكر الآیة لبیان أن فی زمانه علیه السلام یمكن إظهار تلك الأمور أو استشهاد بأن من تفاسیرنا ما لا یحتمله عامة الخلق مثل تفسیر تلك الآیة.

«12»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُعَمَّرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (2) قَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِینَا وَ فِی بَنِی أُمَیَّةَ تَكُونُ لَنَا دَوْلَةٌ تَذِلُّ أَعْنَاقُهُمْ لَنَا بَعْدَ صُعُوبَةٍ وَ هَوَانٍ بَعْدَ عِزٍّ.

«13»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِی قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یُنَادَی بِاسْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ.

ص: 284


1- 1. المدّثّر: 8. و الحدیث فی المصدر ص 113. و رواه الصدوق فی كمال الدین ج 2 ص 18.
2- 2. الشعراء: 4. و تری مثله فی غیبة الشیخ ص 120 و 121.

«14»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: انْتَظِرُوا الْفَرَجَ فِی ثَلَاثٍ قِیلَ وَ مَا هُنَّ قَالَ اخْتِلَافُ أَهْلِ الشَّامِ بَیْنَهُمْ وَ الرَّایَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ وَ الْفَزْعَةُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِیلَ لَهُ وَ مَا الْفَزْعَةُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ أَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْقُرْآنِ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ قَالَ إِنَّهُ یُخْرِجُ الْفَتَاةَ مِنْ خِدْرِهَا وَ یَسْتَیْقِظُ النَّائِمَ وَ یُفْزِعُ الْیَقْظَانَ.

«15»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْقَلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ الْقَائِمَ لَا یَقُومُ حَتَّی یُنَادِیَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ تَسْمَعُ الْفَتَاةُ فِی خِدْرِهَا وَ یَسْمَعُ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ فِیهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (1).

«16»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام مَا عَلَامَةُ الْقَائِمِ علیه السلام مِنْكُمْ إِذَا خَرَجَ قَالَ عَلَامَتُهُ أَنْ یَكُونَ شَیْخَ السِّنِّ شَابَّ الْمَنْظَرِ حَتَّی إِنَّ النَّاظِرَ إِلَیْهِ لَیَحْسَبُهُ ابْنَ أَرْبَعِینَ سَنَةً أَوْ دُونَهَا وَ إِنَّ مِنْ عَلَامَتِهِ أَنْ لَا یَهْرَمَ بِمُرُورِ الْأَیَّامِ وَ اللَّیَالِی عَلَیْهِ حَتَّی یَأْتِیَ أَجَلُهُ (2).

«17»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَخْرُجُ الْقَائِمُ علیه السلام یَوْمَ السَّبْتِ یَوْمَ عَاشُورَاءَ الْیَوْمَ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ الْحُسَیْنُ علیه السلام.

«18»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ یُبَایِعُ

ص: 285


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 121 و الآیة فی الشعراء: 4.
2- 2. تراه فی المصدر ج 2 ص 366.

الْقَائِمَ علیه السلام جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَنْزِلُ فِی صُورَةِ طَیْرٍ أَبْیَضَ فَیُبَایِعُهُ ثُمَّ یَضَعُ رِجْلًا عَلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ رِجْلًا عَلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ یُنَادِی بِصَوْتٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ تَسْمَعُهُ الْخَلَائِقُ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (1).

شی، [تفسیر العیاشی] عن أبان بن تغلب عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله- و فی روایة أخری عن أبی جعفر علیه السلام: نحوه.

«19»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سَیَأْتِی فِی مَسْجِدِكُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا یَعْنِی مَسْجِدَ مَكَّةَ یَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنَّهُ لَمْ یَلِدُهُمْ (2)

آبَاؤُهُمْ وَ لَا أَجْدَادُهُمْ عَلَیْهِمُ السُّیُوفُ مَكْتُوبٌ عَلَی كُلِّ سَیْفٍ كَلِمَةٌ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ فَیَبْعَثُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رِیحاً فَتُنَادِی بِكُلِّ وَادٍ هَذَا الْمَهْدِیُّ یَقْضِی بِقَضَاءِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ علیهما السلام لَا یُرِیدُ عَلَیْهِ بَیِّنَةً.

«20»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهَا أَلْفُ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ مِفْتَاحُ أَلْفِ كَلِمَةٍ.

«21»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی الْمُفْتَقَدِینَ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(3) إِنَّهُمْ لَمُفْتَقَدُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ لَیْلًا فَیُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ وَ بَعْضُهُمْ یَسِیرُ فِی السَّحَابِ نَهَاراً یُعْرَفُ اسْمُهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ وَ حِلْیَتُهُ وَ نَسَبُهُ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّهُمْ أَعْظَمُ إِیمَاناً قَالَ الَّذِی یَسِیرُ فِی السَّحَابِ نَهَاراً.

ص: 286


1- 1. النحل: 1. و الحدیث فی كمال الدین ج 2 ص 387 و العیّاشیّ ج 2 ص 254.
2- 2. كذا فی المصدر ج 2 ص 387. و فی غیبة النعمانیّ ص 169:« انهم لم یولدوا من آبائهم إلخ.
3- 3. البقرة: 148. و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 389.

«22»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ طَرْخَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ یُعَمَّرُ عُمُرَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ عِشْرِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ یَظْهَرُ فِی صُورَةِ فَتًی مُوَفَّقٍ ابْنِ ثَلَاثِینَ سَنَةً.

نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ حَتَّی تَرْجِعَ عَنْهُ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً(1).

بیان: لعل المراد عمره فی ملكه و سلطنته أو هو مما بدا لله فیه.

«23»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَاقُولِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ خَرَجَ الْقَائِمُ لَقَدْ أَنْكَرَهُ النَّاسُ یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ شَابّاً مُوَفَّقاً فَلَا یَلْبَثُ عَلَیْهِ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ فِی الذَّرِّ الْأَوَّلِ (2).

«24»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ قَالَ وَ فِی غَیْرِ هَذِهِ الرِّوَایَةِ أَنَّهُ علیه السلام قَالَ وَ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْبَلِیَّةِ أَنْ یَخْرُجَ إِلَیْهِمْ صَاحِبُهُمْ شَابّاً وَ هُمْ یَحْسَبُونَهُ شَیْخاً كَبِیراً.

بیان: لعل المراد بالموفق المتوافق الأعضاء المعتدل الخلق (3) أو هو كنایة عن التوسط فی الشباب بل انتهاؤه أی لیس فی بدء الشباب فإن فی مثل هذا السن یوفق الإنسان لتحصیل الكمال.

ص: 287


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 274 و غیبة النعمانیّ ص 99. و فیه ابن اثنی و ثلاثین سنة.
2- 2. المصدر ص 274 و تراه فی غیبة النعمانیّ ص 99.
3- 3. قال فی الأقرب: یقال: ان فلانا موفق بالفتح أی رشید. و الموفق بالكسر القاضی كقوله: لو أن عزة حاكمت شمس الضحی***بالحسن عند موفق لقضی لها

«25»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ شَیْخاً یَذْكُرُهُ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ یَا سَیْفَ بْنَ عَمِیرَةَ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ مِنَ السَّمَاءِ فَقُلْتُ یَرْوِیهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَسَمِعَ أُذُنِی مِنْهُ یَقُولُ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ مِنَ السَّمَاءِ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا الْحَدِیثَ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ فَقَالَ یَا سَیْفُ (1) إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ یُجِیبُهُ أَمَا إِنَّهُ أَحَدُ بَنِی عَمِّنَا قُلْتُ أَیُّ بَنِی عَمِّكُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام.

ثُمَّ قَالَ یَا سَیْفُ (2)

لَوْ لَا أَنِّی سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یُحَدِّثُنِی بِهِ ثُمَّ حَدَّثَنِی بِهِ أَهْلُ الدُّنْیَا مَا قَبِلْتُ مِنْهُمْ وَ لَكِنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ.

شا، [الإرشاد] علی بن بلال عن محمد بن جعفر المؤدب عن أحمد بن إدریس: مثله.

«26»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(3) قَالَ الْخَیْرَاتُ الْوَلَایَةُ وَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً یَعْنِی أَصْحَابَ الْقَائِمِ الثَّلَاثَمِائَةٍ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا قَالَ وَ هُمْ وَ اللَّهِ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ(4) قَالَ یَجْتَمِعُونَ وَ اللَّهِ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِیفِ.

«27»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ

ص: 288


1- 1. فی الأصل المطبوع ص 175 و هكذا المصدر ص 281:« یا شیخ» و هو تصحیف« یا سیف» كما فی نسخة الإرشاد ص 337 و نسخة الكافی و لم یخرجه المصنّف- الروضة ص 209- و لو صح نسخة« یا شیخ» لتناقض الكلام من جهات شتّی كما لا یخفی.
2- 2. فی الأصل المطبوع ص 175 و هكذا المصدر ص 281:« یا شیخ» و هو تصحیف« یا سیف» كما فی نسخة الإرشاد ص 337 و نسخة الكافی و لم یخرجه المصنّف- الروضة ص 209- و لو صح نسخة« یا شیخ» لتناقض الكلام من جهات شتّی كما لا یخفی.
3- 3. البقرة: 148، راجع روضة الكافی 313.
4- 4. أی الذین ذكرهم اللّٰه فی قوله:« وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَیَقُولُنَّ ما یَحْبِسُهُ، منه رحمه اللّٰه.

عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ یَقُولُ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ أَشْیَاءُ كَانَ یَقُولُهَا مِنَ الْمَحْتُومِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اخْتِلَافُ بَنِی فُلَانٍ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ مِنَ الْمَحْتُومِ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَكُونُ النِّدَاءُ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ یَسْمَعُهُ كُلُّ قَوْمٍ بِأَلْسِنَتِهِمْ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ ثُمَّ یُنَادِی إِبْلِیسُ فِی آخِرِ النَّهَارِ مِنَ الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عُثْمَانَ وَ شِیعَتِهِ (1) فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ.

شا، [الإرشاد] ابن شاذان: مثله (2).

«28»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیِّ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ اخْتَصَرْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ أَنَّهُ قَالَ: لَا بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ صَیْلَمٍ یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَ وَلِیجَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ الشِّیعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِی یَبْكِی عَلَیْهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَأَسِّفٍ حَرَّانُ حَزِینٌ عِنْدَ فَقْدِ الْمَاءِ الْمَعِینِ كَأَنِّی بِهِمْ أَسَرَّ مَا یَكُونُونَ وَ قَدْ نُودُوا نِدَاءً یَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا یَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ یَكُونُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً عَلَی الْكَافِرِینَ فَقُلْتُ وَ أَیُّ نِدَاءٍ هُوَ قَالَ یُنَادَوْنَ فِی رَجَبٍ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ صَوْتاً مِنْهَا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ الصَّوْتَ الثَّانِیَ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ یَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الصَّوْتَ الثَّالِثَ یَرَوْنَ بَدَناً بَارِزاً نَحْوَ عَیْنِ الشَّمْسِ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ كَرَّ فِی هَلَاكِ الظَّالِمِینَ وَ فِی رِوَایَةِ الْحِمْیَرِیِّ وَ الصَّوْتُ بَدَنٌ یُرَی فِی قَرْنِ الشَّمْسِ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فُلَاناً فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا وَ قَالا جَمِیعاً فَعِنْدَ ذَلِكَ یَأْتِی

ص: 289


1- 1. قیل: المراد بعثمان فی أمثال هذه الأخبار هو السفیانی، فان اسمه عثمان ابن عنبسة.
2- 2. إرشاد المفید ص 338: و فیه: قال: قلت لابی جعفر علیه السلام: خروج السفیانی من المحتوم؟ قال: نعم و النداء من المحتوم، و طلوع الشمس من مغربها من المحتوم و اختلاف بنی العباس فی الدولة من المحتوم و قتل النفس الزكیة إلخ، راجع غیبة الشیخ ص 282.

النَّاسَ الْفَرَجُ وَ تَوَدُّ النَّاسُ لَوْ كَانُوا أَحْیَاءً وَ یَشْفِی اللَّهُ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِینَ (1).

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن أحمد بن مابنداد و الحمیری معا عن أحمد بن هلال: مثله.

«29»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یُنَادَی بِاسْمِهِ لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ یَقُومُ یَوْمَ عَاشُورَاءَ یَوْمَ قُتِلَ فِیهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهم السلام (2).

«30»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَیِّ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: كَأَنِّی بِالْقَائِمِ یَوْمَ عَاشُورَاءَ یَوْمَ السَّبْتِ قَائِماً بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ بَیْنَ یَدَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یُنَادِی الْبَیْعَةَ لِلَّهِ فَیَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: خُرُوجُ الْقَائِمِ مِنَ الْمَحْتُومِ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَكُونُ النِّدَاءُ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ ثُمَّ یُنَادِی إِبْلِیسُ فِی آخِرِ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عُثْمَانَ وَ شِیعَتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ (3).

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ فَیَسْمَعُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ فَلَا یَبْقَی رَاقِدٌ إِلَّا قَامَ وَ لَا قَائِمٌ إِلَّا قَعَدَ وَ لَا قَاعِدٌ إِلَّا قَامَ عَلَی رِجْلَیْهِ مِنْ ذَلِكَ الصَّوْتِ وَ هُوَ صَوْتُ جَبْرَئِیلَ الرُّوحِ الْأَمِینِ.

«33»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ (4) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ

ص: 290


1- 1. تراه فی غیبة الشیخ ص 283، غیبة النعمانیّ ص 94 و قد مر.
2- 2. روی مثله المفید فی الإرشاد ص 341 و لم یخرجه المصنّف.
3- 3. تری هذه الروایات فی غیبة الشیخ ص 289 و قد مر هذا الخبر بعین هذا السند و هذا خلاصته، راجع ص 289 فیما سبق الرقم 27 و غیبة الشیخ ص 281.
4- 4. روی الخطیب أن أهل حمص كانوا ینتقصون علیّا علیه السلام حتّی نشأ فیهم إسماعیل فحدثهم بفضائله فكفوا.

عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ الْمَهْدِیَّ فَقَالَ إِنَّهُ یُبَایَعُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ اسْمُهُ أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ الْمَهْدِیُّ فَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُ ثَلَاثَتُهَا.(1)

«34»- الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ الْقَائِمَ یَمْلِكُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ تِسْعَ سِنِینَ كَمَا لَبِثَ أَهْلُ الْكَهْفِ فِی كَهْفِهِمْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ شَرْقَ الْأَرْضِ وَ غَرْبَهَا وَ یُقْتَلُ النَّاسُ حَتَّی لَا یَبْقَی إِلَّا دِیْنُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَسِیرُ بِسِیرَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ تَمَامَ الْخَبَرِ(2).

«35»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ یَمْلِكُ الْقَائِمُ قَالَ سَبْعَ سِنِینَ یَكُونُ سَبْعِینَ سَنَةً مِنْ سِنِیكُمْ هَذِهِ.

«36»- شا، [الإرشاد] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَخْرُجُ الْقَائِمُ إِلَّا فِی وَتْرٍ مِنَ السِّنِینَ سَنَةِ إِحْدَی أَوْ ثَلَاثٍ أَوْ خَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ أَوْ تِسْعٍ (3).

«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی سُمَیْنَةَ عَنْ مَوْلًی لِأَبِی الْحَسَنِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً-(4)

قَالَ وَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا یَجْمَعُ اللَّهُ إِلَیْهِ شِیعَتَنَا مِنْ جَمِیعِ الْبُلْدَانِ.

«38»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَنِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْجَلَّابِ قَالَ: ذُكِرَ الْقَائِمُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَدْ قَامَ لَقَالَ النَّاسُ أَنَّی یَكُونُ هَذَا وَ قَدْ بَلِیَتْ عِظَامُهُ مُذْ كَذَا وَ كَذَا(5).

ص: 291


1- مجلسی، محمدباقر بن محمدتقی، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، 110جلد، دار إحیاء التراث العربی - [بی جا] ([بی جا])، چاپ: 1.
2- 1. راجع المصدر ص 297 و ما یلیه فی ص 298.
3- 2. الإرشاد ص 341.
4- 3. البقرة: 148. و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 66.
5- 4. راجع المصدر ص 78 و فیه: عن محمّد بن الفضیل، و قد مر فی ج 51 ص 225 فیما سبق.

«39»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْأَنْمَاطِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ.

ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نَضْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةً یَقُولُ فِیهَا فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكْماً وَ جَعَلَنِی مِنَ الْمُرْسَلِینَ (1).

نی، [الغیبة] للنعمانی عبد الواحد بن عبد اللّٰه عن أحمد بن محمد بن رباح عن أحمد بن علی الحمیری عن الحسن بن أیوب عن عبد الكریم الخثعمی عن أحمد بن الحارث عن المفضل عن أبی عبد اللّٰه عن أبیه علیهما السلام: مثله.

«40»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ هَمْدَانَ یَقُولُ لَهُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْعَامَّةَ یُعَیِّرُونَّا وَ یَقُولُونَ لَنَا إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ مُنَادِیاً یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَغَضِبَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ لَا تَرْوُوهُ عَنِّی وَ ارْوُوهُ عَنْ أَبِی وَ لَا حَرَجَ عَلَیْكُمْ فِی ذَلِكَ أَشْهَدُ أَنِّی سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَبَیِّنٌ حَیْثُ یَقُولُ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ-(2)

فَلَا یَبْقَی فِی الْأَرْضِ یَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا خَضَعَ وَ ذَلَّتْ رَقَبَتُهُ لَهَا فَیُؤْمِنُ أَهْلُ الْأَرْضِ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ شِیعَتِهِ فَإِذَا كَانَ الْغَدُ صَعِدَ إِبْلِیسُ فِی الْهَوَاءِ حَتَّی یَتَوَارَی عَنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ثُمَّ یُنَادِی أَلَا إِنَّ الْحَقَّ فِی عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ شِیعَتِهِ فَإِنَّهُ قُتِلَ مَظْلُوماً فَاطْلُبُوا بِدَمِهِ قَالَ فَ یُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ عَلَی الْحَقِّ وَ هُوَ النِّدَاءُ الْأَوَّلُ وَ یَرْتَابُ یَوْمَئِذٍ

ص: 292


1- 1. الشعراء: 21 و الحدیث فی المصدر ص 91 و هكذا ما یلیه.
2- 2. الشعراء: 4.

الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمَرَضُ وَ اللَّهِ عَدَاوَتُنَا فَعِنْدَ ذَلِكَ یَتَبَرَّءُونَ مِنَّا وَ یَتَنَاوَلُونَّا فَیَقُولُونَ إِنَّ الْمُنَادِیَ الْأَوَّلَ سِحْرٌ مِنْ سِحْرِ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ ثُمَّ تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ یَرَوْا آیَةً یُعْرِضُوا وَ یَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ(1).

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسین و محمد بن أحمد القطوانی جمیعا عن ابن محبوب عن عبد اللّٰه بن سنان: مثله

نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ: عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَدْ سَأَلَهُ عُمَارَةُ الْهَمْدَانِیُّ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ نَاساً یُعَیِّرُونَّا وَ یَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ سَیَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ.

«41»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ فُضَیْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَمَا إِنَّ النِّدَاءَ الْأَوَّلَ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَبَیِّنٌ فَقُلْتُ أَیْنَ هُوَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ فِی طسم تِلْكَ آیاتُ الْكِتابِ الْمُبِینِ قَوْلُهُ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (2) قَالَ إِذَا سَمِعُوا الصَّوْتَ أَصْبَحُوا وَ كَأَنَّمَا عَلَی رُءُوسِهِمُ الطَّیْرُ.

بیان: قال الجزری عن صفة الصحابة كأنما علی رءوسهم الطیر وصفهم بالسكون و الوقار و أنهم لم یكن فیهم طیش و لا خفة لأن الطیر لا تكاد تقع إلا علی شی ء ساكن انتهی.

أقول: لعل المراد هنا دهشتهم و تحیرهم.

«42»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ

ص: 293


1- 1. القمر: 2. و الحدیث بإسناده الثلاثة فی المصدر ص 138.
2- 2. الآیة الأولی صدر« الشعراء» و الثانیة فیها الرقم: 4 و الحدیث فی غیبة النعمانیّ ص 139.

قَالَ: إِذَا صَعِدَ الْعَبَّاسِیُّ أَعْوَادَ مِنْبَرِ مَرْوَانَ أُدْرِجَ مُلْكُ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ قَالَ علیه السلام قَالَ لِی أَبِی یَعْنِی الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلَامُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْ آذَرْبِیجَانَ لَا یَقُومُ لَهَا شَیْ ءٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُیُوتِكُمْ وَ أَلْبِدُوا مَا أَلْبَدْنَا(1)

وَ النِّدَاءُ وَ خَسْفٌ بِالْبَیْدَاءِ فَإِذَا تَحَرَّكَ مُتَحَرِّكٌ فَاسْعَوْا إِلَیْهِ وَ لَوْ حَبْواً وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ یُبَایِعُ النَّاسَ عَلَی كِتَابٍ جَدِیدٍ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ وَ قَالَ وَیْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ.

«43»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ ابْنَیِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یُنَادَی بِاسْمِ الْقَائِمِ علیه السلام فَیُؤْتَی وَ هُوَ خَلْفَ الْمَقَامِ فَیُقَالُ لَهُ قَدْ نُودِیَ بِاسْمِكَ

فَمَا تَنْتَظِرُ ثُمَّ یُؤْخَذُ بِیَدِهِ فَیُبَایَعُ قَالَ وَ قَالَ لِی زُرَارَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدْ كُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ الْقَائِمَ علیه السلام یُبَایَعُ مُسْتَكْرِهاً فَلَمْ نَكُنْ نَعْلَمُ وَجْهَ اسْتِكْرَاهِهِ فَعَلِمْنَا أَنَّهُ اسْتِكْرَاهٌ لَا إِثْمَ فِیهِ (2).

«44»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هَارُونَ [بْنِ] مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ خُرُوجُ السُّفْیَانِیِّ وَ خَسْفٌ بِالْبَیْدَاءِ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ وَ الْمُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ.

«45»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ نَاجِیَةَ الْعَطَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْمُنَادِیَ یُنَادِی أَنَّ الْمَهْدِیَّ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ فَیُنَادِی الشَّیْطَانُ إِنَّ فُلَاناً وَ شِیعَتَهُ عَلَی الْحَقِّ یَعْنِی رَجُلًا مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ.

«46»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ

ص: 294


1- 1. ما بین العلامتین ساقط عن الأصل المطبوع راجع المصدر 141 و قد مر فیما سبق ص 135 تحت الرقم 40.
2- 2. تری هذه و الروایات الآتیة فی المصدر ص 141. فراجع.

أَنَّ فُلَاناً هُوَ الْأَمِیرُ وَ یُنَادِی مُنَادٍ أَنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قُلْتُ فَمَنْ یُقَاتِلُ الْمَهْدِیَّ بَعْدَ هَذَا فَقَالَ إِنَّ الشَّیْطَانَ یُنَادِی أَنَّ فُلَاناً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ قُلْتُ فَمَنْ یَعْرِفُ الصَّادِقَ مِنَ الْكَاذِبِ قَالَ یَعْرِفُهُ الَّذِینَ كَانُوا یَرْوُونَ وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ یَكُونُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ هُمُ الْمُحِقُّونَ الصَّادِقُونَ.

«47»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنِ الْمُثَنَّی (1) عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَجِبْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنَ الْقَائِمِ كَیْفَ یُقَاتَلُ مَعَ مَا یَرَوْنَ مِنَ الْعَجَائِبِ مِنْ خَسْفِ الْبَیْدَاءِ بِالْجَیْشِ وَ مِنَ النِّدَاءِ الَّذِی یَكُونُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ إِنَّ الشَّیْطَانَ لَا یَدَعُهُمْ حَتَّی یُنَادِیَ كَمَا نَادَی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْعَقَبَةِ.

«48»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْجَرِیرِیَّ أَخَا إِسْحَاقَ یَقُولُ لَنَا إِنَّكُمْ تَقُولُونَ هُمَا نِدَاءَانِ فَأَیُّهُمَا الصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُولُوا لَهُ إِنَّ الَّذِی أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ وَ أَنْتَ تُنْكِرُ أَنَّ هَذَا یَكُونُ هُوَ الصَّادِقُ.

«49»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ (2) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: هُمَا صَیْحَتَانِ صَیْحَةٌ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ صَیْحَةٌ فِی آخِرِ اللَّیْلَةِ الثَّانِیَةِ قَالَ

ص: 295


1- 1. فی الأصل المطبوع:« عن علیّ بن الحسن، عن المیثمی». و فی المصدر ص 142: « عن علیّ بن الحسن التیملی، عن الحسین بن علیّ بن یوسف، عن المیثمی[ المثنی]، و الصحیح ما فی الصلب راجع جامع الرواة و سائر كتب الرجال.
2- 2. فی المصدر المطبوع ص 142: و فی بعض نسخ الكتاب: أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعید بهذا الاسناد، عن هشام بن سالم قال: سمعت إلخ و الظاهر أن نسخة المصنّف رضوان اللّٰه علیه كانت واجدة لهذا الحدیث و لذلك نقلها أما ما جعلناه بین العلامتین كان ساقطا من الأصل المطبوع.

فَقُلْتُ كَیْفَ ذَلِكَ فَقَالَ وَاحِدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ وَاحِدَةٌ مِنْ إِبْلِیسَ فَقُلْتُ كَیْفَ تُعْرَفُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ فَقَالَ یَعْرِفُهَا مَنْ كَانَ سَمِعَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ.

«50»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یُوَبِّخُونَّا وَ یَقُولُونَ مِنْ أَیْنَ یُعْرَفُ الْمُحِقُّ مِنَ الْمُبْطِلِ إِذَا كَانَتَا فَقَالَ مَا تَرُدُّونَ عَلَیْهِمْ قُلْتُ فَمَا نَرُدُّ عَلَیْهِمْ شَیْئاً قَالَ فَقَالَ قُولُوا لَهُمْ یُصَدِّقُ بِهَا إِذَا كَانَتْ مَنْ كَانَ مُؤْمِناً بِهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1).

«51»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ مِنْ كِتَابِهِ فِی رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ بْنِ خَالِدٍ الْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّهُ یُنَادِی بِاسْمِ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ الْأَمْرُ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ فَفِیمَ الْقِتَالُ.

«52»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَبُو سُلَیْمَانَ (2)

أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ الْبَاهِلِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ بِنَهَاوَنْدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی تَمُدُّونَ أَعْیُنَكُمْ إِلَیْهِ حَتَّی یُنَادِیَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَلَا إِنَّ فُلَاناً صَاحِبُ الْأَمْرِ فَعَلَامَ الْقِتَالُ.

«53»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ (3) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ

ص: 296


1- 1. یونس: 35، و الحدیث فی المصدر ص 142. و هكذا ما یلیه.
2- 2. فی المصدر ص 142: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعید، قال: حدّثنا أبو سلیمان أحمد بن هوذة الباهلی، و فی ص 154 و غیر ذلك« عبد الواحد بن عبد اللّٰه بن یونس قال: حدّثنا أبو سلیمان أحمد بن هوذة، لكنه كثیرا ما یروی عنه بلا واسطة فراجع و تحرر.
3- 3. فی الأصل المطبوع: حسن بن محمّد، و هو تصحیف و قد مر تحت الرقم: 40.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: یَشْمَلُ النَّاسَ مَوْتٌ وَ قَتْلٌ حَتَّی یَلْجَأَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَی الْحَرَمِ فَیُنَادِی مُنَادٍ صَادِقٌ مِنْ شِدَّةِ الْقِتَالِ فِیمَ الْقَتْلُ وَ الْقِتَالُ صَاحِبُكُمْ فُلَانٌ.

«54»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْأَشْعَرِیِ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ أَهْبَطَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَلَكاً إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَصَبَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عِنْدَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَیَصْعَدُونَ عَلَیْهَا وَ یَجْمَعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَبِّ مِیعَادَكَ الَّذِی وَعَدْتَ فِی كِتَابِكَ وَ هُوَ هَذِهِ الْآیَةُ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ (2) الْآیَةَ وَ یَقُولُ الْمَلَائِكَةُ وَ النَّبِیُّونَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ یَخِرُّ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سُجَّداً ثُمَّ یَقُولُونَ یَا رَبِّ اغْضَبْ فَإِنَّهُ قَدْ هُتِكَ حَرِیمُكَ وَ قُتِلَ أَصْفِیَاؤُكَ وَ أُذِلَّ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ فَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ وَ ذَلِكَ وَقْتٌ مَعْلُومٌ.

«55»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یُنَادَی بِاسْمِ الْقَائِمِ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ (3).

«56»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَقُومُ الْقَائِمُ یَوْمَ عَاشُورَاءَ(4).

«57»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 297


1- 1. فی المصدر« عن محمّد بن أحمد» و انما عبر عنه المصنّف بالاشعری و لعله ابن أبی قتادة علیّ بن محمّد بن حفص بن عبید بن حمید مولی السائب بن مالك الأشعریّ. و لعله محمّد بن أحمد المدینی كما فی ص 95 من المصدر.
2- 2. النور: 55، و الحدیث فی المصدر ص 147 مع اختلاف یسیر.
3- 3. المصدر ص 148 و فیه« یا فلان بن فلان قم» و قد مر فی ص 246.
4- 4. راجع غیبة النعمانیّ ص 151.

الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا جَابِرُ لَا یَظْهَرُ الْقَائِمُ حَتَّی یَشْمَلَ الشَّامَ (1)

فِتْنَةٌ یَطْلُبُونَ الْمَخْرَجَ مِنْهَا فَلَا یَجِدُونَهُ وَ یَكُونُ قَتْلٌ بَیْنَ الْكُوفَةِ وَ الْحِیرَةِ قَتْلَاهُمْ عَلَی سَوَاءٍ وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ.

بیان: علی سواء أی فی وسط الطریق.

«58»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَوَقَّعُوا الصَّوْتَ یَأْتِیكُمْ بَغْتَةً مِنْ قِبَلِ دِمَشْقَ فِیهِ لَكُمْ فَرَجٌ عَظِیمٌ.

«59»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍ (2)

عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مُلْكُ الْقَائِمِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ.

«60»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَبُو سُلَیْمَانَ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مُلْكُ الْقَائِمِ مِنَّا تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ.

«61»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِیدٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَمْلِكَنَّ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ قَالَ بَعْدَ مَوْتِ الْقَائِمِ علیه السلام قُلْتُ لَهُ

ص: 298


1- 1. فی المصدر ص 149:« حتی یشمل الناس بالشام فتنة» خ صح.
2- 2. یعنی محمّد بن علیّ بن یوسف فان الحسن بن علیّ بن فضال التیملی، قد یروی عن الحسن و محمّد ابنی علیّ بن یوسف بن بقاح، كما مرّ فی ص 244 تحت الرقم 118 و غیر ذلك و قد أكثر عنهما.

وَ كَمْ یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام فِی عَالَمِهِ حَتَّی یَمُوتَ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ یَوْمِ قِیَامِهِ إِلَی یَوْمِ مَوْتِهِ.

بیان: إشارة إلی ملك الحسین علیه السلام أو غیره من الأئمة فی الرجعة.

«62»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِیدٍ(1)

عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَائِمَ علیه السلام یَمْلِكُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَشْهُراً(2).

«63»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ غَیْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ بُكَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ عِلَّةٍ وَضَعَ اللَّهُ الْحَجَرَ فِی الرُّكْنِ الَّذِی هُوَ فِیهِ وَ لَمْ یُوضَعْ فِی غَیْرِهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی

وَضَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَ هِیَ جَوْهَرَةٌ أُخْرِجَتْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَی آدَمَ فَوُضِعَتْ فِی ذَلِكَ الرُّكْنِ لِعِلَّةِ الْمِیثَاقِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَخَذَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ حِینَ أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ وَ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ تَرَاءَی لَهُمْ وَ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ یَهْبِطُ الطَّیْرُ عَلَی الْقَائِمِ علیه السلام فَأَوَّلُ مَنْ یُبَایِعُهُ ذَلِكَ الطَّیْرُ وَ هُوَ وَ اللَّهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ یُسْنِدُ الْقَائِمُ ظَهْرَهُ وَ هُوَ الْحُجَّةُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی الْقَائِمِ تَمَامَ الْخَبَرِ(3).

«64»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَجَّالِ جَمِیعاً عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُوَبِّخُونَّا وَ یُكَذِّبُونَّا أَنَّا نَقُولُ إِنَّ صَیْحَتَیْنِ تَكُونَانِ یَقُولُونَ مِنْ أَیْنَ تُعْرَفُ

ص: 299


1- 1. فی المصدر ص 181:« عن أحمد بن عمر بن أبی شعبة الحلبیّ» و قد تفحصت كتب الرجال فلم أرمن یسمی أبا شعبة باسمه فاما یكون نسخة المصنّف مصحفة و اما أنّه ظفر باسم أبی شعبة فصرح باسمه.
2- 2. تری هذه الروایات فی كتاب الغیبة للنعمانیّ ص 180.
3- 3. راجع الكافی ج 4 ص 184 و رواه الصدوق فی العلل ج 2 ص 114 و الحدیث مختصر.

الْمُحِقَّةُ مِنَ الْمُبْطِلَةِ إِذَا كَانَتَا قَالَ فَمَا ذَا تَرُدُّونَ عَلَیْهِمْ قُلْتُ مَا نَرُدُّ عَلَیْهِمْ شَیْئاً قَالَ قُولُوا یُصَدِّقُ بِهَا إِذَا كَانَتْ مَنْ 1 كَانَ یُؤْمِنُ بِهَا مِنْ قَبْلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1).

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن علی بن الحسن عن أبیه عن محمد بن خالد عن ثعلبة: مثله (2)

كا، [الكافی] أبو علی الأشعری عن محمد عن ابن فضال و الحجال عن داود بن فرقد: مثله (3).

«65»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ غَیْرِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ شَیْخاً یَذْكُرُ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الدَّوَانِیقِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ یَا سَیْفَ بْنَ عَمِیرَةَ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ قُلْتُ یَرْوِیهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَسَمِعَتْ أُذُنِی مِنْهُ یَقُولُ لَا بُدَّ مِنْ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِ رَجُلٍ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا الْحَدِیثَ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ فَقَالَ لِی یَا سَیْفُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ یُجِیبُهُ أَمَا إِنَّهُ أَحَدُ بَنِی عَمِّنَا قُلْتُ أَیُّ بَنِی عَمِّكُمْ قَالَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ یَا سَیْفُ لَوْ لَا أَنِّی سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُهُ ثُمَّ حَدَّثَنِی بِهِ

ص: 300


1- 1. یونس: 35، و الحدیث فی روضة الكافی ص 208.
2- 2. قد مر الحدیث بلفظه و سنده تحت الرقم 50، فلا وجه لتكراره هنا.
3- 3. تراه فی الروضة ص 209، و كان المناسب أن ینقله المصنّف بلفظه، و لفظه: عن داود بن فرقد قال: سمع رجل من العجلیة هذا الحدیث: قوله علیه السلام: ینادی مناد: ألا ان فلان بن فلان و شیعته هم الفائزون- أول النهار- و ینادی آخر النهار ألا ان عثمان و شیعته هم الفائزون، فقال الرجل: فما یدرینا أیما الصادق من الكاذب؟ فقال: یصدقه علیها من كان یؤمن بها قبل أن ینادی ان اللّٰه عزّ و جلّ یقول:« أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ» الآیة.

أَهْلُ الْأَرْضِ مَا قَبِلْتُهُ مِنْهُمْ وَ لَكِنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍ (1).

«66»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی فَرَجُ شِیعَتِكُمْ قَالَ فَقَالَ إِذَا اخْتَلَفَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ وَ وَهَی سُلْطَانُهُمْ وَ طَمِعَ فِیهِمْ مَنْ لَمْ یَكُنْ یَطْمَعُ فِیهِمْ وَ خَلَعَتِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ رَفَعَ كُلُّ ذِی صِیصِیَةٍ صِیصِیَتَهُ وَ ظَهَرَ الشَّامِیُّ وَ أَقْبَلَ الْیَمَانِیُّ وَ تَحَرَّكَ الْحَسَنِیُّ وَ خَرَجَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ بِتُرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ مَا تُرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعُهُ وَ عِمَامَتُهُ وَ بُرْدُهُ وَ قَضِیبُهُ وَ رَایَتُهُ وَ لَامَتُهُ وَ سَرْجُهُ حَتَّی یَنْزِلَ مَكَّةَ فَیُخْرِجُ السَّیْفَ مِنْ غِمْدِهِ وَ یَلْبَسُ الدِّرْعَ وَ یَنْشُرُ الرَّایَةَ وَ الْبُرْدَةَ وَ الْعِمَامَةَ وَ یَتَنَاوَلُ الْقَضِیبَ بِیَدِهِ وَ یَسْتَأْذِنُ اللَّهَ فِی ظُهُورِهِ فَیَطَّلِعُ عَلَی ذَلِكَ بَعْضُ مَوَالِیهِ فَیَأْتِی الْحَسَنِیَّ فَیُخْبِرُهُ الْخَبَرَ فَیَبْتَدِرُ الْحَسَنِیُّ إِلَی الْخُرُوجِ فَیَثِبُ عَلَیْهِ أَهْلُ مَكَّةَ فَیَقْتُلُونَهُ وَ یَبْعَثُونَ بِرَأْسِهِ إِلَی الشَّامِ فَیَظْهَرُ عِنْدَ ذَلِكَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَیُبَایِعُهُ النَّاسُ وَ یَتَّبِعُونَهُ وَ یَبْعَثُ الشَّامِیُّ عِنْدَ ذَلِكَ جَیْشاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیُهْلِكُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ دُونَهَا وَ یَهْرُبُ یَوْمَئِذٍ مَنْ كَانَ بِالْمَدِینَةِ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی مَكَّةَ فَیَلْحَقُونَ بِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ وَ یُقْبِلُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ نَحْوَ الْعِرَاقِ وَ یَبْعَثُ جَیْشاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَیَأْمَنُ أَهْلُهَا وَ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسین بن عبد الملك و محمد بن أحمد جمیعا عن ابن محبوب: مثله (2).

«67»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیصِ (3) بْنِ الْقَاسِمِ

ص: 301


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع، راجع روضة الكافی ص 209 و قد مر تحت الرقم 25 ص 288 عن غیبة الشیخ و إرشاد المفید فراجع.
2- 2. راجع روضة الكافی ص 225 غیبة النعمانیّ ص 142 و قد مر تحت الرقم 112 فی الباب السابق ص 242 الی قوله:« و سرجه».
3- 3. هذا هو الصحیح كما فی المصدر- روضة الكافی ص 264- و الرجل هو أبو القاسم. عیص بن القاسم بن ثابت بن عبید بن مهران البجلیّ كوفیّ عربی ثقة عین له كتاب روی عنه صفوان بن یحیی و فی الأصل المطبوع:« عیسی بن القاسم» و هو تصحیف.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: عَلَیْكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ انْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ فَوَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَكُونُ لَهُ الْغَنَمُ فِیهَا الرَّاعِی فَإِذَا وَجَدَ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِی هُوَ فِیهَا یُخْرِجُهُ وَ یَجِی ءُ بِذَلِكَ الَّذِی هُوَ أَعْلَمُ بِغَنَمِهِ مِنَ الَّذِی كَانَ فِیهَا وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ لِأَحَدِكُمْ نَفْسَانِ-(1) یُقَاتِلُ بِوَاحِدَةٍ یُجَرِّبُ بِهَا ثُمَّ كَانَتِ الْأُخْرَی بَاقِیَةً فَعَمِلَ عَلَی مَا قَدِ اسْتَبَانَ لَهَا وَ لَكِنْ لَهُ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ إِذَا ذَهَبَتْ فَقَدْ وَ اللَّهِ ذَهَبَتِ التَّوْبَةُ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ آتٍ مِنَّا فَانْظُرُوا عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ تَخْرُجُونَ وَ لَا تَقُولُوا خَرَجَ زَیْدٌ فَإِنَّ زَیْداً كَانَ عَالِماً وَ كَانَ صَدُوقاً وَ لَمْ یَدْعُكُمْ إِلَی نَفْسِهِ إِنَّمَا دَعَاكُمْ إِلَی الرِّضَی مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ ظَهَرَ لَوَفَی بِمَا دَعَاكُمْ إِلَیْهِ

إِنَّمَا خَرَجَ إِلَی سُلْطَانٍ مُجْتَمِعٍ لَیَنْقُضَهُ فَالْخَارِجُ مِنَّا الْیَوْمَ إِلَی أَیِّ شَیْ ءٍ یَدْعُوكُمْ إِلَی الرِّضَی مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَنَحْنُ نُشْهِدُكُمْ أَنَّا لَسْنَا نَرْضَی بِهِ وَ هُوَ یَعْصِینَا الْیَوْمَ وَ لَیْسَ مَعَهُ أَحَدٌ وَ هُوَ إِذَا كَانَتِ الرَّایَاتُ وَ الْأَلْوِیَةُ أَجْدَرُ أَنْ لَا یَسْمَعَ مِنَّا إِلَّا مَعَ مَنِ اجْتَمَعَتْ بَنُو فَاطِمَةَ مَعَهُ فَوَ اللَّهِ مَا صَاحِبُكُمْ إِلَّا مَنِ اجْتَمَعُوا عَلَیْهِ إِذَا كَانَ رَجَبٌ (2)

فَأَقْبِلُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَتَأَخَّرُوا إِلَی شَعْبَانَ فَلَا ضَیْرَ وَ إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَصُومُوا فِی أَهَالِیكُمْ فَلَعَلَّ ذَلِكَ أَنْ یَكُونَ أَقْوَی لَكُمْ وَ كَفَاكُمْ بِالسُّفْیَانِیِّ عَلَامَةً.

«68»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ رَفَعَهُ عَنْ عَلِیِ

ص: 302


1- 1. الظاهر أن« لو» هاهنا للتمنی أی لیتها كانت لاحدكم نفسان. و مثله قوله تعالی: « لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِی الْأَعْرابِ».
2- 2. ظاهره ان خروج القائم علیه السلام فی رجب و یحتمل أن یكون المراد أنّه مبدأ ظهور علامات خروجه فأقبلوا الی مكّة فی ذلك الشهر لتكونوا شاهدین هناك عند خروجه. « منه رحمه اللّٰه فی المرآة».

بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَا یَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنَّا قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ مَثَلَ فَرْخٍ طَارَ مِنْ وَكْرِهِ قَبْلَ أَنْ یَسْتَوِیَ جَنَاحَاهُ فَأَخَذَهُ الصِّبْیَانُ فَعَبِثُوا بِهِ.

«69»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: یَا سَدِیرُ الْزَمْ بَیْتَكَ وَ كُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِهِ وَ اسْكُنْ مَا سَكَنَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ فَإِذَا بَلَغَكَ أَنَّ السُّفْیَانِیَّ قَدْ خَرَجَ فَارْحَلْ إِلَیْنَا وَ لَوْ عَلَی رِجْلِكَ (1).

«70»- یف، [الطرائف]: رَوَی نِدَاءَ الْمُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ وُجُوبَ طَاعَتِهِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُنَادِی فی كتاب الملاحم و أبو نعیم الحافظ فی كتاب أخبار المهدی و ابن شیرویه الدیلمی فی كتاب الفردوس و أبو العلاء الحافظ فی كتاب الفتن.

«71»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ (2) قَالَ خَسْفٌ وَ مَسْخٌ وَ قَذْفٌ قَالَ قُلْتُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ قَالَ دَعْ ذَا ذَاكَ قِیَامُ الْقَائِمِ.

«72»- نص، [كفایة الأثر] أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عَمِیرَةَ وَ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ جَمِیعاً عَنْ

ص: 303


1- 1. تراه فی روضة الكافی ص 265 و الذی قبله فی ص 264.
2- 2. فصّلت: 53. و الحدیث فی روضة الكافی ص 166 و ظاهر الاسناد هكذا: علی بن إبراهیم، عن أبیه؛ و عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد إلخ فراجع. و روی الكلینی فی الروضة ص 381 مثله و لم یخرجه المصنّف قال: أبو علیّ الأشعریّ عن محمّد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علیّ، عن علیّ بن أبی حمزة، عن أبی بصیر، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: سألته عن قول اللّٰه عزّ و جلّ:« سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ» قال: یریهم فی أنفسهم المسخ و یریهم فی الآفاق انتقاض الآفاق علیهم فیرون قدرة اللّٰه عزّ و جلّ فی أنفسهم و فی الآفاق، قلت له:« حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ»؟ قال: خروج القائم هو الحق من عند اللّٰه عزّ و جلّ یراه الخلق لا بد منه.

عَلْقَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا خَرَجَ یَجْتَمِعُ إِلَیْهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَدَدَ رِجَالِ بَدْرٍ فَإِذَا حَانَ وَقْتُ خُرُوجِهِ یَكُونُ لَهُ سَیْفٌ مَغْمُودٌ نَادَاهُ السَّیْفُ قُمْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَاقْتُلْ أَعْدَاءَ اللَّهِ.

«73»- ختص، [الإختصاص] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْقِلٍ الْقِرْمِیسِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَامِرٍ السَّرَّاجِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ قَیْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَیُّهَا النَّاسُ قُطِعَ عَنْكُمْ مُدَّةُ الْجَبَّارِینَ وَ وَلِیَ الْأَمْرَ خَیْرُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَالْحَقُوا بِمَكَّةَ فَیَخْرُجُ النُّجَبَاءُ مِنْ مِصْرَ وَ الْأَبْدَالُ مِنَ الشَّامِ وَ عَصَائِبُ الْعِرَاقِ رُهْبَانٌ بِاللَّیْلِ لُیُوثٌ بِالنَّهَارِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِیدِ فَیُبَایِعُونَهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَیْنِ یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ قَالَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ(1) عَلَیْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِیَّتَانِ اسْمُهُ اسْمِی فَعِنْدَ ذَلِكَ تُفْرِخُ الطُّیُورُ فِی أَوْكَارِهَا وَ الْحِیتَانِ فِی بِحَارِهَا وَ تُمَدُّ الْأَنْهَارُ وَ تَفِیضُ الْعُیُونُ وَ تُنْبِتُ الْأَرْضُ ضِعْفَ أُكُلِهَا ثُمَّ یُسَیِّرُ مُقَدِّمَتَهُ جَبْرَئِیلُ وَ سَاقَتَهُ إِسْرَافِیلُ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«74»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: خَمْسُ عَلَامَاتٍ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ الصَّیْحَةُ وَ السُّفْیَانِیُّ وَ الْخَسْفُ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِیَّةِ وَ الْیَمَانِیُّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ قَبْلَ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ أَخْرُجُ مَعَهُ قَالَ لَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَلَوْتُ هَذِهِ الْآیَةَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (2) فَقُلْتُ لَهُ أَ هِیَ الصَّیْحَةُ فَقَالَ أَمَا لَوْ كَانَتْ خَضَعَتْ أَعْنَاقُ

ص: 304


1- 1. لعله مصحف شنوءة.
2- 2. الشعراء: 4، و الحدیث فی الروضة ص 310 و هكذا ما بعده.

أَعْدَاءِ اللَّهِ.

«75»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحَلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اخْتِلَافُ بَنِی الْعَبَّاسِ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ النِّدَاءُ مِنَ الْمَحْتُومِ وَ خُرُوجُ الْقَائِمِ مِنَ الْمَحْتُومِ قُلْتُ وَ كَیْفَ النِّدَاءُ قَالَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَوَّلَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ قَالَ وَ یُنَادِی مُنَادٍ آخِرَ النَّهَارِ أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ.

أقول: هذا الباب و باب سیره علیه السلام مشتركان فی كثیر من الأخبار و سیأتی فیه كثیر من أخبار هذا الباب و قد مر كثیر منها فی الباب السابق.

«76»- وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ رَفَعَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: ذَكَرْنَا خُرُوجَ الْقَائِمِ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ كَیْفَ لَنَا أَنْ نَعْلَمَ ذَلِكَ قَالَ یُصْبِحُ أَحَدُكُمْ وَ تَحْتَ رَأْسِهِ صَحِیفَةٌ عَلَیْهَا مَكْتُوبٌ طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ.

«77»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی كِتَابِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: رُوِیَ أَنَّهُ یَكُونُ فِی رَایَةِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام اسْمَعُوا وَ أَطِیعُوا.

«78»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا خُسِفَ بِجَیْشِ السُّفْیَانِیِّ إِلَی أَنْ قَالَ وَ الْقَائِمُ یَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مُسْتَجِیراً بِهَا یَقُولُ أَنَا وَلِیُّ اللَّهِ أَنَا أَوْلَی بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ حَاجَّنِی فِی آدَمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِآدَمَ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِنُوحٍ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی إِبْرَاهِیمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی مُحَمَّدٍ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی النَّبِیِّینَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّبِیِّینَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (1) فَأَنَا بَقِیَّةُ آدَمَ وَ خِیَرَةُ نُوحٍ وَ مُصْطَفَی إِبْرَاهِیمَ وَ صَفْوَةُ مُحَمَّدٍ أَلَا وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی كِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ أَلَا وَ مَنْ حَاجَّنِی فِی سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی

ص: 305


1- 1. آل عمران: 33.

النَّاسِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَ سِیرَتِهِ وَ أَنْشُدُ اللَّهَ مَنْ سَمِعَ كَلَامِی لَمَّا یَبْلُغُ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَیَجْمَعُ اللَّهُ لَهُ أَصْحَابَهُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَیَجْمَعُهُمُ اللَّهُ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِیفِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(1) فَیُبَایِعُونَهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ مَعَهُ عَهْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ تَوَاتَرَتْ عَلَیْهِ الْآبَاءُ فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَیْهِمْ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ فَإِنَّ الصَّوْتَ مِنَ السَّمَاءِ لَا یُشْكِلُ عَلَیْهِمْ إِذَا نُودِیَ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ.

«79»- وَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: فِی ذِكْرِ الْقَائِمِ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَالَ فَیَجْلِسُ تَحْتَ شَجَرَةِ سَمُرَةٍ فَیَجِیئُهُ جَبْرَئِیلُ فِی صُورَةِ رَجُلٍ مِنْ كَلْبٍ فَیَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا یُجْلِسُكَ هَاهُنَا فَیَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّی أَنْتَظِرُ أَنْ یَأْتِیَنِی الْعِشَاءُ فَأَخْرُجَ فِی دُبُرِهِ إِلَی مَكَّةَ وَ أَكْرَهُ أَنْ أَخْرُجَ فِی هَذَا الْحَرِّ قَالَ فَیَضْحَكُ فَإِذَا ضَحِكَ عَرَفَهُ أَنَّهُ جَبْرَئِیلُ قَالَ فَیَأْخُذُ بِیَدِهِ وَ یُصَافِحُهُ وَ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ یَقُولُ لَهُ قُمْ وَ یَجِیئُهُ بِفَرَسٍ یُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ فَیَرْكَبُهُ ثُمَّ یَأْتِی إِلَی جَبَلِ رَضْوَی فَیَأْتِی مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ فَیَكْتُبَانِ لَهُ عَهْداً مَنْشُوراً یَقْرَؤُهُ

عَلَی النَّاسِ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی مَكَّةَ وَ النَّاسُ یَجْتَمِعُونَ بِهَا قَالَ فَیَقُومُ رَجُلٌ مِنْهُ فَیُنَادِی أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا طَلِبَتُكُمْ قَدْ جَاءَكُمْ یَدْعُوكُمْ إِلَی مَا دَعَاكُمْ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَیَقُومُونَ قَالَ فَیَقُومُ هُوَ بِنَفْسِهِ فَیَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ أَنَا ابْنُ نَبِیِّ اللَّهِ أَدْعُوكُمْ إِلَی مَا دَعَاكُمْ إِلَیْهِ نَبِیُّ اللَّهِ فَیَقُومُونَ إِلَیْهِ لِیَقْتُلُوهُ فَیَقُومُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ یُنِیفُ عَلَی الثَّلَاثِمِائَةِ فَیَمْنَعُونَهُ مِنْهُ خَمْسُونَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ سَائِرُهُمْ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ لَا یَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً اجْتَمَعُوا عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ.

«80»- وَ بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَائِمَ یَنْتَظِرُ مِنْ یَوْمِهِ ذِی طُوًی فِی عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّی یُسْنِدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْحَجَرِ یَهُزُّ الرَّایَةَ الْمِغْلَبَةَ-(2) قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام

ص: 306


1- 1. البقرة: 148.
2- 2. فی الأصل المطبوع:« الرایة المعلقة». و هو تصحیف.

قَالَ وَ كِتَابٌ مَنْشُورٌ.

«81»- وَ بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ إِلَی أَنْ قَالَ: یَقُولُ الْقَائِمُ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ یَا قَوْمِ إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لَا یُرِیدُونَنِی وَ لَكِنِّی مُرْسِلٌ إِلَیْهِمْ لِأَحْتَجَّ عَلَیْهِمْ بِمَا یَنْبَغِی لِمِثْلِی أَنْ یَحْتَجَّ عَلَیْهِمْ فَیَدْعُو رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَیَقُولُ لَهُ امْضِ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ فَقُلْ یَا أَهْلَ مَكَّةَ أَنَا رَسُولُ فُلَانٍ إِلَیْكُمْ وَ هُوَ یَقُولُ لَكُمْ إِنَّا أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَ الْخِلَافَةِ وَ نَحْنُ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ وَ سُلَالَةُ النَّبِیِّینَ وَ إِنَّا قَدْ ظُلِمْنَا وَ اضْطُهِدْنَا وَ قُهِرْنَا وَ ابْتُزَّ مِنَّا حَقُّنَا مُنْذُ قُبِضَ نَبِیُّنَا إِلَی یَوْمِنَا هَذَا فَنَحْنُ نَسْتَنْصِرُكُمْ فَانْصُرُونَا فَإِذَا تَكَلَّمَ هَذَا الْفَتَی بِهَذَا الْكَلَامِ أَتَوْا إِلَیْهِ فَذَبَحُوهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ هِیَ النَّفْسُ الزَّكِیَّةُ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ الْإِمَامَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَلَا أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لَا یُرِیدُونَنَا فَلَا یَدْعُونَهُ حَتَّی یَخْرُجَ فَیَهْبِطُ مِنْ عَقَبَةِ طُوًی فِی ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ حَتَّی یَأْتِیَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَیُصَلِّی فِیهِ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ یُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ ثُمَّ یَحْمَدُ اللَّهَ وَ یُثْنِی عَلَیْهِ وَ یَذْكُرُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُصَلِّی عَلَیْهِ وَ یَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَمْ یَتَكَلَّمْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَیَكُونُ أَوَّلُ مَنْ یَضْرِبُ عَلَی یَدِهِ وَ یُبَایِعُهُ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ یَقُومُ مَعَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَیَدْفَعَانِ إِلَیْهِ كِتَاباً جَدِیداً هُوَ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ بِخَاتَمٍ رَطْبٍ فَیَقُولُونَ لَهُ اعْمَلْ بِمَا فِیهِ وَ یُبَایِعُهُ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ قَلِیلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّی یَكُونَ فِی مِثْلِ الْحَلْقَةِ قُلْتُ وَ مَا الْحَلْقَةُ قَالَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ یَهُزُّ الرَّایَةَ الْجَلِیَّةَ-(1) وَ یَنْشُرُهَا وَ هِیَ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّحَابَةُ وَ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّابِغَةُ وَ یَتَقَلَّدُ بِسَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذِی الْفَقَارِ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: مَا مِنْ بَلْدَةٍ إِلَّا یَخْرُجُ مَعَهُ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ إِلَّا أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَإِنَّهُ لَا یَخْرُجُ مَعَهُ مِنْهَا أَحَدٌ.

«82»- وَ بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَهُ كَنْزٌ

ص: 307


1- 1. سیجی ء تحت الرقم 152 أنّها الرایة المغلبة.

بِالطَّالَقَانِ مَا هُوَ بِذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ رَایَةٌ لَمْ تُنْشَرْ مُنْذُ طُوِیَتْ وَ رِجَالٌ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِیدِ لَا یَشُوبُهَا شَكٌّ فِی ذَاتِ اللَّهِ أَشَدُّ مِنَ الْحَجَرِ لَوْ حَمَلُوا عَلَی الْجِبَالِ لَأَزَالُوهَا لَا یَقْصِدُونَ بِرَایَاتِهِمْ بَلْدَةً إِلَّا خَرَّبُوهَا كَأَنَّ عَلَی خُیُولِهِمُ الْعِقْبَانَ یَتَمَسَّحُونَ بِسَرْجِ الْإِمَامِ علیه السلام یَطْلُبُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ وَ یَحُفُّونَ بِهِ یَقُونَهُ بِأَنْفُسِهِمْ فِی الْحُرُوبِ وَ یَكْفُونَهُ مَا یُرِیدُ فِیهِمْ رِجَالٌ لَا یَنَامُونَ اللَّیْلَ لَهُمْ دَوِیٌّ فِی صَلَاتِهِمْ كَدَوِیِّ النَّحْلِ یَبِیتُونَ قِیَاماً عَلَی أَطْرَافِهِمْ وَ یُصْبِحُونَ عَلَی خُیُولِهِمْ رُهْبَانٌ بِاللَّیْلِ لُیُوثٌ بِالنَّهَارِ هُمْ أَطْوَعُ لَهُ مِنَ الْأَمَةِ لِسَیِّدِهَا كَالْمَصَابِیحِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمُ الْقَنَادِیلُ وَ هُمْ مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ مُشْفِقُونَ یَدْعُونَ بِالشَّهَادَةِ وَ یَتَمَنَّوْنَ أَنْ یُقْتَلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ شِعَارُهُمْ یَا لَثَارَاتِ الْحُسَیْنِ إِذَا سَارُوا یَسِیرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُمْ مَسِیرَةَ شَهْرٍ یَمْشُونَ إِلَی الْمَوْلَی إِرْسَالًا بِهِمْ یَنْصُرُ اللَّهُ إِمَامَ الْحَقِّ.

«83»- وَ بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یُبَایَعُ الْقَائِمُ بِمَكَّةَ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ وَ یَسْتَعْمِلُ عَلَی مَكَّةَ ثُمَّ یَسِیرُ نَحْوَ الْمَدِینَةِ فَیَبْلُغُهُ أَنَّ عَامِلَهُ قُتِلَ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ لَا یَزِیدُ عَلَی ذَلِكَ ثُمَّ یَنْطَلِقُ فَیَدْعُو النَّاسَ بَیْنَ الْمَسْجِدَیْنِ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ حَتَّی یَبْلُغَ الْبَیْدَاءَ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ فَیَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمْ.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: یَخْرُجُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَیُقِیمُ بِهَا مَا شَاءَ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ یَسْتَعْمِلُ عَلَیْهَا رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَإِذَا نَزَلَ الشَّفْرَةَ جَاءَهُمْ كِتَابُ السُّفْیَانِیِّ إِنْ لَمْ تَقْتُلُوهُ لَأَقْتُلَنَّ مُقَاتِلِیكُمْ وَ لَأَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّكُمْ فَیُقْبِلُونَ عَلَی عَامِلِهِ فَیَقْتُلُونَهُ فَیَأْتِیهِ الْخَبَرُ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُهُمْ وَ یَقْتُلُ قُرَیْشاً حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْهُمْ إِلَّا أُكْلَةُ كَبْشٍ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ یَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَیُقْبِلُ وَ یَنْزِلُ النَّجَفَ.

«84»- أَقُولُ رَوَی الشَّیْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی الْمُهَذَّبِ وَ غَیْرُهُ فِی غَیْرِهِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی یَظْهَرُ فِیهِ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ وُلَاةَ الْأَمْرِ وَ یُظْفِرُهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالدَّجَّالِ فَیَصْلِبُهُ عَلَی كُنَاسَةِ الْكُوفَةِ وَ مَا مِنْ یَوْمِ نَیْرُوزٍ إِلَّا وَ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِیهِ الْفَرَجَ لِأَنَّهُ مِنْ أَیَّامِنَا حَفِظَتْهُ الْفُرْسُ وَ ضَیَّعْتُمُوهُ.

ص: 308

باب 27 سیره و أخلاقه و عدد أصحابه و خصائص زمانه و أحول أصحابه صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه

«1»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا اضْمَحَلَّتِ الْقَطَائِعُ فَلَا قَطَائِعَ (1).

«2»- ل، [الخصال] ابْنُ مُوسَی عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی الْحَسَنِ علیهما السلام قَالا: لَوْ قَدْ قَامَ الْقَائِمُ لَحَكَمَ بِثَلَاثٍ لَمْ یَحْكُمْ بِهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ یَقْتُلُ الشَّیْخَ الزَّانِیَ وَ یَقْتُلُ مَانِعَ الزَّكَاةِ وَ یُوَرِّثُ الْأَخَ أَخَاهُ فِی الْأَظِلَّةِ(2).

«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْعَوَّامِ أَبِی الزُّبَیْرِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یُقْبِلُ الْقَائِمُ علیه السلام فِی خَمْسَةٍ وَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا مِنْ تِسْعَةِ أَحْیَاءٍ مِنْ حَیٍّ رَجُلٌ وَ مِنْ حَیٍّ رَجُلَانِ وَ مِنْ حَیٍّ ثَلَاثَةٌ وَ مِنْ حَیٍّ أَرْبَعَةٌ وَ مِنْ حَیٍّ خَمْسَةٌ وَ مِنْ حَیٍّ سِتَّةٌ وَ مِنْ حَیٍّ سَبْعَةٌ وَ مِنْ حَیٍّ ثَمَانِیَةٌ وَ مِنْ حَیٍّ تِسْعَةٌ وَ لَا یَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّی یَجْتَمِعَ لَهُ الْعَدَدُ.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ الدَّوَالِیبِیُ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ

ص: 309


1- 1. فی المصدر ص 54:« و عنه- یعنی مسعدة بن زیاد- عن جعفر، عن أبیه أن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله أمر بالنزول علی أهل الذمّة ثلاثة أیام، و قال: إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع فلا قطائع»، و القطائع جمع قطیعة و هی ما یقطع من أرض الخراج لواحد یسكنها و یعمرها.
2- 2. یعنی عالم الاشباح و الأرواح قبل هذا العالم.
3- 3. فی المصدر ج 1 ص 59: أبو الحسن علیّ بن ثابت الدوالیبی[ الدوالینی] خ و قال المصحح: هكذا فی أكثر النسخ الخطیة التی بأیدینا و النسخة الجدیدة المطبوعة. من العیون، و فی البحار: أحمد بن علیّ بن ثابت و كذا فی بعض النسخ الخطیة من العیون و النسخة المطبوعة القدیمة و لا بدّ من التتبع. أقول: الرجل هو أبو الحسن أحمد بن محمّد بن علیّ بن ثابت الازجی الدنابی بالضم. علی ما فی القاموس و كان محدثا سمع عنه الصدوق بمدینة السلام سنة 352 هذا الحدیث رواه فی العیون ج 1 ص 59- 64 بتمامه و نقل عنه المصنّف ما یناسب هذا الباب من آخر الحدیث، و رواه فی كمال الدین ج 1 ص 380- 384 من طبعة الإسلامیة و فیه: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن ثابت الدولانی بمدینة السلام قال: حدّثنا محمّد بن الفضل النحوی قال حدّثنا محمّد بن علیّ بن عبد الصمد إلخ. فالدوالیبی و الدوالینی، و الدولانی كلها مصحف عن الدنابی.

عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُبَیِّ بْنِ كَعْبٍ فِی وَصْفِ الْقَائِمِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رَكَّبَ فِی صُلْبِ الْحَسَنِ علیه السلام (1)

نُطْفَةً مُبَارَكَةً زَكِیَّةً طَیِّبَةً طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً یَرْضَی بِهَا كُلُّ مُؤْمِنٍ مِمَّنْ قَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ فِی الْوَلَایَةِ وَ یَكْفُرُ بِهَا كُلُّ جَاحِدٍ فَهُوَ إِمَامٌ تَقِیٌّ نَقِیٌّ سَارٌّ مَرْضِیٌّ هَادٍ مَهْدِیٌّ یَحْكُمُ بِالْعَدْلِ وَ یَأْمُرُ بِهِ یُصَدِّقُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُصَدِّقُهُ اللَّهُ فِی قَوْلِهِ یَخْرُجُ مِنْ تِهَامَةَ حِینَ تَظْهَرُ الدَّلَائِلُ وَ الْعَلَامَاتُ وَ لَهُ كُنُوزٌ لَا ذَهَبٌ وَ لَا فِضَّةٌ إِلَّا خُیُولٌ مُطَهَّمَةٌ وَ رِجَالٌ مُسَوَّمَةٌ(2)

یَجْمَعُ اللَّهُ لَهُ مِنْ أَقَاصِی الْبِلَادِ عَلَی عِدَّةِ أَهْلِ

ص: 310


1- 1. یعنی الحسن بن علیّ العسكریّ علیهما السلام و فی الأصل المطبوع:« فی صلب الحسین» و هو تصحیف و الحدیث فی النصّ علی الأئمّة الاثنی عشر علیهم السلام فاقتطع المؤلّف رحمه اللّٰه ما یتعلق بالحجة ابن الحسن العسكریّ علیه الصلاة و السلام.
2- 2. یقال: جواد مطهم أی تام الحسن، و هو من أوصاف الخیل، و المسوم: المعلم بعلامة یعرف بها، و كان ذلك من دأب الشجعان عند الحرب یعلمون بریش طائر أو سومة صوف أو عمامة، و قد نزلت الملائكة یوم بدر و كانت سیماهم عمائم بیضا قد أرسلوها علی ظهورهم الا جبریل فكانت عمامته صفراء و منه قول سحیم بن وثیل الریاحی: أنا ابن جلا و طلّاع الثّنایا***متی أضع العمامة تعرفونی

بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَعَهُ صَحِیفَةٌ مَخْتُومَةٌ فِیهَا عَدَدُ أَصْحَابِهِ بِأَسْمَائِهِمْ وَ بُلْدَانِهِمْ وَ طَبَائِعِهِمْ وَ حُلَاهُمْ وَ كُنَاهُمْ كَدَّادُونَ مُجِدُّونَ فِی طَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أُبَیٌّ وَ مَا دَلَائِلُهُ وَ عَلَامَاتُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ عَلَمٌ إِذَا حَانَ وَقْتُ خُرُوجِهِ انْتَشَرَ ذَلِكَ الْعَلَمُ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَادَاهُ الْعَلَمُ اخْرُجْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَاقْتُلْ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ هُمَا آیَتَانِ وَ عَلَامَتَانِ-(1)

وَ لَهُ سَیْفٌ مُغَمَّدٌ فَإِذَا حَانَ وَقْتُ خُرُوجِهِ اقْتَلَعَ ذَلِكَ السَّیْفُ مِنْ غِمْدِهِ وَ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَادَاهُ السَّیْفُ اخْرُجْ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَلَا یَحِلُّ لَكَ أَنْ تَقْعُدَ عَنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ فَیَخْرُجُ وَ یَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ حَیْثُ ثَقِفَهُمْ وَ یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ وَ یَحْكُمُ بِحُكْمِ اللَّهِ یَخْرُجُ وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسْرَتِهِ وَ سَوْفَ تَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أُبَیُّ طُوبَی لِمَنْ لَقِیَهُ وَ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ طُوبَی لِمَنْ قَالَ بِهِ یُنْجِیهِمْ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ بِالْإِقْرَارِ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِجَمِیعِ الْأَئِمَّةِ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَثَلُهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَثَلِ الْمِسْكِ الَّذِی یَسْطَعُ رِیحُهُ فَلَا یَتَغَیَّرُ أَبَداً وَ مَثَلُهُمْ فِی السَّمَاءِ كَمَثَلِ الْقَمَرِ الْمُنِیرِ الَّذِی لَا یُطْفَأُ نُورُهُ أَبَداً قَالَ أُبَیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ حَالُ بَیَانِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْزَلَ عَلَیَّ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ صَحِیفَةً اسْمُ كُلِّ إِمَامٍ عَلَی خَاتَمِهِ وَ صِفَتُهُ فِی صَحِیفَتِهِ.

بیان: تمام الخبر فی باب النص علی الاثنی عشر علیهم السلام (2) و المطهم كمعظم السمین الفاحش السمن و التام من كل شی ء و قال الجزری فیه إنه قال یوم بدر سوموا فإن الملائكة قد سومت أی اعملوا لكم علامة یعرف بها بعضكم بعضا و السومة و السمة العلامة.

ص: 311


1- 1. فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر: رایتان و علامتان. و هو تصحیف فان المراد: آیتان و علامتان: أحدهما انتشار العلم من نفسه و الثانی نداؤه.
2- 2. راجع ج 36 ص 204 من الطبعة الحدیثة.

«5»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام](1)

ابْنُ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ نُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِی فِی عِبَادِی وَ رَسُولِی إِلَی خَلْقِی وَ حُجَّتِی عَلَی بَرِیَّتِی لَكَ وَ لِمَنْ تَبَعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَكَ خَلَقْتُ نَارِی وَ لِأَوْصِیَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِی وَ لِشِیعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِیَائِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَوْصِیَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ إِلَی سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ اثْنَیْ عَشَرَ نُوراً فِی كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَیْهِ اسْمُ وَصِیٍّ مِنْ أَوْصِیَائِی أَوَّلُهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِیُّ أُمَّتِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِیَائِی بَعْدِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ أَحِبَّائِی وَ أَصْفِیَائِی وَ حُجَجِی بَعْدَكَ عَلَی بَرِیَّتِی وَ هُمْ أَوْصِیَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَیْرُ خَلْقِی بَعْدَكَ

وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِینِی وَ لَأُعْلِیَنَّ بِهِمْ كَلِمَتِی وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِی وَ لَأُمَلِّكَنَّهُ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ الرِّیَاحَ وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ وَ لَأُرَقِّیَنَّهُ فِی الْأَسْبَابِ وَ لَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِی وَ لَأَمُدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِی حَتَّی یُعْلِنَ دَعْوَتِی وَ یَجْمَعَ الْخَلْقَ عَلَی تَوْحِیدِی ثُمَّ لَأُدِیمَنَّ مُلْكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَیَّامَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: تمام الخبر فی باب فضلهم علی الملائكة و المراد بالأسباب طرق السماوات كما فی قوله تعالی حكایة عن فرعون لَعَلِّی أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ (2) أو الوسائل التی یتوصل بها إلی مقاصده كما فی قوله تعالی

ص: 312


1- 1. تراه فی علل الشرائع ج 1 ص 5- 7 و فی عیون أخبار الرضا ج 1 ص 262- 264 و الحدیث مختصر ذكر المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- ذیل الخبر، و قد رواه الصدوق فی كمال الدین ج 1 ص 366- 369، فكان ینبغی أن یذكر رمزك أیضا.
2- 2. المؤمن: 36 و 37.

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً(1) و الأول أظهر كما سیأتی فی الخبر.

قال الطبرسی فی تفسیر الأولی المعنی لعلی أبلغ الطرق من سماء إلی سماء و قیل أبلغ أبواب طرق السماوات و قیل منازل السماوات و قیل أتسبب و أتوصل به إلی مرادی و إلی علم ما غاب عنی.

«6»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی حَدِیثٍ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ قَتَلَ ذَرَارِیَّ قَتَلَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بِفِعَالِ آبَائِهَا فَقَالَ علیه السلام هُوَ كَذَلِكَ فَقُلْتُ وَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری (2) مَا مَعْنَاهُ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ فِی جَمِیعِ أَقْوَالِهِ وَ لَكِنْ ذَرَارِیُّ قَتَلَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَرْضَوْنَ بِفِعَالِ آبَائِهِمْ وَ یَفْتَخِرُونَ بِهَا وَ مَنْ رَضِیَ شَیْئاً كَانَ كَمَنْ أَتَاهُ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ بِالْمَشْرِقِ فَرَضِیَ بِقَتْلِهِ رَجُلٌ بِالْمَغْرِبِ لَكَانَ الرَّاضِی عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرِیكَ الْقَاتِلِ وَ إِنَّمَا یَقْتُلُهُمُ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا خَرَجَ لِرِضَاهُمْ بِفِعْلِ آبَائِهِمْ قَالَ قُلْتُ لَهُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَبْدَأُ الْقَائِمُ مِنْكُمْ إِذَا قَامَ قَالَ یَبْدَأُ بِبَنِی شَیْبَةَ فَیَقْطَعُ أَیْدِیَهُمْ لِأَنَّهُمْ سُرَّاقُ بَیْتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«7»- یر، [بصائر الدرجات] حَمْزَةُ بْنُ یَعْلَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّبْعِیِّ عَنْ رُفَیْدٍ مَوْلَی ابْنِ هُبَیْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَسِیرُ الْقَائِمُ بِسِیرَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی أَهْلِ السَّوَادِ فَقَالَ لَا یَا رُفَیْدُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ سَارَ فِی أَهْلِ السَّوَادِ بِمَا فِی الْجَفْرِ الْأَبْیَضِ وَ إِنَّ الْقَائِمَ یَسِیرُ فِی الْعَرَبِ بِمَا فِی الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ قَالَ فَأَمَرَّ إِصْبَعَهُ عَلَی حَلْقِهِ فَقَالَ هَكَذَا یَعْنِی الذَّبْحَ ثُمَّ قَالَ یَا رُفَیْدُ إِنَّ لِكُلِّ أَهْلِ بَیْتٍ نَجِیباً شَاهِداً عَلَیْهِمْ شَافِعاً لِأَمْثَالِهِمْ.

بیان: المراد بالنجیب كل الأئمة علیهم السلام أو القائم علیه السلام و الأول أظهر.

«8»- ع، [علل الشرائع] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی زُهَیْرٍ شَبِیبِ بْنِ أَنَسٍ

ص: 313


1- 1. الكهف: 90.
2- 2. الأنعام 164 و الحدیث فی العیون ج 1 ص 273 و علل الشرائع ج 1 ص 219.

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ-(1)

أَیْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ أَحْسَبُهُ مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّاسَ یُقْطَعُ عَلَیْهِمْ بَیْنَ الْمَدِینَةِ وَ مَكَّةَ فَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهُمْ وَ لَا یَأْمَنُونَ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ یُقْتَلُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَسَكَتَ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا بَا حَنِیفَةَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً-(2) أَیْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ الْكَعْبَةُ قَالَ أَ فَتَعْلَمُ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ حِینَ وَضَعَ الْمَنْجَنِیقَ عَلَی ابْنِ الزُّبَیْرِ فِی الْكَعْبَةِ فَقَتَلَهُ كَانَ آمِناً فِیهَا قَالَ فَسَكَتَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْجَوَابُ فِی الْمَسْأَلَتَیْنِ فَقَالَ یَا بَا بَكْرٍ سِیرُوا فِیها لَیالِیَ وَ أَیَّاماً آمِنِینَ فَقَالَ مَعَ قَائِمِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً فَمَنْ بَایَعَهُ وَ دَخَلَ مَعَهُ وَ مَسَحَ عَلَی یَدِهِ وَ دَخَلَ فِی عَقْدِ أَصْحَابِهِ كَانَ آمِناً الْخَبَرَ(3).

«9»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَا لَوْ قَامَ قَائِمُنَا لَقَدْ رُدَّتْ إِلَیْهِ الْحُمَیْرَاءُ حَتَّی یَجْلِدَهَا الْحَدَّ وَ حَتَّی یَنْتَقِمَ لِابْنَةِ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةَ علیها السلام مِنْهَا

ص: 314


1- 1. السبأ 18.
2- 2. آل عمران 97.
3- 3. تراه فی العلل ج 1 ص 83- 86 و الحدیث مختصر و قد روی الكلینی فی الروضة ص 311 مثل ذلك فی قتادة بن دعامة. و فی بعض الروایات أنّه دخل علی أبی جعفر علیه السلام قاض من قضاة الكوفة و لم یسمه و فی بعضها أنّه الحسن البصری راجع تفسیر البرهان ج 3 ص 212- 216. و قال المصنّف فی شرح الحدیث؛ اعلم أن المشهور بین المفسرین أن الآیة لبیان حال تلك القری فی زمان قوم سبأ، و لكن یظهر من كثیر من أخبارنا أن الامر متوجه الی هذه الأمة أو الخطاب عام یشملهم.

قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ یَجْلِدُهَا الْحَدَّ قَالَ لِفِرْیَتِهَا عَلَی أُمِّ إِبْرَاهِیمَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ قُلْتُ فَكَیْفَ أَخَّرَهُ اللَّهُ لِلْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَحْمَةً وَ بَعَثَ الْقَائِمَ علیه السلام نَقِمَةً(1).

أقول: قد مرت قصة فریتها فی كتاب أحوال نبینا صلی اللّٰه علیه وآله (2)

و كتاب الفتن.

«10»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْحَجَرِ ثُمَّ یَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ ثُمَّ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی بِاللَّهِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی آدَمَ فَأَنَا أَوْلَی بِآدَمَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَی بِنُوحٍ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی إِبْرَاهِیمَ فَأَنَا أَوْلَی بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی مُوسَی فَأَنَا أَوْلَی بِمُوسَی أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی عِیسَی فَأَنَا أَوْلَی بِعِیسَی أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنَا أَوْلَی بِمُحَمَّدٍ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی كِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی بِكِتَابِ اللَّهِ ثُمَّ یَنْتَهِی إِلَی الْمَقَامِ فَیُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ یَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ

ص: 315


1- 1. رواه الصدوق فی نوادر كتابه علل الشرائع ج 2 ص 267.
2- 2. و ممّا أخرجه المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- فی باب عدد أولاد النبیّ و أحوالهم ج 22 من الطبعة الحدیثة ما هذا لفظه: ل: فیما احتج به أمیر المؤمنین علی أهل الشوری قال: نشدتكم باللّٰه هل علمتم أن عائشة قالت لرسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: ان إبراهیم لیس منك و انه ابن فلان القبطی!؟ قال: یا علی اذهب فاقتله، فقلت یا رسول اللّٰه إذا بعثتنی أكون كالمسمار المحماة فی الوبر؟ أو أتثبت؟ قال: لا بل تثبت! فذهبت. فلما نظر الی استند الی الحائط فطرح نفسه فیه فطرحت نفسی علی أثره فصعد علی نخل و صعدت خلفه فلما رآنی قد صعدت رمی بازاره فإذا لیس له شی ء ممّا یكون للرجال، فجئت فاخبرت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فقال: الحمد للّٰه الذی صرف عنا السوء أهل البیت؟ فقالوا: اللّٰهمّ لا، فقال: اللّٰهمّ اشهد.

ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ فِی كِتَابِ اللَّهِ فِی قَوْلِهِ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ-(1) فَیَكُونُ أَوَّلُ مَنْ یُبَایِعُهُ جَبْرَئِیلَ ثُمَّ الثَّلَاثَمِائَةِ وَ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ فَمَنْ كَانَ ابْتُلِیَ بِالْمَسِیرِ وَافَی وَ مَنْ لَمْ یُبْتَلَ بِالْمَسِیرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ وَ هُوَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هُمُ الْمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(2) قَالَ الْخَیْرَاتُ الْوَلَایَةُ وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(3) وَ هُمْ وَ اللَّهِ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام یَجْتَمِعُونَ وَ اللَّهِ إِلَیْهِ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَإِذَا جَاءَ إِلَی الْبَیْدَاءِ یَخْرُجُ إِلَیْهِ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ فَیَأْمُرُ اللَّهُ الْأَرْضَ فَتَأْخُذُ بِأَقْدَامِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ یَعْنِی الْقَائِمَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ أَنَّی لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ وَ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ ما یَشْتَهُونَ یَعْنِی أَلَّا یُعَذَّبُوا كَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ یَعْنِی مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ هَلَكُوا إِنَّهُمْ كانُوا فِی شَكٍّ مُرِیبٍ (4).

«11»- ل، [الخصال] الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: بِنَا یَفْتَحُ اللَّهُ وَ بِنَا یَخْتِمُ اللَّهُ وَ بِنَا یَمْحُو مَا یَشَاءُ وَ بِنَا یُثْبِتُ وَ بِنَا یَدْفَعُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ وَ بِنَا یُنَزِّلُ الْغَیْثَ فَ لا یَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ مَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ مُنْذُ حَبَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا لَأَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ لَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَ لَذَهَبَتِ الشَّحْنَاءُ مِنْ قُلُوبِ الْعِبَادِ وَ اصْطَلَحَتِ السِّبَاعُ وَ الْبَهَائِمُ حَتَّی تَمْشِی الْمَرْأَةُ بَیْنَ الْعِرَاقِ إِلَی الشَّامِ لَا تَضَعُ قَدَمَیْهَا إِلَّا عَلَی النَّبَاتِ وَ عَلَی رَأْسِهَا زَبِیلُهَا لَا یُهَیِّجُهَا سَبُعٌ وَ لَا تَخَافُهُ.

«12»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ

ص: 316


1- 1. النمل: 62.
2- 2. البقرة: 148.
3- 3. هود: 8.
4- 4. السبأ: 51- 54.

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ شِیعَتِنَا الْعَاهَةَ وَ جَعَلَ قُلُوبَهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِیدِ وَ جَعَلَ قُوَّةَ الرَّجُلِ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ یَكُونُونَ حُكَّامَ الْأَرْضِ وَ سَنَامَهَا.

«13»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمْدَانَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مَرْیَمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: یَا بَا مُحَمَّدٍ كَأَنِّی أَرَی نُزُولَ الْقَائِمِ فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَ عِیَالِهِ قُلْتُ یَكُونُ مَنْزِلَهُ قَالَ نَعَمْ هُوَ مَنْزِلُ إِدْرِیسَ علیه السلام وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ الْمُقِیمُ فِیهِ كَالْمُقِیمِ فِی فُسْطَاطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَ قَلْبُهُ یَحِنُّ إِلَیْهِ وَ مَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ الْمَلَائِكَةُ یَأْوُونَ إِلَی هَذَا الْمَسْجِدِ یَعْبُدُونَ اللَّهَ فِیهِ یَا بَا مُحَمَّدٍ أَمَا إِنِّی لَوْ كُنْتُ بِالْقُرْبِ مِنْكُمْ مَا صَلَّیْتُ صَلَاةً إِلَّا فِیهِ ثُمَّ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا انْتَقَمَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ وَ لَنَا أَجْمَعِینَ.

«14»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ أَخَوَیْهِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا لَوْ قَدْ قَامَ لَقَدْ أَخَذَ بَنِی شَیْبَةَ وَ قَطَعَ أَیْدِیَهُمْ وَ طَافَ بِهِمْ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللَّهِ الْخَبَرَ(1).

«15»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ قَائِمَنَا فَقُتِلَ مَعَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ شَهِیدَیْنِ وَ مَنْ قَتَلَ بَیْنَ یَدَیْهِ عَدُوّاً لَنَا كَانَ لَهُ أَجْرُ عِشْرِینَ شَهِیداً الْخَبَرَ.

«16»- د، [العدد القویة] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ الْعِلْمَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

ص: 317


1- 1. تراه فی العلل ج 2 ص 96 و ما ذكره المصنّف- رحمه اللّٰه- ذیل حدیث لا صدره.

لَیَنْبُتُ فِی قَلْبِ مَهْدِیِّنَا كَمَا یَنْبُتُ الزَّرْعُ عَلَی أَحْسَنِ نَبَاتِهِ فَمَنْ بَقِیَ مِنْكُمْ حَتَّی یَرَاهُ فَلْیَقُلْ حِینَ یَرَاهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ.

«17»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الطَّائِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: حَدِیثُنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ أَوْ مَدِینَةٌ حَصِینَةٌ فَإِذَا وَقَعَ أَمْرُنَا وَ جَاءَ مَهْدِیُّنَا كَانَ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِنَا أَجْرَی مِنْ لَیْثٍ وَ أَمْضَی مِنْ سِنَانٍ یَطَأُ عَدُوَّنَا بِرِجْلَیْهِ وَ یَضْرِبُهُ بِكَفَّیْهِ وَ ذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ فَرَجِهِ عَلَی الْعِبَادِ.

«18»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ رُفَیْدٍ مَوْلَی أَبِی هُبَیْرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا رُفَیْدُ كَیْفَ أَنْتَ إِذَا رَأَیْتَ أَصْحَابَ الْقَائِمِ قَدْ ضَرَبُوا فَسَاطِیطَهُمْ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ ثُمَّ أَخْرَجَ الْمِثَالَ الْجَدِیدَ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا هُوَ قَالَ الذَّبْحُ قَالَ قُلْتُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یَسِیرُ فِیهِمْ بِمَا سَارَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی أَهْلِ السَّوَادِ قَالَ لَا یَا رُفَیْدُ إِنَّ عَلِیّاً سَارَ بِمَا فِی الْجَفْرِ الْأَبْیَضِ وَ هُوَ الْكَفُّ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ سَیَظْهَرُ عَلَی شِیعَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِنَّ الْقَائِمَ یَسِیرُ بِمَا فِی الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ وَ هُوَ الذَّبْحُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَظْهَرُ عَلَی شِیعَتِهِ.

«19»- یر، [بصائر الدرجات] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُجَاشِعٍ عَنْ مُعَلًّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: كَانَ عَصَا مُوسَی علیه السلام لآِدَمَ فَصَارَتْ إِلَی شُعَیْبٍ ثُمَّ صَارَتْ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ إِنَّهَا لَعِنْدَنَا وَ إِنَّ عَهْدِی بِهَا آنِفاً وَ هِیَ خَضْرَاءُ كَهَیْئَتِهَا حِینَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرِهَا وَ إِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَا لِیَصْنَعَ كَمَا كَانَ مُوسَی یَصْنَعُ بِهَا وَ إِنَّهَا لَتَرُوعُ وَ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ وَ تَصْنَعُ كَمَا تُؤْمَرُ وَ إِنَّهَا حَیْثُ أَقْبَلَتْ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ تُفْتَحُ لَهَا شَفَتَانِ (1)

إِحْدَاهُمَا فِی الْأَرْضِ وَ الْأُخْرَی فِی السَّقْفِ

ص: 318


1- 1. لها شعبتان، خ ل، و هكذا فی روایة الكافی ج 1 ص 231، و لم یخرجه المصنّف. راجع كمال الدین ج 2 ص 391. و فیه سقط.

وَ بَیْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا.

ك، [إكمال الدین] أبی عن محمد بن یحیی عن سلمة: مثله.

«20»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَمَسَّ صَدْرَكَ فَقَالَ افْعَلْ فَمَسِسْتُ صَدْرَهُ وَ مَنَاكِبَهُ فَقَالَ وَ لِمَ یَا بَا مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی سَمِعْتُ أَبَاكَ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ الْقَائِمَ وَاسِعُ الصَّدْرِ مُسْتَرْسِلُ الْمَنْكِبَیْنِ عَرِیضُ مَا بَیْنَهُمَا فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أَبِی لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَتْ تُسْحَبُ عَلَی الْأَرْضِ وَ إِنِّی لَبِسْتُهَا فَكَانَتْ وَ كَانَتْ وَ إِنَّهَا تَكُونُ مِنَ الْقَائِمِ كَمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُشَمَّرَةً كَأَنَّهُ تُرْفَعُ نِطَاقُهَا بِحَلْقَتَیْنِ وَ لَیْسَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ جَازَ أَرْبَعِینَ.

یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ هِیَ عَلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مُشَمَّرَةٌ كَمَا كَانَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

إیضاح: قوله علیه السلام فكانت و كانت أی كانت قریبة من الاستواء و التقدیر و كانت مستویة و كانت زائدة قوله علیه السلام مشمرة أی مرتفعة أذیالها عن الأرض و المراد بنطاقها ما یرسل قدامها و المعنی أنها كانت قصیرة علیه بحیث یظن الرائی أنه رفع نطاقها و شدها علی وسطه بحلقتین.

و فی بعض النسخ كانت و لعل المعنی أنه صلی اللّٰه علیه و آله كان یشدها لسهولة الحركات لا لطولها و یحتمل أن یكون المراد بالنطاق المنطقة التی تشد فوق الدرع.

قوله علیه السلام من جاز أربعین أی فی الصورة أی صاحب هذا الأمر یری دائما أنه فی سن أربعین و لا یؤثر فیه الشیب و لا یغیره.

«21»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَنْ تَذْهَبَ الدُّنْیَا حَتَّی یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَحْكُمُ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ آلِ دَاوُدَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ بَیِّنَةً(1).

ص: 319


1- 1. و رواه و الذی بعده الكلینی فی الكافی ج 1 ص 397 فراجع.

«22»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ یَقُولُ: لَا یَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنِّی یَحْكُمُ بِحُكُومَةِ آلِ دَاوُدَ لَا یَسْأَلُ عَنْ بَیِّنَةٍ یُعْطِی كُلَّ نَفْسٍ حُكْمَهَا.

«23»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْبِیَاءُ أَنْتُمْ قَالَ لَا قُلْتُ فَقَدْ حَدَّثَنِی مَنْ لَا أَتَّهِمُ أَنَّكَ قُلْتَ إِنَّكُمْ أَنْبِیَاءُ قَالَ مَنْ هُوَ أَبُو الْخَطَّابِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كُنْتَ إِذاً أَهْجَرَ [كُنْتُ إِذاً أَهْجُرُ] قَالَ قُلْتُ فَبِمَا تَحْكُمُونَ قَالَ نَحْكُمُ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ.

بیان: قوله علیه السلام كنت إذا أهجر علی صیغة الخطاب و أَهْجَرَ علی أفعل التفضیل من الهجر بمعنی الهذیان أی الآن حیث ظهر أنك اعتمدت علی قول أبی الخطاب الكذاب ظهر كثرة هذیانك أو علی صیغة التكلم و كذا أَهْجُرُ أیضا علی التكلم و یكون علی الاستفهام التوبیخی أی علی قولك حیث تصدق أبا الخطاب فی ذلك فأنا عند هذا القول كنت هاذیا إذ لا یصدر من العاقل مثل ذلك فی حال العقل.

«24»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ فُضَیْلٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ بَیِّنَةً.

«25»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَائِمِ إِذَا قَامَ بِمَ یَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ شَیْ ءٍ لِحُمَّی الرِّبْعِ فَأَغْفَلْتُ ذِكْرَ الْحُمَّی فَجَاءَ الْجَوَابُ سَأَلْتَ عَنِ الْإِمَامِ فَإِذَا قَامَ یَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ كَقَضَاءِ دَاوُدَ علیه السلام لَا یَسْأَلُ الْبَیِّنَةَ الْخَبَرَ.

«26»- یر، [بصائر الدرجات] ختص، [الإختصاص] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ الدُّهْنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ (1) فَقَالَ یَا مُعَاوِیَةُ مَا یَقُولُونَ فِی هَذَا قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَ

ص: 320


1- 1. الرحمن: 41.

اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَعْرِفُ الْمُجْرِمِینَ بِسِیمَاهُمْ فِی الْقِیَامَةِ فَیَأْمُرُ بِهِمْ فَیُؤْخَذُ بِنَوَاصِیهِمْ وَ أَقْدَامِهِمْ فَیُلْقَوْنَ فِی النَّارِ فَقَالَ لِی وَ كَیْفَ یَحْتَاجُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی مَعْرِفَةِ خَلْقٍ أَنْشَأَهُمْ وَ هُمْ خَلْقُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَلِكَ قَالَ لَوْ قَامَ قَائِمُنَا أَعْطَاهُ اللَّهُ السِّیمَاءَ فَیَأْمُرُ بِالْكَافِرِ فَیُؤْخَذُ بِنَوَاصِیهِمْ وَ أَقْدَامِهِمْ ثُمَّ یَخْبِطُ بِالسَّیْفِ خَبْطاً.

بیان: الخبط الضرب الشدید.

«27»- یر، [بصائر الدرجات] ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ وَ أَبُو سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَا الْقَرْنَیْنِ قَدْ خُیِّرَ السَّحَابَیْنِ فَاخْتَارَ الذَّلُولَ وَ ذَخَرَ لِصَاحِبِكُمُ الصَّعْبَ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الصَّعْبُ قَالَ مَا كَانَ مِنْ سَحَابٍ فِیهِ رَعْدٌ وَ صَاعِقَةٌ أَوْ بَرْقٌ فَصَاحِبُكُمْ یَرْكَبُهُ أَمَا إِنَّهُ سَیَرْكَبُ السَّحَابَ وَ یَرْقَی فِی الْأَسْبَابِ أَسْبَابِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ خَمْسٌ عَوَامِرُ وَ اثْنَتَانِ خَرَابَانِ.

یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن محمد عن علی بن سنان عن عبد الرحیم عن أبی جعفر علیه السلام: مثله- ختص، [الإختصاص] ابن عیسی عن ابن سنان عمن حدثه عن عبد الرحیم: مثله.

«28»- یر، [بصائر الدرجات] ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ أَبِی یَحْیَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ خَیَّرَ ذَا الْقَرْنَیْنِ السَّحَابَیْنِ الذَّلُولَ وَ الصَّعْبَ فَاخْتَارَ الذَّلُولَ وَ هُوَ مَا لَیْسَ فِیهِ بَرْقٌ وَ لَا رَعْدٌ وَ لَوِ اخْتَارَ الصَّعْبَ لَمْ یَكُنْ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ ادَّخَرَهُ لِلْقَائِمِ علیه السلام.

«29»- ك، [إكمال الدین] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام: لَا دِینَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا تَقِیَّةَ لَهُ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِیَّةِ قَبْلَ خُرُوجِ قَائِمِنَا فَمَنْ تَرَكَهَا قَبْلَ

خُرُوجِ قَائِمِنَا فَلَیْسَ مِنَّا فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْقَائِمُ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ الرَّابِعُ مِنْ وُلْدِی ابْنُ سَیِّدَةِ الْإِمَاءِ یُطَهِّرُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ وَ یُقَدِّسُهَا مِنْ كُلِّ ظُلْمٍ

ص: 321

وَ هُوَ الَّذِی یَشُكُّ النَّاسُ فِی وِلَادَتِهِ وَ هُوَ صَاحِبُ الْغَیْبَةِ قَبْلَ خُرُوجِهِ فَإِذَا خَرَجَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ وَضَعَ مِیزَانَ الْعَدْلِ بَیْنَ النَّاسِ فَلَا یَظْلِمُ أَحَدٌ أَحَداً وَ هُوَ الَّذِی تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ وَ لَا یَكُونُ لَهُ ظِلٌّ وَ هُوَ الَّذِی یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِهِ یَسْمَعُهُ جَمِیعُ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالدُّعَاءِ إِلَیْهِ یَقُولُ أَلَا إِنَّ حُجَّةَ اللَّهِ قَدْ ظَهَرَ عِنْدَ بَیْتِ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ فَإِنَّ الْحَقَّ مَعَهُ وَ فِیهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (1).

عم، [إعلام الوری] عن علی: مثله.

«30»- ك، [إكمال الدین] الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ أَنَا صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ وَ لَكِنِّی لَسْتُ بِالَّذِی أَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ كَیْفَ أَكُونُ ذَاكَ عَلَی مَا تَرَی مِنْ ضَعْفِ بَدَنِی وَ إِنَّ الْقَائِمَ هُوَ الَّذِی إِذَا خَرَجَ كَانَ فِی سِنِّ الشُّیُوخِ وَ مَنْظَرِ الشَّبَابِ (2) قَوِیّاً فِی بَدَنِهِ حَتَّی لَوْ مَدَّ یَدَهُ إِلَی أَعْظَمِ شَجَرَةٍ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ لَقَلَعَهَا وَ لَوْ صَاحَ بَیْنَ الْجِبَالِ لَتَدَكْدَكَتْ صُخُورُهَا یَكُونُ مَعَهُ عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ ذَاكَ الرَّابِعُ مِنْ وُلْدِی یُغَیِّبُهُ اللَّهُ فِی سِتْرِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ یُظْهِرُهُ فَیَمْلَأُ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

عم، [إعلام الوری] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ كَأَنِّی بِهِمْ آیِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا نِدَاءً یَسْمَعُ مَنْ بَعُدَ كَمَا یَسْمَعُ مَنْ قَرُبَ یَكُونُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً لِلْكَافِرِینَ.

«31»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی (3)

عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِ

ص: 322


1- 1. الشعراء: 4، و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 42.
2- 2. الشباب- بالفتح- جمع شاب. و فی المصدر ج 2 ص 48 الشبان- كرمان و هو أیضا جمع شاب.
3- 3. ما بین العلامتین ساقط عن الأصل المطبوع راجع المصدر ج 2 ص 64. و قد روی بهذا السند فی علله ج 1 ص 49 و 50، فراجع.

عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ ذَا الْقَرْنَیْنِ كَانَ عَبْداً صَالِحاً جَعَلَهُ اللَّهُ حُجَّةً عَلَی عِبَادِهِ فَدَعَا قَوْمَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَرَهُمْ بِتَقْوَاهُ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ فَغَابَ عَنْهُمْ زَمَاناً حَتَّی قِیلَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ ثُمَّ ظَهَرَ وَ رَجَعَ إِلَی قَوْمِهِ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ أَلَا وَ فِیكُمْ مَنْ هُوَ عَلَی سُنَّتِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَّنَ لَهُ فِی الْأَرْضِ وَ آتَاهُ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ سَبَباً وَ بَلَغَ

الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیُجْرِی سُنَّتَهُ فِی الْقَائِمِ مِنْ وُلْدِی وَ یُبَلِّغُهُ شَرْقَ الْأَرْضِ وَ غَرْبَهَا حَتَّی لَا یَبْقَی سَهْلٌ وَ لَا مَوْضِعٌ مِنْ سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ [جَبَلٌ] وَطِئَهُ ذُو الْقَرْنَیْنِ إِلَّا وَطِئَهُ وَ یُظْهِرُ اللَّهُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ وَ مَعَادِنَهَا وَ یَنْصُرُهُ بِالرُّعْبِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ أَمَرَ بِهَدْمِ الْمَنَارِ وَ الْمَقَاصِیرِ الَّتِی فِی الْمَسَاجِدِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لِأَیِّ مَعْنَی هَذَا فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ مَعْنَی هَذَا أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ مُبْتَدَعَةٌ لَمْ یَبْنِهَا نَبِیٌّ وَ لَا حُجَّةٌ(1).

«33»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ یَخْرُجُ مَعَ الْقَائِمِ علیه السلام فَإِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّهُ یَخْرُجُ مَعَهُ مِثْلُ عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا قَالَ مَا یَخْرُجُ إِلَّا فِی أُولِی قُوَّةٍ وَ مَا یَكُونُ أُولُو الْقُوَّةِ أَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ آلَافٍ (2).

بیان: المعنی أنه علیه السلام لا تنحصر أصحابه فی الثلاثمائة و ثلاثة عشر بل هذا العدد هم المجتمعون عنده فی بدو خروجه.

«34»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: الْمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ

ص: 323


1- 1. المصدر ص 131.
2- 2. تراه فی المصدر ج 2 ص 368.

فَیُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(1) وَ هُمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام.

«35»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: ذَكَرْنَا خُرُوجَ الْقَائِمِ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ كَیْفَ لَنَا بِعِلْمِ ذَلِكَ فَقَالَ یُصْبِحُ أَحَدُكُمْ وَ تَحْتَ رَأْسِهِ صَحِیفَةٌ عَلَیْهَا مَكْتُوبٌ طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ(2).

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ یَكُونُ فِی رَایَةِ الْمَهْدِیِّ الرِّفْعَةُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (3).

«36»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ-(4)

فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا نَزَلَ تَأْوِیلُهَا بَعْدُ وَ لَا یَنْزِلُ تَأْوِیلُهَا حَتَّی یَخْرُجَ الْقَائِمُ علیه السلام فَإِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ یَبْقَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ لَا مُشْرِكٌ بِالْإِمَامِ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ حَتَّی لَوْ كَانَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ فِی بَطْنِ صَخْرَةٍ لَقَالَتْ یَا مُؤْمِنُ فِی بَطْنِی كَافِرٌ فَاكْسِرْنِی وَ اقْتُلْهُ.

«37»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام مِنْ مَكَّةَ یُنَادِی مُنَادِیهِ أَلَا لَا یَحْمِلَنَّ أَحَدٌ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ حَمَلَ مَعَهُ حَجَرُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیهما السلام وَ هُوَ وِقْرُ بَعِیرٍ فَلَا یَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا انْفَجَرَتْ مِنْهُ عُیُونٌ فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَ مَنْ كَانَ ظَمْآناً [ظَمْآنَ] رَوِیَ وَ رَوِیَتْ دَوَابُّهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا

ص: 324


1- 1. البقرة: 148 و الحدیث فی كمال الدین ج 2 ص 368، و فی سنده:« عن محمّد بن سنان، عن ضریس، عن أبی الجارود خالد القماط» و الصحیح ما فی الصلب.
2- 2. النور: 53.
3- 3. فی المصدر ج 2 ص 369« البیعة للّٰه» عزّ و جلّ.
4- 4. براءة: 34. و الحدیث فی باب النوادر ج 2 ص 386 من كمال الدین و هكذا الأحادیث الآتیة.

النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام و محمد بن الحسن بن جمهور عن الحسن بن محمد بن جمهور عن أبیه عن سلیمان بن سماعة عن أبی الجارود: مثله

یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (1)

وَ فِیهِ إِلَّا انْبَعَثَ عَیْنٌ مِنْهُ وَ فِیهِ وَ مَنْ كَانَ ظَامِئاً(2)

رَوِیَ فَهُوَ زَادُهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا إِلَی آخِرِهِ.

«38»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عَلَیْهِ السَّلَامُ لَمْ یَقُمْ بَیْنَ یَدَیْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الرَّحْمَنِ إِلَّا عَرَفَهُ صَالِحٌ هُوَ أَمْ طَالِحٌ أَلَا وَ فِیهِ آیَةٌ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ هِیَ السَّبِیلُ الْمُقِیمُ (3).

«39»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: دَمَانِ فِی الْإِسْلَامِ حَلَالٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَقْضِی فِیهِمَا أَحَدٌ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ الْقَائِمَ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ فَیَحْكُمُ فِیهِمَا بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرِیدُ فِیهِ بَیِّنَةً الزَّانِی الْمُحْصَنُ یَرْجُمُهُ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ یَضْرِبُ رَقَبَتَهُ.

«40»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْقَائِمِ عَلَی ظَهْرِ نَجَفَ [النَّجَفِ] فَإِذَا اسْتَوَی عَلَی ظَهْرِ النَّجَفِ-(4) رَكِبَ فَرَساً أَدْهَمَ أَبْلَقَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ شِمْرَاخٌ ثُمَّ یَنْتَفِضُ بِهِ فَرَسُهُ فَلَا یَبْقَی أَهْلُ بَلْدَةٍ إِلَّا وَ هُمْ یَظُنُّونَ أَنَّهُ

ص: 325


1- 1. و رواه الكلینی أیضا عن أبی سعید الخراسانیّ بلفظ البصائر: ج 1 ص 231. و تراه فی كمال الدین ج 2 ص 387، غیبة النعمانیّ ص 125.
2- 2. فی الأصل المطبوع: ظمآنا و هو تصحیف.
3- 3. فی الأصل المطبوع:« السبیل المستقیم» و هو تصحیف. و فی المصدر باب النوادر ج 2 ص 388« و هی بسبیل مقیم» اشارة الی قوله تعالی فی سورة الحجر: 75« إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ * وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ».
4- 4. ساقط من الأصل المطبوع.

مَعَهُمْ فِی بِلَادِهِمْ فَإِذَا نَشَرَ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْحَطَّ عَلَیْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً كُلُّهُمْ یَنْتَظِرُونَ الْقَائِمَ علیه السلام وَ هُمُ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ علیه السلام فِی السَّفِینَةِ وَ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام حَیْثُ أُلْقِیَ فِی النَّارِ وَ كَانُوا مَعَ عِیسَی علیه السلام حِینَ رُفِعَ وَ أَرْبَعَةُ آلَافٍ مُسَوِّمِینَ وَ مُرْدِفِینَ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ الَّذِینَ هَبَطُوا یُرِیدُونَ الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَلَمْ یُؤْذَنْ لَهُمْ فَصَعِدُوا فِی الِاسْتِئْذَانِ وَ هَبَطُوا وَ قَدْ قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَهُمْ شُعْثٌ غُبْرٌ یَبْكُونَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مَا بَیْنَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ إِلَی السَّمَاءِ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ.

بیان: قال الجوهری الشمراخ غرة الفرس إذا دقت و سالت و جللت الخیشوم و لم تبلغ الجحفلة.

«41»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْقَائِمِ قَدْ ظَهَرَ عَلَی نَجَفِ الْكُوفَةِ فَإِذَا ظَهَرَ عَلَی النَّجَفِ نَشَرَ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَهْوِی بِهَا إِلَی أَحَدٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ تَكُونُ مَعَهُ أَوْ یُؤْتَی بِهَا قَالَ بَلْ یُؤْتَی بِهَا یَأْتِیهِ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام.

«42»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْقَائِمِ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْأَلْوِیَةِ وَ هُمْ حُكَّامُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ عَلَی خَلْقِهِ حَتَّی یَسْتَخْرِجَ مِنْ قَبَائِهِ كِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ عَهْدٌ مَعْهُودٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ فَلَا یَبْقَی مِنْهُمْ إِلَّا الْوَزِیرُ وَ أَحَدَ عَشَرَ نَقِیباً كَمَا بَقُوا مَعَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام فَیَجُولُونَ فِی الْأَرْضِ فَلَا یَجِدُونَ عَنْهُ مَذْهَباً فَیَرْجِعُونَ إِلَیْهِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُ الْكَلَامَ الَّذِی یَقُولُ لَهُمْ فَیَكْفُرُونَ بِهِ.

توضیح: أجفل القوم أی هربوا مسرعین.

ص: 326

«43»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی هَرَاسَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِأَصْحَابِ الْقَائِمِ وَ قَدْ أَحَاطُوا بِمَا بَیْنَ الْخَافِقَیْنِ لَیْسَ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ هُوَ مُطِیعٌ لَهُمْ حَتَّی سِبَاعُ الْأَرْضِ وَ سِبَاعُ الطَّیْرِ تَطْلُبُ رِضَاهُمْ فِی كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی تَفْخَرَ الْأَرْضُ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولَ مَرَّ بِی الْیَوْمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ.

«44»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا كَانَ یَقُولُ لُوطٌ علیه السلام لَوْ أَنَّ لِی بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِی إِلی رُكْنٍ شَدِیدٍ-(1)

إِلَّا تَمَنِیّاً لِقُوَّةِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ لَا ذَكَرَ إِلَّا شِدَّةَ أَصْحَابِهِ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ یُعْطَی قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ إِنَّ قَلْبَهُ لَأَشَدُّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِیدِ وَ لَوْ مَرُّوا بِجِبَالِ الْحَدِیدِ لَقَطَعُوهَا لَا یَكُفُّونَ سُیُوفَهُمْ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

«45»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَ تَدْرِی مَا كَانَ قَمِیصُ یُوسُفَ علیه السلام قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ نَزَلَ إِلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالْقَمِیصِ وَ أَلْبَسَهُ إِیَّاهُ فَلَمْ یَضُرَّهُ مَعَهُ حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَعَلَهُ فِی تَمِیمَةٍ وَ عَلَّقَهُ عَلَی إِسْحَاقَ علیه السلام وَ عَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلَی یَعْقُوبَ علیه السلام فَلَمَّا وُلِدَ یُوسُفُ عَلَّقَهُ عَلَیْهِ وَ كَانَ فِی عَضُدِهِ حَتَّی كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ فَلَمَّا أَخْرَجَهُ یُوسُفُ علیه السلام مِنَ التَّمِیمَةِ وَجَدَ یَعْقُوبُ رِیحَهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنِّی لَأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ-(2)

فَهُوَ ذَلِكَ الْقَمِیصُ الَّذِی مِنَ الْجَنَّةِ

ص: 327


1- 1. هود: 80 و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 390.
2- 2. یوسف: 94. و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 391 و قد رواه فی العلل أیضا ج 1 ص 50. و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 232 و لم یخرجه المصنّف عنهما.

قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِلَی مَنْ صَارَ هَذَا الْقَمِیصُ قَالَ إِلَی أَهْلِهِ وَ هُوَ مَعَ قَائِمِنَا إِذَا خَرَجَ ثُمَّ قَالَ كُلُّ نَبِیٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَیْرَهُ فَقَدِ انْتَهَی إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

یج، [الخرائج و الجرائح] عن المفضل: مثله.

«46»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّهُ إِذَا تَنَاهَتِ الْأُمُورُ إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ رَفَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُ كُلَّ مُنْخَفِضٍ مِنَ الْأَرْضِ وَ خَفَضَ لَهُ كُلَّ مُرْتَفِعٍ حَتَّی تَكُونَ الدُّنْیَا عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ رَاحَتِهِ فَأَیُّكُمْ لَوْ كَانَتْ فِی رَاحَتِهِ شَعْرَةٌ لَمْ یُبْصِرْهَا.

«47»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ مَوْلًی لِبَنِی شَیْبَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ كَمَلَتْ بِهَا أَحْلَامَهُمْ (1).

كا، [الكافی] الحسین بن محمد عن المعلی: مثله.

«48»- مل، [كامل الزیارات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِالْقَائِمِ علیه السلام عَلَی نَجَفِ الْكُوفَةِ وَ قَدْ لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَنْتَفِضُ هُوَ بِهَا فَتَسْتَدِیرُ عَلَیْهِ فَیَغْشَاهَا بِخِدَاجَةٍ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ یَرْكَبُ فَرَساً أَدْهَمَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ شِمْرَاخٌ فَیَنْتَفِضُ بِهِ انْتِفَاضَةً لَا یَبْقَی أَهْلُ بِلَادٍ إِلَّا وَ هُمْ یَرَوْنَ أَنَّهُ مَعَهُمْ فِی بِلَادِهِمْ فَیَنْشُرُ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمُودُهَا مِنْ عَمُودِ الْعَرْشِ وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللَّهِ لَا یَهْوِی بِهَا إِلَی شَیْ ءٍ أَبَداً إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ فَإِذَا هَزَّهَا لَمْ یَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ كَزُبَرِ الْحَدِیدِ وَ یُعْطَی الْمُؤْمِنُ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ لَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ مَیِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَیْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِی قَبْرِهِ وَ ذَلِكَ حَیْثُ یَتَزَاوَرُونَ فِی قُبُورِهِمْ وَ یَتَبَاشَرُونَ بِقِیَامِ الْقَائِمِ فَیَنْحَطُّ عَلَیْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ آلافَ [أَلْفَ] مَلَكٍ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً قُلْتُ كُلُّ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَةُ قَالَ نَعَمْ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ فِی السَّفِینَةِ وَ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام

ص: 328


1- 1. تراه فی الكافی ج 1 ص 25 و فیه« وضع اللّٰه یده» و المصدر ج 2 ص 392.

حِینَ أُلْقِیَ فِی النَّارِ وَ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ مُوسَی حِینَ فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ الَّذِینَ كَانُوا مَعَ عِیسَی حِینَ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مُسَوِّمِینَ وَ أَلْفٌ مُرْدِفِینَ وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَلَائِكَةً بَدْرِیِّینَ وَ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ هَبَطُوا یُرِیدُونَ الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَلَمْ یُؤْذَنْ لَهُمْ فِی الْقِتَالِ فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ یَبْكُونَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ رَئِیسُهُمْ مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ فَلَا یَزُورُهُ زَائِرٌ إِلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَ لَا یُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إِلَّا شَیَّعُوهُ وَ لَا یَمْرَضُ مَرِیضٌ إِلَّا عَادُوهُ وَ لَا یَمُوتُ مَیِّتٌ إِلَّا صَلَّوْا عَلَی جِنَازَتِهِ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ كُلُّ هَؤُلَاءِ فِی الْأَرْضِ یَنْتَظِرُونَ قِیَامَ الْقَائِمِ إِلَی وَقْتِ خُرُوجِهِ علیه السلام.

نی، [الغیبة] للنعمانی عبد الواحد عن محمد بن جعفر عن أبی جعفر الهمدانی عن موسی بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن عمرو بن أبان: مثله- و عن ابن عقدة عن علی بن الحسن عن الحسن و محمد ابنی علی بن یوسف عن سعدان بن مسلم عن ابن تغلب: مثله (1)

بیان: الخداجة لم أر لها معنی مناسبا و فی نی الخداعة و هی أیضا كذلك و لا یبعد أن یكون من الخدع و الستر أی الثوب یستر الدرع أو یخدع الناس لكون الدرع مستورا تحته و یمكن أن یكون الأول مصحف الخلاجة و الخلاج ككتان نوع من البرود لها خطط و كونه من إستبرق لا یخلو من إشكال و لعله محمول علی ما كان مخلوطا بالقطن.

«49»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ بِمَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ وَ لَوْ قَدْ جَاءَ أَمْرُنَا لَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ مَنْ هُوَ الْیَوْمَ مُقِیمٌ عَلَی عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ (2).

بیان: لعل المراد أن أكثر أعوان الحق و أنصار التشیع فی هذا الیوم جماعة لا نصیب لهم فی الدین و لو ظهر الأمر و خرج القائم یخرج من هذا الدین

ص: 329


1- 1. راجع غیبة النعمانیّ ص 166.
2- 2. راجع المصدر ص 288 و هكذا الحدیث الآتی.

من یعلم الناس أنه كان مقیما علی عبادة الأوثان حقیقة أو مجازا و كان الناس یحسبونه مؤمنا أو أنه عند ظهور القائم یشتغل بعبادة الأوثان و سیأتی ما یؤیده و لا یبعد أن یكون فی الأصل لقد خرج معه فتأمل.

«50»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ الْحِمَّانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُذَیْلِ قَالَ: لَا یَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَجْتَمِعَ كُلُّ مُؤْمِنٍ بِالْكُوفَةِ.

«51»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا دَخَلَ الْقَائِمُ الْكُوفَةَ لَمْ یَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ هُوَ بِهَا أَوْ یَجِی ءُ إِلَیْهَا وَ هُوَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ سِیرُوا بِنَا إِلَی هَذِهِ الطَّاغِیَةِ فَیَسِیرُ إِلَیْهِ (1).

إیضاح: و هو قول أمیر المؤمنین من كلام أبی جعفر علیه السلام و یحتمل الرواة و فاعل یقول القائم علیه السلام و لعل المراد بالطاغیة السفیانی.

«52»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَبَشِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَزَالٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ اسْتَغْنَی الْعِبَادُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَ یُعَمَّرُ الرَّجُلُ فِی مُلْكِهِ حَتَّی یُولَدَ لَهُ أَلْفُ ذَكَرٍ لَا یُولَدُ فِیهِمْ أُنْثَی وَ یَبْنِی فِی ظَهْرِ الْكُوفَةِ مَسْجِداً لَهُ أَلْفُ بَابٍ وَ یَتَّصِلُ بُیُوتُ الْكُوفَةِ بِنَهَرِ كَرْبَلَاءَ بِالْحِیرَةِ حَتَّی یَخْرُجَ الرَّجُلُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَی بَغْلَةٍ سَفْوَاءَ یُرِیدُ الْجُمُعَةَ فَلَا یُدْرِكُهَا(2).

إیضاح: بغلة سفواء خفیفة سریعة.

«53»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُحَمَّدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَالِكٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بُنَانٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ

ص: 330


1- 1. راجع غیبة الشیخ ص 290.
2- 2. تری هذه الروایات فی كتاب الغیبة آخر فصل منه ص 295- 300-

طَوِیلٍ قَالَ: یَدْخُلُ الْمَهْدِیُّ الْكُوفَةَ وَ بِهَا ثَلَاثُ رَایَاتٍ قَدِ اضْطَرَبَتْ بَیْنَهَا فَتَصْفُو لَهُ فَیَدْخُلُ حَتَّی یَأْتِیَ الْمِنْبَرَ وَ یَخْطُبَ وَ لَا یَدْرِی النَّاسُ مَا یَقُولُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ هُوَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَأَنِّی بِالْحَسَنِیِّ وَ الْحُسَیْنِیِّ وَ قَدْ قَادَاهَا فَیُسَلِّمُهَا إِلَی الْحُسَیْنِیِّ فَیُبَایِعُونَهُ فَإِذَا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِیَةُ قَالَ النَّاسُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الصَّلَاةُ خَلْفَكَ تُضَاهِی الصَّلَاةَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَسْجِدُ لَا یَسَعُنَا فَیَقُولُ أَنَا مُرْتَادٌ لَكُمْ-(1) فَیَخْرُجُ إِلَی الْغَرِیِّ فَیَخُطُّ مَسْجِداً لَهُ أَلْفُ بَابٍ یَسَعُ النَّاسَ عَلَیْهِ أَصِیصٌ وَ یَبْعَثُ فَیَحْفِرُ مِنْ خَلْفِ قَبْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَهُمْ نَهَراً یَجْرِی إِلَی الْغَرِیَّیْنِ حَتَّی یَنْبِذَ فِی النَّجَفِ وَ یَعْمَلُ عَلَی فُوَّهَتِهِ قَنَاطِرَ وَ أَرْحَاءَ فِی السَّبِیلِ وَ كَأَنِّی بِالْعَجُوزِ وَ عَلَی رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِیهِ بُرٌّ حَتَّی تَطْحَنَهُ بِكَرْبَلَاءَ.

عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] فی روایة عمرو بن شمر عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (2)

بیان: قال الفیروزآبادی أص الشی ء برق و الأصیص كأمیر الرعدة و الذعر و البناء المحكم و الأصیصة البیوت المتقاربة و هم أصیصة واحدة أی مجتمعة و تأصصوا اجتمعوا.

«54»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: ذَكَرَ مَسْجِدَ السَّهْلَةِ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ مَنْزِلُ صَاحِبِنَا إِذَا قَدِمَ بِأَهْلِهِ (3).

كا، [الكافی] محمد بن یحیی عن علی بن الحسن عن عثمان: مثله.

«55»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ قَائِمَنَا فَلْیَقُلْ حِینَ یَرَاهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ.

ص: 331


1- 1. ارتاد الشی ء ارتیادا: طلبه فهو مرتاد، أی أنا أطلب لكم مسجدا یسعكم.
2- 2. تراه فی الإرشاد ص 341 و اللفظ مختلف.
3- 3. و رواه الإرشاد ص 341 و لم یخرجه المصنّف. و الكلینی رواه فی كتاب الفروع ج 3 ص 495.

«56»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ مُوسَی ابْتُلُوا بِنَهَرٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِیكُمْ بِنَهَرٍ-(1)

وَ إِنَّ أَصْحَابَ الْقَائِمِ یُبْتَلَوْنَ بِمِثْلِ ذَلِكَ.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن الحسین عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازی عن محمد بن علی الكوفی عن ابن أبی هاشم: مثله.

«57»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْقَائِمُ یَهْدِمُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ حَتَّی یَرُدَّهُ إِلَی أَسَاسِهِ وَ مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَسَاسِهِ وَ یَرُدُّ الْبَیْتَ إِلَی مَوْضِعِهِ وَ أَقَامَهُ عَلَی أَسَاسِهِ وَ قَطَعَ أَیْدِیَ بَنِی شَیْبَةَ السُّرَّاقِ وَ عَلَّقَهَا عَلَی الْكَعْبَةِ.

«58»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَوْلَتُنَا آخِرُ الدُّوَلِ وَ لَنْ یَبْقَی أَهْلُ بَیْتٍ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا مَلَكُوا قَبْلَنَا لِئَلَّا یَقُولُوا إِذَا رَأَوْا سِیرَتَنَا إِذَا مَلِكْنَا سِرْنَا مِثْلَ سِیرَةِ هَؤُلَاءِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (2).

«59»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ جَاءَ بِأَمْرٍ(3) غَیْرِ الَّذِی كَانَ.

«60»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی حَدِیثٍ لَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ مَبْنِیّاً بِخَزَفٍ وَ دِنَانٍ (4)

وَ طِینٍ فَقَالَ وَیْلٌ لِمَنْ

ص: 332


1- 1. البقرة: 249 و الحدیث فی غیبة الشیخ ص 297 و النعمانیّ ص 171.
2- 2. الأعراف: 127، القصص: 83.
3- 3. فی الأصل المطبوع« جاءنا من غیر الذی كان» و هو تصحیف.
4- 4. قال فی الأقرب:« الدن بالفتح: الراقود العظیم، لا یقعد الا ان یحفر له و الجمع دنان» و المراد بناء حیطانه من الخزف و كسرات الدنان بدلا من الاجر المطبوخ.

هَدَمَكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ سَهَّلَ هَدْمَكَ وَ وَیْلٌ لِبَانِیكَ بِالْمَطْبُوخِ الْمُغَیِّرِ قِبْلَةَ نُوحٍ طُوبَی لِمَنْ شَهِدَ هَدْمَكَ مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَیْتِی أُولَئِكَ خِیَارُ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ الْعِتْرَةِ.

«61»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی حَدِیثٍ لَهُ اخْتَصَرْنَاهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ دَخَلَ الْكُوفَةَ وَ أَمَرَ بِهَدْمِ الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ حَتَّی یَبْلُغَ أَسَاسَهَا وَ یُصَیِّرُهَا عَرِیشاً كَعَرِیشِ مُوسَی وَ یَكُونُ الْمَسَاجِدُ كُلُّهَا جَمَّاءَ لَا شُرَفَ لَهَا كَمَا كَانَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُوَسِّعُ الطَّرِیقَ الْأَعْظَمَ فَیَصِیرُ سِتِّینَ ذِرَاعاً وَ یَهْدِمُ كُلَّ مَسْجِدٍ عَلَی الطَّرِیقِ وَ یَسُدُّ كُلَّ كُوَّةٍ إِلَی الطَّرِیقِ وَ كُلَّ جَنَاحٍ وَ كَنِیفٍ وَ مِیزَابٍ إِلَی الطَّرِیقِ وَ یَأْمُرُ اللَّهُ الْفَلَكَ فِی زَمَانِهِ فَیُبْطِئُ فِی دَوْرِهِ حَتَّی یَكُونَ الْیَوْمُ فِی أَیَّامِهِ كَعَشَرَةِ أَیَّامٍ وَ الشَّهْرُ كَعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَ السَّنَةُ كَعَشْرِ سِنِینَ مِنْ سِنِیكُمْ ثُمَّ لَا یَلْبَثُ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی یَخْرُجَ عَلَیْهِ مَارِقَةُ الْمَوَالِی بِرُمَیْلَةِ الدَّسْكَرَةِ عَشَرَةُ آلَافٍ شِعَارُهُمْ یَا عُثْمَانُ یَا عُثْمَانُ فَیَدْعُو رَجُلًا مِنَ الْمَوَالِی فَیُقَلِّدُهُ سَیْفَهُ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُهُمْ حَتَّی لَا یَبْقَی مِنْهُمْ أَحَدٌ ثُمَّ یَتَوَجَّهُ إِلَی كَابُلْ شَاهَ وَ هِیَ مَدِینَةٌ لَمْ یَفْتَحْهَا أَحَدٌ قَطُّ غَیْرُهُ فَیَفْتَحُهَا ثُمَّ یَتَوَجَّهُ إِلَی الْكُوفَةِ فَیُنْزِلُهَا وَ یَكُونُ دَارَهُ وَ یُبَهْرِجُ (1)

سَبْعِینَ قَبِیلَةً مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ تَمَامَ الْخَبَرِ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ یَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِینِیَّةَ وَ الرُّومِیَّةَ وَ بِلَادَ الصِّینِ.

«62»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُوسَی الْأَبَّارِ(2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اتَّقِ الْعَرَبَ فَإِنَّ لَهُمْ خَبَرَ سَوْءٍ أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَخْرُجْ مَعَ الْقَائِمِ مِنْهُمْ وَاحِدٌ.

«63»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ حَكِیمِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَصْحَابُ

ص: 333


1- 1. بهرج الدماء: أهدرها و أبطلها، و فی الأصل المطبوع« یهرج» و معنی الهرج: الفتنة و الاختلاط و القتل.
2- 2. الأبار صانع الابرة و بائعها.

الْمَهْدِیِّ شَبَابٌ لَا كُهُولَ فِیهِمْ إِلَّا مِثْلَ كُحْلِ الْعَیْنِ وَ الْمِلْحِ فِی الزَّادِ وَ أَقَلُّ الزَّادِ الْمِلْحُ.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن الحسین عن محمد بن یحیی عن محمد بن الحسن الرازی عن محمد بن علی الكوفی عن عبد الرحمن بن أبی هاشم: مثله (1).

«64»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ النَّهْمِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْبَنَّاءِ(2)

عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یُبَایِعُ الْقَائِمَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ نَیِّفٌ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ فِیهِمُ النُّجَبَاءُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ 11 وَ الْأَبْدَالُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ الْأَخْیَارُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَیُقِیمُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یُقِیمَ.

«65»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَزَالُ النَّاسُ یَنْقُصُونَ حَتَّی لَا یُقَالَ اللَّهُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّینِ بِذَنَبِهِ فَیَبْعَثُ اللَّهُ قَوْماً مِنْ أَطْرَافِهَا وَ یَجِیئُونَ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُهُمْ وَ أَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَ قَبَائِلَهُمْ وَ اسْمَ أَمِیرِهِمْ وَ هُمْ قَوْمٌ یَحْمِلُهُمُ اللَّهُ كَیْفَ شَاءَ مِنَ الْقَبِیلَةِ الرَّجُلَ وَ الرَّجُلَیْنِ حَتَّی بَلَغَ تِسْعَةً فَیَتَوَافَوْنَ مِنَ الْآفَاقِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ-(3) حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ لَیَحْتَبِی فَلَا یَحُلُّ حِبْوَتَهُ حَتَّی یُبَلِّغَهُ اللَّهُ ذَلِكَ.

بیان: قال الجزری الیعسوب السید و الرئیس و المقدم أصله فحل النحل و منه حدیث علی علیه السلام إنه ذكر فتنة فقال إذا كان ذلك ضرب یعسوب الدین بذنبه أی فارق أهل الفتنة و ضرب فی الأرض ذاهبا فی أهل دینه و أتباعه الذین یتبعونه علی رأیه و هم الأذناب.

و قال الزمخشری الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة و الثبات یعنی أنه یثبت هو و من تبعه علی الدین.

ص: 334


1- 1. الحدیث فی غیبة الشیخ ص 298. و فی غیبة النعمانیّ ص 170.
2- 2. كذا فی المصدر ص 299، و فی الأصل المطبوع: الثنا. فتحرر.
3- 3. البقرة: 148، و الحدیث فی المصدر ص 299.

«66»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: مَنْ قَاتَلَنَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ فَكَأَنَّمَا قَاتَلَنَا مَعَ الدَّجَّالِ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّائِیُّ سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام عَمَّنْ قَاتَلَنَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ صَاحِبَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ هُوَ الْمَهْدِیُّ.

«67»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بِمَكَّةَ وَ أَرَادَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْكُوفَةِ نَادَی مُنَادِیهِ أَلَا لَا یَحْمِلُ أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ یَحْمِلُ حَجَرَ مُوسَی الَّذِی انْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً فَلَا یَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا نَصَبَهُ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ الْعُیُونُ فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَ مَنْ كَانَ ظَمْآنَ رَوِیَ فَیَكُونُ زَادُهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا النَّجَفَ مِنْ ظَاهِرِ الْكُوفَةِ فَإِذَا نَزَلُوا ظَاهِرَهَا انْبَعَثَ مِنْهُ الْمَاءُ وَ اللَّبَنُ دَائِماً فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ وَ مَنْ كَانَ عَطْشَاناً رَوِیَ.

«68»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَهْلَ بَیْتِی مِنْ ذِی عَاهَةٍ بَرَأَ وَ مِنْ ذِی ضَعْفٍ قَوِیَ.

«69»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَاعْتَمَدْتُ عَلَی یَدِی فَبَكَیْتُ وَ قُلْتُ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُدْرِكَ هَذَا الْأَمْرَ وَ بِی قُوَّةٌ فَقَالَ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّ أَعْدَاءَكُمْ یَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ أَنْتُمْ آمِنُونَ فِی بُیُوتِكُمْ إِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ أُعْطِیَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ جُعِلَ قُلُوبُكُمْ كَزُبَرِ الْحَدِیدِ لَوْ قَذَفْتُمْ بِهَا الْجِبَالَ فَلَقَتْهَا وَ أَنْتُمْ قُوَّامُ الْأَرْضِ وَ خُزَّانُهَا(1).

كا، [الكافی] محمد بن یحیی عن ابن عیسی عن الأهوازی عن فضالة عن ابن عمیرة عن الحضرمی: مثله بیان قوله علیه السلام لو قذفتم بها الجبال إما ترشیح للتشبیه السابق أو المراد أنها تكون فی قوة العزم بحیث لو عزمت علی فلق الجبال لتهیأ لكم و فی الكافی لقلعتها(2).

ص: 335


1- 1. قوام الأرض ای القائمین بأمور الخلق فی الأرض و حكامهم فیها، و الخزان أی یجعل الإمام علیه السلام ضبط أموال المسلمین الیهم. منه رحمه اللّٰه.
2- 2. راجع روضة الكافی ص 294.

«70»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ نَزَعَ الْخَوْفَ مِنْ قُلُوبِ شِیعَتِنَا وَ أَسْكَنَهُ قُلُوبَ أَعْدَائِنَا فَوَاحِدُهُمْ أَمْضَی مِنْ سِنَانٍ وَ أَجْرَی مِنْ لَیْثٍ یَطْعَنُ عَدُوَّهُ بِرُمْحِهِ وَ یَضْرِبُهُ بِسَیْفِهِ وَ یَدُوسُهُ بِقَدَمِهِ.

«71»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهِ عُقُولَهُمْ وَ أَكْمَلَ بِهِ أَخْلَاقَهُمْ.

«72»- یج، [الخرائج و الجرائح] أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ مَدَّ اللَّهُ لِشِیعَتِنَا فِی أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ حَتَّی لَا یَكُونَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقَائِمِ بَرِیدٌ-(1)

یُكَلِّمُهُمْ فَیَسْمَعُونَ وَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَكَانِهِ.

كا، [الكافی] أبو علی الأشعری عن الحسن بن علی الكوفی عن العباس بن عامر: مثله.

«73»- یج، [الخرائج و الجرائح] مُوسَی بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْعِلْمُ سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ حَرْفاً فَجَمِیعُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ حَرْفَانِ فَلَمْ یَعْرِفِ النَّاسُ حَتَّی الْیَوْمِ غَیْرَ الْحَرْفَیْنِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا أَخْرَجَ الْخَمْسَةَ وَ الْعِشْرِینَ حَرْفاً فَبَثَّهَا فِی النَّاسِ وَ ضَمَّ إِلَیْهَا الْحَرْفَیْنِ حَتَّی یَبُثَّهَا سَبْعَةً وَ عِشْرِینَ حَرْفاً.

«74»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِطَائِرٍ أَبْیَضَ فَوْقَ الْحَجَرِ فَیَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهِ رَجُلٌ یَحْكُمُ بَیْنَ النَّاسِ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ لَا یَبْتَغِی بَیِّنَةً.

«75»- شا، [الإرشاد] الْحَجَّالُ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ

ص: 336


1- 1. البرید: الفیج و الرسول و ما یسمی بالفارسیة« پیك» و« پست» و الحدیث فی روضة الكافی ص 241.

الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِالْقَائِمِ علیه السلام عَلَی نَجَفِ الْكُوفَةِ وَ قَدْ سَارَ إِلَیْهَا مِنْ مَكَّةَ فِی خَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یُفَرِّقُ الْجُنُودَ فِی الْبِلَادِ(1).

«76»- شا، [الإرشاد] فِی رِوَایَةِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام بَنَی فِی ظَهْرِ الْكُوفَةِ مَسْجِداً لَهُ أَلْفُ بَابٍ وَ اتَّصَلَتْ بُیُوتُ الْكُوفَةِ بِنَهَرِ كَرْبَلَاءَ.

«77»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ یَمْلِكُ الْقَائِمُ علیه السلام فَقَالَ سَبْعَ سِنِینَ یَطُولُ الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی تَكُونَ السَّنَةُ مِنْ سِنِیهِ مِقْدَارَ عَشْرِ سِنِینَ مِنْ سِنِیكُمْ فَیَكُونُ سِنُو مُلْكِهِ سَبْعِینَ سَنَةً مِنْ سِنِیكُمْ هَذِهِ وَ إِذَا آنَ قِیَامُهُ مُطِرَ النَّاسُ جُمَادَی الْآخِرَةَ وَ عَشَرَةَ أَیَّامٍ مِنْ رَجَبٍ مَطَراً لَمْ تَرَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهُ فَیُنْبِتُ اللَّهُ بِهِ لُحُومَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَبْدَانَهُمْ فِی قُبُورِهِمْ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ مُقْبِلِینَ مِنْ قِبَلِ جُهَیْنَةَ یَنْفُضُونَ شُعُورَهُمْ مِنَ التُّرَابِ.

وَ رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ اسْتَغْنَی الْعِبَادُ عَنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَ ذَهَبَتِ الظَّلَمَةُ وَ یُعَمَّرُ الرَّجُلُ فِی مُلْكِهِ حَتَّی یُولَدَ لَهُ أَلْفُ ذَكَرٍ لَا تُولَدُ فِیهِمْ أُنْثَی وَ تُظْهِرُ الْأَرْضُ كُنُوزَهَا حَتَّی تَرَاهَا النَّاسُ عَلَی وَجْهِهَا وَ یَطْلُبُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مَنْ یَصِلُهُ بِمَالِهِ وَ یَأْخُذُ مِنْ زَكَاتِهِ لَا یُوجَدُ أَحَدٌ یَقْبَلُ مِنْهُ ذَلِكَ اسْتَغْنَی النَّاسُ بِمَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ.

«78»- شا، [الإرشاد] رَوَی الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْقَائِمِ فِی الْخُرُوجِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ وَ نَاشَدَهُمْ بِاللَّهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَی حَقِّهِ وَ أَنْ یَسِیرَ فِیهِمْ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَعْمَلَ فِیهِمْ بِعَمَلِهِ فَیَبْعَثُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام حَتَّی یَأْتِیَهُ فَیَنْزِلُ عَلَی الْحَطِیمِ ثُمَّ یَقُولُ لَهُ إِلَی أَیِّ شَیْ ءٍ تَدْعُو فَیُخْبِرُهُ الْقَائِمُ علیه السلام فَیَقُولُ جَبْرَئِیلُ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یُبَایِعُكَ ابْسُطْ یَدَكَ فَیَمْسَحُ عَلَی یَدِهِ وَ قَدْ وَافَاهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَیُبَایِعُونَهُ وَ یُقِیمُ بِمَكَّةَ

ص: 337


1- 1. تری هذه الأحادیث المرویة عن الإرشاد فی ص 341- 345.

حَتَّی یَتِمَّ أَصْحَابُهُ عَشَرَةَ آلَافٍ أَنْفُسٍ ثُمَّ یَسِیرُ مِنْهَا إِلَی الْمَدِینَةِ.

«79»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام أَقَامَ خَمْسَمِائَةٍ مِنْ قُرَیْشٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ ثُمَّ أَقَامَ خَمْسَمِائَةٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ ثُمَّ خَمْسَمِائَةٍ أُخْرَی-(1) حَتَّی یَفْعَلَ ذَلِكَ سِتَّ مَرَّاتٍ قُلْتُ وَ یَبْلُغُ عَدَدُ هَؤُلَاءِ هَذَا قَالَ نَعَمْ مِنْهُمْ وَ مِنْ مَوَالِیهِمْ.

«80»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ هَدَمَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ حَتَّی یَرُدَّهُ إِلَی أَسَاسِهِ وَ حَوَّلَ الْمَقَامَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ فِیهِ وَ قَطَعَ أَیْدِیَ بَنِی شَیْبَةَ وَ عَلَّقَهَا عَلَی بَابِ الْكَعْبَةِ وَ كَتَبَ عَلَیْهَا هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ الْكَعْبَةِ.

«81»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام سَارَ إِلَی الْكُوفَةِ فَیَخْرُجُ مِنْهَا بِضْعَةَ عَشَرَ آلاف [أَلْفَ] أَنْفُسٍ یُدْعَوْنَ الْبُتْرِیَّةَ(2) عَلَیْهِمُ السِّلَاحُ فَیَقُولُونَ لَهُ ارْجِعْ مِنْ حَیْثُ جِئْتَ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِی بَنِی فَاطِمَةَ فَیَضَعُ فِیهِمُ السَّیْفَ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ یَدْخُلُ الْكُوفَةَ فَیَقْتُلُ بِهَا كُلَّ مُنَافِقٍ مُرْتَابٍ وَ یَهْدِمُ قُصُورَهَا وَ یَقْتُلُ مُقَاتِلِیهَا حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ عَزَّ وَ عَلَا.

«82»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام جَاءَ بِأَمْرٍ جَدِیدٍ كَمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ فِی بَدْوِ الْإِسْلَامِ إِلَی أَمْرٍ جَدِیدٍ.

«83»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَلِیُّ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ حَكَمَ بِالْعَدْلِ وَ ارْتَفَعَ فِی أَیَّامِهِ الْجَوْرُ وَ أَمِنَتْ بِهِ السُّبُلُ وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ بَرَكَاتِهَا وَ رَدَّ كُلَّ حَقٍّ إِلَی أَهْلِهِ وَ لَمْ یَبْقَ أَهْلُ دِیْنٍ حَتَّی یُظْهِرُوا الْإِسْلَامَ وَ یَعْتَرِفُوا بِالْإِیمَانِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (3)

ص: 338


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع، راجع الإرشاد ص 343.
2- 2. البتریة- بالضم- من طوائف الزیدیة تنسب الی المغیرة بن سعد كان یلقب بالابتر كذا فی القاموس.
3- 3. آل عمران: 83، و الحدیث فی المصدر ص 344.

وَ حَكَمَ بَیْنَ النَّاسِ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ حُكْمِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَحِینَئِذٍ تُظْهِرُ الْأَرْضُ كُنُوزَهَا وَ تُبْدِی بَرَكَاتِهَا وَ لَا یَجِدُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ یَوْمَئِذٍ مَوْضِعاً لِصَدَقَتِهِ وَ لَا لِبِرِّهِ لِشُمُولِ الْغِنَی جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ دَوْلَتَنَا آخِرُ الدُّوَلِ وَ لَمْ یَبْقَ أَهْلُ بَیْتٍ لَهُمْ دَوْلَةٌ إِلَّا مَلَكُوا قَبْلَنَا لِئَلَّا یَقُولُوا إِذَا رَأَوْا سِیرَتَنَا إِذَا مَلَكْنَا سِرْنَا بِمِثْلِ سِیرَةِ هَؤُلَاءِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (1).

«84»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ سَارَ إِلَی الْكُوفَةِ فَهَدَمَ بِهَا أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ وَ لَمْ یَبْقَ مَسْجِدٌ عَلَی الْأَرْضِ لَهُ شُرَفٌ إِلَّا هَدَمَهَا وَ جَعَلَهَا جَمَّاءَ وَ وَسَّعَ الطَّرِیقَ الْأَعْظَمَ وَ كَسَرَ كُلَّ جَنَاحٍ خَارِجٍ عَنِ الطَّرِیقِ وَ أَبْطَلَ الْكُنُفَ وَ الْمَیَازِیبَ إِلَی الطُّرُقَاتِ وَ لَا یَتْرُكُ بِدْعَةً إِلَّا أَزَالَهَا وَ لَا سُنَّةً إِلَّا أَقَامَهَا وَ یَفْتَتِحُ قُسْطَنْطِینِیَّةَ وَ الصِّینَ وَ جِبَالَ الدَّیْلَمِ فَیَمْكُثُ عَلَی ذَلِكَ سَبْعَ سِنِینَ مِقْدَارُ كُلِّ سَنَةٍ عَشْرُ سِنِینَ مِنْ سِنِیكُمْ هَذِهِ ثُمَّ یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ تَطُولُ السِّنُونَ قَالَ یَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی الْفَلَكَ بِاللُّبُوثِ وَ قِلَّةِ الْحَرَكَةِ فَتَطُولُ الْأَیَّامُ لِذَلِكَ وَ السِّنُونَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ الْفَلَكَ إِذَا تَغَیَّرَ فَسَدَ قَالَ ذَلِكَ قَوْلُ الزَّنَادِقَةِ فَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ فَلَا سَبِیلَ لَهُمْ إِلَی ذَلِكَ وَ قَدْ شَقَّ اللَّهُ الْقَمَرَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَدَّ الشَّمْسَ مِنْ قَبْلِهِ لِیُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَ أَخْبَرَ بِطُولِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَنَّهُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

«85»- شا، [الإرشاد] رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام ضَرَبَ فَسَاطِیطَ لِمَنْ یُعَلِّمُ النَّاسَ الْقُرْآنَ عَلَی مَا أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَأَصْعَبُ مَا یَكُونُ عَلَی مَنْ حَفِظَهُ الْیَوْمَ لِأَنَّهُ یُخَالِفُ فِیهِ التَّأْلِیفَ.

«86»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام حَكَمَ بَیْنَ النَّاسِ بِحُكْمِ دَاوُدَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی بَیِّنَةٍ یُلْهِمُهُ اللَّهُ تَعَالَی فَیَحْكُمُ بِعِلْمِهِ وَ یُخْبِرُ كُلَّ قَوْمٍ بِمَا اسْتَبْطَنُوهُ وَ یَعْرِفُ وَلِیَّهُ مِنْ عَدُوِّهِ بِالتَّوَسُّمِ قَالَ اللَّهُ

ص: 339


1- 1. الأعراف: 127، القصص: 83.

سُبْحَانَهُ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ (1).

«87»- شا، [الإرشاد] رُوِیَ: أَنَّ مُدَّةَ دَوْلَةِ الْقَائِمِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً یَطُولُ أَیَّامُهَا وَ شُهُورُهَا عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ وَ هَذَا أَمْرٌ مُغَیَّبٌ عَنَّا وَ إِنَّمَا أُلْقِیَ إِلَیْنَا مِنْهُ مَا یَفْعَلُهُ اللَّهُ تَعَالَی بِشَرْطٍ یَعْلَمُهُ مِنَ الْمَصَالِحِ الْمَعْلُومَةِ جَلَّ اسْمُهُ فَلَسْنَا نَقْطَعُ عَلَی أَحَدِ الْأَمْرَیْنِ وَ إِنْ كَانَتِ الرِّوَایَةُ بِذِكْرِ سَبْعِ سِنِینَ أَظْهَرَ وَ أَكْثَرَ.

«88»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، قَالَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْكُمْ لَعِشْنَا مَعَكُمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْنَا لَمَا كَانَ إِلَّا أَكْلُ الْجَشِبِ وَ لُبْسُ الْخَشِنِ وَ قَالَ علیه السلام لِلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ لَوْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْنَا لَمَا كَانَ إِلَّا عَیْشُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سِیرَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

«89»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً-(2) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ لَا یَبْقَی أَرْضٌ إِلَّا نُودِیَ فِیهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.

«90»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قَالَ أُنْزِلَتْ فِی الْقَائِمِ علیه السلام إِذَا خَرَجَ بِالْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الصَّابِئِینَ وَ الزَّنَادِقَةِ وَ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَ الْكُفَّارِ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا فَعَرَضَ عَلَیْهِمُ الْإِسْلَامَ فَمَنْ أَسْلَمَ طَوْعاً أَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ مَا یُؤْمَرُ بِهِ الْمُسْلِمُ وَ یَجِبُ لِلَّهِ عَلَیْهِ وَ مَنْ لَمْ یُسْلِمْ ضَرَبَ عُنُقَهُ حَتَّی لَا یَبْقَی فِی الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ أَحَدٌ إِلَّا وَحَّدَ اللَّهَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْخَلْقَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَمْراً قَلَّلَ الْكَثِیرَ وَ كَثَّرَ الْقَلِیلَ.

ص: 340


1- 1. الحجر: 75، و الحدیث فی المصدر ص 345.
2- 2. آل عمران: 83، و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 183 و هكذا الحدیث الآتی.

«91»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَكُونُ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ غَیْبَةٌ فِی بَعْضِ هَذِهِ الشِّعَابِ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی نَاحِیَةِ ذِی طُوًی حَتَّی إِذَا كَانَ قَبْلَ خُرُوجِهِ بِلَیْلَتَیْنِ انْتَهَی الْمَوْلَی الَّذِی یَكُونُ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی یَلْقَی بَعْضَ أَصْحَابِهِ فَیَقُولُ كَمْ أَنْتُمْ هَاهُنَا فَیَقُولُونَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِینَ رَجُلًا فَیَقُولُ كَیْفَ أَنْتُمْ لَوْ قَدْ رَأَیْتُمْ صَاحِبَكُمْ فَیَقُولُونَ وَ اللَّهِ لَوْ یَأْوِی بِنَا الْجِبَالَ لَآوَیْنَاهَا مَعَهُ ثُمَّ یَأْتِیهِمْ مِنَ الْقَابِلَةِ فَیَقُولُ لَهُمْ أَشِیرُوا إِلَی ذَوِی أَسْنَانِكُمْ وَ أَخْیَارِكُمْ عَشَرَةً [عَشِیرَةً] فَیُشِیرُونَ لَهُ إِلَیْهِمْ فَیَنْطَلِقُ بِهِمْ حَتَّی یَأْتُونَ صَاحِبَهُمْ وَ یَعِدُهُمْ إِلَی اللَّیْلَةِ الَّتِی تَلِیهَا ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ قَدْ أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْحَجَرِ ثُمَّ یَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ ثُمَّ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِاللَّهِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی آدَمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِآدَمَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی نُوحٍ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِنُوحٍ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی إِبْرَاهِیمُ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی مُوسَی فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِمُوسَی یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی عِیسَی فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِعِیسَی یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ یُحَاجَّنِی فِی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ یَا أَیُّهَا النَّاسُ (1)

مَنْ یُحَاجَّنِی فِی كِتَابِ اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ ثُمَّ یَنْتَهِی إِلَی الْمَقَامِ فَیُصَلِّی عِنْدَهُ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَنْشُدُ اللَّهَ حَقَّهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ-(2)

وَ جَبْرَئِیلُ عَلَی الْمِیزَابِ فِی صُورَةِ طَائِرٍ أَبْیَضَ فَیَكُونُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ یُبَایِعُهُ جَبْرَئِیلَ وَ یُبَایِعُهُ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَنِ ابْتُلِیَ فِی الْمَسِیرِ وَافَاهُ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ مَنْ لَمْ یُبْتَلَ بِالْمَسِیرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ

ص: 341


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 56.
2- 2. النمل: 62.

ثُمَّ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ قَوْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام الْمَفْقُودُونَ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً-(1) أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا قَالَ هُمْ وَ اللَّهِ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ-(2)

قَالَ یَجْتَمِعُونَ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ فَیُصْبِحُ بِمَكَّةَ فَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُجِیبُهُ نَفَرٌ یَسِیرٌ وَ یَسْتَعْمِلُ عَلَی مَكَّةَ ثُمَّ یَسِیرُ فَیَبْلُغُهُ أَنْ قَدْ قُتِلَ عَامِلُهُ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ لَا یَزِیدُ عَلَی ذَلِكَ شَیْئاً یَعْنِی السَّبْیَ ثُمَّ یَنْطَلِقُ فَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ وَ لَا یُسَمِّی أَحَداً حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْبَیْدَاءِ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ فَیَأْمُرُ اللَّهُ الْأَرْضَ فَیَأْخُذُهُمْ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِیبٍ وَ قالُوا آمَنَّا بِهِ (3) یَعْنِی بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ كَفَرُوا بِهِ یَعْنِی بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ فَلَا یَبْقَی مِنْهُمْ إِلَّا رَجُلَانِ یُقَالُ لَهُمَا وَتْرٌ وَ وُتَیْرَةٌ مِنْ مُرَادٍ وُجُوهُهُمَا فِی أَقْفِیَتِهِمَا یَمْشِیَانِ الْقَهْقَرَی یُخْبِرَانِ النَّاسَ بِمَا فُعِلَ بِأَصْحَابِهِمَا ثُمَّ یَدْخُلُ الْمَدِینَةَ فَیَغِیبُ عَنْهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قُرَیْشٌ وَ هُوَ قَوْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ اللَّهِ لَوَدَّتْ قُرَیْشٌ أَیْ عِنْدَهَا مَوْقِفاً وَاحِداً جَزْرَ جَزُورٍ بِكُلِّ مَا مَلَكَتْ وَ كُلِّ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ ثُمَّ یُحْدِثُ حَدَثاً فَإِذَا هُوَ فَعَلَ قَالَتْ قُرَیْشٌ اخْرُجُوا بِنَا إِلَی هَذِهِ الطَّاغِیَةِ فَوَ اللَّهِ أَنْ لَوْ كَانَ مُحَمَّدِیّاً مَا فَعَلَ وَ لَوْ كَانَ عَلَوِیّاً مَا فَعَلَ وَ لَوْ كَانَ فَاطِمِیّاً مَا فَعَلَ فَیَمْنَحُهُ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ فَیَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ یَسْبِی الذُّرِّیَّةَ ثُمَّ یَنْطَلِقُ حَتَّی یَنْزِلَ الشُّقْرَةَ فَیَبْلُغُهُ أَنَّهُمْ قَدْ قَتَلُوا عَامِلَهُ فَیَرْجِعُ إِلَیْهِمْ فَیَقْتُلُهُمْ مَقْتَلَةً لَیْسَ قَتْلَ

ص: 342


1- 1. البقرة: 148.
2- 2. هود: 8.
3- 3. السبأ: 51.

الْحَرَّةِ(1)

إِلَیْهَا بِشَیْ ءٍ ثُمَّ یَنْطَلِقُ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ حَتَّی إِذَا بَلَغَ إِلَی الثَّعْلَبِیَّةِ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ صُلْبِ أَبِیهِ وَ هُوَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بِبَدَنِهِ وَ أَشْجَعِهِمْ بِقَلْبِهِ مَا خَلَا صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فَیَقُولُ یَا هَذَا مَا تَصْنَعُ فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُجْفِلُ النَّاسَ إِجْفَالَ النَّعَمِ أَ فَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْ بِمَا ذَا فَیَقُولُ الْمَوْلَی الَّذِی وَلِیَ الْبَیْعَةَ وَ اللَّهِ لَتَسْكُتَنَّ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ الَّذِی فِیهِ عَیْنَاكَ فَیَقُولُ لَهُ الْقَائِمُ اسْكُتْ یَا فُلَانُ إِی وَ اللَّهِ إِنَّ مَعِی عَهْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ هَاتِ لِی یَا فُلَانُ الْعَیْبَةَ أَوِ الزِّنْفِیلَجَةَ-(2) فَیَأْتِیهِ بِهَا فَیَقْرَؤُهُ الْعَهْدُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَیَقُولُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَعْطِنِی رَأْسَكَ أُقَبِّلْهُ فَیُعْطِیهِ رَأْسَهُ فَیُقَبِّلُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ جَدِّدْ لَنَا بَیْعَةً فَیُجَدِّدُ لَهُمْ بَیْعَةً قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ مُصْعِدِینَ مِنْ نَجَفِ الْكُوفَةِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِیدِ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ یَسِیرُ الرُّعْبُ أَمَامَهُ شَهْراً وَ خَلْفَهُ شَهْراً أَمَدَّهُ اللَّهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِینَ حَتَّی إِذَا صَعِدَ النَّجَفَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ تَعَبَّدُوا لَیْلَتَكُمْ هَذِهِ فَیَبِیتُونَ بَیْنَ

ص: 343


1- 1. الحرة: هی كل أرض ذات حجارة نخرة سود، و أطراف المدینة حرات منسوبة و غیر منسوبة، و أشهرها حرة و اقم فی شرقیّ المدینة مدینة الرسول صلّی اللّٰه علیه و آله و بها سمیت وقعة مسلم بن عقبة المری. و كان سبب تلك الوقعة أن أهل المدینة بایعوا عبد اللّٰه بن حنظلة- غسیل الملائكة- بن عامر، بعد مقتل الحسین السبط الشهید ثمّ أخرجوا عامل یزید بن معاویة و خلعوه من الخلافة فبعث یزید مسلم بن عقبة فی اثنی عشر ألفا من أهل الشام فنزل حرة و اقم، و خرج إلیه أهل المدینة فكسرهم و قتلهم قتلا ذریعا و فعل و فعل، و القصة مشهورة.
2- 2. فی المصدر المطبوع:« هات یا فلان العیبة أو الطیبة أو الزنفیلجة» و أخرجه فی البرهان بلفظ« العیبة أو الطبقة أو الزنفیلجة» و الظاهر أن الطیبة و هكذا الطبقة فیهما مصحف« القفة» و الكلمات الثلاث متقارب المعنی.

رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ یَتَضَرَّعُونَ إِلَی اللَّهِ حَتَّی إِذَا أَصْبَحَ قَالَ خُذُوا بِنَا طَرِیقَ النُّخَیْلَةِ وَ عَلَی الْكُوفَةِ خَنْدَقٌ مُخَنْدَقٌ قُلْتُ خَنْدَقٌ مُخَنْدَقٌ (1) قَالَ إِی وَ اللَّهِ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی مَسْجِدِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام بِالنُّخَیْلَةِ فَیُصَلِّی فِیهِ رَكْعَتَیْنِ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ مَنْ كَانَ بِالْكُوفَةِ مِنْ مُرْجِئِهَا وَ غَیْرِهِمْ مِنْ جَیْشِ السُّفْیَانِیِّ فَیَقُولُ لِأَصْحَابِهِ اسْتَطْرِدُوا لَهُمْ ثُمَّ یَقُولُ كَرُّوا عَلَیْهِمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ لَا یَجُوزُ وَ اللَّهِ الْخَنْدَقَ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ ثُمَّ یَدْخُلُ الْكُوفَةَ فَلَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ فِیهَا أَوْ حَنَّ إِلَیْهَا وَ هُوَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ سِیرُوا إِلَی هَذِهِ الطَّاغِیَةِ فَیَدْعُو إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُعْطِیهِ السُّفْیَانِیُّ مِنَ الْبَیْعَةِ سِلْماً فَیَقُولُ لَهُ كَلْبٌ وَ هُمْ أَخْوَالُهُ مَا هَذَا مَا صَنَعْتَ وَ اللَّهِ مَا نُبَایِعُكَ عَلَی هَذَا أَبَداً فَیَقُولُ مَا أَصْنَعُ فَیَقُولُونَ اسْتَقْبِلْهُ فَیَسْتَقْبِلُهُ ثُمَّ یَقُولُ لَهُ الْقَائِمُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ خُذْ حِذْرَكَ فَإِنَّنِی أَدَّیْتُ إِلَیْكَ وَ أَنَا مُقَاتِلُكَ فَیُصْبِحُ فَیُقَاتِلُهُمْ فَیَمْنَحُهُ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ وَ یَأْخُذُ السُّفْیَانِیَّ أَسِیراً فَیَنْطَلِقُ بِهِ وَ یَذْبَحُهُ بِیَدِهِ ثُمَّ یُرْسِلُ جَرِیدَةَ خَیْلٍ إِلَی الرُّومِ لِیَسْتَحْضِرُوا بَقِیَّةَ بَنِی أُمَیَّةَ فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَی الرُّومِ قَالُوا أَخْرِجُوا إِلَیْنَا أَهْلَ مِلَّتِنَا عِنْدَكُمْ فَیَأْبَوْنَ وَ یَقُولُونَ وَ اللَّهِ لَا نَفْعَلُ فَیَقُولُ الْجَرِیدَةُ وَ اللَّهِ لَوْ أَمَرَنَا لَقَاتَلْنَاكُمْ ثُمَّ یَرْجِعُونَ إِلَی صَاحِبِهِمْ فَیَعْرِضُونَ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَیَقُولُ انْطَلِقُوا فَأَخْرِجُوا إِلَیْهِمْ أَصْحَابَهُمْ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ أَتَوْا بِسُلْطَانٍ عَظِیمٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ قَالَ یَعْنِی الْكُنُوزَ الَّتِی كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ قالُوا یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ

ص: 344


1- 1. قال فی هامش المصدر ج 2 ص 59: اختلفت النسخ هاهنا، ففی نسخة:« خندق مخندق» و فی أخری[ جند مجند] و فی ثالثة« جند مجنة» و لعلّ الظاهر ما اخترناه و هو« جند مجند» أی مجموع. قلت: بل الظاهر ما اختاره المؤلّف- رضوان اللّٰه علیه لما یأتی بعد ذلك:« و لا یجوز و اللّٰه الخندق منهم مخبر» مع أنّه لو كان علی الكوفة جند مجند، كیف یجوزها الی مسجد إبراهیم بلا قتال و مزاحمة؟.

حَصِیداً خامِدِینَ (1) لَا یَبْقَی مِنْهُمْ مُخْبِرٌ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَی الْكُوفَةِ فَیَبْعَثُ الثَّلَاثَمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا إِلَی الْآفَاقِ كُلِّهَا فَیَمْسَحُ بَیْنَ أَكْتَافِهِمْ وَ عَلَی صُدُورِهِمْ فَلَا یَتَعَایَوْنَ فِی قَضَاءٍ وَ لَا تَبْقَی أَرْضٌ إِلَّا نُودِیَ فِیهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ-(2) وَ لَا یَقْبَلُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الْجِزْیَةَ كَمَا قَبِلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ-(3) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُقَاتِلُونَ وَ اللَّهِ حَتَّی یُوَحَّدَ اللَّهُ وَ لَا یُشْرَكَ بِهِ شَیْ ءٌ وَ حَتَّی یَخْرُجَ الْعَجُوزُ الضَّعِیفَةُ مِنَ الْمَشْرِقِ تُرِیدُ الْمَغْرِبَ وَ لَا یَنْهَاهَا أَحَدٌ وَ یُخْرِجُ اللَّهُ مِنَ الْأَرْضِ بَذْرَهَا وَ یُنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ قَطْرَهَا وَ یُخْرِجُ النَّاسُ خَرَاجَهُمْ عَلَی رِقَابِهِمْ إِلَی الْمَهْدِیِّ وَ یُوَسِّعُ اللَّهُ عَلَی شِیعَتِنَا وَ لَوْ لَا مَا یُدْرِكُهُمْ مِنَ السَّعَادَةِ لَبَغَوْا فَبَیْنَا صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَدْ حَكَمَ بِبَعْضِ الْأَحْكَامِ وَ تَكَلَّمَ بِبَعْضِ السُّنَنِ إِذْ خَرَجَتْ خَارِجَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ یُرِیدُونَ الْخُرُوجَ عَلَیْهِ فَیَقُولُ لِأَصْحَابِهِ انْطَلِقُوا فَیَلْحَقُونَهُمْ فِی التَّمَّارِینِ فَیَأْتُونَهُ بِهِمْ أَسْرَی فَیَأْمُرُ بِهِمْ فَیُذْبَحُونَ وَ هِیَ آخِرُ خَارِجَةٍ یَخْرُجُ عَلَی قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ وَ حَدَّثَنِی غَیْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (4).

بیان: قوله جزر جزور أی تود قریش أن یعطوا كل ما ملكوا و كل ما

ص: 345


1- 1. الأنبیاء: 13.
2- 2. آل عمران: 83.
3- 3. البقرة: 193 و الأنفال: 39. و الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 56- 61 عند الآیة التی فی سورة الأنفال.
4- 4. لم نجده فی المصدر، و الظاهر وجود خلل و سقط فی السند فتحرر.

طلعت علیه الشمس و یأخذوا موقفا یقفون فیه و یختفون منه علیه السلام قدر زمان ذبح بعیر و یحتمل المكان أیضا و لعل المراد بإحداث الحدث إحراق الشیخین الملعونین فلذا یسمونه علیه السلام بالطاغیة.

قوله فیمنحه اللّٰه أكتافهم أی یستولی علیهم كأنه یركب أكتافهم أو كنایة عن نهایة الاقتدار علیهم كأنه یستخرج أكتافهم.

قوله علیه السلام لتجفل الناس أی تسوقهم بإسراع.

و قال الجوهری مطاردة الأقران فی الحرب حمل بعضهم علی بعض یقال هم فرسان الطراد و قد استطرد له و ذلك ضرب من المكیدة و قال یقال جریدة من خیل لجماعة جردت من سائرها لوجه و التعایی من الإعیاء و العجز و العی خلاف البیان.

«92»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ اسْتَخْرَجَ مِنْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ سَبْعَةً وَ عِشْرِینَ رَجُلًا خمسة و عشرین [خَمْسَةَ عَشَرَ] مِنْ قَوْمِ مُوسَی الَّذِینَ یَقْضُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (1) وَ سَبْعَةً مِنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَ یُوشَعَ وَصِیَّ مُوسَی وَ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ وَ أَبَا دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیَّ وَ مَالِكَ الْأَشْتَرِ.

شا، [الإرشاد] عن المفضل: مثله بتغییر و سیأتی فی الرجعة.

«93»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (2) یَكُونُ أَنْ لَا یَبْقَی أَحَدٌ إِلَّا أَقَرَّ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.وَ قَالَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنْهُ قَالَ: لِیُظْهِرَهُ اللَّهُ فِی الرَّجْعَةِ.

«94»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ یَبْقَ مُشْرِكٌ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ وَ لَا كَافِرٌ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ.

ص: 346


1- 1. إشارة الی قوله تعالی فی الأعراف: 158« وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ» و الحدیث فی العیّاشیّ ج 2 ص 32. فی ذیل الآیة.
2- 2. براءة: 33. راجع تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 87 و هكذا الحدیث الآتی.

«95»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَعْدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِمَّنْ حَضَرَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ رَجُلٍ یَقُولُ: قَدْ ثَبَتَ دَارُ صَالِحٍ وَ دَارُ عِیسَی بْنِ عَلِیٍّ وَ ذَكَرَ دُورَ الْعَبَّاسِیِّینَ فَقَالَ رَجُلٌ أَرَانَاهَا اللَّهُ خَرَاباً أَوْ خَرَّبَهَا بِأَیْدِینَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُلْ هَكَذَا بَلْ یَكُونُ مَسَاكِنَ الْقَائِمِ وَ أَصْحَابِهِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ وَ سَكَنْتُمْ فِی مَساكِنِ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (1).

«96»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عِیسَی بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَیْدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ فِطْرُ بْنُ خَلِیفَةَ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَرَّبَ إِلَیْنَا تَمْراً فَأَكَلْنَا وَ جَعَلَ یُنَاوِلُ فِطْراً مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ كَیْفَ الْحَدِیثُ الَّذِی حَدَّثْتَنِی عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ فِی الْأَبْدَالِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یَجْمَعُهُمُ اللَّهُ لِشَرِّ یَوْمٍ لِعَدُوِّنَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِنَا یُبْدَأُ الْبَلَاءُ ثُمَّ بِكُمْ وَ بِنَا یُبْدَأُ الرَّخَاءُ ثُمَّ بِكُمْ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ حَبَّبَنَا إِلَی النَّاسِ وَ لَمْ یُكَرِّهْنَا إِلَیْهِمْ.

«97»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ: فِی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ شَبَهٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِیَاءَ شَبَهٌ مِنْ مُوسَی وَ شَبَهٌ مِنْ عِیسَی وَ شَبَهٌ مِنْ یُوسُفَ وَ شَبَهٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ وَ مَا شَبَهُ مُوسَی قَالَ خَائِفٌ یَتَرَقَّبُ قُلْتُ وَ مَا شَبَهُ عِیسَی فَقَالَ قِیلَ فِیهِ مَا قِیلَ فِی عِیسَی قُلْتُ فَمَا شَبَهُ یُوسُفَ قَالَ السِّجْنُ وَ الْغَیْبَةُ قُلْتُ وَ مَا شَبَهُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا قَامَ سَارَ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّهُ یُبَیِّنُ آثَارَ مُحَمَّدٍ وَ یَضَعُ السَّیْفَ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ هَرْجاً هَرْجاً حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ قُلْتُ فَكَیْفَ یَعْلَمُ رِضَا اللَّهِ قَالَ یُلْقِی اللَّهُ فِی قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ(2).

ص: 347


1- 1. إبراهیم: 45، و الحدیث فی المصدر ج 2 ص 235.
2- 2. عرضناه علی المصدر ص 85.

«98»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ (1)

الْجُعْفِیِّ أَبِی الْحَسَنِ مِنْ كِتَابِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَعَ الْقَائِمِ علیه السلام مِنَ الْعَرَبِ شَیْ ءٌ یَسِیرٌ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ مَنْ یَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْهُمْ لَكَثِیرٌ قَالَ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ یُمَحَّصُوا وَ یُمَیَّزُوا وَ یُغَرْبَلُوا وَ سَیَخْرُجُ مِنَ الْغِرْبَالِ خَلْقٌ كَثِیرٌ.

«99»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ(2) عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یَقُولُ: لَوْ قَدْ خَرَجَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام لَنَصَرَهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ الْمُسَوِّمِینَ وَ الْمُرْدِفِینَ وَ الْمُنْزَلِینَ وَ الْكَرُوبِیِّینَ یَكُونُ جَبْرَائِیلُ أَمَامَهُ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ إِسْرَافِیلُ عَنْ یَسَارِهِ وَ الرُّعْبُ مَسِیرَةَ شَهْرٍ أَمَامَهُ وَ خَلْفَهُ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ حِذَاهُ أَوَّلُ مَنْ یَتْبَعُهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام الثَّانِی وَ مَعَهُ سَیْفٌ مُخْتَرَطٌ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ الرُّومَ وَ الصِّینَ وَ التُّرْكَ وَ الدَّیْلَمَ وَ السِّنْدَ وَ الْهِنْدَ وَ كَابُلْ شَاهَ وَ الْخَزَرَ یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام إِلَّا عَلَی خَوْفٍ شَدِیدٍ وَ زَلَازِلَ وَ فِتْنَةٍ وَ بَلَاءٍ یُصِیبُ النَّاسَ وَ طَاعُونٍ قَبْلَ ذَلِكَ وَ سَیْفٍ قَاطِعٍ بَیْنَ الْعَرَبِ وَ اخْتِلَافٍ شَدِیدٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ تَشَتُّتٍ فِی دِینِهِمْ وَ تَغَیُّرٍ مِنْ حَالِهِمْ حَتَّی یَتَمَنَّی الْمُتَمَنِّی الْمَوْتَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً مِنْ عِظَمِ مَا یَرَی مِنْ كَلَبِ النَّاسِ وَ أَكْلِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً وَ خُرُوجُهُ إِذَا خَرَجَ عِنْدَ الْإِیَاسِ وَ الْقُنُوطِ فَیَا طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَهُ وَ كَانَ مِنْ أَنْصَارِهِ وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ خَالَفَهُ

ص: 348


1- 1. هو أحمد بن یوسف بن یعقوب الجعفی أبو الحسن كما فی المصدر ص 108 و هكذا سائر الاسناد كما فی ص 23 و 102 و 104 و 106 و 122 من المصدر و ما فی الأصل المطبوع:« عن أحمد بن سعید» فهو تصحیف، و سیجی ء تحت الرقم 116.
2- 2. هو أحمد بن محمّد بن سعید المعروف بابن عقدة الحافظ یروی كثیرا عن یحیی ابن زكریا بن شیبان كما فی المصدر ص 122 و هو واضح كما مرّ علیك كثیرا و فی الأصل المطبوع:« أحمد بن عبید» و هو تصحیف.

وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ كَانَ مِنْ أَعْدَائِهِ ثُمَّ قَالَ یَقُومُ بِأَمْرٍ جَدِیدٍ وَ سُنَّةٍ جَدِیدَةٍ وَ قَضَاءٍ جَدِیدٍ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ وَ لَیْسَ شَأْنُهُ إِلَّا الْقَتْلَ وَ لَا یَسْتَنِیبُ أَحَداً وَ لَا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

بیان: لا یستنیب أحدا أی یتولی الأمور العظام بنفسه و فی بعض النسخ بالتاء أی لا یقبل التوبة ممن علم أن باطنه منطو علی الكفر و قد مر مثله و فیه لا یستبقی أحدا و هو أظهر(1).

«100»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: قَالَ لِیَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَا بِشْرُ مَا بَقَاءُ قُرَیْشٍ إِذَا قَدَّمَ الْقَائِمُ الْمَهْدِیُّ مِنْهُمْ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً ثُمَّ قَدَّمَ خَمْسَمِائَةٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً ثُمَّ قَدَّمَ خَمْسَمِائَةٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ صَبْراً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ یَبْلُغُونَ ذَلِكَ فَقَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنَّ مَوْلَی الْقَوْمِ مِنْهُمْ قَالَ فَقَالَ لِی بَشِیرُ بْنُ غَالِبٍ أَخُو بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ أَشْهَدُ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَدَّ عَلَیَّ سِتَّ عَدَّاتٍ (2).

«101»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (3)

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا بَقِیَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْعَرَبِ إِلَّا الذَّبْحُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ.

«102»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ: عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَزِیرَةِ كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَی نَفْسِهِ نَذْراً فِی جَارِیَةٍ

ص: 349


1- 1. مر مثله فی ص 231 تحت الرقم 96.
2- 2. عرضناه علی المصدر ص 123 و زاد بعده:« أو ست عددات، علی اختلاف الروایة».
3- 3. فی الأصل المطبوع: عن محمّد بن الفضل، عن إبراهیم» و هو تصحیف.

وَ جَاءَ بِهَا إِلَی مَكَّةَ قَالَ فَلَقِیتُ الْحَجَبَةَ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِخَبَرِهَا وَ جَعَلْتُ لَا أَذْكُرُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَمْرَهَا إِلَّا قَالَ جِئْنِی بِهَا وَ قَدْ وَفَی اللَّهُ نَذْرَكَ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ وَحْشَةٌ شَدِیدَةٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالَ لِی تَأْخُذُ عَنِّی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ انْظُرِ الرَّجُلَ الَّذِی یَجْلِسُ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَ حَوْلَهُ النَّاسُ وَ هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِهَذَا الْأَمْرِ فَانْظُرْ مَا یَقُولُ لَكَ فَاعْمَلْ بِهِ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ إِنِّی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِیرَةِ وَ مَعِی جَارِیَةٌ جَعَلْتُهَا عَلَیَّ نَذْراً لِبَیْتِ اللَّهِ فِی یَمِینٍ كَانَتْ عَلَیَّ وَ قَدْ أَتَیْتُ بِهَا وَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلْحَجَبَةِ وَ أَقْبَلْتُ لَا أَلْقَی مِنْهُمْ أَحَداً إِلَّا قَالَ جِئْنِی بِهَا وَ قَدْ وَفَی اللَّهُ نَذْرَكَ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ وَحْشَةٌ شَدِیدَةٌ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ الْبَیْتَ لَا یَأْكُلُ وَ لَا یَشْرَبُ فَبِعْ جَارِیَتَكَ وَ اسْتَقْصِ وَ انْظُرْ أَهْلَ بِلَادِكَ مِمَّنْ حَجَّ هَذَا الْبَیْتَ فَمَنْ عَجَزَ مِنْهُمْ عَنْ نَفَقَةٍ فَأَعْطِهِ حَتَّی یَقْوَی عَلَی الْعَوْدِ إِلَی بِلَادِهِمْ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَقْبَلْتُ لَا أَلْقَی أَحَداً مِنَ الْحَجَبَةِ إِلَّا قَالَ مَا فَعَلْتَ بِالْجَارِیَةِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِالَّذِی قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَیَقُولُونَ هُوَ كَذَّابٌ جَاهِلٌ لَا یَدْرِی مَا یَقُولُ فَذَكَرْتُ مَقَالَتَهُمْ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ قَدْ بَلَّغْتَنِی فَبَلِّغْ عَنِّی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قُلْ لَهُمْ قَالَ لَكُمْ أَبُو جَعْفَرٍ كَیْفَ بِكُمْ لَوْ قَدْ قُطِّعَتْ أَیْدِیكُمْ وَ أَرْجُلُكُمْ وَ عُلِّقَتْ فِی الْكَعْبَةِ ثُمَّ یُقَالُ لَكُمْ نَادُوا نَحْنُ سُرَّاقُ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا ذَهَبْتُ لِأَقُومَ قَالَ إِنَّنِی لَسْتُ أَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَ إِنَّمَا یَفْعَلُهُ رَجُلٌ مِنِّی (1).

«103»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ عَافَاكَ اللَّهُ اقْبِضْ مِنِّی هَذِهِ الْخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَإِنَّهَا زَكَاةُ مَالِی فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام خُذْهَا أَنْتَ فَضَعْهَا فِی جِیرَانِكَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ الْمَسَاكِینِ مِنْ إِخْوَانِكَ الْمُسْلِمِینَ ثُمَ

ص: 350


1- 1. تراه فی المصدر ص 123 و 124. و هكذا الأحادیث الآتیة متوالیة و فی معنی هذا الحدیث أحادیث أخر كما فی الكافی ج 4 ص 242 و علل الشرائع ج 2 ص 95.

قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُ أَهْلِ الْبَیْتِ قَسَّمَ بِالسَّوِیَّةِ وَ عَدَلَ فِی الرَّعِیَّةِ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ الْمَهْدِیَّ لِأَنَّهُ یُهْدَی إِلَی أَمْرٍ خَفِیٍّ وَ یَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَ سَائِرَ كُتُبِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ غَارٍ بِأَنْطَاكِیَةَ وَ یَحْكُمُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ وَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِالْإِنْجِیلِ وَ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ وَ بَیْنِ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ وَ یُجْمَعُ إِلَیْهِ أَمْوَالُ الدُّنْیَا مِنْ بَطْنِ الْأَرْضِ وَ ظَهْرِهَا فَیَقُولُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَی مَا قَطَعْتُمْ فِیهِ الْأَرْحَامَ وَ سَفَكْتُمْ فِیهِ الدِّمَاءَ الْحَرَامَ وَ رَكِبْتُمْ فِیهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیُعْطِی شَیْئاً لَمْ یُعْطِهِ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً وَ نُوراً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ شَرّاً(1).

«104»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ (2) وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدٍ الْقَطَوَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَتْ عَصَا مُوسَی قَضِیبَ آسٍ مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ أَتَاهُ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْیَنَ وَ هِیَ وَ تَابُوتُ آدَمَ فِی بُحَیْرَةِ طَبَرِیَّةَ وَ لَنْ یَبْلَیَا وَ لَنْ یَتَغَیَّرَا حَتَّی یُخْرِجَهَا الْقَائِمُ إِذَا قَامَ علیه السلام.

«105»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا ظَهَرَ الْقَائِمُ علیه السلام ظَهَرَ بِرَایَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَاتَمِ سُلَیْمَانَ وَ حَجَرِ مُوسَی وَ عَصَاهُ ثُمَّ یَأْمُرُ مُنَادِیَهُ فَیُنَادِی أَلَا لَا یَحْمِلْ رَجُلٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَ لَا شَرَاباً وَ لَا عَلَفاً فَیَقُولُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَنَا وَ یَقْتُلَ دَوَابَّنَا مِنَ الْجُوعِ وَ الْعَطَشِ فَیَسِیرُ وَ یَسِیرُونَ مَعَهُ فَأَوَّلَ مَنْزِلٍ یَنْزِلُهُ یَضْرِبُ الْحَجَرَ فَیَنْبُعُ مِنْهُ طَعَامٌ وَ شَرَابٌ وَ عَلَفٌ فَیَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ دَوَابُّهُمْ حَتَّی یَنْزِلُوا النَّجَفَ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ.

ص: 351


1- 1. تری مثله فی العلل ج 1 ص 155.
2- 2. فی الأصل المطبوع و هكذا المصدر ص 125« محمّد بن الفضل بن إبراهیم» و هو تصحیف كما مرّ سابقا و قد صرّح النعمانیّ فی ص 181 من غیبة بانه محمّد بن المفضل ابن إبراهیم بن قیس بن رمانة الأشعریّ، كما عنونه أصحاب الرجال فراجع.

«106»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ(1)

عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ: كَأَنَّنِی بِدِینِكُمْ هَذَا لَا یَزَالُ مُوَلِّیاً یَفْحَصُ بِدَمِهِ ثُمَّ لَا یَرُدُّهُ عَلَیْكُمْ إِلَّا رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَیُعْطِیكُمْ فِی السَّنَةِ عَطَاءَیْنِ وَ یَرْزُقُكُمْ فِی الشَّهْرِ رِزْقَیْنِ وَ تُؤْتَوْنَ الْحِكْمَةَ فِی زَمَانِهِ حَتَّی إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَقْضِی فِی بَیْتِهَا بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

بیان: یفحص أی یسرع بدمه أی متلطخا به (2)

من كثرة ما أوذی بین الناس و لا یبعد أن یكون فی الأصل بذنبه أی یضرب بذنبه الأرض سائرا تشبیها له بالحیة المسرعة.

«107»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّی بِالْقَائِمِ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ عَلَیْهِ قَبَاءٌ فَیُخْرِجُ مِنْ وَرَیَانِ قَبَائِهِ كِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ فَیَفُكُّهُ فَیَقْرَأُهُ عَلَی النَّاسِ فَیُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الْغَنَمِ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا النُّقَبَاءُ فَیَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ فَلَا یَلْحَقُونَ مَلْجَأً حَتَّی یَرْجِعُوا إِلَیْهِ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ الْكَلَامَ الَّذِی یَتَكَلَّمُ بِهِ (3).

«108»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ (4)

الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ شَیْخٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ سِیرَةِ الْمَهْدِیِّ كَیْفَ سِیرَتُهُ قَالَ یَصْنَعُ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَهْدِمُ

ص: 352


1- 1. یعنی:« عن عبد اللّٰه بن حماد الأنصاریّ، عن عبد اللّٰه بن بكیر» فلا تغفل.
2- 2. و لذلك جعل فی المصدر ص 125« متخضخضا» خ ل عن« مولیا بدمه» و المراد تشبیهه بالمقتول المضرج بالدم حین یجود بنفسه فیتحرك و یفحص برجله و یده و سائر اعضائه الأرض.
3- 3. تراه فی روضة الكافی ص 167 و ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع.
4- 4. هذا هو الصحیح كما فی المصدر ص 121 و هكذا ص 115 و 91 و 76 و 57 و غیر ذلك من المصدر.

مَا كَانَ قَبْلَهُ كَمَا هَدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْرَ الْجَاهِلِیَّةِ وَ یَسْتَأْنِفُ الْإِسْلَامَ جَدِیداً.

«109»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ صَالِحٌ مِنَ الصَّالِحِینَ (1) سَمِّهِ لِی أُرِیدُ الْقَائِمَ علیه السلام فَقَالَ اسْمُهُ اسْمِی قُلْتُ أَ یَسِیرُ بِسِیرَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ یَا زُرَارَةُ مَا یَسِیرُ بِسِیرَتِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَارَ فِی أُمَّتِهِ بِاللِّینِ كَانَ یَتَأَلَّفُ النَّاسَ وَ الْقَائِمُ علیه السلام یَسِیرُ بِالْقَتْلِ بِذَلِكَ أُمِرَ فِی الْكِتَابِ الَّذِی مَعَهُ أَنْ یَسِیرَ بِالْقَتْلِ وَ لَا یَسْتَتِیبَ أَحَداً وَیْلٌ لِمَنْ نَاوَاهُ.

«110»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْكُوفِیُ (2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: كَانَ لِی أَنْ أَقْتُلَ الْمُوَلِّیَ وَ أُجْهِزَ عَلَی الْجَرِیحِ وَ لَكِنْ تَرَكْتُ ذَلِكَ لِلْعَاقِبَةِ مِنْ أَصْحَابِی إِنْ جُرِحُوا لَمْ یُقْتَلُوا وَ الْقَائِمُ لَهُ أَنْ یَقْتُلَ الْمُوَلِّیَ وَ یُجْهِزَ عَلَی الْجَرِیحِ.

«111»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَسَأَلَهُ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ أَ یَسِیرُ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا سَارَ بِخِلَافِ سِیرَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَاكَ أَنَّ عَلِیّاً سَارَ بِالْمَنِّ وَ الْكَفِّ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ شِیعَتَهُ سَیُظْهَرُ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ سَارَ فِیهِمْ بِالسَّیْفِ وَ السَّبْیِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ یَعْلَمُ أَنَّ شِیعَتَهُ لَمْ یُظْهَرْ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً.

یب، [تهذیب الأحكام] الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة: مثله (3).

ص: 353


1- 1. فی المصدر:« سماه لی» فتحرر.
2- 2. فی المصدر ص 121: علی بن الحسین، بهذا الاسناد، عن محمّد بن علی الكوفیّ، و المصنّف رحمه اللّٰه عول علی الحدیث المتقدم.
3- 3. تراه فی التهذیب ج 2 ص 51، غیبة النعمانیّ ص 121 و رواه الصدوق فی علل الشرائع ج 1 ص 200 و فی كتب الحدیث كتاب الجهاد باب قد ذكروا فیه ما یناسب هذا الباب. و یشرح هذا الحدیث و من ذلك ما رواه الكلینی فی الكافی ج 5 ص 33 ننقله لتوضیح المراد قال: علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن إسماعیل بن مرار، عن یونس، عن أبی بكر الحضرمی قال: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السلام یقول: لسیرة علیّ علیه السلام فی أهل البصرة كانت خیرا لشیعته ممّا طلعت علیه الشمس، انه علم أن للقوم دولة، فلو سباهم لسبیت شیعته قلت: فأخبرنی عن القائم علیه السلام یسیر بسیرته؟ قال: لا، ان علیا صلوات اللّٰه علیه سار فیهم بالمن للعلم من دولتهم، و ان القائم- عجل اللّٰه فرجه- یسیر فیهم بخلاف تلك السیرة، لانه لا دولة لهم.

«112»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیه السلام فَقُلْتُ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام بِأَیِّ سِیرَةٍ یَسِیرُ فِی النَّاسِ فَقَالَ یَهْدِمُ مَا قَبْلَهُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَسْتَأْنِفُ الْإِسْلَامَ جَدِیداً.

«113»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا یَصْنَعُ الْقَائِمُ إِذَا خَرَجَ لَأَحَبَّ أَكْثَرُهُمْ أَنْ لَا یَرَوْهُ مِمَّا یَقْتُلُ مِنَ النَّاسِ أَمَا إِنَّهُ لَا یَبْدَأُ إِلَّا بِقُرَیْشٍ فَلَا یَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّیْفَ وَ لَا یُعْطِیهَا إِلَّا السَّیْفَ حَتَّی یَقُولَ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ لَیْسَ هَذَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ.

«114»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَقُومُ الْقَائِمُ بِأَمْرٍ جَدِیدٍ وَ كِتَابٍ جَدِیدٍ وَ قَضَاءٍ جَدِیدٍ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ لَیْسَ شَأْنُهُ إِلَّا بِالسَّیْفِ لَا یَسْتَتِیبُ أَحَداً وَ لَا یَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ.

«115»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ فَوَ اللَّهِ مَا لِبَاسُهُ إِلَّا الْغَلِیظُ وَ لَا طَعَامُهُ إِلَّا الْجَشِبُ وَ مَا هُوَ إِلَّا السَّیْفُ وَ الْمَوْتُ تَحْتَ ظِلِّ السَّیْفِ.

ص: 354

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ إِلَّا الشَّعِیرُ الْجَشِبُ (1).

«116»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَرَبِ وَ قُرَیْشٍ إِلَّا السَّیْفُ مَا یَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّیْفُ-(2)

وَ مَا یَسْتَعْجِلُونَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ وَ اللَّهِ مَا طَعَامُهُ إِلَّا الشَّعِیرُ الْجَشِبُ وَ لَا لِبَاسُهُ إِلَّا الْغَلِیظُ وَ مَا هُوَ إِلَّا السَّیْفُ وَ الْمَوْتُ تَحْتَ ظِلِّ السَّیْفِ.

«117»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بَیْنَا الرَّجُلُ عَلَی رَأْسِ الْقَائِمِ علیه السلام یَأْمُرُهُ وَ یَنْهَاهُ إِذْ قَالَ أَدِیرُوهُ فَیُدِیرُونَهُ إِلَی قُدَّامِهِ فَیَأْمُرُ بِضَرْبِ عُنُقِهِ فَلَا یَبْقَی فِی الْخَافِقَیْنِ شَیْ ءٌ إِلَّا خَافَهُ (3).

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد البندبیجی عن عبید اللّٰه بن موسی عن البرقی عن أبیه عن سعدان بن مسلم عن هشام بن سالم عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

«118»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَ لَا أُرِیكَ قَمِیصَ الْقَائِمِ الَّذِی یَقُومُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ بَلَی فَدَعَا بِقِمَطْرٍ فَفَتَحَهُ وَ أَخْرَجَ مِنْهُ قَمِیصَ كَرَابِیسَ فَنَشَرَهُ فَإِذَا فِی كُمِّهِ الْأَیْسَرِ دَمٌ فَقَالَ هَذَا قَمِیصُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی عَلَیْهِ یَوْمَ ضُرِبَتْ رَبَاعِیَتُهُ وَ فِیهِ یَقُومُ الْقَائِمُ فَقَبَّلْتُ الدَّمَ وَ وَضَعْتُهُ عَلَی وَجْهِی ثُمَّ طَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ رَفَعَهُ (4).

بیان: القِمَطْر ما یصان فیه الكتب.

ص: 355


1- 1. تراه فی غیبة الشیخ ص 292 و غیبة النعمانیّ ص 122 و هكذا الأحادیث الآتیة.
2- 2. راجع المصدر ص 122 و فیه تقدیم و تأخیر بعد ذلك فی الجملتین.
3- 3. المصدر ص 126.
4- 4. راجع غیبة النعمانیّ ص 128 و هكذا الأحادیث التالیة.

«119»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ-(1) قَالَ هُوَ أَمْرُنَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَّا نَسْتَعْجِلَ بِهِ یُؤَیِّدُهُ بِثَلَاثَةِ أَجْنَادٍ بِالْمَلَائِكَةِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الرُّعْبِ وَ خُرُوجُهُ كَخُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَیْتِكَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَكارِهُونَ (2).

«120»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ قَالَ علیه السلام: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام نَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ثُلُثٌ عَلَی خُیُولٍ شُهْبٍ وَ ثُلُثٌ عَلَی خُیُولٍ بُلْقٍ وَ ثُلُثٌ عَلَی خُیُولٍ حُوٍّ قُلْتُ وَ مَا الْحُوُّ قَالَ الْحُمْرُ.

بیان: قوله علیه السلام بثلاثمائة أی مع ثلاثمائة و ثلاثة عشر من المؤمنین (3) و قال الجوهری الحُوَّة لون یخالط الكمتة مثل صدإ الحدید و قال الأصمعی الحُوَّة حمرة تضرب إلی السواد(4).

«121»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام نَزَلَتْ سُیُوفُ الْقِتَالِ عَلَی كُلِّ سَیْفٍ اسْمُ الرَّجُلِ وَ اسْمُ أَبِیهِ.

«122»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِ (5)

عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ

ص: 356


1- 1. النحل: 1.
2- 2. الأنفال: 5.
3- 3. فی المصدر المطبوع ص 128: نزلت الملائكة ثلاث مائة إلخ بلا حرف جر و هو الصحیح.
4- 4. و لكن« الحو» هو جمع أحوی كما أن الحمر جمع أحمر، و بلق جمع أبلق و شهب جمع أشهب، و الاحوی: من به لون الحوة. و الفعل منه كأحمر و احمرر، یقال: احووی الفرس یحووی احوواء. لكنه قد صحفت الكلمة فی المصدر بالحر.
5- 5. نسخ الكتاب مختلفة بین« علی بن الحسن» و« علی بن الحسین» كما فی المصدر لكن الصحیح علیّ بن الحسن فانه علیّ بن الحسن بن علیّ بن فضال التیملی مولی تیم اللّٰه بن. ثعلبة، قال النعمانیّ ص 8 فی أول روایة رواها عنه فی كتاب الغیبة« أخبرنا به أحمد بن محمّد بن سعید بن عقدة الكوفیّ و هذا الرجل ممن لا یطعن علیه فی الثقة و لا فی العلم بالحدیث و الرجال الناقلین له قال: حدّثنا علیّ بن الحسن التیملی من تیم اللّٰه، قال: حدّثنی أخوای أحمد و محمّد ابنا الحسن بن علیّ بن فضال، عن أبیهما، عن ثعلبة بن میمون إلخ» فمع أنّه صرّح لفظا بانه یروی عن أخویه ابنی الحسن بن علیّ بن فضال قد طبع فی الكتاب نفس هذا الحدیث« علی بن الحسین» و هكذا فی كثیر من الأحادیث الأخر، فنقل كتاب البحار كذلك مختلفا بین الحسن و الحسین. و فیه تصحیفات أخر كما أنّه قد یقال بدل التیملی: التیمی لكنهما بمعنی و قد یصحف التیملی: بالسلمی، و یصحف التیمی: بالمیثمی. راجع كتب الرجال، ترجمة علیّ بن الحسن ابن فضال و أخویه أحمد و محمد. فما وقع فی طبعتنا هذه« ابن عقدة، عن علیّ بن الحسین» فهو ممّا جرینا علی نسخة الأصل و المصدر. غفلة.

عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَیْضاً عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ بَشِیرٍ وَ اللَّفْظُ لِرِوَایَةِ ابْنِ عُقْدَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ انْتَهَیْتُ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِذَا أَنَا بِبَغْلَتِهِ مُسْرَجَةً بِالْبَابِ فَجَلَسْتُ حِیَالَ الدَّارِ فَخَرَجَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَنَزَلَ عَنِ الْبَغْلَةِ وَ أَقْبَلَ نَحْوِی فَقَالَ لِی مِمَّنِ الرَّجُلُ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ مِنْ أَیِّهَا قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَ مَنْ صَحِبَكَ فِی هَذَا الطَّرِیقِ قُلْتُ قَوْمٌ مِنَ الْمُحْدِثَةِ قَالَ وَ مَا الْمُحْدِثَةُ قُلْتُ الْمُرْجِئَةُ فَقَالَ وَیْحَ هَذِهِ الْمُرْجِئَةِ إِلَی مَنْ یَلْجَئُونَ غَداً إِذَا قَامَ قَائِمُنَا قُلْتُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ لَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كُنَّا نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِی الْعَدْلِ سَوَاءً فَقَالَ مَنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ مَنْ أَسَرَّ نِفَاقاً فَلَا یُبَعِّدُ اللَّهُ غَیْرَهُ وَ مَنْ أَظْهَرَ شَیْئاً أَهْرَقَ اللَّهُ دَمَهُ ثُمَّ قَالَ یَذْبَحُهُمْ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ كَمَا یَذْبَحُ الْقَصَّابُ شَاتَهُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ قُلْتُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ اسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ فَلَا یُهْرِقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ فَقَالَ كَلَّا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ حَتَّی نَمْسَحَ وَ أَنْتُمُ الْعَرَقَ وَ الْعَلَقَ وَ أَوْمَأَ

ص: 357

بِیَدِهِ إِلَی جَبْهَتِهِ (1).

بیان: العلق بالتحریك الدم الغلیظ و مسح العرق و العلق كنایة عن ملاقاة الشدائد التی توجب سیلان العرق و الجراحات المسیلة للدم.

«123»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَمَّا قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ الْمَهْدِیَّ لَوْ قَامَ لَاسْتَقَامَتْ لَهُ الْأُمُورُ عَفْواً وَ لَا یُهَرِیقُ مِحْجَمَةَ دَمٍ فَقَالَ كَلَّا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوِ اسْتَقَامَتْ لِأَحَدٍ عَفْواً لَاسْتَقَامَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حِینَ أُدْمِیَتْ رَبَاعِیَتُهُ وَ شُجَّ فِی وَجْهِهِ كَلَّا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ حَتَّی نَمْسَحَ نَحْنُ وَ أَنْتُمُ الْعَرَقَ وَ الْعَلَقَ ثُمَّ مَسَحَ جَبْهَتَهُ.

«124»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ ذَكَرَ الْقَائِمَ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یَكُونَ أَمْرُهُ فِی سُهُولَةٍ فَقَالَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی تَمْسَحُوا الْعَرَقَ وَ الْعَلَقَ.

«125»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ (2)

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الْحَقِّ لَمْ یَزَالُوا مُنْذُ كَانُوا فِی شِدَّةٍ أَمَا إِنَّ ذَلِكَ إِلَی مُدَّةٍ قَرِیبَةٍ وَ عَاقِبَةٍ طَوِیلَةٍ.

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن بعض رجاله عن علی بن إسحاق بن عمار عن محمد بن سنان: مثله.

«126»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ(3)

قَالَ: ذُكِرَ الْقَائِمُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ

ص: 358


1- 1. تراه فی المصدر ص 152 و هكذا الأحادیث التالیة.
2- 2. فی المصدر ص 152 و 153 فی كل من السندین:« عن یونس بن رباط» فتحرر. و ابن ظبیان ضعیف غال كذاب كان یضع الحدیث و أمّا ابن رباط فهو ثقة.
3- 3. فی الأصل المطبوع: عمر بن خلاد، و هو تصحیف راجع المصدر ص 153.

أَنْتُمُ الْیَوْمَ أَرْخَی بَالًا مِنْكُمْ یَوْمَئِذٍ قَالَ وَ كَیْفَ قَالَ لَوْ قَدْ خَرَجَ قَائِمُنَا علیه السلام لَمْ یَكُنْ إِلَّا الْعَلَقُ وَ الْعَرَقُ وَ الْقَوْمُ عَلَی السُّرُوجِ وَ مَا لِبَاسُ الْقَائِمِ علیه السلام إِلَّا الْغَلِیظُ وَ مَا طَعَامُهُ إِلَّا الْجَشِبُ.

«127»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالطَّوَافِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ مَا لِی أَرَاكَ مَهْمُوماً مُتَغَیِّرَ اللَّوْنِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَظَرِی إِلَی بَنِی الْعَبَّاسِ وَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مِنْ هَذَا الْمُلْكِ وَ السُّلْطَانِ وَ الْجَبَرُوتِ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَكُمْ لَكُنَّا فِیهِ مَعَكُمْ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ إِلَّا سِیَاسَةُ اللَّیْلِ وَ سِیَاحَةُ النَّهَارِ وَ أَكْلُ الْجَشِبِ وَ لُبْسُ الْخَشِنِ شِبْهَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِلَّا فَالنَّارُ فَزُوِیَ ذَلِكَ عَنَّا فَصِرْنَا نَأْكُلُ وَ نَشْرَبُ وَ هَلْ رَأَیْتَ ظُلَامَةً جَعَلَهَا اللَّهُ نِعْمَةً مِثْلَ هَذَا(1).

بیان: إلا سیاسة اللیل أی سیاسة الناس و حراستهم عن الشر باللیل و ریاضة النفس فیها بالاهتمام لأمور الناس و تدبیر معاشهم و معادهم مضافا إلی العبادات البدنیة و فی النهایة السیاسة القیام علی الشی ء بما یصلحه و سیاحة النهار بالدعوة إلی الحق و الجهاد و السعی فی حوائج المؤمن و السیر فی الأرض لجمیع ذلك و السیاسة بمعنی الصوم كما قیل غیر مناسب هنا(2).

فزوی أی صرف و أبعد فهل رأیت تعجب منه علیه السلام فی صیرورة الظلم علیهم نعمة لهم و كأن المراد بالظلامة هنا الظلم و فی القاموس المظلمة بكسر اللام و كثمامة ما تظلمه الرجل.

ص: 359


1- 1. تری الحدیث و الذی بعده فی المصدر ص 154، و روی مثله الكلینی عن المعلی ابن خنیس- الكافی ج 1 ص 410.
2- 2. قال فی الأقرب: السائح أیضا الصائم الملازم للمساجد لانه یسیح فی النهار بلا زاد. قلت و یحتمل أن یكون اللفظ« سباحة النهار» كما فی قوله تعالی:« إِنَّ لَكَ فِی النَّهارِ سَبْحاً طَوِیلًا» ای تقلبا فی المهمات، و اشتغالا بها، و تصرفا فی المعاش.

«128»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ(1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ وَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَیْتِهِ وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ فَأَقْبَلَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ فَلَا یُسْئَلُ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَجَابَ فِیهِ فَبَكَیْتُ مِنْ نَاحِیَةِ الْبَیْتِ فَقَالَ مَا یُبْكِیكَ یَا عَمْرُو قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ هَلْ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُكَ وَ الْبَابُ مُغْلَقٌ عَلَیْكَ وَ السِّتْرُ لَمُرْخًی عَلَیْكَ فَقَالَ لَا تَبْكِ یَا عَمْرُو نَأْكُلُ أَكْثَرَ الطَّیِّبِ وَ نَلْبَسُ اللَّیِّنَ وَ لَوْ كَانَ الَّذِی تَقُولُ لَمْ یَكُنْ إِلَّا أَكْلُ الْجَشِبِ وَ لُبْسُ الْخَشِنِ مِثْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ إِلَّا فَمُعَالَجَةُ الْأَغْلَالِ فِی النَّارِ.

«129»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ(2)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (3)

أَنَّهُ قَالَ: أَبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُخْلِفَ وَقْتَ الْمُوَقِّتِینَ وَ هِیَ رَایَةُ(4) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ یَوْمَ بَدْرٍ سِیرَ بِهِ-(5)

ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا

مُحَمَّدٍ(6)

مَا هِیَ وَ اللَّهِ مِنْ قُطْنٍ وَ لَا كَتَّانٍ وَ لَا قَزٍّ وَ لَا حَرِیرٍ فَقُلْتُ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ هِیَ قَالَ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ نَشَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ لَفَّهَا وَ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام حَتَّی كَانَ یَوْمُ الْبَصْرَةِ فَنَشَرَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ ثُمَّ لَفَّهَا(7)

ص: 360


1- 1. الاسناد مصرح به فی المصدر ص 155، و المصنّف عول فیهما علی الاسناد السابق.
2- 2. الاسناد مصرح به فی المصدر ص 155، و المصنّف عول فیهما علی الاسناد السابق.
3- 3. هذا هو الصحیح كما فی المصدر ص 155، و عبد اللّٰه بن سنان انما روی عن الصادق( ع).
4- 4. كذا فی الأصل المطبوع ص 193 و هكذا المصدر ص 155 و الظاهر أن فیه سقطا لعدم تناسب الجملتین، و فقدان مرجع الضمیر« هی» و سیجی ء بیانه.
5- 5. فی الأصل المطبوع هناك تكرار، اسقطناه بعد العرض علی المصدر.
6- 6.« أبو محمد» كنیة أبو بصیر، و الخطاب معه كما ستعرف.
7- 7. هاهنا ینتهی الحدیث فی المصدر، و قد رواه النعمانیّ فی باب ما جاء فی المنع عن التوقیت و التسمیة لصاحب الامر علیه السلام ص 155، بمناسبة صدره. ثمّ انه قد روی فی باب ما جاء فی ذكر رایة رسول اللّٰه، و انه لا ینشرها بعد یوم الجمل الا. القائم علیه السلام ص 165 ما هذا لفظه: أحمد بن محمّد بن سعید قال: حدّثنا أبو عبد اللّٰه یحیی بن زكریا بن شیبان، عن یونس[ یوسف] بن كلیب، عن الحسن بن علیّ بن أبی حمزة، عن أبیه، عن أبی بصیر، قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام لا یخرج القائم علیه السلام حتّی یكون تكملة الحلقة، قلت: و كم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئیل عن یمینه، و میكائیل عن یساره، ثمّ یهز الرایة المغلبة، و یسیر بها، فلا یبقی أحد فی المشرق و لا فی المغرب الا لعنها، و هی رایة رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله نزل بها جبرئیل یوم بدر، ثمّ قال: یا با محمّد ما هی و اللّٰه- الی آخر ما نقله المصنّف- رضوان اللّٰه علیه- لكن سیجی ء تحت الرقم 153 صدر هذا الحدیث بهذا السند مع زیادة و لا یوجد مثله فی المصدر، و الظاهر أن كتاب الغیبة كانت نسخه مختلفة هناك سقیمة. فراجع و تحرر.

وَ هِیَ عِنْدَنَا هُنَاكَ لَا یَنْشُرُهَا أَحَدٌ حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ علیه السلام فَإِذَا قَامَ نَشَرَهَا فَلَمْ یَبْقَ فِی الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ أَحَدٌ إِلَّا لَعَنَهَا-(1)

وَ یَسِیرُ الرُّعْبُ قُدَّامَهَا شَهْراً وَ وَرَاءَهَا شَهْراً وَ عَنْ یَمِینِهَا شَهْراً وَ عَنْ یَسَارِهَا شَهْراً ثُمَّ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ یَخْرُجُ مَوْتُوراً غَضْبَانَ أَسِفاً لِغَضَبِ اللَّهِ عَلَی هَذَا الْخَلْقِ عَلَیْهِ قَمِیصُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ یَوْمَ أُحُدٍ وَ عِمَامَتُهُ السَّحَابُ وَ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّابِغَةُ وَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذُو الْفَقَارِ یُجَرِّدُ السَّیْفَ عَلَی عَاتِقِهِ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ یَقْتُلُ هَرْجاً فَأَوَّلُ مَا یَبْدَأُ بِبَنِی شَیْبَةَ فَیَقْطَعُ أَیْدِیَهُمْ وَ یُعَلِّقُهَا فِی الْكَعْبَةِ وَ یُنَادِی مُنَادِیهِ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللَّهِ ثُمَّ یَتَنَاوَلُ قُرَیْشاً فَلَا یَأْخُذُ مِنْهَا إِلَّا السَّیْفَ وَ لَا یُعْطِیهَا إِلَّا السَّیْفَ وَ لَا یَخْرُجُ الْقَائِمُ علیه السلام حَتَّی یُقْرَأَ كِتَابَانِ كِتَابٌ بِالْبَصْرَةِ وَ كِتَابٌ بِالْكُوفَةِ بِالْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام.

«130»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ

ص: 361


1- 1. سیجی ء تحت الرقم 134 و 135 بیان وجه اللعن. و فی الأصل المطبوع:« لقیها» و هو تصحیف.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (1) عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: یَا ثَابِتُ كَأَنِّی بِقَائِمِ أَهْلِ بَیْتِی قَدْ أَشْرَفَ عَلَی نَجَفِكُمْ هَذَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی نَاحِیَةِ الْكُوفَةِ فَإِذَا هُوَ أَشْرَفَ عَلَی نَجَفِكُمْ نَشَرَ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هُوَ نَشَرَهَا انْحَطَّتْ عَلَیْهِ مَلَائِكَةُ بَدْرٍ قُلْتُ وَ مَا رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عُودُهَا مِنْ عُمُدِ عَرْشِ اللَّهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اللَّهِ لَا یَهْوِی بِهَا إِلَی شَیْ ءٍ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ قُلْتُ فَمَخْبُوءَةٌ هِیَ عِنْدَكُمْ حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ فَیَجِدَهَا أَمْ یُؤْتَی بِهَا قَالَ لَا بَلْ یُؤْتَی بِهَا قُلْتُ مَنْ یَأْتِیهِ بِهَا قَالَ جَبْرَئِیلُعلیه السلام (2).

بیان: یمكن أن یكون نفی كونها عندهم تقیة لئلا یطلب منهم سلاطین الوقت أو بعد الغیبة رفع إلی السماء ثم یأتی بها جبرئیل أو یكون رایة أخری غیر ما مر.

«131»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ اسْتَقْبَلَ مِنْ جَهَلَةِ النَّاسِ أَشَدَّ مِمَّا اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ جُهَّالِ الْجَاهِلِیَّةِ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی النَّاسَ وَ هُمْ یَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ وَ الصُّخُورَ وَ الْعِیدَانَ وَ الْخُشُبَ الْمَنْحُوتَةَ وَ إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ أَتَی النَّاسَ وَ كُلُّهُمْ یَتَأَوَّلُ عَلَیْهِ كِتَابَ اللَّهِ وَ یَحْتَجُّ عَلَیْهِ بِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَیَدْخُلَنَّ عَلَیْهِمْ عَدْلُهُ جَوْفَ بُیُوتِهِمْ كَمَا یَدْخُلُ الْحَرُّ وَ الْقُرُّ(3).

«132»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَوْ قَدْ ظَهَرَ لَقِیَ مِنَ النَّاسِ مِثْلَ مَا لَقِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَكْثَرَ.

«133»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ

ص: 362


1- 1. فی الأصل المطبوع« عن محمّد بن الحسین» و هو تصحیف و سیأتی تحت الرقم 132 و 134 و 135.
2- 2. المصدر: 166 و قد مر نظیره سابقا تحت الرقم 41 و 48.
3- 3. راجع المصدر ص 159 و هكذا الأحادیث التالیة.

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ الْقَائِمَ علیه السلام یَلْقَی فِی حَرْبِهِ مَا لَمْ یَلْقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُمْ وَ هُمْ یَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ الْمَنْقُورَةَ وَ الْخَشَبَةَ الْمَنْحُوتَةَ وَ إِنَّ الْقَائِمَ یَخْرُجُونَ عَلَیْهِ فَیَتَأَوَّلُونَ عَلَیْهِ كِتَابَ اللَّهِ وَ یُقَاتِلُونَهُ عَلَیْهِ.

«134»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا ظَهَرَتْ رَایَةُ الْحَقِّ لَعَنَهَا أَهْلُ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ أَ تَدْرِی لِمَ ذَلِكَ قُلْتُ لَا قَالَ لِلَّذِی یَلْقَی النَّاسُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ قَبْلَ خُرُوجِهِ.

«135»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ قُتَیْبَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رُفِعَتْ رَایَةُ الْحَقِّ لَعَنَهَا أَهْلُ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ قُلْتُ لَهُ مِمَّ ذَلِكَ قَالَ مِمَّا یَلْقَوْنَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ.

«136»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَعْلَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ وَ ابْنِ أُذَیْنَةَ الْعَبْدِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ جَمِیعاً عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ

مَدِینَةً وَ طَائِفَةً یُحَارِبُ الْقَائِمُ أَهْلَهَا وَ یُحَارِبُونَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ وَ أَهْلُ الشَّامِ وَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَ أَهْلُ دمیسان وَ الْأَكْرَادُ وَ الْأَعْرَابُ وَ ضَبَّةُ وَ غَنِیٌّ وَ بَاهِلَةُ وَ أَزْدٌ وَ أَهْلُ الرَّیِّ.

بیان: لعل الدمیسان مصحف دِیسَانَ (1)

و هو بالكسر قریة بهراة ذكره الفیروزآبادی و قال دومیس بالضم ناحیة بِأَرَّانَ.

«137»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ(2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی (3) عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ

ص: 363


1- 1. فی المصدر: دست میسان خ.
2- 2. فی المصدر ص 171: حمید بن زیاد. و هو الأظهر بقرینة سائر الاسناد.
3- 3. و هو الحسن بن محمّد الحضرمی كما مرّ شرح ذلك ص 228 فراجع.

قَالَ أَخْبَرَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام خَرَجَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ یَرَی أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ وَ دَخَلَ فِی سُنَّةِ(1) عَبَدَةِ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ.

«138»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ الْعَاهَةَ وَ رَدَّ إِلَیْهِ قُوَّتَهُ (2).

«139»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ (3) الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیْ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی شِیعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ قَدْ ضَرَبُوا الْفَسَاطِیطَ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ كَسَرَهُ وَ سَوَّی قِبْلَتَهُ.

«140»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِ (4)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّی بِشِیعَةِ عَلِیٍّ فِی أَیْدِیهِمُ الْمَثَانِی یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْمُسْتَأْنَفَ.

«141»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: كَأَنِّی بِالْعَجَمِ فَسَاطِیطُهُمْ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ یُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ وَ لَیْسَ هُوَ كَمَا أُنْزِلَ فَقَالَ لَا مُحِیَ مِنْهُ سَبْعُونَ مِنْ قُرَیْشٍ بِأَسْمَائِهِمْ

ص: 364


1- 1. فی المصدر: و دخل فیه شبه عبدة الشمس و القمر.
2- 2. فی المصدر:« و ردّ اللّٰه قوته». و هو تصحیف، تراه فی المصدر ص 171 و هكذا ما بعده متتالیا.
3- 3. ما بین المعقوفتین ساقط عن الأصل المطبوع ص 194 و قد مر مرارا، و یجی ء تحت الرقم 153، فراجع.
4- 4. فی الأصل المطبوع:« محمّد بن همام» و هو سهو ظاهر.

وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ مَا تُرِكَ أَبُو لَهَبٍ إِلَّا لِلْإِزْرَاءِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُ عَمُّهُ.

«142»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: كَیْفَ أَنْتُمْ لَوْ ضَرَبَ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام الْفَسَاطِیطَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَانِ ثُمَّ یَخْرُجُ إِلَیْهِمُ الْمِثَالُ الْمُسْتَأْنَفُ أَمْرٌ جَدِیدٌ عَلَی الْعَرَبِ شَدِیدٌ.

«143»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَبِی طَاهِرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ شَیْخٌ فَقَالَ عَقَّنِی وَلَدِی وَ جَفَانِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلْحَقِّ دَوْلَةً وَ لِلْبَاطِلِ دَوْلَةً وَ كِلَاهُمَا ذَلِیلٌ فِی دَوْلَةِ صَاحِبِهِ فَمَنْ أَصَابَتْهُ دَوْلَةُ الْبَاطِلِ اقْتُصَّ مِنْهُ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ.

«144»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بَعَثَ فِی أَقَالِیمِ الْأَرْضِ فِی كُلِّ إِقْلِیمٍ رَجُلًا یَقُولُ عَهْدُكَ فِی كَفِّكَ فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْكَ مَا لَا تَفْهَمُهُ وَ لَا تَعْرِفُ الْقَضَاءَ فِیهِ فَانْظُرْ إِلَی كَفِّكَ وَ اعْمَلْ بِمَا فِیهَا قَالَ وَ یَبْعَثُ جُنْداً إِلَی الْقُسْطَنْطِینِیَّةِ فَإِذَا بَلَغُوا إِلَی الْخَلِیجِ كَتَبُوا عَلَی أَقْدَامِهِمْ شَیْئاً وَ مَشَوْا عَلَی الْمَاءِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْهِمُ الرُّومُ یَمْشُونَ عَلَی الْمَاءِ قَالُوا هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ یَمْشُونَ عَلَی الْمَاءِ(1) فَكَیْفَ هُوَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَفْتَحُونَ لَهُمْ بَابَ الْمَدِینَةِ فَیَدْخُلُونَهَا فَیَحْكُمُونَ فِیهَا بِمَا یُرِیدُونَ.

«145»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: لَا تَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یُنَادِیَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ یَا أَهْلَ الْحَقِّ اجْتَمِعُوا فَیَصِیرُونَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ ثُمَّ یُنَادِیَ مَرَّةً أُخْرَی یَا أَهْلَ الْبَاطِلِ اجْتَمِعُوا فَیَصِیرُونَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ قُلْتُ فَیَسْتَطِیعُ هَؤُلَاءِ أَنْ یَدْخُلُوا فِی هَؤُلَاءِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ

ص: 365


1- 1. ما بین العلامتین ساقط من الأصل المطبوع راجع ص 172 من المصدر.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ ما كانَ اللَّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلی ما أَنْتُمْ عَلَیْهِ حَتَّی یَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ (1).

«146»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وُهَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لِیُعِدَّنَّ أَحَدُكُمْ لِخُرُوجِ الْقَائِمِ وَ لَوْ سَهْماً فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ نِیَّتِهِ رَجَوْتُ لِأَنْ یُنْسِئَ فِی عُمُرِهِ حَتَّی یُدْرِكَهُ وَ یَكُونَ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ أَنْصَارِهِ.

«147»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ ابْنَیِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ وَ عَنْ جُمَیْعٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ كَامِلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ دَعَا النَّاسَ إِلَی أَمْرٍ جَدِیدٍ كَمَا دَعَا إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ.

«148»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْإِسْلَامُ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ فَقُلْتُ اشْرَحْ لِی هَذَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ یَسْتَأْنِفُ الدَّاعِی مِنَّا دُعَاءً جَدِیداً كَمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

و عن ابن مسكان (2)

عن الحسین بن مختار عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

«149»- نی، [الغیبة] للنعمانی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا نَصِفُ صَاحِبَ (3)

هَذَا الْأَمْرِ بِالصِّفَةِ الَّتِی لَیْسَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً حَتَّی یَكُونَ هُوَ الَّذِی یَحْتَجُّ عَلَیْكُمْ بِذَلِكَ وَ یَدْعُوكُمْ إِلَیْهِ.

ص: 366


1- 1. آل عمران: 179، و الحدیث فی غیبة النعمانیّ ص 172. و هكذا ما بعده.
2- 2. فی المصدر ص 173:« و عن ابن سنان». و كلاهما یرویان عنه.
3- 3. كذا فی المصدر ص: 173 و لكنه ساقط من نسخة المصنّف، و لذلك احتاج الی البیان و التوجیه.

بیان: قوله بالصفة التی لیس بها أحد أی نصف دولة القائم و خروجه علی وجه لا یشبه شیئا من الدول فقال علیه السلام لا یمكنكم معرفته كما هی حتی تروه و یحتمل أن یكون مراد السائل كمال معرفة أمر التشیع و حالات الأئمة علیهم السلام.

«150»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِیباً وَ سَیَعُودُ كَمَا بَدَأَ فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام اسْتَأْنَفَ دُعَاءً جَدِیداً كَمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أُوَالِی وَلِیَّكَ وَ أُعَادِی عَدُوَّكَ وَ أَنَّكَ وَلِیُّ اللَّهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ.

«151»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا الْتَقَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ نَشَرَ الرَّایَةَ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَزَلْزَلَتْ أَقْدَامُهُمْ فَمَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ حَتَّی قَالُوا أَمَتَّنَا یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ-(1)

فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَا تَقْتُلُوا الْأُسَرَاءَ وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَی جَرِیحٍ وَ لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّیاً وَ مَنْ أَلْقَی سِلَاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ وَ لَمَّا كَانَ یَوْمُ صِفِّینَ سَأَلُوهُ نَشْرَ الرَّایَةِ فَأَبَی عَلَیْهِمْ فَتَحَمَّلُوا عَلَیْهِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ فَقَالَ لِلْحَسَنِ یَا بُنَیَّ إِنَّ لِلْقَوْمِ مُدَّةً یَبْلُغُونَهَا وَ إِنَّ هَذِهِ رَایَةٌ لَا یَنْشُرُهَا بَعْدِی إِلَّا الْقَائِمُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).

«152»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ عَنْ یُونُسَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَا یَخْرُجُ الْقَائِمُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّی تَكْمُلَ الْحَلْقَةُ قُلْتُ وَ كَمِ الْحَلْقَةُ قَالَ عَشَرَةُ آلَافٍ

ص: 367


1- 1. فی المصدر: آمنا یا بن أبی طالب.
2- 2. رواه النعمانیّ فی باب ما جاء فی ذكر رایة رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله ص 164.

جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ ثُمَّ یَهُزُّ الرَّایَةَ الْمِغْلَبَةَ وَ یَسِیرُ بِهَا فَلَا یَبْقَی أَحَدٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ لَا فِی الْمَغْرِبِ إِلَّا لَعَنَهَا(1) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ مِنَ الْقَبَائِلِ مَا بَیْنَ الْوَاحِدِ وَ الِاثْنَیْنِ وَ الثَّلَاثَةِ وَ الْأَرْبَعَةِ وَ الْخَمْسَةِ وَ السِّتَّةِ وَ السَّبْعَةِ وَ الثَّمَانِیَةِ وَ التِّسْعَةِ وَ الْعَشَرَةِ.

بیان: الحلقة الخیل و الجماعة من الناس مستدیرون.

«153»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیْ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا أُذِنَ الْإِمَامُ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِیِّ فَأُتِیحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَزَعٌ كَقَزَعِ الْخَرِیفِ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْأَلْوِیَةِ مِنْهُمْ مَنْ یُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَیْلًا فَیُصْبِحُ بِمَكَّةَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یُرَی یَسِیرُ فِی السَّحَابِ نَهَاراً یُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ حِلْیَتِهِ وَ نَسَبِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّهُمْ أَعْظَمُ إِیمَاناً قَالَ الَّذِی یَسِیرُ فِی السَّحَابِ نَهَاراً وَ هُمُ الْمَفْقُودُونَ وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(2).

شی، [تفسیر العیاشی] عن المفضل: مثله.

«154»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ: الْفُقَدَاءُ قَوْمٌ یُفْقَدُونَ مِنْ فُرُشِهِمْ فَیُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ

ص: 368


1- 1. فی المصدر ص 165، بعدها:« و هی رایة رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله نزل بها جبرئیل یوم بدر» الحدیث الذی مر تحت الرقم 129 و ذكرنا أن نسخة المصنّف رضوان اللّٰه علیه تختلف مع هذه النسخة المطبوعة. و أمّا ما ذكره المصنّف بعده« ثم یجتمعون» الخ لا یوجد فی المصدر و انما یوجد بعد حدیث مر ذكره فی ص 248 تحت الرقم 129، فراجع.
2- 2. البقرة: 148، و الحدیث فی المصدر ص 168 و هكذا ما بعده، و تراه فی تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 67.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً وَ هُمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام.

«155»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی مَسْجِدِ مَكَّةَ وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِی وَ قَالَ یَا أَبَانُ سَیَأْتِی اللَّهُ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِی مَسْجِدِكُمْ هَذَا یَعْلَمُ أَهْلُ مَكَّةَ أَنَّهُ لَمْ یُخْلَقْ آبَاؤُهُمْ وَ لَا أَجْدَادُهُمْ بَعْدُ عَلَیْهِمُ السُّیُوفُ مَكْتُوبٌ عَلَی كُلِّ سَیْفٍ اسْمُ الرَّجُلِ وَ اسْمُ أَبِیهِ وَ حِلْیَتُهُ وَ نَسَبُهُ ثُمَّ یَأْمُرُ مُنَادِیاً فَیُنَادِی هَذَا الْمَهْدِیُّ یَقْضِی بِقَضَاءِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ لَا یَسْأَلُ عَلَی ذَلِكَ بَیِّنَةً.

بیان: قوله علیه السلام یعلم أهل مكة لعله كنایة عن أنهم لا یعرفونهم بوجه (1).

«156»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الطَّوِیلِ (2)

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ (3) قَالَ أُنْزِلَتْ فِی الْقَائِمِ علیه السلام وَ جَبْرَئِیلُ عَلَی الْمِیزَابِ فِی صُورَةِ طَیْرٍ أَبْیَضَ فَیَكُونُ أَوَّلَ خَلْقٍ یُبَایِعُهُ وَ یُبَایِعُهُ النَّاسُ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ فَمَنْ كَانَ ابْتُلِیَ بِالْمَسِیرِ وَافَی تِلْكَ السَّاعَةَ وَ مَنْ لَمْ یُبْتَلَ بِالْمَسِیرِ فُقِدَ عَنْ فِرَاشِهِ وَ هُوَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمَفْقُودُ عَنْ فُرُشِهِمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً-(4) قَالَ الْخَیْرَاتُ الْوَلَایَةُ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

«157»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ

ص: 369


1- 1. و قد مر ص 286 تحت الرقم 19 عن كمال الدین و فیه« یعلم أهل مكّة أنّه لم یلدهم آباؤهم و لا أجدادهم» و هكذا تحت الرقم 20 عن غیبة النعمانیّ و فیه« یعلم أهل مكّة أنهم لم یولدوا من آبائهم و لا أجدادهم»، فیظهر من ذلك أن كلمة« لم یخلق» مصحفة.
2- 2. فی المصدر ص 169: عن عبد الحمید الطویل[ الطائی] عن محمّد بن مسلم.
3- 3. النمل: 62.
4- 4. البقرة: 148، و ما جعلناه بین العلامتین ساقط عن الأصل المطبوع و هكذا عن المصدر كما فی ص 169. و قد أضفناه بقرینة الحدیث الذی مر عن العیّاشیّ تحت الرقم 91.

أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَصْحَابُ الْقَائِمِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا أَوْلَادُ الْعَجَمِ بَعْضُهُمْ یُحْمَلُ فِی السَّحَابِ نَهَاراً یُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ وَ نَسَبِهِ وَ حِلْیَتِهِ وَ بَعْضُهُمْ نَائِمٌ عَلَی فِرَاشِهِ فَیُرَی فِی مَكَّةَ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ(1).

«158»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ الْقَائِمَ یَهْبِطُ مِنْ ثَنِیَّةِ ذِی طُوًی فِی عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا حَتَّی یُسْنِدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْحَجَرِ وَ یَهُزُّ الرَّایَةَ الْغَالِبَةَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَقَالَ كِتَابٌ مَنْشُورٌ.

بیان: أی هذا مثبت فی الكتاب المنشور أو معه الكتاب أو الرایة كتاب منشور.

«159»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: بَیْنَا شَبَابُ الشِّیعَةِ عَلَی ظُهُورِ سُطُوحِهِمْ نِیَامٌ إِذَا تَوَافَوْا إِلَی صَاحِبِهِمْ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ فَیُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ.

«160»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ الْعِجْلِیِ (2) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ مَحْفُوظٌ لَهُ لَوْ ذَهَبَ النَّاسُ جَمِیعاً أَتَی اللَّهُ لَهُ بِأَصْحَابِهِ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَإِنْ یَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَیْسُوا بِها بِكافِرِینَ-(3)

وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ فَسَوْفَ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّةٍ عَلَی الْكافِرِینَ (4).

«161»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 370


1- 1. فی المصدر ص 170« فیوافیه فی مكّة».
2- 2. فی الأصل المطبوع: البجلیّ، و هو تصحیف.
3- 3. الأنعام: 89.
4- 4. المائدة: 57، و الحدیث فی المصدر ص 171.

یُلْقِی فِی قُلُوبِ شِیعَتِنَا الرُّعْبَ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَ ظَهَرَ مَهْدِیُّنَا كَانَ الرَّجُلُ أَجْرَی مِنْ لَیْثٍ وَ أَمْضَی مِنْ سِنَانٍ.

«162»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَمَانِ فِی الْإِسْلَامِ حَلَالٌ مِنَ اللَّهِ لَا یَقْضِی فِیهِمَا أَحَدٌ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِذَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَكَمَ فِیهِمَا بِحُكْمِ اللَّهِ لَا یُرِیدُ عَلَیْهِمَا بَیِّنَةً الزَّانِی الْمُحْصَنُ یَرْجُمُهُ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ یَضْرِبُ عُنُقَهُ (1).

«163»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِیشِ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: بَیْنَا أَبِی یَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ قَدْ قُیِّضَ لَهُ فَقَطَعَ عَلَیْهِ أُسْبُوعَهُ (3) حَتَّی أَدْخَلَهُ إِلَی دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِی وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِیكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ بَعْدَ آبَائِهِ یَا بَا جَعْفَرٍ-(4)

إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ سَلْنِی

ص: 371


1- 1. تراه فی الكافی ج 3 ص 503 و رواه الصدوق فی الفقیه ج 1 ص 5 و رواه البرقی فی المحاسن ص 87.
2- 2. عنونه النجاشیّ و قال: أبو علیّ، روی عن أبی جعفر الثانی علیه السلام ضعیف جدا له كتاب انا أنزلناه فی لیلة القدر و هو كتاب ردی الحدیث مضطرب الألفاظ، و عنونه الغضائری و قال: أبو محمّد ضعیف جدا روی عن الجواد علیه السلام فضل انا انزلناه فی لیلة القدر كتابا مصنفا فاسد الألفاظ تشهد مخایله علی أنّه موضوع و هذا الرجل لا یلتفت إلیه و لا یكتب حدیثه.
3- 3. یقال: قبض اللّٰه فلانا لفلان: جاءه به و أتاحه له. و الاشبه بقرینة المقام أنه بمعنی الارصاد، فكأن الرجل رصده و كمن له حتّی إذا وصل علیه السلام إلیه جاءه بغتة و أخذ بیده فقطع علیه طوافه و مشیه و ذهب به حتّی أدخله الی دار جنب الصفا. الخ.
4- 4. یعنی أنّه بعد ما فعل ذلك التفت إلی أبی جعفر علیه السلام فقال یا با جعفر!.

وَ إِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِی وَ إِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ قَالَ كُلَّ ذَلِكَ أَشَاءُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فَوَدِدْتُ أَنَّ عَیْنَیْكَ تَكُونُ مَعَ مَهْدِیِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمَلَائِكَةُ بِسُیُوفِ آلِ دَاوُدَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ وَ یُلْحِقُ بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْیَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَ سَیْفاً ثُمَّ قَالَ هَا إِنَّ هَذَا مِنْهَا قَالَ فَقَالَ أَبِی إِی وَ الَّذِی اصْطَفَی مُحَمَّداً عَلَی الْبَشَرِ قَالَ فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِلْیَاسُ مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَ لِی بِهِ جَهَالَةٌ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْحَدِیثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ (1).

«164»- ختص، [الإختصاص] قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَكُونُ شِیعَتُنَا فِی دَوْلَةِ الْقَائِمِ عَلَیْهِ السَّلَامُ سَنَامَ الْأَرْضِ وَ حُكَّامَهَا یُعْطَی كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أُلْقِیَ الرُّعْبُ فِی قُلُوبِ شِیعَتِنَا مِنْ عَدُوِّنَا فَإِذَا وَقَعَ أَمْرُنَا وَ خَرَجَ مَهْدِیُّنَا كَانَ أَحَدُهُمْ أَجْرَی مِنَ اللَّیْثِ وَ أَمْضَی مِنَ السِّنَانِ یَطَأُ عَدُوَّنَا بِقَدَمَیْهِ وَ یَقْتُلُهُ بِكَفَّیْهِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَصْحَابَنَا بِالْكُوفَةِ جَمَاعَةٌ كَثِیرَةٌ فَلَوْ أَمَرْتَهُمْ لَأَطَاعُوكَ وَ اتَّبَعُوكَ فَقَالَ یَجِی ءُ أَحَدُهُمْ إِلَی كِیسِ أَخِیهِ فَیَأْخُذُ مِنْهُ حَاجَتَهُ فَقَالَ لَا قَالَ فَهُمْ بِدِمَائِهِمْ أَبْخَلُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ النَّاسَ فِی هُدْنَةٍ نُنَاكِحُهُمْ وَ نُوَارِثُهُمْ وَ نُقِیمُ عَلَیْهِمُ الْحُدُودَ وَ نُؤَدِّی أَمَانَاتِهِمْ حَتَّی إِذْ قَامَ الْقَائِمُ جَاءَتِ الْمُزَامَلَةُ وَ یَأْتِی (2) الرَّجُلُ إِلَی كِیسِ أَخِیهِ فَیَأْخُذُ حَاجَتَهُ لَا یَمْنَعُهُ.

ص: 372


1- 1. تراه فی الكافی ج 1 ص 242- 247.
2- 2. یعنی الرفاقة و الصداقة الخالصة، مأخوذ من قولهم: زامله: أی صار عدیله علی البعیر و المحمل فكان هو فی جانب و صاحبه فی الجانب الآخر، فهما سیان عدلان لا یستقیم و لا یثبت أحدهما الا بوجود الآخر، و لا یستقر المحمل الا بتوازنهما و تساویهما فی الاثقال و الازواد و غیر ذلك و فی المصدر ص 24« المزایلة» و هو تصحیف.

«165»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ دَاهِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لَنُسَلِّمُ عَلَی الْقَائِمِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا ذَلِكَ اسْمٌ سَمَّاهُ اللَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَا یُسَمَّی بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ إِلَّا كَافِرٌ قَالَ فَكَیْفَ نُسَلِّمُ عَلَیْهِ قَالَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ جَعْفَرٌ علیه السلام بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ (1).

«166»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ نَحْنُ الَّذِینَ وَعَدَكُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ(2).

«167»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْقَاسِمُ بْنُ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَوْلُهُ تَعَالَی الَّذِینَ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً إِلَی قَوْلِهِ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً ثَلَاثَ عَشْرَةَ آیَةً قَالَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً-(3)

فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ عَرَضُوا كُلَّ نَاصِبٍ عَلَیْهِ فَإِنْ أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ وَ هِیَ الْوَلَایَةُ وَ إِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ أَوْ أَقَرَّ بِالْجِزْیَةِ فَأَدَّاهَا كَمَا یُؤَدِّی أَهْلُ الذِّمَّةِ.

«168»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِ (4)

عَنْ أَخَوَیْهِ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا علیه السلام لَوْ قَدْ قَامَ لَأَخَذَ بَنِی شَیْبَةَ وَ قَطَعَ أَیْدِیَهُمْ وَ طَافَ بِهِمْ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللَّهِ.

ص: 373


1- 1. هود: 85، و الحدیث فی المصدر ص 64.
2- 2. الحجّ: 41، و الحدیث فی ص 100 من تفسیر فرات الكوفیّ.
3- 3. الفرقان: 63، راجع المصدر ص 107.
4- 4. هو علیّ بن الحسن بن فضال التیملی و قد مر بیان ذلك. تری الحدیث فی الكافی ج 4 ص 243 و فیه:« عن علیّ بن الحسن المیثمی» و هو مصحف. و رواه الشیخ فی التهذیب ج 2 ص 293 و قد مر مثله عن علل الشرائع ص 317 تحت الرقم 14 و الحدیث مختصر.

«169»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ غَیْرُهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوَّلُ مَا یُظْهِرُ الْقَائِمُ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ یُنَادِیَ مُنَادِیهِ أَنْ یُسَلِّمَ صَاحِبُ النَّافِلَةِ لِصَاحِبِ الْفَرِیضَةِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَ الطَّوَافَ (1).

«170»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْمَسَاجِدِ الْمُظَلَّلَةِ أَ تُكْرَهُ الصَّلَاةُ فِیهَا فَقَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَا یَضُرُّكُمُ الْیَوْمَ وَ لَوْ قَدْ كَانَ الْعَدْلُ لَرَأَیْتُمْ كَیْفَ یُصْنَعُ فِی ذَلِكَ.

«171»- كا، [الكافی] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الصَّلَاةِ فِی الْمَسَاجِدِ الْمُصَوَّرَةِ فَقَالَ أَكْرَهُ ذَلِكَ وَ لَكِنْ لَا یَضُرُّكُمُ الْیَوْمَ وَ لَوْ قَدْ قَامَ الْعَدْلُ لَرَأَیْتُمْ كَیْفَ یُصْنَعُ فِی ذَلِكَ (2).

«172»- یب، [تهذیب الأحكام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زَیْدٍ مَوْلَی الْكَاهِلِیِّ عَنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَصْفِ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فِی وَسَطِهِ عَیْنٌ مِنْ دُهْنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ شَرَابٍ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ طَهُورٍ لِلْمُؤْمِنِینَ (3).

«173»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْحِیرَةِ فَقَالَ لَیَتَّصِلَنَّ هَذِهِ بِهَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْكُوفَةِ وَ الْحِیرَةِ حَتَّی یُبَاعَ الذِّرَاعُ فِیمَا بَیْنَهُمَا بِدَنَانِیرَ وَ لَیَبْنِیَنَّ بِالْحِیرَةِ مَسْجِداً لَهُ خَمْسُمِائَةِ بَابٍ یُصَلِّی فِیهِ خَلِیفَةُ الْقَائِمِ علیه السلام لِأَنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ لَیَضِیقُ عَلَیْهِمْ وَ لَیُصَلِّیَنَّ فِیهِ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً عَدْلًا قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَسَعُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ هَذَا الَّذِی تَصِفُ النَّاسَ یَوْمَئِذٍ قَالَ تُبْنَی لَهُ أَرْبَعُ مَسَاجِدَ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ أَصْغَرُهَا وَ هَذَا وَ مَسْجِدَانِ فِی

ص: 374


1- 1. تراه فی الكافی ج 4 ص 427 و قد رواه الصدوق فی الفقیه ج 1 ص 161.
2- 2. تراه و الذی قبله فی الكافی ج 3 ص 368 و 369.
3- 3. راجع التهذیب ج 1 ص 325 باب فضل المساجد.

طَرَفَیِ الْكُوفَةِ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَ هَذَا الْجَانِبِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ نَحْوَ نَهَرِ الْبَصْرِیِّینَ وَ الْغَرِیَّیْنِ (1).

«174»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ هَلْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَالَ عَنْهَا سَأَلْتُكَ لَیْسَ عَنْ غَیْرِهَا قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ مُوسَی علیه السلام حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِیثٍ لَمْ یَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَیْهِ بِمِصْرَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ لِأَنَّ عِیسَی علیه السلام حَدَّثَ قَوْمَهُ بِحَدِیثٍ فَلَمْ یَحْتَمِلُوهُ عَنْهُ فَخَرَجُوا عَلَیْهِ بِتَكْرِیتَ فَقَاتَلُوهُ فَقَاتَلَهُمْ فَقَتَلَهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِی إِسْرائِیلَ وَ كَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَیَّدْنَا الَّذِینَ آمَنُوا عَلی عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِینَ-(2)

وَ إِنَّهُ أَوَّلُ قَائِمٍ یَقُومُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یُحَدِّثُكُمْ بِحَدِیثٍ لَا تَحْتَمِلُونَهُ فَتَخْرُجُونَ عَلَیْهِ بِرُمَیْلَةِ الدَّسْكَرَةِ فَتُقَاتِلُونَهُ فَیُقَاتِلُكُمْ فَیَقْتُلُكُمْ وَ هِیَ آخِرُ خَارِجَةٍ تَكُونُ الْخَبَرَ.

بیان: قوله و لم أی و لم لم تسألنی عن غیر تلك القراءة و هی المنزلة التی ینبغی أن یعلم فأجاب علیه السلام بأن القوم لا یحتملون تغییر القرآن و لا یقبلونه و استشهد بما ذكر.

«175»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی (3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یُحَدِّثُ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام عَرَضَ الْإِیمَانَ عَلَی كُلِّ نَاصِبٍ فَإِنْ دَخَلَ فِیهِ بِحَقِیقَةٍ وَ إِلَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ أَوْ یُؤَدِّیَ الْجِزْیَةَ كَمَا یُؤَدِّیهَا الْیَوْمَ أَهْلُ الذِّمَّةِ وَ یَشُدُّ عَلَی وَسَطِهِ الْهِمْیَانَ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الْأَمْصَارِ إِلَی السَّوَادِ.

«176»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

ص: 375


1- 1. رواه الشیخ فی التهذیب باب فضل المساجد من أبواب الزیادات.
2- 2. الصف: 14.
3- 3. روضة الكافی ص 227 و الذی بعده ص 233.

مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَیْثَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا تَمَنَّی أَحَدُكُمُ الْقَائِمَ فَلْیَتَمَنَّهُ فِی عَافِیَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ رَحْمَةً وَ یَبْعَثُ الْقَائِمَ نَقِمَةً.

«177»- أَقُولُ رُوِیَ فِی كِتَابِ مَزَارٍ لِبَعْضِ قُدَمَاءِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَأَنِّی أَرَی نُزُولَ الْقَائِمِ علیه السلام فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَ عِیَالِهِ قُلْتُ یَكُونُ مَنْزِلَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَمْ كَانَ فِیهِ مَنْزِلُ إِدْرِیسَ وَ كَانَ مَنْزِلَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ فِیهِ مَسْكَنُ الْخَضِرِ وَ الْمُقِیمُ فِیهِ كَالْمُقِیمِ فِی فُسْطَاطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَ قَلْبُهُ یَحِنُّ إِلَیْهِ (1) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا یَزَالُ الْقَائِمُ فِیهِ أَبَداً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمِنْ بَعْدِهِ قَالَ هَكَذَا مِنْ بَعْدِهِ إِلَی انْقِضَاءِ الْخَلْقِ قُلْتُ فَمَا یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عِنْدَهُ-(2) قَالَ یُسَالِمُهُمْ كَمَا سَالَمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُؤَدُّونَ الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ قُلْتُ فَمَنْ نَصَبَ لَكُمْ عَدَاوَةً فَقَالَ لَا یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا لِمَنْ خَالَفَنَا فِی دَوْلَتِنَا مِنْ نَصِیبٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَنَا دِمَاءَهُمْ عِنْدَ قِیَامِ قَائِمِنَا فَالْیَوْمَ مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ ذَلِكَ فَلَا یَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا انْتَقَمَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لَنَا أَجْمَعِینَ.

«178»- أَقُولُ قَدْ مَضَی بَعْضُ الْأَخْبَارِ فِی سِیَرِهِ علیه السلام فِی أَكْثَرِ الْأَبْوَابِ السَّابِقَةِ وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ فِی كِتَابِ الْأَنْوَارِ الْمُضِیئَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ إِنْظَارِ اللَّهِ تَعَالَی إِبْلِیسَ وَقْتاً مَعْلُوماً ذَكَرَهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ-(3)

قَالَ الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ یَوْمُ قِیَامِ الْقَائِمِ فَإِذَا بَعَثَهُ اللَّهُ كَانَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ جَاءَ إِبْلِیسُ حَتَّی یَجْثُوَ عَلَی رُكْبَتَیْهِ فَیَقُولُ یَا وَیْلَاهُ مِنْ هَذَا الْیَوْمِ فَیَأْخُذُ

ص: 376


1- 1. ما بین العلامتین كان ساقطا من النسخة و ستراه تحت الرقم 191.
2- 2. أی كیف یسیر فیهم، و ما الذی یحكم به فی هؤلاء؟.
3- 3. الحجر: 38، ص: 81.

بِنَاصِیَتِهِ فَیَضْرِبُ عُنُقَهُ فَذَلِكَ یَوْمُ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ مُنْتَهَی أَجَلِهِ.

«179»- ختص، [الإختصاص] أَبُو الْقَاسِمِ الشَّعْرَانِیُّ یَرْفَعُهُ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنِ ابْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام أَتَی رَحْبَةَ الْكُوفَةِ فَقَالَ بِرِجْلِهِ (1) هَكَذَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی مَوْضِعٍ ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا هَاهُنَا فَیَحْفِرُونَ فَیَسْتَخْرِجُونَ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْعٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ سَیْفٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ بَیْضَةٍ لِكُلِّ بَیْضَةٍ وَجْهَانِ ثُمَّ یَدْعُو اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمَوَالِی مِنَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَیُلْبِسُهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ یَقُولُ مَنْ لَمْ یَكُنْ عَلَیْهِ مِثْلُ مَا عَلَیْكُمْ فَاقْتُلُوهُ.

«180»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ بَدْرِ بْنِ خَلِیلٍ الْأَزْدِیِ (2) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها یَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (3) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام وَ بَعَثَ إِلَی بَنِی أُمَیَّةَ بِالشَّامِ هَرَبُوا إِلَی الرُّومِ فَیَقُولُ لَهُمُ الرُّومُ لَا نُدْخِلُكُمْ حَتَّی تَتَنَصَّرُوا فَیُعَلِّقُونَ فِی أَعْنَاقِهِمُ الصُّلْبَانَ وَ یُدْخِلُونَهُمْ فَإِذَا نَزَلَ بِحَضْرَتِهِمْ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام طَلَبُوا الْأَمَانَ وَ الصُّلْحَ فَیَقُولُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ علیه السلام لَا نَفْعَلُ حَتَّی تَدْفَعُوا إِلَیْنَا مَنْ قِبَلَكُمْ مِنَّا قَالَ فَیَدْفَعُونَهُمْ إِلَیْهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ قَالَ یَسْأَلُهُمُ الْكُنُوزَ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهَا قَالَ فَیَقُولُونَ یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ بِالسَّیْفِ (4).

ص: 377


1- 1. قال برجله: ای أشار، راجع المصدر ص 334.
2- 2. فی المصدر بدل الأزدیّ: الأسدی و هما واحد و قد مر ترجمة الرجل ص 124 فراجع.
3- 3. الأنبیاء: 12 و الآیات التالیة بعدها 14 و 15.
4- 4. تراه فی روضة الكافی ص 51 و 52 و قد مر مثله فی حدیث طویل عن العیّاشیّ ص 343 تحت الرقم 91.

«181»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ (1) قَالَ لَمْ یَجِئْ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ بَعْدُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَخَّصَ لَهُمْ لِحَاجَتِهِ وَ حَاجَةِ أَصْحَابِهِ فَلَوْ قَدْ جَاءَ تَأْوِیلُهَا لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ یُقْتَلُونَ حَتَّی یُوَحَّدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَتَّی لَا یَكُونَ شِرْكٌ.

«182»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی نُصَیْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّكُمْ أَهْلُ بَیْتِ رَحْمَةٍ اخْتَصَّكُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهَا فَقَالَ لَهُ كَذَلِكَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا نُدْخِلُ أَحَداً فِی ضَلَالَةٍ وَ لَا نُخْرِجُهُ مِنْ هُدًی إِنَّ الدُّنْیَا لَا تَذْهَبُ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ لَا یَرَی مُنْكَراً إِلَّا أَنْكَرَهُ.

«183»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَخِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: فِی حَدِیثِ اللَّوْحِ م ح م د یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ عَلَی

رَأْسِهِ غَمَامَةٌ بَیْضَاءُ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ تُنَادِی بِلِسَانٍ فَصِیحٍ یُسْمِعُهُ الثَّقَلَیْنِ وَ الْخَافِقَیْنِ هُوَ الْمَهْدِیُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً(2).

«184»- ك، [إكمال الدین] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِی اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ الَّذِی یَفْتَحُ اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَی یَدَیْهِ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا(3).

ص: 378


1- 1. الأنفال: 39، و الحدیث فی الروضة ص 201،.
2- 2. أخرجه المصنّف فی باب النصوص تراه فی ج 36 ص 203، فراجع الطبعة الحدیثة.
3- 3. عیون الأخبار ج 1 ص 65 كمال الدین ج 1 ص 398.

«185»- ك، [إكمال الدین] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی أَوْحَی إِلَیَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا أَنَا بِأَنْوَارِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَائِمِ فِی وَسَطِهِمْ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ قُلْتُ یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ وَ هَذَا الْقَائِمُ الَّذِی یُحِلُّ حَلَالِی وَ یُحَرِّمُ حَرَامِی وَ بِهِ أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی وَ هُوَ رَاحَةٌ لِأَوْلِیَائِی وَ هُوَ الَّذِی یَشْفِی قُلُوبَ شِیعَتِكَ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ الْجَاحِدِینَ وَ الْكَافِرِینَ فَیُخْرِجُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی طَرِیَّیْنِ فَیُحْرِقُهُمَا فَلَفِتْنَةُ النَّاسِ بِهِمَا یَوْمَئِذٍ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الْعِجْلِ وَ السَّامِرِیِ (1).

«186»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِالْإِسْنَادِ الَّذِی سَبَقَ فِی بَابِ النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ(2)

عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: آخِرُهُمُ اسْمُهُ عَلَی اسْمِی یَخْرُجُ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَأْتِیهِ الرَّجُلُ وَ الْمَالُ كُدْسٌ فَیَقُولُ یَا مَهْدِیُّ أَعْطِنِی فَیَقُولُ خُذْ.

«187»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ السَّابِقِ فِی الْبَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: التَّاسِعُ مِنْهُمْ قَائِمُ أَهْلِ بَیْتِی وَ مَهْدِیُّ أُمَّتِی أَشْبَهُ النَّاسِ بِی فِی شَمَائِلِهِ وَ أَقْوَالِهِ وَ أَفْعَالِهِ لَیَظْهَرُ بَعْدَ غَیْبَةٍ طَوِیلَةٍ وَ حَیْرَةٍ مُضِلَّةٍ فَیُعْلِی أَمْرَ اللَّهِ وَ یُظْهِرُ دِینَ اللَّهِ وَ یُؤَیَّدُ بِنَصْرِ اللَّهِ وَ یُنْصَرُ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً(3).

«189»- نص، [كفایة الأثر] بِالْأَسَانِیدِ الْكَثِیرَةِ الَّتِی مَضَتْ فِی الْبَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَلِیٍ

ص: 379


1- 1. راجع كمال الدین ج 1 ص 36، عیون أخبار الرضا ج 1 ص 58.
2- 2. أخرجه فی باب النصوص- ج 36 ص 281 راجع المصدر ص 44.
3- 3. راجع ج 36 ص 283 من الطبعة الحدیثة.

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ عَدِّ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام ثُمَّ یَغِیبُ عَنْهُمْ إِمَامُهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ یَكُونُ لَهُ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ رَافِعاً صَوْتَهُ الْحَذَرَ الْحَذَرَ إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنْ وُلْدِی قَالَ عَلِیٌّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا یَكُونُ حَالُهُ عِنْدَ غَیْبَتِهِ قَالَ یَصْبِرُ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ بِالْخُرُوجِ فَیَخْرُجُ مِنَ الْیَمَنِ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا كَرْعَةُ عَلَی رَأْسِهِ عِمَامَتِی مُتَدَرِّعٌ بِدِرْعِی مُتَقَلِّدٌ بِسَیْفِی ذِی الْفَقَارِ وَ مُنَادٍ یُنَادِی هَذَا الْمَهْدِیُّ خَلِیفَةُ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ ذَلِكَ عِنْدَ مَا تَصِیرُ الدُّنْیَا هَرْجاً وَ مَرْجاً وَ یَغَارُ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ فَلَا الْكَبِیرُ یَرْحَمُ الصَّغِیرَ وَ لَا الْقَوِیُّ یَرْحَمُ الضَّعِیفَ فَحِینَئِذٍ یَأْذَنُ اللَّهُ لَهُ بِالْخُرُوجِ (1).

«190»- كا، [الكافی] بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَعْنَی السَّلَامِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ نَبِیَّهُ وَ وَصِیَّهُ وَ ابْنَتَهُ وَ ابْنَیْهِ وَ جَمِیعَ الْأَئِمَّةِ وَ خَلَقَ شِیعَتَهُمْ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ وَ أَنْ یَصْبِرُوا وَ یُصَابِرُوا وَ یُرَابِطُوا وَ أَنْ یَتَّقُوا اللَّهَ وَ وَعَدَهُمْ أَنْ یُسَلِّمَ لَهُمُ الْأَرْضَ الْمُبَارَكَةَ وَ الْحَرَمَ الْأَمْنَ وَ أَنْ یُنَزِّلَ لَهُمُ الْبَیْتَ الْمَعْمُورَ وَ یُظْهِرَ لَهُمُ السَّقْفَ الْمَرْفُوعَ وَ یُرِیحَهُمْ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ الْأَرْضَ الَّتِی یُبَدِّلُهَا اللَّهُ مِنَ السَّلَامِ وَ یُسَلِّمُ مَا فِیهَا لَهُمْ لا شِیَةَ فِیها قَالَ لَا خُصُومَةَ فِیهَا لِعَدُوِّهِمْ وَ أَنْ یَكُونَ لَهُمْ فِیهَا مَا یُحِبُّونَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ الْأَئِمَّةِ وَ شِیعَتِهِمُ الْمِیثَاقَ بِذَلِكَ وَ إِنَّمَا السَّلَامُ عَلَیْهِ (2)

تَذْكِرَةُ نَفْسِ الْمِیثَاقِ وَ تَجْدِیدٌ لَهُ عَلَی اللَّهِ لَعَلَّهُ أَنْ یُعَجِّلَهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ یُعَجِّلَ السَّلَامَ لَكُمْ بِجَمِیعِ مَا فِیهِ (3).

ص: 380


1- 1. تراه فی باب النصوص علی الاثنی عشر ج 36 ص 335. و فی نسخة الكمبانیّ قد تكرر من قوله« فیخرج من قریة» الی آخر الخبر، و أثبته كالاستدراك فی الهامش و هو من غفلة المصححین عند المقابلة.
2- 2. هذا هو الظاهر، و فی المصدر و هكذا الأصل المطبوع: و« انما علیه السلام».
3- 3. تراه فی الكافی ج 1 ص 451 باب مولد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.

«191»- أَقُولُ رَوَی مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِیرِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَأَنِّی أَرَی نُزُولَ الْقَائِمِ فِی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ بِأَهْلِهِ وَ عِیَالِهِ قُلْتُ یَكُونُ مَنْزِلَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَمْ كَانَ فِیهِ مَنْزِلُ إِدْرِیسَ وَ كَانَ مَنْزِلَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ صَلَّی فِیهِ وَ فِیهِ مَسْكَنُ الْخَضِرِ وَ الْمُقِیمُ فِیهِ كَالْمُقِیمِ فِی فُسْطَاطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِلَّا وَ قَلْبُهُ یَحِنُّ إِلَیْهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لَا یَزُولُ الْقَائِمُ فِیهِ أَبَداً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمِنْ بَعْدِهِ قَالَ هَكَذَا مِنْ بَعْدِهِ إِلَی انْقِضَاءِ الْخَلْقِ قُلْتُ فَمَا یَكُونُ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ عِنْدَهُ قَالَ یُسَالِمُهُمْ كَمَا سَالَمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُؤَدُّونَ الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ قُلْتُ فَمَنْ نَصَبَ لَكُمْ عَدَاوَةً فَقَالَ لَا یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا لِمَنْ خَالَفَنَا فِی دَوْلَتِنَا مِنْ نَصِیبٍ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ لَنَا دِمَاءَهُمْ عِنْدَ قِیَامِ قَائِمِنَا فَالْیَوْمَ مُحَرَّمٌ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ ذَلِكَ فَلَا یَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا انْتَقَمَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لَنَا أَجْمَعِینَ (1).

«192»- یب، [تهذیب الأحكام] الصَّفَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْقَائِمِ إِذَا قَامَ بِأَیِّ سِیرَةٍ یَسِیرُ فِی النَّاسِ فَقَالَ بِسِیرَةِ مَا سَارَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یُظْهِرَ الْإِسْلَامَ قُلْتُ وَ مَا كَانَتْ سِیرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَبْطَلَ مَا كَانَتْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِالْعَدْلِ وَ كَذَلِكَ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا قَامَ یُبْطِلُ مَا كَانَ فِی الْهُدْنَةِ مِمَّا كَانَ فِی أَیْدِی النَّاسِ وَ یَسْتَقْبِلُ بِهِمُ الْعَدْلَ (2).

تذییل قال شیخنا الطبرسی فی كتاب إعلام الوری فإن قیل إذا حصل الإجماع علی أن لا نبی بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنتم قد زعمتم أن القائم علیه السلام إذا قام لم یقبل الجزیة من أهل الكتاب و أنه یقتل من بلغ العشرین و لم یتفقه فی الدین و أمر

ص: 381


1- 1. قد مر هذا الحدیث ص 376 تحت الرقم 177 نقلا من كتاب مزار لبعض قدماء أصحابنا، و قد تكرر لفظا بلفظ و الغفلة من الكتاب و النسّاخ.
2- 2. تراه فی التهذیب ج 2 ص 51.

بهدم المساجد و المشاهد و أنه یحكم بحكم داود علیه السلام لا یسأل بینة و أشباه ذلك مما ورد فی آثاركم و هذا تكون نسخا للشریعة و إبطالا لأحكامها فقد أثبتم معنی النبوة و إن لم تتلفظوا باسمها فما جوابكم عنها.

الجواب إنا لم نعرف ما تضمنه السؤال من أنه علیه السلام لا یقبل الجزیة من أهل الكتاب و أنه یقتل من بلغ العشرین و لم یتفقه فی الدین فإن كان ورد بذلك خبر فهو غیر مقطوع به فأما هدم المساجد و المشاهد فقد یجوز أن یختص بهدم ما بنی من ذلك علی غیر تقوی اللّٰه تعالی و علی خلاف ما أمر اللّٰه سبحانه به و هذا مشروع قد فعله النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

و أما ما روی من أنه علیه السلام یحكم بحكم آل داود لا یسأل عن بینة فهذا أیضا غیر مقطوع به و إن صح فتأویله أن یحكم بعلمه فیما یعلمه و إذا علم الإمام أو الحاكم أمرا من الأمور فعلیه أن یحكم بعلمه و لا یسأل عنه و لیس فی هذا نسخ الشریعة.

علی أن هذا الذی ذكروه من ترك قبول الجزیة و استماع البینة إن صح لم یكن نسخا للشریعة لأن النسخ هو ما تأخر دلیله عن الحكم المنسوخ و لم یكن مصطحبا فأما إذا اصطحب الدلیلان فلا یكون ذلك ناسخا لصاحبه و إن كان مخالفة فی المعنی و لهذا اتفقنا علی أن اللّٰه سبحانه لو قال الزموا السبت إلی وقت كذا ثم لا تلزموه لا یكون نسخا لأن الدلیل الرافع مصاحب الدلیل الموجب و إذا صحت هذه الجملة و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله قد أعلمنا بأن القائم من ولده یجب اتباعه و قبول أحكامه فنحن إذا صرنا إلی ما یحكم به فینا و إن خالف بعض الأحكام المتقدمة غیر عاملین بالنسخ لأن النسخ لا یدخل فیما یصطحب الدلیل انتهی.

«193»- أَقُولُ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ مَسْعُودٍ فِی شَرْحِ السُّنَّةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَیُوشِكَنَّ أَنْ یُنْزِلَ فِیكُمُ ابْنُ مَرْیَمَ حُكْماً عَدْلًا یَكْسِرُ

ص: 382

الصَّلِیبَ وَ یَقْتُلُ الْخِنْزِیرَ وَ یَضَعُ الْجِزْیَةَ فَیَفِیضُ الْمَالُ حَتَّی لَا یَقْبَلَهُ أَحَدٌ(1).

ثم قال قوله یكسر الصلیب یرید إبطال النصرانیة و الحكم بشرع الإسلام و معنی قتل الخنزیر تحریم اقتنائه و أكله و إباحة قتله و فیه بیان أن أعیانها نجسة لأن عیسی إنما یقتلها علی حكم شرع الإسلام و الشی ء الطاهر المنتفع به لا یباح إتلافه.

و قوله و یضع الجزیة معناه أنه یضعها من أهل الكتاب و یحملهم علی الإسلام فقد روی أبو هریرة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی نزول عیسی علیه السلام (2)

و یهلك فی زمانه الملل كلها إلا الإسلام و یهلك الدجال فیمكث فی الأرض أربعین سنة ثم یتوفی فیصلی علیه المسلمون.

و قیل معنی وضع الجزیة أن المال یكثر حتی لا یوجد محتاج ممن یوضع فیهم الجزیة یدل علیه قوله علیه السلام فیفیض المال حتی لا یقبله أحد

وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ(3) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْیَمَ

ص: 383


1- 1. تراه فی مشكاة المصابیح ص 479 من حدیث أبی هریرة و بعده« حتی تكون السجدة الواحدة خیرا من الدنیا و ما فیها». و فی لفظ آخر: قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله: و اللّٰه لینزلن ابن مریم حكما عادلا فلیكسرن الصلیب و لیقتلن الخنزیر و لیضعن الجزیة و لیتركن القلاص فلا یسعی علیها، و لتذهبن الشحناء و التباغض و التحاسد، و لیدعون الی المال فلا یقبله أحد- رواه مسلم و هكذا رواه البخاری فی صحیحه ج 2 ص 256 باللفظ الأول.
2- 2. رواه أبو داود فی سننه ج 2 ص 342 و لفظه: أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله قال: « لیس بینی و بینه نبی- یعنی عیسی علیه السلام- و انه نازل، فإذا رأیتموه فاعرفوه؛ رجل مربوع الی الحمرة و البیاض بین ممصرتین، كأن رأسه یقطر، و ان لم یصبه بلل، فیقاتل الناس علی الإسلام فیدق الصلیب و یقتل الخنریر، و یضع الجزیة، و یهلك اللّٰه فی زمانه الملل كلها الا الإسلام و یهلك المسیح الدجال، فیمكث فی الأرض أربعین سنة، ثمّ یتوفی فیصلی علیه المسلمون.
3- 3. تراه فی صحیح البخاریّ ج 2 ص 256 باب نزول عیسی علیه السلام. و أخرجه. فی المصابیح ص 380 من صحیحی مسلم و البخاری و هكذا السیوطی فی الجامع الصغیر منهما علی ما فی السراج المنیر ج 3 ص 106 و قال العزیزی فی شرحه: قال المناوی: أی و الخلیفة من قریش أو و امامكم فی الصلاة رجل منكم، و هذا استفهام عن حال من یكون حیا عند نزول عیسی، كیف سرورهم بلقیه، و كیف یكون فخر هذه الأمة و روح اللّٰه یصلی وراء امامهم.

وَ إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ.

و هذا حدیث متفق علی صحته انتهی.

أقول: و قد أورد هو و غیره أخبارا أخر فی ذلك فظهر أن هذه الأمور المنقولة من سیر القائم علیه السلام لا یختص بنا بل أوردها المخالفون أیضا و نسبوه إلی عیسی علیه السلام لكن قد رووا أن إمامكم منكم فما كان جوابهم فهو جوابنا و الشبهة مشتركة بینهم و بیننا.

«194»- أَقُولُ ذَكَرَ السَّیِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ: أَنِّی وَجَدْتُ فِی صُحُفِ إِدْرِیسَ النَّبِیِّ علیه السلام عِنْدَ ذِكْرِ سُؤَالِ إِبْلِیسَ وَ جَوَابِ اللَّهِ لَهُ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ قَالَ لَا وَ لَكِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَإِنَّهُ یَوْمٌ قَضَیْتُ وَ حَتَمْتُ أَنْ أُطَهِّرَ الْأَرْضَ ذَلِكَ الْیَوْمَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الشِّرْكِ وَ الْمَعَاصِی وَ انْتَخَبْتُ لِذَلِكَ الْوَقْتِ عِبَاداً لِی امْتَحَنْتُ قُلُوبَهُمْ لِلْإِیمَانِ وَ حَشَوْتُهَا بِالْوَرَعِ وَ الْإِخْلَاصِ وَ الْیَقِینِ وَ التَّقْوَی وَ الْخُشُوعِ وَ الصِّدْقِ وَ الْحِلْمِ وَ الصَّبْرِ وَ الْوَقَارِ وَ التُّقَی وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ الرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدِی وَ أَجْعَلُهُمْ دُعَاةَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَسْتَخْلِفُهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ أُمَكِّنُ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَیْتُهُ لَهُمْ ثُمَ یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً یُقِیمُونَ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ لِحِینِهَا وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُلْقِی فِی تِلْكَ الزَّمَانِ

الْأَمَانَةَ عَلَی الْأَرْضِ فَلَا یَضُرُّ شَیْ ءٌ شَیْئاً وَ لَا یَخَافُ شَیْ ءٌ مِنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ تَكُونُ الْهَوَامُّ وَ الْمَوَاشِی بَیْنَ النَّاسِ فَلَا یُؤْذِی بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ أُنْزِعُ حُمَةَ كُلِّ ذِی حُمَةٍ مِنَ الْهَوَامِّ وَ غَیْرِهَا وَ أُذْهِبُ سَمَّ كُلِّ مَا یَلْدَغُ وَ أُنْزِلُ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ تَزْهَرُ الْأَرْضُ بِحُسْنِ نَبَاتِهَا وَ تُخْرِجُ كُلَّ ثِمَارِهَا وَ

ص: 384

أَنْوَاعَ طِیبِهَا.

وَ أُلْقِی الرَّأْفَةَ وَ الرَّحْمَةَ بَیْنَهُمْ فَیَتَوَاسَوْنَ وَ یَقْتَسِمُونَ بِالسَّوِیَّةِ فَیَسْتَغْنِی الْفَقِیرُ وَ لَا یَعْلُو بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَرْحَمُ الْكَبِیرُ الصَّغِیرَ وَ یُوَقِّرُ الصَّغِیرُ الْكَبِیرَ وَ یَدِینُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ وَ یَحْكُمُونَ أُولَئِكَ أَوْلِیَائِی اخْتَرْتُ لَهُمْ نَبِیّاً مُصْطَفًی وَ أَمِیناً مُرْتَضًی فَجَعَلْتُهُ لَهُمْ نَبِیّاً وَ رَسُولًا وَ جَعَلْتُهُمْ لَهُ أَوْلِیَاءَ وَ أَنْصَاراً تِلْكَ أُمَّةٌ اخْتَرْتُهَا لِنَبِیِّیَ الْمُصْطَفَی وَ أَمِینِیَ الْمُرْتَضَی ذَلِكَ وَقْتٌ حَجَبْتُهُ فِی عِلْمِ غَیْبِی وَ لَا بُدَّ أَنَّهُ وَاقِعٌ أُبِیدُكَ یَوْمَئِذٍ وَ خَیْلَكَ وَ رَجِلَكَ وَ جُنُودَكَ أَجْمَعِینَ فَاذْهَبْ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ.

بیان: أقول ظاهر أن هذه الآثار المذكورة مع إبادة الشیطان و خیله و رجله لم تكن فی مجموع أیام النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أمته بل یكفی أن یكون فی بعض الأوقات بعد بعثته و ما ذلك إلا فی زمن القائم علیه السلام كما مر فی الأخبار و سیأتی.

وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: إِذَا ظَهَرَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام قَالَ فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكْماً-(1)

خِفْتُكُمْ عَلَی نَفْسِی وَ جِئْتُكُمْ لَمَّا أَذِنَ لِی رَبِّی وَ أَصْلَحَ لِی أَمْرِی.

«196»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِیَادِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام بَعْدَ أَنْ أَنْكَرَهُ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ یَرْجِعُ إِلَیْهِمْ شَابّاً فَلَا یَثْبُتُ عَلَیْهِ إِلَّا كُلُّ مُؤْمِنٍ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ فِی الذَّرِّ الْأَوَّلِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی بِالْقَائِمِ علیه السلام عَلَی ذِی طُوًی قَائِماً عَلَی رِجْلَیْهِ حَافِیاً یَرْتَقِبُ بِسُنَّةِ مُوسَی علیه السلام حَتَّی یَأْتِیَ الْمَقَامَ فَیَدْعُو فِیهِ.

«197»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ وَ دَخَلَ الْكُوفَةَ لَمْ یَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ هُوَ بِهَا.

«198»- وَ مِنْ كِتَابِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ

ص: 385


1- 1. الشعراء: 21.

عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَوْضِعُ الرَّجُلِ فِی الْكُوفَةِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ دَارٍ فِی الْمَدِینَةِ.

وَ عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْكُوفَةِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِهَا.

«199»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَهْزِمُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام السُّفْیَانِیَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ أَغْصَانُهَا مُدْلَاةٌ فِی الْحِیرَةِ طَوِیلَةٌ.

«200»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی بَشِیرٍ النَّبَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هَلْ تَدْرِی أَوَّلَ مَا یَبْدَأُ بِهِ الْقَائِمُ علیه السلام قُلْتُ لَا قَالَ یُخْرِجُ هَذَیْنِ رَطْبَیْنِ غَضَّیْنِ فَیُحْرِقُهُمَا وَ یُذْرِیهِمَا فِی الرِّیحِ وَ یَكْسِرُ الْمَسْجِدَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ عَرِیشٌ كَعَرِیشِ مُوسَی علیه السلام وَ ذَكَرَ أَنَّ مُقَدَّمَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ طِیناً وَ جَانِبُهُ جَرِیدَ النَّخْلِ.

«201»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَدِمَ الْقَائِمُ علیه السلام وَثَبَ أَنْ یَكْسِرَ الْحَائِطَ الَّذِی عَلَی الْقَبْرِ فَیَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَی رِیحاً شَدِیدَةً وَ صَوَاعِقَ وَ رُعُوداً حَتَّی یَقُولَ النَّاسُ إِنَّمَا ذَا لِذَا فَیَتَفَرَّقُ أَصْحَابُهُ عَنْهُ حَتَّی لَا یَبْقَی مَعَهُ أَحَدٌ فَیَأْخُذُ الْمِعْوَلَ بِیَدِهِ فَیَكُونُ أَوَّلَ مَنْ یَضْرِبُ بِالْمِعْوَلِ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَیْهِ أَصْحَابُهُ إِذَا رَأَوْهُ یَضْرِبُ الْمِعْوَلَ بِیَدِهِ فَیَكُونُ ذَلِكَ الْیَوْمَ فَضْلُ بَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ بِقَدْرِ سَبْقِهِمْ إِلَیْهِ فَیَهْدِمُونَ الْحَائِطَ ثُمَّ یُخْرِجُهُمَا غَضَّیْنِ رَطْبَیْنِ فَیَلْعَنُهُمَا وَ یَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا وَ یَصْلِبُهُمَا ثُمَّ یُنْزِلُهُمَا وَ یُحْرِقُهُمَا ثُمَّ یُذْرِیهِمَا فِی الرِّیحِ.

«202»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَمْلِكُ الْقَائِمُ سَبْعَ سِنِینَ تَكُونُ سَبْعِینَ سَنَةً مِنْ سِنِیكُمْ هَذِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام وَ أَصْحَابِهِ فِی نَجَفِ الْكُوفَةِ كَأَنَّ عَلَی رُءُوسِهِمُ الطَّیْرَ قَدْ فَنِیَتْ أَزْوَادُهُمْ وَ خَلُقَتْ ثِیَابُهُمْ قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ بِجِبَاهِهِمْ لُیُوثٌ بِالنَّهَارِ رُهْبَانٌ بِاللَّیْلِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِیدِ یُعْطَی الرَّجُلُ مِنْهُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا لَا یَقْتُلُ أَحَداً مِنْهُمْ إِلَّا كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ وَ قَدْ وَصَفَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِالتَّوَسُّمِ فِی

ص: 386

كِتَابِهِ الْعَزِیزِ بِقَوْلِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (1).

«203»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی كِتَابِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقْتُلُ الْقَائِمُ علیه السلام حَتَّی یَبْلُغَ السُّوقَ قَالَ فَیَقُولُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ أَبِیهِ إِنَّكَ لَتُجْفِلُ النَّاسَ إِجْفَالَ النَّعَمِ فَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ بِمَا ذَا قَالَ وَ لَیْسَ فِی النَّاسِ رَجُلٌ أَشَدَّ مِنْهُ بَأْساً فَیَقُومُ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِی فَیَقُولُ لَهُ لَتَسْكُتَنَّ أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُخْرِجُ الْقَائِمُ علیه السلام عَهْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«204»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: یَقْتُلُ الْقَائِمُ علیه السلام مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْأَجْفَرِ-(2) وَ یُصِیبُهُمْ مَجَاعَةٌ شَدِیدَةٌ قَالَ فَیَضِجُّونَ وَ قَدْ نَبَتَتْ لَهُمْ ثَمَرَةٌ یَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ یَتَزَوَّدُونَ مِنْهَا وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی شَأْنُهُ وَ آیَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَیْتَةُ أَحْیَیْناها وَ أَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ یَأْكُلُونَ-(3) ثُمَّ یَسِیرُ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی الْقَادِسِیَّةِ وَ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ بِالْكُوفَةِ وَ بَایَعُوا السُّفْیَانِیَّ.

«205»- وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَقْدَمُ الْقَائِمُ علیه السلام حَتَّی یَأْتِیَ النَّجَفَ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ مِنَ الْكُوفَةِ جَیْشُ السُّفْیَانِیِّ وَ أَصْحَابُهُ وَ النَّاسُ مَعَهُ وَ ذَلِكَ یَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ فَیَدْعُوهُمْ وَ یُنَاشِدُهُمْ حَقَّهُ وَ یُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ مَظْلُومٌ مَقْهُورٌ وَ یَقُولُ مَنْ حَاجَّنِی فِی اللَّهِ فَأَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِاللَّهِ إِلَی آخِرِ مَا تَقَدَّمَ مِنْ هَذِهِ فَیَقُولُونَ ارْجِعْ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِیكَ قَدْ خَبَّرْنَاكُمْ وَ اخْتَبَرْنَاكُمْ فَیَتَفَرَّقُونَ مِنْ غَیْرِ قِتَالٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْجُمُعَةِ یُعَاوِدُ فَیَجِی ءُ سَهْمٌ فَیُصِیبُ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَیَقْتُلُهُ فَیُقَالُ إِنَّ فُلَاناً قَدْ قُتِلَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَنْشُرُ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا نَشَرَهَا انْحَطَّتْ عَلَیْهِ مَلَائِكَةُ بَدْرٍ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ هَبَّتِ الرِّیحُ لَهُ فَیَحْمِلُ عَلَیْهِمْ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَیَمْنَحُهُمُ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ وَ یُوَلُّونَ فَیَقْتُلُهُمْ حَتَّی یُدْخِلَهُمْ أَبْیَاتِ الْكُوفَةِ وَ یُنَادِی مُنَادِیهِ أَلَا لَا تَتْبَعُوا مُوَلِّیاً

ص: 387


1- 1. الحجر: 75 و قد مر هذه الأحادیث فیما سبق عن سائر المصادر.
2- 2. قال الفیروزآبادی: الاجفر موضع بین الخزیمیة و فید.
3- 3. یس: 33.

وَ لَا تُجْهِزُوا عَلَی جَرِیحٍ وَ یَسِیرُ بِهِمْ كَمَا سَارَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الْبَصْرَةِ.

«206»- وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا بَلَغَ السُّفْیَانِیَّ أَنَّ الْقَائِمَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَیْهِ مِنْ نَاحِیَةِ الْكُوفَةِ یَتَجَرَّدُ بِخَیْلِهِ حَتَّی یَلْقَی الْقَائِمَ فَیَخْرُجُ فَیَقُولُ أَخْرِجُوا إِلَیَّ ابْنَ عَمِّی فَیَخْرُجُ عَلَیْهِ السُّفْیَانِیُّ فَیُكَلِّمُهُ الْقَائِمُ علیه السلام فَیَجِی ءُ السُّفْیَانِیُّ فَیُبَایِعُهُ ثُمَّ یَنْصَرِفُ إِلَی أَصْحَابِهِ فَیَقُولُونَ لَهُ مَا صَنَعْتَ فَیَقُولُ أَسْلَمْتُ وَ بَایَعْتُ فَیَقُولُونَ لَهُ قَبَّحَ اللَّهُ رَأْیَكَ بَیْنَ مَا أَنْتَ خَلِیفَةٌ مَتْبُوعٌ فَصِرْتَ تَابِعاً فَیَسْتَقْبِلُهُ فَیُقَاتِلُهُ ثُمَّ یُمْسُونَ تِلْكَ اللَّیْلَةَ ثُمَّ یُصْبِحُونَ لِلْقَائِمِ علیه السلام بِالْحَرْبِ فَیَقْتَتِلُونَ یَوْمَهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَمْنَحُ الْقَائِمَ وَ أَصْحَابَهُ أَكْتَافَهُمْ فَیَقْتُلُونَهُمْ حَتَّی یُفْنُوهُمْ حَتَّی إِنَّ الرَّجُلَ یَخْتَفِی فِی الشَّجَرَةِ وَ الْحَجَرَةِ فَتَقُولُ الشَّجَرَةُ وَ الْحَجَرَةُ یَا مُؤْمِنُ هَذَا رَجُلٌ كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ فَیَقْتُلُهُ قَالَ فَتَشْبَعُ السِّبَاعُ وَ الطُّیُورُ مِنْ لُحُومِهِمْ فَیُقِیمُ بِهَا الْقَائِمُ علیه السلام مَا شَاءَ قَالَ ثُمَّ یَعْقِدُ بِهَا الْقَائِمُ علیه السلام ثَلَاثَ رَایَاتٍ لِوَاءً إِلَی الْقُسْطَنْطِینِیَّةِ یَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ وَ لِوَاءً إِلَی الصِّینِ فَیَفْتَحُ لَهُ وَ لِوَاءً إِلَی جِبَالِ الدَّیْلَمِ فَیَفْتَحُ لَهُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ إِلَی أَنْ قَالَ: وَ یَنْهَزِمُ قَوْمٌ كَثِیرٌ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ حَتَّی یَلْحَقُوا بِأَرْضِ الرُّومِ فَیَطْلُبُوا إِلَی مَلِكِهَا أَنْ یَدْخُلُوا إِلَیْهِ فَیَقُولُ لَهُمُ الْمَلِكُ لَا نُدْخِلُكُمْ حَتَّی تَدْخُلُوا فِی دِینِنَا وَ تَنْكِحُونَا وَ نَنْكِحَكُمْ وَ تَأْكُلُوا لَحْمَ الْخَنَازِیرِ وَ تَشْرَبُوا الْخَمْرَ وَ تَعَلَّقُوا الصُّلْبَانَ فِی أَعْنَاقِكُمْ وَ الزَّنَانِیرَ فِی أَوْسَاطِكُمْ فَیَقْبَلُونَ ذَلِكَ فَیُدْخِلُونَهُمْ فَیَبْعَثُ إِلَیْهِمْ الْقَائِمُ علیه السلام أَنْ أَخْرِجُوا هَؤُلَاءِ الَّذِینَ أَدْخَلْتُمُوهُمْ فَیَقُولُونَ قَوْمٌ رَغِبُوا فِی دِینِنَا وَ زَهِدُوا فِی دِینِكُمْ فَیَقُولُ علیه السلام إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُخْرِجُوهُمْ وَضَعْنَا السَّیْفَ فِیكُمْ فَیَقُولُونَ لَهُ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ فَیَقُولُ قَدْ رَضِیتُ بِهِ فَیَخْرُجُونَ إِلَیْهِ فَیَقْرَأُ عَلَیْهِمْ وَ إِذَا فِی شَرْطِهِ الَّذِی شَرَطَ عَلَیْهِمْ أَنْ یَدْفَعُوا إِلَیْهِ مَنْ دَخَلَ إِلَیْهِمْ مُرْتَدّاً عَنِ الْإِسْلَامِ وَ لَا یَرُدَّ إِلَیْهِمْ مَنْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ رَاغِباً إِلَی الْإِسْلَامِ فَإِذَا قَرَأَ

ص: 388

عَلَیْهِمُ الْكِتَابَ وَ رَأَوْا هَذَا الشَّرْطَ لَازِماً لَهُمْ أَخْرَجُوهُمْ إِلَیْهِ فَیَقْتُلُ الرِّجَالَ وَ یَبْقُرُ بُطُونَ الْحَبَالَی وَ یَرْفَعُ الصُّلْبَانَ فِی الرِّمَاحِ قَالَ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ إِلَی أَصْحَابِهِ یَقْتَسِمُونَ الدَّنَانِیرَ عَلَی الْجُحْفَةِ ثُمَّ تُسْلِمُ الرُّومُ عَلَی یَدِهِ فَیَبْنِی فِیهِمْ مَسْجِداً وَ یَسْتَخْلِفُ عَلَیْهِمْ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ یَنْصَرِفُ.

«207»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَقْضِی الْقَائِمُ بِقَضَایَا یُنْكِرُهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ مِمَّنْ قَدْ ضَرَبَ قُدَّامَهُ بِالسَّیْفِ وَ هُوَ قَضَاءُ آدَمَ علیه السلام فَیُقَدِّمُهُمْ فَیَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ ثُمَّ یَقْضِی الثَّانِیَةَ فَیُنْكِرُهَا قَوْمٌ آخَرُونَ مِمَّنْ قَدْ ضَرَبَ قُدَّامَهُ بِالسَّیْفِ وَ هُوَ قَضَاءُ دَاوُدَ علیه السلام فَیُقَدِّمُهُمْ فَیَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ ثُمَّ یَقْضِی الثَّالِثَةَ فَیُنْكِرُهَا قَوْمٌ آخَرُونَ مِمَّنْ قَدْ ضَرَبَ قُدَّامَهُ بِالسَّیْفِ وَ هُوَ قَضَاءُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَیُقَدِّمُهُمْ فَیَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ ثُمَّ یَقْضِی الرَّابِعَةَ وَ هُوَ قَضَاءُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یُنْكِرُهَا أَحَدٌ عَلَیْهِ.

«208»- وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام لَمْ یَبْقَ بَیْنَ یَدَیْهِ أَحَدٌ إِلَّا عَرَفَهُ صَالِحٌ أَوْ طَالِحٌ.

«209»- وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ یُمْسِی مِنْ أَخْوَفِ النَّاسِ وَ یُصْبِحُ مِنْ آمَنِ النَّاسِ یُوحَی إِلَیْهِ هَذَا الْأَمْرُ لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ قَالَ قُلْتُ یُوحَی إِلَیْهِ یَا بَا جَعْفَرٍ قَالَ یَا بَا جَارُودٍ إِنَّهُ لَیْسَ وَحْیَ نُبُوَّةٍ وَ لَكِنَّهُ یُوحَی إِلَیْهِ كَوَحْیِهِ إِلَی مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَ إِلَی أُمِّ مُوسَی وَ إِلَی النَّحْلِ یَا بَا الْجَارُودِ إِنَّ قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ لَأَكْرَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَ أُمِّ مُوسَی وَ النَّحْلِ.

«210»- وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ علیه السلام لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَرَبِ وَ الْفُرْسِ إِلَّا السَّیْفُ لَا یَأْخُذُهَا إِلَّا بِالسَّیْفِ وَ لَا یُعْطِیهَا إِلَّا بِهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: لَا تَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی تَنْدَرِسَ أَسْمَاءُ الْقَبَائِلِ وَ یُنْسَبُ الْقَبِیلَةُ إِلَی رَجُلٍ مِنْكُمْ فَیُقَالُ لَهَا آلُ فُلَانٍ وَ حَتَّی یَقُومَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ إِلَی حَسَبِهِ وَ نَسَبِهِ وَ قَبِیلَتِهِ فَیَدْعُوهُمْ فَإِنْ أَجَابُوهُ وَ إِلَّا ضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ.

ص: 389

«211»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: وَجَدْنَا فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ فَمَنْ أَخَذَ أَرْضاً مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَعَمَرَهَا فَلْیُؤَدِّ خَرَاجَهَا إِلَی الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ لَهُ مَا أَكَلَ مِنْهَا حَتَّی یَظْهَرَ الْقَائِمُ علیه السلام مِنْ أَهْلِ بَیْتِی بِالسَّیْفِ فَیَحْوِیهَا وَ یُخْرِجُهُمْ عَنْهَا كَمَا حَوَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا مَا كَانَ فِی أَیْدِی شِیعَتِنَا فَإِنَّهُ یُقَاطِعُهُمْ عَلَی مَا فِی أَیْدِیهِمْ وَ یَتْرُكُ الْأَرْضَ فِی أَیْدِیهِمْ.

«212»- وَ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوَّلُ مَا یَبْدَأُ الْقَائِمُ علیه السلام بِأَنْطَاكِیَةَ فَیَسْتَخْرِجُ مِنْهَا التَّوْرَاةَ مِنْ غَارٍ فِیهِ عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ قَالَ وَ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَ قَالَ إِنَّمَا سُمِّیَ الْمَهْدِیَّ لِأَنَّهُ یُهْدَی إِلَی أَمْرٍ خَفِیٍّ حَتَّی إِنَّهُ یُبْعَثُ إِلَی رَجُلٍ لَا یَعْلَمُ النَّاسُ لَهُ ذَنْباً فَیَقْتُلُهُ حَتَّی إِنَّ أَحَدَهُمْ یَتَكَلَّمُ فِی بَیْتِهِ فَیَخَافُ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْهِ الْجِدَارُ.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: یَمْلِكُ الْقَائِمُ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ یَزْدَادُ تِسْعاً كَمَا لَبِثَ أَهْلُ الْكَهْفِ فِی كَهْفِهِمْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً فَیَفْتَحُ اللَّهُ لَهُ شَرْقَ الْأَرْضِ وَ غَرْبَهَا وَ یَقْتُلُ النَّاسَ حَتَّی لَا یَبْقَی إِلَّا دِینُ مُحَمَّدٍ وَ یَسِیرُ بِسِیرَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ یَدْعُو الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ فَیُجِیبَانِهِ وَ تُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ وَ یُوحَی إِلَیْهِ فَیَعْمَلُ بِالْوَحْیِ بِأَمْرِ اللَّهِ.

وَ عَنْهُ علیه السلام: إِذَا ظَهَرَ الْقَائِمُ وَ دَخَلَ الْكُوفَةَ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ سَبْعِینَ أَلْفَ صِدِّیقٍ فَیَكُونُونَ فِی أَصْحَابِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ یَرُدُّ السَّوَادَ إِلَی أَهْلِهِ هُمْ أَهْلُهُ وَ یُعْطِی النَّاسَ عَطَایَا مَرَّتَیْنِ فِی السَّنَةِ وَ یَرْزُقُهُمْ فِی الشَّهْرِ رِزْقَیْنِ وَ یُسَوِّی بَیْنَ النَّاسِ حَتَّی لَا تَرَی مُحْتَاجاً إِلَی الزَّكَاةِ وَ یَجِی ءُ أَصْحَابُ الزَّكَاةِ بِزَكَاتِهِمْ إِلَی الْمَحَاوِیجِ مِنْ شِیعَتِهِ فَلَا یَقْبَلُونَهَا فَیَصُرُّونَهَا(1) وَ یَدُورُونَ فِی دُورِهِمْ فَیَخْرُجُونَ إِلَیْهِمْ فَیَقُولُونَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِی دَرَاهِمِكُمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ وَ یَجْتَمِعُ إِلَیْهِ أَمْوَالُ أَهْلِ الدُّنْیَا كُلُّهَا مِنْ بَطْنِ الْأَرْضِ وَ ظَهْرِهَا فَیُقَالُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَی مَا قَطَعْتُمْ فِیهِ الْأَرْحَامَ وَ سَفَكْتُمْ فِیهِ الدَّمَ

ص: 390


1- 1. یقال: صر الدراهم فی الصرة: وضعها.

الْحَرَامَ وَ رَكِبْتُمْ فِیهِ الْمَحَارِمَ فَیُعْطِی عَطَاءً لَمْ یُعْطِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ.

«213»- وَ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ فِی زَمَانِ الْقَائِمِ وَ هُوَ بِالْمَشْرِقِ لَیَرَی أَخَاهُ الَّذِی فِی الْمَغْرِبِ وَ كَذَا الَّذِی فِی الْمَغْرِبِ یَرَی أَخَاهُ الَّذِی فِی الْمَشْرِقِ.

«214»- د، [العدد القویة] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَأَنَّنِی بِالْقَائِمِ علیه السلام عَلَی ظَهْرِ النَّجَفِ لَابِسٌ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَتَقَلَّصُ عَلَیْهِ ثُمَّ یَنْتَفِضُ بِهَا فَیَسْتَدِیرُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُغَشِّی الدِّرْعَ بِثَوْبٍ إِسْتَبْرَقٍ ثُمَّ یَرْكَبُ فَرَساً لَهُ أَبْلَقَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ شِمْرَاخٌ یَنْتَفِضُ بِهِ لَا یَبْقَی أَهْلُ بَلَدٍ إِلَّا أَتَاهُمْ نُورُ ذَلِكَ الشِّمْرَاخِ حَتَّی یَكُونَ آیَةً لَهُ ثُمَّ یَنْشُرُ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِذَا نَشَرَهَا أَضَاءَ لَهَا مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَأَنَّنِی بِهِ قَدْ عَبَرَ مِنْ وَادِی السَّلَامِ إِلَی مَسِیلِ السَّهْلَةِ عَلَی فَرَسٍ مُحَجَّلٍ لَهُ شِمْرَاخٌ یَزْهَرُ یَدْعُو وَ یَقُولُ فِی دُعَائِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِیمَاناً وَ صِدْقاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعَبُّداً وَ رِقّاً اللَّهُمَّ مُعِزَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَحِیدٍ وَ مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ أَنْتَ كَنَفِی حِینَ تُعْیِینِی الْمَذَاهِبُ وَ تَضِیقُ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ اللَّهُمَّ خَلَقْتَنِی وَ كُنْتَ غَنِیّاً عَنْ خَلْقِی وَ لَوْ لَا نَصْرُكَ إِیَّایَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِینَ یَا مُنْشِرَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَوَاضِعِهَا وَ مُخْرِجَ الْبَرَكَاتِ مِنْ مَعَادِنِهَا وَ یَا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرِّفْعَةِ فَأَوْلِیَاؤُهُ بِعِزِّهِ یَتَعَزَّزُونَ یَا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ الْمُلُوكُ نِیرَ(1) الْمَذَلَّةِ عَلَی أَعْنَاقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ

ص: 391


1- 1. النیر: الخشبة المعترضة فی عنقی الثورین بأداتها و یسمی بالفارسیة« یوغ» و« جوغ».

خَائِفُونَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِی فَطَرْتَ بِهِ خَلْقَكَ فَكُلٌّ لَكَ مُذْعِنُونَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُنْجِزَ لِی أَمْرِی وَ تُعَجِّلَ لِی فِی الْفَرَجِ وَ تَكْفِیَنِی وَ تَقْضِیَ حَوَائِجِی السَّاعَةَ السَّاعَةَ اللَّیْلَةَ اللَّیْلَةَ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

إلی هنا ینتهی الجزء الثانی من المجلّد الثالث عشر و یلیه الجزء الثالث و أوّله باب ما یكون عند ظهوره علیه السلام بروایة المفضّل بن عمر.

ص: 392

كلمة المصحّح

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه. و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله الأطیبین أمناء اللّٰه.

و بعد: فقد منّ اللّٰه علینا أن وفّقنا لتصحیح هذا السفر القیّم و التراث الذهبیّ المخلّد و هو الجزء الثانی من المجلّد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار حسب تجزئة المصنّف رضوان اللّٰه علیه- و الجزء الثانی و الخمسون حسب تجزئتنا نرجو من اللّٰه العزیز أن یوفّقنا لاتمام ذلك بفضله و تأییده.

**** ثمّ إنّه قد مرّ علیك فی مقدمة الجزء 51 مسلكنا فی التصحیح؛ و أنّنا نعرض أكثر الأحادیث علی المصدر عند طروّ شبهة لنا فی السقط و التصحیف و نصحّحها بلا إلمام بذلك و لكن بدالنا فی هذا المجلّد أن نذیل كلّ ذلك بكلام لیكون الناظر الثقافی علی علم و لذلك تری هذا المجلّد أكثر توضیحاً و تذییلًا من السابق؛ و آخر دعوانا أن الحمد للّٰه ربّ العالمین.

شهر ذی القعدة الحرام 1384 محمّد باقر البهبودیّ

ص: 393

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

«18»- باب ذكر من رآه صلوات اللّٰه علیه 77- 1

«19»- باب خبر سعد بن عبد اللّٰه و رؤیته للقائم و مسائله عنه علیه السلام 89- 78

«20»- باب علّة الغیبة و كیفیّة انتفاع الناس به فی غیبته صلوات اللّٰه علیه 100- 90

«21»- باب التمحیص و النهی عن التوقیت و حصول البداء فی ذلك 121- 101

«22»- باب فضل انتظار الفرج و مدح الشیعة فی زمان الغیبة و ما ینبغی فعله فی ذلك الزمان 150- 122

«23»- باب من ادعی الرؤیة فی الغیبة الكبری و أنه یشهد و یری الناس و لا یرونه و سائر أحواله علیه السلام فی الغیبة 158- 151

«24»- باب نادر فی ذكر من رآه علیه السلام فی الغیبة الكبری قریبا من زماننا 180- 159

«25»- باب علامات ظهوره صلوات اللّٰه علیه من السفیانیّ و الدجّال و غیر ذلك و فیه ذكر بعض أشراط الساعة 277- 181

«26»- باب یوم خروجه و ما یدلّ علیه و ما یحدث عنده و كیفیّته و مدّة ملكه صلوات اللّٰه علیه 308- 279

«27»- باب سیره و أخلاقه و عدد أصحابه و خصائص زمانه و أحول أصحابه صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه 392- 309

ص: 394

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 395

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.