بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 51

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 51: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

كتاب تاریخ الإمام الثانی عشر صلوات اللّٰه علیه

[مقدمة المؤلف رحمه اللّٰه]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

الحمد لله الذی وصل لعباده القول بإمام بعد إمام لَعَلَّهُمْ یَتَذَكَّرُونَ و أكمل الدین بأمنائه و حججه فی كل دهر و زمان لِقَوْمٍ یُوقِنُونَ و الصلاة و السلام علی من بشر به و بأوصیائه النبیون و المرسلون محمد سید الوری و آله مصابیح الدجی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ و لعنة اللّٰه علی أعدائهم ما دامت السماوات و الأرضون.

أما بعد فهذا هو المجلد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار فی تاریخ الإمام الثانی عشر و الهادی المنتظر و المهدی المظفر و نور الأنوار و حجة الجبار و الغائب عن معاینة الأبصار و الحاضر فی قلوب الأخیار و حلیف الأیمان و كاشف الأحزان و خلیفة الرحمن الحجة بن الحسن إمام الزمان صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه المعصومین ما توالت الأزمان من مؤلفات خادم أخبار الأئمة الأخیار و تراب أعتاب حملة الآثار محمد باقر بن محمد تقی حشرهما اللّٰه تعالی مع موالیهما الأطهار و جعلهما فی دولتهم من الأعوان و الأنصار.

[أبواب ولادته و أمّه و أسمائه و صفاته و الآیات المتأولة فیه]

باب 1 ولادته و أحوال أمه صلوات اللّٰه علیه

«1»- كا، [الكافی]: وُلِدَ علیه السلام لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«2»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلَّانٍ الرَّازِیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ: لَمَّا حَمَلَتْ جَارِیَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ سَتَحْمِلِینَ ذَكَراً وَ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی.

«3»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَتْنِی حَكِیمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام قَالَتْ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ یَا عَمَّةِ اجْعَلِی إِفْطَارَكِ اللَّیْلَةَ عِنْدَنَا فَإِنَّهَا لَیْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیُظْهِرُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ الْحُجَّةَ وَ هُوَ حُجَّتُهُ فِی أَرْضِهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ أُمُّهُ قَالَ لِی نَرْجِسُ قُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا بِهَا أَثَرٌ فَقَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ قَالَتْ فَجِئْتُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ جَاءَتْ تَنْزِعُ خُفِّی وَ قَالَتْ لِی یَا سَیِّدَتِی كَیْفَ أَمْسَیْتِ

فَقُلْتُ بَلْ أَنْتِ سَیِّدَتِی وَ سَیِّدَةُ أَهْلِی قَالَتْ فَأَنْكَرَتْ قَوْلِی وَ قَالَتْ مَا هَذَا یَا عَمَّةِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهَا یَا بُنَیَّةِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیَهَبُ لَكِ فِی لَیْلَتِكِ هَذِهِ غُلَاماً سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَتْ فَجَلَسَتْ وَ اسْتَحْیَتْ-(1)

فَلَمَّا أَنْ فَرَغْتُ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ أَفْطَرْتُ وَ أَخَذْتُ مَضْجَعِی فَرَقَدْتُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ قُمْتُ إِلَی الصَّلَاةِ فَفَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِی وَ هِیَ نَائِمَةٌ لَیْسَ بِهَا حَادِثٌ ثُمَّ جَلَسْتُ مُعَقِّبَةً ثُمَّ اضْطَجَعْتُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ فَزِعَةً وَ هِیَ رَاقِدَةٌ ثُمَّ قَامَتْ فَصَلَّتْ

ص: 2


1- 1. استحت خ ل و كلاهما وجیهان قرئ بهما قوله تعالی:« إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها».

قَالَتْ حَكِیمَةُ فَدَخَلَتْنِی الشُّكُوكُ فَصَاحَ بِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ لَا تَعْجَلِی یَا عَمَّةِ فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدْ قَرُبَ قَالَتْ فَقَرَأْتُ الم السَّجْدَةَ وَ یس فَبَیْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذَا انْتَبَهَتْ فَزِعَةً فَوَثَبْتُ إِلَیْهَا فَقُلْتُ اسْمُ اللَّهِ عَلَیْكِ ثُمَّ قُلْتُ لَهَا تُحِسِّینَ شَیْئاً قَالَتْ نَعَمْ یَا عَمَّةِ فَقُلْتُ لَهَا اجْمَعِی نَفْسَكِ وَ اجْمَعِی قَلْبَكِ فَهُوَ مَا قُلْتُ لَكِ قَالَتْ حَكِیمَةُ ثُمَّ أَخَذَتْنِی فَتْرَةٌ وَ أَخَذَتْهَا فِطْرَةٌ(1) فَانْتَبَهْتُ بِحِسِّ سَیِّدِی علیه السلام فَكَشَفْتُ الثَّوْبَ عَنْهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ علیه السلام سَاجِداً یَتَلَقَّی الْأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ فَضَمَمْتُهُ إِلَیَّ فَإِذَا أَنَا بِهِ نَظِیفٌ مُنَظَّفٌ فَصَاحَ بِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام هَلُمِّی إِلَیَّ ابْنِی یَا عَمَّةِ فَجِئْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَوَضَعَ یَدَیْهِ تَحْتَ أَلْیَتَیْهِ وَ ظَهْرِهِ وَ وَضَعَ قَدَمَیْهِ عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ أَدْلَی لِسَانَهُ فِی فِیهِ وَ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ سَمْعِهِ وَ مَفَاصِلِهِ ثُمَّ قَالَ تَكَلَّمْ یَا بُنَیَّ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ صَلَّی عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ إِلَی أَنْ وَقَفَ عَلَی أَبِیهِ ثُمَّ أَحْجَمَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا عَمَّةِ اذْهَبِی بِهِ إِلَی أُمِّهِ لِیُسَلِّمَ عَلَیْهَا وَ ائْتِینِی بِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهَا وَ رَدَدْتُهُ وَ وَضَعْتُهُ فِی الْمَجْلِسِ ثُمَّ قَالَ یَا عَمَّةِ إِذَا كَانَ یَوْمُ السَّابِعِ فَأْتِینَا قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَكَشَفْتُ السِّتْرَ لِأَفْتَقِدَ سَیِّدِی علیه السلام فَلَمْ أَرَهُ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا فُعِلَ سَیِّدِی فَقَالَ یَا عَمَّةِ اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَی علیه السلام قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ جِئْتُ وَ سَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ هَلُمِّی إِلَیَّ ابْنِی فَجِئْتُ بِسَیِّدِی فِی الْخِرْقَةِ فَفَعَلَ بِهِ كَفَعْلَتِهِ الْأُولَی ثُمَّ أَدْلَی لِسَانَهُ فِی فِیهِ كَأَنَّهُ یُغَذِّیهِ لَبَناً أَوْ عَسَلًا ثُمَّ قَالَ تَكَلَّمْ یَا بُنَیَّ فَقَالَ علیه السلام أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ ثَنَّی بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ حَتَّی وَقَفَ عَلَی أَبِیهِ علیه السلام ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی

ص: 3


1- 1. المراد بالفترة سكون المفاصل و هدوؤها قبل غلبة النوم و المراد بالفطرة انشقاق البطن بالمولود و طلوعه منه.

الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (1) قَالَ مُوسَی فَسَأَلْتُ عُقْبَةَ الْخَادِمَ عَنْ هَذَا فَقَالَ صَدَقَتْ حَكِیمَةُ.

بیان: یقال حجمته عن الشی ء فأحجم أی كففته فكف.

«4»- ك، [إكمال الدین] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَرَجَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام حِینَ قُتِلَ الزُّبَیْرِیُّ هَذَا جَزَاءُ مَنِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی أَوْلِیَائِهِ زَعَمَ أَنَّهُ یَقْتُلُنِی وَ لَیْسَ لِی عَقِبٌ فَكَیْفَ رَأَی قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وُلِدَ لَهُ وَ سَمَّاهُ م ح م د سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الكلینی عن الحسین بن محمد عن المعلی عن أحمد بن محمد قال: خرج عن أبی محمد علیه السلام و ذكر مثله.

بیان: ربما یجمع بینه و بین ما ورد من خمس و خمسین بكون السنة فی هذا الخبر ظرفا لخرج أو قتل أو إحداهما علی الشمسیة و الأخری علی القمریة(2).

«5»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وُلِدَ الصَّاحِبُ علیه السلام فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«6»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ وَ الْعَطَّارُ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام عَنِ الشَّارِیِّ عَنْ نَسِیمَ وَ مَارِیَةَ أَنَّهُ: لَمَّا سَقَطَ صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ سَقَطَ جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ رَافِعاً سَبَّابَتَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ عَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ زَعَمَتِ الظَّلَمَةُ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ دَاحِضَةٌ وَ لَوْ أُذِنَ لَنَا فِی الْكَلَامِ لَزَالَ الشَّكُّ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی علان عن محمد العطار: مثله.

ص: 4


1- 1. القصص: 5.
2- 2. و لكن الأخیر غیر صحیح لان السنة القمریة فی خمس و خمسین و مائتی سنة یزید علی السنة الشمسیة بسبع سنوات، لا بسنة واحدة. فكانت السنة الشمسیة سنة تسع و أربعین و مائتین. و القمریة ست و خمسین و مائتین.

«7»- ك، [إكمال الدین] قَالَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ حَدَّثَتْنِی نَسِیمُ خَادِمُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَتْ: قَالَ لِی صَاحِبُ الزَّمَانِ علیه السلام وَ قَدْ دَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِلَیْلَةٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ لِی یَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَتْ نَسِیمُ فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ لِی علیه السلام أَ لَا أُبَشِّرُكِ فِی الْعُطَاسِ فَقُلْتُ بَلَی قَالَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ.

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْكُلَیْنِیُّ رَفَعَهُ عَنْ نَسِیمَ الْخَادِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام بَعْدَ مَوْلِدِهِ بِعَشْرِ لَیَالٍ فَعَطَسْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ یَرْحَمُكِ اللَّهُ فَفَرِحْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَ لَا أُبَشِّرُكِ فِی الْعُطَاسِ هُوَ أَمَانٌ مِنَ الْمَوْتِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ.

«9»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رِیَاحٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ السَّیِّدُ علیه السلام قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام ابْعَثُوا إِلَی أَبِی عَمْرٍو فَبُعِثَ إِلَیْهِ فَصَارَ إِلَیْهِ فَقَالَ اشْتَرِ عَشَرَةَ آلَافِ رِطْلٍ خُبْزاً وَ عَشَرَةَ آلَافِ رِطْلٍ لَحْماً وَ فَرِّقْهُ أَحْسَبُهُ قَالَ عَلَی بَنِی هَاشِمٍ وَ عُقَّ عَنْهُ بِكَذَا وَ كَذَا شَاةً.

«10»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْخَیْزَرَانِیِّ عَنْ جَارِیَةٍ لَهُ كَانَ أَهْدَاهَا لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام: فَلَمَّا أَغَارَ جَعْفَرٌ الْكَذَّابُ عَلَی الدَّارِ جَاءَتْهُ فَارَّةً مِنْ جَعْفَرٍ فَتَزَوَّجَ بِهَا قَالَ أَبُو عَلِیٍّ فَحَدَّثَتْنِی أَنَّهَا حَضَرَتْ وِلَادَةَ السَّیِّدِ علیه السلام وَ أَنَّ اسْمَ أُمِّ السَّیِّدِ صَقِیلُ وَ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام حَدَّثَهَا بِمَا جَرَی عَلَی عِیَالِهِ فَسَأَلَتْهُ أَنْ یَدْعُوَ لَهَا بِأَنْ یَجْعَلَ مَنِیَّتَهَا قَبْلَهُ فَمَاتَتْ قَبْلَهُ فِی حَیَاةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ عَلَی قَبْرِهَا لَوْحٌ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ هَذَا أُمُّ مُحَمَّدٍ قَالَ أَبُو عَلِیٍّ وَ سَمِعْتُ هَذِهِ الْجَارِیَةَ تَذْكُرُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ السَّیِّدُ رَأَتْ لَهُ نُوراً سَاطِعاً قَدْ ظَهَرَ مِنْهُ وَ بَلَغَ أُفُقَ السَّمَاءِ وَ رَأَتْ طُیُوراً بِیضاً تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ وَ تَمْسَحُ أَجْنِحَتَهَا عَلَی رَأْسِهِ وَ وَجْهِهِ وَ سَائِرِ جَسَدِهِ ثُمَّ تَطِیرُ فَأَخْبَرْنَا أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام بِذَلِكَ فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ تِلْكَ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ نَزَلَتْ لِتَتَبَرَّكَ بِهِ وَ هِیَ أَنْصَارُهُ إِذَا خَرَجَ.

ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی غَانِمٍ الْخَادِمِ قَالَ: وُلِدَ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَلَدٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّداً فَعَرَضَهُ عَلَی أَصْحَابِهِ یَوْمَ الثَّالِثِ وَ قَالَ هَذَا صَاحِبُكُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ وَ هُوَ الْقَائِمُ الَّذِی تَمْتَدُّ إِلَیْهِ الْأَعْنَاقُ بِالانْتِظَارِ فَإِذَا امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ جَوْراً وَ ظُلْماً خَرَجَ فَمَلَأَهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا.

ص: 5

«12»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ قَالَ بِشْرُ بْنُ سُلَیْمَانَ النَّخَّاسُ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ أَحَدُ مَوَالِی أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ جَارُهُمَا بِسُرَّمَنْ رَأَی: أَتَانِی كَافُورٌ الْخَادِمُ فَقَالَ مَوْلَانَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ یَدْعُوكَ إِلَیْهِ فَأَتَیْتُهُ فَلَمَّا جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ لِی یَا بِشْرُ إِنَّكَ مِنْ وُلْدِ الْأَنْصَارِ وَ هَذِهِ الْمُوَالاةُ لَمْ تَزَلْ فِیكُمْ یَرِثُهَا خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ وَ أَنْتُمْ ثِقَاتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِنِّی مُزَكِّیكَ وَ مُشَرِّفُكَ بِفَضِیلَةٍ تَسْبِقُ بِهَا الشِّیعَةَ فِی الْمُوَالاةِ بِسِرٍّ أَطَّلِعُكَ عَلَیْهِ وَ أُنْفِذُكَ فِی ابْتِیَاعِ أَمَةٍ فَكَتَبَ كِتَاباً لَطِیفاً بِخَطٍّ رُومِیٍّ وَ لُغَةٍ رُومِیَّةٍ وَ طَبَعَ عَلَیْهِ خَاتَمَهُ وَ أَخْرَجَ شِقَّةً(1)

صَفْرَاءَ فِیهَا مِائَتَانِ وَ عِشْرُونَ دِینَاراً فَقَالَ خُذْهَا وَ تَوَجَّهْ بِهَا إِلَی بَغْدَادَ وَ احْضُرْ مَعْبَرَ الْفُرَاتِ ضَحْوَةَ یَوْمِ كَذَا فَإِذَا وَصَلَتْ إِلَی جَانِبِكَ زَوَارِیقُ السَّبَایَا وَ تَرَی الْجَوَارِیَ فِیهَا سَتَجِدُ طَوَائِفَ الْمُبْتَاعِینَ مِنْ وُكَلَاءِ قُوَّادِ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ شِرْذِمَةً مِنْ فِتْیَانِ الْعَرَبِ فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِكَ فَأَشْرِفْ مِنَ الْبُعْدِ عَلَی الْمُسَمَّی عُمَرَ بْنَ یَزِیدَ النَّخَّاسَ عَامَّةَ نَهَارِكَ إِلَی أَنْ تَبْرُزَ لِلْمُبْتَاعِینَ جَارِیَةٌ صِفَتُهَا كَذَا وَ كَذَا لَابِسَةٌ حَرِیرَیْنِ صَفِیقَیْنِ تَمْتَنِعُ مِنَ الْعَرْضِ وَ لَمْسِ الْمُعْتَرِضِ وَ الِانْقِیَادِ لِمَنْ یُحَاوِلُ لَمْسَهَا وَ تَسْمَعُ صَرْخَةً رُومِیَّةً مِنْ وَرَاءِ سَتْرٍ رَقِیقٍ فَاعْلَمْ أَنَّهَا تَقُولُ وَا هَتْكَ سَتْرَاهْ فَیَقُولُ بَعْضُ الْمُبْتَاعِینَ عَلَیَّ ثَلَاثُمِائَةِ دِینَارٍ فَقَدْ زَادَنِی الْعَفَافُ فِیهَا رَغْبَةً فَتَقُولُ لَهُ بِالْعَرَبِیَّةِ لَوْ بَرَزْتَ فِی زِیِّ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ عَلَی شِبْهِ مُلْكِهِ مَا بَدَتْ لِی فِیكَ رَغْبَةٌ فَاشْفَقْ عَلَی مَالِكَ فَیَقُولُ النَّخَّاسُ فَمَا الْحِیلَةُ وَ لَا بُدَّ مِنْ بَیْعِكِ فَتَقُولُ الْجَارِیَةُ وَ مَا الْعَجَلَةُ وَ لَا بُدَّ مِنِ اخْتِیَارِ مُبْتَاعٍ یَسْكُنُ قَلْبِی إِلَیْهِ وَ إِلَی وَفَائِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قُمْ إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ النَّخَّاسِ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ مَعَكَ كِتَاباً مُلَطَّفَةً لِبَعْضِ الْأَشْرَافِ كَتَبَهُ بِلُغَةٍ رُومِیَّةٍ وَ خَطٍّ رُومِیٍّ وَ وَصَفَ فِیهِ كَرَمَهُ وَ وَفَاءَهُ وَ نُبْلَهُ وَ سَخَاءَهُ تُنَاوِلُهَا لِتَتَأَمَّلَ مِنْهُ أَخْلَاقَ

صَاحِبِهِ فَإِنْ مَالَتْ إِلَیْهِ وَ رَضِیَتْهُ فَأَنَا وَكِیلُهُ فِی ابْتِیَاعِهَا مِنْكَ قَالَ بِشْرُ بْنُ سُلَیْمَانَ فَامْتَثَلْتُ جَمِیعَ مَا حَدَّهُ لِی مَوْلَایَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی

ص: 6


1- 1. الشقة بالكسر و الضم- السبیبة المقطوعة من الثیاب المستطیلة و قد یكون تصحیف« حقة» و هی وعاء تسوی من خشب أو من العاج أو غیر ذلك.

أَمْرِ الْجَارِیَةِ فَلَمَّا نَظَرَتْ فِی الْكِتَابِ بَكَتْ بُكَاءً شَدِیداً وَ قَالَتْ لِعُمَرَ بْنِ یَزِیدَ بِعْنِی مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ وَ حَلَفَتْ بِالْمُحَرِّجَةِ وَ الْمُغَلَّظَةِ-(1) أَنَّهُ مَتَی امْتَنَعَ مِنْ بَیْعِهَا مِنْهُ قَتَلَتْ نَفْسَهَا فَمَا زِلْتُ أُشَاحُّهُ فِی ثَمَنِهَا حَتَّی اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ فِیهِ عَلَی مِقْدَارِ مَا كَانَ أَصْحَبَنِیهِ مَوْلَایَ علیه السلام مِنَ الدَّنَانِیرِ فَاسْتَوْفَاهُ وَ تَسَلَّمْتُ الْجَارِیَةَ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً وَ انْصَرَفْتُ بِهَا إِلَی الْحُجَیْرَةِ الَّتِی كُنْتُ آوَی إِلَیْهَا بِبَغْدَادَ فَمَا أَخَذَهَا الْقَرَارُ حَتَّی أَخْرَجَتْ كِتَابَ مَوْلَانَا علیه السلام مِنْ جَیْبِهَا وَ هِیَ تَلْثِمُهُ وَ تُطْبِقُهُ عَلَی جَفْنِهَا وَ تَضَعُهُ عَلَی خَدِّهَا وَ تَمْسَحُهُ عَلَی بَدَنِهَا فَقُلْتُ تَعَجُّباً مِنْهَا تَلْثِمِینَ كِتَاباً لَا تَعْرِفِینَ صَاحِبَهُ فَقَالَتْ أَیُّهَا الْعَاجِزُ الضَّعِیفُ الْمَعْرِفَةِ بِمَحَلِّ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ أَعِرْنِی سَمْعَكَ (2) وَ فَرِّغْ لِی قَلْبَكَ أَنَا مُلَیْكَةُ بِنْتُ یَشُوعَا بْنِ قَیْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ وَ أُمِّی مِنْ وُلْدِ الْحَوَارِیِّینَ تُنْسَبُ إِلَی وَصِیِّ الْمَسِیحِ شَمْعُونَ أُنَبِّئُكَ بِالْعَجَبِ إِنَّ جَدِّی قَیْصَرَ أَرَادَ أَنْ یُزَوِّجَنِی مِنِ ابْنِ أَخِیهِ وَ أَنَا مِنْ بَنَاتِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَجَمَعَ فِی قَصْرِهِ مِنْ نَسْلِ الْحَوَارِیِّینَ مِنَ الْقِسِّیسِینَ وَ الرُّهْبَانِ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ وَ مِنْ ذَوِی الْأَخْطَارِ مِنْهُمْ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ جَمَعَ مِنْ أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ وَ قُوَّادِ الْعَسْكَرِ وَ نُقَبَاءِ الْجُیُوشِ وَ مُلُوكِ الْعَشَائِرِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَ أَبْرَزَ مِنْ بَهِیِّ مُلْكِهِ عَرْشاً مُسَاغاً مِنْ أَصْنَافِ الْجَوْهَرِ وَ رَفَعَهُ فَوْقَ أَرْبَعِینَ مِرْقَاةً فَلَمَّا صَعِدَ ابْنُ أَخِیهِ وَ أَحْدَقَتِ الصُّلُبُ وَ قَامَتِ الْأَسَاقِفَةُ عُكَّفاً وَ نُشِرَتْ أَسْفَارُ الْإِنْجِیلِ تَسَافَلَتِ الصُّلُبُ مِنَ الْأَعْلَی فَلَصِقَتِ الْأَرْضَ وَ تَقَوَّضَتْ أَعْمِدَةُ الْعَرْشِ فَانْهَارَتْ إِلَی الْقَرَارِ وَ خَرَّ الصَّاعِدُ مِنَ الْعَرْشِ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَتَغَیَّرَتِ أَلْوَانُ الْأَسَاقِفَةِ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُمْ فَقَالَ كَبِیرُهُمْ لِجَدِّی أَیُّهَا الْمَلِكُ أَعْفِنَا مِنْ مُلَاقَاةِ هَذِهِ النُّحُوسِ الدَّالَّةِ عَلَی زَوَالِ هَذَا الدِّینِ الْمَسِیحِیِّ وَ الْمَذْهَبِ الْمَلِكَانِیِّ فَتَطَیَّرَ جَدِّی مِنْ ذَلِكَ تَطَیُّراً شَدِیداً وَ قَالَ لِلْأَسَاقِفَةِ أَقِیمُوا هَذِهِ الْأَعْمِدَةَ وَ ارْفَعُوا الصُّلْبَانَ وَ أَحْضِرُوا أَخَا هَذَا الْمُدْبَرِ الْعَاهِرِ الْمَنْكُوسِ جَدُّهُ لِأُزَوِّجَهُ هَذِهِ

ص: 7


1- 1. المغلظة: المؤكدة من الیمین، و المحرجة: الیمین التی تضیق مجال الحالف بحیث لا یبقی له مندوحة عن بر قسمه.
2- 2. من الاعارة أی أعطینی سمعك عاریة.

الصَّبِیَّةَ فَیُدْفَعُ نُحُوسُهُ عَنْكُمْ بِسُعُودِهِ وَ لَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ حَدَثَ عَلَی الثَّانِی مِثْلُ مَا حَدَثَ عَلَی الْأَوَّلِ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ قَامَ جَدِّی قَیْصَرُ مُغْتَمّاً فَدَخَلَ مَنْزِلَ النِّسَاءِ وَ أُرْخِیَتِ السُّتُورُ وَ أُرِیتُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ كَأَنَّ الْمَسِیحَ وَ شَمْعُونَ وَ عِدَّةً مِنَ الْحَوَارِیِّینَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِی قَصْرِ جَدِّی وَ نَصَبُوا فِیهِ مِنْبَراً مِنْ نُورٍ یُبَارِی السَّمَاءَ عُلُوّاً وَ ارْتِفَاعاً فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ نَصَبَ جَدِّی وَ فِیهِ عَرْشُهُ وَ دَخَلَ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَتَنُهُ وَ وَصِیُّهُ علیه السلام وَ عِدَّةٌ مِنْ أَبْنَائِهِ فَتَقَدَّمَ الْمَسِیحُ إِلَیْهِ فَاعْتَنَقَهُ فَیَقُولُ لَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رُوحَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُكَ خَاطِباً مِنْ وَصِیِّكَ شَمْعُونَ فَتَاتَهُ مُلَیْكَةَ لِابْنِی هَذَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام ابْنِ صَاحِبِ هَذَا الْكِتَابِ فَنَظَرَ الْمَسِیحُ إِلَی شَمْعُونَ وَ قَالَ لَهُ قَدْ أَتَاكَ الشَّرَفُ فَصِلْ رَحِمَكَ بِرَحِمِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام قَالَ قَدْ فَعَلْتُ فَصَعِدَ ذَلِكَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ زَوَّجَنِی مِنِ ابْنِهِ وَ شَهِدَ

الْمَسِیحُ علیه السلام وَ شَهِدَ أَبْنَاءُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ الْحَوَارِیُّونَ فَلَمَّا اسْتَیْقَظْتُ أَشْفَقْتُ أَنْ أَقُصَّ هَذِهِ الرُّؤْیَا عَلَی أَبِی وَ جَدِّی مَخَافَةَ الْقَتْلِ فَكُنْتُ أُسِرُّهَا وَ لَا أُبْدِیهَا لَهُمْ وَ ضَرَبَ صَدْرِی بِمَحَبَّةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام حَتَّی امْتَنَعْتُ مِنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ فَضَعُفَتْ نَفْسِی وَ دَقَّ شَخْصِی وَ مَرِضْتُ مَرَضاً شَدِیداً فَمَا بَقِیَ فِی مَدَائِنِ الرُّومِ طَبِیبٌ إِلَّا أَحْضَرَهُ جَدِّی وَ سَأَلَهُ عَنْ دَوَائِی فَلَمَّا بَرَّحَ بِهِ الْیَأْسُ قَالَ یَا قُرَّةَ عَیْنِی هَلْ یَخْطُرُ بِبَالِكِ شَهْوَةٌ فَأُزَوِّدُكِهَا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا فَقُلْتُ یَا جَدِّی أَرَی أَبْوَابَ الْفَرَجِ عَلَیَّ مُغْلَقَةً فَلَوْ كَشَفْتَ الْعَذَابَ عَمَّنْ فِی سِجْنِكَ مِنْ أُسَارَی الْمُسْلِمِینَ وَ فَكَكْتَ عَنْهُمُ الْأَغْلَالَ وَ تَصَدَّقْتَ عَلَیْهِمْ وَ مَنَّیْتَهُمُ الْخَلَاصَ رَجَوْتُ أَنْ یَهَبَ الْمَسِیحُ وَ أُمُّهُ عَافِیَةً فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ تَجَلَّدْتُ فِی إِظْهَارِ الصِّحَّةِ مِنْ بَدَنِی قَلِیلًا وَ تَنَاوَلْتُ یَسِیراً مِنَ الطَّعَامِ فَسُرَّ بِذَلِكَ وَ أَقْبَلَ عَلَی إِكْرَامِ الْأُسَارَی وَ إِعْزَازِهِمْ فَأُرِیتُ أَیْضاً بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً كَأَنَّ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فَاطِمَةَ علیها السلام قَدْ زَارَتْنِی وَ مَعَهَا مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ أَلْفٌ مِنْ وَصَائِفِ الْجِنَانِ فَتَقُولُ لِی مَرْیَمُ هَذِهِ سَیِّدَةُ النِّسَاءِ علیها السلام أُمُّ زَوْجِكِ أَبِی مُحَمَّدٍ فَأَتَعَلَّقُ بِهَا وَ أَبْكِی وَ أَشْكُو إِلَیْهَا امْتِنَاعَ أَبِی مُحَمَّدٍ مِنْ زِیَارَتِی فَقَالَتْ سَیِّدَةُ النِّسَاءِ علیها السلام إِنَّ ابْنِی أَبَا مُحَمَّدٍ

ص: 8

لَا یَزُورُكِ وَ أَنْتِ مُشْرِكَةٌ بِاللَّهِ عَلَی مَذْهَبِ النَّصَارَی وَ هَذِهِ أُخْتِی مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ تَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ دِینِكِ فَإِنْ مِلْتِ إِلَی رِضَی اللَّهِ تَعَالَی وَ رِضَی الْمَسِیحِ وَ مَرْیَمَ علیها السلام وَ زِیَارَةِ أَبِی مُحَمَّدٍ إِیَّاكِ فَقُولِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ أَبِی مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَّا تَكَلَّمْتُ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ ضَمَّتْنِی إِلَی صَدْرِهَا سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ طِیبَ نَفْسِی وَ قَالَتِ الْآنَ تَوَقَّعِی زِیَارَةَ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ إِنِّی مُنْفِذَتُهُ إِلَیْكِ فَانْتَبَهْتُ وَ أَنَا أَنُولُ (1)

وَ أَتَوَقَّعُ لِقَاءَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَلَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الْقَابِلَةِ رَأَیْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ كَأَنِّی أَقُولُ لَهُ جَفَوْتَنِی یَا حَبِیبِی بَعْدَ أَنْ أَتْلَفْتُ نَفْسِی مُعَالَجَةَ حُبِّكَ فَقَالَ مَا كَانَ تَأَخُّرِی عَنْكِ إِلَّا لِشِرْكِكِ فَقَدْ أَسْلَمْتِ وَ أَنَا زَائِرُكِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ إِلَی أَنْ یَجْمَعَ اللَّهُ شَمْلَنَا فِی الْعِیَانِ فَلَمَّا قَطَعَ عَنِّی زِیَارَتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ قَالَ بِشْرٌ فَقُلْتُ لَهَا وَ كَیْفَ وَقَعْتِ فِی الْأُسَارَی فَقَالَتْ أَخْبَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی أَنَّ جَدَّكِ سَیُسَیِّرُ جَیْشاً إِلَی قِتَالِ الْمُسْلِمِینَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ یَتْبَعُهُمْ فَعَلَیْكَ بِاللَّحَاقِ بِهِمْ مُتَنَكِّرَةً فِی زِیِّ الْخَدَمِ مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الْوَصَائِفِ مِنْ طَرِیقِ كَذَا فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَوَقَفَتْ عَلَیْنَا طَلَائِعُ الْمُسْلِمِینَ حَتَّی كَانَ مِنْ أَمْرِی مَا رَأَیْتَ وَ شَاهَدْتَ وَ مَا شَعَرَ بِأَنِّی ابْنَةُ مَلِكِ الرُّومِ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ أَحَدٌ سِوَاكَ وَ ذَلِكَ بِاطِّلَاعِی إِیَّاكَ عَلَیْهِ وَ لَقَدْ سَأَلَنِی الشَّیْخُ الَّذِی وَقَعْتُ إِلَیْهِ فِی سَهْمِ الْغَنِیمَةِ عَنِ اسْمِی فَأَنْكَرْتُهُ وَ قُلْتُ نَرْجِسُ فَقَالَ اسْمُ الْجَوَارِی قُلْتُ الْعَجَبُ أَنَّكِ رُومِیَّةٌ وَ لِسَانُكِ عَرَبِیٌّ قَالَتْ نَعَمْ مِنْ وَلُوعِ جَدِّی وَ حَمْلِهِ إِیَّایَ عَلَی تَعَلُّمِ الْآدَابِ أَنْ أَوْعَزَ إِلَیَّ امْرَأَةً تَرْجُمَانَةً لَهُ فِی الِاخْتِلَافِ إِلَیَّ وَ كَانَتْ تَقْصِدُنِی صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ تُفِیدُنِی الْعَرَبِیَّةَ حَتَّی اسْتَمَرَّ لِسَانِی عَلَیْهَا وَ اسْتَقَامَ قَالَ بِشْرٌ فَلَمَّا انْكَفَأْتُ بِهَا إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی دَخَلَتْ عَلَی مَوْلَایَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ كَیْفَ أَرَاكِ اللَّهُ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَ ذُلَّ النَّصْرَانِیَّةِ وَ شَرَفَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام قَالَتْ كَیْفَ أَصِفُ لَكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی قَالَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ

ص: 9


1- 1. فی النسخة المطبوعة: أقول، و هو سهو و الصحیح ما أثبتناه یقال: نالت المرأة بالحدیث أو الحاجة- تنول- ای سمحت أو همت.

أُكْرِمَكِ فَأَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْكِ عَشَرَةُ آلَافِ دِینَارٍ أَمْ بُشْرَی لَكِ بِشَرَفِ الْأَبَدِ قَالَتْ بُشْرَی بِوَلَدٍ لِی قَالَ لَهَا أَبْشِرِی بِوَلَدٍ یَمْلِكُ الدُّنْیَا شَرْقاً وَ غَرْباً وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً قَالَتْ مِمَّنْ قَالَ مِمَّنْ خَطَبَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ لَیْلَةَ كَذَا فِی شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا بِالرُّومِیَّةِ قَالَ لَهَا مِمَّنْ زَوَّجَكِ الْمَسِیحُ علیه السلام وَ وَصِیُّهُ قَالَتْ مِنِ ابْنِكَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ هَلْ تَعْرِفِینَهُ قَالَتْ وَ هَلْ خَلَتْ لَیْلَةٌ لَمْ یَزُرْنِی فِیهَا مُنْذُ اللَّیْلَةِ الَّتِی أَسْلَمْتُ عَلَی یَدِ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ مَوْلَانَا یَا كَافُورُ ادْعُ أُخْتِی حَكِیمَةَ فَلَمَّا دَخَلَتْ قَالَ لَهَا هَا هِیَهْ فَاعْتَنَقَتْهَا طَوِیلًا وَ سُرَّتْ بِهَا كَثِیراً فَقَالَ لَهَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ خُذِیهَا إِلَی مَنْزِلِكِ وَ عَلِّمِیهَا الْفَرَائِضَ وَ السُّنَنَ فَإِنَّهَا زَوْجَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ أُمُّ الْقَائِمِ علیه السلام.

«13»- ك (1)،

[إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الشَّیْبَانِیِّ قَالَ: وَرَدْتُ كَرْبَلَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ قَالَ وَ زُرْتُ قَبْرَ غَرِیبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْكَفَأْتُ إِلَی مَدِینَةِ السَّلَامِ مُتَوَجِّهاً إِلَی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ وَ قَدْ تَضَرَّمَتِ الْهَوَاجِرُ وَ تَوَقَّدَتِ السَّمَاءُ وَ لَمَّا وَصَلْتُ مِنْهَا إِلَی مَشْهَدِ الْكَاظِمِ علیه السلام وَ اسْتَنْشَقْتُ نَسِیمَ تُرْبَتِهِ الْمَغْمُورَةِ مِنَ الرَّحْمَةِ الْمَحْفُوفَةِ بِحَدَائِقِ الْغُفْرَانِ أَكْبَبْتُ عَلَیْهَا بِعَبَرَاتٍ مُتَقَاطِرَةٍ وَ زَفَرَاتٍ مُتَتَابِعَةٍ وَ قَدْ حَجَبَ الدَّمْعُ طَرْفِی عَنِ النَّظَرِ فَلَمَّا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَ انْقَطَعَ النَّحِیبُ وَ فَتَحْتُ بَصَرِی وَ إِذَا أَنَا بِشَیْخٍ قَدِ انْحَنَی صُلْبُهُ وَ تَقَوَّسَ مَنْكِبَاهُ وَ ثَفِنَتْ جَبْهَتُهُ وَ رَاحَتَاهُ وَ هُوَ یَقُولُ لآِخَرَ مَعَهُ عِنْدَ الْقَبْرِ یَا ابْنَ أَخِ فَقَدْ نَالَ عَمُّكَ شَرَفاً بِمَا حَمَّلَهُ السَّیِّدَانِ مِنْ غَوَامِضِ الْغُیُوبِ وَ شَرَائِفِ الْعُلُومِ الَّتِی لَمْ یَحْمِلْ مِثْلَهَا إِلَّا سَلْمَانُ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَمُّكَ عَلَی اسْتِكْمَالِ الْمُدَّةِ وَ انْقِضَاءِ الْعُمُرِ وَ لَیْسَ یَجِدُ فِی أَهْلِ الْوَلَایَةِ رَجُلًا یُفْضِی إِلَیْهِ قُلْتُ یَا نَفْسُ لَا یَزَالُ الْعَنَاءُ وَ الْمَشَقَّةُ یَنَالانِ مِنْكِ بِإِتْعَابِیَ الْخُفَّ وَ الْحَافِرَ فِی طَلَبِ الْعِلْمِ وَ قَدْ قَرَعَ سَمْعِی مِنْ هَذَا الشَّیْخِ لَفْظٌ یَدُلُّ عَلَی عِلْمٍ جَسِیمٍ وَ أَمْرٍ عَظِیمٍ

ص: 10


1- 1. فی النسخة المطبوعة: كا و هو سهو و الصحیح ما أثبتناه راجع كمال الدین ج 2 ص 89 من طبعتنا.

فَقُلْتُ أَیُّهَا الشَّیْخُ وَ مَنِ السَّیِّدَانِ قَالَ النَّجْمَانِ الْمُغَیَّبَانِ فِی الثَّرَی بِسُرَّمَنْ رَأَی فَقُلْتُ إِنِّی أُقْسِمُ بِالْمُوَالاةِ وَ شَرَفِ مَحَلِّ هَذَیْنِ السَّیِّدَیْنِ مِنَ الْإِمَامَةِ وَ الْوِرَاثَةِ أَنِّی خَاطِبٌ عِلْمَهُمَا وَ طَالِبٌ آثَارَهُمَا وَ بَاذِلٌ مِنْ نَفْسِی الْأَیْمَانَ الْمُؤَكَّدَةَ عَلَی حِفْظِ أَسْرَارِهِمَا قَالَ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِیمَا تَقُولُ فَأَحْضِرْ مَا صَحِبَكَ مِنَ الْآثَارِ عَنْ نَقَلَةِ أَخْبَارِهِمْ فَلَمَّا فَتَّشَ الْكُتُبَ وَ تَصَفَّحَ الرِّوَایَاتِ مِنْهَا قَالَ صَدَقْتَ أَنَا بِشْرُ بْنُ سُلَیْمَانَ النَّخَّاسُ مِنْ وُلْدِ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ أَحَدُ مَوَالِی أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ جَارُهُمَا بِسُرَّمَنْ رَأَی قُلْتُ فَأَكْرِمْ أَخَاكَ بِبَعْضِ مَا شَاهَدْتَ مِنْ آثَارِهِمَا قَالَ كَانَ مَوْلَایَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَّهَنِی فِی عِلْمِ الرَّقِیقِ فَكُنْتُ لَا أَبْتَاعُ وَ لَا أَبِیعُ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَاجْتَنَبْتُ بِذَلِكَ مَوَارِدَ الشُّبُهَاتِ حَتَّی كَمَلَتْ مَعْرِفَتِی فِیهِ فَأَحْسَنْتُ الْفَرْقَ فِیمَا بَیْنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَبَیْنَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی مَنْزِلِی بِسُرَّمَنْ رَأَی وَ قَدْ مَضَی هَوِیٌّ مِنَ اللَّیْلِ إِذْ قَدْ قَرَعَ الْبَابَ قَارِعٌ فَعَدَوْتُ مُسْرِعاً فَإِذَا بِكَافُورٍ الْخَادِمِ رَسُولِ مَوْلَانَا أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَدْعُونِی إِلَیْهِ فَلَبِسْتُ ثِیَابِی وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُهُ یُحَدِّثُ ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أُخْتَهُ حَكِیمَةَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ یَا بِشْرُ إِنَّكَ مِنْ وُلْدِ الْأَنْصَارِ وَ هَذِهِ الْوَلَایَةُ لَمْ تَزَلْ فِیكُمْ یَرِثُهَا خَلَفٌ عَنْ سَلَفٍ وَ أَنْتُمْ ثِقَاتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ سَاقَ الْخَبَرَ نَحْواً مِمَّا رَوَاهُ الشَّیْخُ إِلَی آخِرِهِ.

بیان: یباری السماء أی یعارضها و یقال برح به الأمر تبریحا جهده و أضر به و أوعز إلیه فی كذا أی تقدم و انكفأ أی رجع.

«14»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُطَهَّرِیِّ قَالَ: قَصَدْتُ حَكِیمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ علیه السلام بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهَا عَنِ الْحُجَّةِ وَ مَا قَدِ اخْتَلَفَ فِیهِ النَّاسُ مِنَ الْحَیْرَةِ الَّتِی فِیهَا فَقَالَتْ لِی اجْلِسْ فَجَلَسْتُ ثُمَّ قَالَتْ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یُخْلِی الْأَرْضَ مِنْ حُجَّةٍ نَاطِقَةٍ أَوْ صَامِتَةٍ وَ لَمْ یَجْعَلْهَا فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ تَفْضِیلًا لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ تَمْیِیزاً لَهُمَا أَنْ یَكُونَ فِی الْأَرْضِ عَدِیلُهُمَا إِلَّا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَصَّ وُلْدَ الْحُسَیْنِ بِالْفَضْلِ عَلَی وُلْدِ الْحَسَنِ كَمَا خَصَّ وُلْدَ هَارُونَ عَلَی وُلْدِ مُوسَی وَ إِنْ كَانَ

ص: 11

مُوسَی حُجَّةً عَلَی هَارُونَ وَ الْفَضْلُ لِوُلْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَا بُدَّ لِلْأُمَّةِ مِنْ حَیْرَةٍ یَرْتَابُ فِیهَا الْمُبْطِلُونَ وَ یَخْلُصُ فِیهَا الْمُحِقُّونَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ إِنَّ الْحَیْرَةَ لَا بُدَّ وَاقِعَةٌ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام فَقُلْتُ یَا مَوْلَاتِی هَلْ كَانَ لِلْحَسَنِ علیه السلام وَلَدٌ فَتَبَسَّمَتْ ثُمَّ قَالَتْ إِذَا لَمْ یَكُنْ لِلْحَسَنِ علیه السلام عَقِبٌ فَمَنِ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّ الْإِمَامَةَ لَا تَكُونُ لِأَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ یَا سَیِّدَتِی حَدِّثِینِی بِوِلَادَةِ مَوْلَایَ وَ غَیْبَتِهِ علیه السلام قال [قَالَتْ] نَعَمْ كَانَتْ لِی جَارِیَةٌ یُقَالُ لَهَا نَرْجِسُ فَزَارَنِی ابْنُ أَخِی علیه السلام وَ أَقْبَلَ یُحِدُّ النَّظَرَ إِلَیْهَا فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی لَعَلَّكَ هَوِیتَهَا فَأُرْسِلُهَا إِلَیْكَ فَقَالَ لَا یَا عَمَّةِ لَكِنِّی أَتَعَجَّبُ مِنْهَا فَقُلْتُ وَ مَا أَعْجَبَكَ فَقَالَ علیه السلام سَیَخْرُجُ مِنْهَا وَلَدٌ كَرِیمٌ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی یَمْلَأُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً فَقُلْتُ فَأُرْسِلُهَا إِلَیْكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ اسْتَأْذِنِی فِی ذَلِكَ أَبِی قَالَتْ فَلَبِسْتُ ثِیَابِی وَ أَتَیْتُ مَنْزِلَ أَبِی الْحَسَنِ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَبَدَأَنِی علیه السلام وَ قَالَ یَا حَكِیمَةُ ابْعَثِی بِنَرْجِسَ إِلَی ابْنِی أَبِی مُحَمَّدٍ قَالَتْ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی عَلَی هَذَا قَصَدْتُكَ أَنْ أَسْتَأْذِنَكَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ یَا مُبَارَكَةُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَبَّ أَنْ یُشْرِكَكِ فِی الْأَجْرِ وَ یَجْعَلَ لَكِ فِی الْخَیْرِ نَصِیباً قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ زَیَّنْتُهَا وَ وَهَبْتُهَا لِأَبِی مُحَمَّدٍ وَ جَمَعْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا فِی مَنْزِلِی فَأَقَامَ عِنْدِی أَیَّاماً ثُمَّ مَضَی إِلَی وَالِدِهِ وَ وَجَّهْتُ بِهَا مَعَهُ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَمَضَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ جَلَسَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مَكَانَ وَالِدِهِ وَ كُنْتُ أَزُورُهُ كَمَا كُنْتُ أَزُورُ وَالِدَهُ فَجَاءَتْنِی نَرْجِسُ یَوْماً تَخْلَعُ خُفِّی وَ قَالَتْ یَا مَوْلَاتِی نَاوِلْنِی خُفَّكِ فَقُلْتُ بَلْ أَنْتِ سَیِّدَتِی وَ مَوْلَاتِی وَ اللَّهِ لَا دَفَعْتُ إِلَیْكِ خُفِّی لِتَخْلَعِیهِ وَ لَا خَدَمْتِینِی بَلْ أَخْدُمُكِ عَلَی بَصَرِی فَسَمِعَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام ذَلِكَ فَقَالَ جَزَاكِ اللَّهُ خَیْراً یَا عَمَّةِ فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ إِلَی وَقْتِ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَصِحْتُ بِالْجَارِیَةِ وَ قُلْتُ نَاوِلِینِی ثِیَابِی لِأَنْصَرِفَ فَقَالَ علیه السلام یَا عَمَّتَاهْ بِیتِیَ اللَّیْلَةَ عِنْدَنَا فَإِنَّهُ سَیُولَدُ اللَّیْلَةَ الْمَوْلُودُ الْكَرِیمُ

ص: 12

عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی یُحْیِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قُلْتُ مِمَّنْ یَا سَیِّدِی وَ لَسْتُ أَرَی بِنَرْجِسَ شَیْئاً مِنْ أَثَرِ الْحَمْلِ فَقَالَ مِنْ نَرْجِسَ لَا مِنْ غَیْرِهَا قَالَتْ فَوَثَبْتُ إِلَی نَرْجِسَ فَقَلَبْتُهَا ظَهْراً لِبَطْنٍ فَلَمْ أَرَ بِهَا أَثَراً مِنْ حَبَلٍ فَعُدْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَعَلْتُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ لِی إِذَا كَانَ وَقْتُ الْفَجْرِ یَظْهَرُ لَكِ بِهَا الْحَبَلُ لِأَنَّ مَثَلَهَا مَثَلُ أُمِّ مُوسَی لَمْ یَظْهَرْ بِهَا الْحَبَلُ وَ لَمْ یَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ إِلَی وَقْتِ وِلَادَتِهَا لِأَنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ یَشُقُّ بُطُونَ الْحَبَالَی فِی طَلَبِ مُوسَی وَ هَذَا نَظِیرُ مُوسَی علیه السلام قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمْ أَزَلْ أَرْقُبُهَا إِلَی وَقْتِ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ هِیَ نَائِمَةٌ بَیْنَ یَدَیَّ لَا تَقْلِبُ جَنْباً إِلَی جَنْبٍ حَتَّی إِذَا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَقْتَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَثَبَتْ فَزِعَةً فَضَمَمْتُهَا إِلَی صَدْرِی وَ سَمَّیْتُ عَلَیْهَا فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَالَ اقْرَئِی عَلَیْهَا إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَأَقْبَلْتُ أَقْرَأُ عَلَیْهَا وَ قُلْتُ لَهَا مَا حَالُكِ

قَالَتْ ظَهَرَ الْأَمْرُ الَّذِی أَخْبَرَكِ بِهِ مَوْلَایَ فَأَقْبَلْتُ أَقْرَأُ عَلَیْهَا كَمَا أَمَرَنِی فَأَجَابَنِی الْجَنِینُ مِنْ بَطْنِهَا یَقْرَأُ كَمَا أَقْرَأُ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَفَزِعْتُ لِمَا سَمِعْتُ فَصَاحَ بِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام لَا تَعْجَبِی مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُنْطِقُنَا بِالْحِكْمَةِ صِغَاراً وَ یَجْعَلُنَا حُجَّةً فِی أَرْضِهِ كِبَاراً فَلَمْ یَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ حَتَّی غِیبَتْ عَنِّی نَرْجِسُ فَلَمْ أَرَهَا كَأَنَّهُ ضُرِبَ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا حِجَابٌ فَعَدَوْتُ نَحْوَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَنَا صَارِخَةٌ فَقَالَ لِی ارْجِعِی یَا عَمَّةِ فَإِنَّكِ سَتَجِدِیهَا فِی مَكَانِهَا قَالَتْ فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ كُشِفَ الْحِجَابُ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا وَ إِذَا أَنَا بِهَا وَ عَلَیْهَا مِنْ أَثَرِ النُّورِ مَا غَشِیَ بَصَرِی وَ إِذَا أَنَا بِالصَّبِیِّ علیه السلام سَاجِداً عَلَی وَجْهِهِ جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ رَافِعاً سَبَّابَتَیْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ أَبِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ عَدَّ إِمَاماً إِمَاماً إِلَی أَنْ بَلَغَ إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِی وَعْدِی وَ أَتْمِمْ لِی أَمْرِی وَ ثَبِّتْ وَطْأَتِی وَ امْلَأِ الْأَرْضَ بِی عَدْلًا وَ قِسْطاً فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ یَا عَمَّةِ تَنَاوَلِیهِ فَهَاتِیهِ فَتَنَاوَلْتُهُ وَ أَتَیْتُ بِهِ نَحْوَهُ فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِیهِ وَ هُوَ عَلَی یَدَیَّ سَلَّمَ عَلَی أَبِیهِ فَتَنَاوَلَهُ الْحَسَنُ علیه السلام وَ الطَّیْرُ تُرَفْرِفُ عَلَی رَأْسِهِ فَصَاحَ بِطَیْرٍ مِنْهَا فَقَالَ لَهُ احْمِلْهُ وَ احْفَظْهُ وَ رُدَّهُ إِلَیْنَا فِی

ص: 13

كُلِّ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَتَنَاوَلَهُ الطَّائِرُ وَ طَارَ بِهِ فِی جَوِّ السَّمَاءِ وَ أَتْبَعَهُ سَائِرُ الطَّیْرِ فَسَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ یَقُولُ أَسْتَوْدِعُكَ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَی فَبَكَتْ نَرْجِسُ فَقَالَ لَهَا اسْكُتِی فَإِنَّ الرَّضَاعَ مُحَرَّمٌ عَلَیْهِ إِلَّا مِنْ ثَدْیِكِ وَ سَیُعَادُ إِلَیْكِ كَمَا رُدَّ مُوسَی إِلَی أُمِّهِ وَ ذَلِكِ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَرَدَدْناهُ إِلی أُمِّهِ كَیْ تَقَرَّ عَیْنُها وَ لا تَحْزَنَ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَقُلْتُ مَا هَذَا الطَّائِرُ قَالَ هَذَا رُوحُ الْقُدُسِ الْمُوَكَّلُ بِالْأَئِمَّةِ علیهم السلام یُوَفِّقُهُمْ وَ یُسَدِّدُهُمْ وَ یُرَبِّیهِمْ بِالْعِلْمِ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً رُدَّ الْغُلَامُ وَ وَجَّهَ إِلَیَّ ابْنُ أَخِی علیه السلام فَدَعَانِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا أَنَا بِصَبِیٍّ مُتَحَرِّكٌ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ سَیِّدِی هَذَا ابْنُ سَنَتَیْنِ فَتَبَسَّمَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ إِذَا كَانُوا أَئِمَّةً یَنْشَئُونَ بِخِلَافِ مَا یَنْشَأُ غَیْرُهُمْ وَ إِنَّ الصَّبِیَّ مِنَّا إِذَا أَتَی عَلَیْهِ شَهْرٌ كَانَ كَمَنْ یَأْتِی عَلَیْهِ سَنَةٌ وَ إِنَّ الصَّبِیَّ مِنَّا لَیَتَكَلَّمُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَ یَعْبُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِنْدَ الرَّضَاعِ تُطِیعُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَنْزِلُ عَلَیْهِ كُلَّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمْ أَزَلْ أَرَی ذَلِكَ الصَّبِیَّ كُلَّ أَرْبَعِینَ یَوْماً إِلَی أَنْ رَأَیْتُهُ رَجُلًا قَبْلَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِأَیَّامٍ قَلَائِلَ فَلَمْ أَعْرِفْهُ فَقُلْتُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مَنْ هَذَا الَّذِی تَأْمُرُنِی أَنْ أَجْلِسَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ ابْنُ نَرْجِسَ وَ هُوَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی وَ عَنْ قَلِیلٍ تَفْقِدُونِّی فَاسْمَعِی لَهُ وَ أَطِیعِی قَالَتْ حَكِیمَةُ فَمَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام بِأَیَّامٍ قَلَائِلَ وَ افْتَرَقَ النَّاسُ كَمَا تَرَی وَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرَاهُ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ إِنَّهُ لَیُنْبِئُنِی عَمَّا تَسْأَلُونِّی عَنْهُ فَأُخْبِرُكُمْ وَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الشَّیْ ءِ فَیَبْدَأُنِی بِهِ وَ إِنَّهُ لَیَرُدُّ عَلَیَّ الْأَمْرَ فَیَخْرُجُ إِلَیَّ مِنْهُ جَوَابُهُ مِنْ سَاعَتِهِ مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَتِی وَ قَدْ أَخْبَرَنِی الْبَارِحَةَ بِمَجِیئِكَ إِلَیَّ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُخْبِرَكَ بِالْحَقِّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَخْبَرَتْنِی حَكِیمَةُ بِأَشْیَاءَ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهَا أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ صِدْقٌ وَ عَدْلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَطْلَعَهُ عَلَی مَا لَمْ یُطْلِعْ عَلَیْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ.

بیان: قوله علیه السلام و ثبت وطأتی الوطء الدوس بالقدم سمی به الغزو و القتل

ص: 14

لأن من یطأ علی الشی ء برجله فقد استقصی فی هلاكه و إهانته ذكره الجزری أی أحكم و ثبت ما وعدتنی من جهاد المخالفین و استیصالهم.

«15»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِیلَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: وُلِدَ الْخَلَفُ الْمَهْدِیُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ أُمُّهُ رَیْحَانَةٌ وَ یُقَالُ لَهَا نَرْجِسُ وَ یُقَالُ صَقِیلُ وَ یُقَالُ سَوْسَنُ إِلَّا أَنَّهُ قِیلَ لِسَبَبِ الْحَمْلِ صَقِیلُ وَ كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَكِیلُهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ فَلَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ وَ أَوْصَی أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ وَ أَوْصَی أَبُو الْقَاسِمِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَلَمَّا حَضَرَتِ السَّمُرِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَفَاةُ سُئِلَ أَنْ یُوصِیَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ فَالْغَیْبَةُ التَّامَّةُ هِیَ الَّتِی وَقَعَتْ بَعْدَ السَّمُرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ.

بیان: قوله إلا أنه قیل لسبب الحمل أی إنما سمی صقیلا لما اعتراه من النور و الجلاء بسبب الحمل المنور یقال صقل السیف و غیره أی جلاه فهو صقیل و لا یبعد أن یكون تصحیف الجمال.

«16»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكَرْخِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هَارُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا یَقُولُ: رَأَیْتُ صَاحِبَ الزَّمَانِ علیه السلام وَ كَانَ مَوْلِدُهُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«17»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام بَعَثَ إِلَی بَعْضِ مَنْ سَمَّاهُ لِی بِشَاةٍ مَذْبُوحَةٍ قَالَ هَذِهِ مِنْ عَقِیقَةِ ابْنِی مُحَمَّدٍ.

«18»- ك، [إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ النَّیْسَابُورِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِی الْفَتْحِ قَالَ: جَاءَنِی یَوْماً فَقَالَ لِی الْبِشَارَةَ وُلِدَ الْبَارِحَةَ فِی الدَّارِ مَوْلُودٌ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَمَرَ بِكِتْمَانِهِ قُلْتُ وَ مَا اسْمُهُ قَالَ سُمِّیَ بِمُحَمَّدٍ وَ كُنِّیَ بِجَعْفَرٍ.

«19»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِیلَانَ

ص: 15

عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَقُولُ: لَمَّا وُلِدَ الْخَلَفُ الْمَهْدِیُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ سَطَعَ نُورٌ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ إِلَی عَنَانِ السَّمَاءِ ثُمَّ سَقَطَ لِوَجْهِهِ سَاجِداً لِرَبِّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ قَالَ وَ كَانَ مَوْلِدُهُ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ.

«20»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَّهُ قَالَ: وُلِدَ السَّیِّدُ علیه السلام مَخْتُوناً وَ سَمِعْتُ حَكِیمَةَ تَقُولُ لَمْ یُرَ بِأُمِّهِ دَمٌ فِی نِفَاسِهَا وَ هَذَا سَبِیلُ أُمَّهَاتِ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

«21»- ك، [إكمال الدین] أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُمِّیِّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْخَلَفُ الصَّالِحُ علیه السلام وَرَدَ مِنْ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَی جَدِّی أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ كِتَابٌ وَ إِذَا فِیهِ مَكْتُوبٌ بِخَطِّ یَدِهِ علیه السلام الَّذِی كَانَ

یَرِدُ بِهِ التَّوْقِیعَاتُ عَلَیْهِ وُلِدَ الْمَوْلُودُ فَلْیَكُنْ عِنْدَكَ مَسْتُوراً وَ عَنْ جَمِیعِ النَّاسِ مَكْتُوماً فَإِنَّا لَمْ نُظْهِرْ عَلَیْهِ إِلَّا الْأَقْرَبَ لِقَرَابَتِهِ وَ الْمَوْلَی لِوَلَایَتِهِ أَحْبَبْنَا إِعْلَامَكَ لِیَسُرَّكَ اللَّهُ بِهِ كَمَا سَرَّنَا وَ السَّلَامُ.

«22»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام بِسُرَّمَنْ رَأَی فَهَنَّأْتُهُ بِوِلَادَةِ ابْنِهِ الْقَائِمِ علیه السلام.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابن أبی جید عن ابن الولید: مثله.

«23»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابٍ عَنْ أَبِی الْأَدْیَانِ قَالَ قَالَ عَقِیدٌ الْخَادِمُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ خَیْرَوَیْهِ الْبَصْرِیُّ وَ قَالَ حَاجِزٌ الْوَشَّاءُ كُلُّهُمْ حَكَوْا عَنْ عَقِیدٍ وَ قَالَ أَبُو سَهْلِ بْنُ نَوْبَخْتَ قَالَ عَقِیدٌ: وُلِدَ وَلِیُّ اللَّهِ الْحُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ لِلْهِجْرَةِ وَ یُكَنَّی

ص: 16

أَبَا الْقَاسِمِ وَ یُقَالُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَقَبُهُ الْمَهْدِیُّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ قَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی وِلَادَتِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَظْهَرَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَتَمَ وَ مِنْهُمْ مَنْ نَهَی عَنْ ذِكْرِ خَبَرِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَبْدَی ذِكْرَهُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ.

«24»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الثِّقَةِ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ الْعَبَّاسُ الْعَلَوِیُّ وَ مَا رَأَیْتُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْهُ وَ كَانَ خَالَفَنَا فِی أَشْیَاءَ كَثِیرَةٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِسُرَّمَنْ رَأَی فَهَنَّأْتُهُ بِسَیِّدِنَا صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام لَمَّا وُلِدَ.

«25»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ أَبِی جِیدٍ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُطَهَّرِیِّ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا قَالَتْ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ قَالَ یَا عَمَّةِ اجْعَلِی اللَّیْلَةَ إِفْطَارَكِ عِنْدِی فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَیَسُرُّكِ بِوَلِیِّهِ وَ حُجَّتِهِ عَلَی خَلْقِهِ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی قَالَتْ حَكِیمَةُ فَتَدَاخَلَنِی لِذَلِكَ سُرُورٌ شَدِیدٌ وَ أَخَذْتُ ثِیَابِی عَلَیَّ وَ خَرَجْتُ مِنْ سَاعَتِی حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ فِی صَحْنِ دَارِهِ وَ جَوَارِیهِ حَوْلَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا سَیِّدِی الْخَلَفُ مِمَّنْ هُوَ قَالَ مِنْ سَوْسَنَ فَأَدَرْتُ طَرْفِی فِیهِنَّ فَلَمْ أَرَ جَارِیَةً عَلَیْهَا أَثَرٌ غَیْرَ سَوْسَنَ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَلَمَّا أَنْ صَلَّیْتُ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أُتِیتُ بِالْمَائِدَةِ فَأَفْطَرْتُ أَنَا وَ سَوْسَنُ وَ بَایَتُّهَا فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ فَغَفَوْتُ غَفْوَةً(1)

ثُمَّ اسْتَیْقَظْتُ فَلَمْ أَزَلْ مُفَكِّرَةً فِیمَا وَعَدَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنْ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ علیه السلام فَقُمْتُ قَبْلَ الْوَقْتِ الَّذِی كُنْتُ أَقُومُ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّیْتُ صَلَاةَ اللَّیْلِ حَتَّی بَلَغْتُ إِلَی الْوَتْرِ فَوَثَبَتْ سَوْسَنُ فَزِعَةً وَ خَرَجَتْ وَ أَسْبَغَتِ الْوُضُوءَ ثُمَّ عَادَتْ فَصَلَّتْ صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ بَلَغَتْ إِلَی الْوَتْرِ فَوَقَعَ

فِی قَلْبِی أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ قَرُبَ فَقُمْتُ لِأَنْظُرَ فَإِذَا بِالْفَجْرِ الْأَوَّلِ قَدْ طَلَعَ فَتَدَاخَلَ قَلْبِیَ الشَّكُ (2) مِنْ وَعْدِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَنَادَانِی مِنْ حُجْرَتِهِ لَا تَشُكِّی وَ كَأَنَّكِ بِالْأَمْرِ السَّاعَةَ قَدْ رَأَیْتِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ص: 17


1- 1. غفا یغفو غفوا: نام، و قیل: نعس، و قیل: نام نومة خفیفة.
2- 2. فتداخلنی الشك خ.

قَالَتْ حَكِیمَةُ فَاسْتَحْیَیْتُ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ مِمَّا وَقَعَ فِی قَلْبِی وَ رَجَعْتُ إِلَی الْبَیْتِ وَ أَنَا خَجِلَةٌ فَإِذَا هِیَ قَدْ قَطَعَتِ الصَّلَاةَ وَ خَرَجَتْ فَزِعَةً فَلَقِیتُهَا عَلَی بَابِ الْبَیْتِ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتِ وَ أُمِّی هَلْ تُحِسِّینَ شَیْئاً قَالَتْ نَعَمْ یَا عَمَّةِ إِنِّی لَأَجِدُ أَمْراً شَدِیداً قُلْتُ لَا خَوْفَ عَلَیْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أَخَذْتُ وِسَادَةً فَأَلْقَیْتُهَا فِی وَسَطِ الْبَیْتِ وَ أَجْلَسْتُهَا عَلَیْهَا وَ جَلَسْتُ مِنْهَا حَیْثُ تَقْعُدُ الْمَرْأَةُ مِنَ الْمَرْأَةِ لِلْوِلَادَةِ فَقَبَضَتْ عَلَی كَفِّی وَ غَمَزَتْ غَمْزَةً شَدِیدَةً ثُمَّ أَنَّتْ أَنَّةً وَ تَشَهَّدَتْ وَ نَظَرْتُ تَحْتَهَا فَإِذَا أَنَا بِوَلِیِّ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُتَلَقِّیاً الْأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ فَأَخَذْتُ بِكَتِفَیْهِ فَأَجْلَسْتُهُ فِی حَجْرِی وَ إِذَا هُوَ نَظِیفٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ فَنَادَانِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا عَمَّةِ هَلُمِّی فَأْتِینِی بِابْنِی فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَتَنَاوَلَهُ وَ أَخْرَجَ لِسَانَهُ فَمَسَحَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ فَفَتَحَهَا ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِی فِیهِ فَحَنَّكَهُ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِی أُذُنَیْهِ وَ أَجْلَسَهُ فِی رَاحَتِهِ الْیُسْرَی فَاسْتَوَی وَلِیُّ اللَّهِ جَالِساً فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ انْطِقْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ فَاسْتَعَاذَ وَلِیُّ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ اسْتَفْتَحَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (1) وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَاحِداً وَاحِداً حَتَّی انْتَهَی إِلَی أَبِیهِ فَنَاوَلَنِیهِ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَالَ یَا عَمَّةِ رُدِّیهِ إِلَی أُمِّهِ حَتَّی تَقَرَّ عَیْنُها وَ لا تَحْزَنَ وَ لِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ فَرَدَدْتُهُ إِلَی أُمِّهِ وَ قَدِ انْفَجَرَ الْفَجْرُ الثَّانِی فَصَلَّیْتُ الْفَرِیضَةَ وَ عَقَّبْتُ إِلَی أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ وَدَّعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ انْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ اشْتَقْتُ إِلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَصِرْتُ إِلَیْهِمْ فَبَدَأْتُ بِالْحُجْرَةِ الَّتِی كَانَتْ سَوْسَنُ فِیهَا فَلَمْ أَرَ أَثَراً وَ لَا سَمِعْتُ ذِكْراً فَكَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَاسْتَحْیَیْتُ أَنْ أَبْدَأَهُ بِالسُّؤَالِ فَبَدَأَنِی فَقَالَ یَا عَمَّةِ فِی كَنَفِ اللَّهِ وَ حِرْزِهِ وَ سَتْرِهِ وَ عَیْنِهِ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ لَهُ فَإِذَا غَیَّبَ اللَّهُ شَخْصِی وَ تَوَفَّانِی وَ رَأَیْتِ شِیعَتِی قَدِ اخْتَلَفُوا فَأَخْبِرِی الثِّقَاتَ مِنْهُمْ وَ لْیَكُنْ عِنْدَكِ وَ عِنْدَهُمْ مَكْتُوماً فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ یُغَیِّبُهُ اللَّهُ عَنْ خَلْقِهِ وَ یَحْجُبُهُ عَنْ عِبَادِهِ فَلَا یَرَاهُ أَحَدٌ حَتَّی یُقَدِّمَ لَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَرَسَهُ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا.

ص: 18


1- 1. القصص: 6.

«26»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَمِیعِ بْنِ بُنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الدَّارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رَوْحٍ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ حَكِیمَةَ: بِمِثْلِ مَعْنَی الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ قَالَتْ بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ قَالَتْ وَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ أُمُّهُ قَالَ نَرْجِسُ قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ اشْتَدَّ شَوْقِی إِلَی وَلِیِّ اللَّهِ فَأَتَیْتُهُمْ عَائِدَةً فَبَدَأْتُ بِالْحُجْرَةِ الَّتِی فِیهَا الْجَارِیَةُ فَإِذَا أَنَا بِهَا جَالِسَةً فِی مَجْلِسِ الْمَرْأَةِ النُّفَسَاءِ وَ عَلَیْهَا أَثْوَابٌ صُفْرٌ وَ هِیَ مُعَصَّبَةُ الرَّأْسِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهَا وَ الْتَفَتُّ إِلَی جَانِبِ

الْبَیْتِ وَ إِذَا بِمَهْدٍ عَلَیْهِ أَثْوَابٌ خُضْرٌ فَعَدَلْتُ إِلَی الْمَهْدِ وَ رَفَعْتُ عَنْهُ الْأَثْوَابَ فَإِذَا أَنَا بِوَلِیِّ اللَّهِ نَائِمٌ عَلَی قَفَاهُ غَیْرَ مَحْزُومٍ وَ لَا مَقْمُوطٍ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ جَعَلَ یَضْحَكُ وَ یُنَاجِینِی بِإِصْبَعِهِ فَتَنَاوَلْتُهُ وَ أَدْنَیْتُهُ إِلَی فَمِی لِأُقَبِّلَهُ فَشَمِمْتُ مِنْهُ رَائِحَةً مَا شَمِمْتُ قَطُّ أَطْیَبَ مِنْهَا وَ نَادَانِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا عَمَّتِی هَلُمِّی فَتَایَ إِلَیَّ فَتَنَاوَلَهُ وَ قَالَ یَا بُنَیَّ انْطِقْ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ قَالَتْ ثُمَّ تَنَاوَلَهُ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا بُنَیَّ أَسْتَوْدِعُكَ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَی كُنْ فِی دَعَةِ اللَّهِ وَ سَتْرِهِ وَ كَنَفِهِ وَ جِوَارِهِ وَ قَالَ رُدِّیهِ إِلَی أُمِّهِ یَا عَمَّةِ وَ اكْتُمِی خَبَرَ هَذَا الْمَوْلُودِ عَلَیْنَا وَ لَا تُخْبِرِی بِهِ أَحَداً حَتَّی یَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ فَأَتَیْتُ أُمَّهُ وَ وَدَّعْتُهُمْ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ.

بیان: حزمه یحزمه شده.

«27»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِیَّا قَالَ حَدَّثَنِی الثِّقَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ حَكِیمَةَ: بِمِثْلِ ذَلِكَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشُّیُوخِ: أَنَّ حَكِیمَةَ حَدَّثَتْ بِهَذَا الْحَدِیثِ وَ ذَكَرَتْ أَنَّهُ كَانَ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَ أَنَّ أُمَّهُ نَرْجِسُ وَ سَاقَتِ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهَا فَإِذَا أَنَا بِحِسِّ سَیِّدِی وَ بِصَوْتِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ یَا عَمَّتِی هَاتِی ابْنِی إِلَیَّ فَكَشَفْتُ عَنْ سَیِّدِی فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ مُتَلَقِّیاً الْأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ وَ عَلَی ذِرَاعِهِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوبٌ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً فَضَمَمْتُهُ إِلَیَّ فَوَجَدْتُهُ مَفْرُوغاً مِنْهُ فَلَفَفْتُهُ فِی ثَوْبٍ وَ

ص: 19

حَمَلْتُهُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ ذَكَرُوا الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً ثُمَّ لَمْ یَزَلْ یَعُدُّ السَّادَةَ الْأَوْصِیَاءَ إِلَی أَنْ بَلَغَ إِلَی نَفْسِهِ وَ دَعَا لِأَوْلِیَائِهِ بِالْفَرَجِ عَلَی یَدَیْهِ ثُمَّ أَحْجَمَ وَ قَالَتْ ثُمَّ رُفِعَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ كَالْحِجَابِ فَلَمْ أَرَ سَیِّدِی فَقُلْتُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ یَا سَیِّدِی أَیْنَ مَوْلَایَ فَقَالَ أَخَذَهُ مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْكِ وَ مِنَّا ثُمَّ ذَكَرُوا الْحَدِیثَ بِتَمَامِهِ وَ زَادُوا فِیهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَإِذَا مَوْلَانَا الصَّاحِبُ یَمْشِی فِی الدَّارِ فَلَمْ أَرَ وَجْهاً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ وَ لَا لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا الْمَوْلُودُ الْكَرِیمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ سَیِّدِی أَرَی مِنْ أَمْرِهِ مَا أَرَی وَ لَهُ أَرْبَعُونَ یَوْماً فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ یَا عَمَّتِی أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ نَنْشَأُ فِی الْیَوْمِ مَا یَنْشَأُ غَیْرُنَا فِی السَّنَةِ فَقُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ انْصَرَفْتُ ثُمَّ عُدْتُ وَ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ أَرَهُ فَقُلْتُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مَا فَعَلَ مَوْلَانَا فَقَالَ یَا عَمَّةِ اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْ أُمُّ مُوسَی.

«28»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ زَكَرِیَّا قَالَ: حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ بِلَالِ بْنِ دَاوُدَ الْكَاتِبِ وَ كَانَ عَامِّیّاً بِمَحَلٍّ مِنَ النَّصْبِ لِأَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام یُظْهِرُ ذَلِكَ وَ لَا یَكْتُمُهُ وَ كَانَ صَدِیقاً لِی یُظْهِرُ مَوَدَّةً بِمَا فِیهِ مِنْ طَبْعِ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَیَقُولُ كُلَّمَا لَقِیَنِی لَكَ عِنْدِی خَبَرٌ تَفْرَحُ بِهِ وَ لَا أُخْبِرُكَ بِهِ فَأَتَغَافَلُ عَنْهُ إِلَی أَنْ جَمَعَنِی وَ إِیَّاهُ مَوْضِعُ خَلْوَةٍ فَاسْتَقْصَیْتُ عَنْهُ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُخْبِرَنِی بِهِ فَقَالَ كَانَتْ دُورُنَا بِسُرَّمَنْ رَأَی مُقَابِلَ دَارِ ابْنِ الرِّضَا یَعْنِی أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَغِبْتُ عَنْهَا دَهْراً طَوِیلًا إِلَی قَزْوِینَ وَ غَیْرِهَا ثُمَّ قَضَی لِیَ الرُّجُوعُ إِلَیْهَا فَلَمَّا وَافَیْتُهَا وَ قَدْ كُنْتُ فَقَدْتُ جَمِیعَ مَنْ خَلَّفْتُهُ مِنْ أَهْلِی وَ قَرَابَاتِی إِلَّا عَجُوزاً كَانَتْ رَبَّتْنِی وَ لَهَا بِنْتٌ مَعَهَا وَ كَانَتْ مِنْ طَبْعِ الْأَوَّلِ مَسْتُورَةً صَائِنَةً لَا تُحْسِنُ الْكَذِبَ وَ كَذَلِكَ مُوَالِیَاتٌ لَنَا بَقِینَ فِی الدَّارِ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُمْ أَیَّاماً ثُمَّ عَزَمْتُ عَلَی الْخُرُوجِ فَقَالَتِ الْعَجُوزُ كَیْفَ تَسْتَعْجِلُ الِانْصِرَافَ وَ قَدْ غِبْتَ زَمَاناً فَأَقِمْ عِنْدَنَا لِنَفْرَحَ بِمَكَانِكَ فَقُلْتُ لَهَا عَلَی

جِهَةِ الْهُزْءِ أُرِیدُ أَنْ أَصِیرَ إِلَی كَرْبَلَاءَ وَ كَانَ النَّاسُ لِلْخُرُوجِ فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَوْ لِیَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تستهینی بما [تَسْتَهِینَ مَا] ذَكَرْتَ أَوْ تَقُولَهُ عَلَی وَجْهِ

ص: 20

الْهُزْءِ فَإِنِّی أُحَدِّثُكَ بِمَا رَأَیْتُهُ یَعْنِی بَعْدَ خُرُوجِكَ مِنْ عِنْدَنَا بِسَنَتَیْنِ كُنْتُ فِی هَذَا الْبَیْتِ نَائِمَةً بِالْقُرْبِ مِنَ الدِّهْلِیزِ وَ مَعِیَ ابْنَتِی وَ أَنَا بَیْنَ النَّائِمَةِ وَ الْیَقْظَانَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ نَظِیفُ الثِّیَابِ طَیِّبُ الرَّائِحَةِ فَقَالَ یَا فُلَانَةُ یَجِیئُكِ السَّاعَةَ مَنْ یَدْعُوكِ فِی الْجِیرَانِ فَلَا تَمْتَنِعِی مِنَ الذَّهَابِ مَعَهُ وَ لَا تَخَافِی فَفَزِعْتُ وَ نَادَیْتُ ابْنَتِی وَ قُلْتُ لَهَا هَلْ شَعَرْتِ بِأَحَدٍ دَخَلَ الْبَیْتَ فَقَالَتْ لَا فَذَكَرْتُ اللَّهَ وَ قَرَأْتُ وَ نِمْتُ فَجَاءَ الرَّجُلُ بِعَیْنِهِ وَ قَالَ لِی مِثْلَ قَوْلِهِ فَفَزِعْتُ وَ صِحْتُ بِابْنَتِی فَقَالَتْ لَمْ یَدْخُلِ الْبَیْتَ فَاذْكُرِی اللَّهَ وَ لَا تَفْزَعِی فَقَرَأْتُ وَ نِمْتُ فَلَمَّا كَانَ فِی الثَّالِثَةِ جَاءَ الرَّجُلُ وَ قَالَ یَا فُلَانَةُ قَدْ جَاءَكِ مَنْ یَدْعُوكِ وَ یَقْرَعُ الْبَابَ فَاذْهَبِی مَعَهُ وَ سَمِعْتُ دَقَّ الْبَابِ فَقُمْتُ وَرَاءَ الْبَابِ وَ قُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ افْتَحِی وَ لَا تَخَافِی فَعَرَفْتُ كَلَامَهُ وَ فَتَحْتُ الْبَابَ فَإِذَا خَادِمٌ مَعَهُ إِزَارٌ فَقَالَ یَحْتَاجُ إِلَیْكِ بَعْضُ الْجِیرَانِ لِحَاجَةٍ مُهِمَّةٍ فَادْخُلِی وَ لَفَّ رَأْسِی بِالْمُلَاءَةِ وَ أَدْخَلَنِی الدَّارَ وَ أَنَا أَعْرِفُهَا فَإِذَا بِشِقَاقٍ مَشْدُودَةٍ وَسَطَ الدَّارِ وَ رَجُلٌ قَاعِدٌ بِجَنْبِ الشِّقَاقِ فَرَفَعَ الْخَادِمُ طَرَفَهُ فَدَخَلْتُ وَ إِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَهَا الطَّلْقُ وَ امْرَأَةٌ قَاعِدَةٌ خَلْفَهَا كَأَنَّهَا تَقْبَلُهَا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ تُعِینُنَا فِیمَا نَحْنُ فِیهِ فَعَالَجْتُهَا بِمَا یُعَالَجُ بِهِ مِثْلُهَا فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی سَقَطَ غُلَامٌ فَأَخَذْتُهُ عَلَی كَفِّی وَ صِحْتُ غُلَامٌ غُلَامٌ وَ أَخْرَجْتُ رَأْسِی مِنْ طَرَفِ الشِّقَاقِ أُبَشِّرُ الرَّجُلَ الْقَاعِدَ فَقِیلَ لِی لَا تَصِیحِی فَلَمَّا رَدَدْتُ وَجْهِی إِلَی الْغُلَامِ قَدْ كُنْتُ فَقَدْتُهُ مِنْ كَفِّی فَقَالَتْ لِیَ الْمَرْأَةُ الْقَاعِدَةُ لَا تَصِیحِی وَ أَخَذَ الْخَادِمُ بِیَدِی وَ لَفَّ رَأْسِی بِالْمُلَاءَةِ وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الدَّارِ وَ رَدَّنِی إِلَی دَارِی وَ نَاوَلَنِی صُرَّةً وَ قَالَ لِی لَا تُخْبِرِی بِمَا رَأَیْتِ أَحَداً فَدَخَلْتُ الدَّارَ وَ رَجَعْتُ إِلَی فِرَاشِی فِی هَذَا الْبَیْتِ وَ ابْنَتِی نَائِمَةٌ بَعْدُ فَأَنْبَهْتُهَا وَ سَأَلْتُهَا هَلْ عَلِمْتِ بِخُرُوجِی وَ رُجُوعِی فَقَالَتْ لَا وَ فَتَحْتُ الصُّرَّةَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ إِذَا فِیهَا عَشَرَةُ دَنَانِیرَ عَدَداً وَ مَا أَخْبَرْتُ بِهَذَا أَحَداً إِلَّا فِی هَذَا الْوَقْتِ لَمَّا تَكَلَّمْتَ بِهَذَا الْكَلَامِ عَلَی حَدِّ الْهُزْءِ فَحَدَّثْتُكَ إِشْفَاقاً عَلَیْكَ فَإِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَأْناً وَ مَنْزِلَةً وَ كُلُّ مَا یَدَّعُونَهُ حتی [حَقٌ] قَالَ فَعَجِبْتُ مِنْ قَوْلِهَا وَ صَرَفْتُهُ إِلَی السُّخْرِیَّةِ وَ الْهُزْءِ وَ لَمْ أَسْأَلْهَا عَنِ الْوَقْتِ غَیْرَ أَنِّی أَعْلَمُ یَقِیناً أَنِّی غِبْتُ عَنْهُمْ فِی سَنَةِ نَیِّفٍ وَ خَمْسِینَ

ص: 21

وَ مِائَتَیْنِ وَ رَجَعْتُ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی فِی وَقْتٍ أَخْبَرَتْنِی الْعَجُوزُ بِهَذَا الْخَبَرِ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ فِی وِزَارَةِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ لَمَّا قَصَدْتُهُ قَالَ حَنْظَلَةُ فَدَعَوْتُ بِأَبِی الْفَرَجِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ حَتَّی سَمِعَ مَعِی هَذَا الْخَبَرَ.

بیان: قوله من طبع الأول أی كانت من طبع الخلق الأول هكذا أی كان مطبوعا علی تلك الخصال فی أول عمره و الشقاق جمع الشقة بالكسر و هی من الثوب ما شق مستطیلا.

«29»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ أَنَّ: بَعْضَ أَخَوَاتِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام كَانَتْ لَهَا جَارِیَةٌ رَبَّتْهَا تُسَمَّی نَرْجِسَ فَلَمَّا كَبِرَتْ دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَنَظَرَ إِلَیْهَا فَقَالَتْ لَهُ أَرَاكَ یَا سَیِّدِی تَنْظُرُ إِلَیْهَا فَقَالَ إِنِّی مَا نَظَرْتُ إِلَیْهَا إِلَّا مُتَعَجِّباً أَمَا إِنَّ الْمَوْلُودَ الْكَرِیمَ عَلَی اللَّهِ یَكُونُ مِنْهَا ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فِی دَفْعِهَا إِلَیْهِ فَفَعَلَتْ فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ.

«30»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی عَلَّانٌ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ السَّیِّدَ علیه السلام وُلِدَ فِی سَنَةِ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِسَنَتَیْنِ.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ فِی كِتَابِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ حَدَّثَنِی حَمْزَةُ بْنُ نَصْرٍ غُلَامُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ السَّیِّدُ علیه السلام تَبَاشَرَ أَهْلُ الدَّارِ بِذَلِكَ فَلَمَّا نَشَأَ خَرَجَ إِلَیَّ الْأَمْرُ أَنْ أَبْتَاعَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مَعَ اللَّحْمِ قَصَبَ مُخٍّ وَ قِیلَ إِنَّ هَذَا لِمَوْلَانَا الصَّغِیرِ علیه السلام.

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الشَّلْمَغَانِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی الثِّقَةُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِدْرِیسَ قَالَ: وَجَّهَ إِلَیَّ مَوْلَایَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام بِكَبْشٍ وَ قَالَ عُقَّهُ عَنِ ابْنِی فُلَانٍ وَ كُلْ وَ أَطْعِمْ أَهْلَكَ فَفَعَلْتُ ثُمَّ لَقِیتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لِی الْمَوْلُودُ الَّذِی وُلِدَ لِی مَاتَ ثُمَّ وَجَّهَ إِلَیَّ بِكَبْشَیْنِ وَ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عُقَّ هَذَیْنِ الْكَبْشَیْنِ عَنْ مَوْلَاكَ وَ كُلْ هَنَّأَكَ اللَّهُ وَ أَطْعِمْ إِخْوَانَكَ فَفَعَلْتُ وَ لَقِیتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَا ذَكَرَ لِی شَیْئاً.

«33»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 22

إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّی إِذَا مَدَدْتُمْ إِلَیْهِ حَوَاجِبَكُمْ وَ أَشَرْتُمْ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَ بِهِ ثُمَّ بَقِیتُمْ سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ لَا تَدْرُونَ أَیّاً مِنْ أَیٍّ وَ اسْتَوَی فِی ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَبَیْنَمَا أَنْتُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَطْلَعَ اللَّهُ نَجْمَكُمْ فَاحْمَدُوهُ وَ اقْبَلُوهُ.

بیان: لیس المراد ذهاب ملك الموت به علیه السلام بقبض روحه بل كان مع روح القدس عند ما غاب به.

«34»- نجم، [كتاب النجوم] ذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِی كِتَابِ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ كِتَابٌ مُعْتَمَدٌ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الصَّیْمَرِیُّ وَ مُؤَلِّفُهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْمَرِیُّ وَ كَانَتْ لَهُ مُكَاتَبَاتٌ إِلَی الْهَادِی وَ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام وَ جَوَابُهَا إِلَیْهِ وَ هُوَ ثِقَةٌ مُعْتَمَدٌ عَلَیْهِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْقُمِّیُّ ابْنُ أَخِی أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَصْقَلَةَ أَنَّهُ: كَانَ بِقُمَّ مُنَجِّمٌ یَهُودِیٌّ مَوْصُوفٌ بِالْحِذْقِ بِالْحِسَابِ فَأَحْضَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ قَالَ لَهُ قَدْ وُلِدَ مَوْلُودٌ فِی وَقْتِ كَذَا وَ كَذَا فَخُذِ الطَّالِعَ وَ اعْمَلْ لَهُ مِیلَاداً قَالَ فَأَخَذَ الطَّالِعَ وَ نَظَرَ فِیهِ وَ عَمِلَ عَمَلًا لَهُ وَ قَالَ لِأَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ لَسْتُ أَرَی النُّجُومَ تَدُلُّنِی فِیمَا یُوجِبُهُ الْحِسَابُ أَنَّ هَذَا الْمَوْلُودَ لَكَ وَ لَا یَكُونُ مِثْلُ هَذَا الْمَوْلُودِ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ وَ إِنَّ النَّظَرَ لَیَدُلُّ عَلَی أَنَّهُ یَمْلِكُ الدُّنْیَا شَرْقاً وَ غَرْباً وَ بَرّاً وَ بَحْراً وَ سَهْلًا وَ جَبَلًا حَتَّی لَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا دَانَ بِدِینِهِ وَ قَالَ بِوَلَایَتِهِ.

«35»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الشَّیْخُ كَمَالُ الدِّینِ بْنُ طَلْحَةَ: مَوْلِدُ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ علیهما السلام بِسُرَّمَنْ رَأَی فِی ثَالِثٍ وَ عِشْرِینَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أَبُوهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ تُسَمَّی صَقِیلَ وَ قِیلَ حَكِیمَةَ وَ قِیلَ غَیْرَ ذَلِكَ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ وَ لَقَبُهُ الْحُجَّةُ وَ الْخَلَفُ الصَّالِحُ وَ قِیلَ الْمُنْتَظَرُ.

«36»- شا، [الإرشاد]: كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا نَرْجِسُ وَ كَانَ سِنُّهُ عِنْدَ وَفَاةِ أَبِیهِ خَمْسُ سِنِینَ آتَاهُ اللَّهُ فِیهِ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ وَ جَعَلَهُ آیَةً لِلْعالَمِینَ وَ آتَاهُ الْحِكْمَةَ كَمَا آتَاهُ یَحْیَی صَبِیّاً وَ جَعَلَهُ إِمَاماً كَمَا جَعَلَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فِی الْمَهْدِ نَبِیّاً وَ لَهُ قَبْلَ قِیَامِهِ غَیْبَتَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَی جَاءَتْ بِذَلِكَ الْأَخْبَارُ فَأَمَّا الْقُصْرَی مِنْهَا فَمُنْذُ وَقْتِ مَوْلِدِهِ إِلَی

ص: 23

انْقِطَاعِ السِّفَارَةِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ شِیعَتِهِ وَ عَدَمِ السُّفَرَاءِ بِالْوَفَاةِ وَ أَمَّا الطُّولَی فَهِیَ بَعْدَ الْأُولَی وَ فِی آخِرِهَا یَقُومُ بِالسَّیْفِ.

«37»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ حَدَّثَنِی أَبُو الْقَاسِمِ طَاهِرُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ سَیِّدِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: الْخَلَفُ الصَّالِحُ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ الْمَهْدِیُّ اسْمُهُ م ح م د وَ كُنْیَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ یُقَالُ لِأُمِّهِ صَقِیلُ قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الدَّارِعُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بَلْ أُمُّهُ حَكِیمَةُ وَ فِی رِوَایَةٍ ثَالِثَةٍ یُقَالُ لَهَا نَرْجِسُ وَ یُقَالُ بَلْ سَوْسَنُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ وَ یُكَنَّی بِأَبِی الْقَاسِمِ وَ هُوَ ذُو الِاسْمَیْنِ خَلَفٍ وَ مُحَمَّدٍ یَظْهَرُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ عَلَی رَأْسِهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ تَدُورُ مَعَهُ حَیْثُمَا دَارَ تُنَادِی بِصَوْتٍ فَصِیحٍ هَذَا الْمَهْدِیُّ.

حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الطُّوسِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مِسْكِینٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ التَّارِیخِ: أَنَّ أُمَّ الْمُنْتَظَرِ یُقَالُ لَهَا حَكِیمَةُ.

أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب من رآه.

و قال ابن خلكان فی تاریخه هو ثانی عشر الأئمة الاثنی عشر علی اعتقاد الإمامیة المعروف بالحجة و هو الذی تزعم الشیعة أنه المنتظر و القائم و المهدی و هو صاحب السرداب عندهم و أقاویلهم فیه كثیرة و هم ینتظرون ظهوره فی آخر الزمان من السرداب بسرمن رأی كانت ولادته یوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین و لما توفی أبوه كان عمره خمس سنین و اسم أمه خمط و قیل نرجس و الشیعة یقولون إنه دخل السرداب فی دار أبیه و أمه تنظر إلیه فلم یعد یخرج إلیها و ذلك فی سنة خمس و ستین و مائتین و عمره یومئذ تسع سنین و ذكر ابن الأزرق فی تاریخ میافارقین أن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربیع الأول سنة ثمان و خمسین و مائتین و قیل فی ثامن شعبان سنة ست و خمسین و هو الأصح و إنه لما دخل السرداب كان عمره أربع سنین و قیل خمس سنین و قیل إنه دخل السرداب سنة خمس و سبعین و مائتین و عمره سبع عشرة سنة و اللّٰه أعلم.

أقول:

رَأَیْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا رِوَایَةً هَذِهِ صُورَتُهَا قَالَ حَدَّثَنِی هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعْدَانَ الْبَصْرِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ

ص: 24

وَ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ الْأَدَمِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عِدَّةٍ مِنَ الْمَشَایِخِ وَ الثِّقَاتِ عَنْ سَیِّدَیْنَا أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالا: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ الْإِمَامَ أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ فِی الْمُزْنِ فَتَسْقُطُ فِی ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَیَأْكُلُهَا الْحُجَّةُ فِی الزَّمَانِ علیه السلام فَإِذَا اسْتَقَرَّتْ فِیهِ فَیَمْضِی لَهُ أَرْبَعُونَ یَوْماً سَمِعَ الصَّوْتَ فَإِذَا آنَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَ قَدْ حُمِلَ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1) فَإِذَا وُلِدَ قَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ فِی كُلِّ مَكَانٍ یَنْظُرُ فِیهِ إِلَی الْخَلَائِقِ وَ أَعْمَالِهِمْ وَ یَنْزِلُ أَمْرُ اللَّهِ إِلَیْهِ فِی ذَلِكَ الْعَمُودِ وَ الْعَمُودُ نُصْبُ عَیْنِهِ حَیْثُ تَوَلَّی وَ نَظَرَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام دَخَلْتُ عَلَی عَمَّاتِی فَرَأَیْتُ جَارِیَةً مِنْ جَوَارِیهِنَّ قَدْ زُیِّنَتْ تُسَمَّی نَرْجِسُ فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا نَظَراً أَطَلْتُهُ فَقَالَتْ لِی عَمَّتِی حَكِیمَةُ أَرَاكَ یَا سَیِّدِی تَنْظُرُ إِلَی هَذِهِ الْجَارِیَةِ نَظَراً شَدِیداً فَقُلْتُ لَهُ یَا عَمَّةِ مَا نَظَرِی إِلَیْهَا إِلَّا نَظَرَ التَّعَجُّبِ مِمَّا لِلَّهِ فِیهِ مِنْ إِرَادَتِهِ وَ خِیَرَتِهِ قَالَتْ لِی أَحْسَبُكَ یَا سَیِّدِی تُرِیدُهَا فَأَمَرْتُهَا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَبِی عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی تَسْلِیمِهَا إِلَیَّ فَفَعَلَتْ فَأَمَرَهَا علیه السلام بِذَلِكَ فَجَاءَتْنِی بِهَا.

قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ وَ حَدَّثَنِی مَنْ أَثِقُ إِلَیْهِ مِنَ الْمَشَایِخِ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهم السلام قَالَ: كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَتَدْعُو لَهُ أَنْ یَرْزُقَهُ اللَّهُ وَلَداً وَ أَنَّهَا قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ كَمَا أَقُولُ وَ دَعَوْتُ كَمَا أَدْعُو فَقَالَ یَا عَمَّةِ أَمَا إِنَّ الَّذِی تَدْعِینَ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِیهِ یُولَدُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ كَانَتْ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ فَاجْعَلِی إِفْطَارَكِ مَعَنَا فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مِمَّنْ یَكُونُ هَذَا الْوَلَدُ الْعَظِیمُ فَقَالَ لِی علیه السلام مِنْ نَرْجِسَ یَا عَمَّةِ قَالَ فَقَالَتْ لَهُ (2)

یَا سَیِّدِی مَا فِی جَوَارِیكِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْهَا وَ قُمْتُ وَ دَخَلْتُ إِلَیْهَا وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ فَعَلَتْ بِی كَمَا تَفْعَلُ فَانْكَبَبْتُ عَلَی یَدَیْهَا فَقَبَّلْتُهُمَا وَ مَنَعْتُهَا مِمَّا كَانَتْ تَفْعَلُهُ فَخَاطَبَتْنِی بِالسِّیَادَةِ فَخَاطَبْتُهَا بِمِثْلِهَا فَقَالَتْ لِی فَدَیْتُكِ فَقُلْتُ لَهَا أَنَا فِدَاكِ وَ جَمِیعُ الْعَالَمِینَ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكِ فَقُلْتُ لَهَا لَا تُنْكِرِینَ مَا فَعَلْتُ فَإِنَّ اللَّهَ سَیَهَبُ لَكِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ

ص: 25


1- 1. الأنعام: 115.
2- 2. كذا، و الظاهر: قالت فقلت له.

غُلَاماً سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ هُوَ فَرَجُ الْمُؤْمِنِینَ فَاسْتَحْیَتْ.

فَتَأَمَّلْتُهَا فَلَمْ أَرَ فِیهَا أَثَرَ الْحَمْلِ فَقُلْتُ لِسَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مَا أَرَی بِهَا حَمْلًا فَتَبَسَّمَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَوْصِیَاءِ لَسْنَا نُحْمَلُ فِی الْبُطُونِ وَ إِنَّمَا نُحْمَلُ فِی الْجَنْبِ وَ لَا نَخْرُجُ مِنَ الْأَرْحَامِ وَ إِنَّمَا نَخْرُجُ مِنَ الْفَخِذِ الْأَیْمَنِ مِنْ أُمَّهَاتِنَا لِأَنَّنَا نُورُ اللَّهِ الَّذِی لَا تَنَالُهُ الدَّانِسَاتُ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی قَدْ أَخْبَرْتَنِی أَنَّهُ یُولَدُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَفِی أَیِّ وَقْتٍ مِنْهَا قَالَ لِی فِی طُلُوعِ الْفَجْرِ یُولَدُ الْكَرِیمُ عَلَی اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَتْ حَكِیمَةُ فَأَقَمْتُ فَأَفْطَرْتُ وَ نِمْتُ بِقُرْبٍ مِنْ نَرْجِسَ وَ بَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی صُفَّةٍ فِی تِلْكَ الدَّارِ الَّتِی نَحْنُ فِیهَا فَلَمَّا وَرَدَ وَقْتُ صَلَاةِ اللَّیْلِ قُمْتُ وَ نَرْجِسُ نَائِمَةٌ مَا بِهَا أَثَرُ وِلَادَةٍ فَأَخَذْتُ فِی صَلَاتِی ثُمَّ أَوْتَرْتُ فَأَنَا فِی الْوَتْرِ حَتَّی وَقَعَ فِی نَفْسِی أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ طَلَعَ وَ دَخَلَ قَلْبِی شَیْ ءٌ فَصَاحَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنَ الصُّفَّةِ لَمْ یَطْلُعِ الْفَجْرُ یَا عَمَّةِ فَأَسْرَعْتُ الصَّلَاةَ وَ تَحَرَّكَتْ نَرْجِسُ فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَیَّ وَ سَمَّیْتُ عَلَیْهَا ثُمَّ قُلْتُ لَهَا هَلْ تُحِسِّینَ بِشَیْ ءٍ قَالَتْ نَعَمْ فَوَقَعَ عَلَیَّ سُبَاتٌ لَمْ أَتَمَالَكْ مَعَهُ أَنْ نِمْتُ وَ وَقَعَ عَلَی نَرْجِسَ مِثْلُ ذَلِكَ وَ نَامَتْ فَلَمْ أَنْتَبِهْ إِلَّا بِحِسِّ سَیِّدِی الْمَهْدِیِّ وَ صَیْحَةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ یَا عَمَّةِ هَاتِی ابْنِی إِلَیَّ فَقَدْ قَبِلْتُهُ فَكَشَفْتُ عَنْ سَیِّدِی علیه السلام فَإِذَا أَنَا بِهِ سَاجِداً یَبْلُغُ الْأَرْضَ بِمَسَاجِدِهِ وَ عَلَی ذِرَاعِهِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوبٌ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً فَضَمَمْتُهُ إِلَیَّ فَوَجَدْتُهُ مَفْرُوغاً مِنْهُ وَ لَفَفْتُهُ فِی ثَوْبٍ وَ حَمَلْتُهُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَأَخَذَهُ فَأَقْعَدَهُ عَلَی رَاحَتِهِ الْیُسْرَی وَ جَعَلَ رَاحَتَهُ الْیُمْنَی عَلَی ظَهْرِهِ ثُمَّ أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِی فِیهِ وَ أَمَرَّ بِیَدِهِ عَلَی ظَهْرِهِ وَ سَمْعِهِ وَ مَفَاصِلِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ یَا بُنَیَّ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیُّ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ یَزَلْ یُعَدِّدُ السَّادَةَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام إِلَی أَنْ بَلَغَ إِلَی نَفْسِهِ وَ دَعَا لِأَوْلِیَائِهِ بِالْفَرَجِ عَلَی یَدِهِ ثُمَّ أَجْحَمَ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا عَمَّةِ اذْهَبِی بِهِ إِلَی أُمِّهِ لِیُسَلِّمَ عَلَیْهَا وَ أْتِینِی بِهِ فَمَضَیْتُ فَسَلَّمَ عَلَیْهَا وَ رَدَدْتُهُ ثُمَّ وَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام كَالْحِجَابِ فَلَمْ أَرَ سَیِّدِی فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی أَیْنَ مَوْلَانَا فَقَالَ أَخَذَهُ مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْكِ فَإِذَا كَانَ الْیَوْمُ السَّابِعُ فَأْتِینَا

ص: 26

فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ جِئْتُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقَالَ علیه السلام هَلُمِّی ابْنِی فَجِئْتُ بِسَیِّدِی وَ هُوَ فِی ثِیَابٍ صُفْرٍ فَفَعَلَ بِهِ كَفِعَالِهِ الْأَوَّلِ وَ جَعَلَ لِسَانَهُ علیه السلام فِی فِیهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ یَا بُنَیَّ فَقَالَ علیه السلام أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ ثَنَّی بِالصَّلَاةِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی أَبِیهِ علیه السلام ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (1) ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ یَا بُنَیَّ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ فَابْتَدَأَ بِصُحُفِ آدَمَ فَقَرَأَهَا بِالسُّرْیَانِیَّةِ وَ كِتَابِ إِدْرِیسَ وَ كِتَابِ نُوحٍ وَ كِتَابِ هُودٍ وَ كِتَابِ صَالِحٍ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ تَوْرَاةِ مُوسَی وَ زَبُورِ دَاوُدَ وَ إِنْجِیلِ عِیسَی وَ فُرْقَانِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَصَّ قِصَصَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ إِلَی عَهْدِهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً دَخَلْتُ دَارَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَإِذَا مَوْلَانَا صَاحِبُ الزَّمَانِ یَمْشِی فِی الدَّارِ فَلَمْ أَرَ وَجْهاً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ علیه السلام وَ لَا لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ فَقَالَ لِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام هَذَا الْمَوْلُودُ الْكَرِیمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی لَهُ أَرْبَعُونَ یَوْماً وَ أَنَا أَرَی مِنْ أَمْرِهِ مَا أَرَی فَقَالَ علیه السلام یَا عَمَّتِی أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّا مَعْشَرَ الْأَوْصِیَاءِ نَنْشَأُ فِی الْیَوْمِ مَا یَنْشَأُ غَیْرُنَا فِی الْجُمْعَةِ وَ نَنْشَأُ فِی الْجُمْعَةِ مَا یَنْشَأُ غَیْرُنَا فِی السَّنَةِ فَقُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ فَانْصَرَفْتُ فَعُدْتُ وَ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ أَرَهُ فَقُلْتُ لِسَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مَا فَعَلَ مَوْلَانَا فَقَالَ یَا عَمَّةِ اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَمَّا وَهَبَ لِی رَبِّی مَهْدِیَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَرْسَلَ مَلَكَیْنِ فَحَمَلَاهُ إِلَی سُرَادِقِ الْعَرْشِ حَتَّی وَقَفَا بِهِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً بِكَ عَبْدِی لِنُصْرَةِ دِینِی وَ إِظْهَارِ أَمْرِی وَ مَهْدِیِّ عِبَادِی آلَیْتُ أَنِّی بِكَ آخُذُ وَ بِكَ أُعْطِی وَ بِكَ أَغْفِرُ وَ بِكَ أُعَذِّبُ ارْدُدَاهُ أَیُّهَا الْمَلَكَانِ رُدَّاهُ رُدَّاهُ عَلَی أَبِیهِ رَدّاً رَفِیقاً وَ أَبْلِغَاهُ فَإِنَّهُ فِی ضَمَانِی وَ كَنَفِی وَ بِعَیْنِی إِلَی أَنْ أُحِقَّ بِهِ الْحَقَّ وَ أُزْهِقَ بِهِ الْبَاطِلَ وَ یَكُونَ الدِّینُ لِی وَاصِباً ثُمَّ قَالَتْ لَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلَی الْأَرْضِ وُجِدَ جَاثِیاً عَلَی رُكْبَتَیْهِ رَافِعاً

ص: 27


1- 1. القصص: 6.

بِسَبَّابَتَیْهِ ثُمَّ عَطَسَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَبْداً دَاخِراً غَیْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ لَا مُسْتَكْبِرٍ ثُمَّ قَالَ علیه السلام زَعَمَتِ الظَّلَمَةُ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ دَاحِضَةٌ لَوْ أُذِنَ لِی لَزَالَ الشَّكُّ.

وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ صَاحِبِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَجَّهَ إِلَیَّ مَوْلَایَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِأَرْبَعَةِ أَكْبُشٍ وَ كَتَبَ إِلَیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عُقَّ هَذِهِ عَنِ ابْنِی مُحَمَّدٍ الْمَهْدِیِّ وَ كُلْ هَنَّأَكَ وَ أَطْعِمْ مَنْ وَجَدْتَ مِنْ شِیعَتِنَا.

أقول: و قال الشهید رحمه اللّٰه فی الدروس ولد علیه السلام بسرمن رأی یوم الجمعة لیلا خامس عشر شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین و أمه صقیل و قیل نرجس و قیل مریم بنت زید العلویة.

أقول: و عین الشیخ فی المصباحین و السید بن طاوس فی كتاب الإقبال و سائر مؤلفی كتب الدعوات ولادته علیه السلام فی النصف من شعبان و قال فی الفصول المهمة ولد علیه السلام بسرمن رأی لیلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین

نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّیْلَةَ الَّتِی یُولَدُ فِیهَا الْقَائِمُ علیه السلام لَا یُولَدُ فِیهَا مَوْلُودٌ إِلَّا كَانَ مُؤْمِناً وَ إِنْ وُلِدَ فِی أَرْضِ الشِّرْكِ نَقَلَهُ اللَّهُ إِلَی الْإِیمَانِ بِبَرَكَةِ الْإِمَامِ علیه السلام.

باب 2 أسمائه علیه السلام و ألقابه و كناه و عللها

«1»- ع، [علل الشرائع] الدَّقَّاقُ وَ ابْنُ عِصَامٍ مَعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الْبَاقِرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَسْتُمْ كُلُّكُمْ قَائِمِینَ بِالْحَقِّ قَالَ بَلَی قُلْتُ فَلِمَ سُمِّیَ الْقَائِمُ قَائِماً قَالَ لَمَّا قُتِلَ جَدِّیَ الْحُسَیْنُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْبُكَاءِ وَ النَّحِیبِ وَ قَالُوا إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا أَ تَغْفُلُ

ص: 28

عَمَّنْ قَتَلَ صَفْوَتَكَ وَ ابْنَ صَفْوَتِكَ وَ خِیَرَتَكَ مِنْ خَلْقِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِمْ قَرُّوا مَلَائِكَتِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ حِینٍ ثُمَّ كَشَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام لِلْمَلَائِكَةِ فَسَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُمْ قَائِمٌ یُصَلِّی فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ الْقَائِمِ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ.

«2»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ اقْبِضْ هَذِهِ الْخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَعْهَا فِی مَوَاضِعِهَا فَإِنَّهَا زَكَاةُ مَالِی فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَلْ خُذْهَا أَنْتَ فَضَعْهَا فِی جِیرَانِكَ وَ الْأَیْتَامِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ فِی إِخْوَانِكَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّمَا یَكُونُ هَذَا إِذَا قَامَ قَائِمُنَا فَإِنَّهُ یَقْسِمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ یَعْدِلُ فِی خَلْقِ الرَّحْمَنِ الْبَرِّ مِنْهُمْ وَ الْفَاجِرِ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ فَإِنَّمَا سُمِّیَ الْمَهْدِیَّ لِأَنَّهُ یُهْدَی لِأَمْرٍ خَفِیٍّ یَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَ سَائِرَ كُتُبِ اللَّهِ مِنْ غَارٍ بِأَنْطَاكِیَّةَ فَیَحْكُمُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِالْإِنْجِیلِ وَ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِالْفُرْقَانِ وَ تُجْمَعُ إِلَیْهِ أَمْوَالُ الدُّنْیَا كُلُّهَا مَا فِی بَطْنِ الْأَرْضِ وَ ظَهْرِهَا فَیَقُولُ لِلنَّاسِ تَعَالَوْا إِلَی مَا قَطَعْتُمْ فِیهِ الْأَرْحَامَ وَ سَفَكْتُمْ فِیهِ الدِّمَاءَ وَ رَكِبْتُمْ فِیهِ مَحَارِمَ اللَّهِ فَیُعْطِی شَیْئاً لَمْ یُعْطِ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ قَالَ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ رَجُلٌ مِنِّی اسْمُهُ كَاسْمِی یَحْفَظُنِی اللَّهُ فِیهِ وَ یَعْمَلُ بِسُنَّتِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا وَ نُوراً بَعْدَ مَا تَمْتَلِئُ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ سُوءاً.

بیان: قوله علیه السلام إنما یكون هذا أی وجوب رفع الزكاة إلی الإمام و قوله یحكم بین أهل التوراة بالتوراة لا ینافی ما سیأتی من الأخبار فی أنه علیه السلام لا یقبل من أحد إلا الإسلام لأن هذا محمول علی أنه یقیم الحجة علیهم بكتبهم أو یفعل ذلك فی بدو الأمر قبل أن یعلو أمره و یتم حجته قوله علیه السلام یحفظنی اللّٰه فیه أی یحفظ حقی و حرمتی فی شأنه فیعینه و ینصره أو یجعله بحیث یعلم الناس حقه و حرمته لجده.

ص: 29

«3»- مع، [معانی الأخبار]: سُمِّیَ الْقَائِمُ علیه السلام قَائِماً لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ موته [مَوْتِ] ذِكْرِهِ.

«4»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْإِمَامَ بَعْدِی ابْنِی عَلِیٌّ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ الْإِمَامَةُ بَعْدَهُ فِی ابْنِهِ الْحَسَنِ أَمْرُهُ أَمْرُ أَبِیهِ وَ قَوْلُهُ قَوْلُ أَبِیهِ وَ طَاعَتُهُ طَاعَةُ أَبِیهِ ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحَسَنِ فَبَكَی علیه السلام بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ إِنَّ مِنْ بَعْدِ الْحَسَنِ ابْنَهُ الْقَائِمَ بِالْحَقِّ الْمُنْتَظَرَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لِمَ سُمِّیَ الْقَائِمَ قَالَ لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ مَوْتِ ذِكْرِهِ وَ ارْتِدَادِ أَكْثَرِ الْقَائِلِینَ بِإِمَامَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ سُمِّیَ الْمُنْتَظَرَ قَالَ لِأَنَّ لَهُ غَیْبَةً تَكْثُرُ أَیَّامُهَا وَ یَطُولُ أَمَدُهَا فَیَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ الْمُخْلِصُونَ وَ یُنْكِرُهُ الْمُرْتَابُونَ وَ یَسْتَهْزِئُ بِذِكْرِهِ الْجَاحِدُونَ وَ یَكْثُرُ فِیهَا الْوَقَّاتُونَ وَ یَهْلِكُ فِیهَا الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ یَنْجُو فِیهَا الْمُسْلِمُونَ.

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْكُلَیْنِیُّ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع (1)

حِینَ وُلِدَ الْحُجَّةُ زَعَمَ الظَّلَمَةُ أَنَّهُمْ یَقْتُلُونَنِی لِیَقْطَعُوا هَذَا النَّسْلَ فَكَیْفَ رَأَوْا قُدْرَةَ اللَّهِ وَ سَمَّاهُ الْمُؤَمَّلَ.

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَضْلُ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُرَاسَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْمَهْدِیُّ وَ الْقَائِمُ وَاحِدٌ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ لِأَیِّ شَیْ ءٍ سُمِّیَ الْمَهْدِیَّ قَالَ لِأَنَّهُ یُهْدَی إِلَی كُلِّ أَمْرٍ خَفِیٍّ وَ سُمِّیَ الْقَائِمَ لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ مَا یَمُوتُ إِنَّهُ یَقُومُ بِأَمْرِ عَظِیمٍ.

بیان: قوله علیه السلام بعد ما یموت أی ذكره أو یزعم الناس.

«7»- شا، [الإرشاد] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام دَعَا النَّاسَ إِلَی الْإِسْلَامِ جَدِیداً وَ هَدَاهُمْ إِلَی أَمْرٍ قَدْ دَثَرَ وَ ضَلَّ عَنْهُ الْجُمْهُورُ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ الْقَائِمُ مَهْدِیّاً لِأَنَّهُ یُهْدَی إِلَی أَمْرٍ مَضْلُولٍ عَنْهُ وَ سُمِّیَ الْقَائِمَ لِقِیَامِهِ بِالْحَقِّ.

«8»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً(2) قَالَ الْحُسَیْنُ فَلا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ إِنَّهُ

ص: 30


1- 1. كذا. و الظاهر: أبو محمّد علیه السلام.
2- 2. أسری: 33.

كانَ مَنْصُوراً قَالَ سَمَّی اللَّهُ الْمَهْدِیَّ الْمَنْصُورَ كَمَا سُمِیَّ أَحْمَدُ وَ مُحَمَّدٌ و محمود [مَحْمُوداً] وَ كَمَا سُمِّیَ عِیسَی الْمَسِیحَ علیه السلام.

«9»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الطُّوسِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَدِیٍّ قَالَ: یُقَالُ كُنْیَةُ الْخَلَفِ الصَّالِحِ أَبُو الْقَاسِمِ وَ هُوَ ذُو الِاسْمَیْنِ.

أقول: قد سبق أسماؤه علیه السلام فی الباب السابق و سیأتی فی باب من رآه علیه السلام و غیره.

باب 3 النهی عن التسمیة

«1»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنِ الضُّرَیْسِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: لَمَّا مَضَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ دَخَلْتُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ عَرَفْتَ انْقِطَاعِی إِلَی أَبِیكَ وَ أُنْسِی بِهِ وَ وَحْشَتِی مِنَ النَّاسِ قَالَ صَدَقْتَ یَا بَا خَالِدٍ تُرِیدُ مَا ذَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ وَصَفَ لِی أَبُوكَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ بِصِفَةٍ لَوْ رَأَیْتُهُ فِی بَعْضِ الطُّرُقِ لَأَخَذْتُ بِیَدِهِ قَالَ فَتُرِیدُ مَا ذَا یَا بَا خَالِدٍ قَالَ أُرِیدُ أَنْ تُسَمِّیَهُ لِی حَتَّی أَعْرِفَهُ بِاسْمِهِ فَقَالَ سَأَلْتَنِی وَ اللَّهِ یَا بَا خَالِدٍ عَنْ سُؤَالٍ مُجْهِدٍ وَ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ أَمْرٍ مَا لَوْ كُنْتُ مُحَدِّثاً بِهِ أَحَداً لَحَدَّثْتُكَ وَ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ أَمْرٍ لَوْ أَنَّ بَنِی فَاطِمَةَ عَرَفُوهُ حَرَصُوا عَلَی أَنْ یَقْطَعُوهُ بَضْعَةً بَضْعَةً.

«2»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام یَقُولُ: الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِ الْحَسَنِ ابْنِی فَكَیْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ قُلْتُ وَ لِمَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ لِأَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ شَخْصَهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ قُلْتُ فَكَیْفَ نَذْكُرُهُ فَقَالَ قُولُوا الْحُجَّةُ

ص: 31

مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَلَامُهُ.

ك، [إكمال الدین] ابن الولید عن سعد: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد: مثله- نص، [كفایة الأثر] علی بن محمد السندی عن محمد بن الحسن عن سعد: مثله أقول قد مر فی بعض أخبار اللوح التصریح باسمه علیه السلام فقال الصدوق رحمه اللّٰه جاء هذا الحدیث هكذا بتسمیة القائم علیه السلام و الذی أذهب إلیه النهی عن تسمیته علیه السلام.

«3»- ید، [التوحید] الدَّقَّاقُ وَ الْوَرَّاقُ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الصُّوفِیِّ عَنِ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی الْقَائِمِ علیه السلام: لَا یَحِلُّ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ حَتَّی یَخْرُجَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً الْخَبَرَ.

«4»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ یَغِیبُ عَنْكُمْ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ تَسْمِیَتُهُ.

ك، [إكمال الدین] الدقاق عن الأسدی عن سهل عن ابن محبوب عن عبد العزیز العبدی عن ابن أبی یعفور عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ ذِكْرِ الْقَائِمِ علیه السلام: یَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَ لَا یَحِلُّ لَهُمْ تَسْمِیَتُهُ حَتَّی یُظْهِرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

بیان: هذه التحدیدات مصرحة فی نفی قول من خص ذلك بزمان الغیبة الصغری تعویلا علی بعض العلل المستنبطة و الاستبعادات الوهمیة.

«6»- ك، [إكمال الدین] السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْقَائِمُ هُوَ الَّذِی یَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَ یَغِیبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ

ص: 32

وَ یَحْرُمُ عَلَیْهِمْ تَسْمِیَتُهُ وَ هُوَ سَمِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَنِیُّهُ الْخَبَرَ.

نص، [كفایة الأثر] أبو عبد اللّٰه الخزاعی عن الأسدی: مثله.

«7»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عِنْدَ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لِلْعَمْرِیِّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی هَلْ رَأَیْتَ صَاحِبِی قَالَ نَعَمْ وَ لَهُ عُنُقٌ مِثْلُ ذِی وَ أَشَارَ بِیَدَیْهِ جَمِیعاً إِلَی عُنُقِهِ قَالَ قُلْتُ فَالاسْمُ قَالَ إِیَّاكَ أَنْ تَبْحَثَ عَنْ هَذَا فَإِنَّ عِنْدَ الْقَوْمِ أَنَّ هَذَا النَّسْلَ قَدِ انْقَطَعَ.

«8»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِیِّ قَالَ: سَأَلَنِی أَصْحَابُنَا بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنْ أَسْأَلَ عَنِ الِاسْمِ وَ الْمَكَانِ فَخَرَجَ الْجَوَابُ إِنْ دَلَلْتُهُمْ عَلَی الِاسْمِ أَذَاعُوهُ وَ إِنْ عَرَفُوا الْمَكَانَ دَلُّوا عَلَیْهِ.

«9»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ آدَمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الدَّقَّاقِ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ الْكُوفِیِّ قَالَ: خَرَجَ فِی تَوْقِیعَاتِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ سَمَّانِی فِی مَحْفِلٍ مِنَ النَّاسِ.

«10»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَلِیٍّ مُحَمَّدَ بْنَ هَمَّامٍ یَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَقُولُ: خَرَجَ تَوْقِیعٌ بِخَطٍّ أَعْرِفُهُ مَنْ سَمَّانِی فِی مَجْمَعٍ مِنَ النَّاسِ بِاسْمِی فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.

«11»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ رَجُلٌ لَا یُسَمِّیهِ بِاسْمِهِ إِلَّا كَافِرٌ.

«12»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْقَائِمِ فَقَالَ لَا یُرَی جِسْمُهُ وَ لَا یُسَمَّی بِاسْمِهِ.

«13»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 33

علیه السلام عَنِ الْمَهْدِیِّ قَالَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخْبِرْنِی عَنِ الْمَهْدِیِّ مَا اسْمُهُ قَالَ أَمَّا اسْمُهُ فَلَا إِنَّ حَبِیبِی وَ خَلِیلِی عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِاسْمِهِ حَتَّی یَبْعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ مِمَّا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ فِی عِلْمِهِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد: مثله.

باب 4 صفاته صلوات اللّٰه علیه و علاماته و نسبه

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصْرِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهم السلام قَالَ: لَا یَكُونُ الْقَائِمُ إِلَّا إِمَامَ بْنَ إِمَامٍ وَ وَصِیَّ بْنَ وَصِیٍّ.

«2»- ك، [إكمال الدین] أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ وَ ابْنُ شَاذَوَیْهِ وَ ابْنُ مَسْرُورٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ هِلَالٍ الضَّبِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ شِیعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِیرٌ وَ وَ اللَّهِ مَا فِی أَهْلِ الْبَیْتِ مِثْلُكَ كَیْفَ لَا تَخْرُجُ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ قَدْ أَمْكَنْتَ الْحِشْوَةَ مِنْ أُذُنَیْكَ وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ قُلْتُ فَمَنْ صَاحِبُنَا قَالَ انْظُرُوا مَنْ تَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ فَهُوَ صَاحِبُكُمْ.

بیان: قال الجوهری فلان من حشوة بنی فلان بالكسر أی من رذالهم.

أقول: أی تسمع كلام أراذل الشیعة و تقبل منهم فی توهمهم أن لنا أنصارا كثیرة و أنه لا بد لنا من الخروج و أنی القائم الموعود.

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی یَقُولُ: وَ اللَّهِ

ص: 34

لَا یَكُونُ الْمَهْدِیُّ أَبَداً إِلَّا مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام.

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْجَرِیرِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ سَمِعْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ: الْمُنْتَظَرُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فِی ذُرِّیَّةِ الْحُسَیْنِ وَ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ الْمَظْلُومُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ وَ مَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ قَالَ وَلِیُّهُ رَجُلٌ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ مِنْ عَقِبِهِ ثُمَّ قَرَأَ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (1) سُلْطاناً فَلا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ (2) قَالَ سُلْطَانُهُ فِی حُجَّتِهِ عَلَی جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ حَتَّی یَكُونَ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَی النَّاسِ وَ لَا یَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَیْهِ حُجَّةٌ.

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ: یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی فِی آخِرِ الزَّمَانِ أَبْیَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً مُبْدَحُ الْبَطْنِ عَرِیضُ الْفَخِذَیْنِ عَظِیمٌ مُشَاشُ الْمَنْكِبَیْنِ بِظَهْرِهِ شَامَتَانِ شَامَةٌ عَلَی لَوْنِ جِلْدِهِ وَ شَامَةٌ عَلَی شِبْهِ شَامَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ اسْمَانِ اسْمٌ یَخْفَی وَ اسْمٌ یَعْلُنُ فَأَمَّا الَّذِی یَخْفَی فَأَحْمَدُ وَ أَمَّا الَّذِی یَعْلُنُ فَمُحَمَّدٌ فَإِذَا هَزَّ رَایَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رُءُوسِ الْعِبَادِ فَلَا یَبْقَی مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِیدِ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ قُوَّةَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا وَ لَا یَبْقَی مَیِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَیْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِی قَلْبِهِ وَ فِی قَبْرِهِ وَ هُمْ یَتَزَاوَرُونَ فِی قُبُورِهِمْ وَ یَتَبَاشَرُونَ بِقِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام.

بیان: مبدح البطن أی واسعة و عریضة قال الفیروزآبادی البداح كسحاب المتسع من الأرض أو اللینة الواسعة و البدح بالكسر الفضاء الواسع و امرأة بیدح بادن و الأبدح الرجل الطویل السمین و العریض الجنبین من الدواب و قال المشاشة بالضم رأس العظم الممكن المضغ و الجمع مشاش و الشامة علامة تخالف البدن الذی هی فیه و هی هنا إما بأن تكون أرفع من سائر الأجزاء أو أخفض و إن لم تخالف

ص: 35


1- 1. الزخرف: 28.
2- 2. الأنعام: 115.

فی اللون.

«6»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَنْبُتُ فِی قَلْبِ مَهْدِیِّنَا كَمَا یَنْبُتُ الزَّرْعُ عَنْ أَحْسَنِ نَبَاتِهِ فَمَنْ بَقِیَ مِنْكُمْ حَتَّی یَلْقَاهُ فَلْیَقُلْ حِینَ یَرَاهُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعَ الرِّسَالَةِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ التَّسْلِیمَ عَلَی الْقَائِمِ علیه السلام أَنْ یُقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: سَایَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْمَهْدِیِّ مَا اسْمُهُ فَقَالَ أَمَّا اسْمُهُ فَإِنَّ حَبِیبِی عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا أُحَدِّثَ بِاسْمِهِ حَتَّی یَبْعَثَهُ اللَّهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ صِفَتِهِ قَالَ هُوَ شَابٌّ مَرْبُوعٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الشَّعْرِ یَسِیلُ شَعْرُهُ عَلَی مَنْكِبَیْهِ وَ نُورُ وَجْهِهِ یَعْلُو سَوَادَ لِحْیَتِهِ وَ رَأْسِهِ بِأَبِی ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی عن عمرو بن شمر: مثله.

«8»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً مِنْ وَاسِطٍ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَسَأَلَنِی عَنِ النَّاسِ وَ الْأَسْعَارِ فَقُلْتُ تَرَكْتُ النَّاسَ مَادِّینَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَیْكَ لَوْ خَرَجْتَ لَاتَّبَعَكَ الْخَلْقُ فَقَالَ یَا ابْنَ عَطَاءٍ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَیْكَ لِلنَّوْكَی لَا وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ وَ لَا یُشَارُ إِلَی رَجُلٍ مِنَّا بِالْأَصَابِعِ وَ یُمَطُّ إِلَیْهِ بِالْحَوَاجِبِ إِلَّا مَاتَ قَتِیلًا أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ قُلْتُ وَ مَا حَتْفُ أَنْفِهِ قَالَ یَمُوتُ بِغَیْظِهِ عَلَی فِرَاشِهِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ مَنْ لَا یُؤْبَهُ لِوِلَادَتِهِ قُلْتُ وَ مَنْ لَا یُؤْبَهُ لِوِلَادَتِهِ قَالَ انْظُرْ مَنْ لَا یَدْرِی النَّاسُ أَنَّهُ وُلِدَ أَمْ لَا فَذَاكَ صَاحِبُكُمْ.

بیان: النوكی الحمقی و قال الجوهری مط حاجبیه أی مدهما(1) قوله

ص: 36


1- 1. یعنی إذا كان یخاطب بهما.

قلت و من لا یؤبه أی ما معناه و یحتمل أن یكون سقط لفظة من من النساخ لتوهم التكرار(1).

«9»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ وَ أَنْ یَسُوقَهُ اللَّهُ إِلَیْكَ عَفْواً بِغَیْرِ سَیْفٍ فَقَدْ بُویِعَ لَكَ وَ ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ فَقَالَ مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَ الْكُتُبُ إِلَیْهِ وَ أُشِیرَ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ وَ سُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَ حُمِلَتْ إِلَیْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِیلَ أَوْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِیَّ الْمَوْلِدِ وَ الْمَنْشَإِ غَیْرَ خَفِیٍّ فِی نَفْسِهِ.

بیان: قال الجوهری یقال أعطیته عفو المال یعنی بغیر مسألة و عفا الماء إذا لم یطأه شی ء یكدره.

«10»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ حُصَیْنٍ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَقُلْتُ لَهُ كَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی فَلَسْتُ أَدْرِی یُقْضَی لِی لِقَاؤُكَ أَمْ لَا فَاعْهَدْ إِلَیَّ عَهْداً وَ أَخْبِرْنِی مَتَی الْفَرَجُ فَقَالَ إِنَّ الشَّرِیدَ الطَّرِیدَ الْفَرِیدَ الْوَحِیدَ الْفَرْدَ مِنْ أَهْلِهِ الْمَوْتُورَ بِوَالِدِهِ الْمُكَنَّی بِعَمِّهِ هُوَ صَاحِبُ الرَّایَاتِ وَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِیٍّ فَقُلْتُ أَعِدْ عَلَیَّ فَدَعَا بِكِتَابٍ أَدِیمٍ أَوْ صَحِیفَةٍ فَكَتَبَ فِیهَا.

بیان: الموتور بوالده أی قتل والده و لم یطلب بدمه و المراد بالوالد إما العسكری علیه السلام أو الحسین أو جنس الوالد لیشمل جمیع الْقَائِمُ علیهم السلام قوله المكنی بعمه لعل كنیة بعض أعمامه أبو القاسم أو هو علیه السلام مكنی بأبی جعفر أو أبی الحسین أو أبی محمد أیضا و لا یبعد أن

یكون المعنی لا یصرح باسمه بل یعبر عنه بالكنایة خوفا من عمه جعفر و الأوسط أظهر كما مر فی خبر حمزة بن أبی الفتح و خبر عقید تكنیته علیه السلام بأبی جعفر و سیأتی أیضا و لا تنافی التكنیة بأبی القاسم أیضا قوله علیه السلام

ص: 37


1- 1. بل التكرار غلط، و المعنی: من الذی لا یؤبه لولادته؟.

اسم نبی یعنی نبینا صلی اللّٰه علیه و آله.

«11»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یُونُسَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ صَبَّاحٍ عَنْ سَالِمٍ الْأَشَلِّ عَنْ حُصَیْنٍ التَّغْلِبِیِّ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ كَلَامِهِ فَقَالَ أَ حَفِظْتَ أَمْ أَكْتُبُهَا لَكَ فَقُلْتُ إِنْ شِئْتَ فَدَعَا بِكُرَاعٍ مِنْ أَدِیمٍ أَوْ صَحِیفَةٍ فَكَتَبَهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَیَّ وَ أَخْرَجَهَا حُصَیْنٌ إِلَیْنَا فَقَرَأَهَا عَلَیْنَا ثُمَّ قَالَ هَذَا كِتَابُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام.

«12»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ هُوَ الطَّرِیدُ الْفَرِیدُ الْمَوْتُورُ بِأَبِیهِ الْمُكَنَّی بِعَمِّهِ الْمُفْرَدُ مِنْ أَهْلِهِ اسْمُهُ اسْمُ نَبِیٍّ.

«13»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سَالِمٍ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عن عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَنَّ: الَّذِی تَطْلُبُونَ وَ تَرْجُونَ إِنَّمَا یَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ حَتَّی یَرَی الَّذِی یُحِبُّ وَ لَوْ صَارَ أَنْ یَأْكُلَ الْأَعْضَاءُ أَعْضَاءَ الشَّجَرَةِ(1).

«14»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُمُ الْقَائِمَ علیه السلام.

«15»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدِینِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ طَالَ هَذَا الْأَمْرُ عَلَیْنَا حَتَّی ضَاقَتْ قُلُوبُنَا وَ مِتْنَا كَمَداً فَقَالَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ آیَسُ مَا یَكُونُ وَ أَشَدُّ غَمّاً یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ وَ اسْمِ أَبِیهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا اسْمُهُ قَالَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِیٍّ وَ اسْمِ أَبِیهِ اسْمُ وَصِیٍّ.

«16»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ أَصْغَرُنَا سِنّاً وَ أَخْمَلُنَا شَخْصاً

ص: 38


1- 1. كذا و فی المصدر: یأكل الاغصان أغصان الشجر. و هو الصحیح راجع ص 94.

قُلْتُ مَتَی یَكُونُ قَالَ إِذَا سَارَتِ الرُّكْبَانُ بِبَیْعَةِ الْغُلَامِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَرْفَعُ كُلُّ ذِی صِیصِیَةٍ لِوَاءً.

بیان: أصغرنا سنا أی عند الإمامة قوله سارت الركبان أی انتشر الخبر فی الآفاق بأن بویع الغلام أی القائم علیه السلام و الصیصیة شوكة الدیك و قرن البقر و الضباء و الحصن و كل ما امتنع به و هنا كنایة عن القوة و الصولة.

«17»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَیْسَ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ لِأَحَدٍ.

«18»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ عَقْدٌ وَ لَا بَیْعَةٌ.

«19»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ لَا قُلْتُ فَوَلَدُكَ قَالَ لَا قُلْتُ فَوَلَدُ وَلَدِكَ قَالَ لَا قُلْتُ (1)

فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ قَالَ لَا قُلْتُ فَمَنْ هُوَ قَالَ الَّذِی یَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً لَعَلَی فَتْرَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ یَأْتِی كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بُعِثَ عَلَی فَتْرَةٍ.

«20»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَابِلٍ قَالَ: نَظَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیِّداً وَ سَیُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِیِّكُمْ یُشْبِهُهُ فِی الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ یَخْرُجُ عَلَی حِینِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِمَاتَةٍ لِلْحَقِّ وَ إِظْهَارٍ لِلْجَوْرِ وَ اللَّهِ لَوْ

ص: 39


1- 1. ما بین المعقوفتین أضفناه من نسخة الكافی راجع ج 1 ص 341 و المصدر ص 98.

لَمْ یَخْرُجْ لَضُرِبَتْ عُنُقُهُ یَفْرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ سُكَّانُهَا وَ هُوَ رَجُلٌ أَجْلَی الْجَبِینِ أَقْنَی الْأَنْفِ ضَخْمُ الْبَطْنِ أَزْیَلُ الْفَخِذَیْنِ (1) لِفَخِذِهِ الْیُمْنَی شَامَةٌ أَفْلَجُ الثَّنَایَا یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

بیان: القنا فی الأنف طوله و دقة أرنبته مع حدب فی وسطه قوله علیه السلام أزیل الفخذین من الزیل كنایة عن كونهما عریضتین كما مر فی خبر آخر و فی بعض النسخ بالباء الموحدة من الزبول فینافی ما سبق ظاهرا و فی بعضها أربل بالراء المهملة و الباء الموحدة من قولهم رجل ربل كثیر اللحم و هذا أظهر و فلج الثنایا انفراجها و عدم التصاقها.

«21»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی قَدْ دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ فِی حَقْوَیَّ هِمْیَانٌ فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ وَ قَدْ أَعْطَیْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنَّنِی أُنْفِقُهَا بِبَابِكَ دِینَاراً دِینَاراً أَوْ تُجِیبَنِی فِیمَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ فَقَالَ یَا حُمْرَانُ سَلْ تُجَبْ وَ لَا تُبَعِّضْ (2) دَنَانِیرَكَ فَقُلْتُ سَأَلْتُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ وَ الْقَائِمُ بِهِ قَالَ لَا قُلْتُ فَمَنْ هُوَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَقَالَ ذَاكَ الْمُشْرَبُ حُمْرَةً الْغَائِرُ الْعَیْنَیْنِ الْمُشَرَّفُ الْحَاجِبَیْنِ عَرِیضٌ مَا بَیْنَ الْمَنْكِبَیْنِ بِرَأْسِهِ حَزَازٌ وَ بِوَجْهِهِ أَثَرٌ رَحِمَ اللَّهُ مُوسَی.

بیان: المشرف الحاجبین أی فی وسطهما ارتفاع من الشرفة و الحزاز ما یكون فی الشعر مثل النخالة و قوله علیه السلام رحم اللّٰه موسی لعله إشارة إلی أنه سیظن بعض الناس أنه القائم و لیس كذلك أو أنه قال فلانا كما سیأتی فعبر عنه الواقفیة بموسی (3).

«22»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ

ص: 40


1- 1. فی النسخة المطبوعة فی المواضع و كذا المصدر أذیل و هو سهو.
2- 2. لا تنفق ظ.
3- 3. فی النسخة المطبوعة شا و هو سهو لان الحدیث لا یوجد فی الإرشاد و الصحیح ما أثبتناه راجع كتاب الغیبة للنعمانیّ ص 115، مع ما یظهر من قوله بعد ذلك: نی و بهذا الاسناد و هكذا فی صدر الاسناد الآتیة مصدرا بعبد الواحد بن عبد اللّٰه و هو من مشایخ النعمانیّ.

عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَنْتَ الْقَائِمُ قَالَ قَدْ وَلَدَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّی لِلطَّالِبِ بِالدَّمِ وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ ثُمَّ أَعَدْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ قَدْ عَرَفْتُ حَیْثُ تَذْهَبُ صَاحِبُكَ الْمُدَبِّحُ الْبَطْنِ ثُمَّ الْحَزَازُ بِرَأْسِهِ ابْنُ الْأَرْوَاعِ (1)

رَحِمَ اللَّهُ فُلَاناً.

بیان: ابن الأرواع لعله جمع الأروع أی ابن جماعة هم أروع الناس أو جمع الروع و هو من یعجبك بحسنه و جهارة منظره أو بشجاعته أو جمع الروع بمعنی الخوف.

«23»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَوْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الشَّكُّ مِنِ ابْنِ عِصَامٍ: یَا بَا مُحَمَّدٍ بِالْقَائِمِ عَلَامَتَانِ شَامَةٌ فِی رَأْسِهِ وَ دَاءُ الْحَزَازِ بِرَأْسِهِ وَ شَامَةٌ بَیْنَ كَتِفَیْهِ مِنْ جَانِبِهِ الْأَیْسَرِ تَحْتَ كَتِفَیْهِ وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ ابْنُ سِتَّةٍ وَ ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ.

بیان: لعل المعنی ابن ستة أعوام عند الإمامة أو ابن ستة بحسب الأسماء فإن أسماء آبائه علیهم السلام محمد و علی و حسین و جعفر و موسی و حسن و لم یحصل ذلك فی أحد من الْقَائِمُ علیهم السلام قبله مع أن بعض رواة تلك الأخبار من الواقفیة و لا تقبل روایاتهم فیما یوافق مذهبهم (2).

«24»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَیْسٍ وَ سَعْدَانَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِیدٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِیِّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ

ص: 41


1- 1. فی النسخة المطبوعة و كذا المصدر بتقدیم الواو علی الراء فی جمیع المواضع« الاوراع» و هو سهو.
2- 2. و لعلّ الصحیح أنه« ابن سته» و هو عبارة اخری عن كونه علیه السلام« أزیل» یعنی: متباعدا ما بین الفخذین: كما مرّ فی الحدیث 19 و قد صححه الفاضل القمّیّ المعروف بأرباب فی نسخة المصدر بابن سبیة لكنه لا یوافق مع الحدیث 25 و الحدیث 26.

عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ زَیْدٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیهما السلام یَقُولُ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِیهِ شَبَهٌ مِنْ یُوسُفَ مِنْ أَمَةٍ سَوْدَاءَ یُصْلِحُ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ.

یُرِیدُ بِالشَّبَهِ مِنْ یُوسُفَ علیه السلام الْغَیْبَةَ

«25»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَبِی ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ أَ هِیَ فَاطِمَةُ قَالَ فَاطِمَةُ خَیْرُ الْحَرَائِرِ قَالَ المبدح [الْمُدَبِّحُ] بَطْنُهُ الْمُشْرَبُ حُمْرَةً رَحِمَ اللَّهُ فُلَاناً.

«26»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ فَقُلْتُ سُرُورٌ مِنْ عَمِّكَ زَیْدٍ خَرَجَ یَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ وَ أَنَّهُ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَنَّهُ ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ فَقَالَ كَذَبَ لَیْسَ هُوَ كَمَا قَالَ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ.

بیان: لعل زیدا أدخل الحسن علیه السلام فی عداد الآباء مجازا فإن العم قد یسمی أبا فمع فاطمة علیها السلام ستة من المعصومین.

«27»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدَ ابْنَا الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَسَأَلَنِی هَلْ صَاحَبَكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ نَعَمْ صَحِبَنِی رَجُلٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ قَالَ فِیمَا كَانَ یَقُولُ قُلْتُ كَانَ یَزْعُمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ یُرْجَی هُوَ الْقَائِمُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ أَنَّ اسْمَهُ اسْمُ النَّبِیِّ وَ اسْمَ أَبِیهِ اسْمُ أَبِی النَّبِیِّ فَقُلْتُ لَهُ فِی الْجَوَابِ إِنْ كُنْتَ تَأْخُذُ بِالْأَسْمَاءِ فَهُوَ ذَا فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ لِی إِنَّ هَذَا ابْنُ أَمَةٍ یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ وَ هَذَا ابْنُ مَهِیرَةٍ یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا رَدَدْتَ عَلَیْهِ قُلْتُ مَا كَانَ عِنْدِی شَیْ ءٌ أَرُدُّ عَلَیْهِ فَقَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ یَعْنِی الْقَائِمَ علیه السلام.

«28»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: الْأَمْرُ

ص: 42

فِی أَصْغَرِنَا سِنّاً وَ أَخْمَلِنَا ذِكْراً.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن الحسین عن محمد بن یحیی العطار عن محمد بن الحسن الرازی عن محمد بن علی الصیرفی عن محمد بن سنان عن أبی الجارود عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

«29»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی السَّفَاتِجِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَحَدِهِمَا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَوْ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَ یَكُونُ أَنْ یُفْضَی هَذَا الْأَمْرُ إِلَی مَنْ لَمْ یَبْلُغْ قَالَ سَیَكُونُ ذَلِكَ قُلْتُ فَمَا یَصْنَعُ قَالَ یُوَرِّثُهُ عِلْماً وَ كُتُباً وَ لَا یَكِلُهُ إِلَی نَفْسِهِ.

بیان: لعل المعنی أن لا مدخل للسن فی علومهم و حالاتهم فإن اللّٰه تعالی لا یكلهم إلی أنفسهم بل هم مؤیدون بالإلهام و روح القدس.

«30»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا فِی أَخْمَلِنَا ذِكْراً وَ أَحْدَثِنَا سِنّاً.

«31»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هُلَیْلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ هَذَا سَیُفْضَی إِلَی مَنْ یَكُونُ لَهُ الْحَمْلُ.

بیان: لعل المعنی أنه یحتاج أن یحمل لصغره و یحتمل أن یكون بالخاء المعجمة یعنی یكون خامل الذكر.

«32»- كشف، [كشف الغمة] ابْنُ الْخَشَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: الْخَلَفُ الصَّالِحُ مِنْ وُلْدِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ هُوَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ هُوَ الْمَهْدِیُّ.

«33»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ رَجُلٌ آدَمُ.

ص: 43

الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: صِفَتُهُ علیه السلام شَابٌّ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ حَسَنُ الْوَجْهِ وَ الشَّعْرُ یَسِیلُ عَلَی مَنْكِبَیْهِ أَقْنَی الْأَنْفِ أَجْلَی الْجَبْهَةِ قِیلَ إِنَّهُ غَابَ فِی السِّرْدَابِ وَ الْحَرَسُ عَلَیْهِ وَ كَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

باب 5 الآیات المؤولة بقیام القائم علیه السلام

«1»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(1) قَالَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا إِلَی خُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام فَنَرُدُّهُمْ وَ نُعَذِّبُهُمْ لَیَقُولُنَّ ما یَحْبِسُهُ أَنْ یَقُولُوا لِمَ لَا یَقُومُ الْقَائِمُ وَ لَا یَخْرُجُ عَلَی حَدِّ الِاسْتِهْزَاءِ فَقَالَ اللَّهُ أَلا یَوْمَ یَأْتِیهِمْ لَیْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَ حاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ.

«1»- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: فِی قَوْلِهِ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَیَقُولُنَّ ما یَحْبِسُهُ قَالَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ وَ الْبِضْعَةَ عَشَرَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ الْأُمَّةُ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَلَی وُجُوهٍ كَثِیرَةٍ فَمِنْهُ الْمَذْهَبُ وَ هُوَ قَوْلُهُ كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً(2) أَیْ عَلَی مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ مِنْهُ الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ (3) أَیْ جَمَاعَةً وَ مِنْهُ الْوَاحِدُ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ أُمَّةً وَ هُوَ قَوْلُهُ إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِیفاً(4) وَ مِنْهُ أَجْنَاسُ جَمِیعِ الْحَیَوَانِ وَ هُوَ قَوْلُهُ

ص: 44


1- 1. هود: 8.
2- 2. البقرة: 213.
3- 3. القصص: 22.
4- 4. النحل: 120.

وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ(1) وَ مِنْهُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُهُ كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِی أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ (2) وَ هِیَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْهُ الْوَقْتُ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ قالَ الَّذِی نَجا مِنْهُما وَ ادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ(3) أَیْ بَعْدَ وَقْتٍ وَ قَوْلُهُ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ یَعْنِی الْوَقْتَ وَ مِنْهُ یَعْنِی بِهِ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ تَری كُلَّ أُمَّةٍ جاثِیَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعی إِلی كِتابِهَا(4) وَ قَوْلُهُ وَ یَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِیداً ثُمَّ لا یُؤْذَنُ لِلَّذِینَ كَفَرُوا وَ لا هُمْ یُسْتَعْتَبُونَ (5) وَ مِثْلُهُ كَثِیرٌ.

«2»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسی بِآیاتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ (6) قَالَ أَیَّامُ اللَّهِ ثَلَاثَةٌ یَوْمُ الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ یَوْمُ الْمَوْتِ وَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

«3»- فس، [تفسیر القمی]: وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ (7) أَیْ أَعْلَمْنَاهُمْ ثُمَّ انْقَطَعَتْ مُخَاطَبَةُ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ خَاطَبَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ یَعْنِی فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ أَصْحَابَهُمَا وَ نَقْضَهُمُ الْعَهْدَ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً یَعْنِی مَا ادَّعَوْهُ مِنَ الْخِلَافَةِ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما یَعْنِی یَوْمَ الْجَمَلِ بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَصْحَابَهُ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ أَیْ طَلَبُوكُمْ وَ قَتَلُوكُمْ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا یَعْنِی یَتِمُّ وَ یَكُونُ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ یَعْنِی لِبَنِی أُمَیَّةَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَصْحَابِهِ وَ سَبَوْا نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنْ

ص: 45


1- 1. فاطر: 24.
2- 2. الرعد: 32.
3- 3. یوسف: 45.
4- 4. الجاثیة: 27.
5- 5. النحل: 84.
6- 6. إبراهیم: 5.
7- 7. أسری: 5.

أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ یَعْنِی الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَصْحَابَهُ لِیَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ یَعْنِی تَسَوُّدَ وُجُوهِهِمْ وَ لِیَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ وَ أَصْحَابَهُ وَ لِیُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِیراً أَیْ یَعْلُو عَلَیْكُمْ فَیَقْتُلُوكُمْ ثُمَّ عَطَفَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فَقَالَ عَسی رَبُّكُمْ أَنْ یَرْحَمَكُمْ أَیْ یَنْصُرُكُمْ عَلَی عَدُوِّكُمْ ثُمَّ خَاطَبَ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنا یَعْنِی إِنْ عُدْتُمْ بِالسُّفْیَانِیِّ عُدْنَا بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

بیان: علی تفسیره معنی الآیة أوحینا إلی بنی إسرائیل أنكم یا أمة محمد تفعلون كذا و كذا و یحتمل أن یكون الخبر الذی أخذ عنه التفسیر محمولا علی أنه لما أخبر النبی صلی اللّٰه علیه و آله أن كلما یكون فی بنی إسرائیل یكون فی هذه الأمة نظیره فهذه الأمور نظائر تلك الوقائع و فی بطن الآیات إشارة إلیها و بهذا الوجه الذی ذكرنا تستقیم كثیر من الأخبار الواردة فی تأویل الآیات قوله وَعْدُ أُولاهُما أی وعد عقاب أولیهما و الكرة الدولة و الغلبة و النفیر من ینفر مع الرجل من قومه و قیل جمع نفر و هم المجتمعون للذهاب إلی العدو قوله تعالی وَعْدُ الْآخِرَةِ أی وعد عقوبة المرة الآخرة قوله تعالی وَ لِیُتَبِّرُوا أی و لیهلكوا ما عَلَوْا أی ما غلبوه و استولوا علیه أو مدة علوهم.

«4»- فس، [تفسیر القمی]: أَوْ یُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً(1) یَعْنِی مِنْ أَمْرِ الْقَائِمِ وَ السُّفْیَانِیِّ.

«5»- فس، [تفسیر القمی]: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا(2) یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ إِذَا أَحَسُّوا بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِذا هُمْ مِنْها یَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلی ما أُتْرِفْتُمْ فِیهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ یَعْنِی الْكُنُوزَ الَّتِی كَنَزُوهَا قَالَ فَیَدْخُلُ بَنُو أُمَیَّةَ إِلَی الرُّومِ إِذَا طَلَبَهُمُ الْقَائِمُ

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الرُّومِ وَ یُطَالِبُهُمْ بِالْكُنُوزِ الَّتِی كَنَزُوهَا فَیَقُولُونَ كَمَا حَكَی اللَّهُ یا وَیْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِینَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّی جَعَلْناهُمْ حَصِیداً خامِدِینَ قَالَ بِالسَّیْفِ وَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّیُوفِ وَ هَذَا كُلُّهُ مِمَّا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ

ص: 46


1- 1. طه: 113.
2- 2. الأنبیاء: 12.

مَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ وَ هُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِمَّا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ.

بیان: یَرْكُضُونَ أی یهربون مسرعین راكضین دوابهم قوله تعالی حَصِیداً أی مثل الحصید و هو النبت المحصود خامِدِینَ أی میتین من خمدت النار.

«6»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ(1) قَالَ الْكُتُبُ كُلُّهَا ذِكْرٌ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ قَالَ الْقَائِمُ علیه السلام وَ أَصْحَابُهُ.

توضیح: قوله الكتب كلها ذكر أی بعد أن كتبنا فی الكتب الأخر المنزلة و قال المفسرون المراد به التوراة و قیل المراد بالزبور جنس الكتب المنزلة و بالذكر اللوح المحفوظ.

«7»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ(2) قَالَ إِنَّ الْعَامَّةَ یَقُولُونَ نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَخْرَجَتْهُ قُرَیْشٌ مِنْ مَكَّةَ وَ إِنَّمَا هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام إِذَا خَرَجَ یَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُهُ نَحْنُ أَوْلِیَاءُ الدَّمِ وَ طُلَّابُ التِّرَةِ.

«8»- فس، [تفسیر القمی]: وَ مَنْ عاقَبَ (3) یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ یَعْنِی حِینَ أَرَادُوا أَنْ یَقْتُلُوهُ ثُمَّ بُغِیَ عَلَیْهِ لَیَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ بِالْقَائِمِ مِنْ وُلْدِهِ علیه السلام.

«9»- فس، [تفسیر القمی] فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ(4) فَهَذِهِ لآِلِ مُحَمَّدِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ إِلَی آخِرِ الْأَئِمَّةِ وَ الْمَهْدِیِّ وَ أَصْحَابِهِ یَمْلِكُهُمُ اللَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ یُظْهِرُ بِهِ الدِّینَ وَ یُمِیتُ اللَّهُ بِهِ وَ بِأَصْحَابِهِ الْبِدَعَ وَ الْبَاطِلَ كَمَا أَمَاتَ السُّفَهَاءُ الْحَقَّ حَتَّی لَا یُرَی

ص: 47


1- 1. الأنبیاء: 105.
2- 2. الحجّ: 39.
3- 3. الحجّ: 60.
4- 4. الحجّ: 41.

أَیْنَ الظُّلْمُ وَ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.

«10»- فس، [تفسیر القمی]: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَیْهِمْ مِنَ السَّماءِ آیَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (1)

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَخْضَعُ رِقَابُهُمْ یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ وَ هِیَ الصَّیْحَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام.

«11»- فس، [تفسیر القمی]: أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (2)

فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ الْمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّی فِی الْمَقَامِ رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا اللَّهَ فَأَجَابَهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُهُ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ.

«12»- فس، [تفسیر القمی]: وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ (3) یَعْنِی الْقَائِمَ علیه السلام لَیَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِی صُدُورِ الْعالَمِینَ.

«13»- فس، [تفسیر القمی] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: وَ لَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ (4) یَعْنِی الْقَائِمَ وَ أَصْحَابَهُ فَأُولئِكَ ما عَلَیْهِمْ مِنْ سَبِیلٍ وَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ مِنَ الْمُكَذِّبِینَ وَ النُّصَّابِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّمَا السَّبِیلُ عَلَی الَّذِینَ یَظْلِمُونَ النَّاسَ وَ یَبْغُونَ فِی الْأَرْضِ بِغَیْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (5).

فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة الخراسانی عن علی بن الحسن بن فضال عن إسماعیل بن مهران عن یحیی بن أبان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

ص: 48


1- 1. الشعراء: 4.
2- 2. النمل: 62.
3- 3. العنكبوت: 10.
4- 4. الشوری: 41.
5- 5. الشوری: 42.

«14»- فس، [تفسیر القمی] رُوِیَ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ(1) یَعْنِی خُرُوجَ الْقَائِمِ علیه السلام.

«15»- فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ الْخَزَّازِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی مُدْهامَّتانِ (2) قَالَ یَتَّصِلُ مَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ نَخْلًا.

«16»- فس، [تفسیر القمی]: یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (3) قَالَ بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ إِذَا خَرَجَ لَیُظْهِرُهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ حَتَّی لَا یُعْبَدَ غَیْرُ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«17»- فس، [تفسیر القمی]: وَ أُخْری تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ فَتْحٌ قَرِیبٌ (4) یَعْنِی فِی الدُّنْیَا بِفَتْحِ الْقَائِمِ علیه السلام.

«18»- فس، [تفسیر القمی]: حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ (5) قَالَ الْقَائِمُ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَ أَقَلُّ عَدَداً.

«19»- فس، [تفسیر القمی]: إِنَّهُمْ یَكِیدُونَ كَیْداً وَ أَكِیدُ كَیْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِینَ (6) یَا مُحَمَّدُ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْداً لَوْ بُعِثَ الْقَائِمُ علیه السلام فَیَنْتَقِمُ لِی مِنَ الْجَبَّارِینَ وَ الطَّوَاغِیتِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ سَائِرِ النَّاسِ.

«20»- فس، [تفسیر القمی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی (7) قَالَ اللَّیْلُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الثَّانِی غَشَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی دَوْلَتِهِ الَّتِی جَرَتْ لَهُ عَلَیْهِ وَ أُمِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَصْبِرَ فِی دَوْلَتِهِمْ حَتَّی تَنْقَضِیَ قَالَ وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّی قَالَ النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَةَ الْبَاطِلِ وَ الْقُرْآنُ ضَرَبَ فِیهِ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَ خَاطَبَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ وَ نَحْنُ [نَعْلَمُهُ] فَلَیْسَ

ص: 49


1- 1. القمر: 1.
2- 2. الرحمن: 64.
3- 3. الصف: 8.
4- 4. الصف: 13.
5- 5. الجن: 24.
6- 6. الطارق: 16.
7- 7. اللیل: 1.

یَعْلَمُهُ غَیْرُنَا.

إیضاح: قوله علیه السلام غش لعله بیان لحاصل المعنی لا لأنه مشتق من الغش أی غشیه و أحاط به و أطفأ نوره و ظلمه و غشه و یحتمل أن یكون من باب أمللت و أملیت.

«21»- فس، [تفسیر القمی]: قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ (1) قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِإِمَامٍ مِثْلِهِ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ قَالَ: سُئِلَ الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ فَقَالَ علیه السلام مَاؤُكُمْ أَبْوَابُكُمُ الْأَئِمَّةُ وَ الْأَئِمَّةُ أَبْوَابُ اللَّهِ فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِمَاءٍ مَعِینٍ یَعْنِی یَأْتِیكُمْ بِعِلْمِ الْإِمَامِ.

«22»- فس، [تفسیر القمی]: هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (2) إِنَّهَا نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی یُظْهِرُهُ اللَّهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ هَذَا مِمَّا ذَكَرْنَا أَنَّ تَأْوِیلَهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ.

«23»- ل، [الخصال] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: أَیَّامُ اللَّهِ (3) ثَلَاثَةٌ یَوْمُ یَقُومُ الْقَائِمُ وَ یَوْمُ الْكَرَّةِ وَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ.

مع، [معانی الأخبار] أبی عن الحمیری عن ابن هاشم عن ابن أبی عمیر عن مثنی الحناط عن جعفر عن أبیه علیه السلام: مثله.

«24»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ الْغاشِیَةِ(4) قَالَ یَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّیْفِ قَالَ قُلْتُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ قَالَ یَقُولُ خَاضِعَةٌ لَا تُطِیقُ الِامْتِنَاعَ

ص: 50


1- 1. الملك: 30.
2- 2. براءة: 34.
3- 3. إبراهیم: 5.
4- 4. الغاشیة: 1.

قَالَ قُلْتُ عامِلَةٌ قَالَ عَمِلَتْ بِغَیْرِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ ناصِبَةٌ قَالَ نَصْبُ غَیْرِ وُلَاةِ الْأَمْرِ قَالَ قُلْتُ تَصْلی ناراً حامِیَةً قَالَ تَصْلَی نَارَ الْحَرْبِ فِی الدُّنْیَا عَلَی عَهْدِ الْقَائِمِ وَ فِی الْآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ.

«25»- ك، [إكمال الدین] ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّكَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ (1) فَقَالَ الْآیَاتُ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ الْآیَةُ الْمُنْتَظَرُ هُوَ الْقَائِمُ علیه السلام فَیَوْمَئِذٍ لَا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلِ قِیَامِهِ بِالسَّیْفِ وَ إِنْ آمَنَتْ بِمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ آبَائِهِ علیهم السلام.

ثو، [ثواب الأعمال] و حدثنا بذلك أحمد بن زیاد عن علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر و ابن محبوب عن ابن رئاب و غیره عن الصادق علیه السلام.

«26»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَسَدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ (2) فَقَالَ إِمَامٌ یَخْنِسُ فِی زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِضَاءٍ مِنْ عِلْمِهِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ ثُمَّ یَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَقَّادِ فِی ظُلْمَةِ اللَّیْلِ فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ قَرَّتْ عَیْنَاكَ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن التلعكبری عن أحمد بن علی عن الأسدی عن سعد عن الحسین بن عمر بن یزید عن أبی الحسن بن أبی الربیع عن محمد بن إسحاق: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن عدة من رجاله عن سعد عن أحمد بن الحسین بن عمر عن الحسین بن أبی الربیع عن محمد بن إسحاق: مثله تفسیر قال البیضاوی بِالْخُنَّسِ بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخر و هی ما سوی النیرین من السیارات الْجَوارِ الْكُنَّسِ أی السیارات التی تختفی تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذا دخل كناسته انتهی.

ص: 51


1- 1. الأنعام: 158.
2- 2. التكویر: 16.

و أقول علی تأویله علی الجمعیة إما للتعظیم أو للمبالغة فی التأخر أو لشموله لسائر الْقَائِمُ علیهم السلام باعتبار الرجعة أو لأن ظهوره علیه السلام بمنزلة ظهور الجمیع و یحتمل أن یكون المراد بها الكواكب فیكون ذكرها لتشبیه الإمام بها فی الغیبة و الظهور كما فی أكثر البطون فإن أدركت أی علی الفرض البعید أو فی الرجعة ذلك أی ظهوره و تمكنه.

«27»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ فَقَالَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ یَقُولُ إِنْ أَصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً عَنْكُمْ لَا تَدْرُونَ أَیْنَ هُوَ فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِإِمَامٍ ظَاهِرٍ یَأْتِیكُمْ بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ حَلَالِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ حَرَامِهِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا جَاءَ تَأْوِیلُ الْآیَةِ وَ لَا بُدَّ أَنْ یَجِی ءَ تَأْوِیلُهَا.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن التلعكبری عن أحمد بن علی الرازی عن الأسدی عن سعد عن موسی بن عمر بن یزید: مثله.

«28»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ (1) قَالَ مَنْ أَقَرَّ بِقِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام أَنَّهُ حَقٌّ.

«29»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ فَقَالَ الْمُتَّقُونَ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَمَّا الْغَیْبُ فَهُوَ الْحُجَّةُ الْغَائِبُ وَ شَاهِدُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ یَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ آیَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّی مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِینَ (2).

ص: 52


1- 1. البقرة: 3.
2- 2. یونس: 20.

«30»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِإِمَامٍ جَدِیدٍ.

نی، [الغیبة] للنعمانی محمد بن همام عن أحمد بن مابنداد عن أحمد بن هلیل عن موسی بن القاسم: مثله- و عن الكلینی عن علی بن محمد عن سهل عن موسی بن القاسم: مثله.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی إِبْرَاهِیمُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَالِكٍ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (1) قَالَ هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِیِّ.

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها(2) یَعْنِی یُصْلِحُ الْأَرْضَ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا یَعْنِی مِنْ بَعْدِ جَوْرِ أَهْلِ مَمْلَكَتِهَا قَدْ بَیَّنَّا لَكُمُ الْآیاتِ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.

«33»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَجْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ تَمَّامٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقِطَعِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ قَالَ قِیَامُ الْقَائِمِ علیه السلام وَ مِثْلُهُ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(3) قَالَ أَصْحَابُ الْقَائِمِ یَجْمَعُهُمُ اللَّهُ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ.

«34»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْمُقْرِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَاشِمٍ الطَّائِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ: فِی هَذِهِ الْآیَةِ فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ

ص: 53


1- 1. الذاریات: 22.
2- 2. الحدید: 17.
3- 3. البقرة: 148.

مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ قَالَ قِیَامُ الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ وَ فِیهِ نَزَلَتْ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً(1) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْمَهْدِیِّ علیه السلام.

كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] محمد بن العباس عن علی بن عبد اللّٰه عن إبراهیم بن محمد الثقفی عن الحسن بن الحسین: مثله.

«35»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقِطَعِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی الثَّوْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (2) قَالَ هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ یَبْعَثُ اللَّهُ مَهْدِیَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَیُعِزُّهُمْ وَ یُذِلُّ عَدُوَّهُمْ.

«36»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ فِیمَا كَتَبَ إِلَیَّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ سَمَاعَةَ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی الْقَائِمِ علیه السلام وَ لا یَكُونُوا كَالَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (3).

«37»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُؤْمِنِ الطَّاقِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَالَ یُحْیِیهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْقَائِمِ بَعْدَ مَوْتِهَا یَعْنِی بِمَوْتِهَا كُفْرَ أَهْلِهَا وَ الْكَافِرُ مَیِّتٌ.

«38»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ تِلْكَ الْأَیَّامُ نُداوِلُها بَیْنَ النَّاسِ (4) قَالَ مَا زَالَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ دَوْلَةٌ لِلَّهِ وَ دَوْلَةٌ لِإِبْلِیسَ فَأَیْنَ دَوْلَةُ اللَّهِ أَمَا هُوَ قَائِمٌ وَاحِدٌ.

ص: 54


1- 1. النور: 55.
2- 2. القصص: 5.
3- 3. الحدید: 16.
4- 4. آل عمران: 140.

«39»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ كَفَرُوا مِنْ دِینِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ (1) یَوْمَ یَقُومُ الْقَائِمُ علیه السلام یَئِسَ بَنُو أُمَیَّةَ فَهُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا یَئِسُوا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

«40»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ جَابِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ(2) قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ أَذَانٌ دَعْوَتُهُ إِلَی نَفْسِهِ.

بیان: هذا بطن للآیة.

«41»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سُئِلَ أَبِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ قاتِلُوا الْمُشْرِكِینَ كَافَّةً كَما یُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً(3) حَتَّی لَا یَكُونَ مُشْرِكٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ (4) ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَمْ یَجِئْ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا سَیَرَی مَنْ یُدْرِكُهُ مَا یَكُونُ مِنْ تَأْوِیلِ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَیَبْلُغَنَّ دِینُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَلَغَ اللَّیْلُ حَتَّی لَا یَكُونَ شِرْكٌ عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ كَمَا قَالَ اللَّهُ.

بیان: أی كما قال اللّٰه فی قوله وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّی لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ.

«42»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُسَافِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(5) یَعْنِی عِدَّةً كَعِدَّةِ بَدْرٍ قَالَ یَجْمَعُونَ لَهُ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعاً كَقَزَعِ الْخَرِیفِ.

إیضاح: قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام فیجتمعون إلیه كما یجتمع قزع الخریف أی قطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخریف لأنه أول الشتاء و السحاب یكون فیه متفرقا غیر متراكم و لا مطبق ثم یجتمع بعضه إلی بعض بعد ذلك.

«43»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: وَ لَئِنْ

ص: 55


1- 1. المائدة: 4.
2- 2. براءة: 5.
3- 3. براءة: 37.
4- 4. الأنفال: 39.
5- 5. هود: 8.

أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ قَالَ هُوَ الْقَائِمُ وَ أَصْحَابُهُ.

«44»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ عَهْدَ نَبِیِّ اللَّهِ صَارَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ صَارَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ثُمَّ یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ فَالْزَمْ هَؤُلَاءِ فَإِذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ وَ مَعَهُ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

عَامِداً إِلَی الْمَدِینَةِ حَتَّی یَمُرَّ بِالْبَیْدَاءِ فَیَقُولَ هَذَا مَكَانُ الْقَوْمِ الَّذِینَ خُسِفَ بِهِمْ وَ هِیَ الْآیَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ أَ فَأَمِنَ الَّذِینَ مَكَرُوا السَّیِّئاتِ أَنْ یَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ یَأْتِیَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ أَوْ یَأْخُذَهُمْ فِی تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِینَ (1).

«45»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أَ فَأَمِنَ الَّذِینَ مَكَرُوا السَّیِّئاتِ أَنْ یَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ قَالَ هُمْ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ هُمْ یُمْسَخُونَ وَ یُقْذَفُونَ وَ یَسْبُخُونَ فِی الْأَرْضِ.

«46»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (2) قَتْلُ عَلِیٍّ وَ طَعْنُ الْحَسَنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِیراً قَتْلُ الْحُسَیْنِ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما إِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَیْنِ بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ قَوْمٌ یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ لَا یَدَعُونَ وِتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا أَحْرَقُوهُ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً خُرُوجُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی الْكَرَّةِ فِی سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ الَّذِینَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَیْهِمُ الْبِیضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلِّ بِیضَةٍ وَجْهَانِ وَ الْمُؤَدِّی إِلَی النَّاسِ أَنَّ الْحُسَیْنَ قَدْ خَرَجَ فِی أَصْحَابِهِ حَتَّی لَا یَشُكَّ فِیهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ أَنَّهُ لَیْسَ بِدَجَّالٍ وَ لَا شَیْطَانٍ الْإِمَامُ الَّذِی بَیْنَ أَظْهُرِ النَّاسِ یَوْمَئِذٍ فَإِذَا اسْتَقَرَّ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ أَنَّهُ الْحُسَیْنُ لَا یَشُكُّونَ فِیهِ وَ بَلَغَ عَنِ الْحُسَیْنِ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَیْنَ أَظْهُرِ النَّاسِ وَ صَدَّقَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَیَكُونُ الَّذِی یَلِی غُسْلَهُ وَ كَفْنَهُ وَ حَنُوطَهُ وَ إِیلَاجَهُ حُفْرَتَهُ الْحُسَیْنَ وَ لَا یَلِی الْوَصِیَّ إِلَّا الْوَصِیُّ وَ زَادَ إِبْرَاهِیمُ فِی حَدِیثِهِ ثُمَّ یَمْلِكُهُمُ الْحُسَیْنُ حَتَّی یَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ.

ص: 56


1- 1. النحل: 45.
2- 2. أسری: 4.

بیان: قوله لا یدعون وترا أی ذا وتر و جنایة ففی الكلام تقدیر مضاف و الوتر بالكسر الجنایة و الظلم.

«47»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قَالَ كَانَ یَقْرَأُ بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ ثُمَّ قَالَ وَ هُوَ الْقَائِمُ وَ أَصْحَابُهُ أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ.

«48»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنَّ بَیْنَ جَوَانِحِی عِلْماً جَمّاً فَسَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَبْقُرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةً شَرْقِیَّةً تَطَأُ فِی حُطَامِهَا مَلْعُونٌ نَاعِقُهَا وَ مَوْلَاهَا وَ قَائِدُهَا وَ سَائِقُهَا وَ الْمُتَحَرِّزُ فِیهَا فَكَمْ عِنْدَهَا مِنْ رَافِعَةٍ ذَیْلَهَا یَدْعُو بِوَیْلِهَا دَخَلَهُ أَوْ حَوْلَهَا لَا مَأْوَی یَكُنُّهَا وَ لَا أَحَدَ یَرْحَمُهَا فَإِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ قُلْتُمْ مَاتَ أَوْ هَلَكَ وَ أَیَّ وَادٍ سَلَكَ فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا الْفَرَجَ وَ هُوَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَیَعِیشُ إِذْ ذَاكَ مُلُوكٌ نَاعِمِینَ وَ لَا یَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُولَدَ لِصُلْبِهِ أَلْفُ ذَكَرٍ آمِنِینَ مِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ وَ آفَةٍ و التنزیل عَامِلِینَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ قَدِ اضْمَحَلَّتْ عَلَیْهِمُ الْآفَاتُ وَ الشُّبُهَاتُ.

توضیح: قبل أن تبقر قَالَ الْجَزَرِیُّ فِی حَدِیثِ أَبِی مُوسَی: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ تَدَعُ الْحَلِیمَ حَیْرَانَ.

أی واسعة عظیمة و فی بعض النسخ بالنون و الفاء أی تنفر ضاربا برجلها و الضمیر فی حطامها راجع إلی الدنیا بقرینة المقام أو إلی الفتنة بملابسة أخذها و التصرف فیها قوله و المتجرز لعله من جرز أی أكل أكلا وحیا و قتل و قطع و بخس و فی النسخة بالحاء المهملة و لعل المعنی من یتحرز من إنكارها و رفعها لئلا یخل بدنیاه و سائر الخبر كان مصحفا فتركته علی ما وجدته و المقصود واضح.

«49»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ: سُئِلَ عَنْ

ص: 57

قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَإِذا نُقِرَ فِی النَّاقُورِ(1) قَالَ إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِظْهَارَ أَمْرِهِ نَكَتَ فِی قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«50»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ أبو [أَبِی] الْحُسَیْنِ مِنْ كِتَابِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ وَهْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً(2) قَالَ الْقَائِمُ وَ أَصْحَابُهُ.

«51»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(3) قَالَ الْعَذَابُ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ الْأُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ وَ أَصْحَابُهُ.

«52»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ وَ أَحْمَدُ بْنُ یُوسُفَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ وَهْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَاسْتَبِقُوا الْخَیْراتِ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً(4) قَالَ نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ وَ أَصْحَابِهِ یَجْمَعُونَ عَلَی غَیْرِ مِیعَادٍ.

«53»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ(5) قَالَ هِیَ فِی الْقَائِمِ علیه السلام وَ أَصْحَابِهِ.

«54»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ

ص: 58


1- 1. المدّثّر: 8.
2- 2. النور: 55.
3- 3. هود: 8.
4- 4. البقرة: 148.
5- 5. الحجّ: 39.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ یُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِیماهُمْ (1) قَالَ اللَّهُ یَعْرِفُهُمْ وَ لَكِنْ نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ یَعْرِفُهُمْ بِسِیمَاهُمْ فَیَخْبِطُهُمْ بِالسَّیْفِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ خَبْطاً.

بیان: قال الفیروزآبادی خبطه یخبطه ضربه شدیدا و القوم بسیفه جلدهم.

«55»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَیْنِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَنُذِیقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنی دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ(2) قَالَ الْأَدْنَی غَلَاءُ السِّعْرِ وَ الْأَكْبَرُ الْمَهْدِیُّ بِالسَّیْفِ.

«56»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا خَرَجَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَیَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ وَ یَجْعَلُ ظَهْرَهُ إِلَی الْمَقَامِ ثُمَّ یُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَقُومُ فَیَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِآدَمَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِإِسْمَاعِیلَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ ص ثُمَّ یَرْفَعُ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ فَیَدْعُو وَ یَتَضَرَّعُ حَتَّی یَقَعَ عَلَی وَجْهِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (3).

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ قَالَ هذا [هَذِهِ] نَزَلَتْ فِی الْقَائِمِ علیه السلام إِذَا خَرَجَ تَعَمَّمَ وَ صَلَّی عِنْدَ الْمَقَامِ وَ تَضَرَّعَ إِلَی رَبِّهِ فَلَا تُرَدُّ لَهُ رَایَةٌ أَبَداً.

«57»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة]: قَوْلُهُ تَعَالَی یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ (4) تَأْوِیلُهُ- قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَوْ تَرَكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ مَا تَرَكَهُ اللَّهُ.

ص: 59


1- 1. الرحمن: 41.
2- 2. الم السجدة: 21.
3- 3. النمل: 62.
4- 4. الصف: 8.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ قُلْتُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ قَالَ یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ الْإِمَامَةُ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا(1) وَ النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ قُلْتُ لَهُ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِ قَالَ هُوَ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِالْوَلَایَةِ لِوَصِیِّهِ وَ الْوَلَایَةُ هِیَ دِینُ الْحَقِّ قُلْتُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ قَالَ عَلَی جَمِیعِ الْأَدْیَانِ عِنْدَ قِیَامِ الْقَائِمِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ بِوَلَایَةِ الْقَائِمِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ قُلْتُ هَذَا تَنْزِیلٌ قَالَ نَعَمْ أَمَّا هَذَا الْحَرْفُ فَتَنْزِیلٌ وَ أَمَّا غَیْرُهُ فَتَأْوِیلٌ.

«58»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أُنْزِلَ تَأْوِیلُهَا بَعْدُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَتَی یُنْزَلُ قَالَ حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَإِذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ یَبْقَ كَافِرٌ وَ لَا مُشْرِكٌ إِلَّا كَرِهَ خُرُوجَهُ حَتَّی لَوْ كَانَ كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ فِی بَطْنِ صَخْرَةٍ لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ یَا مُؤْمِنُ فِی بَطْنِی كَافِرٌ أَوْ مُشْرِكٌ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَیُنَحِّیهِ اللَّهُ فَیَقْتُلُهُ.

فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ فِیهِ لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ یَا مُؤْمِنُ فِیَّ مُشْرِكٌ فَاكْسِرْنِی وَ اقْتُلْهُ.

«59»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ أَنَّهُ سَمِعَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ الْآیَةَ أَ ظَهَرَ ذَلِكَ بَعْدُ كَلَّا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ حَتَّی لَا یَبْقَی قَرْیَةٌ إِلَّا وَ نُودِیَ فِیهَا بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ بُكْرَةً وَ عَشِیّاً.

ص: 60


1- 1. التغابن: 8.

وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا یُوسُفُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْمُقْرِی عَنْ نُعَیْمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ حَتَّی لَا یَبْقَی یَهُودِیٌّ وَ لَا نَصْرَانِیٌّ وَ لَا صَاحِبُ مِلَّةٍ إِلَّا دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ حَتَّی یَأْمَنَ الشَّاةُ وَ الذِّئْبُ وَ الْبَقَرَةُ وَ الْأَسَدُ وَ الْإِنْسَانُ وَ الْحَیَّةُ وَ حَتَّی لَا تَقْرِضَ فَأْرَةٌ جِرَاباً وَ حَتَّی تُوضَعَ الْجِزْیَةُ وَ یُكْسَرَ الصَّلِیبُ وَ یُقْتَلَ الْخِنْزِیرُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ ذَلِكَ یَكُونُ عِنْدَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام.

«60»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِذا تُتْلی عَلَیْهِ آیاتُنا قالَ أَساطِیرُ الْأَوَّلِینَ-(1)

یَعْنِی تَكْذِیبَهُ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام إِذْ یَقُولُ لَهُ لَسْنَا نَعْرِفُكَ وَ لَسْتَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ كَمَا قَالَ الْمُشْرِكُونَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

«61»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِینَةٌ إِلَّا أَصْحابَ الْیَمِینِ-(2) قَالَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ثُمَّ شِیعَتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی جَنَّاتٍ یَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِینَ ما سَلَكَكُمْ فِی سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ یَعْنِی لَمْ یَكُونُوا مِنْ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِینَ وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِینَ فَذَاكَ یَوْمُ الْقَائِمِ علیه السلام وَ هُوَ یَوْمُ الدِّینِ وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ حَتَّی أَتانَا الْیَقِینُ أَیَّامُ الْقَائِمِ فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِینَ فَمَا یَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ مَخْلُوقٍ وَ لَنْ یَشْفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

بیان: قوله علیه السلام یعنی لم یكونوا یحتمل وجهین أحدهما أن الصلاة لما لم تكن من غیر الشیعة مقبولة فعبر عنهم بما لا ینفك عنهم من الصلاة المقبولة و الثانی أن یكون من المصلی تالی السابق فی خیل السباق و إنما یطلق علیه ذلك لأن رأسه عند صلا السابق و الصلا ما عن یمین الذنب و شماله فعبر عن التابع بذلك و قیل الصلاة أیضا مأخوذة من ذلك عند إیقاعها جماعة و هذا الوجه الأخیر مروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام حیث قال عنی بها لم نكن من أتباع الأئمة الذین قال اللّٰه فیهم

ص: 61


1- 1. القلم: 15، المطففین: 13.
2- 2. المدّثّر: 38- 48.

وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) أ ما تری الناس یسمون الذی یلی السابق فی الحلبة مصلی فذلك الذی عنی حیث قال لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّینَ لم نك من أتباع السابقین.

«62»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ (2) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ قَالَ عِنْدَ خُرُوجِ الْقَائِمِ وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِیهِ (3) قَالَ اخْتَلَفُوا كَمَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِی الْكِتَابِ وَ سَیَخْتَلِفُونَ فِی الْكِتَابِ الَّذِی مَعَ الْقَائِمِ الَّذِی یَأْتِیهِمْ بِهِ حَتَّی یُنْكِرَهُ نَاسٌ كَثِیرٌ فَیُقَدِّمُهُمْ فَیَضْرِبُ أَعْنَاقَهُمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِیَ بَیْنَهُمْ وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ قَالَ لَوْ لَا مَا تَقَدَّمَ فِیهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ مَا أَبْقَی الْقَائِمُ مِنْهُمْ وَاحِداً وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِ (4) قَالَ بِخُرُوجِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (5) قَالَ یَعْنُونَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (6) قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ علیه السلام ذَهَبَتْ دَوْلَةُ الْبَاطِلِ.

«63»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ (7) قَالَ یُرِیهِمْ فِی أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَ یُرِیهِمْ فِی الْآفَاقِ انْتِقَاضَ الْآفَاقِ عَلَیْهِمْ فَیَرَوْنَ قُدْرَةَ

ص: 62


1- 1. الواقعة: 10.
2- 2. صلی اللّٰه علیه و آله: 86.
3- 3. هود: 111 فصلت: 45 و ذیلهما:« وَ إِنَّهُمْ لَفِی شَكٍّ مِنْهُ مُرِیبٍ»* و أمّا قوله: « وَ إِنَّ الظَّالِمِینَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ» فی إبراهیم: 22 و الشوری: 21.
4- 4. المعارج: 26.
5- 5. الأنعام. 23.
6- 6. أسری: 81.
7- 7. فصّلت: 53.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ فِی الْآفَاقِ قُلْتُ لَهُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَرَاهُ الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ.

«64»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَیَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَ أَضْعَفُ جُنْداً(1) قَالَ أَمَّا قَوْلُهُ حَتَّی إِذا رَأَوْا ما یُوعَدُونَ فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِمِ وَ هُوَ السَّاعَةُ فَسَیَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْیَوْمَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَلَی یَدَیْ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً یَعْنِی عِنْدَ الْقَائِمِ وَ أَضْعَفُ جُنْداً قُلْتُ مَنْ كانَ یُرِیدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ-(2)

قَالَ مَعْرِفَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام نَزِدْ لَهُ فِی حَرْثِهِ قَالَ نَزِیدُهُ مِنْهَا قَالَ یَسْتَوْفِی نَصِیبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ وَ مَنْ كانَ یُرِیدُ حَرْثَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَ ما لَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنْ نَصِیبٍ قَالَ لَیْسَ لَهُ فِی دَوْلَةِ الْحَقِّ مَعَ الْقَائِمِ نَصِیبٌ.

«65»- أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ فِی كِتَابِ الْأَنْوَارِ الْمُضِیئَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْإِیَادِی یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: الْمُسْتَضْعَفُونَ فِی الْأَرْضِ الْمَذْكُورُونَ فِی الْكِتَابِ (3)

الَّذِینَ یَجْعَلُهُمُ اللَّهُ أَئِمَّةً نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ یَبْعَثُ اللَّهُ مَهْدِیَّهُمْ فَیُعِزُّهُمْ وَ یُذِلُّ عَدُوَّهُمْ.

وَ بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ (4) قَالَ هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام.

وَ بِالْإِسْنَادِ أَیْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی (5) وَ فِی السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَ ما تُوعَدُونَ قَالَ هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام.

وَ بِالْإِسْنَادِ أَیْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُحْیِ الْأَرْضَ

ص: 63


1- 1. مریم: 76.
2- 2. الشوری: 20.
3- 3. یرید قوله تعالی:« وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ»، القصص: 5.
4- 4. الذاریات: 23.
5- 5. ما جعلناه بین المعقوفتین استدركه النسخة المطبوعة فی الهامش و جعل علیه رمز« صح» لكنه سهو مكرر كما لا یخفی.

بَعْدَ مَوْتِها(1) قَالَ یُصْلِحُ اللَّهُ الْأَرْضَ بِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ بَعْدَ مَوْتِها یَعْنِی بَعْدَ جَوْرِ أَهْلِ مَمْلَكَتِهَا قَدْ بَیَّنَّا لَكُمُ الْآیاتِ بِالْحُجَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّیِّدِ هِبَةِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً(2) قَالَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ یَغِیبُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ شَخْصُهُ وَ یُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ وَ یُقَرِّبُ عَلَیْهِ كُلَّ بَعِیدٍ.

وَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجُبَاعِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ وَجَدْتُ بِخَطِّ الشَّهِیدِ نَوَّرَ اللَّهُ ضَرِیحَهُ رَوَی الصَّفْوَانِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنْ صَفْوَانَ أَنَّهُ: لَمَّا طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَوَضَّأَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ وَعَدْتَنَا عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ أَنَّكَ تُبَدِّلُنَا مِنْ بَعْدِ خَوْفِنَا أَمْناً اللَّهُمَّ فَأَنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی فَأَیْنَ وَعْدُ اللَّهِ لَكُمْ فَقَالَ علیه السلام قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ الْآیَةَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ تُلِیَ بِحَضْرَتِهِ علیه السلام وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا الْآیَةَ فَهَمَلَتَا عَیْنَاهُ علیه السلام وَ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمُسْتَضْعَفُونَ.

«66»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْیَا عَلَیْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَی وَلَدِهَا وَ تَلَا عَقِیبَ ذَلِكَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ.

بیان: عطفت علیه أی شفقت و شمس الفرس شماسا أی منع ظهره و رجل شموس صعب الخلق و ناقة ضروس سیئة الخلق یعض حالبها لیبقی لبنها لولدها.

ص: 64


1- 1. الحدید: 17.
2- 2. لقمان: 20.

أبواب النصوص من اللّٰه تعالی و من آبائه علیه صلوات اللّٰه علیهم أجمعین سوی ما تقدم فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام من النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام

باب 1 ما ورد من إخبار اللّٰه و إخبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله بالقائم علیه السلام من طرق الخاصة و العامة

1(1)

نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ زَاجٍ عَنْ هُدْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَحْنُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ رَسُولُ اللَّهِ وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ ذُو الْجَنَاحَیْنِ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی محمد بن علی عن عثمان بن أحمد عن إبراهیم بن عبد اللّٰه الهاشمی عن الحسن بن الفضل البوصرائی عن سعد بن عبد الحمید: مثله.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ الْحَقُّ مِنَّا وَ ذَلِكَ حِینَ یَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ وَ مَنْ تَبِعَهُ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَلَكَ اللَّهَ اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ فَأْتُوهُ وَ لَوْ عَلَی الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِیفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلِیفَتِی.

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِ

ص: 65


1- 1. كذا فی النسخة المطبوعة و الظاهران الحدیث مستخرج من كتب الصدوق( ره).

بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ مِنْهَا إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ مِنَ السِّدْرَةِ إِلَی حُجُبِ النُّورِ نَادَانِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّكَ فَلِی فَاخْضَعْ وَ إِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ وَ بِی فَثِقْ فَإِنِّی قَدْ رَضِیتُ بِكَ عَبْداً وَ حَبِیباً وَ رَسُولًا وَ نَبِیّاً وَ بِأَخِیكَ عَلِیٍّ خَلِیفَةً وَ بَاباً فَهُوَ حُجَّتِی عَلَی عِبَادِی وَ إِمَامٌ لِخَلْقِی بِهِ یُعْرَفُ أَوْلِیَائِی مِنْ أَعْدَائِی وَ بِهِ یُمَیَّزُ حِزْبُ الشَّیْطَانِ مِنْ حِزْبِی وَ بِهِ یُقَامُ دِینِی وَ تُحْفَظُ حُدُودِی وَ تُنْفَذُ أَحْكَامِی وَ بِكَ وَ بِهِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ أَرْحَمُ عِبَادِی وَ إِمَائِی وَ بِالْقَائِمِ مِنْكُمْ أَعْمُرُ أَرْضِی بِتَسْبِیحِی وَ تَقْدِیسِی وَ تَهْلِیلِی وَ تَكْبِیرِی وَ تَمْجِیدِی وَ بِهِ أُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ أَعْدَائِی وَ أُوَرِّثُهَا أَوْلِیَائِی وَ بِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِیَ السُّفْلَی وَ كَلِمَتِیَ الْعُلْیَا بِهِ أُحْیِی بِلَادِی وَ عِبَادِی بِعِلْمِی وَ لَهُ أُظْهِرُ الْكُنُوزَ وَ الذَّخَائِرَ بِمَشِیَّتِی وَ إِیَّاهُ أُظْهِرُ عَلَی الْأَسْرَارِ وَ الضَّمَائِرِ بِإِرَادَتِی وَ أُمِدُّهُ بِمَلَائِكَتِی لِتُؤَیِّدَهُ عَلَی إِنْفَاذِ أَمْرِی وَ إِعْلَانِ دِینِی ذَلِكَ وَلِیِّی حَقّاً وَ مَهْدِیُّ عِبَادِی صِدْقاً.

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی باب النصوص علی الاثنی عشر و بعضها فی باب علل أسمائه علیه السلام.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ شُرَیْحِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَمْرٍو الْبَكَّائِیِّ: عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ فِی الْخُلَفَاءِ هُمُ اثْنَیْ عَشَرَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ انْقِضَائِهِمْ وَ أَتَی طَبَقَةٌ صَالِحَةٌ مَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِی الْعُمُرِ كَذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ ثُمَّ قَرَأَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَالَ وَ كَذَلِكَ فَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَیْسَ بِعَزِیزٍ أَنْ یَجْمَعَ هَذِهِ الْأُمَّةَ یَوْماً أَوْ نِصْفَ یَوْمٍ وَ إِنَّ یَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یَقُومَ بِأَمْرِ أُمَّتِی رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ یَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

ص: 66

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَحْیَی الْعَبْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الصواری [الضِّرَارِیِ] عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ فِی مَرَضِهِ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا بُدَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ مَهْدِیٍّ وَ هُوَ وَ اللَّهِ مِنْ وُلْدِكِ.

أقول: قد مضی بتمامه فی فضائل أصحاب الكساء علیهم السلام.

«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ قَالَ أَبِی: دَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّایَةَ یَوْمَ خَیْبَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ ثُمَّ ذَكَرَ نَصْبَهُ علیه السلام یَوْمَ الْغَدِیرِ وَ بَعْضَ مَا ذَكَرَ فِیهِ مِنْ فَضَائِلِهِ علیه السلام إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ بَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیلَ مِمَّ بُكَاؤُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنَّهُمْ یَظْلِمُونَهُ وَ یَمْنَعُونَهُ حَقَّهُ وَ یُقَاتِلُونَهُ وَ یَقْتُلُونَ وُلْدَهُ وَ یَظْلِمُونَهُمْ بَعْدَهُ وَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ ذَلِكَ یَزُولُ إِذَا قَامَ قَائِمُهُمْ وَ عَلَتْ كَلِمَتُهُمْ وَ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَی مَحَبَّتِهِمْ وَ كَانَ الشَّانِئُ لَهُمْ قَلِیلًا وَ الْكَارِهُ لَهُمْ ذَلِیلًا وَ كَثُرَ الْمَادِحُ لَهُمْ وَ ذَلِكَ حِینَ تَغَیُّرِ الْبِلَادِ وَ تَضَعُّفِ الْعِبَادِ وَ الْإِیَاسِ مِنَ الْفَرَجِ وَ عِنْدَ ذَلِكَ یَظْهَرُ الْقَائِمُ فِیهِمْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْمُهُ كَاسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ كَاسِمِ ابْنِی وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ ابْنَتِی یُظْهِرُ اللَّهُ الْحَقَّ بِهِمْ وَ یحمد [یُخْمِدُ] الْبَاطِلَ بِأَسْیَافِهِمْ وَ یَتَّبِعُهُمُ النَّاسُ بَیْنَ رَاغِبٍ إِلَیْهِمْ وَ خَائِفٍ لَهُمْ قَالَ وَ سَكَنَ الْبُكَاءُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِینَ أَبْشِرُوا بِالْفَرَجِ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لَا یُخْلَفُ وَ قَضَاؤُهُ لَا یُرَدُّ وَ هُوَ الْحَكِیمُ الْخَبِیرُ فَإِنَّ فَتْحَ اللَّهِ قَرِیبٌ اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ أَهْلِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً اللَّهُمَّ اكْلَأْهُمْ وَ احْفَظْهُمْ وَ ارْعَهُمْ وَ كُنْ لَهُمْ وَ انْصُرْهُمْ وَ أَعِنْهُمْ وَ أَعِزَّهُمْ وَ لَا تُذِلَّهُمْ وَ اخْلُفْنِی فِیهِمْ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ

ص: 67

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام مَا كَانَ ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ قَالَتْ یَا رَبِّ یُفْعَلُ هَذَا بِالْحُسَیْنِ صَفِیِّكَ وَ ابْنِ نَبِیِّكَ قَالَ فَأَقَامَ اللَّهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ علیه السلام وَ قَالَ بِهَذَا أَنْتَقِمُ لَهُ مِنْ ظَالِمِیهِ.

«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جُبَیْرِ بْنِ نَوْفٍ أَبِی الْوَدَّاكِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: وَ اللَّهِ مَا یَأْتِی عَلَیْنَا عَامٌ إِلَّا وَ هُوَ شَرٌّ مِنَ الْمَاضِی وَ لَا أَمِیرٌ إِلَّا وَ هُوَ شَرٌّ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَهُ فَقَالَ أَبُو سَعِیدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَا تَقُولُ وَ لَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ لَا یَزَالُ بِكُمُ الْأَمْرُ حَتَّی یُولَدَ فِی الْفِتْنَةِ وَ الْجَوْرِ مَنْ لَا یَعْرِفُ غَیْرَهَا حَتَّی تُمْلَأَ الْأَرْضُ جَوْراً فَلَا یَقْدِرُ أَحَدٌ یَقُولُ اللَّهُ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلًا مِنِّی وَ مِنْ عِتْرَتِی فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مَلَأَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُ جَوْراً وَ یُخْرِجُ لَهُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا وَ یَحْثُو الْمَالَ حَثْواً وَ لَا یَعُدُّهُ عَدّاً وَ ذَلِكَ حَتَّی یَضْرِبَ الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ.

إیضاح: قال الفیروزآبادی الجران باطن العنق و منه حتی ضرب الحق بجرانه أی قر قراره و استقام كما أن البعیر إذا برك و استراح مد عنقه علی الأرض.

«10»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً لَیَغِیبَنَّ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِی بِعَهْدٍ مَعْهُودٍ إِلَیْهِ مِنِّی حَتَّی یَقُولَ أَكْثَرُ النَّاسِ مَا لِلَّهِ فِی آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ وَ یَشُكُّ آخَرُونَ فِی وِلَادَتِهِ فَمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ فَلْیَتَمَسَّكْ بِدِینِهِ وَ لَا یَجْعَلْ لِلشَّیْطَانِ إِلَیْهِ سَبِیلًا بِشَكِّهِ فَیُزِیلَهُ عَنْ مِلَّتِی وَ یُخْرِجَهُ مِنْ دِینِی فَقَدْ أَخْرَجَ أَبَوَیْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مِنْ قَبْلُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ.

«11»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ إِیَاسٍ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عَرَجَ بِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ أَتَانِی النِّدَاءُ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ

ص: 68

رَبَّ الْعَظَمَةِ لَبَّیْكَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ فِیمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَی قُلْتُ إِلَهِی لَا عِلْمَ لِی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَلَّا اتَّخَذْتَ مِنَ الْآدَمِیِّینَ وَزِیراً وَ أَخاً وَ وَصِیّاً مِنْ بَعْدِكَ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ مَنِ أَتَّخِذُ تَخَیَّرْ لِی أَنْتَ یَا إِلَهِی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ مِنَ الْآدَمِیِّینَ عَلِیّاً فَقُلْتُ إِلَهِی ابْنُ عَمِّی فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلِیّاً وَارِثُكَ وَ وَارِثُ الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِكَ وَ صَاحِبُ لِوَائِكَ لِوَاءِ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ صَاحِبُ حَوْضِكَ یَسْقِی مَنْ وَرَدَ عَلَیْهِ مِنْ مُؤْمِنِی أُمَّتِكَ ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ أَقْسَمْتُ عَلَی نَفْسِی قَسَماً حَقّاً لَا یَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْحَوْضِ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ الطَّیِّبِینَ حَقّاً حَقّاً أَقُولُ یَا مُحَمَّدُ لَأُدْخِلَنَّ الْجَنَّةَ جَمِیعَ أُمَّتِكَ إِلَّا مَنْ أَبَی فَقُلْتُ إِلَهِی وَ أَحَدٌ یَأْبَی دُخُولَ الْجَنَّةِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَلَی فَقُلْتُ فَكَیْفَ یَأْبَی فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ اخْتَرْتُكَ مِنْ خَلْقِی وَ اخْتَرْتُ لَكَ وَصِیّاً مِنْ بَعْدِكَ وَ جَعَلْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدَكَ وَ أَلْقَیْتُ مَحَبَّةً فِی قَلْبِكَ وَ جَعَلْتُهُ أَبَا وُلْدِكَ فَحَقُّهُ بَعْدَكَ عَلَی أُمَّتِكَ كَحَقِّكَ عَلَیْهِمْ فِی حَیَاتِكَ فَمَنْ جَحَدَ حَقَّهُ جَحَدَ حَقَّكَ وَ مَنْ أَبَی أَنْ یُوَالِیَهُ فَقَدْ أَبَی أَنْ یُوَالِیَكَ وَ مَنْ أَبَی أَنْ یُوَالِیَكَ فَقَدْ أَبَی أَنْ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً شُكْراً لِمَا أَنْعَمَ إِلَیَّ فَإِذَا

مُنَادٍ یُنَادِی ارْفَعْ یَا مُحَمَّدُ رَأْسَكَ وَ سَلْنِی أُعْطِكَ فَقُلْتُ یَا إِلَهِی اجْمَعْ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی عَلَی وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِیَرِدُوا عَلَیَّ جَمِیعاً حَوْضِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ قَضَیْتُ فِی عِبَادِی قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَهُمْ وَ قَضَایَ مَاضٍ فِیهِمْ لَأُهْلِكُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَ أَهْدِی بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَ قَدْ آتَیْتُهُ عِلْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ جَعَلْتُهُ وَزِیرَكَ وَ خَلِیفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ عَلَی أَهْلِكَ وَ أُمَّتِكَ عَزِیمَةً مِنِّی وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ عَادَاهُ وَ أَبْغَضَهُ وَ أَنْكَرَ وَلَایَتَهُ بَعْدَكَ فَمَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَكَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَاكَ وَ مَنْ عَادَاكَ فَقَدْ عَادَانِی وَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّكَ وَ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ هَذِهِ الْفَضِیلَةَ وَ أَعْطَیْتُكَ أَنْ أُخْرِجَ مِنْ صُلْبِهِ أَحَدَ عَشَرَ مَهْدِیّاً كُلُّهُمْ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ مِنَ الْبِكْرِ الْبَتُولِ وَ آخِرُ رَجُلٍ مِنْهُمْ یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی ابْنُ

ص: 69

مَرْیَمَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً أُنْجِی بِهِ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ أُهْدِی بِهِ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ أُبْرِئُ بِهِ الْأَعْمَی وَ أَشْفِی بِهِ الْمَرِیضَ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَتَی یَكُونُ ذَلِكَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَكُونُ ذَلِكَ إِذَا رُفِعَ الْعِلْمُ وَ ظَهَرَ الْجَهْلُ وَ كَثُرَ الْقُرَّاءُ وَ قَلَّ الْعَمَلُ وَ كَثُرَ الْقَتْلُ وَ قَلَّ الْفُقَهَاءُ الْهَادُونَ وَ كَثُرَ فُقَهَاءُ الضَّلَالَةِ وَ الْخَوَنَةِ وَ كَثُرَ الشُّعَرَاءُ وَ اتَّخَذَ أُمَّتُكَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ وَ حُلِّیَتِ الْمَصَاحِفُ وَ زُخْرِفَتِ الْمَسَاجِدُ وَ كَثُرَ الْجَوْرُ وَ الْفَسَادُ وَ ظَهَرَ الْمُنْكَرُ وَ أَمَرَ أُمَّتُكَ بِهِ وَ نَهَی عَنِ الْمَعْرُوفِ وَ اكْتَفَی الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ وَ صَارَ الْأُمَرَاءُ كَفَرَةً وَ أَوْلِیَاؤُهُمْ فَجَرَةً وَ أَعْوَانُهُمْ ظَلَمَةً وَ ذَوُو الرَّأْیِ مِنْهُمْ فَسَقَةً وَ عِنْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَ خَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَ خَسْفٌ بِجَزِیرَةِ الْعَرَبِ وَ خَرَابُ الْبَصْرَةِ عَلَی یَدِ رَجُلٍ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ یَتْبَعُهُ الزُّنُوجُ وَ خُرُوجُ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ ظُهُورُ الدَّجَّالِ یَخْرُجُ مِنَ الْمَشْرِقِ مِنْ سِجِسْتَانَ وَ ظُهُورُ السُّفْیَانِیِّ فَقُلْتُ إِلَهِی مَا یَكُونُ بَعْدِی مِنَ الْفِتَنِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ وَ أَخْبَرَنِی بِبَلَاءِ بَنِی أُمَیَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مِنْ فِتْنَةِ وُلْدِ عَمِّی وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَأَوْصَیْتُ بِذَلِكَ ابْنَ عَمِّی حِینَ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَدَّیْتُ الرِّسَالَةَ وَ لِلَّهِ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ كَمَا حَمِدَهُ النَّبِیُّونَ وَ كَمَا حَمِدَهُ كُلُّ شَیْ ءٍ قَبْلِی وَ مَا هُوَ خَالِقُهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: قوله تعالی فیما اختصم الملأ الأعلی إشارة إلی قوله تعالی ما كانَ لِی مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلی إِذْ یَخْتَصِمُونَ (1) و المشهور بین المفسرین أنه إشارة إلی قوله تعالی إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً(2) و سؤال الملائكة فی ذلك فلعله تعالی سأله أولا عن ذلك ثم أخبره به و بین أن الأرض لا تخلو من حجة و خلیفة ثم سأله عن خلیفته و عین له الخلفاء بعده و لا یبعد أن یكون الملائكة سألوا فی ذلك الوقت عن خلیفة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فأخبره اللّٰه بذلك و قد مضی فی باب المعراج بعض القول فی ذلك.

ص: 70


1- 1. صلی اللّٰه علیه و آله: 69.
2- 2. البقرة: 29.

قوله تعالی و خراب البصرة إشارة إلی قصة صاحب الزنج الذی خرج فی البصرة سنة ست أو خمس و خمسین و مائتین و وعد كل من أتی إلیه من السودان أن یعتقهم و یكرمهم فاجتمع إلیه منهم خلق كثیر و بذلك علا أمره و لذا لقب صاحب الزنج و كان یزعم أنه علی بن محمد بن أحمد بن عیسی بن زید بن علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیه السلام.

و قال ابن أبی الحدید و أكثر الناس یقدحون فی نسبه و خصوصا الطالبیون و جمهور النسابین علی أنه من عبد القیس و أنه علی بن محمد بن عبد الرحیم و أمه أسدیة من أسد بن خزیمة جدها محمد بن حكیم الأسدی من أهل الكوفة و نحو ذلك قال ابن الأثیر فی الكامل و المسعودی فی مروج الذهب و یظهر من الخبر أن نسبه كان صحیحا.

ثم اعلم أن هذه العلامات لا یلزم كونها مقارنة لظهوره علیه السلام إذ الغرض بیان أن قبل ظهوره علیه السلام یكون هذه الحوادث كما أن كثیرا من أشراط الساعة التی روتها العامة و الخاصة ظهرت قبل ذلك بدهور و أعوام و قصة صاحب الزنج كانت مقارنة لولادته علیه السلام و من هذا الوقت ابتدأت علاماته إلی أن یظهر علیه السلام.

علی أنه یحتمل أن یكون الغرض علامات ولادته علیه السلام لكنه بعید.

«12»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ خُلَفَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ بَعْدِی اثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَخِی وَ آخِرُهُمْ وَلَدِی وَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَخُوكَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قِیلَ فَمَنْ وَلَدُكَ قَالَ الْمَهْدِیُّ یَمْلَأُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَأَطَالَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَخْرُجَ فِیهِ وَلَدِی الْمَهْدِیُّ فَیَنْزِلَ رُوحُ اللَّهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَیُصَلِّیَ خَلْفَهُ وَ تُشْرِقَ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَ یَبْلُغَ سُلْطَانُهُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ.

«13»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ

ص: 71

أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی اسْمُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتُهُ كُنْیَتِی أَشْبَهُ النَّاسِ بِی خَلْقاً وَ خُلْقاً تَكُونُ لَهُ غَیْبَةٌ وَ حَیْرَةٌ تَضِلُّ فِیهِ الْأُمَمُ ثُمَّ یُقْبِلُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ یَمْلَأُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«14»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَ أَهْلِ بَیْتِی وَ هُوَ یَأْتَمُّ بِهِ فِی غَیْبَتِهِ قَبْلَ قِیَامِهِ وَ یَتَوَلَّی أَوْلِیَاءَهُ وَ یُعَادِی أَعْدَاءَهُ ذَاكَ مِنْ رُفَقَائِی وَ ذَوِی مَوَدَّتِی وَ أَكْرَمِ أُمَّتِی عَلَیَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«15»- ك، [إكمال الدین] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ الْجَبَلِیِّ عَنِ الْخَطَّابِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: طُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ قَائِمَ أَهْلِ بَیْتِی وَ هُوَ مُقْتَدٍ بِهِ قَبْلَ قِیَامِهِ یَأْتَمُّ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَی مِنْ قَبْلِهِ وَ یَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ أُولَئِكَ رُفَقَائِی وَ أَكْرَمُ أُمَّتِی عَلَیَّ.

«16»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ هَاشِمٍ وَ الْبَرْقِیِّ وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی اسْمُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتُهُ كُنْیَتِی أَشْبَهُ النَّاسِ بِی خَلْقاً وَ خُلْقاً تَكُونُ لَهُ غَیْبَةٌ وَ حَیْرَةٌ حَتَّی یَضِلَّ الْخَلْقُ عَنْ أَدْیَانِهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ یُقْبِلُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ فَیَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«17»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی تَكُونُ لَهُ غَیْبَةٌ وَ حَیْرَةٌ تَضِلُّ فِیهَا الْأُمَمُ یَأْتِی بِذَخِیرَةِ الْأَنْبِیَاءِ فَیَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

ص: 72

«18»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِمَامُ أُمَّتِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهِمْ بَعْدِی وَ مِنْ وُلْدِهِ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی یَمْلَأُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً إِنَّ الثَّابِتِینَ عَلَی الْقَوْلِ بِهِ فِی زَمَانِ غَیْبَتِهِ لَأَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِیتِ الْأَحْمَرِ فَقَامَ إِلَیْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِلْقَائِمِ مِنْ وُلْدِكَ غَیْبَةٌ فَقَالَ إِی وَ رَبِّی وَ لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكافِرِینَ یَا جَابِرُ إِنَّ هَذَا لَأَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ مَطْوِیٌّ عَنْ عِبَادِهِ فَإِیَّاكَ وَ الشَّكَّ فِی أَمْرِ اللَّهِ فَهُوَ كُفْرٌ.

«19»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِی اسْمُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتُهُ كُنْیَتِی وَ شَمَائِلُهُ شَمَائِلِی وَ سُنَّتُهُ سُنَّتِی یُقِیمُ النَّاسَ عَلَی مِلَّتِی وَ شَرِیعَتِی وَ یَدْعُوهُمْ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی وَ مَنْ أَنْكَرَهُ فِی غَیْبَتِهِ فَقَدْ أَنْكَرَنِی وَ مَنْ كَذَّبَهُ فَقَدْ كَذَّبَنِی وَ مَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ صَدَّقَنِی إِلَی اللَّهِ أَشْكُو الْمُكَذِّبِینَ لِی فِی أَمْرِهِ وَ الْجَاحِدِینَ لِقَوْلِی فِی شَأْنِهِ وَ الْمُضِلِّینَ لِأُمَّتِی عَنْ طَرِیقَتِهِ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ.

«20»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْكَرَ الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِی فَقَدْ أَنْكَرَنِی.

«21»- ك، [إكمال الدین] الْوَرَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْكَرَ الْقَائِمَ مِنْ وُلْدِی فِی زَمَانِ غَیْبَتِهِ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً.

«22»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی دَارِمٍ عَنْ

ص: 73

عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ الْقَیْسِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ تَمَّامٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِی نَضْرَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ.

«23»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُعَلَّی بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الصَّدِیقِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِیِّ یُبْعَثُ فِی أُمَّتِی عَلَی اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَ زِلْزَالٍ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَرْضَی عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ تَمَامَ الْخَبَرِ.

«24»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ تَلِیدٍ عَنْ أَبِی الْحَجَّافِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَبْشِرُوا بِالْمَهْدِیِّ قَالَهَا ثَلَاثاً یَخْرُجُ عَلَی حِینِ اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَ زِلْزَالٍ شَدِیدٍ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً یَمْلَأُ قُلُوبَ عِبَادِهِ عِبَادَةً وَ یَسَعُهُمْ عَدْلُهُ.

«25»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ جُوَیْنٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ: إِنَّ الْمَهْدِیَّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ تُنْزِلُ لَهُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ تُخْرِجُ لَهُ الْأَرْضُ بَذْرَهَا فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مَلَأَهَا الْقَوْمُ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«26»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ بَكَّارٍ عَنْ مُصَبِّحٍ عَنْ قَیْسٍ عَنْ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یُخْرِجَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«27»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ بَكَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَادِمٍ عَنْ فِطْرٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَبْعَثَ رَجُلًا مِنِّی یُوَاطِئُ اسْمُهُ

ص: 74

اسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً.

«28»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یَلِیَ أُمَّتِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُقَالُ لَهُ الْمَهْدِیُّ.

«29»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی قُبَیْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ خُرُوجُ الْمَهْدِیِّ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ هَذَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِهِ یَمْحَقُ اللَّهُ الْكَذِبَ وَ یُذْهِبُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ بِهِ یُخْرِجُ ذُلَّ الرِّقِّ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ ثُمَّ قَالَ أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمَهْدِیُّ أَوْسَطُهَا وَ عِیسَی آخِرُهَا وَ بَیْنَ ذَلِكَ تَیْحٌ أَعْوَجُ.

بیان: قال الجزری كلب الدهر علی أهله إذا ألح علیهم و اشتد و قال الفیروزآبادی تاح له الشی ء یتوح تهیأ كتاح یتیح و أتاحه اللّٰه فأتیح و المتیح كمنبر من یعرض فیما لا یعنیه أو یقع فی البلایا و فرس یعترض فی مشیته نشاطا و المتیاح الكثیر الحركة العریض انتهی و فیه تكلف و الأظهر أنه تصحیف ما مر فی أخبار اللوح و غیر ذلك نتج الهرج أی نتائج الفساد و الجور(1).

«30»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَانِئٍ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْمَلِیحِ عَنْ زِیَادِ بْنِ بُنَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نُفَیْلٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ.

ص: 75


1- 1. و لعله تصحیف:« ثبج أعوج» الثبج: المتوسط بین الخیار و الرذال، و الاعوج: المائل البین العوج و السیئ الخلق، و قد یكون« ثبج أعرج» فالاول هو البوم النائح و الثانی الغراب.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن التلعكبری عن أحمد بن علی عن محمد بن علی عن عثمان بن أحمد عن إبراهیم بن علاء عن أبی الملیح: مثله.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ مُصَبِّحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ یَقُولُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ یَا وَهْبُ ثُمَّ یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ قُلْتُ مِنْ وُلْدِكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ مِنْ وُلْدِی وَ لَكِنْ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَطُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانَهُ وَ بِهِ یُفَرِّجُ اللَّهُ عَنِ الْأُمَّةِ حَتَّی یَمْلَأَهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ اخْتَصَرْنَاهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ یَا بُنَیَّةِ إِنَّا أُعْطِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ سَبْعاً لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَنَا نَبِیُّنَا خَیْرُ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِیُّنَا خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِیدُنَا خَیْرُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ عَمُّ أَبِیكِ حَمْزَةُ وَ مِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِیبَانِ یَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّكِ جَعْفَرٌ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ مِنَّا وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّذِی یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی مَنْكِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ مِنْ هَذَا ثَلَاثاً.

«33»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَنْدِیجِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبَّاسِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ سَلَّامٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَشَّابِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی مَثَلُ نُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّی إِذَا نَجْمٌ مِنْهَا طَلَعَ فَرَمَقُوهُ بِالْأَعْیُنِ وَ أَشَرْتُمْ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَذَهَبَتْ بِهِ ثُمَّ لَبِثْتُمْ فِی ذَلِكَ سَبْتاً مِنْ دَهْرِكُمْ وَ اسْتَوَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ لَمْ یَدْرِ أَیٌّ مِنْ أَیٍّ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَبْدُو نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ وَ اقْبَلُوهُ.

«34»- نی، [الغیبة] للنعمانی أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: بَیْنَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ بِالْبَقِیعِ فَأَتَاهُ

ص: 76

عَلِیٌّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اجْلِسْ فَأَجْلَسَهُ عَنْ یَمِینِهِ ثُمَّ جَاءَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَسَأَلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیلَ هُوَ بِالْبَقِیعِ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَأَجْلَسَهُ عَنْ یَسَارِهِ ثُمَّ جَاءَ الْعَبَّاسُ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ هُوَ بِالْبَقِیعِ فَأَتَاهُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَجْلَسَهُ أَمَامَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ أَ لَا أُخْبِرُكَ یَا عَلِیُّ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ كَانَ جَبْرَئِیلُ عِنْدِی آنِفاً وَ خَبَّرَنِی أَنَّ الْقَائِمَ الَّذِی یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً مِنْ ذُرِّیَّتِكَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصَابَنَا خَیْرٌ قَطُّ مِنَ اللَّهِ إِلَّا عَلَی یَدَیْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا جَعْفَرُ أَ لَا أُبَشِّرُكَ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ كَانَ جَبْرَئِیلُ عِنْدِی آنِفاً فَأَخْبَرَنِی أَنَّ الَّذِی یَدْفَعُهَا إِلَی الْقَائِمِ هُوَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ أَ تَدْرِی مَنْ هُوَ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ الَّذِی وَجْهُهُ كَالدِّینَارِ وَ أَسْنَانُهُ كَالْمِنْشَارِ وَ سَیْفُهُ كَحَرِیقِ النَّارِ یَدْخُلُ الْجَبَلَ ذَلِیلًا وَ یَخْرُجُ مِنْهُ عَزِیزاً یَكْتَنِفُهُ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْعَبَّاسِ فَقَالَ یَا عَمَّ النَّبِیِّ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَالَ لِی وَیْلٌ لِذُرِّیَّتِكَ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ فَلَا أَجْتَنِبُ النِّسَاءَ قَالَ لَهُ قَدْ فَرَغَ اللَّهُ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ.

«35»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ یُونُسَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سَالِمٍ الْأَشَلِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ علیه السلام یَقُولُ: نَظَرَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام فِی السِّفْرِ الْأَوَّلِ بِمَا یُعْطَی قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ قَالَ مُوسَی رَبِّ اجْعَلْنِی قَائِمَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ ذَاكَ مِنْ ذُرِّیَّةِ أَحْمَدَ ثُمَّ نَظَرَ فِی السِّفْرِ الثَّانِی فَوَجَدَ فِیهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَهُ فَقِیلَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ ثُمَّ نَظَرَ فِی السِّفْرِ الثَّالِثِ فَرَأَی مِثْلَهُ فَقَالَ مِثْلَهُ (1) فَقِیلَ لَهُ مِثْلُهُ.

«36»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ هَیْثَمِ بْنِ أَشْیَمَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ مُسْتَبْشِرٌ یَضْحَكُ سُرُوراً فَقَالَ لَهُ النَّاسُ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ زَادَكَ سُرُوراً

ص: 77


1- 1. راجع المصدر( ص) 126.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ لِیَ فِیهِمَا تُحْفَةٌ مِنَ اللَّهِ أَلَا وَ إِنَّ رَبِّی أَتْحَفَنِی فِی یَوْمِی هَذَا بِتُحْفَةٍ لَمْ یُتْحِفْنِی بِمِثْلِهَا فِیمَا مَضَی إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَانِی فَأَقْرَأَنِی مِنْ رَبِّیَ السَّلَامَ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ سَبْعَةً لَمْ یَخْلُقْ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ مَضَی وَ لَا یَخْلُقُ مِثْلَهُمْ فِیمَنْ بَقِیَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّكَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سِبْطَاكَ سَیِّدَا الْأَسْبَاطِ وَ حَمْزَةُ عَمُّكَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ ابْنُ عَمِّكَ الطَّیَّارُ فِی الْجَنَّةِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ مِنْكُمُ الْقَائِمُ یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ خَلْفَهُ إِذَا أَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ مِنْ ذُرِّیَّةِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام.

«37»- كشف، [كشف الغمة] وَقَعَ لِی أَرْبَعُونَ حَدِیثاً جَمَعَهَا الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی أَمْرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام أَوْرَدْتُهَا سَرْداً كَمَا أَوْرَدَهَا وَ اقْتَصَرْتُ عَلَی ذِكْرِ الرَّاوِی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَوَّلُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَكُونُ مِنْ أُمَّتِیَ

الْمَهْدِیُّ إِنْ قَصُرَ عُمُرُهُ فَسَبْعُ سِنِینَ وَ إِلَّا فَثَمَانٍ وَ إِلَّا فَتِسْعٌ یَتَنَعَّمُ أُمَّتِی فِی زَمَانِهِ نَعِیماً لَمْ یَتَنَعَّمُوا مِثْلَهُ قَطُّ الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ یُرْسَلُ السَّمَاءُ عَلَیْهِمْ مِدْرَاراً وَ لَا تَدَّخِرُ الْأَرْضُ شَیْئاً مِنْ نَبَاتِهَا.

الثَّانِی فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ أَنَّهُ مِنْ عِتْرَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: تُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ جَوْراً فَیَقُومُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِی فَیَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا یَمْلِكُ سَبْعاً أَوْ تِسْعاً.

الثَّالِثُ وَ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَنْقَضِی السَّاعَةُ حَتَّی یَمْلِكَ الْأَرْضَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً یَمْلِكُ سَبْعَ سِنِینَ.

الرَّابِعُ فِی قَوْلِهِ لِفَاطِمَةَ علیه السلام الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِكِ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِكِ.

الْخَامِسُ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مِنْهُمَا مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَعْنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیه السلام عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی الْحَالَةِ الَّتِی

ص: 78

قُبِضَ فِیهَا فَإِذَا فَاطِمَةُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَبَكَتْ حَتَّی ارْتَفَعَ صَوْتُهَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْهَا رَأْسَهُ فَقَالَ حَبِیبَتِی فَاطِمَةُ مَا الَّذِی یُبْكِیكِ فَقَالَتْ أَخْشَی الضَّیْعَةَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ یَا حَبِیبَتِی أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ عَلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا أَبَاكِ فَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ اطَّلَعَ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا بَعْلَكِ وَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أُنْكِحَكِ إِیَّاهُ یَا فَاطِمَةُ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ قَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَبْعَ خِصَالٍ لَمْ یُعْطِ أَحَداً قَبْلَنَا وَ لَا یُعْطِی أَحَداً بَعْدَنَا أَنَا خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ أَكْرَمُ النَّبِیِّینَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحَبُّ الْمَخْلُوقِینَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنَا أَبُوكِ وَ وَصِیِّی خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَحَبُّهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِیدُنَا خَیْرُ الشُّهَدَاءِ وَ أَحَبُّهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ أَبِیكِ وَ عَمُّ بَعْلِكِ وَ مِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ یَطِیرُ فِی الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِیكِ وَ أَخُو بَعْلِكِ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ هُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ خَیْرٌ مِنْهُمَا یَا فَاطِمَةُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ إِنَّ مِنْهُمَا مَهْدِیَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِذَا صَارَتِ الدُّنْیَا هَرْجاً وَ مَرْجاً وَ تَظَاهَرَتِ الْفِتَنُ وَ انْقَطَعَتِ السُّبُلُ وَ أَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ فَلَا كَبِیرٌ یَرْحَمُ صَغِیراً وَ لَا صَغِیرٌ یُوَقِّرُ كَبِیراً فَیَبْعَثُ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْهُمَا مَنْ یَفْتَحُ حُصُونَ الضَّلَالَةِ وَ قُلُوباً غُلْفاً یَقُومُ بِالدِّینِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا قُمْتُ بِهِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً یَا فَاطِمَةُ لَا تَحْزَنِی وَ لَا تَبْكِی فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْحَمُ بِكِ وَ أَرْأَفُ عَلَیْكِ مِنِّی وَ ذَلِكِ لِمَكَانِكِ مِنِّی وَ مَوْقِعِكِ مِنْ قَلْبِی قَدْ زَوَّجَكِ اللَّهُ زَوْجَكِ وَ هُوَ أَعْظَمُهُمْ حَسَباً وَ أَكْرَمُهُمْ مَنْصَباً وَ أَرْحَمُهُمْ بِالرَّعِیَّةِ وَ أَعْدَلُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِیَّةِ وَ قَدْ سَأَلْتُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ تَكُونِی أَوَّلَ مَنْ یَلْحَقُنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَمْ تَبْقَ فَاطِمَةُ بَعْدَهُ إِلَّا خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً حَتَّی أَلْحَقَهَا اللَّهُ بِهِ علیه السلام.

السَّادِسُ فِی أَنَّ الْمَهْدِیَّ هُوَ الْحُسَیْنِیُّ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَّرَنَا مَا هُوَ كَائِنٌ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَبْعَثَ رَجُلًا مِنْ وُلْدِی اسْمُهُ اسْمِی فَقَامَ

ص: 79

سَلْمَانُ رحمه اللّٰه فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَیِّ وُلْدِكَ هُوَ قَالَ مِنْ وَلَدِی هَذَا وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام.

السَّابِعُ فِی الْقَرْیَةِ الَّتِی یَخْرُجُ مِنْهَا الْمَهْدِیُّ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا كرعَةُ.

الثَّامِنُ فِی صِفَةِ وَجْهِ الْمَهْدِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی وَجْهُهُ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ.

التَّاسِعُ فِی صِفَةِ لَوْنِهِ وَ جِسْمِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی لَوْنُهُ لَوْنٌ عَرَبِیٌّ وَ جِسْمُهُ جِسْمٌ إِسْرَائِیلِیٌّ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً یَرْضَی فِی خِلَافَتِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ الطَّیْرُ فِی الْجَوِّ.

الْعَاشِرُ فِی صِفَةِ جَبِینِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنَّا أَجْلَی الْجَبِینِ أَقْنَی الْأَنْفِ.

الْحَادِی عَشَرَ فِی صِفَةِ أَنْفِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْمَهْدِیُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِی أَشَمُّ الْأَنْفِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.

الثَّانِی عَشَرَ فِی خَالِهِ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ الرُّومِ أَرْبَعُ هُدَنٍ یَوْمُ الرَّابِعَةِ عَلَی یَدِ رَجُلٍ مِنْ آلِ هِرَقْلَ یَدُومُ سَبْعَ سِنِینَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ یُقَالُ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ غَیْلَانَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ إِمَامُ النَّاسِ یَوْمَئِذٍ قَالَ الْمَهْدِیُّ علیه السلام مِنْ وُلْدِی ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً كَأَنَّ وَجْهَهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ فِی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ عَلَیْهِ عَبَاءَتَانِ قِطْرِیَّتَانِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَسْتَخْرِجُ الْكُنُوزَ وَ یَفْتَحُ مَدَائِنَ الشِّرْكِ.

الثَّالِثَ عَشَرَ قَوْلُهُ علیه السلام الْمَهْدِیُّ أَفْرَقُ الثَّنَایَا بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ مِنْ عِتْرَتِی رَجُلًا أَفْرَقَ الثَّنَایَا أَجْلَی الْجَبْهَةِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا یَفِیضُ الْمَالُ فَیْضاً.

ص: 80

الرَّابِعَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ هُوَ إِمَامٌ صَالِحٌ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ فَتَنْفِی الْمَدِینَةُ الْخَبَثَ كَمَا یَنْفِی الْكِیرُ خَبَثَ الْحَدِیدِ وَ یُدْعَی ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ الْخَلَاصِ فَقَالَتْ أُمُّ شَرِیكٍ فَأَیْنَ الْعَرَبُ یَوْمَئِذٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ قَلِیلٌ یَوْمَئِذٍ وَ جُلُّهُمْ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ إِمَامُهُمُ الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ صَالِحٌ.

الْخَامِسَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُهُ عِیَاناً لِلنَّاسِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ فِی أُمَّتِی یَبْعَثُهُ اللَّهُ عِیَاناً لِلنَّاسِ یَتَنَعَّمُ الْأُمَّةُ وَ تَعِیشُ الْمَاشِیَةُ وَ تُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَ یُعْطِی الْمَالَ صِحَاحاً.

السَّادِسَ عَشَرَ فِی قَوْلِهِ علیه السلام عَلَی رَأْسِهِ غَمَامَةٌ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ وَ عَلَی رَأْسِهِ غَمَامَةٌ فِیهَا مُنَادٍ یُنَادِی هَذَا الْمَهْدِیُّ خَلِیفَةُ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ.

السَّابِعَ عَشَرَ فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی رَأْسِهِ مَلَكٌ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ وَ عَلَی رَأْسِهِ مَلَكٌ یُنَادِی هَذَا الْمَهْدِیُّ فَاتَّبِعُوهُ.

الثَّامِنَ عَشَرَ فِی بِشَارَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أُمَّتَهُ بِالْمَهْدِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِیِّ یُبْعَثُ فِی أُمَّتِی عَلَی اخْتِلَافٍ مِنِ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً یَرْضَی عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ یَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحاً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَ مَا صِحَاحاً قَالَ السَّوِیَّةُ بَیْنَ النَّاسِ.

التَّاسِعَ عَشَرَ فِی اسْمِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

الْعِشْرُونَ فِی كُنْیَتِهِ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَبَعَثَ اللَّهُ فِیهِ رَجُلًا اسْمُهُ اسْمِی وَ خُلُقُهُ خُلُقِی

ص: 81

یُكَنَّی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام.

الْحَادِی وَ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ اسْمِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی یَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

الثَّانِی وَ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ عَدْلِهِ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَتُمْلَأَنَّ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً ثُمَّ لَیَخْرُجَنَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی حَتَّی یَمْلَأَهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً [عُدْوَاناً] وَ ظُلْماً.

الثَّالِثُ وَ الْعِشْرُونَ فِی خُلُقِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی وَ خُلُقُهُ خُلُقِی یَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا.

الرَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ فِی عَطَائِهِ علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَكُونُ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَ ظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْمَهْدِیُّ یَكُونُ عَطَاؤُهُ هَنِیئاً.

الْخَامِسُ وَ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ عِلْمِهِ بِسُنَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ یَعْمَلُ بِسُنَّتِی وَ یُنَزِّلُ اللَّهُ لَهُ الْبَرَكَةَ مِنَ السَّمَاءِ وَ تُخْرِجُ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا وَ تُمْلَأُ بِهِ الْأَرْضُ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ یَعْمَلُ عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ سَبْعَ سِنِینَ وَ یَنْزِلُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ.

السَّادِسُ وَ الْعِشْرُونَ فِی مَجِیئِهِ وَ رَایَاتِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا رَأَیْتُمُ الرَّایَاتِ السُّودَ قَدْ أَقْبَلَتْ مِنْ خُرَاسَانَ فَائْتُوهَا وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ فَإِنَّ فِیهَا خَلِیفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِیَّ.

السَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ فِی مَجِیئِهِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَیْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَتْ فِتْیَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَزَالُ نَرَی فِی وَجْهِكَ شَیْئاً

ص: 82

نَكْرَهُهُ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَی الدُّنْیَا وَ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِی سَیَلْقَوْنَ بَعْدِی بَلَاءً وَ تَشْرِیداً وَ تَطْرِیداً حَتَّی یَأْتِیَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ مَعَهُمْ رَایَاتٌ سُودٌ فَیَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلَا یُعْطَوْنَهُ فَیُقَاتِلُونَ وَ یُنْصَرُونَ فَیُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلَا یَقْبَلُونَ حَتَّی یَدْفَعُوهُ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَیَمْلَؤُهَا قِسْطاً كَمَا مَلَئُوهَا جَوْراً فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْیَأْتِهِمْ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ.

الثَّامِنُ وَ الْعِشْرُونَ فِی مَجِیئِهِ علیه السلام وَ عَوْدِ الْإِسْلَامِ بِهِ عَزِیزاً وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: وَیْحَ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ مُلُوكٍ جَبَابِرَةٍ كَیْفَ یَقْتُلُونَ وَ یُخِیفُونَ الْمُطِیعِینَ إِلَّا مَنْ أَظْهَرَ طَاعَتَهُمْ فَالْمُؤْمِنُ التَّقِیُّ یُصَانِعُهُمْ بِلِسَانِهِ وَ یَفِرُّ مِنْهُمْ بِقَلْبِهِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعِیدَ الْإِسْلَامَ عَزِیزاً فَصَمَ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ هُوَ الْقَادِرُ عَلَی مَا یَشَاءُ أَنْ یُصْلِحَ أُمَّةً بَعْدَ فَسَادِهَا فَقَالَ علیه السلام یَا حُذَیْفَةُ لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی تَجْرِی الْمَلَاحِمُ عَلَی یَدَیْهِ وَ یُظْهِرُ الْإِسْلَامَ لَا یُخْلِفُ وَعْدَهُ وَ هُوَ سَرِیعُ الْحِسَابِ.

التَّاسِعُ وَ الْعِشْرُونَ فِی تَنَعُّمِ الْأُمَّةِ فِی زَمَنِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَتَنَعَّمُ أُمَّتِی فِی زَمَنِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام نِعْمَةً لَمْ یَتَنَعَّمُوا قَبْلَهَا قَطُّ یُرْسَلُ السَّمَاءُ عَلَیْهِمْ مِدْرَاراً وَ لَا تَدَعُ الْأَرْضُ شَیْئاً مِنْ نَبَاتِهَا إِلَّا أَخْرَجَتْهُ.

الثَّلَاثُونَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ وَ هُوَ سَیِّدٌ مِنْ سَادَاتِ الْجَنَّةِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَحْنُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَ أَخِی عَلِیٌّ وَ عَمِّی حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ.

الْحَادِی وَ الثَّلَاثُونَ فِی مُلْكِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا لَیْلَةٌ لَمَلَكَ فِیهَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی.

الثَّانِی وَ الثَّلَاثُونَ فِی خِلَافَتِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُقْتَلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِیفَةٍ ثُمَّ لَا یَصِیرُ إِلَی وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَجِی ءُ الرَّایَاتُ السُّودُ فَیَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا لَمْ یُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ یَجِی ءُ خَلِیفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِیُّ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأْتُوهُ فَبَایِعُوهُ فَإِنَّهُ خَلِیفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِیُّ.

ص: 83

الثَّالِثُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی قَوْلِهِ علیه السلام إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْمَهْدِیِّ فَأْتُوهُ فَبَایِعُوهُ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تَجِی ءُ الرَّایَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبَرُ الْحَدِیدِ فَمَنْ سَمِعَ بِهِمْ فَلْیَأْتِهِمْ فَبَایَعَهُمْ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ.

الرَّابِعُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ وَ بِهِ یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِ الْعِبَادِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ الْمَهْدِیُّ أَمْ مِنْ غَیْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا بَلْ مِنَّا یَخْتِمُ اللَّهُ بِهِ الدِّینَ كَمَا فَتَحَ بِنَا وَ بِنَا یُنْقَذُونَ مِنَ الْفِتَنِ كَمَا أُنْقِذُوا مِنَ الشِّرْكِ وَ بِنَا یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَةِ إِخْوَاناً كَمَا أَلَّفَ بَیْنَهُمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ إِخْوَاناً فِی دِینِهِمْ.

الْخَامِسُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی قَوْلِهِ علیه السلام لَا خَیْرَ فِی الْعَیْشِ بَعْدَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا لَیْلَةٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ حَتَّی یَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی یَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ یَقْسِمُ الْمَالَ بِالسَّوِیَّةِ وَ یَجْعَلُ اللَّهُ الْغِنَی فِی قُلُوبِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَیَمْلِكُ سَبْعاً أَوْ تِسْعاً لَا خَیْرَ فِی الْعَیْشِ بَعْدَ الْمَهْدِیِّ.

السَّادِسُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ وَ بِیَدِهِ تُفْتَحُ الْقُسْطَنْطِینِیَّةُ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِینِیَّةَ وَ جَبَلَ الدَّیْلَمِ وَ لَوْ لَمْ یَبْقَ إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَفْتَحَهَا.

السَّابِعُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی ذِكْرِ الْمَهْدِیِّ وَ هُوَ یَجِی ءُ بَعْدَ مُلُوكٍ جَبَابِرَةٍ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ قَیْسِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَیَكُونُ بَعْدِی خُلَفَاءُ وَ مِنْ بَعْدِ الْخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ وَ مِنْ بَعْدِ الْأُمَرَاءِ مُلُوكٌ جَبَابِرَةٌ ثُمَّ یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.

الثَّامِنُ وَ الثَّلَاثُونَ فِی قَوْلِهِ علیه السلام مِنَّا الَّذِی یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام خَلْفَهُ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنَّا الَّذِی یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام خَلْفَهُ.

ص: 84

التَّاسِعُ وَ الثَّلَاثُونَ وَ هُوَ یُكَلِّمُ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَنْزِلُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَیَقُولُ أَمِیرُهُمُ الْمَهْدِیُّ تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَیَقُولُ أَلَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَی بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ.

الْأَرْبَعُونَ فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْإِمَامِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَنْ تَهْلِكَ أُمَّةٌ أَنَا فِی أَوَّلِهَا وَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ فِی آخِرِهَا وَ الْمَهْدِیُّ فِی وَسَطِهَا.

بیان: جسمه جسم إسرائیلی أی مثل بنی إسرائیل فی طول القامة و عظم الجثة و قال الجزری فی صفة المهدی علیه السلام أنه أجلی الجبهة الأجلی الخفیف شعر ما بین النزعتین من الصدغین و الذی انحسر الشعر عن جبهته و قال الشمم ارتفاع قصبة الأنف و استواء أعلاها و إشراف الأرنبة قلیلا و قال فیه أنه علیه السلام كان متوشحا بثوب قطری هو ضرب من البرود فیه حمرة و لها أعلام فیها بعض الخشونة و قیل هی حلل جیاد تحمل من قبل البحرین.

«38»- كشف، [كشف الغمة] ذكر الشیخ أبو عبد اللّٰه محمد بن یوسف بن محمد الشافعی فی كتاب كفایة الطالب فی مناقب علی بن أبی طالب و قال فی أوله: إنی جمعت هذا الكتاب و عریته من طرق الشیعة لیكون الاحتجاج به آكد فقال فی المهدی علیه السلام.

الْبَابُ الْأَوَّلُ فِی ذِكْرِ خُرُوجِهِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زِرٍّ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی تَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِی سُنَنِهِ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ علیهم السلام: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِی سُنَنِهِ.

وَ أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْهَرُ الصَّرِیفِینِیُّ بِدِمَشْقَ وَ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِیُّ بِجَامِعِ جَبَلِ قاسبون [قَاسِیُونَ] قَالا أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَامِعِ

ص: 85

بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَامِیُّ بِهَرَاةَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الطَّائِیُّ أَنْبَأَنَا عِیسَی بْنُ شُعَیْبِ بْنِ إِسْحَاقَ السِّجْزِیُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ بُشْرَی السِّجْزِیُّ أَنْبَأَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَاصِمٍ الْآبُرِیُّ فِی كِتَابِ مَنَاقِبِ الشَّافِعِیِّ: ذَكَرَ هَذَا الْحَدِیثَ وَ قَالَ فِیهِ وَ زَادَ زَائِدَةً(1)

فِی رِوَایَتِهِ لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ فِیهِ رَجُلًا مِنِّی أَوْ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

قَالَ الْكَنْجِیُّ: وَ قَدْ ذَكَرَ التِّرْمِذِیُّ الْحَدِیثَ فِی جَامِعِهِ وَ لَمْ یَذْكُرْ وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی وَ ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ فِی مُعْظَمِ رِوَایَاتِ الْحُفَّاظِ وَ الثِّقَاتِ مِنْ نَقَلَةِ الْأَخْبَارِ اسْمُهُ اسْمِی فَقَطْ وَ الَّذِی رَوَی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی فَهُوَ زَائِدَةٌ وَ هُوَ یَزِیدُ فِی الْحَدِیثِ وَ إِنْ صَحَّ فَمَعْنَاهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی أَیِ الْحُسَیْنُ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَجَعْلُ الْكُنْیَةِ اسْماً كِنَایَةٌ عَنْ أَنَّهُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ الْحَسَنِ وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَكُونَ الرَّاوِی تَوَهَّمَ قَوْلَهُ ابْنِی فَصَحَّفَهُ فَقَالَ أَبِی فَوَجَبَ حَمْلُهُ عَلَی هَذَا جَمْعاً بَیْنَ الرِّوَایَاتِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَفَا اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا أَصْحَابُنَا الشِّیعَةُ فَلَا یُصَحِّحُونَ هَذَا الْحَدِیثَ لِمَا ثَبَتَ عِنْدَهُمْ مِنِ اسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ علیه السلام وَ أَمَّا الْجُمْهُورُ فَقَدْ نَقَلُوا أَنَّ زَائِدَةً كَانَ یَزِیدُ فِی الْأَحَادِیثِ فَوَجَبَ الْمَصِیرُ إِلَی أَنَّهُ مِنْ زِیَادَتِهِ لِیَكُونَ جَمْعاً بَیْنَ الْأَقْوَالِ وَ الرِّوَایَاتِ.

الْبَابُ الثَّانِی فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتَذَاكَرْنَا الْمَهْدِیَّ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ- أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ فِی سُنَنِهِ وَ عَنْهُ عَنْهَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ فِی سُنَنِهِ.

«14»- وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام یُصْلِحُهُ اللَّهُ فِی لَیْلَةٍ.

ص: 86


1- 1. هذه الزیادة لیست مخصوصة بحدیث زائدة، عن زر، عن عبد اللّٰه، بل رواه غیره أیضا كما مرّ علیك فی هذا الباب و قد رواه أبو داود فی سننه ج 2 ص 421: عن فطر و غیره و الظاهر أنهم أرادوا أن یحرفوا الحدیث الی محمّد بن عبد اللّٰه المهدی العباسیّ و لذلك تراهم یقولون فی بعض الأحادیث: و كنیته أبو عبد اللّٰه.

الْبَابُ الثَّالِثُ فِی أَنَّ الْمَهْدِیَّ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: نَحْنُ وُلْدُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَاتُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَ حَمْزَةُ وَ عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ فِی صَحِیحِهِ.

الْبَابُ الرَّابِعُ فِی أَمْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمُبَایَعَةِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُقْتَلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِیفَةٍ ثُمَّ لَا یَصِیرُ إِلَی وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّایَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَیَقْتُلُونَكُمْ قَتْلًا لَمْ یُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ ذَكَرَ شَیْئاً لَا أَحْفَظُهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا رَأَیْتُمُوهُ فَبَایِعُوهُ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ فَإِنَّهُ خَلِیفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِیُّ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ ابْنُ مَاجَةَ.

الْبَابُ الْخَامِسُ فِی ذِكْرِ نُصْرَةِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ لِلْمَهْدِیِّ علیه السلام عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَیْدِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَیُوطِئُونَ لِلْمَهْدِیِّ یَعْنِی سُلْطَانَهُ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ رَوَتْهُ الثِّقَاتُ وَ الْأَثْبَاتُ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَاجَةَ الْقَزْوِینِیُّ فِی سُنَنِهِ.

وَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ فِتْیَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَلَمَّا رَآهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ قَالَ فَقُلْنَا مَا نَزَالُ نَرَی فِی وَجْهِكَ شَیْئاً نَكْرَهُهُ قَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَی الدُّنْیَا وَ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِی سَیَلْقَوْنَ بَعْدِی بَلَاءً وَ تَشْرِیداً وَ تَطْرِیداً حَتَّی یَأْتِیَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ مَعَهُمْ رَایَاتٌ سُودٌ فَیَسْأَلُونَ الْخَیْرَ وَ لَا یُعْطَوْنَهُ فَیُقَاتِلُونَ فَیُنْصَرُونَ فَیُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا وَ لَا یَقْبَلُونَهُ حَتَّی یَدْفَعُوهَا إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَیَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مَلَئُوهَا جَوْراً فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكُمْ مِنْكُمْ فَلْیَأْتِهِمْ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ.

وَ رَوَی ابْنُ أَعْثَمَ الْكُوفِیُّ فِی كِتَابِ الْفُتُوحِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَیْحاً لِلطَّالَقَانِ فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا كُنُوزاً لَیْسَتْ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ لَكِنْ بِهَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ عَرَفُوا اللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَ هُمْ أَیْضاً أَنْصَارُ الْمَهْدِیِّ فِی آخِرِ الزَّمَانِ.

الْبَابُ السَّادِسُ فِی مِقْدَارِ مُلْكِهِ بَعْدَ ظُهُورِهِ علیه السلام عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: خَشِینَا أَنْ یَكُونَ بَعْدَ نَبِیِّنَا حَدَثٌ فَسَأَلْنَا نَبِیَّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ فِی أُمَّتِی الْمَهْدِیَ

ص: 87

یَخْرُجُ یَعِیشُ خَمْساً أَوْ سَبْعاً أَوْ تِسْعاً زَیْدٌ الشَّاكُّ قَالَ قُلْنَا وَ مَا ذَاكَ قَالَ سِنِینَ قَالَ فَیَجِی ءُ إِلَیْهِ الرَّجُلُ فَیَقُولُ یَا مَهْدِیُّ أَعْطِنِی قَالَ فَیَحْثِی لَهُ فِی ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ یَحْمِلَهُ.

قَالَ الْحَافِظُ التِّرْمِذِیُّ حَدِیثٌ حَسَنٌ وَ قَدْ رُوِیَ مِنْ غَیْرِ وَجْهِ أَبِی سَعِیدٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَكُونُ فِی أُمَّتِیَ الْمَهْدِیُّ إِنْ قَصُرَ فَسَبْعٌ وَ إِلَّا فَتِسْعٌ یَتَنَعَّمُ فِیهِ أُمَّتِی نِعْمَةً لَمْ یَتَنَعَّمُوا مِثْلَهَا قَطُّ تُؤْتِی الْأَرْضُ أُكُلَهَا وَ لَا تَدَّخِرُ مِنْهُمْ شَیْئاً وَ الْمَالُ یَوْمَئِذٍ كُدُوسٌ یَقُومُ الرَّجُلُ فَیَقُولُ یَا مَهْدِیُّ أَعْطِنِی فَیَقُولُ خُذْ.

وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِیفَةٍ فَیَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ هَارِباً إِلَی مَكَّةَ فَیَأْتِیهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَیُخْرِجُونَهُ وَ هُوَ كَارِهٌ فَیُبَایِعُونَهُ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ یُبْعَثُ إِلَیْهِ بَعْثُ الشَّامِ فَتَنْخَسِفُ بِهِمُ الْبَیْدَاءُ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَإِذَا رَأَی النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ الشَّامِ وَ عَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَیُبَایِعُونَهُ ثُمَّ یَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ أحواله [أَخْوَالُهُ] كَلْبٌ فَیَبْعَثُ إِلَیْهِمْ بَعْثاً

فَیَظْهَرُونَ عَلَیْهِمْ وَ ذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ وَ الْخَیْبَةُ لِمَنْ لَمْ یَشْهَدْ غَنِیمَةَ كَلْبٍ فَیَقْسِمُ الْمَالَ وَ یَعْمَلُ فِی النَّاسِ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُلْقِی الْإِسْلَامَ بِجِرَانِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَیَلْبَثُ سَبْعَ سِنِینَ ثُمَّ یُتَوَفَّی وَ یُصَلِّی عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ هِشَامٍ تِسْعَ سِنِینَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ غَیْرُ مُعَاذٍ عَنْ هِشَامٍ تِسْعَ سِنِینَ قَالَ هَذَا سِیَاقُ الْحُفَّاظِ كَالتِّرْمِذِیِّ وَ ابْنِ مَاجَةَ الْقَزْوِینِیِّ وَ أَبِی دَاوُدَ.

الْبَابُ السَّابِعُ فِی بَیَانِ أَنَّهُ یُصَلِّی بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْیَمَ فِیكُمْ وَ إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ مُتَّفَقٌ عَلَی صِحَّتِهِ مِنْ حَدِیثِ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ وَ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحَیْهِمَا.

وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِی یُقَاتِلُونَ عَلَی الْحَقِّ ظَاهِرِینَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَیَنْزِلُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَیَقُولُ أَمِیرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَیَقُولُ أَلَا إِنَّ بَعْضَكُمْ

ص: 88

عَلَی بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ.

قال: هذا حدیث حسن صحیح أخرجه مسلم فی صحیحه فإن كان الحدیث المتقدم قد أول فهذا لا یمكن تأویله لأنه صریح فإن عیسی علیه السلام یقدم أمیر المسلمین و هو یومئذ المهدی علیه السلام فعلی هذا بطل تأویل من قال معنی قوله و إمامكم منكم أی یؤمكم بكتابكم قال فإن سأل سائل و قال مع صحة هذه الأخبار و هی أن عیسی یصلی خلف المهدی علیه السلام و یجاهد بین یدیه و أنه یقتل الدجال بین یدی المهدی علیه السلام و رتبة التقدم فی الصلاة معروفة و كذلك رتبة التقدم فی الجهاد و هذه الأخبار مما یثبت طرقها و صحتها عند السنة و كذلك ترویها الشیعة علی السواء و هذا هو الإجماع من كافة أهل الإسلام إذ من عدا الشیعة و السنة من الفرق فقوله ساقط مردود و حشو مطرح فثبت أن هذا إجماع كافة أهل الإسلام و مع ثبوت الإجماع علی ذلك و صحته فأیما أفضل الإمام أو المأموم فی الصلاة و الجهاد معا الجواب عن ذلك أن نقول هما قدوتان نبی و إمام و إن كان أحدهما قدوة لصاحبه فی حال اجتماعهما و هو الإمام یكون قدوة للنبی فی تلك الحال و لیس فیهما من یأخذه فی اللّٰه لومة لائم و هما أیضا معصومان من ارتكاب القبائح كافة و المداهنة و الریاء و النفاق و لا یدعو الداعی لأحدهما إلی فعل ما یكون خارجا عن حكم الشریعة و لا مخالفا لمراد اللّٰه و رسوله صلی اللّٰه علیه و آله و إذا كان الأمر كذلك فالإمام أفضل من المأموم لموضع ورود الشریعة المحمدیة بذلك بدلیل قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَؤُمُّ بِالْقَوْمِ أَقْرَؤُهُمْ فَإِنِ اسْتَوَوْا فَأَعْلَمُهُمْ فَإِنِ اسْتَوَوْا فَأَفْقَهُهُمْ فَإِنِ اسْتَوَوْا فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنِ اسْتَوَوْا فَأَصْبَحُهُمْ وَجْهاً.

فلو علم الإمام أن عیسی أفضل منه لما جاز له أن یتقدم علیه لإحكامه علم الشریعة و لموضع تنزیه اللّٰه تعالی له عن ارتكاب كل مكروه و كذلك لو علم عیسی أنه أفضل منه لما جاز له أن یقتدی به لموضع تنزیه اللّٰه له من الریاء و النفاق و المحاباة بل لما تحقق الإمام أنه أعلم منه جاز له أن یتقدم علیه و كذلك قد تحقق عیسی أن الإمام أعلم

ص: 89

منه فلذلك قدمه و صلی خلفه و لو لا ذلك لم یسعه الاقتداء بالإمام فهذه درجة الفضل فی الصلاة ثم الجهاد هو بذل النفس بین یدی من یرغب إلی اللّٰه تعالی بذلك و لو لا ذلك لم یصح لأحد جهاد بین یدی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لا بین یدی غیره و الدلیل علی صحة ما ذهبنا إلیه قول اللّٰه سبحانه و تعالی إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفی بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِكُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (1) و لأن الإمام نائب الرسول فی أمته و لا یسوغ لعیسی علیه السلام أن یتقدم علی الرسول فكذلك علی نائبه و مما یؤید هذا القول

مَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ یَزِیدَ بْنِ مَاجَةَ الْقَزْوِینِیُّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فِی نُزُولِ عِیسَی علیه السلام فَمِنْ ذَلِكَ: قَالَتْ أُمُّ شَرِیكٍ بِنْتُ أَبِی الْعَكَرِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَیْنَ الْعَرَبُ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ هُمْ یَوْمَئِذٍ قَلِیلٌ وَ جُلُّهُمْ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ یُصَلِّی بِهِمُ الصُّبْحَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَرَجَعَ ذَلِكَ الْإِمَامُ یَنْكُصُ یَمْشِی الْقَهْقَرَی لِیَتَقَدَّمَ عِیسَی علیه السلام یُصَلِّی بِالنَّاسِ فَیَضَعُ عِیسَی علیه السلام یَدَهُ بَیْنَ كَتِفَیْهِ ثُمَّ یَقُولُ لَهُ تَقَدَّمْ.

قال هذا حدیث صحیح ثابت ذكره ابن ماجة فی كتابه عن أبی أمامة الباهلی قال خطبنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هذا مختصره.

الْبَابُ الثَّامِنُ فِی تَحْلِیَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَهْدِیَّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ مِنِّی أَجْلَی الْجَبْهَةِ أَقْنَی الْأَنْفِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَمْلِكُ سَبْعَ سِنِینَ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِیُّ فِی صَحِیحِهِ وَ رَوَاهُ غَیْرُهُ مِنَ الْحُفَّاظِ كَالطَّبَرَانِیِّ وَ غَیْرِهِ.

وَ ذَكَرَ ابْنُ شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیُّ فِی كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ فِی بَابِ الْأَلِفِ وَ اللَّامِ بِإِسْنَادِهِ

ص: 90


1- 1. براءة: 112.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ طَاوُسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ أَیْضاً عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ الدُّرِّیِّ اللَّوْنُ لَوْنٌ عَرَبِیٌّ وَ الْجِسْمُ جِسْمٌ إِسْرَائِیلِیُّ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً یَرْضَی بِخِلَافَتِهِ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ الطَّیْرُ فِی الْجَوِّ یَمْلِكُ عِشْرِینَ سَنَةً.

الْبَابُ التَّاسِعُ فِی تَصْرِیحِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّ الْمَهْدِیَّ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْخُدْرِیَّ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ شَهِدْتَ بَدْراً قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ أَ لَا تُحَدِّثُنِی بِشَیْ ءٍ مِمَّا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ وَ فَضْلِهِ فَقَالَ بَلَی أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرِضَ مَرْضَةً نَقِهَ مِنْهَا فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ فَاطِمَةُ تَعُودُهُ وَ أَنَا جَالِسٌ عَنْ یَمِینِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الضَّعْفِ

خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّی بَدَتْ دُمُوعُهَا عَلَی خَدِّهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ أَخْشَی الضَّیْعَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكِ فَبَعَثَهُ نَبِیّاً ثُمَّ اطَّلَعَ ثَانِیَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَأَوْحَی إِلَیَّ فَأَنْكَحْتُهُ وَ اتَّخَذْتُهُ وَصِیّاً أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّكِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ إِیَّاكِ زَوَّجَكِ أَغْزَرَهُمْ عِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ حِلْماً وَ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً فَاسْتَبْشَرَتْ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَزِیدَهَا مَزِیدَ الْخَیْرِ كُلِّهِ الَّذِی قَسَمَهُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام ثَمَانِیَةُ أَضْرَاسٍ یَعْنِی مَنَاقِبَ إِیمَانٌ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حِكْمَتُهُ وَ زَوْجَتُهُ وَ سِبْطَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْیُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أُعْطِینَا سِتَّ خِصَالٍ لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ لَا یُدْرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الْآخِرِینَ غَیْرُنَا نَبِیُّنَا خَیْرُ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِیُّنَا خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِیدُنَا خَیْرُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّ أَبِیكِ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ وَ مِنَّا مَهْدِیُّ الْأُمَّةِ الَّذِی یُصَلِّی عِیسَی خَلْفَهُ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَی مَنْكِبِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ مِنْ هَذَا مَهْدِیُّ الْأُمَّةِ قَالَ هَكَذَا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ صَاحِبُ الْجَرْحِ وَ التَّعْدِیلِ.

الْبَابُ الْعَاشِرُ فِی ذِكْرِ كَرَمِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی نَضْرَةَ قَالَ: كُنَّا

ص: 91

عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ یُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا یُجْبَی إِلَیْهِمْ قَفِیزٌ وَ لَا دِرْهَمٌ قُلْنَا مِنْ أَیْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ یَمْنَعُونَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ یُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لَا یُجْبَی إِلَیْهِمْ دِینَارٌ وَ لَا مُدٌّ قُلْنَا مِنْ أَیْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ ثُمَّ سَكَتَ هُنَیْهَةً ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَكُونُ فِی آخِرِ أُمَّتِی خَلِیفَةٌ یَحْثِی الْمَالَ حَثْیاً لَا یَعُدُّهُ عَدّاً قَالَ قُلْتُ لِأَبِی نَضْرَةَ وَ أَبِی الْعَلَاءِ الرَّیَّانِیِّ إِنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ لَا.

قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ صَحِیحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی نَضْرَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ خُلَفَائِكُمْ خَلِیفَةٌ یَحْثُو الْمَالَ حَثْیاً لَا یَعُدُّهُ عَدّاً قَالَ هَذَا حَدِیثٌ ثَابِتٌ صَحِیحٌ أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ.

وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِیِّ یُبْعَثُ فِی أُمَّتِی عَلَی اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَ زَلَازِلَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَرْضَی عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ یَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحاً فَقَالَ رَجُلٌ مَا صِحَاحاً قَالَ بِالسَّوِیَّةِ بَیْنَ النَّاسِ وَ یَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله غِنًی وَ یَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّی یَأْمُرَ مُنَادِیاً یُنَادِی یَقُولُ مَنْ لَهُ فِی الْمَالِ حَاجَةٌ فَمَا یَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَیَقُولُ أَنَا فَیَقُولُ ائْتِ السَّدَّانَ یَعْنِی الْخَازِنَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ الْمَهْدِیَّ یَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِیَنِی مَالًا فَیَقُولُ لَهُ احْثُ حَتَّی إِذَا جَعَلَهُ فِی حَجْرِهِ وَ أَبْرَزَهُ نَدِمَ فَیَقُولُ كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ نَفْساً أَعْجَزَ عَمَّا وَسِعَهُمْ فَیَرُدُّهُ وَ لَا یَقْبَلُ مِنْهُ فَیُقَالُ لَهُ إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَیْئاً أَعْطَیْنَاهُ فَیَكُونُ لِذَلِكَ سَبْعَ سِنِینَ أَوْ ثَمَانَ سِنِینَ أَوْ تِسْعَ سِنِینَ ثُمَّ لَا خَیْرَ فِی الْعَیْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ ثُمَّ لَا خَیْرَ فِی الْحَیَاةِ بَعْدَهُ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ صَحِیحٌ حَسَنٌ ثَابِتٌ أَخْرَجَهُ شَیْخُ أَهْلِ الْحَدِیثِ فِی مُسْنَدِهِ وَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ دَلَالَةٌ عَلَی أَنَّ الْمُجْمَلَ فِی صَحِیحِ مُسْلِمٍ هُوَ هَذَا الْمُبَیَّنُ فِی مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وِفْقاً بَیْنَ الرِّوَایَاتِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَكُونُ عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَ ظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْمَهْدِیُّ یَكُونُ عَطَاؤُهُ هَنِیئاً قَالَ حَدِیثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ.

الْبَابُ الْحَادِی عَشَرَ فِی الرَّدِّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَهْدِیَّ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ

ص: 92

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مِنَّا آلُ مُحَمَّدٍ الْمَهْدِیُّ أَمْ مِنْ غَیْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا بَلْ مِنَّا یَخْتِمُ اللَّهُ بِهِ الدِّینَ كَمَا فَتَحَ بِنَا وَ بِنَا یُنْقَذُونَ مِنَ الْفِتْنَةِ كَمَا أُنْقِذُوا مِنَ الشِّرْكِ وَ بِنَا یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَةِ كَمَا أَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِهِمْ بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ وَ بِنَا یُصْبِحُونَ بَعْدَ عَدَاوَةِ الْفِتْنَةِ إِخْوَاناً كَمَا أَصْبَحُوا بَعْدَ عَدَاوَةِ الشِّرْكِ إِخْوَاناً فِی دِینِهِمْ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ عَالٍ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ فِی كُتُبِهِمْ فَأَمَّا الطَّبَرَانِیُّ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِی الْمُعْجَمِ الْأَوْسَطِ وَ أَمَّا أَبُو نُعَیْمٍ فَرَوَاهُ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ أَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ فَقَدْ سَاقَهُ فِی عَوَالِیهِ.

وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَنْزِلُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ فَیَقُولُ أَمِیرُهُمُ الْمَهْدِیُّ تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَیَقُولُ أَلَا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَی بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ تَعَالَی هَذِهِ الْأُمَّةَ.

قَالَ: هَذَا حَدِیثٌ صَحِیحٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِی أُسَامَةَ فِی مُسْنَدِهِ وَ رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی عَوَالِیهِ وَ فِی هَذِهِ النُّصُوصِ دَلَالَةٌ عَلَی أَنَّ الْمَهْدِیَّ غَیْرُ عِیسَی وَ مَدَارُ الْحَدِیثِ لَا مَهْدِیَّ إِلَّا عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُنْدِیُّ مُؤَذِّنُ الْجُنْدِ قَالَ الشَّافِعِیُّ الْمُطَّلِبِیُّ كَانَ فِیهِ تَسَاهُلٌ فِی الْحَدِیثِ قَالَ قَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ وَ اسْتَفَاضَتْ بِكَثْرَةِ رُوَاتِهَا عَنِ الْمُصْطَفَی علیه السلام فِی الْمَهْدِیِّ وَ أَنَّهُ یَمْلِكُ سَبْعَ سِنِینَ وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ أَنَّهُ یَخْرُجُ مَعَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ یُسَاعِدُهُ عَلَی قَتْلِ الدَّجَّالِ بِبَابِ لُدٍّ بِأَرْضِ فِلَسْطِینَ وَ أَنَّهُ یَؤُمُّ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَ عِیسَی یُصَلِّی خَلْفَهُ فِی طُولٍ مِنْ قِصَّتِهِ وَ أَمْرِهِ وَ قَدْ ذَكَرَهُ الشَّافِعِیُّ فِی كِتَابِ الرِّسَالَةِ وَ لَنَا بِهِ أَصْلٌ وَ نَرْوِیهِ وَ لَكِنْ یَطُولُ ذِكْرُ سَنَدِهِ قَالَ وَ قَدِ اتَّفَقُوا عَلَی أَنَّ الْخَبَرَ لَا یُقْبَلُ إِذَا كَانَ الرَّاوِی مَعْرُوفاً بِالتَّسَاهُلِ فِی رِوَایَتِهِ.

الْبَابُ الثَّانِی عَشَرَ فِی قَوْلِهِ علیه السلام لَنْ تَهْلِكَ أُمَّةٌ أَنَا فِی أَوَّلِهَا وَ عِیسَی فِی آخِرِهَا وَ الْمَهْدِیُّ فِی وَسَطِهَا وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَنْ یَهْلِكَ أُمَّةٌ الْحَدِیثَ.

قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی عَوَالِیهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ وَ عِیسَی فِی آخِرِهَا لَمْ یُرِدْ بِهِ أَنَّ عِیسَی یَبْقَی بَعْدَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام لِأَنَّ ذَلِكَ لَا یَجُوزُ لِوُجُوهٍ.

ص: 93

مِنْهَا أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا خَیْرَ فِی الْحَیَاةِ بَعْدَهُ. وَ فِی رِوَایَةٍ: لَا خَیْرَ فِی الْعَیْشِ بَعْدَهُ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَ مِنْهَا أَنَّ الْمَهْدِیَّ علیه السلام إِذَا كَانَ إِمَامَ آخِرِ الزَّمَانِ وَ لَا إِمَامَ بَعْدَهُ مَذْكُورٌ فِی رِوَایَةِ أَحَدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ هَذَا غَیْرُ مُمْكِنٍ أَنَّ الْخَلْقَ یَبْقَی بِغَیْرِ إِمَامٍ فَإِنْ قِیلَ إِنَّ عِیسَی یَبْقَی بَعْدَهُ إِمَامُ الْأُمَّةِ قُلْتُ لَا یَجُوزُ هَذَا الْقَوْلُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله صَرَّحَ أَنَّهُ لَا خَیْرَ بَعْدَهُ وَ إِذَا كَانَ عِیسَی فِی قَوْمٍ لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ لَا خَیْرَ فِیهِمْ وَ أَیْضاً لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ إِنَّهُ نَائِبُهُ لِأَنَّهُ جَلَّ مَنْصَبُهُ عَنْ ذَلِكَ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ إِنَّهُ یَسْتَقِلُّ بِالْأُمَّةِ لِأَنَّ ذَلِكَ یُوهِمُ الْعَوَامَّ انْتِقَالَ الْمِلَّةِ الْمُحَمَّدِیَّةِ إِلَی الْمِلَّةِ الْعِیسَوِیَّةِ وَ هَذَا كُفْرٌ فَوَجَبَ حَمْلُهُ عَلَی الصَّوَابِ وَ هُوَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ دَاعٍ إِلَی مِلَّةِ الْإِسْلَامِ وَ الْمَهْدِیَّ أَوْسَطُ دَاعٍ وَ الْمَسِیحَ آخِرُ دَاعٍ فَهَذَا مَعْنَی الْخَبَرِ عِنْدِی وَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَكُونَ مَعْنَاهُ الْمَهْدِیُّ أَوْسَطُ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَعْنِی خَیْرَهَا إِذْ هُوَ إِمَامُهَا وَ بَعْدَهُ یَنْزِلُ عِیسَی مُصَدِّقاً لِلْإِمَامِ وَ عَوْناً لَهُ وَ مُسَاعِداً وَ مُبَیِّناً لِلْأُمَّةِ صِحَّةَ مَا یَدَّعِیهِ الْإِمَامُ فَعَلَی هَذَا یَكُونُ الْمَسِیحُ آخِرَ الْمُصَدِّقِینَ عَلَی وِفْقِ النَّصِّ قَالَ الْفَقِیرُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی أَثَابَهُ اللَّهُ بِمَنِّهِ وَ كَرَمِهِ قَوْلُهُ الْمَهْدِیُّ أَوْسَطُ الْأُمَّةِ یَعْنِی خَیْرَهَا یُوهِمُ أَنَّ الْمَهْدِیَّ علیه السلام خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هَذَا لَا قَائِلَ بِهِ وَ الَّذِی أَرَاهُ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ دَاعٍ وَ الْمَهْدِیَّ علیه السلام لَمَّا كَانَ تَابِعاً لَهُ وَ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِهِ جُعِلَ وَسَطاً لِقُرْبِهِ مِمَّنْ هُوَ تَابِعُهُ وَ عَلَی شَرِیعَتِهِ وَ عِیسَی علیه السلام لَمَّا كَانَ صَاحِبَ مِلَّةٍ أُخْرَی وَ دَعَا فِی آخِرِ زَمَانِهِ إِلَی شَرِیعَةٍ غَیْرِ شَرِیعَتِهِ حَسُنَ أَنْ یَكُونَ آخِرَهَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ.

«14»- الْبَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ كُنْیَتِهِ وَ أَنَّهُ یُشْبِهُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُلُقِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا اسْمُهُ اسْمِی وَ خُلُقُهُ خُلُقِی یُكَنَّی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.

قَالَ: هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ رُزِقْنَاهُ عَالِیاً بِحَمْدِ اللَّهِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله خُلُقُهُ خُلُقِی مِنْ أَحْسَنِ الْكِنَایَاتِ عَنِ انْتِقَامِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام مِنَ الْكُفَّارِ لِدِینِ اللَّهِ تَعَالَی كَمَا كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ قَالَ تَعَالَی إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ قَالَ الْفَقِیرُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَفَا اللَّهُ عَنْهُ الْعَجَبُ مِنْ قَوْلِهِ مِنْ أَحْسَنِ

ص: 94

الْكِنَایَاتِ إِلَی آخِرِ الْكَلَامِ وَ مِنْ أَیْنَ تَحَجَّرَ عَلَی الْخُلُقِ فَجَعَلَهُ مَقْصُوراً عَلَی الِانْتِقَامِ فَقَطْ وَ هُوَ عَامٌّ فِی جَمِیعِ أَخْلَاقِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ كَرَمِهِ وَ شَرَفِهِ وَ عِلْمِهِ وَ حِلْمِهِ وَ شَجَاعَتِهِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ أَخْلَاقِهِ الَّتِی عَدَدْتُهَا صَدْرَ هَذَا الْكِتَابِ وَ أَعْجَبُ مِنْ قَوْلِهِ ذِكْرُ الْآیَةِ دَلِیلًا عَلَی مَا قَرَّرَهُ.

الْبَابُ الرَّابِعَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ اسْمِ الْقَرْیَةِ الَّتِی یَكُونُ مِنْهَا خُرُوجُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا كرعَةُ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ رُزِقْنَاهُ عَالِیاً أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّیْخِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی عَوَالِیهِ كَمَا سُقْنَاهُ.

الْبَابُ الْخَامِسَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ الْغَمَامَةِ الَّتِی تُظَلِّلُ الْمَهْدِیَّ علیه السلام عِنْدَ خُرُوجِهِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ وَ عَلَی رَأْسِهِ غَمَامَةٌ فِیهَا مُنَادٍ یُنَادِی هَذَا الْمَهْدِیُّ خَلِیفَةُ اللَّهِ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ مَا رُوِّینَاهُ عَالِیاً إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

الْبَابُ السَّادِسَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ الْمَلَكِ الَّذِی یَخْرُجُ مَعَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ وَ عَلَی رَأْسِهِ مَلَكٌ یُنَادِی إِنَّ هَذَا الْمَهْدِیُّ فَاتَّبِعُوهُ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ رَوَتْهُ الْحُفَّاظُ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَهْلِ الْحَدِیثِ كَأَبِی نُعَیْمٍ وَ الطَّبَرَانِیِّ وَ غَیْرِهِمَا.

الْبَابُ السَّابِعَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ صِفَةِ الْمَهْدِیِّ وَ لَوْنِهِ وَ جِسْمِهِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ مُرْسَلًا وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی لَوْنُهُ لَوْنٌ عَرَبِیٌّ وَ جِسْمُهُ جِسْمٌ إِسْرَائِیلِیٌّ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ كَأَنَّهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً یَرْضَی بِخِلَافَتِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ الطَّیْرُ فِی الْجَوِّ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ رُزِقْنَاهُ عَالِیاً بِحَمْدِ اللَّهِ عَنْ جَمٍّ غَفِیرٍ أَصْحَابِ الثَّقَفِیِّ وَ سَنَدُهُ مَعْرُوفٌ عِنْدَنَا.

الْبَابُ الثَّامِنَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ خَالِهِ عَلَی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ وَ ثِیَابِهِ وَ فَتْحِهِ مَدَائِنَ الشِّرْكِ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ

ص: 95

الرُّومِ أَرْبَعُ هُدَنٍ فِی یَوْمِ الرَّابِعَةِ عَلَی یَدَیْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ هِرَقْلَ یَدُومُ سَبْعَ سِنِینَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ یُقَالُ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ غَیْلَانَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ إِمَامُ النَّاسِ یَوْمَئِذٍ قَالَ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً كَأَنَّ وَجْهَهُ كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ فِی خَدِّهِ الْأَیْمَنِ خَالٌ أَسْوَدُ عَلَیْهِ عَبَاءَتَانِ قَطَوَانِیَّتَانِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَسْتَخْرِجُ الْكُنُوزَ وَ یَفْتَحُ مَدَائِنَ الشِّرْكِ قَالَ هَذَا سِیَاقُ الطَّبَرَانِیِّ فِی مُعْجَمِهِ الْأَكْبَرِ.

الْبَابُ التَّاسِعَ عَشَرَ فِی ذِكْرِ كَیْفِیَّةِ أَسْنَانِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ مِنْ عِتْرَتِی رَجُلًا أَفْرَقَ الثَّنَایَا أَجْلَی الْجَبْهَةِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ یَفِیضُ الْمَالُ فَیْضاً قَالَ هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی عَوَالِیهِ.

الْبَابُ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ فَتْحِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام الْقُسْطَنْطِینِیَّةَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّی یَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَفْتَحُ الْقُسْطَنْطِینِیَّةَ وَ جَبَلَ الدَّیْلَمِ وَ لَوْ لَمْ یَبْقَ إِلَّا یَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَفْتَحَهَا قَالَ هَذَا سِیَاقُ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ وَ قَالَ هَذَا هُوَ الْمَهْدِیُّ بِلَا شَكٍّ وِفْقاً بَیْنَ الرِّوَایَاتِ.

الْبَابُ الْحَادِی وَ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ خُرُوجِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام بَعْدَ مُلُوكٍ جَبَابِرَةٍ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَیَكُونُ بَعْدِی خُلَفَاءُ وَ مِنْ بَعْدِ الْخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ وَ مِنْ بَعْدِ الْأُمَرَاءِ مُلُوكٌ جَبَابِرَةٌ ثُمَّ یَخْرُجُ الْمَهْدِیُّ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی فَوَائِدِهِ وَ الطَّبَرَانِیُّ فِی مُعْجَمِهِ الْأَكْبَرِ.

الْبَابُ الثَّانِی وَ الْعِشْرُونَ فِی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَهْدِیُّ إِمَامٌ صَالِحٌ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ الدَّجَّالَ وَ قَالَ فِیهِ إِنَّ الْمَدِینَةَ لَتَنْفِی خَبَثَهَا كَمَا یَنْفِی الْكِیرُ خَبَثَ الْحَدِیدِ وَ یُدْعَی ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ الْخَلَاصِ فَقَالَتْ أُمُّ شَرِیكٍ فَأَیْنَ الْعَرَبُ یَوْمَئِذٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُمْ یَوْمَئِذٍ قَلِیلٌ وَ جُلُّهُمْ بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ إِمَامُهُمُ الْمَهْدِیُّ رَجُلٌ صَالِحٌ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنٌ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ.

ص: 96

الْبَابُ الثَّالِثُ وَ الْعِشْرُونَ فِی ذِكْرِ تَنَعُّمِ الْأُمَّةِ زَمَنَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: تَتَنَعَّمُ أُمَّتِی فِی زَمَنِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام نِعْمَةً لَمْ یَتَنَعَّمُوا مِثْلَهَا قَطُّ یُرْسَلُ السَّمَاءُ عَلَیْهِمْ مِدْرَاراً وَ لَا تَدَعُ الْأَرْضُ شَیْئاً مِنْ نَبَاتِهَا إِلَّا أَخْرَجَتْهُ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنُ الْمَتْنِ رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِیُّ فِی مُعْجَمِهِ الْأَكْبَرِ.

الْبَابُ الرَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ فِی أَخْبَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّ الْمَهْدِیَّ خَلِیفَةُ اللَّهِ تَعَالَی وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُقْتَلُ عِنْدَ كَنْزِكُمْ ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِیفَةٍ لَا یَصِیرُ إِلَی وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَجِی ءُ الرَّایَاتُ السُّودُ فَیَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا لَمْ یُقْتَلْهُ قَوْمٌ ثُمَّ یَجِی ءُ خَلِیفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِیُّ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأْتُوهُ فَبَایِعُوهُ فَإِنَّهُ خَلِیفَةُ اللَّهِ الْمَهْدِیُّ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ حَسَنُ الْمَتْنِ وَقَعَ إِلَیْنَا عَالِیاً مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ حُسْنِ تَوْفِیقِهِ وَ فِیهِ دَلِیلٌ عَلَی شَرَفِ الْمَهْدِیِّ بِكَوْنِهِ خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ عَلَی لِسَانِ أَصْدَقِ وُلْدِ آدَمَ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْآیَةَ(1).

الْبَابُ الْخَامِسُ وَ الْعِشْرُونَ: فِی الدَّلَالَةِ عَلَی كَوْنِ الْمَهْدِیِّ حَیّاً بَاقِیاً مُذْ غَیْبَتِهِ إِلَی الْآنَ وَ لَا امْتِنَاعَ فِی بَقَائِهِ بِدَلِیلِ بَقَاءِ عِیسَی وَ الْخَضِرِ وَ إِلْیَاسَ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ بَقَاءِ الدَّجَّالِ وَ إِبْلِیسَ اللَّعِینِ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ هَؤُلَاءِ قَدْ ثَبَتَ بَقَاؤُهُمْ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ قَدِ اتَّفَقُوا ثُمَّ أَنْكَرُوا جَوَازَ بَقَاءِ الْمَهْدِیِّ لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَنْكَرُوا بَقَاءَهُ مِنْ وَجْهَیْنِ أَحَدُهُمَا طُولُ الزَّمَانِ وَ الثَّانِی أَنَّهُ فِی سِرْدَابٍ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَقُومَ أَحَدٌ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ هَذَا مُمْتَنِعٌ عَادَةً قَالَ مُؤَلِّفُ الْكِتَابِ مُحَمَّدُ بْنُ یُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَنْجِیُّ بِعَوْنِ اللَّهِ نَبْتَدِئُ أَمَّا عِیسَی علیه السلام فَالدَّلِیلُ عَلَی بَقَائِهِ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (2) وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِهِ مُنْذُ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا وَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ أَمَّا السُّنَّةُ فَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ

ص: 97


1- 1. المائدة: 67.
2- 2. النساء: 158.

عَنِ النُّوَاسِ بْنِ سِمْعَانَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فِی قِصَّةِ الدَّجَّالِ قَالَ فَیَنْزِلُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَیْضَاءِ شَرْقِیِّ دِمَشْقَ بَیْنَ مَهْرُودَتَیْنِ (1) وَاضِعاً كَفَّیْهِ عَلَی أَجْنِحَةِ مَلَكَیْنِ وَ أَیْضاً مَا تَقَدَّمَ مِنْ قَوْلِهِ كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْیَمَ فِیكُمْ وَ إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ وَ أَمَّا الْخَضِرُ وَ إِلْیَاسُ فَقَدْ قَالَ ابْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ الْخَضِرُ وَ إِلْیَاسُ بَاقِیَانِ یَسِیرَانِ فِی الْأَرْضِ.

وَ أَیْضاً فَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثاً طَوِیلًا عَنِ الدَّجَّالِ فَكَانَ فِیمَا حَدَّثَنَا قَالَ یَأْتِی وَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَیْهِ أَنْ یَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِینَةِ فَیَنْتَهِی إِلَی بَعْضِ السِّبَاخِ الَّتِی تَلِی الْمَدِینَةَ فَیَخْرُجُ إِلَیْهِ یَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَیْرُ النَّاسِ أَوْ مِنْ خَیْرِ النَّاسِ فَیَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِی حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثَهُ فَیَقُولُ الدَّجَّالُ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْیَیْتُهُ أَ تَشُكُّونَ فِی الْأَمْرِ فَیَقُولُونَ لَا قَالَ فَیَقْتُلُهُ ثُمَّ یُحْیِیهِ فَیَقُولُ حِینَ یُحْیِیهِ وَ اللَّهِ مَا كُنْتُ فِیكَ قَطُّ أَشَدَّ بَصِیرَةً مِنِّی الْآنَ قَالَ فَیُرِیدُ الدَّجَّالُ أَنْ یَقْتُلَهُ فَلَا یُسَلَّطُ عَلَیْهِ.

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ سَعْدٍ: یُقَالُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ الْخَضِرُ علیه السلام قَالَ هَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ فِی صَحِیحِهِ كَمَا سُقْنَاهُ سَوَاءً وَ أَمَّا الدَّلِیلُ عَلَی بَقَاءِ الدَّجَّالِ فَإِنَّهُ أَوْرَدَ حَدِیثَ تَمِیمٍ الدَّارِیِّ وَ الْجَسَّاسَةِ وَ الدَّابَّةِ الَّتِی كَلَّمَتْهُمْ وَ هُوَ حَدِیثٌ صَحِیحٌ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ وَ قَالَ هَذَا صَرِیحٌ فِی بَقَاءِ الدَّجَّالِ قَالَ وَ أَمَّا الدَّلِیلُ عَلَی بَقَاءِ إِبْلِیسَ اللَّعِینِ فَآیُ الْكِتَابِ الْعَزِیزِ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَی قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِی إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ (2)

وَ أَمَّا بَقَاءُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَقَدْ جَاءَ فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ أَمَّا الْكِتَابُ فَقَدْ قَالَ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (3) قَالَ هُوَ الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَةِ فَاطِمَةَ وَ أَمَّا مَنْ قَالَ إِنَّهُ عِیسَی علیه السلام فَلَا تَنَافِیَ بَیْنَ الْقَوْلَیْنِ إِذْ هُوَ مُسَاعِدٌ لِلْإِمَامِ عَلَی مَا تَقَدَّمَ وَ قَدْ قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَیْمَانَ

ص: 98


1- 1. هكذا فی مشكاة المصابیح ص 473 و فی سنن ابی داود ج 2 ص 432 ممصرتین یقال: ثوب مهرود: أصفر مصبوغ بالهرد و ثوب ممصر: مصبوغ بالمصر أی الطین الأحمر أو الأصفر.
2- 2. الحجر: 37.
3- 3. براءة: 34.

وَ مَنْ شَایَعَهُ مِنَ الْمُفَسِّرِینَ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ(1) قَالَ هُوَ الْمَهْدِیُّ یَكُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ بَعْدَ خُرُوجِهِ یَكُونُ قِیَامُ السَّاعَةِ وَ أَمَارَاتُهَا وَ أَمَّا الْجَوَابُ عَنْ طُولِ الزَّمَانِ فَمِنْ حَیْثُ النَّصِّ وَ الْمَعْنَی أَمَّا النَّصُّ فَمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَخْبَارِ عَلَی أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ الثَّلَاثَةِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ أَنَّهُمْ لَیْسَ فِیهِمْ مَتْبُوعٌ غَیْرُ الْمَهْدِیِّ بِدَلِیلِ أَنَّهُ إِمَامُ الْأُمَّةِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ أَنَّ عِیسَی علیه السلام یُصَلِّی خَلْفَهُ كَمَا وَرَدَ فِی الصِّحَاحِ وَ یُصَدِّقُهُ فِی دَعْوَاهُ وَ الثَّالِثُ هُوَ الدَّجَّالُ اللَّعِینُ وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ حَیٌّ مَوْجُودٌ وَ أَمَّا الْمَعْنَی فِی بَقَائِهِمْ فَلَا یَخْلُو مِنْ أَحَدِ قِسْمَیْنِ إِمَّا أَنْ یَكُونَ بَقَاؤُهُمْ فِی مَقْدُورِ اللَّهِ تَعَالَی أَوْ لَا یَكُونُ وَ مُسْتَحِیلٌ أَنْ یَخْرُجَ عَنْ مَقْدُورِ اللَّهِ لِأَنَّ مَنْ بَدَأَ الْخَلْقَ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ أَفْنَاهُ ثُمَّ یُعِیدُهُ بَعْدَ الْفَنَاءِ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ الْبَقَاءُ فِی مَقْدُورِهِ تَعَالَی فَلَا یَخْلُو مِنْ قِسْمَیْنِ إِمَّا أَنْ یَكُونَ رَاجِعاً إِلَی اخْتِیَارِ اللَّهِ تَعَالَی أَوْ إِلَی اخْتِیَارِ الْأُمَّةِ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ رَاجِعاً إِلَی اخْتِیَارِ الْأُمَّةِ لِأَنَّهُ لَوْ صَحَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ لَجَازَ لِأَحَدِنَا أَنْ یَخْتَارَ الْبَقَاءَ لِنَفْسِهِ وَ لِوُلْدِهِ وَ ذَلِكَ غَیْرُ حَاصِلٍ لَنَا غَیْرُ دَاخِلٍ تَحْتَ مَقْدُورِنَا وَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ رَاجِعاً إِلَی اخْتِیَارِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ثُمَّ لَا یَخْلُو بَقَاءُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ مِنْ قِسْمَیْنِ أَیْضاً إِمَّا أَنْ یَكُونَ لِسَبَبٍ أَوْ لَا یَكُونَ لِسَبَبٍ فَإِنْ كَانَ لِغَیْرِ سَبَبٍ كَانَ خَارِجاً عَنْ وَجْهِ الْحِكْمَةِ وَ مَا یَخْرُجُ عَنْ وَجْهِ الْحِكْمَةِ لَا یَدْخُلُ فِی أَفْعَالِ اللَّهِ تَعَالَی فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ لِسَبَبٍ یَقْتَضِیهِ حِكْمَةُ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ وَ سَنَذْكُرُ سَبَبَ بَقَاءِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَی حِدَتِهِ أَمَّا بَقَاءُ عِیسَی علیه السلام لِسَبَبٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِهِ مُنْذُ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا أَحَدٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ هَذَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ أَمَّا الدَّجَّالُ اللَّعِینُ لَمْ یُحْدِثْ حَدَثاً مُنْذُ عَهِدَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ خَارِجٌ فِیكُمُ الْأَعْوَرُ الدَّجَّالُ وَ أَنَّ مَعَهُ جِبِالًا مِنْ خُبْزٍ تَسِیرُ مَعَهُ إِلَی غَیْرِ ذَلِكَ مِنْ آیَاتِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ لَا مُحَالَةَ

ص: 99


1- 1. الزخرف: 61.

وَ أَمَّا الْإِمَامُ الْمَهْدِیُّ علیه السلام مُذْ غَیْبَتِهِ عَنِ الْأَبْصَارِ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا لَمْ یَمْلَأِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا تَقَدَّمَتِ الْأَخْبَارُ فِی ذَلِكَ فَلَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مَشْرُوطاً بِآخَرِ الزَّمَانِ فَقَدْ صَارَتْ هَذِهِ الْأَسْبَابُ لِاسْتِیفَاءِ الْأَجَلِ الْمَعْلُومِ فَعَلَی هَذَا اتَّفَقَتْ أَسْبَابُ بَقَاءِ الثَّلَاثَةِ وَ هُمْ عِیسَی وَ الْمَهْدِیُّ وَ الدَّجَّالُ لِصِحَّةِ أَمْرٍ مَعْلُومٍ فِی وَقْتٍ مَعْلُومٍ وَ هُمْ صَالِحَانِ نَبِیٌّ وَ إِمَامٌ وَ طَالِحٌ عَدُوُّ اللَّهِ وَ هُوَ الدَّجَّالُ وَ قَدْ تَقَدَّمَتِ الْأَخْبَارُ مِنَ الصِّحَاحِ بِمَا ذَكَرْنَاهُ فِی صِحَّةِ بَقَاءِ الدَّجَّالِ مَعَ صِحَّةِ بَقَاءِ عِیسَی علیه السلام فَمَا الْمَانِعُ مِنْ بَقَاءِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام مَعَ كَوْنِ بَقَائِهِ بِاخْتِیَارِ اللَّهِ وَ دَاخِلًا تَحْتَ مَقْدُورِهِ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ آیَةُ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَعَلَی هَذَا هُوَ أَوْلَی بِالْبَقَاءِ مِنَ الِاثْنَیْنِ الْآخَرَیْنِ لِأَنَّهُ إِذَا بَقِیَ الْمَهْدِیُّ علیه السلام كَانَ إِمَامَ آخِرِ الزَّمَانِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا تَقَدَّمَتِ الْأَخْبَارُ فَیَكُونُ بَقَاؤُهُ مَصْلَحَةً لِلْمُكَلَّفِینَ وَ لُطْفاً بِهِمْ فِی بَقَائِهِ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ الدَّجَّالُ إِذَا بَقِیَ فَبَقَاؤُهُ مَفْسَدَةٌ لِلْعَالَمِینَ لِمَا ذُكِرَ مِنِ ادِّعَاءِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ فَتْكِهِ بِالْأُمَّةِ وَ لَكِنْ فِی بَقَائِهِ ابْتِلَاءٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی لِیَعْلَمَ الْمُطِیعَ مِنْهُمْ مِنَ الْعَاصِی وَ الْمُحْسِنَ مِنَ الْمُسِی ءِ وَ الْمُصْلِحَ مِنَ الْمُفْسِدِ وَ هَذَا هُوَ الْحِكْمَةُ فِی بَقَاءِ الدَّجَّالِ وَ أَمَّا بَقَاءُ عِیسَی فَهُوَ سَبَبُ إِیمَانِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِهِ لِلْآیَةِ وَ التَّصْدِیقِ بِنُبُوَّةِ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ وَ یَكُونُ تِبْیَاناً لِدَعْوَی الْإِمَامِ عِنْدَ أَهْلِ الْإِیمَانِ وَ مُصَدِّقاً لِمَا دَعَا إِلَیْهِ عِنْدَ أَهْلِ الطُّغْیَانِ بِدَلِیلِ صَلَاتِهِ خَلْفَهُ وَ نُصْرَتِهِ إِیَّاهُ وَ دُعَائِهِ إِلَی الْمِلَّةِ الْمُحَمَّدِیَّةِ الَّتِی هُوَ إِمَامٌ فِیهَا فَصَارَ بَقَاءُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام أَصْلًا وَ بَقَاءُ الِاثْنَیْنِ فَرْعاً عَلَی بَقَائِهِ فَكَیْفَ یَصِحُّ بَقَاءُ الْفَرْعَیْنِ مَعَ عَدَمِ بَقَاءِ الْأَصْلِ لَهُمَا وَ لَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَصَحَّ وُجُودُ الْمُسَبَّبِ مِنْ دُونِ وُجُودِ السَّبَبِ وَ ذَلِكَ مُسْتَحِیلٌ فِی الْعُقُولِ وَ إِنَّمَا قُلْنَا إِنَّ بَقَاءَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام أَصْلٌ لِبَقَاءِ الِاثْنَیْنِ لِأَنَّهُ لَا یَصِحُّ وُجُودُ عِیسَی علیه السلام بِانْفِرَادِهِ غَیْرَ نَاصِرٍ لِمِلَّةِ الْإِسْلَامِ وَ غَیَرِ مُصَدِّقٍ لِلْإِمَامِ لِأَنَّهُ لَوْ صَحَّ ذَلِكَ لَكَانَ مُنْفَرِداً بِدَوْلَةٍ وَ دَعْوَةٍ وَ ذَلِكَ یُبْطِلُ دَعْوَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ حَیْثُ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ تَبَعاً فَصَارَ مَتْبُوعاً وَ أَرَادَ أَنْ یَكُونَ فَرْعاً فَصَارَ أَصْلًا وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ

ص: 100

قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَلَالُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ عَلَی لِسَانِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَی لِسَانِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ لَهُ عَوْناً وَ نَاصِراً وَ مُصَدِّقاً وَ إِذَا لَمْ یَجِدْ مَنْ یَكُونُ لَهُ عَوْناً وَ مُصَدِّقاً لَمْ یَكُنْ لِوُجُودِهِ تَأْثِیرٌ فَثَبَتَ أَنَّ وُجُودَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام أَصْلٌ لِوُجُودِهِ وَ كَذَلِكَ الدَّجَّالُ اللَّعِینُ لَا یَصِحُّ وُجُودُهُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ وَ لَا یَكُونُ لِلْأُمَّةِ إِمَامٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهِ وَ وَزِیرٌ یُعَوِّلُونَ عَلَیْهِ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ یَزَلِ الْإِسْلَامُ مَقْهُوراً وَ دَعْوَتُهُ بَاطِلَةً فَصَارَ وُجُودُ الْإِمَامِ أَصْلًا لِوُجُودِهِ عَلَی مَا قُلْنَاهُ وَ أَمَّا الْجَوَابُ عَنْ إِنْكَارِهِمْ بَقَاءَهُ فِی السِّرْدَابِ مِنْ غَیْرِ أَحَدٍ یَقُومُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ فَفِیهِ جَوَابَانِ أَحَدُهُمَا بَقَاءُ عِیسَی علیه السلام فِی السَّمَاءِ مِنْ غَیْرِ أَحَدٍ یَقُومُ بِطَعَامِهِ وَ شَرَابِهِ وَ هُوَ بَشَرٌ مِثْلُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَلَمَّا جَازَ بَقَاؤُهُ فِی السَّمَاءِ وَ الْحَالَةُ هَذِهِ فَكَذَلِكَ الْمَهْدِیُّ فِی السِّرْدَابِ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ عِیسَی علیه السلام یُغَذِّیهِ رَبُّ الْعَالَمِینَ مِنْ خِزَانَةِ غَیْبِهِ فَقُلْتُ لَا تَفْنَی خَزَائِنُهُ بِانْضِمَامِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام إِلَیْهِ فِی غِذَائِهِ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّ عِیسَی خَرَجَ عَنْ طَبِیعَةِ الْبَشَرِیَّةِ قُلْتُ هَذِهِ دَعْوَی بَاطِلَةٌ لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَی لِأَشْرَفِ الْأَنْبِیَاءِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ فَإِنْ قُلْتَ اكْتَسَبَ ذَلِكَ مِنَ الْعَالَمِ الْعِلْوِیِّ قُلْتُ هَذَا یَحْتَاجُ إِلَی تَوْقِیفٍ وَ لَا سَبِیلَ إِلَیْهِ وَ الثَّانِی بَقَاءُ الدَّجَّالِ فِی الدَّیْرِ عَلَی مَا تَقَدَّمَ بِأَشَدِّ الْوَثَاقِ مَجْمُوعَةً یَدَاهُ إِلَی عُنُقِهِ مَا بَیْنَ رُكْبَتَیْهِ إِلَی كَعْبَیْهِ بِالْحَدِیدِ وَ فِی رِوَایَةٍ فِی بِئْرٍ مَوْثُوقٌ وَ إِذَا كَانَ بَقَاءُ الدَّجَّالِ مُمْكِناً عَلَی الْوَجْهِ الْمَذْكُورِ مِنْ غَیْرِ أَحَدٍ یَقُومُ بِهِ فَمَا الْمَانِعُ مِنْ بَقَاءِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام مُكَرَّماً مِنْ غَیْرِ الْوَثَاقِ إِذِ الْكُلُّ فِی مَقْدُورِ اللَّهِ تَعَالَی فَثَبَتَ أَنَّهُ غَیْرُ مُمْتَنِعٍ شَرْعاً وَ لَا عَادَةً ثُمَّ ذَكَرَ بَعْدَ هَذِهِ الْأَبْحَاثِ خَبَرَ سَطِیحٍ وَ أَنَا أَذْكُرُ مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ إِلَیْهِ وَ مُقْتَضَاهُ یَذْكُرُ لِذِی جَدَنٍ الْمَلِكِ وَقَائِعَ وَ حَوَادِثَ تَجْرِی وَ زَلَازِلَ مِنْ فِتَنٍ ثُمَّ إِنَّهُ یَذْكُرُ خُرُوجَ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ أَنَّهُ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ یُطَیِّبُ الدُّنْیَا وَ أَهْلَهَا فِی أَیَّامِ

ص: 101

دَوْلَتِهِ علیه السلام وَ رُوِیَ عَنِ الْحَافِظِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ أَنَّهُ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ مِنْ طِوَالاتِ الْمَشَاهِیرِ كَذَا ذَكَرَهُ الْحُفَّاظُ فِی كُتُبِهِمْ وَ لَمْ یُخَرَّجْ فِی الصَّحِیحِ.

«39»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وَ أَمَّا مَا وَرَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَهْدِیِّ مِنَ الْأَحَادِیثِ الصَّحِیحَةِ فَمِنْهَا مَا نَقَلَهُ الْإِمَامَانِ أَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَنَدِهِ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْمَهْدِیُّ مِنِّی أَجْلَی الْجَبْهَةِ أَقْنَی الْأَنْفِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ یَمْلِكُ سَبْعَ سِنِینَ.

وَ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِسَنَدِهِ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا یَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَیْضاً أَبُو دَاوُدَ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ الْقَاضِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَغَوِیُّ فِی كِتَابِهِ الْمُسَمَّی بِشَرْحِ السُّنَّةِ وَ أَخْرَجَهُ الْإِمَامَانِ الْبُخَارِیُّ وَ مُسْلِمٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَنَدِهِ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْیَمَ وَ إِمَامُكُمْ مِنْكُمْ.

وَ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِسَنَدِهِمَا فِی صَحِیحَیْهِمَا یَرْفَعُهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسَنَدِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنِّی أَوْ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی وَ اسْمُ أَبِیهِ اسْمَ أَبِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَلِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِی هَذِهِ الرِّوَایَاتُ عَنْ أَبِی دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

ص: 102

وَ مِنْهَا مَا نَقَلَهُ الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی تَفْسِیرِهِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَی أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَحْنُ وُلْدُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ الْجَنَّةِ أَنَا وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ.

أقول: روی السید بن طاوس فی كتاب الطرائف من مناقب ابن المغازلی نحوا مما مر فی الباب التاسع إلی قوله و منا و الذی نفسی بیده مهدی هذه الأمة روی صاحب كشف الغمة عن محمد بن طلحة الحدیث الذی أورده أولا فی الباب الثامن عن أبی داود و الترمذی و الحدیث الأول من الباب الثانی عن أبی داود فی صحیحه و الحدیث الأول من الباب السابع عن صحیحی البخاری و مسلم و شرح السنة للحسین بن مسعود البغوی و الحدیث الثانی من الباب الأول عن أبی داود فی صحیحه و الحدیث الثالث من الباب الأول عن أبی داود و الترمذی مع زیادة و اسم أبیه اسم أبی و بدونها و حدیث الباب الثالث عن تفسیر الثعلبی ثم قال ابن طلحة فإن قیل بعض هذه الصفات لا تنطبق علی الخلف الصالح فإن اسم أبیه لا یوافق اسم والد النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثم أجاب بعد تمهید مقدمتین.

الأول أنه شائع فی لسان العرب إطلاق لفظ الأب علی الجد الأعلی كقوله تعالی مِلَّةَ أَبِیكُمْ إِبْراهِیمَ و قوله حكایة عن یوسف وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِی إِبْراهِیمَ و فی حدیث الإسراء أن جبرئیل قال هذا أبوك إبراهیم و الثانی أن لفظة الاسم تطلق علی الكنیة و علی الصفة كما

روی البخاری و مسلم: أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله سمی علیا أبا تراب و لم یكن اسم أحب إلیه منه.

فأطلق لفظ الاسم علی الكنیة و مثل ذلك قول المتنبی:

أجل قدرك أن تسمی مؤنبة و***من كناك فقد سماك للعرب.

ثم قال و لما كان الحجة من ولد أبی عبد اللّٰه الحسین فأطلق النبی علی الكنیة لفظ الاسم إشارة إلی أنه من ولد الحسین علیه السلام بطریق جامع موجز انتهی.

أقول: ذكر بعض المعاصرین فیه وجها آخر و هو أن كنیة الحسن العسكری أبو محمد و عبد اللّٰه أبو النبی صلی اللّٰه علیه و آله أبو محمد فتتوافق الكنیتان و الكنیة داخلة تحت الاسم

ص: 103

و الأظهر ما مر من كون أبی مصحف ابنی.

أَقُولُ مَا رَوَاهُ عَنِ الصَّحِیحَیْنِ وَ فِرْدَوْسٍ الدَّیْلَمِیِّ مُطَابِقٌ لِمَا عِنْدَنَا مِنْ نُسَخِهَا وَ عِنْدِی مِنْ شَرْحِ السُّنَّةِ لِلْحُسَیْنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبَغَوِیِّ نُسْخَةٌ قَدِیمَةٌ أَنْقُلُ عَنْهُ مَا وَجَدْتُهُ فِیهِ مِنْ رِوَایَاتِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام بِإِسْنَادِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ زِیَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْحَنَفِیُّ أَخْبَرَنَا الْحُسَیْنُ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِیُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرِیِّ التَّمِیمِیُّ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّیْرَفِیُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَیْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی بُرْدَةَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً.

وَ أَنْبَأَنَا مُعَمَّرٌ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِی الصَّدِیقِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلَاءً یُصِیبُ هَذِهِ الْأُمَّةَ حَتَّی لَا یَجِدَ الرَّجُلُ مَلْجَأً یَلْجَأُ إِلَیْهِ مِنَ الظُّلْمِ فَیَبْعَثُ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِی أَهْلِ بَیْتِی فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً یَرْضَی عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَ سَاكِنُ الْأَرْضِ لَا یَدَعُ السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَیْئاً إِلَّا صَبَّهُ مِدْرَاراً وَ لَا یَدَعُ الْأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا شَیْئاً إِلَّا أَخْرَجَتْهُ حَتَّی یَتَمَنَّی الْأَحْیَاءُ الْأَمْوَاتَ تَعِیشُ فِی ذَلِكَ سَبْعَ سِنِینَ أَوْ ثَمَانَ سِنِینَ أَوْ تِسْعَ سِنِینَ وَ یُرْوَی هَذَا مِنْ غَیْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ أَبُو الصِّدِّیقِ النَّاجِی اسْمُهُ بَكْرُ بْنُ عُمَرَ.

وَ رُوِیَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْمَهْدِیُّ مِنْ عِتْرَتِی مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ وَ یُرْوَی وَ یَعْمَلُ فِی النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِیِّهِمْ فَیَلْبَثُ سَبْعَ سِنِینَ ثُمَّ یُتَوَفَّی وَ یُصَلِّی عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی نَضْرَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قِصَّةِ الْمَهْدِیِّ قَالَ فَیَجِی ءُ الرَّجُلُ فَیَقُولُ یَا مَهْدِیُّ أَعْطِنِی أَعْطِنِی فَیَحْثِی لَهُ فِی ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ یَحْمِلَهُ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ زِیَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِیُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاذٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِیُ

ص: 104

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمُقْرِی الْآدَمِیُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْحِسَائِیُّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِیَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنْ أَبِی نَضْرَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَخْرُجُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ خَلِیفَةٌ یُعْطِی الْمَالَ بِغَیْرِ عَدَدٍ هَذَا حَدِیثٌ صَحِیحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ- عَنْ زُهَیْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ انْتَهَی.

أقول: روی ابن الأثیر فی جامع الأصول ناقلا عن عدة من صحاحهم عن أبی هریرة و جابر و ابن مسعود و علی علیه السلام و أم سلمة رضی اللّٰه عنها و أبی سعید و أبی إسحاق عشر روایات فی خروج المهدی علیه السلام و اسمه و وصفه و أن عیسی علیه السلام یصلی خلفه تركناها مخافة الإطناب و فیما أوردناه كفایة لأولی الألباب.

«40»- یف، [الطرائف] ذَكَرَ الثَّعْلَبِیُّ: فِی تَفْسِیرِ حم عسق بِإِسْنَادِهِ قَالَ السِّینُ سَنَاءُ الْمَهْدِیِّ علیه السلام وَ الْقَافُ قُوَّةُ عِیسَی علیه السلام حِینَ یَنْزِلُ فَیَقْتُلُ النَّصَارَی وَ یُخَرِّبُ الْبِیَعَ.

وَ عَنْهُ: فِی قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْمَهْدِیَّ علیه السلام یُسَلِّمُ عَلَیْهِمْ وَ یُحْیِیهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ثُمَّ یَرْجِعُونَ إِلَی رَقْدَتِهِمْ فَلَا یَقُومُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«41»- یف، [الطرائف] ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْمَهْدِیُّ طَاوُسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

أقول: ثم روی السید عن الجمع بین الصحاح الستة و كتاب الفردوس و المناقب لابن المغازلی و المصابیح لأبی محمد بن مسعود الفراء كثیرا مما مر من أخبار المهدی علیه السلام ثم قال و كان بعض العلماء من الشیعة قد صنف كتابا وجدته و وقفت علیه و فیه أحادیث أحسن مما أوردناه و قد سماه كتاب كشف المخفی فی مناقب المهدی علیه السلام و روی فیه مائة و عشرة أحادیث من طرق رجال الأربعة المذاهب فتركت نقلها بأسانیدها و ألفاظها كراهیة للتطویل و لئلا یمل ناظرها و لأن بعض ما أوردنا یغنی عن زیادة التفصیل لأهل الإنصاف و العقل الجمیل و سأذكر أسماء من روی المائة و عشرة الأحادیث التی فی كتاب المخفی عن أخبار المهدی علیه السلام لتعلم مواضعها علی التحقیق و تزداد هدایة أهل التوفیق.

ص: 105

فمنها من صحیح البخاری ثلاثة أحادیث و منها من صحیح مسلم أحد عشر حدیثا و منها من الجمع بین الصحیحین للحمیدی حدیثان و من الجمع بین الصحاح الستة لزید بن معاویة العبدری أحد عشر حدیثا و منها من كتاب فضائل الصحابة مما أخرجه الشیخ الحافظ عبد العزیز العكبری من مسند أحمد بن حنبل سبعة أحادیث و منها من تفسیر الثعلبی خمسة أحادیث و منها من

غریب الحدیث لابن قتیبة الدینوری ستة أحادیث و منها من كتاب الفردوس لابن شیرویه الدیلمی أربعة أحادیث و منها من كتاب مسند سیدة نساء العالمین فاطمة الزهراء علیه السلام تألیف الحافظ أبی الحسن علی الدارقطنی ستة أحادیث و منها من كتاب الحافظ أیضا من مسند أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ثلاثة أحادیث و من كتاب المبتدإ للكسائی حدیثان یشتملان أیضا علی ذكر المهدی علیه السلام و ذكر خروج السفیانی و الدجال و منها من كتاب المصابیح لأبی الحسین بن مسعود الفراء خمسة أحادیث.

و منها من كتاب الملاحم لأبی الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن عبید اللّٰه المناری أربعة و ثلاثون حدیثا و منها من كتاب الحافظ محمد بن عبد اللّٰه الحضرمی المعروف بابن مطیق ثلاثة أحادیث و منها من كتاب الرعایة لآمل الروایة لأبی الفتح محمد بن إسماعیل بن إبراهیم الفرغانی ثلاثة أحادیث و منها خبر سطیح روایة الحمیدی أیضا و منها من كتاب الاستیعاب لأبی عمر یوسف بن عبد البر النمیری حدیثان.

قال السید و وقفت علی الجزء الثانی من كتاب السنن روایة محمد بن یزید ماجة قد كتب فی زمان مؤلفه تاریخ كتابته و بعض الإجازات علیه ما هذا لفظها.

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم أما بعد فقد أجزت الأخبار لأبی عمرو و محمد بن سلمة و جعفر و الحسن ابنی محمد بن سلمة حفظهم اللّٰه و هو سماعی من محمد بن یزید ماجة نفعنا اللّٰه و إیاكم به و كتب إبراهیم بن دینار بخطه و ذلك فی شهر شعبان سنة ثلاثمائة و قد عارضت به و صلی علی محمد و سلم كثیرا.

و قد تضمن هذا الجزء المذكور الموصوف كثیرا من الملاحم فمنها باب خروج المهدی و روی فی هذا الباب من ذلك الكتاب من هذه النسخة سبعة أحادیث

ص: 106

بأسانیدها فی خروج المهدی و أنه من ولد فاطمة علیه السلام و أنه یملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ذكر كشف الحالة و فضلها یرفعها إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

قال السید و وقفت أیضا علی كتاب المقتص علی محدث الأعوام لبناء ملاحم غابر الأیام تلخیص أبی الحسین أحمد بن جعفر بن محمد المناری قد كتب فی زمان مؤلفه فی آخر النسخة التی وقفت علیها ما هذا لفظه فكان الفراغ من تألیفه سنة ثلاثمائة و ثلاثین و علی الكتاب إجازات و تجویزات تاریخ بعض إجازاته فی ذی قعدة سنة ثمانین و أربعمائة من جملة هذا الكتاب ما هذا لفظه سیأتی بعض المأثور فی المهدی علیه السلام و سیرته ثم روی ثمانیة عشر حدیثا بأسانیدها إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله بتحقیق خروج المهدی علیه السلام و ظهوره و أنه من ولد فاطمة علیه السلام بنت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنه یملأ الأرض عدلا و ذكر كمال سیرته و جلالة ولایته.

ثم أشار السید إلی ما جمعه الحافظ أبو نعیم من أربعین حدیثا فی وصف المهدی علیه السلام علی ما نقله صاحب كشف الغمة ثم قال فجملة الأحادیث مائة حدیث و ستة و خمسون حدیثا و أما الذی ورد من طرق الشیعة فلا یسعه إلا مجلدات و نقل إلینا سلفنا نقلا متواترا أن المهدی المشار إلیه ولد ولادة مستورة لأن حدیث تملكه و دولته و ظهوره علی كافة الممالك و العباد و البلاد

كان قد ظهر للناس فخیف علیه كما جرت الحال فی ولادة إبراهیم و موسی علیهما السلام و غیرهما و عرفت الشیعة ذلك لاختصاصها بآبائه علیهما السلام فإن كل من یلزم بقوم كان أعرف بأحوالهم و أسرارهم من الأجانب كما أن أصحاب الشافعی أعرف بحاله من أصحاب غیره من رؤساء الأربعة المذاهب.

و قد كان علیه السلام ظهر لجماعة كثیرة من أصحاب والده العسكری و نقلوا عنه أخبارا و أحكاما شرعیة و أسبابا مرضیة.

و كان له وكلاء ظاهرون فی غیبته معروفون بأسمائهم و أنسابهم و أوطانهم یخبرون عنه بالمعجزات و الكرامات و جواب المشكلات و بكثیر مما ینقله عن آبائه عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من الغائبات منهم عثمان بن سعید العمری المدفون بقطقطان

ص: 107

الجانب الغربی ببغداد و منهم أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعید العمری و منهم أبو القاسم الحسین بن روح النوبختی و منهم علی بن محمد السمری رضی اللّٰه عنهم و قد ذكر نصر بن علی الجهضمی بروایة رجال الأربعة المذاهب حال هؤلاء الوكلاء و أسمائهم و أنهم كانوا وكلاء المهدی علیه السلام. و لقد لقی المهدی علیه السلام بعد ذلك خلق كثیر من الشیعة و غیرهم و ظهر لهم علی یده من الدلائل ما ثبت عندهم أنه هو علیه السلام و إذا كان علیه السلام الآن غیر ظاهر لجمیع شیعته فلا یمتنع أن یكون جماعة منهم یلقونه و ینتفعون بمقاله و فعاله و یكتمونه كما جری الأمر فی جماعة من الأنبیاء و الأوصیاء و الملوك و الأولیاء حیث غابوا عن كثیر من الأمة لمصالح دینیة أوجبت ذلك.

و أما استبعاد من استبعد منهم ذلك لطول عمره الشریف فما یمنع من ذلك إلا جاهل باللّٰه و بقدرته و بأخبار نبینا و عترته كیف و قد تواتر كثیر من الأخبار بطول عمر جماعة من الأنبیاء و غیرهم من المعمرین و هذا الخضر باق علی طول السنین و هو عبد صالح لیس بنبی و لا حافظ شریعة و لا بلطف فی بقاء التكلیف فكیف یستبعد طول حیاة المهدی علیه السلام و هو حافظ شریعة جده ص و لطف فی بقاء التكلیف و المنفعة ببقائه فی حال ظهوره و خفائه أعظم من المنفعة بالخضر و كیف یستبعد ذلك من یصدق بقصة أصحاب الكهف لأنه مضی لهم فیما تضمنه القرآن ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً و هم أحیاء كالنیام بغیر طعام و شراب و بقوا إلی زمن النبی صلی اللّٰه علیه و آله حیث بعث الصحابة لیسلموا علیهم كما رواه الثعلبی.

و رأیت تصنیفا لأبی حاتم سهل بن محمد السجستانی من أعیان الأربعة المذاهب سماه كتاب المعمرین إلی آخر ما ذكره رحمه اللّٰه من الاحتجاج علیهم و تركناه لأنه خارج عن مقصود كتابنا.

«42»- نص، [كفایة الأثر] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ فِی بَابِ النُّصُوصِ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی فَإِذَا مِتُّ ظَهَرَتْ لَكَ ضَغَائِنُ فِی صُدُورِ قَوْمٍ وَ سَتَكُونُ

ص: 108

بَعْدِی فِتْنَةٌ صَمَّاءُ صَیْلَمٌ-(1) یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ وَلِیجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ الشِّیعَةِ الْخَامِسَ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنْ وُلْدِكَ تَحْزَنُ لِفَقْدِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ فَكَمْ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مُتَأَسِّفٍ مُتَلَهِّفٍ حَیْرَانَ عِنْدَ فَقْدِهِ ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی سَمِیِّی وَ شَبِیهِی وَ شَبِیهُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَلَیْهِ جُیُوبُ النُّورِ أَوْ قَالَ جَلَابِیبُ النُّورِ تَتَوَقَّدُ مِنْ شُعَاعِ الْقُدْسِ كَأَنِّی بِهِمْ آیِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا بِنِدَاءٍ یُسْمَعُ مِنَ الْبُعْدِ كَمَا یُسْمَعُ مِنَ الْقُرْبِ یَكُونُ رَحْمَةً عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً عَلَی الْمُنَافِقِینَ قُلْتُ وَ مَا ذَلِكَ النِّدَاءُ قَالَ ثَلَاثَةُ أَصْوَاتٍ فِی رَجَبٍ الْأَوَّلُ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ الثَّانِی أَزِفَتِ الْآزِفَةُ الثَّالِثُ یَرَوْنَ بَدَناً بَارِزاً مَعَ قَرْنِ الشَّمْسِ یُنَادِی أَلَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ حَتَّی یَنْسُبَهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فِیهِ هَلَاكُ الظَّالِمِینَ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَأْتِی الْفَرَجُ وَ یَشْفِی اللَّهُ صُدُورَهُمْ وَ یُذْهِبْ غَیْظَ قُلُوبِهِمْ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَمْ یَكُونُ بَعْدِی مِنَ الْأَئِمَّةِ قَالَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ تِسْعَةٌ وَ التَّاسِعُ قَائِمُهُمْ.

بیان: من ولد السابع أی سابع الأئمة لا سابع الأولاد و قوله من ولدك حال أو صفة للخامس.

باب 2 ما ورد عن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه فی ذلك

«1»- ك، [إكمال الدین] الشَّیْبَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لِلْقَائِمِ مِنَّا غَیْبَةٌ أَمَدُهَا طَوِیلٌ كَأَنِّی بِالشِّیعَةِ یَجُولُونَ جَوَلَانَ النَّعَمِ فِی غَیْبَتِهِ یَطْلُبُونَ الْمَرْعَی فَلَا یَجِدُونَهُ أَلَا فَمَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَی دِینِهِ [وَ] لَمْ یَقْسُ قَلْبُهُ لِطُولِ أَمَدِ غَیْبَةِ إِمَامِهِ فَهُوَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ الْقَائِمَ مِنَّا إِذَا قَامَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ فَلِذَلِكَ

ص: 109


1- 1. الفتنة الصماء: هی التی تدع الناس حیاری لا یجدون المخلص منها، و الصیلم الشدید من الداهیة.

تَخْفَی وِلَادَتُهُ وَ یَغِیبُ شَخْصُهُ.

«2»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ: أَنَّهُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِكَ یَا حُسَیْنُ هُوَ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ الْمُظْهِرُ لِلدِّینِ الْبَاسِطُ لِلْعَدْلِ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ فَقَالَ علیه السلام إِی وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاهُ عَلَی جَمِیعِ الْبَرِیَّةِ وَ لَكِنْ بَعْدَ غَیْبَةٍ وَ حَیْرَةٍ لَا تَثْبُتُ فِیهَا عَلَی دِینِهِ إِلَّا الْمُخْلِصُونَ الْمُبَاشِرُونَ لِرَوْحِ الْیَقِینِ الَّذِینَ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُمْ بِوَلَایَتِنَا وَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ.

«3»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادٍ الْمَكْفُوفِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی عَفِیفٍ الشَّاعِرِ(1)

قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: كَأَنِّی بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلَانَ الْإِبِلِ تَبْتَغُونَ الْمَرْعَی فَلَا تَجِدُونَهُ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ.

ك، [إكمال الدین] أبی و ابن الولید معا عن سعد عن ابن أبی الخطاب عن محمد بن سنان عن أبی الجارود عن عبد اللّٰه بن أبی عفیف: مثله.

«4»- كِتَابُ الْمُقْتَضَبِ، لِابْنِ الْعَیَّاشِ قَالَ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ الثِّقَةُ أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ عِنْدَ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ یَحْیَی عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی جُحَیْفَةَ وَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِیِّ وَ الْحَارِثِ بْنِ شَرِبٍ كُلٌّ حَدَّثَنَا: أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَكَانَ إِذَا أَقْبَلَ ابْنُهُ الْحَسَنُ یَقُولُ مَرْحَباً بِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِذَا أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ یَقُولُ بِأَبِی أَنْتَ یَا أَبَا ابْنِ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ فَقِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا بَالُكَ تَقُولُ هَذَا لِلْحَسَنِ وَ هَذَا لِلْحُسَیْنِ وَ مَنِ ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ فَقَالَ ذَاكَ الْفَقِیدُ الطَّرِیدُ الشَّرِیدُ م ح م د بْنُ

ص: 110


1- 1. كذا فی النسخة المطبوعة و سیجی ء فی الحدیث 14 عن غیبة النعمانیّ« ابن أبی عقب» و فی نسخة كمال الدین و تمام النعمة أعنی المصدر فی الباب السابع و العشرین ج 1 ص 422 ابن أبی عقبة.

الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ هَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ الْحُسَیْنِ علیه السلام.

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا بَقِیتُمْ بِلَا إِمَامٍ هُدًی وَ لَا عَلَمٍ یُرَی یَبْرَأُ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ.

«6»- شا، [الإرشاد] رَوَی مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: خَطَبَ النَّاسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَنَا سَیِّدُ الشِّیبِ وَ فِیَّ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ سَیَجْمَعُ اللَّهُ لِی أَهْلِی كَمَا جَمَعَ لِیَعْقُوبَ شَمْلَهُ وَ ذَلِكَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ وَ قُلْتُمْ ضَلَّ أَوْ هَلَكَ أَلَا فَاسْتَشْعِرُوا قَبْلَهَا بِالصَّبْرِ وَ بُوءُوا إِلَی اللَّهِ بِالذَّنْبِ فَقَدْ نَبَذْتُمْ قُدْسَكُمْ وَ أَطْفَأْتُمْ مَصَابِیحَكُمْ وَ قَلَّدْتُمْ هِدَایَتَكُمْ مَنْ لَا یَمْلِكُ لِنَفْسِهِ وَ لَا لَكُمْ سَمْعاً وَ لَا بَصَراً ضَعُفَ وَ اللَّهِ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ هَذَا وَ لَوْ لَمْ تَتَوَاكَلُوا أَمْرَكُمْ وَ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نُصْرَةِ الْحَقِّ بَیْنَكُمْ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِینِ الْبَاطِلِ لَمْ یَتَشَجَّعْ عَلَیْكُمْ مَنْ لَیْسَ مِثْلَكُمْ وَ لَمْ یَقْوَ مَنْ قَوِیَ عَلَیْكُمْ وَ عَلَی هَضْمِ الطَّاعَةِ وَ إِزْوَائِهَا عَنْ أَهْلِهَا فِیكُمْ تِهْتُمْ كَمَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ عَلَی عَهْدِ مُوسَی وَ بِحَقٍّ أَقُولُ لَیُضَعَّفَنَّ عَلَیْكُمُ التِّیهُ مِنْ بَعْدِی بِاضْطِهَادِكُمْ وُلْدِی ضِعْفَ مَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ فَلَوْ قَدِ اسْتَكْمَلْتُمْ نَهَلًا وَ امْتَلَأْتُمْ عَلَلًا عَنْ سُلْطَانِ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ فِی الْقُرْآنِ لَقَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی نَاعِقِ ضَلَالٍ وَ لَأَجَبْتُمُ الْبَاطِلَ رَكْضاً ثُمَّ لَغَادَرْتُمْ دَاعِیَ الْحَقِّ وَ قَطَعْتُمُ الْأَدْنَی مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ وَصَلْتُمُ الْأَبْعَدَ مِنْ أَبْنَاءِ الْحَرْبِ أَلَا وَ لَوْ ذَابَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ لَقَدْ دَنَا التَّمْحِیصُ لِلْجَزَاءِ وَ كُشِفَ الْغِطَاءُ وَ انْقَضَتِ الْمُدَّةُ وَ أَزِفَ الْوَعْدُ وَ بَدَا لَكُمُ النَّجْمُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ أَشْرَقَ لَكُمْ قَمَرُكُمْ كَمِلْ ءِ شَهْرِهِ وَ كَلَیْلَةٍ تَمَّ فَإِذَا اسْتَبَانَ ذَلِكَ فَرَاجِعُوا التَّوْبَةَ وَ خَالِعُوا الْحَوْبَةَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَدَارَیْتُمْ مِنَ الصَّمَمِ وَ اسْتَشْفَیْتُمْ مِنَ الْبَكَمِ وَ كُفِیتُمْ مَئُونَةَ التَّعَسُّفِ وَ الطَّلَبِ وَ نَبَذْتُمُ الثِّقَلَ الْفَادِحَ عَنِ الْأَعْنَاقِ فَلَا یُبْعِدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ أَبَی الرَّحْمَةَ وَ فَارَقَ الْعِصْمَةَ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ.

ص: 111

بیان: الشیب بالكسر و بضمتین جمع الأشیب و هو من أبیض شعره و استدارة الفلك كنایة عن طول مرور الأزمان أو تغیر أحوال الزمان و سیأتی خبر فی باب أشراط الساعة یؤید الثانی قوله هذا فصل بین الكلامین أی خذوا هذا و النهل محركة أول الشرب و العلل محركة الشربة الثانیة و الشرب بعد الشرب تباعا قوله كمل ء شهره أی كما یملأ فی شهره فی اللیلة الرابع عشر فیكون ما بعده تأكیدا أو كما إذا فرض أنه یكون نامیا متزایدا إلی آخر الشهر و سیأتی تفسیر بعض الفقرات فی شرح الخطبة المنقولة من الكافی و هی كالشرح لهذه و یظهر منها ما وقع فی هذا الموضع من التحریفات و الاختصارات المخلة بالمعنی.

«7»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حراب [فُرَاتِ] بْنِ أَحْنَفَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: زَادَ الْفُرَاتُ عَلَی عَهْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرَكِبَ هُوَ وَ ابْنَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَمَرَّ بِثَقِیفٍ فَقَالُوا قَدْ جَاءَ عَلِیٌّ یَرُدُّ الْمَاءَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَ مَا وَ اللَّهِ لَأُقْتَلَنَّ أَنَا وَ ابْنَایَ هَذَانِ وَ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ وُلْدِی فِی آخِرِ الزَّمَانِ یُطَالِبُ بِدِمَائِنَا وَ لَیَغِیبَنَّ عَنْهُمْ تَمْیِیزاً لِأَهْلِ الضَّلَالَةِ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ مَا لِلَّهِ فِی آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ حَاجَةٍ.

«8»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ(1)

عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: خَبَرٌ تَدْرِیهِ خَیْرٌ مِنْ عَشَرَةٍ تَرْوِیهِ إِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِیقَةً وَ لِكُلِّ صَوَابٍ نُوراً ثُمَّ قَالَ إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَعُدُّ الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِنَا فَقِیهاً حَتَّی یُلْحَنَ لَهُ فَیَعْرِفَ اللَّحْنَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَناً مُظْلِمَةً عَمْیَاءَ مُنْكَسِفَةً لَا یَنْجُو مِنْهَا إِلَّا النُّوَمَةُ قِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا النُّوَمَةُ قَالَ

ص: 112


1- 1. فی النسخة المطبوعة: محمّد بن همام و محمّد بن الحسین بن جمهور جمیعا عن الحسین بن محمّد بن جمهور، عن أبیه. و الصحیح ما أثبتناه راجع المصدر ص 70 و مستدرك النوریّ ج 3 ص 526.

الَّذِی یَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَیُعْمِی خَلْقَهُ مِنْهَا بِظُلْمِهِمْ وَ جَوْرِهِمْ وَ إِسْرَافِهِمْ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ خَلَتِ الْأَرْضُ سَاعَةً وَاحِدَةً مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ لَسَاخَتْ بِأَهْلِهَا وَ لَكِنَّ الْحُجَّةَ یَعْرِفُ النَّاسَ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ كَمَا كَانَ یُوسُفُ یَعْرِفُ النَّاسَ وَ هُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ثُمَّ تَلَا یا حَسْرَةً عَلَی الْعِبادِ ما یَأْتِیهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ یَسْتَهْزِؤُنَ.

بیان: قوله علیه السلام حتی یلحن له أی یتكلم معه بالرمز و الإیماء و التعریض علی جهة التقیة و المصلحة فیفهم المراد قال الجزری یقال لحنت فلانا إذا قلت له قولا یفهمه و یخفی علی غیره لأنك تمیله بالتوریة عن الواضح المفهوم و قال فی حدیث علی و ذكر آخر الزمان و الفتن ثم قال خیر أهل ذلك الزمان كل مؤمن نومة النومة بوزن الهمزة الخامل الذكر الذی لا یؤبه له و قیل الغامض فی الناس الذی لا یعرف الشر و أهله و قیل النومة بالتحریك الكثیر النوم فأما الخامل الذی لا یؤبه له فهو بالتسكین و من الأول

حَدِیثُ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا النُّوَمَةُ قَالَ الَّذِی یَسْكُتُ فِی الْفِتْنَةِ فَلَا یَبْدُو مِنْهُ شَیْ ءٌ.

«9»- نهج، [نهج البلاغة] فِی حَدِیثِهِ علیه السلام: فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّینِ بِذَنَبِهِ فَیَجْتَمِعُونَ إِلَیْهِ كَمَا یَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِیفِ.

قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَعْسُوبُ الدِّینِ السَّیِّدُ الْعَظِیمُ الْمَالِكُ لِأُمُورِ النَّاسِ یَوْمَئِذٍ وَ الْقَزَعُ قِطَعُ الْغَیْمِ الَّتِی لَا مَاءَ فِیهَا.

بیان: قالوا هذا الكلام فی خبر الملاحم الذی یذكر فیه المهدی علیه السلام و قال فی النهایة أی فارق أهل الفتنة و ضرب فی الأرض ذاهبا فی أهل دینه و أتباعه الذین یتبعونه علی رأیه و هم الأذناب و قال الزمخشری الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة و الثبات یعنی أنه یثبت هو و من یتبعه علی الدین.

«10»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا وَ أَخَذَهَا بِجَمِیعِ أَدَبِهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَیْهَا وَ الْمَعْرِفَةِ بِهَا وَ التَّفَرُّغِ لَهَا وَ هِیَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِی یَطْلُبُهَا وَ حَاجَتُهُ الَّتِی یَسْأَلُ عَنْهَا فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الْإِسْلَامُ وَ ضَرَبَ بِعَسِیبِ ذَنَبِهِ وَ أَلْصَقَ الْأَرْضَ بِجِرَانِهِ بَقِیَّةٌ مِنْ بَقَایَا حُجَّتِهِ خَلِیفَةٌ مِنْ خَلَائِفِ أَنْبِیَائِهِ.

ص: 113

بیان: قال ابن أبی الحدید قالت الإمامیة إن المراد به القائم علیه السلام المنتظر و الصوفیة یزعمون أنه ولی اللّٰه و عندهم أن الدنیا لا یخلو عن الأبدال و هم أربعون و عن الأوتاد و هم سبعة و عن القطب و هو واحد و الفلاسفة یزعمون أن المراد به العارف و عند أهل السنة هو المهدی الذی سیخلق و قد وقع اتفاق الفرق من المسلمین علی أن الدنیا و التكلیف لا ینقضی إلا علی المهدی.

قوله علیه السلام فهو مغترب أی هذا الشخص یخفی نفسه إذا ظهر الفسق و الفجور و اغترب الإسلام باغتراب العدل و الصلاح و هذا یدل علی ما ذهبت إلیه الإمامیة و العسیب عظم الذنب أو منبت الشعر منه و إلصاق الأرض بجرانه كنایة عن ضعفه و قلة نفعه فإن البعیر أقل ما یكون نفعه حال بروكه.

«11»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ وُلْدِی هُوَ الَّذِی یُقَالُ مَاتَ هَلَكَ لَا بَلْ فِی أَیِّ وَادٍ سَلَكَ.

«12»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ مُزَاحِمٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ: لَا تَنْفَكُّ هَذِهِ الشِّیعَةُ حَتَّی تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْمَعْزِ لَا یَدْرِی الْخَابِسُ عَلَی أَیِّهَا یَضَعُ یَدَهُ فَلَیْسَ لَهُمْ شُرَفٌ یُشْرِفُونَهُ وَ لَا سِنَادٌ یَسْتَنِدُونَ إِلَیْهِ فِی أُمُورِهِمْ.

إیضاح: خبس الشی ء بكفه أخذه و فلانا حقه ظلمه أی یكون كلهم مشتركین فی العجز حتی لا یدری الظالم أیهم یظلم لاشتراكهم فی احتمال ذلك كقصاب یتعرض لقطیع من المعز لا یدری أیهم یأخذ للذبح.

«13»- نی، [الغیبة] للنعمانی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الشَّاعِرِ یَعْنِی ابْنَ أَبِی عَقِبٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: كَأَنِّی بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلَانَ الْإِبِلِ تَبْتَغُونَ مَرْعًی وَ لَا تَجِدُونَهَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ.

ص: 114

«14»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ هَارُونَ بْنِ عِیسَی الْعَبْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ قَعْنَبٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هِلَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَبِّئْنَا بِمَهْدِیِّكُمْ هَذَا فَقَالَ إِذَا دَرَجَ الدَّارِجُونَ وَ قَلَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ ذَهَبَ الْمُجْلِبُونَ فَهُنَاكَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْكَ السَّلَامُ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ مِنْ ذِرْوَةِ طَوْدِ الْعَرَبِ وَ بَحْرِ مَغِیضِهَا إِذَا وَرَدَتْ وَ مَجْفُوِّ أَهْلِهَا إِذَا أَتَتْ وَ مَعْدِنِ صَفْوَتِهَا إِذَا اكْتَدَرَتْ لَا یَجْبُنُ إِذَا الْمَنَایَا هَلِعَتْ وَ لَا یَحُورُ إِذَا الْمُؤْمِنُونَ اكْتَنَفَتْ وَ لَا یَنْكُلُ إِذَا الْكُمَاةُ اصْطَرَعَتْ مُشَمِّرٌ مُغْلَوْلِبٌ ظَفِرٌ ضِرْغَامَةٌ حَصِدٌ مُخَدِّشٌ ذَكَرٌ سَیْفٌ مِنْ سُیُوفِ اللَّهِ رَأْسٌ قُثَمُ نَشِقٌ رَأْسَهُ فِی بَاذِخِ السُّؤْدُدِ وَ غَارِزٌ مَجْدَهُ فِی أَكْرَمِ الْمَحْتِدِ فَلَا یَصْرِفَنَّكَ عَنْ تَبِعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ یَنُوصُ إِلَی الْفِتْنَةِ كُلَّ مَنَاصٍ إِنْ قَالَ فَشَرُّ قَائِلٍ وَ إِنْ سَكَتَ فَذُو دَعَائِرَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی صِفَةِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَقَالَ أَوْسَعُكُمْ كَهْفاً وَ أَكْثَرُكُمْ عِلْماً وَ أَوْصَلُكُمْ رَحِماً اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ بَیْعَتَهُ خُرُوجاً مِنَ الْغُمَّةِ وَ اجْمَعْ بِهِ شَمْلَ الْأُمَّةِ فَأَنَّی جَازَ لَكَ (1)

فَاعْزِمْ وَ لَا تَنْثَنِ عَنْهُ إِنْ وَفَّقْتَ لَهُ وَ لَا تُجِیزَنَّ عَنْهُ إِنْ هُدِیتَ إِلَیْهِ هَاهْ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ شَوْقاً إِلَی رُؤْیَتِهِ.

توضیح: قال الفیروزآبادی درج دروجا و درجانا مشی و القوم انقرضوا و فلان لم یخلف نسلا أو مضی لسبیله انتهی و الغرض انقراض قرون كثیرة قوله علیه السلام و ذهب المجلبون أی المجتمعون علی الحق و المعینون للدین أو الأعم قال الجزری یقال أجلبوا علیه إذا تجمعوا و تألبوا و أجلبه أی أعانه و أجلب علیه إذا صاح به و استحثه و الطود بالفتح الجبل العظیم و فی بعض النسخ بالراء و هو بالضم أیضا الجبل و الأول أصوب و المغیض الموضع الذی یدخل فیه الماء فیغیب و لعل المعنی أنه بحر العلوم و الخیرات فهی كامنة فیه أو شبهه ببحر فی أطرافه مغایض فإن شیعتهم مغایض علومهم قوله علیه السلام و مجفو أهلها أی إذا أتاه أهله یجفونه و لا یطیعونه

ص: 115


1- 1. فی المصدر: فان خار اللّٰه لك. راجع ص 114.

قوله علیه السلام هلعت أی صارت حریصة علی إهلاك الناس قوله علیه السلام و لا یحور فی بعض النسخ و لا یخور إذا المنون أكسفت و الخور الجبن و المنون الموت و الكماة بالضم جمع الكمی و هو الشجاع أو لابس السلاح و یقال ظفر بعدوه فهو ظفر و الضرغامة بالكسر الأسد.

قوله علیه السلام حصد أی یحصد الناس بالقتل قوله مخدش أی یخدش الكفار و یجرحهم و الذكر من الرجال بالكسر القوی الشجاع الأبی ذكره الفیروزآبادی و قال الرأس أعلی كل شی ء و سید القوم و القثم كزفر الكثیر العطاء و قال الجزری رجل نشق إذا كان یدخل فی أمور لا یكاد یخلص منها و فی بعض النسخ باللام و الباء یقال رجل لبق ككتف أی حاذق بما عمل و فی بعضها شق رأسه أی جانبه و الباذخ العالی المرتفع.

قوله علیه السلام و غارز مجده أی مجده الغارز الثابت من غرز الشی ء فی الشی ء أی أدخله و أثبته و المحتد بكسر التاء الأصل و قوله ینوص صفة للصارف و قال الفیروزآبادی المناص الملجأ و ناص مناصا تحرك و عنه تنحی و إلیه نهض قوله فذو دعائر من

الدعارة و هو الخبث و الفساد و لا یبعد أن یكون تصحیف الدغائل جمع الدغیلة و هی الدغل و الحقد أو بالمهملة من الدعل بمعنی الختل قوله علیه السلام فإن جاز لك أی تیسر لك مجازا و یقال انثنی أی انعطف قوله علیه السلام و لا تجیزن عنه أی إن أدركته فی زمان غیبته و فی بعض النسخ و لا تحیزن بالحاء المهملة و الزاء المعجمة أی لا تتحیزن من التحیز عن الشی ء بمعنی التنحی عنه و كانت النسخ مصحفة محرفة فی أكثر ألفاظها.

«15»- یف، [الطرائف] فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ نَظَرَ إِلَی ابْنِهِ الْحُسَیْنِ وَ قَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَیَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ بِاسْمِ نَبِیِّكُمْ یُشْبِهُهُ فِی الْخُلُقِ وَ لَا یُشْبِهُهُ فِی الْخَلْقِ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا.

«16»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ أَخَذُوا یَمِیناً وَ شِمَالًا طعنا [ظَعْناً] فِی مَسَالِكِ الْغَیِّ وَ تَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ

ص: 116

فَلَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ وَ لَا تَسْتَبْطِئُوا مَا یَجِی ءُ بِهِ الْغَدُ فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ یُدْرِكْهُ وَ مَا أَقْرَبَ الْیَوْمَ مِنْ تَبَاشِیرِ غَدٍ یَا قَوْمُ هَذَا إِبَّانُ وُرُودِ كُلِّ مَوْعُودٍ وَ دُنُوٌّ مِنْ طَلْعَةِ مَا لَا تَعْرِفُونَ أَلَا وَ إِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا یَسْرِی فِیهَا بِسِرَاجٍ مُنِیرٍ وَ یَحْذُو فِیهَا عَلَی مِثَالِ الصَّالِحِینَ لِیَحُلَّ فِیهَا رِبْقاً وَ تعتق [یُعْتِقَ] رِقّاً وَ یَصْدَعَ شَعْباً وَ یَشْعَبَ صَدْعاً فِی سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ لَا یُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ ثُمَّ لَیُشْحَذَنَّ فِیهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَیْنِ النَّصْلَ تُجْلَی بِالتَّنْزِیلِ أَبْصَارُهُمْ وَ یُرْمَی بِالتَّفْسِیرِ فِی مَسَامِعِهِمْ وَ یُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ.

بیان: مرصد أی مترقب ما یجی ء به الغد من الفتن و الوقائع من تباشیر غد أی أوائله أو من البشری به و الإبان الوقت و الزمان یسری من السری السیر باللیل و الربق الخیط و القائف الذی یتتبع الآثار و لو تابع نظره أی و لو استقصی فی الطلب و تابع النظر و التأمل و شحذت السكین حددته أی لیحرضن فی هذه الملاحم قوم علی الحرب و یشحذ عزائمهم فی قتل أهل الضلال كما یشحذ الحداد النصل كالسیف و غیره قوله علیه السلام یجلی بالتنزیل أی یكشف الرین و الغطاء عن قلوبهم بتلاوة القرآن و إلهامهم تفسیره و معرفة أسراره و الغبوق الشرب بالعشی مقابل الصبوح.

«17»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَمَّامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَتُمْلَأَنَّ الْأَرْضُ ظُلْماً وَ جَوْراً حَتَّی لَا یَقُولَ أَحَدٌ اللَّهُ إِلَّا مُسْتَخْفِیاً ثُمَّ یَأْتِی اللَّهُ بِقَوْمٍ صَالِحِینَ یَمْلَئُونَهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

«18»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ ابْنِ عِیسَی وَ الْبَرْقِیِّ وَ ابْنِ هَاشِمٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ وَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ سَعْدٍ مَعاً عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَابُوسَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ

ص: 117

عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوَجَدْتُهُ مُفَكِّراً یَنْكُتُ فِی الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا لِی أَرَاكَ مُفَكِّراً تَنْكُتُ فِی الْأَرْضِ أَ رَغْبَةً فِیهَا قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا رَغِبْتُ فِیهَا وَ لَا فِی الدُّنْیَا یَوْماً قَطُّ وَ لَكِنِّی فَكَّرْتُ فِی مَوْلُودٍ یَكُونُ مِنْ ظَهْرِی الْحَادِیَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِی هُوَ الْمَهْدِیُّ یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً تَكُونُ لَهُ حَیْرَةٌ وَ غَیْبَةٌ یَضِلُّ فِیهَا أَقْوَامٌ وَ یَهْتَدِی فِیهَا آخَرُونَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ أَنَّی لَكَ بِالْعِلْمِ بِهَذَا الْأَمْرِ یَا أَصْبَغُ أُولَئِكَ خِیَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ قُلْتُ وَ مَا یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ ثُمَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ فَإِنَّ لَهُ إِرَادَاتٌ وَ غَایَاتٌ وَ نِهَایَاتٌ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد عن ابن أبی الخطاب عن ابن فضال عن ثعلبة: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی عبد اللّٰه بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن نضر عن ابن السندی عن أبی داود عن ثعلبة: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن علی بن محمد عن البرقی عن نضر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندی عن أبی داود: مثله- ختص، [الإختصاص] ابن قولویه عن سعد عن الطیالسی عن المنذر بن محمد عن النضر بن أبی السری: مثله أقول فی هذه الروایات كلها سوی روایة الصدوق بعد قوله و یهتدی فیها آخرون قلت یا مولای فكم تكون الحیرة و الغیبة قال ستة أیام أو ستة أشهر أو ست سنین فقلت و إن هذا لكائن إلی آخر الخبر و فی الكافی أیضا كذلك (1).

و نكت الأرض بالقضیب هو أن یؤثر بطرفه فعلی هذا المفكر المهموم و ضمیر فیها راجع إلی الأرض أی اهتمامك و تفكرك لرغبة فی الأرض و أن تصیر مالكا لها نافذ الحكم فیها أو هو راجع إلی الخلافة و ربما یحمل الكلام علی المطایبة

ص: 118


1- 1. الكافی ج 1 ص 338 غیبة النعمانیّ ص 29.

و لعل المراد بالحیرة التحیر فی المساكن و أن یكون فی كل زمان فی بلدة و ناحیة و قیل المراد حیرة الناس فیه و هو بعید.

قوله علیه السلام ستة أیام إلخ لعله مبنی علی وقوع البداء فیه و لذا ردد علیه السلام بین أمور و أشار إلیه فی آخر الخبر و یمكن أن یقال إن السائل سأل عن الغیبة و الحیرة معا فأجاب علیه السلام بأن زمان مجموعهما أحد الأزمنة المذكورة و بعد ذلك ترفع الحیرة و تبقی الغیبة فالتردید باعتبار اختلاف مراتب الحیرة إلی أن استقر أمره علیه السلام فی الغیبة و قیل المراد أن آحاد زمان الغیبة هذا المقدار كما أنه أی المهدی علیه السلام مخلوق أی كما أن وجوده محتوم فكذا غیبته محتوم فإن له إرادات فی سائر الروایات فإن له بداءات و إرادات أی یظهر من اللّٰه سبحانه فیه علیه السلام أمور بدائیة فی امتداد غیبته و زمان ظهوره و إرادات فی الإظهار و الإخفاء و الغیبة و الظهور و غایات أی منافع و مصالح فیها و نهایات مختلفة لغیبته و ظهوره بحسب ما یظهر للخلق من ذلك بسبب البداء.

«19»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ (1) عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ ذَكَرَ الْقَائِمَ علیه السلام فَقَالَ أَمَا لَیَغِیبَنَّ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ مَا لِلَّهِ فِی آلِ مُحَمَّدٍ حَاجَةٌ.

ك، [إكمال الدین] الوراق عن سعد عن إبراهیم بن هاشم عن إسحاق بن محمد عن أبی هاشم عن فرات بن أحنف عن ابن نباتة: مثله.

«20»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ یَزِیدَ الضَّخْمِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ: كَأَنِّی بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلَانَ النَّعَمِ تَطْلُبُونَ الْمَرْعَی فَلَا تَجِدُونَهُ.

ص: 119


1- 1. فی المطبوعة: ضرار بن احنف و الصحیح ما أثبتناه راجع المصدر ج 1 ص 419.

«21»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَزَوَّرٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الشَّرِیدُ الطَّرِیدُ الْفَرِیدُ الْوَحِیدُ.

«22»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ قَالَ: نَظَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی ابْنِهِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ سَیِّداً وَ سَیُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِیِّكُمْ فَیُشْبِهُهُ فِی الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ یَخْرُجُ عَلَی حِینِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وَ إِمَاتَةٍ مِنَ الْحَقِّ وَ إِظْهَارٍ مِنَ الْجَوْرِ وَ اللَّهِ لَوْ لَمْ یَخْرُجْ لَضُرِبَ عُنُقُهُ یَفْرَحُ لِخُرُوجِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ سُكَّانُهَا یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً تَمَامَ الْخَبَرِ.

«23»- نهج، [نهج البلاغة] فِی بَعْضِ خُطَبِهِ علیه السلام: فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ یَعْنِی نَفْسَهُ علیه السلام مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّی یُطْلِعَ اللَّهُ لَكُمْ مَنْ یَجْمَعُكُمْ وَ یَضُمُّ نَشْرَكُمْ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ فِی كِتَابِ الْفِتَنِ وَ قَالَ ابْنُ مِیثَمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَدْ جَاءَ فِی بَعْضِ خُطَبِهِ علیه السلام مَا یَجْرِی مَجْرَی الشَّرْحِ لِهَذَا الْوَعْدِ قَالَ علیه السلام اعْلَمُوا عِلْماً یَقِیناً أَنَّ الَّذِی یَسْتَقْبِلُ قَائِمَنَا مِنْ أَمْرِ جَاهِلِیَّتِكُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْأُمَّةَ كُلَّهَا یَوْمَئِذٍ جَاهِلِیَّةٌ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ فَلَا تَعْجَلُوا فَیَعْجَلَ الْخَوْفُ بِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الرِّفْقَ یُمْنٌ وَ الْأَنَاةَ رَاحَةٌ وَ بَقَاءٌ وَ الْإِمَامَ أَعْلَمُ بِمَا یُنْكَرُ وَ یُعْرَفُ لَیَنْزِعَنَّ عَنْكُمْ قُضَاةَ السَّوْءِ وَ لَیَقْبِضَنَّ عَنْكُمُ الْمُرَاضِینَ وَ لَیَعْزِلَنَّ عَنْكُمْ أُمَرَاءَ الْجَوْرِ وَ لَیُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ مِنْ كُلِّ غَاشٍّ وَ لَیَعْمَلَنَّ بِالْعَدْلِ وَ لَیَقُومَنَّ فِیكُمْ بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِیمِ وَ لَیَتَمَنَّیَنَّ أَحْیَاؤُكُمْ رَجْعَةَ الْكَرَّةِ عَمَّا قَلِیلٍ فَتَعَیَّشُوا إِذَنْ فَإِنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ اللَّهَ أَنْتُمْ بِأَحْلَامِكُمْ كُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ وَ كُونُوا مِنْ وَرَاءِ مَعَایِشِكُمْ فَإِنَّ الْحِرْمَانَ سَیَصِلُ إِلَیْكُمْ وَ إِنْ صَبَرْتُمْ وَ احْتَسَبْتُمْ وَ اسْتَیْقَنْتُمْ أَنَّهُ طَالِبٌ وَتَرَكُمْ وَ مُدْرِكٌ آثَارَكُمْ وَ آخِذٌ بِحَقِّكُمْ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً حَقّاً إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ.

ص: 120

أقول: و

قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ خُطْبَةٍ أَوْرَدَهَا السَّیِّدُ الرَّضِیُّ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ وَ هِیَ مُشْتَمِلَةٌ عَلَی ذِكْرِ بَنِی أُمَیَّةَ هَذِهِ الْخُطْبَةُ ذَكَرَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ السِّیَرِ وَ هِیَ مُتَدَاوِلَةٌ مَنْقُولَةٌ مُسْتَفِیضَةٌ وَ فِیهَا أَلْفَاظٌ لَمْ یُورِدْهَا الرَّضِیُّ.

ثُمَّ قَالَ وَ مِنْهَا: فَانْظُرُوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبَدُوا وَ إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فَانْصُرُوهُمْ لَیَفْرِجَنَّ اللَّهُ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ بِأَبِی ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ لَا یُعْطِیهِمْ إِلَّا السَّیْفَ هَرْجاً هَرْجاً مَوْضُوعاً عَلَی عَاتِقِهِ ثَمَانِیَةً حَتَّی تَقُولَ قُرَیْشٌ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ لَرَحِمَنَا فَیُغْرِیهِ اللَّهُ بِبَنِی أُمَیَّةَ حَتَّی یَجْعَلَهُمْ حُطَاماً وَ رُفَاتاً مَلْعُونِینَ أَیْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِیلًا سُنَّةَ اللَّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِیلًا.

ثم قال ابن أبی الحدید فإن قیل من هذا الرجل الموعود قیل أما الإمامیة فیزعمون أنه إمامهم الثانی عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجس و أما أصحابنا فیزعمون أنه فاطمی یولد فی مستقبل الزمان لأم ولد و لیس بموجود الآن.

فإن قیل فمن یكون من بنی أمیة فی ذلك الوقت موجودا حتی یقول علیه السلام فی أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم قیل أما الإمامیة فیقولون بالرجعة و یزعمون أنه سیعاد قوم بأعیانهم من بنی أمیة و غیرهم إذا ظهر إمامهم المنتظر و أنه یقطع أیدی أقوام و أرجلهم و یسمل عیون بعضهم و یصلب قوما آخرین و ینتقم من أعداء آل محمد علیهم السلام المتقدمین و المتأخرین.

و أما أصحابنا فیزعمون أنه سیخلق اللّٰه تعالی فی آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة علیه السلام لیس موجودا الآن و ینتقم به و أنه یملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما من الظالمین و ینكل بهم أشد النكال و أنه لأم ولد كما قد ورد فی هذا الأثر و فی غیره من الآثار و أن اسمه كاسم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنه یظهر بعد أن یستولی علی كثیر من الإسلام ملك من أعقاب بنی أمیة و هو السفیانی الموعود به فی الصحیح من ولد أبی سفیان بن حرب بن أمیة و أن الإمام الفاطمی یقتله و أشیاعه من بنی أمیة و غیرهم و حینئذ ینزل المسیح علیه السلام من السماء و تبدو أشراط الساعة و تظهر دابة الأرض و یبطل التكلیف و یتحقق قیام الأجساد عند نفخ الصور كما

ص: 121

نطق به الكتاب العزیز.

«24»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ أَبِی رَوْحٍ فَرَجِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَقْصِمْ جَبَّارِی دَهْرٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ تَمْهِیلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَمْ یَجْبُرْ كَسْرَ عَظْمٍ مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا بَعْدَ أَزْلٍ وَ بَلَاءٍ أَیُّهَا النَّاسُ فِی دُونِ مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ عَطْبٍ وَ اسْتَدْبَرْتُمْ مِنْ خَطْبٍ مُعْتَبَرٌ وَ مَا كُلُّ ذِی قَلْبٍ بِلَبِیبٍ وَ لَا كُلُّ ذِی سَمْعٍ بِسَمِیعٍ وَ لَا كُلُّ ذِی نَاظِرِ عَیْنٍ بِبَصِیرٍ عِبَادَ اللَّهِ أَحْسِنُوا فِیمَا یُعِینُكُمُ النَّظَرُ فِیهِ ثُمَّ انْظُرُوا إِلَی عَرَصَاتِ مَنْ قَدْ أَقَادَهُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ كَانُوا عَلَی سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ أَهْلَ جَنَّاتٍ وَ عُیُونٍ وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ كَرِیمٍ ثُمَّ انْظُرُوا بِمَا خَتَمَ اللَّهُ لَهُمْ بَعْدَ النَّظْرَةِ وَ السُّرُورِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ لِمَنْ صَبَرَ مِنْكُمُ الْعَاقِبَةُ فِی الْجِنَانِ وَ اللَّهِ مُخَلَّدُونَ وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ فَیَا عَجَبَا وَ مَا لِی لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَاءِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَی اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِی دِینِهَا لَا یَقْتَفُونَ أَثَرَ نَبِیٍّ وَ لَا یَعْتَدُّونَ بِعَمَلِ وَصِیٍّ وَ لَا یُؤْمِنُونَ بِغَیْبٍ وَ لَا یَعِفُّونَ عَنْ عَیْبٍ الْمَعْرُوفُ فِیهِمْ مَا عَرَفُوا وَ الْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا وَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ آخِذٌ مِنْهَا فِیمَا یَرَی بِعُرًی وَثِیقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ فَلَا یَزَالُونَ بِجَوْرٍ وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً لَا یَنَالُونَ تَقَرُّباً وَ لَنْ یَزْدَادُوا إِلَّا بُعْداً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أُنْسُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ وَ تَصْدِیقُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ كُلُّ ذَلِكَ وَحْشَةً مِمَّا وَرَّثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نُفُوراً مِمَّا أَدَّی إِلَیْهِمْ مِنْ أَخْبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَهْلُ حَسَرَاتٍ وَ كُهُوفُ شُبُهَاتٍ وَ أَهْلُ عَشَوَاتٍ وَ ضَلَالَةٍ وَ

رِیبَةٍ مَنْ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ رَأْیِهِ فَهُوَ مَأْمُونٌ عِنْدَ مَنْ یَجْهَلُهُ غَیْرُ الْمُتَّهَمِ عِنْدَ مَنْ لَا یَعْرِفُهُ فَمَا أَشْبَهَ هَؤُلَاءِ بِأَنْعَامٍ قَدْ غَابَ عَنْهَا رِعَاؤُهَا وَ وَا أَسَفَی مِنْ فَعَلَاتِ شِیعَتِنَا مِنْ بَعْدِ قُرْبِ مَوَدَّتِهَا الْیَوْمَ كَیْفَ یَسْتَذِلُّ بَعْدِی بَعْضُهَا بَعْضاً وَ كَیْفَ یَقْتُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً الْمُتَشَتِّتَةُ غَداً عَنِ الْأَصْلِ النَّازِلَةُ بِالْفَرْعِ الْمُؤَمِّلَةُ الْفَتْحَ مِنْ غَیْرِ جِهَتِهِ كُلُّ حِزْبٍ مِنْهُمْ آخِذٌ مِنْهُ بِغُصْنٍ أَیْنَمَا مَالَ الْغُصْنُ مَالَ مَعَهُ مَعَ

ص: 122

أَنَّ اللَّهَ وَ لَهُ الْحَمْدُ سَیَجْمَعُ هَؤُلَاءِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِبَنِی أُمَیَّةَ كَمَا یَجْمَعُ قَزَعَ الْخَرِیفِ یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَجْعَلُهُمْ رُكَاماً كَرُكَامِ السَّحَابِ ثُمَّ یَفْتَحُ لَهُمْ أَبْوَاباً یَسِیلُونَ مِنْ مُسْتَثَارِهِمْ كَسَیْلِ الْجَنَّتَیْنِ سَیْلَ الْعَرِمِ حَیْثُ نَقَبَ عَلَیْهِ فَأْرَةٌ فَلَمْ تَثْبُتْ عَلَیْهِ أَكَمَةٌ وَ لَمْ یَرُدَّ سَنَنَهُ رَصُّ طَوْدٍ یُذَعْذِعُهُمُ اللَّهُ فِی بُطُونِ أَوْدِیَةٍ ثُمَّ یَسْلُكُهُمْ یَنابِیعَ فِی الْأَرْضِ یَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ وَ یُمَكِّنُ بِهِمْ قَوْماً فِی دِیَارِ قَوْمٍ تَشْرِیداً لِبَنِی أُمَیَّةَ وَ لِكَیْ لَا یَغْتَصِبُوا مَا غَصَبُوا یُضَعْضِعُ اللَّهُ بِهِمْ رُكْناً وَ یَنْقُضُ بِهِمْ طَیَّ الْجَنَادِلِ مِنْ إِرَمَ وَ یَمْلَأُ مِنْهُمْ بُطْنَانَ الزَّیْتُونِ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَیَكُونَنَّ ذَلِكَ وَ كَأَنِّی أَسْمَعُ صَهِیلَ خَیْلِهِمْ وَ طَمْطَمَةَ رِجَالِهِمْ وَ ایْمُ اللَّهِ لَیَذُوبَنَّ مَا فِی أَیْدِیهِمْ بَعْدَ الْعُلُوِّ وَ التَّمْكِینِ فِی الْبِلَادِ كَمَا تَذُوبُ الْأَلْیَةُ عَلَی النَّارِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ مَاتَ ضَالًّا وَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُفْضِی مِنْهُمْ مَنْ دَرَجَ وَ یَتُوبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَنْ تَابَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ یَجْمَعُ شِیعَتِی بَعْدَ التَّشَتُّتِ لِشَرِّ یَوْمٍ لِهَؤُلَاءِ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ الْخِیَرَةُ بَلْ لِلَّهِ الْخِیَرَةُ وَ الْأَمْرُ جَمِیعاً أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْمُنْتَحِلِینَ لِلْإِمَامَةِ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهَا كَثِیرٌ وَ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ مُرِّ الْحَقِّ وَ لَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِینِ الْبَاطِلِ لَمْ یَتَشَجَّعْ عَلَیْكُمْ مَنْ لَیْسَ مِثْلَكُمْ وَ لَمْ یَقْوَ مَنْ قَوِیَ عَلَیْكُمْ عَلَی هَضْمِ الطَّاعَةِ وَ إِزْوَائِهَا عَنْ أَهْلِهَا لَكِنْ تِهْتُمْ كَمَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ عَلَی عَهْدِ مُوسَی علیه السلام وَ لَعَمْرِی لَیُضَاعَفَنَّ عَلَیْكُمُ التِّیهُ مِنْ بَعْدِی أَضْعَافَ مَا تَاهَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدِ اسْتَكْمَلْتُمْ مِنْ بَعْدِی مُدَّةَ سُلْطَانِ بَنِی أُمَیَّةَ لَقَدِ اجْتَمَعْتُمْ عَلَی سُلْطَانِ الدَّاعِی إِلَی الضَّلَالَةِ وَ أَحْیَیْتُمُ الْبَاطِلَ وَ أَخْلَفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَ قَطَعْتُمُ الْأَدْنَی مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ وَصَلْتُمُ الْأَبْعَدَ مِنْ أَبْنَاءِ الْحَرْبِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَعَمْرِی أَنْ لَوْ قَدْ ذَابَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ لَدَنَا التَّمْحِیصُ لِلْجَزَاءِ وَ قَرُبَ الْوَعْدُ وَ انْقَضَتِ الْمُدَّةُ وَ بَدَا لَكُمُ النَّجْمُ ذُو الذَّنَبِ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَ لَاحَ لَكُمُ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَرَاجِعُوا التَّوْبَةَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمْ طَالِعَ الْمَشْرِقِ سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَدَاوَیْتُمْ مِنَ الْعَمَی وَ الصَّمَمِ وَ الْبَكَمِ وَ كُفِیتُمْ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ التَّعَسُّفِ وَ نَبَذْتُمُ الثِّقَلَ الْفَادِحَ

ص: 123

عَنِ الْأَعْنَاقِ وَ لَا یُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ أَبَی وَ ظَلَمَ وَ اعْتَسَفَ وَ أَخَذَ مَا لَیْسَ لَهُ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (1).

بیان: الأزل الضیق و الشدة و الخطب الشأن و الأمر و یحتمل أن یكون المراد بما استدبروه ما وقع فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من استیلاء الكفرة أولا و غلبة الحق و أهله ثانیا و بما استقبلوه ما ورد علیهم بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من أشباهها و نظائرها من استیلاء المنافقین علی أمیر المؤمنین علیه السلام ثم رجوع الدولة إلیه بعد ذلك فإن الحالتین متطابقتان و یحتمل أن یكون المراد بهما شیئا واحدا و إنما یستقبل قبل وروده و یستدبر بعد مضیه و المقصود التفكر فی انقلاب أحوال الدنیا و سرعة زوالها و كثرة الفتن فیها فتدعو

إلی تركها و الزهد فیها و یحتمل علی بعد أن یكون المراد بما یستقبلونه ما هو أمامهم من أحوال البرزخ و أهوال القیامة و عذاب الآخرة و بما استدبروه ما مضی من أیام عمرهم و ما ظهر لهم مما هو محل للعبرة فیها.

بلبیب أی عاقل بسمیع أی یفهم الحق و یؤثر فیه ببصیر أی یبصر الحق و یعتبر بما یری و ینتفع بما یشاهد فیما یعنیكم أی یهمكم و ینفعكم و فی بعض النسخ یغنیكم و النظر فیه الظاهر أنه بدل اشتمال لقوله فیما یعنیكم و یحتمل أن یكون فاعلا لقوله یعنیكم بتقدیر النظر قبل الظرف أیضا.

من قد أقاده اللّٰه یقال أقاده خیلا أی أعطاه لیقودها و لعل المعنی من مكنه اللّٰه من الملك بأن خلی بینه و بین اختیاره و لم یمسك یده عما أراده بعلمه أی بما یقتضیه علمه و حكمته من عدم إجبارهم علی الطاعات و یحتمل أن یكون من القود و القصاص و یؤیده أن فی بعض النسخ بعمله فالضمیر راجع إلی الموصول علی سنة أی طریقة و حالة مشبهة و مأخوذة من آل فرعون من الظلم و الكفر و الطغیان أو من الرفاهیة و النعمة كما قال أهل جنات فعلی الأول حال و علی الثانی بدل من قوله علی سنة أو عطف بیان له بما ختم اللّٰه الباء بمعنی فی أو إلی أو زائدة و النضرة الحسن و الرونق

ص: 124


1- 1. راجع روضة الكافی( ج 8) ص 63.

و قوله علیه السلام مخلدون خبر لمبتدإ محذوف و الجملة مبینة و مؤكدة للسابقة أی هم و اللّٰه مخلدون فی الجنان وَ لِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ أی مرجعها إلی حكمه كما قیل أو عاقبة الملك و الدولة و العز لله و لمن طلب رضاه كما هو الأنسب بالمقام فیا عجبا بغیر تنوین و أصله یا عجبی ثم قلبوا الیاء ألفا فإن وقفت قلت یا عجباه أی یا عجبی أقبل هذا أوانك أو بالتنوین أی یا قوم اعجبوا عجبا أو أعجب عجبا و الأول أشهر و أظهر فی دینها الظرف متعلق بالاختلاف أو بالخطاء أو بهما علی التنازع بغیب أی بأمر غائب عن الحس مما أخبر به النبی صلی اللّٰه علیه و آله من الجنة و النار و غیرهما و لا یعفون بكسر العین و تشدید الفاء من العفة و الكف أو بسكون العین و تخفیف الفاء من العفو أی عن عیوب الناس.

المعروف إلخ أی المعروف و الخیر عندهم ما یعدونه معروفا و یستحسنونه بعقولهم الناقصة و إن كان منكرا فی نفس الأمر أو المعنی أن المعروف و المنكر تابعان لإرادتهم و میول طبائعهم و شهواتهم فما اشتهته أنفسهم و إن أنكرته الشریعة فهو المعروف عندهم بعری وثیقات أی یظنون أنهم تمسكوا بدلائل و براهین فیما یدعون من الأمور الباطلة.

و أسباب محكمات أی یزعمون أنهم تعلقوا بوسائل محكمة فیمن یتوسلون بهم من أئمة الجور أنس بعضهم علی الفعل أو المصدر و الثانی أظهر وحشة أی یفعلون كل ذلك لوحشتهم و نفورهم عن العلوم التی ورثها النبی صلی اللّٰه علیه و آله أهل بیته أهل حسرات بعد الموت و فی القیامة و فی النار و كهوف شبهات أی تأوی إلیهم الشبهات لأنهم یقبلون إلیها و یفتتنون بها و فی بعض النسخ و كفر و شبهات فیكونان معطوفین علی حسرات.

و قال الجوهری العشوة أن یركب أمرا علی غیر بیان و یقال أخذت علیهم بالعشوة أی بالسواد من اللیل فهو مأمون خبر للموصول و المعنی أن حسن ظن الناس و العوام بهم إنما هو لجهلهم بضلالتهم و جهالتهم و یحتمل أن یكون المراد بالموصول أئمة من قد ذمهم سابقا لا أنفسهم من فعلات شیعتی أی من یتبعنی الیوم

ص: 125

ظاهرا و الیوم ظرف للقرب المتشتتة أی هم الذین یتفرقون عن أئمة الحق و لا ینصرونهم و یتعلقون بالفروع التی لا ینفع التعلق بها بدون التشبث بالأصل كاتباعهم المختار و أبا مسلم و زیدا و أضرابهم بعد تفرقهم عن الْقَائِمُ علیهم السلام من غیر جهته أی من غیر الجهة التی یرجی منها الفتح أو من غیر الجهة التی أمروا بالاستفتاح منها فإن خروجهم بغیر إذن الإمام كان معصیة.

لشر یوم إشارة إلی اجتماعهم علی أبی مسلم لدفع بنی أمیة و قد فعلوا لكن سلطوا علی أئمة الحق من هو شر منهم و قال الجزری و فی حدیث علی فیجتمعون إلیه كما یجتمع قزع الخریف أی قطع السحاب المتفرقة و إنما خص الخریف لأنه أول الشتاء و السحاب یكون فیه متفرقا غیر متراكم و لا مطبق ثم یجتمع بعضه إلی بعض بعد ذلك و قال الركام السحاب المتراكم بعضه فوق بعض.

أقول: نسبة الجمع إلیه تعالی مجاز لعدم منعهم عنه و تمكینهم من أسبابه و تركهم و اختیارهم ثم یفتح لهم فتح الأبواب كنایة عما هیئ لهم من أسبابهم و إصابة تدبیراتهم و اجتماعهم و عدم تخاذلهم.

و المستثار موضع ثورانهم و هیجانهم ثم شبه علیه السلام تسلیط هذا الجیش علیهم بسوء أعمالهم بما سلط اللّٰه علی أهل سبإ بعد إتمام النعمة علیهم لكفرانهم و إنما سمی ذلك بسیل العرم لصعوبته أی سیل الأمر العرم أی الصعب أو المراد بالعرم المطر الشدید أو الجرذ أضاف إلیه لأنه نقب علیهم سدا ضربت لهم بلقیس و قیل اسم لذلك السد و قد مرت القصة فی كتاب النبوة.

و الضمیر فی علیه إما راجع إلی سیل فعلی تعلیلیة أو إلی العرم إذا فسر بالسد و فی بعض النسخ بعث و فی بعضها نقب بالنون و القاف و الباء الموحدة فقوله فأرة مرفوع بالفاعلیة و فی النهج كسیل الجنتین حیث لم تسلم علیه قارة و لم تثبت له أكمة و القارة الجبل الصغیر و الأكمة هی الموضع الذی یكون أشد ارتفاعا مما حوله و هو غلیظ لا یبلغ أن یكون حجرا و الحاصل بیان شدة السیل المشبه به بأنه أحاط بالجبال و ذهب بالتلال و لم یمنعه شی ء و السنن الطریق

ص: 126

و الرص التصاق الأجزاء بعضها ببعض و الطود الجبل أی لم یرد طریقه طود مرصوص.

و لما بین علیه السلام شدة المشبه به أخذ فی بیان شدة المشبه فقال یذعذعهم اللّٰه أی یفرقهم فی السبل متوجهین إلی البلاد ثم یسلكهم یَنابِیعَ فِی الْأَرْضِ من ألفاظ القرآن أی كما أن اللّٰه تعالی ینزل الماء من السماء فیسكن فی أعماق الأرض ثم یظهره ینابیع إلی ظاهرها كذلك هؤلاء یفرقهم اللّٰه فی بطون الأودیة و غوامض الأغوار ثم یظهرهم بعد الاختفاء كذا ذكره ابن أبی الحدید و الأظهر عندی أنه بیان لاستیلائهم علی البلاد و تفرقهم فیها و تیسر أعوانهم من سائر الفرق فكما أن میاه الأنهار و وفورها توجب وفور میاه العیون و الآبار فكذلك یظهر أثر هؤلاء فی كل البلاد و تكثر أعوانهم فی جمیع الأقطار و كل ذلك ترشیح لما سبق من التشبیه یأخذ بهم من قوم أی بنی أمیة حقوق قوم أی أهل البیت علیهم السلام للانتقام من أعدائهم و إن لم یصل الحق إلیهم و یمكن من قوم أی بنی العباس لدیار قوم أی بنی أمیة و فی بعض النسخ و یمكن بهم قوما فی دیار قوم و فی النهج و یمكن لقوم فی دیار

قوم و المال فی الكل واحد تشریدا لبنی أمیة التشرید التفریق و الطرد و الاغتصاب الغصب و لعل المعنی أن الغرض من استیلاء هؤلاء لیس إلا تفریق بنی أمیة و دفع ظلمهم.

و قال الفیروزآبادی ضعضعه هدمه حتی الأرض و الجنادل جمع جندل و هو ما یقله الرجل من الحجارة أی یهدم اللّٰه بهم ركنا وثیقا هو أساس دولة بنی أمیة و ینقض بهم الأبنیة التی طویت و بنیت بالجنادل و الأحجار من بلاد إرم و هی دمشق و الشام إذ كان مستقر ملكهم فی أكثر زمانهم تلك البلاد لا سیما فی زمانه صلوات إلیه علیه.

و قال الجزری فیه ینادی مناد من بطنان العرش أی من وسطه و قیل من أصله و قیل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض یرید من دواخل العرش.

و قال الفیروزآبادی الزیتون مسجد دمشق أو جبال الشام و بلد بالصین

ص: 127

و المعنی أن اللّٰه یملأ منهم وسط مسجد دمشق أو دواخل جبال الشام و الغرض بیان استیلاء هؤلاء القوم علی بنی أمیة فی وسط دیارهم و الظفر علیهم فی محل استقرارهم و أنه لا ینفعهم بناء و لا حصن فی التحرز عنهم.

و طمطمة رجالهم الطمطمة اللغة العجمیة و رجل طمطمی فی لسانه عجمة و أشار علیه السلام بذلك إلی أن أكثر عسكرهم من العجم لأن عسكر أبی مسلم كان من خراسان و ایم اللّٰه لیذوبن الظاهر أن هذا أیضا من تتمة بیان انقراض ملك بنی أمیة و سرعة زواله و یحتمل أن یكون إشارة إلی انقراض هؤلاء الغالبین من بنی العباس و إلی اللّٰه عز و جل یقضی من القضاء بمعنی المحاكمة أو الإنهاء و الإیصال كما فی قوله تعالی وَ قَضَیْنا إِلَیْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ و فی بعض النسخ یفضی بالفاء أی یوصل و درج الرجل أی مشی و درج أیضا بمعنی مات و یقال درج القوم أی انقرضوا و الظاهر أن المراد به هنا الموت أی من مات مات ضالا و أمره إلی اللّٰه یعذبه كیف یشاء و یحتمل أن یكون بمعنی المشی أی من بقی منهم فعاقبته الفناء و اللّٰه یقضی فیه بعلمه و لعل اللّٰه یجمع إشارة إلی زمن القائم علیه السلام.

و لیس لأحد علی اللّٰه عز ذكره الخیرة أی لیس لأحد من الخلق أن یشیر بأمر علی اللّٰه أن هذا خیر ینبغی أن تفعله بل له أن یختار من الأمور ما یشاء بعلمه و له الأمر یأمر بما یشاء فی جمیع الأشیاء عن مر الحق أی الحق الذی هو مر أو خالص الحق فإنه مر و اتباعه صعب و فی النهج عن نصر الحق و الهضم الكسر و زوی الشی ء عنه أی صرفه و نحاه و لم أطلع علی الإزواء فیما عندی من كتب اللغة و كفی بالخطبة شاهدا علی أنه ورد بهذا المعنی.

كما تاهت بنو إسرائیل أی خارج المصر أربعین سنة لیس لهم مخرج بسبب عصیانهم و تركهم الجهاد فكذا أصحابه صلوات اللّٰه علیه تحیروا فی أدیانهم و أعمالهم لما لم ینصروه و لم یعینوه علی عدوه

كَمَا رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ حَتَّی لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ.

ص: 128

أضعاف ما تاهت یحتمل أن یكون المراد بالمشبه به هنا تحیر قوم موسی بعده فی دینهم و یحتمل أن یكون المراد التحیر السابق و علی التقدیرین إما المراد المضاعفة بحسب الشدة و كثرة الحیرة أو بحسب الزمان فإن حیرتهم كان إلی أربعین سنة و هذه الأمة إلی الآن متحیرون تائهون فی أدیانهم و أحكامهم الداعی إلی الضلالة أی الداعی إلی بنی العباس و قطعتم الأدنی من أهل بدر أی الأدنین إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله نسبا الناصرین له فی غزوة بدر و هی أعز غزوات الإسلام یعنی نفسه و أولاده صلوات اللّٰه علیهم و وصلتم الأبعد أی أولاد العباس فإنهم كانوا أبعد نسبا من أهل البیت علیهم السلام و كان جدهم عباس ممن حارب الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی غزوة بدر حتی أسر ما فی أیدیهم أی ملك بنی العباس لدنا التمحیص للجزاء أی قرب قیام القائم و التمحیص الابتلاء و الاختبار أی یبتلی الناس و یمتحنون بقیامه علیه السلام لیخزی الكافرین و یعذبهم فی الدنیا قبل نزول عذاب الآخرة بهم و یمكن أن یكون المراد تمحیص جمیع الخلق لجزائهم فی الآخرة إن خیرا فخیرا و إن شرا فشرا و قرب الوعد أی وعد الفرج و انقضت المدة أی قرب انقضاء دولة أهل الباطل.

و بدا لكم النجم هذا من علامات ظهور القائم علیه السلام كما سیأتی و قیل إنه إشارة إلی ما ظهر فی سنة تسع و ثلاثین و ثمانمائة هجریة و الشمس فی أوائل المیزان بقرب الإكلیل الشمالی كانت تطلع و تغیب معه لا تفارقه ثم بعد مدة ظهر أن لها حركة خاصة بطیئة فیما بین المغرب و الشمال و كان یصغر جرمها و یضعف ضوؤها بالتدریج حتی انمحت بعد ثمانیة أشهر تقریبا و قد بعدت عن الإكلیل فی الجهة المذكورة قدر رمح لكن قوله علیه السلام من قبل المشرق یأبی عنه إلا بتكلف و قد ظهر فی زماننا فی سنة خمس و سبعین و ألف ذو ذؤابة ما بین القبلة و المشرق و كان له طلوع و غروب و كانت له حركة خاصة سریعة عجیبة علی التوالی لكن لا علی نسق و نظام معلوم ثم غاب بعد شهرین تقریبا كان یظهر أول اللیل من جانب المشرق و قد ضعف حتی انمحی بعد شهر تقریبا و تطبیقه علی هذا یحتاج إلی تكلفین كما

ص: 129

لا یخفی و لاح لكم القمر المنیر الظاهر أنه استعارة للقائم علیه السلام و یؤیده ما مر بسند آخر و أشرق لكم قمركم و یحتمل أن یكون من علامات قیامه علیه السلام ظهور قمر آخر أو شی ء شبیه بالقمر.

إن اتبعتم طالع المشرق أی القائم علیه السلام و ذكر المشرق إما لترشیح الاستعارة السابقة أو لأن ظهوره علیه السلام من مكة و هی شرقیة بالنسبة إلی المدینة أو لأن اجتماع العساكر علیه و توجهه علیه السلام إلی فتح البلاد إنما یكون من الكوفة و هی شرقیة بالنسبة إلی الحرمین و كونه إشارة إلی السلطان إسماعیل أنار اللّٰه برهانه بعید و التعسف أی لا تحتاجون فی زمانه علیه السلام إلی طلب الرزق و الظلم علی الناس لأخذ أموالهم و نبذتم الثقل الفادح أی الدیون المثقلة و مظالم العباد أو إطاعة أهل الجور و ظلمهم و لا یبعد اللّٰه أی فی ذلك الزمان أو مطلقا إلا من أبی أی عن طاعته علیه السلام أو طاعة اللّٰه و ظلم أی نفسه أو الناس و اعتسف أی مال عن طریق الحق أو ظلم غیره.

«25»- نهج، [نهج البلاغة] مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی ذِكْرِ الْمَلَاحِمِ: یَعْطِفُ الْهَوَی عَلَی الْهُدَی إِذَا عَطَفُوا الْهُدَی عَلَی الْهَوَی وَ یَعْطِفُ الرَّأْیَ عَلَی الْقُرْآنِ إِذَا عَطَفُوا الْقُرْآنَ عَلَی الرَّأْیِ مِنْهَا حَتَّی تَقُومَ الْحَرْبُ بِكُمْ عَلَی سَاقٍ بَادِیاً نَوَاجِذُهَا مَمْلُوءَةً أَخْلَافُهَا

حُلْواً رَضَاعُهَا عَلْقَماً عَاقِبَتُهَا أَلَا وَ فِی غَدٍ وَ سَیَأْتِی غَدٌ بِمَا لَا تَعْرِفُونَ یَأْخُذُ الْوَالِی مِنْ غَیْرِهَا عُمَّالَهَا عَلَی مَسَاوِی أَعْمَالِهَا وَ تُخْرِجُ لَهُ الْأَرْضُ أَفَالِیذَ كَبِدِهَا وَ تُلْقِی إِلَیْهِ سِلْماً مَقَالِیدَهَا فَیُرِیكُمْ كَیْفَ عَدْلُ السِّیرَةِ وَ یُحْیِی مَیِّتَ الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ.

بیان: الساق الشدة أو بالمعنی المشهور كنایة عن استوائها و بدو النواجذ كنایة عن بلوغ الحرب غایتها كما أن غایة الضحك أن تبدو النواجذ و یمكن أن یكون كنایة عن الضحك علی التهكم.

إیضاح: قال ابن أبی الحدید ألا و فی غد تمامه قوله علیه السلام یأخذ الوالی و بین الكلام جملة اعتراضیة و هی قوله علیه السلام و سیأتی غد بما لا تعرفون و المراد تعظیم

ص: 130

شأن الغد الموعود و مثله كثیر فی القرآن ثم قال قد كان تقدم ذكر طائفة من الناس ذات ملك و إمرة فذكر علیه السلام أن الوالی یعنی القائم علیه السلام یأخذ عمال هذه الطائفة علی سوء أعمالهم و علی هاهنا متعلقة بیأخذ و هی بمعنی یؤاخذ و قال الأفالیذ جمع أفلاذ و الأفلاذ جمع فلذة و هی القطعة من الكبد كنایة عن الكنوز التی تظهر للقائم علیه السلام و قد فسر قوله تعالی وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها بذلك فی بعض التفاسیر.

أقول: و قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ بَعْضِ خُطَبِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ شَیْخُنَا أَبُو عُثْمَانَ وَ قَالَ أَبُو عُبَیْدَةَ وَ زَادَ فِیهَا فِی رِوَایَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَلَا إِنَّ أَبْرَارَ عِتْرَتِی وَ أَطَایِبَ أَرُومَتِی أَحْلَمُ النَّاسِ صِغَاراً وَ أَعْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً أَلَا وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلِمْنَا وَ بِحُكْمِ اللَّهِ حَكَمْنَا وَ مِنْ قَوْلِ صَادِقٍ سَمِعْنَا فَإِنْ تَتَّبِعُوا آثَارَنَا تَهْتَدُوا بِبَصَائِرِنَا وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا یُهْلِكُكُمُ اللَّهُ بِأَیْدِینَا مَعَنَا رَایَةُ الْحَقِّ مَنْ تَبِعَهَا لَحِقَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا غَرِقَ أَلَا وَ بِنَا یُدْرَكُ تِرَةُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ بِنَا تُخْلَعُ رِبْقَةُ الذُّلِّ عَنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ بِنَا فُتِحَ لَا بِكُمْ وَ بِنَا یُخْتَمُ لَا بِكُمْ.

ثم قال ابن أبی الحدید و بنا یختم لا بكم إشارة إلی المهدی الذی یظهر فی آخر الزمان و أكثر المحدثین علی أنه من ولد فاطمة علیها السلام و أصحابنا المعتزلة لا ینكرونه و قد صرحوا بذكره فی كتبهم و اعترف به شیوخهم إلا أنه عندنا لم یخلق بعد و سیخلق و إلی هذا المذهب یذهب أصحاب الحدیث أیضا.

رَوَی قَاضِی الْقُضَاةِ عَنْ كَافِی الْكُفَاةِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادِ رحمه اللّٰه بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ بِعَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ ذَكَرَ الْمَهْدِیَّ وَ قَالَ إِنَّهُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ ذَكَرَ حِلْیَتَهُ فَقَالَ رَجُلٌ أَجْلَی الْجَبِینِ أَقْنَی الْأَنْفِ ضَخْمُ الْبَطْنِ أَزْیَلُ الْفَخِذَیْنِ أَبْلَجُ الثَّنَایَا بِفَخِذِهِ الْیُمْنَی شَامَةٌ وَ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِیثَ بِعَیْنِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُتَیْبَةَ فِی كِتَابِ غَرِیبِ الْحَدِیثِ انْتَهَی.

أَقُولُ فِی دِیوَانِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ الْمَنْسُوبِ إِلَیْهِ:

بُنَیَّ إِذَا مَا جَاشَتِ التُّرْكُ فَانْتَظِرْ***وَلَایَةَ مَهْدِیٍّ یَقُومُ فَیَعْدِلُ

وَ ذَلَّ مُلُوكُ الْأَرْضِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ***وَ بُویِعَ مِنْهُمْ مَنْ یَلَذُّ وَ یَهْزَلُ

صَبِیٌّ مِنَ الصِّبْیَانِ لَا رَأْیَ عِنْدَهُ***وَ لَا عِنْدَهُ جِدٌّ وَ لَا هُوَ یَعْقِلُ

ص: 131

فَثَمَّ یَقُومُ الْقَائِمُ الْحَقُّ مِنْكُمْ***وَ بِالْحَقِّ یَأْتِیكُمْ وَ بِالْحَقِّ یَعْمَلُ

سَمِیُّ نَبِیِّ اللَّهِ نَفْسِی فِدَاؤُهُ***فَلَا تَخْذُلُوهُ یَا بَنِیَّ وَ عَجِّلُوا

باب 3 ما روی فی ذلك عن الحسنین صلوات اللّٰه علیهما

«1»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ سَدِیرِ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عقیصاء [عَقِیصَی] قَالَ: لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مُعَاوِیَةَ بْنَ أَبِی سُفْیَانَ دَخَلَ عَلَیْهِ النَّاسُ فَلَامَهُ بَعْضُهُمْ عَلَی بَیْعَتِهِ فَقَالَ علیه السلام وَیْحَكُمْ مَا تَدْرُونَ مَا عَمِلْتُ وَ اللَّهِ الَّذِی عَمِلْتُ خَیْرٌ لِشِیعَتِی مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ أَ لَا تَعْلَمُونَ أَنَّنِی إِمَامُكُمْ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَیْكُمْ وَ أَحَدُ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِنَصٍّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا بَلَی قَالَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ الْخَضِرَ لَمَّا خَرَقَ السَّفِینَةَ وَ قَتَلَ الْغُلَامَ وَ أَقَامَ الْجِدَارَ كَانَ ذَلِكَ سَخَطاً لِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام إِذْ خَفِیَ عَلَیْهِ وَجْهُ الْحِكْمَةِ فِیهِ وَ كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ حِكْمَةً وَ صَوَاباً أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ یَقَعُ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ لِطَاغِیَةِ زَمَانِهِ إِلَّا الْقَائِمُ الَّذِی یُصَلِّی رُوحُ اللَّهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ خَلْفَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْفِی وِلَادَتَهُ وَ یُغَیِّبُ شَخْصَهُ لِئَلَّا یَكُونَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ إِذَا خَرَجَ ذَاكَ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ أَخِی الْحُسَیْنِ ابْنُ سَیِّدَةِ الْإِمَاءِ یُطِیلُ اللَّهُ عُمُرَهُ فِی غَیْبَتِهِ ثُمَّ یُظْهِرُهُ بِقُدْرَتِهِ فِی صُورَةِ شَابٍّ ابْنِ دُونِ أَرْبَعِینَ سَنَةً ذَلِكَ لِیُعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ.

ج، [الإحتجاج] عن حنان بن سدیر: مثله.

«2»- ك، [إكمال الدین] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو اللَّیْثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ

ص: 132

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: فِی التَّاسِعِ مِنْ وُلْدِی سُنَّةٌ مِنْ یُوسُفَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ هُوَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یُصْلِحُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ.

«3»- ك، [إكمال الدین] الْمُعَاذِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَقُولُ: قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ هُوَ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ صَاحِبُ الْغَیْبَةِ وَ هُوَ الَّذِی یُقْسَمُ مِیرَاثُهُ وَ هُوَ حَیٌّ.

«4»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ الْهَرَوِیِّ عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلِیطٍ قَالَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا: مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ الْإِمَامُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ یُحْیِی اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ یُظْهِرُ بِهِ دِینَ الْحَقِ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ لَهُ غَیْبَةٌ یَرْتَدُّ فِیهَا أَقْوَامٌ وَ یَثْبُتُ عَلَی الدِّینِ فِیهَا آخَرُونَ فیودون [فَیُؤْذَوْنَ] وَ یُقَالُ لَهُمْ مَتی هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ أَمَا إِنَّ الصَّابِرَ فِی غَیْبَتِهِ عَلَی الْأَذَی وَ التَّكْذِیبِ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ بِالسَّیْفِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«5»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَحْوَلِ عَنْ خَلَّادٍ الْمُقْرِی عَنْ قَیْسِ بْنِ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ وَثَّابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی یَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً كَذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ.

«6»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عِیسَی الْخَشَّابِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحُسَیْنِ بْنِ

ص: 133

عَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ الطَّرِیدُ الشَّرِیدُ الْمَوْتُورُ بِأَبِیهِ الْمُكَنَّی بِعَمِّهِ یَضَعُ سَیْفَهُ عَلَی عَاتِقِهِ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ فِی حَدِیثٍ لَهُ اخْتَصَرْنَاهُ قَالَ: مَرَّ الْحُسَیْنُ عَلَی حَلْقَةٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ هُمْ جُلُوسٌ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَا یَذْهَبُ الدُّنْیَا حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ مِنِّی رَجُلًا یَقْتُلُ مِنْكُمْ أَلْفاً وَ مَعَ الْأَلْفِ أَلْفاً وَ مَعَ الْأَلْفِ أَلْفاً فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَوْلَادُ كَذَا وَ كَذَا لَا یَبْلُغُونَ هَذَا فَقَالَ وَیْحَكَ إِنَّ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ یَكُونُ لِلرَّجُلِ مِنْ صُلْبِهِ كَذَا وَ كَذَا رَجُلًا وَ إِنَّ مَوْلَی الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ.

باب 4 ما روی فی ذلك عن علی بن الحسین صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ ابْنِ قَیْسٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: فِینَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ (1)

وَ فِینَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (2) وَ الْإِمَامَةُ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّ لِلْقَائِمِ مِنَّا غَیْبَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَی أَمَّا الْأُولَی فَسِتَّةُ أَیَّامٍ وَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَ سِتُّ سِنِینَ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَیَطُولُ أَمَدُهَا حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ أَكْثَرُ مَنْ یَقُولُ بِهِ فَلَا یَثْبُتُ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ قَوِیَ یَقِینُهُ وَ صَحَّتْ مَعْرِفَتُهُ وَ لَمْ یَجِدْ فِی نَفْسِهِ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْنَا وَ سَلَّمَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

بیان: قوله علیه السلام فستة أیام لعله إشارة إلی اختلاف أحواله علیه السلام فی

ص: 134


1- 1. یعنی ما فی الأحزاب: 6.
2- 2. الزخرف: 28.

غیبته فستة أیام لم یطلع علی ولادته إلا خاص الخاص من أهالیه علیه السلام ثم بعد ستة أشهر اطلع علیه غیرهم من الخواص ثم بعد ست سنین عند وفاة والده علیه السلام ظهر أمره لكثیر من الخلق أو إشارة إلی أنه بعد إمامته لم یطلع علی خبره إلی ستة أیام أحد ثم بعد ستة أشهر انتشر أمره و بعد ست سنین ظهر و انتشر أمر السفراء و الأظهر أنه إشارة إلی بعض الأزمان المختلفة التی قدرت لغیبته و أنه قابل للبداء

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَدْ مَرَّ بَعْضُهُ فِی بَابِ إِخْبَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ: فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَمْ تَكُونُ الْحَیْرَةُ وَ الْغَیْبَةُ فَقَالَ سِتَّةَ أَیَّامٍ أَوْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سِتَّ سِنِینَ فَقُلْتُ وَ إِنَّ هَذَا لَكَائِنٌ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّهُ مَخْلُوقٌ وَ أَنَّی لَكَ بِهَذَا الْأَمْرِ یَا أَصْبَغُ أُولَئِكَ خِیَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَعَ خِیَارِ أَبْرَارِ هَذِهِ الْعِتْرَةِ فَقُلْتُ ثُمَّ مَا یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ ثُمَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ فَإِنَّ لَهُ بَدَاءَاتٍ وَ إِرَادَاتٍ وَ غَایَاتٍ وَ نِهَایَاتٍ.

فإنه یدل علی أن هذا الأمر قابل للبداء و التردید قرینة ذلك و اللّٰه یعلم.

«2»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ وَ الشَّیْبَانِیُّ مَعاً عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: الْقَائِمُ مِنَّا تَخْفَی وِلَادَتُهُ عَلَی النَّاسِ حَتَّی یَقُولُوا لَمْ یُولَدْ بَعْدُ لِیَخْرُجَ حِینَ یَخْرُجُ وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ فِی عُنُقِهِ بَیْعَةٌ.

«3»- جا، [المجالس] للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ بِشْرٍ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَا بَا خَالِدٍ لَتَأْتِیَنَّ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ لَا یَنْجُو إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الْهُدَی وَ یَنَابِیعُ الْعِلْمِ یُنْجِیهِمُ اللَّهُ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ مُظْلِمَةٍ كَأَنِّی بِصَاحِبِكُمْ قَدْ عَلَا فَوْقَ نَجَفِكُمْ بِظَهْرِ كُوفَانَ فِی ثَلَاثِمِائَةٍ وَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِهِ وَ إِسْرَافِیلُ أَمَامَهُ مَعَهُ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ نَشَرَهَا لَا یَهْوِی بِهَا إِلَی قَوْمٍ إِلَّا أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

ص: 135

باب 5 ما روی عن الباقر صلوات اللّٰه علیه فی ذلك

«1»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ مَعاً عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا الْجَارُودِ إِذَا دَارَ الْفَلَكُ وَ قَالَ النَّاسُ مَاتَ الْقَائِمُ أَوْ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ وَ قَالَ الطَّالِبُ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدْ بَلِیَتْ عِظَامُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَارْجُوهُ فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأْتُوهُ وَ لَوْ حَبْواً عَلَی الثَّلْجِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی أحمد بن هوذة عن النهاوندی عن أبی الجارود: مثله بیان الحبو أن یمشی علی یدیه و ركبتیه أو استه.

«2»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَعْلَمَهُمْ وَ أَرْأَفَهُمْ بِالنَّاسِ مُحَمَّدٌ وَ الْأَئِمَّةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَادْخُلُوا أَیْنَ دَخَلُوا وَ فَارِقُوا مَنْ فَارَقُوا أَعْنِی بِذَلِكَ حُسَیْناً وَ وُلْدَهُ علیهم السلام فَإِنَّ الْحَقَّ فِیهِمْ وَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ وَ مِنْهُمُ الْأَئِمَّةُ فَأَیْنَ مَا رَأَیْتُمُوهُمْ فَإِنْ أَصْبَحْتُمْ یَوْماً لَا تَرَوْنَ مِنْهُمْ أَحَداً فَاسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ انْظُرُوا السُّنَّةَ الَّتِی كُنْتُمْ عَلَیْهَا فَاتَّبِعُوهَا وَ أَحِبُّوا مَنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ وَ أَبْغِضُوا مَنْ كُنْتُمْ تُبْغِضُونَ فَمَا أَسْرَعَ مَا یَأْتِیكُمُ الْفَرَجُ.

«3»- ك، [إكمال الدین] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو اللَّیْثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ الْبَغْدَادِیِّ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی خَلَفٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْكُمْ قَالَ نَحْنُ بِمَنْزِلَةِ النُّجُومِ إِذَا خَفِیَ نَجْمٌ بَدَا نَجْمٌ مَأْمَنٌ وَ أَمَانٌ وَ سِلْمٌ وَ إِسْلَامٌ وَ فَاتِحٌ وَ مِفْتَاحٌ حَتَّی إِذَا اسْتَوَی بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ یُدْرَ أَیٌّ مِنْ أَیٍّ أَظْهَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَاحِبَكُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ یُخَیِّرُ الصَّعْبَ عَلَی

ص: 136

الذَّلُولِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیَّهُمَا یَخْتَارُ قَالَ یَخْتَارُ الصَّعْبَ عَلَی الذَّلُولِ.

بیان: لم یدر أی من أی لا یعرف أیهم الإمام أو لا یتمیزون فی الكمال تمیزا بینا لعدم كون الإمام ظاهرا بینهم و الصعب و الذلول إشارة إلی السحابتین اللتین خیر ذو القرنین بینهما فاختار الذلول و ترك الصعب للقائم علیه السلام و سیأتی و قد مر فی أحوال ذی القرنین.

«4»- ك، [إكمال الدین] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَخِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (1)

الْكَابُلِیِّ عَنِ الْقَابُوسِیِّ عَنْ نَضْرِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنِ الْخَلِیلِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ الثَّقَفِیَّةِ قَالَ: غَدَوْتُ عَلَی سَیِّدِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَضَتْ بِقَلْبِی أَقْلَقَتْنِی وَ أَسْهَرَتْنِی قَالَ فَاسْأَلِی یَا أُمَّ هَانِئٍ قَالَتْ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ قَالَ نِعْمَ الْمَسْأَلَةُ سَأَلْتِنِی یَا أُمَّ هَانِئٍ هَذَا مَوْلُودٌ فِی آخِرِ الزَّمَانِ هُوَ الْمَهْدِیُّ مِنْ هَذِهِ الْعِتْرَةِ تَكُونُ لَهُ حَیْرَةٌ وَ غَیْبَةٌ یَضِلُّ فِیهَا أَقْوَامٌ وَ یَهْتَدِی فِیهَا أَقْوَامٌ فَیَا طُوبَی لَكِ إِنْ أَدْرَكْتِهِ وَ یَا طُوبَی مَنْ أَدْرَكَهُ.

«5»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ كَتَبْتُ مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ الدَّهَّانِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ خَیْثَمَةَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ (2) الْمَخْزُومِیِّ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام سِیرَةَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِینَ فَلَمَّا بَلَغَ آخِرَهُمْ قَالَ الثَّانِی عَشَرَ الَّذِی یُصَلِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام خَلْفَهُ عَلَیْكَ بِسُنَّتِهِ وَ الْقُرْآنِ الْكَرِیمِ.

«6»- نی، [الغیبة] للنعمانی سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أُسَیْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ قَالَتْ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ

ص: 137


1- 1. فی المصدر: أخی أبی علی الكابلی. راجع ج 1 ص 446.
2- 2. فی المصدر: عن أبی لبید المخزومی راجع ج 1 ص 448.

وَ جَلَ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ قَالَ لِی یَا أُمَّ هَانِئٍ إِمَامٌ یَخْنِسُ نَفْسَهُ حَتَّی یَنْقَطِعَ عَنِ النَّاسِ عِلْمُهُ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ ثُمَّ یَبْدُو كَالشِّهَابِ الْوَاقِدِ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ فَإِنْ أَدْرَكْتِ ذَلِكِ الزَّمَانَ قَرَّتْ عَیْنَاكِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ كَالشِّهَابِ یَتَوَقَّدُ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ.

«7»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا نُجُومُكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ حَتَّی إِذَا أَشَرْتُمْ بِأَصَابِعِكُمْ وَ مِلْتُمْ بِحَوَاجِبِكُمْ غَیَّبَ اللَّهُ عَنْكُمْ نَجْمَكُمْ وَ اسْتَوَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمْ یُعْرَفْ أَیٌّ مِنْ أَیٍّ فَإِذَا طَلَعَ نَجْمُكُمْ فَاحْمَدُوا رَبَّكُمْ.

«8»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ شِیعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِیرٌ وَ وَ اللَّهِ مَا فِی بَیْتِكَ مِثْلُكَ فَكَیْفَ لَا تَخْرُجُ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ قَدْ أَخَذْتَ تَفْرُشُ أُذُنَیْكَ لِلنَّوْكَی لَا وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ قُلْتُ فَمَنْ صَاحِبُنَا فَقَالَ انْظُرُوا مَنْ غُیِّبَ عَنِ النَّاسِ وِلَادَتُهُ فَذَلِكَ صَاحِبُكُمْ إِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا أَحَدٌ یُشَارُ إِلَیْهِ بِالْأَصَابِعِ وَ یُمْضَغُ بِالْأَلْسُنِ إِلَّا مَاتَ غَیْظاً أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ.

نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن الحسن بن محمد و غیره عن جعفر بن محمد بن علی بن الحسین عن العباس بن عامر عن موسی بن هلیل العبدی عن عبد اللّٰه بن عطاء: مثله بیان الأظهر ما مر فی روایة ابن عطاء أیضا إلا مات قتلا و مع قطع النظر عما مر یحتمل أن یكون التردید من الراوی و یحتمل أن یكون الموت غیظا كنایة عن القتل أو یكون المراد بالشق الثانی الموت علی غیر حال شدة و ألم أو یكون التردید لمحض الاختلاف فی العبارة أی إن شئت قل هكذا و إن شئت هكذا.

«9»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الْقَائِمِ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُوَ أَنَا وَ لَا الَّذِی تَمُدُّونَ إِلَیْهِ

ص: 138

أَعْنَاقَكُمْ وَ لَا یُعْرَفُ وِلَادَتُهُ قُلْتُ بِمَا یَسِیرُ قَالَ بِمَا سَارَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَدَرَ مَا قَبْلَهُ وَ اسْتَقْبَلَ.

«10»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لَا یَزَالُونَ وَ لَا تَزَالُ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا تَدْرُونَ خُلِقَ أَمْ لَمْ یُخْلَقْ.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن الحسین عن محمد العطار عن محمد بن الحسین الرازی عن ابن أبی الخطاب: مثله.

«11»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِی الْفَزَارِیُّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ قَدْ حَدَّثَنِی الْحِمْیَرِیُّ عَنِ ابْنِ عِیسَی مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَا تَزَالُونَ تَمُدُّونَ أَعْنَاقَكُمْ إِلَی الرَّجُلِ مِنَّا تَقُولُونَ هُوَ هَذَا فَیَذْهَبُ اللَّهُ بِهِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ مَنْ لَا تَدْرُونَ وُلِدَ أَمْ لَمْ یُولَدْ خُلِقَ أَوْ لَمْ یُخْلَقْ.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد عن عبد اللّٰه بن موسی عن محمد بن أحمد القلانسی عن محمد بن علی عن محمد بن سنان عن أبی الجارود: مثله.

«12»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُثَنَّی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ وَ رَوَاهُ الْحَكَمُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّی بِكُمْ إِذَا صَعِدْتُمْ فَلَمْ تَجِدُوا أَحَداً وَ رَجَعْتُمْ فَلَمْ تَجِدُوا أَحَداً.

«13»- نی، [الغیبة] للنعمانی رَوَی الشَّیْخُ الْمُفِیدُ رحمه اللّٰه فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ عَنْ (1)

عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَلَمَّا تَفَرَّقَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ قَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ مِنَ الْمَحْتُومِ الَّذِی حَتَمَهُ اللَّهُ قِیَامُ قَائِمِنَا فَمَنْ شَكَّ فِیمَا

ص: 139


1- 1. المصدر خال ممّا جعلناه بین العلامتین و هو الصحیح راجع ص 41 من المصدر.

أَقُولُ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ بِهِ كَافِرٌ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی الْمُسَمَّی بِاسْمِی وَ الْمُكَنَّی بِكُنْیَتِی السَّابِعُ مِنْ بَعْدِی بِأَبِی مَنْ یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً یَا بَا حَمْزَةَ مَنْ أَدْرَكَهُ فَیُسَلِّمُ لَهُ مَا سَلَّمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَ مَنْ لَمْ یُسَلِّمْ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَی الظَّالِمِینَ (1).

و أوضح من هذا بحمد اللّٰه و أنور و أبین و أزهر لمن هداه و أحسن إلیه قوله عز و جل فی محكم كتابه إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ و معرفة الشهور المحرم و صفر و ربیع و ما بعده و الحرم منها رجب و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و ذلك لا یكون دینا قیما لأن الیهود و النصاری و المجوس و سائر الملل و الناس جمیعا من الموافقین و المخالفین یعرفون هذه الشهور و یعدونها بأسمائها و لیس هو كذلك و إنما عنی بهم الأئمة القوامین بدین اللّٰه و الحرم منها أمیر المؤمنین علیه السلام الذی اشتق اللّٰه سبحانه له اسما من أسمائه العلی كما اشتق لمحمد ص اسما من أسمائه المحمود و ثلاثة من ولده أسماؤهم علی بن الحسین و علی بن موسی و علی بن محمد و لهذا الاسم المشتق من أسماء اللّٰه عز و جل حرمة به یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام.

«14»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زَیْدٍ أَبِی الْحَسَنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِی نُعَیْمٍ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ فَقُلْتُ لَهُ عَلَیَّ نَذْرٌ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ إِذَا أَنَا لَقِیتُكَ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا فَلَمْ یُجِبْنِی بِشَیْ ءٍ فَأَقَمْتُ ثَلَاثِینَ یَوْماً ثُمَّ اسْتَقْبَلَنِی فِی طَرِیقٍ فَقَالَ یَا حَكَمُ وَ إِنَّكَ لَهَاهُنَا بَعْدُ فَقُلْتُ إِنِّی أَخْبَرْتُكَ بِمَا جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَیَّ فَلَمْ تَأْمُرْنِی وَ لَمْ تَنْهَنِی عَنْ شَیْ ءٍ وَ لَمْ تُجِبْنِی بِشَیْ ءٍ فَقَالَ بَكِّرْ عَلَیَّ غُدْوَةً الْمَنْزِلَ فَغَدَوْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام سَلْ عَنْ حَاجَتِكَ فَقُلْتُ إِنِّی جَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَیَّ نَذْراً وَ صِیَاماً وَ صَدَقَةً بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ إِنْ أَنَا لَقِیتُكَ أَنْ لَا أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی أَعْلَمَ أَنَّكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ أَمْ لَا فَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ رَابَطْتُكَ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ أَنْتَ سِرْتُ فِی الْأَرْضِ فَطَلَبْتُ

ص: 140


1- 1. هاهنا یتم الحدیث و ما بعده من كلام النعمانیّ رحمه اللّٰه فلا تغفل.

الْمَعَاشَ فَقَالَ یَا حَكَمُ كُلُّنَا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ قُلْتُ فَأَنْتَ الْمَهْدِیُّ قَالَ كُلُّنَا یُهْدَی إِلَی اللَّهِ قُلْتُ فَأَنْتَ صَاحِبُ السَّیْفِ قَالَ كُلُّنَا صَاحِبُ السَّیْفِ وَ وَارِثُ السَّیْفِ قُلْتُ فَأَنْتَ الَّذِی تَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ یَعِزُّ بِكَ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ یَظْهَرُ بِكَ دِینُ اللَّهِ فَقَالَ یَا حَكَمُ كَیْفَ أَكُونُ أَنَا وَ بَلَغْتُ خَمْساً وَ أَرْبَعِینَ وَ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا أَقْرَبُ عَهْداً بِاللَّبَنِ مِنِّی وَ أَخَفُّ عَلَی ظَهْرِ الدَّابَّةِ(1).

بیان: علی نذر أی وجب علی نذر أی منذور و بین الركن و المقام ظرف علی و المراد بالمقام إما مقامه الآن فیكون بیانا لطول الحطیم أو مقامه السابق فیكون بیانا لعرضه لكن العرض یزید علی ما هو المشهور أنه إلی الباب و إنما اختار هذا الموضع لأنه أشرف البقاع فیصیر علیه أوجب و كأن صیاما كان بدون الواو و مع وجوده عطف تفسیر أو المراد بالنذر شی ء آخر لم یفسره و الظاهر أن نذره كان هكذا لله علیه إن لقیه علیه السلام و خرج من المدینة قبل أن یعلم هذا الأمر أن یصوم كذا و یتصدق بكذا رابطتك أی لازمتك و لم أفارقك قوله یهدی إلی اللّٰه علی المجرد المعلوم لاستلزام كونهم هادین لكونهم مهدیین أو المجهول أو علی بناء

الافتعال المعلوم بإدغام التاء فی الدال و كسر الهاء كقوله تعالی أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی و الأول أظهر أقرب عهدا باللبن أی بحسب المرأی و المنظر أی یحسبه الناس شابا لكمال قوته و عدم ظهور أثر الكهولة و الشیخوخة فیه و قیل أی عند إمامته فذكر الخمس و الأربعین لبیان أنه كان عند الإمامة أسن لعلم السائل أنه لم یمض من إمامته حینئذ إلا سبع سنین فسنه عندها كانت ثمانا و ثلاثین و الأول أوفق بما سیأتی من الأخبار فتفطن.

ص: 141


1- 1. الكافی ج 1 ص 536.

باب 6 ما روی فی ذلك عن الصادق صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی الْقَائِمِ سُنَّةً مِنْ یُوسُفَ قُلْتُ كَأَنَّكَ تَذْكُرُ حَیْرَةً أَوْ غَیْبَةً قَالَ لِی وَ مَا تُنْكِرُ مِنْ هَذَا هَذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِیرِ إِنَّ إِخْوَةَ یُوسُفَ كَانُوا أَسْبَاطاً أَوْلَادَ أَنْبِیَاءَ تَاجَرُوا یُوسُفَ وَ بَایَعُوهُ وَ خَاطَبُوهُ وَ هُمْ إِخْوَتُهُ وَ هُوَ أَخُوهُمْ فَلَمْ یَعْرِفُوهُ حَتَّی قَالَ لَهُمْ یُوسُفُ علیه السلام أَنَا یُوسُفُ فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ الْمَلْعُونَةُ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ یُرِیدُ أَنْ یَسْتُرَ حُجَّتَهُ لَقَدْ كَانَ یُوسُفُ إِلَیْهِ مُلْكُ مِصْرَ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ وَالِدِهِ مَسِیرَةُ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعَرِّفَ مَكَانَهُ لَقَدَرَ عَلَی ذَلِكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَارَ یَعْقُوبُ وَ وُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ تِسْعَةَ أَیَّامٍ مِنْ بَدْوِهِمْ إِلَی مِصْرَ وَ مَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ یَفْعَلُ بِحُجَّتِهِ مَا فَعَلَ بِیُوسُفَ أَنْ یَكُونَ یَسِیرُ فِی أَسْوَاقِهِمْ وَ یَطَأُ بُسُطَهُمْ وَ هُمْ لَا یَعْرِفُونَهُ حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعَرِّفَهُمْ نَفْسَهُ كَمَا أَذِنَ لِیُوسُفَ حِینَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِیُوسُفَ وَ أَخِیهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ یُوسُفُ قالَ أَنَا یُوسُفُ وَ هذا أَخِی.

بیان: من بدوهم أی من طریق البادیة.

«2»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ وَ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ مَعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلْقَائِمِ مِنَّا غَیْبَةً یَطُولُ أَمَدُهَا فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی إِلَّا أَنْ یُجْرِیَ فِیهِ سُنَنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فِی غَیْبَاتِهِمْ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ یَا سَدِیرُ مِنِ

ص: 142

اسْتِیفَاءِ مَدَدِ غَیْبَاتِهِمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أَیْ سَنَناً عَلَی سَنَنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ.

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ:

لِكُلِّ أُنَاسٍ دَوْلَةٌ یَرْقُبُونَهَا***وَ دَوْلَتُنَا فِی آخِرِ الدَّهْرِ تَظْهَرُ.

«4»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِجَمِیعِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ جَحَدَ الْمَهْدِیَّ كَانَ كَمَنْ أَقَرَّ بِجَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَحَدَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نُبُوَّتَهُ فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّنِ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِكَ قَالَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ یَغِیبُ عَنْكُمْ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ تَسْمِیَتُهُ.

ك، [إكمال الدین] الدقاق عن الأسدی عن سهل عن ابن محبوب عن عبد العزیز العبدی عن ابن أبی یعفور عنه علیه السلام: مثله.

«5»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی حَیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُتَوَالِیَةً مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ فَالرَّابِعُ الْقَائِمُ علیه السلام.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی محمد الحمیری عن أبیه عن أحمد بن هلال عن أمیة بن علی عن سلم بن أبی حیة: مثله.

«6»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُمْ قَائِمَهُمْ.

«7»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَوْ عَهِدْتَ إِلَیْنَا فِی الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِی ابْنِی مُوسَی وَ الْخَلَفُ الْمَأْمُولُ

ص: 143

الْمُنْتَظَرُ م ح م د بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی.

«8»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الزَّرَّادِ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِنِّی لَجَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ غُلَامٌ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقَبَّلْتُهُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا إِبْرَاهِیمُ أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُكَ مِنْ بَعْدِی أَمَا إِنَّهُ لَیَهْلِكَنَّ فِیهِ قَوْمٌ وَ یَسْعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَی رُوحِهِ الْعَذَابَ أَمَا لَیُخْرِجَنَّ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فِی زَمَانِهِ سَمِیَّ جَدِّهِ وَ وَارِثَ عِلْمِهِ وَ أَحْكَامِهِ وَ فَضَائِلِهِ مَعْدِنَ الْإِمَامَةِ وَ رَأْسَ الْحِكْمَةِ یَقْتُلُهُ جَبَّارُ بَنِی فُلَانٍ بَعْدَ عَجَائِبَ طَرِیفَةٍ حَسَداً لَهُ وَ لَكِنَ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ یُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ تَمَامَ اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً اخْتَصَّهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَحَلَّهُمْ دَارَ قُدْسِهِ الْمُقِرُّ بِالثَّانِی عَشَرَ مِنْهُمْ كَالشَّاهِرِ سَیْفَهُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَذُبُّ عَنْهُ قَالَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِی بَنِی أُمَیَّةَ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ فَعُدْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً أُرِیدُ مِنْهُ أَنْ یَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ فَمَا قَدَرْتُ عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ قَابِلُ السَّنَةِ الثَّانِیَةِ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَالَ یَا إِبْرَاهِیمُ الْمُفَرِّجُ لِلْكَرْبِ عَنْ شِیعَتِهِ بَعْدَ ضَنْكٍ شَدِیدٍ وَ بَلَاءٍ طَوِیلٍ وَ جَزَعٍ وَ خَوْفٍ فَطُوبَی لِمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ حَسْبُكَ یَا إِبْرَاهِیمُ فَمَا رَجَعْتُ بِشَیْ ءٍ أَسَرَّ مِنْ هَذَا لِقَلْبِی وَ لَا أَقَرَّ لِعَیْنِی.

«9»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نُوراً قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَهِیَ أَرْوَاحُنَا فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام آخِرُهُمُ الْقَائِمُ

ص: 144


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 3: علی بن أحمد بن عبد اللّٰه بن أحمد بن أبی عبد اللّٰه البرقی قال: حدّثنا أبی عن جدی أحمد بن أبی عبد اللّٰه، عن أبیه محمّد بن خالد الخ و هو الصحیح راجع مستدرك النوریّ قدّس سرّه ج 3 ص 665.

الَّذِی یَقُومُ بَعْدَ غَیْبَتِهِ فَیَقْتُلُ الدَّجَّالَ وَ یُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ وَ ظُلْمٍ.

«10»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْعَاصِمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: مِنَّا اثْنَا عَشَرَ مَهْدِیّاً مَضَی سِتَّةٌ وَ بَقِیَ سِتَّةٌ یَضَعُ اللَّهُ فِی السَّادِسِ مَا أَحَبَّ.

«11»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام: مَنْ أَقَرَّ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آبَائِی وَ وُلْدِی وَ جَحَدَ الْمَهْدِیَّ مِنْ وُلْدِی كَانَ كَمَنْ أَقَرَّ بِجَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ جَحَدَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله نُبُوَّتَهُ فَقُلْتُ سَیِّدِی وَ مَنِ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِكَ قَالَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ یَغِیبُ عَنْكُمْ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ تَسْمِیَتُهُ.

«12»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: أَمَا وَ اللَّهِ لَیَغِیبَنَّ عَنْكُمْ مَهْدِیُّكُمْ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ مِنْكُمْ مَا لِلَّهِ فِی آلِ مُحَمَّدِ حَاجَةٌ ثُمَّ یُقْبِلُ كَالشِّهَابِ الثَّاقِبِ فَیَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«13»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ حَنَانٍ السَّرَّاجِ عَنِ السَّیِّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَقُولُ فِیهِ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ رُوِیَ لَنَا أَخْبَارٌ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام فِی الْغَیْبَةِ وَ صِحَّةِ كَوْنِهَا فَأَخْبِرْنِی بِمَنْ تَقَعُ فَقَالَ علیه السلام سَتَقَعُ بِالسَّادِسِ مِنْ وُلْدِی وَ الثَّانِی عَشَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ خَلِیفَةُ الرَّحْمَنِ وَ اللَّهِ لَوْ بَقِیَ فِی غَیْبَتِهِ مَا بَقِیَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَظْهَرَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«14»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ هَانِئٍ التَّمَّارِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ

ص: 145

غَیْبَةً فَلْیَتَّقِ اللَّهَ عَبْدٌ وَ لْیَتَمَسَّكْ بِدِینِهِ.

«15»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ سُنَنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام مَا وَقَعَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْغَیْبَاتِ جَارِیَةٌ فِی الْقَائِمِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْقَائِمُ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ یَا بَا بَصِیرٍ هُوَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ ابْنِی مُوسَی ذَلِكَ ابْنُ سَیِّدَةِ الْإِمَاءِ یَغِیبُ غَیْبَةً یَرْتَابُ فِیهَا الْمُبْطِلُونَ ثُمَّ یُظْهِرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَفْتَحُ عَلَی یَدَیْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ یَنْزِلُ رُوحُ اللَّهِ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَیُصَلِّی خَلْفَهُ وَ تُشْرِقُ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَ لَا تَبْقَی فِی الْأَرْضِ بُقْعَةٌ عُبِدَ فِیهَا غَیْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا عُبِدَ اللَّهُ فِیهَا وَ یَكُونُ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.

بیان: قال الجزری القذة ریش السهم و منه الحدیث لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ أی كما یقدر كل واحدة منهما علی قدر صاحبتها و تقطع یضرب مثلا للشیئین یستویان و لا یتفاوتان.

«16»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنْ بَلَغَكُمْ عَنْ صَاحِبِكُمْ غَیْبَةٌ فَلَا تُنْكِرُوهَا.

«17»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ الرَّازِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: یُنْتِجُ اللَّهُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلًا مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ یَسُوقُ اللَّهُ بِهِ بَرَكَاتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَتُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ یُخْرِجُ الْأَرْضُ بَذْرَهَا وَ تَأْمَنُ وُحُوشُهَا وَ سِبَاعُهَا وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ یَقْتُلُ حَتَّی یَقُولَ الْجَاهِلُ لَوْ كَانَ هَذَا مِنْ ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ لَرَحِمَ.

«18»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: تَوَاصَلُوا وَ تَبَارُّوا وَ تَرَاحَمُوا فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ

ص: 146

النَّسَمَةَ لَیَأْتِیَنَّ عَلَیْكُمْ وَقْتٌ لَا یَجِدُ أَحَدُكُمْ لِدِینَارِهِ وَ دِرْهَمِهِ مَوْضِعاً یَعْنِی لَا یَجِدُ لَهُ عِنْدَ ظُهُورِ الْقَائِمِ علیه السلام مَوْضِعاً یَصْرِفُهُ فِیهِ لِاسْتِغْنَاءِ النَّاسِ جَمِیعاً بِفَضْلِ اللَّهِ وَ فَضْلِ وَلِیِّهِ فَقُلْتُ وَ أَنَّی یَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ عِنْدَ فَقْدِكُمْ إِمَامَكُمْ فَلَا تَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّی یَطْلُعَ عَلَیْكُمْ كَمَا یَطْلُعُ الشَّمْسُ أَیْنَمَا تَكُونُونَ فَإِیَّاكُمْ وَ الشَّكَّ وَ الِارْتِیَابَ انْفُوا عَنْ نُفُوسِكُمُ الشُّكُوكَ وَ قَدْ حُذِّرْتُمْ فَاحْذَرُوا وَ مِنَ اللَّهِ أَسْأَلُ تَوْفِیقَكُمْ وَ إِرْشَادَكُمْ.

بیان: الظاهر أن یعنی كلام النعمانی و الظاهر أنه رحمه اللّٰه أخطأ فی تفسیره لأنه وصف لزمان الغیبة لا لزمان ظهوره كما یظهر من آخر الخبر بل المعنی أن الناس یكونون خونة لا یوجد من یؤتمن علی درهم و لا دینار.

«19»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی مَجْلِسِهِ وَ مَعِی غَیْرِی فَقَالَ لَنَا إِیَّاكُمْ وَ التَّنْوِیهَ یَعْنِی بِاسْمِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ كُنْتُ أَرَاهُ یُرِیدُ غَیْرِی فَقَالَ لِی یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ إِیَّاكُمْ وَ التَّنْوِیهَ وَ اللَّهِ لَیَغِیبَنَّ سِنِیناً مِنَ الدَّهْرِ وَ لَیَخْمُلَنَّ حَتَّی یُقَالَ مَاتَ هَلَكَ بِأَیِّ وَادٍ سَلَكَ وَ لَتَفِیضَنَّ عَلَیْهِ أَعْیُنُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَیُكْفَأَنَّ كَتَكَفُّؤِ السَّفِینَةِ فِی أَمْوَاجِ الْبَحْرِ حَتَّی لَا یَنْجُوَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُ وَ كَتَبَ الْإِیمَانَ فِی قَلْبِهِ وَ أَیَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ لَتُرْفَعَنَّ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَایَةً مُشْتَبِهَةً لَا یُعْرَفُ أَیٌّ مِنْ أَیٍّ قَالَ فَبَكَیْتُ فَقَالَ لِی مَا یُبْكِیكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ أَنْتَ تَقُولُ تُرْفَعُ اثْنَتَا عَشْرَةَ رَایَةً مُشْتَبِهَةً لَا یُعْرَفُ أَیٌّ مِنْ أَیٍّ قَالَ فَنَظَرَ إِلَی كَوَّةٍ فِی الْبَیْتِ الَّتِی تَطْلُعُ فِیهَا الشَّمْسُ فِی مَجْلِسِهِ فَقَالَ علیه السلام أَ هَذِهِ الشَّمْسُ مُضِیئَةٌ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَمْرُنَا أَضْوَأُ مِنْهَا.

بیان: التنوین فی قوله سنینا علی لغة بنی عامر قال الأزهری فی التصریح و بعضهم یجری بنین و باب سنین و إن لم یكن علما مجری غسلین فی لزوم الیاء و الحركات علی النون منونة غالبا علی لغة بنی عامر انتهی.

خمل ذكره و صوته خمولا خفی و یقال كفأت الإناء أی قلبته و قوله

ص: 147

و لیكفأن أی المؤمنون و فی بعض النسخ بصیغة الخطاب.

«20»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ یَقُولُ النَّاسُ أَنَّی ذَلِكَ وَ قَدْ بَلِیَتْ عِظَامُهُ.

«21»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا عَلَامَةُ الْقَائِمِ قَالَ إِذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ فَقِیلَ مَاتَ أَوْ هَلَكَ فِی أَیِّ وَادٍ سَلَكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ یَكُونُ مَا ذَا قَالَ لَا یَظْهَرُ إِلَّا بِالسَّیْفِ.

«22»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ فُضَیْلٍ الصَّائِغِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا فَقَدَ النَّاسُ الْإِمَامَ مَكَثُوا سَبْتاً لَا یَدْرُونَ أَیّاً مِنْ أَیٍّ ثُمَّ یُظْهِرُ اللَّهُ لَهُمْ صَاحِبَهُمْ.

توضیح: السبت الدهر.

«23»- نی، [الغیبة] للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ خَلَّادِ بْنِ قَصَّارٍ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ وُلِدَ الْقَائِمُ قَالَ لَا وَ لَوْ أَدْرَكْتُهُ لَخَدَمْتُهُ أَیَّامَ حَیَاتِی.

إیضاح: لخدمته أی ربیته و أعنته.

«24»- قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ أَبَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِالسِّنْدِیِّ نَقَلْنَاهُ مِنْ أَصْلِهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْحَجِّ فِی السَّنَةِ الَّتِی قَدِمَ فِیهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ هُوَ یَدْعُو وَ عَنْ یَمِینِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَنْ یَسَارِهِ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ وَ خَلْفَهُ جَعْفَرُ بْنُ حَسَنٍ قَالَ فَجَاءَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ الْبَصْرِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا جَعْفَرُ قَالَ فَقَالَ لَهُ قُلْ مَا تَشَاءُ یَا أَبَا كَثِیرٍ قَالَ إِنِّی وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ

ص: 148

لِی عِلْمَ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ رَجُلٌ یَنْقُضُهَا حَجَراً حَجَراً قَالَ فَقَالَ لَهُ كَذَبَ كِتَابُكَ یَا أَبَا كَثِیرٍ وَ لَكِنْ كَأَنِّی وَ اللَّهِ بِأَصْفَرِ الْقَدَمَیْنِ خَمْشِ السَّاقَیْنِ ضَخْمِ الْبَطْنِ دَقِیقِ الْعُنُقِ ضَخْمِ الرَّأْسِ عَلَی هَذَا الرُّكْنِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الرُّكْنِ الْیَمَانِیِّ یَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الطَّوَافِ حَتَّی یَتَذَعَّرُوا مِنْهُ قَالَ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ لَهُ رَجُلًا مِنِّی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَیَقْتُلُهُ قَتْلَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ فِرْعَوْنَ ذِی الْأَوْتَادِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی صَدَّقُوهُ كُلُّهُمْ جَمِیعاً.

نُقِلَ مِنْ خَطِّ الشَّهِیدِ رحمه اللّٰه عَنْ أَبِی الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ إِنَّمَا یَعْنِی بِهِ قِیَامَ الْقَائِمِ علیه السلام.

«25»- كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ فِی النَّصِّ عَلَی الِاثْنَیْ عَشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَدَمِیِّ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ابْنُ غَالِبٍ الْحَافِظُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ نَاصِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ مُوسَی علیه السلام نَظَرَ لَیْلَةَ الْخِطَابِ إِلَی كُلِّ شَجَرَةٍ فِی الطُّورِ وَ كُلِّ حَجَرٍ وَ نَبَاتٍ تَنْطِقُ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ وَصِیّاً لَهُ مِنْ بَعْدِهِ فَقَالَ مُوسَی إِلَهِی لَا أَرَی شَیْئاً خَلَقْتَهُ إِلَّا وَ هُوَ نَاطِقٌ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْصِیَائِهِ الِاثْنَیْ عَشَرَ فَمَا مَنْزِلَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ قَالَ یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی خَلَقْتُهُمْ قَبْلَ خَلْقِ الْأَنْوَارِ وَ جَعَلْتُهُمْ فِی خِزَانَةِ قُدْسِی یَرْتَعُونَ فِی رِیَاضِ مَشِیَّتِی وَ یَتَنَسَّمُونَ مِنْ رَوْحِ جَبَرُوتِی وَ یُشَاهِدُونَ أَقْطَارَ مَلَكُوتِی حَتَّی إِذَا شِئْتُ مَشِیَّتِی أَنْفَذْتُ قَضَائِی وَ قَدَرِی یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی سَبَقْتُ بِهِمُ اسْتِبَاقِی حَتَّی أُزَخْرِفَ بِهِمْ جِنَانِی یَا ابْنَ عِمْرَانَ تَمَسَّكْ بِذِكْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ خَزَنَةُ عِلْمِی وَ عَیْبَةُ حِكْمَتِی وَ مَعْدِنُ نُورِی قَالَ حُسَیْنُ بْنُ عُلْوَانَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ حَقٌّ ذَلِكَ هُمُ اثْنَا عَشَرَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ لِتُفْتِیَنِی بِالْحَقِّ قَالَ أَنَا وَ ابْنِی هَذَا وَ أَوْمَأَ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی وَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِهِ یَغِیبُ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ.

ص: 149

باب 7 ما روی عن الكاظم صلوات اللّٰه علیه فی ذلك

«1»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا فُقِدَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِی أَدْیَانِكُمْ لَا یُزِیلُكُمْ أَحَدٌ عَنْهَا یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَیْبَةٍ حَتَّی یَرْجِعَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ كَانَ یَقُولُ بِهِ إِنَّمَا هِیَ مِحْنَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ امْتَحَنَ بِهَا خَلْقَهُ وَ لَوْ عَلِمَ آبَاؤُكُمْ وَ أَجْدَادُكُمْ دِیناً أَصَحَّ مِنْ هَذَا لَاتَّبَعُوهُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَنِ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ قَالَ یَا بُنَیَّ عُقُولُكُمْ تَصْغُرُ عَنْ هَذَا وَ أَحْلَامُكُمْ تَضِیقُ عَنْ حَمْلِهِ وَ لَكِنْ إِنْ تَعِیشُوا فَسَوْفَ تُدْرِكُونَهُ.

ك، [إكمال الدین] أبی و ابن الولید معا عن سعد: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد: مثله- نی، [الغیبة] للنعمانی الكلینی عن علی بن محمد عن الحسن بن عیسی بن محمد بن علی بن جعفر عن أبیه عن جده عن علی بن جعفر: مثله- نص، [كفایة الأثر] علی بن محمد السندی عن محمد بن الحسین عن سعد: مثله بیان قوله یا بنی علی جهة اللطف و الشفقة.

«2»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ سَیِّدِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً فَقَالَ النِّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الْإِمَامُ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنَةُ الْإِمَامُ الْغَائِبُ فَقُلْتُ لَهُ وَ یَكُونُ فِی الْأَئِمَّةِ مَنْ یَغِیبُ قَالَ نَعَمْ یَغِیبُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ شَخْصُهُ وَ لَا یَغِیبُ عَنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ ذِكْرُهُ وَ هُوَ الثَّانِی عَشَرَ مِنَّا یُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عَسِیرٍ وَ یُذَلِّلُ لَهُ كُلَّ صَعْبٍ وَ یُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الْأَرْضِ وَ یُقَرِّبُ لَهُ كُلَّ بَعِیدٍ وَ یُبِیرُ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ وَ یُهْلِكُ عَلَی یَدِهِ كُلَّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ ذَاكَ ابْنُ سَیِّدَةِ الْإِمَاءِ الَّذِی یَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَ لَا یَحِلُّ لَهُمْ تَسْمِیَتُهُ

ص: 150

حَتَّی یُظْهِرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

قال الصدوق رحمه اللّٰه لم أسمع هذا الحدیث إلا من أحمد بن زیاد بن جعفر الهمدانی عند منصرفی من حج بیت اللّٰه الحرام و كان رجلا ثقة دینا فاضلا رحمة اللّٰه علیه و رضوانه- نص، [كفایة الأثر] محمد بن عبد اللّٰه بن حمزة عن عمه الحسن عن علی عن أبیه: مثله.

«3»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ [مَنْ] یَقُولُ النَّاسُ لَمْ یُولَدْ بَعْدُ.

«4»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ هُوَ الطَّرِیدُ الْوَحِیدُ الْغَرِیبُ الْغَائِبُ عَنْ أَهْلِهِ الْمَوْتُورُ بِأَبِیهِ.

«5»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَجَلِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ وَ أَبِی قَتَادَةَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا تَأْوِیلُ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ یَأْتِیكُمْ بِماءٍ مَعِینٍ فَقَالَ إِذَا فَقَدْتُمْ إِمَامَكُمْ فَلَمْ تَرَوْهُ فَمَا ذَا تَصْنَعُونَ.

«6»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتَ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ فَقَالَ أَنَا الْقَائِمُ بِالْحَقِّ وَ لَكِنَّ الْقَائِمَ الَّذِی یُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً هُوَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِی لَهُ غَیْبَةٌ یَطُولُ أَمَدُهَا خَوْفاً عَلَی نَفْسِهِ یَرْتَدُّ فِیهَا أَقْوَامٌ وَ یَثْبُتُ فِیهَا آخَرُونَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام طُوبَی لِشِیعَتِنَا الْمُتَمَسِّكِینَ بِحُبِّنَا فِی غَیْبَةِ قَائِمِنَا الثَّابِتِینَ عَلَی مُوَالاتِنَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِنَا أُولَئِكَ مِنَّا وَ نَحْنُ مِنْهُمْ قَدْ رَضُوا بِنَا أَئِمَّةً وَ رَضِینَا بِهِمْ شِیعَةً وَ طُوبَی لَهُمْ هُمْ وَ اللَّهِ مَعَنَا فِی دَرَجَتِنَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

نص، [كفایة الأثر] محمد بن عبد اللّٰه بن حمزة عن عمه الحسن عن علی بن إبراهیم عن صالح بن السندی: مثله.

ص: 151

باب 8 ما جاء عن الرضا علیه السلام فی ذلك

«1»- ع، [علل الشرائع] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّی بِالشِّیعَةِ عِنْدَ فَقْدِهِمُ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِی یَطْلُبُونَ الْمَرْعَی فَلَا یَجِدُونَهُ قُلْتُ لَهُ وَ لِمَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّ إِمَامَهُمْ یَغِیبُ عَنْهُمْ فَقُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِئَلَّا یَكُونَ فِی عُنُقِهِ لِأَحَدٍ بَیْعَةٌ إِذَا قَامَ بِالسَّیْفِ.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی لَا بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ صَیْلَمٍ یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَ وَلِیجَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ الشِّیعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِی یَبْكِی عَلَیْهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ كُلُّ حَرَّی وَ حَرَّانَ (1)

وَ كُلُّ حَزِینٍ لَهْفَانَ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی سَمِیُّ جَدِّی وَ شَبِیهِی وَ شَبِیهُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام عَلَیْهِ جُیُوبُ النُّورِ تَتَوَقَّدُ بِشُعَاعِ ضِیَاءِ الْقُدْسِ كَمْ مِنْ حَرَّی مُؤْمِنَةٍ وَ كَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَأَسِّفٍ حَیْرَانُ حَزِینٌ عِنْدَ فِقْدَانِ الْمَاءِ الْمَعِینِ كَأَنِّی بِهِمْ آیِسٌ مَا كَانُوا نُودُوا نِدَاءً یَسْمَعُ مَنْ بَعُدَ كَمَا یَسْمَعُ مَنْ قَرُبَ یَكُونُ رَحْمَةً عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ عَذَاباً عَلَی الْكَافِرِینَ.

«3»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: مِثْلَهُ (2)

وَ فِیهِ تَتَوَقَّدُ مِنْ شُعَاعِ ضِیَاءِ الْقُدْسِ

ص: 152


1- 1. الحرة العطش فالرجل: حران، و المرأة: حری.
2- 2. كذا فی النسخة المطبوعة و فی المصدر هكذا: حدّثنا أبی( و محمّد بن الحسن رضی اللّٰه عنهما قالا حدّثنا سعد بن عبد اللّٰه) قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفزاری، عن علیّ بن الحسن بن علیّ بن فضال، عن الریان بن الصلت قال: سمعته یقول: سئل أبو الحسن الرضا علیه السلام عن القائم علیه السلام فقال: لا یری جسمه و لا یسمی باسمه. ثمّ قال: حدّثنا أبی- رحمه اللّٰه- قال: حدّثنا عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری عن أحمد بن هلال. العبرتائی، عن الحسن بن محبوب، عن أبی الحسن علیّ بن موسی الرضا علیه السلام قال: قال لی: لا بد من فتنة صماء صیلم الحدیث و فیه« و یتوقد من سناء ضیاء القدس». و الظاهر أن نسخة المصنّف من كتاب كمال الدین قد كانت ناقصة اتصل سند الحدیث الأول بالمتن من حدیث الثانی راجع كمال الدین ج 2 ص 41 و ص 361.

یَحْزَنُ لِمَوْتِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ كَمْ مِنْ حَرَّی.

بیان: قال الجزری الفتنة الصماء هی التی لا سبیل إلی تسكینها لتناهیها فی دهائها لأن الأصم لا یسمع الاستغاثة و لا یقلع عما یفعله و قیل هی كالحیة الصماء التی لا تقبل الرقی انتهی.

أقول: لا یبعد أن یكون مأخوذا من قولهم صخرة صماء أی الصلبة المصمتة كنایة عن نهایة اشتباه الأمر فیها حتی لا یمكن النفوذ فیها و النظر فی باطنها و تحیر أكثر الخلق فیها أو عن صلابتها و ثباتها و استمرارها و الصیلم الداهیة و الأمر الشدید و وقعة صیلمة أی مستأصلة و بطانة الرجل صاحب سره الذی یشاوره فی أحواله و ولیجة الرجل دخلاؤه و خاصته أی یزل فیها خواص الشیعة و المراد بالثالث الحسن العسكری و الظاهر رجوع الضمیر فی علیه إلیه و یحتمل رجوعه إلی إمام الزمان المعلوم بقرینة المقام و علی التقدیرین المراد بقوله سمی جدی القائم علیه السلام.

قوله علیه السلام علیه جیوب النور لعل المعنی أن جیوب الأشخاص النورانیة من كمل المؤمنین و الملائكة المقربین و أرواح المرسلین تشتعل للحزن علی غیبته و حیرة الناس فیه و إنما ذلك لنور إیمانهم الساطع من شموس عوالم القدس و یحتمل أن یكون المراد بجیوب النور الجیوب المنسوبة إلی النور و التی یسطع منها أنوار فیضه و فضله تعالی و الحاصل أن علیه صلوات اللّٰه علیه أثواب قدسیة و خلع ربانیة تتقد من جیوبها أنوار فضله و هدایته تعالی و یؤیده ما مر فی روایة محمد بن الحنفیة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله جلابیب النور و یحتمل أن یكون علی تعلیلیة أی ببركة هدایته و فیضه علیه السلام یسطع من جیوب القابلین أنوار القدس من العلوم

ص: 153

و المعارف الربانیة.

قوله یسمع علی بناء المجهول أو المعلوم و علی الأول من حرف الجر و علی الثانی اسم موصول و كذا الفقرة الثانیة یحتمل الوجهین.

«4»- ك، [إكمال الدین] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ سَمِعْتُ دِعْبِلَ بْنَ عَلِیٍّ الْخُزَاعِیَّ یَقُولُ: أَنْشَدْتُ مَوْلَایَ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام قَصِیدَتِیَ الَّتِی أَوَّلُهَا:

مَدَارِسُ آیَاتٍ خَلَتْ مِنْ تِلَاوَةٍ***وَ مَنْزِلُ وَحْیٍ مُقْفِرُ الْعَرَصَاتِ

فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی قَوْلِی:

خُرُوجُ إِمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ***یَقُومُ عَلَی اسْمِ اللَّهِ وَ الْبَرَكَاتِ

یُمَیِّزُ فِینَا كُلَّ حَقٍّ وَ بَاطِلٍ***وَ یُجْزِی عَلَی النَّعْمَاءِ وَ النَّقِمَاتِ

بَكَی الرِّضَا علیه السلام بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ لِی یَا خُزَاعِیُّ نَطَقَ رُوحُ الْقُدُسِ عَلَی لِسَانِكَ بِهَذَیْنِ الْبَیْتَیْنِ فَهَلْ تَدْرِی مَنْ هَذَا الْإِمَامُ وَ مَتَی یَقُومُ فَقُلْتُ لَا یَا مَوْلَایَ إِلَّا أَنِّی سَمِعْتُ بِخُرُوجِ إِمَامٍ مِنْكُمْ یُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنَ الْفَسَادِ وَ یَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً فَقَالَ یَا دِعْبِلُ الْإِمَامُ بَعْدِی مُحَمَّدٌ ابْنِی وَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ابْنُهُ عَلِیٌّ وَ بَعْدَ عَلِیٍّ ابْنُهُ الْحَسَنُ وَ بَعْدَ الْحَسَنِ ابْنُهُ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ فِی غَیْبَتِهِ الْمُطَاعُ فِی ظُهُورِهِ لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَخْرُجَ فَیَمْلَأَهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ أَمَّا مَتَی فَإِخْبَارٌ عَنِ الْوَقْتِ وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ- عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَی یَخْرُجُ الْقَائِمُ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ فَقَالَ مَثَلُهُ مَثَلُ السَّاعَةِ لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِیكُمْ إِلَّا بَغْتَةً.

نص، [كفایة الأثر] محمد بن عبد اللّٰه بن حمزة عن عمه الحسن عن علی عن أبیه عن الهروی: مثله.

«5»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام إِنَّا لَنَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ وَ أَنْ یُسْدِیَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْكَ مِنْ غَیْرِ سَیْفٍ فَقَدْ بُویِعَ لَكَ وَ ضُرِبَتِ الدَّرَاهِمُ بِاسْمِكَ فَقَالَ مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ

ص: 154

إِلَیْهِ الْكُتُبُ وَ سُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَ أَشَارَتْ إِلَیْهِ الْأَصَابِعُ وَ حُمِلَتْ إِلَیْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِیلَ أَوْ مَاتَ عَلَی فِرَاشِهِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِهَذَا الْأَمْرِ رَجُلًا خَفِیَّ الْمَوْلِدِ وَ الْمَنْشَإِ غَیْرَ خَفِیٍّ فِی نَسَبِهِ.

بیان: فی الكافی و أشیر إلیه بالأصابع كنایة عن الشهرة و الاغتیال الأخذ بغتة و القتل خدیعة و المراد هنا القتل بالآلة و بالموت القتل بالسم و الأول یصحبهما و المراد بالثانی الموت غیظا بلا ظفر.

«6»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ خَالِهِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا قَالَ: قَالَ لِیَ الرِّضَا علیه السلام أَیْنَ مَنْزِلُكَ بِبَغْدَادَ قُلْتُ الْكَرْخُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ أَسْلَمُ مَوْضِعٍ وَ لَا بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ صَیْلَمٍ یَسْقُطُ فِیهَا كُلُّ وَلِیجَةٍ وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ بَعْدَ فِقْدَانِ الشِّیعَةِ الثَّالِثَ مِنْ وُلْدِی.

«7»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ الْبَلْخِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّهُ سَیُبْتَلَوْنَ بِمَا هُوَ أَشَدُّ وَ أَكْبَرُ یُبْتَلَوْنَ بِالْجَنِینِ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ الرَّضِیعِ حَتَّی یُقَالَ غَابَ وَ مَاتَ وَ یَقُولُونَ لَا إِمَامَ وَ قَدْ غَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ غَابَ وَ غَابَ وَ هَا أَنَا ذَا أَمُوتُ حَتْفَ أَنْفِی.

بیان: قوله علیه السلام و غاب و غاب أی كان له غیبات كثیرة كغیبته فی حری و فی الشعب و فی الغار و بعد ذلك إلی أن دخل المدینة و یحتمل أن یكون فاعل الفعلین محذوفا بقرینة المقام أی غاب غیره من الأنبیاء و یحتمل أن یكون علیه السلام ذكرهم و عبر الراوی هكذا اختصارا.

«8»- نی، [الغیبة] للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا رُفِعَ عَلَمُكُمْ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِكُمْ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ.

ص: 155

باب 9 ما روی فی ذلك عن الجواد صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] الدَّقَّاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْقَائِمِ أَ هُوَ الْمَهْدِیُّ أَوْ غَیْرُهُ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ الْقَائِمَ مِنَّا هُوَ الْمَهْدِیُّ الَّذِی یَجِبُ أَنْ یُنْتَظَرَ فِی غَیْبَتِهِ وَ یُطَاعَ فِی ظُهُورِهِ وَ هُوَ الثَّالِثُ مِنْ وُلْدِی وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ خَصَّنَا بِالْإِمَامَةِ إِنَّهُ لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَخْرُجَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُصْلِحُ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ كَمَا أَصْلَحَ أَمْرَ كَلِیمِهِ مُوسَی علیه السلام لِیَقْتَبِسَ لِأَهْلِهِ نَاراً فَرَجَعَ وَ هُوَ رَسُولُ نَبِیٍّ ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَفْضَلُ أَعْمَالِ شِیعَتِنَا انْتِظَارُ الْفَرَجِ.

«2»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ (1) عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام مَنِ الْخَلَفُ بَعْدَكَ قَالَ ابْنِی عَلِیٌّ ابْنِی عَلِیٌّ ثُمَّ أَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّهَا سَتَكُونُ حَیْرَةٌ قُلْتُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَإِلَی مَنْ (2) فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ لَا أَیْنَ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً فَأَعَدْتُ فَقَالَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَقُلْتُ أَیِّ الْمُدُنِ فَقَالَ مَدِینَتِنَا هَذِهِ وَ هَلْ مَدِینَةٌ غَیْرُهَا وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ أَخْبَرَنِی ابْنُ بَزِیعٍ أَنَّهُ حَضَرَ أُمَیَّةَ بْنَ عَلِیٍّ الْقَیْسِیَّ وَ هُوَ یَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِهَذَا الْجَوَابِ.

ص: 156


1- 1. فی النسخة المطبوعة: عن أحمد بن هلال، عن أبیه، عن علی القیسی و الصحیح ما أثبتناه. و كذا فیما یأتی.
2- 2. فی المصدر: فالی أین؟. و هو المناسب لما فی الجواب من قوله علیه السلام:« لا أین». راجع ص 97 و 98.

نی، [الغیبة] للنعمانی علی بن أحمد عن عبید اللّٰه بن موسی عن أحمد بن الحسین عن أحمد بن هلال عن أمیة بن علی القیسی و ذكر: مثله بیان فقال لا أین أی لا یهتدی إلیه و أین یوجد و یظفر به ثم أشار علیه السلام إلی أنه یكون فی بعض الأوقات فی المدینة أو یراه بعض الناس فیها.

«3»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِی سَعْدٍ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهما السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: إِذَا مَاتَ ابْنِی عَلِیٌّ بَدَا سِرَاجٌ بَعْدَهُ ثُمَّ خَفِیَ فَوَیْلٌ لِلْمُرْتَابِ وَ طُوبَی لِلْعَرَبِ الْفَارِّ بِدِینِهِ ثُمَّ یَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحْدَاثٌ تَشِیبُ فِیهَا النَّوَاصِی وَ یَسِیرُ الصُّمُّ الصِّلَابُ.

بیان: سیر الصم الصلاب كنایة عن شدة الأمر و تغیر الزمان حتی كأن الجبال زالت عن مواضعها أو عن تزلزل الثابتین فی الدین عنه.

«4»- نص، [كفایة الأثر] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْقَائِمَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً فَقَالَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ مَا مِنَّا

إِلَّا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ هَادٍ إِلَی دِینِ اللَّهِ وَ لَسْتُ الْقَائِمَ الَّذِی یُطَهِّرُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَ الْجُحُودِ وَ یَمْلَؤُهَا عَدْلًا وَ قِسْطاً هُوَ الَّذِی یَخْفَی عَلَی النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَ یَغِیبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَ یَحْرُمُ عَلَیْهِمْ تَسْمِیَتُهُ وَ هُوَ سَمِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَنِیُّهُ وَ هُوَ الَّذِی یُطْوَی لَهُ الْأَرْضُ وَ یَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ یَجْتَمِعُ إِلَیْهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَدَدُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِی الْأَرْضِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَیْنَ ما تَكُونُوا یَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَ هُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ خَرَجَ بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَا یَزَالُ یَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ عَبْدُ الْعَظِیمِ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی وَ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَ قَالَ یُلْقِی فِی قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ.

«5»- نص، [كفایة الأثر] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ أَبِی دُلَفَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ:

ص: 157

الْإِمَامُ بَعْدِی ابْنِی عَلِیٌّ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ الْإِمَامُ بَعْدَهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ أَمْرُهُ أَمْرُ أَبِیهِ وَ قَوْلُهُ قَوْلُ أَبِیهِ وَ طَاعَتُهُ طَاعَةُ أَبِیهِ ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحَسَنِ فَبَكَی علیه السلام بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ إِنَّ مِنْ بَعْدِ الْحَسَنِ ابْنُهُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ الْمُنْتَظَرُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لِمَ سُمِّیَ الْقَائِمَ قَالَ لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ مَوْتِ ذِكْرِهِ وَ ارْتِدَادِ أَكْثَرِ الْقَائِلِینَ بِإِمَامَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ سُمِّیَ الْمُنْتَظَرَ قَالَ إِنَّ لَهُ غَیْبَةً یَكْثُرُ أَیَّامُهَا وَ یَطُولُ أَمَدُهَا فَیَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ الْمُخْلِصُونَ وَ یُنْكِرُهُ الْمُرْتَابُونَ وَ یَسْتَهْزِئُ بِهِ الْجَاحِدُونَ وَ یَكْذِبُ فِیهَا الْوَقَّاتُونَ وَ یَهْلِكُ فِیهَا الْمُسْتَعْجِلُونَ وَ یَنْجُو فِیهَا الْمُسْلِمُونَ.

«6»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام مَنِ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ ابْنِی عَلِیٌّ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ حَیْرَةٌ قَالَ قُلْتُ إِلَی أَیْنَ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ إِلَی الْمَدِینَةِ قَالَ قُلْتُ وَ إِلَی أَیِّ مَدِینَةٍ قَالَ مَدِینَتِنَا هَذِهِ وَ هَلْ مَدِینَةٌ غَیْرُهَا.

«7»- قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ فَأَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ: أَنَّهُ حَضَرَ أُمَیَّةَ بْنَ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ عَنْ ذَلِكَ فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ الْجَوَابِ.

«8»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ التَّمِیمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ كَانَ رَابِعُهُمْ قَائِمَهُمْ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ.

باب 10 نص العسكریین صلوات اللّٰه علیهما علی القائم علیه السلام

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ صَاحِبَ الْعَسْكَرِ علیه السلام یَقُولُ: الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِی ابْنِیَ الْحَسَنُ فَكَیْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ فَقُلْتُ وَ لِمَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ لِأَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ شَخْصَهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ قُلْتُ فَكَیْفَ نَذْكُرُهُ

ص: 158

قَالَ قُولُوا الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

نص، [كفایة الأثر] علی بن محمد بن السندی عن محمد بن الحسن عن سعد: مثله.

«2»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْكَاتِبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْمَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَجِ فَكَتَبَ إِذَا غَابَ صَاحِبُكُمْ عَنْ دَارِ الظَّالِمِینَ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ.

«3»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَیُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ مَنْ یَقُولُ النَّاسُ لَمْ یُولَدْ بَعْدُ.

و حدثنا بهذا الحدیث محمد بن إبراهیم عن إسحاق بن أیوب:(1).

«4»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی غَانِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَارِسٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ فَنَزَلْنَا عَلَی وَادِی زُبَالَةَ فَجَلَسْنَا نَتَحَدَّثُ فَجَرَی ذِكْرُ مَا نَحْنُ فِیهِ وَ بَعُدَ الْأَمْرُ عَلَیْنَا فَقَالَ أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ كَتَبْتُ فِی هَذِهِ السَّنَةِ أَذْكُرُ شَیْئاً مِنْ هَذَا فَكَتَبَ إِلَیَّ إِذَا رُفِعَ عَلَمُكُمْ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِكُمْ فَتَوَقَّعُوا الْفَرَجَ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِكُمْ.

بیان: علمكم بالتحریك أی من یعلم به سبیل الحق و هو الإمام علیه السلام أو بالكسر أی صاحب علمكم فرجع إلی الأول أو أصل العلم بأن تشیع الضلالة و الجهالة فی الخلق و توقع الفرج من تحت الأقدام كنایة عن قربه و تیسر حصوله فإن من كانت قدماه علی شی ء فهو أقرب الأشیاء به و یأخذه إذا رفعهما فعلی الأولین المعنی أنه لا بد أن تكونوا فی تلك الأزمان متوقعین للفرج كذلك غیر آیسین منه و یحتمل أن یكون المراد ما هو أعم من ظهور الإمام أی یحصل لكم فرج إما بالموت و الوصول إلی رحمة اللّٰه أو ظهور الإمام أو رفع شر الأعادی بفضل اللّٰه و علی الوجه الثالث الكلام محمول علی ظاهره فإنه إذا

ص: 159


1- 1. فی المصدر: و حدّثنا بهذا الحدیث محمّد بن إبراهیم عن محمّد بن معقل، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن إسحاق بن محمّد بن أیوب، عن أبی الحسن علیّ بن محمّد علیهما السلام الحدیث راجع ج 2 ص 53.

تمت جهالة الخلق و ضلالتهم لا بد من ظهور الإمام علیه السلام كما دلت الأخبار و عادة اللّٰه فی الأمم الماضیة علیه.

«5»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام كَتَبَتِ الشِّیعَةُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَسْأَلُونَهُ عَنِ الْأَمْرِ فَكَتَبَ علیه السلام إِلَیْهِمُ الْأَمْرُ لِی مَا دُمْتُ حَیّاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِی مَقَادِیرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَتَاكُمُ الْخَلَفُ مِنِّی وَ أَنَّی لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ.

«6»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام یَقُولُ: كَأَنِّی بِكُمْ وَ قَدِ اخْتَلَفْتُمْ بَعْدِی فِی الْخَلَفِ مِنِّی أَمَا إِنَّ الْمُقِرَّ بِالْأَئِمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ الْمُنْكِرَ لِوَلَدِی كَمَنْ أَقَرَّ بِجَمِیعِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ ثُمَّ أَنْكَرَ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُنْكِرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَنْ أَنْكَرَ جَمِیعَ الْأَنْبِیَاءِ لِأَنَّ طَاعَةَ آخِرِنَا كَطَاعَةِ أَوَّلِنَا وَ الْمُنْكِرَ لآِخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لِأَوَّلِنَا أَمَا إِنَّ لِوَلَدِی غَیْبَةً یَرْتَابُ فِیهَا النَّاسُ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.

نص، [كفایة الأثر] الحسین بن علی عن العطار: مثله.

«7»- ك، [إكمال الدین] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِی رُوِیَ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَنَّ مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِهِ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً-(1) فَقَالَ علیه السلام إِنَّ هَذَا حَقٌّ كَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنِ الْحُجَّةُ وَ الْإِمَامُ بَعْدَكَ فَقَالَ ابْنِی مُحَمَّدٌ وَ هُوَ الْإِمَامُ وَ الْحُجَّةُ بَعْدِی مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَعْرِفْهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً أَمَا إِنَّ لَهُ غَیْبَةً یَحَارُ فِیهَا الْجَاهِلُونَ وَ یَهْلِكُ فِیهَا الْمُبْطِلُونَ وَ یَكْذِبُ فِیهَا الْوَقَّاتُونَ ثُمَّ یَخْرُجُ فَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی الْأَعْلَامِ الْبِیضِ تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِنَجَفِ الْكُوفَةِ.

نص، [كفایة الأثر] أبو المفضل عن أبی علی بن همام: مثله.

«8»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِ

ص: 160


1- 1. ما جعلناه بین العلامتین ساقط من النسخة المطبوعة راجع المصدر ج 2 ص 81.

قَالَ: خَرَجَ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام تَوْقِیعٌ زَعَمُوا أَنَّهُمْ یُرِیدُونَ قَتْلِی لِیَقْطَعُوا نَسْلِی وَ قَدْ كَذَّبَ اللَّهُ قَوْلَهُمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

«9»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام یَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی أَرَانِی الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِی أَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَلْقاً وَ خُلْقاً یَحْفَظُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی غَیْبَتِهِ ثُمَّ یُظْهِرُهُ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا وَ قِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً.

«10»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیِّ عَنِ الزُّهْرِیِّ الْكُوفِیِّ عَنْ بُنَانِ بْنِ حَمْدَوَیْهِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام مُضِیُّ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ ذَاكَ إِلَیَّ مَا دُمْتُ حَیّاً بَاقِیاً وَ لَكِنْ كَیْفَ بِهِمْ إِذَا فَقَدُوا مَنْ بَعْدِی.

«11»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَلَالَتُكَ تَمْنَعُنِی عَنْ مَسْأَلَتِكَ فَتَأْذَنُ لِی فِی أَنْ أَسْأَلَكَ قَالَ سَلْ قُلْتُ یَا سَیِّدِی هَلْ لَكَ وَلَدٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَإِنْ حَدَثَ حَدَثٌ فَأَیْنَ أَسْأَلُ عَنْهُ فَقَالَ بِالْمَدِینَةِ.

«12»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ نَصْرِ بْنِ عِصَامِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الْفِهْرِیِّ الْمَعْرُوفِ بِقَرْقَارَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَشَارَ بِیَدِهِ أَیْ إِنَّهُ حَیٌّ غَلِیظُ الرَّقَبَةِ.

«13»- نص، [كفایة الأثر] أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلَّانٍ الرَّازِیِّ قَالَ: أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ لَمَّا حَمَلَتْ جَارِیَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ سَتَحْمِلِینَ ذَكَراً وَ اسْمُهُ م ح م د وَ هُوَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی.

«14»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ: فِی سَنَةِ مِائَتَیْنِ وَ سِتِّینَ تَفَرَّقَ شِیعَتِی فَفِیهَا قُبِضَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ تَفَرَّقَتْ شِیعَتُهُ وَ أَنْصَارُهُ فَمِنْهُمْ مَنِ

ص: 161

انْتَمَی إِلَی جَعْفَرٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ تَاهَ وَ شَكَّ وَ مِنْهُمْ مَنْ وَقَفَ عَلَی تَحَیُّرِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ ثَبَتَ عَلَی دِینِهِ بِتَوْفِیقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«15»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عِیسَی بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام عَلَیْنَا الْحَبْسَ وَ كُنْتُ بِهِ عَارِفاً فَقَالَ لِی لَكَ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ شَهْرٌ وَ یَوْمَانِ وَ كَانَ مَعِی كِتَابُ دُعَاءٍ عَلَیْهِ تَارِیخُ مَوْلِدِی وَ إِنِّی نَظَرْتُ فِیهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَالَ هَلْ رُزِقْتَ وَلَداً فَقُلْتُ لَا فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ وَلَداً یَكُونُ لَهُ عَضُداً فَنِعْمَ الْعَضُدُ الْوَلَدُ ثُمَّ تَمَثَّلَ علیه السلام:

مَنْ كَانَ ذَا عَضُدٍ یُدْرِكُ ظُلَامَتَهُ***إِنَّ الذَّلِیلَ الَّذِی لَیْسَتْ لَهُ عَضُدٌ

قُلْتُ أَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ إِی وَ اللَّهِ سَیَكُونُ لِی وَلَدٌ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً فَأَمَّا الْآنَ فَلَا ثُمَّ تَمَثَّل:

لَعَلَّكَ یَوْماً أَنْ تَرَانِی كَأَنَّمَا***بَنِیَّ حَوَالَیَّ الْأُسُودُ اللَّوَابِدُ

فَإِنَّ تَمِیماً قَبْلَ أَنْ یَلِدَ الْحَصَا***أَقَامَ زَمَاناً وَ هُوَ فِی النَّاسِ وَاحِدٌ

باب 11 نادر فیما أخبر به الكهنة و أضرابهم و ما وجد من ذلك مكتوبا فی الألواح و الصخور

روی البرسی فی مشارق الأنوار عن كعب بن الحارث: قال إن ذا جدن الملك أرسل إلی السطیح لأمر شك فیه فلما قدم علیه أراد أن یجرب علمه قبل حكمه فخبأ له دینارا تحت قدمه ثم أذن له فدخل فقال له الملك ما خبأت لك یا سطیح فقال سطیح حلفت بالبیت و الحرم و الحجر الأصم و اللیل إذا أظلم و الصبح إذا تبسم و بكل فصیح و أبكم لقد خبأت لی دینارا بین النعل و القدم فقال الملك من أین علمك هذا یا سطیح فقال من قبل أخ لی حتی ینزل معی أنی نزلت.

فقال الملك أخبرنی عما یكون فی الدهور فقال سطیح إذا غارت الأخیار

ص: 162

و قادت الأشرار و كذب بالأقدار و حمل المال بالأوقار و خشعت الأبصار لحامل الأوزار و قطعت الأرحام و ظهرت الطغام المستحلی الحرام فی حرمة الإسلام و اختلفت الكلمة و خفرت الذمة و قلت الحرمة و ذلك عند طلوع الكوكب الذی یفزع العرب و له شبیه الذنب فهناك تنقطع الأمطار و تجف الأنهار و تختلف الأعصار و تغلو الأسعار فی جمیع الأقطار.

ثم تقبل البربر بالرایات الصفر علی البراذین السبر حتی ینزلوا مصر فیخرج رجل من ولد صخر فیبدل الرایات السود بالحمر فیبیح المحرمات و یترك النساء بالثدایا معلقات و هو صاحب نهب الكوفة فرب بیضاء الساق مكشوفة علی الطریق مردوفة بها الخیل محفوفة قتل زوجها و كثر عجزها و استحل فرجها فعندها یظهر ابن النبی المهدی و ذلك إذا قتل المظلوم بیثرب و ابن عمه فی الحرم و ظهر الخفی فوافق الوشمی فعند ذلك یقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم بقتل القروم فعندها ینكسف كسوف إذا جاء الزحوف و صف الصفوف.

ثم یخرج ملك من صنعاء الیمن أبیض كالقطن اسمه حسین أو حسن فیذهب بخروجه غمر الفتن فهناك یظهر مباركا زكیا و هادیا مهدیا و سیدا علویا فیفرج الناس إذا أتاهم بمن اللّٰه الذی هداهم فیكشف بنوره الظلماء و یظهر به الحق بعد الخفاء و یفرق الأموال فی الناس بالسواء و یغمه السیف فلا یسفك الدماء و یعیش الناس فی البشر و الهناء و یغسل بماء عدله عین الدهر من القذاء و یرد الحق علی أهل القری و یكثر فی الناس الضیافة و القری و یرفع بعدله الغوایة و العمی كأنه كان غبار فانجلی فیملأ الأرض عدلا و قسطا و الأیام حباء و هو علم للساعة بلا امتراء.

وَ رَوَی ابْنُ عَیَّاشٍ فِی الْمُقْتَضَبِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُفْیَانَ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبُوشَنْجَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ

ص: 163

النُّوشَجَانِ بْنِ البودمردان قَالَ: لَمَّا جَلَا الْفُرْسُ عَنِ الْقَادِسِیَّةِ وَ بَلَغَ یَزْدَجَرْدَ بْنَ شَهْرِیَارَ مَا كَانَ مِنْ رُسْتُمَ وَ إِدَالَةِ الْعَرَبِ عَلَیْهِ وَ ظَنَّ أَنَّ رُسْتُمَ قَدْ هَلَكَ وَ الْفُرْسَ جَمِیعاً وَ جَاءَ مُبَادِرٌ وَ أَخْبَرَهُ بِیَوْمِ الْقَادِسِیَّةِ وَ انْجِلَائِهَا عَنْ خَمْسِینَ أَلْفَ قَتِیلٍ خَرَجَ یَزْدَجَرْدُ هَارِباً فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ وَقَفَ بِبَابِ الْإِیوَانِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَیُّهَا الْإِیوَانُ هَا أَنَا ذَا مُنْصَرِفٌ عَنْكَ وَ رَاجِعٌ إِلَیْكَ أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی لَمْ یَدْنُ زَمَانُهُ وَ لَا آنَ أَوَانُهُ قَالَ سُلَیْمَانُ الدَّیْلَمِیُّ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ لَهُ مَا قَوْلُهُ أَوْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی فَقَالَ ذَلِكَ صَاحِبِكُمُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ السَّادِسُ مِنْ وُلْدِی قَدْ وَلَدَهُ یَزْدَجَرْدُ.

فَهُوَ وَلَدُهُ و- منه عن عبد اللّٰه بن القاسم البلخی عن أبی سلام الكجی عن عبد اللّٰه بن مسلم عن عبد اللّٰه بن عمیر عن هرمز بن حوران عن فراس عن الشعبی قال: إن عبد الملك بن مروان دعانی فقال یا أبا عمرو إن موسی بن نصر العبدی كتب إلی و كان عامله علی المغرب یقول بلغنی أن مدینة من صفر كان ابتناها نبی اللّٰه سلیمان بن داود أمر الجن أن یبنوها له فاجتمعت العفاریت من الجن علی بنائها و أنها من عین القطر التی ألانها اللّٰه لسلیمان بن داود و أنها فی مفازة الأندلس و أن فیها من الكنوز التی استودعها سلیمان و قد أردت أن أتعاطی الارتحال إلیها فأعلمنی الغلام بهذا الطریق أنه صعب لا یتمطی إلا بالاستعداد من الظهور

و الأزواد الكثیرة مع بقاء بعد المسافة و صعوبتها و أن أحدا لم یهتم بها إلا قصر عن بلوغها إلا دارا بن دارا فلما قتله الإسكندر قال و اللّٰه لقد جئت الأرض و الأقالیم كلها و دان لی أهلها و ما أرض إلا و قد وطأتها إلا هذه الأرض من الأندلس فقد أدركها دارا بن دارا و إنی لجدیر بقصدها كی لا أقصر عن غایة بلغها دارا.

فتجهز الإسكندر و استعد للخروج عاما كاملا فلما ظن أنه قد استعد لذلك و قد كان بعث رواده فأعلموا أن موانعا دونها.

فكتب عبد الملك إلی موسی بن نصر یأمره بالاستعداد و الاستخلاف علی عمله

ص: 164

فاستعد و خرج فرآها و ذكر أحوالها فلما رجع كتب إلی عبد الملك بحالها و قال فی آخر الكتاب فلما مضت الأیام و فنیت الأزواد سرنا نحو بحیرة ذات شجر و سرت مع سور المدینة فصرت إلی مكان من السور فیه كتاب بالعربیة فوقفت علی قراءته و أمرت بانتساخه فإذا هو شعر:

لیعلم المرء ذو العز المنیع و من***یرجو الخلود و ما حی بمخلود

لو أن خلقا ینال الخلد فی مهل ***لنال ذاك سلیمان بن داود

سالت له القطر عین القطر فائضة ***بالقطر سنة عطاء غیر مصدود

فقال للجن ابنوا لی به أثرا***یبقی إلی الحشر لا یبلی و لا یودی

فصیروه صفاحا ثم هیل له***إلی السماء بأحكام و تجوید

و أفرغ القطر فوق السور منصلتا***فصار أصلب من صماء صیخود

و ثب فیه كنوز الأرض قاطبة***و سوف یظهر یوما غیر محدود

و صار فی قعر بطن الأرض مضطجعا***مصمدا بطوابیق الجلامید

لم یبق من بعده للملك سابقة***حتی تضمن رمسا غیر أخدود

هذا لیعلم أن الملك منقطع***إلا من اللّٰه ذی النعماء و الجود

حتی إذا ولدت عدنان صاحبها***من هاشم كان منها خیر مولود

و خصه اللّٰه بالآیات منبعثا***إلی الخلیقة منها البیض و السود

له مقالید أهل الأرض قاطبة***و الأوصیاء له أهل المقالید

هم الخلائف اثنتا عشرة حججا***من بعدها الأوصیاء السادة الصید

حتی یقوم بأمر اللّٰه قائمهم***من السماء إذا ما باسمه نودی.

فلما قرأ عبد الملك الكتاب و أخبره طالب بن مدرك و كان رسوله إلیه بما عاین من ذلك و عنده محمد بن شهاب الزهری قال ما تری فی هذا الأمر العجیب فقال الزهری أری و أظن أن جنا كانوا موكلین بما فی تلك المدینة حفظة لها یخیلون إلی من كان صعدها قال عبد الملك فهل علمت من أمر المنادی من السماء شیئا قال اله عن هذا یا أمیر المؤمنین قال عبد الملك كیف ألهو عن

ص: 165

ذلك و هو أكبر أوطاری لتقولن بأشد ما عندك فی ذلك ساءنی أم سرنی.

فقال الزهری أخبرنی علی بن الحسین علیهما السلام: أن هذا المهدی من ولد فاطمة بنت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.

فقال عبد الملك كذبتما لا تزالان تدحضان فی بولكما و تكذبان فی قولكما ذلك رجل منا قال الزهری أما أنا فرویته لك عن علی بن الحسین علیه السلام فإن شئت فاسأله عن ذلك و لا لؤم علی فیما قلته لك ف إِنْ یَكُ كاذِباً فَعَلَیْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ یَكُ صادِقاً یُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُكُمْ فقال عبد الملك لا حاجة لی إلی سؤال بنی أبی تراب فخفض علیك یا زهری بعض هذا القول فلا یسمعه منك أحد قال الزهری لك علی ذلك.

بیان: لا یودی أی لا یهلك و قال الجوهری كل شی ء أرسلته إرسالا من رمل أو تراب أو طعام أو نحوه قلت هلته أهیله هیلا فانهال أی جری و انصب و قال صلت ما فی القدح أی صببته و قال صخرة صیخود أی شدیدة قوله مصمدا بالصاد المهملة أو بالضاد المعجمة.

قال الجوهری المصمد لغة فی المصمت و هو الذی لا جوف له و قال صمد فلان رأسه تصمیدا أی شده بعصابة أو ثوب ما خلا العمامة و قال الطابق الآجر الكبیر فارسی معرب و الجلامید جمع الجلمود بالضم هو الصخر و الرمس بالفتح القبر أو ترابه و الأخدود بالضم شق فی الأرض مستطیل و الصید جمع الأصید الملك و الرجل الذی یرفع رأسه كبرا.

ص: 166

باب 12 ذكر الأدلة التی ذكرها شیخ الطائفة رحمه اللّٰه علی إثبات الغیبة

قال رحمه اللّٰه اعلم أن لنا فی الكلام فی غیبة صاحب الزمان علیه السلام طریقین أحدهما أن نقول إذا ثبت وجوب الإمامة فی كل حال و أن الخلق مع كونهم غیر معصومین لا یجوز أن یخلو من رئیس فی وقت من الأوقات و أن من شرط الرئیس أن یكون مقطوعا علی عصمته فلا یخلو ذلك الرئیس من أن یكون ظاهرا معلوما أو غائبا مستورا فإذا علمنا أن كل من یدعی له الإمامة ظاهرا

لیس بمقطوع علی عصمته بل ظاهر أفعالهم و أحوالهم ینافی العصمة علمنا أن من یقطع علی عصمته غائب مستور و إذا علمنا أن كل من یدعی له العصمة قطعا ممن هو غائب من الكیسانیة و الناووسیة و الفطحیة و الواقفة و غیرهم قولهم باطل علمنا بذلك صحة إمامة ابن الحسن و صحة غیبته و ولایته و لا نحتاج إلی تكلف الكلام فی إثبات ولادته و سبب غیبته مع ثبوت ما ذكرناه و لأن الحق لا یجوز خروجه عن الأمة.

و الطریق الثانی أن نقول الكلام فی غیبة ابن الحسن فرع علی ثبوت إمامته و المخالف لنا إما أن یسلم لنا إمامته و یسأل عن سبب غیبته فنكلف جوابه أو لا یسلم لنا إمامته فلا معنی لسؤاله عن غیبة من لم یثبت إمامته و متی نوزعنا فی ثبوت إمامته دللنا علیها بأن نقول قد ثبت وجوب الإمامة مع بقاء التكلیف علی من لیس بمعصوم فی جمیع الأحوال و الأعصار بالأدلة القاهرة و ثبت أیضا أن من شرط الإمام أن یكون مقطوعا علی عصمته و علمنا أیضا أن الحق لا یخرج عن الأمة.

فإذا ثبت ذلك وجدنا الأمة بین أقوال بین قائل یقول لا إمام فما ثبت من وجوب الإمامة فی كل حال یفسد قوله و قائل یقول بإمامة من لیس بمقطوع علی عصمته فقوله یبطل بما دللنا علیه من وجوب القطع علی عصمة الإمام و من ادعی

ص: 167

العصمة لبعض من یذهب إلی إمامته فالشاهد یشهد بخلاف قوله لأن أفعالهم الظاهرة و أحوالهم تنافی العصمة فلا وجه لتكلف القول فیما نعلم ضرورة خلافه و من ادعیت له العصمة و ذهب قوم إلی إمامته كالكیسانیة القائلین بإمامة محمد بن الحنفیة و الناووسیة القائلین بإمامة جعفر بن محمد و أنه لم یمت و الواقفة الذین قالوا إن موسی بن جعفر لم یمت فقولهم باطل من وجوه سنذكرها.

فصار الطریقان محتاجین إلی فساد قول هذه الفرق لیتم ما قصدناه و یفتقران إلی إثبات الأصول الثلاثة التی ذكرناها من وجوب الرئاسة و وجوب القطع علی العصمة و أن الحق لا یخرج عن الأمة و نحن ندل علی كل واحد من هذه الأقوال بموجز من القول لأن استیفاء ذلك موجود فی كتبی فی الإمامة علی وجه لا مزید علیه و الغرض بهذا الكتاب ما یختص الغیبة دون غیرها و اللّٰه الموفق لذلك بمنه.

و الذی یدل علی وجوب الرئاسة ما ثبت من كونها لطفا فی الواجبات العقلیة فصارت واجبة كالمعرفة التی لا یعری مكلف من وجوبها علیه أ لا تری أن من المعلوم أن من لیس بمعصوم من الخلق متی خلوا من رئیس مهیب یردع المعاند و یؤدب الجانی و یأخذ علی ید المتقلب و یمنع القوی من الضعیف و أمنوا ذلك وقع الفساد و انتشر الحیل و كثر الفساد و قل الصلاح و متی كان لهم رئیس هذه صفته كان الأمر بالعكس من ذلك من شمول الصلاح و كثرته و قلة الفساد و نزارته و العلم بذلك ضروری لا یخفی علی العقلاء فمن دفعه لا یحسن مكالمته و أجبنا عن كل ما یسأل علی ذلك مستوفی فی تلخیص الشافی و شرح الجمل لا نطول بذكره هاهنا.

و وجدت لبعض المتأخرین كلاما اعترض به كلام المرتضی رحمه اللّٰه فی الغیبة و ظن أنه ظفر بطائل فموه به علی من لیس له قریحة و لا بصر بوجوه النظر و أنا أتكلم علیه فقال الكلام فی الغیبة و الاعتراض علیها من ثلاثة أوجه.

أحدها أن نلزم الإمامیة ثبوت وجه قبح فیها أو فی التكلیف معها فیلزمهم أن

ص: 168

یثبتوا أن الغیبة لیس فیها وجه قبح لأن مع ثبوت وجه القبح تقبح الغیبة و إن ثبت فیها وجه حسن كما نقول فی قبح تكلیف ما لا یطاق إن فیه وجه قبح و إن كان فیه وجه حسن بأن یكون لطفا لغیره.

و الثانی أن الغیبة تنقض طریق وجوب الإمامة فی كل زمان لأن كون الناس مع رئیس مهیب متصرف أبعد من القبیح لو اقتضی كونه لطفا واجبا فی كل حال و قبح التكلیف مع فقده لا تنقض بزمان الغیبة لأنا فی زمان الغیبة نكون مع رئیس هذه سبیله أبعد من القبیح و هو دلیل وجوب هذه الرئاسة و لم یجب وجود رئیس هذه صفته فی زمان الغیبة و لا قبح التكلیف مع فقده فقد وجد الدلیل و لا مدلول و هذا نقض الدلیل.

و الثالث أن یقال إن الفائدة بالإمامة هی كونه مبعدا من القبیح علی قولكم و ذلك لا یحصل مع وجوده غائبا فلم ینفصل وجوده من عدمه و إذا لم یختص وجوده غائبا بوجه الوجوب الذی ذكروه لم یقتض دلیلهم وجوب وجوده مع الغیبة فدلیلكم مع أنه منتقض حیث وجد مع انبساط الید و لم یجب انبساط الید مع الغیبة فهو غیر متعلق بوجود إمام غیر منبسط الید و لا هو حاصل فی هذه الحال الكلام علیه أن نقول أما الفصل الأول من قوله إنا نلزم الإمامیة أن یكون فی الغیبة وجه قبح وعید منه محض لا یقترن به حجة فكان ینبغی أن یبین وجه القبح الذی أراد إلزامه إیاهم لننظر فیه و لم یفعل فلا یتوجه وعیده و إن قال ذلك سائلا علی وجه ما أنكرتم أن یكون فیها وجه قبح فإنا نقول وجوه القبح معقولة من كون الشی ء ظلما و عبثا و كذبا و مفسدة و جهلا و لیس شی ء من ذلك موجودا هاهنا فعلمنا بذلك انتفاء وجود القبح. فإن قیل وجه القبح أنه لم یزح علة المكلف علی قولكم لأن انبساط یده الذی هو لطف فی الحقیقة و الخوف من تأدیبه لم یحصل فصار ذلك إخلالا بلطف المكلف فقبح لأجله.

ص: 169

قلنا قد بینا فی باب وجوب الإمامة بحیث أشرنا إلیه أن انبساط یده و الخوف من تأدیبه إنما فات المكلفین لما یرجع إلیهم لأنهم أحوجوه إلی الاستتار بأن أخافوه و لم یمكنوه فأتوا من قبل نفوسهم و جری ذلك مجری أن یقول قائل من لم یحصل له معرفة اللّٰه تعالی فی تكلیفه وجه قبح لأنه لم یحصل ما هو لطف له من المعرفة فینبغی أن یقبح تكلیفه فما یقولونه هاهنا من أن الكافر أتی من قبل نفسه لأن اللّٰه قد نصب له الدلالة علی معرفته و مكنه من الوصول إلیها فإذا لم ینظر و لم یعرف أتی فی ذلك من قبل نفسه و لم یقبح ذلك تكلیفه فكذلك نقول انبساط ید الإمام و إن فات المكلف فإنما أتی من قبل نفسه و لو مكنه لظهر و انبسطت یده فحصل لطفه فلم یقبح تكلیفه لأن الحجة علیه لا له.

و قد استوفینا نظائر ذلك فی الموضع الذی أشرنا إلیه و سنذكر فیما بعد إذا عرض ما یحتاج إلی ذكره.

و أما الكلام فی الفصل الثانی فهو مبنی علی ألفاظه و لا نقول إنه لم یفهم ما أورده لأن الرجل كان فوق ذلك لكن أراد التلبیس و التمویه و هو قوله إن دلیل وجوب الرئاسة ینتقض بحال الغیبة لأن كون الناس مع رئیس مهیب متصرف أبعد من القبیح لو

اقتضی كونه لطفا واجبا علی كل حال و قبح التكلیف مع فقده ینتقض فی زمان الغیبة و لم یقبح التكلیف مع فقده فقد وجد الدلیل و لا مدلول و هذا نقض.

و إنما قلنا إنه تمویه لأنه ظن أنا نقول إن فی حال الغیبة دلیل وجوب الإمامة قائم و لا إمام فكان نقضا و لا نقول ذلك بل دلیلنا فی حال وجود الإمام بعینه هو دلیل حال غیبته فی أن فی الحالین الإمام لطف فلا نقول إن زمان الغیبة خلا من وجود رئیس بل عندنا أن الرئیس حاصل و إنما ارتفع انبساط یده لما یرجع إلی المكلفین علی ما بیناه لا لأن انبساط یده خرج من كونه لطفا بل وجه اللطف به قائم و إنما لم یحصل لما یرجع إلی غیر اللّٰه فجری مجری أن یقول قائل كیف یكون معرفة اللّٰه تعالی لطفا مع أن الكافر لا یعرف اللّٰه فلما كان التكلیف علی

ص: 170

الكافر قائما و المعرفة مرتفعة دل علی أن المعرفة لیست لطفا علی كل حال لأنها لو كانت كذلك لكان نقضا.

و جوابنا فی الإمامة كجوابهم فی المعرفة من أن الكافر لطفه قائم بالمعرفة و إنما فوت علی نفسه بالتفریط فی النظر المؤدی إلیها فلم یقبح تكلیفه فكذلك نقول الرئاسة لطف للمكلف فی حال الغیبة و ما یتعلق باللّٰه من إیجاده حاصل و إنما ارتفع تصرفه و انبساط یده لأمر یرجع إلی المكلفین فاستوی الأمران و الكلام فی هذا المعنی مستوفی أیضا بحیث ذكرناه.

و أما الكلام فی الفصل الثالث من قوله إن الفائدة بالإمامة هی كونه مبعدا من القبیح علی قولكم و ذلك لم یحصل مع غیبته فلم ینفصل وجوده من عدمه فإذا لم یختص وجوده غائبا بوجه الوجوب الذی ذكروه لم یقتض دلیلهم وجوب وجوده مع الغیبة فدلیلكم مع أنه منتقض حیث وجد مع انبساط الید و لم یجب انبساط الید مع الغیبة فهو غیر متعلق بوجود إمام غیر منبسط الید و لا هو حاصل فی هذه الحال.

فإنا نقول إنه لم یفعل فی هذا الفصل أكثر من تعقید القول علی طریقة المنطقیین من قلب المقدمات و رد بعضها علی بعض و لا شك أنه قصد بذلك التمویه و المغالطة و إلا فالأمر أوضح من أن یخفی متی قالت الإمامیة إن انبساط ید الإمام لا یجب فی حال الغیبة حتی یقول دلیلكم لا یدل علی وجوب إمام غیر منبسط الید لأن هذه حال الغیبة بل الذی صرحنا دفعة بعد أخری أن انبساط یده واجب فی الحالین فی حال ظهوره و حال غیبته غیر أن حال ظهوره مكن منه فانبسطت یده و حال الغیبة لم یمكن فانقبضت یده لا أن انبساط یده خرج من باب الوجوب و بینا أن الحجة بذلك قائمة علی المكلفین من حیث منعوه و لم یمكنوه فأتوا من قبل نفوسهم و شبهنا ذلك بالمعرفة دفعة بعد أخری.

و أیضا فإنا نعلم أن نصب الرئیس واجب بعد الشرع لما فی نصبه من اللطف لتحمله القیام بما لا یقوم به غیره و مع هذا فلیس التمكین واقعا لأهل الحل و العقد من نصب من یصلح لها خاصة علی مذهب أهل العدل الذین كلامنا معهم

ص: 171

و مع هذا لا یقول أحد إن وجوب نصب الرئیس سقط الآن من حیث لم یقع التمكین منه فجوابنا فی غیبة الإمام جوابهم فی منع أهل الحل و العقد من اختیار من یصلح للإمامة و لا فرق بینهما فإنما الخلاف بیننا أنا قلنا علمنا ذلك عقلا و قالوا ذلك معلوم شرعا و ذلك فرق من غیر موضع الجمع.

فإن قیل أهل الحل و العقد إذا لم یتمكنوا من اختیار من یصلح للإمامة فإن اللّٰه یفعل ما یقوم مقام ذلك من الألطاف فلا یجب إسقاط التكلیف و فی الشیوخ من قال إن الإمام یجب نصبه فی الشرع لمصالح دنیاویة و ذلك غیر واجب أن یفعل لها اللطف.

قلنا أما من قال نصب الإمام لمصالح دنیاویة قوله یفسد لأنه لو كان كذلك لما وجب إمامته و لا خلاف بینهم فی أنه یجب إقامة الإمامة مع الاختیار علی أن ما یقوم به الإمام من الجهاد و تولیة الأمراء و القضاة و قسمة الفی ء و استیفاء الحدود و القصاصات أمور دینیة لا یجوز تركها و لو كان لمصلحة دنیاویة لما وجب ذلك فقوله ساقط بذلك و أما من قال یفعل اللّٰه ما یقوم مقامه باطل لأنه لو كان كذلك لما وجب علیه إقامة الإمام مطلقا علی كل حال و لكان یكون ذلك من باب التخییر كما نقول فی فروض الكفایات و فی علمنا بتعیین ذلك و وجوبه علی كل حال دلیل علی فساد ما قالوه.

علی أنه یلزم علی الوجهین جمیعا المعرفة بأن یقال الكافر إذا لم یحصل له المعرفة یفعل اللّٰه له ما یقوم مقامها فلا یجب علیه المعرفة علی كل حال أو یقال إنما یحصل من الانزجار عن فعل الظلم عند المعرفة أمر دنیاوی لا یجب لها المعرفة فیجب من ذلك إسقاط وجوب المعرفة و متی قیل إنه لا بدل للمعرفة قلنا و كذلك لا بدل للإمام علی ما مضی و ذكرناه فی تلخیص الشافی و كذلك إن بینوا أن الانزجار من القبیح عند المعرفة أمر دینی قلنا مثل ذلك فی وجود الإمام سواء.

فإن قیل لا یخلو وجود رئیس مطاع منبسط الید من أن یجب علی اللّٰه جمیع

ص: 172

ذلك أو یجب علینا جمیعه أو یجب علی اللّٰه إیجاده و علینا بسط یده فإن قلتم یجب جمیع ذلك علی اللّٰه فإنه ینتقض بحال الغیبة لأنه لم یوجد إمام منبسط الید و إن وجب علینا جمیعه فذلك تكلیف ما لا یطاق لأنا لا نقدر علی إیجاده و إن وجب علیه إیجاده و علینا بسط یده و تمكینه فما دلیلكم علیه مع أن فیه أنه یجب علینا أن نفعل ما هو لطف للغیر و كیف یجب علی زید بسط ید الإمام لیحصل لطف عمرو و هل ذلك إلا نقض الأصول.

قلنا الذی نقوله أن وجود الإمام المنبسط الید إذا ثبت أنه لطف لنا علی ما دللنا علیه و لم یكن إیجاده فی مقدورنا لم یحسن أن نكلف إیجاده لأنه تكلیف ما لا یطاق و بسط یده و تقویة سلطانه قد یكون فی مقدورنا و فی مقدور اللّٰه فإذا لم یفعل اللّٰه علمنا أنه غیر واجب علیه و أنه واجب علینا لأنه لا بد من أن یكون منبسط الید لیتم الغرض بالتكلیف و بینا بذلك أن بسط یده لو كان من فعله تعالی لقهر الخلق علیه بالحیلولة بینه و بین أعدائه و تقویة أمره بالملائكة و بما أدی إلی سقوط الغرض بالتكلیف و حصول الإلجاء فإذا یجب علینا بسط یده علی كل حال و إذا لم نفعله أتینا من قبل نفوسنا.

فأما قولهم فی ذلك إیجاد اللطف علینا للغیر غیر صحیح لأنا نقول إن كل من یجب علیه نصرة الإمام و تقویة سلطانه له فی ذلك مصلحة تخصه و إن كانت فیه مصلحة ترجع إلی غیره كما تقوله فی أن الأنبیاء یجب علیهم تحمل أعباء النبوة و الأداء إلی الخلق ما هو مصلحة لهم لأن لهم فی القیام بذلك مصلحة تخصهم و إن كانت فیها مصلحة لغیرهم و یلزم المخالف فی أهل الحل و العقد بأن یقال كیف یجب علیهم اختیار الإمام لمصلحة ترجع إلی جمیع الأمة و هل ذلك إلا إیجاب الفعل علیهم لما یرجع إلی مصلحة غیرهم فأی شی ء أجابوا به فهو جوابنا بعینه سواء.

فإن قیل لم زعمتم أنه یجب إیجاده فی حال الغیبة و هلا جاز أن یكون معدوما قلنا إنما أوجبناه من حیث إن تصرفه الذی هو لطفنا إذا لم یتم إلا بعد وجوده و إیجاده لم یكن فی مقدورنا قلنا عند ذلك إنه یجب علی اللّٰه ذلك و إلا أدی

ص: 173

إلی أن لا نكون مزاحی العلة بفعل اللطف فنكون أتینا من قبله تعالی لا من قبلنا و إذا أوجده و لم نمكنه من انبساط یده أتینا من قبل نفوسنا فحسن التكلیف و فی الأول لم یحسن فإن قیل ما الذی تریدون بتمكیننا إیاه أ تریدون أن نقصده و نشافهه و ذلك لا یتم إلا مع وجوده و قیل لكم لا یصح جمیع ذلك إلا مع ظهوره و علمنا أو علم بعضنا بمكانه و إن قلتم نرید بتمكیننا أن نبخع بطاعته و الشد علی یده و نكف عن نصرة الظالمین و نقوم علی نصرته متی دعانا إلی إمامته و دلنا علیها بمعجزته قلنا لكم فنحن یمكننا ذلك فی زمان الغیبة و إن لم یكن الإمام موجودا فیه فكیف قلتم لا یتم ما كلفناه من ذلك إلا مع وجود الإمام قلنا الذی نقوله فی هذا الباب ما ذكره المرتضی رحمه اللّٰه فی الذخیرة و ذكرناه فی تلخیص الشافی أن الذی هو لطفنا من تصرف الإمام و انبساط یده لا یتم إلا بأمور ثلاثة أحدها یتعلق باللّٰه و هو إیجاده و الثانی یتعلق به من تحمل أعباء الإمامة و القیام بها و الثالث یتعلق بنا من العزم علی نصرته و معاضدته و الانقیاد له فوجوب تحمله علیه فرع علی وجوده لأنه لا یجوز أن یتناول التكلیف المعدوم فصار إیجاد اللّٰه إیاه أصلا لوجوب قیامه و صار وجوب نصرته علینا فرعا لهذین الأصلین لأنه إنما یجب علینا طاعته إذا وجد و تحمل أعباء الإمامة و قام بها فحینئذ یجب علینا طاعته فمع هذا التحقیق كیف یقال لم لا یكون معدوما فإن قیل فما الفرق بین أن یكون موجودا مستترا أو معدوما حتی إذا علم منا العزم علی تمكینه أوجده قلنا لا یحسن من اللّٰه تعالی أن یوجب علینا تمكین من لیس بموجود لأنه تكلیف ما لا یطاق فإذا لا بد من وجوده فإن قیل یوجده اللّٰه إذا علم أنا ننطوی علی تمكینه بزمان واحد كما أنه یظهر عند مثل ذلك قلنا وجوب تمكینه و الانطواء علی طاعته لازم فی جمیع أحوالنا فیجب أن یكون التمكین من طاعته و المصیر إلی أمره ممكنا فی جمیع الأحوال و إلا لم یحسن التكلیف و إنما كان یتم ذلك لو لم نكن مكلفین فی كل

ص: 174

حال لوجوب طاعته و الانقیاد لأمره بل كان یجب علینا ذلك عند ظهوره و الأمر بخلافه.

ثم یقال لمن خالفنا فی ذلك و ألزمنا عدمه علی استتاره لم لا یجوز أن یكلف اللّٰه تعالی المعرفة و لا ینصب علیها دلالة إذا علم أنا لا ننظر فیها حتی إذا علم من حالنا أنا نقصد إلی النظر و نعزم علی ذلك أوجد الأدلة و نصبها فحینئذ ننظر و نقول ما الفرق بین دلالة منصوبة لا ینظر فیها و بین عدمها حتی إذا عزمنا علی النظر فیها أوجدها اللّٰه.

و متی قالوا نصب الأدلة من جملة التمكین الذی لا یحسن التكلیف من دونه كالقدرة و الآلة قلنا و كذلك وجود الإمام علیه السلام من جملة التمكین من وجوب طاعته و متی لم یكن موجودا لم یمكنا طاعته كما أن الأدلة إذا لم تكن موجودة لم یمكنا النظر فیها فاستوی الأمران.

و بهذا التحقیق یسقط جمیع ما یورد فی هذا الباب من عبارات لا ترتضیها فی الجواب و أسئلة المخالف علیها و هذا المعنی مستوفی فی كتبی و خاصة فی تلخیص الشافی فلا نطول بذكره.

و المثال الذی ذكره من أنه لو أوجب اللّٰه علینا أن نتوضأ من ماء بئر معینة لم یكن لها حبل یستقی به و قال لنا إن دنوتم من البئر خلقت لكم حبلا تستقون به من الماء فإنه یكون مزیحا لعلتنا و متی لم ندن من البئر كنا قد أتینا من قبل نفوسنا لا من قبله تعالی و كذلك لو قال السید لعبده و هو بعید منه اشتر لی لحما من السوق فقال لا أتمكن من ذلك لأنه لیس معی ثمنه فقال إن دنوت أعطیتك ثمنه فإنه یكون مزیحا لعلته و متی لم یدن لأخذ الثمن یكون قد أتی من قبل نفسه لا من قبل سیده و هذه حال ظهور الإمام مع تمكیننا فیجب أن یكون عدم تمكیننا هو السبب فی أن لم یظهر فی هذه الأحوال لا عدمه إذ كنا لو مكناه لوجد و ظهر.

قلنا هذا كلام من یظن أنه یجب علینا تمكینه إذا ظهر و لا یجب علینا ذلك

ص: 175

فی كل حال و رضینا بالمثال الذی ذكره لأنه تعالی لو أوجب علینا الاستقاء فی الحال لوجب أن یكون الحبل حاصلا فی الحال لأن به تنزاح العلة لكن إذا قال متی دنوتم من البئر خلقت لكم الحبل إنما هو مكلف للدنو لا للاستقاء فیكفی القدرة علی الدنو فی هذه الحال لأنه لیس بمكلف للاستقاء منها فإذا دنا من البئر صار حینئذ مكلفا للاستقاء فیجب عند ذلك أن یخلق له الحبل فنظیر ذلك أن لا یجب علینا فی كل حال طاعة الإمام و تمكینه فلا یجب عند ذلك وجوده فلما كانت طاعته واجبة فی الحال و لم نقف علی شرطه و لا وقت منتظر وجب أن یكون موجودا لتنزاح العلة فی التكلیف و یحسن.

و الجواب عن مثال السید مع غلامه مثل ذلك لأنه إنما كلفه الدنو منه لا الشراء فإذا دنا منه و كلفه الشراء وجب علیه إعطاء الثمن و لهذا قلنا إن اللّٰه تعالی كلف من یأتی إلی یوم القیامة و لا یجب أن یكونوا موجودین مزاحی العلة لأنه لم یكلفهم الآن فإذا أوجدهم و أزاح علتهم فی التكلیف بالقدرة و الآلة و نصب الأدلة حینئذ تناولهم التكلیف فسقط بذلك هذه المغالطة.

علی أن الإمام إذا كان مكلفا للقیام بالأمر و تحمل أعباء الإمامة كیف یجوز أن یكون معدوما و هل یصح تكلیف المعدوم عند عاقل و لیس لتكلیفه ذلك تعلق بتمكیننا أصلا بل وجوب التمكین علینا فرع علی تحمله علی ما مضی القول فیه و هذا واضح.

ثم یقال لهم أ لیس النبی صلی اللّٰه علیه و آله اختفی فی الشعب ثلاث سنین لم یصل إلیه أحد و اختفی فی الغار ثلاثة أیام و لم یجز قیاسا علی ذلك أن یعدمه اللّٰه تلك المدة مع بقاء التكلیف علی الخلق الذین بعثه لطفا لهم و متی قالوا إنما اختفی بعد ما دعا إلی نفسه و أظهر نبوته فلما أخافوه استتر قلنا و كذلك الإمام لم یستتر إلا و قد أظهر آباؤه موضعه و صفته و دلوا علیه ثم لما خاف علیه أبو الحسن بن علی علیه السلام أخفاه و ستره فالأمر إذا سواء

ص: 176

ثم یقال لهم خبرونا لو علم اللّٰه من حال شخص أن من مصلحته أن یبعث اللّٰه إلیه نبیا معینا یؤدی إلیه مصالحه و علم أنه لو بعثه لقتله هذا الشخص و لو منع من قتله قهرا كان فیه مفسدة له أو لغیره هل یحسن أن یكلف هذا الشخص و لا یبعث إلیه ذلك النبی أو لا یكلف فإن قالوا لا یكلف قلنا و ما المانع منه و له طریق إلی معرفة مصالحه بأن یمكن النبی من الأداء إلیه و إن قلتم یكلفه و لا یبعث إلیه قلنا و كیف یجوز أن یكلفه و لم یفعل به ما هو لطف له مقدور.

فإن قالوا أتی فی ذلك من قبل نفسه قلنا هو لم یفعل شیئا و إنما علم أنه لا یمكنه و بالعلم لا یحسن تكلیفه مع ارتفاع اللطف و لو جاز ذلك لجاز أن یكلف ما لا دلیل علیه إذا علم أنه لا ینظر فیه و ذلك باطل و لا بد أن یقال إنه یبعث إلی ذلك الشخص و یوجب علیه الانقیاد له لیكون مزیحا لعلته فإما أن یمنع منه بما لا ینافی التكلیف أو یجعله بحیث لا یتمكن من قتله فیكون قد أتی من قبل نفسه من عدم الوصول إلیه و هذه حالنا مع الإمام فی حال الغیبة سواء.

فإن قال لا بد أن یعلمه أن له مصلحة فی بعثه هذا الشخص إلیه علی لسان غیره لیعلم أنه قد أتی من قبل نفسه قلنا و كذلك أعلمنا اللّٰه علی لسان نبیه و الأئمة من آبائه علیهم السلام موضعه و أوجب علینا طاعته فإذا لم یظهر لنا علمنا أنا أتینا من قبل نفوسنا فاستوی الأمران.

و أما الذی یدل علی الأصل الثانی و هو أن من شأن الإمام أن یكون مقطوعا علی عصمته فهو أن العلة التی لأجلها احتجنا إلی الإمام ارتفاع العصمة بدلالة أن الخلق متی كانوا معصومین لم یحتاجوا إلی إمام و إذا خلوا من كونهم معصومین احتاجوا إلیه علمنا عند ذلك أن علة الحاجة هی ارتفاع العصمة كما نقوله فی علة حاجة الفعل إلی فاعل أنها الحدوث بدلالة أن ما یصح حدوثه یحتاج إلی فاعل فی حدوثه و ما لا یصح حدوثه یستغنی عن الفاعل و حكمنا بذلك أن كل محدث یحتاج إلی محدث فمثل ذلك یجب الحكم بحاجة كل من لیس بمعصوم إلی إمام و إلا انتقضت العلة فلو كان الإمام غیر معصوم لكانت علة

ص: 177

الحاجة فیه قائمة و احتاج إلی إمام آخر و الكلام فی إمامه كالكلام فیه فیؤدی إلی إیجاب أئمة لا نهایة لهم أو الانتهاء إلی معصوم و هو المراد.

و هذه الطریقة قد أحكمناها فی كتبنا فلا نطول بالأسولة علیها لأن الغرض بهذا الكتاب غیر ذلك و فی هذا القدر كفایة.

و أما الأصل الثالث و هو أن الحق لا یخرج عن الأمة فهو متفق علیه بیننا و بین خصومنا و إن اختلفنا فی علة ذلك لأن عندنا أن الزمان لا یخلو من إمام معصوم لا یجوز علیه الغلط علی ما قلناه فإذا الحق لا یخرج عن الأمة لكون المعصوم فیهم و عند المخالف لقیام أدلة یذكرونها دلت علی أن الإجماع حجة فلا وجه للتشاغل بذلك.

فإذا ثبتت هذه الأصول ثبت إمامة صاحب الزمان علیه السلام لأن كل من یقطع علی ثبوت العصمة للإمام قطع علی أنه الإمام و لیس فیهم من یقطع علی عصمة الإمام و یخالف فی إمامته إلا قوم دل الدلیل علی بطلان قولهم كالكیسانیة و الناووسیة و الواقفة فإذا أفسدنا أقوال هؤلاء ثبت إمامته علیه السلام.

أقول: و أما الذی یدل علی فساد قول الكیسانیة القائلین بإمامة محمد بن الحنفیة فأشیاء.

منها أنه لو كان إماما مقطوعا علی عصمته لوجب أن یكون منصوصا علیه نصا صریحا لأن العصمة لا تعلم إلا بالنص و هم لا یدعون نصا صریحا و إنما یتعلقون بأمور ضعیفة دخلت علیهم فیها شبهة لا یدل علی النص نحو إعطاء أمیر المؤمنین إیاه الرایة یوم البصرة و قوله له أنت ابنی حقا مع كون الحسن و الحسین علیهما السلام ابنیه و لیس فی ذلك دلالة علی إمامته علی وجه و إنما یدل علی فضله و منزلته علی أن الشیعة تروی أنه جری بینه و بین علی بن الحسین علیه السلام كلام فی استحقاق الإمامة فتحاكما إلی الحجر فشهد الحجر لعلی بن الحسین علیه السلام بالإمامة فكان ذلك معجزا له فسلم له الأمر و قال بإمامته و الخبر بذلك مشهور عند الإمامیة.

ص: 178

و منها تواتر الشیعة الإمامیة بالنص علیه من أبیه و جده و هی موجودة فی كتبهم فی أخبار لا نطول بذكره الكتاب.

و منها الأخبار الواردة عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله من جهة الخاصة و العامة بالنص علی الاثنی عشر و كل من قال بإمامتهم قطع علی وفاة محمد بن الحنفیة و سیاقة الإمامة إلی صاحب الزمان علیه السلام.

و منها انقراض هذه الفرقة فإنه لم یبق فی الدنیا وقتنا و لا قبله بزمان طویل قائل یقول به و لو كان ذلك حقا لما جاز انقراضهم.

فإن قیل كیف یعلم انقراضهم و هلا جاز أن یكون فی بعض البلاد البعیدة و جزائر البحر و أطراف الأرض أقوام یقولون بهذا القول كما یجوز أن یكون فی أطراف الأرض من یقول بمذهب الحسن فی أن مرتكب الكبیرة منافق فلا یمكن ادعاء انقراض هذه الفرقة و إنما كان یمكن العلم لو كان المسلمون فیهم قلة و العلماء محصورین فأما و قد انتشر الإسلام و كثر العلماء فمن أین یعلم ذلك.

قلنا هذا یؤدی إلی أن لا یمكن العلم بإجماع الأمة علی قول و لا مذهب بأن یقال لعل فی أطراف الأرض من یخالف ذلك و یلزم أن یجوز أن یكون فی أطراف الأرض من یقول إن البرد لا ینقض الصوم و أنه یجوز للصائم أن یأكل إلی طلوع الشمس لأن الأول كان مذهب أبی طلحة الأنصاری و الثانی مذهب حذیفة و الأعمش و كذلك مسائل كثیرة من الفقه كان الخلف فیها واقعا بین الصحابة و التابعین ثم زال الخلف فیما بعد و اجتمع أهل الأعصار علی خلافه فینبغی أن یشك فی ذلك و لا یثق بالإجماع علی مسألة سبق الخلاف فیها و هذا طعن من یقول إن الإجماع لا یمكن معرفته و لا التوصل إلیه و الكلام فی ذلك لا یختص بهذه المسألة فلا وجه لإیراده هاهنا.

ثم إنا نعلم أن الأنصار طلبت الإمرة و دفعهم المهاجرون عنها ثم رجعت الأنصار إلی قول المهاجرین علی قول المخالف فلو أن قائلا قال یجوز عقد الإمامة لمن كان من الأنصار لأن الخلاف سبق فیه و لعل فی أطراف الأرض من یقول به

ص: 179

فما كان یكون جوابهم فیه فأی شی ء قالوه فهو جوابنا بعینه.

فإن قیل إن كان الإجماع عندكم إنما یكون حجة لكون المعصوم فیه فمن أین تعلمون دخول قوله فی جملة أقوال الأمة قلنا المعصوم إذا كان من جملة علماء الأمة فلا بد أن یكون قوله موجودا فی جملة أقوال العلماء لأنه لا یجوز أن یكون منفردا مظهرا للكفر فإن ذلك لا یجوز علیه فإذا لا بد أن یكون قوله فی جملة الأقوال و إن شككنا فی أنه الإمام.

فإذا اعتبرنا أقوال الأمة و وجدنا بعض العلماء یخالف فیه فإن كنا نعرفه و نعرف مولده و منشأه لم نعتد بقوله لعلمنا أنه لیس بإمام و إن شككنا فی نسبه لم تكن المسألة إجماعا.

فعلی هذا أقوال العلماء من الأمة اعتبرناها فلم نجد فیهم قائلا بهذا المذهب الذی هو مذهب الكیسانیة أو الواقفة و إن وجدنا فرضا واحدا أو اثنین فإنا نعلم منشأه و مولده فلا یعتد بقوله و اعتبرنا أقوال الباقین الذین نقطع علی كون المعصوم فیهم فسقطت هذه الشبهة علی هذا التحریر و بان وهنها.

فأما القائلون بإمامة جعفر بن محمد من الناووسیة و أنه حی لم یمت و أنه المهدی فالكلام علیهم ظاهر لأنا نعلم موت جعفر بن محمد كما نعلم موت أبیه و جده و قتل علی علیه السلام و موت النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلو جاز الخلاف فیه لجاز الخلاف فی جمیع ذلك و یؤدی إلی قول الغلاة و المفوضة الذین جحدوا قتل علی و الحسین علیهما السلام و ذلك سفسطة.

و أما الذی یدل علی فساد مذهب الواقفة الذین وقفوا فی إمامة أبی الحسن موسی علیه السلام و قالوا إنه المهدی فقولهم باطل بما ظهر من موته و اشتهر و استفاض كما اشتهر موت أبیه و جده و من تقدمه من آبائه علیهم السلام و لو شككنا لم ننفصل من الناووسیة و الكیسانیة و الغلاة و المفوضة الذین خالفوا فی موت من تقدم من آبائه علیهم السلام.

علی أن موته اشتهر ما لم یشتهر موت أحد من آبائه علیهم السلام لأنه أظهروا حضر القضاة و الشهود و نودی علیه ببغداد علی الجسر و قیل هذا الذی تزعم الرافضة أنه حی

ص: 180

لا یموت مات حتف أنفه و ما جری هذا المجری لا یمكن الخلاف فیه.

أقول: ثم ذكر فی ذلك أخبارا كثیرة روینا عنه فی باب وفاة الكاظم علیه السلام ثم قال.

فموته علیه السلام أشهر من أن یحتاج إلی ذكر الروایة به لأن المخالف فی ذلك یدفع الضرورات و الشك فی ذلك یؤدی إلی الشك فی موت كل واحد من آبائه علیهم السلام و غیرهم فلا یوثق بموت أحد علی أن المشهور عنه علیه السلام أنه أوصی إلی ابنه علی علیه السلام و أسند إلیه أمره بعد موته و الأخبار بذلك أكثر من أن تحصی.

أقول: ثم ذكر بعض الأخبار التی أوردتها فی باب النص علیه صلوات اللّٰه علیه ثم قال.

فإن قیل قد مضی فی كلامكم أنا نعلم موت موسی بن جعفر كما نعلم موت أبیه و جده فعلیكم لقائل أن یقول إنا نعلم أنه لم یكن للحسن بن علی ابن كما نعلم أنه لم یكن له عشرة بنین و كما نعلم أنه لم یكن للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ابن من صلبه عاش بعد موته فإن قلتم لو علمنا أحدهما كما نعلم الآخر لما جاز أن یقع فیه خلاف كما لا یجوز أن یقع الخلاف فی الآخر قیل لمخالفكم أن یقول و لو علمنا موت محمد بن الحنفیة و جعفر بن محمد و موسی بن جعفر كما نعلم موت محمد بن علی بن الحسین لما وقع الخلاف فی أحدهما كما لم یجز أن یقع فی الآخر.

قلنا نفی ولادة الأولاد من الباب الذی لا یصح أن یعلم صدوره فی موضع من المواضع و لا یمكن أحدا أن یدعی فیمن لم یظهر له ولد أن یعلم أنه لا ولد له و إنما یرجع فی ذلك إلی غالب الظن و الأمارة بأنه لو كان له ولد لظهر و عرف خبره لأن العقلاء قد یدعوهم الدواعی إلی كتمان أولادهم لأغراض مختلفة.

فمن الملوك من یخفیه خوفا علیه و إشفاقا و قد وجد فی ذلك كثیر فی عادة الأكاسرة و الملوك الأول و أخبارهم معروفة.

و فی الناس من یولد له ولد من بعض سرایاه أو ممن تزوج به سرا فیرمی به و یجحده خوفا من وقوع الخصومة مع زوجته و أولاده الباقین و ذلك أیضا یوجد

ص: 181

كثیرا فی العادة.

و فی الناس من یتزوج بامرأة دنیئة فی المنزلة و الشرف و هو من ذوی الأقدار و المنازل فیولد له فیأنف من إلحاقه به فیجحده أصلا و فیهم من یتحرج فیعطیه شیئا من ماله و فی الناس من یكون من أدونهم نسبا فیتزوج بامرأة ذات شرف و منزلة لهوی منها فیه بغیر علم من أهلها إما بأن یزوجه نفسها بغیر ولی علی مذهب كثیر من الفقهاء أو تولی أمرها الحاكم فیزوجها علی ظاهر الحال فیولد له فیكون الولد صحیحا و تنتفی منه أنفة و خوفا من أولیائها و أهلها و غیر ذلك من الأسباب التی لا نطول بذكرها فلا یمكن ادعاء نفی الولادة جملة و إنما نعلم ما نعلمه إذا كانت الأحوال سلیمة و یعلم أنه لا مانع من ذلك فحینئذ یعلم انتفاؤه.

فأما علمنا بأنه لم یكن للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ابن عاش بعده فإنما علمناه لما علمنا عصمته و نبوته و لو كان له ولد لأظهره لأنه لا مخافة علیه فی إظهاره و علمنا أیضا بإجماع الأمة علی أنه لم یكن له ابن عاش بعده و مثل ذلك لا یمكن أن یدعی العلم به فی ابن الحسن علیه السلام لأن الحسن علیه السلام كان كالمحجور علیه و فی حكم المحبوس و كان الولد یخاف علیه لما علم و انتشر من مذهبهم أن الثانی عشر هو القائم بالأمر لإزالة الدول فهو مطلوب لا محالة.

و خاف أیضا من أهله كجعفر أخیه الذی طمع فی المیراث و الأموال فلذلك أخفاه و وقعت الشبهة فی ولادته و مثل ذلك لا یمكن ادعاء العلم به فی موت من علم موته لأن المیت مشاهد معلوم یعرف بشاهد الحال موته و بالأمارات الدالة علیه یضطر من رآه إلی ذلك فإذا أخبر من لم یشاهده علمه و اضطر إلیه و جری الفرق بین الموضعین مثل ما یقول الفقهاء من أن البینة إنما

یمكن أن یقوم علی إثبات الحقوق لا علی نفیها لأن النفی لا تقوم علیه بینة إلا إذا كان تحته إثبات فبان الفرق بین الموضعین لذلك.

فإن قیل العادة تسوی بین الموضعین لأن فی الموت قد یشاهد الرجل یحتضر

ص: 182

كما یشاهد القوابل الولادة و لیس كل أحد یشاهد احتضار غیره كما أنه لیس كل أحد یشاهد ولادة غیره و لكن أظهر ما یمكن فی علم الإنسان بموت غیره إذا لم یكن یشاهده أن یكون جاره و یعلم بمرضه و یتردد فی عیادته ثم یعلم بشدة مرضه ثم یسمع الواعیة من داره و لا یكون فی الدار مریض غیره و یجلس أهله للعزاء و آثار الحزن و الجزع علیهم ظاهرة ثم یقسم میراثه ثم یتمادی الزمان و لا یشاهد و لا یعلم لأهله غرض فی إظهار موته و هو حی فهذه سبیل الولادة لأن النساء یشاهدن الحمل و یتحدثن بذلك سیما إذا كانت حرمة رجل نبیه یتحدث الناس بأحوال مثله و إذا استسر بجاریة لم یخف تردده إلیها ثم إذا ولد المولود ظهر البشر و السرور فی أهل الدار و هنأهم الناس إذا كان المهنأ جلیل القدر و انتشر ذلك و تحدث علی حسب جلالة قدره فیعلم الناس أنه قد ولد له مولود سیما إذا علم أنه لا غرض فی أن یظهر أنه ولد له ولد و لم یولد له.

فمتی اعتبرنا العادة وجدناها فی الموضعین علی سواء و إن نقض اللّٰه العادة فیمكن فی أحدهما مثل ما یمكن فی الآخر فإنه قد یجوز أن یمنع اللّٰه ببعض الشواغل عن مشاهدة الحامل و عن أن یحضر ولادتها إلا عدد یؤمن مثلهم علی كتمان أمره ثم ینقله اللّٰه من مكان الولادة إلی قلة جبل أو بریة لا أحد فیها و لا یطلع علی ذلك إلا من لا یظهره علی المأمون مثله.

و كما یجوز ذلك فإنه یجوز أن یمرض الإنسان و یتردد إلیه عواده فإذا اشتد و توقع موته و كان یؤیس من حیاته نقله اللّٰه إلی قلة جبل و صیر مكانه شخصا میتا یشبهه كثیرا من الشبه ثم یمنع بالشواغل و غیرها من مشاهدته إلا بمن یوثق به ثم یدفن الشخص و یحضر جنازته من كان یتوقع موته و لا یرجو حیاته فیتوهم أن المدفون هو ذاك العلیل.

و قد یسكن نبض الإنسان و تنفسه و ینقض اللّٰه العادة و یغیبه عنهم و هو حی لأن الحی منا إنما یحتاج إلیهما لإخراج البخارات المحترقة مما حول القلب بإدخال هواء بارد صاف لیروح عن القلب و قد یمكن أن یفعل اللّٰه من البرودة فی الهواء

ص: 183

المطیفة بالقلب ما یجری مجری هواء بارد یدخلها بالتنفس فیكون الهواء المحدق بالقلب أبدا باردا و لا یحترق منه شی ء لأن الحرارة التی تحصل فیه یقوم بالبرودة.

و الجواب أنا نقول أولا إنه لا یلتجئ من یتكلم فی الغیبة إلی مثل هذه الخرافات إلا من كان مفلسا من الحجة عاجزا عن إیراد شبهة قویة و نحن نتكلم علی ذلك علی ما به و نقول إن ما ذكر من الطریق الذی به یعلم موت الإنسان لیس بصحیح علی كل وجه لأنه قد یتفق جمیع ذلك و ینكشف عن باطل بأن یكون لمن أظهر ذلك غرض حكمی و یظهر التمارض و یتقدم إلی أهله بإظهار جمیع ذلك لیختبر به أحوال غیره ممن له علیه طاعة و أمر و قد سبق الملوك كثیرا و الحكماء إلی مثل ذلك و قد یدخل

علیهم أیضا شبهة بأن یلحقه علة سكتة فیظهرون جمیع ذلك ثم ینكشف عن باطل و ذلك أیضا معلوم بالعادات و إنما یعلم الموت بالمشاهدة و ارتفاع الحس و خمود النبض و یستمر ذلك أوقات كثیرة و ربما انضاف إلی ذلك أمارات معلومة بالعادة من جرب المرضی و مارسهم یعلم ذلك.

و هذه حالة موسی بن جعفر علیه السلام فإنه أظهر للخلق الكثیر الذین لا یخفی علی مثلهم الحال و لا یجوز علیهم دخول الشبهة فی مثله و قوله بأنه یغیب اللّٰه الشخص و یحضر شخصا علی شبهه أصله لا یصح لأن هذا یسد باب الأدلة و یؤدی إلی الشك فی المشاهدات و أن جمیع ما نراه الیوم لیس هو الذی رأیناه بالأمس و یلزم الشك فی موت جمیع الأموات و یجی ء منه مذهب الغلاة و المفوضة الذین نفوا القتل عن أمیر المؤمنین علیه السلام و عن الحسین علیه السلام و ما أدی إلی ذلك یجب أن یكون باطلا.

و ما قاله إن اللّٰه یفعل داخل الجوف حول القلب من البرودة ما ینوب مناب الهواء ضرب من هو(1)

من الطب و مع ذلك یؤدی إلی الشك فی موت جمیع الأموات علی ما قلناه علی أن علی قانون الطب حركات النبض و الشریانات من القلب

ص: 184


1- 1. ضرب مزهو. ظ.

و إنما یبطل ببطلان الحرارة الغریزیة فإذا فقد حركات النبض علم بطلان الحرارة و علم عند ذلك موته و لیس ذلك بموقوف علی التنفس و لهذا یلتجئون إلی النبض عند انقطاع النفس أو ضعفه فیبطل ما قاله و حمله الولادة علی ذلك.

و ما ادعاه من ظهور الأمر فیه صحیح متی فرضنا الأمر علی ما قاله من أنه یكون الحمل لرجل نبیه و قد علم إظهاره و لا مانع من ستره و كتمانه و متی فرضنا كتمانه و ستره لبعض الأغراض التی قدمنا بعضها لا یجب العلم به و لا اشتهاره علی أن الولادة فی الشرع قد استقر أن یثبت بقول القابلة و یحكم بقولها فی كونه حیا أو میتا فإذا جاز ذلك كیف لا یقبل قول جماعة نقلوا ولادة صاحب الأمر علیه السلام و شاهدوا من شاهده من الثقات و نحن نورد الأخبار فی ذلك عمن رآه و حكی له و قد أجاز صاحب السؤال أن یعرض فی ذلك عارض یقتضی المصلحة أنه إذا ولد أن ینقله اللّٰه إلی قلة جبل أو موضع یخفی فیه أمره و لا یطلع علیه أحد و إنما ألزم علی ذلك عارضا فی الموت و قد بینا الفصل بین الموضعین.

و أما من خالف من الفرق الباقیة الذین قالوا بإمامة غیره كالمحمدیة الذین قالوا بإمامة محمد بن علی بن محمد بن علی الرضا علیهم السلام و الفطحیة القائلة بإمامة عبد اللّٰه بن جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام و فی هذا الوقت بإمامة جعفر بن علی و كالفرقة القائلة إن صاحب الزمان حمل بعد لم یولد بعد و كالذین قالوا إنه مات ثم یعیش و كالذین قالوا بإمامة الحسن و قالوا هو الیقین و لم یصح لنا ولادة ولده فنحن فی فترة فقولهم ظاهر البطلان من وجوه.

أحدها انقراضهم فإنه لم یبق قائل یقول بشی ء من هذه المقالات و لو كان حقا لما انقرض.

و منها أن محمد بن علی العسكری مات فی حیاة أبیه موتا ظاهرا و الأخبار فی ذلك ظاهرة معروفة من دفعه كمن دفع موت من تقدم من آبائه علیهم السلام.

أقول: ثم ذكر بعض ما أوردنا من الأخبار فی المجلد السابق ثم قال و أما من قال إنه لا ولد لأبی محمد و لكن هاهنا حمل مستور سیولد فقوله باطل

ص: 185

لأن هذا یؤدی إلی خلو الزمان من إمام یرجع إلیه و قد بینا فساد ذلك علی أنا سندل علی أنه قد ولد له ولد معروف و نذكر الروایات فی ذلك فیبطل قول هؤلاء أیضا.

و أما من قال إن الأمر مشتبه فلا یدری هل للحسن ولد أم لا و هو مستمسك بالأول حتی یحقق ولادة ابنه فقوله أیضا یبطل بما قلناه من أن الزمان لا یخلو من إمام لأن موت الحسن علیه السلام قد علمناه كما علمنا موت غیره و سنبین ولادة ولده فیبطل قولهم أیضا.

و أما من قال إنه لا إمام بعد الحسن علیه السلام فقوله باطل بما دللنا علیه من أن الزمان لا یخلو من حجة لله عقلا و شرعا.

و أما من قال إن أبا محمد مات و یحیا بعد موته فقوله باطل بمثل ما قلناه لأنه یؤدی إلی خلو الخلق من إمام من وقت وفاته إلی حین یحییه اللّٰه و احتجاجهم بما روی من أن صاحب هذا الأمر یحیا بعد ما یموت و أنه سمی قائما لأنه یقوم بعد ما یموت باطل لأن ذلك یحتمل لو صح الخبر أن یكون أراد بعد أن مات ذكره حتی لا یذكره إلا من یعتقد إمامته فیظهره اللّٰه لجمیع الخلق علی أنا قد بینا أن كل إمام یقوم بعد الإمام الأول یسمی قائما.

و أما القائلون بإمامة عبد اللّٰه بن جعفر من الفطحیة و جعفر بن علی فقولهم باطل بما دللنا علیه من وجوب عصمة الإمام و هما لم یكونا معصومین و أفعالهما الظاهرة التی تنافی العصمة معروفة نقلها العلماء و هو موجود فی الكتب فلا نطول بذكرها الكتاب.

علی أن المشهور الذی لا مریة فیه بین الطائفة أن الإمامة لا تكون فی أخوین بعد الحسن و الحسین علیهما السلام فالقول بإمامة جعفر بعد أخیه الحسن یبطل بذلك فإذا ثبت بطلان هذه الأقاویل كلها لم یبق إلا القول بإمامة ابن الحسن علیه السلام و إلا لأدی إلی خروج الحق عن الأمة و ذلك باطل.

و إذا ثبتت إمامته بهذه السیاقة ثم وجدناه غائبا عن الأبصار علمنا أنه لم

ص: 186

یغب مع عصمته و تعین فرض الإمامة فیه و علیه إلا لسبب سوغه ذلك و ضرورة ألجأته إلیه و إن لم یعلم علی وجه التفصیل و جری ذلك مجری الكلام فی إیلام الأطفال و البهائم و خلق المؤذیات و الصور المشینات و متشابه القرآن إذا سئلنا عن وجهها بأن نقول إذا علمنا أن اللّٰه تعالی حكیم لا یجوز أن یفعل ما لیس بحكمة و لا صواب علمنا أن هذه الأشیاء لها وجه حكمة و إن

لم نعلمه معینا كذلك نقول فی صاحب الزمان فإنا نعلم أنه لم یستتر إلا لأمر حكمی سوغه ذلك و إن لم نعلمه مفصلا فإن قیل نحن نعترض قولكم فی إمامته بغیبته بأن نقول إذا لم یمكنكم بیان وجه حسنها دل ذلك علی بطلان القول بإمامته لأنه لو صح لأمكنكم بیان وجه الحسن فیه قلنا إن لزمنا ذلك لزم جمیع أهل العدل قول الملاحدة إذا قالوا إنا نتوصل بهذه الأفعال التی لیست بظاهر الحكمة إلی أن فاعلها لیس بحكیم لأنه لو كان حكیما لأمكنكم بیان وجه الحكمة فیها و إلا فما الفصل.

فإذا قلتم نحن أولا نتكلم فی إثبات حكمته فإذا ثبت بدلیل منفصل ثم وجدنا هذه الأفعال المشتبهة الظاهر حملناها علی ما یطابق ذلك فلا یؤدی إلی نقض ما علمنا و متی لم یسلموا لنا حكمته انتقلت المسألة إلی القول فی حكمته قلنا مثل ذلك هاهنا من أن الكلام فی غیبته فرع علی إمامته و إذا علمنا إمامته بدلیل و علمنا عصمته بدلیل آخر و علمناه غاب حملنا غیبته علی وجه یطابق عصمته فلا فرق بین الموضعین.

ثم یقال للمخاطب أ یجوز أن یكون للغیبة سبب صحیح اقتضاها و وجه من الحكمة أوجبها أم لا یجوز ذلك.

فإن قال یجوز ذلك قیل له فإذا كان ذلك جائزا فكیف جعلت وجود الغیبة دلیلا علی فقد الإمام فی الزمان مع تجویزك لها سببا لا ینافی وجود الإمام و هل یجری ذلك إلا مجری من توصل بإیلام الأطفال إلی نفی حكمة الصانع و هو معترف بأنه یجوز أن یكون فی إیلامهم وجه صحیح لا ینافی الحكمة أو من

ص: 187

توصل بظاهر الآیات المتشابهات إلی أنه تعالی مشبه للأجسام و خالق لأفعال العباد مع تجویز أن تكون لها وجوه صحیحة توافق الحكمة و العدل و التوحید و نفی التشبیه.

و إن قال لا أجوز ذلك قیل هذا تحجر شدید فیما لا یحاط بعلمه و لا یقطع علی مثله فمن أین قلت إن ذلك لا یجوز و انفصل ممن قال لا یجوز أن یكون للآیات المتشابهات وجوه صحیحة یطابق أدلة العقل و لا بد أن یكون علی ظواهرها و متی قیل نحن متمكنون من ذكر وجوه الآیات المتشابهات مفصلا بل یكفینی علم الجملة و متی تعاطیت ذلك كان تبرعا و إن أقنعتم أنفسكم بذلك فنحن أیضا نتمكن من ذكر وجه صحة الغیبة و غرض حكمی لا ینافی عصمته و سنذكر ذلك فیما بعد و قد تكلمنا علیه مستوفی فی كتاب الإمامة.

ثم یقال كیف یجوز أن یجتمع صحة إمامة ابن الحسن علیه السلام بما بیناه من سیاقة الأصول العقلیة مع القول بأن الغیبة لا یجوز أن یكون لها سبب صحیح و هل هذا إلا تناقض و یجری مجری القول بصحة التوحید و العدل مع القطع علی أنه لا یجوز أن یكون للآیات المتشابهات وجه یطابق هذه الأصول و متی قالوا نحن لا نسلم إمامة ابن الحسن كان الكلام معهم فی ثبوت الإمامة دون الكلام فی سبب الغیبة و قد تقدمت الدلالة علی إمامته علیه السلام بما لا یحتاج إلی إعادته و إنما قلنا ذلك لأن الكلام فی سبب غیبة الإمام علیه السلام فرع علی ثبوت إمامته فأما قبل ثبوتها فلا وجه للكلام فی سبب غیبته كما لا وجه للكلام فی وجوه الآیات المتشابهات و إیلام الأطفال و حسن التعبد بالشرائع قبل ثبوت التوحید و العدل.

فإن قیل أ لا كان السائل بالخیار بین الكلام فی إمامة ابن الحسن لیعرف صحتها من فسادها و بین أن یتكلم فی سبب الغیبة قلنا لا خیار فی ذلك لأن من شك فی إمامة ابن الحسن یجب أن یكون الكلام معه فی نص إمامته و التشاغل بالدلالة علیها و لا یجوز مع الشك فیها أن یتكلم فی سبب الغیبة لأن الكلام فی الفروع لا یسوغ إلا بعد إحكام الأصول لها كما لا یجوز أن یتكلم فی سبب إیلام الأطفال قبل

ص: 188

ثبوت حكمة القدیم تعالی و أنه لا یفعل القبیح.

و إنما رجحنا الكلام فی إمامته علی الكلام فی غیبته و سببها لأن الكلام فی إمامته مبنی علی أمور عقلیة لا یدخلها الاحتمال و سبب الغیبة ربما غمض و اشتبه فصار الكلام فی الواضح الجلی أولی من الكلام فی المشتبه الغامض كما فعلناه مع المخالفین للملة فرجحنا الكلام فی نبوة نبینا علی الكلام علی ادعائهم تأبید شرعهم لظهور ذلك و غموض هذا و هذا بعینه موجود هاهنا و متی عادوا إلی أن یقولوا الغیبة فیها وجه من وجوه القبح فقد مضی الكلام علیه علی أن وجوه القبح معقولة و هی كونه ظلما أو كذبا أو عبثا أو جهلا أو استفسادا و كل ذلك لیس بحاصل فیها فیجب أن لا یدعی فیه وجه القبح.

فإن قیل أ لا منع اللّٰه الخلق من الوصول إلیه و حال بینهم و بینه لیقوم بالأمر و یحصل ما هو لطف لنا كما نقول فی النبی إذا بعثه اللّٰه تعالی یمنع منه ما لم یؤد الشرع فكان یجب أن یكون حكم الإمام مثله.

قلنا المنع علی ضربین أحدهما لا ینافی التكلیف بأن لا یلجأ إلی ترك القبیح و الآخر یؤدی إلی ذلك فالأول قد فعله اللّٰه من حیث منع من ظلمه بالنهی عنه و الحث علی وجوب طاعته و الانقیاد لأمره و نهیه و أن لا یعصی فی شی ء من أوامره و أن یساعد علی جمیع ما یقوی أمره و یشید سلطانه فإن جمیع ذلك لا ینافی التكلیف فإذا عصی من عصی فی ذلك و لم یفعل ما یتم معه الغرض المطلوب یكون قد أتی من قبل نفسه لا من قبل خالقه و الضرب الآخر أن یحول بینهم و بینه بالقهر و العجز عن ظلمه و عصیانه فذلك لا یصح اجتماعه مع التكلیف فیجب أن یكون ساقطا فأما النبی صلی اللّٰه علیه و آله فإنما نقول یجب أن یمنع اللّٰه منه حتی یؤدی الشرع لأنه لا یمكن أن یعلم ذلك إلا من جهته فلذلك وجب المنع منه و لیس كذلك الإمام لأن علة المكلفین مزاحة فیما یتعلق بالشرع و الأدلة منصوبة علی ما یحتاجون إلیه و لهم طریق إلی معرفتها من دون قوله و لو فرضنا أنه ینتهی الحال إلی حد لا یعرف الحق من الشرعیات إلا بقوله لوجب أن یمنع اللّٰه تعالی منه و یظهره بحیث

ص: 189

لا یوصل إلیه مثل النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

و نظیر مسألة الإمام أن النبی إذا أدی ثم عرض فیما بعد ما یوجب خوفه لا یجب علی اللّٰه المنع منه لأن علة المكلفین قد انزاحت بما أداه إلیهم فلهم طریق إلی معرفة لطفهم اللّٰهم إلا أن یتعلق به أداء آخر فی المستقبل فإنه یجب المنع منه كما یجب فی الابتداء فقد سوینا بین النبی و الإمام.

فإن قیل بینوا علی كل حال و إن لم یجب علیكم وجه علة الاستتار و ما یمكن أن یكون علة علی وجه لیكون أظهر فی الحجة و أبلغ فی باب البرهان قلنا مما یقطع علی أنه سبب لغیبة الإمام هو خوفه علی نفسه بالقتل بإخافة الظالمین إیاه و منعهم إیاه من التصرف فیما جعل إلیه التدبیر و التصرف فیه فإذا حیل بینه و بین مراده سقط فرض القیام بالإمامة و إذا خاف علی نفسه وجبت غیبته و لزم استتاره كما استتر النبی صلی اللّٰه علیه و آله تارة فی الشعب و أخری فی الغار و لا وجه لذلك إلا الخوف من المضار الواصلة إلیه.

و لیس لأحد أن یقول إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما استتر عن قومه إلا بعد أدائه إلیهم ما وجب علیه أداؤه و لم یتعلق بهم إلیه حاجة و قولكم فی الإمام بخلاف ذلك و أیضا فإن استتار النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما طال و لا تمادی و استتار الإمام قد مضت علیه الدهور و انقرضت علیه العصور.

و ذلك أنه لیس الأمر علی ما قالوه لأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله إنما استتر فی الشعب و الغار بمكة قبل الهجرة و ما كان أدی جمیع الشریعة فإن أكثر الأحكام و معظم القرآن نزل بالمدینة فكیف أوجبتم أنه كان بعد الأداء و لو كان الأمر علی ما قالوه من تكامل الأداء قبل الاستتار لما كان ذلك رافعا للحاجة إلی تدبیره و سیاسته و أمره و نهیه فإن أحدا لا یقول إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله بعد أداء الشرع غیر محتاج إلیه و لا مفتقر إلی تدبیره و لا یقول ذلك معاند.

و هو الجواب عن قول من قال إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما یتعلق من مصلحتنا قد أداه و ما یؤدی فی المستقبل لم یكن فی الحال مصلحة للخلق فجاز لذلك الاستتار و لیس

ص: 190

كذلك الإمام عندكم لأن تصرفه فی كل حال لطف للخلق فلا یجوز له الاستتار علی وجه و وجب تقویته و المنع منه لیظهر و ینزاح علة المكلف لأنا قد بینا أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع أنه أدی المصلحة التی تعلقت بتلك الحال لم یستغن عن أمره و نهیه و تدبیره بلا خلاف بین المحصلین و مع هذا جاز له الاستتار فكذلك الإمام علی أن أمر اللّٰه تعالی له بالاستتار فی الشعب تارة و فی الغار أخری فضرب من المنع منه لأنه لیس كل المنع أن یحول بینهم و بینه بالعجز أو بتقویته بالملائكة لأنه لا یمتنع أن یفرض فی تقویته بذلك مفسدة فی الدین فلا یحسن من اللّٰه فعله و لو كان خالیا من وجوه الفساد و علم اللّٰه أنه یقتضیه المصلحة لقواه بالملائكة و حال بینهم و بینه فلما لم یفعل ذلك مع ثبوت حكمته و وجوب إزاحة علة المكلفین علمنا أنه لم یتعلق به مصلحة بل مفسدة و كذلك نقول فی الإمام إن اللّٰه فعل من قتله بأمره بالاستتار و الغیبة و لو علم أن المصلحة یتعلق بتقویته بالملائكة لفعل فلما لم یفعل مع ثبوت حكمته و وجوب إزاحة علة المكلفین فی التكلیف علمنا أنه لم یتعلق به مصلحة بل ربما كان فیه مفسدة.

بل الذی نقول إن فی الجملة یجب علی اللّٰه تعالی تقویة ید الإمام بما یتمكن معه من القیام و ینبسط یده و یمكن ذلك بالملائكة و بالبشر فإذا لم یفعله بالملائكة علمنا أنه لأجل أنه تعلق به مفسدة فوجب أن یكون متعلقا بالبشر فإذا لم یفعلوه أتوا من قبل نفوسهم لا من قبله تعالی فیبطل بهذا التحریر جمیع ما یورد من هذا الجنس و إذا جاز فی النبی صلی اللّٰه علیه و آله أن یستتر مع الحاجة إلیه لخوف الضرر و كانت التبعة فی ذلك لازمة لمخیفیه و محوجیه إلی الغیبة فكذلك غیبة الإمام سواء.

فأما التفرقة بطول الغیبة و قصرها فغیر صحیحة لأنه لا فرق فی ذلك بین القصیر المنقطع و الطویل الممتد لأنه إذا لم یكن فی الاستتار لائمة علی المستتر إذا أحوج إلیه بل اللائمة علی من أحوجه إلیها جاز أن یتطاول سبب الاستتار كما جاز أن یقصر زمانه.

ص: 191

فإن قیل إذا كان الخوف أحوجه إلی الاستتار فقد كان آباؤه عندكم علی تقیة و خوف من أعدائهم فكیف لم یستتروا قلنا ما كان علی آبائه علیهم السلام خوف من أعدائه مع لزوم التقیة و العدول عن التظاهر بالإمامة و نفیها عن نفوسهم و إمام الزمان كل الخوف علیه لأنه یظهر بالسیف و یدعو إلی نفسه و یجاهد من خالفه علیه فأی تشبه بین خوفه من الأعداء و خوف آبائه علیهم السلام لو لا قلة التأمل علی أن آباءه علیه السلام متی قتلوا أو ماتوا كان هناك من یقوم مقامهم و یسد مسدهم یصلح للإمامة من أولاده و صاحب الأمر بالعكس من ذلك لأن المعلوم أنه لا یقوم أحد مقامه و لا یسد مسده فبان الفرق بین الأمرین.

و قد بینا فیما تقدم الفرق بین وجوده غائبا لا یصل إلیه أحد أو أكثر و بین عدمه حتی إذا كان المعلوم التمكن بالأمر یوجده.

و كذلك قولهم ما الفرق بین وجوده بحیث لا یصل إلیه أحد و بین وجوده فی السماء بأن قلنا إذا كان موجودا فی السماء بحیث لا یخفی علیه أخبار أهل الأرض فالسماء كالأرض و إن كان یخفی علیه أمرهم فذلك یجری مجری عدمه ثم یقلب علیهم فی النبی صلی اللّٰه علیه و آله بأن یقال أی فرق بین وجوده مستترا و بین عدمه و كونه فی السماء فأی شی ء قالوه قلنا مثله علی ما مضی القول فیه.

و لیس لهم أن یفرقوا بین الأمرین بأن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما استتر من كل أحد و إنما استتر من أعدائه و إمام الزمان مستتر عن الجمیع لأنا أولا لا نقطع علی أنه مستتر عن جمیع أولیائه و التجویز فی هذا الباب كاف علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما استتر فی الغار كان مستترا من أولیائه و أعدائه و لم یكن معه إلا أبو بكر وحده و قد كان یجوز أن یستتر بحیث لا یكون معه أحد من ولی و لا عدو إذا اقتضت المصلحة ذلك.

فإن قیل فالحدود فی حال الغیبة ما حكمها فإن سقطت عن الجانی علی ما یوجبها الشرع فهذا نسخ الشریعة و إن كانت باقیة فمن یقیمها قلنا الحدود

ص: 192

المستحقة باقیة فی جنوب مستحقیها فإن ظهر الإمام و مستحقوها باقون أقامها علیهم بالبینة أو الإقرار و إن كان فات ذلك بموته كان الإثم فی تفویتها علی من أخاف الإمام و ألجأه إلی الغیبة.

و لیس هذا نسخا لإقامة الحدود لأن الحد إنما یجب إقامته مع التمكن و زوال المنع و یسقط مع الحیلولة و إنما یكون ذلك نسخا لو سقط إقامتها مع الإمكان و زوال الموانع و یقال لهم ما تقولون فی الحال التی لا یتمكن أهل الحل و العقد من اختیار الإمام ما حكم الحدود فإن قلتم سقطت فهذا نسخ علی ما ألزمتمونا و إن قلتم هی باقیة فی جنوب مستحقیها فهو جوابنا بعینه.

فإن قیل قد قال أبو علی إن فی الحال التی لا یتمكن أهل الحل و العقد من نصب الإمام یفعل اللّٰه ما یقوم مقام إقامة الحدود و ینزاح علة المكلف و قال أبو هاشم إن إقامة الحدود دنیاویة لا تعلق لها بالدین.

قلنا أما ما قاله أبو علی فلو قلنا مثله ما ضرنا لأن إقامة الحدود لیس هو الذی لأجله أوجبنا الإمام حتی إذا فات إقامته انتقص دلالة الإمامة بل ذلك تابع للشرع و قد قلنا إنه لا یمتنع أن یسقط فرض إقامتها فی حال انقباض ید الإمام أو تكون باقیة فی جنوب أصحابها و كما جاز ذلك جاز أیضا أن یكون هناك ما یقوم مقامها فإذا صرنا إلی ما قاله لم ینتقض علینا أصل.

و أما ما قاله أبو هاشم من أن ذلك لمصالح الدنیا فبعید لأن ذلك عبادة واجبة و لو كان لمصلحة دنیاویة لما وجبت علی أن إقامة الحدود عنده علی وجه الجزاء و النكال جزء من العقاب و إنما قدم فی دار الدنیا بعضه لما فیه من المصلحة فكیف یقول مع ذلك إنه لمصالح دنیاویة فبطل ما قالوه.

فإن قیل كیف الطریق إلی إصابة الحق مع غیبة الإمام فإن قلتم لا سبیل إلیها جعلتم الخلق فی حیرة و ضلالة و شك فی جمیع أمورهم و إن قلتم یصاب الحق بأدلته قیل لكم هذا تصریح بالاستغناء عن الإمام بهذه الأدلة.

ص: 193

قلنا الحق علی ضربین عقلی و سمعی فالعقلی یصاب بأدلته و السمعی علیه أدلة منصوبة من أقوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله و نصوصه و أقوال الأئمة من ولده و قد بینوا ذلك و أوضحوه و لم یتركوا منه شیئا لا دلیل علیه غیر أن هذا و إن كان علی ما قلناه فالحاجة إلی الإمام قد بینا ثبوتها لأن جهة الحاجة المستمرة فی كل حال و زمان كونه لطفا لنا علی ما تقدم القول فیه و لا یقوم غیره مقامه و الحاجة المتعلقة بالسمع أیضا ظاهرة لأن النقل و إن كان واردا عن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و عن آباء الإمام علیه السلام بجمیع ما یحتاج إلیه فی الشریعة فجائز علی الناقلین العدول عنه إما تعمدا و إما لشبهة فیقطع النقل أو یبقی فیمن لا حجة فی نقله و قد استوفینا هذه الطریقة فی تلخیص الشافی فلا نطول بذكره.

فإن قیل لو فرضنا أن الناقلین كتموا بعض منهم الشریعة و احتیج إلی بیان الإمام و لم یعلم الحق إلا من جهته و كان خوف القتل من أعدائه مستمرا كیف یكون الحال فإن قلتم یظهر و إن خاف القتل فیجب أن یكون خوف القتل غیر مبیح له الاستتار و یلزم ظهوره و إن قلتم لا یظهر و سقط التكلیف فی ذلك الشی ء المكتوم عن الأمة خرجتم من الإجماع لأنه منعقد علی أن كل شی ء شرعه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أوضحه فهو لازم للأمة إلی أن یقوم الساعة فإن قلتم إن التكلیف لا یسقط صرحتم بتكلیف ما لا یطاق و إیجاب العمل بما لا طریق إلیه.

قلنا قد أجبنا عن هذا السؤال فی التلخیص مستوفی و جملته أن اللّٰه تعالی لو علم أن النقل ببعض الشرع المفروض ینقطع فی حال تكون تقیة الإمام فیها مستمرة و خوفه من الأعداء باقیا لأسقط ذلك عمن لا طریق له إلیه فإذا علمنا بالإجماع أن تكلیف الشرع مستمر ثابت علی جمیع الأمة إلی قیام الساعة علمنا عند ذلك أنه لو اتفق انقطاع النقل لشی ء من الشرع لما كان ذلك إلا فی حال یتمكن فیها الإمام من الظهور و البروز و الإعلام و الإنذار.

و كان المرتضی رحمه اللّٰه یقول أخیرا لا یمتنع أن یكون هاهنا أمور كثیرة غیر واصلة إلینا هی مودعة عند الإمام و إن كان قد كتمها الناقلون و لم ینقلوها و لم

ص: 194

یلزم مع ذلك سقوط التكلیف عن الخلق لأنه إذا كان سبب الغیبة خوفه علی نفسه من الذین أخافوه فمن أحوجه إلی الاستتار أتی من قبل نفسه فی فوت ما یفوته من الشرع كما أنه أتی من قبل نفسه فیما یفوته من تأدیب الإمام و تصرفه من حیث أحوجه إلی الاستتار و لو أزال خوفه لظهر فیحصل له اللطف بتصرفه و تبین له ما عنده فما انكتم عنه فإذا لم یفعل و بقی مستترا أتی من قبل نفسه فی الأمرین و هذا قوی یقتضیه الأصول.

و فی أصحابنا من قال إن علة استتاره عن أولیائه خوفه من أن یشیعوا خبره و یتحدثوا باجتماعهم معه سرورا فیؤدی ذلك إلی الخوف من الأعداء و إن كان غیر مقصود و هذا الجواب یضعف لأن عقلاء شیعته لا یجوز أن یخفی علیهم ما فی إظهار اجتماعهم معه من الضرر علیه و علیهم فكیف یخبرون بذلك مع علمهم بما علیهم فیه من المضرة العامة و إن جاز علی الواحد و الاثنین لا یجوز علی جماعة شیعته الذین لا یظهر لهم.

علی أن هذا یلزم علیه أن یكون شیعته قد عدموا الانتفاع به علی وجه لا یتمكنون من تلافیه و إزالته لأنه إذا علق الاستتار بما یعلم من حالهم أنهم یفعلونه فلیس فی مقدورهم الآن ما یقتضی ظهور الإمام و هذا یقتضی سقوط التكلیف الذی الإمام لطف فیه عنهم.

و فی أصحابنا من قال علة استتاره عن الأولیاء ما یرجع إلی الأعداء لأن انتفاع جمیع الرعیة من ولی و عدو بالإمام إنما یكون بأن ینفذ أمره ببسط یده فیكون ظاهرا متصرفا بلا دافع و لا منازع و هذا مما المعلوم أن الأعداء قد حالوا دونه و منعوا منه.

قالوا و لا فائدة فی ظهوره سرا لبعض أولیائه لأن النفع المبتغی من تدبیر الأمة لا یتم إلا بظهوره للكل و نفوذ الأمر فقد صارت العلة فی استتار الإمام علی الوجه الذی هو لطف و مصلحة للجمیع واحدة.

و یمكن أن یعترض هذا الجواب بأن یقال إن الأعداء و إن حالوا بینه و بین

ص: 195

الظهور علی وجه التصرف و التدبیر فلم یحولوا بینه و بین لقاء من شاء من أولیائه علی سبیل الاختصاص و هو یعتقد طاعته و یوجب اتباع أوامره فإن كان لا نفع فی هذا اللقاء لأجل الاختصاص لأنه نافذ الأمر للكل فهذا تصریح بأنه لا انتفاع للشیعة الإمامیة بلقاء أئمتها من لدن وفاة أمیر المؤمنین إلی أیام الحسن بن علی إلی القائم علیه السلام لهذه العلة.

و یوجب أیضا أن یكون أولیاء أمیر المؤمنین علیه السلام و شیعته لم یكن لهم بلقائه انتفاع قبل انتقال الأمر إلی تدبیره و حصوله فی یده و هذا بلوغ من قائله إلی حد لا یبلغه متأمل علی أنه لو سلم أن الانتفاع بالإمام لا یكون إلا مع الظهور لجمیع الرعیة و نفوذ أمره

فیهم لبطل قولهم من وجه آخر و هو أنه یؤدی إلی سقوط التكلیف الذی الإمام لطف فیه عن شیعته لأنه إذا لم یظهر لهم لعله لا یرجع إلیهم و لا كان فی قدرتهم و إمكانهم إزالته فلا بد من سقوط التكلیف عنهم لأنه لو جاز أن یمنع قوم من المكلفین غیرهم لطفهم و یكون التكلیف الذی ذلك اللطف لطف فیه مستمرا علیهم لجاز أن یمنع بعض المكلفین غیره بقید و ما أشبهه من المشی علی وجه لا یمكن من إزالته و یكون تكلیف المشی مع ذلك مستمرا علی الحقیقة.

و لیس لهم أن یفرقوا بین القید و بین اللطف من حیث كان القید یتعذر معه الفعل و لا یتوهم وقوعه و لیس كذلك فقد اللطف لأن أكثر أهل العدل علی أن فقد اللطف كفقد القدرة و الآلة و أن التكلیف مع فقد اللطف فیمن له لطف معلوم كالتكلیف مع فقد القدرة و الآلة و وجود الموانع و أن من لم یفعل له اللطف ممن له لطف معلوم غیر مزاح العلة فی التكلیف كما أن الممنوع غیر مزاح العلة.

و الذی ینبغی أن یجاب عن السؤال الذی ذكرناه عن المخالف أن نقول إنا أولا لا نقطع علی استتاره عن جمیع أولیائه بل یجوز أن یظهر لأكثرهم و لا یعلم كل إنسان إلا حال نفسه فإن كان ظاهرا له فعلته مزاحة و إن لم یكن ظاهرا له علم أنه إنما لم یظهر له لأمر یرجع إلیه و إن لم یعلمه مفصلا لتقصیر من جهته و إلا لم یحسن تكلیفه.

ص: 196

فإذا علم بقاء تكلیفه علیه و استتار الإمام عنه علم أنه لأمر یرجع إلیه كما یقول جماعتنا فیمن لم ینظر فی طریق معرفة اللّٰه تعالی فلم یحصل له العلم وجب أن یقطع علی أنه إنما لم یحصل لتقصیر یرجع إلیه و إلا وجب إسقاط تكلیفه و إن لم یعلم ما الذی وقع تقصیره فیه.

فعلی هذا التقریر أقوی ما یعلل به ذلك أن الإمام إذا ظهر و لا یعلم شخصه و عینه من حیث المشاهدة فلا بد من أن یظهر علیه علم معجز یدل علی صدقه و العلم بكون الشی ء معجزا یحتاج إلی نظر یجوز أن یعترض فیه شبهة فلا یمنع أن یكون المعلوم من حال من لم یظهر له أنه متی ظهر و أظهر المعجز لم ینعم النظر فیدخل فیه شبهة و یعتقد أنه كذاب و یشیع خبره فیؤدی إلی ما تقدم القول فیه.

فإن قیل أی تقصیر وقع من الولی الذی لم یظهر له الإمام لأجل هذا المعلوم من حاله و أی قدرة له علی النظر فیما یظهر له الإمام معه و إلی أی شی ء یرجع فی تلافی ما یوجب غیبته قلنا ما أحلنا فی سبب الغیبة عن الأولیاء إلا علی معلوم یظهر موضع التقصیر فیه و إمكان تلافیه لأنه غیر ممتنع أن یكون من المعلوم من حاله أنه متی ظهر له الإمام قصر فی النظر فی معجزة فإنما أتی فی ذلك لتقصیره الحاصل فی العلم بالفرق بین المعجز و الممكن و الدلیل من ذلك و الشبهة و لو كان من ذلك علی قاعدة صحیحة لم یجز أن یشتبه علیه معجز الإمام عند ظهوره له فیجب علیه تلافی هذا التقصیر و استدراكه.

و لیس لأحد أن یقول هذا تكلیف لما لا یطاق و حوالة علی غیب لأن هذا الولی لیس یعرف ما قصر فیه بعینه من النظر و الاستدلال فیستدركه حتی یتمهد فی نفسه و یتقرر و نراكم تلزمونه ما لا یلزمه و ذلك إنما یلزم فی التكلیف قد یتمیز تارة و

یشتبه أخری بغیره و إن كان التمكن من الأمرین ثابتا حاصلا فالولی علی هذا إذا حاسب نفسه و رأی أن الإمام لا یظهر له و أفسد أن یكون السبب فی الغیبة ما ذكرناه من الوجوه الباطلة و أجناسها علم أنه لا بد من سبب یرجع إلیه.

ص: 197

و إذا علم أن أقوی العلل ما ذكرناه علم أن التقصیر واقع من جهته فی صفات المعجز و شروطه فعلیه معاودة النظر فی ذلك عند ذلك و تخلیصه من الشوائب و ما یوجب الالتباس فإنه من اجتهد فی ذلك حق الاجتهاد و وفی النظر شروطه فإنه لا بد من وقوع العلم بالفرق بین الحق و الباطل و هذه المواضع الإنسان فیها علی نفسه بصیرة و لیس یمكن أن یؤمر فیها بأكثر من التناهی فی الاجتهاد و البحث و الفحص و الاستسلام للحق و قد بینا أن هذا نظیر ما نقول لمخالفینا إذا نظروا فی أدلتنا و لم یحصل لهم العلم سواء.

فإن قیل لو كان الأمر علی ما قلتم لوجب أن لا یعلم شیئا من المعجزات فی الحال و هذا یؤدی إلی أن لا یعلم النبوة و صدق الرسول و ذلك یخرجه عن الإسلام فضلا عن الإیمان.

قلنا لا یلزم ذلك لأنه لا یمتنع أن یدخل الشبهة فی نوع من المعجزات دون نوع و لیس إذا دخلت الشبهة فی بعضها دخل فی سائرها فلا یمتنع أن یكون المعجز الدال علی النبوة لم یدخل علیه فیه شبهة فحصل له العلم بكونه معجزا و علم عند ذلك نبوة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و المعجز الذی یظهر علی ید الإمام إذا ظهر یكون أمرا آخر یجوز أن یدخل علیه الشبهة فی كونه معجزا فیشك حینئذ فی إمامته و إن كان عالما بالنبوة و هذا كما نقول إن من علم نبوة موسی علیه السلام بالمعجزات الدالة علی نبوته إذا لم ینعم النظر فی المعجزات الظاهرة علی عیسی و نبینا محمد صلی اللّٰه علیه و آله لا یجب أن یقطع علی أنه ما عرف تلك المعجزات لأنه لا یمتنع أن یكون عارفا بها و بوجه دلالتها و إن لم یعلم هذه المعجزات و اشتبه علیه وجه دلالتها.

فإن قیل فیجب علی هذا أن یكون كل من لم یظهر له الإمام یقطع علی أنه علی كبیرة تلحق بالكفر لأنه مقصر علی ما فرضتموه فیما یوجب غیبة الإمام عنه و یقتضی فوت مصلحته فقد لحق الولی علی هذا بالعدو.

قلنا لیس یجب فی التقصیر الذی أشرنا إلیه أن یكون كفرا و لا ذنبا عظیما لأنه فی هذه الحال ما اعتقد الإمام أنه لیس بإمام و لا أخافه علی نفسه و إنما قصر

ص: 198

فی بعض العلوم تقصیرا كان كالسبب فی أن علم من حاله أن ذلك الشك فی الإمامة یقع منه مستقبلا و الآن فلیس بواقع فغیر لازم أنه یكون كافرا غیر أنه و إن لم یلزم أن یكون كفرا و لا جاریا مجری تكذیب الإمام و الشك فی صدقه فهو ذنب و خطأ لا ینافیان الإیمان و استحقاق الثواب و لن یلحق الولی بالعدو علی هذا التقدیر لأن العدو فی الحال معتقد فی الإمام ما هو كفر و كبیرة و الولی بخلاف ذلك.

و إنما قلنا إن ما هو كالسبب فی الكفر لا یجب أن یكون كفرا فی الحال أن أحدا لو اعتقد فی القادر منا بقدرة أنه یصح أن یفعل فی غیره من الأجسام مبتدئا كان ذلك خطأ و جهلا لیس بكفر و لا یمتنع أن یكون المعلوم من حال هذا المعتقد أنه لو ظهر نبی یدعو إلی نبوته و جعل معجزة أن یفعل اللّٰه تعالی علی یده جسما بحیث لا یصل إلیه أسباب البشر أنه لا یقبله و هذا لا محالة لو علم أنه معجز كان یقبله و ما سبق من اعتقاده فی مقدور العبد كان كالسبب فی هذا و لم یلزم أن یجری مجراه فی الكفر.

فإن قیل إن هذا الجواب أیضا لا یستمر علی أصلكم لأن الصحیح من مذهبكم أن من عرف اللّٰه تعالی بصفاته و عرف النبوة و الإمامة و حصل مؤمنا لا یجوز أن یقع منه كفر أصلا فإذا ثبت هذا فكیف یمكنكم أن تجعلوا علة الاستتار عن الولی أن المعلوم من حاله أنه إذا ظهر الإمام فظهر علم معجز شك فیه و لا یعرفه و إن الشك فی ذلك كفر و ذلك ینقض أصلكم الذی صححتموه.

قیل هذا الذی ذكرتموه لیس بصحیح لأن الشك فی المعجز الذی یظهر علی ید الإمام لیس بقادح فی معرفته لعین الإمام علی طریق الجملة و إنما یقدح فی أن ما علم علی طریق الجملة و صحت معرفته هل هو هذا الشخص أم لا و الشك فی هذا لیس بكفر لأنه لو كان كفرا لوجب أن یكون كفرا و إن لم یظهر المعجز فإنه لا محالة قبل ظهور هذا المعجز علی یده شاك فیه و یجوز كونه إماما و كون غیره كذلك و إنما یقدح فی العلم الحاصل له علی طریق الجملة

ص: 199

أن لو شك فی المستقبل فی إمامته علی طریق الجملة و ذلك مما یمنع من وقوعه منه مستقبلا.

و كان المرتضی رحمه اللّٰه یقول سؤال المخالف لنا لم لا یظهر الإمام للأولیاء غیر لازم لأنه إن كان غرضه أن لطف الولی غیر حاصل فلا یحصل تكلیفه فإنه لا یتوجه فإن لطف الولی حاصل لأنه إذا علم الولی أن له إماما غائبا یتوقع ظهوره ساعة و یجوز انبساط یده فی كل حال فإن خوفه من تأدیبه حاصل و ینزجر لمكانه عن المقبحات و یفعل كثیرا من الواجبات فیكون حال غیبته كحال كونه فی بلد آخر بل ربما كان فی حال الاستتار أبلغ لأنه مع غیبته یجوز أن یكون معه فی بلده و فی جواره و یشاهده من حیث لا یعرفه و لا یقف علی أخباره و إذا كان فی بلد آخر ربما خفی علیه خبره فصار حال الغیبة الانزجار حاصلا عن القبیح علی ما قلناه و إذا لم یكن قد فاتهم اللطف جاز استتاره عنهم و إن سلم أنه یحصل ما هو لطف لهم و مع ذلك یقال لم لا یظهر لهم قلنا ذلك غیر واجب علی كل حال فسقط السؤال من أصله.

علی أن لطفهم بمكانه حاصل من وجه آخر و هو أن بمكانه یثقون جمیع الشرع إلیهم و لولاه لما وثقوا بذلك و جوزوا أن یخفی علیهم كثیر من الشرع و ینقطع دونهم و إذا علموا وجوده فی الجملة أمنوا جمیع ذلك فكان اللطف بمكانه حاصلا من هذا الوجه أیضا.

و قد ذكرنا فیما تقدم أن ستر ولادة صاحب الزمان لیس بخارق العادات إذ جری أمثال ذلك فیما تقدم من أخبار الملوك و قد ذكره العلماء من الفرس و من روی أخبار الدولیین من ذلك ما هو مشهور كقصة كیخسرو و ما كان من ستر أمه حملها و إخفاء ولادتها و أمه بنت ولد أفراسیاب ملك الترك و كان جده كیقاوس أراد قتل ولده فسترته أمه إلی أن ولدته و كان من قصته ما هو مشهور فی كتب التواریخ ذكره الطبری. و قد نطق القرآن بقصة إبراهیم و أن أمه ولدته خفیا و غیبته فی المغارة

ص: 200

حتی بلغ و كان من أمره ما كان و ما كان من قصة موسی علیه السلام و أن أمه ألقته فی البحر خوفا علیه و إشفاقا من فرعون علیه و ذلك مشهور نطق به القرآن و مثل ذلك قصة صاحب الزمان سواء فكیف یقال إن هذا خارج عن العادات.

و من الناس من یكون له ولد من جاریة یستترها من زوجته برهة من الزمان حتی إذا حضرته الوفاة أقر به و فی الناس من یستتر أمر ولده خوفا من أهله أن یقتلوه طمعا فی میراثه قد جرت العادات بذلك فلا ینبغی أن یتعجب من مثله فی صاحب الزمان و قد شاهدنا من هذا الجنس كثیرا و سمعنا منه غیر قلیل فلا نطول بذكره لأنه معلوم بالعادات و كم وجدنا من ثبت نسبه بعد موت أبیه بدهر طویل و لم یكن أحد یعرفه إذا شهد بنسبه رجلان مسلمان و یكون أشهدهما علی نفسه سرا عن أهله و خوفا من زوجته و أهله فوصی به فشهدا بعد موته أو شهدا بعقده علی امرأة عقدا صحیحا فجاءت بولد یمكن أن یكون منه فوجب بحكم الشرع إلحاقه به و الخبر بولادة ابن الحسن وارد من جهات أكثر مما یثبت الأنساب فی الشرع و نحن نذكر طرفا من ذلك فیما بعد إن شاء اللّٰه تعالی.

و أما إنكار جعفر بن علی عم صاحب الزمان شهادة الإمامیة بولد لأخیه الحسن بن علی ولد فی حیاته و دفعه بذلك وجوده بعده و أخذه تركته و حوزه میراثه و ما كان منه فی حمله سلطان الوقت علی حبس جواری الحسن و استبذالهن بالاستبراء من الحمل لیتأكد نفیه لولد أخیه و إباحته دماء شیعته بدعواهم خلفا له بعده كان أحق بمقامه فلیس لشبهة یعتمد علی مثلها أحد من المحصلین لاتفاق الكل علی أن جعفرا لم یكن له عصمة كعصمة الأنبیاء فیمتنع علیه لذلك إنكار حق و دعوی باطل بل الخطاء جائز علیه و الغلط غیر ممتنع منه و قد نطق القرآن بما كان من ولد یعقوب مع أخیهم یوسف و طرحهم إیاه فی الجب و بیعهم إیاه بالثمن البخس و هم أولاد الأنبیاء و فی الناس من یقول كانوا أنبیاء فإذا جاز منهم مثل ذلك مع عظم الخطاء فیه فلم لا یجوز مثله من جعفر بن علی مع ابن أخیه و أن یفعل معه من الجحد طمعا

ص: 201

فی الدنیا و نیلها و هل یمنع من ذلك أحد إلا مكابر معاند.

فإن قیل كیف یجوز أن یكون للحسن بن علی ولد مع إسناده وصیته فی مرضه الذی توفی فیه إلی والدته المسماة بحدیث المكناة بأم الحسن بوقوفه و صدقاته و أسند النظر إلیها فی ذلك و لو كان له ولد لذكره فی الوصیة.

قیل إنما فعل ذلك قصدا إلی تمام ما كان غرضه فی إخفاء ولادته و ستر حاله عن سلطان الوقت و لو ذكر ولده أو أسند وصیته إلیه لناقض غرضه خاصة و هو احتاج إلی الإشهاد علیها وجوه الدولة و أسباب السلطان و شهود القضاة لیتحرس بذلك وقوفه و یتحفظ صدقاته و یتم به الستر علی ولده بإهمال ذكره و حراسة مهجته بترك التنبیه علی وجوده و من ظن أن ذلك دلیل علی بطلان دعوی الإمامیة فی وجود ولد للحسن علیه السلام كان بعیدا من معرفة العادات و قد فعل نظیر ذلك الصادق جعفر بن محمد علیه السلام حین أسند وصیته إلی خمسة نفر أولهم المنصور إذ كان سلطان الوقت و لم یفرد ابنه موسی علیه السلام بها إبقاء علیه و أشهد معه الربیع و قاضی الوقت و جاریته أم ولده حمیدة البربریة و ختمهم بذكر ابنه موسی بن جعفر علیه السلام لستر أمره و حراسة نفسه و لم یذكر مع ولده موسی

أحدا من أولاده الباقین لعله كان فیهم من یدعی مقامه بعده و یتعلق بإدخاله فی وصیته و لو لم یكن موسی ظاهرا مشهورا فی أولاده معروف المكان منه و صحة نسبه و اشتهار فضله و علمه و كان مستورا لما ذكره فی وصیته و لاقتصر علی ذكر غیره كما فعل الحسن بن علی والد صاحب الزمان.

فإن قیل قولكم إنه منذ ولد صاحب الزمان إلی وقتنا هذا مع طول المدة لا یعرف أحد مكانه و لا یعلم مستقره و لا یأتی بخبره من یوثق بقوله خارج عن العادة لأن كل من اتفق له الاستتار عن ظالم لخوف منه علی نفسه أو لغیر ذلك من الأغراض یكون مدة استتاره قریبة و لا یبلغ عشرین سنة و لا یخفی أیضا عن الكل فی مدة استتاره مكانه و لا بد من أن یعرف فیه بعض أولیائه و أهله

ص: 202

مكانه أو یخبر بلقائه و قولكم بخلاف ذلك.

قلنا لیس الأمر علی ما قلتم لأن الإمامیة تقول إن جماعة من أصحاب أبی محمد الحسن بن علی علیه السلام قد شاهدوا وجوده فی حیاته و كانوا أصحابه و خاصته بعد وفاته و الوسائط بینه و بین شیعته معروفون بما ذكرناهم فیما بعد ینقلون إلی شیعته معالم الدین و یخرجون إلیهم أجوبته فی مسائلهم فیه و یقبضون منهم حقوقه و هم جماعة كان الحسن بن علی علیه السلام عدلهم فی حیاته و اختصهم أمناء له فی وقته و جعل إلیهم النظر فی أملاكه و القیام بأموره بأسمائهم و أنسابهم و أعیانهم كأبی عمرو عثمان بن سعید السمان و ابنه أبی جعفر محمد بن عثمان بن سعید و غیرهم ممن سنذكر أخبارهم فیما بعد إن شاء اللّٰه و كانوا أهل عقل و أمانة و ثقة ظاهرة و درایة و فهم و تحصیل و نباهة كانوا معظمین عند سلطان الوقت لعظم أقدارهم و جلالة محلهم مكرمین لظاهر أمانتهم و اشتهار عدالتهم حتی إنه یدفع عنهم ما یضیفه إلیهم خصومهم و هذا یسقط قولكم إن صاحبكم لم یره أحد و دعواهم خلافه.

فأما بعد انقراض أصحاب أبیه فقد كان مدة من الزمان أخباره واصلة من جهة السفراء الذین بینه و بین شیعته و یوثق بقولهم و یرجع إلیهم لدینهم و أمانتهم و ما اختصوا به من الدین و النزاهة و ربما ذكرنا طرفا من أخبارهم فیما بعد.

و قد سبق الخبر عن آبائه علیهم السلام بأن القائم له غیبتان أخراهما أطول من الأولی فالأولی یعرف فیها خبره و الأخری لا یعرف فیها خبره فجاء ذلك موافقا لهذه الأخبار فكان ذلك دلیلا ینضاف إلی ما ذكرناه و سنوضح عن هذه الطریقة فیما بعد إن شاء اللّٰه تعالی.

فأما خروج ذلك عن العادات فلیس الأمر علی ما قالوه و لو صح لجاز أن ینقض اللّٰه تعالی العادة فی ستر شخص و یخفی أمره لضرب من المصلحة و حسن التدبیر لما یعرض من المانع من ظهوره.

و هذا الخضر علیه السلام موجود قبل زماننا من عهد موسی علیه السلام عند أكثر الأمة

ص: 203

و إلی وقتنا هذا باتفاق أهل السیر لا یعرف مستقره و لا یعرف أحد له أصحابا إلا ما جاء به القرآن من قصته مع موسی و ما یذكره بعض الناس أنه یظهر أحیانا و یظن من یراه أنه بعض الزهاد فإذا فارق مكانه توهمه المسمی بالخضر و لم یكن عرفه بعینه فی الحال و لا ظنه فیها بل اعتقد أنه بعض أهل الزمان.

و قد كان من غیبة موسی بن عمران عن وطنه و هربه من فرعون و رهطه ما نطق به القرآن و لم یظفر به أحد مدة من الزمان و لا عرفه بعینه حتی بعثه اللّٰه نبیا و دعا إلیه فعرفه الولی و العدو.

و كان من قصة یوسف بن یعقوب ما جاء به سورة فی القرآن و تضمنت استتار خبره عن أبیه و هو نبی اللّٰه یأتیه الوحی صباحا و مساء یخفی علیه خبر ولده و عن ولده أیضا حتی إنهم كانوا یدخلون علیه و یعاملونه و لا یعرفونه و حتی مضت علی ذلك السنون و الأزمان ثم كشف اللّٰه أمره و ظهر خبره و جمع بینه و بین أبیه و إخوته و إن لم یكن ذلك فی عادتنا الیوم و لا سمعنا بمثله.

و كان من قصة یونس بن متی نبی اللّٰه مع قومه و فراره منهم حین تطاول خلافهم له و استخفافهم بجفوته و غیبته عنهم و عن كل أحد حتی لم یعلم أحد من الخلق مستقره و ستره اللّٰه فی جوف السمكة و أمسك علیه رمقه لضرب من المصلحة إلی أن انقضت تلك المدة و رده اللّٰه إلی قومه و جمع بینهم و بینه و هذا أیضا خارج عن عادتنا و بعید من تعارفنا و قد نطق به القرآن و أجمع علیه أهل الإسلام.

و مثل ما حكیناه أیضا قصة أصحاب الكهف و قد نطق بها القرآن و تضمن شرح حالهم و استتارهم عن قومهم فرارا بدینهم و لو لا ما نطق القرآن به لكان مخالفونا یجحدونه دفعا لغیبة صاحب الزمان و إلحاقهم به لكن أخبر اللّٰه تعالی أنهم بقوا ثلاثمائة سنة مثل ذلك مستترین خائفین ثم أحیاهم اللّٰه فعادوا إلی قومهم و قصتهم مشهورة فی ذلك.

و قد كان من أمر صاحب الحمار الذی نزل بقصته القرآن و أهل الكتاب یزعمون أنه كان نبیا فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ و بقی طعامه و شرابه لم یتغیر و كان

ص: 204

ذلك خارقا للعادة و إذا كان ما ذكرناه معروفا كائنا كیف یمكن مع ذلك إنكار غیبة صاحب الزمان.

اللّٰهم إلا أن یكون المخالف دهریا معطلا ینكر جمیع ذلك و یحیله فلا نكلم معه فی الغیبة بل ینتقل معه إلی الكلام فی أصل التوحید و أن ذلك مقدور و إنما نكلم فی ذلك من أقر بالإسلام و جوز ذلك مقدورا لله فنبین لهم نظائره فی العادات.

و أمثال ما قلناه كثیرة مما رواه أصحاب السیر و التواریخ من ملوك فرس و غیبتهم عن أصحابهم مدة لا یعرفون خبره ثم عودهم و ظهورهم لضرب من التدبیر و إن لم ینطق به القرآن فهو مذكور فی التواریخ و كذلك جماعة من حكماء الروم و الهند قد كانت لهم غیبات و أحوال خارجة عن العادات لا نذكرها لأن المخالف ربما جحدها علی عادتهم جحد الأخبار و هو مذكور فی التواریخ.

فإن قیل ادعاؤكم طول عمر صاحبكم أمر خارق للعادات مع بقائه علی قولكم كامل العقل تام القوة و الشباب لأنه علی قولكم له فی هذا الوقت الذی هو سنة سبع و أربعین و أربعمائة مائة و إحدی و تسعون سنة لأن مولده علی قولكم سنة ست و خمسین و مائتین و لم تجر العادة بأن یبقی أحد من البشر هذه المدة فكیف انتقضت العادة فیه و لا یجوز انتقاضها إلا علی ید الأنبیاء.

قلنا الجواب عن ذلك من وجهین أحدهما أن لا نسلم أن ذلك خارق لجمیع العادات بل العادات فیما تقدم قد جرت بمثلها و أكثر من ذلك و قد ذكرنا بعضها كقصة الخضر علیه السلام و قصة أصحاب الكهف و غیر ذلك و قد أخبر اللّٰه عن نوح علیه السلام أنه لبث فی قومه ألف سنة إلا خمسین عاما و أصحاب السیر یقولون إنه عاش أكثر من ذلك و إنما دعا قومه إلی اللّٰه هذه المدة المذكورة بعد أن مضت علیه ستون من عمره و روی أصحاب الأخبار أن سلمان الفارسی لقی عیسی ابن مریم و بقی إلی زمان نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و خبره مشهور و أخبار المعمرین من العجم و العرب معروفة مذكورة فی الكتب و التواریخ و روی أصحاب الحدیث أن الدجال

ص: 205

موجود و أنه كان فی عصر النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أنه باق إلی الوقت الذی یخرج فیه و هو عدو اللّٰه فإذا جاز ذلك فی عدو اللّٰه لضرب من المصلحة فكیف لا یجوز مثله فی ولی اللّٰه إن هذا من العناد.

أقول: ثم ذكر رحمه اللّٰه أخبار المعمرین علی ما سنذكره ثم قال إن كان المخالف لنا فی ذلك من یحیل ذلك من المنجمین و أصحاب الطبائع فالكلام لهم فی أصل هذه المسألة فإن العالم مصنوع و له صانع أجری العادة بقصر الأعمار و طولها و إنه قادر علی إطالتها و علی إفنائها فإذا بین ذلك سهل الكلام.

و إن كان المخالف فی ذلك من یسلم ذلك غیر أنه یقول هذا خارج عن العادات فقد بینا أنه لیس بخارج عن جمیع العادات و متی قالوا خارج عن عاداتنا قلنا و ما المانع منه.

فإن قیل ذلك لا یجوز إلا فی زمن الأنبیاء قلنا نحن ننازع فی ذلك و عندنا یجوز خرق العادات علی ید الأنبیاء و الأئمة و الصالحین و أكثر أصحاب الحدیث یجوزون ذلك و كثیر من المعتزلة و الحشویة و إن سموا ذلك كرامات كان ذلك خلافا فی عبارة و قد دللنا علی جواز ذلك فی كتبنا و بینا أن المعجز إنما یدل علی صدق من یظهر علی یده ثم نعلمه نبیا أو إماما أو صالحا بقوله و كلما یذكرونه من شبههم قد بینا الوجه فیه فی كتبنا لا نطول بذكره هاهنا.

فأما ما یعرض من الهرم بامتداد الزمان و علو السن و تناقض بنیة الإنسان فلیس مما لا بد منه و إنما أجری اللّٰه العادة بأن یفعل ذلك عند تطاول الزمان و لا إیجاب هناك و هو تعالی قادر أن لا یفعل ما أجری العادة بفعله و إذا ثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول الأعمار ممكن غیر مستحیل و قد ذكرنا فیما تقدم عن جماعة أنهم لم یتغیروا مع تطاول أعمارهم و علو سنهم و كیف ینكر ذلك من یقر بأن اللّٰه تعالی یخلد المؤمنین فی الجنة شبانا لا یبلون و إنما یمكن أن ینازع فی ذلك من یجحد ذلك و یسنده إلی الطبیعة و تأثیر الكواكب الذی قد دل الدلیل علی بطلان قولهم باتفاق منا و من خالفنا فی هذه المسألة من أهل الشرع فسقطت

ص: 206

الشبهة من كل وجه.

دلیل آخر و مما یدل علی إمامة صاحب الزمان و صحة غیبته ما رواه الطائفتان المختلفان و الفرقتان المتباینتان العامة و الإمامیة أن الأئمة بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله اثنا عشر لا یزیدون و لا ینقصون و إذا ثبت ذلك فكل من قال بذلك قطع علی الأئمة الاثنی عشر الذین نذهب إلی إمامتهم و علی وجود ابن الحسن و صحة غیبته لأن من خالفهم فی شی ء من ذلك لا یقصر الإمامة علی هذا العدد بل یجوز الزیادة علیها و إذا ثبت بالأخبار التی نذكرها هذا العدد المخصوص ثبت ما أردناه أقول ثم أورد رحمه اللّٰه من طرق الفریقین بعض ما أوردناه فی باب النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام.

ثم قال رحمه اللّٰه:

فإن قیل دلوا أولا علی صحة هذه الأخبار فإنها أخبار آحاد لا یعول علیها فیما طریقه العلم و هذه مسألة علمیة ثم دلوا علی أن المعنی بها من تذهبون إلی إمامته فإن الأخبار التی رویتموها عن مخالفیكم و أكثر ما رویتموها من جهة الخاصة إذا سلمت فلیس فیها صحة ما تذهبون إلیه لأنها تتضمن غیر ذلك فمن أین لكم أن أئمتكم هم المرادون بها دون غیرهم.

قلنا أما الذی یدل علی صحتها فإن الشیعة الإمامیة یروونها علی وجه التواتر خلفا عن سلف و طریقة تصحیح ذلك موجود فی كتب الإمامیة فی النصوص علی أمیر المؤمنین علیه السلام و الطریقة واحدة.

و أیضا فإن نقل الطائفتین المختلفین المتباینتین فی الاعتقاد یدل علی صحة ما قد اتفقوا علی نقله لأن العادة جاریة أن كل من اعتقد مذهبا و كان طریق إلی صحة ذلك النقل فإن دواعیه تتوفر إلی نقله و تتوفر دواعی من خالفه إلی إبطال ما نقله أو الطعن علیه و الإنكار لروایته بذلك جرت العادات فی مدائح الرجال و ذمهم و تعظیمهم و النقص منهم و متی رأینا الفرقة المخالفة لهذه الفرقة قد نقلت مثل نقلها و لم یتعرض للطعن علی نقله و لم ینكر متضمن الخبر دل

ص: 207

ذلك علی أن اللّٰه تعالی قد تولی نقله و سخرهم لروایته و ذلك دلیل علی صحة ما تضمنه الخبر.

و أما الدلیل علی أن المراد بالأخبار و المعنی بها أئمتنا علیهم السلام فهو أنه إذا ثبت بهذه الأخبار أن الأئمة محصورة فی الاثنی عشر إماما و أنهم لا یزیدون و لا ینقصون ثبت ما ذهبنا إلیه لأن الأمة بین قائلین قائل یعتبر العدد الذی ذكرناه فهو یقول إن المراد بها من نذهب إلی إمامته و من خالف فی إمامتهم لا یعتبر هذا العدد فالقول مع اعتبار العدد أن المراد غیرهم خروج عن الإجماع و ما أدی إلی ذلك وجب القول بفساده.

و یدل أیضا علی إمامة ابن الحسن علیه السلام و صحة غیبته ما ظهر و انتشر من الأخبار الشائعة الذائعة عن آبائه علیهم السلام قبل هذه الأوقات بزمان طویل من أن لصاحب هذا الأمر غیبة و صفة غیبته و ما یجری فیها من الاختلاف و یحدث فیها من الحوادث و أنه یكون له غیبتان إحداهما أطول من الأخری و أن الأولی یعرف فیها أخباره و الثانیة لا یعرف فیها أخباره فوافق ذلك علی ما تضمنته الأخبار و لو لا صحتها و صحة إمامته لما وافق ذلك لأن ذلك لا یكون إلا بإعلام اللّٰه علی لسان نبیه و هذه أیضا طریقة اعتمدها الشیوخ قدیما.

و نحن نذكر من الأخبار التی تضمن ذلك طرفا لیعلم صحة ما قلناه لأن استیفاء جمیع ما روی فی هذا المعنی یطول و هو موجود فی كتب الأخبار من أراده وقف علیه من هناك.

أقول: ثم نقل الأخبار التی نقلنا عنه رحمه اللّٰه فی الأبواب السابقة و اللاحقة ثم قال.

فإن قیل هذه كلها أخبار آحاد لا یعول علی مثلها فی هذه المسألة لأنها مسألة علمیة قلنا موضع الاستدلال من هذه الأخبار ما تضمنه الخبر بالشی ء قبل كونه فكان كما تضمنه فكان ذلك دلالة علی صحة ما ذهبنا إلیه من إمامة ابن الحسن لأن العلم بما یكون لا یحصل إلا من جهة علام الغیوب فلو لم یرد إلا خبر واحد

ص: 208

و وافق مخبره ما تضمنه الخبر لكان ذلك كافیا و لذلك كان ما تضمنه القرآن من الخبر بالشی ء قبل كونه دلیلا علی صدق النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أن القرآن من قبل اللّٰه تعالی و إن كانت المواضع التی تضمن ذلك محصورة و مع ذلك مسموعة من مخبر واحد لكن دل علی صدقه من الجهة التی قلناها علی أن الأخبار متواتر بها لفظا و معنی.

فأما اللفظ فإن الشیعة تواترت بكل خبر منه و المعنی أن كثرة الأخبار و اختلاف جهاتها و تباین طرقها و تباعد رواتها تدل علی صحتها لأنه لا یجوز أن یكون كلها باطلة و لذلك یستدل فی مواضع كثیرة علی معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله التی هی سوی القرآن و أمور كثیرة فی الشرع یتواتر و إن كان كل لفظ منه منقولا من جهة الآحاد و ذلك معتمد عند من خالفنا فی هذه المسألة فلا ینبغی أن یتركوه و ینسوه إذا جئنا إلی الكلام فی الإمامة و العصبیة لا ینبغی أن ینتهی بالإنسان إلی حد یجحد الأمور المعلومة.

و هذا الذی ذكرناه معتبر فی مدائح الرجال و فضائلهم و لذلك استدل علی سخاء حاتم و شجاعة عمرو و غیر ذلك بمثل ذلك و إن كان كل واحد مما یروی من عطاء حاتم و وقوف عمرو فی موقف من المواقف من جهة الآحاد و هذا واضح.

و مما یدل أیضا علی إمامة ابن الحسن زائدا علی ما مضی أنه لا خلاف بین الأمة أنه سیخرج فی هذه الأمة مهدی یملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و إذا بینا أن ذلك المهدی من ولد الحسین و أفسدنا قول من یدعی ذلك من ولد الحسین سوی ابن الحسن ثبت أن المراد به هو علیه السلام.

أقول: ثم أورد ما نقلنا عنه سابقا من أخبار الخاصة و العامة فی المهدی علیه السلام ثم قال.

و أما الذی یدل علی أنه یكون من ولد الحسین علیه السلام فالأخبار التی أوردناها فی أن الأئمة اثنا عشر و ذكر تفاصیلهم فهی متضمنة لذلك و لأن كل من اعتبر العدد الذی ذكرناها قال المهدی من ولد الحسین علیه السلام و هو من أشرنا إلیه.

ص: 209

ثم أورد رحمه اللّٰه الأخبار فی ذلك علی ما روینا عنه ثم قال.

فإن قیل أ لیس قد خالف جماعة فیهم من قال المهدی من ولد علی علیه السلام فقالوا هو محمد بن الحنفیة و فیهم من قال من السبائیة هو علی علیه السلام لم یمت و فیهم من قال جعفر بن محمد لم یمت و فیهم من قال موسی بن جعفر لم یمت و فیهم من قال الحسن بن علی العسكری علیهما السلام لم یمت و فیهم من قال المهدی هو أخوه محمد بن علی و هو حی باق لم یمت ما الذی یفسد قول هؤلاء.

قلت هذه الأقوال كلها قد أفسدناها بما دللنا علیه من موت من ذهبوا إلی حیاته و بما بینا أن الأئمة اثنا عشر و بما دللنا علی صحة إمامة ابن الحسن من الاعتبار و بما سنذكره من صحة ولادته و ثبوت معجزاته الدالة علی إمامته.

فأما من خالف فی موت أمیر المؤمنین و ذكر أنه حی باق فهو مكابر فإن العلم بموته و قتله أظهر و أشهر من قتل كل أحد و موت كل إنسان و الشك فی ذلك یؤدی إلی الشك فی موت النبی و جمیع أصحابه ثم ما ظهر من وصیته و إخبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله إیاه أنك تقتل و تخضب لحیتك من رأسك یفسد ذلك أیضا و ذلك أشهر من أن یحتاج أن یروی فیه الأخبار.

و أما وفاة محمد بن علی ابن الحنفیة و بطلان قول من ذهب إلی إمامته فقد بینا فیما مضی من الكتاب و علی هذه الطریقة إذا بینا أن المهدی من ولد الحسین علیه السلام بطل قول المخالف فی إمامته علیه السلام.

و أما الناووسیة الذین وقفوا علی جعفر بن محمد علیه السلام فقد بینا أیضا فساد قولهم بما علمناه من موته و اشتهار الأمر فیه و بصحة إمامة ابنه موسی بن جعفر علیه السلام و بما ثبت من إمامة الاثنی عشر علیه السلام و یؤكد ذلك ما ثبت من صحة وصیته إلی من أوصی إلیه و ظهور الحال فی ذلك.

و أما الواقفة الذین وقفوا علی موسی بن جعفر و قالوا هو المهدی فقد أفسدنا أقوالهم بما دللنا علیه من موته و اشتهار الأمر فیه و ثبوت إمامة ابنه الرضا علیه السلام و فی ذلك كفایة لمن أنصف.

ص: 210

و أما المحمدیة الذین قالوا بإمامة محمد بن علی العسكری و إنه حی لم یمت فقولهم باطل لما دللنا به علی إمامة أخیه الحسن بن علی أبی القائم علیه السلام و أیضا فقد مات محمد فی حیاة أبیه علیه السلام موتا ظاهرا كما مات أبوه و جده فالمخالف فی ذلك مخالف فی الضرورة.

و أما القائلون بأن الحسن بن علی لم یمت و هو حی باق و هو المهدی فقولهم باطل بما علمنا موته كما علمنا موت من تقدم من آبائه و الطریقة واحدة و الكلام علیهم واحد هذا مع انقراض القائلین به و اندراسهم و لو كانوا محقین لما انقرضوا.

أقول: و قد أورد لكل ما ذكر أخبارا كثیرة أوردناها مع غیرها فی المجلدات السابقة فی الأبواب التی هی أنسب بها ثم قال.

و أما من قال إن الحسن بن علی علیه السلام یعیش بعد موته و إنه القائم بالأمر و تعلقهم بما

رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ إِنَّمَا سُمِّیَ الْقَائِمَ لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ مَا یَمُوتُ.

فقوله باطل بما دللنا علیه من موته و ادعاؤهم أنه یعیش یحتاج إلی دلیل و لو جاز لهم ذلك لجاز أن تقول الواقفة إن موسی بن جعفر یعیش بعد موته علی أن هذا یؤدی إلی خلو الزمان من إمام بعد موت الحسن إلی حین یحیا و قد دللنا بأدلة عقلیة علی فساد ذلك.

و یدل علی فساد ذلك الأخبار التی مضت فی أنه لو بقیت الأرض بغیر إمام ساعة لساخت.

و قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَا تُخْلِی الْأَرْضَ بِغَیْرِ حُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً.

یدل علی ذلك علی أن قوله یقوم بعد ما یموت لو صح الخبر احتمل أن یكون أراد یقوم بعد ما یموت ذكره و یخمل و لا یعرف و هذا جائز فی اللغة و ما دللنا به علی أن الأئمة اثنا عشر یبطل هذا المقال لأنه علیه السلام هو الحادی عشر علی أن القائلین بذلك قد انقرضوا و لله الحمد و لو كان حقا لما انقرض القائلون به.

ص: 211

و أما من ذهب إلی الفترة بعد الحسن بن علی و خلو الزمان من إمام فقولهم باطل بما دللنا علیه من أن الزمان لا یخلو من إمام فی حال من الأحوال بأدلة عقلیة و شرعیة و تعلقهم بالفترات بین الرسل باطل لأن الفترة عبارة عن خلو الزمان من نبی و نحن لا نوجب النبوة فی كل حال و لیس فی ذلك دلالة علی خلو الزمان من إمام علی أن القائلین بذلك قد انقرضوا و لله الحمد فسقط هذا القول أیضا.

و أما القائلون بإمامة جعفر بن علی بعد أخیه فقولهم باطل بما دللنا علیه من أنه یجب أن یكون الإمام معصوما لا یجوز علیه الخطاء و أنه یجب أن یكون أعلم الأمة بالأحكام و جعفر لم یكن معصوما بلا خلاف و ما ظهر من أفعاله التی تنافی العصمة أكثر من أن تحصی لا نطول بذكرها الكتاب و إن عرض فیما بعد ما یقتضی ذكر بعضها ذكرناه و أما كونه عالما فإنه كان خالیا منه فكیف تثبت إمامته علی أن القائلین بهذه المقالة قد انقرضوا أیضا و لله الحمد و المنة.

و أما من قال لا ولد لأبی محمد علیه السلام فقوله یبطل بما دللنا علیه من إمامة الاثنی عشر و سیاقة الأمر فیهم و أما من زعم أن الأمر قد اشتبه علیه فلا یدری هل لأبی محمد علیه السلام ولد أم لا إلا أنهم متمسكون بالأول حتی یصح لهم الآخر فقوله باطل بما دللنا علیه من صحة إمامة ابن الحسن و بما بینا من أن الأئمة اثنا عشر و مع ذلك لا ینبغی التوقف بل یجب القطع علی إمامة ولده و ما قدمناه أیضا من أنه لا یمضی إمام حی حتی یولد له و یری عقبه و ما دللنا علیه من أن الزمان لا یخلو من إمام عقلا و شرعا یفسد هذا القول أیضا.

فأما تمسكهم بما روی تمسكوا بالأول حتی یصح لكم الآخر فهو خبر واحد و مع هذا فقد تأوله سعد بن عبد اللّٰه بتأویل قریب قال قوله تمسكوا بالأول حتی یظهر لكم الآخر هو دلیل علی إیجاب الخلف لأنه یقتضی وجوب التمسك بالأول و لا یبحث عن أحوال الآخر إذا كان مستورا غائبا فی تقیة حتی

ص: 212

یأذن اللّٰه فی ظهوره و یكون هو الذی یظهر أمره و یشهر نفسه علی أن القائلین بذلك قد انقرضوا و الحمد لله.

و أما من قال بإمامة الحسن و قالوا انقطعت الإمامة كما انقطعت النبوة فقولهم باطل بما دللنا علیه من أن الزمان لا یخلو من إمام عقلا و شرعا و بما بینا من أن الأئمة اثنا عشر و سنبین صحة ولادة القائم بعده فسقط قولهم من كل وجه علی أن هؤلاء قد انقرضوا بحمد اللّٰه.

و قد بینا فساد قول الذاهبین إلی إمامة جعفر بن علی من الفطحیة الذین قالوا بإمامة عبد اللّٰه بن جعفر لما مات الصادق علیه السلام فلما مات عبد اللّٰه و لم یخلف ولدا رجعوا إلی القول بإمامة موسی بن جعفر و من بعده إلی الحسن بن علی فلما مات الحسن قالوا بإمامة جعفر و قول هؤلاء یبطل بوجوه أفسدناها و لأنه لا خلاف بین الإمامیة أن الإمامة لا تجتمع فی أخوین بعد الحسن و الحسین و قد أوردنا فی ذلك أخبارا كثیرة.

و منها أنه لا خلاف أنه لم یكن معصوما و قد بینا أن من شرط الإمام أن یكون معصوما و ما ظهر من أفعاله ینافی العصمة و

قَدْ رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ لِأَبِی الْحَسَنِ جَعْفَرٌ هَنَّئُوهُ بِهِ فَلَمْ یَرَوْا بِهِ سُرُوراً فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ هَوِّنْ عَلَیْكَ أَمْرَهُ سَیُضِلُّ خَلْقاً كَثِیراً.

و ما روی فیه و له من الأفعال و الأقوال الشنیعة أكثر من أن تحصی ننزه كتابنا عن ذلك.

فأما من قال إن للخلف ولدا و أن الأئمة ثلاثة عشر فقولهم یفسد بما دللنا علیه من أن الْائمة علیهم السلام اثنا عشر فهذا القول یجب اطراحه علی أن هذه الفرق كلها قد انقرضت بحمد اللّٰه و لم یبق قائل بقولها و ذلك دلیل علی بطلان هذه الأقاویل انتهی كلامه قدس اللّٰه روحه.

و أقول تحقیقاته رحمه اللّٰه فی هذا المبحث یحتاج إلی تفصیل و تبیین و إتمام و نقض و إبرام لیس كتابنا محل تحقیق أمثال ذلك و إنما أوردنا كلامه رحمه اللّٰه لأنه كان داخلا فیما اشتمل علیه أصولنا التی أخذنا منها و محل تحقیق تلك المباحث

ص: 213

من جهة الدلائل العقلیة الكتب الكلامیة و أما ما یتعلق بكتابنا من الأخبار المتعلقة بها فقد وفینا حقها علی وجه لا یبقی لمنصف بل معاند مجال الشك فیها و لنتكلم فیما التزمه رحمه اللّٰه فی ضمن أجوبة اعتراضات المخالف من كون كل من خفی علیه الإمام من الشیعة فی زمان الغیبة فهم مقصرون مذنبون فنقول.

یلزم علیه أن لا یكون أحد من الفرقة المحقة الناجیة فی زمان الغیبة موصوفا بالعدالة لأن هذا الذنب الذی صار مانعا لظهوره علیه السلام من جهتهم إما كبیرة أو صغیرة أصروا علیها و علی التقدیرین ینافی العدالة فكیف كان یحكم بعدالة الرواة و الأئمة فی الجماعات و كیف كان یقبل قولهم فی الشهادات مع أنا نعلم ضرورة أن كل عصر من الأعصار مشتمل علی جماعة من الأخیار لا یتوقفون

مع خروجه علیه السلام و ظهور أدنی معجز منه فی الإقرار بإمامته و طاعته و أیضا فلا شك فی أن فی كثیر من الأعصار الماضیة كان الأنبیاء و الأوصیاء محبوسین ممنوعین عن وصول الخلق إلیهم و كان معلوما من حال المقرین أنهم لم یكونوا مقصرین فی ذلك بل نقول لما اختفی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی الغار كان ظهوره لأمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و كونه معه لطفا له و لا یمكن إسناد التقصیر إلیه فالحق فی الجواب أن اللطف إنما یكون شرطا للتكلیف إذا لم یكن مشتملا علی مفسدة فإنا نعلم أنه تعالی إذا أظهر علامة مشیته عند ارتكاب المعاصی علی المذنبین كان یسود وجوههم مثلا فهو أقرب إلی طاعتهم و أبعد عن معصیتهم لكن لاشتماله علی كثیر من المفاسد لم یفعله فیمكن أن یكون ظهوره علیه السلام مشتملا علی مفسدة عظیمة للمقرین یوجب استئصالهم و اجتیاحهم فظهوره علیه السلام مع تلك الحال لیس لطفا لهم و ما ذكره رحمه اللّٰه من أن التكلیف مع فقد اللطف كالتكلیف مع فقد الإله فمع تسلیمه إنما یتم إذا كان لطفا و ارتفعت المفاسد المانعة عن كونه لطفا.

و حاصل الكلام أن بعد ما ثبت من الحسن و القبح العقلیین و أن العقل یحكم بأن اللطف علی اللّٰه تعالی واجب و أن وجود الإمام لطف باتفاق جمیع العقلاء علی أن المصلحة فی وجود رئیس یدعو إلی الصلاح و یمنع عن الفساد و

ص: 214

أن وجوده أصلح للعباد و أقرب إلی طاعتهم و أنه لا بد أن یكون معصوما و أن العصمة لا تعلم إلا من جهته تعالی و أن الإجماع واقع علی عدم عصمة غیر صاحب الزمان علیه السلام یثبت وجوده.

و أما غیبته عن المخالفین فظاهر أنه مستند إلی تقصیرهم و أما عن المقرین فیمكن أن یكون بعضهم مقصرین و بعضهم مع عدم تقصیرهم ممنوعین من بعض الفوائد التی تترتب علی ظهوره علیه السلام لمفسدة لهم فی ذلك ینشأ من المخالفین أو لمصلحة لهم فی غیبته بأن یؤمنوا به مع خفاء الأمر و ظهور الشبه و شدة المشقة فیكونوا أعظم ثوابا مع أن إیصال الإمام فوائده و هدایاته لا یتوقف علی ظهوره بحیث یعرفونه فیمكن أن یصل منه علیه السلام إلی أكثر الشیعة ألطاف كثیرة لا یعرفونه كما سیأتی عنه علیه السلام أنه فی غیبته كالشمس تحت السحاب علی أن فی غیبات الأنبیاء دلیلا بینا علی أن فی هذا النوع من وجود الحجة مصلحة و إلا لم یصدر منه تعالی.

و أما الاعتراضات الموردة علی كل من تلك المقدمات و أجوبتها فموكول إلی مظانه.

باب 13 ما فیه علیه السلام من سنن الأنبیاء و الاستدلال بغیباتهم علی غیبته صلوات اللّٰه علیهم

«1»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ صَالِحاً علیه السلام غَابَ عَنْ قَوْمِهِ زَمَاناً وَ كَانَ یَوْمَ غَابَ عَنْهُمْ كَهْلًا مبدح [مُدَبِّحَ] الْبَطْنِ حَسَنَ الْجِسْمِ وَافِرَ اللِّحْیَةِ خَمِیصَ الْبَطْنِ خَفِیفَ الْعَارِضَیْنِ مُجْتَمِعاً رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی قَوْمِهِ لَمْ یَعْرِفُوهُ بِصُورَتِهِ فَرَجَعَ إِلَیْهِمْ وَ هُمْ عَلَی

ص: 215

ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ طَبَقَةٌ جَاحِدَةٌ لَا تَرْجِعُ أَبَداً وَ أُخْرَی شَاكَّةٌ فِیهِ وَ أُخْرَی عَلَی یَقِینٍ فَبَدَأَ علیه السلام حَیْثُ رَجَعَ بِطَبَقَةِ الشُّكَّاكِ فَقَالَ لَهُمْ أَنَا صَالِحٌ فَكَذَّبُوهُ وَ شَتَمُوهُ وَ زَجَرُوهُ وَ قَالُوا بَرِئَ اللَّهُ مِنْكَ إِنَّ صَالِحاً كَانَ فِی غَیْرِ صَورَتِكَ قَالَ فَأَتَی الْجُحَّادَ فَلَمْ یَسْمَعُوا مِنْهُ الْقَوْلَ وَ نَفَرُوا مِنْهُ أَشَدَّ النَّفُورِ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَی الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ وَ هُمْ أَهْلُ الْیَقِینِ فَقَالَ لَهُمْ أَنَا صَالِحٌ فَقَالُوا أَخْبِرْنَا خَبَراً لَا نَشُكُّ فِیكَ مَعَهُ أَنَّكَ صَالِحٌ فَإِنَّا لَا نَمْتَرِی أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی الْخَالِقُ یَنْقُلُ وَ یُحَوِّلُ فِی أَیِّ الصُّوَرِ شَاءَ وَ قَدْ أَخْبَرَنَا وَ تَدَارَسْنَا فِیمَا بَیْنَنَا بِعَلَامَاتِ الْقَائِمِ إِذَا جَاءَ وَ إِنَّمَا صَحَّ عِنْدَنَا إِذَا أَتَی الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ أَنَا صَالِحٌ الَّذِی أَتَیْتُكُمْ بِالنَّاقَةِ فَقَالُوا صَدَقْتَ وَ هِیَ الَّتِی نَتَدَارَسُ فَمَا عَلَامَاتُهَا فَقَالَ لَها شِرْبٌ وَ لَكُمْ شِرْبُ یَوْمٍ مَعْلُومٍ قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِمَا جِئْتَنَا بِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالَ أَهْلُ الْیَقِینِ إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ وَ قالَ الَّذِینَ اسْتَكْبَرُوا وَ هُمُ الشُّكَّاكُ وَ الْجُحَّادُ إِنَّا بِالَّذِی آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ قُلْتُ هَلْ كَانَ فِیهِمْ ذَلِكَ الْیَوْمَ عَالِمٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَعْدَلُ مِنْ أَنْ یَتْرُكَ الْأَرْضَ بِغَیْرِ عَالِمٍ یَدُلُّ عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ لَقَدْ مَكَثَ الْقَوْمُ بَعْدَ خُرُوجِ صَالِحٍ سَبْعَةَ أَیَّامٍ عَلَی فَتْرَةٍ لَا یَعْرِفُونَ إِمَاماً غَیْرَ أَنَّهُمْ عَلَی مَا فِی أَیْدِیهِمْ مِنْ دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ فَلَمَّا ظَهَرَ صَالِحٌ علیه السلام اجْتَمَعُوا عَلَیْهِ وَ إِنَّمَا مَثَلُ عَلِیٍّ وَ الْقَائِمِ مَثَلُ صَالِحٍ علیه السلام.

«2»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ وَ غَیْرِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: فِی الْقَائِمِ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام فَقُلْتُ وَ مَا سُنَّةُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ خَفَاءُ مَوْلِدِهِ وَ غَیْبَتُهُ عَنْ قَوْمِهِ فَقُلْتُ وَ كَمْ غَابَ مُوسَی عَنْ أَهْلِهِ وَ قَوْمِهِ قَالَ ثَمَانِیَ وَ عِشْرِینَ سَنَةً.

«3»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی صَاحِبِ هَذَا

ص: 216

الْأَمْرِ أَرْبَعُ سُنَنٍ مِنْ أَرْبَعَةِ أَنْبِیَاءَ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ عِیسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ یُوسُفَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَأَمَّا مِنْ مُوسَی فَخَائِفٌ یَتَرَقَّبُ وَ أَمَّا مِنْ یُوسُفَ فَالسِّجْنُ وَ أَمَّا مِنْ عِیسَی فَیُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ وَ لَمْ یَمُتْ وَ أَمَّا مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَالسَّیْفُ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی محمد الحمیری عن أبیه: مثله- كتاب الإمامة و التبصرة، لعلی بن بابویه عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری: مثله.

«4»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ سَیِّدَ الْعَابِدِینَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: فِی الْقَائِمِ مِنَّا سُنَنٌ مِنْ سُنَنِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام سُنَّةٌ مِنْ آدَمَ وَ سُنَّةٌ مِنْ نُوحٍ وَ سُنَّةٌ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ عِیسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ أَیُّوبَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا مِنْ آدَمَ وَ مِنْ نُوحٍ فَطُولُ الْعُمُرِ وَ أَمَّا مِنْ إِبْرَاهِیمَ فَخَفَاءُ الْوِلَادَةِ وَ اعْتِزَالُ النَّاسِ وَ أَمَّا مِنْ مُوسَی فَالْخَوْفُ وَ الْغَیْبَةُ وَ أَمَّا مِنْ عِیسَی فَاخْتِلَافُ النَّاسِ فِیهِ وَ أَمَّا مِنْ أَیُّوبَ فَالْفَرَجُ بَعْدَ الْبَلْوَی وَ أَمَّا مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْخُرُوجُ بِالسَّیْفِ.

«5»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ بَشَّارٍ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ سَیِّدَ الْعَابِدِینَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام یَقُولُ: فِی الْقَائِمِ سُنَّةٌ مِنْ نُوحٍ وَ هُوَ طُولُ الْعُمُرِ.

ك، [إكمال الدین] الدقاق و الشیبانی معا عن الأسدی عن النخعی عن النوفلی عن حمزة بن حمران: مثله.

«6»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ حَدَّثَنَا ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ إِنَّ فِی الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله شَبَهاً مِنْ خَمْسَةٍ

ص: 217

مِنَ الرُّسُلِ یُونُسَ بْنِ مَتَّی وَ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَأَمَّا شَبَهُهُ مِنْ یُونُسَ فَرُجُوعُهُ مِنْ غَیْبَتِهِ وَ هُوَ شَابٌّ بَعْدَ كِبَرِ السِّنِّ وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ فَالْغَیْبَةُ مِنْ خَاصَّتِهِ وَ عَامَّتِهِ وَ اخْتِفَاؤُهُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ إِشْكَالُ أَمْرِهِ عَلَی أَبِیهِ یَعْقُوبَ علیه السلام مَعَ قُرْبِ الْمَسَافَةِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِیهِ وَ أَهْلِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ مُوسَی فَدَوَامُ خَوْفِهِ وَ طُولُ غَیْبَتِهِ وَ خَفَاءُ وِلَادَتِهِ وَ تَعَبُ شِیعَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ بِمَا لَقُوا مِنَ الْأَذَی وَ الْهَوَانِ إِلَی أَنْ أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ظُهُورِهِ وَ نَصَرَهُ وَ أَیَّدَهُ عَلَی عَدُوِّهِ وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ عِیسَی فَاخْتِلَافُ مَنِ اخْتَلَفَ فِیهِ حَتَّی قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَا وُلِدَ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ مَاتَ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ قُتِلَ وَ صُلِبَ وَ أَمَّا شَبَهُهُ مِنْ جَدِّهِ الْمُصْطَفَی ص فَخُرُوجُهُ بِالسَّیْفِ وَ قَتْلُهُ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله. وَ الْجَبَّارِینَ وَ الطَّوَاغِیتَ وَ أَنَّهُ یُنْصَرُ بِالسَّیْفِ وَ الرُّعْبِ وَ أَنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ رَایَةٌ وَ أَنَّ مِنْ عَلَامَاتِ خُرُوجِهِ خُرُوجَ السُّفْیَانِیِّ مِنَ الشَّامِ وَ خُرُوجَ الْیَمَانِیِّ وَ صَیْحَةً مِنَ السَّمَاءِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ مُنَادٍ یُنَادِی بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ.

«7»- ك، [إكمال الدین] عَلِیُّ بْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی صَاحِبِ الْأَمْرِ سُنَّةٌ مِنْ مُوسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ عِیسَی وَ سُنَّةٌ مِنْ یُوسُفَ وَ سُنَّةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا مِنْ مُوسَی فَخَائِفٌ یَتَرَقَّبُ وَ أَمَّا مِنْ عِیسَی فَیُقَالُ فِیهِ مَا قِیلَ فِی عِیسَی وَ أَمَّا مِنْ یُوسُفَ فَالسِّجْنُ وَ التَّقِیَّةُ وَ أَمَّا مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْقِیَامُ بِسِیرَتِهِ وَ تَبْیِینُ آثَارِهِ ثُمَّ یَضَعُ سَیْفَهُ عَلَی عَاتِقِهِ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ وَ لَا یَزَالُ یَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ حَتَّی یَرْضَی اللَّهُ قُلْتُ وَ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ رَضِیَ قَالَ یُلْقِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَلْبِهِ الرَّحْمَةَ.

«8»- ك، [إكمال الدین] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عُمَیْرٍ اللَّیْثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِیهِ سُنَّةٌ مِنْ یُوسُفَ ابْنُ أَمَةٍ سَوْدَاءَ یُصْلِحُ اللَّهُ أَمْرَهُ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ.

ص: 218

نی، [الغیبة] للنعمانی ابن عقدة عن محمد بن المفضل و سعدان بن إسحاق و أحمد بن الحسن جمیعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن الكناسی: مثله.

بیان: قوله علیه السلام ابن أمة سوداء(1)

یخالف كثیرا من الأخبار التی وردت فی وصف أمه علیه السلام ظاهرا إلا أن یحمل علی الأم بالواسطة أو المربیة.

«9»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْوَشَّاءِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَنْصُورِ الْجَوَاشِنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْبُدَیْلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَلَی مَوْلَانَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فَرَأَیْنَاهُ جَالِساً عَلَی التُّرَابِ وَ عَلَیْهِ مِسْحٌ خَیْبَرِیٌّ مُطَوَّقٌ بِلَا جَیْبٍ مُقَصَّرُ الْكُمَّیْنِ-(2) وَ هُوَ یَبْكِی بُكَاءَ الْوَالِهِ الثَّكْلَی ذَاتِ الْكَبِدِ الْحَرَّی قَدْ نَالَ الْحُزْنُ مِنْ وَجْنَتَیْهِ وَ شَاعَ التَّغَیُّرُ فِی عَارِضَیْهِ وَ أَبْلَی الدُّمُوعُ مَحْجِرَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ سَیِّدِی غَیْبَتُكَ نَفَتْ رُقَادِی وَ ضَیَّقَتْ عَلَیَّ مِهَادِی وَ أَسَرَتْ مِنِّی رَاحَةَ فُؤَادِی سَیِّدِی غَیْبَتُكَ أَوْصَلَتْ مُصَابِی بِفَجَائِعِ الْأَبَدِ وَ فَقْدُ الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ یُفْنِی الْجَمْعَ وَ الْعَدَدَ فَمَا أُحِسُّ بِدَمْعَةٍ تَرْقَی مِنْ عَیْنِی وَ أَنِینٍ یَفْتُرُ مِنْ صَدْرِی عَنْ دَوَارِجِ الرَّزَایَا وَ سَوَالِفِ الْبَلَایَا إِلَّا مُثِّلَ لِعَیْنِی عَنْ عَوَائِرِ أَعْظَمِهَا وَ أَفْظَعِهَا وَ تَرَاقِی أَشَدِّهَا وَ أَنْكَرِهَا وَ نَوَائِبَ مَخْلُوطَةٍ بِغَضَبِكَ وَ نَوَازِلَ مَعْجُونَةٍ بِسَخَطِكَ قَالَ سَدِیرٌ فَاسْتَطَارَتْ عُقُولُنَا وَلَهاً وَ تَصَدَّعَتْ قُلُوبُنَا جَزَعاً عَنْ ذَلِكَ الْخَطْبِ الْهَائِلِ وَ الْحَادِثِ الْغَائِلِ وَ ظَنَنَّا أَنَّهُ سِمَةٌ لِمَكْرُوهَةٍ قَارِعَةٍ أَوْ حَلَّتْ بِهِ مِنَ الدَّهْرِ بَائِقَةٌ فَقُلْنَا لَا أَبْكَی اللَّهُ یَا ابْنَ خَیْرِ الْوَرَی عَیْنَیْكَ مِنْ أَیِّ حَادِثَةٍ تَسْتَنْزِفُ دَمْعَتَكَ وَ تَسْتَمْطِرُ عَبْرَتَكَ وَ أَیَّةُ حَالَةٍ حَتَمَتْ عَلَیْكَ هَذَا الْمَأْتَمَ.

قَالَ فَزَفَرَ الصَّادِقُ علیه السلام زَفْرَةً انْتَفَخَ مِنْهَا جَوْفُهُ وَ اشْتَدَّ مِنْهَا خَوْفُهُ وَ قَالَ

ص: 219


1- 1. هذه الجملة موجودة فی غیبة النعمانیّ ص 84، ساقطة من كمال الدین راجع ج 1 ص 445.
2- 2. المسح بالكسر: الكساء من شعر كثوب الرهبان و كأنّ الراوی یصف جبة من شعر و كیف كان، الحدیث منكر السند و المتن قد مر فی كتاب النبوّة ج 12 من طبعته الجدیدة.

وَیْكُمْ إِنِّی نَظَرْتُ فِی كِتَابِ الْجَفْرِ صَبِیحَةَ هَذَا الْیَوْمِ وَ هُوَ الْكِتَابُ الْمُشْتَمِلُ عَلَی عِلْمِ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الرَّزَایَا وَ عِلْمِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الَّذِی خَصَّ اللَّهُ تَقَدَّسَ اسْمُهُ بِهِ مُحَمَّداً وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَ تَأَمَّلْتُ فِیهِ مَوْلِدَ قَائِمِنَا وَ غِیبَتَهُ وَ إِبْطَاءَهُ وَ طُولَ عُمُرِهِ وَ بَلْوَی الْمُؤْمِنِینَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ تَوَلُّدَ الشُّكُوكِ فِی قُلُوبِهِمْ مِنْ طُولِ غَیْبَتِهِ وَ ارْتِدَادَ أَكْثَرِهِمْ عَنْ دِینِهِمْ وَ خَلْعَهُمْ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْنَاقِهِمُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِی عُنُقِهِ یَعْنِی الْوَلَایَةَ فَأَخَذَتْنِی الرِّقَّةُ وَ اسْتَوْلَتْ عَلَیَّ الْأَحْزَانُ فَقُلْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَرِّمْنَا وَ شَرِّفْنَا بِإِشْرَاكِكَ إِیَّانَا فِی بَعْضِ مَا أَنْتَ تَعْلَمُهُ مِنْ عِلْمٍ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَدَارَ فِی الْقَائِمِ مِنَّا ثَلَاثَةً أَدَارَهَا فِی ثَلَاثَةٍ مِنَ الرُّسُلِ قَدَّرَ مَوْلِدَهُ تَقْدِیرَ مَوْلِدِ مُوسَی علیه السلام وَ قَدَّرَ غَیْبَتَهُ تَقْدِیرَ غَیْبَةِ عِیسَی علیه السلام وَ قَدَّرَ إِبْطَاءَهُ تَقْدِیرَ إِبْطَاءِ نُوحٍ علیه السلام وَ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عُمُرَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ أَعْنِی الْخَضِرَ دَلِیلًا عَلَی عُمُرِهِ فَقُلْتُ اكْشِفْ لَنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ وُجُوهِ هَذِهِ الْمَعَانِی قَالَ أَمَّا مَوْلِدُ مُوسَی فَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا وَقَفَ عَلَی أَنَّ زَوَالَ مُلْكِهِ عَلَی یَدِهِ أَمَرَ بِإِحْضَارِ الْكَهَنَةِ فَدَلُّوهُ عَلَی نَسَبِهِ وَ أَنَّهُ یَكُونُ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَمْ یَزَلْ یَأْمُرُ أَصْحَابَهُ بِشَقِّ بُطُونِ الْحَوَامِلِ مِنْ نِسَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ حَتَّی قَتَلَ فِی طَلَبِهِ نَیِّفاً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ مَوْلُودٍ وَ تَعَذَّرَ عَلَیْهِ الْوُصُولُ إِلَی قَتْلِ مُوسَی لِحِفْظِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِیَّاهُ.

كَذَلِكَ بَنُو أُمَیَّةَ وَ بَنُوالْعَبَّاسِ لَمَّا وَقَفُوا عَلَی أَنَّ زَوَالَ مُلْكِهِمْ وَ الْأُمَرَاءِ وَ الْجَبَابِرَةِ مِنْهُمْ عَلَی یَدِ الْقَائِمِ مِنَّا نَاصَبُونَا الْعَدَاوَةَ وَ وَضَعُوا سُیُوفَهُمْ فِی قَتْلِ آلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِبَادَةِ نَسْلِهِ طَمَعاً مِنْهُمْ فِی الْوُصُولِ إِلَی قَتْلِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ یَأْبَی اللَّهُ أَنْ یَكْشِفَ أَمْرَهُ لِوَاحِدٍ مِنَ الظَّلَمَةِ إِلَی أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ ... وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ أَمَّا غَیْبَةُ عِیسَی علیه السلام فَإِنَّ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی اتَّفَقَتْ عَلَی أَنَّهُ قُتِلَ وَ كَذَّبَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ كَذَلِكَ غَیْبَةُ الْقَائِمِ علیه السلام فَإِنَّ الْأُمَّةَ تُنْكِرُهَا لِطُولِهَا فَمِنْ قَائِلٍ بِغَیْرِ هُدًی بِأَنَّهُ لَمْ یُولَدْ وَ قَائِلٍ یَقُولُ

ص: 220

إِنَّهُ وُلِدَ وَ مَاتَ وَ قَائِلٍ یَكْفُرُ بِقَوْلِهِ إِنَّ حَادِیَ عَشَرَنَا كَانَ عَقِیماً وَ قَائِلٍ یَمْرُقُ بِقَوْلِهِ إِنَّهُ یَتَعَدَّی إِلَی ثَالِثَ عَشَرَ فَصَاعِداً وَ قَائِلٍ یَعْصِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ إِنَّ رُوحَ الْقَائِمِ علیه السلام یَنْطِقُ فِی هَیْكَلِ غَیْرِهِ وَ أَمَّا إِبْطَاءُ نُوحٍ علیه السلام فَإِنَّهُ لَمَّا اسْتَنْزَلَ الْعُقُوبَةَ عَلَی قَوْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِیلَ الرُّوحَ الْأَمِینَ بِسَبْعَةِ نَوَیَاتٍ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ لَكَ إِنَّ هَؤُلَاءِ خَلَائِقِی وَ عِبَادِی وَ لَسْتُ أُبِیدُهُمْ بِصَاعِقَةٍ مِنْ صَوَاعِقِی إِلَّا بَعْدَ تَأْكِیدِ الدَّعْوَةِ وَ إِلْزَامِ الْحُجَّةِ فَعَاوِدْ اجْتِهَادَكَ فِی الدَّعْوَةِ لِقَوْمِكَ فَإِنِّی مُثِیبُكَ عَلَیْهِ وَ اغْرِسْ هَذَا النَّوَی فَإِنَّ لَكَ فِی نَبَاتِهَا وَ بُلُوغِهَا وَ إِدْرَاكِهَا إِذَا أَثْمَرَتِ الْفَرَجَ وَ الْخَلَاصَ فَبَشِّرْ بِذَلِكَ مَنْ تَبِعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا نَبَتَتِ الْأَشْجَارُ وَ تَأَزَّرَتْ وَ تَسَوَّقَتْ وَ تَغَصَّنَتْ وَ أَثْمَرَتْ وَ زَهَا الثَّمَرُ عَلَیْهَا بَعْدَ زَمَنٍ طَوِیلٍ اسْتَنْجَزَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی الْعِدَةَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ یَغْرِسَ مِنْ نَوَی تِلْكَ الْأَشْجَارِ وَ یُعَاوِدَ الصَّبْرَ وَ الِاجْتِهَادَ وَ یُؤَكِّدَ الْحُجَّةَ عَلَی قَوْمِهِ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ الطَّوَائِفَ الَّتِی آمَنَتْ بِهِ فَارْتَدَّ مِنْهُمْ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ وَ قَالُوا لَوْ كَانَ مَا یَدَّعِیهِ نُوحٌ حَقّاً لَمَا وَقَعَ فِی وَعْدِ رَبِّهِ خُلْفٌ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَزَلْ یَأْمُرُهُ عِنْدَ كُلِّ مَرَّةٍ أَنْ یَغْرِسَهَا تَارَةً بَعْدَ أُخْرَی إِلَی أَنْ غَرَسَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ الطَّوَائِفُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ تَرْتَدُّ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ إِلَی أَنْ عَادَ إِلَی نَیِّفٍ وَ سَبْعِینَ رَجُلًا فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا نُوحُ الْآنَ أَسْفَرَ الصُّبْحُ عَنِ اللَّیْلِ لِعَیْنِكَ حِینَ صَرَّحَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ وَ صَفَا الْأَمْرُ لِلْإِیمَانِ مِنَ الْكَدَرِ بِارْتِدَادِ كُلِّ مَنْ كَانَتْ طِینَتُهُ خَبِیثَةً فَلَوْ أَنِّی أَهْلَكْتُ الْكُفَّارَ وَ أَبْقَیْتُ مَنْ قَدِ ارْتَدَّ مِنَ الطَّوَائِفِ الَّتِی كَانَتْ آمَنَتْ بِكَ لَمَا كُنْتُ صَدَقْتُ وَعْدِیَ السَّابِقَ لِلْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ أَخْلَصُوا التَّوْحِیدَ مِنْ قَوْمِكَ وَ اعْتَصَمُوا بِحَبْلِ نُبُوَّتِكَ بِأَنْ أَسْتَخْلِفَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ أُمَكِّنَ لَهُمْ دِینَهُمْ وَ أُبَدِّلَ خَوْفَهُمْ بِالْأَمْنِ لِكَیْ تَخْلُصَ الْعِبَادَةُ لِی بِذَهَابِ الشَّكِّ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ كَیْفَ یَكُونُ الِاسْتِخْلَافُ وَ التَّمْكِینُ وَ بَدَلُ الْخَوْفِ بِالْأَمْنِ مِنِّی لَهُمْ مَعَ مَا

ص: 221

كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ ضَعْفِ یَقِینِ الَّذِینَ ارْتَدُّوا وَ خُبْثِ طِینَتِهِمْ وَ سُوءِ سَرَائِرِهِمُ الَّتِی كَانَتْ نَتَائِجَ النِّفَاقِ وَ سُنُوحَ الضَّلَالَةِ فَلَوْ أَنَّهُمْ تَسَنَّمُوا مِنِّی مِنَ الْمُلْكِ الَّذِی أُوتِیَ الْمُؤْمِنِینَ وَقْتَ الِاسْتِخْلَافِ إِذَا أَهْلَكْتُ أَعْدَاءَهُمْ لَنَشَقُوا رَوَائِحَ صِفَاتِهِ وَ لَاسْتَحْكَمَتْ سَرَائِرُ نِفَاقِهِمْ وَ تَأَبَّدَ حِبَالُ ضَلَالَةِ قُلُوبِهِمْ وَ كَاشَفُوا إِخْوَانَهُمْ بِالْعَدَاوَةِ وَ حَارَبُوهُمْ عَلَی طَلَبِ الرِّئَاسَةِ وَ التَّفَرُّدِ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ كَیْفَ یَكُونُ التَّمْكِینُ فِی الدِّینِ وَ انْتِشَارُ الْأَمْرِ فِی الْمُؤْمِنِینَ مَعَ إِثَارَةِ الْفِتَنِ وَ إِیقَاعِ الْحُرُوبِ كَلَّا فَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْیُنِنا وَ وَحْیِنا قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ كَذَلِكَ الْقَائِمُ علیه السلام تَمْتَدُّ أَیَّامُ غَیْبَتِهِ لِیُصَرِّحَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ وَ یَصْفُوَ الْإِیمَانُ مِنَ الْكَدَرِ بِارْتِدَادِ كُلِّ مَنْ كَانَتْ طِینَتُهُ خَبِیثَةً مِنَ الشِّیعَةِ الَّذِینَ یُخْشَی عَلَیْهِمُ النِّفَاقُ إِذَا أَحَسُّوا بِالاسْتِخْلَافِ وَ التَّمْكِینِ وَ الْأَمْنِ الْمُنْتَشِرِ فِی عَهْدِ الْقَائِمِ علیه السلام قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ النَّوَاصِبَ تَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ عَلِیٍّ قَالَ لَا یَهْدِ اللَّهُ قُلُوبَ النَّاصِبَةِ مَتَی كَانَ الدِّینُ الَّذِی ارْتَضَاهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مُتَمَكِّناً بِانْتِشَارِ الْأَمْنِ فِی الْأُمَّةِ وَ ذَهَابِ الْخَوْفِ مِنْ قُلُوبِهَا وَ ارْتِفَاعِ الشَّكِّ مِنْ صُدُورِهَا فِی عَهْدِ أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ فِی عَهْدِ عَلِیٍّ علیه السلام مَعَ ارْتِدَادِ الْمُسْلِمِینَ وَ الْفِتَنِ الَّتِی كَانَتْ تَثُورُ فِی أَیَّامِهِمْ وَ الْحُرُوبِ الَّتِی كَانَتْ تَنْشَبُ بَیْنَ الْكُفَّارِ وَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ تَلَا الصَّادِقُ علیه السلام حَتَّی إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا وَ أَمَّا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْخَضِرُ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَا طَوَّلَ عُمُرَهُ لِنُبُوَّةٍ قَدَّرَهَا لَهُ وَ لَا لِكِتَابٍ یُنْزِلُهُ عَلَیْهِ وَ لَا لِشَرِیعَةٍ یَنْسَخُ بِهَا شَرِیعَةَ مَنْ كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا لِإِمَامَةٍ یُلْزِمُ عِبَادَهُ الِاقْتِدَاءَ بِهَا وَ لَا لِطَاعَةٍ یَفْرِضُهَا لَهُ بَلَی إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا كَانَ فِی سَابِقِ عِلْمِهِ أَنْ یُقَدِّرَ مِنْ عُمُرِ الْقَائِمِ علیه السلام فِی أَیَّامِ غَیْبَتِهِ مَا یُقَدِّرُ وَ عَلِمَ مَا یَكُونُ مِنْ إِنْكَارِ عِبَادِهِ بِمِقْدَارِ ذَلِكَ الْعُمُرِ فِی الطُّولِ طَوَّلَ عُمُرَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ مِنْ غَیْرِ سَبَبٍ أَوْجَبَ ذَلِكَ إِلَّا لِعِلَّةِ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَی عُمُرِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ لِیَقْطَعَ بِذَلِكَ

ص: 222

حُجَّةَ الْمُعَانِدِینَ لِئَلَّا یَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن أبی المفضل عن محمد بن بحر الشیبانی عن علی بن الحارث: مثله بیان قال الفیروزآبادی المحجر كمجلس و منبر من العین ما دار بها و بدا من البرقع قوله علیه السلام و فقد لعله معطوف علی الفجائع أو علی الأبد أی أوصلت مصابی بما أصابنی قبل ذلك من فقد واحد بعد واحد بسبب فناء الجمع و العدد و فی بعض النسخ یغنی فالجملة معترضة أو حالیة.

قوله علیه السلام یفتر أی یخرج بضعف و فتور و فی غط یفشأ علی البناء للمفعول أی ینتشر و دوارج الرزایا مواضیها.

و العوائر المصائب الكثیرة التی تعور العین لكثرتها من قولهم عنده من المال عائرة عین أی یحار فیه البصر من كثرته أو من العائر و هو الرمد و القذی فی العین و تعدیة التمثیل بعن لتضمین معنی الكشف و التراقی جمع الترقوة أی یمثل لی أشخاص مصائب أنظر إلی ترقوتها(1)

و قوله أعظمها علی صیغة أفعل التفضیل فیكون بدلا عن العوائر أو صیغة المتكلم أی أعدها عظیمة فیكون صفة و الاحتمالان جاریان فی الثلاثة الأخر و حاصل الكلام أنی كلما أنظر إلی دمعة أو أسمع منی أنینا للمصائب التی نزلت بنا فی سالف الزمان أنظر بعین الیقین إلی مصائب جلیلة مستقبلة أعدها عظیمة فظیعة.

و الغائل المهلك و الغوائل الدواهی قوله سمة أی علامة و قد سبق تفسیر سائر أجزاء الخبر فی كتاب النبوة.

«10»- ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

ص: 223


1- 1. و یحتمل أن یكون العوائر و التراقی، الغوابر بالغین المعجمة و الباء الموحدة من الغابر خلاف الماضی، و التراقی: البواقی، بالباء الموحدة و الواو، فالغوابر و البواقی فی المستثنی بحذاء الدوارج و السوالف فی المستثنی منه، بحذاء الدوارج بمعنی المواضی من درج أی مضی كما لا یخفی علی المتأمل فتأمل. كذا قیل.

شُجَاعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ فِی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ سُنَناً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ سُنَّةً مِنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ سُنَّةً مِنْ عِیسَی وَ سُنَّةً مِنْ یُوسُفَ وَ سُنَّةً مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا سُنَّتُهُ مِنْ مُوسَی فَخَائِفٌ یَتَرَقَّبُ وَ أَمَّا سُنَّتُهُ مِنْ عِیسَی فَیُقَالُ فِیهِ مَا قِیلَ فِی عِیسَی وَ أَمَّا سُنَّتُهُ مِنْ یُوسُفَ فَالسِّتْرُ جَعَلَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْخَلْقِ حِجَاباً یَرَوْنَهُ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ وَ أَمَّا سُنَّتُهُ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَهْتَدِی بِهُدَاهُ وَ یَسِیرُ بِسِیرَتِهِ.

«11»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْبَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ ابْنِی هُوَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی وَ هُوَ الَّذِی یَجْرِی فِیهِ سُنَنُ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام بِالتَّعْمِیرِ وَ الْغَیْبَةِ حَتَّی تَقْسُوَ قُلُوبٌ لِطُولِ الْأَمَدِ وَ لَا یَثْبُتَ عَلَی الْقَوْلِ بِهِ إِلَّا مَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَلْبِهِ الْإِیمَانَ وَ أَیَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ.

«12»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فِی الْقَائِمِ شَبَهٌ مِنْ یُوسُفَ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْحِیرَةُ وَ الْغَیْبَةُ.

«13»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ أَمَّا مَا رُوِیَ مِنَ الْأَخْبَارِ الَّتِی تَتَضَمَّنُ أَنَّ صَاحِبَ الزَّمَانِ یَمُوتُ ثُمَّ یَعِیشُ أَوْ یُقْتَلُ ثُمَّ یَعِیشُ نَحْوَ مَا رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُرَاسَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ شَیْ ءٍ سُمِّیَ الْقَائِمَ قَالَ لِأَنَّهُ یَقُومُ بَعْدَ مَا یَمُوتُ إِنَّهُ یَقُومُ بِأَمْرٍ عَظِیمٍ یَقُومُ بِأَمْرِ اللَّهِ.

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَثَلُ أَمْرِنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مَثَلُ صَاحِبِ الْحِمَارِ أَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ.

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْأَحْمَرِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ فِی كِتَابِ اللَّهِ مَثَلٌ لِلْقَائِمِ فَقَالَ نَعَمْ آیَةُ صَاحِبِ الْحِمَارِ أَمَاتَهُ اللَّهُ

ص: 224

مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ.

وَ رَوَی الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ قَالَ النَّاسُ أَنَّی یَكُونُ هَذَا وَ قَدْ بَلِیَتْ عِظَامُهُ مُنْذُ دَهْرٍ طَوِیلٍ-.

فَالْوَجْهُ فِی هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ مَا شَاكَلَهَا أَنْ نَقُولَ یَمُوتُ ذِكْرُهُ وَ یَعْتَقِدُ أَكْثَرُ النَّاسِ أَنَّهُ بَلِیَ عِظَامُهُ ثُمَّ یُظْهِرُهُ اللَّهُ كَمَا أَظْهَرَ صَاحِبَ الْحِمَارِ بَعْدَ مَوْتِهِ الْحَقِیقِیِّ وَ هَذَا وَجْهٌ قَرِیبٌ فِی تَأْوِیلِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ عَلَی أَنَّهُ لَا یَرْجِعُ بِأَخْبَارٍ آحَادٍ لَا یُوجِبُ عِلْماً عَمَّا دَلَّتِ الْعُقُولُ عَلَیْهِ وَ سَاقَ الِاعْتِبَارُ الصَّحِیحُ إِلَیْهِ وَ عَضَدَهُ الْأَخْبَارُ الْمُتَوَاتِرَةُ الَّتِی قَدَّمْنَاهَا بَلِ الْوَاجِبُ التَّوَقُّفُ فِی هَذِهِ وَ التَّمَسُّكُ بِمَا هُوَ مَعْلُومٌ وَ إِنَّمَا تَأَوَّلْنَاهَا بَعْدَ تَسْلِیمِ صِحَّتِهَا عَلَی مَا یُفْعَلُ فِی نَظَائِرِهَا وَ یُعَارِضُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ مَا یُنَافِیهَا.

باب 14 ذكر أخبار المعمرین لرفع استبعاد المخالفین عن طول غیبة مولانا القائم صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین

«1»- وَ لْنَبْدَأْ بِذِكْرِ مَا ذَكَرَهُ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ إِكْمَالِ الدِّینِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الشَّجَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الرَّقِّیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جنكاء اللائكی قَالَ: لَقِینَا بِمَكَّةَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ مِمَّنْ كَانَ حَضَرَ الْمَوْسِمَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ وَ هِیَ سَنَةُ تِسْعٍ وَ ثَلَاثِ مِائَةٍ فَرَأَیْنَا رَجُلًا أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ كَأَنَّهُ شَنٌّ بَالٍ وَ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِ وَ أَوْلَادِ أَوْلَادِهِ وَ مَشَایِخُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ذَكَرُوا أَنَّهُمْ مِنْ أَقْصَی بِلَادِ الْمَغْرِبِ بِقُرْبِ بَاهِرَةَ الْعُلْیَا وَ شَهِدُوا هَؤُلَاءِ الْمَشَایِخُ أَنَّهُمْ سَمِعُوا آبَاءَهُمْ حَكَوْا عَنْ آبَائِهِمْ وَ أَجْدَادِهِمْ أَنَّهُمْ عَهِدُوا هَذَا الشَّیْخَ الْمَعْرُوفَ بِأَبِی الدُّنْیَا مُعَمَّرٍ وَ اسْمُهُ عَلِیُّ بْنُ عُثْمَانَ

ص: 225

بْنِ خَطَّابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مُؤَیَّدٍ(1) وَ ذَكَرَ أَنَّهُ هَمْدَانِیٌّ وَ أَنَّ أَصْلَهُ مِنْ صُعْدِ [صَنْعَاءِ] الْیَمَنِ فَقُلْنَا لَهُ أَنْتَ رَأَیْتَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ بِیَدِهِ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ قَدْ كَانَ وَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ فَفَتَحَهُمَا كَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ فَقَالَ رَأَیْتُهُ بِعَیْنِی هَاتَیْنِ وَ كُنْتُ خَادِماً لَهُ وَ كُنْتُ مَعَهُ فِی وَقْعَةِ صِفِّینَ وَ هَذِهِ الشَّجَّةُ مِنْ دَابَّةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَرَانَا أَثَرَهَا عَلَی حَاجِبِهِ الْأَیْمَنِ وَ شَهِدَ الْجَمَاعَةُ الَّذِینَ كَانُوا حَوْلَهُ مِنَ الْمَشَایِخِ وَ مِنْ حَفَدَتِهِ وَ أَسْبَاطِهِ بِطُولِ الْعُمُرِ وَ أَنَّهُمْ مُنْذُ وُلِدُوا عَهِدُوهُ عَلَی هَذِهِ الْحَالَةِ وَ كَذَا سَمِعْنَا مِنْ آبَائِنَا وَ أَجْدَادِنَا ثُمَّ إِنَّا فَاتَحْنَاهُ وَ سَأَلْنَاهُ عَنْ قِصَّتِهِ وَ حَالِهِ وَ سَبَبِ طُولِ عُمُرِهِ فَوَجَدْنَاهُ ثَابِتَ الْعَقْلِ یَفْهَمُ مَا یُقَالُ لَهُ وَ یُجِیبُ عَنْهُ بِلُبٍّ وَ عَقْلٍ فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ وَالِدٌ قَدْ نَظَرَ فِی كُتُبِ الْأَوَائِلِ وَ قَرَأَهَا وَ قَدْ كَانَ وَجَدَ فِیهَا ذِكْرَ نَهَرِ الْحَیَوَانِ وَ أَنَّهَا تَجْرِی فِی الظُّلُمَاتِ وَ أَنَّهُ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا طَالَ عُمُرُهُ فَحَمَلَهُ الْحِرْصُ عَلَی دُخُولِ الظُّلُمَاتِ فَتَزَوَّدَ وَ حَمَلَ حَسَبَ مَا قَدَّرَ أَنَّهُ یَكْتَفِی بِهِ فِی مَسِیرِهِ وَ أَخْرَجَنِی مَعَهُ وَ أَخْرَجَ مَعَنَا خَادِمَیْنِ بَازِلَیْنِ وَ عِدَّةَ جِمَالٍ لَبُونٍ وَ رَوَایَا وَ زَاداً وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَسَارَ بِنَا إِلَی أَنْ وَافَیْنَا طَرَفَ الظُّلُمَاتِ ثُمَّ دَخَلْنَا الظُّلُمَاتِ فَسِرْنَا فِیهَا نَحْوَ سِتَّةِ أَیَّامٍ بِلَیَالِیهَا وَ كُنَّا نُمَیِّزُ بَیْنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ بِأَنَّ النَّهَارَ كَانَ أَضْوَأَ قَلِیلًا وَ أَقَلَّ ظُلْمَةً مِنَ اللَّیْلِ فَنَزَلْنَا بَیْنَ جِبَالٍ وَ أَوْدِیَةٍ وَ رَكَوَاتٍ وَ قَدْ كَانَ وَالِدِی رحمه اللّٰه یَطُوفُ فِی تِلْكَ الْبُقْعَةِ فِی طَلَبِ النَّهَرِ لِأَنَّهُ وَجَدَ فِی الْكُتُبِ الَّتِی قَرَأَهَا أَنَّ مَجْرَی نَهَرِ الْحَیَوَانِ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فَأَقَمْنَا فِی تِلْكَ الْبُقْعَةِ أَیَّاماً حَتَّی فَنِیَ الْمَاءُ الَّذِی كَانَ مَعَنَا وَ أَسْقَیْنَاهُ جِمَالَنَا وَ لَوْ لَا أَنَّ جِمَالَنَا كَانَتْ لَبُوناً لَهَلَكْنَا وَ تَلِفْنَا عَطَشاً وَ كَانَ وَالِدِی یَطُوفُ فِی تِلْكَ الْبُقْعَةِ فِی طَلَبِ النَّهَرِ وَ یَأْمُرُنَا أَنْ نُوقِدَ نَاراً لِیَهْتَدِیَ بِضَوْئِهَا إِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَیْنَا فَمَكَثْنَا فِی تِلْكَ الْبُقْعَةِ نَحْوَ خَمْسَةِ أَیَّامٍ وَ وَالِدِی یَطْلُبُ النَّهَرَ فَلَا یَجِدُهُ وَ بَعْدَ الْإِیَاسِ عَزَمَ عَلَی الِانْصِرَافِ حَذَراً مِنَ التَّلَفِ لِفَنَاءِ الزَّادِ وَ الْمَاءِ وَ الْخَدَمِ الَّذِینَ كَانُوا مَعَنَا فَأَوْجَسُوا فِی أَنْفُسِهِمْ خِیفَةً مِنَ الطَّلَبِ فَأَلَحُّوا عَلَی وَالِدِی بِالْخُرُوجِ مِنَ الظُّلُمَاتِ فَقُمْتُ یَوْماً مِنَ الرَّحْلِ لِحَاجَتِی فَتَبَاعَدْتُ مِنَ الرَّحْلِ قَدْرَ رَمْیَةِ سَهْمٍ فَعَثَرْتُ بِنَهَرِ مَاءٍ أَبْیَضِ

ص: 226


1- 1. فی نسخة كمال الدین المطبوعة ج 2 ص 220:« مرة بن یزید» و هكذا فیما یأتی.

اللَّوْنِ عَذْبٍ لَذِیذٍ لَا بِالصَّغِیرِ مِنَ الْأَنْهَارِ وَ لَا بِالْكَبِیرِ یَجْرِی جَرْیاً لَیِّناً فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ غَرَفْتُ مِنْهُ بِیَدِی غُرْفَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً فَوَجَدْتُهُ عَذْباً بَارِداً لَذِیذاً فَبَادَرْتُ مُسْرِعاً إِلَی الرَّحْلِ فَبَشَّرْتُ الْخَدَمَ بِأَنِّی قَدْ وَجَدْتُ الْمَاءَ فَحَمَلُوا مَا كَانَ مَعَنَا مِنَ الْقِرَبِ وَ الْأَدَاوِی لِنَمْلَأَهَا وَ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ وَالِدِی فِی طَلَبِ ذَلِكَ النَّهَرِ وَ كَانَ سُرُورِی بِوُجُودِ الْمَاءِ لِمَا كُنَّا فِیهِ مِنْ عَدَمِ الْمَاءِ وَ كَانَ وَالِدِی فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ غَائِباً عَنِ الرَّحْلِ مَشْغُولًا بِالطَّلَبِ فَجَهَدْنَا وَ طُفْنَا سَاعَةً هَوِیَّةً فِی طَلَبِ النَّهَرِ فَلَمْ نَهْتَدِ إِلَیْهِ حَتَّی إِنَّ الْخَدَمَ كَذَّبُونِی وَ قَالُوا لِی لَمْ تَصْدُقْ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَی الرَّحْلِ وَ انْصَرَفَ وَالِدِی أَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ لِی یَا بُنَیَّ الَّذِی أَخْرَجَنِی إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ وَ تَحَمُّلِ الْخَطَرِ كَانَ لِذَلِكَ النَّهَرِ وَ لَمْ أُرْزَقْ أَنَا وَ أَنْتَ رُزِقْتَهُ وَ سَوْفَ یَطُولُ عُمُرُكَ حَتَّی تَمَلَّ الْحَیَاةَ وَ رَحَلْنَا مُنْصَرِفِینَ وَ عُدْنَا إِلَی أَوْطَانِنَا وَ بَلَدِنَا وَ عَاشَ وَالِدِی بَعْدَ ذَلِكَ سُنَیَّاتٍ ثُمَّ مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَلَمَّا بَلَغَ سِنِّی قَرِیباً مِنْ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ قَدِ اتَّصَلَ بِنَا وَفَاةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَفَاةُ الْخَلِیفَتَیْنِ بَعْدَهُ خَرَجْتُ حَاجّاً فَلَحِقْتُ آخِرَ أَیَّامِ عُثْمَانَ فَمَالَ قَلْبِی مِنْ بَیْنِ جَمَاعَةِ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَقَمْتُ مَعَهُ أَخْدُمُهُ وَ شَهِدْتُ مَعَهُ وَقَائِعَ وَ فِی وَقْعَةِ صِفِّینَ أَصَابَتْنِی هَذِهِ الشَّجَّةُ مِنْ دَابَّتِهِ فَمَا زِلْتُ مُقِیماً مَعَهُ إِلَی أَنْ مَضَی لِسَبِیلِهِ علیه السلام فَأَلَحَّ عَلَیَّ أَوْلَادُهُ وَ حَرَمُهُ أَنْ أُقِیمَ عِنْدَهُمْ فَلَمْ أُقِمْ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی بَلَدِی وَ خَرَجْتُ أَیَّامَ بَنِی مَرْوَانَ حَاجّاً وَ انْصَرَفْتُ مَعَ أَهْلِ بَلَدِی إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ مَا خَرَجْتُ فِی سَفَرٍ إِلَّا مَا كَانَ الْمُلُوكُ فِی بِلَادِ الْمَغْرِبِ یَبْلُغُهُمْ خَبَرِی وَ طُولُ عُمُرِی فَیَشْخَصُونِی إِلَی حَضْرَتِهِمْ لِیَرَوْنِی وَ یَسْأَلُونِی عَنْ سَبَبِ طُولِ عُمُرِی وَ عَمَّا شَاهَدْتُ وَ كُنْتُ أَتَمَنَّی وَ أَشْتَهِی أَنْ أَحُجَّ حَجَّةً أُخْرَی فَحَمَلَنِی هَؤُلَاءِ حَفَدَتِی وَ أَسْبَاطِیَ الَّذِینَ تَرَوْنَهُمْ حَوْلِی وَ ذَكَرَ أَنَّهُ قَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَسَأَلْنَاهُ أَنْ یُحَدِّثَنَا بِمَا سَمِعَ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ لَهُ حِرْصٌ وَ لَا هِمَّةٌ فِی طَلَبِ الْعِلْمِ وَقْتَ صُحْبَتِهِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام

ص: 227

وَ الصَّحَابَةُ أَیْضاً كَانُوا مُتَوَافِرِینَ فَمِنْ فَرْطِ مَیْلِی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَحَبَّتِی لَهُ لَمْ أَشْتَغِلْ بِشَیْ ءٍ سِوَی خِدْمَتِهِ وَ صُحْبَتِهِ وَ الَّذِی كُنْتُ أَتَذَكَّرُهُ مِمَّا كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنِّی عَالَمٌ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ بِبِلَادِ الْمَغْرِبِ وَ مِصْرَ وَ الْحِجَازِ وَ قَدِ انْقَرَضُوا وَ تَفَانَوْا وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَلَدِی وَ حَفَدَتِی قَدْ دَوَّنُوهُ فَأَخْرَجُوا إِلَیْنَا النُّسْخَةَ وَ أَخَذَ یُمْلِی عَلَیْنَا مِنْ خَطِّهِ.

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَطَّابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مُؤَیَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ الْمَعْرُوفِ بِأَبِی الدُّنْیَا مُعَمَّرٍ الْمَغْرِبِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَیّاً وَ مَیِّتاً قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ الْیَمَنِ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَ أَهْلَ الْیَمَنِ فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

وَ حَدَّثَنَا أَبُو الدُّنْیَا مُعَمَّرٌ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَعَانَ مَلْهُوفاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَ مَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَیِّئَاتٍ وَ رَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَعَی فِی حَاجَةِ أَخِیهِ الْمُسْلِمِ لِلَّهِ فِیهَا رِضًی وَ لَهُ فِیهَا صَلَاحٌ فَكَأَنَّمَا خَدَمَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ لَمْ یَقَعْ فِی 22 مَعْصِیَتِهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ.

حَدَّثَنَا أَبُو الدُّنْیَا مُعَمَّرٌ الْمَغْرِبِیُّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: أَصَابَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله جُوعٌ شَدِیدٌ وَ هُوَ فِی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ قَالَ عَلِیٌّ فَقَالَ لِیَ النَّبِیُّ یَا عَلِیُّ هَاتِ الْمَائِدَةَ فَقَدَّمْتُ الْمَائِدَةَ فَإِذَا عَلَیْهَا خُبْزٌ وَ لَحْمٌ مَشْوِیٌّ.

حَدَّثَنَا أَبُو الدُّنْیَا مُعَمَّرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: جُرِحْتُ فِی وَقْعَةِ خَیْبَرَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ جِرَاحَةً فَجِئْتُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَأَی مَا بِی بَكَی وَ أَخَذَ مِنْ دُمُوعِ عَیْنَیْهِ فَجَعَلَهَا عَلَی الْجِرَاحَاتِ فَاسْتَرَحْتُ مِنْ سَاعَتِی.

وَ حَدَّثَنَا أَبُو الدُّنْیَا قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ.

وَ حَدَّثَنَا أَبُو الدُّنْیَا قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ قَالَ

ص: 228

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْتُ أَرْعَی الْغَنَمَ فَإِذَا أَنَا بِذِئْبٍ عَلَی قَارِعَةِ الطَّرِیقِ فَقُلْتُ لَهُ مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا فَقَالَ لِی وَ أَنْتَ مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا قُلْتُ أَرْعَی الْغَنَمَ قَالَ مُرَّ أَوْ قَالَ ذَا الطَّرِیقُ قَالَ فَسُقْتُ الْغَنَمَ فَلَمَّا تَوَسَّطَ الذِّئْبُ الْغَنَمَ إِذَا أَنَا بِهِ قَدْ شَدَّ عَلَی شَاةٍ فَقَتَلَهَا قَالَ فَجِئْتُ حَتَّی أَخَذْتُ بِقَفَاهُ فَذَبَحْتُهُ وَ جَعَلْتُهُ عَلَی یَدِی وَ جَعَلْتُ أَسُوقُ الْغَنَمَ فَلَمَّا سِرْتُ غَیْرَ بَعِیدٍ وَ إِذَا أَنَا بِثَلَاثَةِ أَمْلَاكٍ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَلَمَّا رَأَوْنِی قَالُوا هَذَا مُحَمَّدٌ بَارَكَ اللَّهُ فِیهِ فَاحْتَمَلُونِی وَ أَضْجَعُونِی وَ شَقُّوا جَوْفِی بِسِكِّینٍ كَانَ مَعَهُمْ وَ أَخْرَجُوا قَلْبِی مِنْ مَوْضِعِهِ وَ غَسَلُوا جَوْفِی بِمَاءٍ بَارِدٍ كَانَ مَعَهُمْ فِی قَارُورَةٍ حَتَّی نَقِیَ مِنَ الدَّمِ ثُمَّ رَدُّوا قَلْبِی إِلَی مَوْضِعِهِ وَ أَمَرُّوا أَیْدِیَهُمْ عَلَی جَوْفِی فَالْتَحَمَ الشِّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَمَا أَحْسَسْتُ بِسِكِّینٍ وَ لَا وَجَعٍ قَالَ وَ خَرَجْتُ أَغْدُو إِلَی أُمِّی یَعْنِی حَلِیمَةَ دَایَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فقال [فَقَالَتْ] لِی أَیْنَ الْغَنَمُ فَخَبَّرْتُهَا بِالْخَبَرِ فَقَالَتْ سَوْفَ تَكُونُ لَكَ فِی الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٌ عَظِیمَةٌ.

وَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِیدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْمِرْكَنِیُّ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ اللائكی: أَنَّ السُّلْطَانَ بِمَكَّةَ لَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ أَبِی الدُّنْیَا تَعَرَّضَ لَهُ وَ قَالَ لَا بُدَّ أَنْ أُخْرِجَكَ إِلَی بَغْدَادَ إِلَی حَضْرَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْمُقْتَدِرِ فَإِنِّی أَخْشَی أَنْ یَعْتِبَ عَلَیَّ إِنْ لَمْ أُخْرِجْكَ مَعِی فَسَأَلَهُ الْحَاجُّ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَ أَهْلِ مِصْرَ وَ الشَّامِ أَنْ یُعْفِیَهُ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا یَشْخَصَهُ فَإِنَّهُ شَیْخٌ ضَعِیفٌ وَ لَا یُؤْمَنُ مَا یَحْدُثُ عَلَیْهِ فَأَعْفَاهُ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ وَ لَوْ أَنِّی أَحْضُرُ الْمَوْسِمَ تِلْكَ السَّنَةَ لَشَاهَدْتُهُ وَ خَبَرُهُ كَانَ شَائِعاً مُسْتَفِیضاً فِی الْأَمْصَارِ وَ كَتَبَ عَنْهُ هَذِهِ الْأَحَادِیثَ الْمِصْرِیُّونَ وَ الشَّامِیُّونَ وَ الْبَغْدَادِیُّونَ وَ مِنْ سَائِرِ الْأَمْصَارِ مَنْ حَضَرَ الْمَوْسِمَ وَ بَلَغَهُ خَبَرُ هَذَا الشَّیْخِ وَ أَحَبَّ أَنْ یَلْقَاهُ وَ یَكْتُبَ عَنْهُ نَفَعَهُمُ اللَّهُ وَ إِیَّانَا بِهَا.

«2»- وَ أَخْبَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام فِیمَا أَجَازَهُ لِی مِمَّا صَحَّ عِنْدِی مِنْ حَدِیثِهِ وَ صَحَّ عِنْدِی هَذَا الْحَدِیثُ بِرِوَایَةِ الشَّرِیفِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ

ص: 229

بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: حَجَجْتُ فِی سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ فِیهَا حَجَّ نَصْرٌ الْقشورِیُّ صَاحِبُ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ وَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِمْرَانَ الْمُكَنَّی بِأَبِی الْهَیْجَاءِ فَدَخَلْتُ مَدِینَةَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذِی الْقَعْدَةِ فَأَصَبْتُ قَافِلَةَ الْمِصْرِیِّینَ وَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَادَرَائِیُّ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ رَأَی أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاجْتَمَعَ عَلَیْهِ النَّاسُ وَ ازْدَحَمُوا وَ جَعَلُوا یَمْسَحُونَ بِهِ وَ كَادُوا یَأْتُونَ عَلَی نَفْسِهِ فَأَمَرَ عَمِّی أَبُو الْقَاسِمِ طَاهِرُ بْنُ یَحْیَی فِتْیَانَهُ وَ غِلْمَانَهُ فَقَالَ أَفْرِجُوا عَنْهُ النَّاسَ فَفَعَلُوا وَ أَخَذُوهُ وَ أَدْخَلُوهُ دَارَ أَبِی سَهْلٍ الطَّفِّیِّ وَ كَانَ عَمِّی نَازِلَهَا فَأَدْخَلَ وَ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا وَ كَانَ مَعَهُ خَمْسَةُ نَفَرٍ ذَكَرَ أَنَّهُمْ أَوْلَادُ أَوْلَادِهِ فِیهِمْ شَیْخٌ لَهُ نَیِّفٌ وَ ثَمَانُونَ سَنَةً فَسَأَلْنَاهُ عَنْهُ فَقَالَ هَذَا ابْنُ ابْنِی وَ آخَرُ لَهُ سَبْعُونَ سَنَةً فَقَالَ هَذَا ابْنُ ابْنِی وَ اثْنَانِ لَهُمَا سِتُّونَ سَنَةً أَوْ خَمْسُونَ أَوْ نَحْوُهَا وَ آخَرُ لَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ هَذَا ابْنُ ابْنِ ابْنِی وَ لَمْ یَكُنْ مَعَهُ فِیهِمْ أَصْغَرُ مِنْهُ وَ كَانَ إِذَا رَأَیْتَهُ قُلْتَ ابْنُ ثَلَاثِینَ أَوْ أَرْبَعِینَ سَنَةً أَسْوَدُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ ضَعِیفُ الْجِسْمِ آدَمُ رَبْعٌ مِنَ الرِّجَالِ خَفِیفُ الْعَارِضَیْنِ إِلَی قِصَرٍ أَقْرَبُ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ: فَحَدَّثَنَا هَذَا الرَّجُلُ وَ اسْمُهُ عَلِیُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْخَطَّابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ مُؤَیَّدٍ بِجَمِیعِ مَا كَتَبْنَاهُ عَنْهُ وَ سَمِعْنَاهُ مِنْ لَفْظِهِ وَ مَا رَأَیْنَا مِنْ بَیَاضِ عَنْفَقَتِهِ-(1)

بَعْدَ اسْوِدَادِهَا وَ رُجُوعِ سَوَادِهَا بَعْدَ بَیَاضِهَا عِنْدَ شِبَعِهِ مِنَ الطَّعَامِ.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ: وَ لَوْ لَا أَنَّهُ حَدَّثَ جَمَاعَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مِنَ الْأَشْرَافِ وَ الْحَاجِّ مِنْ أَهْلِ مَدِینَةِ السَّلَامِ وَ غَیْرِهِمْ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاقِ مَا حَدَّثْتُ عَنْهُ بِمَا سَمِعْتُ وَ سَمَاعِی مِنْهُ بِالْمَدِینَةِ وَ مَكَّةَ فِی دَارِ السَّهْمِیِّینَ فِی الدَّارِ الْمَعْرُوفَةِ بِالْمَكْتُوبَةِ وَ هِیَ دَارُ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی الْجَرَّاحِ وَ سَمِعْتُ مِنْهُ فِی مِضْرَبِ الْقشورِیِّ وَ مِضْرَبِ الْمَادَرَائِیِّ وَ مِضْرَبِ أَبِی الْهَیْجَاءِ وَ سَمِعْتُ مِنْهُ بِمِنًی وَ بَعْدَ مُنْصَرِفِهِ مِنَ الْحَجِّ بِمَكَّةَ فِی دَارِ الْمَادَرَائِیِّ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا

ص: 230


1- 1. العنفقة شعیرات بین الشفة السفلی و الذقن، قیل لها ذلك لخفتها و قلتها و ربما اطلقت العنفقة علی موضع تلك الشعیرات.

وَ أَرَادَ الْقشورِیُّ حَمْلَهُ وَ وُلْدَهُ إِلَی بَغْدَادَ إِلَی الْمُقْتَدِرِ فَجَاءَهُ فُقَهَاءُ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالُوا أَیَّدَ اللَّهُ الْأُسْتَاذَ إِنَّا رُوِّینَا فِی الْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ عَنِ السَّلَفِ أَنَّ الْمُعَمَّرَ الْمَغْرِبِیَّ إِذَا دَخَلَ مَدِینَةَ السَّلَامِ افْتُتِنَتْ وَ خَرِبَتْ وَ زَالَ الْمُلْكُ فَلَا تَحْمِلْهُ وَ رُدَّهُ إِلَی الْمَغْرِبِ فَسَأَلْنَا مَشَایِخَ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَ مِصْرَ فَقَالُوا لَمْ نَزَلْ نَسْمَعُ مِنْ آبَائِنَا وَ مَشَایِخِنَا یَذْكُرُونَ اسْمَ هَذَا الرَّجُلِ وَ اسْمَ الْبَلَدِ الَّذِی هُوَ مُقِیمٌ فِیهِ طَنْجَةَ وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ یُحَدِّثُهُمْ بِأَحَادِیثَ قَدْ ذَكَرْنَا بَعْضَهَا فِی كِتَابِنَا هَذَا.

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ: فَحَدَّثَنَا هَذَا الشَّیْخُ أَعْنِی عَلِیَّ بْنَ عُثْمَانَ الْمَغْرِبِیَّ بَدْوَ خُرُوجِهِ مِنْ بَلَدِهِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَ ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ هُوَ وَ عَمُّهُ وَ أَخْرَجَا بِهِ مَعَهُمَا یُرِیدُونَ الْحَجَّ وَ زِیَارَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجُوا مِنْ بِلَادِهِمْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ وَ سَارُوا أَیَّاماً ثُمَّ أَخْطَئُوا الطَّرِیقَ وَ تَاهُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ فَأَقَامُوا تَائِهِینَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ ثَلَاثَةَ لَیَالٍ عَلَی غَیْرِ مَحَجَّةٍ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعُوا فِی جِبَالِ رَمْلٍ یُقَالُ لَهُ رَمْلُ عَالِجٍ یَتَّصِلُ بِرَمْلِ إِرَمِ ذَاتِ الْعِمَادِ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ نَظَرْنَا إِلَی أَثَرِ قَدَمٍ طَوِیلٍ فَجَعَلْنَا نَسِیرُ عَلَی أَثَرِهَا فَأَشْرَفْنَا عَلَی وَادٍ وَ إِذَا بِرَجُلَیْنِ قَاعِدَیْنِ عَلَی بِئْرٍ أَوْ عَلَی عَیْنٍ قَالَ فَلَمَّا نظر [نَظَرَا] إِلَیْنَا قَامَ أَحَدُهُمَا فَأَخَذَ دَلْواً فَأَدْلَاهُ فَاسْتَقَی فِیهِ مِنْ تِلْكَ الْعَیْنِ أَوِ الْبِئْرِ وَ اسْتَقْبَلَنَا فَجَاءَ إِلَی أَبِی فَنَاوَلَهُ الدَّلْوَ فَقَالَ أَبِی قَدْ أَمْسَیْنَا نُنِیخُ عَلَی هَذَا الْمَاءِ وَ نُفْطِرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَصَارَ إِلَی عَمِّی فَقَالَ اشْرَبْ فَرَدَّ عَلَیْهِ كَمَا رَدَّ عَلَیْهِ أَبِی فَنَاوَلَنِی فَقَالَ لِی اشْرَبْ فَشَرِبْتُ فَقَالَ لِی هَنِیئاً لَكَ فَإِنَّكَ سَتَلْقَی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخْبِرْهُ أَیُّهَا الْغُلَامُ بِخَبَرِنَا وَ قُلْ لَهُ الْخَضِرُ وَ إِلْیَاسُ یُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ وَ سَتُعَمَّرُ حَتَّی تَلْقَی الْمَهْدِیَّ وَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیهما السلام فَإِذَا لَقِیتَهُمَا فَأَقْرِئْهُمَا السَّلَامَ ثُمَّ قَالا مَا یَكُونُ هَذَانِ مِنْكَ فَقُلْتُ أَبِی وَ عَمِّی فَقَالا أَمَّا عَمُّكَ فَلَا یَبْلُغُ مَكَّةَ وَ أَمَّا أَنْتَ وَ أَبُوكَ فَسَتَبْلُغَانِ وَ یَمُوتُ أَبُوكَ فَتُعَمَّرُ أَنْتَ وَ لَسْتُمْ تَلْحَقُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُ قَدْ قَرُبَ أَجَلُهُ ثُمَّ مَثَلَا-(1)

فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَیْنَ مَرَّا أَ فِی السَّمَاءِ أَوْ فِی الْأَرْضِ فَنَظَرْنَا وَ إِذَا لَا أَثَرَ وَ لَا عَیْنَ

ص: 231


1- 1. أی قاما و ذهبا. و فی نسخة كمال الدین المطبوعة« مرا». راجع ج 2 ص 229.

وَ لَا مَاءَ فَسِرْنَا مُتَعَجِّبِینَ مِنْ ذَلِكَ إِلَی أَنْ رَجَعْنَا إِلَی نَجْرَانَ فَاعْتَلَّ عَمِّی وَ مَاتَ بِهَا وَ أَتْمَمْتُ أَنَا وَ أَبِی حَجَّنَا وَ وَصَلْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَاعْتَلَّ بِهَا أَبِی وَ مَاتَ وَ أَوْصَی إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَنِی وَ كُنْتُ مَعَهُ أَیَّامَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ خِلَافَتِهِ حَتَّی قَتَلَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِی دَارِهِ دَعَانِی فَدَفَعَ إِلَیَّ كِتَاباً وَ نَجِیباً وَ أَمَرَنِی بِالْخُرُوجِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ كَانَ غَائِباً بِیَنْبُعَ فِی مَالِهِ وَ ضِیَاعِهِ فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ وَ صِرْتُ إِلَی مَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ جِدَارُ أَبِی عَبَایَةَ سَمِعْتُ قُرْآناً فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَسِیرُ مُقْبِلًا مِنْ یَنْبُعَ وَ هُوَ یَقُولُ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَیْنا لا تُرْجَعُونَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ أَبَا الدُّنْیَا مَا وَرَاكَ قُلْتُ هَذَا كِتَابُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَأَخَذَهُ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِیهِ فَإِنْ كُنْتُ مَأْكُولًا فَكُنْ أَنْتَ آكِلِی وَ إِلَّا فَأَدْرِكْنِی وَ لَمَّا أُمَزَّقْ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ سُرْ فَدَخَلَ إِلَی الْمَدِینَةِ سَاعَةَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَالَ إِلَی حَدِیقَةِ بَنِی النَّجَّارِ وَ عَلِمَ النَّاسُ بِمَكَانِهِ فَجَاءُوا إِلَیْهِ رَكْضاً وَ قَدْ كَانُوا عَازِمِینَ عَلَی أَنْ یُبَایِعُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَیْدِ اللَّهِ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَیْهِ ارْفَضُّوا إِلَیْهِ ارْفِضَاضَ الْغَنَمِ شَدَّ عَلَیْهَا السَّبُعُ فَبَایَعَهُ طَلْحَةُ ثُمَّ الزُّبَیْرُ ثُمَّ بَایَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَأَقَمْتُ مَعَهُ أَخْدُمُهُ فَحَضَرْتُ مَعَهُ الْجَمَلَ وَ صِفِّینَ وَ كُنْتُ بَیْنَ الصَّفَّیْنِ وَاقِفاً عَنْ یَمِینِهِ إِذْ سَقَطَ سَوْطُهُ مِنْ یَدِهِ فَأَكْبَبْتُ آخُذُهُ وَ أَرْفَعُهُ إِلَیْهِ وَ كَانَ لِجَامُ دَابَّتِهِ حَدِیداً مُزَجَّجاً فَرَفَعَ الْفَرَسُ رَأْسَهُ فَشَجَّنِی هَذِهِ الشَّجَّةَ الَّتِی فِی صُدْغِی فَدَعَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَتَفَلَ فِیهَا وَ أَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فَتَرَكَهُ عَلَیْهَا فَوَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ لَهَا أَلَماً وَ لَا وَجَعاً ثُمَّ أَقَمْتُ مَعَهُ حَتَّی قُتِلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ صَحِبْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَتَّی ضُرِبَ بِسَابَاطِ الْمَدَائِنِ ثُمَّ بَقِیتُ مَعَهُ بِالْمَدِینَةِ أَخْدُمُهُ وَ أَخْدُمُ الْحُسَیْنَ علیه السلام حَتَّی مَاتَ الْحَسَنُ علیه السلام مَسْمُوماً سَمَّتْهُ جَعْدَةُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ الْكِنْدِیِّ لَعَنَهَا اللَّهُ دَسّاً مِنْ مُعَاوِیَةَ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام حَتَّی حَضَرَ كَرْبَلَاءَ وَ قُتِلَ علیه السلام وَ خَرَجْتُ هَارِباً مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ أَنَا مُقِیمٌ بِالْمَغْرِبِ أَنْتَظِرُ خُرُوجَ الْمَهْدِیِّ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیهما السلام

ص: 232

قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مِنْ عَجِیبِ مَا رَأَیْتُ مِنْ هَذَا الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ وَ هُوَ فِی دَارِ عَمِّی طَاهِرِ بْنِ یَحْیَی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ یُحَدِّثُ بِهَذِهِ الْأَعَاجِیبِ وَ بَدْوِ خُرُوجِهِ فَنَظَرْتُ إِلَی عَنْفَقَتِهِ وَ قَدِ احْمَرَّتْ ثُمَّ ابْیَضَّتْ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَی ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ یَكُنْ فِی لِحْیَتِهِ وَ لَا فِی رَأْسِهِ وَ لَا فِی عَنْفَقَتِهِ بَیَاضٌ الْبَتَّةَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَی نَظَرِی إِلَی لِحْیَتِهِ وَ عَنْفَقَتِهِ فَقَالَ مَا تَرَوْنَ إِنَّ هَذَا یُصِیبُنِی إِذَا جُعْتُ فَإِذَا شَبِعْتُ رَجَعَتْ إِلَی سَوَادِهَا فَدَعَا عَمِّی بِطَعَامٍ وَ أُخْرِجَ مِنْ دَارِهِ ثَلَاثُ مَوَائِدَ فَوُضِعَتْ وَاحِدَةٌ بَیْنَ یَدَیِ الشَّیْخِ وَ كُنْتُ أَنَا أَحَدُ مَنْ جَلَسَ عَلَیْهَا فَأَكَلْتُ مَعَهُ وَ وُضِعَتِ الْمَائِدَتَانِ فِی وَسَطِ الدَّارِ وَ قَالَ عَمِّی لِلْجَمَاعَةِ بِحَقِّی عَلَیْكُمْ إِلَّا أَكَلْتُمْ وَ تَحَرَّمْتُمْ بِطَعَامِنَا فَأَكَلَ قَوْمٌ وَ امْتَنَعَ قَوْمٌ وَ جَلَسَ عَمِّی عَلَی یَمِینِ الشَّیْخِ یَأْكُلُ وَ یُلْقِی بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَكَلَ أَكْلَ شَابٍّ وَ عَمِّی یُخْلِفُ عَلَیْهِ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَی عَنْفَقَتِهِ وَ هِیَ تَسْوَدُّ حَتَّی إِذَا عَادَتْ إِلَی سَوَادِهَا حِینَ شَبِعَ.

فَحَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَطَّابٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَهْلَ الْیَمَنِ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

«3»- حَدِیثُ عُبَیْدِ بْنِ شَرِیدٍ الْجُرْهُمِیِّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِیدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الشَّجَرِیُّ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ لِأَخِی أَبِی الْحَسَنِ بِخَطِّهِ یَقُولُ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِمَّنْ قَرَأَ الْكُتُبَ وَ سَمِعَ الْأَخْبَارَ أَنَّ عُبَیْدَ بْنَ شَرِیدٍ الْجُرْهُمِیَّ وَ هُوَ مَعْرُوفٌ عَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ خَمْسِینَ سَنَةً فَأَدْرَكَ النَّبِیَّ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ عَمَّرَ بَعْدَ مَا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قَدِمَ عَلَی مُعَاوِیَةَ فِی أَیَّامِ تَغَلُّبِهِ وَ مُلْكِهِ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِیَةُ أَخْبِرْنِی یَا عُبَیْدُ عَمَّا رَأَیْتَ وَ سَمِعْتَ وَ مَنْ أَدْرَكْتَ وَ كَیْفَ رَأَیْتَ الدَّهْرَ قَالَ أَمَّا الدَّهْرُ فَرَأَیْتُ لَیْلًا یُشْبِهُ لَیْلًا وَ نَهَاراً یُشْبِهُ نَهَاراً وَ مَوْلُوداً یُولَدُ وَ مَیِّتاً یَمُوتُ وَ لَمْ أُدْرِكْ أَهْلَ زَمَانٍ إِلَّا وَ هُمْ یَذُمُّونَ زَمَانَهُمْ.

وَ أَدْرَكْتُ مَنْ قَدْ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ فَحَدَّثَنِی عَمَّنْ قَدْ كَانَ قَبْلَهُ قَدْ عَاشَ أَلْفَیْ سَنَةٍ وَ أَمَّا مَا سَمِعْتُ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ حِمْیَرٍ أَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ النَّابِغَةِ مِمَّنْ دَانَتْ لَهُ الْبِلَادُ كَانَ یُقَالُ لَهُ ذُو سَرْحٍ كَانَ أُعْطِیَ الْمُلْكَ فِی عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ وَ كَانَ حَسَنَ

ص: 233

السِّیرَةِ فِی أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سَخِیّاً فِیهِمْ مُطَاعاً فَمَلَكَهُمْ سَبْعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَ كَثِیراً مَا یَخْرُجُ فِی خَاصَّتِهِ إِلَی الصَّیْدِ وَ النُّزْهَةِ فَخَرَجَ یَوْماً إِلَی بَعْضِ مُتَنَزَّهِهِ فَأَتَی إِلَی حَیَّتَیْنِ أَحَدُهُمَا بَیْضَاءُ كَأَنَّهَا سَبِیكَةُ فِضَّةٍ وَ الْأُخْرَی سَوْدَاءُ كَأَنَّهَا حُمَمَةٌ وَ هُمَا یَقْتَتِلَانِ وَ قَدْ غَلَبَتِ السَّوْدَاءُ الْبَیْضَاءَ وَ كَادَتْ تَأْتِی عَلَی نَفْسِهَا فَأَمَرَ الْمَلِكُ بِالسَّوْدَاءِ فَقُتِلَتْ وَ أَمَرَ بِالْبَیْضَاءِ فَاحْتُمِلَتْ حَتَّی انْتَهَی بِهَا إِلَی عَیْنٍ مِنْ مَاءٍ بَقِیَ عَلَیْهَا شَجَرَةٌ فَأَمَرَ فَصُبَّ عَلَیْهَا مِنَ الْمَاءِ وَ سُقِیَتْ حَتَّی رَجَعَ إِلَیْهَا نَفَسُهَا فَأَفَاقَتْ فَخَلَّی سَبِیلَهَا فَانْسَابَتِ الْحَیَّةُ وَ مَضَتْ لِسَبِیلِهَا وَ مَكَثَ الْمَلِكُ یَوْمَئِذٍ فِی مُتَصَیَّدِهِ وَ نُزْهَتِهِ فَلَمَّا أَمْسَی وَ رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ جَلَسَ عَلَی سَرِیرِهِ فِی مَوْضِعٍ لَا یَصِلُ إِلَیْهِ حَاجِبٌ وَ لَا أَحَدٌ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إذا [إِذْ] رَأَی شَابّاً آخِذاً بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ وَ بِهِ مِنَ الثِّیَابِ وَ الْجَمَالِ شَیْ ءٌ لَا یُوصَفُ فَسَلَّمَ عَلَی الْمَلِكِ فَذُعِرَ مِنْهُ الْمَلِكُ وَ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ أَدْخَلَكَ وَ أَذِنَ لَكَ فِی الدُّخُولِ عَلَیَّ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِی لَا یَصِلُ فِیهِ حَاجِبٌ وَ لَا غَیْرُهُ فَقَالَ لَهُ الْفَتَی لَا تَرُعْ أَیُّهَا الْمَلِكُ إِنِّی لَسْتُ بِإِنْسِیٍّ وَ لَكِنِّی فَتًی مِنَ الْجِنِّ أَتَیْتُكَ لِأُجَازِیَكَ عَلَی بَلَائِكَ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ عِنْدِی قَالَ الْمَلِكُ وَ مَا بَلَائِی عِنْدَكَ قَالَ أَنَا الْحَیَّةُ الَّتِی أَحْیَیْتَنِی فِی یَوْمِكَ هَذَا وَ الْأَسْوَدُ الَّذِی قَتَلْتَهُ وَ خَلَّصْتَنِی مِنْهُ كَانَ غُلَاماً لَنَا تَمَرَّدَ عَلَیْنَا وَ قَدْ قَتَلَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی عِدَّةً كَانَ إِذَا خَلَا بِوَاحِدٍ مِنَّا قَتَلَهُ فَقَتَلْتَ عَدُوِّی وَ أَحْیَیْتَنِی فَجِئْتُ لِأُكَافِیَكَ بِبَلَائِكَ عِنْدِی وَ نَحْنُ أَیُّهَا الْمَلِكُ الْجِنُّ لَا الْجِنُّ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ وَ مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الْجِنِّ وَ الْجِنِّ ثُمَّ انْقَطَعَ الْحَدِیثَ الَّذِی كَتَبَ أَخِی فَلَمْ یَكُنْ هُنَاكَ تَمَامُهُ.

«4»- حَدِیثُ الرَّبِیعِ بْنِ الضَّبُعِ الْفَزَارِیِّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ الْأَزْدِیُّ الْعُمَانِیُّ بِجَمِیعِ أَخْبَارِهِ وَ كُتُبِهِ الَّتِی صَنَّفَهَا وَ وَجَدْنَا فِی أَخْبَارِهِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وَفَدَ النَّاسُ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَدِمَ فِیمَنْ قَدِمَ عَلَیْهِ الرَّبِیعُ بْنُ الضَّبُعِ الْفَزَارِیُّ وَ كَانَ أَحَدَ الْمُعَمَّرِینَ وَ مَعَهُ ابْنُ ابْنِهِ

ص: 234

وَهْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِیعِ شَیْخاً فَانِیاً قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ قَدْ عَصَبَهُمَا فَلَمَّا رَآهُ الْآذِنُ وَ كَانُوا یَأْذَنُونَ لِلنَّاسِ عَلَی أَسْنَانِهِمْ قَالَ لَهُ ادْخُلْ أَیُّهَا الشَّیْخُ فَدَخَلَ یَدِبُّ عَلَی الْعَصَا یُقِیمُ بِهَا صُلْبَهُ وَ لِحْیَتَهُ عَلَی رُكْبَتَیْهِ قَالَ فَلَمَّا رَآهُ عَبْدُ الْمَلِكِ رَقَّ لَهُ وَ قَالَ لَهُ اجْلِسْ أَیُّهَا الشَّیْخُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَجْلِسُ الشَّیْخُ وَ جَدُّهُ عَلَی الْبَابِ فَقَالَ أَنْتَ إِذاً مِنْ وُلْدِ الرَّبِیعِ بْنِ ضَبُعٍ قَالَ نَعَمْ أَنَا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِیعِ قَالَ لِلْآذِنِ ارْجِعْ فَأَدْخِلِ الرَّبِیعَ فَخَرَجَ الْآذِنُ فَلَمْ یَعْرِفْهُ حَتَّی نَادَی أَیْنَ الرَّبِیعُ قَالَ هَا أَنَا ذَا فَقَامَ یُهَرْوِلُ فِی مِشْیَتِهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی عَبْدِ الْمَلِكِ سَلَّمَ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ أَبِیكُمْ إِنَّهُ لَأَشَبُّ الرِّجْلَیْنِ یَا رَبِیعُ أَخْبِرْنِی عَمَّا أَدْرَكْتَ مِنَ الْعُمُرِ وَ الْمَدَی وَ رَأَیْتَ مِنَ الْخُطُوبِ الْمَاضِیَةِ قَالَ أَنَا الَّذِی أَقُولُ:

هَا أَنَا ذَا آمُلُ الْخُلُودَ وَ قَدْ***أَدْرَكَ عُمْرِی وَ مَوْلِدِی حَجَراً

أَمَّا امْرُؤُ الْقَیْسِ قَدْ سَمِعْتَ بِهِ***هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ طَالَ ذَا عُمُراً

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ رُوِّیتُ هَذَا مِنْ شِعْرِكَ وَ أَنَا صَبِیٌّ قَالَ وَ أَنَا الْقَائِلُ:

إِذَا عَاشَ الْفَتَی مِائَتَیْنِ عَاماً***فَقَدْ ذَهَبَ اللَّذَاذَةُ وَ الْغِنَاءُ

قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ قَدْ رُوِّیتُ هَذَا مِنْ شِعْرِكَ أَیْضاً وَ أَنَا غُلَامٌ وَ أَبِیكَ یَا رَبِیعُ لَقَدْ طَلَبَكَ جَدٌّ غَیْرُ عَاثِرٍ فَفَصِّلْ لِی عُمُرَكَ فَقَالَ عِشْتُ مِائَتَیْ سَنَةٍ فِی الْفَتْرَةِ بَیْنَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ سِتِّینَ سَنَةً فِی الْإِسْلَامِ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْفِتْیَةِ مِنْ قُرَیْشٍ الْمُتَوَاطِئِ الْأَسْمَاءِ قَالَ سَلْ عَنْ أَیِّهِمْ شِئْتَ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَهْمٌ وَ عِلْمٌ وَ عَطَاءٌ وَ حِلْمٌ وَ مُقْرِی ضَخْمٍ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حِلْمٌ وَ عِلْمٌ وَ طَوْلٌ وَ كَظْمٌ وَ بُعْدٌ مِنَ الظُّلْمِ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ رَیْحَانَةٌ طَیِّبٌ رِیحُهَا لَیِّنٌ مَسُّهَا قَلِیلٌ عَلَی الْمُسْلِمِینَ ضَرَرُهَا قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ قَالَ جَبَلٌ وَعْرٌ یَنْحَدِرُ مِنْهُ الصَّخْرُ

ص: 235

قَالَ لِلَّهِ دَرُّكَ مَا أَخْبَرَكَ بِهِمْ قَالَ قَرُبَ جِوَارِی وَ كَثُرَ اسْتِخْبَارِی.

«5»- حَدِیثُ شِقِّ الْكَاهِنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُكَتِّبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ الْأَزْدِیُّ الْعُمَانِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِیسَی أَبُو بَشِیرٍ الْعُقَیْلِیُّ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ أَبِی قَبِیصَةَ عَنِ ابْنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَمِعْتُ شُیُوخاً مِنْ بَجِیلَةَ مَا رَأَیْتُ عَلَی سَرْوِهِمْ وَ حُسْنِ هَیْئَتِهِمْ یُخْبِرُونَ أَنَّهُ عَاشَ شِقُّ الْكَاهِنِ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ قَوْمُهُ وَ قَالُوا لَهُ أَوْصِنَا فَقَدْ آنَ أَنْ یَفُوتَنَا بِكَ الدَّهْرُ فَقَالَ تَوَاصَلُوا وَ لَا تَقَاطَعُوا وَ تَقَاتَلُوا وَ لَا تَدَابَرُوا وَ أَوْصِلُوا الْأَرْحَامَ وَ احْفَظُوا الذِّمَامَ وَ سَوِّدُوا الْحَكِیمَ وَ أَجِلُّوا الْكَرِیمَ وَ وَقِّرُوا ذَا الشَّیْبَةِ وَ أَذِلُّوا اللَّئِیمَ وَ تَجَنَّبُوا الْهَزْلَ فِی مَوَاضِعِ الْجِدِّ وَ لَا تُكَدِّرُوا الْإِنْعَامَ بِالْمَنِّ وَ اعْفُوا إِذَا قَدَرْتُمْ وَ هَادِنُوا إِذَا هُجِرْتُمْ وَ أَحْسِنُوا إِذَا كُوبِدْتُمْ وَ اسْمَعُوا مِنْ مَشَایِخِكُمْ وَ اسْتَبِقُوا دَوَاعِیَ الصَّلَاحِ عِنْدَ أَوَاخِرِ الْعَدَاوَةِ فَإِنَّ بُلُوغَ الْغَایَةِ فِی النَّدَامَةِ جُرْحٌ بَطِی ءُ الِانْدِمَالِ وَ إِیَّاكُمْ وَ الطَّعْنَ فِی الْأَنْسَابِ وَ لَا تَفْحَصُوا عَنْ مَسَاوِیكُمْ وَ لَا تُودِعُوا عَقَائِلَكُمْ غَیْرَ مُسَاوِیكُمْ فَإِنَّهَا وَصْمَةٌ قَادِحَةٌ وَ قَضَاءَةٌ فَاضِحَةٌ الرِّفْقَ الرِّفْقَ لَا الْخُرْقَ فَإِنَّ الْخُرْقَ مَنْدَمَةٌ فِی الْعَوَاقِبِ مَكْسَبَةٌ لِلْعَوَائِبِ الصَّبْرُ أَنْفَذُ عِتَابٍ وَ الْقَنَاعَةُ خَیْرُ مَالٍ وَ النَّاسُ أَتْبَاعُ الطَّمَعِ وَ قَرَائِنُ الْهَلَعِ وَ مَطَایَا الْجَزَعِ وَ رُوحُ الذُّلِّ التَّخَاذُلُ وَ لَا تَزَالُونَ نَاظِرِینَ بِعُیُونٍ نَائِمَةٍ مَا اتَّصَلَ الرَّجَاءُ بِأَمْوَالِكُمْ وَ الْخَوْفُ بِمَحَالِّكُمْ ثُمَّ قَالَ یَا لَهَا نَصِیحَةً زَلَّتْ عَنْ عَذَبَةٍ فَصِیحَةٍ إِنْ كَانَ وِعَاؤُهَا وَكِیعاً وَ مَعْدِنُهَا مَنِیعاً ثُمَّ مَاتَ.

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه إن مخالفینا یروون مثل هذه الأحادیث و یصدّقون بها و یروون حدیث شدّاد بن عاد بن إرم ذات العماد و أنه عمر تسعمائة سنة و یروون صفة جنته و أنها مغیبة عن الناس فلا تری و أنها فی الأرض و لا یصدقون بقائم آل محمد صلوات اللّٰه علیه و علیهم و یكذبون بالأخبار التی وردت فیه

ص: 236

جحودا للحق و عنادا لأهله.

بیان: قوله مزججا أی مرققا ممددا قوله لقد طلبك جد غیر عاثر الجد بالفتح الحظ و البخت و الغناء أی طلبك بخت عظیم لم یعثر حتی وصل إلیك أو لم یعثر بك بل نعشك فی كل الأحوال و السرو السخاء فی مروءة.

و العقائل جمع العقیلة و هی كریمة الحی أی لا تزوجوا بناتكم إلا ممن یساویكم فی الشرف و الوصمة العیب و العار و الفادحة الثقیلة و یقال فیه قضاءة و یضم عیب و فساد و تقضئوا منه أن یزوجوه استحسنوا حسبه و وعاء وكیع شدید متین.

أقول: ثم ذكر الصدوق رحمه اللّٰه قصة شداد بن عاد كما نقلنا عنه فی كتاب النبوة ثم قال.

و عاش أوس بن ربیعة بن كعب بن أمیة مائتی و أربع عشرة سنة فقال فی ذلك:

لقد عمرت حتی مل أهلی***ثوای عندهم و سئمت عمری

و حق لمن أتی مائتان عام***علیه و أربع من بعد عشر

یمل من الثواء و صبح لیل***یغادیه و لیل بعد یسری

فأبلی شلوتی و تركت شلوی***و باح بما أجن ضمیر صدری

و عاش أبو زبید و اسمه المنذر بن حرملة الطائی و كان نصرانیا خمسین و مائة سنة.

و عاش نضر بن دهمان بن سلیمان بن أشجع بن زید بن غطفان مائة و تسعین سنة حتی سقطت أسنانه و خرف عقله و ابیض رأسه فحرب قومه أمر فاحتاجوا فیه إلی رأیه فدعوا اللّٰه أن یرد علیه عقله و شبابه فعاد إلیه شبابه و اسود شعره فقال فیه سلمة بن الحریش و یقال عباس بن مرداس السلمی:

لنضر بن دهمان الهنیدة عاشها***و تسعین حولا ثم قوم فانصاتا

و عاد سواد الرأس بعد بیاضه***و عاوده شرخ الشباب الذی فاتا

و راجع عقلا بعد ما فات عقله***و لكنه من بعد ذا كله ماتا.

ص: 237

و عاش ثوب بن صداق العبدی مائتی سنة.

و عاش خثعم بن عوف بن جذیمة دهرا طویلا فقال:

حتی متی خثعم فی الأحیاء***لیس بذی أیدی و لا غناء

هیهات ما للموت من دواء.

و عاش ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن الأشوس مائتی سنة فقال:

لقد صاحبت أقواما فأمسوا***خفاتا لا یجاب لهم دعاء

مضوا قصد السبیل و خلفونی***فطال علی بعدهم الثواء

فأصبحت الغداة رهین شی ء***و أخلفنی من الموت الرجاء.

و عاش رداءه بن كعب بن ذهل بن قیس النخعی ثلاث مائة سنة فقال:

لم یبق یا خذیه من لداتی***أبو بنین لا و لا بنات

و لا عقیم غیر ذی سبات***إلا یعد الیوم فی الأموات

هل مشتر أبیعه حیاتی.

و عاش عدی بن حاتم طیئ عشرین و مائة سنة.

و عاش أماباة بن قیس بن الحرملة بن سنان الكندی ستین و مائة سنة.

و عاش عمیر بن هاجر بن عمیر بن عبد العزی بن قیس الخزاعی سبعین و مائة سنة فقال:

بلیت و أفنانی الزمان و أصبحت***هنیدة قد أبقیت من بعدها عشرا

و أصبحت مثل الفرخ لا أنا میت***فأبكی و لا حی فأصدر لی أمرا

و قد عشت دهرا ما تجن عشیرتی***لها میتا حتی تخط له قبرا.

و عاش العوام بن المنذر بن زید بن قیس بن حارثة بن لام دهرا طویلا فی الجاهلیة و أدرك عمر بن عبد العزیز فأدخل علیه و قد اختلف ترقوتاه و سقط حاجباه فقیل له ما أدركت فقال

فو اللّٰه ما أدری أ أدركت أمة***علی عهد ذی القرنین أم كنت أقدما

متی یخلعوا عنی القمیص تبینوا***جناجن لم یكسین لحما و لا دما.

ص: 238

و عاش سیف بن وهب بن جذیمة الطائی مائتی سنة فقال:

ألا إننی كاهب ذاهب***فلا تحسبوا أننی كاذب

لبست شبابی فأفنیته***و أدركنی القدر الغالب

و خصم دفعت و مولی نفعت***حتی یثوب له ثائب

و عاش أرطاة بن دشهبة المزنی عشرین و مائة سنة و كان یكنی أبا الولید فقال له عبد الملك ما بقی من شعرك یا أرطاة فقال یا أمیر المؤمنین إنی ما أشرب و أطرب و لا أغضب و لا یجیئنی الشعر إلا علی إحدی هذه الخصال علی أنی أقول:

رأیت المرء تأكله اللیالی***كأكل الأرض ساقطة الحدید

و ما تبقی المنیة حین تأتی***علی نفس ابن آدم من مزید

و أعلم أنها ستكرّ حتی***توفی نذرها بأبی الولید.

فارتاع عبد الملك فقال أرطاة یا أمیر المؤمنین إنی أكنی أبا الولید.

و عاش عبید بن الأبرص ثلاثمائة سنة فقال:

فنیت و أفنانی الزمان و أصبحت***لداتی بنو نعش و زهر الفراقد.

ثم أخذه النعمان بن منذر یوم بؤسه فقتله.

و عاش شریح بن هانئ عشرین و مائة سنة حتی قتل فی نفرة الحجاج بن یوسف فقال فی كبره و ضعفه

أصبحت ذا بث أقاصی الكبرا***قد عشت بین المشركین أعصرا

ثمت أدركت النبی المنذرا***و بعده صدیقه و عمرا

و یوم مهران و یوم تسترا***و الجمع فی صفینهم و النهرا

هیهات ما أطول هذا عمرا.

و عاش رجل من بنی ضبة یقال له المسجاح بن سباع دهرا طویلا فقال:

لقد طوفت فی الآفاق حتی***بلیت و قد دنا لی أن أبید

و أفنانی و لا یفنی نهار***و لیل كلما یمضی یعود

ص: 239

و شهر مستهل بعد شهر***و حول بعده حول جدید.

و عاش لقمان العادی الكبیر خمسمائة سنة و ستین سنة و عاش عمر سبعة أنسر كل نسر منها ثمانین عاما و كان من بقیة عاد الأولی.

و روی أنه عاش ثلاثة آلاف سنة و خمسمائة سنة و كان من ولد عاد الذین بعثهم قومهم إلی الحرم لیستسقوا لهم و كان أعطی عمر سبعة أنسر فكان یأخذ فرخ النسر الذكر فیجعله فی الجبل الذی هو فی أصله فیعیش النسر فیها ما عاش فإذا مات أخذ آخر فرباه حتی كان آخرها لبد و كان أطولها عمرا فقیل فیه طال الأمد علی لبد و قد قیل فیه أشعار معروفة و أعطی من السمع و البصر و القوة علی قدر ذلك و له أحادیث كثیرة.

و عاش زهیر بن عباب بن هبل بن عبد اللّٰه بن بكر بن عوف بن عذرة بن زید بن عبد اللّٰه بن وهدة بن ثور بن كلیب الكلبی ثلاثمائة سنة.

و عاش مزیقیا و اسمه عمرو بن عامر و عامر هو ماء السماء و إنما سمی ماء السماء لأنه كان حیاة أینما نزل كمثل ماء السماء و إنما سمی مزیقیا لأنه عاش ثمانمائة سنة أربعمائة سوقة و أربعمائة ملكا فكان یلبس فی كل یوم حلتین ثم یأمر بهما فیمزقان حتی لا یلبسهما أحد غیره.

و عاش ابن هبل بن عبد اللّٰه بن كنانة ستمائة سنة.

و عاش أبو الطمحان القیسی مائة و خمسین سنة.

و عاش المستوعر بن ربیعة بن كعب بن زید مناة بن تمیم ثلاثمائة و ثلاثین سنة ثم أدرك الإسلام فلم یسلم و له شعر معروف.

و عاش درید بن زید بن نهد أربعمائة سنة و خمسین سنة فقال فی ذلك:

ألقی علی الدهر رجلا و یدا***و الدهر ما یصلح یوما أفسدا

یصلحه الیوم و یفسده غدا.

و جمع بنیه حین حضرته الوفاة فقال یا بنی أوصیكم بالناس شرا لا تقبلوا لهم معذرة و لا تقیلوا لهم عثرة.

ص: 240

و عاش تیم اللّٰه بن ثعلبة بن عكابة مائتی سنة.

و عاش الربیع بن ضبع بن وهب بن بعیض بن مالك بن سعد بن عدی بن فزارة مائتی و أربعین سنة و أدرك الإسلام فلم یسلم.

و عاش معدیكرب الحمیری من آل ذی رعین مائتی و خمسین سنة.

و عاش ثریة بن عبد اللّٰه الجعفی ثلاثمائة سنة فقدم علی عمر بن الخطاب المدینة فقال لقد رأیت هذا الوادی الذی أنتم به و ما به قطرة و لا هضبة و لا شجرة و لقد أدركت أخریات قوم یشهدون بشهادتكم هذه یعنی لا إله إلا اللّٰه و معه ابن له یتهادی قد خرف فقال یا ثریة هذا ابنك قد خرف و بك بقیة فقال ما تزوجت أمه حتی أتت علی سبعون سنة و لكنی تزوجتها عفیفة ستیرة إن رضیت رأیت ما تقر به عینی و إن سخطت أتتنی حتی أرضی و إن ابنی هذا تزوج امرأة بذیة فاحشة إن رأی ما تقر به عینه تعرضت له حتی یسخط و إن سخط تلقته حتی یهلك (1).

و عاش عوف بن كنانة الكلبی ثلاثمائة سنة فلما حضرته الوفاة جمع بنیه فأوصاهم و هو عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زید بن ثور بن كلب فقال یا بنی احفظوا وصیتی فإنكم إن حفظتموها سدتم قومكم بعدی إلهكم فاتقوه و لا تخونوا و لا تحزنوا و لا تثیروا السباع من مرابضها و جاوروا الناس بالكف عن مساویهم تسلموا و تصلحوا و عفوا عن الطلب إلیهم لئلا تستثقلوا و الزموا الصمت إلا من حق تحمدوا و ابذلوا لهم المحبة تسلم لكم الصدور و لا تحرموهم المنافع فیظهروا الشكاة و كونوا منهم فی ستر ینعم بالكم و لا تكثروا مجالستهم فیستخف بكم و إذا نزلت بكم معضلة فاصبروا لها و البسوا للدهر أثوابه فإن لسان الصدق مع النكبة خیر من سوء الذكر مع المسرة.

و وطنوا أنفسكم علی الذلة لمن ذل لكم فإن أقرب المسائل المودة و إن أبعد النسب البغضة و علیكم بالوفاء و تنكبوا الغدر یأمن سربكم و أحیوا الحسب

ص: 241


1- 1. فی المصدر المطبوع هناك تقدیم و تأخیر راجع ج 2 ص 255.

بترك الكذب فإن آفة المروءة الكذب و الخلف لا تعلموا الناس إقتاركم فتهونوا و تخملوا و إیاكم و الغربة فإنها ذلة و لا تضعوا الكرائم إلا عند الأكفاء و اتبعوا بأنفسكم المعالی و لا یحتلجنكم جمال النساء عن الصحة فإن نكاح الكرائم مدارج الشرف و اخضعوا لقومكم و لا تبغوا علیهم لتنالوا المنافس و لا تخالفوهم فیما اجتمعوا علیه فإن الخلاف یزری بالرجل المطاع و لیكن معروفكم لغیر قومكم بعدهم و لا توحشوا أفنیتكم من أهلها فإن إیحاشها إخماد النار و دفع الحقوق و ارفضوا النمائم بینكم تكونوا أعوانا عند الملمات تغلبوا و احذروا النجعة إلا فی منفعة لا تصابوا و أكرموا الجار یخصب جنابكم و آثروا حق الضیف علی أنفسكم و الزموا مع السفهاء الحلم تقل همومكم.

و إیاكم و الفرقة فإنها ذلة و لا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتها إلا المضطر فإنكم إن تلاموا عند إیضاح العذر و بكم قوة خیر من أن تعانوا فی الاضطرار منكم إلیهم بالمعذرة و جدوا و لا تفرطوا فإن الجد مانعة الضیم و لتكن كلمتكم واحدة تعزوا و یرهف حدكم و لا تبذلوا الوجوه لغیر مكرمة فتخلقوها و لا تجشموا أهل الدناءة فتقصروا بها و لا تحاسدوا فتبوروا و اجتنبوا البخل فإنه داء و ابنوا المعالی بالجود و الأدب و مصافاة أهل الفضل و الحیاء و ابتاعوا المحبة بالبذل و وقروا أهل الفضیلة و خذوا من أهل التجارب و لا یمنعنكم من معروف صغره فإن له ثوابا و لا تحقروا الرجال فتزدروها فإنما المرء بأصغریه ذكاء قلبه و لسان یعبر عنه.

فإذا خوفتم داهیة فاللبث قبل العجلة و التمسوا بالتودد المنزلة عند الملوك فإنهم من وضعوه اتضع و من رفعوه ارتفع و تبسلوا بالفعال تسم إلیكم الأبصار و تواضعوا بالوفاء و لیحبكم ربكم ثم قال:

و ما كل ذی لب بمؤتیك نصحه***و لا كل موف نصحه بلبیب

و لكن إذا ما استجمعا عند واحد***فحق له من طاعة بنصیب.

و حدثنا عبد اللّٰه بن محمد بن عبد الوهاب عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه بن

ص: 242

یزید الشعرانی من ولد عمار بن یاسر رضی اللّٰه عنه یقول حكی أبو القاسم محمد بن القاسم البصری: أن أبا الحسن (1) حمارویه بن أحمد بن طولون كان قد فتح علیه من كنوز مصر ما لم یرزق أحد قبله فأغری بالهرمین فأشار علیه ثقاته و حاشیته و بطانته أن لا یتعرض لهدم الأهرام فإنه ما تعرض أحد لها فطال عمره فلج فی ذلك و أمر ألفا من الفعلة أن یطلبوا الباب و كانوا یعملون سنة حوالیه حتی ضجروا و كلوا.

فلما هموا بالانصراف بعد الإیاس منه و ترك العمل وجدوا سربا فقدروا أنه الباب الذی یطلبونه فلما بلغوا آخره وجدوا بلاطة قائمة من مرمر فقدروا أنها الباب فاحتالوا فیها إلی أن قلعوها و أخرجوها فإذا علیها كتابة یونانیة فجمعوا حكماء مصر و علماءها

فلم یهتدوا لها و كان فی القوم رجل یعرف بأبی عبد اللّٰه المدینی أحد حفاظ الدنیا و علمائها فقال لأبی الحسن حمارویه بن أحمد أعرف فی بلد الحبشة أسقفا قد عمر و أتی علیه ثلاث مائة و ستون سنة یعرف هذا الخط و قد كان عزم علی أن یعلمنیه فلحرصی علی علم العرب لم أقم علیه و هو باق.

فكتب أبو الحسن إلی ملك الحبشة یسأله أن یحمل هذا الأسقف إلیه فأجابه أن هذا قد طعن فی السن و حطمه الزمان و إنما یحفظه هذا الهواء و یخاف علیه إن نقل إلی هواء آخر و إقلیم آخر و لحقته حركة و تعب و مشقة السفر أن یتلف و فی بقائه لنا شرف و فرج و سكینة فإن كان لكم شی ء یقرأه و یفسره و مسألة تسألونه فاكتب بذلك فحملت البلاطة فی قارب إلی بلد أسوان من الصعید الأعلی و حملت من أسوان علی العجلة إلی بلاد الحبشة و هی قریبة من أسوان فلما وصلت قرأها الأسقف و فسر ما فیها بالحبشیة ثم نقلت إلی العربیة فإذا فیها مكتوب.

أنا الریان بن دومغ فسئل أبو عبد اللّٰه عن الریان من كان هو قال هو والد العزیز ملك یوسف علیه السلام و اسمه الریان بن دومغ و قد كان عمر العزیز سبعمائة سنة و عمر الریان والده ألفا و سبعمائة سنة و عمر دومغ ثلاثة آلاف سنة.

ص: 243


1- 1. فی المصدر المطبوع:« أبا الجیش حمارویه» راجع ج 2 ص 247 و هكذا فی سائر المواضع.

فإذا فیها أنا الریان بن دومغ خرجت فی طلب علم النیل لأعلم فیضه و منبعه إذ كنت (1)

أری مفیضة فخرجت و معی ممن صحبت أربعة آلاف ألف رجل فسرت ثمانین سنة إلی أن انتهیت إلی الظلمات و البحر المحیط بالدنیا فرأیت النیل یقطع البحر المحیط و یعبر فیه و لم یكن منفذ و تماوت أصحابی و بقیت فی أربعة آلاف رجل فخشیت علی ملكی فرجعت إلی مصر و بنیت الأهرام و البرانی و بنیت الهرمین و أودعتهما كنوزی و ذخائری و قلت فی ذلك شعرا:

و أدرك علمی بعض ما هو كائن***و لا علم لی بالغیب و اللّٰه أعلم

و أتقنت ما حاولت إتقان صنعه***و أحكمته و اللّٰه أقوی و أحكم

و حاولت علم النیل من بدء فیضه***فأعجزنی و المرء بالعجز ملجم

ثمانین شاهورا قطعت مسایحا***و حولی بنو حجر و جیش عرمرم

إلی أن قطعت الجن و الإنس كلهم***و عارضنی لح من البحر مظلم

فأتقنت أن لا منفذا بعد منزلی***لذی همة بعدی و لا متقدم

فأبت إلی ملكی و أرسیت نادیا***بمصر و للأیام بؤس و أنعم

أنا صاحب الأهرام فی مصر كلها***و بأنی برانیها بها و المقدم

تركت بها آثار كفی و حكمتی***علی الدهر لا تبلی و لا تتهدم

و فیها كنوز جمة و عجائب***و للدهر أمر مرة و تهجم

سیفتح أقفالی و یبدی عجائبی***ولی لربی آخر الدهر ینجم

بأكناف بیت اللّٰه تبدو أموره***و لا بد أن یعلو و یسمو به السم

ثمان و تسع و اثنتان و أربع***و تسعون أخری من قتیل و ملجم

و من بعد هذا كر تسعون تسعة***و تلك البرانی تستخر و تهدم

و تبدی كنوزی كلها غیر أننی***أری كل هذا أن یفرقها الدم

رمزت مقالی فی صخور قطعتها***ستبقی و أفنی بعدها ثم أعدم (2).

ص: 244


1- 1. لست خ ل.
2- 2. فی المصدر المطبوع:« زبرت مقالی» راجع ج 2 ص 250.

فحینئذ قال أبو الحسن حمارویه بن أحمد هذا شی ء لیس لأحد فیها حیلة إلا للقائم من آل محمد علیه السلام و ردت البلاطة كما كانت مكانها.

ثم إن أبا الحسن بعد ذلك بسنة قتله طاهر الخادم ذبحه علی فراشه و هو سكران و من ذلك الوقت عرف خبر الهرمین و من بناهما فهذا أصح ما یقال فی خبر النیل و الهرمین.

و عاش صبیرة بن سعد بن سهم القرشی مائة و ثمانین سنة و أدرك الإسلام فهلك فجاءه بلا سبب.

و عاش لبید بن ربیعة الجعفری مائة و أربعین سنة و أدرك الإسلام فأسلم فلما بلغ سبعین من عمره أنشأ یقول:

كأنی و قد جاوزت سبعین حجة***خلعت بها عن منكبی ردائیا.

فلما بلغ سبعا و سبعین سنة أنشأ یقول:

باتت تشكی إلی النفس مجهشة***و قد حملتك سبعا بعد سبعین

فإن تزادی ثلاثا تبلغی أملا***و فی الثلاث وفاء للثمانین.

فلما بلغ تسعین سنة أنشأ یقول:

كأنی و قد جاوزت تسعین حجة***خلعت بها عنی عذار لثامی

رمتنی بنات الدهر من حیث لا أری***فكیف بمن یرمی و لیس برام

فلو أننی أرمی بنبل رأیتها***و لكننی أرمی بغیر سهام.

فلما بلغ مائة و عشر سنین أنشأ یقول:

و لیس فی مائة قد عاشها رجل***و فی تكامل عشر بعدها عمر.

فلما بلغ مائة و عشرین سنة أنشأ یقول:

قد عشت دهرا قبل مجری داحس***لو كان فی النفس اللجوج خلود.

فلما بلغ مائة و أربعین سنة أنشأ یقول:

و لقد سئمت من الحیاة و طولها***و سؤال هذا الناس كیف لبید

ص: 245

غلب الرجال فكان غیر مغلب***دهر طویل دائم ممدود

یوم إذا یأتی علی و لیلة***و كلاهما بعد المضی یعود.

فلما حضرته الوفاة قال لابنه یا بنی إن أباك لم یمت و لكنه فنی فإذا قبض أبوك فأغمضه و أقبل به إلی القبلة و سجه بثوبه و لا أعلمن ما صرخت علیه صارخة أو بكت علیه باكیة و انظر جفنتی التی كنت أضیف بها فأجد صنعتها ثم احملها إلی مسجدك و من كان یغشانی علیها فإذا قال الإمام سلام علیكم فقدمها إلیهم یأكلون منها فإذا فرغوا فقل احضروا جنازة أخیكم لبید بن ربیعة فقد قبضه اللّٰه عز و جل ثم أنشأ یقول:

و إذا دفنت أباك فاجعل فوقه خشبا و طینا***و صفائحا صما رواسیها تشدد و الغصونا

لیقین حر الوجه سفساف التراب و لن یقینا.

و قد روی فی حدیث لبید بن ربیعة فی أمر الجفنة غیر هذا ذكروا أن لبید بن ربیعة جعل علی نفسه أن كلما هبت الشمال أن ینحر جزورا فیملأ الجفنة التی حكوا عنها فی أول حدیثه فلما ولی الولید بن عقبة بن أبی معیط الكوفة خطب الناس فحمد اللّٰه و أثنی علیه و صلی علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثم قال أیها الناس قد علمتم حال لبید بن ربیعة الجعفری و شرفه و مروءته و ما جعل علی نفسه كلما هبت الشمال أن ینحر جزورا فأعینوا أبا عقیل علی مروءته ثم نزل و بعث إلیه بخمسة من الجزر و أبیات شعر یقول فیها:

أری الجزار یشحذ شفرتیه***إذا هبت ریاح أبی عقیل

طویل الباع أبلج جعفری***كریم الجد كالسیف الصقیل

و فی ابن الجعفری بما لدیه***علی العلات و المال القلیل.

و قد ذكر أن الجزر كانت عشرین فلما أتته قال جزی اللّٰه الأمیر خیرا قد عرف الأمیر أنی لا أقول الشعر و لكن اخرجی یا بنیة فخرجت إلیه بنیة له خماسیة فقال لها أجیبی الأمیر فأقبلت و أدبرت ثم قالت نعم فأنشأت تقول:

إذا هبت ریاح أبی عقیل***دعونا عند هبتها الولیدا

ص: 246

طویل الباع أبلج عبشمیا***أعان علی مروءته لبیدا

بأمثال الهضاب كان ركبا***علیها من بنی حام قعودا

أبا وهب جزاك اللّٰه خیرا***نحرناها و أطعمنا التریدا

فعد أن الكریم له معاد***و عهدی بابن أروی أن یعودا.

فقال لبید أحسنت یا بنیة لو لا أنك سألت قالت إن الملوك لا یستحیا من مسألتهم قال و أنت فی هذا یا بنیة أشعر.

و عاش ذو الإصبع العدوانی و اسمه حرثان بن الحارث بن محرث بن ربیعة بن هبیرة بن ثعلبة بن ظرب بن عثمان بن عباد ثلاثمائة سنة.

و عاش جعفر بن قبط ثلاث مائة سنة و أدرك الإسلام.

و عاش عامر بن ظرب العدوانی ثلاث مائة سنة.

و عاش محصن بن غسان بن ظالم بن عمرو بن قطیعة بن الحارث بن سلمة بن مازن الزبیدی مائتی و خمسین سنة فقال فی ذلك:

ألا یا سلم إنی لست منكم***و لكنی امرؤ قوتی سغوب

دعانی الداعیان فقلت هیأ***فقالا كل من یدعی یجیب

ألا یا سلم أعیانی قیامی***و أعیتنی المكاسب و الركوب

و صرت ردیئة فی البیت كلا***تأذی بی الأباعد و القریب

كذاك الدهر و الأیام خون***لها فی كل سائمة نصیب.

و عاش صیفی بن رباح أبو أكثم أحد بنی أسد بن عمرو بن تمیم مائتی سنة و سبعین سنة و كان یقول لك علی أخیك سلطان فی كل حال إلا فی القتال فإذا أخذ الرجل السلاح فلا سلطان علیه كفی بالمشرفیة واعظا و ترك الفخر أبقی لك و أسرع الحزم عقوبة البغی و شر النصرة التعدی و ألأم الأخلاق أضیقها و من الأذی كثرة العتاب و اقرع الأرض بالعصا فذهبت مثلا:

لذی الحلم قبل الیوم ما تقرع العصا***و ما علم الإنسان إلا لیعلم.

ص: 247

و عاش عاد بن شداد الیربوعی مائة و خمسین سنة.

و عاش أكثم بن صیفی أحد بنی أسد بن عمرو بن تمیم ثلاث مائة سنة و قال بعضهم مائة و تسعین سنة و أدرك الإسلام و اختلف فی إسلامه إلا أن أكثرهم لا یشك فی أنه لم یسلم فقال فی ذلك:

و إن امرأ قد عاش تسعین حجة***إلی مائة لم یسأم العیش جاهل

خلت مائتان غیر ست و أربع***و ذلك من عد اللیالی قلائل.

و قال محمد بن سلمة أقبل أكثم یرید الإسلام فقتله ابنه عطشا فسمعت أن هذه الآیة نزلت فیه وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (1) و لم تكن العرب تقدم علیه أحدا فی الحكمة و إنه لما سمع برسول اللّٰه ص بعث إلیه ابنه حبیشا فقال یا بنی إنی أعظك بكلمات فخذهن من حین تخرج من عندی إلی أن ترجع إلی ائت نصیبك فی شهر رجب فلا تستحله فیستحل منك فإن الحرام لیس یحرم نفسه و إنما یحرمه أهله و لا تمرن بقوم إلا تنزل عند أعزهم و أحدث عقدا مع شریفهم و إیاك و الذلیل فإنه هو أذل نفسه و لو أعزها لأعزه قومه.

فإذا قدمت علی هذا الرجل فإنی قد عرفته و عرفت نسبه و هو فی بیت قریش و هو أعز العرب و هو أحد رجلین إما ذو نفس أراد ملكا فخرج للملك بعزة فوقره و شرفه و قم بین یدیه و لا تجلس إلا بإذنه حیث یأمرك و یشیر إلیك فإنه إن كان ذلك كان أدفع لشره عنك و أقرب لخیره منك و إن كان نبیا فإن اللّٰه لا یحب من یسوؤهم و لا یبطر فیحتشم و إنما یأخذ الخیرة حیث یعلم لا یخطی فیستعتب إنما أمره علی ما تحب و إن كان فستجد أمره كله صالحا و خبره كله صادقا و ستجده متواضعا فی نفسه متذللا لربه فذل له و لا تحدثن أمرا دونی فإن الرسول إذا أحدث الأمر من عنده خرج من یدی الذی أرسله و احفظ ما یقول لك إذا ردك إلی فإنك و لو توهمت أو نسیت حتمتنی رسولا غیرك.

ص: 248


1- 1. النساء: 99.

و كتب معه باسمك اللّٰهم من العبد إلی العبد أما بعد فإنا بلغنا ما بلغك فقد أتانا عنك خبر لا ندری ما أصله فإن كنت أریت فأرنا و إن كنت علمت فعلمنا و أشركنا فی كنزك و السلام.

فكتب إلیه رسول اللّٰه فیما ذكروا من محمد رسول اللّٰه إلی أكثم بن صیفی أحمد اللّٰه إلیك إن اللّٰه أمرنی أن أقول لا إله إلا اللّٰه أقولها و آمر الناس بها و الخلق خلق اللّٰه و الأمر كله لله خلقهم و أماتهم و هو ینشرهم وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ أدبتكم بآداب المرسلین و لتسألن عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ.

فلما جاء كتاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قال لابنه یا بنی ما ذا رأیت قال رأیته یأمر بمكارم الأخلاق و ینهی عن ملائمها فجمع أكثم بن صیفی إلیه بنی تمیم ثم قال یا بنی تمیم لا تحضرونی سفیها فإن من یسمع یخل و لكل إنسان رأی فی نفسه و إن السفیه واهن الرأی و إن كان قوی البدن و لا خیر فیمن لا عقل له یا بنی تمیم كبرت سنی و دخلتنی ذلة الكبر فإذا رأیتم منی حسنا فأتوه و إذا أنكرتم شیئا فقولوا لی الحق (1) أستقم أن ابنی قد جاءنی و قد شافه هذا الرجل فرآه یأمر بمكارم الأخلاق و ینهی عن ملائمها و یدعو إلی أن یعبد اللّٰه وحده و تخلع الأوثان و یترك الحلف بالنیران و یذكر أنه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أن قبله رسلا لهم كتب و قد علمت رسولا قبله كان یأمر بعبادة اللّٰه وحده و أن أحق الناس بمعاونة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و مساعدته علی أمره أنتم فإن یكن الذی یدعو إلیه حقا فهو لكم و إن یكن باطلا كنتم أحق من كف عنه و ستر علیه.

و قد كان أسقف نجران یحدث بصفته و لقد كان سفیان بن مجاشع قبله یحدث به و سمی ابنه محمدا و قد علم ذوو الرأی منكم أن الفضل فیما یدعو إلیه و یأمر به فكونوا فی أمره أولا و لا تكونوا أخیرا اتبعوه تشرفوا و تكونوا سنام العرب و ائتوه طائعین قبل أن تأتوه كارهین فإنی أری أمرا ما هو بالهوینا لا یترك مصعدا إلا صعده و لا منصوبا إلا بلغه.

ص: 249


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 259:« فقومونی للحق».

إن هذا الذی یدعو إلیه لو لم یكن دینا لكان فی الأخلاق حسنا أطیعونی و اتبعوا أمری أسأل لكم ما لا ینزع منكم أبدا إنكم أصبحتم أكثر العرب عددا و أوسعهم بلدا و إنی أری أمرا لا یتبعه ذلیل إلا عز و لا یتركه عزیز إلا ذل اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزا و لا یكن أحد مثلكم.

إن الأول لم یدع للأخیر شیئا و إن هذا أمر هو لما بعده من سبق إلیه فهو الباقی و من اقتدی به الثانی فاصرموا أمركم فإن الصریمة قوة و الاحتیاط عجز.

فقال مالك بن نویرة خرف شیخكم فقال أكثم ویل للشجی من الخلی أراكم سكوتا و آفة الموعظة الإعراض عنها ویلك یا مالك إنك هالك إن الحق إذا قام رفع القائم معه و جعل الصرعی قیاما فإیاك أن تكون منهم أما إذ سبقتمونی بأمركم فقربوا بعیری أركبه.

فدعا براحلته فركبها فتبعه بنوه و بنو أخیه فقال لهفی علی أمر أن أدركه و لم یسبقنی و كتبت طیئ إلی أكثم و كانوا أخواله و قال آخرون كتبت بنو مرة و كانوا أخواله أن أحدث إلینا ما نعیش به.

فكتب أما بعد فإنی موصیكم بتقوی اللّٰه و صلة الرحم فإنها ثبت أصلها و نبت فرعها و أنهاكم عن معصیة اللّٰه و قطیعة الرحم فإنها لا یثبت لها أصل و لا ینبت لها فرع و إیاكم و نكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر و ولدها ضیاع.

و علیكم بالإبل فأكرموها فإنها حصون العرب و لا تضعوا رقابها إلا فی حقها فإن فیها مهر الكریمة و رقوء الدم و بألبانها یتحف الكبیر و یغذی الصغیر و لو كلفت الإبل الطحن لطحنت و لن یهلك امرؤ عرف قدره و العدم عدم العقل و المرء الصالح لا یعدم المال و رب رجل خیر من مائة و رب فئة أحب إلی من فئتین و من عتب علی الزمان طالت معتبته و من رضی بالقسم طابت معیشته آفة الرأی الهوی و العادة أملك بالأدب و الحاجة مع المحبة خیر من الغنی مع البغضة و الدنیا دول فما كان منها لك أتاك علی ضعفك و إن قصرت فی طلبه و ما كان منها

ص: 250

علیك لم تدفعه بقوتك و سوء حمل الریبة تضع الشرف و الحسد داء لیس له دواء و الشماتة تعقب و من بر قوما بر به و الندامة(1) مع السفاهة و دعامة العقل الحلم و جماع الأمر الصبر و خیر الأمور مغبة العفو و أبقی المودة حسن التعاهد و من یزر غبا یزدد حبا وصیة أكثم بن صیفی عند موته جمع أكثم بنیه عند موته فقال یا بنی إنه قد أتی علی دهر طویل و أنا مزودكم من نفسی قبل الممات أوصیكم اللّٰه بتقوی اللّٰه و صلة الرحم و علیكم بالبر فإنه ینمی علیه العدد و لا یبید علیه أصل و لا فرع و أنهاكم عن معصیة اللّٰه و قطیعة الرحم فإنه لا یثبت علیها أصل و لا ینبت علیها فرع كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بین فكیه إن قول الحق لم یدع لی صدیقا.

انظروا أعناق الإبل فلا تضعوها إلا فی حقها فإن فیها مهر الكریمة و رقوء الدم و إیاكم و نكاح الحمقاء فإن نكاحها قذر و ولدها ضیاع الاقتصاد فی السفر أبقی للجمام من لم یأس علی ما فاته أودع بدنه من قنع بما هو فیه قرت عینه التقدم قبل الندم أصبح عند رأس الأمر أحب إلی من أن أصبح عند ذنبه (2)

لم یهلك من عرف قدره العجز عند البلاء آفة المتحمل لن یهلك من مالك ما وعظك ویل لعالم أمن من جاهل الوحشة ذهاب الأعلام یتشابه الأمر إذا أقبل فإذا أدبر عرفه الكیس و الأحمق و البطر عند الرخاء حمق و فی طلب المعالی یكون القرب لا تغضبوا من الیسیر فإنه یجتنی الكثیر لا تجیبوا عما لا تسألوه و لا تضحكوا مما لا یضحك منه.

تباروا فی الدنیا و لا تباغضوا الحسد فی القرب فإنه من یجتمع یتقعقع عمده لینفرد من بعض فی المودة لا تتكلموا علی القرابة فتقاطعوا فإن القریب

ص: 251


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 262« و اللؤمة».
2- 2. فی المصدر ج 2 ص 262:« من أصبح عند رأس الامر، أحب الی ممن أصبح عند ذنبه».

من قرب نفسه و علیكم بالمال فأصلحوه فإنه لا یصلح الأموال إلا بإصلاحكم و لا یتكلن أحدكم علی مال أخیه یری فیه قضاء حاجته فإنه من فعل ذلك كان كالقابض علی الماء و من استغنی كرم علی أهله و أكرموا الخیل نعم لهو الحرة المغزل و حیلة من لا حیلة له الصبر.

و عاش فروة بن ثعلبة بن نفایة السلولی مائة و ثلاثین سنة فی الجاهلیة ثم أدرك الإسلام فأسلم.

و عاش مضاد بن حبابة بن مرارة من بنی عمرو بن یربوع بن حنظلة بن زید مناة أربعین و مائة سنة.

و عاش قس بن ساعدة ستمائة سنة و هو الذی یقول:

هل الغیث یعطی الأمر عند نزوله***بحال مسی ء فی الأمور و محسن

و من قد تولی و هو قد فات ذاهب***فهل ینفعنی لیتنی و لو أننی.

و كذلك یقول لبید

و أخلف قسا لیتنی و لو أننی***و أعیا علی لقمان حكم التدبر.

و عاش الحارث بن كعب المذحجی ستین و مائة سنة.

قَالَ الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذِهِ الْأَخْبَارُ الَّتِی ذَكَرْتُهَا فِی الْمُعَمَّرِینَ قَدْ رَوَاهَا مُخَالِفُونَا أَیْضاً مِنْ طَرِیقِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ یَسَارٍ وَ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ وَ عِیسَی بْنِ یَزِیدَ بْنِ رِئَابٍ وَ الْهَیْثَمِ بْنِ عَدِیٍّ الطَّائِیِّ وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كُلَّمَا كَانَ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ فَیَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ.

وَ قَدْ صَحَّ هَذَا التَّعْمِیرُ فِیمَنْ تَقَدَّمَ وَ صَحَّتِ الْغَیْبَاتُ الْوَاقِعَةُ بِحُجَجِ اللَّهِ علیهم السلام فِیمَا مَضَی مِنَ الْقُرُونِ فَكَیْفَ السَّبِیلُ إِلَی إِنْكَارِ الْقَائِمِ علیه السلام لِغَیْبَتِهِ وَ طُولِ عُمُرِهِ. مع الأخبار الواردة فیه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و عن الْائمة علیهم السلام و هی التی قد ذكرناها فی هذا الكتاب بأسانیدها

حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیُّ عَنْ

ص: 252

مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ مَا كَانَ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ فَإِنَّهُ یَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهُ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ.

ل، [الخصال] علی بن عبد اللّٰه الأسواری عن مكی بن أحمد قال سمعت إسحاق بن إبراهیم الطوسی یقول: و كان قد أتی علیه سبع و تسعون سنة علی باب یحیی بن منصور قال رأیت سربایك ملك الهند فی بلد تسمی صوح فسألناه كم أتی علیك من السنین قال تسعمائة سنة و خمس و عشرون سنة و هو مسلم فزعم أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنفذ إلیه عشرة من أصحابه منهم حذیفة بن یمان و عمرو بن العاص و أسامة بن زید و أبو موسی الأشعری و صهیب الرومی و سفینة و غیرهم یدعونه إلی الإسلام فأجاب و أسلم و قبل كتاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقلت له كیف تصلی مع هذا الضعف فقال لی قال اللّٰه عز و جل الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ (1) الآیة فقلت له ما طعامك فقال لی آكل ماء اللحم و الكراث و سألته هل یخرج منك شی ء فقال فی كل أسبوع مرة شی ء یسیر و سألته عن أسنانه فقال أبدلتها عشرین مرة.

و رأیت له فی إسطبله شیئا من الدواب أكبر من الفیل یقال له زندفیل فقلت له ما تصنع بهذا قال یحمل ثیاب الخدم إلی القصار و مملكته مسیرة أربع سنین فی مثلها و مدینته طولها خمسون فرسخا فی مثلها و علی كل باب منها عسكر مائة ألف و عشرین ألفا إذا وقع فی أحد الأبواب حدث خرجت تلك الفرقة إلی الحرب لا تستعین بغیرها و هو فی وسط المدینة و سمعته تقول دخلت المغرب فبلغت إلی الرمل رمل عالج و صرت إلی قوم موسی علیه السلام فرأیت سطوح بیوتهم مستویة و بیدر الطعام خارج القریة یأخذون منه القوت و الباقی یتركونه هناك و قبورهم فی دورهم و بساتینهم من المدینة علی فرسخین لیس فیهم شیخ و لا شیخة

ص: 253


1- 1. آل عمران: 191.

و لم أر فیهم علة و لا یعتلون إلی أن یموتوا و لهم أسواق إذا أراد الإنسان منهم شراء شی ء صار إلی السوق فوزن لنفسه و أخذ ما یصیبه و صاحبه غیر حاضر و إذا أرادوا الصلاة حضروا فصلوا و انصرفوا لا یكون بینهم خصومة و لا كلام یكره إلا ذكر اللّٰه عز و جل و الصلاة و ذكر الموت.

قال الصدوق رحمه اللّٰه إذا كان عند مخالفینا مثل هذه الحال لسربایك ملك الهند فینبغی أن لا یحیلوا مثل ذلك فی حجة اللّٰه من التعمیر و لا قوة إلا باللّٰه العلی العظیم بیان (1) و صبح لیل عطف علی الثواء قوله یغادیه أی یأتیه غدوة قوله و لیل بعد یسری أی بعد ذلك الصبح یسیر لیلا و الشلو بالكسر العضو و السلو الصبر و قال الجوهری الهنیدة المائة من الإبل و غیرها و قال أبو عبیدة هی اسم لكل مائة و أنشد:

و نصر بن دهمان الهنیدة عاشها***و تسعین عاما ثم قوم فانصاتا

و قال فی الصاد و التاء و قد انصات الرجل إذا استوت قامته بعد الانحناء ثم ذكر هذا البیت و الذی بعده و قال شرخ الشباب أوله.

قوله رهین شی ء أی كل شی ء احتاج إلیه و فی بعض النسخ بالسین المهملة و هو اللبن یكون فی أطراف الأخلاف قبل نزول الدرة.

و لدة الرجل تربه و الجمع لدات و السبات بالضم النوم و الراحة قوله حتی تخط له قبرا لعله إشارة إلی إدراك ما قبل الجاهلیة و الكهب الجاموس المسن و الكهبة بالضم بیاض علته كدورة أو الدهمة أو غبرة مشربة سوادا.

و ثاب الرجل یثوب ثوبا رجع بعد ذهابه أی نفعت مولی حتی یعود إلی نفعه و جزاؤه و البث الحزن و الكبر كعنب الشیخوخة أو هو كصرد جمع الكبری أی المصائب الكبر و یوم مهران و یوم تستر إشارتان إلی غزوتان مشهورتان فی الإسلام كانتا فی زمن عمر و قدنی أی حسبی أن أبید أی أهلك و فی بعض النسخ

ص: 254


1- 1. ابتدأ رحمه اللّٰه بشرح الاشعار ممّا یتعلق بالصفحة 237.

و قد لی أی و قد حان لی (1).

و قال الجوهری و لبد آخر نسور لقمان هو الذی بعثته عاد فی وفدها إلی الحرم یستسقی لها فلما أهلكوا خیر لقمان بین بقاء سبع بقرات (2) سمر من أظب عفر فی جبل وعر لا یمسها القطر و بین بقاء سبعة أنسر كلما هلك نسر خلف بعده نسر فاختار النسور فكان آخر نسوره یسمی لبدا.

و قال مزیقیاء لقب عمرو بن عامر ملك من ملوك الیمن زعموا أنه كان یلبس كل یوم حلتین فیمزقهما بالعشی و یكره أن یعود فیهما و یأنف أن یلبسهما أحد غیره.

و قال جاء فلان یهادی بین اثنین إذا كان یمشی بینهما معتمدا علیهما من ضعفه و تمایله.

و إخماد النار كنایة عن خمول الذكر أو ذهاب البركة قوله فإنكم لا تلاموا الحاصل أنكم إن بذلتم علی قدر وسعكم فسیعذركم الناس و لا یلومونكم و یبقی لكم قوة علی البذل بعد ذلك و ذلك خیر من أن تسرفوا و تبذلوا جمیع ما فی أیدیكم و تحتاجوا إلیه و یعانوكم بالمعذرة أی بقلیل یعتذرون إلیكم فی ذلك أو مع كونكم معذورین فی السؤال لاضطراركم و فی بعض النسخ من أن تضاموا أی من أن یظلموكم بأن یعتذروا إلیكم مع قدرتهم علی البذل و علی التقادیر الأظهر فإنكم إن تلاموا.

و لا تجشموا أی لا تكلفوا أهل الدناءة أی البخلاء و الذین لم ینشئوا فی الخیر فتقصروا بها أی تجعلوهم مقصرین عاجزین عما طلبتم منهم و الضمیر راجع إلی أهل الدناءة بتأویل الجماعة قوله فتبوروا أی فتهلكوا و الازدراء التحقیر و قوله ذكاء قلبه تفسیر للأصغرین و التبسل إظهار البسالة و هی الشجاعة و فی بعض النسخ و تبتلوا و التبتل الانقطاع عن الدنیا إلی اللّٰه و قوله تسم إلیكم

ص: 255


1- 1. لكن علی هذه النسخة لا یستقیم وزن الشعر و قد أضفنا إلیه ما كان یحتمل نقصانه راجع ص 239.
2- 2. فی القاموس:« بعرات» قیل و هو الصحیح.

الأبصار من قولهم سما بصره أی علا و القارب السفینة الصغیرة و الشاهور لعله لغة فی الشهر و العرمرم الجیش الكثیر.

قوله و للدهر أمر مرة أی قد یجعل الرجل أمیرا و قد یجعله متهجما علیه أو للدهر أمور غریبة و تهجمات و الأظهر أنه بالكسر بمعنی الشدة و الأمر العجیب قوله ینجم بضم الجیم أی یطلع و یظهر قوله و یسمو به السم السم بالضم و الكسر الاسم أی یعلو به اسم اللّٰه و كلمة التوحید.

و قوله ثمان إلی آخر البیت لعله إشارة إلی الطوائف التی یقتلهم القائم علیه السلام أو یطیعونه و قوله و من بعد هذا كر تسعون إشارة إلی من یعود فی الرجعة قوله أن یفرقها الدم لعل المعنی أن كلها یصرف فی الجهاد أو أن دم القتلی حولها یهدمها إما حقیقة أو مجازا.

و قال الجوهری الداحس اسم فرس مشهور لقیس بن زهیر بن جذیمة العبسی و منه حرب داحس و ذلك أن قیسا و حذیفة بن بدر تراهنا علی خطر عشرین بعیرا و جعلا الغایة مائة غلوة و المضمار أربعین لیلة و المجری من ذات الإصاد فأجری قیس

داحسا و الغبراء و أجری حذیفة الخطار و الحنفاء فوضعت بنو فزارة رهط حذیفة كمینا علی الطریق فردوا الغبراء و لطموها و كانت سابقة فهاجت الحرب بین عبس و ذبیان أربعین سنة.

قوله علی العلات أی علی كل حال و الردء الفاسد و بنو حام السودان شبهت الجزر فی عظمها و عظم سنامها بجبال صغار علیها بنو حام قعودا و أروی أم عثمان و كان الولید أخاه لأمه.

قوله و اقرع الأرض بالعصا أی نبه الغافل بأدنی تنبیه لیعقل و لا تؤذه و لا تفضحه قال الجوهری قال الشاعر:

و زعمت أنا لا حلوم لنا***إن العصا قرعت لذی الحلم

أی إن الحلیم إذا نبه انتبه و أصله أن حكما من حكام العرب عاش حتی اهتر فقال لابنته إذا أنكرت شیئا من فهمی عند الحكم فاقرعی لی المجن بالعصا

ص: 256

لأرتدع قال المتلمس لذی الحلم البیت انتهی و علی ما ذكره یحتمل المراد تنبیهه عند الغفلة.

قوله فإن من یسمع یخل هو من الخیال أی إذا أحضرتم سفیها فهو یتكلم علی سفاهته و كل من یسمع منه یقع فی خیاله شی ء و یؤثر فیه.

و قال الزمخشری فی مستقصی الأمثال من یسمع یخل أی یظن و یتهم بقوله إذا بلغ شیئا عن رجل فاتهمه و قیل إن من یسمع أخبار الناس و معایبهم یقع فی نفسه المكروه علیهم أی إن المجانبة للناس أسلم و مفعولا یخل محذوفان انتهی.

و الصریمة العزیمة فی الشی ء و الصرم القطع و الخلی الخالی من الهم و الحزن خلاف الشجی و المثل معروف و المعنی أنی فی هم عظیم لهذا الأمر الذی أدعوكم إلیه و أنتم فارغون غافلون فویل لی منكم قوله وقع القائم معه (1)

أی یصیر العزیز بعد ظهور الحق ذلیلا و الذلیل عزیزا لأن الحق یظهر عند غلبة الباطل و أهله قوله أن أدركه بالفتح أی أن أتلهف علی إدراك هذا الأمر فإنی آیس منه أو بالكسر فیكون الجزاء محذوفا أی علی أمر إن أدركته فزت أو لهفی علیكم إن أدركته و فات عنكم.

قوله و العادة أملك بالأدب أی الآداب الحسنة إنما تملك باعتیادها لتصیر ملكة أو متابعة عادات القوم و ما هو معروف بینهم أملك بالآداب و الأول أظهر قوله و رقوء الدم قال الجزری فیه لا تسبوا الإبل فإن فیها رقوء الدم یقال رقأ الدمع و الدم و العرق یرقأ رقوءا بالضم إذا سكن و انقطع و الاسم الرقوء بالفتح أی إنها تعطی فی الدیات بدلا من القود و یسكن بها الدم.

ص: 257


1- 1. هذا علی نسخة المصنّف رحمه اللّٰه، و لا یخفی عدم المناسبة بین اللفظ و المعنی و الصحیح ما أثبتناه( ص 250) طبقا للمصدر المطبوع و المعنی أن الحق إذا قام رفع من قام معه و أعلاه و استنهض الصرعی حتّی یجعلهم قیاما و المحصل أنّه إذا قام الحق صیر القاعد قائما و القائم مترفعا.

قوله التقدم قبل الندم أی ینبغی أن یتقدم فی الأمور قبل أن یفوت و لا یبقی إلا الندم قوله الوحشة ذهاب الأعلام أی إنما یكون الوحشة فی الطرق عند ذهاب الأعلام المنصوبة فیها فكذا الوحشة بین الناس إنما یكون بذهاب العلماء و الهداة الذین هم أعلام طرق الحق.

قوله یكون القرب أی من الناس أو من اللّٰه و قال الجوهری تقعقعت عمدهم أی ارتحلوا و فی المثل من یجتمع یتقعقع عمده كما یقال إذا تم أمر دنا نقصه.

غو، [غوالی اللئالی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ فَهْدٍ عَنْ بَهَاءِ الدِّینِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ النَّجْلِ الْكُوفِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْیَمَنِیِّ كَانَ قَدِمَ الْكُوفَةَ قَالَ یَحْیَی وَ رَأَیْتُهُ بِهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ سَبْعِمِائَةٍ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ الْیَمَنِیِّ وَ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُعَمَّرِینَ وَ أَدْرَكَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ وَ إِنَّهُ رَوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: حُبُّ الدُّنْیَا رَأْسُ كُلِّ خَطِیئَةٍ وَ رَأْسُ الْعِبَادَةِ حُسْنُ الظَّنِّ بِاللَّهِ.

غو، [غوالی اللئالی] حَدَّثَنِی الْمَوْلَی الْعَالِمُ الْوَاعِظُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَتْحِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ تَاجِ الدِّینِ حَسَنِ السرایشنوی عَنِ الشَّیْخِ جَمَالِ الدِّینِ حَسَنِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ الْمُطَهَّرِ قَالَ رُوِّیتُ عَنْ مَوْلَانَا شَرَفِ الدِّینِ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْیَمَانِیِّ الْقَاضِی بِقُمَّ عَنْ خَالِهِ مَوْلَانَا عِمَادِ الدِّینِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَتْحَانَ الْقُمِّیِّ عَنِ الشَّیْخِ صَدْرِ الدِّینِ السَّاوِی: قَالَ دَخَلْتُ عَلَی الشَّیْخِ بَابَارَتَنَ وَ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنَ الْكِبَرِ فَرَفَعَهُمَا عَنْ عَیْنَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ تَرَی عَیْنِی هَاتَیْنِ طَالَ مَا نَظَرَتَا إِلَی وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ رَأَیْتُهُ یَوْمَ حَفْرِ الْخَنْدَقِ وَ كَانَ یَحْمِلُ عَلَی ظَهْرِهِ التُّرَابَ مَعَ النَّاسِ وَ سَمِعْتُهُ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ عِیشَةً هَنِیئَةً وَ مِیتَةً سَوِیَّةً وَ مَرَدّاً غَیْرَ مُخْزٍ وَ لَا فَاضِحٍ.

أقول: و روی السید علی بن عبد الحمید فی كتاب الأنوار المضیئة قال روی الجد السعید عبد الحمید یرفعه إلی الرئیس أبی الحسن الكاتب البصری و كان من الأدباء قال فی سنة اثنین و تسعین و ثلاثمائة أسنت البر سنین عدة و بعثت السماء درها فی أكناف البصرة فتسامع العرب بذلك فوردوها من الأقطار البعیدة علی

ص: 258

اختلاف لغاتهم فخرجت مع جماعة نتصفح أحوالهم و نلتمسن فائدة ربما وجدناها عند أحدهم فارتفع لنا بیت عال فقصدناه فوجدنا فی كسره شیخا جالسا قد سقط حاجباه علی عینیه كبرا و حوله جماعة من عبیده و أصحابه فسلمنا علیه فرد التحیة و أحسن التلقیة فقال له رجل منا هذا السید و أشار إلی هو الناظر فی معاملة الدرب و هو من الفصحاء و أولاد العرب و كذلك الجماعة ما منهم إلا من ینسب إلی قبیلة و یختص بسداد و فصاحة و قد خرج و خرجنا معه حین وردتم نلتمس الفائدة المستطرفة من أحدكم و حین شاهدناك رجونا ما نبغیه عندك لعلو سنك.

فقال الشیخ و اللّٰه یا بنی أخی حیاكم اللّٰه إن الدنیا شغلتنا عما تبغونه منی فإن أردتم الفائدة فاطلبوها عند أبی و ها بیته و أشار إلی خباء كبیر بإزائه فقصدنا البیت فوجدنا فیه شیخا متضجعا و حوله من الخدم و الأمر أوفی مما شاهدناه أولا فسلمنا علیه و

أخبرناه بخبر ابنه فقال یا بنی أخی حیاكم اللّٰه إن الذی شغل ابنی عما التمستموه منه هو الذی شغلنی عما هذه سبیله و لكن الفائدة تجدونها عند والدی و ها هو بیته و أشار إلی بیت منیف فقلنا فیما بیننا حسبنا من الفوائد مشاهدة والد هذا الشیخ الفانی فإن كانت منه فائدة فهی ربح لم نحتسب.

فقصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كثیرا من الإماء و العبید فحین رأونا تسرعوا إلینا و بدئوا بالسلام علینا و قالوا ما تبغون حیاكم اللّٰه فقلنا نبغی السلام علی سیدكم و طلب الفائدة من عنده فقالوا الفوائد كلها عند سیدنا و دخل منهم من یستأذن ثم خرج بالإذن لنا فدخلنا فإذا سریر فی صدر البیت و علیه مخاد من جانبیه و وسادة فی أوله و علی الوسادة رأس شیخ قد بلی و طار شعره فجهرنا بالسلام فأحسن الرد و قال قائلنا مثل ما قال لولده و أعلمناه أنه أرشدنا إلیك و بشرنا بالفائدة منك.

ففتح الشیخ عینین قد غارتا فی أم رأسه و قال للخدم أجلسونی

ثُمَّ قَالَ لَنَا: یَا بَنِی أَخِی لَأُحَدِّثَنَّكُمْ بِخَبَرٍ تَحْفَظُونَهُ عَنِّی كَانَ وَالِدِی لَا یَعِیشُ لَهُ وَلَدٌ وَ یُحِبُّ أَنْ تَكُونَ لَهُ عَاقِبَةٌ فَوُلِدْتُ لَهُ عَلَی كِبَرٍ فَفَرِحَ بِی وَ ابْتَهَجَ بِمَوْرِدِی ثُمَّ قَضَی وَ لِی

ص: 259

سَبْعُ سِنِینَ فَكَفَلَنِی عَمِّی بَعْدَهُ وَ كَانَ مِثْلَهُ فِی الْحَذَرِ عَلَیَّ فَدَخَلَ بِی یَوْماً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذَا ابْنُ أَخِی وَ قَدْ مَضَی أَبُوهُ لِسَبِیلِهِ وَ أَنَا كَفِیلٌ بِتَرْبِیَتِهِ وَ إِنَّنِی أَنْفَسُ بِهِ عَلَی الْمَوْتِ فَعَلِّمْنِی عُوذَةً أُعَوِّذُهُ بِهَا لِیَسْلَمَ بِبَرَكَتِهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْنَ أَنْتَ عَنْ ذَاتِ الْقَلَاقِلِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا ذَاتُ الْقَلَاقِلِ قَالَ أَنْ تُعَوِّذَهُ فَتَقْرَأَ عَلَیْهِ سُورَةَ الْجَحْدِ وَ سُورَةَ الْإِخْلَاصِ وَ سُورَةَ الْفَلَقِ وَ سُورَةَ النَّاسِ وَ أَنَا إِلَی الْیَوْمِ أَتَعَوَّذُ بِهَا كُلَّ غَدَاةٍ فَمَا أُصِبْتُ وَ لَا أُصِیبَ لِی مَالٌ وَ لَا مَرِضْتُ وَ لَا افْتَقَرْتُ وَ قَدِ انْتَهَی بِیَ السِّنُّ إِلَی مَا تَرَوْنَ فَحَافِظُوا عَلَیْهَا وَ اسْتَكْثِرُوا مِنَ التَّعَوُّذِ بِهَا ثُمَّ انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِهِ انْتَهَی.

مجالس الشیخ، عن المفید عن إبراهیم بن الحسن بن جمهور قال حدثنی أبو بكر المفید الجرجرائی فی شهر رمضان سنة ست و سبعین و ثلاثمائة: قال اجتمعت مع أبی عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد اللّٰه بن العوام بمصر فی سنة ست عشرة و ثلاث مائة و قد ازدحم الناس علیه حتی رقی به إلی سطح دار كبیرة كان فیها و مضیت إلی مكة و لم أزل أتبعه إلی مكة إلی أن كتبت عنه خمسة عشر حدیثا و ذكر أنه ولد فی خلافة أبی بكر عتیق بن أبی قحافة و أنه لما كان فی زمن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام خرجت و والدی معی أرید لقاءه فلما صرنا قریبا من الكوفة أو الأرض التی كان بها عطشنا عطشا شدیدا فی طریقنا و أشرفنا علی التلف و كان والدی شیخا كبیرا فقلت له اجلس حتی أدور الصحراء أو البریة فلعلی أقدر علی ماء أو من یدلنی علیه أو ماء مطر.

فقصدت أطلب ذلك فلم ألبث عنه غیر بعید إذ لاح لی ماء فصرت إلیه فإذا أنا ببئر شبه الركیة أو الوادی فنزعت ثیابی و اغتسلت من ذلك الماء و شربت حتی رویت و قلت أمضی و أجی ء بأبی فإنه قریب منی فجئت إلیه فقلت قم فقد فرج اللّٰه عز و جل عنا و هذه عین ماء قریب منا فقام فلم نر شیئا و لم نقف علی الماء و جلس و جلست معه و لم یضطرب إلی أن مات و اجتهدت إلی أن واریته و جئت إلی مولانا أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و لقیته و هو خارج إلی صفین و قد أخرجت له

ص: 260

البغلة فجئت و أمسكت له الركاب فالتفت إلی فانكببت أقبل الركاب فشجنی فی وجهی شجة.

قال أبو بكر المفید و رأیت الشجة فی وجهه واضحة ثم سألنی عن خبری فأخبرته بقصتی و قصة والدی و قصة العین فقال عین لم یشرب منها أحد إلا و عمر عمرا طویلا فأبشر فإنك تعمر و ما كنت لتجدها بعد شربك منها و سمانی بالمعتمر قال أبو بكر المفید فحدثنا عن مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام بالأحادیث و جمعتها و لم تجتمع لغیری منه و كان معه جماعة مشایخ من بلده و هی طنجة.

فسألتهم عنه فذكروا أنهم من بلده و أنهم یعرفونه بطول العمر و آباؤهم و أجدادهم بمثل ذلك و اجتماعه مع مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام و أنه توفی فی سنة سبع عشرة و ثلاث مائة.

أقول: روی الكراجكی رحمه اللّٰه فی كنز الفوائد هذا الخبر بطوله مع الأخبار التی رواها أبو الدنیا عن الشریف طاهر بن موسی الحسینی عن میمون بن حمزة الحسینی عن المعمر المغربی و عن أسد بن إبراهیم السلمی و الحسین بن محمد الصیرفی البغدادی معا عن أبی بكر محمد بن محمد المعروف بالمفید الجرجرائی عن علی بن عثمان بن الخطاب بن عبد اللّٰه بن عوام البلوی من مدینة بالمغرب یقال لها مزیدة یعرف بأبی الدنیا الأشج المعتمر إلی آخر ما مر من قصصه و ما أوردناه من روایاته فی كتاب الفتن و غیره.

ثم ذكر رحمه اللّٰه قصة رجل آخر یعرف بالمعمر المشرقی و قال هو رجل مقیم ببلاد العجم من أرض الجبل یذكر أنه رأی أمیر المؤمنین علیه السلام و یعرفه الناس بذلك علی مر السنین و الأعوام و یقول إنه لحقه مثل ما لحق المغربی من الشجة فی وجهه و إنه صحب أمیر المؤمنین علیه السلام و خدمه.

و حدثنی جماعة مختلفو المذاهب بحدیثه و أنهم رأوه و سمعوا كلامه منهم أبو العباس أحمد بن نوح بن محمد الحنبلی الشافعی حدثنی بمدینة الرملة فی سنة إحدی عشرة و أربعمائة قال كنت متوجها إلی العراق للتفقه فعبرت بمدینة یقال

ص: 261

لها سهرورد من أعمال الجبل قریبة من زنجان و ذلك فی سنة خمسین و أربعمائة فقیل لی إن هنا شیخا یزعم أنه لقی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فلو صرت إلیه لكان ذلك فائدة عظیمة قال فدخلنا علیه فإذا هو فی بیته لعمل النوار و إذا هو شیخ نحیف الجسم مدور اللحیة كبیرها و له ولد صغیر ولد له منذ سنة.

فقیل له إن هؤلاء قوم من أهل العلم متوجهون إلی العراق یحبون أن یسمعوا من الشیخ ما قد لقی من أمیر المؤمنین علیه السلام فقال نعم كان السبب فی لقائی له أنی كنت قائما فی موضع من المواضع فإذا بفارس مجتاز فرفعت رأسی فجعل الفارس یمر یده علی رأسی و یدعو لی فلما أن عبر أخبرت بأنه علی بن أبی طالب علیه السلام فهرولت حتی لحقته و صاحبته.

و ذكر أنه كان معه فی تكریت و موضع من العراق یقال له تل فلان بعد ذلك و كان بین یدیه یخدمه إلی أن قبض علیه السلام فخدم أولاده.

قال لی أحمد بن نوح رأیت جماعة من أهل البلد ذكروا ذلك عنه و قالوا إنا سمعنا آباءنا یخبرون عن أجدادنا بحال هذا الرجل و إنه علی هذه الصفة و كان قد مضی فأقام بالأهواز ثم انتقل عنها لأذیة الدیلم له و هو مقیم بسهرورد.

و حدثنی أبو عبد اللّٰه الحسین بن محمد بن القمی رحمه اللّٰه أن جماعة كانوا حدثوه بأنهم رأوا هذا المعمر و شاهدوه و سمعوا ذلك عنه و حدثنی بحدیثه أیضا قوم من أهل سهرورد و وصفوا لی صفته و قالوا هو یعمل الزنانیر.

قال السید المرتضی قدس اللّٰه روحه فی كتاب الغرر و الدرر أحد المعمرین الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المذحجی و مذحج هی أم مالك بن أدد نسب ولده مالك إلیها و إنما سمیت مذحج لأنها ولدت علی أكمة تسمی مذحجا و هی مدلة بنت ذی مهجشان قال أبو حاتم السجستانی جمع الحارث بن كعب بنیه لما حضرته الوفاة فقال یا بنی قد أتت علی ستون و مائة سنة ما صافحت یمینی یمین غادر و لا قنعت نفسی بخلة فاجر و لا صبوت بابنة عم و لا كنة و لا طرحت عندی مومسة قناعها و لا بحت لصدیق بسر و إنی لعلی دین شعیب

ص: 262

النبی علیه السلام و ما علیه أحد من العرب غیری و غیر أسد بن خزیمة و تمیم بن مر فاحفظوا وصیتی و موتوا علی شریعتی إلهكم فاتقوه یكفكم المهم من أموركم و یصلح لكم أعمالكم و إیاكم و معصیته لا یحل بكم الدمار و بوحش منكم الدیار.

یا بنی كونوا جمیعا و لا تتفرقوا فتكونوا شیعا و إن موتا فی عز خیر من حیاة فی ذل و عجز و كل ما هو كائن كائن و كل جمیع إلی تباین الدهر ضربان فضرب رخاء و ضرب بلاء و الیوم یومان فیوم حبرة و یوم عبرة و الناس رجلان فرجل لك و رجل علیك تزوجوا الأكفاء و لیستعملن فی طیبهن الماء و تجنبوا الحمقاء فإن ولدها إلی أفن ما یكون إلا أنه لا راحة لقاطع القرابة و إذا اختلف القوم أمكنوا عدوهم منهم و آفة العدد اختلاف الكلمة و التفضل بالحسنة یقی السیئة و المكافاة بالسیئة الدخول فیها و العمل السوء یزیل النعماء و قطیعة الرحم تورث الهم و انتهاك الحرمة یزیل النعمة و عقوق الوالدین یعقب النكد و یمحق العدد و یخرب البلد و النصیحة تجر الفضیحة و الحقد یمنع الرفد و لزوم الخطیئة یعقب البلیة و سوء الرعة یقطع أسباب المنفعة و الضغائن تدعو إلی التباین ثم أنشأ یقول:

أكلت شبابی فأفنیته***و أنضیت بعد دهور دهورا

ثلاثة أهلین صاحبتهم***فبادوا و أصبحت شیخا كبیرا

قلیل الطعام عسیر القیام***قد ترك الدهر خطوی قصیرا

أبیت أراعی نجوم السماء***أقلب أمری بطونا ظهورا

قوله و لا صبوت بابنة عم و لا كنة الصبوة رقة الحب و الكنة امرأة ابن الرجل و امرأة أخیه فأما المومسة فهی الفاجرة البغی أراد بقوله إنها لم تطرح عنده قناعها أی لم تبتذل عندی و تنبسط كما تفعل مع من یرید الفجور بها و قوله فیوم حبرة و یوم عبرة فالحبرة الفرح و السرور و العبرة تكون من ضد ذلك لأن العبرة لا تكون إلا من أمر محزن مولم فأما الأفن فهو الحمق یقال رجل أفین إذا كان أحمق و من أمثالهم وجدان الرقین یغطی علی أفن الأفین أی وجدان المال یغطی

ص: 263

علی حمق الأحمق و واحد الرقین رقة و هی الفضة.

فأما قوله النصیحة تجر الفضیحة فیشبه أن یكون معناه أن النصیح إذا نصح من لا یقبل النصیحة و لا یصغی إلی موعظته فقد افتضح عنده لأنه أفضی إلیه بسره و باح بمكنون صدره.

فأما سوء الرعة فإنه یقال فلان حسن الرعة و التورع أی حسن الطریقة و من المعمرین المستوغر و هو عمرو بن ربیعة بن كعب بن سعد بن زید مناة بن تمیم بن مر بن أد بن طابخة بن إلیاس بن مضر و إنما سمی المستوغر لبیت قاله و هو:

ینش الماء فی الربلات منها***نشیش الرضف فی اللبن الوغیر

الربلات واحدتها ربلة و ربلة بفتح الباء و إسكانها هی كل لحمة غلیظة هكذا ذكر ابن درید و الرضف الحجارة المحماة و فی الحدیث كأنه علی الرضف و اللبن الوغیر لبن تلقی فیه حجارة محماة ثم یشرب أخذ من وغرة الظهیرة و هی أشد ما یكون من الحر و منه وغر صدر فلان یوغر وغرا إذا التهب من غضب أو حقد.

و قال أصحاب الأنساب عاش المستوغر ثلاث مائة سنة و عشرین سنة و أدرك الإسلام أو كاد یدرك أوله و قال ابن سلام كان المستوغر قدیما و بقی بقاء طویلا حتی قال:

و لقد سئمت من الحیاة و طولها***و عمرت من عدد السنین مئینا

مائة أتت من بعدها مائتان لی***و ازددت من عدد الشهور سنینا

هل ما بقی إلا كما قد فاتنا***یوم یكر و لیلة تحدونا

و هو القائل:

إذا ما المرء صم فلم یكلم***و أودی سمعه إلا ندایا

و لاعب بالعشی بنی بنیه***كفعل الهر یحترش العظایا

یلاعبهم و ودوا لو سقوه***من الذیفان مترعة ملایا

ص: 264

فلا ذاق النعیم و لا شرابا***و لا یشفی من المرض الشفایا

أراد بقوله صم فلم یكلم أی لم یسمع ما یكلم به فاختصر و یجوز أن یرید أنه لم یكلم للیأس من استماعه فأعرض عن خطابه لذلك و قوله و أودی سمعه إلا ندایا إنما أراد أن سمعه هلك إلا أنه یسمع الصوت العالی الذی ینادی به و قوله: «و لاعب بالعشی بنی بنیه» فإنه مبالغة فی وصفه بالهرم و الخرف و إنه قد انتهی إلی ملاعبة الصبیان و أنسهم به و یشبه أن یكون خص العشی بذلك لأنه وقت رواح الصبیان إلی بیوتهم و استقرارهم فیها.

و قوله یحترش العظایا أی یصیدها و الاحتراش أن یقصد الرجل إلی جحر الضب فیضربه بكفه لیحسبه الضب أفعی فیخرج إلیه فیأخذه یقال حرشت الضب و احترشته و من أمثالهم هذا أجل من الحرش یضرب هذا لأمر یستعظم و یتكلم بذلك علی لسان الضب.

قال ابن درید قال الضب لابنه اتق الحرش قال و ما الحرش قال إذا سمعت حركة بباب الجحر فلا تخرج فسمع یوما وقع المحفار فقال یا أبه أ هذا الحرش فقال هذا أجل من الحرش فجعل مثلا للرجل إذا سمع الشی ء الذی هو أشد مما كان یتوقعه.

و الذیفان السم و العظایا جمع عظایة و هی دویبة معروفة(1) و أحد المعمرین دوید بن زید بن نهد بن زید بن لیث بن سود بن أسلم بضم اللام بن ألحاف بن قضاعة بن مالك بن مرة بن مالك بن حمیر.

قال أبو حاتم عاش دوید بن زید أربعمائة سنة و ستا و خمسین سنة و قال ابن درید لما حضرت دوید بن زید الوفاة و كان من المعمرین قال و لا تعد العرب معمرا إلا من عاش مائة و عشرین سنة فصاعدا قال لبنیه أوصیكم بالناس شرا لا ترحموا لهم عبرة و لا تقیلوا لهم عثرة قصروا الأعنة و طولوا الأسنة و اطعنوا شزرا

ص: 265


1- 1. دویبة ملساء تعدو و تردد كثیرا تشبه سام أبرص و تسمی شحمة الأرض و شحمة الرمل، و هی أنواع كثیرة و كلها منقطة بالسواد و من طبعها أنّها تمشی مشیا سریعا ثمّ تقف.

و اضربوا هبرا و إذا أردتم المحاجزة فقبل المناجزة و المرء یعجز لا المحالة بالجد لا بالكد التجلد و لا التبلد المنیة و لا الدنیة و لا تأسوا علی فائت و إن عز فقده و لا تحنوا إلی ظاعن و إن ألف قربه و لا تطمعوا فتطبعوا و لا تهنوا فتخرعوا و لا یكن لكم المثل السوء إن الموصین بنو سهوان إذا مت فارحبوا خط مضجعی و لا تضنوا علی برحب الأرض و ما ذاك بمؤد إلی روحا و لكن راحة نفس خامرها الإشفاق ثم مات.

قال أبو بكر بن درید و من حدیث آخر أنه قال:

الیوم یدنی لدوید بیته***یا رب نهب صالح حویته

و رب قرن بطل أردیته***و رب غیل حسن لویته

و معصم مخضب ثنیته***لو كان للدهر بلی أبلیته

أو كان قرنی واحدا كفیته

و من قوله أیضا:

ألقی علی الدهر رجلا و یدا***و الدهر ما أصلح یوما أفسدا

یفسد ما أصلحه الیوم غدا

قوله اطعنوا شزرا و اضربوا هبرا معنی الشزر أن یطعنه فی إحدی ناحیتیه یقال فتل الحبل شزرا إذا فتله علی الشمال و النظر الشزر نظر بمؤخر محجر العین و قال الأصمعی نظر إلی شزرا إذا نظر إلیه من عن یمینه و شماله و طعنه طعنا شزرا كذلك و قوله هبرا قال ابن درید یقال هبرت اللحم أهبره هبرا إذا قطعته قطعا كبارا و الاسم الهبرة و الهبرة و سیف هبار و هابر و اللحم هبیر و مهبور و المحالة الحیلة و قوله بالجد لا بالكد أی یدرك الرجل حاجته و طلبته بالجد و هو الحط و البخت و منه رجل مجدود فإذا كسرت الجیم فهو الانكماش فی الأمر و المبالغة فیه و قوله التجلد و لا التبلد أی تجلدوا و لا تتبلدوا و قوله فتطبعوا أی تدنسوا و الطبع الدنس یقال طبع السیف یطبع إذا ركبه الصداء قال ثابت قطنة العتكی:

ص: 266

لا خیر فی طمع یدنی إلی طبع***و غفة من قوام العیش تكفینی

قوله و لا تهنوا فتخرعوا فالوهن الضعف و الخرع و الخراعة اللین و منه سمیت الشجرة الخروع للینها و قوله إن الموصین بنو سهوان فالموصین جمع موصی و بنو سهوان ضربه مثلا أی لا تكونوا ممن تقدم إلیهم فسهوا و أعرضوا عن الوصیة قال إنه یضرب

هذا المثل للرجل الموثوق به و معناه إن الذین یحتاجون أن یوصوا بحوائج إخوانهم هم الذین یسهون عنها لقلة عنایتهم و أنت غیر غافل و لا ساه عن حاجتی.

و قوله فارحبوا أی وسعوا و الرحب السعة و الروح الراحة و قوله فی الشعر و رب غیل فالغیل الساعد الممتلئ و المعصم موضع السوار من الید.

و من المعمرین زهیر بن جناب بن عبد اللّٰه بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زید اللات بن رفیدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن ألحاف بن قضاعة بن ملك بن عمرو بن مرة بن زید بن مالك بن حمیر.

قال أبو حاتم عاش زهیر بن جناب مائتی سنة و عشرین سنة و واقع مائتی وقعة و كان سیدا مطاعا شریفا فی قومه و یقال كانت فیه عشر خصال لم یجتمعن فی غیره من أهل زمانه كان سید قومه و شریفهم و خطیبهم و شاعرهم و وافدهم إلی الملوك و طبیبهم و الطب فی ذلك الزمان شرف و حازی قومه و الحزاة الكهان و كان فارس قومه و له البیت فیهم و العدد منهم فأوصی بنیه فقال یا بنی إنی قد كبرت سنی و بلغت حرسا من دهری فأحكمتنی التجارب و الأمور تجربة و اختبار فاحفظوا عنی ما أقول و عوا إیاكم و الخور عند المصائب و التواكل عند النوائب فإن ذلك داعیة للغم و شماتة للعدو و سوء ظن بالرب و إیاكم أن تكونوا بالأحداث مغترین و لها آمنین و منها ساخرین فإنه ما سخر قوم قط إلا ابتلوا و لكن توقعوها فإنما الإنسان فی الدنیا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه و مجاوز موضعه و واقع عن یمینه و شماله و لا بد أنه یصیبه.

ص: 267

قوله حرسا من دهری یرید دهرا و الحرس الدهر(1) قال الراجز فی سنبة عشنا بذاك حرسا فالسنبة المدة من الدهر و التواكل أن یكل القوم أمرهم إلی غیرهم من قولهم رجل وكل إذا كان لا یكفی نفسه و یكل أمره إلی غیره و یقال رجل وكله تكله و الغرض كلما نصبته للرمی و تعاوره أی تداوله.

قال المرتضی رحمه اللّٰه و قد أتی لابن الرومی معنی قول زهیر بن جناب الإنسان فی الدنیا غرض تعاوره الرماة فمقصر دونه و مجاوز له و واقع عن یمینه و شماله ثم لا بد أن یصیبه فی أبیات له فأحسن فیها كل الإحسان و الأبیات لابن الرومی:

كفی بسراج الشیب فی الرأس هادیا***لمن قد أضلته المنایا لیالیا

أ من بعد إبداء المشیب مقاتلی***لرامی المنایا تحسبینی راجیا

غدا الدهر یرمینی فتدنو سهامه***لشخصی أخلق أن یصبن سوادیا

و كان كرامی اللیل یرمی و لا یری***فلما أضاء الشیب شخصی رمانیا

أما البیت الأخیر فإنه أبدع فیه و غرب و ما علمت أنه سبق إلی معناه لأنه جعل الشباب كاللیل الساتر علی الإنسان الحاجز بینه و بین من أراد رمیه لظلمته و الشیب مبدیا لمقاتله هادیا إلی إصابته لضوئه و بیاضه و هذا فی نهایة حسن المعنی و أراد بقوله رمانی أصابنی و مثله قول الشاعر:

فلما رمی شخصی رمیت سواده***و لا بد أن یرمی سواد الذی یرمی

و كان زهیر بن جناب علی عهد كلیب وائل و لم یك فی العرب أنطق من زهیر و لا أوجه عند الملوك و كان لسداد رأیه یسمی كاهنا و لم تجتمع قضاعة إلا علیه و علی رزاح بن ربیعة و سمع زهیر بعض نسائه تتكلم بما لا ینبغی لامرأة أن تتكلم به عند زوجها فنهاها فقالت له اسكت عنی و إلا ضربتك بهذا العمود فو اللّٰه ما كنت أراك تسمع شیئا و لا تعقله فقال عند ذلك:

ألا یا لقوم لا أری النجم طالعا***و لا الشمس إلا حاجبی بیمینی

معزبتی عند القفا بعمودها***یكون نكیری أن أقول: ذرینی

ص: 268


1- 1. فی المصدر المطبوع: یرید طویلا منه و الحرس من الدهر: الطویل. راجع ج 1 ص 239.

أمینا علی سر النساء و ربما***أكون علی الأسرار غیر أمین

فللموت خیر من حداج موطأ***مع الظعن لا یأتی المحل لحینی

و هو القائل:

أ بنی إن أهلك فقد أورثتكم مجدا بنیه***و تركتكم أبناء سادات زنادكم وریه

من كل ما نال الفتی قد نلته إلا التحیه***و لقد رحلت البازل الكوماء لیس لها ولیه

و خطبت خطبة حازم غیر الضعیف و لا العییه***و الموت خیر للفتی فلیهلكن و به بقیة

من أن یری الشیخ البجال و قد یهادی بالعشیه

و هو القائل:

لیت شعری و الدهر ذو حدثان***أی حین منیتی تلقانی

أ سبات علی الفراش خفات***أم بكفی مفجع حران

و قال حین مضت له مائتا سنة من عمره.

لقد عمرت حتی ما أبالی***أ حتفی فی صباحی أو مسائی

و حق لمن أتت مائتان عاما***علیه أن یمل من الثواء

قوله معزبتی یعنی امرأته یقال معزبة الرجل و طلته و حنته كل ذلك امرأته و قوله أمینا علی سر النساء فالسر خلاف العلانیة و السر أیضا النكاح قال الحطیئة:

و یحرم سر جارهم علیهم***و یأخذ(1) جارهم أنف القصاع

و قال إمرؤ القیس:

أ لا زعمت بسباسة الیوم أننی***كبرت و أن لا یحسن السر أمثالی

و كلام زهیر یحتمل الوجهین جمیعا لأنه إذا كبر و هرم لم تتهیبه النساء أن یتحدثن بحضرته بأسرارهن تهاونا و تعویلا علی ثقل سمعه و كذلك هرمه و كبره یوجبان كونه أمینا علی نكاح النساء لعجزه عنه و قوله حداج موطأ الحداج مركب من مراكب النساء و الجمع أحداج و حدوج و الظعن و الأظعان

ص: 269


1- 1. فی المصدر: و یأكل.

الهوادج و الظعینة المرأة فی الهودج و لا تسمی ظعینة حتی تكون فی هودج و الجمع ظعائن و إنما أخبر عن هرمه و أن موته خیر من كونه مع الظعن فی جملة النساء و قوله زنادكم وریه الزناد جمع زند و زندة و هما عودان یتقدح بهما النار و فی أحدهما فروض و هی ثقب فالتی فیها الفروض هی الأنثی و الذی یقدح بطرفه هو الذكر و یسمی الزند الأب و الزندة الأم و كنی بزنادكم وریة عن بلوغهم مآربهم تقول العرب وریت بك زنادی أی نلت بك ما أحب من النجح و النجاة و یقال للرجل الكریم واری الزناد.

فأما التحیة فهی الملك فكأنه قال من كل ما نال الفتی قد نلته إلا الملك و قیل التحیة هاهنا الخلود و البقاء و البازل الناقة التی قد بلغت تسع سنین و هی أشد ما تكون و لفظ البازل فی الناقة و الجمل سواء و الكوماء العظیمة السنام و الولیة برذعة تطرح علی ظهر البعیر تلی جلده و البجال الذی یبجله قومه و یعظمونه و معنی یهادی بالعشیة أی تماشیه الرجال فیسندونه لضعفه و

التهادی المشی الضعیف و قوله أ سبات فالسبات سكون الحركة و رجل مسبوت و الخفات الضعف یقال خفت الرجل إذا أصابه ضعف من مرض أو جوع و المفجع الذی قد فجع بولد له أو قرابة و الحران العطشان الملتهب و هو هاهنا المحترق علی قتلاه.

و مما یروی لزهیر بن جناب:

إذا ما شئت أن تسلی خلیلا***فأكثر دونه عدد اللیالی

فما سلی حبیبك مثل نأی***و لا بلی جدیدك كابتذال

و من المعمرین ذو الإصبع العدوانی و اسمه حرثان بن محرث بن الحارث بن ربیعة بن وهب بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عتاب بن یشكر بن عدوان و هو الحارث بن عمیر بن قیس بن عیلان بن مضر و إنما سمی الحارث عدوان لأنه عدا علی أخیه فهم فقتله (1) و قیل بل فقأ عینیه و قیل إن اسم ذی الإصبع محرث بن حرثان و قیل حرثان بن حویرث و قیل حرثان بن حارثة و یكنی أبا عدوان

ص: 270


1- 1. فی المصدر المطبوع بمصر« فهمّ بقتله» و هو تصحیف غریب راجع القاموس.

و سبب لقبه بذی الإصبع أن حیة نهشته علی إصبعه فشلت فسمی بذلك و یقال إنه عاش مائة و سبعین سنة و قال أبو حاتم عاش ثلاثمائة سنة و هو أحد حكام العرب فی الجاهلیة و ذكر الجاحظ أنه كان أثرم و روی عنه:

لا یبعدن عهد الشباب و لا***لذاته و نباته النضر

لو لا أولئك ما حفلت متی***عولیت فی حرجی إلی قبری

هزئت أثیلة إن رأت هرمی***و أن انحنی لتقادم ظهری

و كان لذی الإصبع بنات أربع فعرض علیهن التزویج فأبین و قلن خدمتك و قربك أحب إلینا فأشرف علیهن یوما من حیث لا یرینه فقلن لتقل كل واحدة منا ما فی نفسها فقالت الكبری:

ألا هل أراها لیلة و ضجیعها***أشم كنصل السیف غیر مهند

علیم بأدواء النساء و أصله***إذا ما انتمی من سر أهلی و محتدی

و یروی عین مهند و یروی من سر أصلی و محتدی فقلن لها أنت تریدین ذا قرابة قد عرفته و قالت الثانیة:

ألا لیت زوجی من أناس أولی عدی***حدیث الشباب طیب الثوب و العطر

لصوق بأكباد النساء كأنه***خلیفة جان لا ینام علی وتر

و یروی أولی غنی و یروی لا ینام علی هجری فقلن لها أنت تریدین فتی لیس من أهلك ثم قالت الثالثة :

ألا لیته یكسی الجمال ندیه***له جفنة تشقی بها المعز و الجزر

له حكمات الدهر من غیر كبرة***تشین فلا فان و لا ضرع غمر

فقلن لها أنت تریدین سیدا شریفا و قلن للرابعة قولی فقالت لا أقول شیئا فقلن لها یا عدوة اللّٰه علمت ما فی أنفسنا و لا تعلمیننا ما فی نفسك فقالت زوج من عود خیر من قعود فمضت مثلا فزوجهن أربعهن و تركهن حولا.

ثم أتی الكبری فقال یا بنیة كیف ترین زوجك فقالت خیر زوج یكرم الحلیلة و یعطی الوسیلة قال فما مالكم قالت خیر مال الإبل نشرب ألبانها

ص: 271

جرعا و یروی جزعا بالزای معجمة و نأكل لحمانها مزعا و تحملنا و ضعفتنا معا فقال یا بنیة زوج كریم و مال عمیم.

ثم أتی الثانیة فقال یا بنیة كیف زوجك فقال خیر زوج یكرم أهله و ینسی فضله قال و ما مالكم قالت البقر تألف الفناء و تملأ الإناء و تودك السقاء و نساء مع النساء فقال لها خظیت و بظیت.

ثم أتی الثالثة فقال یا بنیة كیف زوجك فقالت لا سمح بذر و لا بخیل حكر قال فما مالكم قالت المعزی قال و ما هی قالت لو كنا نولدها فطما و نسلخها أدما و یروی أدما بالفتح لم نبغ بها نعما فقال لها حذوة مغنیة و یروی حذوی مغنیة.

ثم أتی الصغری فقال یا بنیة كیف زوجك قالت شر زوج یكرم نفسه و یهین عرسه قال فما مالكم قالت شر مال قال و ما هو قالت الضأن جوف لا یشبعن و هیم لا ینقعن و صم لا یسمعن و أمر مغویتهن یتبعن فقال أبوها أشبه امرئ بعض بزه فمضت مثلا.

أما قول إحدی بناته فی الشعر أشم فالشمم هو ارتفاع أرنبة الأنف و ورودها یقال رجل أشم و امرأة شماء و قوم شم قال حسان:

بیض الوجوه كریمة أنسابهم***شم الأنوف من الطراز الأول

فالشمم الارتفاع فی كل شی ء فیحتمل أن یكون أراد حسان بشم الأنوف ما ذكرناه من ورود الأرنبة لأن ذلك عندهم دلیل العتق و النجابة و یجوز أن یكون أراد بذلك الكنایة عن نزاهتهم و تباعدهم عن دنایا الأمور و رذائلها و خص الأنوف بذلك لأن الحمیة

و الغضب و الأنفة فیها و لم یرد طول أنفهم و هذا أشبه أن یكون مراده لأنه قال فی أول البیت بیض الوجوه و لم یرد بیاض اللون فی الحقیقة و إنما كنی بذلك عن نقاء أعراضهم و جمیل أخلاقهم و أفعالهم كما یقال جاءنی فلان بوجه أبیض و قد بیض فلان وجهه بكذا و كذا و إنما یعنی ما ذكرناه.

ص: 272

و قول المرأة أشم كنصل السیف یحتمل الوجهین أیضا و معنی قول حسان من الطراز الأول أی أن أفعالهم أفعال آبائهم و سلفهم فإنهم لم یحدثوا أخلاقا مذمومة لا تشبه نجارهم و أصولهم.

و قولها عین مهند أی هو المهند بعینه كما یقال هو هذا بعینه و عین الشی ء نفسه و علی الروایة الأخری غیر مهند أی لیس هو السیف المنسوب إلی الهند فی الحقیقة و إنما هو مشبه به فی مضائه.

و قولها من سر أهلی أی من أكرمهم و أخلصهم یقال فلان فی سر قومه أی فی صمیمهم و شرفهم و سر الوادی أطیبه ترابا و المحتد الأصل.

و قول الثانیة أولی عدی فإنما معناه أن یكون لهم أعداء لأن من لا عدو له هو الفسل الرذل الذی لا خیر عنده و الكریم الفاضل من الناس هو المحسد المعادی.

و قولها لصوق بأكباد النساء تعنی فی المضاجعة و یحتمل أن تكون أرادت فی المحبة و المودة و كنت بذلك عن شدة محبتهن له و میلهن إلیه و هو أشبه.

و قولها كأنه خلیفة جان أی كأنه حیة للصوقه و الجان جنس من الحیات فخففت لضرورة الشعر.

و قول الثالثة یكسی الجمال ندیه فالندی هو المجلس.

و قولها له حكمات الدهر تقول قد أحكمته التجارب و جعلته حكیما فأما الضرع فهو الضعیف و الغمر الذی لم یجرب الأمور.

و قول الكبری یكرم الحلیلة و یعطی الوسیلة فالحلیلة هی امرأة الرجل و الوسیلة الحاجة.

و قولها نشرب ألبانها جزعا فالجزع جمع جزعة و هی القلیل من الماء یبقی فی الإناء.

و قوله مزعا فالمزعة البقیة من دسم و یقال ما له جزعة و لا مزعة كذا ذكر ابن درید بالضم فی جزعة و وجدت غیره یكسرها و یقول جزعة و إذا كسرت فینبغی أن یكون نشرب ألبانها جزعا و تكسر المزعة أیضا لیزدوج الكلام فیقول:

ص: 273

و نأكل لحمانها مزعا فإن المزعة بالكسر هی القطعة من الشحم و المزعة بالكسر أیضا من الریش و القطن و غیر ذلك كالمزقة من الخرق.

و التمزیع التقطیع و التشقیق یقال إنه یكاد یتمزع من الغیظ و مزع الظبی فی عدوه یمزع مزعا إذا أسرع و قوله مال عمیم أی كثیر.

و قول الثانیة تودك السقاء من الودك الذی هو الدسم.

و قول الثالثة نولدها فطما فالفطم جمع فطیم و هو المفطوم من الرضاع.

و قولها نسلخها أدما فالأدم جمع إدام و هو الذی یؤكل تقول لو أنا فطمناها عند الولادة و سلخناها للأدم من الحاجة لم نبغ بها نعما و علی الروایة الأخری أدما من الأدیم و قوله حذوة مغنیة فالحذوة القطعة.

و قول الصغری جوف لا یشبعن فالجوف جمع جوفاء و هی العظیمة الجوف و الهیم العطاش و لا ینقعن أی لا یروین و معنی قولها و أمر مغویتهن یتبعن أی القطیع من الضأن یمر علی قنطرة فتزل واحدة فتقع فی الماء فیقعن كلهن اتباعا لها و الضأن یوصف بالبلادة أخبرنا أبو الحسین علی بن محمد الكاتب قال حدثنا ابن درید قال حدثنا أبو حاتم عن أبی عبیدة عن یونس قال ابن درید و أخبرنا به العكلی عن ابن أبی خالد عن الهیثم بن عدی عن مسعر بن كدام قال حدثنا سعید بن خالد الجدلی قال لما قدم عبد الملك بن مروان الكوفة بعد قتل مصعب دعا الناس علی فرائضهم فأتیناه فقال من القوم قلنا جدیلة قال جدیلة عدوان قلنا نعم فتمثل عبد الملك:

عذیر الحی من عدوان كانوا حیة الأرض

بغی بعضهم بعضا فلم یرعوا علی بعض

و منهم كانت السادات و الموفون بالفرض

و منهم حكم یقضی فلا ینقض ما یقضی

ص: 274

و منهم من یحیل الناس بالسنة و الفرض.(1)

ثم أقبل علی رجل كنا قدمناه أمامنا جسیم وسیم فقال أیكم یقول هذا الشعر فقال لا أدری فقلت أنا من خلفه یقوله ذو الإصبع فتركنی و أقبل علی ذلك الجسیم و قال ما كان اسم ذی الإصبع فقال لا أدری فقلت أنا من خلفه حرثان فأقبل علیه و تركنی فقال لم سمی ذا الإصبع فقال لا أدری فقلت أنا من خلفه نهشته حیة علی إصبعه فأقبل علیه و تركنی فقال من أیكم كان قال لا أدری فقلت أنا من خلفه من بنی ناج فأقبل علی الجسیم فقال كم عطاؤك قال سبعمائة درهم ثم أقبل علی فقال كم عطاؤك

فقلت أربعمائة فقال یا ابن الزعیزعة حط من عطاء هذا ثلاث مائة و زدها فی عطاء هذا فرحت و عطائی سبعمائة و عطاؤه أربعمائة.

و فی روایة أخری أنه لما قال له من أیكم كان قال لا أدری فقلت أنا من خلفه من بنی ناج الذین یقول فیهم الشاعر:

و أما بنو ناج فلا تذكرنهم***و لا تتبعن عینیك من كان هالكا

إذا قلت معروفا لتصلح بینهم***یقول وهیب لا أسالم ذلكا

و یروی لا أحاول ذلكا:

فأضحی كظهر العود جب سنامه***یدب إلی الأعداء أحدب باركا

و یروی:

فأضحی كظهر العودجب سنامه***تحوم علیه الطیر أحدب باركا

و قد رویت هذه الأبیات لذی الإصبع أیضا و من أبیات ذی الإصبع السائرة قوله:

أكاشر ذا الضغن المبین عنهم***و أضحك حتی یبدو الناب أجمع

ص: 275


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 1 ص 250« و منهم من یجیز» و نقل فی الهامش عن أبی الفرج قال: قوله« و منهم من یجیز الناس» فان إجازة الحجّ كانت لخزاعة فأخذتها منهم عدوان.

و أهدنه بالقول هدنا و لو یری***سریرة ما أخفی لبات یفزع

و معنی أهدنه أسكنه و من قوله أیضا:

إذا ما الدهر جر علی أناس***شراشره أناخ بآخرینا

فقل للشامتین بنا أفیقوا***سیلقی الشامتون كما لقینا

و معنی الشراشر هاهنا الثقل یقال ألقی علی شراشره و جرامیزه أی ثقله و من قوله أیضا:

ذهب الذین إذا رأونی مقبلا***هشوا إلی و رحبوا بالمقبل

و هم الذین إذا حملت حمالة***و لقیتهم فكأننی لم أحمل

و من قوله و هی مشهورة:

لی ابن عم علی ما كان من خلق***مختلفان فأقلیه و یقلینی

أزری بنا أننا شالت نعامتنا***فخالنی دونه و خلته دونی

لاه ابن عمك لا أفضلت فی نسب***عنی و لا أنت دیانی فتخزونی

إنی لعمرك ما بابی بذی غلق***عن الصدیق و لا خیری بممنون

و لا لسانی علی الأدنی بمنطلق***بالفاحشات و لا أغضی علی الهون

ما ذا علی و إن كنتم ذوی رحمی***ألا أحبكم إن لم تحبونی

یا عمرو إلا تدع شتمی و منقصتی***أضربك حیث تقول الهامة اسقونی

و أنتم معشر زید علی مائة***فأجمعوا أمركم طرا فكیدونی

لا یخرج القسر منی غیر مأبیة***و لا ألین لمن لا یبتغی لینی

قوله شالت نعامتنا معناه تنافرنا فضرب النعام مثلا أی لا أطمئن إلیه و لا یطمئن إلی یقال شالت نعامة القوم إذا أجلوا عن الموضع و قوله لاه ابن عمك قال قوم أراد لله ابن عمك و قال ابن درید أقسم و أراد اللّٰه ابن عمك و قوله عنی أی علی و الدیان الذی یلی أمره و معنی فتخزونی أی تسوسنی و الهون الهوان.

و قوله أضربك حیث تقول الهامة اسقونی قال الأصمعی العطش فی الهامة فأراد أضربك فی ذلك الموضع أی علی الهامة بحیث تعطش و قال آخرون العرب

ص: 276

تقول إن الرجل إذا قتل خرجت من رأسه هامة تدور حول قبره و تقول اسقونی اسقونی فلا تزال كذلك حتی یؤخذ بثأره و هذا باطل و یجوز أن یعنیه ذو الإصبع علی مذاهب العرب.

و قوله لا یخرج القسر منی غیر مأبیة فالقسر القهر أی إن أخذت قسرا لم أزدد إلا إباء.

و من المعمرین معدیكرب الحمیری من آل ذی رعین قال ابن سلام و قال معدیكرب الحمیری و قد طال عمره:

أرانی كلما أفنیت یوما***أتانی بعده یوم جدید

یعود ضیاؤه فی كل فجر***و یأبی لی شبابی لا یعود

و من المعمرین الربیع بن ضبع الفزاری یقال إنه بقی إلی أیام بنی أمیة و یروی أنه دخل علی عبد الملك بن مروان فقال له یا ربیع أخبرنی عما أدركت من العمر و المدی و رأیت من الخطوب الماضیة و ساق الحدیث إلی آخر ما مر فی روایة الصدوق رحمه اللّٰه و فیه لقد طاربك (1)

جد غیر عاثر و عطاء جذم و مقری ضخم ثم قال رضی اللّٰه عنه إن كان هذا الخبر صحیحا فیشبه أن یكون سؤال عبد الملك له إنما كان فی أیام معاویة لا فی ولایته لأن الربیع یقول فی الخبر عشت فی الإسلام ستین سنة و عبد الملك ولی فی سنة خمس و ستین من الهجرة فإن كان صحیحا فلا بد مما ذكرناه.

و قد روی أن الربیع أدرك أیام معاویة و یقال إن الربیع لما بلغ مائتی سنة قال:

ألا بلغ بنی بنی ربیع***فأشرار البنین لكم فداء

بأنی قد كبرت و دق عظمی***فلا تشغلكم عنی النساء

و إن كنائنی لنساء صدق***و ما آلی بنی و لا أساءوا

إذا كان الشتاء فأدفئونی***فإن الشیخ یهدمه الشتاء

ص: 277


1- 1. فی المصدر المطبوع بمصر ج 1 ص 254:« لقد طالبك».

و أما حین یذهب كل قر***فسربال خفیف أو رداء

إذا عاش الفتی مائتین عاما***فقد ذهب اللذاذة و الفتاء

و قال حین بلغ مائتین و أربعین سنة:

أصبح عنی الشباب قد حسرا***إن بان عنی فقد ثوی عصرا

ودعنا قبل أن نودعه***لما قضی من جماعنا وطرا

ها أنا ذا آمل الخلود و قد***أدرك سنی و مولدی حجرا

أنا إمرؤ القیس هل سمعت به***هیهات هیهات طال ذا عمرا

أصبحت لا أحمل السلاح و لا***أملك رأس البعیر إن نفرا

و الذئب أخشاه إن مررت به***وحدی و أخشی الریاح و المطرا

من بعد ما قوة أنوء بها***أصبحت شیخا أعالج الكبرا

قوله عطاء جذم أی سریع و كل شی ء أسرعت فیه فقد جذمته و فی الحدیث إذا أذنت فرتل و إذا أقمت فأجذم أی أسرع و المقری الإناء الذی یقری فیه و قوله ما آلی بنی و لا أساءوا أی لم یقصروا و الآلی المقصر.

و من المعمرین أبو الطمحان القینی و اسمه حنظلة بن الشرقی من بنی كنانة بن القین قال أبو حاتم عاش أبو الطمحان القینی مائتی سنة و قال فی ذلك:

حنتنی حانیات الدهر حتی***كأنی خاتل یدنو لصید

قصیر الخطب یحسب من رآنی***و لست مقیدا أنی بقید

و یروی قریب الخطو قال أبو حاتم السجستانی حدثنی عدة من أصحابنا أنهم سمعوا یونس بن حبیب ینشد هذین البیتین و ینشد أیضا:

تقارب خطو رجلك یا دوید***و قیدك الزمان بشر قید

و هو القائل:

و إنی من القوم الذین هم هم***إذا مات منهم سید قام صاحبه

نجوم سماء كلما غاب كوكب***بدا كوكب تأوی إلیه كواكبه

أضاءت لهم أحسابهم و وجوههم***دجی اللیل حتی نظم الجزع ثاقبه

ص: 278

و ما زال منهم حیث كان مسود***تسیر المنایا حیث سارت كتائبه

و معنی البیتین الأولین یشبه قول أوس بن حجر:

إذا مقرم منا ذرا حد نابه***تخمط فینا ناب آخر مقرم

و لطفیل الغنوی مثل هذا المعنی و هو قوله:

كواكب دجن كلما انقض كوكب***بدا و انجلت عنه الدجنة كوكب

و قد أخذ الخزیمی هذا المعنی فقال:

إذا قمر منا تغور أو خبا***بدا قمر فی جانب الأفق یلمع

و مثل ذلك:

خلافة أهل الأرض فینا وراثة***إذا مات منا سید قام صاحبه

و مثله:

إذا سید منا مضی لسبیله***أقام عمود الملك آخر سید

و كان مزاحما العقیلی نظر إلی قول أبی الطمحان أضاءت لهم أحسابهم و وجوههم فی قوله و قد أحسن:

وجوه لو أن المدلجین اعتشوا بها***صد عن الدجی حتی تری اللیل ینجلی

و یقارب ذلك قول حجیة بن المضرب السعیدی (1)

أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت***لنورهم الشمس المضیئة و البدر

و أنشد محمد بن یحیی الصولی فی معنی بیتی أبی الطمحان:

من البیض الوجوه بنی سنان***لو أنك تستضی ء بهم أضاءوا

هم حلوا من الشرف المعلی***و من كرم العشیرة حیث شاءوا

فلو أن السماء دنت لمجد***و مكرمة دنت لهم السماء

و أبو الطمحان القائل (2)

ص: 279


1- 1. فی المصدر المطبوع بمصر:« الكندی».
2- 2. فی النسخة المطبوعة من البحار هناك تقدیم و تأخیر و هو سهو. و الصحیح ما أثبتناه عرضا علی المصدر.

إذا كان فی صدر ابن عمك إحنة***فلا تستثرها سوف یبدو دفینها

و هو القائل:

إذا شاء ماعیها استقی من وقیعة***كعین العذاب صفوها لم یكدر.(1)

و الوقیعة المستنقع فی الصخرة للماء و یقال للماء إذ أزل عن صخرة فوقع فی بطن أخری فهو ماء الوقائع و أنشدوا لذی الرمة:

و نلنا سقاطا من حدیث كأنه***جنی النحل ممزوجا بماء الوقائع

و یقال للماء الذی یجری علی الصخرة ماء الحشرج و للماء الذی یجری بین الحصا و الرمل ماء المفاصل و أنشدوا لأبی ذؤیب:

مطافیل أبكار حدیث نتاجها***تشاب بماء مثل ماء المفاصل

و أنشد أبو محلم السعدی لأبی الطمحان:

بنی إذا ما سامك الذل قاهر***عزیز فبعض الذل أتقی و أحرز

و لا تحرمن بعض الأمور تعززا***فقد یورث الذل الطویل التعزز.(2)

و هذان البیتان یرویان لعبد اللّٰه بن معاویة الجعفری و روی لأبی الطمحان أیضا فی هذا المعنی:

یا رب مظلمة یوما لطئت لها***تمضی علی إذا ما غاب أنصاری

حتی إذا ما انجلت عنی غیابتها***وثبت فیها وثوب المخدر الضاری

و من المعمرین عبد المسیح بن بقیلة الغسانی و هو عبد المسیح بن عمرو بن قیس بن حیان بن بقیلة و بقیلة اسمه ثعلبة و قیل الحارث و إنما سمی بقیلة لأنه خرج علی قومه فی بردین أخضرین فقالوا له ما أنت إلا بقیلة فسمی بذلك.

و ذكر الكلبی و أبو مخنف و غیرهما أنه عاش ثلاث مائة و خمسین سنة و أدرك الإسلام فلم یسلم و كان نصرانیا

ص: 280


1- 1. فی المصدر: اذا شاء راعیها استقی من وقیعة ***كعین الغراب صفوها لم یكدر و عین الغراب: یضرب بها المثل فی الصفاء.
2- 2. فی المصدر: و لا تحم.

و روی أن خالد بن الولید لما نزل علی الحیرة و تحصن منه أهلها أرسل إلیهم ابعثوا إلی رجلا من عقلائكم و ذوی أنسابكم فبعثوا إلیه عبد المسیح بن بقیلة فأقبل یمشی حتی دنا من خالد فقال له أنعم صباحا أیها الملك قال قد أغنانا اللّٰه عن تحیتك هذه فمن أین أقصی أثرك أیها الشیخ قال من ظهر أبی قال فمن أین خرجت قال من بطن أمی قال فعلام أنت قال علی الأرض قال ففیم أنت قال فی ثیابی قال أ تعقل لا عقلت قال إی و اللّٰه و أقید قال ابن كم أنت قال ابن رجل واحد.

قال خالد ما رأیت كالیوم قط إنی أسأله عن الشی ء و ینحو فی غیره قال ما أجبتك إلا عما سألت فسل عما بدا لك قال أ عرب أنتم أم نبیط قال عرب استنبطنا و نبیط استعربنا قال أ فحرب أنتم أم سلم قال بل سلم قال فما هذه الحصون قال بنیناها لسفیه نحذر منه حتی یجی ء الحلیم ینهاه قال كم أتی لك قال خمسون و ثلاث مائة سنة قال فما أدركت قال أدركت سفن البحر ترفأ إلینا فی هذا الجرف و رأیت المرأة من أهل الحیرة تخرج و تضع مكتلها علی رأسها لا تزود إلا رغیفا واحدا حتی تأتی الشام ثم قد أصبحت الیوم خرابا یبابا و ذلك دأب اللّٰه فی العباد و البلاد.

قال و معه سم ساعة یقلبه فی كفه فقال له خالد ما هذا فی كفك قال هذا السم قال و ما تصنع به قال إن كان عندك ما یوافق قومی و أهل بلدی حمدت اللّٰه تعالی و قبلته و إن كانت الأخری لم أكن أول من ساق إلیهم ذلا و بلاء أشربه و أستریح من الحیاة فإنما بقی من عمری الیسیر قال خالد هاته فأخذه ثم قال بسم اللّٰه و باللّٰه رب الأرض و السماء الذی لا یضر مع اسمه شی ء ثم أكله فتجللته غشیة ثم ضرب بذقنه فی صدره طویلا ثم عرق و أفاق كأنما نشط من عقال.

فرجع ابن بقیلة إلی قومه فقال قد جئتكم من عند شیطان أكل سم ساعة فلم یضره صانعوا القوم و أخرجوهم عنكم فإن هذا أمر مصنوع لهم فصالحوهم علی مائة ألف درهم و أنشأ ابن بقیلة یقول:

ص: 281

أبعد المنذرین أری سواما***تروح بالخورنق و السدیر

تحاماه فوارس كل قوم***مخافة ضیغم عالی الزئیر

و صرنا بعد هلك أبی قبیس***كمثل الشاء فی الیوم المطیر

یرید أبا قابوس فصغره و یروی كمثل المعز:

تقسمنا القبائل من معد***علانیة كأیسار الجزور

نؤدی الخرج بعد خراج كسری***و خرج من قریظة و النضیر

كذاك الدهر دولته سجال***فیوم من مساة أو سرور

و یقال إن عبد المسیح لما بنی بالحیرة قصره المعروف بقصر بنی بقیلة قال:

لقد بنیت للحدثان حصنا***لو أن المرء تنفعه الحصون

طویل الرأس أقعس مشمخرا***لأنواع الریاح به حنین

و مما یروی لعبد المسیح بن بقیلة:

و الناس أبناء علات فمن علموا***أن قد أقل فمجفو و محقور

و هم بنون لأم إن رأوا نشبا***فذاك بالغیب محفوظ و مخفور

و هذا یشبه قول أوس بن حجر:

بنی أم ذی المال الكثیر یرونه***و إن كان عبدا سید الأمر جحفلا

و هم لقلیل المال أولاد علة***و إن كان محضا فی العمومة مخولا

و ذكر أن بعض مشایخ أهل الحیرة خرج إلی ظهرها یختط دیرا فلما حفر موضع الأساس و أمعن فی الاحتفار أصاب كهیئة البیت فدخله فإذا رجل علی سریر من زجاج و عند رأسه كتابة أنا عبد المسیح بن بقیلة:

حلبت الدهر أشطره حیاتی***و نلت من المنی بلغ المزید

و كافحت الأمور و كافحتنی***و لم أحفل بمعضلة كئود

و كدت أنال فی الشرف الثریا***و لكن لا سبیل إلی الخلود

و من المعمرین النابغة الجعدی و اسمه قیس بن كعب بن عبد اللّٰه بن عامر(1)

ص: 282


1- 1. فی المصدر المطبوع بمصر: قیس بن عبد اللّٰه بن عدس بن ربیعة.

بن ربیعة بن جعدة بن كعب بن ربیعة بن عامر بن صعصعة و یكنی أبا لیلی.

و روی أبو حاتم السجستانی قال كان النابغة الجعدی أسن من النابغة الذبیانی و الدلیل علی ذلك قوله:

تذكرت و الذكری تهیج علی الهوی***و من حاجة المحزون أن یتذكرا

ندامای عند المنذر بن محرق***أری الیوم منهم ظاهر الأرض مقفرا

كهول و شبان كان وجوههم***دنانیر مما شیف فی أرض قیصرا

فهذا یدل علی أنه كان مع المنذر بن محرق و النابغة الذبیانی كان مع النعمان بن المنذر بن محرق.

و قوله شیف یعنی جلی و المشوف المجلو و یقال إن النابغة غبر ثلاثین سنة لا یتكلم ثم تكلم بالشعر و مات و هو ابن عشرین و مائة سنة بأصبهان و كان دیوانه بها و هو الذی یقول:

فمن یك سائلا عنی فإنی***من الفتیان أیام الخنان

و أیام الخنان أیام كانت للعرب قدیمة هاج بها فیهم مرض فی أنوفهم و حلوقهم

مضت مائة لعام ولدت فیه***و عشر بعد ذاك و حجتان

فأبقی الدهر و الأیام منی***كما أبقی من السیف الیمانی

تفلل و هو مأثور جراز***إذا جمعت بقائمة الیدان

و قال أیضا فی طول عمره:

لبست أناسا فأفنیتهم***و أفنیت بعد أناس أناسا

ثلاثة أهلین أفنیتهم***و كان الإله هو المستاسا

معنی المستاس المستعاض و روی عن هشام بن محمد الكلبی أنه عاش مائة و ثمانین سنة و روی ابن درید عن أبی حاتم فی موضع آخر أن النابغة الجعدی عاش مائتی سنة و أدرك الإسلام و روی له:

قالت أمامة كم عمرت زمانة***و ذبحت من عتر علی الأوثان

العتیرة شاة تذبح لأصنامهم فی رجب فی الجاهلیة:

ص: 283

و لقد شهدت عكاظ قبل محلها فیها***و كنت أعد مل فتیان

و المنذر بن محرق فی ملكه***و شهدت یوم هجائن النعمان

و عمرت حتی جاء أحمد بالهدی***و قوارع تتلی من القرآن

و لبست مل إسلام ثوبا واسعا***من سیب لا حرم و لا منان

و له أیضا فی طول عمره:

المرء یهوی أن یعیش و طول عیش ما یضره***تفنی بشاشته و یبقی بعد حلو العیش مرة

و تتابع الأیام حتی لا یری شیئا یسره***كم شامت بی إن هلكت و قائل لله دره

وَ رُوِیَ أَنَّ النَّابِغَةَ الْجَعْدِیَّ كَانَ یَفْتَخِرُ وَ یَقُولُ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْشَدْتُهُ:

بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَ جُدُودُنَا***وَ إِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَراً

فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْنَ الْمَظْهَرُ یَا أَبَا لَیْلَی فَقُلْتُ الْجَنَّةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَجَلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أَنْشَدْتُهُ:

فَلَا خَیْرَ فِی حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ***بَوَادِرُ تَحْمِی صَفْوُهُ أَنْ یُكَدَّرَا

وَ لَا خَیْرَ فِی جَهْلٍ إِذَا لَمْ یَكُنْ لَهُ***حَلِیمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا

فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُفَضِّضُ اللَّهُ فَاكَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی لَا یُفَضَّضُ فُوكَ.

فیقال إن النابغة عاش عشرین و مائة سنة لم تسقط له سن و لا ضرس و فی روایة أخری عن بعضهم قال رأیته و قد بلغ الثمانین ترف غروبه و كانت كلما سقطت له ثنیة نبتت له أخری مكانها و هو من أحسن الناس ثغرا.

معنی ترف أی تبرق و كان الماء یقطر منها.

قال المرتضی رحمه اللّٰه و مما یشاكل قوله إلی الجنة فی جواب قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله أین المظهر یا أبا لیلی و إن كان یتضمن العكس من معناه ما روی من دخول الأخطل علی عبد الملك مستغیثا من فعل الجحاف السلمی و أنه أنشده:

لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة***إلی اللّٰه منها المشتكی و المعول

ص: 284

فإن لم تغیرها قریش بحلمها***یكن من قریش مستماز و مزحل

فقال عبد الملك له إلی أین یا ابن اللخناء قال إلی النار قال لو قلت غیرها قطعت لسانك.

فقوله إلی النار تخلص ملیح علی البدیهة كما تخلص الجعدی بقوله إلی الجنة و أول قصیدة الجعدی التی ذكرنا منها الأبیات:

خلیلی غضا ساعة و تهجرا***و لوما علی ما أحدث الدهر أو ذرا

و لا تسألا إن الحیاة قصیرة***فطیرا لروعات الحوادث أوقرا

و إن كان أمر لا تطیقان دفعه***فلا تجزعا مما قضی اللّٰه و اصبرا

أ لم تعلما أن الملامة نفعها***قلیل إذا ما الشی ء ولی فأدبرا

یهیج اللحاء فی الملامة ثم ما***یقرب منا غیر ما كان قدرا

و فیها یقول:

لوی اللّٰه علم الغیب عمن سواءه***و یعلم منه ما مضی و تأخرا

و جاهدت حتی ما أحس و من معی***سهیلا إذا ما لاح ثم تغورا

یرید أنی كنت بالشام و سهیل لا یكاد یری هناك و هذا بیت معنی و فیها یقول:

و نحن أناس لا نعود خیلنا***إذا ما التقینا أن تحید و تنفرا

و ننكر یوم الروع ألوان خیلنا***من الطعن حتی تحسب الجون أشقرا

و لیس بمعروف لنا أن نردها***صحاحا و لا مستنكرا أن تعقرا

و أخبرنا المرزبانی قال أنشدنا علی بن سلیمان الأخفش قال أنشدنا أحمد بن یحیی قال أنشدنی محمد بن سلام و غیره للنابغة الجعدی.

تلوم علی هلك البعیر ظعینتی***و كنت علی لوم العواذل زاریا

أ لم تعلمی أنی رزئت محاربا***فما لك منه الیوم شیئا و لا لیا

و من قبله ما قد رزئت بوحوح***و كان ابن أمی و الخلیل المصافیا

فتی كملت خیراته غیر أنه***جواد فما یبقی من المال باقیا

فتی تم فیه ما یسر صدیقه***علی أن فیه ما یسوء الأعادیا

ص: 285

أشم طویل الساعدین سمیدع***إذا لم یرح للمجد أصبح غادیا

السمیدع السید و مما یروی للنابغة الجعدی:

عقیلیة أو من هلال بن عامر***بذی الرمث من وادی المنار خیامها

إذا ابتسمت فی البیت و اللیل دونها***أضاء دجی اللیل البهیم ابتسامها

و ذكر الأصمعی عن أبی عمرو بن العلاء قال سئل الفرزدق بن غالب عن النابغة الجعدی فقال صاحب خلقان یكون عنده مطرف بألف دینار و خمار بواف قال الأصمعی و صدق الفرزدق بینا النابغة فی كلام أسهل من الزلال و أشد من الصخر إذ لان و ذهب ثم أنشد له:

سما لك هم و لم تطرب***و بت ببث و لم تنصب

و قالت سلیمی أری رأسه***كناصیة الفرس الأشهب

و ذلك من وقعات المنون***ففیئی إلیك و لا تعجبی

قال ثم یقول بعدها:

أتین علی إخوة سبعة***و عدن علی ربعی الأقرب

ثم یقول بعدها:

فأدخلك اللّٰه برد الجنان***جذلان فی مدخل طیب

فألان كلامه حتی لو أن أبا الشمقمق قال هذا البیت كان ردیئا ضعیفا.

قال الأصمعی و طریق الشعر إذا أدخلته فی باب الخیر لان أ لا تری أن حسان بن ثابت كان علا فی الجاهلیة و الإسلام فلما أدخل شعره فی باب الخیر من مراثی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و حمزة و جعفر و غیرهما لان شعره.

ثم قال رضی اللّٰه عنه إن سأل سائل فقال كیف یصح ما أوردتموه من تطاول الأعمار و امتدادها و قد علمتم أن كثیرا من الناس ینكر ذلك و یحیله و یقول إنه لا قدرة علیه و لا سبیل إلیه و منهم من ینزل فی إنكاره درجة فیقول إنه و إن كان جائزا من طریق القدرة و الإمكان فإنه مما یقطع علی انتفائه لكونه خارقا للعادات فإن العادات إذا وثق الدلیل بأنها لا تنخرق إلا علی سبیل الإبانة و الدلالة علی صدق نبی من الأنبیاء علیهم السلام علم أن جمیع ما روی من زیادة الأعمار

ص: 286

علی العادة باطل مصنوع لا یلتفت إلی مثله الجواب قیل له أما من أبطل تطاول الأعمار من حیث الإحالة و أخرجه عن باب الإمكان فقوله ظاهر الفساد لأنه لو علم ما العمر فی الحقیقة و ما المقتضی لدوامه إذا دام و انقطاعه متی انقطع لعلم من جواز امتداده ما علمناه و العمر هو استمرار كون من یجوز أن یكون حیا و غیر حی حیا و إن شئت أن تقول هو استمرار كون الحی الذی لكونه علی هذه الصفة ابتداء حیا.

و إنما شرطنا الاستمرار لأنه یبعد أن یوصف من كان فی حالة واحدة حیا بأن له عمرا بل لا بد من أن یراعوا فی ذلك ضربا من الامتداد و الاستمرار و إن قل.

و شرطنا أن یكون ممن یجوز أن یكون غیر حی أو یكون لكونه حیا ابتداء احترازا من أن یلزم القدیم تعالی جلت عظمته ممن لا یوصف بالعمر و إن استمر كونه حیا.

فقد علمنا أن المختص بفعل الحیاة هو القدیم تعالی و فیما تحتاج إلیه الحیاة من البنیة و من المعانی ما یختص به جل و عز و لا یدخل إلا تحت مقدوره تعالی كالرطوبة و ما جری مجراها فمتی فعل القدیم تعالی الحیاة و ما تحتاج إلیه من البنیة و هی مما یجوز علیه البقاء و كذلك ما تحتاج إلیه فلیس ینتفی إلا بضد یطرأ علیها أو بضد ینفی ما تحتاج إلیه و الأقوی أنه لا ضد لها فی الحقیقة و ربما ادعی قوم أنه ما تحتاج إلیه و لو كان للحیاة ضد علی الحقیقة لم یخل بما نقصده فی هذا الباب.

فمهما لم یفعل القدیم تعالی ضدها أو ضد ما تحتاج إلیه و لا نقض ناقض بنیة الحی استمر كون الحی حیا و لو كانت الحیاة أیضا لا تبقی علی مذهب من رأی ذلك لكان ما قصدناه صحیحا لأنه تعالی قادر علی أن یفعلها حالا فحالا و یوالی بین فعلها و بین فعل ما تحتاج إلیه فیستمر كون الحی حیا.

فأما ما یعرض من الهرم بامتداد الزمان و علو السن و تناقص بنیة الإنسان

ص: 287

فلیس مما لا بد منه و إنما أجری اللّٰه تعالی العادة بأن یفعل ذلك عند تطاول الزمان و لا إیجاب هناك و لا تأثیر للزمان علی وجه من الوجوه و هو تعالی قادر علی أن لا یفعل ما أجری العادة بفعله.

و إذا ثبتت هذه الجملة ثبت أن تطاول العمر ممكن غیر مستحیل و إنما أبی (1) من أحال ذلك من حیث اعتقد أن استمرار كون الحی حیا وجب عن طبیعة و قوة لهما مبلغ من المادة متی انتهتا إلیه انقطعتا و استحال أن تدوما فلو أضافوا ذلك إلی فاعل مختار متصرف لخرج عندهم من باب الاستحالة.

فأما الكلام فی دخول ذلك فی العادة أو خروجه عنها فلا شك فی أن العادة قد جرت فی الأعمار بأقدار متقاربة یعد الزائد علیها خارقا للعادة إلا أنه قد ثبت أن العادات قد تختلف فی الأوقات و فی الأماكن أیضا و یجب أن یراعی فی العادات إضافتها إلی من هی عادة له فی المكان و الوقت.

و لیس بممتنع أن یقل ما كانت العادة جاریة به علی تدریج حتی یصیر حدوثه خارقا للعادة بغیر خلاف و لا أن یكثر الخارق للعادة حتی یصیر حدوثه غیر خارق لها علی خلاف فیه و إذا صح ذلك لم یمتنع أن تكون العادات فی الزمان الغابر كانت جاریة بتطاول الأعمار و امتدادها ثم تناقص ذلك علی تدریج حتی صارت عادتنا الآن جاریة بخلافه و صار ما مبلغ تلك الأعمار خارقا للعادة و هذا جملة فیما أوردناه كافیة.

أقول: و ذكر الشیخ رحمه اللّٰه من المعمرین لقمان بن عاد و أنه عاش ثلاثة آلاف سنة و خمس مائة سنة و قال و فیه یقول الأعشی:

لنفسك إذا تختار سبعة أنسر***إذا ما مضی نسر خلدت إلی نسر

فعمر حتی خال أن نسوره***خلود و هل تبقی النفوس علی الدهر

و قال لأدناهن إذ حل ریشه***هلكت و أهلكت ابن عاد و ما تدری.

ص: 288


1- 1. فی المصدر المطبوع: ج 1 ص 271:« أتی».

قال و منهم ربیع بن ضبع بن وهب بن بغیض بن مالك بن سعد بن عبس بن فزارة عاش ثلاث مائة سنة و أربعین سنة ثم ذكر ما مر من قصصه و أشعاره.

ثم ذكر أكثم بن صیفی و أنه عاش ثلاث مائة سنة و ثلاثین سنة و ذكر والده صیفی بن رباح أبا أكثم و أنه عاش مائتین و سبعین سنة لا ینكر من عقله شی ء و هو المعروف بذی الحلم الذی قال فیه المتلمس الیشكری:

لذی الحلم قبل الیوم ما تقرع العصا***و ما علم الإنسان إلا لیعلما

و منهم ضبیرة بن سعید بن سعد بن سهم بن عمرو عاش مائتی سنة و عشرین سنة و لم یشب قط و أدرك الإسلام و لم یسلم و روی أبو حاتم و الریاشی عن العتبی عن أبیه قال مات ضبیرة السهمی و له مائتا سنة و عشرون سنة و كان أسود الشعر صحیح الأسنان و رثاه ابن عمه قیس بن عدی فقال:

من یأمن الحدثان بعد ضبیرة السهمی ماتا***سبقت منیته المشیب و كان منیته افتلاتا

فتزودوا لا تهلكوا من دون أهلكم خفاتا

و منهم درید بن الصمة الجشمی عاش مائتی سنة و أدرك الإسلام و لم یسلم و كان أحد قواد المشركین یوم حنین و مقدمهم حضر حرب النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقتل یومئذ.

و منهم محصن بن غسان بن ظالم الزبیدی عاش مائتی سنة و ستا و خمسین سنة.

و منهم عمرو بن حممة الدوسی عاش أربعمائة سنة و هو الذی یقول:

كبرت و طال العمر حتی كأننی***سلیم أفاع لیلة غیر مودع

فما الموت أفنانی و لكن تتابعت***علی سنون من مصیف و مربع

ثلاث مات قد مررن كواملا***و ها أنا ذا قد أرتجی منه أربع

و منهم الحارث بن مضاض الجرهمی عاش أربعمائة سنة و هو القائل (1)

كأن لم یكن بین الحجون إلی الصفا***أنیس و لم یسمر بمكة سامر

بلی نحن كنا أهلها فأبادنا***صروف اللیالی و الجدود العواثر

و منهم عبد المسیح بن بقیلة الغسانی ذكر الكلبی و أبو عبیدة و غیرهما أنه عاش

ص: 289


1- 1. فی سیرة ابن هشام ج 1 ص 114؛ أن قائلها عمرو بن الحارث بن مضاض.

ثلاث مائة سنة و خمسین سنة و ذكر من أحواله و أشعاره نحوا مما مر.

ثم ذكر النابغة الجعدی و أبا الطمحان القینی و ذا الإصبع العدوانی و زهیر بن جناب و دوید بن نهد و الحارث بن كعب و أحوالهم و أقوالهم نحوا مما مر فی كلام السید رضی اللّٰه عنهما.

ثم قال فهذا طرف من أخبار المعمرین من العرب و استیفاؤه فی الكتب المصنفة فی هذا المعنی موجود.

و أما الفرس فإنها تزعم أن فیما تقدم من ملوكها جماعة طالت أعمارهم فیرون أن الضحاك صاحب الحیتین عاش ألف سنة و مائتی سنة و أفریدون العادل عاش فوق الألف سنة و یقولون إن الملك الذی أحدث المهرجان (1)

عاش ألف سنة و خمسمائة استتر منها عن قومه ستمائة سنة و غیر ذلك مما هو موجود فی تواریخهم و كتبهم لا نطول بذكرها فكیف یقال إن ما ذكرناه فی صاحب الزمان خارج عن العادات.

و من المعمرین من العرب یعرب بن قحطان و اسمه ربیعة أول من تكلم بالعربیة ملك مائتی سنة علی ما ذكره أبو الحسن النسابة الأصفهانی فی كتاب الفرع و الشجر و هو أبو الیمن كلها و هو منها كعدنان إلا شاذا نادرا.

و منهم عمرو بن عامر مزیقیا روی الأصفهانی عن عبد المجید بن أبی عبس الأنصاری و الشرقی بن قطامی أنه عاش ثمانمائة سنة ثم ذكر نحوا مما مر فی كلام الصدوق رحمه اللّٰه.

ثم قال و قیل (2)

إنما سمی مزیقیا لأن علی عهده تمزقت الأزد فصاروا إلی أقطار الأرض و كان ملك أرض سبإ فحدثته الكهان أن اللّٰه یهلكها بالسیل العرم فاحتال حتی باع ضیاعه و خرج فیمن أطاعه من أولاده قبل السیل العرم

ص: 290


1- 1. المهرجان معرب« مهرگان» من أعیاد الفرس القدیمة ستة أیّام من برج المیزان من الیوم السادس عشر الی الحادی و العشرین.
2- 2. نقله ابن إسحاق فی السیرة عن أبی زید الأنصاریّ راجع سیرة ابن هشام ج 1 ص 12- 15.

و منه انتشرت الأزد كلها و الأنصار من ولده.

و منهم جلهمة بن أدد بن زید بن یشجب بن عریب بن زید بن كهلان بن یعرب و یقال لجلهمة طیئ و إلیه ینسب طیئ كلها و له خبر طول شرحه و كان له ابن أخ یقال له یحابر بن مالك بن أدد و كان قد أتی علی كل واحد منهما خمسمائة سنة و وقع بینهما ملاحاة بسبب المرعی فخاف جلهمة هلاك عشیرته فرحل عنه و طوی المنازل فسمی طیئا و هو صاحب أجأ و سلمی جبلین لطیئ و لذلك خبر یطول معروف.

و منهم عمرو بن لحی (1)

و هو ربیعة بن حارثة بن عمرو مزیقیا فی قول علماء خزاعة كان رئیس خزاعة فی حرب خزاعة و جرهم و هو الذی سن السائبة و الوصیلة و الحام و نقل صنمین و هما هبل و مناة من الشام إلی مكة فوضعهما للعبادة فسلم هبل إلی خزیمة بن مدركة فقیل هبل خزیمة و صعد علی أبی قبیس و وضع مناة بالمشلل و قدم بالنرد و هو أول من أدخلها مكة فكانوا یلعبون بها فی الكعبة غدوة و عشیة.

فَرُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: رُفِعَتْ إِلَیَّ النَّارُ فَرَأَیْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَیٍّ رَجُلًا قَصِیراً أَحْمَرَ أَزْرَقَ یَجُرُّ قُصْبَهُ (2) فِی النَّارِ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قِیلَ عَمْرُو بْنُ لُحَیٍّ وَ كَانَ یَلِی مِنْ أَمْرِ الْكَعْبَةِ مَا كَانَ یَلِیهِ جُرْهُمُ قَبْلَهُ حَتَّی هَلَكَ.

و وجدت بخط الشریف الأجل الرضی أبی الحسن محمد بن الحسین الموسوی رضی اللّٰه عنه تعلیقا فی تقاویم جمعها مؤرخا بیوم الأحد الخامس عشر من المحرم سنة إحدی و ثمانین و ثلاثمائة أنه ذكر له حال شیخ بالشام قد جاوز المائة و أربعین سنة فركبت إلیه حتی تأملته و حملته إلی القرب من داری بالكرخ و كان أعجوبة شاهد الحسن بن علی بن محمد بن الرضا علیهم السلام و وصف صفته إلی غیر ذلك من العجائب التی شاهدها.

و قال الكراجكی رحمه اللّٰه فی كنز الفوائد إن أهل الملل كلها متفقون علی جواز امتداد الأعمار و طولها و قد تضمنت التوراة من الإخبار بذلك

ص: 291


1- 1. و فی السیرة: عمرو بن لحی بن قمعة بن خندف.
2- 2. القصب: الامعاء.

ما لیس بینهم فیه تنازع و فیها أن آدم علیه السلام عاش تسعمائة و ثلاثین سنة و عاش شیث تسعمائة و اثنتی عشرة سنة و عاش أنوش تسعمائة و خمسا و ستین سنة و عاش قنیان تسعمائة سنة و عشر سنین و عاش مهلائیل ثمانمائة و خمسا و تسعین سنة و عاش برد تسعمائة و اثنتین و ستین سنة و عاش أخنوخ و هو إدریس علیه السلام تسعمائة و خمسا و ستین سنة و عاش متوشلح تسعمائة و تسعا و ستین سنة و عاش لمك سبع مائة و سبعا و ستین سنة و عاش نوح تسعمائة و خمسین و عاش سام ستمائة سنة و عاش أرفخشا أربعمائة و ثمانی و تسعین سنة و عاش شالخ أربعمائة و ثلاثا و تسعین سنة و عاش عابر ثمانمائة و سبعین سنة و عاش

فالغ مائتین و تسعا و تسعین سنة و عاش أرغو مائتین و ستین سنة و عاش باحور مائة و ستا و أربعین سنة و عاش تارخ مائتین و ثمانین سنة و عاش إبراهیم علیه السلام مائة و خمسا و سبعین سنة و عاش إسماعیل علیه السلام مائة و سبعا و ثلاثین سنة و عاش إسحاق علیه السلام مائة و ثمانین سنة.

فهذا ما تضمنته التوراة مما لیس بین الیهود و النصاری اختلاف و قد تضمنت نظیره شریعة الإسلام و لم نجد أحدا من علماء المسلمین یخالفه أو یعتقد فیه البطلان بل قد أجمعوا من جواز طول الأعمار علی ما ذكرناه.

ثم قال و من المعمرین عمرو بن حممة الدوسی عاش أربعمائة سنة قال أبو أرق حدثنا الریاشی عن عمرو بن بكیر عن الهیثم بن عدی عن مجالد عن الشعبی قال كنا عند ابن عباس فی قبة زمزم و هو یفتی الناس فقام إلیه رجل فقال له لقد أفتیت أهل الفتوی فأفت أهل الشعر قال قل قال ما معنی قول الشاعر

لذی الحلم قبل الیوم ما یقرع العصا***و ما لم الإنسان إلا لیعلما

فقال ذاك عمرو بن حممة الدوسی قضی علی العرب ثلاث مائة سنة فلما كبر ألزموه و قد رأی السادس أو السابع من ولد ولده فقال إن فؤادی بضعة منی فربما تغیر علی الیوم و اللیلة مرارا و أمثل ما أكون فهما فی صدر النهار فإذا رأیتنی قد تغیرت فاقرع العصا فكان إذا رأی منه تغیرا قرع العصا فیراجعه فهمه فقال المتلمس هذا البیت.

ص: 292

أقول: إلی هنا انتهی ما أردت إیراده من أخبار المعمرین و إنما أطلت فی ذلك مع قلة الجدوی تبعا للأصحاب و لئلا یقال هذا الكتاب عار عن فوائدهم التی أوردوها فی هذا الباب.

باب 15 ما ظهر من معجزاته صلوات اللّٰه علیه و فیه بعض أحواله و أحوال سفرائه

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ: حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَلَدِنَا الْمُقِیمِینَ كَانُوا بِبَغْدَادَ فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَتِ الْقَرَامِطَةُ عَلَی الْحَاجِّ وَ هِیَ سَنَةُ تَنَاثُرِ الْكَوَاكِبِ أَنَّ وَالِدِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَسْتَأْذِنُ فِی الْخُرُوجِ إِلَی الْحَجِّ فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ لَا تَخْرُجْ فِی هَذِهِ السَّنَةِ فَأَعَادَ وَ قَالَ هُوَ نَذْرٌ وَاجِبٌ أَ فَیَجُوزُ لِیَ الْقُعُودُ عَنْهُ فَخَرَجَ فِی الْجَوَابِ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَكُنْ فِی الْقَافِلَةِ الْأَخِیرَةِ وَ كَانَ فِی الْقَافِلَةِ الْأَخِیرَةِ فَسَلِمَ بِنَفْسِهِ وَ قُتِلَ مَنْ تَقَدَّمَهُ فِی الْقَوَافِلِ الْأُخَرِ.

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی الشَّلْمَغَانِیُّ فِی كِتَابِ الْأَوْصِیَاءِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِیُّ قَالَ: خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَ جَمَاعَةٌ إِلَی الْعَسْكَرِ وَ رَأَوْا أَیَّامَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی الْحَیَاةِ وَ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَنِینٍ فَكَتَبَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ یَسْتَأْذِنُ فِی الدُّخُولِ إِلَی الْقَبْرِ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ لَا تَكْتُبْ اسْمِی فَإِنِّی لَا أَسْتَأْذِنُ فَلَمْ یَكْتُبْ اسْمَهُ فَخَرَجَ إِلَی جَعْفَرٍ ادْخُلْ أَنْتَ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَأْذِنْ.

«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ حَكِیمَةَ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً مِنْ وِلَادَةِ نَرْجِسَ فَإِذَا مَوْلَانَا صَاحِبُ الزَّمَانِ یَمْشِی فِی الدَّارِ فَلَمْ أَرَ لُغَةً أَفْصَحَ مِنْ لُغَتِهِ فَتَبَسَّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ نَنْشَأُ فِی یَوْمٍ كَمَا یَنْشَأُ غَیْرُنَا فِی سَنَةٍ قَالَتْ ثُمَّ كُنْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَسْأَلُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَنْهُ فَقَالَ اسْتَوْدَعْنَاهُ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ

ص: 293

أُمُّ مُوسَی وَلَدَهَا.

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: كَانَ عَلَیَّ خَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ وَ ضِقْتُ بِهَا ذَرْعاً ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی لِی حَوَانِیتُ اشْتَرَیْتُهَا بِخَمْسِمِائَةِ دِینَارٍ وَ ثَلَاثِینَ دِینَاراً قَدْ جَعَلْتُهَا لِلنَّاحِیَةِ بِخَمْسِمِائَةِ دِینَارٍ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا نَطَقْتُ بِذَلِكَ وَ لَا قُلْتُ فَكَتَبَ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ اقْبِضِ الْحَوَانِیتَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بِخَمْسِمِائَةِ دِینَارٍ الَّتِی لَنَا عَلَیْهِ.

«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یُوسُفَ الشَّاشِیُّ: أَنَّنِی لَمَّا انْصَرَفْتُ مِنَ الْعِرَاقِ كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ بِمَرْوَ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُصَیْنِ الْكَاتِبُ وَ قَدْ جَمَعَ مَالًا لِلْغَرِیمِ قَالَ فَسَأَلَنِی عَنْ أَمْرِهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَیْتُهُ مِنَ الدَّلَائِلِ فَقَالَ عِنْدِی مَالٌ لِلْغَرِیمِ فَمَا تَأْمُرُنِی فَقُلْتُ وَجِّهْ إِلَی حَاجِزٍ فَقَالَ لِی فَوْقَ حَاجِزٍ أَحَدٌ فَقُلْتُ نَعَمْ الشَّیْخُ فَقَالَ إِذَا سَأَلَنِی اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ أَقُولُ إِنَّكَ أَمَرْتَنِی قُلْتُ نَعَمْ وَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیتُهُ بَعْدَ سِنِینَ فَقَالَ هُوَ ذَا أَخْرُجُ إِلَی الْعِرَاقِ وَ مَعِی مَالٌ لِلْغَرِیمِ وَ أُعْلِمُكَ أَنِّی وَجَّهْتُ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ عَلَی یَدِ الْعَابِدِ بْنِ یَعْلَی الْفَارِسِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْكُلْثُومِیِّ وَ كَتَبْتُ إِلَی الْغَرِیمِ بِذَلِكَ وَ سَأَلْتُهُ الدُّعَاءَ فَخَرَجَ الْجَوَابُ بِمَا وَجَّهْتُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ قِبَلِی أَلْفُ دِینَارٍ وَ أَنِّی وَجَّهْتُ إِلَیْهِ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ لِأَنِّی شَكَكْتُ وَ أَنَّ الْبَاقِیَ لَهُ عِنْدِی فَكَانَ كَمَا وَصَفَ قَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُعَامِلَ أَحَداً فَعَلَیْكَ بِأَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیِّ بِالرَّیِّ فَقُلْتُ أَ كَانَ كَمَا كَتَبَ إِلَیْكَ قَالَ نَعَمْ وَجَّهْتُ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ لِأَنِّی شَكَكْتُ فَأَزَالَ اللَّهُ عَنِّی ذَلِكَ فَوَرَدَ مَوْتُ حَاجِزٍ بَعْدَ یَوْمَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فَصِرْتُ إِلَیْهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِمَوْتِ حَاجِزٍ فَاغْتَمَّ فَقُلْتُ لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ ذَلِكَ فِی تَوْقِیعِهِ إِلَیْكَ وَ إِعْلَامِهِ أَنَّ الْمَالَ أَلْفُ دِینَارٍ وَ الثَّانِیَةُ أَمْرُهُ بِمُعَامَلَةِ الْأَسَدِیِّ لِعِلْمِهِ بِمَوْتِ حَاجِزٍ.

«6»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنَّ التَّمِیمِیَّ حَدَّثَنِی عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ أَسْتَرْآبَادَ قَالَ: صِرْتُ إِلَی الْعَسْكَرِ وَ مَعِی ثَلَاثُونَ دِینَاراً فِی خِرْقَةٍ مِنْهَا دِینَارٌ شَامِیٌّ فَوَافَیْتُ الْبَابَ وَ إِنِّی لَقَاعِدٌ إِذْ خَرَجَ إِلَیَّ جَارِیَةٌ أَوْ غُلَامٌ الشَّكُّ مِنِّی قَالَ هَاتِ مَا مَعَكَ قُلْتُ مَا مَعِی شَیْ ءٌ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَ قَالَ مَعَكَ ثَلَاثُونَ دِینَاراً فِی خِرْقَةٍ خَضْرَاءَ مِنْهَا دِینَارٌ شَامِیٌّ وَ خَاتَمٌ كُنْتَ نَسِیتَهُ فَأَوْصَلْتُهُ إِلَیْهِ وَ أَخَذْتُ الْخَاتَمَ.

ص: 294

«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مَسْرُورٍ الطَّبَّاخِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ لِضِیقَةٍ أَصَابَتْنِی فَلَمْ أَجِدْهُ فِی الْبَیْتِ فَانْصَرَفْتُ فَدَخَلْتُ مَدِینَةَ أَبِی جَعْفَرٍ فَلَمَّا صِرْتُ فِی الرَّحْبَةِ حَاذَانِی رَجُلٌ لَمْ أَرَ وَجْهَهُ وَ قَبَضَ عَلَی یَدِی وَ دَسَّ إِلَیَّ صُرَّةً بَیْضَاءَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا عَلَیْهَا كِتَابَةٌ فِیهَا اثْنَا عَشَرَ دِینَاراً وَ عَلَی الصُّرَّةِ مَكْتُوبٌ مَسْرُورٌ الطَّبَّاخُ.

«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدِی خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ نَاقِصَةً عِشْرِینَ فَأَتْمَمْتُهَا مِنْ عِنْدِی وَ بَعَثْتُ بِهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقُمِّیِّ وَ لَمْ أَكْتُبْ كَمْ لِی مِنْهَا فَأَنْفَذَ إِلَیَّ كِتَابَهُ وَصَلَتْ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ لَكَ فِیهَا عِشْرُونَ دِرْهَماً.

«9»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ الْمَحْمُودِیِّ قَالَ: وُلِّینَا دِینَوَرَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ فَجَاءَنِی الشَّیْخُ قَبْلَ خُرُوجِنَا فَقَالَ إِذَا أَرَدْتَ الرَّیَّ فَافْعَلْ كَذَا فَلَمَّا وَافَیْنَا دِینَوَرَ وَرَدَتْ عَلَیْهِ وَلَایَةُ الرَّیِّ بَعْدَ شَهْرٍ فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّیِّ فَعَمِلْتُ مَا قَالَ لِی.

«10»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ غِلَالِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الرَّجَاءِ الْمِصْرِیِّ وَ كَانَ أَحَدَ الصَّالِحِینَ قَالَ: خَرَجْتُ فِی الطَّلَبِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ لَظَهَرَ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِینَ فَسَمِعْتُ صَوْتاً وَ لَمْ أَرَ شَخْصاً یَا نَصْرَ بْنَ عَبْدِ رَبِّهِ قُلْ لِأَهْلِ مِصْرَ هَلْ رَأَیْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ فَآمَنْتُمْ بِهِ قَالَ أَبُو رَجَاءٍ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّ اسْمَ أَبِی عَبْدُ رَبِّهِ وَ ذَلِكَ أَنِّی وُلِدْتُ بِالْمَدَائِنِ فَحَمَلَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّوْفَلِیُّ إِلَی مِصْرَ فَنَشَأْتُ بِهَا فَلَمَّا سَمِعْتُ الصَّوْتَ لَمْ أُعَرِّجْ عَلَی شَیْ ءٍ وَ خَرَجْتُ.

«11»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی رَوْحٍ قَالَ: وُجِّهْتُ إِلَی امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ دِینَوَرَ فَأَتَیْتُهَا فَقَالَتْ یَا ابْنَ أَبِی رَوْحٍ أَنْتَ أَوْثَقُ مَنْ فِی نَاحِیَتِنَا دِیناً وَ وَرَعاً وَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُوَدِّعَكَ أَمَانَةً أَجْعَلَهَا فِی رَقَبَتِكَ تُؤَدِّیهَا وَ تَقُومُ بِهَا فَقُلْتُ أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَتْ هَذِهِ دَرَاهِمُ فِی هَذَا الْكِیسِ الْمَخْتُومِ لَا تَحُلَّهُ وَ لَا تَنْظُرْ فِیهِ حَتَّی تُؤَدِّیَهُ إِلَی مَنْ یُخْبِرُكَ بِمَا فِیهِ وَ هَذَا قُرْطِی یُسَاوِی عَشَرَةَ دَنَانِیرَ وَ فِیهِ ثَلَاثُ حَبَّاتٍ یُسَاوِی عَشَرَةَ دَنَانِیرَ وَ لِی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ حَاجَةٌ أُرِیدُ أَنْ یُخْبِرَنِی بِهَا قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا فَقُلْتُ وَ مَا الْحَاجَةُ قَالَتْ عَشَرَةُ دَنَانِیرَ اسْتَقْرَضَتْهَا أُمِّی فِی عُرْسِی لَا أَدْرِی

ص: 295

مِمَّنِ اسْتَقْرَضَتْهَا وَ لَا أَدْرِی إِلَی مَنْ أَدْفَعُهَا فَإِنْ أَخْبَرَكَ بِهَا فَادْفَعْهَا إِلَی مَنْ یَأْمُرُكَ بِهَا قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ كَیْفَ أَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ فَقُلْتُ هَذِهِ الْمِحْنَةُ بَیْنِی وَ بَیْنَ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ فَحَمَلْتُ الْمَالَ وَ خَرَجْتُ حَتَّی دَخَلْتُ بَغْدَادَ فَأَتَیْتُ حَاجِزَ بْنَ یَزِیدَ الْوَشَّاءَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ قَالَ أَ لَكَ حَاجَةٌ قُلْتُ هَذَا مَالٌ دُفِعَ إِلَیَّ لَا أَدْفَعُهُ إِلَیْكَ حَتَّی تُخْبِرَنِی كَمْ هُوَ وَ مَنْ دَفَعَهُ إِلَیَّ فَإِنْ أَخْبَرْتَنِی دَفَعْتُهُ إِلَیْكَ قَالَ یَا أَحْمَدَ بْنَ أَبِی رَوْحٍ تَوَجَّهْ بِهِ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی فَقُلْتُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَهَذَا أَجَلُّ شَیْ ءٍ أَرَدْتُهُ فَخَرَجْتُ وَ وَافَیْتُ سُرَّمَنْ رَأَی فَقُلْتُ أَبْدَأُ بِجَعْفَرٍ ثُمَّ تَفَكَّرْتُ فَقُلْتُ أَبْدَأُ بِهِمْ فَإِنْ كَانَتِ الْمِحْنَةُ مِنْ عِنْدِهِمْ وَ إِلَّا مَضَیْتُ إِلَی جَعْفَرٍ فَدَنَوْتُ مِنْ دَارِ أَبِی مُحَمَّدٍ فَخَرَجَ إِلَیَّ خَادِمٌ فَقَالَ أَنْتَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی رَوْحٍ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هَذِهِ الرُّقْعَةُ اقْرَأْهَا فَإِذَا فِیهَا مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ یَا ابْنَ أَبِی رَوْحٍ أَوْدَعَتْكَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الدَّیْرَانِیِّ كِیساً فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ بِزَعْمِكَ وَ هُوَ خِلَافُ مَا تَظُنُّ وَ قَدْ أَدَّیْتَ فِیهِ الْأَمَانَةَ وَ لَمْ تَفْتَحِ الْكِیسَ وَ لَمْ تَدْرِ مَا فِیهِ وَ فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ خَمْسُونَ دِینَاراً وَ مَعَكَ قُرْطٌ زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهُ یُسَاوِی عَشَرَةَ دَنَانِیرَ صُدِّقَتْ مَعَ الْفَصَّیْنِ اللَّذَیْنِ فِیهِ وَ فِیهِ ثَلَاثُ حَبَّاتِ لُؤْلُؤٍ شِرَاؤُهَا عَشَرَةُ دَنَانِیرَ وَ تُسَاوِی أَكْثَرَ فَادْفَعْ ذَلِكَ إِلَی خَادِمَتِنَا إِلَی فُلَانَةَ فَإِنَّا قَدْ وَهَبْنَاهُ لَهَا وَ صِرْ إِلَی بَغْدَادَ وَ ادْفَعِ الْمَالَ إِلَی الْحَاجِزِ وَ خُذْ مِنْهُ مَا یُعْطِیكَ لِنَفَقَتِكَ إِلَی مَنْزِلِكَ وَ أَمَّا عَشَرَةُ الدَّنَانِیرِ الَّتِی زَعَمَتْ أَنَّ أُمَّهَا اسْتَقْرَضَتْهَا فِی عُرْسِهَا وَ هِیَ لَا تَدْرِی مَنْ صَاحِبُهَا بَلْ هِیَ تَعْلَمُ لِمَنْ هِیَ لِكُلْثُومَ بِنْتِ أَحْمَدَ وَ هِیَ نَاصِبِیَّةٌ فَتَحَرَّجَتْ أَنْ تُعْطِیَهَا وَ أَحَبَّتْ أَنْ تَقْسِمَهَا فِی أَخَوَاتِهَا فَاسْتَأْذَنَتْنَا فِی ذَلِكَ فَلْتُفَرِّقْهَا فِی ضُعَفَاءِ أَخَوَاتِهَا وَ لَا تَعُودَنَّ یَا ابْنَ أَبِی رَوْحٍ إِلَی الْقَوْلِ بِجَعْفَرٍ وَ الْمِحْنَةِ لَهُ وَ ارْجِعْ إِلَی مَنْزِلِكَ فَإِنَّ عَمَّكَ قَدْ مَاتَ وَ قَدْ رَزَقَكَ اللَّهُ أَهْلَهُ وَ مَالَهُ فَرَجَعْتُ إِلَی بَغْدَادَ وَ نَاوَلْتُ الْكِیسَ حَاجِزاً فَوَزَنَهُ فَإِذَا فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ خَمْسُونَ دِینَاراً

فَنَاوَلَنِی ثَلَاثِینَ دِینَاراً وَ قَالَ أُمِرْتُ بِدَفْعِهَا إِلَیْكَ لِنَفَقَتِكَ فَأَخَذْتُهَا وَ انْصَرَفْتُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی نَزَلَتْ فِیهِ وَ قَدْ جَاءَنِی مَنْ یُخْبِرُنِی أَنَّ عَمِّی قَدْ مَاتَ وَ أَهْلِی یَأْمُرُونِّی بِالانْصِرَافِ إِلَیْهِمْ فَرَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ وَ وَرِثْتُ مِنْهُ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِینَارٍ وَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

ص: 296

بیان: قوله قال و كیف أی قال ابن أبی روح كیف أقول لجعفر إذا طلب منی هذا المال ثم قلت أمتحنه بما قالت المرأة و لعل الأصوب فقالت مكان فقلت.

«12»- كا، [الكافی] شا، [الإرشاد] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ السَّیَّارِیُّ قَالَ: أَوْصَلْتُ أَشْیَاءَ لِلْمَرْزُبَانِیِّ الْحَارِثِیِّ فِی جُمْلَتِهَا سِوَارُ ذَهَبٍ فَقُبِلَتْ وَ رَدَّ السِّوَارَ وَ أُمِرْتُ بِكَسْرِهِ فَكَسَرْتُهُ فَإِذَا فِی وَسَطِهِ مَثَاقِیلُ حَدِیدٍ وَ نُحَاسٍ وَ صُفْرٍ فَأَخْرَجْتُهُ وَ أَنْفَذْتُ الذَّهَبَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُبِلَ.

«13»- كا، [الكافی] شا، [الإرشاد] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: خَرَجْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ إِلَی بَغْدَادَ وَ اسْتَأْذَنْتُ فِی الْخُرُوجِ فَلَمْ یُؤْذَنْ لِی فَأَقَمْتُ اثْنَیْنِ وَ عِشْرِینَ یَوْماً بَعْدَ خُرُوجِ الْقَافِلَةِ إِلَی النَّهْرَوَانِ ثُمَّ أَذِنَ لِی بِالْخُرُوجِ یَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ وَ قِیلَ لِیَ اخْرُجْ فِیهِ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا آیِسٌ مِنَ الْقَافِلَةِ أَنْ أَلْحَقَهَا فَوَافَیْتُ النَّهْرَوَانَ وَ الْقَافِلَةُ مُقِیمَةٌ فَمَا كَانَ إِلَّا أَنْ عَلَفْتُ جَمَلِی حَتَّی رَحَلَتِ الْقَافِلَةُ وَ رَحَلْتُ وَ قَدْ دَعَا لِی بِالسَّلَامَةِ فَلَمْ أَلْقَ سُوءاً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

«14»- كا، [الكافی] یج، [الخرائج و الجرائح] شا، [الإرشاد] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ صَبَّاحٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الشَّاشِیِّ قَالَ: خَرَجَ بِی نَاسُورٌ فَأَرَیْتُهُ الْأَطِبَّاءَ وَ أَنْفَقْتُ عَلَیْهِ مَالًا فَلَمْ یَصْنَعِ الدَّوَاءُ فِیهِ شَیْئاً فَكَتَبْتُ رُقْعَةً أَسْأَلُ الدُّعَاءَ فَوَقَّعَ لِی أَلْبَسَكَ اللَّهُ الْعَافِیَةَ وَ جَعَلَكَ مَعَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَمَا أَتَتْ عَلَیَّ الْجُمُعَةُ حَتَّی عُوفِیتُ وَ صَارَ الْمَوْضِعُ مِثْلَ رَاحَتِی فَدَعَوْتُ طَبِیباً مِنْ أَصْحَابِنَا وَ أَرَیْتُهُ إِیَّاهُ فَقَالَ مَا عَرَفْنَا لِهَذَا دَوَاءً وَ مَا جَاءَتْكَ الْعَافِیَةُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ اللَّهِ بِغَیْرِ احْتِسَابٍ.

«15»- كا، [الكافی] شا، [الإرشاد] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبِی وَ صَارَ الْأَمْرُ إِلَیَّ كَانَ لِأَبِی عَلَی النَّاسِ سَفَاتِجُ مِنْ مَالِ الْغَرِیمِ یَعْنِی صَاحِبَ الْأَمْرِ علیه السلام قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ وَ هَذَا رَمْزٌ كَانَتِ الشِّیعَةُ تَعْرِفُهُ قَدِیماً بَیْنَهَا وَ یَكُونُ خِطَابُهَا عَلَیْهِ لِلتَّقِیَّةِ قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ أُعْلِمُهُ فَكَتَبَ إِلَیَّ طَالِبْهُمْ وَ اسْتَقْصِ عَلَیْهِمْ فَقَضَانِی النَّاسُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ كَانَتْ عَلَیْهِ سُفْتَجَةٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِینَارٍ فَجِئْتُ إِلَیْهِ أَطْلُبُهُ فَمَطَلَنِی وَ اسْتَخَفَّ بِی ابْنُهُ وَ سَفِهَ عَلَیَّ فَشَكَوْتُهُ إِلَی أَبِیهِ فَقَالَ وَ كَانَ مَا ذَا فَقَبَضْتُ عَلَی لِحْیَتِهِ

ص: 297

وَ أَخَذْتُ بِرِجْلِهِ وَ سَحَبْتُهُ إِلَی وَسَطِ الدَّارِ وَ رَكَلْتُهُ رَكْلًا كَثِیراً-(1)

فَخَرَجَ ابْنُهُ مُسْتَغِیثاً بِأَهْلِ بَغْدَادَ یَقُولُ قُمِّیٌّ رَافِضِیٌّ قَدْ قَتَلَ وَالِدِی فَاجْتَمَعَ عَلَیَّ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِیرٌ فَرَكِبْتُ دَابَّتِی وَ قُلْتُ أَحْسَنْتُمْ یَا أَهْلَ بَغْدَادَ تَمِیلُونَ مَعَ الظَّالِمِ عَلَی الْغَرِیبِ الْمَظْلُومِ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ هَذَا یَنْسُبُنِی إِلَی قُمَّ وَ یَرْمِینِی بِالرَّفْضِ لِیَذْهَبَ بِحَقِّی وَ مَالِی قَالَ فَمَالُوا عَلَیْهِ وَ أَرَادُوا أَنْ یَدْخُلُوا إِلَی حَانُوتِهِ حَتَّی سَكَّنْتُهُمْ وَ طَلَبَ إِلَیَّ صَاحِبُ السَّفْتَجَةِ أَنْ آخُذَ مَا فِیهَا وَ حَلَفَ بِالطَّلَاقِ أَنَّهُ یُوَفِّینِی مَالِی فِی الْحَالِ فَاسْتَوْفَیْتُ مِنْهُ.

بیان: فی القاموس السفتجة كقرطقة أن تعطی مالا لأحد و للآخذ(2) مال فی بلد المعطی فیوفیه إیاه ثم فیستفید أمن الطریق و فعله السفتجة بالفتح و قال الغریم المدیون و الدائن ضد انتهی.

و أقول تكنیته علیه السلام به تقیة یحتمل الوجهین أما علی الأول فیكون علی التشبیه لأن من علیه الدیون یخفی نفسه من الناس و یستتر منهم أو لأن الناس یطلبونه لأخذ العلوم و الشرائع منه و هو یهرب منهم تقیة فهو غریم مستتر محق صلوات اللّٰه علیه و أما علی الثانی فهو ظاهر لأن أمواله علیه السلام فی أیدی الناس و ذممهم لكثیرة و هذا أنسب بالأدب.

و استقص فی بعض النسخ بالضاد المعجمة من قولهم استقضی فلانا طلب إلیه لیقضیه فالتعدیة بعلی لتضمین معنی الاستیلاء و الاستعلاء إیذانا بعدم المساهلة و المداهنة تقیة و فی بعضها بالمهملة من قوله استقصی المسألة و تقصی إذا بلغ الغایة فیها و المماطلة التسویف بالعدة و الدین و استخف به أی عده خفیفا و استهان به و سفه علیه كفرح و كرم جهل.

ص: 298


1- 1. فی القاموس المطبوع بمصر هكذا:« أن یعطی مالا لاخر و للآخر» و هو أنسب و یحتمل أن یكون هكذا:« أن یعطی مالا لاخذ و للاخذ إلخ».
2- 2. هذه الزیادة موجودة فی نسخة الكافی( ج 1 ص 522) ساقطة عن الإرشاد( ص 334) و هكذا عن النسخة المطبوعة و سیجی ء معناه فی البیان.

قوله ما ذا استفهام تحقیری أی استخفافه بك و سفهه علیك سهل كما یقال فی العرف أی شی ء وقع و سحبته كمنعته أی جررته علی الأرض و الركل الضرب برجل واحدة و قوله أحسنتم من قبیل التعریض و التشنیع و مال علیه أی جار و ظلم و همدان فی أكثر النسخ بالدال المهملة و المعروف عند أهل اللغة أنه بالفتح و المهملة قبیلة بالیمن و بالتحریك و المعجمة البلد المعروف سمی باسم بانیه همذان بن الفلوح بن سام بن نوح علیه السلام و إرادة دخولهم إلی حانوته أی دكانه لأخذ حق ابن صالح منه.

«16»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِیسَی الْعُرَیْضِیِّ قَالَ: لَمَّا مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام وَرَدَ رَجُلٌ مِنْ مِصْرَ بِمَالٍ إِلَی مَكَّةَ لِصَاحِبِ الْأَمْرِ فَاخْتَلَفَ عَلَیْهِ وَ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ مَضَی مِنْ غَیْرِ خَلَفٍ وَ قَالَ آخَرُونَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِ جَعْفَرٌ وَ قَالَ آخَرُونَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِ وَلَدُهُ فَبَعَثَ رَجُلًا یُكَنَّی أَبُو طَالِبٍ إِلَی الْعَسْكَرِ یَبْحَثُ عَنِ الْأَمْرِ وَ صِحَّتِهِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فَصَارَ الرَّجُلُ إِلَی جَعْفَرٍ وَ سَأَلَهُ عَنْ بُرْهَانٍ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ لَا یَتَهَیَّأُ لِی فِی هَذَا الْوَقْتِ فَصَارَ الرَّجُلُ إِلَی الْبَابِ وَ أَنْفَذَ الْكِتَابَ إِلَی أَصْحَابِنَا الْمَوْسُومِینَ بِالسِّفَارَةِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ آجَرَكَ اللَّهُ فِی صَاحِبِكَ فَقَدْ مَاتَ وَ أَوْصَی بِالْمَالِ الَّذِی كَانَ مَعَهُ إِلَی ثِقَةٍ یَعْمَلُ فِیهِ بِمَا یُحِبُّ وَ أُجِیبَ عَنْ كِتَابِهِ وَ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا قِیلَ لَهُ.

«17»- شا، [الإرشاد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَمَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ آبَهْ شَیْئاً یُوصِلُهُ وَ نَسِیَ سَیْفاً كَانَ أَرَادَ حَمْلَهُ فَلَمَّا وَصَلَ الشَّیْ ءُ كَتَبَ إِلَیْهِ بِوُصُولِهِ وَ قِیلَ فِی الْكِتَابِ مَا خَبَرُ السَّیْفِ الَّذِی أَنْسَیْتَهُ.

«18»- شا، [الإرشاد] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ قَالَ: كَانَ یَرِدُ كِتَابُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی الْإِجْرَاءِ عَلَی الْجُنَیْدِ قَاتِلِ فَارِسِ بْنِ حَاتِمِ بْنِ مَاهَوَیْهِ وَ أَبِی الْحَسَنِ وَ آخَرَ فَلَمَّا مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ وَرَدَ اسْتِئْنَافٌ مِنَ الصَّاحِبِ علیه السلام بِالْإِجْرَاءِ لِأَبِی الْحَسَنِ وَ صَاحِبِهِ وَ لَمْ یَرِدْ فِی الْجُنَیْدِ شَیْ ءٌ قَالَ فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ فَوَرَدَ نَعْیُ الْجُنَیْدِ بَعْدَ ذَلِكَ (1).

ص: 299


1- 1. هذه الروایات الثلاث كما توجد فی الإرشاد ص 335 یوجد فی الكافی ج 1 ص 523 أیضا مع اختلاف یسیر.

«19»- نجم، [كتاب النجوم] رُوِّینَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ (1) یَرْفَعُهُ إِلَی أَحْمَدَ الدِّینَوَرِیِّ السَّرَّاجِ الْمُكَنَّی بِأَبِی الْعَبَّاسِ الْمُلَقَّبِ بِآستاره قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنْ أَرْدَبِیلَ إِلَی دِینَوَرَ أُرِیدُ أَنْ أَحُجَّ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَیْنِ وَ كَانَ النَّاسُ فِی حِیرَةَ فَاسْتَبْشَرَ أَهْلُ دِینَوَرَ بِمُوَافَاتِی وَ اجْتَمَعَ الشِّیعَةُ عِنْدِی فَقَالُوا اجْتَمَعَ عِنْدَنَا سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ دِینَارٍ مِنْ مَالِ الْمَوَالِی وَ نَحْتَاجُ أَنْ نَحْمِلَهَا مَعَكَ وَ تُسَلِّمَهَا بِحَیْثُ یَجِبُ تَسْلِیمُهَا قَالَ فَقُلْتُ یَا قَوْمِ هَذِهِ حِیرَةُ وَ لَا نَعْرِفُ الْبَابَ فِی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ فَقَالُوا إِنَّمَا اخْتَرْنَاكَ لِحَمْلِ هَذَا الْمَالِ لِمَا نَعْرِفُ مِنْ ثِقَتِكَ وَ كَرَمِكَ فَاعْمَلْ عَلَی أَنْ لَا تُخْرِجَهُ مِنْ یَدَیْكَ إِلَّا بِحُجَّةٍ قَالَ فَحُمِلَ إِلَیَّ ذَلِكَ الْمَالُ فِی صُرَرٍ بِاسْمِ رَجُلٍ رَجُلٍ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْمَالَ وَ خَرَجْتُ فَلَمَّا وَافَیْتُ قَرْمِیسِینَ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ مُقِیماً بِهَا فَصِرْتُ إِلَیْهِ مُسَلِّماً فَلَمَّا لَقِیَنِی اسْتَبْشَرَ بِی ثُمَّ أَعْطَانِی أَلْفَ دِینَارٍ فِی كِیسٍ وَ تُخُوتَ ثِیَابِ أَلْوَانٍ مُعْكَمَةٍ لَمْ أَعْرِفْ مَا فِیهَا ثُمَّ قَالَ لِی احْمِلْ هَذَا مَعَكَ وَ لَا تُخْرِجْهُ عَنْ یَدِكَ إِلَّا بِحُجَّةٍ قَالَ فَقَبَضْتُ الْمَالَ وَ التُّخُوتَ بِمَا فِیهَا مِنَ الثِّیَابِ فَلَمَّا وَرَدْتُ بَغْدَادَ لَمْ یَكُنْ لِی هِمَّةٌ غَیْرَ الْبَحْثِ عَمَّنْ أُشِیرَ إِلَیْهِ بِالنِّیَابَةِ فَقِیلَ لِی إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا یُعْرَفُ بِالْبَاقَطَانِیِّ یَدَّعِی بِالنِّیَابَةِ وَ آخَرُ یُعْرَفُ بِإِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ یَدَّعِی النِّیَابَةَ وَ آخَرُ یُعْرَفُ بِأَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ یَدَّعِی بِالنِّیَابَةِ قَالَ فَبَدَأْتُ بِالْبَاقَطَانِیِّ وَ صِرْتُ إِلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ شَیْخاً مَهِیباً لَهُ مُرُوءَةٌ ظَاهِرَةٌ وَ فَرَسٌ عَرَبِیٌّ وَ غِلْمَانٌ كَثِیرٌ وَ یَجْتَمِعُ النَّاسُ عِنْدَهُ یَتَنَاظَرُونَ قَالَ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَحَّبَ وَ قَرَّبَ وَ سَرَّ وَ بَرَّ قَالَ فَأَطَلْتُ الْقُعُودَ إِلَی أَنْ خَرَجَ أَكْثَرُ النَّاسِ قَالَ فَسَأَلَنِی عَنْ دِینِی فَعَرَّفْتُهُ أَنِّی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ دِینَوَرَ وَافَیْتُ وَ مَعِی شَیْ ءٌ مِنَ الْمَالِ أَحْتَاجُ أَنْ أُسَلِّمَهُ فَقَالَ لِی احْمِلْهُ قَالَ

ص: 300


1- 1. و الاسناد هكذا: عن أبی المفضل محمّد بن عبد اللّٰه، عن محمّد بن جعفر المقری عن محمّد بن سابور، عن الحسن بن محمّد بن حمران، عن أحمد الدینوری.

فَقُلْتُ أُرِیدُ حُجَّةً قَالَ تَعُودُ إِلَیَّ فِی غَدٍ قَالَ فَعُدْتُ إِلَیْهِ مِنَ الْغَدِ فَلَمْ یَأْتِ بِحُجَّةٍ وَ عُدْتُ إِلَیْهِ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فَلَمْ یَأْتِ بِحُجَّةٍ قَالَ فَصِرْتُ إِلَی إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ فَوَجَدْتُهُ شَابّاً نَظِیفاً مَنْزِلُهُ أَكْبَرُ مِنْ مَنْزِلِ الْبَاقَطَانِیِّ وَ فَرَسُهُ وَ لِبَاسُهُ وَ مُرُوءَتُهُ أَسْرَی وَ غِلْمَانُهُ أَكْثَرُ مِنْ غِلْمَانِهِ وَ یَجْتَمِعُ عِنْدَهُ مِنَ النَّاسِ أَكْثَرُ مِمَّا یَجْتَمِعُ عِنْدَ الْبَاقَطَانِیِّ قَالَ فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ فَرَحَّبَ وَ قَرَّبَ قَالَ فَصَبَرْتُ إِلَی أَنْ خَفَّ النَّاسُ قَالَ فَسَأَلَنِی عَنْ حَاجَتِی فَقُلْتُ لَهُ كَمَا قُلْتُ لِلْبَاقَطَانِیِّ وَ عُدْتُ إِلَیْهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمْ یَأْتِ بِحُجَّةٍ قَالَ فَصِرْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ فَوَجَدْتُهُ شَیْخاً مُتَوَاضِعاً عَلَیْهِ مُبَطَّنَةٌ بَیْضَاءُ قَاعِدٌ عَلَی لِبْدٍ فِی بَیْتٍ صَغِیرٍ لَیْسَ لَهُ غِلْمَانٌ وَ لَا مِنَ الْمُرُوءَةِ وَ الْفَرَسِ مَا وَجَدْتُ لِغَیْرِهِ قَالَ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ الْجَوَابَ وَ أَدْنَانِی وَ بَسَطَ مِنِّی ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ حَالِی فَعَرَّفْتُهُ أَنِّی وَافَیْتُ مِنَ الْجَبَلِ وَ حَمَلْتُ مَالًا قَالَ فَقَالَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ یَصِلَ هَذَا الشَّیْ ءُ إِلَی مَنْ یَجِبُ أَنْ یَصِلَ إِلَیْهِ تَخْرُجُ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی وَ تَسْأَلُ دَارَ ابْنِ الرِّضَا وَ عَنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْوَكِیلِ

وَ كَانَتْ دَارُ ابْنِ الرِّضَا عَامِرَةً بِأَهْلِهَا فَإِنَّكَ تَجِدُ هُنَاكَ مَا تُرِیدُ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ مَضَیْتُ نَحْوَ سُرَّمَنْ رَأَی وَ صِرْتُ إِلَی دَارِ ابْنِ الرِّضَا وَ سَأَلْتُ عَنِ الْوَكِیلِ فَذَكَرَ الْبَوَّابُ أَنَّهُ مُشْتَغِلٌ فِی الدَّارِ وَ أَنَّهُ یَخْرُجُ آنِفاً فَقَعَدْتُ عَلَی الْبَابِ أَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ فَخَرَجَ بَعْدَ سَاعَةٍ فَقُمْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ أَخَذَ بِیَدِی إِلَی بَیْتٍ كَانَ لَهُ وَ سَأَلَنِی عَنْ حَالِی وَ مَا وَرَدْتُ لَهُ فَعَرَّفْتُهُ أَنِّی حَمَلْتُ شَیْئاً مِنَ الْمَالِ مِنْ نَاحِیَةِ الْجَبَلِ وَ أَحْتَاجُ أَنْ أُسَلِّمَهُ بِحُجَّةٍ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَدَّمَ إِلَیَّ طَعَاماً وَ قَالَ لِی تَغَدَّ بِهَذَا وَ اسْتَرِحْ فَإِنَّكَ تَعِبْتَ فَإِنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ صَلَاةِ الْأُولَی سَاعَةً فَإِنِّی أَحْمِلُ إِلَیْكَ مَا تُرِیدُ قَالَ فَأَكَلْتُ وَ نِمْتُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ نَهَضْتُ وَ صَلَّیْتُ وَ ذَهَبْتُ إِلَی الْمَشْرَعَةِ فَاغْتَسَلْتُ وَ نَضَّرْتُ [وَ] انْصَرَفْتُ إِلَی بَیْتِ الرَّجُلِ وَ سَكَنْتُ إِلَی أَنْ مَضَی مِنَ اللَّیْلِ رُبُعُهُ فَجَاءَنِی بَعْدَ أَنْ مَضَی مِنَ اللَّیْلِ رُبُعُهُ وَ مَعَهُ دَرْجٌ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَافَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیُّ وَ حَمَلَ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ

ص: 301

دِینَارٍ فِی كَذَا وَ كَذَا صُرَّةً فِیهَا صُرَّةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً إِلَی أَنْ عَدَّدَ الصُّرَرَ كُلَّهَا وَ صُرَّةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الذَّرَّاعِ سِتَّةَ عَشَرَ دِینَاراً قَالَ فَوَسْوَسَ إِلَیَّ الشَّیْطَانُ فَقُلْتُ إِنَّ سَیِّدِی أَعْلَمُ بِهَذَا مِنِّی فَمَا زِلْتُ أَقْرَأُ ذِكْرَهُ صُرَّةً صُرَّةً وَ ذِكْرَ صَاحِبِهَا حَتَّی أَتَیْتُ عَلَیْهَا عِنْدَ آخِرِهَا ثُمَّ ذَكَرَ قَدْ حُمِلَ مِنْ قَرْمِیسِینَ مِنْ عِنْدِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمَادَرَائِیِّ أَخِی الصَّوَّافِ كِیسٌ فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ وَ كَذَا وَ كَذَا تَخْتاً مِنَ الثِّیَابِ مِنْهَا ثَوْبُ فُلَانٍ وَ ثَوْبٌ لَوْنُهُ كَذَا حَتَّی نَسَبَ الثِّیَابَ إِلَی آخِرِهَا بِأَنْسَابِهَا وَ أَلْوَانِهَا قَالَ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَ شَكَرْتُهُ عَلَی مَا مَنَّ بِهِ عَلَیَّ مِنْ إِزَالَةِ الشَّكِّ عَنْ قَلْبِی فَأَمَرَ بِتَسْلِیمٍ جَمِیعِ مَا حَمَلْتُ إِلَی حَیْثُ یَأْمُرُنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی بَغْدَادَ وَ صِرْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ قَالَ وَ كَانَ خُرُوجِی وَ انْصِرَافِی فِی ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ قَالَ فَلَمَّا بَصُرَ بِی أَبُو جَعْفَرٍ رحمه اللّٰه قَالَ لِمَ لَمْ تَخْرُجْ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مِنْ سُرَّمَنْ رَأَی انْصَرَفْتُ قَالَ فَأَنَا أُحَدِّثُ أَبَا جَعْفَرٍ بِهَذَا إِذْ وَرَدَتْ رُقْعَةٌ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ مِنْ مَوْلَانَا صَاحِبِ الْأَمْرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ مَعَهَا دَرْجٌ مِثْلُ الدَّرْجِ الَّذِی كَانَ مَعِی فِیهِ ذِكْرُ الْمَالِ وَ الثِّیَابِ وَ أَمَرَ أَنْ یُسَلَّمَ جَمِیعُ ذَلِكَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطَّانِ الْقُمِّیِّ فَلَبِسَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ ثِیَابَهُ وَ قَالَ لِی احْمِلْ مَا مَعَكَ إِلَی مَنْزِلِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطَّانِ الْقُمِّیِّ قَالَ فَحَمَلْتُ الْمَالَ وَ الثِّیَابَ إِلَی مَنْزِلِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَطَّانِ وَ سَلَّمْتُهَا إِلَیْهِ وَ خَرَجْتُ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی دِینَوَرَ اجْتَمَعَ عِنْدِی النَّاسُ فَأَخْرَجْتُ الدَّرْجَ الَّذِی أَخْرَجَهُ وَكِیلُ مَوْلَانَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِلَیَّ وَ قَرَأْتُهُ عَلَی الْقَوْمِ فَلَمَّا سَمِعَ بِذِكْرِ الصُّرَّةِ بِاسْمِ الذَّرَّاعِ سَقَطَ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ وَ مَا زِلْنَا نُعَلِّلُهُ حَتَّی أَفَاقَ فَلَمَّا أَفَاقَ سَجَدَ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیْنَا بِالْهِدَایَةِ الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ هَذِهِ الصُّرَّةُ دَفَعَهَا وَ اللَّهِ إِلَیَّ هَذَا الذَّرَّاعُ لَمْ یَقِفْ عَلَی ذَلِكَ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ لَقِیتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَا الْحَسَنِ الْمَادَرَائِیَّ وَ عَرَّفْتُهُ الْخَبَرَ وَ قَرَأْتُ

ص: 302

عَلَیْهِ الدَّرْجَ فَقَالَ یَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا شَكَكْتُ فِی شَیْ ءٍ فَلَا تَشُكَّ فِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُخْلِی أَرْضَهُ مِنْ حُجَّتِهِ.

اعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا غَزَا إِذْكُوتَكِینُ یَزِیدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بِشَهْرَزُورَ وَ ظَفِرَ بِبِلَادِهِ وَ احْتَوَی عَلَی خَزَائِنِهِ صَارَ إِلَیَّ رَجُلٌ وَ ذَكَرَ أَنَّ یَزِیدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ جَعَلَ الْفَرَسَ الْفُلَانِیَّ وَ السَّیْفَ الْفُلَانِیَّ فِی بَابِ مَوْلَانَا علیه السلام قَالَ فَجَعَلْتُ أَنْقُلُ خَزَائِنَ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَی إِذْكُوتَكِینَ أَوَّلًا فَأَوَّلًا وَ كُنْتُ أُدَافِعُ بِالْفَرَسِ وَ السَّیْفِ إِلَی أَنْ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ غَیْرُهُمَا وَ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُخَلِّصَ ذَلِكَ لِمَوْلَانَا علیه السلام فَلَمَّا اشْتَدَّتْ مُطَالَبَةُ إِذْكُوتَكِینَ إِیَّایَ وَ لَمْ یُمْكِنِّی مُدَافَعَتُهُ جَعَلْتُ فِی السَّیْفِ وَ الْفَرَسِ فِی نَفْسِی أَلْفَ دِینَارٍ وَ وَزَنْتُهَا وَ دَفَعْتُهَا إِلَی الْخَازِنِ وَ قُلْتُ لَهُ ارْفَعْ هَذِهِ الدَّنَانِیرَ فِی أَوْثَقِ مَكَانٍ وَ لَا تُخْرِجَنَّ إِلَیَّ فِی حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ وَ لَوِ اشْتَدَّتِ الْحَاجَةُ إِلَیْهَا وَ سَلَّمْتُ الْفَرَسَ وَ السَّیْفَ قَالَ فَأَنَا قَاعِدٌ فِی مَجْلِسِی بِالَّذِی أُبْرِمُ الْأُمُورَ وَ أُوفِی الْقَصَصَ وَ آمُرُ وَ أَنْهَی إِذْ دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَسَدِیُّ وَ كَانَ یَتَعَاهَدُنِی الْوَقْتَ بَعْدَ الْوَقْتِ وَ كُنْتُ أَقْضِی حَوَائِجَهُ فَلَمَّا طَالَ جُلُوسُهُ وَ عَلَیَّ بُؤْسٌ كَثِیرٌ قُلْتُ لَهُ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَحْتَاجُ مِنْكَ إِلَی خَلْوَةٍ فَأَمَرْتُ الْخَازِنَ أَنْ یُهَیِّئَ لَنَا مَكَاناً مِنَ الْخِزَانَةِ فَدَخَلْنَا الْخِزَانَةَ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ رُقْعَةً صَغِیرَةً مِنْ مَوْلَانَا علیه السلام فِیهَا یَا أَحْمَدَ بْنَ الْحَسَنِ الْأَلْفُ دِینَارٍ الَّتِی لَنَا عِنْدَكَ ثَمَنُ الْفَرَسِ وَ السَّیْفِ سَلِّمْهَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَسَدِیِّ قَالَ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً شُكْراً لِمَا مَنَّ بِهِ عَلَیَّ وَ عَرَفْتُ أَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ حَقّاً لِأَنَّهُ لَمْ یَكُنْ وَقَفَ عَلَی هَذَا أَحَدٌ غَیْرِی فَأَضَفْتُ إِلَی ذَلِكَ الْمَالِ ثَلَاثَةَ آلَافِ دِینَارٍ أُخْرَی سُرُوراً بِمَا مَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِهَذَا الْأَمْرِ.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ الطَّبَرِیِّ أَیْضاً مِنْ كِتَابِهِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ: كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ ثَلَاثَةَ كُتُبٍ فِی حَوَائِجَ لِی وَ أَعْلَمْتُهُ أَنَّنِی رَجُلٌ قَدْ كَبِرَ سِنِّی وَ أَنَّهُ لَا وَلَدَ لِی فَأَجَابَنِی عَنِ الْحَوَائِجِ وَ لَمْ یُجِبْنِی فِی الْوَلَدِ بِشَیْ ءٍ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ فِی الرَّابِعَةِ كِتَاباً وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ إِلَی اللَّهِ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً فَأَجَابَنِی وَ كَتَبَ بِحَوَائِجِی وَ كَتَبَ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ وَلَداً

ص: 303

ذَكَراً تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ وَ اجْعَلْ هَذَا الْحَمْلَ الَّذِی لَهُ وَلَداً ذَكَراً فَوَرَدَ الْكِتَابُ وَ أَنَا لَا أَعْلَمُ أَنَّ لِی حَمْلًا فَدَخَلْتُ إِلَی جَارِیَتِی فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَتْنِی أَنَّ عِلَّتَهَا قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوَلَدَتْ غُلَاماً.

وَ هَذَا الْحَدِیثُ- رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ: أَیْضاً.

وَ بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ فِی كِتَابِهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ أَبِی الْبَغْلِ الْكَاتِبُ قَالَ: تَقَلَّدْتُ عَمَلًا مِنْ أَبِی مَنْصُورِ بْنِ صَالِحَانِ وَ جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَهُ مَا أوجبت [أَوْجَبَ] اسْتِتَارِی فَطَلَبَنِی وَ أَخَافَنِی فَمَكَثْتُ مُسْتَتِراً خَائِفاً ثُمَّ قَصَدْتُ مَقَابِرَ قُرَیْشٍ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ اعْتَمَدْتُ الْمَبِیتَ هُنَاكَ لِلدُّعَاءِ وَ الْمَسْأَلَةِ وَ كَانَتْ لَیْلَةَ رِیحٍ وَ مَطَرٍ فَسَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَیِّمَ أَنْ یُغْلِقَ الْأَبْوَابَ وَ أَنْ یَجْتَهِدَ فِی خَلْوَةِ الْمَوْضِعِ لِأَخْلُوَ بِمَا أُرِیدُهُ مِنَ الدُّعَاءِ وَ الْمَسْأَلَةِ وَ آمَنَ مِنْ دُخُولِ إِنْسَانٍ مِمَّا لَمْ آمَنْهُ وَ خِفْتُ مِنْ لِقَائِی لَهُ فَفَعَلَ وَ قَفَّلَ الْأَبْوَابَ وَ انْتَصَفَ اللَّیْلُ وَ وَرَدَ مِنَ الرِّیحِ وَ الْمَطَرِ مَا قَطَعَ النَّاسَ عَنِ الْمَوْضِعِ وَ مَكَثْتُ أَدْعُو وَ أَزُورُ وَ أُصَلِّی فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ سَمِعْتُ وَطْئاً عِنْدَهُ مَوْلَانَا مُوسَی علیه السلام وَ إِذَا رَجُلٌ یَزُورُ فَسَلَّمَ عَلَی آدَمَ وَ أُولِی الْعَزْمِ علیهم السلام ثُمَّ الْأَئِمَّةِ وَاحِداً وَاحِداً إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام فَلَمْ یَذْكُرْهُ فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ لَهُ لَعَلَّهُ نَسِیَ أَوْ لَمْ یَعْرِفْ أَوْ هَذَا مَذْهَبٌ لِهَذَا الرَّجُلِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ زِیَارَتِهِ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَقْبَلَ إِلَیَّ عِنْدَ مَوْلَانَا أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَزَارَ مِثْلَ تِلْكَ الزِّیَارَةِ وَ ذَلِكَ السَّلَامِ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَنَا خَائِفٌ مِنْهُ إِذْ لَمْ أَعْرِفْهُ وَ رَأَیْتُهُ شَابّاً تَامّاً مِنَ الرِّجَالِ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بِیضٌ وَ عِمَامَةٌ مُحَنَّكٌ وَ ذُؤَابَةٌ وَ رِدَاءٌ عَلَی كَتِفِهِ مُسْبَلٌ فَقَالَ یَا أَبَا الْحُسَیْنِ بْنَ أَبِی الْبَغْلِ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ دُعَاءِ الْفَرَجِ فَقُلْتُ وَ مَا هُوَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ تُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ تَقُولُ یَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَتَرَ الْقَبِیحَ یَا مَنْ لَمْ یُؤَاخِذْ بِالْجَرِیرَةِ وَ لَمْ یَهْتِكِ السِّتْرَ یَا عَظِیمَ الْمَنِّ یَا كَرِیمَ الصَّفْحِ یَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ یَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ یَا بَاسِطَ الْیَدَیْنِ بِالرَّحْمَةِ یَا مُنْتَهَی كُلِّ نَجْوَی وَ یَا غَایَةَ كُلِّ شَكْوَی یَا عَوْنَ كُلِّ مُسْتَعِینٍ یَا

ص: 304

مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا یَا رَبَّاهْ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا سَیِّدَاهْ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا مَوْلَیَاهْ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا غَایَتَاهْ عَشْرَ مَرَّاتٍ یَا مُنْتَهَی غَایَةِ رَغْبَتَاهْ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ علیهم السلام إِلَّا مَا كَشَفْتَ كَرْبِی وَ نَفَّسْتَ هَمِّی وَ فَرَّجْتَ غَمِّی وَ أَصْلَحْتَ حَالِی وَ تَدْعُو بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ وَ تَسْأَلُ حَاجَتَكَ ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْمَنَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ فِی سُجُودِكَ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ یَا عَلِیُّ یَا مُحَمَّدُ اكْفِیَانِی فَإِنَّكُمَا كَافِیَایَ وَ انْصُرَانِی فَإِنَّكُمَا نَاصِرَایَ وَ تَضَعُ خَدَّكَ الْأَیْسَرَ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ أَدْرِكْنِی وَ تُكَرِّرُهَا كَثِیراً وَ تَقُولُ الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ حَتَّی یَنْقَطِعَ النَّفَسُ وَ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَإِنَّ اللَّهَ بِكَرَمِهِ یَقْضِی حَاجَتَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا شَغَلْتُ بِالصَّلَاةِ وَ الدُّعَاءِ خَرَجَ فَلَمَّا فَرَغْتُ خَرَجْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ لِأَسْأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ كَیْفَ دَخَلَ فَرَأَیْتُ الْأَبْوَابَ عَلَی حَالِهَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ لَعَلَّهُ بَاتَ هَاهُنَا وَ لَمْ أَعْلَمْ فَانْتَهَیْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْقَیِّمِ فَخَرَجَ إِلَی عِنْدِی مِنْ بَیْتِ الزَّیْتِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ وَ دُخُولِهِ فَقَالَ الْأَبْوَابُ مُقَفَّلَةٌ كَمَا تَرَی مَا فَتَحْتُهَا فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِیثِ فَقَالَ هَذَا مَوْلَانَا صَاحِبُ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ قَدْ شَاهَدْتُهُ مِرَاراً فِی مِثْلِ هَذِهِ اللَّیْلَةِ عِنْدَ خُلُوِّهَا مِنَ النَّاسِ فَتَأَسَّفْتُ عَلَی مَا فَاتَنِی مِنْهُ وَ خَرَجْتُ عِنْدَ قُرْبِ الْفَجْرِ وَ قَصَدْتُ الْكَرْخَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی كُنْتُ مُسْتَتِراً فِیهِ فَمَا أَضْحَی النَّهَارَ إِلَّا وَ أَصْحَابُ ابْنِ الصَّالِحَانِ یَلْتَمِسُونَ لِقَائِی وَ یَسْأَلُونَ عَنِّی أَصْدِقَائِی وَ مَعَهُمْ أَمَانٌ مِنَ الْوَزِیرِ وَ رُقْعَةٌ بِخَطِّهِ فِیهَا كُلُّ جَمِیلٍ فَحَضَرْتُهُ مَعَ ثِقَةٍ مِنْ أَصْدِقَائِی عِنْدَهُ فَقَامَ وَ الْتَزَمَنِی وَ عَامَلَنِی بِمَا لَمْ أَعْهَدْهُ مِنْهُ وَ قَالَ انْتَهَتْ بِكَ الْحَالُ إِلَی أَنْ تَشْكُوَنِی إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ قَدْ كَانَ مِنِّی دُعَاءٌ وَ مَسْأَلَةٌ فَقَالَ وَیْحَكَ رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ مَوْلَایَ صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی النَّوْمِ یَعْنِی لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ یَأْمُرُنِی بِكُلِّ جَمِیلٍ وَ یَجْفُو عَلَیَّ فِی ذَلِكَ جَفْوَةً خِفْتُهَا

ص: 305

فَقُلْتُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْحَقُّ وَ مُنْتَهَی الْحَقِّ رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ مَوْلَانَا فِی الْیَقَظَةِ وَ قَالَ كَذَا وَ كَذَا وَ شَرَحْتُ مَا رَأَیْتُهُ فِی الْمَشْهَدِ فَعَجِبَ مِنْ ذَلِكَ وَ جَرَتْ مِنْهُ أُمُورٌ عِظَامٌ حِسَانٌ فِی هَذَا الْمَعْنَی وَ بَلَغْتُ مِنْهُ غَایَةَ مَا لَمْ أَظُنَّهُ بِبَرَكَةِ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

أقول: وجدت هذا الخبر و سائر الأخبار السالفة التی رواها عن كتاب الطبری فی أصل كتابه موافقة لما نقله رحمة اللّٰه علیهما.

«20»- نجم، [كتاب النجوم] وَ مِمَّا رُوِّینَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ قَالَ: وَ كَتَبَ رَجُلٌ مِنْ رَبَضِ حُمَیْدٍ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ فِی حَمْلٍ لَهُ فَوَرَدَ عَلَیْهِ الدُّعَاءُ فِی الْحَمْلِ قَبْلَ الْأَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ سَتَلِدُ ابْناً فَجَاءَ كَمَا قَالَ.

وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ السَّیَّارِیِّ قَالَ: كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ یَسْأَلُ كَفَناً فَوَرَدَ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ سَنَةَ ثَمَانِینَ فَمَاتَ فِی هَذَا الْوَقْتِ الَّذِی حَدَّهُ وَ بُعِثَ إِلَیْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَیْنِ.

بیان: التخت وعاء یجعل فیه الثیاب و عكم المتاع یعكمه شده بثوب و أعكمه أعانه علی العكم و المبطنة بفتح الطاء المشددة الثوب الذی جعلت له بطانة و هی خلاف الظهارة یقال بطن الثوب تبطینا و أبطنه أی جعل له بطانة و الدرج بالفتح و یحرك الذی یكتب فیه.

«21»- كش، [رجال الكشی]: كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ إِلَیَّ یَذْكُرُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رُوحٍ الْقُمِّیِّ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ كَتَبَ إِلَیْهِ یَسْتَأْذِنُهُ فِی الْحَجِّ فَأَذِنَ لَهُ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِثَوْبٍ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ نَعَی إِلَیَّ نَفْسِی فَانْصَرَفَ مِنَ الْحَجِّ فَمَاتَ بِحُلْوَانَ.

«22»- جش، [الفهرست] للنجاشی: اجْتَمَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ مَعَ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ وَ سَأَلَهُ مَسَائِلَ ثُمَّ كَاتَبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَی یَدِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْأَسْوَدِ یَسْأَلُهُ أَنْ یُوصِلَ لَهُ رُقْعَةً إِلَی الصَّاحِبِ علیه السلام وَ یَسْأَلُهُ فِیهَا الْوَلَدَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ قَدْ دَعَوْنَا اللَّهَ لَكَ بِذَلِكَ وَ سَتُرْزَقُ وَلَدَیْنِ ذَكَرَیْنِ خَیِّرَیْنِ فَوُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ وَ كَانَ

ص: 306

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ یَقُولُ أَنَا وُلِدْتُ بِدَعْوَةِ صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام وَ یَفْتَخِرُ بِذَلِكَ.

«23»- مهج، [مهج الدعوات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ الْعُرَیْضِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ الْحُسَیْنِیِّ وَ كَانَ یَسْكُنُ بِمِصْرَ قَالَ: دَهِمَنِی أَمْرٌ عَظِیمٌ وَ هَمٌّ شَدِیدٌ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ مِصْرَ فَخَشِیتُهُ عَلَی نَفْسِی وَ كَانَ قَدْ سَعَی بِی إِلَی أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ فَخَرَجْتُ مِنْ مِصْرَ حَاجّاً وَ سِرْتُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَی الْعِرَاقِ فَقَصَدْتُ مَشْهَدَ مَوْلَائِیَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا عَائِذاً بِهِ وَ لَائِذاً بِقَبْرِهِ وَ مُسْتَجِیراً بِهِ مِنْ سَطْوَةِ مَنْ كُنْتُ أَخَافُهُ فَأَقَمْتُ بِالْحَائِرِ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ لَیْلِی وَ نَهَارِی فَتَرَاءَی لِی قَیِّمُ الزَّمَانِ وَ وَلِیُّ الرَّحْمَنِ علیه السلام وَ أَنَا بَیْنَ النَّائِمِ وَ الْیَقْظَانِ فَقَالَ لِی یَقُولُ لَكَ الْحُسَیْنُ یَا بُنَیَّ خِفْتَ فُلَاناً فَقُلْتُ نَعَمْ أَرَادَ هَلَاكِی فَلَجَأْتُ إِلَی سَیِّدِی علیه السلام وَ أَشْكُو إِلَیْهِ عَظِیمَ مَا أَرَادَ بِی فَقَالَ هَلَّا دَعَوْتَ اللَّهَ رَبَّكَ وَ رَبَّ آبَائِكَ بِالْأَدْعِیَةِ الَّتِی دَعَا بِهَا مَنْ سَلَفَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فَقَدْ كَانُوا فِی شِدَّةٍ فَكَشَفَ اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ قُلْتُ وَ بِمَا ذَا أَدْعُوهُ فَقَالَ إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ فَاغْتَسِلْ وَ صَلِّ صَلَاةَ اللَّیْلِ فَإِذَا سَجَدْتَ سَجْدَةَ الشُّكْرِ دَعَوْتَ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَ أَنْتَ بَارِكٌ عَلَی رُكْبَتَیْكَ فَذَكَرَ لِی دُعَاءً قَالَ وَ رَأَیْتُهُ فِی مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ یَأْتِینِی وَ أَنَا بَیْنَ النَّائِمِ وَ الْیَقْظَانِ قَالَ وَ كَانَ یَأْتِینِی خَمْسَ لَیَالٍ مُتَوَالِیَاتٍ یُكَرِّرُ عَلَیَّ هَذَا الْقَوْلَ وَ الدُّعَاءَ حَتَّی حَفِظْتُهُ وَ انْقَطَعَ عَنِّی مَجِیئُهُ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ فَاغْتَسَلْتُ وَ غَبَّرْتُ ثِیَابِی وَ تَطَیَّبْتُ وَ صَلَّیْتُ صَلَاةَ اللَّیْلِ وَ سَجَدْتُ سَجْدَةَ الشُّكْرِ وَ جَثَوْتُ عَلَی رُكْبَتَیَّ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ جَلَّ وَ تَعَالَی بِهَذَا الدُّعَاءِ فَأَتَانِی علیه السلام لَیْلَةَ السَّبْتِ فَقَالَ لِی قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكَ یَا مُحَمَّدُ وَ قُتِلَ عَدُوُّكَ عِنْدَ فَرَاغِكَ مِنَ الدُّعَاءِ عِنْدَ(1)

مَنْ وَشَی بِكَ إِلَیْهِ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَدَّعْتُ سَیِّدِی وَ خَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً إِلَی مِصْرَ فَلَمَّا بَلَغْتُ الْأُرْدُنَّ وَ أَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَی مِصْرَ رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ جِیرَانِی بِمِصْرَ وَ كَانَ مُؤْمِناً فَحَدَّثَنِی أَنَّ خَصْمِی قَبَضَ عَلَیْهِ أَحْمَدُ بْنُ طُولُونَ فَأَمَرَ بِهِ فَأَصْبَحَ مَذْبُوحاً مِنْ قَفَاهُ قَالَ وَ ذَلِكَ

ص: 307


1- 1. بید من وشی. ظ.

فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ وَ أَمَرَ بِهِ فَطُرِحَ فِی النِّیلِ وَ كَانَ ذَلِكَ فِیمَا أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِهَا وَ إِخْوَانِنَا الشِّیعَةِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِیمَا بَلَغَهُمْ عِنْدَ فَرَاغِی مِنَ الدُّعَاءِ كَمَا أَخْبَرَنِی مَوْلَایَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ.

«24»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: وُلِدَ لِی وَلَدٌ فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِی تَطْهِیرِهِ یَوْمَ السَّابِعِ فَوَرَدَ لَا تَفْعَلْ فَمَاتَ یَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ ثُمَّ كَتَبْتُ بِمَوْتِهِ فَوَرَدَ سَتُخْلَفُ غَیْرُهُ وَ غَیْرُهُ فَسَمِّ الْأَوَّلَ أَحْمَدَ وَ مِنْ بَعْدِ أَحْمَدَ جَعْفَراً فَجَاءَا كَمَا قَالَ قَالَ وَ تَهَیَّأْتُ لِلْحَجِّ وَ وَدَّعْتُ النَّاسَ وَ كُنْتُ عَلَی الْخُرُوجِ (1) فَوَرَدَ نَحْنُ لِذَلِكَ كَارِهُونَ وَ الْأَمْرُ إِلَیْكَ فَضَاقَ صَدْرِی وَ اغْتَمَمْتُ وَ كَتَبْتُ أَنَا مُقِیمٌ عَلَی السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ غَیْرَ أَنِّی مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِی عَنِ الْحَجِّ فَوَقَّعَ لَا یَضِیقُ صَدْرُكَ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ قَابِلًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فَوَرَدَ الْإِذْنُ وَ كَتَبْتُ أَنِّی قَدْ عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَ أَنَا وَاثِقٌ بِدِیَانَتِهِ وَ صِیَانَتِهِ فَوَرَدَ الْأَسَدِیُّ نِعْمَ الْعَدِیلُ فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْ عَلَیْهِ فَقَدِمَ الْأَسَدِیُّ فَعَادَلْتُهُ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن ابن قولویه: مثله إلی قوله كما قال.

«25»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ النَّضْرِ وَ أَبَا صِدَامٍ وَ جَمَاعَةً تَكَلَّمُوا بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ فِیمَا فِی أَیْدِی الْوُكَلَاءِ وَ أَرَادُوا الْفَحْصَ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ إِلَی أَبِی صِدَامٍ فَقَالَ إِنِّی أُرِیدُ الْحَجَّ فَقَالَ أَبُو صِدَامٍ أَخِّرْهُ هَذِهِ السَّنَةَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ إِنِّی أَفْزَعُ فِی الْمَنَامِ وَ لَا بُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ وَ أَوْصَی إِلَی أَحْمَدَ بْنِ یَعْلَی بْنِ حَمَّادٍ وَ أَوْصَی لِلنَّاحِیَةِ بِمَالٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ لَا یُخْرِجَ شَیْئاً إِلَّا مِنْ یَدِهِ إِلَی یَدِهِ بَعْدَ ظُهُورِهِ قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ لَمَّا وَافَیْتُ بَغْدَادَ اكْتَرَیْتُ دَاراً فَنَزَلْتُهَا فَجَاءَنِی بَعْضُ

ص: 308


1- 1. هكذا فی نسخة الكافی ج 1 ص 522 و فی الإرشاد ص 334:« و كتبت أستأذن فی الخروج فورد إلخ».

الْوُكَلَاءِ بِثِیَابٍ وَ دَنَانِیرَ وَ خَلَّفَهَا عِنْدِی فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا قَالَ هُوَ مَا تَرَی ثُمَّ جَاءَنِی آخَرُ بِمِثْلِهَا وَ آخَرُ حَتَّی كَبَسُوا الدَّارَ ثُمَّ جَاءَنِی أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِجَمِیعِ مَا كَانَ مَعَهُ فَتَعَجَّبْتُ وَ بَقِیتُ مُتَفَكِّراً فَوَرَدَتْ عَلَیَّ رُقْعَةُ الرَّجُلِ إِذَا مَضَی مِنَ النَّهَارِ كَذَا وَ كَذَا فَاحْمِلْ مَا مَعَكَ فَرَحَلْتُ وَ حَمَلْتُ مَا مَعِی وَ فِی الطَّرِیقِ صُعْلُوكٌ وَ یَقْطَعُ الطَّرِیقَ فِی سِتِّینَ رَجُلًا فَاجْتَزْتُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَنِی اللَّهُ مِنْهُ فَوَافَیْتُ الْعَسْكَرَ وَ نَزَلْتُ فَوَرَدَتْ عَلَیَّ رُقْعَةٌ أَنِ احْمِلْ مَا مَعَكَ فَصَبَبْتُهُ فِی صِنَانِ الْحَمَّالِینَ فَلَمَّا بَلَغْتُ الدِّهْلِیزَ فَإِذَا فِیهِ أَسْوَدٌ قَائِمٌ فَقَالَ أَنْتَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ الدَّارَ وَ دَخَلْتُ بَیْتاً وَ فَرَّغْتُ صِنَانَ الْحَمَّالِینَ وَ إِذَا فِی زَاوِیَةِ الْبَیْتِ خُبْزٌ كَثِیرٌ فَأَعْطَی كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْحَمَّالِینَ رَغِیفَیْنِ وَ أُخْرِجُوا وَ إِذَا بَیْتٌ عَلَیْهِ سِتْرٌ فَنُودِیتُ مِنْهُ یَا حَسَنَ بْنَ النَّضْرِ احْمَدِ اللَّهَ عَلَی مَا مَنَّ بِهِ عَلَیْكَ وَ لَا تَشُكَّنَّ فَوَدَّ الشَّیْطَانُ أَنَّكَ شَكَكْتَ وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ ثَوْبَیْنِ وَ قِیلَ لِی خُذْهُمَا فَتَحْتَاجُ إِلَیْهِمَا فَأَخَذْتُهُمَا وَ خَرَجْتُ قَالَ سَعْدٌ فَانْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ النَّضْرِ وَ مَاتَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ كُفِّنَ فِی الثَّوْبَیْنِ.

بیان: كبس داره هجم علیه و أحاطه و كبست النهر و البئر طممتها بالتراب و الصنان شبه سلة یجعل فیها الخبز.

«26»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ الْخَزَّازِ الْمَدَائِنِیِّ مَوْلَی خَدِیجَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ كَانُوا یَقُولُونَ بِالْحَقِّ فَكَانَتِ الْوَظَائِفُ تَرِدُ عَلَیْهِمْ فِی وَقْتٍ مَعْلُومٍ فَلَمَّا مَضَی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام رَجَعَ قَوْمٌ مِنْهُمْ عَنِ الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ فَوَرَدَتِ الْوَظَائِفُ عَلَی مَنْ ثَبَتَ مِنْهُمْ عَلَی الْقَوْلِ بِالْوَلَدِ وَ قُطِعَ عَنِ الْبَاقِینَ فَلَا یُذْكَرُونَ فِی الذَّاكِرِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

«27»- كا، [الكافی] الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: وُلِدَ لِی عِدَّةُ بَنِینَ فَكُنْتُ أَكْتُبُ وَ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ فَلَا یُكْتَبُ إِلَیَّ لَهُمْ بِشَیْ ءٍ فَلَمَّا وُلِدَ لِیَ الْحَسَنُ ابْنِی كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ فَأُجِبْتُ یَبْقَی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

«28»- كا، [الكافی] الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ زَیْدٍ الْیَمَانِیُّ قَالَ: كَتَبَ أَبِی بِخَطِّهِ كِتَاباً

ص: 309

فَوَرَدَ جَوَابُهُ ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّی فَوَرَدَ جَوَابُهُ ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّ رَجُلٍ مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِنَا فَلَمْ یَرِدْ جَوَابُهُ فَنَظَرْنَا فَكَانَتِ الْعِلَّةُ أَنَّ الرَّجُلَ تَحَوَّلَ قَرْمَطِیّاً.

«29»- كا، [الكافی] الْحَسَنُ بْنُ خَفِیفٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ بِخَدَمٍ إِلَی مَدِینَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُمْ خَادِمَانِ وَ كَتَبَ إِلَی خَفِیفٍ أَنْ یَخْرُجَ مَعَهُمْ فَخَرَجَ مَعَهُمْ فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَی الْكُوفَةِ شَرِبَ أَحَدُ الْخَادِمَیْنِ مُسْكِراً فَمَا خَرَجُوا مِنَ الْكُوفَةِ حَتَّی وَرَدَ كِتَابٌ مِنَ الْعَسْكَرِ بِرَدِّ الْخَادِمِ الَّذِی شَرِبَ الْمُسْكِرَ وَ عُزِلَ عَنِ الْخِدْمَةِ.

«30»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِیُّ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ نُدَمَاءِ رُوزْحَسَنِیَّ وَ آخَرُ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ هُوَ ذَا یَجْبِی الْأَمْوَالَ وَ لَهُ وُكَلَاءُ وَ سَمَّوْا جَمِیعَ الْوُكَلَاءِ فِی النَّوَاحِی وَ أَنْهَی ذَلِكَ إِلَی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْوَزِیرِ فَهَمَّ الْوَزِیرُ بِالْقَبْضِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ السُّلْطَانُ اطْلُبُوا أَیْنَ هَذَا الرَّجُلُ فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ غَلِیظٌ فَقَالَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَیْمَانَ نَقْبِضُ عَلَی الْوُكَلَاءِ فَقَالَ السُّلْطَانُ لَا وَ لَكِنْ دَسُّوا لَهُمْ قَوْماً لَا یُعْرَفُونَ بِالْأَمْوَالِ فَمَنْ قَبَضَ مِنْهُمْ شَیْئاً قُبِضَ عَلَیْهِ قَالَ فَخَرَجَ بِأَنْ یَتَقَدَّمَ إِلَی جَمِیعِ الْوُكَلَاءِ أَنْ لَا یَأْخُذُوا مِنْ أَحَدٍ شَیْئاً وَ أَنْ یَمْتَنِعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ یَتَجَاهَلُوا الْأَمْرَ فَانْدَسَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ رَجُلٌ لَا یَعْرِفُهُ وَ خَلَا بِهِ فَقَالَ مَعِی مَالٌ أُرِیدُ أَنْ أُوصِلَهُ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ غَلِطْتَ أَنَا لَا أَعْرِفُ مِنْ هَذَا شَیْئاً فَلَمْ یَزَلْ یَتَلَطَّفُهُ وَ مُحَمَّدٌ یَتَجَاهَلُ عَلَیْهِ وَ بَثُّوا الْجَوَاسِیسَ وَ امْتَنَعَ الْوُكَلَاءُ كُلُّهُمْ لِمَا كَانَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِمْ.

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُعْجِزَاتُهُ علیه السلام أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی غَیْرَ أَنَّا نَذْكُرُ طَرَفاً مِنْهَا مَا أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: شَكَكْتُ عِنْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ كَانَ اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِی مَالٌ جَلِیلٌ فَحَمَلَهُ وَ رَكِبَ فِی السَّفِینَةِ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ مُشَیِّعاً لَهُ فَوُعِكَ وَعْكاً شَدِیداً فَقَالَ یَا بُنَیَّ رُدَّنِی رُدَّنِی فَهُوَ الْمَوْتُ وَ اتَّقِ اللَّهَ فِی هَذَا الْمَالِ وَ أَوْصَی إِلَیَّ وَ مَاتَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَمْ یَكُنْ أَبِی یُوصِی بِشَیْ ءٍ غَیْرِ صَحِیحٍ أَحْمِلُ هَذَا الْمَالَ إِلَی

ص: 310

الْعِرَاقِ وَ أَكْتَرِی دَاراً عَلَی الشَّطِّ وَ لَا أُخْبِرُ أَحَداً فَإِنْ وَضَحَ لِی شَیْ ءٌ كَوُضُوحِهِ أَیَّامَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنْفَذْتُهُ وَ إِلَّا تَصَدَّقْتُ بِهِ فَقَدِمْتُ الْعِرَاقَ وَ اكْتَرَیْتُ دَاراً عَلَی الشَّطِّ وَ بَقِیتُ أَیَّاماً فَإِذَا أَنَا بِرَسُولٍ مَعَهُ رُقْعَةٌ فِیهَا یَا مُحَمَّدُ مَعَكَ كَذَا وَ كَذَا فِی جَوْفِ كَذَا وَ كَذَا حَتَّی قَصَّ عَلَیَّ جَمِیعَ مَا مَعِی مِمَّا لَمْ أُحِطْ بِهِ عِلْماً فَسَلَّمْتُ الْمَالَ إِلَی الرَّسُولِ وَ بَقِیتُ أَیَّاماً لَا یُرْفَعُ لِی رَأْسٌ فَاغْتَمَمْتُ فَخَرَجَ إِلَیَّ قَدْ أَقَمْنَاكَ مَقَامَ أَبِیكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ.

«32»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: مِثْلَهُ بیان فی الكافی مكان قوله و إلا تصدقت به و إلا قصفت به و القصف اللّٰهو و اللعب و فی الإرشاد و إلا أنفقته فی ملاذی و شهواتی و كأنه نقل بالمعنی و قوله لا یرفع لی رأس كنایة عن عدم التوجه و الاستخبار فإن من یتوجه إلی أحد یرفع إلیه رأسه.

«33»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ زَیْدٍ الْیَمَانِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ فِی مَعْنَیَیْنِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِی الثَّالِثِ وَ امْتَنَعْتُ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ یُكْرَهَ ذَلِكَ فَوَرَدَ جَوَابُ الْمَعْنَیَیْنِ وَ الثَّالِثِ الَّذِی طَوَیْتُهُ مُفَسَّراً.

«34»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ بَدْرٍ غُلَامِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْهُ قَالَ: وَرَدْتُ الْجَبَلَ وَ أَنَا لَا أَقُولُ بِالْإِمَامَةِ أُحِبُّهُمْ جُمْلَةً إِلَی أَنْ مَاتَ یَزِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ-(1) فَأَوْصَی إِلَیَّ فِی عِلَّتِهِ أَنْ یُدْفَعَ الشِّهْرِیُّ السَّمَنْدُ وَ سَیْفُهُ وَ مِنْطَقَتُهُ إِلَی مَوْلَاهُ فَخِفْتُ إِنْ لَمْ أَدْفَعِ الشِّهْرِیَّ إِلَی إِذْكُوتَكِینَ نَالَنِی مِنْهُ اسْتِخْفَافٌ فَقَوَّمْتُ الدَّابَّةَ وَ السَّیْفَ وَ الْمِنْطَقَةَ بِسَبْعِمِائَةِ دِینَارٍ فِی نَفْسِی وَ لَمْ أُطْلِعْ عَلَیْهِ أَحَداً فَإِذَا الْكِتَابُ قَدْ وَرَدَ عَلَیَّ مِنَ الْعِرَاقِ أَنْ وَجِّهِ السَّبْعَمِائَةِ دِینَارٍ الَّتِی لَنَا قِبَلَكَ مِنْ ثَمَنِ الشِّهْرِیِّ السَّمَنْدِ وَ السَّیْفِ وَ الْمِنْطَقَةِ.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد عن عدة من أصحابنا عن

ص: 311


1- 1. فی نسخة الكافی ج 1 ص 522 و الإرشاد ص 334 كما مر عن كتاب النجوم نقلا عن دلائل الطبریّ:« یزید بن عبد اللّٰه».

أحمد بن الحسن و العلاء بن رزق اللّٰه عن بدر: مثله بیان قال الفیروزآبادی الشهریة بالكسر ضرب من البراذین و أقول یظهر من الخبر الطویل الذی أخرجناه من كتاب النجوم و دلائل الطبری أن صاحب القضیة هو أحمد لا بدر غلامه و البدر روی عن مولاه و العلاء عطف علی العدة و هذا سند آخر إلی أحمد و لم یذكر أحمد فی الثانی لظهوره أو كان عنه بعد قوله غلام أحمد بن الحسن فسقط من النساخ فتدبر(1).

«35»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَقِیلٍ عِیسَی بْنِ نَصْرٍ قَالَ: كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ زِیَادٍ الصَّیْمَرِیُّ یَلْتَمِسُ كَفَناً فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِی سَنَةِ ثَمَانِینَ فَمَاتَ فِی سَنَةِ ثَمَانِینَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ.

بیان: فی سنة ثمانین أی من عمره أو المراد سنة ثمانین بعد المائتین و فی الكافی قبل موته بأیام.

«36»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَرَجَ نَهْیٌ عَنْ زِیَارَةِ مَقَابِرِ قُرَیْشٍ وَ الْحَائِرِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَشْهُرٍ دَعَا الْوَزِیرُ الْبَاقَطَانِیَّ فَقَالَ لَهُ الْقَ بَنِی الْفُرَاتِ وَ الْبُرْسِیِّینَ وَ قُلْ لَهُمْ لَا تَزُورُوا مَقَابِرَ قُرَیْشٍ فَقَدْ أَمَرَ الْخَلِیفَةُ أَنْ یُتَفَقَّدَ كُلُّ مَنْ زَارَ فَیُقْبَضَ عَلَیْهِ.

بیان: بنو الفرات رهط الوزیر أبی الفتح الفضل بن جعفر بن فرات كان من وزراء بنی العباس و هو الذی صحح طریق الخطبة الشقشقیة و یحتمل أن یكون المراد النازلین بشط الفرات و برس قریة بین الحلة و الكوفة و المراد بزیارة مقابر قریش زیارة الكاظمین علیهما السلام.

ك، [إكمال الدین] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الرَّازِیِّ قَالَ: خَرَجَ بَعْضُ إِخْوَانِی مِنْ أَهْلِ الرَّأْیِ مُرْتَاداً بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَبَیْنَا هُوَ

ص: 312


1- 1. هو موجود فی نسخة الإرشاد المطبوعة سنة 1372، و لذا أضفناه فی المتن و جعلناه بین المعقوفتین.

فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ مُتَفَكِّراً فِیمَا خَرَجَ لَهُ یَبْحَثُ حَصَی الْمَسْجِدِ بِیَدِهِ إِذَا ظَهَرَتْ لَهُ حَصَاةٌ فِیهَا مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ فَنَظَرَ فَإِذَا هِیَ كِتَابَةٌ نَاتِئَةٌ مَخْلُوقَةٌ غَیْرُ مَنْقُوشَةٍ.

«37»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ وَ الْغَضَائِرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّفْوَانِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ الْقَاسِمَ بْنَ الْعَلَاءِ وَ قَدْ عُمِّرَ مِائَةَ سَنَةٍ وَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْهَا ثَمَانِینَ سَنَةً صَحِیحُ الْعَیْنَیْنِ لَقِیَ مَوْلَانَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَبَا مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّیْنِ علیهما السلام وَ حُجِبَ بَعْدَ الثَّمَانِینَ وَ رُدَّتْ عَلَیْهِ عَیْنَاهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِسَبْعَةِ أَیَّامٍ وَ ذَلِكَ أَنِّی كُنْتُ مُقِیماً عِنْدَهُ بِمَدِینَةِ الرَّانِ مِنْ أَرْضِ آذَرْبِیجَانَ وَ كَانَ لَا یَنْقَطِعُ تَوْقِیعَاتُ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام عَلَی یَدِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ وَ بَعْدَهُ عَلَی یَدِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمَا فَانْقَطَعَتْ عَنْهُ الْمُكَاتَبَةُ نَحْواً مِنْ شَهْرَیْنِ فَغُلِقَ رَحِمَهُ اللَّهُ لِذَلِكَ فَبَیْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ نَأْكُلُ إِذْ دَخَلَ الْبَوَّابُ مُسْتَبْشِراً فَقَالَ لَهُ فَیْجُ الْعِرَاقِ لَا یُسَمَّی بِغَیْرِهِ فَاسْتَبْشَرَ الْقَاسِمُ وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَی الْقِبْلَةِ فَسَجَدَ وَ دَخَلَ كَهْلٌ قَصِیرٌ یُرَی أَثَرُ الْفُیُوجِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِ جُبَّةٌ مُضَرَّبَةٌ وَ فِی رِجْلِهِ نَعْلٌ مَحَامِلِیٌّ وَ عَلَی كَتِفِهِ مِخْلَاةٌ فَقَامَ الْقَاسِمُ فَعَانَقَهُ وَ وَضَعَ الْمِخْلَاةَ عَنْ عُنُقِهِ وَ دَعَا بِطَسْتٍ وَ مَاءٍ فَغَسَلَ یَدَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ فَأَكَلْنَا وَ غَسَلْنَا أَیْدِیَنَا فَقَامَ الرَّجُلُ فَأَخْرَجَ كِتَاباً أَفْضَلَ مِنَ النِّصْفِ الْمُدَرَّجِ فَنَاوَلَهُ الْقَاسِمَ فَأَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَی كَاتِبٍ لَهُ یُقَالُ لَهُ ابْنُ أَبِی سَلَمَةَ فَأَخَذَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَفَضَّهُ وَ قَرَأَهُ حَتَّی أَحَسَّ الْقَاسِمُ بِنِكَایَةٍ فَقَالَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ خَیْرٌ فَقَالَ خَیْرٌ فَقَالَ وَیْحَكَ خَرَجَ فِیَّ شَیْ ءٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَا تَكْرَهُ فَلَا قَالَ الْقَاسِمُ فَمَا هُوَ قَالَ نُعِیَ الشَّیْخُ إِلَی نَفْسِهِ بَعْدَ وُرُودِ هَذَا الْكِتَابِ بِأَرْبَعِینَ یَوْماً وَ قَدْ حُمِلَ إِلَیْهِ سَبْعَةُ أَثْوَابٍ فَقَالَ الْقَاسِمُ فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِی فَقَالَ فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِكَ فَضَحِكَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ مَا أُؤَمِّلُ بَعْدَ هَذَا الْعُمُرِ فَقَالَ الرَّجُلُ الْوَارِدُ(1)

فَأَخْرَجَ مِنْ مِخْلَاتِهِ ثَلَاثَةَ أُزُرٍ وَ حِبَرَةً یَمَانِیَّةً حَمْرَاءَ وَ عِمَامَةً وَ ثَوْبَیْنِ وَ مِنْدِیلًا فَأَخَذَهُ الْقَاسِمُ وَ كَانَ عِنْدَهُ قَمِیصٌ خَلَعَهُ عَلَیْهِ مَوْلَانَا الرِّضَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ كَانَ لَهُ صَدِیقٌ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّنِیزِیُّ- وَ كَانَ شَدِیدَ

ص: 313


1- 1. أی بیده: یقال قال بیده أی: أهوی بهما و أخذ ما یرید.

النَّصْبِ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْقَاسِمِ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ مَوَدَّةٌ فِی أُمُورِ الدُّنْیَا شَدِیدَةٌ وَ كَانَ الْقَاسِمُ یَوَدُّهُ وَ قَدْ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَافَی إِلَی الدَّارِ لِإِصْلَاحٍ بَیْنَ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ حُمْدُونٍ الْهَمْدَانِیِّ وَ بَیْنَ خَتَنِهِ ابْنِ الْقَاسِمِ فَقَالَ الْقَاسِمُ لِشَیْخَیْنِ مِنْ مَشَایِخِنَا الْمُقِیمَیْنِ مَعَهُ أَحَدُهُمَا یُقَالُ لَهُ أَبُو حَامِدٍ عِمْرَانُ بْنُ الْمُفَلَّسِ وَ الْآخَرُ أَبُو عَلِیِّ بْنُ جَحْدَرٍ أَنْ أَقْرِئَا هَذَا الْكِتَابَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أُحِبُّ هِدَایَتَهُ وَ أَرْجُو أَنْ یَهْدِیَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَةِ هَذَا الْكِتَابِ فَقَالا لَهُ اللَّهَ اللَّهَ اللَّهَ فَإِنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَا یَحْتَمِلُ مَا فِیهِ خَلْقٌ مِنَ الشِّیعَةِ فَكَیْفَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ أَنِّی مُفْشٍ لِسِرٍّ لَا یَجُوزُ لِی إِعْلَانُهُ لَكِنْ مِنْ مَحَبَّتِی لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ شَهْوَتِی أَنْ یَهْدِیَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِهَذَا الْأَمْرِ هُوَ ذَا أُقْرِئُهُ الْكِتَابَ فَلَمَّا مَرَّ ذَلِكَ الْیَوْمُ وَ كَانَ یَوْمُ الْخَمِیسِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ فَأَخْرَجَ الْقَاسِمُ الْكِتَابَ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ هَذَا الْكِتَابَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ فَقَرَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْكِتَابَ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی مَوْضِعِ النَّعْیِ رَمَی الْكِتَابَ عَنْ یَدِهِ وَ قَالَ لِلْقَاسِمِ یَا بَا مُحَمَّدٍ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ رَجُلٌ فَاضِلٌ فِی دِینِكَ مُتَمَكِّنٌ مِنْ عَقْلِكَ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (1) وَ قَالَ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً فَضَحِكَ (2)

الْقَاسِمُ وَ قَالَ لَهُ أَتِمَّ الْآیَةَ إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ وَ مَوْلَایَ هُوَ الْمُرْتَضَی مِنَ الرَّسُولِ وَ قَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا وَ لَكِنْ أَرِّخِ الْیَوْمَ فَإِنْ أَنَا عِشْتُ بَعْدَ هَذَا الْیَوْمِ الْمُوَرَّخِ فِی هَذَا الْكِتَابِ فَاعْلَمْ أَنِّی لَسْتُ عَلَی شَیْ ءٍ وَ إِنْ أَنَا مِتُّ فَانْظُرْ لِنَفْسِكَ فَوَرَّخَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْیَوْمَ وَ افْتَرَقُوا وَ حُمَّ الْقَاسِمُ یَوْمَ السَّابِعِ مِنْ وُرُودِ الْكِتَابِ وَ اشْتَدَّتْ بِهِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ الْعِلَّةُ وَ اسْتَنَدَ فِی فِرَاشِهِ إِلَی الْحَائِطِ وَ كَانَ ابْنُهُ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ مُدْمِناً عَلَی شُرْبِ الْخَمْرِ وَ كَانَ مُتَزَوِّجاً إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ حُمْدُونٍ الْهَمْدَانِیِّ وَ كَانَ جَالِساً وَ رِدَاؤُهُ مَسْتُورٌ

ص: 314


1- 1. لقمان: 34.
2- 2. الجن: 27.

عَلَی وَجْهِهِ فِی نَاحِیَةٍ مِنَ الدَّارِ وَ أَبُو حَامِدٍ فِی نَاحِیَتِهِ وَ أَبُو عَلِیِّ بْنُ جَحْدَرٍ وَ أَنَا وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ نَبْكِی إِذَا اتَّكَأَ الْقَاسِمُ عَلَی یَدَیْهِ إِلَی خَلْفٍ وَ جَعَلَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ یَا عَلِیُّ یَا حَسَنُ یَا حُسَیْنُ یَا مَوَالِیَّ كُونُوا شُفَعَائِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَهَا الثَّانِیَةَ وَ قَالَهَا الثَّالِثَةَ فَلَمَّا بَلَغَ فِی الثَّالِثَةِ یَا مُوسَی یَا عَلِیُّ تَفَرْقَعَتْ أَجْفَانُ عَیْنَیْهِ كَمَا یُفَرْقِعُ الصِّبْیَانُ شَقَائِقَ النُّعْمَانِ وَ انْتَفَخَتْ حَدَقَتُهُ وَ جَعَلَ یَمْسَحُ بِكُمِّهِ عَیْنَیْهِ وَ خَرَجَ مِنْ عَیْنَیْهِ شَبِیهٌ بِمَاءِ اللَّحْمِ ثُمَّ مَدَّ طَرْفَهُ إِلَی ابْنِهِ فَقَالَ یَا حَسَنُ إِلَیَّ یَا بَا حَامِدٍ إِلَیَّ یَا بَا عَلِیٍّ فَاجْتَمَعْنَا حَوْلَهُ وَ نَظَرْنَا إِلَی الْحَدَقَتَیْنِ صَحِیحَتَیْنِ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَامِدٍ تَرَانِی وَ جَعَلَ یَدَهُ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا وَ شَاعَ الْخَبَرُ فِی النَّاسِ وَ الْعَامَّةِ وَ أَتَاهُ النَّاسُ مِنَ الْعَوَامِّ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ رَكِبَ الْقَاضِی إِلَیْهِ وَ هُوَ أَبُو السَّائِبِ عُتْبَةُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِیُّ وَ هُوَ قَاضِی الْقُضَاةِ بِبَغْدَادَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا هَذَا الَّذِی بِیَدِی وَ أَرَاهُ خَاتَماً فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ فَقَرَّبَهُ مِنْهُ فَقَالَ عَلَیْهِ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ فَتَنَاوَلَهُ الْقَاسِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَلَمْ یُمْكِنْهُ قِرَاءَتُهُ وَ خَرَجَ النَّاسُ مُتَعَجِّبِینَ یَتَحَدَّثُونَ بِخَبَرِهِ وَ الْتَفَتَ الْقَاسِمُ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ مُنَزِّلُكَ مَنْزِلَةً وَ مُرَتِّبُكَ مَرْتَبَةً فَاقْبَلْهَا بِشُكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ یَا أَبَهْ قَدْ قَبِلْتُهَا قَالَ الْقَاسِمُ عَلَی مَا ذَا قَالَ عَلَی مَا تَأْمُرُنِی بِهِ یَا أَبَهْ قَالَ عَلَی أَنْ تَرْجِعَ عَمَّا أَنْتَ عَلَیْهِ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ قَالَ الْحَسَنُ یَا أَبَهْ وَ حَقِّ مَنْ أَنْتَ فِی ذِكْرِهِ لَأَرْجِعَنَّ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَ مَعَ الْخَمْرِ أَشْیَاءَ لَا تَعْرِفُهَا فَرَفَعَ الْقَاسِمُ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَلْهِمِ الْحَسَنَ طَاعَتَكَ وَ جَنِّبْهِ مَعْصِیَتَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ دَعَا بِدَرْجٍ فَكَتَبَ وَصِیَّتَهُ

بِیَدِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ كَانَتِ الضِّیَاعُ الَّتِی فِی یَدِهِ لِمَوْلَانَا وَقْفٌ وَقَفَهُ وَ كَانَ فِیمَا أَوْصَی الْحَسَنَ أَنْ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنْ أُهِّلْتَ لِهَذَا الْأَمْرِ یَعْنِی الْوَكَالَةَ لِمَوْلَانَا فَیَكُونُ قُوتُكَ مِنْ نِصْفِ ضَیْعَتِی الْمَعْرُوفَةِ بِفرجیدة وَ سَائِرُهَا مِلْكٌ لِمَوْلَایَ وَ إِنْ لَمْ تُؤَهَّلْ لَهُ فَاطْلُبْ خَیْرَكَ مِنْ حَیْثُ یَتَقَبَّلُ اللَّهُ وَ قَبِلَ الْحَسَنُ وَصِیَّتَهُ عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِی یَوْمِ الْأَرْبَعِینَ وَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ مَاتَ الْقَاسِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَوَافَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ یَعْدُو فِی الْأَسْوَاقِ حَافِیاً حَاسِراً وَ هُوَ یَصِیحُ وَا سَیِّدَاهْ فَاسْتَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ مِنْهُ وَ

ص: 315

جَعَلَ النَّاسُ یَقُولُونَ مَا الَّذِی تَفْعَلُ بِذَلِكَ فَقَالَ اسْكُتُوا فَقَدْ رَأَیْتُ مَا لَمْ تَرَوْهُ وَ تَشَیَّعَ وَ رَجَعَ عَمَّا كَانَ عَلَیْهِ وَ وَقَفَ الْكَثِیرَ مِنْ ضِیَاعِهِ وَ تَوَلَّی أَبُو عَلِیِّ بْنُ جَحْدَرٍ غُسْلَ الْقَاسِمِ وَ أَبُو حَامِدٍ یَصُبُّ عَلَیْهِ الْمَاءَ وَ كُفِّنَ فِی ثَمَانِیَةِ أَثْوَابٍ عَلَی بَدَنِهِ قَمِیصُ مَوْلَاهُ أَبِی الْحَسَنِ وَ مَا یَلِیهِ السَّبْعَةُ الْأَثْوَابِ الَّتِی جَاءَتْهُ مِنَ الْعِرَاقِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ یَسِیرَةٍ وَرَدَ كِتَابُ تَعْزِیَةٍ عَلَی الْحَسَنِ مِنْ مَوْلَانَا علیه السلام فِی آخِرِهِ دُعَاءٌ أَلْهَمَكَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَ جَنَّبَ مَعْصِیَتَهُ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِی كَانَ دَعَا بِهِ أَبُوهُ وَ كَانَ آخِرُهُ قَدْ جَعَلْنَا أَبَاكَ إِمَاماً لَكَ وَ فَعَالَهُ لَكَ مِثَالًا.

نجم، كتاب النجوم نَقَلْنَاهُ مِنْ نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ جِدّاً مِنْ أُصُولِ أَصْحَابِنَا لَعَلَّهَا قَدْ كُتِبَ فِی زَمَنِ الْوُكَلَاءِ فَقَالَ فِیهَا مَا هَذَا لَفْظُهُ قَالَ الصَّفْوَانِیُّ: وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ إیضاح قوله و حجب أی عن الرؤیة و الفیج بالفتح معرب پیك قوله لا یسمی بغیره أی كان هذا الرسول لا یسمی إلا بفیج العراق أو أنه لم یسمه المبشر بل هكذا عبر عنه قوله أفضل من النصف یصف كبره أی كان أكبر من نصف ورق مدرج أی مطوی و قال الجزری یقال نكیت فی العدو أنكی نكایة إذا أكثرت فیهم الجراح و القتل فوهنوا لذلك و یقال نكأت القرحة أنكؤها إذا قشرتها و فی النجم ببكائه و هو أظهر.

«38»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ بَنِی نَوْبَخْتَ مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ كَثِیرٍ النَّوْبَخْتِیُّ وَ حَدَّثَتْنِی بِهِ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ: أَنَّهُ حُمِلَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ مَا یُنْفِذُهُ إِلَی صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام مِنْ قُمَّ وَ نَوَاحِیهَا فَلَمَّا وَصَلَ الرَّسُولُ إِلَی بَغْدَادَ وَ دَخَلَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَوْصَلَ إِلَیْهِ مَا دُفِعَ إِلَیْهِ وَ وُدِّعَهُ وَ جَاءَ لِیَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ بَقِیَ شَیْ ءٌ مِمَّا اسْتُودِعْتَهُ فَأَیْنَ هُوَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ یَا سَیِّدِی فِی یَدِی إِلَّا وَ قَدْ سَلَّمْتُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بَلَی قَدْ بَقِیَ شَیْ ءٌ فَارْجِعْ إِلَی مَا مَعَكَ وَ فَتِّشْهُ وَ تَذَكَّرْ مَا دُفِعَ إِلَیْكَ فَمَضَی الرَّجُلُ فَبَقِیَ أَیَّاماً یَتَذَكَّرُ وَ یَبْحَثُ وَ یُفَكِّرُ فَلَمْ یَذْكُرْ شَیْئاً وَ لَا أَخْبَرَهُ

ص: 316

مَنْ كَانَ فِی جُمْلَتِهِ وَ رَجَعَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ لَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ فِی یَدِی مِمَّا سُلِّمَ إِلَیَّ إِلَّا وَ قَدْ حَمَلْتُ إِلَی حَضْرَتِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ یُقَالُ لَكَ الثَّوْبَانِ السَّرْدَانِیَّانِ اللَّذَانِ دَفَعَهُمَا إِلَیْكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مَا فُعِلَا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ إِی وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی لَقَدْ نَسِیتُهُمَا حَتَّی ذَهَبَا عَنْ قَلْبِی وَ لَسْتُ أَدْرِی الْآنَ أَیْنَ وَضَعْتُهُمَا فَمَضَی الرَّجُلُ فَلَمْ یَبْقَ شَیْ ءٌ كَانَ مَعَهُ إِلَّا فَتَّشَهُ وَ حَلَّهُ وَ سَأَلَ مَنْ حَمَلَ إِلَیْهِ شَیْئاً مِنَ الْمَتَاعِ أَنْ یُفَتِّشَ ذَلِكَ فَلَمْ یَقِفْ لَهُمَا عَلَی خَبَرٍ فَرَجَعَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ رحمه اللّٰه فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ یُقَالُ لَكَ امْضِ إِلَی فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْقَطَّانِ الَّذِی حَمَلْتَ إِلَیْهِ الْعِدْلَیْنِ الْقُطْنَ فِی دَارِ الْقُطْنِ فَافْتُقْ أَحَدَهُمَا وَ هُوَ الَّذِی عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّهُمَا فِی جَانِبِهِ فَتَحَیَّرَ الرَّجُلُ مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَ مَضَی لِوَجْهِهِ إِلَی الْمَوْضِعِ فَفَتَقَ الْعِدْلَ الَّذِی قَالَ لَهُ افْتُقْهُ فَإِذَا الثَّوْبَانِ فِی جَانِبِهِ قَدِ انْدَسَّا مَعَ الْقُطْنِ فَأَخَذَهُمَا وَ جَاءَ بِهِمَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَسَلَّمَهُمَا إِلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ لَقَدْ أَنْسَیْتُهُمَا لِأَنِّی لَمَّا شَدَدْتُ الْمَتَاعَ بَقِیَا فَجَعَلْتُهُمَا فِی جَانِبِ الْعِدْلِ لِیَكُونَ ذَلِكَ أَحْفَظَ لَهُمَا وَ تَحَدَّثَ الرَّجُلُ بِمَا رَآهُ وَ أَخْبَرَهُ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ عَجِیبِ الْأَمْرِ الَّذِی لَا یَقِفُ عَلَیْهِ إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ إِمَامٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ الَّذِی یَعْلَمُ السَّرَائِرَ وَ مَا تُخْفِی الصُّدُورُ وَ لَمْ یَكُنْ هَذَا الرَّجُلُ یَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ إِنَّمَا أَنْفَذَ عَلَی یَدِهِ كَمَا یُنْفِذُ التُّجَّارُ إِلَی أَصْحَابِهِمْ عَلَی یَدِ مَنْ یَثِقُونَ بِهِ وَ لَا كَانَ مَعَهُ تَذْكِرَةٌ سَلَّمَهَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ لَا كِتَابٌ لِأَنَّ الْأَمْرَ كَانَ حَادّاً فِی زَمَانِ الْمُعْتَضِدِ وَ السَّیْفُ یَقْطُرُ دَماً كَمَا یُقَالُ وَ لكَانَ سِرّاً بَیْنَ الْخَاصِّ مِنْ أَهْلِ هَذَا الشَّأْنِ وَ كَانَ مَا یُحْمَلُ بِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ لَا یَقِفُ مَنْ یَحْمِلُهُ عَلَی خَبَرِهِ وَ لَا حَالِهِ وَ إِنَّمَا یُقَالُ امْضِ إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَسَلِّمْ مَا مَعَكَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَشْعُرَ بِشَیْ ءٍ وَ لَا یُدْفَعُ إِلَیْهِ كِتَابٌ لِئَلَّا یُوقَفَ عَلَی مَا یَحْمِلُهُ مِنْهُ.

«39»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُلَیْنِیِّ قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ زِیَادٍ الْمَصِیرِیُّ یَسْأَلُ صَاحِبَ الزَّمَانِ كَفَناً یَتَیَمَّنُ بِمَا یَكُونُ مِنْ عِنْدِهِ فَوَرَدَ أَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ سَنَةً إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الْوَقْتِ الَّذِی حَدَّهُ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ.

ص: 317

نجم، كتاب النجوم بإسنادنا إلی أبی جعفر الطبری قال كتب علی بن محمد السمری: و ذكر نحوه- دلائل الإمامة، للطبری عن أبی المفضل الشیبانی عن الكلینی عن السیمری: مثله.

«40»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ مَرْوَانَ الْكُوفِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ أَبِی سُورَةَ قَالَ: كُنْتُ بِالْحَائِرِ زَائِراً عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فَخَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً عَلَی طَرِیقِ الْبَرِّ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْمُسَنَّاةِ جَلَسْتُ إِلَیْهَا مُسْتَرِیحاً ثُمَّ قُمْتُ أَمْشِی وَ إِذَا رَجُلٌ عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ فَقَالَ لِی هَلْ لَكَ فِی الرِّفْقَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ فَمَشَیْنَا مَعاً یُحَدِّثُنِی وَ أُحَدِّثُهُ وَ سَأَلَنِی عَنْ حَالِی فَأَعْلَمْتُهُ أَنِّی مُضَیَّقٌ لَا شَیْ ءَ مَعِی وَ فِی یَدِی فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ لِی إِذَا دَخَلْتَ الْكُوفَةَ فَأْتِ أَبَا طَاهِرٍ الزُّرَارِیَّ فَاقْرَعْ عَلَیْهِ بَابَهُ فَإِنَّهُ سَیَخْرُجُ إِلَیْكَ وَ فِی یَدِهِ دَمُ الْأُضْحِیَّةِ فَقُلْ لَهُ یُقَالُ لَكَ أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ الصُّرَّةَ الدَّنَانِیرَ الَّتِی عِنْدَ رِجْلِ السَّرِیرِ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ هَذَا ثُمَّ فَارَقَنِی وَ مَضَی لِوَجْهِهِ لَا أَدْرِی أَیْنَ سَلَكَ وَ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَ قَصَدْتُ أَبَا طَاهِرٍ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیَّ فَقَرَعْتُ عَلَیْهِ بَابَهُ كَمَا قَالَ لِی وَ خَرَجَ إِلَیَّ وَ فِی یَدِهِ دَمُ الْأُضْحِیَّةِ فَقُلْتُ لَهَا یُقَالُ لَكَ أَعْطِ هَذَا الرَّجُلَ الصُّرَّةَ الدَّنَانِیرَ الَّتِی عِنْدَ رِجْلِ السَّرِیرِ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً وَ دَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ الصُّرَّةَ فَسَلَّمَهَا إِلَیَّ فَأَخَذْتُهَا وَ انْصَرَفْتُ.

«41»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عِیسَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَعْفَرِیُّ وَ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الرَّقَّامِ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو سُورَةَ: قَالَ أَبُو غَالِبٍ وَ قَدْ رَأَیْتُ ابْناً لِأَبِی سُورَةَ وَ كَانَ أَبُو سُورَةَ أَحَدَ مَشَایِخِ الزَّیْدِیَّةِ الْمَذْكُورِینَ قَالَ أَبُو سُورَةَ خَرَجْتُ إِلَی قَبْرِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُرِیدُ یَوْمَ عَرَفَةَ فَعَرَفْتُ یَوْمَ عَرَفَةَ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ عِشَاءِ الْآخِرَةِ صَلَّیْتُ وَ قُمْتُ فَابْتَدَأْتُ أَقْرَأُ مِنَ الْحَمْدِ وَ إِذَا شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ عَلَیْهِ جُبَّةٌ مُسَیَّفِیٌّ فَابْتَدَأَ

ص: 318

أَیْضاً مِنَ الْحَمْدِ وَ خَتَمَ قَبْلِی أَوْ خَتَمْتُ قَبْلَهُ فَلَمَّا كَانَ الْغَدَاةُ خَرَجْنَا جَمِیعاً مِنْ بَابِ الْحَائِرِ فَلَمَّا صِرْنَا عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ قَالَ لِیَ الشَّابُّ أَنْتَ تُرِیدُ الْكُوفَةَ فَامْضِ فَمَضَیْتُ طَرِیقَ الْفُرَاتِ وَ أَخَذَ الشَّابُّ طَرِیقَ الْبَرِّ قَالَ أَبُو سُورَةَ ثُمَّ أَسِفْتُ عَلَی فِرَاقِهِ فَاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ لِی تَعَالَ فَجِئْنَا جَمِیعاً إِلَی أَصْلِ حِصْنِ الْمُسَنَّاةِ فَنِمْنَا جَمِیعاً وَ انْتَبَهْنَا فَإِذَا نَحْنُ عَلَی الْعَوْفَی عَلَی جَبَلِ الْخَنْدَقِ فَقَالَ لِی أَنْتَ مُضَیَّقٌ وَ عَلَیْكَ عِیَالٌ فَامْضِ إِلَی أَبِی طَاهِرٍ الزُّرَارِیِّ فَسَیَخْرُجُ إِلَیْكَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ فِی یَدِهِ الدَّمُ مِنَ الْأُضْحِیَّةِ فَقُلْ لَهُ شَابٌّ مِنْ صِفَتِهِ كَذَا یَقُولُ لَكَ صُرَّةٌ فِیهَا عِشْرُونَ دِینَاراً جَاءَكَ بِهَا بَعْضُ إِخْوَانِكَ فَخُذْهَا مِنْهُ قَالَ أَبُو سُورَةَ فَصِرْتُ إِلَی أَبِی طَاهِرِ بْنِ الزُّرَارِیِّ كَمَا قَالَ الشَّابُّ وَ وَصَفْتُهُ لَهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ رَأَیْتُهُ فَدَخَلَ وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ الصُّرَّةَ الدَّنَانِیرَ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ انْصَرَفْتُ.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدِ بْنِ مَرْوَانَ وَ هُوَ أَیْضاً مِنْ أَحَدِ مَشَایِخِ الزَّیْدِیَّةِ حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِیثِ أَبَا الْحُسَیْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَیْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیَّ: وَ نَحْنُ نُزُولٌ بِأَرْضِ الْهِرِّ فَقَالَ هَذَا حَقٌّ جَاءَنِی رَجُلٌ شَابٌّ فَتَوَسَّمْتُ فِی وَجْهِهِ سِمَةً فَصَرَفْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَ قُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ الْخَلَفِ علیه السلام إِلَی بَعْضِ إِخْوَانِهِ بِبَغْدَادَ فَقُلْتُ لَهُ مَعَكَ رَاحِلَةٌ فَقَالَ نَعَمْ فِی دَارِ الطَّلْحِیِّینَ فَقُلْتُ لَهُ قُمْ فَجِی ءْ بِهَا وَ وَجَّهْتُ مَعَهُ غُلَاماً فَأَحْضَرَ رَاحِلَتَهُ وَ أَقَامَ عِنْدِی یَوْمَ ذَلِكَ وَ أَكَلَ مِنْ طَعَامِی وَ حَدَّثَنِی بِكَثِیرٍ مِنْ سِرِّی وَ ضَمِیرِی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ عَلَی أَیِّ طَرِیقٍ تَأْخُذُ قَالَ أَنْزِلُ إِلَی هَذِهِ النَّجَفَةِ ثُمَّ آتِی وَادِیَ الرَّمْلَةِ ثُمَّ آتِی الْفُسْطَاطَ وَ أَبْتَعُ الرَّاحِلَةَ فَأَرْكَبُ إِلَی الْخَلَفِ علیه السلام إِلَی الْمَغْرِبِ قَالَ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّی صِرْنَا إِلَی قَنْطَرَةِ دَارِ صَالِحٍ فَعَبَرَ الْخَنْدَقَ وَحْدَهُ وَ أَنَا أَرَاهُ حَتَّی نَزَلَ النَّجَفَ وَ غَابَ عَنْ عَیْنِی.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدٍ فَحَدَّثْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی دَارِمٍ الْیَمَامِیَّ وَ هُوَ مِنْ أَحَدِ مَشَایِخِ الْحَشْوِیَّةِ بِهَذَیْنِ الْحَدِیثَیْنِ فَقَالَ: هَذَا حَقٌّ جَاءَنِی مُنْذُ سُنَیَّاتٍ ابْنُ أُخْتِ أَبِی بَكْرِ بْنِ النُّخَالِیِّ الْعَطَّارُ وَ هُوَ صُوفِیٌّ یَصْحَبُ الصُّوفِیَّةَ فَقُلْتُ مِنْ أَیْنَ وَ أَیْنَ

ص: 319

كُنْتَ فَقَالَ لِی أَنَا مُسَافِرٌ مُنْذُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقُلْتُ لَهُ فَأَیْشٍ (1)

أَعْجَبُ مَا رَأَیْتَ فَقَالَ نَزَلْتُ بِالْإِسْكَنْدَرِیَّةِ فِی خَانٍ یَنْزِلُهُ الْغُرَبَاءُ وَ كَانَ فِی وَسَطِ الْخَانِ مَسْجِدٌ یُصَلِّی فِیهِ أَهْلُ الْخَانِ وَ لَهُ إِمَامٌ وَ كَانَ شَابٌّ یَخْرُجُ مِنْ بَیْتٍ لَهُ غُرْفَةٌ فَیُصَلِّی خَلْفَ الْإِمَامِ وَ یَرْجِعُ مِنْ وَقْتِهِ إِلَی بَیْتِهِ وَ لَا یَلْبَثُ مَعَ الْجَمَاعَةِ قَالَ فَقُلْتُ لَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَیَّ وَ رَأَیْتُ مَنْظَرَهُ شَابٌّ نَظِیفٌ عَلَیْهِ عَبَاءٌ أَنَا وَ اللَّهِ أُحِبُّ خِدْمَتَكَ وَ التَّشَرُّفَ بَیْنَ یَدَیْكَ فَقَالَ شَأْنَكَ فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّی أَنِسَ بِیَ الْأُنْسَ التَّامَّ فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ مَنْ أَنْتَ أَعَزَّكَ اللَّهُ قَالَ أَنَا صَاحِبُ الْحَقِّ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی مَتَی تَظْهَرُ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا أَوَانَ ظُهُورِی وَ قَدْ بَقِیَ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ فَلَمْ أَزَلْ عَلَی خِدْمَتِهِ تِلْكَ وَ هُوَ عَلَی حَالَتِهِ مِنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ وَ تَرْكِ الْخَوْضِ فِیمَا لَا یَعْنِیهِ إِلَی أَنْ قَالَ أَحْتَاجُ إِلَی السَّفَرِ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا مَعَكَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی مَتَی یَظْهَرُ أَمْرُكَ قَالَ عَلَامَةُ ظُهُورِ أَمْرِی كَثْرَةُ الْهَرْجِ وَ الْمَرْجِ وَ الْفِتَنِ وَ آتِی مَكَّةَ فَأَكُونُ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَیُقَالُ انْصِبُوا لَنَا إِمَاماً وَ یَكْثُرُ الْكَلَامُ حَتَّی یَقُومَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ فَیَنْظُرَ فِی وَجْهِی ثُمَّ یَقُولَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ هَذَا الْمَهْدِیُّ انْظُرُوا إِلَیْهِ فَیَأْخُذُونَ بِیَدِی وَ یَنْصِبُونِّی بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ فَیُبَایِعُ النَّاسُ عِنْدَ إِیَاسِهِمْ عَنِّی قَالَ وَ سِرْنَا إِلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ فَعَزَمَ عَلَی رُكُوبِ الْبَحْرِ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی أَنَا وَ اللَّهِ أَفْرَقُ مِنَ الْبَحْرِ قَالَ وَیْحَكَ تَخَافُ وَ أَنَا مَعَكَ فَقُلْتُ لَا وَ لَكِنْ أَجْبُنُ قَالَ فَرَكِبَ الْبَحْرَ وَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ.

توضیح: یقال توسمت فی وجهه الخیر أی تفرست.

«42»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ قَالَ: قَدِمْتُ مِنَ الْكُوفَةِ وَ أَنَا شَابٌّ إِحْدَی قَدَمَاتِی وَ مَعِی رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا قَدْ ذَهَبَ (2) عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ وَ ذَلِكَ فِی أَیَّامِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ اسْتِتَارِهِ وَ نَصْبِهِ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْمَعْرُوفَ بِالشَّلْمَغَانِیِّ وَ كَانَ مُسْتَقِیماً

ص: 320


1- 1. لغة عامیّة بمعنی« أی شی ء» و كأنّها مخففة من ذلك.
2- 2. یقال: ذهب علیه كذا أی نسیه، فالذهاب إذا عدی بعلی یفید معنی النسیان.

لَمْ یَظْهَرْ مِنْهُ مَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الْكُفْرِ وَ الْإِلْحَادِ وَ كَانَ النَّاسُ یَقْصِدُونَهُ وَ یَلْقَوْنَهُ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ سَفِیراً بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ فِی حَوَائِجِهِمْ وَ مُهِمَّاتِهِمْ فَقَالَ لِی صَاحِبِی هَلْ لَكَ أَنْ تَلْقَی أَبَا جَعْفَرٍ وَ تُحْدِثَ بِهِ عَهْداً فَإِنَّهُ الْمَنْصُوبُ الْیَوْمَ لِهَذِهِ الطَّائِفَةِ فَإِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ شَیْئاً مِنَ الدُّعَاءِ یَكْتُبُ بِهِ إِلَی النَّاحِیَةِ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَدَخَلْنَا إِلَیْهِ فَرَأَیْنَا عِنْدَهُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ وَ جَلَسْنَا فَأَقْبَلَ عَلَی صَاحِبِی فَقَالَ مَنْ هَذَا الْفَتَی مَعَكَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ مِنْ أَیِّ زُرَارَةٍ أَنْتَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَنَا مِنْ وُلْدِ بُكَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ أَخِی زُرَارَةَ فَقَالَ أَهْلُ بَیْتٍ جَلِیلٌ عَظِیمُ الْقَدْرِ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ صَاحِبِی فَقَالَ لَهُ یَا سَیِّدَنَا أُرِیدُ الْمُكَاتَبَةَ فِی شَیْ ءٍ مِنَ الدُّعَاءِ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا اعْتَقَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَنَا أَیْضاً مِثْلَ ذَلِكَ وَ كُنْتُ اعْتَقَدْتُ فِی نَفْسِی مَا لَمْ أُبْدِهِ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ حَالَ وَالِدَةِ أَبِی الْعَبَّاسِ ابْنِی وَ كَانَتْ كَثِیرَةَ الْخِلَافِ وَ الْغَضَبِ عَلَیَّ وَ كَانَتْ مِنِّی بِمَنْزِلَةٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْأَلُ الدُّعَاءَ لِی مِنْ أَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِی وَ لَا أُسَمِّیهِ فَقُلْتُ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَ سَیِّدِنَا وَ أَنَا أَسْأَلُ حَاجَةً قَالَ وَ مَا هِیَ قُلْتُ الدُّعَاءَ لِی بِالْفَرَجِ مِنْ أَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِی قَالَ فَأَخَذَ دَرْجاً بَیْنَ یَدَیْهِ كَانَ أَثْبَتَ فِیهِ حَاجَةَ الرَّجُلِ فَكَتَبَ وَ الزُّرَارِیُّ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ فِی أَمْرٍ قَدْ أَهَمَّهُ قَالَ ثُمَّ طَوَاهُ فَقُمْنَا وَ انْصَرَفْنَا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ قَالَ لِی صَاحِبِی أَ لَا نَعُودُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَنَسْأَلَهُ عَنْ حَوَائِجِنَا الَّتِی كُنَّا سَأَلْنَاهُ فَمَضَیْتُ مَعَهُ وَ دَخَلْنَا عَلَیْهِ فَحِینَ جَلَسْنَا عِنْدَهُ أَخْرَجَ الدَّرْجَ وَ فِیهِ مَسَائِلُ كَثِیرَةٌ قَدْ أُجِیبَتْ فِی تَضَاعِیفِهَا فَأَقْبَلَ عَلَی صَاحِبِی فَقَرَأَ عَلَیْهِ جَوَابَ مَا سَأَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ وَ هُوَ یَقْرَأُ فَقَالَ وَ أَمَّا الزُّرَارِیُّ وَ حَالُ الزَّوْجِ وَ الزَّوْجَةِ فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَیْنِهُمَا قَالَ فَوَرَدَ عَلَیَّ أَمْرٌ عَظِیمٌ وَ قُمْنَا فَانْصَرَفْنَا فَقَالَ لِی قَدْ وَرَدَ عَلَیْكَ هَذَا الْأَمْرُ فَقُلْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ قَالَ مِثْلَ أَیِّ شَیْ ءٍ فَقُلْتُ لِأَنَّهُ سِرٌّ لَمْ یَعْلَمْهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَی وَ غَیْرِی فَقَدْ أَخْبَرَنِی بِهِ فَقَالَ أَ تَشُكُّ فِی أَمْرِ النَّاحِیَةِ أَخْبِرْنِی الْآنَ مَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ فَعَجِبَ مِنْهُ

ص: 321

ثُمَّ قَضَی أَنْ عُدْنَا إِلَی الْكُوفَةِ فَدَخَلْتُ دَارِی وَ كَانَتْ أُمُّ أَبِی الْعَبَّاسِ مُغَاضِبَةً لِی فِی مَنْزِلِ أَهْلِهَا فَجَاءَتْ إِلَیَّ فَاسْتَرْضَتْنِی وَ اعْتَذَرَتْ وَ وَافَقَتْنِی وَ لَمْ تُخَالِفْنِی حَتَّی فَرَّقَ الْمَوْتُ بَیْنَنَا.

وَ أَخْبَرَنِی بِهَذِهِ الْحِكَایَةِ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیِّ إِجَازَةً وَ كَتَبَ عَنْهُ بِبَغْدَادَ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ فِی مَنْزِلِهِ بِسُوَیْقَةِ غَالِبٍ فِی یَوْمِ الْأَحَدِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: كُنْتُ تَزَوَّجْتُ بِأُمِّ

وَلَدِی وَ هِیَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجْتُهَا وَ أَنَا حِینَئِذٍ حَدَثُ السِّنِّ وَ سِنِّی إِذْ ذَاكَ دُونَ الْعِشْرِینَ سَنَةً فَدَخَلْتُ بِهَا فِی مَنْزِلِ أَبِیهَا فَأَقَامَتْ فِی مَنْزِلِ أَبِیهَا سِنِینَ وَ أَنَا أَجْتَهِدُ بِهِمْ فِی أَنْ یُحَوِّلُوهَا إِلَی مَنْزِلِی وَ هُمْ لَا یُجِیبُونِی إِلَی ذَلِكَ فَحَمَلَتْ مِنِّی فِی هَذِهِ الْمُدَّةِ وَ وَلَدَتْ بِنْتاً فَعَاشَتْ مُدَّةً ثُمَّ مَاتَتْ وَ لَمْ أَحْضُرْ فِی وِلَادَتِهَا وَ لَا فِی مَوْتِهَا وَ لَمْ أَرَهَا مُنْذُ وَلَدَتْ إِلَی أَنْ تُوُفِّیَتْ لِلشُّرُورِ الَّتِی كَانَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ اصْطَلَحْنَا عَلَی أَنَّهُمْ یَحْمِلُونَهَا إِلَی مَنْزِلِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِمْ فِی مَنْزِلِهِمْ وَ دَافَعُونِی فِی نَقْلِ الْمَرْأَةِ إِلَیَّ وَ قُدِّرَ أَنْ حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ مَعَ هَذِهِ الْحَالِ ثُمَّ طَالَبْتُهُمْ بِنَقْلِهَا إِلَی مَنْزِلِی عَلَی مَا اتَّفَقْنَا عَلَیْهِ فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ فَعَادَ الشَّرُّ بَیْنَنَا وَ انْتَقَلَتْ مِنْهُمْ وَ وَلَدَتْ وَ أَنَا غَائِبٌ عَنْهَا بِنْتاً وَ بَقِینَا عَلَی حَالِ الشَّرِّ وَ الْمُضَارَمَةِ سِنِینَ لَا آخُذُهَا ثُمَّ دَخَلْتُ بَغْدَادَ وَ كَانَ الصَّاحِبَ بِالْكُوفَةِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الزجوزجیُّ وَ كَانَ لِی كَالْعَمِّ أَوِ الْوَالِدِ فَنَزَلْتُ عِنْدَهُ بِبَغْدَادَ وَ شَكَوْتُ إِلَیْهِ مَا أَنَا فِیهِ مِنَ الشُّرُورِ الْوَاقِعَةِ بَیْنِی وَ بَیْنَ الزَّوْجَةِ وَ بَیْنَ الْأَحْمَاءِ فَقَالَ لِی تَكْتُبُ رُقْعَةً وَ تَسْأَلُ الدُّعَاءَ فِیهَا فَكَتَبْتُ رُقْعَةً ذَكَرْتُ فِیهَا حَالِی وَ مَا أَنَا فِیهِ مِنْ خُصُومَةِ الْقَوْمِ لِی وَ امْتِنَاعِهِمْ مِنْ حَمْلِ الْمَرْأَةِ إِلَی مَنْزِلِی وَ مَضَیْتُ بِهَا أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ كَانَ فِی ذَلِكَ الْوَاسِطَةَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ إِذْ ذَاكَ الْوَكِیلُ فَدَفَعْنَاهَا إِلَیْهِ وَ سَأَلْنَاهُ إِنْفَاذَهَا فَأَخَذَهَا مِنِّی وَ تَأَخَّرَ الْجَوَابُ عَنِّی أَیَّاماً فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ سَاءَنِی تَأَخُّرُ الْجَوَابِ عَنِّی فَقَالَ لَا یَسُوؤُكَ فَإِنَّهُ أَحَبُّ إِلَیَّ لَكَ وَ أَوْمَی إِلَیَّ أَنَ

ص: 322

الْجَوَابَ إِنْ قَرُبَ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ إِنْ تَأَخَّرَ كَانَ مِنْ جِهَةِ الصَّاحِبِ علیه السلام فَانْصَرَفْتُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَا أَحْفَظُ الْمُدَّةَ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ قَرِیبَةً فَوَجَّهَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ الزجوزجی یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَأَخْرَجَ لِی فَصْلًا مِنْ رُقْعَةٍ وَ قَالَ لِی هَذَا جَوَابُ رُقْعَتِكَ فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَنْسَخَهُ فَانْسَخْهُ وَ رُدَّهُ فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِیهِ وَ الزَّوْجُ وَ الزَّوْجَةُ فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَیْنِهِمَا وَ نَسَخْتُ اللَّفْظَ وَ رَدَدْتُ عَلَیْهِ الْفَصْلَ وَ دَخَلْنَا الْكُوفَةَ فَسَهَّلَ اللَّهُ لِی نَفْسَ الْمَرْأَةِ بِأَیْسَرِ كُلْفَةٍ وَ أَقَامَتْ مَعِی سِنِینَ كَثِیرَةً وَ رُزِقَتْ مِنِّی أَوْلَاداً وَ أَسَأْتُ إِلَیْهَا إِسَاءَاتٍ وَ اسْتَعْمَلْتُ مَعَهَا كُلَّ مَا تَصْبِرُ النِّسَاءُ عَلَیْهِ فَمَا وَقَعَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا لَفْظَةُ شَرٍّ وَ لَا بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِهَا إِلَی أَنْ فَرَّقَ الزَّمَانُ بَیْنَنَا قَالُوا قَالَ أَبُو غَالِبٍ وَ كُنْتُ قَدِیماً قَبْلَ هَذِهِ الْحَالِ قَدْ كَتَبْتُ رُقْعَةً أَسْأَلُ فِیهَا أَنْ تَقْبَلَ ضَیْعَتِی وَ لَمْ یَكُنْ اعْتِقَادِی فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ التَّقَرُّبَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذِهِ الْحَالِ وَ إِنَّمَا كَانَ شَهْوَةً مِنِّی لِلِاخْتِلَاطِ بِالنَّوْبَخْتِیِّینَ وَ الدُّخُولِ مَعَهُمْ فِیمَا كَانُوا مِنَ الدُّنْیَا فَلَمْ أُجَبْ إِلَی ذَلِكَ وَ أَلْحَحْتُ فِی ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَنِ اخْتَرْ مَنْ تَثِقُ بِهِ فَاكْتُبِ الضَّیْعَةَ بِاسْمِهِ فَإِنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَیْهَا فَكَتَبْتُهَا بِاسْمِ أَبِی الْقَاسِمِ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ الزجوزجی ابْنِ أَخِی أَبِی جَعْفَرٍ لِثِقَتِی بِهِ وَ مَوْضِعِهِ مِنَ الدِّیَانَةِ وَ النِّعْمَةِ فَلَمْ یَمْضِ الْأَیَّامُ حَتَّی أَسَرُونِی الْأَعْرَابُ وَ نَهَبُوا الضَّیْعَةَ الَّتِی كُنْتُ أَمْلِكُهَا وَ ذَهَبَ فِیهَا مِنْ غَلَّاتِی وَ دَوَابِّی وَ آلَتِی نَحْوٌ مِنْ أَلْفِ دِینَارٍ وَ أَقَمْتُ فِی أَسْرِهِمْ مُدَّةً إِلَی أَنِ اشْتَرَیْتُ نَفْسِی بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ أَلْفٍ وَ خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ لَزِمَنِی فِی أُجْرَةِ الرُّسُلِ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَخَرَجْتُ وَ احْتَجْتُ إِلَی الضَّیْعَةِ فَبِعْتُهَا.

إیضاح: المضارمة المغاضبة من قولهم تضرم علی أی تغضب قوله و كان الصاحب أی صاحبی أو ملجأ الشیعة و كبیرهم أو صاحب الحكم من قبل السلطان و الأوسط أظهر.

«43»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: أَنْفَذَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ الْعَزَاقِرِیُّ إِلَی

ص: 323

الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ یَسْأَلُهُ أَنْ یُبَاهِلَهُ وَ قَالَ أَنَا صَاحِبُ الرَّجُلِ وَ قَدْ أُمِرْتُ بِإِظْهَارِ الْعِلْمِ وَ قَدْ أَظْهَرْتُهُ بَاطِناً وَ ظَاهِراً فَبَاهِلْنِی فَأَنْفَذَ إِلَیْهِ الشَّیْخُ فِی جَوَابِ ذَلِكَ أَیُّنَا تَقَدَّمَ صَاحِبَهُ فَهُوَ الْمَخْصُومُ فَتَقَدَّمَ الْعَزَاقِرِیُّ فَقُتِلَ وَ صُلِبَ وَ أُخِذَ مَعَهُ ابْنُ أَبِی عَوْنٍ وَ ذَلِكَ فِی سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ ابْنُ نُوحٍ وَ أَخْبَرَنِی جَدِّی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ نُوحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّیْمَرِیُّ قَالَ لَمَّا أَنْفَذَ الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ التَّوْقِیعَ فِی لَعْنِ ابْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ أَنْفَذَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ فِی دَارِ الْمُقْتَدِرِ إِلَی شَیْخِنَا أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَمْلَی أَبُو عَلِیٍّ عَلَیَّ وَ عَرَّفَنِی أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ رَاجَعَ فِی تَرْكِ إِظْهَارِهِ فَإِنَّهُ فِی یَدِ الْقَوْمِ وَ فِی حَبْسِهِمْ فَأُمِرَ بِإِظْهَارِهِ وَ أَنْ لَا یَخْشَی وَ یَأْمَنَ فَتَخَلَّصَ وَ خَرَجَ مِنَ الْحَبْسِ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ یَسِیرَةٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

قَالَ وَ وَجَدْتُ فِی أَصْلٍ عَتِیقٍ كُتِبَ بِالْأَهْوَازِ فِی الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْجُرْجَانِیُّ قَالَ: كُنْتُ بِمَدِینَةِ قُمَّ فَجَرَی بَیْنَ إِخْوَانِنَا كَلَامٌ فِی أَمْرِ رَجُلٍ أَنْكَرَ وَلَدَهُ فَأَنْفَذُوا رَجُلًا إِلَی الشَّیْخِ صِیَانَةِ اللَّهِ وَ كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَهُ أَیَّدَهُ اللَّهُ فَدُفِعَ إِلَیْهِ الْكِتَابُ فَلَمْ یَقْرَأْهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَذْهَبَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَوْفَرِیِّ أَعَزَّهُ اللَّهُ لِیُجِیبَ عَنِ الْكِتَابِ فَصَارَ إِلَیْهِ وَ أَنَا حَاضِرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَلَدُ وَلَدُهُ وَ وَاقَعَهَا فِی یَوْمِ كَذَا وَ كَذَا فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَقُلْ لَهُ فَیَجْعَلُ اسْمَهُ مُحَمَّداً فَرَجَعَ الرَّسُولُ إِلَی الْبَلَدِ وَ عَرَّفَهُمْ وَ وَضَحَ عِنْدَهُمُ الْقَوْلَ وَ وُلِدَ الْوَلَدُ وَ سُمِّیَ مُحَمَّداً.

قَالَ ابْنُ نُوحٍ وَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْرَةَ الْقُمِّیُّ حِینَ قَدِمَ عَلَیْنَا حَاجّاً قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ یُوسُفَ الصَّائِغُ الْقُمِّیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الدَّلَّالِ وَ غَیْرُهُمَا مِنْ مَشَایِخِ أَهْلِ قُمَّ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ فَلَمْ یُرْزَقْ مِنْهَا وَلَداً فَكَتَبَ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ یَسْأَلَ الْحَضْرَةَ

ص: 324

أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ أَوْلَاداً فُقَهَاءَ فَجَاءَ الْجَوَابُ إِنَّكَ لَا تُرْزَقُ مِنْ هَذِهِ وَ سَتَمْلِكُ جَارِیَةً دَیْلَمِیَّةً وَ تُرْزَقُ مِنْهَا وَلَدَیْنِ فَقِیهَیْنِ قَالَ وَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَوْرَةَ حَفِظَهُ اللَّهُ وَ لِأَبِی الْحَسَنِ بْنِ بَابَوَیْهِ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ مُحَمَّدٌ وَ الْحُسَیْنُ فَقِیهَانِ مَاهِرَانِ فِی الْحِفْظِ یَحْفَظَانِ مَا لَا یَحْفَظُ غَیْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ لَهُمَا أَخٌ اسْمُهُ الْحَسَنُ وَ هُوَ الْأَوْسَطُ مُشْتَغِلٌ بِالْعِبَادَةِ وَ الزُّهْدِ لَا یَخْتَلِطُ بِالنَّاسِ وَ لَا فِقْهَ لَهُ قَالَ ابْنُ سَوْرَةَ كُلَّمَا رَوَی أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ شَیْئاً یَتَعَجَّبُ النَّاسُ مِنْ حِفْظِهِمَا وَ یَقُولُونَ لَهُمَا هَذَا الشَّأْنُ خُصُوصِیَةٌ لَكُمَا بِدَعْوَةِ الْإِمَامِ علیه السلام لَكُمَا وَ هَذَا أَمْرٌ مُسْتَفِیضٌ فِی أَهْلِ قُمَّ قَالَ وَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ سَوْرَةَ الْقُمِّیَّ یَقُولُ سَمِعْتُ سَرْوَراً وَ كَانَ رَجُلًا عَابِداً مُجْتَهِداً لَقِیتُهُ بِالْأَهْوَازِ غَیْرَ أَنِّی نَسِیتُ نَسَبَهُ یَقُولُ كُنْتُ أَخْرَسَ لَا أَتَكَلَّمُ فَحَمَلَنِی أَبِی وَ عَمِّی فِی صِبَائِی وَ سِنِّی إِذْ ذَاكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ أَوْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَاهُ أَنْ یَسْأَلَ الْحَضْرَةَ أَنْ یَفْتَحَ اللَّهُ لِسَانِی فَذَكَرَ الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ أَنَّكُمْ أُمِرْتُمْ بِالْخُرُوجِ إِلَی الْحَائِرِ قَالَ سَرْوَرٌ فَخَرَجْنَا أَنَا وَ أَبِی وَ عَمِّی إِلَی الْحَیْرِ فَاغْتَسَلْنَا وَ زُرْنَا قَالَ فَصَاحَ بِی أَبِی وَ عَمِّی یَا سَرْوَرُ فَقُلْتُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ لَبَّیْكَ فَقَالا لِی وَیْحَكَ تَكَلَّمْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَوْرَةَ وَ كَانَ سَرْوَرٌ هَذَا رَجُلًا لَیْسَ بِجَهْوَرِیِّ الصَّوْتِ.

بیان: یظهر منه أن البزوفری رحمه اللّٰه كان من السفراء و لم ینقل و یمكن أن یكون وصل ذلك إلیه بتوسط السفراء أو بدون توسطهم فی خصوص الواقعة.

«44»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدِی مَالٌ لِلْغَرِیمِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَنْقُصُ عِشْرِینَ دِرْهَماً فَأَبَیْتُ أَنْ أَبْعَثَهَا نَاقِصَةً هَذَا الْمِقْدَارَ فَأَتْمَمْتُهَا مِنْ عِنْدِی وَ بَعَثْتُ بِهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ لَمْ أَكْتُبْ مَا لِی فِیهَا فَأَنْفَذَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَبْضَ وَ فِیهِ وَصَلَتْ خَمْسُ مِائَةِ دِرْهَمٍ لَكَ فِیهَا عِشْرُونَ دِرْهَماً.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد عن محمد بن شاذان: مثله

ص: 325

یج، [الخرائج و الجرائح] عن محمد بن شاذان: مثله.

«45»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ الشَّیْخَ الْعَمْرِیَّ یَقُولُ: صَحِبْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ وَ مَعَهُ مَالٌ لِلْغَرِیمِ علیه السلام فَأَنْفَذَهُ فَرَدَّ عَلَیْهِ وَ قِیلَ لَهُ أَخْرِجْ حَقَّ ابْنِ عَمِّكَ مِنْهُ وَ هُوَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَبَقِیَ الرَّجُلُ بَاهِتاً مُتَعَجِّباً وَ نَظَرَ فِی حِسَابِ الْمَالِ وَ كَانَتْ فِی یَدِهِ ضَیْعَةٌ لِوُلْدِ عَمِّهِ قَدْ كَانَ رَدَّ عَلَیْهِمْ بَعْضَهَا وَ زَوَی عَنْهُمْ بَعْضَهَا فَإِذَا الَّذِی نَضَّ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ كَمَا قَالَ علیه السلام فَأَخْرَجَهُ وَ أَنْفَذَ الْبَاقِیَ فَقُبِلَ.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد: مثله.

«46»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا: أَنَّهُ علیه السلام بَعَثَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَیْدِ وَ هُوَ بِوَاسِطٍ غُلَاماً وَ أَمَرَهُ بِبَیْعِهِ فَبَاعَهُ وَ قَبَضَ ثَمَنَهُ فَلَمَّا عَیَّرَ الدَّنَانِیرَ نَقَصَتْ فِی التَّعْیِیرِ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ قِیرَاطاً وَ حَبَّةً فَوَزَنَ مِنْ عِنْدِهِ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ قِیرَاطاً وَ حَبَّةً وَ أَنْفَذَهَا فَرُدَّ عَلَیْهِ دِینَارٌ وَزْنُهُ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ قِیرَاطاً وَ حَبَّةٌ.

یج، [الخرائج و الجرائح] قال الكلینی أخبرنا جماعة من أصحابنا: أنه بعث إلی آخر الخبر بیان الضمیر فی قوله أنه راجع إلی القائم علیه السلام.

«47»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبْرَئِیلَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ وَ مُحَمَّدٍ ابْنَیِ الْفَرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: وَفَدْتُ الْعَسْكَرَ زَائِراً فَقَصَدْتُ النَّاحِیَةَ فَلَقِیَتْنِی امْرَأَةٌ فَقَالَتْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَتْ انْصَرِفْ فَإِنَّكَ لَا تَصِلُ فِی هَذَا الْوَقْتِ وَ ارْجِعِ اللَّیْلَةَ فَإِنَّ الْبَابَ مَفْتُوحٌ لَكَ فَادْخُلِ الدَّارَ وَ اقْصِدِ الْبَیْتَ الَّذِی فِیهِ السِّرَاجُ فَفَعَلْتُ وَ قَصَدْتُ الْبَابَ فَإِذَا هُوَ مَفْتُوحٌ وَ دَخَلْتُ الدَّارَ وَ قَصَدْتُ الْبَیْتَ الَّذِی وَصَفَتْهُ فَبَیْنَا أَنَا بَیْنَ الْقَبْرَیْنِ أَنْتَحِبُ وَ أَبْكِی إِذْ سَمِعْتُ صَوْتاً وَ هُوَ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُبْ مِنْ كُلِّ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ فَقَدْ قُلِّدْتَ أَمْراً عَظِیماً.

«48»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ

ص: 326

الصَّبَّاحِ الْبَلْخِیِ (1) قَالَ: كَانَ بِمَرْوَ كَاتِبٌ كَانَ الْخُوزِسْتَانِیَ (2) سَمَّاهُ لِی نَصْرٌ فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ أَلْفُ دِینَارٍ لِلنَّاحِیَةِ فَاسْتَشَارَنِی فَقُلْتُ ابْعَثْ بِهَا إِلَی الْحَاجِزِ فَقَالَ هُوَ فِی عُنُقِكَ إِنْ سَأَلَنِی اللَّهُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ نَصْرٌ(3)

فَفَارَقْتُهُ عَلَی ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَیْهِ بَعْدَ سَنَتَیْنِ فَلَقِیتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَالِ فَذَكَرَ أَنَّهُ بَعَثَ مِنَ الْمَالِ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ إِلَی الْحِجَازِ(4) فَوَرَدَ عَلَیْهِ وُصُولُهَا وَ الدُّعَاءُ لَهُ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ كَانَ الْمَالُ أَلْفَ دِینَارٍ فَبَعَثْتَ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُعَامِلَ أَحَداً فَعَامِلِ الْأَسَدِیَّ بِالرَّیِّ قَالَ نَصْرٌ(5) وَ وَرَدَ عَلَیَّ نَعْیُ حَاجِزٍ(6) فَجَزِعْتُ (7)

مِنْ ذَلِكَ جَزَعاً شَدِیداً وَ اغْتَمَمْتُ (8)

لَهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ لِمَ تَغْتَمُّ وَ تَجْزَعُ وَ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْكَ بِدَلَالَتَیْنِ قَدْ أَخْبَرَكَ بِمَبْلَغِ الْمَالِ وَ قَدْ نَعَی إِلَیْكَ حَاجِزاً مُبْتَدِئاً.

«49»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ قَالَ: أَنْفَذَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ خَمْسَةَ دَنَانِیرَ إِلَی حَاجِزٍ وَ كَتَبَ رُقْعَةً غَیَّرَ فِیهَا اسْمَهُ فَخَرَجَ إِلَیْهِ بِالْوُصُولِ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ الدُّعَاءِ.

«50»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی حَامِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ قَالَ: بَعَثَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ بِمَالٍ وَ رُقْعَةٍ لَیْسَ فِیهَا كِتَابَةٌ وَ قَدْ خَطَّ فِیهَا بِإِصْبَعِهِ كَمَا تَدُورُ مِنْ غَیْرِ كِتَابَةٍ وَ قَالَ لِلرَّسُولِ احْمِلْ هَذَا الْمَالَ فَمَنْ أَخْبَرَكَ بِقِصَّتِهِ وَ أَجَابَ عَنِ الرُّقْعَةِ فَأَوْصِلْ إِلَیْهِ الْمَالَ فَصَارَ الرَّجُلُ إِلَی الْعَسْكَرِ وَ قَصَدَ جَعْفَراً وَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ تُقِرُّ بِالْبَدَاءِ قَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ قَالَ فَإِنَّ صَاحِبَكَ قَدْ بَدَا لَهُ وَ قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تُعْطِیَنِی هَذَا الْمَالَ فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ لَا یُقْنِعُنِی هَذَا الْجَوَابُ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ جَعَلَ یَدُورُ أَصْحَابَنَا فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ رُقْعَةٌ هَذَا مَالٌ كَانَ قَدْ غُدِرَ بِهِ كَانَ فَوْقَ صُنْدُوقٍ فَدَخَلَ اللُّصُوصُ الْبَیْتَ فَأَخَذُوا مَا كَانَ فِی الصُّنْدُوقِ وَ سَلِمَ الْمَالُ وَ رُدَّتْ عَلَیْهِ الرُّقْعَةُ وَ قَدْ كُتِبَ فِیهَا كَمَا تَدُورُ وَ سَأَلْتَ الدُّعَاءَ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَ فَعَلَ.

بیان: قوله و قد كتب فیها أی الرقعة التی كانت قد كتب السؤال فیها بالإصبع كما تدور.

«51»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاءَ

ص: 327


1- 1. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
2- 2. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
3- 3. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
4- 4. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
5- 5. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
6- 6. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
7- 7. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.
8- 8. فی هذه المواضع سقط و تصحیف و تبدیل یعرف تفصیلها من ص 294 و 297 و 362 فیما یأتی و انما أضربنا عن اصلاحها فی الصلب لتطابق الخبر مع المصدر فراجع.

لباداشاكه وَ قَدْ حَبَسَهُ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ وَ اسْتَأْذَنَ فِی جَارِیَةٍ لِی أَسْتَوْلِدُهَا فَخَرَجَ اسْتَوْلِدْهَا وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ وَ الْمَحْبُوسُ یُخَلِّصْهُ اللَّهُ فَاسْتُولِدَتِ الْجَارِیَةُ فَوَلَدَتْ فَمَاتَتْ وَ خُلِّیَ عَنِ الْمَحْبُوسِ یَوْمَ خَرَجَ إِلَیَّ التَّوْقِیعُ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: وُلِدَ لِی مَوْلُودٌ فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِی تَطْهِیرِهِ یَوْمَ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ فَلَمْ یَكْتُبْ شَیْئاً فَمَاتَ الْمَوْلُودُ یَوْمَ الثَّامِنِ ثُمَّ كَتَبْتُ أُخْبِرُ بِمَوْتِهِ فَوَرَدَ سَیَخْلُفُ عَلَیْكَ غَیْرُهُ وَ غَیْرُهُ فَسَمِّهِ أَحْمَدَ وَ بَعْدَ أَحْمَدَ جَعْفَراً فَجَاءَ مَا قَالَ علیه السلام قَالَ وَ تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ سِرّاً فَلَمَّا وَطِئْتُهَا عَلِقَتْ وَ جَاءَتْ بِابْنَةٍ فَاغْتَمَمْتُ وَ ضَاقَ صَدْرِی فَكَتَبْتُ أَشْكُو ذَلِكَ فَوَرَدَ سَتُكْفَاهَا فَعَاشَتْ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ مَاتَتْ فَوَرَدَ اللَّهُ ذُو أَنَاةٍ وَ أَنْتُمْ تَسْتَعْجِلُونَ قَالَ وَ لَمَّا وَرَدَ نَعْیُ ابْنِ هِلَالٍ لَعَنَهُ اللَّهُ جَاءَنِی الشَّیْخُ فَقَالَ لِی أَخْرِجِ الْكِیسَ الَّذِی عِنْدَكَ فَأَخْرَجْتُهُ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ رُقْعَةً فِیهَا وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الصُّوفِیِّ الْمُتَصَنِّعِ یَعْنِی الْهِلَالِیَّ بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ قَدْ قَصَدْنَا فَصَبَرْنَا عَلَیْهِ فَبَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ بِدَعْوَتِنَا.

نجم، كتاب النجوم بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطَّبَرِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ قَالا حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ: إِلَی قَوْلِهِ وَ أَنْتُمْ مُسْتَعْجِلُونَ.

دَلَائِلُ الْإِمَامَةِ، لِلطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: وُلِدَ لِی مَوْلُودٌ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ أَبِی حَامِدٍ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَلْخَ قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً سِرّاً إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.

«52»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْیَمَانِیِّ قَالَ: قَصَدْتُ سُرَّ مَنْ رَأَی فَخَرَجَ إِلَیَّ صُرَّةٌ فِیهَا دَنَانِیرُ وَ ثَوْبَانِ فَرَدَدْتُهَا وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَنَا عِنْدَهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ فَأَخَذَتْنِی الْعِزَّةُ ثُمَّ نَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كَتَبْتُ رُقْعَةً أَعْتَذِرُ وَ أَسْتَغْفِرُ وَ دَخَلْتُ الْخَلَاءَ وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی وَ أَقُولُ وَ اللَّهِ لَئِنْ رُدَّتِ الصُّرَّةُ لَمْ أَحُلَّهَا وَ لَمْ أُنْفِقْهَا حَتَّی أَحْمِلَهَا إِلَی وَالِدِی فَهُوَ أَعْلَمُ مِنِّی فَخَرَجَ إِلَی الرَّسُولِ أَخْطَأْتَ إِذْ لَمْ تُعْلِمْهُ أَنَّا رُبَّمَا فَعَلْنَا ذَلِكَ بِمَوَالِینَا وَ رُبَّمَا

ص: 328

سَأَلُونَا ذَلِكَ یَتَبَرَّكُونَ بِهِ وَ خَرَجَ إِلَیَّ أَخْطَأْتَ بِرَدِّكَ بِرَّنَا وَ إِذَا اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ فَاللَّهُ یَغْفِرُ لَكَ وَ إِذَا كَانَ عَزِیمَتُكَ وَ عَقْدُ نِیَّتِكَ أَنْ لَا تُحْدِثَ فِیهَا حَدَثاً وَ لَا تُنْفِقَهَا فِی طَرِیقِكَ فَقَدْ صَرَفْنَاهَا عَنْكَ وَ أَمَّا الثَّوْبَانِ فَلَا بُدَّ مِنْهُمَا لِتُحْرِمَ فِیهِمَا قَالَ وَ كَتَبْتُ فِی مَعْنَیَیْنِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَكْتُبَ فِی مَعْنًی ثَالِثٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَعَلَّهُ یَكْرَهُ ذَلِكَ فَخَرَجَ إِلَیَّ الْجَوَابُ فِی الْمَعْنَیَیْنِ وَ الْمَعْنَی الثَّالِثِ الَّذِی طَوَیْتُهُ وَ لَمْ أَكْتُبْهُ قَالَ وَ سَأَلْتُ طِیباً فَبَعَثَ إِلَیَّ بِطِیبٍ فِی خِرْقَةٍ بَیْضَاءَ فَكَانَتْ مَعِی فِی الْمَحْمِلِ فَنَفَرَتْ نَاقَتِی بِعُسْفَانَ وَ سَقَطَ مَحْمِلِی وَ تَبَدَّدَ مَا كَانَ مَعِی فَجَمَعْتُ الْمَتَاعَ وَ افْتَقَدْتُ الصُّرَّةَ وَ اجْتَهَدْتُ فِی طَلَبِهَا حَتَّی قَالَ بَعْضُ مَنْ مَعَنَا مَا تَطْلُبُ فَقُلْتُ صُرَّةً كَانَتْ مَعِی قَالَ وَ مَا كَانَ فِیهَا فَقُلْتُ نَفَقَتِی قَالَ قَدْ رَأَیْتُ مَنْ حَمَلَهَا فَلَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ عَنْهَا حَتَّی آیَسْتُ مِنْهَا فَلَمَّا وَافَیْتُ مَكَّةَ حَلَلْتُ عَیْبَتِی وَ فَتَحْتُهَا فَإِذَا أَوَّلُ مَا بَدَا عَلَیَّ مِنْهَا الصُّرَّةُ وَ إِنَّمَا كَانَتْ خَارِجاً فِی الْمَحْمِلِ فَسَقَطَتْ حِینَ تَبَدَّدَ الْمَتَاعُ قَالَ وَ ضَاقَ صَدْرِی بِبَغْدَادَ فِی مَقَامِی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَخَافُ أَنْ لَا أَحُجَّ فِی هَذِهِ السَّنَةِ وَ لَا أَنْصَرِفَ إِلَی مَنْزِلِی وَ قَصَدْتُ أَبَا جَعْفَرٍ أَقْتَضِیهِ جَوَابَ رُقْعَةٍ كُنْتُ كَتَبْتُهَا فَقَالَ صِرْ إِلَی الْمَسْجِدِ الَّذِی فِی مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا فَإِنَّهُ یَجِیئُكَ رَجُلٌ یُخْبِرُكَ بِمَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَقَصَدْتُ الْمَسْجِدَ وَ بَیْنَا أَنَا فِیهِ إِذْ دَخَلَ عَلَیَّ رَجُلٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ سَلَّمَ وَ ضَحِكَ وَ قَالَ لِی أَبْشِرْ فَإِنَّكَ سَتَحُجُّ فِی هَذِهِ السَّنَةِ وَ تَنْصَرِفُ إِلَی أَهْلِكَ سَالِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ وَ قَصَدْتُ ابْنَ وَجْنَاءَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَكْتَرِیَ لِی وَ یَرْتَادَ لِی عَدِیلًا فَرَأَیْتُهُ كَارِهاً ثُمَّ لَقِیتُهُ بَعْدَ أَیَّامٍ فَقَالَ لِی أَنَا فِی طَلَبِكَ مُنْذُ أَیَّامٍ قَدْ كُتِبَ إِلَیَّ أَنْ أَكْتَرِیَ لَكَ وَ أَرْتَادَ لَكَ عَدِیلًا ابْتِدَاءً فَحَدَّثَنِی الْحَسَنُ أَنَّهُ وَقَفَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ عَلَی عَشَرَةِ دَلَالاتٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

«53»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّمْشَاطِیِّ رَسُولِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْیَمَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ مُقِیماً بِبَغْدَادَ وَ تَهَیَّأَتْ قَافِلَةُ الْیَمَانِیِّینَ لِلْخُرُوجِ فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِی الْخُرُوجِ مَعَهَا فَخَرَجَ لَا تَخْرُجْ مَعَهَا فَمَا لَكَ فِی الْخُرُوجِ خِیَرَةٌ وَ أَقِمْ بِالْكُوفَةِ وَ خَرَجَتِ الْقَافِلَةُ فَخَرَجَ عَلَیْهَا بَنُو حَنْظَلَةَ وَ اجْتَاحُوهَا

ص: 329

قَالَ وَ كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِی رُكُوبِ الْمَاءِ فَخَرَجَ لَا تَفْعَلْ فَمَا خَرَجَتْ سَفِینَةٌ فِی تِلْكَ السَّنَةِ إِلَّا خَرَجَ عَلَیْهَا الْبَوَارِجُ (1)

فَقَطَعُوا عَلَیْهَا قَالَ وَ خَرَجْتُ زَائِراً إِلَی الْعَسْكَرِ فَأَنَا فِی الْمَسْجِدِ مَعَ الْمَغْرِبِ إِذْ دَخَلَ عَلَیَّ غُلَامٌ فَقَالَ لِی قُمْ فَقُلْتُ مَنْ أَنَا وَ إِلَی أَیْنَ أَقُومُ قَالَ لِی أَنْتَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَسُولُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْیَمَانِیِّ قُمْ إِلَی الْمَنْزِلِ قَالَ وَ مَا كَانَ عَلِمَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِمُوَافَاتِی قَالَ فَقُمْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ اسْتَأْذَنْتُ فِی أَنْ أَزُورَ مِنْ دَاخِلٍ فَأَذِنَ لِی.

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن علی بن محمد عن علی بن الحسین الیمانی قال: كنت ببغداد و ذكر مثله.

«54»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلَّانٍ عَنِ الْأَعْلَمِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی رَجَاءٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ فِی الطَّلَبِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِسَنَتَیْنِ لَمْ أَقِفْ فِیهِمَا عَلَی شَیْ ءٍ فَلَمَّا كَانَ فِی الثَّالِثَةِ كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ فِی طَلَبِ وَلَدِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِصُرْیَاءَ وَ قَدْ سَأَلَنِی أَبُو غَانِمٍ أَنْ أَتَعَشَّی عِنْدَهُ فَأَنَا قَاعِدٌ مُفَكِّرٌ فِی نَفْسِی وَ أَقُولُ لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ لَظَهَرَ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِینَ وَ إِذْ هَاتِفٌ أَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا أَرَی شَخْصَهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا نَصْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُلْ لِأَهْلِ مِصْرَ آمَنْتُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ حَیْثُ رَأَیْتُمُوهُ قَالَ نَصْرٌ وَ لَمْ أَكُنْ عَرَفْتُ اسْمَ أَبِی وَ ذَلِكَ أَنِّی وُلِدْتُ بِالْمَدَائِنِ فَحَمَلَنِی النَّوْفَلِیُّ إِلَی مِصْرَ وَ قَدْ مَاتَ أَبِی فَنَشَأْتُ بِهَا فَلَمَّا سَمِعْتُ الصَّوْتَ قُمْتُ مُبَادِراً وَ لَمْ أَنْصَرِفْ إِلَی أَبِی غَانِمٍ وَ أَخَذْتُ طَرِیقَ مِصْرَ قَالَ وَ كَتَبَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فِی وَلَدَیْنِ لَهُمَا فَوَرَدَ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَآجَرَكَ اللَّهُ وَ دَعَا لِلْآخَرِ فَمَاتَ ابْنُ الْمُعَزَّی.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَجْنَائِیُّ قَالَ: اضْطَرَبَ أَمْرُ الْبَلَدِ وَ ثَارَتْ فِتْنَةٌ فَعَزَمْتُ عَلَی الْمُقَامِ بِبَغْدَادَ ثَمَانِینَ یَوْماً فَجَاءَنِی شَیْخٌ وَ قَالَ انْصَرِفْ إِلَی بَلَدِكَ فَخَرَجْتُ مِنْ بَغْدَادَ وَ أَنَا كَارِهٌ فَلَمَّا وَافَیْتُ سُرَّمَنْ رَأَی أَرَدْتُ الْمُقَامَ بِهَا لِمَا وَرَدَ عَلَیَّ مِنِ اضْطِرَابِ الْبَلَدِ فَخَرَجْتُ فَمَا وَافَیْتُ الْمَنْزِلَ حَتَّی تَلَقَّانِی الشَّیْخُ وَ مَعَهُ كِتَابٌ مِنْ أَهْلِی یُخْبِرُونِی بِسُكُونِ الْبَلَدِ وَ یَسْأَلُونِّی الْقُدُومَ.

ص: 330


1- 1. جمع بارجة و هو الشریر، یقال: ما فلان الا بارجة قد جمع فیه الشر.

«55»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كَانَ لِلْغَرِیمِ عَلَیَّ خَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ فَأَنَا لَیْلَةً بِبَغْدَادَ وَ قَدْ كَانَ لَهَا رِیحٌ وَ ظُلْمَةٌ وَ قَدْ فَزِعْتُ فَزَعاً شَدِیداً وَ فَكَّرْتُ فِیمَا عَلَیَّ وَ لِی وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی لِی حَوَانِیتُ اشْتَرَیْتُهَا بِخَمْسِمِائَةٍ وَ ثَلَاثِینَ دِینَاراً وَ قَدْ جَعَلْتُهَا لِلْغَرِیمِ علیه السلام بِخَمْسِمِائَةِ دِینَارٍ فَجَاءَنِی مَنْ تسلم [یَتَسَلَّمُ] مِنِّی الْحَوَانِیتَ وَ مَا كَتَبْتُ إِلَیْهِ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَنْطِقَ بِلِسَانِی وَ لَا أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَداً.

«56»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی حَابِسٍ (1)

قَالَ: كُنْتُ أَزُورُ الْحُسَیْنَ علیه السلام فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَلَمَّا كَانَ سَنَةٌ مِنَ السِّنِینَ وَرَدْتُ الْعَسْكَرَ قَبْلَ شَعْبَانَ وَ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَزُورَ فِی شَعْبَانَ فَلَمَّا دَخَلَ شَعْبَانُ قُلْتُ لَا أَدَعُ زِیَارَةً كُنْتُ أَزُورُهَا فَخَرَجْتُ زَائِراً وَ كُنْتُ إِذَا وَرَدْتُ الْعَسْكَرَ أَعْلَمْتُهُمْ بِرُقْعَةٍ أَوْ رِسَالَةٍ فَلَمَّا كَانَ فِی هَذِهِ الدَّفْعَةِ قُلْتُ لِأَبِی الْقَاسِمِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی أَحْمَدَ الْوَكِیلِ لَا تُعْلِمْهُمْ بِقُدُومِی فَإِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَجْعَلَهَا زَوْرَةً خَالِصَةً فَجَاءَنِی أَبُو الْقَاسِمِ وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ وَ قَالَ بُعِثَ إِلَیَّ بِهَذَیْنِ الدِّینَارَیْنِ وَ قِیلَ لِی ادْفَعْهُمَا إِلَی الْحَابِسِیِّ وَ قُلْ لَهُ مَنْ كَانَ فِی حَاجَةِ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ فِی حَاجَتِهِ قَالَ وَ اعْتَلَلْتُ بِسُرَّمَنْ رَأَی عِلَّةً شَدِیدَةً أَشْفَقْتُ فِیهَا وَ ظَلِلْتُ (2) مُسْتَعِدّاً لِلْمَوْتِ فَبَعَثَ إِلَیَّ بُسْتُوقَةً فِیهَا بَنَفْسَجِینٌ وَ أُمِرْتُ بِأَخْذِهِ فَمَا فَرَغْتُ حَتَّی أَفَقْتُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ وَ مَاتَ لِی غَرِیمٌ فَكَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ فِی الْخُرُوجِ إِلَی وَرَثَتِهِ بِوَاسِطٍ وَ قُلْتُ أَصِیرُ إِلَیْهِمْ حِدْثَانَ مَوْتِهِ لَعَلِّی أَصِلُ إِلَی حَقِّی فَلَمْ یُؤْذَنْ لِی ثُمَّ كَتَبْتُ أَسْتَأْذِنُ ثَانِیاً فَلَمْ یُؤْذَنْ لِی فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَنَتَیْنِ كَتَبَ إِلَیَّ ابْتِدَاءً صِرْ إِلَیْهِمْ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِمْ فَوَصَلْتُ إِلَی حَقِّی قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ وَ أَوْصَلَ ابْنُ رَئِیسٍ عَشَرَةَ دَنَانِیرَ إِلَی حَاجِزٍ فَنَسِیَهَا حَاجِزٌ أَنْ یُوصِلَهَا فَكَتَبَ إِلَیْهِ تَبْعَثُ بِدَنَانِیرِ ابْنِ رَئِیسٍ قَالَ وَ كَتَبَ هَارُونُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْفُرَاتِ فِی أَشْیَاءَ وَ خَطَّ بِالْقَلَمِ بِغَیْرِ مِدَادٍ

ص: 331


1- 1. فی المصدر ج 2 ص 170« أبی حلیس».
2- 2. فی المصدر: و أطلیت.

یَسْأَلُ الدُّعَاءَ لِابْنَیْ أَخِیهِ وَ كَانَا مَحْبُوسَیْنِ فَوَرَدَ عَلَیْهِ جَوَابُ كِتَابِهِ وَ فِیهِ دُعَاءُ الْمَحْبُوسَیْنِ بِاسْمِهِمَا قَالَ وَ كَتَبَ رَجُلٌ مِنْ رَبَضِ حُمَیْدٍ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ فِی حَمْلٍ لَهُ فَوَرَدَ الدُّعَاءُ فِی الْحَمْلِ قَبْلَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَ سَتَلِدُ أُنْثَی فَجَاءَ كَمَا قَالَ قَالَ وَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَصْرِیُّ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ أَنْ یُكْفَی أَمْرَ بَنَاتِهِ وَ أَنْ یُرْزَقَ الْحَجَّ وَ یُرَدَّ عَلَیْهِ مَالُهُ فَوَرَدَ عَلَیْهِ الْجَوَابُ بِمَا سَأَلَ فَحَجَّ سَنَتَهُ وَ مَاتَ مِنْ

بَنَاتِهِ أَرْبَعٌ وَ كَانَ لَهُ سِتَّةٌ وَ رُدَّ عَلَیْهِ مَالُهُ قَالَ وَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ یَزْدَادَ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ لِوَالِدَیْهِ فَوَرَدَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ لِوَالِدَیْكَ وَ لِأُخْتِكَ الْمُتَوَفَّاةِ الْمُسَمَّاةِ كلكی وَ كَانَتْ هَذِهِ امْرَأَةً صَالِحَةً مُتَزَوِّجَةً بجوار وَ كَتَبْتُ فِی إِنْفَاذِ خَمْسِینَ دِینَاراً لِقَوْمٍ مُؤْمِنِینَ مِنْهَا عَشَرَةُ دَنَانِیرَ لِابْنِ عَمٍّ لِی لَمْ یَكُنْ مِنَ الْإِیمَانِ عَلَی شَیْ ءٍ فَجَعَلْتُ اسْمَهُ آخِرَ الرُّقْعَةِ وَ الْفُصُولِ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ الدَّلَالَةَ فِی تَرْكِ الدُّعَاءِ لَهُ فَخَرَجَ فِی فُصُولِ الْمُؤْمِنِینَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ أَحْسَنَ إِلَیْهِمْ وَ أَثَابَكَ وَ لَمْ یَدْعُ لِابْنِ عَمِّی بِشَیْ ءٍ قَالَ وَ أَنْفَذْتُ أَیْضاً دَنَانِیرَ لِقَوْمٍ مُؤْمِنِینَ وَ أَعْطَانِی رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ دَنَانِیرَ فَأَنْفَذْتُهَا بِاسْمِ أَبِیهِ مُتَعَمِّداً وَ لَمْ یَكُنْ مِنْ دِینِ اللَّهِ عَلَی شَیْ ءٍ فَخَرَجَ الْوُصُولُ بِاسْمِ مَنْ غَیَّرْتَ اسْمَهُ مُحَمَّدٍ قَالَ وَ حَمَلْتُ فِی هَذِهِ السَّنَةِ الَّتِی ظَهَرَتْ لِی فِیهَا هَذِهِ الدَّلَالَةُ أَلْفَ دِینَارٍ بَعَثَ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَ مَعِی أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ وَ إِسْحَاقُ بْنُ الْجُنَیْدِ فَحَمَلَ أَبُو الْحُسَیْنِ الْخُرْجَ إِلَی الدُّورِ وَ اكْتَرَیْنَا ثَلَاثَةَ أَحْمِرَةٍ فَلَمَّا بَلَغْنَا الْقَاطُولَ لَمْ نَجِدْ حَمِیراً فَقُلْتُ لِأَبِی الْحُسَیْنِ احْمِلِ الْخُرْجَ الَّذِی فِیهِ الْمَالُ وَ اخْرُجْ مَعَ الْقَافِلَةِ حَتَّی أَتَخَلَّفَ فِی طَلَبِ حِمَارٍ لِإِسْحَاقَ بْنِ الْجُنَیْدِ یَرْكَبُهُ فَإِنَّهُ شَیْخٌ فَاكْتَرَیْتُ لَهُ حِمَاراً وَ لَحِقْتُ بِأَبِی الْحُسَیْنِ فِی الْحَیْرِ حَیْرِ سُرَّمَنْ رَأَی فَأَنَا أُسَامِرُهُ (1)

وَ أَقُولُ لَهُ احْمَدِ اللَّهَ عَلَی مَا أَنْتَ

ص: 332


1- 1. فی المصدر: فی الحیر حین وصل سرمن رأی فأنا أسایره. راجع ج 2 ص 172.

عَلَیْهِ فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّ هَذَا الْعَمَلَ دَامَ لِی فَوَافَیْتُ سُرَّمَنْ رَأَی وَ أَوْصَلْتُ مَا مَعَنَا فَأَخَذَهُ الْوَكِیلُ بِحَضْرَتِی وَ وَضَعَهُ فِی مِنْدِیلٍ وَ بَعَثَ بِهِ مَعَ غُلَامٍ أَسْوَدَ فَلَمَّا كَانَ الْعَصْرُ جَاءَنِی بِرُزَیْمَةٍ خَفِیفَةٍ وَ لَمَّا أَصْبَحْنَا خَلَا بِی أَبُو الْقَاسِمِ وَ تَقَدَّمَ أَبُو الْحُسَیْنِ وَ إِسْحَاقٌ فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْغُلَامُ الَّذِی حَمَلَ الرُّزَیْمَةَ جَاءَنِی بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ وَ قَالَ لِی ادْفَعْهَا إِلَی الرَّسُولِ الَّذِی حَمَلَ الرُّزَیْمَةَ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الدَّارِ قَالَ لِی أَبُو الْحُسَیْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَنْطِقَ أَوْ یَعْلَمَ أَنَّ مَعِی شَیْئاً لَمَّا كُنْتُ مَعَكَ فِی الْحَیْرِ تَمَنَّیْتُ أَنْ یَجِیئَنِی مِنْهُ دَرَاهِمُ أَتَبَرَّكُ بِهَا وَ كَذَلِكَ عَامُ أَوَّلَ حَیْثُ كُنْتُ مَعَكَ بِالْعَسْكَرِ فَقُلْتُ لَهُ خُذْهَا فَقَدْ أَتَاكَ اللَّهُ بِهَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ قَالَ وَ كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ كِشْمَرْدٍ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ أَنْ یَجْعَلَ ابْنَهُ أَحْمَدَ مِنْ أُمِّ وَلَدِهِ فِی حِلٍّ فَخَرَجَ وَ الصَّقْرِیُّ أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ فَأَعْلَمَ علیه السلام أَنَّ كُنْیَتَهُ أَبُو الصَّقْرِ.

یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی حُبَیْشٍ قَالَ: كَتَبْتُ فِی إنفاد [إِنْفَاذِ] خَمْسِینَ دِینَاراً إِلَی قَوْلِهِ فَقَدْ أَتَاكَ اللَّهُ بِهَا.

بیان: الرزمة بالكسر ما شد فی ثوب واحد قوله جاءنی أی أبو الحسین.

«57»- ك، [إكمال الدین] حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِیُ (1)

قَالَ: كَانَتْ لِی زَوْجَةٌ مِنَ الْمَوَالِی قَدْ كُنْتُ هَجَرْتُهَا دَهْراً فَجَاءَتْنِی فَقَالَتْ إِنْ كُنْتَ قَدْ طَلَّقْتَنِی فَأَعْلِمْنِی فَقُلْتُ لَهَا لَمْ أُطَلِّقْكِ وَ نِلْتُ مِنْهَا فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَكَتَبَتْ إِلَیَّ بَعْدَ شَهْرٍ تَدَّعِی أَنَّهَا حَمَلَتْ فَكَتَبْتُ فِی أَمْرِهَا وَ فِی دَارٍ كَانَ صِهْرِی أَوْصَی بِهَا لِلْغَرِیمِ علیه السلام أَسْأَلُ أَنْ تُبَاعَ مِنِّی وَ یُنَجَّمَ عَلَیَّ ثَمَنُهَا فَوَرَدَ الْجَوَابُ فِی الدَّارِ قَدْ أُعْطِیتَ مَا سَأَلْتَ وَ كَفَّ عَنْ ذِكْرِ الْمَرْأَةِ وَ الْحَمْلِ فَكَتَبَتْ إِلَیَّ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ تُعْلِمُنِی أَنَّهَا كَتَبَتْ بَاطِلًا وَ أَنَّ الْحَمْلَ لَا أَصْلَ لَهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

«58»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ النِّیلِیِّ قَالَ: جَاءَنِی أَبُو جَعْفَرٍ فَمَضَی

ص: 333


1- 1. فی المصدر: حدّثنی أبی قال حدّثنی سعد بن عبد اللّٰه قال حدّثنی علیّ بن محمّد ابن إسحاق الأشعریّ. راجع ج 2 ص 174.

بِی إِلَی الْعَبَّاسِیَّةِ وَ أَدْخَلَنِی إِلَی خَرِبَةٍ وَ أَخْرَجَ كِتَاباً فَقَرَأَهُ عَلَیَّ فَإِذَا فِیهِ شَرْحُ جَمِیعِ مَا حَدَثَ عَلَی الدَّارِ وَ فِیهِ أَنَّ فُلَانَةَ یَعْنِی أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ یُؤْخَذُ بِشَعْرِهَا وَ تُخْرَجُ مِنَ الدَّارِ وَ یُحْدَرُ بِهَا إِلَی بَغْدَادَ وَ تَقْعُدُ بَیْنَ یَدَیِ السُّلْطَانِ وَ أَشْیَاءَ مِمَّا یَحْدُثُ ثُمَّ قَالَ لِی احْفَظْ ثُمَّ مَزَّقَ الْكِتَابَ وَ ذَلِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَحْدُثَ مَا حَدَثَ بِمُدَّةٍ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی الْعَسْكَرِ وَ أُمُّ أَبِی مُحَمَّدٍ فِی الْحَیَاةِ وَ مَعِی جَمَاعَةٌ فَوَافَیْنَا الْعَسْكَرَ فَكَتَبَ أَصْحَابِی یَسْتَأْذِنُونَ فِی الزِّیَارَةِ مِنْ دَاخِلٍ بِاسْمِ رَجُلٍ رَجُلٍ فَقُلْتُ لَهُمْ لَا تُثْبِتُوا اسْمِی وَ نَسَبِی فَإِنِّی لَا أَسْتَأْذِنُ فَتَرَكُوا اسْمِی فَخَرَجَ الْإِذْنُ ادْخُلُوا وَ مَنْ أَبَی أَنْ یَسْتَأْذِنَ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: كَتَبَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّخَّجِیُّ فِی أَشْیَاءَ وَ كَتَبَ فِی مَوْلُودٍ وُلِدَ لَهُ یَسْأَلُ أَنْ یُسَمَّی فَخَرَجَ إِلَیْهِ الْجَوَابُ فِیمَا سَأَلَ وَ لَمْ یُكْتَبْ إِلَیْهِ فِی الْمَوْلُودِ شَیْ ءٌ فَمَاتَ الْوَلَدُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

قَالَ: وَ جَرَی بَیْنَ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مُجْتَمِعِینَ كَلَامٌ فِی مَجْلِسٍ فَكَتَبَ إِلَی رَجُلٍ مِنْهُمْ شَرْحَ مَا جَرَی فِی الْمَجْلِسِ.

قَالَ: وَ حَدَّثَنِی الْعَاصِمِیُّ أَنَّ رَجُلًا تَفَكَّرَ فِی رَجُلٍ یُوصِلُ لَهُ مَا وَجَبَ لِلْغَرِیمِ علیه السلام وَ ضَاقَ بِهِ صَدْرُهُ فَسَمِعَ هَاتِفاً یَهْتِفُ بِهِ أَوْصِلْ مَا مَعَكَ إِلَی حَاجِزٍ.

قَالَ: وَ خَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرْوِیُّ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی وَ مَعَهُ مَالٌ فَخَرَجَ إِلَیْهِ ابْتِدَاءً لَیْسَ فِینَا شَكٌّ وَ لَا فِیمَنْ یَقُومُ مَقَامَنَا وَ رُدَّ مَا مَعَكَ إِلَی حَاجِزٍ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: بَعَثْنَا مَعَ ثِقَةٍ مِنْ ثِقَاتِ إِخْوَانِنَا إِلَی الْعَسْكَرِ شَیْئاً فَعَمَدَ الرَّجُلُ فَدَسَّ فِیمَا مَعَهُ رُقْعَةً مِنْ غَیْرِ عِلْمِنَا فَرُدَّتْ عَلَیْهِ الرُّقْعَةُ بِغَیْرِ جَوَابٍ.

وَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْكِنْدِیُّ: قَالَ لِی أَبُو طَاهِرٍ الْبِلَالِیُّ التَّوْقِیعُ الَّذِی خَرَجَ إِلَیَّ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَعَلَّقُوهُ فِی الْخَلَفِ بَعْدَهُ وَدِیعَةٌ فِی بَیْتِكَ فَقُلْتُ لَهُ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُبَ لِی مِنْ لَفْظِ التَّوْقِیعِ مَا فِیهِ فَأَخْبَرَ أَبَا طَاهِرٍ بِمَقَالَتِی فَقَالَ لَهُ جِئْنِی بِهِ حَتَّی یَسْقُطَ الْإِسْنَادُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ خَرَجَ إِلَیَّ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام

ص: 334

قَبْلَ مُضِیِّهِ بِسَنَتَیْنِ یُخْبِرُنِی بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ قَبْلَ مُضِیِّهِ بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ یُخْبِرُنِی بِذَلِكَ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَحَدَ أَوْلِیَاءَ اللَّهِ حُقُوقَهُمْ وَ حَمَلَ النَّاسَ عَلَی أَكْتَافِهِمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً.

بیان: قوله قال أبو عبد اللّٰه كلام سعد بن عبد اللّٰه و كذا قوله فقلت له و ضمیر له راجع إلی الحسین و كذا المستتر فی قوله فأخبر و الحاصل أن الحسین سمع من البلالی أنه قال التوقیع الذی خرج إلی من أبی محمد علیه السلام فی أمر الخلف القائم هو فی جملة ما أودعتك فی بیتك و كان قد أودعه أشیاء كان فی بیته فأخبر الحسین سعدا بما سمع منه فقال سعد للحسین أحب أن تری التوقیع الذی عنده و تكتب لی من لفظه فأخبر الحسین أبا طاهر بمقالة سعد فقال أبو طاهر جئنی بسعد حتی یسمع منی بلا واسطة فلما حضر أخبره بالتوقیع و یؤید ما وجهنا به هذا الكلام أن الكلینی روی هذا التوقیع عن البلالی.

«59»- ك، [إكمال الدین]: كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْمَرِیُّ یَسْأَلُ كَفَناً فَوَرَدَ أَنَّهُ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ سَنَةَ ثَمَانِینَ أَوْ إِحْدَی وَ ثَمَانِینَ فَمَاتَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی حَدَّهُ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِالْكَفَنِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ.

«60»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَسْوَدُ رحمه اللّٰه قَالَ: دَفَعَتْ إِلَیَّ امْرَأَةٌ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ ثَوْباً وَ قَالَتِ احْمِلْهُ إِلَی الْعَمْرِیِّ رحمه اللّٰه فَحَمَلْتُهُ مَعَ ثِیَابٍ كَثِیرَةٍ فَلَمَّا وَافَیْتُ بَغْدَادَ أَمَرَنِی بِتَسْلِیمِ ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقُمِّیِّ فَسَلَّمْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ مَا خَلَا ثَوْبَ الْمَرْأَةِ فَوَجَّهَ إِلَیَّ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَالَ ثَوْبُ الْمَرْأَةِ سَلِّمْهُ إِلَیْهِ فَذَكَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ امْرَأَةً سَلَّمَتْ إِلَیَّ ثَوْباً فَطَلَبْتُهُ فَلَمْ أَجِدْهُ فَقَالَ لِی لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ فَوَجَدْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ لَمْ یَكُنْ مَعَ الْعَمْرِیِّ نُسْخَةُ مَا كَانَ مَعِی.

«61»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَسْوَدُ رحمه اللّٰه قَالَ: سَأَلَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ أَنْ أَسْأَلَ أَبَا الْقَاسِمِ الرَّوْحِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ یَسْأَلَ مَوْلَانَا صَاحِبَ الزَّمَانِ علیه السلام أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ وَلَداً ذَكَراً قَالَ فَسَأَلْتُهُ فَأَنْهَی ذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَنِی بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ أَنَّهُ قَدْ دَعَا

ص: 335

لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ أَنَّهُ سَیُولَدُ لَهُ وَلَدٌ مُبَارَكٌ یَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ وَ بَعْدَهُ أَوْلَادٌ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَسْوَدُ: وَ سَأَلْتُهُ فِی أَمْرِ نَفْسِی أَنْ یَدْعُوَ اللَّهُ لِی أَنْ أُرْزَقَ وَلَداً ذَكَراً فَلَمْ یُجِبْنِی إِلَیْهِ وَ قَالَ لَیْسَ إِلَی هَذَا سَبِیلٌ قَالَ فَوُلِدَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ تِلْكَ السَّنَةَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ بَعْدَهُ أَوْلَادٌ وَ لَمْ یُولَدْ لِی.

قال الصدوق رحمه اللّٰه كان أبو جعفر محمد بن علی الأسود رضی اللّٰه عنه كثیرا ما یقول لی إذا رآنی أختلف إلی مجلس شیخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی اللّٰه عنه و أرغب فی كتب العلم و حفظه لیس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة فی العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام علیه السلام غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق: مثله

وَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَابَوَیْهِ: عَقَدْتُ الْمَجْلِسَ وَ لِی دُونَ الْعِشْرِینَ سَنَةً فَرُبَّمَا كَانَ یَحْضُرُ مَجْلِسِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَسْوَدُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَی إِسْرَاعِی فِی الْأَجْوِبَةِ فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ یُكْثِرُ التَّعَجُّبَ لِصِغَرِ سِنِّی ثُمَّ یَقُولُ لَا عَجَبَ لِأَنَّكَ وُلِدْتَ بِدُعَاءِ الْإِمَامِ علیه السلام.

«62»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَتِّیلٍ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ یُقَالُ لَهَا زَیْنَبُ مِنْ أَهْلِ آبَهْ وَ كَانَتِ امْرَأَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عِبْدِیلٍ الْآبِیِّ مَعَهَا ثَلَاثُ مِائَةِ دِینَارٍ فَصَارَتْ إِلَی عَمِّی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَتِّیلٍ وَ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ أُسَلِّمَ هَذَا الْمَالَ مِنْ یَدِی إِلَی یَدِ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ قَالَ فَأَنْفَذَنِی مَعَهَا أُتَرْجِمُ عَنْهَا فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَقْبَلَ عَلَیْهَا بِلِسَانٍ فَصِیحٍ فَقَالَ لَهَا زَیْنَبُ چونا چویدا كواید چون ایقنه-(1) وَ مَعْنَاهُ كَیْفَ أَنْتِ وَ كَیْفَ مَكَثْتِ وَ مَا خَبَرُ صِبْیَانِكِ قَالَ فامتنعت [فَاسْتَغْنَتْ] مِنَ التَّرْجُمَةِ وَ سَلَّمَتِ الْمَالَ وَ رَجَعَتْ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق: مثله.

«63»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَتِّیلٍ قَالَ: قَالَ عَمِّی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ (2)

مَتِّیلٍ دَعَانِی

ص: 336


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 2 ص 181: چونی چونا چویدا كواند چون استه».
2- 2. الصحیح: جعفر بن أحمد بن متیل كما فی المصدر ج 2 ص 181 و قاموس الرجال ج 2 ص 373.

أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ السَّمَّانُ الْمَعْرُوفُ بِالْعَمْرِیِّ وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ ثُوَیْبَاتٍ مُعْلَمَةً وَ صُرَّةً فِیهَا دَرَاهِمُ فَقَالَ لِی تَحْتَاجُ أَنْ تَصِیرَ بِنَفْسِكَ إِلَی وَاسِطٍ فِی هَذَا الْوَقْتِ وَ تَدْفَعَ مَا دَفَعْتُ إِلَیْكَ إِلَی أَوَّلِ رَجُلٍ یَلْقَاكَ عِنْدَ صُعُودِكَ مِنَ الْمَرْكَبِ إِلَی الشَّطِّ بِوَاسِطٍ قَالَ فَتَدَاخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ غَمٌّ شَدِیدٌ وَ قُلْتُ مِثْلِی یُرْسَلُ فِی هَذَا الْأَمْرِ وَ یَحْمِلُ هَذَا الشَّیْ ءَ الْوَتْحَ قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَی وَاسِطٍ وَ صَعِدْتُ مِنَ الْمَرْكَبِ فَأَوَّلُ رَجُلٍ تَلَقَّانِی سَأَلْتُهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قَطَاةٍ الصَّیْدَلَانِیِّ وَكِیلِ الْوَقْفِ بِوَاسِطٍ فَقَالَ أَنَا هُوَ مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَتِّیلٍ قَالَ فَعَرَفَنِی بِاسْمِی وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ تَعَانَقْنَا فَقُلْتُ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ دَفَعَ إِلَیَّ هَذِهِ الثُوَیْبَاتِ وَ هَذِهِ الصُّرَّةَ لِأُسَلِّمَهَا إِلَیْكَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِیَّ قَدْ مَاتَ وَ خَرَجْتُ لِأُصْلِحَ كَفَنَهُ فَحَلَّ الثِّیَابَ فَإِذَا بِهَا مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ حِبَرَةٍ وَ ثِیَابٍ وَ كَافُورٍ وَ فِی الصُّرَّةِ كَرَی الْحَمَّالِینَ وَ الْحَفَّارِ قَالَ فَشَیَّعْنَا جَنَازَتَهُ وَ انْصَرَفْتُ.

بیان: قال الجوهری شَیْ ءٌ وَتْحٌ وَ وَتِحٌ أَیْ قَلِیلٌ تَافِهٌ و شَیْ ءٌ وَتْحٌ وَعْرٌ إِتْبَاعٌ لَهُ أَیْ نَزْرٌ.

«64»- ك، [إكمال الدین] أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ ابْنُ أَخِی طَاهِرٍ بِبَغْدَادَ طَرَفِ سُوقِ الْقُطْنِ فِی دَارِهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَقِیقِیُّ بِبَغْدَادَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ عِیسَی بْنِ الْجَرَّاحِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ وَزِیرٌ فِی أَمْرِ ضَیْعَةٍ لَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِكَ فِی هَذَا الْبَلَدِ كَثِیرٌ فَإِنْ ذَهَبْنَا نُعْطِی كُلَّمَا سَأَلُونَا طَالَ ذَلِكَ أَوْ كَمَا قَالَ فَقَالَ لَهُ الْعَقِیقِیُّ فَإِنِّی أَسْأَلُ مَنْ فِی یَدِهِ قَضَاءُ حَاجَتِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی مَنْ هُوَ هَذَا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَرَجَ مُغْضَباً قَالَ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَقُولُ فِی اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَ دَرَكٌ مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ قَالَ فَانْصَرَفْتُ فَجَاءَنِی الرَّسُولُ مِنْ عِنْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ فَذَهَبَ مَنْ عِنْدِی فَأَبْلَغَهُ فَجَاءَنِی الرَّسُولُ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ عَدَداً وَ وَزْناً وَ مِنْدِیلٍ وَ شَیْ ءٍ مِنْ حَنُوطٍ وَ أَكْفَانٍ وَ قَالَ لِی مَوْلَاكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِذَا أَهَمَّكَ أَمْرٌ أَوْ غَمٌّ فَامْسَحْ بِهَذَا الْمِنْدِیلِ

ص: 337

وَجْهَكَ فَإِنَّهُ مِنْدِیلُ مَوْلَاكَ وَ خُذْ هَذِهِ الدَّرَاهِمَ وَ هَذَا الْحَنُوطَ وَ هَذِهِ الْأَكْفَانَ وَ سَتُقْضَی حَاجَتُكَ فِی لَیْلَتِكَ هَذِهِ- وَ إِذَا قَدِمْتَ إِلَی مِصْرَ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ مِنْ قَبْلِكَ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ ثُمَّ مِتَّ بَعْدَهُ فَیَكُونُ هَذَا كَفَنَكَ وَ هَذَا حَنُوطَكَ وَ هَذَا جَهَازَكَ قَالَ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ وَ حَفِظْتُهُ وَ انْصَرَفَ الرَّسُولُ فَإِذَا أَنَا بِالْمَشَاعِلِ عَلَی بَابِی وَ الْبَابُ یُدَقُّ فَقُلْتُ لِغُلَامِی خَیْرٍ یَا خَیْرُ انْظُرْ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ ذَا فَقَالَ خَیْرٌ هَذَا غُلَامُ حُمَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ ابْنِ عَمِّ الْوَزِیرِ فَأَدْخَلَهُ إِلَیَّ فَقَالَ قَدْ طَلَبَكَ الْوَزِیرُ یَقُولُ لَكَ مَوْلَایَ حُمَیْدٌ ارْكَبْ إِلَیَّ قَالَ فَرَكِبْتُ وَ فُتِحَتِ الشَّوَارِعُ وَ الدُّرُوبُ وَ جِئْتُ إِلَی شَارِعِ الْوَزَّانِینَ فَإِذَا بِحُمَیْدٍ قَاعِدٌ یَنْتَظِرُنِی فَلَمَّا رَآنِی أَخَذَ بِیَدِی وَ رَكِبْنَا فَدَخَلْنَا عَلَی الْوَزِیرِ فَقَالَ لِیَ الْوَزِیرُ یَا شَیْخُ قَدْ قَضَی اللَّهُ حَاجَتَكَ وَ اعْتَذَرَ إِلَیَّ وَ دَفَعَ إِلَیَّ الْكُتُبَ مَخْتُومَةً مَكْتُوبَةً قَدْ فَرَغَ مِنْهَا قَالَ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ وَ خَرَجْتُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَحَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَقِیقِیُّ بِنَصِیبِینَ بِهَذَا وَ قَالَ لِی مَا خَرَجَ هَذَا الْحَنُوطُ إِلَّا لِعَمَّتِی فُلَانَةَ وَ لَمْ یُسَمِّهَا وَ قَدْ بَغَیْتُهُ لِنَفْسِی وَ قَدْ قَالَ لِیَ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّی أَمْلِكُ الضَّیْعَةَ وَ قَدْ كَتَبَ لِی بِالَّذِی أَرَدْتُ فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ عَیْنَیْهِ وَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی أَرِنِی الْأَكْفَانَ وَ الْحَنُوطَ وَ الدَّرَاهِمَ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ الْأَكْفَانَ فَإِذَا فِیهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ مُسَهَّمٌ مِنْ نَسْجِ الْیَمَنِ وَ ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ مَرْوِیٌّ وَ عِمَامَةٌ وَ إِذَا الْحَنُوطُ فِی خَرِیطَةٍ وَ أَخْرَجَ الدَّرَاهِمَ فَعَدَدْتُهَا مِائَةَ دِرْهَمٍ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی هَبْ لِی مِنْهُمَا دِرْهَماً أَصُوغُهُ خَاتَماً قَالَ وَ كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ خُذْ مِنْ عِنْدِی مَا شِئْتَ فَقُلْتُ أُرِیدُ مِنْ هَذِهِ وَ أَلْحَحْتُ عَلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ عَیْنَیْهِ فَأَعْطَانِی دِرْهَماً فَشَدَدْتُهُ فِی مِنْدِیلِی وَ جَعَلْتُهُ فِی كُمِّی فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْخَانِ فَتَحْتُ زِنْفِیلَجَةً(1) مَعِی وَ جَعَلْتُ الْمِنْدِیلَ فِی الزِّنْفِیلَجَةِ وَ فِیهِ الدِّرْهَمُ مَشْدُودٌ وَ جَعَلْتُ كُتُبِی وَ دَفَاتِرِی فَوْقَهُ وَ أَقَمْتُ أَیَّاماً ثُمَّ جِئْتُ أَطْلُبُ الدِّرْهَمَ فَإِذَا الصُّرَّةُ مَصْرُورَةٌ بِحَالِهَا وَ لَا شَیْ ءَ فِیهَا فَأَخَذَنِی شِبْهُ الْوَسْوَاسِ فَصِرْتُ إِلَی بَابِ الْعَقِیقِیِّ فَقُلْتُ لِغُلَامِهِ خَیْرٍ أُرِیدُ الدُّخُولَ إِلَی الشَّیْخِ

ص: 338


1- 1. زنفیلجة معرب زنبیلچه و هی الصغار من الزنابیل.

فَأَدْخَلَنِی إِلَیْهِ فَقَالَ لِی مَا لَكَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی الدِّرْهَمُ الَّذِی أَعْطَیْتَنِی مَا أَصَبْتُهُ فِی الصُّرَّةِ فَدَعَا بِالزِّنْفِیلَجَةِ وَ أَخْرَجَ الدَّرَاهِمَ فَإِذَا هِیَ مِائَةُ دِرْهَمٍ عَدَداً وَ وَزْناً وَ لَمْ یَكُنْ مَعِی أَحَدٌ أَتَّهِمُهُ فَسَأَلْتُهُ فِی رَدِّهِ إِلَیَّ فَأَبَی ثُمَّ خَرَجَ إِلَی مِصْرَ وَ أَخَذَ الضَّیْعَةَ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ ثُمَّ تُوُفِّیَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ كُفِّنَ فِی الْأَكْفَانِ الَّتِی دُفِعَتْ إِلَیْهِ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق: مثله بیان قوله إلا لعمتی أی ما خرج هذا الحنوط أولا إلا لعمتی ثم طلبت حنوطا لنفسی فخرج مع الكفن و الدراهم و احتمال كون الحنوط لم یخرج له أصلا و إنما أخذ حنوط عمته لنفسه فیكون رجوعا عن الكلام الأول بعید.

و فی غیبة الشیخ إلا إلی عمتی فلانة و لم یسمها و قد نعیت إلی نفسی فیحتمل أن تكون عمته فی بیت الحسین بن روح فخرج إلیها.

قوله و قد كتب علی بناء المجهول لیكون حالا عن ضمیر أملك أو تصدیقا لما أخبر به أو علی بناء المعلوم فالضمیر المرفوع راجع إلی الحسین أی و قد كان كتب مطلبی إلی القائم علیه السلام فلما خرج أخبرنی به قبل رد الضیعة و المسهم البرد المخطط.

«65»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ الشَّاذَانِیِّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ عِنْدِی خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ تَنْقُصُ عِشْرِینَ دِرْهَماً فَوَزَنْتُ مِنْ عِنْدِی عِشْرِینَ دِرْهَماً وَ دَفَعْتُهَا إِلَی أَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ لَمْ أُعَرِّفْهُ أَمْرَ الْعِشْرِینَ فَوَرَدَ الْجَوَابُ قَدْ وَصَلَتِ الْخَمْسُ مِائَةِ دِرْهَمٍ الَّتِی لَكَ فِیهَا عِشْرُونَ دِرْهَماً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ وَ أَنْفَذْتُ بَعْدَ ذَلِكَ مَالًا وَ لَمْ أُفَسِّرْ لِمَنْ هُوَ فَوَرَدَ الْجَوَابُ وَصَلَ كَذَا وَ كَذَا مِنْهُ لِفُلَانٍ كَذَا وَ لِفُلَانٍ كَذَا.

قَالَ وَ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْكُوفِیُّ: حَمَلَ رَجُلٌ مَالًا لِیُوصِلَهُ وَ أَحَبَّ أَنْ یَقِفَ عَلَی الدَّلَالَةِ فَوَقَّعَ علیه السلام إِنِ اسْتَرْشَدْتَ أُرْشِدْتَ وَ إِنْ طَلَبْتَ وَجَدْتَ یَقُولُ لَكَ مَوْلَاكَ احْمِلْ مَا مَعَكَ قَالَ الرَّجُلُ فَأَخْرَجْتُ مِمَّا مَعِی سِتَّةَ دَنَانِیرَ بِلَا وَزْنٍ وَ حَمَلْتُ الْبَاقِیَ فَخَرَجَ فِی التَّوْقِیعِ یَا فُلَانُ رُدَّ السِّتَّةَ الَّتِی أَخْرَجْتَهَا بِلَا وَزْنٍ وَزْنُهَا سِتَّةُ دَنَانِیرَ وَ خَمْسَةُ

ص: 339

دَوَانِیقَ وَ حَبَّةٌ وَ نِصْفٌ قَالَ الرَّجُلُ فَوَزَنْتُ الدَّنَانِیرَ فَإِذَا بِهَا(1)

كَمَا قَالَ علیه السلام.

«66»- ك، [إكمال الدین] أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَامِدٍ الْكَاتِبِ قَالَ: كَانَ بِقُمَّ رَجُلٌ بَزَّازٌ مُؤْمِنٌ وَ لَهُ شَرِیكٌ مُرْجِئٌ فَوَقَعَ بَیْنَهُمَا ثَوْبٌ نَفِیسٌ فَقَالَ الْمُؤْمِنُ یَصْلُحُ هَذَا الثَّوْبُ لِمَوْلَایَ فَقَالَ شَرِیكُهُ لَسْتُ أَعْرِفُ مَوْلَاكَ وَ لَكِنْ افْعَلْ بِالثَّوْبِ مَا تُحِبُّ فَلَمَّا وَصَلَ الثَّوْبُ شَقَّهُ علیه السلام بِنِصْفَیْنِ طُولًا فَأَخَذَ نِصْفَهُ وَ رَدَّ النِّصْفَ وَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِی مَالِ الْمُرْجِئِ.

«67»- ك، [إكمال الدین] عَمَّارُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأُشْرُوسِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِرِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ الْجَحْدَرِیُّ:(2) أَنَّهُ خَرَجَ إِلَیْهِ مِنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام بَعْدَ أَنْ كَانَ أُغْرِیَ بِالْفَحْصِ وَ الطَّلَبِ وَ سَارَ عَنْ وَطَنِهِ لِیَتَبَیَّنَ لَهُ مَا یَعْمَلُ عَلَیْهِ فَكَانَ نُسْخَةُ التَّوْقِیعِ مَنْ بَحَثَ فَقَدْ طَلَبَ وَ مَنْ طَلَبَ فَقَدْ دَلَّ وَ مَنْ دَلَّ فَقَدْ أَشَاطَ وَ مَنْ أَشَاطَ(3)

فَقَدْ أَشْرَكَ قَالَ فَكَفَّ عَنِ الطَّلَبِ وَ رَجَعَ.

غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جماعة عن الصدوق: مثله.

«68»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَوْحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ بْنِ رَوْحٍ صَاحِبُ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ ع (4) قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الصَّیْرَفِیَّ الْمُقِیمَ بِأَرْضِ بَلْخٍ یَقُولُ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَی الْحَجِّ وَ كَانَ مَعِی مَالٌ بَعْضُهُ ذَهَبٌ

وَ بَعْضُهُ فِضَّةٌ فَجَعَلْتُ مَا كَانَ مَعِی مِنْ ذَهَبٍ سَبَائِكَ وَ مَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ نُقَراً وَ قَدْ كَانَ قَدْ دُفِعَ ذَلِكَ الْمَالُ إِلَیَّ لِأُسَلِّمَهُ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ قَالَ فَلَمَّا نَزَلْتُ سَرَخْسَ ضَرَبْتُ خَیْمَتِی عَلَی مَوْضِعٍ فِیهِ رَمْلٌ وَ جَعَلْتُ أُمَیِّزُ تِلْكَ

ص: 340


1- 1. فی المصدر: فاذا هی كما قال راجع ج 2 ص 187.
2- 2. فی المصدر الخجندی.
3- 3. یقال: أشاط دمه و بدمه: أذهبه، أو عمل فی هلاكه، أو عرضه للقتل.
4- 4. فی المصدر: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن علیّ بن أحمد بن فرخ بن عبد اللّٰه بن منصور ابن یونس بن بزرج صاحب الصادق علیه السلام.

السَّبَائِكَ وَ النُّقَرَ فَسَقَطَتْ سَبِیكَةٌ مِنْ تِلْكَ السَّبَائِكِ مِنِّی وَ غَاضَتْ فِی الرَّمْلِ وَ أَنَا لَا أَعْلَمُ قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ هَمَذَانَ مَیَّزْتُ تِلْكَ السَّبَائِكِ وَ النُّقَرَ مَرَّةً أُخْرَی اهْتِمَاماً مِنِّی بِحِفْظِهَا فَفَقَدْتُ مِنْهَا سَبِیكَةً وَزْنُهَا مِائَةُ مِثْقَالٍ وَ ثَلَاثَةُ مَثَاقِیلَ أَوْ قَالَ ثَلَاثَةٌ وَ تِسْعُونَ مِثْقَالًا قَالَ فَسَبَكْتُ مَكَانَهَا مِنْ مَالِی بِوَزْنِهَا سَبِیكَةً وَ جَعَلْتُهَا بَیْنَ السَّبَائِكِ فَلَمَّا وَرَدْتُ مَدِینَةَ السَّلَامِ قَصَدْتُ الشَّیْخَ أَبَا الْقَاسِمِ الْحُسَیْنَ بْنَ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ سَلَّمْتُ إِلَیْهِ مَا كَانَ مَعِی مِنَ السَّبَائِكِ وَ النُّقَرِ فَمَدَّ یَدَهُ مِنْ بَیْنِ السَّبَائِكِ إِلَی السَّبِیكَةِ الَّتِی كُنْتُ سَبَكْتُهَا مِنْ مَالِی بَدَلًا مِمَّا ضَاعَ مِنِّی فَرَمَی بِهَا إِلَیَّ وَ قَالَ لِی لَیْسَتْ هَذِهِ السَّبِیكَةُ لَنَا سَبِیكَتُنَا ضَیَّعْتَهَا بِسَرَخْسَ حَیْثُ ضَرَبْتَ خَیْمَتَكَ فِی الرَّمْلِ فَارْجِعْ إِلَی مَكَانِكَ وَ انْزِلْ حَیْثُ نَزَلْتَ وَ اطْلُبِ السَّبِیكَةَ هُنَاكَ تَحْتَ الرَّمْلِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهَا وَ تَعُودُ إِلَی هَاهُنَا فَلَا تَرَانِی قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَی سَرَخْسَ وَ نَزَلْتُ حَیْثُ كُنْتُ نَزَلْتُ وَ وَجَدْتُ السَّبِیكَةَ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی بَلَدِی فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ حَجَجْتُ وَ مَعِیَ السَّبِیكَةُ فَدَخَلْتُ مَدِینَةَ السَّلَامِ وَ قَدْ كَانَ الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مَضَی وَ لَقِیتُ أَبَا الْحَسَنِ السَّمُرِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَّمْتُ إِلَیْهِ السَّبِیكَةَ.

«69»- ك، [إكمال الدین] حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِی عَلِیٍّ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ: كُنْتُ بِبُخَارَا فَدَفَعَ إِلَیَّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ جَاوَشِیرَ عَشَرَةَ سَبَائِكَ ذَهَباً وَ أَمَرَنِی أَنْ أُسَلِّمَهَا بِمَدِینَةِ السَّلَامِ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَحَمَلْتُهَا مَعِی فَلَمَّا بَلَغْتُ آمُویَهْ (1) ضَاعَتْ مِنِّی سَبِیكَةٌ مِنْ تِلْكَ السَّبَائِكِ وَ لَمْ أَعْلَمْ بِذَلِكَ حَتَّی دَخَلْتُ مَدِینَةَ السَّلَامِ فَأَخْرَجْتُ السَّبَائِكَ لِأُسَلِّمَهَا فَوَجَدْتُهَا نَاقِصَةً وَاحِدَةٌ مِنْهَا فَاشْتَرَیْتُ سَبِیكَةً مَكَانَهَا بِوَزْنِهَا وَ أَضَفْتُهَا إِلَی التِّسْعِ سَبَائِكَ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الرَّوْحِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ وَضَعْتُ السَّبَائِكَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لِی خُذْ لَكَ تِلْكَ

ص: 341


1- 1. نهر یجری بین خراسان و تركستان قریبا من خوارزم و یسمی آمون أیضا.

السَّبِیكَةَ الَّتِی اشْتَرَیْتَهَا وَ أَشَارَ إِلَیْهَا بِیَدِهِ فَإِنَّ السَّبِیكَةَ الَّتِی ضَیَّعْتَهَا قَدْ وَصَلَتْ إِلَیْنَا وَ هُوَ ذَا هِیَ ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَیَّ تِلْكَ السَّبِیكَةَ الَّتِی كَانَتْ ضَاعَتْ مِنِّی بِآمُویَهْ فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا وَ عَرَفْتُهَا.

وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِأَبِی عَلِیٍّ الْبَغْدَادِیِّ: وَ رَأَیْتُ تِلْكَ السَّنَةَ بِمَدِینَةِ السَّلَامِ امْرَأَةً تَسْأَلُنِی عَنْ وَكِیلِ مَوْلَانَا علیه السلام مَنْ هُوَ فَأَخْبَرَهَا بَعْضُ الْقُمِّیِّینَ أَنَّهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ وَ أَشَارَ لَهَا إِلَیَّ فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَتْ لَهُ أَیُّهَا الشَّیْخُ أَیُّ شَیْ ءٍ مَعِی فَقَالَ مَا مَعَكِ فَأَلْقِیهِ فِی دِجْلَةَ ثُمَّ ائْتِینِی حَتَّی أُخْبِرَكِ قَالَ فَذَهَبَتِ الْمَرْأَةُ وَ حَمَلَتْ مَا كَانَ مَعَهَا فَأَلْقَتْهُ فِی دِجْلَةَ ثُمَّ

رَجَعَتْ وَ دَخَلَتْ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الرَّوْحِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ لِمَمْلُوكَةٍ لَهُ أَخْرِجِی إِلَیَّ الْحُقَّةَ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ هَذِهِ الْحُقَّةُ الَّتِی كَانَتْ مَعَكِ وَ رَمَیْتِ بِهَا فِی دِجْلَةَ أُخْبِرُكِ بِمَا فِیهَا أَوْ تُخْبِرِینِی فَقَالَتْ لَهُ بَلْ أَخْبِرْنِی فَقَالَ فِی هَذِهِ الْحُقَّةِ زَوْجُ سِوَارِ ذَهَبٍ وَ حَلْقَةٌ كَبِیرَةٌ فِیهَا جَوْهَرٌ وَ حَلْقَتَانِ صَغِیرَتَانِ فِیهِمَا جَوْهَرٌ وَ خَاتَمَانِ أَحَدُهُمَا فَیْرُوزَجٌ وَ الْآخَرُ عَقِیقٌ وَ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذَكَرَ لَمْ یُغَادِرْ مِنْهُ شَیْئاً ثُمَّ فَتَحَ الْحُقَّةَ فَعَرَضَ عَلَیَّ مَا فِیهَا وَ نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَیْهِ فَقَالَتْ هَذَا الَّذِی حَمَلْتُهُ بِعَیْنِهِ وَ رَمَیْتُ بِهِ فِی دِجْلَةَ فَغُشِیَ عَلَیَّ وَ عَلَی الْمَرْأَةِ فَرَحاً بِمَا شَاهَدْنَا مِنْ صِدْقِ الدَّلَالَةِ ثُمَّ قَالَ الْحُسَیْنُ لِی مِنْ بَعْدِ مَا حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ أَشْهَدُ بِاللَّهِ تَعَالَی أَنَّ هَذَا الْحَدِیثَ كَمَا ذَكَرْتُهُ لَمْ أَزِدْ فِیهِ وَ لَمْ أَنْقُصْ مِنْهُ وَ حَلَفَ بِالْأَئِمَّةِ الِاثْنَیْ عَشَرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لَقَدْ صَدَقَ فِیمَا حَدَّثَ بِهِ مَا زَادَ فِیهِ وَ لَا نَقَصَ مِنْهُ.

«70»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ الزَّرْجِیُّ قَالَ: رَأَیْتُ بِسُرَّمَنْ رَأَی رَجُلًا شَابّاً فِی الْمَسْجِدِ الْمَعْرُوفِ بِمَسْجِدِ زُبَیْدَةَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ هَاشِمِیٌّ مِنْ وُلْدِ مُوسَی بْنِ عِیسَی (1)

فَلَمَّا كَلَّمَنِی صَاحَ بِجَارِیَةٍ وَ قَالَ یَا غَزَالُ أَوْ یَا زُلَالُ فَإِذَا أَنَا بِجَارِیَةٍ

ص: 342


1- 1. فی المصدر: فلما كان من الغد حملنی الهاشمی الی منزله و أضافنی ثمّ صاح بجاریة الخ. و الحدیث مختصر راجع ج 2 ص 195.

مُسِنَّةٍ فَقَالَ لَهَا یَا جَارِیَةُ حَدِّثْیِ مَوْلَاكِ بِحَدِیثِ الْمِیلِ وَ الْمَوْلُودِ فَقَالَتْ كَانَ لَنَا طِفْلٌ وَجِعٌ فَقَالَتْ لِی مَوْلَاتِی ادْخُلِی إِلَی دَارِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقُولِی لِحَكِیمَةَ تُعْطِینَا شَیْئاً نَسْتَشْفِی بِهِ مَوْلُودَنَا فَدَخَلْتُ عَلَیْهَا وَ سَأَلْتُهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ حَكِیمَةُ ائْتُونِی بِالْمِیلِ الَّذِی كُحِلَ بِهِ الْمَوْلُودُ الَّذِی وُلِدَ الْبَارِحَةَ یَعْنِی ابْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأُتِیَتْ بِالْمِیلِ فَدَفَعَتْهُ إِلَیَّ وَ حَمَلْتُهُ إِلَی مَوْلَاتِی فَكَحَلَتِ الْمَوْلُودَ فَعُوفِیَ وَ بَقِیَ عِنْدَنَا وَ كُنَّا نَسْتَشْفِی بِهِ ثُمَّ فَقَدْنَاهُ.

باب 16 أحوال السفراء الذین كانوا فی زمان الغیبة الصغری وسائط بین الشیعة و بین القائم علیه السلام

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَدْ رُوِیَ فِی بَعْضِ الْأَخْبَارِ: أَنَّهُمْ قَالُوا خُدَّامُنَا وَ قُوَّامُنَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ وَ هَذَا لَیْسَ عَلَی عُمُومِهِ وَ إِنَّمَا قَالُوا لِأَنَّ فِیهِمْ مَنْ غَیَّرَ وَ بَدَلَ وَ خَانَ عَلَی مَا سَنَذْكُرُهُ.

وَ قَدْ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام أَنَّ أَهْلَ بَیْتِی یُؤْذُونِی وَ یُقَرِّعُونِّی بِالْحَدِیثِ الَّذِی رُوِیَ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام أَنَّهُمْ قَالُوا خُدَّامُنَا وَ قُوَّامُنَا شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ فَكَتَبَ علیه السلام وَیْحَكُمْ مَا تَقْرَءُونَ مَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ جَعَلْنا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الْقُرَی الَّتِی بارَكْنا فِیها قُریً ظاهِرَةً(1) فَنَحْنُ وَ اللَّهِ الْقُرَی الَّتِی بَارَكَ اللَّهُ فِیهَا وَ أَنْتُمُ الْقُرَی الظَّاهِرَةُ.

ك، [إكمال الدین] أبی و ابن الولید معا عن الحمیری عن محمد بن صالح الهمدانی: مثله:

ثم قال قال عبد اللّٰه بن جعفر و حدثنی بهذا الحدیث علی بن محمد الكلینی عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان علیه السلام.

ص: 343


1- 1. سبا: 17.

أقول: ثم ذكر الشیخ بعض أصحاب الأئمة صلوات اللّٰه علیهم الممدوحین ثم قال.

فأما السفراء الممدوحون فی زمان الغیبة فأولهم من نصبه أبو الحسن علی بن محمد العسكری و أبو محمد الحسن بن علی بن محمد ابنه علیهم السلام و هو الشیخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعید العمری و كان أسدیا و إنما سمی العمری لما رواه أبو نصر هبة اللّٰه بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبی جعفر العمری رحمه اللّٰه قال أبو نصر كان أسدیا ینسب إلی جده فقیل العمری و قد

قال قوم من الشیعة: إن أبا محمد الحسن بن علی قال لا یجمع علی امرئ ابن عثمان و أبو عمرو و أمر بكسر كنیته فقیل العمری.

و یقال له العسكری أیضا لأنه كان من عسكر سرمن رأی و یقال له السمان لأنه كان یتجر فی السمن تغطیة علی الأمر.

و كان الشیعة إذا حملوا إلی أبی محمد علیه السلام ما یجب علیهم حمله من الأموال أنفذوا إلی أبی عمرو فیجعله فی جراب السمن و زقاقه و یحمله إلی أبی محمد علیه السلام تقیة و خوفا.

فَأَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ الْقُمِّیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی یَوْمٍ مِنَ الْأَیَّامِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَنَا أَغِیبُ وَ أَشْهَدُ وَ لَا یَتَهَیَّأُ لِیَ الْوُصُولُ إِلَیْكَ إِذَا شَهِدْتُ فِی كُلِّ وَقْتٍ فَقَوْلَ مَنْ نَقْبَلُ وَ أَمْرَ مَنْ نَمْتَثِلُ فَقَالَ لِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هَذَا أَبُو عَمْرٍو الثِّقَةُ الْأَمِینُ مَا قَالَهُ لَكُمْ فَعَنِّی یَقُولُهُ وَ مَا أَدَّاهُ إِلَیْكُمْ فَعَنِّی یُؤَدِّیهِ فَلَمَّا مَضَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَصَلْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ابْنِهِ الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ قَوْلِی لِأَبِیهِ فَقَالَ لِی هَذَا أَبُو عَمْرٍو الثِّقَةُ الْأَمِینُ ثِقَةُ الْمَاضِی وَ ثِقَتِی فِی الْحَیَاةِ وَ الْمَمَاتِ فَمَا قَالَهُ لَكُمْ فَعَنِّی یَقُولُهُ وَ مَا أَدَّی إِلَیْكُمْ فَعَنِّی یُؤَدِّیهِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ قَالَ أَبُو عَلِیٍّ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْحِمْیَرِیُّ فَكُنَّا كَثِیراً مَا

ص: 344

نَتَذَاكَرُ هَذَا الْقَوْلَ وَ نَتَوَاصَفُ جَلَالَةَ مَحَلِّ أَبِی عَمْرٍو.

و أخبرنا جماعة عن أبی محمد هارون عن محمد بن همام عن عبد اللّٰه بن جعفر قال:: حججنا فی بعض السنین بعد مضی أبی محمد علیه السلام فدخلت علی أحمد بن إسحاق بمدینة السلام فرأیت أبا عمرو عنده فقلت إن هذا الشیخ و أشرت إلی أحمد بن إسحاق و هو عندنا الثقة المرضی حدثنا فیك بكیت و كیت و اقتصصت علیه ما تقدم یعنی ما ذكرناه عنه من فضل أبی عمرو و محله و قلت أنت الآن من لا یشك فی قوله و صدقه فأسألك بحق اللّٰه و بحق الإمامین اللذین وثقاك هل رأیت ابن أبی محمد الذی هو صاحب الزمان فبكی ثم قال علی أن لا تخبر بذلك أحدا و أنا حی قلت نعم قال قد رأیته علیه السلام و عنقه هكذا یرید أنها أغلظ الرقاب حسنا و تماما قلت فالاسم قال قد نهیتم عن هذا.

وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ نُوحٍ أَبُو الْعَبَّاسِ السِّیرَافِیُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ برینة الْكَاتِبِ قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ الشِّرَافِ مِنَ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّائِغُ قَالَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَصِیبَةُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحسینان [الْحَسَنِیَّانِ] قَالا: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام بِسُرَّمَنْ رَأَی وَ بَیْنَ یَدَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِیَائِهِ وَ شِیعَتِهِ حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ بَدْرٌ خَادِمُهُ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ بِالْبَابِ قَوْمٌ شُعْثٌ غُبْرٌ فَقَالَ لَهُمْ هَؤُلَاءِ نَفَرٌ مِنْ شِیعَتِنَا بِالْیَمَنِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَسُوقَانِهِ إِلَی أَنْ یَنْتَهِیَ إِلَی أَنْ قَالَ الْحَسَنُ علیه السلام لِبَدْرٍ فَامْضِ فَأْتِنَا بِعُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا یَسِیراً حَتَّی دَخَلَ عُثْمَانُ فَقَالَ لَهُ سَیِّدُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام امْضِ یَا عُثْمَانُ فَإِنَّكَ الْوَكِیلُ وَ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ عَلَی مَالِ اللَّهِ وَ اقْبِضْ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الْیَمَنِیِّینَ مَا حَمَلُوهُ مِنَ الْمَالِ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالا ثُمَّ قُلْنَا بِأَجْمَعِنَا یَا سَیِّدَنَا وَ اللَّهِ إِنَّ عُثْمَانَ لَمِنْ خِیَارِ شِیعَتِكَ وَ لَقَدْ زِدْتَنَا عِلْماً بِمَوْضِعِهِ مِنْ خِدْمَتِكَ وَ إِنَّهُ وَكِیلُكَ وَ ثِقَتُكَ عَلَی مَالِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ اشْهَدُوا عَلَیَّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ سَعِیدٍ الْعَمْرِیَّ وَكِیلِی وَ أَنَّ ابْنَهُ

ص: 345

مُحَمَّداً وَكِیلُ ابْنِی مَهْدِیِّكُمْ.

عنه عن أبی نصر هبة اللّٰه بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أبی جعفر العمری قدس اللّٰه روحه و أرضاه عن شیوخه أنه: لما مات الحسن بن علی علیه السلام حضر غسله عثمان بن سعید رضی اللّٰه عنه و أرضاه و تولی جمیع أمره فی تكفینه و تحنیطه و تقبیره مأمورا بذلك لظاهر من الحال التی لا یمكن جحدها و لا دفعها إلا بدفع حقائق الأشیاء فی ظواهرها و كانت توقیعات صاحب الأمر علیه السلام تخرج علی یدی عثمان بن سعید و ابنه أبی جعفر محمد بن عثمان إلی شیعته و خواص أبیه أبی محمد علیه السلام بالأمر و النهی و الأجوبة عما تسأل الشیعة عنه إذا احتاجت إلی السؤال فیه بالخط الذی كان یخرج فی حیاة الحسن علیه السلام فلم تزل الشیعة مقیمة علی عدالتهما إلی أن توفی عثمان بن سعید رحمه اللّٰه و غسله ابنه أبو جعفر و تولی القیام به و حصل الأمر كله مردودا إلیه و الشیعة مجتمعة علی عدالته و ثقته و أمانته لما تقدم له من النص علیه بالأمانة و العدالة و الأمر بالرجوع إلیه فی حیاة الحسن علیه السلام و بعد موته فی حیاة أبیه عثمان رحمه اللّٰه..

قَالَ وَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِیُّ الْبَزَّازُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّیعَةِ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ مَشْهُورٍ قَالُوا جَمِیعاً: اجْتَمَعْنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام نَسْأَلُهُ عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَ فِی مَجْلِسِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَقَامَ إِلَیْهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَمْرِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَمْرٍ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ یَا عُثْمَانُ فَقَامَ مُغْضَباً لِیَخْرُجَ فَقَالَ لَا یَخْرُجَنَّ أَحَدٌ فَلَمْ یَخْرُجْ مِنَّا أَحَدٌ إِلَی [أَنْ] كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ فَصَاحَ علیه السلام بِعُثْمَانَ فَقَامَ عَلَی قَدَمَیْهِ فَقَالَ أُخْبِرُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ قَالُوا نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّی عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِی قَالُوا نَعَمْ فَإِذَا غُلَامٌ كَأَنَّهُ قِطَعُ قَمَرٍ أَشْبَهُ النَّاسِ بِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ أَطِیعُوهُ وَ لَا تَتَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِی فَتَهْلِكُوا فِی

ص: 346

أَدْیَانِكُمْ أَلَا وَ إِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَهُ مِنْ بَعْدِ یَوْمِكُمْ هَذَا حَتَّی یَتِمَّ لَهُ عُمُرٌ فَاقْبَلُوا مِنْ عُثْمَانَ مَا یَقُولُهُ وَ انْتَهُوا إِلَی أَمْرِهِ وَ اقْبَلُوا قَوْلَهُ فَهُوَ خَلِیفَةُ إِمَامِكُمْ وَ الْأَمْرُ إِلَیْهِ.

فی حدیث قال أبو نصر هبة اللّٰه بن محمد و قبر عثمان بن سعید بالجانب الغربی من مدینة السلام فی شارع المیدان فی أول الموضع المعروف فی الدرب المعروف بدرب حبلة فی مسجد الدرب یمنة الداخل إلیه و القبر فی نفس قبلة المسجد ثم قال الشیخ رحمه اللّٰه رأیت قبره فی الموضع الذی ذكره و كان بنی فی وجهه حائط و به محراب المسجد و إلی جنبه باب یدخل إلی موضع القبر فی بیت ضیق مظلم فكنا ندخل إلیه و نزوره مشاهرة و كذلك من وقت دخولی إلی بغداد و هی سنة ثمان و أربعمائة إلی سنة نیف و ثلاثین و أربعمائة ثم نقض ذلك الحائط الرئیس أبو منصور محمد بن الفرج و أبرز القبر إلی برا و عمل علیه صندوقا و هو تحت سقف یدخل إلیه من أراده و یزوره و یتبرك جیران المحلة بزیارته و یقولون هو رجل صالح و ربما قالوا هو ابن دایة الحسین علیه السلام و لا یعرفون حقیقة الحال فیه و هو إلی یومنا هذا و ذلك سنة سبع و أربعین و أربعمائة علی ما هو علیه ذكر أبی جعفر محمد بن عثمان بن سعید العمری و القول فیه فلما مضی أبو عمرو عثمان بن سعید قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبی محمد علیه السلام و نص أبیه عثمان علیه بأمر القائم علیه السلام فأخبرنی جماعة عن أبی الحسن محمد بن أحمد بن داود القمی و ابن قولویه عن سعد بن عبد اللّٰه قال حدثنا الشیخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعری رحمه اللّٰه: و ذكر الحدیث الذی قدمنا ذكره.

و أخبرنی جماعة عن أبی القاسم جعفر بن محمد بن قولویه و أبی غالب الزراری و أبی محمد التلعكبری كلهم عن محمد بن یعقوب الكلینی عن محمد بن عبد اللّٰه و محمد بن یحیی عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری قال اجتمعت أنا و الشیخ أبو عمرو عند أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعری القمی فغمزنی أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف.

ص: 347

فقلت له یا با عمرو إنی أرید أن أسألك و ما أنا بشاك فیما أرید أن أسألك عنه فإن اعتقادی و دینی أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القیامة بأربعین یوما فإذا كان ذلك رفعت الحجة و غلق باب التوبة فلم یكن ینفع نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً فأولئك أشرار من خلق اللّٰه عز و جل و هم الذین تقوم علیهم القیامة و لكن أحببت أن أزداد یقینا فإن إبراهیم علیه السلام سأل ربه أن یریه كیف یحیی الموتی فقال أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی و قد أخبرنی أحمد بن إسحاق أبو علی عن أبی الحسن علیه السلام قال سألته فقلت له لمن أعامل و عمن آخذ و قول من أقبل فقال له العمری ثقتی فما أدی إلیك فعنی یؤدی و ما قال لك فعنی یقول فاسمع له و أطع فإنه الثقة المأمون.

قال و أخبرنی أبو علی أنه سأل أبا محمد الحسن بن علی عن مثل ذلك فقال له العمری و ابنه ثقتان فما أدیا إلیك فعنی یؤدیان و ما قالا لك فعنی یقولان فاسمع لهما و أطعهما فإنهما الثقتان المأمونان.

فهذا قول إمامین قد مضیا فیك قال فخر أبو عمرو ساجدا و بكی ثم قال سل فقلت له أنت رأیت الخلف من أبی محمد علیه السلام فقال إی و اللّٰه و رقبته مثل ذا و أومأ بیدیه فقلت له فبقیت واحدة فقال لی هات قلت فالاسم قال محرم علیكم أن تسألوا عن ذلك و لا أقول هذا من عندی و لیس لی أن أحلل و أحرم و لكن عنه علیه السلام فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد علیه السلام مضی و لم یخلف ولدا

و قسم میراثه و أخذه من لا حق له و صبر علی ذلك و هو ذا عیاله یجولون و لیس أحد یجسر أن یتعرف إلیهم أو ینیلهم شیئا و إذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا اللّٰه و أمسكوا عن ذلك.

قال الكلینی و حدثنی شیخ من أصحابنا ذهب عنی اسمه أن أبا عمرو سئل عند أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا.

وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ

ص: 348

أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْفَامِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: خَرَجَ التَّوْقِیعُ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی التَّعْزِیَةِ بِأَبِیهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ فِی فَصْلٍ مِنَ الْكِتَابِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ تَسْلِیماً لِأَمْرِهِ وَ رِضًی بِقَضَائِهِ عَاشَ أَبُوكَ سَعِیداً وَ مَاتَ حَمِیداً فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَلْحَقَهُ بِأَوْلِیَائِهِ وَ مَوَالِیهِ علیهم السلام فَلَمْ یَزَلْ مُجْتَهِداً فِی أَمْرِهِمْ سَاعِیاً فِیمَا یُقَرِّبُهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَیْهِمْ نَضَّرَ اللَّهُ وَجْهَهُ وَ أَقَالَهُ عَثْرَتَهُ وَ فِی فَصْلٍ آخَرَ أَجْزَلَ اللَّهُ لَكَ الثَّوَابَ وَ أَحْسَنَ لَكَ الْعَزَاءَ رُزِئْتَ وَ رُزِئْنَا وَ أَوْحَشَكَ فِرَاقُهُ وَ أَوْحَشَنَا فَسَرَّهُ اللَّهُ فِی مُنْقَلَبِهِ وَ كَانَ مِنْ كَمَالِ سَعَادَتِهِ أَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ وَلَداً مِثْلَكَ یَخْلُفُهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَقُومُ مَقَامَهُ بِأَمْرِهِ وَ یَتَرَحَّمُ عَلَیْهِ وَ أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّ الْأَنْفُسَ طَیِّبَةٌ بِمَكَانِكَ وَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیكَ وَ عِنْدَكَ أَعَانَكَ اللَّهُ وَ قَوَّاكَ وَ عَضَدَكَ وَ وَفَّقَكَ وَ كَانَ لَكَ وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ رَاعِیاً.

ج، [الإحتجاج] الحمیری قال: خرج التوقیع إلی آخر الخبر- ك، [إكمال الدین] أحمد بن هارون: مثله.

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ لِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ لَمَّا مَضَی أَبُو عَمْرٍو رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَتْنَا الْكُتُبُ بِالْخَطِّ الَّذِی كُنَّا نُكَاتِبُ بِهِ بِإِقَامَةِ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مَقَامَهُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّوَیْهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الرَّازِیُّ فِی سَنَةِ ثَمَانِینَ وَ مِائَتَیْنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ الْأَهْوَازِیُّ: أَنَّهُ خَرَجَ إِلَیْهِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی عَمْرٍو وَ الِابْنُ وَقَاهُ اللَّهُ لَمْ یَزَلْ ثِقَتَنَا فِی حَیَاةِ الْأَبِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ وَ نَضَّرَ وَجْهَهُ یَجْرِی عِنْدَنَا مَجْرَاهُ وَ یَسُدُّ مَسَدَّهُ وَ عَنْ أَمْرِنَا یَأْمُرُ الِابْنُ وَ بِهِ یَعْمَلُ تَوَلَّاهُ اللَّهُ فَانْتَهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ عَرِّفْ مُعَامَلَتَنَا ذَلِكَ.

وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ وَ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ التَّلَّعُكْبَرِیِّ كُلِّهِمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ أَنْ یُوصِلَ لِی كِتَاباً قَدْ سَأَلْتُ فِیهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَیَ

ص: 349

فَوُقِّعَ التَّوْقِیعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الدَّارِ وَ أَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ عَنْ أَبِیهِ مِنْ قَبْلُ فَإِنَّهُ ثِقَتِی وَ كِتَابُهُ كِتَابِی.

ج، [الإحتجاج] الكلینی: مثله.

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ وَ أَخْبَرَنِی هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ شُیُوخِهِ قَالُوا: لَمْ تَزَلِ الشِّیعَةُ مُقِیمَةً عَلَی عَدَالَةِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ غَسَّلَهُ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ وَ تَوَلَّی الْقِیَامَ بِهِ وَ جُعِلَ الْأَمْرُ كُلُّهُ مَرْدُوداً إِلَیْهِ وَ الشِّیعَةُ مُجْمِعَةٌ عَلَی عَدَالَتِهِ وَ ثِقَتِهِ وَ أَمَانَتِهِ لِمَا تَقَدَّمَ لَهُ مِنَ النَّصِّ عَلَیْهِ بِالْأَمَانَةِ وَ الْعَدَالَةِ وَ الْأَمْرِ بِالرُّجُوعِ إِلَیْهِ فِی حَیَاةِ الْحَسَنِ علیه السلام وَ بَعْدَ مَوْتِهِ فِی حَیَاةِ أَبِیهِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ لَا یَخْتَلِفُ فِی عَدَالَتِهِ وَ لَا یَرْتَابُ بِأَمَانَتِهِ وَ التَّوْقِیعَاتُ یَخْرُجُ عَلَی یَدِهِ إِلَی الشِّیعَةِ فِی الْمُهِمَّاتِ طُولَ حَیَاتِهِ بِالْخَطِّ الَّذِی كَانَتْ تَخْرُجُ فِی حَیَاةِ أَبِیهِ عُثْمَانَ لَا یَعْرِفُ الشِّیعَةُ فِی هَذَا الْأَمْرِ غَیْرَهُ وَ لَا یَرْجِعُ إِلَی أَحَدٍ سِوَاهُ وَ قَدْ نُقِلَتْ عَنْهُ دَلَائِلُ كَثِیرَةٌ وَ مُعْجِزَاتُ الْإِمَامِ الَّتِی ظَهَرَتْ عَلَی یَدِهِ وَ أُمُورٌ أَخْبَرَهُمْ بِهَا عَنْهُ زَادَتْهُمْ فِی هَذَا الْأَمْرِ بَصِیرَةً وَ هِیَ مَشْهُورَةٌ عِنْدَ الشِّیعَةِ وَ قَدْ قَدَّمْنَا طَرَفاً مِنْهَا فَلَا نَطُولُ بِإِعَادَتِهَا فَإِنَّ ذَلِكَ كِفَایَةٌ لِلْمُنْصِفِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قَالَ ابْنُ نُوحٍ أَخْبَرَنِی أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ ابْنُ بِنْتِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ قَالَ: كَانَ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ كُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ فِی الْفِقْهِ مِمَّا سَمِعَهَا مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام وَ مِنَ الصَّاحِبِ علیه السلام وَ مِنْ أَبِیهِ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام فِیهَا كُتُبٌ تَرْجَمَتُهَا كُتُبُ الْأَشْرِبَةِ ذَكَرَتِ الْكَبِیرَةُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا وَصَلَتْ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ الْوَصِیَّةِ إِلَیْهِ وَ كَانَتْ فِی یَدِهِ قَالَ أَبُو نَصْرٍ وَ أَظُنُّهَا قَالَتْ وَصَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ السَّمُرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَّهُ قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَیَحْضُرُ الْمَوْسِمَ كُلَّ سَنَةٍ یَرَی النَّاسَ وَ یَعْرِفُهُمْ وَ یَرَوْنَهُ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ.

ص: 350

وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبِی وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ رَأَیْتَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ نَعَمْ وَ آخِرُ عَهْدِی بِهِ عِنْدَ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ رَأَیْتُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُتَعَلِّقاً بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِی الْمُسْتَجَارِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ انْتَقِمْ بِی مِنْ أَعْدَائِكَ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ سُلَیْمَانَ الزُّرَارِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَدَقَةَ الْقُمِّیِّ قَالَ: خَرَجَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ابْتِدَاءً مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ لِیُخْبِرَ الَّذِینَ یَسْأَلُونَ عَنِ الِاسْمِ إِمَّا السُّكُوتَ وَ الْجَنَّةَ وَ إِمَّا الْكَلَامَ وَ النَّارَ فَإِنَّهُمْ إِنْ وَقَفُوا عَلَی الِاسْمِ أَذَاعُوهُ وَ إِنْ وَقَفُوا عَلَی الْمَكَانِ دَلُّوا عَلَیْهِ.

قَالَ ابْنُ نُوحٍ أَخْبَرَنِی أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَلِیِّ بْنُ أَبِی جِیدٍ الْقُمِّیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّلَّالُ الْقُمِّیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَوْماً لِأُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ سَاجَةٌ وَ نَقَّاشٌ یَنْقُشُ عَلَیْهَا وَ یَكْتُبُ آیاً مِنَ الْقُرْآنِ وَ أَسْمَاءَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام عَلَی حَوَاشِیهَا فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی مَا هَذِهِ السَّاجَةُ فَقَالَ لِی هَذِهِ لِقَبْرِی تَكُونُ فِیهِ أُوضَعُ عَلَیْهَا أَوْ قَالَ أُسْنَدُ إِلَیْهَا وَ قَدْ عَزَفْتُ مِنْهُ وَ أَنَا فِی كُلِّ یَوْمٍ أَنْزِلُ فِیهِ فَأَقْرَأُ جُزْءاً مِنَ الْقُرْآنِ فَأَصْعَدُ وَ أَظُنُّهُ قَالَ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَرَانِیهِ فَإِذَا كَانَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا صِرْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دُفِنْتُ فِیهِ وَ هَذِهِ السَّاجَةُ

مَعِی فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَثْبَتُّ مَا ذَكَرَهُ وَ لَمْ أَزَلْ مُتَرَقِّباً بِهِ ذَلِكَ فَمَا تَأَخَّرَ الْأَمْرُ حَتَّی اعْتَلَّ أَبُو جَعْفَرٍ فَمَاتَ فِی الْیَوْمِ الَّذِی ذَكَرَهُ مِنَ الشَّهْرِ الَّذِی قَالَهُ مِنَ السَّنَةِ الَّتِی ذَكَرَهَا وَ دُفِنَ فِیهِ.

قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ وَ قَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِیثَ مِنْ غَیْرِ أَبِی عَلِیٍّ وَ حَدَّثَتْنِی بِهِ أَیْضاً أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْأَسْوَدِ الْقُمِّیُّ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ

ص: 351

الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ حَفَرَ لِنَفْسِهِ قَبْراً وَ سَوَّاهُ بِالسَّاجِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِلنَّاسِ أَسْبَابٌ ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَمْرِی فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِشَهْرَیْنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ.

ك، [إكمال الدین] محمد بن علی: مثله.

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ غَفَرَ لَهُ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ مَاتَ فِی آخِرِ جُمَادَی الْأُولَی سَنَةَ خَمْسٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ ذَكَرَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْعَمْرِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ مَاتَ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَنَّهُ كَانَ یَتَوَلَّی هَذَا الْأَمْرَ نَحْواً مِنْ خَمْسِینَ سَنَةً فَیَحْمِلُ النَّاسُ إِلَیْهِ أَمْوَالَهُمْ وَ یُخْرِجُ إِلَیْهِمُ التَّوْقِیعَاتِ بِالْخَطِّ الَّذِی كَانَ یَخْرُجُ فِی حَیَاةِ الْحَسَنِ علیه السلام إِلَیْهِمْ بِالْمُهِمَّاتِ فِی أَمْرِ الدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ فِیمَا یَسْأَلُونَهُ مِنَ الْمَسَائِلِ بِالْأَجْوِبَةِ الْعَجِیبَةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ إِنَّ قَبْرَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عِنْدَ وَالِدَتِهِ فِی شَارِعِ بَابِ الْكُوفَةِ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَتْ دُورُهُ وَ مَنَازِلُهُ وَ هُوَ الْآنَ فِی وَسَطِ الصَّحْرَاءِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ.

ذكر إقامة أبی جعفر محمد بن عثمان بن سعید العمری أبا القاسم الحسین بن روح رضی اللّٰه عنهما مقامه بعده بأمر الإمام صلوات اللّٰه علیه

أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقُمِّیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ نُوحٍ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَلِیٍّ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْیَانَ الْبَزَوْفَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ قزدا فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ قَالَ: كَانَ مِنْ رَسْمِی إِذَا حَمَلْتُ الْمَالَ الَّذِی فِی یَدِی إِلَی الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ مَا لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ یَسْتَقْبِلُهُ بِمِثْلِهِ هَذَا الْمَالُ وَ مَبْلَغُهُ كَذَا وَ كَذَا لِلْإِمَامِ علیه السلام فَیَقُولُ لِی نَعَمْ دَعْهُ فَأُرَاجِعُهُ فَأَقُولُ لَهُ تَقُولُ لِی إِنَّهُ لِلْإِمَامِ فَیَقُولُ نَعَمْ لِلْإِمَامِ علیه السلام فَیَقْبِضُهُ فَصِرْتُ إِلَیْهِ آخِرَ عَهْدِی بِهِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ وَ مَعِی أَرْبَعُمِائَةِ دِینَارٍ فَقُلْتُ لَهُ عَلَی رَسْمِی فَقَالَ لِی امْضِ بِهَا إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فَتَوَقَّفْتُ فَقُلْتُ تَقْبِضُهَا أَنْتَ

ص: 352

مِنِّی عَلَی الرَّسْمِ فَرَدَّ عَلَیَّ كَالْمُنْكِرِ لِقَوْلِی قَالَ قُمْ عَافَاكَ اللَّهُ فَادْفَعْهَا إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فَلَمَّا رَأَیْتُ فِی وَجْهِهِ غَضَباً خَرَجْتُ وَ رَكِبْتُ دَابَّتِی فَلَمَّا بَلَغْتُ بَعْضَ الطَّرِیقِ رَجَعْتُ كَالشَّاكِّ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَیَّ الْخَادِمُ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا فُلَانٌ فَاسْتَأْذِنْ لِی فَرَاجَعَنِی وَ هُوَ مُنْكِرٌ لِقَوْلِی وَ رُجُوعِی فَقُلْتُ لَهُ ادْخُلْ فَاسْتَأْذِنْ لِی فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ فَدَخَلَ فَعَرَّفَهُ خَبَرَ رُجُوعِی وَ كَانَ قَدْ دَخَلَ

إِلَی دَارِ النِّسَاءِ فَخَرَجَ وَ جَلَسَ عَلَی سَرِیرٍ وَ رِجْلَاهُ فِی الْأَرْضِ وَ فِیهِمَا نَعْلَانِ نَصِفُ حُسْنَهُمَا وَ حُسْنَ رِجْلَیْهِ فَقَالَ لِی مَا الَّذِی جَرَّأَكَ عَلَی الرُّجُوعِ وَ لِمَ لَمْ تَمْتَثِلْ مَا قُلْتُهُ لَكَ فَقُلْتُ لَمْ أَجْسُرْ عَلَی مَا رَسَمْتَهُ لِی فَقَالَ لِی وَ هُوَ مُغْضَبٌ قُمْ عَافَاكَ اللَّهُ فَقَدْ أَقَمْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحُسَیْنَ بْنَ رَوْحٍ مَقَامِی وَ نَصَبْتُهُ مَنْصَبِی فَقُلْتُ بِأَمْرِ الْإِمَامِ فَقَالَ قُمْ عَافَاكَ اللَّهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدِی غَیْرُ الْمُبَادَرَةِ فَصِرْتُ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ وَ هُوَ فِی دَارٍ ضَیِّقَةٍ فَعَرَّفْتُهُ مَا جَرَی فَسَرَّ بِهِ وَ شَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ دَفَعْتُ إِلَیْهِ الدَّنَانِیرَ وَ مَا زِلْتُ أَحْمِلُ إِلَیْهِ مَا یَحْصُلُ فِی یَدِی بَعْدَ ذَلِكَ.

وَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ بِلَالِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْمُهَلَّبِیَّ یَقُولُ فِی حَیَاةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ الْقُمِّیَّ یَقُولُ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مَتِّیلٍ الْقُمِّیَّ یَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ لَهُ مَنْ یَتَصَرَّفُ لَهُ بِبَغْدَادَ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَنْفُسٍ وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِیهِمْ وَ كُلُّهُمْ كَانَ أَخَصَّ بِهِ مِنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّی إِنَّهُ كَانَ إِذَا احْتَاجَ إِلَی حَاجَةٍ أَوْ إِلَی سَبَبٍ یُنَجِّزُهُ عَلَی یَدِ غَیْرِهِ لَمَّا لَمْ یَكُنْ لَهُ تِلْكَ الْخُصُوصِیَّةُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ مُضِیِّ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَعَ الِاخْتِیَارُ عَلَیْهِ وَ كَانَتِ الْوَصِیَّةُ إِلَیْهِ قَالَ وَ قَالَ مَشَایِخُنَا كُنَّا لَا نَشُكُّ أَنَّهُ إِنْ كَانَتْ كَائِنَةٌ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ لَا یَقُومُ مَقَامَهُ إِلَّا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتِّیلٍ أَوْ أَبُوهُ لِمَا رَأَیْنَا مِنَ الْخُصُوصِیَّةِ بِهِ وَ كَثْرَةِ كَیْنُونَتِهِ فِی مَنْزِلِهِ حَتَّی بَلَغَ أَنَّهُ كَانَ فِی آخِرِ عُمُرِهِ لَا یَأْكُلُ طَعَاماً إِلَّا مَا أُصْلِحَ

ص: 353

فِی مَنْزِلِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتِّیلٍ وَ أَبِیهِ بِسَبَبٍ وَقَعَ لَهُ وَ كَانَ طَعَامُهُ الَّذِی یَأْكُلُهُ فِی مَنْزِلِ جَعْفَرٍ وَ أَبِیهِ وَ كَانَ أَصْحَابُنَا لَا یَشُكُّونَ إِنْ كَانَتْ حَادِثَةٌ لَمْ تَكُنِ الْوَصِیَّةُ إِلَّا إِلَیْهِ مِنَ الْخُصُوصِیَّةِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ وَ وَقَعَ الِاخْتِیَارُ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ سَلَّمُوا وَ لَمْ یُنْكِرُوا وَ كَانُوا مَعَهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ كَمَا كَانُوا مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ لَمْ یَزَلْ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتِّیلٍ فِی جُمْلَةِ أَبِی الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ كَتَصَرُّفِهِ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ إِلَی أَنْ مَاتَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَكُلُّ مَنْ طَعَنَ عَلَی أَبِی الْقَاسِمِ فَقَدْ طَعَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ طَعَنَ عَلَی الْحُجَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَسْوَدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْمِلُ الْأَمْوَالَ الَّتِی تَحْصُلُ فِی بَابِ الْوَقْفِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فَیَقْبِضُهَا مِنِّی فَحَمَلْتُ إِلَیْهِ یَوْماً شَیْئاً مِنَ الْأَمْوَالِ فِی آخِرِ أَیَّامِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثِ سِنِینَ فَأَمَرَنِی بِتَسْلِیمِهِ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الرَّوْحِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَكُنْتُ أُطَالِبُهُ بِالْقُبُوضِ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَمَرَنِی أَنْ لَا أُطَالِبَهُ بِالْقُبُوضِ وَ قَالَ كُلُّ مَا وَصَلَ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ فَقَدْ وَصَلَ إِلَیَّ فَكُنْتُ أَحْمِلُ بَعْدَ ذَلِكَ الْأَمْوَالَ إِلَیْهِ وَ لَا أُطَالِبُهُ بِالْقُبُوضِ.

ك، [إكمال الدین] أبو جعفر محمد بن علی الأسود: مثله.

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَتِّیلٍ عَنْ عَمِّهِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتِّیلٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ الْوَفَاةُ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ رَأْسِهِ أُسَائِلُهُ وَ أُحَدِّثُهُ وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ رَوْحٍ عِنْدَ رِجْلَیْهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُوصِیَ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَالَ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ وَ أَخَذْتُ بِیَدِ أَبِی الْقَاسِمِ وَ أَجْلَسْتُهُ فِی مَكَانِی وَ تَحَوَّلْتُ إِلَی عِنْدِ رِجْلَیْهِ.

ك، [إكمال الدین] محمد بن علی بن متیل: مثله.

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی قَالَ ابْنُ نُوحٍ وَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ قَدِمَ

ص: 354

عَلَیْنَا الْبَصْرَةَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ سَبْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلَوِیَّةَ الصَّفَّارَ وَ الْحُسَیْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا یَذْكُرَانِ هَذَا الْحَدِیثَ وَ ذَكَرَا أَنَّهُمَا حَضَرَا بَغْدَادَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ شَاهَدَا ذَلِكَ وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَلِیٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ جَمَعَنَا قَبْلَ مَوْتِهِ وَ كُنَّا وُجُوهَ الشِّیعَةِ وَ شُیُوخَهَا فَقَالَ لَنَا إِنْ حَدَثَ عَلَیَّ حَدَثُ الْمَوْتِ فَالْأَمْرُ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ النَّوْبَخْتِیِّ فَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَجْعَلَهُ فِی مَوْضِعِی بَعْدِی فَارْجِعُوا إِلَیْهِ وَ عَوِّلُوا فِی أُمُورِكُمْ عَلَیْهِ.

وَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی خَالِی أَبُو إِبْرَاهِیمَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ النَّوْبَخْتِیُّ قَالَ قَالَ لِی أَبِی أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ عَمِّی أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِنَا یَعْنِی بَنِی نَوْبَخْتَ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْعَمْرِیَّ لَمَّا اشْتَدَّتْ حَالُهُ اجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ مِنْ وُجُوهِ الشِّیعَةِ مِنْهُمْ أَبُو عَلِیِّ بْنُ هَمَّامٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَاقَطَانِیُّ وَ أَبُو سَهْلٍ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَلِیٍّ النَّوْبَخْتِیُّ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْوَجْنَاءِ وَ غَیْرُهُمْ مِنَ الْوُجُوهِ وَ الْأَكَابِرِ فَدَخَلُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا لَهُ إِنْ حَدَثَ أَمْرٌ فَمَنْ یَكُونُ مَكَانَكَ فَقَالَ لَهُمْ هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحِ بْنِ أَبِی بَحْرٍ النَّوْبَخْتِیُّ الْقَائِمُ مَقَامِیُّ وَ السَّفِیرُ بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ صَاحِبِ الْأَمْرِ وَ الْوَكِیلُ لَهُ وَ الثِّقَةُ الْأَمِینُ فَارْجِعُوا إِلَیْهِ فِی أُمُورِكُمْ وَ عَوِّلُوا عَلَیْهِ فِی مُهِمَّاتِكُمْ فَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَ قَدْ بَلَّغْتُ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ قَالَ حَدَّثَتْنِی أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ أَبِی جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ قُدِّسَ سِرُّهُ وَكِیلًا لِأَبِی جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سِنِینَ كَثِیرَةً یَنْظُرُ لَهُ فِی أَمْلَاكِهِ وَ یُلْقِی بِأَسْرَارِهِ الرُّؤَسَاءَ مِنَ الشِّیعَةِ وَ كَانَ خِصِّیصاً بِهِ حَتَّی إِنَّهُ كَانَ یُحَدِّثُهُ بِمَا یَجْرِی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ جَوَارِیهِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ وَ أُنْسِهِ قَالَتْ وَ كَانَ یَدْفَعُ إِلَیْهِ فِی كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثِینَ دِینَاراً رِزْقاً لَهُ غَیْرَ مَا یَصِلُ إِلَیْهِ

ص: 355

مِنَ الْوُزَرَاءِ وَ الرُّؤَسَاءِ مِنَ الشِّیعَةِ مِثْلِ آلِ الْفُرَاتِ وَ غَیْرِهِمْ لِجَاهِهِ وَ لِمَوْضِعِهِ وَ جَلَالَةِ مَحَلِّهِ عِنْدَهُمْ فَحَصَّلَ فِی أَنْفُسِ الشِّیعَةِ مُحَصَّلًا جَلِیلًا لِمَعْرِفَتِهِمْ بِاخْتِصَاصِ أَبِی إِیَّاهُ وَ تَوْثِیقِهِ عِنْدَهُمْ وَ نَشْرِ فَضْلِهِ وَ دِینِهِ وَ مَا كَانَ یَحْتَمِلُهُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَتَمَهَّدَتْ لَهُ الْحَالُ فِی طُولِ حَیَاةِ أَبِی إِلَی أَنِ انْتَهَتِ الْوَصِیَّةُ إِلَیْهِ بِالنَّصِّ عَلَیْهِ فَلَمْ یَخْتَلِفْ فِی أَمْرِهِ وَ لَمْ یَشُكَّ فِیهِ أَحَدٌ إِلَّا جَاهِلٌ بِأَمْرِ أَبِی أَوَّلًا مَعَ مَا لَسْتُ أَعْلَمُ أَنَّ أَحَداً مِنَ الشِّیعَةِ شَكَّ فِیهِ وَ قَدْ سَمِعْتُ بِهَذَا مِنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ بَنِی نَوْبَخْتَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ مِثْلِ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ كِبْرِیَاءَ وَ غَیْرِهِ.

وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ نُوحٍ قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ نَفِیسٍ فِیمَا كَتَبَهُ بِالْأَهْوَازِ أَوَّلَ كِتَابٍ وَرَدَ مِنْ أَبِی الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ نَعْرِفُهُ عَرَّفَهُ اللَّهُ الْخَیْرَ كُلَّهُ وَ رِضْوَانَهُ وَ أَسْعَدَهُ بِالتَّوْفِیقِ وَقَفْنَا عَلَی كِتَابِهِ وَ هُوَ ثِقَتُنَا بِمَا هُوَ عَلَیْهِ وَ أَنَّهُ عِنْدَنَا بِالْمَنْزِلَةِ وَ الْمَحَلِّ اللَّذَیْنِ یَسُرَّانِهِ زَادَ اللَّهُ فِی إِحْسَانِهِ إِلَیْهِ إِنَّهُ وَلِیٌّ قَدِیرٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً وَرَدَتْ هَذِهِ الرُّقْعَةُ یَوْمَ الْأَحَدِ لِسِتِّ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ أَقُولُ ذَكَرَ الشَّیْخُ بَعْدَ ذَلِكَ التَّوْقِیعَاتِ الَّتِی خَرَجَتْ إِلَی الْحِمْیَرِیِّ عَلَی مَا نَقَلْنَاهُ فِی بَابِ التَّوْقِیعَاتِ ثُمَّ قَالَ وَ كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ أَعْقَلِ النَّاسِ عِنْدَ الْمُخَالِفِ وَ الْمُوَافِقِ وَ یَسْتَعْمِلُ التَّقِیَّةَ- فَرَوَی أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِی الطَّیِّبِ قَالا: مَا رَأَیْتُ مَنْ هُوَ أَعْقَلُ مِنَ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ وَ لَعَهْدِی بِهِ یَوْماً فِی دَارِ ابْنِ یَسَارٍ وَ كَانَ لَهُ مَحَلٌّ عِنْدَ السَّیِّدِ وَ الْمُقْتَدِرِ عَظِیمٌ وَ كَانَتِ الْعَامَّةُ أَیْضاً تُعَظِّمُهُ وَ كَانَ أَبُو الْقَاسِمِ یَحْضُرُ تَقِیَّةً وَ خَوْفاً فَعَهْدِی بِهِ وَ قَدْ تَنَاظَرَ اثْنَانِ فَزَعَمَ وَاحِدٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عَلِیٌّ وَ قَالَ الْآخَرُ بَلْ عَلِیٌّ أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ فَزَادَ الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا فَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الَّذِی اجْتَمَعَتْ عَلَیْهِ الصَّحَابَةُ هُوَ تَقْدِیمُ الصِّدِّیقِ ثُمَّ بَعْدَهُ الْفَارُوقُ ثُمَّ بَعْدَهُ عُثْمَانُ ذُو النُّورَیْنِ ثُمَّ عَلِیٌّ الْوَصِیُّ وَ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ

ص: 356

عَلَی ذَلِكَ وَ هُوَ الصَّحِیحُ عِنْدَنَا فَبَقِیَ مَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ مُتَعَجِّباً مِنْ هَذَا الْقَوْلِ وَ كَانَتِ الْعَامَّةُ الْحُضُورُ یَرْفَعُونَهُ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ كَثُرَ الدُّعَاءُ لَهُ وَ الطَّعْنُ عَلَی مَنْ یَرْمِیهِ بِالرَّفْضِ فَوَقَعَ عَلَیَّ الضَّحِكُ فَلَمْ أَزَلْ أَتَصَبَّرُ وَ أَمْنَعُ نَفْسِی وَ أَدُسُّ كُمِّی فِی فَمِی فَخَشِیتُ أَنْ أَفْتَضِحَ فَوَثَبْتُ عَنِ الْمَجْلِسِ وَ نَظَرَ إِلَیَّ فَتَفَطَّنَ لِی فَلَمَّا حَصَلْتُ فِی مَنْزِلِی فَإِذَا بِالْبَابِ یَطْرُقُ فَخَرَجْتُ مُبَادِراً فَإِذَا بِأَبِی الْقَاسِمِ بْنِ رَوْحٍ رَاكِباً بَغْلَتَهُ قَدْ وَافَانِی مِنَ الْمَجْلِسِ قَبْلَ مُضِیِّهِ إِلَی دَارِهِ فَقَالَ لِی یَا عَبْدَ اللَّهِ أَیَّدَكَ اللَّهُ لِمَ ضَحِكْتَ وَ أَرَدْتَ أَنْ تَهْتِفَ بِی كَانَ الَّذِی قُلْتُهُ عِنْدَكَ لَیْسَ بِحَقٍّ فَقُلْتُ لَهُ كَذَلِكَ هُوَ عِنْدِی فَقَالَ لِی اتَّقِ اللَّهَ أَیُّهَا الشَّیْخُ فَإِنِّی لَا أَجْعَلُكَ فِی حِلٍّ تَسْتَعْظِمُ هَذَا الْقَوْلَ مِنِّی فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی رَجُلٌ یَرَی بِأَنَّهُ صَاحِبُ الْإِمَامِ وَ وَكِیلُهُ یَقُولُ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَا یُتَعَجَّبُ مِنْهُ وَ لَا یُضْحَكُ مِنْ قَوْلِهِ هَذَا فَقَالَ لِی وَ حَیَاتِكَ لَئِنْ عُدْتَ لَأَهْجُرَنَّكَ وَ وَدَّعَنِی وَ انْصَرَفَ.

قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ كِبْرِیَا النَّوْبَخْتِیُّ قَالَ: بَلَغَ الشَّیْخَ أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ بَوَّاباً كَانَ لَهُ عَلَی الْبَابِ الْأَوَّلِ قَدْ لَعَنَ مُعَاوِیَةَ وَ شَتَمَهُ فَأَمَرَ بِطَرْدِهِ وَ صَرَفَهُ عَنْ خِدْمَتِهِ فَبَقِیَ مُدَّةً طَوِیلَةً یَسْأَلُ فِی أَمْرِهِ فَلَا وَ اللَّهِ مَا رَدَّهُ إِلَی خِدْمَتِهِ وَ أَخَذَهُ بَعْضُ الْآهِلَةِ فَشَغَلَهُ مَعَهُ كُلُّ ذَلِكَ لِلتَّقِیَّةِ.

قَالَ أَبُو نَصْرٍ هِبَةُ اللَّهِ وَ حَدَّثَنِی أَبُو أَحْمَدَ بْنُ درانویه الْأَبْرَصُ الَّذِی كَانَتْ دَارُهُ فِی دَرْبِ الْقَرَاطِیسِ قَالَ: قَالَ لِی إِنِّی كُنْتُ أَنَا وَ إِخْوَتِی نَدْخُلُ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ نُعَامِلُهُ قَالَ وَ كَانُوا بَاعَةً وَ نَحْنُ مَثَلًا عَشَرَةٌ تِسْعَةٌ نَلْعَنُهُ وَ وَاحِدٌ یُشَكِّكُ فَنَخْرُجُ مِنْ عِنْدِهِ بَعْدَ مَا دَخَلْنَا إِلَیْهِ تِسْعَةٌ نَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ وَ وَاحِدٌ وَاقِفٌ لِأَنَّهُ كَانَ یُجَارِینَا مِنْ فَضْلِ الصِّحَابَةِ مَا رَوَیْنَاهُ وَ مَا لَمْ نَرْوِهِ فَنَكْتُبُهُ عَنْهُ لِحُسِنِه رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ.

وَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ ابْنِ بِنْتِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَمْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ قَبْرَ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فِی النَّوْبَخْتِیَّةِ فِی الدَّرْبِ الَّذِی كَانَتْ فِیهِ دَارُ

ص: 357

عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ النَّوْبَخْتِیِّ النَّافِذِ إِلَی التَّلِّ وَ إِلَی الدَّرْبِ الْآخَرِ وَ إِلَی قَنْطَرَةِ الشَّوْكِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَ قَالَ لِی أَبُو نَصْرٍ مَاتَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ فِی شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ قَدْ رَوَیْتُ عَنْهُ أَخْبَاراً كَثِیرَةً.

وَ أَخْبَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُحَمَّدِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ تَمَّامٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الزَّكُوزَكِیَّ وَ قَدْ ذَكَرْنَا كِتَابَ التَّكْلِیفِ وَ كَانَ عِنْدَنَا أَنَّهُ لَا یَكُونُ إِلَّا مَعَ غَالٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَا كَتَبْنَا الْحَدِیثَ فَسَمِعْنَاهُ یَقُولُ: وَ أَیْشٍ كَانَ لِابْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ فِی كِتَابِ التَّكْلِیفِ إِنَّمَا كَانَ یُصْلِحُ الْبَابَ وَ یُدْخِلُهُ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَیَعْرِضُهُ عَلَیْهِ وَ یَحُكُّهُ فَإِذَا صَحَّ الْبَابُ خَرَجَ فَنَقَلَهُ وَ أَمَرَنَا بِنُسْخَةٍ یَعْنِی أَنَّ الَّذِی أَمَرَهُمْ بِهِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَكَتَبْتُهُ فِی الْأَدْرَاجِ بِخَطِّی بِبَغْدَادَ قَالَ ابْنُ تَمَّامٍ فَقُلْتُ لَهُ فَتَفَضَّلْ یَا سَیِّدِی فَادْفَعْهُ حَتَّی أَكْتُبَهُ مِنْ خَطِّكَ فَقَالَ لِی قَدْ خَرَجَ عَنْ یَدِی قَالَ ابْنُ تَمَّامٍ فَخَرَجْتُ وَ أَخَذْتُ مِنْ غَیْرِهِ وَ كَتَبْتُ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ هَذِهِ الْحِكَایَةَ.

وَ قَالَ أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ تَمَّامٍ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ الْكُوفِیُّ خَادِمُ الشَّیْخِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ الشَّیْخُ یَعْنِی أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ كُتُبِ ابْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ بَعْدَ مَا ذُمَّ وَ خَرَجَتْ فِیهِ اللَّعْنَةُ فَقِیلَ لَهُ فَكَیْفَ نَعْمَلُ بِكُتُبِهِ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلْأَی فَقَالَ أَقُولُ فِیهَا مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ كُتُبِ بَنِی فَضَّالٍ فَقَالُوا كَیْفَ نَعْمَلُ بِكُتُبِهِمْ وَ بُیُوتُنَا مِنْهَا مَلْأَی فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ خُذُوا بِمَا رَوَوْا وَ ذَرُوا مَا رَأَوْا وَ سَأَلَ أَبُو الْحَسَنِ الْإِیَادِی رَحِمَهُ اللَّهُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحُسَیْنَ بْنَ رَوْحٍ لِمَ كُرِهَ الْمُتْعَةُ بِالْبِكْرِ فَقَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَیَاءُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الشُّرُوطُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهَا فَإِذَا حَمَلْتَهَا عَلَی أَنْ تُنْعِمَ (1)

فَقَدْ خَرَجَتْ عَنِ الْحَیَاءِ وَ زَالَ الْإِیمَانُ فَقَالَ لَهُ فَإِنْ فَعَلَ فَهُوَ زَانٍ قَالَ لَا.

وَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِ

ص: 358


1- 1. أی تقول: نعم.

قَالَ حَدَّثَنِی سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَنْفَذَ الشَّیْخُ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كِتَابَ التَّأْدِیبِ إِلَی قُمَّ وَ كَتَبَ إِلَی جَمَاعَةِ الْفُقَهَاءِ بِهَا وَ قَالَ لَهُمُ انْظُرُوا فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ انْظُرُوا فِیهِ شَیْ ءٌ یُخَالِفُكُمْ فَكَتَبُوا إِلَیْهِ أَنَّهُ كُلَّهُ صَحِیحٌ وَ مَا فِیهِ شَیْ ءٌ یُخَالِفُ إِلَّا قَوْلُهُ فِی الصَّاعِ فِی الْفِطْرَةِ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ وَ الطَّعَامُ عِنْدَنَا مِثْلُ الشَّعِیرِ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ صَاعٌ قَالَ ابْنُ نُوحٍ وَ سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا بِمِصْرَ یَذْكُرُونَ أَنَّ أَبَا سَهْلٍ النَّوْبَخْتِیَّ سُئِلَ فَقِیلَ لَهُ كَیْفَ صَارَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَی الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ دُونَكَ فَقَالَ هُمْ أَعْلَمُ وَ مَا اخْتَارُوهُ وَ لَكِنْ أَنَا رَجُلٌ أَلْقَی الْخُصُومَ وَ أُنَاظِرُهُمْ وَ لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِهِ كَمَا عَلِمَ أَبُو الْقَاسِمِ وَ ضَغَطَتْنِی الْحُجَّةُ لَعَلِّی كُنْتُ أَدُلُّ عَلَی مَكَانِهِ وَ أَبُو الْقَاسِمِ فَلَوْ كَانَتِ الْحُجَّةُ تَحْتَ ذَیْلِهِ وَ قُرِضَ بِالْمَقَارِیضِ مَا كَشَفَ الذَّیْلَ عَنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ وَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ الشَّلْمَغَانِیُّ فِی أَوَّلِ كِتَابِ الْغَیْبَةِ الَّذِی صَنَّفَهُ وَ أَمَّا مَا بَیْنِی وَ بَیْنَ الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ زَادَ اللَّهُ فِی تَوْفِیقِهِ فَلَا مَدْخَلَ لِی فِی ذَلِكَ

إِلَّا لِمَنْ أَدْخَلَهُ فِیهِ لِأَنَّ الْجِنَایَةَ عَلَیَّ فَإِنِّی أَنَا وَلِیُّهَا وَ قَالَ فِی فَصْلٍ آخَرَ وَ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّةُ اللَّهِ عَلَیْهِ تَضَاعَفَتِ الْحُجَّةُ عَلَیْهِ وَ لَزِمَهُ الصِّدْقُ فِیمَا سَاءَهُ وَ سَرَّهُ وَ لَیْسَ یَنْبَغِی فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ اللَّهِ إِلَّا الصِّدْقُ عَنْ أَمْرِهِ مَعَ عِظَمِ جِنَایَتِهِ وَ هَذَا الرَّجُلُ مَنْصُوبٌ لِأَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ لَا یَسَعُ الْعِصَابَةَ الْعُدُولُ عَنْهُ فِیهِ وَ حُكْمُ الْإِسْلَامِ مَعَ ذَلِكَ جَارٍ عَلَیْهِ كَجَرْیِهِ عَلَی غَیْرِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذَكَرَهُ وَ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَی قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَلِیِّ بْنُ الْجُنَیْدِ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ مَا دَخَلْنَا مَعَ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فِی هَذَا الْأَمْرِ إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْلَمُ فِیمَا دَخَلْنَا فِیهِ لَقَدْ كُنَّا نَتَهَارَشُ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ كَمَا تَتَهَارَشُ الْكِلَابُ عَلَی الْجِیَفِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَلَمْ یَلْتَفِتِ الشِّیعَةُ إِلَی هَذَا الْقَوْلِ وَ أَقَامَتْ عَلَی لَعْنِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ.

ذِكْرُ أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیِّ بَعْدَ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ وَ انْقِطَاعِ الْأَعْلَامِ بِهِ وَ هُمُ الْأَبْوَابُ

أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ

ص: 359

قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا بِمَدِینَةِ السَّلَامِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِیلَانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّهِ عَتَّابٍ مِنْ وُلْدِ عَتَّابِ بْنِ أَسِیدٍ قَالَ: وُلِدَ الْخَلَفُ الْمَهْدِیُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ أُمُّهُ رَیْحَانَةُ وَ یُقَالُ لَهَا نَرْجِسُ وَ یُقَالُ لَهَا صَقِیلُ وَ یُقَالُ لَهَا سَوْسَنُ إِلَّا أَنَّهُ قِیلَ بِسَبَبِ الْحَمْلِ صَقِیلُ وَ كَانَ مَوْلِدُهُ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ وَكِیلُهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ فَلَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ أَوْصَی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ وَ أَوْصَی أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ وَ أَوْصَی أَبُو الْقَاسِمِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا حَضَرَتِ السَّمُرِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الْوَفَاةُ سُئِلَ أَنْ یُوصِیَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ فَالْغَیْبَةُ التَّامَّةُ هِیَ الَّتِی وَقَعَتْ بَعْدَ مُضِیِّ السَّمُرِیِّ قُدِّسَ سِرُّهُ.

وَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفْوَانِیِّ قَالَ: أَوْصَی الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیِّ فَقَامَ بِمَا كَانَ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ حَضَرَتِ الشِّیعَةُ عِنْدَهُ وَ سَأَلَتْهُ عَنِ الْمُوَكَّلِ بَعْدَهُ وَ لِمَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ فَلَمْ یُظْهِرْ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ یُؤْمَرْ بِأَنْ یُوصِیَ إِلَی أَحَدٍ بَعْدَهُ فِی هَذِهِ الشَّأْنِ.

وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَالِحُ بْنُ شُعَیْبٍ الطَّالَقَانِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ: حَضَرْتُ بَغْدَادَ عِنْدَ الْمَشَایِخِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ ابْتِدَاءً مِنْهُ رَحِمَ اللَّهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ الْقُمِّیَّ قَالَ فَكَتَبَ الْمَشَایِخُ تَارِیخَ ذَلِكَ الْیَوْمَ فَوَرَدَ الْخَبَرُ أَنَّهُ تُوُفِّیَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ مَضَی أَبُو الْحَسَنِ السَّمُرِیُّ بَعْدَ ذَلِكَ فِی النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ.

ك، [إكمال الدین] صالح بن شعیب: مثله.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ

ص: 360

قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُكَتِّبُ قَالَ: كُنْتُ بِمَدِینَةِ السَّلَامِ فِی السَّنَةِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَحَضَرْتُهُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِأَیَّامٍ فَأَخْرَجَ إِلَی النَّاسِ تَوْقِیعاً نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیَّ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ إِخْوَانِكَ فِیكَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ مَا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ سِتَّةِ أَیَّامٍ فَأَجْمِعْ أَمْرَكَ وَ لَا تُوصِ إِلَی أَحَدٍ فَیَقُومَ مَقَامَكَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَقَدْ وَقَعَتِ الْغَیْبَةُ التَّامَّةُ فَلَا ظُهُورَ إِلَّا بَعْدَ إِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ وَ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْأَمَدِ وَ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَ امْتِلَاءِ الْأَرْضِ جَوْراً وَ سَیَأْتِی شِیعَتِی مَنْ یَدَّعِی الْمُشَاهَدَةَ أَلَا فَمَنِ ادَّعَی الْمُشَاهَدَةَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ وَ الصَّیْحَةِ فَهُوَ كَذَّابٌ مُفْتَرٍ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ قَالَ فَنَسَخْنَا هَذَا التَّوْقِیعَ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ السَّادِسُ عُدْنَا إِلَیْهِ وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقِیلَ لَهُ مَنْ وَصِیُّكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لِلَّهِ أَمْرٌ هُوَ بَالِغُهُ وَ قَضَی فَهَذَا آخِرُ كَلَامٍ سُمِعَ مِنْهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ.

ك، [إكمال الدین] الحسن بن أحمد المكتب: مثله.

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ بَابَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ الصَّفَّارُ وَ قَرِیبُهُ عَلَوِیَّةُ الصَّفَّارُ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ قَالُوا: حَضَرْنَا بَغْدَادَ فِی السَّنَةِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ وَ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ یَسْأَلُنَا كُلَّ قَرِیبٍ عَنْ خَبَرِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَنَقُولُ قَدْ وَرَدَ الْكِتَابُ بِاسْتِقْلَالِهِ حَتَّی كَانَ الْیَوْمُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَسَأَلَنَا عَنْهُ فَذَكَرْنَا لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ لَنَا آجَرَكُمُ اللَّهُ فِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَدْ قُبِضَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالُوا فَأَثْبَتْنَا تَارِیخَ السَّاعَةِ وَ الْیَوْمِ وَ الشَّهْرِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَبْعَةَ عَشَرَ یَوْماً أَوْ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً وَرَدَ الْخَبَرُ أَنَّهُ قُبِضَ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ الَّتِی ذَكَرَهَا الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ.

وَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ

ص: 361

مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ: أَنَّ قَبْرَ أَبِی الْحَسَنِ السَّمُرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی الشَّارِعِ الْمَعْرُوفِ بِشَارِعِ الْخَلَنْجِیِّ مِنْ رُبُعِ بَابِ الْمُحَوَّلِ قَرِیبٍ مِنْ شَاطِئِ نَهَرِ أَبِی عَتَّابٍ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ مَاتَ فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ.

«9»- ج، [الإحتجاج]: أَمَّا الْأَبْوَابُ الْمَرْضِیُّونَ وَ السُّفَرَاءُ الْمَمْدُوحُونَ فِی زَمَنِ الْغَیْبَةِ فَأَوَّلُهُمُ الشَّیْخُ الْمَوْثُوقُ بِهِ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ الْعَمْرِیُّ نَصَبَهُ أَوَّلًا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ ثُمَّ ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهم السلام فَتَوَلَّی الْقِیَامَ بِأُمُورِهِمَا حَالَ حَیَاتِهِمَا ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَامَ بِأَمْرِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ كَانَتْ تَوْقِیعَاتٌ وَ جَوَابَاتُ الْمَسَائِلِ تَخْرُجُ عَلَی یَدَیْهِ فَلَمَّا مَضَی لِسَبِیلِهِ قَامَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ مَقَامَهُ وَ نَابَ مَنَابَهُ فِی جَمِیعِ ذَلِكَ فَلَمَّا مَضَی قَامَ بِذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ مِنْ بَنِی نَوْبَخْتَ فَلَمَّا مَضَی قَامَ مَقَامَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیُّ وَ لَمْ یَقُمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِذَلِكَ إِلَّا بِنَصٍّ عَلَیْهِ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ نَصْبِ صَاحِبِهِ الَّذِی تَقَدَّمَ عَلَیْهِ فَلَمْ تَقْبَلِ الشِّیعَةُ قَوْلَهُمْ إِلَّا بَعْدَ ظُهُورِ آیَةٍ مُعْجِزَةٍ تَظْهَرُ عَلَی یَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام تَدُلُّ عَلَی صِدْقِ مَقَالَتِهِمْ وَ صِحَّةِ نِیَابَتِهِمْ فَلَمَّا حَانَ رَحِیلُ أَبِی الْحَسَنِ السَّمُرِیِّ عَنِ الدُّنْیَا وَ قَرُبَ أَجَلُهُ قِیلَ لَهُ إِلَی مَنْ تُوصِی أَخْرَجَ تَوْقِیعاً إِلَیْهِمْ نُسْخَتُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السَّمُرِیَّ إِلَی آخِرِ مَا نَقَلْنَا عَنِ الشَّیْخِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

«10»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی: قَدْ كَانَ فِی زَمَانِ السُّفَرَاءِ الْمَحْمُودِینَ أَقْوَامٌ ثِقَاتٌ تَرِدُ عَلَیْهِمُ التَّوْقِیعَاتُ مِنْ قِبَلِ الْمَنْصُوبِینَ لِلسَّفَارَةِ مِنْهُمْ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ أَبِی جِیدٍ الْقُمِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی- عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: سَأَلَنِی بَعْضُ النَّاسِ فِی سَنَةِ تِسْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ قَبْضَ شَیْ ءٍ فَامْتَنَعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ كَتَبْتُ أَسْتَطْلِعُ الرَّأْیَ فَأَتَانِی الْجَوَابَ بِالرَّیِّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَرَبِیُّ فَلْیُدْفَعْ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ مِنْ ثِقَاتِنَا.

ص: 362

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ الشَّاشِیِّ قَالَ: قَالَ لِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكَاتِبُ الْمَرْوَزِیُّ وَجَّهْتُ إِلَی حَاجِزٍ الْوَشَّاءِ مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ كَتَبْتُ إِلَی الْغَرِیمِ بِذَلِكَ فَخَرَجَ الْوُصُولُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ قِبَلِی أَلْفُ دِینَارٍ وَ أَنِّی وَجَّهْتُ إِلَیْهِ مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ قَالَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُعَامِلَ أَحَداً فَعَلَیْكَ بِأَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیِّ بِالرَّیِّ فَوَرَدَ الْخَبَرُ بِوَفَاةِ حَاجِزٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ یَوْمَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ فَأَعْلَمْتُهُ بِمَوْتِهِ فَاغْتَمَّ فَقُلْتُ لَهُ لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ لَكَ فِی التَّوْقِیعِ إِلَیْكَ دَلَالَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا إِعْلَامُهُ إِیَّاكَ أَنَّ الْمَالَ أَلْفُ دِینَارٍ وَ الثَّانِیَةُ أَمْرُهُ إِیَّاكَ بِمُعَامَلَةِ أَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیِّ لِعِلْمِهِ بِمَوْتِ حَاجِزٍ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَوْبَخْتَ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَی الْحَجِّ وَ تَأَهَّبْتُ فَوَرَدَ عَلَیَّ نَحْنُ لِذَلِكَ كَارِهُونَ فَضَاقَ صَدْرِی وَ اغْتَمَمْتُ وَ كَتَبْتُ أَنَا مُقِیمٌ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ غَیْرَ أَنِّی مُغْتَمٌّ بِتَخَلُّفِی عَنِ الْحَجِّ فَوَقَّعَ لَا یَضِیقَنَّ صَدْرُكَ فَإِنَّكَ تَحُجُّ مِنْ قَابِلٍ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ اسْتَأْذَنْتُ فَوَرَدَ الْجَوَابُ فَكَتَبْتُ أَنِّی عَادَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْعَبَّاسِ وَ أَنَا وَاثِقٌ بِدِیَانَتِهِ وَ صِیَانَتِهِ فَوَرَدَ الْجَوَابُ الْأَسَدِیُّ نِعْمَ الْعَدِیلُ فَإِنْ قَدِمَ فَلَا تَخْتَرْهُ عَلَیْهِ قَالَ فَقَدِمَ الْأَسَدِیُّ فَعَادَلْتُهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ النَّیْشَابُورِیِّ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدِی خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ یَنْقُصُ عِشْرُونَ دِرْهَماً فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ تَنْقُصَ هَذَا الْمِقْدَارَ فَوَزَنْتُ مِنْ عِنْدِی عِشْرِینَ دِرْهَماً وَ دَفَعْتُهَا إِلَی الْأَسَدِیِّ وَ لَمْ أَكْتُبْ بِخَبَرِ نُقْصَانِهَا وَ إِنِّی أَتْمَمْتُهَا مِنْ مَالِی فَوَرَدَ الْجَوَابُ قَدْ وَصَلَتِ الْخَمْسُمِائَةِ الَّتِی لَكَ فِیهَا عِشْرُونَ وَ مَاتَ الْأَسَدِیُّ عَلَی ظَاهِرِ الْعَدَالَةِ لَمْ یَتَغَیَّرْ وَ لَمْ یُطْعَنْ عَلَیْهِ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخَرِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ.

وَ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ جَمَاعَةٌ خَرَجَ التَّوْقِیعُ فِی مَدْحِهِمْ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ قَالَ: كُنْتُ وَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بِالْعَسْكَرِ فَوَرَدَ عَلَیْنَا رَسُولٌ مِنْ قِبَلِ الرَّجُلِ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ الْیَسَعِ ثِقَاتٌ.

«11»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ

ص: 363

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی حَكِیمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا أُخْتِ أَبِی الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیهم السلام فِی سَنَةِ اثْنَتَیْنِ وَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ فَكَلَّمْتُهَا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَ سَأَلْتُهَا عَنْ دِینِهَا فَسَمَّتْ لِی مَنْ تَأْتَمُّ بِهِمْ ثُمَّ قَالَتْ وَ الْحُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ فَسَمَّتْهُ فَقُلْتُ لَهَا جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكِ مُعَایَنَةً أَوْ خَبَراً فَقَالَتْ خَبَراً عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ كَتَبَ بِهِ إِلَی أُمِّهِ فَقُلْتُ لَهَا فَأَیْنَ الْوَلَدُ فَقَالَتْ مَسْتُورَةٌ فَقُلْتُ إِلَی مَنْ تَفْزَعُ الشِّیعَةُ فَقَالَتْ إِلَی الْجَدَّةِ أُمِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهَا أَقْتَدِی بِمَنْ [فِی] وَصِیَّتِهِ إِلَی امْرَأَةٍ فَقَالَتْ اقْتِدَاءً بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ أَوْصَی إِلَی أُخْتِهِ زَیْنَبَ بِنْتِ عَلِیٍّ فِی الظَّاهِرِ وَ كَانَ مَا یَخْرُجُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مِنْ عِلْمٍ یُنْسَبُ إِلَی زَیْنَبَ سَتْراً عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ قَالَتْ إِنَّكُمْ قَوْمٌ أَصْحَابُ أَخْبَارٍ أَ مَا رُوِّیتُمْ أَنَّ التَّاسِعَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام یُقْسَمُ مِیرَاثُهُ وَ هُوَ فِی الْحَیَاةِ.

ك، [إكمال الدین] علی بن أحمد بن مهزیار عن محمد بن جعفر الأسدی: مثله- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الكلینی عن محمد بن جعفر: مثله.

«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: شَكَكْتُ عِنْدَ وَفَاةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ كَانَ اجْتَمَعَ عِنْدَ أَبِی مَالٌ جَلِیلٌ فَحَمَلَهُ فَرَكِبَ السَّفِینَةَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ مُشَیِّعاً لَهُ فَوُعِكَ فَقَالَ رُدَّنِی فَهُوَ الْمَوْتُ وَ اتَّقِ اللَّهَ فِی هَذَا الْمَالِ وَ أَوْصَی إِلَیَّ وَ مَاتَ وَ قُلْتُ لَا یُوصِی أَبِی بِشَیْ ءٍ غَیْرِ صَحِیحٍ أَحْمِلُ هَذَا الْمَالَ إِلَی الْعِرَاقِ وَ لَا أُخْبِرُ أَحَداً فَإِنْ وَضَحَ لِی شَیْ ءٌ أَنْفَذْتُهُ وَ إِلَّا أَنْفَقْتُهُ فَاكْتَرَیْتُ دَاراً عَلَی الشَّطِّ وَ بَقِیتُ أَیَّاماً فَإِذَا أَنَا بِرَسُولٍ مَعَهُ رُقْعَةٌ فِیهَا یَا مُحَمَّدُ مَعَكَ كَذَا وَ كَذَا حَتَّی قَصَّ عَلَیَّ جَمِیعَ مَا مَعِی فَسَلَّمْتُ الْمَالَ إِلَی الرَّسُولِ وَ بَقِیتُ أَیَّاماً لَا یُرْفَعُ بِی رَأْسٌ فَاغْتَمَمْتُ فَخَرَجَ إِلَیَّ قَدْ أَقَمْنَاكَ مَقَامَ أَبِیكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ.

«13»- عم، [إعلام الوری]: مِمَّا یَدُلُّ عَلَی صِحَّةِ إِمَامَتِهِ علیه السلام النَّصُّ عَلَیْهِ بِذِكْرِ غَیْبَتِهِ وَ صِفَتِهَا الَّتِی یَخْتَصُّهَا وَ وُقُوعِهَا عَلَی الْحَدِّ الْمَذْكُورِ مِنْ غَیْرِ اخْتِلَافٍ حَتَّی لَمْ یَخْرِمْ مِنْهُ شَیْئاً وَ لَیْسَ یَجُوزُ فِی الْعَادَاتِ أَنْ تُوَلِّدَ جَمَاعَةٌ كَثِیرَةٌ كَذِباً یَكُونُ خَبَراً عَنْ كَائِنٍ فَیَتَّفِقُ ذَلِكَ عَلَی حَسَبِ مَا وَصَفُوهُ

ص: 364

وَ إِذَا كَانَتْ أَخْبَارُ الْغَیْبَةِ قَدْ سَبَقَتْ زَمَانَ الْحُجَّةِ علیه السلام بَلْ زَمَانَ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ حَتَّی تَعَلَّقَتِ الْكِیسَانِیَّةُ وَ النَّاوُوسِیَّةُ وَ الْمَمْطُورَةُ بِهَا وَ أَثْبَتَهَا الْمُحَدِّثُونَ مِنَ الشِّیعَةِ فِی أُصُولِهِمُ الْمُؤَلَّفَةِ فِی أَیَّامِ السَّیِّدَیْنِ الْبَاقِرِ وَ الصَّادِقِ علیهما السلام وَ أَثَرُوهَا عَنِ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ صَحَّ بِذَلِكَ الْقَوْلُ فِی إِمَامَةِ صَاحِبِ الزَّمَانِ بِوُجُودِ هَذِهِ الصِّفَةِ لَهُ وَ الْغَیْبَةِ الْمَذْكُورَةِ فِی دَلَائِلِهِ وَ أَعْلَامِ إِمَامَتِهِ وَ لَیْسَ یُمْكِنُ أَحَداً دَفْعُ ذَلِكَ وَ مِنْ جُمْلَةِ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِینَ وَ الْمُصَنِّفِینَ مِنَ الشِّیعَةِ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ الزَّرَّادُ وَ قَدْ صَنَّفَ كِتَابَ الْمَشِیخَةِ الَّذِی هُوَ فِی أُصُولِ الشِّیعَةِ أَشْهَرُ مِنْ كِتَابِ الْمُزَنِیِّ وَ أَمْثَالِهِ قَبْلَ زَمَانِ الْغَیْبَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ فَذَكَرَ فِیهِ بَعْضَ مَا أَوْرَدْنَاهُ مِنْ أَخْبَارِ الْغَیْبَةِ فَوَافَقَ الْمُخْبَرَ وَ حَصَلَ كُلُّ مَا تَضَمَّنَهُ الْخَبَرُ بِلَا اخْتِلَافٍ.

وَ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْحَارِثِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لِآلِ مُحَمَّدٍ غَیْبَتَانِ وَاحِدَةٌ طَوِیلَةٌ وَ الْأُخْرَی قَصِیرَةٌ قَالَ فَقَالَ لِی نَعَمْ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الْأُخْرَی ثُمَّ لَا یَكُونُ ذَلِكَ یَعْنِی ظُهُورَهُ علیه السلام حَتَّی یَخْتَلِفَ وُلْدُ فُلَانٍ وَ تَضِیقَ الْحَلْقَةُ وَ تَظْهَرَ السُّفْیَانِیُّ وَ یَشْتَدَّ الْبَلَاءُ وَ یَشْمَلَ النَّاسَ مَوْتٌ وَ قَتْلٌ وَ یَلْجَئُونَ مِنْهُ إِلَی حَرَمِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حَرَمِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَانْظُرْ كَیْفَ قَدْ حَصَلَتِ الْغَیْبَتَانِ لِصَاحِبِ الْأَمْرِ علیه السلام عَلَی حَسَبِ مَا تَضَمَّنَهُ الْأَخْبَارُ السَّابِقَةُ لِوُجُودِهِ عَنْ آبَائِهِ وَ جُدُودِهِ علیهم السلام أَمَّا غَیْبَتُهُ الْقُصْرَی مِنْهُمَا فَهِیَ الَّتِی كَانَتْ سُفَرَاؤُهُ فِیهَا مَوْجُودِینَ وَ أَبْوَابُهُ مَعْرُوفِینَ لَا تَخْتَلِفُ الْإِمَامِیَّةُ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ فِیهِمْ فَمِنْهُمْ أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ وَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ السَّمَّانُ وَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَ عُمَرُ الْأَهْوَازِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَجْنَائِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مَهْزِیَارَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی جَمَاعَةٍ أُخَرَ رُبَّمَا یَأْتِی ذِكْرُهُمْ عِنْدَ الْحَاجَةِ

ص: 365

وَ كَانَتْ مُدَّةُ هَذِهِ الْغَیْبَةِ أَرْبَعاً وَ سَبْعِینَ سَنَةً.

أقول: ثم ذكر أحوال السفراء الأربعة نحوا مما مر.

بیان: الظاهر أن مدة زمان الغیبة من ابتداء إمامته علیه السلام إلی وفاة السمری و هی أقل من سبعین سنة لأن ابتداء إمامته علیه السلام علی المشهور لثمان خلون من ربیع الأول سنة ستین و مائتین و وفاة السمری فی النصف من شعبان سنة ثمان و عشرین و ثلاثمائة و علی ما ذكره فی وفاة السمری تنقص سنة أیضا حیث قال توفی فی النصف من شعبان سنة ثمان و عشرین و ثلاثمائة و لعله جعل ابتداء الغیبة ولادته علیه السلام و ذكر الولادة فی سنة خمس و خمسین و مائتین فیستقیم علی ما ذكره الشیخ من وفاة السمری و علی ما ذكره ینقص سنة أیضا و لعل ما ذكره من تاریخ السمری سهو من قلمه.

ص: 366

باب 17 ذكر المذمومین الذین ادعوا البابیة و السفارة كذبا و افتراء لعنهم اللّٰه

قال الشیخ قدس سره فی كتاب الغیبة أولهم المعروف بالشریعی أخبرنا جماعة عن أبی محمد التلعكبری عن أبی علی محمد بن همام: قال كان الشریعی یكنی بأبی محمد قال هارون و أظن اسمه كان الحسن و كان من أصحاب أبی الحسن علی بن محمد ثم الحسن بن علی بعده علیهم السلام و هو أول من ادعی مقاما لم یجعله اللّٰه فیه و لم یكن أهلا له و كذب علی اللّٰه و علی حججه علیهم السلام و نسب إلیهم ما لا یلیق بهم و ما هم منه براء فلعنه الشیعة و تبرأت منه و خرج توقیع الإمام بلعنه و البراءة منه.

قال هارون ثم ظهر منه القول بالكفر و الإلحاد قال و كل هؤلاء المدعین إنما یكون كذبهم أولا علی الإمام و أنهم وكلاؤه فیدعون الضعفة بهذا القول إلی موالاتهم ثم یترقی الأمر بهم إلی قول الحلاجیة كما اشتهر من أبی جعفر الشلمغانی و نظرائه علیهم جمیعا لعائن اللّٰه تتری.

و منهم محمد بن نصیر النمیری قال ابن نوح أخبرنا أبو نصر هبة اللّٰه بن محمد قال كان محمد بن نصیر النمیری من أصحاب أبی محمد الحسن بن علی علیهما السلام فلما توفی أبو محمد ادعی مقام أبی جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان و ادعی البابیة و فضحه اللّٰه تعالی بما ظهر منه من الإلحاد و الجهل و لعن أبی جعفر محمد بن عثمان له و تبریه منه و احتجابه عنه و ادعی ذلك الأمر بعد الشریعی.

قال أبو طالب الأنباری لما ظهر محمد بن نصیر بما ظهر لعنه أبو جعفر رضی اللّٰه عنه و تبرأ منه فبلغه ذلك فقصد أبا جعفر لیعطف بقلبه علیه أو یعتذر إلیه فلم یأذن له و حجبه و رده خائبا.

ص: 367

و قال سعد بن عبد اللّٰه كان محمد بن نصیر النمیری یدعی أنه رسول نبی و أن علی بن محمد علیه السلام أرسله و كان یقول بالتناسخ و یغلو فی أبی الحسن و یقول فیه بالربوبیة و یقول بالإجابة للمحارم و تحلیل نكاح الرجال بعضهم بعضا فی أدبارهم و یزعم أن ذلك من التواضع و الإخبات و التذلل فی المفعول به و أنه من الفاعل إحدی الشهوات و الطیبات و أن اللّٰه عز و جل لا یحرم شیئا من ذلك.

و كان محمد بن موسی بن الحسن بن الفرات یقوی أسبابه و یعضده أخبرنی بذلك عن محمد بن نصیر أبو زكریا یحیی بن عبد الرحمن بن خاقان أنه رآه عیانا و غلام له علی ظهره قال فلقیته فعاتبته علی ذلك فقال إن هذا من اللذات و هو من التواضع لله و ترك التجبر.

قال سعد فلما اعتل محمد بن نصیر العلة التی توفی فیها قیل له و هو مثقل اللسان لمن هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعیف ملجلج أحمد فلم یدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق قالت فرقة إنه أحمد ابنه و فرقة قالت هو أحمد بن محمد بن موسی بن الفرات و فرقة قالت إنه أحمد بن أبی الحسین بن بشر بن یزید فتفرقوا فلا یرجعون إلی شی ء.

و منهم أحمد بن هلال الكرخی قال أبو علی بن همام كان أحمد بن هلال من أصحاب أبی محمد علیه السلام فاجتمعت الشیعة علی وكالة أبی جعفر محمد بن عثمان رحمه اللّٰه بنص الحسن علیه السلام فی حیاته و لما مضی الحسن علیه السلام قالت الشیعة الجماعة له ألا تقبل أمر أبی جعفر محمد بن عثمان و ترجع إلیه و قد نص علیه الإمام المفترض الطاعة فقال لهم لم أسمعه ینص علیه بالوكالة و لیس أنكر أباه یعنی عثمان بن سعید فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكیل صاحب الزمان فلا أجسر علیه فقالوا قد سمعه غیرك فقال أنتم و ما سمعتم و وقف علی أبی جعفر فلعنوه و تبرءوا منه.

ثم ظهر التوقیع علی ید أبی القاسم بن روح رحمه اللّٰه بلعنه و البراءة منه فی جملة من لعن.

ص: 368

و منهم أبو طاهر محمد بن علی بن بلال و قصته معروفة فیما جری بینه و بین أبی جعفر محمد بن عثمان العمری نضر اللّٰه وجهه و تمسكه بالأموال التی كانت عنده للإمام و امتناعه من تسلیمها و ادعاؤه أنه الوكیل حتی تبرأت الجماعة منه و لعنوه و خرج من صاحب الزمان علیه السلام ما هو معروف.

و حكی أبو غالب الزراری قال حدثنی أبو الحسن محمد بن محمد بن یحیی المعاذی قال كان رجل من أصحابنا قد انضوی إلی أبی طاهر بن بلال بعد ما وقعت الفرقة ثم إنه رجع عن ذلك و صار فی جملتنا فسألناه عن السبب قال كنت عند أبی طاهر یوما و عنده أخوه أبو الطیب و ابن خزر و جماعة من أصحابه إذ دخل الغلام فقال أبو جعفر العمری علی الباب ففزعت الجماعة لذلك و أنكرته للحال التی كانت جرت و قال یدخل فدخل أبو جعفر رضی اللّٰه عنه فقام له أبو طاهر و الجماعة و جلس فی صدر المجلس و جلس أبو طاهر كالجالس بین یدیه فأمهلهم إلی أن سكتوا.

ثم قال یا أبا طاهر نشدتك اللّٰه أو نشدتك باللّٰه أ لم یأمرك صاحب الزمان علیه السلام بحمل ما عندك من المال إلی فقال اللّٰهم نعم فنهض أبو جعفر رضی اللّٰه عنه منصرفا و وقعت علی القوم سكتة فلما تجلت عنهم قال له أخوه أبو الطیب من أین رأیت صاحب الزمان فقال أبو طاهر أدخلنی أبو جعفر رضی اللّٰه عنه إلی بعض دوره فأشرف علی من علو داره فأمرنی بحمل ما عندی من المال إلیه فقال له أبو الطیب و من أین علمت أنه صاحب الزمان علیه السلام قال وقع علی من الهیبة له و دخلنی من الرعب منه ما علمت أنه صاحب الزمان علیه السلام فكان هذا سبب انقطاعی عنه.

و منهم الحسین بن منصور الحلاج أخبرنا الحسین بن إبراهیم عن أبی العباس أحمد بن علی بن نوح عن أبی نصر هبة اللّٰه بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبی جعفر العمری قال لما أراد اللّٰه تعالی أن یكشف أمر الحلاج و یظهر فضیحته و یخزیه وقع له أن أبا سهل بن إسماعیل بن علی النوبختی رضی اللّٰه عنه ممن تجوز علیه مخرقته و تتم علیه حیلته فوجه إلیه یستدعیه و ظن أن أبا سهل كغیره من الضعفاء فی هذا الأمر

ص: 369

بفرط جهله و قدر أن یستجره إلیه فیتمخرق و یتصوف بانقیاده علی غیره فیستتب له ما قصد إلیه من الحیلة و البهرجة علی الضعفة لقدر أبی سهل فی أنفس الناس و محله من العلم و الأدب أیضا عندهم و یقول له فی مراسلته إیاه إنی وكیل صاحب الزمان علیه السلام و بهذا أولا كان یستجر الجهال ثم یعلو منه إلی غیره و قد أمرت بمراسلتك و إظهار ما تریده من النصرة لك لتقوی نفسك و لا ترتاب بهذا الأمر.

فأرسل إلیه أبو سهل رضی اللّٰه عنه یقول لك إنی أسألك أمرا یسیرا یخف مثله علیك فی جنب ما ظهر علی یدیك من الدلائل و البراهین و هو أنی رجل أحب الجواری و أصبو إلیهن و لی منهن عدة أتخطاهن و الشیب یبعدنی عنهن و أحتاج أن أخضبه فی كل جمعة و أتحمل منه مشقة شدیدة لأستر عنهن ذلك و إلا انكشف أمری عندهن فصار القرب بعدا و الوصال هجرا و أرید أن تغنینی عن الخضاب و تكفینی مئونته و تجعل لحیتی سوداء فإننی طوع یدیك و صائر إلیك و قائل بقولك و داع إلی مذهبك مع ما لی فی ذلك من البصیرة و لك من المعونة.

فلما سمع ذلك الحلاج من قوله و جوابه علم أنه قد أخطأ فی مراسلته و جهل فی الخروج إلیه بمذهبه و أمسك عنه و لم یرد إلیه جوابا و لم یرسل إلیه رسولا و صیره أبو سهل رضی اللّٰه عنه أحدوثة و ضحكة و یطنز به عند كل أحد و شهر أمره عند الصغیر و الكبیر و كان هذا الفعل سببا لكشف أمره و تنفیر الجماعة عنه.

و أخبرنی جماعة عن أبی عبد اللّٰه الحسین بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه أن ابن الحلاج صار إلی قم و كاتب قرابة أبی الحسن والد الصدوق یستدعیه و یستدعی أبا الحسن أیضا و یقول أنا رسول الإمام و وكیله قال فلما وقعت المكاتبة فی ید أبی رضی اللّٰه عنه خرقها و قال لموصلها إلیه ما أفرغك للجهالات فقال له الرجل و أظن أنه قال إنه ابن عمته أو ابن عمه فإن الرجل قد استدعانا فلم خرقت مكاتبته و ضحكوا منه و هزءوا به ثم نهض إلی دكانه و معه جماعة من أصحابه و غلمانه

ص: 370

قال فلما دخل إلی الدار التی كان فیها دكانه نهض له من كان هناك جالسا غیر رجل رآه جالسا فی الموضع فلم ینهض له و لم یعرفه أبی فلما جلس و أخرج حسابه و دواته كما تكون التجار أقبل علی بعض من كان حاضرا فسأله عنه فأخبره فسمعه الرجل یسأل عنه فأقبل علیه و قال له تسأل عنی و أنا حاضر فقال له أبی أكبرتك أیها الرجل و أعظمت قدرك أن أسألك فقال له تخرق رقعتی و أنا أشاهدك تخرقها فقال له أبی فأنت الرجل إذا ثم قال یا غلام برجله و بقفاه فخرج من الدار العدو لله و لرسوله ثم قال له أ تدعی المعجزات علیك لعنة اللّٰه أو كما قال فأخرج بقفاه فما رأیناه بعدها بقم.

و منهم ابن أبی العزاقر أخبرنی الحسین بن إبراهیم عن أحمد بن علی بن نوح عن أبی نصر هبة اللّٰه بن محمد بن أحمد الكاتب بن بنت أم كلثوم بنت أبی جعفر العمری رضی اللّٰه عنه قال حدثتنی الكبیرة أم كلثوم بنت أبی جعفر العمری رضی اللّٰه عنها قالت كان أبو جعفر بن أبی العزاقر وجیها عند بنی بسطام و ذاك أن الشیخ أبا القاسم رضی اللّٰه عنه و أرضاه كان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها فكان عند ارتداده یحكی كل كذب و بلاء و كفر لبنی بسطام و یسنده عن الشیخ أبی القاسم فیقبلونه منه و یأخذونه عنه حتی انكشف ذلك لأبی القاسم فأنكره و أعظمه و نهی بنی بسطام عن كلامه و أمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ینتهوا و أقاموا علی تولیه.

و ذاك أنه كان یقول لهم إننی أذعت السر و قد أخذ علی الكتمان فعوقبت بالإبعاد بعد الاختصاص لأن الأمر عظیم لا یحتمله إلا ملك مقرب أو نبی مرسل أو مؤمن ممتحن فیؤكد فی نفوسهم عظم الأمر و جلالته.

فبلغ ذلك أبا القاسم رضی اللّٰه عنه فكتب إلی بنی بسطام بلعنه و البراءة منه و ممن تابعه علی قوله و أقام علی تولیه فلما وصل إلیهم أظهروه علیه فبكی بكاء عظیما ثم قال إن لهذا القول باطنا عظیما و هو أن اللعنة الإبعاد فمعنی قوله لعنه اللّٰه أی باعده اللّٰه عن العذاب و النار و الآن قد عرفت منزلتی و مرغ خدیه

ص: 371

علی التراب و قال علیكم بالكتمان لهذا الأمر.

قالت الكبیرة رضی اللّٰه عنها و قد كنت أخبرت الشیخ أبا القاسم أن أم أبی جعفر بن بسطام قالت لی یوما و قد دخلنا إلیها فاستقبلتنی و أعظمتنی و زادت فی إعظامی حتی انكبت علی رجلی تقبلها فأنكرت ذلك و قلت لها مهلا یا ستی (1) فإن هذا أمر عظیم و انكببت علی یدها فبكت.

ثم قالت كیف لا أفعل بك هذا و أنت مولاتی فاطمة فقلت لها و كیف ذاك یا ستی فقالت لی إن الشیخ یعنی أبا جعفر محمد بن علی خرج إلینا بالستر قالت فقلت لها و ما الستر قالت قد أخذ علینا كتمانه و أفزع إن أنا أذعته عوقبت قالت و أعطیتها موثقا أنی لا أكشفه لأحد و اعتقدت فی نفسی الاستثناء بالشیخ رضی اللّٰه عنه یعنی أبا لقاسم الحسین بن روح.

قالت إن الشیخ أبا جعفر قال لنا إن روح رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله انتقلت إلی أبیك یعنی أبا جعفر محمد بن عثمان رضی اللّٰه عنه و روح أمیر المؤمنین علی علیه السلام انتقلت إلی بدن الشیخ أبی القاسم الحسین بن روح و روح مولاتنا فاطمة علیه السلام انتقلت إلیك فكیف لا أعظمك یا ستنا.

فقلت لها مهلا لا تفعلی فإن هذا كذب یا ستنا فقالت لی سر عظیم و قد أخذ علینا أن لا نكشف هذا لأحد فاللّٰه اللّٰه فی لا یحل بی العذاب و یا ستی لو لا حملتنی علی كشفه ما كشفته لك و لا لأحد غیرك.

قالت الكبیرة أم كلثوم رضی اللّٰه عنها فلما انصرفت من عندها دخلت إلی

ص: 372


1- 1. قال الفیروزآبادی: و« ستی» للمرأة أی یا ست جهاتی، أو لحن و الصواب سیدتی. و قال الشارح: و یحتمل أن الأصل سیدتی فحذف بعض حروف الكلمة، و له نظائر قاله الشهاب القاسمی، و أنشدنا غیر واحد من مشایخنا للبهاء زهیر: بروحی من اسمیها بستی ***فینظر لی النحاة بعین مقت یرون بأننی قد قلت لحنا ***و كیف و اننی لزهیر وقتی و لكن غادة ملكت جهاتی ***فلا لحن إذا ما قلت ستی

الشیخ أبی القاسم بن روح رضی اللّٰه عنه فأخبرته بالقصة و كان یثق و یركن إلی قولی فقال لی یا بنیة إیاك أن تمضی إلی هذه المرأة بعد ما جری منها و لا تقبلی لها رقعة إن كاتبتك و لا رسولا إن أنفذته إلیك و لا تلقاها بعد قولها فهذا كفر باللّٰه تعالی و إلحاد قد أحكمه هذا الرجل الملعون فی قلوب هؤلاء القوم لیجعله طریقا إلی أن یقول لهم بأن اللّٰه تعالی اتحد به و حل فیه كما تقول النصاری فی المسیح علیه السلام و یعدو إلی قول الحلاج لعنه اللّٰه.

قالت فهجرت بنی بسطام و تركت المضی إلیهم و لم أقبل لهم عذرا و لا لقیت أمهم بعدها و شارع فی بنی نوبخت الحدیث فلم یبق أحد إلا و تقدم إلیه الشیخ أبو القاسم و كاتبه بلعن أبی جعفر الشلمغانی و البراءة منه و ممن یتولاه و رضی بقوله أو كلمه فضلا عن موالاته.

ثم ظهر التوقیع من صاحب الزمان علیه السلام بلعن أبی جعفر محمد بن علی و البراءة منه و ممن تابعه و شایعه و رضی بقوله و أقام علی تولیه بعد المعرفة بهذا التوقیع و له حكایات قبیحة و أمور فظیعة تنزه كتابنا عن ذكرها ذكرها ابن نوح و غیره و كان سبب قتله أنه لما أظهر لعنه أبو القاسم بن روح و اشتهر أمره و تبرأ منه و أمر جمیع الشیعة بذلك لم یمكنه التلبیس فقال فی مجلس حافل فیه رؤساء الشیعة و كل یحكی عن الشیخ أبی القاسم لعنه و البراءة منه اجمعوا بینی و بینه حتی آخذ یده و یأخذ بیدی فإن لم

تنزل علیه نار من السماء تحرقه و إلا فجمیع ما قاله فی حق و رقی ذلك إلی الراضی لأنه كان ذلك فی دار ابن مقلة فأمر بالقبض علیه و قتله فقتل و استراحت الشیعة منه.

و قال أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود كان محمد بن الشلمغانی المعروف بابن أبی العزاقر لعنه اللّٰه یعتقد القول بحمل الضد و معناه أنه لا یتهیأ إظهار فضیلة للولی إلا بطعن الضد فیه لأنه یحمل السامع طعنه علی طلب فضیلته فإذن هو أفضل من الولی إذ لا یتهیأ إظهار الفضل إلا به و ساقوا المذهب من وقت آدم الأول إلی آدم السابع لأنهم قالوا سبع عوالم و سبع أوادم و نزلوا إلی موسی و فرعون

ص: 373

و محمد و علی مع أبی بكر و معاویة.

و أما فی الضد فقال بعضهم الولی ینصب الضد و یحمله علی ذلك كما قال قوم من أصحاب الظاهر أن علی بن أبی طالب نصب أبا بكر فی ذلك المقام و قال بعضهم لا و لكن هو قدیم معه لم یزل قالوا و القائم الذی ذكروا أصحاب الظاهر أنه من ولد الحادی عشر فإنه یقوم معناه إبلیس لأنه قال فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِیسَ و لم یسجد ثم قال لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِیمَ فدل علی أنه كان قائما فی وقت ما أمر بالسجود ثم قعد بعد ذلك و قوله یقوم القائم إنما هو ذلك القائم الذی أمر بالسجود فأبی و هو إبلیس لعنه اللّٰه.

و قال شاعرهم لعنهم اللّٰه:

یا لاعنا بالضد من عدی***ما الضد إلا ظاهر الولی

و الحمد للمهیمن الوفی***لست علی حال كهمامی

و لا حجامی و لا جغدی***قد فقت من قول علی الفهدی

نعم و جاوزت مدی العبد***فوق عظیم لیس بالمجوسی

لأنه الفرد بلا كیف***متحد بكل أوحدی

مخالط للنوری و الظلمی***یا طالبا من بیت هاشمی

و جاحدا من بیت كسروی***قد غاب فی نسبة أعجمی

فی الفارسی الحسب الرضی***كما التوی فی العرب من لوی

و قال الصفوانی سمعت أبا علی بن همام یقول سمعت محمد بن علی العزاقری الشلمغانی یقول الحق واحد و إنما تختلف قمصه فیوم یكون فی أبیض و یوم یكون فی أحمر و یوم یكون فی أزرق.

قال ابن همام فهذا أول ما أنكرته من قوله لأنه قول أصحاب الحلول و أخبرنا جماعة عن أبی محمد هارون بن موسی عن أبی علی محمد بن همام أن محمد بن علی الشلمغانی لم یكن قط بابا إلی أبی القاسم و لا طریقا له و لا نصبه أبو القاسم بشی ء من ذلك علی وجه و لا سبب و من قال بذلك فقد أبطل و إنما كان

ص: 374

فقیها من فقهائنا فخلط و ظهر عنه ما ظهر و انتشر الكفر و الإلحاد عنه.

فخرج فیه التوقیع علی ید أبی القاسم بلعنه و البراءة منه و ممن تابعه و شایعه و قال بقوله.

و أخبرنی الحسین بن إبراهیم عن أحمد بن علی بن نوح عن أبی نصر هبة اللّٰه بن محمد بن أحمد قال حدثنی أبو عبد اللّٰه الحسین بن أحمد الحامدی البزاز المعروف بغلام أبی علی بن جعفر المعروف بابن رهومة النوبختی و كان شیخا مستورا قال سمعت روح بن أبی القاسم بن روح یقول لما عمل محمد بن علی الشلمغانی كتاب التكلیف قال الشیخ یعنی أبا القاسم رضی اللّٰه عنه اطلبوه إلی لأنظره فجاءوا به فقرأه من أوله إلی آخره فقال ما فیه شی ء إلا و قد روی عن الأئمة فی موضعین أو ثلاثة فإنه كذب علیهم فی روایتها لعنه اللّٰه.

وَ أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَابَوَیْهِ أَنَّهُمَا قَالا: مِمَّا أَخْطَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فِی الْمَذْهَبِ فِی بَابِ الشَّهَادَةِ أَنَّهُ رَوَی عَنِ الْعَالِمِ أَنَّهُ قَالَ إِذَا كَانَ لِأَخِیكَ الْمُؤْمِنِ عَلَی رَجُلٍ حَقٌّ فَدَفَعَهُ عَنْهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ مِنَ الْبَیِّنَةِ عَلَیْهِ إِلَّا شَاهِدٌ وَاحِدٌ وَ كَانَ الشَّاهِدُ ثِقَةً رَجَعْتَ إِلَی الشَّاهِدِ فَسَأَلْتَهُ عَنْ شَهَادَتِهِ فَإِذَا أَقَامَهَا عِنْدَكَ شَهِدْتَ مَعَهُ عِنْدَ الْحَاكِمِ عَلَی مِثْلِ مَا یَشْهَدُ عِنْدَهُ لِئَلَّا یَتْوَی حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ (1).

ص: 375


1- 1. هذا الخبر بعینه یوجد فی الكتاب المعروف بفقه الرضا علیه السلام فی باب الشهادات، و هذا ممّا یشهد علی أن الكتاب كتاب التكلیف لابن أبی العزاقر الشلمغانی. و من ذلك أنّه یوجد فی هذا الكتاب عند تحدید الكرّ أن العلامة فی ذلك أن تأخذ الحجر فترمی به فی وسطه فان بلغت أمواجه من الحجر جنبی الغدیر فهو دون الكر و ان لم یبلغ فهو كر لا ینجسه شی ء. و هذا التحدید لم ینقل الا من الشلمغانی. و ان أخذه من قول أصحاب اللغة كما فی فقه اللغة للثعالبی. و من ذلك ما نقله النوریّ فی المستدرك ج 3 ص 210 عن غوالی اللئالی نقلا عن كتاب التكلیف لابن أبی العزاقر، عن العالم علیه السلام روایة، ثمّ ینقل عینها عن كتاب فقه الرضا. مذیلا بكلام فی معناه. فتری أن ابن أبی جمهور الاحسائی كان یعرف الكتاب أنّه كتاب التكلیف و ینقل عنه ما یرویه و یترك فیه ما یراه فی معنی الحدیث لانه لیس من الحدیث بشی ء.

و اللفظ لابن بابویه و قال هذا كذب منه و لسنا نعرف ذلك و قال فی موضع آخر كذب فیه.

نسخة التوقیع الخارج فی لعنه.

أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ قَالَ خَرَجَ عَلَی یَدِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ فِی ابْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ وَ الْمِدَادُ رَطْبٌ لَمْ یَجُفَّ.

وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ دَاوُدَ قَالَ خَرَجَ التَّوْقِیعُ مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ فِی الشَّلْمَغَانِیِّ وَ أَنْفَذَ نُسْخَتَهُ إِلَی أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ ابْنُ نُوحٍ وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ ذَكَا مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِیِّ بْنِ هَمَّامِ بْنِ سُهَیْلٍ بِتَوْقِیعٍ خَرَجَ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّیْمَرِیُّ: أَنْفَذَ الشَّیْخُ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَجْلِسِهِ فِی دَارِ الْمُقْتَدِرِ إِلَی شَیْخِنَا أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ فِی ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَمْلَاهُ أَبُو عَلِیٍّ عَلَیَّ وَ عَرَّفَنِی أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ رَاجَعَ فِی تَرْكِ إِظْهَارِهِ فَإِنَّهُ فِی یَدِ الْقَوْمِ وَ حَبْسِهِمْ فَأُمِرَ بِإِظْهَارِهِ وَ أَنْ لَا یَخْشَی وَ یَأْمَنَ فَتَخَلَّصَ وَ خَرَجَ مِنَ الْحَبْسِ بَعْدَ ذَلِكَ بِمُدَّةٍ یَسِیرَةٍ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

التَّوْقِیعُ عَرِّفْ قَالَ الصَّیْمَرِیُّ عَرَّفَكَ اللَّهُ الْخَیْرَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ عَرَّفَكَ الْخَیْرَ كُلَّهُ وَ خَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ مَنْ تَثِقُ بِدِینِهِ وَ تَسْكُنُ إِلَی نِیَّتِهِ مِنْ إِخْوَانِنَا أَسْعَدَكُمُ اللَّهُ وَ قَالَ ابْنُ دَاوُدَ أَدَامَ اللَّهُ سَعَادَتَكُمْ مَنْ تَسْكُنُ إِلَی دِینِهِ وَ تَثِقُ بِنِیَّتِهِ جَمِیعاً بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْمَعْرُوفَ بِالشَّلْمَغَانِیِّ زَادَ ابْنُ دَاوُدَ وَ هُوَ مِمَّنْ عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ النَّقِمَةَ وَ لَا أَمْهَلَهُ قَدِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ فَارَقَهُ اتَّفَقُوا(1)

وَ أَلْحَدَ فِی دِینِ اللَّهِ وَ ادَّعَی مَا كَفَرَ مَعَهُ بِالْخَالِقِ قَالَ هَارُونُ فِیهِ بِالْخَالِقِ جَلَّ وَ تَعَالَی وَ افْتَرَی كَذِباً وَ زُوراً وَ قَالَ بُهْتَاناً وَ إِثْماً عَظِیماً

ص: 376


1- 1. یعنی الرواة.

قَالَ هَارُونُ وَ أَمْراً عَظِیماً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً وَ خَسِرُوا خُسْراناً مُبِیناً وَ إِنَّنَا قَدْ بَرِئْنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَی رَسُولِهِ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَیْهِمْ مِنْهُ وَ لَعَنَّاهُ عَلَیْهِ لَعَائِنُ اللَّهِ اتَّفَقُوا زَادَ ابْنُ دَاوُدَ تَتْرَی فِی الظَّاهِرِ مِنَّا وَ الْبَاطِنِ فِی السِّرِّ وَ الْجَهْرِ وَ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ عَلَی مَنْ شَایَعَهُ وَ بَایَعَهُ أَوْ بَلَغَهُ هَذَا الْقَوْلُ مِنَّا وَ أَقَامَ عَلَی تَوَلِّیهِ بَعْدَهُ وَ أَعْلِمْهُمْ قَالَ الصَّیْمَرِیُّ تَوَلَّاكُمُ اللَّهُ قَالَ ابْنُ ذَكَا أَعَزَّكُمُ اللَّهُ أَنَّا مِنَ التَّوَقِّی وَ قَالَ ابْنُ دَاوُدَ اعْلَمْ أَنَّنَا مِنَ التَّوَقِّی لَهُ قَالَ هَارُونُ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّنَا فِی التَّوَقِّی وَ الْمُحَاذَرَةِ مِنْهُ قَالَ ابْنُ دَاوُدَ وَ هَارُونُ عَلَی مِثْلِ مَا كَانَ مِمَّنْ تَقَدَّمَنَا لِنُظَرَائِهِ قَالَ الصَّیْمَرِیُّ عَلَی مَا كُنَّا عَلَیْهِ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ نُظَرَائِهِ وَ قَالَ ابْنُ ذَكَا عَلَی مَا كَانَ عَلَیْهِ مِمَّنْ تَقَدَّمَنَا لِنُظَرَائِهِ اتَّفَقُوا مِنَ الشَّرِیعِیِّ وَ النُّمَیْرِیِّ وَ الْهِلَالِیِّ وَ الْبِلَالِیِّ وَ غَیْرِهِمْ وَ عَادَةُ اللَّهِ قَالَ ابْنُ دَاوُدَ وَ هَارُونُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ اتَّفَقُوا مَعَ ذَلِكَ قَبْلَهُ وَ بَعْدَهُ عِنْدَنَا جَمِیلَةٌ وَ بِهِ نَثِقُ وَ إِیَّاهُ نَسْتَعِینُ وَ هُوَ حَسْبُنَا فِی كُلِّ أُمُورِنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ قَالَ هَارُونُ وَ أَخَذَ أَبُو عَلِیٍّ هَذَا التَّوْقِیعَ وَ لَمْ یَدَعْ أَحَداً مِنَ الشُّیُوخِ إِلَّا وَ أَقْرَأَهُ إِیَّاهُ وَ كُوتِبَ مَنْ بَعُدَ مِنْهُمْ بِنُسْخَتِهِ فِی سَائِرِ الْأَمْصَارِ فَاشْتَهَرَ ذَلِكَ فِی الطَّائِفَةِ فَاجْتَمَعَتْ عَلَی لَعْنِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ وَ قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ فِی سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ.

ذكر أمر أبی بكر البغدادی ابن أخی الشیخ أبی جعفر محمد بن عثمان العمری رضی اللّٰه عنه و أبی دلف المجنون أخبرنی الشیخ أبو عبد اللّٰه محمد بن محمد بن النعمان عن أبی الحسن علی بن بلال المهلبی قال سمعت أبا القاسم جعفر بن محمد بن قولویه یقول أما أبو دلف الكاتب لا حاطه اللّٰه فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن و سلسل ثم صار مفوضا و ما عرفناه قط إذا حضر فی مشهد إلا استخف به و لا

ص: 377

عرفته الشیعة إلا مدة یسیرة و الجماعة تتبرأ عنه و ممن یومی إلیه و ینمس به.

و قد كنا وجهنا إلی أبی بكر البغدادی لما ادعی له هذا ما ادعاه فأنكر ذلك و حلف علیه فقبلنا ذلك منه فلما دخل بغداد مال إلیه و عدل من الطائفة و أوصی إلیه لم نشك أنه علی مذهبه فلعناه و برئنا منه لأن عندنا أن كل من ادعی الأمر بعد السمری فهو كافر منمس ضال مضل و باللّٰه التوفیق.

و ذكر أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكری قال لما قدم ابن محمد بن الحسن بن الولید القمی من قبل أبیه و الجماعة و سألوه عن الأمر الذی حكی فیه من النیابة أنكر ذلك و قال لیس إلی من هذا الأمر شی ء و لا ادعیت شیئا من هذا و كنت حاضرا لمخاطبته إیاه بالبصرة.

و ذكر ابن عیاش قال اجتمعت یوما مع أبی دلف فأخذنا فی ذكر أبی بكر البغدادی فقال لی تعلم من أین كان فضل سیدنا الشیخ قدس اللّٰه روحه و قدس به علی أبی القاسم الحسین بن روح و علی غیره فقلت له ما أعرف قال لأن أبا جعفر محمد بن عثمان قدم اسمه علی اسمه فی وصیته قال فقلت له فالمنصور إذا أفضل من مولانا أبی الحسن موسی علیه السلام قال و كیف قلت لأن الصادق قدم اسمه علی اسمه فی الوصیة.

فقال لی أنت تتعصب علی سیدنا و تعادیه فقلت الخلق كلهم تعادی أبا بكر البغدادی و تتعصب علیه غیرك وحدك و كدنا نتقاتل و نأخذ بالأزیاق (1).

و أمر أبی بكر البغدادی فی قلة العلم و المروءة أشهر و جنون أبی دلف أكثر من أن یحصی لا نشغل كتابنا بذلك و لا نطول بذكره ذكر ابن نوح طرفا من ذلك.

و روی أبو محمد هارون بن موسی عن أبی القاسم الحسین بن عبد الرحیم الأبراروری قال أنفذنی أبی عبد الرحیم إلی أبی جعفر محمد بن عثمان العمری رضی اللّٰه عنه فی شی ء كان بینی و بینه فحضرت مجلسه و فیه جماعة من أصحابنا و هم یتذاكرون

ص: 378


1- 1. الازیاق جمع زیق و هو من القمیص ما أحاط منه بالعنق.

شیئا من الروایات و ما قاله الصادقون علیهم السلام حتی أقبل أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادی ابن أخی أبی جعفر العمری فلما بصر به أبو جعفر رضی اللّٰه عنه قال للجماعة أمسكوا فإن هذا الجائی لیس من أصحابكم.

و حكی أنه توكل للیزیدی بالبصرة فبقی فی خدمته مدة طویلة و جمع مالا عظیما فسعی به إلی الیزیدی فقبض علیه و صادره و ضربه علی أم رأسه حتی نزل الماء فی عینیه فمات أبو بكر ضریرا.

و قال أبو نصر هبة اللّٰه بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبی جعفر محمد بن عثمان العمری رضی اللّٰه عنه أن أبا دلف محمد بن مظفر الكاتب كان فی ابتداء أمره مخمسا(1) مشهورا بذلك لأنه كان تربیة الكرخیین و تلمیذهم و صنیعتهم و كان الكرخیون مخمسة لا یشك فی ذلك أحد من الشیعة و قد كان أبو دلف یقول ذلك و یعترف به و یقول نقلنی سیدنا الشیخ الصالح قدس اللّٰه روحه و نور ضریحه عن مذهب أبی جعفر الكرخی إلی المذهب الصحیح یعنی أبا بكر البغدادی.

و جنون أبی دلف و حكایات فساد مذهبه أكثر من أن تحصی فلا نطول بذكره هاهنا.

قد ذكرنا جملا من أخبار السفراء و الأبواب فی زمان الغیبة لأن صحة ذلك مبنی علی ثبوت إمامة صاحب الزمان و فی ثبوت وكالتهم و ظهور المعجزات علی أیدیهم دلیل واضح علی إمامة من ائتموا إلیه فلذلك ذكرنا هذا فلیس لأحد أن یقول ما الفائدة فی ذكر أخبارهم فیما یتعلق بالكلام فی الغیبة لأنا قد بینا فائدة ذلك فسقط هذا الاعتراض.

بیان: زیق القمیص بالكسر ما أحاط بالعنق منه.

ص: 379


1- 1. هم فرقة من الغلاة یقولون بألوهیّة أصحاب الكساء الخمسة: محمّد و علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهما السلام بأنّهم نور واحد و الرّوح حالة فیهم بالسویة لا فضل لواحد علی الآخر راجع الملل و النحل للشهرستانی بهامش الفصل ج 2 ص 13.

«2»- ج، [الإحتجاج]: رَوَی أَصْحَابُنَا أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ الشَّرِیعِیَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام وَ هُوَ أَوَّلُ مَنِ ادَّعَی مَقَاماً لَمْ یَجْعَلْهُ اللَّهُ فِیهِ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی حُجَجِهِ علیهم السلام وَ نَسَبَ إِلَیْهِمْ مَا لَا یَلِیقُ بِهِمْ وَ مَا هُمْ مِنْهُ بِرَاءٌ ثُمَّ ظَهَرَ مِنْهُ الْقَوْلُ بِالْكُفْرِ وَ الْإِلْحَادِ وَ كَذَلِكَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَیْرٍ النُّمَیْرِیُّ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ علیه السلام فَلَمَّا تُوُفِّیَ ادَّعَی النِّیَابَةَ لِصَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام فَفَضَحَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِمَا ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الْإِلْحَادِ وَ الْغُلُوِّ وَ الْقَوْلِ بِالتَّنَاسُخِ وَ قَدْ كَانَ یَدَّعِی أَنَّهُ رَسُولُ نَبِیٍّ أَرْسَلَهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ یَقُولُ فِیهِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ یَقُولُ بِالْإِجَابَةِ لِلْمَحَارِمِ وَ كَانَ أَیْضاً مِنْ جُمْلَةِ الْغُلَاةِ أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ الْكَرْخِیُ (1) وَ قَدْ كَانَ مِنْ قَبْلُ فِی عِدَادِ أَصْحَابِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام ثُمَّ تَغَیَّرَ عَمَّا كَانَ عَلَیْهِ وَ أَنْكَرَ نِیَابَةَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ فَخَرَجَ التَّوْقِیعُ بِلَعْنِهِ مِنْ قِبَلِ صَاحِبِ الْأَمْرِ بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُ فِی جُمْلَةِ مَنْ لَعَنَ وَ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَ كَذَلِكَ كَانَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَلَّاجُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِی الْعَزَاقِرِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.

فَخَرَجَ التَّوْقِیعُ بِلَعْنِهِمْ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ جَمِیعاً عَلَی یَدِ الشَّیْخِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ نُسْخَتُهُ: اعْرِفْ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَكَ وَ عَرَّفَكَ الْخَیْرَ كُلَّهُ وَ خَتَمَ بِهِ عَمَلَكَ مَنْ تَثِقُ بِدِینِهِ وَ تَسْكُنُ إِلَی نِیَّتِهِ مِنْ إِخْوَانِنَا أَدَامَ اللَّهُ سَعَادَتَهُمْ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْمَعْرُوفَ بِالشَّلْمَغَانِیِّ عَجَّلَ اللَّهُ لَهُ النَّقِمَةَ وَ لَا أَمْهَلَهُ قَدِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ فَارَقَهُ وَ أَلْحَدَ فِی دِینِ اللَّهِ وَ ادَّعَی مَا كَفَرَ مَعَهُ بِالْخَالِقِ جَلَّ وَ تَعَالَی وَ افْتَرَی كَذِباً وَ زُوراً وَ قَالَ بُهْتَاناً وَ إِثْماً

ص: 380


1- 1. و هو أبو جعفر العبرتائی قد روی أكثر أصول أصحابنا كما عرفت روایته فی شطر من الاخبار الماضیة فی هذا الكتاب، فحیث كان له حال استقامة و تخلیط یعمل بما رواه فی حال استقامته، قال الشیخ فی العدة: و لذلك عملت الطائفة بما رواه أبو الخطاب فی حال استقامته و كذلك القول فی أحمد بن هلال العبرتائی.

عَظِیماً كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً وَ خَسِرُوا خُسْراناً مُبِیناً وَ إِنَّا بَرِئْنَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ إِلَی رَسُولِهِ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ بَرَكَاتُهُ عَلَیْهِمْ مِنْهُ وَ لَعَنَّاهُ عَلَیْهِ لَعَائِنُ اللَّهِ تَتْرَی فِی الظَّاهِرِ مِنَّا وَ الْبَاطِنِ فِی السِّرِّ وَ الْجَهْرِ وَ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ عَلَی مَنْ شَایَعَهُ وَ تَابَعَهُ وَ بَلَغَهُ هَذَا الْقَوْلُ مِنَّا فَأَقَامَ عَلَی تَوَلِّیهِ بَعْدَهُ وَ أَعْلِمْهُمْ تَوَلَّاكُمُ اللَّهُ أَنَّنَا فِی التَّوَقِّی وَ الْمُحَاذَرَةِ مِنْهُ عَلَی مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَیْهِ مِمَّنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ نُظَرَائِهِ مِنَ الشَّرِیعِیِّ وَ النُّمَیْرِیِّ وَ الْهِلَالِیِّ وَ الْبِلَالِیِّ وَ غَیْرِهِمْ وَ عَادَةُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَعَ ذَلِكَ قَبْلَهُ وَ بَعْدَهُ عِنْدَنَا جَمِیلَةٌ وَ بِهِ نَثِقُ وَ إِیَّاهُ نَسْتَعِینُ وَ هُوَ حَسْبُنَا فِی كُلِّ أُمُورِنَا وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ.

إلی هنا ینتهی الجزء الأوّل من المجلّد الثالث عشر و یلیه الجزء الثانی و أوّله باب ذك من رآه صلوات اللّٰه علیه.

ص: 381

كلمة المصحح

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه. و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله الأطیبین أمناء اللّٰه.

و بعد: فقد منّ اللّٰه علینا أن وفّقنا لتصحیح هذا السفر القیّم و التراث الذهبیّ المخلّد و هو الجزء الأوّل من المجلّد الثالث عشر من كتاب بحار الأنوار حسب تجزئة المصنّف رضوان اللّٰه علیه و الجزء الحادی و الخمسون حسب تجزئتنا وفّقنا اللّٰه لاتمام ذلك بمنّه و فضله.

مسلكنا فی التصحیح

«1»- اعتمدنا علی النسخة المطبوعة المشهورة بكمبانیّ تصحیح الفاضل الخبیر المرزا محمّد القمیّ المعروف بأرباب فجعلناها أصلًا لطبعتنا هذه عرضاً و مقابلة.

و اكتفینا بذلك عن عرضه علی نسخ أخری لصحّتها و إتقانها و قد قال الفاضل المرحوم فی ختام هذه الطبعة أنّه:

«قد جاء هذا السفر الشریف منطبعاً مطبوعا و مصحّحا مقبولًا حسبما أمره عمدة الأعیان و الأعاظم الحاجّ محمّد حسن الأصفهانیّ أمین دار الضرب بعد ما بذل سیّدنا الجلیل و العالم النبیل المرزا محمّد خلیل الموسویّ برهة من دهره فی إصلاح هذا الأمر و تیسیر أسبابه و صرف الهمّ فی التصحیح و هذا الجزء كأغلب أجزاء الكتاب تصحیح العبد الآثم المستمسك بعری رواة الأخبار المرزا محمّد القمیّ»

ص: 382

و قال السیّد محمّد خلیل الموسویّ فی ظهر الصفحة الأولی عند ما یذكر فهرس الأبواب ما هذا ترجمته:

«إنّ هذه النسخة المطبوعة قد قوبلت و صحّحت مرّة بعد مرّة و كرّة بعد كرّة علی النسخ المتعدّده و لمّا كان نسخ الكتاب مختلفاً بالزیادة و النقیصة جعلنا الزیادات فی حاشیة الكتاب لیكون أتمّ و أصحّ و بحمد اللّٰه و التوجّه من مولانا إمام الزمان علیه السلام قد وفّقنا لجمع النسخ المتعدّدة من الأماكن المتكثّرة لهذا المجلّد الثالث عشر و سائر الأجزاء و بذل العلماء جمعاً و منفرداً جهدهم فی تصحیحها فأرجو أن یكون نسختنا هذه أصحّ من سائر النسخ و ما توفیقی إلّا باللّٰه و أنا أحقر السادات ابن محمّد حسین محمّد خلیل الموسویّ الأصفهانیّ الإمامیّ.»

فمن المعلوم أنّ هذه النسخ التی أتیحت لهؤلاء المصحّحین و قابلوا النسخة علیها و صحّحوها جمعا و منفردا لو أتیحت لنا و أنّی و أین لم یكن فی عرض النسخة علیها ثانیاً كثیر جدوی و لذلك أغفلنا عن طلب النسخ المخطوطة.

اللّٰهمّ إلّا أن نجد نسخة المصنّف قدسّ سرّه فیكون عرض النسخة علیها من الواجب الحتم.

فمن كان من العلماء و الفضلاء عنده نسخة من تلك النسخ أو عنده خبر عن ذلك فلیراجعنا خدمة للدین و أهله و نشكره الشكر الجزیل.

أقول: و هذا الذی ذكره من اختلاف النسخ بالزیادة و النقیصة هو الذی كان یخافه المؤلّف قدسّ سرّه فی حیاته فوقع ذلك بعد وفاته قال قدسّ سرّه علی ما فی ج 1 ص 46 من الطبعة الجدیدة-:

ص: 383

«إعلم أنّا سنذكر بعض أخبار الكتب المتقدمة یعنی المصادر- التی لم نأخذ منها كثیرا لبعض الجهات مع ما سیتجدّد من الكتب فی كتاب مفرد سمّیناه بمستدرك البحار إذ الالحاق فی هذا الكتاب یصیر سببا لتغییر كثیر من النسخ المتفرقة فی البلاد ...».

فقد كان رحمه اللّٰه استخرج أحادیث و هیّأها لكتابه المسترك البحار و لكن حال بینه و بین إتمامه الأجل المحتوم فلم یجد أعضاء لجنته بدّا إلّا إلحاقها بالمجلدات و تفریقها إلی الأبواب المناسبة لها فصار النسخ مختلفة بالزیادة و النقیصة كما تراه فی المجلّد التاسع بین طبع تبریز و طبع الكمبانیّ.

فنحن جعلناها بین العلامتین [....] إشارة إلی ذلك الاختلاف بل فرقا بین البحار و مستدركه.

«2»- راجعنا مصادر الكتاب عند ما عرض لنا أدنی شبهة فی سقط أو تصحیف و راجعنا مع ذلك كتب الرجال عند ما احتملنا تبدیلا فی السند.

و لأجل ذلك راجعنا كثیراً من المصادر و عرضنا النسخة علیها: بین ما لم یكن بینهما اختلاف أو كان اختلاف یسیر غیر مغیّر للمعنی أو كان الترجیح لنسخة المصنّف فأضربنا عن الایعاز إلی ذلك.

و إذا كان الترجیح لنسخة المصدر أو كان فی النسخة تصحیف أصلحناه فی الصلب و أوعزنا إلی ذلك فی الذیل كما یراه المطالع الباحث.

و لم نكن لنرجّح نسخة المصدر إلّا حیث ظهر بدیهة و ذلك لأنّ المصنّف أعلی اللّٰه مقامه قد جمع اللّٰه عنده من المصادر الثمینة الغالیة ما لا یجمع عند أحد فقد كان عنده النسخ المصحّحة من المصادر و هو قدسّ سرّه لم یكن لیعتمد علی النسخ المغلوطة فقد كان بعض الأحادیث فی نسخة سقیمة فنقلها و أشار إلی ذلك مع الایضاح اللازم كما تراه فی ص 57 من هذا المجلّد.

ص: 384

فاللازم علی الباحثین الثقافیّین أن یعرضوا نسختهم من المصادر عند طبعها و تحقیقها علی البحار كما فعل عند طبع كتاب المحاسن و الاختصاص- لا أن یعرضوا نسخة البحار علی المصادر مخطوطة كانت أو مطبوعة إلّا أن یكون فی نسخة البحار تصحیفا ظاهرا قد نشأ من النسّاخ و الكتّاب.

و لأجل ذلك لم نلتزم بعرض الأحادیث كلّها علی المصادر المطبوعة أو المخطوطة و لا بتذكار الاختلاف بینها و بین نسختنا لعدم الجدوی فی ذلك. اللّٰهمّ إلّا أن نظفر بنسخة الأصل من المصدر أو بنسخة مطبوعة قد حققّت بالأدب الصحیح و قوبلت مع النسخة الأصلیة كما عرضنا من ص 262- 288 علی كتاب الغرر و الدرر طبع مصر.

«3»- تری فی طیّ الصفحات كلمات أو جملات جعلناها بین العلامتین [....] من دون أن نذیّلها بكلام فهی بین طوائف:

طائفة منها موجودة فی هامش النسخة مع رمز ظ أو خ ل فجعلناها بین العلامتین

و طائفة منها موجودة فی المصدر الذی كان عندنا ساقطة من نسخة الكمبانیّ لا یستقیم المراد بدونها كما فی ص 24 عند النقل من تاریخ ابن خلّكان أو یستقیم كما فی ص 264- 286 عند النقل من كتاب الغرر و الدرر.

و طائفة منها غیر موجودة فی النسخة و یستدعیها الأدب و السیاق: لا یستقیم المعنی بدونها كما فی ص 296 أو یستقیم كما فی ص 182 و 189.

«4»- حققّنا كثیرا من ألفاظ الحدیث علی كتب الأدب كما فی ص 257 س 9 من قول المصنف «و الصریمة» العزیمة فی الشی ء فقد كان فی النسخة «العظیمة» فلم نذّیلها بكلام لكونها من أغلاط الطبع و اشتباه السمع عند المقابلة و هكذا كل ما كان من الحروف مشتبها بین المعجمة و المهملة.

ص: 385

«5»- حقّقنا بعض الأسانید علی المصدر و كتب الرجال أو بعضها علی بعض كما فی ص 311 س 7: «محمد بن حُمَّوَیة» فقد كان فی النسخة: «محمد بن جمهور» و إنّما لم نذّینا بكلام لأن الانتباه إلیها كان بعد انقضاء الفرصة و تقطیع الصفحات أو لم نعبأ بها.

هذا مسلكنا فی التصحیح و التحقیق و لا زال أدعو اللّٰه جاهداً مخلصاً أن یهدینی فی سلوكی هذا إلی النهج القویم، و یحملنی علی الحقّ الصریح و یحفظنی عن الخطاء و الخطل إنّه علی صراط مستقیم.

شهر رمضان المبارك 1384

محمد باقر البهبودیّ

ص: 386

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

«1»- باب ولادته و أحوال أمّه صلوات اللّٰه علیه 228

«2»- باب أسمائه علیه السلام و ألقابه و كناه و عللها 31- 28

«3»- باب النهی عن التسمیة 34- 31

«4»- باب صفاته صلوات اللّٰه علیه و علاماته و نسبه 44- 34

«5»- باب الآیات المأوّلة بقیام القائم علیه السلام 64- 44

أبواب النصوص من اللّٰه تعالی و من آبائه علیه صلوات اللّٰه علیهم أجمعین

«6»- باب ما ورد من إخبار اللّٰه و إخبار النبی صّلی الّله علیه و آله بالقائم علیه السلام من طرق الخاصّة و العامّة 109- 65

«7»- باب ما ورد عن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه فی ذلك 132- 109

«8»- باب ما روی فی ذلك عن الحسنین صلوات اللّٰه علیهما 134- 132

«9»- باب ما روی فی ذلك عن علی بن الحسین صلوات اللّٰه علیه 135- 134

«10»- باب ما روی عن الباقر صلوات اللّٰه علیه فی ذلك 141- 136

«11»- باب ما روی فی ذلك عن الصادق صلوات اللّٰه علیه 149- 142

ص: 387

«12»- باب ما روی عن الكاظم علیه السلام فی ذلك 151- 150

«13»- باب ما جاء عن الرضا علیه السلام فی ذلك 155- 152

«14»- باب ما روی فی ذلك عن الجواد علیه السلام 158- 156

«15»- باب نص العسكریین صلوات اللّٰه علیهما علی القائم علیه السلام 162- 158

«16»- باب نادر فیما أخبر به الكهنة 166- 162

«17»- باب ذكر الأدلة التی ذكرها شیخ الطائفة رحمه اللّٰه علی إثبات الغیبة 215- 167

«18»- باب ما فیه علیه السلام من سنن الأنبیاء علیهم السلام و الاستدلال بغیباتهم علی غیبته صلوات اللّٰه علیهم 225- 215

«19»- باب ذكر أخبار المعمّرین لرفع استبعاد المخالفین عن طول غیبة مولانا القائم صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین 293- 225

«20»- باب ما ظهر من معجزاته صلوات اللّٰه علیه و فیه بعض أحواله و أحوال سفرائه 243- 293

«21»- باب أحوال السفراء الذین كانوا فی زمان الغیبة الصغری وسائط بین الشیعة و بین القائم علیه السلام 366- 343

«22»- باب ذكر المذمومین الذین ادعوا البابیّة و السفارة كذبا و افتراء لعنهم اللّٰه 381- 367

ص: 388

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 389

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.