بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 50

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 50: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب تاریخ علی بن موسی الرضا و محمد بن علی الجواد و علی بن محمد الهادی و الحسن بن علی العسكری علیهم السلام

أبواب تاریخ الإمام التاسع و السید القانع حجة اللّٰه علی جمیع العباد و شافع یوم التناد أبی جعفر محمد بن علی التقی الجواد صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین و أولاده المعصومین أبد الآبدین

باب 1 مولده و وفاته و أسمائه و ألقابه و أحوال أولاده صلوات اللّٰه علیه

«1»- كا، [الكافی]: وُلِدَ علیه السلام فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ علیه السلام سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ شَهْرَیْنِ وَ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ دُفِنَ بِبَغْدَادَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّهِ مُوسَی علیه السلام وَ قَدْ كَانَ الْمُعْتَصِمُ أَشْخَصَهُ إِلَی بَغْدَادَ فِی أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا علیه السلام.

وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سَبِیكَةُ نُوبِیَّةٌ وَ قِیلَ أَیْضاً إِنَّ اسْمَهَا كَانَ خَیْزُرَانَ وَ رُوِیَ أَنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مَارِیَةَ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1).


1- 1. أصول الكافی ج 1 ص 492.

«2»- ضه، [روضة الواعظین]: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ یُقَالُ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ بِبَغْدَادَ قَتِیلًا مَسْمُوماً فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ وَ قِیلَ وَفَاتُهُ یَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«3»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ قَارِنٍ عَنْ رَجُلٍ كَانَ رَضِیعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ (1) جَالِسٌ مَعَ مُؤَدِّبٍ لَهُ یُكَنَّی أَبَا زَكَرِیَّا وَ أَبُو جَعْفَرٍ عِنْدَنَا إِنَّهُ بِبَغْدَادَ وَ أَبُو الْحَسَنِ یَقْرَأُ مِنَ اللَّوْحِ عَلَی مُؤَدِّبِهِ إِذْ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً فَسَأَلَهُ الْمُؤَدِّبُ مَا بُكَاؤُكَ فَلَمْ یُجِبْهُ وَ قَالَ ائْذَنْ لِی بِالدُّخُولِ فَأَذِنَ لَهُ فَارْتَفَعَ الصِّیَاحُ وَ الْبُكَاءُ مِنْ مَنْزِلِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْنَا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْبُكَاءِ فَقَالَ إِنَّ أَبِی قَدْ تُوُفِّیَ السَّاعَةَ فَقُلْنَا بِمَا عَلِمْتَ قَالَ قَدْ دَخَلَنِی مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ مَضَی فَتَعَرَّفْنَا ذَلِكَ الْوَقْتَ مِنَ الْیَوْمِ وَ الشَّهْرِ فَإِذَا هُوَ مَضَی فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ (2).

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی مُسَافِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی الْعَشِیَّةِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا إِنِّی مَیِّتٌ اللَّیْلَةَ ثُمَّ قَالَ نَحْنُ مَعْشَرٌ إِذَا لَمْ یَرْضَ اللَّهُ لِأَحَدِنَا الدُّنْیَا نَقَلْنَا إِلَیْهِ (3).

«5»- شا، [الإرشاد]: كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام فِی شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ فِی بَغْدَادَ فِی ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ لِأَبِیهِ وَ إِمَامَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سَبِیكَةُ وَ كَانَتْ نُوبِیَّةً وَ قُبِضَ علیه السلام بِبَغْدَادَ وَ كَانَ سَبَبُ وُرُودِهِ إِلَیْهَا إِشْخَاصَ الْمُعْتَصِمِ لَهُ مِنَ الْمَدِینَةِ فَوَرَدَ بَغْدَادَ لِلَیْلَتَیْنِ بَقِیَتَا مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ تُوُفِّیَ بِهَا فِی ذِی الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ

ص: 2


1- 1. یعنی أبا الحسن علیّ بن محمّد الهادی علیهما السلام.
2- 2. بصائر الدرجات ص 467 الطبعة الحدیثة.
3- 3. لم نظفر علیه فی مختار الخرائج.

السَّنَةِ وَ قِیلَ إِنَّهُ مَضَی مَسْمُوماً وَ لَمْ یَثْبُتْ عِنْدِی بِذَلِكَ خَبَرٌ فَأُشْهِدَ بِهِ وَ دُفِنَ بِمَقَابِرِ قُرَیْشٍ فِی ظَهْرِ جَدِّهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ كَانَ لَهُ یَوْمَ قُبِضَ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ وَ كَانَ مَنْعُوتاً بِالْمُنْتَجَبِ وَ الْمُرْتَضَی وَ خَلَّفَ مِنَ الْوَلَدِ عَلِیّاً ابْنَهُ الْإِمَامَ مِنْ بَعْدِهِ وَ مُوسَی وَ فَاطِمَةَ وَ أُمَامَةَ ابْنَتَیْهِ وَ لَمْ یُخَلِّفْ ذَكَراً غَیْرَ مَنْ سَمَّیْنَاهُ (1).

«6»- شا، [الإرشاد] رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یَقُولُ وَیْحَكُمْ قَدْ أَعْیَانِی أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا وَ جَهَدْتُ أَنْ یَشْرَبَ مَعِی وَ یُنَادِمَنِی فَامْتَنَعَ وَ جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ فُرْصَةً فِی هَذَا الْمَعْنَی فَلَمْ أَجِدْهَا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ إِنْ لَمْ تَجِدْ مِنِ ابْنِ الرِّضَا(2)

مَا تُرِیدُهُ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ فَهَذَا أَخُوهُ مُوسَی (3)

ص: 3


1- 1. إرشاد المفید ص 297 و 307.
2- 2. كان یطلق« ابن الرضا» علی أبی جعفر محمّد الجواد خاصّة، ثمّ اطلق من بعده علی احفاد الرضا علیه السلام عامة و هما الإمام أبو الحسن الهادی، و موسی المبرقع حتی كان یطلق علی أبی محمّد الحسن العسكریّ علیه السلام كما ستعرف ذلك فی حدیث أحمد ابن عبید اللّٰه بن الخاقان فی باب وفاته علیه السلام تحت الرقم: 1. لكن الظاهر بل المقطوع أن المراد بابن الرضا فی هذا الحدیث هو أبو الحسن الهادی علیه السلام، و لذلك رواه المفید فی الإرشاد ص 312 باب دلائل أبی الحسن علیّ بن محمّد الهادی علیه السلام و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 502 باب مولده، و هكذا ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 409 فی معجزاته و الطبرسیّ فی إعلام الوری. كما أن المصنّف- قدّس سرّه- أخرج الحدیث من الكافی باب معجزات أبی الحسن الهادی علیه السلام تحت الرقم 47، فذكر الحدیث هنا مقتحم.
3- 3. لم یخلف أبو جعفر الجواد علیه السلام من الذكور الا أبا الحسن علیا الهادی« ع» و موسی المبرقع، و هو لام ولد مات بقم و قبره بها و إلیه ینتهی نسب الرضویین من السادات. و هو المراد فی هذا الحدیث كما یصرح بعد ذلك بأنّه قد تلقاه أبو الحسن الهادی أخوه علیه السلام بقنطرة وصیف. و لعلّ تلامذة المصنّف- قدّس سرّه- ألحقوا هذا الحدیث بالباب توهما منهم أن المراد بموسی أخی ابن الرضا هو أخو محمّد الجواد ابن علیّ بن موسی الرضا علیهما السلام كما زعمه بعض المورخین علی ما مر فی ج 49 ص 222.

قَصَّافٌ عَزَّافٌ یَأْكُلُ وَ یَشْرَبُ وَ یَعْشَقُ وَ یَتَجَالَعُ فَأَحْضِرْهُ وَ أَشْهِرْهُ فَإِنَّ الْخَبَرَ یَشِیعُ عَنِ ابْنِ الرِّضَا بِذَلِكَ وَ لَا یُفَرِّقُ النَّاسُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَخِیهِ وَ مَنْ عَرَفَهُ اتَّهَمَ أَخَاهُ بِمِثْلِ فِعَالِهِ فَقَالَ اكْتُبُوا بِإِشْخَاصِهِ مُكَرَّماً فَأُشْخِصَ مُكَرَّماً فَتَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْ یَتَلَقَّاهُ جَمِیعُ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ سَائِرُ النَّاسِ وَ عَمِلَ عَلَی أَنَّهُ إِذَا رَآهُ أَقْطَعَهُ قَطِیعَةً وَ بَنَی لَهُ فِیهَا وَ حَوَّلَ إِلَیْهِ الْخَمَّارِینَ وَ الْقِیَانَ وَ تَقَدَّمَ لِصِلَتِهِ وَ بِرِّهِ وَ أَفْرَدَ لَهُ مَنْزِلًا سَرِیّاً یَصْلُحُ أَنْ یَزُورَهُ هُوَ فِیهِ.

فَلَمَّا وَافَی مُوسَی تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَنْطَرَةِ وَصِیفٍ وَ هُوَ مَوْضِعٌ یُتَلَقَّی فِیهِ الْقَادِمُونَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ وَفَّاهُ حَقَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِیَهْتِكَكَ وَ یَضَعَ مِنْكَ فَلَا تُقِرَّ لَهُ أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِیذاً وَ اتَّقِ اللَّهَ یَا أَخِی أَنْ تَرْتَكِبَ مَحْظُوراً فَقَالَ لَهُ مُوسَی إِنَّمَا دَعَانِی لِهَذَا فَمَا حِیلَتِی قَالَ وَ لَا تَضَعْ مِنْ قَدْرِكَ وَ لَا تَعْصِ رَبَّكَ وَ لَا تَفْعَلْ مَا یَشِینُكَ فَمَا غَرَضُهُ إِلَّا هَتْكُكَ فَأَبَی عَلَیْهِ مُوسَی وَ قَرَّرَ عَلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام الْقَوْلَ وَ الْوَعْظَ وَ هُوَ مُقِیمٌ عَلَی خِلَافِهِ فَلَمَّا رَأَی أَنَّهُ لَا یُجِیبُ قَالَ علیه السلام لَهُ أَمَا إِنَّ الْمَجْلِسَ الَّذِی تُرِیدُ الِاجْتِمَاعَ مَعَهُ عَلَیْهِ لَا تَجْتَمِعُ عَلَیْهِ أَنْتَ وَ هُوَ أَبَداً قَالَ فَأَقَامَ مُوسَی ثَلَاثَ سِنِینَ یُبَكِّرُ كُلَّ یَوْمٍ إِلَی بَابِ الْمُتَوَكِّلِ فَیُقَالُ قَدْ تَشَاغَلَ الْیَوْمَ فَیَرُوحُ فَیُبَكِّرُ فَیُقَالُ لَهُ قَدْ سَكِرَ فَیُبَكِّرُ فَیُقَالُ لَهُ قَدْ شَرِبَ دَوَاءً فَمَا زَالَ عَلَی هَذَا ثَلَاثَ سِنِینَ حَتَّی قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ وَ لَمْ یَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَی شَرَابٍ (1).

بیان: القصف اللّٰهو و اللعب و المعازف الملاهی و مرأة جالعة أی قلیلة الحیاة تتكلم بالفحش و كذلك الرجل جلع و جالع و مجالعة القوم مجاوبتهم بالفحش و تنازعهم عند الشرب و القمار و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة و هو أیضا كنایة عن قلة الحیاء.

ص: 4


1- 1. الإرشاد ص 312.

«7»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ زُرْقَانَ صَاحِبِ ابْنِ أَبِی دُوَادٍ(1)

وَ صَدِیقِهِ بِشِدَّةٍ قَالَ: رَجَعَ ابْنُ أَبِی دُوَادٍ ذَاتَ یَوْمٍ مِنْ عِنْدِ الْمُعْتَصِمِ وَ هُوَ مُغْتَمٌّ فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَدِدْتُ الْیَوْمَ أَنِّی قَدْ مِتُّ مُنْذُ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ قُلْتُ لَهُ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ لِمَا كَانَ مِنْ هَذَا الْأَسْوَدِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْیَوْمَ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قُلْتُ لَهُ وَ كَیْفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ سَارِقاً أَقَرَّ عَلَی نَفْسِهِ بِالسَّرِقَةِ وَ سَأَلَ الْخَلِیفَةَ تَطْهِیرَهُ بِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَیْهِ فَجَمَعَ لِذَلِكَ الْفُقَهَاءَ فِی مَجْلِسِهِ وَ قَدْ أَحْضَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ فَسَأَلَنَا عَنِ الْقَطْعِ فِی أَیِّ مَوْضِعٍ یَجِبُ أَنْ یُقْطَعَ قَالَ فَقُلْتُ مِنَ الْكُرْسُوعِ (2)

قَالَ وَ مَا الْحُجَّةُ فِی ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ لِأَنَّ الْیَدَ هِیَ الْأَصَابِعُ وَ الْكَفُّ إِلَی

الْكُرْسُوعِ لِقَوْلِ اللَّهِ فِی التَّیَمُّمِ فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَیْدِیكُمْ (3) وَ اتَّفَقَ مَعِی ذَلِكَ قَوْمٌ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلْ یَجِبُ الْقَطْعُ مِنَ الْمِرْفَقِ قَالَ وَ مَا الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَالُوا لِأَنَّ اللَّهَ لَمَّا قَالَ وَ أَیْدِیَكُمْ إِلَی الْمَرافِقِ فِی الْغَسْلِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَی أَنَّ حَدَّ الْیَدِ هُوَ الْمِرْفَقُ

ص: 5


1- 1. فی نسخة الأصل و هكذا المصدر« ابن أبی دواد» و هو سهو و الصحیح ما فی الصلب« ابن أبی دواد» كغراب، و الرجل هو أحمد بن أبی دواد القاضی. كان قاضیا ببغداد فی عهد المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل، و كان بینه و بین محمّد بن عبد الملك الزیات وزیر المعتصم و الواثق عداوة ففلج فی سنة 233 و سخط علیه المتوكل و علی ولده أبی الولید محمّد بن أحمد، و كان علی القضاء فأخذ من أبی الولید محمّد بن أحمد مائة و عشرین الف دینار و جوهرا بأربعین ألف دینار مصادرة، و سیره الی بغداد من سامرّاء و كانت وفاته فی سنة 240 الهجریة. و قال الفیروزآبادی: زرقان كعثمان لقب أبی جعفر الزیات المحدث. و والد عمرو شیخ للأصمعی. و لعلّ الأول هو الذی كان صاحب ابن أبی دواد.
2- 2. الكرسوع: كعصفور: طرف الزند الذی یلی الخنصر الناتئ عند الرسغ. أو عظیم فی طرف الوظیف ممّا یلی الرسغ من وظیف الشاء و نحوها من غیر الآدمیین، قاله الفیروزآبادی.
3- 3. المائدة: 5.

قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ مَا تَقُولُ فِی هَذَا یَا أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ قَدْ تَكَلَّمَ الْقَوْمُ فِیهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ دَعْنِی مِمَّا تَكَلَّمُوا بِهِ أَیُّ شَیْ ءٍ عِنْدَكَ قَالَ أَعْفِنِی عَنْ هَذَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ بِاللَّهِ لَمَّا أَخْبَرْتَ بِمَا عِنْدَكَ فِیهِ فَقَالَ أَمَّا إِذَا أَقْسَمْتَ عَلَیَّ بِاللَّهِ إِنِّی أَقُولُ إِنَّهُمْ أَخْطَئُوا فِیهِ السُّنَّةَ فَإِنَّ الْقَطْعَ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ مِنْ مَفْصِلِ أُصُولِ الْأَصَابِعِ فَیُتْرَكُ الْكَفُّ قَالَ وَ مَا الْحُجَّةُ فِی ذَلِكَ قَالَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ السُّجُودُ عَلَی سَبْعَةِ أَعْضَاءٍ الْوَجْهِ وَ الْیَدَیْنِ وَ الرُّكْبَتَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ فَإِذَا قُطِعَتْ یَدُهُ مِنَ الْكُرْسُوعِ أَوِ الْمِرْفَقِ لَمْ یَبْقَ لَهُ یَدٌ یَسْجُدُ عَلَیْهَا وَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ (1) یَعْنِی بِهِ هَذَا الْأَعْضَاءَ السَّبْعَةَ الَّتِی یُسْجَدُ عَلَیْهَا فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً وَ مَا كَانَ لِلَّهِ لَمْ یُقْطَعْ قَالَ فَأَعْجَبَ الْمُعْتَصِمَ ذَلِكَ وَ أَمَرَ بِقَطْعِ یَدِ السَّارِقِ مِنْ مَفْصِلِ الْأَصَابِعِ دُونَ الْكَفِّ قَالَ ابْنُ أَبِی دُوَادٍ قَامَتْ قِیَامَتِی وَ تَمَنَّیْتُ أَنِّی لَمْ أَكُ حَیّاً قَالَ زُرْقَانُ قَالَ ابْنُ أَبِی دُوَادٍ صِرْتُ إِلَی الْمُعْتَصِمِ بَعْدَ ثَالِثَةٍ فَقُلْتُ إِنَّ نَصِیحَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیَّ وَاجِبَةٌ وَ أَنَا أُكَلِّمُهُ بِمَا أَعْلَمُ أَنِّی أَدْخُلُ بِهِ النَّارَ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ إِذَا جَمَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی مَجْلِسِهِ فُقَهَاءَ رَعِیَّتِهِ وَ عُلَمَاءَهُمْ لِأَمْرٍ وَاقِعٍ مِنْ أُمُورِ الدِّینِ فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْحُكْمِ فِیهِ فَأَخْبَرُوهُ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْحُكْمِ فِی ذَلِكَ وَ قَدْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ قُوَّادُهُ وَ وُزَرَاؤُهُ وَ كُتَّابُهُ وَ قَدْ تَسَامَعَ النَّاسُ بِذَلِكَ مِنْ وَرَاءِ بَابِهِ ثُمَّ یَتْرُكُ أَقَاوِیلَهُمْ كُلَّهُمْ لِقَوْلِ رَجُلٍ یَقُولُ شَطْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِإِمَامَتِهِ وَ یَدَّعُونَ أَنَّهُ أَوْلَی مِنْهُ بِمَقَامِهِ ثُمَّ یَحْكُمُ بِحُكْمِهِ دُونَ حُكْمِ الْفُقَهَاءِ قَالَ فَتَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ انْتَبَهَ لِمَا نَبَّهْتُهُ لَهُ وَ قَالَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ نَصِیحَتِكَ خَیْراً قَالَ فَأَمَرَ الْیَوْمَ الرَّابِعَ فُلَاناً مِنْ كُتَّابِ وُزَرَائِهِ بِأَنْ یَدْعُوَهُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَدَعَاهُ فَأَبَی أَنْ یُجِیبَهُ وَ قَالَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّی لَا أَحْضُرُ مَجَالِسَكُمْ فَقَالَ إِنِّی إِنَّمَا أَدْعُوكَ إِلَی الطَّعَامِ

ص: 6


1- 1. الجن: 18.

وَ أُحِبُّ أَنْ تَطَأَ ثِیَابِی وَ تَدْخُلَ مَنْزِلِی فَأَتَبَرَّكَ بِذَلِكَ فَقَدْ أَحَبَّ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْ وُزَرَاءِ الْخَلِیفَةِ لِقَاءَكَ فَصَارَ إِلَیْهِ فَلَمَّا طَعِمَ مِنْهَا أَحَسَّ السَّمَّ فَدَعَا بِدَابَّتِهِ فَسَأَلَهُ رَبُّ الْمَنْزِلِ أَنْ یُقِیمَ قَالَ خُرُوجِی مِنْ دَارِكَ خَیْرٌ لَكَ فَلَمْ یَزَلْ یَوْمُهُ ذَلِكَ وَ لَیْلُهُ فِی خِلْفَةٍ(1)

حَتَّی قُبِضَ علیه السلام (2).

«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِلتَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ یُقَالُ لِلنِّصْفِ مِنْهُ وَ قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ (3)

یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ بِبَغْدَادَ مَسْمُوماً فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ وَ قِیلَ یَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ دُفِنَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ إِلَی جَنْبِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ عُمُرُهُ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ قَالُوا وَ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَ اثْنَانِ وَ عِشْرُونَ یَوْماً وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ تُدْعَی دُرَّةَ وَ كَانَتْ مَرِیسِیَّةً(4) ثُمَّ سَمَّاهَا الرِّضَا علیه السلام خَیْزُرَانَ وَ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مَارِیَةَ الْقِبْطِیَّةِ وَ یُقَالُ إِنَّهَا سَبِیكَةُ وَ كَانَتْ نُوبِیَّةً وَ یُقَالُ رَیْحَانَةُ وَ تُكَنَّی أُمَّ الْحَسَنِ وَ مُدَّةُ وَلَایَتِهِ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ یُقَالُ أَقَامَ مَعَ أَبِیهِ سَبْعَ سِنِینَ وَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ یَوْمَیْنِ وَ بَعْدَهُ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا عِشْرِینَ یَوْماً فَكَانَ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ

ص: 7


1- 1. فی نسخة الأصل« حلقه» و فی المصدر« خلفه» و الصحیح ما فی الصلب، و الخلفة- بالكسر-: الهیضة و هی انطلاق البطن و القیاء و القیام جمیعا.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 319 و 320.
3- 3. هو أحمد بن محمّد بن عبد اللّٰه بن الحسن بن عیّاش الجوهریّ المعاصر للشیخ الصدوق، كان من أهل العلم و الأدب، صاحب كتاب مقتضب الاثر فی النصّ علی الأئمّة الاثنی عشر علیهم السلام، و كتاب اخبار ابی هاشم الجعفری و غیر ذلك.
4- 4. مریسة بتشدید الراء علی وزن سكینة قریة بمصر و ولایة من ناحیة الصعید ینسب الیها بشر بن غیاث المریسی، و فی بعض النسخ« مرسیة» و مرسیة بالضم مخففة كان اسم بلد إسلامی بالمغرب كثیر المنارة و البساتین، كما فی القاموس ج 2 ص 251.

الْمَأْمُونِ ثُمَّ مُلْكُ الْمُعْتَصِمِ وَ الْوَاثِقِ وَ فِی مُلْكِ الْوَاثِقِ اسْتُشْهِدَ-(1)

قَالَ ابْنُ بَابَوَیْهِ سَمَّ الْمُعْتَصِمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ أَوْلَادُهُ عَلِیٌّ الْإِمَامُ وَ مُوسَی وَ حَكِیمَةُ وَ خَدِیجَةُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِیُّ خَلَّفَ فَاطِمَةَ وَ أُمَامَةَ فَقَطْ وَ قَدْ كَانَ زَوَّجَهُ الْمَأْمُونُ ابْنَتَهُ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ وَ سَبَبُ وُرُودِهِ بَغْدَادَ إِشْخَاصُ الْمُعْتَصِمِ لَهُ مِنَ الْمَدِینَةِ فَوَرَدَ بَغْدَادَ لِلَیْلَتَیْنِ بَقِیَتَا مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أَقَامَ بِهَا حَتَّی تُوُفِّیَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ(2).

«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: لَمَّا بُویِعَ الْمُعْتَصِمُ جَعَلَ یَتَفَقَّدُ أَحْوَالَهُ فَكَتَبَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّیَّاتِ أَنْ یُنْفِذَ إِلَیْهِ التَّقِیَّ وَ أُمَّ الْفَضْلِ فَأَنْفَذَ الزَّیَّاتُ عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ إِلَیْهِ فَتَجَهَّزَ وَ خَرَجَ إِلَی بَغْدَادَ فَأَكْرَمَهُ وَ عَظَّمَهُ وَ أَنْفَذَ أَشْنَاسَ بِالتُّحَفِ إِلَیْهِ وَ إِلَی أُمِّ الْفَضْلِ ثُمَّ أَنْفَذَ إِلَیْهِ شَرَابَ حُمَّاضِ الْأُتْرُجِّ-(3) تَحْتَ خَتَمِهِ عَلَی یَدَیْ أَشْنَاسَ فَقَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ذَاقَهُ قَبْلَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی دُوَادٍ(4) وَ سَعِیدِ بْنِ الْخَضِیبِ وَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمَعْرُوفِینَ وَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَشْرَبَ مِنْهَا بِمَاءِ الثَّلْجِ وَ صَنَعَ فِی الْحَالِ وَ قَالَ اشْرَبْهَا بِاللَّیْلِ قَالَ إِنَّهَا تَنْفَعُ بَارِداً وَ قَدْ ذَابَ الثَّلْجُ وَ أَصَرَّ عَلَی ذَلِكَ فَشَرِبَهَا عَالِماً بِفِعْلِهِمْ-(5)

وَ كَانَ علیه السلام شَدِیدَ الْأُدْمَةِ فَشَكَّ فِیهِ الْمُرْتَابُونَ وَ هُوَ بِمَكَّةَ فَعَرَضُوهُ عَلَی الْقَافَةِ(6) فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَیْهِ خَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ سُجَّداً ثُمَّ قَامُوا فَقَالُوا یَا وَیْحَكُمْ

ص: 8


1- 1. سیجی ء من المصنّف رحمه اللّٰه تحت الرقم 11 بیان فی ان شهادته فی زمن الواثق مخالف للتواریخ المشهورة فراجع.
2- 2. المناقب ج 4 ص 379.
3- 3. الحماض كرمان: ما فی جوف الأترج، ذكره الفیروزآبادی.
4- 4. فی النسخ: أحمد بن أبی داود، و قد مر انه سهو، و الصحیح ما فی الصلب.
5- 5. المصدر ص 384.
6- 6. القافة: جمع قائف. و هو الذی یعرف النسب بفراسته و نظره الی أعضاء المولود و سیجی ء فی اعتباره و عدم ذلك بحث مستوفی.

أَ مِثْلَ هَذَا الْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ وَ النُّورِ الزَّاهِرِ تَعْرِضُونَ عَلَی مِثْلِنَا وَ هَذَا وَ اللَّهِ الْحَسَبُ الزَّكِیُّ وَ النَّسَبُ الْمُهَذَّبُ الطَّاهِرُ وَلَدَتْهُ النُّجُومُ الزَّوَاهِرُ وَ الْأَرْحَامُ الطَّوَاهِرُ وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا مِنْ ذُرِّیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ شَهْراً فَنَطَقَ بِلِسَانٍ أَرْهَفَ مِنَ السَّیْفِ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنَا مِنْ نُورِهِ وَ اصْطَفَانَا مِنْ بَرِیَّتِهِ وَ جَعَلَنَا أُمَنَاءَ عَلَی خَلْقِهِ وَ وَحْیِهِ أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا بْنِ مُوسَی الْكَاظِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ بْنِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الْعَابِدِینَ بْنِ الْحُسَیْنِ الشَّهِیدِ ابْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَیعلیهم السلام أَجْمَعِینَ أَ فِی مِثْلِی یُشَكُّ وَ عَلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عَلَی جَدِّی یُفْتَرَی وَ أُعْرِضَ عَلَی الْقَافَةِ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأَعْلَمُ مَا فِی سَرَائِرِهِمْ وَ خَوَاطِرِهِمْ وَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأَعْلَمُ النَّاسِ أَجْمَعِینَ بِمَا هُمْ إِلَیْهِ صَائِرُونَ أَقُولُ حَقّاً وَ أُظْهِرُ صِدْقاً عِلْماً قَدْ نَبَّأَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَبْلَ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ بَعْدَ(1) بِنَاءِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ لَا تَظَاهُرُ الْبَاطِلِ عَلَیْنَا وَ غَوَایَةُ ذُرِّیَّةِ الْكُفْرِ وَ تَوَثُّبُ أَهْلِ الشِّرْكِ وَ الشَّكِّ وَ الشِّقَاقِ عَلَیْنَا لَقُلْتُ قَوْلًا یَعْجَبُ مِنْهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اصْمُتْ كَمَا صَمَتَ آبَاؤُكَ وَ اصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ یَوْمَ یَرَوْنَ ما یُوعَدُونَ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ یُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ ثُمَّ أَتَی إِلَی رَجُلٍ بِجَانِبِهِ فَقَبَضَ عَلَی یَدِهِ فَمَا زَالَ یَمْشِی یَتَخَطَّی رِقَابَ النَّاسِ وَ هُمْ یُفْرِجُونَ لَهُ قَالَ فَرَأَیْتُ مَشِیخَةَ أَجِلَّائِهِمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ یَقُولُونَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ فَسَأَلْتُ عَنْهُمْ فَقِیلَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ مِنْ أَوْلَادِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَبَلَغَ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ فِی خُرَاسَانَ مَا صَنَعَ ابْنُهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ ذَكَرَ مَا

ص: 9


1- 1. فی المصدر: و قبل بناء ....

قُذِفَتْ بِهِ مَارِیَةُ الْقِبْطِیَّةُ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی ابْنِی مُحَمَّدٍ أُسْوَةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ابْنِهِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام (1).

«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رُوِیَ: أَنَّ امْرَأَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْمَأْمُونِ سَمَّتْهُ فِی فَرْجِهِ بِمِنْدِیلٍ فَلَمَّا أَحَسَّ بِذَلِكَ قَالَ لَهَا أَبْلَاكِ اللَّهُ بِدَاءٍ لَا دَوَاءَ لَهُ فَوَقَعَتِ الْأَكِلَةُ فِی فَرْجِهَا وَ كَانَتْ تَرْجِعُ إِلَی الْأَطِبَّاءِ وَ یُشِیرُونَ بِالدَّوَاءِ عَلَیْهَا فَلَا یَنْفَعُ ذَلِكَ حَتَّی مَاتَتْ مِنْ عِلَّتِهَا(2).

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حَكِیمَةُ بِنْتُ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ وِلَادَةُ الْخَیْزُرَانِ أُمِّ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام دَعَانِی الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ یَا حَكِیمَةُ احْضُرِی وِلَادَتَهَا وَ ادْخُلِی وَ إِیَّاهَا وَ الْقَابِلَةَ بَیْتاً وَ وَضَعَ لَنَا مِصْبَاحاً وَ أَغْلَقَ الْبَابَ عَلَیْنَا فَلَمَّا أَخَذَهَا الطَّلْقُ طَفِئَ الْمِصْبَاحُ وَ بَیْنَ یَدَیْهَا طَسْتٌ فَاغْتَمَمْتُ بِطَفْ ءِ الْمِصْبَاحِ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الطَّسْتِ

وَ إِذَا عَلَیْهِ شَیْ ءٌ رَقِیقٌ كَهَیْئَةِ الثَّوْبِ یَسْطَعُ نُورُهُ حَتَّی أَضَاءَ الْبَیْتَ فَأَبْصَرْنَاهُ فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِی حَجْرِی وَ نَزَعْتُ عَنْهُ ذَلِكَ الْغِشَاءَ فَجَاءَ الرِّضَا علیه السلام وَ فَتَحَ الْبَابَ وَ قَدْ فَرَغْنَا مِنْ أَمْرِهِ فَأَخَذَهُ وَ وَضَعَهُ فِی الْمَهْدِ وَ قَالَ لِی یَا حَكِیمَةُ الْزَمِی مَهْدَهُ قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ یَمِینَهُ وَ یَسَارَهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقُمْتُ ذَعِرَةً فَزِعَةً فَأَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الصَّبِیِّ عَجَباً فَقَالَ وَ مَا ذَاكِ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ یَا حَكِیمَةُ مَا تَرَوْنَ مِنْ عَجَائِبِهِ أَكْثَرُ(3)

ابْنُ هَمْدَانِیٍّ الْفَقِیهُ فِی تَتِمَّةِ تَارِیخِ أَبِی شُجَاعٍ الْوَزِیرِ(4) أَنَّهُ لَمَّا خَرَّقُوا

ص: 10


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 387.
2- 2. المصدر ص 391.
3- 3. المصدر ص 394.
4- 4. فی المصدر: ذیله علی تجارب الأمم. و الرجل أبو شجاع الروذراوری: محمّد بن الحسین بن محمّد بن عبد اللّٰه كان من وزراء العباسیین، و كان عالما بالعربیة و صنف كتبا منها ذیل تجارب الأمم.

الْقُبُورَ بِمَقَابِرِ قُرَیْشٍ حَاوَلُوا حَفْرَ ضَرِیحِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ إِخْرَاجَ رِمَّتِهِ وَ تَحْوِیلَهَا إِلَی مَقَابِرِ أَحْمَدَ فَحَالَ تُرَابُ الْهَدْمِ وَ رَمَادُ الْحَرِیقِ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَعْرِفَةِ قَبْرِهِ (1).

«11»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: وَ أَمَّا وِلَادَتُهُ فَفِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ مِائَةٍ وَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ لِلْهِجْرَةِ وَ قِیلَ عَاشِرِ رَجَبٍ مِنْهَا وَ أَمَّا نَسَبُهُ أَباً وَ أُمّاً فَأَبُوهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیٌّ الرِّضَا وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُكَیْنَةُ الْمَرِیسِیَّةُ وَ قِیلَ الْخَیْزُرَانُ وَ أَمَّا عُمُرُهُ فَإِنَّهُ مَاتَ فِی ذِی الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ مِائَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ لِلْهِجْرَةِ فِی خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ فَیَكُونُ عُمُرُهُ خَمْساً وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ قَبْرُهُ بِبَغْدَادَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ (2) وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ أُمُّهُ رَیْحَانَةُ وَ قِیلَ الْخَیْزُرَانُ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ یُقَالُ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ بِبَغْدَادَ فِی آخِرِ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا خَیْزُرَانُ وَ كَانَتْ مِنْ أَهْلِ مَارِیَةَ الْقِبْطِیَّةِ وَ قَبْرُهُ بِبَغْدَادَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ فِی ظَهْرِ جَدِّهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ فِیهَا تُوُفِّیَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام بِبَغْدَادَ وَ كَانَ قَدِمَهَا فَتُوُفِّیَ بِهَا یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ فَیَكُونُ عُمُرُهُ خَمْساً وَ عِشْرِینَ سَنَةً قُتِلَ فِی زَمَنِ الْوَاثِقِ بِاللَّهِ قَبْرُهُ عِنْدَ جَدِّهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ رَكِبَ هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ فَصَلَّی عَلَیْهِ عِنْدَ مَنْزِلِهِ أَوَّلَ رَحْبَةِ أَسْوَارِ بْنِ مَیْمُونٍ مِنْ نَاحِیَةِ قَنْطَرَةِ الْبَرَدَانِ وَ حُمِلَ وَ دُفِنَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ یُلَقَّبُ بِالْجَوَادِ.

«9»- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی أَبُو جَعْفَرِ بْنُ

ص: 11


1- 1. المصدر ص 397.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 186 و 187.

الرِّضَا قَدِمَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی بَغْدَادَ وَافِداً إِلَی أَبِی إِسْحَاقَ الْمُعْتَصِمِ وَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْمَأْمُونِ وَ تُوُفِّیَ بِبَغْدَادَ وَ دُفِنَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ عِنْدَ جَدِّهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ دَخَلَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَی قَصْرِ الْمُعْتَصِمِ فَجُعِلَتْ مَعَ الْحَرَمِ (1).

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ (2)

بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: مَضَی الْمُرْتَضَی أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ یَوْماً فِی سَنَةِ مِائَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ وَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِیهِ سَبْعَ سِنِینَ وَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَ قُبِضَ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِسِتِّ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ مِائَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَقَامَ مَعَ أَبِیهِ تِسْعَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً وُلِدَ فِی رَمَضَانَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قُبِضَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُكَیْنَةُ مَرِیسِیَّةُ وَ یُقَالُ لَهَا حریان وَ اللَّهُ أَعْلَمُ لَقَبُهُ الْمُرْتَضَی وَ الْقَانِعُ قَبْرُهُ فِی بَغْدَادَ بِمَقَابِرِ قُرَیْشٍ یُكَنَّی بِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام (3).

بیان: كون شهادته علیه السلام فی أیام خلافة الواثق مخالف للتواریخ المشهورة لأنهم اتفقوا علی أن الواثق بویع فی شهر ربیع الأول سنة سبع و عشرین و مائتین و لم یقل أحد ببقائه علیه السلام إلی ذلك الوقت لكن ذكر هذا القول المسعودی فی مروج الذهب حیث قال أولا فی سنة تسع عشرة و مائتین.

قبض محمد بن علی بن موسی علیه السلام لخمس خلون من ذی الحجة و صلی علیه الواثق و هو ابن خمس و عشرین سنة و قبض أبوه علیه السلام و محمد ابن سبع سنین و ثمانیة

ص: 12


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 189 و 190.
2- 2. هو أبو محمّد عبد اللّٰه بن أحمد البغدادیّ اللغوی الادیب المفسر الشاعر، صاحب تاریخ موالید و وفیات أهل بیت النبیّ« ص» كان من تلامذة الجوالیقیّ و ابن الشجری توفی ببغداد سنة 567.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 215.

أشهر و قیل غیر ذلك و قیل إن أم الفضل بنت المأمون لما قدمت معه من المدینة سمته و إنما ذكرنا من أمره ما وصفنا لأن أهل الإمامة قد تنازعوا فی سنه عند وفاة أبیه علیهما السلام.

ثم قال فی ذكر وقائع أیام الواثق و قیل إن أبا جعفر محمد بن علی علیهما السلام توفی فی خلافة الواثق باللّٰه و قد بلغ من السن ما قدمناه فی خلافة المعتصم انتهی.

أقول: لعل صلاة الواثق فی زمن أبیه علیه صلی اللّٰه علیه صار سببا لهذا الاشتباه.

«12»- عم، [إعلام الوری]: وُلِدَ علیه السلام فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَتْ مِنَ الشَّهْرِ وَ قِیلَ لِلنِّصْفِ مِنْهُ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ عَیَّاشٍ وُلِدَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ وَ قُبِضَ علیه السلام بِبَغْدَادَ فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ لِأَبِیهِ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ كَانَتْ فِی أَیَّامِ إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ الْمَأْمُونِ وَ قُبِضَ فِی أَوَّلِ مُلْكِ الْمُعْتَصِمِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سَبِیكَةُ وَ یُقَالُ دُرَّةُ ثُمَّ سَمَّاهَا الرِّضَا علیه السلام خَیْزُرَانَ وَ كَانَتْ نُوبِیَّةً وَ لَقَبُهُ التَّقِیُّ وَ الْمُنْتَجَبُ وَ الْجَوَادُ وَ الْمُرْتَضَی وَ یُقَالُ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِی وَ أَشْخَصَهُ الْمُعْتَصِمُ إِلَی بَغْدَادَ فِی أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ فَأَقَامَ بِهَا حَتَّی تُوُفِّیَ فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ وَ قِیلَ إِنَّهُ مَضَی علیه السلام مَسْمُوماً وَ خَلَّفَ مِنَ الْوَلَدِ عَلِیّاً ابْنَهُ الْإِمَامَ وَ مُوسَی وَ مِنَ الْبَنَاتِ حَكِیمَةَ وَ خَدِیجَةَ وَ أُمَّ كُلْثُومٍ وَ یُقَالُ إِنَّهُ خَلَّفَ فَاطِمَةَ وَ أُمَامَةَ ابْنَتَیْهِ وَ لَمْ یُخَلِّفْ غَیْرَهُمْ.

«13»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ یَوْماً فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ عَاشَ بَعْدَ أَبِیهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ یَوْماً(1).

كا، [الكافی] سعد و الحمیری معا عن إبراهیم بن مهزیار عن أخیه علی عن

ص: 13


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 217.

الحسین بن سعید عن محمد بن سنان: مثله (1).

«14»- مصبا، [المصباحین] قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ: خَرَجَ عَلَی یَدِ الشَّیْخِ الْكَبِیرِ أَبِی الْقَاسِمِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فِی رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الثَّانِی وَ ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ الدُّعَاءَ وَ ذَكَرَ ابْنُ عَیَّاشٍ أَنَّهُ كَانَ یَوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ رَجَبٍ مَوْلِدُ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام.

بیان: ذكر الكفعمی فی حواشی البلد الأمین بعد ذكر كلام الشیخ و بعض أصحابنا كأنهم لم یقفوا علی هذه الروایة فأوردوا هنا سؤالا و أجابوا عنه و صفتها.

إن قلت إن الجواد و الهادی علیهما السلام لم یلدا فی شهر رجب فكیف یقول الإمام الحجة علیه السلام بالمولودین فی رجب قلت إنه أراد التوسل بهما فی هذا الشهر لا كونهما ولدا فیه.

قلت و ما ذكروه غیر صحیح هنا أما أولا فلأنه إنما یتأتی قولهم علی بطلان روایة ابن عیاش و قد ذكرها الشیخ و أما ثانیا فلأن تخصیص التوسل بهما فی رجب ترجیح من غیر مرجح لو لا الولادة و أما ثالثا فلأنه لو كان كما ذكره لقال علیه السلام الإمامین و لم یقل المولودین انتهی ملخص كلامه رحمه اللّٰه.

«15»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْفَضْلِ الشَّهْبَانِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ فِی الْیَوْمِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ عَرَفْتَ قَالَ لِأَنَّهُ تَدَاخَلَنِی ذِلَّةٌ لِلَّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا(2).

«16»- الدُّرُوسُ،: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ

ص: 14


1- 1. الكافی ج 1 ص 497، و فی السند حذف و الصحیح: عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن أبی بصیر، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام بقرینة سائر الروایات و قد روی الكلینی رحمه اللّٰه عنه فی باب موالید الأئمّة علیهم السلام فی كل باب حدیثا واحدا بهذا السند فراجع.
2- 2. أصول الكافی ج 1 ص 381.

وَ قُبِضَ بِبَغْدَادَ فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ وَ قِیلَ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ حَادِیَ عَشَرَ ذِی الْقَعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«17»- تَارِیخُ الْغِفَارِیِّ،: وُلِدَ علیه السلام لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

«18»- قل، [إقبال الأعمال]: فِی دُعَاءِ كُلِّ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِمَامِ الْمُسْلِمِینَ إِلَی قَوْلِهِ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمُعْتَصِمُ.

«19»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ كَلِیمِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَكَ وَلَداً فَقَالَ إِنَّمَا أُرْزَقُ وَلَداً وَاحِداً وَ هُوَ یَرِثُنِی فَلَمَّا وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ الرِّضَا علیه السلام لِأَصْحَابِهِ قَدْ وُلِدَ لِی شَبِیهُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَالِقِ الْبِحَارِ وَ شَبِیهُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ قُدِّسَتْ أُمٌّ وَلَدَتْهُ قَدْ خُلِقَتْ طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً ثُمَّ قَالَ الرِّضَا علیه السلام یُقْتَلُ غَصْباً فَیَبْكِی لَهُ وَ عَلَیْهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ یَغْضَبُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی عَدُوِّهِ وَ ظَالِمِهِ فَلَا یَلْبَثُ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی یُعَجِّلَ اللَّهُ بِهِ إِلَی عَذَابِهِ الْأَلِیمِ وَ عِقَابِهِ الشَّدِیدِ وَ كَانَ طُولُ لَیْلَتِهِ یُنَاغِیهِ فِی مَهْدِهِ.

بیان: قال الجوهری المرأة تناغی الصبی أی تكلمه بما یعجبه و یسره (1).

«20»- عُمْدَةُ الطَّالِبِ،: أُمُّهُ علیه السلام أُمُّ وَلَدٍ وَ أَعْقَبَ مِنْهُ عَلِیٌّ الْهَادِی وَ مُوسَی الْمُبَرْقَعُ وَ كَانَ مُوسَی لِأُمِّ وَلَدٍ مَاتَ بِقُمَّ وَ قَبْرُهُ بِهَا.

«21»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: جَاءَ الْمَوْلَی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَذْعُوراً حَتَّی جَلَسَ فِی حَجْرِ أُمِّ مُوسَی عَمَّةِ أَبِیهِ فَقَالَتْ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ لَهَا مَاتَ أَبِی وَ اللَّهِ السَّاعَةَ فَقَالَتْ لَا تَقُلْ هَذَا فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ فَكَتَبَ الْوَقْتَ وَ الْیَوْمَ فَجَاءَ بَعْدَ أَیَّامٍ خَبَرُ وَفَاتِهِ علیه السلام وَ كَانَ كَمَا قَالَ.

«22»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: صِفَتُهُ أَبْیَضُ مُعْتَدِلٌ نَقْشُ خَاتَمِهِ نِعْمَ الْقَادِرُ اللَّهُ.

ص: 15


1- 1. الصحاح ص 2513.

«23»- مع، [معانی الأخبار]: سُمِّیَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الثَّانِی التَّقِیَّ لِأَنَّهُ اتَّقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَقَاهُ شَرَّ الْمَأْمُونِ لَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ بِاللَّیْلِ سَكْرَانَ فَضَرَبَهُ بِسَیْفِهِ حَتَّی ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ فَوَقَاهُ اللَّهُ شَرَّهُ (1).

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ الْخَاصُّ أَبُو عَلِیٍّ وَ أَلْقَابُهُ الْمُخْتَارُ وَ الْمُرْتَضَی وَ الْمُتَوَكِّلُ وَ الْمُتَّقِی وَ الزَّكِیُّ وَ التَّقِیُّ وَ الْمُنْتَجَبُ وَ الْمُرْتَضَی وَ الْقَانِعُ وَ الْجَوَادُ وَ الْعَالِمُ (2).

«25»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: كُنْیَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَهُ لَقَبَانِ الْقَانِعُ وَ الْمُرْتَضَی وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ وَ یُلَقَّبُ بِالْجَوَادِ(3).

«26»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ،: لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ زَوْجَتُهُ ابْنَةُ الْمَأْمُونِ حَاجّاً وَ خَرَجَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیٌّ ابْنُهُ علیه السلام وَ هُوَ صَغِیرٌ فَخَلَّفَهُ فِی الْمَدِینَةِ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الْمَوَارِیثَ وَ السِّلَاحَ وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِمَشْهَدِ ثِقَاتِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَی الْعِرَاقِ وَ مَعَهُ زَوْجَتُهُ ابْنَةُ الْمَأْمُونِ وَ كَانَ خَرَجَ الْمَأْمُونُ إِلَی بِلَادِ الرُّومِ فَمَاتَ بالبدیرون (4) فِی رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ ذَلِكَ فِی سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً(5)

مِنْ إِمَامَةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ بُویِعَ الْمُعْتَصِمُ أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ فِی شَعْبَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ

ص: 16


1- 1. معانی الأخبار ص 65.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 379، و فیه: و العالم الربانی، ظاهر المعانی قلیل التوانی، المعروف بأبی جعفر الثانی، المنتجب المرتضی، المتوشح بالرضا، المستسلم للقضاء، له من اللّٰه أكثر الرضا، ابن الرضا، توارث الشرف كابرا عن كابر، و شهد له بذا الصوامع، استسقی عروقه من منبع النبوّة، و رضعت شجرته ثدی الرسالة، و تهدلت أغصانه ثمر الإمامة.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 186.
4- 4. بالبدندون خ ل صح بخطه قدّس سرّه فی الهامش.
5- 5. فی نسخة الكمبانیّ: سنة ثمان عشرة.

ثُمَّ إِنَّ الْمُعْتَصِمَ جَعَلَ یَعْمَلُ الْحِیلَةَ فِی قَتْلِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَشَارَ عَلَی ابْنَةِ الْمَأْمُونِ زَوْجَتِهِ بِأَنْ تَسُمَّهُ لِأَنَّهُ وَقَفَ عَلَی انْحِرَافِهَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ شِدَّةِ غَیْرَتِهَا عَلَیْهِ لِتَفْضِیلِهِ أُمَّ أَبِی الْحَسَنِ ابْنِهِ عَلَیْهَا وَ لِأَنَّهُ لَمْ یُرْزَقْ مِنْهَا وَلَدٌ فَأَجَابَتْهُ إِلَی ذَلِكَ وَ جَعَلَتْ سَمّاً فِی عِنَبٍ رَازِقِیٍّ وَ وَضَعَتْهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا أَكَلَ مِنْهُ نَدِمَتْ وَ جَعَلَتْ تَبْكِی فَقَالَ مَا بُكَاؤُكِ وَ اللَّهِ لَیَضْرِبَنَّكِ اللَّهُ بِعَقْرٍ لَا یَنْجَبِرُ وَ بَلَاءٍ لَا یَنْسَتِرُ فَمَاتَتْ بِعِلَّةٍ فِی أَغْمَضِ الْمَوَاضِعِ مِنْ جَوَارِحِهَا صَارَتْ نَاصُوراً فَأَنْفَقَتْ مَالَهَا وَ جَمِیعَ مَا مَلَكَتْهُ عَلَی تِلْكَ الْعِلَّةِ حَتَّی احْتَاجَتْ إِلَی الِاسْتِرْفَادِ وَ رُوِیَ أَنَّ النَّاصُورَ كَانَ فِی فَرْجِهَا.

وَ قُبِضَ علیه السلام فِی سَنَةِ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ لَهُ أَرْبَعٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ شُهُورٌ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ.

ص: 17

باب 2 النصوص علیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْوَرَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عِیسَی الْخَرَّاطِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ بِقَنْطَرَةِ إِبْرِیقٍ (1) فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ جَلَسْتُ وَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أُنَاساً یَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَاكَ حَیٌّ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ لَوْ كَانَ حَیّاً مَا قُسِمَ مِیرَاثُهُ وَ لَا نُكِحَ نِسَاؤُهُ وَ لَكِنَّهُ وَ اللَّهِ ذَاقَ الْمَوْتَ كَمَا ذَاقَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَا تَأْمُرُنِی قَالَ عَلَیْكَ بِابْنِی مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِی وَ أَمَّا أَنَا فَإِنِّی ذَاهِبٌ فِی وَجْهٍ لَا أَرْجِعُ الْخَبَرَ(2).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْبَیْهَقِیُّ عَنِ الصَّوْلِیِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبَّادٍ وَ كَانَ یَكْتُبُ لِلرِّضَا علیه السلام ضَمَّهُ إِلَیْهِ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: مَا كَانَ علیه السلام یَذْكُرُ مُحَمَّداً ابْنَهُ علیه السلام إِلَّا بِكُنْیَتِهِ یَقُولُ كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ كُنْتُ أَكْتُبُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ هُوَ صَبِیٌّ بِالْمَدِینَةِ فَیُخَاطِبُهُ بِالتَّعْظِیمِ وَ تَرِدُ كُتُبُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی نِهَایَةِ الْبَلَاغَةِ وَ الْحُسْنِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ أَبُو جَعْفَرٍ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی مِنْ بَعْدِی (3).

«3»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنِ ابْنِ قِیَامَا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَهَبَ لِی مَنْ یَرِثُنِی وَ یَرِثُ آلَ دَاوُدَ(4).

ص: 18


1- 1. فی المصدر: اربق و هو بضم الباء بلدة برامهرمز ذكره الفیروزآبادی.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 216.
3- 3. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 240.
4- 4. بصائر الدرجات ص 138.

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام مِنْ قَبْلِ أَنْ یَقْدَمَ الْعِرَاقَ بِسَنَةٍ وَ عَلِیٌّ ابْنُهُ جَالِسٌ بَیْنَ یَدَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ سَتَكُونُ فِی هَذِهِ السَّنَةِ حَرَكَةٌ فَلَا تَجْزَعْ لِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ وَ مَا یَكُونُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَدْ أَقْلَقَتْنِی قَالَ أَصِیرُ إِلَی هَذِهِ الطَّاغِیَةِ(1)

أَمَا إِنَّهُ لَا یَبْدَؤُنِی مِنْهُ سُوءٌ وَ مِنَ الَّذِی یَكُونُ بَعْدَهُ قَالَ قُلْتُ وَ مَا یَكُونُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ یُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِینَ وَ یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ-(2)

قَالَ قُلْتُ وَ مَا ذَلِكَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ مَنْ ظَلَمَ ابْنِی هَذَا حَقَّهُ وَ جَحَدَهُ إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِی كَانَ كَمَنْ ظَلَمَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِمَامَتَهُ وَ جَحَدَهُ حَقَّهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَئِنْ مَدَّ اللَّهُ لِی فِی الْعُمُرِ لَأُسَلِّمَنَّ لَهُ حَقَّهُ وَ لَأُقِرَّنَّ بِإِمَامَتِهِ قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ

یَمُدُّ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ وَ تُسَلِّمُ لَهُ حَقَّهُ وَ تُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَةِ مَنْ یَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ قُلْتُ وَ مَنْ ذَاكَ قَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ الرِّضَا وَ التَّسْلِیمُ (3).

ص: 19


1- 1. هو المهدی العباسیّ، و التاء للمبالغة فی طغیانه و تجاوزه عن الحد. و قوله« لا یبدأنی منه سوء» أی لا یصلنی ابتداء منه شر و سوء، أی القتل أو الحبس، و لا من الذی بعده و هو موسی بن المهدی، و قد قتله بعده هارون الرشید بالسم، و هذا من دلائل امامته اذ أخبر بما یكون و قد وقع كما أخبر علیه السلام« صالح».
2- 2. سأل السائل عن مآل حاله مع الطواغیت فأشار علیه السلام الی أنّه القتل بقوله« یقتل اللّٰه الظالمین» أی یتركهم مع انفسهم الطاغیة، حتی یقتلوا نفسا معصومة، و لم یمنعهم جبرا، و هذا معنی اضلالهم، و الی انه ینصب مقامه اماما آخر بقوله\i« وَ یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ»\E. و لما كان هذا الفعل مجملا بحسب الدلالة و الخصوصیة سأل السائل عنه بقوله« ما ذاك» یعنی و ما ذاك الفعل؟ فأجاب علیه السلام بأنّه نصب ابنی علی للإمامة و الخلافة، و من ظلم ابنی هذا حقه، و جحده امامته، كان كمن ظلم علیّ بن أبی طالب حقه و جحده امامته، و ذلك لان من أنكر الامام الآخر، لم یؤمن بالامام الأول« صالح».
3- 3. غیبة الشیخ ص 26 و 27.

كش، [رجال الكشی] حمدویه عن الحسن بن موسی عن محمد بن سنان: مثله (1).

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ النَّجَاشِیِّ مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكُمْ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ الْإِمَامُ بَعْدِی ابْنِی ثُمَّ قَالَ هَلْ یَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ یَقُولَ ابْنِی وَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ(2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن البزنطی: مثله (3)- عم، [إعلام الوری] عن الكلینی عن عدة من أصحابه عن محمد بن علی عن معاویة بن حكیم عن البزنطی: مثله (4).

«6»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سَلْمَانَ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ إِلَی رَأْسِهِ وَ رِجْلَیْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ بِمِصْرَ فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِی الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ فِی النُّبُوَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا وَ وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً(5) فَقَدْ یَجُوزُ أَنْ یُعْطَی الْحُكْمَ صَبِیّاً وَ یَجُوزُ أَنْ یُعْطَی وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً.

قَالَ ابْنُ أَسْبَاطٍ وَ عَبَّادُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ: إِنَّا لَعِنْدَ الرِّضَا علیه السلام بِمِنًی إِذْ جِی ءَ بِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قُلْنَا هَذَا الْمَوْلُودُ الْمُبَارَكُ (6)

قَالَ نَعَمْ هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِی لَمْ یُولَدْ فِی الْإِسْلَامِ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنْهُ (7).

ص: 20


1- 1. رجال الكشّیّ ص 429.
2- 2. غیبة الشیخ ص 52.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 336.
4- 4. الكافی ج 1 ص 320.
5- 5. الآیة الأولی فی مریم: 12، و هی فی شأن یحیی علیه السلام و الثانیة فی الاحقاف 15. و هی عام فی الأنبیاء.
6- 6. قیل: لان الشیعة كانوا فی زمانه علیه السلام علی رفاهیة.
7- 7. لم نظفر علیه فی مختار الخرائج المطبوع.

«7»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاشَانِیِّ مَعاً عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی بْنِ النُّعْمَانِ الْبَصْرِیِ (1)

قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُ الْحَسَنَ بْنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ فِی

حَدِیثِهِ: لَقَدْ نَصَرَ اللَّهُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام لَمَّا بَغَی إِلَیْهِ إِخْوَتُهُ وَ عُمُومَتُهُ وَ ذَكَرَ حَدِیثاً حَتَّی انْتَهَی إِلَی قَوْلِهِ فَقُمْتُ وَ قَبَضْتُ عَلَی یَدِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام وَ قُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامِی عِنْدَ اللَّهِ فَبَكَی الرِّضَا علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا عَمِّ أَ لَمْ تَسْمَعْ أَبِی وَ هُوَ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی ابْنُ خِیَرَةِ الْإِمَاءِ النُّوبِیَّةِ الطَّیِّبَةِ یَكُونُ مِنْ وُلْدِهِ الطَّرِیدُ الشَّرِیدُ الْمَوْتُورُ بِأَبِیهِ وَ جَدِّهِ وَ صَاحِبُ الْغَیْبَةِ فَیُقَالُ مَاتَ أَوْ هَلَكَ أَوْ أَیَّ وَادٍ سَلَكَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ (2).

«8»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ یَهَبَ اللَّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ فَكُنْتَ تَقُولُ یَهَبُ اللَّهُ لِی غُلَاماً فَقَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَكَ وَ أَقَرَّ عُیُونَنَا فَلَا أَرَانَا اللَّهُ یَوْمَكَ فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلَی مَنْ فَأَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِینَ قَالَ وَ مَا یَضُرُّهُ مِنْ ذَلِكَ قَدْ قَامَ عِیسَی بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِ سِنِینَ (3).

«9»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام وَ ذَكَرَ شَیْئاً فَقَالَ مَا حَاجَتُكُمْ إِلَی ذَلِكَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِی وَ صَیَّرْتُهُ مَكَانِی وَ قَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ یَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا أَكَابِرَنَا الْقُذَّةَ بِالْقُذَّةِ(4).

ص: 21


1- 1. فی نسخة الكافی« الصیرفی» و فی بعض النسخ« المصری» و الرجل مجهول الحال.
2- 2. الإرشاد ص 297 و تراه فی الكافی ج 1 ص 323.
3- 3. راجع الكافی ج 1 ص 321، الإرشاد ص 297 و 298. اقول: قد قام عیسی علیه السلام بالحجة فی مهده و قال\i« إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا»\E الآیة، فالاشارة بقوله« و هو ابن أقل من ثلاث سنین» انما هو الی سن أبی جعفر الجواد، فی ذاك الزمان الذی قال هذا الكلام.
4- 4. إرشاد المفید ص 298، الكافی ج 1 ص 320.

بیان: و ذكر شیئا أی من علامات الإمام و أشباهه و ربما یقرأ علی المجهول من بناء التفعیل و القذة إما منصوبة بنیابة المفعول المطلق لفعل محذوف أی تتشابهان تشابه القذة و قیل هی مفعول یتوارث بحذف المضاف و إقامتها مقامه أو مرفوع علی أنه مبتدأ و الظرف خبره أی القذة یقاس بالقذة و یعرف مقداره به قال الجزری القذذ ریش السهم واحدتها قذة و منه الحدیث لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ أی كما یقدر كل واحدة منها علی قدر صاحبتها و تقطع یضرب مثلا للشیئین یستویان و لا یتفاوتان.

«10»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مَالِكِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ قِیَامَا الْوَاسِطِیُّ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام كِتَابَةً یَقُولُ فِیهِ كَیْفَ تَكُونُ إِمَاماً وَ لَیْسَ لَكَ وَلَدٌ فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ وَ مَا عِلْمُكَ أَنَّهُ لَا یَكُونُ لِی وَلَدٌ وَ اللَّهِ لَا یَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یَرْزُقَنِی وَلَداً ذَكَراً یَفْرُقُ بِهِ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (1).

«11»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قَالَ لِیَ ابْنُ النَّجَاشِیِّ مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ فَأَحَبَّ أَنْ تَسْأَلَهُ حَتَّی أَعْلَمَ فَدَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ فَقَالَ لِیَ الْإِمَامُ ابْنِی ثُمَّ قَالَ هَلْ یَجْتَرِئُ أَحَدٌ أَنْ یَقُولَ ابْنِی وَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَمْ یَكُنْ وُلِدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمْ تَمْضِ الْأَیَّامُ حَتَّی وُلِدَ علیه السلام (2).

«12»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ: عَنِ ابْنِ قِیَامَا الْوَاسِطِیِّ وَ كَانَ وَاقِفِیّاً قَالَ دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ أَ یَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَكُونَ أَحَدُهُمَا صَامِتاً فَقُلْتُ

ص: 22


1- 1. الإرشاد ص 298، الكافی ج 1 ص 320.
2- 2. الكافی ج 1 ص 320، الإرشاد ص 298.

لَهُ هُوَ ذَا أَنْتَ لَیْسَ لَكَ صَامِتٌ فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ لِی مَنْ یُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ وَ یَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ وَ لَمْ یَكُنْ فِی الْوَقْتِ لَهُ وَلَدٌ فَوُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعْدَ سَنَةٍ(1).

«13»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جَالِساً فَدَعَا بِابْنِهِ وَ هُوَ صَغِیرٌ فَأَجْلَسَهُ فِی حَجْرِی وَ قَالَ لِی جَرِّدْهُ وَ انْزِعْ قَمِیصَهُ فَنَزَعْتُهُ فَقَالَ لِیَ انْظُرْ بَیْنَ كَتِفَیْهِ قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِی أَحَدِ كَتِفَیْهِ شِبْهُ الْخَاتَمِ دَاخِلَ اللَّحْمِ-(2) ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَرَی هَذَا مِثْلُهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ كَانَ مِنْ أَبِی علیه السلام (3).

«14»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی یَحْیَی الصَّنْعَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَجِی ءَ بِابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ صَغِیرٌ فَقَالَ هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِی لَمْ یُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ عَلَی شِیعَتِنَا بَرَكَةً مِنْهُ (4).

«15»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَیْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفاً عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام بِخُرَاسَانَ فَقَالَ قَائِلٌ یَا سَیِّدِی إِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلَی مَنْ قَالَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِی وَ كَأَنَّ الْقَائِلَ

ص: 23


1- 1. الإرشاد ص 298، الكافی ج 1 ص 321.
2- 2. هذا من علامات الإمامة و لعلّ المراد بأحد كتفیه كتفه الیسری كما صرحوا به فی خاتم النبوّة حیث قالوا: انه عند ناغض كتفه الیسری، و الناغض من الإنسان قیل هو أصل العنق حیث ینغض رأسه، و نغض الكتف هو العظم الرقیق علی طرفیها، و قیل: هو فرع الكتف سمی ناغضا للحركة. و قیل هو ما رق من الكتف سمی ذلك لنغوضه و حركته، و منه قوله تعالی« فسینغضون الیك رءوسهم» أی یحركونها استهزاء« صالح».
3- 3. الكافی ج 1 ص 321، الإرشاد ص 298.
4- 4. الإرشاد ص 299، الكافی ج 1 ص 321.

اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ عِیسَی رَسُولًا نَبِیّاً صَاحِبَ شَرِیعَةٍ مُبْتَدَأَةٍ(1)

فِی أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِی فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام (2).

«16»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ حَبِیبٍ الزَّیَّاتِ قَالَ: أَخْبَرَنِی مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ قَالَ لَهُمْ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ فَسَلِّمُوا عَلَیْهِ وَ أَحْدِثُوا بِهِ عَهْداً فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَرْحَمُ اللَّهُ الْمُفَضَّلَ (3)

إِنَّهُ لكان [كَانَ] لَیَقْنَعُ بِدُونِ ذَلِكَ (4).

كش، [رجال الكشی] حمدویه عن محمد بن عیسی عن محمد بن عمر بن سعید الزیات عن

ص: 24


1- 1. المراد رفع الاستبعاد، و اثبات الإمكان، فان القائل الذی استصغر سن أبی جعفر علیه السلام، توهم أن صغر السن- و الحال أنّه موجب للحجر علیه- ینافی الإمامة و قیادة الأمة، فذكره علیه السلام بنبوة عیسی علیه السلام فی شریعة مبتدأة، كما صرّح به قوله تعالی\i« قالُوا كَیْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا؟ قالَ: إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَیًّا»\E. فاذا أمكن و جاز أن یكون الصبی فی المهد صاحب شریعة مبتدأة فكیف لا یمكن و لا یجوز أن یكون أبو جعفر اماما تابعا لشریعة جده رسول اللّٰه« ص» فی أكبر من سنه فانه یقوم بأعباء الإمامة و له سبع سنین.
2- 2. الكافی ج 1 ص 322، الإرشاد ص 299.
3- 3. أی بدون الامر بالتسلیم و احداث العهد، بل كان یكفیه فی احداثه الإشارة أو كان یحدثه بدونها أیضا كما أن الناس یسلمون علی ولد العزیز الشریف و یحدثون به عهدا و ملاقاة بدون أمر أبیه بذلك و هم لما لم یفعلوا ذلك الا بعد الامر تذكر علیه السلام حسن فعل المفضل و كمال اعتقاده، فترحم علیه. و فیه لوم لهم لهذا الوجه و كمال مدح للمفضل، و لكن لم نعلم أن المفضل من هو؟ لاحتماله رجالا كثیرا، و تخصیصه بابن عمر تخصیص بلا مخصص، و الاشتهار لو سلم فانما هو عندنا لا عند السلف. و یحتمل أن یكون سبب لومهم أنهم تركوا التسلیم و احداث العهد بعد الامر، و لیس فی هذا الحدیث دلالة علی أنهم فعلوا ذلك بعده« صالح».
4- 4. الإرشاد ص 299، الكافی ج 1 ص 322.

محمد بن حریز عن بعض أصحابنا: مثله (1) بیان لیقنع بدون ذلك أی بأقل مما قلت لكم فی العلم بأنه إمام بعدی و نبههم بذلك علی أن غرضه النص علیه و لم یصرح به تقیة و اتقاء.

«17»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَكَمِ وَ رَوَی الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ وَ جَمَاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحُسَیْنِ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (2) بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ وَ نَحْنُ نُرِیدُ الْعُمْرَةَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ تُثْبِتُ هَذَا الْمَوْضِعَ الَّذِی نَحْنُ فِیهِ قَالَ نَعَمْ فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ قُلْتُ نَعَمْ إِنِّی أَنَا وَ أَبِی لَقِینَاكَ هَاهُنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ إِخْوَتُكَ فَقَالَ لَهُ أَبِی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ وَ الْمَوْتُ لَا یَعْرَی مِنْهُ أَحَدٌ فَأَحْدِثْ إِلَیَّ شَیْئاً أُحَدِّثُ بِهِ مَنْ یَخْلُفُنِی مِنْ بَعْدِی فَلَا یَضِلُّوا فَقَالَ نَعَمْ یَا أَبَا عُمَارَةَ هَؤُلَاءِ وُلْدِی وَ هَذَا سَیِّدُهُمْ وَ أَشَارَ إِلَیْكَ وَ قَدْ عُلِّمَ الْحُكْمَ وَ الْفَهْمَ وَ لَهُ السَّخَاءُ وَ الْمَعْرِفَةُ بِمَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ وَ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ أَمْرِ دِینِهِمْ وَ دُنْیَاهُمْ وَ فِیهِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْجِوَارِ-(3) وَ هُوَ بَابٌ

ص: 25


1- 1. رجال الكشّیّ ص 277 تحت الرقم 154.
2- 2. هكذا فی النسخ كلها، و فی كتب الرجال: عبد اللّٰه بن إبراهیم بن محمّد بن علی ابن عبد اللّٰه بن جعفر بن أبی طالب، ثقة صدوق.
3- 3. فی نسخة الكافی« و حسن الجواب» و اما حسن الخلق فهو أصل عظیم من أصول الرئاسة، و اختلف العلماء فی تعریفه فقیل هو بسط الوجه و كف الاذی و بذل الندی، و قیل هو كیفیة تمنع صاحبها من أن یظلم و یمنع و یجفو أحدا، و ان ظلم غفر، و ان منع شكر، و ان ابتلی صبر، و قیل هو صدق التحمل و ترك التجمل و حبّ الآخرة و بغض الدنیا. و أمّا حسن الجواب، فهو من دلائل كمال العقل و العلم، لان لسان العاقل العالم تابع لعقله و علمه فیجیب إذا سئل بما یقتضیه العقل و یناسب المقام، و یقول ما یناسب العلم بأحسن العبارة و افصح الكلام« صالح».

مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِیهِ آخِرُ خَیْرٍ مِنْ هَذَا كُلِّهِ.

فَقَالَ لَهُ أَبِی وَ مَا هِیَ فَقَالَ یُخْرِجُ اللَّهُ مِنْهُ غَوْثَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ غِیَاثَهَا وَ عَلَمَهَا وَ نُورَهَا وَ خَیْرَ مَوْلُودٍ وَ خَیْرَ نَاشِئٍ یَحْقُنُ اللَّهُ بِهِ الدِّمَاءَ وَ یُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَیْنِ وَ یَلُمُّ بِهِ الشَّعَثَ وَ یَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ وَ یَكْسُو بِهِ الْعَارِیَ وَ یُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ وَ یُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ وَ یُنْزِلُ اللَّهُ بِهِ الْقَطْرَ وَ یَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ خَیْرَ كَهْلٍ وَ خَیْرَ نَاشِئٍ قَوْلُهُ حُكْمٌ وَ صَمْتُهُ عِلْمٌ یُبَیِّنُ لِلنَّاسِ مَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ وَ یَسُودُ عَشِیرَتَهُ مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ فَقَالَ لَهُ أَبِی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا یَكُونُ لَهُ وَلَدٌ بَعْدَهُ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَطَعَ الْكَلَامَ قَالَ یَزِیدُ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَأَخْبِرْنِی أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُوكَ فَقَالَ لِی نَعَمْ إِنَّ أَبِی علیه السلام كَانَ فِی زَمَانٍ لَیْسَ هَذَا الزَّمَانُ مِثْلَهُ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ یَرْضَی بِهَذَا مِنْكَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ أُخْبِرُكَ یَا أَبَا عُمَارَةَ أَنِّی خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی فَأَوْصَیْتُ إِلَی ابْنِی فُلَانٍ وَ أَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِیَّ فِی الظَّاهِرِ وَ أَوْصَیْتُهُ فِی الْبَاطِنِ وَ أَفْرَدْتُهُ وَحْدَهُ وَ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَیَّ لَجَعَلْتُهُ فِی الْقَاسِمِ لِحُبِّی إِیَّاهُ وَ رِقَّتِی عَلَیْهِ وَ لَكِنْ ذَاكَ إِلَی اللَّهِ یَجْعَلُهُ حَیْثُ یَشَاءُ وَ لَقَدْ جَاءَنِی بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَرَانِیهِ وَ أَرَانِی مَنْ یَكُونُ بَعْدَهُ وَ كَذَلِكَ نَحْنُ لَا نُوصِی إِلَی أَحَدٍ مِنَّا حَتَّی یُخْبِرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَدِّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ رَأَیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَماً وَ سَیْفاً وَ عَصًا وَ كِتَاباً وَ عِمَامَةً فَقُلْتُ مَا هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لِی أَمَّا الْعِمَامَةُ فَسُلْطَانُ اللَّهِ وَ أَمَّا السَّیْفُ فَعِزُّ اللَّهِ وَ أَمَّا الْكِتَابُ فَنُورُ اللَّهِ وَ أَمَّا الْعَصَا فَقُوَّةُ اللَّهِ وَ أَمَّا الْخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الْأُمُورِ ثُمَّ قَالَ وَ الْأَمْرُ قَدْ خَرَجَ مِنْكَ إِلَی غَیْرِكَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِیهِ أَیُّهُمْ هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا رَأَیْتُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَداً أَجْزَعَ عَلَی فِرَاقِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ وَ لَوْ كَانَتْ بِالْمَحَبَّةِ لَكَانَ إِسْمَاعِیلُ أَحَبَّ إِلَی أَبِیكَ مِنْكَ وَ لَكِنْ ذَاكَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ رَأَیْتُ وُلْدِی جَمِیعاً الْأَحْیَاءَ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتَ فَقَالَ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذَا سَیِّدُهُمْ وَ أَشَارَ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ فَهُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحْسِنِینَ

ص: 26

قَالَ یَزِیدُ ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ علیه السلام یَا یَزِیدُ إِنَّهَا وَدِیعَةٌ عِنْدَكَ فَلَا تُخْبِرْ بِهَا إِلَّا عَاقِلًا أَوْ عَبْداً تَعْرِفُهُ صَادِقاً وَ إِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ فَاشْهَدْ بِهَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها(1) وَ قَالَ لَنَا وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ (2) قَالَ وَ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَأَقْبَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ قَدِ اجْتَمَعُوا إِلَیَّ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَأَیُّهُمْ هُوَ فَقَالَ هُوَ الَّذِی یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَسْمَعُ بِتَفْهِیمِهِ وَ یَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ وَ یُصِیبُ فَلَا یُخْطِئُ وَ یَعْلَمُ فَلَا یَجْهَلُ هُوَ هَذَا وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ ابْنِی ثُمَّ قَالَ مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ فَإِذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفْرَتِكَ فَأَوْصِ وَ أَصْلِحْ أَمْرَكَ وَ أَفْرِغْ مِمَّا أَرَدْتَ فَإِنَّكَ مُنْتَقِلٌ عَنْهُ وَ مُجَاوِرٌ غَیْرَهُمْ وَ إِذَا أَرَدْتَ فَادْعُ عَلِیّاً فَمُرْهُ فَلْیُغَسِّلْكَ وَ لْیُكَفِّنْكَ وَ لْیَتَطَهَّرْ لَكَ (3) وَ لَا یَصْلُحُ إِلَّا ذَلِكَ وَ ذَلِكَ سُنَّةٌ قَدْ مَضَتْ-(4) ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِنِّی أُوخَذُ فِی هَذِهِ السَّنَةِ وَ الْأَمْرُ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ سَمِیِّ عَلِیٍّ وَ عَلِیٍّ فَأَمَّا عَلِیٌّ الْأَوَّلُ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَمَّا عَلِیٌّ الْآخَرُ فَعَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أُعْطِیَ فَهْمَ الْأَوَّلِ وَ حِكْمَتَهُ وَ بَصَرَهُ وَ وُدَّهُ وَ دِینَهُ وَ مِحْنَةَ الْآخِرِ وَ صَبْرَهُ عَلَی مَا یَكْرَهُ وَ لَیْسَ لَهُ أَنْ یَتَكَلَّمَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِینَ ثُمَّ قَالَ یَا یَزِیدُ فَإِذَا مَرَرْتَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ وَ لَقِیتَهُ وَ سَتَلْقَاهُ فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَیُولَدُ لَهُ غُلَامٌ أَمِینٌ مَأْمُونٌ مُبَارَكٌ وَ سَیُعْلِمُكَ أَنَّكَ لَقِیتَنِی فَأَخْبِرْهُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجَارِیَةَ الَّتِی یَكُونُ

ص: 27


1- 1. النساء: 58.
2- 2. البقرة: 140.
3- 3. فی الكافی« فانه طهر لك».
4- 4. زاد فی الكافی بعد ذلك: فاضطجع بین یدیه، وصف اخوته خلفه و عمومته، و مره فلیكبر علیك تسعا، فانه قد استقامت وصیته، و ولیك و أنت حی، ثمّ اجمع له ولدك من بعدهم، فأشهد علیهم و أشهد اللّٰه عزّ و جلّ و كفی باللّٰه شهیدا قال یزید: ثم قال لی: أبو إبراهیم إلخ.

مِنْهَا هَذَا الْغُلَامُ جَارِیَةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مَارِیَةَ الْقِبْطِیَّةِ جَارِیَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا مِنِّی السَّلَامَ فَافْعَلْ ذَلِكَ قَالَ یَزِیدُ فَلَقِیتُ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلِیّاً علیه السلام فَبَدَأَنِی فَقَالَ لِی یَا یَزِیدُ مَا تَقُولُ فِی الْعُمْرَةِ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی ذَاكَ إِلَیْكَ وَ مَا عِنْدِی نَفَقَةٌ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كُنَّا نُكَلِّفُكَ وَ لَا نَكْفِیكَ فَخَرَجْنَا حَتَّی إِذَا انْتَهَیْنَا إِلَی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ابْتَدَأَنِی فَقَالَ یَا یَزِیدُ إِنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَكَثِیراً مَا لَقِیتَ فِیهِ خَیْراً لَكَ (1)

مِنْ عُمْرَتِكَ فَقُلْتُ نَعَمْ ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْخَبَرَ فَقَالَ علیه السلام لِی أَمَّا الْجَارِیَةُ فَلَمْ تَجِئْ بَعْدُ فَإِذَا دَخَلَتْ أَبْلَغْتُهَا مِنْكَ السَّلَامَ فَانْطَلَقْنَا إِلَی مَكَّةَ وَ اشْتَرَاهَا فِی تِلْكَ السَّنَةِ فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی حَمَلَتْ فَوَلَدَتْ ذَلِكَ الْغُلَامَ قَالَ یَزِیدُ وَ كَانَ إِخْوَةُ عَلِیٍّ یَرْجُونَ أَنْ یَرِثُوهُ فَعَادُونِی مِنْ غَیْرِ ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ وَ إِنَّهُ لَیَقْعُدُ مِنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام الْمَجْلِسَ الَّذِی لَا أَجْلِسُ فِیهِ أَنَا(2).

كتاب الإمامة و التبصرة، لعلی بن بابویه عن محمد بن یحیی عن محمد بن أحمد عن عبد اللّٰه بن محمد الشامی: مثله (3)

توضیح: فی القاموس أثبته عرفه حق المعرفة لا یعری أی لا یخلو تشبیها للموت بلباس لا بد من أن یلبسه كل أحد فأحدث إلی علی بناء الإفعال أی ألق شیئا حدیثا أو حدث من یخلفنی من باب نصر أی یبقی بعدی و فیه رعایة الأدب بإظهار أنی لا أتوقع البقاء بعدك و لكن أسأل ذلك لأولادی و غیرهم ممن یكون بعدی.

یا أبا عمارة فی الكافی یا أبا عبد اللّٰه و هو أصوب لأن أبا عمارة كنیة ولده

ص: 28


1- 1. فی الكافی: لقیت فیه جیرتك و عمومتك.
2- 2. راجع الكافی ج 1 ص 215 و 216.
3- 3. راجع عیون أخبار الرضا ج 1 ص 23- 26.

یزید و قد علم علی بناء المجهول من التفعیل أو بناء المعلوم من المجرد و الحكم بالضم القضاء أو الحكمة و حسن الجوار أی المجاورة و المخالطة أو الأمان و هو باب أی لا بد لمن أراد دین اللّٰه و طاعته و الدخول فی دار قربه و رضاه من الإتیان إلیه و فیه آخر أی أمر آخر و فی الكافی أخری أی خصلة أخری من هذا أی مما ذكرته.

و الغوث العون للمضطر و الغیاث أبلغ منه و هو اسم من الإغاثة و المراد بالأمة الإمامیة أو الأعم و العلم بالتحریك سید القوم و الرایة و ما یهتدی به فی الطریق أو بالكسر علی المبالغة و النور ما یصیر سببا لظهور الأشیاء عند الحس أو العقل و فی الكافی و نورها و فضلها و حكمتها.

خیر مولود أی فی تلك الأزمان أو من غیر المعصومین علیهم السلام و الناشئ الحدث الذی جاز حد الصغر أی هو خیر فی الحالتین به الدماء أی من الشیعة أو الأعم فإن بمسالمته حقنت دماء كلهم و لعل إصلاح ذات البین عبارة عن إصلاح ما كان بین ولد علی علیه السلام و ولد العباس جهرة و یلم بضم اللام أی یجمع به الشعث بالتحریك أی المتفرق من أمور الدین و الدنیا و یشعب أی یصلح به الصدع أی الشق و كسوة العاری و إشباع الجائع و إیمان الخائف مستمر إلی الآن فی جوار روضته المقدسة صلوات اللّٰه علیه.

و فی النهایة الكهل من زاد علی ثلاثین سنة إلی أربعین و قیل من ثلاث و ثلاثین إلی تمام الخمسین انتهی و لعل تكرار خبر ناشئ تأكیدا لغرابة الخیریة فی هذا السن دون سن الكهولة و عدم ذكر سن الشیب لعدم وصوله علیه السلام إلیه لأنه كان له عند شهادته علیه السلام أقل من خمسین سنة.

قوله حكم أی حكمة أو قضاء بین الخلق و الأول أظهر و صمته علم أی مسبب عن العلم لأنه یصمت للتقیة و المصلحة لا للجهل بالكلام و قیل سبب للعلم لأنه یتفكر و الأول أنسب یسود كیقول أی یصیر سیدهم و مولاهم و أشرفهم

ص: 29

و العشیرة الأقارب القریبة قبل أوان حلمه بضم اللام أی احتلامه و المراد هنا بلوغ السن الذی یكون للناس فیها ذلك لأن الإمام لا یحتلم أو بالكسر و هو العقل و هو أیضا كنایة عن البلوغ للناس و إلا فهم كاملون عند الولادة أیضا.

ما یكون له ولد المناسب فی الجواب بلی و قد یستعمل نعم مكانه و فی العیون فیكون له ولد بعده و هو أصوب و فی الكافی و هل ولد فقال نعم و مرت به سنون قال یزید فجاءنا من لم یستطع معه كلاما قال یزید فقلت إلی آخره و فیه إشكال إذ ولادة الرضا علیه السلام إما فی سنة وفاة الصادق علیه السلام أو بعدها بخمس سنین كما عرفت إلا أن یقال إن سلیطا سأل أبا إبراهیم علیه السلام بعد ذلك بسنین.

لیس هذا الزمان مثله لشدة التقیة و فی الكافی زمان لیس هذا زمانه أی زمان حسن و لیس هذا زمانه استئناف أی زمان الإخبار و ما هنا أظهر.

فی الظاهر أی فیما یتعلق بظاهر الأمر من الأموال و نفقة العیال و نحوهما فی الباطن أی فیما یتعلق بالإمامة من الوصیة بالخلافة و إیداع الكتب و الأسلحة و غیرها أو فی الظاهر عند عامة الخلق و فی الباطن عند الخواص أو المراد بالظاهر بادی الفهم و بالباطن ما یظهر للخواص بعد التأمل فإنه علیه السلام فی الوصیة(1) و إن أشرك بعض الأولاد معه لكن قرنه بشرائط یظهر فیها أن اختیار الكل إلیه علیه السلام أو المراد بالظاهر الوصیة الفوقانیة و بالباطن التحتانیة.

و لقد جاءنی المجی ء و الإراءة إما فی المنام كما یظهر من روایة العیون أو فی الیقظة بأجسادهم المثالیة أو بأجسادهم الأصلیة علی قول بعضهم و أرانی من یكون معه أی فی زمانه من خلفاء الجور أو من شیعته و موالیه أو الأعم و لما كان فی المنام و ما یشبهه من العوالم تری الأشیاء بصورها المناسبة لها أعطاه العمامة فإنها بمنزلة تاج الملك و السلطنة.

و قد ورد أن العمائم تیجان العرب و كذا السیف للعز و الغلبة صورة لها

ص: 30


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ« فاعلانه علیه السلام بالوصیة» و هو سهو و تصحیف.

و الكتاب نور اللّٰه و سبب لظهور الأشیاء علی العقل و المراد به جمیع ما أنزل اللّٰه علی الأنبیاء و العصا سبب للقوة و صورة لها إذ به یدفع شر العدی و یحتمل أن یكون كنایة عن اجتماع الأمة علیه من المؤالف و المخالف و لذا یكنی عن افتراق الكلمة بشق العصا و الخاتم جامع هذه الأمور لأنه علامة الملك و الخلافة الكبری فی الدین و الدنیا.

قد خرج منك أی قرب انتقال الإمامة منك إلی غیرك أو خرج اختیار تعیین الإمام من یدك و لعل جزعه علیه السلام لعلمه بمنازعة إخوته له و اختلاف شیعته فیه و قیل لأنه كان یحب أن یجعله فی القاسم و لعل حبه للقاسم كنایة عن اجتماع أسباب الحب ظاهرا فیه ككون أمه محبوبة له و غیر ذلك أو كان الحب واقعا بسبب الدواعی البشریة أو من قبل اللّٰه تعالی لیعلم الناس أن الإمامة لیست تابعة لمحبة الوالد أو یظهر ذلك لتلك المصلحة.

فهو منی كلام أبی إبراهیم أو أمیر المؤمنین علیه السلام و هذه العبارة تستعمل لإظهار غایة المحبة و الاتحاد و الشركة فی الكمالات إنها ودیعة أی الشهادة أو الكلمات المذكورة(1) أو عبدا تعرفه صادقا أی فی دعواه التصدیق بإمامتی بأن یكون فعله موافقا لقوله و

المراد بالعاقل من یكون ضابطا حصینا و إن لم یكن كامل الإیمان فإن المانع من إفشاء السر إما كمال العقل و النظر فی العواقب أو الدیانة و الخوف من اللّٰه تعالی و كون التردید من الراوی بعید.

و قوله و إن سئلت كأنه استثناء عن عدم الإخبار أی لا بد من الإخبار عند الضرورة و إن لم یكن المستشهد عاقلا و صادقا و یحتمل أن یكون المراد أداء الشهادة عندهما لقوله تعالی إِلی أَهْلِها فاشهد بها أی بالإمامة أو بالشهادة بناء علی أن المراد بالشهادة شهادة الإمام و هو قول اللّٰه أی أداء هذه الشهادة داخل فی المأمور به فی الآیة و قال لنا أی لأجلنا و إثبات إمامتنا من اللّٰه صفة شهادة.

ص: 31


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ:« الكمالات المذكورة» و هو تصحیف.

فأیهم هو لعل هذا السؤال لزیادة الاطمئنان أو لأن یخبر الناس بتعیینه صلی اللّٰه علیه و آله أیضا إیاه.

بنور اللّٰه الباء للآلة أی بالنور الخاص الذی جعله اللّٰه فی عینه و فی قلبه و هو إشارة إلی ما یظهر له بالإلهام و بتوسط روح القدس و قوله و یسمع بفهمه إلی ما سمعه من آبائه علیهم السلام فلا یجهل أی شیئا مما تحتاج الأمة إلیه معلما بتشدید اللام المفتوحة إیماء إلی قوله تعالی وَ كُلًّا آتَیْنا حُكْماً وَ عِلْماً(1) فإذا رجعت أی إلی المدینة من سفرتك أی التی تریدها أو أنت فیها و هو السفر إلی مكة و فی الكافی سفرك فإذا أردت یعنی الوصیة أو علی بناء المجهول أی أرادك الرشید لیأخذك و لیتطهر لك أی لیغتسل قبل تطهیرك و فی الكافی فإنه طهر لك و هو أظهر أی تغسیله لك فی حیاتك طهر لك و قائم مقام غسلك من غیر حاجة إلی تغسیل آخر بعد موتك و لا یصلح إلا ذلك و فی الكافی و لا یستقیم إلا ذلك أی لا یستقیم تطهیرك إلا بهذا النحو و ذلك لأن المعصوم لا یجوز أن یغسله إلا معصوم و لم یكن غیر الرضا علیه السلام و هو غیر شاهد إذ حضره الموت و یرد علیه أنه ینافی ما مر من أن الرضا علیه السلام حضر غسل والده صلوات اللّٰه علیهما فی بغداد و یمكن الجواب بأن هذا كان لرفع شبهة من لم یطلع علی حضوره علیه السلام أو یقال یلزم الأمران جمیعا فی الإمام الذی یعلم أنه یموت فی غیر بلد ولده.

و فی الكافی بعد ذلك و ذلك سنة قد مضت فاضطجع بین یدیه و صف إخوته خلفه و عمومته و مره فلیكبر علیك تسعا فإنه قد استقامت وصیته و ولیك و أنت حی ثم اجمع له ولدك من تعدهم فاشهد علیهم و أشهد اللّٰه عز و جل علیهم وَ كَفی بِاللَّهِ وَكِیلًا قال یزید إلی آخره.

و صف إخوته أی أقمهم خلفه صفا و لعل التسع تكبیرات من خصائصهم علیهم السلام كما یظهر من غیره من الأخبار أیضا و قیل إنه علیه السلام أمره بأن یكبر علیه أربعا

ص: 32


1- 1. الأنبیاء: 79.

ظاهرا للتقیة و خمسا سرا و لا یخفی وهنه إذ إظهار مثل هذه الصلاة فی حال الحیاة كیف یمكن إظهارها عند المخالفین.

و ولیك معلوم باب رضی أی قام بأمورك من التغسیل و التكفین و الصلاة و الواو للحال من تعدهم بدل من ولدك بدل كل أی جمیعهم أو بدل بعض أی من تعتنی بشأنهم كأن غیرهم لا تعدهم من الأولاد و فی بعض النسخ بالباء الموحدة إما بالفتح أی من بعد جمیع العمومة أو بالضم أی أحضرهم و إن كانوا بعداء عنك.

فأشهد علیهم أی اجعل غیرهم من الأقارب شاهدین علیهم بأنهم أقروا بإمامة أخیهم إنی أوخذ علی بناء المجهول سمی علی أی مثله فی الكمالات كما قیل فی قوله تعالی لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِیًّا(1) أی نظیرا یستحق مثل اسمه أعطی فهم الأول أی أمیر المؤمنین علیه السلام و وده أی الحب الذی جعل اللّٰه فی قلوب المؤمنین كما مر فی تفسیر قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا أنه نزل فی أمیر المؤمنین علیه السلام (2) و محنته أی امتحانه و ابتلاءه بأذی المخالفین له و خذلان أصحابه له.

و لیس له أن یتكلم أی بالحجج و دعوی الإمامة جهارا و ستلقاه فیه إعجاز و تصریح بما فهم من إذا الدالة علی وقوع الشرط بحسب الوضع فلقیت أی فی المدینة و لا نكفیك الواو عاطفة أو حالیة خیرا لك من عمرتك و فی الكافی حیرتك و عمومتك جیرتك أی مجاوریك فی الدار أو المعاشرة و عمومتك أراد بهم أبا عبد اللّٰه و أبا الحسن علیه السلام و أولادهما و سماهم عمومته لأن یزید كان من أولاد زید بن علی و لذا وصفه فی الكافی بالزیدی و ولدا العم بحكم العم أبلغتها منك و فی

ص: 33


1- 1. مریم: 7.
2- 2. راجع ج 35 الباب 14 ص 360- 353 من تاریخ أمیر المؤمنین« ع»، و الآیة فی سورة مریم: 96.

الكافی بلغتها منه فیحتمل التكلم و الخطاب و معاداة الإخوة إما لزعمهم أن التبشیر كان سببا لشراء الجاریة أو لزعمهم أنه كان متوسطا فی الشراء و عدم الذنب علی الأول لكونه مأمورا و علی الثانی لكذب زعمهم فقال لهم إسحاق أی عم الرضا علیه السلام و إنه الواو للحال و الحاصل أن موسی كان یكرمه و یجلسه قریبا منه فی مجلس لم أكن أجلس منه بذلك القرب مع أنی كنت أخاه و إنما قال ذلك إصلاحا بینه و بینهم و حثا لهم علی بره و إكرامه.

«18»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُسَافِرٍ قَالَ: أَمَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِخُرَاسَانَ فَقَالَ الْحَقْ بِأَبِی جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُكَ (1).

«19»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ أَنَا وَ الْحُسَیْنُ بْنُ قِیَامَا عَلَی الرِّضَا علیه السلام فِی صِرْیَا فَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ أَفْرِغُوا مِنْ حَاجَتِكُمْ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ أَنْ یَكُونَ فِیهَا إِمَامٌ فَقَالَ لَا قَالَ فَیَكُونُ فِیهَا اثْنَانِ قَالَ لَا إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ لَا یَتَكَلَّمُ قَالَ فَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّكَ لَسْتَ بِإِمَامٍ قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ قَالَ إِنَّهُ لَیْسَ لَكَ وَلَدٌ وَ إِنَّمَا فِی الْعَقِبِ قَالَ فَقَالَ لَهُ فَوَ اللَّهِ لَا تَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یُولَدَ لِی ذَكَرٌ مِنْ صُلْبِی یَقُومُ مِثْلَ مَقَامِی یَحِقُّ الْحَقَّ وَ یَمْحَقُ الْبَاطِلَ (2).

«20»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی قَتَادَةَ عَنِ الْمَحْمُودِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ نَوْبَخْتَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفاً عِنْدَ رَأْسِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام بِطُوسَ قَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ إِنْ حَدَثَ حَدَثٌ فَإِلَی مَنْ قَالَ إِلَی ابْنِی مُحَمَّدٍ وَ كَانَ السَّائِلُ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام نَبِیّاً ثَابِتاً بِإِقَامَةِ شَرِیعَتِهِ فِی دُونِ السِّنِّ الَّذِی

ص: 34


1- 1. رجال الكشّیّ تحت الرقم 367.
2- 2. رجال الكشّیّ تحت الرقم 427.

أُقِیمَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ ثَابِتاً عَلَی شَرِیعَتِهِ (1).

«21»- نص، [كفایة الأثر] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ أَوْ قِیلَ لَهُ أَ تَكُونُ الْإِمَامَةُ فِی عَمٍّ أَوْ خَالٍ فَقَالَ لَا فَقَالَ فِی أَخٍ قَالَ لَا قَالَ فَفِی مَنْ قَالَ فِی وَلَدِی وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ لَا وَلَدَ لَهُ (2).

«22»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَدْ بَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ وَ لَیْسَ لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ یَا عُقْبَةُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرَی خَلَفَهُ مِنْ بَعْدِهِ (3).

«23»- نص، [كفایة الأثر] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام أَنَا وَ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَائِمٌ قَدْ أَتَی لَهُ ثَلَاثُ سِنِینَ فَقُلْنَا لَهُ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ إِنْ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ حَدَثَ حَدَثٌ فَمَنْ یَكُونُ بَعْدَكَ قَالَ ابْنِی هَذَا وَ أَوْمَأَ إِلَیْهِ قَالَ فَقُلْنَا لَهُ وَ هُوَ فِی هَذَا السِّنِّ قَالَ نَعَمْ وَ هُوَ فِی هَذَا السِّنِّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی احْتَجَّ بِعِیسَی علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ سَنَتَیْنِ (4).

«24»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ یَحْیَی الصَّنْعَانِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ بِمَكَّةَ وَ هُوَ یُقَشِّرُ مَوْزاً وَ یُطْعِمُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هُوَ الْمَوْلُودُ الْمُبَارَكُ قَالَ نَعَمْ یَا یَحْیَی هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِی لَمْ یُولَدْ فِی الْإِسْلَامِ مِثْلُهُ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً عَلَی شِیعَتِنَا مِنْهُ (5).

ص: 35


1- 1. كفایة الاثر ص 324.
2- 2. كفایة الاثر ص 324.
3- 3. كفایة الاثر ص 324.
4- 4. كفایة الاثر ص 324.
5- 5. الكافی ج 6 ص 360، و فیه حدیث آخر هكذا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه، عن أبیه، عن محمّد بن أبی عمیر عن یحیی بن موسی الصنعانی قال: دخلت علی أبی الحسن الرضا علیه السلام بمنی و أبو جعفر الثانی علیه السلام علی فخذه، و هو یقشر له موزا و یطعمه. ثمّ انه قد مضی تحت الرقم 14 من الباب الذی نحن فیه عن الإرشاد و الكافی حدیث و فیه« أبو یحیی الصنعانی».

«25»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ إِسْمَاعِیلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ یَقُولُ لِلرِّضَا علیه السلام: إِنَّ ابْنِی فِی لِسَانِهِ ثِقْلٌ فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَیْكَ غَداً تَمْسَحُ عَلَی رَأْسِهِ وَ تَدْعُو لَهُ فَإِنَّهُ مَوْلَاكَ فَقَالَ هُوَ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَیْهِ (1).

«26»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الصَّیْقَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً بِالْمَدِینَةِ وَ كُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَیْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا سَمِعَ مِنْ أَخِیهِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَثَبَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ فَقَبَّلَ یَدَهُ وَ عَظَّمَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا عَمِّ اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی كَیْفَ أَجْلِسُ وَ أَنْتَ قَائِمٌ فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَی مَجْلِسِهِ جَعَلَ أَصْحَابُهُ یُوَبِّخُونَهُ وَ یَقُولُونَ أَنْتَ عَمُّ أَبِیهِ وَ أَنْتَ تَفْعَلُ بِهِ هَذَا الْفِعْلَ فَقَالَ اسْكُتُوا إِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَبَضَ عَلَی لِحْیَتِهِ لَمْ یُؤَهِّلْ هَذِهِ الشَّیْبَةَ وَ أَهَّلَ هَذَا الْفَتَی وَ وَضَعَهُ حَیْثُ وَضَعَهُ أُنْكِرُ فَضْلَهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا تَقُولُونَ بَلْ أَنَا لَهُ عَبْدٌ.

(2)

ص: 36


1- 1. الكافی ج 1 ص 321.
2- 2. الكافی ج 1 ص 322.

باب 3 معجزاته صلوات اللّٰه علیه

«1»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ خَرَجَ عَلَیَّ فَأَحْدَدْتُ النَّظَرَ إِلَیْهِ وَ إِلَی رَأْسِهِ وَ إِلَی رِجْلِهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِی الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ فِی النُّبُوَّةِ قَالَ اللَّهُ وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا-(1)

وَ قَالَ اللَّهُ حَتَّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ (2) وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً-(3) فَقَدْ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَی الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِیٌّ وَ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَی وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً(4).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن معلی بن محمد عن ابن أسباط: مثله (5)- یج، [الخرائج و الجرائح] عن ابن أسباط: مثله- شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی عن الحسین بن محمد عن معلی بن محمد عن ابن أسباط: مثله (6).

«2»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ كَتَبَ إِلَیَّ كِتَاباً وَ أَمَرَنِی أَنْ لَا أَفُكَّهُ حَتَّی یَمُوتَ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ قَالَ

ص: 37


1- 1. مریم: 13.
2- 2. یوسف: 22.
3- 3. الأحقاف: 15.
4- 4. بصائر الدرجات ص 238.
5- 5. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 389.
6- 6. الإرشاد ص 340، الكافی ج 1 ص 494.

فَمَكَثَ الْكِتَابُ عِنْدِی سِنِینَ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الَّذِی مَاتَ فِیهِ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ فَكَكْتُ الْكِتَابَ فَإِذَا فِیهِ قُمْ بِمَا كَانَ یَقُومُ بِهِ أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْأَمْرِ.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی یَحْیَی وَ إِسْحَاقُ ابْنَا سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: أَنَّ إِبْرَاهِیمَ أقرأ [قَرَأَ] هَذَا الْكِتَابَ فِی الْمَقْبَرَةِ یَوْماً مَاتَ یَحْیَی وَ كَانَ إِبْرَاهِیمُ یَقُولُ كُنْتُ لَا أَخَافُ الْمَوْتَ مَا كَانَ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ حَیّاً-(1) وَ أَخْبَرَنِی بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ (2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن إبراهیم: مثله (3).

«3»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ زَیْدِیّاً قَالَ: كُنْتُ فِی الْعَسْكَرِ فَبَلَغَنِی أَنَّ هُنَاكَ رَجُلًا مَحْبُوساً أُتِیَ بِهِ مِنْ نَاحِیَةِ الشَّامِ مَكْبُولًا وَ قَالُوا إِنَّهُ تَنَبَّأَ قَالَ عَلِیٌّ فَدَارَیْتُ الْقَوَّادِینَ (4) وَ الْحَجَبَةَ حَتَّی وَصَلْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ فَقُلْتُ لَهُ یَا هَذَا مَا قِصَّتُكَ وَ مَا أَمْرُكَ فَقَالَ لِی كُنْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ (5)

مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَبَیْنَا

ص: 38


1- 1. عنونه فی نقد الرجال و قال: یحیی بن أبی عمران تلمیذ یونس بن عبد الرحمن روی عنه إبراهیم بن هاشم، قاله الصدوق فی مشیخة الفقیه.
2- 2. بصائر الدرجات ص 263 الجزء 6 ب 1 ح 2 و 3.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 397.
4- 4. البوابین خ ل.
5- 5. یقال انه نصب فیه رأس الحسین علیه السلام، فبینا أنا ذات لیلة فی موضعی مقبل علی المحراب: أذكر اللّٰه تعالی، اذ رأیت شخصا بین یدی، فنظرت إلیه فقال لی: قم فقمت فمشی بی قلیلا فإذا أنا فی مسجد الكوفة. فقال لی: أ تعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة، قال: فصلی و صلیت معه، ثمّ انصرف و انصرفت معه، فمشی قلیلا فإذا نحن بمسجد الرسول صلّی اللّٰه علیه و آله فسلم علی الرسول و صلیت معه ثمّ خرج و خرجت معه، فمشی قلیلا فإذا أنا بمكّة فطاف بالبیت و طفت معه، ثمّ خرج و مشی قلیلا فإذا أنا فی موضعی الذی أعبد اللّٰه فیه بالشام و غاب الشخص عن عینی. فبقیت متعجبا حولا ممّا رأیت: فلما كان فی العام المقبل رأیت ذلك الشخص فاستبشرت به و دعانی فأجبته، ففعل كما فعل فی العام الماضی، فلما أراد مفارقتی بالشام قلت له: سألتك بالذی أقدرك علی ما رأیت منك الا أخبرتنی من أنت؟ قال: أنا محمّد بن علیّ بن موسی ابن جعفر بن محمّد بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب. فحدثت من كان یصیر الی بخبره، فرقی ذلك الی محمّد بن عبد الملك الزیات فبعث الی من أخذنی و كبلنی فی الحدید، و حملنی الی العراق، و حبست كما تری، و ادعی علی المحال. فقلت له: أرفع القصة الی محمّد بن عبد الملك؟ قال: افعل! فكتبت عنه قصة شرحت أمره فیها، و رفعتها الی محمّد بن عبد الملك، فوقع فی ظهرها: قل للذی اخرجك من الشام فی لیلة الی الكوفة، و من الكوفة الی المدینة و من المدینة الی مكّة؛ و ردك من مكّة الی الشام أن یخرجك من حبسك هذا. قال علیّ بن خالد: فغمنی ذلك من أمره، و انصرفت محزونا علیه، فلما كان من الغد، باكرت الی الحبس لاعلم الحال، و آمره بالصبر و العزاء، فوجدت الجند و أصحاب الحرس و خلقا عظیما من الناس یهرعون، فسألت عن حالهم فقیل لی: المتنبی المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس، الی آخر الخبر. كذا فی الإرشاد و الاعلام نقلا عن الكلینی، مع أن روایته فی الكافی موافق لما فی البصائر الا شاذا. منه عفی عنه. أقول: هذا نص ما ذكره- رضوان اللّٰه علیه- بخط یده فی هامش نسخة الأصل.

أَنَا فِی عِبَادَتِی إِذْ أَتَانِی شَخْصٌ فَقَالَ قُمْ بِنَا قَالَ فَقُمْتُ مَعَهُ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ لِی تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ قَالَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ قَالَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعَا لَهُ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا بِمَكَّةَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّی قَضَی مَنَاسِكَهُ وَ قَضَیْتُ مَنَاسِكِی مَعَهُ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا بِمَوْضِعِیَ الَّذِی كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِیهِ بِالشَّامِ قَالَ وَ مَضَی الرَّجُلُ قَالَ فَلَمَّا كَانَ عَامٌ قَابِلٌ فِی أَیَّامِ الْمَوْسِمِ إِذَا أَنَا بِهِ وَ فَعَلَ بِی مِثْلَ فِعْلَتِهِ الْأُولَی فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مَنَاسِكِنَا وَ رَدَّنِی إِلَی الشَّامِ وَ هَمَّ بِمُفَارَقَتِی قُلْتُ لَهُ سَأَلْتُكَ بِحَقِّ الَّذِی

ص: 39

أَقْدَرَكَ عَلَی مَا رَأَیْتَ إِلَّا أَخْبَرْتَنِی مَنْ أَنْتَ قَالَ فَأَطْرَقَ طَوِیلًا ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی فَتَرَاقَی الْخَبَرُ حَتَّی انْتَهَی الْخَبَرُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّیَّاتِ قَالَ فَبَعَثَ إِلَیَّ فَأَخَذَنِی وَ كَبَّلَنِی فِی الْحَدِیدِ وَ حَمَلَنِی إِلَی الْعِرَاقِ وَ حَبَسَنِی كَمَا تَرَی قَالَ قُلْتُ لَهُ ارْفَعْ قِصَّتَكَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ وَ مَنْ لِی یَأْتِیهِ بِالْقِصَّةِ قَالَ فَأَتَیْتُهُ بِقِرْطَاسٍ وَ دَوَاةٍ فَكَتَبَ قِصَّتَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَذَكَرَ فِی قِصَّتِهِ مَا كَانَ قَالَ فَوَقَّعَ فِی الْقِصَّةِ قُلْ لِلَّذِی أَخْرَجَكَ فِی لَیْلَةٍ مِنَ الشَّامِ إِلَی الْكُوفَةِ وَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الْمَكَانِ أَنْ یُخْرِجَكَ مِنْ حَبْسِكَ قَالَ عَلِیٌّ فَغَمَّنِی أَمْرُهُ وَ رَقَقْتُ لَهُ وَ أَمَرْتُهُ بِالْعَزَاءِ قَالَ ثُمَّ بَكَّرْتُ عَلَیْهِ یَوْماً فَإِذَا الْجُنْدُ وَ صَاحِبُ الْحَرَسِ وَ صَاحِبُ السِّجْنِ وَ خَلْقٌ عَظِیمٌ یَتَفَحَّصُونَ حَالَهُ قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا الْمَحْمُولُ مِنَ الشَّامِ الَّذِی تَنَبَّأَ افْتُقِدَ الْبَارِحَةَ لَا نَدْرِی خَسَفَ بِهِ الْأَرْضُ أَوِ اخْتَطَفَهُ الطَّیْرُ فِی الْهَوَاءِ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ هَذَا زَیْدِیّاً فَقَالَ بِالْإِمَامَةِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ حَسُنَ اعْتِقَادُهُ (1).

عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (2) عن أحمد بن إدریس عن محمد بن حسان: مثله (3) بیان العسكر اسم سر من رأی و الكبل القید الضخم فتراقی الخبر أی تصاعد و ارتفع محمد بن عبد الملك كان وزیر المعتصم و بعد وزیرا لابنه الواثق هارون بن المعتصم و كان أبوه یبیع دهن الزیت فی بغداد و الحرس بالتحریك جمع الحارس و یقال اختطفه إذا استلبه بسرعة.

ص: 40


1- 1. بصائر الدرجات ص 402 و رواه فی الخرائج ص 208 و فی كشف الغمّة ج 3 ص 210 أیضا فراجعه.
2- 2. الكافی ج 1 ص 492 و 493.
3- 3. إرشاد المفید ص 205.

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی وَ مَعِی ثَلَاثُ رِقَاعٍ غَیْرُ مُعَنْوَنَةٍ وَ اشْتَبَهَتْ عَلَیَّ وَ اغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهُنَّ وَ قَالَ هَذِهِ رُقْعَةُ زِیَادِ بْنِ شَبَثٍ (1) وَ تَنَاوَلَ الثَّانِیَةَ وَ قَالَ هَذِهِ رُقْعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ وَ تَنَاوَلَ الثَّالِثَةَ وَ قَالَ هَذِهِ رُقْعَةُ فُلَانٍ فَبُهِتُ (2)

فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ تَبَسَّمَ (3).

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (4)

عن علی بن محمد عن سهل بن زیاد عن أبی هاشم: مثله (5)- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابن عیاش فی كتاب أخبار أبی هاشم: مثله (6).

«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی الْحِمْیَرِیُّ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَعْطَانِی ثَلَاثَمِائَةِ دِینَارٍ فِی صُرَّةٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَحْمِلَهَا إِلَی بَعْضِ بَنِی عَمِّهِ وَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَقُولُ لَكَ دُلَّنِی عَلَی مَنْ أَشْتَرِی بِهَا مِنْهُ مَتَاعاً فَدُلَّهُ قَالَ فَأَتَیْتُهُ بِالدَّنَانِیرِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا هَاشِمٍ دُلَّنِی عَلَی حَرِیفٍ یَشْتَرِی بِهَا مَتَاعاً فَفَعَلْتُ (7).

شا، [الإرشاد] بالإسناد المتقدم عن أبی هاشم: مثله (8)- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابن عیاش فی كتاب أخبار أبی هاشم: مثله (9).

«6»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: كَلَّفَنِی جَمَّالِی أَنْ أُكَلِّمَ أَبَا جَعْفَرٍ لَهُ لِیُدْخِلَهُ فِی بَعْضِ أُمُورِهِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ لِأُكَلِّمَهُ فَوَجَدْتُهُ مَعَ جَمَاعَةٍ فَلَمْ یُمْكِنِّی

ص: 41


1- 1. ریان بن شبیب خ ل.
2- 2. یقال: باه له بیها: تنبه له.
3- 3. مختار الخرائج ص 237.
4- 4. الكافی ج 1 ص 495.
5- 5. إرشاد المفید ص 306.
6- 6. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 390.
7- 7. لم نجده فی مختار الخرائج، راجع الكافی ج 1 ص 495.
8- 8. إرشاد المفید ص 306.
9- 9. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 390.

كَلَامُهُ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ كُلْ وَ قَدْ وُضِعَ الطَّعَامُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ مِنِّی یَا غُلَامُ انْظُرِ الْجَمَّالَ الَّذِی أَتَانَا أَبُو هَاشِمٍ فَضُمَّهُ إِلَیْكَ (1).

عم، [إعلام الوری] عن الحمیری عن أبی هاشم: مثله- شا، [الإرشاد] بالإسناد المتقدم عن أبی هاشم: مثله (2).

«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ بُسْتَاناً فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی مُولَعٌ بِأَكْلِ الطِّینِ فَادْعُ اللَّهَ لِی فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَیَّامٍ یَا أَبَا هَاشِمٍ قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ أَكْلَ الطِّینِ قُلْتُ مَا شَیْ ءٌ أَبْغَضَ إِلَیَّ مِنْهُ (3).

شا، [الإرشاد] بالإسناد المتقدم (4)

عن أبی هاشم: مثله- عم، [إعلام الوری] عن أبی هاشم: مثله (5).

«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام فَقَالَ: یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَبِی مَاتَ وَ كَانَ لَهُ مَالٌ وَ لَسْتُ أَقِفُ عَلَی مَالِهِ وَ لِی عِیَالٌ كَثِیرُونَ وَ أَنَا مِنْ مَوَالِیكُمْ فَأَغِثْنِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا صَلَّیْتَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ أَبَاكَ یَأْتِیكَ فِی النَّوْمِ وَ یُخْبِرُكَ بِأَمْرِ الْمَالِ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ فَرَأَی أَبَاهُ فِی النَّوْمِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ مَالِی فِی مَوْضِعِ كَذَا فَخُذْهُ وَ اذْهَبْ إِلَی ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبِرْهُ أَنِّی دَلَلْتُكَ عَلَی الْمَالِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَأَخَذَ الْمَالَ وَ أَخْبَرَ الْإِمَامَ بِأَمْرِ الْمَالِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَكَ وَ اصْطَفَاكَ (6).

ص: 42


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج، راجع الكافی ج 1 ص 495.
2- 2. إرشاد المفید ص 306.
3- 3. لم نجده فی مختار الخرائج المطبوع.
4- 4. یعنی ابن قولویه عن الكلینی راجع الكافی ج 1 ص 495.
5- 5. إرشاد المفید ص 307.
6- 6. مختار الخرائج و الجرائح ص 237.

«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ عَیَّاشٍ فِی كِتَابِ أَخْبَارِ أَبِی هَاشِمٍ،: مِثْلَهُ (1)

ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ أَسْبَاطٍ وَ هُوَ إِذْ ذَاكَ خُمَاسِیٌّ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ یَذْكُرْ مَوْتَ وَالِدِهِ.

أقول: روی فی إعلام الوری أخبار أبی هاشم هكذا و فی كتاب أخبار أبی هاشم الجعفری للشیخ أبی عبد اللّٰه أحمد بن محمد بن عیاش الذی أخبرنی بجمیعه السید محمد بن الحسین الحسینی الجرجانی عن والده عن الشریف أبی الحسین طاهر بن محمد الجعفری عن أحمد بن محمد العطار(2)

عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری عن أبی هاشم الجعفری.

«10»- یج، [الخرائج و الجرائح] یُوسُفُ بْنُ السُّخْتِ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطِیَّةَ الأصحب [الْأَضْخَمِ] قَالَ: حَجَجْتُ فَشَكَوْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الْوَحْدَةَ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَا تَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ حَتَّی تَشْتَرِیَ جَارِیَةً تُرْزَقُ مِنْهَا ابْناً فَقُلْتُ تَسِیرُ إِلَیَّ قَالَ نَعَمْ وَ رَكِبَ إِلَی النَّخَّاسِ وَ كَتَبَ إِلَی جَارِیَةٍ(3) فَقَالَ اشْتَرِهَا فَاشْتَرَیْتُهَا فَوَلَدَتْ مُحَمَّداً ابْنِی.

«11»- یج، [الخرائج و الجرائح] أَحْمَدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ بِالْمَدِینَةِ لِنُوَدِّعَهُ فَقَالَ لَنَا لَا تَخْرُجَا أَقِیمَا إِلَی غَدٍ قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ حَمَّادٌ أَنَا أَخْرُجُ فَقَدْ خَرَجَ ثَقَلِی قُلْتُ أَمَّا أَنَا فَأُقِیمُ قَالَ فَخَرَجَ حَمَّادٌ فَجَرَی الْوَادِی تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَغَرِقَ فِیهِ وَ قَبْرُهُ بِسَیَالَةَ.

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن أمیة: مثله (4).

«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام وَ قَضَیْتُ حَوَائِجِی وَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ أُمَّ الْحَسَنِ تُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ تَسْأَلُكَ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِكَ تَجْعَلُهُ كَفَناً لَهَا قَالَ قَدِ اسْتَغْنَتْ عَنْ ذَلِكَ فَخَرَجْتُ

ص: 43


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 391 و فیه: الحسن بن علیّ ان رجلا جاء الی التقی علیه السلام و قال: أدركنی یا ابن رسول اللّٰه إلخ.
2- 2. فی نسخة الكمبانیّ« أحمد بن محمّد بن العیاش».
3- 3. أی أشار الی جاریة.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 218.

وَ لَسْتُ أَدْرِی مَا مَعْنَی ذَلِكَ فَأَتَانِی الْخَبَرُ بِأَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ یَوْماً أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ یَوْماً(1).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن عمران: مثله (2).

«13»- یج، [الخرائج و الجرائح] ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْیَسَعِ قَالَ: كُنْتُ مُجَاوِراً بِمَكَّةَ فَصِرْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ كِسْوَةٍ یَكْسُونِیهَا فَلَمْ یَتَّفِقْ أَنْ أَسْأَلَهُ حَتَّی وَدَّعْتُهُ وَ أَرَدْتُ الْخُرُوجَ فَقُلْتُ أَكْتُبُ إِلَیْهِ وَ أَسْأَلُهُ قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ الْكِتَابَ فَصِرْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ عَلَی أَنْ أُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ وَ أَسْتَخِیرَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِنْ وَقَعَ فِی قَلْبِی أَنْ أَبْعَثَ وَ اللَّهِ (3) بِالْكِتَابِ بَعَثْتُ وَ إِلَّا خَرَقْتُهُ فَفَعَلْتُ فَوَقَعَ فِی قَلْبِی أَنْ لَا أَبْعَثَ فَخَرَقْتُ الْكِتَابَ وَ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِینَةِ فَبَیْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ

رَأَیْتُ رَسُولًا وَ مَعَهُ ثِیَابٌ فِی مِنْدِیلٍ یَتَخَلَّلُ الْقِطَارَ وَ یَسْأَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْقُمِّیِّ حَتَّی انْتَهَی إِلَیَّ فَقَالَ مَوْلَاكَ بَعَثَ إِلَیْكَ بِهَذَا وَ إِذَا مُلَاءَتَانِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقَضَی اللَّهُ أَنِّی غَسَلْتُهُ حِینَ مَاتَ فَكَفَّنْتُهُ فِیهِمَا(4).

بیان: الملاءة بالضم الثوب اللین الرقیق.

«14»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ حَدِیدٍ(5) قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَمَاعَةٍ حُجَّاجاً فَقُطِعَ عَلَیْنَا الطَّرِیقُ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَأَتَیْتُهُ إِلَی الْمَنْزِلِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِی أَصَابَنَا فَأَمَرَ لِی بِكِسْوَةٍ وَ أَعْطَانِی دَنَانِیرَ وَ قَالَ فَرِّقْهَا عَلَی أَصْحَابِكَ عَلَی قَدْرِ مَا ذَهَبَ فَقَسَمْتُهَا بَیْنَهُمْ فَإِذَا هِیَ عَلَی قَدْرِ مَا ذَهَبَ مِنْهُمْ لَا أَقَلَّ وَ لَا أَكْثَرَ.

«15»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ قَالَ: دَخَلَ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ جَمَاعَةٌ مِنْ

ص: 44


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 237.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 217.
3- 3. كأنّه مصحف و الصحیح:« أن أبعث إلیه».
4- 4. مختار الخرائج و الجرائح ص 273.
5- 5. فی نسخة الكمبانیّ« أحمد بن حدید».

أَصْحَابِنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ فِیهِمْ رَجُلٌ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ قَالُوا فَسَأَلْنَا عَنْ مَسَائِلَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِغُلَامِهِ خُذْ بِیَدِ هَذَا الرَّجُلِ فَأَخْرِجْهُ فَقَالَ الزَّیْدِیُّ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ.

«16»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ فِی اسْتِقْبَالِ الْمَأْمُونِ إِلَی نَاحِیَةِ الشَّامِ أَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْ یُعْقَدَ ذَنَبُ دَابَّتِهِ وَ ذَلِكَ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ شَدِیدِ الْحَرِّ لَا یُوجَدُ الْمَاءُ فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهُ لَا عَهْدَ لَهُ بِرُكُوبِ الدَّوَابِّ فَإِنَّ مَوْضِعَ (1) عَقْدِ ذَنَبِ الْبِرْذَوْنِ غَیْرُ هَذَا قَالَ فَمَا مَرَرْنَا إِلَّا یَسِیراً حَتَّی ضَلَلْنَا الطَّرِیقَ بِمَكَانِ كَذَا وَ وَقَعْنَا فِی وَحَلٍ كَثِیرٍ فَفَسَدَ ثِیَابُنَا وَ مَا مَعَنَا وَ لَمْ یُصِبْهُ شَیْ ءٌ مِنْ ذَلِكَ (2).

«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ لَنَا یَوْماً وَ نَحْنُ فِی ذَلِكَ الْوَجْهِ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَضِلُّونَ الطَّرِیقَ بِمَكَانِ كَذَا وَ تَجِدُونَهَا فِی مَكَانِ كَذَا بَعْدَ مَا یَذْهَبُ مِنَ اللَّیْلِ كَذَا فَقُلْنَا مَا عِلْمُ هَذَا وَ لَا بَصَرَ لَهُ بِطَرِیقِ الشَّامِ فَكَانَ كَمَا قَالَ.

«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ أَخِی دِرْعَهُ أَحْمِلُهَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَعَ أَشْیَاءَ فَقَدِمْتُ بِهَا وَ نَسِیتَ الدِّرْعَ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُوَدِّعَهُ قَالَ لِیَ احْمِلِ الدِّرْعَ وَ سَأَلَتْنِی وَالِدَتِی أَنْ أَسْأَلَهُ قَمِیصاً مِنْ ثِیَابِهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِی لَیْسَ بِمُحْتَاجٍ إِلَیْهِ-(3) فَجَاءَنِی الْخَبَرُ أَنَّهَا تُوُفِّیَتْ قَبْلُ بِعِشْرِینَ یَوْماً.

«19»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ ابْنِ أروبة [أُورَمَةَ](4) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُعْتَصِمَ دَعَا جَمَاعَةً مِنْ وُزَرَائِهِ فَقَالَ اشْهَدُوا لِی عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی زُوراً وَ اكْتُبُوا أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ یَخْرُجَ ثُمَ

ص: 45


1- 1. الظاهر« موقع» بدل« موضع».
2- 2. مختار الخرائج ص 237.
3- 3. فی الكمبانیّ: لیس طالبه بمحتاج. و هو تصحیف.
4- 4. ارومة، خ ل- و فی المصدر« أبی ارومة» و لعله ابن اورمة و هو محمّد بن اورمة الآتی ذكره.

دَعَاهُ فَقَالَ إِنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ عَلَیَّ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ قَالَ إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً شَهِدُوا عَلَیْكَ فَأُحْضِرُوا فَقَالُوا نَعَمْ هَذِهِ الْكُتُبَ أَخَذْنَاهَا مِنْ بَعْضِ غِلْمَانِكَ قَالَ وَ كَانَ جَالِساً فِی بَهْوٍ فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَدَهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانُوا كَذَبُوا عَلَیَّ فَخُذْهُمْ قَالَ فَنَظَرْنَا إِلَی ذَلِكَ الْبَهْوِ كَیْفَ یَرْجُفُ وَ یَذْهَبُ وَ یَجِی ءُ وَ كُلَّمَا قَامَ وَاحِدٌ وَقَعَ فَقَالَ الْمُعْتَصِمُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی تَائِبٌ مِمَّا قُلْتُ فَادْعُ رَبَّكَ أَنْ یُسَكِّنَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ سَكِّنْهُ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاؤُكَ وَ أَعْدَائِی فَسَكَنَ (1).

بیان: قال الجوهری البهو البیت المقدم أمام البیوت (2).

«20»- یج، [الخرائج و الجرائح]: كَتَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَصْحَابِ رِقَاعاً فِی حَوَائِجَ وَ كَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْوَاقِفَةِ رُقْعَةً وَ جَعَلَهَا بَیْنَ الرِّقَاعِ فَوَقَّعَ الْجَوَابَ بِخَطِّهِ فِی الرِّقَاعِ إِلَّا رُقْعَةَ الْوَاقِفِیِّ لَمْ یُجِبْ فِیهَا بِشَیْ ءٍ.

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ الرِّضَا علیه السلام بِمَكَّةَ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَی خُرَاسَانَ قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَاكْتُبْ مَعِی كِتَاباً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَتَبَسَّمَ وَ كَتَبَ وَ صِرْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ قَدْ كَانَ ذَهَبَ بَصَرِی فَأَخْرَجَ الْخَادِمُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَیْنَا فَحَمَلَهُ فِی الْمَهْدِ فَنَاوَلْتُهُ الْكِتَابَ فَقَالَ لِمُوَفَّقٍ الْخَادِمِ فُضَّهُ وَ انْشُرْهُ فَفَضَّهُ وَ نَشَرَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَنَظَرَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَا حَالُ بَصَرِكَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اعْتَلَّتْ عَیْنَایَ فَذَهَبَ بَصَرِی كَمَا تَرَی قَالَ فَمَدَّ یَدَهُ فَمَسَحَ بِهَا عَلَی عَیْنِی فَعَادَ إِلَیَّ بَصَرِی كَأَصَحِّ مَا كَانَ فَقَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا بَصِیرٌ(3).

«22»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ لِی جَارِیَةً تَشْتَكِی مِنْ رِیحٍ بِهَا فَقَالَ ائْتِنِی بِهَا فَأَتَیْتُ بِهَا فَقَالَ مَا

ص: 46


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 237.
2- 2. صحاح الجوهریّ ص 2288.
3- 3. المصدر نفسه ص 207.

تَشْتَكِینَ یَا جَارِیَةُ قَالَتْ رِیحاً فِی رُكْبَتَیَّ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی رُكْبَتِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّیَابِ فَخَرَجَتِ الْجَارِیَةُ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ تَشْتَكِ وَجَعاً بَعْدَ ذَلِكَ.

«23»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَرِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام جَالِساً وَ قَدْ ذَهَبَتْ شَاةٌ لِمَوْلَاةٍ لَهُ فَأَخَذُوا بَعْضَ الْجِیرَانِ یَجُرُّونَهُمْ إِلَیْهِ وَ یَقُولُونَ أَنْتُمْ سَرَقْتُمُ الشَّاةَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَیْلَكُمْ خَلُّوا عَنْ جِیرَانِنَا فَلَمْ یَسْرِقُوا شَاتَكُمْ الشَّاةُ فِی دَارِ فُلَانٍ فَاذْهَبُوا فَأَخْرِجُوهَا مِنْ دَارِهِ فَخَرَجُوا فَوَجَدُوهَا فِی دَارِهِ وَ أَخَذُوا الرَّجُلَ وَ ضَرَبُوهُ وَ خَرَقُوا ثِیَابَهُ وَ هُوَ یَحْلِفُ أَنَّهُ لَمْ یَسْرِقْ هَذِهِ الشَّاةَ إِلَی أَنْ صَارُوا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ وَیْحَكُمْ ظَلَمْتُمُ الرَّجُلَ فَإِنَّ الشَّاةَ دَخَلَتْ دَارَهُ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ بِهَا فَدَعَاهُ فَوَهَبَ لَهُ شَیْئاً بَدَلَ مَا خُرِقَ مِنْ ثِیَابِهِ وَ ضَرْبِهِ.

«24»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرِ بْنِ وَاقِدٍ الرَّازِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام وَ مَعِی أَخِی بِهِ بُهْرٌ شَدِیدٌ فَشَكَا إِلَیْهِ ذَلِكَ الْبُهْرَ فَقَالَ علیه السلام عَافَاكَ اللَّهُ مِمَّا تَشْكُو فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ عُوفِیَ فَمَا عَادَ إِلَیْهِ ذَلِكَ الْبُهْرُ إِلَی أَنْ مَاتَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَیْرٍ: وَ كَانَ یُصِیبُنِی وَجَعٌ فِی خَاصِرَتِی فِی كُلِّ أُسْبُوعٍ فَیَشْتَدُّ ذَلِكَ الْوَجَعُ بِی أَیَّاماً وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی بِزَوَالِهِ عَنِّی فَقَالَ وَ أَنْتَ فَعَافَاكَ اللَّهُ فَمَا عَادَ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ.

بیان: البهرة بالضم تتابع النفس.

«25»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْمُحْسِنِ قَالَ: كُنْتُ فِیمَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَمَرَّ بِی أَعْرَابِیٌّ ضَعِیفُ الْحَالِ فَسَأَلَنِی شَیْئاً فَرَحِمْتُهُ فَأَخْرَجْتُ لَهُ رَغِیفاً فَنَاوَلْتُهُ إِیَّاهُ فَلَمَّا مَضَی عَنِّی هَبَّتْ رِیحٌ زَوْبَعَةٌ فَذَهَبَتْ بِعِمَامَتِی مِنْ رَأْسِی فَلَمْ أَرَهَا كَیْفَ ذَهَبَتْ وَ لَا أَیْنَ مَرَّتْ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ صِرْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیهما السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْقَاسِمِ (1)

ذَهَبَتْ عِمَامَتُكَ فِی الطَّرِیقِ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ یَا غُلَامُ أَخْرِجْ إِلَیْهِ عِمَامَتَهُ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ عِمَامَتِی بِعَیْنِهَا قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَیْفَ صَارَتْ إِلَیْكَ قَالَ

ص: 47


1- 1. یا قاسم خ ل صح، كذا فی هامش الأصل.

تَصَدَّقْتَ عَلَی أَعْرَابِیٍّ فَشَكَرَهُ اللَّهُ لَكَ فَرَدَّ إِلَیْكَ عِمَامَتَكَ وَ إِنَّ اللَّهَ لا یُضِیعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِینَ.

بیان: الزوبعة بفتح الزاء و الباء ریح تثیر غبارا فیرتفع فی السماء كأنه عمود.

«26»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ(1) عَنِ الْحُسَیْنِ الْمُكَارِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ وَ هُوَ عَلَی مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا الرَّجُلُ لَا یَرْجِعُ إِلَی مَوْطِنِهِ أَبَداً وَ مَا أَعْرِفُ مَطْعَمَهُ (2)

قَالَ فَأَطْرَقَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ وَ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ فَقَالَ یَا حُسَیْنُ خُبْزُ شَعِیرٍ وَ مِلْحُ جَرِیشٍ فِی حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا تَرَانِی فِیهَا(3).

ص: 48


1- 1. قال ابن داود الحلی: محمّد بن اورمة بضم الهمزة و سكون الواو قبل الراء المضمومة أبو جعفر القمّیّ لم یرو عنهم قال الشیخ فی رجاله انه ضعیف روی عنه الحسین بن الحسن بن أبان و هو ثقة، و قال فی الفهرست فی روایاته تخلیط. و قال النجاشیّ: غمز القمیون علیه و رموه بالغلو حتّی دس علیه من یفتك به فوجده یصلی من أول اللیل إلی آخره فتوقفوا عنه و حكی جماعة من شیوخ القمیین عن ابن الولید انه قال: محمّد بن اورمة طعن علیه بالغلو فكل ما كان فی كتبه ممّا وجد فی كتب الحسین بن سعید و غیره فقل به و ما تفرد به فلا تعتمده. و نقل عن أحمد بن الحسین بن عبید اللّٰه الغضائری: اتهمه القمیون بالغلو و حدیثه نقی لافساد فیه، و لم أر شیئا ینسب إلیه تضطرب فیه النفس الا أوراقا فی تفسیر الباطن و أظنها موضوعة علیه، و رأیت كتابا خرج عن أبی الحسن علیه السلام الی القمیین فی براءته مما قذف به. أقول: و فی هذا الباب أخرج المصنّف قدّس سرّه روایة عن الخرائج عن ابن اورمة فیها مدح له كما سیأتی تحت الرقم 26 فیه أنّه دعا له أبو جعفر الجواد علیه السلام و قال: تقبل اللّٰه منك و رضی عنك و جعلك معنا فی الدنیا و الآخرة.
2- 2. أی ما أكثر طیب مطعمه و خیره و حسنه. و فی بعض النسخ« و أنا أعرف مطعمه» أی انه لا یرجع الی وطنه و الحال أن مطعمه بالطیب و الدعة و السعة التی أعرفها و أراها.
3- 3. مختار الخرائج و الجرائح ص 208.

«27»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: جِئْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَوْمَ عِیدٍ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ ضِیقَ الْمَعَاشِ فَرَفَعَ الْمُصَلَّی وَ أَخَذَ مِنَ التُّرَابِ سَبِیكَةً مِنْ ذَهَبٍ فَأَعْطَانِیهَا فَخَرَجْتُ بِهَا إِلَی السُّوقِ فَكَانَتْ سِتَّةَ عَشَرَ مِثْقَالًا(1).

«28»- یج، [الخرائج و الجرائح] حَدَثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ النَّیْسَابُورِیُّ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْحَجِّ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ وَ كَانَ خَادِماً لِلرِّضَا علیه السلام قَالَ: أَصْبَحَ الرِّضَا علیه السلام یَوْماً فَقَالَ لِیَ ادْخُلْ هَذِهِ الْقُبَّةَ الَّتِی فِیهَا هَارُونُ فَجِئْنِی بِقَبْضَةِ تُرَابٍ مِنْ عِنْدِ بَابِهَا وَ قَبْضَةٍ مِنْ یَمْنَتِهَا وَ قَبْضَةٍ مِنْ یَسْرَتِهَا وَ قَبْضَةٍ مِنْ صَدْرِهَا وَ لْیَكُنْ كُلُّ تُرَابٍ مِنْهَا عَلَی حِدَتِهِ فَصِرْتُ إِلَیْهَا فَأَتَیْتُهُ بِذَلِكَ وَ جَعَلْتُهُ بَیْنَ یَدَیْهِ عَلَی مِنْدِیلٍ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی تُرْبَةِ الْبَابِ فَقَالَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الْبَابِ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ غَداً تَحْفِرُ لِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَتَخْرُجُ صَخْرَةٌ لَا حِیلَةَ فِیهَا ثُمَّ قَذَفَ بِهِ وَ أَخَذَ تُرَابَ الْیَمْنَةِ وَ قَالَ هَذَا مِنْ یَمْنَتِهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ ثُمَّ تَحْفِرُ لِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَتَخْرُجُ نَبَكَةٌ(2) لَا حِیلَةَ فِیهَا ثُمَّ قَذَفَ بِهِ وَ أَخَذَ تُرَابَ الْیَسْرَةِ وَ قَالَ ثُمَّ تَحْفِرُ لِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَتَخْرُجُ نَبَكَةٌ مِثْلَ الْأُولَی وَ قَذَفَ بِهِ وَ أَخَذَ تُرَابَ الصَّدْرِ فَقَالَ هَذَا تُرَابٌ مِنَ الصَّدْرِ ثُمَّ تَحْفِرُ لِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَیَسْتَمِرُّ الْحَفْرُ إِلَی أَنْ یَتِمَّ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْحَفْرِ فَضَعْ یَدَكَ عَلَی أَسْفَلِ الْقَبْرِ وَ تَكَلَّمْ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّهُ سَیَنْبُعُ الْمَاءُ حَتَّی یَمْتَلِئَ الْقَبْرُ فَتَظْهَرَ فِیهِ سُمَیْكَاتٌ صِغَارٌ فَإِذَا رَأَیْتَهَا فَفَتِّتْ لَهَا كِسْرَةً فَإِذَا أَكَلَتْهَا خَرَجَتْ حُوتَةٌ كَبِیرَةٌ فَابْتَلَعَتْ تِلْكَ السُّمَیْكَاتِ كُلَّهَا ثُمَّ تَغِیبُ فَإِذَا غَابَتْ ضَعْ یَدَكَ عَلَی الْمَاءِ وَ أَعِدْ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّ الْمَاءَ یَنْضُبُ كُلُّهُ وَ سَلِ الْمَأْمُونَ عَنِّی أَنْ یَحْضُرَ وَقْتَ الْحَفْرِ فَإِنَّهُ سَیَفْعَلُ لِیُشَاهِدَ هَذَا كُلَّهُ.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام السَّاعَةَ یَجِی ءُ رَسُولُهُ فَاتَّبِعْنِی فَإِنْ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ فَكَلِّمْنِی بِمَا تَشَاءُ وَ إِنْ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ مُغَطَّی الرَّأْسِ فَلَا تُكَلِّمْنِی بِشَیْ ءٍ قَالَ فَوَافَاهُ رَسُولُ الْمَأْمُونِ فَلَبِسَ الرِّضَا علیه السلام ثِیَابَهُ وَ خَرَجَ وَ تَبِعْتُهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی الْمَأْمُونِ وَثَبَ

ص: 49


1- 1. المصدر ص 209.
2- 2. النبكة- محركة و هكذا بالفتح- أكمة محددة الرأس.

إِلَیْهِ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَی مَقْعَدِهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ صَغِیرٌ فِیهِ عِنَبٌ فَأَخَذَ عُنْقُوداً قَدْ أَكَلَ مِنْهُ نِصْفَهُ وَ نِصْفُهُ بَاقٍ وَ قَدْ شَرَّبَهُ بِالسَّمِّ وَ قَالَ لِلرِّضَا علیه السلام حُمِلَ إِلَیَّ هَذَا الْعُنْقُودُ وَ تَنَغَّصْتُ بِهِ أَنْ لَا تَأْكُلَ مِنْهُ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ قَالَ أَعْفِنِی مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ فَإِنَّكَ تَسُرُّنِی إِذَا أَكَلْتَ مِنْهُ قَالَ فَاسْتَعْفَاهُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ هُوَ یَسْأَلُهُ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ أَنْ یَأْكُلَ مِنْهُ فَأَخَذَ مِنْهُ ثَلَاثَ حَبَّاتٍ وَ غَطَّی رَأْسَهُ وَ نَهَضَ مِنْ عِنْدِهِ فَتَبِعْتُهُ وَ لَمْ أُكَلِّمْهُ بِشَیْ ءٍ حَتَّی دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَأَشَارَ لِی أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ فَغَلَّقْتُهُ وَ صَارَ إِلَی مَقْعَدٍ لَهُ فَنَامَ عَلَیْهِ وَ صِرْتُ أَنَا فِی وَسَطِ الدَّارِ فَإِذَا غُلَامٌ عَلَیْهِ وَفْرَةٌ ظَنَنْتُهُ ابْنَ الرِّضَا علیه السلام وَ لَمْ أَكُنْ قَدْ رَأَیْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی الْبَابُ مُغَلَّقٌ فَمِنْ أَیْنَ دَخَلْتَ قَالَ لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ قَصَدَ إِلَی الرِّضَا علیه السلام فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الرِّضَا علیه السلام وَثَبَ إِلَیْهِ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ جَلَسَا جَمِیعاً عَلَی الْمَقْعَدِ وَ مَدَّ الرِّضَا علیه السلام الرِّدَاءَ عَلَیْهِمَا فَتَنَاجَیَا جَمِیعاً بِمَا لَمْ أَعْلَمْهُ ثُمَّ امْتَدَّ الرِّضَا علیه السلام عَلَی الْمَقْعَدِ وَ غَطَّاهُ مُحَمَّدٌ بِالرِّدَاءِ وَ صَارَ إِلَی وَسَطِ الدَّارِ وَ قَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ فِی الرِّضَا فَقَدْ مَضَی فَبَكَیْتُ قَالَ لَا تَبْكِ هَاتِ الْمُغْتَسَلَ وَ الْمَاءَ لِنَأْخُذَ فِی جَهَازِهِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ الْمَاءُ حَاضِرٌ وَ لَكِنْ لَیْسَ فِی الدَّارِ مُغْتَسَلٌ إِلَّا أَنْ یُحْضَرَ مِنْ خَارِجِ الدَّارِ قَالَ بَلْ هُوَ فِی الْخِزَانَةِ فَدَخَلْتُهَا فَوَجَدْتُهَا وَ فِیهَا مُغْتَسَلٌ وَ لَمْ أَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَتَیْتُهُ بِهِ وَ بِالْمَاءِ قَالَ تَعَالَ حَتَّی نَحْمِلَ الرِّضَا علیه السلام فَحَمَلْنَاهُ عَلَی الْمُغْتَسَلِ ثُمَّ قَالَ اعْزُبْ عَنِّی فَغَسَّلَهُ وَ هُوَ وَحْدَهُ ثُمَّ قَالَ هَاتِ أَكْفَانَهُ وَ الْحَنُوطَ قُلْتُ لَمْ نُعِدَّ لَهُ كَفَناً قَالَ ذَلِكَ فِی الْخِزَانَةِ فَدَخَلْتُهَا فَرَأَیْتُ فِی وَسَطِهَا أَكْفَاناً وَ حَنُوطاً لَمْ أَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَكَفَّنَهُ وَ حَنَّطَهُ ثُمَّ قَالَ لِی هَاتِ التَّابُوتَ مِنَ الْخِزَانَةِ فَاسْتَحْیَیْتُ مِنْهُ أَنْ أَقُولَ مَا عِنْدَنَا تَابُوتٌ فَدَخَلْتُ الْخِزَانَةَ فَوَجَدْتُ بِهَا تَابُوتاً لَمْ أَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَجَعَلَهُ فِیهِ فَقَالَ تَعَالَ حَتَّی نُصَلِّیَ عَلَیْهِ وَ صَلَّی بِهِ وَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ كَانَ وَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ فَصَلَّی

ص: 50

بِیَ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ وَ جَلَسْنَا نَتَحَدَّثُ فَانْفَتَحَ السَّقْفُ وَ رُفِعَ التَّابُوتُ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ لَیُطَالِبُنِی الْمَأْمُونُ بِهِ فَمَا تَكُونُ حِیلَتِی فَقَالَ لَا عَلَیْكَ سَیَعُودُ إِلَی مَوْضِعِهِ فَمَا مِنْ نَبِیٍّ یَمُوتُ فِی مَغْرِبِ الْأَرْضِ وَ لَا یَمُوتُ وَصِیٌّ مِنْ أَوْصِیَائِهِ فِی مَشْرِقِهَا إِلَّا جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُمَا قَبْلَ أَنْ یُدْفَنَ فَلَمَّا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ نِصْفُهُ أَوْ أَكْثَرُ إِذَا التَّابُوتُ رَجَعَ مِنَ السَّقْفِ حَتَّی اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَلَمَّا صَلَّیْنَا الْفَجْرَ قَالَ افْتَحْ بَابَ الدَّارِ فَإِنَّ هَذَا الطَّاغِیَ یَجِیئُكَ السَّاعَةَ فَعَرِّفْهُ أَنَّ الرِّضَا علیه السلام قَدْ فُرِغَ مِنْ جَهَازِهِ قَالَ فَمَضَیْتُ نَحْوَ الْبَابِ فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ یَدْخُلُ مِنْ بَابٍ وَ لَمْ یَخْرُجْ مِنْ بَابٍ فَإِذَا الْمَأْمُونُ قَدْ وَافَی فَلَمَّا رَآنِی قَالَ مَا فَعَلَ الرِّضَا قُلْتُ عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ فَنَزَلَ وَ خَرَقَ ثِیَابَهُ وَ سَفَی التُّرَابَ عَلَی رَأْسِهِ وَ بَكَی طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ خُذُوا فِی جَهَازِهِ فَقُلْتُ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ قَالَ وَ مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ قُلْتُ غُلَامٌ وَافَاهُ لَمْ أَعْرِفْهُ إِلَّا أَنِّی ظَنَنْتُهُ ابْنَ الرِّضَا علیه السلام قَالَ فَاحْفِرُوا لَهُ فِی الْقُبَّةِ قُلْتُ فَإِنَّهُ سَأَلَكَ أَنْ تَحْضُرَ مَوْضِعَ دَفْنِهِ قَالَ نَعَمْ فَأَحْضَرُوا كُرْسِیّاً وَ جَلَسَ عَلَیْهِ وَ أَمَرَ أَنْ یَحْفِرُوا لَهُ عِنْدَ الْبَابِ فَخَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فَأَمَرَ بِالْحَفْرِ فِی یَمْنَةِ الْقُبَّةِ فَخَرَجَتِ النَّبَكَةُ ثُمَّ أَمَرَ بِذَلِكَ فِی یَسْرَتِهَا فَبَرَزَتِ النَّبَكَةُ الْأُخْرَی وَ أَمَرَ بِالْحَفْرِ فِی الصَّدْرِ فَاسْتَمَرَّ الْحَفْرُ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُ وَضَعْتُ یَدِی إِلَی أَسْفَلِ الْقَبْرِ وَ تَكَلَّمْتُ بِالْكَلِمَاتِ فَنَبَعَ الْمَاءُ وَ ظَهَرَتِ السُّمَیْكَاتُ فَفَتَتُّ لَهَا كِسْرَةً فَأَكَلَتْ ثُمَّ ظَهَرَتِ السَّمَكَةُ الْكَبِیرَةُ فَابْتَلَعَتْهَا كُلَّهَا وَ غَابَتْ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی الْمَاءِ وَ أَعَدْتُ الْكَلِمَاتِ فَنَضَبَ الْمَاءُ كُلُّهُ وَ انْتُزِعَتِ الْكَلِمَاتُ مِنْ صَدْرِی مِنْ سَاعَتِی فَلَمْ أَذْكُرْ مِنْهَا حَرْفاً وَاحِداً فَقَالَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الصَّلْتِ الرِّضَا علیه السلام أَمَرَكَ بِهَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا زَالَ الرِّضَا علیه السلام یُرِینَا الْعَجَائِبَ فِی حَیَاتِهِ ثُمَّ أَرَانَاهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ فَقَالَ لِوَزِیرِهِ مَا هَذَا قَالَ أُلْهِمْتُ أَنَّهُ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا بِأَنَّكُمْ تُمَتَّعُونَ فِی الدُّنْیَا قَلِیلًا مِثْلَ هَذِهِ السُّمَیْكَاتِ ثُمَّ یَخْرُجُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَیُهْلِكُكُمْ فَلَمَّا دُفِنَ علیه السلام قَالَ لِیَ الْمَأْمُونُ عَلِّمْنِی الْكَلِمَاتِ قُلْتُ قَدْ وَ اللَّهِ انْتُزِعَتْ مِنْ

ص: 51

قَلْبِی فَمَا أَذْكُرُ مِنْهَا كَلِمَةً وَاحِدَةً حَرْفاً وَ بِاللَّهِ لَقَدْ صَدَقْتُهُ فَلَمْ یُصَدِّقْنِی وَ تَوَعَّدَنِی الْقَتْلَ إِنْ لَمْ أُعَلِّمْهُ إِیَّاهَا وَ أَمَرَ بِی إِلَی الْحَبْسِ فَكَانَ فِی كُلِّ یَوْمٍ یَدْعُونِی إِلَی الْقَتْلِ أَوْ أُعَلِّمَهُ ذَلِكَ فَأَحْلِفُ لَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی كَذَلِكَ سَنَةً فَضَاقَ صَدْرِی فَقُمْتُ لَیْلَةَ جُمُعَةٍ فَاغْتَسَلْتُ وَ أَحْیَیْتُهَا رَاكِعاً وَ سَاجِداً وَ بَاكِیاً وَ مُتَضَرِّعاً إِلَی اللَّهِ فِی خَلَاصِی فَلَمَّا صَلَّیْتُ الْفَجْرَ إِذَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الرِّضَا علیهما السلام قَدْ دَخَلَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ قَدْ ضَاقَ صَدْرُكَ قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ یَا مَوْلَایَ قَالَ أَمَا لَوْ فَعَلْتَ قَبْلَ هَذَا مَا فَعَلْتَهُ اللَّیْلَةَ لَكَانَ اللَّهُ قَدْ خَلَّصَكَ كَمَا یُخَلِّصُكَ السَّاعَةَ ثُمَّ قَالَ قُمْ قُلْتُ إِلَی أَیْنَ وَ الْحُرَّاسُ عَلَی بَابِ السِّجْنِ وَ الْمَشَاعِلُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ قَالَ قُمْ فَإِنَّهُمْ لَا یَرَوْنَكَ وَ لَا تَلْتَقِی مَعَهُمْ بَعْدَ یَوْمِكَ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی مِنْ بَیْنِهِمْ وَ هُمْ قُعُودٌ یَتَحَدَّثُونَ وَ الْمَشَاعِلُ بَیْنَهُمْ فَلَمْ یَرَوْنَا فَلَمَّا صِرْنَا خَارِجَ السِّجْنِ قَالَ أَیَّ الْبِلَادِ تُرِیدُ قُلْتُ مَنْزِلِی بِهَرَاةَ قَالَ أَرْخِ رِدَاءَكَ عَلَی وَجْهِكَ وَ أَخَذَ بِیَدِی فَظَنَنْتُ أَنَّهُ حَوَّلَنِی عَنْ یَمْنَتِهِ إِلَی یَسْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ لِیَ اكْشِفْ فَكَشَفْتُهُ فَلَمْ أَرَهُ فَإِذَا أَنَا عَلَی بَابِ مَنْزِلِی فَدَخَلْتُهُ فَلَمْ أَلْتَقِ مَعَ الْمَأْمُونِ وَ لَا مَعَ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ(1).

«29»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ بِالصِّرْیَا فِی الْمَشْرَبَةِ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَامَ وَ قَالَ لَا تَبْرَحْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَمِیصاً مِنْ ثِیَابِهِ فَلَمْ أَفْعَلْ فَإِذَا عَادَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَسْأَلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَسْأَلَهُ وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَعُودَ إِلَیَّ وَ أَنَا فِی الْمَشْرَبَةِ بِقَمِیصٍ وَ قَالَ الرَّسُولُ یَقُولُ لَكَ هَذَا مِنْ ثِیَابِ أَبِی الْحَسَنِ الَّتِی كَانَ یُصَلِّی فِیهَا.

«30»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ قَالَ: حَمَلَتِ امْرَأَةٌ مَعِی شَیْئاً مِنْ حُلِیٍّ وَ شَیْئاً مِنْ دَرَاهِمَ وَ شَیْئاً مِنْ ثِیَابٍ فَتَوَهَّمْتُ أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهَا وَ لَمْ أَحْتَطْ عَلَیْهَا(2)

أَنَّ ذَلِكَ

ص: 52


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج، و قد رواه الصدوق فی عیون أخبار الرضا 3 ج 2 ص 242- 245، و أخرجه المصنّف فی تاریخ الامام ابی الحسن الرضا علیه السلام باب شهادته و تغسیله تحت الرقم 10، راجع ج 49 ص 300 من طبعتنا هذه.
2- 2. فی المصدر: و لم أسألها أن لغیرها فی ذلك شیئا.

لِغَیْرِهَا فِیهِ شَیْ ءٌ فَحَمَلْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ مَعَ بِضَاعَاتٍ لِأَصْحَابِنَا فَوَجَّهْتُ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَیْهِ وَ كَتَبْتُ فِی الْكِتَابِ أَنِّی قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ مِنْ قِبَلِ فُلَانَةَ بِكَذَا وَ مِنْ قِبَلِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ بِكَذَا فَخَرَجَ فِی التَّوْقِیعِ قَدْ وَصَلَ مَا بَعَثْتَ مِنْ قِبَلِ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَتَیْنِ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْكَ وَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْكَ وَ جَعَلَكَ مَعَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذِكْرَ الْمَرْأَتَیْنِ شَكَكْتُ فِی الْكِتَابِ أَنَّهُ غَیْرُ كِتَابِهِ وَ أَنَّهُ قَدْ عَمِلَ عَلَیَّ دُونَهُ لِأَنِّی كُنْتُ فِی نَفْسِی عَلَی یَقِینٍ أَنَّ الَّذِی دَفَعَتْ إِلَیَّ الْمَرْأَةُ كَانَ كُلُّهُ لَهَا وَ هِیَ مَرْأَةٌ وَاحِدَةٌ فَلَمَّا رَأَیْتُ امْرَأَتَیْنِ اتَّهَمْتُ مُوصِلَ كِتَابِی فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَی الْبِلَادِ جَاءَتْنِی الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ هَلْ أَوْصَلْتَ بِضَاعَتِی فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَتْ وَ بِضَاعَةَ فُلَانَةَ قُلْتُ هَلْ كَانَ فِیهَا لِغَیْرِكِ شَیْ ءٌ قَالَتْ نَعَمْ كَانَ لِی فِیهَا كَذَا وَ لِأُخْتِی فُلَانَةَ كَذَا قُلْتُ بَلَی أَوْصَلْتُ (1).

«31»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی بَكْرُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام كِتَاباً وَ فِی آخِرِهِ هَلْ عِنْدَكَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَسِیتُ أَنْ أَبْعَثَ بِالْكِتَابِ فَكَتَبَ إِلَیَّ بِحَوَائِجَ وَ فِی آخِرِ كِتَابِهِ عِنْدِی سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یَدُورُ مَعَنَا حَیْثُ دُرْنَا وَ هُوَ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ وَ كُنْتُ بِمَكَّةَ فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ نَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ لِمَا أَضْمَرْتَ وَ لَا تَعُدْ قَالَ بَكْرٌ فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا قَالَ لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَداً قَالَ وَ خَرَجَ بِإِحْدَی رِجْلِی الْعِرْقُ الْمَدَنِیُّ وَ قَدْ قَالَ لِی قَبْلَ أَنْ خَرَجَ الْعِرْقُ فِی رِجْلِی وَ قَدْ عَاهَدْتُهُ فَكَانَ آخِرُ مَا قَالَ إِنَّهُ سَتُصِیبُ وَجَعاً فَاصْبِرْ فَأَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ شِیعَتِنَا اشْتَكَی فَصَبَرَ وَ احْتَسَبَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِیدٍ فَلَمَّا صِرْتُ فِی بَطْنِ مَرٍّ ضَرَبَ عَلَی رِجْلِی وَ خَرَجَ بِیَ الْعِرْقُ فَمَا زِلْتُ شَاكِیاً أَشْهُراً وَ حَجَجْتُ فِی السَّنَةِ الثَّانِیَةِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ عَوِّذْ رِجْلِی وَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّ هَذِهِ الَّتِی تُوجِعُنِی فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَی هَذِهِ أَرِنِی رِجْلَكَ الْأُخْرَی الصَّحِیحَةَ فَبَسَطْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ عَوَّذَهَا

ص: 53


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 209 و زاد بعده: و زال ما كان عندی.

فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ خَرَجَ فِی الرِّجْلِ الصَّحِیحَةِ فَرَجَعْتُ إِلَی نَفْسِی فَعَلِمْتُ أَنَّهُ عَوَّذَهَا قَبْلُ مِنَ الْوَجَعِ فَعَافَانِیَ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ.

«32»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (1) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام صَبِیحَةَ عُرْسِهِ بِبِنْتِ الْمَأْمُونِ وَ كُنْتُ تَنَاوَلْتُ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ دَوَاءً فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ فِی صَبِیحَتِهِ أَنَا وَ قَدْ أَصَابَنِی الْعَطَشُ وَ كَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ فَنَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی وَجْهِی وَ قَالَ أَرَاكَ عَطْشَاناً قُلْتُ أَجَلْ قَالَ یَا غُلَامُ اسْقِنَا مَاءً فَقُلْتُ فِی نَفْسِی السَّاعَةَ یَأْتُونَهُ بِمَاءٍ مَسْمُومٍ وَ اغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ فَأَقْبَلَ الْغُلَامُ وَ مَعَهُ الْمَاءُ فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ نَاوِلْنِی الْمَاءَ فَتَنَاوَلَ وَ شَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِی وَ شَرِبْتُ وَ أَطَلْتُ عِنْدَهُ وَ عَطِشْتُ فَدَعَا بِالْمَاءِ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ بِالْمَرَّةِ الْأُولَی فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِی وَ تَبَسَّمَ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ لِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیُّ: وَ اللَّهِ إِنِّی أَظُنُّ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَعْلَمُ مَا فِی النُّفُوسِ كَمَا تَقُولُ الرَّافِضَةُ(2).

«33»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3) عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ وَ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ عَنِ الْمُطَرِّفِیِّ قَالَ: مَضَی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام وَ لِیَ عَلَیْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ لَمْ یَكُنْ یَعْرِفُهَا غَیْرِی وَ غَیْرُهُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا كَانَ غَداً فَأْتِنِی فَأَتَیْتُهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ لِی مَضَی أَبُو الْحَسَنِ وَ لَكَ عَلَیْهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقُلْتُ نَعَمْ فَرَفَعَ الْمُصَلَّی الَّذِی كَانَ تَحْتَهُ فَإِذَا تَحْتَهُ دَنَانِیرُ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ كَانَ قِیمَتُهَا فِی الْوَقْتِ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ (4).

ص: 54


1- 1. الكافی ج 1 ص 495 و 496.
2- 2. إرشاد المفید ص 305 و 306.
3- 3. الكافی ج 1 ص 497.
4- 4. إرشاد المفید ص 306.

یج، [الخرائج و الجرائح] عن المطرفی: مثله (1).

«34»- جا، [المجالس] للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: كَتَبَ صِهْرٌ لِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام أَنَّ أَبِی نَاصِبٌ خَبِیثُ الرَّأْیِ وَ قَدْ لَقِیتُ مِنْهُ شِدَّةً وَ جَهْداً فَرَأْیُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی الدُّعَاءِ لِی وَ مَا تَرَی جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ فَتَرَی أَنْ أُكَاشِفَهُ أَمْ أُدَارِیَهُ فَكَتَبَ قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ وَ مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ أَبِیكَ وَ لَسْتُ أَدَعُ الدُّعَاءَ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ الْمُدَارَاةُ خَیْرٌ لَكَ مِنَ الْمُكَاشَفَةِ وَ مَعَ الْعُسْرِ یُسْرٌ فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِینَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ عَلَی وَلَایَةِ مَنْ تَوَلَّیْتَ نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِی وَدِیعَةِ اللَّهِ الَّتِی لَا یَضِیعُ وَدَائِعُهُ قَالَ بَكْرٌ فَعَطَفَ اللَّهُ بِقَلْبِ أَبِیهِ حَتَّی صَارَ لَا یُخَالِفُهُ فِی شَیْ ءٍ.

«35»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ عَسْكَرٌ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی یَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَشَدَّ سُمْرَةَ مَوْلَایَ وَ أَضْوَأَ جَسَدَهُ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَتْمَمْتُ الْكَلَامَ فِی نَفْسِی حَتَّی تَطَاوَلَ وَ عَرَضَ جَسَدَهُ وَ امْتَلَأَ بِهِ الْإِیوَانُ إِلَی سَقْفِهِ وَ مَعَ جَوَانِبِ حِیطَانِهِ ثُمَّ رَأَیْتُ لَوْنَهُ وَ قَدْ أَظْلَمَ حَتَّی صَارَ كَاللَّیْلِ الْمُظْلِمِ ثُمَّ ابْیَضَّ حَتَّی صَارَ كَأَبْیَضِ مَا یَكُونُ مِنَ الثَّلْجِ ثُمَّ احْمَرَّ حَتَّی صَارَ كَالْعَلَقِ الْمُحْمَرِّ ثُمَّ اخْضَرَّ حَتَّی صَارَ كَأَخْضَرِ مَا یَكُونُ مِنَ الْأَغْصَانِ الْوَرَقَةِ الْخُضْرَةِ ثُمَّ تَنَاقَصَ جِسْمُهُ حَتَّی صَارَ فِی صُورَتِهِ الْأَوَّلَةِ وَ عَادَ لَوْنُهُ الْأَوَّلُ وَ سَقَطْتُ لِوَجْهِی مِمَّا رَأَیْتُ فَصَاحَ بِی- یَا عَسْكَرُ تَشُكُّونَ فَنُنَبِّئُكُمْ وَ تَضْعُفُونَ فَنُقَوِّیكُمْ وَ اللَّهِ لَا وَصَلَ إِلَی حَقِیقَةِ مَعْرِفَتِنَا إِلَّا مَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنَا وَ ارْتَضَاهُ لَنَا وَلِیّاً.

بُنَانُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَكَ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ نَافِعٍ یَدْخُلُ عَلَیْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَنْ وَرِثَ مَا وَرِثْتُهُ مِمَّنْ هُوَ قَبْلِی وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ بَعْدِی فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ لِی یَا ابْنَ نَافِعٍ أَ لَا أُحَدِّثُكَ

ص: 55


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج المطبوع، و أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ص 391.

بِحَدِیثٍ إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَئِمَّةِ إِذَا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ یَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَإِذَا أَتَی لَهُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ أَعْلَامَ الْأَرْضِ فَقَرَّبَ لَهُ مَا بَعُدَ عَنْهُ حَتَّی لَا یَعْزُبُ عَنْهُ حُلُولُ قَطْرَةِ غَیْثٍ نَافِعَةٍ وَ لَا ضَارَّةٍ وَ إِنَّ قَوْلَكَ لِأَبِی الْحَسَنِ مَنْ حُجَّةُ الدَّهْرِ وَ الزَّمَانِ مِنْ بَعْدِهِ فَالَّذِی حَدَّثَكَ أَبُو الْحَسَنِ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ هُوَ الْحُجَّةُ عَلَیْكَ فَقُلْتُ أَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِینَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ نَافِعٍ سَلِّمْ وَ أَذْعِنْ لَهُ بِالطَّاعَةِ فَرُوحُهُ رُوحِی وَ رُوحِی رُوحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1)

اجْتَازَ الْمَأْمُونُ بِابْنِ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ بَیْنَ صِبْیَانٍ فَهَرَبُوا سِوَاهُ فَقَالَ عَلَیَّ بِهِ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ لَا هَرَبْتَ فِی جُمْلَةِ الصِّبْیَانِ قَالَ مَا لِی ذَنْبٌ فَأَفِرَّ مِنْهُ وَ لَا الطَّرِیقُ ضَیِّقٌ فَأُوَسِّعَهُ عَلَیْكَ سِرْ حَیْثُ شِئْتَ فَقَالَ مَنْ تَكُونُ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ مَا تَعْرِفُ مِنَ الْعُلُومِ قَالَ سَلْنِی عَنْ أَخْبَارِ السَّمَاوَاتِ فَوَدَّعَهُ وَ مَضَی وَ عَلَی یَدِهِ بَازٌ أَشْهَبُ یَطْلُبُ بِهِ الصَّیْدَ فَلَمَّا بَعُدَ عَنْهُ نَهَضَ عَنْ یَدِهِ الْبَازُ فَنَظَرَ یَمِینَهُ وَ شِمَالَهُ لَمْ یَرَ صَیْداً وَ الْبَازُ یَثِبُ عَنْ یَدِهِ فَأَرْسَلَهُ فَطَارَ یَطْلُبُ الْأُفُقَ حَتَّی غَابَ عَنْ نَاظِرِهِ سَاعَةً ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ وَ قَدْ صَادَ حَیَّةً فَوَضَعَ الْحَیَّةَ فِی بَیْتِ الطَّعْمِ وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ قَدْ دَنَا حَتْفُ ذَلِكَ الصَّبِیِّ فِی هَذَا الْیَوْمِ عَلَی یَدِی ثُمَّ عَادَ وَ ابْنُ الرِّضَا علیه السلام فِی جُمْلَةِ الصِّبْیَانِ فَقَالَ مَا عِنْدَكَ مِنْ أَخْبَارِ السَّمَاوَاتِ فَقَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَنَّهُ قَالَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْهَوَاءِ بَحْرٌ عَجَّاجٌ یَتَلَاطَمُ بِهِ الْأَمْوَاجُ فِیهِ حَیَّاتٌ خُضْرُ الْبُطُونِ رُقْطُ الظُّهُورِ یَصِیدُهَا الْمُلُوكُ بِالْبُزَاةِ الشُّهْبِ یُمْتَحَنُ بِهِ الْعُلَمَاءُ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ صَدَقَ أَبُوكَ وَ صَدَقَ جَدُّكَ وَ صَدَقَ رَبُّكَ فَأَرْكَبَهُ ثُمَّ زَوَّجَهُ

ص: 56


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 387 و 388.

أُمَّ الْفَضْلِ (1).

«9»- وَ فِی كِتَابِ مَعْرِفَةِ تَرْكِیبِ الْجَسَدِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ التَّیْمِیِّ رَوَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام: أَنَّهُ اسْتَدْعَی فَاصِداً فِی أَیَّامِ الْمَأْمُونِ فَقَالَ لَهُ افْصِدْنِی فِی الْعِرْقِ الزَّاهِرِ فَقَالَ لَهُ مَا أَعْرِفُ هَذَا الْعِرْقَ یَا سَیِّدِی وَ لَا سَمِعْتُ بِهِ فَأَرَاهُ إِیَّاهُ فَلَمَّا فَصَدَهُ خَرَجَ مِنْهُ مَاءٌ أَصْفَرُ فَجَرَی حَتَّی امْتَلَأَ الطَّشْتُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَمْسِكْهُ وَ أَمَرَ بِتَفْرِیغِ الطَّسْتِ ثُمَّ قَالَ خَلِّ عَنْهُ فَخَرَجَ دُونَ ذَلِكَ فَقَالَ شُدَّهُ الْآنَ فَلَمَّا شَدَّ یَدَهُ أَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ دِینَارٍ فَأَخَذَهَا وَ جَاءَ إِلَی یُوحَنَّا بْنِ بَخْتِیشُوعَ فَحَكَی لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِهَذَا الْعِرْقِ مُذْ نَظَرْتُ فِی الطِّبِّ وَ لَكِنْ هَاهُنَا فُلَانٌ الْأُسْقُفُّ قَدْ مَضَتْ عَلَیْهِ السِّنُونَ فَامْضِ بِنَا إِلَیْهِ فَإِنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمُهُ وَ إِلَّا لَمْ نَقْدِرْ عَلَی مَنْ یَعْلَمُهُ فَمَضَیَا وَ دَخَلَا عَلَیْهِ وَ قَصَّا الْقَصَصَ فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ یُوشِكُ أَنْ یَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ نَبِیّاً أَوْ مِنْ ذُرِّیَّةِ نَبِیٍ (2).

أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ بِی صَمَمٌ شَدِیدٌ فَخَبَرَ بِذَلِكَ لَمَّا أَنْ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَدَعَانِی إِلَیْهِ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی أُذُنِی وَ رَأْسِی ثُمَّ قَالَ اسْمَعْ وَ عِهْ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَسْمَعُ الشَّیْ ءَ الْخَفِیَّ عَنْ أَسْمَاعِ النَّاسِ مِنْ بَعْدِ دَعْوَتِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا صَارَ إِلَی شَارِعِ الْكُوفَةِ نَزَلَ عِنْدَ دَارِ الْمُسَیَّبِ وَ كَانَ فِی صَحْنِهِ نَبِقَةٌ(3)

لَمْ تَحْمِلْ فَدَعَا بِكُوزٍ فِیهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ فِی أَسْفَلِ النَّبِقَةِ وَ قَامَ فَصَلَّی بِالنَّاسِ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی النَّبِقَةِ رَآهَا النَّاسُ وَ قَدْ حَمَلَتْ حَمْلًا حَسَناً فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ وَ أَكَلُوا مِنْهَا فَوَجَدُوا نَبِقاً حُلْواً لَا عَجَمَ لَهُ وَ وَدَّعُوهُ وَ مَضَی إِلَی الْمَدِینَةِ قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ وَ قَدْ أَكَلْتُ مِنْ ثَمَرِهَا وَ كَانَ لَا عَجَمَ لَهُ (4).

ص: 57


1- 1. المصدر ج 4 ص 388 و 389.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 389.
3- 3. النبق- بالفتح و الكسر و هكذا محركة و ككتف- حمل شجر السدر، اشبه شی ء به العناب قبل ان تشتد حمرته.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 390.

«36»- نجم، [كتاب النجوم] بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ علیه السلام إِذْ مَرَّ بِنَا فَرَسٌ أُنْثَی فَقَالَ هَذِهِ تَلِدُ اللَّیْلَةَ فَلُوّاً(1) أَبْیَضَ النَّاصِیَةِ فِی وَجْهِهِ غُرَّةٌ فَاسْتَأْذَنْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ مَعَ صَاحِبِهَا فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ إِلَی اللَّیْلِ حَتَّی أَتَتْ فَلُوّاً كَمَا وَصَفَ فَأَتَیْتُهُ قَالَ یَا ابْنَ سَعِیدٍ شَكَكْتَ فِیمَا قُلْتُ لَكَ أَمْسِ إِنَّ الَّتِی فِی مَنْزِلِكَ حُبْلَی بِابْنٍ أَعْوَرَ فَوَلَدَتْ وَ اللَّهِ مُحَمَّداً وَ كَانَ أَعْوَرَ.

«37»- نجم، [كتاب النجوم] بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْحِمْیَرِیِّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی صَالِحِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: حَجَجْتُ فَشَكَوْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی الْجَوَادَ علیه السلام الْوَحْدَةَ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَا تَخْرُجُ مِنَ الْحَرَمِ حَتَّی تَشْتَرِیَ جَارِیَةً تُرْزَقُ مِنْهَا ابْناً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ فَتَرَی أَنْ تُشِیرَ عَلَیَّ فَقَالَ نَعَمْ اعْتَرِضْ فَإِذَا رَضِیتَ فَأَعْلِمْنِی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَدْ رَضِیتُ قَالَ اذْهَبْ فَكُنْ بِالْقُرْبِ حَتَّی أُوَافِیَكَ فَصِرْتُ إِلَی دُكَّانِ النَّخَّاسِ فَمَرَّ بِنَا فَنَظَرَ ثُمَّ مَضَی فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ قَدْ رَأَیْتَهَا إِنْ أعجبك [أَعْجَبَتْكَ] فَاشْتَرِهَا عَلَی أَنَّهَا قَصِیرَةُ الْعُمُرِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا أَصْنَعُ بِهَا قَالَ قَدْ قُلْتُ لَكَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ صِرْتُ إِلَی صَاحِبِهَا فَقَالَ الْجَارِیَةُ مَحْمُومَةٌ وَ لَیْسَ فِیهَا غَرَضٌ فَعُدْتُ إِلَیْهِ مِنَ الْغَدِ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ دَفَنْتُهَا الْیَوْمَ فَأَتَیْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ اعْتَرِضْ فَاعْتَرَضْتُ فَأَعْلَمْتُهُ فَأَمَرَنِی أَنْ أَنْظُرَهُ فَصِرْتُ إِلَی دُكَّانِ النَّخَّاسِ فَرَكِبَ فَمَرَّ بِنَا فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ اشْتَرِهَا فَقَدْ رَأَیْتَهَا فَاشْتَرَیْتُهَا فَحَوَّلْتُهَا وَ صَبَرْتُ عَلَیْهَا حَتَّی طَهُرَتْ وَ وَقَعْتُ عَلَیْهَا فَحَمَلَتْ وَ وَلَدَتْ لِی مُحَمَّداً ابْنِی.

«38»- دَلَائِلُ الطَّبَرِیِّ، عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ بَدْرِ بْنِ عَمَّارٍ الطَّبَرِسْتَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الشَّلْمَغَانِیِّ قَالَ: حَجَّ إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ إِسْحَاقُ فَأَعْدَدْتُ لَهُ فِی رُقْعَةٍ عَشَرَةَ مَسَائِلَ لِأَسْأَلَهُ عَنْهَا وَ كَانَ لِی حَمْلٌ فَقُلْتُ إِذَا أَجَابَنِی عَنْ مَسَائِلِی سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لِی أَنْ یَجْعَلَهُ ذَكَراً فَلَمَّا سَأَلَتْهُ النَّاسُ قُمْتُ وَ الرُّقْعَةُ مَعِی لِأَسْأَلَهُ عَنْ مَسَائِلِی فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ لِی یَا أَبَا یَعْقُوبَ

ص: 58


1- 1. الفلو- بالكسر و كعدو و سمو- الجحش و المهر، و الأنثی فلوة.

سَمِّهِ أَحْمَدَ فَوُلِدَ لِی ذَكَرٌ فَسَمَّیْتُهُ أَحْمَدَ فَعَاشَ مُدَّةً وَ مَاتَ وَ كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ الْجَمَاعَةِ عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِیُّ الْمَعْرُوفُ بِالْعَمَشِ قَالَ حَمَلْتُ مَعِی إِلَیْهِ مِنَ الْآلَةِ الَّتِی لِلصِّبْیَانِ بَعْضاً مِنْ فِضَّةٍ وَ قُلْتُ أُتْحِفُ مَوْلَایَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام بِهَا فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ عَنْ جَوَابٍ لِجَمِیعِهِمْ قَامَ فَمَضَی إِلَی صِرْیَا وَ اتَّبَعْتُهُ فَلَقِیتُ مُوَفَّقاً فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ فِی وَجْهِهِ الْكَرَاهَةُ وَ لَمْ یَأْمُرْنِی بِالْجُلُوسِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ فَرَغْتُ مَا كَانَ فِی كُمِّی بَیْنَ یَدَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ نَظَرَ مُغْضَبٍ ثُمَّ رَمَی یَمِیناً وَ شِمَالًا ثُمَّ قَالَ مَا لِهَذَا خَلَقَنِی اللَّهُ مَا أَنَا وَ اللَّعِبُ فَاسْتَعْفَیْتُهُ فَعَفَا عَنِّی فَخَرَجْتُ.

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ عُمَارَةُ بْنُ زَیْدٍ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَصْعَةٌ صِینِیٌّ فَقَالَ یَا عُمَارَةُ أَ تَرَی مِنْ هَذَا عَجَباً فَقُلْتُ نَعَمْ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ فَذَابَ حَتَّی صَارَ مَاءً ثُمَّ جَمَعَهُ فَجَعَلَهُ فِی قَدَحٍ ثُمَّ رَدَّهَا وَ مَسَحَهَا بِیَدِهِ فَإِذَا هِیَ قَصْعَةٌ كَمَا كَانَتْ فَقَالَ مِثْلَ هَذَا فَلْیَكُنِ الْقُدْرَةُ.

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ قَالَ: إِنِّی لَعِنْدَ الرِّضَا إِذْ جِی ءَ بِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سِنُّهُ أَقَلُّ مِنْ أَرْبَعِ سِنِینَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَأَطَالَ الْفِكْرَ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام بِنَفْسِی فَلِمَ طَالَ فِكْرُكَ فَقَالَ فِیمَا صُنِعَ بِأُمِّی فَاطِمَةَ أَمَا وَ اللَّهِ لَأُخْرِجَنَّهُمَا ثُمَّ لَأُحْرِقَنَّهُمَا ثُمَّ لَأُذْرِیَنَّهُمَا ثُمَّ لَأَنْسِفَنَّهُمَا فِی الْیَمِّ نَسْفاً فَاسْتَدْنَاهُ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنْتَ لَهَا یَعْنِی الْإِمَامَةَ.

«39»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی شَیْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِینٍ قَالَ: كُنْتُ مُجَاوِراً بِالْمَدِینَةِ مَدِینَةِ الرَّسُولِ وَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَجِی ءُ فِی كُلِّ یَوْمٍ مَعَ الزَّوَالِ إِلَی الْمَسْجِدِ فَیَنْزِلُ إِلَی الصَّخْرَةِ وَ یَمُرُّ(1) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ

ص: 59


1- 1. و یصیر، خ ل.

صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ یَرْجِعُ إِلَی بَیْتِ فَاطِمَةَ وَ یَخْلَعُ نَعْلَهُ فَیَقُومُ فَیُصَلِّی فَوَسْوَسَ إِلَیَّ الشَّیْطَانُ فَقَالَ إِذَا نَزَلَ فَاذْهَبْ حَتَّی تَأْخُذَ مِنَ التُّرَابِ الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ فَجَلَسْتُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَنْتَظِرُهُ لِأَفْعَلَ هَذَا فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِی وَقْتِ الزَّوَالِ أَقْبَلَ علیه السلام عَلَی حِمَارٍ لَهُ فَلَمْ یَنْزِلْ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ یَنْزِلُ فِیهِ فَجَازَهُ حَتَّی نَزَلَ عَلَی الصَّخْرَةِ الَّتِی كَانَتْ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَكَانِهِ الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَیَّاماً فَقُلْتُ إِذَا خَلَعَ نَعْلَیْهِ جِئْتُ فَأَخَذْتُ الْحَصَا الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ بِقَدَمَیْهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ فَنَزَلَ عَلَی الصَّخْرَةِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَاءَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ وَ لَمْ یَخْلَعْهُمَا فَفَعَلَ ذَلِكَ أَیَّاماً فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَمْ یَتَهَیَّأْ لِی هَاهُنَا وَ لَكِنْ أَذْهَبُ إِلَی الْحَمَّامِ فَإِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ آخُذُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ علیه السلام الْحَمَّامَ دَخَلَ فِی الْمَسْلَخِ بِالْحِمَارِ وَ نَزَلَ عَلَی الْحَصِیرِ فَقُلْتُ لِلْحَمَّامِی فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا قَطُّ إِلَّا فِی

هَذَا الْیَوْمِ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمَّا خَرَجَ دَعَا بِالْحِمَارِ فَأُدْخِلَ الْمَسْلَخَ وَ رَكِبَهُ فَوْقَ الْحَصِیرِ وَ خَرَجَ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ آذَیْتُهُ وَ لَا أَعُودُ أَرُومُ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ نَزَلَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ یَنْزِلُ فِیهِ (1).

«40»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی شَیْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِینٍ: وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَكِنْ أَذْهَبُ إِلَی بَابِ الْحَمَّامِ فَإِذَا دَخَلَ أَخَذْتُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَمَّامِ فَقِیلَ لِی إِنَّهُ یَدْخُلُ حَمَّاماً بِالْبَقِیعِ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ طَلْحَةَ فَتَعَرَّفْتُ الْیَوْمَ الَّذِی یَدْخُلُ فِیهِ الْحَمَّامَ وَ صِرْتُ إِلَی بَابِ الْحَمَّامِ وَ جَلَسْتُ إِلَی الطَّلْحِیِّ أُحَدِّثُهُ وَ أَنَا أَنْتَظِرُ مَجِیئَهُ علیه السلام.

فَقَالَ الطَّلْحِیُّ إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ فَقُمْ فَادْخُلْ فَإِنَّهُ لَا یَتَهَیَّأُ لَكَ بَعْدَ سَاعَةٍ قُلْتُ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ ابْنَ الرِّضَا یُرِیدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ قَالَ قُلْتُ وَ مَنِ ابْنُ الرِّضَا

ص: 60


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 395 و 396.

قَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ صَلَاحٌ وَ وَرَعٌ قُلْتُ لَهُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَیْرُهُ قَالَ نُخْلِی لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا جَاءَ قَالَ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ علیه السلام وَ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ غُلَامٌ وَ مَعَهُ حَصِیرٌ حَتَّی أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ فَبَسَطَهُ وَ وَافَی وَ سَلَّمَ وَ دَخَلَ الْحُجْرَةَ عَلَی حِمَارِهِ وَ دَخَلَ الْمَسْلَخَ وَ نَزَلَ عَلَی الْحَصِیرِ فَقُلْتُ لِلطَّلْحِیِّ هَذَا الَّذِی وَصَفْتَهُ بِمَا وَصَفْتَ مِنَ الصَّلَاحِ وَ الْوَرَعِ فَقَالَ یَا هَذَا وَ اللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا قَطُّ إِلَّا فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا مِنْ عِلْمِی أَنَا جَنَیْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّی یَخْرُجَ فَلَعَلِّی أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ فَلَمَّا خَرَجَ وَ تَلَبَّسَ دَعَا بِالْحِمَارِ وَ أُدْخِلَ الْمَسْلَخَ وَ رَكِبَ مِنْ فَوْقِ الْحَصِیرِ وَ خَرَجَ علیه السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ وَ اللَّهِ آذَیْتُهُ وَ لَا أَعُودُ أَرُومُ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً وَ صَحَّ عَزْمِی عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ أَقْبَلَ عَلَی حِمَارِهِ حَتَّی نَزَلَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ یَنْزِلُ فِیهِ فِی الصَّحْنِ فَدَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَاءَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ فِی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ خَلَعَ نَعْلَیْهِ وَ قَامَ یُصَلِّی (1).

بیان: كأن المراد بالصحن الفضاء عند باب المسجد قوله فوسوس إنما نسب ذلك إلی الشیطان لما علم بعد ذلك أنه علیه السلام لم یرض به إما للتقیة أو لأنه لیس من المندوبات أو لإظهار حاله و الأول أظهر و لا یجوز علی المجرد أو التفعیل هذا الذی وصفته استفهام تعجبی و غرضه أن مجیئه راكبا إلی الحصیر من علامات التكبر و هو ینافی أنا جنیته أی جررته إلیه و الضمیر راجع إلی هذا فی القاموس جنی الذنب علیه جره إلیه (2).

«41»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب (3) مُحَمَّدُ بْنُ الرَّیَّانِ قَالَ: احْتَالَ الْمَأْمُونُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِكُلِّ حِیلَةٍ فَلَمْ یُمْكِنْهُ فِیهِ شَیْ ءٌ فَلَمَّا اعْتَلَّ وَ أَرَادَ أَنْ یَبْنِیَ عَلَیْهِ ابْنَتَهُ دَفَعَ إِلَیَّ مِائَةَ وَصِیفَةٍ مِنْ أَجْمَلِ مَا یَكُنَّ إِلَی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ جَاماً فِیهِ جَوْهَرٌ یَسْتَقْبِلُونَ أَبَا جَعْفَرٍ

ص: 61


1- 1. أصول الكافی ج 1 ص 493 و 494.
2- 2. القاموس ج 4 ص 313.
3- 3. فی المصدر: الكلینی بإسناده الی محمّد بن الریان.

علیه السلام إِذَا قَعَدَ فِی مَوْضِعِ الْأَخْتَانِ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِنَّ.

وَ كَانَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ مُخَارِقٌ صَاحِبُ صَوْتٍ وَ عُودٍ وَ ضَرْبٍ طَوِیلُ اللِّحْیَةِ فَدَعَاهُ الْمَأْمُونُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَأَنَا أَكْفِیكَ أَمْرَهُ فَقَعَدَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَشَهَقَ مُخَارِقٌ شَهْقَةً اجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَهْلُ الدَّارِ وَ جَعَلَ یَضْرِبُ بِعُودِهِ وَ یُغَنِّی فَلَمَّا فَعَلَ سَاعَةً وَ إِذَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَلْتَفِتُ إِلَیْهِ وَ لَا یَمِیناً وَ لَا شِمَالًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ اتَّقِ اللَّهَ یَا ذَا الْعُثْنُونِ قَالَ فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ مِنْ یَدِهِ وَ الْعُودُ فَلَمْ یَنْتَفِعْ بِیَدِهِ إِلَی أَنْ مَاتَ (1) قَالَ فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ قَالَ لَمَّا صَاحَ بِی أَبُو جَعْفَرٍ فَزِعْتُ فَزْعَةً لَا أُفِیقُ مِنْهَا أَبَداً.

كا، [الكافی] علی بن محمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الریان: مثله (2) بیان كان احتیاله لإدخاله فیما فیه من اللّٰهو و الفسوق بنی علی أهله بناء زفها و العثنون اللحیة أو ما فضل منها بعد العارضین أو ما نبت علی الذقن و تحته سفلا أو هو طولها و العثنون أیضا شعیرات تحت حنك البعیر.

«42»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ: صَلَّیْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی مَسْجِدِ الْمُسَیَّبِ وَ صَلَّی بِنَا فِی مَوْضِعِ الْقِبْلَةِ سَوَاءً وَ ذُكِرَ أَنَّ السِّدْرَةَ الَّتِی فِی الْمَسْجِدِ كَانَتْ یَابِسَةً لَیْسَ عَلَیْهَا وَرَقٌ فَدَعَا بِمَاءٍ وَ تَهَیَّأَ تَحْتَ السِّدْرَةِ فَعَاشَتِ السِّدْرَةُ وَ أَوْرَقَتْ وَ حَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا(3).

وَ قَالَ ابْنُ سِنَانٍ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ: یَا مُحَمَّدُ حَدَثَ بِآلِ فَرَجٍ حَدَثٌ فَقُلْتُ مَاتَ عُمَرُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی ذَلِكَ أَحْصَیْتُ لَهُ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً ثُمَّ قَالَ أَ وَ لَا تَدْرِی مَا قَالَ لَعَنَهُ اللَّهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ خَاطَبَهُ فِی شَیْ ءٍ فَقَالَ أَظُنُّكَ سَكْرَانَ فَقَالَ أَبِی اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی أَمْسَیْتُ لَكَ صَائِماً

ص: 62


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 396. و ما بعده زیادة الحقها المؤلّف- رحمه اللّٰه من الكافی.
2- 2. أصول الكافی ج 1 ص 494.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 396.

فَأَذِقْهُ طَعْمَ الْحَرْبِ وَ ذُلَّ الْأَسْرِ فَوَ اللَّهِ إِنْ ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی حُرِبَ مَالُهُ وَ مَا كَانَ لَهُ ثُمَّ أُخِذَ أَسِیراً فَهُوَ ذَا مَاتَ الْخَبَرَ(1).

«43»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی فِی كِتَابِ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ وَ كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَبُو الْحَسَنِ بِخُرَاسَانَ وَ كَانَ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ عُمُومَةُ أَبِیهِ یَأْتُونَهُ وَ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ فَدَعَا یَوْماً الْجَارِیَةَ فَقَالَ قُولِی لَهُمْ یَتَهَیَّئُونَ لِلْمَأْتَمِ فَلَمَّا تَفَرَّقُوا قَالُوا لَا سَأَلْنَاهُ مَأْتَمُ مَنْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالُوا مَأْتَمُ مَنْ قَالَ مَأْتَمُ خَیْرِ مَنْ عَلَی ظَهْرِهَا فَأَتَانَا خَبَرُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ بِأَیَّامٍ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (2).

وَ فِیهِ، عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام احْمِلُوا إِلَیَّ الْخُمُسَ فَإِنِّی لَسْتُ آخُذُهُ مِنْكُمْ سِوَی عَامِی هَذَا فَقُبِضَ علیه السلام فِی تِلْكَ السَّنَةِ(3).

«44»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ بِمَكَّةَ فِی السَّنَةِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا ثُمَّ صَارَ إِلَی خُرَاسَانَ وَ مَعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ یُوَدِّعُ الْبَیْتَ فَلَمَّا قَضَی طَوَافَهُ عَدَلَ إِلَی الْمَقَامِ فَصَلَّی عِنْدَهُ فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی عُنُقِ مُوَفَّقٍ یَطُوفُ بِهِ فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی الْحِجْرِ فَجَلَسَ فِیهِ فَأَطَالَ فَقَالَ لَهُ مُوَفَّقٌ قُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ مَا أُرِیدُ أَنْ أَبْرَحَ مِنْ مَكَانِی هَذَا إِلَّا أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ وَ اسْتَبَانَ فِی وَجْهِهِ الْغَمُّ فَأَتَی مُوَفَّقٌ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ جَلَسَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْحِجْرِ وَ هُوَ یَأْبَی أَنْ یَقُومَ فَقَامَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَأَتَی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ قُمْ یَا حَبِیبِی فَقَالَ مَا أُرِیدُ أَنْ أَبْرَحَ مِنْ مَكَانِی هَذَا فَقَالَ بَلَی یَا حَبِیبِی ثُمَّ قَالَ كَیْفَ أَقُومُ وَ قَدْ وَدَّعْتَ الْبَیْتَ وَدَاعاً لَا تَرْجِعُ إِلَیْهِ فَقَالَ قُمْ یَا حَبِیبِی

ص: 63


1- 1. المصدر ج 4 ص 397.
2- 2. المصدر ج 4 ص 389.
3- 3. المصدر نفسه، و الاسناد غیر مذكور فیه.

فَقَامَ مَعَهُ (1).

وَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ الْعَطَّارِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الْفَرَجُ بَعْدَ الْمَأْمُونِ بِثَلَاثِینَ شَهْراً قَالَ فَنَظَرْنَا فَمَاتَ علیه السلام بَعْدَ ثَلَاثِینَ شَهْراً.

وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام الشَّكُّ مِنْ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: یَا مُعَمَّرُ ارْكَبْ قُلْتُ إِلَی أَیْنَ قَالَ ارْكَبْ كَمَا یُقَالُ لَكَ قَالَ فَرَكِبْتُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی وَادٍ أَوْ إِلَی وَهْدَةٍ الشَّكُّ مِنْ أَبِی عَلِیٍّ فَقَالَ لِی قِفْ هَاهُنَا فَوَقَفْتُ فَأَتَانِی فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیْنَ كُنْتَ قَالَ دَفَنْتُ أَبِی السَّاعَةَ وَ كَانَ بِخُرَاسَانَ.

قَالَ قَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ كَانَ زَیْدِیّاً قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی بَغْدَادَ فَبَیْنَا أَنَا بِهَا إِذْ رَأَیْتُ النَّاسَ یَتَعَادَوْنَ وَ یَتَشَرَّفُونَ وَ یَقِفُونَ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالُوا ابْنُ الرِّضَا ابْنُ الرِّضَا فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَأَنْظُرَنَّ إِلَیْهِ فَطَلَعَ عَلَی بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ فَقُلْتُ لَعَنَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْإِمَامَةِ حَیْثُ یَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ طَاعَةَ هَذَا فَعَدَلَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا قَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ(2) فَقُلْتُ فِی نَفْسِی سَاحِرٌ وَ اللَّهِ فَعَدَلَ إِلَیَّ فَقَالَ أَ أُلْقِیَ الذِّكْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ(3) قَالَ فَانْصَرَفْتُ وَ قُلْتُ بِالْإِمَامَةِ وَ شَهِدْتُ أَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ اعْتَقَدْتُ (4).

«45»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ السَّرَخْسِیُّ قَالَ: رَأَیْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا یُعْرَفُ بِأَبِی زَیْنَبَةَ فَسَأَلَنِی عَنْ أَحْكَمَ بْنِ بَشَّارٍ الْمَرْوَزِیِّ وَ سَأَلَنِی عَنْ قِصَّتِهِ وَ عَنِ الْأَثَرِ الَّذِی فِی حَلْقِهِ وَ قَدْ كُنْتُ رَأَیْتُ فِی بَعْضِ حَلْقِهِ شِبْهَ الْخَطِّ كَأَنَّهُ أَثَرُ الذَّبْحِ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ سَأَلْتُهُ مِرَاراً فَلَمْ یُخْبِرْنِی قَالَ فَقَالَ كُنَّا سَبْعَةَ نَفَرٍ فِی حُجْرَةٍ وَاحِدَةٍ بِبَغْدَادَ فِی زَمَانِ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام فَغَابَ عَنَّا أَحْكَمُ مِنْ عِنْدِ الْعَصْرِ وَ لَمْ یَرْجِعْ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ فَلَمَّا كَانَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ

ص: 64


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 215.
2- 2. القمر: 24 و 25.
3- 3. القمر: 24 و 25.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 216.

جَاءَنَا تَوْقِیعٌ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ صَاحِبَكُمُ الْخُرَاسَانِیَّ مَذْبُوحٌ مَطْرُوحٌ فِی لِبْدٍ(1) فِی مَزْبَلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَاذْهَبُوا وَ دَاوُوهُ بِكَذَا وَ كَذَا فَذَهَبْنَا فَوَجَدْنَاهُ مَذْبُوحاً مَطْرُوحاً كَمَا قَالَ فَحَمَلْنَاهُ وَ دَاوَیْنَاهُ بِمَا أَمَرَنَا بِهِ فَبَرَأَ مِنْ ذَلِكَ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ: كَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّهُ تَمَتَّعَ بِبَغْدَادَ فِی دَارِ قَوْمٍ فَعَلِمُوا بِهِ فَأَخَذُوهُ وَ ذَبَحُوهُ وَ أَدْرَجُوهُ فِی لِبْدٍ وَ طَرَحُوهُ فِی مَزْبَلَةٍ(2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أبو زینبة: مثله (3).

«46»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ شَاذَوَیْهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ بِأَهْلِی حَبَلٌ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً ذَكَراً فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُكَ غُلَاماً ذَكَراً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَصِرْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَأَتَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ صَبَّاحٍ بِرِسَالَةٍ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ وَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ وَ غَیْرُهُمْ

فَأَتَیْتُهُمْ فَسَأَلُونِی فَخَبَّرْتُهُمْ بِمَا قَالَ فَقَالُوا لِی فَهِمْتَ عَنْهُ ذَكَرٌ أَوْ ذَكِیٌ (4)

فَقُلْتُ ذَكَراً قَدْ فَهِمْتُ قَالَ ابْنُ سِنَانٍ أَمَّا أَنْتَ سَتُرْزَقُ وَلَداً ذَكَراً إِمَّا أَنَّهُ یَمُوتُ عَلَی الْمَكَانِ أَوْ یَكُونُ مَیِّتاً فَقَالَ أَصْحَابُنَا لِمُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ أَسَأْتَ قَدْ عَلِمْنَا الَّذِی عَلِمْتَ فَأَتَی غُلَامٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَدْرِكْ فَقَدْ مَاتَ أَهْلُكَ فَذَهَبْتُ مُسْرِعاً وَ وَجَدْتُهَا عَلَی شُرُفِ الْمَوْتِ

ص: 65


1- 1. اللبد- بالكسر- بساط من صوف أو غیره. یجعل علی ظهر الفرس تحت السرج و یعرف باللبادة.
2- 2. رجال الكشّیّ تحت الرقم 460.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 397.
4- 4. فی المصدر« ذكر او زكی» بالزای و فی بعض النسخ الذی كان عند المصنّف قدس سره« ذكر أو زكر» بالراء كما فی هامش نسخة الأصل.

ثُمَّ لَمْ تَلْبَثْ أَنْ وَلَدَتْ غُلَاماً ذَكَراً مَیِّتاً(1).

بیان: قوله ذكر أو ذكی لعل المعنی أنه علیه السلام لما قال غلاما لم یحتج إلی الوصف بالذكورة فقالوا لعله كان ذكیا من التذكیة بمعنی الذبح كنایة عن الموت.

«47»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْأَدَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی الرِّضَا علیه السلام وَجَعَ الْعَیْنِ فَأَخَذَ قِرْطَاساً فَكَتَبَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ أَقَلُّ مِنْ یَدِی وَ دَفَعَ الْكِتَابَ إِلَی الْخَادِمِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَذْهَبَ مَعَهُ وَ قَالَ اكْتُمْ فَأَتَیْنَاهُ وَ خَادِمٌ قَدْ حَمَلَهُ قَالَ فَفَتَحَ الْخَادِمُ الْكِتَابَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ فَجَعَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَنْظُرُ فِی الْكِتَابِ وَ یَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَقُولُ نَاجٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَاراً فَذَهَبَ كُلُّ وَجَعٍ فِی عَیْنِی وَ أَبْصَرْتُ بَصَراً لَا یُبْصِرُهُ أَحَدٌ فَقَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَعَلَكَ اللَّهُ شَیْخاً عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا جَعَلَ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ شَیْخاً عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ قَالَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ یَا شَبِیهَ صَاحِبِ فُطْرُسَ قَالَ فَانْصَرَفْتُ وَ قَدْ أَمَرَنِی الرِّضَا علیه السلام أَنْ أَكْتُمَ فَمَا زِلْتُ صَحِیحَ النَّظَرِ حَتَّی أَذَعْتُ مَا كَانَ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی أَمْرِ عَیْنِی فَعَاوَدَنِی الْوَجَعُ قَالَ فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ مَا عَنَیْتَ بِقَوْلِكَ یَا شَبِیهَ صَاحِبِ فُطْرُسَ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ غَضِبَ عَلَی مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یُدْعَی فُطْرُسَ فَدَقَّ جَنَاحَهُ وَ رَمَی بِهِ فِی جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام بَعَثَ اللَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لِیُهَنِّئَهُ بِوِلَادَةِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ صَدِیقاً لِفُطْرُسَ فَمَرَّ وَ هُوَ فِی الْجَزِیرَةِ مَطْرُوحٌ فَخَبَّرَهُ بِوِلَادَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ قَالَ هَلْ لَكَ أَنْ أَحْمِلَكَ عَلَی جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِی وَ أَمْضِیَ بِكَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَشْفَعَ لَكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ فُطْرُسُ نَعَمْ فَحَمَلَهُ عَلَی جَنَاحٍ مِنْ أَجْنِحَتِهِ حَتَّی أَتَی بِهِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَبَلَّغَهُ تَهْنِئَةَ رَبِّهِ تَعَالَی ثُمَّ حَدَّثَهُ بِقِصَّةِ فُطْرُسَ فَقَالَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لِفُطْرُسَ امْسَحْ جَنَاحَكَ

ص: 66


1- 1. رجال الكشّیّ ص 486.

عَلَی مَهْدِ الْحُسَیْنِ وَ تَمَسَّحْ بِهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فُطْرُسُ فَجَبَرَ اللَّهُ جَنَاحَهُ وَ رَدَّهُ إِلَی مَنْزِلِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ(1).

«48»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ جَمِیعاً قَالا: كُنَّا بِمَكَّةَ وَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام بِهَا فَقُلْنَا لَهُ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ نَحْنُ خَارِجُونَ وَ أَنْتَ مُقِیمٌ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَكْتُبَ لَنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام كِتَاباً نُلِمُّ بِهِ (2) قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ فَقَدِمْنَا فَقُلْنَا لِلْمُوَفَّقِ أَخْرِجْهُ إِلَیْنَا قَالَ فَأَخْرَجَهُ إِلَیْنَا وَ هُوَ فِی صَدْرِ مُوَفَّقٍ فَأَقْبَلَ یَقْرَؤُهُ وَ یَطْوِیهِ وَ یَنْظُرُ فِیهِ وَ یَتَبَسَّمُ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِ كَذَلِكَ یَطْوِیهِ مِنْ أَعْلَاهُ وَ یَنْشُرُهُ مِنْ أَسْفَلِهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ حَرَّكَ رِجْلَهُ وَ قَالَ نَاجٍ نَاجٍ فَقَالَ أَحْمَدُ ثُمَّ قَالَ ابْنُ سِنَانٍ عِنْدَ ذَلِكَ فُطْرُسِیَّةٌ فُطْرُسِیَّةٌ(3).

«49»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام غُلَامَهُ وَ مَعَهُ كِتَابٌ فَأَمَرَنِی أَنْ أَسِیرَ إِلَیْهِ فَأَتَیْتُهُ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ نَازِلٌ فِی دَارِ بَزِیعٍ فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَذَكَرَ فِی صَفْوَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ غَیْرِهِمَا مِمَّا قَدْ سَمِعَهُ غَیْرُ وَاحِدٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْتَعْطِفُهُ عَلَی زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ لَعَلَّهُ أَنْ یَسْلَمَ مِمَّا فِی هَؤُلَاءِ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَی نَفْسِی فَقُلْتُ مَنْ أَنَا أَنْ أَتَعَرَّضَ فِی هَذَا وَ شِبْهِهِ مَوْلَایَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا یَصْنَعُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَلِیٍّ لَیْسَ عَلَی مِثْلِ أَبِی یَحْیَی یُعَجَّلُ وَ كَانَ مِنْ خِدْمَتِهِ لِأَبِی علیه السلام وَ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَهُ وَ عِنْدِی مِنْ بَعْدِهِ غَیْرُ أَنِّی احْتَجْتُ إِلَی الْمَالِ فَلَمْ یَبْعَثْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هُوَ بَاعِثٌ إِلَیْكَ بِالْمَالِ وَ قَالَ لِی إِنْ وَصَلْتَ إِلَیْهِ فَأَعْلِمْهُ أَنَ

ص: 67


1- 1. رجال الكشّیّ ص 487.
2- 2. یقال: لم بفلان و ألم: أی أتاه و نزل به و زاره زیارة غیر طویلة. و فی المصدر المطبوع« فنسلم به».
3- 3. رجال الكشّیّ ص 488.

الَّذِی مَنَعَنِی مِنْ بَعْثِ الْمَالِ اخْتِلَافُ مَیْمُونٍ وَ مُسَافِرٍ فَقَالَ احْمِلْ كِتَابِی إِلَیْهِ وَ مُرْهُ أَنْ یَبْعَثَ إِلَیَّ بِالْمَالِ فَحَمَلْتُ كِتَابَهُ إِلَی زَكَرِیَّا فَوَجَّهَ إِلَیْهِ بِالْمَالِ قَالَ فَقَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ ذَهَبَتِ الشُّبْهَةُ مَا لِأَبِی وَلَدٌ غَیْرِی قُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ (1).

یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن محمد عن أبیه: مثله (2).

«50»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّیِّبِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ یَحْیَی بْنَ أَكْثَمَ قَاضِیَ سَامَرَّاءَ(3)

بَعْدَ مَا جَهَدْتُ بِهِ وَ نَاظَرْتُهُ وَ حَاوَرْتُهُ وَ رَاسَلْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ عُلُومِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ: فَبَیْنَا أَنَا ذَاتَ یَوْمٍ دَخَلْتُ أَطُوفُ بِقَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا

یَطُوفُ بِهِ (4)

فَنَاظَرْتُهُ فِی مَسَائِلَ عِنْدِی فَأَخْرَجَهَا إِلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ مَسْأَلَةً وَاحِدَةً وَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأَسْتَحْیِی مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لِی أَنَا أُخْبِرُكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی تَسْأَلُنِی عَنِ

ص: 68


1- 1. رجال الكشّیّ ص 497.
2- 2. بصائر الدرجات ص 237.
3- 3. هو من مشاهیر علماء المخالفین، و له مناظرات مع أبی جعفر علیه السلام كما سیأتی فی الباب الآتی تحت الرقم 3 و 6. قیل: و یظهر من هذا الخبر أنّه كان مؤمنا بآل محمّد صلوات اللّٰه علیهم سرا. و قوله بعد ما جهدت به ای بالغت فی امتحانه، و فی القاموس: جهد بزید: امتحنه.
4- 4. ربما یستدل به علی جواز الطواف بقبور النبیّ و الأئمّة علیهم السلام و فیه نظر اذ حمله علی الطواف الكامل بعید بل الظاهر أنّه علیه السلام كان یدور من موضع الزیارة الی جانب الرجل لیدخل بیت فاطمة علیها السلام كما هو الشائع الآن، و المانع لا یمنع مثل هذا لكن ما ورد فی بعض الأخبار:« لا تطف بقبر» لیس بصریح فی هذا المعنی اذ یحتمل أن یكون المراد بالطوف الحدث، قال فی النهایة: الطوف الحدث من الطعام و منه الحدیث: نهی عن متحدثین علی طوفهما، أی عند الغائط. منه رحمه اللّٰه فی المرآة.

الْإِمَامِ فَقُلْتُ هُوَ وَ اللَّهِ هَذَا فَقَالَ أَنَا هُوَ فَقُلْتُ عَلَامَةٌ فَكَانَ فِی یَدِهِ عَصًا فَنَطَقَتْ فَقَالَتْ إِنَّهُ مَوْلَایَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ وَ هُوَ الْحُجَّةُ(1).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن محمد بن أبی العلا: مثله (2).

«51»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ الرِّضَا علیه السلام قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَخِی مُحَمَّدُ بْنُ الرِّضَا علیهما السلام صِرْتُ یَوْماً إِلَی امْرَأَتِهِ أُمِّ الْفَضْلِ بِسَبَبٍ احْتَجْتُ إِلَیْهَا فِیهِ قَالَتْ فَبَیْنَمَا نَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَضْلَ مُحَمَّدٍ وَ كَرَمَهُ وَ مَا أَعْطَاهُ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُهُ أُمُّ الْفَضْلِ یَا حَكِیمَةُ أُخْبِرُكِ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام بِأُعْجُوبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ بِمِثْلِهَا قُلْتُ وَ مَا ذَاكِ قَالَتْ إِنَّهُ كَانَ رُبَّمَا أَغَارَنِی مَرَّةً بِجَارِیَةٍ وَ مَرَّةً بِتَزْوِیجٍ فَكُنْتُ أَشْكُوهُ إِلَی الْمَأْمُونِ فَیَقُولُ یَا بُنَیَّةِ احْتَمِلِی فَإِنَّهُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَبَیْنَمَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ جَالِسَةٌ إِذْ أَتَتِ امْرَأَةٌ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ فَكَأَنَّهَا قَضِیبُ بَانٍ أَوْ غُصْنُ خَیْزُرَانٍ (3)

قَالَتْ أَنَا زَوْجَةٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ قُلْتُ مَنْ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَتْ مُحَمَّدُ بْنُ الرِّضَا علیه السلام وَ أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَتْ فَدَخَلَ عَلَیَّ مِنَ الْغَیْرَةِ مَا لَمْ أَمْلِكْ نَفْسِی فَنَهَضْتُ مِنْ سَاعَتِی وَ صِرْتُ إِلَی الْمَأْمُونِ وَ قَدْ كَانَ ثَمِلًا(4)

مِنَ الشَّرَابِ وَ قَدْ مَضَی مِنَ اللَّیْلِ سَاعَاتٌ فَأَخْبَرْتُهُ بِحَالِی وَ قُلْتُ لَهُ یَشْتِمُنِی وَ یَشْتِمُكَ وَ یَشْتِمُ الْعَبَّاسَ وَ وُلْدَهُ قَالَتْ وَ قُلْتُ مَا لَمْ یَكُنْ فَغَاظَهُ ذَلِكِ مِنِّی جِدّاً وَ لَمْ یَمْلِكْ نَفْسَهُ مِنَ السُّكْرِ

ص: 69


1- 1. الكافی ج 1 ص 353.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 393.
3- 3. البان: شجر سبط القوام لین، ورقه كورق الصفصاف، الواحدة بانة، و یشبه به القد لطوله، و لطافة البدن و لینه لنعومته. و هكذا الخیزران- بضم الزای- شجر هندی و هو عروق ممتدة فی الأرض یضرب به المثل فی اللین و فیه لغة اخری: الخیزور قال ابن الوردی: أنا كالخیزور صعب كسره***و هو لین كیفما شئت انفتل.
4- 4. تملاء خ ل.

وَ قَامَ مُسْرِعاً فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی سَیْفِهِ وَ حَلَفَ أَنَّهُ یُقَطِّعُهُ بِهَذَا السَّیْفِ مَا بَقِیَ فِی یَدِهِ وَ صَارَ إِلَیْهِ قَالَتْ فَنَدِمْتُ عِنْدَ ذَلِكِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا صَنَعْتُ هَلَكْتُ وَ أَهْلَكْتُ قَالَتْ فَعَدَوْتُ خَلْفَهُ لِأَنْظُرَ مَا یَصْنَعُ فَدَخَلَ إِلَیْهِ وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ فِیهِ السَّیْفَ فَقَطَّعَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً ثُمَّ وَضَعَ سَیْفَهُ عَلَی حَلْقِهِ فَذَبَحَهُ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ یَاسِرٌ الْخَادِمُ وَ انْصَرَفَ وَ هُوَ یُزَبِّدُ(1) مِثْلَ الْجَمَلِ قَالَتْ فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكِ هَرَبْتُ عَلَی وَجْهِی حَتَّی رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی فَبِتُّ بِلَیْلَةٍ لَمْ أَنَمْ فِیهَا إِلَی أَنْ أَصْبَحْتُ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ دَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یُصَلِّی وَ قَدْ أَفَاقَ مِنَ السُّكْرِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَلْ تَعْلَمُ مَا صَنَعْتَ اللَّیْلَةَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ فَمَا الَّذِی صَنَعْتُ وَیْلَكِ قُلْتُ فَإِنَّكَ صِرْتَ إِلَی ابْنِ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ نَائِمٌ فَقَطَّعْتَهُ إِرْباً إِرْباً وَ ذَبَحْتَهُ بِسَیْفِكَ وَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ وَیْلَكِ مَا تَقُولِینَ قُلْتُ أَقُولُ مَا فَعَلْتَ فَصَاحَ یَا یَاسِرُ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْمَلْعُونَةُ وَیْلَكَ قَالَ صَدَقَتْ فِی كُلِّ مَا قَالَتْ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ هَلَكْنَا وَ افْتَضَحْنَا وَیْلَكَ یَا یَاسِرُ بَادِرْ إِلَیْهِ وَ ائْتِنِی بِخَبَرِهِ فَرَكَضَ ثُمَّ عَادَ مُسْرِعاً فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْبُشْرَی قَالَ وَ مَا وَرَاكَ قَالَ دَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ یَسْتَاكُ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ دُوَّاجٌ (2)

فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً فِی أَمْرِهِ ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَی بَدَنِهِ هَلْ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنَ الْأَثَرِ فَقُلْتُ لَهُ أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِی هَذَا الْقَمِیصَ الَّذِی عَلَیْكَ لِأَتَبَرَّكَ فِیهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ تَبَسَّمَ كَأَنَّهُ عَلِمَ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَكْسُوكَ كِسْوَةً فَاخِرَةً فَقُلْتُ لَسْتُ أُرِیدُ غَیْرَ هَذَا الْقَمِیصِ الَّذِی عَلَیْكَ فَخَلَعَهُ وَ كَشَفَ بَدَنَهُ كُلَّهُ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ أَثَراً فَخَرَّ الْمَأْمُونُ سَاجِداً وَ وَهَبَ لِیَاسِرٍ أَلْفَ دِینَارٍ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَبْتَلِنِی بِدَمِهِ ثُمَّ قَالَ یَا یَاسِرُ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ مَجِی ءِ هَذِهِ الْمَلْعُونَةِ إِلَیَّ وَ بُكَائِهَا بَیْنَ یَدَیَّ فَأَذْكُرُهُ وَ أَمَّا مَصِیرِی إِلَیْهِ فَلَسْتُ أَذْكُرُهُ فَقَالَ یَاسِرٌ وَ اللَّهِ مَا زِلْتَ تَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ

ص: 70


1- 1. زبد شدقه و تزبد: خرج زبده و هو ما یعلو الماء و غیره من الرغوة.
2- 2. الدواج- بالضم- و هكذا الدواج- كزنار- اللحاف الذی یلبس.

وَ أَنَا وَ هَذِهِ نَنْظُرُ إِلَیْكَ وَ إِلَیْهِ حَتَّی قَطَّعْتَهُ قِطْعَةً قِطْعَةً ثُمَّ وَضَعْتَ سَیْفَكَ عَلَی حَلْقِهِ فَذَبَحْتَهُ وَ أَنْتَ تُزَبِّدُ كَمَا تُزَبِّدُ الْبَعِیرُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ لِی وَ اللَّهِ لَئِنْ عُدْتِ بَعْدَهَا فِی شَیْ ءٍ مِمَّا جَرَی لَأَقْتُلَنَّكِ ثُمَّ قَالَ لِیَاسِرٍ احْمِلْ إِلَیْهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ وَ قُدْ إِلَیْهِ (1) الشِّهْرِیَّ الْفُلَانِیَّ وَ سَلْهُ الرُّكُوبَ إِلَیَّ وَ ابْعَثْ إِلَی الْهَاشِمِیِّینَ وَ الْأَشْرَافِ وَ الْقُوَّادِ مَعَهُ لِیَرْكَبُوا مَعَهُ إِلَی عِنْدِی وَ یَبْدَءُوا بِالدُّخُولِ إِلَیْهِ وَ التَّسْلِیمِ عَلَیْهِ فَفَعَلَ یَاسِرٌ ذَلِكِ وَ صَارَ الْجَمِیعُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَذِنَ لِلْجَمِیعِ فَقَالَ یَا یَاسِرُ هَذَا كَانَ الْعَهْدُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا وَقْتَ الْعِتَابِ فَوَ حَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ مَا كَانَ یَعْقِلُ مِنْ أَمْرِهِ شَیْئاً فَأَذِنَ لِلْأَشْرَافِ كُلِّهِمْ بِالدُّخُولِ إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ وَ حَمْزَةَ ابْنَیِ الْحَسَنِ لِأَنَّهُمَا كَانَا وَقَعَا فِیهِ عِنْدَ الْمَأْمُونِ وَ سَعَیَا بِهِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی ثُمَّ قَامَ فَرَكِبَ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَ صَارَ إِلَی الْمَأْمُونِ فَتَلَقَّاهُ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ أَقْعَدَهُ عَلَی الْمَقْعَدِ فِی الصَّدْرِ وَ أَمَرَ أَنْ یَجْلِسَ النَّاسُ نَاحِیَةً فَجَعَلَ یَعْتَذِرُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ

ع لَكَ عِنْدِی نَصِیحَةٌ فَاسْمَعْهَا مِنِّی قَالَ هَاتِهَا قَالَ أُشِیرُ عَلَیْكَ بِتَرْكِ الشَّرَابِ الْمُسْكِرِ قَالَ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ قَدْ قَبِلْتُ نَصِیحَتَكَ (2).

بیان: ثمل الرجل بالكسر ثملا إذا أخذ فیه الشراب فهو ثمل أی نشوان و قال الفیروزآبادی الشهریة بالكسر ضرب من البراذین.

أقول: قال علی بن عیسی (3)

بعد إیراد هذا الخبر و هذه القصة عندی فیها نظر و أظنها موضوعة فإن أبا جعفر علیه السلام إنما كان یتزوج و یتسری (4) حیث كان بالمدینة و لم یكن المأمون بالمدینة فتشكو إلیه ابنته (5).

ص: 71


1- 1.« قد» فعل امر من قاد یقود.
2- 2. مختار الخرائج و الجرائح ص 207 و 208.
3- 3. هو أبو الحسن بهاء الدین الاربلی صاحب كشف الغمّة.
4- 4. تسری الرجل تسریا: اخذ سریة، و هی الأمة التی أنزلتها بیتا.
5- 5. و سیجی ء من الإرشاد فی الباب الآتی- 4- تحت الرقم 5 أنّها كتبت بذلك الی أبیها من المدینة، فتأمل.

فإن قلت إنه جاء حاجا قلت إنه لم یكن لیشرب فی تلك الحال و أبو جعفر علیه السلام مات ببغداد و زوجته معه فأخته أین رأتها بعد موته و كیف اجتمعتا و تلك بالمدینة و هذه ببغداد و تلك الامرأة التی هی من ولد عمار بن یاسر رضی اللّٰه عنه فی المدینة تزوجها فكیف رأتها أم الفضل فقامت من فورها و شكت إلی أبیها كل هذا یجب أن ینظر فیه انتهی (1).

أقول: كل ما ذكره من المقدمات التی بنی علیها رد الخبر فی محل المنع و لا یمكن رد الخبر المشهور المتكرر فی جمیع الكتب بمحض هذا الاستبعاد ثم اعلم أنه قد مضی بعض معجزاته فی باب شهادة أبیه علیه السلام.

ص: 72


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 219 و 220.

باب 4 تزویجه علیه السلام أم الفضل و ما جری فی هذا المجلس من الاحتجاج و المناظرة

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِ بَغْدَادَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَكْثَمَ: أَنَّ الْمَأْمُونَ خَطَبَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی تَصَاغَرَتِ الْأُمُورُ لِمَشِیَّتِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِقْرَاراً بِرُبُوبِیَّتِهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَ خِیَرَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَ النِّكَاحَ الَّذِی رَضِیَهُ لِكَمَالِ سَبَبِ الْمُنَاسَبَةِ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ زَوَّجْتُ زَیْنَبَ ابْنَتِی مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا أَمْهَرْنَاهَا عَنْهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ یُقَالُ إِنَّهُ علیه السلام كَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِینَ وَ أَشْهُرٍ وَ لَمْ یَزَلِ الْمَأْمُونُ مُتَوَافِراً عَلَی إِكْرَامِهِ وَ إِجْلَالِ قَدْرِهِ (1).

«2»- مهج، [مهج الدعوات] بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ رحمه اللّٰه عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ النَّوْفَلِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی وَ كَانَ خَادِماً لِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام: لَمَّا زَوَّجَ الْمَأْمُونُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام ابْنَتَهُ كَتَبَ إِلَیْهِ أَنَّ لِكُلِّ زَوْجَةٍ

صَدَاقاً مِنْ مَالِ زَوْجِهَا وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ أَمْوَالَنَا فِی الْآخِرَةِ مُؤَجَّلَةً مَذْخُورَةً هُنَاكَ كَمَا جَعَلَ أَمْوَالَكُمْ مُعَجَّلَةً فِی الدُّنْیَا وَ كَنَزَهَا هَاهُنَا وَ قَدْ أَمْهَرْتُ ابْنَتَكَ الْوَسَائِلَ إِلَی الْمَسَائِلِ وَ هِیَ مُنَاجَاةٌ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَبِی [قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَبِی مُوسَی] قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَبِی جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ مُحَمَّدٌ أَبِی قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَبِی قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ الْحُسَیْنُ أَبِی قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ الْحَسَنُ علیه السلام أَخِی قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ

ص: 73


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 382.

أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ دَفَعَهَا إِلَیَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّ الْعِزَّةِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ هَذِهِ مَفَاتِیحُ كُنُوزِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَاجْعَلْهَا وَسَائِلَكَ إِلَی مَسَائِلِكَ تَصِلُ إِلَی بُغْیَتِكَ فَتَنْجَحُ فِی طَلِبَتِكَ فَلَا تُؤْثِرْهَا فِی حَوَائِجِ الدُّنْیَا فَتَبْخَسَ بِهَا الْحَظَّ مِنْ آخِرَتِكَ وَ هِیَ عَشْرُ وَسَائِلَ إِلَی عَشَرَةِ مَسَائِلَ تَطْرُقُ بِهَا أَبْوَابَ الرَّغَبَاتِ-(1) فَتُفْتَحُ وَ تَطْلُبُ بِهَا الْحَاجَاتِ فَتُنْجَحُ وَ هَذِهِ نُسْخَتُهَا ثُمَّ ذَكَرَ الْأَدْعِیَةَ عَلَی مَا سَیَأْتِی فِی مَوْضِعِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

«3»- ج، [الإحتجاج] عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ شَبِیبٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ الْمَأْمُونُ أَنْ یُزَوِّجَ ابْنَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام بَلَغَ ذَلِكَ الْعَبَّاسِیِّینَ فَغَلُظَ عَلَیْهِمْ وَ اسْتَنْكَرُوهُ مِنْهُ وَ خَافُوا أَنْ یَنْتَهِیَ الْأَمْرُ مَعَهُ إِلَی مَا انْتَهَی مَعَ الرِّضَا علیه السلام فَخَاضُوا فِی ذَلِكَ وَ اجْتَمَعَ مِنْهُمْ أَهْلُ بَیْتِهِ الْأَدْنَوْنَ مِنْهُ فَقَالُوا نَنْشُدُكَ اللَّهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ تُقِیمَ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ الَّذِی عَزَمْتَ عَلَیْهِ مِنْ تَزْوِیجِ ابْنِ الرِّضَا(2)

فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ یَخْرُجَ بِهِ عَنَّا أَمْرٌ قَدْ مَلَّكَنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَنْزِعَ مِنَّا عِزّاً قَدْ أَلْبَسَنَاهُ اللَّهُ وَ قَدْ عَرَفْتَ مَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَدِیماً وَ حَدِیثاً وَ مَا كَانَ عَلَیْهِ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ قَبْلَكَ مِنْ تَبْعِیدِهِمْ وَ التَّصْغِیرِ بِهِمْ وَ قَدْ كُنَّا فِی وَهْلَةٍ مِنْ عَمَلِكَ مَعَ الرِّضَا علیه السلام مَا عَمِلْتَ فَكَفَانَا اللَّهُ الْمُهِمَّ مِنْ ذَلِكَ فَاللَّهَ اللَّهَ أَنْ تَرُدَّنَا إِلَی غَمٍّ قَدِ انْحَسَرَ عَنَّا وَ اصْرِفْ رَأْیَكَ عَنِ ابْنِ الرِّضَا وَ اعْدِلْ إِلَی مَنْ تَرَاهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ یَصْلُحُ لِذَلِكَ دُونَ غَیْرِهِ-(3) فَقَالَ لَهُمُ الْمَأْمُونُ أَمَّا مَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ آلِ أَبِی طَالِبٍ فَأَنْتُمُ السَّبَبُ فِیهِ وَ لَوْ أَنْصَفْتُمُ الْقَوْمَ لَكَانُوا أَوْلَی بِكُمْ وَ أَمَّا مَا كَانَ یَفْعَلُهُ مَنْ قَبْلِی بِهِمْ فَقَدْ كَانَ قَاطِعاً لِلرَّحِمِ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ وَ اللَّهِ مَا نَدِمْتُ عَلَی مَا كَانَ مِنِّی مِنِ اسْتِخْلَافِ الرِّضَا

ص: 74


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ قد أثبت هنا رمز یج و هو سهو نشأ من سوء القراءة فی نسخة الأصل.
2- 2. و قیل انه كان زوجه ابنته قبل وفاة أبیه علیّ بن موسی علیهما السلام كما فی تذكرة سبط ابن الجوزی ص 202.
3- 3. قد مر فی ج 49 ص 311 من طبعتنا هذه ما ینفع فی هذا المقام فراجعه.

علیه السلام وَ لَقَدْ سَأَلْتُهُ أَنْ یَقُومَ بِالْأَمْرِ وَ أَنْزِعَهُ مِنْ نَفْسِی فَأَبَی وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً وَ أَمَّا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَدِ اخْتَرْتُهُ لِتَبْرِیزِهِ عَلَی كَافَّةِ أَهْلِ الْفَضْلِ فِی الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ وَ الْأُعْجُوبَةِ فِیهِ بِذَلِكَ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ یَظْهَرَ لِلنَّاسِ مَا قَدْ عَرَفْتُهُ مِنْهُ فَیَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّأْیَ مَا رَأَیْتُ فِیهِ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ هَذَا الْفَتَی وَ إِنْ رَاقَكَ مِنْهُ هَدْیُهُ فَإِنَّهُ صَبِیٌّ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ وَ لَا فِقْهَ فَأَمْهِلْهُ لِیَتَأَدَّبَ ثُمَّ اصْنَعْ مَا تَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ وَیْحَكُمْ إِنِّی أَعْرَفُ بِهَذَا الْفَتَی مِنْكُمْ وَ إِنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَیْتِ عِلْمُهُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَوَادِّهِ وَ إِلْهَامِهِ لَمْ تَزَلْ آبَاؤُهُ أَغْنِیَاءَ فِی عِلْمِ الدِّینِ وَ الْأَدَبِ عَنِ الرَّعَایَا النَّاقِصَةِ عَنْ حَدِّ الْكَمَالِ فَإِنْ شِئْتُمْ فَامْتَحِنُوا أَبَا جَعْفَرٍ بِمَا یَتَبَیَّنُ لَكُمْ بِهِ مَا وَصَفْتُ لَكُمْ مِنْ حَالِهِ قَالُوا قَدْ رَضِینَا لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لِأَنْفُسِنَا بِامْتِحَانِهِ فَخَلِّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ لِنَنْصِبَ مَنْ یَسْأَلُهُ بِحَضْرَتِكَ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ فِقْهِ الشَّرِیعَةِ فَإِنْ أَصَابَ فِی الْجَوَابِ عَنْهُ لَمْ یَكُنْ لَنَا اعْتِرَاضٌ فِی أَمْرِهِ وَ ظَهَرَ لِلْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ سَدِیدُ رَأْیِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِیهِ وَ إِنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَقَدْ كُفِینَا الْخَطْبَ فِی مَعْنَاهُ فَقَالَ لَهُمُ الْمَأْمُونُ شَأْنَكُمْ وَ ذَلِكَ مَتَی أَرَدْتُمْ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَ اجْتَمَعَ رَأْیُهُمْ عَلَی مَسْأَلَةِ یَحْیَی بْنِ أَكْثَمَ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ قَاضِی الزَّمَانِ عَلَی أَنْ یَسْأَلَهُ مَسْأَلَةً لَا یَعْرِفُ الْجَوَابَ فِیهَا وَ وَعَدُوهُ بِأَمْوَالٍ نَفِیسَةٍ عَلَی ذَلِكَ وَ عَادُوا إِلَی الْمَأْمُونِ وَ سَأَلُوهُ أَنْ یَخْتَارَ لَهُمْ یَوْماً لِلِاجْتِمَاعِ فَأَجَابَهُمْ إِلَی ذَلِكَ فَاجْتَمَعُوا فِی الْیَوْمِ الَّذِی اتَّفَقُوا عَلَیْهِ وَ حَضَرَ مَعَهُمْ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ أَمَرَ الْمَأْمُونُ أَنْ یُفْرَشَ لِأَبِی جَعْفَرٍ دَسْتٌ (1) وَ یُجْعَلُ لَهُ فِیهِ مِسْوَرَتَانِ فَفُعِلَ ذَلِكَ وَ خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ ابْنُ تِسْعِ سِنِینَ وَ أَشْهُرٍ فَجَلَسَ بَیْنَ الْمِسْوَرَتَیْنِ وَ جَلَسَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَامَ النَّاسُ فِی مَرَاتِبِهِمْ وَ الْمَأْمُونُ جَالِسٌ فِی دَسْتٍ مُتَّصِلٍ بِدَسْتِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ

ص: 75


1- 1. الدست هنا صدر البیت و هو معرب، یقال له بالفارسیة الیوم« شاه نشین».

فَقَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ لِلْمَأْمُونِ یَأْذَنُ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ أَسْأَلَ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ اسْتَأْذِنْهُ فِی ذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ فَقَالَ أَ تَأْذَنُ لِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی مَسْأَلَةٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام سَلْ إِنْ شِئْتَ قَالَ یَحْیَی مَا تَقُولُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی مُحْرِمٍ قَتَلَ صَیْداً فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَتَلَهُ فِی حِلٍّ أَوْ حَرَمٍ عَالِماً كَانَ الْمُحْرِمُ أَوْ جَاهِلًا قَتَلَهُ عَمْداً أَوْ خَطَأً حُرّاً كَانَ الْمُحْرِمُ أَوْ عَبْداً صَغِیراً كَانَ أَوْ كَبِیراً مُبْتَدِئاً بِالْقَتْلِ أَوْ مُعِیداً مِنْ ذَوَاتِ الطَّیْرِ كَانَ الصَّیْدُ أَمْ مِنْ غَیْرِهَا مِنْ صِغَارِ الصَّیْدِ أَمْ مِنْ كِبَارِهَا مُصِرّاً عَلَی مَا فَعَلَ أَوْ نَادِماً فِی اللَّیْلِ كَانَ قَتْلُهُ لِلصَّیْدِ أَمْ فِی النَّهَارِ مُحْرِماً كَانَ بِالْعُمْرَةِ إِذْ قَتَلَهُ أَوْ بِالْحَجِّ كَانَ مُحْرِماً فَتَحَیَّرَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ بَانَ فِی وَجْهِهِ الْعَجْزُ وَ الِانْقِطَاعُ وَ لَجْلَجَ حَتَّی عَرَفَ جَمَاعَةُ أَهْلِ الْمَجْلِسِ أَمْرَهُ (1) فَقَالَ الْمَأْمُونُ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی هَذِهِ النِّعْمَةِ وَ التَّوْفِیقِ لِی فِی الرَّأْیِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ لَهُمْ أَ عَرَفْتُمُ الْآنَ مَا كُنْتُمْ تُنْكِرُونَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَ تَخْطُبُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ اخْطُبْ لِنَفْسِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَضِیتُكَ لِنَفْسِی وَ أَنَا مُزَوِّجُكَ أُمَّ الْفَضْلِ ابْنَتِی وَ إِنْ رَغِمَ قَوْمٌ لِذَلِكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ إِقْرَاراً بِنِعْمَتِهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِخْلَاصاً لِوَحْدَانِیَّتِهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ سَیِّدِ بَرِیَّتِهِ وَ الْأَصْفِیَاءِ مِنْ عِتْرَتِهِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كَانَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَی الْأَنَامِ أَنْ أَغْنَاهُمْ بِالْحَلَالِ عَنِ الْحَرَامِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ أَنْكِحُوا الْأَیامی مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ یَكُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی یَخْطُبُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ وَ قَدْ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصَّدَاقِ مَهْرَ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ جِیَاداً فَهَلْ زَوَّجْتَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِهَا عَلَی هَذَا الصَّدَاقِ الْمَذْكُورِ

ص: 76


1- 1. عجزه خ ل.

فَقَالَ الْمَأْمُونُ نَعَمْ قَدْ زَوَّجْتُكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ أُمَّ الْفَضْلِ ابْنَتِی عَلَی الصَّدَاقِ الْمَذْكُورِ فَهَلْ قَبِلْتَ النِّكَاحَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ وَ رَضِیتُ بِهِ فَأَمَرَ الْمَأْمُونُ أَنْ یَقْعُدَ النَّاسُ عَلَی مَرَاتِبِهِمْ فِی الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ قَالَ الرَّیَّانُ وَ لَمْ نَلْبَثْ أَنْ سَمِعْنَا أَصْوَاتاً تُشْبِهُ أَصْوَاتَ الْمَلَّاحِینَ فِی مُحَاوَرَاتِهِمْ فَإِذَا الْخَدَمُ یَجُرُّونَ سَفِینَةً مَصْنُوعَةً مِنْ فِضَّةٍ مَشْدُودَةً بِالْحِبَالِ مِنَ الْإِبْرِیسَمِ عَلَی عَجَلَةٍ مَمْلُوَّةً مِنَ الْغَالِیَةِ ثُمَّ أَمَرَ الْمَأْمُونُ أَنْ تُخْضَبَ لِحَاءُ الْخَاصَّةِ مِنْ تِلْكَ الْغَالِیَةِ ثُمَّ مُدَّتْ إِلَی دَارِ الْعَامَّةِ فَتَطَیَّبُوا مِنْهَا وَ وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ فَأَكَلَ النَّاسُ وَ خَرَجَتِ الْجَوَائِزُ إِلَی كُلِّ قَوْمٍ عَلَی قَدْرِهِمْ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ بَقِیَ مِنَ الْخَاصَّةِ مَنْ بَقِیَ قَالَ الْمَأْمُونُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنْ رَأَیْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ تَذْكُرَ الْفِقْهَ الَّذِی (1)

فَصَلْتَهُ مِنْ وُجُوهٍ مِنْ قَتْلِ الْمُحْرِمِ لِنَعْلَمَهُ وَ نَسْتَفِیدَهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ إِنَّ الْمُحْرِمَ إِذَا قَتَلَ صَیْداً فِی الْحِلِّ وَ كَانَ الصَّیْدُ مِنْ ذَوَاتِ الطَّیْرِ وَ كَانَ مِنْ كِبَارِهَا فَعَلَیْهِ شَاةٌ فَإِنْ أَصَابَهُ فِی الْحَرَمِ فَعَلَیْهِ الْجَزَاءُ مُضَاعَفاً وَ إِذَا قَتَلَ فَرْخاً فِی الْحِلِّ فَعَلَیْهِ حَمَلٌ قَدْ فُطِمَ مِنَ اللَّبَنِ وَ إِذَا قَتَلَهُ فِی الْحَرَمِ فَعَلَیْهِ الْحَمَلُ وَ قِیمَةُ الْفَرْخِ فَإِذَا كَانَ مِنَ الْوَحْشِ وَ كَانَ حِمَارَ وَحْشٍ فَعَلَیْهِ بَقَرَةٌ وَ إِنْ كَانَ نَعَامَةً فَعَلَیْهِ بَدَنَةٌ وَ إِنْ كَانَ ظَبْیاً فَعَلَیْهِ شَاةٌ وَ إِنْ كَانَ قَتَلَ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ فِی الْحَرَمِ فَعَلَیْهِ الْجَزَاءُ مُضَاعَفاً هَدْیاً بَالِغَ الْكَعْبَةِ وَ إِذَا أَصَابَ الْمُحْرِمُ مَا یَجِبُ عَلَیْهِ الْهَدْیُ فِیهِ وَ كَانَ إِحْرَامُهُ بِالْحَجِّ نَحَرَهُ بِمِنًی وَ إِنْ كَانَ إِحْرَامُهُ بِالْعُمْرَةِ نَحَرَهُ بِمَكَّةَ وَ جَزَاءُ الصَّیْدِ عَلَی الْعَالِمِ وَ الْجَاهِلِ سَوَاءٌ وَ فِی الْعَمْدِ عَلَیْهِ الْمَأْثَمُ وَ هُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُ فِی الْخَطَاءِ وَ الْكَفَّارَةُ عَلَی الْحُرِّ فِی نَفْسِهِ وَ عَلَی السَّیِّدِ فِی عَبْدِهِ وَ الصَّغِیرُ لَا كَفَّارَةَ عَلَیْهِ وَ هِیَ عَلَی الْكَبِیرِ وَاجِبَةٌ وَ النَّادِمُ یُسْقِطُ نَدَمُهُ عَنْهُ عِقَابَ الْآخِرَةِ وَ الْمُصِرُّ یَجِبُ عَلَیْهِ الْعِقَابُ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ أَحْسَنْتَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَیْكَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَسْأَلَ یَحْیَی

ص: 77


1- 1. فیما فصلته خ ل.

عَنْ مَسْأَلَةٍ كَمَا سَأَلَكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِیَحْیَی أَسْأَلُكَ قَالَ ذَلِكَ إِلَیْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ عَرَفْتُ جَوَابَ مَا تَسْأَلُنِی عَنْهُ وَ إِلَّا اسْتَفَدْتُهُ مِنْكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ نَظَرَ إِلَی امْرَأَةٍ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ فَكَانَ نَظَرُهُ إِلَیْهَا حَرَاماً عَلَیْهِ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ حَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ حَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ وَقْتُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ انْتِصَافِ اللَّیْلِ حَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ حَلَّتْ لَهُ مَا حَالُ هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَ بِمَا ذَا حَلَّتْ لَهُ وَ حَرُمَتْ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَهْتَدِی إِلَی جَوَابِ هَذَا السُّؤَالِ وَ لَا أَعْرِفُ الْوَجْهَ فِیهِ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُفِیدَنَاهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ أَمَةٌ لِرَجُلٍ مِنَ النَّاسِ نَظَرَ إِلَیْهَا أَجْنَبِیٌّ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ فَكَانَ نَظَرُهُ إِلَیْهَا حَرَاماً عَلَیْهِ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ ابْتَاعَهَا مِنْ مَوْلَاهَا فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الظُّهْرِ أَعْتَقَهَا فَحَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْعَصْرِ تَزَوَّجَهَا فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْمَغْرِبِ ظَاهَرَ مِنْهَا فَحَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ كَفَّرَ عَنِ الظِّهَارِ فَحَلَّتْ لَهُ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ طَلَّقَهَا وَاحِدَةً فَحَرُمَتْ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْفَجْرِ رَاجَعَهَا فَحَلَّتْ لَهُ قَالَ فَأَقْبَلَ الْمَأْمُونُ عَلَی مَنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ لَهُمْ هَلْ فِیكُمْ مَنْ یُجِیبُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ أَوْ یَعْرِفُ الْقَوْلَ فِیمَا تَقَدَّمَ مِنَ السُّؤَالِ قَالُوا لَا وَ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَعْلَمُ وَ مَا رَأَی فَقَالَ وَیْحَكُمْ إِنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَیْتِ خُصُّوا مِنَ الْخَلْقِ بِمَا تَرَوْنَ مِنَ الْفَضْلِ وَ إِنَّ صِغَرَ السِّنِّ فِیهِمْ لَا یَمْنَعُهُمْ مِنَ الْكَمَالِ.

أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله افْتَتَحَ دَعْوَتَهُ بِدُعَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِینَ وَ قَبِلَ مِنْهُ الْإِسْلَامَ وَ حَكَمَ لَهُ بِهِ وَ لَمْ یَدْعُ أَحَداً فِی سِنِّهِ غَیْرَهُ وَ بَایَعَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام وَ هُمَا ابْنَا دُونِ السِّتِّ سِنِینَ وَ لَمْ یُبَایِعْ صَبِیّاً غَیْرَهُمَا أَ وَ لَا تَعْلَمُونَ مَا اخْتَصَّ اللَّهُ بِهِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ وَ أَنَّهُمْ ذُرِّیَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ یَجْرِی لِآخِرِهِمْ مَا یَجْرِی لِأَوَّلِهِمْ فَقَالُوا صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ نَهَضَ الْقَوْمُ

ص: 78

فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَحْضَرَ النَّاسَ وَ حَضَرَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سَارَ الْقُوَّادُ وَ الْحُجَّابُ وَ الْخَاصَّةُ وَ الْعُمَّالُ لِتَهْنِئَةِ الْمَأْمُونِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأُخْرِجَتْ ثَلَاثَةُ أَطْبَاقٍ مِنَ الْفِضَّةِ فِیهَا بَنَادِقُ مِسْكٍ وَ زَعْفَرَانٍ مَعْجُونٍ فِی أَجْوَافِ تِلْكَ الْبَنَادِقِ رِقَاعٌ مَكْتُوبَةٌ بِأَمْوَالٍ جَزِیلَةٍ وَ عَطَایَا سَنِیَّةٍ وَ إِقْطَاعَاتٍ فَأَمَرَ الْمَأْمُونُ بِنَثْرِهَا عَلَی الْقَوْمِ مِنْ خَاصَّتِهِ فَكَانَ كُلُّ مَنْ وَقَعَ فِی یَدِهِ بُنْدُقَةٌ أَخْرَجَ الرُّقْعَةَ الَّتِی فِیهَا وَ الْتَمَسَهُ فَأُطْلِقَ یَدُهُ لَهُ وَ وُضِعَتِ الْبِدَرُ فَنُثِرَ مَا فِیهَا عَلَی الْقُوَّادِ وَ غَیْرِهِمْ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ وَ هُمْ أَغْنِیَاءُ بِالْجَوَائِزِ وَ الْعَطَایَا وَ تَقَدَّمَ الْمَأْمُونُ بِالصَّدَقَةِ عَلَی كَافَّةِ الْمَسَاكِینِ وَ لَمْ یَزَلْ مُكْرِماً لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مُعَظِّماً لِقَدْرِهِ مُدَّةَ حَیَاتِهِ یُؤْثِرُهُ عَلَی وُلْدِهِ وَ جَمَاعَةِ أَهْلِ بَیْتِهِ (1).

فس، [تفسیر القمی] محمد بن الحسن عن محمد بن عون النصیبی قال: لما أراد المأمون و ذكره نحوه- شا، [الإرشاد] روی الحسن بن محمد بن سلیمان عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن الریان بن شبیب: مثله (2)

بیان: الوهلة الفزعة و وهل عنه غلط فیه و نسیه و برز تبریزا فاق أصحابه فضلا و الهدی السیرة و الهیئة و الطریقة و المسورة بكسر المیم متكأ من أدم.

«4»- فِ: قَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ فِی یَوْمَ تَزَوَّجَ أُمَّ الْفَضْلِ ابْنَةَ الْمَأْمُونِ یَا مَوْلَایَ لَقَدْ عَظُمَتْ عَلَیْنَا بَرَكَةُ هَذَا الْیَوْمِ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ عَظُمَتْ بَرَكَاتُ اللَّهِ عَلَیْنَا فِیهِ قُلْتُ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ فَمَا أَقُولُ فِی الْیَوْمِ فَقَالَ تَقُولُ فِیهِ خَیْراً فَإِنَّهُ یُصِیبُكَ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ أَفْعَلُ هَذَا وَ لَا أُخَالِفُهُ قَالَ إِذاً تَرْشُدَ وَ لَا تَرَی إِلَّا خَیْراً(3).

«5»- شا، [الإرشاد] رَوَی النَّاسُ: أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ كَتَبَتْ إِلَی أَبِیهَا مِنَ الْمَدِینَةِ تَشْكُو أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ تَقُولُ إِنَّهُ یَتَسَرَّی عَلَیَّ وَ یُغِیرُنِی فَكَتَبَ الْمَأْمُونُ یَا بُنَیَّةِ إِنَّا

ص: 79


1- 1. الاحتجاج ص 227- 229.
2- 2. الإرشاد ص 299- 304.
3- 3. تحف العقول ص 479- ط الإسلامیة.

لَمْ نُزَوِّجْكِ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام لِتَحْرُمَ عَلَیْهِ حَلَالًا وَ لَا تُعَاوِدِی لِذِكْرِ مَا ذَكَرْتِ بَعْدَهَا(1).

«6»- ج، [الإحتجاج] وَ رُوِیَ: أَنَّ الْمَأْمُونَ بَعْدَ مَا زَوَّجَ ابْنَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ فِی مَجْلِسٍ وَ عِنْدَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ جَمَاعَةٌ كَثِیرَةٌ فَقَالَ لَهُ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ مَا تَقُولُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فِی الْخَبَرِ الَّذِی رُوِیَ أَنَّهُ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ سَلْ أَبَا بَكْرٍ هَلْ هُوَ عَنِّی رَاضٍ فَإِنِّی عَنْهُ رَاضٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَسْتُ بِمُنْكِرِ فَضْلِ أَبِی بَكْرٍ وَ لَكِنْ یَجِبُ عَلَی صَاحِبِ هَذَا الْخَبَرِ أَنْ یَأْخُذَ مِثَالَ الْخَبَرِ الَّذِی قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَیَّ الْكَذَّابَةُ وَ سَتَكْثُرُ فَمَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ فَإِذَا أَتَاكُمُ الْحَدِیثُ فَاعْرِضُوهُ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَخُذُوا بِهِ وَ مَا خَالَفَ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّتِی فَلَا تَأْخُذُوا بِهِ وَ لَیْسَ یُوَافِقُ هَذَا الْخَبَرُ كِتَابَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(2) فَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَفِیَ عَلَیْهِ رِضَا أَبِی بَكْرٍ مِنْ سَخَطِهِ حَتَّی سَأَلَ مِنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ هَذَا مُسْتَحِیلٌ فِی الْعُقُولِ ثُمَّ قَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ مَثَلَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ فِی الْأَرْضِ كَمَثَلِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ فِی السَّمَاءِ فَقَالَ وَ هَذَا أَیْضاً یَجِبُ أَنْ یُنْظَرَ فِیهِ لِأَنَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ مَلَكَانِ لِلَّهِ مُقَرَّبَانِ لَمْ یَعْصِیَا اللَّهَ قَطُّ وَ لَمْ یُفَارِقَا طَاعَتَهُ لَحْظَةً وَاحِدَةً وَ هُمَا قَدْ أَشْرَكَا بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ أَسْلَمَا بَعْدَ الشِّرْكِ وَ كَانَ أَكْثَرُ أَیَّامِهِمَا فِی الشِّرْكِ بِاللَّهِ فَمُحَالٌ أَنْ یُشْبِهَهُمَا بِهِمَا قَالَ یَحْیَی وَ قَدْ رُوِیَ أَیْضاً أَنَّهُمَا سَیِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمَا تَقُولُ فِیهِ فَقَالَ علیه السلام وَ هَذَا الْخَبَرُ مُحَالٌ أَیْضاً لِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ كُلَّهُمْ یَكُونُونَ شَبَاباً وَ لَا یَكُونُ

ص: 80


1- 1. الإرشاد ص 304.
2- 2. ق: 16.

فِیهِمْ كَهْلٌ وَ هَذَا الْخَبَرُ وَضَعَهُ بَنُو أُمَیَّةَ لِمُضَادَّةِ الْخَبَرِ الَّذِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ بِأَنَّهُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ(1) فَقَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ رُوِیَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ علیه السلام وَ هَذَا أَیْضاً مُحَالٌ لِأَنَّ فِی الْجَنَّةِ مَلَائِكَةَ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ آدَمَ وَ محمد [مُحَمَّداً] وَ جَمِیعَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ لَا تُضِی ءُ بِأَنْوَارِهِمْ حَتَّی تُضِی ءَ بِنُورِ عُمَرَ(2)

فَقَالَ یَحْیَی وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ السَّكِینَةَ تَنْطِقُ عَلَی لِسَانِ عُمَرَ فَقَالَ علیه السلام لَسْتُ بِمُنْكِرِ فَضَائِلِ عُمَرَ وَ لَكِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ فَقَالَ عَلَی رَأْسِ الْمِنْبَرِ إِنَّ لِی

ص: 81


1- 1. قال الشیخ قدّس سرّه فی تلخیص الشافی: و أمّا الخبر الذی یتضمن أنهما سیدا كهول أهل الجنة، فمن تأمل أصل هذا الخبر بعین انصاف علم أنّه موضوع فی أیّام بنی أمیّة معارضة لما روی من قوله صلّی اللّٰه علیه و آله فی الحسن و الحسین: انهما سیدا شباب أهل الجنة و أبوهما خیر منهما. و هذا الخبر الذی ادعوه یروونه عن عبید اللّٰه بن عمر، و حال عبید اللّٰه فی الانحراف عن أهل البیت معروفة، و هو أیضا كالجار الی نفسه. علی أنّه لا یخلو من أن یرید بقوله« سیدا كهول أهل الجنة» أنهما سیدا كهول من هو فی الجنة، أو یراد أنهما سیدا من یدخل الجنة من كهول الدنیا. فان كان الأول فذلك باطل لان رسول اللّٰه قد وقفنا- و أجمعت الأمة- علی أن جمیع أهل الجنة جرد مرد، و أنّه لا یدخلها كهل، و ان كان الثانی- فذلك دافع و مناقض للحدیث المجمع علی روایته من قوله فی الحسن و الحسین علیهما السلام« أنهما سیدا شباب أهل الجنة و أبوهما خیر منهما». لان هذا الخبر یقتضی أنهما سیدا كل من یدخل الجنة اذ كان لا یدخلها إلا شباب فأبو بكر و عمر و كل كهل فی الدنیا داخلون فی جملة من یكونان علیهما السلام سیدیه و الخبر الذی رووه یقتضی أن أبا بكر و عمر سیداهما من حیث كانا سیدی الكهول فی الدنیا و هما علیهما السلام من جملة من كان كهلا فی الدنیا.
2- 2. بل الظاهر من قوله تعالی\i« مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً»\E الدهر: 13 و قوله تعالی\i« هُمْ وَ أَزْواجُهُمْ فِی ظِلالٍ عَلَی الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ»\E یس: 57 أن الجنة لیس فیها ظلام حتّی یحتاج الی السراج.

شَیْطَاناً یَعْتَرِینِی فَإِذَا مِلْتُ فَسَدِّدُونِی-(1)

فَقَالَ یَحْیَی قَدْ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَوْ لَمْ أُبْعَثْ لَبُعِثَ عُمَرُ فَقَالَ علیه السلام كِتَابُ اللَّهِ أَصْدَقُ مِنْ هَذَا الْحَدِیثِ یَقُولُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ (2) فَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ فَكَیْفَ یُمْكِنُ أَنْ یُبَدِّلَ مِیثَاقَهُ وَ كَانَ الْأَنْبِیَاءُ علیهم السلام لَمْ یُشْرِكُوا طَرْفَةَ عَیْنٍ فَكَیْفَ یُبْعَثُ بِالنُّبُوَّةِ مَنْ أَشْرَكَ وَ كَانَ أَكْثَرُ أَیَّامِهِ مَعَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نُبِّئْتُ وَ آدَمُ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ فَقَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا احْتَبَسَ الْوَحْیُ عَنِّی قَطُّ إِلَّا ظَنَنْتُهُ قَدْ نَزَلَ عَلَی آلِ الْخَطَّابِ فَقَالَ علیه السلام وَ هَذَا مُحَالٌ أَیْضاً لِأَنَّهُ لَا یَجُوزُ أَنْ یَشُكَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نُبُوَّتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ

ص: 82


1- 1. قد قال ذلك و شبهه غیر مرة، فمن ذلك قوله« انی ولیت علیكم و لست بخیركم فان رأیتمونی علی الحق فأعینونی، و ان رأیتمونی علی الباطل فسددونی» و قوله:« أما و اللّٰه ما أنا بخیركم و لقد كنت لمقامی هذا كارها، و لوددت أن فیكم من یكفینی، أ فتظنون انی أعمل فیكم بسنة رسول اللّٰه؟ اذن لا أقوم بها، ان رسول اللّٰه كان یعصم بالوحی، و كان معه ملك، و ان لی شیطانا یعترینی، فإذا غضبت فاجتنبونی أن لا أؤثر فی اشعاركم و ابشاركم الا فراعونی فان استقمت فأعینونی، و ان زغت فقومونی. قال السیّد حسین بحر العلوم فی هامش تلخیص الشافی ج 2 ص 9: و بهذه العبارات و شبهها تجد كتب القوم منها ملأی. راجع مسند أحمد ج 1 ص 14 و الریاض النضرة ج 1 ص 170 و كنز العمّال ج 3 ص 126 و طبقات ابن سعد ج 3 ص 139 و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 16 و تاریخ الطبریّ ج 3 ص 210 و سیرة ابن هشام ج 4 ص 340( اقول و فی الطبعة الأخیرة منها ج 2 ص 661) و عیون الأخبار ج 2 ص 234 و العقد الفرید ج 2 ص 158 و تاریخ الخلفاء للسیوطی ص 47 و السیرة الحلبیة ج 3 ص 388 و شرح ابن أبی الحدید ج 1 ص 134 و تهذیب الكمال ج 1 ص 6 و المجتنی لابن درید ص 27 و غیرها كثیر من كتب القوم.
2- 2. الأحزاب: 7.

مِنَ النَّاسِ (1) فَكَیْفَ یُمْكِنُ أَنْ تَنْتَقِلَ النُّبُوَّةُ مِمَّنِ اصْطَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی مَنْ أَشْرَكَ بِهِ.

قَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَوْ نَزَلَ الْعَذَابُ لَمَا نَجَا مِنْهُ إِلَّا عُمَرُ فَقَالَ علیه السلام وَ هَذَا مُحَالٌ أَیْضاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ (2) فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنْ لَا یُعَذِّبَ أَحَداً مَا دَامَ فِیهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا دَامُوا یَسْتَغْفِرُونَ اللَّهُ تَعَالَی (3).

«7»- الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام بِبَغْدَادَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ یَاسِرٌ الْخَادِمُ یَوْماً وَ قَالَ یَا سَیِّدَنَا إِنَّ سَیِّدَتَنَا أُمَّ جَعْفَرٍ تَسْتَأْذِنُكَ أَنْ تَصِیرَ إِلَیْهَا فَقَالَ لِلْخَادِمِ ارْجِعْ فَإِنِّی فِی الْأَثَرِ ثُمَّ قَامَ وَ رَكِبَ الْبَغْلَةَ وَ أَقْبَلَ حَتَّی قَدِمَ الْبَابَ قَالَ فَخَرَجَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ أُخْتُ الْمَأْمُونِ وَ سَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ سَأَلَتْهُ الدُّخُولَ عَلَی أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْمَأْمُونِ وَ قَالَتْ یَا سَیِّدِی أُحِبُّ أَنْ أَرَاكَ مَعَ ابْنَتِی فِی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَتَقَرَّ عَیْنِی قَالَ فَدَخَلَ وَ السُّتُورُ تُشَالُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَمَا لَبِثَ أَنْ خَرَجَ رَاجِعاً وَ هُوَ یَقُولُ فَلَمَّا رَأَیْنَهُ أَكْبَرْنَهُ (4) قَالَ ثُمَّ جَلَسَ فَخَرَجَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ تَعْثُرُ فِی ذُیُولِهَا فَقَالَتْ یَا سَیِّدِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِنِعْمَةٍ فَلَمْ تُتِمَّهَا فَقَالَ لَهَا أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (5) إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ مَا لَمْ یَحْسُنْ إِعَادَتُهُ فَارْجِعِی إِلَی أُمِّ الْفَضْلِ فَاسْتَخْبِرِیهَا عَنْهُ فَرَجَعَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ فَأَعَادَتْ عَلَیْهَا مَا قَالَ فَقَالَتْ یَا عَمَّةِ وَ مَا أَعْلَمَهُ بِذَاكِ ثُمَّ قَالَتْ كَیْفَ لَا أَدْعُو عَلَی أَبِی وَ قَدْ زَوَّجَنِی سَاحِراً ثُمَّ قَالَتْ وَ اللَّهِ یَا عَمَّةِ إِنَّهُ لَمَّا طَلَعَ عَلَیَّ جَمَالُهُ حَدَثَ لِی مَا یَحْدُثُ لِلنِّسَاءِ فَضَرَبْتُ یَدِی إِلَی أَثْوَابِی وَ ضَمَمْتُهَا

ص: 83


1- 1. الحجّ: 75.
2- 2. الأنفال: 33.
3- 3. الاحتجاج ص 229 و 230.
4- 4. یوسف: 31.
5- 5. النحل: 1.

قَالَ فَبُهِتَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ مِنْ قَوْلِهَا ثُمَّ خَرَجَتْ مَذْعُورَةً وَ قَالَتْ یَا سَیِّدِی وَ مَا حَدَثَتْ لَهَا قَالَ هُوَ مِنْ أَسْرَارِ النِّسَاءِ فَقَالَتْ یَا سَیِّدِی تَعْلَمُ الْغَیْبَ قَالَ لَا قَالَتْ فَنَزَلَ إِلَیْكَ الْوَحْیُ قَالَ لَا قَالَتْ فَمِنْ أَیْنَ لَكَ عِلْمُ مَا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ هِیَ فَقَالَ وَ أَنَا أَیْضاً أَعْلَمُهُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ قَالَ فَلَمَّا رَجَعَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَا كَانَ إِكْبَارُ النِّسْوَةِ قَالَ هُوَ مَا حَصَلَ لِأُمِّ الْفَضْلِ مِنَ الْحَیْضِ.

(1)

ص: 84


1- 1. قال الفیروزآبادی: أكبر الصبی: تغوط، و المرأة حاضت، و الرجل امذی و أمنی، و قال بعضهم: لیس ذلك بالمعروف فی اللغة و الصحیح انه وارد فی اشعار العرب. أقول: هذه المعانی المذكورة من الكنایات فان كبر الصبی بما هو صبی بأن یروح نفسه و یتغوط، و كبر المرأة بانطلاق حیضها، و كبر الرجل باحتلامه و هو الامناء و الامذاء ثمّ بعد ما فشا اللفظ و كثر استعماله فی هذه المعانی صار من المجاز المشتهر.

باب 5 فضائله و مكارم أخلاقه و جوامع أحواله علیه السلام و أحوال خلفاء الجور فی زمانه و أصحابه و ما جری بینه و بینهم

«1»- ختص، [الإختصاص] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام حَجَجْنَا فَدَخَلْنَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَدْ حَضَرَ خَلْقٌ مِنَ الشِّیعَةِ مِنْ كُلِّ بَلَدٍ لِیَنْظُرُوا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَدَخَلَ عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی (1) وَ كَانَ شَیْخاً كَبِیراً نَبِیلًا عَلَیْهِ ثِیَابٌ خَشِنَةٌ وَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ سَجَّادَةٌ فَجَلَسَ وَ خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنَ الْحُجْرَةِ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ قَصَبٍ وَ رِدَاءُ قَصَبٍ وَ نَعْلٌ حَذْوٌ(2) بَیْضَاءُ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ وَ اسْتَقْبَلَهُ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَامَتِ الشِّیعَةُ وَ قَعَدَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی كُرْسِیٍّ وَ نَظَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ تَحَیُّراً لِصِغَرِ سِنِّهِ فَانْتَدَبَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ لِعَمِّهِ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ أَتَی بَهِیمَةً فَقَالَ تُقْطَعُ یَمِینُهُ وَ یُضْرَبُ الْحَدَّ فَغَضِبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ثُمَّ نَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ اتَّقِ اللَّهِ إِنَّهُ لَعَظِیمٌ أَنْ تَقِفَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَقُولَ لَكَ لِمَ أَفْتَیْتَ النَّاسَ بِمَا لَا تَعْلَمُ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ یَا سَیِّدِی أَ لَیْسَ قَالَ هَذَا أَبُوكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ

ص: 85


1- 1. كان من أصحاب الرضا و الجواد علیهما السلام، و هو صاحب الكتاب الی ابن ابی داود حین كتب إلیه فی خلق القرآن، قال أبو نصر البخاری: انه ولد موسی بن عبد اللّٰه ابن موسی بن جعفر، ما اعقب الا منه، فجمیع أولاد عبد اللّٰه بن موسی من موسی بن عبد اللّٰه.
2- 2. فی المصدر: نعل جدد.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّمَا سُئِلَ أَبِی عَنْ رَجُلٍ نَبَشَ قَبْرَ امْرَأَةٍ فَنَكَحَهَا فَقَالَ أَبِی تُقْطَعُ یَمِینُهُ لِلنَّبْشِ وَ یُضْرَبُ حَدَّ الزِّنَاءِ فَإِنَّ حُرْمَةَ الْمَیِّتَةِ كَحُرْمَةِ الْحَیَّةِ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (1)

فَتَعَجَّبَ النَّاسُ فَقَالُوا یَا سَیِّدَنَا أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ فَقَالَ نَعَمْ فَسَأَلُوهُ فِی مَجْلِسٍ عَنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ (2)

مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُمْ فِیهَا وَ لَهُ تِسْعُ سِنِینَ (3).

«2»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا الصَّیْدَلَانِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی حَنِیفَةَ مِنْ أَهْلِ بُسْتَ وَ سِجِسْتَانَ (4) قَالَ: رَافَقْتُ أَبَا جَعْفَرٍ فِی السَّنَةِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا فِی أَوَّلِ خِلَافَةِ الْمُعْتَصِمِ فَقُلْتُ لَهُ وَ أَنَا مَعَهُ عَلَی الْمَائِدَةِ وَ هُنَاكَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَوْلِیَاءِ السُّلْطَانِ إِنَّ وَالِیَنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ رَجُلٌ یَتَوَلَّاكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُحِبُّكُمْ وَ عَلَیَّ فِی دِیوَانِهِ خَرَاجٌ فَإِنْ رَأَیْتَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَیْهِ بِالْإِحْسَانِ إِلَیَّ فَقَالَ لَا أَعْرِفُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ عَلَی مَا قُلْتُ مِنْ مُحِبِّیكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ كِتَابُكَ یَنْفَعُنِی عِنْدَهُ فَأَخَذَ الْقِرْطَاسَ فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُوصِلَ كِتَابِی هَذَا ذَكَرَ عَنْكَ مَذْهَباً جَمِیلًا وَ إِنَّ مَا لَكَ مِنْ عَمَلِكَ مَا أَحْسَنْتَ فِیهِ فَأَحْسِنْ إِلَی إِخْوَانِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَائِلُكَ عَنْ مَثَاقِیلِ الذَّرِّ وَ الْخَرْدَلِ قَالَ فَلَمَّا وَرَدْتُ سِجِسْتَانَ سَبَقَ الْخَبَرُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّیْسَابُورِیِّ وَ هُوَ الْوَالِی فَاسْتَقْبَلَنِی عَلَی فَرْسَخَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ فَدَفَعْتُ إِلَیْهِ الْكِتَابَ فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ قَالَ لِی حَاجَتُكَ فَقُلْتُ خَرَاجٌ عَلَیَّ فِی دِیوَانِكَ قَالَ فَأَمَرَ بِطَرْحِهِ عَنِّی

ص: 86


1- 1. سیجی ء تفصیل ذلك تحت الرقم 5 عن المناقب.
2- 2. سیأتی من المصنّف رحمه اللّٰه بیان و توجیه لذلك تحت الرقم 6.
3- 3. الاختصاص: ص 102.
4- 4. بست- بالضم- بلد بسجستان، و سجستان معرب سگستان( سگزاستان) و« سگز» قوم من الاعاجم كانوا یسكنون هذه البلاد و جبالها، و النسبة إلیها سجزی علی الأصل« سگزی» لا غیر، و اما الاعاجم فیقولون الیوم سیستان و سیستانی.

وَ قَالَ لَا تُؤَدِّ خَرَاجاً مَا دَامَ لِی عَمَلٌ ثُمَّ سَأَلَنِی عَنْ عِیَالِی فَأَخْبَرْتُهُ بِمَبْلَغِهِمْ فَأَمَرَ لِی وَ لَهُمْ بِمَا یَقُوتُنَا وَ فَضْلًا فَمَا أَدَّیْتُ فِی عَمَلِهِ خَرَاجاً مَا دَامَ حَیّاً وَ لَا قَطَعَ عَنِّی صِلَتَهُ حَتَّی مَاتَ (1).

«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْكِرْمَانِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرِ بْنَ الرِّضَا علیهما السلام فَوَجَدْتُ بِالْبَابِ الَّذِی فِی الْفِنَاءِ قَوْماً كَثِیراً فَعَدَلْتُ إِلَی سَافِرٍ فَجَلَسْتُ إِلَیْهِ حَتَّی زَالَتِ الشَّمْسُ فَقُمْنَا لِلصَّلَاةِ فَلَمَّا صَلَّیْنَا الظُّهْرَ وَجَدْتُ حِسّاً مِنْ وَرَائِی فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَسِرْتُ إِلَیْهِ حَتَّی قَبَّلْتُ كَفَّهُ ثُمَّ جَلَسَ وَ سَأَلَ عَنْ مَقْدَمِی ثُمَّ قَالَ سَلِّمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ سَلَّمْتُ فَأَعَادَ الْقَوْلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سَلِّمْ فَتَدَارَكْتُهَا وَ قُلْتُ سَلَّمْتُ وَ رَضِیتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَجْلَی اللَّهُ عَمَّا كَانَ فِی قَلْبِی حَتَّی لَوْ جَهَدْتُ وَ رُمْتُ لِنَفْسِی أَنْ أَعُودَ إِلَی الشَّكِّ مَا وَصَلْتُ إِلَیْهِ فَعُدْتُ مِنَ الْغَدِ بَاكِراً فَارْتَفَعْتُ عَنِ الْبَابِ الْأَوَّلِ وَ صِرْتُ قَبْلَ الْخَیْلِ وَ مَا وَرَایَ أَحَدٌ أَعْلَمُهُ وَ أَنَا أَتَوَقَّعُ أَنْ آخُذَ السَّبِیلَ إِلَی الْإِرْشَادِ إِلَیْهِ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَخَذَ حَتَّی اشْتَدَّ الْحَرُّ وَ الْجُوعُ جِدّاً حَتَّی جَعَلْتُ أَشْرَبُ الْمَاءَ أُطْفِئُ بِهِ حَرَّ مَا أَجِدُ مِنَ الْجُوعِ وَ الْجَوَی فَبَیْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ نَحْوِی غُلَامٌ قَدْ حَمَلَ خِوَاناً عَلَیْهِ طَعَامٌ وَ أَلْوَانٌ وَ غُلَامٌ آخَرُ عَلَیْهِ طَسْتٌ وَ إِبْرِیقٌ حَتَّی وَضَعَ بَیْنَ یَدَیَّ وَ قَالا أَمَرَكَ أَنْ تَأْكُلَ فَأَكَلْتُ فَلَمَّا فَرَغْتُ أَقْبَلَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَأَمَرَنِی بِالْجُلُوسِ وَ بِالْأَكْلِ فَأَكَلْتُ فَنَظَرَ إِلَی الْغُلَامِ فَقَالَ كُلْ مَعَهُ یَنْشَطْ حَتَّی إِذَا فَرَغْتُ وَ رُفِعَ الْخِوَانُ وَ ذَهَبَ الْغُلَامُ لِیَرْفَعَ مَا وَقَعَ مِنَ الْخِوَانِ مِنْ فُتَاتِ الطَّعَامِ فَقَالَ مَهْ وَ مَهْ مَا كَانَ فِی الصَّحْرَاءِ فَدَعْهُ وَ لَوْ فَخِذَ شَاةٍ وَ مَا كَانَ فِی الْبَیْتِ فَالْقُطْهُ ثُمَّ قَالَ سَلْ قُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِی الْمِسْكِ

ص: 87


1- 1. الكافی ج 5 ص 111 و 112.

فَقَالَ إِنَّ أَبِی أَمَرَ أَنْ یُعْمَلَ لَهُ مِسْكٌ فِی فَأْرَةٍ-(1)

فَكَتَبَ إِلَیْهِ الْفَضْلُ یُخْبِرُهُ أَنَّ النَّاسَ یَعِیبُونَ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَكَتَبَ یَا فَضْلُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ یُوسُفَ كَانَ یَلْبَسُ دِیبَاجاً مَزْرُوراً بِالذَّهَبِ (2) وَ یَجْلِسُ عَلَی كَرَاسِیِّ الذَّهَبِ فَلَمْ یَنْتَقِصْ مِنْ حِكْمَتِهِ شَیْئاً وَ كَذَلِكَ سُلَیْمَانُ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یُعْمَلَ لَهُ غَالِیَةٌ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ-(3)

ثُمَّ قُلْتُ مَا لِمَوَالِیكُمْ فِی مُوَالاتِكُمْ فَقَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ عِنْدَهُ غُلَامٌ یُمْسِكُ بَغْلَتَهُ إِذَا هُوَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَبَیْنَمَا هُوَ جَالِسٌ وَ مَعَهُ بَغْلَةٌ إِذْ أَقْبَلَتْ رِفْقَةٌ مِنْ خُرَاسَانَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الرِّفْقَةِ هَلْ لَكَ یَا غُلَامٌ أَنْ تَسْأَلَهُ أَنْ یَجْعَلَنِی مَكَانَكَ وَ أَكُونَ لَهُ مَمْلُوكاً وَ أَجْعَلَ لَكَ مَالِی كُلَّهُ فَإِنِّی كَثِیرُ الْمَالِ مِنْ جَمِیعِ الصُّنُوفِ اذْهَبْ فَاقْبِضْهُ وَ أَنَا أُقِیمُ مَعَهُ مَكَانَكَ فَقَالَ أَسْأَلُهُ ذَلِكَ فَدَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ تَعْرِفُ خِدْمَتِی وَ طُولَ صُحْبَتِی فَإِنْ سَاقَ اللَّهُ إِلَیَّ خَیْراً تَمْنَعُنِیهِ قَالَ أُعْطِیكَ مِنْ عِنْدِی وَ أَمْنَعُكَ مِنْ غَیْرِی فَحَكَی لَهُ قَوْلَ الرَّجُلِ فَقَالَ إِنْ زَهِدْتَ فِی خِدْمَتِنَا وَ رَغِبَ الرَّجُلُ فِینَا قَبِلْنَاهُ وَ أَرْسَلْنَاكَ فَلَمَّا وَلَّی عَنْهُ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أُنْصِحُكَ لِطُولِ الصُّحْبَةِ وَ لَكَ الْخِیَارُ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَلِّقاً بِنُورِ اللَّهِ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُتَعَلِّقاً بِرَسُولِ اللَّهِ وَ كَانَ الْأَئِمَّةُ مُتَعَلِّقِینَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَانَ شِیعَتُنَا مُتَعَلِّقِینَ بِنَا یَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا وَ یَرِدُونَ مَوْرِدَنَا فَقَالَ الْغُلَامُ بَلْ أُقِیمُ فِی خِدْمَتِكَ وَ أُوثِرُ الْآخِرَةَ عَلَی الدُّنْیَا وَ خَرَجَ الْغُلَامُ إِلَی الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ خَرَجْتَ إِلَیَّ بِغَیْرِ الْوَجْهِ الَّذِی دَخَلْتَ بِهِ فَحَكَی لَهُ قَوْلَهُ

ص: 88


1- 1. الفأرة: نافجة المسك، و فی بعض النسخ: فی قارورة، و فی نسخة الكافی« فی بان» و البان: شجر سبط لقوام لین ورقه كورق الصفصاف، و لحب ثمره دهن طیب.
2- 2. المزرور: المشدود بالازرار، فالمراد أن أزراره كانت من الذهب، و فی نسخة الكافی مزردة من الزرد بمعنی السرد و الحیاكة.
3- 3. روی هذه القطعة من الحدیث الكلینی رحمه اللّٰه فی الكافی ج 6 ص 516 و 517 و سنده: عدة من أصحابنا، عن سهل، عن أبی القاسم الكوفیّ عمن حدثه، عن محمّد بن الولید الكرمانی.

وَ أَدْخَلَهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَبِلَ وَلَاءَهُ وَ أَمَرَ لِلْغُلَامِ بِأَلْفِ دِینَارٍ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ فَوَدَّعَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَدْعُوَ لَهُ فَفَعَلَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَوْ لَا عِیَالٌ بِمَكَّةَ وَ وُلْدِی سَرَّنِی أَنْ أُطِیلَ الْمُقَامَ بِهَذَا الْبَابِ فَأَذِنَ لِی وَ قَالَ لِی تُوَافِقُ غَمّاً ثُمَّ وَضَعْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ حَقّاً كَانَ لَهُ فَأَمَرَنِی أَنْ أَحْمِلَهَا فَتَأَبَّیْتُ وَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ مَوْجِدَةٌ فَضَحِكَ إِلَیَّ وَ قَالَ خُذْهَا إِلَیْكَ فَإِنَّكَ تُوَافِقُ حَاجَةً فَجِئْتُ وَ قَدْ ذَهَبَتْ نَفَقَتُنَا شَطْرٌ مِنْهَا فَاحْتَجْتُ إِلَیْهِ سَاعَةً قَدِمْتُ مَكَّةَ.

«4»- عم، [إعلام الوری](1)

شا، [الإرشاد]: لَمَّا تَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنْ بَغْدَادَ مُنْصَرِفاً مِنْ عِنْدِ الْمَأْمُونِ وَ مَعَهُ أُمُّ الْفَضْلِ قَاصِداً بِهَا إِلَی الْمَدِینَةِ صَارَ إِلَی شَارِعِ بَابِ الْكُوفَةِ وَ مَعَهُ النَّاسُ یُشَیِّعُونَهُ فَانْتَهَی إِلَی دَارِ الْمُسَیَّبِ عِنْدَ مَغِیبِ الشَّمْسِ نَزَلَ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ كَانَ فِی صَحْنِهِ نَبِقَةٌ لَمْ تَحْمِلْ بَعْدُ فَدَعَا بِكُوزٍ مِنَ الْمَاءِ فَتَوَضَّأَ فِی أَصْلِ النَّبِقَةِ(2)

فَصَلَّی بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ فَقَرَأَ فِی الْأُولَی مِنْهَا الْحَمْدَ وَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ قَرَأَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ قَنَتَ قَبْلَ رُكُوعِهِ فِیهَا وَ صَلَّی الثَّالِثَةَ وَ تَشَهَّدَ ثُمَّ جَلَسَ هُنَیْئَةً یَذْكُرُ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ وَ قَامَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُعَقِّبَ وَ صَلَّی النَّوَافِلَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَ عَقَّبَ بَعْدَهَا وَ سَجَدَ سَجْدَتَیِ الشُّكْرِ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی النَّبِقَةِ رَآهَا النَّاسُ وَ قَدْ حَمَلَتْ حَمْلًا حَسَناً فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ وَ أَكَلُوا مِنْهَا فَوَجَدُوهُ نَبِقاً حُلْواً لَا عَجَمَ لَهُ وَ وَدَّعُوهُ وَ مَضَی علیه السلام مِنْ وَقْتِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمْ یَزَلْ بِهَا إِلَی أَنْ أَشْخَصَهُ الْمُعْتَصِمُ فِی أَوَّلِ سَنَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ إِلَی بَغْدَادَ وَ أَقَامَ بِهَا حَتَّی تُوُفِّیَ علیه السلام فِی آخِرِ ذِی الْقَعْدَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ فَدُفِنَ فِی ظَهْرِ جَدِّهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام (3).

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْجِلَاءُ وَ الشِّفَاءُ فِی خَبَرٍ أَنَّهُ: لَمَّا مَضَی الرِّضَا علیه السلام جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ جُمْهُورٍ

ص: 89


1- 1. إعلام الوری ص 338.
2- 2. قد مر تفسیر النبقة فی ص 57 من هذا المجلد فراجع.
3- 3. الإرشاد ص 304.

الْعَمِّیُّ وَ الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُدْرِكٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ وَ خَلْقٌ كَثِیرٌ مِنْ سَائِرِ الْبُلْدَانِ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ سَأَلُوا عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ الرِّضَا علیه السلام فَقَالُوا بِصَرْیَا وَ هِیَ قَرْیَةٌ أَسَّسَهَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَلَی ثَلَاثَةِ أَمْیَالٍ مِنَ الْمَدِینَةِ فَجِئْنَا وَ دَخَلْنَا الْقَصْرَ فَإِذَا النَّاسُ فِیهِ مُتَكَابِسُونَ (1) فَجَلَسْنَا مَعَهُمْ إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی شَیْخٌ فَقَالَ النَّاسُ هَذَا صَاحِبُنَا فَقَالَ الْفُقَهَاءُ قَدْ رُوِّینَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ لَا تَجْتَمِعُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَیْسَ هَذَا صَاحِبَنَا فَجَاءَ حَتَّی جَلَسَ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ فَقَالَ رَجُلٌ مَا تَقُولُ أَعَزَّكَ اللَّهُ فِی رَجُلٍ أَتَی حِمَارَهُ فَقَالَ تُقْطَعُ یَدُهُ وَ یُضْرَبُ الْحَدَّ وَ یُنْفَی مِنَ الْأَرْضِ سَنَةً ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ

آخَرُ فَقَالَ مَا تَقُولُ آجَلَكَ اللَّهُ فِی رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ قَالَ بَانَتْ مِنْهُ بِصَدْرِ الْجَوْزَاءِ وَ النَّسْرِ الطَّائِرِ وَ النَّسْرِ الْوَاقِعِ-(2) فَتَحَیَّرْنَا فِی جُرْأَتِهِ عَلَی الْخَطَاءِ إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانِ

ص: 90


1- 1. تكابس الرجل: إذا أدخل رأسه فی حبیب قمیصه، و علی الشی ء: تقحم علیه.
2- 2. صدر الجوزاء: ثلاثة كواكب. و یقال رأس الجوزاء كما فی حدیث غیره و كذلك النسر الطائر، و النسر الواقع ثلاثة كواكب، و معنی كلامه أن الطلاق یقع ثلاثا لا أزید. و أمّا الجوزاء فهی نجم علی صورة رجل معه منطقة و سیف یداها الواقعتان فوق المنطقة و هی ثلاثة كواكب: كوكبان مضیئان و الیسری أضوأ و رجلاه الواقعتان تحت المنطقة كوكبان مضیئان و الیسری أضوأ و ما بین یدیه من جانب الفوق ثلاثة كواكب صغار متصلة متلاصقه و هی رأس الجوزاء. و قال بعضهم: تری أوائل اللیل فی الشتاء- اذا استقبلت القبلة صورة من الكواكب جالبة للنظر جدا كمربع مستطیل ضلعه الاطول نحو سبعة أو ثمانیة أذرع من الشمال الی الجنوب، و عرضه نحو ذراعین أو أكثر من الیمین الی الیسار و علی زوایاه الاربع أربعة كواكب مضیئة، و فی مركزه ثلاثة كواكب متصلة موربة، و تسمی برأس الجوزاء، و قد یقال لهذه الصورة الجبار.

سِنِینَ فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَسَلَّمَ عَلَی النَّاسِ وَ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی مِنْ مَجْلِسِهِ فَجَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ جَلَسَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ ثُمَّ قَالَ سَلُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقَامَ إِلَیْهِ الرَّجُلُ الْأَوَّلُ وَ قَالَ مَا تَقُولُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فِی رَجُلٍ أَتَی حِمَارَهُ قَالَ یُضْرَبُ دُونَ الْحَدِّ وَ یُغَرَّمُ ثَمَنَهَا وَ یَحْرُمُ ظَهْرُهَا وَ نِتَاجُهَا وَ تَخْرُجُ إِلَی الْبَرِّیَّةِ حَتَّی تَأْتِیَ عَلَیْهَا مَنِیَّتُهَا سَبُعٌ أَكَلَهَا ذِئْبٌ أَكَلَهَا ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ یَا هَذَا ذَاكَ الرَّجُلُ یَنْبُشُ عَنْ مَیِّتَةٍ یَسْرِقُ كَفَنَهَا وَ یَفْجُرُ بِهَا وَ یُوجِبُ عَلَیْهِ الْقَطْعَ بِالسَّرَقِ وَ الْحَدَّ بِالزِّنَاءِ وَ النَّفْیَ إِذَا كَانَ عَزَباً فَلَوْ كَانَ مُحْصَناً لَوَجَبَ عَلَیْهِ الْقَتْلُ وَ الرَّجْمُ فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّانِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ قَالَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ نَعَمْ قَالَ اقْرَأْ سُورَةَ الطَّلَاقِ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَقِیمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ (1) یَا هَذَا لَا طَلَاقَ إِلَّا بِخَمْسٍ شَهَادَةِ شَاهِدَیْنِ عَدْلَیْنِ فِی طُهْرٍ مِنْ غَیْرِ جِمَاعٍ بِإِرَادَةِ عَزْمٍ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ یَا هَذَا هَلْ تَرَی فِی الْقُرْآنِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ قَالَ لَا الْخَبَرَ.

وَ قَدْ رَوَی عَنْهُ الْمُصَنِّفُونَ نَحْوَ أَبِی بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ فِی تَارِیخِهِ وَ أَبِی إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَةَ بْنِ مهربذ فِی كِتَابِهِ (2).

«6»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام لَمَّا تُوُفِّیَ وَالِدُهُ عَلِیٌّ الرِّضَا علیه السلام وَ قَدِمَ الْخَلِیفَةُ إِلَی بَغْدَادَ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِسَنَةٍ اتَّفَقَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَی الصَّیْدِ فَاجْتَازَ بِطَرَفِ الْبَلَدِ فِی طَرِیقِهِ وَ الصِّبْیَانُ یَلْعَبُونَ وَ مُحَمَّدٌ وَاقِفٌ مَعَهُمْ وَ كَانَ عُمُرُهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی عَشْرَةَ سَنَةً فَمَا حَوْلَهَا فَلَمَّا أَقْبَلَ الْمَأْمُونُ انْصَرَفَ الصِّبْیَانُ هَارِبِینَ وَ وَقَفَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ علیه السلام فَلَمْ یَبْرَحْ مَكَانَهُ فَقَرَّبَ مِنْهُ الْخَلِیفَةُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ عَلَا قَدْ أَلْقَی عَلَیْهِ مَسْحَةً مِنْ قَبُولٍ فَوَقَفَ الْخَلِیفَةُ وَ قَالَ لَهُ یَا غُلَامُ مَا مَنَعَكَ مِنَ الِانْصِرَافِ مَعَ الصِّبْیَانِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ مُسْرِعاً یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَكُنْ بِالطَّرِیقِ ضِیقٌ لِأُوَّسِعَهُ عَلَیْكَ بِذَهَابِی وَ لَمْ یَكُنْ

ص: 91


1- 1. الطلاق: 2.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 382- 384.

لِی جَرِیمَةٌ فَأَخْشَاهَا وَ ظَنِّی بِكَ حَسَنٌ أَنَّكَ لَا تَضُرُّ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ فَوَقَفْتُ فَأَعْجَبَهُ كَلَامُهُ وَ وَجْهُهُ فَقَالَ لَهُ مَا اسْمُكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قَالَ ابْنُ مَنْ أَنْتَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا ابْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام فَتَرَحَّمَ عَلَی أَبِیهِ وَ سَاقَ جَوَادَهُ إِلَی وِجْهَتِهِ وَ كَانَ مَعَهُ بُزَاةٌ فَلَمَّا بَعُدَ عَنِ الْعِمَارَةِ أَخَذَ بَازِیاً فَأَرْسَلَهُ عَلَی دُرَّاجَةٍ فَغَابَ عَنْ عَیْنِهِ غَیْبَةً طَوِیلَةً ثُمَّ عَادَ مِنَ الْجَوِّ وَ فِی مِنْقَارِهِ سَمَكَةٌ صَغِیرَةٌ وَ بِهَا بَقَایَا الْحَیَاةِ فَعَجِبَ الْخَلِیفَةُ مِنْ ذَلِكَ غَایَةَ الْعَجَبِ فَأَخَذَهَا فِی یَدِهِ وَ عَادَ إِلَی دَارِهِ فِی الطَّرِیقِ الَّذِی أَقْبَلَ مِنْهُ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ وَجَدَ الصِّبْیَانَ عَلَی حَالِهِمْ فَانْصَرَفُوا كَمَا فَعَلُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ لَمْ یَنْصَرِفْ وَ وَقَفَ كَمَا وَقَفَ أَوَّلًا(1)

فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ الْخَلِیفَةُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا فِی یَدِی فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ بِمَشِیَّتِهِ فِی بَحْرِ قُدْرَتِهِ سَمَكاً صِغَاراً تَصِیدُهَا بُزَاةُ الْمُلُوكِ وَ الْخُلَفَاءِ فَیَخْتَبِرُونَ بِهَا سُلَالَةَ أَهْلِ النُّبُوَّةِ فَلَمَّا سَمِعَ الْمَأْمُونُ كَلَامَهُ عَجِبَ مِنْهُ وَ جَعَلَ یُطِیلُ نَظَرَهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ أَنْتَ ابْنُ الرِّضَا حَقّاً وَ ضَاعَفَ إِحْسَانَهُ إِلَیْهِ (2).

قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی: إِنِّی رَأَیْتُ فِی كِتَابٍ لَمْ یَحْضُرْنِی الْآنَ اسْمُهُ أَنَّ الْبُزَاةَ عَادَتْ وَ فِی أَرْجُلِهَا حَیَّاتٌ خُضْرٌ وَ أَنَّهُ سُئِلَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَقَالَ قَبْلَ أَنْ یُفْصِحَ عَنِ السُّؤَالِ إِنَّ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ حَیَّاتٍ خَضْرَاءَ تَصِیدُهَا بُزَاةٌ شُهْبٌ یُمْتَحَنُ بِهَا

ص: 92


1- 1. هذا بعید غایته، فانه علیه السلام قام بأمر الإمامة و له ثمان سنین و لم یكن أن یلعب مع الصبیان، و لا أن یطلع علی لعبهم و لهوهم، مقیما علی ذلك فان الامام لا یلهو و لا یلعب علی أنّه كان مقیما بمدینة جده الرسول الی أن أشخصه المأمون الی بغداد كما مر و سیأتی لا أنّه كان ببغداد.
2- 2. كشف الغمّة ج 4 ص 187 و 188.

أَوْلَادُ الْأَنْبِیَاءِ وَ مَا هَذَا مَعْنَاهُ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ (1).

وَ قَالَ الْحِمْیَرِیُّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ رُوِیَ عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِیٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی الرِّضَا علیه السلام فَأَمَرَ لَهُ بِشَیْ ءٍ فَأَخَذَهُ وَ لَمْ یَحْمَدِ اللَّهَ فَقَالَ لَهُ لِمَ لَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدَهُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَمَرَ لِی بِشَیْ ءٍ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ تَأَدَّبْتَ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ النَّوَاحِی فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَسَأَلُوهُ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ عَنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ وَ لَهُ عَشْرُ سِنِینَ (2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن إبراهیم بن هاشم: مثله (3)- كا، [الكافی] علی: مثله (4) بیان قوله عن ثلاثین ألف مسألة أقول یشكل هذا بأنه لو كان السؤال و الجواب عن كل مسألة بیتا واحدا أعنی خمسین حرفا لكان أكثر من ثلاث ختمات

للقرآن فكیف یمكن ذلك فی مجلس واحد و لو قیل جوابه علیه السلام كان فی الأكثر بلا و نعم أو بالإعجاز فی أسرع زمان ففی السؤال لا یمكن ذلك و یمكن الجواب بوجوه.

الأول أن الكلام محمول علی المبالغة فی كثرة الأسئلة و الأجوبة فإن عد مثل ذلك مستبعد جدا.

الثانی یمكن أن یكون فی خواطر القوم أسئلة كثیرة متفقه فلما أجاب علیه السلام عن واحد فقد أجاب عن الجمیع.

الثالث أن یكون إشارة إلی كثرة ما یستنبط من كلماته الموجزة المشتملة علی الأحكام الكثیرة و هذا وجه قریب.

ص: 93


1- 1. المصدر ص 189.
2- 2. المصدر ص 217.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 384.
4- 4. الكافی ج 1 ص 496.

الرابع أن یكون المراد بوحدة المجلس الوحدة النوعیة أو مكان واحد كمنی و إن كان فی أیام متعددة.

الخامس أن یكون مبنیا علی بسط الزمان الذی تقول به الصوفیة لكنه ظاهرا من قبیل الخرافات.

السادس أن یكون إعجازه علیه السلام أثر فی سرعة كلام القوم أیضا أو كان یجیبهم بما یعلم من ضمائرهم قبل سؤالهم.

السابع ما قیل إن المراد السؤال بعرض المكتوبات و الطومارات فوقع الجواب بخرق العادة.

«7»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْمَحْمُودِیِ (1) [قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی]:(2) أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی ابْنِ أَبِی دُوَادٍ وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ وَ حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ لَهُمُ ابْنُ أَبِی دُوَادٍ(3) یَا هَؤُلَاءِ مَا تَقُولُونَ فِی شَیْ ءٍ قَالَهُ الْخَلِیفَةُ الْبَارِحَةَ فَقَالُوا وَ مَا ذَلِكَ قَالَ قَالَ الْخَلِیفَةُ مَا تَرَی الْفُلَانِیَةَ تَصْنَعُ إِنْ أَخْرَجْنَا إِلَیْهِمْ أَبَا جَعْفَرٍ سَكْرَانَ یُنْشِئُ مُضَمَّخاً بِالْخَلُوقِ قَالُوا إِذاً تَبْطُلَ حَجَّتُهُمْ وَ تَبْطُلَ مَقَالَتُهُمْ قُلْتُ إِنَّ الْفُلَانِیَّةَ یُخَالِطُونِّی كَثِیراً وَ یُفْضُونَ إِلَیَّ بِسِرِّ مَقَالَتِهِمْ وَ لَیْسَ یَلْزَمُهُمْ هَذَا الَّذِی یَجْرِی

ص: 94


1- 1. المحمودی هو أبو علیّ محمّد بن أحمد بن حماد المروزی من أصحاب أبی جعفر و الهادی و العسكریّ علیهم السلام، توفی أبوه أبو العباس أحمد بن حماد فی زمن الهادی علیه السلام فكتب علیه السلام بعد وفاة أبیه« قد مضی أبوك رضی اللّٰه عنه و عنك، و هو عندنا علی حالة محمودة، و لن تبعد من تلك الحال» فلقب بالمحمودی.
2- 2. الظاهر سقوط هذه الجملة التی جعلناها بین العلامتین، فان الخبر مرویّ فی الكشّیّ تحت عنوانه لأحمد بن حماد المروزی راجع قاموس الرجال ج 1 ص 302.
3- 3. فی النسخ فی كل المواضع« ابن أبی داود» و الصحیح ما فی الصلب كما مرّ ترجمته فی ص 5 من هذا المجلد فراجع، و كذا ضبطه صحیحا« ابن أبی دواد» فی نسخة الكشّیّ المطبوعة جدیدا بالنجف الأشرف.

قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ قُلْتَ قُلْتُ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ لَا بُدَّ فِی كُلِّ زَمَانٍ وَ عَلَی كُلِّ حَالٍ لِلَّهِ فِی أَرْضِهِ مِنْ حُجَّةٍ یَقْطَعُ الْعُذْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ قُلْتُ فَإِنْ كَانَ فِی زَمَانِ الْحُجَّةِ مَنْ هُوَ مِثْلُهُ أَوْ فَوْقَهُ فِی الشَّرَفِ وَ النَّسَبِ كَانَ أَدَلَّ الدَّلَائِلِ عَلَی الْحُجَّةِ قَصْدَ السُّلْطَانِ لَهُ مِنْ بَیْنِ أَهْلِهِ وَ نَوْعِهِ قَالَ فَعَرَضَ ابْنُ أَبِی دُوَادٍ هَذَا الْكَلَامَ عَلَی الْخَلِیفَةِ فَقَالَ لَیْسَ فِی هَؤُلَاءِ الْیَوْمَ حِیلَةٌ لَا تُؤْذُوا أَبَا جَعْفَرٍ(1).

بیان: الفلانیة الإمامیة و الرافضة و حاصل جواب المحمودی أن الإمامیة یقولون بأنه لا بد فی كل زمان من حجة و كلما تعرض السلطان لیضیع قدر من هو بتلك المرتبة كان لهم أدل دلیل علی أنه الحجة حیث یتعرض السلطان له دون غیره.

«8»- یب، [تهذیب الأحكام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ عُبْدُوسِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ علیه السلام قَدْ خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ وَ هُوَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ مِثْلُ الْوَرْدِ مِنْ أَثَرِ الْحِنَّاءِ.

«9»- مهج، [مهج الدعوات] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ عَمِّ وَالِدِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الصَّدُوقِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ وَ أَخْبَرَنِی جَدِّی عَنْ وَالِدِهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمُ السَّیِّدُ أَبُو الْبَرَكَاتِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَاذِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَمْرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَائِنِیُّ جَمِیعاً عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ حَدَّثَتْنِی حَكِیمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَمَّةُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام أَتَیْتُ زَوْجَتَهُ أُمَّ عِیسَی بِنْتَ الْمَأْمُونِ فَعَزَّیْتُهَا وَ وَجَدْتُهَا شَدِیدَ الْحُزْنِ وَ الْجَزَعِ عَلَیْهِ تَقْتُلُ نَفْسَهَا بِالْبُكَاءِ وَ الْعَوِیلِ فَخِفْتُ عَلَیْهَا أَنْ تَتَصَدَّعَ مَرَارَتَهَا فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی حَدِیثِهِ وَ كَرَمِهِ وَ وَصْفِ خُلُقِهِ وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الشَّرَفِ

ص: 95


1- 1. رجال الكشّیّ ص 469.

وَ الْإِخْلَاصِ وَ مَنَحَهُ مِنَ الْعِزِّ وَ الْكَرَامَةِ إِذْ قَالَتْ أُمُّ عِیسَی أَ لَا أُخْبِرُكِ عَنْهُ بِشَیْ ءٍ عَجِیبٍ وَ أَمْرٍ جَلِیلٍ فَوْقَ الْوَصْفِ وَ الْمِقْدَارِ قُلْتُ وَ مَا ذَاكِ قَالَتْ كُنْتُ أَغَارُ عَلَیْهِ كَثِیراً وَ أُرَاقِبُهُ أَبَداً وَ رُبَّمَا یُسْمِعُنِی الْكَلَامَ فَأَشْكُو ذَلِكِ إِلَی أَبِی فَیَقُولُ یَا بُنَیَّةِ احْتَمِلِیهِ فَإِنَّهُ بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

فَبَیْنَمَا أَنَا جَالِسَةٌ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ دَخَلَتْ عَلَیَّ جَارِیَةٌ فَسَلَّمَتْ عَلَیَّ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا جَارِیَةٌ مِنْ وُلْدِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ أَنَا زَوْجَةُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا زَوْجِكِ فَدَخَلَنِی مِنَ الْغَیْرَةِ مَا لَا أَقْدِرُ عَلَی احْتِمَالِ ذَلِكِ وَ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ وَ أَسِیحَ فِی الْبِلَادِ وَ كَادَ الشَّیْطَانُ یَحْمِلُنِی عَلَی الْإِسَاءَةِ إِلَیْهَا فَكَظَمْتُ غَیْظِی وَ أَحْسَنْتُ رِفْدَهَا وَ كَسَوْتُهَا فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِیَ الْمَرْأَةُ نَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی وَ أَخْبَرْتُهُ بِالْخَبَرِ وَ كَانَ سَكْرَانَ لَا یَعْقِلُ فَقَالَ یَا غُلَامُ عَلَیَّ بِالسَّیْفِ فَأَتَی بِهِ فَرَكِبَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكِ قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَا صَنَعْتُ بِنَفْسِی وَ بِزَوْجِی وَ جَعَلْتُ أَلْطِمُ حُرَّ وَجْهِی (1) فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَالِدِی وَ مَا زَالَ یَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی قَطَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ خَرَجْتُ هَارِبَةً مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ أَرْقُدْ لَیْلَتِی فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَتَیْتُ أَبِی فَقُلْتُ أَ تَدْرِی مَا صَنَعْتَ الْبَارِحَةَ قَالَ وَ مَا صَنَعْتُ قُلْتُ قَتَلْتَ ابْنَ الرِّضَا فَبَرَقَ عَیْنُهُ وَ غُشِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ حِینٍ وَ قَالَ وَیْلَكِ مَا تَقُولِینَ قُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ یَا أَبَتِ دَخَلْتَ عَلَیْهِ وَ لَمْ تَزَلْ تَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی قَتَلْتَهُ فَاضْطَرَبَ مِنْ ذَلِكِ اضْطِرَاباً شَدِیداً وَ قَالَ عَلَیَّ بِیَاسِرٍ الْخَادِمِ فَجَاءَ یَاسِرٌ فَنَظَرَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ وَ قَالَ وَیْلَكَ مَا هَذَا الَّذِی تَقُولُ هَذِهِ ابْنَتِی قَالَ صَدَقَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی صَدْرِهِ وَ خَدِّهِ وَ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هَلَكْنَا بِاللَّهِ وَ عَطِبْنَا وَ افْتَضَحْنَا إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ وَیْلَكَ یَا یَاسِرُ فَانْظُرْ مَا الْخَبَرُ وَ الْقِصَّةُ عَنْهُ وَ عَجِّلْ عَلَیَّ بِالْخَبَرِ فَإِنَّ نَفْسِی تَكَادُ أَنْ تَخْرُجَ السَّاعَةَ

ص: 96


1- 1. حر الوجه- بضم الحاء- ما بدا من الوجنة، یقال: لطم حر وجهه و قال الشاعر: جلا الحزن عن حر الوجوه فأسفرت***و كانت علیها هبوة لا تبلج.

فَخَرَجَ یَاسِرٌ وَ أَنَا أَلْطِمُ حُرَّ وَجْهِی فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ رَجَعَ یَاسِرٌ فَقَالَ الْبُشْرَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَكَ الْبُشْرَی فَمَا عِنْدَكَ قَالَ یَاسِرٌ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ دُوَّاجٌ وَ هُوَ یَسْتَاكُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِی قَمِیصَكَ هَذَا أُصَلِّیَ فِیهِ وَ أَتَبَرَّكَ بِهِ وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَیْهِ وَ إِلَی جَسَدِهِ هَلْ بِهِ أَثَرُ السَّیْفِ فَوَ اللَّهِ كَأَنَّهُ الْعَاجُ الَّذِی مَسَّهُ صُفْرَةٌ مَا بِهِ أَثَرٌ فَبَكَی الْمَأْمُونُ طَوِیلًا وَ قَالَ مَا بَقِیَ مَعَ هَذَا شَیْ ءٌ إِنَّ هَذَا لَعِبْرَةٌ لِلْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ قَالَ یَا یَاسِرُ أَمَّا رُكُوبِی إِلَیْهِ وَ أَخْذِیَ السَّیْفَ وَ دُخُولِی عَلَیْهِ فَإِنِّی ذَاكِرٌ لَهُ وَ خُرُوجِی عَنْهُ فَلَا أَذْكُرُ شَیْئاً غَیْرَهُ وَ لَا أَذْكُرُ أَیْضاً انْصِرَافِی إِلَی مَجْلِسِی فَكَیْفَ كَانَ أَمْرِی وَ ذَهَابِی إِلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی هَذِهِ الِابْنَةِ لَعْناً وَبِیلًا تَقَدَّمْ إِلَیْهَا وَ قُلْ لَهَا یَقُولُ لَكِ أَبُوكِ وَ اللَّهِ لَئِنْ جِئْتِنِی بَعْدَ هَذَا الْیَوْمِ وَ شَكَوْتِ مِنْهُ أَوْ خَرَجْتِ بِغَیْرِ إِذْنِهِ لَأَنْتَقِمَنَّ لَهُ مِنْكِ ثُمَّ سِرْ إِلَی ابْنِ الرِّضَا وَ أَبْلِغْهُ عَنِّی السَّلَامَ وَ احْمِلْ إِلَیْهِ عِشْرِینَ أَلْفَ دِینَارٍ وَ قَدِّمْ إِلَیْهِ الشِّهْرِیَّ الَّذِی رَكِبْتُهُ الْبَارِحَةَ ثُمَّ أْمُرْ بَعْدَ ذَلِكَ الْهَاشِمِیِّینَ أَنْ یَدْخُلُوا عَلَیْهِ بِالسَّلَامِ وَ یُسَلِّمُوا عَلَیْهِ قَالَ یَاسِرٌ فَأَمَرْتُ لَهُمْ بِذَلِكَ وَ دَخَلْتُ أَنَا أَیْضاً مَعَهُمْ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ أَبْلَغْتُ التَّسْلِیمَ وَ وَضَعْتُ الْمَالَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ عَرَضْتُ الشِّهْرِیَّ عَلَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ سَاعَةً ثُمَّ تَبَسَّمَ فَقَالَ یَا یَاسِرُ هَكَذَا كَانَ الْعَهْدُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِی وَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ حَتَّی یَهْجُمَ عَلَیَّ بِالسَّیْفِ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ لِی نَاصِراً وَ حَاجِزاً یَحْجُزُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَعْ عَنْكَ هَذَا الْعِتَابَ فَوَ اللَّهِ وَ حَقِّ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا كَانَ یَعْقِلُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِ وَ مَا عَلِمَ أَیْنَ هُوَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ وَ قَدْ نَذَرَ لِلَّهِ نَذْراً صَادِقاً وَ حَلَفَ أَنْ لَا یُسْكِرَ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَداً فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ حَبَائِلِ الشَّیْطَانِ فَإِذَا أَنْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَیْتَهُ فَلَا تَذْكُرْ لَهُ شَیْئاً وَ لَا تُعَاتِبْهُ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ علیه السلام هَكَذَا كَانَ عَزْمِی وَ رَأْیِی وَ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِثِیَابِهِ وَ لَبِسَ وَ نَهَضَ وَ قَامَ مَعَهُ النَّاسُ أَجْمَعُونَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی الْمَأْمُونِ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَیْهِ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ رَحَّبَ بِهِ وَ لَمْ یَأْذَنْ لِأَحَدٍ فِی الدُّخُولِ

ص: 97

عَلَیْهِ وَ لَمْ یَزَلْ یُحَدِّثُهُ وَ یُسَامِرُهُ فَلَمَّا انْقَضَی ذَلِكِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ قَالَ لَكَ عِنْدِی نَصِیحَةٌ فَاقْبَلْهَا قَالَ الْمَأْمُونُ بِالْحَمْدِ وَ الشُّكْرِ ثُمَّ قَالَ فَمَا ذَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ أُحِبُّ أَنْ لَا تَخْرُجَ بِاللَّیْلِ فَإِنِّی لَا آمَنُ عَلَیْكَ هَذَا الْخَلْقَ الْمَنْكُوسَ وَ عِنْدِی عَقْدٌ تُحَصِّنُ بِهِ نَفْسَكَ وَ تَحْتَرِزُ بِهِ عَنِ الشُرُورِ وَ الْبَلَایَا وَ الْمَكَارِهِ وَ

الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ كَمَا أَنْقَذَنِیَ اللَّهُ مِنْكَ الْبَارِحَةَ وَ لَوْ لَقِیتَ بِهِ جُیُوشَ الرُّومِ وَ التُّرْكِ وَ اجْتَمَعَ عَلَیْكَ وَ عَلَی غَلَبَتِكَ أَهْلُ الْأَرْضِ جَمِیعاً مَا تَهَیَّأَ لَهُمْ مِنْكَ شَیْ ءٌ بِإِذْنِ اللَّهِ الْجَبَّارِ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ بَعَثْتُ بِهِ إِلَیْكَ لِتَحْتَرِزَ بِهِ مِنْ جَمِیعِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ قَالَ نَعَمْ فَاكْتُبْ ذَلِكَ بِخَطِّكَ وَ ابْعَثْهُ إِلَیَّ قَالَ علیه السلام نَعَمْ قَالَ یَاسِرٌ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعَثَ إِلَیَّ فَدَعَانِی فَلَمَّا سِرْتُ إِلَیْهِ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ دَعَا بِرَقِّ ظَبْیٍ مِنْ ظَبْیِ تِهَامَةَ ثُمَّ كَتَبَ بِخَطِّهِ هَذَا الْعَقْدَ ثُمَّ قَالَ یَا یَاسِرُ احْمِلْ هَذَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قُلْ حَتَّی یُصَاغَ لَهُ قَصَبَةٌ مِنْ فِضَّةٍ مَنْقُوشٌ عَلَیْهِ مَا أَذْكُرُهُ بَعْدُ فَإِذَا أَرَادَ شَدَّهُ عَلَی عَضُدِهِ فَلْیَشُدَّهُ عَلَی عَضُدِ الْأَیْمَنِ وَ لْیَتَوَضَّأْ وُضُوءاً حَسَناً سَابِغاً وَ لْیُصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ یَقْرَأُ فِی كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ شَهِدَ اللَّهُ وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ الشَّمْسِ وَ ضُحاها وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَ اللَّیْلِ إِذا یَغْشی وَ سَبْعَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا فَلْیَشُدَّهُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ النَّوَائِبِ بِحَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَخَافُهُ وَ یَحْذَرُهُ وَ یَنْبَغِی أَنْ لَا یَكُونَ طُلُوعُ الْقَمَرِ فِی بُرْجِ الْعَقْرَبِ وَ لَوْ أَنَّهُ غَزَا أَهْلَ الرُّومِ وَ مَلِكَهُمْ لَغَلَبَهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بَرَكَةِ هَذَا الْحِرْزِ إِلَی آخِرِ مَا أَوْرَدْتُهُ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ(1).

«10»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، صَفْوَانُ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ أَبِی الْحَسَنِ الْقُرَشِیِّ وَ كَانَتْ مِنَ الصَّالِحَاتِ قَالَتْ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَتَیْتُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْمَأْمُونِ أَوْ قَالَتْ أُمَّ عِیسَی بِنْتَ الْمَأْمُونِ فَعَزَّیْتُهَا فَوَجَدْتُهَا شَدِیدَةَ

ص: 98


1- 1. مهج الدعوات ص 44- 48.

الْحُزْنِ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ.

«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو نَصْرٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ وَ خَیْرَانُ الْأَسْبَاطِیُّ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ أَبِی الْحَسَنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حَكِیمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی التَّقِیِّ علیهم السلام: وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَقَالَ یَاسِرٌ مَا شَعَرَ وَ اللَّهِ فَدَعْ عَنْهُ عِتَابَكَ فَإِنَّهُ لَنْ یُسْكِرَ أَبَداً ثُمَّ رَكِبَ حَتَّی أَتَی إِلَی وَالِدِی فَرَحَّبَ بِهِ وَالِدِی وَ ضَمَّهُ إِلَی نَفْسِهِ وَ قَالَ إِنْ كُنْتَ وَجَدْتَ عَلَیَّ فَاعْفُ عَنِّی وَ اصْفَحْ فَقَالَ مَا وَجَدْتُ شَیْئاً وَ مَا كَانَ إِلَّا خَیْراً فَقَالَ الْمَأْمُونُ لَأَتَقَرَّبَنَّ إِلَیْهِ بِخَرَاجِ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ لَأُهْلِكَنَّ أَعْدَاءَهُ كَفَّارَةً لِمَا صَدَرَ مِنِّی ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ وَ دَعَا بِالْمَائِدَةِ(1).

بیان: حر الوجه ما بدا من الوجنة و برق عینه أی تحیر فلم یطرف و الدواج كرمان و غراب اللحاف الذی یلبس.

«12»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ،: لَمَّا قُبِضَ الرِّضَا علیه السلام كَانَ سِنُّ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَحْوَ سَبْعِ سِنِینَ فَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ مِنَ النَّاسِ بِبَغْدَادَ وَ فِی الْأَمْصَارِ وَ اجْتَمَعَ الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ وَ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ حَكِیمٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ وُجُوهِ الشِّیعَةِ وَ ثِقَاتِهِمْ فِی دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ فِی بِرْكَةٍ زَلُولٍ یَبْكُونَ وَ یَتَوَجَّعُونَ مِنَ الْمُصِیبَةِ فَقَالَ لَهُمْ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَعُوا الْبُكَاءَ مَنْ لِهَذَا الْأَمْرِ وَ إِلَی مَنْ نَقْصِدُ بِالْمَسَائِلِ إِلَی أَنْ یَكْبَرَ هَذَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَامَ إِلَیْهِ الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ وَ وَضَعَ یَدَهُ فِی حَلْقِهِ وَ لَمْ یَزَلْ یَلْطِمُهُ وَ یَقُولُ لَهُ أَنْتَ تُظْهِرُ الْإِیمَانَ لَنَا وَ تُبْطِنُ الشَّكَّ وَ الشِّرْكَ إِنْ كَانَ أَمْرُهُ مِنَ اللَّهِ

جَلَّ وَ عَلَا فَلَوْ أَنَّهُ كَانَ ابْنَ یَوْمٍ وَاحِدٍ لَكَانَ بِمَنْزِلَةِ الشَّیْخِ الْعَالِمِ وَ فَوْقَهُ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَلَوْ عُمِّرَ أَلْفَ سَنَةٍ فَهُوَ وَاحِدٌ مِنَ النَّاسِ هَذَا مِمَّا یَنْبَغِی أَنْ یُفَكَّرَ فِیهِ فَأَقْبَلَتِ الْعِصَابَةُ

ص: 99


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 394 و 395.

عَلَیْهِ تُعَذِّلُهُ وَ تُوَبِّخُهُ.

وَ كَانَ وَقْتُ الْمَوْسِمِ فَاجْتَمَعَ مِنْ فُقَهَاءِ بَغْدَادَ وَ الْأَمْصَارِ وَ عُلَمَائِهِمْ ثَمَانُونَ رَجُلًا فَخَرَجُوا إِلَی الْحَجِّ وَ قَصَدُوا الْمَدِینَةَ لِیُشَاهِدُوا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَلَمَّا وَافَوْا أَتَوْا دَارَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام لِأَنَّهَا كَانَتْ فَارِغَةً وَ دَخَلُوهَا وَ جَلَسُوا عَلَی بِسَاطٍ كَبِیرٍ وَ خَرَجَ إِلَیْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی فَجَلَسَ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ وَ قَامَ مُنَادٍ وَ قَالَ هَذَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنْ أَرَادَ السُّؤَالَ فَلْیَسْأَلْهُ فَسُئِلَ عَنْ أَشْیَاءَ أَجَابَ عَنْهَا بِغَیْرِ الْوَاجِبِ فَوَرَدَ عَلَی الشِّیعَةِ مَا حَیَّرَهُمْ وَ غَمَّهُمْ وَ اضْطَرَبَتِ الْفُقَهَاءُ وَ قَامُوا وَ هَمُّوا بِالانْصِرَافِ وَ قَالُوا فِی أَنْفُسِهِمْ لَوْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَكْمُلُ لِجَوَابِ الْمَسَائِلِ لَمَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ وَ مِنَ الْجَوَابِ بِغَیْرِ الْوَاجِبِ فَفُتِحَ عَلَیْهِمْ بَابٌ مِنْ صَدْرِ الْمَجْلِسِ وَ دَخَلَ مُوَفَّقٌ وَ قَالَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ فَقَامُوا إِلَیْهِ بِأَجْمَعِهِمْ وَ اسْتَقْبَلُوهُ وَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ فَدَخَلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِ قَمِیصَانِ وَ عِمَامَةٌ بِذُؤَابَتَیْنِ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلَانِ وَ جَلَسَ وَ أَمْسَكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَامَ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلِهِ فَأَجَابَ عَنْهَا بِالْحَقِّ فَفَرِحُوا وَ دَعَوْا لَهُ وَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ وَ قَالُوا لَهُ إِنَّ عَمَّكَ عَبْدَ اللَّهِ أَفْتَی بِكَیْتَ وَ كَیْتَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَا عَمِّ إِنَّهُ عَظِیمٌ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقِفَ غَداً بَیْنَ یَدَیْهِ فَیَقُولَ لَكَ لِمَ تُفْتِی عِبَادِی بِمَا لَمْ تَعْلَمْ وَ فِی الْأُمَّةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ.

وَ رُوِیَ عَنْ عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ الرُّخَّجِیِ (1) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ إِنَّ شِیعَتَكَ تَدَّعِی أَنَّكَ تَعْلَمُ كُلَّ مَاءٍ فِی دِجْلَةَ وَ وَزْنَهُ وَ كُنَّا عَلَی شَاطِئِ دِجْلَةَ فَقَالَ علیه السلام لِی یَقْدِرُ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یُفَوِّضَ عِلْمَ ذَلِكَ إِلَی بَعُوضَةٍ مِنْ خَلْقِهِ أَمْ لَا قُلْتُ نَعَمْ یَقْدِرُ فَقَالَ

ص: 100


1- 1. قال أبو الفرج الأصبهانیّ فی مقاتل الطالبین: ص 396( ط- النجف الأخیرة): استعمل المتوكل علی المدینة و مكّة عمر بن الفرج الرخجی، فمنع آل أبی طالب من التعرض لمسألة الناس، و منع الناس من البرّ بهم، و كان لا یبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشی ء و ان قل الا أنهكه عقوبة و اثقله غرما. حتی كان القمیص یكون بین جماعة من العلویات یصلین فیه واحدة بعد واحدة، ثم یرقعنه و یجلسن علی مغازلهن عواری حواسر، الخ.

أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ بَعُوضَةٍ وَ مِنْ أَكْثَرِ خَلْقِهِ.

«13»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُلْصِقَ بَطْنِی بِبَطْنِكَ فَقَالَ هَاهُنَا یَا أَبَا إِسْمَاعِیلَ فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ وَ حَسَرْتُ عَنْ بَطْنِی وَ أَلْصَقْتُ بَطْنِی بِبَطْنِهِ ثُمَّ أَجْلَسَنِی وَ دَعَا بِطَبَقٍ فِیهِ زَبِیبٌ فَأَكَلْتُ ثُمَّ أَخَذَ فِی الْحَدِیثِ فَشَكَا إِلَیَّ مَعِدَتَهُ وَ عَطِشْتُ فَاسْتَسْقَیْتُ مَاءً

فَقَالَ یَا جَارِیَةُ اسْقِیهِ مِنْ نَبِیذِی فَجَاءَتْنِی بِنَبِیذٍ مَرِیسٍ (1)

فِی قَدَحٍ مِنْ صُفْرٍ فَشَرِبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فَقُلْتُ لَهُ هَذَا الَّذِی أَفْسَدَ مَعِدَتَكَ قَالَ فَقَالَ هَذَا تَمْرٌ مِنْ صَدَقَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْخَذُ غُدْوَةً فَیُصَبُّ عَلَیْهِ الْمَاءُ فَتَمْرُسُهُ الْجَارِیَةُ وَ أَشْرَبُهُ عَلَی أَثَرِ الطَّعَامِ وَ لِسَائِرِ نَهَارِی فَإِذَا كَانَ اللَّیْلُ أَخْرَجَتْهُ الْجَارِیَةُ فَسَقَتْهُ أَهْلَ الدَّارِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ لَا یَرْضَوْنَ بِهَذَا فَقَالَ وَ مَا نَبِیذُهُمْ قَالَ قُلْتُ یُؤْخَذُ التَّمْرُ فَیُنَقَّی وَ یُلْقَی عَلَیْهِ الْقَعْوَةُ قَالَ وَ مَا الْقَعْوَةُ قُلْتُ الدَّاذِیُّ قَالَ وَ مَا الدَّاذِیُّ قُلْتُ حَبٌّ یُؤْتَی بِهِ مِنَ الْبَصْرَةِ فَیُلْقَی فِی هَذَا النَّبِیذِ حَتَّی یَغْلِیَ وَ یَسْكُنَ ثُمَّ یُشْرَبُ فَقَالَ ذَاكَ حَرَامٌ (2).

«14»- یب، [تهذیب الأحكام] رَوَی عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ شَكَوْتُ إِلَیْهِ كَثْرَةَ الزَّلَازِلِ فِی الْأَهْوَازِ وَ قُلْتُ تَرَی لِیَ التَّحَوُّلَ عَنْهَا فَكَتَبَ علیه السلام لَا تَتَحَوَّلُوا عَنْهَا وَ صُومُوا الْأَرْبِعَاءَ وَ الْخَمِیسَ وَ الْجُمُعَةَ وَ اغْتَسِلُوا وَ طَهِّرُوا ثِیَابَكُمْ وَ أَبْرِزُوا یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ ادْعُوا اللَّهَ فَإِنَّهُ یَدْفَعُ عَنْكُمْ قَالَ فَفَعَلْنَا فَسَكَنَتِ الزَّلَازِلُ.

«15»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَطُوفَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِیكَ فَقِیلَ لِی إِنَّ الْأَوْصِیَاءَ لَا یُطَافُ عَنْهُمْ فَقَالَ لِی بَلْ طُفْ مَا أَمْكَنَكَ

ص: 101


1- 1. المریس- علی وزن فعیل- التمر الممروس، یقال: مرس التمر فی الماء: نقعه و مرثه بالید.
2- 2. الكافی ج 6 ص 416 و 417.

فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ.

ثُمَّ قُلْتُ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ سِنِینَ إِنِّی كُنْتُ اسْتَأْذَنْتُكَ فِی الطَّوَافِ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِیكَ فَأَذِنْتَ لِی فِی ذَلِكَ فَطُفْتُ عَنْكُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ وَقَعَ فِی قَلْبِی شَیْ ءٌ فَعَمِلْتُ بِهِ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ طُفْتُ یَوْماً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ الْیَوْمَ الثَّانِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ طُفْتُ الْیَوْمَ الثَّالِثَ عَنِ الْحَسَنِ وَ الرَّابِعَ عَنِ الْحُسَیْنِ وَ الْخَامِسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ السَّادِسَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ الْیَوْمَ السَّابِعَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْیَوْمَ الثَّامِنَ عَنْ أَبِیكَ مُوسَی وَ الْیَوْمَ التَّاسِعَ عَنْ أَبِیكَ عَلِیٍّ وَ الْیَوْمَ الْعَاشِرَ عَنْكَ یَا سَیِّدِی وَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ أَدِینُ اللَّهَ بِوَلَایَتِهِمْ فَقَالَ إِذاً وَ اللَّهِ تَدِینَ اللَّهَ بِالدِّینِ الَّذِی لَا یَقْبَلُ مِنَ الْعِبَادِ غَیْرَهُ قُلْتُ وَ رُبَّمَا طُفْتُ عَنْ أُمِّكَ فَاطِمَةَ وَ رُبَّمَا لَمْ أَطُفْ فَقَالَ اسْتَكْثِرْ مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مَا أَنْتَ عَامِلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (1).

«16»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا جَعْفَرٍ بَلَغَنِی أَنَّ الْمَوَالِیَ إِذَا رَكِبْتَ أَخْرَجُوكَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِیرِ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ بُخْلٍ بِهِمْ لِئَلَّا یَنَالَ مِنْكَ أَحَدٌ خَیْراً فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّی عَلَیْكَ لَا یَكُنْ مَدْخَلُكَ وَ مَخْرَجُكَ إِلَّا مِنَ الْبَابِ الْكَبِیرِ وَ إِذَا رَكِبْتَ فَلْیَكُنْ مَعَكَ ذَهَبٌ وَ فِضَّةٌ ثُمَّ لَا یَسْأَلُكَ أَحَدٌ إِلَّا أَعْطَیْتَهُ وَ مَنْ سَأَلَكَ مِنْ عُمُومَتِكَ أَنْ تَبَرَّهُ فَلَا تُعْطِهِ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِینَ دِینَاراً وَ الْكَثِیرُ إِلَیْكَ وَ مَنْ

سَأَلَكَ مِنْ عَمَّاتِكَ فَلَا تُعْطِهَا أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَ عِشْرِینَ دِینَاراً وَ الْكَثِیرُ إِلَیْكَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ یَرْفَعَكَ اللَّهُ فَأَنْفِقْ وَ لَا تَخْشَ مِنْ ذِی الْعَرْشِ إِقْتَاراً(2).

كا، [الكافی] العدة عن البرقی و محمد بن یحیی عن ابن عیسی معا عن البزنطی:

ص: 102


1- 1. الكافی ج 4 ص 314.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 8.

مثله (1).

«17»- ف، [تحف العقول] رُوِیَ أَنَّهُ: حُمِلَ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام حِمْلُ بَزٍّ لَهُ قِیمَةٌ كَثِیرَةٌ فَسُلَّ فِی الطَّرِیقِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ الَّذِی حَمَلَهُ یُعَرِّفُهُ الْخَبَرَ فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَ أَمْوَالَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِیئَةِ وَ عَوَارِیهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ یُمَتِّعُ بِمَا مَتَّعَ مِنْهَا فِی سُرُورٍ وَ غِبْطَةٍ وَ یَأْخُذُ مَا أَخَذَ مِنْهَا فِی أَجْرٍ وَ حِسْبَةٍ فَمَنْ غَلَبَ جَزَعُهُ عَلَی صَبْرِهِ حَبِطَ أَجْرُهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ (2).

بیان: السلة السرقة الخفیة كالإسلال.

«18»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ زِیَادٍ قَالَ: كُنْتُ فِی دِیوَانِ أَبِی عَبَّادٍ فَرَأَیْتُ كِتَاباً یُنْسَخُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا كِتَابُ الرِّضَا إِلَی ابْنِهِ علیه السلام مِنْ خُرَاسَانَ فَسَأَلْتُهُمْ أَنْ یَدْفَعُوهُ إِلَیَّ فَإِذَا فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَبْقَاكَ اللَّهُ طَوِیلًا وَ أَعَاذَكَ مِنْ عَدُوِّكَ یَا وَلَدِ فِدَاكَ أَبُوكَ قَدْ فَسَّرْتُ لَكَ (3)

مَا لِی وَ أَنَا حَیٌّ سَوِیٌّ رَجَاءَ أَنْ یُنْمِیَكَ اللَّهُ بِالصِّلَةِ لِقَرَابَتِكَ وَ لِمَوَالِی مُوسَی وَ جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَمَّا سَعِیدَةُ فَإِنَّهَا امْرَأَةٌ قَوِیَّةُ الْحَزْمِ فِی النَّحْلِ-(4)

وَ لَیْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالَ اللَّهُ مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَیُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِیرَةً(5) وَ قَالَ لِیُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَ مَنْ قُدِرَ عَلَیْهِ رِزْقُهُ فَلْیُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ (6) وَ قَدْ أَوْسَعَ اللَّهُ عَلَیْكَ كَثِیراً یَا بُنَیَّ فِدَاكَ أَبُوكَ لَا تَسْتُرُ دُونِیَ الْأُمُورُ لِحُبِّهَا فَتُخْطِئَ حَظَّكَ وَ السَّلَامُ (7).

ص: 103


1- 1. الكافی ج 4 ص 43.
2- 2. تحف العقول ص 479.
3- 3. كذا فی الأصل و نسخة المصدر، و أظنه تصحیف« خیرت» و المعنی فوضت الخیار إلیك.
4- 4. زاد فی المصدر المطبوع: و الصواب فی رقة الفطر، و لم نظهر علی معناه.
5- 5. البقرة: 245.
6- 6. الطلاق: 7.
7- 7. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 131 و 132.

«19»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَدَنَا الطَّبِیبُ لِیَقْطَعَ لَهُ الْعِرْقَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ یَا سَیِّدِی یَبْدَأُ بِی لِتَكُونَ حِدَّةُ

الْحَدِیدِ فِیَّ قَبْلَكَ قَالَ قُلْتُ یَهْنِئُكَ هَذَا عَمُّ أَبِیهِ فَقَطَعَ لَهُ الْعِرْقَ ثُمَّ أَرَادَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام النُّهُوضَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَسَوَّی لَهُ نَعْلَیْهِ حَتَّی یَلْبَسَهُمَا(1).

«20»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: شَاعِرُهُ حَمَّادٌ بَوَّابُهُ عُمَرُ بْنُ الْفُرَاتِ مُعَاصِرُهُ الْمَأْمُونُ وَ الْمُعْتَصِمُ.

«21»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ بَعْضِ الْقُمِّیِّینَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالا: خَرَجْنَا بَعْدَ وَفَاةِ زَكَرِیَّا بْنِ آدَمَ إِلَی الْحَجِّ فَتَلَقَّانَا كِتَابُهُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ ذَكَرْتُ مَا جَرَی مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ فِی الرَّجُلِ الْمُتَوَفَّی رَحِمَهُ اللَّهُ یَوْمَ وُلِدَ وَ یَوْمَ قُبِضَ وَ یَوْمَ یُبْعَثُ حَیّاً فَقَدْ عَاشَ أَیَّامَ حَیَاتِهِ عَارِفاً بِالْحَقِّ قَائِلًا بِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً لِلْحَقِّ قَائِماً بِمَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَضَی رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ غَیْرَ نَاكِثٍ وَ لَا مُبَدِّلٍ فَجَزَاهُ اللَّهُ أَجْرَ نِیَّتِهِ وَ أَعْطَاهُ جَزَاءَ سَعْیِهِ وَ ذَكَرْتُ الرَّجُلَ الْمُوصَی إِلَیْهِ فَلَمْ یَعِدْ(2) فِیهِ رَأْیَنَا وَ عِنْدَنَا مِنَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ أَكْثَرُ مِمَّا وَصَفْتُ یَعْنِی الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ (3).

«22»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی: مِنَ الْمَحْمُودِینَ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْمُهْتَدِی الْقُمِّیُّ الْأَشْعَرِیُّ خَرَجَ فِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قُبِضْتَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ قَدْ عَرَفْتَ الْوُجُوهَ الَّتِی صَارَتْ إِلَیْكَ مِنْهَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ لَهُمُ الذُّنُوبَ وَ رَحِمَنَا وَ إِیَّاكُمْ وَ خَرَجَ فِیهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ وَ رَحِمَنَا وَ إِیَّاكَ وَ رَضِیَ عَنْكَ بِرِضَائِی (4)

ص: 104


1- 1. رجال الكشّیّ ص 365.
2- 2. فی المصدر المطبوع: فلم أجد فیه رأینا، و فی رجال الكشّیّ: و لم تعرف فیه رأینا. و فی نسخة الكمبانیّ:« فلم یعد فیه ما رأینا ممّا وعدناه من المعرفة». و ما فی الصلب طبقا لنسخة الأصل هو الصواب.
3- 3. الاختصاص: ص 87 و 88 و تراه فی رجال الكشّیّ ص 496.
4- 4. كتاب الغیبة للشیخ الطوسیّ ص 225.

وَ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ الْأَهْوَازِیِّ وَ كَانَ مَحْمُوداً.

أَخْبَرَنِی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْبَلْخِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَارَ الْإِسْكَافِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ الْمَذَارِیِ (1)

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ: قَرَأْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی بِخَطِّهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا عَلِیُّ أَحْسَنَ اللَّهُ جَزَاكَ وَ أَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ وَ مَنَعَكَ مِنَ الْخِزْیِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ حَشَرَكَ اللَّهُ مَعَنَا یَا عَلِیُّ قَدْ بَلَوْتُكَ وَ خَیَّرْتُكَ فِی النَّصِیحَةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْخِدْمَةِ وَ التَّوْقِیرِ وَ الْقِیَامِ بِمَا یَجِبُ عَلَیْكَ فَلَوْ قُلْتَ إِنِّی لَمْ أَرَ مِثْلَكَ

لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ صَادِقاً فَجَزَاكَ اللَّهُ جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا فَمَا خَفِیَ عَلَیَّ مَقَامُكَ وَ لَا خِدْمَتُكَ فِی الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَأَسْأَلُ اللَّهَ إِذَا جَمَعَ الْخَلَائِقَ لِلْقِیَامَةِ أَنْ یُحِبُّوكَ بِرَحْمَةٍ تَغْتَبِطُ بِهَا إِنَّهُ سَمِیعُ الدُّعَاءِ(2).

«23»- كا، [الكافی](3) غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام إِذَا دَخَلَ إِلَیْهِ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمَدَانِیُّ وَ كَانَ یَتَوَلَّی لَهُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ اجْعَلْنِی مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فِی حِلٍّ فَإِنِّی أَنْفَقْتُهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنْتَ فِی حِلٍّ فَلَمَّا خَرَجَ صَالِحٌ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَحَدُهُمْ یَثِبُ عَلَی مَالِ (4)

آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فُقَرَائِهِمْ وَ مَسَاكِینِهِمْ وَ أَبْنَاءِ سَبِیلِهِمْ فَیَأْخُذُهُ ثُمَّ یَقُولُ اجْعَلْنِی فِی حِلٍّ أَ تَرَاهُ ظَنَّ بِی أَنِّی أَقُولُ لَهُ لَا أَفْعَلُ وَ اللَّهِ لَیَسْأَلَنَّهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ ذَلِكَ سُؤَالًا حَثِیثاً(5).

ص: 105


1- 1. المذار- كسحاب- بلد بین واسط و البصرة، كان بها یوم لمصعب بن الزبیر علی أحمر بن شمیط البجلیّ.
2- 2. كتاب الغیبة ص 226.
3- 3. الكافی ج 1 ص 548.
4- 4. فی الكافی: أموال حقّ آل محمد، و فی كتاب الغیبة« علی آل محمد».
5- 5. كتاب الغیبة ص 227.

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ بَابُهُ عُثْمَانَ بْنَ سَعِیدٍ السَّمَّانَ وَ مِنْ ثِقَاتِهِ أَیُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ الْكُوفِیُّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ الْأَحْوَلِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الْحَسَنِ وَ الْمُخْتَارُ بْنُ زِیَادٍ الْعَبْدِیُّ الْبَصْرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ الْكُوفِیُّ وَ مِنْ أَصْحَابِهِ شَاذَانُ بْنُ الْخَلِیلِ النَّیْسَابُورِیُّ وَ نُوحُ بْنُ شُعَیْبٍ الْبَغْدَادِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْمُودِیُّ وَ أَبُو یَحْیَی الْجُرْجَانِیُّ وَ أَبُو الْقَاسِمِ إِدْرِیسُ الْقُمِّیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ النَّیْسَابُورِیُّ وَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمَرَاغِیُّ وَ أَبُو عَلِیِّ بْنُ بِلَالٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُصَیْنِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ الْبَصْرِیُ (1).

«25»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ الْقُمِّیِّ بِخَطِّهِ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ خَیْرَانَ الْخَادِمِ الْقَرَاطِیسِیِ (2) قَالَ: حَجَجْتُ أَیَّامَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ سَأَلْتُهُ عَنْ بَعْضِ الْخَدَمِ وَ كَانَتْ لَهُ مَنْزِلَةٌ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ أَنْ یُوصِلَنِی إِلَیْهِ فَلَمَّا سِرْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ قَالَ لِی تَهَیَّأْ فَإِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَمْضِیَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَضَیْتُ مَعَهُ فَلَمَّا أَنْ وَافَیْنَا الْبَابَ قَالَ سَاكِنٌ فِی حَانُوتٍ فَاسْتَأْذَنَ وَ دَخَلَ فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَی رَسُولِهِ خَرَجْتُ إِلَی الْبَابِ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَأَخْبَرُونِی أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ وَ مَضَی فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً فَإِذَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ خَادِمٌ مِنَ الدَّارِ فَقَالَ أَنْتَ خَیْرَانُ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ لِیَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ- فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَائِمٌ عَلَی دُكَّانٍ لَمْ یَكُنْ فُرِشَ لَهُ مَا یَقْعُدُ عَلَیْهِ فَجَاءَ غُلَامٌ بِمُصَلًّی فَأَلْقَاهُ لَهُ فَجَلَسَ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهِ تَهَیَّبْتُهُ وَ دَهِشْتُ فَذَهَبْتُ لِأَصْعَدَ

ص: 106


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 380 و أمّا محمّد بن الحسن بن شمون فهو أبو جعفر البغدادیّ كان من الواقفة، ثمّ غلا، و كان ضعیفا جدا فاسد المذهب، و أضیف إلیه أحادیث فی الوقف، عاش مائة و أربع عشر سنة، و مات سنة ثمان و خمسین و مائتین، فعد من أصحاب الهادی و العسكریّ أیضا.
2- 2. نسبة الی القراطیس جمع قرطاس، كانه كان بایع القراطیس.

الدُّكَّانَ مِنْ غَیْرِ دَرَجَةٍ فَأَشَارَ إِلَی مَوْضِعِ الدَّرَجَةِ فَصَعِدْتُ وَ سَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ مَدَّ إِلَیَّ یَدَهُ فَأَخَذْتُهَا وَ قَبَّلْتُهَا وَ وَضَعْتُهَا عَلَی وَجْهِی وَ أَقْعَدَنِی بِیَدِهِ فَأَمْسَكْتُ یَدَهُ مِمَّا دَخَلَنِی مِنَ الدَّهَشِ فَتَرَكَهَا فِی یَدِی فَلَمَّا سَكَنْتُ خَلَّیْتُهَا فَسَاءَلَنِی وَ كَانَ الرَّیَّانُ بْنُ شَبِیبٍ قَالَ لِی إِنْ وَصَلْتَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قُلْتَ لَهُ مَوْلَاكَ الرَّیَّانُ بْنُ شَبِیبٍ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَسْأَلُكَ الدُّعَاءَ لَهُ وَ لِوُلْدِهِ فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ (1)

فَدَعَا لَهُ وَ لَمْ یَدْعُ لِوُلْدِهِ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ فَدَعَا لَهُ وَ لَمْ یَدْعُ لِوُلْدِهِ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ ثَالِثاً فَدَعَا لَهُ وَ لَمْ یَدْعُ لِوُلْدِهِ فَوَدَّعْتُهُ وَ قُمْتُ فَلَمَّا مَضَیْتُ نَحْوَ الْبَابِ سَمِعْتُ كَلَامَهُ وَ لَمْ أَفْهَمْ قَالَ وَ خَرَجَ الْخَادِمُ فِی أَثَرِی فَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ سَیِّدِی لَمَّا قُمْتُ فَقَالَ لِی مَنْ هَذَا الَّذِی یَرَی أَنْ یَهْدِیَ نَفْسَهُ هَذَا وُلِدَ فِی بِلَادِ الشِّرْكِ فَلَمَّا أُخْرِجَ مِنْهَا صَارَ إِلَی مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُمْ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ هَدَاهُ (2).

«26»- كش، [رجال الكشی] مَحْمُودُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ(3)

حَمَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَنْدِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ خَیْرَانُ قَدْ وَجَّهْتُ إِلَیْكَ ثَمَانِیَةَ دَرَاهِمَ كَانَتْ أُهْدِیَتْ إِلَیَّ مِنْ طَرَسُوسَ (4)

دَرَاهِمُ مِنْهُمْ مُبْهَمَةٌ وَ كَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّهَا عَلَی صَاحِبِهَا أَوْ أُحْدِثَ فِیهَا حَدَثاً دُونَ أَمْرِكَ فَهَلْ تَأْمُرُنِی فِی قَبُولِ مِثْلِهَا أَمْ لَا لِأَعْرِفَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَنْتَهِیَ إِلَی أَمْرِكَ فَكَتَبَ وَ قَرَأْتُهُ اقْبَلْ مِنْهُمْ إِذَا أُهْدِیَ إِلَیْكَ دَرَاهِمُ أَوْ غَیْرُهَا فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَرُدَّ هَدِیَّةً عَلَی یَهُودِیٍّ وَ لَا نَصْرَانِیٍ (5).

ص: 107


1- 1. زیادة من المصدر.
2- 2. رجال الكشّیّ تحت الرقم 505.
3- 3. فی المصدر« أبی نصر» بدل« أبی نصیر».
4- 4. مدینة بثغور الشام بین انطاكیة و حلب و بلاد الروم، و بها قبر المأمون العباسیّ.
5- 5. رجال الكشّیّ تحت الرقم 505 ص 508.

«27»- قَالَ الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ رُوِیَ أَنَّهُ: جِی ءَ بِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ وَ هُوَ طِفْلٌ وَ جَاءَ إِلَی الْمِنْبَرِ وَ رَقِیَ مِنْهُ دَرَجَةً ثُمَّ نَطَقَ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا أَنَا الْجَوَادُ أَنَا الْعَالِمُ بِأَنْسَابِ النَّاسِ فِی الْأَصْلَابِ أَنَا أَعْلَمُ بِسَرَائِرِكُمْ وَ ظَوَاهِرِكُمْ وَ مَا أَنْتُمْ صَائِرُونَ إِلَیْهِ عِلْمٌ مَنَحَنَا بِهِ مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ بَعْدَ فَنَاءِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ لَوْ لَا تَظَاهُرُ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَ دَوْلَةُ أَهْلِ الضَّلَالِ وَ وُثُوبُ أَهْلِ الشَّكِّ لَقُلْتُ قَوْلًا تَعَجَّبَ مِنْهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ الشَّرِیفَةَ عَلَی فِیهِ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اصْمُتْ كَمَا صَمَتَ آبَاؤُكَ مِنْ قَبْلُ.

«28»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ خَیْرَانَ الْخَادِمِ قَالَ: وَجَّهْتُ إِلَی سَیِّدِی ثَمَانِیَةَ دَرَاهِمَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً(1)

وَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُ رُبَّمَا أَتَانِی الرَّجُلُ لَكَ قِبَلَهُ الْحَقُّ أَوْ قُلْتُ یَعْرِفُ مَوْضِعَ الْحَقِّ لَكَ فَیَسْأَلُنِی عَمَّا یَعْمَلُ بِهِ فَیَكُونُ مَذْهَبِی أَخْذُ مَا یُتَبَرَّعُ فِی سِرٍّ قَالَ اعْمَلْ فِی ذَلِكَ بِرَأْیِكَ فَإِنَّ رَأْیَكَ رَأْیِی وَ مَنْ أَطَاعَكَ أَطَاعَنِی (2).

«29»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَصِفُ لَهُ صُنْعَ السَّمِیعِ بِی فَكَتَبَ بِخَطِّهِ عَجَّلَ اللَّهُ نُصْرَتَكَ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَ كَفَاكَ مَئُونَتَهُ وَ أَبْشِرْ بِنَصْرِ اللَّهِ عَاجِلًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ بِالْأَجْرِ آجِلًا وَ أَكْثِرْ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ (3).

«30»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَ كَتَبَ إِلَیَّ قَدْ وَصَلَ الْحِسَابُ تَقَبَّلَ اللَّهُ

ص: 108


1- 1. هذا لفظ الكشّیّ فی رجاله، یرید الحدیث الذی تقدم تحت الرقم 27، فما وقع بینهما من حدیث مشارق الأنوار غفلة منه قدّس سرّه.
2- 2. رجال الكشّیّ 508.
3- 3. رجال الكشّیّ تحت الرقم 506.

مِنْكَ وَ رَضِیَ عَنْهُمْ وَ جَعَلَهُمْ مَعَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ مِنَ الدَّنَانِیرِ بِكَذَا وَ مِنَ الْكِسْوَةِ بِكَذَا فَبَارَكَ لَكَ فِیهِ وَ فِی جَمِیعِ نِعَمِ اللَّهِ إِلَیْكَ وَ قَدْ كَتَبْتُ إِلَی النَّضْرِ أَمَرْتُهُ أَنْ یَنْتَهِیَ عَنْكَ وَ عَنِ التَّعَرُّضِ لَكَ وَ لِخِلَافِكَ وَ أَعْلَمْتُهُ مَوْضِعَكَ عِنْدِی وَ كَتَبْتُ إِلَی أَیُّوبَ أَمَرْتُهُ بِذَلِكَ أَیْضاً وَ كَتَبْتُ إِلَی مَوَالِیَّ بِهَمَدَانَ كِتَاباً أَمَرْتُهُمْ بِطَاعَتِكَ وَ الْمَصِیرِ إِلَی أَمْرِكَ وَ أَنْ لَا وَكِیلَ سِوَاكَ.

(1)

ص: 109


1- 1. المصدر تحت الرقم 506 ص 509.

ص: 110

تاریخ الإمام أبی الحسن الهادی صلوات اللّٰه علیه

ص: 111

ص: 112

أبواب تاریخ الإمام العاشر و النور الزاهر و البدر الباهر ذی الشرف و الكرم و المجد و الأیادی أبی الحسن الثالث علی بن محمد النقی الهادی صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه و أولاده ما تعاقبت الأیام و اللیالی

باب 1 أسمائه و ألقابه و كناه و عللها و ولادته علیه السلام

«1»- مع،(1)

[معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] سَمِعْتُ مَشَایِخَنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ یَقُولُونَ: إِنَّ الْمَحَلَّةَ الَّتِی یَسْكُنُهَا الْإِمَامَانِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی كَانَتْ تُسَمَّی عَسْكَرَ(2) فَلِذَلِكَ قِیلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْعَسْكَرِیُ (3).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: اسْمُهُ عَلِیٌّ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ لَا غَیْرُهُمَا وَ أَلْقَابُهُ النَّجِیبُ الْمُرْتَضَی الْهَادِی النَّقِیُّ الْعَالِمُ الْفَقِیهُ الْأَمِینُ الْمُؤْتَمَنُ الطَّیِّبُ الْمُتَوَكِّلُ الْعَسْكَرِیُّ وَ یُقَالُ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ وَ الْفَقِیهُ الْعَسْكَرِیُ

ص: 113


1- 1. معانی الأخبار ص 65.
2- 2. قال الفیروزآبادی: و عسكر اسم سرمن رأی، و إلیه نسب العسكریان أبو الحسن علی بن محمّد بن علیّ بن موسی بن جعفر و ولده الحسن و ماتا بها.
3- 3. علل الشرائع ج 1 ص 230.

وَ كَانَ أَطْیَبَ النَّاسِ مُهْجَةً وَ أَصْدَقَهُمْ لَهْجَةً وَ أَمْلَحَهُمْ مِنْ قَرِیبٍ وَ أَكْمَلَهُمْ مِنْ بَعِیدٍ إِذَا صَمَتَ عَلَیْهِ هَیْبَةُ الْوَقَارِ وَ إِذَا تَكَلَّمَ سِیمَاءُ الْبَهَاءِ وَ هُوَ مِنْ بَیْتِ الرِّسَالَةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ مَقَرِّ الْوَصِیَّةِ وَ الْخِلَافَةِ شُعْبَةٌ مِنْ دَوْحَةِ النُّبُوَّةِ مُنْتَضَاةٌ مُرْتَضَاةٌ وَ ثَمَرَةٌ مِنْ شَجَرَةِ الرِّسَالَةِ مُجْتَنَاةٌ مُجْتَبَاةٌ وُلِدَ بِصَرْیَا مِنَ الْمَدِینَةِ النِّصْفَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ.

ابْنُ عَیَّاشٍ: یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ الْخَامِسَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ قُبِضَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی الثَّالِثَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قِیلَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ ثَلَاثَ لَیَالٍ بَقِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ نِصْفَ النَّهَارِ وَ لَیْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ قِیلَ أَحَدٌ وَ أَرْبَعُونَ وَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُمَانَةُ الْمَغْرِبِیَّةُ وَ یُقَالُ إِنَّ أُمَّهُ الْمَعْرُوفَةَ بِالسَّیِّدَةِ أُمُّ الْفَضْلِ فَأَقَامَ مَعَ أَبِیهِ سِتَّ سِنِینَ وَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَ بَعْدَهُ مُدَّةَ إِمَامَتِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یُقَالُ وَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَ مُدَّةُ مُقَامِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی عِشْرِینَ سَنَةً وَ تُوُفِّیَ فِیهَا وَ قَبْرُهُ فِی دَارِهِ وَ كَانَ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ الْمُعْتَصِمِ ثُمَّ الْوَاثِقِ وَ الْمُتَوَكِّلِ وَ الْمُنْتَصِرِ وَ الْمُسْتَعِینِ وَ الْمُعْتَزِّ وَ فِی آخِرِ مُلْكِ الْمُعْتَمِدِ اسْتُشْهِدَ مَسْمُوماً وَ قَالَ ابْنُ بَابَوَیْهِ وَ سَمَّهُ الْمُعْتَمِدُ(1).

«3»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: أَمَّا مَوْلِدُهُ علیه السلام فَفِی رَجَبٍ سَنَةَ مِائَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا سُمَانَةُ الْمَغْرِبِیَّةُ وَ قِیلَ غَیْرُ ذَلِكَ وَ أَمَّا اسْمُهُ فَعَلِیٌّ وَ أَمَّا أَلْقَابُهُ فَالنَّاصِحُ وَ الْمُتَوَكِّلُ وَ الْمِفْتَاحُ وَ النَّقِیُّ وَ الْمُرْتَضَی وَ أَشْهَرُهَا الْمُتَوَكِّلُ وَ كَانَ یُخْفِی ذَلِكَ وَ یَأْمُرُ أَصْحَابَهُ أَنْ یُعْرِضُوا عَنْهُ لِأَنَّهُ كَانَ لَقَبَ الْخَلِیفَةِ یَوْمَئِذٍ(2)

ص: 114


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 401.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 230.

وَ مَاتَ فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ لِخَمْسِ لَیَالٍ بَقِینَ مِنْهُ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ فِی خِلَافَةِ الْمُعْتَزِّ فَیَكُونُ عُمُرُهُ أَرْبَعِینَ سَنَةً غَیْرَ أَیَّامٍ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِیهِ سِتَّ سِنِینَ وَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَ بَقِیَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ شُهُوراً وَ قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی (1).

وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ فَكَانَ عُمُرُهُ أَرْبَعِینَ سَنَةً قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی دُفِنَ بِهَا فِی زَمَنِ الْمُنْتَصِرِ یُلَقَّبُ بِالْهَادِی أُمُّهُ سُمَانَةُ وَ یُقَالُ إِنَّهُ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ النِّصْفَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ

وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَ قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی دَارِهِ (2).

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ: وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ فِی رَجَبٍ سَنَةَ مِائَتَیْنِ وَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ سِتَّ سِنِینَ وَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَ مَضَی فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ لِخَمْسِ لَیَالٍ بَقِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ سَنَةَ مِائَتَیْنِ وَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِیهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا أَیَّاماً قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی أُمُّهُ سُمَانَةُ وَ یُقَالُ لَهَا مُنْفَرِشَةُ الْمَغْرِبِیَّةُ لَقَبُهُ النَّاصِحُ وَ الْمُرْتَضَی وَ النَّقِیُّ وَ الْمُتَوَكِّلُ یُكَنَّی بِأَبِی الْحَسَنِ (3).

«4»- عم، [إعلام الوری]: وُلِدَ علیه السلام بِصَرْیَا مِنَ الْمَدِینَةِ(4) لِلنِّصْفِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ عَیَّاشٍ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ الْخَامِسَ مِنْ رَجَبٍ وَ أُمُّهُ

ص: 115


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 232.
2- 2. المصدر ص 232.
3- 3. المصدر ص 244.
4- 4. قریة أسسها موسی بن جعفر علیه السلام علی ثلاثة أمیال من المدینة، و قد كثر ذكرها فی الحدیث، راجع المناقب ج 4 ص 382.

أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُمَانَةُ وَ لَقَبُهُ النَّقِیُّ وَ الْقَائِمُ وَ الْفَقِیهُ وَ الْأَمِینُ وَ الطَّیِّبُ وَ یُقَالُ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ الثَّالِثُ (1).

«5»- وَ قَالَ الشَّیْخُ فِی الْمِصْبَاحِ، رُوِیَ: أَنَّ یَوْمَ السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ خَرَجَ إِلَی أَهْلِی عَلَی یَدِ الشَّیْخِ الْكَبِیرِ أَبِی الْقَاسِمِ هَذَا الدُّعَاءُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَیْنِ فِی رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الثَّانِی وَ ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَالَ وَ ذَكَرَ ابْنُ عَیَّاشٍ أَنَّهُ كَانَ مَوْلِدُ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ یَوْمَ الثَّانِی مِنْ رَجَبٍ وَ ذَكَرَ أَیْضاً أَنَّهُ كَانَ یَوْمَ الْخَامِسِ وَ قَالَ وَ رَوَی إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْهَاشِمِ الْقُمِّیُّ قَالَ وُلِدَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَتْ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ.

«6»- كا، [الكافی]: وُلِدَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ علیه السلام وُلِدَ فِی رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ (2) وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُمَانَةُ(3).

«7»- ضه، [روضة الواعظین]: كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِلنِّصْفِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ.

«8»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: صِفَتُهُ أَسْمَرُ اللَّوْنِ نَقْشُ خَاتَمِهِ اللَّهُ رَبِّی وَ هُوَ عِصْمَتِی

ص: 116


1- 1. إعلام الوری ص 339.
2- 2. زاد فی المصدر: و مضی لاربع بقین من جمادی الآخرة سنة أربع و خمسین و مائتین و روی أنّه قبض علیه السلام فی رجب سنة أربع و خمسین و مائتین، و له أحد و أربعون سنة و ستة أشهر- و أربعون سنة علی المولد الآخر الذی روی. و كان المتوكل أشخصه مع یحیی بن هرثمة بن أعین من المدینة الی سرمن رأی، فتوفی بها و دفن فی داره.
3- 3. الكافی ج 1 ص 497.

مِنْ خَلْقِهِ.

«9»- كف، [المصباح] للكفعمی: وُلِدَ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَانِیَ رَجَبٍ وَ قِیلَ خَامِسَهُ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ فِی أَیَّامِ الْمَأْمُونِ أُمُّهُ سُمَانَةُ نَقْشُ خَاتَمِهِ حِفْظُ الْعُهُودِ مِنْ أَخْلَاقِ الْمَعْبُودِ كَانَتْ لَهُ سُرِّیَّةٌ لَا غَیْرُ وَ كَانَ لَهُ خَمْسَةُ أَوْلَادٍ وَ تُوُفِّیَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ ثَالِثَ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ سَمَّهُ الْمُعْتَزُّ وَ بَابُهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ.

ص: 117

باب 2 النصوص علی الخصوص علیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْإِمَامَ بَعْدِی ابْنِی عَلِیٌّ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ الْإِمَامَةُ بَعْدَهُ فِی ابْنِهِ الْحَسَنِ (1).

«2»- عم،(2)

[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی بَغْدَادَ فِی الدَّفْعَةِ الْأَوَّلَةِ مِنْ خَرْجَتَیْهِ قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ فِی هَذَا الْوَجْهِ فَإِلَی مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَكَ فَكَرَّ بِوَجْهِهِ إِلَیَّ ضَاحِكاً وَ قَالَ لَیْسَ [الْغَیْبَةُ] حَیْثُ ظَنَنْتَ فِی هَذِهِ السَّنَةِ فَلَمَّا اسْتُدْعِیَ بِهِ إِلَی الْمُعْتَصِمِ صِرْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَنْتَ خَارِجٌ فَإِلَی مَنْ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ فَبَكَی حَتَّی اخْضَلَّتْ لِحْیَتُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ عِنْدَ هَذِهِ یُخَافُ عَلَیَّ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِی إِلَی ابْنِی عَلِیٍ (4).

ص: 118


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 50 فی حدیث.
2- 2. إعلام الوری ص 339.
3- 3. الكافی ج 1 ص 323.
4- 4. الإرشاد المفید ص 308.

«3»- عم،(1)

[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (2)

عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَیْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ أَلْزَمُ بَابَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام لِلْخِدْمَةِ الَّتِی وُكِّلْتُ بِهَا وَ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیُ (3)

یَجِی ءُ فِی السَّحَرِ مِنْ آخِرِ كُلِّ لَیْلَةٍ لِیَتَعَرَّفَ خَبَرَ عِلَّةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ الرَّسُولُ الَّذِی یَخْتَلِفُ بَیْنَ أَبِی جَعْفَرٍ وَ بَیْنَ الْخَیْرَانِیِ (4) إِذَا حَضَرَ قَامَ أَحْمَدُ وَ خَلَا بِهِ قَالَ الْخَیْرَانِیُّ فَخَرَجَ ذَاتَ لَیْلَةٍ وَ قَامَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمَجْلِسِ وَ خَلَا بِیَ الرَّسُولُ وَ اسْتَدَارَ أَحْمَدُ فَوَقَفَ حَیْثُ یَسْمَعُ الْكَلَامَ فَقَالَ الرَّسُولُ مَوْلَاكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنِّی مَاضٍ وَ الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ وَ لَهُ عَلَیْكُمْ بَعْدِی مَا كَانَ لِی عَلَیْكُمْ بَعْدَ أَبِی ثُمَّ مَضَی الرَّسُولُ وَ رَجَعَ أَحْمَدُ إِلَی مَوْضِعِهِ فَقَالَ لِی مَا الَّذِی قَالَ لَكَ قُلْتُ خَیْراً قَالَ

ص: 119


1- 1. إعلام الوری ص 340.
2- 2. الكافی ج 1 ص 324.
3- 3. أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عیسی بن عبد اللّٰه بن سعد بن مالك بن الاحوص ابن السائب بن مالك بن عامر الأشعریّ من بنی ذخران- بضم الذال- بن عوف بن الجماهر- بالضم- بن الاشعر[ الاشعث] قال النجاشیّ: أول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الاحوص، و كان السائب بن مالك وفد الی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و أسلم و هاجر الی الكوفة و أقام بها. كان شیخ القمیین و رئیسهم الذی یلقی السلطان، و فقیههم غیر مدافع، لقی أبا الحسن الرضا و أبا جعفر الثانی و أبا الحسن الثالث علیه السلام و له كتب و هو الذی أخرج من قم أحمد بن أبی عبد اللّٰه البرقی و سهل بن زیاد الأدمی و محمّد بن علی الصیرفی للطعن فی روایتهم.
4- 4. كذا فی نسخة الأصل طبقا لما أخرجه قدّس سرّه من كتاب الإرشاد، لكنه تصحیف و الصحیح كما فی نسخة الكافی و إعلام الوری« بین أبی جعفر و بین أبی» فان الخیرانی یذكر القصة عن أبیه.

قَدْ سَمِعْتُ مَا قَالَ وَ أَعَادَ عَلَیَّ مَا سَمِعَ فَقُلْتُ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ مَا فَعَلْتَ (1)

لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ لا تَجَسَّسُوا(2) فَإِنْ سَمِعْتَ فَاحْفَظِ الشَّهَادَةَ لَعَلَّنَا نَحْتَاجُ إِلَیْهَا یَوْماً مَا وَ إِیَّاكَ أَنْ تُظْهِرَهَا إِلَی وَقْتِهَا قَالَ أَصْبَحْتُ (3)

وَ كَتَبْتُ نُسْخَةَ الرِّسَالَةِ فِی عَشْرِ رِقَاعٍ وَ خَتَمْتُهَا وَ دَفَعْتُهَا إِلَی وُجُوهِ أَصْحَابِنَا وَ قُلْتُ إِنْ حَدَثَ بِی حَدَثُ الْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ أُطَالِبَكُمْ بِهَا فَافْتَحُوهَا وَ اعْمَلُوا بِمَا فِیهَا فَلَمَّا مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَمْ أَخْرُجْ مِنْ مَنْزِلِی حَتَّی عَلِمْتُ أَنَّ رُءُوسَ الْعِصَابَةِ قَدِ اجْتَمَعُوا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ (4) یَتَفَاوَضُونَ فِی الْأَمْرِ فَكَتَبَ إِلَیَّ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ یُعْلِمُنِی بِاجْتِمَاعِهِمْ عِنْدَهُ یَقُولُ لَوْ لَا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ لَصِرْتُ مَعَهُمْ إِلَیْكَ فَأُحِبُّ أَنْ تَرْكَبَ إِلَیَّ فَرَكِبْتُ وَ

صِرْتُ إِلَیْهِ فَوَجَدْتُ الْقَوْمَ مُجْتَمِعِینَ عِنْدَهُ فَتَجَارَیْنَا فِی الْبَابِ فَوَجَدْتُ أَكْثَرَهُمْ قَدْ شَكَوْا فَقُلْتُ لِمَنْ عِنْدَهُ الرِّقَاعُ وَ هُوَ حُضُورٌ أَخْرِجُوا تِلْكَ الرِّقَاعَ فَأَخْرَجُوهَا فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا مَا أُمِرْتُ بِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ كُنَّا نُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مَعَكَ فِی هَذَا الْأَمْرِ

ص: 120


1- 1. فیه ازراء علی أحمد بن محمّد بن عیسی حیث ادعی أنّه استرق السمع لنجواهما و استراق السمع حرام و هكذا فیما سیأتی من انكاره للنص طعن عظیم، و لكن الظاهر للمتأمل فی الحدیث أنه- بعد ضعف السند بل جهالته- متهافت المعنی من جهات شتّی. منها أن الظاهر من كلام الأشعریّ و استفهامه« ما الذی قال لك؟» النكیر علی ما قال، خصوصا من قوله بعد ذلك« قد سمعت ما قال» و لیس فیما قال الرسول:« مولاك یقرئك السلام و یقول لك» الخ سر الا النصّ من الامام الماضی علی ابنه أبی الحسن الهادی علیهما السلام.
2- 2. الحجرات: 12.
3- 3. فی الكافی و نسخة إعلام الوری: فلما أصبح أبی كتب، و هكذا فیما یأتی بنقل الخیرانی عن أبیه.
4- 4. هو محمّد بن الفرج الرخجی ثقة من رجال أبی الحسن الرضا« ع» و الجواد و الهادی علیهم السلام له كتاب مسائل، و یظهر من بعض الأخبار أنّه كان وكیل أبی الحسن الهادی« ع» كما سیأتی عن الخرائج فی الباب الآتی تحت الرقم 24 و 25.

آخَرُ لِیَتَأَكَّدَ هَذَا الْقَوْلُ (1) فَقُلْتُ لَهُمْ قَدْ أَتَاكُمُ اللَّهُ بِمَا تُحِبُّونَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ الْأَشْعَرِیُّ یَشْهَدُ لِی بِسَمَاعِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ فَسَأَلُوهُ الْقَوْمُ فَتَوَقَّفَ عَنِ الشَّهَادَةِ فَدَعَوْتُهُ إِلَی الْمُبَاهَلَةِ فَخَافَ مِنْهَا وَ قَالَ قَدْ سَمِعْتُ ذَلِكَ وَ هِیَ مَكْرُمَةٌ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ لِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ-(2) فَأَمَّا مَعَ الْمُبَاهَلَةِ فَلَا طَرِیقَ إِلَی كِتْمَانِ الشَّهَادَةِ فَلَمْ یَبْرَحِ الْقَوْمُ حَتَّی سَلَّمُوا لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام (3).

و الأخبار فی هذا الباب كثیرة جدا إن عملنا علی إثباتها طال الكتاب و فی إجماع العصابة علی إمامة أبی الحسن و عدم من یدعیها سواه فی وقته ممن یلتمس الأمر فیه غنی عن إیراد الأخبار بالنصوص علی التفصیل (4).

«4»- كا،(5)

[الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْوَاسِطِیِّ سَمِعَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی خَالِدٍ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَحْكِی أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلَی هَذِهِ الْوَصِیَّةِ الْمَنْسُوخَةِ:(6) شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی خَالِدٍ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام

ص: 121


1- 1. ظاهر حالهم أنهم لم یثقوا بقوله، بل كان عندهم متّهما حیث لم یقبلوا قوله حتی بعد ما ظهر ما فی الرقاع، و الرجل نفسه كان یعلم ذلك من شأنهم حیث توسل بالرقاع قبلا الی صدق كلامه.
2- 2. لیس لهذا الكلام موقع، حیث انه بظاهره یدلّ علی أن الأشعریّ و هو رجل من العرب كان یحسد لابی الخیرانی و هو من الاعاجم، أن یظهر النصّ« علی أبی الحسن الهادی علیه السلام» علی یدیه، مع أنّه كان شریكه فی استماع النصّ علی أن النصّ لم یكن منحصرا فی هذا الذی سمعه الرجل بل هناك نصوص.
3- 3. من أعجب العجائب أن القوم لم یثقوا بقول الرجل وحده حتّی بعد ما ظهر من الرقاع ما ظهر، و لما أن شهد الأشعریّ و هو الذی أنكر النصّ أولا و كذب الرجل فی دعواه قبلوا قوله و سلموا لابی الحسن« ع»، أ لیس فی كذب الأشعریّ و انكاره النصّ أولا ما یسقط شهادته؟.
4- 4. إرشاد المفید ص 308.
5- 5. هذا الحدیث من مختصات نسخة الصفوانی.
6- 6. الضمیر المنصوب فی« أنه» و المرفوع المستكن فی« أشهده» راجع الی أبی جعفر علیه السلام و الضمیر البارز، راجع الی أحمد بن أبی خالد و المراد بالوصیة المنسوخة هی الوصیة علی النحو الذی یذكره أحمد بن أبی خالد« صالح».

أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام أَشْهَدَهُ أَنَّهُ أَوْصَی إِلَی عَلِیٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ وَ أَخَوَاتِهِ (1) وَ جَعَلَ أَمْرَ مُوسَی إِذَا بَلَغَ إِلَیْهِ وَ جَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُسَاوِرِ قَائِماً عَلَی تَرِكَتِهِ مِنَ الضِّیَاعِ وَ الْأَمْوَالِ وَ

النَّفَقَاتِ وَ الرَّقِیقِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ إِلَی أَنْ یَبْلُغَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ صَیَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَاوِرِ ذَلِكَ الْیَوْمَ إِلَیْهِ یَقُومُ بِأَمْرِ نَفْسِهِ وَ أَخَوَاتِهِ (2) وَ یُصَیِّرُ أَمْرَ مُوسَی إِلَیْهِ یَقُومُ لِنَفْسِهِ بَعْدَهُمَا عَلَی شَرْطِ أَبِیهِمَا فِی صَدَقَاتِهِ الَّتِی تَصَدَّقَ بِهَا وَ ذَلِكَ یَوْمُ الْأَحَدِ لِثَلَاثِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی خَالِدٍ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ وَ شَهِدَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (3) الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ الْجَوَّانِیُّ عَلَی مِثْلِ شَهَادَةِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ فِی صَدْرِ هَذَا الْكِتَابِ وَ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِیَدِهِ وَ شَهِدَ نَصْرٌ الْخَادِمُ وَ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِیَدِهِ (4).

ص: 122


1- 1. حاصله أنّه أوصی الی ابنه بأمور نفسه و أخواته و تربیتهن و جعل أمر موسی ابنه الی موسی عند بلوغه و جعل عبد اللّٰه بن المساور قائما علی التركة، الی ان یبلغ علی ابنه فإذا بلغ صیر ابن المساور القیام علی التركة إلیه فیقوم علی التركة و أمر نفسه و أخواته الا أمر موسی فانه یقوم بأمره لنفسه بعد علی و ابن المساور علی ما شرط علیه السلام فی صدقاته و موقوفاته« صالح».
2- 2. فی بعض النسخ« و إخوانه» و هكذا فیما سبق، و هو سهو و الصحیح ما فی الصلب طبقا للمصدر، و ذلك لان أبا جعفر الجواد لم یخلف من الذكور الا علیا الهادی و موسی المبرقع و قد خلف ابنتین: فاطمة و أمامة و مات أبو جعفر الجواد و لابی الحسن الهادی« ع» ثمان سنین لم یبلغ بعد علی مذهب الجمهور و لذلك جعل عبد اللّٰه بن المساور قیما علی أمواله و ضیاعه.
3- 3. الصحیح« عبید اللّٰه بن الحسین- و هو الحسین الأصغر- بن علیّ بن الحسین كما فی عمدة الطالب، و فیه أن الجوانی نسبة محمّد بن عبید اللّٰه، لا ابنه الحسن.
4- 4. الكافی ج 1 ص 325.

بیان: لعله علیه السلام للتقیة من المخالفین الجاهلین بقدر الإمام علیه السلام و منزلته و كماله فی صغره و كبره اعتبر بلوغه فی كونه وصیا و فوض الأمر ظاهرا قبل بلوغه إلی عبد اللّٰه لئلا یكون لقضاتهم مدخلا فی ذلك فقوله علیه السلام إذا بلغ یعنی أبا الحسن علیه السلام و قوله علیه السلام صیر أی بعد بلوغ الإمام علیه السلام صیره عبد اللّٰه مستقلا فی أمور نفسه و وكل أمور أخواته إلیه قوله و یصیر بتشدید الیاء أی عبد اللّٰه أو الإمام علیه السلام أمر موسی إلیه أی إلی موسی بعدهما أی بعد فوت عبد اللّٰه و الإمام علیه السلام و یحتمل التخفیف أیضا و قوله علی شرط أبیهما متعلق بیقوم فی الموضعین.

«5»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، رَوَی الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی الْعِرَاقِ وَ مُعَاوَدَتَهَا أَجْلَسَ أَبَا الْحَسَنِ فِی حَجْرِهِ بَعْدَ النَّصِّ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ مَا الَّذِی تُحِبُّ أَنْ أُهْدِیَ إِلَیْكَ مِنْ طَرَائِفِ الْعِرَاقِ فَقَالَ علیه السلام سَیْفاً كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی مُوسَی ابْنِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا تُحِبُّ أَنْتَ فَقَالَ فَرَساً فَقَالَ علیه السلام أَشْبَهَنِی أَبُو الْحَسَنِ وَ أَشْبَهَ هَذَا أُمَّهُ.

ص: 123

باب 3 معجزاته و بعض مكارم أخلاقه و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه

«1»- عم، [إعلام الوری] السَّیِّدُ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْحُسَیْنِیُّ الْجُرْجَانِیُّ عَنْ وَالِدِهِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ حَتَّی مَرَّ بِهَا بغا(1)

أَیَّامَ الْوَاثِقِ فِی طَلَبِ الْأَعْرَابِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ أَخْرِجُوا بِنَا حَتَّی نَنْظُرَ إِلَی تَعْبِئَةِ هَذَا التُّرْكِیِّ فَخَرَجْنَا فَوَقَفْنَا فَمَرَّتْ بِنَا تَعْبِئَتُهُ فَمَرَّ بِنَا تُرْكِیٌّ فَكَلَّمَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِالتُّرْكِیَّةِ فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ فَقَبَّلَ حَافِرَ دَابَّتِهِ

قَالَ فَحَلَّفْتُ التُّرْكِیَّ وَ قُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لَكَ الرَّجُلُ قَالَ هَذَا نَبِیٌّ قُلْتُ لَیْسَ هَذَا بِنَبِیٍّ قَالَ دَعَانِی بِاسْمٍ سُمِّیتُ بِهِ فِی صِغَرِی فِی بِلَادِ التُّرْكِ مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ إِلَّا السَّاعَةَ(2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أبو هاشم: مثله (3).

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ یَوْماً عَلَی الْمُتَوَكِّلِ وَ هُوَ یَشْرَبُ فَدَعَانِی إِلَی الشُّرْبِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَا شَرِبْتُهُ قَطُّ قَالَ أَنْتَ تَشْرَبُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ لَیْسَ تَعْرِفُ مَنْ فِی یَدِكَ إِنَّمَا یَضُرُّكَ وَ لَا یَضُرُّهُ وَ لَمْ أُعِدْ ذَلِكَ عَلَیْهِ (4)

ص: 124


1- 1. بغا من الأسماء التركیة، كان اسم رجل من قوّاد المتوكل.
2- 2. إعلام الوری ص 343.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 408.
4- 4. و تراه فی مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 417.

قَالَ فَلَمَّا كَانَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ قَالَ لِیَ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ قَدْ ذَكَرَ الرَّجُلُ یَعْنِی الْمُتَوَكِّلَ خَبَرَ مَالٍ یَجِی ءُ مِنْ قُمَّ وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَرْصُدَهُ لِأُخْبِرَهُ لَهُ فَقُلْ لِی مِنْ أَیِّ طَرِیقٍ یَجِی ءُ حَتَّی أَجْتَنِبَهُ فَجِئْتُ إِلَی الْإِمَامِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَصَادَفْتُ عِنْدَهُ مَنْ أَحْتَشِمُهُ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ لِی لَا یَكُونُ إِلَّا خَیْراً یَا أَبَا مُوسَی لِمَ لَمْ تُعِدِ الرِّسَالَةَ الْأَوَّلَةَ فَقُلْتُ أَجْلَلْتُكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ لِی الْمَالُ یَجِی ءُ اللَّیْلَةَ وَ لَیْسَ یَصِلُونَ إِلَیْهِ فَبِتْ عِنْدِی فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّیْلِ وَ قَامَ إِلَی وِرْدِهِ قَطَعَ الرُّكُوعَ بِالسَّلَامِ وَ قَالَ لِی قَدْ جَاءَ الرَّجُلُ وَ مَعَهُ الْمَالُ وَ قَدْ مَنَعَهُ الْخَادِمُ الْوُصُولَ إِلَیَّ فَاخْرُجْ خُذْ مَا مَعَهُ فَخَرَجْتُ فَإِذَا مَعَهُ زِنْفِیلَجَةٌ-(1)

فِیهَا الْمَالُ فَأَخَذْتُهُ وَ دَخَلْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ قُلْ لَهُ هَاتِ الْجُبَّةَ الَّتِی قَالَتْ لَكَ الْقُمِّیَّةُ إِنَّهَا ذَخِیرَةُ جَدَّتِهَا فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَأَعْطَانِیهَا فَدَخَلْتُ بِهَا إِلَیْهِ فَقَالَ لِی قُلْ لَهُ الْجُبَّةُ الَّتِی أَبْدَلْتَهَا مِنْهَا رُدَّهَا إِلَیْنَا فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ كَانَتِ ابْنَتِی اسْتَحْسَنَتْهَا فَأَبْدَلْتُهَا بِهَذِهِ الْجُبَّةِ وَ أَنَا أَمْضِی فَأَجِی ءُ بِهَا فَقَالَ اخْرُجْ فَقُلْ لَهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَحْفَظُ لَنَا وَ عَلَیْنَا هَاتِهَا مِنْ كَتِفِكَ فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّجُلِ فَأَخْرَجْتُهَا مِنْ كَتِفِهِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ قَدْ كُنْتُ شَاكّاً فَتَیَقَّنْتُ.

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الفتح: مثله (2)

بیان: و لم أعد ذلك علیه أی علی أبی الحسن علیه السلام و هو المراد بالرسالة الأولة لأن الملعون لما ذكر ذلك لیبلغه علیه السلام سماه رسالة.

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ قَالَ حَدَّثَنِی الْمَنْصُورِیُّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ وَ حَدَّثَنِی عَمِّی عَنْ كَافُورٍ الْخَادِمِ بِهَذَا الْحَدِیثِ قَالَ: كَانَ فِی الْمَوْضِعِ مُجَاوِرِ الْإِمَامِ مِنْ أَهْلِ الصَّنَائِعِ صُنُوفٌ مِنَ النَّاسِ وَ كَانَ الْمَوْضِعُ كَالْقَرْیَةِ وَ كَانَ یُونُسُ النَّقَّاشُ یَغْشَی سَیِّدَنَا الْإِمَامَ علیه السلام وَ یَخْدُمُهُ

ص: 125


1- 1. الزنفیلجة- بكسر الزای و فتح اللام- و هكذا الزنفلیجة- كقسطبیلة- وعاء أدوات الراعی فارسی معرب زنبیله.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 413.

فَجَاءَهُ یَوْماً یُرْعَدُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی أُوصِیكَ بِأَهْلِی خَیْراً قَالَ وَ مَا الْخَبَرُ قَالَ عَزَمْتُ عَلَی الرَّحِیلِ قَالَ وَ لِمَ یَا یُونُسُ وَ هُوَ علیه السلام مُتَبَسِّمٌ قَالَ قَالَ مُوسَی بْنُ بُغَا وَجَّهَ إِلَیَّ بِفَصٍّ لَیْسَ لَهُ قِیمَةٌ أَقْبَلْتُ أَنْ أَنْقُشَهُ فَكَسَرْتُهُ بِاثْنَیْنِ وَ مَوْعِدُهُ غَداً وَ هُوَ مُوسَی بْنُ بغا إِمَّا أَلْفُ سَوْطٍ أَوِ الْقَتْلُ قَالَ امْضِ إِلَی مَنْزِلِكَ إِلَی غَدٍ فَمَا یَكُونُ إِلَّا خَیْراً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَی بُكْرَةً یُرْعَدُ فَقَالَ قَدْ جَاءَ الرَّسُولُ یَلْتَمِسُ الْفَصَّ قَالَ امْضِ إِلَیْهِ فَمَا تَرَی إِلَّا خَیْراً قَالَ وَ مَا أَقُولُ لَهُ یَا سَیِّدِی قَالَ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ امْضِ إِلَیْهِ وَ اسْمَعْ مَا یُخْبِرُكَ بِهِ فَلَنْ یَكُونَ إِلَّا خَیْراً قَالَ فَمَضَی وَ عَادَ یَضْحَكُ قَالَ قَالَ لِی یَا سَیِّدِی الْجَوَارِی اخْتَصَمْنَ فَیُمْكِنُكَ أَنْ تَجْعَلَهُ فَصَّیْنِ حَتَّی نُغْنِیَكَ فَقَالَ سَیِّدُنَا الْإِمَامُ علیه السلام اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ جَعَلْتَنَا مِمَّنْ یَحْمَدُكَ حَقّاً فَأَیْشٍ (1)

قُلْتُ لَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَمْهِلْنِی حَتَّی أَتَأَمَّلَ أَمْرَهُ كَیْفَ أَعْمَلُهُ فَقَالَ أَصَبْتَ.

«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی عَنْ كَافُورٍ الْخَادِمِ قَالَ قَالَ لِیَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: اتْرُكْ لِیَ السَّطْلَ الْفُلَانِیَّ فِی الْمَوْضِعِ الْفُلَانِیِّ لِأَتَطَهَّرَ مِنْهُ لِلصَّلَاةِ وَ أَنْفَذَنِی فِی حَاجَةٍ وَ قَالَ إِذَا عُدْتَ فَافْعَلْ ذَلِكَ لِیَكُونَ مُعَدّاً إِذَا تَأَهَّبْتُ لِلصَّلَاةِ وَ اسْتَلْقَی علیه السلام لِیَنَامَ وَ أُنْسِیتُ مَا قَالَ لِی وَ كَانَتْ لَیْلَةً بَارِدَةً فَحَسِسْتُ بِهِ وَ قَدْ قَامَ إِلَی الصَّلَاةِ وَ ذَكَرْتُ أَنَّنِی لَمْ أَتْرُكِ السَّطْلَ فَبَعُدْتُ عَنِ الْمَوْضِعِ خَوْفاً مِنْ لَوْمِهِ وَ تَأَلَّمْتُ لَهُ حَیْثُ یَشْقَی لِطَلَبِ الْإِنَاءِ فَنَادَانِی نِدَاءَ مُغْضَبٍ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ أَیْشٍ عُذْرِی أَنْ أَقُولَ نَسِیتُ مِثْلَ هَذَا وَ لَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ إِجَابَتِهِ فَجِئْتُ مَرْعُوباً فَقَالَ یَا وَیْلَكَ أَ مَا عَرَفْتَ رَسْمِی أَنَّنِی لَا أَتَطَهَّرُ إِلَّا بِمَاءٍ بَارِدٍ فَسَخَّنْتَ لِی مَاءً فَتَرَكْتَهُ فِی السَّطْلِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی مَا تَرَكْتُ السَّطْلَ وَ لَا الْمَاءَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهِ لَا تَرَكْنَا رُخْصَةً وَ لَا رَدَدْنَا مِنْحَةً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَ وَفَّقَنَا لِلْعَوْنِ عَلَی عِبَادَتِهِ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ یَغْضَبُ عَلَی

ص: 126


1- 1. لغة عامیّة و كأنّه مخفف« أی شی ء».

مَنْ لَا یَقْبَلُ رُخْصَةً(1).

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ قَالَ: قَصَدْتُ الْإِمَامَ علیه السلام یَوْماً فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدِ اطَّرَحَنِی وَ قَطَعَ رِزْقِی وَ مَلَّلَنِی وَ مَا أَتَّهِمُ فِی ذَلِكَ إِلَّا عِلْمَهُ بِمُلَازَمَتِی لَكَ وَ إِذَا سَأَلْتُهُ شَیْئاً مِنْهُ یَلْزَمُهُ الْقَبُولُ مِنْكَ فَیَنْبَغِی أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِمَسْأَلَتِهِ فَقَالَ تُكْفَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلِ طَرَقَنِی رُسُلُ الْمُتَوَكِّلِ رَسُولٌ یَتْلُو رَسُولًا فَجِئْتُ وَ الْفَتْحُ عَلَی الْبَابِ قَائِمٌ فَقَالَ یَا رَجُلُ مَا تَأْوِی فِی مَنْزِلِكَ بِاللَّیْلِ كَدَّنِی هَذَا الرَّجُلُ مِمَّا یَطْلُبُكَ فَدَخَلْتُ وَ إِذَا الْمُتَوَكِّلُ جَالِسٌ عَلَی فِرَاشِهِ فَقَالَ یَا أَبَا مُوسَی نُشْغَلُ عَنْكَ وَ تُنْسِینَا نَفْسَكَ أَیُّ شَیْ ءٍ لَكَ عِنْدِی فَقُلْتُ الصِّلَةُ الْفُلَانِیَّةُ وَ الرِّزْقُ الْفُلَانِیُّ وَ ذَكَرْتُ أَشْیَاءَ فَأَمَرَ لِی بِهَا وَ بِضِعْفِهَا فَقُلْتُ لِلْفَتْحِ وَافَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَی هَاهُنَا فَقَالَ لَا فَقُلْتُ كَتَبَ رُقْعَةً فَقَالَ لَا فَوَلَّیْتُ مُنْصَرِفاً فَتَبِعَنِی فَقَالَ لِی لَسْتُ أَشُكُّ أَنَّكَ سَأَلْتَهُ دُعَاءً لَكَ فَالْتَمِسْ لِی مِنْهُ دُعَاءً فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَیْهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَبَا مُوسَی هَذَا وَجْهُ الرِّضَا فَقُلْتُ بِبَرَكَتِكَ یَا سَیِّدِی وَ لَكِنْ قَالُوا لِی إِنَّكَ مَا مَضَیْتَ إِلَیْهِ وَ لَا سَأَلْتَهُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَلِمَ مِنَّا أَنَّا لَا نَلْجَأُ فِی الْمُهِمَّاتِ إِلَّا إِلَیْهِ وَ لَا نَتَوَكَّلُ فِی الْمُلِمَّاتِ إِلَّا عَلَیْهِ وَ عَوَّدَنَا إِذَا سَأَلْنَاهُ الْإِجَابَةَ وَ نَخَافُ أَنْ نَعْدِلَ فَیَعْدِلَ بِنَا قُلْتُ إِنَّ الْفَتْحَ قَالَ لِی كَیْتَ وَ كَیْتَ قَالَ إِنَّهُ یُوَالِینَا بِظَاهِرِهِ وَ یُجَانِبُنَا بِبَاطِنِهِ الدُّعَاءُ لِمَنْ یَدْعُو بِهِ إِذَا أَخْلَصْتَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ وَ اعْتَرَفْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِحَقِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ سَأَلْتَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی شَیْئاً لَمْ یَحْرِمْكَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی فَتُعَلِّمُنِی دُعَاءً أَخْتَصُّ بِهِ مِنَ الْأَدْعِیَةِ قَالَ هَذَا الدُّعَاءُ كَثِیراً أَدْعُو اللَّهَ بِهِ وَ قَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا یُخَیِّبَ مَنْ دَعَا بِهِ فِی مَشْهَدِی بَعْدِی وَ هُوَ یَا عُدَّتِی عِنْدَ الْعُدَدِ وَ یَا رَجَائِی وَ الْمُعْتَمَدُ وَ یَا كَهْفِی وَ السَّنَدُ وَ یَا وَاحِدُ یَا

ص: 127


1- 1. و رواه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 414 مرسلا.

أَحَدُ یَا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَمْ تَجْعَلْ فِی خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِمْ وَ تَفْعَلَ بِی كَیْتَ وَ كَیْتَ (1).

بیان: الدعاء لمن یدعو به أی كل من یدعو به یستجاب له أو الدعاء تابع لحال الداعی فإذا لم یكن فی الدعاء شرائط الدعاء لم یستجب له فیكون قوله إذا أخلصت مفسرا لذلك و هو أظهر.

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُطَّةَ عَنْ خَیْرٍ الْكَاتِبِ قَالَ حَدَّثَنِی سمیلة الْكَاتِبُ وَ كَانَ قَدْ عَمِلَ أَخْبَارَ سُرَّ مَنْ رَأَی قَالَ: كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یَرْكَبُ إِلَی الْجَامِعِ وَ مَعَهُ عَدَدٌ مِمَّنْ یَصْلُحُ لِلْخِطَابَةِ وَ كَانَ فِیهِمْ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ یُلَقَّبُ بِهَرِیسَةَ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یُحَقِّرُهُ فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ أَنْ یَخْطُبَ یَوْماً فَخَطَبَ فَأَحْسَنَ فَتَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ یُصَلِّی فَسَابَقَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ فَجَاءَ فَجَذَبَ مِنْطَقَتَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ خَطَبَ یُصَلِّی فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ أَرَدْنَا أَنْ نُخْجِلَهُ فَأَخْجَلَنَا وَ كَانَ أَحَدَ الْأَشْرَارِ فَقَالَ یَوْماً لِلْمُتَوَكِّلِ مَا یَعْمَلُ أَحَدٌ بِكَ أَكْثَرَ مِمَّا تَعْمَلُهُ بِنَفْسِكَ فِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَلَا یَبْقَی فِی الدَّارِ إِلَّا مَنْ یَخْدُمُهُ وَ لَا یُتْعِبُونَهُ بِشَیْلِ سِتْرٍ وَ لَا فَتْحِ بَابٍ وَ لَا شَیْ ءٍ وَ هَذَا إِذَا عَلِمَهُ النَّاسُ قَالُوا لَوْ لَمْ یَعْلَمِ اسْتِحْقَاقَهُ لِلْأَمْرِ مَا فَعَلَ بِهِ هَذَا دَعْهُ إِذَا دَخَلَ یُشِیلُ السِّتْرَ لِنَفْسِهِ وَ یَمْشِی كَمَا یَمْشِی غَیْرُهُ فَتَمَسُّهُ بَعْضَ الْجَفْوَةِ فَتَقَدَّمَ أَنْ لَا یُخْدَمَ وَ لَا یُشَالَ بَیْنَ یَدَیْهِ سِتْرٌ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ مَا رُئِیَ أَحَدٌ مِمَّنْ یَهْتَمُّ بِالْخَبَرِ مِثْلَهُ قَالَ فَكَتَبَ صَاحِبُ الْخَبَرِ إِلَیْهِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ دَخَلَ الدَّارَ فَلَمْ یَخْدُمْ وَ لَمْ یُشِلْ أَحَدٌ بَیْنَ یَدَیْهِ سِتْراً فَهَبَّ هَوَاءٌ رَفَعَ السِّتْرَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ اعْرِفُوا خَبَرَ خُرُوجِهِ فَذَكَرَ صَاحِبُ الْخَبَرِ هَوَاءً خَالَفَ ذَلِكَ الْهَوَاءَ شَالَ السِّتْرَ لَهُ حَتَّی خَرَجَ فَقَالَ لَیْسَ نُرِیدُ هَوَاءً یُشِیلُ السِّتْرَ شِیلُوا السِّتْرَ بَیْنَ یَدَیْهِ (2)

قَالَ وَ دَخَلَ یَوْماً عَلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ وَ

ص: 128


1- 1. أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 411 الی قوله فیعدل بنا.
2- 2. أخرجه ابن شهرآشوب ملخصا فی المناقب ج 4 ص 406.

كَانَ قَدْ سَأَلَ قَبْلَهُ لِابْنِ الْجَهْمِ فَذَكَرَ شُعَرَاءَ الْجَاهِلِیَّةِ وَ شُعَرَاءَ الْإِسْلَامِ فَلَمَّا سَأَلَ الْإِمَامَ علیه السلام قَالَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْعَلَوِیُّ قَالَ ابْنُ الْفَحَّامِ وَ أَخُوهُ الْحِمَّانِیُّ قَالَ حَیْثُ یَقُولُ:

لَقَدْ فَاخَرَتْنَا مِنْ قُرَیْشٍ عِصَابَةٌ***بِمَطِّ خُدُودٍ وَ امْتِدَادِ أَصَابِعَ

فَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْقَضَاءَ قَضَی لَنَا***عَلَیْهِمْ بِمَا فَاهُوا نِدَاءَ الصَّوَامِعِ (1)

قَالَ وَ مَا نِدَاءُ الصَّوَامِعِ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً جَدِّی أَمْ جَدُّكُمْ فَضَحِكَ الْمُتَوَكِّلُ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ هُوَ جَدُّكَ لَا نَدْفَعُكَ عَنْهُ.

بیان: ما رئی أحد علی بناء المجهول أی كان المتوكل كثیرا ما یهتم باستعلام الأخبار و كان قد وكل لذلك رجلا یعلمه و یكتب إلیه و لعل مط الخدود و امتداد الأصابع كنایة عن التكبر و الاستیلاء و بسط الید.

«7»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: أَصَابَتْنِی ضِیقَةٌ شَدِیدَةٌ فَصِرْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَذِنَ لِی فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ أَیُّ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكَ تُرِیدُ أَنْ تُؤَدِّیَ شُكْرَهَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَوَجَمْتُ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ فَابْتَدَأَ علیه السلام فَقَالَ رَزَقَكَ الْإِیمَانَ فَحَرَّمَ بَدَنَكَ عَلَی النَّارِ وَ رَزَقَكَ الْعَافِیَةَ فَأَعَانَتْكَ عَلَی الطَّاعَةِ وَ رَزَقَكَ الْقُنُوعَ فَصَانَكَ عَنِ التَّبَذُّلِ یَا أَبَا هَاشِمٍ إِنَّمَا ابْتَدَأْتُكَ بِهَذَا لِأَنِّی ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تَشْكُوَ لِی مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا وَ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِمِائَةِ دِینَارٍ فَخُذْهَا(2).

«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ یَوْماً الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا أَبَا مُوسَی أُخْرِجْتُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی كَرْهاً وَ لَوْ أُخْرِجْتُ عَنْهَا

ص: 129


1- 1. علیهم بما یهوی نداء الصوامع خ ل.
2- 2. أمالی الصدوق: ص 412.

أُخْرِجْتُ كَرْهاً قَالَ قُلْتُ وَ لِمَ یَا سَیِّدِی قَالَ لِطِیبِ هَوَائِهَا وَ عُذُوبَةِ مَائِهَا وَ قِلَّةِ دَائِهَا(1) ثُمَّ قَالَ تَخْرَبُ سُرَّ مَنْ رَأَی حَتَّی یَكُونَ فِیهَا خَانٌ وَ بَقَّالٌ لِلْمَارَّةِ وَ عَلَامَةُ تَدَارُكِ خَرَابِهَا تَدَارُكُ الْعِمَارَةِ فِی مَشْهَدِی مِنْ بَعْدِی.

«9»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: قَدِمَتْ عَلَیَّ أَحْمَالٌ فَأَتَانِی رَسُولُهُ قَبْلَ أَنْ أَنْظُرَ فِی الْكُتُبِ أَنْ أُوَجِّهَهُ بِهَا إِلَیْهِ سَرِّحْ إِلَیَّ بِدَفْتَرِ كَذَا وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدِی فِی مَنْزِلِی دَفْتَرٌ أَصْلًا قَالَ فَقُمْتُ أَطْلُبُ مَا لَا أَعْرِفُ بِالتَّصْدِیقِ لَهُ فَلَمْ أَقَعْ عَلَی شَیْ ءٍ فَلَمَّا وَلَّی الرَّسُولُ قُلْتُ مَكَانَكَ فَحَلَلْتُ بَعْضَ الْأَحْمَالِ فَتَلَقَّانِی دَفْتَرٌ لَمْ أَكُنْ عَلِمْتُ بِهِ إِلَّا أَنِّی عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ یَطْلُبْ إِلَّا حَقّاً فَوَجَّهْتُ بِهِ إِلَیْهِ (2).

«10»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الطَّیِّبِ الْهَادِی علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَابْتَدَأَنِی فَكَلَّمَنِی بِالْفَارِسِیَّةِ(3).

«11»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: أَرْسَلْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام غُلَامِی وَ كَانَ سِقْلَابِیّاً فَرَجَعَ الْغُلَامُ إِلَیَّ مُتَعَجِّباً فَقُلْتُ مَا لَكَ یَا بُنَیَّ قَالَ كَیْفَ لَا أَتَعَجَّبُ مَا زَالَ یُكَلِّمُنِی بِالسِّقْلَابِیَّةِ كَأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَّا فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا دَارَ بَیْنَهُمْ (4).

«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ: إِلَی قَوْلِهِ كَأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَّا وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا الْكِتْمَانَ عَنِ الْقَوْمِ (5).

كشف، [كشف الغمة] من كتاب الدلائل عن علی بن مهزیار: مثله (6).

ص: 130


1- 1. و أخرجه فی المناقب ج 4 ص 417 و زاد بعده شعرا فی ذلك: دخلنا كارهین لها فلما***الفناها خرجنا مكرهینا.
2- 2. بصائر الدرجات ص 249.
3- 3. المصدر ص 333.
4- 4. نفس المصدر ص 333.
5- 5. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 408.
6- 6. كشف الغمّة ج 3 ص 252.

«13»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ السرسونی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام كَتَبَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ یَأْمُرُهُ أَنْ یَعْمَلَ لَهُ مِقْدَارَ السَّاعَاتِ فَحَمَلْنَاهُ إِلَیْهِ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ فَلَمَّا صِرْنَا بِسَیَالَةَ كَتَبَ یُعْلِمُهُ قُدُومَهُ وَ یَسْتَأْذِنُهُ فِی الْمَصِیرِ إِلَیْهِ وَ عَنِ الْوَقْتِ الَّذِی نَسِیرُ إِلَیْهِ فِیهِ وَ اسْتَأْذَنَ لِإِبْرَاهِیمَ فَوَرَدَ الْجَوَابُ بِالْإِذْنِ أَنَّا نَصِیرُ إِلَیْهِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَخَرَجْنَا جَمِیعاً إِلَی أَنْ صِرْنَا فِی یَوْمٍ صَائِفٍ شَدِیدِ الْحَرِّ وَ مَعَنَا مَسْرُورٌ غُلَامُ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ فَلَمَّا أَنْ دَنَوْا مِنْ قَصْرِهِ إِذَا بِلَالٌ قَائِمٌ یَنْتَظِرُنَا وَ كَانَ بِلَالٌ غُلَامُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ ادْخُلُوا فَدَخَلْنَا حُجْرَةً وَ قَدْ نَالَنَا مِنَ الْعَطَشِ أَمْرٌ عَظِیمٌ فَمَا قَعَدْنَا حِیناً حَتَّی خَرَجَ إِلَیْنَا بَعْضُ الْخَدَمِ وَ مَعَهُ قِلَالٌ مِنْ مَاءٍ أَبْرَدِ مَا یَكُونُ فَشَرِبْنَا ثُمَّ دَعَا بِعَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ فَلَبِثَ عِنْدَهُ إِلَی بَعْدِ الْعَصْرِ ثُمَّ دَعَانِی فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ اسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ یُنَاوِلَنِی یَدَهُ فَأُقَبِّلَهَا فَمَدَّ یَدَهُ فَقَبَّلْتُهَا وَ دَعَانِی وَ قَعَدْتُ ثُمَّ قُمْتُ فَوَدَّعْتُهُ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الْبَیْتِ نَادَانِی علیه السلام فَقَالَ یَا إِبْرَاهِیمُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ لَا تَبْرَحْ فَلَمْ نَزَلْ جَالِساً وَ مَسْرُورٌ غُلَامُنَا مَعَنَا فَأَمَرَ أَنْ یُنْصَبَ الْمِقْدَارُ ثُمَّ خَرَجَ علیه السلام فَأُلْقِیَ لَهُ كُرْسِیٌّ فَجَلَسَ عَلَیْهِ وَ أُلْقِیَ لِعَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ كُرْسِیٌّ عَنْ یَسَارِهِ فَجَلَسَ وَ قُمْتُ أَنَا بِجَنْبِ الْمِقْدَارِ فَسَقَطَتْ حَصَاةٌ(1) فَقَالَ مَسْرُورٌ هشت فَقَالَ علیه السلام هشت ثَمَانِیَةٌ فَقُلْنَا نَعَمْ یَا سَیِّدَنَا فَلَبِثْنَا عِنْدَهُ إِلَی الْمَسَاءِ ثُمَّ خَرَجْنَا فَقَالَ لِعَلِیٍّ رُدَّ إِلَیَّ مَسْرُوراً بِالْغَدَاةِ فَوَجَّهَهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ قَالَ لَهُ بِالْفَارِسِیَّةِ بار خدا چون فَقُلْتُ لَهُ نیك یَا سَیِّدِی فَمَرَّ نَصْرٌ فَقَالَ در ببند در ببند فَأَغْلَقَ الْبَابَ ثُمَّ أَلْقَی رِدَاءَهُ عَلَیَّ یُخْفِینِی مِنْ نَصْرٍ حَتَّی سَأَلَنِی عَمَّا أَرَادَ فَلَقِیَهُ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ فَقَالَ لَهُ كُلُّ هَذَا خَوْفاً مِنْ نَصْرٍ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ یَكَادُ خَوْفِی مِنْهُ خَوْفِی مِنْ عَمْرِو بْنِ قَرْحٍ (2).

ص: 131


1- 1. أی حصاة من حصیات المقدار فقد كان تلقی تلك الآلة فی كل ساعة حصاة فیعلم مقدار مضی الساعات باعتداد الحصیات.
2- 2. بصائر الدرجات ص 337.

«14»- كا، [الكافی](1) یر، [بصائر الدرجات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ الْجَلَّابِ (2)

قَالَ: اشْتَرَیْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام غَنَماً كَثِیرَةً فَدَعَانِی فَأَدْخَلَنِی مِنْ إِصْطَبْلِ دَارِهِ (3) إِلَی مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لَا أَعْرِفُهُ فَجَعَلْتُ أُفَرِّقُ تِلْكَ الْغَنَمَ فِیمَنْ أَمَرَنِی بِهِ فَبَعَثْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ(4) وَ إِلَی وَالِدَتِهِ وَ غَیْرِهِمَا مِمَّنْ أَمَرَنِی ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِی الِانْصِرَافِ إِلَی بَغْدَادَ(5) إِلَی وَالِدِی وَ كَانَ ذَلِكَ یَوْمَ التَّرْوِیَةِ فَكَتَبَ إِلَیَّ تُقِیمُ غَداً عِنْدَنَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ قَالَ فَأَقَمْتُ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ عَرَفَةَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ وَ بِتُّ لَیْلَةَ الْأَضْحَی فِی رِوَاقٍ لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِی السَّحَرِ أَتَانِی فَقَالَ لِی یَا إِسْحَاقُ قُمْ فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَإِذَا أَنَا عَلَی بَابِی بِبَغْدَادَ فَدَخَلْتُ عَلَی وَالِدِی وَ أَتَانِی أَصْحَابِی فَقُلْتُ لَهُمْ عَرَّفْتُ بِالْعَسْكَرِ وَ خَرَجْتُ إِلَی الْعِیدِ بِبَغْدَادَ.

«15»- یر، [بصائر الدرجات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرٍ(6) عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی كُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ نُورِكَ وَ التَّقْصِیرَ بِكَ حَتَّی أَنْزَلُوكَ هَذَا الْخَانَ

ص: 132


1- 1. الكافی ج 1 ص 498.
2- 2. الجلاب- بالفتح و التشدید- من یشتری الغنم و نحوها فی موضع، و یسوقها الی موضع آخر لیبیعها، و فی القاموس: الغنم- محركة- الشاء لا واحد لها من لفظها الواحدة شاة و هو اسم مؤنث للجنس یقع علی الذكور و الاناث و علیهما جمیعا، و الجمع أغنام و غنوم و اغانم منه رحمه اللّٰه فی المرآة.
3- 3. الاصطبل كجرد حل: موقف الدوابّ، شامیة قاله الفیروزآبادی.
4- 4. أبو جعفر ابنه الكبیر، و اسمه محمد، مات قبل أبیه علیهما السلام، و قیل ان المراد به محمّد بن علیّ بن إبراهیم بن موسی بن جعفر.
5- 5. بصائر الدرجات ص 406. و أخرجه ابن شهرآشوب فی مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 411 مرسلا.
6- 6. فی المصدر: محمّد بن یحیی.

الْأَشْنَعَ خَانَ الصَّعَالِیكِ فَقَالَ هَاهُنَا أَنْتَ یَا ابْنَ سَعِیدٍ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ فَقَالَ انْظُرْ فَنَظَرْتُ فَإِذَا بِرَوْضَاتٍ آنِقَاتٍ وَ رَوْضَاتٍ نَاضِرِاتٍ فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ عَطِرَاتٌ وَ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ وَ أَطْیَارٌ وَ ظِبَاءٌ وَ أَنْهَارٌ تَفُورُ فَحَارَ بَصَرِی وَ الْتَمَعَ وَ حَسَرَتْ عَیْنِی فَقَالَ حَیْثُ كُنَّا فَهَذَا لَنَا عَتِیدٌ وَ لَسْنَا فِی خَانِ الصَّعَالِیكِ (1).

عم، [إعلام الوری](2)

الكلینی عن الحسین: مثله (3)- یر، [بصائر الدرجات] الحسین بن محمد عن علی بن النعمان بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد اللّٰه عن محمد بن یحیی عن صالح بن سعید: مثله (4)

بیان: الصعلوك الفقیر أو اللص قوله هاهنا أنت أی أنت فی هذا المقام من معرفتنا خَیْرَات مخفف خَیِّرَات لأن خیر الذی بمعنی أَخْیَر لا یجمع كأنهن اللؤلؤ المكنون أی المصون عما یضر به فی الصفاء و النقاء عتید أی حاضر مهیأ.

أقول: لما قصر علم السائل و فهمه عن إدراك اللذات الروحانیة و درجاتهم المعنویة و توهم أن هذه الأمور مما یحط من منزلتهم و لم یعلم أن تلك الأحوال مما یضاعف منازلهم و درجاتهم الحقیقیة و لذاتهم الروحانیة و أنهم اجتووا لذات الدنیا و نعیمها(5) و كان نظره مقصورا علی اللذات الدنیة الفانیة فلذا أراه علیه السلام ذلك لأنه كان مبلغه من العلم.

و أما كیفیة رؤیته لها فهی محجوبة عنا و الخوض فیها لا یهمنا لكن خطر لنا بقدر فهمنا وجوه.

الأول أنه تعالی أوجد فی هذا الوقت لإظهار إعجازه علیه السلام هذه الأشیاء

ص: 133


1- 1. بصائر الدرجات ص 406.
2- 2. إعلام الوری ص 348.
3- 3. الكافی ج 1 ص 498.
4- 4. بصائر الدرجات ص 407.
5- 5. یقال: اجتوی البلد اجتواء: كره المقام به و ان كان فی نعمة.

فی الهواء لیراه فیعلم أن عروض تلك الأحوال لهم لتسلیمهم و رضاهم بقضاء اللّٰه تعالی و إلا فهم قادرون علی إحداث هذه الغرائب و أن إمامتهم الواقعیة و قدرتهم العلیة و نفاذ حكمهم فی العالم الأدنی و الأعلی و خلافتهم الكبری لم تنقص بما یری فیهم من الذلة و المغلوبیة و المقهوریة.

الثانی أن تلك الأشكال أوجدها اللّٰه سبحانه فی حسه المشترك إیذانا بأن اللذات الدنیویة عندهم بمثل تلك الخیالات الوهمیة كما یری النائم فی طیفه ما یلتذ به كالتذاذه فی الیقظة و لذا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّاسُ نِیَامٌ فَإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا.

الثالث أنه علیه السلام أراه صور اللذات الروحانیة التی معهم دائما بما یوافق فهمه فإنه كان فی منام طویل و غفلة عظیمة عن درجات العارفین و لذاتهم كما یری النائم العلم بصورة الماء الصافی أو اللبن الیقق و المال بصورة الحیة و أمثالها و هذا قریب من السابق و هذا علی مذاق الحكماء و المتألهین.

الرابع ما حققته فی بعض المواضع و ملخصه أن النشآت مختلفة و الحواس فی إدراكها متفاوتة كما أن النبی ص كان یری جبرئیل علیه السلام و سائر الملائكة و الصحابة لم یكونوا یرونهم و أمیر المؤمنین كان یری الأرواح فی وادی السلام و حبة(1) و غیره لا یرونهم فیمكن أن یكون جمیع هذه الأمور فی جمیع الأوقات

ص: 134


1- 1. حبة بن جوین العرنیّ- منسوب الی عرینة بن عرین بن بدر بن قسر من خواص أصحاب أمیر المؤمنین علیه السلام و حدیثه فی وادی السلام مرویّ فی الكافی ج 3 ص 243 و هذا نصه: قال: خرجت مع أمیر المؤمنین علیه السلام الی الظهر- یعنی ظهر الكوفة- فوقف بوادی السلام كانه مخاطب لاقوام، فقمت بقیامه حتّی أعییت ثمّ جلست حتّی مللت، ثمّ قمت حتی نالنی مثل ما نالنی أولا، ثمّ جلست حتّی مللت. ثمّ قمت و جمعت ردائی فقلت: یا أمیر المؤمنین! انی قد أشفقت علیك من طول القیام فراحة ساعة، ثمّ طرحت الرداء لیجلس علیه، فقال لی یا حبة! ان هو الا محادثة مؤمن أو مؤانسته. قال: قلت: یا أمیر المؤمنین و انهم لكذلك؟ قال: نعم و لو كشف لك لرأیتهم حلقا حلقا محتبین یتحادثون، فقلت: أجسام أم أرواح؟ فقال: أرواح، و ما من مؤمن یموت فی بقعة من بقاع الأرض الا قیل لروحه: الحقی بوادی السلام، و انها لبقعة من جنة عدن.

حاضرة عندهم علیهم السلام و یرونها و یلتذون بها لكن لما كانت أجساما لطیفة روحانیة ملكوتیة لم یكن سائر الخلق یرونها فقوی اللّٰه بصر السائل بإعجازه علیه السلام حتی رآها.

فعلی هذا لا یبعد أن یكون فی وادی السلام جنات و أنهار و ریاض و حیاض تتمتع بها أرواح المؤمنین بأجسادهم المثالیة اللطیفة و نحن لا نراها.

و بهذا الوجه تنحل كثیر من الشبه عن المعجزات و أخبار البرزخ و المعاد و هذا قریب من عالم المثال الذی أثبته الإشراقیون من الحكماء و الصوفیة لكن بینهما فرق بین.

هذه هی التی خطرت ببالی و أرجو من اللّٰه أن یسددنی فی مقالی و فعالی.

«16»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِ (1) عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْیَوْمِ

ص: 135


1- 1. الشیبانی نسبة الی شیبان بن ثعلبة، بطن من بكر بن وائل، من العدنانیة، و هم بنو شیبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علیّ بن بكر بن وائل. و الرجل أبو المفضل محمّد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عبید اللّٰه بن البهلول بن همام بن المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة- الصغری- بن همام بن مرة- و كان سیدهم فی الجاهلیة- بن ذهل بن شیبان. قال النجاشیّ: سافر فی طلب الحدیث عمره، أصله كوفیّ، و كان فی أول أمره ثبتا ثمّ خلط و رأیت جل أصحابنا یغمزونه و یضعفونه، رأیت هذا الشیخ و سمعت منه كثیرا ثمّ توقفت عن الروایة عنه الا بواسطة بینی و بینه. و قال صاحب الذریعة: و لما كانت ولادة النجاشیّ سنة 372، و كان عمره یوم وفاة أبی المفضل خمس عشرة سنة، احتاط أن یروی عنه بلا واسطة بل كان یروی عنه بالواسطة كما صرّح به فلا وجه حینئذ لدعوی أن توقف النجاشیّ كان لغمز فیه. و قال ابن الغضائری: وضاع كثیر المناكیر، رأیت كتبه و فیه الأسانید من دون المتون و المتون من دون الأسانید، و أری ترك ما ینفرد به. و قال الخطیب البغدادیّ: نزل بغداد و حدث بها عن محمّد بن جریر الطبریّ و محمّد ابن العباس الیزیدی و امثالهم و عن خلق كثیر من المصریین و الشامیین ... و كان یضع الحدیث للرافضة و یملی فی مسجد الشرقیة حدّثنی القاضی أبو العلاء الواسطی قال: كان أبو المفضل حسن الهیئة جمیل الظاهر، نظیف اللبسة، كان مولده سنة 297 و وفاته سنة 387.

الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ فَقِیلَ لَهُ وَ كَیْفَ عَرَفْتَ ذَلِكَ قَالَ تَدَاخَلَنِی ذِلَّةٌ لِلَّهِ لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهَا(1).

یر، [بصائر الدرجات] محمد بن عیسی عن أبی الفضل عن هارون بن الفضل: مثله (2).

«17»- قب، [المناقب](3)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَكَلَّمَنِی بِالْهِنْدِیَّةِ فَلَمْ أُحْسِنْ أَنْ أَرُدَّ عَلَیْهِ وَ كَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ رَكْوَةٌ مَلْأَی حَصًا فَتَنَاوَلَ حَصَاةً وَاحِدَةً وَ وَضَعَهَا فِی فِیهِ وَ مَصَّهَا مَلِیّاً ثُمَّ رَمَی بِهَا إِلَیَّ فَوَضَعْتُهَا فِی فَمِی فَوَ اللَّهِ مَا بَرِحْتُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّی تَكَلَّمْتُ بِثَلَاثَةٍ وَ سَبْعِینَ لِسَاناً أَوَّلُهَا الْهِنْدِیَّةُ(4).

عم، [إعلام الوری] قال أبو عبد اللّٰه بن عیاش حدثنی علی بن حبشی بن قونی عن جعفر: مثله (5).

«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ مُجَدَّرٌ فَقُلْتُ لِلْمُتَطَبِّبِ آب گرفت ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ تَبَسَّمَ وَ قَالَ تَظُنُّ أَنْ لَا یُحْسِنَ

ص: 136


1- 1. بصائر الدرجات ص 467.
2- 2. المصدر ص 467 نفسها.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 408.
4- 4. مختار الخرائج و الجرائح ص 237.
5- 5. إعلام الوری ص 343.

الْفَارِسِیَّةَ غَیْرُكَ فَقَالَ لَهُ الْمُتَطَبِّبُ جُعِلْتُ فِدَاكَ تُحْسِنُهَا فَقَالَ أَمَّا فَارِسِیَّةُ هَذَا فَنَعَمْ قَالَ لَكَ احْتَمَلَ الْجُدَرِیُّ مَاءً.

«19»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ عَلَی رَأْسِهِ غُلَامٌ كَلِّمِ الْغُلَامَ بِالْفَارِسِیَّةِ وَ أَعْرِبْ لَهُ فِیهَا فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ نام تو چیست فَسَكَتَ الْغُلَامُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَسْأَلُكَ مَا اسْمُكَ (1).

«20»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْأَشْتَرِ الْعَلَوِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی بِبَابِ الْمُتَوَكِّلِ وَ أَنَا صَبِیٌّ فِی جَمْعِ النَّاسِ مَا بَیْنَ طَالِبِیٍّ إِلَی عَبَّاسِیٍّ إِلَی جُنْدِیٍّ إِلَی غَیْرِ ذَلِكَ وَ كَانَ إِذَا جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام تَرَجَّلَ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّی یَدْخُلَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لِمَ نَتَرَجَّلُ لِهَذَا الْغُلَامِ وَ مَا هُوَ بِأَشْرَفِنَا وَ لَا بِأَكْبَرِنَا وَ لَا بِأَسَنِّنَا وَ لَا بِأَعْلَمِنَا فَقَالُوا وَ اللَّهِ لَا تَرَجَّلْنَا لَهُ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ وَ اللَّهِ لَتَرَجَّلُنَّ لَهُ صَغَاراً وَ ذِلَّةً إِذَا رَأَیْتُمُوهُ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَقْبَلَ وَ بَصُرُوا بِهِ فَتَرَجَّلَ لَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ أَ لَیْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ لَا تَتَرَجَّلُونَ لَهُ فَقَالُوا وَ اللَّهِ مَا مَلَكْنَا أَنْفُسَنَا حَتَّی تَرَجَّلْنَا(2).

عم، [إعلام الوری] محمد بن الحسین الحسینی عن أبیه عن طاهر بن محمد الجعفری عن أحمد بن محمد بن عیاش فی كتابه عن الحسن بن عبد القاهر الطاهری عن محمد بن الحسن: مثله (3).

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیَ (4) كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَی أَبِی الْحَسَنِ بَعْدَ أَبِیهِ

ص: 137


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج، و قد أخرج الأخیر فی البصائر ص 338 فراجع.
2- 2. لم نجده فی مختار الخرائج، و أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 407 ملخصا.
3- 3. إعلام الوری ص 343.
4- 4. هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد اللّٰه بن جعفر بن أبی طالب أبو هاشم الجعفری- كان عظیم المنزلة عند الأئمّة علیهم السلام شریف القدر ثقة، من أصحاب الرضا و الجواد و الهادی و العسكریّ و صاحب الامر علیهم السلام و له اخبار و مسائل، و له شعر جید فیهم سكن بغداد و كان مقدما عند السلطان، و له كتاب روی عنه أحمد بن أبی عبد اللّٰه.

أَبِی جَعْفَرٍ وَ جَدِّهِ الرِّضَا علیه السلام فَشَكَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مَا یَلْقَی مِنَ الشَّوْقِ إِلَیْهِ إِذَا انْحَدَرَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَی بَغْدَادَ ثُمَّ قَالَ یَا سَیِّدِی ادْعُ اللَّهَ لِی فَرُبَّمَا لَمْ أَسْتَطِعْ رُكُوبَ الْمَاءِ فَسِرْتُ إِلَیْكَ عَلَی الظَّهْرِ وَ مَا لِی مَرْكُوبٌ سِوَی بِرْذَوْنِی هَذَا عَلَی ضَعْفِهِ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یُقَوِّیَنِی عَلَی زِیَارَتِكَ فَقَالَ قَوَّاكَ اللَّهُ یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ قَوَّی بِرْذَوْنَكَ قَالَ الرَّاوِی وَ كَانَ أَبُو هَاشِمٍ یُصَلِّی الْفَجْرَ بِبَغْدَادَ وَ یَسِیرُ عَلَی ذَلِكَ الْبِرْذَوْنِ فَیُدْرِكُ الزَّوَالَ مِنْ یَوْمِهِ ذَلِكَ فِی عَسْكَرِ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ یَعُودُ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی بَغْدَادَ إِذَا شَاءَ عَلَی ذَلِكَ الْبِرْذَوْنِ فَكَانَ هَذَا مِنْ أَعْجَبِ الدَّلَائِلِ الَّتِی شُوهِدَتْ (1).

عم، [إعلام الوری] بالإسناد عن ابن عیاش عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن الصالحی عن أبی هاشم: مثله (2)- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن عبد اللّٰه الصالحی: مثله (3).

«22»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا الْخُزَاعِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی ظَاهِرِ سُرَّ مَنْ رَأَی یَتَلَقَّی بَعْضَ الْقَادِمِینَ فَأَبْطَئُوا فَطُرِحَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام غَاشِیَةُ السَّرْجِ فَجَلَسَ عَلَیْهَا وَ نَزَلْتُ عَنْ دَابَّتِی وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یُحَدِّثُنِی فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ قِصَرَ یَدِی وَ ضِیقَ حَالِی فَأَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی رَمْلٍ كَانَ عَلَیْهِ جَالِساً فَنَاوَلَنِی مِنْهُ كَفّاً وَ قَالَ اتَّسِعْ بِهَذَا یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ اكْتُمْ مَا رَأَیْتَ فَخَبَأْتُهُ مَعِی وَ رَجَعْنَا فَأَبْصَرْتُهُ فَإِذَا هُوَ یَتَّقِدُ كَالنِّیرَانِ ذَهَباً أَحْمَرَ(4) فَدَعَوْتُ صَائِغاً إِلَی مَنْزِلِی وَ قُلْتُ لَهُ اسْبُكْ لِی هَذِهِ السَّبِیكَةَ فَسَبَكَهَا وَ قَالَ لِی مَا رَأَیْتُ ذَهَباً أَجْوَدَ مِنْ هَذَا وَ هُوَ كَهَیْئَةِ الرَّمْلِ فَمِنْ أَیْنَ لَكَ هَذَا فَمَا رَأَیْتُ أَعْجَبَ مِنْهُ قُلْتُ كَانَ عِنْدِی قَدِیماً(5).

ص: 138


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 237.
2- 2. إعلام الوری ص 344.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 409.
4- 4. و أخرجه فی المناقب ملخصا إلی هنا فی ج 4 ص 409.
5- 5. مختار الخرائج ص 238.

عم، [إعلام الوری] قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ وَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْعَدُ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ تَدَّخِرُهُ لَنَا عَجَائِزُنَا عَلَی طُولِ الْأَیَّامِ (1).

«23»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ الْخَصِیبِ یَتَسَایَرَانِ وَ قَدْ قَصَرَ عَنْهَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَصِیبِ سِرْ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ أَنْتَ الْمُقَدَّمُ فَمَا لَبِثْنَا إِلَّا أَرْبَعَةَ أَیَّامٍ حَتَّی وُضِعَ الْوَهَقُ عَلَی سَاقِ ابْنِ الْخَصِیبِ وَ قُتِلَ-(2) وَ قَدْ أَلَحَّ قَبْلَ هَذَا ابْنُ الْخَصِیبِ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ فِی الدَّارِ الَّتِی نَزَلَهَا وَ طَالَبَهُ بِالانْتِقَالِ مِنْهَا وَ تَسْلِیمِهَا إِلَیْهِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ لَأَقْعُدَنَّ لَكَ مِنَ اللَّهِ مَقْعَداً لَا تَبْقَی لَكَ مَعَهُ بَاقِیَةٌ فَأَخَذَهُ اللَّهُ فِی تِلْكَ الْأَیَّامِ وَ قُتِلَ (3).

عم،(4) [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] أحمد بن محمد بن عیسی عن أبی یعقوب: مثله (5)

ص: 139


1- 1. إعلام الوری ص 343.
2- 2. أحمد بن الخصیب كان من قوّاد المتوكل، و لما قتل المتوكل و قعد المنتصر مكانه استوزره و نفی عبد اللّٰه بن یحیی بن خاقان، و كانت مدة خلافة المنتصر ستة أشهر و یومین، و قیل ستة أشهر سواء فلما توفی دبر أحمد بن الخصیب حتّی اتفق الاتراك و الموالی علی أن لا یتولی الخلافة أحد من ولد المتوكل لئلا یطلب منهم دم أبیه، فاجتمعوا علی أحمد ابن محمّد بن المعتصم و هو المستعین فبایعوه فی أواخر ربیع الأوّل من سنة ثمان و أربعین و مائتین. و قال صاحب الكامل: فی هذه السنة غضب الموالی علی أحمد بن الخصیب فی جمادی الآخرة و استصفی ماله و مال ولده و نفی الی قریطش. فالظاهر علی ما ذكرنا أن هذا كان فی زمان المستعین قاله المؤلّف قدّس سرّه فی مرآة العقول: ج 1 ص 418 و الروایة فی الكافی ج 1 ص 501.
3- 3. مختار الخرائج ص 238.
4- 4. إعلام الوری ص 342.
5- 5. الإرشاد ص 311.

بیان: الوهق بالتحریك و قد یسكن حبل (1) و فی بعض النسخ الدهق بالدال و هو خشبتان یغمز بهما الساق فارسیته إشكنجه (2).

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو یَعْقُوبَ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَرَجِ یَنْظُرُ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام نَظَراً شَافِیاً فَاعْتَلَّ مِنَ الْغَدِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام قَدْ أَنْفَذَ إِلَیْهِ بِثَوْبٍ فَأَرَانِیهِ مُدَرَّجاً تَحْتَ ثِیَابِهِ قَالَ فَكُفِّنَ فِیهِ وَ اللَّهِ (3).

عم، [إعلام الوری] أحمد بن محمد عن أبی یعقوب: مثله (4).

«25»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ كَتَبَ إِلَیَّ أَجْمِعْ أَمْرَكَ وَ خُذْ حِذْرَكَ قَالَ فَأَنَا فِی جَمْعِ أَمْرِی لَسْتُ أَدْرِی مَا الَّذِی أَرَادَ فِیمَا كَتَبَ بِهِ إِلَیَّ حَتَّی وَرَدَ عَلَیَّ رَسُولٌ حَمَلَنِی مِنْ مِصْرَ مُقَیَّداً مُصَفَّداً بِالْحَدِیدِ وَ ضَرَبَ عَلَی كُلِّ مَا أَمْلِكُ فَمَكَثْتُ فِی السِّجْنِ ثَمَانِیَ سِنِینَ ثُمَّ وَرَدَ عَلَیَّ كِتَابٌ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ أَنَا فِی الْحَبْسِ لَا تَنْزِلْ فِی نَاحِیَةِ الْجَانِبِ الْغَرْبِیِّ فَقَرَأْتُ الْكِتَابَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی یَكْتُبُ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِهَذَا وَ أَنَا فِی الْحَبْسِ إِنَّ هَذَا لَعَجِیبٌ فَمَا مَكَثْتُ إِلَّا أَیَّاماً یَسِیرَةً حَتَّی أُفْرِجَ عَنِّی وَ حُلَّتْ قُیُودِی وَ خُلِّیَ سَبِیلِی وَ لَمَّا رَجَعَ إِلَی الْعِرَاقِ لَمْ یَقِفْ بِبَغْدَادَ لِمَا أَمَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ خَرَجَ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ بَعْدَ خُرُوجِی أَسْأَلُهُ أَنْ یَسْأَلَ اللَّهَ لِیَرُدَّ عَلَیَّ ضِیَاعِی فَكَتَبَ إِلَیَّ سَوْفَ یُرَدُّ عَلَیْكَ وَ مَا یَضُرُّكَ أَنْ لَا تُرَدَّ عَلَیْكَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ فَلَمَّا شَخَصَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَی الْعَسْكَرِ كَتَبَ لَهُ

ص: 140


1- 1. حبل فی طرفیه أنشوطة یطرح فی عنق الدابّة و الإنسان حتّی تؤخذ قیل هو معرب وهك بالفارسیة.
2- 2. هذا نص القاموس ج 3 ص 233.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 414.
4- 4. إعلام الوری ص 342.

بِرَدِّ ضِیَاعِهِ فَلَمْ یَصِلِ الْكِتَابُ إِلَیْهِ حَتَّی مَاتَ (1).

عم، [إعلام الوری](2)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3)

عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ: مِثْلَهُ (4)

ثُمَّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ كَتَبَ أَحْمَدُ(5)

بْنُ الْخَصِیبِ

إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ (6)

بِالْخُرُوجِ إِلَی الْعَسْكَرِ فَكَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یُشَاوِرُهُ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام اخْرُجْ فَإِنَّ فِیهِ فَرَجَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَخَرَجَ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی مَاتَ (7).

«26»- یج، [الخرائج و الجرائح] حَدَثَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ أَصْفَهَانَ مِنْهُمْ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَوِیَّةَ قَالُوا: كَانَ بِأَصْفَهَانَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ كَانَ شِیعِیّاً قِیلَ لَهُ مَا السَّبَبُ الَّذِی أَوْجَبَ عَلَیْكَ الْقَوْلَ بِإِمَامَةِ عَلِیٍّ النَّقِیِّ دُونَ غَیْرِهِ مِنْ أَهْلِ الزَّمَانِ قَالَ شَاهَدْتُ مَا أَوْجَبَ عَلَیَّ وَ ذَلِكَ أَنِّی كُنْتُ رَجُلًا فَقِیراً وَ كَانَ لِی لِسَانٌ وَ جُرْأَةٌ فَأَخْرَجَنِی أَهْلُ أَصْفَهَانَ سَنَةً مِنَ السِّنِینَ مَعَ قَوْمٍ آخَرِینَ إِلَی بَابِ الْمُتَوَكِّلِ مُتَظَلِّمِینَ

ص: 141


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج.
2- 2. إعلام الوری ص 342.
3- 3. الكافی ج 1 ص 500.
4- 4. الإرشاد ص 311.
5- 5. علی بن الخصیب خ ل.
6- 6. الظاهر أنّه محمّد بن الفرج الرخجی كما وصفه فی الإرشاد، فهو أخو عمر بن الفرج الذی مر ذكره فی ص 100 عن مقاتل الطالبیین، لكنه كان من أعاظم أصحابنا كما مر فی ص 120 فی حدیث الخیرانی، سكن بغداد الجانب الغربی، ثمّ خرج الی سرمن رأی و قبض بها.
7- 7. رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 500 و فیه أحمد بن الخضیب، و ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 409، راجع الإرشاد ص 311.

فَكُنَّا بِبَابِ الْمُتَوَكِّلِ یَوْماً إِذَا خَرَجَ الْأَمْرُ بِإِحْضَارِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ حَضَرَ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِی قَدْ أُمِرَ بِإِحْضَارِهِ فَقِیلَ هَذَا رَجُلٌ عَلَوِیٌّ تَقُولُ الرَّافِضَةُ بِإِمَامَتِهِ ثُمَّ قَالَ وَ یُقَدَّرُ أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ یُحْضِرُهُ لِلْقَتْلِ فَقُلْتُ- لَا أَبْرَحُ مِنْ هَاهُنَا حَتَّی أَنْظُرَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ أَیُّ رَجُلٍ هُوَ قَالَ فَأَقْبَلَ رَاكِباً عَلَی فَرَسٍ وَ قَدْ قَامَ النَّاسُ یَمْنَةَ الطَّرِیقِ وَ یَسْرَتَهَا صَفَّیْنِ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ وَقَعَ حُبُّهُ فِی قَلْبِی فَجَعَلْتُ أَدْعُو فِی نَفْسِی بِأَنْ یَدْفَعَ اللَّهُ عَنْهُ شَرَّ الْمُتَوَكِّلِ فَأَقْبَلَ یَسِیرُ بَیْنَ النَّاسِ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَی عُرْفِ دَابَّتِهِ لَا یَنْظُرُ یَمْنَةً وَ لَا یَسْرَةً وَ أَنَا دَائِمُ الدُّعَاءِ فَلَمَّا صَارَ إِلَیَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَیَّ وَ قَالَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكَ وَ طَوَّلَ عُمُرَكَ وَ كَثَّرَ مَالَكَ وَ وُلْدَكَ قَالَ فَارْتَعَدْتُ وَ وَقَعْتُ بَیْنَ أَصْحَابِی فَسَأَلُونِی وَ هُمْ یَقُولُونَ مَا شَأْنُكَ فَقُلْتُ خَیْرٌ وَ لَمْ أُخْبِرْ بِذَلِكَ فَانْصَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی أَصْفَهَانَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیَّ وُجُوهاً مِنَ الْمَالِ حَتَّی أَنَا الْیَوْمَ أُغْلِقُ بَابِی عَلَی مَا قِیمَتُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ سِوَی مَالِی خَارِجَ دَارِی وَ رُزِقْتُ عَشَرَةً مِنَ الْأَوْلَادِ وَ قَدْ بَلَغْتُ الْآنَ مِنْ عُمُرِی نَیِّفاً وَ سَبْعِینَ سَنَةً وَ أَنَا أَقُولُ بِإِمَامَةِ الرَّجُلِ عَلَی الَّذِی عَلِمَ مَا فِی قَلْبِی وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فِیَّ وَ لِی (1).

«27»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَةَ قَالَ: دَعَانِی الْمُتَوَكِّلُ قَالَ اخْتَرْ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ مِمَّنْ تُرِیدُ وَ اخْرُجُوا إِلَی الْكُوفَةِ فَخَلِّفُوا أَثْقَالَكُمْ فِیهَا وَ اخْرُجُوا إِلَی طَرِیقِ الْبَادِیَةِ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَحْضِرُوا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا إِلَی عِنْدِی مُكَرَّماً مُعَظَّماً مُبَجَّلًا قَالَ فَفَعَلْتُ وَ خَرَجْنَا وَ كَانَ فِی أَصْحَابِی قَائِدٌ مِنَ الشُّرَاةِ(2) وَ كَانَ لِی كَاتِبٌ یَتَشَیَّعُ وَ أَنَا عَلَی مَذْهَبِ الْحَشْوِیَّةِ وَ كَانَ ذَلِكَ الشَّارِیُّ یُنَاظِرُ ذَلِكَ الْكَاتِبَ وَ كُنْتُ أَسْتَرِیحُ إِلَی مُنَاظَرَتِهِمَا لِقَطْعِ الطَّرِیقِ

ص: 142


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 209.
2- 2. هم الخوارج، الواحد شار. سموا بذلك لقولهم شرینا انفسنا فی طاعة اللّٰه.

فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی وَسَطِ الطَّرِیقِ قَالَ الشَّارِیُّ لِلْكَاتِبِ أَ لَیْسَ مِنْ قَوْلِ صَاحِبِكُمْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَنَّهُ لَیْسَ مِنَ الْأَرْضِ بُقْعَةٌ إِلَّا وَ هِیَ قَبْرٌ أَوْ سَیَكُونُ قَبْراً فَانْظُرْ إِلَی هَذِهِ التُّرْبَةِ(1)

أَیْنَ مَنْ یَمُوتُ فِیهَا حَتَّی یَمْلَأَهَا اللَّهُ قُبُوراً كَمَا یَزْعُمُونَ قَالَ: فَقُلْتُ لِلْكَاتِبِ هَذَا مِنْ قَوْلِكُمْ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ صَدَقَ أَیْنَ یَمُوتُ فِی هَذِهِ التُّرْبَةِ الْعَظِیمَةِ حَتَّی یَمْتَلِئَ قُبُوراً وَ تَضَاحَكْنَا سَاعَةً إِذَا انْخَذَلَ الْكَاتِبُ فِی أَیْدِینَا قَالَ وَ سِرْنَا حَتَّی دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ فَقَصَدْتُ بَابَ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَرَأَ كِتَابَ الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ انْزِلُوا وَ لَیْسَ مِنْ جِهَتِی خِلَافٌ قَالَ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَیْهِ مِنَ الْغَدِ وَ كُنَّا فِی تَمُّوزَ أَشَدَّ مَا یَكُونُ مِنَ الْحَرِّ فَإِذَا بَیْنَ یَدَیْهِ خَیَّاطٌ وَ هُوَ یَقْطَعُ مِنْ ثِیَابٍ غِلَاظٍ خَفَاتِینَ لَهُ-(2)

وَ لِغِلْمَانِهِ ثُمَّ قَالَ لِلْخَیَّاطِ اجْمَعْ عَلَیْهَا جَمَاعَةً مِنَ الْخَیَّاطِینَ وَ اعْمِدْ عَلَی الْفَرَاغِ مِنْهَا یَوْمَكَ هَذَا وَ بَكِّرْ بِهَا إِلَیَّ فِی هَذَا الْوَقْتِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا یَحْیَی اقْضُوا وَطَرَكُمْ مِنَ الْمَدِینَةِ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ اعْمِدْ عَلَی الرَّحِیلِ غَداً فِی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنَ الْخَفَاتِینِ وَ أَقُولُ فِی نَفْسِی نَحْنُ فِی تَمُّوزَ وَ حَرِّ الْحِجَازِ وَ إِنَّمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْعِرَاقِ مَسِیرَةُ عَشَرَةِ أَیَّامٍ فَمَا یَصْنَعُ بِهَذِهِ الثِّیَابِ ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا رَجُلٌ لَمْ یُسَافِرْ وَ هُوَ یُقَدِّرُ أَنَّ كُلَّ سَفَرٍ یُحْتَاجُ فِیهِ إِلَی مِثْلِ هَذِهِ الثِّیَابِ وَ الْعَجَبُ مِنَ الرَّافِضَةِ حَیْثُ یَقُولُونَ بِإِمَامَةِ هَذَا مَعَ فَهْمِهِ هَذَا فَعُدْتُ إِلَیْهِ فِی الْغَدِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَإِذَا الثِّیَابُ قَدْ أُحْضِرَتْ فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ ادْخُلُوا وَ خُذُوا لَنَا مَعَكُمْ لَبَابِیدَ وَ بَرَانِسَ ثُمَّ قَالَ ارْحَلْ یَا یَحْیَی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا أَعْجَبُ مِنَ الْأَوَّلِ أَ یَخَافُ أَنْ یَلْحَقَنَا الشِّتَاءُ فِی الطَّرِیقِ حَتَّی أَخَذَ مَعَهُ اللَّبَابِیدَ وَ الْبَرَانِسَ

ص: 143


1- 1. فی المصدر« البریة» بدل التربة، و هو الظاهر.
2- 2. الخفاتین جمع خفتان و هو الدرع من اللبد.

فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَسْتَصْغِرُ فَهْمَهُ فَعَبَرْنَا حَتَّی إِذَا وَصَلْنَا ذَلِكَ الْمَوْضِعَ الَّذِی وَقَعَتِ الْمُنَاظَرَةُ فِی الْقُبُورِ ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ وَ اسْوَدَّتْ وَ أَرْعَدَتْ وَ أَبْرَقَتْ حَتَّی إِذَا صَارَتْ عَلَی رُءُوسِنَا أَرْسَلَتْ عَلَیْنَا بَرَداً مِثْلَ الصُّخُورِ(1)

وَ قَدْ شَدَّ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَلَی غِلْمَانِهِ الْخَفَاتِینَ وَ لَبِسُوا اللَّبَابِیدَ وَ الْبَرَانِسَ قَالَ لِغِلْمَانِهِ ادْفَعُوا إِلَی یَحْیَی لُبَّادَةً وَ إِلَی الْكَاتِبِ بُرْنُساً وَ تَجَمَّعْنَا وَ الْبَرَدُ یَأْخُذُنَا حَتَّی قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِی ثَمَانِینَ رَجُلًا وَ زَالَتْ وَ رَجَعَ الْحَرُّ كَمَا كَانَ فَقَالَ لِی یَا یَحْیَی أَنْزِلْ مَنْ بَقِیَ مِنْ أَصْحَابِكَ لِیَدْفَنَ مَنْ قَدْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِكَ فَهَكَذَا یَمْلَأُ اللَّهُ الْبَرِّیَّةَ قُبُوراً قَالَ فَرَمَیْتُ نَفْسِی عَنْ دَابَّتِی وَ عَدَوْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رِكَابَهُ وَ رِجْلَهُ وَ قُلْتُ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّكُمْ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ قَدْ كُنْتُ كَافِراً وَ إِنَّنِی الْآنَ قَدْ أَسْلَمْتُ عَلَی یَدَیْكَ یَا مَوْلَایَ قَالَ یَحْیَی وَ تَشَیَّعْتُ وَ لَزِمْتُ خِدْمَتَهُ إِلَی أَنْ مَضَی (2).

«28»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَبِی مَنْصُورٍ الْمَوْصِلِیُّ أَنَّهُ: كَانَ بِدِیَارِ رَبِیعَةَ كَاتِبٌ نَصْرَانِیٌّ وَ كَانَ مِنْ أَهْلِ كَفَرْتُوثَا-(3)

یُسَمَّی یُوسُفَ بْنَ یَعْقُوبَ وَ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ وَالِدِی صَدَاقَةٌ قَالَ فَوَافَی فَنَزَلَ عِنْدَ وَالِدِی فَقَالَ لَهُ مَا شَأْنُكَ قَدِمْتَ فِی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ دُعِیتُ إِلَی حَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ وَ لَا أَدْرِی مَا یُرَادُ مِنِّی إِلَّا أَنِّی اشْتَرَیْتُ نَفْسِی مِنَ اللَّهِ بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ قَدْ حَمَلْتُهَا لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام مَعِی فَقَالَ لَهُ وَالِدِی قَدْ وُفِّقْتَ فِی هَذَا قَالَ وَ خَرَجَ إِلَی حَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ وَ انْصَرَفَ إِلَیْنَا بَعْدَ أَیَّامٍ قَلَائِلَ فَرِحاً مُسْتَبْشِراً فَقَالَ لَهُ وَالِدِی حَدِّثْنِی حَدِیثَكَ قَالَ صِرْتُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ مَا دَخَلْتُهَا قَطُّ فَنَزَلْتُ فِی دَارٍ وَ قُلْتُ أُحِبُّ أَنْ أُوصِلَ الْمِائَةَ إِلَی ابْنِ الرِّضَا علیه السلام قَبْلَ

ص: 144


1- 1. البرد- بالتحریك- حب الغمام فقد یكون كبیرا مثل الصخور.
2- 2. مختار الخرائج و الجرائح ص 209.
3- 3. كفرتوثا- قریة كبیرة من اعمال الجزیرة، بینها و بین دارا خمسة فراسخ، و كفرتوثا أیضا من قری فلسطین.

مَصِیرِی إِلَی بَابِ الْمُتَوَكِّلِ وَ قَبْلَ أَنْ یَعْرِفَ أَحَدٌ قُدُومِی قَالَ فَعَرَفْتُ أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ قَدْ مَنَعَهُ مِنَ الرُّكُوبِ وَ أَنَّهُ مُلَازِمٌ لِدَارِهِ فَقُلْتُ كَیْفَ أَصْنَعُ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ یَسْأَلُ عَنْ دَارِ ابْنِ الرِّضَا لَا آمَنُ أَنْ یُبْدَرَ بِی فَیَكُونُ ذَلِكَ زِیَادَةً فِیمَا أُحَاذِرُهُ قَالَ فَفَكَّرْتُ سَاعَةً فِی ذَلِكَ فَوَقَعَ فِی قَلْبِی أَنْ أَرْكَبَ حِمَارِی وَ أَخْرُجَ فِی الْبَلَدِ وَ لَا أَمْنَعَهُ مِنْ حَیْثُ یَذْهَبُ لَعَلِّی أَقِفُ عَلَی مَعْرِفَةِ دَارِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَ أَحَداً قَالَ فَجَعَلْتُ الدَّنَانِیرَ فِی كَاغَذَةٍ وَ جَعَلْتُهَا فِی كُمِّی وَ رَكِبْتُ فَكَانَ الْحِمَارُ یَتَخَرَّقُ الشَّوَارِعَ وَ الْأَسْوَاقَ یَمُرُّ حَیْثُ یَشَاءُ إِلَی أَنْ صِرْتُ إِلَی بَابِ دَارٍ فَوَقَفَ الْحِمَارُ فَجَهَدْتُ أَنْ یَزُولَ فَلَمْ یَزُلْ فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ سَلْ لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ فَقِیلَ هَذِهِ دَارُ ابْنِ الرِّضَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ دَلَالَةٌ وَ اللَّهِ مُقْنِعَةٌ قَالَ وَ إِذَا خَادِمٌ أَسْوَدُ قَدْ خَرَجَ فَقَالَ أَنْتَ یُوسُفُ بْنُ یَعْقُوبَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ انْزِلْ فَنَزَلْتُ فَأَقْعَدَنِی فِی الدِّهْلِیزِ فَدَخَلَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذِهِ دَلَالَةٌ أُخْرَی مِنْ أَیْنَ عَرَفَ هَذَا الْغُلَامُ اسْمِی وَ لَیْسَ فِی هَذَا الْبَلَدِ مَنْ یَعْرِفُنِی وَ لَا دَخَلْتُهُ قَطُّ قَالَ- فَخَرَجَ الْخَادِمُ فَقَالَ مِائَةُ دِینَارٍ الَّتِی فِی كُمِّكَ فِی الْكَاغَذِ هَاتِهَا فَنَاوَلْتُهُ إِیَّاهَا قُلْتُ وَ هَذِهِ ثَالِثَةٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ وَ قَالَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ وَحْدَهُ فَقَالَ یَا یُوسُفُ مَا آنَ لَكَ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ قَدْ بَانَ لِی مِنَ الْبُرْهَانِ مَا فِیهِ كِفَایَةٌ لِمَنِ اكْتَفَی فَقَالَ هَیْهَاتَ إِنَّكَ لَا تُسْلِمُ وَ لَكِنْ سَیُسْلِمُ وَلَدُكَ فُلَانٌ وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا یَا یُوسُفُ إِنَّ أَقْوَاماً یَزْعُمُونَ أَنَّ وَلَایَتَنَا لَا تَنْفَعُ أَمْثَالَكُمْ كَذَبُوا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَتَنْفَعُ أَمْثَالَكَ امْضِ فِیمَا وَافَیْتَ لَهُ فَإِنَّكَ سَتَرَی مَا تُحِبُّ قَالَ فَمَضَیْتُ إِلَی بَابِ الْمُتَوَكِّلِ فَقُلْتُ كُلَّ مَا أَرَدْتُ فَانْصَرَفْتُ قَالَ هِبَةُ اللَّهِ فَلَقِیتُ ابْنَهُ بَعْدَ هَذَا یَعْنِی بَعْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ وَ اللَّهِ وَ هُوَ مُسْلِمٌ حَسَنُ التَّشَیُّعِ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ عَلَی النَّصْرَانِیَّةِ وَ أَنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ وَ كَانَ یَقُولُ أَنَا بِشَارَةُ مَوْلَایَ علیه السلام (1).

«29»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ أَنَّهُ: ظَهَرَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ سُرَّ مَنْ رَأَی

ص: 145


1- 1. مختار الخرائج و الجرائح ص 210.

بَرَصٌ فَتَنَغَّصَ عَلَیْهِ عَیْشُهُ فَجَلَسَ یَوْماً إِلَی أَبِی عَلِیٍّ الْفِهْرِیِّ فَشَكَا إِلَیْهِ حَالَهُ فَقَالَ لَهُ لَوْ تَعَرَّضْتَ یَوْماً لِأَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام فَسَأَلْتَهُ أَنْ یَدْعُوَ لَكَ لَرَجَوْتُ أَنْ یَزُولَ عَنْكَ فَجَلَسَ لَهُ یَوْماً فِی الطَّرِیقِ وَقْتَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ دَارِ الْمُتَوَكِّلِ فَلَمَّا رَآهُ قَامَ لِیَدْنُوَ مِنْهُ فَیَسْأَلَهُ ذَلِكَ فَقَالَ تَنَحَّ عَافَاكَ اللَّهُ وَ أَشَارَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ تَنَحَّ عَافَاكَ اللَّهُ تَنَحَّ عَافَاكَ اللَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَبْعَدَ الرَّجُلُ وَ لَمْ یَجْسُرْ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهُ وَ انْصَرَفَ فَلَقِیَ الْفِهْرِیَّ فَعَرَّفَهُ الْحَالَ وَ مَا قَالَ فَقَالَ قَدْ دَعَا لَكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَ فَامْضِ فَإِنَّكَ سَتُعَافَی فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی بَیْتِهِ فَبَاتَ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَلَمَّا أَصْبَحَ لَمْ یَرَ عَلَی بَدَنِهِ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ.

«30»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ زرارة [زَرَافَةَ](1)

حَاجِبِ الْمُتَوَكِّلِ أَنَّهُ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ مُشَعْبِذٌ مِنْ نَاحِیَةِ الْهِنْدِ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ یَلْعَبُ بِلَعِبِ الْحُقِ (2)

لَمْ یُرَ مِثْلُهُ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ لَعَّاباً فَأَرَادَ أَنْ یُخْجِلَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فَقَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ إِنْ أَنْتَ أَخْجَلْتَهُ أَعْطَیْتُكَ أَلْفَ دِینَارٍ زَكِیَّةً-(3)

قَالَ تَقَدَّمْ بِأَنْ یُخْبَزَ رِقَاقٌ خِفَافٌ وَ اجْعَلْهَا عَلَی الْمَائِدَةِ وَ أَقْعِدْنِی إِلَی جَنْبِهِ فَفَعَلَ وَ أَحْضَرَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ كَانَتْ لَهُ مِسْوَرَةٌ(4) عَنْ یَسَارِهِ كَانَ عَلَیْهَا صُورَةُ أَسَدٍ وَ جَلَسَ اللَّاعِبُ إِلَی جَانِبِ الْمِسْوَرَةِ فَمَدَّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَدَهُ إِلَی رُقَاقَةٍ فَطَیَّرَهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی أُخْرَی فَطَیَّرَهَا فَتَضَاحَكَ النَّاسُ

ص: 146


1- 1. فی المصدر« زرافة».
2- 2. الحق و الحقة- بالضم- الوعاء من خشب، و كأنّ المشعبذین كانوا یلعبون بالحقة نحوا من اللعب: یجعلون فیها شیئا بعیان الناس ثمّ یفتحونها و لیس فیها شی ء، أو كان آلات لعبهم فی حقة مخصوصة، فسموا بذلك، و لذلك یعرفون عند الاعاجم به« حقه باز» أی اللاعب بالحقة. هذا ان كان لفظ الحق بالضم. كما فی نسخة المصنّف قدّس سرّه، و ان كان لفظ الحق بالفتح فهو بمعنی ضد الباطل كانه یرید أنّه كان یلعب و یكون لافعاله حقیقة لا تخییلا.
3- 3. فی المصدر: ركنیة.
4- 4. المسورة و المسور- كمكنسة و منبر- متكأ من جلد یتكئون علیه.

فَضَرَبَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَدَهُ عَلَی تِلْكَ الصُّورَةِ الَّتِی فِی الْمِسْوَرَةِ وَ قَالَ خُذْهُ فَوَثَبَتْ تِلْكَ الصُّورَةُ مِنَ الْمِسْوَرَةِ فَابْتَلَعَتِ الرَّجُلَ وَ عَادَتْ فِی الْمِسْوَرَةِ كَمَا كَانَتْ فَتَحَیَّرَ الْجَمِیعُ وَ نَهَضَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ الْمُتَوَكِّلُ سَأَلْتُكَ إِلَّا جَلَسْتَ وَ رَدَدْتَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَا تَرَی بَعْدَهَا أَ تُسَلِّطُ أَعْدَاءَ اللَّهِ عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ یُرَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ (1).

«31»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّهُ: أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ یُقَالُ لَهُ مَعْرُوفٌ وَ قَالَ أَتَیْتُكَ فَلَمْ تَأْذَنْ لِی فَقَالَ مَا عَلِمْتُ بِمَكَانِكَ وَ أُخْبِرْتُ بَعْدَ انْصِرَافِكَ وَ ذَكَرْتَنِی بِمَا لَا یَنْبَغِی فَحَلَفَ مَا فَعَلْتُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَعَلِمْتُ أَنَّهُ حَلَفَ كَاذِباً فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ اللَّهُمَّ إِنَّهُ حَلَفَ كَاذِباً فَانْتَقِمْ مِنْهُ فَمَاتَ الرَّجُلُ مِنَ الْغَدِ.

«32»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ زرارة [زَرَافَةَ](2) قَالَ: أَرَادَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْ یَمْشِیَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیهم السلام یَوْمَ السَّلَامِ فَقَالَ لَهُ وَزِیرُهُ إِنَّ فِی هَذَا شَنَاعَةً عَلَیْكَ وَ سُوءَ قَالَةٍ فَلَا تَفْعَلْ قَالَ لَا بُدَّ مِنْ هَذَا قَالَ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ بُدٌّ مِنْ هَذَا

فَتَقَدَّمْ بِأَنْ یَمْشِیَ الْقُوَّادُ وَ الْأَشْرَافُ كُلُّهُمْ حَتَّی لَا یَظُنَّ النَّاسُ أَنَّكَ قَصَدْتَهُ بِهَذَا دُونَ غَیْرِهِ فَفَعَلَ وَ مَشَی علیه السلام وَ كَانَ الصَّیْفُ فَوَافَی الدِّهْلِیزَ وَ قَدْ عَرِقَ قَالَ فَلَقِیتُهُ فَأَجْلَسْتُهُ فِی الدِّهْلِیزِ وَ مَسَحْتُ وَجْهَهُ بِمِنْدِیلٍ وَ قُلْتُ ابْنُ عَمِّكَ لَمْ یَقْصِدْكَ بِهَذَا دُونَ غَیْرِكَ فَلَا تَجِدُ عَلَیْهِ فِی قَلْبِكَ فَقَالَ إِیهاً عَنْكَ تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ-(3)

قَالَ زرارة [زَرَافَةَ] وَ كَانَ عِنْدِی مُعَلِّمٌ یَتَشَیَّعُ وَ كُنْتُ كَثِیراً أُمَازِحُهُ بِالرَّافِضِیِّ فَانْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَقْتَ الْعِشَاءِ وَ قُلْتُ تَعَالَ یَا رَافِضِیُّ حَتَّی أُحَدِّثَكَ بِشَیْ ءٍ سَمِعْتُهُ الْیَوْمَ

ص: 147


1- 1. مختار الخرائج ص 210.
2- 2. الظاهر أنّه مصحف زرافة كما مر. و هكذا فیما یأتی.
3- 3. هود: 65.

مِنْ إِمَامِكُمْ قَالَ لِی وَ مَا سَمِعْتَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ فَقَالَ أَقُولُ لَكَ فَاقْبَلْ نَصِیحَتِی قُلْتُ هَاتِهَا قَالَ إِنْ كَانَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ بِمَا قُلْتَ فَاحْتَرِزْ وَ اخْزُنْ كُلَّ مَا تَمْلِكُهُ فَإِنَّ الْمُتَوَكِّلَ یَمُوتُ أَوْ یُقْتَلُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَغَضِبْتُ عَلَیْهِ وَ شَتَمْتُهُ وَ طَرَدْتُهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ فَخَرَجَ فَلَمَّا خَلَوْتُ بِنَفْسِی تَفَكَّرْتُ وَ قُلْتُ مَا یَضُرُّنِی أَنْ آخُذَ بِالْحَزْمِ فَإِنْ كَانَ مِنْ هَذَا شَیْ ءٌ كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ بِالْحَزْمِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ لَمْ یَضُرَّنِی ذَلِكَ قَالَ فَرَكِبْتُ إِلَی دَارِ الْمُتَوَكِّلِ فَأَخْرَجْتُ كُلَّ مَا كَانَ لِی فِیهَا وَ فَرَقْتُ كُلَّ مَا كَانَ فِی دَارِی إِلَی عِنْدِ أَقْوَامٍ أَثِقُ بِهِمْ وَ لَمْ أَتْرُكْ فِی دَارِی إِلَّا حَصِیراً أَقْعُدُ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الرَّابِعَةُ قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ وَ سَلِمْتُ أَنَا وَ مَالِی وَ تَشَیَّعْتُ عِنْدَ ذَلِكَ فَصِرْتُ إِلَیْهِ وَ لَزِمْتُ خِدْمَتَهُ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی وَ تَوَالَیْتُهُ حَقَّ الْوَلَایَةِ.

بیان: إیها عنك بكسر الهمزة أی اسكت و كف و إذا أردت التبعید قلت أیها بفتح الهمزة بمعنی هیهات.

«33»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ خَادِمِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَخَرَجْتُ یَوْماً وَ هُوَ فِی دَارِ الْمُتَوَكِّلِ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ جُلُوسٌ خَلْفَ الدَّارِ فَقُلْتُ مَا شَأْنُكُمْ جَلَسْتُمْ هَاهُنَا قَالُوا نَنْتَظِرُ انْصِرَافَ مَوْلَانَا لِنَنْظُرَ إِلَیْهِ وَ نُسَلِّمَ عَلَیْهِ وَ نَنْصَرِفَ قُلْتُ لَهُمْ إِذَا رَأَیْتُمُوهُ تَعْرِفُونَهُ قَالُوا كُلُّنَا نَعْرِفُهُ فَلَمَّا وَافَی أَقَامُوا إِلَیْهِ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ نَزَلَ فَدَخَلَ دَارَهُ وَ أَرَادَ أُولَئِكَ الِانْصِرَافَ فَقُلْتُ یَا فِتْیَانُ اصْبِرُوا حَتَّی أَسْأَلَكُمْ أَ لَیْسَ قَدْ رَأَیْتُمْ مَوْلَاكُمْ قَالُوا نَعَمْ قُلْتُ فَصِفُوهُ فَقَالَ وَاحِدٌ هُوَ شَیْخٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ أَبْیَضُ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ وَ قَالَ آخَرُ لَا تَكْذِبْ مَا هُوَ إِلَّا أَسْمَرُ أَسْوَدُ اللِّحْیَةِ وَ قَالَ الْآخَرُ لَا لَعَمْرِی مَا هُوَ كَذَلِكَ هُوَ كَهْلٌ مَا بَیْنَ الْبَیَاضِ وَ السُّمْرَةِ فَقُلْتُ أَ لَیْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ تَعْرِفُونَهُ انْصَرِفُوا فِی حِفْظِ اللَّهِ.

«34»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ أَنَّهُ: كَانَ لِلْمُتَوَكِّلِ مَجْلِسٌ بِشَبَابِیكَ كَیْمَا تَدُورَ الشَّمْسُ فِی حِیطَانِهِ قَدْ جَعَلَ فِیهَا الطُّیُورَ الَّتِی تَصُوتُ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ السَّلَامِ

ص: 148

جَلَسَ فِی ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَلَا یَسْمَعُ مَا یُقَالُ لَهُ وَ لَا یَسْمَعُ مَا یَقُولُ لِاخْتِلَافِ أَصْوَاتِ تِلْكَ الطُّیُورِ فَإِذَا وَافَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیهم السلام سَكَتَتِ الطُّیُورُ فَلَا یُسْمَعُ مِنْهَا صَوْتٌ وَاحِدٌ إِلَی أَنْ یَخْرُجَ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ الْمَجْلِسِ عَادَتِ الطُّیُورُ فِی أَصْوَاتِهَا قَالَ وَ كَانَ عِنْدَهُ عِدَّةٌ مِنَ الْقَوَابِجِ (1)

فِی الْحِیطَانِ فَكَانَ یَجْلِسُ فِی مَجْلِسٍ لَهُ عَالٍ وَ یُرْسِلُ تِلْكَ الْقَوَابِجَ تَقْتَتِلُ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا وَ یَضْحَكُ مِنْهَا فَإِذَا وَافَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ذَلِكَ الْمَجْلِسَ لَصِقَتِ الْقَوَابِجُ بِالْحِیطَانِ-(2) فَلَا تَتَحَرَّكُ مِنْ مَوَاضِعِهَا حَتَّی یَنْصَرِفَ فَإِذَا انْصَرَفَ عَادَتْ فِی الْقِتَالِ (3).

«35»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیَّ قَالَ: ظَهَرَتْ فِی أَیَّامِ الْمُتَوَكِّلِ امْرَأَةٌ تَدَّعِی أَنَّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ أَنْتِ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ وَ قَدْ مَضَی مِنْ وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مَضَی مِنَ السِّنِینَ فَقَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَسَحَ عَلَیَّ وَ سَأَلَ اللَّهَ أَنْ یَرُدَّ عَلَیَّ شَبَابِی فِی كُلِّ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ لَمْ أَظْهَرْ لِلنَّاسِ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ فَلَحِقَتْنِی الْحَاجَةُ فَصِرْتُ إِلَیْهِمْ فَدَعَا الْمُتَوَكِّلُ مَشَایِخَ آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ وُلْدِ الْعَبَّاسِ وَ قُرَیْشٍ وَ عَرَّفَهُمْ حَالَهَا فَرَوَی جَمَاعَةٌ وَفَاةَ زَیْنَبَ فِی سَنَةِ كَذَا فَقَالَ لَهَا مَا تَقُولِینَ فِی هَذِهِ الرِّوَایَةِ فَقَالَتْ كَذِبٌ وَ زُورٌ فَإِنَّ أَمْرِی كَانَ مَسْتُوراً عَنِ النَّاسِ فَلَمْ یُعْرَفْ لِی حَیَاةٌ وَ لَا مَوْتٌ فَقَالَ لَهُمُ الْمُتَوَكِّلُ هَلْ عِنْدَكُمْ حُجَّةٌ عَلَی هَذِهِ الْمَرْأَةِ غَیْرَ هَذِهِ الرِّوَایَةِ فَقَالُوا لَا فَقَالَ هُوَ بَرِی ءٌ مِنَ الْعَبَّاسِ أَنْ لَا أُنْزِلَهَا عَمَّا ادَّعَتْ إِلَّا بِحُجَّةٍ قَالُوا فَأَحْضِرِ ابْنَ الرِّضَا علیه السلام فَلَعَلَّ عِنْدَهُ شَیْئاً مِنَ الْحُجَّةِ غَیْرَ مَا عِنْدَنَا فَبَعَثَ إِلَیْهِ فَحَضَرَ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ كَذَبَتْ فَإِنَّ زَیْنَبَ تُوُفِّیَتْ فِی سَنَةِ كَذَا فِی شَهْرِ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا قَالَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ رَوَوْا مِثْلَ هَذِهِ وَ قَدْ حَلَفْتُ أَنْ لَا أُنْزِلَهَا إِلَّا

ص: 149


1- 1. القوابج جمع القبج معرب كبك، و هو الحجل او الكروان.
2- 2. ما بین العلامتین ساقط من النسخ، أضفناه من المصدر.
3- 3. مختار الخرائج ص 210.

بِحُجَّةٍ تَلْزَمُهَا.

قَالَ وَ لَا عَلَیْكَ فَهَاهُنَا حُجَّةٌ تَلْزَمُهَا وَ تَلْزَمُ غَیْرَهَا قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ لُحُومُ بَنِی فَاطِمَةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی السِّبَاعِ فَأَنْزِلْهَا إِلَی السِّبَاعِ فَإِنْ كَانَتْ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ فَلَا تَضُرُّهَا فَقَالَ لَهَا مَا تَقُولِینَ قَالَتْ إِنَّهُ یُرِیدُ قَتْلِی قَالَ فَهَاهُنَا جَمَاعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَنْزِلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ قَالَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ تَغَیَّرَتْ وُجُوهُ الْجَمِیعِ فَقَالَ بَعْضُ الْمُبْغِضِینَ هُوَ یُحِیلُ عَلَی غَیْرِهِ لِمَ لَا یَكُونُ هُوَ فَمَالَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَی ذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ یَذْهَبَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ لَهُ فِی أَمْرِهِ صُنْعٌ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ لِمَ لَا تَكُونُ أَنْتَ ذَلِكَ قَالَ ذَاكَ إِلَیْكَ قَالَ فَافْعَلْ قَالَ أَفْعَلُ فَأُتِیَ بِسُلَّمٍ وَ فُتِحَ عَنِ السِّبَاعِ وَ كَانَتْ سِتَّةٌ مِنَ الْأُسُدِ فَنَزَلَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَیْهَا فَلَمَّا دَخَلَ وَ جَلَسَ صَارَتِ الْأَسْوَدُ إِلَیْهِ فَرَمَتْ بِأَنْفُسِهَا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مَدَّتْ بِأَیْدِیهَا وَ وَضَعَتْ رُءُوسَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَجَعَلَ یَمْسَحُ عَلَی رَأْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا ثُمَّ یُشِیرُ إِلَیْهِ بِیَدِهِ إِلَی الِاعْتِزَالِ فَتَعْتَزِلُ نَاحِیَةً حَتَّی اعْتَزَلَتْ كُلُّهَا وَ أَقَامَتْ بِإِزَائِهِ فَقَالَ لَهُ الْوَزِیرُ مَا هَذَا صَوَاباً فَبَادِرْ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ هُنَاكَ قَبْلَ أَنْ یَنْتَشِرَ خَبَرُهُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا أَرَدْنَا بِكَ سُوءاً وَ إِنَّمَا أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ عَلَی یَقِینٍ مِمَّا قُلْتَ فَأُحِبُّ أَنْ تَصْعَدَ فَقَامَ وَ صَارَ إِلَی السُّلَّمِ وَ هِیَ حَوْلَهُ تَتَمَسَّحُ بِثِیَابِهِ فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ عَلَی أَوَّلِ دَرَجَةٍ الْتَفَتَ إِلَیْهَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ أَنْ تَرْجِعَ فَرَجَعَتْ وَ

صَعِدَ فَقَالَ كُلُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ فَلْیَجْلِسْ فِی ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالَ لَهَا الْمُتَوَكِّلُ انْزِلِی قَالَتْ اللَّهَ اللَّهَ ادَّعَیْتُ الْبَاطِلَ وَ أَنَا بِنْتُ فُلَانٍ حَمَلَنِی الضُّرُّ عَلَی مَا قُلْتُ قَالَ الْمُتَوَكِّلُ أَلْقُوهَا إِلَی السِّبَاعِ فَاسْتَوْهَبَتْهَا وَالِدَتُهُ (1).

«36»- شا، [الإرشاد] یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ أَخْبَرَنِی زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: مَرِضْتُ فَدَخَلَ عَلَیَّ الطَّبِیبُ لَیْلًا وَ وَصَفَ لِی دَوَاءً آخُذُهُ فِی السَّحَرِ كَذَا وَ كَذَا یَوْماً فَلَمْ یُمْكِنِّی تَحْصِیلُهُ مِنَ اللَّیْلِ وَ خَرَجَ الطَّبِیبُ مِنَ الْبَابِ فَوَرَدَ صَاحِبُ

ص: 150


1- 1. مختار الخرائج ص 210 و 211.

أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْحَالِ وَ مَعَهُ صُرَّةٌ فِیهَا ذَلِكَ الدَّوَاءُ بِعَیْنِهِ فَقَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ خُذْ هَذَا الدَّوَاءَ كَذَا یَوْماً فَشَرِبْتُ فَبَرَأْتُ قَالَ مُحَمَّدٌ قَالَ زَیْدٌ أَیْنَ الْغُلَاةُ عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ (1).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: زید مثله (2).

«37»- یج، [الخرائج و الجرائح](3) رُوِیَ عَنْ خَیْرَانَ الْأَسْبَاطِیِّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَا فَعَلَ الْوَاثِقُ قُلْتُ هُوَ فِی عَافِیَةٍ قَالَ وَ مَا یَفْعَلُ جَعْفَرٌ قُلْتُ تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِی السِّجْنِ قَالَ وَ مَا یَفْعَلُ ابْنُ الزَّیَّاتِ قُلْتُ الْأَمْرُ أَمْرُهُ وَ أَنَا مُنْذُ عَشَرَةِ أَیَّامٍ خَرَجْتُ مِنْ هُنَاكَ قَالَ مَاتَ الْوَاثِقُ وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ وَ قُتِلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ (4) قُلْتُ مَتَی قَالَ بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ

ص: 151


1- 1. الإرشاد ص 312. و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 502.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 408.
3- 3. مختار الخرائج ص 211.
4- 4. الواثق هو هارون بن المعتصم بن هارون الرشید بن المهدی بن المنصور بن محمّد بن علیّ بن عبد اللّٰه بن العباس: التاسع من الخلفاء العباسیة. قال فی الكامل: بویع فی الیوم الذی توفی فیه أبوه، و ذلك یوم الخمیس لثمان عشرة مضت من ربیع الأوّل سنة سبع و عشرین و مائتین كان یكنی أبا جعفر، و أمه أم ولد رومیة تسمی قراطیس، و توفی لست بقین من ذی الحجة سنة اثنتین و ثلاثین و مائتین، فكانت خلافته خمس سنین و تسعة أشهر و خمسة أیام، و كان عمره اثنتین و ثلاثین سنة، و قیل كان ستا و ثلاثین. و قال: قبض المتوكل علی محمّد بن عبد الملك الزیات و حبسه لتسع خلون من صفر و كان سببه أن الواثق استوزر محمّد بن عبد الملك و فوض الأمور كلها إلیه، و كان الواثق قد غضب علی أخیه جعفر المتوكل، و وكل علیه من یحفظه و یأتیه بالاخبار، فأتی المتوكل الی محمّد بن عبد الملك یسأله أن یكلم الواثق لیرضی عنه فوقف بین یدیه لا یكلمه، ثمّ أشار علیه بالقعود فقعد. فلما فرغ من الكتب الذی بین یدیه، التفت إلیه كالمتهدد، و قال: ما جاء بك؟ قال: جئت تسأل أمیر المؤمنین فی الرضا عنی، قال لمن حوله: انظروا یغضب أخاه، ثمّ یسألنی أن استرضیه، اذهب فانّك إذا صلحت رضی عنك. فقام عنه حزینا فأتی أحمد بن أبی دواد، فقام إلیه أحمد و استقبله الی باب البیت و قبله، و قال: ما حاجتك جعلت فداك؟ قال: جئت لتسترضی بأمیر المؤمنین، قال. أفعل و نعمة عین و كرامة فكلم أحمد الواثق فیه فوجده لم یرض عنه، ثمّ كلمه فیه ثانیة فرضی عنه، و كساه. و لما خرج المتوكل من عند ابن الزیات كتب الی الواثق ان جعفرا أتانی فی زی المخنثین، له شعر فقام یسألنی أن أسأل أمیر المؤمنین الرضا عنه، فكتب إلیه الواثق: ابعث إلیه فأحضره و مر من یجز شعره فیضرب به وجهه، و قال المتوكل: لما أتانی رسوله لبست سوادا جدیدا و أتیته رجاء أن یكون قد أتاه الرضا عنی، فاستدعا حجاما فأخذ شعری علی السواد الجدید، ثمّ ضرب به وجهی. فلما ولی المتوكل الخلافة أجهل ذلك حتّی كان صفر، فأمر أیتاخ بأخذ ابن الزیات و تعذیبه، فاستحضره فركب یظن أن الخلیفة یطلبه، فلما حاذی دار أیتاخ عدل به إلیه فخاف فأدخله حجرة و وكل علیه، و أرسل الی منازله من أصحابه من هجم علیهم و أخذ كل ما فیها، و استصفی أمواله و أملاكه فی جمیع البلاد، و كان شدید الجزع كثیر البكاء. ثمّ سوهر ینخس بمسلة لئلا ینام، ثمّ ترك فنام یوما و لیلة. ثم سوهر ثمّ جعل فی تنور كان عمله هو، عذب به ابن أسباط المصری، و أخذ ماله، و كان من خشب فیه مسامیر من حدید أطرافها الی داخل التنّور، تمنع من یكون فیه من الحركة و كان ضیقا بحیث ان الإنسان كان یمد یدیه الی فوق رأسه، لیقدر علی دخوله لضیقه، و لا یقدر أن یجلس فیه، فبقی أیاما و مات، و كان حبسه لتسع خلون من صفر و موته لاحدی عشرة لیلة بقیت من ربیع الأوّل، و قیل أنّه لما دفن نبشته الكلاب و أخذت لحمه.

أَیَّامٍ وَ كَانَ كَذَلِكَ (1).

«38»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَیُّنَا أَشَدُّ حُبّاً لِدِینِهِ قَالَ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِصَاحِبِهِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا

ص: 152


1- 1. رواه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 410، و الكلینی فی الكافی ج 1 ص 498.

الْمُتَوَكِّلَ یَبْنِی بَیْنَ الْمَدِینَةِ بِنَاءً لَا یَتِمُّ وَ یَكُونُ هَلَاكُهُ قَبْلَ تَمَامِهِ عَلَی یَدِ فِرْعَوْنٍ مِنْ فَرَاعِنَةِ التُّرْكِ.

«39»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْكَاتِبِ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا یَرَی النَّائِمُ كَأَنَّهُ نَائِمٌ فِی حَجْرِی وَ كَأَنَّهُ دَفَعَ إِلَیَّ كَفّاً مِنْ تَمْرٍ عَدَدُهُ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ تَمْرَةً قَالَ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا وَ أَنَا بِأَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ مَعَهُ قَائِدٌ فَأَنْزَلَهُ فِی حُجْرَتِی وَ كَانَ الْقَائِدُ یَبْعَثُ وَ یَأْخُذُ مِنَ الْعَلَفِ مِنْ عِنْدِی فَسَأَلَنِی یَوْماً كَمْ لَكَ عَلَیْنَا قُلْتُ لَسْتُ آخُذُ مِنْكَ شَیْئاً فَقَالَ لِی أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ إِلَی هَذَا الْعَلَوِیِّ فَتُسَلِّمَ عَلَیْهِ قُلْتُ لَسْتُ أَكْرَهُ ذَلِكَ فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ إِنَّ فِی هَذِهِ الْقَرْیَةِ كَذَا وَ كَذَا مِنْ مَوَالِیكَ فَإِنْ أَمَرْتَنَا بِحُضُورِهِمْ فَعَلْنَا قَالَ لَا تَفْعَلُوا قُلْتُ فَإِنَّ عِنْدَنَا تُمُوراً جِیَاداً فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَحْمِلَ لَكَ بَعْضَهَا فَقَالَ إِنْ حَمَلْتَ شَیْئاً یَصِلُ إِلَیَّ وَ لَكِنِ احْمِلْهُ إِلَی الْقَائِدِ فَإِنَّهُ سَیُبْعَثُ إِلَیَّ مِنْهُ فَحَمَلْتُ إِلَی الْقَائِدِ أَنْوَاعاً مِنَ التَّمْرِ وَ أَخَذْتُ نَوْعاً جَیِّداً

فِی كُمِّی وَ سُكُرُّجَةً مِنْ زُبْدٍ فَحَمَلْتُهُ إِلَیْهِ ثُمَّ جِئْتُ فَقَالَ الْقَائِدُ أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ عَلَی صَاحِبِكَ قُلْتُ نَعَمْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا قُدَّامَهُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ الَّذِی بَعَثْتُ بِهِ إِلَی الْقَائِدِ فَأَخْرَجْتُ التَّمْرَ الَّذِی كَانَ مَعِی وَ الزُّبْدَ فَوَضَعْتُهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ تَمْرٍ فَدَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ لَوْ زَادَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَزِدْنَاكَ فَعَدَدْتُهُ فَإِذَا هِیَ كَمَا رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ لَمْ یَزِدْ وَ لَمْ یَنْقُصْ.

«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً أُعَلِّمُ غُلَاماً مِنْ غِلْمَانِهِ فِی فَازَةِ دَارِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام رَاكِباً عَلَی فَرَسٍ لَهُ فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَسَبَقَنَا فَنَزَلَ قَبْلَ أَنْ نَدْنُوَ مِنْهُ فَأَخَذَ عَنَانَ فَرَسِهِ بِیَدِهِ فَعَلَّقَهُ فِی طُنُبٍ مِنْ أَطْنَابِ الْفَازَةِ ثُمَّ دَخَلَ فَجَلَسَ مَعَنَا فَأَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ مَتَی رَأْیُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَقُلْتُ اللَّیْلَةَ قَالَ فَاكْتُبْ إِذَنْ كِتَاباً مَعَكَ تُوصِلُهُ إِلَی فُلَانٍ التَّاجِرِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ یَا غُلَامُ هَاتِ الدَّوَاةَ وَ الْقِرْطَاسَ فَخَرَجَ الْغُلَامُ لِیَأْتِیَ بِهِمَا مِنْ دَارٍ أُخْرَی فَلَمَّا غَابَ الْغُلَامُ صَهَلَ الْفَرَسُ وَ ضَرَبَ بِذَنَبِهِ فَقَالَ لَهُ بِالْفَارِسِیَّةِ مَا هَذَا الْغَلَقُ

ص: 153

فَصَهَلَ الثَّانِیَةَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ فَقَالَ لَهُ بِالْفَارِسِیَّةِ اقْلَعْ فَامْضِ إِلَی نَاحِیَةِ الْبُسْتَانِ وَ بُلْ هُنَاكَ وَ رُثْ وَ ارْجِعْ فَقِفْ هُنَاكَ مَكَانَكَ فَرَفَعَ الْفَرَسُ رَأْسَهُ وَ أَخْرَجَ الْعَنَانَ مِنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ مَضَی إِلَی نَاحِیَةِ الْبُسْتَانِ حَتَّی لَا نَرَاهُ فِی ظَهْرِ الْفَازَةِ فَبَالَ وَ رَاثَ وَ عَادَ إِلَی مَكَانِهِ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِیمٌ فَوَسْوَسَ الشَّیْطَانُ فِی قَلْبِی فَقَالَ یَا أَحْمَدُ لَا یَعْظُمُ عَلَیْكَ مَا رَأَیْتَ إِنَّ مَا أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَكْثَرُ مِمَّا أَعْطَی دَاوُدَ وَ آلَ دَاوُدَ قُلْتُ صَدَقَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا قَالَ لَكَ وَ مَا قُلْتَ لَهُ فَقَدْ فَهِمْتَهُ فَقَالَ قَالَ لِیَ الْفَرَسُ قُمْ فَارْكَبْ إِلَی الْبَیْتِ حَتَّی تَفْرُغَ عَنِّی قُلْتُ مَا هَذَا الْغَلَقُ قَالَ قَدْ تَعِبْتُ قُلْتُ لِی حَاجَةٌ أُرِیدُ أَنْ أَكْتُبَ كِتَاباً إِلَی الْمَدِینَةِ فَإِذَا فَرَغْتُ رَكِبْتُكَ قَالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَرُوثَ وَ أَبُولَ وَ أَكْرَهُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بَیْنَ یَدَیْكَ فَقُلْتُ اذْهَبْ إِلَی نَاحِیَةِ الْبُسْتَانِ فَافْعَلْ مَا أَرَدْتَ ثُمَّ عُدْ إِلَی مَكَانِكَ فَفَعَلَ الَّذِی رَأَیْتَ ثُمَّ أَقْبَلَ الْغُلَامُ بِالدَّوَاةِ وَ الْقِرْطَاسِ وَ قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ فِی الْكِتَابَةِ حَتَّی أَظْلَمَ اللَّیْلُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَلَمْ أَرَ الْكِتَابَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ أَصَابَهُ الَّذِی أَصَابَنِی فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ قُمْ فَهَاتِ شَمْعَةً مِنَ الدَّارِ حَتَّی یُبْصِرَ مَوْلَاكَ كَیْفَ یَكْتُبُ فَمَضَی فَقَالَ لِلْغُلَامِ لَیْسَ إِلَی ذَلِكَ حَاجَةٌ ثُمَّ كَتَبَ كِتَاباً طَوِیلًا إِلَی أَنْ غَابَ الشَّفَقُ ثُمَّ قَطَعَهُ فَقَالَ لِلْغُلَامِ أَصْلِحْ وَ أَخَذَ الْغُلَامُ الْكِتَابَ وَ خَرَجَ إِلَی الْفَازَةِ لِیُصْلِحَهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ وَ نَاوَلَهُ لِیَخْتِمَهُ فَخَتَمَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْظُرَ الْخَاتَمَ مَقْلُوباً أَوْ غَیْرَ مَقْلُوبٍ فَنَاوَلَنِی فَقُمْتُ لِأَذْهَبَ فَعَرَضَ فِی قَلْبِی قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْفَازَةِ أُصَلِّی قَبْلَ أَنْ آتِیَ الْمَدِینَةَ قَالَ یَا أَحْمَدُ صَلِّ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اطْلُبِ الرَّجُلَ فِی الرَّوْضَةِ فَإِنَّكَ تُوَافِقُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجْتُ مُبَادِراً فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ نُودِیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَصَلَّیْتُ الْمَغْرِبَ ثُمَّ صَلَّیْتُ مَعَهُمُ الْعَتَمَةَ وَ طَلَبْتُ الرَّجُلَ حَیْثُ أَمَرَنِی فَوَجَدْتُهُ فَأَعْطَیْتُهُ الْكِتَابَ وَ أَخَذَهُ وَ فَضَّهُ لِیَقْرَأَهُ فَلَمْ یَسْتَبِنْ قِرَاءَتَهُ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَدَعَا بِسِرَاجٍ

ص: 154

فَأَخَذْتُهُ وَ قَرَأْتُهُ عَلَیْهِ فِی السِّرَاجِ فِی الْمَسْجِدِ فَإِذَا خَطٌّ مُسْتَوٍ لَیْسَ حَرْفٌ مُلْتَصِقاً بِحَرْفٍ وَ إِذَا الْخَاتَمُ مُسْتَوٍ لَیْسَ بِمَقْلُوبٍ فَقَالَ لِیَ الرَّجُلُ عُدْ إِلَیَّ غَداً حَتَّی أَكْتُبَ جَوَابَ الْكِتَابِ فَغَدَوْتُ فَكَتَبَ الْجَوَابَ فَجِئْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ قَدْ وَجَدْتَ الرَّجُلَ حَیْثُ قُلْتُ لَكَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَحْسَنْتَ (1).

«41»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ مَسْأَلَةً فَاكْتُبْهَا وَ ضَعِ الْكِتَابَ تَحْتَ مُصَلَّاكَ وَ دَعْهُ سَاعَةً ثُمَّ أَخْرِجْهُ وَ انْظُرْ قَالَ فَفَعَلْتُ فَوَجَدْتُ جَوَابَ مَا سَأَلْتُ عَنْهُ مُوَقَّعاً فِیهِ.

«42»- أَقُولُ، رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ بِإِسْنَادِهِ مِنْ كِتَابِ الرَّسَائِلِ لِلْكُلَیْنِیِّ عَمَّنْ سَمَّاهُ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ الرَّجُلَ یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی إِمَامِهِ مَا یُحِبُّ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی رَبِّهِ قَالَ فَكَتَبَ إِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ فَحَرِّكْ شَفَتَیْكَ فَإِنَّ الْجَوَابَ یَأْتِیكَ.

«43»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الطَّبَرِیِّ قَالَ: تَمَنَّیْتُ أَنْ یَكُونَ لِی خَاتَمٌ مِنْ عِنْدِهِ علیه السلام فَجَاءَنِی نَصْرٌ الْخَادِمُ بِدِرْهَمَیْنِ فَصُغْتُ خَاتَماً فَدَخَلْتُ عَلَی قَوْمٍ یَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فَتَعَلَّقُوا بِی حَتَّی شَرِبْتُ قَدَحاً أَوْ قَدَحَیْنِ فَكَانَ الْخَاتَمُ ضَیِّقاً فِی إِصْبَعِی لَا یُمْكِنُنِی إِدَارَتُهُ لِلْوُضُوءِ فَأَصْبَحْتُ وَ قَدِ افْتَقَدْتُهُ فَتُبْتُ إِلَی اللَّهِ.

«44»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ أَوِ الْوَاثِقَ أَوْ غَیْرَهُمَا أَمَرَ الْعَسْكَرَ(2)

وَ هُمْ تِسْعُونَ أَلْفَ فَارِسٍ مِنَ الْأَتْرَاكِ السَّاكِنِینَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی أَنْ یَمْلَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِخْلَاةَ فَرَسِهِ مِنَ الطِّینِ الْأَحْمَرِ وَ یَجْعَلُوا بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ فِی وَسَطِ تُرْبَةٍ وَاسِعَةٍ هُنَاكَ فَفَعَلُوا فَلَمَّا صَارَ مِثْلَ جَبَلٍ عَظِیمٍ وَ اسْمُهُ تَلُّ الْمَخَالِی (3)

صَعِدَ فَوْقَهُ وَ اسْتَدْعَی أَبَا الْحَسَنِ وَ اسْتَصْعَدَهُ وَ قَالَ اسْتَحْضَرْتُكَ لِنَظَارَةِ خُیُولِی وَ قَدْ كَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَلْبَسُوا التَّجَافِیفَ وَ یَحْمِلُوا الْأَسْلِحَةَ وَ قَدْ عَرَضُوا بِأَحْسَنِ زِینَةٍ وَ أَتَمِّ عُدَّةٍ وَ أَعْظَمِ هَیْبَةٍ

ص: 155


1- 1. مختار الخرائج ص 211.
2- 2. فی المصدر المطبوع: أن المتوكل قتل الواثق و أمر العسكر إلخ.
3- 3. المخالی جمع المخلاة و هی ما یجعل فیه العلف و یعلق فی عنق الدابّة لتعتلفه.

وَ كَانَ غَرَضُهُ أَنْ یَكْسِرَ قَلْبَ كُلِّ مَنْ یَخْرُجُ عَلَیْهِ وَ كَانَ خَوْفُهُ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنْ یَأْمُرَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَنْ یَخْرُجَ عَلَی الْخَلِیفَةِ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ هَلْ أَعْرِضُ عَلَیْكَ عَسْكَرِی قَالَ نَعَمْ فَدَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَإِذَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ مَلَائِكَةٌ مُدَجَّجُونَ فَغُشِیَ عَلَی الْخَلِیفَةِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام نَحْنُ لَا نُنَاقِشُكُمْ فِی الدُّنْیَا نَحْنُ مُشْتَغِلُونَ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ فَلَا عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِمَّا تَظُنُّ.

بیان: التجافیف جمع التجفاف بالكسر و هو آلة للحرب یلبسه الفرس و الإنسان لیقیه فی الحرب و مدججون بتشدید الجیم المفتوحة یقال فلان مدجج أی شاك فی السلاح.

«45»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیُّ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ خَالِ شِبْلٍ كَاتِبِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ كُنَّا أَجْرَیْنَا ذِكْرَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لِی: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَمْ أَكُنْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَ كُنْتُ أَعِیبُ عَلَی أَخِی وَ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْقَوْلِ عَیْباً شَدِیداً بِالذَّمِّ وَ الشَّتْمِ إِلَی أَنْ كُنْتُ فِی الْوَفْدِ الَّذِینَ أَوْفَدَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَی الْمَدِینَةِ فِی إِحْضَارِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَخَرَجْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمَّا خَرَجَ وَ صِرْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ وَ طَوَیْنَا الْمَنْزِلَ وَ كَانَ مَنْزِلًا صَائِفاً شَدِیدَ الْحَرِّ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ یَنْزِلَ فَقَالَ لَا فَخَرَجْنَا وَ لَمْ نَطْعَمْ وَ لَمْ نَشْرَبْ فَلَمَّا اشْتَدَّ الْحَرُّ وَ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ فَبَیْنَمَا وَ نَحْنُ إِذْ ذَلِكَ فِی أَرْضٍ مَلْسَاءَ لَا نَرَی شَیْئاً وَ لَا ظِلَّ وَ لَا مَاءَ نَسْتَرِیحُ فَجَعَلْنَا نُشْخِصُ بِأَبْصَارِنَا نَحْوَهُ قَالَ وَ مَا لَكُمْ أَحْسَبُكُمْ جِیَاعاً وَ قَدْ عَطِشْتُمْ فَقُلْنَا- إِی وَ اللَّهِ یَا سَیِّدَنَا قَدْ عَیِینَا قَالَ عَرِّسُوا وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَ نَحْنُ فِی صَحْرَاءَ مَلْسَاءَ لَا نَرَی فِیهَا شَیْئاً نَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ لَا نَرَی مَاءً وَ لَا ظِلًّا فَقَالَ مَا لَكُمْ عَرِّسُوا فَابْتَدَرْتُ إِلَی الْقِطَارِ لِأُنِیخَ ثُمَّ الْتَفَتُّ وَ إِذَا أَنَا بِشَجَرَتَیْنِ عَظِیمَتَیْنِ تَسْتَظِلُّ تَحْتَهُمَا عَالَمٌ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ مَوْضِعَهُمَا إِنَّهُ أَرْضٌ بَرَاحٌ قَفْرَاءُ وَ إِذَا بِعَیْنٍ تَسِیحُ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَعْذَبِ مَاءٍ وَ أَبْرَدِهِ فَنَزَلْنَا وَ أَكَلْنَا وَ شَرِبْنَا وَ اسْتَرَحْنَا وَ إِنَّ فِینَا مَنْ سَلَكَ ذَلِكَ الطَّرِیقَ مِرَاراً

ص: 156

فَوَقَعَ فِی قَلْبِی ذَلِكَ الْوَقْتَ أَعَاجِیبُ وَ جَعَلْتُ أَحُدُّ النَّظَرَ إِلَیْهِ أَتَأَمَّلُهُ طَوِیلًا وَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ تَبَسَّمَ وَ زَوَی وَجْهَهُ عَنِّی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ اللَّهِ لَأَعْرِفَنَّ هَذَا كَیْفَ هُوَ فَأَتَیْتُ مِنْ وَرَاءِ الشَّجَرَةِ فَدَفَنْتُ سَیْفِی وَ وَضَعْتُ عَلَیْهِ حَجَرَیْنِ وَ تَغَوَّطْتُ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ تَهَیَّأْتُ لِلصَّلَاةِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام اسْتَرَحْتُمْ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ فَارْتَحِلُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ فَارْتَحَلْنَا فَلَمَّا أَنْ سِرْنَا سَاعَةً رَجَعْتُ عَلَی الْأَثَرِ فَأَتَیْتُ الْمَوْضِعَ فَوَجَدْتُ الْأَثَرَ وَ السَّیْفَ كَمَا وَضَعْتُ وَ الْعَلَامَةَ وَ كَأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَخْلُقْ ثَمَّ شَجَرَةً وَ لَا مَاءً وَ لَا ظِلَالًا وَ لَا بَلَلًا فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ رَفَعْتُ یَدِی إِلَی السَّمَاءِ فَسَأَلْتُ اللَّهَ الثَّبَاتَ عَلَی الْمَحَبَّةِ وَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ الْمَعْرِفَةِ مِنْهُ وَ أَخَذْتُ الْأَثَرَ فَلَحِقْتُ الْقَوْمَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَالَ یَا أَبَا الْعَبَّاسِ فَعَلْتَهَا قُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی لَقَدْ كُنْتُ شَاكّاً وَ أَصْبَحْتُ أَنَا عِنْدَ نَفْسِی مِنْ أَغْنَی النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقَالَ هُوَ كَذَلِكَ هُمْ مَعْدُودُونَ مَعْلُومُونَ لَا یَزِیدُ رَجُلٌ وَ لَا یَنْقُصُ (1).

بیان: هم معدودون أی الشیعة و أنت كنت منهم.

«46»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام فَقَالَ لِی كَلِّمْ هَذَا الْغُلَامَ بِالْفَارِسِیَّةِ فَإِنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ یُحَسِّنُهَا فَقُلْتُ لِلْخَادِمِ زانوی تو چیست فَلَمْ یُجِبْ فَقَالَ لَهُ یَسْأَلُكَ وَ یَقُولُ رُكْبَتُكَ مَا هِیَ (2).

«47»- مصبا، [المصباحین] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیُّ الْعُرَیْضِیُ (3) قَالَ: رَكِبَ أَبِی وَ عُمُومَتِی إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِی الْأَرْبَعَةِ أَیَّامٍ الَّتِی تُصَامُ فِی السَّنَةِ وَ هُوَ مُقِیمٌ بِصَرْیَا قَبْلَ مَصِیرِهِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَقَالَ جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّی عَنِ الْأَیَّامِ الَّتِی تُصَامُ فِی السَّنَةِ فَقَالُوا مَا جِئْنَا إِلَّا لِهَذَا فَقَالَ الْیَومُ

ص: 157


1- 1. مختار الخرائج ص 212.
2- 2. لم نجده فی مختار الخرائج و رواه الصفار فی البصائر ص 338.
3- 3. العریضیّ- نسبة الی عریض و هو قریة علی أربعة أمیال من المدینة.

السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْیَوْمُ السَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ مِنْ رَجَبٍ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی بُعِثَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْیَوْمُ الْخَامِسُ وَ الْعِشْرُونَ مِنْ ذِی الْقَعْدَةِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی دُحِیَتْ فِیهِ الْأَرْضُ وَ الْیَوْمُ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ هُوَ یَوْمُ الْغَدِیرِ(1).

«48»- عم، [إعلام الوری](2)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3)

عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ خَیْرَانَ الْأَسْبَاطِیِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام الْمَدِینَةَ فَقَالَ لِی مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُهُ فِی عَافِیَةٍ أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ عَهْدِی بِهِ مُنْذُ عَشَرَةِ أَیَّامٍ فَقَالَ لِی إِنَّ أَهْلَ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ إِنَّهُ مَاتَ فَلَمَّا قَالَ إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهُ مَاتَ عَلِمْتُ أَنَّهُ یَعْنِی نَفْسَهُ ثُمَّ قَالَ لِی مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ قُلْتُ تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِی السِّجْنِ قَالَ فَقَالَ لِی إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ ثُمَّ قَالَ مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ قُلْتُ النَّاسُ مَعَهُ وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَیْهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّهُ سَكَتَ وَ قَالَ لَا بُدَّ أَنْ یَجْرِیَ مَقَادِیرُ اللَّهِ وَ أَحْكَامُهُ یَا خَیْرَانُ مَاتَ الْوَاثِقُ وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ وَ قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ قُلْتُ مَتَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَیَّامٍ (4).

«49»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: كَانَ الْمُتَوَكِّلُ یَقُولُ وَیْحَكُمْ قَدْ أَعْیَانِی أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا وَ جَهَدْتُ أَنْ یَشْرَبَ مَعِی وَ یُنَادِمَنِی فَامْتَنَعَ وَ جَهَدْتُ أَنْ آخُذَ فُرْصَةً فِی هَذَا الْمَعْنَی فَلَمْ أَجِدْهَا فَقَالُوا لَهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنِ ابْنِ الرِّضَا مَا تُرِیدُهُ فِی هَذِهِ الْحَالَةِ فَهَذَا أَخُوهُ مُوسَی قَصَّافٌ عَزَّافٌ-(5) یَأْكُلُ

ص: 158


1- 1. راجع مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 417.
2- 2. إعلام الوری ص 341.
3- 3. الكافی ج 1 ص 498.
4- 4. الإرشاد ص 309.
5- 5. أی مقیم فی الاكل و الشرب لعاب بالملاهی كالعود و الطنبور، و قد كان رحمه اللّٰه كذلك كان یكنی بأبی جعفر و یلقب بالمبرقع لانه كان أرخی علی وجهه برقعا و هو أول من جاء الی قم من السادات الرضویة، خرج من الكوفة فی سنة 256 و جاء الی قم و استقر بها و لم ینتقل منها حتّی مات بها لیلة الاربعاء آخر ربیع الآخر فی الیوم الثانی و العشرین سنة 296 و دفن بالدار المعروفة بدار محمّد بن الحسن بن أبی خالد الأشعریّ الملقب بشنبولة بعد أن صلی علیه أمیر قم العباس بن عمر و الغنوی، و من بعده ماتت بریهة زوجته فدفنت بجنب قبر زوجها. و قد مر فی ص 3 و 4 من هذا المجلد ما ینفع فی هذا المقام.

وَ یَشْرَبُ وَ یَتَعَشَّقُ قَالَ ابْعَثُوا إِلَیْهِ وَ جِیئُوا بِهِ حَتَّی نُمَوِّهَ بِهِ عَلَی النَّاسِ وَ نَقُولَ ابْنُ الرِّضَا فَكَتَبَ إِلَیْهِ وَ أُشْخِصَ مُكَرَّماً وَ تَلَقَّاهُ جَمِیعُ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلَی أَنَّهُ إِذَا وَافَی أَقْطَعَهُ قَطِیعَةً وَ بَنَی لَهُ فِیهَا وَ حَوَّلَ الْخَمَّارِینَ وَ الْقِیَانَ إِلَیْهِ وَ وَصَلَهُ وَ بَرَّهُ وَ

جَعَلَ لَهُ مَنْزِلًا سَرِیّاً حَتَّی یَزُورَهُ هُوَ فِیهِ فَلَمَّا وَافَی مُوسَی تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ فِی قَنْطَرَةِ وَصِیفٍ وَ هُوَ مَوْضِعٌ یَتَلَقَّی فِیهِ الْقَادِمُونَ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ وَفَّاهُ حَقَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَكَ لِیَهْتِكَكَ وَ یَضَعَ مِنْكَ فَلَا تُقِرَّ لَهُ أَنَّكَ شَرِبْتَ نَبِیذاً قَطُّ فَقَالَ لَهُ مُوسَی فَإِذَا كَانَ دَعَانِی لِهَذَا فَمَا حِیلَتِی قَالَ فَلَا تَضَعْ مِنْ قَدْرِكَ وَ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْكَكَ فَأَبَی عَلَیْهِ فَكَرَّرَ عَلَیْهِ الْقَوْلَ وَ الْوَعْظَ وَ هُوَ مُقِیمٌ عَلَی خِلَافِهِ فَلَمَّا رَأَی أَنَّهُ لَا یُجِیبُ قَالَ أَمَا إِنَّ هَذَا مَجْلِسٌ لَا تَجْتَمِعُ أَنْتَ وَ هُوَ عَلَیْهِ أَبَداً فَأَقَامَ مُوسَی ثَلَاثَ سِنِینَ یُبَكِّرُ كُلَّ یَوْمٍ فَیُقَالُ قَدْ تَشَاغَلَ الْیَوْمَ فَرُحْ (1)

فَیَرُوحُ فَیُقَالُ قَدْ سَكِرَ فَبَكِّرْ فَیُبَكِّرُ فَیُقَالُ قَدْ شَرِبَ دَوَاءً(2) فَمَا زَالَ عَلَی هَذَا

ص: 159


1- 1. أمر من راح یروح: أی جاء بالعشی، و المعنی أنّه كان یجی ء الصبح فیقال له انه مشغول فیجی ء بالعصر مرة اخری، و هكذا فی كل یوم مرتین.
2- 2. قال الشیخ أبو نصر البخاری فی سر السلسلة:( المطبوع بالنجف الأشرف ص 41) و كان موسی المبرقع یلبس السواد، و اختص بخدمة المتوكل و منادمته، مع تحامل المتوكل علی أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب و أولاده علیهم السلام. و قال أبو الفرج فی مقاتل الطالبیین: كان المتوكل شدید الوطأة علی آل أبی طالب غلیظا علی جماعتهم، مهتما بأمورهم، شدید الغیظة و الحقد علیهم، و سوء الظنّ و التهمة لهم و اتفق له أن عبید اللّٰه بن یحیی بن خاقان وزیره یسی ء الرأی فیهم، فحسن له القبیح فی معاملتهم، فبلغ فیهم ما لم یبلغه أحد من خلفاء بنی العباس قبله، و كان من ذلك ان كرب قبر الحسین- علیه السلام- و عفی آثاره، و وضع علی سائر الطرق مسالح له لا یجدون احدا زاره الا اتوه به، فقتله او انهكه عقوبة.

ثَلَاثَ سِنِینَ حَتَّی قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ وَ لَمْ یَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَیْهِ (1).

بیان: قوله أعیانی أی أعجزنی و حیرنی و المراد بالشرب شرب الخمر و النبیذ و المنادمة المجالسة علی الشراب و كأن المراد هنا الحضور فی مجلس الشرب و إن لم یشرب و موسی هو المشهور بالمبرقع و قبره بقم معروف.

قال فی عمدة الطالب و أما موسی المبرقع بن محمد الجواد و هو لأم ولد مات بقم و قبره بها و یقال لولده الرضویون و هم بقم إلا من شذ منهم إلی غیرها.

قال الحسن بن علی القمی فی ترجمة تاریخ قم نقلا عن الرضائیة للحسین بن محمد بن نصر أول من انتقل من الكوفة إلی قم من السادات الرضویة كان أبا جعفر موسی بن محمد بن علی الرضا علیهم السلام فی سنة ست و خمسین و مائتین و كان یسدل علی وجهه برقعا دائما فأرسلت إلیه العرب أن اخرج من مدینتنا و جوارنا فرفع البرقع عن وجهه فلم یعرفوه فانتقل عنهم إلی كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزیز بن دلف العجلی فرحب به و ألبسه خلاعا فاخرة و أفراسا جیادا و وظفه فی كل سنة ألف مثقال من الذهب و فرسا مسرجا.

فدخل قم بعد خروج موسی منه أبو الصدیم الحسین بن علی بن آدم و رجل آخر من رؤساء العرب و أنبأهم علی إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسی و ردوه إلی قم و اعتذروا منه و أكرموه و اشتروا من مالهم له دارا و وهبوا له

ص: 160


1- 1. الكافی ج 1 ص 502، و تراه فی المناقب ج 4 ص 409 الإرشاد ص 312 إعلام الوری ص 345.

سهاما من قری هنبرد و أندریقان و كارچة و أعطوه عشرین ألف درهم و اشتری ضیاعا كثیرة.

فأتته أخواته زینب و أم محمد و میمونة بنات الجواد علیه السلام و نزلن عنده فلما متن دفن عند فاطمة بنت موسی علیهما السلام و أقام موسی بقم حتی مات لیلة الأربعاء لثمان لیال بقین من ربیع الآخر سنة ست و تسعین و مائتین و دفن فی داره و هو المشهد المعروف الیوم.

«50»- نجم، [كتاب النجوم] رُوِّینَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ القهقلی الْكَاتِبُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: كُنْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی أَسِیرُ فِی دَرْبِ الْحَصَا فَرَأَیْتُ یَزْدَادَ الطَّبِیبَ النَّصْرَانِیَّ تِلْمِیذَ بَخْتِیشُوعَ وَ هُوَ مُنْصَرِفٌ مِنْ دَارِ مُوسَی بْنِ بُغَا فَسَایَرَنِی وَ أَفْضَی الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ لِی أَ تَرَی هَذَا الْجِدَارَ تَدْرِی مَنْ صَاحِبُهُ قُلْتُ وَ مَنْ صَاحِبُهُ قَالَ هَذَا الْفَتَی الْعَلَوِیُّ الْحِجَازِیُّ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیهم السلام وَ كُنَّا نَسِیرُ فِی فِنَاءِ دَارِهِ قُلْتُ لِیَزْدَادَ نَعَمْ فَمَا شَأْنُهُ قَالَ إِنْ كَانَ مَخْلُوقٌ یَعْلَمُ الْغَیْبَ فَهُوَ قُلْتُ فَكَیْفَ ذَلِكَ قَالَ أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِأُعْجُوبَةٍ لَنْ تَسْمَعَ (1) بِمِثْلِهَا أَبَداً وَ لَا غَیْرُكَ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنْ لِیَ اللَّهُ عَلَیْكَ كَفِیلٌ وَ رَاعٍ أَنْ لَا تُحَدِّثَ بِهِ أَحَداً فَإِنِّی رَجُلٌ طَبِیبٌ وَ لِی مَعِیشَةٌ أَرْعَاهَا عِنْدَ السُّلْطَانِ وَ بَلَغَنِی أَنَّ الْخَلِیفَةَ اسْتَقْدَمَهُ مِنَ الْحِجَازِ فَرْقاً مِنْهُ لِئَلَّا یَنْصَرِفَ إِلَیْهِ وُجُوهُ النَّاسِ فَیَخْرُجَ هَذَا الْأَمْرُ عَنْهُمْ یَعْنِی بَنِی الْعَبَّاسِ قُلْتُ لَكَ عَلَیَّ ذَلِكَ فَحَدِّثْنِی بِهِ وَ لَیْسَ عَلَیْكَ بَأْسٌ إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ لَا یَتَّهِمُكَ أَحَدٌ فِیمَا تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ قَالَ نَعَمْ أُعْلِمُكَ أَنِّی لَقِیتُهُ مُنْذُ أَیَّامٍ وَ هُوَ عَلَی فَرَسٍ أَدْهَمَ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ سُودٌ وَ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ وَ هُوَ أَسْوَدُ اللَّوْنَ فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ وَقَفْتُ إِعْظَاماً لَهُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَا وَ حَقِّ الْمَسِیحِ مَا خَرَجْتُ مِنْ فَمِی إِلَی أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ قُلْتُ فِی نَفْسِی ثِیَابٌ سَوْدَاءُ وَ دَابَّةٌ سَوْدَاءُ

ص: 161


1- 1. فی نسخة الكمبانیّ: لم أستمع، و هو تصحیف.

وَ رَجُلٌ أَسْوَدُ سَوَادٌ فِی سَوَادٍ فِی سَوَادٍ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَیَّ نَظَرَ إِلَیَّ وَ أَحَدَّ النَّظَرَ وَ قَالَ قَلْبُكَ أَسْوَدُ مِمَّا تَرَی عَیْنَاكَ مِنْ سَوَادٍ فِی سَوَادٍ فِی سَوَادٍ قَالَ أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ لَهُ أَجَلْ فَلَا تُحَدِّثْ بِهِ أَحَداً فَمَا صَنَعْتَ وَ مَا قُلْتَ لَهُ قَالَ أَسْقَطَتْ فِی یَدِی فَلَمْ أَحِرْ جَوَاباً قُلْتُ لَهُ فَمَا أَبْیَضَ قَلْبَكَ لِمَا شَاهَدْتَ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ أَبِی فَلَمَّا اعْتَلَّ یَزْدَادُ بَعَثَ إِلَیَّ فَحَضَرْتُ عِنْدَهُ فَقَالَ إِنَّ قَلْبِی قَدِ ابْیَضَّ بَعْدَ سَوَادٍ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حَجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ نَامُوسُهُ الْأَعْظَمُ ثُمَّ مَاتَ فِی مَرَضِهِ ذَلِكَ وَ حَضَرْتُ الصَّلَاةَ عَلَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

«51»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزِّیَادِیُّ: لَمَّا سُمَّ الْمُتَوَكِّلُ نَذَرَ لِلَّهِ إِنْ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعَافِیَةَ أَنْ یَتَصَدَّقَ بِمَالٍ كَثِیرٍ فَلَمَّا عُوفِیَ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِی الْمَالِ الْكَثِیرِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ حَاجِبُهُ إِنْ أَتَیْتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِالصَّوَابِ فَمَا لِی عِنْدَكَ قَالَ

عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ إِلَّا ضَرَبْتُكَ مِائَةَ مِقْرَعَةٍ قَالَ قَدْ رَضِیْتُ فَأَتَی أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ قُلْ لَهُ یَتَصَدَّقُ بِثَمَانِینَ دِرْهَماً(1)

فَأَخْبَرَ الْمُتَوَكِّلَ فَسَأَلَهُ مَا الْعِلَّةُ فَأَتَاهُ

ص: 162


1- 1. قال سبط ابن الجوزی فی تذكرة خواص الأمة ص 202: قال یحیی بن هرثمة: فاتفق مرض المتوكل بعد ذلك- یعنی بعد اشخاص الامام أبی الحسن الهادی علیه السلام الی سامرّاء- بمدة، فنذر ان عوفی لیصدقن بدراهم كثیرة. فعوفی، فسأل الفقهاء عن ذلك، فلم یجد عندهم فرجا فبعث الی علیّ علیه السلام فسأله فقال: یتصدق بثلاثة و ثمانین دینارا، فقال المتوكل من أین لك هذا؟ فقال: من قوله تعالی:\i« لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِی مَواطِنَ كَثِیرَةٍ وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ»\E و المواطن الكثیرة هی هذه الجملة. و ذلك لان النبیّ« ص» غزا سبعا و عشرین غزاة و بعث خمسا و خمسین سریة، و آخر غزواته یوم حنین فعجب المتوكل و الفقهاء من هذا الجواب، و بعث إلیه بمال كثیر، فقال علی: هذا الواجب فتصدق أنت بما أحببت. اقول: و الصحیح من الجواب، هو الثمانون، كما فی روایات الخاصّة و ذلك لان الملاك عدد المواطن التی نصر اللّٰه المسلمین الی یوم نزول هذه الآیة. لاتمام غزوات الرسول و سرایاه.

فَسَأَلَهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِی مَواطِنَ كَثِیرَةٍ(1) فَعَدَدْنَا مَوَاطِنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَلَغَتْ ثَمَانِینَ مَوْطِناً فَرَجَعَ إِلَیْهِ فَأَخْبَرَ فَفَرِحَ وَ أَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ (2)

ص: 163


1- 1. براءة: 25.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 402، و قد رواه الكلینی فی الكافی ج 7 ص 463 و هذا نصه: علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن بعض أصحابه ذكره قال: لما سم المتوكل نذر ان عوفی ان یتصدق بمال كثیر، فلما عوفی سأل الفقهاء عن حدّ المال الكثیر فاختلفوا علیه فقال بعضهم: مائة الف، و قال بعضهم: عشرة آلاف، فقالوا فیه اقاویل مختلفة، فاشتبه علیه الامر فقال رجل من ندمائه یقال له: صفعان الا تبعث الی هذا الأسود فتسأل عنه. فقال له المتوكل: من تعنی ویحك؟ فقال له: ابن الرضا، فقال له: و هو یحسن من هذا شیئا؟ فقال: ان اخرجك من هذا فلی علیك كذا و كذا، و الا فاضربنی مائة مقرعة فقال المتوكل: قد رضیت، یا جعفر بن محمود! صر إلیه و سله عن حدّ المال الكثیر. فصار جعفر بن محمود الی ابی الحسن علیّ بن محمّد علیه السلام فسأله عن حدّ المال الكثیر فقال: الكثیر ثمانون، فقال له جعفر: یا سیدی: انه یسألنی عن العلة فیه، فقال له أبو الحسن علیه السلام: ان اللّٰه عزّ و جلّ یقول:\i لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِی مَواطِنَ كَثِیرَةٍ\E، فعددنا تلك المواطن فكانت ثمانین. أقول: و قد أفتی بذلك أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم: قال الشهید فی محكی الدروس: و لو نذر الصدقة من ماله بشی ء كثیر فثمانون درهما، لروایة أبی بكر الحضرمی عن ابی الحسن علیه السلام، و لو قال: بمال كثیر ففی قضیة الهادی« ع» مع المتوكل ثمانون، وردها ابن إدریس الی ما یعامل به ان كان درهما او دینارا، و قال الفاضل: المال المطلق ثمانون درهما و المقید بنوع ثمانون من ذلك. أقول: لو أوصی أو نذر للّٰه بالكثیر فأقل شی ء یجب فی ماله: الثمانون لا انه ان زاد علیه فلیس به، و انما قال« ع» بالثمانین فان المرجع الوحید الذی یرفع الاختلاف من العرف هو القرآن المجید، و قد اطلق الكثیر فی مورد الثمانین، فنعلم ان الثمانین كثیر قطعا بشهادة اللّٰه العزیز فی كتابه و اما أقل من ذلك فهو مختلف فیه، و لیس علیه شاهد.

وَ قَالَ الْمُتَوَكِّلُ لِابْنِ السِّكِّیتِ-(1) سَلِ ابْنَ الرِّضَا مَسْأَلَةً عَوْصَاءَ بِحَضْرَتِی فَسَأَلَهُ فَقَالَ لِمَ بَعَثَ اللَّهُ مُوسَی بِالْعَصَا وَ بَعَثَ عِیسَی علیه السلام بِإِبْرَاءِ الْأَكْمَهِ وَ الْأَبْرَصِ وَ إِحْیَاءِ الْمَوْتَی وَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْقُرْآنِ وَ السَّیْفِ فَقَالَ: أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بَعَثَ اللَّهُ مُوسَی علیه السلام بِالْعَصَا وَ الْیَدِ الْبَیْضَاءِ فِی زَمَانٍ الْغَالِبُ عَلَی أَهْلِهِ السِّحْرُ فَأَتَاهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا قَهَرَ سِحْرَهُمْ وَ بَهَرَهُمْ وَ أَثْبَتَ الْحُجَّةَ عَلَیْهِمْ وَ بَعَثَ عِیسَی علیه السلام بِإِبْرَاءِ الْأَكْمَهِ وَ الْأَبْرَصِ وَ إِحْیَاءِ الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ فِی زَمَانٍ الْغَالِبُ عَلَی أَهْلِهِ الطِّبُّ فَأَتَاهُمْ مِنْ إِبْرَاءِ الْأَكْمَهِ وَ الْأَبْرَصِ وَ إِحْیَاءِ الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَهَرَهُمْ وَ بَهَرَهُمْ وَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْقُرْآنِ وَ السَّیْفِ فِی زَمَانٍ الْغَالِبُ عَلَی

ص: 164


1- 1. أبو یوسف یعقوب بن إسحاق الدورقی الأهوازی الامامی النحوی اللغوی الادیب كان ثقة جلیلا من العظماء، و كان حامل لواء الأدب و الشعر، و له تصانیف مفیدة منها تهذیب الألفاظ و اصلاح المنطق. قال ابن خلّكان: قال بعض العلماء: ما عبر علی جسر بغداد كتاب من اللغة مثل اصلاح المنطق، و قال أبو العباس المبرد: ما رأیت للبغدادیین كتابا أحسن من كتاب ابن السكیت فی المنطق. الزمه المتوكل تأدیب ولده المعتز باللّٰه، فقال له یوما: أیما أحبّ إلیك؟ ابنای هذان- یعنی المعتز و المؤید- أم الحسن و الحسین؟ فقال ابن السكیت: و اللّٰه ان قنبرا خادم علی بن أبی طالب خیر منك و من ابنیك، فقال المتوكل للاتراك: سلوا لسانه من قفاه! ففعلوا فمات. و قیل: بل أثنی علی الحسن و الحسین علیهما السلام و لم یذكر ابنیه فأمر المتوكل الاتراك فداسوا بطنه، فحمل الی داره فمات بعد غد ذلك.

أَهْلِهِ السَّیْفُ وَ الشِّعْرُ فَأَتَاهُمْ مِنَ الْقُرْآنِ الزَّاهِرِ وَ السَّیْفِ الْقَاهِرِ مَا بَهَرَ بِهِ شِعْرَهُمْ وَ بَهَرَ سَیْفَهُمْ وَ أَثْبَتَ الْحُجَّةَ بِهِ عَلَیْهِمْ فَقَالَ ابْنُ السِّكِّیتِ فَمَا الْحُجَّةُ الْآنَ قَالَ الْعَقْلُ یُعْرَفُ بِهِ الْكَاذِبُ عَلَی اللَّهِ فَیُكَذَّبُ فَقَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ مَا لِابْنِ السِّكِّیتِ وَ مُنَاظَرَتِهِ وَ إِنَّمَا هُوَ صَاحِبُ نَحْوٍ وَ شِعْرٍ وَ لُغَةٍ وَ رَفَعَ قِرْطَاساً فِیهِ مَسَائِلُ فَأَمْلَأَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَلَی ابْنِ السِّكِّیتِ جَوَابَهَا وَ أَمَرَهُ أَنْ یَكْتُبَ سَأَلْتَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ-(1) فَهُوَ آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا وَ لَمْ یَعْجِزْ سُلَیْمَانُ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا عَرَفَ آصَفُ وَ لَكِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ یُعَرِّفَ أُمَّتَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَنَّهُ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وَ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ سُلَیْمَانَ أَوْدَعَهُ آصَفَ بِأَمْرِ اللَّهِ فَفَهَّمَهُ ذَلِكَ لِئَلَّا یَخْتَلِفَ فِی إِمَامَتِهِ وَ وَلَایَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لِتَأْكِیدِ الْحُجَّةِ عَلَی الْخَلْقِ وَ أَمَّا سُجُودُ یَعْقُوبَ لِوَلَدِهِ فَإِنَّ السُّجُودَ لَمْ یَكُنْ لِیُوسُفَ وَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ یَعْقُوبَ وَ وُلْدِهِ طَاعَةً لِلَّهِ تَعَالَی وَ تَحِیَّةً لِیُوسُفَ علیه السلام كَمَا أَنَّ السُّجُودَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَمْ یَكُنْ لآِدَمَ علیه السلام فَسُجُودُ یَعْقُوبَ وَ وُلْدِهِ وَ یُوسُفُ مَعَهُمْ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُ یَقُولُ فِی شُكْرِهِ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْكِ (2) الْآیَةَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْكِتابَ (3) فَإِنَّ الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَكُنْ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ لَكِنْ قَالَتِ الْجَهَلَةُ كَیْفَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ لِمَ لَمْ یُفَرِّقْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّاسِ فِی الِاسْتِغْنَاءِ عَنِ الْمَأْكَلِ وَ الْمَشْرَبِ وَ الْمَشْیِ فِی الْأَسْوَاقِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 165


1- 1. النمل: 40.
2- 2. یوسف: 101.
3- 3. یونس: 94.

فَاسْأَلِ الَّذِینَ یَقْرَءُونَ الْكِتَابَ بِمَحْضَرٍ مِنَ الْجَهَلَةِ هَلْ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً قَبْلَكَ إِلَّا وَ هُوَ یَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ یَشْرَبُ الشَّرَابَ وَ لَكَ بِهِمْ أُسْوَةٌ یَا مُحَمَّدُ وَ إِنَّمَا قَالَ فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍ وَ لَمْ یَكُنْ (1) لِلنَّصَفَةِ كَمَا قَالَ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) وَ لَوْ قَالَ تَعَالَوْا نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ لَمْ یَكُونُوا یُجِیبُوا إِلَی الْمُبَاهَلَةِ وَ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ نَبِیَّهُ مُؤَدٍّ عَنْهُ رِسَالَتَهُ وَ مَا هُوَ مِنَ الْكَاذِبِینَ وَ كَذَلِكَ عَرَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّهُ صَادِقٌ فِیمَا یَقُولُ وَ لَكِنْ أَحَبَّ أَنْ یُنْصِفَ مِنْ نَفْسِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ (3) الْآیَةَ فَهُوَ كَذَلِكَ لَوْ أَنَّ أَشْجَارَ الدُّنْیَا أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرُ مِدَادٌ یَمُدُّهُ ... سَبْعَةُ أَبْحُرٍ حَتَّی انْفَجَرَتِ الْأَرْضُ عُیُوناً كَمَا انْفَجَرَتْ فِی الطُّوفَانِ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ وَ هِیَ عَیْنُ الْكِبْرِیتِ وَ عَیْنُ الْیَمَنِ وَ عَیْنُ بَرَهُوتَ وَ عَیْنُ طَبَرِیَّةَ وَ حَمَّةُ مَاسِیدَانَ تُدْعَی لسان وَ حَمَّةُ إِفْرِیقِیَةَ تُدْعَی بسیلان وَ عَیْنُ بَاحُورَانَ وَ نَحْنُ الْكَلِمَاتُ الَّتِی لَا تُدْرَكُ فَضَائِلُنَا وَ لَا تُسْتَقْصَی وَ أَمَّا الْجَنَّةُ فَفِیهَا مِنَ الْمَآكِلِ وَ الْمَشَارِبِ وَ الْمَلَاهِی وَ ما تَشْتَهِیهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْیُنُ وَ أَبَاحَ اللَّهُ ذَلِكَ لآِدَمَ وَ الشَّجَرَةُ الَّتِی نَهَی اللَّهُ آدَمَ عَنْهَا وَ زَوْجَتَهُ أَنْ لَا یَأْكُلَا مِنْهَا شَجَرَةُ الْحَسَدِ عَهِدَ اللَّهُ إِلَیْهِمَا أَنْ لَا یَنْظُرَا إِلَی مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ عَلَی خَلَائِقِهِ بِعَیْنِ الْحَسَدِ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(4) وَ أَمَّا قَوْلُهُ أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً(5) فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی زَوَّجَ الذُّكْرَانَ الْمُطِیعِینَ وَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَكُونَ الْجَلِیلُ الْعَظِیمُ عَنَی مَا لَبَّسْتَ عَلَی نَفْسِكَ بِطَلَبِ

ص: 166


1- 1. أی و الحال أنّه صلّی اللّٰه علیه و آله لم یكن فی شك.
2- 2. آل عمران: 61.
3- 3. لقمان: 27.
4- 4. طه: 115.
5- 5. الشوری: 50.

الرُّخَصِ لِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ یَلْقَ أَثاماً یُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ یَخْلُدْ فِیهِ مُهاناً(1) إِنْ لَمْ یَتُبْ فَأَمَّا شَهَادَةُ امْرَأَةٍ وَحْدَهَا الَّتِی جَازَتْ فَهِیَ الْقَابِلَةُ الَّتِی جَازَتْ شَهَادَتُهَا مَعَ الرِّضَا فَإِنْ لَمْ یَكُنْ رِضًا فَلَا أَقَلَّ مِنِ امْرَأَتَیْنِ تَقُومُ الْمَرْأَتَانِ بَدَلَ الرَّجُلِ لِلضَّرُورَةِ لِأَنَّ الرَّجُلَ لَا یُمْكِنُهُ أَنْ یَقُومَ مَقَامَهَا فَإِنْ كَانَ وَحْدَهَا قُبِلَ قَوْلُهَا مَعَ یَمِینِهَا وَ أَمَّا قَوْلُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْخُنْثَی فَهُوَ كَمَا قَالَ یَرِثُ مِنَ الْمَبَالِ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ قَوْمٌ عُدُولٌ یَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِرْآتاً وَ تَقُومُ الْخُنْثَی خَلْفَهُمْ عُرْیَانَةً وَ یَنْظُرُونَ إِلَی الْمِرْآةِ فَیَرَوْنَ الشَّیْ ءَ وَ یَحْكُمُونَ عَلَیْهِ وَ أَمَّا الرَّجُلُ النَّاظِرُ إِلَی الرَّاعِی وَ قَدْ نَزَا عَلَی شَاةٍ فَإِنْ عَرَفَهَا ذَبَحَهَا وَ أَحْرَقَهَا وَ إِنْ لَمْ یَعْرِفْهَا قَسَمَهَا الْإِمَامُ نِصْفَیْنِ وَ سَاهَمَ بَیْنَهُمَا فَإِنْ وَقَعَ السَّهْمُ عَلَی أَحَدِ الْقِسْمَیْنِ فَقَدِ انْقَسَمَ النِّصْفُ الْآخَرُ ثُمَّ یُفَرِّقُ الَّذِی وَقَعَ عَلَیْهِ السَّهْمُ نِصْفَیْنِ فَیُقْرِعُ بَیْنَهُمَا فَلَا یَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّی یَبْقَی اثْنَانِ فَیُقْرِعُ بَیْنَهُمَا فَأَیُّهُمَا وَقَعَ السَّهْمُ عَلَیْهَا ذُبِحَتْ وَ أُحْرِقَتْ وَ قَدْ نَجَا سَائِرُهَا وَ سَهْمُ

الْإِمَامِ سَهْمُ اللَّهِ لَا یَخِیبُ وَ أَمَّا صَلَاةُ الْفَجْرِ وَ الْجَهْرُ فِیهَا بِالْقِرَاءَةِ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُغَلِّسُ بِهَا فَقِرَاءَتُهَا مِنَ اللَّیْلِ وَ أَمَّا قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بُشِّرَ قَاتِلُ ابْنِ صَفِیَّةَ بِالنَّارِ-(2)

لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 167


1- 1. الفرقان: 69.
2- 2. هو الزبیر بن العوام بن خویلد بن أسد بن عبد العزی الأسدی یكنی أبا عبد اللّٰه و كان أمه صفیة بنت عبد المطلب عمّة رسول اللّٰه« ص» فهو ابن عمّة رسول اللّٰه« ص» فهو ابن عمّة رسول اللّٰه و ابن اخی خدیجة بنت خویلد زوج الرسول« ص». شهد الجمل مقاتلا لعلی علیه السلام فناداه علی و دعاه فانفرد به و قال له: أتذكر اذ كنت أنا و أنت مع رسول اللّٰه« ص» فنظر الی و ضحك و ضحكت، فقلت أنت: لا یدع ابن أبی طالب زهوه، فقال: لیس بمزه، و لتقاتلنه و أنت له ظالم؟ فذكر الزبیر ذلك فانصرف عن القتال فنزل بوادی السباع، و قام یصلی فأتاه ابن. جرموز فقتله، و جاء بسیفه و رأسه الی علیّ علیه السلام فقال علیه السلام: ان هذا سیف طالما فرج الكرب عن رسول اللّٰه« ص». ثمّ قال: بشر قاتل ابن صفیة بالنار، و كان قتله یوم الخمیس لعشر خلون من جمادی الأولی من سنة ست و ثلاثین. و قیل: ان ابن جرموز استأذن علی علیّ علیه السلام فلم یأذن له و قال للاذن: بشره بالنار فقال: أتیت علیا برأس الزبیر***أرجو لدیه به الزلفه فبشر بالنار اذ جئته*** فبئس البشارة و التحفه و سیان عندی: قتل الزبیر***و ضرطة عنز بذی الجحفة و قیل: ان الزبیر لما فارق الحرب و بلغ سفوان أتی إنسان الی الأحنف بن قیس فقال: هذا الزبیر قد لقی بسفوان، فقال الأحنف: ما شاء اللّٰه كان، قد جمع بین المسلمین حتی ضرب بعضهم حواجب بعض بالسیوف ثمّ یلحق ببیته و أهله؟؛. فسمعه ابن جرموز و فضالة بن حابس و نفیع بن غواة من تمیم فركبوا، فأتاه ابن جرموز من خلفه فطعنه طعنة خفیفة، و حمل علیه الزبیر و هو علی فرس له یقال له: ذو الخمار حتّی إذا ظنّ أنّه قاتله، نادی صاحبیه فحملوا علیه فقتلوه، بل الظاهر من بعض الاخبار ان ابن جرموز قتله فی النوم، و قد روی المسعودیّ فی مروج الذهب أن عاتكة بنت زید بن عمرو بن نفیل و كانت تحت عبد اللّٰه بن أبی بكر فخلف علیها عمر ثمّ الزبیر قالت فی ذلك: غدر ابن جرموز بفارس بهمة***یوم اللقاء و كان غیر مسدد یا عمرو! لو نبهته لوجدته***لا طائشا رعش الجنان و لا الید هبلتك امك ان قتلت لمسلما***حلت علیك عقوبة المتعمد ما ان رأیت و لا سمعت بمثله ***فیمن مضی ممن یروح و یغتدی أقول: انما قال علیه السلام: بشر قاتل ابن صفیة بالنار، لان القاتل و هو عمرو بن جرموز- مع أعوانه- قتله غدرا و غیلة و مغافصة، بعد ما ترك الزبیر القتال فهو من أهل. النار من جهتین: الأول لقول رسول اللّٰه« ص»: الایمان قید الفتك، فمن فتك مسلما و قتله غیلة كان بمنزلة من قتل مسلما متعمدا لاسلامه، فهو من أهل النار، و لو كان المقتول ظالما مهدور الدم. و الثانی لما سیجی ء فی كلام الهادی« ع» من أن ولی الامر، و هو أمیر المؤمنین أقضی هذه الأمة حكم بأن من ألقی سلاحه فهو آمن، و من دخل داره فهو آمن، و قد كان الزبیر بعد تركه القتال و انعزاله عن المعركة كالتائب من ذنبه و بمنزلة من ألقی سلاحه و دخل داره. فالذی قتله انما قتله غدرا و بغیا و عدوانا فهو من أهل النار و انما لم یقتله أمیر المؤمنین علیه السلام به و لم یقد منه، لانه كان جاهلا بذلك كله، متأولا یعتقد أن قتله واجب و هو مهدور الدم. لاجل أنّه أجلب علی امامه أمیر المؤمنین و خرج علیه بالسیف، و لم یظهر توبة و لم یستغفر عند ولیه أمیر المؤمنین. لكنه كان مقصرا فی جهالته ذلك، حیث ان اعتزاله كان بمسمع و مرأی من أمیر المؤمنین و لم یحكم فیه بشی ء و لا هو استأمره علیه السلام فی قتله، مع وجوده بین ظهرانیهم و اللّٰه أعلم. و أمّا الزبیر فالظاهر من الأحادیث أنّه ندم عن فعله ندامة قطعیة بحیث التزم العار فرارا من النار، لكنه لم یظهر منه توبة و لا استغفار، و لو كان أراد التوبة و الاستغفار، كان علیه أن یفی ء أولا الی أمیر المؤمنین« ع» و یستغفره ممّا فعله، و یجدد بیعته، فلم یفعل و قد روی المفید قدّس سرّه فی جمله أنّه لما رأی أمیر المؤمنین رأس الزبیر و سیفه قال للأحنف: ناولنی السیف فناوله، فهزه و قال: سیف طالما قاتل بین یدی النبیّ« ص» و لكن الحین و مصارع السوء، ثمّ تفرس فی وجه الزبیر و قال: لقد كان لك بالنبی صحبة و منه قرابة، و لكن دخل الشیطان منخرك فأوردك هذا المورد.

وَ كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ یَوْمَ النَّهْرَوَانِ فَلَمْ یَقْتُلْهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْبَصْرَةِ لِأَنَّهُ عَلِمَ

ص: 168

أَنَّهُ یُقْتَلُ فِی فِتْنَةِ النَّهْرَوَانِ (1)

ص: 169


1- 1. قال ابن الجزریّ فی أسد الغابة: و كثیر من الناس یقولون: ان ابن جرموز قتل نفسه، لما قال له علی« بشر قاتل ابن صفیة بالنار» و لیس كذلك، و انما عاش بعد ذلك. حتی ولی مصعب بن الزبیر البصرة، فاختفی ابن جرموز فقال مصعب: لیخرج فهو آمن أ یظن أنی أقیده بأبی عبد اللّٰه- یعنی أباه الزبیر- لیسا سواء.

وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَاتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ مُقْبِلِینَ وَ مُدْبِرِینَ وَ أَجْهَزَ عَلَی جَرِیحِهِمْ وَ إِنَّهُ یَوْمَ الْجَمَلِ لَمْ یَتْبَعْ مُوَلِّیاً وَ لَمْ یُجْهِزْ عَلَی جَرِیحِهِمْ وَ كُلُّ مَنْ أَلْقَی سَیْفَهُ وَ سِلَاحَهُ آمَنَهُ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَمَلِ قُتِلَ إِمَامُهُمْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وَ إِنَّمَا رَجَعَ الْقَوْمُ إِلَی مَنَازِلِهِمْ غَیْرَ مُحَارِبِینَ وَ لَا مُحْتَالِینَ وَ لَا مُتَجَسِّسِینَ وَ لَا مُبَارِزِینَ فَقَدْ رَضُوا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ فَكَانَ الْحُكْمُ فِیهِ رَفْعَ السَّیْفِ وَ الْكَفَّ عَنْهُمْ إِذْ لَمْ یَطْلُبُوا عَلَیْهِ أَعْوَاناً وَ أَهْلُ صِفِّینَ یَرْجِعُونَ إِلَی فِئَةٍ مُسْتَعِدَّةٍ وَ إِمَامٍ مُنْتَصِبٍ یَجْمَعُ لَهُمُ السِّلَاحَ مِنَ الرِّمَاحِ وَ الدُّرُوعِ وَ السُّیُوفِ وَ یَسْتَعِدُّ لَهُمْ وَ یُسَنِّی لَهُمُ الْعَطَاءَ وَ یُهَیِّئُ لَهُمُ الْأَمْوَالَ وَ یُعَقِّبُ مَرِیضَهُمْ وَ یَجْبُرُ كَسِیرَهُمْ وَ یُدَاوِی جَرِیحَهُمْ وَ یَحْمِلُ رَاجِلَهُمْ وَ یَكْسُو حَاسِرَهُمْ وَ یَرُدُّهُمْ فَیَرْجِعُونَ إِلَی مُحَارَبَتِهِمْ وَ قِتَالِهِمْ فَإِنَّ الْحُكْمَ فِی أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْكَفُّ عَنْهُمْ لَمَّا أَلْقَوْا أَسْلِحَتَهُمْ إِذْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ فِئَةٌ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وَ الْحُكْمَ فِی أَهْلِ صِفِّینَ أَنْ یُتْبَعَ مُدْبِرُهُمْ وَ یُجْهَزَ عَلَی جَرِیحِهِمْ فَلَا یُسَاوِی بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ فِی الْحُكْمِ وَ لَوْ لَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ حُكْمُهُ فِی أَهْلِ صِفِّینَ وَ الْجَمَلِ لَمَا عُرِفَ الْحُكْمُ فِی عُصَاةِ أَهْلِ التَّوْحِیدِ فَمَنْ أَبَی ذَلِكَ عُرِضَ عَلَی السَّیْفِ وَ أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِی أَقَرَّ بِاللِّوَاطِ-(1)

فَإِنَّهُ أَقَرَّ بِذَلِكَ مُتَبَرِّعاً مِنْ نَفْسِهِ وَ

ص: 170


1- 1. روی الكلینی فی الكافی ج 7 ص 201 عن علیّ بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن مالك بن عطیة، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام قال: بینا أمیر المؤمنین« ع» فی ملاء من أصحابه إذا أتاه رجل فقال: یا أمیر المؤمنین انی قد أوقبت علی غلام فطهرنی! فقال له: یا هذا امض الی منزلك لعلّ مرارا هاج بك. فلما كان من غد عاد إلیه فقال له: یا أمیر المؤمنین انی أوقبت علی غلام فطهرنی! فقال له: یا هذا امض الی منزلك لعلّ مرارا هاج بك. حتی فعل ذلك ثلاثا بعد مرته الأولی. فلما كان فی الرابعة قال: یا هذا ان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله حكم فی مثلك بثلاثة أحكام فاختر أیهن شئت، قال: و ما هن یا أمیر المؤمنین؟ قال: ضربة بالسیف فی عنقك بالغة ما بلغت، أو دهداه من جبل مشدود الیدین و الرجلین، أو إحراق بالنار فقال: یا أمیر المؤمنین أیهن أشدّ علی؟ قال: الاحراق بالنار، قال: فانی قد اخترتها یا أمیر المؤمنین قال: فخذ أهبتك فقال: نعم. فقام فصلی ركعتین ثمّ جلس فی تشهده فقال: اللّٰهمّ إنّی قد أتیت من الذنب ما قد علمته و انی تخوفت من ذلك فجئت الی وصی رسولك و ابن عم نبیك فسألته أن یطهرنی فخیرنی بین ثلاثة أصناف من العذاب، اللّٰهمّ فانی قد اخترت أشدها اللّٰهمّ فانی أسألك أن تجعل ذلك كفارة لذنوبی، و أن لا تحرقنی بنارك فی آخرتی. ثمّ قام و هو باك حتّی جلس فی الحفرة التی حفرها له أمیر المؤمنین« ع» و هو یری النار یتأجج حوله. قال: فبكی أمیر المؤمنین علیه السلام و بكی أصحابه جمیعا، فقال له أمیر المؤمنین علیه السلام: قم یا هذا فقد أبكیت ملائكة السماء و ملائكة الأرض، فان اللّٰه قد تاب علیك فقم و لا تعاودن شیئا ممّا قد فعلت.

لَمْ تُقَمْ عَلَیْهِ بَیِّنَةٌ وَ لَا أَخَذَهُ سُلْطَانٌ وَ إِذَا كَانَ لِلْإِمَامِ الَّذِی مِنَ اللَّهِ أَنْ یُعَاقِبَ فِی اللَّهِ فَلَهُ أَنْ یَعْفُوَ فِی اللَّهِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ لِسُلَیْمَانَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (1) فَبَدَأَ بِالْمَنِّ قَبْلَ الْمَنْعِ (2)

ص: 171


1- 1. ص: 39.
2- 2. قال سبط ابن الجوزی فی التذكرة ص 203: قال یحیی بن هبیرة[ هرثمة]: تذاكر الفقهاء بحضرة المتوكل: من حلق رأس آدم علیه السلام؟ فلم یعرفوا من حلقه، فقال المتوكل: أرسلوا الی علیّ بن محمّد بن علی الرضا، فأحضروه فحضر فقالوه، فقال: حدّثنی أبی: عن جدی، عن أبیه، عن جده، عن أبیه قال: ان اللّٰه امر جبرئیل أن ینزل بیاقوتة من یواقیت الجنة، فنزل بها فمسح بها رأس آدم، فتناثر الشعر منه، فحیث بلغ نورها صار حرما، و قد روی هذا المعنی مرفوعا الی رسول اللّٰه« ص».

فَلَمَّا قَرَأَهُ ابْنُ أَكْثَمَ قَالَ لِلْمُتَوَكِّلِ مَا نُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَ هَذَا الرَّجُلَ عَنْ شَیْ ءٍ بَعْدَ مَسَائِلِی فَإِنَّهُ لَا یُرَدُّ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ بَعْدَهَا إِلَّا دُونَهَا وَ فِی ظُهُورِ عِلْمِهِ تَقْوِیَةٌ لِلرَّافِضَةِ(1).

جَعْفَرُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ قَالَ: قُدِّمَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ فَأَرَادَ أَنْ یُقِیمَ عَلَیْهِ الْحَدَّ فَأَسْلَمَ فَقَالَ یَحْیَی بْنُ أَكْثَمَ الْإِیمَانُ یَمْحُو مَا قَبْلَهُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ یُضْرَبُ ثَلَاثَةَ حُدُودٍ فَكَتَبَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِیِّ یَسْأَلُهُ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ كَتَبَ یُضْرَبُ حَتَّی یَمُوتَ فَأَنْكَرَ الْفُقَهَاءُ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ یَسْأَلُهُ عَنِ الْعِلَّةِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِینَ (2) السُّورَةَ قَالَ فَأَمَرَ الْمُتَوَكِّلُ فَضُرِبَ حَتَّی مَاتَ (3).

أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سَهْلَوَیْهِ (4)

الْبَصْرِیُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَلَّاحِ قَالَ: دَلَّنِی أَبُو الْحَسَنِ وَ كُنْتُ وَاقِفِیّاً فَقَالَ إِلَی كَمْ هَذِهِ النَّوْمَةُ أَ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَبِهَ مِنْهَا فَقَدَحَ فِی قَلْبِی شَیْئاً وَ غُشِیَ عَلَیَّ وَ تَبِعْتُ الْحَقَ (5).

«52»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ أَنَا أُرِیدُ الْحَجَّ لِأُوَدِّعَهُ فَخَرَجَ مَعِی فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی آخِرِ الْحَاجِزِ نَزَلَ فَنَزَلْتُ مَعَهُ فَخَطَّ بِیَدِهِ الْأَرْضَ خَطَّةً شَبِیهَةً بِالدَّائِرَةِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا عَمِّ خُذْ مَا فِی هَذِهِ یَكُونُ فِی نَفَقَتِكَ وَ تَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی حَجِّكَ فَضَرَبْتُ بِیَدِی فَإِذَا سَبِیكَةُ ذَهَبٍ فَكَانَ فِیهَا مِائَتَا مِثْقَالٍ

ص: 172


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 403- 405.
2- 2. غافر: 84.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 405 و 406.
4- 4. فی المصدر. سعید بن سهل البصری.
5- 5. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 407.

دَخَلَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ فَشَكَا إِلَیْهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ دَیْناً عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَا عَمْرٍو وَ كَانَ وَكِیلَهُ ادْفَعْ إِلَیْهِ ثَلَاثِینَ أَلْفَ دِینَارٍ وَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ ثَلَاثِینَ أَلْفَ دِینَارٍ وَ خُذْ أَنْتَ ثَلَاثِینَ أَلْفَ دِینَارٍ فَهَذِهِ مُعْجِزَةٌ لَا یَقْدِرُ عَلَیْهَا إِلَّا الْمُلُوكُ وَ مَا سَمِعْنَا بِمِثْلِ هَذَا الْعَطَاءِ(1).

«53»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وَجَّهَ الْمُتَوَكِّلُ عَتَّابَ بْنَ أَبِی عَتَّابٍ إِلَی الْمَدِینَةِ یَحْمِلُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ كَانَتِ الشِّیعَةُ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ یَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ كَانَ فِی نَفْسِ عَتَّابٍ مِنْ هَذَا شَیْ ءٌ فَلَمَّا فَصَلَ مِنَ الْمَدِینَةِ رَآهُ وَ قَدْ لَبِسَ لُبَّادَةً وَ السَّمَاءُ صَاحِیَةٌ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ تَغَیَّمَتْ وَ أَمْطَرَتْ فَقَالَ عَتَّابٌ هَذَا وَاحِدٌ ثُمَّ لَمَّا وَافَی شَطَّ الْقَاطُولِ-(2)

رَآهُ مُقْلَقَ الْقَلْبِ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ یَا أَبَا أَحْمَدَ فَقَالَ قَلْبِی مُقْلَقٌ بِحَوَائِجَ الْتَمَسْتُهَا مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ فَإِنَّ حَوَائِجَكَ قَدْ قُضِیَتْ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَتْهُ الْبِشَارَاتُ بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ فَقَالَ النَّاسُ یَقُولُونَ إِنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ قَدْ تَبَیَّنْتَ مِنْ ذَلِكَ خَلَّتَیْنِ (3).

الْمُعْتَمَدُ فِی الْأُصُولِ،: قَالَ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ وَرَدْتُ الْعَسْكَرَ وَ أَنَا شَاكٌّ فِی الْإِمَامَةِ فَرَأَیْتُ السُّلْطَانَ قَدْ خَرَجَ إِلَی الصَّیْدِ فِی یَوْمٍ مِنَ الرَّبِیعِ إِلَّا أَنَّهُ صَائِفٌ وَ النَّاسُ عَلَیْهِمْ ثِیَابُ الصَّیْفِ وَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام لُبَّادَةٌ وَ عَلَی فَرَسِهِ تِجْفَافُ لُبُودٍ وَ قَدْ عَقَدَ ذَنَبَ الْفَرَسَةِ وَ النَّاسُ یَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَ یَقُولُونَ أَ لَا تَرَوْنَ إِلَی هَذَا الْمَدَنِیِّ وَ مَا قَدْ فَعَلَ بِنَفْسِهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَوْ كَانَ هَذَا إِمَاماً مَا فَعَلَ هَذَا فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَی الصَّحْرَاءِ لَمْ یَلْبَثُوا إِلَّا أَنِ ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ عَظِیمَةٌ هَطَلَتْ

ص: 173


1- 1. المصدر ج 4 ص 407.
2- 2. فی النسخ: قاطون، و هو سهو و الصحیح قاطون كما فی الصلب، و هو موضع علی دجلة، أو هو اسم لتمام النهر المشقوق الفرعی من دجلة الی النهروانات.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 413.

فَلَمْ یَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا ابْتَلَّ حَتَّی غَرِقَ بِالْمَطَرِ وَ عَادَ علیه السلام وَ هُوَ سَالِمٌ مِنْ جَمِیعِهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی یُوشِكُ أَنْ یَكُونَ هُوَ الْإِمَامَ ثُمَّ قُلْتُ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْجُنُبِ إِذَا عَرِقَ فِی الثَّوْبِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ كَشَفَ وَجْهَهُ فَهُوَ الْإِمَامُ فَلَمَّا قَرُبَ مِنِّی كَشَفَ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ إِنْ كَانَ عَرِقَ الْجُنُبُ فِی الثَّوْبِ وَ جَنَابَتُهُ مِنْ حَرَامٍ لَا یَجُوزُ الصَّلَاةُ فِیهِ وَ إِنْ كَانَ جَنَابَتُهُ مِنْ حَلَالٍ فَلَا بَأْسَ فَلَمْ یَبْقَ فِی نَفْسِی بَعْدَ ذَلِكَ شُبْهَةٌ(1).

«54»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی كِتَابِ الْبُرْهَانِ عَنِ الدُّهْنِیِّ أَنَّهُ: لَمَّا وَرَدَ بِهِ علیه السلام سُرَّ مَنْ رَأَی كَانَ الْمُتَوَكِّلُ بَرّاً بِهِ وَ وَجَّهَ إِلَیْهِ یَوْماً بِسَلَّةٍ فِیهَا تِینٌ فَأَصَابَ الرَّسُولُ الْمَطَرَ فَدَخَلَ إِلَی الْمَسْجِدِ ثُمَّ شَرِهَتْ نَفْسُهُ إِلَی التِّینِ فَفَتَحَ السَّلَّةَ وَ أَكَلَ مِنْهَا فَدَخَلَ وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَقَالَ لَهُ بَعْضُ خَدَمِهِ مَا قِصَّتُكَ فَعَرَفَهُ الْقِصَّةَ قَالَ لَهُ أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ عَرَفَ خَبَرَكَ وَ مَا أَكَلْتَ مِنْ هَذَا التِّینِ فَقَامَتْ عَلَی الرَّسُولِ الْقِیَامَةُ وَ مَضَی مُبَادِراً إِلَی مَنْزِلِهِ حَتَّی إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الْبَرِیدِ ارْتَاعَ هُوَ وَ مَنْ فِی مَنْزِلِهِ بِذَلِكَ الْخَبَرِ(2).

الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ: أَنَّهُ أَتَی النَّقِیَّ علیه السلام رَجُلٌ خَائِفٌ وَ هُوَ یَرْتَعِدُ وَ یَقُولُ إِنَّ ابْنِی أَخَذَ بِمَحَبَّتِكُمْ وَ اللَّیْلَةَ یَرْمُونَهُ مِنْ مَوْضِعِ كَذَا وَ یَدْفِنُونَهُ تَحْتَهُ قَالَ فَمَا تُرِیدُ قَالَ مَا یُرِیدُ الْأَبَوَانِ فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَیْهِ اذْهَبْ فَإِنَّ ابْنَكَ یَأْتِیكَ غَداً فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَاهُ ابْنُهُ فَقَالَ یَا بُنَیَّ مَا شَأْنُكَ قَالَ لَمَّا حَفَرُوا الْقَبْرَ وَ شَدُّوا لِیَ الْأَیْدِیَ أَتَانِی عَشَرَةُ أَنْفُسٍ مُطَهَّرَةٍ مُعَطَّرَةٍ وَ سَأَلُوا عَنْ بُكَائِی فَذَكَرْتُ لَهُمْ فَقَالُوا لَوْ جُعِلَ الطَّالِبُ مَطْلُوباً تَجَرَّدُ نَفْسُكَ وَ تَخْرُجُ وَ تَلْزَمُ تُرْبَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ نَعَمْ فَأَخَذُوا الْحَاجِبَ فَرَمَوْهُ مِنْ شَاهِقِ الْجَبَلِ وَ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ جَزَعَهُ وَ لَا رَأَوُا الرِّجَالَ وَ أَوْرَدُونِی إِلَیْكَ وَ هُمْ یَنْتَظِرُونَ خُرُوجِی إِلَیْهِمْ وَ وَدَّعَ أَبَاهُ وَ ذَهَبَ فَجَاءَ أَبُوهُ إِلَی الْإِمَامِ وَ أَخْبَرَهُ بِحَالِهِ فَكَانَ الْغَوْغَاءُ تَذْهَبُ وَ تَقُولُ وَقَعَ كَذَا وَ كَذَا وَ الْإِمَامُ علیه السلام یَتَبَسَّمُ وَ یَقُولُ إِنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ مَا نَعْلَمُ (3).

ص: 174


1- 1. المصدر نفسه ص 414.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 415.
3- 3. المناقب ج 4 ص 416.

بیان: الغوغاء السفلة من الناس و المتسرعین إلی الشر.

«55»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: خَرَجَ علیه السلام یَوْماً مِنْ سُرَّ مَنْ رَأَی إِلَی قَرْیَةٍ لِمُهِمٍّ عَرَضَ لَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ یَطْلُبُهُ فَقِیلَ لَهُ قَدْ ذَهَبَ إِلَی الْمَوْضِعِ الْفُلَانِیِّ فَقَصَدَهُ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَیْهِ قَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَعْرَابِ الْكُوفَةِ الْمُتَمَسِّكِینَ بِوَلَایَةِ جَدِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَدْ رَكِبَنِی دَیْنٌ فَادِحٌ أَثْقَلَنِی حَمْلُهُ وَ لَمْ أَرَ مَنْ أَقْصِدُهُ لِقَضَائِهِ سِوَاكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ طِبْ نَفْساً وَ قَرَّ عَیْناً ثُمَّ أَنْزَلَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَلِكَ الْیَوْمَ قَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أُرِیدُ مِنْكَ حَاجَةً اللَّهَ اللَّهَ أَنْ تُخَالِفَنِی فِیهَا فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ لَا أُخَالِفُكَ فَكَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَرَقَةً بِخَطِّهِ مُعْتَرِفاً فِیهَا أَنَّ عَلَیْهِ لِلْأَعْرَابِیِّ مَالًا عَیَّنَهُ فِیهَا یَرْجَحُ عَلَی دَیْنِهِ وَ قَالَ خُذْ هَذَا الْخَطَّ فَإِذَا وَصَلْتُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی احْضُرْ إِلَیَّ وَ عِنْدِی جَمَاعَةٌ فَطَالِبْنِی بِهِ وَ أَغْلِظِ الْقَوْلَ عَلَیَّ فِی تَرْكِ إِبْقَائِكَ إِیَّاهُ اللَّهَ اللَّهَ فِی مُخَالَفَتِی فَقَالَ أَفْعَلُ وَ أَخَذَ الْخَطَّ فَلَمَّا وَصَلَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ حَضَرَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ كَثِیرُونَ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِیفَةِ وَ غَیْرِهِمْ حَضَرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَ أَخْرَجَ الْخَطَّ وَ طَالَبَهُ وَ قَالَ كَمَا أَوْصَاهُ فَأَلَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لَهُ الْقَوْلَ وَ رَفَقَهُ وَ جَعَلَ یَعْتَذِرُ وَ وَعَدَهُ بِوَفَائِهِ وَ طِیبَةِ نَفْسِهِ فَنُقِلَ ذَلِكَ إِلَی الْخَلِیفَةِ الْمُتَوَكِّلِ فَأَمَرَ أَنْ یُحْمَلَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَلَمَّا حُمِلَتْ إِلَیْهِ تَرَكَهَا إِلَی أَنْ جَاءَ الرَّجُلُ فَقَالَ خُذْ هَذَا الْمَالَ وَ اقْضِ مِنْهُ دَیْنَكَ وَ أَنْفِقِ الْبَاقِیَ عَلَی عِیَالِكَ وَ أَهْلِكَ وَ أَعْذِرْنَا فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِیُّ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنَّ أَمَلِی كَانَ یَقْصُرُ عَنْ ثُلُثِ هَذَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ وَ أَخَذَ الْمَالَ وَ انْصَرَفَ (1).

«10»- وَ مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ حَدَّثَتْنِی أُمُّ مُحَمَّدٍ مَوْلَاةُ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا بِالْحَیْرِ وَ هِیَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی قَالَتْ: جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ

ص: 175


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 230 و 231.

علیه السلام قَدْ رَعَبَ حَتَّی جَلَسَ فِی حَجْرِ أُمِّ أَبِیهَا بِنْتِ مُوسَی فَقَالَتْ لَهُ مَا لَكَ فَقَالَ لَهَا مَاتَ أَبِی وَ اللَّهِ السَّاعَةَ فَقَالَتْ لَهُ لَا تَقُلْ هَذَا قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ فَكَتَبْنَا ذَلِكَ الْیَوْمَ فَجَاءَتْ وَفَاةُ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْمَدَائِنِیُّ یَسْأَلُهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الزُّجَاجِ قَالَ فَلَمَّا نَفَذَ الْكِتَابَ حَدَّثْتُ نَفْسِی أَنَّهُ مِمَّا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ وَ أَنَّهُمْ قَالُوا لَا بَأْسَ بِالسُّجُودِ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ قَالَ فَجَاءَ الْجَوَابُ لَا تَسْجُدْ عَلَیْهِ وَ إِنْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ أَنَّهُ مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ فَإِنَّهُ مِنَ الرَّمْلِ وَ الْمِلْحِ وَ الْمِلْحُ سَبَخٌ (1).

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ إِنَّمَا كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ فَتَكَلَّمَ بِهِ فَانْخَرَقَتْ لَهُ الْأَرْضُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ سَبَإٍ فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِیسَ حَتَّی صَیَّرَهُ إِلَی سُلَیْمَانَ ثُمَّ بُسِطَتْ لَهُ الْأَرْضُ فِی أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ حَرْفاً وَ حَرْفٌ وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اسْتَأْثَرَ بِهِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ (2).

وَ عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةَ الْهَیْثَمِ قَالَتْ: كُنْتُ فِی دَارِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْوَقْتِ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ جَعْفَرٌ فَرَأَیْتُ أَهْلَ الدَّارِ قَدْ سُرُّوا بِهِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَا لِی أَرَاكَ غَیْرَ مَسْرُورٍ فَقَالَ هَوِّنِی عَلَیْكَ فَسَیَضِلُّ بِهِ خَلْقٌ كَثِیرٌ(3).

حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ شَرَفٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَمْشِی بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ لِی أَ لَسْتَ ابْنَ شَرَفٍ قُلْتُ بَلَی فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ نَحْنُ عَلَی قَارِعَةِ الطَّرِیقِ وَ لَیْسَ هَذَا مَوْضِعَ مَسْأَلَةٍ.

مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِیُّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ لَنَا حَانُوتَیْنِ

ص: 176


1- 1. كشف الغمّة ص 245.
2- 2. و تراه فی المناقب ج 4 ص 406.
3- 3. هو جعفر الكذاب الذی ادعی الإمامة بعد أخیه الحسن بن علیّ، و أحرز میراثه مع علمه و رؤیته بوجود القائم المهدی علیه السلام و كانت وفاته سنة 281.

خَلَّفَهُمَا لَنَا وَالِدُنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرَدْنَا بَیْعَهُمَا وَ قَدْ عَسُرَ ذَلِكَ عَلَیْنَا فَادْعُ اللَّهَ یَا سَیِّدَنَا أَنْ یُیَسِّرَ اللَّهُ لَنَا بَیْعَهُمَا بِإِصْلَاحِ الثَّمَنِ وَ یَجْعَلَ لَنَا فِی ذَلِكَ الْخِیَرَةَ فَلَمْ یُجِبْ عَنْهُمَا بِشَیْ ءٍ وَ انْصَرَفْنَا إِلَی بَغْدَادَ وَ الْحَانُوتَانِ قَدِ احْتَرَقَا.

أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّ لِی حَمْلًا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی ابْناً فَكَتَبَ إِلَیَّ إِذَا وُلِدَ فَسَمِّهِ مُحَمَّداً قَالَ فَوُلِدَ ابْنٌ فَسَمَّیْتُهُ مُحَمَّداً(1) قَالَ وَ كَانَ لِیَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا حَمْلٌ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَنَّ لِی حَمْلًا فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی ابْناً فَكَتَبَ إِلَیْهِ رُبَّ ابْنَةٍ خَیْرٌ مِنِ ابْنٍ فَوُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ.

أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَدْ تَعَرَّضَ لِی جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَاضِی وَ كَانَ یُؤْذِینِی بِالْكُوفَةِ أَشْكُو إِلَیْهِ مَا یَنَالُنِی مِنْهُ مِنَ الْأَذَی فَكَتَبَ إِلَیَّ تُكْفَی أَمْرَهُ إِلَی شَهْرَیْنِ فَعُزِلَ عَنِ الْكُوفَةِ فِی شَهْرَیْنِ وَ اسْتَرَحْتُ مِنْهُ (2).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن أیوب: مثل الخبرین (3).

«56»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ أَیُّوبَ قَالَ قَالَ (4) فَتْحُ بْنُ یَزِیدَ الْجُرْجَانِیُّ: ضَمَّنِی وَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام الطَّرِیقُ مُنْصَرَفِی مِنْ مَكَّةَ إِلَی خُرَاسَانَ وَ هُوَ صَائِرٌ إِلَی الْعِرَاقِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ مَنِ اتَّقَی اللَّهَ یُتَّقَی وَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ یُطَاعُ قَالَ فَتَلَطَّفْتُ فِی الْوُصُولِ إِلَیْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ أَمَرَنِی بِالْجُلُوسِ وَ أَوَّلُ مَا ابْتَدَأَنِی بِهِ أَنْ قَالَ یَا فَتْحُ مَنْ أَطَاعَ الْخَالِقَ لَمْ یُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ وَ مَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ فَأَیْقَنَ أَنْ یُحِلَّ بِهِ الْخَالِقُ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ وَ إِنَّ الْخَالِقَ لَا یُوصَفُ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَ أَنَّی یُوصَفُ الْخَالِقُ الَّذِی یَعْجِزُ الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ وَ الْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ وَ الْخَطَرَاتُ أَنْ تَحُدَّهُ وَ الْأَبْصَارُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِهِ

ص: 177


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 246.
2- 2. المصدر نفسه ص 247.
3- 3. لم نجده فی مختار الخرائج.
4- 4. ما بین العلامتین لا یوجد فی المصدر.

جَلَّ عَمَّا یَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ وَ تَعَالَی عَمَّا یَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ نَأَی فِی قُرْبِهِ وَ قَرُبَ فِی نَأْیِهِ فَهُوَ فِی نَأْیِهِ قَرِیبٌ وَ فِی قُرْبِهِ بَعِیدٌ كَیَّفَ الْكَیْفَ فَلَا یُقَالُ كَیْفَ وَ أَیَّنَ الْأَیْنَ فَلَا یُقَالُ أَیْنَ إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ الْكَیْفِیَّةِ وَ الْأَیْنِیَّةِ هُوَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ فَجَلَّ جَلَالُهُ بَلْ كَیْفَ یُوصَفُ بِكُنْهِهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ قَرَنَهُ الْجَلِیلُ بِاسْمِهِ وَ شَرِكَهُ فِی عَطَائِهِ وَ أَوْجَبَ لِمَنْ أَطَاعَهُ جَزَاءَ طَاعَتِهِ إِذْ یَقُولُ وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) وَ قَالَ یَحْكِی قَوْلَ مَنْ تَرَكَ طَاعَتَهُ وَ هُوَ یُعَذِّبُهُ بَیْنَ أَطْبَاقِ نِیرَانِهَا وَ سَرَابِیلِ قَطِرَانِهَا یا لَیْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا الرَّسُولَا(2) أَمْ كَیْفَ یُوصَفُ بِكُنْهِهِ مَنْ قَرَنَ الْجَلِیلُ طَاعَتَهُمْ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ حَیْثُ قَالَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (3) وَ قَالَ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ (4) وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها(5) وَ قَالَ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) یَا فَتْحُ كَمَا لَا یُوصَفُ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ وَ الرَّسُولُ وَ الْخَلِیلُ وَ وَلَدُ الْبَتُولِ فَكَذَلِكَ لَا یُوصَفُ الْمُؤْمِنُ الْمُسَلِّمُ لِأَمْرِنَا فَنَبِیُّنَا أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ وَ خَلِیلُنَا أَفْضَلُ الْأَخِلَّاءِ وَ وَصِیُّنَا أَكْرَمُ الْأَوْصِیَاءِ وَ اسْمُهُمَا(7)

أَفْضَلُ الْأَسْمَاءِ وَ كُنْیَتُهُمَا أَفْضَلُ الْكُنَی وَ أَحْلَاهَا لَوْ لَمْ یُجَالِسْنَا إِلَّا كُفْوٌ لَمْ یُجَالِسْنَا أَحَدٌ وَ لَوْ لَمْ یُزَوِّجْنَا إِلَّا كُفْوٌ لَمْ یُزَوِّجْنَا أَحَدٌ

ص: 178


1- 1. براءة: 74.
2- 2. الأحزاب: 66.
3- 3. النساء: 59.
4- 4. النساء: 83.
5- 5. النساء: 58.
6- 6. النحل: 43.
7- 7. فی المصدر: و اسمها أفضل الأسماء، و كنیتها إلخ.

أَشَدُّ النَّاسِ تَوَاضُعاً أَعْظَمُهُمْ حِلْماً وَ أَنْدَاهُمْ كَفّاً وَ أَمْنَعُهُمْ كَنَفاً وَرِثَ عَنْهُمَا أَوْصِیَاؤُهُمَا عِلْمَهُمَا فَارْدُدْ إِلَیْهِمَا الْأَمْرَ وَ سَلِّمْ إِلَیْهِمْ أَمَاتَكَ اللَّهُ مَمَاتَهُمْ وَ أَحْیَاكَ حَیَاتَهُمْ إِذَا شِئْتَ (1) رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ فَتْحٌ فَخَرَجْتُ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ تَلَطَّفْتُ فِی الْوُصُولِ إِلَیْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ فِی مَسْأَلَةٍ اخْتَلَجَ فِی صَدْرِی أَمْرُهَا لَیْلَتِی قَالَ سَلْ وَ إِنْ شَرَحْتَهَا فَلِی وَ إِنْ أَمْسَكْتَهَا فَلِی فَصَحِّحْ نَظَرَكَ وَ تَثَبَّتْ فِی مَسْأَلَتِكَ وَ أَصْغِ إِلَی جَوَابِهَا سَمْعَكَ وَ لَا تَسْأَلْ مَسْأَلَةَ تَعْنِیتٍ وَ اعْتَنِ بِمَا تَعْتَنِی بِهِ فَإِنَّ

الْعَالِمَ وَ الْمُتَعَلِّمَ شَرِیكَانِ فِی الرُّشْدِ مَأْمُورَانِ بِالنَّصِیحَةِ مَنْهِیَّانِ عَنِ الْغِشِّ وَ أَمَّا الَّذِی اخْتَلَجَ فِی صَدْرِكَ فَإِنْ شَاءَ الْعَالِمُ أَنْبَأَكَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُظْهِرْ عَلَی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَی مِنْ رَسُولٍ فَكُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ الرَّسُولِ كَانَ عِنْدَ الْعَالِمِ وَ كُلُّ مَا اطَّلَعَ عَلَیْهِ الرَّسُولُ فَقَدِ اطَّلَعَ أَوْصِیَاؤُهُ عَلَیْهِ كَیْلَا تَخْلُوَ أَرْضُهُ مِنْ حُجَّةٍ یَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ یَدُلُّ عَلَی صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ یَا فَتْحُ عَسَی الشَّیْطَانُ أَرَادَ اللَّبْسَ عَلَیْكَ فَأَوْهَمَكَ فِی بَعْضِ مَا أَوْدَعْتُكَ وَ شَكَّكَ فِی بَعْضِ مَا أَنْبَأْتُكَ حَتَّی أَرَادَ إِزَالَتَكَ عَنْ طَرِیقِ اللَّهِ وَ صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِیمِ فَقُلْتُ مَتَی أَیْقَنْتَ أَنَّهُمْ كَذَا فَهُمْ أَرْبَابٌ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ مُطِیعُونَ لِلَّهِ دَاخِرُونَ رَاغِبُونَ فَإِذَا جَاءَكَ الشَّیْطَانُ مِنْ قِبَلِ مَا جَاءَكَ فَاقْمَعْهُ بِمَا أَنْبَأْتُكَ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَرَّجْتَ عَنِّی وَ كَشَفْتَ مَا لَبَسَ الْمَلْعُونُ عَلَیَّ بِشَرْحِكَ فَقَدْ كَانَ أَوْقَعَ فِی خَلَدِی أَنَّكُمْ أَرْبَابٌ قَالَ فَسَجَدَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ رَاغِماً لَكَ یَا خَالِقِی دَاخِراً خَاضِعاً قَالَ فَلَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی ذَهَبَ لَیْلِی ثُمَّ قَالَ یَا فَتْحُ كِدْتَ أَنْ تَهْلِكَ وَ تُهْلِكَ وَ مَا ضَرَّ عِیسَی علیه السلام إِذَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ-(2)

انْصَرِفْ إِذَا شِئْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا فَرِحٌ بِمَا كَشَفَ اللَّهُ

ص: 179


1- 1. أی إذا شئت أن تخرج فاخرج.
2- 2. اذا هلك النصاری. خ ل.

عَنِّی مِنَ اللَّبْسِ بِأَنَّهُمْ هُمْ وَ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَی مَا قَدَرْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْمَنْزِلِ الْآخَرِ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ حِنْطَةٌ مَقْلُوَّةٌ یَعْبَثُ بِهَا وَ قَدْ كَانَ أَوْقَعَ الشَّیْطَانُ فِی خَلَدِی أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَأْكُلُوا وَ یَشْرَبُوا إِذْ كَانَ ذَلِكَ آفَةً وَ الْإِمَامُ غَیْرُ ذِی آفَةٍ فَقَالَ اجْلِسْ یَا فَتْحُ فَإِنَّ لَنَا بِالرُّسُلِ أُسْوَةً كَانُوا یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ یَمْشُونَ فِی الْأَسْواقِ وَ كُلُّ جِسْمٍ مَغْذُوٌّ بِهَذَا إِلَّا الْخَالِقَ الرَّازِقَ لِأَنَّهُ جَسَّمَ الْأَجْسَامَ وَ هُوَ لَمْ یُجَسَّمْ وَ لَمْ یُجَزَّأْ بِتَنَاهٍ وَ لَمْ یَتَزَایَدْ وَ لَمْ یَتَنَاقَصْ مُبَرَّأٌ مِنْ ذَاتِهِ مَا رُكِّبَ فِی ذَاتِ مَنْ جَسَّمَهُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ مُنْشِئُ الْأَشْیَاءِ مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ الرَّءُوفُ الرَّحِیمُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِیراً لَوْ كَانَ كَمَا یُوصَفُ لَمْ یُعْرَفِ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِ وَ لَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ وَ لَا الْمُنْشِئُ مِنَ الْمُنْشَإِ لَكِنَّهُ فَرَّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَنْ جَسَّمَهُ وَ شَیَّأَ الْأَشْیَاءَ إِذْ كَانَ لَا یُشْبِهُهُ شَیْ ءٌ یُرَی وَ لَا یُشْبِهُ شَیْئاً(1).

مُحَمَّدُ بْنُ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَسْتَأْذِنُهُ فِی كَیْدِ عَدُوٍّ وَ لَمْ یُمْكِنْ كَیْدُهُ فَنَهَانِی عَنْ ذَلِكَ وَ قَالَ كَلَاماً مَعْنَاهُ تُكْفَاهُ فَكُفِیتُهُ وَ اللَّهِ أَحْسَنَ كِفَایَةٍ ذَلَّ وَ افْتَقَرَ وَ مَاتَ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالًا فِی دُنْیَاهُ وَ دِینِهِ (2).

عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالُ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ أَنَا فِی خِدْمَتِكَ وَ أَصَابَنِی عِلَّةٌ فِی رِجْلِی لَا أَقْدِرُ عَلَی النُّهُوضِ وَ الْقِیَامِ بِمَا یَجِبُ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَكْشِفَ عِلَّتِی وَ یُعِینَنِی عَلَی الْقِیَامِ بِمَا یَجِبُ عَلَیَّ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ فِی ذَلِكَ وَ یَجْعَلَنِی مِنْ تَقْصِیرِی مِنْ غَیْرِ تَعَمُّدٍ مِنِّی وَ تَضْیِیعِ مَا لَا أَتَعَمَّدُهُ مِنْ نِسْیَانٍ یُصِیبُنِی فِی حِلٍّ وَ یُوَسِّعَ عَلَیَّ وَ تَدْعُوَ لِی بِالثَّبَاتِ عَلَی دِینِهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَقَّعَ كَشَفَ اللَّهُ عَنْكَ وَ عَنْ

ص: 180


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 247- 251.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 251.

أَبِیكَ قَالَ وَ كَانَ بِأَبِی عِلَّةٌ وَ لَمْ أَكْتُبْ فِیهَا فَدَعَا لَهُ ابْتِدَاءً(1).

وَ عَنْ دَاوُدَ الضَّرِیرِ قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَی مَكَّةَ فَوَدَّعْتُ أَبَا الْحَسَنِ بِالْعَشِیِّ وَ خَرَجْتُ فَامْتَنَعَ الْجَمَّالُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ وَ أَصْبَحْتُ فَجِئْتُ أُوَدِّعُ الْقَبْرَ فَإِذَا رَسُولُهُ یَدْعُونِی فَأَتَیْتُهُ وَ اسْتَحْیَیْتُ وَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْجَمَّالَ تَخَلَّفَ أَمْسِ فَضَحِكَ وَ أَمَرَنِی بِأَشْیَاءَ وَ حَوَائِجَ كَثِیرَةٍ فَقَالَ كَیْفَ تَقُولُ فَلَمْ أَحْفَظْ مِثْلَهَا قَالَ لِی (2) فَمُدَّ الدَّوَاةَ وَ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ اذْكُرْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ الْأَمْرُ بِیَدِكَ كُلُّهُ فَتَبَسَّمْتُ فَقَالَ لِی مَا لَكَ فَقُلْتُ لَهُ خَیْرٌ فَقَالَ أَخْبِرْنِی فَقُلْتُ لَهُ ذَكَرْتُ حَدِیثاً حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ جَدَّكَ الرِّضَا علیه السلام كَانَ إِذَا أَمَرَ بِحَاجَتِهِ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اذْكُرْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ یَا دَاوُدُ لَوْ قُلْتُ لَكَ إِنَّ تَارِكَ التَّقِیَّةِ كَتَارِكِ الصَّلَاةِ لَكُنْتُ صَادِقاً(3).

بیان: قوله علیه السلام كیف تقول أی سأله علیه السلام عما أوصی إلیه هل حفظه و لعله كان و لم أحفظ مثل ما قال لی فصحف فكتب علیه السلام ذلك لیقرأه لئلا ینسی أو كتب لیحفظ بمحض تلك الكتابة بإعجازه علیه السلام و علی ما فی الكتاب یحتمل أن یكون المعنی أنه لم یكن قال لی سابقا شیئا أقوله فی مثل هذا المقام و یحتمل أن یكون كیف تتولی كما كان المأخوذ منه یحتمل ذلك أی كیف تتولی تلك الأعمال و كیف تحفظها.

و أما التعرض لذكر التقیة فهو إما لكون عدم كتابة الحوائج و التعویل علی حفظ داود للتقیة أو لأمر آخر لم یذكر فی الخبر.

«57»- عم، [إعلام الوری] فِی كِتَابِ الْوَاحِدَةِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِ (4)

قَالَ حَدَّثَنِی

ص: 181


1- 1. المصدر نفسه ص 251.
2- 2. فی المصدر:« مثلما قال لی».
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 252.
4- 4. قال فی معجم قبائل العرب: العم: بطن اختلف فی نسبهم، فقیل: انهم نزلوا بنی تمیم بالبصرة فی أیّام عمر بن الخطّاب، فأسلموا، و غزوا مع المسلمین، و حسن بلاؤهم، فقال الناس: أنتم، و ان لم تكونوا من العرب و اخواننا و أهلنا، أنتم الأنصار و الاخوان و بنو العم. فلقبوا بذلك. و صاروا فی جملة العرب. و قالوا: العم لقب مالك بن حنظلة، و قالوا: لقب مرة بن مالك، و هم العمیون فی تمیم، و قال أبو عبیدة: مرة بن وائل بن عمرو بن مالك بن حنظلة بن فهم، من الازد و هم: بنو العم فی تمیم، ثمّ قالوا: مرة بن حنظلة بن مالك بن زید مناة بن تمیم.

أَبُو الْحُسَیْنِ سَعِیدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَصْرِیُّ وَ كَانَ یُلَقَّبُ بِالْمَلَّاحِ قَالَ: وَ كَانَ یَقُولُ بِالْوَقْفِ جَعْفَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیُّ الْبَصْرِیُّ وَ كُنْتُ مَعَهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی إِذْ رَآهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی بَعْضِ الطُّرُقِ فَقَالَ لَهُ إِلَی كَمْ هَذِهِ النَّوْمَةُ أَ مَا آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَبِهَ مِنْهَا فَقَالَ لِی جَعْفَرٌ سَمِعْتَ مَا قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَدْ وَ اللَّهِ قَدَحَ فِی قَلْبِی شَیْئاً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ حَدَثَ لِبَعْضِ أَوْلَادِ الْخَلِیفَةِ وَلِیمَةٌ فَدَعَانَا فِیهَا وَ دَعَا أَبَا الْحَسَنِ مَعَنَا فَدَخَلْنَا فَلَمَّا رَأَوْهُ أَنْصَتُوا إِجْلَالًا لَهُ وَ جَعَلَ شَابٌّ فِی الْمَجْلِسِ لَا یُوَقِّرُهُ وَ جَعَلَ یَلْغَطُ(1) وَ یَضْحَكُ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ یَا هَذَا تَضْحَكُ مِلْ ءَ فِیكَ وَ تَذْهَلُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ أَنْتَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ قَالَ فَقُلْنَا هَذَا دَلِیلٌ حَتَّی نَنْظُرَ مَا یَكُونُ (2) قَالَ فَأَمْسَكَ الْفَتَی وَ كَفَّ عَمَّا هُوَ عَلَیْهِ وَ طَعِمْنَا وَ خَرَجْنَا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ یَوْمٍ اعْتَلَّ الْفَتَی وَ مَاتَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَ دُفِنَ فِی آخِرِهِ.

وَ حَدَّثَنِی سَعِیدٌ أَیْضاً قَالَ: اجْتَمَعْنَا أَیْضاً فِی وَلِیمَةٍ لِبَعْضِ أَهْلِ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مَعَنَا فَجَعَلَ رَجُلٌ یَعْبَثُ وَ یَمْزَحُ وَ لَا یَرَی لَهُ جَلَالَةً فَأَقْبَلَ عَلَی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَا یَأْكُلُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَ سَوْفَ یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ خَبَرِ أَهْلِهِ مَا یُنَغِّصُ عَلَیْهِ

ص: 182


1- 1. فی بعض النسخ« یلفظ» و هو تصحیف، و اللغط: الصوت و الجلبة، أو هو اصوات مبهمة لا تفهم، او الكلام الذی لا یبین.
2- 2. إعلام الوری ص 346.

عَیْشَهُ قَالَ فَقُدِّمَتِ الْمَائِدَةُ قَالَ جَعْفَرٌ لَیْسَ بَعْدَ هَذَا خَبَرٌ قَدْ بَطَلَ قَوْلُهُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ غَسَلَ الرَّجُلُ یَدَهُ وَ أَهْوَی إِلَی الطَّعَامِ فَإِذَا غُلَامُهُ قَدْ دَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَیْتِ یَبْكِی وَ قَالَ لَهُ الْحَقْ أُمَّكَ فَقَدْ وَقَعَتْ مِنْ فَوْقِ الْبَیْتِ وَ هِیَ بِالْمَوْتِ قَالَ جَعْفَرٌ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَا وَقَفْتُ بَعْدَ هَذَا وَ قَطَعْتُ عَلَیْهِ (1).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن سعید بن سهل: مثل الخبرین (2).

«58»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ یُوسُفُ بْنُ السُّخْتِ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ وَكِیلًا لِأَبِی الْحَسَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ هُمَیْنِیَا(3) قَرْیَةٍ مِنْ قُرَی سَوَادِ بَغْدَادَ فَسُعِیَ بِهِ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ فَحَبَسَهُ فَطَالَ حَبْسُهُ وَ احْتَالَ (4) مِنْ قِبَلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَاقَانَ بِمَالٍ ضَمِنَهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ ألف [آلَافِ] دِینَارٍ وَ كَلَّمَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ-(5) فَعَرَضَ حَالَهُ عَلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ یَا عُبَیْدَ اللَّهِ لَوْ شَكَكْتُ فِیكَ لَقُلْتُ إِنَّكَ رَافِضِیٌّ هَذَا وَكِیلُ فُلَانٍ وَ أَنَا عَلَی قَتْلِهِ قَالَ فَتَأَدَّی الْخَبَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ فَكَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَا سَیِّدِی اللَّهَ اللَّهَ فِیَّ فَقَدْ وَ اللَّهِ خِفْتُ أَنْ أَرْتَابَ فَوَقَّعَ فِی رُقْعَتِهِ أَمَّا إِذَا بَلَغَ بِكَ الْأَمْرُ مَا أَرَی فَسَأَقْصِدُ اللَّهَ فِیكَ وَ كَانَ هَذَا فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ فَأَصْبَحَ الْمُتَوَكِّلُ مَحْمُوماً فَازْدَادَتْ عَلَیْهِ حَتَّی صُرِخَ عَلَیْهِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ فَأَمَرَ بِتَخْلِیَةِ كُلِّ مَحْبُوسٍ عُرِضَ عَلَیْهِ اسْمُهُ حَتَّی ذَكَرَ هُوَ عَلِیَّ بْنَ جَعْفَرٍ وَ قَالَ لِعُبَیْدِ اللَّهِ لِمَ لَمْ تَعْرِضْ عَلَیَّ أَمْرَهُ فَقَالَ لَا أَعُودُ إِلَی ذِكْرِهِ أَبَداً قَالَ خَلِّ سَبِیلَهُ السَّاعَةَ وَ سَلْهُ أَنْ یَجْعَلَنِی فِی حِلٍّ فَخَلَّی سَبِیلَهُ وَ صَارَ إِلَی مَكَّةَ بِأَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مُجَاوِراً

ص: 183


1- 1. المصدر نفسه ص 347.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 414 و 415.
3- 3. همینیا- بضم الهاء و فتح المیم و سكون الیاء- قریة كبیرة فی ضفة دجلة فوق النعمانیة.
4- 4. أی قبل الحوالة.
5- 5. یعنی عبید اللّٰه بن یحیی بن خاقان وزیر المتوكل.

بِهَا وَ بَرَأَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ عِلَّتِهِ (1).

«59»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ یُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: عَرَضْتُ أَمْرِی عَلَی الْمُتَوَكِّلِ فَأَقْبَلَ عَلَی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ خَاقَانَ فَقَالَ لَا تُتْعِبَنَّ نَفْسَكَ بِعَرْضِ قِصَّةِ هَذَا وَ أَشْبَاهِهِ فَإِنَّ عَمَّكَ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ رَافِضِیٌّ وَ أَنَّهُ وَكِیلُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ حَلَفَ أَنْ لَا یُخْرَجَ مِنَ الْحَبْسِ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِ فَكَتَبْتُ إِلَی مَوْلَانَا أَنَّ نَفْسِی قَدْ ضَاقَتْ وَ أَنِّی أَخَافُ الزَّیْغَ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَمَّا إِذَا بَلَغَ الْأَمْرُ مِنْكَ مَا أَرَی فَسَأَقْصِدُ اللَّهَ فِیكَ فَمَا عَادَتِ الْجُمُعَةُ حَتَّی أُخْرِجْتُ مِنَ السِّجْنِ (2).

«60»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نُؤْتَی بِالشَّیْ ءِ فَیُقَالُ هَذَا كَانَ لِأَبِی جَعْفَرٍ عِنْدَنَا فَكَیْفَ نَصْنَعُ فَقَالَ مَا كَانَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِسَبَبِ الْإِمَامَةِ فَهُوَ لِی وَ مَا كَانَ غَیْرَ ذَلِكَ فَهُوَ مِیرَاثٌ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ (3).

«61»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُلَیْلٍ (4)

یَقُولُ بِعَبْدِ اللَّهِ (5) فَصَارَ إِلَی الْعَسْكَرِ فَرَجَعَ عَنْ ذَلِكَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ فَقَالَ إِنِّی عَرَضْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَوَافَقَنِی فِی طَرِیقٍ ضَیِّقٍ فَمَالَ نَحْوِی حَتَّی إِذَا حَاذَانِی أَقْبَلَ نَحْوِی بِشَیْ ءٍ مِنْ فِیهِ فَوَقَعَ عَلَی صَدْرِی فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَقٌّ فِیهِ مَكْتُوبٌ مَا كَانَ هُنَالِكَ

ص: 184


1- 1. رجال الكشّیّ ص 505.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 506.
3- 3. الكافی ج 7 ص 59.
4- 4. ضبطه بعضهم بضم الهاء و شد اللام، و لعله علی وزن التصغیر.
5- 5. یعنی بامامة عبد اللّٰه الأفطح.

وَ لَا كَذَلِكَ (1).

«62»- مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ وَ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِیِّ قَالا: حَمَلْنَا مَالًا مِنْ خُمُسٍ وَ نَذْرٍ وَ هَدَایَا وَ جَوَاهِرَ اجْتَمَعَتْ فِی قُمَّ وَ بِلَادِهَا وَ خَرَجْنَا نُرِیدُ بِهَا سَیِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَادِیَ علیه السلام فَجَاءَنَا رَسُولُهُ فِی الطَّرِیقِ أَنِ ارْجِعُوا فَلَیْسَ هَذَا وَقْتَ الْوُصُولِ فَرَجَعْنَا إِلَی قُمَّ وَ أَحْرَزْنَا مَا كَانَ عِنْدَنَا فَجَاءَنَا أَمْرُهُ بَعْدَ أَیَّامٍ أَنْ قَدْ أَنْفَذْنَا إِلَیْكُمْ إِبِلًا عِیراً فَاحْمِلُوا عَلَیْهَا مَا عِنْدَكُمْ وَ خَلُّوا سَبِیلَهَا قَالَ فَحَمَلْنَاهَا وَ أَوْدَعْنَاهَا اللَّهَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ قَدِمْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَی مَا حَمَلْتُمْ إِلَیْنَا فَنَظَرْنَا فَإِذَا الْمَنَائِحُ (2) كَمَا هِیَ.

«63»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ هَاشِمِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ صَاحِبَ الْعَسْكَرِ وَ قَدْ أُتِیَ بِأَكْمَهَ فَأَبْرَأَهُ وَ رَأَیْتُهُ تُهَیِّئُ مِنَ الطِّینِ كَهَیْئَةِ الطَّیْرِ وَ یَنْفُخُ فِیهِ فَیَطِیرُ فَقُلْتُ لَهُ لَا فَرْقَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عِیسَی علیه السلام فَقَالَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ مِنِّی.

حَدَّثَنِی أَبُو التُّحَفِ الْمِصْرِیُّ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ بِرِجَالِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الرامزی رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ قَالَ: كَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام حَاجّاً وَ لَمَّا كَانَ فِی انْصِرَافِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ وَجَدَ رَجُلًا خُرَاسَانِیّاً وَاقِفاً عَلَی حِمَارٍ لَهُ مَیِّتٍ یَبْكِی وَ یَقُولُ عَلَی مَا ذَا أَحْمِلُ رَحْلِی فَاجْتَازَ علیه السلام بِهِ فَقِیلَ لَهُ هَذَا الرَّجُلُ الْخُرَاسَانِیُّ مِمَّنْ یَتَوَلَّاكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَدَنَا مِنَ الْحِمَارِ الْمَیِّتِ فَقَالَ لَمْ تَكُنْ بَقَرَةُ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِأَكْرَمَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنِّی وَ قَدْ ضُرِبَ بِبَعْضِهَا الْمَیِّتُ فَعَاشَ ثُمَّ وَكَزَهُ بِرِجْلِهِ الْیُمْنَی وَ قَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَتَحَرَّكَ الْحِمَارُ ثُمَّ قَالَ وَ وَضَعَ الْخُرَاسَانِیُّ رَحْلَهُ عَلَیْهِ وَ أَتَی بِهِ الْمَدِینَةَ وَ كُلَّمَا مَرَّ علیه السلام أَشَارُوا عَلَیْهِ بِإِصْبَعِهِمْ وَ قَالُوا هَذَا الَّذِی أَحْیَا حِمَارَ الْخُرَاسَانِیِّ.

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ النَّهْرَیْنِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ رَجُلٌ مِنْ

ص: 185


1- 1. الكافی ج 1 ص 355.
2- 2. المنابح: جمع المنیحة، الهدایا و العطایا.

أَهْلِ قَرْیَتِی إِلَی أَبِی الْحَسَنِ بِشَیْ ءٍ كَانَ مَعَنَا وَ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْقَرْیَةِ قَدْ حَمَّلَنَا رِسَالَةً وَ دَفَعَ إِلَیْنَا مَا أَوْصَلْنَاهُ وَ قَالَ تُقْرِءُونَهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ تَسْأَلُونَهُ عَنْ بَیْضِ الطَّائِرِ الْفُلَانِیِّ مِنْ طُیُورِ الْآجَامِ هَلْ یَجُوزُ أَكْلُهَا أَمْ لَا فَسَلَّمْنَا مَا كَانَ مَعَنَا إِلَی جَارِیَةٍ وَ أَتَاهُ رَسُولُ السُّلْطَانِ فَنَهَضَ لِیَرْكَبَ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ شَیْ ءٍ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الشَّارِعِ لَحِقَنَا علیه السلام وَ قَالَ لِرَفِیقِی بِالنَّبَطِیَّةِ أَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ بَیْضَ الطَّائِرِ الْفُلَانِیِّ لَا تَأْكُلْهُ فَإِنَّهُ مِنَ الْمُسُوخِ وَ رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدَائِنِ كَتَبَ إِلَیْهِ یَسْأَلُهُ عَمَّا بَقِیَ مِنْ مُلْكِ الْمُتَوَكِّلِ فَكَتَبَ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِینَ دَأَباً فَما حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِی سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذلِكَ سَبْعٌ شِدادٌ یَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِیلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِیهِ یُغاثُ النَّاسُ وَ فِیهِ یَعْصِرُونَ فَقُتِلَ فِی أَوَّلِ الْخَامِسَ عَشَرَ.

«64»- جش، [الفهرست] للنجاشی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَوْدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ لِأُصَلِّیَ الظُّهْرَ فَلَمَّا صَلَّیْتُهُ رَأَیْتُ حَرْبَ بْنَ الْحَسَنِ الطَّحَّانَ وَ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا جُلُوساً فَمِلْتُ إِلَیْهِمْ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمْ وَ

جَلَسْتُ وَ كَانَ فِیهِمُ الْحَسَنُ بْنُ سَمَاعَةَ(1) فَذَكَرُوا أَمْرَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ مَا جَرَی عَلَیْهِ ثُمَّ مِنْ بَعْدُ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ مَا جَرَی عَلَیْهِ وَ مَعَنَا رَجُلٌ غَرِیبٌ لَا نَعْرِفُهُ فَقَالَ یَا قَوْمِ عِنْدَنَا رَجُلٌ عَلَوِیٌّ بِسُرَّ مَنْ رَأَی مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَا هُوَ إِلَّا سَاحِرٌ أَوْ كَاهِنٌ فَقَالَ لَهُ ابْنُ سَمَاعَةَ بِمَنْ یُعْرَفُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فَقَالَ لَهُ الْجَمَاعَةُ فَكَیْفَ تَبَیَّنْتَ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ كُنَّا جُلُوساً مَعَهُ عَلَی بَابِ دَارِهِ وَ هُوَ جَارُنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی نَجْلِسُ إِلَیْهِ فِی كُلِّ عَشِیَّةٍ نَتَحَدَّثُ مَعَهُ إِذْ

ص: 186


1- 1. هو أبو محمّد الحسن بن محمّد بن سماعة الكندی الصیرفی من شیوخ الواقفة كثیر الحدیث فقیه ثقة، كان یعاند فی الوقف و یتعصب قال النجاشیّ بعد ذكر الحدیث فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده.

مَرَّ بِنَا قَائِدٌ مِنْ دَارِ السُّلْطَانِ وَ مَعَهُ خِلَعٌ وَ مَعَهُ جَمْعٌ كَثِیرٌ مِنَ الْقُوَّادِ وَ الرَّجَّالَةِ وَ الشَّاكِرِیَّةِ(1)

وَ غَیْرِهِمْ فَلَمَّا رَآهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَثَبَ إِلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَكْرَمَهُ فَلَمَّا أَنْ مَضَی قَالَ لَنَا هُوَ فَرِحٌ بِمَا هُوَ فِیهِ وَ غَداً یُدْفَنُ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِكَ فَقُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْنَا هَذَا عِلْمُ الْغَیْبِ فَتَعَاهَدْنَا ثَلَاثَةً إِنْ لَمْ یَكُنْ مَا قَالَ أَنْ نَقْتُلَهُ وَ نَسْتَرِیحَ مِنْهُ فَإِنِّی فِی مَنْزِلِی وَ قَدْ صَلَّیْتُ الْفَجْرَ إِذْ سَمِعْتُ غَلَبَةً فَقُمْتُ إِلَی الْبَابِ فَإِذَا خَلْقٌ كَثِیرٌ مِنَ الْجُنْدِ وَ غَیْرِهِمْ وَ هُمْ یَقُولُونَ مَاتَ فُلَانٌ الْقَائِدُ الْبَارِحَةَ سَكِرَ وَ عَبَرَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَی مَوْضِعٍ فَوَقَعَ وَ انْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ خَرَجْتُ أَحْضُرُهُ وَ إِذَا الرَّجُلُ كَانَ كَمَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مَیِّتٌ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّی دَفَنْتُهُ وَ رَجَعْتُ فَتَعَجَّبْنَا جَمِیعاً مِنْ هَذِهِ الْحَالِ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ بِطُولِهِ (2).

«65»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] أَبُو الْفَتْحِ غَازِی بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّرَائِفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَیْمُونِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینِ بْنِ مُوسَی الْأَهْوَازِیِّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا أَذْهَبُ مَذَاهِبَ الْمُعْتَزِلَةِ وَ كَانَ یَبْلُغُنِی مِنْ أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَا أَسْتَهْزِئُ بِهِ وَ لَا أَقْبَلُهُ فَدَعَتْنِی الْحَالُ إِلَی دُخُولِی بِسُرَّ مَنْ رَأَی لِلِقَاءِ السُّلْطَانِ فَدَخَلْتُهَا فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ وَعْدِ السُّلْطَانِ النَّاسَ أَنْ یَرْكَبُوا إِلَی الْمَیْدَانِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ رَكِبَ النَّاسُ فِی غَلَائِلِ الْقَصَبِ بِأَیْدِیهِمُ الْمَرَاوِحُ (3)

وَ رَكِبَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی زِیِّ الشِّتَاءِ وَ عَلَیْهِ لُبَّادٌ وَ بُرْنُسٌ وَ عَلَی سَرْجِهِ تِجْفَافٌ طَوِیلٌ وَ قَدْ عَقَدَ ذَنَبَ دَابَّتِهِ وَ النَّاسُ یَهْزَءُونَ بِهِ وَ هُوَ یَقُولُ أَلَا إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَیْسَ

ص: 187


1- 1. الشاكری- بفتح الكاف- معرب چاكر بالفارسیة و معناه الاجیر و المستخدم و الجمع شاكریة.
2- 2. رجال النجاشیّ ص 32- الطبعة الحروفیة بالمطبعة المصطفویة.
3- 3. المراوح جمع مروح: آلة یحرك بها الریح لیتبرد به عند اشتداد الحر.

الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ (1) فَلَمَّا تَوَسَّطُوا الصَّحْرَاءَ وَ جَازُوا بَیْنَ الْحَائِطَیْنِ ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ وَ أَرْخَتِ السَّمَاءُ عَزَالِیَهَا وَ خَاضَتِ الدَّوَابُّ إِلَی رَكْبِهَا فِی الطِّینِ وَ لَوَّثَتْهُمْ أَذْنَابُهَا فَرَجَعُوا فِی أَقْبَحِ زِیٍّ وَ رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی أَحْسَنِ زِیٍّ وَ لَمْ یُصِبْهُ شَیْ ءٌ مِمَّا أَصَابَهُمْ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَطْلَعَهُ عَلَی هَذَا السِّرِّ فَهُوَ حُجَّةٌ ثُمَّ إِنَّهُ لَجَأَ إِلَی بَعْضِ السَّقَائِفِ فَلَمَّا قَرُبَ نَحَّی الْبُرْنُسَ وَ جَعَلَهُ عَلَی قَرَبُوسِ سَرْجِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ إِنْ كَانَ مِنْ حَلَالٍ فَالصَّلَاةُ فِی الثَّوْبِ حَلَالٌ وَ إِنْ كَانَ مِنْ حَرَامٍ فَالصَّلَاةُ فِی الثَّوْبِ حَرَامٌ فَصَدَّقْتُهُ وَ قُلْتُ بِفَضْلِهِ وَ لَزِمْتُهُ.

بیان: الغلالة بالكسر شعار تحت الثوب و القصب محركة ثیاب ناعمة من كتان و التجفاف بالكسر آلة للحرب یلبسه الفرس و الإنسان لیقیه فی الحرب و المراد هنا ما یلقی علی السرج وقایة من المطر و الظاهر أن المراد بالسر ما أضمر من حكم عرق الجنب كما مر فی الأخبار السابقة و یحتمل أن یكون المراد به نزول المطر و سیأتی الخبر بتمامه فی كتاب الدعاء إن شاء اللّٰه.

ص: 188


1- 1. هود: 81.
2- 2. كانه یرید بالبرنس قلنسوته فقط، و كان قد نوی فی ضمیره أنّه علیه السلام ان أخذ قلنسوة برنسه من رأسه، و جعله علی قربوس سرجه ثلاث مرّات! فهو الحجة، ثمّ انه یسأله عن عرق الجنب أ یصلی فیه أم لا؟ و قد مر نظیر ذلك فیما مضی صلی اللّٰه علیه و آله 174.

باب 4 ما جری بینه و بین خلفاء زمانه و بعض أحوالهم و تاریخ وفاته صلوات اللّٰه علیه

«1»- عم، [إعلام الوری] ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُ (1)

فِی كِتَابِ الْوَاحِدَةِ، قَالَ حَدَّثَنِی أَخِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ لِی صِدِّیقٌ مُؤَدِّبٌ لِوُلْدِ بغا أَوْ وَصِیفٍ الشَّكُّ مِنِّی فَقَالَ لِی قَالَ لِیَ الْأَمِیرُ مُنْصَرَفَهُ مِنْ دَارِ الْخَلِیفَةِ حَبَسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا الَّذِی یَقُولُونَ ابْنُ الرِّضَا الْیَوْمَ وَ دَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ كِرْكِرَ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ نَاقَةِ صَالِحٍ تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ (2) وَ لَیْسَ یُفْصِحُ بِالْآیَةِ وَ لَا بِالْكَلَامِ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا قَالَ قُلْتُ أَعَزَّكَ اللَّهُ تَوَعَّدَ انْظُرْ مَا یَكُونُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَطْلَقَهُ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَثَبَ عَلَیْهِ یاغز [بَاغِزٌ] وَ یغلون وَ تامش وَ جَمَاعَةٌ مَعَهُمْ فَقَتَلُوهُ وَ أَقْعَدُوا الْمُنْتَصِرَ وَلَدَهُ خَلِیفَةً(3)

ص: 189


1- 1. هو أبو محمّد الحسن بن محمّد بن جمهور العمی بصری ثقة فی نفسه، ینسب الی بنی العم من تمیم، روی عن الضعفاء، و یعتمد علی المراسیل، ذكره أصحابنا بذلك و قالوا: كان أوثق من أبیه و أصلح. قال النجاشیّ: له كتاب الواحدة أخبرنا أحمد بن عبد الواحد و غیره عن أبی طالب الأنباری عن الحسن بالواحدة.
2- 2. هود: 65.
3- 3. إعلام الوری ص 346.

قَالَ وَ حَدَّثَنِی سَعِیدُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ رَفَعَ زَیْدُ بْنُ مُوسَی إِلَی عُمَرَ بْنِ الْفَرَجِ مِرَاراً یَسْأَلُهُ أَنْ یُقَدِّمَهُ عَلَی ابْنِ أَخِیهِ وَ یَقُولُ إِنَّهُ حَدَثٌ وَ أَنَا عَمُّ أَبِیهِ فَقَالَ عُمَرُ ذَلِكَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ افْعَلْ وَاحِدَةً أَقْعِدْنِی غَداً قَبْلَهُ ثُمَّ انْظُرْ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ أَحْضَرَ عُمَرُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَجَلَسَ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ ثُمَّ أَذِنَ لِزَیْدِ بْنِ مُوسَی فَدَخَلَ فَجَلَسَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ الْخَمِیسِ أَذِنَ لِزَیْدِ بْنِ مُوسَی قَبْلَهُ فَجَلَسَ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ ثُمَّ أَذِنَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَدَخَلَ فَلَمَّا رَآهُ زَیْدٌ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَ أَقْعَدَهُ فِی مَجْلِسِهِ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ (1).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ قَالَ: سَأَلَ الْمُتَوَكِّلُ ابْنَ الْجَهْمِ مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ فَذَكَرَ شُعَرَاءَ الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ ثُمَّ إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ الْحِمَّانِیُ (2)

حَیْثُ یَقُولُ:

لَقَدْ فَاخَرَتْنَا مِنْ قُرَیْشٍ عِصَابَةٌ***بِمَطِّ خُدُودٍ وَ امْتِدَادِ أَصَابِعَ

فَلَمَّا تَنَازَعْنَا الْمَقَالَ قَضَی لَنَا***عَلَیْهِمْ بِمَا یَهْوِی نِدَاءَ الصَّوَامِعِ

تَرَانَا سُكُوتاً وَ الشَّهِیدُ بِفَضْلِنَا***عَلَیْهِمْ جَهِیرُ الصَّوْتِ فِی كُلِّ جَامِعٍ

ص: 190


1- 1. إعلام الوری ص 347.
2- 2. الحمانی- بكسر الحاء و شد المیم نسبة الی حمان بن عبد العزی بطن من تمیم من العدنانیة- أبو زكریا یحیی بن عبد الحمید بن عبد الرحمن بن میمون الكوفیّ قدم بغداد و حدث بها عن جماعة كثیرة منهم سفیان بن عیینة و أبو بكر بن عیّاش و وكیع ذكره الخطیب فی تاریخ بغداد، و أورد روایات عن یحیی بن معین أنّه قال یحیی بن عبد الحمید الحمانی صدوق ثقة. مات سنة 228 بسرمن رأی فی شهر رمضان و كان أول من مات بسامرّاء من المحدثین الذین اقدموا، له كتاب فی المناقب یروی عنه أحمد بن میثم، و قال النجاشیّ: له كتاب أخبرناه جماعة عن محمّد بن علیّ بن الحسین، عن محمّد بن موسی المتوكل، عن موسی ابن أبی موسی الكوفیّ، عن محمّد بن أیوب عنه به.

فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَحْمَدَ جَدُّنَا***وَ نَحْنُ بَنُوهُ كَالنُّجُومِ الطَّوَالِعِ (1)

قَالَ وَ مَا نِدَاءُ الصَّوَامِعِ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَدِّی أَمْ جَدُّكَ فَضَحِكَ الْمُتَوَكِّلُ ثُمَّ قَالَ هُوَ جَدُّكَ لَا نَدْفَعُكَ عَنْهُ (2).

«3»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ وَ غَیْرِهِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی جَنَازَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَمِیصُهُ مَشْقُوقٌ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَوْنٍ الْأَبْرَشُ قَرَابَةُ نَجَاحِ بْنِ سَلَمَةَ مَنْ رَأَیْتَ أَوْ بَلَغَكَ مِنَ الْأَئِمَّةِ شَقَّ ثَوْبَهُ فِی مِثْلِ هَذَا فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا أَحْمَقُ وَ مَا یُدْرِیكَ مَا هَذَا قَدْ شَقَّ مُوسَی عَلَی هَارُونَ (3).

«4»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْخَضِیبِ الْأَنْبَارِیِّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو عَوْنٍ الْأَبْرَشُ قَرَابَةُ نَجَاحِ بْنِ سَلَمَةَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّ النَّاسَ قَدِ اسْتَوْهَنُوا(4) مِنْ شَقِّكَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَحْمَقُ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ قَدْ شَقَّ مُوسَی عَلَی هَارُونَ علیه السلام إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُولَدُ مُؤْمِناً وَ یَحْیَا مُؤْمِناً وَ یَمُوتُ مُؤْمِناً وَ مِنْهُمْ مَنْ یُولَدُ كَافِراً وَ یَحْیَا كَافِراً وَ یَمُوتُ كَافِراً وَ مِنْهُمْ مَنْ یُولَدُ مُؤْمِناً وَ یَحْیَا مُؤْمِناً وَ یَمُوتُ كَافِراً وَ إِنَّكَ لَا تَمُوتُ حَتَّی تَكْفُرَ وَ یَتَغَیَّرَ عَقْلُكَ فَمَا مَاتَ حَتَّی حَجَبَهُ وُلْدُهُ عَنِ النَّاسِ وَ حَبَسُوهُ فِی مَنْزِلِهِ فِی ذَهَابِ الْعَقْلِ وَ الْوَسْوَسَةِ وَ لِكَثْرَةِ التَّخْلِیطِ وَ یَرِدُ عَلَی أَهْلِ الْإِمَامَةِ وَ انْكَشَفَ عَمَّا كَانَ عَلَیْهِ (5).

ص: 191


1- 1. ظاهر الاشعار أن قائلها رجل من العلویین، و الحمانی لیس بعلوی فانه من تمیم كما عرفت، فالصحیح ما مر فی نسخة أمالی الشیخ الطوسیّ- قدّس سرّه- ص 129 من هذا المجلد، و فیه:« فلما سأل الإمام علیه السلام، قال: فلان بن فلان العلوی- قال: ابن الفحام- و أخوه الحمانی، حیث یقول» الخ.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 406.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 479.
4- 4. فی المصدر المطبوع: قد استوحشوا.
5- 5. رجال الكشّیّ ص 480.

«5»- مصبا، [المصباحین] رَوَی إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ الْقُمِّیُّ قَالَ: تُوُفِّیَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الْعَسْكَرِ علیه السلام یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

وَ قَالَ ابْنُ عَیَّاشٍ: فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ كَانَتْ وَفَاةُ سَیِّدِنَا أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً.

«6»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَسِّنٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ سَلَامَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَقِیلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُرَیْكٍ الرُّهَاوِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَقِیلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَقِیلِیِّ عَنْ أَبِی رَوْحٍ النَّسَائِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَنَّهُ دَعَا عَلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ اللَّهُمَّ إِنِّی وَ فُلَاناً عَبْدَانِ مِنْ عَبِیدِكَ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ.

وَ وَجَدْتُ هَذَا الدُّعَاءَ مَذْكُوراً بِطَرِیقٍ آخَرَ هَذَا لَفْظُهُ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَرَافَةَ حَاجِبِ الْمُتَوَكِّلِ (1) وَ كَانَ شِیعِیّاً أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْمُتَوَكِّلُ لِحُظْوَةِ الْفَتْحِ بْنِ خَاقَانَ عِنْدَهُ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ دُونَ النَّاسِ جَمِیعاً وَ دُونَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِهِ وَ أَرَادَ أَنْ یُبَیِّنَ مَوْضِعَهُ عِنْدَهُمْ فَأَمَرَ جَمِیعَ مَمْلَكَتِهِ مِنَ الْأَشْرَافِ مِنْ أَهْلِهِ وَ غَیْرِهِمْ وَ الْوُزَرَاءِ وَ الْأُمَرَاءِ وَ الْقُوَّادِ وَ سَائِرِ الْعَسَاكِرِ وَ وُجُوهِ النَّاسِ أَنْ یُزَیِّنُوا بِأَحْسَنِ التَّزْیِینِ وَ یَظْهَرُوا فِی أَفْخَرِ عَدَدِهِمْ وَ ذَخَائِرِهِمْ وَ یَخْرُجُوا مُشَاةً بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَنْ لَا یَرْكَبَ أَحَدٌ إِلَّا هُوَ وَ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ خَاصَّةً بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ مَشَی النَّاسُ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا عَلَی مَرَاتِبِهِمْ رَجَّالَةً وَ كَانَ یَوْماً قَائِظاً شَدِیدَ الْحَرِّ وَ أَخْرَجُوا فِی جُمْلَةِ الْأَشْرَافِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ شَقَّ عَلَیْهِ مَا لَقِیَهُ مِنَ الْحَرِّ وَ الزَّحْمَةِ قَالَ زَرَافَةُ فَأَقْبَلْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی یَعِزُّ وَ اللَّهِ عَلَیَّ مَا تَلْقَی مِنْ هَذِهِ الطُّغَاةِ وَ مَا قَدْ تَكَلَّفْتَهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَ أَخَذْتُ بِیَدِهِ فَتَوَكَّأَ عَلَیَّ وَ قَالَ یَا زَرَافَةُ

ص: 192


1- 1. مر نظیر ذلك عن الخرائج فی ص 147، فراجع.

مَا نَاقَةُ صَالِحٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَكْرَمَ مِنِّی أَوْ قَالَ بِأَعْظَمَ قَدْراً مِنِّی وَ لَمْ أَزَلْ أُسَائِلُهُ وَ أَسْتَفِیدُ مِنْهُ وَ أُحَادِثُهُ إِلَی أَنْ نَزَلَ الْمُتَوَكِّلُ مِنَ الرُّكُوبِ وَ أَمَرَ النَّاسَ بِالانْصِرَافِ فَقُدِّمَتْ إِلَیْهِمْ دَوَابُّهُمْ فَرَكِبُوا إِلَی مَنَازِلِهِمْ وَ قُدِّمَتْ بَغْلَةٌ لَهُ فَرَكِبَهَا وَ رَكِبْتُ مَعَهُ إِلَی دَارِهِ فَنَزَلَ وَ وَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی دَارِی وَ لِوَلَدِی مُؤَدِّبٌ یَتَشَیَّعُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ وَ كَانَتْ لِی عَادَةٌ بِإِحْضَارِهِ عِنْدَ الطَّعَامِ فَحَضَرَ عِنْدَ ذَلِكَ وَ تَجَارَیْنَا الْحَدِیثَ وَ مَا جَرَی مِنْ رُكُوبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ الْفَتْحِ وَ مَشْیِ الْأَشْرَافِ وَ ذَوِی الْأَقْدَارِ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا وَ ذَكَرْتُ لَهُ مَا شَاهَدْتُهُ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ قَوْلِهِ مَا نَاقَةُ صَالِحٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَعْظَمَ قَدْراً مِنِّی وَ كَانَ الْمُؤَدِّبُ یَأْكُلُ مَعِی فَرَفَعَ یَدَهُ وَ قَالَ بِاللَّهِ إِنَّكَ سَمِعْتَ هَذَا اللَّفْظَ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ إِنِّی سَمِعْتُهُ یَقُولُهُ فَقَالَ لِی اعْلَمْ أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ لَا یَبْقَی فِی مَمْلَكَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ یَهْلِكُ فَانْظُرْ فِی أَمْرِكَ وَ أَحْرِزْ مَا تُرِیدُ إِحْرَازَهُ وَ تَأَهَّبْ لِأَمْرِكَ كَیْ لَا یَفْجَأَكُمْ هَلَاكُ هَذَا الرَّجُلِ فَتَهْلِكَ أَمْوَالُكُمْ بِحَادِثَةٍ تُحْدَثُ أَوْ سَبَبٍ یَجْرِی فَقُلْتُ لَهُ مِنْ أَیْنَ لَكَ ذَلِكَ فَقَالَ لِی أَ مَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فِی قِصَّةِ النَّاقَةِ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ (1) وَ لَا یَجُوزُ أَنْ تُبْطِلَ قَوْلَ الْإِمَامِ قَالَ زَرَافَةُ فَوَ اللَّهِ مَا جَاءَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ حَتَّی هَجَمَ الْمُنْتَصِرُ وَ مَعَهُ بغاء وَ وَصِیفٌ وَ الْأَتْرَاكُ عَلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَتَلُوهُ وَ قَطَعُوهُ وَ الْفَتْحَ بْنَ خَاقَانَ جَمِیعاً قِطَعاً حَتَّی لَمْ یُعْرَفْ أَحَدُهُمَا مِنَ الْآخَرِ وَ أَزَالَ اللَّهُ نِعْمَتَهُ وَ مَمْلَكَتَهُ فَلَقِیتُ الْإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ وَ عَرَّفْتُهُ مَا جَرَی مَعَ الْمُؤَدِّبِ وَ مَا قَالَهُ فَقَالَ صَدَقَ إِنَّهُ لَمَّا بَلَغَ مِنِّی الْجَهْدُ رَجَعْتُ إِلَی كُنُوزٍ نَتَوَارَثُهَا مِنْ آبَائِنَا هِیَ أَعَزُّ مِنَ الْحُصُونِ وَ السِّلَاحِ وَ الْجُنَنِ وَ هُوَ دُعَاءُ الْمَظْلُومِ عَلَی الظَّالِمِ فَدَعَوْتُ بِهِ عَلَیْهِ فَأَهْلَكَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی إِنْ

ص: 193


1- 1. هود الآیة: 65.

رَأَیْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِیهِ فَعَلَّمَنِیهِ إِلَی آخِرِ مَا أَوْرَدْتُهُ فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ(1).

ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] بإسناده عن زرافة: مثله.

«7»- ع، [علل الشرائع] ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِیِّ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ أَبِی دُلَفَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: لَمَّا حَمَلَ الْمُتَوَكِّلُ سَیِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیَّ علیه السلام جِئْتُ أَسْأَلُ عَنْ خَبَرِهِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ الزَّرَافِیُّ وَ كَانَ حَاجِباً لِلْمُتَوَكِّلِ فَأَمَرَ أَنْ أُدْخَلَ إِلَیْهِ فَأُدْخِلْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا صَقْرُ مَا شَأْنُكَ فَقُلْتُ خَیْرٌ أَیُّهَا الْأُسْتَاذُ فَقَالَ اقْعُدْ فَأَخَذَنِی مَا تَقَدَّمَ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ قُلْتُ أَخْطَأْتُ فِی الْمَجِی ءِ قَالَ فَوَحَی النَّاسَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لِی مَا شَأْنُكَ وَ فِیمَ جِئْتَ قُلْتُ لِخَیْرٍ مَا فَقَالَ لَعَلَّكَ تَسْأَلُ عَنْ خَبَرِ مَوْلَاكَ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ مَوْلَایَ مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ اسْكُتْ مَوْلَاكَ هُوَ الْحَقُّ فَلَا تَحْتَشِمْنِی فَإِنِّی عَلَی مَذْهَبِكَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ اجْلِسْ حَتَّی یَخْرُجَ صَاحِبُ الْبَرِیدِ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ فَجَلَسْتُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ خُذْ بِیَدِ الصَّقْرِ وَ أَدْخِلْهُ إِلَی الْحُجْرَةِ الَّتِی فِیهَا الْعَلَوِیُّ الْمَحْبُوسُ وَ خَلِّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ قَالَ فَأَدْخَلَنِی إِلَی الْحُجْرَةِ وَ أَوْمَأَ إِلَی بَیْتٍ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَی صَدْرِ حَصِیرٍ وَ بِحِذَاهُ قَبْرٌ مَحْفُورٌ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ ثُمَّ أَمَرَنِی بِالْجُلُوسِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا صَقْرُ مَا أَتَی بِكَ قُلْتُ سَیِّدِی جِئْتُ أَتَعَرَّفُ خَبَرَكَ قَالَ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَی الْقَبْرِ فَبَكَیْتُ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا صَقْرُ لَا عَلَیْكَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْنَا بِسُوءٍ الْآنَ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قُلْتُ یَا سَیِّدِی حَدِیثٌ یُرْوَی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَعْرِفُ مَعْنَاهُ قَالَ وَ مَا هُوَ فَقُلْتُ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَكُمْ مَا مَعْنَاهُ فَقَالَ نَعَمْ الْأَیَّامُ نَحْنُ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ فَالسَّبْتُ اسْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَحَدُ كِنَایَةٌ

ص: 194


1- 1. مهج الدعوات ص 330- 332.

عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْإِثْنَیْنِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الثَّلَاثَاءُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْأَرْبِعَاءُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَنَا وَ الْخَمِیسُ ابْنِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْجُمُعَةُ ابْنُ ابْنِی وَ إِلَیْهِ تُجْمَعُ عِصَابَةُ الْحَقِّ وَ هُوَ الَّذِی یَمْلَؤُهَا قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً فَهَذَا مَعْنَی الْأَیَّامِ فَلَا تُعَادُوهُمْ فِی الدُّنْیَا فَیُعَادُوكُمْ فِی الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام وَدِّعْ وَ اخْرُجْ فَلَا آمَنُ عَلَیْكَ (1).

ك، [إكمال الدین] الهمدانی عن علی بن إبراهیم: مثله (2) بیان قوله فأخذنی ما تقدم و ما تأخر أی صرت متفكرا فیما تقدم من الأمور و ما تأخر منها فاهتممت لها جمیعا و الحاصل أنی تفكرت فیما یترتب علی مجیئی من المفاسد فندمت علی المجی ء.

و یحتمل أن یكون فأخذ بی بالباء أی سأل عنی سؤالات كثیرة عما تقدم و عما تأخر فظننت أنه تفطن بسبب مجیئی فندمت فوحی الناس أی أشار إلیهم أن یبعدوا عنه و یمكن أن یقرأ الناس بالرفع أی أسرع الناس فی الذهاب فإن الوحی یكون بمعنی الإشارة و بمعنی الإسراع و یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل أی عجل الناس فی الانصراف عنه و صاحب البرید الرسول المستعجل إذ البرید یطلق علی الرسول و علی بغلته.

یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ أَیَّامَ الْمُتَوَكِّلِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَدَخَلْتُ عَلَی سَعِیدٍ الْحَاجِبِ وَ دَفَعَ الْمُتَوَكِّلُ أَبَا الْحَسَنِ إِلَیْهِ لِیَقْتُلَهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی إِلَهِكَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِی لا تُدْرِكُهُ

الْأَبْصارُ قَالَ هَذَا الَّذِی تَزْعُمُونَ أَنَّهُ إِمَامُكُمْ قُلْتُ مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ قَالَ قَدْ أُمِرْتُ بِقَتْلِهِ وَ أَنَا فَاعِلُهُ غَداً وَ عِنْدَهُ صَاحِبُ الْبَرِیدِ فَإِذَا خَرَجَ فَادْخُلْ

ص: 195


1- 1. و رواه فی معانی الأخبار ص 123. و هكذا رواه الطبرسیّ فی إعلام الوری ص 411.
2- 2. كمال الدین ج 2 ص 54.

إِلَیْهِ وَ لَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ قَالَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ الدَّارَ الَّتِی كَانَ فِیهَا مَحْبُوساً فَإِذَا بِحِیَالِهِ قَبْرٌ یُحْفَرُ فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ وَ بَكَیْتُ بُكَاءً شَدِیداً فَقَالَ مَا یُبْكِیكَ قُلْتُ لِمَا أَرَی قَالَ لَا تَبْكِ لِذَلِكَ لَا یَتِمُّ لَهُمْ ذَلِكَ فَسَكَنَ مَا كَانَ بِی فَقَالَ إِنَّهُ لَا یَلْبَثُ أَكْثَرَ مِنْ یَوْمَیْنِ حَتَّی یَسْفِكَ اللَّهُ دَمَهُ وَ دَمَ صَاحِبِهِ الَّذِی رَأَیْتَهُ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا مَضَی غَیْرُ یَوْمَیْنِ حَتَّی قُتِلَ فَقُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام حَدِیثَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تُعَادُوا الْأَیَّامَ فَتُعَادِیَكُمْ قَالَ نَعَمْ إِنَّ لِحَدِیثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَأْوِیلًا أَمَّا السَّبْتُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَحَدُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْإِثْنَیْنِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ الثَّلَاثَاءُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْأَرْبِعَاءُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْخَمِیسُ ابْنِیَ الْحَسَنُ وَ الْجُمُعَةُ الْقَائِمُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).

«9»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سَعِیدٍ سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ فَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْرَائِیلَ الْكَاتِبُ وَ نَحْنُ فِی دَارِهِ بِسامرة [بِسَامَرَّاءَ] فَجَرَی ذِكْرُ أَبِی الْحَسَنِ فَقَالَ: یَا أَبَا سَعِیدٍ إِنِّی أُحَدِّثُكَ بِشَیْ ءٍ حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی قَالَ كُنَّا مَعَ الْمُعْتَزِّ وَ كَانَ أَبِی كَاتِبَهُ فَدَخَلْنَا الدَّارَ وَ إِذَا الْمُتَوَكِّلُ عَلَی سَرِیرِهِ قَاعِدٌ فَسَلَّمَ الْمُعْتَزُّ وَ وَقَفَ وَ وَقَفْتُ خَلْفَهُ وَ كَانَ عَهْدِی بِهِ إِذَا دَخَلَ رَحَّبَ بِهِ وَ یَأْمُرُ بِالْقُعُودِ فَأَطَالَ الْقِیَامَ وَ جَعَلَ یَرْفَعُ رِجْلًا وَ یَضَعُ أُخْرَی وَ هُوَ لَا یَأْذَنُ لَهُ بِالْقُعُودِ وَ نَظَرْتُ إِلَی وَجْهِهِ یَتَغَیَّرُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ وَ یُقْبِلُ عَلَی الْفَتْحِ بْنِ خَاقَانَ وَ یَقُولُ هَذَا الَّذِی تَقُولُ فِیهِ مَا تَقُولُ وَ یُرَدِّدُ الْقَوْلَ وَ الْفَتْحُ مُقْبِلٌ عَلَیْهِ یُسَكِّنُهُ وَ یَقُولُ مَكْذُوبٌ عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ یَتَلَظَّی وَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ هَذَا الْمُرَائِیَ الزِّنْدِیقَ وَ هُوَ یَدَّعِی الْكَذِبَ وَ یَطْعُنُ فِی دَوْلَتِی ثُمَّ قَالَ جِئْنِی بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْخَزَرِ فَجِی ءَ بِهِمْ وَ دَفَعَ إِلَیْهِمْ أَرْبَعَةَ أَسْیَافٍ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَرْطُنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ إِذَا دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ وَ یُقْبِلُوا

ص: 196


1- 1. مختار الخرائج ص 212.

عَلَیْهِ بِأَسْیَافِهِمْ فَیَخْبِطُوهُ وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأُحْرِقَنَّهُ بَعْدَ الْقَتْلِ وَ أَنَا مُنْتَصِبٌ قَائِمٌ خَلْفَ الْمُعْتَزِّ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ فَمَا عَلِمْتُ إِلَّا بِأَبِی الْحَسَنِ قَدْ دَخَلَ وَ قَدْ بَادَرَ النَّاسُ قُدَّامَهُ وَ قَالُوا قَدْ جَاءَ وَ الْتَفَتَ فَإِذَا أَنَا بِهِ وَ شَفَتَاهُ یَتَحَرَّكَانِ وَ هُوَ غَیْرُ مَكْرُوبٍ وَ لَا جَازِعٍ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْمُتَوَكِّلُ رَمَی بِنَفْسِهِ عَنِ السَّرِیرِ إِلَیْهِ وَ هُوَ سَبَقَهُ وَ انْكَبَّ عَلَیْهِ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ یَدَهُ وَ سَیْفُهُ بِیَدِهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَا خَیْرَ خَلْقِ اللَّهِ یَا ابْنَ عَمِّی یَا مَوْلَایَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ أُعِیذُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ أَعْفِنِی (1)

مِنْ هَذَا فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ یَا سَیِّدِی فِی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ جَاءَنِی رَسُولُكَ فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ یَدْعُوكَ فَقَالَ كَذَبَ ابْنُ الْفَاعِلَةِ ارْجِعْ یَا سَیِّدِی مِنْ حَیْثُ شِئْتَ یَا فَتْحُ یَا عُبَیْدَ اللَّهِ یَا مُعْتَزُّ شَیِّعُوا سَیِّدَكُمْ وَ سَیِّدِی فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْخَزَرُ خَرُّوا سُجَّداً مُذْعِنِینَ فَلَمَّا

خَرَجَ دَعَاهُمُ الْمُتَوَكِّلُ ثُمَّ أَمَرَ التَّرْجُمَانَ أَنْ یُخْبِرَهُ بِمَا یَقُولُونَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ لِمَ لَمْ تَفْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ قَالُوا شِدَّةَ هَیْبَتِهِ رَأَیْنَا حَوْلَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ سَیْفٍ لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَتَأَمَّلَهُمْ فَمَنَعَنَا ذَلِكَ عَمَّا أَمَرْتَ بِهِ وَ امْتَلَأَتْ قُلُوبُنَا مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ یَا فَتْحُ هَذَا صَاحِبُكَ وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِ الْفَتْحِ وَ ضَحِكَ الْفَتْحُ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَیَّضَ وَجْهَهُ وَ أَنَارَ حُجَّتَهُ (2).

«10»- شا، [الإرشاد]: كَانَ مَوْلِدُ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام بِصَرْیَا مِنْ مَدِینَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلنِّصْفِ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ تُوُفِّیَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی رَجَبٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ قَدْ أَشْخَصَهُ مَعَ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْیَنَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَأَقَامَ بِهَا حَتَّی مَضَی لِسَبِیلِهِ وَ كَانَ مُدَّةُ إِمَامَتِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُ

ص: 197


1- 1. الزیادة من المصدر.
2- 2. مختار الخرائج ص 212 و 213.

وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سُمَانَةُ(1).

«11»- عم، [إعلام الوری](2)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِیِّ قَالَ: مَرِضَ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ خُرَاجٍ (4) خَرَجَ بِهِ فَأَشْرَفَ مِنْهُ عَلَی التَّلَفِ فَلَمْ یَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ یَمَسَّهُ بِحَدِیدَةٍ فَنَذَرَتْ أُمُّهُ إِنْ عُوفِیَ أَنْ یَحْمِلَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مَالًا جَلِیلًا مِنْ مَالِهَا وَ قَالَ لَهُ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ (5) لَوْ بَعَثْتَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ فَسَأَلْتَهُ فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ عِنْدَهُ صِفَةُ شَیْ ءٍ یُفَرِّجُ اللَّهُ بِهِ عَنْكَ قَالَ ابْعَثُوا إِلَیْهِ فَمَضَی الرَّسُولُ وَ رَجَعَ فَقَالَ خُذُوا كُسْبَ الْغَنَمِ (6) فَدِیفُوهُ بِمَاءِ وَرْدٍ وَ ضَعُوهُ عَلَی الْخُرَاجِ فَإِنَّهُ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ فَجَعَلَ مَنْ بِحَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ یَهْزَأُ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ لَهُمُ الْفَتْحُ وَ مَا یَضُرُّ مِنْ تَجْرِبَةِ مَا قَالَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرْجُو الصَّلَاحَ بِهِ فَأُحْضِرَ الْكُسْبُ وَ دِیفَ بِمَاءِ الْوَرْدِ وَ وُضِعَ عَلَی الْخُرَاجِ فَانْفَتَحَ وَ خَرَجَ مَا كَانَ فِیهِ وَ بُشِّرَتْ أُمُّ الْمُتَوَكِّلِ بِعَافِیَتِهِ فَحَمَلَتْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ تَحْتَ خَتْمِهَا فَاسْتَقَلَّ الْمُتَوَكِّلُ مِنْ عِلَّتِهِ

ص: 198


1- 1. الإرشاد ص 307.
2- 2. إعلام الوری ص 344 و رواه ابن شهرآشوب ملخصا فی ج 4 ص 415.
3- 3. الكافی ج 1 ص 499.
4- 4. الخراج- كغراب- القروح و الدمامیل العظیمة.
5- 5. قال المسعودیّ: كان الفتح بن خاقان التركی مولی المتوكل اغلب الناس علیه، و أكثرهم تقدما عنده، و لم یكن الفتح مع هذه المنزلة ممن یرجی خیره، أو یخاف شره، و كان له نصیب من العلم، و منزلة من الأدب، و ألف كتابا فی أنواع من الآداب و ترجمه بكتاب البستان.
6- 6. فی المصباح: الكسب- وزان قفل- ثفل الدهن، و هو معرب و أصله الكشب بالشین المعجمة.

فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ سَعَی الْبَطْحَائِیُ (1) بِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ عِنْدَهُ سِلَاحٌ وَ أَمْوَالٌ فَتَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ إِلَی سَعِیدٍ الْحَاجِبِ أَنْ یَهْجُمَ لَیْلًا عَلَیْهِ وَ یَأْخُذَ مَا یَجِدُ عِنْدَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ السِّلَاحِ وَ یَحْمِلَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ لِی سَعِیدٌ الْحَاجِبُ صِرْتُ إِلَی دَارِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِاللَّیْلِ وَ مَعِی سُلَّمٌ فَصَعِدْتُ مِنْهُ إِلَی السَّطْحِ وَ نَزَلْتُ مِنَ الدَّرَجَةِ إِلَی بَعْضِهَا فِی الظُّلْمَةِ فَلَمْ أَدْرِ كَیْفَ أَصِلُ إِلَی الدَّارِ فَنَادَانِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مِنَ الدَّارِ یَا سَعِیدُ مَكَانَكَ حَتَّی یَأْتُوكَ بِشَمْعَةٍ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَتَوْنِی بِشَمْعَةٍ فَنَزَلْتُ فَوَجَدْتُ عَلَیْهِ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ وَ قَلَنْسُوَةً مِنْهَا وَ سَجَّادَتُهُ عَلَی حَصِیرٍ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَی الْقِبْلَةِ فَقَالَ لِی دُونَكَ بِالْبُیُوتِ فَدَخَلْتُهَا وَ فَتَّشْتُهَا فَلَمْ أَجِدْ فِیهَا شَیْئاً وَ وَجَدْتُ الْبَدْرَةَ مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ وَ كِیساً مَخْتُوماً مَعَهَا فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام دُونَكَ الْمُصَلَّی فَرَفَعْتُ فَوَجَدْتُ سَیْفاً فِی جَفْنٍ غَیْرِ مَلْبُوسٍ فَأَخَذْتُ ذَلِكَ وَ صِرْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی خَاتَمِ أُمِّهِ عَلَی الْبَدْرَةِ بَعَثَ إِلَیْهَا فَخَرَجَتْ إِلَیْهِ فَسَأَلَهَا عَنِ الْبَدْرَةِ فَأَخْبَرَنِی بَعْضُ خَدَمِ الْخَاصَّةِ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ كُنْتُ نَذَرْتُ فِی عِلَّتِكَ إِنْ عُوفِیتَ أَنْ أَحْمِلَ إِلَیْهِ مِنْ مَالِی عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ فَحَمَلْتُهَا إِلَیْهِ وَ هَذَا خَاتَمُكَ عَلَی الْكِیسِ مَا حَرَّكَهَا

ص: 199


1- 1. هو أبو عبد اللّٰه محمّد بن القاسم بن الحسن بن زید بن الحسن بن أمیر المؤمنین علیهما السلام، و هو و أبوه و جده كانوا مظاهرین لبنی العباس علی سائر أولاد أبی طالب. قال فی عمدة الطالب: كان الحسن بن زید أمیر المدینة من قبل المنصور الدوانیقی و كان مظاهرا لبنی العباس علی بنی عمه الحسن المثنی، و هو أول من لبس السواد من العلویین. و قال فی القاسم بن الحسن: أنه كان زاهدا عابدا ورعا، الا أنّه كان مظاهرا لبنی العباس علی بنی عمه الحسن، و قال فی محمّد بن القاسم: أنه یلقب بالبطحانی- منسوبا الی بطحاء- أو الی البطحان- واد بالمدینة، قال العمری: و أحسب أنهم نسبوه الی أحد هذین الموضعین لادمانه الجلوس فیه، و كان محمّد البطحانی فقیها.

وَ فَتَحَ الْكِیسَ الْآخَرَ وَ كَانَ فِیهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِینَارٍ فَأَمَرَ أَنْ یُضَمَّ إِلَی الْبَدْرَةِ بَدْرَةً أُخْرَی وَ قَالَ لِیَ احْمِلْ ذَلِكَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ وَ ارْدُدْ عَلَیْهِ السَّیْفَ وَ الْكِیسَ بِمَا فِیهِ فَحَمَلْتُ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ اسْتَحْیَیْتُ مِنْهُ وَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی عَزَّ عَلَیَّ بِدُخُولِ دَارِكَ بِغَیْرِ إِذْنِكَ وَ لَكِنِّی مَأْمُورٌ بِهِ فَقَالَ لِی سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن إبراهیم بن محمد: مثله- دعوات الراوندی، مرسلا: مثله بیان قوله كسب الغنم الكسب بالضم عصارة الدهن و لعل المراد هنا ما یشبهها مما یتلبد من السرقین تحت أرجل الشاة و الدوف الخلط و البل بماء و نحوه قوله و استقل فی ربیع الشیعة استبل أی حسنت حاله بعد الهزال قوله عز علی أی اشتد علی.

«12»- شا، [الإرشاد]: كَانَ سَبَبُ شُخُوصِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ یَتَوَلَّی الْحَرْبَ وَ الصَّلَاةَ فِی مَدِینَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَعَی بِأَبِی الْحَسَنِ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ وَ كَانَ یَقْصِدُهُ بِالْأَذَی وَ بَلَغَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام سِعَایَتُهُ بِهِ فَكَتَبَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ یَذْكُرُ تَحَامُلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ وَ كَذَّبَهُ فِیمَا سَعَی بِهِ فَتَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ بِإِجَابَتِهِ عَنْ كِتَابِهِ وَ دُعَائِهِ فِیهِ إِلَی حُضُورِ الْعَسْكَرِ عَلَی جَمِیلٍ مِنَ الْفِعْلِ وَ الْقَوْلِ فَخَرَجَتْ نُسْخَةُ الْكِتَابِ وَ هِیَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَارِفٌ

بِقَدْرِكَ رَاعٍ لِقَرَابَتِكَ مُوجِبٌ لِحَقِّكَ مُؤْثِرٌ مِنَ الْأُمُورِ فِیكَ وَ فِی أَهْلِ بَیْتِكَ مَا یُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ حَالَكَ وَ حَالَهُمْ وَ یُثَبِّتُ بِهِ مِنْ عِزِّكَ وَ عِزِّهِمْ وَ یُدْخِلُ الْأَمْنَ عَلَیْكَ وَ عَلَیْهِمْ یَبْتَغِی بِذَلِكَ رِضَا رَبِّهِ وَ أَدَاءَ مَا فَرَضَ عَلَیْهِ فِیكَ وَ فِیهِمْ فَقَدْ رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَرْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّا كَانَ یَتَوَلَّی مِنَ الْحَرْبِ وَ الصَّلَاةِ بِمَدِینَةِ الرَّسُولِ إِذْ كَانَ عَلَی مَا ذَكَرْتَ مِنْ جَهَالَتِهِ بِحَقِّكَ وَ اسْتِخْفَافِهِ بِقَدْرِكَ وَ عِنْدَ مَا قَرَفَكَ بِهِ وَ نَسَبَكَ إِلَیْهِ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِی قَدْ عَلِمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بَرَاءَتَكَ

ص: 200


1- 1. الإرشاد ص 309 و 310.

مِنْهُ وَ صِدْقَ نِیَّتِكَ فِی بِرِّكَ وَ قَوْلِكَ-(1) وَ أَنَّكَ لَمْ تُؤَهِّلْ نَفْسَكَ لِمَا قُرِفْتَ بِطَلَبِهِ وَ قَدْ وَلَّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا كَانَ یَلِی مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ وَ أَمَرَهُ بِإِكْرَامِكَ وَ تَبْجِیلِكَ وَ الِانْتِهَاءِ إِلَی أَمْرِكَ وَ رَأْیِكَ وَ التَّقَرُّبِ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِذَلِكَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مُشْتَاقٌ إِلَیْكَ یُحِبُّ إِحْدَاثَ الْعَهْدِ بِكَ وَ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِكَ فَإِنْ نَشِطْتَ لِزِیَارَتِهِ وَ الْمُقَامِ قِبَلَهُ مَا أَحْبَبْتَ شَخَصْتَ وَ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ مَوَالِیكَ وَ حَشَمِكَ عَلَی مُهْلَةٍ وَ طُمَأْنِینَةٍ تَرْحَلُ إِذَا شِئْتَ وَ تَنْزِلُ إِذَا شِئْتَ وَ تَسِیرُ كَیْفَ شِئْتَ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ یَكُونَ یَحْیَی بْنُ هَرْثَمَةَ مَوْلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُنْدِ یَرْحَلُونَ بِرَحِیلِكَ یَسِیرُونَ بِمَسِیرِكَ فَالْأَمْرُ فِی ذَلِكَ إِلَیْكَ وَ قَدْ تَقَدَّمْنَا إِلَیْهِ بِطَاعَتِكَ فَاسْتَخِرِ اللَّهَ حَتَّی تُوَافِیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ خَاصَّتِهِ أَلْطَفَ مِنْهُ مَنْزِلَةً وَ لَا أَحْمَدَ لَهُ أُثْرَةً وَ لَا هُوَ لَهُمْ أَنْظَرَ وَ عَلَیْهِمْ أَشْفَقَ وَ بِهِمْ أَبَرَّ وَ إِلَیْهِمْ أَسْكَنَ مِنْهُ إِلَیْكَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ كَتَبَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْعَبَّاسِ (2) فِی جُمَادَی الْأُخْرَی سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَتَیْنِ فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام تَجَهَّزَ لِلرَّحِیلِ-(3)

وَ خَرَجَ مَعَهُ

ص: 201


1- 1. فی الكافی:« فی ترك محاولته».
2- 2. رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 501، و هنا ینتهی لفظه، و السند فیه هكذا: محمّد بن یحیی، عن بعض أصحابنا، قال: أخذت نسخة كتاب المتوكل الی أبی الحسن الثالث« ع» من یحیی بن هرثمة فی سنة ثلاث و أربعین و مائتین، و هذه نسخته؛ الخ.
3- 3. قال سبط ابن الجوزی فی التذكرة ص 202: قال علماء السیر: و انما اشخصه المتوكل من مدینة رسول اللّٰه الی بغداد، لان المتوكل كان یبغض علیا و دریته، فبلغه مقام علی بالمدینة، و میل الناس إلیه، فخاف منه، فدعا یحیی بن هرثمة، و قال: اذهب الی المدینة، و انظر فی حاله و أشخصه الینا. قال یحیی: فذهبت الی المدینة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجیجا عظیما ما سمع الناس بمثله خوفا علی علی- علیه السلام- و قامت الدنیا علی ساق، لانه كان محسنا الیهم ملازما للمسجد، لم یكن عنده میل الی الدنیا. قال یحیی: فجعلت أسكنهم و أحلف لهم: أنی لم أؤمر فیه بمكروه، و أنّه لا بأس علیه، ثمّ فتشت منزله، فلم أجد فیه إلا مصاحف و أدعیة و كتب العلم، فعظم فی عینی و تولیت خدمته بنفسی، و أحسنت عشرته. فلما قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن إبراهیم الطاهری- و كان والیا علی بغداد فقال لی: یا یحیی! ان هذا الرجل قد ولده رسول اللّٰه، و المتوكل من تعلم، فان حرضته علیه قتله. و كان رسول اللّٰه خصمك یوم القیامة، فقلت له: و اللّٰه ما وقفت منه الا علی كل أمر جمیل. ثمّ صرت به الی سرمن رأی فبدأت بوصیف التركی فأخبرته بوصوله، فقال: و اللّٰه لئن سقط منه شعرة لا یطالب بها إلا سواك، فتعجبت كیف وافق قوله قول إسحاق. فلما دخلت علی المتوكل سألنی عنه فأخبرته بحسن سیرته و سلامة طریقه و ورعه و زهادته و انی فتشت داره فلم أجد فیها غیر المصاحف و كتب العلم، و ان أهل المدینة خافوا علیه. فأكرمه المتوكل، و أحسن جائزته، و أجزل بره، و أنزله معه سرمن رأی.

یَحْیَی بْنُ هَرْثَمَةَ حَتَّی وَصَلَ سُرَّمَنْ رَأَی فَلَمَّا وَصَلَ إِلَیْهَا تَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ بِأَنْ یُحْجَبَ عَنْهُ فِی یَوْمِهِ فَنَزَلَ فِی خَانٍ یُقَالُ لَهُ خَانُ الصَّعَالِیكِ وَ أَقَامَ بِهِ یَوْمَهُ ثُمَّ تَقَدَّمَ الْمُتَوَكِّلُ بِإِفْرَادِ دَارٍ لَهُ فَانْتَقَلَ إِلَیْهَا(1).

أَخْبَرَنِی أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَوْمَ وُرُودِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فِی كُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ نُورِكَ وَ التَّقْصِیرَ بِكَ حَتَّی أَنْزَلُوكَ هَذَا الْمَكَانَ الْأَشْنَعَ

ص: 202


1- 1. تراه فی إعلام الوری ص 347 و 348، فراجع.

خَانَ الصَّعَالِیكِ فَقَالَ هَاهُنَا أَنْتَ یَا ابْنَ سَعِیدٍ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَاتٍ أَنِیقَاتٍ وَ أَنْهَارٍ جَارِیَاتٍ وَ جَنَّاتٍ فِیهَا خَیْرَاتٌ عَطِرَاتٌ وَ وِلْدَانٌ كَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ فَحَارَ بَصَرِی وَ كَثُرَ عَجَبِی فَقَالَ علیه السلام لِی حَیْثُ كُنَّا فَهَذَا لَنَا یَا ابْنَ سَعِیدٍ لَسْنَا فِی خَانِ الصَّعَالِیكِ وَ أَقَامَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مُدَّةَ مُقَامِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی مُكَرَّماً فِی ظَاهِرِ حَالِهِ یَجْتَهِدُ الْمُتَوَكِّلُ فِی إِیقَاعِ حِیلَةٍ بِهِ فَلَا یَتَمَكَّنُ مِنْ ذَلِكَ وَ لَهُ مَعَهُ أَحَادِیثُ یَطُولُ بِذِكْرِهَا الْكِتَابُ فِیهَا آیَاتٌ لَهُ وَ بَیِّنَاتٌ إِنْ عَمَدْنَا لِإِیرَادِ ذَلِكَ خَرَجْنَا عَنِ الْغَرَضِ فِیمَا نَحَوْنَاهُ.

وَ تُوُفِّیَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ خَلَّفَ مِنَ الْوَلَدِ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ ابْنَهُ وَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَهُ وَ الْحُسَیْنَ وَ محمد [مُحَمَّداً] وَ جعفر [جَعْفَراً] وَ ابْنَتَهُ عَائِشَةَ وَ كَانَ مُقَامُهُ فِی سُرَّ مَنْ رَأَی إِلَی أَنْ قُبِضَ عَشْرَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً وَ تُوُفِّیَ وَ سِنُّهُ یَوْمَئِذٍ عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ إِحْدَی وَ أربعین [أَرْبَعُونَ] سَنَةً(1).

«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَحَّامُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سَلَمَةَ الْكَاتِبِ قَالَ: قَالَ خَطِیبٌ یُلَقَّبُ بِالْهَرِیسَةِ لِلْمُتَوَكِّلِ مَا یَعْمَلُ أَحَدٌ بِكَ مَا تَعْمَلُهُ بِنَفْسِكَ فِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَلَا فِی الدَّارِ إِلَّا مَنْ یَخْدُمُهُ وَ لَا یُتْعِبُونَهُ یَشِیلُ السِّتْرَ لِنَفْسِهِ فَأَمَرَ الْمُتَوَكِّلُ بِذَلِكَ فَرَفَعَ صَاحِبُ الْخَبَرِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ دَخَلَ الدَّارَ فَلَمْ یُخْدَمْ وَ لَمْ یَشِلْ أَحَدٌ بَیْنَ یَدَیْهِ السِّتْرَ فَهَبَّ هَوَاءٌ فَرَفَعَ السِّتْرَ حَتَّی دَخَلَ وَ خَرَجَ فَقَالَ شِیلُوا لَهُ السِّتْرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا نُرِیدُ أَنْ یَشِیلَ لَهُ الْهَوَاءَ(2).

وَ فِی تَخْرِیجِ أَبِی سَعِیدٍ الْعَامِرِیِّ رِوَایَةٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ الْحَكَمِ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفِیّاً فَلَمَّا أَخْبَرَنِی حَاجِبُ الْمُتَوَكِّلِ بِذَلِكَ أَقْبَلْتُ أَسْتَهْزِئُ بِهِ إِذْ

ص: 203


1- 1. الإرشاد ص 313 و 314.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 406.

خَرَجَ أَبُو الْحَسَنِ فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی مِنْ غَیْرِ مَعْرِفَةٍ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ قَالَ یَا صَالِحُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ فِی سُلَیْمَانَ فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّیحَ تَجْرِی بِأَمْرِهِ رُخاءً حَیْثُ أَصابَ وَ نَبِیُّكَ وَ أَوْصِیَاءُ نَبِیِّكَ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ سُلَیْمَانَ قَالَ وَ كَأَنَّمَا انْسَلَّ مِنْ قَلْبِی الضَّلَالَةُ فَتَرَكْتُ الْوَقْفَ.

الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا حَبَسَ الْمُتَوَكِّلُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام وَ دَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ كِرْكِرَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ أَنَا أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ نَاقَةِ صَالِحٍ تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ (1) فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَطْلَقَهُ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَثَبَ عَلَیْهِ یاغز [بَاغِزٌ] وَ تامش وَ معطون فَقَتَلُوهُ وَ أَقْعَدُوا الْمُنْتَصِرَ وَلَدَهُ خَلِیفَةً.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی سَالِمٍ: أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ أَمَرَ الْفَتْحَ بِسَبِّهِ فَذَكَرَ الْفَتْحُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ قُلْ تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ الْآیَةَ وَ أُنْهِیَ ذَلِكَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ فَقَالَ أَقْتُلُهُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ قُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ وَ الْفَتْحُ (2).

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو الْهِلْقَامِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ وَ الصَّقْرُ الْجَبَلِیُّ وَ أَبُو شُعَیْبٍ الْحَنَّاطُ وَ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ قَالُوا: كَانَتْ زَیْنَبُ الْكَذَّابَةُ تَزْعُمُ أَنَّهَا ابْنَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَحْضَرَهَا الْمُتَوَكِّلُ وَ قَالَ اذْكُرِی نَسَبَكِ فَقَالَتْ أَنَا زَیْنَبُ ابْنَةُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِنَّهَا كَانَتْ حُمِلَتْ إِلَی الشَّامِ فَوَقَعَتْ إِلَی بَادِیَةٍ مِنْ بَنِی كَلْبٍ فَأَقَامَتْ بَیْنَ ظَهْرَانَیْهِمْ فَقَالَ لَهَا الْمُتَوَكِّلُ إِنَّ زَیْنَبَ بِنْتَ عَلِیٍّ قَدِیمَةٌ وَ أَنْتِ شَابَّةٌ فَقَالَتْ لَحِقَتْنِی دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنْ یُرَدَّ شَبَابِی فِی كُلِّ خَمْسِینَ سَنَةً فَدَعَا الْمُتَوَكِّلُ وُجُوهَ آلِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ كَیْفَ یُعْلَمُ كَذِبُهَا فَقَالَ الْفَتْحُ لَا یُخْبِرُكَ بِهَذَا إِلَّا ابْنُ الرِّضَا علیه السلام فَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ فِی وُلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَامَةً قَالَ

ص: 204


1- 1. هود: 65.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 407.

وَ مَا هِیَ قَالَ لَا تَعْرِضُ لَهُمُ السِّبَاعُ فَأَلْقِهَا إِلَی السِّبَاعِ فَإِنْ لَمْ تَعْرِضْ لَهَا فَهِیَ صَادِقَةٌ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهَ اللَّهَ فِیَّ فَإِنَّمَا أَرَادَ قَتْلِی وَ رَكِبَتِ الْحِمَارَ وَ جَعَلَتْ تُنَادِی أَلَا إِنَّنِی زَیْنَبُ الْكَذَّابَةُ.

وَ فِی رِوَایَةٍ: أَنَّهُ عَرَضَ عَلَیْهَا ذَلِكَ فَامْتَنَعَتْ فَطُرِحَتْ لِلسِّبَاعِ فَأَكَلَتْهَا.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ مَهْزِیَارَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْجَهْمِ جُرِّبَ هَذَا عَلَی قَائِلِهِ فَأُجِیعَتِ السِّبَاعُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ دَعَا بِالْإِمَامِ علیه السلام وَ أُخْرِجَتِ السِّبَاعُ فَلَمَّا رَأَتْهُ لَاذَتْ وَ تَبَصْبَصَتْ بِآذَانِهَا فَلَمْ یَلْتَفِتِ الْإِمَامُ علیه السلام إِلَیْهَا وَ صَعِدَ السَّقْفَ وَ جَلَسَ عِنْدَ الْمُتَوَكِّلِ ثُمَّ نَزَلَ مِنْ عِنْدِهِ وَ السِّبَاعُ تَلُوذُ بِهِ وَ تُبَصْبِصُ حَتَّی خَرَجَ علیه السلام وَ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حُرِّمَ لُحُومُ أَوْلَادِی عَلَی السِّبَاعِ (1).

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ أَبُو جُنَیْدٍ: أَمَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ بِقَتْلِ فَارِسِ بْنِ حَاتِمٍ الْقَزْوِینِیِّ فَنَاوَلَنِی دَرَاهِمَ وَ قَالَ اشْتَرِ بِهَا سِلَاحاً وَ اعْرِضْهُ عَلَیَّ فَذَهَبْتُ فَاشْتَرَیْتُ سَیْفاً فَعَرَضْتُهُ عَلَیْهِ فَقَالَ رُدَّ هَذَا وَ خُذْ غَیْرَهُ قَالَ وَ رَدَدْتُهُ وَ أَخَذْتُ مَكَانَهُ سَاطُوراً فَعَرَضْتُهُ عَلَیْهِ فَقَالَ هَذَا نَعَمْ فَجِئْتُ إِلَی فَارِسٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَضَرَبْتُهُ عَلَی رَأْسِهِ فَسَقَطَ مَیِّتاً وَ رَمَیْتُ السَّاطُورَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أُخِذْتُ إِذْ لَمْ یُوجَدْ هُنَاكَ أَحَدٌ غَیْرِی فَلَمْ یَرَوْا مَعِی سِلَاحاً وَ لَا سِكِّیناً وَ لَا أَثَرَ السَّاطُورِ وَ لَمْ یَرَوْا بَعْدَ ذَلِكَ فَخُلِّیتُ (2).

«16»- كا، [الكافی]: مَضَی علیه السلام لِأَرْبَعٍ بَقِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ أَوْ أَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَی الْمَوْلِدِ الْآخَرِ الَّذِی رُوِیَ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ أَشْخَصَهُ مَعَ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْیَنَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَتُوُفِّیَ بِهَا علیه السلام وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ (3).

«17»- ضه، [روضة الواعظین]: تُوُفِّیَ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی لِثَلَاثِ لَیَالٍ خَلَوْنَ نِصْفَ النَّهَارِ مِنْ

ص: 205


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 416.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 417.
3- 3. الكافی ج 1 ص 497.

رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ وَ كَانَتْ مُدَّةُ إِمَامَتِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَتْ مُدَّةُ مُقَامِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی إِلَی أَنْ قُبِضَ علیه السلام عِشْرِینَ سَنَةً وَ أَشْهُراً.

«18»- الدُّرُوسُ،: أُمُّهُ سُمَانَةُ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ مُنْتَصَفَ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ ثَالِثَ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ بِهَا.

«19»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: فِی آخِرِ مُلْكِ الْمُعْتَمِدِ اسْتُشْهِدَ مَسْمُوماً وَ قَالَ ابْنُ بَابَوَیْهِ وَ سَمَّهُ الْمُعْتَمِدُ(1).

«20»- قل، [إقبال الأعمال]: فِی أَدْعِیَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمُتَوَكِّلُ.

«21»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ یَحْیَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ: كُنْتُ یَوْماً بَیْنَ یَدَیِ الْمُتَوَكِّلِ وَ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهم السلام فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ الْمُتَوَكِّلُ مَا یَقُولُ وُلْدُ أَبِیكَ فِی الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ مَا یَقُولُ وُلْدُ أَبِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی رَجُلٍ فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی طَاعَةَ نَبِیِّهِ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ فَرَضَ طَاعَتَهُ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(2).

«22»- عم، [إعلام الوری]: قُبِضَ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ إِحْدَی وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ أَشْهُرٌ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ قَدْ أَشْخَصَهُ مَعَ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْیَنَ مِنَ الْمَدِینَةِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَأَقَامَ بِهَا حَتَّی مَضَی لِسَبِیلِهِ وَ كَانَتْ مُدَّةُ إِمَامَتِهِ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ فِی أَیَّامِ إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ الْمُعْتَصِمِ ثُمَّ مُلْكُ الْوَاثِقِ خَمْسَ سِنِینَ وَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ مُلْكُ الْمُتَوَكِّلِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ مُلْكُ ابْنِهِ الْمُنْتَصِرِ أَشْهُراً ثُمَّ مُلْكُ الْمُسْتَعِینِ وَ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ سَنَتَیْنِ وَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ مُلْكُ الْمُعْتَزِّ وَ هُوَ الزُّبَیْرُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ثَمَانِیَ سِنِینَ وَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ فِی آخِرِ مُلْكِهِ

ص: 206


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 401.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 232.

اسْتُشْهِدَ وَلِیُّ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ كَانَ مُقَامُهُ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی إِلَی أَنْ تُوُفِّیَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أَشْهُراً(1).

«23»- مُرُوجُ الذَّهَبِ لِلْمَسْعُودِیِّ،: كَانَتْ وَفَاةُ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی خِلَافَةِ الْمُعْتَزِّ بِاللَّهِ وَ ذَلِكَ یَوْمُ الْإِثْنَیْنِ لِأَرْبَعٍ بَقِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ قِیلَ ابْنُ اثْنَتَیْنِ وَ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ قِیلَ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ سَمِعْتُ فِی جَنَازَتِهِ جَارِیَةً سَوْدَاءَ وَ هِیَ تَقُولُ مَا ذَا لَقِینَا مِنْ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلَیْهِ أَحْمَدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَلَی اللَّهِ فِی شَارِعِ أَبِی أَحْمَدَ وَ دُفِنَ هُنَاكَ فِی دَارِهِ بِسَامَرَّاءَ(2).

وَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِی الْأَزْهَرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی عَبَّادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَةَ قَالَ: وَجَّهَنِی الْمُتَوَكِّلُ إِلَی الْمَدِینَةِ لِإِشْخَاصِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام لِشَیْ ءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَیْهَا ضَجَّ أَهْلُهَا وَ عَجُّوا ضَجِیجاً وَ عَجِیجاً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ فَجَعَلْتُ أُسَكِّنُهُمْ وَ أَحْلِفُ أَنِّی لَمْ أُومَرْ فِیهِ بِمَكْرُوهٍ وَ فَتَّشْتُ مَنْزِلَهُ فَلَمْ أُصِبْ فِیهِ إِلَّا مَصَاحِفَ وَ دُعَاءً وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَأَشْخَصْتُهُ وَ تَوَلَّیْتُ خِدْمَتَهُ وَ أَحْسَنْتُ عِشْرَتَهُ فَبَیْنَا أَنَا فِی یَوْمٍ مِنَ الْأَیَّامِ وَ السَّمَاءُ صَاحِیَةٌ وَ الشَّمْسُ طَالِعَةٌ إِذَا رَكِبَ وَ عَلَیْهِ مِمْطَرٌ قَدْ عَقَدَ ذَنَبَ دَابَّتِهِ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ فِعْلِهِ فَلَمْ یَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا هُنَیْئَةٌ حَتَّی جَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَرْخَتْ عَزَالِیَهَا وَ نَالَنَا مِنَ الْمَطَرِ أَمْرٌ عَظِیمٌ جِدّاً فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْكَرْتَ مَا رَأَیْتَ وَ تَوَهَّمْتَ أَنِّی أَعْلَمُ مِنَ الْأَمْرِ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَ لَیْسَ ذَلِكَ كَمَا

ص: 207


1- 1. إعلام الوری ص 339.
2- 2. سامرا بلدة شرقیّ دجلة من ساحلها، و قد یقال سامرة، و اصلها لغة اعجمیة و نظیرها« تامرا» اسم طسوج من سواد بغداد و اسم لاعالی نهر دیالی، نهر واسع كان یحمل السفن فی أیّام المدود، و هذا وزن لیس فی أوزان العرب له مثال. لكنه قد لعبت بها ید أدباء العرب، و صرفوها، فقالوا: سرمن رأی: ای سرور لمن رأی: و سرمن رأی، علی انه فعل ماض، و سرمن رای، علی انه مصدر مجرد، و قیل: أصله: ساء من رأی.

ظَنَنْتَ وَ لَكِنِّی نَشَأْتُ بِالْبَادِیَةِ فَأَنَا أَعْرِفُ الرِّیَاحَ الَّتِی تَكُونُ فِی عَقِبِهَا الْمَطَرُ فَتَأَهَّبْتُ لِذَلِكَ فَلَمَّا قَدِمْتُ إِلَی مَدِینَةِ السَّلَامِ بَدَأْتُ بِإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّاهِرِیِّ وَ كَانَ عَلَی بَغْدَادَ فَقَالَ یَا یَحْیَی إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ وَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُتَوَكِّلُ مَنْ تَعْلَمُ وَ إِنْ حَرَّضْتَهُ عَلَیْهِ قَتَلَهُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَصْمَكَ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا وَقَفْتُ مِنْهُ إِلَّا عَلَی أَمْرٍ جَمِیلٍ فَصِرْتُ إِلَی سَامَرَّاءَ فَبَدَأْتُ بِوَصِیفٍ التُّرْكِیِّ وَ كُنْتُ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ لَئِنْ سَقَطَ مِنْ رَأْسِ هَذَا الرَّجُلِ شَعْرَةٌ لَا یَكُونُ الطَّالِبُ بِهَا غَیْرِی فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِمَا وَ عَرَفْتُ الْمُتَوَكِّلَ مَا وَقَفْتُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِهِ وَ سَمِعْتُهُ مِنَ الثَّنَاءِ فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ وَ أَظْهَرَ بِرَّهُ وَ تَكْرِمَتَهُ.

«10»- وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ عَنْ أَبِی دِعَامَةَ قَالَ: أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَائِداً فِی عِلَّتِهِ الَّتِی كَانَتْ وَفَاتُهُ بِهَا فَلَمَّا هَمَمْتُ بِالانْصِرَافِ قَالَ لِی یَا أَبَا دِعَامَةَ قَدْ وَجَبَ عَلَیَّ حَقُّكَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ تُسَرُّ بِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَا أَحْوَجَنِی إِلَی ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ اكْتُبْ فَقُلْتُ مَا أَكْتُبُ فَقَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الْإِیمَانُ مَا وَقَرَ فِی الْقُلُوبِ وَ صَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ وَ الْإِسْلَامُ مَا جَرَی عَلَی اللِّسَانِ وَ حَلَّتْ بِهِ الْمُنَاكَحَةُ قَالَ أَبُو دِعَامَةَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَیُّهُمَا أَحْسَنُ الْحَدِیثُ أَمِ الْإِسْنَادُ فَقَالَ إِنَّهَا لَصَحِیفَةٌ بِخَطِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَتَوَارَثُهَمَا صَاغِرٌ عَنْ كَابِرٍ.

ص: 208

قَالَ الْمَسْعُودِیُّ: وَ قَدْ ذَكَرْنَا خَبَرَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَعَ زَیْنَبَ الْكَذَّابَةِ بِحَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ وَ نُزُولِهِ إِلَی بِرْكَةِ السِّبَاعِ وَ تَذَلُّلِهَا لَهُ وَ رُجُوعِ زَیْنَبَ عَمَّا ادَّعَتْهُ مِنْ أَنَّهَا ابْنَةٌ لِلْحُسَیْنِ وَ أَنَّ اللَّهَ أَطَالَ عُمُرَهَا إِلَی ذَلِكَ الْوَقْتِ فِی كِتَابِنَا أَخْبَارِ الزَّمَانِ وَ قِیلَ إِنَّهُ علیه السلام مَاتَ مَسْمُوماً.

«24»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، رُوِیَ أَنَّ: بُرَیْحَةَ الْعَبَّاسِیَّ كَتَبَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ إِنْ كَانَ لَكَ فِی الْحَرَمَیْنِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ مِنْهَا فَإِنَّهُ قَدْ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ وَ اتَّبَعَهُ خَلْقٌ كَثِیرٌ ثُمَّ كَتَبَ إِلَیْهِ بِهَذَا الْمَعْنَی زَوْجَةُ(1)

الْمُتَوَكِّلِ فَنَفَذَ یَحْیَی بْنَ هَرْثَمَةَ وَ كَتَبَ مَعَهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام كِتَاباً جَیِّداً یُعَرِّفُهُ أَنَّهُ قَدِ اشْتَاقَ إِلَیْهِ وَ سَأَلَهُ الْقُدُومَ عَلَیْهِ وَ أَمَرَ یَحْیَی بِالْمَسِیرِ إِلَیْهِ وَ كَتَبَ إِلَی بُرَیْحَةَ یُعَرِّفُهُ ذَلِكَ فَقَدِمَ یَحْیَی الْمَدِینَةَ وَ بَدَأَ بِبُرَیْحَةَ وَ أَوْصَلَ الْكِتَابَ إِلَیْهِ ثُمَّ رَكِبَا جَمِیعاً إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ أَوْصَلَا إِلَیْهِ كِتَابَ الْمُتَوَكِّلِ فَاسْتَأْجَلَهَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ عَادَا إِلَی دَارِهِ فَوَجَدَا الدَّوَابَّ مُسْرَجَةً وَ الْأَثْقَالَ مَشْدُودَةً قَدْ فَرَغَ مِنْهَا فَخَرَجَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْعِرَاقِ وَ مَعَهُ یَحْیَی بْنُ هَرْثَمَةَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِی یَوْمِ الْفِطْرِ فِی السَّنَةِ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا الْمُتَوَكِّلُ أَمَرَ الْمُتَوَكِّلُ بَنِی هَاشِمٍ بِالتَّرَجُّلِ وَ الْمَشْیِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ یَتَرَجَّلَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَتَرَجَّلَ بَنُو هَاشِمٍ وَ تَرَجَّلَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ اتَّكَأَ عَلَی رَجُلٍ مِنْ مَوَالِیهِ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ الْهَاشِمِیُّونَ وَ قَالُوا یَا سَیِّدَنَا مَا فِی هَذَا الْعَالَمِ أَحَدٌ یُسْتَجَابُ دُعَاؤُهُ وَ یَكْفِینَا اللَّهُ بِهِ تَعَزُّزَ هَذَا قَالَ لَهُمْ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی هَذَا الْعَالَمِ مَنْ قُلَامَةُ ظُفُرِهِ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ نَاقَةِ ثَمُودَ لَمَّا عُقِرَتِ النَّاقَةُ صَاحَ الْفَصِیلُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ تَمَتَّعُوا فِی دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌ غَیْرُ مَكْذُوبٍ (2) فَقُتِلَ الْمُتَوَكِّلُ یَوْمَ الثَّالِثِ.

ص: 209


1- 1. فوجه خ ل.
2- 2. هود: 65.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ قُتِلَ فِی الرَّابِعِ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَتَیْنِ-(1) فِی سَبْعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً مِنْ إِمَامَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ بُویِعَ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُنْتَصِرِ وَ مَلَكَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَ مَاتَ وَ بُویِعَ لِأَحْمَدَ الْمُسْتَعِینِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ وَ كَانَ مُلْكُهُ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ خُلِعَ وَ بُویِعَ لِلْمُعْتَزِّ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ وَ رُوِیَ أَنَّ اسْمَهُ الزُّبَیْرُ فِی سَنَةِ اثْنَتَیْنِ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ ذَلِكَ فِی اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً مِنْ إِمَامَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أَحْضَرَ ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ علیه السلام وَ أَعْطَاهُ النُّورَ وَ الْحِكْمَةَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ وَ السِّلَاحَ وَ نَصَّ عَلَیْهِ وَ أَوْصَی إِلَیْهِ بِمَشْهَدِ ثِقَاتٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ مَضَی علیه السلام وَ لَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی.

ص: 210


1- 1. قال ابن جوزی فی التلقیح: قتل المتوكل لیلة الاربعاء، لاربع خلون من شوال سنة تسع و أربعین و مائتین، و ولی بعده المنتصر ابنه و كان خلافته ستة أشهر، و ولی بعده المستعین و كانت خلافته ثلاث سنین و تسعة أشهر. و ولی بعده المعتز و كانت خلافته ثلاث سنین و ستة أشهر و ثلاثة و عشرین یوما. و كیف كان فقد كان فی قتل المتوكل- و هو بدعاء الهادی علیه السلام- فرجا و مخرجا لال أبی طالب كلهم، حیث عطف المنتصر علیهم، و أحسن الیهم و وجه بمال فرقه فیهم، و كان یؤثر- كما ذكره فی المقاتل- مخالفة أبیه فی جمیع أحواله و مضادة مذهبه طعنا علیه و نصرة لفعله. و كان یظهر المیل الی أهل هذا البیت و یخالف أباه فی افعاله، فلم یجر منه علی أحد منهم قتل او حبس و لا مكروه فیما بلغنا و اللّٰه اعلم. و قال الطبریّ: ان المنتصر لما ولی الخلافة كان اول شی ء احدث من الأمور عزل صالح بن علی، عن المدینة، و تولیة علیّ بن الحسین بن إسماعیل بن العباس بن محمّد ایاها فذكر عن علیّ بن الحسین انه قال: دخلت علیه اودعه فقال لی: یا علی انی اوجهك الی لحمی و دمی، و مد جلد ساعده و قال: الی هذا وجهتك، فانظر كیف تكون للقوم. و كیف تعاملهم- یعنی آل أبی طالب فقلت: ارجو ان امتثل رای أمیر المؤمنین فیهم إنشاء اللّٰه، فقال: إذا تسعد بذلك عندی.

«25»- الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْجُهَنِیِّ قَالَ: حَضَرَ مَجْلِسَ الْمُتَوَكِّلِ مُشْعَبِذٌ هِنْدِیُّ فَلَعِبَ عِنْدَهُ بِالْحُقِّ فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ لَهُ الْمُتَوَكِّلُ یَا هِنْدِیُّ السَّاعَةَ یَحْضُرُ مَجْلِسَنَا رَجُلٌ شَرِیفٌ فَإِذَا حَضَرَ فَالْعَبْ عِنْدَهُ بِمَا یُخْجِلُهُ قَالَ فَلَمَّا حَضَرَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام الْمَجْلِسَ لَعِبَ الْهِنْدِیُّ فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا شَرِیفُ مَا یُعْجِبُكَ لَعِبِی كَأَنَّكَ جَائِعٌ ثُمَّ أَشَارَ إِلَی صُورَةٍ مُدَوَّرَةٍ فِی الْبِسَاطِ عَلَی شَكْلِ الرَّغِیفِ وَ قَالَ یَا رَغِیفُ مُرَّ إِلَی هَذَا الشَّرِیفِ فَارْتَفَعَتِ الصُّورَةُ فَوَضَعَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَدَهُ عَلَی صُورَةِ سَبُعٍ فِی الْبِسَاطِ وَ قَالَ قُمْ فَخُذْ هَذَا فَصَارَتِ الصُّورَةُ سبع [سَبُعاً] وَ ابْتَلَعَ الْهِنْدِیَّ وَ عَادَ إِلَی مَكَانِهِ فِی الْبِسَاطِ فَسَقَطَ الْمُتَوَكِّلُ لِوَجْهِهِ وَ هَرَبَ مَنْ كَانَ قَائِماً.

أَقُولُ قَالَ الْمَسْعُودِیُّ فِی مُرُوجِ الذَّهَبِ،: سُعِیَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ بِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ علیه السلام أَنَّ فِی مَنْزِلِهِ كُتُباً وَ سِلَاحاً مِنْ شِیعَتِهِ مِنْ أَهْلِ قُمَّ وَ أَنَّهُ عَازِمٌ عَلَی الْوُثُوبِ بِالدَّوْلَةِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ جَمَاعَةً مِنَ الْأَتْرَاكِ فَهَجَمُوا دَارَهُ لَیْلًا فَلَمْ یَجِدُوا فِیهَا شَیْئاً وَ وَجَدُوهُ فِی بَیْتٍ مُغْلَقٍ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِ مِدْرَعَةٌ مِنْ صُوفٍ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی الرَّمْلِ وَ الْحَصَی وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی یَتْلُو آیَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَحُمِلَ عَلَی حَالِهِ تِلْكَ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ وَ قَالُوا لَهُ لَمْ نَجِدْ فِی بَیْتِهِ شَیْئاً وَ وَجَدْنَاهُ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ وَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ جَالِساً فِی مَجْلِسِ الشُّرْبِ فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَ الْكَأْسُ فِی یَدِ الْمُتَوَكِّلِ فَلَمَّا رَآهُ هَابَهُ وَ عَظَّمَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ وَ نَاوَلَهُ الْكَأْسَ الَّتِی كَانَتْ فِی یَدِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا یُخَامِرُ لَحْمِی وَ دَمِی قَطُّ فَأَعْفِنِی فَأَعْفَاهُ فَقَالَ أَنْشِدْنِی شِعْراً فَقَالَ علیه السلام إِنِّی قَلِیلُ الرِّوَایَةِ لِلشِّعْرِ فَقَالَ لَا بُدَّ فَأَنْشَدَهُ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ عِنْدَهُ:

بَاتُوا عَلَی قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ***غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ

وَ اسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ***وَ أُسْكِنُوا حُفَراً یَا بِئْسَمَا نَزَلُوا

نَادَاهُمْ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ دَفْنِهِمْ***أَیْنَ الْأَسَاوِرُ وَ التِّیجَانُ وَ الْحُلَلُ

ص: 211

أَیْنَ الْوُجُوهُ الَّتِی كَانَتْ مُنَعَّمَةً***مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَ الْكِلَلُ

فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِینَ سَاءَلَهُمْ***تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَیْهَا الدُّودُ تَقْتَتِلُ

قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَ قَدْ شَرِبُوا***وَ أَصْبَحُوا الْیَوْمَ بَعْدَ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا

قَالَ فَبَكَی الْمُتَوَكِّلُ حَتَّی بَلَّتْ لِحْیَتَهُ دُمُوعُ عَیْنَیْهِ وَ بَكَی الْحَاضِرُونَ وَ دَفَعَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَرْبَعَةَ آلَافِ دِینَارٍ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَی مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً(1).

أَقُولُ رَوَی الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ، وَ قَالَ: فَضَرَبَ الْمُتَوَكِّلُ بِالْكَأْسِ

ص: 212


1- 1. روی المسعودیّ عن المبرد قال: وردت سرمن رأی فادخلت علی المتوكل و قد عمل فیه الشراب، و بین یدی المتوكل البحتری الشاعر فابتدأ ینشده قصیدة یمدح بها المتوكل أولها: عن أی ثغر تبتسم***و بأی طرف تحتكم حسن یضی ء بحسنه*** و الحسن أشبه بالكرم قل للخلیفة جعفر***المتوكل ابن المعتصم المرتضی ابن المجتبی***و المنعم بن المنتقم الی أن قال: نلنا الهدی بعد العمی***بك و الغنی بعد العدم فلما انتهی، مشی القهقری للانصراف، فوثب أبو العنبس فقال: یا أمیر المؤمنین تأمر برده، فقد و اللّٰه عارضته فی قصیدته هذه، فأمر برده فأخذ أبو العنبس ینشد: من ای سلح تلتقم***و بأی كف تلتطم أدخلت رأس البحتری***أبی عبادة فی الرحم و وصل ذلك بما اشبهه من الشتم، فضحك المتوكل حتّی استلقی علی قفاه، و فحص برجله الیسری و قال یدفع الی ابی العنبس عشرة آلاف درهم، فقال الفتح: یا سیدی البحتری الذی هجا و اسمع المكروه ینصرف خائبا؟ قال؛ و یدفع الی البحتری عشرة آلاف درهم.

الْأَرْضَ وَ تَنَغَّصَ عَیْشُهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (1).

«26»- كِتَابُ الْإِسْتِدْرَاكِ، عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ السَّرَّاجِ قَالَ أَخْبَرَنِی الْبَخْتَرِیُّ قَالَ: كُنْتُ بِمَنْبِجَ (2)

بِحَضْرَةِ الْمُتَوَكِّلِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَوْلَادِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ حُلْوُ الْعَیْنَیْنِ حَسَنُ الثِّیَابِ قَدْ قَرَفَ عِنْدَهُ بِشَیْ ءٍ فَوَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ الْمُتَوَكِّلُ مُقْبِلٌ عَلَی الْفَتْحِ یُحَدِّثُهُ فَلَمَّا طَالَ وُقُوفُ الْفَتَی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ لَا یَنْظُرُ إِلَیْهِ قَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ كُنْتَ أَحْضَرْتَنِی لِتَأْدِیبِی فَقَدْ أَسَأْتَ الْأَدَبَ وَ إِنْ كُنْتَ قَدْ أَحْضَرْتَنِی لِیَعْرِفَ مَنْ بِحَضْرَتِكَ مِنْ أَوْبَاشِ النَّاسِ اسْتِهَانَتَكَ بِأَهْلِی فَقَدْ عَرَفُوا فَقَالَ لَهُ الْمُتَوَكِّلُ وَ اللَّهِ یَا حَنَفِیُّ لَوْ لَا مَا یُثْنِینِی عَلَیْكَ مِنْ أَوْصَالِ الرَّحِمِ وَ یَعْطِفُنِی عَلَیْكَ مِنْ مَوَاقِعِ الْحِلْمِ لَانْتَزَعْتُ لِسَانَكَ بِیَدِی وَ لَفَرَّقْتُ بَیْنَ رَأْسِكَ وَ جَسَدِكَ وَ لَوْ كَانَ بِمَكَانِكَ مُحَمَّدٌ أَبُوكَ قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْفَتْحِ فَقَالَ أَ مَا تَرَی مَا نَلْقَاهُ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ إِمَّا حَسَنِیٌّ یَجْذِبُ إِلَی نَفْسِهِ تَاجَ عِزٍّ نَقَلَهُ اللَّهُ إِلَیْنَا قَبْلَهُ أَوْ حُسَیْنِیٌّ یَسْعَی فِی نَقْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْنَا قَبْلَهُ أَوْ حَنَفِیٌّ یَدُلُّ بِجَهْلِهِ أَسْیَافَنَا عَلَی سَفْكِ دَمِهِ فَقَالَ لَهُ الْفَتَی وَ أَیُّ حِلْمٍ تَرَكَتْهُ لَكَ الْخُمُورُ وَ إِدْمَانُهَا أَمِ الْعِیدَانُ وَ فِتْیَانُهَا وَ مَتَی عَطَفَكَ الرَّحِمُ عَلَی أَهْلِی وَ قَدِ ابْتَزَزْتَهُمْ فَدَكاً إِرْثَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَرِثَهَا أَبُو حَرْمَلَةَ وَ أَمَّا ذِكْرُكَ مُحَمَّداً أَبِی فَقَدْ طَفِقْتَ تَضَعُ عَنْ عِزٍّ رَفَعَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ تُطَاوِلُ شَرَفاً تَقْصُرُ عَنْهُ وَ لَا تَطُولُهُ فَأَنْتَ كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَیْرٍ***فَلَا كَعْباً بَلَغْتَ وَ لَا كِلَاباً

ثُمَّ هَا أَنْتَ تَشْكُو لِی عِلْجَكَ هَذَا مَا تَلْقَاهُ مِنَ الْحَسَنِیِّ وَ الْحُسَیْنِیِّ وَ الْحَنَفِیِّ فَ لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ ثُمَّ مَدَّ رِجْلَیْهِ ثُمَّ قَالَ هَاتَانِ رِجْلَایَ لِقَیْدِكَ وَ هَذِهِ عُنُقِی لِسَیْفِكَ فَبُؤْ بِإِثْمِی

ص: 213


1- 1. و رواه سبط ابن الجوزی فی التذكرة ص 203 نقلا عن المسعودیّ فی مروج الذهب.
2- 2. منبج- كمجلس- اسم موضع من أعمال الشام.

وَ تَحَمَّلْ ظُلْمِی فَلَیْسَ هَذَا أَوَّلَ مَكْرُوهٍ أَوْقَعْتَهُ أَنْتَ وَ سَلَفُكَ بِهِمْ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (1) فَوَ اللَّهِ مَا أَجَبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ مَسْأَلَتِهِ وَ لَقَدْ عَطَفْتَ بِالْمَوَدَّةِ عَلَی غَیْرِ قَرَابَتِهِ فَعَمَّا قَلِیلٍ تَرِدُ الْحَوْضَ فَیَذُودُكَ أَبِی وَ یَمْنَعُكَ جَدِّی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ فَبَكَی الْمُتَوَكِّلُ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ إِلَی قَصْرِ جَوَارِیهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَحْضَرَهُ وَ أَحْسَنَ جَائِزَتَهُ وَ خَلَّی سَبِیلَهُ.

«27»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ، بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ الْمُتَوَكِّلَ قِیلَ لَهُ إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یُفَسِّرُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ (2) الْآیَتَیْنِ فِی الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی قَالَ فَكَیْفَ الْوَجْهُ فِی أَمْرِهِ قَالُوا تَجْمَعُ لَهُ النَّاسَ وَ تَسْأَلُهُ بِحَضْرَتِهِمْ فَإِنْ فَسَّرَهَا بِهَذَا كَفَاكَ الْحَاضِرُونَ أَمْرَهُ وَ إِنْ فَسَّرَهَا بِخِلَافِ ذَلِكَ افْتَضَحَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ قَالَ فَوَجَّهَ إِلَی الْقُضَاةِ وَ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْأَوْلِیَاءِ وَ سُئِلَ علیه السلام فَقَالَ هَذَانِ رَجُلَانِ كُنِّیَ عَنْهُمَا وَ مُنَّ بِالسِّتْرِ عَلَیْهِمَا أَ فَیُحِبُّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ یَكْشِفَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَا أُحِبُّ.

كِتَابُ الْمُقْتَضَبِ، لِابْنِ عَیَّاشٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَالِحٍ الصَّیْمَرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَصِیدَةٌ یَرْثِی بِهَا مَوْلَانَا أَبَا الْحَسَنِ الثَّالِثَ علیه السلام وَ یُعَزِّی ابْنَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام أَوَّلُهَا:

الْأَرْضُ خَوْفاً زُلْزِلَتْ زِلْزَالَهَا***وَ أَخْرَجَتْ مِنْ جَزَعٍ أَثْقَالَهَا

إِلَی أَنْ قَالَ:

عَشْرُ نُجُومٍ أَفَلَتْ فِی فُلْكِهَا***وَ یُطْلِعُ اللَّهُ لَنَا أَمْثَالَهَا

بِالْحَسَنِ الْهَادِی أَبِی مُحَمَّدٍ***تُدْرِكُ أَشْیَاعُ الْهُدَی آمَالَهَا

وَ بَعْدَهُ مَنْ یُرْتَجَی طُلُوعُهُ***یُظِلُّ جَوَّابُ الْفَلَا أَجْزَالَهَا

ذُو الْغَیْبَتَیْنِ الطَّوْلِ الْحَقِّ الَّتِی***لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مَنِ اسْتَطَالَهَا

یَا حُجَجَ الرَّحْمَنِ إِحْدَی عَشَرَةَ***آلَتْ بِثَانِیَ عَشَرَةَ مَآلَهَا.

ص: 214


1- 1. الشوری: 23.
2- 2. الفرقان: 27.

باب 5 أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ: عَنْ سَهْلِ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُلَقَّبِ بِأَبِی نُوَاسٍ الْمُؤَدِّبِ فِی الْمَسْجِدِ المعلق فِی صفة سبق (1)

بِسُرَّ مَنْ رَأَی قَالَ الْمَنْصُورِیُّ وَ كَانَ یُلَقَّبُ بِأَبِی نُوَاسٍ لِأَنَّهُ كَانَ یَتَخَالَعُ وَ یَتَطَیَّبُ مَعَ النَّاسِ وَ یُظْهِرُ التَّشَیُّعَ عَلَی الطِّیبَةِ فَیَأْمَنُ عَلَی نَفْسِهِ فَلَمَّا سَمِعَ الْإِمَامُ علیه السلام لَقَّبَنِی بِأَبِی نُوَاسٍ قَالَ یَا أَبَا السَّرِیِّ أَنْتَ أَبُو نُوَاسٍ الْحَقُّ وَ مَنْ تَقَدَّمَكَ أَبُو نُوَاسٍ الْبَاطِلُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ یَا سَیِّدِی قَدْ وَقَعَ لِی اخْتِیَارَاتُ الْأَیَّامِ عَنْ سَیِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام مِمَّا حَدَّثَنِی بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَیِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام فِی كُلِّ شَهْرٍ فَأَعْرِضُهُ عَلَیْكَ فَقَالَ لِیَ افْعَلْ فَلَمَّا عَرَضْتُهُ عَلَیْهِ وَ صَحَّحْتُهُ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی فِی أَكْثَرِ هَذِهِ الْأَیَّامِ قَوَاطِعُ عَنِ الْمَقَاصِدِ لِمَا ذُكِرَ فِیهَا مِنَ التَّحْذِیرِ وَ الْمَخَاوِفِ فَتَدُلُّنِی عَلَی الِاحْتِرَازِ مِنَ الْمَخَاوِفِ فِیهَا فَإِنَّمَا تَدْعُونِی الضَّرُورَةُ إِلَی التَّوَجُّهِ فِی الْحَوَائِجِ فِیهَا فَقَالَ لِی یَا سَهْلُ إِنَّ لِشِیعَتِنَا بِوَلَایَتِنَا لَعِصْمَةً لَوْ سَلَكُوا بِهَا فِی لُجَّةِ الْبِحَارِ الْغَامِرَةِ وَ سَبَاسِبِ الْبِیدِ

ص: 215


1- 1. شبیب خ ل.

الْغَائِرَةِ بَیْنَ سِبَاعٍ وَ ذِئَابٍ وَ أَعَادِی الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَأَمِنُوا مِنْ مَخَاوِفِهِمْ بِوَلَایَتِهِمْ لَنَا فَثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخْلِصْ فِی الْوَلَاءِ لِأَئِمَّتِكَ الطَّاهِرِینَ فَتَوَجَّهْ حَیْثُ شِئْتَ.

بیان: سیأتی الخبر بتمامه مع شرحه فی كتاب الدعاء و قال الفیروزآبادی النواس ككتان المضطرب المسترخی.

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بَابُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَمْرِیُّ وَ مِنْ ثِقَاتِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ الْیَسَعِ وَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ جَزَّكٍ الْجَمَّالُ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ الْكَاتِبُ وَ أَبُو الْحُسَیْنِ بْنُ هِلَالٍ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ خَیْرَانُ الْخَادِمُ وَ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ مِنْ وُكَلَائِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُهَیْلٍ الصَّیْقَلُ وَ مِنْ أَصْحَابِهِ دَاوُدُ بْنُ زَیْدٍ وَ أَبُو سُلَیْمَانَ زَنَكَانُ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَقْطِینٍ وَ بِشْرُ بْنُ بَشَّارٍ النَّیْشَابُورِیُّ الشَّاذَانِیُّ وَ سُلَیْمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِیُّ وَ الْفَتْحُ بْنُ یَزِیدَ الْجُرْجَانِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ كُلْثُومٍ وَ كَانَ مُتَكَلِّماً وَ مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ الْكُوفِیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ مَعَدِّ بْنِ مَعْبَدٍ الْبَغْدَادِیُّ وَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رَجَاءٍ الْعَبَرْتَائِیُ (1).

«3»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: شَاعِرُهُ الْعَوْفِیُّ وَ الدَّیْلَمِیُّ بَوَّابُهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ.

«4»- كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ النُّعْمَانِ الْعِبَادِیِّ قَالَ: أَنْشَدَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ أَبَا الْغَوْثِ الْمَنْبِجِیَ (2) شَاعِرَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنْشَدَهُ بِعَسْكَرِ سُرَّ مَنْ رَأَی قَالَ الْحَسَنُ وَ اسْمُ أَبِی الْغَوْثِ أَسْلَمُ بْنُ مُحْرِزٍ(3)

مِنْ أَهْلِ مَنْبِجٍ وَ كَانَ الْبُحْتُرِیُ (4)

یَمْدَحُ الْمُلُوكَ وَ هَذَا یَمْدَحُ

ص: 216


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 402.
2- 2. قال الجوهریّ: منبج اسم موضع، فإذا نسبت إلیه فتحت الباء و قلت: كساء منبجانی، أخرجوه مخرج مخبرانی و منظرانی.
3- 3. كذا فی نسخة الأصل، و عنونه صاحب الكنی و الألقاب، و قال: أسلم بن مهوز المنبجی شاعر یمدح آل محمّد علیهم السلام.
4- 4. هو أبو عبادة الولید بن عبید بن یحیی الطائی الشاعر المعروف كان من فحول شعراء القرن الثالث معاصرا لابی تمام، و من الأدباء من یفضله علی أبی تمام. قال ابن خلّكان: قیل للبحتری: أیما أشعر؟ أنت أم أبو تمام؟ فقال: جیده خیر من جیدی، و ردیئی خیر من ردیئه، و كان یقال لشعر البحتری سلاسل الذهب، و هو فی الطبقة العلیا، و یقال انه قیل لابی العلاء المعری: أی الثلاثة اشعر؟ ابو تمام، ام البحتری أم المتنبئ؟ فقال: المتنبئ و أبو تمام حكیمان، و انما الشاعر البحتری. ولد سنة 206 بمنبج من اعمال الشام و تخرج بها، ثمّ خرج الی العراق، و مدح جماعة من الخلفاء اولهم المتوكل و خلقا كثیرا من الأكابر و الرؤساء توفی بالسكتة فی منبج 284.

آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ كَانَ الْبُحْتُرِیُّ أَبُو عَبَّادِ یُنْشِدُ هَذِهِ الْقَصِیدَةَ لِأَبِی الْغَوْثِ:

وَلَهْتُ إِلَی رُؤْیَاكُمْ وَلَهَ الصَّادِی***یُذَادُ عَنِ الْوَرْدِ الرَّوِیِّ بِذَوَادٍ

مُحَلِّی عَنِ الْوَرْدِ اللَّذِیذِ مَسَاغَهُ***إِذَا طَافَ وَرَّادٌ بِهِ بَعْدَ وَرَّادٍ

فَأَعْلَمْتُ فِیكُمْ كُلَّ هَوْجَاءَ جَسْرَةٍ***ذُمُولُ السُّرَی یَقْتَادُ فِی كُلِّ مُقْتَادٍ

أَجُوبُ بِهَا بِیدَ الْفَلَا وَ تَجُوبُ بِی***إِلَیْكَ وَ مَا لِی غَیْرُ ذِكْرِكَ مِنْ زَادٍ

فَلَمَّا تَرَاءَتْ سُرَّ مَنْ رَأَی تَجَشَّمَتْ***إِلَیْكَ فُعُومَ الْمَاءِ فِی مَفْعَمِ الْوَادِی

فَآدَتْ إِلَیَّ تَشْتَكِی أَلَمَ السُّرَی***فَقُلْتُ اقْصِرِی فَالْعَزْمُ لَیْسَ بِمَیَّادٍ

إِذَا مَا بَلَغْتَ الصَّادِقِینَ بَنِی الرِّضَا***فَحَسْبُكَ مِنْ هَادٍ یُشِیرُ إِلَی هَادٍ

مَقَاوِیلُ إِنْ قَالُوا بِهَالِیلُ إِنْ دَعَوْا***وُفَاةٌ بِمِیعَادٍ كُفَاةٌ بِمُرْتَادٍ

إِذَا أَوْعَدُوا أَعْفَوْا وَ إِنْ وَعَدُوا وَفَوْا***فَهُمْ أَهْلُ فَضْلٍ عِنْدَ وَعْدٍ وَ إِیعَادٍ

كِرَامٌ إِذَا مَا أَنْفَقُوا الْمَالَ أَنْفَدُوا***وَ لَیْسَ لِعِلْمٍ أَنْفَقُوهُ مِنْ إِنْفَادٍ

یَنَابِیعُ عِلْمِ اللَّهِ أَطْوَادُ دِینِهِ***فَهَلْ مِنْ نَفَادٍ إِنْ عَلِمْتَ لِأَطْوَادٍ

نُجُومٌ مَتَی نَجْمٌ خَبَا مِثْلُهُ بَدَا***فَصَلَّی عَلَی الْخَابِی الْمُهَیْمِنِ وَ الْبَادِی

عِبَادٌ لِمَوْلَاهُمْ مَوَالِی عِبَادِهِ***شُهُودٌ عَلَیْهِمْ یَوْمَ حَشْرٍ وَ إِشْهَادٍ

هُمْ حُجَجُ اللَّهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ مَتَی***عَدَدْتَ فَثَانِیَ عَشْرَهُمْ خَلَفُ الْهَادِی

بِمِیلَادِهِ الْأَنْبَاءُ جَاءَتْ شَهِیرَةً***فَأَعْظِمْ بِمَوْلُودٍ وَ أَكْرِمْ بِمِیلَادٍ.

ص: 217

بیان: فی القاموس المنبج كمجلس موضع و الصادی العطشان و الذود الدفع و حلأه عن الماء بالتشدید مهموزا طرده و منعه و الهوجاء الناقة المسرعة و الجسر بالفتح العظیم من الإبل و الأنثی جسرة.

و الذمیل كأمیر السوق اللین ذمل یذمل و یذمل ذملا و ذمولا و ناقة ذمول و یقال قدته و اقتدته فاقتاد و جوب البلاد قطعها و البید جمع البیداء و هی الفلاة و أفعم الإناء ملأه كفعمه و فعوم مفعول مطلق لتجشمت من غیر لفظه أو صفة لمصدر محذوف بنزع الخافض.

و آداه علی فلان أعداه و أعانه و آدنی علیه بالمد أی قونی و لعله استعمل هنا بمعنی الطلب أو من آد یئید أیدا بمعنی اشتد و قوی.

قوله لیس بمیاد أی مضطرب و قال البهلول كسرسور الضحاك و السید الجامع لكل خیر(1) و الأطواد جمع الطود و هو الجبل العظیم و خبت النار طفئت و هنا استعیر للغروب و المهیمن فاعل صلی و البادی عطف علی الخابی.

«5»- مُرُوجُ الذَّهَبِ، قَالَ الْمَسْعُودِیُّ: كَانَ بغا مِنَ الْأَتْرَاكِ مِنْ غِلْمَانِ الْمُعْتَصِمِ یَشْهَدُ الْحُرُوبَ الْعِظَامَ یُبَاشِرُهَا بِنَفْسِهِ فَیَخْرُجُ مِنْهَا سَالِماً وَ لَمْ یَكُنْ یَلْبَسُ عَلَی بَدَنِهِ شَیْئاً مِنَ الْحَدِیدِ فَعُذِلَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ رَأَیْتُ فِی نَوْمِیَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا بغا أَحْسَنْتَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِی فَدَعَا لَكَ بِدَعَوَاتٍ اسْتُجِیبَتْ لَهُ فِیكَ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ قَالَ الَّذِی خَلَّصْتَهُ مِنَ السِّبَاعِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلْ رَبَّكَ أَنْ یُطِیلَ عُمُرِی فَشَالَ یَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَطِلْ عُمُرَهُ وَ أَنْسِئْ فِی أَجَلِهِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ خَمْسٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً فَقَالَ خَمْسٌ وَ تِسْعُونَ سَنَةً فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ یُوقَی مِنَ الْآفَاتِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُوقَی مِنَ الْآفَاتِ فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَاسْتَیْقَظْتُ مِنْ

ص: 218


1- 1. القاموس ج 3 ص 339.

نَوْمِی وَ أَنَا أَقُولُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ كَانَ بغا كَثِیرَ التَّعَطُّفِ وَ الْبِرِّ عَلَی الطَّالِبِیِّینَ فَقِیلَ لَهُ مَا كَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِی خَلَّصْتَهُ مِنَ السِّبَاعِ قَالَ أُتِیَ الْمُعْتَصِمُ بِاللَّهِ بِرَجُلٍ قَدْ رُمِیَ بِبِدْعَةٍ فَجَرَتْ بَیْنَهُمْ فِی اللَّیْلِ مُخَاطَبَةٌ فِی خَلْوَةٍ فَقَالَ لِیَ الْمُعْتَصِمُ خُذْهُ فَأَلْقِهِ إِلَی السِّبَاعِ فَأَتَیْتُ بِالرَّجُلِ إِلَی السِّبَاعِ لِأُلْقِیَهُ إِلَیْهَا وَ أَنَا مُغْتَاظٌ عَلَیْهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّی مَا كَلَّمْتُ إِلَّا فِیكَ وَ لَا نَصَرْتُ إِلَّا دِینَكَ وَ لَا أُتِیْتُ إِلَّا مِنْ تَوْحِیدِكَ وَ لَمْ أُرِدْ غَیْرَكَ تَقَرُّباً إِلَیْكَ بِطَاعَتِكَ وَ إِقَامَةِ الْحَقِّ عَلَی مَنْ خَالَفَكَ أَ فَتُسْلِمُنِی قَالَ- فَارْتَعَدْتُ وَ دَاخَلَنِی لَهُ رِقَّةٌ وَ عَلَی قَلْبِی مِنْهُ وَجَعٌ فَجَذَبْتُهُ عَنْ طَرِیقِ بِرْكَةِ السِّبَاعِ وَ قَدْ كِدْتُ أَنْ أَزُخَّ بِهِ فِیهَا وَ أَتَیْتُ بِهِ إِلَی حُجْرَتِی فَأَخْفَیْتُهُ وَ أَتَیْتُ الْمُعْتَصِمَ فَقَالَ هِیهِ فَقُلْتُ أَلْقَیْتُهُ قَالَ فَمَا سَمِعْتَهُ یَقُولُ قُلْتُ أَنَا أَعْجَمِیٌّ وَ كَانَ یَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ عَرَبِیٍّ مَا كُنْتُ أَعْلَمُ مَا یَقُولُ وَ قَدْ كَانَ الرَّجُلُ أَغْلَظَ لِلْمُعْتَصِمِ فِی خِطَابِهِ فَلَمَّا كَانَ فِی السَّحَرِ قُلْتُ لِلرَّجُلِ قَدْ فَتَحْتُ الْأَبْوَابَ وَ أَنَا مُخْرِجُكَ مَعَ رِجَالِ الْحَرَسِ وَ قَدْ آثَرْتُكَ عَلَی نَفْسِی وَ وَقَیْتُكَ بِرُوحِی فَاجْهَدْ أَنْ لَا تَظْهَرَ فِی أَیَّامِ الْمُعْتَصِمِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا خَبَرُكَ قَالَ هَجَمَ رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِنَا فِی بَلَدِنَا عَلَی ارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَ الْفُجُورِ وَ إِمَاتَةِ الْحَقِّ وَ نَصْرِ الْبَاطِلِ فَسَرَی ذَلِكَ فِی فَسَادِ الشَّرِیعَةِ وَ هَدْمِ التَّوْحِیدِ فَلَمْ أَجِدْ نَاصِراً عَلَیْهِ فَهَجَمْتُ فِی لَیْلَةٍ عَلَیْهِ فَقَتَلْتُهُ لِأَنَّ جُرْمَهُ كَانَ مُسْتَحِقّاً فِی الشَّرِیعَةِ أَنْ یُفْعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَأُخِذْتُ فَكَانَ مَا رَأَیْتَ.

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ قَالَ: كَانَ أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بوطیر رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا وَ كَانَ جَدُّهُ بوطیر غُلَامَ الْإِمَامِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ سَمَّاهُ بِهَذَا الِاسْمِ وَ كَانَ مِمَّنْ لَا یَدْخُلُ الْمَشْهَدَ وَ یَزُورُ مِنْ وَرَاءِ الشُّبَّاكِ وَ یَقُولُ لِلدَّارِ صَاحِبٌ حَتَّی أُذِنَ لَهُ وَ كَانَ مُتَأَدِّباً یَحْضُرُ الدِّیوَانَ وَ كَانَ إِذَا طَلَبَ مِنَ الْإِنْسَانِ حَاجَةً فَإِنْ أَنْجَزَهَا شَكَرَ وَ سُرَّ وَ إِنْ وَعَدَهُ عَادَ إِلَیْهِ ثَانِیَةً فَإِنْ أَنْجَزَهَا وَ إِلَّا عَادَ الثَّالِثَةَ فَإِنْ أَنْجَزَهَا وَ إِلَّا قَامَ فِی مَجْلِسِهِ إِنْ كَانَ مِمَّنْ لَهُ مَجْلِسٌ أَوْ جَمَعَ النَّاسَ فَأَنْشَدَ

ص: 219

أَ عَلَی الصِّرَاطِ تُرِیدُ رَعْیَةَ ذِمَّتِی***أَمْ فِی الْمَعَادِ تَجُودُ بِالْإِنْعَامِ

إِنِّی لِدُنْیَائِی أُرِیدُكَ فَانْتَبِهْ***یَا سَیِّدِی مِنْ رَقْدَةِ النَّوَّامِ

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مِنَ الْمَحْمُودِینَ أَیُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیُّ وَ كَانَ فَطَحِیّاً قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام بِصَرْیَا إِذْ دَخَلَ أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ وَ وَقَفَ قُدَّامَهُ فَأَمَرَهُ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ الْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَالَ یَا عَمْرُو إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَانْظُرْ إِلَی هَذَا-.

وَ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْهَمَانِیُّ وَ كَانَ فَاضِلًا مَرْضِیّاً مِنْ وُكَلَاءِ أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الرَّازِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَخْلَدٍ الْإِیَادِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ قَالَ: حَجَّ أَبُو طَاهِرِ بْنُ بِلَالٍ فَنَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ وَ هُوَ یُنْفِقُ النَّفَقَاتِ الْعَظِیمَةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَوَقَّعَ فِی رُقْعَتِهِ قَدْ كُنَّا أَمَرْنَا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِینَارٍ ثُمَّ أَمَرْنَا لَهُ بِمِثْلِهَا فَأَبَی قَبُولَهُ إِبْقَاءً عَلَیْنَا مَا لِلنَّاسِ وَ الدُّخُولِ مِنْ أَمْرِنَا فِیمَا لَمْ نُدْخِلْهُمْ فِیهِ قَالَ وَ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ فَأَمَرَ لَهُ بِثَلَاثِینَ أَلْفَ دِینَارٍ(1).

وَ مِنْهُمْ أَبُو عَلِیِّ بْنُ رَاشِدٍ أَخْبَرَنِی ابْنُ أَبِی جِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ إِلَی الْمَوَالِی بِبَغْدَادَ وَ الْمَدَائِنِ وَ السَّوَادِ وَ مَا یَلِیهَا قَدْ أَقَمْتُ أَبَا عَلِیِّ بْنَ رَاشِدٍ مَقَامَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَ مَنْ قَبْلَهُ مِنْ وُكَلَائِی وَ قَدْ أَوْجَبْتُ فِی طَاعَتِهِ طَاعَتِی وَ فِی عِصْیَانِهِ الْخُرُوجَ إِلَی عِصْیَانِی وَ كَتَبْتُ بِخَطِّی-(2) وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ رُقْعَةً إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ فَرَجٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ وَ عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَنِ ابْنِ بند وَ كَتَبَ إِلَیَّ ذَكَرْتَ ابْنَ رَاشِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ إِنَّهُ عَاشَ سَعِیداً وَ مَاتَ شَهِیداً وَ دَعَا لِابْنِ بند وَ الْعَاصِمِیِّ وَ ابْنُ بند ضُرِبَ

ص: 220


1- 1. غیبة الشیخ ص 226.
2- 2. المصدر ص 227.

بِعَمُودٍ وَ قُتِلَ وَ ابْنُ عَاصِمٍ ضُرِبَ بِالسِّیَاطِ عَلَی الْجِسْرِ ثَلَاثَمِائَةِ سَوْطٍ وَ رُمِیَ بِهِ فِی الدِّجْلَةِ(1).

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مِنَ الْمَذْمُومِینَ فَارِسُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَاهَوَیْهِ الْقَزْوِینِیُ (2)

عَلَی مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام إِلَی عَلِیِّ بْنِ

ص: 221


1- 1. و رواه الكشّیّ فی رجاله ص 502.
2- 2. روی الكلینی فی الكافی ج 1 ص 496 عن الحسین بن محمّد، عن معلی بن محمّد عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّٰه، عن محمّد بن سنان قال: دخلت علی أبی الحسن« ع»- یعنی الهادی علیه السلام- فقال: یا محمد! حدث بآل فرج حدث؟ فقلت: مات عمر، فقال: الحمد للّٰه- حتی أحصیت له أربعا و عشرین مرة- فقلت: یا سیدی لو علمت أن هذا یسرك لجئت حافیا أعدو إلیك. قال: یا محمد؛ أولا تدری ما قال لعنه اللّٰه لمحمّد بن علی أبی؟ قال: قلت: لا، قال: خاطبه فی شی ء فقال: أظنك سكران، فقال أبی:« اللّٰهمّ ان كنت تعلم أنی أمسیت لك صائما فأذقه طعم الحرب. و ذل الاسر». فو اللّٰه ان ذهبت الأیّام حتّی حرب ماله، و ما كان له، ثمّ أخذ أسیرا و هو ذا قد مات- لا رحمه اللّٰه- و قد أدال اللّٰه عزّ و جلّ منه، و ما زال یدیل أولیاءه من أعدائه. قال المسعودیّ: فی سنة ثلاث و ثلاثین و مائتین، سخط المتوكل علی عمر بن الفرج الرخجی، و كان من علیه الكتاب، و أخذ منه مالا و جواهرا مائة ألف و عشرین ألف دینار، و أخذ من أخیه نحو مائة ألف دینار و خمسین ألف دینار، ثمّ صالح عمر علی احدی عشر ألف درهم علی أن یرد علیه ضیاعه. ثمّ غضب علیه مرة ثانیة، ثمّ امر أن یصفع فی كل یوم فاحصی ما صفع فكانت ستة آلاف صفعة، و البس جبة صوف، ثمّ رضی عنه ثمّ سخط علیه ثالثة و احدر الی بغداد، و أقام بها حتی مات. أقول: الصفع: الضرب علی القفا بجمع الكف، و قیل هو أن یبسط كفه فیضرب و هذا من نهایة الذل و الهوان كما دعا علیه أبو جعفر الجواد« ع».

عَمْرٍو الْقَزْوِینِیِّ بِخَطِّهِ اعْتَقِدْ فِیمَا تَدِینُ اللَّهَ بِهِ أَنَّ الْبَاطِنَ عِنْدِی حَسَبَ مَا أَظْهَرْتُ لَكَ فِیمَنِ اسْتَنْبَأْتَ عَنْهُ وَ هُوَ فَارِسٌ لَعَنَهُ اللَّهُ فَإِنَّهُ لَیْسَ یَسَعُكَ إِلَّا الِاجْتِهَادُ فِی لَعْنِهِ وَ قَصْدُهُ وَ مُعَادَاتُهُ وَ الْمُبَالَغَةُ فِی ذَلِكَ بِأَكْثَرِ مَا تَجِدُ السَّبِیلَ إِلَیْهِ مَا كُنْتُ آمُرُ أَنْ یُدَانَ اللَّهُ بِأَمْرٍ غَیْرِ صَحِیحٍ فَجِدَّ وَ شُدَّ فِی لَعْنِهِ وَ هَتْكِهِ وَ قَطْعِ أَسْبَابِهِ وَ سَدِّ أَصْحَابِنَا عَنْهُ وَ إِبْطَالِ أَمْرِهِ وَ أَبْلِغْهُمْ ذَلِكَ مِنِّی وَ احْكِهِ لَهُمْ عَنِّی وَ إِنِّی سَائِلُكُمْ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ الْمُؤَكَّدِ فَوَیْلٌ لِلْعَاصِی وَ لِلْجَاحِدِ وَ كَتَبْتُ بِخَطِّی لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ لِتِسْعِ لَیَالٍ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أَنَا أَتَوَكَّلُ عَلَی اللَّهِ وَ أَحْمَدُهُ كَثِیراً(1).

«9»- عم، [إعلام الوری] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَیَّاشٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْهَاشِمِ الْجَعْفَرِیِّ فِیهِ: وَ قَدِ اعْتَلَ:

مَادَتِ الْأَرْضُ بِی وَ آدَتْ فُؤَادِی***وَ اعْتَرَتْنِی مَوَارِدُ الْعُرَوَاءِ

حِینَ قِیلَ الْإِمَامُ نِضْوٌ عَلِیلٌ***قُلْتُ نَفْسِی فَدَتْهُ كُلَّ الْفِدَاءِ

مَرِضَ الدِّینُ لِاعْتِلَالِكَ وَ اعْتَلَ***وَ غَارَتْ لَهُ نُجُومُ السَّمَاءِ

عَجَباً أَنْ مُنِیتَ بِالدَّاءِ وَ السَّقَمِ***وَ أَنْتَ الْإِمَامُ حَسْمُ الدَّاءِ

أَنْتَ آسِی الْأَدْوَاءِ فِی الدِّینِ وَ الدُّنْیَا***وَ مُحْیِی الْأَمْوَاتِ وَ الْأَحْیَاءِ

فِی أَبْیَاتٍ (2).

بیان: مادت أی اضطربت و آدت أی أثقلت و العرواء بضم العین و فتح الراء قرة الحمی و مسها فی أول ما تأخذ بالرعدة و النضو بكسر النون المهزول و الآسی الطبیب.

«10»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الْیَقْطِینِیُّ قَالَ: كَتَبَ علیه السلام إِلَی عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ فِی سَنَةِ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكَ وَ أَشْكُو طَوْلَهُ وَ عَوْدَهُ وَ أُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ إِنِّی أَقَمْتُ أَبَا عَلِیٍّ مَقَامَ حُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ فَائْتَمَنْتُهُ عَلَی ذَلِكَ بِالْمَعْرِفَةِ

ص: 222


1- 1. غیبة الشیخ ص 228.
2- 2. إعلام الوری ص 348.

بِمَا عِنْدَهُ وَ الَّذِی لَا یُقَدِّمُهُ أَحَدٌ.

وَ قَدْ أَعْلَمُ أَنَّكَ شَیْخُ نَاحِیَتِكَ فَأَحْبَبْتُ إِفْرَادَكَ وَ إِكْرَامَكَ بِالْكِتَابِ بِذَلِكَ فَعَلَیْكَ بِالطَّاعَةِ لَهُ وَ التَّسْلِیمِ إِلَیْهِ جَمِیعَ الْحَقِّ قَبْلَكَ وَ أَنْ تَحُضَّ مَوَالِیَّ عَلَی ذَلِكَ وَ تُعَرِّفَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا یَصِیرُ سَبَباً إِلَی عَوْنِهِ وَ كِفَایَتِهِ فَذَلِكَ تَوْفِیرٌ عَلَیْنَا وَ مَحْبُوبٌ لَدَیْنَا وَ لَكَ بِهِ جَزَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ أَجْرٌ فَإِنَّ اللَّهَ یُعْطِی مَنْ یَشَاءُ أَفْضَلَ الْإِعْطَاءِ وَ الْجَزَاءِ بِرَحْمَتِهِ أَنْتَ فِی وَدِیعَةِ اللَّهِ وَ كَتَبْتُ بِخَطِّی وَ أَحْمَدُ اللَّهَ كَثِیراً(1).

«11»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ: نُسْخَةُ الْكِتَابِ مَعَ ابْنِ رَاشِدٍ إِلَی جَمَاعَةِ الْمَوَالِی الَّذِینَ هُمْ بِبَغْدَادَ الْمُقِیمِینَ بِهَا وَ الْمَدَائِنِ وَ السَّوَادِ وَ مَا یَلِیهَا أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَیْكُمْ مَا أَنَا عَلَیْهِ مِنْ عَافِیَةٍ وَ حُسْنِ عَائِدَتِهِ وَ أُصَلِّی عَلَی نَبِیِّهِ وَ آلِهِ أَفْضَلَ صَلَوَاتِهِ وَ أَكْمَلَ رَحْمَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ وَ إِنِّی أَقَمْتُ أَبَا عَلِیِّ بْنَ رَاشِدٍ مَقَامَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ وُكَلَائِی وَ صَارَ فِی مَنْزِلَتِهِ عِنْدِی وَ وَلَّیْتُهُ مَا كَانَ یَتَوَلَّاهُ غَیْرُهُ مِنْ وُكَلَائِی قَبْلَكُمْ لِیَقْبِضَ حَقِّی وَ ارْتَضَیْتُهُ لَكُمْ وَ قَدَّمْتُهُ فِی ذَلِكَ وَ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَوْضِعُهُ فَصِیرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَی الدَّفْعِ إِلَیْهِ ذَلِكَ وَ إِلَیَّ وَ أَنْ لَا تَجْعَلُوا لَهُ عَلَی أَنْفُسِكُمْ عِلَّةً فَعَلَیْكُمْ بِالْخُرُوجِ عَنْ ذَلِكَ وَ التَّسَرُّعِ إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ تَحْلِیلِ أَمْوَالِكُمْ وَ الْحَقْنِ لِدِمَائِكُمْ وَ تَعاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لا تَعاوَنُوا عَلَی الْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ فَقَدْ أَوْجَبْتُ فِی طَاعَتِهِ طَاعَتِی وَ الْخُرُوجِ إِلَی عِصْیَانِهِ الْخُرُوجَ إِلَی عِصْیَانِی فَالْزَمُوا الطَّرِیقَ یَأْجُرُكُمُ اللَّهُ وَ یَزِیدُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا عِنْدَهُ وَاسِعٌ كَرِیمُ مُتَطَوِّلٌ عَلَی عِبَادِهِ رَحِیمٌ نَحْنُ وَ أَنْتُمْ فِی وَدِیعَةِ اللَّهِ وَ حِفْظِهِ وَ كَتَبْتُهُ بِخَطِّی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً(2).

ص: 223


1- 1. رجال الكشّیّ ص 432.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 433.

وَ فِی كِتَابٍ آخَرَ: وَ أَنَا آمُرُكَ یَا أَیُّوبَ بْنَ نُوحٍ أَنْ تَقْطَعَ الْإِكْثَارَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَبِی عَلِیٍّ وَ أَنْ یَلْزَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا وُكِّلَ بِهِ وَ أُمِرَ بِالْقِیَامِ فِیهِ بِأَمْرِ نَاحِیَتِهِ فَإِنَّكُمْ إِنِ انْتَهَیْتُمْ إِلَی كُلِّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ اسْتَغْنَیْتُمْ بِذَلِكَ عَنْ مُعَاوَدَتِی وَ آمُرُكَ یَا أَبَا عَلِیٍّ بِمِثْلِ مَا آمُرُكَ بِهِ یَا أَیُّوبُ أَنْ لَا تَقْبَلَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ وَ الْمَدَائِنِ شَیْئاً یَحْمِلُونَهُ وَ لَا تَلِی لَهُمُ اسْتِیذَاناً عَلَیَّ وَ مُرْ مَنْ أَتَاكَ بِشَیْ ءٍ مِنْ غَیْرِ أَهْلِ نَاحِیَتِكَ أَنْ یُصَیِّرَهُ إِلَی الْمُوَكَّلِ بِنَاحِیَتِهِ وَ آمُرُكَ یَا أَبَا عَلِیٍّ بِمِثْلِ مَا أَمَرْتُ بِهِ أَیُّوبَ وَ لْیَقْبَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مَا أَمَرْتُهُ بِهِ (1).

«12»- مهج، [مهج الدعوات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامٍ الْأَصْبَغِیُّ عَنِ الْیَسَعِ بْنِ حَمْزَةَ الْقُمِّیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی عَمْرُو بْنُ مَسْعَدَةَ وَزِیرُ الْمُعْتَصِمِ الْخَلِیفَةِ أَنَّهُ: جَاءَ عَلَیَّ بِالْمَكْرُوهِ الْفَظِیعِ حَتَّی تَخَوَّفْتُهُ عَلَی إِرَاقَةِ دَمِی وَ فَقْرِ عَقِبِی فَكَتَبْتُ إِلَی سَیِّدِی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَشْكُو إِلَیْهِ مَا حَلَّ بِی فَكَتَبَ إِلَیَّ لَا رَوْعَ عَلَیْكَ وَ لَا بَأْسَ فَادْعُ اللَّهَ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ یُخَلِّصْكَ اللَّهُ وَشِیكاً مِمَّا وَقَعْتَ فِیهِ وَ یَجْعَلْ لَكَ فَرَجاً فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُونَ بِهَا عِنْدَ إِشْرَافِ الْبَلَاءِ وَ ظُهُورِ الْأَعْدَاءِ وَ عِنْدَ تَخَوُّفِ الْفَقْرِ وَ ضِیقِ الصَّدْرِ قَالَ الْیَسَعُ بْنُ حَمْزَةَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِالْكَلِمَاتِ الَّتِی كَتَبَ إِلَیَّ سَیِّدِی بِهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ فَوَ اللَّهِ مَا مَضَی شَطْرُهُ حَتَّی جَاءَنِی رَسُولُ عَمْرِو بْنِ مَسْعَدَةَ فَقَالَ لِی أَجِبِ الْوَزِیرَ فَنَهَضْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِی تَبَسَّمَ إِلَیَّ وَ أَمَرَ بِالْحَدِیدِ فَفُكَّ عَنِّی وَ الْأَغْلَالِ فَحُلَّتْ مِنِّی وَ أَمَرَنِی بِخَلْعَةٍ مِنْ فَاخِرِ ثِیَابِهِ وَ أَتْحَفَنِی بِطِیبٍ ثُمَّ أَدْنَانِی وَ قَرَّبَنِی وَ جَعَلَ یُحَدِّثُنِی وَ یَعْتَذِرُ إِلَیَّ وَ رَدَّ عَلَیَّ جَمِیعَ مَا كَانَ اسْتَخْرَجَهُ مِنِّی وَ أَحْسَنَ رِفْدِی وَ رَدَّنِی إِلَی النَّاحِیَةِ الَّتِی كُنْتُ أَتَقَلَّدُهَا وَ أَضَافَ إِلَیْهَا الْكُورَةَ الَّتِی تَلِیهَا ثُمَّ ذَكَرَ الدُّعَاءَ(2).

«13»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی مَرَضِهِ وَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ فَسَبَقَنِی إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ

ص: 224


1- 1. المصدر ص 433.
2- 2. مهج الدعوات ص 338.

فَأَخْبَرَنِی مُحَمَّدٌ مَا زَالَ یَقُولُ ابْعَثُوا إِلَی الْحَیْرِ وَ قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ أَلَّا قُلْتَ لَهُ أَنَا أَذْهَبُ إِلَی الْحَیْرِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا أَذْهَبُ إِلَی الْحَیْرِ فَقَالَ انْظُرُوا فِی ذَاكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً لَیْسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَنَا أَكْرَهُ أَنْ یَسْمَعَ ذَلِكَ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ فَقَالَ مَا كَانَ یَصْنَعُ الْحَیْرَ هُوَ الْحَیْرُ فَقَدِمْتُ الْعَسْكَرَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ حِینَ أَرَدْتُ الْقِیَامَ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ أَنِسَ بِی ذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ فَقَالَ لِی أَلَّا قُلْتَ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ وَ یُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَ حُرْمَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ الْبَیْتِ وَ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَقِفَ بِعَرَفَةَ وَ إِنَّمَا هِیَ مَوَاطِنُ یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُذْكَرَ فِیهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ یُدْعَی لِی حَیْثُ یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُدْعَی فِیهَا وَ ذَكَرَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ وَ لَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ قَالَ إِنَّمَا هَذِهِ مَوَاضِعُ یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُتَعَبَّدَ فِیهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ یُدْعَی لِی حَیْثُ یُحِبُّ اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ هَلَّا قُلْتَ لَهُ كَذَا قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَوْ كُنْتُ أُحْسِنُ مِثْلَ هَذَا لَمْ أَرُدَّ الْأَمْرَ عَلَیْكَ هَذِهِ أَلْفَاظُ أَبِی هَاشِمٍ لَیْسَتْ أَلْفَاظَهُ (1).

بیان: ابعثوا إلی الحیر أی ابعثوا رجلا إلی حائر الحسین علیه السلام یدعو لی هناك قوله علیه السلام انظروا فی ذاك یعنی أن الذهاب إلی الحیر مظنة للأذی و الضرر فانظروا فی ذلك و لا تبادروا إلیه لأن المتوكل لعنه اللّٰه كان یمنع الناس من زیارته علیه السلام أشد المنع قوله علیه السلام لیس له سر من زید بن علی (2)

لعله كنایة عن خلوص التشیع فإنه بذل نفسه لإحیاء الحق و یحتمل أن تكون من تعلیلیة أی لیس هو بموضع سر لأنه یقول بإمامة زید.

ص: 225


1- 1. الكافی ج 4 ص 567 و 568.
2- 2. قیل: فی بعض النسخ« لیس له شر من زید بن علیّ» أی لیس له شر من جهته، و انما هو من قبل نفسه حیث لم یجب امامه فی الذهاب الی الحائر.

قوله ما كان یصنع الحیر أی هو فی الشرف مثل الحیر فأی حاجة له فی أن یدعی له فی الحیر قوله و ذكر عنه أی ذكر سهل عن أبی هاشم أنه قال لم أحفظ أنه قال و إنما هی مواطن إلی آخر الكلام أو قال إنما هذه مواضع أو أنه حفظ الكلام الأول و شك فی أنه هل قال الكلام الآخر أم لا و یمكن أن یقرأ ذكر علی بناء المجهول أی قال سهل إنه نقل غیری عن أبی هاشم هذه الفقرة و لم أحفظ أنا عنه قوله هذه ألفاظ أبی هاشم أی نقل بالمعنی و لم یحفظ اللفظ.

ص: 226

باب 6 أحوال جعفر و سائر أولاده صلوات اللّٰه علیه

«1»- ج، [الإحتجاج] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ (1) قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُثْمَانَ الْعَمْرِیَّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ یُوصِلَ إِلَیْهِ علیه السلام سَأَلْتُ فِیهِ عَنْ مَسَائِلَ أَشْكَلَتْ عَلَیَّ فَوَرَدَ التَّوْقِیعُ بِخَطِّ مَوْلَانَا صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام أَمَّا مَا سَأَلْتَ عَنْهُ أَرْشَدَكَ اللَّهُ وَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِ الْمُنْكِرِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِنَا وَ بَنِی عَمِّنَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ وَ مَنْ أَنْكَرَنِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ سَبِیلُهُ سَبِیلُ ابْنِ نُوحٍ وَ أَمَّا سَبِیلُ عَمِّی جَعْفَرٍ وَ وُلْدِهِ فَسَبِیلُ إِخْوَةِ یُوسُفَ علیه السلام (2).

«2»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَنِ الْحُجَّةُ وَ الْإِمَامُ بَعْدَكَ فَقَالَ ابْنِی مُحَمَّدٌ وَ اسْمُهُ فِی التَّوْرَاةِ الْبَاقِرُ یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً هُوَ الْحُجَّةُ وَ الْإِمَامُ بَعْدِی وَ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ ابْنُهُ جَعْفَرٌ وَ اسْمُهُ عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ الصَّادِقُ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی كَیْفَ صَارَ اسْمُهُ الصَّادِقَ وَ كُلُّكُمْ صَادِقُونَ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا وُلِدَ ابْنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَسَمُّوهُ الصَّادِقَ فَإِنَّ الْخَامِسَ مِنْ وُلْدِهِ الَّذِی

ص: 227


1- 1. رواه الشیخ فی الغیبة عن الكلینی ص 188 فی حدیث.
2- 2. الاحتجاج ص 163- ط النجف.

اسْمُهُ جَعْفَرٌ یَدَّعِی الْإِمَامَةَ اجْتِرَاءً عَلَی اللَّهِ وَ كَذِباً عَلَیْهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ جَعْفَرٌ الْكَذَّابُ الْمُفْتَرِی عَلَی اللَّهِ الْمُدَّعِی لِمَا لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ الْمُخَالِفُ عَلَی أَبِیهِ وَ الْحَاسِدُ لِأَخِیهِ ذَلِكَ الَّذِی یَكْشِفُ سِرَّ اللَّهِ عِنْدَ غَیْبَةِ وَلِیِّ اللَّهِ.

ثُمَّ بَكَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ كَأَنِّی بِجَعْفَرٍ الْكَذَّابِ وَ قَدْ حَمَلَ طَاغِیَةَ زَمَانِهِ عَلَی تَفْتِیشِ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ وَ الْمُغَیَّبِ فِی حِفْظِ اللَّهِ وَ التَّوْكِیلِ بِحَرَمِ أَبِیهِ جَهْلًا مِنْهُ بِوِلَادَتِهِ وَ حِرْصاً عَلَی قَتْلِهِ إِنْ ظَفِرَ بِهِ طَمَعاً فِی مِیرَاثِ أَبِیهِ حَتَّی یَأْخُذَهُ بِغَیْرِ حَقِّهِ الْخَبَرَ(1).

و قد مضی بأسانید فی باب نص علی بن الحسین علی الأئمة علیهم السلام (2).

«3»- ج، [الإحتجاج] سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الشَّیْخِ الصَّدُوقِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ: جَاءَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا یُعْلِمُهُ بِأَنَّ جَعْفَرَ بْنَ عَلِیٍّ كَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً یُعَرِّفُهُ نَفْسَهُ وَ یُعْلِمُهُ أَنَّهُ الْقَیِّمُ بَعْدَ أَخِیهِ وَ أَنَّ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ غَیْرَ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ كُلِّهَا(3) قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا قَرَأْتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام

ص: 228


1- 1. الاحتجاج ص 173.
2- 2. راجع ج 36 ص 386 من هذه الطبعة الباب 44 من تاریخ أمیر المؤمنین علیه السلام.
3- 3. كان- رحمه اللّٰه- معروفا بحب الجاه و طلب الدنیا و صرف أكثر عمره مع الاوباش و الاجامرة و لعب الطنبور و سائر ما هو غیر مشروع، و لكن كان متظاهرا بامامة أخیه الحسن العسكریّ علیه السلام. ثمّ من بعد وفاته علیه السلام ادعی الإمامة و كان یجبر الناس علی اطاعته و القول بإمامته بل سأل وزیر الخلیفة أن یعرفه بأنّه وارث أخیه منحصرا، لیثبت له عند الناس العوام امامته، فزبره الوزیر عن ذلك و استخف به كما سیأتی عن حدیث أحمد بن عبید اللّٰه الخاقان فی باب وفاة العسكریّ علیه السلام تحت الرقم 1، و قد أراد أن یصلی علی جنازة أخیه الحسن العسكریّ فمنعه عن ذلك الحجة الغائب صاحب الامر علیه السلام.

وَ صَیَّرْتُ كِتَابَ جَعْفَرٍ فِی دَرْجِهِ فَخَرَجَ إِلَیَّ الْجَوَابُ فِی ذَلِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَتَانِی كِتَابُكَ أَبْقَاكَ اللَّهُ وَ الْكِتَابُ الَّذِی فِی دَرْجِهِ وَ أَحَاطَتْ مَعْرِفَتِی بِمَا تَضَمَّنَهُ عَلَی اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ وَ تَكَرُّرِ الْخَطَاءِ فِیهِ وَ لَوْ تَدَبَّرْتَهُ لَوَقَفْتَ عَلَی بَعْضِ مَا وَقَفْتُ عَلَیْهِ مِنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ حَمْداً لَا شَرِیكَ لَهُ عَلَی إِحْسَانِهِ إِلَیْنَا وَ فَضْلِهِ عَلَیْنَا أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْحَقِّ إِلَّا تَمَاماً وَ لِلْبَاطِلِ إِلَّا زُهُوقاً وَ هُوَ شَاهِدٌ عَلَیَّ بِمَا أَذْكُرُهُ وَ لِی عَلَیْكُمْ بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجْتَمَعْنَا لِیَوْمٍ لَا رَیْبَ فِیهِ وَ سَأَلَنَا عَمَّا نَحْنُ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ أَنَّهُ لَمْ یَجْعَلْ لِصَاحِبِ الْكِتَابِ عَلَی الْمَكْتُوبِ إِلَیْهِ وَ لَا عَلَیْكَ وَ لَا عَلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ جَمِیعاً إِمَامَةً مُفْتَرَضَةً وَ لَا طَاعَةً وَ لَا ذِمَّةً وَ سَأُبَیِّنُ لَكُمْ جُمْلَةً تَكْتَفُونَ بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَا هَذَا یَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقِ الْخَلْقَ عَبَثاً وَ لَا أَمْهَلَهُمْ سُدًی بَلْ خَلَقَهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُمْ أَسْمَاعاً وَ أَبْصَاراً وَ قُلُوباً وَ أَلْبَاباً ثُمَّ بَعَثَ إِلَیْهِمُ النَّبِیِّینَ علیهم السلام مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ یَأْمُرُونَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ یُعَرِّفُونَهُمْ مَا جَهِلُوهُ مِنْ أَمْرِ خَالِقِهِمْ وَ دِینِهِمْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِمْ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ مَلَائِكَةً وَ بَایَنَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَنْ بَعَثَهُمْ بِالْفَضْلِ الَّذِی لَهُمْ عَلَیْهِمْ وَ مَا آتَاهُمْ مِنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَةِ وَ الْبَرَاهِینِ الْبَاهِرَةِ وَ الْآیَاتِ الْغَالِبَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ عَلَیْهِ النَّارَ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ اتَّخَذَهُ خَلِیلًا وَ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَهُ تَكْلِیماً وَ جَعَلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً مُبِیناً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْیَا الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ عَلَّمَهُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِیَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ ثُمَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَحْمَةً لِلْعَالَمِینَ وَ تَمَّ بِهِ نِعْمَتُهُ وَ خَتَمَ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ أَظْهَرَ مِنْ صِدْقِهِ مَا ظَهَرَ وَ بَیَّنَ مِنْ آیَاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ مَا بَیَّنَ ثُمَّ قَبَضَهُ حَمِیداً فَقِیداً سَعِیداً وَ جَعَلَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَارِثِهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ إِلَی الْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ أَحْیَا بِهِمْ دِینَهُ وَ أَتَمَّ بِهِمْ نُورَهُ وَ جَعَلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ إِخْوَتِهِمْ وَ بَنِی عَمِّهِمْ وَ الْأَدْنَیْنَ فَالْأَدْنَیْنَ مِنْ ذَوِی أَرْحَامِهِمْ فَرْقاً بَیِّناً تُعْرَفُ بِهِ الْحُجَّةُ مِنَ الْمَحْجُوجِ وَ الْإِمَامُ مِنَ الْمَأْمُومِ

ص: 229

بِأَنْ عَصَمَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأَهُمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ طَهَّرَهُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ نَزَّهَهُمْ مِنَ اللَّبْسِ وَ جَعَلَهُمْ خُزَّانَ عِلْمِهِ وَ مُسْتَوْدَعَ حِكْمَتِهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ أَیَّدَهُمْ بِالدَّلَائِلِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكَانَ النَّاسُ عَلَی سَوَاءٍ وَ لَادَّعَی أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ وَ لَمَا عُرِفَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ لَا الْعِلْمُ مِنَ الْجَهْلِ وَ قَدِ ادَّعَی هَذَا الْمُبْطِلُ الْمُدَّعِی عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ بِمَا ادَّعَاهُ فَلَا أَدْرِی بِأَیَّةِ حَالَةٍ هِیَ لَهُ رَجَاءَ أَنْ یَتِمَّ دَعْوَاهُ أَ بِفِقْهٍ فِی دِینِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ مَا یَعْرِفُ حَلَالًا مِنْ حَرَامٍ وَ لَا یَفْرُقُ بَیْنَ خَطَإٍ وَ صَوَابٍ أَمْ بِعِلْمٍ فَمَا یَعْلَمُ حَقّاً مِنْ بَاطِلٍ وَ لَا مُحْكَماً مِنْ مُتَشَابِهٍ وَ لَا یَعْرِفُ حَدَّ الصَّلَاةِ وَ وَقْتَهَا أَمْ بِوَرَعٍ فَاللَّهُ شَهِیدٌ عَلَی تَرْكِهِ لِصَلَاةِ الْفَرْضِ أَرْبَعِینَ یَوْماً یَزْعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشُّعْبَذَةِ وَ لَعَلَّ خَبَرَهُ تَأَدَّی إِلَیْكُمْ وَ هَاتِیكَ ظُرُوفُ مُسْكِرِهِ مَنْصُوبَةً وَ آثَارُ عِصْیَانِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَشْهُودَةٌ قَائِمَةٌ أَمْ بِآیَةٍ فَلْیَأْتِ بِهَا أَمْ بِحُجَّةٍ فَلْیُقِمْهَا أَمْ بِدَلَالَةٍ فَلْیَذْكُرْهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم تَنْزِیلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِی ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِی السَّماواتِ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا یَسْتَجِیبُ لَهُ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَ هُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِینَ-(1)

فَالْتَمِسْ تَوَلَّی اللَّهُ تَوْفِیقَكَ مِنْ هَذَا الظَّالِمِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ وَ امْتَحِنْهُ وَ اسْأَلْهُ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ یُفَسِّرُهَا أَوْ صَلَاةً یُبَیِّنُ حُدُودَهَا وَ مَا یَجِبُ فِیهَا لِتَعْلَمَ حَالَهُ وَ مِقْدَارَهُ وَ یَظْهَرَ لَكَ عَوَارُهُ وَ نُقْصَانُهُ وَ اللَّهُ حَسِیبُهُ حَفِظَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَی أَهْلِهِ وَ أَقَرَّهُ فِی مُسْتَقَرِّهِ وَ قَدْ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَكُونَ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَنَا فِی الْقَوْلِ ظَهَرَ

ص: 230


1- 1. الأحقاف: 1- 6.

الْحَقُّ وَ اضْمَحَلَّ الْبَاطِلُ وَ انْحَسَرَ عَنْكُمْ وَ إِلَی اللَّهِ أَرْغَبُ فِی الْكِفَایَةِ وَ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ الْوَلَایَةِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

«4»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: مِثْلَهُ (2).

«5»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ سبانة قَالَتْ: كُنْتُ فِی دَارِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی الْوَقْتِ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ جَعْفَرٌ فَرَأَیْتُ أَهْلَ الدَّارِ قَدْ سُرُّوا بِهِ فَصِرْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَلَمْ أَرَهُ مَسْرُوراً بِذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی مَا لِی أَرَاكَ غَیْرَ مَسْرُورٍ بِهَذَا الْمَوْلُودِ فَقَالَ علیه السلام یَهُونُ عَلَیْكَ أَمْرُهُ فَإِنَّهُ سَیُضِلُّ خَلْقاً كَبِیراً.

«6»- عم، [إعلام الوری](3)

شا، [الإرشاد]: خَلَّفَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مِنَ الْوُلْدِ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ ابْنَهُ وَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَهُ وَ الْحُسَیْنَ وَ مُحَمَّداً(4)

وَ جَعْفَراً وَ ابْنَتَهُ عَائِشَةَ(5).

«7»- قب، [المناقب](6)

لابن شهرآشوب: أَوْلَادُهُ الْحَسَنُ الْإِمَامُ علیه السلام وَ الْحُسَیْنُ وَ مُحَمَّدٌ وَ جَعْفَرٌ

ص: 231


1- 1. الاحتجاج ص 162 و 163.
2- 2. غیبة الشیخ ص 184- 188.
3- 3. إعلام الوری ص 349، و فیه:« و ابنته علیة».
4- 4. أما الحسین فقد كان ممتازا فی الدیانة من سائر أقرانه و أمثاله، تابعا لأخیه الحسن، معتقدا بإمامته، و دفن فی حرم العسكریین علیهما السلام تحت قدمیهما، و عن بعض كتب الأنساب أن هارون بن علی الواقع فی المیدان العتیق بأصبهان هو من أولاد أبی الحسن الهادی علیه السلام. و أمّا محمّد فجلالته و عظم شأنه أكثر من أن یذكر، و سیجی ء فی باب النصوص علی امامة أبی محمّد علیه السلام ما ینبئ عن علو مقامه و ترشحه لمقام الإمامة و قبره مزار معروف فی بلد التی هی مدینة قدیمة علی یسار دجلة و العامّة و الخاصّة یعظمون مشهده الشریف و یقطعون خصوماتهم التی تقع بینهم بالحلف به و الحضور فی مشهده، و یعبرون عنه بسبع الدجیل.
5- 5. الإرشاد ص 314.
6- 6. فی النسخة المشهورة بكمبانیّ قد جعل ما عن المناقب بعد البیان الآتی لخبر الكافی و ما فی الصلب هو المطابق لنسخة الأصل.

الْكَذَّابُ وَ ابْنَتُهُ عُلَیَّةُ(1).

«8»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: بَاعَ جَعْفَرٌ فِیمَنْ بَاعَ صَبِیَّةً جَعْفَرِیَّةً كَانَتْ فِی الدَّارِ یُرَبُّونَهَا فَبَعَثَ بَعْضَ الْعَلَوِیِّینَ وَ أَعْلَمَ الْمُشْتَرِیَ خَبَرَهَا فَقَالَ الْمُشْتَرِی قَدْ طَابَتْ نَفْسِی بِرَدِّهَا وَ أَنْ لَا أُرْزَأَ مِنْ ثَمَنِهَا شَیْئاً فَخُذْهَا فَذَهَبَ الْعَلَوِیُّ فَأَعْلَمَ أَهْلَ النَّاحِیَةِ الْخَبَرَ فَبَعَثُوا إِلَی الْمُشْتَرِی بِأَحَدٍ وَ أَرْبَعِینَ دِینَاراً فَأَمَرُوهُ بِدَفْعِهَا إِلَی صَاحِبِهَا(2).

بیان: جعفر هو الكذاب فیمن باع أی من ممالیك أبی محمد علیه السلام جعفریة أی من أولاد جعفر الطیار رضی اللّٰه عنه خبرها أی كونها حرة علویة و أن لا أرزأ الواو للحال أو بمعنی مع و الفعل علی بناء المجهول أی بشرط أن لا أنقص من ثمنها الذی أعطیت جعفرا شیئا فأمروه أی العلوی بدفعها أی الصبیة إلی صاحبها أی ولیها من آل جعفر.

أقول: قد أوردنا بعض أخبار ذم جعفر فی باب علل أسماء الصادق (3) و باب وفاة أبی محمد العسكری علیه السلام.

ص: 232


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 402.
2- 2. الكافی ج 1 ص 524.
3- 3. راجع ج 47 ص 8 من طبعتنا هذه.

تاریخ الإمام أبی محمد العسكری صلوات اللّٰه علیه

اشارة

ص: 233

ص: 234

أبواب تاریخ الإمام الحادی عشر و سبط سید البشر و والد الخلف المنتظر و شافع المحشر السید الرضی الزكی أبی محمد الحسن بن علی العسكری صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الكرام و خلفه خاتم الأئمة الأعلام ما تعاقبت اللیالی و الأیام

باب 1 ولادته و أسمائه و نقش خاتمه و أحوال أمه و بعض جمل أحواله علیه السلام

«1»- ع، [علل الشرائع] سَمِعْتُ مَشَایِخَنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ: الْمَحَلَّةَ الَّتِی یَسْكُنُهَا الْإِمَامَانِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی كَانَتْ تُسَمَّی عَسْكَرَ فَلِذَلِكَ قِیلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْعَسْكَرِیُ (1).

«2»- شا، [الإرشاد]: كَانَ مَوْلِدُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حدیثة-(2)

وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ سِتَّ سِنِینَ (3).

ص: 235


1- 1. علل الشرائع الباب 176.
2- 2. فی نسخة الكافی« حدیث». منه رحمه اللّٰه.
3- 3. الإرشاد ص 315.

«3»- مصبا، [المصباحین]: یَوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ مَوْلِدُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهم السلام.

«4»- قل، [إقبال الأعمال] مِنْ كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ لِلْمُفِیدِ: مِثْلَهُ.

«5»- الدُّرُوسُ،: أُمُّهُ علیه السلام حَدِیثُ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ وَ قِیلَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ رَابِعَهُ.

«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: أَلْقَابُهُ علیه السلام الصَّامِتُ الْهَادِی الرَّفِیقُ الزَّكِیُّ النَّقِیُّ كُنْیَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ كَانَ هُوَ وَ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ یُعْرَفُ كُلٌّ مِنْهُمْ فِی زَمَانِهِ بِابْنِ الرِّضَا علیه السلام أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حَدِیثُ وَ وَلَدُهُ الْقَائِمُ علیه السلام لَا غَیْرُ(1) مِیلَادُهُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ

رَبِیعٍ الْآخِرِ بِالْمَدِینَةِ وَ قِیلَ وُلِدَ بِسُرَّمَنْ رَأَی سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ مُقَامُهُ مَعَ أَبِیهِ ثَلَاثٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِیهِ أَیَّامُ إِمَامَتِهِ سِتُّ سِنِینَ وَ كَانَتْ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ أَیَّامِ الْمُعْتَزِّ أَشْهُراً ثُمَّ مَلَكَ الْمُهْتَدِی وَ الْمُعْتَمِدُ وَ بَعْدَ مُضِیِّ خَمْسِ سِنِینَ مِنْ مُلْكِ الْمُعْتَمِدِ قُبِضَ علیه السلام وَ یُقَالُ اسْتُشْهِدَ وَ دُفِنَ مَعَ أَبِیهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ كَمَلَ عُمُرُهُ تِسْعاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ یُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ مَرِضَ فِی أَوَّلِ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ تُوُفِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْهُ (2).

«7»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ: مَوْلِدُهُ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ لِلْهِجْرَةِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا سَوْسَنُ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ لَقَبُهُ الْخَالِصُ-(3) وَ تُوُفِّیَ فِی الثَّامِنِ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ فَیَكُونُ عُمُرُهُ تِسْعاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً كَانَ مُقَامُهُ مَعَ أَبِیهِ ثَلَاثاً وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ أَشْهُراً وَ بَقِیَ بَعْدَ أَبِیهِ خَمْسَ سِنِینَ وَ شُهُوراً وَ قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی (4).

ص: 236


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 421.
2- 2. المصدر ج 4 ص 422.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 271.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 272.

وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ:(1) یُلَقَّبُ بِالْعَسْكَرِیِّ مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ تُوُفِّیَ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ فِی زَمَنِ الْمُعْتَزِّ وَ قَبْرُهُ بِسَامَرَّاءَ وَ قِیلَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كَانَ سِنُّهُ یَوْمَئِذٍ ثَمَانَ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حریبة وَ قَبْرُهُ إِلَی جَانِبِ قَبْرِ أَبِیهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی (2).

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ: وُلِدَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ تُوُفِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ قَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ مِائَتَیْنِ وَ سِتِّینَ فَكَانَ عُمُرُهُ تِسْعاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً مِنْهَا بَعْدَ أَبِیهِ خَمْسَ سَنَةٍ وَ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ یَوْماً قَبْرُهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی أُمُّهُ سَوْسَنُ (3).

وَ قَالَ الْحِمْیَرِیُّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ: وُلِدَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ وَ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً(4).

«8»- عم، [إعلام الوری]: كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ

ص: 237


1- 1. هو أبو محمّد عبد العزیز بن أبی نصر المبارك بن أبی القاسم محمود الحافظ الجنابذی الأصل- نسبة الی گناباد- البغدادیّ المولد و الدار، صنف مصنّفات كثیرة فی علم الحدیث مفیدة، و أخذ من الخطیب فی كثیر من كتبه ولد سنة 526 و مات سادس شهر شوال سنة 611. قال فی الكنی و الألقاب ج 1 ص 204: و من مصنّفاته كتاب معالم العترة النبویّة العلیة و معارف أئمة أهل البیت الفاطمیة العلویة، ینقل منه كثیرا الشیخ الاربلی فی كشف الغمّة، و قال: أرویه اجازة عن الشیخ تاج الدین علیّ بن أنجب بن الساعی عن مصنفه.
2- 2. المصدر ج 3 ص 273.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 292.
4- 4. المصدر ج 3 ص 308.

شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حَدِیثُ وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ سِتَّ سِنِینَ وَ لَقَبُهُ الْهَادِی وَ السِّرَاجُ وَ الْعَسْكَرِیُّ وَ كَانَ وَ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ علیه السلام یُعْرَفُ كُلٌّ مِنْهُمْ فِی زَمَانِهِ بِابْنِ الرِّضَا وَ كَانَتْ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ بَقِیَّةُ مُلْكِ الْمُعْتَزِّ أَشْهُراً ثُمَّ مَلَكَ الْمُهْتَدِی أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً وَ ثَمَانِیَ وَ عِشْرِینَ یَوْماً ثُمَّ مَلَكَ أَحْمَدُ الْمُعْتَمِدُ عَلَی اللَّهِ ابْنُ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً وَ بَعْدَ مُضِیِّ خَمْسِ سِنِینَ مِنْ مُلْكِهِ قَبَضَ اللَّهُ وَلِیَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ أَبُوهُ علیه السلام.

و ذهب كثیر من أصحابنا إلی أنه علیه السلام قبض مسموما و كذلك أبوه و جده و جمیع الأئمة علیهم السلام خرجوا من الدنیا علی الشهادة و استدلوا فی ذلك بما

رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام مِنْ قَوْلِهِ: وَ اللَّهِ مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ شَهِیدٌ.

و اللّٰه أعلم بحقیقة ذلك (1).

«9»- الْفُصُولُ الْمُهِمَّةُ،: صِفَتُهُ بَیْنَ السُّمْرَةِ وَ الْبَیَاضِ وَ خَاتَمُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَهُ مَقَالِیدُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.

«10»- كا، [الكافی]: وُلِدَ علیه السلام فِی رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حَدِیثُ (2).

«11»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ،: اسْمُ أُمِّهِ عَلَی مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ سَلِیلُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ قِیلَ حَدِیثُ وَ الصَّحِیحُ سَلِیلُ وَ كَانَتْ مِنَ الْعَارِفَاتِ الصَّالِحَاتِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ علیه السلام وُلِدَ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«12»- كف، [المصباح للكفعمی]: وُلِدَ علیه السلام یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ رَابِعُ رَبِیعٍ الثَّانِی سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قِیلَ فِی عَاشِرِ رَبِیعٍ الثَّانِی نَقْشُ خَاتَمِهِ أَنَا اللَّهُ شَهِیدٌ(3) بَابُهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ.

ص: 238


1- 1. إعلام الوری ص 349.
2- 2. الكافی ج 1 ص 503، و فی بعض النسخ من الكافی زیادة[ و قیل: سوسن].
3- 3. فی نسخة الكمبانیّ« ان اللّٰه شهید».

باب 2 النصوص علی الخصوص علیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْإِمَامَ بَعْدِی ابْنِی عَلِیٌّ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ الْإِمَامَةُ بَعْدَهُ فِی ابْنِهِ الْحَسَنِ (1).

«2»- ك، [إكمال الدین] لی، [الأمالی] للصدوق ید، [التوحید] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الصُّوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِی الْحَسَنُ ابْنِی فَكَیْفَ لِلنَّاسِ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ الْخَبَرَ(2).

«3»- ك، [إكمال الدین] الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِیِّ عَنِ الصَّقْرِ بْنِ دُلَفَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ: الْإِمَامُ بَعْدِی الْحَسَنُ وَ بَعْدَ الْحَسَنِ ابْنُهُ الْقَائِمُ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً(3).

ص: 239


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 50.
2- 2. راجع كمال الدین ج 2 ص 51 و الحدیث طویل.
3- 3. كمال الدین ج 2 ص 55.

نص، [كفایة الأثر] محمد بن عبد اللّٰه حمزة عن عمه الحسن عن علی بن إبراهیم: مثله (1).

«4»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ صَاحِبَ الْعَسْكَرِ علیه السلام یَقُولُ: الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِی ابْنِیَ الْحَسَنُ فَكَیْفَ لَكُمْ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِ الْخَلَفِ فَقُلْتُ وَ لِمَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ لِأَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ شَخْصَهُ وَ لَا یَحِلُّ لَكُمْ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ قُلْتُ فَكَیْفَ نَذْكُرُهُ قَالَ قُولُوا الْحُجَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله(2).

غط سعد: مثله (3)- شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (4) عن علی بن محمد عن رجل ذكره عن محمد بن أحمد العلوی: مثله (5)- عم، [إعلام الوری] فی كتاب أبی عبد اللّٰه بن عیاش عن أحمد بن محمد بن یحیی عن سعد عن محمد بن أحمد العلوی: مثله (6).

«5»- یر، [بصائر الدرجات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْأَنْبَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ حَاضِراً عِنْدَ مُضِیِّ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ فَجَاءَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَوُضِعَ لَهُ كُرْسِیٌّ

فَجَلَسَ عَلَیْهِ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ قَائِمٌ فِی نَاحِیَةٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْتَفَتَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِیكَ أَمْراً(7).

ص: 240


1- 1. كفایة الاثر ص 326.
2- 2. كمال الدین ج 2 ص 362.
3- 3. غیبة الشیخ ص 131.
4- 4. الكافی ج 1 ص 332.
5- 5. الإرشاد ص 317.
6- 6. إعلام الوری ص 351 و 352.
7- 7. بصائر الدرجات ص 473.

عم، [إعلام الوری](1)

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (2) عن الحسن بن محمد عن المعلی: مثله (3)

بیان: فقد أحدث فیك أمرا أی جعلك إماما بموت أخیك الأكبر قبلك (4).

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام وَقْتَ وَفَاةِ ابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ قَدْ كَانَ أَشَارَ إِلَیْهِ وَ دَلَّ عَلَیْهِ وَ إِنِّی لَأُفَكِّرُ فِی نَفْسِی وَ أَقُولُ هَذِهِ قِصَّةُ أَبِی إِبْرَاهِیمَ وَ قِصَّةُ إِسْمَاعِیلَ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَالَ نَعَمْ یَا أَبَا هَاشِمٍ بَدَا لِلَّهِ فِی أَبِی جَعْفَرٍ وَ صَیَّرَ مَكَانَهُ أَبَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَدَا لَهُ فِی إِسْمَاعِیلَ بَعْدَ مَا دَلَّ عَلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَصَبَهُ وَ هُوَ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ وَ إِنْ كَرِهَ الْمُبْطِلُونَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِی الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِی عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ وَ مَعَهُ آلَةُ الْإِمَامَةِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (5).

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (6)

عن علی بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبی هاشم الجعفری: مثله (7).

ص: 241


1- 1. إعلام الوری ص 350.
2- 2. الكافی ج 1 ص 326.
3- 3. الإرشاد ص 315 و 316.
4- 4. الأصحّ أن یقال: أحدث فیك أمرا: أی لطفا و نعمة، و ذلك لان المعروف بین شیعتنا بنص الباقر علیه السلام أن الإمامة فی الولد الأكبر، و لو لم یمض أبو جعفر اخوك الأكبر، لاختلف فیك الشیعة كما اختلفوا بعد أبی عبد اللّٰه الصادق علیه السلام. و اما جعل الإمامة فهو بارادة اللّٰه عزّ و جلّ، و قد اخذ میثاق كل واحد منهم علیهم السلام فی الذر، لیس للامام الماضی فیه صنع، و المراد بالبداء هو ما یرجع الی نحو ما قلنا، كما سیجی ء بیان ذلك.
5- 5. غیبة الشیخ ص 130.
6- 6. الكافی ج 1 ص 327.
7- 7. الإرشاد ص 317.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَیَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو النَّوْفَلِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی دَارِهِ فَمَرَّ عَلَیْنَا أَبُو جَعْفَرٍ فَقُلْتُ لَهُ هَذَا صَاحِبُنَا فَقَالَ لَا صَاحِبُكُمْ الْحَسَنُ (1).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن النوفلی: مثله (2).

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ صَاحِبِ التُّرْكِ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام: الْحَسَنُ ابْنِی الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی (3).

«9»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ مِنْ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِصَرْیَا فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِأَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ قَدْ دَخَلَا فَقُمْنَا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ لِنُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لَیْسَ هَذَا صَاحِبَكُمْ عَلَیْكُمْ بِصَاحِبِكُمْ وَ أَشَارَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام (4).

«10»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُلَیْنِیِ (5)

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ شَاهَوَیْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَلَّابِ قَالَ: كُنْتُ رُوِّیتُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِهِ رِوَایَاتٍ تَدُلُّ عَلَیْهِ فَلَمَّا مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ قَلِقْتُ لِذَلِكَ وَ بَقِیتُ مُتَحَیِّراً لَا أَتَقَدَّمُ وَ لَا أَتَأَخَّرُ وَ خِفْتُ أَنْ أَكْتُبَ إِلَیْهِ فِی ذَلِكَ فَلَا أَدْرِی مَا یَكُونُ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ أَنْ یُفَرِّجَ اللَّهُ عَنَّا فِی أَسْبَابٍ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ كُنَّا نَغْتَمُّ بِهَا فِی غِلْمَانِنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ بِالدُّعَاءِ وَ رَدِّ الْغِلْمَانِ عَلَیْنَا وَ كَتَبَ فِی آخِرِ الْكِتَابِ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْخَلَفِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی جَعْفَرٍ وَ قَلِقْتَ لِذَلِكَ فَلَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یُضِلُ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ مَا یَتَّقُونَ

ص: 242


1- 1. غیبة الطوسیّ ص 129 و 130.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 301.
3- 3. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 130.
4- 4. المصدر نفسه ص 130.
5- 5. هو أبو الحسن علیّ بن محمّد بن إبراهیم بن ابان الرازیّ الكلینی المعروف بعلان ثقة عین من أصحابنا له كتاب أخبار القائم علیه السلام.

صَاحِبُكُمْ بَعْدِی أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِی وَ عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ یُقَدِّمُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ وَ یُؤَخِّرُ مَا یَشَاءُ ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها قَدْ كَتَبْتُ بِمَا فِیهِ بَیَانٌ وَ قِنَاعٌ لِذِی عَقْلٍ یَقْظَانَ (1).

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (2)

عن علی بن محمد عن إسحاق: مثله (3).

«11»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی الصُّهْبَانِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وُضِعَ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ كُرْسِیٌّ فَجَلَسَ عَلَیْهِ وَ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَائِماً فِی نَاحِیَةٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِ أَبِی جَعْفَرٍ الْتَفَتَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِیكَ أَمْراً(4).

«12»- عم، [إعلام الوری](5)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (6)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ یَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی صَحْنِ دَارِهِ فَمَرَّ بِنَا ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا صَاحِبُنَا بَعْدَكَ فَقَالَ لَا صَاحِبُكُمْ بَعْدِیَ الْحَسَنُ (7).

«13»- عم، [إعلام الوری](8) شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ یَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ(9)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 243


1- 1. غیبة الشیخ ص 131.
2- 2. الكافی ج 1 ص 328.
3- 3. الإرشاد ص 317. و رواه الطبرسیّ فی إعلام الوری ملخصا ص 351.
4- 4. كتاب الغیبة ص 131 و 132.
5- 5. إعلام الوری ص 350.
6- 6. الكافی ج 1 ص 325 و 326.
7- 7. الإرشاد ص 315.
8- 8. إعلام الوری ص 350.
9- 9. فی الكافی« بشار بن أحمد» فی المواضع، و فی إعلام الوری المطبوع هكذا« بشار بن أحمد» و فی هامش نسخة الأصل« سنان بن أحمد» نقلا عن نسخة اعلام الوری و قد كان نسخة الأصل منه عنده قدّس سرّه فتحرر.

الْأَصْفَهَانِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام صَاحِبُكُمْ بَعْدِی الَّذِی یُصَلِّی عَلَیَّ قَالَ وَ لَمْ نَعْرِفْ أَبَا مُحَمَّدٍ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَصَلَّی عَلَیْهِ (1).

«14»- عم، [إعلام الوری](2)

شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ یَسَارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كُنْتُ حَاضِراً أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام لَمَّا تُوُفِّیَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لِلْحَسَنِ یَا بُنَیَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِیكَ أَمْراً(3).

«15»- عم، [إعلام الوری](4)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنْ كَانَ كَوْنٌ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ فَإِلَی مَنْ قَالَ عَهْدِی إِلَی الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِی یَعْنِی الْحَسَنَ علیه السلام (5).

«16»- عم، [إعلام الوری](6) قب، [المناقب](7)

لابن شهرآشوب شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (8)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَسْتَرْآبَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو الْعَطَّارِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ فِی الْأَحْیَاءِ وَ أَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ

الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ أَخُصُّ مِنْ وُلْدِكَ فَقَالَ لَا تَخُصُّوا أَحَداً مِنْ وُلْدِی حَتَّی یَخْرُجَ إِلَیْكُمْ أَمْرِی قَالَ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ بَعْدُ فِیمَنْ یَكُونُ هَذَا الْأَمْرُ قَالَ فَكَتَبَ إِلَیَّ الْأَكْبَرُ مِنْ وُلْدِی وَ كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ(9).

ص: 244


1- 1. الإرشاد ص 315.
2- 2. إعلام الوری ص 350.
3- 3. الإرشاد ص 315.
4- 4. إعلام الوری ص 350.
5- 5. الإرشاد ص 316.
6- 6. إعلام الوری ص 350 و 351.
7- 7. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 422 و 423.
8- 8. الكافی ج 1 ص 326.
9- 9. الإرشاد ص 316 و المراد بجعفر هذا هو المشهور بالكذاب.

بیان: قوله فكتبت إلیه بعد أی بعد فوت أبی جعفر.

«17»- عم، [إعلام الوری](1)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ مِنْهُمُ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْأَفْطَسُ أَنَّهُمْ حَضَرُوا یَوْمَ تُوُفِّیَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَدْ بُسِطَ لَهُ فِی صَحْنِ دَارِهِ وَ النَّاسُ جُلُوسٌ حَوْلَهُ فَقَالُوا قَدَّرْنَا أَنْ یَكُونَ حَوْلَهُ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ قُرَیْشٍ مِائَةٌ وَ خَمْسُونَ رَجُلًا سِوَی مَوَالِیهِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِذْ نَظَرَ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ قَدْ جَاءَ مَشْقُوقَ الْجَیْبِ حَتَّی جَاءَ عَنْ یَمِینِهِ وَ نَحْنُ لَا نَعْرِفُهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْ قِیَامِهِ ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّ أَحْدِثْ لِلَّهِ شُكْراً فَقَدْ أَحْدَثَ فِیكَ أَمْراً فَبَكَی الْحَسَنُ علیه السلام وَ اسْتَرْجَعَ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ إِیَّاهُ أَشْكُرُ تَمَامَ نِعَمِهِ عَلَیْنَا وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ فَسَأَلْنَا عَنْهُ فَقِیلَ لَنَا هَذَا الْحَسَنُ ابْنُهُ وَ قَدَّرْنَا لَهُ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ عِشْرِینَ سَنَةً وَ نَحْوَهَا فَیَوْمَئِذٍ عَرَفْنَاهُ وَ عَلِمْنَا أَنَّهُ قَدْ أَشَارَ إِلَیْهِ بِالْإِمَامَةِ وَ أَقَامَهُ مَقَامَهُ (3).

«18»- عم، [إعلام الوری](4) شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (5)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْفَهْفَكِیِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنِی أَصَحُّ آلِ مُحَمَّدٍ غَرِیزَةً وَ أَوْثَقُهُمْ حُجَّةً وَ هُوَ الْأَكْبَرُ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ الْخَلَفُ وَ إِلَیْهِ یَنْتَهِی عُرَی الْإِمَامَةِ وَ أَحْكَامُهَا فَمَا كُنْتَ سَائِلِی مِنْهُ فَاسْأَلْهُ عَنْهُ وَ عِنْدَهُ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ (6).

ص: 245


1- 1. إعلام الوری ص 351.
2- 2. الكافی ج 1 ص 326 و 327.
3- 3. الإرشاد ص 316.
4- 4. إعلام الوری ص 351. و زاد بعده و معه آلة الإمامة.
5- 5. الكافی ج 1 ص 326 و 327.
6- 6. الإرشاد ص 317.

«19»- عم،(1)

[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (2)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی جَعْفَرٍ ابْنِهِ فَعَزَّیْتُهُ عَنْهُ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ جَالِسٌ فَبَكَی أَبُو مُحَمَّدٍ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ فِیكَ خَلَفاً مِنْهُ فَاحْمَدِ اللَّهَ (3).

«20»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَسَارٍ الْقَنْبَرِیِّ قَالَ: أَوْصَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ علیه السلام قَبْلَ مُضِیِّهِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَ أَشَارَ إِلَیْهِ بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَشْهَدَنِی عَلَی ذَلِكَ وَ جَمَاعَةً مِنَ الْمَوَالِی (4).

شا،(5) [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی: مثله (6)- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی یحیی بن بشار العنبری: مثله (7).

ص: 246


1- 1. لم نجده فی مظانه من إعلام الوری.
2- 2. الكافی ج 1 ص 327.
3- 3. الإرشاد ص 316 و 317.
4- 4. إعلام الوری ص 351.
5- 5. الإرشاد ص 351.
6- 6. الكافی ج 1 ص 325.
7- 7. غیبة الشیخ ص 130.

باب 3 معجزاته و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه

«1»- ك، [إكمال الدین] حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ الزَّرْجِیُّ قَالَ: رَأَیْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی رَجُلًا شَابّاً فِی الْمَسْجِدِ الْمَعْرُوفِ بِمَسْجِدِ زُبَیْدٍ فِی شَارِعِ السُّوقِ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ هَاشِمِیٌّ مِنْ وُلْدِ مُوسَی بْنِ عِیسَی لَمْ یَذْكُرْ أَبُو جَعْفَرٍ اسْمَهُ وَ كُنْتُ أُصَلِّی فَلَمَّا سَلَّمْتُ قَالَ لِی أَنْتَ قُمِّیٌّ أَوْ زَائِرٌ(1)

قُلْتُ أَنَا قُمِّیٌّ مُجَاوِرٌ بِالْكُوفَةِ فِی مَسْجِدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لِی تَعْرِفُ دَارَ مُوسَی بْنِ عِیسَی الَّتِی بِالْكُوفَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَنَا مِنْ وُلْدِهِ قَالَ كَانَ لِی أَبٌ وَ لَهُ أَخَوَانِ وَ كَانَ أَكْبَرُ الْأَخَوَیْنِ ذَا مَالٍ وَ لَمْ یَكُنْ لِلصَّغِیرِ مَالٌ فَدَخَلَ عَلَی أَخِیهِ الْكَبِیرِ فَسَرَقَ مِنْهُ سِتَّمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ الْأَخُ الْكَبِیرُ ادْخُلْ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام وَ اسْأَلْهُ أَنْ یَلْطُفَ لِلصَّغِیرِ لَعَلَّهُ أَنْ یَرُدَّ مَالِی فَإِنَّهُ حُلْوُ الْكَلَامِ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ السَّحَرِ بَدَا لِی عَنِ الدُّخُولِ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ قُلْتُ أَدْخُلُ عَلَی أَسْبَاسِ التُّرْكِیِّ صَاحِبِ السُّلْطَانِ وَ أَشْكُو إِلَیْهِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَسْبَاسِ التُّرْكِیِّ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ نَرْدٌ یَلْعَبُ بِهِ فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُ فَرَاغَهُ فَجَاءَنِی رَسُولُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ أَجِبْ فَقَامَ مَعَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی

ص: 247


1- 1. فی المصدر المطبوع: أنت قمی أو رازی؟.

الْحَسَنِ قَالَ لَهُ- كَانَ لَكَ إِلَیْنَا أَوَّلَ اللَّیْلِ حَاجَةٌ ثُمَّ بَدَا لَكَ عَنْهَا وَقْتَ السَّحَرِ اذْهَبْ فَإِنَّ الْكِیسَ الَّذِی أُخِذَ مِنْ مَالِكَ رُدَّ وَ لَا تَشْكُ أَخَاكَ وَ أَحْسِنْ إِلَیْهِ وَ أَعْطِهِ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَابْعَثْهُ إِلَیْنَا لِنُعْطِیَهُ فَلَمَّا خَرَجَ تَلَقَّاهُ غُلَامُهُ یُخْبِرُهُ بِوُجُودِ الْكِیسِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الزَّرْجِیُّ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ حَمَلَنِی الْهَاشِمِیُّ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَضَافَنِی ثُمَّ صَاحَ بِجَارِیَةٍ وَ قَالَ یَا غَزَالُ أَوْ یَا زُلَالُ فَإِذَا أَنَا بِجَارِیَةٍ مُسِنَّةٍ فَقَالَ لَهَا یَا جَارِیَةُ حَدِّثِی مَوْلَاكِ بِحَدِیثِ الْمِیلِ وَ الْمَوْلُودِ فَقَالَتْ كَانَ لَنَا طِفْلٌ وَجِعٌ فَقَالَتْ لِی مَوْلَاتِی ادْخُلِی إِلَی دَارِ الْحَسَنِ بْنِ

عَلِیٍّ علیه السلام فَقُولِی لِحَكِیمَةَ تُعْطِینَا شَیْئاً یَسْتَشْفِی بِهِ مَوْلُودُنَا فَدَخَلْتُ عَلَیْهَا فَسَأَلْتُهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ حَكِیمَةُ ائْتُونِی بِالْمِیلِ الَّذِی كُحِلَ بِهِ الْمَوْلُودُ الَّذِی وُلِدَ الْبَارِحَةَ یَعْنِی ابْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأُتِیَتْ بِالْمِیلِ فَدَفَعَتْهُ إِلَیَّ وَ حَمَلْتُهُ إِلَی مَوْلَاتِی وَ كَحَلْتُ بِهِ الْمَوْلُودَ فَعُوفِیَ وَ بَقِیَ عِنْدَنَا وَ كُنَّا نَسْتَشْفِی بِهِ ثُمَّ فَقَدْنَاهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الزَّرْجِیُّ فَلَقِیتُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ یرهون الْبُرْسِیَّ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِیثِ عَنِ الْهَاشِمِیِّ فَقَالَ قَدْ حَدَّثَنِی هَذَا الْهَاشِمِیُّ بِهَذِهِ الْحِكَایَةِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ سَوَاءً مِنْ غَیْرِ زِیَادَةٍ وَ لَا نُقْصَانٍ (1).

بیان: قوله أو زائر لعل الهمزة للاستفهام دخلت علی واو العاطفة أی أ و أنت جئت للزیارة أو كلمة أو للإضراب بمعنی بل قوله فلما كان وقت الحسر بدا لی هذا كلام عم الراوی و قوله فقام رجوع إلی سیاق أول الكلام.

«2»- قب، [المناقب](2)

لابن شهرآشوب یج،(3) [الخرائج و الجرائح] غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَیَّانَ (4)

الصَّیْمَرِیُّ قَالَ:

ص: 248


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 194 و 195.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 430.
3- 3. مختار الخرائج و الجرائح ص 214.
4- 4. فی بعض النسخ- كما فی المناقب- عمرو بن محمّد بن زیاد الصمیری.

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی أَحْمَدَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ رُقْعَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِیهَا إِنِّی نَازَلْتُ اللَّهَ فِی هَذَا الطَّاغِی یَعْنِی الْمُسْتَعِینَ (1) وَ هُوَ آخِذُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَلَمَّا كَانَ

ص: 249


1- 1. بویع المستعین أحمد بن محمّد بن المعتصم فی الیوم الذی توفی فیه المنتصر یوم الاحد لخمس خلون من ربیع الآخر سنة ثمان و أربعین و مائتین، و كان بغا و وصیف من الاتراك متولیین لامر الخلافة فی زمانه و أنزلاه فی دار السلام، دار محمّد بن عبد اللّٰه ابن طاهر. فاضطربت الاتراك و الفراعنة و غیرهم من نظرائهم من الموالی بسامرّاء، فأجمعوا علی بعث جماعة منهم الیهم یسألونه الرجوع الی دار ملكه، و اعترفوا بذنوبهم، و تضمنوا أن لا یعودوا و لا غیرهم من نظرائهم الی شی ء ممّا أنكر علیهم، و تذللوا له فأجیبوا بما یكرهون. فانصرفوا الی سرمن رأی فأعلموا أصحابهم و آیسوهم من رجوع الخلیفة، و قد كان المستعین أغفل أمر المعتز و المؤید حین انحدر الی بغداد، إذ لم یأخذهما معه، و قد كان حذر من محمّد بن الواثق فأحدره معه، ثمّ انه هرب منه فی حال الحرب. فأجمع الموالی علی اخراج المعتز و المبایعة له فأنزلوه مع أخیه المؤید من الحبس و بایعوه فی یوم الاربعاء لاحدی عشرة لیلة خلت من المحرم سنة احدی و خمسین و مائتین و ركب فی غد ذلك الیوم الی دار العامّة، فأخذ البیعة علی الناس، و خلع علی أخیه المؤید و عقد له عقدین أسود و أبیض، و أحدر أخاه أبا أحمد مع عدة من الموالی لحرب المستعین فسار الی بغداد، فلم تزل الحرب بینهم و أمور المعتز تقوی و حال المستعین تضعف. فلما رای محمّد بن عبد اللّٰه بن طاهر ذلك كاتب المعتز الی الصلح علی خلع المستعین فجری بینهم العهود، فخلع المستعین نفسه من الخلافة فی لیلة الخمیس لثلاث خلون من المحرم سنة اثنتین و خمسین و مائتین و أحدر هو و عیاله الی واسط بمقتضی الشرط، ثمّ بعث المعتز فی شهر رمضان من هذه السنة سعید بن صالح حتّی أعرض المستعین قرب سامرا فاجتز رأسه و حمله الی المعتز باللّٰه و كان ابن خمس و ثلاثین سنة.

الْیَوْمُ الثَّالِثُ خَلَعَ وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَی أَنْ قُتِلَ (1).

توضیح: قال الجزری فیه نازلت ربی فی كذا أی راجعته و سألته مرة بعد مرة و هو مفاعلة من النزول عن الأمر أو من النزال فی الحرب و هو تقابل القرنین.

«3»- قب، [المناقب](2)

لابن شهرآشوب غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ أَمَرَ بِهَدْمِ الْمَنَائِرِ وَ الْمَقَاصِیرِ الَّتِی فِی الْمَسَاجِدِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لِأَیِّ مَعْنَی هَذَا فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ مَعْنَی هَذَا أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ مُبْتَدَعَةٌ لَمْ یَبْنِهَا نَبِیٌّ وَ لَا حُجَّةٌ(3).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن أبی هاشم: مثله (4)- عم، [إعلام الوری] من كتاب أحمد بن محمد بن عیاش عن العطار عن سعد و الحمیری معا عن الجعفری: مثله (5).

«4»- قب، [المناقب](6)

لابن شهرآشوب غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ یَقُولُ: مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِی لَا تُغْفَرُ قَوْلُ الرَّجُلِ لَیْتَنِی لَا أُؤَاخَذُ إِلَّا بِهَذَا فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنَّ هَذَا لَهُوَ الدَّقِیقُ یَنْبَغِی لِلرَّجُلِ أَنْ یَتَفَقَّدَ مِنْ أَمْرِهِ وَ مِنْ نَفْسِهِ كُلَّ شَیْ ءٍ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ صَدَقْتَ فَالْزَمْ مَا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسُكَ فَإِنَّ الْإِشْرَاكَ فِی النَّاسِ أَخْفَی مِنْ دَبِیبِ الذَّرِّ عَلَی الصَّفَا فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ وَ مِنْ دَبِیبِ الذَّرِّ عَلَی الْمِسْحِ الْأَسْوَدِ(7).

ص: 250


1- 1. غیبة الشیخ ص 132 و أخرجه الاربلی فی كشف الغمّة عن دلائل الحمیری ج 3 ص 295.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 437.
3- 3. غیبة الشیخ ص 133.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 296.
5- 5. إعلام الوری ص 355.
6- 6. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 439.
7- 7. غیبة الشیخ ص 133.

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن الجعفری: مثله (1)- عم، [إعلام الوری] من كتاب ابن عیاش بالإسناد المتقدم: مثله (2).

«5»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: أَخْبَرَنِی أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ سبانة [سَیَابَةَ] أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ لَمَّا أَمَرَ الْمُعْتَزُّ بِدَفْعِهِ إِلَی سَعِیدٍ الْحَاجِبِ عِنْدَ مُضِیِّهِ إِلَی الْكُوفَةِ وَ أَنْ یُحْدِثَ فِیهِ مَا یُحْدِثُ بِهِ النَّاسُ بِقَصْرِ ابْنِ هُبَیْرَةَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ بَلَغَنَا خَبَرٌ قَدْ أَقْلَقَنَا وَ أَبْلَغَ مِنَّا فَكَتَبَ علیه السلام إِلَیْهِ بَعْدَ ثَالِثٍ یَأْتِیكُمُ الْفَرَجُ فَخُلِعَ الْمُعْتَزُّ الْیَوْمَ الثَّالِثَ (3).

«6»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: كُنْتُ فِی دِهْلِیزِ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَی دَكَّةٍ إِذْ مَرَّ بِنَا شَیْخٌ كَبِیرٌ عَلَیْهِ دُرَّاعَةٌ فَسَلَّمَ عَلَی أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ مَضَی فَقَالَ لِی أَ تَدْرِی مَنْ هُوَ هَذَا فَقُلْتُ لَا فَقَالَ لِی هَذَا شَاكِرِیٌّ لِسَیِّدِنَا أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَ فَتَشْتَهِی أَنْ تَسْمَعَ مِنْ أَحَادِیثِهِ عَنْهُ شَیْئاً قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ لِی مَعَكَ شَیْ ءٌ تُعْطِیهِ فَقُلْتُ لَهُ مَعِی دِرْهَمَانِ صَحِیحَانِ فَقَالَ هُمَا یَكْفِیَانِهِ فَمَضَیْتُ خَلْفَهُ فَلَحِقْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ أَبُو عَلِیٍّ یَقُولُ لَكَ تَنْشَطُ لِلْمَصِیرِ إِلَیْنَا فَقَالَ نَعَمْ فَجِئْنَا إِلَی أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ فَجَلَسَ إِلَیْهِ فَغَمَزَنِی أَبُو عَلِیٍّ أَنْ أُسَلِّمَ إِلَیْهِ الدِّرْهَمَیْنِ فَقَالَ لِی مَا یَحْتَاجُ إِلَی هَذَا ثُمَّ أَخَذَهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَلِیِّ بْنُ هَمَّامٍ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ حَدِّثْنَا عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ بِمَا رَأَیْتَ فَقَالَ كَانَ أُسْتَاذِی صَالِحاً مِنْ بَیْنِ الْعَلَوِیِّینَ لَمْ أَرَ قَطُّ مِثْلَهُ وَ كَانَ یَرْكَبُ بِسَرْجٍ صُفَّتُهُ بُزْیُونٌ مِسْكِیٌّ وَ أَزْرَقُ قَالَ وَ كَانَ یَرْكَبُ إِلَی دَارِ الْخِلَافَةِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی كُلِّ اثْنَیْنِ وَ خَمِیسٍ- قَالَ وَ كَانَ یَوْمَ النَّوْبَةِ یَحْضُرُ مِنَ النَّاسِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ وَ یَغَصُّ الشَّارِعُ بِالدَّوَابِّ وَ الْبِغَالِ وَ الْحَمِیرِ وَ الضَّجَّةِ فَلَا یَكُونُ لِأَحَدٍ مَوْضِعٌ یَمْشِی

ص: 251


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 298.
2- 2. إعلام الوری ص 355 و 356.
3- 3. غیبة الشیخ ص 134.

وَ لَا یَدْخُلُ بَیْنَهُمْ قَالَ فَإِذَا جَاءَ أُسْتَاذِی سَكَنَتِ الضَّجَّةُ وَ هَدَأَ صَهِیلُ الْخَیْلِ وَ نُهَاقُ الْحَمِیرِ قَالَ وَ تَفَرَّقَتِ الْبَهَائِمُ حَتَّی یَصِیرَ الطَّرِیقُ وَاسِعاً لَا یَحْتَاجُ أَنْ یُتَوَقَّی مِنَ الدَّوَابِّ نَحُفَّهُ لِیَزْحَمَهَا ثُمَّ یَدْخُلُ فَیَجْلِسُ فِی مَرْتَبَتِهِ الَّتِی جُعِلَتْ لَهُ فَإِذَا أَرَادَ الْخُرُوجَ وَ صَاحَ الْبَوَّابُونَ هَاتُوا دَابَّةَ أَبِی مُحَمَّدٍ سَكَنَ صِیَاحُ النَّاسِ وَ صَهِیلُ الْخَیْلِ وَ تَفَرَّقَتِ الدَّوَابُّ حَتَّی یَرْكَبَ وَ یَمْضِیَ وَ قَالَ الشَّاكِرِیُّ وَ اسْتَدْعَاهُ یَوْماً الْخَلِیفَةُ وَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ خَافَ أَنْ یَكُونَ قَدْ سَعَی بِهِ إِلَیْهِ بَعْضُ مَنْ یَحْسُدُهُ عَلَی مَرْتَبَتِهِ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ وَ الْهَاشِمِیِّینَ فَرَكِبَ وَ مَضَی إِلَیْهِ فَلَمَّا حَصَلَ فِی الدَّارِ قِیلَ لَهُ إِنَّ الْخَلِیفَةَ قَدْ قَامَ وَ لَكِنِ اجْلِسْ فِی مَرْتَبَتِكَ أَوِ انْصَرِفْ قَالَ فَانْصَرَفَ وَ جَاءَ إِلَی سُوقِ الدَّوَابِّ وَ فِیهَا مِنَ الضَّجَّةِ وَ الْمُصَادَمَةِ وَ اخْتِلَافِ النَّاسِ شَیْ ءٌ كَثِیرٌ فَلَمَّا دَخَلَ إِلَیْهَا سَكَنَ النَّاسُ وَ هَدَأَتِ الدَّوَابُّ قَالَ وَ جَلَسَ إِلَی نَخَّاسٍ كَانَ یَشْتَرِی لَهُ الدَّوَابَّ قَالَ فَجِی ءَ لَهُ بِفَرَسٍ كَبُوسٍ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهُ قَالَ فَبَاعُوهُ إِیَّاهُ بِوَكْسٍ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ قُمْ فَاطْرَحِ السَّرْجَ عَلَیْهِ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّهُ لَا یَقُولُ لِی مَا یُؤْذِینِی فَحَلَلْتُ الْحِزَامَ وَ طَرَحْتُ السَّرْجَ فَهَدَأَ وَ لَمْ یَتَحَرَّكْ وَ جِئْتُ بِهِ لِأَمْضِیَ بِهِ فَجَاءَ النَّخَّاسُ فَقَالَ لِی لَیْسَ یُبَاعُ فَقَالَ لِی سَلِّمْهُ إِلَیْهِمْ قَالَ فَجَاءَ النَّخَّاسُ لِیَأْخُذَهُ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ الْتِفَاتَةً ذَهَبَ مِنْهُ مُنْهَزِماً قَالَ وَ رَكِبَ وَ مَضَیْنَا فَلَحِقْنَا النَّخَّاسَ فَقَالَ صَاحِبُهُ یَقُولُ أَشْفَقْتَ أَنْ یُرَدَّ فَإِنْ كَانَ عَلِمَ مَا فِیهِ مِنَ الْكَبْسِ فَلْیَشْتَرِهِ فَقَالَ لَهُ أُسْتَاذِی قَدْ عَلِمْتَ فَقَالَ قَدْ بِعْتُكَ فَقَالَ لِی خُذْهُ فَأَخَذْتُهُ فَجِئْتُ بِهِ إِلَی الْإِصْطَبْلِ فَمَا تَحَرَّكَ وَ لَا آذَانِی بِبَرَكَةِ أُسْتَاذِی فَلَمَّا نَزَلَ جَاءَ إِلَیْهِ وَ أَخَذَ أُذُنَهُ الْیُمْنَی فَرَقَاهُ ثُمَّ أَخَذَ أُذُنَهُ الْیُسْرَی فَرَقَاهُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَطْرَحُ الشَّعِیرَ لَهُ فَأُفَرِّقُهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَا یَتَحَرَّكُ هَذَا بِبَرَكَةِ أُسْتَاذِی قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ أَبُو عَلِیِّ بْنُ هَمَّامٍ هَذَا الْفَرَسُ یُقَالُ لَهُ الصَّئُولُ-(1) قَالَ

ص: 252


1- 1. قال فی الصحاح ص 1747 قال أبو زید: سؤل البعیر- بالهمز- یصؤل صآلة: اذا صار یقتل الناس و یعدو علیهم، فهو جمل صئول.

یَرْجُمُ بِصَاحِبِهِ حَتَّی یَرْجُمَ بِهِ الْحِیطَانَ وَ یَقُومُ عَلَی رِجْلَیْهِ وَ یَلْطِمُ صَاحِبَهُ قَالَ مُحَمَّدٌ الشَّاكِرِیُّ كَانَ أُسْتَاذِی أَصْلَحَ مَنْ رَأَیْتُ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ وَ الْهَاشِمِیِّینَ مَا كَانَ یَشْرَبُ هَذَا النَّبِیذَ كَانَ یَجْلِسُ فِی الْمِحْرَابِ وَ یَسْجُدُ فَأَنَامُ وَ أَنْتَبِهُ وَ أَنَامُ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ كَانَ قَلِیلَ الْأَكْلِ كَانَ یَحْضُرُهُ التِّینُ وَ الْعِنَبُ وَ الْخَوْخُ وَ مَا شَاكَلَهُ فَیَأْكُلُ مِنْهُ الْوَاحِدَةَ وَ الثِّنْتَیْنِ وَ یَقُولُ شُلْ هَذَا یَا مُحَمَّدُ إِلَی صِبْیَانِكَ فَأَقُولُ هَذَا كُلَّهُ فَیَقُولُ خُذْهُ مَا رَأَیْتُ قَطُّ أَسْدَی مِنْهُ (1).

بیان: قال الفیروزآبادی صفة الدار و السرج معروف (2) و قال البزیون كجردحل و عصفور السندس و قوله نحفه لیزحمها لعله بیان للتوقی أی كان لا یحتاج إلی ذلك و الاحتمال الآخر ظاهر و الكبوس لعله معرب چموش و لم أظفر له فی اللغة علی معنی یناسب المقام (3)

و یحتمل أن یكون كیوس بالیاء المثناة من الكیس خلاف الحمق فإن الصعوبة و قلة الانقیاد یكون غالبا فی الإنسان مع الكیاسة و أبو محمد كنیة للتلعكبری قوله شل هذا أی ارفعه و یقال أسدی إلیه أی أحسن.

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْفَزَارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَوِّضَةِ وَ الْمُقَصِّرَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیَّ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ كَامِلٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْأَلُهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِی وَ قَالَ بِمَقَالَتِی قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ نَظَرْتُ إِلَی ثِیَابٍ بَیَاضٍ نَاعِمَةٍ عَلَیْهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَلِیُّ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ یَلْبَسُ النَّاعِمَ مِنَ الثِّیَابِ وَ یَأْمُرُنَا نَحْنُ بِمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَ یَنْهَانَا عَنْ لُبْسِ مِثْلِهِ فَقَالَ مُتَبَسِّماً یَا كَامِلُ وَ حَسَرَ ذِرَاعَیْهِ فَإِذَا مِسْحٌ أَسْوَدُ خَشِنٌ عَلَی جِلْدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلَّهِ وَ هَذَا لَكُمْ تَمَامَ الْخَبَرِ.

ص: 253


1- 1. غیبة الشیخ ص 139 و 140.
2- 2. راجع القاموس ج 3 ص 163، و قال غیره: هی ما غشی به بین القربوسین و هما مقدمه و مؤخره.
3- 3. و لعله فعول من الكبس بمعنی الاقتحام علی الشی ء.

«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: مَا دَخَلْتُ قَطُّ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ وَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِلَّا رَأَیْتُ مِنْهُمَا دَلَالَةً وَ بُرْهَاناً فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا أَصُوغُ بِهِ خَاتَماً أَتَبَرَّكُ بِهِ فَجَلَسْتُ وَ أُنْسِیتُ مَا جِئْتُ لَهُ فَلَمَّا أَرَدْتُ النُّهُوضَ رَمَی إِلَیَّ بِخَاتَمٍ وَ قَالَ أَرَدْتَ فِضَّةً فَأَعْطَیْنَاكَ خَاتَماً وَ رَبِحْتَ الْفَصَّ وَ الكری [الْكِرَاءَ] هَنَّأَكَ اللَّهُ (1).

عم، [إعلام الوری] من كتاب ابن عیاش بالإسناد المتقدم: مثله (2).

«9»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: قُلْتُ فِی نَفْسِی أَشْتَهِی أَنْ أَعْلَمَ مَا یَقُولُ أَبُو مُحَمَّدٍ فِی الْقُرْآنِ أَ هُوَ مَخْلُوقٌ أَمْ غَیْرُ مَخْلُوقٍ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ أَ مَا بَلَغَكَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمَّا نَزَلَتْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خُلِقَ لَهَا أَرْبَعَةُ ألف [آلَافِ] جَنَاحٍ فَمَا كَانَتْ تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا خَشَعُوا لَهَا وَ قَالَ هَذِهِ نِسْبَةُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (3).

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ فِی الْحَبْسِ مَعَ جَمَاعَةٍ فَحُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَخُوهُ جَعْفَرٌ فَخَفَّفْنَا لَهُ وَ قَبَّلْتُ وَجْهَ الْحَسَنِ وَ أَجْلَسْتُهُ عَلَی مِضْرَبَةٍ كَانَتْ عِنْدِی وَ جَلَسَ جَعْفَرٌ قَرِیباً مِنْهُ فَقَالَ جَعْفَرٌ وَا شَیْطَنَاهْ بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَعْنِی جَارِیَةً لَهُ فضجره [فَزَجَرَهُ] أَبُو مُحَمَّدٍ وَ قَالَ لَهُ اسْكُتْ وَ إِنَّهُمْ رَأَوْا فِیهِ أَثَرَ السُّكْرِ(4) وَ كَانَ الْمُتَوَلِّی حَبْسَهُ صَالِحُ بْنُ وَصِیفٍ وَ كَانَ مَعَنَا فِی الْحَبْسِ رَجُلٌ جُمَحِیٌّ یَدَّعِی أَنَّهُ عَلَوِیٌّ فَالْتَفَتَ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ قَالَ لَوْ لَا أَنَّ فِیكُمْ مَنْ لَیْسَ مِنْكُمْ لَأَعْلَمْتُكُمْ مَتَی یُفَرِّجُ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ أَوْمَأَ إِلَی الْجُمَحِیِّ فَخَرَجَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا الرَّجُلُ لَیْسَ مِنْكُمْ فَاحْذَرُوهُ فَإِنَّ فِی ثِیَابِهِ قِصَّةً قَدْ كَتَبَهَا إِلَی السُّلْطَانِ یُخْبِرُهُ بِمَا تَقُولُونَ فِیهِ فَقَامَ بَعْضُهُمْ فَفَتَّشَ ثِیَابَهُ فَوَجَدَ فِیهَا الْقِصَّةَ یَذْكُرُنَا فِیهَا بِكُلِّ عَظِیمَةٍ وَ یُعْلِمُهُ أَنَّا نُرِیدُ أَنْ نَنْقُبَ الْحَبْسَ وَ نَهْرُبَ (5)

ص: 254


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 437.
2- 2. إعلام الوری ص 356.
3- 3. مختار الخرائج ص 239.
4- 4. المصدر ص 238.
5- 5. نفس المصدر ص 238.

وَ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ كَانَ الْحَسَنُ یَصُومُ فَإِذَا أَفْطَرَ أَكَلْنَا مَعَهُ مَا كَانَ یَحْمِلُهُ إِلَیْهِ غُلَامُهُ فِی جُونَةٍ مَخْتُومَةٍ فَضَعُفْتُ یَوْماً عَنِ الصَّوْمِ فَأَفْطَرْتُ فِی بَیْتٍ آخَرَ عَلَی كَعْكَةٍ وَ مَا شَعَرَ بِی أَحَدٌ ثُمَّ جِئْتُ فَجَلَسْتُ مَعَهُ فَقَالَ لِغُلَامِهِ أَطْعِمْ أَبَا هَاشِمٍ شَیْئاً فَإِنَّهُ مُفْطِرٌ فَتَبَسَّمْتُ فَقَالَ مِمَّا تَضْحَكُ یَا أَبَا هَاشِمٍ إِذَا أَرَدْتَ الْقُوَّةَ فَكُلِ اللَّحْمَ فَإِنَّ الْكَعْكَ لَا قُوَّةَ فِیهِ فَقُلْتُ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ عَلَیْكُمُ السَّلَامُ فَأَكَلْتُ فَقَالَ أَفْطِرْ ثَلَاثاً فَإِنَّ لَهُ الْمُنَّةَ لَا تَرْجِعُ لِمَنْ أَنْهَكَهُ الصَّوْمُ فِی أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الَّذِی أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُفَرِّجَ عَنْهُ جَاءَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی أَحْمِلُ فَطُورَكَ قَالَ احْمِلْ وَ مَا أَحْسَبَنَا نَأْكُلُ مِنْهُ فَحَمَلَ الطَّعَامَ الظُّهْرَ وَ أَطْلَقَ عَنْهُ الْعَصْرَ وَ هُوَ صَائِمٌ فَقَالُوا كُلُوا هَدَاكُمُ (1)

اللَّهُ (2).

عم، [إعلام الوری] من كتاب أحمد بن محمد بن عیاش عن أحمد بن زیاد الهمدانی عن علی بن إبراهیم عن أبی هاشم الجعفری: مثله (3)

بیان: فخففنا له أی أسرعنا إلی خدمته و فی بعض النسخ فحففنا به بالحاء المهملة من قولهم حفه أی أطاف به و الجونة الخابیة مطلیة بالقار و المنة بالضم القوة.

«11»- قب، [المناقب](4)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: سَأَلَهُ الْفَهْفَكِیُّ مَا بَالُ الْمَرْأَةِ الْمِسْكِینَةِ الضَّعِیفَةِ تَأْخُذُ سَهْماً وَاحِداً وَ یَأْخُذُ الرَّجُلُ سَهْمَیْنِ قَالَ لِأَنَّ الْمَرْأَةَ لَیْسَ لَهَا جِهَادٌ وَ لَا نَفَقَةٌ

ص: 255


1- 1. هناكم اللّٰه خ ل.
2- 2. مختار الخرائج ص 238 و 239 و قد رواه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 430 و 439 ملخصا فراجع.
3- 3. إعلام الوری ص 354- 355.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 437 و رواه الكلینی فی الكافی ج 7 ص 85 عن علی بن محمّد، عن محمّد بن أبی عبد اللّٰه، عن إسحاق بن محمّد النخعیّ.

وَ لَا عَلَیْهَا مَعْقُلَةٌ(1) إِنَّمَا ذَلِكَ عَلَی الرِّجَالِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ كَانَ قِیلَ لِی إِنَّ ابْنَ أَبِی الْعَوْجَاءِ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ فَأَقْبَلَ علیه السلام عَلَیَّ فَقَالَ نَعَمْ هَذِهِ مَسْأَلَةُ ابْنِ أَبِی الْعَوْجَاءِ(2)

وَ الْجَوَابُ مِنَّا وَاحِدٌ إِذَا كَانَ مَعْنَی الْمَسْأَلَةِ وَاحِداً جَرَی لِآخِرِنَا مَا جَرَی لِأَوَّلِنَا وَ أَوَّلُنَا وَ آخِرُنَا فِی الْعِلْمِ وَ الْأَمْرِ سَوَاءٌ وَ لِرَسُولِ اللَّهِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَضْلُهُمَا(3).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن الجعفری: مثله (4)- عم، [إعلام الوری] من كتاب ابن عیاش بالإسناد المذكور: مثله (5).

«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ لَیَعْفُو یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَفْواً لَا یُحِیطُ عَلَی الْعِبَادِ حَتَّی یَقُولَ أَهْلُ الشِّرْكِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (6) فَذَكَرْتُ فِی نَفْسِی حَدِیثاً حَدَّثَنِی بِهِ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

ص: 256


1- 1. المعقلة- بضم القاف- الغرم، یقال: صار دمه معقلة علی قومه ای صاروا یدونه یؤدون من أموالهم، و أصل العقل الامساك و الاستمساك كعقل البعیر بالعقال، و عقل الدواء البطن، كما قیل للحصن معقل، و باعتبار عقل البعیر قیل عقلت المقتول: أعطیت دیته. و قیل أصله أن تعقل الإبل بفناء ولی الدم، و قیل بل بعقل الدم أن یسفك ثمّ سمیت الدیة بای شی ء كان عقلا، و سمی الملتزمون له عاقلة، و هم قرابة الرجل من قبل الأب الذی یعطون دیة من قتله خطأ.
2- 2. رواه الكلینی فی الكافی ج 7 ص 85، بإسناده عن الاحول قال: قال لی ابن أبی العوجاء: ما بال المرأة المسكینة الضعیفة تأخذ سهما واحدا و یأخذ الرجل سهمین؟ قال: فذكره بعض أصحابنا لابی عبد اللّٰه علیه السلام فقال: ان المرأة لیس علیها جهاد، و لا نفقة و لا معقلة و انما ذلك علی الرجال، و لذلك جعل للمرأة سهما واحدا و للرجل سهمین.
3- 3. مختار الخرائج ص 239.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 299.
5- 5. إعلام الوری ص 355.
6- 6. الأنعام: 23.

صلی اللّٰه علیه و آله قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً(1) فَقَالَ الرَّجُلُ وَ مَنْ أَشْرَكَ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَ تَنَمَّرْتُ لِلرَّجُلِ فَأَنَا أَقُولُ فِی نَفْسِی إِذْ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ وَ یَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ یَشاءُ(2) بِئْسَمَا قَالَ هَذَا وَ بِئْسَمَا رَوَی (3).

«13»- قب، [المناقب](4) لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: سَأَلَ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ(5) فَقَالَ علیه السلام لَهُ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَأْمُرَ بِهِ وَ لَهُ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِ أَنْ یَأْمُرَ بِهِ بِمَا یَشَاءُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا قَوْلُ اللَّهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ (6) فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ هُوَ كَمَا أَسْرَرْتَ فِی نَفْسِكَ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ قُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ ابْنُ حُجَّتِهِ فِی خَلْقِهِ (7).

«14»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: سَأَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (8) فَقَالَ هَلْ یَمْحُو إِلَّا مَا كَانَ وَ هَلْ یُثْبِتُ إِلَّا مَا لَمْ یَكُنْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا خِلَافُ قَوْلِ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ إِنَّهُ لَا یَعْلَمُ بِالشَّیْ ءِ حَتَّی یَكُونَ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ تَعَالَی الْجَبَّارُ الْحَاكِمُ الْعَالِمُ بِالْأَشْیَاءِ قَبْلَ كَوْنِهَا قُلْتُ أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ (9).

ص: 257


1- 1. الزمر: 53.
2- 2. النساء: 48.
3- 3. مختار الخرائج ص 239.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 436.
5- 5. الروم: 4.
6- 6. الأعراف: 54.
7- 7. مختار الخرائج ص 239.
8- 8. الرعد: 39.
9- 9. مختار الخرائج ص 239.

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: خَطَرَ بِبَالِی أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ أَمْ غَیْرُ مَخْلُوقٍ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَا أَبَا هَاشِمٍ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ (1).

«16»- قب، [المناقب](2)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ فِی الْجَنَّةِ بَاباً یُقَالُ لَهُ الْمَعْرُوفُ لَا یَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فَحَمِدْتُ اللَّهَ فِی نَفْسِی وَ فَرِحْتُ بِمَا أَتَكَلَّفُ مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ نَعَمْ فَدُمْ عَلَی مَا أَنْتَ عَلَیْهِ فَإِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِی الدُّنْیَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِی الْآخِرَةِ جَعَلَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ رَحِمَكَ (3).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن الجعفری: مثله (4)- عم، [إعلام الوری] من كتاب ابن عیاش بالإسناد المتقدم: مثله (5).

«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: أَدْخَلْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ سُفْیَانَ الْعَبْدِیَّ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَسَأَلَهُ الْمُبَایَعَةَ قَالَ رُبَّمَا بَایَعْتُ النَّاسَ فَتَوَاضَعْتُهُمُ الْمُوَاضَعَةَ إِلَی الْأَصْلِ قَالَ لَا بَأْسَ الدِّینَارُ بِالدِّینَارَیْنِ مَعَهَا خَرَزَةٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا شِبْهُ مَا یَفْعَلُهُ الْمُرْبِیُونَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ إِنَّمَا الرِّبَا الْحَرَامُ مَا قَصَدْتَهُ فَإِذَا جَاوَزَ حُدُودَ الرِّبَا وَ زُوِیَ عَنْهُ فَلَا بَأْسَ الدِّینَارُ بِالدِّینَارَیْنِ یَداً بِیَدٍ وَ یُكْرَهُ أَنْ لَا یَكُونَ بَیْنَهُمَا شَیْ ءٌ یُوقَعُ عَلَیْهِ الْبَیْعُ (6).

«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ أَنَّهُ: سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ

ص: 258


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 436.
2- 2. كتاب المناقب ج 4 ص 432.
3- 3. مختار الخرائج ص 239.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 297 و 298 و 299 و هكذا سائر ما رواه عن أبی هاشم الجعفری.
5- 5. إعلام الوری ص 356.
6- 6. مختار الخرائج ص 239.

بِإِذْنِ اللَّهِ (1) قَالَ كُلُّهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ الَّذِی لَا یُقِرُّ بِالْإِمَامِ وَ الْمُقْتَصِدُ الْعَارِفُ بِالْإِمَامِ وَ السَّابِقُ بِالْخَیْرَاتِ الْإِمَامُ فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِی نَفْسِی عِظَمَ مَا أَعْطَی اللَّهُ آلَ مُحَمَّدٍ صلوات اللّٰه علیهم وَ بَكَیْتُ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِمَّا حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسُكَ مِنْ عِظَمِ شَأْنِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَاحْمَدِ اللَّهَ أَنْ جَعَلَكَ مُتَمَسِّكاً بِحَبْلِهِمْ تُدْعَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِهِمْ إِذَا دُعِیَ كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ إِنَّكَ عَلَی خَیْرٍ(2).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن الجعفری: مثله (3).

«19»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: لَمَّا مَضَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام صَاحِبُ الْعَسْكَرِ اشْتَغَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُهُ بِغُسْلِهِ وَ شَأْنِهِ وَ أَسْرَعَ بَعْضُ الْخَدَمِ إِلَی أَشْیَاءَ احْتَمَلُوهَا مِنْ ثِیَابٍ وَ دَرَاهِمَ وَ غَیْرِهِمَا فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو مُحَمَّدٍ مِنْ شَأْنِهِ صَارَ إِلَی مَجْلِسِهِ فَجَلَسَ ثُمَّ دَعَا أُولَئِكَ الْخَدَمَ فَقَالَ إِنْ صَدَّقْتُمُونِی فِیمَا أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ فَأَنْتُمْ آمِنُونَ مِنْ عُقُوبَتِی وَ إِنْ أَصْرَرْتُمْ عَلَی الْجُحُودِ دَلَلْتُ عَلَی كُلِّ مَا أَخَذَهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ وَ عَاقَبْتُكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ بِمَا تَسْتَحِقُّونَهُ مِنِّی ثُمَّ قَالَ یَا فُلَانُ أَخَذْتَ كَذَا وَ كَذَا وَ أَنْتَ یَا فُلَانُ أَخَذْتَ كَذَا وَ كَذَا قَالُوا نَعَمْ قَالُوا فَرَدُّوهُ فَذَكَرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا أَخَذَهُ وَ صَارَ إِلَیْهِ حَتَّی رَدُّوا جَمِیعَ مَا أَخَذُوهُ (4).

«20»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو هَاشِمٍ أَنَّهُ: رَكِبَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَوْماً إِلَی الصَّحْرَاءِ فَرَكِبْتُ مَعَهُ فَبَیْنَمَا یَسِیرُ قُدَّامِی وَ أَنَا خَلْفَهُ إِذْ عَرَضَ لِی فِكْرٌ فِی دَیْنٍ كَانَ عَلَیَّ قَدْ حَانَ أَجَلُهُ فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِی أَیِّ وَجْهٍ قَضَاؤُهُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ اللَّهُ یَقْضِیهِ ثُمَّ انْحَنَی عَلَی قَرَبُوسِ سَرْجِهِ فَخَطَّ بِسَوْطِهِ خَطَّةً فِی الْأَرْضِ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ انْزِلْ فَخُذْ وَ اكْتُمْ فَنَزَلْتُ وَ إِذَا سَبِیكَةُ ذَهَبٍ قَالَ فَوَضَعْتُهَا فِی خُفِّی وَ سِرْنَا

ص: 259


1- 1. فاطر: 32.
2- 2. مختار الخرائج ص 239.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 296 و 297.
4- 4. لم نجده فی مختار الخرائج.

فَعَرَضَ لِیَ الْفِكْرُ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ فِیهَا تَمَامُ الدَّیْنِ وَ إِلَّا فَإِنِّی أُرْضِی صَاحِبَهُ بِهَا وَ یَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ فِی وَجْهِ نَفَقَةِ الشِّتَاءِ وَ مَا نَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِیهِ مِنْ كِسْوَةٍ وَ غَیْرِهَا فَالْتَفَتَ إِلَیَّ ثُمَّ انْحَنَی ثَانِیَةً فَخَطَّ بِسَوْطِهِ مِثْلَ الْأُولَی ثُمَّ قَالَ انْزِلْ وَ خُذْ وَ اكْتُمْ قَالَ فَنَزَلْتُ فَإِذَا بِسَبِیكَةٍ-(1)

فَجَعَلْتُهَا فِی الْخُفِّ الْآخَرِ وَ سِرْنَا یَسِیراً ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَجَلَسْتُ وَ حَسَبْتُ ذَلِكَ الدَّیْنَ وَ عَرَفْتُ مَبْلَغَهُ ثُمَّ وَزَنْتُ سَبِیكَةَ الذَّهَبِ فَخَرَجَ بِقِسْطِ ذَلِكَ الدَّیْنِ مَا زَادَتْ وَ لَا نَقَصَتْ ثُمَّ نَظَرْتُ مَا نَحْتَاجُ إِلَیْهِ لِشَتْوَتِی مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَعَرَفْتُ مَبْلَغَهُ الَّذِی لَمْ یَكُنْ بُدٌّ مِنْهُ عَلَی الِاقْتِصَادِ بِلَا تَقْتِیرٍ وَ لَا إِسْرَافٍ ثُمَّ وَزَنْتُ سَبِیكَةَ الْفِضَّةِ فَخَرَجَتْ عَلَی مَا قَدَّرْتُهُ مَا زَادَتْ وَ لَا نَقَصَتْ.

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] حَدَّثَ بِطْرِیقٌ مُتَطَبِّبٌ بِالرَّیِ (2) قَدْ أَتَی عَلَیْهِ مِائَةُ سَنَةٍ وَ نَیِّفٌ وَ قَالَ: كُنْتُ تِلْمِیذَ بَخْتِیشُوعَ طَبِیبِ الْمُتَوَكِّلِ وَ كَانَ یَصْطَفِینِی فَبَعَثَ إِلَیْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهم السلام أَنْ یَبْعَثَ إِلَیْهِ بِأَخَصِّ أَصْحَابِهِ عِنْدَهُ لِیَفْصِدَهُ

ص: 260


1- 1. یعنی سبیكة من الفضة، لما سیأتی بعد ذلك.
2- 2. أخرج هذا الحدیث من الخرائج لان فیه تفصیلا، و ما نقله الكلینی فی الكافی یخالف ذلك فی كثیر من المواضع قال حدّثنی علیّ بن محمّد، عن الحسن بن الحسین قال حدّثنی محمّد بن الحسن بن المكفوف قال: حدّثنی بعض أصحابنا، عن بعض فصادی العسكر من النصاری أن أبا محمّد علیه السلام بعث الی یوما فی وقت صلاة الظهر، فقال لی: افصد هذا العرق؟ قال: و ناولنی عرقا لم أفهمه من العرق التی تفصد. فقلت فی نفسی: ما رأیت أمرا أعجب من هذا، یأمرنی أن أفصد فی وقت الظهر و لیس بوقت فصد، و الثانیة عرق لا أفهمه، ثمّ قال لی: انتظر و كن فی الدار، فلما أمسی دعانی و قال لی: سرح الدم، فسرحت ثمّ قال لی: أمسك فأمسكت، ثمّ قال لی: كن فی الدار. فلما كان نصف اللیل أرسل الی و قال لی: سرح الدم! قال: فتعجب أكثر من عجبی الأول، و كرهت أن أسأله، قال: فسرحت فخرج دم أبیض كأنّه الملح، قال: ثم قال لی: أحبس قال فحبست، قال: ثم قال: كن فی الدار. فلما أصبحت أمر قهرمانه أن یعطینی ثلاثة دنانیر، فأخذتها و خرجت حتّی أتیت ابن بختیشوع النصرانی، فقصصت علیه القصة، قال فقال لی: و اللّٰه ما أفهم ما تقول، و لا أعرفه فی شی ء من الطبّ، و لا قرأته فی كتاب و لا أعلم فی دهرنا أعلم بكتب النصرانیة من فلان الفارسیّ فاخرج إلیه. قال: فاكتریت زورقا الی البصرة، و أتیت الأهواز ثمّ صرت الی فارس الی صاحبی فأخبرته الخبر، قال فقال: أنظرنی أیاما فأنظرته، ثمّ أتیته متقاضیا قال: فقال لی: ان هذا الذی تحكیه عن هذا الرجل فعله المسیح فی دهره مرة.

فَاخْتَارَنِی وَ قَالَ قَدْ طَلَبَ مِنِّی ابْنُ الرِّضَا مَنْ یَفْصِدُهُ فَصِرْ إِلَیْهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ فِی یَوْمِنَا هَذَا بِمَنْ هُوَ تَحْتَ السَّمَاءِ فَاحْذَرْ أَنْ لَا تَعْتَرِضَ عَلَیْهِ فِیمَا یَأْمُرُكَ بِهِ فَمَضَیْتُ إِلَیْهِ- فَأَمَرَنِی إِلَی حُجْرَةٍ وَ قَالَ كُنْ إِلَی أَنْ أَطْلُبَكَ قَالَ وَ كَانَ الْوَقْتُ الَّذِی دَخَلْتُ إِلَیْهِ فِیهِ عِنْدِی جَیِّداً مَحْمُوداً لِلْفَصْدِ فَدَعَانِی فِی وَقْتٍ غَیْرِ مَحْمُودٍ لَهُ وَ أَحْضَرَ طَسْتاً عَظِیماً فَفَصَدْتُ الْأَكْحَلَ فَلَمْ یَزَلِ الدَّمُ یَخْرُجُ حَتَّی امْتَلَأَ الطَّسْتُ ثُمَّ قَالَ لِیَ اقْطَعْ فَقَطَعْتُ وَ غَسَلَ یَدَهُ وَ شَدَّهَا وَ رَدَّنِی إِلَی الْحُجْرَةِ وَ قُدِّمَ مِنَ الطَّعَامِ الْحَارِّ وَ الْبَارِدِ شَیْ ءٌ كَثِیرٌ وَ بَقِیتُ إِلَی الْعَصْرِ ثُمَّ دَعَانِی فَقَالَ سَرِّحْ وَ دَعَا بِذَلِكَ الطَّسْتِ فَسَرَّحْتُ وَ خَرَجَ الدَّمُ إِلَی أَنِ امْتَلَأَ الطَّسْتُ فَقَالَ اقْطَعْ فَقَطَعْتُ وَ شَدَّ یَدَهُ وَ رَدَّنِی إِلَی الْحُجْرَةِ فَبِتُّ فِیهَا فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ دَعَانِی وَ أَحْضَرَ ذَلِكَ الطَّسْتَ وَ قَالَ سَرِّحْ فَسَرَّحْتُ فَخَرَجَ مِثْلَ اللَّبَنِ الْحَلِیبِ إِلَی أَنِ امْتَلَأَ الطَّسْتُ فَقَالَ اقْطَعْ فَقَطَعْتُ فَشَدَّ یَدَهُ وَ قَدَّمَ لِی بِتَخْتِ ثِیَابٍ وَ خَمْسِینَ دِینَاراً وَ قَالَ خُذْ هَذَا وَ أَعْذِرْ وَ انْصَرِفْ فَأَخَذْتُ وَ قُلْتُ یَأْمُرُنِی السَّیِّدُ بِخِدْمَةٍ قَالَ نَعَمْ تُحْسِنُ صُحْبَةَ مَنْ یَصْحَبُكَ مِنْ دَیْرِ الْعَاقُولِ فَصِرْتُ إِلَی بَخْتِیشُوعَ وَ قُلْتُ لَهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ اجْتَمَعَتِ الْحُكَمَاءُ عَلَی أَنَّ أَكْثَرَ مَا یَكُونُ فِی بَدَنِ الْإِنْسَانِ سَبْعَةُ أَمْنَاءٍ مِنَ الدَّمِ-(1)

وَ هَذَا الَّذِی حَكَیْتَ

ص: 261


1- 1. الامناء: جمع المناء كیل یكال به السمن و غیره، أو میزان یوزن به، رطلان قال فی الصحاح ص 2497 أنّه أفصح من المن و قال غیره: و هو كالمن فی لغة تمیم.

لَوْ خَرَجَ مِنْ عَیْنِ مَاءٍ لَكَانَ عَجَباً وَ أَعْجَبُ مَا فِیهِ اللَّبَنُ فَفَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ مَكَثْنَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ بِلَیَالِیهَا نَقْرَأُ الْكُتُبَ عَلَی أَنْ نَجِدَ لِهَذِهِ الْقِصَّةِ ذِكْراً فِی الْعَالَمِ فَلَمْ نَجِدْ ثُمَّ قَالَ لَمْ یَبْقَ الْیَوْمَ فِی النَّصْرَانِیَّةِ أَعْلَمُ بِالطِّبِّ مِنْ رَاهِبٍ بِدَیْرِ الْعَاقُولِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً یَذْكُرُ فِیهِ مَا جَرَی فَخَرَجْتُ وَ نَادَیْتُهُ فَأَشْرَفَ عَلَیَّ وَ قَالَ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ صَاحِبُ بَخْتِیشُوعَ قَالَ مَعَكَ كِتَابُهُ قُلْتُ نَعَمْ فَأَرْخَی لِی زِنْبِیلًا فَجَعَلْتُ الْكِتَابَ فِیهِ فَرَفَعَهُ فَقَرَأَ الْكِتَابَ وَ نَزَلَ مِنْ سَاعَتِهِ فَقَالَ أَنْتَ الرَّجُلُ الَّذِی فَصَدْتَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ طُوبَی لِأُمِّكَ وَ رَكِبَ بَغْلًا وَ مَرَّ فَوَافَیْنَا سُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ بَقِیَ مِنَ اللَّیْلِ ثُلُثُهُ قُلْتُ أَیْنَ تُحِبُّ دَارَ أُسْتَاذِنَا أَوْ دَارَ الرَّجُلِ فَصِرْنَا إِلَی بَابِهِ قَبْلَ الْأَذَانِ فَفُتِحَ الْبَابُ وَ خَرَجَ إِلَیْنَا غُلَامٌ أَسْوَدُ وَ قَالَ أَیُّكُمَا رَاهِبُ دَیْرِ الْعَاقُولِ فَقَالَ أَنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ انْزِلْ وَ قَالَ لِیَ الْخَادِمُ احْتَفِظْ بِالْبَغْلَتَیْنِ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ دَخَلَا فَأَقَمْتُ إِلَی أَنْ أَصْبَحْنَا وَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ ثُمَّ خَرَجَ الرَّاهِبُ وَ قَدْ رَمَی بِثِیَابِ الرَّهْبَانِیَّةِ وَ لَبِسَ ثِیَاباً بِیضاً وَ قَدْ أَسْلَمَ فَقَالَ خُذْ بِیَ الْآنَ إِلَی دَارِ أُسْتَاذِكَ فَصِرْنَا إِلَی دَارِ بَخْتِیشُوعَ فَلَمَّا رَآهُ بَادَرَ یَعْدُو إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ مَا الَّذِی أَزَالَكَ عَنْ دِینِكَ قَالَ وَجَدْتُ الْمَسِیحَ فَأَسْلَمْتُ عَلَی یَدِهِ قَالَ وَجَدْتَ الْمَسِیحَ قَالَ أَوْ نَظِیرَهُ فَإِنَّ هَذِهِ الْفَصْدَةَ لَمْ یَفْعَلْهَا فِی الْعَالَمِ إِلَّا الْمَسِیحُ وَ هَذَا نَظِیرُهُ فِی آیَاتِهِ وَ بَرَاهِینِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَیْهِ وَ لَزِمَ خِدْمَتَهُ إِلَی أَنْ مَاتَ (1).

«22»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الشَّرِیفِ الْجُرْجَانِیِّ قَالَ: حَجَجْتُ سَنَةً فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ كَانَ أَصْحَابُنَا حَمَلُوا مَعِی شَیْئاً مِنَ الْمَالِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَی مَنْ أَدْفَعُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أَقُولَ ذَلِكَ ادْفَعْ مَا مَعَكَ إِلَی الْمُبَارَكِ خَادِمِی

ص: 262


1- 1. مختار الخرائج ص 213.

قَالَ فَفَعَلْتُ وَ خَرَجْتُ وَ قُلْتُ إِنَّ شِیعَتَكَ بِجُرْجَانَ یَقْرَءُونَ عَلَیْكَ السَّلَامَ قَالَ أَ وَ لَسْتَ مُنْصَرِفاً بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنَ الْحَجِّ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَإِنَّكَ تَصِیرُ إِلَی جُرْجَانَ مِنْ یَوْمِكَ هَذَا إِلَی مِائَةٍ وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ تَدْخُلُهَا یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثِ لَیَالٍ یَمْضِینَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَعْلِمْهُمْ أَنِّی أُوَافِیهِمْ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فِی آخِرِ النَّهَارِ وَ امْضِ رَاشِداً فَإِنَّ اللَّهَ سَیُسَلِّمُكَ وَ یُسَلِّمُ مَا مَعَكَ فَتَقْدَمُ عَلَی أَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ وَ یُولَدُ لِوَلَدِكَ الشَّرِیفِ ابْنٌ فَسَمِّهِ الصَّلْتَ بْنَ الشَّرِیفِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الشَّرِیفِ وَ سَیَبْلُغُ اللَّهُ بِهِ وَ یَكُونُ مِنْ أَوْلِیَائِنَا فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ بْنَ إِسْمَاعِیلَ الْجُرْجَانِیِّ هُوَ مِنْ شِیعَتِكَ كَثِیرُ الْمَعْرُوفِ إِلَی أَوْلِیَائِكَ یُخْرِجُ إِلَیْهِمْ فِی السَّنَةِ مِنْ مَالِهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ هُوَ أَحَدُ الْمُتَقَلِّبِینَ فِی نِعَمِ اللَّهِ بِجُرْجَانَ فَقَالَ شَكَرَ اللَّهُ لِأَبِی إِسْحَاقَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ صَنِیعَهُ إِلَی شِیعَتِنَا وَ غَفَرَ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ رَزَقَهُ ذَكَراً سَوِیّاً قَائِلًا بِالْحَقِّ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ سَمِّ ابْنَكَ أَحْمَدَ فَانْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ حَجَجْتُ فَسَلَّمَنِی اللَّهُ حَتَّی وَافَیْتُ جُرْجَانَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فِی أَوَّلِ النَّهَارِ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ عَلَی مَا ذَكَرَهُ علیه السلام وَ جَاءَنِی أَصْحَابُنَا یُهَنِّئُونِّی فَوَعَدْتُهُمْ أَنَّ الْإِمَامَ علیه السلام وَعَدَنِی أَنْ یُوَافِیَكُمْ فِی آخِرِ هَذَا الْیَوْمِ فَتَأَهَّبُوا لِمَا تَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ وَ اغْدُوا فِی مَسَائِلِكُمْ وَ حَوَائِجِكُمْ كُلِّهَا فَلَمَّا صَلَّوُا الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ فِی دَارِی فَوَ اللَّهِ مَا شَعَرْنَا إِلَّا وَ قَدْ وَافَانَا أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَدَخَلَ إِلَیْنَا وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَسَلَّمَ هُوَ أَوَّلًا عَلَیْنَا فَاسْتَقْبَلْنَاهُ وَ قَبَّلْنَا یَدَهُ ثُمَّ قَالَ إِنِّی كُنْتُ وَعَدْتُ جَعْفَرَ بْنَ الشَّرِیفِ أَنْ أُوَافِیَكُمْ فِی آخِرِ هَذَا الْیَوْمِ فَصَلَّیْتُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ صِرْتُ إِلَیْكُمْ لِأُجَدِّدَ بِكُمْ عَهْداً وَ هَا أَنَا قَدْ جِئْتُكُمُ الْآنَ فَاجْمَعُوا مَسَائِلَكُمْ وَ حَوَائِجَكُمْ كُلَّهَا فَأَوَّلُ مَنِ ابْتَدَأَ الْمَسْأَلَةَ لَهُ النَّضْرُ بْنُ جَابِرٍ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ ابْنِی جَابِراً أُصِیبَ بِبَصَرِهِ مُنْذُ شَهْرٍ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ أَنْ یَرُدَّ إِلَیْهِ عَیْنَیْهِ قَالَ فَهَاتِهِ فَمَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی عَیْنَیْهِ فَعَادَ بَصِیراً ثُمَّ تَقَدَّمَ رَجُلٌ فَرَجُلٌ یَسْأَلُونَهُ حَوَائِجَهُمْ وَ أَجَابَهُمْ إِلَی

ص: 263

كُلِّ مَا سَأَلُوهُ حَتَّی قَضَی حَوَائِجَ الْجَمِیعِ وَ دَعَا لَهُمْ بِخَیْرٍ فَانْصَرَفَ مِنْ یَوْمِهِ ذَلِكَ (1).

«23»- قب، [المناقب](2)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِ (3)

بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ إِلَی مَنْزِلِهِ فَلَمَّا صَارَ إِلَی الدَّارِ وَ أَرَدْتُ الِانْصِرَافَ قَالَ أَمْهِلْ فَدَخَلَ ثُمَّ أَذِنَ لِی فَدَخَلْتُ فَأَعْطَانِی مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ قَالَ اصْرِفْهَا فِی ثَمَنِ جَارِیَةٍ فَإِنَّ جَارِیَتَكَ فُلَانَةَ قَدْ مَاتَتْ وَ كُنْتُ خَرَجْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ وَ عَهْدِی بِهَا أَنْشَطُ مَا كَانَتْ فَمَضَیْتُ فَإِذَا الْغُلَامُ قَالَ مَاتَتْ جَارِیَتُكَ فُلَانَةُ السَّاعَةَ قُلْتُ مَا حَالُهَا قِیلَ شَرِبَتْ مَاءً فَشَرِقَتْ فَمَاتَتْ (4).

«24»- قب، [المناقب](5)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی الْحَسَنُ بْنُ ظَرِیفٍ أَنَّهُ قَالَ: اخْتَلَجَ فِی صَدْرِی مَسْأَلَتَانِ وَ أَرَدْتُ الْكِتَابَ بِهِمَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَكَتَبْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَائِمِ بِمَ یَقْضِی وَ أَیْنَ مَجْلِسُهُ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ رُقْیَةِ الْحُمَّی الرِّبْعِ فَأَغْفَلْتُ ذِكْرَ الْحُمَّی فَجَاءَ الْجَوَابُ سَأَلْتَ عَنِ الْقَائِمِ إِذَا قَامَ یَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ كَقَضَاءِ دَاوُدَ علیه السلام وَ لَا یَسْأَلُ الْبَیِّنَةَ وَ كُنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ الْحُمَّی الرِّبْعِ فَأُنْسِیتَ فَاكْتُبْ وَرَقَةً وَ عَلِّقْهَا عَلَی الْمَحْمُومِ یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ فَكَتَبْتُ وَ عَلَّقْتُ عَلَی الْمَحْمُومِ فَبَرَأَ(6).

ص: 264


1- 1. مختار الخرائج ص 213.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 431.
3- 3. هو علی الأحوال، و أبوه زید هو الملقب بالشبیه النسابة، كان فاضلا صنف كتاب المقاتل و المبسوط فی علم النسب، و تنتهی إلیه سلسلة عظیمة، و علی أبوه كان من ولد الحسین الملقب بذی الدمعة ابن زید الشهید ابن زین العابدین علیه السلام، منه رحمه اللّٰه فی المرآة.
4- 4. مختار الخرائج ص 214.
5- 5. كتاب المناقب ج 4 ص 431.
6- 6. لم نجده فی مختار الخرائج.

عم، [إعلام الوری](1)

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (2) عن علی بن محمد عن الحسن بن ظریف: مثله (3).

«25»- قب، [المناقب](4)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَارِثِ الْقَزْوِینِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ كَانَ أَبِی یَتَعَاطَی الْبَیْطَرَةَ فِی مَرْبِطِ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ كَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِینِ بَغْلٌ لَمْ یُرَ مِثْلُهُ حُسْناً وَ كِبْراً وَ كَانَ یَمْنَعُ ظَهْرَهُ وَ اللِّجَامَ وَ جَمَعَ الرُّوَّاضَ فَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ حِیلَةٌ فِی رُكُوبِهِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ أَ لَا تَبْعَثُ إِلَی الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتَّی یَجِی ءَ فَإِمَّا أَنْ یَرْكَبَهُ وَ إِمَّا یَقْتُلَهُ فَبَعَثَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ مَضَی مَعَهُ أَبِی فَلَمَّا دَخَلَ الدَّارَ نَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی الْبَغْلِ وَاقِفاً فِی صَحْنِ الدَّارِ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی كَتِفِهِ فَعَرِقَ الْبَغْلُ ثُمَّ صَارَ إِلَی الْمُسْتَعِینِ فَرَحَّبَ بِهِ وَ قَالَ أَلْجِمْ هَذَا الْبَغْلَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام لِأَبِی أَلْجِمْهُ فَقَالَ الْمُسْتَعِینُ أَلْجِمْهُ أَنْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَامَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَوَضَعَ طَیْلَسَانَهُ فَأَلْجَمَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَجْلِسِهِ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَسْرِجْهُ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِی أَسْرِجْهُ فَقَالَ الْمُسْتَعِینُ أَسْرِجْهُ أَنْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَامَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام ثَانِیَةً فَأَسْرَجَهُ وَ رَجَعَ فَقَالَ تَرَی أَنْ تَرْكَبَهُ قَالَ نَعَمْ فَرَكِبَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنْ غَیْرِ أَنْ یَمْتَنِعَ عَلَیْهِ ثُمَّ رَكَضَهُ فِی الدَّارِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَی الْهَمْلَجَةِ(5) فَمَشَی أَحْسَنَ مَشْیٍ ثُمَّ نَزَلَ

ص: 265


1- 1. إعلام الوری ص 357.
2- 2. الكافی ج 1 ص 509.
3- 3. الإرشاد ص 323.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 438.
5- 5. فی المصباح: هملج البرذون هملجة: مشی مشیة سهلة فی سرعة، و قال فی مختصر العین: الهملجة حسن سیر الدابّة، و كلهم قالوا فی اسم الفاعل هملاج بكسر الهاء للذكر و الأنثی، و هو یقتضی أن اسم الفاعل لم یجئ علی قیاسه و هو مهملج، منه رحمه اللّٰه.

فَرَجَعَ إِلَیْهِ فَقَالَ الْمُسْتَعِینُ قَدْ حَمَلَكَ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِی خُذْهُ فَأَخَذَهُ وَ قَادَهُ (1).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابن قولویه عن الكلینی (2) عن علی بن محمد عن محمد بن علی بن إبراهیم عن أحمد بن الحارث: مثله (3).

«26»- قب، [المناقب](4)

لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: كَانَ لِی فَرَسٌ وَ كُنْتُ بِهِ مُعْجَباً أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فِی الْمَجَالِسِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ مَا فَعَلَ فَرَسُكَ قُلْتُ هُوَ ذَا عَلَی بَابِكَ الْآنَ (5) فَقَالَ اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلَی مُشْتَرٍ لَا تُؤَخِّرْ ذَلِكَ وَ دَخَلَ عَلَیْنَا دَاخِلٌ فَانْقَطَعَ الْكَلَامُ قَالَ فَقُمْتُ مُتَفَكِّراً وَ مَضَیْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَأَخْبَرْتُ أَخِی بِذَلِكَ فَقَالَ لَا أَدْرِی مَا أَقُولُ فِی هَذَا وَ شَحَحْتُ بِهِ (6) فَلَمَّا صَلَّیْتُ الْعَتَمَةَ جَاءَنِی السَّائِسُ وَ قَالَ نَفَقَ فَرَسُكَ السَّاعَةَ فَاغْتَمَمْتُ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ عَنَی هَذَا بِذَلِكَ الْقَوْلِ

ص: 266


1- 1. قال المؤلّف قدّس سرّه فی المرآة: أقول: یشكل هذا بأن الظاهر أن هذه الواقعة كانت فی أیّام امامة أبی محمّد بعد وفاة أبیه علیهما السلام و هما كانتا فی جمادی الآخرة سنة أربع و خمسین و مائتین كما ذكره الكلینی و غیره فكیف یمكن أن یكون هذه فی زمان المستعین. فلا بد اما من تصحیف المعتز بالمستعین، و هما متقاربان صورة، أو تصحیف أبی الحسن بالحسن، و الأول أظهر، للتصریح بأبی محمّد فی مواضع، و كون ذلك قبل امامته علیه السلام فی حیاة والده و ان كان ممكنا لكنه بعید.
2- 2. الكافی ج 1 ص 507.
3- 3. إرشاد المفید ص 321.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 430 و 431.
5- 5. زاد فی الكافی: و عنه نزلت.
6- 6. فی الكافی« و نفست علی الناس ببیعه».

ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنَ الْغَدِ وَ أَقُولُ فِی نَفْسِی لَیْتَهُ أَخْلَفَ عَلَیَّ دَابَّةً(1) فَقَالَ قَبْلَ أَنْ أَتَحَدَّثَ بِشَیْ ءٍ نَعَمْ نُخْلِفُ عَلَیْكَ یَا غُلَامُ أَعْطِهِ بِرْذَوْنِیَ الْكُمَیْتَ ثُمَّ قَالَ هَذَا أَخْیَرُ مِنْ فَرَسِكَ وَ أَطْوَلُ عُمُراً وَ أَوْطَأُ(2).

عم، [إعلام الوری](3)

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (4) عن علی بن محمد عن إسحاق بن محمد عن علی بن زید بن علی بن الحسین: مثله (5)

بیان: لعل أمره علیه السلام بالاستبدال لمحض إظهار الإعجاز لعلمه بأنه لا یفعل ذلك أو یقال لعله لم یكن یموت عند المشتری أو أنه علم أن المشتری یكون من المخالفین.

«27»- قب، [المناقب](6) لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام ضِیقَ الْحَبْسِ وَ شِدَّةَ الْقَیْدِ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَنْتَ تُصَلِّی الظُّهْرَ فِی مَنْزِلِكَ فَأُخْرِجْتُ عَنِ السِّجْنِ وَقْتَ الظُّهْرِ فَصَلَّیْتُ فِی مَنْزِلِی-(7) وَ كُنْتُ مُضَیَّقاً فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهُ مَعُونَةً فِی الْكِتَابِ الَّذِی كَتَبْتُهُ فَاسْتَحْیَیْتُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَجَّهَ إِلَیَّ بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ كَتَبَ إِلَیَّ إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَلَا تَسْتَحْیِ وَ اطْلُبْهَا تَأْتِیكَ عَلَی مَا تُحِبُّ أَنْ تَأْتِیَكَ (8).

عم، [إعلام الوری](9)

شا، [الإرشاد] روی إسحاق بن محمد النخعی عن أبی هاشم: مثله (10).

ص: 267


1- 1. زاد فی الكافی: اذ كنت اغتممت بقوله: فلما جلست قال نعم نخلف.
2- 2. مختار الخرائج ص 214.
3- 3. إعلام الوری ص 352.
4- 4. الكافی ج 1 ص 510.
5- 5. إرشاد المفید ص 323.
6- 6. مختار الخرائج ص 214.
7- 7. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 432.
8- 8. المصدر ص 439.
9- 9. إعلام الوری ص 354.
10- 10. الإرشاد ص 322.

«28»- قب، [المناقب](1) لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ نُصَیْرٍ الْخَادِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام غَیْرَ مَرَّةٍ یُكَلِّمُ غِلْمَانَهُ وَ غَیْرَهُمْ بِلُغَاتِهِمْ وَ فِیهِمْ رُومٌ وَ تُرْكٌ وَ صَقَالِبَةٌ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قُلْتُ هَذَا وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ وَ لَمْ یَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتَّی قَضَی أَبُو الْحَسَنِ وَ لَا رَآهُ أَحَدٌ فَكَیْفَ هَذَا أُحَدِّثُ بِهَذَا نَفْسِی فَأَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بَیَّنَ حُجَّتَهُ مِنْ بَیْنِ سَائِرِ خَلْقِهِ وَ أَعْطَاهُ مَعْرِفَةَ كُلِّ شَیْ ءٍ فَهُوَ یَعْرِفُ اللُّغَاتِ وَ الْأَنْسَابَ وَ الْحَوَادِثَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ بَیْنَ الْحُجَّةِ وَ الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ (2).

عم، [إعلام الوری](3)

شا، [الإرشاد] ابن قولویه عن الكلینی (4) عن علی بن محمد عن أحمد بن محمد الأقرع عن أبی حمزة نصیر الخادم: مثله (5).

«29»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام سُلِّمَ إِلَی نِحْرِیرٍ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَنْ فِی مَنْزِلِكَ وَ ذَكَرَتْ عِبَادَتَهُ وَ صَلَاحَهُ وَ أَنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْهُ فَقَالَ لَأَرْمِیَنَّهُ بَیْنَ السِّبَاعِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فِی ذَلِكَ فَأُذِنَ لَهُ فَرَمَی بِهِ إِلَیْهَا وَ لَمْ یَشُكُّوا فِی أَكْلِهَا لَهُ فَنَظَرُوا إِلَی الْمَوْضِعِ لِیَعْرِفُوا الْحَالَ فَوَجَدُوهُ قَائِماً یُصَلِّی وَ هِیَ حَوْلَهُ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ (6).

«30»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا الْمَالِكِیُّ عَنِ ابْنِ الْفُرَاتِ قَالَ: كُنْتُ بِالْعَسْكَرِ قَاعِداً فِی الشَّارِعِ وَ كُنْتُ أَشْتَهِی الْوَلَدَ شَهْوَةً شَدِیدَةً فَأَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَارِساً فَقُلْتُ تَرَانِی أُرْزَقُ وَلَداً فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ فَقُلْتُ ذَكَراً فَقَالَ بِرَأْسِهِ لَا فَوُلِدَتْ لِیَ ابْنَةٌ(7).

ص: 268


1- 1. المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 428.
2- 2. مختار الخرائج ص 214.
3- 3. إعلام الوری ص 356.
4- 4. الكافی ج 1 ص 509.
5- 5. إرشاد المفید ص 322.
6- 6. لا یوجد فی مختار الخرائج، و تراه فی الكافی ج 1 ص 513.
7- 7. مختار الخرائج ص 214.

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن جعفر بن محمد قال: كنت قاعدا و ذكر نحوه (1).

«31»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَزِیدَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ رمش قَالَ: اعْتَلَّ ابْنِی أَحْمَدُ وَ رَكِبْتُ بِالْعَسْكَرِ وَ هُوَ بِبَغْدَادَ فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ فَخَرَجَ تَوْقِیعُهُ أَ وَ مَا عَلِمَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاباً فَمَاتَ الِابْنُ (2).

«32»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ الْمَحْمُودِیُّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ بِأَنْ أُرْزَقَ وَلَداً فَوَقَّعَ رَزَقَكَ اللَّهُ وَلَداً وَ أَصْبَرَكَ عَلَیْهِ فَوُلِدَ لِی ابْنٌ وَ مَاتَ (3).

«33»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ التَّبَرُّكَ بِأَنْ یَدْعُوَ أَنْ أُرْزَقَ وَلَداً مِنْ بِنْتِ عَمٍّ لِی فَوَقَّعَ رَزَقَكَ اللَّهُ ذُكْرَاناً فَوُلِدَ لِی أَرْبَعَةٌ(4).

«34»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَلَبِیٍ (5)

قَالَ: اجْتَمَعْنَا بِالْعَسْكَرِ وَ تَرَصَّدْنَا لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَوْمَ رُكُوبِهِ فَخَرَجَ تَوْقِیعُهُ أَلَا لَا یُسَلِّمَنَّ عَلَیَّ أَحَدٌ وَ لَا یُشِیرُ إِلَیَّ بِیَدِهِ وَ لَا یُومِئُ فَإِنَّكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ عَلَی أَنْفُسِكُمْ قَالَ وَ إِلَی جَانِبِی شَابٌّ فَقُلْتُ مِنْ أَیْنَ أَنْتَ قَالَ مِنَ الْمَدِینَةِ قُلْتُ مَا تَصْنَعُ هَاهُنَا قَالَ اخْتَلَفُوا عِنْدَنَا فِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَجِئْتُ لِأَرَاهُ وَ أَسْمَعُ مِنْهُ أَوْ أَرَی مِنْهُ دَلَالَةً لِیَسْكُنَ قَلْبِی وَ إِنِّی لِوُلْدِ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ فَبَیْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مَعَ خَادِمٍ لَهُ فَلَمَّا حَاذَانَا نَظَرَ إِلَی

ص: 269


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 306.
2- 2. لا یوجد فی مختار الخرائج و قد أخرجه الاربلی فی كشف الغمّة ج 3 ص 310.
3- 3. أخرجه فی كشف الغمّة ج 3 ص 310.
4- 4. تراه فی كشف الغمّة ج 3 ص 310.
5- 5. كذا فی الأصل.

الشَّابِّ الَّذِی بِجَنْبِی فَقَالَ أَ غِفَارِیٌّ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا فَعَلَتْ أُمُّكَ حمدویة فَقَالَ صَالِحَةٌ وَ مَرَّ فَقُلْتُ لِلشَّابِّ أَ كُنْتَ رَأَیْتَهُ قَطُّ وَ عَرَفْتَهُ بِوَجْهِهِ قَبْلَ الْیَوْمِ قَالَ لَا قُلْتُ فَیَنْفَعُكَ هَذَا قَالَ وَ دُونَ هَذَا.

«35»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی یَحْیَی بْنُ الْمَرْزُبَانِ قَالَ: الْتَقَیْتُ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ السَّیْبِ سِیمَاهُ الْخَیْرُ-(1) فَأَخْبَرَنِی أَنَّهُ كَانَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ یُنَازِعُهُ فِی الْإِمَامَةِ وَ الْقَوْلِ فِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ غَیْرِهِ فَقُلْتُ لَا أَقُولُ بِهِ أَوْ أَرَی مِنْهُ عَلَامَةً فَوَرَدْتُ الْعَسْكَرَ فِی حَاجَةٍ فَأَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مُتَعَنِّتاً إِنْ مَدَّ یَدَهُ إِلَی رَأْسِهِ فَكَشَفَهُ ثُمَّ نَظَرَ وَ رَدَّهُ قُلْتُ بِهِ فَلَمَّا حَاذَانِی مَدَّ یَدَهُ إِلَی رَأْسِهِ فَكَشَفَهُ ثُمَّ بَرَقَ عَیْنَیْهِ فِیَّ ثُمَّ رَدَّهُمَا ثُمَّ قَالَ یَا یَحْیَی مَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّكَ الَّذِی تُنَازِعُهُ فِی الْإِمَامَةِ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً قَالَ لَا تُنَازِعْهُ ثُمَّ مَضَی.

«36»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ ابْنِ الْفُرَاتِ قَالَ: كَانَ لِی عَلَی ابْنِ عَمِّی عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیَّ أَنَّهُ رَادٌّ عَلَیْكَ مَالَكَ وَ هُوَ مَیِّتٌ بَعْدَ جُمْعَةٍ قَالَ فَرَدَّ عَلَیَّ ابْنُ عَمِّی مَالِی فَقُلْتُ مَا بَدَا لَكَ فِی رَدِّهِ وَ قَدْ مَنَعْتَنِیهِ قَالَ رَأَیْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی النَّوْمِ فَقَالَ إِنَّ أَجَلَكَ قَدْ دَنَا فَرُدَّ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ مَالَهُ (2).

«37»- قب، [المناقب](3) لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَابُورَ قَالَ: قُحِطَ النَّاسُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی زَمَنِ الْحَسَنِ الْأَخِیرِ علیه السلام فَأَمَرَ الْخَلِیفَةُ الْحَاجِبَ وَ أَهْلَ الْمَمْلَكَةِ أَنْ یَخْرُجُوا إِلَی الِاسْتِسْقَاءِ فَخَرَجُوا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَةٍ إِلَی الْمُصَلَّی وَ یَدْعُونَ فَمَا سُقُوا

ص: 270


1- 1. فی نسخة الأصل و هكذا نسخة الكمبانیّ:« من أهل السبت سماه أبا الخیر». و ما فی المتن هو الصواب طبقا لنسخة الاربلی فی كشف الغمّة ج 3 ص 311.
2- 2. أخرجه الاربلی فی كشف الغمّة ج 3 ص 311.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 425.

فَخَرَجَ الْجَاثَلِیقُ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ مَعَهُ النَّصَارَی وَ الرُّهْبَانُ وَ كَانَ فِیهِمْ رَاهِبٌ فَلَمَّا مَدَّ یَدَهُ هَطَلَتِ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ فَشَكَّ أَكْثَرُ النَّاسِ وَ تَعَجَّبُوا وَ صَبَوْا إِلَی دِینِ النَّصْرَانِیَّةِ فَأَنْفَذَ الْخَلِیفَةُ إِلَی الْحَسَنِ علیه السلام وَ كَانَ مَحْبُوساً فَاسْتَخْرَجَهُ مِنْ مَحْبَسِهِ وَ قَالَ الْحَقْ أُمَّةَ جَدِّكَ فَقَدْ هَلَكَتْ فَقَالَ إِنِّی خَارِجٌ فِی الْغَدِ وَ مُزِیلُ الشَّكِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَخَرَجَ الْجَاثَلِیقُ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَ الرُّهْبَانُ مَعَهُ وَ خَرَجَ الْحَسَنُ علیه السلام فِی نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِالرَّاهِبِ وَ قَدْ مَدَّ یَدَهُ أَمَرَ بَعْضَ مَمَالِیكِهِ أَنْ یَقْبِضَ عَلَی یَدِهِ الْیُمْنَی وَ یَأْخُذَ مَا بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ فَفَعَلَ وَ أَخَذَ مِنْ بَیْنِ سَبَّابَتَیْهِ عَظْماً أَسْوَدَ فَأَخَذَهُ الْحَسَنُ علیه السلام بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ اسْتَسْقِ الْآنَ فَاسْتَسْقَی وَ كَانَ السَّمَاءُ مُتَغَیِّماً فَتَقَشَّعَتْ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ بَیْضَاءَ فَقَالَ الْخَلِیفَةُ مَا هَذَا الْعَظْمُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ علیه السلام هَذَا رَجُلٌ مَرَّ بِقَبْرِ نَبِیٍّ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَوَقَعَ إِلَی یَدِهِ هَذَا الْعَظْمُ وَ مَا كُشِفَ مِنْ عَظْمِ نَبِیٍّ إِلَّا وَ هَطَلَتِ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ(1).

بیان: صبا إلی الشی ء مال.

«38»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَبَشِیُّ قَالَ: كُنْتُ أَزُورُ الْعَسْكَرَ فِی شَعْبَانَ فِی أَوَّلِهِ ثُمَّ أَزُورُ الْحُسَیْنَ علیه السلام فِی النِّصْفِ فَلَمَّا كَانَ فِی سَنَةٍ مِنَ السِّنِینَ وَرَدْتُ الْعَسْكَرَ قَبْلَ شَعْبَانَ وَ ظَنَنْتُ أَنِّی لَا أَزُورُهُ فِی شَعْبَانَ فَلَمَّا دَخَلَ شَعْبَانُ قُلْتُ لَا أَدَعُ زِیَارَةً كُنْتُ أَزُورُهَا وَ خَرَجْتُ إِلَی الْعَسْكَرِ وَ كُنْتُ إِذَا وَافَیْتُ الْعَسْكَرَ أَعْلَمْتُهُمْ بِرُقْعَةٍ أَوْ رِسَالَةٍ فَلَمَّا كَانَ فِی هَذِهِ الْمَرَّةِ قُلْتُ أَجْعَلُهَا زِیَارَةً خَالِصَةً لَا أَخْلِطُهَا بِغَیْرِهَا وَ قُلْتُ لِصَاحِبِ الْمَنْزِلِ أُحِبُّ أَنْ لَا تُعْلِمَهُمْ بِقُدُومِی فَلَمَّا أَقَمْتُ لَیْلَةً جَاءَنِی صَاحِبُ الْمَنْزِلِ بِدِینَارَیْنِ وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ مُتَعَجِّباً وَ یَقُولُ

ص: 271


1- 1. مختار الخرائج ص 214، و أخرجه فی كشف الغمّة ج 3 ص 311.

بُعِثَ إِلَیَّ بِهَذَیْنِ الدِّینَارَیْنِ وَ قِیلَ لِیَ ادْفَعْهُمَا إِلَی الْحَبَشِیِّ وَ قُلْ لَهُ مَنْ كَانَ فِی طَاعَةِ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ فِی حَاجَتِهِ (1).

«39»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ بَذْلٍ مَوْلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ مِنْ رَأْسِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام نُوراً سَاطِعاً إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ نَائِمٌ (2).

كشف، [كشف الغمة] من كتاب الدلائل: مثله (3).

«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَوْماً فَإِنِّی جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذَا ذَكَرْتُ مِنْدِیلًا كَانَ مَعِی فِیهِ خَمْسُونَ دِینَاراً فَتَقَلْقَلْتُ لَهَا وَ مَا تَكَلَّمْتُ بِشَیْ ءٍ وَ لَا أَظْهَرْتُ مَا خَطَرَ بِبَالِی فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ مَحْفُوظَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَتَیْتُ الْمَنْزِلَ فَرَدَّهَا إِلَیَّ أَخِی (4).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن علی: مثله (5).

«41»- قب، [المناقب](6) لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْعَیْنَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَأَعْطَشُ وَ أُجِلُّهُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ فَیَقُولُ یَا غُلَامُ اسْقِهِ وَ رُبَّمَا حَدَّثْتُ نَفْسِی بِالنُّهُوضِ فَأُفَكِّرُ فِی ذَلِكَ فَیَقُولُ یَا غُلَامُ دَابَّتَهُ (7).

ص: 272


1- 1. مختار الخرائج ص 215.
2- 2. المصدر ص 215.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 307.
4- 4. مختار الخرائج ص 215.
5- 5. كشف الغمّة ج 3 ص 305.
6- 6. المناقب ج 4 ص 433.
7- 7. لم نجده فی مختار الخرائج، و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 512، و فیه توصیف أبی العیناء أنّه مولی عبد الصمد بن علی، عتاقة، و الرجل أبو عبد اللّٰه محمّد بن القاسم بن خلّاد الأهوازی البصری من تلامذة أبی عبیدة و الأصمعی و أبی زید الأنصاریّ. كان من أوحد عصره فی الشعر و الفنون الادبیة و كان فی عداد الظرفاء و الأذكیاء و كان حاضر الجواب، یجیب أكثر المطالب بالقرآن المجید، و یستشهد به كثیرا. و قال السیّد المرتضی رضوان اللّٰه علیه فی أمالیه المسمی بالغرر و الدرر أن أبا العیناء محمّد بن القاسم الیمامی كان من أحضر الناس جوابا و أجودهم بدیهة و أملحهم نادرة، قال: لما دخلت علی المتوكل دعوت له و كلمته فاستحسن خطابی، فقال یا محمّد بلغنی أن فیك شرا. فقلت یا أمیر المؤمنین ان یكن الشر: ذكر المحسن باحسانه و المسی ء باساءته فقد زكی اللّٰه تعالی و ذمّ فقال فی التزكیة« نعم العبد انه اواب» و قال فی الذم« هماز مشاء بنمیم مناع للخیر معتد أثیم عتل بعد ذلك زنیم». و ان كان الشر كفعل العقرب فلسع النبیّ و الذمی بطبع لا یتمیز فقد صان اللّٰه عبدك من ذلك. و كیف كان فالرجل من موالی عبد الصمد بن علیّ بن عبد اللّٰه بن العباس، أعتقه فصار له ولاؤه، فقیل له الهاشمی انتهی. و حكی عنه انه عمی فی حدود الأربعین من عمره، فسئل یوما: ما ضرك العمی؟ فقال شیئان: أحدهما أنّه فات منی السبق بالسلام، و الثانی أنّه ربما ناظرت الرجل فهو یكفهر وجهه و یعبس و یظهر الكراهیة، و أنا لا أراه حتّی أقطع الكلام توفی بالبصرة سنة 283 أو 284.

«42»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْفَهْفَكِیِّ قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی لِبَعْضِ الْأُمُورِ وَ قَدْ طَالَ مُقَامِی بِهَا فَغَدَوْتُ یَوْمَ الْمَوْكِبِ وَ جَلَسْتُ فِی شَارِعِ أَبِی قَطِیعَةَ بْنِ دَاوُدَ إِذْ طَلَعَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یُرِیدُ دَارَ الْعَامَّةِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَقُولُ لَهُ یَا سَیِّدِی إِنْ كَانَ الْخُرُوجُ عَنْ سُرَّ مَنْ رَأَی خَیْراً فَأَظْهِرِ التَّبَسُّمَ فِی وَجْهِی فَلَمَّا دَنَا مِنِّی تَبَسَّمَ تَبَسُّماً جَیِّداً فَخَرَجْتُ مِنْ یَوْمِی فَأَخْبَرَنِی أَصْحَابُنَا أَنَّ غَرِیماً كَانَ لَهُ عِنْدِی مَالٌ قَدِمَ یَطْلُبُنِی وَ لَوْ ظَفِرَ بِی یَهْتِكُنِی لِأَنَّ مَالَهُ لَمْ یَكُنْ عِنْدِی شَاهِداً(1).

«43»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سَمِیعٌ الْمِسْمَعِیُّ یُؤْذِینِی كَثِیراً وَ یَبْلُغُنِی عَنْهُ مَا أَكْرَهُ وَ كَانَ مُلَاصِقاً لِدَارِی فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ

ص: 273


1- 1. مختار الخرائج ص 215.

الدُّعَاءَ بِالْفَرَجِ مِنْهُ فَرَجَعَ الْجَوَابُ أَبْشِرْ بِالْفَرَجِ سَرِیعاً وَ یَقْدَمُ عَلَیْكَ مَالٌ مِنْ نَاحِیَةِ فَارِسَ وَ كَانَ لِی بِفَارِسَ ابْنُ عَمٍّ تَاجِرٌ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَارِثٌ غَیْرِی فَجَاءَنِی مَالُهُ بَعْدَ مَا مَاتَ بِأَیَّامٍ یَسِیرَةٍ وَ وَقَّعَ فِی الْكِتَابِ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَ تُبْ إِلَیْهِ مِمَّا تَكَلَّمْتَ بِهِ وَ ذَلِكَ أَنِّی كُنْتُ یَوْماً مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ النُّصَّابِ فَذَكَرُوا أَبَا طَالِبٍ حَتَّی ذَكَرُوا مَوْلَایَ فَخُضْتُ مَعَهُمْ لِتَضْعِیفِهِمْ أَمْرَهُ فَتَرَكْتُ الْجُلُوسَ مَعَ الْقَوْمِ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ أَرَادَ ذَلِكَ (1).

«44»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ (2) الْعَبْدِیِّ قَالَ: خَلَّفْتُ ابْنِی بِالْبَصْرَةِ عَلِیلًا وَ كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِی فَكَتَبَ إِلَیَّ رَحِمَ اللَّهُ ابْنَكَ إِنْ كَانَ مُؤْمِناً قَالَ الْحَجَّاجُ فَوَرَدَ عَلَیَّ كِتَابٌ مِنَ الْبَصْرَةِ أَنَّ ابْنِی مَاتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ الَّذِی كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ بِمَوْتِهِ وَ كَانَ ابْنِی شَكَّ فِی الْإِمَامَةِ لِلِاخْتِلَافِ الَّذِی جَرَی بَیْنَ الشِّیعَةِ(3).

كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن الحجاج: مثله (4).

«45»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَقَعَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ هُوَ صَغِیرٌ فِی بِئْرِ الْمَاءِ وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِی الصَّلَاةِ وَ النِّسْوَانُ یَصْرُخْنَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ لَا بَأْسَ فَرَأَوْهُ وَ قَدِ ارْتَفَعَ الْمَاءُ إِلَی رَأْسِ الْبِئْرِ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَی رَأْسِ الْمَاءِ یَلْعَبُ بِالْمَاءِ.

«46»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَهَّرٍ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ یَسْأَلُهُ عَمَّنْ وَقَفَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی أتوالاهم [أَتَوَلَّاهُمْ] أَمْ أَتَبَرَّأُ مِنْهُمْ فَكَتَبَ أَ تَتَرَحَّمُ عَلَی عَمِّكَ لَا رَحِمَ اللَّهُ عَمَّكَ وَ تَبَرَّأْ مِنْهُ أَنَا إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِی ءٌ فَلَا تتوالاهم [تَتَوَلَّاهُمْ] وَ لَا تَعُدْ مَرْضَاهُمْ وَ لَا تَشْهَدْ جَنَائِزَهُمْ وَ لا تُصَلِّ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً

ص: 274


1- 1. مختار الخرائج ص 215.
2- 2. الحجاج بن سفیان العبدی، خ.
3- 3. المصدر ص 215.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 301.

سَوَاءٌ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ أَوْ زَادَ إِمَاماً لَیْسَتْ إِمَامَتُهُ مِنَ اللَّهِ وَ جَحَدَ أَوْ قَالَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ(1) إِنَّ الْجَاحِدَ أَمْرَ آخِرِنَا جَاحِدٌ أَمْرَ أَوَّلِنَا وَ الزَّائِدَ فِینَا كَالنَّاقِصِ الْجَاحِدِ أَمْرَنَا وَ كَانَ هَذَا السَّائِلُ لَمْ یَعْلَمْ أَنَّ عَمَّهُ كَانَ مِنْهُمْ فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ (2).

«47»- یج، [الخرائج و الجرائح]: مِنْ مُعْجِزَاتِهِ أَنَّ قُبُورَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی عَلَیْهَا مِنْ زُرْقِ الْخَفَافِیشِ وَ الطُّیُورِ مَا لَا یُحْصَی وَ یُنْقَی مِنْهَا كُلَّ یَوْمٍ وَ مِنَ الْغَدِ تَكُونُ الْقُبُورُ مَمْلُوءَةً زُرْقاً وَ لَا یُرَی عَلَی رَأْسِ قُبَّةِ الْعَسْكَرِیَّیْنِ وَ لَا عَلَی قِبَابِ مَشَاهِدِ آبَائِهِمَا علیهما السلام زُرْقُ طَیْرٍ فَضْلًا عَلَی قُبُورِهِمْ إِلْهَاماً لِلْحَیَوَانَاتِ إِجْلَالًا لَهُمْ (3).

«48»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام عَلَیْنَا الْحَبْسَ وَ كُنْتُ بِهِ عَارِفاً وَ قَالَ لَكَ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ أَشْهُراً وَ یَوْماً وَ كَانَ مَعِی كِتَابُ دُعَاءٍ وَ عَلَیْهِ تَارِیخُ مَوْلِدِی وَ إِنَّنِی نَظَرْتُ فِیهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ قَالَ هَلْ رُزِقْتَ مِنْ وَلَدٍ قُلْتُ لَا قَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ وَلَداً یَكُونُ لَهُ عَضُداً فَنِعْمَ الْعَضُدُ الْوَلَدُ ثُمَّ تَمَثَّلَ:

مَنْ كَانَ ذَا عَضُدٍ یُدْرِكْ ظُلَامَتَهُ***إِنَّ الذَّلِیلَ الَّذِی لَیْسَتْ لَهُ عَضُدٌ

قُلْتُ أَ لَكَ وَلَدٌ قَالَ إِی وَ اللَّهِ سَیَكُونُ لِی وَلَدٌ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا فَأَمَّا الْآنَ فَلَا ثُمَّ تَمَثَّلَ

ص: 275


1- 1. كذا فی نسخة الأصل و كأنّ المراد بقوله« و جحد أو قال» الخ أن: و سواء من جحد اللّٰه، أو قال انه ثالث ثلاثة. فسوی بین الامام و الاله، فمن زاد اما ما لیست امامته من اللّٰه كان كمن زاد الها غیر اللّٰه، و من جحد اماما كان كمن جحد اللّٰه عزّ و جلّ. و اما نسخة الكشف فهی هكذا: من جحد اماما من اللّٰه أو زاد اماما لیست امامته من اللّٰه كان كمن قال: ان اللّٰه ثالث ثلاثة.
2- 2. أخرجه فی كشف الغمّة ج 3 ص 312.
3- 3. مختار الخرائج ص 215 و 216.

لَعَلَّكَ یَوْماً أَنْ تَرَانِی كَأَنَّمَا***بَنِیَّ حَوَالَیَّ الْأُسُودُ اللَّوَابِدُ

فَإِنَّ تَمِیماً قَبْلَ أَنْ یَلِدَ الْحَصَی-(1)***أَقَامَ زَمَاناً وَ هُوَ فِی النَّاسِ وَاحِدٌ

بیان: اللبدة بالكسر الشعر المتراكب بین كتفیه و الأسد ذو لبدة و أبو لبد كصرد و عنب الأسد و الحصی صغار الحجارة و العدد الكثیر و یقال نحن أكثر منهم حصی أی عددا(2).

«49»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ مَوَالِی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام دَخَلَ عَلَیْهِ یَوْماً وَ كَانَ حَكَّاكَ الْفُصُوصِ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ الْخَلِیفَةَ دَفَعَ إِلَیَّ فَیْرُوزَجاً أَكْبَرَ مَا یَكُونُ وَ أَحْسَنَ مَا یَكُونُ وَ قَالَ انْقُشْ عَلَیْهِ كَذَا وَ كَذَا فَلَمَّا وَضَعْتُ عَلَیْهِ الْحَدِیدَ صَارَ نِصْفَیْنِ وَ فِیهِ هَلَاكِی فَادْعُ اللَّهَ لِی فَقَالَ لَا خَوْفَ عَلَیْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَی بَیْتِی فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَعَانِی

الْخَلِیفَةُ وَ قَالَ لِی إِنَّ حَظِیَّتَیْنِ اخْتَصَمَتَا فِی ذَلِكَ الْفَصِّ وَ لَمْ تَرْضَیَا إِلَّا أَنْ تَجْعَلَ ذَلِكَ نِصْفَیْنِ بَیْنَهُمَا فَاجْعَلْهُ وَ انْصَرَفْتُ وَ أَخَذْتُ وَ قَدْ صَارَ قِطْعَتَیْنِ فَأَخَذْتُهُمَا وَ رَجَعْتُ بِهِمَا إِلَی دَارِ الْخِلَافَةِ فَرَضِیَتَا بِذَلِكَ وَ أَحْسَنَ الْخَلِیفَةُ إِلَیَّ بِسَبَبِ ذَلِكَ فَحَمِدْتُ اللَّهَ.

بیان: الحظوة بالضم و الكسر المكانة و المنزلة و هی حظیتی.

«50»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ ذویر [رَزِینٍ] عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كَانَ یَغْشَی أَبَا مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّ بِسُرَّ مَنْ رَأَی كَثِیراً وَ إِنَّهُ أَتَاهُ یَوْماً فَوَجَدَهُ وَ قَدْ قُدِّمَتْ إِلَیْهِ دَابَّتُهُ لِیَرْكَبَ إِلَی دَارِ السُّلْطَانِ وَ هُوَ مُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ مِنَ الْغَضَبِ وَ كَانَ بِجَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الْعَامَّةِ وَ إِذَا رَكِبَ دَعَا لَهُ وَ جَاءَ بِأَشْیَاءَ یُشَنِّعُ بِهَا عَلَیْهِ وَ كَانَ علیه السلام یَكْرَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ زَادَ الرَّجُلُ فِی الْكَلَامِ وَ أَلَحَّ فَسَارَ حَتَّی انْتَهَی

ص: 276


1- 1. هو تمیم بن مر بن أد بن طابخة بن الیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ینسب إلیه قبیلة تمیم أكثر قبائل العدنانیة عددا.
2- 2. قال الاعشی یفضل عامرا علی علقمة: و لست بالاكثر منهم حصی***و انما العزة للكاثر.

إِلَی مَفْرِقِ الطَّرِیقَیْنِ وَ ضَاقَ عَلَی الرَّجُلِ أَحَدُهُمَا مِنْ كَثْرَةِ الدَّوَابِّ فَعَدَلَ إِلَی طَرِیقٍ یَخْرُجُ مِنْهُ وَ یَلْقَاهُ فِیهِ فَدَعَا علیه السلام بَعْضَ خَدَمِهِ وَ قَالَ لَهُ امْضِ وَ كَفِّنْ هَذَا فَتَبِعَهُ الْخَادِمُ فَلَمَّا انْتَهَی علیه السلام إِلَی السُّوقِ وَ لَحِقَ مَعَهُ خَرَجَ الرَّجُلُ مِنَ الدَّرْبِ لِیُعَارِضَهُ وَ كَانَ فِی الْمَوْضِعِ بَغْلٌ وَاقِفٌ فَضَرَبَهُ الْبَغْلُ فَقَتَلَهُ وَ وَقَفَ الْغُلَامُ فَكَفَّنَهُ كَمَا أَمَرَهُ وَ سَارَ علیه السلام وَ سِرْنَا مَعَهُ (1).

«51»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّبَیْرِیِّ قَبْلَ مَوْتِ الْمُعْتَزِّ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِینَ یَوْماً الْزَمْ بَیْتَكَ حَتَّی یَحْدُثَ الْحَادِثُ فَلَمَّا قُتِلَ بُرَیْحَةُ كَتَبَ إِلَیْهِ قَدْ حَدَثَ الْحَادِثُ فَمَا تَأْمُرُنِی فَكَتَبَ إِلَیْهِ لَیْسَ هَذَا الْحَادِثُ الْحَادِثَ الْآخِرَ فَكَانَ مِنَ الْمُعْتَزِّ مَا كَانَ (3)

ص: 277


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 43، و فیه:« أبو الحسن الموسوی الحیری، عن أبیه قال: قدمت الی أبی محمّد دابة لیركب إلخ. و ألفاظ الحدیث للخرائج علی السیرة التی التزمها قدّس سرّه فی امثال هذه المواضع، فانه إذا رمز لاكثر من واحد من المصادر فانما ینقل لفظ المصدر الذی ذكره اخیرا.
2- 2. الكافی ج 1 ص 506.
3- 3. قال ابن الجوزی: استخلف محمّد بن المتوكل الملقب بالمعتز باللّٰه فی المحرم سنة اثنتین و خمسین و مائتین، و قتل فی الثانی من شهر رمضان او غرة شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین انتهی. و قال المسعودیّ فی كیفیة قتله: فمنهم من قال: منع فی حبسه من الطعام و الشراب فمات، و منهم من قال انه حقن بالماء الحار المغلی فمن أجل ذلك حین أخرج الی الناس وجدوا جوفه وارما. و الأشهر عند العباسیین انه ادخل حماما و اكره علی دخوله ایاه، و كان الحمام محمیا ثمّ منع الخروج منه، ثمّ تنازع هؤلاء فمنهم من قال انه ترك فی الحمام حتّی فاضت نفسه و منهم من ذكر أنّه أخرج من بعد ما كادت نفسه أن تتلف، فاسقی شربة ماء بثلج فتناثر كبده فخمد من فوره، و قیل مات فی الحبس حتف أنفه انتهی. و بریحة كان من مقدمی الاتراك الذین قربهم الخلفاء. منه رحمه اللّٰه فی مرآة العقول.

قَالَ وَ كَتَبَ إِلَی رَجُلٍ آخَرَ یُقْتَلُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ(1)

قَبْلَ قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الْعَاشِرُ قُتِلَ (2).

«52»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3) عَنْ علی [مُحَمَّدِ] بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْكُرْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: ضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ قَالَ لِی أَبِی امْضِ بِنَا حَتَّی نَصِیرَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام فَإِنَّهُ قَدْ وُصِفَ عَنْهُ سَمَاحَةٌ فَقُلْتُ تَعْرِفُهُ فَقَالَ لِی مَا أَعْرِفُهُ وَ لَا رَأَیْتُهُ قَطُّ قَالَ فَقَصَدْنَاهُ قَالَ أَبِی وَ هُوَ فِی طَرِیقِهِ مَا أَحْوَجَنَا إِلَی أَنْ یَأْمُرَ لَنَا بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ لِلدَّقِیقِ وَ مِائَةِ دِرْهَمٍ لِلنَّفَقَةِ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَهُ أَمَرَ لِی بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَةٍ أَشْتَرِی بِهَا حِمَاراً وَ مِائَةٍ لِلنَّفَقَةِ وَ مِائَةٍ لِلْكِسْوَةِ وَ أَخْرُجُ إِلَی الْجَبَلِ (4) فَلَمَّا وَافَیْنَا الْبَابَ خَرَجَ إِلَیْنَا غُلَامُهُ وَ قَالَ یَدْخُلُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ سَلَّمْنَا قَالَ لِأَبِی یَا عَلِیُّ مَا خَلَّفَكَ عَنَّا إِلَی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ یَا سَیِّدِی اسْتَحْیَیْتُ أَنْ أَلْقَاكَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلَامُهُ فَنَاوَلَ أَبِی صُرَّةً وَ قَالَ هَذِهِ خَمْسُمِائَةِ مِائَتَانِ لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَتَانِ لِلدَّقِیقِ وَ مِائَةٌ

ص: 278


1- 1. لا یعرف الرجل، و لعله تصحیف محمّد بن أبی داود، و هو محمّد بن أحمد بن أبی داود القاضی، و قوله« قبل قتله بعشرة أیام» ظرف لقوله« كتب».
2- 2. الإرشاد ص 320.
3- 3. الكافی ج 1 ص 506.
4- 4. یعنی بالجبل بلاد الجبل، و هی همدان و قزوین و قرمیسین و ما والاها، و حدودها آذربیجان، و عراق العرب، و خوزستان، و فارس، و بلاد الدیلم.

لِلنَّفَقَةِ وَ أَعْطَانِی صُرَّةً وَ قَالَ هَذِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَاجْعَلْ مِائَةً فِی ثَمَنِ حِمَارٍ وَ مِائَةً لِلْكِسْوَةِ وَ مِائَةً لِلنَّفَقَةِ وَ لَا تَخْرُجْ إِلَی الْجَبَلِ وَ صِرْ إِلَی سورا [سُورَی] قَالَ فَصَارَ إِلَی سورا [سُورَی](1) وَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْهَا فَدَخْلُهُ الْیَوْمَ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِینَارٍ وَ مَعَ هَذَا یَقُولُ بِالْوَقْفِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُرْدِیُّ أَ تُرِیدُ أَمْراً أَبْیَنَ مِنْ هَذَا فَقَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنَّا عَلَی أَمْرٍ قَدْ جَرَیْنَا عَلَیْهِ (2).

«53»- قب، [المناقب](3)

لابن شهرآشوب شا، [الإرشاد] أَبُو عَلِیِّ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام الْحَاجَةَ فَحَكَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ فَأَخْرَجَ مِنْهَا سَبِیكَةً فِیهَا نَحْوَ الْخَمْسِمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ خُذْهَا یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ أَعْذِرْنَا(4).

«54»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (5) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْمُطَهَّرِیِّ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ مِنَ الْقَادِسِیَّةِ(6)

یُعْلِمُهُ انْصِرَافَ النَّاسِ عَنِ الْمُضِیِّ إِلَی الْحَجِّ وَ أَنَّهُ یَخَافُ الْعَطَشَ إِنْ مَضَی فَكَتَبَ إِلَیْهِ علیه السلام امْضُوا وَ لَا خَوْفَ عَلَیْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمَضَی مَنْ بَقِیَ سَالِمِینَ وَ لَمْ یَجِدُوا عَطَشاً(7).

ص: 279


1- 1. سوری كطوبی موضع بالعراق و هو من بلد السریانیین، و موضع من أعمال بغداد، و قد یمد، راجع ج 2 ص 54 من القاموس.
2- 2. الإرشاد ص 320 و 321.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 431.
4- 4. إرشاد المفید ص 322، و قد رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 507، و فیه: فحك بسوطه الأرض قال: و أحسبه غطاه بمندیل و أخرج خمسمائة دینار إلخ.
5- 5. الكافی ج 1 ص 507 و 508.
6- 6. قال الفیروزآبادی: القادسیة بلدة قرب الكوفة، مربها إبراهیم علیه السلام فوجد بها عجوزا فغسلت رأسه، فقال: قدست من أرض فسمیت بالقادسیة، و دعا لها أن تكون محلة الحاجّ، راجع ج 2 ص 239.
7- 7. الإرشاد ص 322.

«55»- شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ(1)

عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: نَزَلَ بِالْجَعْفَرِیِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ(2) خَلْقٌ كَثِیرٌ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِمْ فَكَتَبَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَشْكُو ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ تُكْفَوْنَهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فِی نَفَرٍ یَسِیرٍ وَ الْقَوْمُ یَزِیدُونَ عَلَی عِشْرِینَ أَلْفَ نَفْسٍ وَ هُوَ فِی أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ فَاسْتَبَاحَهُمْ (3).

بیان: استباحهم أی استأصلهم.

«56»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قَعَدْتُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ فَلَمَّا مَرَّ بِی شَكَوْتُ إِلَیْهِ الْحَاجَةَ وَ حَلَفْتُ أَنَّهُ لَیْسَ عِنْدِی دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ وَ لَا غَدَاءٌ وَ لَا عَشَاءٌ قَالَ فَقَالَ تَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِباً وَ قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ لَیْسَ قَوْلِی هَذَا دَفْعاً لَكَ عَنِ الْعَطِیَّةِ أَعْطِهِ یَا غُلَامُ مَا مَعَكَ فَأَعْطَانِی غُلَامُهُ مِائَةَ دِینَارٍ

ص: 280


1- 1. الاسناد فی كتاب الإرشاد هكذا: أخبرنی أبو القاسم- جعفر بن محمّد بن قولویه- عن محمّد بن یعقوب، عن علیّ بن محمّد، و الحدیث فی الكافی ج 1 ص 508.
2- 2. المراد بجعفر جعفر بن أبی طالب الطیار، و قیل: لعل المراد بجعفر، ابن المتوكل لانه أراد المستعین قتل من یحتمل أن یدعی الخلافة، و قتل جمعا من الامراء، و بعث جیشا لقتل الجعفری و هو رجل من أولاد جعفر المتوكل، استبصر الحق و نسب نفسه الی جعفر الصادق علیه السلام باعتبار المذهب، فلما حوصر بنزول الجیش بساحته كتب الی أبی محمّد علیه السلام و سأله الدعاء لدفع المكروه فأجاب علیه السلام بالمذكور فی هذا الحدیث انتهی. قال المصنّف قدّس سرّه فی المرآة بعد نقل هذا الكلام: و لا أدری أنّه رحمه اللّٰه قال هذا تخمینا، أو رآه فی كتاب لم أظفر علیه.
3- 3. الإرشاد ص 322.
4- 4. الكافی ج 1 ص 509.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّكَ تُحْرَمُ الدَّنَانِیرَ الَّتِی دَفَنْتَهَا أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَیْهَا وَ صَدَقَ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنِّی أَنْفَقْتُ مَا وَصَلَنِی بِهِ وَ اضْطُرِرْتُ ضَرُورَةً شَدِیدَةً إِلَی شَیْ ءٍ أُنْفِقُهُ وَ انْغَلَقَتْ عَلَیَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ فَنَبَّشْتُ عَنِ الدَّنَانِیرِ الَّتِی كُنْتُ دَفَنْتُهَا فَلَمْ أَجِدْهَا فَنَظَرْتُ فَإِذَا ابْنٌ لِی قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا فَأَخَذَهَا وَ هَرَبَ فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلَی شَیْ ءٍ(1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن إسماعیل: مثله.

«57»- نجم، [كتاب النجوم] نُقِلَتْ مِنْ خَطِّ مَنْ حَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْفَذَنِی وَالِدِی مَعَ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی الْقَلَّاءِ صَاعِدٍ النَّصْرَانِیِّ لِأَسْمَعَ مِنْهُ مَا رَوَی عَنْ أَبِیهِ مِنْ حَدِیثِ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام فَأَوْصَلَنِی إِلَیْهِ فَرَأَیْتُ رَجُلًا مُعَظَّماً وَ أَعْلَمْتُهُ السَّبَبَ فِی قَصْدِی فَأَدْنَانِی وَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی أَنَّهُ خَرَجَ وَ إِخْوَتُهُ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِهِ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی لِلظُّلَامَةِ مِنَ الْعَامِلِ فَإِذَا(2) بِسُرَّ مَنْ رَأَی فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ إِذَا بِمَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام عَلَی بَغْلَةٍ وَ عَلَی رَأْسِهِ شَاشَةٌ وَ عَلَی كَتِفِهِ طَیْلَسَانٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا الرَّجُلُ یَدَّعِی بَعْضُ الْمُسْلِمِینَ أَنَّهُ یَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ قُلْتُ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَی هَذَا فَیُحَوِّلُ مُقَدَّمَ الشَّاشَةِ إِلَی مُؤَخَّرِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ فَقُلْتُ هَذَا اتِّفَاقٌ وَ لَكِنَّهُ سَیُحَوِّلُ طَیْلَسَانَهُ الْأَیْمَنَ إِلَی الْأَیْسَرِ وَ الْأَیْسَرَ إِلَی الْأَیْمَنِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ هُوَ یَسِیرٌ وَ قَدْ وَصَلَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا صَاعِدُ لِمَ لَا تَشْغَلُ بِأَكْلِ حِیدَانِكَ عَمَّا لَا أَنْتَ مِنْهُ وَ لَا إِلَیْهِ وَ كُنَّا نَأْكُلُ سَمَكاً هَذَا لَفْظَةُ حَدِیثِهِ نَقَلْنَاهُ كَمَا رَأَیْنَاهُ وَ رُوِّینَاهُ وَ مَنْ عَرَفَ كَیْفَ عَرَفْنَاهُ كَانَ كَمَنْ شَاهَدَ ذَلِكَ وَ سَمِعَهُ وَ رَآهُ وَ أَسْلَمَ صَاعِدُ بْنُ مَخْلَدٍ وَ كَانَ وَزِیراً لِلْمُعْتَمِدِ.

ص: 281


1- 1. الإرشاد ص 323.
2- 2. فاذا أنا ظ.

بیان: قوله لم لا تشغل بأكل حیدانك كذا كان فی المنقول منه و لعله تصحیف (1)

جیداتك أی اللحوم الجیدة أو حنذاتك من قولهم حنذت الشاة حنذا أی شویتها و جعلت فوقها حجارة محماة لینضجها فهی حنیذ و وصف السمك بأنه لا أنت منه و لا إلیه لأنه یحصل من الماء و یعیش فیه و أصل الإنسان من التراب و مرجعه إلیه فلا یوافقه فی الطبع.

«58»- نجم، [كتاب النجوم] رُوِّینَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی مُسْلِمٍ أَبِی عَلِیٍّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ جَارِیَتِی حَامِلٌ أَسْأَلُهُ أَنْ یُسَمِّیَ مَا فِی بَطْنِهَا فَكَتَبَ سَمِّ مَا فِی بَطْنِهَا إِذَا ظَهَرَتْ ثُمَّ مَاتَتْ بَعْدَ شَهْرٍ مِنْ وِلَادَتِهَا فَبَعَثَ إِلَیَّ بِخَمْسِینَ دِینَاراً عَلَی یَدِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الصَّوَّافِ وَ قَالَ اشْتَرِ بِهَذِهِ جَارِیَةً.

«59»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كَافُورٌ الْخَادِمُ قَالَ: كَانَ یُونُسُ النَّقَّاشُ یَغْشَی سَیِّدَنَا الْإِمَامَ وَ یَخْدُمُهُ فَجَاءَهُ یَوْماً یُرْعَدُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی أُوصِیكَ بِأَهْلِی خَیْراً قَالَ وَ مَا الْخَبَرُ قَالَ عَزَمْتُ عَلَی الرَّحِیلِ قَالَ وَ لِمَ یَا یُونُسُ وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ قَالَ وَجَّهَ إِلَیَّ ابْنُ بَغَا بِفَصٍّ لَیْسَ لَهُ قِیمَةٌ أَقْبَلْتُ أُنَقِّشُهُ فَكَسَرْتُهُ بِاثْنَیْنِ وَ مَوْعِدُهُ غَداً وَ هُوَ ابْنُ بَغَا إِمَّا أَلْفُ سَوْطٍ أَوِ الْقَتْلُ قَالَ امْضِ إِلَی مَنْزِلِكَ إِلَی غَدٍ فَرُحْ لَا یَكُونُ إِلَّا خَیْراً فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَاهُ بُكْرَةً یُرْعَدُ فَقَالَ قَدْ جَاءَ الرَّسُولُ یَلْتَمِسُ الْفَصَّ فَقَالَ امْضِ إِلَیْهِ فَلَنْ تَرَی إِلَّا خَیْراً قَالَ وَ مَا أَقُولُ لَهُ یَا سَیِّدِی قَالَ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ امْضِ إِلَیْهِ وَ اسْمَعْ مَا یُخْبِرُكَ بِهِ فَلَا یَكُونُ إِلَّا خَیْراً قَالَ فَمَضَی وَ عَادَ یَضْحَكُ وَ قَالَ قَالَ لِی یَا سَیِّدِی الْجَوَارِی اخْتَصَمْنَ فَیُمْكِنُكَ أَنْ تَجْعَلَهُ اثْنَیْنِ حَتَّی نُغْنِیكَ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ إِذْ جَعَلْتَنَا مِمَّنْ یَحْمَدُكَ حَقّاً فَأَیْشٍ قُلْتَ لَهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ حَتَّی أَتَأَمَّلَ أَمْرَهُ فَقَالَ أَصَبْتَ (2).

ص: 282


1- 1. و لعله تصحیف« حیتانك» لقربه فی الصورة، و هو السمك.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 427.

بیان: قد أوردنا هذه القصة بعینها فی معجزات أبی الحسن الهادی علیه السلام و هو الظاهر لأن كافور [كافورا] من أصحابه علیه السلام.

«60»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: دَعَانِی سَیِّدِی أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَدَفَعَ إِلَیَّ خَشَبَةً كَأَنَّهَا رِجْلُ بَابٍ مُدَوَّرَةٍ طَوِیلَةٍ مِلْ ءَ الْكَفِّ فَقَالَ صِرْ بِهَذِهِ الْخَشَبَةِ إِلَی الْعَمْرِیِّ فَمَضَیْتُ فَلَمَّا صِرْتُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ عَرَضَ لِی سَقَّاءٌ مَعَهُ بَغْلٌ فَزَاحَمَنِی الْبَغْلُ عَلَی الطَّرِیقِ فَنَادَانِی السَّقَّاءُ ضَحِّ عَلَی الْبَغْلِ (1) فَرَفَعْتُ الْخَشَبَةَ الَّتِی كَانَتْ مَعِی فَضَرَبْتُ بِهَا الْبَغْلَ فَانْشَقَّتْ فَنَظَرْتُ إِلَی كَسْرِهَا فَإِذَا فِیهَا كُتُبٌ فَبَادَرْتُ سَرِیعاً فَرَدَدْتُ الْخَشَبَةَ إِلَی كُمِّی فَجَعَلَ السَّقَّاءُ یُنَادِینِی وَ یَشْتِمُنِی وَ یَشْتِمُ صَاحِبِی فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الدَّارِ رَاجِعاً اسْتَقْبَلَنِی عِیسَی الْخَادِمُ عِنْدَ الْبَابِ الثَّانِی فَقَالَ یَقُولُ لَكَ مَوْلَایَ أَعَزَّهُ اللَّهُ لِمَ ضَرَبْتَ الْبَغْلَ وَ كَسَرْتَ رِجْلَ الْبَابِ فَقُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی لَمْ أَعْلَمْ مَا فِی رِجْلِ الْبَابِ فَقَالَ وَ لِمَ احْتَجْتَ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلًا تَحْتَاجُ أَنْ تَعْتَذِرَ مِنْهُ إِیَّاكَ بَعْدَهَا أَنْ تَعُودَ إِلَی مِثْلِهَا وَ إِذَا سَمِعْتَ لَنَا شَاتِماً فَامْضِ لِسَبِیلِكَ الَّتِی أُمِرْتَ بِهَا وَ إِیَّاكَ أَنْ تُجَاوِبَ مَنْ یَشْتِمُنَا أَوْ تُعَرِّفَهُ مَنْ أَنْتَ فَإِنَّا بِبَلَدِ سَوْءٍ وَ مِصْرَ سَوْءٍ وَ امْضِ فِی طَرِیقِكَ فَإِنَّ أَخْبَارَكَ وَ أَحْوَالَكَ تُرَدُّ إِلَیْنَا فَاعْلَمْ ذَلِكَ (2).

إِدْرِیسُ بْنُ زِیَادٍ الْكَفَرْتُوثَائِیُّ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِیهِمْ قَوْلًا عَظِیماً فَخَرَجْتُ إِلَی الْعَسْكَرِ لِلِقَاءِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَدِمْتُ وَ عَلَیَّ أَثَرُ السَّفَرِ وَ وَعْثَاؤُهُ فَأَلْقَیْتُ نَفْسِی

ص: 283


1- 1. فی النسخ« صح علی البغل» و فیه تصحیف، و الصحیح كما فی الصلب:« ضح عن البغل» امر من التضحیة، و هی تخلیة السبیل و التأنی و التأخر عنه، و قال الجوهریّ: ضحیت عن الشی ء: رفقت به، وضح رویدا ای لا تعجل، و قال زید الخیل الطائی: و لو أن نصرا اصلحت ذات بینها***لضحت رویدا عن مطالبها عمرو و هذا المعنی هو المناسب للمقام، فان السقاء، انما ناداه بذلك طلبا منه أن یخلی السبیل للبغل، لا أن یصحّ علی البغل.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 427 و 428.

عَلَی دُكَّانِ حَمَّامٍ فَذَهَبَ بِیَ النَّوْمُ فَمَا انْتَبَهْتُ إِلَّا بِمِقْرَعَةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَدْ قَرَعَنِی بِهَا حَتَّی اسْتَیْقَظْتُ فَعَرَفْتُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَقُمْتُ قَائِماً أُقَبِّلُ قَدَمَهُ وَ فَخِذَهُ وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ الْغِلْمَانُ مِنْ حَوْلِهِ فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَلَقَّانِی بِهِ أَنْ قَالَ یَا إِدْرِیسُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ-(1) فَقُلْتُ حَسْبِی یَا مَوْلَایَ وَ إِنَّمَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا قَالَ فَتَرَكَنِی وَ مَضَی (2).

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مَطْلَ غَرِیمٍ لِی فَكَتَبَ إِلَیَّ عَنْ قَرِیبٍ یَمُوتُ وَ لَا یَمُوتُ حَتَّی یُسَلِّمَ إِلَیْكَ مَا لَكَ عِنْدَهُ فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا وَ قَدْ دَقَّ عَلَیَّ الْبَابَ وَ مَعَهُ مَالِی وَ جَعَلَ یَقُولُ اجْعَلْنِی فِی حِلٍّ مِمَّا مَطَلْتُكَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَوْجِبِهِ فَقَالَ إِنِّی رَأَیْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی مَنَامِی وَ هُوَ یَقُولُ لِیَ ادْفَعْ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی مَا لَهُ عِنْدَكَ فَإِنَّ أَجَلَكَ قَدْ حَضَرَ وَ اسْأَلْهُ أَنْ یَجْعَلَكَ فِی حِلٍّ مِنْ مَطْلِكَ (3).

حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّرْوِیُّ قَالَ: أَمْلَقْتُ وَ عَزَمْتُ عَلَی الْخُرُوجِ إِلَی یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ عَمِّی بِحَرَّانَ وَ كَتَبْتُ أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی فَجَاءَ الْجَوَابُ لَا تَبْرَحْ فَإِنَّ اللَّهَ یَكْشِفُ مَا بِكَ وَ ابْنُ عَمِّكَ قَدْ مَاتَ وَ كَانَ كَمَا قَالَ وَ وَصَلْتُ إِلَی تَرَكَتِهِ (4).

إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی یَحْیَی الْقَنْبَرِیُّ قَالَ: كَانَ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَكِیلٌ قَدِ اتَّخَذَ مَعَهُ فِی الدَّارِ حُجْرَةً یَكُونُ مَعَهُ خَادِمٌ أَبْیَضُ فَرَاوَدَ الْوَكِیلُ الْخَادِمَ عَلَی نَفْسِهِ فَأَبَی أَنْ یَأْتِیَهُ إِلَّا بِنَبِیذٍ فَاحْتَالَ لَهُ بِنَبِیذٍ ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَیْهِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ مُغْلَقَةٍ قَالَ فَحَدَّثَنِی الْوَكِیلُ قَالَ إِنِّی لَمُنْتَبِهٌ إِذَا أَنَا بِالْأَبْوَابِ تُفْتَحُ حَتَّی جَاءَ

ص: 284


1- 1. الأنبیاء: 26 و 27.
2- 2. المناقب ج 4 ص 428.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 429.
4- 4. المناقب ج 4 ص 429.

بِنَفْسِهِ فَوَقَفَ عَلَی بَابِ الْحُجْرَةِ ثُمَّ قَالَ یَا هَؤُلَاءِ خَافُوا اللَّهَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَمَرَ بِبَیْعِ الْخَادِمِ وَ إِخْرَاجِی مِنَ الدَّارِ(1).

سُفْیَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِیُ (2)

قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِیجَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً(3) قُلْتُ فِی نَفْسِی لَا فِی الْكِتَابِ مَنْ تَرَی الْمُؤْمِنَ هَاهُنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْوَلِیجَةُ الَّتِی تُقَامُ دُونَ وَلِیِّ الْأَمْرِ وَ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ یُؤْمِنُونَ عَلَی اللَّهِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُمْ (4).

أَشْجَعُ بْنُ الْأَقْرَعِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لِی مِنْ وَجَعِ عَیْنِی وَ كَانَتْ إِحْدَی عَیْنَیَّ ذَاهِبَةً وَ الْأُخْرَی عَلَی شرف هَارٍ فَكَتَبَ إِلَیَّ حَبَسَ اللَّهُ عَلَیْكَ عَیْنَیْكَ فَأَقَامَتِ الصَّحِیحَةُ وَ وَقَّعَ فِی آخِرِ الْكِتَابِ آجَرَكَ اللَّهُ وَ أَحْسَنَ ثَوَابَكَ فَاغْتَمَمْتُ بِذَلِكَ وَ لَمْ أَعْرِفْ فِی أَهْلِی أَحَداً مَاتَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ جَاءَنِی وَفَاةُ ابْنِی طَیِّبٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِیَةَ لَهُ (5).

عُمَرُ بْنُ أَبِی مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَیْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ یُقَالُ لَهُ سَیْفُ بْنُ اللَّیْثِ یَتَظَلَّمُ إِلَی المهدی [الْمُهْتَدِی] فِی ضَیْعَةٍ لَهُ غَصَبَهَا شَفِیعٌ الْخَادِمُ وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا فَأَشَرْنَا إِلَیْهِ أَنْ یَكْتُبَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَسْأَلُهُ تَسْهِیلَ أَمْرِهَا فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام

ص: 285


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 433. و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 511.
2- 2. فی المصدر المطبوع: الصیفی. و قد روی القصة فی الكافی ج 1 ص 508 و فیه الضبعی، طبقا للمتن.
3- 3. براءة: 15.
4- 4. المصدر ج 4 ص 432، و فیه: فهم الأئمّة الذین یؤمنون علی اللّٰه، فنحن ایاهم.
5- 5. كتاب المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 432. و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 510.

لَا بَأْسَ عَلَیْكَ ضَیْعَتُكَ تُرَدُّ عَلَیْكَ فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَی السُّلْطَانِ وَ أْتِ الْوَكِیلَ الَّذِی فِی یَدِهِ الضَّیْعَةُ وَ خَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَلَقِیَهُ فَقَالَ لَهُ الْوَكِیلُ الَّذِی فِی یَدِهِ الضَّیْعَةُ قَدْ كُتِبَ إِلَیَّ عِنْدَ خُرُوجِكَ أَنْ أَطْلُبَكَ وَ أَنْ أَرُدَّ الضَّیْعَةَ عَلَیْكَ فَرَدَّهَا عَلَیْهِ بِحُكْمِ الْقَاضِی ابْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ (1) وَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَ لَمْ یَحْتَجْ أَنْ یَتَقَدَّمَ إِلَی الْمُهْتَدِی فَصَارَتِ الضَّیْعَةُ لَهُ (2).

عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام یَشْكُو عَبْدَ الْعَزِیزِ بْنَ دُلَفَ وَ یَزِیدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَمَّا عَبْدُ الْعَزِیزِ فَقَدْ كُفِیتَهُ وَ أَمَّا یَزِیدُ فَإِنَّ لَكَ وَ لَهُ مَقَاماً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِیزِ وَ قَتَلَ یَزِیدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ(3).

أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ أَنْ یَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلَی خَطِّهِ فَأَعْرِفَهُ إِذَا وَرَدَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْخَطَّ سَیَخْتَلِفُ عَلَیْكَ مَا بَیْنَ الْقَلَمِ الْغَلِیظِ وَ الْقَلَمِ الدَّقِیقِ فَلَا تَشُكَّنَّ ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِی كَتَبَ بِهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَقْبَلَ یُحَدِّثُنِی وَ هُوَ یَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِیلِ الدَّوَاةِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ هَاكَ یَا أَحْمَدُ فَنَاوَلَنِیهِ [فَتَنَاوَلْتُهُ] الْخَبَرَ(4).

«61»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ (5): مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَنَاوَلَنِیهِ

ص: 286


1- 1. هو أحمد بن محمّد بن عبد اللّٰه الاموی كان قاضی بغداد من عهد المتوكل الی زمن المقتدر، توفّی سنة 317، و بنو ابی الشوارب بیت مشهور ببغداد.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 432 و 433، و قد رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 512.
3- 3. المصدر ص 433، و تراه فی الكافی ج 1 ص 513.
4- 4. كتاب المناقب ج 4 ص 433 و 434.
5- 5. أبو علیّ أحمد بن إسحاق بن عبد اللّٰه بن سعد بن مالك بن الاحوص الأشعریّ القمّیّ، كان وافد القمیین، روی عن أبی جعفر الثانی و أبی الحسن الثالث علیهما السلام و كان من خاصّة أبی محمّد العسكریّ علیه السلام، و له كتب. و الرجل ثقة ثقة و هو ابن عم أحمد بن محمّد بن عیسی الأشعریّ القمّیّ الذی مر ترجمته فی ص 119، من هذا المجلد. استأذن الصاحب علیه السلام علی ید الحسین بن روح النوبختی للحج، فاذن له و نعی إلیه نفسه، فلما انصرف من الحجّ، و بلغ حلوان مات بها، و قد روی فی خبر أخرجه المؤلّف قدّس سرّه بابا علی حدة فی ج 52 ص 78- 89 من طبعتنا هذه- أنه ممن تشرف بخدمة صاحب الامر، و لم یصحّ ذلك، و من أراد فله أن یراجع ما علقناه علی ذلك الخبر.

فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَغْتَمُّ بِشَیْ ءٍ یُصِیبُنِی فِی نَفْسِی وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ فَلَمْ یُقْضَ لِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ مَا هُوَ یَا أَحْمَدُ فَقُلْتُ سَیِّدِی رُوِیَ لَنَا عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی أَقْفِیَتِهِمْ وَ نَوْمَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَیْمَانِهِمْ وَ نَوْمَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی شَمَائِلِهِمْ (1) وَ نَوْمَ الشَّیَاطِینِ عَلَی وُجُوهِهِمْ فَقَالَ كَذَلِكَ هُوَ فَقُلْتُ سَیِّدِی فَإِنِّی أَجْتَهِدُ أَنْ أَنَامَ عَلَی یَمِینِی فَمَا یُمْكِنُنِی وَ لَا یَأْخُذُنِی النَّوْمُ عَلَیْهَا فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ یَا أَحْمَدُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ أَدْخِلْ یَدَكَ تَحْتَ ثِیَابِكَ فَأَدْخَلْتُهَا فَأَخْرَجَ یَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِیَابِهِ وَ أَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِیَابِی فَمَسَحَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی جَانِبِیَ الْأَیْسَرِ وَ بِیَدِهِ الْیُسْرَی عَلَی جَانِبِیَ الْأَیْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَحْمَدُ فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلَی یَسَارِی مُنْذُ فَعَلَ بِی ذَلِكَ وَ مَا یَأْخُذُنِی نَوْمٌ عَلَیْهَا أَصْلًا(2).

ص: 287


1- 1. و ذلك لانهم یعتمدون علی قول الاطباء الیونانیین أكثر من اعتمادهم علی قول صاحب الشریعة، و من طبهم أن ینام الرجل أولا علی الیمین قلیلا لینحدر الغذاء الی قعر المعدة و یتمكن فم المعدة من الانسداد الكامل، ثمّ یتحول الی الیسار لیقع الكبد علی المعدة فیسخنها بحرارتها الی أن ینهضم الغذاء و یصیر كیموسا، ثمّ یتحول الی جانب الیمنی لینحدر الغذاء الی الكبد بمیله الطبیعی فان الكبد فی یسار المعدة، ثمّ بعد قلیل یتحول الی الیسار إلی آخر ما یقولون فی ذلك.
2- 2. الكافی ج 1 ص 513 و 514.

بیان: ما بین القلم أی اختلافا كائنا فیما بینهما و الحاصل أنه انظر إلی أسلوب الخط و لا تلتفت إلی الجلاء و الخفاء و لا تلتفت بسببهما

و فی الكافی: ثم دعا بالدواة فكتب و جعل یستمد إلی مجری الدواة فقلت إلخ.

كأن المعنی یأخذ المداد من قعر الدواة جارا القلم إلی فم الدواة لقلة مدادها أو لعدم الحاجة إلی العود سریعا و هاك اسم فعل بمعنی خذ أدخل یدك أی أخرج یدیك من كمیك فأخرج علیه السلام أیضا یدیه من كمیه لیلمس بجمیع یدیه الشریفتین جمیع جنبی أحمد و یدیه.

«62»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شَاهَوَیْهِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: كَانَ أَخِی صَالِحٌ مَحْبُوساً فَكَتَبْتُ إِلَی سَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ أَشْیَاءَ فَأَجَابَنِی عَنْهَا وَ كَتَبَ أَنَّ أَخَاكَ یَخْرُجُ مِنَ الْحَبْسِ یَوْمَ یَصِلُكَ كِتَابِی هَذَا وَ قَدْ كُنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْ أَمْرِهِ فَأُنْسِیتَ فَبَیْنَا أَنَا أَقْرَأُ كِتَابَهُ إِذَا أُنَاسٌ جَاءُونِی یُبَشِّرُونَنِی بِتَخْلِیَةِ أَخِی فَتَلَقَّیْتُهُ وَ قَرَأْتُ عَلَیْهِ الْكِتَابَ (1).

أَبُو الْعَبَّاسِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: عَطِشْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ لَمْ تَطِبْ نَفْسِی أَنْ یَفُوتَنِی حَدِیثُهُ وَ صَبَرْتُ عَلَی الْعَطَشِ وَ هُوَ یَتَحَدَّثُ فَقَطَعَ الْكَلَامَ وَ قَالَ یَا غُلَامُ اسْقِ أَبَا الْعَبَّاسِ مَاءً(2).

عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: خَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ فِی یَوْمٍ مُصَیَّفٍ رَاكِباً وَ عَلَیْهِ جفاف (3)

[تِجْفَافٌ] وَ مِمْطَرٌ فَتَكَلَّمُوا فِی ذَلِكَ فَلَمَّا انْصَرَفُوا مِنْ مَقْصَدِهِمْ امْطِرُوا فِی طَرِیقِهِمْ وَ ابْتُلُوا سِوَاهُ (4).

مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: تَذَاكَرْنَا آیَاتِ الْإِمَامِ علیه السلام فَقَالَ نَاصِبِیٌّ إِذَا أَجَابَ عَنْ كِتَابٍ أَكْتُبُهُ بِلَا مِدَادٍ عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ فَكَتَبْنَا مَسَائِلَ وَ كَتَبَ الرَّجُلُ بِلَا مِدَادٍ عَلَی

ص: 288


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 438.
2- 2. المناقب ج 4 ص 439.
3- 3. كذا فی النسخ و قد مر فی أحادیث كما فی المطبوع من المصدر:« التجفاف» و هو آلة للحرب تلبسها الفرس و الإنسان یتقی بها كأنها درع.
4- 4. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 439.

وَرَقٍ وَ جَعَلَ فِی الْكُتُبِ وَ بَعَثْنَا إِلَیْهِ فَأَجَابَ عَنْ مَسَائِلِنَا وَ كَتَبَ عَلَی وَرَقِهِ اسْمَهُ وَ اسْمَ أَبَوَیْهِ فَدَهِشَ الرَّجُلُ فَلَمَّا أَفَاقَ اعْتَقَدَ الْحَقَ (1).

الْجِلَاءُ وَ الشَّفَاءُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ: إِنَّ أَبَا طَاهِرِ بْنَ بُلْبُلٍ حَجَّ فَنَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِّ وَ هُوَ یُنْفِقُ النَّفَقَاتِ الْعَظِیمَةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَوَقَّعَ فِی رُقْعَتِهِ قَدْ أَمَرْنَا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِینَارٍ ثُمَّ أَمَرْنَا لَكَ بِمِثْلِهَا وَ هَذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ كُنُوزَ الْأَرْضِ تَحْتَ أَیْدِیهِمْ (2).

«63»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی صَحْنِ دَارِهِ فَمَرَّ عَلَیْنَا جَعْفَرٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا صَاحِبُنَا قَالَ لَا صَاحِبُكُمُ الْحَسَنُ (3).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَرْیَابَ الرَّقَاشِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمِشْكَاةِ وَ أَنْ یَدْعُوَ لِامْرَأَتِی وَ كَانَتْ حَامِلًا عَلَی رَأْسِ وَلَدِهَا أَنْ یَرْزُقَنِی اللَّهُ ذَكَراً وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُسَمِّیَهُ فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْمِشْكَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُجِبْنِی عَنِ امْرَأَتِی بِشَیْ ءٍ وَ كَتَبَ فِی آخِرِ الْكِتَابِ عَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَكَ وَ أَخْلَفَ عَلَیْكَ فَوَلَدَتْ وَلَداً مَیِّتاً وَ حَمَلَتْ بَعْدَهُ فَوَلَدَتْ غُلَاماً(4).

قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِی مُسْلِمٍ: كَانَ سَمِیعٌ الْمِسْمَعِیُّ یُؤْذِینِی كَثِیراً وَ یَبْلُغُنِی عَنْهُ مَا أَكْرَهُ وَ كَانَ مُلَاصِقاً لِدَارِی فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ الدُّعَاءِ بِالْفَرَجِ مِنْهُ فَرَجَعَ الْجَوَابُ أَبْشِرْ بِالْفَرَجِ سَرِیعاً وَ أَنْتَ مَالِكُ دَارِهِ فَمَاتَ بَعْدَ شَهْرٍ وَ اشْتَرَیْتُ دَارَهُ فَوَصَلْتُهَا بِدَارِی بِبَرَكَتِهِ (5).

ص: 289


1- 1. المصدر ص 440 و فیه« محمّد بن عیّاش» بدل« محمّد بن عبّاس».
2- 2. المناقب ج 4 ص 424.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 310 و لا یخفی أنّه لا یناسب الباب و انما یناسب باب النصوص.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 301.
5- 5. كشف الغمّة ج 3 ص 302.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْبَلْخِیِّ قَالَ: أَصْبَحْتُ یَوْماً فَجَلَسْتُ فِی شَارِعِ الْغَنَمِ فَإِذَا بِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَدْ أَقْبَلَ مِنْ مَنْزِلِهِ یُرِیدُ دَارَ الْعَامَّةِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی تَرَی إِنْ صِحْتُ أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ فَاعْرِفُوهُ یَقْتُلُونِّی فَلَمَّا دَنَا مِنِّی أَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ عَلَی فِیهِ أَنِ اسْكُتْ وَ رَأَیْتُهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ یَقُولُ إِنَّهُ هُوَ الْكِتْمَانُ أَوِ الْقَتْلُ فَاتَّقِ اللَّهَ عَلَی نَفْسِكَ (1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن محمد بن عبد العزیز: مثله (2).

«64»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَقْرَعِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِمَامِ هَلْ یَحْتَلِمُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی بَعْدَ مَا فَصَلَ الْكِتَابُ الِاحْتِلَامُ شَیْطَنَةٌ وَ قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ ذَلِكَ فَرَدَّ الْجَوَابَ الْأَئِمَّةُ حَالُهُمْ فِی الْمَنَامِ حَالُهُمْ فِی الْیَقَظَةِ لَا یُغَیِّرُ النَّوْمُ مِنْهُمْ شَیْئاً قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ لَمَّةِ الشَّیْطَانِ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ (3).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن محمد بن أحمد الأقرع: مثله (4).

«65»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ قَالَ: عَرَضَ عَلَیَّ صَدِیقٌ أَنْ أَدْخُلَ مَعَهُ فِی شِرَاءِ ثِمَارٍ مِنْ نَوَاحِی شَتَّی فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْتَأْذِنُهُ فَكَتَبَ لَا تَدْخُلْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ مَا أَغْفَلَكَ عَنِ الْجَرَادِ وَ الْحَشَفِ فَوَقَعَ الْجَرَادُ فَأَفْسَدَهُ وَ مَا بَقِیَ مِنْهُ تَحَشَّفَ وَ أَعَاذَنِی اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ بِبَرَكَتِهِ.

حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ طَرِیفٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ مَا مَعْنَی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ قَالَ أَرَادَ بِذَلِكَ أَنْ جَعَلَهُ عَلَماً یُعْرَفُ بِهِ حِزْبُ اللَّهِ عِنْدَ الْفُرْقَةِ(5).

ص: 290


1- 1. المصدر نفسه ص 302.
2- 2. مختار الخرائج و الجرائح ص 215.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 302.
4- 4. مختار الخرائج ص 215، و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 509.
5- 5. كشف الغمّة ج 3 ص 303.

قَالَ: وَ كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَدْ تَرَكْتُ التَّمَتُّعَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ قَدْ نَشِطْتُ لِذَلِكَ وَ كَانَ فِی الْحَیِّ امْرَأَةٌ وُصِفَتْ لِی بِالْجَمَالِ فَمَالَ إِلَیْهَا قَلْبِی وَ كَانَتْ عَاهِراً لَا تَمْنَعُ یَدَ لَامِسٍ فَكَرِهْتُهَا ثُمَّ قُلْتُ قَدْ قَالَ تَمَتَّعْ بِالْفَاجِرَةِ فَإِنَّكَ تُخْرِجُهَا مِنْ حَرَامٍ إِلَی حَلَالٍ فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أُشَاوِرُهُ فِی الْمُتْعَةِ وَ قُلْتُ أَ یَجُوزُ بَعْدَ هَذِهِ السِّنِینَ أَنْ أَتَمَتَّعَ فَكَتَبَ إِنَّمَا تُحْیِی سُنَّةً وَ تُمِیتُ بِدْعَةً وَ لَا بَأْسَ وَ إِیَّاكَ وَ جَارَتَكَ الْمَعْرُوفَةَ بِالْعَهَرِ(1)

وَ إِنْ حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ أَنَّ آبَائِی قَالُوا تَمَتَّعْ بِالْفَاجِرَةِ فَإِنَّكَ تُخْرِجُهَا مِنْ حَرَامٍ إِلَی حَلَالٍ فَهَذِهِ امْرَأَةٌ مَعْرُوفَةٌ بِالْهَتْكِ وَ هِیَ جَارَةٌ وَ أَخَافُ عَلَیْكَ اسْتِفَاضَةَ الْخَبَرِ فِیهَا فَتَرَكْتُهَا وَ لَمْ أَتَمَتَّعْ بِهَا وَ تَمَتَّعَ بِهَا شَاذَانُ بْنُ سَعْدٍ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا وَ

ص: 291


1- 1. اختلف أصحابنا فی ذلك، فمنهم من منع عن انكاح الزانی و نكاح الزانیة مطلقا لقوله تعالی فی سورة النور 3:\i« الزَّانِی لا یَنْكِحُ إِلَّا زانِیَةً أَوْ مُشْرِكَةً، وَ الزَّانِیَةُ لا یَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ»\E و منهم من أجاز ذلك مطلقا للاحادیث الواردة فی ذلك و ادعاء نسخ الآیة بقوله تعالی\i« وَ أَنْكِحُوا الْأَیامی مِنْكُمْ»\E الآیة أو بالاحادیث المرویة فی جواز ذلك كالحدیث المروی المشهور عند راوی هذا الحدیث. و الصحیح أن الآیة لیست بمنسوخة لا بالآیة و لا بالاحادیث لعدم المنافاة بین مقتضاهما و المراد بالزانی و الزانیة فی هذه الآیة، الثابت المتحقّق فی ذلك، كأن یثبت زناهما عند الحاكم العدل فیجری علیهما حدّ الزناء فیكون شهادة العدول و اجراء الحدّ علیهما موجبا لتحقّق العنوان فیهما، أو یكونا من المشهورین بذلك عند العرف یعلمه كل أحد كان تكون الجاریة ذات علم كما كن فی الجاهلیة، أو فی بیوت معدة لذلك كالقلاع و المحلات المرسومة الآن لذلك، أو یكون الناكح هو الذی زنی بالمرأة قبل ذلك، فیكون تحقّق العنوان عنده وجدانیا. فعلی أحد هذه الموارد الثلاث تحكم الآیة بتحریم النكاح، و ما سوی ذلك ممّا قد یزنی الرجل و تزنی المرأة و یكون زناهما مخفیا فخارج عن مدلول الآیة الشریفة فتأمل.

جِیرَانِنَا فَاشْتَهَرَ بِهَا حَتَّی عَلَا أَمْرُهُ وَ صَارَ إِلَی السُّلْطَانِ وَ غُرِّمَ بِسَبَبِهَا مَالًا نَفِیساً وَ أَعَاذَنِیَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ بِبَرَكَةِ سَیِّدِی (1).

وَ عَنْ سَیْفِ بْنِ اللَّیْثِ قَالَ: خَلَّفْتُ ابْناً لِی عَلِیلًا بِمِصْرَ عِنْدَ خُرُوجِی مِنْهَا وَ ابْناً لِی آخَرَ أَسَنَّ مِنْهُ هُوَ كَانَ وَصِیِّی وَ قَیِّمِی عَلَی عِیَالِی وَ ضِیَاعِی فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ سَأَلْتُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِیَ الْعَلِیلِ فَكَتَبَ إِلَیَّ قَدْ عُوفِیَ الصَّغِیرُ وَ مَاتَ الْكَبِیرُ وَصِیُّكَ وَ قَیِّمُكَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ لَا تَجْزَعْ فَیُحْبَطَ أَجْرُكَ فَوَرَدَ عَلَیَّ الْكِتَابُ بِالْخَبَرِ أَنَّ ابْنِی عُوفِیَ مِنْ عِلَّتِهِ وَ مَاتَ ابْنِیَ الْكَبِیرُ یَوْمَ وَرَدَ عَلَیَّ جَوَابُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام (2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن سیف: مثله (3).

«66»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ السُّرُورِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ عَلَی یَدِ أَبِی هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ وَ كَانَ لِی مُوَاخِیاً إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی بِالْغِنَی وَ كُنْتُ قَدْ أَمْلَقْتُ فَأَوْصَلَهَا وَ خَرَجَ إِلَیَّ عَلَی یَدِهِ أَبْشِرْ

فَقَدْ أَجَلَّكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِالْغِنَی مَاتَ ابْنُ عَمِّكَ یَحْیَی بْنُ حَمْزَةَ وَ خَلَّفَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ هِیَ وَارِدَةٌ عَلَیْكَ فَاشْكُرِ اللَّهَ وَ عَلَیْكَ بِالاقْتِصَادِ وَ إِیَّاكَ وَ الْإِسْرَافَ فَإِنَّهُ مِنْ فِعْلِ الشَّیْطَنَةِ فَوَرَدَ عَلَیَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَادِمٌ مَعَهُ سَفَاتِجُ مِنْ حَرَّانَ فَإِذَا ابْنُ عَمِّی قَدْ مَاتَ فِی الْیَوْمِ الَّذِی رَجَعَ إِلَیَّ أَبُو هَاشِمٍ بِجَوَابِ مَوْلَایَ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ اسْتَغْنَیْتُ وَ زَالَ الْفَقْرُ عَنِّی كَمَا قَالَ سَیِّدِی فَأَدَّیْتُ حَقَّ اللَّهِ فِی مَالِی وَ بَرِرْتُ إِخْوَانِی وَ تَمَاسَكْتُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كُنْتُ مُبَذِّراً كَمَا أَمَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ(4).

ص: 292


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 303 و 304.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 304.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 433، و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 509 فی حدیث.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 304.

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِطِّیخِ وَ كُنْتُ بِهِ مَشْغُوفاً فَكَتَبَ إِلَیَّ لَا تَأْكُلْهُ عَلَی الرِّیقِ فَإِنَّهُ یُوَلِّدُ الْفَالِجَ وَ كُنْتُ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَاحِبِ الزِّنْجِ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ فَنَسِیتُ حَتَّی نَفَذَ كِتَابِی إِلَیْهِ فَوَقَّعَ صَاحِبُ الزِّنْجِ (1) لَیْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ (2).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن محمد بن صالح: مثله (3).

«67»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِیعِ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ: نَاظَرْتُ رَجُلًا مِنَ الثَّنَوِیَّةِ بِالْأَهْوَازِ ثُمَّ قَدِمْتُ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ عَلِقَ بِقَلْبِی شَیْ ءٌ مِنْ مَقَالَتِهِ فَإِنِّی لَجَالِسٌ عَلَی بَابِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِیبِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ یَوْمَ الْمَوْكِبِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ أَشَارَ بِسَبَّابَتِهِ أَحَدٌ أَحَدٌ فَوَحِّدْهُ فَسَقَطْتُ مَغْشِیّاً عَلَیَ (4).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن محمد بن الربیع: مثله (5).

ص: 293


1- 1. هو الذی كان یزعم أنّه علیّ بن محمّد بن أحمد بن عیسی بن زید بن علیّ بن الحسین بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام، و هو الذی یؤمی إلیه فی نهج البلاغة فی أخبار الملاحم بالبصرة حیث یقول علیه السلام: یا أحنف كأنی به و قد سار بالجیش الذی لا یكون له غبار و لا لجب، و لا قعقعة لجم و لا حمحمة خیل، یثیرون الأرض بأقدامهم كأنها أقدام النعام. قال ابن أبی الحدید فی شرح النهج ج 2 ص 311: خرج فی فرات البصرة سنة 255، فتبعه الزنج الذین كانوا یكسبون السباخ فی البصرة، ثمّ ذكر ان جمهور النسابین اتفقوا علی أنّه من عبد القیس و أنّه علیّ بن عبد الرحیم و أمه اسدیة من اسد بن خزیمة، جدها محمّد بن حكیم الأسدی من أهل الكوفة أحد الخارجین مع زید بن علیّ بن الحسین.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 305.
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 428.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 305.
5- 5. لم نجده فی مختار الخرائج، و رواه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 511. و فیه« محمّد بن الربیع السائی» و هو الصحیح نسبة الی سایة- قریة بمكّة أو واد بین الحرمین، عنونه الشیخ فی رجاله و قال: محمّد بن الربیع بن سوید السائی من أصحاب العسكریّ علیه السلام.

«68»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَافَتْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَهْوَازِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَ كُنْتُ مَعَهُمْ وَ خَرَجَ السُّلْطَانُ إِلَی صَاحِبِ الْبَصْرَةِ فَخَرَجْنَا لِنَنْظُرَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَنَظَرْنَا إِلَیْهِ مَاضِیاً مَعَهُ وَ قَعَدْنَا بَیْنَ الْحَائِطَیْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی نَنْظُرُ رُجُوعَهُ فَرَجَعَ فَلَمَّا حَاذَانَا وَ قَرُبَ مِنَّا وَقَفَ وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی قَلَنْسُوَتِهِ فَأَخَذَهَا عَنْ رَأْسِهِ وَ أَمْسَكَهَا بِیَدِهِ (1)

وَ أَمَرَّ یَدَهُ الْأُخْرَی عَلَی رَأْسِهِ وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِ رَجُلٍ مِنَّا فَقَالَ الرَّجُلُ مُبَادِراً أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ خِیَرَتُهُ فَقُلْنَا یَا هَذَا مَا شَأْنُكَ قَالَ كُنْتُ شَاكّاً فِیهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ رَجَعَ وَ أَخَذَ الْقَلَنْسُوَةَ عَنْ رَأْسِهِ قُلْتُ بِإِمَامَتِهِ (2).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن علی بن محمد: مثله (3).

«69»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی سَهْلٍ الْبَلْخِیِّ قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ یَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِوَالِدَیْهِ وَ كَانَتِ الْأُمُّ غَالِیَةً وَ الْأَبُ مُؤْمِناً فَوَقَّعَ رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَكَ وَ كَتَبَ آخَرُ یَسْأَلُ الدُّعَاءَ لِوَالِدَیْهِ وَ كَانَتِ الْأُمُّ مُؤْمِنَةً وَ الْأَبُ ثَنَوِیّاً فَوَقَّعَ رَحِمَ اللَّهُ وَالِدَتَكَ وَ التَّاءُ مَنْقُوطَةٌ(4)

[بِنُقْطَتَیْنِ مِنْ فَوْقَ].

وَ حَدَّثَ أَبُو یُوسُفَ الشَّاعِرُ الْقَصِیرُ شَاعِرُ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ: وُلِدَ لِی غُلَامٌ وَ كُنْتُ مُضَیَّقاً فَكَتَبْتُ رِقَاعاً إِلَی جَمَاعَةٍ أَسْتَرْفِدُهُمْ فَرَجَعْتُ بِالْخَیْبَةِ قَالَ قُلْتُ أَجِی ءُ فَأَطُوفُ حَوْلَ الدَّارِ طَوْفَةً وَ صِرْتُ إِلَی الْبَابِ فَخَرَجَ أَبُو حَمْزَةَ وَ مَعَهُ صُرَّةٌ سَوْدَاءُ فِیهَا أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ یَقُولُ لَكَ سَیِّدِی أَنْفِقْ هَذِهِ عَلَی الْمَوْلُودِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِیهِ.

ص: 294


1- 1. و فی الخرائج: بیده الأخری و وضعها علی رأسه و ضحك.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 305 و 306.
3- 3. مختار الخرائج و الجرائح ص 215.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 306.

حَدَّثَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ رَاشِدٍ(1) قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ مِنْ سُرَّ مَنْ رَأَی فِی أَیَّامِ أَبِی مُحَمَّدٍ إِلَی الْجَبَلِ یَطْلُبُ الْفَضْلَ فَتَلَقَّاهُ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتَ قَالَ مِنْ سُرَّ مَنْ رَأَی قَالَ هَلْ تَعْرِفُ دَرْبَ كَذَا وَ مَوْضِعَ كَذَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ عِنْدَكَ مِنْ أَخْبَارِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا قَالَ فَمَا أَقْدَمَكَ الْجَبَلَ قَالَ طَلَبُ الْفَضْلِ قَالَ فَلَكَ عِنْدِی خَمْسُونَ دِینَاراً فَاقْبِضْهَا وَ انْصَرِفْ مَعِی إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی حَتَّی تُوصِلَنِی إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ خَمْسِینَ دِینَاراً وَ عَادَ الْعَلَوِیُّ مَعَهُ فَوَصَلَا إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَاسْتَأْذَنَا عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا وَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام قَاعِدٌ فِی صَحْنِ الدَّارِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی الْجَبَلِیِّ قَالَ لَهُ أَنْتَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَوْصَی إِلَیْكَ أَبُوكَ وَ أَوْصَی لَنَا بِوَصِیَّةٍ فَجِئْتَ تُؤَدِّیهَا وَ مَعَكَ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِینَارٍ هَاتِهَا فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الْمَالَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی الْعَلَوِیِّ فَقَالَ خَرَجْتَ إِلَی الْجَبَلِ تَطْلُبُ الْفَضْلَ فَأَعْطَاكَ هَذَا الرَّجُلُ خَمْسِینَ دِینَاراً فَرَجَعْتَ مَعَهُ وَ نَحْنُ نُعْطِیكَ خَمْسِینَ دِینَاراً فَأَعْطَاهُ (2).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا أُمِرَ سَعِیدٌ بِحَمْلِ أَبِی مُحَمَّدٍ إِلَی الْكُوفَةِ كَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْهَیْثَمِ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلَغَنَا خَبَرٌ أَقْلَقَنَا وَ بَلَغَ مِنَّا فَكَتَبَ بَعْدَ ثَلَاثٍ یَأْتِیكُمُ الْفَرَجُ فَقُتِلَ الْمُعْتَزُّ یَوْمَ الثَّالِثِ قَالَ وَ فُقِدَ لَهُ غُلَامٌ صَغِیرٌ فَلَمْ یُوجَدْ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ اطْلُبُوهُ مِنَ الْبِرْكَةِ فَطُلِبَ فَوَجَدُوهُ فِی بِرْكَةِ الدَّارِ مَیِّتاً قَالَ وَ انْتُهِبَتْ خِزَانَةُ أَبِی الْحَسَنِ بَعْدَ مَا مَضَی فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ فَأَمَرَ بِغَلْقِ الْبَابِ ثُمَّ دَعَا بِحَرَمِهِ وَ عِیَالِهِ فَجَعَلَ یَقُولُ لِوَاحِدٍ وَاحِدٍ رُدَّ كَذَا وَ كَذَا وَ یُخْبِرُهُ بِمَا أَخَذَ فَرَدُّوا حَتَّی مَا فُقِدَ شَیْئاً(3).

ص: 295


1- 1. فی المصدر:« ابو القاسم كاتب راشد».
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 307.
3- 3. كشف الغمّة ج 3 ص 292.

یج، [الخرائج و الجرائح] عن محمد بن عبد اللّٰه: إلی قوله میتا(1).

«70»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ حَدَّثَ هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: وُلِدَ لِابْنِی أَحْمَدَ ابْنٌ فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ بِالْعَسْكَرِ الْیَوْمَ الثَّانِیَ مِنْ وِلَادَتِهِ أَسْأَلُهُ أَنْ یُسَمِّیَهُ وَ یُكَنِّیَهُ وَ كَانَ مَحَبَّتِی أَنْ أُسَمِّیَهُ جَعْفَراً وَ أُكَنِّیَهُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَوَافَانِی رَسُولُهُ فِی صَبِیحَةِ الْیَوْمِ السَّابِعِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ سَمِّهِ جَعْفَراً وَ كَنِّهِ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ دَعَا لِی (2).

وَ حَدَّثَنِی الْقَاسِمُ الْهَرَوِیُّ قَالَ: خَرَجَ تَوْقِیعٌ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی بَعْضِ بَنِی أَسْبَاطٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَیْهِ أُخْبِرُهُ عَنِ اخْتِلَافِ الْمَوَالِی وَ أَسْأَلُهُ إِظْهَارَ دَلِیلٍ فَكَتَبَ إِلَیَّ وَ إِنَّمَا خَاطَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَاقِلَ لَیْسَ أَحَدٌ یَأْتِی بِآیَةٍ أَوْ یَظْهَرَ دَلِیلًا أَكْثَرَ مِمَّا جَاءَ بِهِ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ فَقَالُوا سَاحِرٌ وَ كَاهِنٌ وَ كَذَّابٌ وَ هَدَی اللَّهُ مَنِ اهْتَدَی غَیْرَ أَنَّ الْأَدِلَّةَ یَسْكُنُ إِلَیْهَا كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْذَنُ لَنَا فَنَتَكَلَّمُ وَ یَمْنَعُ فَنَصْمُتُ وَ لَوْ أَحَبَّ أَنْ لَا یَظْهَرَ حَقّاً مَا بَعَثَ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ فَصَدَعُوا بِالْحَقِّ فِی حَالِ الضَّعْفِ وَ الْقُوَّةِ وَ یَنْطِقُونَ فِی أَوْقَاتٍ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْرَهُ وَ یُنْفِذَ حُكْمَهُ النَّاسُ فِی طَبَقَاتٍ شَتَّی وَ الْمُسْتَبْصِرُ عَلَی سَبِیلِ نَجَاةٍ مُتَمَسِّكٌ بِالْحَقِّ مُتَعَلِّقٌ بِفَرْعٍ أَصِیلٍ غَیْرُ شَاكٍّ وَ لَا مُرْتَابٍ لَا یَجِدُ عَنْهُ مَلْجَأً وَ طَبَقَةٌ لَمْ تَأْخُذِ الْحَقَّ مِنْ أَهْلِهِ فَهُمْ كَرَاكِبِ الْبَحْرِ یَمُوجُ عِنْدَ مَوْجِهِ وَ یَسْكُنُ عِنْدَ سُكُونِهِ وَ طَبَقَةٌ اسْتَحْوَذَ عَلَیْهِمُ الشَّیْطانُ شَأْنُهُمُ الرَّدُّ عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ وَ دَفْعُ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ فَدَعْ مَنْ ذَهَبَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَالرَّاعِی إِذَا أَرَادَ أَنْ یَجْمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَهَا فِی أَهْوَنِ السَّعْیِ ذَكَرْتَ مَا اخْتَلَفَ فِیهِ مَوَالِیَّ فَإِذَا كَانَتِ الْوَصِیَّةُ وَ الْكِبَرُ فَلَا رَیْبَ وَ مَنْ جَلَسَ مَجَالِسَ الْحُكْمِ فَهُوَ أَوْلَی بِالْحُكْمِ أَحْسِنْ رِعَایَةَ مَنِ اسْتَرْعَیْتَ وَ إِیَّاكَ وَ الْإِذَاعَةَ وَ

ص: 296


1- 1. لم نجده فی مختار الخرائج.
2- 2. كشف الغمّة ج 3 ص 293.

طَلَبَ الرِّئَاسَةِ فَإِنَّهُمَا یَدْعُوَانِ إِلَی الْهَلَكَةِ ذَكَرْتَ شُخُوصَكَ إِلَی فَارِسٍ فَاشْخَصْ خَارَ اللَّهُ لَكَ وَ تَدْخُلُ مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِناً وَ أَقْرِئْ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ مَوَالِیَّ السَّلَامَ وَ مُرْهُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ الْعَظِیمِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّ الْمُذِیعَ عَلَیْنَا حَرْبٌ لَنَا قَالَ فَلَمَّا قَرَأْتُ وَ

تَدْخُلُ مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ أَعْرِفْ مَعْنَی ذَلِكَ فَقَدِمْتُ إِلَی بَغْدَادَ وَ عَزِیمَتِیَ الْخُرُوجُ إِلَی فَارِسَ فَلَمْ یَتَهَیَّأْ ذَلِكَ فَخَرَجْتُ إِلَی مِصْرَ(1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن أبی القاسم الهروی: مثله (2).

«71»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ أَنَّهُ: خَرَجَ إِلَیْهِ تَوْقِیعُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِتْنَةٌ تَخُصُّكَ فَكُنْ حِلْساً مِنْ أَحْلَاسِ بَیْتِكَ قَالَ فَنَابَتْنِی نَائِبَةٌ فَزِعْتُ مِنْهَا فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ أَ هِیَ هَذِهِ فَكَتَبَ لَا أَشَدُّ مِنْ هَذِهِ فَطَلَبْتُ بِسَبَبِ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ(3) وَ نُودِیَ عَلَیَّ مَنْ أَصَابَنِی فَلَهُ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ (4).

یج، [الخرائج و الجرائح] روی علی بن محمد بن زیاد: مثله (5) بیان قال الجوهری أحلاس البیوت ما یبسط تحت حر الثیاب و فی الحدیث كن حلس بیتك أی لا تبرح.

«72»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّیْمَرِیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی أَحْمَدَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ رُقْعَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِیهِ إِنِّی نَازَلْتُ اللَّهَ فِی هَذَا الطَّاغِی یَعْنِی الزُّبَیْرِیَّ وَ هُوَ آخِذُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فُعِلَ

ص: 297


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 293 و 294.
2- 2. مختار الخرائج ص 291.
3- 3. جعفر بن محمّد خ ل، و جعفر بن محمود كان من أصحاب الخلیفة، و قد ذكر فی حدیث المتوكل مع أبی الحسن الهادی حین سأله عن المواطن الكثیرة راجع ص 163 فیما سبق.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 294 و 295.
5- 5. لم نجده فی مختار الخرائج المطبوع.

بِهِ مَا فُعِلَ (1).

وَ عَنْهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فِتْنَةٌ تُظِلُّكُمْ فَكُونُوا عَلَی أُهْبَةٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَقَعَ بَیْنَ بَنِی هَاشِمٍ وَ كَانَتْ لَهُمْ هَنَةٌ لَهَا شَأْنٌ فَكَتَبْتُ إِلَیْهِ أَ هِیَ هَذِهِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ غَیْرُ هَذِهِ فَاحْتَرِسُوا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْمُعْتَزِّ مَا كَانَ (2).

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ: كَتَبَ أَخِی مُحَمَّدٌ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ امْرَأَتُهُ حَامِلٌ مُقْرِبٌ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یُخَلِّصَهَا وَ یَرْزُقَهُ ذَكَراً وَ یُسَمِّیَهُ فَكَتَبَ یَدْعُو اللَّهَ بِالصَّلَاحِ وَ یَقُولُ رَزَقَكَ اللَّهُ ذَكَراً سَوِیّاً وَ نِعْمَ الِاسْمُ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَوَلَدَتْ اثْنَیْنِ فِی بَطْنٍ أَحَدُهُمَا فِی رِجْلِهِ زَوَائِدُ فِی أَصَابِعِهِ وَ الْآخَرُ سَوِیٌّ فَسَمَّی وَاحِداً مُحَمَّداً وَ الْآخَرَ صَاحِبَ الزَّوَائِدِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ كَانَ خَادِماً یَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ كَثِیرَةٍ وَ سَأَلَهُ الدُّعَاءَ لِأَخٍ خَرَجَ إِلَی إرمنیة [إِرْمِینِیَّةَ] یَجْلِبُ غَنَماً فَوَرَدَ الْجَوَابُ بِمَا سَأَلَ وَ لَمْ یَذْكُرْ أَخَاهُ فِیهِ بِشَیْ ءٍ فَوَرَدَ الْخَبَرُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ أَخَاهُ مَاتَ یَوْمَ كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ جَوَابَ الْمَسَائِلِ فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ یَذْكُرْهُ لِأَنَّهُ عَلِمَ بِمَوْتِهِ (3).

وَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: كَتَبَ إِلَیْهِ بَعْضُ مَوَالِیهِ یَسْأَلُهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ دُعَاءً فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ بِهَذِهِ الدُّعَاءِ یَا أَسْمَعَ السَّامِعِینَ وَ یَا أَبْصَرَ الْمُبْصِرِینَ یَا عِزَّ النَّاظِرِینَ وَ یَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِینَ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْسِعْ لِی فِی رِزْقِی وَ مُدَّ لِی فِی عُمُرِی وَ امْنُنْ عَلَیَّ بِرَحْمَتِكَ وَ اجْعَلْنِی مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِكَ وَ لَا تَسْتَبْدِلْ بِی غَیْرِی قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی اللَّهُمَّ اجْعَلْنِی فِی حِزْبِكَ وَ فِی زُمْرَتِكَ فَأَقْبَلَ عَلَیَ

ص: 298


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 295.
2- 2. المصدر نفسه ص 295.
3- 3. المصدر ج 3 ص 296.

أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ أَنْتَ فِی حِزْبِهِ وَ فِی زُمْرَتِهِ إِذْ كُنْتَ بِاللَّهِ مُؤْمِناً وَ لِرَسُولِهِ مُصَدِّقاً وَ لِأَوْلِیَائِهِ عَارِفاً وَ لَهُمْ تَابِعاً فَأَبْشِرْ ثُمَّ أَبْشِرْ(1).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مَیْمُونٍ (2) قَالَ: كَتَبْتُ إِلَیْهِ أَشْكُو الْفَقْرَ ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی أَ لَیْسَ قَدْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَقْرُ مَعَنَا خَیْرٌ مِنَ الْغِنَی مَعَ غَیْرِنَا وَ الْقَتْلُ مَعَنَا خَیْرٌ مِنَ الْحَیَاةِ مَعَ عَدُوِّنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَخُصُّ أَوْلِیَاءَنَا إِذَا تَكَاثَفَتْ ذُنُوبُهُمْ بِالْفَقْرِ وَ قَدْ یَعْفُو عَنْ كَثِیرٍ مِنْهُمْ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ الْفَقْرُ مَعَنَا خَیْرٌ مِنَ الْغِنَی مَعَ عَدُوِّنَا وَ نَحْنُ كَهْفٌ لِمَنِ الْتَجَأَ إِلَیْنَا وَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَبْصَرَ بِنَا وَ عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِنَا مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی وَ مَنِ انْحَرَفَ عَنَّا فَإِلَی النَّارِ(3).

«73»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ: مِثْلَهُ (4).

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: لَقِیتُ مِنْ عِلَّةِ عَیْنِی شِدَّةً فَكَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی فَلَمَّا نَفَذَ الْكِتَابُ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَنِی كُنْتُ سَأَلْتُهُ أَنْ یَصِفَ لِی كُحْلًا أَكْحُلُهَا فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ یَدْعُو لِی بِسَلَامَتِهَا إِذْ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ذَاهِبَةً وَ كَتَبَ بَعْدَهُ أَرَدْتَ أَنْ أَصِفَ

لَكَ كُحْلًا عَلَیْكَ بِصَبْرٍ مَعَ الْإِثْمِدِ كَافُوراً وَ تُوتِیَاءَ فَإِنَّهُ یَجْلُو مَا فِیهَا مِنَ الْغِشَاءِ وَ یُیْبِسُ الرُّطُوبَةَ قَالَ فَاسْتَعْمَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ علیه السلام فَصَحَّتْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (5).

«74»- كش، [رجال الكشی] سَعْدُ بْنُ جَنَاحٍ الْكَشِّیُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ الْوَرَّاقَ

ص: 299


1- 1. كشف الغمّة ج 3 ص 299 و 300 و رواه ابن شهرآشوب فی مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 439.
2- 2. الصحیح محمّد بن الحسن بن شمون كما سیأتی.
3- 3. المصدر ج 3 ص 300 و 301 و رواه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 4 ص 435.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 448 و تراه فی مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 435.
5- 5. المصدر ص 448.

السَّمَرْقَنْدِیَّ یَقُولُ: خَرَجْتُ إِلَی الْحَجِّ فَأَرَدْتُ أَنْ أَمُرَّ عَلَی رَجُلٍ كَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا مَعْرُوفٍ بِالصِّدْقِ وَ الصَّلَاحِ وَ الْوَرَعِ وَ الْخَیْرِ یُقَالُ بُورَقٌ الْبُوشَنْجَانِیُ (1)

قَرْیَةٌ مِنْ قُرَی هَرَاةَ وَ أَزُورَهُ وَ أُحْدِثَ بِهِ عَهْدِی قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَجَرَی ذِكْرُ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ فَقَالَ بُورَقٌ وَ كَانَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ بِهِ بَطَنٌ شَدِیدُ الْعِلَّةِ وَ یَخْتَلِفُ فِی اللَّیْلِ مِائَةَ مَرَّةٍ إِلَی مِائَةٍ وَ خَمْسِینَ مَرَّةً فَقَالَ لَهُ بُورَقٌ خَرَجْتُ حَاجّاً فَأَتَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِیسَی الْعُبَیْدِیَّ فَرَأَیْتُهُ شَیْخاً فَاضِلًا فِی أَنْفِهِ اعْوِجَاجٌ وَ هُوَ الْقَنَا وَ مَعَهُ عِدَّةٌ رَأَیْتُهُمْ مُغْتَمِّینَ مَحْزُونِینَ فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ فَقَالُوا إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام قَدْ حُبِسَ قَالَ بُورَقٌ فَحَجَجْتُ وَ رَجَعْتُ ثُمَّ أَتَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِیسَی وَ وَجَدْتُهُ قَدِ انْجَلَی مَا كُنْتُ رَأَیْتُ بِهِ فَقُلْتُ مَا الْخَبَرُ فَقَالَ قَدْ خُلِّیَ عَنْهُ قَالَ بُورَقٌ فَخَرَجْتُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ مَعِی كِتَابُ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَرَیْتُهُ ذَلِكَ الْكِتَابَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَنْظُرَ فِیهِ فَنَظَرَ فِیهِ وَ تَصَفَّحَهُ وَرَقَةً وَرَقَةً وَ قَالَ هَذَا صَحِیحٌ یَنْبَغِی أَنْ یُعْمَلَ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ شَدِیدُ الْعِلَّةِ وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ مِنْ دَعْوَتِكَ بِمَوْجِدَتِكَ عَلَیْهِ لِمَا ذَكَرُوا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ وَصِیُّ إِبْرَاهِیمَ خَیْرٌ مِنْ وَصِیِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَقُلْ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا كَذَبُوا عَلَیْهِ فَقَالَ نَعَمْ كَذَبُوا عَلَیْهِ وَ رَحِمَ اللَّهُ الْفَضْلَ رَحِمَ اللَّهُ الْفَضْلَ قَالَ بُورَقٌ فَرَجَعْتُ فَوَجَدْتُ الْفَضْلَ قَدْ مَاتَ فِی الْأَیَّامِ الَّتِی قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام رَحِمَ اللَّهُ الْفَضْلَ (2).

«75»- كش، [رجال الكشی] أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ كُلْثُومٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كُنْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَقْتَ خُرُوجِ سَیِّدِی أَبِی الْحَسَنِ فَرَأَیْنَا أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام مَاشِیاً قَدْ شَقَّ ثَوْبَهُ فَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْ جَلَالَتِهِ وَ هُوَ لَهُ أَهْلٌ وَ مِنْ

ص: 300


1- 1. فی النسخ هنا تصحیف، و الصحیح ما فی الصلب، و بوشنج بفتح الشین بنیدة نزیهة فی واد مشجر من نواحی هراة بینهما عشرة فراسخ.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 451 و 452.

شِدَّةِ اللَّوْنِ وَ الْأُدْمَةِ وَ أُشْفِقُ عَلَیْهِ مِنَ التَّعَبِ.

فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّیْلِ رَأَیْتُهُ علیه السلام فِی مَنَامِی فَقَالَ اللَّوْنُ الَّذِی تَعَجَّبْتَ مِنْهُ اخْتِبَارٌ مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ یَخْتَبِرُ بِهِ كَیْفَ یَشَاءُ وَ إِنَّهَا لَعِبْرَةٌ لِأُولِی الْأَبْصَارِ لَا یَقَعُ فِیهِ عَلَی الْمُخْتَبَرِ ذَمٌ (1)

وَ لَسْنَا كَالنَّاسِ فَنَتْعَبَ مِمَّا یَتْعَبُونَ نَسْأَلُ اللَّهَ الثَّبَاتَ وَ التَّفَكُّرَ فِی خَلْقِ اللَّهِ فَإِنَّ فِیهِ مُتَّسَعاً إِنَّ كَلَامَنَا فِی النَّوْمِ مِثْلُ كَلَامِنَا فِی الْیَقَظَةِ(2).

«76»- كش، [رجال الكشی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ رُشَیْدٍ الْعَطَّارِ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ یَحْیَی (3) یَلْعَنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَتْ لِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام خِزَانَةٌ وَ كَانَ یَلِیهَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ رَاشِدٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَسُلِّمَتْ إِلَی عُرْوَةَ فَأَخَذَهَا لِنَفْسِهِ ثُمَّ أَحْرَقَ بَاقِیَ مَا فِیهَا یُغَایِظُ بِذَلِكَ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام فَلَعَنَهُ وَ بَرِئَ مِنْهُ وَ دَعَا عَلَیْهِ فَمَا أُمْهِلَ یَوْمَهُ ذَلِكَ وَ لَیْلَتَهُ حَتَّی قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَی النَّارِ فَقَالَ علیه السلام جَلَسْتُ لِرَبِّی فِی لَیْلَتِی هَذِهِ كَذَا وَ كَذَا جِلْسَةً فَمَا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ وَ لَا انْطَفَأَ ذَلِكَ النَّارُ حَتَّی قَتَلَ اللَّهُ عُرْوَةَ لَعَنَهُ اللَّهُ (4).

«77»- جش، [الفهرست] للنجاشی هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ قَالَ: كَتَبَ أَبِی إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام یُعَرِّفُهُ أَنَّهُ مَا صَحَّ لَهُ حَمْلٌ بِوَلَدٍ وَ یُعَرِّفُهُ أَنَّ لَهُ

ص: 301


1- 1. فی نسخة الأصل، و هكذا مناقب ابن شهرآشوب نقلا عن الكشّیّ:« اللون الذی تعجبت منه اختیار من اللّٰه لخلقه، یجریه كیف یشاء، و انها تغییر[ لعبرة] فی الابصار لا یقع فیه غیر المختبر ذم. و فیه تصحیف، و ما فی الصلب صححناه من المصدر المطبوع جدیدا بالنجف الأشرف.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 481 و رواه ابن شهرآشوب فی مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 434.
3- 3. هو المعروف بالدهقان و كان یكذب علی أبی الحسن الهادی و أبی محمّد العسكریّ علیهما السلام، كان فی أوائل أمره مستقیم الطریقة، وكیلا لابی محمّد العسكریّ علیه السلام ثمّ عدا علی أمواله علیه السلام و انحرف عنه فخرج التوقیع بلعنه.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 480.

حَمْلًا وَ یَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ فِی تَصْحِیحِهِ وَ سَلَامَتِهِ وَ أَنْ یَجْعَلَهُ ذَكَراً نَجِیباً مِنْ مَوَالِیهِمْ فَوَقَّعَ عَلَی رَأْسِ الرُّقْعَةِ بِخَطِّ یَدِهِ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فَصَحَّ الْحَمْلُ ذَكَراً(1).

«78»- عم، [إعلام الوری] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَاسْتُوذِنَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ جَمِیلٌ طَوِیلٌ جَسِیمٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْوَلَایَةِ فَرَدَّ عَلَیْهِ بِالْقَبُولِ وَ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ إِلَی جَنْبِی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَ شِعْرِی مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام هَذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِیَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِی طَبَعَ آبَائِی فِیهَا ثُمَّ قَالَ هَاتِهَا فَأَخْرَجَ حَصَاةً وَ فِی جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ فَأَخَذَهَا وَ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ فَطَبَعَ فِیهَا فَانْطَبَعَ وَ كَأَنِّی أَقْرَأَ الْخَاتَمَ السَّاعَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَقُلْتُ لِلْیَمَانِیِّ رَأَیْتَهُ قَطُّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ إِنِّی مُنْذُ دَهْرٍ لَحَرِیصٌ عَلَی رُؤْیَتِهِ حَتَّی كَانَ السَّاعَةَ أَتَانِی شَابٌّ لَسْتُ أَرَاهُ فَقَالَ قُمْ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ یَقُولُ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ أَشْهَدُ إِنَّ حَقَّكَ لَوَاجِبٌ كَوُجُوبِ حَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ إِلَیْكَ انْتَهَتِ الْحِكْمَةُ وَ الْإِمَامَةُ وَ إِنَّكَ وَلِیُّ اللَّهِ الَّذِی لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِی الْجَهْلِ بِهِ فَسَأَلْتُ عَنِ اسْمِهِ فَقَالَ اسْمِی مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ بْنِ أُمِّ غَانِمٍ وَ هِیَ الْأَعْرَابِیَّةُ الْیَمَانِیَّةُ صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِی خَتَمَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ فِی ذَلِكَ:

بِدَرْبِ الْحَصَا مَوْلًی لَنَا یَخْتِمُ الْحَصَی***لَهُ اللَّهُ أَصْفَی بِالدَّلِیلِ وَ أَخْلَصَا

وَ أَعْطَاهُ رَایَاتِ الْإِمَامَةِ كُلَّهَا***كَمُوسَی وَ فَلْقِ الْبَحْرِ وَ الْیَدِ وَ الْعَصَا

وَ مَا قَمَّصَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ حُجَّةً***وَ مُعْجِزَةً إِلَّا الْوَصِیِّینَ قَمَّصَا

ص: 302


1- 1. رجال النجاشیّ ص 295، و بعده قال هارون بن موسی: أرانی أبو علیّ ابن همام الرقعة و الخط و كان محققا، و الظاهر أن الحمل كان محمّد بن همام.

فَمَنْ كَانَ مُرْتَاباً بِذَاكَ فَقَصْرُهُ***مِنَ الْأَمْرِ أَنْ یَتْلُوَ الدَّلِیلَ وَ یَفْحَصَا

(1).

فی أبیات قال أبو عبد اللّٰه بن عیاش هذه أم غانم صاحبة الحصاة غیر تلك صاحبة الحصاة و هی أم الندی حبابة بنت جعفر الوالبیة الأسدیة و هی غیر صاحبة الحصاة الأولی التی طبع فیها رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین فإنها أم سلیم و كانت وارثة الكتب فهن ثلاث و لكل واحدة منهن خبر قد رویته و لم أطل الكتاب بذكره (2)- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سعد عن أبی هاشم الجعفری: إلی قوله ختم فیها أمیر المؤمنین (3)- كشف، [كشف الغمة] من دلائل الحمیری عن أبی هاشم: مثله (4)- یج، [الخرائج و الجرائح] عن أبی هاشم: مثله (5).

«79»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَحْبُوساً مَعَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی حَبْسِ الْمُهْتَدِی بْنِ الْوَاثِقِ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ إِنَّ هَذَا الطَّاغِیَ أَرَادَ أَنْ یَتَعَبَّثَ بِاللَّهِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ قَدْ بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْقَائِمِ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ سَأُرْزَقُ وَلَداً قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا شَغَبَ الْأَتْرَاكُ عَلَی الْمُهْتَدِی فَقَتَلُوهُ وَ وُلِّیَ الْمُعْتَمِدُ مَكَانَهُ وَ سَلَّمَنَا اللَّهُ (6).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مرسلا: مثله (7)

ص: 303


1- 1. فی المصدر المطبوع: و ان كنت مرتابا بذاك فقصره***من الامر أن تتلوا لدلیل و تفحصا
2- 2. إعلام الوری ص 353.
3- 3. غیبة الشیخ ص 132.
4- 4. كشف الغمّة ج 3 ص 314 و 315.
5- 5. لم نجده فی مختار الخرائج، و رواه ابن شهرآشوب فی كتاب المناقب ج 4 ص 441.
6- 6. غیبة الشیخ ص 132 و 133.
7- 7. المناقب ج 4 ص 430.

بیان: الشغب تهییج الشر.

«80»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ كَانَ یَكْتُبُ كِتَاباً فَحَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُولَی فَوَضَعَ الْكِتَابَ مِنْ یَدِهِ وَ قَامَ علیه السلام إِلَی الصَّلَاةِ فَرَأَیْتُ الْقَلَمَ یَمُرُّ عَلَی بَاقِی الْقِرْطَاسِ مِنَ الْكِتَابِ وَ یَكْتُبُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی آخِرِهِ فَخَرَرْتُ سَاجِداً فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ أَخَذَ الْقَلَمَ بِیَدِهِ وَ أَذِنَ لِلنَّاسِ.

وَ حَدَّثَنِی أَبُو التُّحَفِ الْمِصْرِیُّ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ بِرِجَالِهِ إِلَی أَبِی یَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَبْعَثُ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ شِیعَتِهِ صِیرُوا إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ إِلَی دَارِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْعِشَاءَ وَ الْعَتَمَةَ فِی لَیْلَةِ كَذَا فَإِنَّكُمْ تَجِدُونِی هُنَاكَ وَ كَانَ الْمُوَكَّلُونَ بِهِ لَا یُفَارِقُونَ بَابَ الْمَوْضِعِ الَّذِی حُبِسَ فِیهِ علیه السلام بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ كَانَ یَعْزِلُ فِی كُلِّ خَمْسَةِ أَیَّامٍ الْمُوَكَّلِینَ وَ یُوَلِّی آخَرِینَ بَعْدَ أَنْ یُجَدِّدَ عَلَیْهِمُ الْوَصِیَّةَ بِحِفْظِهِ وَ التَّوَفُّرِ عَلَی مُلَازَمَةِ بَابِهِ فَكَانَ أَصْحَابُهُ وَ شِیعَتُهُ یَصِیرُونَ إِلَی الْمَوْضِعِ وَ كَانَ علیه السلام قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَیْهِ فَیَرْفَعُونَ حَوَائِجَهُمْ إِلَیْهِ فَیَقْضِیهَا لَهُمْ عَلَی مَنَازِلِهِمْ وَ طَبَقَاتِهِمْ وَ یَنْصَرِفُونَ إِلَی أَمَاكِنِهِمْ بِالْآیَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ وَ هُوَ علیه السلام فِی حَبْسِ الْأَضْدَادِ.

«81»- مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ الْأَعْمَی الْكُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا عَلِیَّ بْنَ عَاصِمٍ انْظُرْ إِلَی مَا تَحْتَ قَدَمَیْكَ فَإِنَّكَ عَلَی بِسَاطٍ قَدْ جَلَسَ فِیهِ كَثِیرٌ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ قَالَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَا أَنْتَعِلُ مَا دُمْتُ فِی الدُّنْیَا إِكْرَاماً لِهَذَا الْبِسَاطِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا النَّعْلَ الَّذِی فِی رِجْلِكَ نَعْلٌ نَجَسٌ مَلْعُونٌ لَا یُقِرُّ بِوَلَایَتِنَا قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَنِی أَرَی هَذَا الْبِسَاطَ فَعَلِمَ مَا فِی ضَمِیرِی فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ یَدَهُ الشَّرِیفَةَ عَلَی وَجْهِی فَصِرْتُ بَصِیراً قَالَ فَرَأَیْتُ فِی الْبِسَاطِ أَقْدَاماً وَ صُوَراً فَقَالَ هَذَا قَدَمُ آدَمَ وَ مَوْضِعُ جُلُوسِهِ وَ هَذَا أَثَرُ هَابِیلَ وَ هَذَا أَثَرُ شِیثٍ وَ هَذَا أَثَرُ نُوحٍ وَ هَذَا أَثَرُ قَیْدَارَ وَ هَذَا أَثَرُ مَهْلَائِیلَ وَ هَذَا أَثَرُ یَارَةَ

ص: 304

وَ هَذَا أَثَرُ خَنُوخَ وَ هَذَا أَثَرُ إِدْرِیسَ وَ هَذَا أَثَرُ مُتَوَشْلِخُ وَ هَذَا أَثَرُ سَامٍ وَ هَذَا أَثَرُ أَرْفَخْشَدَ وَ هَذَا أَثَرُ هُودٍ وَ هَذَا أَثَرُ صَالِحٍ وَ هَذَا أَثَرُ لُقْمَانَ وَ هَذَا أَثَرُ إِبْرَاهِیمَ وَ هَذَا أَثَرُ لُوطٍ وَ هَذَا أَثَرُ إِسْمَاعِیلَ وَ هَذَا أَثَرُ إِلْیَاسَ وَ هَذَا أَثَرُ إِسْحَاقَ وَ هَذَا أَثَرُ یَعْقُوبَ وَ هَذَا أَثَرُ یُوسُفَ وَ هَذَا أَثَرُ شُعَیْبٍ وَ هَذَا أَثَرُ مُوسَی وَ هَذَا أَثَرُ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَ هَذَا أَثَرُ طَالُوتَ وَ هَذَا أَثَرُ دَاوُدَ وَ هَذَا أَثَرُ سُلَیْمَانَ وَ هَذَا أَثَرُ الْخَضِرِ وَ هَذَا أَثَرُ دَانِیَالَ وَ هَذَا أَثَرُ الْیَسَعِ وَ هَذَا أَثَرُ ذِی الْقَرْنَیْنِ الْإِسْكَنْدَرِ وَ هَذَا أَثَرُ شَابُورَ بْنِ أَرْدَشِیرَ وَ هَذَا أَثَرُ لُوَیٍّ وَ هَذَا أَثَرُ كِلَابٍ وَ هَذَا أَثَرُ قُصَیٍّ وَ هَذَا أَثَرُ عَدْنَانَ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ مَنَافٍ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ اللَّهِ وَ هَذَا أَثَرُ سَیِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا أَثَرُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هَذَا أَثَرُ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی الْمَهْدِیِّ علیه السلام لِأَنَّهُ قَدْ وَطَّأَهُ وَ جَلَسَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ انْظُرْ إِلَی الْآثَارِ وَ اعْلَمْ أَنَّهَا آثَارُ دِینِ اللَّهِ وَ أَنَّ الشَّاكَّ فِیهِمْ كَالشَّاكِّ فِی اللَّهِ وَ مَنْ جَحَدَهُمْ كَمَنْ جَحَدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ اخْفِضْ طَرْفَكَ یَا عَلِیُّ فَرَجَعْتُ مَحْجُوباً كَمَا كُنْتُ.

ص: 305

باب 4 مكارم أخلاقه و نوادر أحواله و ما جری بینه و بین خلفاء الجور و غیرهم و أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه

«1»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْإِیَادِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْعَمْرِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَبَا طَاهِرِ بْنَ بُلْبُلٍ حَجَّ فَنَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَانِیِ (1)

وَ هُوَ یُنْفِقُ النَّفَقَاتِ الْعَظِیمَةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ كَتَبَ بِذَلِكَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَوَقَّعَ فِی رُقْعَتِهِ قَدْ أَمَرْنَا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِینَارٍ ثُمَّ أَمَرْنَا لَهُ بِمِثْلِهَا فَأَبَی قَبُولَهَا إِبْقَاءً عَلَیْنَا مَا لِلنَّاسِ وَ الدُّخُولَ فِی أَمْرِنَا فِیمَا لَمْ نُدْخِلْهُمْ فِیهِ (2).

«2»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِی جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ وَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْعَمْرِیُّ وَ غَیْرُهُمْ: مِمَّنْ كَانَ حُبِسَ بِسَبَبِ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِیِّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَخَاهُ جَعْفَراً أُدْخِلَا عَلَیْهِمْ لَیْلًا

ص: 306


1- 1. عنونه ابن داود فی القسم الثانی من رجاله تحت الرقم 323 و قال: منسوب الی همینیا قریة من سواد بغداد.
2- 2. غیبة الشیخ ص 141 و 226، و قد أخرجه المؤلّف فیما سبق ص 220، من هذا المجلد.

قَالُوا كُنَّا لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی جُلُوساً نَتَحَدَّثُ إِذْ سَمِعْنَا حَرَكَةَ بَابِ السِّجْنِ فَرَاعَنَا ذَلِكَ وَ كَانَ أَبُو هَاشِمٍ عَلِیلًا فَقَالَ لِبَعْضِنَا اطَّلِعْ وَ انْظُرْ مَا تَرَی فَاطَّلَعَ إِلَی مَوْضِعِ الْبَابِ فَإِذَا الْبَابُ فُتِحَ وَ إِذَا هُوَ بِرَجُلَیْنِ قَدْ أُدْخِلَا إِلَی السِّجْنِ وَ رُدَّ الْبَابُ وَ أُقْفِلَ فَقَالَ فَدَنَا مِنْهُمَا فَقَالَ مَنْ أَنْتُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُمَا جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكُمَا إِنْ رَأَیْتُمَا أَنْ تَدْخُلَا الْبَیْتَ وَ بَادَرَ إِلَیْنَا وَ إِلَی أَبِی هَاشِمٍ فَأَعْلَمَنَا وَ دَخَلَا فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمَا أَبُو هَاشِمٍ قَامَ عَنْ مِضْرَبَةٍ كَانَتْ تَحْتَهُ فَقَبَّلَ وَجْهَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ أَجْلَسَهُ عَلَیْهَا فَجَلَسَ جَعْفَرٌ قَرِیباً مِنْهُ فَقَالَ جَعْفَرٌ وَا شَطْنَاهْ بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَعْنِی جَارِیَةً لَهُ فَزَجَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ اسْكُتْ وَ إِنَّهُمْ رَأَوْا فِیهِ آثَارَ السُّكْرِ وَ إِنَّ النَّوْمَ غَلَبَهُ وَ هُوَ جَالِسٌ مَعَهُمْ فَنَامَ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ (1).

«3»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ قَالَ: خَرَجَ إِلَی الْعَمْرِیِّ فِی تَوْقِیعٍ طَوِیلٍ اخْتَصَرْنَاهُ وَ نَحْنُ نَبْرَأُ مِنِ ابْنِ هِلَالٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ مِمَّنْ لَا یَبْرَأُ مِنْهُ فَأَعْلِمِ الْإِسْحَاقِیَّ وَ أَهْلَ بَلَدِهِ مِمَّا أَعْلَمْنَاكَ مِنْ حَالِ هَذَا الْفَاجِرِ وَ جَمِیعَ مَنْ كَانَ سَأَلَكَ وَ یَسْأَلُكَ عَنْهُ (2).

«4»- عم، [إعلام الوری](3) شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ قَالَ: جلس [حُبِسَ] أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَوْتَاشٍ (5) وَ كَانَ شَدِیدَ الْعَدَاوَةِ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام غَلِیظاً عَلَی آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ قِیلَ لَهُ افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ قَالَ فَمَا أَقَامَ إِلَّا یَوْماً حَتَّی وَضَعَ خَدَّهُ لَهُ وَ كَانَ لَا یَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَیْهِ إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِیرَةً وَ أَحْسَنُهُمْ قَوْلًا فِیهِ (6).

ص: 307


1- 1. غیبة الشیخ ص 147.
2- 2. غیبة الشیخ ص 228.
3- 3. إعلام الوری ص 359.
4- 4. الكافی ج 1 ص 508.
5- 5. اوتامش خ ل، و فی الكافی نارمش.
6- 6. إرشاد المفید ص 322.

«5»- عم، [إعلام الوری](1) شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ حِینَ أَخَذَ الْمُهْتَدِی فِی قَتْلِ الْمَوَالِی یَا سَیِّدِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی شَغَلَهُ عَنَّا فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّهُ یُهَدِّدُكَ وَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأُجْلِیَنَّكُمْ عَنْ جَدَدِ الْأَرْضِ فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام بِخَطِّهِ ذَلِكَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ عُدَّ مِنْ یَوْمِكَ هَذَا خَمْسَةَ أَیَّامٍ وَ یُقْتَلُ فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ یَمُرُّ بِهِ (3) وَ كَانَ كَمَا قَالَ علیه السلام (4).

«6»- عم، [إعلام الوری](5) شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (6) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسِیُّونَ عَلَی صَالِحِ بْنِ وَصِیفٍ وَ دَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِیٍّ وَ غَیْرُهُ مِنَ الْمُنْحَرِفِینَ عَنْ هَذِهِ النَّاحِیَةِ عَلَی صَالِحِ بْنِ وَصِیفٍ عِنْدَ مَا حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ ضَیِّقْ عَلَیْهِ وَ لَا تُوَسِّعْ فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ مَا أَصْنَعُ بِهِ وَ قَدْ وَكَّلْتُ بِهِ رَجُلَیْنِ شَرَّ مَنْ قَدَرْتُ عَلَیْهِ فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ الصَّلَاةِ إِلَی أَمْرٍ عَظِیمٍ ثُمَّ أَمَرَ بِإِحْضَارِ الْمُوَكَّلَیْنِ فَقَالَ لَهُمَا وَیْحَكُمَا مَا شَأْنُكُمَا فِی أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالا لَهُ مَا نَقُولُ فِی رَجُلٍ یَصُومُ نَهَارَهُ وَ یَقُومُ لَیْلَهُ كُلَّهُ لَا یَتَكَلَّمُ وَ لَا یَتَشَاغَلُ بِغَیْرِ

ص: 308


1- 1. إعلام الوری ص 356.
2- 2. الكافی ج 1 ص 510.
3- 3. المهتدی هو محمّد بن الواثق بن المعتصم بن هارون الرشید بویع فی آخر رجب أو فی شعبان سنة خمس و خمسین و مائتین، و شرع فی قتل موالیه من الترك، فخرجوا علیه فی رجب سنة ست و خمسین و مائتین، و قتلوا صالح بن وصیف، و كان أعظم أمرائه، و محل اعتماده فی مهماته، و علقوا رأسه فی باب المهتدی لهوانه و استخفافه، و تغافل فقتلوه بعد ذلك أقبح قتل.
4- 4. الإرشاد ص 424.
5- 5. إعلام الوری ص 360.
6- 6. الكافی ج 1 ص 512.

الْعِبَادَةِ فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْنَا ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُنَا وَ دَاخَلَنَا مَا لَا نَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْعَبَّاسِیُّونَ انْصَرَفُوا خَاسِئِینَ (1).

«7»- عم، [إعلام الوری](2) شا، [الإرشاد] بِهَذَا الْإِسْنَادِ(3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالُوا: سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی نِحْرِیرٍ(4) وَ كَانَ یُضَیِّقُ عَلَیْهِ وَ یُؤْذِیهِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِی مَنْ فِی مَنْزِلِكَ وَ ذَكَرَتْ لَهُ صَلَاحَهُ وَ عِبَادَتَهُ وَ قَالَتْ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ مِنْهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَرْمِیَنَّهُ بَیْنَ السِّبَاعِ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ فِی ذَلِكَ فَأُذِنَ لَهُ فَرَمَی بِهِ إِلَیْهَا فَلَمْ یَشُكُّوا فِی أَكْلِهَا فَنَظَرُوا إِلَی الْمَوْضِعِ لِیَعْرِفُوا الْحَالَ فَوَجَدُوهُ علیه السلام قَائِماً یُصَلِّی وَ هِیَ حَوْلَهُ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ إِلَی دَارِهِ (5).

«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُرْسَلًا: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ رُوِیَ أَنَّ یَحْیَی بْنَ قُتَیْبَةَ الْأَشْعَرِیَّ أَتَاهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ مَعَ الْأُسْتَاذِ فَوَجَدَاهُ یُصَلِّی وَ الْأُسُودُ حَوْلَهُ فَدَخَلَ الْأُسْتَاذُ الْغَیْلَ فَمَزَّقُوهُ وَ أَكَلُوهُ وَ انْصَرَفَ یَحْیَی فِی قَوْمِهِ إِلَی الْمُعْتَمِدِ فَدَخَلَ الْمُعْتَمِدُ عَلَی الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام وَ تَضَرَّعَ إِلَیْهِ وَ سَأَلَ أَنْ یَدْعُوَ لَهُ بِالْبَقَاءِ عِشْرِینَ سَنَةً فِی الْخِلَافَةِ فَقَالَ علیه السلام مَدَّ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ فَأُجِیبَ وَ تُوُفِّیَ بَعْدَ عِشْرِینَ سَنَةً(6).

«11»- 9- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مِنْ ثِقَاتِهِ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ قَیِّمٌ لِأَبِی الْحَسَنِ (7)

وَ أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ

ص: 309


1- 1. الإرشاد ص 324.
2- 2. إعلام الوری ص 360.
3- 3. الكافی ج 1 ص 513.
4- 4. التحریر- بالكسر- الحاذق الماهر المجرب المتقن البصیر، و بمعناه الأستاذ كما سیجی ء فی روایة المناقب.
5- 5. إرشاد المفید ص 324 و 325.
6- 6. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 430.
7- 7. الظاهر أنّه علیّ بن جعفر الهمانی كما مرّ ترجمته تحت الرقم 1- من هذا الباب و هكذا ص 220 فیما سبق، و هو الذی كان فی حبس المتوكل و خاف القتل و الشك فی دینه، فوعده أبو الحسن الهادی علیه السلام- كما مرّ فی ص 183 و 184 أن یقصد اللّٰه فیه فحم المتوكل و أمر بتخلیة من كان فی السجن و تخلیته بالخصوص. و قد احتمل بعضهم اتّحاده مع علیّ بن جعفر الدهقان الذی ورد لعنه و سبق فیما مر.

الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ وَ قَدْ رَأَی خَمْسَةً مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ دَاوُدُ بْنُ أَبِی یَزِیدَ النَّیْسَابُورِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ الْقُمِّیُّ وَ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ الْعَمْرِیُّ الزَّیَّاتُ وَ السَّمَّانُ وَ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِیعِ الْكُوفِیُّ وَ أَبُو الْقَاسِمِ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ

الْفَارِسِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النَّیْسَابُورِیُّ وَ مِنْ وُكَلَائِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ سُهَیْلٍ الصَّیْقَلُ وَ قَدْ أَدْرَكَا أَبَاهُ وَ ابْنَهُ وَ مِنْ أَصْحَابِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ وَ عُبْدُوسٌ الْعَطَّارُ وَ سَرِیُّ بْنُ سَلَامَةَ النَّیْسَابُورِیُّ وَ أَبُو طَالِبٍ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ الفافای وَ أَبُو الْبَخْتَرِیِّ مُؤَدِّبُ وُلْدِ الْحَجَّاجِ وَ بَابُهُ الْحُسَیْنُ بْنُ رَوْحٍ النَّیْبَخْتِیُ (1) وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِی سَنَةِ خَمْسٍ وَ خَمْسِینَ [وَ مِائَتَیْنِ] كِتَاباً تَرْجَمَتُهُ رِسَالَةُ الْمَنْقَبَةِ(2) یَشْتَمِلُ عَلَی أَكْثَرِ عِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ أَوَّلُهُ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ ذَكَرَ الْخَیْبَرِیُّ فِی كِتَابٍ سَمَّاهُ مُكَاتَبَاتِ الرِّجَالِ عَنِ الْعَسْكَرِیَّیْنِ قِطْعَةً مِنْ أَحْكَامِ الدِّینِ (3).

ص: 310


1- 1. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 423 و نوبخت و نیبخت، حكمه حكم نوروز و نیروز ان كسرنا النون- تبعا للفظ الدری- تابعت الواو الكسرة، فصارت یاء و قیل: نیبخت و نیروز، و ان فتحناها كما یفتحونها الاعاجم الیوم بقیت الواو علی حالها و قیل نوروز و نوبخت.
2- 2. فی المصدر المطبوع« رسالة المقنعة».
3- 3. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 424.

أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِیُّ فِی كِتَابِ التَّبْدِیلِ: أَنَّ إِسْحَاقَ الْكِنْدِیَّ كَانَ فَیْلَسُوفَ الْعِرَاقِ فِی زَمَانِهِ أَخَذَ فِی تَأْلِیفِ تَنَاقُضِ الْقُرْآنِ وَ شَغَلَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ وَ تَفَرَّدَ بِهِ فِی مَنْزِلِهِ وَ إِنَّ بَعْضَ تَلَامِذَتِهِ دَخَلَ یَوْماً عَلَی الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام أَ مَا فِیكُمْ رَجُلٌ رَشِیدٌ یَرْدَعُ أُسْتَاذَكُمُ الْكِنْدِیَّ عَمَّا أَخَذَ فِیهِ مِنْ تَشَاغُلِهِ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ التِّلْمِیذُ نَحْنُ مِنْ تَلَامِذَتِهِ كَیْفَ یَجُوزُ مِنَّا الِاعْتِرَاضُ عَلَیْهِ فِی هَذَا أَوْ فِی غَیْرِهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام أَ تُؤَدِّی إِلَیْهِ مَا أُلْقِیهِ إِلَیْكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَصِرْ إِلَیْهِ وَ تَلَطَّفْ فِی مُؤَانَسَتِهِ وَ مَعُونَتِهِ عَلَی مَا هُوَ بِسَبِیلِهِ فَإِذَا وَقَعَتِ الْأُنْسَةُ فِی ذَلِكَ فَقُلْ قَدْ حَضَرَتْنِی مَسْأَلَةٌ أَسْأَلُكَ عَنْهَا فَإِنَّهُ یَسْتَدْعِی ذَلِكَ مِنْكَ فَقُلْ لَهُ إِنْ أَتَاكَ هَذَا الْمُتَكَلِّمُ بِهَذَا الْقُرْآنِ هَلْ یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ مُرَادُهُ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْهُ غَیْرَ الْمَعَانِی الَّتِی قَدْ ظَنَنْتَهَا أَنَّكَ ذَهَبْتَ إِلَیْهَا فَإِنَّهُ سَیَقُولُ إِنَّهُ مِنَ الْجَائِزِ لِأَنَّهُ رَجُلٌ یَفْهَمُ إِذَا سَمِعَ فَإِذَا أَوْجَبَ ذَلِكَ فَقُلْ لَهُ فَمَا یُدْرِیكَ لَعَلَّهُ قَدْ أَرَادَ غَیْرَ الَّذِی ذَهَبْتَ أَنْتَ إِلَیْهِ فَتَكُونُ وَاضِعاً لِغَیْرِ مَعَانِیهِ فَصَارَ الرَّجُلُ إِلَی الْكِنْدِیِّ وَ تَلَطَّفَ إِلَی أَنْ أَلْقَی عَلَیْهِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فَقَالَ لَهُ أَعِدْ عَلَیَّ فَأَعَادَ عَلَیْهِ فَتَفَكَّرَ فِی نَفْسِهِ وَ رَأَی ذَلِكَ مُحْتَمَلًا فِی اللُّغَةِ وَ سَائِغاً فِی النَّظَرِ(1).

«10»- عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَیَّاشِ قَالَ: كَانَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ حُبِسَ مَعَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام كَانَ الْمُعْتَزُّ حَبَسَهُمَا مَعَ عِدَّةٍ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قَالَ

ص: 311


1- 1. المناقب ج 4 ص 424، و بعده: فقال: أقسمت علیك الا أخبرتنی من أین لك؟ فقال: انه شی ء عرض بقلبی فأوردته علیك فقال: كلا، ما مثلك من اهتدی الی هذا و لا من بلغ هذه المنزلة فعرفنی من أین لك هذا؟ فقال: أمرنی به أبو محمد، فقال: الآن جئت به، و ما كان لیخرج مثل هذا الامن ذلك البیت، ثمّ انه دعا بالنار و أحرق جمیع ما كان ألفه.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادٍ الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ كُنْتُ فِی الْحَبْسِ الْمَعْرُوفِ بِحَبْسِ خُشَیْشٍ فِی الْجَوْسَقِ الْأَحْمَرِ أَنَا وَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَقِیقِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْعَمْرِیُّ و فُلَانٌ وَ فُلَانٌ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ وَ

أَخُوهُ جَعْفَرٌ فَحَفَفْنَا بِهِ وَ كَانَ الْمُتَوَلِّی لِحَبْسِهِ صَالِحُ بْنُ وَصِیفٍ وَ كَانَ مَعَنَا فِی الْحَبْسِ رَجُلٌ جُمَحِیٌّ یَقُولُ إِنَّهُ عَلَوِیٌّ قَالَ فَالْتَفَتَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَوْ لَا أَنَّ فِیكُمْ مَنْ لَیْسَ مِنْكُمْ لَأَعْلَمْتُكُمْ مَتَی یُفَرَّجُ عَنْكُمْ وَ أَوْمَأَ إِلَی الْجُمَحِیِّ أَنْ یَخْرُجَ فَخَرَجَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا الرَّجُلُ لَیْسَ مِنْكُمْ فَاحْذَرُوهُ فَإِنَّ فِی ثِیَابِهِ قِصَّةً قَدْ كَتَبَهَا إِلَی السُّلْطَانِ یُخْبِرُهُ بِمَا تَقُولُونَ فِیهِ فَقَامَ بَعْضُهُمْ فَفَتَّشَ ثِیَابَهُ فَوَجَدَ فِیهَا الْقِصَّةَ یَذْكُرُنَا فِیهَا بِكُلِّ عَظِیمَةٍ(1).

بیان: الظاهر أن فی التاریخ اشتباها و تصحیفا فإن المعتز قتل قبل ذلك بأكثر من ثلاث سنین و أیضا ذكر فیه أن هذا الحبس كان بتحریك صالح بن وصیف و قتل هو أیضا قبل ذلك بسنتین أو أكثر فالظاهر اثنین أو ثلاث و خمسین أو كان المعتمد مكان المعتز فإن التاریخ یوافقه لكن لم یكن صالح فی هذا التاریخ حیا.

و فی القاموس الجوسق القصر و قلعة و دار بنیت للمقتدر فی دار الخلافة فی وسطها بركة من الرصاص ثلاثون ذراعا فی عشرین (2).

«11»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ كِتَابِ الْأَوْصِیَاءِ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْمَرِیِّ قَالَ: لَمَّا هَمَّ الْمُسْتَعِینُ فِی أَمْرِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام بِمَا هَمَّ وَ أَمَرَ سَعِیدَ الْحَاجِبِ بِحَمْلِهِ إِلَی الْكُوفَةِ وَ أَنْ یُحْدِثَ عَلَیْهِ فِی الطَّرِیقِ حَادِثَةً انْتَشَرَ الْخَبَرُ بِذَلِكَ فِی الشِّیعَةِ فَأَقْلَقَهُمْ وَ كَانَ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِأَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِینَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْهَیْثَمُ بْنُ سَیَابَةَ بَلَغَنَا جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ خَبَرٌ أَقْلَقَنَا وَ غَمَّنَا وَ بَلَغَ مِنَّا فَوَقَّعَ بَعْدَ ثَلَاثٍ یَأْتِیكُمُ الْفَرَجُ قَالَ فَخَلَعَ الْمُسْتَعِینُ فِی

ص: 312


1- 1. إعلام الوری ص 354.
2- 2. القاموس ج 3 ص 217.

الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَ قَعَدَ الْمُعْتَزُّ وَ كَانَ كَمَا قَالَ (1).

وَ رَوَی أَیْضاً الصَّیْمَرِیُّ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ فِی ذَلِكَ مَا هَذَا لَفْظُهُ وَ حَدَّثَ مُحَمَّدُ عُمَرُ الْكَاتِبُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الصَّیْمَرِیِّ صِهْرِ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودٍ الْوَزِیرِ عَلَی ابْنَتِهِ أُمِّ أَحْمَدَ وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ وُجُوهِ الشِّیعَةِ وَ ثِقَاتِهِمْ وَ مُقَدَّماً فِی الْكِتَابِ وَ الْأَدَبِ وَ الْعِلْمِ وَ الْمَعْرِفَةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی أَحْمَدَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ رُقْعَةُ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فِیهَا إِنِّی نَازَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذَا الطَّاغِی یَعْنِی الْمُسْتَعِینَ وَ هُوَ آخِذُهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ خَلَعَ وَ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا رَوَاهُ النَّاسُ فِی إِحْدَارِهِ إِلَی وَاسِطٍ وَ قَتْلِهِ (2).

وَ رَوَی الصَّیْمَرِیُّ أَیْضاً عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: كُنْتُ مَحْبُوساً عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ فِی حَبْسِ الْمُهْتَدِی فَقَالَ لِی یَا أَبَا هَاشِمٍ إِنَّ هَذَا الطَّاغِیَ أَرَادَ أَنْ یَعْبَثَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَ قَدْ بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ وَ جَعَلَتْهُ لِلْمُتَوَلِّی بَعْدَهُ وَ لَیْسَ لِی وَلَدٌ سَیَرْزُقُنِی اللَّهُ وَلَداً بِكَرَمِهِ وَ لُطْفِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا شَغَبَ الْأَتْرَاكُ عَلَی الْمُهْتَدِی وَ أَعَانَهُمُ الْأُمَّةُ لِمَا عَرَفُوا مِنْ قَوْلِهِ بِالاعْتِزَالِ وَ الْقَدْرِ وَ قَتَلُوهُ وَ نَصَبُوا مَكَانَهُ الْمُعْتَمِدَ وَ بَایَعُوا لَهُ وَ كَانَ الْمُهْتَدِی قَدْ صَحَّحَ الْعَزْمَ عَلَی قَتْلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَشَغَلَهُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ حَتَّی قُتِلَ وَ مَضَی إِلَی أَلِیمِ عَذَابِ اللَّهِ (3).

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الزَّعْفَرَانِ عَنْ أُمِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ تُصِیبُنِی فِی سَنَةِ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ حَزَازَةٌ أَخَافُ أَنْ أُنْكَبَ مِنْهَا نَكْبَةً قَالَتْ وَ أَظْهَرْتُ الْجَزَعَ وَ أَخَذَنِی الْبُكَاءُ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ أَمْرِ اللَّهِ لَا تَجْزَعِی فَلَمَّا كَانَ فِی صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّینَ أَخَذَهَا الْمُقِیمُ وَ الْمُقْعَدُ وَ جَعَلَتْ تَخْرُجُ فِی الْأَحَایِینِ إِلَی خَارِجِ الْمَدِینَةِ وَ تُجَسِّسُ الْأَخْبَارَ حَتَّی وَرَدَ عَلَیْهَا الْخَبَرُ حِینَ حَبَسَهُ الْمُعْتَمِدُ

ص: 313


1- 1. مهج الدعوات ص 341.
2- 2. مهج الدعوات ص 342.
3- 3. مهج الدعوات ص 343.

فِی یَدَیْ عَلِیِّ بْنِ جَرِینٍ وَ حَبَسَ جَعْفَراً أَخَاهُ مَعَهُ وَ كَانَ الْمُعْتَمِدُ یَسْأَلُ عَلِیّاً عَنْ أَخْبَارِهِ فِی كُلِّ وَقْتٍ فَیُخْبِرُهُ أَنَّهُ یَصُومُ النَّهَارَ وَ یُصَلِّی اللَّیْلَ فَسَأَلَهُ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ عَنْ خَبَرِهِ فَأَخْبَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ امْضِ السَّاعَةَ إِلَیْهِ وَ أَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ انْصَرِفْ إِلَی مَنْزِلِكَ مُصَاحِباً قَالَ عَلِیُّ بْنُ جَرِینٍ فَجِئْتُ إِلَی بَابِ الْحَبْسِ فَوَجَدْتُ حِمَاراً مُسْرَجاً فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ جَالِساً وَ قَدْ لَبِسَ خُفَّهُ وَ طَیْلَسَانَهُ وَ شَاشَتَهُ فَلَمَّا رَآنِی نَهَضَ فَأَدَّیْتُ إِلَیْهِ الرِّسَالَةَ فَرَكِبَ فَلَمَّا اسْتَوَی عَلَی الْحِمَارِ وَقَفَ فَقُلْتُ لَهُ مَا وُقُوفُكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ لِی حَتَّی یَجِی ءَ جَعْفَرٌ فَقُلْتُ إِنَّمَا أَمَرَنِی بِإِطْلَاقِكَ دُونَهُ فَقَالَ لِی تَرْجِعُ إِلَیْهِ فَتَقُولُ لَهُ خَرَجْنَا مِنْ دَارٍ وَاحِدَةٍ جَمِیعاً فَإِذَا رَجَعْتُ وَ لَیْسَ هُوَ مَعِی كَانَ فِی ذَلِكَ مَا لَا خَفَاءَ بِهِ عَلَیْكَ فَمَضَی وَ عَادَ فَقَالَ لَهُ یَقُولُ لَكَ قَدْ أَطْلَقْتُ جَعْفَراً لَكَ لِأَنِّی حَبَسْتُهُ بِجِنَایَتِهِ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَلَیْكَ وَ مَا یَتَكَلَّمُ بِهِ وَ خَلَّی سَبِیلَهُ فَصَارَ مَعَهُ إِلَی دَارِهِ (1).

وَ ذَكَرَ الصَّیْمَرِیُّ أَیْضاً عَنِ الْمَحْمُودِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ خَطَّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَبْسِ الْمُعْتَمِدِ یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (2).

وَ ذَكَرَ نَصْرُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَهْضَمِیُّ وَ هُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْمُخَالِفِینَ فِی مَوَالِیدِ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام: وَ مِنَ الدَّلَائِلِ مَا جَاءَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ عِنْدَ وِلَادَةِ م ح م د بْنِ الْحَسَنِ زَعَمَتِ الظَّلَمَةُ أَنَّهُمْ یَقْتُلُونَنِی لِیَقْطَعُوا هَذَا النَّسْلَ كَیْفَ رَأَوْا قُدْرَةَ الْقَادِرِ وَ سَمَّاهُ الْمُؤَمَّلَ (3).

«12»- الْبُرْسِیُّ، فِی الْمَشَارِقِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْكَرْخِیِّ قَالَ: كَانَ أَبِی بَزَّازاً فِی الْكَرْخِ فَجَهَّزَنِی بِقُمَاشٍ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی فَلَمَّا دَخَلْتُ

ص: 314


1- 1. مهج الدعوات ص 343.
2- 2. المصدر ص 344.
3- 3. نفس المصدر ص 345. و قد رواه الشیخ- قدّس سرّه- فی غیبته ص 144 و 149، فراجع.

إِلَیْهَا جَاءَنِی خَادِمٌ فَنَادَانِی بِاسْمِی وَ اسْمِ أَبِی وَ قَالَ أَجِبْ مَوْلَاكَ قُلْتُ وَ مَنْ مَوْلَایَ حَتَّی أُجِیبَهُ فَقَالَ مَا عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ قَالَ فَتَبِعْتُهُ فَجَاءَ بِی إِلَی دَارٍ عَالِیَةِ الْبِنَاءِ لَا أَشُكُّ أَنَّهَا الْجَنَّةُ وَ إِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ عَلَی بِسَاطٍ أَخْضَرَ وَ نُورُ جَمَالِهِ یَغْشَی الْأَبْصَارَ فَقَالَ لِی إِنَّ فِیمَا حَمَلْتَ مِنَ الْقُمَاشِ حِبَرَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا فِی مَكَانِ كَذَا وَ الْأُخْرَی فِی مَكَانِ كَذَا فِی السَّفَطِ الْفُلَانِیِّ وَ فِی كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ رُقْعَةٌ مَكْتُوبَةٌ فِیهَا ثَمَنُهَا وَ رِبْحُهَا وَ ثَمَنُ إِحْدَاهُمَا ثَلَاثَةٌ وَ عِشْرُونَ دِینَاراً وَ الرِّبْحُ دِینَارَانِ وَ ثَمَنُ الْأُخْرَی ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِینَاراً وَ الرِّبْحُ كَالْأُولَی فَاذْهَبْ فَأْتِ بِهِمَا قَالَ الرَّجُلُ فَرَجَعْتُ فَجِئْتُ بِهِمَا إِلَیْهِ فَوَضَعْتُهُمَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ لَا أَسْتَطِیعُ النَّظَرَ إِلَیْهِ إِجْلَالًا لِهَیْبَتِهِ قَالَ فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی طَرَفِ الْبِسَاطِ وَ لَیْسَ هُنَاكَ شَیْ ءٌ وَ قَبَضَ قَبْضَةً وَ قَالَ هَذَا ثَمَنُ حِبَرَتَیْكَ وَ رِبْحُهُمَا قَالَ فَخَرَجْتُ وَ عَدَدْتُ الْمَالَ فِی الْبَابِ فَكَانَ الْمُشْتَرَی وَ الرِّبْحُ كَمَا كَتَبَ وَالِدِی لَا یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ.

«13»- مُرُوجُ الذَّهَبِ، قَالَ ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الشَّرِیعِیُّ وَ كَانَ مِمَّنْ بُلِیَ بِالْمُهْتَدِی وَ كَانَ حَسَنَ الْمَجْلِسِ عَارِفاً بِأَیَّامِ النَّاسِ وَ أَخْبَارِهِمْ قَالَ: كُنْتُ أُبَایِتُ الْمُهْتَدِیَ كَثِیراً فَقَالَ لِی ذَاتَ لَیْلَةٍ أَ تَعْرِفُ خَبَرَ نَوْفٍ الَّذِی حَكَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حِینَ كَانَ یُبَایِتُهُ قُلْتُ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ذَكَرَ نَوْفٌ قَالَ رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام قَدْ أَكْثَرَ الْخُرُوجَ وَ الدُّخُولَ وَ النَّظَرَ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا نَوْفُ أَ نَائِمٌ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ بَلْ أَرْمُقُكَ بِعَیْنِی مُنْذُ اللَّیْلَةِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لِی یَا نَوْفُ طُوبَی لِلزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا وَ الرَّاغِبِینَ فِی الْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا أَرْضَ اللَّهِ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِیباً وَ الْكِتَابَ شِعَاراً وَ الدُّعَاءَ دِثَاراً ثُمَّ تَرَكُوا الدُّنْیَا تَرْكاً عَلَی مِنْهَاجِ الْمَسِیحِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیهما السلام یَا نَوْفُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلَا أَوْحَی إِلَی عَبْدِهِ الْمَسِیحِ أَنْ قُلْ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ لَا تَدْخُلُوا بُیُوتِی إِلَّا بِقُلُوبٍ خَاضِعَةٍ وَ أَبْصَارٍ خَاشِعَةٍ وَ أَكُفٍّ نَقِیَّةٍ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنِّی

ص: 315

لَا أُجِیبُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةً وَ لِأَحَدٍ قِبَلَهُ مَظْلِمَةٌ(1)

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كَتَبَ الْمُهْتَدِی الْخَبَرَ بِخَطِّهِ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُهُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ وَ قَدْ خَلَا بِرَبِّهِ وَ هُوَ یَبْكِی وَ یَقُولُ یَا نَوْفُ طُوبَی لِلزَّاهِدِینَ فِی الدُّنْیَا وَ الرَّاغِبِینَ فِی الْآخِرَةِ إِلَی أَنْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَعَ الْأَتْرَاكِ مَا كَانَ.

أَقُولُ رُوِیَ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ الْكُوفِیِّ الْأَعْمَی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ قَالَ مَرْحَباً بِكَ یَا ابْنَ عَاصِمٍ اجْلِسْ هَنِیئاً لَكَ یَا ابْنَ عَاصِمٍ أَ تَدْرِی مَا تَحْتَ قَدَمَیْكَ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ إِنِّی أَرَی تَحْتَ قَدَمَیَّ هَذَا الْبِسَاطَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَ صَاحِبِهِ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ عَاصِمٍ اعْلَمْ أَنَّكَ عَلَی بِسَاطٍ جَلَسَ عَلَیْهِ كَثِیرٌ مِنَ النَّبِیِّینَ

وَ الْمُرْسَلِینَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَیْتَنِی كُنْتُ لَا أُفَارِقُكَ مَا دُمْتُ فِی دَارِ الدُّنْیَا ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَنِی كُنْتُ أَرَی هَذَا الْبِسَاطَ فَعَلِمَ الْإِمَامُ علیه السلام مَا فِی ضَمِیرِی فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی فَصِرْتُ بَصِیراً بِإِذْنِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا قَدَمُ أَبِینَا آدَمَ وَ هَذَا أَثَرُ هَابِیلَ وَ هَذَا أَثَرُ شِیثٍ وَ هَذَا أَثَرُ إِدْرِیسَ وَ هَذَا أَثَرُ هُودٍ وَ هَذَا أَثَرُ صَالِحٍ وَ هَذَا أَثَرُ لُقْمَانَ وَ هَذَا أَثَرُ إِبْرَاهِیمَ وَ هَذَا أَثَرُ لُوطٍ وَ هَذَا أَثَرُ شُعَیْبٍ وَ هَذَا أَثَرُ مُوسَی وَ هَذَا أَثَرُ دَاوُدَ وَ هَذَا أَثَرُ سُلَیْمَانَ وَ هَذَا أَثَرُ الْخَضِرِ وَ هَذَا أَثَرُ دَانِیَالَ وَ هَذَا أَثَرُ ذِی الْقَرْنَیْنِ وَ هَذَا أَثَرُ عَدْنَانَ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ اللَّهِ وَ هَذَا أَثَرُ عَبْدِ مَنَافٍ وَ هَذَا أَثَرُ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا أَثَرُ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ عَاصِمٍ فَأَهْوَیْتُ عَلَی الْأَقْدَامِ كُلِّهَا فَقَبَّلْتُهَا وَ قَبَّلْتُ یَدَ الْإِمَامِ علیه السلام وَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی عَاجِزٌ عَنْ نُصْرَتِكُمْ بِیَدِی وَ لَیْسَ أَمْلِكُ غَیْرَ مُوَالاتِكُمْ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكُمْ وَ اللَّعْنِ لَهُمْ فِی خَلَوَاتِی فَكَیْفَ حَالِی یَا سَیِّدِی فَقَالَ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ ضَعُفَ عَلَی نُصْرَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَعَنَ فِی خَلَوَاتِهِ أَعْدَاءَنَا بَلَّغَ اللَّهُ صَوْتَهُ إِلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ فَكُلَّمَا لَعَنَ أَحَدُكُمْ أَعْدَاءَنَا

ص: 316


1- 1. تراها فی نهج البلاغة تحت الرقم 104 من الحكم و المواعظ.

صَاعَدَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ لَعَنُوا مَنْ لَا یَلْعَنُهُمْ فَإِذَا بَلَغَ صَوْتُهُ إِلَی الْمَلَائِكَةِ اسْتَغْفَرُوا لَهُ وَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ وَ قَالُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی رُوحِ عَبْدِكَ هَذَا الَّذِی بَذَلَ فِی نُصْرَةِ أَوْلِیَائِهِ جُهْدَهُ وَ لَوْ قَدَرَ عَلَی أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ لَفَعَلَ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی یَقُولُ یَا مَلَائِكَتِی إِنِّی قَدْ أحببت [أَجَبْتُ] دُعَاءَكُمْ فِی عَبْدِی هَذَا وَ سَمِعْتُ نِدَاءَكُمْ وَ صَلَّیْتُ عَلَی رُوحِهِ مَعَ أَرْوَاحِ الْأَبْرَارِ وَ جَعَلْتُهُ مِنَ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیارِ.

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام إِلَی أَهْلِ قُمَّ وَ آبَةَ(1)

أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی بِجُودِهِ وَ رَأْفَتِهِ قَدْ مَنَّ عَلَی عِبَادِهِ بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ بَشِیراً وَ نَذِیراً وَ وَفَّقَكُمْ لِقَبُولِ دِینِهِ وَ أَكْرَمَكُمْ بِهِدَایَتِهِ وَ غَرَسَ فِی قُلُوبِ أَسْلَافِكُمُ الْمَاضِینَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ أَصْلَابِكُمُ الْبَاقِینَ تَوَلَّی كِفَایَتَهُمْ وَ عَمَّرَهُمْ طَوِیلًا فِی طَاعَتِهِ حُبَّ الْعِتْرَةِ الْهَادِیَةِ فَمَضَی مَنْ مَضَی عَلَی وَتِیرَةِ الصَّوَابِ وَ مِنْهَاجِ الصِّدْقِ وَ سَبِیلِ الرَّشَادِ فَوَرَدُوا مَوَارِدَ الْفَائِزِینَ وَ اجْتَنَوْا ثَمَرَاتِ مَا قَدَّمُوا وَ وَجَدُوا غِبَّ مَا أَسْلَفُوا وَ مِنْهَا فَلَمْ یَزَلْ نِیَّتُنَا مُسْتَحْكِمَةً وَ نُفُوسُنَا إِلَی طِیبِ آرَائِكُمْ سَاكِنَةً وَ الْقَرَابَةُ الْوَاشِجَةُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ قَوِیَّةً وَصِیَّةٌ أُوصِی بِهَا أَسْلَافَنَا وَ أَسْلَافَكُمْ وَ عَهْدٌ عَهِدَ إِلَی شُبَّانِنَا وَ مَشَایِخِكُمْ فَلَمْ یَزَلْ عَلَی جُمْلَةٍ كَامِلَةٍ مِنَ الِاعْتِقَادِ لِمَا جَعَلَنَا اللَّهُ عَلَیْهِ مِنَ الْحَالِ الْقَرِیبَةِ وَ الرَّحِمِ الْمَاسَّةِ یَقُولُ الْعَالِمُ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذْ یَقُولُ الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأُمَّهِ وَ أَبِیهِ (2).

وَ مِمَّا كَتَبَ علیه السلام إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ الْقُمِّیِّ: وَ اعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ الْجَنَّةُ لِلْمُوَحِّدِینَ وَ النَّارُ لِلْمُلْحِدِینَ وَ لَا عُدْوانَ إِلَّا عَلَی الظَّالِمِینَ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ وَ الصَّلَاةُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِینَ

ص: 317


1- 1. آبة: بلیدة تقابل ساوة، تعرف بین العامّة بآوة، قاله الحموی فی معجم البلدان.
2- 2. مناقب آل أبی طالب ج 4 ص 425.

مِنْهَا وَ عَلَیْكَ بِالصَّبْرِ وَ انْتِظَارِ الْفَرَجِ فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِی انْتِظَارُ الْفَرَجِ وَ لَا تَزَالُ شِیعَتُنَا فِی حُزْنٍ حَتَّی یَظْهَرَ وَلَدِیَ الَّذِی بَشَّرَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً فَاصْبِرْ یَا شَیْخِی یَا أَبَا الْحَسَنِ عَلَی أَمْرِ جَمِیعِ شِیعَتِی بِالصَّبْرِ فَ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ شِیعَتِنَا وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (1).

«15»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمَرَاغِیِّ قَالَ: وَرَدَ عَلَی الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ نُسْخَةُ مَا كَانَ خَرَجَ مِنْ لَعْنِ ابْنِ هِلَالٍ وَ كَانَ ابْتِدَاءُ ذَلِكَ أَنْ كَتَبَ علیه السلام إِلَی قُوَّامِهِ بِالْعِرَاقِ احْذَرُوا الصُّوفِیَّ الْمُتَصَنِّعَ قَالَ وَ كَانَ مِنْ شَأْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ أَنَّهُ قَدْ كَانَ حَجَّ أَرْبَعاً وَ خَمْسِینَ حَجَّةً عِشْرُونَ مِنْهَا عَلَی قَدَمَیْهِ قَالَ وَ كَانَ رُوَاةُ أَصْحَابِنَا بِالْعِرَاقِ لَقُوهُ وَ كَتَبُوا مِنْهُ فَأَنْكَرُوا مَا وَرَدَ فِی مَذَمَّتِهِ فَحَمَلُوا الْقَاسِمَ بْنَ الْعَلَاءِ عَلَی أَنْ یُرَاجِعَ فِی أَمْرِهِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ قَدْ كَانَ أَمْرُنَا نَفَذَ إِلَیْكَ فِی الْمُتَصَنِّعِ ابْنِ هِلَالٍ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَا قَدْ عَلِمْتَ لَمْ یَزَلْ لَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذَنْبَهُ وَ لَا أَقَالَهُ عَثْرَتَهُ دَخَلَ فِی أَمْرِنَا بِلَا إِذْنٍ مِنَّا وَ لَا رِضًی یَسْتَبِدُّ بِرَأْیِهِ فَیَتَحَامَی مِنْ دُیُونِنَا لَا یَمْضِی مِنْ أَمْرِنَا إِیَّاهُ إِلَّا بِمَا یَهْوَاهُ وَ یُرِیدُ أَرْدَاهُ اللَّهُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ فَصَبَرْنَا عَلَیْهِ حَتَّی بَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهُ بِدَعْوَتِنَا وَ كُنَّا قَدْ عَرَّفْنَا خَبَرَهُ قَوْماً مِنْ مَوَالِینَا فِی أَیَّامِهِ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَ أَمَرْنَاهُمْ بِإِلْقَاءِ ذَلِكَ إِلَی الْخُلَّصِ مِنْ مَوَالِینَا وَ نَحْنُ نَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنِ ابْنِ هِلَالٍ لَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مِمَّنْ لَا یَبْرَأُ مِنْهُ وَ أَعْلِمِ الْإِسْحَاقِیَّ سَلَّمَهُ اللَّهُ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ مِمَّا أَعْلَمْنَاكَ مِنْ حَالِ أَمْرِ هَذَا الْفَاجِرِ وَ جَمِیعَ مَنْ كَانَ سَأَلَكَ وَ یَسْأَلُكَ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَ الْخَارِجِینَ وَ مَنْ كَانَ یَسْتَحِقُّ أَنْ یَطَّلِعَ عَلَی ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ مِنْ مَوَالِینَا فِی التَّشْكِیكِ فِیمَا یُؤَدِّیهِ

ص: 318


1- 1. المصدر ص 425 و 426.

عَنَّا ثِقَاتُنَا قَدْ عَرَفُوا بِأَنَّنَا نُفَاوِضُهُمْ سِرَّنَا وَ نَحْمِلُهُ إِیَّاهُ إِلَیْهِمْ وَ عَرَفْنَا مَا یَكُونُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ وَ قَالَ أَبُو حَامِدٍ فَثَبَتَ قَوْمٌ عَلَی إِنْكَارِ مَا خَرَجَ فِیهِ فَعَاوَدُوهُ فِیهِ فَخَرَجَ لَا شَكَرَ اللَّهُ قَدْرَهُ لَمْ یَدَعِ الْمَرْزِئَةَ بِأَنْ لَا یُزِیغَ قَلْبَهُ بَعْدَ أَنْ هَدَاهُ وَ أَنْ یَجْعَلَ مَا مَنَّ بِهِ عَلَیْهِ مُسْتَقَرّاً وَ لَا یَجْعَلَهُ مُسْتَوْدَعاً وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الدِّهْقَانِ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ خِدْمَتِهِ وَ طُولِ صُحْبَتِهِ فَأَبْدَلَهُ اللَّهُ بِالْإِیمَانِ كُفْراً حِینَ فَعَلَ مَا فَعَلَ فَعَاجَلَهُ اللَّهُ بِالنَّقِمَةِ وَ لَمْ یُمْهِلْهُ (1).

«16»- كش، [رجال الكشی] حَكَی بَعْضُ الثِّقَاتِ بِنَیْسَابُورَ أَنَّهُ خَرَجَ لِإِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ مِنْ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام تَوْقِیعٌ: یَا إِسْحَاقَ بْنَ إِسْمَاعِیلَ سَتَرَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ بِسَتْرِهِ وَ تَوَلَّاكَ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ بِصُنْعِهِ قَدْ فَهِمْتُ كِتَابَكَ رَحِمَكَ اللَّهُ وَ نَحْنُ بِحَمْدِ اللَّهِ وَ نِعْمَتِهِ أَهْلُ بَیْتٍ نَرِقُّ عَلَی مَوَالِینَا وَ نُسَرُّ بِتَتَابُعِ إِحْسَانِ اللَّهِ إِلَیْهِمْ وَ فَضْلِهِ لَدَیْهِمْ وَ نَعْتَدُّ بِكُلِّ نِعْمَةٍ یُنْعِمُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِمْ فَأَتَمَّ اللَّهُ عَلَیْكُمْ بِالْحَقِّ وَ مَنْ كَانَ مِثْلَكَ مِمَّنْ قَدْ رَحِمَهُ وَ بَصَّرَهُ بَصِیرَتَكَ وَ نَزَعَ عَنِ الْبَاطِلِ وَ لَمْ یَعْمَ (2) فِی طُغْیَانِهِ بِعَمَهٍ فَإِنَّ تَمَامَ النِّعْمَةِ دُخُولُكَ الْجَنَّةَ وَ لَیْسَ مِنْ نِعْمَةٍ وَ إِنْ جَلَّ أَمْرُهَا وَ عَظُمَ خَطَرُهَا إِلَّا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ عَلَیْهَا یُؤَدِّی شُكْرَهَا وَ أَنَا أَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلَ مَا حَمِدَ اللَّهَ بِهِ حَامِدٌ إِلَی أَبَدِ الْأَبَدِ بِمَا مَنَّ بِهِ عَلَیْكَ مِنْ نِعْمَتِهِ وَ نَجَّاكَ مِنَ الْهَلَكَةِ وَ سَهَّلَ سَبِیلَكَ عَلَی الْعَقَبَةِ وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّهَا لَعَقَبَةٌ كَئُودٌ شَدِیدٌ أَمْرُهَا صَعْبٌ مَسْلَكُهَا عَظِیمٌ بَلَاؤُهَا طَوِیلٌ عَذَابُهَا قَدِیمٌ فِی الزُّبُرِ الْأُولَی ذِكْرُهَا وَ لَقَدْ كَانَتْ مِنْكُمْ أُمُورٌ فِی أَیَّامِ الْمَاضِی إِلَی أَنْ مَضَی لِسَبِیلِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَی رُوحِهِ وَ فِی أَیَّامِی هَذِهِ كُنْتُمْ فِیهَا غَیْرَ مَحْمُودِی الشَّأْنِ وَ لَا مُسَدَّدِی التَّوْفِیقِ وَ اعْلَمْ یَقِیناً

ص: 319


1- 1. رجال الكشّیّ ص 449 و 450.
2- 2. و لم یقم خ ل.

یَا إِسْحَاقُ أَنَّ مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا أَعْمی فَهُوَ فِی الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا إِنَّهَا یَا ابْنَ إِسْمَاعِیلَ لَیْسَ تَعْمَی الْأَبْصَارُ وَ لكِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ لِلظَّالِمِ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً قالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی (1) وَ أَیُّ آیَةٍ یَا إِسْحَاقُ أَعْظَمُ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَمِینِهِ فِی بِلَادِهِ وَ شَاهِدِهِ عَلَی عِبَادِهِ مِنْ بَعْدِ مَا سَلَفَ مِنْ آبَائِهِ الْأَوَّلِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ آبَائِهِ الْآخِرِینَ مِنَ الْوَصِیِّینَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَأَیْنَ یُتَاهُ بِكُمْ وَ أَیْنَ تَذْهَبُونَ كَالْأَنْعَامِ عَلَی وُجُوهِكُمْ عَنِ الْحَقِّ تَصْدِفُونَ وَ بِالْبَاطِلِ تُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ تَكْفُرُونَ أَوْ تُكَذِّبُونَ فَمَنْ یُؤْمِنُ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَ یُكَفِّرُ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ وَ مِنْ غَیْرِكُمْ إِلَّا خِزْیٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا الْفَانِیَةِ وَ طُولِ عَذَابِ الْآخِرَةِ الْبَاقِیَةِ وَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ الْخِزْیُ الْعَظِیمُ إِنَّ اللَّهَ بِفَضْلِهِ وَ مَنِّهِ لَمَّا فَرَضَ عَلَیْكُمُ الْفَرَائِضَ لَمْ یَفْرِضْ ذَلِكَ عَلَیْكُمْ لِحَاجَةٍ مِنْهُ إِلَیْكُمْ بَلْ رَحْمَةً مِنْهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْكُمْ لِیَمِیزَ اللَّهُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ وَ لِیَبْتَلِیَ ...

ما فِی صُدُورِكُمْ وَ لِیُمَحِّصَ ما فِی قُلُوبِكُمْ وَ لِتَأْلَفُوا(2) إِلَی رَحْمَتِهِ وَ لِتَتَفَاضَلَ مَنَازِلُكُمْ فِی جَنَّتِهِ فَفَرَضَ عَلَیْكُمُ الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمَ وَ الْوَلَایَةَ وَ كَفَی بِهِمْ لَكُمْ بَاباً لِیَفْتَحُوا أَبْوَابَ الْفَرَائِضِ وَ مِفْتَاحاً إِلَی سَبِیلِهِ وَ لَوْ لَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ بَعْدِهِ لَكُنْتُمْ حَیَارَی كَالْبَهَائِمِ لَا تَعْرِفُونَ فَرْضاً مِنَ الْفَرَائِضِ وَ هَلْ یُدْخَلُ قَرْیَةٌ إِلَّا مِنْ بَابِهَا فَلَمَّا مَنَّ عَلَیْكُمْ بِإِقَامَةِ الْأَوْلِیَاءِ بَعْدَ نَبِیِّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 320


1- 1. طه: 126.
2- 2. و لتتسابقوا، خ ل.

الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(1) وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ لِأَوْلِیَائِهِ حُقُوقاً أَمَرَكُمْ بِأَدَائِهَا إِلَیْهِمْ لِیَحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَأْكَلِكُمْ وَ مَشْرَبِكُمْ وَ یُعَرِّفَكُمْ بِذَلِكَ النَّمَاءَ وَ الْبَرَكَةَ وَ الثَّرْوَةَ وَ لِیَعْلَمَ مَنْ یُطِیعُهُ مِنْكُمْ بِالْغَیْبِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (2) وَ اعْلَمُوا أَنَ مَنْ یَبْخَلْ فَإِنَّما یَبْخَلُ عَلَی نَفْسِهِ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِیُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ لَقَدْ طَالَتِ الْمُخَاطَبَةُ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ فِیمَا هُوَ لَكُمْ وَ عَلَیْكُمْ وَ لَوْ لَا مَا یَجِبُ مِنْ تَمَامِ النِّعْمَةِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْكُمْ لَمَا أَرَیْتُكُمْ مِنِّی خَطّاً وَ لَا سَمِعْتُمْ مِنِّی حَرْفاً مِنْ بَعْدِ الْمَاضِی علیه السلام أَنْتُمْ فِی غَفْلَةٍ عَمَّا إِلَیْهِ مَعَادُكُمْ وَ مِنْ بَعْدِ الثَّانِی رَسُولِی وَ مَا نَالَهُ مِنْكُمْ حِینَ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِمَصِیرِهِ إِلَیْكُمْ وَ مِنْ بَعْدِ إِقَامَتِی لَكُمْ إِبْرَاهِیمَ بْنَ عَبْدَةَ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِمَرْضَاتِهِ وَ أَعَانَهُ عَلَی طَاعَتِهِ وَ كِتَابُهُ الَّذِی حَمَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی النَّیْسَابُورِیُّ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ إِنِّی أَرَاكُمْ مُفَرِّطِینَ فِی جَنْبِ اللَّهِ فَتَكُونُونَ مِنَ الْخَاسِرِینَ فَبُعْداً وَ سُحْقاً لِمَنْ رَغِبَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ لَمْ یَقْبَلْ مَوَاعِظَ أَوْلِیَائِهِ وَ قَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِطَاعَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ ص وَ بِطَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ علیه السلام فَرَحِمَ اللَّهُ ضَعْفَكُمْ وَ قِلَّةَ صَبْرِكُمْ عَمَّا أَمَامَكُمْ فَمَا أَغَرَّ الْإِنْسَانَ بِرَبِّهِ الْكَرِیمِ وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی دُعَائِی فِیكُمْ وَ أَصْلَحَ أُمُورَكُمْ عَلَی یَدِی فَقَدْ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) وَ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ وَ یَكُونَ الرَّسُولُ عَلَیْكُمْ شَهِیداً-(4)

وَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ

ص: 321


1- 1. المائدة: 3.
2- 2. الشوری: 23.
3- 3. الإسراء: 71.
4- 4. البقرة: 143.

كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(1) فَمَا أُحِبُّ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ بِی وَ لَا بِمَنْ هُوَ فِی أَیَّامِی إِلَّا حَسَبَ رِقَّتِی عَلَیْكُمْ وَ مَا انْطَوَی لَكُمْ عَلَیْهِ مِنْ حُبِّ بُلُوغِ الْأَمَلِ فِی الدَّارَیْنِ جَمِیعاً وَ الْكَیْنُونَةِ مَعَنَا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقَدْ یَا إِسْحَاقُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ وَ یَرْحَمُ مَنْ هُوَ وَرَاءَكَ بَیَّنْتُ لَكَ بَیَاناً وَ فَسَّرْتُ لَكَ تَفْسِیراً وَ فَعَلْتُ بِكُمْ فِعْلَ مَنْ لَمْ یَفْهَمْ هَذَا الْأَمْرَ قَطُّ وَ لَمْ یَدْخُلْ فِیهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَوْ فَهِمَتِ الصُّمُّ الصِّلَابُ بَعْضَ مَا فِی هَذَا الْكِتَابِ لَتَصَدَّعَتْ قَلَقاً خَوْفاً مِنْ خَشْیَةِ اللَّهِ وَ رُجُوعاً إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاعْمَلُوا مِنْ بَعْدِ مَا شِئْتُمْ فَسَیَرَی اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلی عالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتَ رَسُولِی یَا إِسْحَاقُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدَةَ وَفَّقَهُ اللَّهُ أَنْ یَعْمَلَ بِمَا وَرَدَ عَلَیْهِ فِی كِتَابِی مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی النَّیْسَابُورِیِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ رَسُولِی إِلَی نَفْسِكَ وَ إِلَی كُلِّ مَنْ خَلَّفْتُ بِبَلَدِكَ أَنْ تَعْمَلُوا بِمَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ فِی كِتَابِی مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی النَّیْسَابُورِیِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ یَقْرَأُ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدَةَ كِتَابِی هَذَا عَلَی مَنْ خَلَّفَهُ بِبَلَدِهِ حَتَّی لَا یَتَسَاءَلُونَ وَ بِطَاعَةِ اللَّهِ یَعْتَصِمُونَ وَ الشَّیْطَانِ بِاللَّهِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ یَجْتَنِبُونَ وَ لَا یُطِیعُونَ وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدَةَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ عَلَیْكَ یَا إِسْحَاقُ وَ عَلَی جَمِیعِ مَوَالِیَّ السَّلَامُ كَثِیراً سَدَّدَكُمُ اللَّهُ جَمِیعاً بِتَوْفِیقِهِ وَ كُلُّ مَنْ قَرَأَ كِتَابَنَا هَذَا

مِنْ مَوَالِیَّ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ وَ مَنْ هُوَ بِنَاحِیَتِكُمْ وَ نَزَعَ عَمَّا هُوَ عَلَیْهِ مِنَ الِانْحِرَافِ عَنِ الْحَقِّ فَلْیُؤَدِّ حُقُوقَنَا إِلَی إِبْرَاهِیمَ وَ لْیَحْمِلْ ذَلِكَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدَةَ إِلَی الرَّازِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْ إِلَی مَنْ یُسَمِّی لَهُ الرَّازِیُّ فَإِنَّ ذَلِكَ عَنْ أَمْرِی وَ رَأْیِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ

ص: 322


1- 1. آل عمران: 110.

وَ یَا إِسْحَاقُ اقْرَأْ كِتَابِی عَلَی الْبِلَالِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ الْعَارِفُ بِمَا یَجِبُ عَلَیْهِ وَ اقْرَأْهُ عَلَی الْمَحْمُودِیِّ عَافَاهُ اللَّهُ فَمَا أَحْمَدْنَا لَهُ لِطَاعَتِهِ فَإِذَا وَرَدْتَ بَغْدَادَ فَاقْرَأْهُ عَلَی الدِّهْقَانِ وَكِیلِنَا وَ ثِقَتِنَا وَ الَّذِی یَقْبِضُ مِنْ مَوَالِینَا وَ كُلُّ مَنْ أَمْكَنَكَ مِنْ مَوَالِینَا فَأَقْرِئْهُمْ هَذَا الْكِتَابَ وَ یَنْسِخُهُ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ نُسْخَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا یَكْتُمْ أَمْرَ هَذَا عَمَّنْ شَاهَدَهُ مِنْ مَوَالِینَا إِلَّا مِنْ شَیْطَانٍ مُخَالِفٍ لَكُمْ فَلَا تَنْثُرَنَّ الدُّرَّ بَیْنَ أَظْلَافِ الْخَنَازِیرِ وَ لَا كَرَامَةَ لَهُمْ وَ قَدْ وَقَعْنَا فِی كِتَابِكَ بِالْوُصُولِ وَ الدُّعَاءِ لَكَ وَ لِمَنْ شِئْتَ وَ قَدْ أَجَبْنَا سَعِیداً(1) عَنْ مَسْأَلَتِهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَلَا تَخْرُجَنَّ مِنَ الْبَلَدِ حَتَّی تَلْقَی الْعَمْرِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِرِضَایَ عَنْهُ وَ تُسَلِّمَ عَلَیْهِ وَ تَعْرِفَهُ وَ یَعْرِفَكَ فَإِنَّهُ الطَّاهِرُ الْأَمِینُ الْعَفِیفُ الْقَرِیبُ مِنَّا وَ إِلَیْنَا فَكُلُّ مَا یُحْمَلُ إِلَیْنَا مِنْ شَیْ ءٍ مِنَ النَّوَاحِی فَإِلَیْهِ یَصِیرُ آخِرُ أَمْرِهِ لِیُوصِلَ ذَلِكَ إِلَیْنَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً سَتَرَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكُمْ یَا إِسْحَاقُ بِسِتْرِهِ وَ تَوَلَّاكَ فِی جَمِیعِ أُمُورِكَ بِصُنْعِهِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ مَوَالِیَّ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً كَثِیراً(2).

«17»- تَارِیخُ قُمَّ، لِلْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ قَالَ رُوِّیتُ عَنْ مَشَایِخِ قُمَّ: أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام كَانَ بِقُمَّ یَشْرَبُ الْخَمْرَ عَلَانِیَةً فَقَصَدَ یَوْماً لِحَاجَةٍ بَابَ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَشْعَرِیِّ وَ كَانَ وَكِیلًا فِی الْأَوْقَافِ بِقُمَّ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ وَ رَجَعَ إِلَی بَیْتِهِ مَهْمُوماً فَتَوَجَّهَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا بَلَغَ سُرَّ مَنْ رَأَی اسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ فَبَكَی أَحْمَدُ لِذَلِكَ طَوِیلًا وَ تَضَرَّعَ حَتَّی أَذِنَ لَهُ

ص: 323


1- 1. شیعتنا خ ل.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 481- 485.

فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ مَنَعْتَنِی الدُّخُولَ عَلَیْكَ وَ أَنَا مِنْ شِیعَتِكَ وَ مَوَالِیكَ قَالَ علیه السلام لِأَنَّكَ طَرَدْتَ ابْنَ عَمِّنَا عَنْ بَابِكَ فَبَكَی أَحْمَدُ وَ حَلَفَ بِاللَّهِ أَنَّهُ لَمْ یَمْنَعْهُ مِنَ الدُّخُولِ عَلَیْهِ إِلَّا لِأَنْ یَتُوبَ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ قَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ لَا بُدَّ عَنْ إِكْرَامِهِمْ وَ احْتِرَامِهِمْ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ أَنْ لَا تُحَقِّرَهُمْ وَ لَا تَسْتَهِینَ بِهِمْ لِانْتِسَابِهِمْ إِلَیْنَا فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِینَ فَلَمَّا رَجَعَ أَحْمَدُ إِلَی قُمَّ أَتَاهُ أَشْرَافُهُمْ وَ كَانَ الْحُسَیْنُ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَآهُ أَحْمَدُ وَثَبَ إِلَیْهِ وَ اسْتَقْبَلَهُ وَ أَكْرَمَهُ وَ أَجْلَسَهُ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ فَاسْتَغْرَبَ الْحُسَیْنُ ذَلِكَ مِنْهُ وَ اسْتَبْدَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ سَبَبِهِ فَذَكَرَ لَهُ مَا جَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام فِی ذَلِكَ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ نَدِمَ مِنْ أَفْعَالِهِ الْقَبِیحَةِ وَ تَابَ

مِنْهَا وَ رَجَعَ إِلَی بَیْتِهِ وَ أَهْرَقَ الْخُمُورَ وَ كَسَرَ آلَاتِهَا وَ صَارَ مِنَ الْأَتْقِیَاءِ الْمُتَوَرِّعِینَ وَ الصُّلَحَاءِ الْمُتَعَبِّدِینَ وَ كَانَ مُلَازِماً لِلْمَسَاجِدِ مُعْتَكِفاً فِیهَا حَتَّی أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ وَ دُفِنَ قَرِیباً مِنْ مَزَارِ فَاطِمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

ص: 324

باب 5 وفاته صلوات اللّٰه علیه و الرد علی من ینكرها

«1»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْ حَضَرَ مَوْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ وَ دَفْنَهُ مِمَّنْ لَا یُوقَفُ عَلَی إِحْصَاءِ عَدَدِهِمْ وَ لَا یَجُوزُ عَلَی مِثْلِهِمُ التَّوَاطُؤُ بِالْكَذِبِ وَ بَعْدُ فَقَدْ حَضَرْنَا فِی شَعْبَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیهما السلام بِثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ مَجْلِسَ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ خَاقَانَ وَ هُوَ عَامِلُ السُّلْطَانِ یَوْمَئِذٍ عَلَی الْخَرَاجِ وَ الضِّیَاعِ بِكُورَةِ قُمَّ وَ كَانَ مِنْ أَنْصَبِ خَلْقِ اللَّهِ وَ أَشَدِّهِمْ عَدَاوَةً لَهُمْ فَجَرَی ذِكْرُ الْمُقِیمِینَ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ مَذَاهِبِهِمْ وَ صَلَاحِهِمْ وَ أَقْدَارِهِمْ عِنْدَ السُّلْطَانِ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ وَ لَا عَرَفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی رَجُلًا مِنَ الْعَلَوِیَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا وَ لَا سَمِعْتُ بِهِ فِی هَدْیِهِ وَ سُكُونِهِ وَ عَفَافِهِ وَ نُبْلِهِ وَ كَرَمِهِ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ السُّلْطَانِ وَ جَمِیعِ بَنِی هَاشِمٍ وَ تَقْدِیمِهِمْ إِیَّاهُ عَلَی ذَوِی السِّنِّ مِنْهُمْ وَ الْخَطَرِ وَ كَذَلِكَ الْقُوَّادُ وَ الْوُزَرَاءُ وَ الْكُتَّابُ وَ عَوَامُّ النَّاسِ وَ إِنِّی كُنْتُ قَائِماً ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی رَأْسِ أَبِی وَ هُوَ یَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ حُجَّابُهُ فَقَالُوا لَهُ ابْنُ الرِّضَا عَلَی الْبَابِ فَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ ائْذَنُوا لَهُ فَدَخَلَ

ص: 325

رَجُلٌ أَسْمَرُ أَعْیَنُ حَسَنُ الْقَامَةِ جَمِیلُ الْوَجْهِ جَیِّدُ الْبَدَنِ حَدَثُ السِّنِّ لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَیْبَةٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ أَبِی قَامَ فَمَشَی إِلَیْهِ خُطُوَاتٍ وَ لَا أَعْلَمُهُ فَعَلَ هَذَا بِأَحَدٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا بِالْقُوَّادِ وَ لَا بِأَوْلِیَاءِ الْعَهْدِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَانَقَهُ وَ قَبَّلَ وَجْهَهُ وَ مَنْكِبَیْهِ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَجْلَسَهُ عَلَی مُصَلَّاهُ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ وَ جَلَسَ إِلَی جَنْبِهِ مُقْبِلًا عَلَیْهِ بِوَجْهِهِ وَ جَعَلَ یُكَلِّمُهُ وَ یُكَنِّیهِ وَ یَفْدِیهِ بِنَفْسِهِ وَ أَبَوَیْهِ وَ أَنَا مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَی مِنْهُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحُجَّابُ فَقَالُوا الْمُوَفَّقُ قَدْ جَاءَ(1) وَ كَانَ الْمُوَفَّقُ إِذَا جَاءَ وَ دَخَلَ عَلَی أَبِی تَقَدَّمَ حُجَّابُهُ وَ خَاصَّةُ قُوَّادِهِ فَقَامُوا بَیْنَ مَجْلِسِ أَبِی وَ بَیْنَ بَابِ الدَّارِ سِمَاطَیْنِ إِلَی أَنْ یَدْخُلَ وَ یَخْرُجَ فَلَمْ یَزَلْ أَبِی مُقْبِلًا عَلَیْهِ یُحَدِّثُهُ حَتَّی نَظَرَ إِلَی غِلْمَانِ الْخَاصَّةِ فَقَالَ حِینَئِذٍ إِذَا شِئْتَ فَقُمْ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ ثُمَّ قَالَ لِغِلْمَانِهِ خُذُوا بِهِ خَلْفَ السِّمَاطَیْنِ لِئَلَّا یَرَاهُ الْأَمِیرُ یَعْنِی الْمُوَفَّقَ وَ قَامَ أَبِی فَعَانَقَهُ وَ قَبَّلَ وَجْهَهُ وَ مَضَی فَقُلْتُ لِحُجَّابِ أَبِی وَ غِلْمَانِهِ وَیْلَكُمْ مَنْ هَذَا الَّذِی (2)

فَعَلَ بِهِ أَبِی هَذَا الَّذِی فَعَلَ فَقَالُوا هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَلَوِیَّةِ یُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یُعْرَفُ بِابْنِ الرِّضَا فَازْدَدْتُ تَعَجُّباً فَلَمْ أَزَلْ یَوْمِی ذَلِكَ قَلِقاً مُتَفَكِّراً فِی أَمْرِهِ وَ أَمْرِ أَبِی وَ مَا رَأَیْتُ مِنْهُ حَتَّی كَانَ اللَّیْلُ وَ كَانَتْ عَادَتُهُ أَنْ یُصَلِّیَ الْعَتَمَةَ ثُمَّ یَجْلِسَ فَیَنْظُرَ فِیمَا یَحْتَاجُ مِنَ الْمُؤَامَرَةِ وَ مَا یَرْفَعُهُ إِلَی السُّلْطَانِ فَلَمَّا نَظَرَ وَ جَلَسَ جِئْتُ فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ (3)

فَقَالَ یَا أَحْمَدُ أَ لَكَ حَاجَةٌ قُلْتُ نَعَمْ یَا أَبَتِ إِنْ أَذِنْتَ سَأَلْتُكَ

عَنْهَا فَقَالَ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ یَا بُنَیَّ فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِی رَأَیْتُكَ الْغَدَاةَ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِجْلَالِ وَ الْإِكْرَامِ وَ

ص: 326


1- 1. الموفق هو أخو الخلیفة المعتمد علی اللّٰه: أحمد بن المتوكل، و كان صاحب جیشه.
2- 2. فی الكافی: ویلكم من هذا الذی كنیتموه علی أبی.
3- 3. زاد فی إعلام الوری: و لیس عنده أحد.

التَّبْجِیلِ وَ فَدَیْتَهُ بِنَفْسِكَ وَ أَبَوَیْكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ ذَلِكَ ابْنُ الرِّضَا ذَاكَ إِمَامُ الرَّافِضَةِ فَسَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ یَا بُنَیَّ لَوْ زَالَتِ الْخِلَافَةُ عَنْ خُلَفَاءِ بَنِی الْعَبَّاسِ مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ غَیْرُ هَذَا فَإِنَّ هَذَا یَسْتَحِقُّهَا فِی فَضْلِهِ وَ عَفَافِهِ وَ هَدْیِهِ وَ صِیَانَةِ نَفْسِهِ وَ زُهْدِهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ جَمِیلِ أَخْلَاقِهِ وَ صَلَاحِهِ وَ لَوْ رَأَیْتَ أَبَاهُ لَرَأَیْتَ رَجُلًا جَلِیلًا نَبِیلًا خَیِّراً فَاضِلًا فَازْدَدْتُ قَلَقاً وَ تَفَكُّراً وَ غَیْظاً عَلَی أَبِی مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُ فِیهِ وَ لَمْ یَكُنْ لِی هِمَّةٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا السُّؤَالُ عَنْ خَبَرِهِ وَ الْبَحْثُ عَنْ أَمْرِهِ فَمَا سَأَلْتُ عَنْهُ أَحَداً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ وَ الْكُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْفُقَهَاءِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا وَجَدْتُهُ عِنْدَهُمْ فِی غَایَةِ الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ وَ الْمَحَلِّ الرَّفِیعِ وَ الْقَوْلِ الْجَمِیلِ وَ التَّقْدِیمِ لَهُ عَلَی (1) أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَشَایِخِهِ وَ غَیْرِهِمْ وَ كُلٌّ یَقُولُ هُوَ إِمَامُ الرَّافِضَةِ فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِی إِذْ لَمْ أَرَ لَهُ وَلِیّاً وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا وَ هُوَ یُحْسِنُ الْقَوْلَ فِیهِ وَ الثَّنَاءَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْمَجْلِسِ مِنَ الْأَشْعَرِیِّینَ یَا بَا بَكْرٍ فَمَا حَالُ أَخِیهِ جَعْفَرٍ فَقَالَ وَ مَنْ جَعْفَرٌ فَیُسْأَلَ عَنْ خَبَرِهِ أَوَ یُقْرَنَ بِهِ إِنَّ جَعْفَراً مُعْلِنٌ بِالْفِسْقِ مَاجِنٌ شِرِّیبٌ لِلْخُمُورِ أَقَلُّ مَنْ رَأَیْتُ مِنَ الرِّجَالِ وَ أَهْتَكُهُمْ لِسَتْرِهِ بِنَفْسِهِ فَدْمٌ خَمَّارٌ(2)

قَلِیلٌ فِی نَفْسِهِ خَفِیفٌ وَ اللَّهِ لَقَدْ وَرَدَ عَلَی السُّلْطَانِ وَ أَصْحَابِهِ فِی وَقْتِ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ مَا تَعَجَّبْتُ مِنْهُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ یَكُونُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا اعْتَلَّ بَعَثَ إِلَی أَبِی أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ فَرَكِبَ مِنْ سَاعَتِهِ مُبَادِراً إِلَی دَارِ الْخِلَافَةِ ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلًا وَ مَعَهُ خَمْسَةُ نَفَرٍ مِنْ خَدَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ كُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ خَاصَّتِهِ فَمِنْهُمْ نِحْرِیرٌ(3) وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ

ص: 327


1- 1. فی إعلام الوری:« علی جمیع أهل بیته».
2- 2. سیجی ء فی بیان المؤلّف قدّس سرّه بیان ذلك، و فی المصدر المطبوع هكذا: « فدم حمار« یعنی گنگ و أحمق»!.
3- 3. فی نسخة إعلام الوری و الإرشاد: فیهم نحریر، و قد مرّ أنّه كان رائضا للسباع.

بْنِ عَلِیٍّ وَ تَعَرُّفِ خَبَرِهِ وَ حَالِهِ وَ بَعَثَ إِلَی نَفَرٍ مِنَ الْمُتَطَبِّبِینَ فَأَمَرَهُمْ بِالاخْتِلَافِ إِلَیْهِ وَ تَعَاهُدِهِ فِی صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ بِیَوْمَیْنِ جَاءَهُ مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ فَرَكِبَ حَتَّی بَكَّرَ إِلَیْهِ ثُمَّ أَمَرَ الْمُتَطَبِّبِینَ بِلُزُومِهِ وَ بَعَثَ إِلَی قَاضِی الْقُضَاةِ فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَخْتَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَشَرَةً مِمَّنْ یُوثَقُ بِهِ فِی دِینِهِ وَ أَمَانَتِهِ وَ وَرَعِهِ فَأَحْضَرَهُمْ فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَی دَارِ الْحَسَنِ وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَیْلًا وَ نَهَاراً فَلَمْ یَزَالُوا هُنَاكَ حَتَّی تُوُفِّیَ لِأَیَّامٍ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ فَصَارَتْ سُرَّمَنْ رَأَی ضَجَّةً وَاحِدَةً مَاتَ ابْنُ الرِّضَا وَ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَی دَارِهِ مَنْ یُفَتِّشُهَا وَ یُفَتِّشُ حُجَرَهَا وَ خَتَمَ عَلَی جَمِیعِ مَا فِیهَا وَ طَلَبُوا أَثَرَ وَلَدِهِ وَ جَاءُوا بِنِسَاءٍ یَعْرِفْنَ الْحَبَلَ فَدَخَلْنَ عَلَی جَوَارِیهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِنَّ فَذَكَرَ بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاكَ جَارِیَةً بِهَا حَبَلٌ فَأَمَرَ بِهَا فَجُعِلَتْ

فِی حُجْرَةٍ وَ وُكِّلَ بِهَا نِحْرِیرٌ الْخَادِمُ وَ أَصْحَابُهُ وَ نِسْوَةٌ مَعَهُمْ (1)

ثُمَّ أَخَذُوا بَعْدَ ذَلِكَ فِی تَهْیِئَتِهِ وَ عُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ وَ رَكِبَ أَبِی وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ الْكُتَّابُ وَ سَائِرُ النَّاسِ إِلَی جَنَازَتِهِ فَكَانَتْ سُرَّمَنْ رَأَی یَوْمَئِذٍ شَبِیهاً بِالْقِیَامَةِ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تَهْیِئَتِهِ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَی أَبِی عِیسَی بْنِ الْمُتَوَكِّلِ فَأَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ لِلصَّلَاةِ دَنَا أَبُو عِیسَی مِنْهَا فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَضَهُ عَلَی بَنِی هَاشِمٍ مِنَ الْعَلَوِیَّةِ وَ الْعَبَّاسِیَّةِ وَ الْقُوَّادِ وَ الْكُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْفُقَهَاءِ وَ الْمُعَدَّلِینَ وَ قَالَ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ عَلَی فِرَاشِهِ حَضَرَهُ مِنْ خَدَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ثِقَاتِهِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْمُتَطَبِّبِینَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْقُضَاةِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ثُمَّ غَطَّی وَجْهَهُ وَ قَامَ فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ كَبَّرَ عَلَیْهِ خَمْساً وَ أَمَرَ بِحَمْلِهِ وَ حَمْلِ مَنْ وَسْطُ دَارِهِ وَ دُفِنَ فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ أَبُوهُ

ص: 328


1- 1. دخل جعفر بن علی علی المعتمد و كشف له عن حال ابن أخیه الحجة علیه السلام فوجه المعتمد خدمه فقبضوا علی صقیل الجاریة، و طالبوها بالصبی فأنكرته و ادعت بها حملا بها لتغطی علی حال الصبی، فسلمت الی ابن أبی الشوارب القاضی، و بغتهم موت عبد اللّٰه بن یحیی ابن خاقان فجاءة و خروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجاریة فخرجت عن أیدیهم.

فَلَمَّا دُفِنَ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ اضْطَرَبَ السُّلْطَانُ وَ أَصْحَابُهُ فِی طَلَبِ وَلَدِهِ وَ كَثُرَ التَّفْتِیشُ فِی الْمَنَازِلِ وَ الدُّورِ وَ تَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِیرَاثِهِ وَ لَمْ یَزَلِ الَّذِینَ وُكِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِیَةِ الَّتِی تَوَهَّمُوا عَلَیْهِ الْحَبَلَ مُلَازِمِینَ لَهَا سَنَتَیْنِ وَ أَكْثَرَ حَتَّی تَبَیَّنَ لَهُمْ بُطْلَانُ الْحَبَلِ فَقُسِمَ مِیرَاثُهُ بَیْنَ أُمِّهِ وَ أَخِیهِ جَعْفَرٍ وَ ادَّعَتْ أُمُّهُ وَصِیَّتَهُ وَ ثَبَتَ ذَلِكَ عِنْدَ الْقَاضِی وَ السُّلْطَانُ عَلَی ذَلِكَ یَطْلُبُ أَثَرَ وَلَدِهِ فَجَاءَ جَعْفَرٌ بَعْدَ قِسْمَةِ الْمِیرَاثِ إِلَی أَبِی وَ قَالَ لَهُ اجْعَلْ لِی مَرْتَبَةَ أَبِی وَ أَخِی وَ أُوصِلُ إِلَیْكَ فِی كُلِّ سَنَةٍ عِشْرِینَ أَلْفَ دِینَارٍ فَزَبَرَهُ أَبِی وَ أَسْمَعَهُ وَ قَالَ لَهُ یَا أَحْمَقُ إِنَّ السُّلْطَانَ أَعَزَّهُ اللَّهُ جَرَّدَ سَیْفَهُ وَ سَوْطَهُ فِی الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاكَ وَ أَخَاكَ أَئِمَّةٌ لِیَرُدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَتَهَیَّأْ لَهُ صَرْفُهُمْ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ فِیهِمَا وَ جَهَدَ أَنْ یُزِیلَ أَبَاكَ وَ أَخَاكَ عَنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ فَلَمْ یَتَهَیَّأْ لَهُ ذَلِكَ فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ شِیعَةِ أَبِیكَ وَ أَخِیكَ إِمَاماً فَلَا حَاجَةَ بِكَ إِلَی سُلْطَانٍ یُرَتِّبُكَ مَرَاتِبَهُمْ وَ لَا غَیْرِ سُلْطَانٍ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ لَمْ تَنَلْهَا بِهَا وَ اسْتَقَلَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اسْتَضْعَفَهُ وَ أَمَرَ أَنْ یُحْجَبَ عَنْهُ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ بِالدُّخُولِ عَلَیْهِ حَتَّی مَاتَ أَبِی وَ خَرَجْنَا وَ الْأَمْرُ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ وَ السُّلْطَانُ یَطْلُبُ أَثَرَ وَلَدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ حَتَّی الْیَوْمِ (1).

«2»- عم، [إعلام الوری](2)

شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِ (3)

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِمَا قَالُوا: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ خَاقَانَ عَلَی الضِّیَاعِ وَ الْخَرَاجِ

ص: 329


1- 1. كمال الدین ج 1 ص 120- 125.
2- 2. إعلام الوری ص 357- 359.
3- 3. الكافی ج 1 ص 503- 506.

بِقُمَّ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (1).

بیان: سماط القوم بالكسر صفهم و الفدم العیی عن الكلام فی ثقل و رخاوة و قلة فهم و الغلیظ الأحمق الجافی (2)

و الزبر المنع و أسمعه أی شتمه.

و أقول ذكر الشیخ فی فهرسته فی ترجمة أحمد بن عبید اللّٰه بن یحیی بن خاقان له مجلس یصف فیه أبا محمد الحسن بن علی العسكری علیهما السلام

أخبرنا به ابن أبی جید عن ابن الولید عن عبد اللّٰه بن جعفر الحمیری قال: حضرت و حضر جماعة من آل سعد بن مالك و آل طلحة و جماعة من التجار فی شعبان لإحدی عشرة لیلة مضت من سنة ثمان و سبعین و مائتین مجلس أحمد بن عبید اللّٰه بكورة قم فجری ذكر من كان بسر من رأی من العلویة و آل أبی طالب فقال أحمد بن عبید اللّٰه ما كان بسر من رأی رجل من العلویة مثل رجل رأیته یوما عند أبی عبید اللّٰه بن یحیی یقال له الحسن بن علی علیهما السلام ثم وصفه و ساق الحدیث انتهی.

و قال النجاشی فی فهرسته أحمد بن عبید اللّٰه بن یحیی بن خاقان ذكره أصحابنا فی المصنفین و أن له كتابا یصف فیه سیدنا أبا محمد لم أر هذا الكتاب (3).

«3»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ سَهْلِ بْنِ الْهُرْمُزَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الزَّعْفَرَانِ عَنْ أُمِّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَتْ: قَالَ لِی أَبُو مُحَمَّدٍ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ تُصِیبُنِی فِی سَنَةِ سِتِّینَ حَزَازَةٌ أَخَافُ أَنْ أُنْكَبَ فِیهَا نَكْبَةً فَإِنْ سَلِمْتُ مِنْهَا فَإِلَی سَنَةِ سَبْعِینَ قَالَتْ فَأَظْهَرْتُ الْجَزَعَ وَ بَكَیْتُ فَقَالَ لَا بُدَّ لِی مِنْ وُقُوعِ أَمْرِ اللَّهِ فَلَا تَجْزَعِی

ص: 330


1- 1. الإرشاد ص 318- 320 و بعده: و هو لا یجد الی ذلك سبیلا، و شیعته مقیمون علی أنّه مات و خلف ولدا یقوم مقامه فی الإمامة و قد رواه ملخصا فی المناقب ج 4 ص 423 و هكذا سائر الكتب.
2- 2. كل ذلك تفسیر للفدم.
3- 3. رجال النجاشیّ ص 68.

فَلَمَّا أَنْ كَانَ أَیَّامُ صَفَرٍ أَخَذَهَا الْمُقِیمُ الْمُقْعِدُ وَ جَعَلَتْ تَقُومُ وَ تَقْعُدُ وَ تَخْرُجُ فِی الْأَحَایِینِ إِلَی الْجَبَلِ وَ تُجَسِّسُ الْأَخْبَارَ حَتَّی وَرَدَ عَلَیْهَا الْخَبَرُ(1).

بیان: أخذها المقیم المقعد أی الحزن الذی یقیمها و یقعدها.

«4»- ك، [إكمال الدین] وَجَدْتُ مُثْبَتاً فِی بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُصَنَّفَةِ فِی التَّوَارِیخِ وَ لَمْ أَسْمَعْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبَّادٍ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ كَانَ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ قَدْ كَتَبَ بِیَدِهِ كُتُباً كَثِیرَةً إِلَی الْمَدِینَةِ وَ ذَلِكَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ لِلْهِجْرَةِ وَ لَمْ یَحْضُرْهُ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ إِلَّا صَقِیلُ الْجَارِیَةُ وَ عَقِیدٌ الْخَادِمُ وَ مَنْ عَلِمَ اللَّهُ غَیْرَهُمَا قَالَ عَقِیدٌ فَدَعَا بِمَاءٍ قَدْ أُغْلِیَ بِالْمَصْطَكَی فَجِئْنَا بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ أَبْدَأُ بِالصَّلَاةِ جِیئُونِی فَجِئْنَا بِهِ وَ بَسَطْنَا فِی حَجْرِهِ الْمِنْدِیلَ وَ أَخَذَ مِنْ صَقِیلَ الْمَاءَ فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ وَ ذِرَاعَیْهِ مَرَّةً مَرَّةً وَ مَسَحَ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَدَمَیْهِ مَسْحاً وَ صَلَّی صَلَاةَ الصُّبْحِ عَلَی فِرَاشِهِ وَ أَخَذَ الْقَدَحَ لِیَشْرَبَ فَأَقْبَلَ الْقَدَحُ یَضْرِبُ ثَنَایَاهُ وَ یَدُهُ تُرْعَدُ فَأَخَذَتْ صَقِیلُ الْقَدَحَ مِنْ یَدِهِ وَ مَضَی مِنْ سَاعَتِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ بِسُرَّمَنْ رَأَی إِلَی جَانِبِ أَبِیهِ علیه السلام وَ صَارَ إِلَی كَرَامَةِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ قَدْ كَمَلَ عُمُرُهُ تِسْعاً وَ عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ وَ قَالَ لِیَ ابْنُ عَبَّادٍ فِی هَذَا الْحَدِیثِ قَدِمَتْ أُمُّ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ وَ اسْمُهَا حدیث حِینَ اتَّصَلَ بِهَا الْخَبَرُ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی فَكَانَتْ لَهَا أَقَاصِیصُ یَطُولُ شَرْحُهَا مَعَ أَخِیهِ جَعْفَرٍ مِنْ مُطَالَبَتِهِ إِیَّاهَا بِمِیرَاثِهِ وَ سِعَایَتِهِ بِهَا إِلَی السُّلْطَانِ وَ كَشْفِ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِسَتْرِهِ وَ ادَّعَتْ عِنْدَ ذَلِكَ صَقِیلُ أَنَّهَا حَامِلٌ فَحُمِلَتْ إِلَی دَارِ الْمُعْتَمِدِ فَجَعَلْنَ نِسَاءُ الْمُعْتَمِدِ وَ خَدَمُهُ وَ نِسَاءُ الْمُوَفَّقِ وَ خَدَمُهُ وَ نِسَاءُ الْقَاضِی ابْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ یَتَعَاهَدْنَ أَمْرَهَا فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ یُرَاعُونَهُ إِلَی أَنْ دَهِمَهُمْ أَمْرُ الصَّفَّارِ(2)

وَ مَوْتُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ خَاقَانَ بَغْتَةً وَ خُرُوجُهُمْ عَنْ سُرَّمَنْ رَأَی وَ أَمْرُ صَاحِبِ الزِّنْجِ

ص: 331


1- 1. بصائر الدرجات ص 482.
2- 2. یعنی یعقوب بن لیث الصفار الذی خرج علی العباسیة.

بِالْبَصْرَةِ وَ غَیْرُ ذَلِكَ فَشَغَلَهُمْ عَنْهَا(1).

«5»- ك، [إكمال الدین] قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابٍ (2)

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَدْیَانِ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام وَ أَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَی الْأَمْصَارِ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ فِی عِلَّتِهِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَكَتَبَ مَعِی كُتُباً وَ قَالَ تَمْضِی بِهَا إِلَی الْمَدَائِنِ فَإِنَّكَ سَتَغِیبُ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً فَتَدْخُلُ إِلَی سُرَّمَنْ رَأَی یَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ تَسْمَعُ الْوَاعِیَةَ فِی دَارِی وَ تَجِدُنِی عَلَی الْمُغْتَسَلِ قَالَ أَبُو الْأَدْیَانِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَمَنْ قَالَ مَنْ طَالَبَكَ بِجَوَابَاتِ كُتُبِی فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی فَقُلْتُ زِدْنِی فَقَالَ مَنْ یُصَلِّی عَلَیَّ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی فَقُلْتُ زِدْنِی فَقَالَ مَنْ أَخْبَرَ بِمَا فِی الْهِمْیَانِ فَهُوَ الْقَائِمُ بَعْدِی ثُمَّ مَنَعَتْنِی هَیْبَتُهُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا فِی الْهِمْیَانِ وَ خَرَجْتُ بِالْكُتُبِ إِلَی الْمَدَائِنِ وَ أَخَذْتُ جَوَابَاتِهَا وَ دَخَلْتُ سُرَّمَنْ رَأَی یَوْمَ الْخَامِسَ عَشَرَ كَمَا قَالَ لِی علیه السلام فَإِذَا أَنَا بِالْوَاعِیَةِ فِی دَارِهِ وَ إِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ أَخِیهِ بِبَابِ الدَّارِ وَ الشِّیعَةُ حَوْلَهُ یُعَزُّونَهُ وَ یُهَنِّئُونَهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ یَكُنْ هَذَا الْإِمَامَ فَقَدْ حَالَتِ الْإِمَامَةُ لِأَنِّی كُنْتُ أَعْرِفُهُ بِشُرْبِ النَّبِیذِ وَ یُقَامِرُ فِی الْجَوْسَقِ وَ یَلْعَبُ بِالطُّنْبُورِ فَتَقَدَّمْتُ فَعَزَّیْتُ وَ هَنَّیْتُ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَرَجَ عَقِیدٌ فَقَالَ یَا سَیِّدِی قَدْ كُفِّنَ أَخُوكَ فَقُمْ لِلصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الشِّیعَةُ مِنْ حَوْلِهِ یَقْدُمُهُمُ السَّمَّانُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَتِیلُ الْمُعْتَصِمِ الْمَعْرُوفُ بِسَلَمَةَ فَلَمَّا

صِرْنَا بِالدَّارِ إِذَا نَحْنُ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَلَی نَعْشِهِ مُكَفَّناً فَتَقَدَّمَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ لِیُصَلِّیَ عَلَی أَخِیهِ فَلَمَّا هَمَّ بِالتَّكْبِیرِ خَرَجَ صَبِیٌّ بِوَجْهِهِ سُمْرَةٌ بِشَعْرِهِ قَطَطٌ بِأَسْنَانِهِ تَفْلِیجٌ فَجَبَذَ رِدَاءَ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ وَ قَالَ تَأَخَّرْ یَا عَمِّ فَأَنَا أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ

ص: 332


1- 1. كمال الدین ج 2 ص 149- 150.
2- 2. فی المصدر المطبوع: خشاب.

عَلَی أَبِی فَتَأَخَّرَ جَعْفَرٌ وَ قَدِ ارْبَدَّ وَجْهُهُ فَتَقَدَّمَ الصَّبِیُّ فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ دُفِنَ إِلَی جَانِبِ قَبْرِ أَبِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا بَصْرِیُّ هَاتِ جَوَابَاتِ الْكُتُبِ الَّتِی مَعَكَ فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهِ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی هَذِهِ اثْنَتَانِ بَقِیَ الْهِمْیَانُ ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَزْفِرُ فَقَالَ لَهُ حَاجِزٌ الْوَشَّاءُ یَا سَیِّدِی مَنِ الصَّبِیُّ لِیُقِیمَ عَلَیْهِ الْحُجَّةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ قَطُّ وَ لَا عَرَفْتُهُ فَنَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ قُمَّ فَسَأَلُوا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ فَعَرَفُوا مَوْتَهُ فَقَالُوا فَمَنْ فَأَشَارَ النَّاسُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ عَلِیٍّ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ عَزَّوْهُ وَ هَنَّئُوهُ وَ قَالُوا مَعَنَا كُتُبٌ وَ مَالٌ فَتَقُولُ مِمَّنِ الْكُتُبُ وَ كَمِ الْمَالُ فَقَامَ یَنْفُضُ أَثْوَابَهُ وَ یَقُولُ یُرِیدُونَ مِنَّا أَنْ نَعْلَمَ الْغَیْبَ قَالَ فَخَرَجَ الْخَادِمُ فَقَالَ مَعَكُمْ كُتُبُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ هِمْیَانٌ فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ عَشَرَةُ دَنَانِیرَ مِنْهَا مَطْلِیَّةٌ(1) فَدَفَعُوا الْكُتُبَ وَ الْمَالَ وَ قَالُوا الَّذِی وَجَّهَ بِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ هُوَ الْإِمَامُ فَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَی الْمُعْتَمِدِ وَ كَشَفَ لَهُ ذَلِكَ فَوَجَّهَ الْمُعْتَمِدُ خَدَمَهُ فَقَبَضُوا عَلَی صَقِیلَ الْجَارِیَةِ وَ طَالَبُوهَا بِالصَّبِیِّ فَأَنْكَرَتْهُ وَ ادَّعَتْ حَمْلًا بِهَا لِتُغَطِّیَ عَلَی حَالِ الصَّبِیِّ فَسُلِّمَتْ إِلَی ابْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ الْقَاضِی وَ بَغَتَهُمْ مَوْتُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ خَاقَانَ فُجَاءَةً وَ خُرُوجُ صَاحِبِ الزِّنْجِ بِالْبَصْرَةِ فَشُغِلُوا بِذَلِكَ عَنِ الْجَارِیَةِ فَخَرَجَتْ عَنْ أَیْدِیهِمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ لا شَرِیكَ لَهُ (2).

بیان: الجوسق القصر و جبذ أی جذب و فی النهایة اربد وجهه أی تغیر إلی الغبرة و قیل الربدة لون بین السواد و الغبرة.

أقول: أوردنا بعض الأخبار فی ذلك فی باب من رأی القائم علیه السلام (3).

ص: 333


1- 1. مطلسة ظ. و الدینار المطلس الذی انمحی أثر نقشه.
2- 2. كمال الدین ج 1 ص 150- 152.
3- 3. راجع ج 52 ص 16 و 42 و ... من طبعتنا هذه.

«6»- شا، [الإرشاد]: مَرِضَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ فِی أَوَّلِ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مَاتَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ فِی السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ وَ لَهُ یَوْمَ وَفَاتِهِ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً فَدُفِنَ فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ أَبُوهُ مِنْ دَارِهِمَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ خَلَّفَ ابْنَهُ الْمُنْتَظَرَ لِدَوْلَةِ الْحَقِّ وَ كَانَ قَدْ أَخْفَی مَوْلِدَهُ وَ سَتَرَ أَمْرَهُ لِصُعُوبَةِ الْوَقْتِ وَ شِدَّةِ طَلَبِ سُلْطَانِ الزَّمَانِ لَهُ وَ اجْتِهَادِهِ فِی الْبَحْثِ عَنْ أَمْرِهِ لِمَا شَاعَ مِنْ مَذْهَبِ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ فِیهِ وَ عُرِفَ مِنِ انْتِظَارِهِمْ لَهُ فَلَمْ یُظْهِرْ وَلَدَهُ علیه السلام فِی حَیَاتِهِ وَ لَا عَرَفَهُ الْجُمْهُورُ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ تَوَلَّی جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ أَخُو أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَخْذَ تَرِكَتِهِ وَ سَعَی فِی حَبْسِ جَوَارِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ اعْتِقَالِ حَلَائِلِهِ وَ شَنَّعَ عَلَی أَصْحَابِهِ بِانْتِظَارِهِمْ وَلَدَهُ وَ قَطْعِهِمْ بِوُجُودِهِ وَ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ أَغْرَی بِالْقَوْمِ حَتَّی أَخَافَهُمْ وَ شَدَّدَهُمْ وَ جَرَی عَلَی مُخَلَّفِی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام بِسَبَبِ ذَلِكَ كُلَّ عَظِیمَةٍ مِنِ اعْتِقَالٍ وَ حَبْسٍ وَ تَهْدِیدٍ وَ تَصْغِیرٍ وَ اسْتِخْفَافٍ وَ ذُلٍّ وَ لَمْ یَظْفَرِ السُّلْطَانُ مِنْهُمْ بِطَائِلٍ وَ حَازَ جَعْفَرٌ ظَاهِرَ تَرِكَةِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ اجْتَهَدَ فِی الْقِیَامِ عَلَی الشِّیعَةِ مَقَامَهُ فَلَمْ یَقْبَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ ذَلِكَ وَ لَا اعْتَقَدُوهُ فِیهِ فَصَارَ إِلَی سُلْطَانِ الْوَقْتِ یَلْتَمِسُ مَرْتَبَةَ أَخِیهِ وَ بَذَلَ مَالًا جَلِیلًا وَ تَقَرَّبَ بِكُلِّ مَا ظَنَّ أَنَّهُ یَتَقَرَّبُ بِهِ فَلَمْ یَنْتَفِعْ بِشَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ.

و لجعفر أخبار كثیرة فی هذا المعنی رأیت الإعراض عن ذكرها لأسباب لا یحتمل الكتاب شرحها و هی مشهورة عند الإمامیة و من عرف أخبار الناس من العامة و باللّٰه أستعین (1).

«7»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ عَنِ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی غَانِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ علیه السلام یَقُولُ: فِی سَنَةِ مِائَتَیْنِ وَ سِتِّینَ تَفْتَرِقُ شِیعَتِی وَ فِیهَا قُبِضَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ تَفَرَّقَتْ شِیعَتُهُ وَ أَنْصَارُهُ فَمِنْهُمْ مَنِ انْتَهَی إِلَی جَعْفَرٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَاهُ وَ شَكَّ وَ مِنْهُمْ مَنْ وَقَفَ عَلَی الْحَیْرَةِ وَ مِنْهُمْ

ص: 334


1- 1. الإرشاد المفید ص 325.

مَنْ ثَبَتَ عَلَی دِینِهِ بِتَوْفِیقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«8»- مصبا، [المصباحین]: فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ كَانَتْ وَفَاةُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام وَ مَصِیرُ الْأَمْرِ إِلَی الْقَائِمِ بِالْحَقِّ علیه السلام.

«9»- قل، [إقبال الأعمال] ذَكَرَ الشَّیْخُ الثِّقَةُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ الْإِمَامِیُّ فِی كِتَابِ التَّعْرِیفِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیُّ وَ حُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْخَطِیبُ وَ الْمُفِیدُ فِی كِتَابِ مَوْلِدِ النَّبِیِّ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ وَ حُسَیْنُ بْنِ خُزَیْمَةَ وَ نَصْرُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَهْضَمِیُّ فِی كِتَابِ الْمَوَالِیدِ وَ كَذَلِكَ الْخَشَّابُ فِی كِتَابِ الْمَوَالِیدِ وَ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی كِتَابِ الْمَوَالِیدِ: أَنَّ وَفَاةَ مَوْلَانَا الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام كَانَتْ لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ.

«10»- الدُّرُوسُ،: قُبِضَ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی یَوْمَ الْأَحَدِ وَ قَالَ الْمُفِیدُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَامِنَ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ.

«11»- كا، [الكافی]: قُبِضَ علیه السلام یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ أَبُوهُ علیه السلام بِسُرَّ مَنْ رَأَی (2).

«12»- ضه، [رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ]: مِثْلَهُ وَ قَالَ وَ كَانَتْ مُدَّةُ خِلَافَتِهِ سِتَّ سِنِینَ وَ مَرِضَ فِی أَوَّلِ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ تُوُفِّیَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ.

«13»- كف، [المصباح] للكفعمی: تُوُفِّیَ علیه السلام فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَامِنَهُ سَمَّهُ الْمُعْتَمِدُ.

«14»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَصْقَلَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا أَحْمَدُ مَا كَانَ حَالُكُمْ فِیمَا كَانَ النَّاسُ فِیهِ مِنَ الشَّكِ

ص: 335


1- 1. كفایة الاثر ص 326.
2- 2. الكافی ج 1 ص 503.

وَ الِارْتِیَابِ قُلْتُ لَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ بِخَبَرِ مَوْلِدِ سَیِّدِنَا علیه السلام لَمْ یَبْقَ مِنَّا رَجُلٌ وَ لَا امْرَأَةٌ وَ لَا غُلَامٌ بَلَغَ الْفَهْمَ إِلَّا قَالَ بِالْحَقِّ قَالَ علیه السلام أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ أَمَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام وَالِدَتَهُ بِالْحَجِّ فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ عَرَفَهَا مَا یَنَالُهُ فِی سَنَةِ سِتِّینَ ثُمَّ سَلَّمَ الِاسْمَ الْأَعْظَمَ وَ الْمَوَارِیثَ وَ السِّلَاحَ إِلَی الْقَائِمِ الصَّاحِبِ علیه السلام وَ خَرَجَتْ أُمُّ أَبِی مُحَمَّدٍ إِلَی مَكَّةَ وَ قُبِضَ علیه السلام فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ دُفِنَ بِسُرَّ مَنْ رَأَی إِلَی جَانِبِ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ كَانَ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَی وَقْتِ مُضِیِّهِ تِسْعٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً.

«15»- مُرُوجُ الذَّهَبِ،: فِی سَنَةِ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ قُبِضَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی خِلَافَةِ الْمُعْتَمِدِ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ هُوَ أَبُو الْمَهْدِیِّ الْمُنْتَظَرِ وَ الْإِمَامِ الثَّانِی عَشَرَ عِنْدَ الْقَطْعِیَّةِ مِنَ الْإِمَامِیَّةِ وَ هُمْ جُمْهُورُ الشِّیعَةِ وَ قَدْ تَنَازَعَ هَؤُلَاءِ فِی الْمُنْتَظَرِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ بَعْدَ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ افْتَرَقُوا عَلَی عِشْرِینَ فِرْقَةً(1).

ص: 336


1- 1. افترق الناس بعد وفاة أبی محمّد العسكریّ علیه السلام الی فرق. فرقة أنكرت وفاته، و وقفت علیه، و ادعت انه القائم المنتظر، و قد عقد المؤلّف قدّس سرّه هذا الباب لاجلهم أیضا حیث قال:« و الرد علی من ینكرها». فرقة اعترفت بموته، و زعمت أنّه عاش من جدید، فهو الامام المنتظر. فرقة قالت بانقطاع الإمامة من آل محمد« ص» بعده علیه السلام و المرجع للامة: الاخبار المرویة عن أهل البیت علیهم السلام. فرقة ساقت الإمامة الی أخیه جعفر بوصیة من قبل ابیهما علی الهادی علیهما السلام. فرقة قالت بامامة جعفر لكنه بوصیة من قبل أخیه أبی محمّد العسكریّ علیه السلام. فرقة قالت بامامة ولده علیّ بن الحسن العسكریّ و أنّه القائم المنتظر، و الاختلاف بینهم و بین القطعیة من الإمامیّة بامامة المهدی المنتظر م ح م د لفظی. فرقة أنكرت امامة الحسن علیه السلام- لاجل أن الامام لا یكون الا عن عقب، و هو علیه السلام لم یظهر له ولد حتّی یكون اماما صامتا فی حیاة أبیه- و ادعت أن أخاه محمّد بن علی أوصی الی غلام لابیه اسمه نفیس أن یدفع الكتب و السلاح الی جعفر بن علی بعد موت أبیه علیّ علیه السلام و أن هذا الامر عن تفاهم مع أبیه علیّ علیه السلام فجعفر هو الامام بعد أبیه. فرقة ارتبك الامر علیهم فلم یدروا ان الإمامة بعد أبی محمّد علیه السلام فی صلبه أم ترجع الی أخیه جعفر و أولاده فتوقفت الی غیر ذلك من الفرق، و قد فصل المؤلّف قدس سره القول فی ذلك نقلا عن الفصول المختارة فی ج 37 من تاریخ أمیر المؤمنین ص 20- 28، فراجع.

دفع شبهة

أقول: قد وقعت داهیة عظمی و فتنة كبری فی سنة ست و مائة بعد الألف من الهجرة فی الروضة المنورة بسر من رأی و ذلك أنه لغلبة الأروام و أجلاف العرب علی سر من رأی و قلة اعتنائهم بإكرام الروضة المقدسة و جلاء السادات و الأشراف لظلم الأروام (1) علیهم منها وضعوا لیلة من اللیالی سراجا داخل الروضة المطهرة فی غیر المحل المناسب له فوقعت من الفتیلة نار علی بعض الفروش أو الأخشاب و لم یكن أحد فی حوالی الروضة فیطفیها.

فاحترقت الفروش و الصنادیق المقدسة و الأخشاب و الأبواب و صار ذلك فتنة لضعفاء العقول من الشیعة و النصاب من المخالفین جهلا منهم بأن أمثال ذلك لا یضر بحال هؤلاء الأجلة الكرام و لا یقدح فی رفعة شأنهم عند الملك العلام و إنما ذلك غضب علی الناس و لا یلزم ظهور المعجز فی كل وقت و إنما هو تابع للمصالح الكلیة و الأسرار فی ذلك خفیة و فیه شدة تكلیف و افتتان و امتحان للمكلفین.

و قد وقع مثل ذلك فی الروضة المقدسة النبویة بالمدینة أیضا صلوات اللّٰه علی مشرفها و آله.

ص: 337


1- 1. یرید رجال دولة الروم.

قال الشیخ الفاضل الكامل السدید یحیی بن سعید قدس اللّٰه روحه فی كتاب جامع الشرائع فی باب اللعان إنه إذا وقع بالمدینة یستحب أن یكون بمسجدها عند منبره علیه السلام.

ثم قال و فی هذه السنة و هی سنة أربع و خمسین و ستمائة فی شهر رمضان احترق المنبر و سقوف المسجد ثم عمل بدل المنبر.

و قال صاحب كتاب عیون التواریخ من أفاضل المخالفین فی وقائع السنة الرابع و الخمسین و الستمائة و فی لیلة الجمعة أول لیلة من شهر رمضان احترق مسجد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی المدینة و كان ابتداء حریقه من زاویة الغربیة من الشمال و كان أحد القومة قد دخل إلی خزانة و معه نار فعلقت فی بعض الآلات ثم اتصلت بالسقف بسرعة ثم دبت فی السقوف آخذة مقبلة فأعجلت الناس عن قطعها.

فما كان إلا ساعة حتی احترق سقوف المسجد أجمع و وقع بعض أساطینه و ذاب رصاصها و كل ذلك قبل أن ینام الناس و احترق سقف الحجرة النبویة علی ساكنها أفضل الصلاة و السلام و وقع ما وقع منه بالحجرة و بقی علی حاله و أصبح الناس یوم الجمعة فعزلوا موضع الصلاة انتهی.

و القرامطة هدموا الكعبة و نقلوا الحجر الأسود و نصبوها فی مسجد الكوفة و فی كل ذلك لم تظهر معجزة فی تلك الحال و لم یمنعوا من ذلك علی الاستعجال بل ترتب علی كل منها آثار غضب اللّٰه تعالی فی البلاد و العباد بعدها بزمان كما أن فی هذا الاحتراق ظهرت آثار سخط اللّٰه علی المخالفین فی تلك البلاد فاستولی الأعراب علی الروم و أخذوا منهم أكثر البلاد و قتلوا منهم جما غفیرا و جمعا كثیرا و تزداد فی كل یوم نائرة الفتنة و النهب و الغارة فی تلك الناحیة اشتعالا.

و قد استولی الأفرنج علی سلطانهم مرارا و قتلوا منهم خلقا كثیرا و كل هذه الأمور من آثار مساهلتهم فی أمور الدین و قلة اعتنائهم بشأن أئمة الدین سلام اللّٰه علیهم أجمعین.

ص: 338

و كفی شاهدا لما ذكرنا من أن هذه الأمور من آثار غضب اللّٰه تعالی استیلاء بختنصر علی بیت المقدس و تخریبه إیاه و هتك حرمته له مع أنه كان من أبنیة الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام و أعظم معابدهم و مساجدهم و قبلتهم فی صلاتهم و قتل آلافا من أصفیاء بنی إسرائیل و صلحائهم و أخیارهم و رهبانهم.

و كل ذلك لعدم متابعتهم للأنبیاء علیهم السلام و ترك نصرتهم و الاستخفاف بشأنهم و شتمهم و قتلهم.

ثم إن هذا الخبر الموحش لما وصل إلی سلطان المؤمنین و مروج مذهب آبائه الأئمة الطاهرین و ناصر الدین المبین نجل المصطفین السلطان حسین برأه اللّٰه من كل شین و مین عد ترمیم تلك الروضة البهیة و تشییدها فرض العین فأمر بإتمام صنادیق أربعة فی غایة الترصیص و التزیین و ضریح مشبك كالسماء ذاتِ الْحُبُكِ زینة للناظرین و رُجُوماً لِلشَّیاطِینِ وفقه اللّٰه تعالی لتأسیس جمیع مشاهد آبائه الطاهرین و ترویج آثارهم فی جمیع العالمین.

و قد كان (1)

تم المجلد الثانی عشر من كتاب بحار الأنوار علی یدی مؤلفه أفقر عباد اللّٰه إلی رحمة ربه الغنی محمد باقر بن محمد تقی عفا اللّٰه عن جرائمهما و حشرهما مع أئمتهما فی یوم الجمعة سابع عشر شهر ذی الحجة الحرام من شهور سنة سبع و سبعین بعد الألف من الهجرة المقدسة و الحمد لله أولا و آخرا و صلی اللّٰه علی محمد و أهل بیته الطاهرین.

ص: 339


1- 1. هذه الشبهة و جوابها ممّا ألحقه المؤلّف بعد ثلاثین سنة( ما بین سنة 1077 و سنة 1106) من تمام الكتاب- أقلا- بهذا الموضع، و لذلك یقول:« قد كان تمّ» راجع الصفحة الفتوغرافیة من نسخة الأصل فی مقدّمة هذا الكتاب.

كلمة المصحّح

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی رسوله و آله الطاهرین و بعد فهذا هو الجزء الثانی من المجلّد الثانی عشر من كتاب بحار الأنوار حسب تجزئة المؤلّف رضوان اللّٰه علیه و الجزء المتمّم للخمسین حسب تجزئتنا یحتوی علی أبواب:

«1»- تاریخ الإمام التاسع أبی جعفر محمّد بن علیّ الجواد

«2»- تاریخ الإمام العاشر أبی الحسن علیّ بن محمّد الهادی

«3»- تاریخ الإمام الحادی عشر أبی محمّد الحسن بن علیّ العسكریّ صلوات اللّٰه و سلامه علیهم.

و قد اعتمدنا فی تصحیح هذا المجلّد و تنقیحه علی النسخة الأصلیة و هی التی بخطّ ید المؤلّف رضوان اللّٰه علیه لخزانة كتب الفاضل البحّاث الوجیه الموفّق المیرزا فخر الدین النصیریّ الأمینیّ أبقاه اللّٰه لحفظ كتب السلف عن الضیاع و التلف فقد تفضّل سماحته بالنسخة و أودعناها لعرض النسخة و مقابلتها خدمة للدین و أهله فجزاه اللّٰه عن الإسلام و المسلمین خیر جزاء المحسنین.

و معذلك راجعنا مصادر الكتاب و عیّنّا مواضع النصّ من المصدر فی الذیل و علّقنا علی لغاته المشكلة و مواضعه المبهمة ما لا یستغنی عنه الباحث و فی بعض هذه المواضع نقلنا من شرح أصول الكافی للعلّامة ملّا صالح المازندرانیّ و جعلنا له رمز «صالح» و هكذا مرآت العقول للمؤلّف رضوان اللّٰه علیه أیضاً مصرّحاً بذلك

اللّٰهمّ ما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شریك لك اتمم لنا نعمتك و إحسانك و آتنا ما وعدتنا علی رسلك إنّك لاتخلف المیعاد

محمّد الباقر البهبودیّ شوّال المكرّم 1385

ص: 340

تصویر

صورة فتوغرافیة من نسخة الأصل بخطِّ ید المؤلف العلّامة المجلسیِّ رضوان اللّٰه علیه و هی الصحیفة الّتی یبتدء بها هذا الجزء

ص: 341

تصویر

صورة فتوغرافیة اُخری من هذه النسخة و هی الصحیفة الّتی یختتم بها هذا الجزء و فیها خطُّ ید المؤلف العلّامة المجلسیِّ رضوان اللّٰه علیه فی خاتمة المجلّد الثانی عشر

ص: 342

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

أبواب تاریخ الإمام التاسع و السیّد القانع حجة اللّٰه علی جمیع العباد و شافع یوم التناد أبی جعفر محمّد بن علیّ التقّی الجواد صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الطاهرین و أولاده المعصومین أبد الآبدین.

«24»- 1- باب مولده و وفاته و أسمائه و ألقابه و أحوال أولاده صلوات اللّٰه علیه 17- 1

«25»- 2- باب النصوص علیه صلوات اللّٰه علیه 36- 18

«26»- 3- باب معجزاته صلوات اللّٰه علیه 72- 37

«27»- 4- باب تزویجه علیه السلام أمّ الفضل و ما جری فی هذا المجلس من الاحتجاج و المناظرة 84- 73

«28»- 5- باب فضائله و مكارم أخلاقه و جوامع أحواله علیه السلام و أحوال خلفاء الجور فی زمانه و أصحابه و ما جری بینه و بینهم 111- 85

ص: 343

بواب تاریخ الإمام العاشر و النور الزاهر و البدر الباهر ذی الشرف و الكرم و المجد و الأیادی أبی الحسن الثالث علیّ بن محمّد النقّی الهادی صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه و أولاده ما تعاقبت الأیام و اللیالی.

«29»- 1- باب أسمائه و ألقابه و كناه و عللها و ولادته علیه السلام 117- 113

«30»- 2- باب النصوص علی الخصوص علیه صلوات اللّٰه علیه 123- 118

«31»- 3- باب معجزاته و بعض مكارم أخلاقه و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه 188- 124

«32»- 4- باب ما جری بینه و بین خلفاء زمانه و بعض أحوالهم و تاریخ وفاته صلوات اللّٰه علیه 214- 189

«33»- 5- باب أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه 226- 215

«34»- 6- باب أحوال جعفر و سائر أولاده صلوات اللّٰه علیه 232- 227

ص: 344

أبواب تاریخ الإمام الحادی عشر و سبط سیّد البشر و والد الخلف المنتظر و شافع المحشر السیّد الرضیّ الزكیّ أبی محمّد الحسن ابن علیّ العسكری صلوات اللّٰه علیه و علی آبائه الكرام و خلفه خاتم الأئمة الاعلام ما تعاقبت اللیالی و الأیام.

«35»- 1- باب ولادته و أسمائه و نقش خاتمه و أحوال أمّه و بعض جمل أحواله علیه السلام 238- 235

«36»- 2- باب النصوص علی الخصوص علیه صلوات اللّٰه علیه 246- 239

«37»- 3 باب معجزاته و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه 305- 247

«38»- 4- باب مكارم أخلاقه و نوادر أحواله و ما جری بینه علیه السلام و بین خلفاء الجور و غیرهم و أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه 324- 306

«39»- 5- باب وفاته صلوات اللّٰه علیه و الردّ علی من ینكرها 336- 325

دفع شبهة 339- 337

ص: 345

ص: 346

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 347

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.