بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 47

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 47: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب تاریخ علی بن الحسین و محمد بن علی و جعفر بن محمد الصادق و موسی بن جعفر الكاظم علیهم السلام

أبواب تاریخ الإمام الهمام مظهر الحقائق أبی عبد اللّٰه جعفر بن محمد الصادق صلوات اللّٰه علیه

باب 1 ولادته صلوات اللّٰه علیه و وفاته و مبلغ سنّه و وصیته

«1»- كا، [الكافی]: وُلِدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مَضَی علیه السلام فِی شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ(1).

«2»- وَ قَالَ الشَّهِیدُ فِی الدُّرُوسِ،: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ- یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ سَابِعَ عَشَرَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ قُبِضَ بِهَا فِی شَوَّالٍ وَ قِیلَ فِی مُنْتَصَفِ رَجَبٍ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ عَنْ خَمْسٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ قَالَ الْجُعْفِیُّ اسْمُهَا فَاطِمَةُ وَ كُنْیَتُهَا أُمُّ فَرْوَةَ(2).

«3»- وَ قَالَ فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ،: وُلِدَ فِی سَنَةِ ثَمَانِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ قِیلَ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ مِنَ الْعُمُرِ ثَمَانٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ یُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ بِالسَّمِّ فِی أَیَّامِ الْمَنْصُورِ(3).


1- 1. الكافی ج 1 ص 472.
2- 2. الدروس للشهید ص 154 كتاب المزار.
3- 3. الفصول المهمة ص 208 و 216.

وَ فِی تَارِیخِ الْغِفَارِیِّ،: أَنَّهُ وُلِدَ فِی السَّابِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ.

«4»- كف، [المصباح] للكفعمی: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ سَابِعَ عَشَرَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ كَانَتْ وِلَادَتُهُ فِی زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَ تُوُفِّیَ علیه السلام یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ فِی النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ مَسْمُوماً فِی عِنَبٍ (1)

وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وُلِدَ علیه السلام فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ غُرَّةِ شَهْرِ رَجَبٍ (2).

«5»- ثو، [ثواب الأعمال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أُمِّ حَمِیدَةَ أُعَزِّیهَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَبَكَتْ وَ بَكَیْتُ لِبُكَائِهَا ثُمَّ قَالَتْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ رَأَیْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ الْمَوْتِ لَرَأَیْتَ عَجَباً فَتَحَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ اجْمَعُوا لِی كُلَّ مَنْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَرَابَةٌ قَالَتْ فَلَمْ نَتْرُكْ أَحَداً إِلَّا جَمَعْنَاهُ قَالَتْ فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ شَفَاعَتَنَا لَا تَنَالُ مُسْتَخِفّاً بِالصَّلَاةِ(3).

«6»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ غَیْرُهُ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (4).

«7»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ سَالِمَةَ مَوْلَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ الْأَفْطَسُ سَبْعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطِ فُلَاناً كَذَا وَ فُلَاناً كَذَا فَقُلْتُ أَ تُعْطِی رَجُلًا

ص: 2


1- 1. مصباح الكفعمیّ ص 523 فی الجدول.
2- 2. لم أقف فی مصباح الكفعمیّ علی ما نقله الشیخ المجلسیّ رحمه اللّٰه عنه، نعم قال الكفعمیّ فی ص 512 فی حوادث شهر رجب: و فی غرته یوم الجمعة ولد الباقر علیه السلام اه و نص فی حوادث شهر ربیع الأوّل ص 511 فقال و فی سابع عشرة كان مولد النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و مولد الصادق علیه السلام فلاحظ و تأمل.
3- 3. ثواب الأعمال ص 205.
4- 4. المحاسن للبرقی ج 1 ص 80.

حَمَلَ عَلَیْكَ بِالشَّفْرَةِ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَكَ قَالَ تُرِیدِینَ أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (1) نَعَمْ یَا سَالِمَةُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَطَیَّبَهَا وَ طَیَّبَ رِیحَهَا وَ إِنَّ رِیحَهَا یُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفَیْ عَامٍ وَ لَا یَجِدُ رِیحَهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ (2).

«8»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رَوَی أَبُو أَیُّوبَ الْخُوزِیُّ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی كُرْسِیٍّ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ شَمْعَةٌ وَ فِی یَدِهِ كِتَابٌ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَیْهِ رَمَی الْكِتَابَ إِلَیَّ وَ هُوَ یَبْكِی وَ قَالَ هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ یُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ثَلَاثاً وَ أَیْنَ مِثْلُ جَعْفَرٍ- ثُمَّ قَالَ لِی اكْتُبْ فَكَتَبْتُ صَدْرَ الْكِتَابِ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ إِنْ كَانَ أَوْصَی إِلَی رَجُلٍ بِعَیْنِهِ فَقَدِّمْهُ وَ اضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ فَرَجَعَ الْجَوَابُ إِلَیْهِ أَنَّهُ قَدْ أَوْصَی إِلَی خَمْسَةٍ أَحَدُهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ مُوسَی ابْنَیْ جَعْفَرٍ وَ حَمِیدَةَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ لَیْسَ إِلَی قَتْلِ هَؤُلَاءِ سَبِیلٌ (3).

«9»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخُوزِیِّ: مِثْلَهُ (4).

«10»- شا، [الإرشاد]: كَانَ مَوْلِدُ الصَّادِقِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ مَضَی فِی شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ مَعَ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ وَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیه السلام وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ كَانَتْ

ص: 3


1- 1. سورة الرعد الآیة: 21.
2- 2. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 128.
3- 3. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 129 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 310 و فیه( النحوی) بدل( الخوزی) كما أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 434 بتفاوت یسیر.
4- 4. إعلام الوری ص 290 و فیه« الجوزی» بدل« الخوزی».

إِمَامَتُهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةٍ(1).

«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب دَاوُدُ بْنُ كَثِیرٍ الرَّقِّیُّ قَالَ: أَتَی أَعْرَابِیٌّ إِلَی أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ فَسَأَلَهُ خَبَراً فَقَالَ تُوُفِّیَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام فَشَهَقَ شَهْقَةً وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ هَلْ أَوْصَی إِلَی أَحَدٍ قَالَ نَعَمْ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُوسَی وَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَضَحِكَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا إِلَی الْهُدَی وَ بَیَّنَ لَنَا عَنِ الْكَبِیرِ وَ دَلَّنَا عَلَی الصَّغِیرِ وَ أَخْفَی عَنْ أَمْرٍ عَظِیمٍ فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ فَقَالَ بَیَّنَ عُیُوبَ الْكَبِیرِ وَ دَلَّ عَلَی الصَّغِیرِ لِإِضَافَتِهِ إِیَّاهُ وَ كَتَمَ الْوَصِیَّةَ لِلْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ لَوْ سَأَلَ الْمَنْصُورُ عَنِ الْوَصِیِّ لَقِیلَ أَنْتَ (2).

«12»- ضه، [روضة الواعظین] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وُلِدَ الصَّادِقُ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ- یَوْمَ الْجُمُعَةِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَ یُقَالُ- یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَیْلَةً بَقِیَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ قَالُوا سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَمَانِینَ (3).

«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: فَأَقَامَ مَعَ جَدِّهِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ مَعَ أَبِیهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِیهِ أَیَّامَ إِمَامَتِهِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَكَانَ فِی سِنِی إِمَامَتِهِ- مُلْكُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْوَلِیدِ وَ مَرْوَانَ الْحِمَارِ ثُمَّ صَارَتِ الْمُسَوِّدَةُ مِنْ أَرْضِ خُرَاسَانَ مَعَ أَبِی مُسْلِمٍ- سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَةٍ وَ انْتَزَعُوا الْمُلْكَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ قَتَلُوا مَرْوَانَ الْحِمَارِ ثُمَّ مَلَكَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ أَرْبَعَ سِنِینَ وَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ أَیَّاماً ثُمَّ مَلَكَ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً وَ أَیَّاماً وَ بَعْدَ مُضِیِّ سَنَتَیْنِ مِنْ مُلْكِهِ (4).

«14»- ضه، [روضة الواعظین] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قُبِضَ فِی شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ وَ قِیلَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ النِّصْفَ مِنْ رَجَبٍ (5).

ص: 4


1- 1. الإرشاد للشیخ المفید ص 289.
2- 2. المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 434.
3- 3. روضة الواعظین ص 253 و المناقب ج 3 ص 399.
4- 4. المناقب ج 3 ص 399.
5- 5. روضة الواعظین ص 253 و المناقب ج 3 ص 399.

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْقُمِّیُّ،: سَمَّهُ الْمَنْصُورُ وَ دُفِنَ فِی الْبَقِیعِ وَ قَدْ كَمَلَ عُمُرُهُ خَمْساً وَ سِتِّینَ سَنَةً وَ یُقَالُ كَانَ عُمُرُهُ خَمْسِینَ سَنَةً وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ(1).

«16»- كشف، [كشف الغمة]: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أَمَّا وِلَادَتُهُ فَبِالْمَدِینَةِ سَنَةَ ثَمَانِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ- وَ قِیلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ وَ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَ أَمَّا نَسَبُهُ أَباً وَ أُمّاً فَأَبُوهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ(2) وَ أَمَّا عُمُرُهُ فَإِنَّهُ مَاتَ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ فِی خِلَافَةِ الْمَنْصُورِ فَیَكُونُ عُمُرُهُ ثلاث [ثَلَاثاً] وَ سِتِّینَ سَنَةً هَذَا هُوَ الْأَظْهَرُ وَ قِیلَ غَیْرُ ذَلِكَ وَ قَبْرُهُ بِالْمَدِینَةِ بِالْبَقِیعِ- وَ هُوَ الْقَبْرُ الَّذِی فِیهِ أَبُوهُ وَ جَدُّهُ وَ عَمُّهُ- وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ أُمُّهُ علیه السلام أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ أُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وُلِدَ عَامَ الْجُحَافِ سَنَةَ ثَمَانِینَ وَ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ(3) وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ لَمَّا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ هَرَبَ جَعْفَرٌ إِلَی مَالِهِ بِالْفُرْعِ فَلَمْ یَزَلْ هُنَاكَ مُقِیماً حَتَّی قُتِلَ مُحَمَّدٌ فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَ اطْمَأَنَّ النَّاسُ وَ أَمِنُوا رَجَعَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمْ یَزَلْ بِهَا حَتَّی مَاتَ لِسَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ فِی خِلَافَةِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ ابْنُ إِحْدَی وَ سَبْعِینَ سَنَةً(4)

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ بِالْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ مَضَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً وَ یُقَالُ ثَمَانٌ وَ سِتِّینَ سَنَةً فِی سَنَةِ مِائَةٍ وَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ كَانَ مَوْلِدُهُ علیه السلام سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَیَّاماً وَ فِی الثَّانِیَةِ كَانَ مُقَامُهُ مَعَ جَدِّهِ خَمْسَ عَشْرَةَ

ص: 5


1- 1. المناقب ج 3 ص 399.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 369.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 378.
4- 4. المصدر السابق ج 2 ص 379.

سَنَةً وَ تُوُفِّیَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَرْبَعٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فِی إِحْدَی الرِّوَایَتَیْنِ- وَ أَقَامَ بَعْدَ أَبِیهِ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ عُمُرُهُ علیه السلام فِی إِحْدَی الرِّوَایَتَیْنِ خَمْساً وَ سِتِّینَ سَنَةً وَ فِی الرِّوَایَةِ الْأُخْرَی ثَمَانٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً قَالَ لَنَا الزَّارِعُ وَ الْأُولَی هِیَ الصَّحِیحَةُ- وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ(1).

«17»- عم، [إعلام الوری]: وُلِدَ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَیْلَةً بَقِیَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ- سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ ثَمَانِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ مَضَی علیه السلام فِی النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ وَ یُقَالُ فِی شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ وَ لَهُ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً أَقَامَ فِیهَا مَعَ جَدِّهِ وَ أَبِیهِ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً وَ مَعَ أَبِیهِ بَعْدَ جَدِّهِ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ بَعْدَ أَبِیهِ علیه السلام أَیَّامَ إِمَامَتِهِ علیه السلام أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كَانَ فِی أَیَّامِ إِمَامَتِهِ علیه السلام بَقِیَّةُ مُلْكِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُلْكُ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مُلْكُ یَزِیدَ بْنِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُلَقَّبِ بِالنَّاقِصِ وَ مُلْكُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْوَلِیدِ وَ مُلْكُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمَارِ ثُمَّ صَارَتِ الْمُسَوِّدَةُ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مَعَ أَبِی مُسْلِمٍ- سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَةٍ فَمَلَكَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْمُلَقَّبُ بِالسَّفَّاحِ أَرْبَعَ سِنِینَ وَ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ مَلَكَ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمُلَقَّبُ بِالْمَنْصُورِ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً وَ تُوُفِّیَ الصَّادِقُ علیه السلام بَعْدَ عَشْرِ سِنِینَ مِنْ مُلْكِهِ وَ دُفِنَ بِالْبَقِیعِ مَعَ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ وَ عَمِّهِ الْحَسَنِ علیهم السلام (2).

«18»- كا، [الكافی] سَعْدٌ وَ الْحِمْیَرِیُّ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَ سِتِّینَ سَنَةً فِی عَامِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ- وَ عَاشَ بَعْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً(3).

ص: 6


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 415.
2- 2. إعلام الوری ص 266.
3- 3. الكافی ج 1 ص 475.

«19»- كا، [الكافی] سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَنَا كَفَّنْتُ أَبِی فِی ثَوْبَیْنِ شَطَوِیَّیْنِ كَانَ یُحْرِمُ فِیهِمَا وَ فِی قَمِیصٍ مِنْ قُمُصِهِ وَ فِی عِمَامَةٍ كَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ فِی بُرْدٍ اشْتَرَیْتُهُ بِأَرْبَعِینَ دِینَاراً(1).

20

كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ لَوْ كَانَ الْیَوْمَ لَسَاوَی أَرْبَعَمِائَةِ دِینَارٍ(2).

بیان: شطا اسم قریة بناحیة مصر تنسب إلیها الثیاب الشطویة.

«21»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ وَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ وَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ مِنْ ثِقَاتِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ وَ كَانَتْ أُمِّی مِمَّنْ آمَنَتْ وَ اتَّقَتْ وَ أَحْسَنَتْ- وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ (3).

«22»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالسِّرَاجِ فِی الْبَیْتِ الَّذِی كَانَ یَسْكُنُهُ حَتَّی قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ أَمَرَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِمِثْلِ ذَلِكَ فِی بَیْتِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی خَرَجَ بِهِ إِلَی الْعِرَاقِ ثُمَّ لَا أَدْرِی مَا كَانَ (4).

«23»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ

ص: 7


1- 1. الكافی ج 1 ص 475.
2- 2. المصدر السابق ج 3 ص 149 و أخرجه الشیخ فی التهذیب ج 1 ص 434 و الاستبصار ج 1 ص 210.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 472 صدر حدیث.
4- 4. المصدر السابق ج 3 ص 251 و أخرج الصدوق فی الفقیه ج 1 ص 97 و الطوسیّ فی التهذیب ج 1 ص 289.

علیه السلام: إِنَّهُ لَمَّا حَضَرَ أَبِیَ الْوَفَاةُ قَالَ لِی یَا بُنَیَّ إِنَّهُ لَا یَنَالُ شَفَاعَتَنَا مَنِ اسْتَخَفَّ بِالصَّلَاةِ(1).

«24»- قل، [إقبال الأعمال] فِی أَدْعِیَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ:- وَ ضَاعِفِ الْعَذَابَ عَلَی مَنْ شَرِكَ فِی دَمِهِ وَ هُوَ الْمَنْصُورُ(2).

باب 2 أسمائه و ألقابه و كناه و عللها و نقش خاتمه و حلیته و شمائله صلوات اللّٰه علیه

«1»- ن (3)،[عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبَةِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام اللَّهُ وَلِیِّی وَ عِصْمَتِی مِنْ خَلْقِهِ (4).

«2»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الصُّوفِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْحَبَّالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا وُلِدَ ابْنِی- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَسَمُّوهُ الصَّادِقَ فَإِنَّهُ سَیَكُونُ فِی وُلْدِهِ سَمِیٌّ لَهُ یَدَّعِی الْإِمَامَةَ بِغَیْرِ حَقِّهَا وَ یُسَمَّی كَذَّاباً(5).

ص: 8


1- 1. المصدر السابق ج 3 ص 270.
2- 2. الإقبال ص 345.
3- 3. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 56 جزء حدیث.
4- 4. أمالی الصدوق ص 458.
5- 5. علل الشرائع ص 234.

«3»- مع، [معانی الأخبار]: سُمِّیَ الصَّادِقُ صَادِقاً لِیَتَمَیَّزَ مِنَ الْمُدَّعِی لِلْإِمَامَةِ بِغَیْرِ حَقِّهَا وَ هُوَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِیٍّ إِمَامُ الْفَطَحِیَّةِ الثَّانِیَةِ(1).

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ ابْنِی یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً وَ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ جَعْفَرٌ اسْمُهُ عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ الصَّادِقُ قُلْتُ كَیْفَ صَارَ اسْمُهُ الصَّادِقَ وَ كُلُّكُمُ الصَّادِقُونَ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا وُلِدَ ابْنِی- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَسَمُّوهُ الصَّادِقَ فَإِنَّ الْخَامِسَ مِنْ وُلْدِهِ الَّذِی اسْمُهُ جَعْفَرٌ یَدَّعِی الْإِمَامَةَ اجْتِرَاءً عَلَی اللَّهِ وَ كَذِباً عَلَیْهِ فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ جَعْفَرٌ الْكَذَّابُ الْمُفْتَرِی عَلَی اللَّهِ ثُمَّ بَكَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ كَأَنِّی بِجَعْفَرٍ جَعْفَرٍ الْكَذَّابِ وَ قَدْ حَمَلَ طَاغِیَةَ زَمَانِهِ عَلَی تَفْتِیشِ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ وَ الْمُغَیَّبِ فِی حِفْظِ اللَّهِ فَكَانَ كَمَا ذَكَرَ(2).

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام رَبْعَ الْقَامَةِ أَزْهَرَ الْوَجْهِ حَالِكَ الشَّعْرِ جعد [جَعْداً] أَشَمَّ الْأَنْفِ أَنْزَعَ رَقِیقَ الْبَشَرَةِ دَقِیقَ الْمَسْرُبَةِ عَلَی خَدِّهِ خَالٌ أَسْوَدُ وَ عَلَی جَسَدِهِ خِیلَانٌ حُمْرَةٌ(3)

وَ كَانَ اسْمُهُ جعفر [جَعْفَراً] وَ یُكَنَّی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبَا إِسْمَاعِیلَ وَ الْخَاصُّ أَبُو مُوسَی وَ أَلْقَابُهُ الصَّادِقُ وَ الْفَاضِلُ وَ الطَّاهِرُ وَ الْقَائِمُ وَ الْكَافِلُ وَ الْمُنْجِی وَ إِلَیْهِ تُنْسَبُ الشِّیعَةُ الْجَعْفَرِیَّةُ وَ مَسْجِدُهُ فِی الْحِلَّةِ(4).

بیان: رجل ربع بین الطول و القصر و الحالك الشدید السواد و الشمم ارتفاع قصبة الأنف و حسنها و استواء أعلاها و انتصاب الأرنبة أو ورود الأرنبة و حسن استواء القصبة و ارتفاعها أو أن یطول الأنف و یدق و تسیل روثته و المسربة بفتح المیم و ضم الراء الشعر وسط الصدر إلی البطن.

ص: 9


1- 1. معانی الأخبار ص 65.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 195.
3- 3. جمع خال: الشامة فی البدن.
4- 4. المناقب ج 3 ص 400.

«6»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ(1): اسْمُهُ علیه السلام جَعْفَرٌ وَ كُنْیَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- وَ قِیلَ أَبُو إِسْمَاعِیلَ وَ لَهُ أَلْقَابٌ أَشْهَرُهَا الصَّادِقُ وَ مِنْهَا الصَّابِرُ وَ الْفَاضِلُ وَ الطَّاهِرُ.

أَقُولُ ذَكَرَ فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ(2)

نَحْوَهُ وَ قَالَ: نَقْشُ خَاتَمِهِ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (3).

«7»- كف، [المصباح] للكفعمی: نَقْشُ خَاتَمِهِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ(4).

«8»- مكا، [مكارم الأخلاق] مِنْ كِتَابِ اللِّبَاسِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قَاوَمُوا خَاتَمَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخَذَهُ أَبِی بِسَبْعَةٍ قَالَ قُلْتُ سَبْعَةُ دَرَاهِمَ قَالَ سَبْعَةُ دَنَانِیرَ(5).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: أُخْرِجَ إِلَیْنَا خَاتَمُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَ نَقْشُهُ أَنْتَ ثِقَتِی فَاعْصِمْنِی مِنْ خَلْقِكَ (6).

وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی قَالَ: كَانَ خَاتَمُ جَدِّی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِضَّةً كُلُّهُ- وَ عَلَیْهِ یَا ثِقَتِی قِنِی شَرَّ جَمِیعِ خَلْقِكَ وَ إِنَّهُ بَلَغَ فِی الْمِیرَاثِ خَمْسِینَ دِینَاراً زَائِداً أَبِی- عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَاشْتَرَاهُ أَبِی (7).

«9»- كا، [الكافی] عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی خَاتَمِی مَكْتُوبٌ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ(8).

ص: 10


1- 1. مطالب السئول ص 81.
2- 2. الفصول المهمة ص 209.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 370.
4- 4. مصباح الكفعمیّ ص 522.
5- 5. مكارم الأخلاق ص 95.
6- 6. نفس المصدر ص 102.
7- 7. المصدر السابق ص 103.
8- 8. الكافی ج 6 ص 473 جزء حدیث.

«10»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهِیكِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: مَرَّ بِی مُعَتِّبٌ وَ مَعَهُ خَاتَمٌ فَقُلْتُ لَهُ أَیُّ شَیْ ءٍ فَقَالَ خَاتَمُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخَذْتُ لِأَقْرَأَ مَا فِیهِ فَإِذَا فِیهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی فَقِنِی شَرَّ خَلْقِكَ (1).

«11»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَأَخْرَجَ إِلَیْنَا خَاتَمَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِذَا عَلَیْهِ أَنْتَ ثِقَتِی فَاعْصِمْنِی مِنَ النَّاسِ (2).

«12»- د، [العدد القویة]: نَقْشُ خَاتَمِهِ اللَّهُ عَوْنِی وَ عِصْمَتِی مِنَ النَّاسِ وَ قِیلَ نَقْشُهُ أَنْتَ ثِقَتِی فَاعْصِمْنِی مِنْ خَلْقِكَ وَ قِیلَ رَبِّی عَصَمَنِی مِنْ خَلْقِهِ وَ أَلْقَابُهُ الصَّادِقُ وَ الْفَاضِلُ وَ الْقَاهِرُ وَ الْبَاقِی وَ الْكَامِلُ وَ الْمُنْجِی وَ الصَّابِرُ وَ الْفَاطِرُ وَ الطَّاهِرُ- وَ أُمُّهُ أُمُّ فَرْوَةَ وَ قِیلَ أُمُّ الْقَاسِمِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بِكْرٍ.

ص: 11


1- 1. نفس المصدر ج 6 ص 473 و الثانی فیه جزء حدیث.
2- 2. نفس المصدر ج 6 ص 473 و الثانی فیه جزء حدیث.

باب 3 النص علیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ الْقَطَّانِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِی عَمْرٍو عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِی مُوسَی عَنْ أَبِی نَضْرَةَ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام عِنْدَ الْوَفَاةِ دَعَا بِابْنِهِ الصَّادِقِ علیه السلام لِیَعْهَدَ إِلَیْهِ عَهْداً فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام لَوِ امْتَثَلْتَ فِی تِمْثَالِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام رَجَوْتُ أَنْ لَا تَكُونَ أَتَیْتَ مُنْكَراً فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحُسَیْنِ إِنَّ الْأَمَانَاتِ لَیْسَتْ بِالْمِثَالِ وَ لَا الْعُهُودُ بِالرُّسُومِ وَ إِنَّمَا هِیَ أُمُورٌ سَابِقَةٌ عَنْ حُجَجِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«2»- شا، [الإرشاد]: وَصَّی إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام أَبُوهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَصِیَّةً ظَاهِرَةً وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِالْإِمَامَةِ نَصّاً جَلِیّاً.

فَرَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِیَ الْوَفَاةُ قَالَ یَا جَعْفَرُ أُوصِیكَ بِأَصْحَابِی خَیْراً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ وَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَكُونُ فِی الْمِصْرِ فَلَا یَسْأَلُ أَحَداً(2).

«3»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ: مِثْلَهُ (3)

ص: 12


1- 1. عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 1 ص 40 صدر حدیث طویل.
2- 2. الإرشاد ص 289.
3- 3. إعلام الوری ص 267 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 306.

بیان: لأدعنهم أی لأتركنهم و الواو فی و الرجل للحال فلا یسأل أحدا أی من المخالفین أو الأعم شیئا من العلم أو الأعم منه و من المال و الحاصل أنی لا أرفع یدی عن تربیتهم حتی یصیروا علماء أغنیاء لا یحتاجون إلی السؤال أو أخرج من بینهم و قد صاروا كذلك.

«4»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی ابْنِهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ تَرَی هَذَا هَذَا مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (1).

«5»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانٍ: مِثْلَهُ (2).

«6»- شا، [الإرشاد] رَوَی هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْقَائِمِ بَعْدَهُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ وَلَدِی قَائِمُ آلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ طَاهِرٍ صَاحِبِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ علیه السلام فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ هَذَا خَیْرُ الْبَرِّیَّةِ(3).

«7»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنِ الْعِدَّةِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ: مِثْلَهُ (4)

«8»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ طَاهِرٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ طَاهِرٍ: مِثْلَهُ (5).

«9»- شا، [الإرشاد] رَوَی یُونُسُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبِی اسْتَوْدَعَنِی مَا هُنَاكَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ ادْعُ لِی شُهُوداً فَدَعَوْتُ

ص: 13


1- 1. الإرشاد ص 289 و الآیة فی سورة القصص الآیة: 5.
2- 2. إعلام الوری ص 267 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 306.
3- 3. الإرشاد ص 289.
4- 4. إعلام الوری ص 268 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 307.
5- 5. الكافی ج 1 ص 307.

أَرْبَعَةً مِنْ قُرَیْشٍ فِیهِمْ نَافِعٌ مَوْلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ اكْتُبْ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ یَعْقُوبُ بَنِیهِ- یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی لَكُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَ أَوْصَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُكَفِّنَهُ فِی بُرْدِهِ الَّذِی كَانَ یُصَلِّی فِیهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ- وَ أَنْ یُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ وَ أَنْ یُرَبِّعَ قَبْرَهُ وَ یَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ وَ أَنْ یَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ عِنْدَ دَفْنِهِ ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ انْصَرِفُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ مَا كَانَ فِی هَذَا بِأَنْ یُشْهَدَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ كَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ وَ أَنْ یُقَالَ لَمْ یُوصَ إِلَیْهِ وَ أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لَكَ الْحُجَّةُ(1).

«10»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ: مِثْلَهُ (2)

بیان: أی ما كان محفوظا عنده من الكتب و السلاح و آثار الأنبیاء فیهم نافع أی منهم بتغلیب قریش علی موالیهم أو معهم و أن یحل عنه أطماره الأطمار جمع طمر بالكسر و هو الثوب الخلق و الكساء البالی من غیر صوف و ضمائر عنه و أطماره و دفنه إما راجعة إلی جعفر علیه السلام أی یحل أزرار أثوابه عند إدخال والده القبر فإضافة الدفن إلی الضمیر إضافة إلی الفاعل أو ضمیر دفنه راجع إلی أبی جعفر علیه السلام إضافة إلی المفعول.

أو الضمائر راجعة إلی أبی جعفر علیه السلام فالمراد به حل عقد الأكفان و قیل أمره بأن لا یدفنه فی ثیابه المخیطة ما كان فی هذا ما نافیة أی لم تكن لك حاجة فی هذا بأن تشهد أی إلی أن تشهد أو استفهامیة أی أی فائدة كانت فی هذا أن تغلب علی بناء المجهول أی فی الإمامة فإن الوصیة من علاماتها أو فیما أوصی إلیه مما یخالف العامة كتربیع القبر أو الأعم.

«11»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ

ص: 14


1- 1. الإرشاد ص 289.
2- 2. إعلام الوری ص 268 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 307.

عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ- قَالَ عَنْبَسَةَ بْنُ مُصْعَبٍ فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام دَخَلْتُ عَلَی ابْنِهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ جَابِرٌ عَلَی أَبِی ثُمَّ قَالَ علیه السلام تَرَوْنَ أَنْ لَیْسَ كُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِی قَبْلَهُ (1).

«12»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام إِذْ دَخَلَ جَعْفَرٌ ابْنُهُ وَ عَلَی رَأْسِهِ ذُؤَابَةٌ وَ فِی یَدِهِ عَصًا یَلْعَبُ بِهَا فَأَخَذَهُ الْبَاقِرُ علیه السلام وَ ضَمَّهُ إِلَیْهِ ضَمّاً ثُمَّ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی لَا تَلْهُو وَ لَا تَلْعَبُ ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا إِمَامُكَ بَعْدِی فَاقْتَدِ بِهِ وَ اقْتَبِسْ مِنْ عِلْمِهِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَهُوَ الصَّادِقُ الَّذِی وَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ شِیعَتَهُ مَنْصُورُونَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعْدَاؤُهُ مَلْعُونُونَ عَلَی لِسَانِ كُلِّ نَبِیٍّ فَضَحِكَ جَعْفَرٌ علیه السلام وَ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ قَالَ لِی سَلْهُ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ أَیْنَ الضَّحِكُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَقْلُ مِنَ الْقَلْبِ وَ الْحُزْنُ مِنَ الْكَبِدِ وَ النَّفَسُ مِنَ الرِّئَةِ وَ الضَّحِكُ مِنَ الطِّحَالِ فَقُمْتُ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ (2).

«12»- نص، [كفایة الأثر] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَبِیهِ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ یَوْماً إِذَا افْتَقَدْتُمُونِی فَاقْتَدُوا بِهَذَا فَهُوَ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدِی وَ أَشَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (3).

ص: 15


1- 1. نفس المصدر ص 267 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 1 ص 307.
2- 2. كفایة الاثر ص 321.
3- 3. نفس المصدر ص 321.

باب 4 مكارم سیره و محاسن أخلاقه و إقرار المخالفین و المؤالفین بفضله

«1»- ل (1)،[الخصال] ع (2)، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَقِیهَ الْمَدِینَةِ یَقُولُ: كُنْتُ أَدْخُلُ إِلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَیُقَدِّمُ لِی مِخَدَّةً وَ یَعْرِفُ لِی قَدْراً وَ یَقُولُ یَا مَالِكُ إِنِّی أُحِبُّكَ فَكُنْتُ أُسَرُّ بِذَلِكَ وَ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَیْهِ قَالَ وَ كَانَ علیه السلام رَجُلًا لَا یَخْلُو مِنْ إِحْدَی ثَلَاثِ خِصَالٍ إِمَّا صَائِماً وَ إِمَّا

قَائِماً وَ إِمَّا ذَاكِراً وَ كَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الْعِبَادِ وَ أَكَابِرِ الزُّهَّادِ الَّذِینَ یَخْشَوْنَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ كَثِیرَ الْحَدِیثِ طَیِّبَ الْمُجَالَسَةِ كَثِیرَ الْفَوَائِدِ فَإِذَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اخْضَرَّ مَرَّةً وَ اصْفَرَّ أُخْرَی حَتَّی یُنْكِرَهُ مَنْ كَانَ یَعْرِفُهُ وَ لَقَدْ حَجَجْتُ مَعَهُ سَنَةً فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ عِنْدَ الْإِحْرَامِ كَانَ كُلَّمَا هَمَّ بِالتَّلْبِیَةِ انْقَطَعَ الصَّوْتُ فِی حَلْقِهِ وَ كَادَ أَنْ یَخِرَّ مِنْ رَاحِلَتِهِ- فَقُلْتُ قُلْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ أَنْ تَقُولَ فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی عَامِرٍ كَیْفَ أَجْسُرُ أَنْ أَقُولَ لَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ وَ أَخْشَی أَنْ یَقُولَ عَزَّ وَ جَلَّ لِی لَا لَبَّیْكَ وَ لَا سَعْدَیْكَ (3).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مِنْ كِتَابِ الرَّوْضَةِ: مِثْلَهُ (4).

ص: 16


1- 1. الخصال ص 79 باب الثلاثة.
2- 2. علل الشرائع ص 234.
3- 3. أمالی الصدوق ص 169. و قد روی القاضی عیاض كلمة مالك هذه بتغییر یسیر فی كتابه المدارك ص 212 و حكاها عنه أبو زهرة فی كتابه مالك ص 28 و الخولی فی كتابه مالك ص 94.
4- 4. المناقب ج 3 ص 395 ذیل الحدیث و ص 396 صدر الحدیث.

«3»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی قَالَ حَدَّثَنِی حَفْصُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُؤَذِّنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی الرَّوْضَةِ وَ عَلَیْهِ جُبَّةُ خَزٍّ سَفَرْجَلِیَّةٌ(1).

«4»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (2).

«5»- ب، [قرب الإسناد] أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی وَ لِأَصْحَابِ أَبِی فَإِنِّی أَعْلَمُ أَنَّ فِیهِمْ مَنْ یَنْقُصُنِی (3).

«6»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُسْلِمٌ مَوْلًی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: تَرَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السِّوَاكَ قَبْلَ أَنْ یُقْبَضَ بِسَنَتَیْنِ وَ ذَلِكَ أَنَّ أَسْنَانَهُ ضَعُفَتْ (4).

ص: 17


1- 1. قرب الإسناد ص 11 و أخرج الحدیث الكشّیّ فی رجاله ص 271 و السند فیه هكذا« حمدویه قال حدّثنی محمّد بن عیسی، قال حدّثنی حفص أبو محمّد مؤذن علیّ بن یقطین عن علیّ بن یقطین قال إلخ، فالحدیث فیه ینتهی سنده الی علیّ بن یقطین و هو الذی رأی علی الامام جبة خز سفرجلیة. كما ان فیه كنیة حفص« أبو محمد» و ذكر فی الكافی و مواضع من قرب الإسناد انه ابن عمر و یعرف بالمؤذن، و قد روی عنه الحسن بن علیّ بن یقطین خبر سقوط الإمام الصّادق علیه السلام عن بغلته حین دفع و وقف علیه الوالی فنهاه الامام عن الوقوف و سیأتی ذلك عن قریب. و روی عنه أیضا ابن فضال رسالة الإمام الصّادق علیه السلام الی جماعة الشیعة- تلك الرسالة الذهبیة التی أمرهم بمدارستها و النظر فیها و العمل بها- و هی أول كتاب الروضة من الكافی، و لم ینسب حفص الی أحد بل اكتفی بوصفه بالمؤذن. فالظاهر ان ما فی الأصل من انه« ابن محمّد» من سهو القلم و الصواب« أبی محمد» كما فی سند الكشّیّ فلاحظ.
2- 2. الكافی ج 6 ص 452.
3- 3. قرب الإسناد ص 101.
4- 4. علل الشرائع ص 295.

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْمُفَسِّرُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نُعِیَ إِلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام ابْنُهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ هُوَ أَكْبَرُ أَوْلَادِهِ وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یَأْكُلَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ نُدَمَاؤُهُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ دَعَا بِطَعَامِهِ وَ قَعَدَ مَعَ نُدَمَائِهِ وَ جَعَلَ یَأْكُلُ أَحْسَنَ مِنْ أَكْلِهِ سَائِرَ الْأَیَّامِ وَ یَحُثُّ نُدَمَاءَهُ وَ یَضَعُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ یَعْجَبُونَ مِنْهُ أَنْ لَا یَرَوْا لِلْحُزْنِ أَثَراً فَلَمَّا فَرَغَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْنَا عَجَباً أُصِبْتَ بِمِثْلِ هَذَا الِابْنِ وَ أَنْتَ كَمَا نَرَی قَالَ وَ مَا لِی لَا أَكُونُ كَمَا تَرَوْنَ وَ قَدْ جَاءَنِی خَبَرُ أَصْدَقِ الصَّادِقِینَ أَنِّی مَیِّتٌ وَ إِیَّاكُمْ- إِنَّ قَوْماً عَرَفُوا الْمَوْتَ فَجَعَلُوهُ نُصْبَ أَعْیُنِهِمْ وَ لَمْ یُنْكِرُوا مَنْ تَخْطَفُهُ الْمَوْتُ مِنْهُمْ- وَ سَلَّمُوا لِأَمْرِ خَالِقِهِمْ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«8»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: كَانَ لِلصَّادِقِ علیه السلام ابْنٌ فَبَیْنَا هُوَ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ إِذْ غَصَّ فَمَاتَ فَبَكَی وَ قَالَ لَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَیْتَ وَ لَئِنِ ابْتَلَیْتَ لَقَدْ عَافَیْتَ ثُمَّ حَمَلَ إِلَی النِّسَاءِ فَلَمَّا رَأَیْنَهُ صَرَخْنَ فَأَقْسَمَ عَلَیْهِنَّ أَنْ لَا یَصْرُخْنَ فَلَمَّا أَخْرَجَهُ لِلدَّفْنِ قَالَ سُبْحَانَ مَنْ یَقْتُلُ أَوْلَادَنَا وَ لَا نَزْدَادُ لَهُ إِلَّا حُبّاً فَلَمَّا دَفَنَهُ قَالَ یَا بُنَیَّ وَسَّعَ اللَّهُ فِی ضَرِیحِكَ وَ جَمَعَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ نَبِیِّكَ وَ قَالَ علیه السلام إِنَّا قَوْمٌ نَسْأَلُ اللَّهَ مَا نُحِبُّ فِیمَنْ نُحِبُّ فَیُعْطِینَا فَإِذَا أَحَبَّ مَا نَكْرَهُ فِیمَنْ نُحِبُّ رَضِینَا.

«9»- ع (2)، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بِشْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنِی خَیْرُ الْجَعَافِرِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (3).

«10»- لی، [الأمالی] للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بِشْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ غُرَابٍ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنِی الصَّادِقُ عَنِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (4).

ص: 18


1- 1. عیون أخبار الرضا« ع» ج 2 ص 2.
2- 2. علل الشرائع ص 234.
3- 3. أمالی الصدوق ص 243.
4- 4. أمالی الصدوق ص 243.

«11»- ع، [علل الشرائع] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِسیِّ عَنِ الْأَسَدِیِّ: مِثْلَهُ (1).

«12»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام فِی كُلِّ زَمَانٍ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ یَحْتَجُّ اللَّهُ بِهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّةُ زَمَانِنَا ابْنُ أَخِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ- لَا یَضِلُّ مَنْ تَبِعَهُ وَ لَا یَهْتَدِی مَنْ خَالَفَهُ (2).

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ الْبَصْرِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا سَلَّمَ وَ جَلَسَ عِنْدَهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ- قَوْلَهُ الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ (3) ثُمَّ سَأَلَ عَنِ الْكَبَائِرِ فَأَجَابَهُ علیه السلام فَخَرَجَ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ وَ هُوَ یَقُولُ هَلَكَ وَ اللَّهِ مَنْ قَالَ بِرَأْیِهِ وَ نَازَعَكُمْ فِی الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ (4).

أقول: سیأتی الخبر بتمامه فی باب الكبائر.

«14»- مع، [معانی الأخبار] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام وَ كَانَ وَ اللَّهِ صَادِقاً كَمَا سُمِّیَ الْخَبَرَ(5).

«15»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ مُؤَذِّنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: كُنَّا نَرْوِی أَنَّهُ یَقِفُ لِلنَّاسِ فِی سَنَةِ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ خَیْرُ النَّاسِ فَحَجَجْتُ فِی تِلْكَ السَّنَةِ- فَإِذَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ وَاقِفٌ قَالَ فَدَخَلَنَا مِنْ ذَلِكَ غَمٌّ شَدِیدٌ

ص: 19


1- 1. علل الشرائع ص 234.
2- 2. أمالی الصدوق ص 243.
3- 3. سورة النجم الآیة، 32.
4- 4. عیون أخبار الرضا ج 1 ص 285 و فیه الحدیث مفصلا مع ذكر المسائل و الأجوبة.
5- 5. معانی الأخبار ص 385 و فیه تمام الحدیث و هو فی التقیة.

لِمَا كُنَّا نَرْوِیهِ فَلَمْ نَلْبَثْ إِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَاقِفٌ عَلَی بَغْلٍ أَوْ بَغْلَةٍ لَهُ فَرَجَعْتُ أُبَشِّرُ أَصْحَابَنَا فَقُلْنَا هَذَا خَیْرُ النَّاسِ الَّذِی كُنَّا نَرْوِیهِ فَلَمَّا أَمْسَیْنَا قَالَ إِسْمَاعِیلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَقَطَ الْقُرْصُ فَدَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بَغْلَتَهُ وَ قَالَ لَهُ نَعَمْ وَ دَفَعَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَلِیٍّ دَابَّتَهُ عَلَی أَثَرِهِ فَسَارَا غَیْرَ بَعِیدٍ حَتَّی سَقَطَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ بَغْلَةٍ أَوْ بَغْلَتِهِ فَوَقَفَ إِسْمَاعِیلُ عَلَیْهِ حَتَّی رَكِبَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا دَفَعَ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَنْ یَقِفَ إِلَّا بِالْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ یَزَلْ إِسْمَاعِیلُ یَتَقَصَّدُ حَتَّی رَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ لَحِقَ بِهِ (1).

بیان: اندفع الفرس أی أسرع فی سیره.

«16»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ الْفَقِیهَ یَقُولُ: وَ اللَّهِ مَا رَأَتْ عَیْنِی أَفْضَلَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام زُهْداً وَ فَضْلًا وَ عِبَادَةً وَ وَرَعاً وَ كُنْتُ أَقْصِدُهُ فَیُكْرِمُنِی وَ یُقْبِلُ عَلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ یَوْماً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا ثَوَابُ مَنْ صَامَ یَوْماً مِنْ رَجَبٍ إِیمَاناً وَ احْتِسَاباً فَقَالَ وَ كَانَ وَ اللَّهِ إِذَا قَالَ صَدَقَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ یَوْماً إِیمَاناً وَ احْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا ثَوَابُ مَنْ صَامَ یَوْماً مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ صَامَ یَوْماً مِنْ شَعْبَانَ إِیمَاناً وَ احْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ (2).

«17»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی لَیْلَةٍ قَدْ رَشَّتِ السَّمَاءُ وَ هُوَ یُرِیدُ ظُلَّةَ بَنِی سَاعِدَةَ فَاتَّبَعْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ سَقَطَ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ رُدَّهُ عَلَیْنَا- قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ مُعَلًّی قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی الْتَمِسْ بِیَدِكَ فَمَا وَجَدْتَ مِنْ شَیْ ءٍ فَادْفَعْهُ إِلَیَّ قَالَ فَإِذَا أَنَا بِخُبْزٍ مُنْتَشِرٍ فَجَعَلْتُ أَدْفَعُ إِلَیْهِ

ص: 20


1- 1. قرب الإسناد ص 98 و ورد فیه بتفاوت ص 11 و أخرجه الكلینی فی الكافی ج 4 ص 541.
2- 2. أمالی الصدوق ص 542.

مَا وَجَدْتُ فَإِذَا أَنَا بِجِرَابٍ مِنْ خُبْزٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَحْمِلُهُ عَلَیَّ عَنْكَ فَقَالَ لَا أَنَا أَوْلَی بِهِ مِنْكَ وَ لَكِنِ امْضِ مَعِی قَالَ فَأَتَیْنَا ظُلَّةَ بَنِی سَاعِدَةَ فَإِذَا نَحْنُ بِقَوْمٍ نِیَامٍ- فَجَعَلَ یَدُسُّ الرَّغِیفَ وَ الرَّغِیفَیْنِ تَحْتَ ثَوْبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَعْرِفُ هَؤُلَاءِ الْحَقَّ فَقَالَ لَوْ عَرَفُوا لَوَاسَیْنَاهُمْ بِالدُّقَّةِ وَ الدُّقَّةُ هِیَ الْمِلْحُ (1).

«18»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ: مِثْلَهُ (2)

بیان: رشّت أی أمطرت و الدسّ الإخفاء و الدقة بالكسر الملح المدقوق و تمام الخبر فی باب الصدقة.

«19»- یر، [بصائر الدرجات] الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ هُوَ رَاكِبٌ حِمَارَهُ فَنَزَلَ وَ قَدْ كُنَّا صِرْنَا إِلَی السُّوقِ أَوْ قَرِیباً مِنَ السُّوقِ قَالَ فَنَزَلَ وَ سَجَدَ وَ أَطَالَ السُّجُودَ وَ أَنَا أَنْتَظِرُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ- قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَأَیْتُكَ نَزَلْتَ فَسَجَدْتَ قَالَ إِنِّی ذَكَرْتُ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیَّ قَالَ قُلْتُ قُرْبَ السُّوقِ وَ النَّاسُ یَجِیئُونَ وَ یَذْهَبُونَ قَالَ إِنَّهُ لَمْ یَرَنِی أَحَدٌ(3).

«20»- یج، [الخرائج و الجرائح]: رُوِیَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَ فِی الْحَجِّ وَ مَعَهُ ابْنُهُ جَعْفَرٌ علیه السلام فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ قَالَ سَلِ ابْنِی جَعْفَراً قَالَ فَتَحَوَّلَ الرَّجُلُ فَجَلَسَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ قَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ رَجُلٍ أَذْنَبَ ذَنْباً عَظِیماً قَالَ أَفْطَرَ یَوْماً فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَعَمِّداً قَالَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ زَنَی فِی شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ قَتَلَ النَّفْسَ قَالَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ إِنْ كَانَ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام مَشَی إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ حَلَفَ

ص: 21


1- 1. ثواب الأعمال ص 129 بزیادة فیه.
2- 2. الكافی ج 4 ص 8 بزیادة فیه.
3- 3. بصائر الدرجات ج 10 باب 15 ص 145.

أَنْ لَا یَعُودَ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ مِنْ شِیعَتِهِ فَلَا بَأْسَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ یَا وُلْدَ فَاطِمَةَ ثَلَاثاً هَكَذَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ ذَهَبَ فَالْتَفَتَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ عَرَفْتَ الرَّجُلَ قَالَ لَا قَالَ ذَلِكَ الْخَضِرُ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُعَرِّفَكَهُ.

بیان: قوله علیه السلام لا بأس لعل المراد به أنه لیس كفارة و لا تنفعه لاشتراط قبولها بالإیمان و ما فیه من الكفر أعظم من كل إثم.

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا عُمَارَةَ الْمَعْرُوفَ بِالطَّیَّانِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِی قَنَاةً قَالَ كَانَ فِیهَا زُجٌّ قُلْتُ لَا قَالَ لَوْ رَأَیْتَ فِیهَا زُجّاً لَوُلِدَ لَكَ غُلَامٌ لَكِنَّهُ یُولَدُ جَارِیَةٌ ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ كَمْ فِی الْقَنَاةِ مِنْ كَعْبٍ قُلْتُ اثْنَا عَشَرَ كَعْباً قَالَ تَلِدُ الْجَارِیَةُ اثْنَتَیْ عَشَرَةَ بِنْتاً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِیثِ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِیدِ فَقَالَ أَنَا مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ وَ لِی إِحْدَی عَشْرَةَ خَالَةً وَ أَبُو عُمَارَةَ جَدِّی.

بیان: القناة الرمح و الزج بالضم الحدیدة فی أسفله و الكعب ما بین الأنبوبین من القصب.

«22»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا أَطْعَمَنَا الْفَرَانِیَّ وَ الْأَخْبِصَةَ ثُمَّ یُطْعِمُ الْخُبْزَ وَ الزَّیْتَ فَقِیلَ لَهُ لَوْ دَبَّرْتَ أَمْرَكَ حَتَّی یَعْتَدِلَ فَقَالَ إِنَّمَا تَدْبِیرُنَا مِنَ اللَّهِ إِذَا وَسَّعَ عَلَیْنَا وَسَّعْنَا وَ إِذَا قَتَّرَ قَتَّرْنَا(1).

«23»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ: مِثْلَهُ (2)

بیان: قال الفیروزآبادی الفرنی خبز غلیظ مستدیر أو خبزة مصعنبة مضمومة الجوانب إلی الوسط تشوی ثم تروی سمنا و لبنا و سكرا و الخبیص طعام

ص: 22


1- 1. المحاسن ص 400.
2- 2. الكافی ج 6 ص 279.

معمول من التمر و السمن.

«24»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَعَا وَ أُتِیَ بِدَجَاجَةٍ مَحْشُوَّةٍ وَ بِخَبِیصٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذِهِ أُهْدِیَتْ لِفَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ یَا جَارِیَةُ ائْتِینَا بِطَعَامِنَا الْمَعْرُوفِ فَجَاءَتْ بِثَرِیدِ خَلٍّ وَ زَیْتٍ (1).

«25»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِقُبَاعٍ مِنْ رُطَبٍ ضَخْمٍ مُكَوَّمٍ وَ بَقِیَ شَیْ ءٌ فَحَمُضَ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ مَا كُنَّا نَصْنَعُ بِهَذَا قَالَ كُلْ وَ أَطْعِمْ (2).

بیان: القباع كغراب مكیال ضخم.

«26»- قب، [المناقب] لابن شهر آشوب ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابِ الْحِلْیَةِ الْإِمَامُ النَّاطِقُ ذُو الزِّمَامِ السَّابِقُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ (3)

وَ ذَكَرَ فِیهَا بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْهَیَّاجِ بْنِ بِسْطَامَ قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ یُطْعِمُ حَتَّی لَا یَبْقَی لِعِیَالِهِ شَیْ ءٌ(4).

أَبُو جَعْفَرٍ الْخَثْعَمِیُّ قَالَ: أَعْطَانِی الصَّادِقُ علیه السلام صُرَّةً فَقَالَ لِی ادْفَعْهَا إِلَی رَجُلٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا تُعْلِمْهُ أَنِّی أَعْطَیْتُكَ شَیْئاً قَالَ فَأَتَیْتُهُ قَالَ جَزَاهُ اللَّهُ خَیْراً مَا یَزَالُ كُلَّ حِینٍ یَبْعَثُ بِهَا فَنَعِیشُ بِهِ إِلَی قَابِلٍ وَ لَكِنِّی لَا یَصِلُنِی جَعْفَرٌ بِدِرْهَمٍ فِی كَثْرَةِ مَالِهِ.

وَ فِی كِتَابِ الْفُنُونِ: نَامَ رَجُلٌ مِنَ الْحَاجِّ فِی الْمَدِینَةِ فَتَوَهَّمَ أَنَّ هِمْیَانَهُ سُرِقَ- فَخَرَجَ فَرَأَی جَعْفَرَ الصَّادِقِ علیه السلام مُصَلِّیاً وَ لَمْ یَعْرِفْهُ فَتَعَلَّقَ بِهِ وَ قَالَ لَهُ أَنْتَ أَخَذْتَ هِمْیَانِی قَالَ مَا كَانَ فِیهِ قَالَ أَلْفُ دِینَارٍ قَالَ فَحَمَلَهُ إِلَی دَارِهِ وَ وَزَنَ لَهُ أَلْفَ دِینَارٍ وَ عَادَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ وَجَدَ هِمْیَانَهُ فَعَادَ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام مُعْتَذِراً بِالْمَالِ فَأَبَی قَبُولَهُ

ص: 23


1- 1. المحاسن ص 400.
2- 2. نفس المصدر ص 401.
3- 3. حلیة الأولیاء ج 3 ص 192.
4- 4. نفس المصدر ج 3 ص 194. و أخرجه القرمانی فی تاریخه ص 128.

وَ قَالَ شَیْ ءٌ خَرَجَ مِنْ یَدِی لَا یَعُودُ إِلَیَّ قَالَ فَسَأَلَ الرَّجُلُ عَنْهُ فَقِیلَ هَذَا جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ لَا جَرَمَ هَذَا فِعَالُ مِثْلِهِ.

وَ دَخَلَ الْأَشْجَعُ السُّلَمِیُّ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَوَجَدَهُ عَلِیلًا فَجَلَسَ وَ سَأَلَ عَنْ عِلَّةِ مِزَاجِهِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام تَعَدَّ عَنِ الْعِلَّةِ وَ اذْكُرْ مَا جِئْتَ لَهُ فَقَالَ:

أَلْبَسَكَ اللَّهُ مِنْهُ عَافِیَةً*** فِی نَوْمِكَ الْمُعْتَرِی وَ فِی أَرَقِكَ

تَخْرُجُ مِنْ جِسْمِكَ السِّقَامُ كَمَا*** أُخْرِجَ ذُلُّ الْفِعَالِ مِنْ عُنُقِكَ

فَقَالَ یَا غُلَامُ أَیْشٍ مَعَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَعْطِهَا لِلْأَشْجَعِ (1).

وَ فِی عَرُوسِ النَّرْمَاشِیرِیِّ،: أَنَّ سَائِلًا سَأَلَهُ حَاجَةً فَأَسْعَفَهَا فَجَعَلَ السَّائِلُ یَشْكُرُهُ فَقَالَ علیه السلام:

إِذَا مَا طَلَبْتَ خِصَالَ النَّدَی*** وَ قَدْ عَضَّكَ الدَّهْرُ مِنْ جَهْدِهِ

فَلَا تَطْلُبَنَّ إِلَی كَالِحٍ*** أَصَابَ الْیَسَارَةَ مِنْ كَدِّهِ

وَ لَكِنْ عَلَیْكَ بِأَهْلِ الْعُلَی*** وَ مَنْ وَرِثَ الْمَجْدَ عَنْ جَدِّهِ

فَذَاكَ إِذَا جِئْتَهُ طَالِباً*** تُحِبُّ الْیَسَارَةَ مِنْ جَدِّهِ

كِتَابُ الرَّوْضَةِ،: أَنَّهُ دَخَلَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَرَآهُ مُتَغَیِّرَ اللَّوْنِ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كُنْتُ نَهَیْتُ أَنْ یَصْعَدُوا فَوْقَ الْبَیْتِ فَدَخَلْتُ فَإِذَا جَارِیَةٌ مِنْ جَوَارِیَّ مِمَّنْ تُرَبِّی بَعْضَ وُلْدِی قَدْ صَعِدَتْ فِی سُلَّمٍ وَ الصَّبِیُّ مَعَهَا فَلَمَّا بَصُرَتْ بِی ارْتَعَدَتْ وَ تَحَیَّرَتْ وَ سَقَطَ الصَّبِیُّ إِلَی الْأَرْضِ فَمَاتَ فَمَا تَغَیَّرَ لَوْنِی لِمَوْتِ الصَّبِیِّ- وَ إِنَّمَا تَغَیَّرَ لَوْنِی لِمَا أَدْخَلْتُ عَلَیْهَا مِنَ الرُّعْبِ وَ كَانَ علیه السلام قَالَ لَهَا أَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا بَأْسَ عَلَیْكِ مَرَّتَیْنِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام:

تَعْصِی الْإِلَهَ وَ أَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ*** هَذَا لَعَمْرُكَ فِی الْفِعَالِ بَدِیعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ*** إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ یُحِبُّ مُطِیعُ.

ص: 24


1- 1. المناقب ج 3 ص 394.

وَ لَهُ علیه السلام:

عِلْمُ الْمَحَجَّةِ وَاضِحٌ لِمُرِیدِهِ*** وَ أَرَی الْقُلُوبَ عَنِ الْمَحَجَّةِ فِی عَمًی

وَ لَقَدْ عَجِبْتُ لِهَالِكٍ وَ نَجَاتُهُ*** مَوْجُودَةٌ وَ لَقَدْ عَجِبْتُ لِمَنْ نَجَا.

تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ رَوَی الْأَصْمَعِیُّ لَهُ علیه السلام:

أُثَامِنُ بِالنَّفْسِ النَّفِیسَةِ رَبَّهَا*** فَلَیْسَ لَهَا فِی الْخَلْقِ كُلِّهِمْ ثَمَنٌ

بِهَا یُشْتَرَی الْجَنَّاتُ إِنْ أَنَا بِعْتُهَا*** بِشَیْ ءٍ سِوَاهَا إِنَّ ذَلِكُمْ غَبَنٌ

إِذَا ذَهَبَتْ نَفْسِی بِدُنْیَا أَصَبْتُهَا*** فَقَدْ ذَهَبَتْ نَفْسِی وَ قَدْ ذَهَبَ الثَّمَنُ (1).

و یقال الإمام الصادق و العلم الناطق بالمكرمات سابق و باب السیئات راتق و باب الحسنات فاتق لم یكن عیّابا و لا سبّابا و لا صخّابا و طمّاعا و لا خدّاعا و لا نمّاما و لا ذمّاما و لا أكولا و لا عجولا و لا ملولا و لا مكثارا و لا ثرثارا و لا مهذارا و لا طعّانا و لا لعّانا و لا همّازا و لا لمّازا و لا كنّازا.

وَ رَوَی سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ لَهُ علیه السلام:

لَا الْیُسْرُ یَطْرَؤُنَا یَوْماً فَیُبْطِرُنَا*** وَ لَا لِأَزْمَةِ دَهْرٍ نُظْهِرُ الْجَزَعَا

إِنْ سَرَّنَا الدَّهْرُ لَمْ نَبْهَجْ لِصُحْبَتِهِ*** أَوْ سَاءَنَا الدَّهْرُ لَمْ نُظْهِرْ لَهُ الْهَلَعَا

مَثَلُ النُّجُومِ عَلَی مِضْمَارٍ أَوَّلُنَا***إِذَا تَغَیَّبَ نَجْمٌ آخَرُ طَلَعَا.

وَ یُرْوَی لَهُ علیه السلام:

اعْمَلْ عَلَی مَهَلٍ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ*** وَ اخْتَرْ لِنَفْسِكَ أَیُّهَا الْإِنْسَانَا

فَكَأَنَّ مَا قَدْ كَانَ لَمْ یَكُ إِذْ مَضَی*** وَ كَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ قَدْ كَانَا.

الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ عِنْدِی سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنَّ عِنْدِی لَرَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ الْمِغْلَبَةَ وَ إِنَّ عِنْدِی لَخَاتَمَ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ إِنَّ عِنْدِی الطَّسْتَ الَّذِی كَانَ مُوسَی یُقَرِّبُ بِهَا الْقُرْبَانَ وَ إِنَّ عِنْدِی الِاسْمَ الَّذِی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا وَضَعَهُ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُشْرِكِینَ لَمْ یَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ إِلَی الْمُسْلِمِینَ نُشَّابَةٌ وَ إِنَّ عِنْدِی لَمِثْلَ الَّذِی

ص: 25


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 397.

جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ مَثَلُ السِّلَاحِ فِینَا كَمَثَلِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یَعْنِی أَنَّهُ كَانَ دَلَالَةً عَلَی الْإِمَامَةِ.

وَ فِی رِوَایَةِ الْأَعْمَشِ قَالَ علیه السلام: أَلْوَاحُ مُوسَی عِنْدَنَا وَ عَصَا مُوسَی عِنْدَنَا وَ نَحْنُ وَرَثَةُ النَّبِیِّینَ.

وَ قَالَ علیه السلام: عِلْمُنَا غَابِرٌ وَ مَزْبُورٌ وَ نُكَتٌ فِی الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِی الْأَسْمَاعِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ وَ الْجَفْرَ الْأَبْیَضَ وَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ فِیهَا جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ.

وَ یُرْوَی لَهُ علیه السلام:

فِی الْأَصْلِ كُنَّا نُجُوماً یُسْتَضَاءُ بِنَا*** وَ لِلْبَرِیَّةِ نَحْنُ الْیَوْمَ بُرْهَانٌ

نَحْنُ الْبُحُورُ الَّتِی فِیهَا لِغَائِصِكُمْ***دُرٌّ ثَمِینٌ وَ یَاقُوتٌ وَ مَرْجَانٌ

مَسَاكِنُ الْقُدْسِ وَ الْفِرْدَوْسِ نَمْلِكُهَا*** وَ نَحْنُ لِلْقُدْسِ وَ الْفِرْدَوْسِ خُزَّانٌ

مَنْ شَذَّ عَنَّا فَبَرَهُوتُ مَسَاكِنُهُ*** وَ مَنْ أَتَانَا فَجَنَّاتٌ وَ وِلْدَانٌ (1).

مَحَاسِنُ الْبَرْقِیِّ: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِضُرَیْسٍ الْكِنَانِیِّ لِمَ سَمَّاكَ أَبُوكَ ضُرَیْساً- قَالَ كَمَا سَمَّاكَ أَبُوكَ جَعْفَراً قَالَ إِنَّمَا سَمَّاكَ أَبُوكَ ضُرَیْساً بِجَهْلٍ لِأَنَّ لِإِبْلِیسَ ابْناً یُقَالُ لَهُ ضُرَیْسٌ وَ إِنَّ أَبِی سَمَّانِی جَعْفَراً بِعِلْمٍ عَلَی أَنَّهُ اسْمُ نَهَرٍ فِی الْجَنَّةِ- أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ ذِی الرُّمَّةِ:

أَبْكِی الْوَلِیدَ أَبَا الْوَلِیدِ*** أَخَا الْوَلِیدِ فَتَی الْعَشِیرَةِ

قَدْ كَانَ غَیْثاً فِی السِّنِینَ*** وَ جَعْفَراً غَدَقاً وَ مِیرَةً

شَوْفُ الْعَرُوسِ عَنِ الدَّامَغَانِیِّ: أَنَّهُ اسْتَقْبَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَقَالَ:

أَنْتَ یَا جَعْفَرُ فَوْقَ الْمَدْحِ وَ الْمَدْحُ عَنَاءٌ*** إِنَّمَا الْأَشْرَافُ أَرْضٌ وَ لَهُمْ أَنْتَ سَمَاءٌ

جَازَ حَدَّ الْمَدْحِ مَنْ قَدْ وَلَدَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ

اللَّهُ أَظْهَرَ دِینَهُ وَ أَعَزَّهُ بِمُحَمَّدٍ*** وَ اللَّهُ أَكْرَمَ بِالْخِلَافَةِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ(2)

ص: 26


1- 1. المناقب ج 3 ص 396.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 397.

بیان: أثامن من المثامنة بمعنی المبایعة و الأزمة بالفتح الشدّة قوله اعمل علی مهل أی للدنیا و الجعفر النهر الصغیر و الكبیر الواسع ضد و الغدق محركة الماء الكثیر و المیرة ما یمتار من الطعام.

«27»- جا، [المجالس] للمفید الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی حَفْصَةَ قَالَ: لَمَّا هَلَكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام قُلْتُ لِأَصْحَابِیَ انْتَظِرُونِی- حَتَّی أَدْخُلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأُعَزِّیَهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَعَزَّیْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ذَهَبَ وَ اللَّهِ مَنْ كَانَ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یُسْأَلُ عَمَّنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا وَ اللَّهِ لَا یُرَی مِثْلُهُ أَبَداً قَالَ فَسَكَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَاعَةً ثُمَّ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ مَنْ یَتَصَدَّقُ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَأُرَبِّیهَا لَهُ كَمَا یُرَبِّی أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّی أَجْعَلَهَا لَهُ مِثْلَ أُحُدٍ فَخَرَجْتُ إِلَی أَصْحَابِی- فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا كُنَّا نَسْتَعْظِمُ قَوْلَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِلَا وَاسِطَةٍ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِلَا وَاسِطَةٍ(1).

«28»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: یُنْقَلُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام مِنَ الْعُلُومِ مَا لَا یُنْقَلُ عَنْ أَحَدٍ وَ قَدْ جَمَعَ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ أَسْمَاءَ الرُّوَاةِ مِنَ الثِّقَاتِ عَلَی اخْتِلَافِهِمْ فِی الْآرَاءِ وَ الْمَقَالاتِ وَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافِ رَجُلٍ.

بیان: ذلك أن ابن عقدة صنّف كتاب الرجال لأبی عبد اللّٰه علیه السلام عدّدهم فیه.

و كان حفص بن غیاث إذا حدّث عنه قال حدثنی خیر الجعافر جعفر بن محمد و كان علی بن غراب یقول حدثنی الصادق جعفر بن محمد.

حلیة أبی نعیم: أن جعفر الصادق علیه السلام حدث عنه من الأئمة و الأعلام مالك بن أنس و شعبة بن الحجاج و سفیان الثوری و ابن الجریح و عبد اللّٰه بن عمرو و روح بن القاسم و سفیان بن عیینة و سلیمان بن بلال و إسماعیل بن جعفر و حاتم

ص: 27


1- 1. أمالی المفید ص 190.

بن إسماعیل و عبد العزیز بن المختار و وهیب بن خالد و إبراهیم بن طهمان فی آخرین قال و أخرج عنه مسلم فی صحیحه محتجا بحدیثه (1).

و قال غیره روی عنه مالك و الشافعی و الحسن بن صالح و أبو أیوب السختیانی (2) و عمر بن دینار و أحمد بن حنبل و قال مالك بن أنس ما رأت عین و لا سمعت أذن و لا خطر علی قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا(3).

و سأل سیف الدولة عبد الحمید المالكی قاضی الكوفة عن مالك فوصفه و قال كان جره بنده جعفر الصادق أی الربیب و كان مالك كثیرا ما یدّعی سماعه و ربما قال حدثنی الثقة یعنیه علیه السلام.

وَ جَاءَ أَبُو حَنِیفَةَ إِلَیْهِ لِیَسْمَعَ مِنْهُ وَ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَتَوَكَّأُ عَلَی عَصًا فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِیفَةَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا بَلَغْتَ مِنَ السِّنِّ مَا تَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَی الْعَصَا قَالَ هُوَ كَذَلِكَ وَ لَكِنَّهَا عَصَا رَسُولِ اللَّهِ أَرَدْتُ التَّبَرُّكَ بِهَا فَوَثَبَ أَبُو حَنِیفَةَ إِلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ أُقَبِّلُهَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَحَسَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ذِرَاعِهِ وَ قَالَ لَهُ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ هَذَا بِشْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ هَذَا مِنْ شَعْرِهِ فَمَا قَبَّلْتَهُ وَ تُقَبِّلُ عَصًا.

أبو عبد اللّٰه المحدث فی رامش أفزای: أن أبا حنیفة من تلامذته و أن أمّه كانت فی حبالة الصادق علیه السلام قال و كان محمد بن الحسن أیضا من تلامذته و لأجل ذلك كانت بنو العباس لم تحترمهما قال و كان أبو یزید البسطامی طیفور السقّاء خدمه و سقاه ثلاث عشرة سنة(4).

ص: 28


1- 1. حلیة الأولیاء ج 3 ص 199.
2- 2. السجستانیّ خ ل.
3- 3. المناقب ج 3 ص 372 و أخرج ابن حجر كلمة أنس بن مالك بتفاوت یسیر فی كتابه تهذیب التهذیب ج 2 ص 104.
4- 4. المناقب ج 3 ص 372.

و قال أبو جعفر الطوسی كان إبراهیم بن أدهم و مالك بن دینار من غلمانه و دخل إلیه سفیان الثوری یوما فسمع منه كلاما أعجبه فقال هذا و اللّٰه یا ابن رسول اللّٰه الجوهر فقال له بل هذا خیر من الجوهر و هل الجوهر إلا حجر(1).

بیان: اعلم أن ما ذكره علماؤنا من أن بعض المخالفین كانوا من تلامذة الأئمة علیهم السلام و خدمهم و أتباعهم لیس غرضهم مدح هؤلاء المخالفین أو إثبات كونهم من المؤمنین بل الغرض أن المخالفین أیضا یعترفون بفضل الأئمة علیهم السلام و ینسبون أئمتهم و أنفسهم إلیهم لإظهار فضلهم و علمهم و إلا فهؤلاء المبتدعین أشهر فی الكفر و العناد من إبلیس وَ فِرْعَوْنَ ذِی الْأَوْتادِ.

«29»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب التَّرْغِیبُ وَ التَّرْهِیبُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْأَصْفَهَانِیِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ فَقَالَ علیه السلام أَنْتَ رَجُلٌ مَطْلُوبٌ وَ لِلسُّلْطَانِ عَلَیْنَا عُیُونٌ فَاخْرُجْ عَنَّا غَیْرَ مَطْرُودٍ الْقِصَّةَ.

وَ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَیٍّ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) مَنْ أُولُو الْأَمْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ قَالَ الْعُلَمَاءُ فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ الْحَسَنُ مَا صَنَعْنَا شَیْئاً إِلَّا سَأَلْنَاهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ فَرَجَعُوا إِلَیْهِ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ الْأَئِمَّةُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ.

وَ قَالَ نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ لِابْنِ أَبِی لَیْلَی أَ كُنْتَ تَارِكاً قَوْلًا قُلْتَهُ أَوْ قَضَاءً قَضَیْتَهُ لِقَوْلِ أَحَدٍ قَالَ لَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ قُلْتُ مَنْ هُوَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ.

الْحِلْیَةُ قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِی الْمِقْدَامِ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنْ سُلَالَةِ النَّبِیِّینَ (3).

ص: 29


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 373.
2- 2. سورة النساء الآیة: 59.
3- 3. حلیة الأولیاء ج 3 ص 193 و أخرج قول عمرو بن أبی المقدام ابن حجر فی كتابه تهذیب التهذیب ج 2 ص 104.

و لا تخلو كتب أحادیث و حكمة و زهد و موعظة من كلامه یقولون قال جعفر بن محمد الصادق علیه السلام ذكره النقاش و الثعلبی و القشیری و القزوینی فی تفاسیرهم و ذكر فی الحلیة(1)

و الإبانة و أسباب النزول و الترغیب و الترهیب و شرف المصطفی و فضائل الصحابة و فی تاریخ الطبری و البلاذری و الخطیب و مسند أبی حنیفة و اللالكانی و قوت القلوب و معرفة علوم الحدیث لابن البیع (2) و قد روت الأمة بأسرها عنه دعاء أم داود.

ص: 30


1- 1. ذكر فیها من ص 192 الی ص 206.
2- 2. لقد نقل المؤلّف رحمه اللّٰه عن الحافظ ابن شهرآشوب أسماء عدة قلیلة من الكتب التی ورد فیها ذكر الإمام الصّادق علیه السلام و اقتصاره علیها لا یعنی انه لم یرد للامام ذكر فی غیرها، بل من النادر ان نجد كتابا من كتب التفسیر أو الحدیث، أو الأخلاق، أو الآداب أو التاریخ، أو التراجم، أو الفلسفة الإسلامیة، بل و حتّی بعض كتب الطبّ و الریاضیات الا و نجده مزینا بذكر الإمام الصّادق علیه السلام، و رأیت من الخیر أن أثبت قائمة باسماء بعض الكتب التی ورد فیها ذكره علیه السلام اما بالروایة عنه، أو الاستشهاد بقوله، أو الحكایة عن رأیه، أو الترجمة له، و جلها من غیر كتب الشیعة، و هذا ممّا یحضرنی عاجلا و لا یسعنی فی المقام الاستقراء التام، فانه ممّا یطول به المقام. «1»- تاریخ ابن الأثیر الجزریّ 2- تاریخ ابن كثیر الشامیّ 3- تاریخ الیعقوبی 4-» ابن عساكر 5- تاریخ ابن الوردی 6-» ابن خلّكان 7-» القرمانی 8- مروج الذهب 9- تهذیب التهذیب لابن حجر 10- تذكرة الحفاظ للذهبی 11- تقریب التهذیب لابن حجر 12- لسان المیزان لابن حجر 13- میزان الاعتدال للذهبی 14- تهذیب الأسماء و اللغات للنووی 15- الجمع بین رجال الصحیحین للمقدسی 16- صفة الصفوة لابن الجوزی 17- مناقب أبی حنیفة للموفق بن أحمد 18- مناقب أبی حنیفة للكردری 19-» للبزاز 20- جامع اسانید أبی حنیفة 21- الحیوان للجاحظ 22- رسائل للجاحظ 23- البیان و التبین» 24- مقدّمة ابن خلدون 25- الفصل لابن حزم 26- الملل و النحل للشهرستانی 27- النجوم الزاهرة لابن تغری بردی 28- مناهج التوسل للبسطامی 29- الصواعق المحرقة لابن حجر 30- المواهب اللدنیة للزرقانی 31- مرآة الجنان للیافعی 32- خلاصة تهذیب الكمال للخزرجی 33- الطبقات الكبری للشعرانی 34- التوسل و الوسیلة لابن تیمیة 35- عیون الأدب و السیاسة لابن هذیل 36- المدارك للقاضی عیاض 37- تذكرة ابن حمدون 38- الآثار لابی یوسف. «39»- الآثار لمحمّد بن الحسن الشیبانی 40- الإصابة لابن حجر 41- الفهرست لابن الندیم 42- الكواكب الدریة للمناوی 43- شرح الشفاء للخفاجی 44- نور الابصار للشبلنجی 45- عیون الأخبار لابن قتیبة 46- أمالی القالی 47- نیل الاوطار للشوكانی 48- اتحاف الاشراف للشبراوی 49- جوهرة الكلام للقراغزلی 50- تاریخ العرب لمیر علی النهدی 51- مشارق الأنوار للحمزاوی 52- التشریع الإسلامی للخضری 53- صحاح الاخبار للرفاعی 54- دائرة المعارف لفرید وجدی 55- تاریخ العلویین لمحمّد أمین غالب 56- مختصر التحفة الاثنی عشریة للآلوسی 57- كتاب مالك بن أنس للخولی 58- كتاب مالك بن أنس لمحمّد أبو زهرة 59- رشفة الصادی للحضرمی 60- روضة الاحباب لببكلی زاده 61- روض الزهر للبرزنجی 62- زاد الاحباب للفاروقی 63- سیر النبیّ و الآل و الاصحاب لإبراهیم الحلبیّ 64- الشرف المؤبد للنبهانی 65- الصراط السوی للشیخانی 66- الصفوة للمناوی 67- الطراز الاوفی لأحمد بن زین العابدین 68- طراز الذهب للخوارزمی المتخلص بغالب 69- العذب الزلال لعمر الحلبیّ 70- عقد الجواهر للعیدروسی 71- عقد اللآل للعیدروسی 72- عقود اللآل للتونسی 73- الفتح المبین للدهلوی 74- الفرائد الجوهریة لمیر غنی المحجوب 75- مشارق الأنوار للاجهوری 76- مصباح النجا لمحمّد شاه عالم 77- معراج الوصول للزرندی 78- مفتاح النجا للبدخشی 79- نزل الابرار للبدخشی 80- وسیلة المال للحضرمی 81- ینابیع المودة للقندوزی و غیرها من مئات الكتب التی لا یسعنی حصرها أما الكتب التی خصت الإمام الصّادق بالبحث فهی: «1»- الإمام الصّادق: لرمضان لاوند 2- طب الإمام الصّادق للشیخ محمّد الخلیلی. «3»- الإمام الصّادق لمحمّد أبو زهرة. «4»- حیاة الإمام الصّادق للمرحوم الشیخ محمّد حسین المظفر. «5»- الإمام الصّادق ملهم علم الكیمیاء: لمحمد یحیی الهاشمی. «6»- حیاة الصادق للشیخ موسی السبینی. «7»- جعفر بن محمّد: لعبد العزیز سید الاهل. «8»- و اجمعها كتاب الإمام الصّادق و المذاهب الأربعة للشیخ أسد حیدر.

عَبْدُ الْغَفَّارِ الْحَازِمِیُّ وَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیُّ قَالَ علیه السلام: إِنِّی أَتَكَلَّمُ عَلَی سَبْعِینَ

ص: 31

وَجْهاً لِی مِنْ كُلِّهَا الْمَخْرَجُ (1).

سُئِلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ علیه السلام مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَا مَلِكٍ إِلَّا وَ هُوَ فِی كِتَابٍ عِنْدِی یَعْنِی مُصْحَفَ فَاطِمَةَ وَ اللَّهِ مَا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِیهِ اسْمٌ (2)

وَ أَنْشَأَ الصَّادِقُ علیه السلام یَقُولُ:

وَ فِینَا یَقِیناً یُعَدُّ الْوَفَاءُ*** وَ فِینَا تُفَرِّخُ أَفْرَاخُهُ

رَأَیْتُ الْوَفَاءَ یُزَیِّنُ الرِّجَالَ*** كَمَا زَیَّنَ الْعِذْقُ شِمْرَاخَهُ (3)

ص: 32


1- 1. المناقب ج 3 ص 373.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 374.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 393.

وَ قَالَ الْمَنْصُورُ لِلصَّادِقِ علیه السلام قَدِ اسْتَدْعَاكَ أَبُو مُسْلِمٍ لِإِظْهَارِ تُرْبَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَتَوَقَّفْتَ تَعْلَمُ أَمْ لَا فَقَالَ إِنَّ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ أَنَّهُ یَظْهَرُ فِی أَیَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ فَفَرِحَ الْمَنْصُورُ بِذَلِكَ ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام أَظْهَرَ التُّرْبَةَ فَأُخْبِرَ الْمَنْصُورُ بِذَلِكَ وَ هُوَ فِی الرُّصَافَةِ فَقَالَ هَذَا هُوَ الصَّادِقُ فَلْیَزُرِ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَقَّبَهُ بِالصَّادِقِ علیه السلام (1).

و یقال إنما سمی صادقا لأنه ما جرب علیه قط زلل و لا تحریف (2).

«30»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ قَالَ الْهَیَّاجُ بْنُ بِسْطَامَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یُطْعِمُ حَتَّی لَا یَبْقَی لِعِیَالِهِ شَیْ ءٌ(3).

وَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنْ سُلَالَةِ النَّبِیِّینَ.

وَ قَالَ الْبِرْذَوْنُ بْنُ شَبِیبٍ النَّهْدِیُّ وَ اسْمُهُ جَعْفَرٌ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: احْفَظُوا فِینَا مَا حَفِظَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ فِی الْیَتِیمَیْنِ قَالَ وَ كانَ أَبُوهُما صالِحاً(4).

وَ عَنْ صَالِحِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنَّهُ لَا یُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِی بِمِثْلِ حَدِیثِی (5).

وَ مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (6) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ

ص: 33


1- 1. المصدر السابق ج 3 ص 393.
2- 2. المصدر السابق ج 3 ص 394.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 372.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 379.
5- 5. نفس المصدر ج 2 ص 380.
6- 6. سورة فصلت الآیة: 30.

لَرُبَّمَا وَسَّدْنَا لَهُمُ الْوَسَائِدَ فِی مَنَازِلِنَا.

وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ العَلَاءِ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا حُسَیْنُ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مَسَاوِرَ فِی الْبَیْتِ فَقَالَ مَسَاوِرُ طَالَمَا وَ اللَّهِ اتَّكَأَتْ عَلَیْهَا الْمَلَائِكَةُ وَ رُبَّمَا الْتَقَطْنَا مِنْ زَغَبِهَا.

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَاشِیِّ قَالَ: كُنْتُ فِی حَلْقَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ یَا ابْنَ النَّجَاشِیِّ اتَّقُوا اللَّهَ مَا عِنْدَنَا إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ فِینَا مَنْ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ وَ یُنْقَرُ فِی أُذُنِهِ وَ تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ فَقُلْتُ الْیَوْمَ أَوْ كَانَ قَبْلَ الْیَوْمِ فَقَالَ الْیَوْمَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ النَّجَاشِیِ (1).

وَ عَنْ جَرِیرِ بْنِ مُرَازِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أُرِیدُ الْعُمْرَةَ فَأَوْصِنِی- فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُعَجِّلْ فَقُلْتُ أَوْصِنِی فَلَمْ یَزِدْنِی عَلَی هَذَا فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَقِیَنِی رَجُلٌ شَامِیٌّ یُرِیدُ مَكَّةَ فَصَحِبَنِی وَ كَانَ مَعِی سُفْرَةٌ فَأَخْرَجْتُهَا وَ أَخْرَجَ سُفْرَتَهُ وَ جَعَلْنَا نَأْكُلُ فَذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَشَتَمَهُمْ ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ فَشَتَمَهُمْ- ثُمَّ ذَكَرَ الصَّادِقَ علیه السلام فَوَقَعَ فِیهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ یَدِی فَأَهْشِمَ أَنْفَهُ وَ أُحَدِّثُ نَفْسِی بِقَتْلِهِ أَحْیَاناً فَجَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ قَوْلَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُعَجِّلْ وَ أَنَا أَسْمَعُ شَتْمَهُ فَلَمْ أَعْدُ مَا أَمَرَنِی (2).

«31»- كش، [رجال الكشی] عَنْ طَاهِرِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْخَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ قَیْسِ بْنِ رُمَّانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ بَعْضَ حَالِی وَ سَأَلْتُهُ الدُّعَاءَ فَقَالَ یَا جَارِیَةُ هَاتِی الْكِیسَ الَّذِی وَصَلَنَا بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ فَجَاءَتْ بِكِیسٍ فَقَالَ هَذَا كِیسٌ فِیهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِینَارٍ فَاسْتَعِنْ بِهِ قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَرَدْتُ هَذَا وَ لَكِنْ أَرَدْتُ الدُّعَاءَ لِی فَقَالَ لِی وَ لَا أَدَعُ الدُّعَاءَ وَ لَكِنْ لَا تُخْبِرِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا أَنْتَ فِیهِ

ص: 34


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 416.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 416.

فَتَهُونَ عَلَیْهِمْ (1).

«32»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ: مِثْلَهُ (2).

«33»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی وَ عُبَیْدَةِ بْنِ بِشْرٍ قَالا: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ- وَ مَا فِی الْجَنَّةِ وَ مَا فِی النَّارِ وَ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ سَكَتَ- ثُمَّ قَالَ أَعْلَمُهُ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْظُرُ إِلَیْهِ هَكَذَا ثُمَّ بَسَطَ كَفَّهُ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ(3).

وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً نَبِیّاً فَلَا نَبِیَّ بَعْدَهُ أَنْزَلَ عَلَیْهِ الْكِتَابَ فَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَحَلَّ فِیهِ حَلَالَهُ وَ حَرَّمَ فِیهِ حَرَامَهُ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِیهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَ خَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَكُمْ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ (4).

«34»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمِنًی عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ یَقُولُونَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَیَقُولُ لِی قُلْ كَذَا فَقُلْتُ هَذَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْقُرْآنُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ وَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ فَهَذَا الْكَلَامُ مِنْ أَیْنَ فَقَالَ یَحْتَجُّ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ- لَا یَكُونُ عِنْدَهُ كُلَّمَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ (5).

ص: 35


1- 1. رجال الكشّیّ ص 121.
2- 2. الكافی ج 4 ص 21.
3- 3. هذا اقتباس معنی الآیة و هی قوله تعالی: وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ( سورة النحل الآیة: 89).
4- 4. كشف الغمّة ج 2 ص 430.
5- 5. رجال الكشّیّ ص 176.

«35»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی الْوَرَّاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: رَآنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُصَلِّی فَأَرْسَلَ إِلَیَّ وَ دَعَانِی فَقَالَ لِی مِنْ أَیْنَ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ مَوَالِیكَ قَالَ فَأَیُّ مَوَالِیَّ قُلْتُ مِنَ الْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ تَعْرِفُ مِنَ الْكُوفَةِ قُلْتُ بَشِیرَ النَّبَّالِ وَ شَجَرَةَ قَالَ وَ كَیْفَ صَنِیعَتُهُمَا إِلَیْكَ قُلْتُ وَ مَا أَحْسَنَ صَنِیعَتَهُمَا إِلَیَّ- قَالَ خَیْرُ الْمُسْلِمِینَ مَنْ وَصَلَ وَ أَعَانَ وَ نَفَعَ مَا بِتُّ لَیْلَةً قَطُّ وَ اللَّهِ وَ فِی مَالِی حَقٌّ یَسْأَلُنِیهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ مَعَكُمْ مِنَ النَّفَقَةِ قُلْتُ عِنْدِی مِائَتَا دِرْهَمٍ قَالَ أَرِنِیهَا فَأَتَیْتُهُ بِهَا فَزَادَنِی فِیهَا ثَلَاثِینَ دِرْهَماً وَ دِینَارَیْنِ ثُمَّ قَالَ تَعَشَّ عِنْدِی فَجِئْتُ فَتَعَشَّیْتُ عِنْدَهُ قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْقَابِلَةِ لَمْ أَذْهَبْ إِلَیْهِ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَدَعَانِی مِنْ غَدِهِ فَقَالَ مَا لَكَ لَمْ تَأْتِنِی الْبَارِحَةَ قَدْ شَفَقْتَ عَلَیَّ قُلْتُ لَمْ یَجِئْنِی رَسُولُكَ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ نَفْسِی إِلَیْكَ مَا دُمْتَ مُقِیماً فِی هَذِهِ الْبَلْدَةِ أَیَّ شَیْ ءٍ تَشْتَهِی مِنَ الطَّعَامِ قُلْتُ اللَّبَنَ فَاشْتَرَی مِنْ أَجْلِی شَاتاً لَبُوناً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ عَلِّمْنِی دُعَاءً قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ یَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَیْرٍ وَ آمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ عَثْرَةٍ- یَا مَنْ یُعْطِی الْكَثِیرَ بِالْقَلِیلِ وَ یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَ رَحْمَةً یَا مَنْ أَعْطَی مَنْ لَمْ یَسْأَلْهُ وَ لَمْ یَعْرِفْهُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَعْطِنِی بِمَسْأَلَتِكَ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ جَمِیعَ خَیْرِ الْآخِرَةِ فَإِنَّهُ غَیْرُ مَنْقُوصٍ مَا أَعْطَیْتَ وَ زِدْنِی مِنْ سَعَةِ فَضْلِكَ یَا كَرِیمُ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ یَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ یَا ذَا النَّعْمَاءِ وَ الْجُودِ ارْحَمْ شَیْبَتِی مِنَ النَّارِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَیْهِ عَلَی لِحْیَتِهِ وَ لَمْ یَرْفَعْهُمَا إِلَّا وَ قَدِ امْتَلَأَ ظَهْرُ كَفَّیْهِ دُمُوعاً(1).

«36»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ قَالَ: قَالَ لِی زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَا سَوْرَةُ كَیْفَ عَلِمْتُمْ أَنَّ صَاحِبَكُمْ عَلَی مَا تَذْكُرُونَ قَالَ فَقُلْتُ عَلَی الْخَبِیرِ سَقَطْتُ قَالَ فَقَالَ هَاتِ فَقُلْتُ لَهُ كُنَّا نَأْتِی أَخَاكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام

ص: 36


1- 1. نفس المصدر ص 235.

نَسْأَلُهُ فَیَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ فِی كِتَابِهِ حَتَّی مَضَی أَخُوكَ فَأَتَیْنَاكُمْ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَنْتَ فِیمَنْ أَتَیْنَا فَتُخْبِرُونَا بِبَعْضٍ وَ لَا تُخْبِرُونَا بِكُلِّ الَّذِی نَسْأَلُكُمْ عَنْهُ حَتَّی أَتَیْنَا ابْنَ أَخِیكَ جَعْفَراً فَقَالَ لَنَا كَمَا قَالَ أَبُوهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ تَعَالَی فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ قُلْتَ هَذَا فَإِنَّ كُتُبَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عِنْدَهُ (1).

«37»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْمُرْشِدُ أَبُو یَعْلَی الْجَعْفَرِیُّ وَ أَبُو الْحُسَیْنِ الْكُوفِیُّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ عَنْ سَوْرَةَ: مِثْلَهُ (2).

«38»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَتَخَلَّلُ بَسَاتِینَ الْكُوفَةِ فَانْتَهَی إِلَی نَخْلَةٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا ثُمَّ رَكَعَ وَ سَجَدَ فَأَحْصَیْتُ فِی سُجُودِهِ خَمْسَمِائَةِ تَسْبِیحَةٍ ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَی النَّخْلَةِ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ ثُمَّ قَالَ یَا حَفْصُ إِنَّهَا وَ اللَّهِ النَّخْلَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ لِمَرْیَمَ علیها السلام وَ هُزِّی إِلَیْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا(3).

«39»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَامِلٍ كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: حَضَرْتُ عَشَاءَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی الصَّیْفِ فَأُتِیَ بِخِوَانٍ عَلَیْهِ خُبْزٌ وَ أُتِیَ بِقَصْعَةٍ فِیهَا ثَرِیدٌ وَ لَحْمٌ یَفُورُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِیهَا فَوَجَدَهَا حَارَّةً ثُمَّ رَفَعَهَا وَ هُوَ یَقُولُ نَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ نَحْنُ لَا نَقْوَی عَلَی هَذَا فَكَیْفَ النَّارُ وَ جَعَلَ یُكَرِّرُ هَذَا الْكَلَامَ حَتَّی أَمْكَنَتِ الْقَصْعَةُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِیهَا وَ وَضَعْنَا أَیْدِیَنَا حَتَّی أَمْكَنَتْنَا فَأَكَلَ وَ أَكَلْنَا مَعَهُ ثُمَّ إِنَّ الْخِوَانَ رُفِعَ فَقَالَ یَا غُلَامُ ائْتِنَا بِشَیْ ءٍ فَأَتَی بِتَمْرٍ فِی طَبَقٍ فَمَدَدْتُ یَدِی فَإِذَا هُوَ تَمْرٌ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ هَذَا زَمَانُ الْأَعْنَابِ

ص: 37


1- 1. المصدر السابق ص 239.
2- 2. المناقب ج 3 ص 374.
3- 3. الكافی ج 8 ص 143 و فیه الآیة فی سورة مریم الآیة: 25.

وَ الْفَاكِهَةِ قَالَ إِنَّهُ تَمْرٌ ثُمَّ قَالَ ارْفَعْ هَذَا وَ ائْتِنَا بِشَیْ ءٍ فَأَتَی بِتَمْرٍ فِی طَبَقٍ فَمَدَدْتُ یَدِی فَقُلْتُ هَذَا تَمْرٌ فَقَالَ إِنَّهُ طَیِّبٌ (1).

«40»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا أَعْتَمَ وَ ذَهَبَ مِنَ اللَّیْلِ شَطْرُهُ أَخَذَ جِرَاباً فِیهِ خُبْزٌ وَ لَحْمٌ وَ الدَّرَاهِمُ فَحَمَلَهُ عَلَی عُنُقِهِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَی أَهْلِ الْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ- فَقَسَمَهُ فِیهِمْ وَ لَا یَعْرِفُونَهُ فَلَمَّا مَضَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَدُوا ذَلِكَ فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).

بیان: أعتم أی دخل فی عتمة اللیل و هی ظلمته.

«41»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَمِّهِ هَارُونَ بْنِ عِیسَی قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ كَمْ فَضَلَ مَعَكَ مِنْ تِلْكَ النَّفَقَةِ قَالَ أَرْبَعُونَ دِینَاراً قَالَ اخْرُجْ وَ تَصَدَّقْ بِهَا قَالَ إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مَعِی غَیْرُهَا قَالَ تَصَدَّقْ بِهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْلِفُهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مِفْتَاحاً وَ مِفْتَاحَ الرِّزْقِ الصَّدَقَةُ فَتَصَدَّقْ بِهَا فَفَعَلَ فَمَا لَبِثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَّا عَشَرَةً حَتَّی جَاءَهُ مِنْ مَوْضِعٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِینَارٍ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَعْطَیْنَا لِلَّهِ أَرْبَعِینَ دِینَاراً فَأَعْطَانَا اللَّهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِینَارٍ(3).

«42»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْأَصْبَغِ عَنْ بُنْدَارَ بْنِ عَاصِمٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: مَا تَوَسَّلَ إِلَیَّ أَحَدٌ بِوَسِیلَةٍ وَ لَا تَذَرَّعَ بِذَرِیعَةٍ أَقْرَبَ لَهُ إِلَی مَا یُرِیدُهُ مِنِّی مِنْ رَجُلٍ سَلَفَ إِلَیْهِ مِنِّی یَدٌ أَتْبَعْتُهَا أُخْتَهَا وَ أَحْسَنْتُ رَبَّهَا فَإِنِّی رَأَیْتُ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ یَقْطَعُ لِسَانَ شُكْرِ الْأَوَائِلِ وَ لَا سَخَتْ نَفْسِی بِرَدِّ بِكْرِ الْحَوَائِجِ وَ قَدْ قَالَ الشَّاعِرُ:

وَ إِذَا بُلِیتَ بِبَذْلِ وَجْهِكَ سَائِلًا*** فَابْذُلْهُ لِلْمُتَكَرِّمِ الْمِفْضَالِ

ص: 38


1- 1. الكافی ج 8 ص 164.
2- 2. نفس المصدر ج 4 ص 8.
3- 3. المصدر السابق ج 4 ص 9.

إِنَّ الْجَوَادَ إِذَا حَبَاكَ بِمَوْعِدٍ*** أَعْطَاكَهُ سَلِساً بِغَیْرِ مِطَالٍ

وَ إِذَا السُّؤَالُ مَعَ النَّوَالِ قَرَنْتَهُ*** رَجَحَ السُّؤَالُ وَ خَفَّ كُلُّ نَوَالٍ (1).

بیان: و أحسنت ربها أی تربیتها بعدم المنع بعد ذلك العطاء فإن منع النعم للأواخر یقطع لسان شكر المنعم علیه علی النعم الأوائل و لما ذكر أنه یحب إتباع النعمة بالنعمة بین أنه لا یرد بكر الحوائج أیضا أی الحاجة الأولی التی لم یسأل السائل قبلها و السلس ككتف السهل اللین المنقاد.

«43»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ أُتِیَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ فِیهِ ضَبَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَرَأَیْتُهُ یَنْزِعُهَا بِأَسْنَانِهِ (2).

بیان: ضبة الفضة القطعة منها تلصق بالشی ء.

«44»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بِالْحِیرَةِ حِینَ قَدِمَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَخَتَنَ بَعْضُ الْقُوَّادِ ابْناً لَهُ وَ صَنَعَ طَعَاماً وَ دَعَا النَّاسَ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِیمَنْ دَعَا فَبَیْنَمَا هُوَ

عَلَی الْمَائِدَةِ یَأْكُلُ وَ مَعَهُ عِدَّةٌ فِی الْمَائِدَةِ فَاسْتَسْقَی رَجُلٌ مِنْهُمْ مَاءً فَأُتِیَ بِقَدَحٍ فِیهِ شَرَابٌ لَهُمْ فَلَمَّا أَنْ صَارَ الْقَدَحُ فِی یَدِ الرَّجُلِ قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْمَائِدَةِ فَسُئِلَ عَنْ قِیَامِهِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَلْعُونٌ مَنْ جَلَسَ عَلَی مَائِدَةٍ یُشْرَبُ عَلَیْهَا الْخَمْرُ(3).

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ جَلَسَ طَائِعاً عَلَی مَائِدَةٍ یُشْرَبُ عَلَیْهَا الْخَمْرُ.

«45»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَكَلْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأُتِینَا

ص: 39


1- 1. المصدر السابق ج 4 ص 24.
2- 2. المصدر السابق ج 6 ص 267 و أخرجه الشیخ فی التهذیب ج 9 ص 91.
3- 3. المصدر السابق ج 6 ص 268.

بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَجَعَلْنَا نُعَذِّرُ(1) فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ شَیْئاً إِنَّ أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَفَعْتُ كَشْحَةَ الْمَائِدَةِ فَأَكَلْتُ فَقَالَ نَعَمْ الْآنَ ثُمَّ أَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُهْدِیَ لَهُ قَصْعَةُ أَرُزٍّ مِنْ نَاحِیَةِ الْأَنْصَارِ فَدَعَا سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ وَ أَبَا ذَرٍّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ فَجَعَلُوا یُعَذِّرُونَ فِی الْأَكْلِ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ شَیْئاً أَشَدُّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا فَجَعَلُوا یَأْكُلُونَ أَكْلًا جَیِّداً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ صَلَّی عَلَیْهِمْ (2).

بیان: لعل المراد بكشحة المائدة جانبها أو المراد أكل ما یلیه من الطعام و الكشح ما بین الخاصرة إلی الضلع الخلف.

«46»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَدَّمَ إِلَیْنَا طَعَاماً فِیهِ شِوَاءٌ وَ أَشْیَاءَ بَعْدَهُ ثُمَّ جَاءَ بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَأَكَلْتُ مَعَهُ فَقَالَ كُلْ قُلْتُ قَدْ أَكَلْتُ قَالَ كُلْ فَإِنَّهُ یُعْتَبَرُ حُبُّ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ بِانْبِسَاطِهِ فِی طَعَامِهِ ثُمَّ حَازَ لِی حَوْزاً بِإِصْبَعِهِ مِنَ الْقَصْعَةِ فَقَالَ لِی لَتَأْكُلَنَّ ذَا بَعْدَ مَا أَكَلْتَ فَأَكَلْتُهُ (3).

«47»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ قَالَ: دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِطَعَامٍ فَأُتِیَ بِهَرِیسَةٍ فَقَالَ لَنَا ادْنُوا وَ كُلُوا قَالَ فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ یَقْصُرُونَ فَقَالَ علیه السلام كُلُوا فَإِنَّمَا تَسْتَبِینُ مَوَدَّةُ الرَّجُلِ لِأَخِیهِ فِی أَكْلِهِ قَالَ فَأَقْبَلْنَا نُغِصُّ أَنْفُسَنَا كَمَا یَغَصُّ الْإِبِلُ (4).

«48»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةً فَدَعَا بِطَعَامٍ مَا لَنَا عَهْدٌ بِمِثْلِهِ

ص: 40


1- 1. عذر فی الامر تعذیرا، اذا قصر و لم یجتهد.
2- 2. الكافی ج 6 ص 278.
3- 3. الكافی ج 6 ص 279.
4- 4. نفس المصدر ج 6 ص 279.

لَذَاذَةً وَ طِیباً وَ أُوتِینَا بِتَمْرٍ نَنْظُرُ فِیهِ إِلَی وُجُوهِنَا مِنْ صَفَائِهِ وَ حُسْنِهِ فَقَالَ رَجُلٌ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِیمِ الَّذِی نُعِّمْتُمْ بِهِ عِنْدَ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ یُطْعِمَكُمْ طَعَاماً فَیُسَوِّغَكُمُوهُ ثُمَّ یَسْأَلَكُمْ عَنْهُ وَ لَكِنْ یَسْأَلُكُمْ عَمَّا أَنْعَمَ عَلَیْكُمْ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله(1).

«49»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ ذُبْیَانَ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ مُوسَی النُّمَیْرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: رَأَیْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ضَیْفاً فَقَامَ یَوْماً فِی بَعْضِ الْحَوَائِجِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَ قَامَ بِنَفْسِهِ إِلَی تِلْكَ الْحَاجَةِ وَ قَالَ نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَنْ یُسْتَخْدَمَ الضَّیْفُ (2).

«50»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدَةَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَجْلَانَ قَالَ: تَعَشَّیْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ عَتَمَةٍ وَ كَانَ یَتَعَشَّی بَعْدَ عَتَمَةٍ فَأُتِیَ بِخَلٍّ وَ زَیْتٍ وَ لَحْمٍ بَارِدٍ فَجَعَلَ یَنْتِفُ اللَّحْمَ فَیُطْعِمُنِیهِ وَ یَأْكُلُ هُوَ الْخَلَّ وَ الزَّیْتَ وَ یَدَعُ اللَّحْمَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا طَعَامُنَا وَ طَعَامُ الْأَنْبِیَاءِ(3).

«51»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: أَكَلْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا جَارِیَةُ ائْتِینَا بِطَعَامِنَا الْمَعْرُوفِ فَأُتِیَ بِقَصْعَةٍ فِیهَا خَلٌّ وَ زَیْتٌ فَأَكَلْنَا(4).

«52»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْوَجَعَ فَقَالَ إِذَا أَوَیْتَ إِلَی فِرَاشِكَ فَكُلْ سُكَّرَتَیْنِ قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَبَرَأْتُ فَخَبَّرْتُ بَعْضَ الْمُتَطَبِّبِینَ وَ كَانَ أَفْرَهَ أَهْلِ بِلَادِنَا فَقَالَ مِنْ أَیْنَ عَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا هَذَا مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِنَا أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ كُتُبٍ فَیَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ أَصَابَهُ فِی بَعْضِ كُتُبِهِ (5).

ص: 41


1- 1. الكافی ج 6 ص 283.
2- 2. نفس المصدر ج 6 ص 328.
3- 3. نفس المصدر ج 6 ص 328.
4- 4. نفس المصدر ج 6 ص 328.
5- 5. المصدر السابق ج 6 ص 333، و الفاره الحاذق بالشی ء.

«53»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْجُبُنِّ فَقَالَ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ طَعَامٍ یُعْجِبُنِی ثُمَّ أَعْطَی الْغُلَامَ دِرْهَماً فَقَالَ یَا غُلَامُ ابْتَعْ لَنَا جُبُنّاً وَ دَعَا بِالْغَدَاءِ فَتَغَدَّیْنَا مَعَهُ وَ أُتِیَ بِالْجُبُنِّ فَأَكَلَ وَ أَكَلْنَا(1).

«54»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: رَأَیْتُ دَایَةَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام تُلْقِمُهُ الْأَرُزَّ وَ تَضْرِبُهُ عَلَیْهِ فَغَمَّنِی مَا رَأَیْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لِی أَحْسَبُكَ غَمَّكَ الَّذِی رَأَیْتَ مِنْ دَایَةِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی نِعْمَ الطَّعَامُ الْأَرُزُّ یُوَسِّعُ الْأَمْعَاءَ وَ یَقْطَعُ الْبَوَاسِیرَ وَ إِنَّا لَنَغْبِطُ أَهْلَ الْعِرَاقِ بِأَكْلِهِمُ الْأَرُزَّ وَ الْبُسْرَ فَإِنَّهُمَا یُوَسِّعَانِ الْأَمْعَاءَ وَ یَقْطَعَانِ الْبَوَاسِیرَ(2).

«55»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ كَثِیرٍ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ غَلِیظٌ خَشِنٌ تَحْتَ ثِیَابِهِ وَ فَوْقَهُ جُبَّةُ صُوفٍ وَ فَوْقَهَا قَمِیصٌ غَلِیظٌ فَمَسِسْتُهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ النَّاسَ یَكْرَهُونَ لِبَاسَ الصُّوفِ فَقَالَ كَلَّا كَانَ أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَلْبَسُهَا وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَلْبَسُهَا وَ كَانُوا علیهم السلام یَلْبَسُونَ أَغْلَظَ ثِیَابِهِمْ إِذَا قَامُوا إِلَی الصَّلَاةِ وَ نَحْنُ نَفْعَلُ ذَلِكَ (3).

«56»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمِنًی وَ بَیْنَ أَیْدِینَا عِنَبٌ نَأْكُلُهُ فَجَاءَ سَائِلٌ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ بِعُنْقُودٍ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ السَّائِلُ لَا حَاجَةَ لِی فِی هَذَا إِنْ كَانَ دِرْهَمٌ قَالَ یَسَعُ اللَّهُ عَلَیْكَ فَذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ رُدُّوا الْعُنْقُودَ فَقَالَ یَسَعُ اللَّهُ لَكَ

ص: 42


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 339.
2- 2. المصدر السابق ج 6 ص 341.
3- 3. المصدر السابق ج 6 ص 450.

وَ لَمْ یُعْطِهِ شَیْئاً ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ آخَرُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثَلَاثَ حَبَّاتِ عِنَبٍ فَنَاوَلَهَا إِیَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الَّذِی رَزَقَنِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَكَانَكَ فَحَثَا مِلْ ءَ كَفَّیْهِ عِنَباً فَنَاوَلَهَا إِیَّاهُ فَأَخَذَهَا السَّائِلُ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ الَّذِی رَزَقَنِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَكَانَكَ یَا غُلَامُ أَیُّ شَیْ ءٍ مَعَكَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَإِذَا مَعَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِینَ دِرْهَماً فِیمَا حَزَرْنَاهُ (1)

أَوْ نَحْوِهَا فَنَاوَلَهَا إِیَّاهُ فَأَخَذَهَا ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ هَذَا مِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِیكَ لَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَكَانَكَ فَخَلَعَ قَمِیصاً كَانَ عَلَیْهِ فَقَالَ الْبَسْ هَذَا فَلَبِسَهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَسَانِی وَ سَتَرَنِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَوْ قَالَ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً لَمْ یَدْعُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَّا بِذَا ثُمَّ انْصَرَفَ فَذَهَبَ قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ لَوْ لَمْ یَدْعُ لَهُ لَمْ یَزَلْ یُعْطِیهِ لِأَنَّهُ كُلَّمَا كَانَ یُعْطِیهِ حَمِدَ اللَّهَ أَعْطَاهُ (2).

«57»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ إِنِّی خَرَجْتُ آنِفاً فِی حَاجَةٍ فَتَعَرَّضَ لِی بَعْضُ سُودَانِ الْمَدِینَةِ فَهَتَفَ بِی لَبَّیْكَ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَبَّیْكَ فَرَجَعْتُ عَوْدِی عَلَی بَدْئِی إِلَی مَنْزِلِی خَائِفاً ذَعِراً مِمَّا قَالَ حَتَّی سَجَدْتُ فِی مَسْجِدِی لِرَبِّی وَ عَفَّرْتُ لَهُ وَجْهِی وَ ذَلَّلْتُ لَهُ نَفْسِی وَ بَرِئْتُ إِلَیْهِ مِمَّا هَتَفَ بِی وَ لَوْ أَنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ عَدَا مَا قَالَ اللَّهُ فِیهِ إِذاً لَصَمَّ صَمّاً لَا یَسْمَعُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ عَمِیَ عَمًی لَا یُبْصِرُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ خَرِسَ خَرْساً لَا یَتَكَلَّمُ بَعْدَهُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ قَتَلَهُ بِالْحَدِیدِ(3).

بیان: قال الجوهری رجع عودا علی بدء و عوده علی بدئه أی لم ینقطع ذهابه حتی وصله برجوعه.

ص: 43


1- 1. حزر الشی ء حزرا: قدره بالحدس.
2- 2. الكافی ج 4 ص 49.
3- 3. نفس المصدر ج 8 ص 225.

أقول: لعله كان من أصحاب أبی الخطاب و یعتقد الربوبیة فیه علیه السلام فناداه بما ینادی اللّٰه تعالی به فی الحج فاضطرب علیه السلام لعظیم ما نسب إلیه و سجد مبرئا نفسه عند اللّٰه من ذلك و لعن أبا الخطاب لأنه كان مخترع هذا المذهب الفاسد.

«58»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ غُلَامٍ أَعْتَقَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: هَذَا مَا أَعْتَقَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَعْتَقَ غُلَامَهُ السِّنْدِیَّ فُلَاناً عَلَی أَنَّهُ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الْبَعْثَ حَقٌّ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ أَنَّ النَّارَ حَقٌّ وَ عَلَی أَنَّهُ یُوَالِی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ یُحِلُّ حَلَالَ اللَّهِ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَ اللَّهِ وَ یُؤْمِنُ بِرُسُلِ اللَّهِ وَ یُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَعْتَقَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا یُرِیدُ بِهِ مِنْهُ جَزاءً وَ لا شُكُوراً وَ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَیْهِ سَبِیلٌ إِلَّا بِخَیْرٍ شَهِدَ فُلَانٌ (1).

«59»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: قَرَأْتُ عِتْقَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِذَا هُوَ شَرْحُهُ هَذَا مَا أَعْتَقَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَعْتَقَ فُلَاناً غُلَامَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا یُرِیدُ مِنْهُ جَزاءً وَ لا شُكُوراً عَلَی أَنْ یُقِیمَ الصَّلَاةَ وَ یُؤَدِّیَ الزَّكَاةَ وَ یَحُجَّ الْبَیْتَ وَ یَصُومَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یَتَوَالَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ یَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ شَهِدَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ثَلَاثَةٌ(2).

«60»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ جَمِیعاً عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحِیرَةَ رَكِبَ دَابَّتَهُ وَ مَضَی إِلَی الْخَوَرْنَقِ وَ نَزَلَ فَاسْتَظَلَّ بِظِلِّ دَابَّتِهِ وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ وَ ثَمَّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَدِ اشْتَرَی نَخْلًا فَقَالَ لِلْغُلَامِ مَنْ هَذَا قَالَ لَهُ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَجَاءَ بِطَبَقٍ ضَخْمٍ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ علیه السلام فَقَالَ لِلرَّجُلِ مَا هَذَا قَالَ هَذَا الْبَرْنِیُ

ص: 44


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 181.
2- 2. الكافی ج 6 ص 181.

فَقَالَ فِیهِ شِفَاءٌ وَ نَظَرَ إِلَی السَّابِرِیِّ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ السَّابِرِیُّ فَقَالَ هَذَا عِنْدَنَا الْبِیضُ وَ قَالَ لِلْمُشَانِ مَا هَذَا فَقَالَ الرَّجُلُ الْمُشَانُ فَقَالَ هَذَا عِنْدَنَا أُمُّ جِرْذَانَ وَ نَظَرَ إِلَی الصَّرَفَانِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ الرَّجُلُ الصَّرَفَانُ فَقَالَ هُوَ عِنْدَنَا الْعَجْوَةُ وَ فِیهِ شِفَاءٌ(1).

«61»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْحِیرَةِ فَأَتَاهُ رَسُولُ أَبِی الْعَبَّاسِ الْخَلِیفَةِ یَدْعُوهُ فَدَعَا بِمِمْطَرٍ أَحَدُ وَجْهَیْهِ أَسْوَدُ وَ الْآخَرُ أَبْیَضُ فَلَبِسَهُ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنِّی أَلْبَسُهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ لِبَاسُ أَهْلِ النَّارِ(2).

«62»- كا، [الكافی] حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: اعْمَلْ لِی قَلَانِسَ بَیْضَاءَ وَ لَا تُكَسِّرْهَا فَإِنَّ السَّیِّدَ مِثْلِی لَا یَلْبَسُ الْمُكَسَّرَ(3).

«63»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ كَثِیرٍ الْمَدَائِنِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَرَأَی عَلَیْهِ قَمِیصاً فِیهِ قَبٌّ قَدْ رَقَعَهُ فَجَعَلَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا لَكَ تَنْظُرُ فَقَالَ قَبٌّ یُلْقَی فِی قَمِیصِكَ قَالَ فَقَالَ اضْرِبْ یَدَكَ إِلَی هَذَا الْكِتَابِ فَاقْرَأْ مَا فِیهِ وَ كَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ كِتَابٌ أَوْ قَرِیبٌ مِنْهُ فَنَظَرَ الرَّجُلُ فِیهِ فَإِذَا فِیهِ- لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا حَیَاءَ لَهُ وَ لَا مَالَ لِمَنْ لَا تَقْدِیرَ لَهُ وَ لَا جَدِیدَ لِمَنْ لَا خَلَقَ لَهُ (4).

بیان: القب ما یدخل فی جیب القمیص من الرقاع.

«64»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ

ص: 45


1- 1. نفس المصدر ج 6 ص 347.
2- 2. المصدر السابق ج 6 ص 449 و الممطر كمنبر ثوب یلبس فی المطر یتوقی به.
3- 3. المصدر السابق ج 6 ص 462.
4- 4. المصدر السابق ج 6 ص 460.

السَّرَّاجِ قَالَ: كُنَّا نَمْشِی مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُعَزِّیَ ذَا قَرَابَةٍ لَهُ بِمَوْلُودٍ لَهُ فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَتَنَاوَلَ نَعْلَهُ مِنْ رِجْلِهِ ثُمَّ مَشَی حَافِیاً فَنَظَرَ إِلَیْهِ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ فَخَلَعَ نَعْلَ نَفْسِهِ مِنْ رِجْلِهِ وَ خَلَعَ الشِّسْعَ مِنْهَا وَ نَاوَلَهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَعْرَضَ عَنْهُ كَهَیْئَةِ الْمُغْضَبِ ثُمَّ أَبَی أَنْ یَقْبَلَهُ وَ قَالَ لَا إِنَّ صَاحِبَ الْمُصِیبَةِ أَوْلَی بِالصَّبْرِ عَلَیْهَا فَمَشَی حَافِیاً حَتَّی دَخَلَ عَلَی الرَّجُلِ الَّذِی أَتَاهُ لِیُعَزِّیَهُ (1).

«65»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَخْتَضِبُ بِالْحِنَّاءِ خِضَاباً قَانِیاً(2).

«66»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ سجیم [سُحَیْمٍ] عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ رَافِعٌ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ رَبِّ لَا تَكِلْنِی إِلَی نَفْسِی طَرْفَةَ عَیْنٍ أَبَداً- لَا أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْثَرَ قَالَ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ تَحَدَّرَ الدُّمُوعُ مِنْ جَوَانِبِ لِحْیَتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّ یُونُسَ بْنَ مَتَّی وَكَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَفْسِهِ أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ فَأَحْدَثَ ذَلِكَ الذَّنْبَ قُلْتُ فَبَلَغَ بِهِ كُفْراً أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ لَا وَ لَكِنَّ الْمَوْتَ عَلَی تِلْكَ الْحَالِ هَلَاكٌ (3).

«67»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی رَفَعَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ: كُنَّا جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا دَخَلْنَا الْحَمَّامَ فَلَمَّا خَرَجْنَا لَقِیَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَنَا مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتُمْ فَقُلْنَا لَهُ مِنَ الْحَمَّامِ فَقَالَ أَنْقَی اللَّهُ غَسْلَكُمْ فَقُلْنَا لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ وَ إِنَّا جِئْنَا مَعَهُ حَتَّی دَخَلَ الْحَمَّامَ فَجَلَسْنَا لَهُ حَتَّی خَرَجَ فَقُلْنَا لَهُ أَنْقَی اللَّهُ غَسْلَكَ فَقَالَ

ص: 46


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 464.
2- 2. المصدر السابق ج 6 ص 481 و فی الأصل( أبا جعفر) و فی الهامش عن بعض النسخ:( أبا عبد اللّٰه).
3- 3. المصدر السابق ج 2 ص 581.

طَهَّرَكُمُ اللَّهُ (1).

«68»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَحْفَی شَارِبَهُ حَتَّی أَلْصَقَهُ بِالْعَسِیبِ (2).

بیان: العسیب منبت الشعر.

«69»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحَمَّامَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ الْحَمَّامِ أُخْلِیهِ لَكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِی ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ (3).

«70»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ فِی كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَقَالَ اقْرَأْهُ أَخْمَاساً اقْرَأْهُ أَسْبَاعاً أَمَا إِنَّ عِنْدِی مُصْحَفٌ مُجَزَّأٌ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُزْءاً(4).

«71»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَوَاهُ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْعَامَّةِ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ مَجْلِساً أَنْبَلَ مِنْ مَجَالِسِهِ قَالَ فَقَالَ لِی ذَاتَ یَوْمٍ مِنْ أَیْنَ تَخْرُجُ الْعَطْسَةُ فَقُلْتُ مِنَ الْأَنْفِ فَقَالَ لِی أَصَبْتَ الْخَطَأَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیْنَ تَخْرُجُ فَقَالَ مِنْ جَمِیعِ الْبَدَنِ كَمَا أَنَّ النُّطْفَةَ تَخْرُجُ مِنْ جَمِیعِ الْبَدَنِ وَ مَخْرَجُهَا مِنَ الْإِحْلِیلِ ثُمَّ قَالَ أَ مَا رَأَیْتَ الْإِنْسَانَ إِذَا عَطَسَ نُفِضَ أَعْضَاؤُهُ وَ صَاحِبُ الْعَطْسَةِ یَأْمَنُ الْمَوْتَ سَبْعَةَ أَیَّامِ (5).

«72»- كا، [الكافی] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ

ص: 47


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 500.
2- 2. المصدر السابق ج 6 ص 487.
3- 3. المصدر السابق ج 6 ص 503.
4- 4. المصدر السابق ج 2 ص 617.
5- 5. المصدر السابق ج 2 ص 657.

بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: جَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَوَرِّكاً رِجْلُهُ الْیُمْنَی عَلَی فَخِذِهِ الْیُسْرَی فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ جِلْسَةٌ مَكْرُوهَةٌ فَقَالَ لَا إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ قَالَتْهُ الْیَهُودُ لَمَّا أَنْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ جَلَسَ هَذِهِ الْجِلْسَةَ لِیَسْتَرِیحَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ (1) وَ بَقِیَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَوَرِّكاً كَمَا هُوَ(2).

«73»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ قَالَ: أَمَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِكِتَابٍ فِی حَاجَةٍ فَكُتِبَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَكُنْ فِیهِ اسْتِثْنَاءٌ فَقَالَ كَیْفَ رَجَوْتُمْ أَنْ یَتِمَّ هَذَا وَ لَیْسَ فِیهِ اسْتِثْنَاءٌ انْظُرُوا كُلَّ مَوْضِعٍ لَا یَكُونُ فِیهِ اسْتِثْنَاءٌ فَاسْتَثْنُوا فِیهِ (3).

«74»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ مِهْزَمٌ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ادْعُ لَنَا الْجَارِیَةَ تَجِیئُنَا بِدُهْنٍ وَ كُحْلٍ فَدَعَوْتُ بِهَا فَجَاءَتْ بِقَارُورَةِ بَنَفْسَجٍ وَ كَانَ یَوْماً شَدِیدَ الْبَرْدِ فَصَبَّ مِهْزَمٌ فِی رَاحَتِهِ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا بَنَفْسَجٌ وَ هَذَا الْبَرْدُ الشَّدِیدُ فَقَالَ وَ مَا بَالُهُ یَا مِهْزَمُ فَقَالَ إِنَّ مُتَطَبِّبِینَا بِالْكُوفَةِ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْبَنَفْسَجَ بَارِدٌ فَقَالَ هُوَ بَارِدٌ فِی الصَّیْفِ لَیِّنٌ حَارٌّ فِی الشِّتَاءِ(4).

«75»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ: شَكَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شُقَاقاً فِی یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ فَقَالَ لَهُ خُذْ قُطْنَةً فَاجْعَلْ فِیهَا بَاناً وَ ضَعْهَا عَلَی سُرَّتِكَ فَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ یَجْعَلَ الْبَانَ فِی قُطْنَةٍ وَ یَجْعَلَهَا فِی سُرَّتِهِ فَقَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا إِسْحَاقُ فَصُبَّ الْبَانَ فِی سُرَّتِكَ فَإِنَّهَا كَبِیرَةٌ قَالَ ابْنُ أُذَیْنَةَ لَقِیتُ الرَّجُلَ

ص: 48


1- 1. سورة البقرة الآیة: 255.
2- 2. الكافی ج 2 ص 661.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 673.
4- 4. المصدر السابق ج 6 ص 521.

بَعْدَ ذَلِكَ فَأَخْبَرَنِی أَنَّهُ فَعَلَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فَذَهَبَ عَنْهُ (1).

«76»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَعُودُ ابْناً لَهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَی الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُهْتَمٌّ حَزِینٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ الصَّبِیُّ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لِمَا بِهِ ثُمَّ دَخَلَ فَمَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْنَا وَ قَدْ أَسْفَرَ وَجْهُهُ وَ ذَهَبَ التَّغَیُّرُ وَ الْحُزْنُ قَالَ فَطَمِعْتُ أَنْ یَكُونَ قَدْ صَلَحَ الصَّبِیُّ فَقُلْتُ كَیْفَ الصَّبِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لَقَدْ مَضَی لِسَبِیلِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ كُنْتَ وَ هُوَ حَیٌّ مُهْتَمّاً حَزِیناً وَ قَدْ رَأَیْتُ حَالَكَ السَّاعَةَ وَ قَدْ مَاتَ غَیْرَ تِلْكَ الْحَالِ فَكَیْفَ هَذَا فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ إِنَّمَا نَجْزَعُ قَبْلَ الْمُصِیبَةِ فَإِذَا وَقَعَ أَمْرُ اللَّهِ رَضِینَا بِقَضَائِهِ وَ سَلَّمْنَا لِأَمْرِهِ (2).

«77»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبِی یَبْعَثُ أُمِّی وَ أُمَّ فَرْوَةَ تَقْضِیَانِ حُقُوقَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ(3).

«78»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَامِلٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَصَرَخَتِ الصَّارِخَةُ مِنَ الدَّارِ فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ جَلَسَ فَاسْتَرْجَعَ وَ عَادَ فِی حَدِیثِهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّا لَنُحِبُّ أَنْ نُعَافَی فِی أَنْفُسِنَا وَ أَوْلَادِنَا وَ أَمْوَالِنَا فَإِذَا وَقَعَ الْقَضَاءُ فَلَیْسَ لَنَا أَنْ نُحِبَّ مَا لَمْ یُحِبَّ اللَّهُ لَنَا(4).

«79»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَا ذَكَرْتُ حَدِیثاً سَمِعْتُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

ص: 49


1- 1. المصدر السابق ج 6 ص 523.
2- 2. المصدر السابق ج 3 ص 225.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 217 ذیل حدیث.
4- 4. المصدر السابق ج 3 ص 226.

إِلَّا كَادَ أَنْ یَتَصَدَّعَ قَلْبِی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا كَذَبَ أَبُوهُ عَلَی جَدِّهِ وَ لَا جَدُّهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَایِیسِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ وَ مَنْ أَفْتَی وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَ أَهْلَكَ (1).

«80»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یُصَلِّی فَعَدَدْتُ لَهُ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ سِتِّینَ تَسْبِیحَةً(2).

«81»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ وَ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ قَالا: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ فَصَلَّی بِهِمُ الْعَصْرَ وَ قَدْ كُنَّا صَلَّیْنَا فَعَدَدْنَا لَهُ فِی رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ أَرْبَعاً أَوْ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ قَالَ أَحَدُهُمَا فِی حَدِیثِهِ وَ بِحَمْدِهِ فِی الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ سَوَاءٌ(3).

«82»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ بَكَّارِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ أَشْیَمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخْبَرَهُ بِهَا ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ دَاخِلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآیَةِ فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ الْأَوَّلَ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّی كَأَنَّ قَلْبِی یُشْرَحُ بِالسَّكَاكِینِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَا یُخْطِئُ فِی الْوَاوِ وَ شِبْهِهِ وَ جِئْتُ إِلَی هَذَا یُخْطِئُ هَذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآیَةِ فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَنِی وَ أَخْبَرَ صَاحِبَیَّ فَسَكَنَتْ نَفْسِی فَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ تَقِیَّةٌ قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ لِی یَا ابْنَ أَشْیَمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَّضَ إِلَی

ص: 50


1- 1. المصدر السابق ج 1 ص 43.
2- 2. المصدر السابق ج 1 ص 329.
3- 3. المصدر السابق ج 1 ص 329.

سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیهما السلام فَقَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (1) وَ فَوَّضَ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ- وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(2) فَمَا فَوَّضَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَیْنَا(3).

«83»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ غَیْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ أَوْ غَیْرِهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلَغَنِی أَنَّكَ كُنْتَ تَفْعَلُ فِی غَلَّةِ عَیْنِ زِیَادٍ شَیْئاً وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ فَقَالَ لِی نَعَمْ كُنْتُ آمُرُ إِذَا أَدْرَكَتِ الثَّمَرَةُ أَنْ یُثْلَمَ فِی حِیطَانِهَا الثُّلَمُ لِیَدْخُلَ النَّاسُ وَ یَأْكُلُوا وَ كُنْتُ آمُرُ فِی كُلِّ یَوْمٍ أَنْ یُوضَعَ عَشْرُ بُنَیَّاتٍ یَقْعُدُ عَلَی كُلِّ بُنَیَّةٍ عَشَرَةٌ كُلَّمَا أَكَلَ عَشَرَةٌ جَاءَ عَشَرَةٌ أُخْرَی یُلْقَی لِكُلِّ نَفْسٍ مِنْهُمْ مُدٌّ مِنْ رُطَبٍ وَ كُنْتُ آمُرُ لِجِیرَانِ الضَّیْعَةِ كُلِّهِمُ الشَّیْخِ وَ الْعَجُوزِ وَ الصَّبِیِّ وَ الْمَرِیضِ وَ الْمَرْأَةِ وَ مَنْ لَا یَقْدِرُ أَنْ یَجِی ءَ فَیَأْكُلَ مِنْهَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُدٌّ فَإِذَا كَانَ الْجَذَاذُ وَفَیْتُ الْقُوَّامَ

وَ الْوُكَلَاءَ وَ الرِّجَالَ أُجْرَتَهُمْ وَ أَحْمِلُ الْبَاقِیَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَفَرَّقْتُ فِی أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ وَ الْمُسْتَحِقِّینَ الرَّاحِلَتَیْنِ وَ الثَّلَاثَةَ وَ الْأَقَلَّ وَ الْأَكْثَرَ عَلَی قَدْرِ اسْتِحْقَاقِهِمْ وَ حَصَلَ لِی بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعُمِائَةِ دِینَارٍ وَ كَانَ غَلَّتُهَا أَرْبَعَةَ آلَافِ دِینَارٍ(4).

بیان: فی بعض النسخ بنیات بالباء الموحدة ثم النون ثم الیاء المثناة التحتانیة علی بناء التصغیر.

قال فی النهایة فی الحدیث (5)

أنه سأل رجلا قدم من الثغر هل شرب الجیش فی البنیات الصغار قال لا إن القوم لیؤتون بالإناء فیتداولونه حتی یشربوه كلهم البنیات هاهنا الأقداح الصغار و قال بسطنا له بناء أی نطعا هكذا جاء

ص: 51


1- 1. سورة ص الآیة: 39.
2- 2. سورة الحشر الآیة: 7.
3- 3. الكافی ج 1 ص 265.
4- 4. الكافی ج 3 ص 569.
5- 5. النهایة فی اللغة ج 1 ص 96.

تفسیره و یقال له أیضا المبناة انتهی.

و فی بعض النسخ ثبنه بالثاء المثلثة ثم الباء الموحدة فالنون و هو أظهر قال الفیروزآبادی (1)

ثبن الثوب یثبنه ثبنا و ثبانا بالكسر ثنی طرفه و خاطه أو جعل فی الوعاء شیئا و حمله بین یدیه و الثبین و الثبان بالكسر و الثبنة بالضم الموضع الذی تحمل فیه من ثوبك تثنیه بین یدیك ثم تجعل فیه من التمر أو غیره و قد أثبنت فی ثوبی و قال الجزری (2)

فی الحدیث: إذا مر أحدكم بحائط فلیأكل منه و لا تتخذ ثبانا.

الثبان الوعاء الذی یحمل فیه الشی ء و یوضع بین یدی الإنسان یقال ثبنت الثوب أثبنه ثبنا و ثبانا و هو أن تعطف ذیل قمیصك فتجعل فیه شیئا تحمله الواحدة ثبنة انتهی.

فیحتمل أن یكون الثبنات تصحیف الثبان أو یقال أنه قد یجمع هكذا أیضا كغرفة علی غرفات و لبنة علی لبنات.

«84»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَ رَجُلٍ قِسْمَةُ أَرْضٍ وَ كَانَ الرَّجُلُ صَاحِبَ نُجُومٍ وَ كَانَ یَتَوَخَّی سَاعَةَ السُّعُودِ فَیَخْرُجُ فِیهَا وَ أَخْرُجُ أَنَا فِی سَاعَةِ النُّحُوسِ فَاقْتَسَمْنَا فَخَرَجَ لِی خَیْرُ الْقِسْمَیْنِ فَضَرَبَ الرَّجُلُ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی الْیُسْرَی ثُمَّ قَالَ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ قَطُّ قُلْتُ وَیْكِ أَ لَا أُخْبِرُكَ ذَاكَ قَالَ إِنِّی صَاحِبُ نُجُومٍ أَخْرَجْتُكَ فِی سَاعَةِ النُّحُوسِ فَخَرَجْتُ أَنَا فِی سَاعَةِ السُّعُودِ ثُمَّ قَسَمْنَا فَخَرَجَ لَكَ خَیْرُ الْقِسْمَیْنِ فَقُلْتُ أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَدْفَعَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ یَوْمِهِ فَلْیَفْتَتِحْ یَوْمَهُ بِصَدَقَةٍ یُذْهِبُ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ نَحْسَ یَوْمِهِ وَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُذْهِبَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ لَیْلَتِهِ فَلْیَفْتَتِحْ لَیْلَتَهُ بِصَدَقَةٍ یَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ لَیْلَتِهِ فَقُلْتُ إِنِّی افْتَتَحْتُ خُرُوجِی بِصَدَقَةٍ فَهَذَا

ص: 52


1- 1. القاموس ج 4 ص 206.
2- 2. النهایة ج 1 ص 125.

خَیْرٌ لَكَ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ (1).

بیان: أ لا أخبرك ذاك أی أ لا أخبرك ذاك العلم الذی تدعیه بما هو خیر لك و فی بعض النسخ أ لا خبرك ذاك فلعله بضم الخاء أی لیس علمك نفعه هذا الذی تری و فی بعضها خیرك أی أ لیس خیرك فی تلك القسمة التی وقعت.

و فی بعض النسخ ویل الآخر ما ذاك و وجه بأن من قاعدة العرب أنه إذا أراد حكایة ما لا یناسب مواجهة المحكی له به یغیره هكذا كما یعبر عن ویلی بقولهم ویله فعبر عن ویلك عند نقل الحكایة للراوی بقوله ویل الآخر.

«85»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ غَیْرُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُوحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الذُّهْلِیِّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمَعْرُوفُ ابْتِدَاءٌ وَ أَمَّا مَنْ أَعْطَیْتَهُ بَعْدَ الْمَسْأَلَةِ فَإِنَّمَا كَافَیْتَهُ بِمَا بَذَلَ لَكَ مِنْ وَجْهِهِ یَبِیتُ لَیْلَتَهُ أَرِقاً مُتَمَلْمِلًا یَمْثُلُ بَیْنَ الرَّجَاءِ وَ الْیَأْسِ- لَا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّهُ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ یَعْزِمُ بِالْقَصْدِ لَهَا فَیَأْتِیكَ وَ قَلْبُهُ یَرْجُفُ وَ فَرَائِصُهُ تُرْعَدُ قَدْ تَرَی دَمَهُ فِی وَجْهِهِ- لَا یَدْرِی أَ یَرْجِعُ بِكَآبَةٍ أَمْ بِفَرَحٍ (2).

«86»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ یَتَصَدَّقُ بِالسُّكَّرِ فَقِیلَ لَهُ أَ تَتَصَدَّقُ بِالسُّكَّرِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْهُ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِأَحَبِّ الْأَشْیَاءِ إِلَیَ (3).

«87»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَرِیضاً مُدْنِفاً فَأَمَرَ فَأُخْرِجَ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَ فِیهِ حَتَّی أَصْبَحَ لَیْلَةَ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ (4).

ص: 53


1- 1. الكافی ج 4 ص 6.
2- 2. نفس المصدر ج 4 ص 23.
3- 3. المصدر السابق ج 4 ص 61.
4- 4. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 66.

«88»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْخَثْعَمِیِّ قَرِیبِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَعْطَانِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَمْسِینَ دِینَاراً فِی صُرَّةٍ فَقَالَ ادْفَعْهَا إِلَی رَجُلٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ لَا تُعْلِمْهُ أَنِّی أَعْطَیْتُكَ شَیْئاً قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ هَذَا جَزَاهُ اللَّهُ خَیْراً فَمَا یَزَالُ كُلَّ حِینٍ یَبْعَثُ بِهَا فَیَكُونُ مِمَّا نَعِیشُ فِیهِ إِلَی قَابِلٍ وَ لَكِنْ لَا یَصِلُنِی جَعْفَرٌ بِدِرْهَمٍ فِی كَثْرَةِ مَالِهِ (1).

«89»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا صَامَ تَطَیَّبَ بِالطِّیبِ وَ یَقُولُ الطِّیبُ تُحْفَةُ الصَّائِمِ (2).

«90»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُعَتِّبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: اذْهَبْ فَأَعْطِ عَنْ عِیَالِنَا الْفِطْرَةَ وَ أَعْطِ عَنِ الرَّقِیقِ وَ اجْمَعْهُمْ وَ لَا تَدَعْ مِنْهُمْ أَحَداً فَإِنَّكَ إِنْ تَرَكْتَ مِنْهُمْ إِنْسَاناً تَخَوَّفْتُ عَلَیْهِ الْفَوْتَ قُلْتُ وَ مَا الْفَوْتُ قَالَ الْمَوْتُ (3).

«91»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُزَامِلَهُ فِیمَا بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْحَرَمِ نَزَلَ وَ اغْتَسَلَ وَ أَخَذَ نَعْلَیْهِ بِیَدَیْهِ ثُمَّ دَخَلَ الْحَرَمَ حَافِیاً(4).

«92»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ یَلْبَسُ الْخَشِنَ یَلْبَسُ الْقَمِیصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ نَرَی عَلَیْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِیدَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ یَلْبَسُ ذَلِكَ فِی زَمَانٍ لَا یُنْكَرُ وَ لَوْ لُبِسَ مِثْلُ ذَلِكَ الْیَوْمَ شُهِرَ بِهِ فَخَیْرُ لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ

ص: 54


1- 1. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 66.
2- 2. الكافی ج 4 ص 113.
3- 3. نفس المصدر ج 4 ص 174.
4- 4. المصدر السابق ج 4 ص 398.

أَهْلِهِ غَیْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ علیهم السلام إِذَا قَامَ لَبِسَ ثِیَابَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَارَ بِسِیرَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام (1).

«93»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ فِی الطَّرِیقِ فِی لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ اقْرَأْ فَإِنَّهَا لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ قُرْآناً فَقَرَأْتُ إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ مِیقاتُهُمْ

أَجْمَعِینَ- یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ (2) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِی یَرْحَمُ اللَّهُ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الَّذِی اسْتَثْنَی اللَّهُ وَ لَكِنَّا نُغْنِی عَنْهُمْ (3).

«94»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرَّ بِی أَبِی وَ أَنَا بِالطَّوَافِ وَ أَنَا حَدَثٌ وَ قَدِ اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ فَرَآنِی وَ أَنَا أَتَصَابُّ عَرَقاً فَقَالَ لِی یَا جَعْفَرُ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ رَضِیَ مِنْهُ بِالْیَسِیرِ(4).

«95»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اجْتَهَدْتُ فِی الْعِبَادَةِ وَ أَنَا شَابٌّ فَقَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ دُونَ مَا أَرَاكَ تَصْنَعُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً رَضِیَ مِنْهُ بِالْیَسِیرِ(5).

«96»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: اسْتَقْبَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِینَةِ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ شَدِیدِ الْحَرِّ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَالُكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَرَابَتُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتَ تُجْهِدُ نَفْسَكَ فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ فَقَالَ یَا عَبْدَ الْأَعْلَی خَرَجْتُ فِی طَلَبِ الرِّزْقِ

ص: 55


1- 1. الكافی ج 6 ص 444.
2- 2. سورة الدخان الآیة: 40 و 41 و 42.
3- 3. الكافی ج 1 ص 423.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 86.
5- 5. المصدر السابق ج 2 ص 87.

لِأَسْتَغْنِیَ عَنْ مِثْلِكَ (1).

«97»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِی عَائِشَةَ قَالَ: بَعَثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام غُلَاماً لَهُ فِی حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی أَثَرِهِ لَمَّا أَبْطَأَ فَوَجَدَهُ نَائِماً فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ یُرَوِّحُهُ حَتَّی انْتَبَهَ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا فُلَانُ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ لَكَ تَنَامُ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ لَكَ اللَّیْلُ وَ لَنَا مِنْكَ النَّهَارُ(2).

«98»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ حَفْصٍ: مِثْلَهُ (3).

«99»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ إِذَا هُوَ فِی حَائِطٍ لَهُ بِیَدِهِ مِسْحَاةٌ وَ هُوَ یَفْتَحُ بِهَا الْمَاءَ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ شِبْهُ الْكَرَابِیسِ كَأَنَّهُ مَخِیطٌ عَلَیْهِ مِنْ ضِیقِهِ (4).

«100»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَعْطَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَبِی أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ لَهُ اتَّجِرْ لِی بِهَا ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ لِی رَغْبَةٌ فِی رِبْحِهَا وَ إِنْ كَانَ الرِّبْحُ مَرْغُوباً فِیهِ وَ لَكِنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ یَرَانِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُتَعَرِّضاً لِفَوَائِدِهِ قَالَ فَرَبِحْتُ لَهُ فِیهِ مِائَةَ دِینَارٍ ثُمَّ لَقِیتُهُ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ رَبِحْتُ لَكَ فِیهَا مِائَةَ دِینَارٍ قَالَ فَفَرِحَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِذَلِكَ فَرَحاً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ لِی أَثْبِتْهَا فِی رَأْسِ مَالِی قَالَ فَمَاتَ أَبِی وَ الْمَالُ عِنْدَهُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَتَبَ عَافَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ إِنَّ لِی عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ أَلْفاً وَ ثَمَانَمِائَةِ دِینَارٍ أَعْطَیْتُهُ یَتَّجِرُ بِهَا فَادْفَعْهَا إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ فَنَظَرْتُ فِی كِتَابِ أَبِی فَإِذَا فِیهِ لِأَبِی مُوسَی عِنْدِی أَلْفٌ وَ سَبْعُمِائَةِ دِینَارٍ وَ اتُّجِرَ لَهُ فِیهَا مِائَةُ دِینَارٍ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ وَ عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ یَعْرِفَانِهِ (5).

ص: 56


1- 1. المصدر السابق ج 5 ص 74.
2- 2. المصدر السابق ج 8 ص 87.
3- 3. المناقب ج 3 ص 395 و فی المطبوعة فی النجف جعفر بن أبی عائشة.
4- 4. الكافی ج 5 ص 76.
5- 5. الكافی ج 5 ص 76.

«101»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی جَمِیلُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو الشَّیْبَانِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بِیَدِهِ مِسْحَاةٌ وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ غَلِیظٌ یَعْمَلُ فِی حَائِطٍ لَهُ وَ الْعَرَقُ یَتَصَابُّ عَنْ ظَهْرِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَعْطِنِی أَكْفِكَ فَقَالَ لِی إِنِّی أُحِبُّ أَنْ یَتَأَذَّی الرَّجُلُ بِحَرِّ الشَّمْسِ فِی طَلَبِ الْمَعِیشَةِ(1).

«102»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ مَعَ اخْتِصَارٍ(2).

«103»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَكِیلُ تَمْراً بِیَدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَوْ أَمَرْتَ بَعْضَ وُلْدِكَ أَوْ بَعْضَ مَوَالِیكَ فَیَكْفِیكَ (3).

«104»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عَنْ عِظَامِ الْفِیلِ یَحِلُّ بَیْعُهُ أَوْ شِرَاؤُهُ الَّذِی یُجْعَلُ مِنْهُ الْأَمْشَاطُ فَقَالَ لَا بَأْسَ قَدْ كَانَ لِأَبِی مِنْهُ مُشْطٌ أَوْ أَمْشَاطٌ(4).

«105»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَنَانٍ عَنْ شُعَیْبٍ قَالَ: تَكَارَیْنَا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْماً یَعْمَلُونَ فِی بُسْتَانٍ لَهُ وَ كَانَ أَجَلُهُمْ إِلَی الْعَصْرِ فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ لِمُعَتِّبٍ أَعْطِهِمْ أُجُورَهُمْ قَبْلَ أَنْ یَجِفَّ عَرَقُهُمْ (5).

«106»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ سَائِقِ الْحَاجِّ قَالَ: مَرَّ بِنَا الْمُفَضَّلُ وَ أَنَا وَ خَتَنِی نَتَشَاجَرُ فِی مِیرَاثٍ فَوَقَفَ عَلَیْنَا سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَنَا تَعَالَوْا إِلَی الْمَنْزِلِ فَأَتَیْنَاهُ فَأَصْلَحَ بَیْنَنَا بِأَرْبَعَةِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَدَفَعَهَا

ص: 57


1- 1. الكافی ج 5 ص 76.
2- 2. نفس المصدر ج 5 ص 77.
3- 3. المصدر السابق ج 5 ص 87 بزیادة فیه.
4- 4. المصدر السابق ج 5 ص 226 و أخرجه الشیخ فی التهذیب ج 7 ص 133.
5- 5. المصدر السابق ج 5 ص 289.

إِلَیْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَتَّی إِذَا اسْتَوْثَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ صَاحِبِهِ قَالَ أَمَا إِنَّهَا لَیْسَتْ مِنْ مَالِی وَ لَكِنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَمَرَنِی إِذَا تَنَازَعَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِنَا فِی شَیْ ءٍ أَنْ أُصْلِحَ بَیْنَهُمَا وَ أَفْتَدِیَهُمَا مِنْ مَالِهِ فَهَذَا مِنْ مَالِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (1).

«107»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْمَ عَرَفَةَ بِالْمَوْقِفِ وَ هُوَ یُنَادِی بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ الْإِمَامَ ثُمَّ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ هَهْ فَیُنَادِی ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِمَنْ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ یَسَارِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ اثْنَیْ عَشَرَ صَوْتاً وَ قَالَ عَمْرٌو فَلَمَّا أَتَیْتُ مِنًی سَأَلْتُ أَصْحَابَ الْعَرَبِیَّةِ عَنْ تَفْسِیرِ هَهْ فَقَالُوا هَهْ لُغَةُ بَنِی فُلَانٍ أَنَا فَاسْأَلُونِی قَالَ ثُمَّ سَأَلْتُ غَیْرَهُمْ أَیْضاً مِنْ أَهْلِ الْعَرَبِیَّةِ فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ (2).

«108»- تم، [فلاح السائل] رُوِیَ: أَنَّ مَوْلَانَا الصَّادِقَ علیه السلام كَانَ یَتْلُو الْقُرْآنَ فِی صَلَاتِهِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ سُئِلَ مَا الَّذِی أَوْجَبَ مَا انْتَهَتْ حَالُهُ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا مَعْنَاهُ مَا زِلْتُ أُكَرِّرُ آیَاتِ الْقُرْآنِ حَتَّی بَلَغْتُ إِلَی حَالٍ كَأَنَّنِی سَمِعْتُهَا مُشَافَهَةً مِمَّنْ أَنْزَلَهَا.

«109»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا أَتَی جَعْفَراً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ شَبِیهاً بِالْمُسْتَنْصِحِ لَهُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَیْفَ صِرْتَ اتَّخَذْتَ الْأَمْوَالَ قِطَعاً مُتَفَرِّقَةً وَ لَوْ كَانَتْ فِی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ كَانَ أَیْسَرَ لِمَئُونَتِهَا وَ أَعْظَمَ لِمَنْفَعَتِهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اتَّخَذْتُهَا مُتَفَرِّقَةً فَإِنْ أَصَابَ هَذَا الْمَالَ شَیْ ءٌ سَلِمَ هَذَا وَ الصُّرَّةُ تَجْمَعُ هَذَا كُلَّهُ (3).

«110»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقْتَضِیهِ وَ أَنَا عِنْدَهُ

ص: 58


1- 1. المصدر السابق ج 2 ص 209.
2- 2. الكافی ج 4 ص 466.
3- 3. نفس المصدر ج 5 ص 91.

فَقَالَ لَهُ لَیْسَ عِنْدَنَا الْیَوْمَ شَیْ ءٌ وَ لَكِنَّهُ یَأْتِینَا خِطْرٌ(1)

وَ وَسِمَةٌ(2) فَیُبَاعُ وَ نُعْطِیكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ عِدْنِی فَقَالَ كَیْفَ أَعِدُكَ وَ أَنَا لِمَا لَا أَرْجُو أَرْجَی مِنِّی لِمَا أَرْجُو(3).

«111»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ قَالَ: دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَوْلًی لَهُ یُقَالُ لَهُ مُصَادِفٌ فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِینَارٍ وَ قَالَ لَهُ تَجَهَّزْ حَتَّی تَخْرُجَ إِلَی مِصْرَ فَإِنَّ عِیَالِی قَدْ كَثُرُوا قَالَ فَتَجَهَّزَ بِمَتَاعٍ وَ خَرَجَ مَعَ التُّجَّارِ إِلَی مِصْرَ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ مِصْرَ اسْتَقْبَلَهُمْ قَافِلَةٌ خَارِجَةٌ مِنْ مِصْرَ فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْمَتَاعِ الَّذِی مَعَهُمْ مَا حَالُهُ فِی الْمَدِینَةِ وَ كَانَ مَتَاعَ الْعَامَّةِ فَأَخْبَرُوهُمْ أَنَّهُ لَیْسَ بِمِصْرَ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَتَحَالَفُوا وَ تَعَاقَدُوا عَلَی أَنْ لَا یَنْقُصُوا مَتَاعَهُمْ مِنْ رِبْحِ دِینَارٍ دِینَاراً فَلَمَّا قَبَضُوا أَمْوَالَهُمْ انْصَرَفُوا إِلَی الْمَدِینَةِ فَدَخَلَ مُصَادِفٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ كِیسَانٌ فِی كُلِّ وَاحِدٍ أَلْفُ دِینَارٍ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا رَأْسُ الْمَالِ وَ هَذَا الْآخَرُ رِبْحٌ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الرِّبْحَ كَثِیرٌ وَ لَكِنْ مَا صَنَعْتُمْ فِی الْمَتَاعِ فَحَدَّثَهُ كَیْفَ صَنَعُوا وَ كَیْفَ تَحَالَفُوا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَحْلِفُونَ عَلَی قَوْمٍ مُسْلِمِینَ أَلَّا تَبِیعُوهُمْ إِلَّا بِرِبْحِ الدِّینَارِ دِینَاراً ثُمَّ أَخَذَ أَحَدَ الْكِیسَیْنِ فَقَالَ هَذَا رَأْسُ مَالِی وَ لَا حَاجَةَ لَنَا فِی هَذَا الرِّبْحِ ثُمَّ قَالَ یَا مُصَادِفُ مُجَالَدَةُ السُّیُوفِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْحَلَالِ (4).

«112»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِی جَهْمٍ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ تَزَیَّدَ السِّعْرُ بِالْمَدِینَةِ كَمْ عِنْدَنَا مِنْ طَعَامٍ قَالَ قُلْتُ عِنْدَنَا مَا یَكْفِینَا أَشْهُرٌ كَثِیرَةٌ قَالَ أَخْرِجْهُ وَ بِعْهُ

ص: 59


1- 1. الخطر: بالكسر، نبات یختضب به.
2- 2. الوسمة: بكسر السین و هی أفصح من التسكین نبت یخضب بورقه و یقال هو العظلم، و أنكر الازهری السكون.
3- 3. الكافی ج 5 ص 96.
4- 4. نفس المصدر ج 5 ص 161.

قَالَ قُلْتُ لَهُ وَ لَیْسَ بِالْمَدِینَةِ طَعَامٌ قَالَ بِعْهُ فَلَمَّا بِعْتُهُ قَالَ اشْتَرِ مَعَ النَّاسِ یَوْماً بِیَوْمٍ وَ قَالَ یَا مُعَتِّبُ اجْعَلْ قُوتَ عِیَالِی نِصْفاً شَعِیراً وَ نِصْفاً حِنْطَةً فَإِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ أَنِّی وَاجِدٌ أَنْ أُطْعِمَهُمُ الْحِنْطَةَ عَلَی وَجْهِهَا وَ لَكِنِّی أُحِبُّ أَنْ یَرَانِیَ اللَّهُ قَدْ أَحْسَنْتُ تَقْدِیرَ الْمَعِیشَةِ(1).

«113»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِیهِ أَوْ عَمِّهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یُحَاسِبُ وَكِیلًا لَهُ وَ الْوَكِیلُ یُكْثِرُ أَنْ یَقُولَ وَ اللَّهِ مَا خُنْتُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَذَا خِیَانَتُكَ وَ تَضْیِیعُكَ عَلَیَّ مَالِی سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّ الْخِیَانَةَ شَرُّهَا عَلَیْكَ (2).

«114»- نبه، [تنبیه الخاطر] الْفَضْلُ بْنُ أَبِی قُرَّةَ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَبْسُطُ رِدَاءَهُ وَ فِیهِ صُرَرُ الدَّنَانِیرِ فَیَقُولُ لِلرَّسُولِ اذْهَبْ بِهَا إِلَی فُلَانٍ وَ فُلَانٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ قُلْ لَهُمْ هَذِهِ بُعِثَ بِهَا إِلَیْكُمْ مِنَ الْعِرَاقِ قَالَ فَیَذْهَبُ بِهَا الرَّسُولُ إِلَیْهِمْ فَیَقُولُ مَا قَالَ فَیَقُولُونَ أَمَّا أَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً بِصِلَتِكَ قَرَابَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا جَعْفَرٌ فَحَكَمَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ قَالَ فَیَخِرُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَاجِداً وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَذِلَّ رَقَبَتِی لِوُلْدِ أَبِی (3).

«115»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّی وَ أَصْحَابِی فِی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّی نَمُوتَ أَوْ یَأْتِیَ اللَّهُ بِالْفَرَجِ (4).

«116»- د، [العدد القویة]: قَالَ الثَّوْرِیُّ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اعْتَزَلْتُ النَّاسَ فَقَالَ یَا سُفْیَانُ فَسَدَ الزَّمَانُ وَ تَغَیَّرَ الْإِخْوَانُ فَرَأَیْتُ الِانْفِرَادَ أَسْكَنَ لِلْفُؤَادِ

ص: 60


1- 1. المصدر السابق ج 5 ص 166.
2- 2. المصدر السابق ج 5 ص 304.
3- 3. تنبیه الخواطر ص 490.
4- 4. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 58.

ثُمَّ قَالَ:

ذَهَبَ الْوَفَاءُ ذَهَابَ أَمْسِ الذَّاهِبِ*** وَ النَّاسُ بَیْنَ مُخَاتِلٍ وَ مُوَارِبٍ

یُفْشُونَ بَیْنَهُمُ الْمَوَدَّةَ وَ الصَّفَا*** وَ قُلُوبُهُمْ مَحْشُوَّةٌ بِعَقَارِبَ

وَ قَالَ الْوَاقِدِیُّ: جَعْفَرٌ مِنَ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ التَّابِعِینَ.

أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ،: أَنَّ فَقِیراً سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام فَقَالَ لِعَبْدِهِ مَا عِنْدَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ أَعْطِهِ إِیَّاهَا فَأَعْطَاهُ فَأَخَذَهَا وَ وَلَّی شَاكِراً فَقَالَ لِعَبْدِهِ أَرْجِعْهُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی سَأَلْتُ فَأَعْطَیْتَ فَمَا ذَا بَعْدَ الْعَطَاءِ فَقَالَ لَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ الصَّدَقَةِ مَا أَبْقَتْ غِنًی وَ إِنَّا لَمْ نُغْنِكَ فَخُذْ هَذَا الْخَاتَمَ فَقَدْ أَعْطَیْتُ فِیهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَإِذَا احْتَجْتَ فَبِعْهُ بِهَذِهِ الْقِیمَةِ(1).

«117»- ین، [كتاب حسین بن سعید] و النوادر ابْنُ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الصَّیْقَلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَبَعَثَ غُلَاماً لَهُ عَجَمِیّاً فِی حَاجَةٍ إِلَی رَجُلٍ فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ فَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْتَفْهِمُهُ الْجَوَابَ وَ جَعَلَ الْغُلَامُ لَا یُفْهِمُهُ مِرَاراً قَالَ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ لَا یَتَعَبَّرُ لِسَانَهُ وَ لَا یُفْهِمُهُ ظَنَنْتُ أَنَّهُ علیه السلام سَیَغْضَبُ عَلَیْهِ قَالَ وَ أَحَدَّ علیه السلام النَّظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ عَیِیَّ اللِّسَانِ فَمَا أَنْتَ بِعَیِیِّ الْقَلْبِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الْحَیَاءَ وَ الْعَفَافَ وَ الْعِیَّ عِیُّ اللِّسَانِ لَا عِیُّ الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ وَ الْفُحْشَ وَ الْبَذَاءَ وَ السَّلَاطَةَ مِنَ النِّفَاقِ (2).

«118»- كِتَابُ قَضَاءِ الْحُقُوقِ لِلصُّورِیِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا مِنْ مَوَالِیكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ شُقَّةٌ بَعِیدَةٌ وَ قَدْ قَلَّ ذَاتُ یَدِی وَ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَتَوَجَّهَ إِلَی أَهْلِی إِلَّا أَنْ تُعِینَنِی قَالَ فَنَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ قَالَ أَ لَا تَسْمَعُونَ مَا یَقُولُ أَخُوكُمْ إِنَّمَا الْمَعْرُوفُ

ص: 61


1- 1. مشارق الأنوار ص 113.
2- 2. كتاب الزهد للحسین بن سعید الأهوازی: فی أواخر باب الصمت الا بخیر، و ترك الرجل مالا یعنیه، و النمیمة. و هو أول باب من الكتاب.

ابْتِدَاءٌ فَأَمَّا مَا أَعْطَیْتَ بَعْدَ مَا سَأَلَ فَإِنَّمَا هُوَ مُكَافَأَةٌ لِمَا بَذَلَ لَكَ مِنْ مَاءِ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ فَیَبِیتُ لَیْلَتَهُ مُتَأَرِّقاً مُتَمَلْمِلًا بَیْنَ الْیَأْسِ وَ الرَّجَاءِ- لَا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّهُ بِحَاجَتِهِ فَیَعْزِمُ عَلَی الْقَصْدِ إِلَیْكَ فَأَتَاكَ وَ قَلْبُهُ یَجِبُ (1)

وَ فَرَائِصُهُ تَرْتَعِدُ وَ قَدْ نَزَلَ دَمُهُ فِی وَجْهِهِ وَ بَعْدَ هَذَا فَلَا یَدْرِی أَ یَنْصَرِفُ مِنْ عِنْدِكَ بِكَآبَةِ الرَّدِّ أَمْ بِسُرُورِ النُّجْحِ فَإِنْ أَعْطَیْتَهُ رَأَیْتَ أَنَّكَ قَدْ وَصَلْتَهُ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَمَا یَتَجَشَّمُ مِنْ مَسْأَلَتِهِ إِیَّاكَ أَعْظَمُ مِمَّا نَالَهُ مِنْ مَعْرُوفِكَ قَالَ فَجَمَعُوا لِلْخُرَاسَانِیِّ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ دَفَعُوهَا إِلَیْهِ.

ص: 62


1- 1. الوجیب: اضطراب القلب و شدة خفقانه، و فی الصحاح: وجب القلب وجیبا اضطرب.

باب 5 معجزاته و استجابة دعواته و معرفته بجمیع اللغات و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه

«1»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ: عُرِضَ لِقَرَابَةٍ لِی وَ نَحْنُ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ وَ أَحْسَبُهُ قَالَ بِالرَّبَذَةِ(1) فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ وَ سَأَلْنَاهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَفَعَلَ قَالَ بَكْرٌ فَرَأَیْتُ الرَّجُلَ حَیْثُ عُرِضَ (2) لَهُ وَ رَأَیْتُهُ حَیْثُ أَفَاقَ (3).

«2»- جا(4)،[المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ حَنَانَ بْنَ سَدِیرٍ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبِی سَدِیرَ الصَّیْرَفِیِّ یَقُولُ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا یَرَی النَّائِمُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ مُغَطًّی

ص: 63


1- 1. الربذة: بفتح أوله و ثانیه، و ذال معجمة مفتوحة، من قری المدینة، علی ثلاثة أمیال منها، قریبة من ذات عرق، علی طریق الحجاز، اذا رحلت من قید ترید مكّة و بها قبر الصحابیّ الجلیل أبی ذر جندب بن جنادة الغفاری( رضی اللّٰه عنه) أخرجه إلیها عثمان بن عفان كرها، و لیس بها ضرع و لا زرع و لا ثاغیة و لا راغبة، أرض جرداء فاحلة فبقی بها منفیا حتّی مات رحمه اللّٰه و تولی غسله و تكفینه و الصلاة علیه و دفنه طائفة من المؤمنین بشهادة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله لهم بذلك- و هم مالك الأشتر و صحبه، و قد سكنها أناس جاوروا قبر أبی ذرّ فكانت آهلة حتّی سنة( 319) حیث خربها القرامطة- لعنهم اللّٰه- فیما خربوا من آثار الإسلام و بلاد المسلمین.
2- 2. العرض- بالفتح- الجنون، و فی القاموس عرض له الغول ظهرت.
3- 3. قرب الإسناد ص 11.
4- 4. أمالی الشیخ المفید ص 179.

بِمِنْدِیلٍ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ ثُمَّ كَشَفَ الْمِنْدِیلَ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا فِیهِ رُطَبٌ فَجَعَلَ یَأْكُلُ مِنْهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِی رُطَبَةً فَنَاوَلَنِی وَاحِدَةً فَأَكَلْتُهَا ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِی أُخْرَی فَنَاوَلَنِیهَا فَأَكَلْتُهَا وَ جَعَلْتُ كُلَّمَا أَكَلْتُ وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أُخْرَی حَتَّی أَعْطَانِی ثَمَانِیَ رُطَبَاتٍ فَأَكَلْتُهَا ثُمَّ طَلَبْتُ مِنْهُ أُخْرَی فَقَالَ لِی حَسْبُكَ قَالَ فَانْتَبَهْتُ مِنْ مَنَامِی فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ كَأَنَّهُ الَّذِی رَأَیْتُهُ فِی الْمَنَامِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ ثُمَّ كَشَفَ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا فِیهِ رُطَبٌ فَجَعَلَ یَأْكُلُ مِنْهُ فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ نَاوِلْنِی رُطَبَةً فَنَاوَلَنِی فَأَكَلْتُهَا ثُمَّ طَلَبْتُ أُخْرَی فَنَاوَلَنِی فَأَكَلْتُهَا وَ طَلَبْتُ أُخْرَی حَتَّی أَكَلْتُ ثَمَانِیَ رُطَبَاتٍ ثُمَّ طَلَبْتُ مِنْهُ أُخْرَی فَقَالَ لِی لَوْ زَادَكَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَزِدْنَاكَ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمَ عَارِفٍ بِمَا كَانَ (1).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ قَالَ لِی مُبْتَدِئاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ یَا دَاوُدُ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَیَّ أَعْمَالُكُمْ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَرَأَیْتُ فِیمَا عُرِضَ عَلَیَّ مِنْ عَمَلِكَ صِلَتَكَ لِابْنِ عَمِّكَ فُلَانٍ فَسَرَّنِی ذَلِكَ إِنِّی عَلِمْتُ أَنَّ صِلَتَكَ لَهُ أَسْرَعُ لِفَنَاءِ عُمُرِهِ وَ قَطْعِ أَجَلِهِ قَالَ دَاوُدُ وَ كَانَ لِی ابْنُ عَمٍّ مُعَانِداً خَبِیثاً بَلَغَنِی عَنْهُ وَ عَنْ عِیَالِهِ سُوءُ حَالٍ فَصَكَكْتُ لَهُ نَفَقَةً قَبْلَ خُرُوجِی إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْمَدِینَةِ خَبَّرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِذَلِكَ (2).

«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَتْ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ أَهْلُ بَیْتِی نَتَوَلَّاكُمْ فَقَالَ لَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 64


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 70.
2- 2. نفس المصدر ص 263.

صَدَقْتِ فَمَا الَّذِی تُرِیدِینَ قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَصَابَنِی وَضَحٌ فِی عَضُدِی فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَذْهَبَ بِهِ عَنِّی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ تُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ أَلْبِسْهَا مِنْ عَفْوِكَ وَ عَافِیَتِكَ مَا تَرَی أَثَرَ إِجَابَةِ دُعَائِی فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ وَ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ وَ مَا بِی مِنْهُ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ(1).

«5»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ بِشْرٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حُمِلَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَالٌ مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ لَمْ یَزَالا یَتَفَقَّدَانِ الْمَالَ حَتَّی مَرَّا بِالرَّیِّ فَرَفَعَ إِلَیْهِمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا كِیساً فِیهِ أَلْفَا دِرْهَمٍ فَجَعَلَا یَتَفَقَّدَانِ فِی كُلِّ یَوْمٍ الْكِیسَ حَتَّی دَنَیَا مِنَ الْمَدِینَةِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ تَعَالَ حَتَّی نَنْظُرَ مَا حَالُ الْمَالِ فَنَظَرَا فَإِذَا الْمَالُ عَلَی حَالِهِ مَا خَلَا كِیسَ الرَّازِیِّ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ مَا نَقُولُ السَّاعَةَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَحَدُهُمَا إِنَّهُ علیه السلام كَرِیمٌ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ یَكُونَ عَلِمَ مَا نَقُولُ عِنْدَهُ فَلَمَّا دَخَلَا الْمَدِینَةَ قَصَدَا إِلَیْهِ فَسَلَّمَا إِلَیْهِ الْمَالَ فَقَالَ لَهُمَا أَیْنَ كِیسُ الرَّازِیِّ فَأَخْبَرَاهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ لَهُمَا إِنْ رَأَیْتُمَا الْكِیسَ تَعْرِفَانِهِ قَالا نَعَمْ قَالَ یَا جَارِیَةُ عَلَیَّ بِكِیسٍ كَذَا وَ كَذَا فَأَخْرَجَتِ الْكِیسَ فَرَفَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَیْهِمَا فَقَالَ أَ تَعْرِفَانِهِ قَالا هُوَ ذَاكَ قَالَ إِنِّی احْتَجْتُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ إِلَی مَالٍ فَوَجَّهْتُ رَجُلًا مِنَ الْجِنِّ مِنْ شِیعَتِنَا فَأَتَانِی بِهَذَا الْكِیسِ مِنْ مَتَاعِكُمَا(2).

«6»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنِ الْمُفَضَّلِ: مِثْلِهِ.

«7»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ سَنَةَ ثَمَانِیَةٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ ذَلِكَ لِأَنِّی نَظَرْتُ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیها السلام (3).

ص: 65


1- 1. المصدر السابق ص 259.
2- 2. بصائر الدرجات ج 2 باب 18 ص 27.
3- 3. نفس المصدر ج 3 باب 14 ص 42 و هو صدر حدیث.

بیان: لعل المراد ابن أبی العوجاء و أضرابه الذین ظهروا فی أواسط زمانه علیه السلام.

«8»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: خَرَجْتُ بِأَبِی بَصِیرٍ أَقُودُهُ إِلَی بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِی لَا تَتَكَلَّمْ وَ لَا تَقُلْ شَیْئاً فَانْتَهَیْتُ بِهِ إِلَی الْبَابِ فَتَنَحْنَحَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَا فُلَانَةُ افْتَحِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ الْبَابَ قَالَ فَدَخَلْنَا وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَإِذَا سَفَطٌ بَیْنَ یَدَیْهِ مَفْتُوحٌ قَالَ فَوَقَعَتْ عَلَیَّ الرِّعْدَةُ فَجَعَلْتُ أَرْتَعِدُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ أَ بَزَّازٌ أَنْتَ قُلْتُ نَعَمْ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ فَرَمَی إِلَیَّ بِمُلَاءَةٍ قُوهِیَّةٍ(1) كَانَتْ عَلَی الْمِرْفَقَةِ فَقَالَ اطْوِ هَذِهِ فَطَوَیْتُهَا ثُمَّ قَالَ أَ بَزَّازٌ أَنْتَ وَ هُوَ یَنْظُرُ فِی الصَّحِیفَةِ قَالَ فَازْدَدْتُ رِعْدَةً قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا قُلْتُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَیْتُ كَمَا مَرَّ بِی اللَّیْلَةَ إِنِّی وَجَدْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَفَطاً قَدْ أَخْرَجَ مِنْهُ صَحِیفَةً فَنَظَرَ فِیهَا فَكُلَّمَا نَظَرَ فِیهَا أَخَذَتْنِی الرِّعْدَةُ قَالَ فَضَرَبَ أَبُو بَصِیرٍ یَدَهُ عَلَی جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ وَیْحَكَ أَ لَا أَخْبَرْتَنِی فَتِلْكَ وَ اللَّهِ الصَّحِیفَةُ الَّتِی فِیهَا أَسَامِی الشِّیعَةِ وَ لَوْ أَخْبَرْتَنِی لَسَأَلْتُهُ أَنْ یُرِیَكَ اسْمَكَ فِیهَا(2).

«9»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِینَةِ حِینَ بَعَثَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ فَقَتَلَهُ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمْ یَأْتِهِ شَهْراً قَالَ فَبَعَثَ إِلَیْهِ أَنِ ائْتِنِی فَأَبَی أَنْ یَأْتِیَهُ فَبَعَثَ إِلَیْهِ خَمْسَ نَفَرٍ مِنَ الْحَرَسِ فَقَالَ ائْتُونِی بِهِ فَإِنْ أَبَی فَأْتُونِی بِهِ أَوْ بِرَأْسِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ یُصَلِّی وَ نَحْنُ نُصَلِّی مَعَهُ الزَّوَالَ فَقَالُوا أَجِبْ دَاوُدَ بْنَ عَلِیٍّ قَالَ فَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَالَ أَمَرَنَا أَنْ نَأْتِیَهُ بِرَأْسِكَ فَقَالَ وَ مَا أَظُنُّكُمْ تَقْتُلُونَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالُوا مَا نَدْرِی مَا تَقُولُ وَ مَا نَعْرِفُ إِلَّا الطَّاعَةَ

ص: 66


1- 1. نسبة الی قوهستان معرب كوهستان و یعنی موضع الجبال- و هی كورة بین نیسابور و هراة و قصبتها قاین، و أیضا بلد بكرمان قرب جیرفت، و منه ثوب قوهی لما ینسج بها أو كل ثوب أشبهه یقال له قوهی و ان لم یكن من قوهستان.
2- 2. بصائر الدرجات ج 4 باب 3 ص 46.

قَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّهُ خَیْرٌ لَكُمْ فِی دُنْیَاكُمْ وَ آخِرَتِكُمْ قَالُوا وَ اللَّهِ لَا نَنْصَرِفُ حَتَّی نَذْهَبَ بِكَ مَعَنَا أَوْ نَذْهَبَ بِرَأْسِكَ قَالَ فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّ الْقَوْمَ لَا یَذْهَبُونَ إِلَّا بِذَهَابِ رَأْسِهِ وَ خَافَ عَلَی نَفْسِهِ قَالُوا رَأَیْنَاهُ قَدْ رَفَعَ یَدَیْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَی مَنْكِبَیْهِ ثُمَّ بَسَطَهُمَا ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ فَسَمِعْنَاهُ یَقُولُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ فَسَمِعْنَا صُرَاخاً عَالِیاً فَقَالُوا لَهُ قُمْ فَقَالَ لَهُمْ أَمَّا إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ مَاتَ وَ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ فَابْعَثُوا رَجُلًا مِنْكُمْ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ قُمْتُ مَعَكُمْ قَالَ فَبَعَثُوا رَجُلًا مِنْهُمْ فَمَا لَبِثَ أَنْ أَقْبَلَ فَقَالَ یَا هَؤُلَاءِ قَدْ مَاتَ صَاحِبُكُمْ وَ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ فَانْصَرَفُوا فَقُلْتُ لَهُ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ مَا كَانَ حَالُهُ قَالَ قَتَلَ مَوْلَایَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ فَلَمْ آتِهِ مُنْذُ شَهْرٍ فَبَعَثَ إِلَیَّ أَنْ آتِیَهُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ السَّاعَةَ لَمْ آتِهِ فَبَعَثَ إِلَیَّ لِیَضْرِبَ عُنُقِی فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً بِحَرْبَةٍ فَطَعَنَهُ فِی مَذَاكِیرِهِ فَقَتَلَهُ فَقُلْتُ لَهُ فَرَفْعُ الْیَدَیْنِ مَا هُوَ قَالَ الِابْتِهَالُ فَقُلْتُ فَوَضْعُ یَدَیْكَ وَ جَمْعُهَا فَقَالَ التَّضَرُّعُ قُلْتُ وَ رَفْعُ الْإِصْبَعِ قَالَ الْبَصْبَصَةُ(1).

«10»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَكْرٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَبَسَطَ رِجْلَیْهِ وَ قَالَ اغْمِزْهَا یَا عُمَرُ قَالَ فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَهُ قَالَ فَقَالَ یَا عُمَرُ لَا أُخْبِرُكَ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدِی (2).

«11»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَیْرِی فَمَدَّ رِجْلَهُ فِی حَجْرِی فَقَالَ اغْمِزْهَا یَا عُمَرُ قَالَ فَغَمَزْتُ رِجْلَهُ فَنَظَرْتُ إِلَی اضْطِرَابٍ فِی عَضَلَةِ سَاقَیْهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَی مَنِ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ فَأَشَارَ إِلَیَّ فَقَالَ لَا تَسْأَلْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَنْ شَیْ ءٍ فَإِنِّی لَسْتُ أُجِیبُكَ (3).

ص: 67


1- 1. المصدر السابق ج 5 باب 2 ص 58.
2- 2. المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 63.
3- 3. المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 63.

«12»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ: مِثْلَهُ (1).

«13»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْجُنُبِ یَغْرِفُ الْمَاءَ مِنَ الْحُبِّ فَلَمَّا صِرْتُ عِنْدَهُ أُنْسِیتُ الْمَسْأَلَةَ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا شِهَابُ لَا بَأْسَ أَنْ یَغْرِفَ الْجُنُبُ مِنَ الْحُبِ (2).

«14»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ شِهَابٍ: مِثْلَهُ.

«15»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بُرْدَةَ وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ الْخَزَّازِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا إِسْمَاعِیلُ ضَعْ لِی فِی الْمُتَوَضَّإِ مَاءً قَالَ فَقُمْتُ فَوَضَعْتُ لَهُ قَالَ فَدَخَلَ قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَنَا أَقُولُ فِیهِ كَذَا وَ كَذَا وَ یَدْخُلُ الْمُتَوَضَّأَ یَتَوَضَّأُ قَالَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ یَا إِسْمَاعِیلُ لَا تَرْفَعِ الْبِنَاءَ فَوْقَ طَاقَتِهِ فَیَنْهَدِمَ اجْعَلُونَا مَخْلُوقِینَ وَ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ فَلَنْ تَبْلُغُوا فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ وَ كُنْتُ أَقُولُ إِنَّهُ وَ أَقُولُ وَ أَقُولُ (3).

«16»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ: مِثْلَهُ (4).

بیان: قوله إنّه أی إنه الربّ تعالی اللّٰه عن ذلك و أقول أی لم أرجع بعد عن هذا القول أو المعنی أنی كنت مصرّا علی هذا القول.

«17»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ هُوَ فِی مَصْنَعَةٍ لَهُ فِی یَوْمٍ شَدِیدِ

الْحَرِّ وَ الْعَرَقُ یَسِیلُ عَلَی خَدِّهِ فَیَجْرِی عَلَی صَدْرِهِ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ نِعْمَ وَ اللَّهِ الرَّجُلُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ نِعْمَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّجُلُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ حَتَّی أَحْصَیْتُ

ص: 68


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 422.
2- 2. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 63.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 63.
4- 4. كشف الغمّة ج 2 ص 427.

بِضْعاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً یَقُولُهَا وَ یُكَرِّرُهَا وَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ وَالِدٌ بَعْدَ وَالِدٍ(1).

بیان: المصنعة الحوض یجمع فیه ماء المطر و الأصوب فی ضیعة كما فی بعض النسخ.

«18»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْأَلُهُ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ إِنْ شِئْتَ فَسَلْ یَا شِهَابُ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْنَاكَ بِمَا جِئْتَ لَهُ قُلْتُ أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ جِئْتَ لِتَسْأَلَ عَنِ الْجُنُبِ یَغْرِفُ الْمَاءَ مِنَ الْحُبِّ بِالْكُوزِ فَیُصِیبُ یَدُهُ الْمَاءَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ قَالَ وَ إِنْ شِئْتَ سَلْ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی قَالَ جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْجُنُبِ یَسْهُو وَ یَغْمُرُ یَدَهُ فِی الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ یَغْسِلَهَا قُلْتُ وَ ذَاكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا لَمْ یَكُنْ أَصَابَ یَدَهُ شَیْ ءٌ فَلَا بَأْسَ بِذَاكَ سَلْ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ قُلْتُ أَخْبِرْنِی قَالَ جِئْتَ لِتَسْأَلَنِی عَنِ الْجُنُبِ یَغْتَسِلُ فَیَقْطُرُ الْمَاءُ مِنْ جِسْمِهِ فِی الْإِنَاءِ أَوْ یَنْضَحُ الْمَاءُ مِنَ الْأَرْضِ فَیَقَعُ فِی الْإِنَاءِ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لَیْسَ بِهَذَا بَأْسٌ كُلِّهِ فَسَلْ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ قُلْتُ أَخْبِرْنِی قَالَ جِئْتَ لِتَسْأَلَنِی عَنِ الْغَدِیرِ یَكُونُ فِی جَانِبِهِ الْجِیفَةُ أَتَوَضَّأُ مِنْهُ أَوْ لَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَتَوَضَّأْ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ إِلَّا أَنْ یَغْلِبَ عَلَی الْمَاءِ الرِّیحُ وَ جِئْتَ لِتَسْأَلَ عَنِ الْمَاءِ الرَّاكِدِ مِنَ الْبِئْرِ قَالَ فَمَا لَمْ یَكُنْ فِیهِ تَغْیِیرٌ أَوْ رِیحٌ غَالِبَةٌ قُلْتُ فَمَا التَّغْیِیرُ قَالَ الصُّفْرَةُ فَتَوَضَّأْ مِنْهُ وَ كُلَّمَا غَلَبَ عَلَیْهِ كَثْرَةُ الْمَاءِ فَهُوَ طَاهِرٌ(2).

«19»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ شِهَابٍ: مِثْلَهُ (3).

«20»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ وَ أَحَادِیثِهِ وَ أَعَاجِیبِهِ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ رَحِمَ اللَّهُ جَابِرَ بْنَ

ص: 69


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64 بتفاوت یسیر.
2- 2. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64.
3- 3. المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 347.

یَزِیدَ الْجُعْفِیَّ كَانَ یَصْدُقُ عَلَیْنَا وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ كَانَ یَكْذِبُ عَلَیْنَا(1).

«21»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ وَجِعٌ فَوَلَّانِی ظَهْرَهُ وَ وَجْهُهُ إِلَی الْحَائِطِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا أَدْرِی مَا یُصِیبُهُ فِی مَرَضِهِ وَ مَا سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَهُ فَأَنَا أُفَكِّرُ فِی ذَلِكَ إِذْ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَیَّ فَقَالَ إِنَّ الْأَمْرَ لَیْسَ كَمَا تَظُنُّ لَیْسَ عَلَیَّ مِنْ وَجَعِی هَذَا بَأْسٌ (2).

«22»- یر، [بصائر الدرجات] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عِیسَی عَنْ مَرْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی الْحَنَّاطِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ جَمِیلُ بْنُ دَرَّاجٍ وَ عَائِذٌ الْأَحْمَسِیُّ حَاجِّینَ قَالَ وَ كَانَ یَقُولُ عَائِذٌ لَنَا إِنَّ لِی حَاجَةً إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا قَالَ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَلَمَّا جَلَسْنَا قَالَ لَنَا مُبْتَدِئاً مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ عَلَیْهِ لَمْ یَسْأَلْهُ عَمَّا سِوَی ذَلِكَ قَالَ فَغَمَزَنَا عَائِذٌ فَلَمَّا قُمْنَا قُلْنَا مَا حَاجَتُكَ قَالَ الَّذِی سَمِعْنَا مِنْهُ إِنِّی رَجُلٌ لَا أُطِیقُ الْقِیَامَ بِاللَّیْلِ فَخِفْتُ أَنْ أَكُونَ مَأْثُوماً مَأْخُوذاً بِهِ فَأَهْلِكَ (3).

«23»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَائِذٍ: مِثْلَهُ (4)

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب سَعْدٌ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْحَنَّاطِ: مِثْلَهُ (5).

«25»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ الزَّیَّاتِ قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَرَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا هُوَ الَّذِی یُتَّبَعُ وَ الَّذِی هُوَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَمَا عَلِمْتُ بِهِ حَتَّی ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِی ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ(6).

ص: 70


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 64.
2- 2. نفس المصدر ج 5 باب 10 ص 64.
3- 3. المصدر السابق ج 5 باب 10 ص 64.
4- 4. كشف الغمّة ج 2 ص 424.
5- 5. و أخرجه الشیخ فی التهذیب ج 2 ص 10.
6- 6. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.

«26»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ الْجَوَّانِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أَقُولُ فِی نَفْسِی لَیْسَ یَدْرُونَ هَؤُلَاءِ بَیْنَ یَدَیْ مَنْ هُمْ قَالَ فَأَدْنَانِی حَتَّی جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا هَذَا إِنَّ لِی رَبّاً أَعْبُدُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1).

أقول: سیأتی بإسناد آخر فی باب أحوال أصحابه علیه السلام.

«27»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ النَّجَاشِیِّ قَالَ: أَصَابَتْ جُبَّةٌ لِی مِنْ نَضْحِ بَوْلٍ شَكَكْتُ فِیهِ فَغَمَرْتُهَا مَاءً فِی لَیْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتَدَأَنِی فَقَالَ إِنَّ الْفَرْوَ إِذَا غَسَلْتَهُ بِالْمَاءِ فَسَدَ(2).

«28»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ قَالَ: كُنْتُ نَازِلًا بِالْمَدِینَةِ فِی دَارٍ فِیهَا وَصِیفَةٌ كَانَتْ تُعْجِبُنِی فَانْصَرَفْتُ لَیْلًا مُمْسِیاً فَاسْتَفْتَحْتُ الْبَابَ فَفَتَحَتْ لِی فَمَدَدْتُ یَدِی فَقَبَضْتُ عَلَی ثَدْیِهَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا كَهْمَسٍ تُبْ إِلَی اللَّهِ مِمَّا صَنَعْتَ الْبَارِحَةَ(3).

«29»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ مِهْزَمٍ قَالَ: كُنَّا نُزُولًا بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَتْ جَارِیَةٌ لِصَاحِبِ الْمَنْزِلِ تُعْجِبُنِی وَ إِنِّی أَتَیْتُ الْبَابَ فَاسْتَفْتَحْتُ فَفَتَحَتْ لِیَ الْجَارِیَةُ فَغَمَزْتُ ثَدْیَهَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا مِهْزَمُ أَیْنَ كَانَ أَقْصَی أَثَرِكَ الْیَوْمَ فَقُلْتُ لَهُ مَا بَرِحْتُ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ أَمْرَنَا هَذَا لَا یُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ (4).

ص: 71


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.
2- 2. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.
3- 3. نفس المصدر ج 5 باب 11 ص 65.
4- 4. نفس المصدر ج 5 باب 11 ص 65.

«30»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مِهْزَمٍ: مِثْلَهُ (1)

«31»- عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ: مِثْلَهُ (2)

بیان: لعل المعنی أین كان فی اللیل أقصی أثرك و منتهی عملك فی هذا الیوم من التقوی و العبادة أو أین كان الیوم آخر فعلك البارحة و مهزم لم یفهم كلامه علیه السلام إلا بعد إتمامه و یحتمل أن یكون قوله أقصی أثرك سؤالا عن فعله فی هذا الیوم ثم أشار إلی ما فعله فی اللیلة الماضیة بقوله أ ما تعلم.

«32»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْزَمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَةً مُمْسِیاً فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَتْ أُمِّی مَعِی فَوَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا كَلَامٌ فَأَغْلَظْتُ لَهَا فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ صَلَّیْتُ الْغَدَاةَ وَ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا أَبَا مِهْزَمٍ مَا لَكَ وَ الْوَالِدَةَ أَغْلَظْتَ فِی كَلَامِهَا الْبَارِحَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بَطْنَهَا مَنْزِلٌ قَدْ سَكَنْتَهُ وَ أَنَّ حَجْرَهَا مَهْدٌ قَدْ غَمَزْتَهُ وَ ثَدْیَهَا وِعَاءٌ قَدْ شَرِبْتَهُ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَلَا تُغْلِظْ لَهَا(3).

«33»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ حَارِثٍ الطَّحَّانِ قَالَ أَخْبَرَنِی أَحْمَدُ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ الْأَزْدِیِّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَی خُرَاسَانَ فَدَعَا النَّاسَ إِلَی وَلَایَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَفِرْقَةٌ أَطَاعَتْ وَ أَجَابَتْ وَ فِرْقَةٌ جَحَدَتْ وَ أَنْكَرَتْ وَ فِرْقَةٌ وَرِعَتْ وَ وَقَفَتْ قَالَ فَخَرَجَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ رَجُلٌ فَدَخَلُوا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَكَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنْهُمْ الَّذِی وَرِعَ وَ وَقَفَ وَ قَدْ كَانَ مَعَ بَعْضِ الْقَوْمِ جَارِیَةٌ فَخَلَا بِهَا الرَّجُلُ وَ وَقَعَ عَلَیْهَا فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ فَقَالَ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدِمَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَدَعَا النَّاسَ

ص: 72


1- 1. المناقب ج 3 ص 353.
2- 2. إعلام الوری ص 268.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 11 ص 66.

إِلَی طَاعَتِكَ وَ وَلَایَتِكَ فَأَجَابَ قَوْمٌ وَ أَنْكَرَ قَوْمٌ وَ وَرِعَ قَوْمٌ وَ وَقَفُوا قَالَ فَمِنْ أَیِّ الثَّلَاثِ أَنْتَ قَالَ أَنَا مِنَ الْفِرْقَةِ الَّتِی وَرِعَتْ وَ وَقَفَتْ قَالَ فَأَیْنَ كَانَ وَرَعُكَ لَیْلَةَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَارْتَابَ الرَّجُلُ (1).

«34»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ النَّجَاشِیُّ مُنْقَطِعاً إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ یَقُولُ بِالزِّیْدِیَّةِ فَقَضَی أَنِّی خَرَجْتُ وَ هُوَ إِلَی مَكَّةَ فَذَهَبَ هَذَا إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ جِئْتُ أَنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَلَقِیَنِی بَعْدُ فَقَالَ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی صَاحِبِكَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ سَأَلَنِی الْإِذْنَ لَهُ عَلَیْكَ قَالَ فَقَالَ ائْذَنْ لَهُ قَالَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا دَعَاكَ إِلَی مَا صَنَعْتَ تَذْكُرُ یَوْمَ كَذَا یَوْمَ مَرَرْتَ عَلَی بَابِ قَوْمٍ فَسَالَ عَلَیْكَ مِیزَابٌ مِنَ الدَّارِ فَسَأَلْتَهُمْ فَقَالُوا إِنَّهُ قَذِرٌ فَطَرَحْتَ نَفْسَكَ فِی النَّهَرِ مَعَ ثِیَابِكَ وَ عَلَیْكَ مُصَبَّغَةٌ فَاجْتَمَعُوا عَلَیْكَ الصِّبْیَانُ یُضْحِكُونَكَ وَ یَضْحَكُونَ مِنْكَ قَالَ عَمَّارٌ فَالْتَفَتَ الرَّجُلُ إِلَیَّ فَقَالَ مَا دَعَاكَ أَنْ تُخْبِرَ بِخَبَرِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَخْبَرْتُهُ هُوَ ذَا قُدَّامِی یَسْمَعُ كَلَامِی قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ لِی یَا عَمَّارُ هَذَا صَاحِبِی دُونَ غَیْرِهِ (2).

«35»- قب (3)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (4).

«36»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: بَعَثَ مَعِی رَجُلٌ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ فَضْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ قَالَ خُذْ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ سَتُّوقَةٍ اجْعَلْهَا فِی الدَّرَاهِمِ وَ خُذْ مِنَ الدَّرَاهِمِ خَمْسَةً فَصِرْهَا فِی لَبِنَةِ قَمِیصِكَ فَإِنَّكَ سَتَعْرِفُ فَضْلَهُ فَأَتَیْتُ بِهَا أبو [أَبَا] عَبْدِ اللَّهِ

ص: 73


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 11 ص 66.
2- 2. نفس المصدر ج 5 باب 11 ص 66.
3- 3. المناقب ج 3 ص 348.
4- 4. الخرائج و الجرائح ص 242.

علیه السلام فَنَشَرَهَا وَ أَخَذَ الْخَمْسَةَ فَقَالَ هَاكَ خَمْسَتَكَ وَ هَاتِ خَمْسَتَنَا(1).

«37»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] شُعَیْبٌ: مِثْلَهُ 38- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ شُعَیْبٍ: مِثْلَهُ (3)

بیان: قال الجزری (4) لبنة القمیص رقعة تعمل موضع جیبه.

«39»- یر، [بصائر الدرجات] عُمَرُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ عُمَیْرٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ: قَالَ تَدْرِی مَا كَانَ سَبَبُ دُخُولِنَا فِی هَذَا الْأَمْرِ وَ مَعْرِفَتِنَا بِهِ وَ مَا كَانَ عِنْدَنَا فِیهِ ذِكْرٌ وَ لَا مَعْرِفَةٌ بِشَیْ ءٍ مِمَّا عِنْدَ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ مَا ذَاكَ قَالَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ قَالَ لِأَبِی مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ یَا مُحَمَّدُ ابْغِ لِی رَجُلًا لَهُ عَقْلٌ یُؤَدِّی عَنِّی فَقَالَ لَهُ أَبِی قَدْ أَصَبْتُهُ لَكَ هَذَا فُلَانُ بْنُ مُهَاجِرٍ خَالِی قَالَ ائْتِنِی بِهِ قَالَ فَأَتَاهُ بِخَالِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ یَا ابْنَ مُهَاجِرٍ خُذْ هَذَا الْمَالَ فَأَعْطَاهُ أُلُوفَ دَنَانِیرَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ ائْتِ الْمَدِینَةَ وَ الْقَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ عِدَّةً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فِیهِمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُمْ إِنِّی رَجُلٌ غَرِیبٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَ بِهَا شِیعَةٌ مِنْ شِیعَتِكُمْ وَجَّهُوا إِلَیْكَ بِهَذَا الْمَالِ فَادْفَعْ إِلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَی هَذَا الشَّرْطِ كَذَا وَ كَذَا فَإِذَا قَبَضُوا الْمَالَ فَقُلْ إِنِّی رَسُولٌ وَ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مَعِی خُطُوطُكُمْ بِقَبْضِكُمْ مَا قَبَضْتُمْ مِنِّی قَالَ فَأَخَذَ الْمَالَ وَ أَتَی الْمَدِینَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مَا وَرَاكَ قَالَ أَتَیْتُ الْقَوْمَ وَ فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَنِی بِهِ وَ هَذِهِ خُطُوطُهُمْ بِقَبْضِهِمُ الْمَالَ خَلَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أَتَیْتُهُ وَ هُوَ یُصَلِّی فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ وَ قُلْتُ یَنْصَرِفُ فَأَذْكُرَ لَهُ مَا ذَكَرْتُ لِأَصْحَابِهِ فَعَجَّلَ وَ انْصَرَفَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَغُرَّنَّ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ قُلْ لِصَاحِبِكَ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَغُرَّنَّ أَهْلَ بَیْتِ

ص: 74


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 11 ص 66، و ستوقة و درهم ستوقة كتنور و قدوس زیف بهرج ملبس بالفضة.
2- 2. المناقب ج 3 ص 354.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 425.
4- 4. نهایة اللغة لابن الأثیر ج 4 ص 47 بتفاوت.

مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُمْ قَرِیبُو الْعَهْدِ بِدَوْلَةِ بَنِی مَرْوَانَ وَ كُلُّهُمْ مُحْتَاجٌ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَا ذَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَأَخْبَرَنِی بِجَمِیعِ مَا جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَكَ حَتَّی كَأَنَّهُ كَانَ ثَالِثَنَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا ابْنَ مُهَاجِرٍ اعْلَمْ أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا وَ فِیهِمْ مُحَدَّثٌ وَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُحَدَّثٌ الْیَوْمَ فَكَانَتْ هَذِهِ دَلَالَةً أَنَّا قُلْنَا بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ(1).

«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (2)

«41»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ: مِثْلَهُ (3)

«42»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ صَفْوَانَ: مِثْلَهُ (4).

«43»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِغَزَالٍ عَنْ أَبِی عُمَرَ الدُّمَارِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَ لَهُ أَخٌ جَارُودِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ أَخُوكَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً قَالَ وَ كَیْفَ هُوَ قَالَ قُلْتُ هُوَ مَرْضِیٌّ فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ وَ عِنْدَهُ خَیْرٌ إِلَّا أَنَّهُ لَا یَقُولُ بِكُمْ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُهُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَتَوَرَّعُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ لِی إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ أَیْنَ كَانَ وَرَعُكَ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخَ أَنْ تَتَوَرَّعَ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقُلْتُ لِأَخِی مَا كَانَتْ قِصَّتُكَ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخَ أَ تَتَوَرَّعُ مِنْ أَنْ تَقُولَ بِإِمَامَةِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ لَا تَتَوَرَّعُ مِنْ لَیْلَةِ نَهَرِ بَلْخَ قَالَ وَ مَنْ أَخْبَرَكَ قُلْتُ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَأَلَنِی فَأَخْبَرْتُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ بِهِ تَوَرُّعاً فَقَالَ لِی قُلْ لَهُ أَیْنَ كَانَ وَرَعُكَ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخَ فَقَالَ یَا أَخِی أَشْهَدُ أَنَّهُ كَذَا كَلِمَةٌ لَا یَجُوزُ أَنْ تُذْكَرَ قَالَ قُلْتُ وَیْحَكَ اتَّقِ اللَّهَ كُلَّ ذَا لَیْسَ هُوَ هَكَذَا قَالَ فَقَالَ مَا عَلِمَهُ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا وَ الْجَارِیَةُ وَ رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ قُلْتُ وَ مَا كَانَتْ قِصَّتُكَ قَالَ خَرَجْتُ مِنْ

ص: 75


1- 1. بصائر الدرجات ج 5 باب 11 ص 66.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 242.
3- 3. الكافی ج 1 ص 475.
4- 4. المناقب ج 3 ص 348.

وَرَاءِ النَّهَرِ وَ قَدْ فَرَغْتُ مِنْ تِجَارَتِی وَ أَنَا أُرِیدُ بَلْخَ فَصَحِبَنِی رَجُلٌ مَعَهُ جَارِیَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ حَتَّی عَبَرْنَا نَهْرَ بَلْخَ فَأَتَیْنَاهُ لَیْلًا فَقَالَ الرَّجُلُ مَوْلَی الْجَارِیَةِ إِمَّا أَحْفَظُ عَلَیْكَ وَ تَقْدُمُ أَنْتَ وَ تَطْلُبُ لَنَا شَیْئاً وَ تَقْتَبِسُ نَاراً أَوْ تَحْفَظُ عَلَیَّ وَ أَذْهَبُ أَنَا قَالَ فَقُلْتُ أَنَا أَحْفَظُ عَلَیْكَ وَ اذْهَبْ أَنْتَ قَالَ فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَ كُنَّا إِلَی جَانِبِ غَیْضَةٍ(1)

فَأَخَذْتُ الْجَارِیَةَ فَأَدْخَلْتُهَا الْغَیْضَةَ وَ وَاقَعْتُهَا وَ انْصَرَفْتُ إِلَی مَوْضِعِی ثُمَّ أَتَی مَوْلَاهَا فَاضْطَجَعْنَا حَتَّی قَدِمْنَا الْعِرَاقَ فَمَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ وَ لَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّی سَكَنَ ثُمَّ قَالَ بِهِ وَ حَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ فَأَدْخَلْتُهُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ لَا تَعُودُ وَ اسْتَقَامَتْ طَرِیقَتُهُ (2).

بیان: قوله إنه كذا لعله نسبه علیه السلام إلی السحر و الكهانة قوله كل ذا أی أ تظن به و تنسب إلیه كل ذا و یحتمل أن یكون نسبه علیه السلام إلی الربوبیة فقال تقول فیه و تغلو كل ذا.

«44»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَدِمَ إِلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَعَرَضْتُ عَلَیْهِ هَذَا الْأَمْرَ فَقَبِلَهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی سَكَرَاتِ الْمَوْتِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ قَبِلْتُ مَا قُلْتَ لِی فَكَیْفَ لِی

بِالْجَنَّةِ فَقُلْتُ أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْجَنَّةِ فَمَاتَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ لِی قَدْ وُفِیَ لِصَاحِبِكَ بِالْجَنَّةِ(3).

«45»- یر، [بصائر الدرجات] مُوسَی بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ بُویَهْ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ مَعَهُ فَانْتَهَی إِلَی نَخْلَةٍ خَاوِیَةٍ فَقَالَ أَیَّتُهَا النَّخْلَةُ السَّامِعَةُ الْمُطِیعَةُ لِرَبِّهَا أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكِ قَالَ فَتَسَاقَطَ عَلَیْنَا رُطَبٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ

ص: 76


1- 1. الغیضة: الاجمة و هی مغیض ماء تجمع فیه الشجر و الجمع غیاض و اغیاض.
2- 2. بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68.

فَأَكَلْنَا حَتَّی تَضَلَّعْنَا فَقَالَ الْبَلْخِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ سُنَّةٌ فِیكُمْ كَسُنَّةِ مَرْیَمَ (1).

«46»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب سُلَیْمَانُ: مِثْلَهُ (2) بیان تضلّع امتلأ شبعا حتی بلغ الطعام أضلاعه.

«47»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ بِأَبِی بَصِیرٍ أَقُودُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لَا تَكَلَّمْ وَ لَا تَقُلْ شَیْئاً فَانْتَهَیْتُ بِهِ إِلَی الْبَابِ فَتَنَحْنَحَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَا فُلَانَةُ افْتَحِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ فَدَخَلْنَا وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ إِذَا سَفَطٌ بَیْنَ یَدَیْهِ مَفْتُوحٌ قَالَ فَوَقَعَتْ عَلَیَّ الرِّعْدَةُ فَجَعَلْتُ أَرْتَعِدُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ أَ بَزَّازٌ أَنْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ (3).

«48»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] الْبَطَائِنِیُّ: مِثْلَهُ.

«49»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا زَیْدُ كَمْ أَتَی عَلَیْكَ مِنْ سَنَةٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَذَا سَنَةً قَالَ یَا أَبَا أُسَامَةَ جَدِّدْ عِبَادَةَ رَبِّكَ وَ أَحْدِثْ تَوْبَةً فَبَكَیْتُ فَقَالَ لِی مَا یُبْكِیكَ یَا زَیْدُ قُلْتُ نَعَیْتَ إِلَیَّ نَفْسِی قَالَ یَا زَیْدُ أَبْشِرْ فَإِنَّكَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ أَنْتَ فِی الْجَنَّةِ(4).

«50»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ أَبِی أُسَامَةَ: مِثْلَهُ (5).

«51»- یر، [بصائر الدرجات] جَعْفَرُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ: قُلْتُ إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدْ قَدِمُوا مِنَ الْكُوفَةِ فَذَكَرُوا أَنَّ الْمُفَضَّلَ شَدِیدُ الْوَجَعِ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ قَالَ قَدِ اسْتَرَاحَ وَ كَانَ هَذَا الْكَلَامُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ (6).

«52»- یر، [بصائر الدرجات] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 77


1- 1. نفس المصدر ج 5 باب 13 ص 69.
2- 2. المناقب ج 3 ص 366.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 14 ص 70.
4- 4. نفس المصدر ج 6 باب 1 ص 73.
5- 5. المناقب ج 3 ص 350 بزیادة فی آخره.
6- 6. بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73.

بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا فَعَلَ أَبُو حَمْزَةَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً فَقَالَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یَمُوتُ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ كَانَ فِیهِ أُنْسٌ وَ كَانَ لَكُمْ شِیعَةً قَالَ صَدَقْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا عِنْدَنَا خَیْرٌ لَهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ شِیعَتُكُمْ قَالَ نَعَمْ إِذَا خَافَ اللَّهَ وَ رَاقَبَهُ وَ تَوَقَّی الذُّنُوبَ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ مَعَنَا فِی دَرَجَتِنَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَرَجَعْتُ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمْزَةَ حَتَّی هَلَكَ تِلْكَ السَّاعَةَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ (1).

«53»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (2) 54- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (3).

«55»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُیَسِّرُ لَقَدْ زِیدَ فِی عُمُرِكَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَعْمَلُ قَالَ كُنْتُ أَجِیراً وَ أَنَا غُلَامٌ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَكُنْتُ أُجْرِیهَا عَلَی خَالِی (4).

«56»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا زَیْدُ جَدِّدْ عِبَادَةً وَ أَحْدِثْ تَوْبَةً قَالَ نَعَیْتَ إِلَیَّ نَفْسِی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ یَا زَیْدُ مَا عِنْدَنَا خَیْرٌ لَكَ وَ أَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا قَالَ وَ قُلْتُ وَ كَیْفَ لِی أَنْ أَكُونَ مِنْ شِیعَتِكُمْ قَالَ فَقَالَ لِی أَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا إِلَیْنَا الصِّرَاطُ وَ الْمِیزَانُ وَ حِسَابُ شِیعَتِنَا وَ اللَّهِ لَأَنَا أَرْحَمُ بِكُمْ مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْكَ وَ رَفِیقِكَ فِی دَرَجَتِكَ فِی الْجَنَّةِ(5).

«57»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تُرِیدُ أَنْ تَنْظُرَ بِعَیْنِكَ إِلَی السَّمَاءِ

ص: 78


1- 1. بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73.
2- 2. المناقب ج 3 ص 349.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 420.
4- 4. بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73.
5- 5. بصائر الدرجات ج 6 باب 1 ص 73.

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَنَظَرْتُ إِلَی السَّمَاءِ(1).

«58»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا كُنَّا فِی الطَّوَافِ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَغْفِرُ اللَّهُ لِهَذَا الْخَلْقِ فَقَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ تَرَی قِرَدَةٌ وَ خَنَازِیرُ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَرِنِیهِمْ قَالَ فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ فَهَالَنِی ذَلِكَ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ كَمَا كَانُوا فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَنْتُمْ فِی الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ وَ بَیْنَ أَطْبَاقِ النَّارِ تُطْلَبُونَ فَلَا تُوجَدُونَ وَ اللَّهِ لَا یَجْتَمِعُ فِی النَّارِ مِنْكُمْ ثَلَاثَةٌ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا اثْنَانِ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِدٌ(2).

بیان: الحبر بالفتح السرور و النعمة.

«59»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: تَجَسَّسْتُ جَسَدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَنَاكِبَهُ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تُحِبُّ أَنْ تَرَانِی فَقُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ لَا شُهْرَةُ النَّاسِ لَتَرَكْتُكَ بَصِیراً عَلَی حَالِكَ وَ لَكِنْ لَا تَسْتَقِیمُ قَالَ ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَإِذَا أَنَا كَمَا كُنْتُ (3).

«60»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مُوسَی: مِثْلَهُ (4).

«61»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ امْرَأَةٌ فَذَكَرَتْ أَنَّهَا تَرَكَتِ ابْنَهَا بِالْمِلْحَفَةِ عَلَی وَجْهِهِ مَیِّتاً قَالَ لَهَا لَعَلَّهُ لَمْ یَمُتْ فَقُومِی فَاذْهَبِی إِلَی بَیْتِكِ وَ اغْتَسِلِی وَ صَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ ادْعِی وَ قُولِی یَا مَنْ وَهَبَهُ لِی وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً جَدِّدْ لِی هِبَتَهُ ثُمَّ حَرِّكِیهِ

ص: 79


1- 1. نفس المصدر ج 6 باب 3 ص 75.
2- 2. نفس المصدر ج 6 باب 3 ص 75.
3- 3. المصدر السابق ج 6 باب 3 ص 76.
4- 4. المناقب ج 3 ص 364.

وَ لَا تُخْبِرِی بِذَلِكِ أَحَداً قَالَ فَفَعَلَتْ فَجَاءَتْ فَحَرَّكَتْهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَكَی (1).

«62»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ جَمِیلٍ: مِثْلَهُ (2)

63- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ: مِثْلَهُ (3).

«64»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ بُرَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَدَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی إِنَّ أَهْلِی قَدْ تُوُفِّیَتْ وَ بَقِیْتُ وَحِیداً فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ فَكُنْتَ تُحِبُّهَا قَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ارْجِعْ إِلَی مَنْزِلِكَ فَإِنَّكَ سَتَرْجِعُ إِلَی الْمَنْزِلِ وَ هِیَ تَأْكُلُ قَالَ فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنْ حَجَّتِی وَ دَخَلْتُ مَنْزِلِی رَأَیْتُهَا قَاعِدَةً وَ هِیَ تَأْكُلُ (4).

«65»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ عَنْ سَعْدٍ الْقُمِّیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ دَاوُدَ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهَا طَبَقٌ عَلَیْهِ تَمْرٌ وَ زَبِیبٌ (5).

«66»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ فَرَأَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ هَذَانِ الرَّجُلَانِ مِنْ إِخْوَانِكَ قُلْتُ نَعَمْ فَبَیْنَا نَحْنُ نَسِیرُ إِذَا اسْتَقْبَلَنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ إِسْحَاقِ بْنِ عَمَّارٍ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ هَذَا وَاحِدٌ لَیْسَ مِنْ إِخْوَانِكَ (6).

«67»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا عَمَّارُ «أبو مسلم فظلله و كساه فكسحه بساطورا» قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا رَأَیْتُ نَبَطِیّاً أَفْصَحَ مِنْكَ

ص: 80


1- 1. بصائر الدرجات ج 6 باب 4 ص 76.
2- 2. المناقب ج 3 ص 365.
3- 3. الكافی ج 1 ص 474.
4- 4. البصائر ج 6 باب 4 ص 76.
5- 5. المناقب ج 3 ص 365.
6- 6. بصائر الدرجات ج 6 باب 8 ص 82.

فَقَالَ یَا عَمَّارُ وَ بِكُلِّ لِسَانٍ (1).

«68»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَرِیفٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَامِعِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا نَأْكُلُ ذَبَائِحَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَ لَا نَدْرِی یُسَمُّونَ عَلَیْهَا أَمْ لَا فَقَالَ إِذَا سَمِعْتُهُمْ قَدْ سَمَّوْا فَكُلُوا أَ تَدْرِی مَا یَقُولُونَ عَلَی ذَبَائِحِهِمْ فَقُلْتُ لَا فَقَرَأَ كَأَنَّهُ شِبْهُ یَهُودِیٍّ قَدْ هَذَّهَا ثُمَّ قَالَ بِهَذَا أُمِرُوا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ نَكْتُبَهَا قَالَ اكْتُبْ نوح ایوا ادینوا یلهیز مالحوا عالم أشرسوا أورضوا بنوا یوسعه موسق ذعال اسحطوا(2).

بیان: الهذّ سرعة القراءة.

«69»- یر، [بصائر الدرجات] النَّهْدِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْرَمَا(3)

قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَوَدَّعْتُهُ وَ خَرَجْتُ حَتَّی بَلَغْتُ الْأَعْوَصَ (4) ثُمَّ ذَكَرْتُ حَاجَةً لِی فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ وَ الْبَیْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ وَ كُنْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ بُیُوضِ دُیُوكِ الْمَاءِ فَقَالَ لِی یابت یَعْنِی الْبَیْضَ دعانا میتا یَعْنِی دُیُوكَ الْمَاءِ بناحل یَعْنِی لَا تَأْكُلْ (5).

«70»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ دَوِینَ: مِثْلَهُ (6).

«71»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَرَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ جِسْرِ بَابِلَ قَالَ: كَانَ فِی الْقَرْیَةِ رَجُلٌ یُؤْذِینِی

ص: 81


1- 1. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 95.
2- 2. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 95.
3- 3. بیرما: كذا فی الأصل و المصدر و الظاهر أنّه تحریف( بیرحا) قیل هی ارض لابی طلحة بالمدینة، و قیل هو موضع بقرب المسجد یعرف بقصر بنی جدیلة( لاحظ معجم البلدان ج 2 ص 327- 328).
4- 4. الاعوص: موضع قرب المدینة علی أمیال منها یسیرة.
5- 5. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96.
6- 6. المناقب ج 3 ص 347.

وَ یَقُولُ یَا رَافِضِیُّ وَ یَشْتِمُنِی وَ كَانَ یُلَقَّبُ بِقِرْدِ الْقَرْیَةِ قَالَ فَحَجَجْتُ سَنَةً فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ ابْتِدَاءً قوفه ما نامت قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَتَی قَالَ فِی السَّاعَةِ فَكَتَبْتُ الْیَوْمَ وَ السَّاعَةَ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ تَلَقَّانِی أَخِی فَسَأَلْتُهُ عَمَّنْ بَقِیَ وَ عَمَّنْ مَاتَ فَقَالَ لِی قوفه ما نامت وَ هِیَ بِالنَّبَطِیَّةِ قِرْدُ الْقَرْیَةِ مَاتَ فَقُلْتُ لَهُ مَتَی فَقَالَ لِی یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی أَخْبَرَنِی بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (1).

«72»- ختص (2)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ عِنْدَهُ إِسْمَاعِیلُ قَالَ وَ نَحْنُ إِذْ ذَاكَ نَأْتَمُّ بِهِ بَعْدَ أَبِیهِ فَذَكَرَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خِلَافَ مَا ظُنَّ فِیهِ قَالَ فَأَتَیْتُ رَجُلَیْنِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَا یَقُولَانِ بِهِ فَأَخْبَرْتُهُمَا فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا سَمِعْتُ وَ أَطَعْتُ وَ رَضِیتُ وَ سَلَّمْتُ وَ قَالَ الْآخَرُ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی جَیْبِهِ فَشَقَّهُ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا سَمِعْتُ وَ لَا أَطَعْتُ وَ لَا رَضِیتُ حَتَّی أَسْمَعَهُ مِنْهُ قَالَ ثُمَّ خَرَجَ مُتَوَجِّهاً إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ وَ تَبِعْتُهُ فَلَمَّا كُنَّا بِالْبَابِ فَاسْتَأْذَنَّا فَأَذِنَ لِی فَدَخَلْتُ قَبْلَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا فُلَانُ أَ یُرِیدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ أَنْ یُؤْتی صُحُفاً مُنَشَّرَةً إِنَّ الَّذِی أَخْبَرَكَ بِهِ فُلَانٌ الْحَقُّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَشْتَهِی أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ إِنَّ فُلَاناً إِمَامُكَ وَ صَاحِبُكَ مِنْ بَعْدِی یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ فَلَا یَدَّعِیهَا فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ إِلَّا كَاذِبٌ مُفْتَرٍ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ الْكُوفِیُّ وَ كَانَ یُحْسِنُ كَلَامَ النَّبَطِیَّةِ وَ كَانَ صَاحِبَ قَبَالاتٍ فَقَالَ لِی ذرقه فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ ذرقه بِالنَّبَطِیَّةِ خُذْهَا أَجَلْ فَخُذْهَا فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ (3).

«73»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِ

ص: 82


1- 1. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96.
2- 2. الاختصاص ص 290.
3- 3. بصائر الدرجات ج 7 باب 12 ص 97.

عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِبَعْضِ غِلْمَانِهِ فِی شَیْ ءٍ جَرَی لَئِنِ انْتَهَیْتَ وَ إِلَّا ضَرَبْتُكَ ضَرْبَ الْحِمَارِ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ضَرْبُ الْحِمَارِ قَالَ إِنَّ نُوحاً علیه السلام لَمَّا أَدْخَلَ السَّفِینَةَ مِنْ كُلٍّ زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ جَاءَ إِلَی الْحِمَارِ فَأَبَی أَنْ یَدْخُلَ فَأَخَذَ جَرِیدَةً مِنْ نَخْلٍ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً وَاحِدَةً وَ قَالَ لَهُ عبسا شاطانا أَیِ ادْخُلْ یَا شَیْطَانُ (1).

«74»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَرْخِیِّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْكَرْخِیِّ وَ كَانَ رَجُلًا خَیِّراً كَاتِباً كَانَ لِإِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ ذَلِكَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا إِبْرَاهِیمُ أَیْنَ تَنْزِلُ مِنَ الْكَرْخِ قُلْتُ فِی مَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ شادروان قَالَ فَقَالَ لِی تَعْرِفُ قَطُفْتَا(2) قَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حِینَ أَتَی أَهْلَ النَّهْرَوَانِ نَزَلَ قَطُفْتَا فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَهْلُ بَادُورَیَا(3) فَشَكَوْا إِلَیْهِ ثِقْلَ خَرَاجِهِمْ وَ كَلَّمُوهُ بِالنَّبَطِیَّةِ وَ أَنَّ لَهُمْ جِیرَاناً أَوْسَعَ أَرْضاً وَ أَقَلَّ خَرَاجاً فَأَجَابَهُمْ بِالنَّبَطِیَّةِ رعرر و ظامن عودیا- قَالَ فَمَعْنَاهُ رُبَّ رَجَزٍ صَغِیرٍ خَیْرٌ مِنْ رَجَزٍ كَبِیرٍ(4).

بیان: الرجز نوع من الشعر معروف و لعله علیه السلام ذكره علی وجه التمثیل و یحتمل أن یكون مثلا معروفا.

«75»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ: فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ فِی أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام حَتَّی قَالَ لَهُ هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ فَقُمْ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ فَقُمْتُ حَتَّی قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ یَدَهُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ

ص: 83


1- 1. نفس المصدر ج 7 باب 11 ص 96.
2- 2. قطفتا: بالفتح ثمّ الضم، و الفاء ساكنة، و تاء مثناة من فوق، و القصر: محلة كبیرة ذات أسواق بالجانب الغربی من بغداد.
3- 3. بادوریا: بالواو و الراء و یاء و ألف: طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربی من بغداد.
4- 4. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96.

لَهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُؤْذَنْ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً فَقَالَ نَعَمْ أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ وَ رُفَقَاءَكَ وَ كَانَ مَعِی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ كَانَ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ مِنْ رُفَقَائِی فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ حَمِدُوا اللَّهَ عَلَی ذَلِكَ وَ قَالَ یُونُسُ لَا وَ اللَّهِ حَتَّی نَسْمَعَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ كَانَتْ بِهِ عَجَلَةٌ فَخَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْبَابِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَهُ وَ قَدْ سَبَقَنِی یَا یُونُسُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَیْضٌ رزقه رزقه قَالَ فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ وَ الرزقه بِالنَّبَطِیَّةِ أَیْ خُذْهُ إِلَیْكَ (1).

«76»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَوَّلُ خَارِجَةٍ خَرَجَتْ عَلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ بِمَرْجِ دَانِقٍ وَ هُوَ بِالشَّامِ وَ خَرَجَتْ عَلَی الْمَسِیحِ بِحَرَّانَ وَ خَرَجَتْ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِالنَّهْرَوَانِ وَ یَخْرُجُ عَلَی الْقَائِمِ بِالدَّسْكَرَةِ دَسْكَرَةِ الْمَلِكِ ثُمَّ قَالَ لِی كیف مالح دیر بیرما كی مالح یَعْنِی عِنْدَ قَرْیَتِكَ وَ هُوَ بِالنَّبَطِیَّةِ وَ ذَاكَ أَنَّ یُونُسَ كَانَ مِنْ قَرْیَةِ دَیْرِ بَیْرَمَا فَقَالَ الدَّسْكَرَةُ أَیْ عِنْدَ دَیْرِ بَیْرَمَا(2).

«77»- قب (3)، [المناقب] لابن شهرآشوب یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَةٍ مَنْ جَمَعَ مَالًا مِنْ مَهَاوِشَ أَذْهَبَهُ اللَّهُ فِی نَهَابِرَ فَقَالُوا جُعِلْنَا فِدَاكَ لَا نَفْهَمُ هَذَا الْكَلَامَ فَقَالَ علیه السلام از باد آید بدَم بشود(4).

«78»- عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ قَابُوسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ (5)

ص: 84


1- 1. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96.
2- 2. نفس المصدر ج 7 باب 11 ص 96.
3- 3. المناقب ج 3 ص 346.
4- 4. بصائر الدرجات ج 7 باب 11 ص 96.
5- 5. أعلام الوری ص 270.

بیان: قال الفیروزآبادی (1) المهاوش ما غُصِبَ و سُرِقَ و قال النهابر المهالك.

«79»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَخِی مَلِیحٍ عَنْ فَرْقَدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ بَعَثَ غُلَاماً أَعْجَمِیّاً فَرَجَعَ إِلَیْهِ فَجَعَلَ یُغَیِّرُ الرِّسَالَةَ فَلَا یُخْبِرُهَا حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیَغْضَبُ فَقَالَ لَهُ تَكَلَّمْ بِأَیِّ لِسَانٍ شِئْتَ فَإِنِّی أَفْهَمُ عَنْكَ (2).

«80»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ دَاوُدَ الْحَدَّادِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ إِذْ نَظَرْتُ إِلَی زَوَجِ حَمَامٍ عِنْدَهُ فَهَدَرَ الذَّكَرُ عَلَی الْأُنْثَی فَقَالَ لِی أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ قُلْتُ لَا قَالَ یَقُولُ یَا سَكَنِی وَ عِرْسِی مَا خُلِقَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْكِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ مَوْلَایَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (3).

«81»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَوَجِّهِینَ إِلَی مَكَّةَ حَتَّی إِذَا كُنَّا بِسَرِفٍ (4) اسْتَقْبَلَهُ غُرَابٌ یَنْعِقُ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ مُتْ جُوعاً مَا تَعْلَمُ شَیْئاً إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّا أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْكَ فَقُلْنَا هَلْ كَانَ فِی وَجْهِهِ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ سَقَطَتْ نَاقَةٌ بِعَرَفَاتٍ (5).

«82»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: مِثْلَهُ (6)

ص: 85


1- 1. القاموس ج 2 ص 294 و قد ورد ذكر« النهابر» فی القاموس ج 2 ص 151.
2- 2. بصائر الدرجات ج 7 باب 12 ص 97 و فیه« فلا یخبرنا» بدل« یخبرنا».
3- 3. نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 98.
4- 4. سرف: ككتف موضع قریب من التنعیم و هو من مكّة علی عشرة أمیال و قیل أقل و قیل أكثر.
5- 5. بصائر الدرجات ج 7 باب 14 ص 99.
6- 6. نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 99.

«83»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ فَرْقَدٍ: مِثْلَهُ (1).

«84»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ فَاخِتَةً تَصِیحُ مِنْ دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْفَاخِتَةُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدْتُكُمْ أَمَا إِنَّا لَنَفْقِدَنَّهَا قَبْلَ أَنْ تَفْقِدَنَا قَالَ فَأَمَرَ بِهَا فَذُبِحَتْ (2).

أقول: قد أوردنا مثله بأسانید فی باب الحمام من كتاب الحیوان.

«85»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ سَالِمٍ مَوْلَی أَبَانٍ بَیَّاعِ الزُّطِّیِّ قَالَ: كُنَّا فِی حَائِطٍ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَفَرٌ مَعِی قَالَ فَصَاحَتِ الْعَصَافِیرُ فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا تَقُولُ فَقُلْنَا جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ لَا نَدْرِی مَا تَقُولُ قَالَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ- لَا بُدَّ لَنَا مِنْ رِزْقِكَ فَأَطْعِمْنَا وَ اسْقِنَا(3).

«86»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مَعَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ وَ مَعَهُ (4)

إِذَا هُوَ بِظَبْیٍ یَثْغُو(5) وَ یُحَرِّكُ ذَنَبَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ الظَّبْیُ قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّهُ أَتَانِی فَأَخْبَرَنِی أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ نَصَبَ شَبَكَةً لِأُنْثَاهُ فَأَخَذَهَا وَ لَهَا خِشْفَانِ لَمْ یَنْهَضَا وَ لَمْ یَقْوِیَا لِلرَّعْیِ قَالَ فَیَسْأَلُنِی أَنْ أَسْأَلَهُمْ أَنْ یُطْلِقُوهَا وَ ضَمِنَ لِی أَنْ إِذَا أَرْضَعَتْ خِشْفَیْهَا حَتَّی یَقْوَیَا أَنْ یَرُدَّهَا عَلَیْهِمُ قَالَ فَاسْتَحْلَفْتُهُ قَالَ بَرِئْتُ مِنْ وَلَایَتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنْ لَمْ أَفِ وَ أَنَا فَاعِلٌ ذَلِكَ بِهِ

ص: 86


1- 1. المناقب ج 3 ص 346.
2- 2. بصائر الدرجات ج 7 باب 14 ص 99 و أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 346.
3- 3. نفس المصدر ج 7 باب 14 ص 99.
4- 4. كذا.
5- 5. الثغاء: بالضم صوت الشاء و المعز و ما شاكلها.

إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ سُنَّةٌ فِیكُمْ كَسُنَّةِ سُلَیْمَانَ علیه السلام (1).

«87»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ سُلَیْمَانَ: مِثْلَهُ (2).

«88»- ختص (3)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ وَ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ أَبِی سَلَمَةَ السَّرَّاجِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَنَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ وَ مَفَاتِیحُهَا وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بِإِحْدَی رِجْلَیَّ أَخْرِجِی مَا فِیكِ مِنَ الذَّهَبِ لَأَخْرَجَتْ قَالَ فَقَالَ بِإِحْدَی رِجْلَیْهِ فَخَطَّهَا فِی الْأَرْضِ خَطّاً فَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ ثُمَّ قَالَ بِیَدِهِ فَأَخْرَجَ سَبِیكَةَ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ فَتَنَاوَلَهَا فَقَالَ انْظُرُوا فِیهَا حِسّاً حَسَناً حَتَّی لَا تَشُكُّوا ثُمَّ قَالَ انْظُرُوا فِی الْأَرْضِ فَإِذَا سَبَائِكُ فِی الْأَرْضِ كَثِیرَةٌ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ یَتَلَأْلَأُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا جُعِلْتُ فِدَاكَ أُعْطِیتُمْ كُلَّ هَذَا وَ شِیعَتُكُمْ مُحْتَاجُونَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ سَیَجْمَعُ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةَ وَ یُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ وَ یُدْخِلُ عَدُوَّنَا الْجَحِیمَ (4).

«89»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ: مِثْلَهُ (5) 90- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْهُمْ: مِثْلَهُ (6).

«91»- ختص (7)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ حَفْصٍ الْأَبْیَضِ التَّمَّارِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّامَ صَلْبِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا حَفْصٍ إِنِّی أَمَرْتُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِأَمْرٍ فَخَالَفَنِی

ص: 87


1- 1. المصدر السابق ج 7 باب 15 ص 100.
2- 2. المناقب ج 3 ص 324 بتفاوت.
3- 3. الاختصاص ص 269.
4- 4. بصائر الدرجات ج 7 باب 2 ص 109.
5- 5. الكافی ج 1 ص 474.
6- 6. المناقب ج 3 ص 369.
7- 7. الاختصاص ص 321.

فَابْتُلِیَ بِالْحَدِیدِ إِنِّی نَظَرْتُ إِلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ كَئِیبٌ حَزِینٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا لَكَ یَا مُعَلَّی كَأَنَّكَ ذَكَرْتَ أَهْلَكَ وَ مَالَكَ وَ وَلَدَكَ وَ عِیَالَكَ قَالَ أَجَلْ قُلْتُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ قَالَ أَرَانِی فِی بَیْتِی هَذِهِ زَوْجَتِی وَ هَذَا وَلَدِی فَتَرَكْتُهُ حَتَّی تَمَلَّأَ مِنْهُمْ وَ اسْتَتَرْتُ مِنْهُمْ حَتَّی نَالَ مِنْهَا مَا یَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِی مَعَكَ فِی الْمَدِینَةِ هَذَا بَیْتُكَ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا مُعَلَّی إِنَّ لَنَا حَدِیثاً مَنْ حَفِظَ عَلَیْنَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ یَا مُعَلَّی لَا تَكُونُوا أَسْرَی فِی أَیْدِی النَّاسِ بِحَدِیثِنَا إِنْ شَاءُوا آمَنُوا عَلَیْكُمْ وَ إِنْ شَاءُوا قَتَلُوكُمْ یَا مُعَلَّی إِنَّهُ مَنْ كَتَمَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعِزَّةَ فِی النَّاسِ وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَعَضَّهُ السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ كَبْلًا(1) یَا مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ أَنْتَ مَقْتُولٌ فَاسْتَعِدَّ(2).

«92»- كش، [رجال الكشی] إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ: مِثْلَهُ (3).

«93»- ختص (4)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ سَلَمَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَقَّاحٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی حَوْضٌ مَا بَیْنَ بُصْرَی إِلَی صَنْعَاءَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی إِلَی ظَهْرِ الْمَدِینَةِ ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنَظَرْتُ إِلَی نَهَرٍ یَجْرِی لَا نُدْرِكُ حَافَتَیْهِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الَّذِی أَنَا فِیهِ قَائِمٌ فَإِنَّهُ شَبِیهٌ بِالْجَزِیرَةِ فَكُنْتُ أَنَا وَ هُوَ وُقُوفاً فَنَظَرْتُ إِلَی نَهَرٍ یَجْرِی جَانِبَهُ مَاءٌ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ مِنْ جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ فِی وَسَطِهِ خَمْرٌ أَحْسَنُ مِنَ الْیَاقُوتِ فَمَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ

ص: 88


1- 1. الكبل: القید، و یكسر، أو أعظمه جمع كبول. و كبله حبسه فی سجن، و هو المراد به فی المقام.
2- 2. بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 118.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 240.
4- 4. الاختصاص: ص 321.

مِنْ تِلْكَ الْخَمْرِ بَیْنَ اللَّبَنِ وَ الْمَاءِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیْنَ یَخْرُجُ هَذَا وَ مَجْرَاهُ فَقَالَ هَذِهِ الْعُیُونُ الَّتِی ذَكَرَهَا اللَّهُ فِی كِتَابِهِ أَنْهَارٌ فِی الْجَنَّةِ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ خَمْرٍ تَجْرِی فِی هَذَا النَّهَرِ وَ رَأَیْتُ حَافَتَیْهِ عَلَیْهِمَا شَجَرٌ فِیهِنَّ حُورٌ مُعَلَّقَاتٌ بِرُءُوسِهِنَّ شَعْرٌ مَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْهُنَّ وَ بِأَیْدِیهِنَّ آنِیَةٌ مَا رَأَیْتُ آنِیَةً أَحْسَنَ مِنْهَا لَیْسَتْ مِنْ آنِیَةِ الدُّنْیَا فَدَنَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ لِتَسْقِیَهُ فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا وَ قَدْ مَالَتْ لِتَغْرِفَ مِنَ النَّهَرِ فَمَالَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهَا فَاغْتَرَفَتْ ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا وَ أَوْمَأَ إِلَیْهَا فَمَالَتْ لِتَغْرِفَ فَمَالَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهَا ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَنَاوَلَنِی فَشَرِبْتُ فَمَا رَأَیْتُ شَرَاباً كَانَ أَلْیَنَ مِنْهُ وَ لَا أَلَذَّ مِنْهُ وَ كَانَتْ رَائِحَتُهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فَنَظَرْتُ فِی الْكَأْسِ فَإِذَا فِیهِ ثَلَاثَةُ أَلْوَانٍ مِنَ الشَّرَابِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ قَطُّ وَ لَا كُنْتُ أَرَی أَنَّ الْأَمْرَ هَكَذَا فَقَالَ لِی هَذَا أَقَلُّ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لِشِیعَتِنَا إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا تُوُفِّیَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَی هَذَا النَّهَرِ وَ رَعَتْ فِی رِیَاضِهِ وَ شَرِبَتْ مِنْ شَرَابِهِ وَ إِنَّ عَدُوَّنَا إِذَا تُوُفِّیَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَی وَادِی بَرَهُوتَ فَأُخْلِدَتْ فِی عَذَابِهِ وَ أُطْعِمَتْ مِنْ زَقُّومِهِ وَ أُسْقِیَتْ مِنْ حَمِیمِهِ فَاسْتَعِیذُوا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِی (1).

«94»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَدِّبِ مِنْ وُلْدِ الْأَشْتَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الشَّعْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَ هُوَ یُكَلِّمُهُ بِلِسَانٍ لَا أَفْهَمُهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی شَیْ ءٍ فَهِمْتُهُ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ الْأَرْضَ فَإِذَا نَحْنُ بِتِلْكَ الْأَرْضِ عَلَی حَافَتَیْهَا فُرْسَانٌ قَدْ وَضَعُوا رِقَابَهُمْ عَلَی قَرَابِیسِ سُرُوجِهِمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَؤُلَاءِ مِنْ أَصْحَابِ الْقَائِمِ علیه السلام (2).

«95»- ختص، [الإختصاص] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الزَّیْتُونِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 89


1- 1. بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 118.
2- 2. الاختصاص ص 325.

وَاقِفاً عَلَی الصَّفَا فَقَالَ لَهُ عَبَّادٌ الْبَصْرِیُّ حَدِیثٌ یُرْوَی عَنْكَ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ قُلْتُ حُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ مِنْ حُرْمَةِ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ قَالَ قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ قَالَ لِهَذِهِ الْجِبَالِ أَقْبِلِی أَقْبَلَتْ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَی الْجِبَالِ قَدْ أَقْبَلَتْ فَقَالَ لَهَا عَلَی رِسْلِكِ إِنِّی لَمْ أُرِدْكِ (1).

«96»- ختص (2)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُثَنًّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3) قَالَ وَ كُنْتُ مُطْرِقاً إِلَی الْأَرْضِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی فَوْقُ ثُمَّ قَالَ لِیَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَنَظَرْتُ إِلَی السَّقْفِ قَدِ انْفَجَرَ حَتَّی خَلَصَ بَصَرِی إِلَی نُورٍ سَاطِعٍ حَارَ بَصَرِی دُونَهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی رَأَی إِبْرَاهِیمُ علیه السلام مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ هَكَذَا ثُمَّ قَالَ لِی أَطْرِقْ فَأَطْرَقْتُ ثُمَّ قَالَ لِیَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا السَّقْفُ عَلَی حَالِهِ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ قَامَ وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الْبَیْتِ الَّذِی كُنْتُ فِیهِ وَ أَدْخَلَنِی بَیْتاً آخَرَ فَخَلَعَ ثِیَابَهُ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِ وَ لَبِسَ ثِیَاباً غَیْرَهَا ثُمَّ قَالَ لِی غَمِّضْ بَصَرَكَ فَغَمَّضْتُ بَصَرِی وَ قَالَ لِی لَا تَفْتَحْ عَیْنَیْكَ فَلَبِثْتُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ قُلْتُ لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی أَنْتَ فِی الظُّلْمَةِ الَّتِی سَلَكَهَا ذُو الْقَرْنَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَفْتَحَ عَیْنَیَّ فَقَالَ لِی افْتَحْ فَإِنَّكَ لَا تَرَی شَیْئاً فَفَتَحْتُ عَیْنَیَّ فَإِذَا أَنَا فِی الظُّلْمَةِ لَا أُبْصِرُ فِیهَا مَوْضِعَ قَدَمِی ثُمَّ سَارَ قَلِیلًا وَ وَقَفَ فَقَالَ لِی هَلْ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ قُلْتُ لَا قَالَ أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَی عَیْنِ الْحَیَاةِ الَّتِی شَرِبَ مِنْهَا الْخَضِرُ علیه السلام وَ سِرْنَا وَ خَرَجْنَا مِنْ ذَلِكَ الْعَالَمِ إِلَی عَالَمٍ آخَرَ فَسَلَكْنَا فِیهِ فَرَأَیْنَا كَهَیْئَةِ عَالَمِنَا فِی بِنَائِهِ وَ مَسَاكِنِهِ وَ أَهْلِهِ ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَی عَالَمٍ ثَالِثٍ كَهَیْئَةِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی حَتَّی وَرَدْنَا خَمْسَةَ عَوَالِمَ قَالَ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ

ص: 90


1- 1. نفس المصدر ص 325.
2- 2. المصدر السابق ص 323 و أخرجه السیّد هاشم البحرانیّ فی تفسیر البرهان ج 1 ص 532.
3- 3. الأنعام: 75.

مَلَكُوتُ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَرَهَا إِبْرَاهِیمُ علیه السلام وَ إِنَّمَا رَأَی مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ هِیَ اثْنَا عَشَرَ عَالَماً كُلُّ عَالَمٍ كَهَیْئَةِ مَا رَأَیْتَ كُلَّمَا مَضَی مِنَّا إِمَامٌ سَكَنَ أَحَدَ هَذِهِ الْعَوَالِمِ حَتَّی یَكُونَ آخِرُهُمُ الْقَائِمَ فِی عَالَمِنَا الَّذِی نَحْنُ سَاكِنُوهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی غَضِّ بَصَرَكَ فَغَضَضْتُ بَصَرِی ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی فَإِذَا نَحْنُ فِی الْبَیْتِ الَّذِی خَرَجْنَا مِنْهُ فَنَزَعَ تِلْكَ الثِّیَابَ وَ لَبِسَ الثِّیَابَ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِ وَ عُدْنَا إِلَی مَجْلِسِنَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ مَضَی مِنَ النَّهَارِ قَالَ علیه السلام ثَلَاثُ سَاعَاتٍ (1).

بیان: قوله علیه السلام و لم یرها إبراهیم لعل المعنی أن إبراهیم لم یر ملكوت جمیع الأرضین و إنما رأی ملكوت أرض واحد و لذا أتی اللّٰه تعالی الأرض بصیغة المفرد و یحتمل أن یكون فی قراءتهم علیه السلام الأرض بالنصب.

«97»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا بَحْرٌ فِیهِ سُفُنٌ مِنْ فِضَّةٍ فَرَكِبَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ خِیَامٌ مِنْ فِضَّةٍ فَدَخَلَهَا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ رَأَیْتَ الْخَیْمَةَ الَّتِی دَخَلْتُهَا أَوَّلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ تِلْكَ خَیْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأُخْرَی خَیْمَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الثَّالِثَةُ خَیْمَةُ فَاطِمَةَ وَ الرَّابِعَةُ خَیْمَةُ خَدِیجَةَ وَ الْخَامِسَةُ خَیْمَةُ الْحَسَنِ وَ السَّادِسَةُ خَیْمَةُ الْحُسَیْنِ وَ السَّابِعَةُ خَیْمَةُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الثَّامِنَةُ خَیْمَةُ أَبِی وَ التَّاسِعَةُ خَیْمَتِی وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَّا یَمُوتُ إِلَّا وَ لَهُ خَیْمَةٌ یَسْكُنُ فِیهَا(2).

«98»- ختص (3)، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ حَوَائِجِی قَالَ فَقَالَ لِی مَا لِی أَرَاكَ كَئِیباً حَزِیناً قَالَ فَقُلْتُ مَا بَلَغَنِی عَنِ الْعِرَاقِ مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ أَذْكُرُ عِیَالِی قَالَ فَاصْرِفْ وَجْهَكَ فَصَرَفْتُ وَجْهِی قَالَ ثُمَّ قَالَ ادْخُلْ دَارَكَ قَالَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا لَا أَفْقِدُ مِنْ عِیَالِی صَغِیراً وَ لَا كَبِیراً إِلَّا وَ هُوَ

ص: 91


1- 1. بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 119.
2- 2. بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 119.
3- 3. الاختصاص: ص 323.

فِی دَارِی بِمَا فِیهَا قَالَ ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَالَ لِی اصْرِفْ وَجْهَكَ فَصَرَفْتُهُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ شَیْئاً(1).

«99»- ختص (2)،[الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا أَتَی قَوْمَ مُوسَی فِی شَیْ ءٍ كَانَ بَیْنَهُمْ وَ رَجَعَ وَ لَمْ یَقْعُدْ فَمَرَّ بِنُطَفِكُمْ فَشَرِبَ مِنْهَا وَ مَرَّ عَلَی بَابِكَ فَدَقَّ عَلَیْكَ حَلْقَةَ بَابِكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ لَمْ یَقْعُدْ(3).

«100»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا دَاوُدُ أَعْمَالُكُمْ عُرِضَتْ عَلَیَّ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَرَأَیْتُ لَكَ فِیهَا شَیْئاً فَرَّحَنِی وَ ذَلِكَ صِلَتُكَ لِابْنِ عَمِّكَ أَمَا إِنَّهُ سَیُمْحَقُ أَجَلُهُ وَ لَا یَنْقُصُ رِزْقُكَ قَالَ دَاوُدُ وَ كَانَ لِی ابْنُ عَمٍّ نَاصِبٍ كَثِیرِ الْعِیَالِ مُحْتَاجٍ فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ أَمَرْتُ لَهُ بِصِلَةٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبَرَنِی بِهَذَا(4).

«101»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الشَّیْخُ الْمُفِیدُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی دَاوُدَ: مِثْلَهُ (5).

«102»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی رَفَعَهُ إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الْمُفَضَّلُ: كَانَ بَیْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَیْنَ بَعْضِ بَنِی أُمَیَّةَ شَیْ ءٌ فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی الدِّیوَانِ فَقَامَ إِلَی الْبَوَّابِینَ فَقَالَ مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَذَا قَالُوا لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْنَا أَحَداً(6).

«103»- یر، [بصائر الدرجات] مُوسَی بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 92


1- 1. بصائر الدرجات ج 8 باب 12 ص 119.
2- 2. الاختصاص ص 316 بتفاوت.
3- 3. بصائر الدرجات ج 8 باب 13 ص 117.
4- 4. نفس المصدر ج 9 باب 6 ص 126.
5- 5. المناقب ج 3 ص 354.
6- 6. بصائر الدرجات ج 10 باب 15 ص 145.

قَالَ: كَانَ مَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ فِی سَفَرٍ فَقَالَ لَهُ انْظُرْ هَلْ تَرَی هَاهُنَا جُبّاً فَنَظَرَ الْبَلْخِیُّ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ مَا رَأَیْتُ شَیْئاً قَالَ بَلَی انْظُرْ فَعَادَ أَیْضاً ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَلَا یَا أَیُّهَا الْجُبُّ الزَّاخِرُ السَّامِعُ الْمُطِیعُ لِرَبِّهِ اسْقِنَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكَ قَالَ فَنَبَعَ مِنْهُ أَعْذَبُ مَاءٍ وَ أَطْیَبُهُ وَ أَرَقُّهُ وَ أَحْلَاهُ فَقَالَ لَهُ الْبَلْخِیُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ سُنَّةٌ فِیكُمْ كَسُنَّةِ مُوسَی (1).

«104»- حة، [فرحة الغری] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَرْبِیُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْجُعْفِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ غَزَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ قَاسِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ: مَضَیْتُ إِلَی الْحِیرَةِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَمَا كَانَ لِی فِیهِ حِیلَةٌ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الرَّابِعُ رَآنِی فَأَدْنَانِی وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ وَ مَضَی یُرِیدُ قَبْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَبِعْتُهُ وَ كُنْتُ أَسْمَعُ كَلَامَهُ وَ أَنَا مَعَهُ أَمْشِی فَحَیْثُ صَارَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ غَمَزَهُ الْبَوْلُ فَتَنَحَّی عَنِ الطَّرِیقِ فَحَفَرَ الرَّمْلَ وَ بَالَ ثُمَّ نَبَشَ الرَّمْلَ فَحَفَرَ فَخَرَجَ لَهُ مَاءٌ فَتَطَهَّرَ لِلصَّلَاةِ وَ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَكَانَ فِیمَا كُنْتُ أَسْمَعُهُ یَدْعُو یَقُولُ- اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ تَقَدَّمَ فَمَرَقَ وَ لَا مِمَّنْ تَخَلَّفَ فَمُحِقَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ النَّمَطِ الْأَوْسَطِ ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ لَا تُحَدِّثْ بِمَا رَأَیْتَ (2).

«105»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ الْهِلَالِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«106»- مِنْ نَوَادِرِ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ السُّكَّرِیِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الطَّبَّالِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ الْهِلَالِیِّ وَ كَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَیْهِ مِائَةٌ وَ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً قَالَ: مَضَیْتُ إِلَی الْحِیرَةِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیه السلام

ص: 93


1- 1. نفس المصدر ج 10 باب 18 ص 149.
2- 2. فرحة الغریّ ص 22.
3- 3. المناقب ج 3 ص 363.

وَقْتَ السَّفَّاحِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ تَدَاكَّ النَّاسُ عَلَیْهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَاتٍ فَمَا كَانَ لِی فِیهِ حِیلَةٌ وَ لَا قَدَرْتُ عَلَیْهِ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَ تَكَاثُفِهِمْ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ رَآنِی وَ قَدْ خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ فَأَدْنَانِی وَ مَضَی إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَبِعْتُهُ فَلَمَّا صَارَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ غَمَزَهُ الْبَوْلُ فَاعْتَزَلَ عَنِ الْجَادَّةِ نَاحِیَةً وَ نَبَشَ الرَّمْلَ بِیَدِهِ فَخَرَجَ لَهُ الْمَاءُ فَتَطَهَّرَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ دَعَا رَبَّهُ وَ كَانَ فِی دُعَائِهِ- اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِی مِمَّنْ تَقَدَّمَ فَمَرَقَ وَ لَا مِمَّنْ تَخَلَّفَ فَمُحِقَ وَ اجْعَلْنِی مِنَ النَّمَطِ الْأَوْسَطِ ثُمَّ مَشَی وَ مَشَیْتُ مَعَهُ فَقَالَ یَا غُلَامُ الْبَحْرُ لَا جَارَ لَهُ وَ الْمَلِكُ لَا صَدِیقَ لَهُ وَ الْعَافِیَةُ لَا ثَمَنَ لَهَا كَمْ مِنْ نَاعِمٍ وَ لَا یَعْلَمُ ثُمَّ قَالَ تَمَسَّكُوا بِالْخَمْسِ وَ قَدِّمُوا الِاسْتِخَارَةَ وَ تَبَرَّكُوا بِالسُّهُولَةِ وَ تَزَیَّنُوا بِالْحِلْمِ وَ اجْتَنِبُوا الْكَذِبَ وَ أَوْفُوا الْمِكْیالَ وَ الْمِیزانَ ثُمَّ قَالَ الْهَرَبَ الْهَرَبَ إِذَا خَلَعَتِ الْعَرَبُ أَعِنَّتَهَا وَ مَنَعَ الْبَرُّ جَانِبَهُ وَ انْقَطَعَ الْحَجُّ ثُمَّ قَالَ حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تُحَجُّوا وَ أَوْمَأَ إِلَی الْقِبْلَةِ بِإِبْهَامِهِ وَ قَالَ یُقْتَلُ فِی هَذَا الْوَجْهِ سَبْعُونَ أَلْفاً أَوْ یَزِیدُونَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ فَقَدْ قُتِلَ فِی الْعِیرِ وَ غَیْرِهِ شَبِیهٌ بِهَذَا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی هَذَا الْخَبَرِ- لَا بُدَّ أَنْ یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا بُدَّ أَنْ یُمْسِكَ الرَّایَةَ الْبَیْضَاءَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ فَاجْتَمَعَ أَهْلُ بَنِی رَوَاسٍ وَ مَضَوْا یُرِیدُونَ الصَّلَاةَ فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فِی سَنَةِ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ كَانُوا قَدْ عَقَدُوا عِمَامَةً بَیْضَاءَ عَلَی قَنَاةٍ فَأَمْسَكَهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَقْتَ خُرُوجِ یَحْیَی بْنِ عُمَرَ.

وَ قَالَ علیه السلام فِی هَذَا الْخَبَرِ وَ یَجِفُّ فُرَاتُكُمْ فَجَفَّ الْفُرَاتُ وَ قَالَ أَیْضاً یَحْوِیكُمْ قَوْمٌ صِغَارُ الْأَعْیُنِ فَیُخْرِجُونَكُمْ مِنْ دُورِكُمْ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ فَجَاءَنَا كیجور وَ الْأَتْرَاكُ مَعَهُ فَأَخْرَجُوا النَّاسَ مِنْ دُورِهِمْ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیْضاً وَ تَجِی ءُ السِّبَاعُ إِلَی دُورِكُمْ قَالَ عَلِیٌّ فَجَاءَتْ السِّبَاعُ إِلَی دُورِنَا وَ قَالَ علیه السلام یَخْرُجُ رَجُلٌ أَشْقَرُ ذُو سِبَالٍ یُنْصَبُ لَهُ كُرْسِیٌّ عَلَی بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ یَدْعُو إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ یَقْتُلُ خَلْقاً مِنَ الْخَلْقِ وَ یُقْتَلُ فِی یَوْمِهِ قَالَ فَرَأَیْنَا ذَلِكَ.

ص: 94

«107»- قب (1)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ بِهَدَایَا وَ أَلْطَافٍ وَ كَانَ فِیمَا أُهْدِیَ إِلَیْهِ جِرَابٌ مِنْ قَدِیدِ وَحْشٍ فَنَثَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ خُذْهَا فَأَطْعِمْهَا الْكِلَابَ قَالَ الرَّجُلُ لِمَ قَالَ لَیْسَ بِذَكِیٍّ فَقَالَ الرَّجُلُ اشْتَرَیْتُهُ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ذَكَرَ أَنَّهُ ذَكِیٌّ فَرَدَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْجِرَابِ وَ تَكَلَّمَ عَلَیْهِ بِكَلَامٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ قُمْ فَأَدْخِلْهُ ذَلِكَ الْبَیْتَ فَفَعَلَ فَسَمِعَ الْقَدِیدَ یَقُولُ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَیْسَ مِثْلِی یَأْكُلُهُ الْإِمَامُ وَ لَا أَوْلَادُ الْأَنْبِیَاءِ لَسْتُ بِذَكِیٍّ فَحَمَلَ الرَّجُلُ الْجِرَابَ وَ خَرَجَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا قَالَ قَالَ أَخْبَرَنِی كَمَا أَخْبَرْتَنِی بِهِ أَنَّهُ غَیْرُ ذَكِیٍّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا عَلِمْتَ یَا أَبَا هَارُونَ إِنَّا نَعْلَمُ مَا لَا یَعْلَمُ النَّاسُ قَالَ فَخَرَجَ وَ أَلْقَاهُ عَلَی كَلْبٍ لَقِیَهُ (2).

بیان: قوله من قدید وحش أی قدید كان من لحوم الحیوانات الوحشیة و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة و هو الردی ء من كل شی ء.

«108»- قب (3)، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْكَاهِلِیِّ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا لَقِیتَ السَّبُعَ مَا تَقُولُ لَهُ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ إِذَا لَقِیتَهُ فَاقْرَأْ فِی وَجْهِهِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْ عَزَمْتُ عَلَیْكَ بِعَزِیمَةِ اللَّهِ وَ عَزِیمَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَزِیمَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ عَزِیمَةِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنَّهُ یَنْصَرِفُ عَنْكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ الْكَاهِلِیُّ فَقَدِمْتُ إِلَی الْكُوفَةِ فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عَمٍّ لِی إِلَی قَرْیَةٍ فَإِذَا سَبُعٌ قَدِ اعْتَرَضَ لَنَا فِی الطَّرِیقِ فَقَرَأْتُ فِی وَجْهِهِ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ قُلْتُ عَزَمْتُ عَلَیْكَ بِعَزِیمَةِ اللَّهِ وَ عَزِیمَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَزِیمَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ عَزِیمَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا تَنَحَّیْتَ عَنْ طَرِیقِنَا وَ لَمْ تُؤْذِنَا فَإِنَّا لَا نُؤْذِیكَ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ قَدْ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَ أَدْخَلَ ذَنَبَهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ وَ رَكِبَ الطَّرِیقَ

ص: 95


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 350.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 231.
3- 3. المناقب ج 3 ص 350 بتفاوت.

رَاجِعاً مِنْ حَیْثُ جَاءَ فَقَالَ ابْنُ عَمِّی مَا سَمِعْتُ كَلَاماً أَحْسَنَ مِنْ كَلَامِكَ هَذَا الَّذِی سَمِعْتُهُ مِنْكَ فَقُلْتُ أَیَّ شَیْ ءٍ سَمِعْتَ هَذَا كَلَامُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ إِمَامٌ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَ مَا كَانَ ابْنُ عَمِّی یَعْرِفُ قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ قَابِلٍ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ تَرَی أَنِّی لَمْ أُشْهِدْكُمْ بِئْسَمَا رَأَیْتَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِی مَعَ كُلِّ وَلِیٍّ أُذُناً سَامِعَةً وَ عَیْناً نَاظِرَةً وَ لِسَاناً نَاطِقاً ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَنَا وَ اللَّهِ صَرَفْتُهُ عَنْكُمَا وَ عَلَامَةُ ذَلِكَ أَنَّكُمَا كُنْتُمَا فِی الْبَرِّیَّةِ عَلَی شَاطِئِ النَّهَرِ وَ اسْمُ ابْنِ عَمِّكَ مُثْبَتٌ عِنْدَنَا وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِیُمِیتَهُ حَتَّی یَعْرِفَ هَذَا الْأَمْرَ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَی الْكُوفَةِ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَمِّی بِمَقَالَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَفَرِحَ فَرَحاً شَدِیداً وَ سَرَّ بِهِ وَ مَا زَالَ مُسْتَبْصِراً بِذَلِكَ إِلَی أَنْ مَاتَ (1).

«109»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْكَاهِلِیِّ: مِثْلَهُ (2).

«110»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ الْوَلِیدَ بْنَ صَبِیحٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی لَیْلَةٍ إِذْ یَطْرُقُ الْبَابَ طَارِقٌ فَقَالَ لِلْجَارِیَةِ انْظُرِی مَنْ هَذَا فَخَرَجَتْ ثُمَّ دَخَلَتْ فَقَالَتْ هَذَا عَمُّكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ أَدْخِلِیهِ وَ قَالَ لَنَا ادْخُلُوا الْبَیْتَ فَدَخَلْنَا بَیْتاً فَسَمِعْنَا مِنْهُ حِسّاً ظَنَنَّا أَنَّ الدَّاخِلَ بَعْضُ نِسَائِهِ فَلَصِقَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِنَ الْقَبِیحِ إِلَّا قَالَهُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْنَا فَأَقْبَلَ یُحَدِّثُنَا مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی قَطَعَ كَلَامَهُ فَقَالَ بَعْضُنَا لَقَدْ اسْتَقْبَلَكَ هَذَا بِشَیْ ءٍ مَا ظَنَنَّا أَنَّ أَحَداً یَسْتَقْبِلُ بِهِ أَحَداً حَتَّی لَقَدْ هَمَّ بَعْضُنَا أَنْ یُخْرِجَ إِلَیْهِ فَیُوقِعَ بِهِ فَقَالَ مَهْ لَا تَدْخُلُوا فِیمَا بَیْنَنَا فَلَمَّا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ مَا مَضَی طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ فَقَالَ لِلْجَارِیَةِ انْظُرِی مَنْ هَذَا فَخَرَجَتْ ثُمَّ عَادَتْ فَقَالَتْ هَذَا عَمُّكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیٍّ قَالَ لَنَا عُودُوا إِلَی مَوَاضِعِكُمْ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ بِشَهِیقٍ وَ نَحِیبٍ وَ بُكَاءٍ وَ هُوَ یَقُولُ یَا ابْنَ أَخِی اغْفِرْ لِی غَفَرَ اللَّهُ لَكَ اصْفَحْ عَنِّی صَفَحَ اللَّهُ عَنْكَ فَقَالَ

ص: 96


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 231.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 417.

غَفَرَ اللَّهُ لَكَ یَا عَمِّ مَا الَّذِی أَحْوَجَكَ إِلَی هَذَا قَالَ إِنِّی لَمَّا أَوَیْتُ إِلَی فِرَاشِی أَتَانِی رَجُلَانِ أَسْوَدَانِ فَشَدَّا وَثَاقِی ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ انْطَلِقْ بِهِ إِلَی النَّارِ فَانْطَلَقَ بِی فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَعُودُ فَأَمَرَهُ فَخَلَّی عَنِّی وَ إِنِّی لَأَجِدُ أَلَمَ الْوَثَاقِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْصِ قَالَ بِمَ أُوصِی مَا لِی مَالٌ وَ إِنَّ لِی عِیَالًا كَثِیراً وَ عَلَیَّ دَیْنٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَیْنُكَ عَلَیَّ وَ عِیَالُكَ إِلَی عِیَالِی فَأَوْصَی فَمَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی مَاتَ وَ ضَمَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِیَالَهُ إِلَیْهِ وَ قَضَی دَیْنَهُ وَ زَوَّجَ ابْنَهُ ابْنَتَهُ (1).

«111»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا خُرَاسَانِیّاً أَقْبَلَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام مَا فَعَلَ فُلَانٌ قَالَ لَا عِلْمَ لِی بِهِ قَالَ أَنَا أُخْبِرُكَ بِهِ بَعَثَ مَعَكَ بِجَارِیَةٍ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّكَ لَمْ تُرَاقِبِ اللَّهَ فِیهَا حَیْثُ عَمِلْتَ مَا عَمِلْتَ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخٍ فَسَكَتَ الرَّجُلُ وَ عَلِمَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِأَمْرٍ عَرَفَهُ (2).

«112»- قب (3)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ أَوْ مَوْلًی لَهُ یَشْكُو زَوْجَتَهُ وَ سُوءَ خُلْقِهَا قَالَ فَأْتِنِی بِهَا فَقَالَ لَهَا مَا لِزَوْجِكِ قَالَتْ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَ فَعَلَ فَقَالَ لَهَا إِنْ ثَبَتِّ عَلَی هَذَا لَمْ تَعِیشِی إِلَّا ثَلَاثَةَ أَیَّامِ قَالَتْ مَا أُبَالِی أَنْ لَا أَرَهُ أَبَداً فَقَالَ لَهُ خُذْ بِیَدِ زَوْجَتِكَ فَلَیْسَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهَا إِلَّا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ دَخَلَ عَلَیْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ علیه السلام مَا فَعَلَتْ زَوْجَتُكَ قَالَ قَدْ وَ اللَّهِ دَفَنْتُهَا السَّاعَةَ قُلْتُ مَا كَانَ حَالُهَا قَالَ كَانَتْ مُتَعَدِّیَةً فَبَتَرَ اللَّهُ عُمُرَهَا وَ أَرَاحَهُ مِنْهَا.

«113»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَلِیٍّ قَتَلَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَتَلْتَ قَیِّمِی فِی مَالِی وَ عِیَالِی ثُمَّ قَالَ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَیْكَ قَالَ دَاوُدُ اصْنَعْ مَا شِئْتَ فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ قَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ ارْمِهِ بِسَهْمٍ مِنْ سِهَامِكَ تَنْفَلِقُ بِهِ قَلْبُهُ فَأَصْبَحَ وَ قَدْ

ص: 97


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 232.
2- 2. نفس المصدر ص 232.
3- 3. المناقب ج 3 ص 351.

مَاتَ دَاوُدُ فَقَالَ علیه السلام لَقَدْ مَاتَ عَلَی دِینِ أَبِی لَهَبٍ وَ قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَأَجَابَ فِیهِ الدَّعْوَةَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ مَلَكاً مَعَهُ مِرْزَبَةٌ مِنْ حَدِیدٍ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً فَمَا كَانَتْ إِلَّا صَیْحَةً قَالَ فَسَأَلْنَا الْخَدَمَ قَالُوا صَاحَ فِی فِرَاشِهِ فَدَنَوْنَا مِنْهُ فَإِذَا هُوَ مَیِّتٌ.

«114»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ قَالَ: حَجَجْتُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَنَةَ سِتٍّ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ مِنْ أَوْدِیَةِ تِهَامَةَ فَلَمَّا أَنَخْنَا صَاحَ یَا دَاوُدُ ارْحَلْ ارْحَلْ فَمَا انْتَقَلْنَا إِلَّا وَ قَدْ جَاءَ سَیْلٌ فَذَهَبَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ فِیهِ وَ قَالَ لَهُ تُؤْتَی بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ حَتَّی تُؤْخَذَ مِنْ مَنْزِلِكَ وَ قَالَ یَا دَاوُدُ إِنَّ أَعْمَالَكُمْ عُرِضَتْ عَلَیَّ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَرَأَیْتُ فِیهَا صِلَتَكَ لِابْنِ عَمِّكَ قَالَ دَاوُدُ وَ كَانَ لِی ابْنُ عَمٍّ نَاصِبِیٍّ كَثِیرِ الْعِیَالِ مُحْتَاجٍ فَلَمَّا خَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ أَمَرْتُ لَهُ بِصِلَةٍ فَأَخْبَرَنِی بِهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (1).

«115»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ الْمِیثَمِیُّ إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ قَالَ: كُنَّا نَتَغَدَّی مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِغُلَامِهِ انْطَلِقْ وَ ائْتِنَا بِمَاءِ زَمْزَمَ فَانْطَلَقَ الْغُلَامُ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ وَ لَیْسَ مَعَهُ مَاءٌ فَقَالَ إِنَّ غُلَاماً مِنْ غِلْمَانِ زَمْزَمَ مَنَعَنِی الْمَاءَ وَ قَالَ تُرِیدُ لِإِلَهِ الْعِرَاقِ فَتَغَیَّرَ لَوْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ رَفَعَ یَدَهُ عَنِ الطَّعَامِ وَ تَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ ثُمَّ قَالَ لِلْغُلَامِ ارْجِعْ فَجِئْنَا بِالْمَاءِ ثُمَّ أَكَلَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ جَاءَ الْغُلَامُ بِالْمَاءِ وَ هُوَ مُتَغَیِّرُ اللَّوْنِ فَقَالَ مَا وَرَاءَكَ قَالَ سَقَطَ ذَاكَ الْغُلَامُ فِی بِئْرِ زَمْزَمَ فَتَقْطَعُ وَ هُمْ یُخْرِجُونَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهِ.

«116»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ صَفْوَانَ (2)

قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَتَاهُ غُلَامٌ فَقَالَ أُمِّی مَاتَتْ فَقَالَ لَهُ علیه السلام لَمْ تَمُتْ قَالَ تَرَكْتُهَا مُسَجًّی (3)

فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَخَلَ عَلَیْهَا فَإِذَا هِیَ قَاعِدَةٌ فَقَالَ لِابْنِهَا ادْخُلْ إِلَی أُمِّكَ فَشَهِّهَا مِنَ الطَّعَامِ مَا شَاءَتْ فَأَطْعِمْهَا فَقَالَ الْغُلَامُ یَا أُمَّاهْ مَا تَشْتَهِینَ قَالَتْ أَشْتَهِی زَبِیباً مَطْبُوخاً فَقَالَ لَهُ ائْتِهَا بِغَضَارَةٍ(4) مَمْلُوَّةٍ زَبِیباً فَأَكَلَتْ مِنْهَا حَاجَتَهَا وَ قَالَ

ص: 98


1- 1. و أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 354 بتفاوت.
2- 2. سفیان، خ ل.
3- 3. كذا فی نسخة الكمبانیّ و مطبوعة تبریز و الصواب مسجاة.
4- 4. الغضارة: القصعة الكبیرة فارسیة.

لَهَا إِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِالْبَابِ یَأْمُرُكِ أَنْ تُوصِیَ فَأَوْصَتْ ثُمَّ تُوُفِّیَتْ فَمَا خَرَجْنَا حَتَّی صَلَّی عَلَیْهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دُفِنَتْ.

«117»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ قَالَ: غَدَوْتُ مِنْ مَنْزِلِی بِالْمَدِینَةِ وَ أَنَا أُرِیدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا صِرْتُ بِالْبَابِ خَرَجَ عَلَیَّ قَوْمٌ مِنْ عِنْدِهِ لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَ لَمْ أَرَ قَوْماً أَحْسَنَ زِیّاً مِنْهُمْ وَ لَا أَحْسَنَ سِیمَاءَ مِنْهُمْ كَأَنَّ الطَّیْرَ عَلَی رُءُوسِهِمْ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَعَلَ یُحَدِّثُنَا بِحَدِیثٍ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ فَهِمَ خَمْسَةَ عَشَرَ نَفَراً مِنَّا مُتَفَرِّقُو الْأَلْسُنِ مِنْهَا اللِّسَانُ الْعَرَبِیُّ وَ الْفَارِسِیُّ وَ النَّبَطِیُّ وَ الْحَبَشِیُّ وَ السَّقْلَبِیُّ قَالَ بَعْضٌ مَا هَذَا الْحَدِیثُ الَّذِی حَدَّثَنَا بِهِ قَالَ لَهُ آخَرُ مَنْ لِسَانُهُ عَرَبِیٌّ حَدَّثَنِی بِكَذَا بِالْعَرَبِیَّةِ وَ قَالَ لَهُ الْفَارِسِیُّ مَا فَهِمْتُ إِنَّمَا حَدَّثَنِی كَذَا وَ كَذَا بِالْفَارِسِیَّةِ وَ قَالَ الْحَبَشِیُّ مَا حَدَّثَنِی إِلَّا بِالْحَبَشِیَّةِ وَ قَالَ السَّقْلَبِیُّ مَا حَدَّثَنِی إِلَّا بِالسَّقْلَبِیَّةِ فَرَجَعُوا إِلَیْهِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ علیه السلام الْحَدِیثُ وَاحِدٌ وَ لَكِنَّهُ فُسِّرَ لَكُمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ.

بیان: قال الجزری فی صفة الصحابة كأنما علی رءوسهم الطیر وصفهم بالسكون و الوقار و أنهم لم یكن فیهم طیش و لا خفة لأن الطیر لا تكاد تقع إلا علی شی ء ساكن (1).

«118»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ قَدْ أَضْجَعَ جَدْیاً لِیَذْبَحَهُ فَصَاحَ الْجَدْیُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ ثَمَنُ هَذَا الْجَدْیِ فَقَالَ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فَحَلَّهَا مِنْ كُمِّهِ وَ دَفَعَهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ خَلِّ سَبِیلَهُ قَالَ فَسِرْنَا فَإِذَا الصَّقْرُ قَدِ انْقَضَّ عَلَی دُرَّاجَةٍ فَصَاحَتِ الدُّرَّاجَةُ فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی الصَّقْرِ بِكُمِّهِ فَرَجَعَ عَنِ الدُّرَّاجَةِ فَقُلْتُ لَقَدْ رَأَیْنَا عَجِیباً مِنْ أَمْرِكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْجَدْیَ لَمَّا أَضْجَعَهُ الرَّجُلُ وَ بَصُرَ بِی قَالَ أَسْتَجِیرُ بِاللَّهِ وَ بِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ

ص: 99


1- 1. أسد الغابة ج 1 ص 26 ضمن حدیث طویل لهند بن أبی هالة یصف رسول اللّٰه« ص»- و كان وصافا-

مِمَّا یُرَادُ مِنِّی وَ كَذَلِكَ قَالَتِ الدُّرَّاجَةُ وَ لَوْ أَنَّ شِیعَتَنَا اسْتَقَامَتْ لَأَسْمَعْتُكُمْ مَنْطِقَ الطَّیْرِ(1).

«119»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ بْنَ كَثِیرٍ الرَّقِّیَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ مُوسَی ابْنُهُ وَ هُوَ یَنْتَفِضُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ أَصْبَحْتَ قَالَ أَصْبَحْتُ فِی كَنَفِ اللَّهِ مُتَقَلِّباً فِی نِعَمِ اللَّهِ أَشْتَهِی عُنْقُودَ عِنَبٍ حرشی [جُرَشِیٍ] وَ رُمَّانَةً قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا الشِّتَاءُ فَقَالَ یَا دَاوُدُ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ ادْخُلِ الْبُسْتَانَ فَإِذَا شَجَرَةٌ عَلَیْهَا عُنْقُودٌ مِنْ عِنَبٍ حرشی [جُرَشِیٍ] وَ رُمَّانَةٌ فَقُلْتُ آمَنْتُ بِسِرِّكُمْ وَ عَلَانِیَتِكُمْ فَقَطَعْتُهَا وَ أَخْرَجْتُهَا إِلَی مُوسَی فَقَعَدَ یَأْكُلُ فَقَالَ یَا دَاوُدُ وَ اللَّهِ لِهَذَا فَضْلٌ مِنْ رِزْقٍ قَدِیمٍ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلَی (2).

«120»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَا لِی أَرَی لَوْنَكَ مُتَغَیِّراً قُلْتُ غَیَّرَهُ دَیْنٌ فَاضِحٌ عَظِیمٌ وَ قَدْ هَمَمْتُ بِرُكُوبِ الْبَحْرِ إِلَی السِّنْدِ لِإِتْیَانِ أَخِی فُلَانٍ قَالَ إِذَا شِئْتَ قُلْتُ یُرَوِّعُنِی عَنْهُ أَهْوَالُ الْبَحْرِ وَ زَلَازِلُهُ قَالَ إِنَّ الَّذِی یَحْفَظُ فِی الْبَرِّ هُوَ حَافِظٌ لَكَ فِی الْبَحْرِ یَا دَاوُدُ لَوْ لَا اسْمِی وَ رُوحِی لَمَا اطَّرَدَتِ الْأَنْهَارُ وَ لَا أَیْنَعَتِ الثِّمَارُ وَ لَا اخْضَرَّتِ الْأَشْجَارُ قَالَ دَاوُدُ فَرَكِبْتُ الْبَحْرَ حَتَّی إِذَا كُنْتُ بِحَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ بَعْدَ مَسِیرَةِ مِائَةٍ وَ عِشْرِینَ یَوْماً خَرَجْتُ قَبْلَ الزَّوَالِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا السَّمَاءُ مُتَغَیِّمَةٌ وَ إِذَا نُورٌ سَاطِعٌ مِنْ قَرْنِ السَّمَاءِ إِلَی جَدَدِ الْأَرْضِ وَ إِذَا صَوْتٌ خَفِیٌّ یَا دَاوُدُ هَذَا أَوَانُ قَضَاءِ دَیْنِكَ فَارْفَعْ رَأْسَكَ قَدْ سَلِمْتَ قَالَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی وَ نُودِیتُ عَلَیْكَ بِمَا وَرَاءَ الْأَكَمَةِ الْحَمْرَاءِ فَأَتَیْتُهَا فَإِذَا صَفَائِحُ مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ مَمْسُوحٌ أَحَدُ جَانِبَیْهِ وَ فِی الْجَانِبِ الْآخَرِ مَكْتُوبٌ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (3) فَقَبَضْتُهَا وَ لَهَا قِیمَةٌ لَا تُحْصَی فَقُلْتُ لَا أُحْدِثُ فِیهَا حَتَّی آتِیَ الْمَدِینَةَ فَقَدِمْتُهَا فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی یَا دَاوُدُ إِنَّمَا

ص: 100


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 232.
2- 2. نفس المصدر ص 232 بتفاوت یسیر.
3- 3. سورة ص الآیة 39.

عَطَاؤُنَا لَكَ النُّورُ الَّذِی سَطَعَ لَكَ- لَا مَا ذَهَبْتَ إِلَیْهِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ لَكِنْ هُوَ لَكَ هَنِیئاً مَرِیئاً عَطَاءً مِنْ رَبٍّ كَرِیمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ قَالَ دَاوُدُ فَسَأَلْتُ مُعَتِّباً خَادِمَهُ فَقَالَ كَانَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ یُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ مِنْهُمْ خَیْثَمَةُ وَ حُمْرَانُ وَ عَبْدُ الْأَعْلَی مُقْبِلًا عَلَیْهِمْ بِوَجْهِهِ یُحَدِّثُهُمْ بِمِثْلِ مَا ذَكَرْتَ فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ فَصَلَّی بِهِمْ فَسَأَلْتُ هَؤُلَاءِ جَمِیعاً فَحَكَوْا لِیَ الْحِكَایَةَ(1).

«121»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ مَوْلًی یُقَالُ لَهُ مُسْلِمٌ وَ كَانَ لَا یُحْسِنُ الْقُرْآنَ فَعَلَّمَهُ فِی لَیْلَةٍ فَأَصْبَحَ وَ قَدْ أَحْكَمَ الْقُرْآنَ.

«122»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: حَمَلْتُ مَالًا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَكْثَرْتُهُ فِی نَفْسِی فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ دَعَا بِغُلَامٍ وَ إِذَا طَشْتٌ فِی آخِرِ الدَّارِ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْتِیَ بِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمَّا أَتَی بِالطَّشْتِ فَانْحَدَرَ الدَّنَانِیرُ مِنَ الطَّشْتِ حَتَّی حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْغُلَامِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ أَ تَرَی نَحْتَاجُ إِلَی مَا فِی أَیْدِیكُمْ إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنْكُمْ مَا نَأْخُذُ لِنُطَهِّرَكُمْ (2).

«123»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ عَلَی بَغْلَةٍ وَ أَنَا عَلَی حِمَارٍ وَ لَیْسَ مَعَنَا أَحَدٌ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَا عَلَامَةُ الْإِمَامِ قَالَ یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَوْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ سِرْ لَسَارَ فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَی الْجَبَلِ یَسِیرُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی لَمْ أَعْنِكَ (3).

«124»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ بْنَ مِهْزَمٍ الْأَسَدِیَّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ فَأَتَیْتُ بَابَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْتَفْتِحُهُ فَدَنَتْ جَارِیَةٌ لِفَتْحِ الْبَابِ فَقَرَصْتُ ثَدْیَهَا وَ دَخَلْتُ فَقَالَ یَا ابْنَ مِهْزَمٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ وَلَایَتَنَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْوَرَعِ فَأَعْطَیْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنِّی لَا أَعُودُ إِلَی مِثْلِهَا أَبَداً(4).

ص: 101


1- 1. المصدر السابق ص 233 بتفاوت یسیر.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 232.
3- 3. نفس المصدر ص 233.
4- 4. نفس المصدر ص 243 و فیه حدیث عن مهزم الأسدی لا إبراهیم بن مهزم، بتفاوت فلاحظ.

«125»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ بَاكِیاً قَالَ وَ مَا یُبْكِیكَ قَالَ بِالْبَابِ قَوْمٌ یَزْعُمُونَ أَنْ لَیْسَ لَكُمْ عَلَیْنَا فَضْلٌ وَ أَنَّكُمْ وَ هُمْ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ فَسَكَتَ ثُمَّ دَعَا بِطَبَقٍ مِنْ تَمْرٍ فَحَمَلَ مِنْهُ تَمْرَةً فَشَقَّهَا نِصْفَیْنِ وَ أَكَلَ التَّمْرَ وَ غَرَسَ النَّوَی فِی الْأَرْضِ فَنَبَتَتْ فَحَمَلَتْ بُسْراً وَ أَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَةً فَشَقَّهَا وَ أَخْرَجَ مِنْهُ وَرَقاً وَ دَفَعَهُ إِلَی الْمُعَلَّی وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَإِذَا فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ الْمُرْتَضَی- الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَاحِداً وَاحِداً إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ ابْنِهِ (1).

«126»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا مَرْیَمَ الْمَدَنِیَّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا صِرْتُ قَرِیباً مِنَ الشَّجَرَةِ خَرَجْتُ عَلَی حِمَارٍ لِی قُلْتُ أُدْرِكُ الْجَمَاعَةَ وَ أُصَلِّی مَعَهُمْ فَنَظَرْتُ إِلَی الْجَمَاعَةِ یُصَلُّونَ فَأَتَیْتُهُمْ فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُحْتَبٍ بِرِدَائِهِ یُسَبِّحُ فَقَالَ صَلَّیْتَ یَا أَبَا مَرْیَمَ قُلْتُ لَا قَالَ صَلِّ فَصَلَّیْتُ ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَسِرْتُ تَحْتَ مَحْمِلِهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ خَلَوْتُ بِهِ الْیَوْمَ فَأَسْأَلُهُ عَمَّا بَدَا لِی فَقَالَ یَا أَبَا مَرْیَمَ تَسِیرُ تَحْتَ مَحْمِلِی قُلْتُ نَعَمْ وَ كَانَ زَمِیلُهُ غُلَاماً لَهُ یُقَالُ لَهُ سَالِمٌ فَرَآنِی كَثِیرَ الِاخْتِلَافِ قَالَ أَرَاكَ كَثِیرَ الِاخْتِلَافِ أَ بِكَ بَطَنٌ (2)

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَكَلْتَ الْبَارِحَةَ حِیتَاناً قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَأَتْبَعْتَهَا بِتَمَرَاتٍ قُلْتُ لَا قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَتْبَعْتَهَا بِتَمَرَاتٍ مَا ضَرَّكَ فَسِرْنَا حَتَّی إِذَا كَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ نَزَلَ فَقَالَ یَا غُلَامُ هَاتِ مَاءً أَتَوَضَّأْ بِهِ فَنَاوَلَهُ فَدَخَلَ إِلَی مَوْضِعٍ یَتَوَضَّأُ فَلَمَّا خَرَجَ إِذَا هُوَ بِجِذْعٍ

فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ یَا جِذْعُ أَطْعِمْنَا مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ فِیكَ قَالَ رَأَیْتُ الْجِذْعَ یَهْتَزُّ ثُمَّ اخْضَرَّ ثُمَّ أَطْلَعَ ثُمَّ اصْفَرَّ ثُمَّ ذَهَبَ فَأَكَلَ مِنْهُ وَ أَطْعَمَنِی كُلُّ ذَلِكَ أَسْرَعُ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ.

«127»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا خَدِیجَةَ رَوَی عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ وَ كَانَ سَیَّافَ بَنِی الْعَبَّاسِ قَالَ: لَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ إِسْمَاعِیلَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمَا وَ هُمَا مَحْبُوسَانِ فِی بَیْتٍ فَأَتَی عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلًا فَأَخْرَجَهُ وَ ضَرَبَهُ بِسَیْفِهِ حَتَّی قَتَلَهُ

ص: 102


1- 1. نفس المصدر ص 233.
2- 2. البطن: محركة، داء البطن.

ثُمَّ أَخَذَ إِسْمَاعِیلَ لِیَقْتُلَهُ فَقَاتَلَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ جَاءَ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا صَنَعْتَ قَالَ لَقَدْ قَتَلْتُهُمَا وَ أَرَحْتُكَ مِنْهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ إِسْمَاعِیلُ جَالِسَانِ فَاسْتَأْذَنَّا فَقَالَ أَبُو الدَّوَانِیقِ لِلرَّجُلِ أَ لَسْتَ زَعَمْتَ أَنَّكَ قَتَلْتَهُمَا قَالَ بَلَی لَقَدْ أَعْرِفُهُمَا كَمَا أَعْرِفُكَ قَالَ فَاذْهَبْ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی قَتَلْتَهُمَا فِیهِ فَجَاءَ فَإِذَا بِجَزُورَیْنِ مَنْحُورَیْنِ قَالَ فَبُهِتَ وَ رَجَعَ فَنَكَسَ رَأْسَهُ وَ قَالَ لَا یَسْمَعَنَّ مِنْكَ هَذَا أَحَدٌ فَكَانَ كَقَوْلِهِ تَعَالَی فِی عِیسَی- وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (1).

«128»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ عِیسَی بْنَ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وَرَاءِ النَّهَرِ وَ كَانَ مُوسِراً وَ كَانَ مُحِبّاً لِأَهْلِ الْبَیْتِ وَ كَانَ یَحُجُّ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ قَدْ وَظَّفَ عَلَی نَفْسِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی كُلِّ سَنَةٍ أَلْفَ دِینَارٍ مِنْ مَالِهِ وَ كَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ عَمٍّ لَهُ تُسَاوِیهِ فِی الْیَسَارِ وَ الدِّیَانَةِ فَقَالَتْ فِی بَعْضِ السِّنِینَ یَا ابْنَ عَمِّ حُجَّ بِی فِی هَذِهِ السَّنَّةِ فَأَجَابَهَا إِلَی ذَلِكَ فَتَجَهَّزَتْ لِلْحَجِّ وَ حَمَلَتْ لِعِیَالِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَنَاتِهِ مِنْ فَوَاخِرِ ثِیَابِ خُرَاسَانَ وَ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَ الْبَزِّ(2) أَشْیَاءَ كَثِیرَةً خَطِیرَةً وَ أَعَدَّ زَوْجُهَا أَلْفَ دِینَارٍ فِی كِیسٍ كَعَادَتِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ جَعَلَ الْكِیسَ فِی رَبْعَةٍ فِیهَا حُلِیٌّ وَ طِیبٌ وَ شَخَصَ یُرِیدُ الْمَدِینَةَ فَلَمَّا وَرَدَهَا صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ وَ سَأَلَهُ الْإِذْنَ لَهَا فِی الْمَصِیرِ إِلَی مَنْزِلِهِ لِلتَّسْلِیمِ عَلَی أَهْلِهِ وَ بَنَاتِهِ فَأَذِنَ لَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی ذَلِكَ فَصَارَتْ إِلَیْهِمْ وَ فَرَّقَتْ عَلَیْهِمْ وَ أَجْمَلَتْ وَ أَقَامَتْ یَوْماً عِنْدَهُمْ وَ انْصَرَفَتْ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لَهَا زَوْجُهَا أَخْرِجِی تِلْكَ الرَّبْعَةَ لِتَسْلِیمِ أَلْفِ دِینَارٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَتْ فِی مَوْضِعِ كَذَا فَأَخَذَهَا وَ فَتَحَ الْقُفْلَ فَلَمْ یَجِدِ الدَّنَانِیرَ وَ كَانَ فِیهَا حُلِیُّهَا وَ ثِیَابُهَا فَاسْتَقْرَضَ أَلْفَ دِینَارٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَ رَهَنَ الْحُلِّیَّ بِهَا وَ صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ قَدْ وَصَلَتْ إِلَیْنَا الْأَلْفَ قَالَ یَا مَوْلَایَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ وَ مَا عَلِمَ بِهَا غَیْرِی وَ غَیْرُ بِنْتِ عَمِّی فَقَالَ مَسَّتْنَا ضَیْقَةٌ فَوَجَّهْنَا مَنْ أَتَی بِهَا مِنْ شِیعَتِی

ص: 103


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 233 و الآیة فی الحدیث فی سورة النساء الآیة: 157.
2- 2. البز: الثیاب من الكتان أو القطن.

مِنَ الْجِنِّ فَإِنِّی كُلَّمَا أُرِیدُ أَمْراً بِعَجَلَةٍ أَبْعَثُ وَاحِداً مِنْهُمْ فَزَادَ فِی بَصِیرَةِ الرَّجُلِ وَ سُرَّ بِهِ وَ اسْتَرْجَعَ الْحُلِیَّ مِمَّنْ رَهَنَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ تَجُودُ بِنَفْسِهَا فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهَا فَقَالَتْ خَدَمَتُهَا أَصَابَهَا وَجَعٌ فِی فُؤَادِهَا وَ هِیَ فِی هَذِهِ الْحَالِ فَغَمَّضَهَا وَ سَجَّاهَا وَ شَدَّ حَنَكَهَا وَ تَقَدَّمَ فِی إِصْلَاحِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنَ الْكَفَنِ وَ الْكَافُورِ وَ حَفَرَ قَبْرَهَا وَ صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَتَفَضَّلَ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهَا فَصَلَّی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ انْصَرِفْ إِلَی رَحْلِكَ فَإِنَّ أَهْلَكَ لَمْ تَمُتْ وَ سَتَجِدُهَا فِی رَحْلِكَ تَأْمُرُ وَ تَنْهَی وَ هِیَ فِی حَالِ سَلَامَةٍ فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَأَصَابَهَا كَمَا وَصَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ خَرَجَ یُرِیدُ مَكَّةَ وَ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِلْحَجِّ أَیْضاً فَبَیْنَمَا الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَیْتِ إِذَا رَأَتْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَطُوفُ وَ النَّاسُ قَدْ حَفُّوا بِهِ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا مَنْ هَذَا الرَّجُلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ الرَّجُلُ الَّذِی رَأَیْتُهُ یَشْفَعُ إِلَی اللَّهِ حَتَّی رَدَّ رُوحِی فِی جَسَدِی (1).

بیان: قال الجزری (2) الربعة إناء مربع كالجونة.

«129»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ شَابٌّ یَبْكِی وَ یَقُولُ نَذَرْتُ عَلَی أَنْ أَحُجَّ بِأَهْلِی فَلَمَّا أَنْ دَخَلَتِ الْمَدِینَةَ مَاتَتْ قَالَ علیه السلام اذْهَبْ فَإِنَّهَا لَمْ تَمُتْ قَالَ مَاتَتْ وَ سَجَّیْتُهَا قَالَ اذْهَبْ فَخَرَجَ وَ رَجَعَ ضَاحِكاً وَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَیْهَا وَ هِیَ جَالِسَةٌ قَالَ یَا دَاوُدُ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلْتُ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ التَّرْوِیَةِ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدِ اشْتَقْتُ إِلَی بَیْتِ رَبِّی قُلْتُ یَا سَیِّدِی هَذِهِ عَرَفَاتٌ قَالَ إِذَا صَلَّیْتُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فَأَرْحِلْ نَاقَتِی وَ شُدَّ زِمَامَهَا فَفَعَلْتُ فَخَرَجَ وَ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ یس ثُمَّ اسْتَوَی عَلَیْهَا وَ أَرْدَفَنِی خَلْفَهُ فَسِرْنَا هَوْناً فِی اللَّیْلِ وَ فَعَلَ فِی مَوَاضِعَ مَا كَانَ یَنْبَغِی فَقَالَ هَذَا بَیْتُ اللَّهُ فَفَعَلَ مَا كَانَ یَنْبَغِی فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ قَامَ فَأَذَّنَ وَ أَقَامَ وَ أَقَامَنِی عَنْ یَمِینِهِ وَ قَرَأَ فِی أَوَّلِ الرَّكْعَةِ الْحَمْدُ وَ الضُّحَی وَ فِی الثَّانِیَةِ الْحَمْدُ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثُمَّ قَنَتَ ثُمَ

ص: 104


1- 1. نفس المصدر ص 233.
2- 2. النهایة لابن الأثیر ج 2 ص 62.

سَلَّمَ وَ جَلَسَ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مَرَّ الشَّابُّ وَ مَعَهُ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا هَذَا الَّذِی شَفَّعَ إِلَی اللَّهِ فِی إِحْیَائِی.

«130»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ عَبْدَ الْحَمِیدِ الْجُرْجَانِیَّ قَالَ: أَتَانِی غُلَامٌ بِبَیْضِ الْأَجَمَةِ(1) فَرَأَیْتُهُ مُخْتَلِفاً فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ مَا هَذَا الْبَیْضُ قَالَ هَذَا بَیْضُ دُیُوكِ الْمَاءِ فَأَبَیْتُ أَنْ آكُلَ مِنْهُ شَیْئاً حَتَّی أَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلْتُ الْمَدِینَةَ فَأَتَیْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسَائِلِی وَ نَسِیتُ تِلْكَ الْمَسْأَلَةَ فَلَمَّا ارْتَحَلْنَا ذَكَرْتُ الْمَسْأَلَةَ وَ رَأْسُ الْقِطَارِ(2)

بِیَدِی فَرَمَیْتُ إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِی وَ مَضَیْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ خَلْقاً كَثِیراً فَقُمْتُ تُجَاهَ وَجْهِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا عَبْدَ الْحَمِیدِ لَنَا تَأْتِی دُیُوكٌ هَبِرٌ فَقُلْتُ أَعْطَیْتَنِی الَّذِی أُرِیدُ فَانْصَرَفْتُ وَ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِی.

«131»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ شُعَیْبَ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ وَ أَبُو بَصِیرٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعِی ثَلَاثُمِائَةِ دِینَارٍ قَبَّضْتُهَا قُدَّامَهُ فَأَخَذَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَبْضَةً مِنْهَا لِنَفْسِهِ وَ رَدَّ الْبَاقِیَ عَلَیَّ وَ قَالَ رُدَّ هَذِهِ إِلَی مَوْضِعِهَا الَّذِی أَخَذْتَهَا مِنْهُ وَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ یَا شُعَیْبُ مَا حَالُ هَذِهِ الدَّنَانِیرِ الَّتِی رَدَّهَا عَلَیْكَ قُلْتُ أَخَذْتُهَا مِنْ عُرْوَةِ أَخِی سِرّاً وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ أَعْطَاكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَامَةَ الْإِمَامَةِ فَعَدَّ الدَّنَانِیرَ فَإِذَا هِیَ مِائَةٌ لَا تَزِیدُ وَ لَا تَنْقُصُ.

«132»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«133»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی شُعَیْبٌ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَنْ كَانَ زَمِیلُكَ قُلْتُ الْخَیِّرُ الْفَاضِلُ أَبُو مُوسَی الْبَقَّالُ قَالَ اسْتَوْصِ بِهِ خَیْراً فَإِنَّ لَهُ عَلَیْكَ حُقُوقاً كَثِیرَةً فَأَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَمَا أَنْتَ عَلَیْهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ حَقِّ الصُّحْبَةِ قُلْتُ لَوِ اسْتَطَعْتُ مَا مَشَی عَلَی الْأَرْضِ قَالَ اسْتَوْصِ بِهِ خَیْراً قُلْتُ دُونَ هَذَا أَكْتَفِی بِهِ مِنْكَ قَالَ فَخَرَجْنَا

ص: 105


1- 1. الاجمة: الشجر الكثیر الملتف، و مأوی الأسد.
2- 2. القطار: من الإبل: قطعة منها یلی بعضها بعضا علی نسق واحد جمع قطر و قطرات.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 419.

حَتَّی نَزَلْنَا مَنْزِلًا فِی الطَّرِیقِ یُقَالُ لَهُ وتقر(1)

فَنَزَلْنَاهُ وَ أَمَرْتُ الْغِلْمَانَ أَنْ یَكْفُوا الْإِبِلَ الْعَلَفَ وَ یَصْنَعُوا طَعَاماً فَفَعَلُوا وَ نَظَرْتُ إِلَی أَبِی مُوسَی وَ مَعَهُ كُوزٌ مِنْ مَاءٍ وَ أَخَذَ طَرِیقَهُ لِلْوُضُوءِ وَ أَنَا أَنْظُرُ حَتَّی هَبَطَ فِی وَهْدَةٍ(2) مِنَ الْأَرْضِ وَ أَدْرَكَ الطَّعَامُ فَقَالَ لِیَ الْغِلْمَانُ قَدْ أَدْرَكَ الطَّعَامُ قُلْتُ اطْلُبُوا أَبَا مُوسَی فَإِنَّهُ أَخَذَ فِی هَذَا الْوَجْهِ یَتَوَضَّأُ فَطَلَبُوهُ الْغِلْمَانُ فَلَمْ یُصِیبُوهُ فَأَعْطَیْتُ اللَّهَ عَهْداً أَنْ لَا أَبْرَحَ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی أَنَا فِیهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَطْلُبُهُ حَتَّی أُبْلِیَ إِلَی اللَّهِ عُذْراً فَاكْتَرَیْتُ الْأَعْرَابَ فِی طَلَبِهِ وَ جَعَلْتُ لِمَنْ جَاءَ بِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَانْطَلَقَ الْأَعْرَابُ فِی طَلَبِهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الرَّابِعُ أَتَانِی الْقَوْمُ وَ أَیِسُوا مِنْهُ فَقَالُوا یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا نَرَی صَاحِبَكَ إِلَّا وَ قَدِ اخْتُطِفَ إِنَّ هَذِهِ بِلَادٌ مَحْضُورَةٌ فُقِدَ فِیهَا غَیْرُ وَاحِدٍ وَ نَحْنُ نَرَی لَكَ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنْهَا فَلَمَّا قَالُوا لِی هَذِهِ الْمَقَالَةَ ارْتَحَلْتُ حَتَّی قَدِمْنَا الْكُوفَةَ وَ أَخْبَرْتُ أَهْلَهُ بِقِصَّتِهِ وَ خَرَجْتُ مِنْ قَابِلٍ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا شُعَیْبُ لَمْ آمُرْكَ أَنْ تَسْتَوْصِیَ بِأَبِی مُوسَی الْبَقَّالِ خَیْراً قُلْتُ بَلَی وَ لَكِنْ ذَهَبَ حَیْثُ ذَهَبَ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا مُوسَی لَوْ رَأَیْتَ مَنَازِلَ أَبِی مُوسَی فِی الْجَنَّةِ لَأَقَرَّ اللَّهُ عَیْنَكَ كَانَتْ لِأَبِی مُوسَی دَرَجَةٌ عِنْدَ اللَّهِ لَمْ یَكُنْ یَنَالُهَا إِلَّا بِالَّذِی ابْتُلِیَ بِهِ.

بیان: قوله ما مشی علی الأرض أی أحمله علی مركوبی أو علی كتفی مبالغة فی إكرامه.

و یقال أبلاه عذرا أی أداه إلیه فقبله قوله ألا و قد اختطف أی اختطفته الجن و الشیاطین إن هذه بلاد محضورة أی تحضره الجن و الشیاطین یقال مكان محتضر و محضور أی تحضره الشیاطین و یحتمل علی بُعْدٍ أن یكون المراد اختطاف السبع و فی بعض النسخ محصورة بالصاد المهملة أی بلاد معلومة قلیلة سرنا فیها فلم نجده و الأول أظهر.

ص: 106


1- 1. و تقر: كذا فی نسخة الكمبانیّ و مطبوعة تبریز و الظاهر أنّها مصحف« و تیر» اسم ماء بأسفل مكّة لخزاعة.
2- 2. الوهدة: الأرض المنخفضة. و الهوة فی الأرض.

«134»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عِیسَی قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ضَیَّقَ إِخْوَتِی وَ بَنُو عَمِّی عَلَیَّ الدَّارَ فَلَوْ تَكَلَّمْتَ قَالَ اصْبِرْ فَانْصَرَفْتُ سَنَتِی ثُمَّ عُدْتُ مِنْ قَابِلٍ فَشَكَوْتُهُمْ إِلَیْهِ قَالَ اصْبِرْ ثُمَّ عُدْتُ فِی السَّفَرَةِ الثَّالِثَةِ فَقَالَ اصْبِرْ سَیَجْعَلُ اللَّهُ لَكَ فَرَجاً فَمَاتُوا كُلُّهُمْ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَهْلُ بَیْتِكَ قُلْتُ مَاتُوا قَالَ هُوَ مَا صَنَعُوا بِكَ لِعُقُوقِهِمْ إِیَّاكَ وَ قَطْعِهِمْ رَحِمَكَ.

«135»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ الطَّیَالِسِیَّ قَالَ: جِئْتُ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَی لَیْلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ ذَهَبَتْ رَاحِلَتِی وَ عَلَیْهَا نَفَقَتِی وَ مَتَاعِی وَ أَشْیَاءُ كَانَتْ لِلنَّاسِ مَعِی فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ ادْخُلِ الْمَسْجِدَ فَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَیْتُكَ زَائِراً لِبَیْتِكَ الْحَرَامِ وَ إِنَّ رَاحِلَتِی قَدْ ذَهَبَتْ فَرُدَّهَا عَلَیَّ فَجَعَلْتُ أَدْعُو فَإِذَا مُنَادٍ یُنَادِی عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ یَا صَاحِبَ الرَّاحِلَةِ اخْرُجْ فَخُذْ رَاحِلَتَكَ فَقَدْ آذَیْتَنَا مُنْذُ اللَّیْلَةِ فَأَخَذْتُهَا وَ مَا فَقَدْتُ مِنْهَا خَیْطاً وَاحِداً.

«136»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ بِالرُّبُوبِیَّةِ فِیهِمْ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ الْعَزِیزِ ضَعْ مَاءً أَتَوَضَّأْ فَفَعَلْتُ فَلَمَّا دَخَلَ یَتَوَضَّأُ قُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا الَّذِی قُلْتُ فِیهِ مَا قُلْتُ یَتَوَضَّأُ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ یَا عَبْدَ الْعَزِیزِ- لَا تَحْمِلُ عَلَی الْبِنَاءِ فَوْقَ مَا یُطِیقُ فَیَهْدِمَ إِنَّا عَبِیدٌ مَخْلُوقُونَ (1).

«137»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یَكْتُبُ كُتُباً إِلَی بَغْدَادَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُوَدِّعَهُ فَقَالَ تَجِی ءُ إِلَی بَغْدَادَ قُلْتُ بَلَی قَالَ تُعِینُ مَوْلَایَ هَذَا بِدَفْعِ كُتُبِهِ فَفَكَّرْتُ وَ أَنَا فِی صَحْنِ الدَّارِ أَمْشِی فَقُلْتُ هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ یَكْتُبُ إِلَی أَبِی أَیُّوبَ الْجَزَرِیِّ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ یَسْأَلُهُمْ حَوَائِجَهُ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی بَابِ الدَّارِ صَاحَ بِی یَا سُلَیْمَانُ ارْجِعْ أَنْتَ وَحْدَكَ فَرَجَعْتُ فَقَالَ كَتَبْتُ إِلَیْهِمْ لِأُخْبِرَهُمْ أَنِّی عَبْدٌ وَ لِی إِلَیْهِمْ حَاجَةٌ.

ص: 107


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 234.

«138»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا أَمْوَالًا نُعَامِلُ بِهَا النَّاسَ وَ أَخَافُ حَدَثاً یُفَرِّقُ أَمْوَالَنَا قَالَ اجْمَعْ مَالَكَ إِلَی شَهْرِ رَبِیعٍ فَمَاتَ إِسْحَاقُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ.

«139»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی ابْنُ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ علیه السلام فَقَالَ یَا غُلَامُ ائْتِنَا بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَعْمِ بَصَرَهُ اللَّهُمَّ أَخْرِسْ لِسَانَهُ اللَّهُمَّ أَصِمَّ سَمْعَهُ قَالَ فَرَجَعَ الْغُلَامُ یَبْكِی فَقَالَ مَا لَكَ قَالَ إِنَّ فُلَانَ الْقُرَشِیِّ ضَرَبَنِی وَ مَنَعَنِی مِنَ السِّقَاءِ قَالَ ارْجِعْ فَقَدْ كُفِیتَهُ فَرَجَعَ وَ قَدْ عَمِیَ وَ صَمَّ وَ خَرِسَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ النَّاسُ.

«140»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ بَحْرَ الْخَیَّاطِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ فِطْرِ بْنِ خَلِیفَةَ فَجَاءَ ابْنُ الْمَلَّاحِ فَجَلَسَ یَنْظُرُ إِلَیَّ فَقَالَ لِی فِطْرٌ حَدِّثْ إِنْ أَرَدْتَ وَ لَیْسَ عَلَیْكَ بَأْسٌ فَقَالَ ابْنُ الْمَلَّاحِ أُخْبِرُكَ بِأُعْجُوبَةٍ رَأَیْتُهَا مِنِ ابْنِ الْبَكْرِیَّةِ یَعْنِی الصَّادِقَ قَالَ مَا هُوَ قَالَ كُنْتُ قَاعِداً وَحْدِی أُحَدِّثُهُ وَ یُحَدِّثُنِی إِذْ ضَرَبَ یَدَهُ إِلَی نَاحِیَةِ الْمَسْجِدِ شِبْهَ المفتكر [الْمُتَفَكِّرِ] ثُمَّ اسْتَرْجَعَ فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قُلْتُ مَا لَكَ قَالَ قُتِلَ عَمِّی زَیْدٌ السَّاعَةَ ثُمَّ نَهَضَ فَذَهَبَ فَكَتَبْتُ قَوْلَهُ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ فِی ذَلِكَ الشَّهْرِ ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَی

الْفُرَاتِ فَلَمَّا كُنْتُ فِی الطَّرِیقِ اسْتَقْبَلَنِی رَاكِبٌ فَقَالَ قُتِلَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فِی یَوْمِ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا عَلَی مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِیفَةَ إِنَّ عِنْدَ الرَّجُلِ عِلْماً جَمّاً.

«141»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ العَلَاءَ بْنَ سَیَابَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یُصَلِّی فَجَاءَ هُدْهُدٌ فَوَقَعَ عِنْدَ رَأْسِهِ حَتَّی سَلَّمَ وَ الْتَفَتَ إِلَیْهَا فَقُلْتُ جِئْتُ لِأَسْأَلَكَ فَرَأَیْتُ مَا هُوَ أَعْجَبُ قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ مَا صَنَعَ الْهُدْهُدُ قَالَ جَاءَنِی فَشَكَا إِلَیَّ حَیَّةً تَأْكُلُ فِرَاخَهُ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهَا فَأَمَاتَهَا قُلْتُ یَا مَوْلَایَ إِنِّی لَا یَعِیشُ لِی وَلَدٌ وَ كُلَّمَا وَلَدَتِ امْرَأَتِی مَاتَ وَلَدُهَا قَالَ هَذَا لَیْسَ مِنْ ذَلِكَ الْجِنْسِ وَ لَكِنْ إِذَا رَجَعْتَ إِلَی مَنْزِلِكَ فَإِنَّهُ سَتَدْخُلُ كَلْبَةٌ إِلَیْكَ فَتُرِیدُ امْرَأَتُكَ أَنْ تُطْعِمَهَا فَمُرْهَا أَنْ لَا تُطْعِمَهَا فَقُلْ لِلْكَلْبَةِ إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَرَنِی أَنْ أَقُولَ أَمِیطِی عَنَّا لَعَنَكِ اللَّهُ

ص: 108

فَإِنَّهُ یَعِیشُ وَلَدُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَعَاشَ أَوْلَادِی وَ خَلَّفْتُ غِلْمَاناً ثَلَاثَةً.

«142»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ مِنْ مَكَّةَ بُرْدَةً فَآلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ مِلْكِی حَتَّی تَكُونَ كَفَنِی فَخَرَجْتُ إِلَی عَرَفَةَ فَوَقَفْتُ فِیهَا لِلْمَوْقِفِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَی جَمْعٍ (1) فَقُمْتُ فِیهَا فِی وَقْتِ الصَّلَاةِ فَطَوَیْتُهَا شَفَقَةً مِنِّی عَلَیْهَا فَقُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ فَلَمَّا عُدْتُ لَمْ أَرَهَا فَاغْتَمَمْتُ غَمّاً شَدِیداً فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَفَضْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَی مِنًی فَأَتَانِی رَسُولٌ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَقُولُ لَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَقْبِلْ فَقُمْتُ مُسْرِعاً فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ تُحِبُّ أَنْ نُعْطِیَكَ بُرْدَةً تَكُونُ كَفَنَكَ وَ أَمَرَ غُلَامَهُ فَأَتَانِی بِبُرْدَةٍ فَقَالَ خُذْهَا.

«143»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَنْقَی ثِیَابَكَ هَذِهِ قَالَ هِیَ لِبَاسُ بِلَادِنَا ثُمَّ قَالَ جِئْتُكَ بِهَدِیَّةٍ فَدَخَلَ غُلَامٌ وَ مَعَهُ جِرَابٌ فِیهِ ثِیَابٌ فَوَضَعَهُ ثُمَّ تَحَدَّثَ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنْ بَلَغَ الْوَقْتُ وَ صَدَقَ الْوَصْفُ فَهُوَ صَاحِبُ الرَّایَاتِ السُّودِ مِنْ خُرَاسَانَ یَتَقَعْقَعُ (2) ثُمَّ قَالَ لِغُلَامٍ قَائِمٍ عَلَی رَأْسِهِ الْحَقْهُ فَسَلْهُ مَا اسْمُكَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ هُوَ هُوَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ بِشْرٌ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ جِئْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَیْنَا(3).

«144»- قب (4)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام اكْتُمْ عَلَیَّ مَا أَقُولُ لَكَ فِی الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قُلْتُ أَفْعَلُ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ یَنَالُ دَرَجَتَهُ إِلَّا بِمَا یَنَالُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ قُلْتُ وَ مَا الَّذِی یُصِیبُهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ یَدْعُو بِهِ فَیَضْرِبُ

ص: 109


1- 1. جمع: ضد التفرق: هو المزدلفة، سمی جمعا لانه یجمع فیه بین صلاتی العشاءین.
2- 2. التقعقع: هو من القعقعة و هی صوت السلاح.
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 234.
4- 4. المناقب ج 3 ص 352.

عُنُقَهُ وَ یَصْلِبُهُ قُلْتُ مَتَی ذَلِكَ قَالَ مِنْ قَابِلٍ فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ وُلِّیَ دَاوُدُ الْمَدِینَةَ فَقَصَدَ قَتْلَ الْمُعَلَّی فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَأَلَهُ أَنْ یَكْتُبَهُمْ لَهُ فَقَالَ مَا أَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً وَ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَخْتَلِفُ فِی حَوَائِجِهِ قَالَ تَكْتُمُنِی أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَتَمْتَنِی قَتَلْتُكَ فَقَالَ لَهُ الْمُعَلَّی أَ بِالْقَتْلِ تُهَدِّدُنِی لَوْ كَانُوا تَحْتَ قَدَمِی مَا رَفَعْتُ قَدَمِی فَقَتَلَهُ وَ صَلَبَهُ كَمَا قَالَ علیه السلام (1).

«145»- نجم، [كتاب النجوم] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخَیْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (2)

«146»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ وَ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (3).

«147»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ الصَّادِقِ علیه السلام فَجَلَسْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ تَحْتَ نَخْلَةٍ یَابِسَةٍ فَحَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ ثُمَّ قَالَ یَا نَخْلَةُ أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكِ مِنْ رِزْقِ عِبَادِهِ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَی النَّخْلَةِ وَ قَدْ تَمَایَلَتْ نَحْوَ الصَّادِقِ علیه السلام وَ عَلَیْهَا أَوْرَاقُهَا وَ عَلَیْهَا الرُّطَبُ قَالَ ادْنُ وَ سَمِّ وَ كُلْ فَأَكَلْنَا مِنْهَا رُطَباً أَعْذَبَ رُطَبٍ وَ أَطْیَبَهُ فَإِذَا نَحْنُ بِأَعْرَابِیٍّ یَقُولُ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ سِحْراً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ لَیْسَ فِینَا سَاحِرٌ وَ لَا كَاهِنٌ بَلْ نَدْعُو اللَّهَ فَیُجِیبُ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ فَیَمْسَخَكَ كَلْباً تَهْتَدِی إِلَی مَنْزِلِكَ وَ تَدْخُلُ عَلَیْهِمْ وَ تُبَصْبِصُ لِأَهْلِكَ قَالَ الْأَعْرَابِیُّ بِجَهْلِهِ بَلَی فَادْعُ اللَّهَ فَصَارَ كَلْباً فِی وَقْتِهِ وَ مَضَی عَلَی وَجْهِهِ فَقَالَ لِیَ الصَّادِقُ علیه السلام اتَّبِعْهُ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّی صَارَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَجَعَلَ یُبَصْبِصُ لِأَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ فَأَخَذُوا لَهُ عَصًا فَأَخْرَجُوهُ فَانْصَرَفْتُ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی حَدِیثِهِ إِذْ أَقْبَلَ حَتَّی وَقَفَ بَیْنَ

ص: 110


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 234.
2- 2. فرج المهموم ص 229.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 242.

یَدَیِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ جَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَسِیلُ فَأَقْبَلَ یَتَمَرَّغُ فِی التُّرَابِ فَیَعْوِی فَرَحِمَهُ فَدَعَا اللَّهَ فَعَادَ أَعْرَابِیّاً فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام هَلْ آمَنْتَ یَا أَعْرَابِیُّ قَالَ نَعَمْ أَلْفاً وَ أَلْفاً(1).

«148»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام مَعَ جَمَاعَةٍ فَقُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ لِإِبْرَاهِیمَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَ أَ كَانَتْ أَرْبَعَةً مِنْ أَجْنَاسٍ مُخْتَلِفَةٍ أَوْ مِنْ جِنْسٍ قَالَ أَ تُحِبُّونَ أَنْ أُرِیَكُمْ مِثْلَهُ قُلْنَا بَلَی قَالَ یَا طَاوُسُ فَإِذَا طَاوُسٌ طَارَ إِلَی حَضْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ یَا غُرَابُ فَإِذَا غُرَابٌ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا بَازِیُّ فَإِذَا بَازِیٌّ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا حَمَامَةُ فَإِذَا حَمَامَةٌ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ أَمَرَ بِذَبْحِهَا كُلِّهَا وَ تَقْطِیعِهَا وَ نَتْفِ رِیشِهَا وَ أَنْ یُخْلَطَ ذَلِكَ كُلُّهُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِ الطَّاوُسِ فَرَأَیْنَا لَحْمَهُ وَ عِظَامَهُ وَ رِیشَهُ یَتَمَیَّزُ مِنْ غَیْرِهَا حَتَّی أُلْصِقَ ذَلِكَ كُلُّهُ بِرَأْسِهِ وَ قَامَ الطَّاوُسُ بَیْنَ یَدَیْهِ حَیّاً ثُمَّ صَاحَ بِالْغُرَابِ كَذَلِكَ وَ بِالْبَازِی وَ الْحَمَامَةِ كَذَلِكَ فَقَامَتْ كُلُّهَا أَحْیَاءً بَیْنَ یَدَیْهِ (2).

«149»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَبُو الْخَطَّابِ وَ الْمُفَضَّلُ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا كَثِیرٌ النَّوَّاءُ وَ قَالَ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ هُوَ یَشْتِمُ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ یُظْهِرُ الْبَرَاءَةَ مِنْهُمْ فَالْتَفَتَ الصَّادِقُ علیه السلام إِلَی أَبِی الْخَطَّابِ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا تَقُولُ قَالَ كَذَبَ وَ اللَّهِ مَا سَمِعَ قَطُّ شَتْمَهُمَا مِنِّی فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَدْ حَلَفَ وَ لَا یَحْلِفُ كَاذِباً فَقَالَ صَدَقَ لَمْ أَسْمَعْ أَنَا مِنْهُ وَ لَكِنْ حَدَّثَنِی الثِّقَةُ بِهِ عَنْهُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ إِنَّ الثِّقَةَ لَا یَبْلُغُ ذَلِكَ فَلَمَّا خَرَجَ كَثِیرٌ النَّوَّاءُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ أَبُو الْخَطَّابِ ذَكَرَ مَا قَالَ كَثِیرٌ لَقَدْ عَلِمَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا لَمْ یَعْلَمْهُ كَثِیرٌ وَ اللَّهِ لَقَدْ جَلَسَا مَجْلِسَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام غَصْباً فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا وَ لَا عَفَا عَنْهُمَا فَبُهِتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ فَنَظَرَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام مُتَعَجِّباً مِمَّا قَالَ فِیهِمَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَنْكَرْتَ مَا سَمِعْتَ فِیهِمَا قَالَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فَهَلَّا كَانَ الْإِنْكَارُ مِنْكَ لَیْلَةَ دَفَعَ إِلَیْكَ

ص: 111


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 198.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 198.

فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْبَلْخِیُّ جَارِیَتَهُ فُلَانَةَ لِتَبِیعَهَا فَلَمَّا عَبَرْتَ النَّهَرَ افْتَرَشْتَهَا فِی أَصْلِ شَجَرَةٍ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ قَدْ مَضَی وَ اللَّهِ لِهَذَا الْحَدِیثِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِینَ سَنَةً وَ لَقَدْ تُبْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَقَدْ تُبْتَ وَ مَا تَابَ اللَّهُ عَلَیْكَ وَ لَقَدْ غَضِبَ اللَّهُ لِصَاحِبِ الْجَارِیَةِ ثُمَّ رَكِبَ وَ سَارَ الْبَلْخِیُّ مَعَهُ فَلَمَّا بَرَزَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ حِمَارٍ إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یَتَأَذَّوْنَ بِهِمَا وَ بِأَصْوَاتِهِمَا كَمَا تَتَأَذَّوْنَ بِصَوْتِ الْحِمَارِ فَلَمَّا بَرَزْنَا إِلَی الصَّحْرَاءِ فَإِذَا نَحْنُ بِجُبٍّ كَبِیرٍ(1)

ثُمَّ الْتَفَتَ الصَّادِقُ علیه السلام إِلَی الْبَلْخِیِّ فَقَالَ اسْقِنَا مِنْ هَذَا الْجُبِّ فَدَنَا الْبَلْخِیُّ ثُمَّ قَالَ هَذَا جُبٌّ بَعِیدُ الْقَعْرِ لَا أَرَی مَاءً بِهِ فَتَقَدَّمَ الصَّادِقُ علیه السلام فَقَالَ أَیُّهَا الْجُبُّ السَّامِعُ الْمُطِیعُ لِرَبِّهِ اسْقِنَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكَ مِنَ الْمَاءِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَنَظَرْنَا الْمَاءَ یَرْتَفِعُ مِنَ الْجُبِّ فَشَرِبْنَا مِنْهُ ثُمَّ سَارَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ نَخْلَةٌ یَابِسَةٌ فَدَنَا مِنْهَا فَقَالَ أَیَّتُهَا النَّخْلَةُ أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیكِ فَانْتَثَرَتْ رُطَباً جَنِیّاً.

ثُمَّ جَاءَ فَالْتَفَتَ فَلَمْ یَرَ فِیهَا شَیْئاً ثُمَّ سَارَا فَإِذَا نَحْنُ بِظَبْیٍ قَدْ أَقْبَلَ یُبَصْبِصُ بِذَنَبِهِ قَدْ أَقْبَلَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ یَنْغَمُ (2) فَقَالَ أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَانْصَرَفَ الظَّبْیُ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ لَقَدْ رَأَیْنَا عَجَباً فَمَا سَأَلَكَ الظَّبْیُ قَالَ اسْتَجَارَ بِیَ الظَّبْیُ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّ بَعْضَ مَنْ یَصِیدُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِینَةِ صَادَ زَوْجَتَهُ وَ أَنَّ لَهَا خِشْفَیْنِ (3) صَغِیرَیْنِ وَ سَأَلَنِی أَنْ أَشْتَرِیَهَا وَ أُطْلِقَهَا إِلَیْهِ فَضَمِنْتُ لَهُ ذَلِكَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَ دَعَا وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِیراً كَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ مُسْتَحِقُّهُ وَ تَلَا أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (4) ثُمَّ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَحْسُودُونَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ نَحْنُ مَعَهُ فَاشْتَرَی الظَّبْیَةَ وَ أَطْلَقْهَا ثُمَّ قَالَ لَا تُذِیعُوا سِرَّنَا وَ لَا تُحَدِّثُوا بِهِ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ فَإِنَ

ص: 112


1- 1. الجب: البئر العمیقة.
2- 2. ینغم: الظبی هو من النغم بالتحریك و هو الكلام الخفی.
3- 3. الخشف: بتثلیث الخاء، ولد الظبی أول ما یولد.
4- 4. سورة النساء الآیة: 54.

الْمُذِیعَ سِرَّنَا أَشَدُّ عَلَیْنَا مِنْ عَدُوِّنَا(1).

«150»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا الصَّلْتِ الْهَرَوِیَّ رَوَی عَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ لِی أَبِی مُوسَی: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ بَعْضُ أَوْلِیَائِنَا فَقَالَ فِی الْبَابِ رَكْبٌ كَثِیرٌ یُرِیدُونَ الدُّخُولَ عَلَیْكَ فَقَالَ لِی انْظُرْ فِی الْبَابِ فَنَظَرْتُ إِلَی جِمَالٍ كَثِیرَةٍ عَلَیْهَا صَنَادِیقُ وَ رَجُلٍ رَكِبَ فَرَساً فَقُلْتُ مَنِ الرَّجُلُ قَالَ رَجُلٌ مِنَ السِّنْدِ وَ الْهِنْدِ أَرَدْتُ الْإِمَامَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأَعْلَمْتُ وَالِدِی بِذَلِكَ فَقَالَ لَا تَأْذَنْ لِلنَّجِسِ الْخَائِنِ فَأَقَامَ بِالْبَابِ مُدَّةً مَدِیدَةً فَلَمْ یُؤْذَنْ لَهُ حَتَّی شَفَعَ یَزِیدُ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ الْهِنْدِیُّ وَ جَثَی بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْإِمَامَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْهِنْدِ مِنْ قِبَلِ مَلِكِهَا بَعَثَنِی إِلَیْكَ بِكِتَابٍ مَخْتُومٍ وَ كُنْتُ بِالْبَابِ حَوْلًا لَمْ تَأْذَنْ لِی فَمَا ذَنْبِی أَ هَكَذَا یَفْعَلُ أَوْلَادُ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ (3) قَالَ مُوسَی علیه السلام فَأَمَرَنِی أَبِی بِأَخْذِ الْكِتَابِ وَ فَكِّهِ فَإِذَا فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرِ مِنْ كُلِّ نَجِسٍ مِنْ مَلِكِ الْهِنْدِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ هَدَانِی اللَّهُ عَلَی یَدَیْكَ وَ إِنَّهُ أُهْدِیَ إِلَیَّ جَارِیَةٌ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا وَ لَمْ أَجِدْ أَحَداً یَسْتَأْهِلُهَا غَیْرَكَ فَبَعَثْتُهَا إِلَیْكَ مَعَ شَیْ ءٍ مِنَ الْحُلِیِّ وَ الْجَوْهَرِ وَ الطِّیبِ ثُمَّ جَمَعْتُ وُزَرَائِی فَاخْتَرْتُ مِنْهُمْ أَلْفَ رَجُلٍ یَصْلُحُونَ لِلْأَمَانَةِ وَ اخْتَرْتُ مِنَ الْأَلْفِ مِائَةً وَ اخْتَرْتُ مِنَ الْمِائَةِ عَشَرَةً وَ اخْتَرْتُ مِنَ الْعَشَرَةِ وَاحِداً وَ هُوَ مِیزَابُ بْنُ حُبَابٍ لَمْ أَرَ أَوْثَقَ مِنْهُ فَبَعَثْتُ عَلَی یَدِهِ هَذِهِ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام ارْجِعْ أَیُّهَا الْخَائِنُ فَمَا كُنْتُ بِالَّذِی أَتَقَبَّلُهَا لِأَنَّكَ خَائِنٌ فِیمَا ائْتُمِنْتَ عَلَیْهِ فَحَلَفَ أَنَّهُ مَا خَانَ فَقَالَ علیه السلام إِنْ شَهِدَ بَعْضُ ثِیَابِكَ بِمَا خُنْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ

ص: 113


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 198.
2- 2. المناقب ج 3 ص 367.
3- 3. سورة ص الآیة: 88.

اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَ وَ تُعْفِینِی مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَكْتُبُ إِلَی صَاحِبِكَ بِمَا فَعَلْتَ قَالَ الْهِنْدِیُّ إِنْ عَلِمْتَ شَیْئاً فَاكْتُبْ فَكَانَ عَلَیْهِ فَرْوَةٌ فَأَمَرَهُ بِخَلْعِهَا ثُمَّ قَامَ الْإِمَامُ فَرَكَعَ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ سَجَدَ قَالَ مُوسَی علیه السلام فَسَمِعْتُهُ فِی سُجُودِهِ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَ مُنْتَهَی الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَ أَمِینِكَ فِی خَلْقِكَ وَ آلِهِ وَ أَنْ تَأْذَنَ لِفَرْوِ هَذَا الْهِنْدِیِّ أَنْ یَنْطِقَ بِفِعْلِهِ وَ أَنْ یَحْكُمَ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ یَسْمَعُهُ مَنْ فِی الْمَجْلِسِ مِنْ أَوْلِیَائِنَا لِیَكُونَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ آیَةً مِنْ آیَاتِ أَهْلِ الْبَیْتِ فَیَزْدَادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ أَیُّهَا الْفَرْوُ تَكَلَّمْ بِمَا تَعْلَمُ مِنَ الْهِنْدِیِّ قَالَ مُوسَی علیه السلام فَانْتَفَضَتِ الْفَرْوَةُ وَ صَارَتْ كَالْكَبْشِ وَ قَالَتْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ائْتَمَنَهُ الْمَلِكُ عَلَی هَذِهِ الْجَارِیَةِ وَ مَا مَعَهَا وَ أَوْصَاهُ بِحِفْظِهَا حَتَّی صِرْنَا إِلَی بَعْضِ الصَّحَارِی أَصَابَنَا الْمَطَرُ وَ ابْتَلَّ جَمِیعُ مَا مَعَنَا ثُمَّ احْتَبَسَ الْمَطَرُ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَنَادَی خَادِماً كَانَ مَعَ الْجَارِیَةِ یَخْدُمُهَا یُقَالُ لَهُ بِشْرٌ وَ قَالَ لَوْ دَخَلْتَ هَذِهِ الْمَدِینَةَ فَأَتَیْتَنَا بِمَا فِیهَا مِنَ الطَّعَامِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ الدَّرَاهِمَ وَ دَخَلَ الْخَادِمُ الْمَدِینَةَ فَأَمَرَ میزابُ هَذِهِ الْجَارِیَةَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ قُبَّتِهَا إِلَی مِضْرَبٍ قَدْ نُصِبَ فِی الشَّمْسِ فَخَرَجَتْ وَ كَشَفَتْ عَنْ سَاقَیْهَا إِذْ كَانَ فِی الْأَرْضِ وَحَلٌ وَ نَظَرَ هَذَا الْخَائِنُ إِلَیْهَا فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَجَابَتْهُ وَ فَجَرَ بِهَا وَ خَانَكَ فَخَرَّ الْهِنْدِیُّ فَقَالَ ارْحَمْنِی فَقَدْ أَخْطَأْتُ وَ أُقِرُّ بِذَلِكَ ثُمَّ صَارَتْ فَرْوَةً كَمَا كَانَتْ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلْبَسَهَا فَلَمَّا لَبِسَهَا انصمت [انْضَمَّتْ] فِی حَلْقِهِ وَ خَنَقَتْهُ حَتَّی اسْوَدَّ وَجْهُهُ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَیُّهَا الْفَرْوُ خَلِّ عَنْهُ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَی صَاحِبِهِ فَیَكُونَ هُوَ أَوْلَی بِهِ مِنَّا فَانْحَلَّ الْفَرْوُ وَ قَالَ الْهِنْدِیُّ اللَّهَ اللَّهَ فِیَّ وَ إِنَّكَ إِنْ رَدَدْتَ الْهَدِیَّةَ خَشِیتُ أَنْ یُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَیَّ فَإِنَّهُ بَعِیدُ الْعُقُوبَةِ فَقَالَ أَسْلِمْ أُعْطِكَ الْجَارِیَةَ فَأَبَی فَقَبِلَ الْهَدِیَّةَ وَ رَدَّ الْجَارِیَةَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی الْمَلِكِ رَجَعَ الْجَوَابُ إِلَی أَبِی بَعْدَ أَشْهُرٍ فِیهِ مَكْتُوبٌ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْإِمَامِ علیه السلام مِنْ مَلِكِ الْهِنْدِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَهْدَیْتُ إِلَیْكَ جَارِیَةً فَقَبِلْتَ مِنِّی مَا لَا قِیمَةَ لَهُ وَ رَدَدْتَ الْجَارِیَةَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ قَلْبِی وَ عَلِمْتُ أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ أَوْلَادَ الْأَنْبِیَاءِ مَعَهُمْ فِرَاسَةٌ فَنَظَرْتُ إِلَی

ص: 114

الرَّسُولِ بِعَیْنِ الْخِیَانَةِ فَاخْتَرَعْتُ كِتَاباً وَ أَعْلَمْتُهُ أَنَّهُ أَتَانِی مِنْكَ الْخِیَانَةُ وَ حَلَفْتُ أَنَّهُ لَا یُنَجِّیهِ إِلَّا الصِّدْقُ فَأَقَرَّ بِمَا فَعَلَ وَ أَقَرَّتِ الْجَارِیَةُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَ أَخْبَرَتْ بِمَا كَانَ مِنَ الْفَرْوَةِ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ ضَرَبْتُ عُنُقَهَا وَ عُنُقَهُ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ اعْلَمْ أَنِّی فِی أَثَرِ الْكِتَابِ فَمَا أَقَامَ إِلَّا مُدَّةً یَسِیرَةً حَتَّی تَرَكَ مُلْكَ الْهِنْدِ وَ أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ (1).

«151»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِی مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام بِمَكَّةَ أَوْ بِمِنًی إِذْ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ بَیْنَ یَدَیْهَا بَقَرَةٌ مَیْتَةٌ وَ هِیَ مَعَ صَبِیَّةٍ لَهَا تَبْكِیَانِ فَقَالَ علیه السلام مَا شَأْنُكِ قَالَتْ كُنْتُ وَ صَبَایَایَ نَعِیشُ مِنْ هَذِهِ الْبَقَرَةِ وَ قَدْ مَاتَتْ لَقَدْ تَحَیَّرْتُ فِی أَمْرِی قَالَ أَ فَتُحِبِّینَ أَنْ یُحْیِیَهَا اللَّهُ لَكِ قَالَتْ أَ وَ تَسْخَرُ مِنِّی مَعَ مُصِیبَتِی قَالَ كَلَّا مَا أَرَدْتُ ذَلِكِ ثُمَّ دَعَا بِدُعَاءٍ ثُمَّ رَكَضَهَا بِرِجْلِهِ وَ صَاحَ بِهَا فَقَامَتِ الْبَقَرَةُ مُسْرِعَةً سَوِیَّةً فَقَالَتْ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَدَخَلَ الصَّادِقُ علیه السلام بَیْنَ النَّاسِ فَلَمْ تَعْرِفْهُ الْمَرْأَةُ(3).

«152»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ یَحْیَی قَالَ: قَالَ لِیَ الْعَبْدِیُّ قَالَتْ أَهْلِی قَدْ طَالَ عَهْدُنَا بِالصَّادِقِ علیه السلام فَلَوْ حَجَجْنَا وَ جَدَّدْنَا بِهِ الْعَهْدَ فَقُلْتُ لَهَا وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی شَیْ ءٌ أَحُجُّ بِهِ فَقَالَتْ عِنْدَنَا كسو [كِسْوَةٌ] وَ حُلِیٌّ فَبِعْ ذَلِكَ وَ تَجَهَّزْ بِهِ فَفَعَلْتُ فَلَمَّا صِرْنَا قُرْبَ الْمَدِینَةِ مَرِضَتْ مَرَضاً شَدِیداً وَ أَشْرَفَتْ عَلَی الْمَوْتِ فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهَا وَ أَنَا آیِسٌ مِنْهَا فَأَتَیْتُ الصَّادِقَ علیه السلام وَ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَأَجَابَنِی وَ سَأَلَنِی عَنْهَا فَعَرَّفْتُهُ خَبَرَهَا وَ قُلْتُ إِنِّی خَرَجْتُ وَ قَدْ أَیِسْتُ مِنْهَا فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدِیُّ أَنْتَ حَزِینٌ بِسَبَبِهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ لَا بَأْسَ عَلَیْهَا فَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ لَهَا بِالْعَافِیَةِ فَارْجِعْ إِلَیْهَا فَإِنَّكَ تَجِدُهَا قَاعِدَةً وَ الْخَادِمَةُ

ص: 115


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 199.
2- 2. المناقب ج 3 ص 367 بتفاوت و اقتضاب و فیها« میزان» بدل« میزاب».
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 198.

تُلْقِمُهَا الطَّبَرْزَدَ(1) قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَیْهَا مُبَادِراً فَوَجَدْتُهَا قَدْ أَفَاقَتْ وَ هِیَ قَاعِدَةٌ وَ الْخَادِمَةُ تُلْقِمُهَا الطَّبَرْزَدَ فَقُلْتُ مَا حَالُكِ قَالَتْ قَدْ صَبَّ اللَّهُ عَلَیَّ الْعَافِیَةَ صَبّاً وَ قَدِ اشْتَهَیْتُ هَذَا السُّكَّرَ فَقُلْتُ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكِ آیِساً فَسَأَلَنِی الصَّادِقُ عَنْكِ فَأَخْبَرْتُهُ بِحَالِكِ فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَیْهَا ارْجِعْ إِلَیْهَا فَهِیَ تَأْكُلُ السُّكَّرَ قَالَتْ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِی وَ أَنَا أَجُودُ بِنَفْسِی فَدَخَلَ عَلَیَّ رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ قَالَ مَا لَكِ قُلْتُ أَنَا مَیِّتَةٌ وَ هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ قَدْ جَاءَ یَقْبِضُ رُوحِی فَقَالَ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ قَالَ لَبَّیْكَ أَیُّهَا الْإِمَامُ قَالَ أَ لَسْتَ أُمِرْتَ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ لَنَا قَالَ بَلَی قَالَ فَإِنِّی آمُرُكَ أَنْ تُؤَخِّرَ أَمْرَهَا عِشْرِینَ سَنَةً قَالَ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ قَالَ فَخَرَجَ هُوَ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَأَفَقْتُ مِنْ سَاعَتِی (2).

بیان: قال الفیروزآبادی (3) المصر بالكسر الطین الأحمر و الممصر كمعظم المصبوغ به.

«153»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام أَنْ یَدْعُوَ لَهُ لِیَرْزُقَهُ اللَّهُ مَا یَحُجُّ بِهِ كَثِیراً وَ أَنْ یَرْزُقَهُ ضِیَاعاً حَسَنَةً وَ دَاراً حَسَناً وَ زَوْجَةً مِنْ أَهْلِ الْبُیُوتَاتِ صَالِحَةً وَ أَوْلَاداً أَبْرَاراً فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام اللَّهُمَّ ارْزُقْ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی مَا یَحُجُّ بِهِ خَمْسِینَ حَجَّةً وَ ارْزُقْهُ ضِیَاعاً وَ دَاراً حَسَناً وَ زَوْجَةً صَالِحَةً مِنْ قَوْمٍ كِرَامٍ وَ أَوْلَاداً أَبْرَاراً قَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ دَخَلْتُ بَعْدَ سِنِینَ عَلَی حَمَّادِ بْنِ عِیسَی فِی دَارِهِ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ لِی أَ تَذْكُرُ دُعَاءَ الصَّادِقِ علیه السلام لِی قُلْتُ نَعَمْ قَالَ هَذِهِ دَارِی لَیْسَ فِی الْبَلَدِ مِثْلُهَا وَ ضِیَاعِی أَحْسَنُ الضِّیَاعِ وَ زَوْجَتِی مَنْ تَعْرِفُهَا مِنْ كِرَامِ النَّاسِ وَ أَوْلَادِی تَعْرِفُهُمْ وَ قَدْ حَجَجْتُ ثَمَانِیاً وَ أَرْبَعِینَ حَجَّةً قَالَ فَحَجَّ حَمَّادٌ

ص: 116


1- 1. الطبرزد، و طبرزل، و طبرزن: ثلاث لغات معربات، و أصله بالفارسیة« تبرزد» كأنّه یراد: نحت من نواحیه بفأس، و« التبر» الفأس بالفارسیة، و من ذلك سمی« الطبرزد» من التمر لان نخلته كأنّما ضربت بالفأس« المعرب للجوالیقیّ ص 228».
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 198.
3- 3. القاموس ج 2 ص 134.

حَجَّتَیْنِ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمَّا حَجَّ فِی الْحَادِیَةِ وَ الْخَمْسِینَ وَ وَصَلَ إِلَی الْجُحْفَةِ وَ أَرَادَ أَنْ یُحْرِمَ دَخَلَ وَادِیاً لِیَغْتَسِلَ فَأَخَذَهُ السَّیْلُ وَ مَرَّ بِهِ فَتَبِعَهُ غِلْمَانُهُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ مَیِّتاً فَسُمِّیَ حَمَّادٌ غَرِیقَ الْجُحْفَةِ(1).

«154»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ الْحُلْوَانِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَعْطِنِی الشَّیْ ءَ یَنْفِی الشَّكَّ عَنْ قَلْبِی قَالَ علیه السلام هَاتِ الْمِفْتَاحَ الَّذِی فِی كُمِّكَ فَنَاوَلْتُهُ فَإِذَا الْمِفْتَاحُ أَسَدٌ فَخِفْتُ قَالَ خُذْ لَا تَخَفْ فَأَخَذْتُهُ فَعَادَ مِفْتَاحاً كَمَا كَانَ.

«155»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ شَكَا إِلَیْهِ فَاقَتَهُ فَقَالَ علیه السلام طِبْ نَفْساً فَإِنَّ اللَّهَ یُسَهِّلُ الْأَمْرَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَلَقِیَ فِی طَرِیقِهِ هِمْیَاناً فِیهِ سَبْعُ مِائَةِ دِینَارٍ فَأَخَذَ مِنْهُ ثَلَاثِینَ دِینَاراً وَ انْصَرَفَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ حَدَّثَهُ بِمَا وَجَدَ فَقَالَ لَهُ اخْرُجْ وَ نَادِ عَلَیْهِ سَنَةً لَعَلَّكَ تَظْفُرُ بِصَاحِبِهِ فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَ قَالَ لَا أُنَادِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ فِی مَجْمَعِ النَّاسِ وَ خَرَجَ إِلَی سِكَّةٍ فِی آخِرِ الْبَلَدِ وَ قَالَ مَنْ ضَاعَ لَهُ شَیْ ءٌ فَإِذَا رَجُلٌ قَالَ ذَهَبَ مِنِّی سَبْعُمِائَةِ دِینَارٍ فِی كَذَا قَالَ مَعِی ذَلِكَ فَلَمَّا رَآهُ وَ كَانَ مَعَهُ مِیزَانٌ فَوَزَنَهَا فَكَانَ كَمَا كَانَ لَمْ تَنْقُصْ فَأَخَذَ مِنْهَا سَبْعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطَاهَا الرَّجُلَ فَأَخَذَهَا وَ خَرَجَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا رَآهُ تَبَسَّمَ وَ قَالَ یَا هَذِهِ هَاتِی الصُّرَّةَ فَأُتِیَ بِهَا فَقَالَ هَذَا ثَلَاثُونَ وَ قَدْ أَخَذْتَ سَبْعِینَ مِنَ الرَّجُلِ وَ سَبْعُونَ حَلَالًا خَیْرٌ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ حَرَامٍ (2).

«156»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ ابْنَ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الدَّهْرِیَّةِ اتَّفَقُوا عَلَی أَنْ یُعَارِضَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ رُبُعَ الْقُرْآنِ وَ كَانُوا بِمَكَّةَ عَاهَدُوا عَلَی أَنْ یَجِیئُوا بِمُعَارَضَتِهِ فِی الْعَامِ الْقَابِلِ فَلَمَّا حَالَ الْحَوْلُ وَ اجْتَمَعُوا فِی مَقَامِ إِبْرَاهِیمَ أَیْضاً قَالَ أَحَدُهُمْ إِنِّی لَمَّا رَأَیْتُ قَوْلَهُ- وَ قِیلَ یا أَرْضُ ابْلَعِی ماءَكِ وَ یا سَماءُ أَقْلِعِی وَ غِیضَ الْماءُ(3) كَفَفْتُ عَنِ الْمُعَارَضَةِ وَ قَالَ الْآخَرُ وَ كَذَا أَنَا لَمَّا وَجَدْتُ قَوْلَهُ- فَلَمَّا اسْتَیْأَسُوا مِنْهُ

ص: 117


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 200.
2- 2. نفس المصدر ص 242.
3- 3. سورة هود الآیة: 44.

خَلَصُوا نَجِیًّا(1) أَیِسْتُ مِنَ الْمُعَارَضَةِ وَ كَانُوا یُسِرُّونَ بِذَلِكَ إِذْ مَرَّ عَلَیْهِمُ الصَّادِقُ علیه السلام فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ وَ قَرَأَ عَلَیْهِمْ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلی أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ (2) فَبُهِتُوا.

«157»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ سَدِیرٍ: أَنَّ كَثِیرَ النَّوَّاءِ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ زَعَمَ الْمُغِیرَةُ بْنُ سَعِیدٍ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً یُعَرِّفُكَ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ علیه السلام مَا هُوَ إِلَّا خَبِیثُ الْوِلَادَةِ وَ سَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالُوا ذَهَبْنَا حَتَّی نَسْأَلَ عَنْ كَثِیرٍ فَلَهُ خَبَرُ سَوْءٍ فَمَضَیْنَا إِلَی الْحَیِّ الَّذِی هُوَ فِیهِمْ فَدُلِلْنَا إِلَی عَجُوزٍ صَالِحَةٍ فَقُلْنَا لَهَا نَسْأَلُكِ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ قَالَتْ كَثِیرٌ فَقُلْنَا نَعَمْ قَالَتْ تُرِیدُونَ أَنْ تُزَوِّجُوهُ قُلْنَا نَعَمْ قَالَتْ لَا تَفْعَلُوا فَإِنِّی وَ اللَّهِ قَدْ وَضَعْتُهُ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ رَابِعَةَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الزِّنَا وَ أَشَارَتْ إِلَی بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ الدَّارِ.

«158»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَاشِیِّ قَالَ: أَصَابَ جُبَّةً لِی فَرْواً مَاءُ مِیزَابٍ فَغَمَسْتُهَا فِی الْمَاءِ فِی وَقْتٍ بَارِدٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتَدَأَنِی وَ قَالَ إِنَّ الفرا [الْفِرَاءَ] إِذَا غُسِلَتْ بِالْمَاءِ فَسَدَتْ.

«159»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ زُرَارَةُ: كُنْتُ أَنَا وَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْمُخْتَارِ وَ سَعِیدُ بْنُ لُقْمَانَ وَ عُمَرُ بْنُ شَجَرَةَ الْكِنْدِیُّ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَامَ عُمَرُ فَخَرَجَ فَأَثْنَوْا عَلَیْهِ خَیْراً وَ ذَكَرُوا وَرَعَهُ وَ بَذْلَ مَالِهِ فَقَالَ مَا أَرَی بِكُمْ عِلْماً بِالنَّاسِ إِنِّی لَأَكْتَفِی مِنَ الرَّجُلِ بِلَحْظَةٍ إِنَّ هَذَا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ قَالَ فَكَانَ عُمَرُ بْنُ شَجَرَةَ مِنْ أَحْرَصِ النَّاسِ عَلَی ارْتِكَابِ مَحَارِمِ اللَّهِ.

«160»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَصَدْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالُوا مَاتَ السَّیِّدُ الْحِمْیَرِیُّ الشَّاعِرُ وَ هُوَ فِی جَنَازَتِهِ فَمَضَیْتُ إِلَی الْمَقَابِرِ فَاسْتَفْتَیْتُهُ فَأَفْتَانِی فَلَمَّا أَنْ قُمْتُ أَخَذَ بِثَوْبِی فَجَذَبَنِی إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ الْأَحْدَاثِ تَرَكْتُمُ الْعِلْمَ فَقُلْتُ أَنْتَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَدَلِیلٌ أَوْ

ص: 118


1- 1. سورة یوسف الآیة: 80.
2- 2. سورة الإسراء الآیة: 88.

عَلَامَةٌ فَقَالَ سَلْنِی عَمَّا شِئْتَ أُخْبِرْكَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ إِنِّی أُصِبْتُ بِأَخٍ لِی قَدْ دَفَنْتُهُ فِی هَذِهِ الْمَقَابِرِ فَأَحْیِهِ لِی بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ مَا أَنْتَ بِأَهْلٍ لِذَلِكَ وَ لَكِنْ أَخُوكَ كَانَ مُؤْمِناً وَ اسْمُهُ كَانَ عِنْدَنَا أَحْمَدَ ثُمَّ دَنَا مِنْ قَبْرِهِ فَانْشَقَّ عَنْهُ قَبْرُهُ وَ خَرَجَ إِلَیَّ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَخِی اتَّبِعْهُ وَ لَا تُفَارِقْهُ ثُمَّ عَادَ إِلَی قَبْرِهِ وَ اسْتَحْلَفَنِی عَلَی أَنْ لَا أُخْبِرَ أَحَداً بِهِ.

«161»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُوَدِّعُهُ وَ كُنْتُ حَاجّاً فِی تِلْكَ السَّنَةِ فَخَرَجْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ شَیْئاً أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ وَ مَنْزِلُهُ غَاصٌّ بِالنَّاسِ وَ كَانَ مَا أَسْأَلُهُ عَنْهُ بَیْضَ طَیْرِ الْمَاءِ فَقَالَ لِی مِنْ غَیْرِ سُؤَالٍ الْأَصَحُّ أَنْ لَا تَأْكُلَ بَیْضَ طَیْرِ الْمَاءِ.

«162»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ فَارِسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ إِلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَالَ ابْتِدَاءً مَنْ جَمَعَ مَالًا یَحْرُسُهُ عَذَّبَهُ اللَّهُ عَلَی مِقْدَارِهِ فَقَالُوا بِالْفَارِسِیَّةِ لَا نَفْهَمُ بِالْعَرَبِیَّةِ فَقَالَ لَهُمْ هر كه درم اندوزد جزایش دوزخ باشد وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مَدِینَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَغْرِبِ عَلَی كُلِّ مَدِینَةٍ سُورٌ مِنْ حَدِیدٍ فِیهَا أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ مِنْ ذَهَبٍ كُلُّ بَابٍ بِمِصْرَاعَیْنِ وَ فِی كُلِّ مَدِینَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ إِنْسَانٍ مُخْتَلِفَاتِ اللُّغَاتِ وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِیعَ تِلْكَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِیهَا وَ مَا بَیْنَهُمَا حُجَّةٌ غَیْرِی وَ غَیْرُ آبَائِی وَ غَیْرُ أَبْنَائِی بَعْدِی.

«163»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ ابْنُ فَرْقَدٍ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ جَاءَهُ غُلَامٌ أَعْجَمِیٌّ بِرِسَالَةٍ فَلَمْ یَزَلْ یَهْذِی وَ لَا یُعَبِّرُهُ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا یُظْهِرُهُ فَقَالَ لَهُ تَكَلَّمْ بِأَیِّ لِسَانٍ شِئْتَ سِوَی الْعَرَبِیَّةِ فَإِنَّكَ لَا تُحْسِنُهَا فَإِنِّی أَفْهَمُ بِكَلِمَةِ التُّرْكِیَّةِ فَرَدَّ عَلَیْهِ الْجَوَابَ فَمَضَی الْغُلَامُ مُتَعَجِّباً.

«164»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ أَبِی بَصِیرٍ فَبَیْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذْ تَكَلَّمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا وَ اللَّهِ مِمَّا أَحْمِلُهُ إِلَی الشِّیعَةِ هَذَا حَدِیثٌ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهِ قَطُّ قَالَ فَنَظَرَ فِی وَجْهِی ثُمَّ قَالَ

ص: 119

إِنِّی أَتَكَلَّمُ بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ فِیهِ سَبْعُونَ وَجْهاً إِنْ شِئْتُ أُحَدِّثُ كَذَا وَ إِنْ شِئْتُ أُحَدِّثُ كَذَا.

«165»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ قَالَ: حَجَجْتُ فَمَرَرْتُ بِالْمَدِینَةِ فَأَتَیْتُ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَاجِداً فَجَلَسْتُ حَتَّی مَلِلْتُ ثُمَّ قُلْتُ لَأُسَبِّحَنَّ قُدَّامَهُ سَاجِداً فَقُلْتُ سُبْحَانَ رَبِّی وَ بِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ ثَلَاثَمِائَةِ مَرَّةٍ وَ نَیِّفاً وَ سِتِّینَ مَرَّةً فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ نَهَضَ فَاتَّبَعْتُهُ وَ أَنَا أَقُولُ فِی نَفْسِی إِنْ أَذِنَ لِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتُمْ تَصْنَعُونَ هَكَذَا فَكَیْفَ یَنْبَغِی لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فَلَمَّا أَنْ وَقَفْتُ عَلَی الْبَابِ خَرَجَ إِلَیَّ مُصَادِفٌ فَقَالَ ادْخُلْ یَا مَنْصُورُ فَدَخَلْتُ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا مَنْصُورُ إِنْ كَثَّرْتُمْ أَوْ قَلَّلْتُمْ فَوَ اللَّهِ مَا یُقْبَلُ إِلَّا مِنْكُمْ.

«166»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ اجْتَمَعُوا بِالْأَبْوَاءِ مِنْهُمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ أَرَادُوا أَنْ یَعْقِدُوا لِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا ابْنِی هُوَ الْمَهْدِیُّ وَ أَرْسَلُوا إِلَی جَعْفَرٍ فَجَاءَ فَقَالَ لِمَا ذَا اجْتَمَعْتُمْ قَالُوا نُبَایِعُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَهُوَ الْمَهْدِیُّ قَالَ جَعْفَرٌ لَا تَفْعَلُوا قَالَ وَ لَكِنَّ هَذَا وَ إِخْوَتَهُ وَ أَبْنَاءَهُمْ دُونَكُمْ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی ظَهْرِ أَبِی الْعَبَّاسِ ثُمَّ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْكَ وَ لَا إِلَی ابْنَیْكَ وَ لَكِنَّهَا لِبَنِی الْعَبَّاسِ وَ إِنَّ ابْنَیْكَ لَمَقْتُولَانِ ثُمَّ نَهَضَ وَ قَالَ إِنَّ صَاحِبَ الرِّدَاءِ الْأَصْفَرِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ یَقْتُلُهُ فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ عَلِیٍّ وَ اللَّهِ مَا خَرَجْتُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُ قَتْلَهُ وَ انْفَضَّ الْقَوْمُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ تَتِمُّ الْخِلَافَةُ لِی فَقَالَ نَعَمْ أَقُولُهُ حَقّاً(1).

«167»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ: أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ یَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ بِالْمَدِینَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا إِنِّی أَرَاكَ تَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَصَبْتَهُ قَالَ لَا قَالَ فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَافْعَلْ فَاسْتَدَلَّهُ فَأَرْشَدَهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ دَخَلْتَ مَدِینَتَنَا هَذِهِ تَسْأَلُ عَنِ

ص: 120


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 244.

الْإِمَامِ فَاسْتَقْبَلَكَ فَتًی مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ فَأَرْشَدَكَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتَهُ وَ خَرَجْتَ فَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَا سَأَلْتَهُ عَنْهُ وَ مَا رَدَّهُ عَلَیْكَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَكَ فَتًی مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ وَ قَالَ لَكَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَافْعَلْ قَالَ صَدَقْتَ كَانَ كُلُّ مَا ذَكَرْتَ وَ وَصَفْتَ (1).

«168»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ هُوَ رَاكِبٌ عَلَی حِمَارٍ لَهُ فَنَزَلْنَا وَ قَدْ كُنَّا صِرْنَا إِلَی السُّوقِ فَسَجَدَ سَجْدَةً طَوِیلَةً وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّی ذَكَرْتُ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَیَّ فَقُلْتُ فَفِی السُّوقِ وَ النَّاسُ یَجِیئُونَ وَ یَذْهَبُونَ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ یَرَنِی أَحَدٌ مِنْهُمْ غَیْرُكَ (2).

«169»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] أَحْمَدُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ وَ كَانَتْ خَیِّرَةً فَسَأَلَتْهُ عَنْ مَسَائِلَ فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَتَعَجَّبْنَا مِنْ حُسْنِ تِلْكَ الْمَسَائِلِ إِذْ قَالَ لَنَا- أَ رَأَیْتُمْ مَسَائِلَ أَحْسَنَ مِنْ مَسَائِلِ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ فَقُلْنَا جُعِلْنَا فِدَاكَ لَقَدْ وَقَّرْتَ ذَلِكَ فِی عُیُونِنَا وَ قُلُوبِنَا قَالَ فَسَالَتْ دُمُوعُهَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا لِی أَرَی عَیْنَیْكِ قَدْ سَالَتَا قَالَتْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَاءٌ قَدْ ظَهَرَ بِی مِنَ الْأَدْوَاءِ الْخَبِیثَةِ الَّتِی كَانَتْ تُصِیبُ الْأَنْبِیَاءَ علیهم السلام وَ الْأَوْلِیَاءَ وَ إِنَّ قَرَابَتِی وَ أَهْلَ بَیْتِی یَقُولُونَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْخَبِیثَةُ وَ لَوْ كَانَ صَاحِبُهَا كَمَا قَالَتْ مَفْرُوضَ الطَّاعَةِ لَدَعَا لَهَا فَكَانَ اللَّهُ تَعَالَی یُذْهِبُ عَنْهَا وَ أَنَا وَ اللَّهِ سُرِرْتُ بِذَلِكَ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ تَمْحِیصٌ وَ كَفَّارَاتٌ وَ أَنَّهُ دَاءُ الصَّالِحِینَ فَقَالَ لَهَا الصَّادِقُ علیه السلام وَ قَدْ قَالُوا ذَلِكَ قَدْ أَصَابَتْكِ الْخَبِیثَةُ قَالَتْ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَحَرَّكَ الصَّادِقُ علیه السلام شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ مَا أَدْرِی أَیَّ دُعَاءٍ كَانَ فَقَالَ ادْخُلِی دَارَ النِّسَاءِ حَتَّی تَنْظُرِینَ إِلَی جَسَدِكِ قَالَ فَدَخَلَتْ فَكَشَفَتْ عَنْ ثِیَابِهَا ثُمَّ قَامَتْ وَ لَمْ یَبْقَ فِی صَدْرِهَا وَ لَا فِی جَسَدِهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ علیه السلام اذْهَبِی الْآنَ إِلَیْهِمْ وَ قُولِی لَهُمْ

ص: 121


1- 1. الخرائج و الجرائح 244 بتفاوت یسیر.
2- 2. نفس المصدر ص 245.

هَذَا الَّذِی یُتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِإِمَامَتِهِ (1).

«170»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ إِذْ جَاءَهُ شَیْخٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَ إِنِّی بُلِیتُ بِبَلَاءٍ شَدِیدٍ وَ قَدْ أَتَیْتُ الْبَیْتَ مُتَعَوِّذاً بِهِ مِمَّا أَجِدُ ثُمَّ بَكَی وَ أَكَبَّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُقَبِّلُ رَأْسَهُ وَ رِجْلَیْهِ وَ جَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَتَنَحَّی عَنْهُ فَرَحِمَهُ وَ بَكَی ثُمَّ قَالَ هَذَا أَخُوكُمْ وَ قَدْ أَتَاكُمْ مُتَعَوِّذاً بِكُمْ فَارْفَعُوا أَیْدِیَكُمْ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَیْهِ وَ رَفَعْنَا أَیْدِیَنَا ثُمَّ قَالَ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ هَذِهِ النَّفْسَ مِنْ طِینَةٍ أَخْلَصْتَهَا وَ جَعَلْتَ مِنْهَا أَوْلِیَاءَكَ وَ أَوْلِیَاءَ أَوْلِیَائِكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُنَحِّیَ عَنْهَا الْآفَاتِ فَعَلْتَ اللَّهُمَّ وَ قَدْ تَعَوَّذْنَا بِبَیْتِكَ الْحَرَامِ الَّذِی یَأْمَنُ بِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ وَ قَدْ تَعَوَّذَ بِنَا وَ أَنَا أَسْأَلُكَ یَا مَنِ احْتَجَبَ بِنُورِهِ عَنْ خَلْقِهِ أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ یَا غَایَةَ كُلِّ مَحْزُونٍ وَ مَلْهُوفٍ وَ مَكْرُوبٍ وَ مُضْطَرٍّ مُبْتَلًی أَنْ تُؤْمِنَهُ بِأَمَانِنَا مِمَّا یَجِدُ وَ أَنْ تَمْحُوَ مِنْ طِینَتِهِ مَا قُدِّرَ عَلَیْهَا مِنَ الْبَلَاءِ وَ أَنْ تُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الدُّعَاءِ انْطَلَقَ الرَّجُلُ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ الْمَسْجِدِ رَجَعَ وَ بَكَی ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ وَ اللَّهِ مَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ وَ بِی مِمَّا أَجِدُ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ ثُمَّ وَلَّی.

«171»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی التَّمِیمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَهْرَامَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ لَهُمْ حُجُّوا قَبْلَ أَنْ لَا تَحُجُّوا قَبْلَ أَنْ یَمْنَعَ الْبَرُّ جَانِبَهُ حُجُّوا قَبْلَ هَدْمِ مَسْجِدٍ بِالْعِرَاقِ بَیْنَ نَخْلٍ وَ أَنْهَارٍ حُجُّوا قَبْلَ أَنْ تُقْطَعَ سِدْرَةٌ بِالزَّوْرَاءِ عَلَی عُرُوقِ النَّخْلَةِ الَّتِی اجْتَنَتْ مِنْهَا مَرْیَمُ علیها السلام رُطَباً جَنِیًّا فَعِنْدَ ذَلِكَ تُمْنَعُونَ الْحَجَّ وَ تَنْقُصُ الثِّمَارُ وَ تُجْدَبُ الْبِلَادُ وَ تُبْتَلَوْنَ بِغَلَاءِ الْأَسْعَارِ وَ جَوْرِ السُّلْطَانِ وَ یَظْهَرُ فِیكُمُ الظُّلْمُ وَ الْعُدْوَانُ مَعَ الْبَلَاءِ وَ الْوَبَاءِ وَ الْجُوعِ وَ تُظِلُّكُمُ الْفِتَنُ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاقِ فَوَیْلٌ لَكُمْ یَا أَهْلَ

ص: 122


1- 1. طبّ الأئمّة ص 110 طبع طهران سنة 1377 ه.

الْعِرَاقِ إِذَا جَاءَتْكُمُ الرَّایَاتُ مِنْ خُرَاسَانَ وَ وَیْلٌ لِأَهْلِ الرَّیِّ مِنَ التُّرْكِ وَ وَیْلٌ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ وَ وَیْلٌ لَهُمْ ثُمَّ وَیْلٌ لَهُمْ مِنَ الثَّطِّ قَالَ سَدِیرٌ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ مَنِ الثَّطُّ قَالَ قَوْمٌ آذَانُهُمْ كَآذَانِ الْفَأْرِ صِغَراً لِبَاسُهُمُ الْحَدِیدُ كَلَامُهُمْ كَكَلَامِ الشَّیَاطِینِ صِغَارُ الْحَدَقِ مُرْدٌ جُرْدٌ اسْتَعِیذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِمْ أُولَئِكَ یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی أَیْدِیهِمُ الدِّینَ وَ یَكُونُونَ سَبَباً لِأَمْرِنَا(1).

بیان: قوله علیه السلام قبل أن یمنع البر جانبه أی یكون البر مخوفا لا یمكن قطعه و قال الفیروزآبادی (2)

الثط الكوسج أو القلیل شعر اللحیة و الحاجبین و المرد جمع الأمرد و هو الذی لیس علی بدنه شعر.

«172»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حَدَّثَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ مَأْمُونٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَیِّدِی الصَّادِقِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ سَهْلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِیُّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَكُمُ الرَّأْفَةُ وَ الرَّحْمَةُ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتِ الْإِمَامَةِ مَا الَّذِی یَمْنَعُكَ أَنْ یَكُونَ لَكَ حَقٌّ تَقْعُدُ عَنْهُ وَ أَنْتَ تَجِدُ مِنْ شِیعَتِكَ مِائَةَ أَلْفٍ یَضْرِبُونَ بَیْنَ یَدَیْكَ بِالسَّیْفِ فَقَالَ لَهُ علیه السلام اجْلِسْ یَا خُرَاسَانِیُّ رَعَی اللَّهُ حَقَّكَ ثُمَّ قَالَ یَا حَنِیفَةُ اسْجُرِی التَّنُّورَ فَسَجَرَتْهُ حَتَّی صَارَ كَالْجَمْرَةِ وَ ابْیَضَّ عُلْوُهُ ثُمَّ قَالَ یَا خُرَاسَانِیُّ قُمْ فَاجْلِسْ فِی التَّنُّورِ فَقَالَ الْخُرَاسَانِیُّ یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تُعَذِّبْنِی بِالنَّارِ أَقِلْنِی أَقَالَكَ اللَّهُ قَالَ قَدْ أَقَلْتُكَ فَبَیْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ هَارُونُ الْمَكِّیُّ وَ نَعْلُهُ فِی سَبَّابَتِهِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام أَلْقِ النَّعْلَ مِنْ یَدِكَ وَ اجْلِسْ فِی التَّنُّورِ قَالَ فَأَلْقَی النَّعْلَ مِنْ سَبَّابَتِهِ ثُمَّ جَلَسَ فِی التَّنُّورِ وَ أَقْبَلَ الْإِمَامُ علیها السلام یُحَدِّثُ الْخُرَاسَانِیَّ حَدِیثَ خُرَاسَانَ حَتَّی كَأَنَّهُ شَاهِدٌ لَهَا ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا خُرَاسَانِیُّ وَ انْظُرْ مَا فِی التَّنُّورِ قَالَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَرَأَیْتُهُ مُتَرَبِّعاً فَخَرَجَ إِلَیْنَا وَ سَلَّمَ عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ علیها السلام كَمْ تَجِدُ بِخُرَاسَانَ مِثْلَ هَذَا فَقَالَ وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِداً فَقَالَ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ وَ لَا وَاحِداً فَقَالَ أَمَا إِنَّا

ص: 123


1- 1. أمالی المفید ص 36.
2- 2. القاموس ج 2 ص 352.

لَا نَخْرُجُ فِی زَمَانٍ لَا نَجِدُ فِیهِ خَمْسَةً مُعَاضِدِینَ لَنَا نَحْنُ أَعْلَمُ بِالْوَقْتِ (1).

بیان: سجر التنور أحماه.

«173»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حَدَّثَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّیْلَمِیُّ الْبَصْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی كَثِیرٍ الْكُوفِیِّ قَالَ: كُنْتُ لَا أَخْتِمُ صَلَاتِی وَ لَا أَسْتَفْتِحُهَا إِلَّا بِلَعْنِهِمَا فَرَأَیْتُ فِی مَنَامِی طَائِراً مَعَهُ تَوْرٌ(2) مِنَ الْجَوْهَرِ فِیهِ شَیْ ءٌ أَحْمَرُ شِبْهُ الْخَلُوقِ (3) فَنَزَلَ إِلَی الْبَیْتِ الْمُحِیطِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَخْرَجَ شَخْصَیْنِ مِنَ الضَّرِیحِ فَخَلَّقَهُمَا بِذَلِكَ الْخَلُوقِ فِی عَوَارِضِهِمَا ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَی الضَّرِیحِ وَ عَادَ مُرْتَفِعاً فَسَأَلْتُ مَنْ حَوْلِی مَنْ هَذَا الطَّائِرُ وَ مَا هَذَا الْخَلُوقُ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ یَجِی ءُ فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ یُخَلِّقُهُمَا فَأَزْعَجَنِی مَا رَأَیْتُ فَأَصْبَحْتُ لَا تَطِیبُ نَفْسِی بِلَعْنِهِمَا فَدَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَلَمَّا رَآنِی ضَحِكَ وَ قَالَ رَأَیْتَ الطَّائِرَ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی فَقَالَ اقْرَأْ إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (4) فَإِذَا رَأَیْتَ شَیْئاً تَكْرَهُ فَاقْرَأْهَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهِمَا لِإِكْرَامِهِمَا بَلْ هُوَ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِمَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا إِذَا قُتِلَ قَتِیلٌ ظُلْماً أَخَذَ مِنْ دَمِهِ فَطَوَّقَهُمَا بِهِ فِی رِقَابِهِمَا لِأَنَّهُمَا سَبَبُ كُلِّ ظُلْمٍ مُذْ كَانَا(5).

«174»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مُغِیثٌ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ رَآهُ یَضْحَكُ فِی بَیْتِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَسْتُ أَدْرِی بِأَیِّهِمَا أَنَا أَشَدُّ سُرُوراً بِجُلُوسِكَ فِی بَیْتِی أَوْ لِضَحِكِكَ قَالَ إِنَّهُ هَدَرَ الْحَمَامُ الذَّكَرُ عَلَی الْأُنْثَی فَقَالَ أَنْتِی سَكَنِی وَ عِرْسِی وَ الْجَالِسُ عَلَی الْفِرَاشِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْكِ فَضَحِكْتُ مِنْ قَوْلِهِ.

وَ هَذَا الْمَعْنَی رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ بَشَّارٍ فِی حَدِیثِ بُرْدٍ الْإِسْكَافِ: أَنَّ الطَّیْرَ قَالَ:

ص: 124


1- 1. المناقب ج 3 ص 362.
2- 2. التور: اناء من صفر او حجارة كالاجانة و قد یتوضأ منه« النهایة».
3- 3. الخلوق: ضرب من الطیب أعظم أجزائه الزعفران.
4- 4. سورة المجادلة الآیة: 10.
5- 5. المناقب ج 3 ص 363.

یَا سَكَنِی وَ عِرْسِی مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْكِ وَ مَا حِرْصِی عَلَیْكِ هَذَا الْحِرْصُ إِلَّا طَمَعاً أَنْ یَرْزُقَنِیَ اللَّهُ وُلْداً مِنْكِ یُحِبُّونَ أَهْلَ الْبَیْتِ.

دَاوُدُ بْنُ فَرْقَدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ وَ حَفْصٌ الْبَخْتَرِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ فَاخِتَةً تَصِیحُ فِی دَارِهِ فَقَالَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ هَذِهِ الْفَاخِتَةُ قُلْنَا لَا قَالَ تَقُولُ فَقَدْتُكُمْ فَقَدْتُكُمْ فَافْقِدُوهَا قَبْلَ أَنْ تَفْقِدَكُمْ.

وَ رَوَی عُمَرُ الْأَصْفَهَانِیُّ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَ ذَلِكَ فِی صَوْتِ الصُّلْصُلِ.

وَ رُوِیَ أَنَّهُ علیها السلام قَالَ: یَقُولُ الْوَرَشَانُ قُدِّسْتُمْ قُدِّسْتُمْ (1).

الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ خَالِدٌ الْجَوَّانُ وَ نَجْمٌ الْحَطِیمُ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلَی بَابِ الصَّادِقِ علیه السلام فَتَكَلَّمْنَا فِیمَا یَتَكَلَّمُ فِیهِ أَهْلُ الْغُلُوِّ فَخَرَجَ عَلَیْنَا الصَّادِقُ علیه السلام بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ وَ هُوَ یَنْتَفِضُ وَ یَقُولُ یَا خَالِدُ یَا مُفَضَّلُ یَا سُلَیْمَانُ یَا نَجْمُ- لَا بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ (2).

وَ قَالَ صَالِحُ بْنُ سَهْلٍ: كُنْتُ أَقُولُ فِی الصَّادِقِ علیه السلام مَا تَقُولُ الْغُلَاةُ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا صَالِحُ إِنَّا وَ اللَّهِ عَبِیدٌ مَخْلُوقُونَ لَنَا رَبٌّ نَعْبُدُهُ وَ إِنْ لَمْ نَعْبُدْهُ عَذَّبَنَا(3).

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَثِیرٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَدِینَةَ یَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ فَدَلُّوهُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلَهُ هُنَیْئَةً ثُمَّ خَرَجَ فَدَلُّوهُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَصَدَهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ یَا هَذَا إِنَّكَ كُنْتَ دَخَلْتَ مَدِینَتَنَا هَذِهِ تَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ فَاسْتَقْبَلَكَ فِتْیَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ فَأَرْشَدُوكَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتَهُ هُنَیْئَةً ثُمَّ خَرَجْتَ فَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَمَّا سَأَلْتَهُ وَ مَا رَدَّ عَلَیْكَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَكَ فِتْیَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَقَالُوا لَكَ یَا هَذَا إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَلْقَی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَافْعَلْ فَقَالَ صَدَقْتَ قَدْ كَانَ كَمَا ذَكَرْتَ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَلْهُ عَنْ

ص: 125


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 346.
2- 2. سورة الأنبیاء الآیة: 26.
3- 3. المناقب ج 3 ص 347.

دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِمَامَتِهِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ عَنْ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعِمَامَةِ فَأَخَذَ دِرْعاً مِنْ كُنْدُوجٍ لَهُ فَلَبِسَهَا فَإِذَا هِیَ سَابِغَةٌ فَقَالَ كَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلْبَسُ الدِّرْعَ فَرَجَعَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ مَا صَدَقَ ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَماً فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا الدِّرْعُ وَ الْعِمَامَةُ سَاقِطَیْنِ مِنْ جَوْفِ الْخَاتَمِ فَلَبِسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الدِّرْعَ فَإِذَا هِیَ إِلَی نِصْفِ سَاقِهِ ثُمَّ تَعَمَّمَ بِالْعِمَامَةِ فَإِذَا هِیَ سَابِغَةٌ فَنَزَعَهَا ثُمَّ رَدَّهُمَا فِی الْفَصِّ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلْبَسُهَا إِنَّ هَذَا لَیْسَ مِمَّا غُزِلَ فِی الْأَرْضِ إِنَّ خِزَانَةَ اللَّهِ فِی كُنْ وَ إِنَّ خِزَانَةَ الْإِمَامِ فِی خَاتَمِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ الدُّنْیَا كَسُكُرُّجَةٍ وَ إِنَّهَا عِنْدَ الْإِمَامِ كَصَحِیفَةٍ وَ لَوْ لَمْ یَكُنِ الْأَمْرُ هَكَذَا لَمْ نَكُنْ أَئِمَّةً وَ كُنَّا كَسَائِرِ النَّاسِ (1).

بیان: قال الفیروزآبادی (2)

الكندوج شبه المخزن معرب كندو قوله علیه السلام فی كُنْ أی فی لفظة كُنْ كنایة عن إرادته الكاملة و هو إشارة إلی قوله تعالی إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (3) و السكرجة بضم السین و الكاف و تشدید الراء إناء صغیر یؤكل فیه الشی ء القلیل من الإدام و هی فارسیة.

«175»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شُعَیْبُ بْنُ مِیثَمٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا شُعَیْبُ أَحْسِنْ إِلَی نَفْسِكَ وَ صِلْ قَرَابَتَكَ وَ تَعَاهَدْ إِخْوَانَكَ وَ لَا تَسْتَبِدَّ بِالشَّیْ ءِ فَتَقُولَ ذَا لِنَفْسِی وَ عِیَالِی إِنَّ الَّذِی خَلَقَهُمْ هُوَ الَّذِی یَرْزُقُهُمْ فَقُلْتُ نَعَی وَ اللَّهِ إِلَیَّ نَفْسِی فَرَجَعَ شُعَیْبٌ فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثَ إِلَّا شَهْراً حَتَّی مَاتَ.

صَنْدَلٌ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا سَوْرَةُ كَیْفَ حَجَجْتَ الْعَامَ قَالَ اسْتَقْرَضْتُ حَجَّتِی وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ سَیَقْضِیهَا عَنِّی وَ مَا كَانَ حَجَّتِی إِلَّا شَوْقاً إِلَیْكَ وَ إِلَی حَدِیثِكَ قَالَ أَمَّا حَجَّتُكَ فَقَدْ قَضَاهَا اللَّهُ فَأُعْطِكَهَا

ص: 126


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 349.
2- 2. القاموس ج 1 ص 205.
3- 3. سورة یس الآیة: 82.

مِنْ عِنْدِی ثُمَّ رَفَعَ مُصَلًّی تَحْتَهُ فَأَخْرَجَ دَنَانِیرَ فَعَدَّ عِشْرِینَ دِینَاراً فَقَالَ هَذِهِ حَجَّتُكَ وَ عَدَّ عِشْرِینَ دِینَاراً وَ قَالَ هَذِهِ مَعُونَةٌ لَكَ حَیَاتَكَ حَتَّی تَمُوتَ قُلْتُ أَخْبَرْتَنِی أَنَّ أَجَلِی قَدْ دَنَا فَقَالَ یَا سَوْرَةُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مَعَنَا فَقَالَ صَنْدَلٌ فَمَا لَبِثَ إِلَّا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّی مَاتَ (1).

ابْنُ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام آذِنُهُ وَ آذن [أَذِنَ] لِقَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ علیه السلام كَمْ عِدَّتُهُمْ فَقَالَ لَا أَدْرِی فَقَالَ علیه السلام اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَیْهِ سَأَلُوا فِی حَرْبِ عَلِیٍّ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ عَائِشَةَ قَالَ وَ مَا تُرِیدُونَ بِذَلِكَ قَالُوا نُرِیدُ أَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ ذَلِكَ قَالَ إِذاً تَكْفُرُونَ یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كَانَ مُؤْمِناً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ إِلَیْهِ ثُمَّ لَمْ یُؤَمِّرْ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَداً قَطُّ وَ لَمْ یَكُنْ فِی سَرِیَّةٍ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَمِیرَهَا وَ ذَكَرَ فِیهِ أَنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ بَایَعَاهُ وَ غَدَرَا بِهِ وَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَهُ بِقِتَالِ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ فَقَالُوا لَئِنْ كَانَ هَذَا عَهْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ ضَلَّ الْقَوْمُ جَمِیعاً فَقَالَ علیه السلام أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّكُمْ سَتَكْفُرُونَ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرْجِعُونَ إِلَی أَصْحَابِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَتُخْبِرُونَهُمْ بِمَا أَخْبَرْتُكُمْ فَیَكْفُرُونَ أَعْظَمَ مِنْ كُفْرِكُمْ فَكَانَ كَمَا قَالَ (2).

أَبُو بَصِیرٍ قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام: فِیمَا أَوْصَانِی بِهِ أَبِی علیه السلام أَنْ قَالَ یَا بُنَیَّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا یُغَسِّلْنِی أَحَدٌ غَیْرُكَ فَإِنَّ الْإِمَامَ لَا یُغَسِّلُهُ إِلَّا الْإِمَامُ وَ اعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاكَ سَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَدَعْهُ فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ فَلَمَّا أَنْ مَضَی أَبِی غَسَّلْتُهُ كَمَا أَمَرَنِی وَ ادَّعَی عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَةَ مَكَانَهُ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَبِی وَ مَا لَبِثَ عَبْدُ اللَّهِ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ وَ رَوَی مِثْلَ ذَلِكَ الصَّادِقُ علیه السلام.

وَ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ أَنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: نَعْلَمُ أَنَّكَ خَلَّفْتَ فِی مَنْزِلَكِ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ قُلْتَ إِذَا رَجَعْتُ أَصْرِفُهَا أَوْ أَبْعَثُ بِهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّعْبِلِیِ

ص: 127


1- 1. المناقب ج 3 ص 350.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 351.

قَالَ وَ اللَّهِ مَا تَرَكْتُ فِی بَیْتِی شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَخْبَرْتَنِی بِهِ (1).

وَ قَالَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا سَمَاعَةُ مَا هَذَا الَّذِی بَیْنَكَ وَ بَیْنَ جَمَّالِكَ فِی الطَّرِیقِ إِیَّاكَ أَنْ تَكُونَ فَاحِشاً أَوْ صَیَّاحاً قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ ظَلَمَنِی فَنَهَانِی عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ.

مُعَتِّبٌ قَالَ: قُرِعَ بَابُ مَوْلَایَ الصَّادِقِ علیه السلام فَخَرَجْتُ فَإِذَا بِزَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِجُلَسَائِهِ ادْخُلُوا هَذَا الْبَیْتَ وَ رُدُّوا الْبَابَ وَ لَا یَتَكَلَّمْ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ إِلَیْهِ فَاعْتَنَقَا وَ جَلَسَا طَوِیلًا یَتَشَاوَرَانِ ثُمَّ عَلَا الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا فَقَالَ زَیْدٌ دَعْ ذَا عَنْكَ یَا جَعْفَرُ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَمُدَّ یَدَكَ حَتَّی أُبَایِعَكَ أَوْ هَذِهِ یَدِی فَبَایِعْنِی لَأُتْعِبَنَّكَ وَ لَأُكَلِّفَنَّكَ مَا لَا تُطِیقُ فَقَدْ تَرَكْتَ الْجِهَادَ وَ أَخْلَدْتَ إِلَی الْخَفْضِ وَ أَرْخَیْتَ السِّتْرَ وَ احْتَوَیْتَ عَلَی مَالِ الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَرْحَمُكَ اللَّهُ یَا عَمِّ یَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ یَا عَمِّ وَ زَیْدٌ یَسْمَعُهُ وَ یَقُولُ مَوْعِدُنَا الصُّبْحُ أَ لَیْسَ الصُّبْحُ بِقَرِیبٍ وَ مَضَی فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ مَهْ لَا تَقُولُوا لِعَمِّی زَیْدٍ إِلَّا خَیْراً رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی فَلَوْ ظَفِرَ لَوَفَی فَلَمَّا كَانَ فِی السَّحَرِ قَرَعَ الْبَابَ فَفَتَحْتُ لَهُ الْبَابَ فَدَخَلَ یَشْهَقُ وَ یَبْكِی وَ یَقُولُ ارْحَمْنِی یَا جَعْفَرُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ ارْضَ عَنِّی یَا جَعْفَرُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْكَ اغْفِرْ لِی یَا جَعْفَرُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَ رَحِمَكَ وَ رَضِیَ عَنْكَ فَمَا الْخَبَرُ یَا عَمِّ قَالَ نِمْتُ فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ دَاخِلًا عَلَیَّ وَ عَنْ یَمِینِهِ الْحَسَنُ وَ عَنْ یَسَارِهِ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ خَلْفَهُ وَ عَلِیٌّ أَمَامَهُ وَ بِیَدِهِ حَرْبَةٌ تَلْتَهِبُ الْتِهَاباً كَأَنَّهُ نَارٌ وَ هُوَ یَقُولُ إِیهاً یَا زَیْدُ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ فِی جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ یَرْحَمْكَ وَ یَغْفِرْ لَكَ وَ یَرْضَی عَنْكَ لَأَرْمِیَنَّكَ بِهَذِهِ الْحَرْبَةِ فَلَأَضَعُهَا بَیْنَ كَتِفَیْكَ ثُمَّ لَأُخْرِجُهَا مِنْ صَدْرِكَ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً فَصِرْتُ إِلَیْكَ فَارْحَمْنِی یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْكَ وَ غَفَرَ لَكَ أَوْصِنِی فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ مَصْلُوبٌ مُحْرَقٌ بِالنَّارِ فَوَصَّی زَیْدٌ بِعِیَالِهِ وَ أَوْلَادِهِ وَ قَضَاءِ الدَّیْنِ عَنْهُ (2).

ص: 128


1- 1. المناقب ج 3 ص 351.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 352.

بیان: أخلد إلی المكان أقام و أسمعه شتمه.

«176»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَصِیرٍ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وَ قَدْ جَرَی ذِكْرُ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اكْتُمْ عَلَیَّ مَا أَقُولُ لَكَ فِی الْمُعَلَّی قُلْتُ أَفْعَلُ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ مَا كَانَ یَنَالُ دَرَجَتَنَا إِلَّا بِمَا كَانَ یَنَالُ مِنْهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ قُلْتُ وَ مَا الَّذِی یُصِیبُهُ مِنْ دَاوُدَ قَالَ یَدْعُو بِهِ فَیَأْمُرُ بِهِ فَیُضْرَبُ عُنُقُهُ وَ یَصْلِبُهُ وَ ذَلِكَ قَابِلٌ فَلَمَّا كَانَ قَابِلٌ وَلِیَ دَاوُدُ الْمَدِینَةَ فَدَعَا الْمُعَلَّی وَ سَأَلَهُ عَنْ شِیعَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَتَمَهُ فَقَالَ أَ تَكْتُمُنِی أَمَا إِنَّكَ إِنْ كَتَمْتَنِی قَتَلْتُكَ فَقَالَ الْمُعَلَّی بِالْقَتْلِ تُهَدِّدُنِی وَ اللَّهِ لَوْ كَانُوا تَحْتَ قَدَمِی مَا رَفَعْتُ قَدَمِی عَنْهُمْ وَ إِنْ أَنْتَ قَتَلْتَنِی لَتُسْعِدُنِی وَ لَتَشْقِیَنَّ فَلَمَّا أَرَادَ قَتْلَهُ قَالَ الْمُعَلَّی أَخْرِجْنِی إِلَی النَّاسِ فَإِنَّ لِی أَشْیَاءَ كَثِیرَةً حَتَّی أُشْهِدَ بِذَلِكَ فَأَخْرَجَهُ إِلَی السُّوقِ فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ اشْهَدُوا أَنَّ مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالٍ عَیْنٍ أَوْ دَیْنٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ عَبْدٍ أَوْ دَارٍ أَوْ قَلِیلٍ أَوْ كَثِیرٍ فَهُوَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُتِلَ (1).

ابْنُ بَابَوَیْهِ الْقُمِّیُّ فِی دَلَائِلِ الْأَئِمَّةِ وَ مُعْجِزَاتِهِمْ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ كَانَتْ مَعِی جُوَیْرِیَةٌ لِی فَأَصَبْتُ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَی الْحَمَّامِ فَلَقِیتُ أَصْحَابَنَا الشِّیعَةَ وَ هُمْ مُتَوَجِّهُونَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَخِفْتُ أَنْ یَسْبِقُونِی وَ یَفُوتَنِی الدُّخُولُ عَلَیْهِ فَمَشَیْتُ مَعَهُمْ حَتَّی دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَهُمْ فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ- لَا یَدْخُلُهَا الْجُنُبُ فَاسْتَحْیَیْتُ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَقِیتُ أَصْحَابَنَا وَ خِفْتُ أَنْ یَفُوتَنِیَ الدُّخُولُ مَعَهُمْ وَ لَنْ أَعُودَ إِلَی مِثْلِهَا أَبَداً.

وَ فِی كِتَابِ الدَّلَالاتِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: اشْتَهَیْتُ دَلَالَةَ الْإِمَامِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا جُنُبٌ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ لَكَ فِیمَا كُنْتَ فِیهِ شُغُلٌ تَدْخُلُ عَلَی إِمَامِكَ وَ أَنْتَ جُنُبٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا عَمِلْتُهُ إِلَّا عَمْداً قَالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلْتُ بَلی وَ لكِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قَالَ

ص: 129


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 352.

فَقُمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَاغْتَسِلْ الْخَبَرَ(1).

«177»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنِ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ.

«178»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ انْطَلِقُوا بِنَا إِلَی إِمَامِ الرَّافِضَةِ نَسْأَلْهُ عَنْ أَشْیَاءَ نُحَیِّرْهُ فِیهَا فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا دَخَلُوا إِلَیْهِ نَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ یَا نُعْمَانُ لَمَّا صَدَّقْتَنِی عَنْ شَیْ ءٍ أَسْأَلُكَ عَنْهُ هَلْ قُلْتَ لِأَصْحَابِكَ مُرُّوا بِنَا إِلَی إِمَامِ الرَّافِضَةِ فَنُحَیِّرَهُ فَقَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ فَسَلْ مَا شِئْتَ الْقِصَّةَ(2).

أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقُ: قَالَ تَزَارَّا ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ الْأَوْصِیَاءُ عُلَمَاءُ أَتْقِیَاءُ أَبْرَارٌ وَ قَالَ ابْنُ خُنَیْسٍ الْأَوْصِیَاءُ أَنْبِیَاءُ قَالَ فَدَخَلَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ مَجْلِسُهُمَا قَالَ علیه السلام أَبْرَأُ مِمَّنْ قَالَ إِنَّا أَنْبِیَاءُ(3).

بیان: قال الفیروزآبادی (4)

زرر كسمع تعدی علی خصمه و المزارة المعاضة.

«179»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب سَدِیرٌ الصَّیْرَفِیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدِ اجْتَمَعَ إِلَیَّ مَالُهُ فَأَحْبَبْتُ دَفْعَهُ إِلَیْهِ وَ كُنْتُ حَبَسْتُ مِنْهُ دِینَاراً لِكَیْ أَعْلَمَ أَقَاوِیلَ النَّاسِ فَوَضَعْتُ الْمَالَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لِی یَا سَدِیرُ خُنْتَنَا وَ لَمْ تُرِدْ بِخِیَانَتِكَ إِیَّانَا قَطِیعَتَنَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ أَخَذْتَ شَیْئاً مِنْ حَقِّنَا لِتَعْلَمَ كَیْفَ مَذْهَبُنَا قُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَ أَصْحَابِی فَقَالَ لِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ كُلَّ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ نَعْلَمُهُ وَ عِنْدَنَا ذَلِكَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی- وَ كُلَّ شَیْ ءٍ

ص: 130


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 353.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 353.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 354.
4- 4. القاموس ج 2 ص 38- 39.

أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (1) اعْلَمْ أَنَّ عِلْمَ الْأَنْبِیَاءِ مَحْفُوظٌ فِی عِلْمِنَا مُجْتَمِعٌ عِنْدَنَا وَ عِلْمُنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِیَاءِ فَأَیْنَ یُذْهَبُ بِكَ قُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ (2).

«180»- قب،(3) [المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] مِنْ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی قُبَا لِأَشْتَرِیَ نَخْلًا فَلَقِیتُهُ علیها السلام وَ قَدْ دَخَلَ الْمَدِینَةَ فَقَالَ أَیْنَ تُرِیدُ فَقُلْتُ لَعَلَّنَا نَشْتَرِی نَخْلًا فَقَالَ أَ وَ أَمِنْتُمُ الْجَرَادَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا أَشْتَرِی نَخْلَةً فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلَّا خَمْساً حَتَّی جَاءَ مِنَ الْجَرَادِ مَا لَمْ یَتْرُكْ فِی النَّخْلِ حِمْلًا(4).

«181»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ فِی كِتَابِ الْوَاحِدَةِ،: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مِنْكَ وَ أَسْخَی وَ أَشْجَعُ فَقَالَ لَهُ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَعْلَمُ مِنِّی فَقَدْ أَعْتَقَ جَدِّی وَ جَدُّكَ أَلْفَ نَسَمَةٍ مِنْ كَدِّ یَدِهِ فَسَمِّهِمْ لِی وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أُسَمِّیَهُمْ لَكَ إِلَی آدَمَ فَعَلْتُ وَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَسْخَی مِنِّی فَوَ اللَّهِ مَا بِتُّ لَیْلَةً وَ لِلَّهِ عَلَیَّ حَقٌّ یُطَالِبُنِی بِهِ وَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَشْجَعُ مِنِّی فَكَأَنِّی أَرَی رَأْسَكَ وَ قَدْ جِی ءَ بِهِ وَ وُضِعَ عَلَی جُحْرِ الزَّنَابِیرِ یَسِیلُ مِنْهُ الدَّمُ إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَحَكَی ذَلِكَ لِأَبِیهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ آجَرَنِی اللَّهُ فِیكَ إِنَّ جَعْفَراً أَخْبَرَنِی أَنَّكَ صَاحِبُ جُحْرِ الزَّنَابِیرِ.

أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ (5)،: لَمَّا بُویِعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَی أَنَّهُ مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ جَاءَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَدْ كَانَ یَنْهَاهُ وَ زَعَمَ أَنَّهُ یَحْسُدُهُ فَضَرَبَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدَهُ عَلَی كَتِفِ عَبْدِ اللَّهِ وَ قَالَ إِیهاً وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْكَ وَ لَا إِلَی ابْنِكَ وَ إِنَّمَا هِیَ لِهَذَا یَعْنِی السَّفَّاحَ ثُمَّ لِهَذَا یَعْنِی الْمَنْصُورَ یَقْتُلُهُ عَلَی أَحْجَارِ الزَّیْتِ ثُمَّ یَقْتُلُ أَخَاهُ بِالطُّفُوفِ وَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ فِی الْمَاءِ فَتَبِعَهُ الْمَنْصُورُ فَقَالَ

ص: 131


1- 1. سورة یس الآیة 12.
2- 2. المناقب ج 3 ص 354.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 355.
4- 4. إعلام الوری ص 269 و قبا: بالضم قریة قرب المدینة.
5- 5. مقاتل الطالبیین ص 255- 256 بتفاوت.

مَا قُلْتَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ مَا سَمِعْتَهُ وَ إِنَّهُ لَكَائِنٌ قَالَ فَحَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ الْمَنْصُورَ أَنَّهُ قَالَ انْصَرَفْتُ مِنْ وَقْتِی فَهَیَّأْتُ أَمْرِی فَكَانَ كَمَا قَالَ وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا أَكْبَرَ الْمَنْصُورُ أَمْرَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ اسْتَطْلَعَ حَالَهُمَا مِنْهُ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا یَئُولُ إِلَیْهِ حَالُهُمَا أَتْلُو عَلَیْكَ آیَةً فِیهَا مُنْتَهَی عِلْمِی وَ تَلَا لَئِنْ أُخْرِجُوا لا یَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَ لَئِنْ قُوتِلُوا لا یَنْصُرُونَهُمْ وَ لَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَیُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا یُنْصَرُونَ (1) فَخَرَّ الْمَنْصُورُ سَاجِداً وَ قَالَ حَسْبُكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ.

ابْنُ كَادِشٍ الْعُكْبَرِیُّ فِی مَقَاتِلِ الْعِصَابَةِ الْعَلَوِیَّةِ كِتَابَةً: لَمَّا بَلَغَ أَبَا مُسْلِمٍ مَوْتُ إِبْرَاهِیمَ الْإِمَامِ وَجَّهَ بِكُتُبِهِ إِلَی الْحِجَازِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ یَدْعُو كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَی الْخِلَافَةِ فَبَدَأَ بِجَعْفَرٍ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ أَحْرَقَهُ وَ قَالَ هَذَا الْجَوَابُ فَأَتَی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ أَنَا شَیْخٌ وَ لَكِنِ ابْنِی مُحَمَّدٌ مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَرَكِبَ وَ أَتَی جَعْفَراً فَخَرَجَ إِلَیْهِ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی عُنُقِ حِمَارِهِ وَ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا جَاءَ بِكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ الْأَمْرَ لَمْ یَأْتِ بَعْدُ فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ قَالَ لَقَدْ علمك [عَلِمْتُ] خِلَافَ مَا تَقُولُ وَ لَكِنَّهُ یَحْمِلُكَ عَلَی ذَلِكَ الْحَسَدُ لِابْنِی فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ یَحْمِلُنِی وَ لَكِنْ هَذَا وَ إِخْوَتُهُ وَ أَبْنَاؤُهُ دُونَكَ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی ظَهْرِ أَبِی الْعَبَّاسِ السِّفَاحِ ثُمَّ نَهَضَ فَاتَّبَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَقَالا لَهُ أَ تَقُولُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ أَقُولُ ذَلِكَ وَ أَعْلَمُهُ (2).

زَكَّارُ بْنُ أَبِی زَكَّارٍ الْوَاسِطِیُّ قَالَ: قَبَّلَ رَجُلٌ رَأْسَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَسَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ثِیَابَهُ وَ قَالَ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ أَشَدَّ بَیَاضاً وَ لَا أَحْسَنَ مِنْهَا فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ ثِیَابُ بِلَادِنَا وَ جِئْتُكَ مِنْهَا بِخَیْرٍ مِنْ هَذِهِ قَالَ فَقَالَ یَا مُعَتِّبُ اقْبِضْهَا مِنْهُ ثُمَّ خَرَجَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقَ الْوَصْفُ وَ قَرُبَ الْوَقْتُ هَذَا صَاحِبُ الرَّایَاتِ السُّودِ الَّذِی یَأْتِی بِهَا مِنْ خُرَاسَانَ ثُمَّ قَالَ یَا مُعَتِّبُ الْحَقْهُ فَسَلْهُ مَا اسْمُهُ

ص: 132


1- 1. سورة الحشر الآیة: 12.
2- 2. المناقب ج 3 ص 355.

ثُمَّ قَالَ إِنْ كَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ هُوَ قَالَ فَرَجَعَ مُعَتِّبٌ فَقَالَ قَالَ اسْمِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ فَلَمَّا وَلِیَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ نَظَرْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُسْلِمٍ.

وَ فِی رامش افزای: أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَلَّالَ وَزِیرَ آلِ مُحَمَّدٍ عَرَضَ الْخِلَافَةَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام قَبْلَ وُصُولِ الْجُنْدِ إِلَیْهِ فَأَبَی وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ الْإِمَامَ لَا یَصِلُ مِنَ الشَّامِ إِلَی الْعِرَاقِ وَ هَذَا الْأَمْرُ لِأَخَوَیْهِ الْأَصْغَرِ ثُمَّ الْأَكْبَرِ وَ یَبْقَی فِی أَوْلَادِ الْأَكْبَرِ وَ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ بَقِیَ بِلَا مَقْصُودٍ فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الرَّایَاتُ كَتَبَ أَیْضاً بِقَوْلِهِ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَبْعِینَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ وَصَلَ إِلَیْنَا فَنَنْتَظِرُ أَمْرَكَ فَقَالَ إِنَّ الْجَوَابَ كَمَا شَافَهْتُكَ فَكَانَ الْأَمْرُ كَمَا ذُكِرَ فَبَقِیَ إِبْرَاهِیمُ الْإِمَامُ فِی حَبْسِ مَرْوَانَ وَ خَطَبَ بِاسْمِ السَّفَّاحِ.

وَ قَرَأْتُ فِی بَعْضِ التَّوَارِیخِ: لَمَّا أَتَی كِتَابُ أَبِی مُسْلِمٍ الْخَلَّالِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام بِاللَّیْلِ قَرَأَهُ ثُمَّ وَضَعَهُ عَلَی الْمِصْبَاحِ فَحَرَقَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ وَ ظَنَّ أَنَّ حَرْقَهُ لَهُ تَغْطِیَةٌ وَ سَتْرٌ وَ صِیَانَةٌ لِلْأَمْرِ هَلْ مِنْ جَوَابٍ قَالَ الْجَوَابُ مَا قَدْ رَأَیْتَ وَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ الْأَبَّارُ صَاحِبُ الصَّادِقِ علیها السلام:

وَ لَمَّا دَعَا الدَّاعُونَ مَوْلَایَ لَمْ یَكُنْ***لِیُثْنِی إِلَیْهِ عَزْمُهُ بِصَوَابٍ

وَ لَمَّا دَعَوْهُ بِالْكِتَابِ أَجَابَهُمْ***بِحَرْقِ الْكِتَابِ دُونَ رَدِّ جَوَابٍ

وَ مَا كَانَ مَوْلَایَ كَمُشْرِی ضَلَالَةٍ***وَ لَا مُلْبِساً مِنْهَا الرَّدَی بِثَوَابٍ

وَ لَكِنَّهُ لِلَّهِ فِی الْأَرْضِ حُجَّةٌ***دَلِیلٌ إِلَی خَیْرٍ وَ حُسْنِ مَآبٍ (1)

«182»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب إِسْحَاقُ وَ إِسْمَاعِیلُ وَ یُونُسُ بَنُو عَمَّارٍ: أَنَّهُ اسْتَحَالَ وَجْهُ یُونُسَ إِلَی الْبَیَاضِ فَنَظَرَ الصَّادِقُ علیه السلام إِلَی جَبْهَتِهِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ- یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحْمَانُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ یَا سَمِیعَ الدَّعَوَاتِ یَا مُعْطِیَ الْخَیْرَاتِ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ الطَّیِّبِینَ وَ اصْرِفْ عَنِّی شَرَّ الدُّنْیَا وَ شَرَّ الْآخِرَةِ وَ أَذْهِبْ

ص: 133


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 356.

عَنِّی شَرَّ الدُّنْیَا وَ شَرَّ الْآخِرَةِ وَ أَذْهِبْ عَنِّی مَا بِی فَقَدْ غَاظَنِی ذَلِكَ وَ أَحْزَنَنِی قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ حَتَّی تَنَاثَرَ عَنْ وَجْهِهِ مِثْلُ النُّخَالَةِ وَ ذَهَبَ قَالَ الْحَكَمُ بْنُ مِسْكِینٍ وَ رَأَیْتُ الْبَیَاضَ بِوَجْهِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ لَیْسَ فِی وَجْهِهِ شَیْ ءٌ(1).

مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ: صُدِّعَ ابْنٌ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَدْنِهِ مِنِّی قَالَ فَمَسَحَ عَلَی رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ (2).

«183»- یج (3)،[الخرائج و الجرائح] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ قَالَ: كانَ رَجُلٌ مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ الْجَبَلِ یَأْتِی الصَّادِقَ علیه السلام فِی حَجِّهِ كُلَّ سَنَةٍ فَیُنْزِلُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی دَارٍ مِنْ دُورِهِ فِی الْمَدِینَةِ وَ طَالَ حَجُّهُ وَ نُزُولُهُ فَأَعْطَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لِیَشْتَرِیَ لَهُ دَاراً وَ خَرَجَ إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ اشْتَرَیْتَ لِیَ الدَّارَ قَالَ نَعَمْ وَ أَتَی بِصَكٍّ فِیهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا اشْتَرَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْجَبَلِیِّ اشْتَرَی لَهُ دَاراً فِی الْفِرْدَوْسِ حَدُّهَا الْأَوَّلُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَدُّ الثَّانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَدُّ الثَّالِثُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْحَدُّ الرَّابِعُ الْحُسَیْنُ بْنَ عَلِیٍّ فَلَمَّا قَرَأَ الرَّجُلُ ذَلِكَ قَالَ قَدْ رَضِیتُ جَعَلَنِی اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی أَخَذْتُ ذَلِكَ الْمَالَ فَفَرَّقْتُهُ فِی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَرْجُو أَنْ یَتَقَبَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ وَ یُثِیبَكَ بِهِ الْجَنَّةَ قَالَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ كَانَ الصَّكُّ مَعَهُ ثُمَّ اعْتَلَّ عِلَّةَ الْمَوْتِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ أَهْلَهُ وَ حَلَّفَهُمْ أَنْ یَجْعَلُوا الصَّكَّ مَعَهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ غَدَوْا إِلَی قَبْرِهِ فَوَجَدُوا الصَّكَّ عَلَی ظَهْرِ الْقَبْرِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ وَفَی لِی وَ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِمَا قَالَ (4).

«184»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَرَأْتُ فِی شَوْفِ الْعَرُوسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الدَّامَغَانِیِّ: أَنَّهُ سَمِعَ لَیْلَةَ

ص: 134


1- 1. المناقب ج 3 ص 358.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 359.
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 200.
4- 4. المناقب ج 3 ص 359.

الْمِعْرَاجِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ قَائِلًا یَقُولُ:

مَنْ یَشْتَرِی قُبَّةً فِی الْخُلْدِ ثَابِتَةً***فِی ظِلَّ طُوبَی رَفِیعَاتٍ مَبَانِیهَا

دَلَّالُهَا الْمُصْطَفَی وَ اللَّهُ بَائِعُهَا***مِمَّنْ أَرَادَ وَ جِبْرِیلُ مُنَادِیهَا(1).

«185»- كشف (2)،[كشف الغمة] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یَحْیَی بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فُلَانٌ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قُلْتُ یَسْأَلُونَكَ الدُّعَاءَ فَقَالَ مَا لَهُمْ قُلْتُ حَبَسَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَقَالَ وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ قُلْتُ اسْتَعْمَلَهُمْ

ص: 135


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 359.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 440 و یعجبنی فی المقام ما قاله علیّ بن عیسی الاربلی فی كتابه المذكور و إلیك نصه: قلت: هذا الحكم أبعده اللّٰه جار فی حكمه، و نادی علی نفسه بكذبه و ظلمه، و الامر بخلاف ما قال علی رغمه[ زعمه] و بیان ذلك: أن زیدا رضی اللّٰه عنه لم یكن مهدیا، و لو كان لم یكن ذلك مانعا من صلبه، فان الأنبیاء علیهم السلام قد نیل منهم أمور عظیمة، و كفی أمر یحیی و زكریا علیهما السلام و فی قتلات جرجیس علیه السلام المتعدّدة كفایة، و قتل الأنبیاء[ و الأولیاء] و الأوصیاء و صلبهم و احراقهم انما یكون طعنا فیهم لو كان من قبل اللّٰه تعالی، فاما إذا كان من الناس فلا بأس، فالنبی صلّی اللّٰه علیه و آله شج جبینه و كسرت رباعیته و مات بأكلة خیبر مسموما، فلیكن ذلك قدحا فی نبوّته صلّی اللّٰه علیه و آله. و أمّا قوله:« و قستم بعثمان علیا» فهذا كذب بحت و زور صریح، فانا لم نقسه به ساعة قط. و أمّا قوله:« و عثمان خیر من علی و أطیب». فانا لا نزاحمه فی اعتقاده، و یكفیه ذلك ذخیرة لمعاده فهو أدری بما اختاره من مذهبه، و قد جنی معجلا ثمرة كذبه. و اللّٰه یتولی مجازاته یوم منقلبه، فلنا علینا و له عثمانه، و علی كل امری منا و منه إساءته و احسانه. فدام لی و لهم ما بی و ما بهم***و مات أكثرنا غیظا بما یجد و إذا كان القتل و الصلب و أمثالهما عنده موجبا للنقیصة و قادحا فی الإمامة، فكیف اختار عثمان و قال بإمامته، و قد كان من قتله ما كان، و باللّٰه المستعان علی أمثال هذا الهذیان.

فَحَبَسَهُمْ فَقَالَ وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ أَ لَمْ أَنْهَهُمْ هَمَّ النَّارِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اخْدَعْ عَنْهُمْ سُلْطَانَهُ قَالَ فَانْصَرَفْنَا فَإِذَا هُمْ قَدْ أُخْرِجُوا.

وَ بَلَغَ الصَّادِقَ علیه السلام قَوْلُ الْحَكِیمِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْكَلْبِیِ:

صَلَبْنَا لَكُمْ زَیْداً عَلَی جِذْعِ نَخْلَةٍ***وَ لَمْ أَرَ مَهْدِیّاً عَلَی الْجِذْعِ یُصْلَبُ

وَ قِسْتُمْ بِعُثْمَانَ عَلِیّاً سَفَاهَةً***وَ عُثْمَانُ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ أَطْیَبُ

فَرَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُمَا یَرْعَشَانِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ كَاذِباً فَسَلِّطْ عَلَیْهِ كَلْبَكَ فَبَعَثَهُ بَنُو أُمَیَّةَ إِلَی الْكُوفَةِ فَبَیْنَمَا هُوَ یَدُورُ فِی سِكَكِهَا إِذَا افْتَرَسَهُ الْأَسَدُ وَ اتَّصَلَ خَبَرُهُ بِجَعْفَرٍ علیه السلام فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْجَزَنَا مَا وَعَدَنَا(1).

«186»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ الْفَیْضِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقُ لِلصَّادِقِ علیه السلام تَدْرِی مَا هَذَا قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ جَبَلٌ هُنَاكَ یَقْطُرُ مِنْهُ فِی السَّنَةِ قَطَرَاتٌ فَیَجْمُدُ فَهُوَ جَیِّدٌ لِلْبَیَاضِ یَكُونُ فِی الْعَیْنِ یُكَحَّلُ بِهِ فَیَذْهَبُ بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِاسْمِهِ وَ حَالِهِ هَذَا جَبَلٌ كَانَ عَلَیْهِ نَبِیٌّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ هَارِباً مِنْ قَوْمِهِ فَعَبَدَ اللَّهَ عَلَیْهِ فَعَلِمَ قَوْمُهُ فَقَتَلُوهُ فَهُوَ یَبْكِی عَلَی ذَلِكَ النَّبِیِّ وَ هَذِهِ الْقَطَرَاتُ مِنْ بُكَائِهِ لَهُ وَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ عَیْنٌ تَنْبَعُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا یُوصَلُ إِلَی تِلْكَ الْعَیْنِ.

الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: وَجَّهَ الْمَنْصُورُ إِلَی حَسَنِ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ وَالِیهِ عَلَی الْحَرَمَیْنِ أَنْ أَحْرِقْ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَهُ فَأَلْقَی النَّارَ فِی دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخَذَتِ النَّارُ فِی الْبَابِ وَ الدِّهْلِیزِ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَتَخَطَّی النَّارَ وَ یَمْشِی فِیهَا وَ یَقُولُ أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرَی أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ (2).

بیان: رأیت فی بعض الكتب أن أعراق الثری كنایة عن إسماعیل علیها السلام و لعله إنما كنی عنه بذلك لأن أولاده انتشروا فی البراری.

ص: 136


1- 1. المناقب ج 3 ص 360.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 362.

«187»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مِهْزَمٌ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ مَا فَعَلَ زَیْدٌ قُلْتُ صُلِبَ فِی كُنَاسَةِ بَنِی أَسَدٍ فَبَكَی حَتَّی بَكَتِ النِّسَاءُ مِنْ خَلْفِ السُّتُورِ ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ بَقِیَ لَهُمْ عِنْدَهُ طَلِبَةٌ مَا أَخَذُوهَا مِنْهُ فَكُنْتُ أَتَفَكَّرُ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّی رَأَیْتُ جَمَاعَةً قَدْ أَنْزَلُوهُ یُرِیدُونَ أَنْ یُحْرِقُوهُ فَقُلْتُ هَذِهِ الطَّلِبَةُ الَّتِی قَالَ لِی (1).

وَ أَجَازَ فِی الْمُنْتَهَی الْحَسَنُ الْجُرْجَانِیُّ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ: أَنَّهُ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَلَمَزَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ أَخَذَ عَلَی شَیْبَتِهِ إِنْ كُنْتُ لَا أَعْرِفُ الرِّجَالَ إِلَّا بِمَا أُبْلَغُ عَنْهُمْ فَبِئْسَتِ الشَّیْبَةُ شَیْبَتِی (2).

وَ قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیُّ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا جَاراً مِنْ هَمْدَانَ یُقَالُ لَهُ الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَسُبُّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَیَّدَ الْفَتْكَ وَ لَكِنْ دَعْهُ فَسَتُكْفَی بِغَیْرِكَ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْكُوفَةِ فَصَلَّیْتُ الْفَجْرَ فِی الْمَسْجِدِ وَ إِذَا أَنَا بِقَائِلٍ یَقُولُ وُجِدَ الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَی فِرَاشِهِ مِثْلُ الزِّقِّ الْمَنْفُوخِ مَیِّتاً فَذَهَبُوا یَحْمِلُونَهُ إِذاً لَحْمُهُ سَقَطَ عَنْ عَظْمِهِ فَجَمَعُوهُ عَلَی نَطْعٍ وَ إِذَا تَحْتَهُ أَسْوَدُ فَدَفَنُوهُ (3).

بیان: قال الجزری (4)

فیه الإیمان قید الفتك أی الإیمان یمنع من الفتك كما یمنع القید عن التصرف و الفتك أن یأتی الرجل صاحبه و هو غار غافل فیشد علیه فیقتله.

«188»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ، عَنْ سَعْدٍ الْقُمِّیِّ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ دُكَیْنٍ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَلَامَةً فَقَالَ سَلْنِی مَا شِئْتَ أُخْبِرْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقُلْتُ أَخاً لِی بَاتَ فِی هَذِهِ الْمَقَابِرِ فَتَأْمُرُهُ أَنْ یَجِیئَنِی قَالَ فَمَا كَانَ اسْمُهُ قُلْتُ أَحْمَدُ قَالَ یَا أَحْمَدُ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بِإِذْنِ

ص: 137


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 362.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 364.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 364.
4- 4. النهایة ج 3 ص 182.

جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَامَ وَ اللَّهِ وَ هُوَ یَقُولُ أَتَیْتُهُ.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ لِی صَدِیقٌ مِنْ كُتَّابِ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ لِی اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی كُنْتُ فِی دِیوَانِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَصَبْتُ مِنْ دُنْیَاهُمْ مَالًا كَثِیراً وَ أَغْمَضْتُ فِی مَطَالِبِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ لَا أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ وَجَدُوا مَنْ یَكْتُبُ لَهُمْ وَ یَجْبِی لَهُمُ الْفَیْ ءَ وَ یُقَاتِلُ عَنْهُمْ وَ یَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا وَ لَوْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مَا وَجَدُوا شَیْئاً إِلَّا مَا وَقَعَ فِی أَیْدِیهِمْ فَقَالَ الْفَتَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ لِی مِنْ مَخْرَجٍ مِنْهُ قَالَ إِنْ قُلْتُ لَكَ تَفْعَلُ قَالَ أَفْعَلُ قَالَ اخْرُجْ مِنْ جَمِیعِ مَا كَسَبْتَ فِی دَوَاوِینِهِمْ فَمَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ رَدَدْتَ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ تَصَدَّقْتَ بِهِ وَ أَنَا أَضْمَنُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ قَالَ فَأَطْرَقَ الْفَتَی طَوِیلًا فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ابْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَرَجَعَ الْفَتَی مَعَنَا إِلَی الْكُوفَةِ فَمَا تَرَكَ شَیْئاً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّی ثِیَابَهُ الَّتِی كَانَتْ عَلَی بَدَنِهِ قَالَ فَقَسَمْنَا لَهُ قِسْمَةً وَ اشْتَرَیْنَا لَهُ ثِیَاباً وَ بَعَثْنَا لَهُ بِنَفَقَةٍ قَالَ فَمَا أَتَی عَلَیْهِ أَشْهُرٌ قَلَائِلُ حَتَّی مَرِضَ فَكُنَّا نَعُودُهُ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ فِی السِّیَاقِ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَی لِی وَ اللَّهِ صَاحِبُكَ قَالَ ثُمَّ مَاتَ فَوَلِینَا أَمْرَهُ فَخَرَجْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَیْنَا وَ اللَّهِ لِصَاحِبِكَ قَالَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا قَالَ لِی وَ اللَّهِ عِنْدَ مَوْتِهِ (1).

دَاوُدُ الرَّقِّیُّ قَالَ: خَرَجَ أَخَوَانِ لِی یُرِیدَانِ الْمَزَارَ فَعَطِشَ أَحَدُهُمَا عَطَشاً شَدِیداً حَتَّی سَقَطَ مِنَ الْحِمَارِ وَ سَقَطَ الْآخَرُ فِی یَدِهِ فَقَامَ فَصَلَّی وَ دَعَا اللَّهَ وَ مُحَمَّداً وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام كَانَ یَدْعُو وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّی بَلَغَ إِلَی آخِرِهِمْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَلَمْ یَزَلْ یَدْعُوهُ وَ یَلُوذُ بِهِ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَدْ قَامَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا هَذَا مَا قِصَّتُكَ فَذَكَرَ لَهُ حَالَهُ فَنَاوَلَهُ قِطْعَةَ عُودٍ وَ قَالَ ضَعْ هَذَا بَیْنَ شَفَتَیْهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ قَدْ فَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ اسْتَوَی جَالِساً وَ لَا عَطَشَ بِهِ فَمَضَی حَتَّی زَارَ

ص: 138


1- 1. المناقب ج 3 ص 365.

الْقَبْرَ فَلَمَّا انْصَرَفَا إِلَی الْكُوفَةِ أَتَی صَاحِبُ الدُّعَاءِ الْمَدِینَةَ فَدَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ مَا حَالُ أَخِیكَ أَیْنَ الْعُودُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی إِنِّی لَمَّا أُصِبْتُ بِأَخِی اغْتَمَمْتُ غَمّاً شَدِیداً فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ رُوحَهُ نَسِیتُ الْعُودَ مِنَ الْفَرَحِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ سَاعَةَ صِرْتَ إِلَی غَمِّ أَخِیكَ أَتَانِی أَخِی الْخَضِرُ فَبَعَثْتُ إِلَیْكَ عَلَی یَدَیْهِ قِطْعَةُ عُودٍ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی خَادِمٍ لَهُ فَقَالَ عَلَیَّ بِالسَّفَطِ فَأَتَی بِهِ فَفَتَحَهُ وَ أَخْرَجَ مِنْهُ قِطْعَةَ الْعُودِ بِعَیْنِهَا ثُمَّ أَرَاهَا إِیَّاهُ حَتَّی عَرَفَهَا ثُمَّ رَدَّهَا إِلَی السَّفَطِ.

دَاوُدُ النِّیلِیُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی الْحَجِّ فَلَمَّا كَانَ أَوَانَ الظُّهْرِ قَالَ لِی یَا دَاوُدُ اعْدِلْ عَنِ الطَّرِیقِ حَتَّی نَأْخُذَ أُهْبَةَ الصَّلَاةِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ وَ لَیْسَ نَحْنُ فِی أَرْضٍ قَفْرٍ لَا مَاءَ فِیهَا فَقَالَ لِی مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ قَالَ فَسَكَتُّ وَ عَدَلْنَا عَنِ الطَّرِیقِ فَنَزَلْنَا فِی أَرْضٍ قَفْرٍ لَا مَاءَ فِیهَا فَرَكَضَهَا بِرِجْلِهِ فَنَبَعَ لَنَا عَیْنُ مَاءٍ یَسِیبُ كَأَنَّهُ قِطَعُ الثَّلْجِ فَتَوَضَّأَ وَ تَوَضَّیْتُ ثُمَّ أَدَّیْنَا مَا عَلَیْنَا مِنَ الْفَرْضِ فَلَمَّا هَمَمْنَا بِالْمَسِیرِ الْتَفَتُّ فَإِذَا بِجِذْعٍ نَخِرٍ فَقَالَ لِی یَا دَاوُدُ أَ تُحِبُّ أَنْ أُطْعِمَكَ مِنْهُ رُطَباً فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الْجِذْعِ فَهَزَّهُ فَاخْضَرَّ مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَی أَعْلَاهُ قَالَ ثُمَّ اجْتَذَبَهُ الثَّانِیَةَ فَأَطْعَمَنَا اثْنَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ نَوْعاً مِنْ أَنْوَاعِ الرُّطَبِ ثُمَّ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَیْهِ فَقَالَ عُدْ نَخِراً بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ فَعَادَ كَسِیرتِهِ الْأُوْلَی.

أَمَالِی أَبِی الْمُفَضَّلِ، قَالَ أَبُو حَازِمٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَسَنِ: قَدِمَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ الْكُوفَةَ وَ أَنَا مَعَهُ وَ ذَلِكَ عَلَی عَهْدِ الْمَنْصُورِ وَ قَدِمَهَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ فَخَرَجَ جَعْفَرٌ علیه السلام یُرِیدُ الرُّجُوعَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَشَیَّعَهُ الْعُلَمَاءُ وَ أَهْلُ الْفَضْلِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیمَنْ شَیَّعَهُ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ فَتَقَدَّمَ الْمُشَیِّعُونَ لَهُ فَإِذَا هُمْ بِأَسَدٍ عَلَی الطَّرِیقِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَدْهَمَ قِفُوا حَتَّی یَأْتِیَ جَعْفَرٌ فَنَنْظُرَ مَا یَصْنَعُ فَجَاءَ جَعْفَرٌ علیه السلام فَذَكَرُوا لَهُ الْأَسَدَ فَأَقْبَلَ حَتَّی دَنَا مِنَ الْأَسَدِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَنَحَّاهُ عَنِ الطَّرِیقِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّ النَّاسَ لَوْ أَطَاعُوا اللَّهَ حَقَّ طَاعَتِهِ لَحَمَلُوا

ص: 139

عَلَیْهِ أَثْقَالَهُمْ (1).

وَ فِی كِتَابِ الدَّلَالاتِ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ وَ أَبِی بَصِیرٍ قَالُوا: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ بَعَثَ مَعِی بِجَارِیَةٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَیْكَ قَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا یَدْخُلُ الدَّنَسُ بُیُوتَنَا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی أَنَّهَا مُوَلَّدَةُ بَیْتِهِ وَ أَنَّهَا رَبِیبَتُهُ فِی حِجْرِهِ قَالَ إِنَّهَا قَدْ فَسَدَتْ عَلَیْهِ قَالَ لَا عِلْمَ لِی بِهَذَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَكِنِّی أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هَكَذَا(2).

«189»- یج، [الخرائج و الجرائح] مِنَ الْحُسَیْنِ: مِثْلَهُ (3).

«190»- عم (4)،[إعلام الوری] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لَنَا أَمْوَالًا وَ نَحْنُ نُعَامِلُ النَّاسَ وَ أَخَافُ إِنْ حَدَثَ حَدَثٌ أَنْ تُفَرَّقَ أَمْوَالُنَا قَالَ فَقَالَ اجْمَعْ أَمْوَالَكَ فِی كُلِّ شَهْرِ رَبِیعٍ فَمَاتَ إِسْحَاقُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ (5).

«191»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ أَیُّوبَ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ: مِثْلَهُ (6).

«192»- قب،(7)[المناقب] لابن شهرآشوب نجم، كتاب النجوم بِإِسْنَادِنَا إِلَی الْحِمْیَرِیِّ فِی كِتَابِ الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِی ذَاتَ یَوْمٍ بَقِیَ مِنْ أَجَلِی خَمْسُ

ص: 140


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 366.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 368.
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 232.
4- 4. إعلام الوری ص 270.
5- 5. المناقب ج 3 ص 368.
6- 6. رجال الكشّیّ ص 257.
7- 7. المناقب ج 3 ص 320.

سِنِینَ فَحُسِبَ ذَلِكَ فَمَا زَادَهُ وَ لَا نَقَصَ (1).

«193»- نی، [الغیبة] للنعمانی سَلَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمُرَ الْمَعْرُوفِ بِالْحَاجِی عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ الْعَبَّاسِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ لِی مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكَ یَا دَاوُدُ عَنَّا فَقُلْتُ حَاجَةٌ عَرَضَتْ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ مَنْ خَلَّفْتَ بِهَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُ بِهَا عَمَّكَ زَیْداً تَرَكْتُهُ رَاكِباً عَلَی فَرَسٍ مُتَقَلِّداً سَیْفاً یُنَادِی بِأَعْلَی صَوْتِهِ سَلُونِی سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فِی جَوَانِحِی عِلْمٌ جَمٌّ قَدْ عَرَفْتُ النَّاسِخَ وَ الْمَنْسُوخَ وَ الْمَثانِی وَ الْقُرْآنَ الْعَظِیمَ وَ إِنِّی الْعَلَمُ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَكُمْ فَقَالَ لِی یَا دَاوُدُ لَقَدْ ذَهَبَ بِكَ الْمَذَاهِبُ ثُمَّ نَادَی یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ائْتِنِی بِسَلَّةِ الرُّطَبِ فَتَنَاوَلَ مِنْهَا رُطَبَةً فَأَكَلَهَا وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاةَ مِنْ فِیهِ فَغَرَسَهَا فِی أَرْضٍ فَفُلِقَتْ وَ أَنْبَتَتْ وَ أَطْلَعَتْ وَ أَعْذَقَتْ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی بُسْرَةٍ مِنْ عَذْقٍ فَشَقَّهَا وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهَا رِقّاً أَبْیَضَ فَفَضَّهُ وَ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ اقْرَأْهُ فَقَرَأْتُهُ وَ إِذَا فِیهِ سَطْرَانِ السَّطْرُ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الثَّانِی- إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ (2) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ- الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْخَلَفُ الْحُجَّةُ ثُمَّ قَالَ یَا دَاوُدُ أَ تَدْرِی مَتَی كُتِبَ هَذَا قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ قَالَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (3).

«194»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ قَالَ لَیْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَ مِائَةٍ فَأَتَیْتُ مَكَّةَ فَلَمَّا صَلَّیْتُ الْعَصْرَ رَقَیْتُ أَبَا قُبَیْسٍ وَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَالِسٍ وَ هُوَ

ص: 141


1- 1. فرج المهموم ص 229.
2- 2. سورة التوبة الآیة: 36.
3- 3. غیبة النعمانیّ ص 42.

یَدْعُو فَقَالَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ رَبِّ رَبِّ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ یَا اللَّهُ یَا اللَّهُ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ یَا حَیُّ یَا حَیُّ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ یَا رَحِیمُ یَا رَحِیمُ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْتَهِی مِنْ هَذَا الْعِنَبِ فَأَطْعِمْنِیهِ اللَّهُمَّ وَ إِنَّ بُرْدَیَّ قَدْ أَخْلَقَا قَالَ اللَّیْثُ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَتَمَّ كَلَامَهُ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی سَلَّةٍ مَمْلُوَّةٍ عِنَباً وَ لَیْسَ عَلَی الْأَرْضِ یَوْمَئِذٍ عِنَبٌ وَ بُرْدَیْنِ جَدِیدَیْنِ مَوْضُوعَیْنِ فَأَرَادَ أَنْ یَأْكُلَ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا شَرِیكُكَ فَقَالَ لِی وَ لِمَ فَقُلْتُ لِأَنَّكَ كُنْتَ تَدْعُو وَ أَنَا أُؤَمِّنُ فَقَالَ لِی تَقَدَّمْ فَكُلْ وَ لَا تَخْبَأْ شَیْئاً فَتَقَدَّمْتُ فَأَكَلْتُ شَیْئاً لَمْ آكُلْ مِثْلَهُ قَطُّ وَ إِذَا عِنَبٌ لَا عَجَمَ لَهُ (1) فَأَكَلْتُ حَتَّی شَبِعْتُ وَ السَّلَّةُ لَمْ تَنْقُصْ ثُمَّ قَالَ لِی خُذْ أَحَدَ الْبُرْدَیْنِ إِلَیْكَ فَقُلْتُ أَمَّا الْبُرْدَانِ فَإِنِّی غَنِیٌّ عَنْهُمَا فَقَالَ لِی تَوَارَ عَنِّی حَتَّی أَلْبَسَهُمَا فَتَوَارَیْتُ عَنْهُ فَاتَّزَرَ بِالْوَاحِدِ وَ ارْتَدَی بِالْآخَرِ ثُمَّ أَخَذَ الْبُرْدَیْنِ اللَّذَیْنِ كَانَا عَلَیْهِ فَجَعَلَهُمَا عَلَی یَدِهِ وَ نَزَلَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّی إِذَا كَانَ بِالْمَسْعَی لَقِیَهُ رَجُلٌ فَقَالَ اكْسُنِی كَسَاكَ اللَّهُ فَدَفَعَهُمَا إِلَیْهِ فَلَحِقْتُ الرَّجُلَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ اللَّیْثُ فَطَلَبْتُهُ لِأَسْمَعَ مِنْهُ فَلَمْ أَجِدْهُ فَیَا لِهَذِهِ الْكَرَامَةِ مَا أَسْنَاهَا وَ یَا لِهَذِهِ الْمَنْقَبَةِ مَا أَعْظَمَ صُورَتَهَا وَ مَعْنَاهَا(2).

أقول: ثم قال علی بن عیسی حدیث اللیث مشهور و قد ذكره جماعة من الرواة و نقلة الحدیث و أول ما رأیته فی كتاب المستغیثین تألیف الفقیه العالم أبی القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن یشكول رحمه اللّٰه و هذا الكتاب قرأته علی الشیخ العدل رشید الدین أبی عبد اللّٰه بن محمد بن أبی القاسم بن عمر بن أبی القاسم و هو قرأه علی الشیخ العالم محیی الدین أستاد دار الخلافة أبی محمد یوسف بن الشیخ أبی الفرج بن الجوزی و هو یرویه عن مؤلفه إجازة و كانت قراءتی فی شعبان من سنة ست و ثمانین و ستمائة بداری المطلة علی دجلة ببغداد عمرها اللّٰه تعالی و قد أورد

ص: 142


1- 1. العجم: بالتحریك و كغراب« عجام» نوی كل شی ء.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 376.

هذا الحدیث جماعة من الأعیان و ذكره الشیخ الحافظ أبو الفرج بن الجوزی رحمه اللّٰه فی كتابه صفة الصفوة(1)

و كلهم یرویه اللیث و كان ثقة معتبرا.

«195»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذْ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ تَعْرِفُ إِمَامَكَ قُلْتُ إِی وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ أَنْتَ هُوَ وَ وَضَعْتُ یَدِی عَلَی رُكْبَتِهِ أَوْ فَخِذِهِ فَقَالَ علیه السلام صَدَقْتَ قَدْ عَرَفْتَ فَاسْتَمْسِكْ بِهِ قُلْتُ أُرِیدُ أَنْ تُعْطِیَنِی عَلَامَةَ الْإِمَامِ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ عَلَامَةٌ قُلْتُ أَزْدَادُ إِیمَاناً وَ یَقِیناً قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَرْجِعُ إِلَی الْكُوفَةِ وَ قَدْ وُلِدَ لَكَ عِیسَی وَ مِنْ بَعْدِ عِیسَی مُحَمَّدٌ وَ مِنْ بَعْدِهِمَا ابْنَتَانِ وَ اعْلَمْ أَنَّ ابْنَیْكَ مَكْتُوبَانِ عِنْدَنَا فِی الصَّحِیفَةِ الْجَامِعَةِ مَعَ أَسْمَاءِ شِیعَتِنَا وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ أَجْدَادِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ وَ مَا یَلِدُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَخْرَجَهَا فَإِذَا هِیَ صَفْرَاءُ مُدْرَجَةٌ(2).

«196»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (3).

«197»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَا زَیْدُ كَمْ أَتَی لَكَ سَنَةٌ قُلْتُ كَذَا وَ كَذَا قَالَ یَا أَبَا أُسَامَةَ أَبْشِرْ فَأَنْتَ مَعَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شِیعَتِنَا أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مَعَنَا قُلْتُ بَلَی یَا سَیِّدِی فَكَیْفَ لِی أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ فَقَالَ یَا زَیْدُ إِنَّ الصِّرَاطَ إِلَیْنَا وَ إِنَّ الْمِیزَانَ إِلَیْنَا وَ حِسَابَ شِیعَتِنَا إِلَیْنَا وَ اللَّهِ یَا زَیْدُ إِنِّی أَرْحَمُ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْكَ وَ إِلَی الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ فِی الْجَنَّةِ فِی دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ وَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ وَ كَانَ صَدِیقاً لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ كَانَ بِهِ خَاصّاً فَأَخَذَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فَحَبَسَهُ فِی الْمَضِیقِ زَمَاناً ثُمَّ إِنَّهُ وَافَی الْمَوْسِمَ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ عَرَفَةَ لَقِیَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْمَوْقِفِ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا فَعَلَ صَدِیقُكَ عَبْدُ الْحَمِیدِ

ص: 143


1- 1. صفة الصفوة ج 4 ص 97.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 420.
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 232.

فَقُلْتُ أَخَذَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فَحَبَسَهُ فِی الْمَضِیقِ زَمَاناً فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَهُ سَاعَةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَدْ وَ اللَّهِ خُلِّیَ سَبِیلُ صَاحِبِكَ قَالَ مُحَمَّدٌ فَسَأَلْتُ عَبْدَ الْحَمِیدِ أَیَّ سَاعَةٍ أَخْرَجَكَ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ أَخْرَجَنِی یَوْمَ عَرَفَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ(1).

«198»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مِنْ كِتَابِ الدَّلَالاتِ عَنْ حَنَانٍ قَالَ: حَبَسَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدَ الْحَمِیدِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (2).

«199»- كشف، [كشف الغمة] مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قِیلَ: أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرُوجَ مَعَ زَیْدٍ فَنَهَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَظُمَ عَلَیْهِ فَأَبَی إِلَّا الْخُرُوجَ مَعَ زَیْدٍ فَقَالَ لَهُ لَكَأَنِّی وَ اللَّهِ بِكَ بَعْدَ زَیْدٍ وَ قَدْ خَمَّرْتَ كَمَا یُخَمِّرُ النِّسَاءُ وَ حُمِلْتَ فِی هَوْدَجٍ وَ صُنِعَ بِكَ مَا یُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ زَیْدٍ مَا كَانَ جَمَعَ أَصْحَابُنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَنَانِیرَ وَ تَكَارُوا لَهُ وَ أَخَذُوهُ حَتَّی إِذَا صَارُوا بِهِ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ شَیَّعُوهُ فَتَبَسَّمَ فَقَالُوا لَهُ مَا الَّذِی أَضْحَكَكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ تَعَجَّبْتُ مِنْ صَاحِبِكُمْ إِنِّی ذَكَرْتُ وَ قَدْ نَهَانِی عَنِ الْخُرُوجِ فَلَمْ أُطِعْهُ وَ أَخْبَرَنِی بِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِی أَنَا فِیهِ وَ قَالَ لَكَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ خَمَّرْتَ كَمَا یُخَمِّرُ النِّسَاءُ وَ جُعِلْتَ فِی هَوْدَجٍ فَعَجِبْتُ (3).

وَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: إِنِّی یَوْماً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی بِفَضْلِ الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا مَالِكُ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا حَقّاً- لَا تَرَی أَنَّكَ أَفْرَطْتَ فِی الْقَوْلِ وَ فِی فَضْلِنَا یَا مَالِكُ إِنَّهُ لَیْسَ یُقْدَرُ عَلَی صِفَةِ اللَّهِ وَ كُنْهِ قُدْرَتِهِ وَ عَظَمَتِهِ وَ لِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلی وَ كَذَلِكَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَصِفَ حَقَّ الْمُؤْمِنِ وَ یَقُومَ بِهِ كَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ یَا مَالِكُ إِنَّ الْمُؤْمِنَیْنِ لَیَلْتَقِیَانِ- فَیُصَافِحُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَلَا یَزَالُ اللَّهُ نَاظِراً إِلَیْهِمَا بِالْمَحَبَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ إِنَّ الذُّنُوبَ لَتَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا حَتَّی یَفْتَرِقَا فَمَنْ یَقْدِرُ عَلَی صِفَةِ مَنْ هُوَ هَكَذَا عِنْدَ اللَّهِ.

ص: 144


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 421.
2- 2. المناقب ج 3 ص 360.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 422.

وَ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَی قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فَأَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَیْنَا فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ فِی حَجْرِی وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ ضَمَمْتُهُ إِلَیَّ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا رِفَاعَةُ أَمَا إِنَّهُ سَیَصِیرُ فِی یَدِ آلِ الْعَبَّاسِ وَ یَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ ثُمَّ یَأْخُذُونَهُ ثَانِیَةً فَیَعْطَبُ فِی أَیْدِیهِمْ (1).

وَ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: حَبَسَ أَبُو جَعْفَرٍ أَبِی فَخَرَجْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَعْلَمْتُهُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّی مَشْغُولٌ بِابْنِی إِسْمَاعِیلَ وَ لَكِنْ سَأَدْعُو لَهُ- قَالَ فَمَكَثْتُ أَیَّاماً بِالْمَدِینَةِ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَنِ ارْحَلْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكَ أَمْرَ أَبِیكَ- فَأَمَّا إِسْمَاعِیلُ فَقَدْ أَبَی اللَّهُ إِلَّا قَبْضَهُ قَالَ فَرَحَلْتُ وَ أَتَیْتُ مَدِینَةَ ابْنِ هُبَیْرَةَ فَصَادَفْتُ أَبَا جَعْفَرٍ رَاكِباً فَصِحْتُ إِلَیْهِ أَبِی أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِیُّ شَیْخٌ كَبِیرٌ فَقَالَ إِنَّ ابْنَهُ لَا یَحْفَظُ لِسَانَهُ خَلُّوا سَبِیلَهُ (2).

وَ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ بِمَكَّةَ یَا مُرَازِمُ لَوْ سَمِعْتَ رَجُلًا یَسُبُّنِی مَا كُنْتَ صَانِعاً قُلْتُ كُنْتُ أَقْتُلُهُ قَالَ یَا مُرَازِمُ إِنْ سَمِعْتَ مَنْ یَسُبُّنِی فَلَا تَصْنَعْ بِهِ شَیْئاً قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ الزَّوَالِ فِی یَوْمٍ حَارٍّ فَأَلْجَأَنِی الْحَرُّ إِلَی أَنْ عَبَرْتُ إِلَی بَعْضِ الْقِبَابِ وَ فِیهَا قَوْمٌ فَنَزَلْتُ مَعَهُمْ فَسَمِعْتُ بَعْضَهُمْ یَسُبُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَذَكَرْتُ قَوْلَهُ فَلَمْ أَقُلْ شَیْئاً وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَقَتَلْتُهُ.

قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: كَانَ لِی جَارٌ یَتَّبِعُ السُّلْطَانَ فَأَصَابَ مَالًا فَاتَّخَذَ قِیَاناً وَ كَانَ یَجْمَعُ الْجُمُوعَ وَ یَشْرَبُ الْمُسْكِرَ وَ یُؤْذِینِی فَشَكَوْتُهُ إِلَی نَفْسِهِ غَیْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ یَنْتَهِ فَلَمَّا أَلْحَحْتُ عَلَیْهِ قَالَ یَا هَذَا أَنَا رَجُلٌ مُبْتَلًی وَ أَنْتَ رَجُلٌ مُعَافًی فَلَوْ عَرَّفْتَنِی لِصَاحِبِكَ رَجَوْتُ أَنْ یَسْتَنْقِذَنِیَ اللَّهُ بِكَ فَوَقَعَ ذَلِكَ فِی قَلْبِی فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَكَرْتُ لَهُ حَالَهُ فَقَالَ لِی إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْكُوفَةِ فَإِنَّهُ سَیَأْتِیكَ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ دَعْ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ وَ أَضْمَنُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ قَالَ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی الْكُوفَةِ أَتَانِی فِیمَنْ أَتَی فَاحْتَبَسْتُهُ حَتَّی خَلَا مَنْزِلِی فَقُلْتُ یَا هَذَا إِنِّی ذَكَرْتُكَ

ص: 145


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 423.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 425.

لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ یَتْرُكُ مَا هُوَ عَلَیْهِ وَ أَضْمَنُ لَهُ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ فَبَكَی ثُمَّ قَالَ اللَّهَ قَالَ لَكَ جَعْفَرٌ علیه السلام هَذَا قَالَ فَحَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ قَالَ لِی مَا قُلْتُ لَكَ فَقَالَ لِی حَسْبُكَ وَ مَضَی فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ بَعَثَ إِلَیَّ وَ دَعَانِی فَإِذَا هُوَ خَلْفَ بَابِ دَارِهِ عُرْیَانٌ فَقَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا بَقِیَ فِی مَنْزِلِی شَیْ ءٌ إِلَّا وَ خَرَجْتُ عَنْهُ وَ أَنَا كَمَا تَرَی فَمَشَیْتُ إِلَی إِخْوَانِی فَجَمَعْتُ لَهُ مَا كَسَوْتُهُ بِهِ ثُمَّ لَمْ یَأْتِ عَلَیْهِ إِلَّا أَیَّامٌ یَسِیرَةٌ حَتَّی بَعَثَ إِلَیَّ أَنِّی عَلِیلٌ فَأْتِنِی فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَیْهِ وَ أُعَالِجُهُ حَتَّی نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ- فَكُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ ثُمَّ غُشِیَ عَلَیْهِ غَشْیَةً ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ وَفَی صَاحِبُكَ لَنَا ثُمَّ مَاتَ فَحَجَجْتُ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ مُبْتَدِئاً مِنْ دَاخِلِ الْبَیْتِ وَ إِحْدَی رِجْلَیَّ فِی الصَّحْنِ وَ الْأُخْرَی فِی دِهْلِیزِ دَارِهِ یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ وَفَیْنَا لِصَاحِبِكَ (1).

«200»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ: مِثْلَهُ (2)

بیان: یتبع السلطان أی یوالی خلیفة الجور و یتولی من قبله و القیان جمع قینة بالفتح و هی الأمة المغنیة و فی القاموس (3) الجمع جماعة الناس و الجمع جموع یؤذینی أی بالغناء و نحوه مبتلی أی ممتحن بالأموال و المناصب مغرور بها فتسلط الشیطان علی فلا یمكننی تركها أو أنی مع تلك الأحوال لا أرجو المغفرة فلذا لا أترك لذاتی اللّٰه بالجر بتقدیر حرف القسم حسبك أی هذا كاف لك فیما أردت من انتهائی عما كنت فیه و فی النهایة(4) یجود بنفسه أی یخرجها و یدفعها كما یدفع الإنسان ماله یجود به و الجود الكرم یرید به أنه كان فی النزع و سیاق الموت.

«201»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی

ص: 146


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 426.
2- 2. الكافی ج 1 ص 474.
3- 3. القاموس ج 3 ص 14.
4- 4. النهایة ج 1 ص 186.

عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ إِذَا الْتَفَتَ عَنْ یَسَارِهِ فَرَأَی كَلْباً أَسْوَدَ فَقَالَ مَا لَكَ قَبَّحَكَ اللَّهُ مَا أَشَدَّ مُسَارَعَتَكَ وَ إِذَا هُوَ شَبِیهُ الطَّائِرِ فَقَالَ هَذَا عثمُ بَرِیدُ الْجِنِّ مَاتَ هِشَامٌ السَّاعَةَ وَ هُوَ یَطِیرُ یَنْعَاهُ فِی كُلِّ بَلَدٍ(1).

«202»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ: مِثْلَهُ (2).

«203»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ مِنْ مَكَّةَ بُرْدَةً وَ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا تَخْرُجَ عَنْ مِلْكِی حَتَّی تَكُونَ كَفَنِی فَخَرَجْتُ فِیهَا إِلَی عَرَفَةَ فَوَقَفْتُ فِیهَا الْمَوْقِفَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَی جَمْعٍ فَقُمْتُ إِلَیْهَا فِی وَقْتِ الصَّلَاةِ فَرَفَعْتُهَا أَوْ طَوَیْتُهَا شَفَقَةً مِنِّی عَلَیْهَا وَ قُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ ثُمَّ عُدْتُ فَلَمْ أَرَهَا فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِیداً فَلَمَّا أَصْبَحْتُ وَ قُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ أَفَضْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَی مِنًی فَإِنِّی وَ اللَّهِ لَفِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ إِذْ أَتَانِی رَسُولُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَقُولُ لَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَقْبِلْ إِلَیْنَا السَّاعَةَ فَقُمْتُ مُسْرِعاً حَتَّی دَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی فُسْطَاطٍ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَوْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ یَا إِبْرَاهِیمُ أَ تُحِبُّ أَنْ نُعْطِیَكَ بُرْدَةً تَكُونُ كَفَنَكَ قَالَ قُلْتُ وَ الَّذِی یَحْلِفُ بِهِ إِبْرَاهِیمُ لَقَدْ ضَاعَتْ بُرْدَتِی قَالَ فَنَادَی غُلَامَهُ فَأَتَی بِبُرْدَةٍ فَإِذَا هِیَ وَ اللَّهِ بُرْدَتِی بِعَیْنِهَا وَ طَیِّی وَ اللَّهِ بِیَدِی- قَالَ فَقَالَ خُذْهَا یَا إِبْرَاهِیمُ وَ احْمَدِ اللَّهَ (3).

وَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رُقْعَةً فِی حَوَائِجَ لِأَشْتَرِیَهَا وَ كُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ الرُّقْعَةَ خَرَقْتُهَا فَاشْتَرَیْتُ الْحَوَائِجَ وَ أَخَذْتُ الرُّقْعَةَ فَأَدْخَلْتُهَا فِی زَنْفَیْلِجَتِی (4)

وَ قُلْتُ أَتَبَرَّكُ بِهَا قَالَ وَ قَدِمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا هِشَامُ اشْتَرَیْتَ

ص: 147


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 424.
2- 2. لم نعثر علیه عاجلا.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 424.
4- 4. الزنفلیجة: بفتح الزای و الفاء و كسر اللام، و حكی فی لسان العرب كسر الزای و الفاء، و یقال: الزنفیلجة، اعجمی معرب« زین فاله» و هو وعاء شبیه بالكنف و هو وعاء أداة الراعی، أو وعاء أسقاط التاجر، و یرجح بعض الاساتذة انه الزنبیل محرفا. المعرب للجوالیقیّ ص 170.

الْحَوَائِجَ؟ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ خَرَقْتَ الرُّقْعَةَ قُلْتُ أَدْخَلْتُهَا زَنْفَیْلِجَتِی وَ أَقْفَلْتُ عَلَیْهَا الْبَابَ أَطْلُبُ الْبَرَكَةَ وَ هُوَ ذَا الْمِفْتَاحُ فِی تِكَّتِی قَالَ فَرَفَعَ جَانِبَ مُصَلَّاهُ وَ طَرَحَهَا إِلَیَّ فَقَالَ خَرِّقْهَا فَخَرَّقْتُهَا وَ رَجَعْتُ فَفَتَّشْتُ الزَّنْفَیْلِجَةَ فَلَمْ أَجِدْ فِیهَا شَیْئاً(1).

وَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِینَةِ حِینَ أُجْلِیَتِ الشِّیعَةُ وَ صَارُوا فِرَقاً فَتَنَحَّیْنَا عَنِ الْمَدِینَةِ نَاحِیَةً ثُمَّ خَلَوْنَا فَجَعَلْنَا نَذْكُرُ فَضَائِلَهُمْ وَ مَا قَالَتِ الشِّیعَةُ إِلَی أَنْ خَطَرَ بِبَالِنَا الرُّبُوبِیَّةُ فَمَا شَعَرْنَا بِشَیْ ءٍ إِذَا نَحْنُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَاقِفٌ عَلَی حِمَارٍ فَلَمْ نَدْرِ مِنْ أَیْنَ جَاءَ فَقَالَ یَا مَالِكُ وَ یَا خَالِدُ مَتَی أَحْدَثْتُمَا الْكَلَامَ فِی الرُّبُوبِیَّةِ فَقُلْنَا مَا خَطَرَ بِبَالِنَا إِلَّا السَّاعَةَ فَقَالَ اعْلَمَا أَنَّ لَنَا رَبّاً یَكْلَؤُنَا بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ نَعْبُدُهُ یَا مَالِكُ وَ یَا خَالِدُ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ وَ اجْعَلُونَا مَخْلُوقِینَ فَكَرَّرَهَا عَلَیْنَا مِرَاراً وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَی حِمَارِهِ (2).

وَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: ذَكَرْنَا أَمْرَ زَیْدٍ وَ خُرُوجَهُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ عَمِّی مَقْتُولٌ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ فَقِرُّوا فِی بُیُوتِكُمْ فَوَ اللَّهِ مَا عَلَیْكُمْ بَأْسٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: تَفَكَّرْتُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (3) قُلْتُ خُلِقُوا لِلْعِبَادَةِ وَ یَعْصُونَ وَ یَعْبُدُونَ غَیْرَهُ وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّ جَعْفَراً عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَأَتَیْتُ الْبَابَ فَجَلَسْتُ أُرِیدُ الدُّخُولَ عَلَیْهِ إِذْ رَفَعَ صَوْتَهُ- فَقَرَأَ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ ثُمَّ قَرَأَ لا تَدْرِی لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً(4) فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ(5).

ص: 148


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 428.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 431.
3- 3. سورة الذاریات الآیة: 56.
4- 4. سورة الطلاق الآیة 1.
5- 5. كشف الغمّة ج 2 ص 433.

عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَجِی ءُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ- فَجِئْتُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَجَلَسْتُ فِی فُسْطَاطِهِ بِمِنًی فَاسْتُؤْذِنَ لِشَبَابٍ كَأَنَّهُمْ رِجَالٌ زِطٌّ(1)

وَ خَرَجَ عَلَیَّ عِیسَی شَلَقَانُ فَذَكَّرَنِی لَهُ فَأَذِنَ لِی فَقَالَ یَا عَمَّارُ مَتَی جِئْتَ قُلْتُ قَبْلَ أُولَئِكَ الشَّبَابِ الَّذِینَ دَخَلُوا عَلَیْكَ وَ مَا رَأَیْتُهُمْ خَرَجُوا قَالَ أُولَئِكَ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ- سَأَلُوا عَنْ مَسَائِلَ ثُمَّ ذَهَبُوا(2).

وَ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرْوَانُ خَاتِمُ بَنِی مَرْوَانَ وَ إِنْ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُتِلَ (3).

«204»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِیدٍ الْجُمَحِیِّ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مُسْنِداً ظَهْرِی إِلَی زَمْزَمَ فَمَرَّ عَلَیْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَسْلَمُ أَ تَعْرِفُ هَذَا الشَّابَّ قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَظْهَرُ وَ یُقْتَلُ فِی حَالٍ مَضِیعَةٍ- ثُمَّ قَالَ یَا أَسْلَمُ لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِیثِ أَحَداً فَإِنَّهُ عِنْدَكَ أَمَانَةٌ قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْرُوفَ بْنَ خَرَّبُوذَ وَ أَخَذْتُ عَلَیْهِ مِثْلَ مَا أَخَذَ عَلَیَّ قَالَ وَ كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً أَرْبَعَةً مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلَهُ مَعْرُوفٌ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ الَّذِی حَدَّثَنِیهِ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ یَا أَسْلَمُ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی أَخَذْتُ عَلَیْهِ مِثْلَ الَّذِی أَخَذْتَهُ عَلَیَّ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ كَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ لَنَا شِیعَةً لَكَانَ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهِمْ لَنَا شُكَّاكاً وَ الرُّبُعُ الْآخَرُ أَحْمَقَ (4).

ص: 149


1- 1. الزط: بالضم جیل من الهند معرب جت بالفتح.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 434.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 431.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 134.

«205»- قب (1)،[المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلَ شُعَیْبٌ الْعَقَرْقُوفِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ صُرَّةٌ فِیهَا دَنَانِیرُ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ زَكَاةٌ أَمْ صِلَةٌ فَسَكَتَ ثُمَّ قَالَ زَكَاةٌ وَ صِلَةٌ قَالَ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِی الزَّكَاةِ قَالَ فَقَبَضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَبْضَةً فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قُلْتُ لَهُ كَمْ كَانَتِ الزَّكَاةُ مِنْ هَذِهِ قَالَ بِقَدْرِ مَا أَعْطَانِی وَ اللَّهِ لَمْ یَزِدْ حَبَّةً وَ لَمْ یَنْقُصْ حَبَّةً(2).

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ أَنْتَ إِذَا نَعَانِی إِلَیْكَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ قَالَ فَلَا وَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَیْمَانَ وَ لَا عَلِمْتُ مَنْ هُوَ قَالَ ثُمَّ كَثُرَ مَالِی وَ عَرَضْتُ تِجَارَتِی بِالْكُوفَةِ وَ الْبَصْرَةِ فَإِنِّی یَوْماً بِالْبَصْرَةِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ هُوَ وَالِی الْبَصْرَةِ إِذْ أَلْقَی إِلَیَّ كِتَاباً وَ قَالَ لِی یَا شِهَابُ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَكَ وَ أَجْرَنَا فِی إِمَامِكَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَذَكَرْتُ الْكَلَامَ فَخَنَقَتْنِی الْعَبْرَةُ فَخَرَجْتُ فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی وَ جَعَلْتُ أَبْكِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (3).

«206»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ فَضْلٍ عَنْ شِهَابٍ: مِثْلَهُ (4)

وَ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ شِهَابٍ: مِثْلَهُ (5).

«207»- عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِذٍ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ نَسِیتُ فَقُلْتُ السَّلَامُ

ص: 150


1- 1. المناقب ج 3 ص 354.
2- 2. إعلام الوری ص 269.
3- 3. المناقب ج 3 ص 349 و إعلام الوری 269.
4- 4. رجال الكشّیّ ص 260.
5- 5. نفس المصدر ص 260.

عَلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ أَجَلْ وَ اللَّهِ إِنَّا وُلْدُهُ وَ مَا نَحْنُ بِذِی قَرَابَةٍ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْمَفْرُوضَاتِ لَمْ یُسْأَلْ عَمَّا سِوَی ذَلِكَ فَاكْتَفَیْتُ بِذَلِكَ.

عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُوسَی الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ لَنَا یَوْماً وَ نَحْنُ نَتَحَدَّثُ السَّاعَةَ انْفَقَأَتْ عَیْنُ هِشَامٍ فِی قَبْرِهِ قُلْنَا وَ مَتَی مَاتَ قَالَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ فَحَسِبْنَا مَوْتَهُ وَ سَأَلْنَا عَنْهُ فَكَانَ كَذَلِكَ (1).

«208»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ عُرْوَةَ: مِثْلَهُ (2) بیان الثالث خبر الیوم.

«209»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ بِشْرٍ الرُّمَّانِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ التَّمِیمِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِیِّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً مَعَ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ بِمَكَّةَ وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فَمَرَّ بِنَا قَوْمٌ عَلَی حَمِیرٍ

مُعْتَمِرُونَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ لَنَا مَعْرُوفٌ سَلُوهُمْ هَلْ كَانَ بِهَا خَبَرٌ فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا قَالُوا قَالَ فَلَمَّا جَازُوا مَرَّ بِنَا قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَالَ لَنَا مَعْرُوفٌ فَسَلُوهُمْ هَلْ كَانَ بِهَا خَبَرٌ فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَصَابَتْهُ غَشْیَةٌ وَ قَدْ أَفَاقَ فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا قَالُوا فَقَالَ مَا أَدْرِی مَا یَقُولُ هَؤُلَاءِ وَ أُولَئِكَ أَخْبَرَنِی ابْنُ الْمُكَرَّمَةِ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ قَالَ فَحَمَلَهُمْ أَبُو الدَّوَانِیقِ فَقُبِرُوا عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ (3).

«210»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی غَیْلَانَ قَالَ: أَتَیْتُ الْفُضَیْلَ بْنَ یَسَارٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَدْ خرجنا [خَرَجَا] فَقَالَ لِی لَیْسَ أَمْرُهُمَا بِشَیْ ءٍ قَالَ فَصَنَعْتُ ذَلِكَ مِرَاراً كُلَّ ذَلِكَ یَرُدُّ عَلَیَّ مِثْلَ هَذَا الرَّدِّ قَالَ قُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ قَدْ أَتَیْتُكَ غَیْرَ مَرَّةٍ أُخْبِرُكَ فَتَقُولُ لَیْسَ أَمْرُهُمَا بِشَیْ ءٍ أَ فَبِرَأْیِكَ تَقُولُ هَذَا قَالَ

ص: 151


1- 1. إعلام الوری ص 268.
2- 2. المناقب ج 3 ص 353.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 139.

فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ لَكِنْ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنْ خَرَجَا قُتِلَا(1).

«211»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بِشْرِ بْنِ طَرْخَانَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَتَیْتُهُ فَسَأَلَنِی عَنْ صِنَاعَتِی فَقُلْتُ نَخَّاسٌ فَقَالَ نَخَّاسُ الدَّوَابِّ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ كُنْتُ رَثَّ الْحَالِ فَقَالَ اطْلُبْ لِی بَغْلَةً فَضْحَاءَ بَیْضَاءَ الْأَعْفَاجِ بَیْضَاءَ الْبَطْنِ فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُ هَذِهِ الصِّفَةَ قَطُّ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیتُ غُلَاماً تَحْتَهُ بَغْلَةٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَدَلَّنِی عَلَی مَوْلَاهُ فَأَتَیْتُهُ فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّی اشْتَرَیْتُهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ هَذِهِ الصِّفَةُ طَلَبْتُ ثُمَّ دَعَا لِی فَقَالَ أَنْمَی اللَّهُ وُلْدَكَ وَ كَثَّرَ مَالَكَ فَرُزِقْتُ مِنْ ذَلِكَ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ وَ قَنَیْتُ مِنَ الْأَوْلَادِ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ الْأُمْنِیَّةُ(2).

بیان: الأفضح الأبیض لا شدیدا و الأعفاج جمع العفج و هو ما یتنقل إلیه الطعام بعد المعدة و قنیت بفتح النون أی اكتسبت و جمعت.

«212»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الرَّازِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَمْ عِدَّةُ الطَّهَارَةِ فَقَالَ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ فَوَاحِدَةٌ وَ أَضَافَ إِلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَاحِدَةً لِضَعْفِ النَّاسِ وَ مَنْ وَضَّأَ ثَلَاثاً ثَلَاثاً فَلَا صَلَاةَ لَهُ أَنَا مَعَهُ فِی ذَا حَتَّی جَاءَ دَاوُدُ بْنُ زُرْبِیٍّ وَ أَخَذَ زَاوِیَةً مِنَ الْبَیْتِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ فِی عِدَّةِ الطَّهَارَةِ فَقَالَ لَهُ ثَلَاثاً ثَلَاثاً مَنْ نَقَصَ عَنْهُ فَلَا صَلَاةَ لَهُ قَالَ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی وَ كَادَ أَنْ یَدْخُلَنِی الشَّیْطَانُ فَأَبْصَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَیَّ وَ قَدْ تَغَیَّرَ لَوْنِی فَقَالَ اسْكُنْ یَا دَاوُدُ هَذَا هُوَ الْكُفْرُ أَوْ ضَرْبُ الْأَعْنَاقِ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ كَانَ ابْنُ زُرْبِیٍّ إِلَی جِوَارِ بُسْتَانِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ كَانَ قَدْ أُلْقِیَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ أَمْرُ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ وَ أَنَّهُ رَافِضِیٌّ یَخْتَلِفُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ إِنِّی مُطَّلِعٌ عَلَی طَهَارَتِهِ فَإِنْ هُوَ تَوَضَّأَ وُضُوءَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی لَأَعْرِفُ طَهَارَتَهُ حَقَّقْتُ عَلَیْهِ الْقَوْلَ وَ قَتَلْتُهُ فَاطَّلَعَ وَ دَاوُدُ یَتَهَیَّأُ

ص: 152


1- 1. رجال الكشّیّ ص 140.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 200.

لِلصَّلَاةِ مِنْ حَیْثُ لَا یَرَاهُ فَأَسْبَغَ دَاوُدُ بْنُ زُرْبِیٍّ الْوُضُوءَ ثَلَاثاً ثَلَاثاً كَمَا أَمَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا تَمَّ وُضُوؤُهُ حَتَّی بَعَثَ إِلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فَدَعَاهُ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ فَلَمَّا أَنْ دَخَلْتُ عَلَیْهِ رَحَّبَ فَقَالَ یَا دَاوُدُ قِیلَ فِیكَ شَیْ ءٌ بَاطِلٌ وَ مَا أَنْتَ كَذَلِكَ قَالَ اطَّلَعْتُ عَلَی طَهَارَتِكَ وَ لَیْسَ طَهَارَتُكَ طَهَارَةَ الرَّافِضَةِ فَاجْعَلْنِی فِی حِلٍّ وَ أَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَالَ فَقَالَ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ لَقِیتُ أَنَا دَاوُدَ بْنَ زُرْبِیٍّ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ زُرْبِیٍّ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ حَقَنْتَ دِمَاءَنَا فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ نَرْجُو أَنْ نَدْخُلَ بِیُمْنِكَ وَ بَرَكَتِكَ الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِكَ وَ بِإِخْوَانِكَ مِنْ جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِدَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ حَدِّثْ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ بِمَا مَرَّ عَلَیْكَ حَتَّی تَسْكُنَ رَوْعَتُهُ فَقَالَ فَحَدَّثَهُ بِالْأَمْرِ كُلِّهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِهَذَا أَفْتَیْتُهُ لِأَنَّهُ كَانَ أَشْرَفَ عَلَی الْقَتْلِ مِنْ یَدِ هَذَا الْعَدُوِّ ثُمَّ قَالَ یَا دَاوُدَ بْنَ زُرْبِیٍّ تَوَضَّأْ مَثْنَی مَثْنَی وَ لَا تَزِدَنَّ عَلَیْهِ فَإِنَّكَ إِنْ زِدْتَ عَلَیْهِ فَلَا صَلَاةَ لَكَ (1).

«213»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ مسلم [مُسْلِماً] مَوْلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ سِنْدِیٌّ وَ أَنَّ جَعْفَراً قَالَ لَهُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ قَدْ وَافَقْتُ الِاسْمَ وَ أَنَّهُ عُلِّمَ الْقُرْآنَ فِی النَّوْمِ فَأَصْبَحَ وَ قَدْ عَلِمَهُ.

مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: مِثْلَهُ (2).

«214»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ خُرَّزَادَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ: زَامَلْتُ أَبَا بُجَیْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ النَّجَاشِیِّ مِنْ سِجِسْتَانَ إِلَی مَكَّةَ وَ كَانَ یَرَی رَأْیَ الزَّیْدِیَّةِ فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا بُجَیْرٍ أَخْبِرْنِی حِینَ أَصَابَكَ الْمِیزَابُ وَ عَلَیْكَ المصدرة [الصُّدْرَةُ]

ص: 153


1- 1. رجال الكشّیّ ص 200.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 217.

مِنْ فِرَاءٍ فَدَخَلْتَ النَّهَرَ فَخَرَجْتَ وَ تَبِعَكَ الصِّبْیَانُ یُعَیِّطُونَ أَیُّ شَیْ ءٍ صَبَّرَكَ عَلَی هَذَا قَالَ عَمَّارٌ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو بُجَیْرٍ وَ قَالَ لِی أَیُّ شَیْ ءٍ كَانَ هَذَا مِنَ الْحَدِیثِ حَتَّی تُحَدِّثَهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُ لَهُ وَ لَا لِغَیْرِهِ وَ هَذَا هُوَ یَسْمَعُ كَلَامِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِاللَّهِ علیه السلام لَمْ یُخْبِرْنِی بِشَیْ ءٍ یَا أَبَا بُجَیْرٍ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِی أَبُو بُجَیْرٍ یَا عَمَّارُ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا عَالِمُ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنَّ الَّذِی كُنْتَ عَلَیْهِ بَاطِلٌ وَ أَنَّ هَذَا صَاحِبُ الْأَمْرِ(1).

أقول: تمامه فی باب حد المرتد.

بیان: قال الفیروزآبادی (2)

التعیط الجلبة و الصیاح و عیط بالكسر مبنیة صوت الفتیان النزقین.

«215»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا شِهَابُ یَكْثُرُ الْقَتْلُ فِی أَهْلِ بَیْتٍ مِنْ قُرَیْشٍ حَتَّی یُدْعَی الرَّجُلُ مِنْهُمْ إِلَی الْخِلَافَةِ فَیَأْبَاهَا ثُمَّ قَالَ یَا شِهَابُ وَ لَا تَقُلْ إِنِّی عَنَیْتُ بَنِی عَمِّی هَؤُلَاءِ فَقَالَ شِهَابٌ أَشْهَدُ أَنَّهُ عَنَاهُمْ (3).

بیان: بنی عمی أی بنی الحسن أو بنی العباس و الأول أظهر.

«216»- جش، [الفهرست] للنجاشی ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنَّهُ وُجِدَ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ:- أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ لِسَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ- سَنَةَ خَمْسٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ إِنْ رَجَعْتَ لَمْ تَرْجِعْ إِلَیْنَا فَأَقَامَ عِنْدَهُ فَمَاتَ فِی تِلْكَ السَّنَةِ(4).

«217»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مَزْیَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَیَّامَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ قَدِ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ فِیمَا بَیْنَهُمْ فَقَالَ دَعْ ذَا عَنْكَ إِنَّمَا یَجِی ءُ فَسَادُ أَمْرِهِمْ مِنْ حَیْثُ بَدَا صَلَاحُهُمْ (5).

ص: 154


1- 1. رجال الكشّیّ ص 219 و الحدیث فیه بتفصیل.
2- 2. القاموس ج 2 ص 375.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 261.
4- 4. رجال النجاشیّ ص 138.
5- 5. الكافی ج 8 ص 212.

بیان: أی كما أن أبا مسلم أتی من قبل خراسان و أصلح أمرهم كذلك هلاكو یجی ء من تلك الناحیة و یفسد أمرهم.

«218»- كا، [الكافی] إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیُّ قَالَ: أَتَی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنِّی خَارِجٌ مِنْ مَدِینَةِ الْكُوفَةِ فِی مَوْضِعٍ أَعْرِفُهُ وَ كَانَ شَبَحاً مِنْ خَشَبٍ أَوْ رَجُلًا مَنْحُوتاً مِنْ خَشَبٍ عَلَی فَرَسٍ مِنْ خَشَبٍ یُلَوِّحُ بِسَیْفِهِ وَ أَنَا أُشَاهِدُهُ فَزِعاً مَرْعُوباً فَقَالَ لَهُ علیه السلام أَنْتَ رَجُلٌ تُرِیدُ اغْتِیَالَ رَجُلٍ فِی مَعِیشَتِهِ فَاتَّقِ اللَّهَ الَّذِی خَلَقَكَ ثُمَّ یُمِیتُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أُوتِیتَ عِلْماً وَ اسْتَنْبَطْتَهُ مِنْ مَعْدِنِهِ أُخْبِرُكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَمَّا قَدْ فَسَّرْتَ لِی إِنَّ رَجُلًا مِنْ جِیرَانِی جَاءَنِی وَ عَرَضَ عَلَیَّ ضَیْعَتَهُ فَهَمَمْتُ أَنْ أَمْلِكَهَا بِوَكْسٍ كَثِیرٍ لِمَا عَرَفْتُ أَنَّهُ لَیْسَ لَهَا طَالِبٌ غَیْرِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ صَاحِبُكَ یَتَوَالانَا وَ یَبْرَأُ مِنْ

عَدُوِّنَا فَقَالَ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ كَانَ نَاصِبِیّاً حَلَّ لِیَ اغْتِیَالُهُ فَقَالَ أَدِّ الْأَمَانَةَ لِمَنِ ائْتَمَنَكَ وَ أَرَادَ مِنْكَ النَّصِیحَةَ وَ لَوْ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ علیه السلام (1).

بیان: الوكس النقص و وكس فلان علی المجهول أی خسر.

أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ خُرَاسَانَ وَ مَعَهُ صُرَرٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ مَعْدُودَةٌ مَخْتُومَةٌ وَ عَلَیْهَا أَسْمَاءُ أَصْحَابِهَا مَكْتُوبَةٌ فَلَمَّا دَخَلَ الرَّجُلُ جَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُسَمِّی أَصْحَابَ الصُّرَرِ وَ یَقُولُ أَخْرِجْ صُرَّةَ فُلَانٍ فَإِنَّ فِیهَا كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ قَالَ أَیْنَ صُرَّةُ الْمَرْأَةِ الَّتِی بَعَثَتْهَا مِنْ غَزْلِ یَدِهَا أَخْرِجْهَا فَقَدْ قَبِلْنَاهَا ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ أَیْنَ الْكِیسُ الْأَزْرَقُ فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ كَانَ الرَّجُلُ قَدْ فَقَدَهُ فِی بَعْضِ طَرِیقِهِ فَلَمَّا ذَكَرُهُ الْإِمَامُ علیه السلام اسْتَحْیَا الرَّجُلُ وَ قَالَ یَا مَوْلَایَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ قَدْ فَقَدْتُهُ فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ علیه السلام تَعْرِفُهُ إِذَا رَأَیْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ یَا غُلَامُ أَخْرِجِ الْكِیسَ الْأَزْرَقَ فَأَخْرَجَهُ فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ عَرَفَهُ فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ إِنَّا احْتَجْنَا إِلَی مَا فِیهِ فَأَحْضَرْنَاهُ قَبْلَ وُصُولِكَ إِلَیْنَا فَقَالَ الرَّجُلُ یَا مَوْلَایَ إِنِّی أَلْتَمِسُ الْجَوَابَ بِوُصُولِ مَا حَمَلْتُهُ إِلَی

ص: 155


1- 1. نفس المصدر ج 7 ص 293.

حَضْرَتِكَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْجَوَابَ كَتَبْنَاهُ وَ أَنْتَ فِی الطَّرِیقِ (1).

قَالَ وَ رُوِیَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ یَوْماً دَعَاهُ فَرَكِبَ مَعَهُ إِلَی بَعْضِ النَّوَاحِی فَجَلَسَ الْمَنْصُورُ عَلَی تَلٍّ هُنَاكَ وَ إِلَی جَانِبِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَ رَجُلٌ وَ هَمَّ أَنْ یَسْأَلَ الْمَنْصُورَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ وَ سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام فَحَثَی لَهُ مِنْ رَمْلٍ هُنَاكَ مِلْ ءَ یَدِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ قَالَ لَهُ اذْهَبْ وَ أَغْلِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ حَاشِیَةِ الْمَنْصُورِ أَعْرَضْتَ عَنِ الْمَلِكِ وَ سَأَلْتَ فَقِیراً لَا یَمْلِكُ شَیْئاً فَقَالَ الرَّجُلُ وَ قَدْ عَرَقَ وَجْهُهُ خَجَلًا مِمَّا أَعْطَاهُ إِنِّی سَأَلْتُ مَنْ أَنَا وَاثِقٌ بِعَطَائِهِ ثُمَّ جَاءَ بِالتُّرَابِ إِلَی بَیْتِهِ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا فَقَالَ جَعْفَرٌ فَقَالَتْ وَ مَا قَالَ لَكَ قَالَ قَالَ لِی أَغْلِ فَقَالَتْ إِنَّهُ صَادِقٌ فَاذْهَبْ بِقَلِیلٍ مِنْهُ إِلَی أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَ إِنِّی أَشَمُّ فِیهِ رَائِحَةَ الْغِنَی فَأَخَذَ الرَّجُلُ مِنْهُ جُزْءاً وَ مَرَّ بِهِ إِلَی بَعْضِ الْیَهُودِ فَأَعْطَاهُ فِیمَا حَمَلَ مِنْهُ إِلَیْهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ قَالَ لَهُ ائْتِنِی بِبَاقِیهِ عَلَی هَذِهِ الْقِیمَةِ(2).

«220»- یج، [الخرائج و الجرائح] هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ قَالَ: كَانَ لِی أَخٌ جَارُودِیٌ (3)

فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَا فَعَلَ أَخُوكَ الْجَارُودِیُّ قُلْتُ صَالِحٌ هُوَ مَرْضِیٌّ عِنْدَ الْقَاضِی وَ الْجِیرَانِ فِی الْحَالاتِ غَیْرَ أَنَّهُ لَا یُقِرُّ بِوَلَایَتِكُمْ فَقَالَ مَا یَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ قُلْتُ یَزْعُمُ أَنَّهُ یَتَوَرَّعُ قَالَ فَأَیْنَ كَانَ وَرَعُهُ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخَ فَقَدِمْتُ عَلَی أَخِی فَقُلْتُ لَهُ

ص: 156


1- 1. مشارق الأنوار ص 110.
2- 2. نفس المصدر ص 112.
3- 3. الجارودیة: اتباع أبی الجارود زیاد بن المنذر الهمدانیّ الاعمی، و قد لعنه الصادق علیه السلام و ذكر ابن الندیم فی الفهرست عن الإمام الصّادق« ع» أنه لعنه و قال: انه أعمی القلب أعمی البصر، و وردت فی ذمه روایات لاحظ رجال الكشّیّ ص 150 و مختصر مقالة الجارودیة أنهم قالوا بتفضیل علی« ع» ثم ساقوا الإمامة بعده فی الحسن« ع» ثم فی الحسین« ع» ثم هی شوری بین أولادهما فمن خرج منهم مستحقا للإمامة فهو الامام، و هم و البتریة الفرقتان اللتان ینتحلان أمر زید بن علیّ بن الحسین، و أمر زید بن الحسن و منهما تشعبت صنوف الزیدیة.

ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ سَأَلَنِی عَنْكَ وَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ مَرْضِیٌّ عِنْدَ الْجِیرَانِ فِی الْحَالاتِ كُلِّهَا غَیْرَ أَنَّهُ لَا یُقِرُّ بِوَلَایَتِكُمْ فَقَالَ مَا یَمْنَعُهُ ذَلِكَ قُلْتُ یَزْعُمُ أَنَّهُ یَتَوَرَّعُ قَالَ فَأَیْنَ كَانَ وَرَعُهُ لَیْلَةَ نَهَرِ بَلْخَ فَقَالَ أَخْبَرَكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّهُ حُجَّةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ قِصَّتِكَ قَالَ أَقْبَلْتُ مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ فَصَحِبَنِی رَجُلٌ مَعَهُ وَصِیفَةٌ فَارِهَةٌ فَقَالَ إِمَّا أَنْ تَقْتَبِسَ لَنَا نَاراً فَأَحْفَظَ عَلَیْكَ وَ إِمَّا أَنْ أَقْتَبِسَ نَاراً فَتَحْفَظَ عَلَیَّ قُلْتُ اذْهَبْ وَ اقْتَبِسْ وَ أَحْفَظُ عَلَیْكَ فَلَمَّا ذَهَبَ قُمْتُ إِلَی الْوَصِیفَةِ وَ كَانَ مِنِّی إِلَیْهَا مَا كَانَ وَ اللَّهِ مَا أَفْشَتْ وَ لَا أَفْشَیْتُ لِأَحَدٍ وَ لَمْ یَعْلَمْ إِلَّا اللَّهُ فَخَرَجْتُ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِیَةِ وَ هُوَ مَعِی فَأَدْخَلْتُهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّی قَالَ بِإِمَامَتِهِ.

«221»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَوَرَدَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَنَاظَرَ أَصْحَابَهُ علیه السلام حَتَّی انْتَهَی إِلَی هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ الشَّامِیُّ یَا هَذَا مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ أَ رَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ فَقَالَ هِشَامٌ رَبُّهُمْ أَنْظَرُ لَهُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ قَالَ الشَّامِیُّ فَهَلْ أَقَامَ لَهُمْ مَنْ یَجْمَعُ لَهُمْ كَلِمَتَهُمْ وَ یُقِیمُ أَوَدَهُمْ وَ یُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ فَقَالَ هِشَامٌ هَذَا الْقَاعِدُ الَّذِی تُشَدُّ إِلَیْهِ الرِّحَالُ وَ یُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ قَالَ الشَّامِیُّ فَكَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ ذَلِكَ قَالَ هِشَامٌ سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ الشَّامِیُّ قَطَعْتَ عُذْرِی فَعَلَیَّ السُّؤَالُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا شَامِیُّ أُخْبِرُكَ كَیْفَ كَانَ سَفَرُكَ وَ كَیْفَ كَانَ طَرِیقُكَ وَ كَانَ كَذَا وَ كَانَ كَذَا فَأَقْبَلَ الشَّامِیُّ یَقُولُ صَدَقْتَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ السَّاعَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَةَ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِیمَانِ وَ عَلَیْهِ یَتَوَارَثُونَ وَ یَتَنَاكَحُونَ وَ الْإِیمَانُ عَلَیْهِ یُثَابُونَ فَقَالَ الشَّامِیُّ صَدَقْتَ فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ(1).

«222»- قب (2)،[المناقب] لابن شهرآشوب ج، [الإحتجاج] عَنْ یُونُسَ: مِثْلَهُ (3)

ص: 157


1- 1. الكافی ج 1 ص 171.
2- 2. المناقب ج 3 ص 368.
3- 3. الاحتجاج ص 198.

أقول: الخبر طویل أوردنا منه موضع الحاجة.

«223»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ: كُنْتُ لَا أَزِیدُ عَلَی أَكْلَةٍ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَرُبَّمَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَجِدُ الْمَائِدَةَ قَدْ رُفِعَتْ لَعَلِّی لَا أَرَاهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَإِذَا دَخَلْتُ دَعَا بِهَا فَأُصِیبُ مَعَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ لَا أَتَأَذَّی بِذَلِكَ وَ إِذَا أَعْقَبْتُ بِالطَّعَامِ عِنْدَ غَیْرِهِ لَمْ أَقْدِرْ عَلَی أَنْ أَقِرَّ وَ لَمْ أَنَمْ مِنَ النَّفْخَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّی إِذَا أَكَلْتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَأَذَّ بِهِ فَقَالَ یَا أَبَا سَیَّارٍ إِنَّكَ تَأْكُلُ طَعَامَ قَوْمٍ صَالِحِینَ تُصَافِحُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَی فُرُشِهِمْ قَالَ قُلْتُ وَ یَظْهَرُونَ لَكُمْ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی بَعْضِ صِبْیَانِهِ فَقَالَ هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْیَانِنَا مِنَّا بِهِمْ (1).

«224»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنَّا بِبَابِهِ فَخَرَجَ عَلَیْنَا قَوْمٌ أَشْبَاهُ الزُّطِّ عَلَیْهِمْ أُزُرٌ وَ أَكْسِیَةٌ فَسَأَلْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْهُمْ فَقَالَ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُكُمْ مِنَ الْجِنِ (2).

«225»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فُلَانٌ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَقَالَ وَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قُلْتُ یَسْأَلُونَكَ الدُّعَاءَ فَقَالَ وَ مَا لَهُمْ قُلْتُ حَبَسَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ قُلْتُ اسْتَعْمَلَهُمْ فَحَبَسَهُمْ فَقَالَ وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ أَ لَمْ أَنْهَهُمْ أَ لَمْ أَنْهَهُمْ أَ لَمْ أَنْهَهُمْ هُمُ النَّارُ هُمُ النَّارُ هُمُ النَّارُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اخْدَعْ عَنْهُمْ سُلْطَانَهُمْ قَالَ فَانْصَرَفْنَا مِنْ مَكَّةَ فَسَأَلْنَا عَنْهُمْ فَإِذَا هُمْ قَدْ أُخْرِجُوا بَعْدَ الْكَلَامِ بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ (3).

ص: 158


1- 1. الكافی ج 1 ص 393.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 394.
3- 3. نفس المصدر ج 5 ص 107 و قد فسر المجلسیّ فی المرآة قوله: اللّٰهمّ اخدع عنهم سلطانهم بقوله: كنایة عن تحویل قلبه عن ضررهم أو اشتغاله بما یصیر سببا لغفلته عنهم و ربما یقرأ- بالجیم و الدال المهملة- بمعنی الحبس و القطع.

«226»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب یَحْیَی بْنُ إِبْرَاهِیمَ: مِثْلَهُ (1).

«227»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبُ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: كُنَّا فِی مَنْزِلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَضَائِلَ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ علیه السلام مُجِیباً لَنَا وَ اللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ مِنْهُ ثُمَّ خَلَعَ خَاتَمَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی الْأَرْضِ وَ تَكَلَّمَ بِشَیْ ءٍ فَانْصَدَعَتِ الْأَرْضُ وَ انْفَرَجَتْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا نَحْنُ بِبَحْرٍ عَجَّاجٍ فِی وَسَطِهِ سَفِینَةٌ خَضْرَاءُ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِی وَسَطِهَا قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ حَوْلَهَا دَارٌ خَضْرَاءُ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بَشِّرِ الْقَائِمَ فَإِنَّهُ یُقَاتِلُ الْأَعْدَاءَ وَ یُغِیثُ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَنْصُرُهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْمَلَائِكَةِ فِی عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ثُمَّ تَكَلَّمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِكَلَامٍ فَثَارَ مَاءُ الْبَحْرِ وَ ارْتَفَعَ مَعَ السَّفِینَةِ فَقَالَ ادْخُلُوهَا فَدَخَلْنَا الْقُبَّةَ الَّتِی فِی السَّفِینَةِ فَإِذَا فِیهَا أَرْبَعَةُ كَرَاسِیَّ مِنْ أَلْوَانِ الْجَوَاهِرِ فَجَلَسَ هُوَ عَلَی أَحَدِهَا وَ أَجْلَسَنِی عَلَی وَاحِدٍ وَ أَجْلَسَ مُوسَی علیه السلام وَ إِسْمَاعِیلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَی كُرْسِیٍّ ثُمَّ قَالَ علیه السلام لِلسَّفِینَةِ سِیرِی بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَی فَسَارَتْ فِی بَحْرٍ عَجَّاجٍ بَیْنَ جِبَالِ الدُّرِّ وَ الْیَوَاقِیتِ ثُمَّ أَدْخَلَ یَدَهُ فِی الْبَحْرِ وَ أَخْرَجَ دُرَراً وَ یَاقُوتاً فَقَالَ یَا دَاوُدُ إِنْ كُنْتَ تُرِیدُ الدُّنْیَا فَخُذْ حَاجَتَكَ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ لَا حَاجَةَ لِی فِی الدُّنْیَا فَرَمَی بِهِ فِی الْبَحْرِ وَ غَمَسَ یَدَهُ فِی الْبَحْرِ وَ أَخْرَجَ مِسْكاً وَ عَنْبَراً فَشَمَّهُ وَ شمنی [شَمَّمَنِی] وَ شَمَّمَ مُوسَی وَ إِسْمَاعِیلَ علیه السلام ثُمَّ رَمَی بِهِ فِی الْبَحْرِ وَ سَارَتِ السَّفِینَةُ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی جَزِیرَةٍ عَظِیمَةٍ فِیمَا بَیْنَ ذَلِكَ الْبَحْرِ وَ إِذَا فِیهَا قِبَابٌ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ مَفْرُوشَةٌ بِالسُّنْدُسِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ عَلَیْهَا سُتُورُ الْأُرْجُوَانِ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَلَائِكَةِ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَیْنَا أَقْبَلُوا مُذْعِنِینَ لَهُ بِالطَّاعَةِ مُقِرِّینَ لَهُ بِالْوَلَایَةِ فَقُلْتُ مَوْلَایَ لِمَنْ هَذِهِ الْقِبَابُ فَقَالَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّمَا قُبِضَ إِمَامٌ صَارَ إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ الَّذِی ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی.

ثُمَّ قَالَ علیه السلام قُومُوا بِنَا حَتَّی نُسَلِّمَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُمْنَا وَ قَامَ

ص: 159


1- 1. المناقب ج 3 ص 360.

وَ وَقَفْنَا بِبَابِ إِحْدَی الْقِبَابِ الْمُزَیَّنَةِ وَ هِیَ أَجَلُّهَا وَ أَعْظَمُهَا وَ سَلَّمْنَا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ قَاعِدٌ فِیهَا ثُمَّ عَدَلَ إِلَی قُبَّةٍ أُخْرَی وَ عَدَلْنَا مَعَهُ فَسَلَّمَ وَ سَلَّمْنَا عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَدَلْنَا مِنْهَا إِلَی قُبَّةٍ بِإِزَائِهَا فَسَلَّمْنَا عَلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِی قُبَّةٍ مُزَیَّنَةٍ مُزَخْرَفَةٍ ثُمَّ عَدَلَ إِلَی بِنْیَةٍ بِالْجَزِیرَةِ وَ عَدَلْنَا مَعَهُ وَ إِذَا فِیهَا قُبَّةٌ عَظِیمَةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ مُزَیَّنَةٌ بِفُنُونِ الْفُرُشِ وَ السُّتُورِ وَ إِذَا فِیهَا سَرِیرٌ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعٌ بِأَنْوَاعِ الْجَوْهَرِ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ فَقَالَ لِلْقَائِمِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ وَ تَكَلَّمَ بِشَیْ ءٍ وَ إِذَا نَحْنُ فَوْقَ الْأَرْضِ بِالْمَدِینَةِ فِی مَنْزِلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ وَ خَتَمَ الْأَرْضَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمْ أَرَ فِیهَا صَدْعاً وَ لَا فُرْجَةً(1).

أَقُولُ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی كِتَابِ الْمَقَاتِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَتْنِی أُمِّی أُمُّ حُسَیْنٍ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَتْ: قُلْتُ لِعَمِّی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِنِّی فَدَیْتُكَ مَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ هَذَا قَالَ فِتْنَةٌ یُقْتَلُ مُحَمَّدٌ عِنْدَ بَیْتِ رُومِیٍّ وَ یُقْتَلُ أَخُوهُ لِأُمِّهِ وَ أَبِیهِ بِالْعِرَاقِ حَوَافِرُ فَرَسِهِ فِی الْمَاءِ(2).

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ دَاحَةَ: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ وَ اللَّهِ لَیْسَ إِلَیْكَ وَ لَا إِلَی ابْنَیْكَ وَ إِنَّمَا هُوَ لِهَذَا یَعْنِی السَّفَّاحَ ثُمَّ لِهَذَا یَعْنِی الْمَنْصُورَ ثُمَّ لِوُلْدِهِ بَعْدَهُ لَا یَزَالُ فِیهِمْ حَتَّی یُؤَمِّرُوا الصِّبْیَانَ وَ یُشَاوِرُوا النِّسَاءَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَ اللَّهِ یَا جَعْفَرُ مَا أَطْلَعَكَ اللَّهُ عَلَی غَیْبِهِ وَ مَا قُلْتَ هَذَا إِلَّا حَسَداً لِابْنَیَّ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا حَسَدْتُ ابْنَیْكَ وَ إِنَّ هَذَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ یَقْتُلُهُ عَلَی أَحْجَارِ الزَّیْتِ ثُمَّ یَقْتُلُ أَخَاهُ بَعْدَهُ بِالطُّفُوفِ وَ قَوَائِمُ فَرَسِهِ فِی مَاءٍ ثُمَّ قَامَ مُغْضَباً یَجُرُّ رِدَاءَهُ فَتَبِعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ قَالَ أَ تَدْرِی مَا قُلْتَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِی وَ اللَّهِ أَدْرِیهِ وَ إِنَّهُ لَكَائِنٌ قَالَ فَحَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ یَقُولُ فَانْصَرَفْتُ لِوَقْتِی

ص: 160


1- 1. عیون المعجزات ص 82.
2- 2. مقاتل الطالبیین ص 248.

فَرَتَّبْتُ عُمَّالِی وَ مَیَّزْتُ أُمُورِی تَمْیِیزَ مَالِكٍ لَهَا قَالَ فَلَمَّا وَلِیَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخِلَافَةَ سَمَّی جَعْفَراً الصَّادِقَ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ قَالَ لِیَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَذَا وَ كَذَا فَبَقِیَتْ عَلَیْهِ (1).

أَقُولُ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْمَشْهَدِیِّ فِی الْمَزَارِ الْكَبِیرِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ بِعَرَفَةَ یَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ خُطُوَاتِی هَذِهِ الَّتِی خَطَوْتُهَا فِی طَاعَتِكَ كَفَّارَةً لِمَا خَطَوْتُهَا فِی مَعْصِیَتِكَ وَ سَاقَ الدُّعَاءَ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَنَا ضَیْفُكَ فَاجْعَلْ قِرَایَ الْجَنَّةَ وَ أَطْعِمْنِی عِنَباً وَ رُطَباً قَالَ سُفْیَانُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْزِلَ وَ أَشْتَرِیَ لَهُ تَمْراً وَ مَوْزاً وَ أَقُولَ لَهُ هَذَا عِوَضُ الْعِنَبِ وَ الرُّطَبِ وَ إِذَا أَنَا بِسَلَّتَیْنِ مَمْلُوَّتَیْنِ قَدْ وُضِعَتَا بَیْنَ یَدَیْهِ إِحْدَاهُمَا رُطَبٌ وَ الْأُخْرَی عِنَبٌ تَمَامَ الْخَبَرِ.

ص: 161


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 257.

باب 6 ما جری بینه علیه السلام و بین المنصور و ولاته و سائر الخلفاء الغاصبین و الأمراء الجائرین و ذكر بعض أحوالهم

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَلَیْكُمْ بِالطَّاعَةِ لِأَئِمَّتِكُمْ قُولُوا مَا یَقُولُونَ وَ اصْمُتُوا عَمَّا صَمَتُوا فَإِنَّكُمْ فِی سُلْطَانِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ (1) یَعْنِی بِذَلِكَ وُلْدَ الْعَبَّاسِ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّكُمْ فِی هُدْنَةٍ صَلُّوا فِی عَشَائِرِهِمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَیْهِمْ الْخَبَرَ(2).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ مَعاً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقِیُّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لِیَقْتُلَهُ وَ طَرَحَ لَهُ سَیْفاً وَ نَطْعاً وَ قَالَ یَا رَبِیعُ إِذَا أَنَا كَلَّمْتُهُ ثُمَّ ضَرَبْتُ بِإِحْدَی یَدَیَّ عَلَی الْأُخْرَی فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَلَمَّا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ نَظَرَ إِلَیْهِ مِنْ بَعِیدٍ تَحَرَّكَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَی فِرَاشِهِ قَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا بِكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَرْسَلْنَا إِلَیْكَ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ نَقْضِیَ دَیْنَكَ وَ نَقْضِیَ ذِمَامَكَ (3)

ثُمَّ سَاءَلَهُ مُسَاءَلَةً لَطِیفَةً عَنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ قَالَ

ص: 162


1- 1. سورة إبراهیم الآیة: 46.
2- 2. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 61 و فیه( فی هذه) بدل( هدنة) و لعله تحریف و سهو من الناسخ.
3- 3. الذمام: و المذمة: الحق و الحرمة جمع أذمة( القاموس).

قَدْ قَضَی اللَّهُ حَاجَتَكَ وَ دَیْنَكَ وَ أَخْرَجَ جَائِزَتَكَ یَا رَبِیعُ لَا تَمْضِیَنَّ ثَلَاثَةً حَتَّی یَرْجِعَ جَعْفَرٌ إِلَی أَهْلِهِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ الرَّبِیعُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَأَیْتَ السَّیْفَ إِنَّمَا كَانَ وُضِعَ لَكَ وَ النَّطْعَ فَأَیُّ شَیْ ءٍ رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ بِهِ شَفَتَیْكَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام نَعَمْ یَا رَبِیعُ لَمَّا رَأَیْتُ الشَّرَّ فِی وَجْهِهِ قُلْتُ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِینَ وَ حَسْبِیَ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ حَسْبِیَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقِینَ وَ حَسْبِیَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ حَسْبِی مَنْ هُوَ حَسْبِی حَسْبِی مَنْ لَمْ یَزَلْ حَسْبِی- حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (1).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَمَرَ بِفُرُشٍ فَطُرِحَتْ لَهُ إِلَی جَانِبِهِ فَأَجْلَسَهُ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ عَلَیَّ بِمُحَمَّدٍ عَلَیَّ بِالْمَهْدِیِّ یَقُولُ ذَلِكَ مِرَاراً فَقِیلَ لَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ یَأْتِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا یَحْبِسُهُ إِلَّا أَنَّهُ یَتَبَخَّرُ فَمَا لَبِثَ أَنْ وَافَی وَ قَدْ سَبَقَتْهُ رَائِحَتُهُ فَأَقْبَلَ الْمَنْصُورُ عَلَی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِیثٌ حَدَّثْتَنِیهِ فِی صِلَةِ الرَّحِمِ أَذْكُرُهُ یَسْمَعُهُ الْمَهْدِیُّ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الرَّجُلَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ فَیُصَیِّرُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ یَقْطَعُهَا وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیُصَیِّرُهَا اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ ثُمَّ تَلَا علیه السلام یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (2) قَالَ هَذَا حَسَنٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ لَیْسَ إِیَّاهُ أَرَدْتُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهُ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِلَةُ الرَّحِمِ تَعْمُرُ الدِّیَارَ وَ تَزِیدُ فِی الْأَعْمَارِ وَ إِنْ كَانَ أَهْلُهَا غَیْرَ أَخْیَارٍ قَالَ هَذَا حَسَنٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ لَیْسَ هَذَا أَرَدْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صِلَةُ الرَّحِمِ تُهَوِّنُ الْحِسَابَ وَ تَقِی مِیتَةَ السَّوْءِ قَالَ الْمَنْصُورُ

ص: 163


1- 1. عیون أخبار الرضا ج 1 ص 304.
2- 2. سورة الرعد الآیة: 39.

نَعَمْ هَذَا أَرَدْتُ (1).

«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعَرَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْحَسَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ حَاجِبِ الْمَنْصُورِ لَقِیتُهُ بِمَكَّةَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّیَ الرَّبِیعِ قَالَ: دَعَانِی الْمَنْصُورُ یَوْماً فَقَالَ یَا رَبِیعُ أَحْضِرْ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَوَجَّهْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا وَافَی قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَ وَصِیَّةٌ أَوْ عَهْدٌ تَعْهَدُهُ فَافْعَلْ فَقَالَ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَیْهِ فَدَخَلْتُ إِلَی الْمَنْصُورِ فَأَعْلَمْتُهُ مَوْضِعَهُ فَقَالَ أَدْخِلْهُ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَیْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی الْمَنْصُورِ رَأَیْتُهُ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ وَ مَضَی فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَی الْمَنْصُورِ نَهَضَ إِلَیْهِ فَاعْتَنَقَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ وَ قَالَ لَهُ ارْفَعْ حَوَائِجَكَ فَأَخْرَجَ رِقَاعاً لِأَقْوَامٍ وَ سَأَلَ فِی آخَرِینَ فَقُضِیَتْ حَوَائِجُهُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ ارْفَعْ حَوَائِجَكَ فِی نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ لَا تَدْعُنِی حَتَّی أَجِیئَكَ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ مَا لِی إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ وَ أَنْتَ تَزْعُمُ لِلنَّاسِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا فَأَوْمَأَ الْمَنْصُورُ إِلَی شَیْخٍ قَاعِدٍ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لِلشَّیْخِ أَنْتَ سَمِعْتَنِی أَقُولُ هَذَا قَالَ الشَّیْخُ نَعَمْ قَالَ جَعْفَرٌ لِلْمَنْصُورِ أَ یَحْلِفُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ احْلِفْ فَلَمَّا بَدَأَ الشَّیْخُ فِی الْیَمِینِ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لِلْمَنْصُورِ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا حَلَفَ بِالْیَمِینِ الَّتِی یُنَزِّهُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا وَ هُوَ كَاذِبٌ امْتَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عُقُوبَتِهِ عَلَیْهَا فِی عَاجِلَتِهِ لِمَا نَزَّهَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَكِنِّی أَنَا أَسْتَحْلِفُهُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ ذَلِكَ لَكَ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لِلشَّیْخِ قُلْ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَلْجَأُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُكَ تَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ فَتَلَكَّأَ الشَّیْخُ فَرَفَعَ الْمَنْصُورُ عَمُوداً كَانَ فِی یَدِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَحْلِفْ لَأَعْلُوَنَّكَ بِهَذَا الْعَمُودِ فَحَلَفَ الشَّیْخُ فَمَا أَتَمَّ الْیَمِینَ حَتَّی دَلَعَ لِسَانَهُ كَمَا یَدْلَعُ الْكَلْبُ وَ مَاتَ لِوَقْتِهِ وَ نَهَضَ جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ الرَّبِیعُ فَقَالَ لِیَ الْمَنْصُورُ وَیْلَكَ اكْتُمْهَا النَّاسَ لَا یُفْتَتَنُونَ قَالَ الرَّبِیعُ فَحَلَّفْتُ جَعْفَراً علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ

ص: 164


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 306.

إِنَّ مَنْصُوراً كَانَ قَدْ هَمَّ بِأَمْرٍ عَظِیمٍ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَیْنُكَ عَلَیْهِ وَ عَیْنُهُ عَلَیْكَ زَالَ ذَلِكَ فَقَالَ یَا رَبِیعُ إِنِّی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی النَّوْمِ فَقَالَ لِی یَا جَعْفَرُ خِفْتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لِی إِذَا وَقَعَتْ عَیْنُكَ عَلَیْهِ فَقُلْ- بِبِسْمِ اللَّهِ أَسْتَفْتِحُ وَ بِبِسْمِ اللَّهِ أَسْتَنْجِحُ وَ بِمُحَمَّدٍ ص أَتَوَجَّهُ اللَّهُمَّ ذَلِّلْ لِی صُعُوبَةَ أَمْرِی وَ كُلَّ صُعُوبَةٍ وَ سَهِّلْ لِی حُزُونَةَ أَمْرِی وَ كُلَّ حُزُونَةٍ وَ اكْفِنِی مَئُونَةَ أَمْرِی وَ كُلَّ مَئُونَةٍ(1).

بیان: تلكأ علیه اعتل و عنه أبطأ.

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ التَّمِیمِیِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ علیه السلام صَارَ إِلَی الْمَدِینَةِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ شَیْبَةُ بْنُ غفال وَلَّاهُ الْمَنْصُورُ عَلَی أَهْلِهَا فَلَمَّا قَدِمَهَا وَ حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ صَارَ إِلَی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَقِیَ الْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ شَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِینَ وَ حَارَبَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَرَادَ الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ وَ مَنَعَهُ أَهْلَهُ فَحَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَمَاتَهُ بِغُصَّتِهِ وَ هَؤُلَاءِ وُلْدُهُ یَتَّبِعُونَ أَثَرَهُ فِی الْفَسَادِ وَ طَلَبِ الْأَمْرِ بِغَیْرِ اسْتِحْقَاقٍ لَهُ فَهُمْ فِی نَوَاحِی الْأَرْضِ مَقْتُولُونَ وَ بِالدِّمَاءِ مُضَرَّجُونَ قَالَ فَعَظُمَ هَذَا الْكَلَامُ مِنْهُ عَلَی النَّاسِ وَ لَمْ یَجْسُرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ یَنْطِقُ بِحَرْفٍ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ عَلَیْهِ إِزَارٌ قُومَسِیٌّ سخین- [سَحْقٌ] فَقَالَ وَ نَحْنُ نَحْمَدُ اللَّهَ وَ نُصَلِّی عَلَی مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی رُسُلِ اللَّهِ وَ أَنْبِیَائِهِ أَجْمَعِینَ أَمَّا مَا قُلْتَ مِنْ خَیْرٍ فَنَحْنُ أَهْلُهُ وَ مَا قُلْتَ مِنْ سُوءٍ فَأَنْتَ وَ صَاحِبُكَ بِهِ أَوْلَی فَاخْتَبِرْ یَا مَنْ رَكِبَ غَیْرَ رَاحِلَتِهِ وَ أَكَلَ غَیْرَ زَادِهِ ارْجِعْ مَأْزُوراً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ فَقَالَ أَ لَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَخْلَی النَّاسِ مِیزَاناً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَبْیَنَهُمْ خُسْرَاناً مَنْ بَاعَ آخِرَتَهُ بِدُنْیَا غَیْرِهِ وَ هُوَ هَذَا الْفَاسِقُ فَأَسْكَتَ النَّاسَ وَ خَرَجَ الْوَالِی مِنَ الْمَسْجِدِ لَمْ یَنْطِقْ بِحَرْفٍ فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ فَقِیلَ لِی هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (2).

ص: 165


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 294.
2- 2. نفس المصدر ص 31- 32.

بیان: ضرجه بالدم أدماه و قومس بالضم و فتح المیم صقع كبیر بین خراسان و بلاد الجبل و إقلیم بالأندلس و قومسان قریة بهمدان ذكرها الفیروزآبادی (1).

أَقُولُ رَوَی الصَّدُوقُ فِی كِتَابِ صِفَاتِ الشِّیعَةِ بِإِسْنَادِهِ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقِیُّ بِالْحِیرَةِ- أَیَّامَ أَبِی الْعَبَّاسِ لِلصَّادِقِ علیه السلام یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْ شِیعَتِكُمْ یَسْتَخْرِجُ مَا فِی جَوْفِهِ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ حَتَّی یُعْرَفَ مَذْهَبُهُ فَقَالَ علیه السلام ذَلِكَ لَحَلَاوَةِ الْإِیمَانِ فِی صُدُورِهِمْ مِنْ حَلَاوَتِهِ یُبْدُونَهُ تَبَدِّیاً.

«6»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ یَوْماً لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ وَقَعَ عَلَی الْمَنْصُورِ ذُبَابٌ فَذَبَّهُ عَنْهُ ثُمَّ وَقَعَ عَلَیْهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ ثُمَّ وَقَعَ عَلَیْهِ فَذَبَّهُ عَنْهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِأَیِّ شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الذُّبَابَ قَالَ لِیُذِلَّ بِهِ الْجَبَّارِینَ (2).

«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ(3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمِقْدَامِ الرَّازِیِّ: مِثْلَهُ (4).

«8»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زِیَادِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَقَالَ یَا بَنِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مَا فَضْلُكُمْ عَلَی النَّاسِ فَسَكَتُوا فَقُلْتُ إِنَّ مِنْ فَضْلِنَا عَلَی النَّاسِ أَنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نَكُونَ مِنْ أَحَدٍ سِوَانَا وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَا یُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مِنَّا إِلَّا أَشْرَكَ ثُمَّ قَالَ ارْوُوا هَذَا الْحَدِیثَ (5).

ص: 166


1- 1. القاموس ج 2 ص 242.
2- 2. علل الشرائع ص 496.
3- 3. حلیة الأولیاء ج 3 ص 198 و أخرجه ابن طلحة فی مطالب السئول ص 82.
4- 4. المناقب ج 3 ص 375.
5- 5. علل الشرائع ص 583.

«9»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّمَاوِنْجِیِّ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ دَاوُدَ الشَّعِیرِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: بَعَثَ الْمَنْصُورُ إِلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَسْتَقْدِمُهُ لِشَیْ ءٍ بَلَغَهُ عَنْهُ فَلَمَّا وَافَی بَابَهُ خَرَجَ إِلَیْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ مِنْ سَطْوَةِ هَذَا الْجَبَّارِ فَإِنِّی رَأَیْتُ حَرَدَهُ عَلَیْكَ شَدِیداً فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام عَلَیَّ مِنَ اللَّهِ جُنَّةٌ وَاقِیَةٌ تُعِینُنِی عَلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَیْهِ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا جَعْفَرُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَبِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی الْمَسِیحِ لَقُلْتُ فِیكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تُرَابِ قَدَمَیْكَ یَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ اثْنَانِ وَ لَا ذَنْبَ لِی مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ قَالٍ قَالَ ذَلِكَ اعْتِذَاراً مِنْهُ أَنَّهُ لَا یَرْضَی بِمَا یَقُولُ فِیهِ الْغَالِی وَ الْمُفْرِطُ وَ لَعَمْرِی إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیهما السلام لَوْ سَكَتَ عَمَّا قَالَتْ فِیهِ النَّصَارَی- لَعَذَّبَهُ اللَّهُ وَ لَقَدْ تَعْلَمُ مَا یُقَالُ فِیكَ مِنَ الزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ وَ إِمْسَاكُكَ عَنْ ذَلِكَ وَ رِضَاكَ بِهِ سَخَطُ الدُّیَّانِ زَعَمَ أَوْغَادُ الْحِجَازِ وَ رَعَاعُ النَّاسِ أَنَّكَ حِبْرُ الدَّهْرِ وَ نَامُوسُهُ وَ حُجَّةُ الْمَعْبُودِ وَ تَرْجُمَانُهُ وَ عَیْبَةُ عِلْمِهِ وَ مِیزَانُ قِسْطِهِ وَ مِصْبَاحُهُ الَّذِی یَقْطَعُ بِهِ الطَّالِبُ عَرْضَ الظُّلْمَةِ إِلَی ضِیَاءِ النُّورِ وَ أَنَّ اللَّهَ لَا یَقْبَلُ مِنْ عَامِلٍ جَهِلَ حَدَّكَ فِی الدُّنْیَا عَمَلًا وَ لَا یَرْفَعُ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَزْناً فَنَسَبُوكَ إِلَی غَیْرِ حَدِّكَ وَ قَالُوا فِیكَ مَا لَیْسَ فِیكَ فَقُلْ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَالَ الْحَقَّ جَدُّكَ وَ أَوَّلَ مَنْ صَدَّقَهُ عَلَیْهِ أَبُوكَ وَ أَنْتَ حَرِیٌّ أَنْ تَقْتَصَّ آثَارَهُمَا وَ تَسْلُكَ سَبِیلَهُمَا.

فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَنَا فَرْعٌ مِنْ فَرْعِ الزَّیْتُونَةِ وَ قِنْدِیلٌ مِنْ قَنَادِیلِ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ أَدِیبُ السَّفَرَةِ وَ رَبِیبُ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ مِصْبَاحٌ مِنْ مَصَابِیحِ الْمِشْكَاةِ الَّتِی فِیهَا نُورُ النُّورِ وَ صَفْوَةُ الْكَلِمَةِ الْبَاقِیَةِ فِی عَقِبِ الْمُصْطَفَیْنَ إِلَی یَوْمِ الْحَشْرِ فَالْتَفَتَ الْمَنْصُورُ إِلَی جُلَسَائِهِ فَقَالَ هَذَا قَدْ أَحَالَنِی عَلَی بَحْرٍ مَوَّاجٍ لَا یُدْرَكُ طَرْفُهُ وَ لَا یُبْلَغُ عُمْقُهُ تَحَارُ فِیهِ الْعُلَمَاءُ وَ یَغْرَقُ فِیهِ السُّبَحَاءُ وَ یَضِیقُ بِالسَّابِحِ عَرْضُ الْفَضَاءِ هَذَا الشَّجَا الْمُعْتَرِضُ فِی حُلُوقِ الْخُلَفَاءِ الَّذِی لَا یَجُوزُ نَفْیُهُ وَ لَا یَحِلُّ قَتْلُهُ وَ لَوْ لَا مَا یَجْمَعُنِی وَ إِیَّاهُ

ص: 167

شَجَرَةٌ طَابَ أَصْلُهَا وَ بَسَقَ فَرْعُهَا وَ عَذُبَ ثَمَرُهَا وَ بُورِكَتْ فِی الذَّرِّ وَ قُدِّسَتْ فِی الزُّبُرِ لَكَانَ مِنِّی إِلَیْهِ مَا لَا یُحْمَدُ فِی الْعَوَاقِبِ لِمَا یَبْلُغُنِی عَنْهُ مِنْ شِدَّةِ عَیْبِهِ لَنَا وَ سُوءِ الْقَوْلِ فِینَا فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا تَقْبَلْ فِی ذِی رَحِمِكَ وَ أَهْلِ الرِّعَایَةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ قَوْلَ مَنْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ جَعَلَ مَأْوَاهُ النَّارَ فَإِنَّ النَّمَّامَ شَاهِدُ زُورٍ وَ شَرِیكُ إِبْلِیسَ فِی الْإِغْرَاءِ بَیْنَ النَّاسِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أَنْ تُصِیبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلی ما فَعَلْتُمْ نادِمِینَ (1) وَ نَحْنُ لَكَ أَنْصَارٌ وَ أَعْوَانٌ وَ لِمُلْكِكَ دَعَائِمُ وَ أَرْكَانٌ مَا أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَ الْإِحْسَانِ وَ أَمْضَیْتَ فِی الرَّعِیَّةِ أَحْكَامَ الْقُرْآنِ وَ أَرْغَمْتَ بِطَاعَتِكَ لِلَّهِ أَنْفَ الشَّیْطَانِ وَ إِنْ كَانَ یَجِبُ عَلَیْكَ فِی سَعَةِ فَهْمِكَ وَ كَثْرَةِ عِلْمِكَ وَ مَعْرِفَتِكَ بِآدَابِ اللَّهِ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَ تُعْطِیَ مَنْ حَرَمَكَ وَ تَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّ الْمُكَافِیَ لَیْسَ بِالْوَاصِلِ إِنَّمَا الْوَاصِلُ مَنْ إِذَا قَطَعَتْهُ رَحِمُهُ وَصَلَهَا فَصِلْ رَحِمَكَ یَزِدِ اللَّهُ فِی عُمُرِكَ وَ یُخَفِّفْ عَنْكَ الْحِسَابَ یَوْمَ حَشْرِكَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ قَدْ صَفَحْتُ عَنْكَ لِقَدَرِكَ وَ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ لِصِدْقِكَ فَحَدِّثْنِی عَنْ نَفْسِكَ بِحَدِیثٍ أَتَّعِظُ بِهِ وَ یَكُونُ لِی زَاجِرَ صِدْقٍ عَنِ الْمُوبِقَاتِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام عَلَیْكَ بِالْحِلْمِ فَإِنَّهُ رُكْنُ الْعِلْمِ وَ امْلِكْ نَفْسَكَ عِنْدَ أَسْبَابِ الْقُدْرَةِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ مَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ كُنْتَ كَمَنْ شَفَی غَیْظاً أَوْ تَدَاوَی حِقْداً أَوْ یُحِبُّ أَنْ یُذْكَرَ بِالصَّوْلَةِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ عَاقَبْتَ مُسْتَحِقّاً لَمْ تَكُنْ غَایَةُ مَا تُوصَفُ بِهِ إِلَّا الْعَدْلَ وَ الْحَالُ الَّتِی تُوجِبُ الشُّكْرَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَالِ الَّتِی تُوجِبُ الصَّبْرَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ وَعَظْتَ فَأَحْسَنْتَ وَ قُلْتَ فَأَوْجَزْتَ فَحَدِّثْنِی عَنْ فَضْلِ جَدِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَدِیثاً لَمْ تَأْثِرْهُ الْعَامَّةُ:

فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ

ص: 168


1- 1. سورة الحجرات الآیة: 35.

اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَبَشَّرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَخَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام سَاجِداً شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ مِنْ قَدْرِی حَتَّی إِنِّی أُذْكَرُ هُنَاكَ قَالَ نَعَمْ وَ إِنَّ اللَّهَ یَعْرِفُكَ وَ إِنَّكَ لَتُذْكَرُ فِی الرَّفِیقِ الْأَعْلَی فَقَالَ الْمَنْصُورُ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ(1).

«10»- كِتَابُ الإِسْتِدْرَاكِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ بِإِسْنَادِهِ: مِثْلَهُ بیان الحرد المغضب و الوغد الأحمق الضعیف الرذل الدنی و خادم القوم و الجمع أوغاد و الرعاع بالفتح الأحداث الطغام و الحبر بالكسر و یفتح العالم بتحبیر الكلام و العلم و تحسینه و الناموس العالم بالسر و صاحب الوحی و الفرع بضمتین جمع فرع و السفرة الملائكة و الشجا ما اعترض فی الحلق من عظم و نحوه.

«11»- خص (2)،[منتخب البصائر] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُیَسِّرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ أَقَامَ أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلًی لَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ لَهُ إِذَا دَخَلَ عَلَیَّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ فَلَمَّا أُدْخِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَظَرَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَسَرَّ شَیْئاً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ لَا یُدْرَی مَا هُوَ ثُمَّ أَظْهَرَ یَا مَنْ یَكْفِی خَلْقَهُ كُلَّهُمْ وَ لَا یَكْفِیهِ أَحَدٌ اكْفِنِی شَرَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ لَا یُبْصِرُ مَوْلَاهُ وَ صَارَ مَوْلَاهُ لَا یُبْصِرُهُ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَقَدْ أَتْعَبْتُكَ فِی هَذَا الْحَرِّ فَانْصَرِفْ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَوْلَاهُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُهُ وَ لَقَدْ جَاءَ شَیْ ءٌ حَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَئِنْ حَدَّثْتَ بِهَذَا الْحَدِیثِ لَأَقْتُلَنَّكَ (3).

ص: 169


1- 1. أمالی الصدوق ص 611.
2- 2. مختصر البصائر ص 8.
3- 3. البصائر ج 10 باب 15 144.

«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْسَرَةَ: مِثْلَهُ (1).

«13»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَعَانِی أَبُو جَعْفَرٍ الْخَلِیفَةُ وَ مَعِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ نَازِلٌ بِالْحِیرَةِ قَبْلَ أَنْ تُبْنَی بَغْدَادُ یُرِیدُ قَتْلَنَا لَا یَشُكُّ النَّاسُ فِیهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ دَعَوْتُ اللَّهَ بِكَلَامٍ فَقَالَ لِابْنِ نَهِیكٍ وَ هُوَ الْقَائِمُ عَلَی رَأْسِهِ إِذَا ضَرَبْتُ بِإِحْدَی یَدَیَّ عَلَی الْأُخْرَی فَلَا تُنَاظِرْهُ حَتَّی تَضْرِبَ عُنُقَهُ فَلَمَّا تَكَلَّمْتُ بِمَا أَرَدْتُ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِ أَبِی جَعْفَرٍ الخَلِیفَةِ الْغَیْظَ فَلَمَّا دَخَلْتُ أَجْلَسَنِی مَجْلِسَهُ وَ أَمَرَ لِی بِجَائِزَةٍ وَ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ وَ كَانَ حَضَرَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ مَا كَانَ الْكَلَامُ قَالَ دَعَوْتُ اللَّهَ بِدُعَاءِ یُوسُفَ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِی وَ لِأَهْلِ بَیْتِی (2).

«14»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: كُنْتُ بِالْحِیرَةِ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ الرَّبِیعُ وَ قَالَ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ قُلْتُ أَسْرَعْتَ الِانْصِرَافَ قَالَ إِنَّهُ سَأَلَنِی عَنْ شَیْ ءٍ فَاسْأَلِ الرَّبِیعَ عَنْهُ فَقَالَ صَفْوَانُ وَ كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الرَّبِیعِ لُطْفٌ فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّبِیعِ وَ سَأَلْتُهُ فَقَالَ أُخْبِرُكَ بِالْعَجَبِ إِنَّ الْأَعْرَابَ خَرَجُوا یَجْتَنُونَ الْكَمْأَةَ فَأَصَابُوا فِی الْبَرِّ خَلْقاً مُلْقًی فَأَتَوْنِی بِهِ فَأَدْخَلْتُهُ عَلَی الْخَلِیفَةِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ نَحِّهِ وَ ادْعُ جَعْفَراً فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْهَوَاءِ مَا فِیهِ قَالَ فِی الْهَوَاءِ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ قَالَ فَفِیهِ سُكَّانٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ مَا سُكَّانُهُ قَالَ خَلْقٌ أَبْدَانُهُمْ أَبْدَانُ الْحِیتَانِ وَ رُءُوسُهُمْ رُءُوسُ الطَّیْرِ وَ لَهُمْ أَعْرِفَةٌ كَأَعْرِفَةِ الدِّیَكَةِ وَ نَغَانِغُ كَنَغَانِغِ الدِّیَكَةِ وَ أَجْنِحَةٌ كَأَجْنِحَةِ الطَّیْرِ مِنْ أَلْوَانٍ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الْفِضَّةِ الْمَجْلُوَّةِ فَقَالَ الْخَلِیفَةُ هَلُمَّ الطَّشْتَ فَجِئْتُ بِهَا وَ فِیهَا ذَلِكَ الْخَلْقُ وَ إِذَا هُوَ وَ اللَّهِ كَمَا وَصَفَهُ جَعْفَرٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ جَعْفَرٌ قَالَ هَذَا هُوَ الْخَلْقُ الَّذِی یَسْكُنُ الْمَوْجَ الْمَكْفُوفَ فَأَذِنَ لَهُ بِالانْصِرَافِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ وَیْلَكَ یَا رَبِیعُ هَذَا الشَّجَا الْمُعْتَرِضُ فِی حَلْقِی مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ (3).

ص: 170


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 245.
2- 2. نفس المصدر ص 234.
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 234.

«15»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ: مِثْلَهُ (1)

بیان: قال الفیروزآبادی (2) النغنغ موضع بین اللّٰهاة و شوارب الحنجور و اللحمة فی الحلق عند اللّٰهازم و الذی یكون عند عنق البعیر إذا اجتر تحرك.

«16»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثاً فَسَأَلَ أَصْحَابَنَا فَقَالُوا لَیْسَ بِشَیْ ءٍ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ لَا أَرْضَی حَتَّی تَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَ بِالْحِیرَةِ إِذْ ذَاكَ أَیَّامَ أَبِی الْعَبَّاسِ قَالَ فَذَهَبَ إِلَی الْحِیرَةِ وَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَی كَلَامِهِ إِذْ مَنَعَ الْخَلِیفَةُ النَّاسَ مِنَ الدُّخُولِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أَنْظُرُ كَیْفَ أَلْتَمِسُ لِقَاءَهُ فَإِذَا سَوَادِیٌّ عَلَیْهِ جُبَّةُ صُوفٍ یَبِیعُ خِیَاراً فَقُلْتُ لَهُ بِكَمْ خِیَارُكَ هَذَا كُلُّهُ قَالَ بِدِرْهَمٍ فَأَعْطَیْتُهُ دِرْهَماً وَ قُلْتُ لَهُ أَعْطِنِی جُبَّتَكَ هَذِهِ فَأَخَذْتُهَا وَ لَبِسْتُهَا وَ نَادَیْتُ مَنْ یَشْتَرِی خِیَاراً وَ دَنَوْتُ مِنْهُ فَإِذَا غُلَامٌ مِنْ نَاحِیَةٍ یُنَادِی یَا صَاحِبَ الْخِیَارِ فَقَالَ علیه السلام لِی لَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ مَا أَجْوَدَ مَا احْتَلْتَ أَیُّ شَیْ ءٍ حَاجَتُكَ قُلْتُ إِنِّی ابْتُلِیتُ فَطَلَّقْتُ أَهْلِی فِی دَفْعَةٍ ثَلَاثاً فَسَأَلْتُ أَصْحَابَنَا فَقَالُوا لَیْسَ بِشَیْ ءٍ وَ إِنَّ الْمَرْأَةَ قَالَتْ لَا أَرْضَی حَتَّی تَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ ارْجِعْ إِلَی أَهْلِكَ فَلَیْسَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ(3).

«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ محرمة [مَخْرَمَةَ] الْكِنْدِیِّ قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّوَانِیقِ نَزَلَ بِالرَّبَذَةِ وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام بِهَا قَالَ مَنْ یَعْذِرُنِی مِنْ جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ فَدَعَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ارْفُقْ بِی فَوَ اللَّهِ لَقَلَّمَا أَصْحَبُكَ قَالَ أَبُو الدَّوَانِیقِ انْصَرِفْ ثُمَّ قَالَ لِعِیسَی بْنِ عَلِیٍّ الْحَقْهُ فَسَلْهُ أَ بِی أَمْ بِهِ فَخَرَجَ یَشْتَدُّ حَتَّی لَحِقَهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ أَ بِكَ أَمْ بِهِ قَالَ لَا بَلْ بِی (4).

ص: 171


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 429.
2- 2. القاموس ج 3 ص 114 و فیه« فوق» بدل« عند».
3- 3. الخرائج و الجرائح ص 234.
4- 4. نفس المصدر ص 234.

«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ عَمَّارٍ الْخُزَاعِیِّ قَالَ: بَعَثَنِی أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ بَعَثَ مَعِی بِمَالٍ كَثِیرٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَتَضَرَّعَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ وَ أَتَحَفَّظَ مَقَالَتَهُمْ قَالَ فَلَزِمْتُ الزَّاوِیَةَ الَّتِی مِمَّا یَلِی الْقَبْرَ فَلَمْ أَكُنْ أَتَنَحَّی مِنْهَا فِی وَقْتِ الصَّلَاةِ- لَا فِی لَیْلٍ وَ لَا فِی نَهَارٍ قَالَ وَ أَقْبَلْتُ أَطْرَحُ إِلَی السُّؤَّالِ الَّذِینَ حَوْلَ الْقَبْرِ الدَّرَاهِمَ وَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُمْ الشَّیْ ءَ بَعْدَ الشَّیْ ءِ حَتَّی نَاوَلْتُ شَبَاباً مِنْ بَنِی الْحَسَنِ وَ مَشِیخَةً حَتَّی أَلِفُونِی وَ أَلِفْتُهُمْ فِی السِّرِّ قَالَ وَ كُنْتُ كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ یُلَاطِفُنِی وَ یُكْرِمُنِی حَتَّی إِذَا كَانَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ دَنَوْتُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ یُصَلِّی فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ تَعَالَ یَا مُهَاجِرُ وَ لَمْ أَكُنْ أَتَسَمَّی وَ لَا أَتَكَنَّی بِكُنْیَتِی فَقَالَ قُلْ لِصَاحِبِكَ یَقُولُ لَكَ جَعْفَرٌ كَانَ أَهْلُ بَیْتِكَ إِلَی غَیْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَی هَذَا تَجِی ءُ إِلَی قَوْمٍ شَبَابٍ مُحْتَاجِینَ فَتَدُسُّ إِلَیْهِمْ فَلَعَلَّ أَحَدَهُمْ یَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ تَسْتَحِلُّ بِهَا سَفْكَ دَمِهِ فَلَوْ بَرَرْتَهُمْ وَ وَصَلْتَهُمْ وَ أَغْنَیْتَهُمْ كَانُوا أَحْوَجَ مَا تُرِیدُ مِنْهُمْ قَالَ فَلَمَّا أَتَیْتُ أَبَا الدَّوَانِیقِ قُلْتُ جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سَاحِرٍ كَذَّابٍ كَاهِنٍ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ كَانُوا إِلَی غَیْرِ هَذَا أَحْوَجَ وَ إِیَّاكَ أَنْ یَسْمَعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْكَ إِنْسَانٌ (1).

«19»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ انْجُ بِنَفْسِكَ هَذَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَدْ وَشَی بِكَ إِلَی الْمَنْصُورِ وَ ذَكَرَ أَنَّكَ تَأْخُذُ الْبَیْعَةَ لِنَفْسِكَ عَلَی النَّاسِ لِتَخْرُجَ عَلَیْهِمْ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَرُعْ فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ فَضِیلَةً كُتِمَتْ أَوْ جُحِدَتْ أَثَارَ عَلَیْهَا حَاسِداً بَاغِیاً یُحَرِّكُهَا حَتَّی یُبِینَهَا اقْعُدْ مَعِی حَتَّی یَأْتِیَنِی الطَّلَبُ فَتَمْضِیَ مَعِی إِلَی هُنَاكَ حَتَّی تُشَاهِدَ مَا یَجْرِی مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ الَّتِی لَا مَعْزَلَ عَنْهَا لِمُؤْمِنٍ فَجَاءُوا وَ قَالُوا أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَخَرَجَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ دَخَلَ وَ قَدِ امْتَلَأَ الْمَنْصُورُ غَیْظاً وَ غَضَباً فَقَالَ لَهُ أَنْتَ الَّذِی تَأْخُذُ الْبَیْعَةَ لِنَفْسِكَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ تُرِیدُ أَنْ تُفَرِّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَ تَسْعَی فِی هَلَكَتِهِمْ وَ تُفْسِدَ ذَاتَ بَیْنِهِمْ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام مَا فَعَلْتُ شَیْئاً مِنْ هَذَا قَالَ

ص: 172


1- 1. نفس المصدر ص 244.

الْمَنْصُورُ فَهَذَا فُلَانٌ یَذْكُرُ أَنَّكَ فَعَلْتَ فَقَالَ إِنَّهُ كَاذِبٌ قَالَ الْمَنْصُورُ إِنِّی أُحَلِّفُهُ إِنْ حَلَفَ كَفَیْتُ نَفْسِی مَئُونَتَكَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام إِنَّهُ إِذَا حَلَفَ كَاذِباً بَاءَ بِإِثْمٍ قَالَ الْمَنْصُورُ لِحَاجِبِهِ حَلِّفْ هَذَا الرَّجُلَ عَلَی مَا حَكَاهُ عَنْ هَذَا یَعْنِی الصَّادِقَ علیه السلام فَقَالَ الْحَاجِبُ قُلْ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ جَعَلَ یُغَلِّظُ عَلَیْهِ الْیَمِینَ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لَا تُحَلِّفْهُ هَكَذَا فَإِنِّی سَمِعْتُ أَبِی یَذْكُرُ عَنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَحْلِفُ كَاذِباً فَیُعَظِّمُ اللَّهَ فِی یَمِینِهِ وَ یَصِفُهُ بِصِفَاتِهِ الْحُسْنَی فَیَأْتِی تَعْظِیمُهُ لِلَّهِ عَلَی إِثْمِ كَذِبِهِ وَ یَمِینِهِ فَیُؤَخِّرُ عَنْهُ الْبَلَاءَ وَ لَكِنِّی أُحَلِّفُهُ بِالْیَمِینِ الَّتِی حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ لَا یَحْلِفُ بِهَا حَالِفٌ إِلَّا بَاءَ بِإِثْمِهِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ فَحَلِّفْهُ إِذاً یَا جَعْفَرُ فَقَالَ الصَّادِقُ لِلرَّجُلِ قُلْ إِنْ كُنْتُ كَاذِباً عَلَیْكَ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ لَجَأْتُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَمِتْهُ فَمَا اسْتَتَمَّ حَتَّی سَقَطَ الرَّجُلُ مَیِّتاً وَ احْتُمِلَ وَ مَضَی وَ أَقْبَلَ الْمَنْصُورُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ حَوَائِجِهِ فَقَالَ علیه السلام مَا لِی حَاجَةٌ إِلَّا أَنْ أُسْرِعَ إِلَی أَهْلِی فَإِنَّ قُلُوبَهُمْ بِی مُتَعَلِّقَةٌ فَقَالَ ذَلِكَ إِلَیْكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مُكْرَماً قَدْ تَحَیَّرَ مِنْهُ الْمَنْصُورُ فَقَالَ قَوْمٌ رَجُلٌ فَاجَأَهُ الْمَوْتُ وَ جَعَلَ النَّاسُ یَخُوضُونَ فِی أَمْرِ ذَلِكَ الْمَیِّتِ وَ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ فَلَمَّا اسْتَوَی عَلَی سَرِیرِهِ جَعَلَ النَّاسُ یَخُوضُونَ فَمِنْ ذَامٍّ لَهُ وَ حَامِدٍ إِذَا قَعَدَ عَلَی سَرِیرِهِ وَ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی لَقِیتُ رَبِّی فَلَقَّانِی السُّخْطَ وَ اللَّعْنَةَ وَ اشْتَدَّ غَضَبُ زَبَانِیَتِهِ عَلَیَّ عَلَی الَّذِی كَانَ مِنِّی إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَهْلِكُوا فِیهِ كَمَا هَلَكْتُ ثُمَّ أَعَادَ كَفَنَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ عَادَ فِی مَوْتِهِ فَرَأَوْهُ لَا حَرَاكَ فِیهِ وَ هُوَ مَیِّتٌ فَدَفَنُوهُ (1).

«20»- طب، [طب الأئمة علیهم السلام] الْأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام

ص: 173


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 244.

عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا طَلَبَ أَبُو الدَّوَانِیقِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هَمَّ بِقَتْلِهِ فَأَخَذَهُ صَاحِبُ الْمَدِینَةِ وَ وَجَّهَ بِهِ إِلَیْهِ وَ كَانَ أَبُو الدَّوَانِیقِ اسْتَعْجَلَهُ وَ اسْتَبْطَأَ قُدُومَهُ حِرْصاً مِنْهُ عَلَی قَتْلِهِ فَلَمَّا مَثُلَ بَیْنَ یَدَیْهِ ضَحِكَ فِی وَجْهِهِ ثُمَّ رَحَّبَ بِهِ وَ أَجْلَسَهُ عِنْدَهُ وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ وَجَّهْتُ إِلَیْكَ وَ أَنَا عَازِمٌ عَلَی قَتْلِكَ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَأُلْقِیَ إِلَیَّ مَحَبَّةٌ لَكَ فَوَ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی أَعَزَّ مِنْكَ وَ لَا آثَرَ عِنْدِی وَ لَكِنْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَلَامٌ یَبْلُغُنِی عَنْكَ تُهَجِّنُنَا فِیهِ وَ تَذْكُرُنَا بِسُوءٍ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا ذَكَرْتُكَ قَطُّ بِسُوءٍ فَتَبَسَّمَ أَیْضاً وَ قَالَ وَ اللَّهِ أَنْتَ أَصْدَقُ عِنْدِی مِنْ جَمِیعِ مَنْ سَعَی بِكَ إِلَیَّ هَذَا مَجْلِسِی بَیْنَ یَدَیْكَ وَ خَاتَمِی فَانْبَسِطْ وَ لَا تَخْشَنِی فِی جَلِیلِ أَمْرِكَ وَ صَغِیرِهِ فَلَسْتُ أَرُدُّكَ عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ وَ حَبَاهُ وَ أَعْطَاهُ فَأَبَی أَنْ یَقْبَلَ شَیْئاً وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا فِی غَنَاءٍ وَ كِفَایَةٍ وَ خَیْرٍ كَثِیرٍ فَإِذَا هَمَمْتَ بِبِرِّی فَعَلَیْكَ بِالْمُتَخَلِّفِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَارْفَعْ عَنْهُمُ الْقَتْلَ قَالَ قَدْ قَبِلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ أَمَرْتُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَفَرِّقْ بَیْنَهُمْ فَقَالَ وَصَلْتَ الرَّحِمَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مَشَی بَیْنَ یَدَیْهِ مَشَایِخُ قُرَیْشٍ وَ شُبَّانُهُمْ مِنْ كُلِّ قَبِیلَةٍ وَ مَعَهُ عَیْنُ أَبِی الدَّوَانِیقِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ نَظَرْتُ نَظَراً شَافِیاً حِینَ دَخَلْتَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْكَ شَیْئاً غَیْرَ أَنِّی نَظَرْتُ إِلَی شَفَتَیْكَ وَ قَدْ حَرَّكْتَهُمَا بِشَیْ ءٍ فَمَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ إِنِّی لَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهِ قُلْتُ یَا مَنْ لَا یُضَامُ وَ لَا یُرَامُ وَ بِهِ تُوَاصَلُ الْأَرْحَامُ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ اكْفِنِی شَرَّهُ بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ وَ اللَّهِ مَا زِدْتُ عَلَی مَا سَمِعْتَ قَالَ فَرَجَعَ الْعَیْنُ إِلَی أَبِی الدَّوَانِیقِ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا اسْتَتَمَّ مَا قَالَ حَتَّی ذَهَبَ مَا كَانَ فِی صَدْرِی مِنْ غَائِلَةٍ وَ شَرٍّ.

«21»- شا، [الإرشاد] رَوَی نَقَلَةُ الْآثَارِ: أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَمَرَ الرَّبِیعَ بِإِحْضَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَحْضَرَهُ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْمَنْصُورُ قَالَ لَهُ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ أَ تُلْحِدُ فِی سُلْطَانِی وَ تَبْغِینِی الْغَوَائِلَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَ لَا أَرَدْتُ فَإِنْ كَانَ بَلَغَكَ فَمِنْ كَاذِبٍ وَ لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ لَقَدْ ظُلِمَ یُوسُفُ فَغَفَرَ وَ ابْتُلِیَ أَیُّوبُ فَصَبَرَ وَ أُعْطِیَ سُلَیْمَانُ

ص: 174

فَشَكَرَ فَهَؤُلَاءِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ إِلَیْهِمْ یَرْجِعُ نَسَبُكَ.

فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ أَجَلْ ارْتَفِعْ هَاهُنَا فَارْتَفَعَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَخْبَرَنِی عَنْكَ بِمَا ذَكَرْتُ فَقَالَ أَحْضِرْهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِیُوَافِقَنِی عَلَی ذَلِكَ فَأُحْضِرَ الرَّجُلُ الْمَذْكُورُ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ أَنْتَ سَمِعْتَ مَا حَكَیْتَ عَنْ جَعْفَرٍ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَحْلِفْهُ عَلَی ذَلِكَ.

فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ أَ تَحْلِفُ قَالَ نَعَمْ وَ ابْتَدَأَ بِالْیَمِینِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَعْنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُحَلِّفْهُ أَنَا فَقَالَ لَهُ افْعَلْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِلسَّاعِی قُلْ بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ الْتَجَأْتُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی لَقَدْ فَعَلَ كَذَا وَ كَذَا جَعْفَرٌ فَامْتَنَعَ مِنْهَا هُنَیْئَةً ثُمَّ حَلَفَ بِهَا فَمَا بَرِحَ حَتَّی ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ جُرُّوا بِرِجْلِهِ فَأَخْرِجُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ.

قَالَ الرَّبِیعُ وَ كُنْتُ رَأَیْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام حِینَ دَخَلَ عَلَی الْمَنْصُورِ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ وَ كُلَّمَا حَرَّكَهُمَا سَكَنَ غَضَبُ الْمَنْصُورِ حَتَّی أَدْنَاهُ مِنْهُ وَ قَدْ رَضِیَ عَنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ اتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ غَضَباً عَلَیْكَ فَلَمَّا دَخَلْتَ عَلَیْهِ وَ أَنْتَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ كُلَّمَا حَرَّكْتَهُمَا سَكَنَ غَضَبُهُ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتَ تُحَرِّكُهُمَا قَالَ بِدُعَاءِ جَدِّیَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا هَذَا الدُّعَاءُ قَالَ یَا عُدَّتِی عِنْدَ شِدَّتِی وَ یَا غَوْثِی فِی كُرْبَتِی احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ قَالَ الرَّبِیعُ فَحَفِظْتُ هَذَا الدُّعَاءَ فَمَا نَزَلَتْ بِی شِدَّةٌ قَطُّ إِلَّا دَعَوْتُ بِهِ فَفُرِّجَ قَالَ وَ قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لِمَ مَنَعْتَ السَّاعِیَ أَنْ یَحْلِفَ بِاللَّهِ قَالَ كَرِهْتُ أَنْ یَرَاهُ اللَّهُ یُوَحِّدُهُ وَ یُمَجِّدُهُ فَیَحْلُمَ عَنْهُ وَ یُؤَخِّرَ عُقُوبَتَهُ فَاسْتَحْلَفْتُهُ بِمَا سَمِعْتَ فَأَخَذَهُ اللَّهُ أَخْذَةً رابِیَةً(1).

بیان: قال البیضاوی (2) فی قوله تعالی أَخْذَةً رابِیَةً أی زائدة فی الشدة

ص: 175


1- 1. الإرشاد ص 290.
2- 2. تفسیر البیضاوی ج 4 ص 217 طبع مصر بمطبعة مصطفی محمد.

زیادة أعمالهم فی القبح.

«22»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ وَ مُعَتِّبٌ وَ مُصَادِفٌ مَوْلَیَا الصَّادِقِ علیه السلام: فِی خَبَرٍ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِیدِ الْمَدِینَةَ أَتَاهُ بَنُو الْعَبَّاسِ وَ شَكَوْا مِنَ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ أَخَذَ تَرِكَاتِ مَاهِرٍ الْخَصِیِّ دُونَنَا فَخَطَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَانَ مِمَّا قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا بَعَثَ رَسُولَهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ أَبُونَا أَبُو طَالِبٍ الْمُوَاسِیَ لَهُ بِنَفْسِهِ وَ النَّاصِرَ لَهُ وَ أَبُوكُمُ الْعَبَّاسُ وَ أَبُو لَهَبٍ یُكَذِّبَانِهِ وَ یُؤَلِّبَانِ عَلَیْهِ شَیَاطِینَ الْكُفْرِ وَ أَبُوكُمْ یَبْغِی لَهُ الْغَوَائِلَ وَ یَقُودُ إِلَیْهِ القَبَائِلَ فِی بَدْرٍ وَ كَانَ فِی أَوَّلِ رَعِیلِهَا وَ صَاحِبَ خَیْلِهَا وَ رَجِلِهَا الْمُطْعِمَ یَوْمَئِذٍ وَ النَّاصِبَ الْحَرْبِ لَهُ ثُمَّ قَالَ فَكَانَ أَبُوكُمْ طَلِیقَنَا وَ عَتِیقَنَا وَ أَسْلَمَ كَارِهاً تَحْتَ سُیُوفِنَا لَمْ یُهَاجِرْ إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ هِجْرَةً قَطُّ فَقَطَعَ اللَّهُ وَلَایَتَهُ مِنَّا بِقَوْلِهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ(1) فِی كَلَامٍ لَهُ ثُمَّ قَالَ هَذَا مَوْلًی لَنَا مَاتَ فَحُزْنَا تُرَاثَهُ إِذْ كَانَ مَوْلَانَا وَ لِأَنَّا وُلْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُمُّنَا فَاطِمَةُ أَحْرَزَتْ مِیرَاثَهُ (2).

بیان: ألبت الجیش أی جمعته و التألیب التحریض و الرعیل القطعة من الخیل.

«23»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو الدَّوَانِیقِ وَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ مُجَالِدٍ حَتَّی قَعَدُوا فِی جَانِبِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُمْ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ مُجَالِدٍ فَقَالَ لَهُمَا مَا مَنَعَ جَبَّارُكُمْ أَنْ یَأْتِیَنِی فَعَذَّرُوهُ عِنْدَهُ فَقَالَ علیه السلام یَا دَاوُدُ أَمَا لَا تَذْهَبُ الْأَیَّامُ حَتَّی یَلِیَهَا وَ یَطَأَ الرِّجَالُ عَقِبَهُ وَ یَمْلِكَ شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا وَ تَدِینَ لَهُ الرِّجَالُ وَ تَذِلَّ رِقَابُهَا قَالَ فَلَهَا مُدَّةٌ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ لَیَتَلَقَّفُنَّهَا الصِّبْیَانُ مِنْكُمْ كَمَا تُتُلَقَّفُ الْكُرَةُ فَانْطَلَقَا فَأَخْبَرَا أَبَا جَعْفَرٍ بِالَّذِی سَمِعَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَبَشَّرَاهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا وُلِّیَا دَعَا سُلَیْمَانَ بْنَ مُجَالِدٍ فَقَالَ یَا سُلَیْمَانَ بْنَ مُجَالِدٍ إِنَّهُمْ لَا یَزَالُوا فِی فُسْحَةٍ مِنْ مُلْكِهِمْ مَا لَمْ یُصِیبُوا دَماً وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَإِذَا أَصَابُوا ذَلِكَ الدَّمَ فَبَطْنُهَا

ص: 176


1- 1. سورة الأنفال الآیة: 72.
2- 2. المناقب ج 1 ص 224.

خَیْرٌ لَهُمْ مِنْ ظَهْرِهَا فَجَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَیْهِ وَ سَأَلَهُ عَنْ مَقَالِهِمَا فَصَدَّقَهُمَا الْخَبَرَ فَكَانَ كَمَا قَالَ (1).

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رَوَی الْأَعْمَشُ وَ الرَّبِیعُ وَ ابْنُ سِنَانٍ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ وَ حُسَیْنُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ وَ أَبُو الْمَغْرَاءِ وَ أَبُو بَصِیرٍ: أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ لَمَّا قَتَلَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ أَخَذَ مَالَهُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام قَتَلْتَ مَوْلَایَ وَ أَخَذْتَ مَالِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الرَّجُلَ یَنَامُ عَلَی الثَّكَلِ وَ لَا یَنَامُ عَلَی الْحَرَبِ أَمَا وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَیْكَ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ تُهَدِّدُنَا بِدُعَائِكَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِقَوْلِهِ فَرَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی دَارِهِ فَلَمْ یَزَلْ لَیْلُهُ كُلُّهُ قَائِماً وَ قَاعِداً فَبَعَثَ إِلَیْهِ دَاوُدُ خَمْسَةً مِنَ الْحَرَسِ وَ قَالَ ائْتُونِی بِهِ فَإِنْ أَبَی فَأْتُونِی بِرَأْسِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ یُصَلِّی فَقَالُوا لَهُ أَجِبْ دَاوُدَ قَالَ فَإِنْ لَمْ أُجِبْ قَالُوا أَمَرَنَا بِأَمْرٍ قَالَ فَانْصَرِفُوا فَإِنَّهُ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ فِی دُنْیَاكُمْ وَ آخِرَتِكُمْ فَأَبَوْا إِلَّا خُرُوجَهُ فَرَفَعَ یَدَیْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَی مَنْكِبَیْهِ ثُمَّ بَسَطَهُمَا ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ فَسَمِعْنَاهُ یَقُولُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّی سَمِعْنَا صُرَاخاً عَالِیاً فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ صَاحِبَكُمْ قَدْ مَاتَ فَانْصَرَفُوا فَسُئِلَ فَقَالَ بَعَثَ إِلَیَّ لِیُضْرَبَ عُنُقِی فَدَعَوْتُ عَلَیْهِ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً بِحَرْبَةٍ فَطَعَنَهُ فِی مَذَاكِیرِهِ فَقَتَلَهُ وَ فِی رِوَایَةِ لُبَابَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بَاتَ دَاوُدُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ حَائِراً قَدْ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَقُمْتُ أَفْتَقِدُهُ فِی اللَّیْلِ فَوَجَدْتُهُ مُسْتَلْقِیاً عَلَی قَفَاهُ وَ ثُعْبَانٌ قَدِ انْطَوَی عَلَی صَدْرِهِ وَ جَعَلَ فَاهُ عَلَی فِیهِ فَأَدْخَلْتُ یَدِی فِی كُمِّی فَتَنَاوَلْتُهُ فَعَطَفَ فَاهُ إِلَیَّ فَرَمَیْتُ بِهِ فَانْسَابَ فِی نَاحِیَةِ الْبَیْتِ وَ أَنْبَهْتُ دَاوُدَ فَوَجَدْتُهُ حَائِراً قَدِ احْمَرَّتْ عَیْنَاهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ بِمَا كَانَ وَ جَزِعْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَوَجَدْتُ ذَلِكَ الثُّعْبَانَ كَذَلِكَ فَفَعَلْتُ بِهِ مِثْلَ الَّذِی فَعَلْتُ الْمَرَّةَ الْأُولَی وَ حَرَّكْتُ دَاوُدَ فَأَصَبْتُهُ مَیِّتاً فَمَا رَفَعَ جَعْفَرٌ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ حَتَّی

ص: 177


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 324 فی أحوال الإمام الباقر« ع».

سَمِعَ الْوَاعِیَةَ(1).

بیان: الحرب بالتحریك نهب مال الإنسان و تركه بلا شی ء.

«25»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ الرَّبِیعُ الْحَاجِبُ: أَخْبَرْتُ الصَّادِقَ بِقَوْلِ الْمَنْصُورِ لَأَقْتُلَنَّكَ وَ لَأَقْتُلَنَّ أَهْلَكَ حَتَّی لَا أُبْقِیَ عَلَی الْأَرْضِ مِنْكُمْ قَامَةَ سَوْطٍ وَ لَأُخَرِّبَنَّ الْمَدِینَةَ حَتَّی لَا أَتْرُكَ فِیهَا جِدَاراً قَائِماً فَقَالَ لَا تَرُعْ مِنْ كَلَامِهِ وَ دَعْهُ فِی طُغْیَانِهِ فَلَمَّا صَارَ بَیْنَ السِّتْرَیْنِ سَمِعْتُ الْمَنْصُورَ یَقُولُ أَدْخِلُوهُ إِلَیَّ سَرِیعاً فَأَدْخَلْتُهُ عَلَیْهِ فَقَالَ مَرْحَباً بِابْنِ الْعَمِّ النَّسِیبِ وَ بِالسَّیِّدِ الْقَرِیبِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَجْلَسَهُ عَلَی سَرِیرِهِ وَ أَقْبَلَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِی لِمَ بَعَثْتُ إِلَیْكَ فَقَالَ وَ أَنَّی لِی عِلْمٌ بِالْغَیْبِ فَقَالَ أَرْسَلْتُ إِلَیْكَ لِتُفَرِّقَ هَذِهِ الدَّنَانِیرَ فِی أَهْلِكَ وَ هِیَ عَشَرَةُ آلَافِ دِینَارٍ فَقَالَ وَلِّهَا غَیْرِی فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَتُفَرِّقُهَا عَلَی فُقَرَاءِ أَهْلِكَ ثُمَّ عَانَقَهُ بِیَدِهِ وَ أَجَازَهُ وَ خَلَعَ عَلَیْهِ وَ قَالَ لِی یَا رَبِیعُ أَصْحِبْهُ قَوْماً یَرُدُّونَهُ إِلَی الْمَدِینَةِ قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ كُنْتَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَیْهِ غَیْظاً فَمَا الَّذِی أَرْضَاكَ عَنْهُ قَالَ یَا رَبِیعُ لَمَّا حَضَرْتُ الْبَابَ رَأَیْتُ تِنِّیناً عَظِیماً یَقْرِضُ بِأَنْیَابِهِ وَ هُوَ یَقُولُ بِأَلْسِنَةِ الْآدَمِیِّینَ إِنْ أَنْتَ أَشَكْتَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَأَفْصِلَنَّ لَحْمَكَ مِنْ عَظْمِكَ فَأَفْزَعَنِی ذَلِكَ وَ فَعَلْتُ بِهِ مَا رَأَیْتَ (2).

إیضاح: القرض بالمعجمة و المهملة القطع و القبض و أشكت أی أدخلت الشوكة فی جسمه مبالغة فی تعمیم أنواع الضرر.

«26»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی التَّرْغِیبِ وَ التَّرْهِیبِ، عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْأَصْفَهَانِیِّ وَ الْعِقْدِ(3) عَنِ ابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْدُلُسِیِّ: أَنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لَمَّا رَآهُ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَكَرَ وَ إِنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ أَنْتَ عَلَی إِرْثٍ مِنْهُمْ وَ أَحَقُّ بِمَنْ تَأَسَّی بِهِمْ فَقَالَ إِلَیَّ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَأَنْتَ الْقَرِیبُ

ص: 178


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 357.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 357.
3- 3. العقد الفرید ج 3 ص 224 و الحدیث فیه أو فی ممّا فی الأصل بكثیر.

الْقَرَابَةِ وَ ذُو الرَّحِمِ الْوَاشِجَةُ السَّلِیمُ النَّاحِیَةِ الْقَلِیلُ الْغَائِلَةِ ثُمَّ صَافَحَهُ بِیَمِینِهِ وَ عَانَقَهُ بِشِمَالِهِ وَ أَمَرَ لَهُ بِكِسْوَةٍ وَ جَائِزَةٍ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنِ الرَّبِیعِ أَنَّهُ أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ لَهُ ارْفَعْ حَوَائِجَكَ فَأَخْرَجَ رِقَاعاً لِأَقْوَامٍ فَقَالَ الْمَنْصُورُ ارْفَعْ حَوَائِجَكَ فِی نَفْسِكَ فَقَالَ لَا تَدْعُونِی حَتَّی أَجِیئَكَ فَقَالَ مَا إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ (1).

بیان: وشجت العروق و الأغصان اشتبكت.

«27»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَخِطَ عَلِیُّ بْنُ هُبَیْرَةَ عَلَی رُفَیْدٍ فَعَاذَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ انْصَرِفْ إِلَیْهِ وَ اقرأه [أَقْرِئْهُ] مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنِّی أجرت [آجَرْتُ] عَلَیْكَ مَوْلَاكَ رُفَیْداً فَلَا تَهِجْهُ بِسُوءٍ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ شَامِیٌّ خَبِیثُ الرَّأْیِ فَقَالَ اذْهَبْ إِلَیْهِ كَمَا أَقُولُ لَكَ قَالَ فَاسْتَقْبَلَنِی أَعْرَابِیٌّ بِبَعْضِ الْبَوَادِی فَقَالَ أَیْنَ تَذْهَبُ إِنِّی أَرَی وَجْهَ مَقْتُولٍ ثُمَّ قَالَ لِی أَخْرِجْ یَدَكَ فَفَعَلْتُ فَقَالَ یَدُ مَقْتُولٍ ثُمَّ قَالَ لِی أَخْرِجْ لِسَانَكَ فَفَعَلْتُ فَقَالَ امْضِ فَلَا بَأْسَ عَلَیْكَ فَإِنَّ فِی لِسَانِكَ رِسَالَةً لَوْ أَتَیْتَ بِهَا الْجِبَالَ الرَّوَاسِیَ- لَانْقَادَتْ لَكَ قَالَ فَجِئْتُ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ أَمَرَ بِقَتْلِی فَقُلْتُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ لَمْ تَظْفَرْ بِی عَنْوَةً وَ إِنَّمَا جِئْتُكَ مِنْ ذَاتِ نَفْسِی وَ هَاهُنَا أَمْرٌ أَذْكُرُهُ لَكَ ثُمَّ أَنْتَ وَ شَأْنَكَ فَأَمَرَ مَنْ حَضَرَ فَخَرَجُوا فَقُلْتُ لَهُ مَوْلَاكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قَدْ أجرت [آجَرْتُ] عَلَیْكَ مَوْلَاكَ رُفَیْداً فَلَا تَهِجْهُ بِسُوءٍ فَقَالَ [وَ] اللَّهِ لَقَدْ قَالَ لَكَ جَعْفَرٌ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَ أَقْرَأَنِی السَّلَامَ فَحَلَفْتُ فَرَدَّدَهَا عَلَیَّ ثَلَاثاً ثُمَّ حَلَّ كتافی [أَكْتَافِی] ثُمَّ قَالَ- لَا یُقْنِعُنِی مِنْكَ حَتَّی تَفْعَلَ بِی مَا فَعَلْتُ بِكَ قُلْتُ مَا تُكَتِّفُ یَدِی یَدَیْكَ وَ لَا تَطِیبُ نَفْسِی فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا یُقْنِعُنِی إِلَّا ذَلِكَ فَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ وَ أَطْلَقْتُهُ فَنَاوَلَنِی خَاتَمَهُ وَ قَالَ أَمْرِی فِی یَدِكَ فَدَبِّرْ فِیهَا مَا شِئْتَ الْتَمَسَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ مِنَ الصَّادِقِ رُقْعَةً إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ فِی تَأْخِیرِ خَرَاجِهِ فَقَالَ علیه السلام قُلْ لَهُ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ مَنْ أَكْرَمَ لَنَا مُوَالِیاً فَبِكَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَی بَدَأَ وَ مَنْ أَهَانَهُ فَلِسَخَطِ اللَّهِ تَعَرَّضَ وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَی شِیعَتِنَا فَقَدْ أَحْسَنَ

ص: 179


1- 1. المناقب ج 3 ص 358.

إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَدْ أَحْسَنَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْ أَحْسَنَ إِلَی اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَی اللَّهِ كَانَ وَ اللَّهِ مَعَنَا فِی الرَّفِیعِ الْأَعْلَی قَالَ فَأَتَیْتُهُ وَ ذَكَرْتُهُ فَقَالَ بِاللَّهِ سَمِعْتَ هَذَا الْحَدِیثَ مِنَ الصَّادِقِ علیه السلام فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ مَا عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ مِنَ الْخَرَاجِ قَالَ سِتُّونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ امْحُ اسْمَهُ مِنَ الدِّیوَانِ وَ أَعْطَانِی بَدْرَةً وَ جَارِیَةً وَ بَغْلَةً بِسَرْجِهَا وَ لِجَامِهَا قَالَ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ تَبَسَّمَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تُحَدِّثُنِی أَوْ أُحَدِّثُكَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْكَ أَحْسَنُ فَحَدَّثَنِی وَ اللَّهِ الْحَدِیثَ كَأَنَّهُ حَاضِرٌ مَعِی (1).

مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ قَدْ كَانَ هَمَّ بِقَتْلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام غَیْرَ مَرَّةٍ فَكَانَ إِذَا بَعَثَ إِلَیْهِ وَ دَعَاهُ لِیَقْتُلَهُ فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْهِ هَابَهُ وَ لَمْ یَقْتُلْهُ غَیْرَ أَنَّهُ مَنَعَ النَّاسَ عَنْهُ وَ مَنَعَهُ مِنَ الْقُعُودِ لِلنَّاسِ وَ اسْتَقْصَی عَلَیْهِ أَشَدَّ الِاسْتِقْصَاءِ حَتَّی أَنَّهُ كَانَ یَقَعُ لِأَحَدِهِمْ مَسْأَلَةٌ فِی دِینِهِ فِی نِكَاحٍ أَوْ طَلَاقٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ فَلَا یَكُونُ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ وَ لَا یَصِلُونَ إِلَیْهِ فَیَعْتَزِلُ الرَّجُلُ وَ أَهْلُهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَی شِیعَتِهِ وَ صَعُبَ عَلَیْهِمْ حَتَّی أَلْقَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی رَوْعِ الْمَنْصُورِ أَنْ یَسْأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام لِیُتْحِفَهُ بِشَیْ ءٍ مِنْ عِنْدِهِ لَا یَكُونُ لِأَحَدٍ مِثْلَهُ فَبَعَثَ إِلَیْهِ بِمِخْصَرَةٍ كَانَتْ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله طُولُهَا ذِرَاعٌ فَفَرِحَ بِهَا فَرَحاً شَدِیداً وَ أَمَرَ أَنْ تُشَقَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَرْبَاعٍ وَ قَسَمَهَا فِی أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا جَزَاؤُكَ عِنْدِی إِلَّا أَنْ أُطْلِقَ لَكَ وَ تُفْشِی عِلْمَكَ لِشِیعَتِكَ وَ لَا أَتَعَرَّضَ لَكَ وَ لَا لَهُمْ فَاقْعُدْ غَیْرَ مُحْتَشِمٍ وَ أَفْتِ النَّاسَ وَ لَا تَكُنْ فِی بَلَدٍ أَنَا فِیهِ فَفَشَی الْعِلْمُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام (2).

بیان: فی القاموس (3)

المخصرة كمكنسة ما یتوكأ علیها كالعصا و نحوه و ما یأخذه الملك یشیر به إذا خاطب و الخطیب إذا خطب.

ص: 180


1- 1. المناقب ج 3 ص 361.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 364.
3- 3. القاموس ج 2 ص 20.

أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ(1)، عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ یَنَالُ دَرَجَتَنَا وَ إِنَّ الْمَدِینَةَ مِنْ قَابِلٍ یَلِیهَا دَاوُدُ بْنُ عُرْوَةَ وَ یَسْتَدْعِیهِ وَ یَأْمُرُهُ أَنْ یَكْتُبَ لَهُ أَسْمَاءَ شِیعَتِنَا فَیَأْبَی فَیَقْتُلُهُ وَ یَصْلِبُهُ فِینَا وَ بِذَلِكَ یَنَالُ دَرَجَتَنَا فَلَمَّا وَلِیَ دَاوُدُ الْمَدِینَةَ مِنْ قَابِلٍ أَحْضَرَ الْمُعَلَّی وَ سَأَلَهُ عَنِ الشِّیعَةِ فَقَالَ مَا أَعْرِفُهُمْ فَقَالَ اكْتُبْهُمْ لِی وَ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَكَ فَقَالَ بِالْقَتْلِ تُهَدِّدُنِی وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ تَحْتَ أَقْدَامِی مَا رَفَعْتُهَا عَنْهُمْ فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَ صَلْبِهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ یَا دَاوُدُ قَتَلْتَ مَوْلَایَ وَ وَكِیلِی وَ مَا كَفَاكَ الْقَتْلُ حَتَّی صَلَبْتَهُ وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَیْكَ لِیَقْتُلَكَ كَمَا قَتَلْتَهُ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ تُهَدِّدُنِی بِدُعَائِكَ ادْعُ اللَّهَ لَكَ فَإِذَا اسْتَجَابَ لَكَ فَادْعُهُ عَلَیَّ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُغْضَباً فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ اغْتَسَلَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَ یَا ذَا یَا ذِی یَا ذَوَا ارْمِ دَاوُدَ بِسَهْمٍ مِنْ سِهَامِكَ تُقَلْقِلْ بِهِ قَلْبَهُ ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ اخْرُجْ وَ اسْمَعِ الصَّائِحَ فَجَاءَ الْخَبَرُ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ هَلَكَ فَخَرَّ الْإِمَامُ سَاجِداً وَ قَالَ إِنَّهُ لَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ لَوْ أَقْسَمْتُ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَزُلْزِلَتْ بِمَنْ عَلَیْهَا.

قَالَ وَ رُوِیَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ اسْتَدْعَی قَوْماً مِنَ الْأَعَاجِمِ لَا یَفْهَمُونَ وَ لَا یَعْقِلُونَ فَخَلَعَ عَلَیْهِمُ الدِّیبَاجَ وَ الْوَشْیَ وَ حَمَلَ إِلَیْهِمُ الْأَمْوَالَ ثُمَّ اسْتَدْعَاهُمْ وَ كَانُوا مِائَةَ رَجُلٍ وَ قَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُمْ إِنَّ لِی عَدُوّاً یَدْخُلُ عَلَیَّ اللَّیْلَةَ فَاقْتُلُوهُ إِذَا دَخَلَ قَالَ فَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ وَ وَقَفُوا مُتَمَثِّلِینَ لِأَمْرِهِ فَاسْتَدْعَی جَعْفَراً وَ أَمَرَهُ أَنْ یَدْخُلَ وَحْدَهُ ثُمَّ قَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُمْ هَذَا عَدُوِّی فَقَطَعُوهُ فَلَمَّا دَخَلَ علیه السلام تَعَاوَوْا عُوَی الْكَلْبِ وَ رَمَوْا أَسْلِحَتَهُمْ وَ كَتَّفُوا أَیْدِیَهُمْ إِلَی ظُهُورِهِمْ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَ مَرَّغُوا وُجُوهَهُمْ عَلَی التُّرَابِ فَلَمَّا رَأَی الْمَنْصُورُ ذَلِكَ خَافَ عَلَی نَفْسِهِ وَ قَالَ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ أَنْتَ وَ مَا جِئْتُكَ إِلَّا مُغْتَسِلًا مُحَنِّطاً فَقَالَ الْمَنْصُورُ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَكُونَ مَا تَزْعُمُ ارْجِعْ رَاشِداً فَرَجَعَ جَعْفَرٌ علیه السلام وَ الْقَوْمُ عَلَی وُجُوهِهِمْ سُجَّداً فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُمْ لِمَ لَا قَتَلْتُمْ عَدُوَّ الْمَلِكِ فَقَالُوا نَقْتُلُ وَلِیَّنَا الَّذِی

ص: 181


1- 1. مشارق أنوار الیقین ص 111.

یَلْقَانَا كُلَّ یَوْمٍ وَ یُدَبِّرُ أَمْرَنَا كَمَا یُدَبِّرُ الرَّجُلُ وُلْدَهُ وَ لَا نَعْرِفُ وَلِیّاً سِوَاهُ فَخَافَ الْمَنْصُورُ مِنْ قَوْلِهِمْ وَ سَرَّحَهُمْ تَحْتَ اللَّیْلِ ثُمَّ قَتَلَهُ علیه السلام بِالسَّمِ (1).

«28»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ(2)

قَالَ حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: حَجَّ الْمَنْصُورُ سَنَةَ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَةٍ فَقَدِمَ الْمَدِینَةَ وَ قَالَ لَلرَّبِیعِ ابْعَثْ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنْ یَأْتِینَا بِهِ مُتْعَباً قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ فَتَغَافَلَ الرَّبِیعُ عَنْهُ لِیَنْسَاهُ ثُمَّ أَعَادَ ذِكْرَهُ لِلرَّبِیعِ وَ قَالَ ابْعَثْ مَنْ یَأْتِی بِهِ مُتْعَباً فَتَغَافَلَ عَنْهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی الرَّبِیعِ رِسَالَةً قَبِیحَةً أَغْلَظَ عَلَیْهِ فِیهَا وَ أَمَرَهُ أَنْ یَبْعَثَ مَنْ یُحْضِرُ جَعْفَراً فَفَعَلَ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ الرَّبِیعُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اذْكُرِ اللَّهَ فَإِنَّهُ قَدْ أَرْسَلَ إِلَیْكَ بِمَا لَا دَافِعَ لَهُ غَیْرُ اللَّهِ فَقَالَ جَعْفَرٌ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ إِنَّ الرَّبِیعَ أَعْلَمَ الْمَنْصُورَ بِحُضُورِهِ فَلَمَّا دَخَلَ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ أَوْعَدَهُ وَ أَغْلَظَ وَ قَالَ أَیْ عَدُوَّ اللَّهِ اتَّخَذَكَ أَهْلُ الْعِرَاقِ إِمَاماً یَبْعَثُونَ إِلَیْكَ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ وَ تُلْحِدُ فِی سُلْطَانِی وَ تَبْغِیهِ الْغَوَائِلُ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ سُلَیْمَانَ علیه السلام أُعْطِیَ فَشَكَرَ وَ إِنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ السِّنْخِ فَلَمَّا سَمِعَ الْمَنْصُورُ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ إِلَیَّ وَ عِنْدِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْتَ الْبَرِی ءُ السَّاحَةِ السَّلِیمُ النَّاحِیَةِ الْقَلِیلَةُ الْغَائِلَةِ جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ ذِی رَحِمٍ أَفْضَلَ مَا جَزَی ذَوِی الْأَرْحَامِ عَنْ أَرْحَامِهِمْ ثُمَّ تَنَاوَلَ یَدَهُ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَی فَرْشِهِ ثُمَّ قَالَ عَلَیَّ بِالطِّیبِ فَأُتِیَ بِالْغَالِیَةِ فَجَعَلَ یَغْلِفُ لِحْیَةَ جَعْفَرٍ علیه السلام بِیَدِهِ حَتَّی تَرَكَهَا تَقْطُرُ ثُمَّ قَالَ قُمْ فِی حِفْظِ اللَّهِ وَ كَلَاءَتِهِ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِیعُ أَلْحِقْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَائِزَتَهُ وَ كِسَوْتَهُ انْصَرِفْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی حِفْظِهِ وَ كَنَفِهِ فَانْصَرَفَ قَالَ الرَّبِیعُ وَ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ إِنِّی قَدْ رَأَیْتُ قَبْلَكَ مَا لَمْ تَرَهُ وَ رَأَیْتُ بَعْدَكَ مَا لَا رَأَیْتُهُ فَمَا قُلْتَ یَا أَبَا عَبْدِاللَّهِ حِینَ دَخَلْتَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ احْرُسْنِی بِعَیْنِكَ الَّتِی لَا تَنَامُ وَ اكْنُفْنِی بِرُكْنِكَ الَّذِی لَا یُرَامُ وَ اغْفِرْ لِی بِقُدْرَتِكَ عَلَیَّ وَ لَا أَهْلِكُ وَ أَنْتَ رَجَائِی اللَّهُمَّ أَنْتَ أَكْبَرُ وَ أَجَلُّ مِمَّا أَخَافُ وَ أَحْذَرُ اللَّهُمَ

ص: 182


1- 1. مشارق أنوار الیقین 112.
2- 2. مطالب السئول ص 82.

بِكَ أَدْفَعُ فِی نَحْرِهِ وَ أَسْتَعِیذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَفَعَلَ اللَّهُ بِی مَا رَأَیْتَ (1).

توضیح: قال الجزری (2)

فیه كنت أغلف لحیة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بالغالیة أی ألطخها به و أكثر و الغالیة ضرب مركب من الطیب.

«29»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ رِزَامِ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَی خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِیِّ قَالَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لِحَاجِبِهِ إِذَا دَخَلَ عَلَیَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَاقْتُلْهُ قَبْلَ أَنْ یَصِلَ إِلَیَّ فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَلَسَ فَأَرْسَلَ إِلَی الْحَاجِبِ فَدَعَاهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ جَعْفَرٌ علیه السلام قَاعِدٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ عُدْ إِلَی مَكَانِكَ قَالَ وَ أَقْبَلَ یَضْرِبُ یَدَهُ عَلَی یَدِهِ فَلَمَّا قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ خَرَجَ دَعَا حَاجِبَهُ فَقَالَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ أَمَرْتُكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُهُ حِینَ دَخَلَ وَ لَا حِینَ خَرَجَ وَ لَا رَأَیْتُهُ إِلَّا وَ هُوَ قَاعِدٌ عِنْدَكَ (3).

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ: كُنْتُ بِالرَّبَذَةِ مَعَ الْمَنْصُورِ وَ كَانَ قَدْ وَجَّهَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأُتِیَ بِهِ وَ بَعَثَ إِلَیَّ الْمَنْصُورُ فَدَعَانِی فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْبَابِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عَجِّلُوا عَلَیَّ بِهِ قَتَلَنِیَ اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ سَقَی اللَّهُ الْأَرْضَ مِنْ دَمِی إِنْ لَمْ أَسْقِ الْأَرْضَ مِنْ دَمِهِ فَسَأَلْتُ الْحَاجِبَ مَنْ یَعْنِی قَالَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَإِذَا هُوَ قَدْ أُتِیَ بِهِ مَعَ عِدَّةِ جَلَاوِزَةٍ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْبَابِ قَبْلَ أَنْ یُرْفَعَ السِّتْرُ رَأَیْتُهُ قَدْ تَمَلْمَلَتْ شَفَتَاهُ عِنْدَ رَفْعِ السِّتْرِ فَدَخَلَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ الْمَنْصُورُ قَالَ مَرْحَباً یَا ابْنَ عَمِّ مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا زَالَ یَرْفَعُهُ حَتَّی أَجْلَسَهُ عَلَی وِسَادَتِهِ ثُمَّ دَعَا بِالطَّعَامِ فَرَفَعْتُ رَأْسِی وَ أَقْبَلْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ یُلْقِمُهُ جَدْیاً بَارِداً وَ قَضَی حَوَائِجَهُ وَ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ قَدْ عَرَفْتَ مُوَالاتِی لَكَ وَ مَا قَدِ ابْتُلِیتُ بِهِ فِی دُخُولِی عَلَیْهِمْ وَ قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَ الرَّجُلِ وَ مَا كَانَ یَقُولُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْبَابِ رَأَیْتُكَ قَدْ تَمَلْمَلَتْ شَفَتَاكَ وَ مَا أَشُكُّ أَنَّهُ شَیْ ءٌ قُلْتَهُ وَ رَأَیْتُ مَا صَنَعَ بِكَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِی

ص: 183


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 374.
2- 2. النهایة ج 3 ص 169 و لیس الموجود فیها مطابقا لما نقله المجلسیّ عنه فلاحظ.
3- 3. كشف الغمّة ج 2 ص 421.

ذَلِكَ فَأَقُولَهُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ- لَا یَأْتِی بِالْخَیْرِ إِلَّا اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا یَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا شَاءَ اللَّهُ كُلُّ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (1).

وَ قَالَ الْآبِیُّ: قَالَ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِنِّی قَدْ عَزَمْتُ عَلَی أَنْ أُخَرِّبَ الْمَدِینَةَ وَ لَا أَدَعَ بِهَا نَافِخَ ضَرْمَةٍ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَا أَجِدُ بُدّاً مِنَ النَّصَاحَةِ لَكَ فَاقْبَلْهَا إِنْ شِئْتَ أَوَّلًا قَالَ قُلْ قَالَ إِنَّهُ قَدْ مَضَی لَكَ ثَلَاثَةُ أَسْلَافٍ أَیُّوبُ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ سُلَیْمَانُ أُعْطِیَ فَشَكَرَ وَ یُوسُفُ قَدَرَ فَغَفَرَ فَاقْتَدِ بِأَیِّهِمْ شِئْتَ قَالَ قَدْ عَفَوْتُ (2)

وَ قَالَ وَقَفَ أَهْلُ مَكَّةَ وَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ بِبَابِ الْمَنْصُورِ فَأَذِنَ الرَّبِیعُ لِأَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام أَ تَأْذَنُ لِأَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ الرَّبِیعُ مَكَّةُ الْعُشُّ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام عُشٌّ وَ اللَّهِ طَارَ خِیَارُهُ وَ بَقِیَ شِرَارُهُ (3) وَ قِیلَ لَهُ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ- لَا یَلْبَسُ مُنْذُ صَارَتِ الْخِلَافَةُ إِلَیْهِ إِلَّا الْخَشِنَ وَ لَا یَأْكُلُ إِلَّا الْجَشِبَ فَقَالَ یَا وَیْحَهُ مَعَ مَا قَدْ مَكَّنَ اللَّهُ لَهُ مِنَ السُّلْطَانِ وَ جُبِیَ إِلَیْهِ مِنَ الْأَمْوَالِ فَقِیلَ إِنَّمَا یَفْعَلُ ذَلِكَ بُخْلًا وَ جَمْعاً لِلْأَمْوَالِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی حَرَمَهُ مِنْ دُنْیَاهُ مَا لَهُ تَرَكَ دِینَهُ (4).

وَ قَالَ ابْنُ حُمْدُونٍ: كَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لِمَ لَا تَغْشَانَا كَمَا یَغْشَانَا سَائِرُ النَّاسِ فَأَجَابَهُ لَیْسَ لَنَا مَا نَخَافُكَ مِنْ أَجْلِهِ وَ لَا عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ مَا نَرْجُوكَ لَهُ وَ لَا أَنْتَ فِی نِعْمَةٍ فَنُهَنِّئَكَ وَ لَا تَرَاهَا نَقِمَةً فَنُعَزِّیَكَ بِهَا فَمَا نَصْنَعُ عِنْدَكَ قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ تَصْحَبُنَا لِتَنْصَحَنَا فَأَجَابَهُ مَنْ أَرَادَ الدُّنْیَا لَا یَنْصَحُكَ وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ لَا یَصْحَبُكَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ وَ اللَّهِ لَقَدْ مَیَّزَ عِنْدِی مَنَازِلَ النَّاسِ مَنْ

ص: 184


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 428.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 439.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 439.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 440.

یُرِیدُ الدُّنْیَا مِمَّنْ یُرِیدُ الْآخِرَةَ وَ إِنَّهُ مِمَّنْ یُرِیدُ الْآخِرَةَ لَا الدُّنْیَا(1).

«30»- كش، [رجال الكشی] صَدَقَةُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُوسَی بْنِ سَلَّامٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ عِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ خَالِی سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ فَقَالَ لِخَالِی مَنْ هَذَا الْفَتَی قَالَ هَذَا ابْنُ أُخْتِی قَالَ فَیَعْرِفُ أَمْرَكُمْ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْهُ شَیْطَاناً ثُمَّ قَالَ یَا لَیْتَنِی وَ إِیَّاكُمْ بِالطَّائِفِ أُحَدِّثُكُمْ وَ تُؤْنِسُونِّی وَ أَضْمَنُ لَهُمْ أَنْ لَا نَخْرُجَ عَلَیْهِمْ أَبَداً(2).

«31»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَنْبَسَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: أَشْكُو إِلَی اللَّهِ وَحْدَتِی وَ تَقَلْقُلِی مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ حَتَّی تَقْدِمُوا وَ أَرَاكُمْ وَ أُسَرَّ بِكُمْ فَلَیْتَ هَذِهِ الطَّاغِیَةَ أَذِنَ لِی فَاتَّخَذْتُ قَصْراً فَسَكَنْتُهُ وَ أَسْكَنْتُكُمْ مَعِی وَ أَضْمَنُ لَهُ أَنْ لَا یَجِی ءَ مِنْ نَاحِیَتِنَا مَكْرُوهٌ أَبَداً(3).

«32»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ: مِثْلَهُ (4).

«33»- تم، [فلاح السائل] ذَكَرَ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كِتَابِ كَنْزِ الْفَوَائِدِ قَالَ: جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ خَرَجَ فِی یَوْمِ جُمُعَةٍ مُتَوَكِّئاً عَلَی یَدِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ رِزَامٌ مَوْلَی خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی بَلَغَ مِنْ خَطَرِهِ مَا یَعْتَمِدُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی یَدِهِ فَقِیلَ لَهُ هَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ لَوَدِدْتُ أَنَّ خَدَّ أَبِی جَعْفَرٍ نَعْلٌ لِجَعْفَرٍ ثُمَّ قَامَ فَوَقَفَ بَیْنَ یَدَیِ الْمَنْصُورِ فَقَالَ لَهُ أَسْأَلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ سَلْ هَذَا فَقَالَ إِنِّی أُرِیدُكَ بِالسُّؤَالِ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ سَلْ هَذَا فَالْتَفَتَ رِزَامٌ إِلَی الْإِمَامِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنِ الصَّلَاةِ وَ حُدُودِهَا فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام لِلصَّلَاةِ أَرْبَعَةُ آلَافِ حَدٍّ لَسْتَ تُؤَاخَذُ بِهَا فَقَالَ أَخْبِرْنِی بِمَا لَا یَحِلُّ تَرْكُهُ وَ لَا تَتِمُّ

ص: 185


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 448.
2- 2. معرفة أخبار الرجال للكشّیّ 231.
3- 3. نفس المصدر ص 233.
4- 4. الكافی ج 8 ص 215 و فیه( فاتخذ قصرا بالطائف).

الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَتِمُّ الصَّلَاةُ إِلَّا لِذِی طُهْرٍ سَابِغٍ وَ تَمَامٍ بَالِغٍ غَیْرِ نَازِغٍ وَ لَا زَائِغٍ عَرَفَ فَوَقَفَ وَ أَخْبَتَ فَثَبَتَ فَهُوَ وَاقِفٌ بَیْنَ الْیَأْسِ وَ الطَّمَعِ وَ الصَّبْرِ وَ الْجَزَعِ كَأَنَّ الْوَعْدَ لَهُ صُنِعَ وَ الوَعِیدَ بِهِ وَقَعَ بَذَلَ عِرْضَهُ وَ تَمَثَّلَ غَرَضَهُ وَ بَذَلَ فِی اللَّهِ الْمُهْجَةَ وَ تَنَكَّبَ إِلَیْهِ غیر الْمَحَجَّةَ [غَیْرَ] مُرْتَغِمٍ بِارْتِغَامٍ یَقْطَعُ عَلَائِقَ الِاهْتِمَامِ بِعَیْنِ مَنْ لَهُ قَصَدَ وَ إِلَیْهِ وَفَدَ وَ مِنْهُ اسْتَرْفَدَ فَإِذَا أَتَی بِذَلِكَ كَانَتْ هِیَ الصَّلَاةَ الَّتِی بِهَا أُمِرَ وَ عَنْهَا أُخْبِرَ وَ إِنَّهَا هِیَ الصَّلَاةُ الَّتِی تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ فَالْتَفَتَ الْمَنْصُورُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا نَزَالُ مِنْ بَحْرِكَ نَغْتَرِفُ وَ إِلَیْكَ نَزْدَلِفُ تُبَصِّرُ مِنَ الْعَمَی وَ تَجْلُو بِنُورِكَ الطَّخْیَاءَ فَنَحْنُ نَعُومُ فِی سُبُحَاتِ قُدْسِكَ وَ طَامِی بَحْرِكَ (1).

بیان: النزع الطعن و الاغتیاب و الإفساد و الوسوسة و الزیغ المیل و الطخیاء الظلمة و طمی الماء علا.

«34»- نبه، [تنبیه الخاطر]: قِیلَ لِلْمَنْصُورِ فِی حَبْسِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ فَلَوْ أَمَرْتَ بِإِحْضَارِهِ وَ سَأَلْتَهُ عَمَّا جَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مَلِكِ النُّوبَةِ(2)

فَقَالَ صِرْتُ إِلَی جَزِیرَةِ النُّوبَةِ فِی آخِرِ أَمْرِنَا فَأَمَرْتُ بِالْمَضَارِبِ فَضُرِبَتْ فَخَرَجَ النُّوبُ یَتَعَجَّبُونَ وَ أَقْبَلَ مَلِكُهُمْ رَجُلٌ طَوِیلٌ أَصْلَعُ حَافٍ عَلَیْهِ كِسَاءٌ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ عَلَی الْأَرْضِ فَقُلْتُ مَا لَكَ لَا تَقْعُدُ عَلَی الْبِسَاطِ قَالَ أَنَا مَلِكٌ وَ حَقٌّ لِمَنْ رَفَعَهُ اللَّهُ أَنْ یَتَوَاضَعَ لَهُ إِذَا رَفَعَهُ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُكُمْ تَطَئُونَ الزَّرْعَ بِدَوَابِّكُمْ وَ الْفَسَادُ مُحَرَّمٌ عَلَیْكُمْ فِی كِتَابِكُمْ فَقُلْتُ عَبِیدُنَا فَعَلُوهُ بِجَهْلِهِمْ قَالَ فَمَا بَالُكُمْ تَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ عَلَیْكُمْ فِی دِینِكُمْ قُلْتُ أَشْیَاعُنَا فَعَلُوهُ بِجَهْلِهِمْ

ص: 186


1- 1. فلاح السائل ص 23.
2- 2. النوبة: بالضم، ثمّ السكون، و باء موحدة، و هی بلاد واسعة عریضة فی جنوبی مصر، حدودها القطر المصری و البحر الأحمر و صحراء لیبیا و بلاد الخرطوم، فیها یجری النیل من قرب أسوان الی ملتقی النیل الابیض بالازرق، یتكلم سكانها بالعربیة و النوبیة و هم نصاری أهل شدة فی العیش.« مراصد الاطلاع- المنجد-».

قَالَ فَمَا بَالُكُمْ تَلْبَسُونَ الدِّیبَاجَ وَ تَتَحَلَّوْنَ بِالذَّهَبِ وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ عَلَیْكُمْ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّكُمْ قُلْتُ فَعَلَ ذَلِكَ أَعَاجِمُ مِنْ خَدَمِنَا كَرِهْنَا الْخِلَافَ عَلَیْهِمْ فَجَعَلَ یَنْظُرُ فِی وَجْهِی وَ یُكَرِّرُ مَعَاذِیرِی عَلَی وَجْهِ الِاسْتِهْزَاءِ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ كَمَا تَقُولُ یَا ابْنَ مَرْوَانَ وَ لَكِنَّكُمْ قَوْمٌ مَلَكْتُمْ فَظَلَمْتُمْ وَ تَرَكْتُمْ مَا أُمِرْتُمْ فَأَذَاقَكُمُ اللَّهُ وَبَالَ أَمْرِكُمْ وَ لِلَّهِ فِیكُمْ نِقَمٌ لَمْ تَبْلُغْ وَ إِنِّی أَخْشَی أَنْ یَنْزِلَ بِكَ وَ أَنْتَ فِی أَرْضِی فَیُصِیبَنِی مَعَكَ فَارْتَحِلْ عَنِّی.

«35»- غو، [غوالی اللئالی] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: طَلَبَ الْمَنْصُورُ عُلَمَاءَ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَیْهِ خَرَجَ إِلَیْنَا الرَّبِیعُ الْحَاجِبُ فَقَالَ لِیَدْخُلْ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْكُمُ اثْنَانِ فَدَخَلْتُ أَنَا وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَلَمَّا جَلَسْنَا عِنْدَهُ قَالَ أَنْتَ الَّذِی تَعْلَمُ الْغَیْبَ فَقُلْتُ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ أَنْتَ الَّذِی یُجْبَی إِلَیْكَ الْخَرَاجُ فَقُلْتُ بَلِ الْخَرَاجُ یُجْبَی إِلَیْكَ فَقَالَ أَ تَدْرِی لِمَ دَعَوْتُكُمْ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ إِنَّمَا دَعَوْتُكُمْ لِأُخَرِّبَ رِبَاعَكُمْ وَ أُوغِرَ قُلُوبَكُمْ وَ أُنْزِلَكُمْ بِالسَّرَاةِ فَلَا أَدَعَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ الْحِجَازِ یَأْتُونَ إِلَیْكُمْ فَإِنَّهُمْ لَكُمْ مَفْسَدَةٌ فَقُلْتُ إِنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ إِنَّ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَكَرَ وَ أَنْتَ مِنْ نَسْلِ أُولَئِكَ الْقَوْمِ فَسُرِیَ عَنْهُ.

ثُمَّ قَالَ حَدِّثْنِی الْحَدِیثَ الَّذِی حَدَّثْتَنِی بِهِ مُنْذُ أَوْقَاتٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ الرَّحِمُ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ یَقُولُ مَنْ قَطَعَنِی قَطَعَهُ اللَّهُ وَ مَنْ وَصَلَنِی وَصَلَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَسْتُ أَعْنِی هَذَا فَقُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ قَالَ لَسْتُ أَعْنِی ذَلِكَ فَقُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ إِنَّ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ وَ وَصَلَ رَحِمَهُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ إِنَّ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَقَطَعَ رَحِمَهُ فَجَعَلَهُ اللَّهُ ثَلَاثَ سِنِینَ فَقَالَ هَذَا الَّذِی قَصَدْتُ وَ اللَّهِ لَأَصِلَنَ

ص: 187

الْیَوْمَ رَحِمِی ثُمَّ سَرَّحَنَا إِلَی أَهْلِنَا سَرَاحاً جَمِیلًا.

بیان: الوغر الحقد و الضغن و العداوة و التوقد من الغیظ و أوغر صدره أدخلها فیه و سراة الطریق ظهره و معظمه أی أجعلكم فقراء تجلسون علی الطریق للسؤال و سری عنه علی بناء التفعیل مجهولا أی كشف عنه الحزن و الغضب.

«36»- مهج، [مهج الدعوات] رَوَیْنَا بِإِسْنَادِنَا إِلَی الشَّیْخِ أَبِی مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ یَاسِرٍ مَوْلَی الرَّبِیعِ قَالَ سَمِعْتُ الرَّبِیعَ قَالَ: لَمَّا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَ صَارَ بِالْمَدِینَةِ سَهِرَ لَیْلَةً فَدَعَانِی فَقَالَ یَا رَبِیعُ انْطَلِقْ فِی وَقْتِكَ هَذَا عَلَی أَخْفَضِ جَنَاحٍ وَ أَلْیَنِ مَسِیرٍ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ وَحْدَكَ فَافْعَلْ حَتَّی تَأْتِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّ الدَّارَ وَ إِنْ نَأَتْ وَ الْحَالَ وَ إِنِ اخْتَلَفَتْ فَإِنَّا نَرْجِعُ إِلَی رَحِمٍ أَمَسَّ مِنْ یَمِینٍ بِشِمَالٍ وَ نَعْلٍ بِقِبَالٍ وَ هُوَ یَسْأَلُكَ الْمَصِیرَ إِلَیْهِ فِی وَقْتِكَ هَذَا فَإِنْ سَمَحَ بِالْمَسِیرِ مَعَكَ فَأَوْطِهِ خَدَّكَ وَ إِنِ امْتَنَعَ بِعُذْرٍ أَوْ غَیْرِهِ فَارْدُدِ الْأَمْرَ إِلَیْهِ فِی ذَلِكَ فَإِنْ أَمَرَكَ بِالْمَصِیرِ إِلَیْهِ فِی تَأَنٍّ فَیَسِّرْ وَ لَا تُعَسِّرْ وَ اقْبَلِ الْعَفْوَ وَ لَا تعتف [تُعَنِّفْ] فِی قَوْلٍ وَ لَا فِعْلٍ قَالَ الرَّبِیعُ فَصِرْتُ إِلَی بَابِهِ فَوَجَدْتُهُ فِی دَارِ خَلْوَتِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ مِنْ غَیْرِ اسْتِئْذَانٍ فَوَجَدْتُهُ مُعَفِّراً خَدَّیْهِ مُبْتَهِلًا بِظَهْرِ یَدَیْهِ قَدْ أَثَّرَ التُّرَابُ فِی وَجْهِهِ وَ خَدَّیْهِ فَأَكْبَرْتُ أَنْ أَقُولَ شَیْئاً حَتَّی فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ دُعَائِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ بِوَجْهِهِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَاعَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخِی مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ حَتَّی بَلَغْتُ إِلَی آخِرِ الْكَلَامِ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ- أَ لَمْ یَأْنِ لِلَّذِینَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا یَكُونُوا كَالَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ (1) وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ- أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ- أَ وَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا ضُحًی وَ هُمْ یَلْعَبُونَ- أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ

ص: 188


1- 1. سورة الحدید الآیة: 16.

الْخاسِرُونَ (1) قَرَأْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ السَّلَامَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی صَلَاتِهِ وَ انْصَرَفَ إِلَی تَوَجُّهِهِ.

فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ عَلَیْهِ أَوْ إِجَابَةٍ فَقَالَ نَعَمْ قُلْ لَهُ أَ فَرَأَیْتَ الَّذِی تَوَلَّی- وَ أَعْطی قَلِیلًا وَ أَكْدی أَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَهُوَ یَری- أَمْ لَمْ یُنَبَّأْ بِما فِی صُحُفِ مُوسی- وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّی- أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری- وَ أَنْ لَیْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعی- وَ أَنَّ سَعْیَهُ سَوْفَ یُری (2) إِنَّا وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ خِفْنَاكَ وَ خَافَتْ لِخَوْفِنَا النِّسْوَةُ اللَّاتِی أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِنَّ وَ لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْإِیضَاحِ بِهِ فَإِنْ كَفَفْتَ وَ إِلَّا أَجْرَیْنَا اسْمَكَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ وَ أَنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ أَبِیكَ عَنْ جَدِّكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَرْبَعُ دَعَوَاتٍ لَا یُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ وَ الْأَخِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ لِأَخِیهِ وَ الْمَظْلُومِ وَ الْمُخْلِصِ.

قَالَ الرَّبِیعُ فَمَا اسْتَتَمَّ الْكَلَامَ حَتَّی أَتَتْ رُسُلُ الْمَنْصُورِ تَقْفُو أَثَرِی وَ تَعْلَمُ خَبَرِی فَرَجَعْتُ وَ أَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ فَبَكَی ثُمَّ قَالَ ارْجِعْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ الْأَمْرُ فِی لِقَائِكَ إِلَیْكَ وَ الْجُلُوسِ عَنَّا وَ أَمَّا النِّسْوَةُ اللَّاتِی ذَكَرْتَهُنَّ فَعَلَیْهِنَّ السَّلَامُ فَقَدْ آمَنَ اللَّهُ رَوْعَهُنَّ وَ جَلَا هَمَّهُنَّ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الْمَنْصُورُ فَقَالَ قُلْ لَهُ وَصَلْتَ رَحِماً وَ جُزِیتَ خَیْراً ثُمَّ اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ حَتَّی قَطَرَ مِنَ الدَّمْعِ فِی حَجْرِهِ قَطَرَاتٌ ثُمَّ قَالَ یَا رَبِیعُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا وَ إِنْ أَمْتَعَتْ بِبَهْجَتِهَا وَ غَرَّتْ بِزِبْرِجِهَا فَإِنَّ آخِرَهَا لَا یَعْدُو أَنْ یَكُونَ كَآخِرِ الرَّبِیعِ الَّذِی یَرُوقُ بِخُضْرَتِهِ ثُمَّ یَهِیجُ عِنْدَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ وَ عَلَی مَنْ نَصَحَ لِنَفْسِهِ وَ عَرَفَ حَقَّ مَا عَلَیْهِ وَ لَهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَیْهَا نَظَرَ مَنْ عَقَلَ عَنْ رَبِّهِ جَلَّ وَ عَلَا وَ حَذِرَ سُوءَ مُنْقَلَبِهِ فَإِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا قَدْ خَدَعَتْ قَوْماً فَارَقُوهَا أَسْرَعَ مَا كَانُوا إِلَیْهَا وَ أَكْثَرَ مَا كَانُوا اغْتِبَاطاً بِهَا طَرَقَتْهُمْ آجَالُهُمْ بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ أَوْ ضُحًی وَ هُمْ یَلْعَبُونَ فَكَیْفَ أُخْرِجُوا عَنْهَا وَ إِلَی مَا صَارُوا بَعْدَهَا أَعْقَبَتْهُمُ الْأَلَمَ وَ أَوْرَثَتْهُمُ النَّدَمَ وَ جَرَّعَتْهُمْ مُرَّ الْمَذَاقِ وَ غَصَّصَتْهُمْ بِكَأْسِ الْفِرَاقِ

ص: 189


1- 1. سورة الأعراف الآیة: 97- 99.
2- 2. سورة النجم الآیة: 33- 40.

فَیَا وَیْحَ مَنْ رَضِیَ عَنْهَا وَ أَقَرَّ عَیْناً بِهَا أَ مَا رَأَی مَصْرَعَ آبَائِهِ وَ مَنْ سَلَفَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ یَا رَبِیعُ أَطْوِلْ بِهَا حَیْرَةً وَ أَقْبِحْ بِهَا كَثْرَةً وَ أَخْسِرْ بِهَا صَفْقَةً وَ أَكْبِرْ بِهَا تَرَحَةً إِذَا عَایَنَ الْمَغْرُورُ بِهَا أَجَلَهُ وَ قَطَعَ بِالْأَمَانِیِّ أَمَلَهُ وَ لْیَعْمَلْ عَلَی أَنَّهُ أُعْطِیَ أَطْوَلَ الْأَعْمَارِ وَ أَمَدَّهَا وَ بَلَغَ فِیهَا جَمِیعَ الْآمَالِ هَلْ قُصَارَاهُ إِلَّا الْهَرَمَ أَوْ غَایَتُهُ إِلَّا الْوَخْمَ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَ لَكَ عَمَلًا صَالِحاً بِطَاعَتِهِ وَ مَآباً إِلَی رَحْمَتِهِ وَ نُزُوعاً عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ بَصِیرَةً فِی حَقِّهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ لَهُ وَ بِهِ فَقُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ حَقٍّ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا إِلَّا عَرَّفْتَنِی مَا ابْتَهَلْتَ بِهِ إِلَی رَبِّكَ تَعَالَی وَ جَعَلْتَهُ حَاجِزاً بَیْنَكَ وَ بَیْنَ حَذَرِكَ وَ خَوْفِكَ لَعَلَّ اللَّهَ یَجْبُرُ بِدَوَائِكَ كَسِیراً وَ یُغْنِی بِهِ فَقِیراً وَ اللَّهِ مَا أَعْنِی غَیْرَ نَفْسِی قَالَ الرَّبِیعُ فَرَفَعَ یَدَهُ وَ أَقْبَلَ عَلَی مَسْجِدِهِ كَارِهاً أَنْ یَتْلُوَ الدُّعَاءَ صُحُفاً(1) وَ لَا یَحْضُرَ ذَلِكَ بِنِیَّةٍ فَقَالَ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا مُدْرِكَ الْهَارِبِینَ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی فِی كِتَابِ الدُّعَاءِ(2).

بیان: قبال النعل ككتاب زمام بین الإصبع الوسطی و التی تلیها و الزبرج بالكسر الزینة و راقه أعجبه و هاج النبت یبس و الترح محركة الهم قوله علیه السلام و قطع بالأمانی أمله ینبغی أن یقرأ علی بناء المجهول أی قطع أمله مع الأمانی التی كان یأمل حصولها و یقال طعام وخیم أی غیر موافق.

«37»- ق، [الكتاب العتیق الغرویّ] مهج، [مهج الدعوات] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ قَالَ لِیَ الْمَنْصُورُ یَا رَبِیعُ إِذَا نَزَلْتُ الْمَدِینَةَ فَاذْكُرْ لِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَوَ اللَّهِ الْعَظِیمِ لَا یَقْتُلُهُ أَحَدٌ غَیْرِی احْذَرْ [أَنْ] تَدَعَ أَنْ تُذَكِّرَنِی بِهِ قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ أَنْسَانِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرَهُ قَالَ فَلَمَّا صِرْنَا إِلَی مَكَّةَ قَالَ لِی یَا رَبِیعُ أَ لَمْ آمُرْكَ أَنْ تُذَكِّرَنِی بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ قَالَ فَقُلْتُ نَسِیتُ ذَلِكَ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَقَالَ لِی إِذَا رَجَعْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَاذْكُرْنِی بِهِ فَلَا بُدَّ مِنْ قَتْلِهِ

ص: 190


1- 1. الصحفی محركة من یخطئ فی قراءة الصحیفة و المراد ان یتلو الدعاء غلطا.
2- 2. مهج الدعوات ص 175 و فیه« الاتضاح» بدل« الإیضاح».

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قُلْتُ لِغِلْمَانِی وَ أَصْحَابِی اذْكُرُونِی بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذَا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَلَمْ یَزَلْ غِلْمَانِی وَ أَصْحَابِی یُذَكِّرُونِی بِهِ فِی كُلِّ وَقْتٍ وَ مَنْزِلٍ نَدْخُلُهُ وَ نَنْزِلُ فِیهِ حَتَّی قَدِمْنَا الْمَدِینَةَ فَلَمَّا نَزَلْنَا بِهَا دَخَلْتُ إِلَی الْمَنْصُورِ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَضَحِكَ وَ قَالَ لِی نَعَمْ اذْهَبْ یَا رَبِیعُ فَأْتِنِی بِهِ وَ لَا تَأْتِنِی بِهِ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا مَوْلَایَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حُبّاً وَ كَرَامَةً وَ أَنَا أَفْعَلُ ذَلِكَ طَاعَةً لِأَمْرِكَ قَالَ ثُمَّ نَهَضْتُ وَ أَنَا فِی حَالٍ عَظِیمٍ مِنِ ارْتِكَابِی ذَلِكَ قَالَ فَأَتَیْتُ الْإِمَامَ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ هُوَ جَالِسٌ فِی وَسَطِ دَارِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَدْعُوكَ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ ثُمَّ نَهَضَ وَ هُوَ مَعِی یَمْشِی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ أَمَرَنِی أَنْ لَا آتِیَهُ بِكَ إِلَّا مَسْحُوباً قَالَ فَقَالَ الصَّادِقُ امْتَثِلْ یَا رَبِیعُ مَا أَمَرَكَ بِهِ قَالَ فَأَخَذْتُ بِطَرَفِ كُمِّهِ أَسُوقُهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَدْخَلْتُهُ إِلَیْهِ رَأَیْتُهُ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی سَرِیرِهِ وَ فِی یَدِهِ عَمُودُ حَدِیدٍ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَهُ بِهِ وَ نَظَرْتُ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ فَلَمْ أَشُكَّ أَنَّهُ قَاتِلُهُ وَ لَمْ أَفْهَمِ الْكَلَامَ الَّذِی كَانَ جَعْفَرٌ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ بِهِ فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِمَا قَالَ الرَّبِیعُ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ ادْنُ مِنِّی یَا ابْنَ عَمِّی وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَرَّبَهُ مِنْهُ حَتَّی أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَی السَّرِیرِ ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامُ ائْتِنِی بِالْحُقَّةِ فَأَتَاهُ بِالْحُقَّةِ(1)

فَإِذَا فِیهَا قَدَحُ الْغَالِیَةِ(2) فَغَلَفَهُ مِنْهَا بِیَدِهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَی بَغْلَةٍ وَ أَمَرَ لَهُ بِبَدْرَةٍ وَ خِلْعَةٍ ثُمَّ أَمَرَهُ بِالانْصِرَافِ قَالَ فَلَمَّا نَهَضَ مِنْ عِنْدِهِ خَرَجْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی وَصَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقُلْتُ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَمْ أَشُكَّ فِیهِ سَاعَةَ تَدْخُلُ عَلَیْهِ یَقْتُلُكَ وَ رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ فِی وَقْتِ دُخُولِكَ فَمَا قُلْتَ قَالَ لِی نَعَمْ یَا رَبِیعُ اعْلَمْ أَنِّی قُلْتُ حَسْبِیَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبِینَ الدُّعَاءَ(3).

ص: 191


1- 1. الحقة: الوعاء الصغیر.
2- 2. الغالیة: أخلاط من الطیب جمع غوال.
3- 3. مهج الدعوات ص 186.

«38»- مهج، [مهج الدعوات] بِإِسْنَادِنَا إِلَی الصَّفَّارِ فِی كِتَابِ فَضْلِ الدُّعَاءِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ مَخْرَمَةَ الْكِنْدِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ الرَّبَذَةَ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ یَوْمَئِذٍ بِهَا قَالَ مَنْ یَعْذِرُنِی مِنْ جَعْفَرٍ هَذَا قَدَّمَ رِجْلًا وَ أَخَّرَ أُخْرَی یَقُولُ أَتَنَحَّی عَنْ مُحَمَّدٍ أَقُولُ یَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَإِنْ یَظْفَرْ فَإِنَّمَا الْأَمْرُ لِی وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَی فَكُنْتُ قَدْ أَحْرَزْتُ نَفْسِی أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ یَا ابْنَ جَبَلَةَ قُمْ إِلَیْهِ فَضَعْ فِی عُنُقِهِ ثِیَابَهُ ثُمَّ ائْتِنِی بِهِ سَحْباً قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَخَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَلَمْ أُصِبْهُ فَطَلَبْتُهُ فِی مَسْجِدِ أَبِی ذَرٍّ فَوَجَدْتُهُ فِی بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ فَاسْتَحْیَیْتُ أَنْ أَفْعَلَ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَأَخَذْتُ بِكُمِّهِ فَقُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ دَعْنِی حَتَّی أُصَلِّیَ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً وَ أَنَا خَلْفَهُ ثُمَّ قَالَ- اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی الدُّعَاءَ ثُمَّ قَالَ اصْنَعْ مَا أُمِرْتَ بِهِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ وَ لَوْ ظَنَنْتُ أَنِّی أُقْتَلُ فَأَخَذْتُ بِیَدِهِ فَذَهَبْتُ بِهِ لَا وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ یَقْتُلُهُ قَالَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی بَابِ السِّتْرِ قَالَ یَا إِلَهَ جَبْرَئِیلَ الدُّعَاءَ ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَلَمَّا أَدْخَلْتُهُ عَلَیْهِ قَالَ فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْهِ الْكَلَامَ فَقَالَ قَدَّمْتَ رِجْلًا وَ أَخَّرْتُ أُخْرَی أَمَا وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ فَارْفُقْ بِی فَوَ اللَّهِ لَقَلَّ مَا أَصْحَبُكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ انْصَرِفْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عِیسَی بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْعَبَّاسِ الْحَقْهُ فَسَلْهُ أَ بِی أَمْ بِهِ فَخَرَجَ یَشْتَدُّ حَتَّی لَحِقَهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ لَكَ أَ بِكَ أَمْ بِهِ فَقَالَ لَا بَلْ بِی فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ صَدَقَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُهُ قَاعِداً یَنْتَظِرُنِی یَتَشَكَّرُ لِی صُنْعِی بِهِ وَ إِذَا بِهِ یَحْمَدُ اللَّهَ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ(1).

بیان: قدم رجلا و أخر أخری أی وافق محمد بن عبد اللّٰه فی بعض الأمر و حثه علی الخروج و تنحی عنه ظاهرا أو حرف الناس عن ناحیتنا و لم یوافقه

ص: 192


1- 1. نفس المصدر ص 188.

فی الخروج یقول أی الصادق علیه السلام أتنحی عن محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن فإن یظفر محمد فالأمر لی لكثرة شیعتی و علم الناس بأنی أعلم و أصلح لذلك و إن انهزم و قتل فقد نجیت نفسی من القتل.

و یحتمل أن یكون قدم رجلا و أخر أخری بمعناه المعروف أی تفكر و تردد حتی عزم علی ذلك لكنه بعید عن السیاق و قوله أقول یعنی كلام السید رحمه اللّٰه.

«39»- مهج، [مهج الدعوات] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الطَّبَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعُكْبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّمَّانِیِّ وَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْعَنْبَرِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ الْمَنْصُورُ إِبْرَاهِیمَ بْنَ جَبَلَةَ لِیُشْخِصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَحَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ أَنَّهُ لَمَّا أَخْبَرَهُ بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ سَمِعَهُ یَقُولُ- اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِی الدُّعَاءَ قَالَ الرَّبِیعُ فَلَمَّا وَافَی إِلَی حَضْرَةِ الْمَنْصُورِ دَخَلْتُ فَأَخْبَرْتُهُ بِقُدُومِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ فَدَعَا الْمُسَیِّبَ بْنَ زُهَیْرٍ الضَّبِّیَّ فَدَفَعَ إِلَیْهِ سَیْفاً وَ قَالَ لَهُ إِذَا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَخَاطَبْتُهُ وَ أَوْمَأْتُ إِلَیْكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ لَا تَسْتَأْمِرْ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ وَ كَانَ صَدِیقاً لِی أُلَاقِیهِ وَ أُعَاشِرُهُ إِذَا حَجَجْتُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ قَدْ أَمَرَ فِیكَ بِأَمْرٍ كَرِهْتُ أَنْ أَلْقَاكَ بِهِ وَ إِنْ كَانَ فِی نَفْسِكَ شَیْ ءٌ تَقُولُهُ أَوْ تُوصِینِی بِهِ فَقَالَ لَا یَرُوعُكَ ذَلِكَ فَلَوْ قَدْ رَآنِی لَزَالَ ذَلِكَ كُلُّهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَجَامِعِ السِّتْرِ فَقَالَ یَا إِلَهَ جَبْرَئِیلَ الدُّعَاءَ.

ثُمَّ دَخَلَ فَحَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَنَظَرْتُ إِلَی الْمَنْصُورِ فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلَّا بِنَارٍ صُبَّ عَلَیْهَا مَاءٌ فَخَمَدَتْ ثُمَّ جَعَلَ یَسْكُنُ غَضَبُهُ حَتَّی دَنَا مِنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ صَارَ مَعَ سَرِیرِهِ فَوَثَبَ الْمَنْصُورُ فَأَخَذَ بِیَدِهِ وَ رَفَعَهُ عَلَی سَرِیرِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَعِزُّ عَلَیَّ تَعَبُكَ وَ إِنَّمَا أَحْضَرْتُكَ لِأَشْكُوَ إِلَیْكَ أَهْلَكَ قَطَعُوا رَحِمِی وَ طَعَنُوا فِی دِینِی وَ أَلَّبُوا النَّاسَ عَلَیَّ وَ لَوْ وَلِیَ هَذَا الْأَمْرَ غَیْرِی مِمَّنْ هُوَ

ص: 193

أَبْعَدُ رَحِماً مِنِّی لَسَمِعُوا لَهُ وَ أَطَاعُوا.

فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَیْنَ یُعْدَلُ بِكَ عَنْ سَلَفِكَ الصَّالِحِ إِنَّ أَیُّوبَ علیه السلام ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ إِنَّ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَكَرَ فَقَالَ الْمَنْصُورُ قَدْ صَبَرْتُ وَ غَفَرْتُ وَ شَكَرْتُ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا حَدِیثاً كُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْكَ فِی صِلَةِ الْأَرْحَامِ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الْبِرُّ وَ صِلَةُ الْأَرْحَامِ عِمَارَةُ الدُّنْیَا وَ زِیَادَةُ الْأَعْمَارِ قَالَ لَیْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُنْسَی فِی أَجَلِهِ وَ یُعَافَی فِی بَدَنِهِ فَلْیَصِلْ رَحِمَهُ قَالَ لَیْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ رَأَیْتُ رَحِماً مُتَعَلِّقاً بِالْعَرْشِ یَشْكُو إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَاطِعَهَا فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ كَمْ بَیْنَهُمْ فَقَالَ سَبْعَةُ آبَاءٍ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا هُوَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْتَضَرَ رَجُلٌ بَارٌّ فِی جِوَارِهِ رَجُلٌ عَاقٌّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمَلَكِ الْمَوْتِ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ كَمْ بَقِیَ مِنْ أَجَلِ الْعَاقِّ قَالَ ثَلَاثُونَ سَنَةً قَالَ حَوِّلْهَا إِلَی هَذَا الْبَارِّ فَقَالَ الْمَنْصُورُ یَا غُلَامُ ائْتِنِی بِالْغَالِیَةِ فَأَتَاهُ بِهَا فَجَعَلَ یُغَلِّفُهُ بِیَدِهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَ دَعَا بِدَابَّتِهِ فَأَتَاهُ بِهَا فَجَعَلَ یَقُولُ قَدِّمْ قَدِّمْ إِلَی أَنْ أَتَی بِهَا إِلَی عِنْدِ سَرِیرِهِ فَرَكِبَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عَدَوْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ الدُّعَاءَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ یَعْرِضُنِی عَلَی السَّیْفِ كُلَّ قَلِیلٍ وَ قَدْ دَعَا الْمُسَیِّبَ بْنَ زُهَیْرٍ فَدَفَعَ إِلَیْهِ سَیْفاً وَ أَمَرَهُ أَنْ یَضْرِبَ عُنُقَكَ وَ إِنِّی رَأَیْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَیْكَ حِینَ دَخَلْتَ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ عَنْكَ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ فَرُحْتُ إِلَیْهِ عَشِیّاً فَعَلَّمَنِی الدُّعَاءَ(1).

بیان: یعرضنی علی السیف كل قلیل أی یأمرنی بالقتل فی كل زمان قلیل أو لكل أمر قلیل أو یأمر بقتلی كذلك و الغرض بیان كونه سفاكا لا یبالی بالقتل.

ص: 194


1- 1. مهج الدعوات ص 192.

«40»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ كِتَابٍ عَتِیقٍ بِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَاصِمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِیعِ الْحَاجِبِ قَالَ: قَعَدَ الْمَنْصُورُ یَوْماً فِی قَصْرِهِ فِی الْقُبَّةِ الْخَضْرَاءِ وَ كَانَتْ قَبْلَ قَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ تُدْعَی الْحَمْرَاءَ وَ كَانَ لَهُ یَوْمٌ یَقْعُدُ فِیهِ یُسَمَّی ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ الذَّبْحِ وَ كَانَ أَشْخَصَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَمْ یَزَلْ فِی الْحَمْرَاءِ نَهَارَهُ كُلَّهُ حَتَّی جَاءَ اللَّیْلُ وَ مَضَی أَكْثَرُهُ قَالَ ثُمَّ دَعَا أَبِی الرَّبِیعَ فَقَالَ لَهُ یَا رَبِیعُ إِنَّكَ تَعْرِفُ مَوْضِعَكَ مِنِّی وَ إِنِّی یَكُونُ لِیَ الْخَبَرُ وَ لَا تَظْهَرُ عَلَیْهِ أُمَّهَاتُ الْأَوْلَادِ وَ تَكُونُ أَنْتَ الْمُعَالِجُ لَهُ فَقَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیَّ وَ فَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا فَوْقِی فِی النُّصْحِ غَایَةٌ قَالَ كَذَلِكَ أَنْتَ سِرِ السَّاعَةَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَاطِمَةَ فَأْتِنِی عَلَی الْحَالِ الَّذِی تَجِدُهُ عَلَیْهِ- لَا تُغَیِّرْ شَیْئاً مِمَّا هُوَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعَطَبُ إِنْ أَتَیْتُ بِهِ عَلَی مَا أَرَاهُ مِنْ غَضَبِهِ قَتَلَهُ وَ ذَهَبَتِ الْآخِرَةُ وَ إِنْ لَمْ آتِ بِهِ وَ أَدْهَنْتُ فِی أَمْرِهِ قَتَلَنِی وَ قَتَلَ نَسْلِی وَ أَخَذَ أَمْوَالِی فَخُیِّرْتُ بَیْنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَمَالَتْ نَفْسِی إِلَی الدُّنْیَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ فَدَعَانِی أَبِی وَ كُنْتُ أَفَظَّ(1)

وُلْدِهِ وَ أَغْلَظَهُمْ قَلْباً فَقَالَ لِی امْضِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَتَسَلَّقْ عَلَی حَائِطِهِ وَ لَا تَسْتَفْتِحْ عَلَیْهِ بَاباً فَیُغَیِّرَ بَعْضَ مَا هُوَ عَلَیْهِ وَ لَكِنِ انْزِلْ عَلَیْهِ نُزُولًا فَأْتِ بِهِ عَلَی الْحَالِ الَّتِی هُوَ فِیهَا قَالَ فَأَتَیْتُهُ وَ قَدْ ذَهَبَ اللَّیْلُ إِلَی أَقَلِّهِ فَأَمَرْتُ بِنَصْبِ السَّلَالِیمِ (2)

وَ تَسَلَّقْتُ عَلَیْهِ الْحَائِطَ فَنَزَلْتُ عَلَیْهِ دَارَهُ فَوَجَدْتُهُ قَائِماً یُصَلِّی وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ وَ مِنْدِیلٌ قَدِ ائْتَزَرَ بِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ قُلْتُ لَهُ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ دَعْنِی أَدْعُو وَ أَلْبَسُ ثِیَابِی فَقُلْتُ لَهُ لَیْسَ إِلَی تَرْكِكَ وَ ذَلِكَ سَبِیلٌ قَالَ وَ أَدْخُلُ الْمُغْتَسَلَ فَأَتَطَهَّرُ قَالَ قُلْتُ وَ لَیْسَ

ص: 195


1- 1. الفظ: الغلیظ السیئ الخلق الخشن الكلام جمع أفظاظ.
2- 2. السلالیم: جمع سلم و هی ما یرتقی علیه، سواء كان من خشب أو حجر أو مدر یذكر و یؤنث.

إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ فَلَا تَشْغَلْ نَفْسَكَ فَإِنِّی لَا أَدَعُكَ شَیْئاً قَالَ فَأَخْرَجْتُهُ حَافِیاً حَاسِراً فِی قَمِیصِهِ وَ مِنْدِیلِهِ وَ كَانَ قَدْ جَاوَزَ علیه السلام السَّبْعِینَ.

فَلَمَّا مَضَی بَعْضُ الطَّرِیقِ ضَعُفَ الشَّیْخُ فَرَحِمْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ارْكَبْ فَرَكِبَ بَغْلَ شَاكِرِیٍ (1) كَانَ مَعَنَا ثُمَّ صِرْنَا إِلَی الرَّبِیعِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَهُ وَیْلَكَ یَا رَبِیعُ قَدْ أَبْطَأَ الرَّجُلُ وَ جَعَلَ یَسْتَحِثُّهُ اسْتِحْثَاثاً شَدِیداً فَلَمَّا أَنْ وَقَعَتْ عَیْنُ الرَّبِیعِ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ بِتِلْكَ الْحَالِ بَكَی.

وَ كَانَ الرَّبِیعُ یَتَشَیَّعُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام یَا رَبِیعُ أَنَا أَعْلَمُ مَیْلَكَ إِلَیْنَا فَدَعْنِی أُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَدْعُو قَالَ شَأْنَكَ وَ مَا تَشَاءُ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ خَفَّفَهُمَا ثُمَّ دَعَا بَعْدَهُمَا بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ إِلَّا أَنَّهُ دُعَاءٌ طَوِیلٌ وَ الْمَنْصُورُ فِی ذَلِكَ كُلِّهِ یَسْتَحِثُّ الرَّبِیعَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَی طُولِهِ أَخَذَ الرَّبِیعُ بِذِرَاعَیْهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَی الْمَنْصُورِ فَلَمَّا صَارَ فِی صَحْنِ الْإِیوَانِ وَقَفَ ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فَوَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَالَ وَ أَنْتَ یَا جَعْفَرُ مَا تَدَعُ حَسَدَكَ وَ بَغْیَكَ وَ إِفْسَادَكَ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ مَا یَزِیدُكَ اللَّهُ بِذَلِكَ إِلَّا شِدَّةَ حَسَدٍ وَ نَكَدٍ مَا تَبْلُغُ بِهِ مَا تُقَدِّرُهُ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ شَیْئاً مِنْ هَذَا وَ لَقَدْ كُنْتُ فِی وَلَایَةِ بَنِی أُمَیَّةَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَی الْخَلْقِ لَنَا وَ لَكُمْ وَ أَنَّهُمْ لَا حَقَّ لَهُمْ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَوَ اللَّهِ مَا بَغَیْتُ عَلَیْهِمْ وَ لَا بَلَغَهُمْ عَنِّی سُوءٌ مَعَ جَفَاهُمُ الَّذِی كَانَ بِی وَ كَیْفَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَصْنَعُ الْآنَ هَذَا وَ أَنْتَ ابْنُ عَمِّی وَ أَمَسُّ الْخَلْقِ بِی رَحِماً وَ أَكْثَرُهُمْ عَطَاءً وَ بِرّاً فَكَیْفَ أَفْعَلُ هَذَا فَأَطْرَقَ الْمَنْصُورُ سَاعَةً وَ كَانَ عَلَی لِبْدٍ(2)

وَ عَنْ یَسَارِهِ مِرْفَقَةٌ جُرْمُقَانِیَّةٌ وَ تَحْتَ لِبْدِهِ سَیْفٌ ذُو فَقَارٍ كَانَ لَا یُفَارِقُهُ إِذَا قَعَدَ فِی الْقُبَّةِ قَالَ أَبْطَلْتَ وَ أَثِمْتَ ثُمَّ رَفَعَ ثِنْیَ الْوِسَادَةِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا إِضْبَارَةَ كُتُبٍ فَرَمَی بِهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ هَذِهِ كُتُبُكَ إِلَی أَهْلِ خُرَاسَانَ تَدْعُوهُمْ إِلَی نَقْضِ بَیْعَتِی وَ أَنْ یُبَایِعُوكَ دُونِی

ص: 196


1- 1. الشاكری: الاجیر و المستخدم جمع شاكریة، و الكلمة من الدخیل.
2- 2. اللبد: الصوف المتلبد.

فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا أَسْتَحِلُّ ذَلِكَ وَ لَا هُوَ مِنْ مَذْهَبِی وَ إِنِّی لَمَنْ یَعْتَقِدُ طَاعَتَكَ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ السِّنِّ مَا قَدْ أَضْعَفَنِی عَنْ ذَلِكَ لَوْ أَرَدْتُهُ فَصَیِّرْنِی فِی بَعْضِ جُیُوشِكَ حَتَّی یَأْتِیَنِی الْمَوْتُ فَهُوَ مِنِّی قَرِیبٌ فَقَالَ لَا وَ لَا كَرَامَةَ ثُمَّ أَطْرَقَ وَ ضَرَبَ یَدَهُ إِلَی السَّیْفِ فَسَلَّ مِنْهُ مِقْدَارَ شِبْرٍ وَ أَخَذَ بِمَقْبِضِهِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ ذَهَبَ وَ اللَّهِ الرَّجُلُ ثُمَّ رَدَّ السَّیْفَ وَ قَالَ یَا جَعْفَرُ أَ مَا تَسْتَحِی مَعَ هَذِهِ الشَّیْبَةِ وَ مَعَ هَذَا النَّسَبِ أَنْ تَنْطِقَ بِالْبَاطِلِ وَ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِینَ تُرِیدُ أَنْ تُرِیقَ الدِّمَاءَ وَ تَطْرَحَ الْفِتْنَةَ بَیْنَ الرَّعِیَّةِ وَ الْأَوْلِیَاءِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا هَذِهِ كُتُبِی وَ لَا خَطِّی وَ لَا خَاتَمِی فَانْتَضَی مِنَ السَّیْفِ ذِرَاعاً فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَی الرَّجُلُ وَ جَعَلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ أَمَرَنِی فِیهِ بِأَمْرٍ أَنْ أَعْصِیَهُ لِأَنَّنِی ظَنَنْتُ أَنَّهُ یَأْمُرُنِی أَنْ آخُذَ السَّیْفَ فَأَضْرِبَ بِهِ جَعْفَراً فَقُلْتُ إِنْ أَمَرَنِی ضَرَبْتُ الْمَنْصُورَ وَ إِنْ أَتَی ذَلِكَ عَلَیَّ وَ عَلَی وُلْدِی وَ تُبْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّا كُنْتُ نَوَیْتُ فِیهِ أَوَّلًا فَأَقْبَلَ یُعَاتِبُهُ وَ جَعْفَرٌ یَعْتَذِرُ ثُمَّ انْتَضَی السَّیْفَ إِلَّا شَیْئاً یَسِیراً مِنْهُ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ مَضَی وَ اللَّهِ الرَّجُلُ ثُمَّ أَغْمَدَ السَّیْفَ وَ أَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَظُنُّكَ صَادِقاً یَا رَبِیعُ هَاتِ الْعَیْبَةَ(1)

مِنْ مَوْضِعٍ كَانَتْ فِیهِ فِی الْقُبَّةِ فَأَتَیْتُهُ بِهَا فَقَالَ أَدْخِلْ یَدَكَ فِیهَا فَكَانَتْ مَمْلُوءَةً غَالِیَةً وَضَعَهَا فِی لِحْیَتِهِ وَ كَانَتْ بَیْضَاءَ فَاسْوَدَّتْ وَ قَالَ لِی احْمِلْهُ عَلَی فَارِهٍ (2)

مِنْ دَوَابِّیَ الَّتِی أَرْكَبُهَا وَ أَعْطِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ شَیِّعْهُ إِلَی مَنْزِلِهِ مُكَرَّماً وَ خَیِّرْهُ إِذَا أَتَیْتَ بِهِ إِلَی الْمَنْزِلِ بَیْنَ الْمُقَامِ عِنْدَنَا فَنُكْرِمُهُ وَ الِانْصِرَافِ إِلَی مَدِینَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا مَسْرُورٌ فَرِحٌ بِسَلَامَةِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَادَ الْمَنْصُورُ وَ مَا صَارَ إِلَیْهِ مِنْ أَمْرِهِ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الصَّحْنِ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِمَّا عَمَدَ إِلَیْهِ هَذَا فِی بَابِكَ وَ مَا أَصَارَكَ اللَّهُ إِلَیْهِ مِنْ كِفَایَتِهِ وَ دِفَاعِهِ وَ لَا عَجَبَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ سَمِعْتُكَ تَدْعُو فِی عَقِیبِ الرَّكْعَتَیْنِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ إِلَّا أَنَّهُ طَوِیلٌ وَ رَأَیْتُكَ قَدْ حَرَّكْتَ

ص: 197


1- 1. العیبة: ما تجعل فیه الثیاب كالصندوق جمع عیب و عیاب و عیبات.
2- 2. الفاره: البین الفراهة و رجل فاره إذا نشط و خف.

شَفَتَیْكَ هَاهُنَا أَعْنِی الصَّحْنَ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ.

فَقَالَ لِی أَمَّا الْأَوَّلُ فَدُعَاءُ الْكَرْبِ وَ الشَّدَائِدِ لَمْ أَدْعُ بِهِ عَلَی أَحَدٍ قَبْلَ یَوْمِئِذٍ جَعَلْتُهُ عِوَضاً مِنْ دُعَاءٍ كَثِیرٍ أَدْعُو بِهِ إِذَا قَضَیْتُ صَلَاتِی لِأَنِّی لَمْ أَتْرُكْ أَنْ أَدْعُوَ مَا كُنْتُ أَدْعُو بِهِ وَ أَمَّا الَّذِی حَرَّكْتُ بِهِ شَفَتِی فَهُوَ دُعَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْأَحْزَابِ ثُمَّ ذَكَرَ الدُّعَاءَ.

ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا الْخَوْفُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لَدَفَعْتُ إِلَیْكَ هَذَا الْمَالَ وَ لَكِنْ قَدْ كُنْتَ طَلَبْتَ مِنِّی أَرْضِی بِالْمَدِینَةِ وَ أَعْطَیْتَنِی بِهَا عَشَرَةَ آلَافِ دِینَارٍ فَلَمْ أَبِعْكَ وَ قَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا رَغْبَتِی فِی الدُّعَاءِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَهُوَ الْبِرُّ وَ لَا حَاجَةَ لِیَ الْآنَ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَرْجِعُ فِی مَعْرُوفِنَا نَحْنُ نَنْسَخُكَ الدُّعَاءَ وَ نُسَلِّمُ إِلَیْكَ الْأَرْضَ صِرْ مَعِی إِلَی الْمَنْزِلِ فَصِرْتُ مَعَهُ كَمَا تَقَدَّمَ الْمَنْصُورُ وَ كَتَبَ لِی بِعُهْدَةِ الْأَرْضِ وَ أَمْلَی عَلَیَّ دُعَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمْلَی عَلَیَّ الَّذِی دَعَا هُوَ بَعْدَ الرَّكْعَتَیْنِ قَالَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ كَثُرَ اسْتِحْثَاثُ الْمَنْصُورِ وَ اسْتِعْجَالُهُ إِیَّایَ وَ أَنْتَ تَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ الطَّوِیلِ مُتَمَهِّلًا كَأَنَّكَ لَمْ تَخْشَهُ قَالَ فَقَالَ لِی نَعَمْ قَدْ كُنْتُ أَدْعُو بِهِ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِدُعَاءٍ لَا بُدَّ مِنْهُ فَأَمَّا الرَّكْعَتَانِ فَهُمَا صَلَاةُ الْغَدَاةِ خَفَّفْتُهُمَا وَ دَعَوْتُ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ بَعْدَهُمَا فَقُلْتُ لَهُ أَ مَا خِفْتَ أَبَا جَعْفَرٍ وَ قَدْ أَعَدَّ لَكَ مَا أَعَدَّ قَالَ خِیفَةُ اللَّهِ دُونَ خِیفَتِهِ وَ كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صَدْرِی أَعْظَمَ مِنْهُ قَالَ الرَّبِیعُ كَانَ فِی قَلْبِی مَا رَأَیْتُ مِنَ الْمَنْصُورِ وَ مِنْ غَضَبِهِ وَ خِیفَتِهِ عَلَی جَعْفَرٍ وَ مِنَ الْجَلَالَةِ لَهُ فِی سَاعَةٍ مَا لَمْ أَظُنُّهُ یَكُونُ فِی بَشَرٍ فَلَمَّا وَجَدْتُ مِنْهُ خَلْوَةً وَ طَیَّبَ نَفْسِی قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَأَیْتُ مِنْكَ عَجَباً قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَأَیْتُ غَضَبَكَ عَلَی جَعْفَرٍ غَضَباً لَمْ أَرَكَ غَضِبْتَهُ عَلَی أَحَدٍ قَطُّ وَ لَا عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ لَا عَلَی غَیْرِهِ مِنْ كُلِّ النَّاسِ حَتَّی بَلَغَ بِكَ الْأَمْرُ أَنْ تَقْتُلَهُ بِالسَّیْفِ وَ حَتَّی إِنَّكَ أَخْرَجْتَ مِنْ سَیْفِكَ شِبْراً ثُمَّ أَغْمَدْتَهُ ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ ذِرَاعاً ثُمَّ عَاتَبْتَهُ ثُمَّ أَخْرَجْتَهُ كُلَّهُ إِلَّا شَیْئاً یَسِیراً فَلَمْ أَشُكَّ فِی قَتْلِكَ لَهُ ثُمَّ انْجَلَی ذَلِكَ كُلُّهُ

ص: 198

فَعَادَ رِضًی حَتَّی أَمَرْتَنِی فَسَوَّدْتَ لِحْیَتَهُ بِالْغَالِیَةِ الَّتِی لَا یَتَغَلَّفُ مِنْهَا إِلَّا أَنْتَ وَ لَا یَغْلِفُ مِنْهَا وَلَدُكَ الْمَهْدِیُّ وَ لَا مَنْ وَلَّیْتَهُ عَهْدَكَ وَ لَا عُمُومَتَكَ وَ أَجَزْتَهُ وَ حَمَلْتَهُ وَ أَمَرْتَنِی بِتَشْیِیعِهِ مُكَرَّماً فَقَالَ وَیْحَكَ یَا رَبِیعُ لَیْسَ هُوَ كَمَا یَنْبَغِی أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ وَ سَتْرُهُ أَوْلَی وَ لَا أُحِبُّ أَنْ یَبْلُغَ وُلْدَ فَاطِمَةَ فَیَفْتَخِرُونَ وَ یَتِیهُونَ بِذَلِكَ عَلَیْنَا حَسْبُنَا مَا نَحْنُ فِیهِ وَ لَكِنْ لَا أَكْتُمُكَ شَیْئاً انْظُرْ مَنْ فِی الدَّارِ فَنَحِّهِمْ قَالَ فَنَحَّیْتُ كُلَّ مَنْ فِی الدَّارِ.

ثُمَّ قَالَ لِی ارْجِعْ وَ لَا تُبْقِ أَحَداً فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ لِی لَیْسَ إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ لَئِنْ سَمِعْتُ مَا أَلْقَیْتُهُ إِلَیْكَ مِنْ أَحَدٍ لَأَقْتُلَنَّكَ وَ وُلْدَكَ وَ أَهْلَكَ أَجْمَعِینَ وَ لَآخُذَنَّ مَالَكَ قَالَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ قَالَ یَا رَبِیعُ قَدْ كُنْتُ مُصِرّاً عَلَی قَتْلِ جَعْفَرٍ وَ أَنْ لَا أَسْمَعَ لَهُ قَوْلًا وَ لَا أَقْبَلَ لَهُ عُذْراً وَ كَانَ أَمْرُهُ وَ إِنْ كَانَ مِمَّنْ لَا یَخْرُجُ بِسَیْفٍ أَغْلَظَ عِنْدِی وَ أَهَمَّ عَلَیَّ مِنْ أَمْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا مِنْهُ وَ مِنْ آبَائِهِ عَلَی عَهْدِ بَنِی أُمَیَّةَ فَلَمَّا هَمَمْتُ بِهِ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی تَمَثَّلَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ حَائِلٌ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ بَاسِطٌ كَفَّیْهِ حَاسِرٌ عَنْ ذِرَاعَیْهِ قَدْ عَبَسَ وَ قَطَّبَ فِی وَجْهِی عَنْهُ ثُمَّ هَمَمْتُ بِهِ فِی الْمَرَّةِ الثَّانِیَةِ وَ انْتَضَیْتُ مِنَ السَّیْفِ أَكْثَرَ مِمَّا انْتَضَیْتُ مِنْهُ فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ قَرُبَ مِنِّی وَ دَنَا شَدِیداً وَ هَمَّ لِی أَنْ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ فَأَمْسَكْتُ ثُمَّ تَجَاسَرْتُ وَ قُلْتُ هَذَا بَعْضُ أَفْعَالِ الرَّئِیِّ ثُمَّ انْتَضَیْتُ السَّیْفَ فِی الثَّالِثَةِ فَتَمَثَّلَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَاسِطَ ذِرَاعَیْهِ قَدْ تَشَمَّرَ وَ احْمَرَّ وَ عَبَسَ وَ قَطَّبَ حَتَّی كَادَ أَنْ یَضَعَ یَدَهُ عَلَیَّ فَخِفْتُ وَ اللَّهِ لَوْ فَعَلْتُ لَفَعَلَ وَ كَانَ مِنِّی مَا رَأَیْتَ وَ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِی فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لَا یَجْهَلُ حَقَّهُمْ إِلَّا جَاهِلٌ لَا حَظَّ لَهُ فِی الشَّرِیعَةِ فَإِیَّاكَ أَنْ یَسْمَعَ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ فَمَا حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی حَتَّی مَاتَ الْمَنْصُورُ وَ مَا حَدَّثْتُ أَنَا بِهِ حَتَّی مَاتَ الْمَهْدِیُّ وَ مُوسَی وَ هَارُونُ وَ قُتِلَ مُحَمَّدٌ(1).

بیان: تسلق الجدار تسوره و علاه و الشاكری الأجیر و المستخدم معرب

ص: 199


1- 1. مهج الدعوات ص 192.

چاكر قاله الفیروزآبادی (1) و قال الجرامقة قوم من العجم صاروا بالموصل فی أوائل الإسلام الواحد جرمقانی و كساء جرمقی بالكسر(2).

و قال الإضبارة بالكسر و الفتح الحزمة من الصحف (3) و الرئی علی فعیل التابع من الجن.

«41»- مهج، [مهج الدعوات] وَجَدْتُ فِی حَدِیثٍ عَتِیقٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ بَشِیرِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ: رُفِعَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشِ الْمَدِینَةِ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِهِ لِمُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ بَعَثَ مَوْلَاهُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِجِبَایَةِ الْأَمْوَالِ مِنْ شِیعَتِهِ وَ أَنَّهُ كَانَ یُمِدُّ بِهَا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَكَادَ الْمَنْصُورُ أَنْ یَأْكُلَ كَفَّهُ عَلَی جَعْفَرٍ غَیْظاً وَ كَتَبَ إِلَی عَمِّهِ دَاوُدَ وَ دَاوُدُ إِذْ ذَاكَ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ أَنْ یُسَیِّرَ إِلَیْهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ لَا یُرَخِّصَ لَهُ فِی التَّلَوُّمِ وَ الْمُقَامِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ دَاوُدُ بِكِتَابِ الْمَنْصُورِ وَ قَالَ اعْمَلْ فِی الْمَسِیرِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی غَدٍ وَ لَا تَتَأَخَّرْ قَالَ صَفْوَانُ وَ كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ یَوْمَئِذٍ فَأَنْفَذَ إِلَیَّ جَعْفَرٌ علیه السلام فَصِرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی تَعَهَّدْ رَاحِلَتَنَا فَإِنَّا غَادُونَ فِی غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَی الْعِرَاقِ وَ نَهَضَ مِنْ وَقْتِهِ وَ أَنَا مَعَهُ إِلَی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ ذَلِكَ بَیْنَ الْأُولَی وَ الْعَصْرِ فَرَكَعَ فِیهِ رَكَعَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ فَحَفِظْتُ یَوْمَئِذٍ مِنْ دُعَائِهِ یَا مَنْ لَیْسَ لَهُ ابْتِدَاءٌ الدُّعَاءَ.

قَالَ صَفْوَانُ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام بِأَنْ یُعِیدَ الدُّعَاءَ عَلَیَّ فَأَعَادَهُ وَ كَتَبْتُهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحَلْتُ لَهُ النَّاقَةَ وَ سَارَ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْعِرَاقِ حَتَّی قَدِمَ مَدِینَةَ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَقْبَلَ حَتَّی اسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ صَفْوَانُ فَأَخْبَرَنِی بَعْضُ مَنْ شَهِدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو جَعْفَرٍ قَرَّبَهُ وَ أَدْنَاهُ ثُمَّ أَسْنَدَ قِصَّةَ الرَّافِعِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ فِی قِصَّتِهِ

ص: 200


1- 1. القاموس ج 2 ص 63.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 217.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 74.

إِنَّ مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ مَوْلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَجْبِی لَهُ الْأَمْوَالَ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ تَحْلِفُ عَلَی بَرَاءَتِكَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّهُ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَا بَلْ تَحْلِفُ بِالطَّلَاقِ وَ الْعَتَاقِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَ مَا تَرْضَی یَمِینِی بِاللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَلَا تَفَقَّهْ عَلَیَّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَیْنَ یُذْهَبُ بِالْفِقْهِ مِنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ دَعْ عَنْكَ هَذَا فَإِنِّی أَجْمَعُ السَّاعَةَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ الرَّجُلِ الَّذِی رَفَعَ عَنْكَ حَتَّی یُوَاجِهَكَ فَأَتَوْا بِالرَّجُلِ وَ سَأَلُوهُ بِحَضْرَةِ جَعْفَرٍ فَقَالَ نَعَمْ هَذَا صَحِیحٌ وَ هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الَّذِی قُلْتُ فِیهِ كَمَا قُلْتُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَحْلِفُ أَیُّهَا الرَّجُلُ أَنَّ هَذَا الَّذِی رَفَعْتَهُ صَحِیحٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ ابْتَدَأَ الرَّجُلُ بِالْیَمِینِ فَقَالَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الطَّالِبُ الْغَالِبُ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام لَا تَعْجَلْ فِی یَمِینِكَ فَإِنِّی أَنَا أَسْتَحْلِفُ قَالَ الْمَنْصُورُ وَ مَا أَنْكَرْتَ مِنْ هَذِهِ الْیَمِینِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَیِیٌّ كَرِیمٌ یَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدِهِ إِذَا أَثْنَی عَلَیْهِ أَنْ یُعَاجِلَهُ بِالْعُقُوبَةِ لِمَدْحِهِ لَهُ وَ لَكِنْ قُلْ یَا أَیُّهَا الرَّجُلُ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ حَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَلْجَأُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی إِنِّی لَصَادِقٌ بَرٌّ فِیمَا أَقُولُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِلْقُرَشِیِّ احْلِفْ بِمَا اسْتَحْلَفَكَ بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَحَلَفَ الرَّجُلُ بِهَذِهِ الْیَمِینِ فَلَمْ یَسْتَتِمَّ الْكَلَامَ حَتَّی أَجْذَمَ وَ خَرَّ مَیِّتاً فَرَاعَ أَبَا جَعْفَرٍ ذَلِكَ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سِرْ مِنْ غَدٍ إِلَی حَرَمِ جَدِّكَ إِنِ اخْتَرْتَ ذَلِكَ وَ إِنِ اخْتَرْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا لَمْ نَأْلُ فِی إِكْرَامِكَ وَ بِرِّكَ فَوَ اللَّهِ لَا قَبِلْتُ عَلَیْكَ قَوْلَ أَحَدٍ بَعْدَهَا أَبَداً(1).

بیان: تلوم فی الأمر تمكث و انتظر و قوله لم نأل أی لم نقصر.

«42»- مهج، [مهج الدعوات] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیُّ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مِنْ جُمْلَةِ نُدَمَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْمَنْصُورِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ خَوَاصِّهِ وَ كُنْتُ صَاحِبَ سِرِّهِ مِنْ بَیْنِ الْجَمِیعِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً فَرَأَیْتُهُ مُغْتَمّاً وَ هُوَ یَتَنَفَّسُ نَفَساً بَارِداً فَقُلْتُ مَا هَذِهِ

ص: 201


1- 1. مهج الدعوات ص 198.

الْفِكْرَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ لَقَدْ هَلَكَ مِنْ أَوْلَادِ فَاطِمَةَ مِقْدَارُ مِائَةٍ وَ قَدْ بَقِیَ سَیِّدُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ.

فَقُلْتُ لَهُ مَنْ ذَلِكَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهُ رَجُلٌ أَنْحَلَتْهُ الْعِبَادَةُ وَ اشْتَغَلَ بِاللَّهِ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ وَ الْخِلَافَةِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ وَ بِإِمَامَتِهِ وَ لَكِنَّ الْمُلْكَ عَقِیمٌ وَ قَدْ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا أُمْسِیَ عَشِیَّتِی هَذِهِ أَوْ أَفْرَغَ مِنْهُ قَالَ مُحَمَّدٌ وَ اللَّهِ لَقَدْ ضَاقَتْ عَلَیَّ الْأَرْضُ بِرُحْبِهَا ثُمَّ دَعَا سَیَّافاً وَ قَالَ لَهُ إِذَا أَنَا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ وَ شَغَلْتُهُ بِالْحَدِیثِ وَ وَضَعْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی فَهِیَ الْعَلَامَةُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ ثُمَّ أَحْضَرَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی تِلْكَ السَّاعَةِ وَ لَحِقْتُهُ فِی الدَّارِ وَ هُوَ یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ فَلَمْ أَدْرِ مَا الَّذِی قَرَأَ فَرَأَیْتُ الْقَصْرَ یَمُوجُ كَأَنَّهُ سَفِینَةٌ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ فَرَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ وَ هُوَ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ حَافِیَ الْقَدَمَیْنِ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ قَدِ اصْطَكَّتْ أَسْنَانُهُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ یَحْمَرُّ سَاعَةً وَ یَصْفَرُّ أُخْرَی وَ أَخَذَ بِعَضُدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَجْلَسَهُ عَلَی سَرِیرِ مُلْكِهِ وَ جَثَا بَیْنَ یَدَیْهِ كَمَا یَجْثُو الْعَبْدُ بَیْنَ یَدَیْ مَوْلَاهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِی جَاءَ بِكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ جِئْتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَدَامَ اللَّهُ عِزَّهُ قَالَ مَا دَعَوْتُكَ وَ الْغَلَطُ مِنَ الرَّسُولِ ثُمَّ قَالَ سَلْ حَاجَتَكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَدْعُوَنِی لِغَیْرِ شُغُلٍ قَالَ لَكَ ذَلِكَ وَ غَیْرُ ذَلِكَ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَرِیعاً وَ حَمِدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِیراً وَ دَعَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ بِالدَّوَاوِیجِ وَ نَامَ وَ لَمْ یَنْتَبِهْ إِلَّا فِی نِصْفِ اللَّیْلِ فَلَمَّا انْتَبَهَ كُنْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ جَالِساً فَسَرَّهُ ذَلِكَ وَ قَالَ لِی- لَا تَخْرُجْ حَتَّی أَقْضِیَ مَا فَاتَنِی مِنْ صَلَاتِی فَأُحَدِّثَكَ بِحَدِیثٍ فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ لِی لَمَّا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ وَ هَمَمْتُ بِهِ مَا هَمَمْتُ مِنَ السُّوءِ رَأَیْتُ تِنِّیناً قَدْ حَوَی بِذَنَبِهِ جَمِیعَ دَارِی وَ قَصْرِی وَ قَدْ وَضَعَ شَفَتَیْهِ الْعُلْیَا فِی أَعْلَاهَا وَ السُّفْلَی فِی أَسْفَلِهَا وَ هُوَ یُكَلِّمُنِی بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ یَا مَنْصُورُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَدُّهُ قَدْ بَعَثَنِی إِلَیْكَ وَ أَمَرَنِی إِنْ

ص: 202

أَنْتَ أَحْدَثْتَ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام حَدَثاً فَأَنَا أَبْتَلِعُكَ وَ مَنْ فِی دَارِكَ جَمِیعاً فَطَاشَ عَقْلِی وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی وَ اصْطَكَّتْ أَسْنَانِی.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیُّ قُلْتُ لَهُ لَیْسَ هَذَا بِعَجِیبٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عِنْدَهُ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ سَائِرِ الدَّعَوَاتِ الَّتِی لَوْ قَرَأَهَا عَلَی اللَّیْلِ لَأَنَارَ وَ لَوْ قَرَأَهَا عَلَی النَّهَارِ لَأَظْلَمَ وَ لَوْ قَرَأَهَا عَلَی الْأَمْوَاجِ فِی الْبُحُورِ لَسَكَنَتْ قَالَ مُحَمَّدٌ فَقُلْتُ لَهُ بَعْدَ أَیَّامٍ أَ تَأْذَنُ لِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ أَخْرُجَ إِلَی زِیَارَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ فَأَجَابَ وَ لَمْ یَأْبَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ سَلَّمْتُ وَ قُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ یَا مَوْلَایَ بِحَقِّ جَدِّكَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ تُعَلِّمَنِی الدُّعَاءَ الَّذِی تَقْرَؤُهُ عِنْدَ دُخُولِكَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ لَكَ ذَلِكَ ثُمَّ عَلَّمَهُ علیه السلام الدُّعَاءَ عَلَی مَا سَیَأْتِی فِی مَوْضِعِهِ (1).

«43»- مهج، [مهج الدعوات] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ عَمِّ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنِ الصَّدُوقِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی الشَّیْخُ جَدِّی عَنْ وَالِدِهِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ نَبَّالٍ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شُیُوخِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرِیِّ: مِثْلَهُ (2) بیان الدواج كرمان و غراب اللحاف الذی یلبس ذكره الفیروزآبادی (3).

«44»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: حَمَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحَمْلَةَ الثَّانِیَةَ إِلَی الْكُوفَةِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ بِهَا فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَی الْهَاشِمِیَّةِ مَدِینَةِ أَبِی جَعْفَرٍ أَخْرَجَ رِجْلَهُ مِنْ غَرْزِ الرَّحْلِ (4) ثُمَّ نَزَلَ وَ دَعَا بِبَغْلَةٍ شَهْبَاءَ وَ لَبِسَ ثِیَاباً بِیضاً وَ تِكَّةً بَیْضَاءَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ لَقَدْ تَشَبَّهْتَ بِالْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَّی تُبَعِّدُنِی مِنْ أَبْنَاءِ الْأَنْبِیَاءِ

ص: 203


1- 1. مهج الدعوات ص 251.
2- 2. نفس المصدر ص 18.
3- 3. القاموس ج 1 ص 189.
4- 4. غرز الرحل: هو ركاب من جلد یقال: غرز رجله فی الغرز إذا وضعها فیه كاغترز( القاموس).

قَالَ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَی الْمَدِینَةِ مَنْ یَعْقِرُ نَخْلَهَا وَ یَسْبِی ذُرِّیَّتَهَا فَقَالَ وَ لِمَ ذَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ رُفِعَ إِلَیَّ أَنَّ مَوْلَاكَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ یَدْعُو إِلَیْكَ وَ یَجْمَعُ لَكَ الْأَمْوَالَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ فَقَالَ لَسْتُ أَرْضَی مِنْكَ إِلَّا بِالطَّلَاقِ وَ الْعَتَاقِ وَ الْهَدْیِ وَ الْمَشْیِ فَقَالَ أَ بِالْأَنْدَادِ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَأْمُرُنِی أَنْ أَحْلِفَ إِنَّهُ مَنْ لَمْ یَرْضَ بِاللَّهِ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ فَقَالَ أَ تَتَفَقَّهُ عَلَیَّ فَقَالَ وَ أَنَّی تُبَعِّدُنِی مِنَ التَّفَقُّهِ وَ أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَإِنِّی أَجْمَعُ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ مَنْ سَعَی بِكَ قَالَ فَافْعَلْ قَالَ فَجَاءَ الرَّجُلُ الَّذِی سَعَی بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا هَذَا قَالَ فَقَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ ... الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ لَقَدْ فَعَلْتَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا وَیْلَكَ تُجَلِّلُ اللَّهَ فَیَسْتَحْیِی مِنْ تَعْذِیبِكَ وَ لَكِنْ قُلْ بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ أَلْجَأْتُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی فَحَلَفَ بِهَا الرَّجُلُ فَلَمْ یَسْتَتِمَّهَا حَتَّی وَقَعَ مَیِّتاً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ لَا أُصَدِّقُ بَعْدَهَا عَلَیْكَ أَبَداً وَ أَحْسَنَ جَائِزَتَهُ وَ رَدَّهُ (1).

«45»- مهج، [مهج الدعوات] رَأَیْتُ بِخَطِّ عَبْدِ السَّلَامِ الْبَصْرِیِّ بِمَدِینَةِ السَّلَامِ أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِیُّ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی وَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ عَنْ رِزَامِ بْنِ مُسْلِمٍ مَوْلَی خَالِدٍ قَالَ: بَعَثَنِی أَبُو الدَّوَانِیقِ أَنَا وَ نَفَراً مَعِی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ بِالْحِیرَةِ لِنَقْتُلَهُ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فِی رِوَاقِهِ لَیْلًا فَنِلْنَا مِنْهُ حَاجَتَنَا وَ مِنِ ابْنِهِ إِسْمَاعِیلَ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَی أَبِی الدَّوَانِیقِ فَقُلْنَا لَهُ فَرَغْنَا مِمَّا أَمَرْتَنَا بِهِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا مِنَ الْغَدِ وَجَدْنَا فِی رِوَاقِهِ نَاقَتَیْنِ مَنْحُورَتَیْنِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ یُوسُفَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَالَ اللَّهُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ (2).

«46»- مهج، [مهج الدعوات] مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ لِلْحَافِظِ أَبِی الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ

ص: 204


1- 1. الكافی ج 6 ص 445 و فیه( تمجد) بدل( تجلل).
2- 2. مهج الدعوات ص 212.

النَّطَنْزِیِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الرَّبِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ خَلَّادِ بْنِ یَحْیَی عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَعَانِی الْمَنْصُورُ یَوْماً قَالَ أَ مَا تَرَی مَا هُوَ هَذَا یَبْلُغُنِی عَنْ هَذَا الْحَبَشِیِّ قُلْتُ وَ مَنْ هُوَ یَا سَیِّدِی قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ لَأَسْتَأْصِلَنَّ شَأْفَتَهُ ثُمَّ دَعَا بِقَائِدٍ مِنْ قُوَّادِهِ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَی الْمَدِینَةِ فِی أَلْفِ رَجُلٍ فَاهْجِمْ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ خُذْ رَأْسَهُ وَ رَأْسَ ابْنِهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فِی مَسِیرِكَ فَخَرَجَ الْقَائِدُ مِنْ سَاعَتِهِ حَتَّی قَدِمَ الْمَدِینَةَ وَ أَخْبَرَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَأَمَرَ فَأُتِیَ بِنَاقَتَیْنِ فَأَوْثَقَهُمَا عَلَی بَابِ الْبَیْتِ وَ دَعَا بِأَوْلَادهِ مُوسَی وَ إِسْمَاعِیلَ وَ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ فَجَمَعَهُمْ وَ قَعَدَ فِی الْمِحْرَابِ وَ جَعَلَ یُهَمْهِمُ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَحَدَّثَنِی سَیِّدِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ أَنَّ الْقَائِدَ هَجَمَ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُ أَبِی وَ قَدْ هَمْهَمَ بِالدُّعَاءِ فَأَقْبَلَ الْقَائِدُ وَ كُلُّ مَنْ كَانَ مَعَهُ قَالَ خُذُوا رَأْسَیْ هَذَیْنِ الْقَائِمَیْنِ فَاجْتَزُّوا رَأْسَهُمَا فَفَعَلُوا وَ انْطَلَقُوا إِلَی الْمَنْصُورِ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَیْهِ اطَّلَعَ الْمَنْصُورُ فِی الْمِخْلَاةِ الَّتِی كَانَ فِیهَا الرَّأْسَانِ فَإِذَا هُمَا رَأْسَا نَاقَتَیْنِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا قَالَ یَا سَیِّدِی مَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنِّی دَخَلْتُ الْبَیْتَ الَّذِی فِیهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَدَارَ رَأْسِی وَ لَمْ أَنْظُرْ مَا بَیْنَ یَدَیَّ فَرَأَیْتُ شَخْصَیْنِ قَائِمَیْنِ خُیِّلَ إِلَیَّ أَنَّهُمَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی ابْنُهُ فَأَخَذْتُ رَأْسَیْهِمَا فَقَالَ الْمَنْصُورُ اكْتُمْ عَلَیَّ فَمَا حَدَّثْتُ بِهِ أَحَداً حَتَّی مَاتَ قَالَ الرَّبِیعُ فَسَأَلْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ سَأَلْتُ أَبِی عَنِ الدُّعَاءِ فَقَالَ هُوَ دُعَاءُ الْحِجَابِ وَ ذَكَرَ الدُّعَاءَ(1).

بیان: قال الجوهری الشأفة(2)

قرحة تخرج فی أسفل القدم فتكوی فتذهب و إذا قطعت مات صاحبها و الأصل و استأصل اللّٰه شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة أو معناه أزاله من أصله.

ص: 205


1- 1. مهج الدعوات ص 213.
2- 2. هذا نص القاموس ج 2 ص 184.

«47»- كشف، [كشف الغمة] وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا دُفِعْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ انْتَهَرَنِی وَ كَلَّمَنِی بِكَلَامٍ غَلِیظٍ ثُمَّ قَالَ لِی یَا جَعْفَرُ قَدْ عَلِمْتُ بِفِعْلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِی یُسَمُّونَهُ النَّفْسَ الزَّكِیَّةَ وَ مَا نَزَلَ بِهِ وَ إِنَّمَا أَنْتَظِرُ الْآنَ أَنْ یَتَحَرَّكَ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَأُلْحِقَ الْكَبِیرَ بِالصَّغِیرِ قَالَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَصِلُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثُ سِنِینَ فَیَمُدُّهَا اللَّهُ إِلَی ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ إِنَّ الرَّجُلَ لَیَقْطَعُ رَحِمَهُ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ سَنَةً فَیَبْتُرُهَا اللَّهُ إِلَی ثَلَاثِ سِنِینَ قَالَ فَقَالَ لِی [وَ] اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِیكَ قُلْتُ نَعَمْ حَتَّی رَدَّدَهَا عَلَیَّ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ انْصَرِفْ (1).

وَ مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ حَدَّثَ أَبُو الْحُسَیْنِ یَحْیَی بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ كَتَبَ إِلَیَّ عَبَّادُ بْنُ یَعْقُوبَ یُخْبِرُنِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَتَكَلَّمَ فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ أَرْسَلَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَرَدَّهُ فَلَمَّا رَجَعَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ فَقِیلَ لَهُ مَا قُلْتَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْفِی مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَا یَكْفِی مِنْكَ شَیْ ءٌ فَاكْفِنِیهِ فَقَالَ لِی مَا یَبَرُّكَ عِنْدِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ بَلَغْتُ أَشْیَاءَ لَمْ یَبْلُغْهَا أَحَدٌ مِنْ آبَائِی فِی الْإِسْلَامِ وَ مَا أَرَانِی أَصْحَبُكَ إِلَّا قَلِیلًا مَا أَرَی هَذِهِ السَّنَةَ تَتِمُّ لِی قَالَ فَإِنْ بَقِیتَ قَالَ مَا أَرَانِی أَبْقَی قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ احْسِبُوا لَهُ فَحَسَبُوا فَمَاتَ فِی شَوَّالٍ (2).

«48»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَیْثُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ مِنَ الْحِیرَةِ فَخَرَجَ سَاعَةَ أُذِنَ لَهُ وَ انْتَهَی إِلَی السَّالِحِینَ (3) فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَعَرَضَ لَهُ عَاشِرٌ(4) كَانَ یَكُونُ فِی السَّالِحِینَ

ص: 206


1- 1. كشف الغمّة ج 2 ص 383.
2- 2. نفس المصدر ج 2 ص 384.
3- 3. السالحین موضع علی أربعة فراسخ من بغداد الی المغرب.
4- 4. العاشر: من یأخذ العشر، یقال: عشرت ماله أعشره عشرا فأنا عاشر، و عشرته فأنا معشر و عشار، اذا أخذت عشره.« النهایة».

فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ فَقَالَ لَهُ- لَا أَدَعُكَ تَجُوزُ فَأَلَحَّ عَلَیْهِ وَ طَلَبَ إِلَیْهِ فَأَبَی إِبَاءً وَ مُصَادِفٌ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ مُصَادِفٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا هَذَا كَلْبٌ قَدْ آذَاكَ وَ أَخَافُ أَنْ یَرُدَّكَ وَ مَا أَدْرِی مَا یَكُونُ مِنْ أَمْرِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَنَا وَ مُرَازِمٍ أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَضْرِبَ عُنُقَهُ ثُمَّ نَطْرَحَهُ فِی النَّهَرِ فَقَالَ كُفَّ یَا مُصَادِفُ فَلَمْ یَزَلْ یَطْلُبُ إِلَیْهِ حَتَّی ذَهَبَ مِنَ اللَّیْلِ أَكْثَرُهُ فَأَذِنَ لَهُ فَمَضَی فَقَالَ یَا مُرَازِمُ هَذَا خَیْرٌ أَمِ الَّذِی قُلْتُمَاهُ قُلْتُ هَذَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ یَا مُرَازِمُ إِنَّ الرَّجُلَ یَخْرُجُ مِنَ الذُّلِّ الصَّغِیرِ فَیُدْخِلُهُ ذَلِكَ فِی الذُّلِّ الْكَبِیرِ(1).

«49»- أَعْلَامُ الدِّینِ، لِلدَّیْلَمِیِّ رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِّیَ عَلَیْنَا بِالْأَهْوَازِ رَجُلٌ مِنْ كُتَّابِ یَحْیَی بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ عَلَیَّ بَقَایَا مِنْ خَرَاجٍ كَانَ فِیهَا زَوَالُ نِعْمَتِی وَ خُرُوجِی مِنْ مِلْكِی فَقِیلَ لِی إِنَّهُ یَنْتَحِلُ هَذَا الْأَمْرَ فَخَشِیتُ أَنْ أَلْقَاهُ مَخَافَةَ أَنْ لَا یَكُونَ مَا بَلَغَنِی حَقّاً فَیَكُونَ خُرُوجِی مِنْ مِلْكِی وَ زَوَالَ نِعْمَتِی فَهَرَبْتُ مِنْهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ أَتَیْتُ الصَّادِقَ علیه السلام مُسْتَجِیراً فَكَتَبَ إِلَیْهِ رُقْعَةً صَغِیرَةً فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِنَّ لِلَّهِ فِی ظِلِّ عَرْشِهِ ظِلًّا لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا مَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِیهِ كُرْبَةً وَ أَعَانَهُ بِنَفْسِهِ أَوْ صَنَعَ إِلَیْهِ مَعْرُوفاً وَ لَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ وَ هَذَا أَخُوكَ الْمُسْلِمُ ثُمَّ خَتَمَهَا وَ دَفَعَهَا إِلَیَّ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُوصِلَهَا إِلَیْهِ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی

بِلَادِی صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ رَسُولُ الصَّادِقِ علیه السلام بِالْبَابِ فَإِذَا أَنَا بِهِ وَ قَدْ خَرَجَ إِلَیَّ حَافِیاً فَلَمَّا بَصُرَ بِی سَلَّمَ عَلَیَّ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیَّ ثُمَّ قَالَ لِی یَا سَیِّدِی أَنْتَ رَسُولُ مَوْلَایَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ هَذَا عِتْقِی مِنَ النَّارِ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی مَنْزِلَهُ وَ أَجْلَسَنِی فِی مَجْلِسِهِ وَ قَعَدَ بَیْنَ یَدَیَّ ثُمَّ قَالَ یَا سَیِّدِی كَیْفَ خَلَّفْتَ مَوْلَایَ فَقُلْتُ بِخَیْرٍ فَقَالَ اللَّهَ اللَّهَ قُلْتُ اللَّهَ حَتَّی أَعَادَهَا ثُمَّ نَاوَلْتُهُ الرُّقْعَةَ فَقَرَأَهَا وَ قَبَّلَهَا وَ وَضَعَهَا عَلَی عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَخِی مُرْ بِأَمْرِكَ فَقُلْتُ فِی جَرِیدَتِكَ عَلَیَّ كَذَا وَ كَذَا أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ فِیهِ عَطَبِی (2)

وَ هَلَاكِی فَدَعَا بِالْجَرِیدَةِ فَمَحَا عَنِّی كُلَّ مَا كَانَ فِیهَا وَ أَعْطَانِی بَرَاءَةً مِنْهَا

ص: 207


1- 1. الكافی ج 8 ص 87.
2- 2. العطب: الهلاك یقال عطب كفرح، هلك.

ثُمَّ دَعَا بِصَنَادِیقِ مَالِهِ فَنَاصَفَنِی عَلَیْهَا ثُمَّ دَعَا بِدَوَابِّهِ فَجَعَلَ یَأْخُذُ دَابَّةً وَ یُعْطِینِی دَابَّةً ثُمَّ دَعَا بِغِلْمَانِهِ فَجَعَلَ یُعْطِینِی غُلَاماً وَ یَأْخُذُ غُلَاماً ثُمَّ دَعَا بِكِسْوَتِهِ فَجَعَلَ یَأْخُذُ ثَوْباً وَ یُعْطِینِی ثَوْباً حَتَّی شَاطَرَنِی جَمِیعَ مِلْكِهِ وَ یَقُولُ هَلْ سَرَرْتُكَ وَ أَقُولُ إِی وَ اللَّهِ وَ زِدْتَ عَلَیَّ السُّرُورَ فَلَمَّا كَانَ فِی الْمَوْسِمِ قُلْتُ وَ اللَّهِ لَا كَانَ جَزَاءُ هَذَا الْفَرَحِ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَی الْحَجِّ وَ الدُّعَاءِ لَهُ وَ الْمَصِیرِ إِلَی مَوْلَایَ وَ سَیِّدِی الصَّادِقِ علیه السلام وَ شُكْرِهِ عِنْدَهُ وَ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَخَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ وَ جَعَلْتُ طَرِیقِی إِلَی مَوْلَایَ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ رَأَیْتُهُ وَ السُّرُورُ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ یَا فُلَانُ مَا كَانَ مِنْ خَبَرِكَ مِنَ الرَّجُلِ فَجَعَلْتُ أُورِدُ عَلَیْهِ خَبَرِی وَ جَعَلَ یَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَ یَسُرُّ السُّرُورَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی هَلْ سُرِرْتَ بِمَا كَانَ مِنْهُ إِلَیَّ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ سَرَّنِی إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ آبَائِی إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ اللَّهَ فِی عَرْشِهِ.

«50»- عِدَّةٌ عَنِ الْحُسَیْنِ: مِثْلَهُ (1)

وَ رَوَاهُ فِی الْإِخْتِصَاصِ (2) وَ فِیهِ مَكَانَ الصَّادِقِ الْكَاظِمِ علیه السلام.

وَ لَعَلَّهُ أَظْهَرُ.

«51»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ وَ الْعَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ وَ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ حَفِظْتَ الْغُلَامَیْنِ لِصَلَاحِ أَبَوَیْهِمَا فَاحْفَظْنِی لِصَلَاحِ آبَائِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أَدْرَأُ بِكَ فِی نَحْرِهِ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ثُمَّ قَالَ لِلْجَمَّالِ سِرْ فَلَمَّا اسْتَقْبَلَهُ الرَّبِیعُ بِبَابِ أَبِی الدَّوَانِیقِ قَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَشَدَّ بَاطِنَهُ عَلَیْكَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَا تَرَكْتُ لَهُمْ نَخْلًا إِلَّا

ص: 208


1- 1. عدّة الداعی ص 136.
2- 2. لم نقف علی هذا الخبر فی المصدر المطبوع، و الموجود فیه رسالة الإمام الصّادق علیه السلام الی النجاشیّ فی شأن بعض أهل عمله لخراج كان علیه فی دیوانه، و هی تقرب من هذه الروایة فی بعض معانیها فلاحظ ص 260 من الاختصاص.

عَقَرْتُهُ وَ لَا مَالًا إِلَّا نَهَبْتُهُ وَ لَا ذُرِّیَّةً إِلَّا سَبَیْتُهَا قَالَ فَهَمَسَ بِشَیْ ءٍ خَفِیٍّ وَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَ قَعَدَ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ أَ مَا وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتْرُكَ لَكَ نَخْلًا إِلَّا عَقَرْتُهُ وَ لَا مَالًا إِلَّا أَخَذْتُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ابْتَلَی أَیُّوبَ فَصَبَرَ وَ أَعْطَی دَاوُدَ فَشَكَرَ وَ قَدَّرَ یُوسُفَ فَغَفَرَ وَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ النَّسْلِ وَ لَا یَأْتِی ذَلِكَ النَّسْلُ إِلَّا بِمَا یُشْبِهُهُ فَقَالَ صَدَقْتَ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهُ لَمْ یَنَلْ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أَحَدٌ دَماً إِلَّا سَلَبَهُ اللَّهُ مُلْكَهُ فَغَضِبَ لِذَلِكَ وَ اسْتَشَاطَ فَقَالَ عَلَی رِسْلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا الْمُلْكَ كَانَ فِی آلِ أَبِی سُفْیَانَ فَلَمَّا قَتَلَ یَزِیدُ لَعَنَهُ اللَّهُ حُسَیْناً سَلَبَهُ اللَّهُ مُلْكَهُ فَوَرَّثَهُ آلَ مَرْوَانَ فَلَمَّا قَتَلَ هِشَامٌ زَیْداً سَلَبَهُ اللَّهُ مُلْكَهُ فَوَرَّثَهُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا قَتَلَ مَرْوَانُ إِبْرَاهِیمَ سَلَبَهُ اللَّهُ مُلْكَهُ فَأَعْطَاكُمُوهُ فَقَالَ صَدَقْتَ هَاتِ ارْفَعْ حَوَائِجَكَ فَقَالَ الْإِذْنُ فَقَالَ هُوَ فِی یَدِكَ مَتَی شِئْتَ فَخَرَجَ فَقَالَ لَهُ الرَّبِیعُ قَدْ أَمَرَ لَكَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا قَالَ إِذَنْ تُغْضِبَهُ فَخُذْهَا ثُمَّ تَصَدَّقْ بِهَا(1).

بیان: الرسل بالكسر الرفق و التؤدة.

«52»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْمِسْمَعِیِّ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَلَی مَنْ قَتَلَ مَوْلَایَ وَ أَخَذَ مَالِی فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ إِنَّكَ لَتُهَدِّدُنِی بِدُعَائِكَ قَالَ حَمَّادٌ قَالَ الْمِسْمَعِیُّ فَحَدَّثَنِی مُعَتِّبٌ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمْ یَزَلْ لَیْلَتَهُ رَاكِعاً وَ سَاجِداً فَلَمَّا كَانَ فِی السَّحَرِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ هُوَ سَاجِدٌ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ الْقَوِیَّةِ وَ بِجَلَالِكَ الشَّدِیدِ الَّذِی كُلُّ خَلْقِكَ لَهُ ذَلِیلٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ تَأْخُذَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّی سَمِعْنَا الصَّیْحَةَ فِی دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَأْسَهُ وَ قَالَ إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ بِدَعْوَةٍ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ مَلَكاً فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِمِرْزَبَةٍ مِنْ حَدِیدٍ

ص: 209


1- 1. الكافی ج 2 ص 562.

انْشَقَّتْ مِنْهَا مَثَانَتُهُ فَمَاتَ (1).

بیان: المرزبة بالكسر المطرقة الكبیرة التی تكون للحداد.

«53»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ وَ هُوَ بِالْحِیرَةِ فِی زَمَانِ أَبِی الْعَبَّاسِ إِنِّی دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ شَكَّ النَّاسُ فِی الصَّوْمِ وَ هُوَ وَ اللَّهِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ صُمْتَ الْیَوْمَ فَقُلْتُ لَا وَ الْمَائِدَةُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ فَادْنُ فَكُلْ قَالَ فَدَنَوْتُ فَأَكَلْتُ قَالَ وَ قُلْتُ الصَّوْمُ مَعَكَ وَ الْفِطْرُ مَعَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تُفْطِرُ یَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ أُفْطِرُ یَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ یُضْرَبَ عُنُقِی (2).

«54»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رِفَاعَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ بِالْحِیرَةِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی الصِّیَامِ الْیَوْمَ فَقُلْتُ ذَاكَ إِلَی الْإِمَامِ إِنْ صُمْتَ صُمْنَا وَ إِنْ أَفْطَرْتَ أَفْطَرْنَا فَقَالَ یَا غُلَامُ عَلَیَّ بِالْمَائِدَةِ فَأَكَلْتُ مَعَهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ وَ اللَّهِ أَنَّهُ یَوْمٌ مِنْ یَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَكَانَ إِفْطَارِی یَوْماً وَ قَضَاؤُهُ أَیْسَرَ عَلَیَّ مِنْ أَنْ یُضْرَبَ عُنُقِی وَ لَا یُعْبَدَ اللَّهُ (3).

أَقُولُ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی كِتَابِ مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَیُّوبَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقِیَ جَعْفَرٌ علیه السلام أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ فَقَالَ ارْدُدْ عَلَیَّ عَیْنَ أَبِی زِیَادٍ آكُلْ مِنْ سَعَفِهَا قَالَ إِیَّایَ تُكَلِّمُ بِهَذَا الْكَلَامِ وَ اللَّهِ لَأَزْهَقَنَّ نَفْسَكَ قَالَ لَا تَعْجَلْ قَدْ بَلَغْتُ ثَلَاثاً وَ سِتِّینَ وَ فِیهَا مَاتَ أَبِی وَ جَدِّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَعَلَیَّ كَذَا وَ كَذَا إِنْ آذَیْتُكَ بِنَفْسِی أَبَداً وَ إِنْ بَقِیتُ بَعْدَكَ إِنْ آذَیْتُ الَّذِی یَقُومُ مُقَامَكَ فَرَقَّ لَهُ وَ أَعْفَاهُ (4).

ص: 210


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 513.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 83.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 82.
4- 4. مقاتل الطالبیین ص 273 و أخرجه الطبریّ فی تاریخه ج 9 ص 232.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ فِیهِ إِلَی أُذُنِی: قَالَ لَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بِبَاخَمْرَا(1) وَ حُشِرْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَمْ یُتْرَكْ فِیهَا مِنَّا مُحْتَلِمٌ حَتَّی قَدِمْنَا الْكُوفَةَ فَمَكَثْنَا فِیهَا شَهْراً نَتَوَقَّعُ فِیهَا الْقَتْلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْنَا الرَّبِیعُ الْحَاجِبُ فَقَالَ أَیْنَ هَؤُلَاءِ الْعَلَوِیَّةُ أَدْخِلُوا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ رَجُلَیْنِ مِنْكُمْ مِنْ ذَوِی الْحِجَی قَالَ فَدَخَلْنَا إِلَیْهِ أَنَا وَ حَسَنُ بْنُ زَیْدٍ فَلَمَّا صِرْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ لِی أَنْتَ الَّذِی تَعْلَمُ الْغَیْبَ قُلْتُ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ أَنْتَ الَّذِی یُجْبَی إِلَیْكَ هَذَا الْخَرَاجُ قُلْتُ إِلَیْكَ یُجْبَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْخَرَاجُ قَالَ أَ تَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُكُمْ قُلْتُ لَا قَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَهْدِمَ رِبَاعَكُمْ وَ أَغُورَ قَلِیبَكُمْ وَ أَعْقِرَ نَخْلَكُمْ وَ أُنْزِلَكُمْ بِالشَّرَاةِ(2)

لَا یَقْرَبُكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّهُمْ لَكُمْ مَفْسَدَةٌ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَكَرَ وَ إِنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ وَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ النَّسْلِ قَالَ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ أَعِدْ عَلَیَّ فَأَعَدْتُ فَقَالَ مِثْلُكَ فَلْیَكُنْ زَعِیمَ الْقَوْمِ وَ قَدْ عَفَوْتُ عَنْكُمْ وَ وَهَبْتُ لَكُمْ جُرْمَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ حَدِّثْنِی الْحَدِیثَ الَّذِی حَدَّثْتَنِی عَنْ أَبِیكَ عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ صِلَةُ الرَّحِمِ تَعْمُرُ الدِّیَارَ وَ تُطِیلُ الْأَعْمَارَ وَ تُكْثِرُ الْعُمَّارَ وَ إِنْ كَانُوا كُفَّاراً فَقَالَ لَیْسَ هَذَا فَقُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ الْأَرْحَامُ مُعَلَّقَةٌ

ص: 211


1- 1. باخمرا: بالراء المهملة موضع بین الكوفة و واسط، و هو الی الكوفة أقرب به قبر إبراهیم بن عبد اللّٰه بن حسن بن الحسن قتله بها أصحاب المنصور، و ایاها عنی دعبل ابن علی الخزاعیّ بقوله: و قبر بأرض الجوزجان محله***و قبر بباخمرا لدی الغربات.
2- 2. الشراة: جبل شامخ مرتفع من دون عسفان تأوی إلیه القرود. و اسم صقع بالشام بین دمشق و المدینة، من بعض نواحیه القریة المعروفة بالحمیمة التی كان یسكنها ولد علیّ بن عبد اللّٰه بن عبّاس فی أیّام بنی مروان.

بِالْعَرْشِ تُنَادِی صِلْ مَنْ وَصَلَنِی وَ اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی قَالَ لَیْسَ هَذَا.

قُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَ شَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنِ اسْمِی فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَ مَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ قَالَ لَیْسَ هَذَا الْحَدِیثَ.

قُلْتُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ مَلِكاً مِنْ مُلُوكِ الْأَرْضِ كَانَ بَقِیَ مِنْ عُمُرِهِ ثَلَاثَ سِنِینَ فَوَصَلَ رَحِمَهُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ ثَلَاثِینَ سَنَةً فَقَالَ هَذَا الْحَدِیثَ أَرَدْتُ أَیُّ الْبِلَادِ أَحَبُّ إِلَیْكَ فَوَ اللَّهِ لَأَصِلَنَّ رَحِمِی إِلَیْكُمْ قُلْنَا الْمَدِینَةُ فَسَرَّحَنَا إِلَی الْمَدِینَةِ وَ كَفَی اللَّهُ مَئُونَتَهُ (1).

ص: 212


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 450.

باب 7 مناظراته علیه السلام مع أبی حنیفة و غیره من أهل زمانه و ما ذكره المخالفون من نوادر علومه علیه السلام

أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب البدع و المقاییس و أبواب الاحتجاجات.

«1»- ج، [الإحتجاج] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قَالَ مَسِیرَةُ یَوْمٍ بَلْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ فَاسْتَعْظَمَهُ فَقَالَ یَا عَاجِزُ لِمَ تُنْكِرُ هَذَا إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَ تَغْرُبُ إِلَی الْمَغْرِبِ فِی أَقَلَّ مِنْ یَوْمٍ تَمَامَ الْخَبَرِ(1).

«2»- ج، [الإحتجاج] عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عُتْبَةَ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَكَّةَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أُنَاسٌ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فِیهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ وَ وَاصِلُ بْنُ عَطَا وَ حَفْصُ بْنُ سَالِمٍ وَ أُنَاسٌ مِنْ رُؤَسَائِهِمْ وَ ذَلِكَ حِینَ قُتِلَ الْوَلِیدُ وَ اخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّامِ بَیْنَهُمْ فَتَكَلَّمُوا وَ أَكْثَرُوا وَ خَطَبُوا فَأَطَالُوا فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَیَّ وَ أَطَلْتُمْ فَأَسْنِدُوا أَمْرَكُمْ إِلَی رَجُلٍ مِنْكُمْ فَلْیَتَكَلَّمْ بِحُجَّتِكُمْ وَ لْیُوجِزْ فَأَسْنَدُوا أَمْرَهُمْ إِلَی عَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ فَأَبْلَغَ وَ أَطَالَ فَكَانَ فِیمَا قَالَ أَنْ قَالَ قَتَلَ أَهْلُ الشَّامِ خَلِیفَتَهُمْ وَ ضَرَبَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ وَ تَشَتَّتَ أَمْرُهُمْ فَنَظَرْنَا فَوَجَدْنَا رَجُلًا لَهُ دِینٌ وَ عَقْلٌ وَ مُرُوَّةٌ وَ مَعْدِنٌ لِلْخِلَافَةِ وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَجْتَمِعَ مَعَهُ فَنُبَایِعَهُ ثُمَّ نُظْهِرَ أَمْرَنَا مَعَهُ وَ نَدْعُوَ النَّاسَ إِلَیْهِ فَمَنْ بَایَعَهُ كُنَّا مَعَهُ وَ كَانَ مَعَنَا وَ مَنِ اعْتَزَلَنَا كَفَفْنَا عَنْهُ وَ مَنْ نَصَبَ لَنَا جَاهَدْنَاهُ وَ نَصَبْنَا لَهُ عَلَی بَغْیِهِ وَ رَدِّهِ إِلَی الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ نَعْرِضَ ذَلِكَ عَلَیْكَ فَإِنَّهُ لَا غِنَی بِنَا عَنْ

ص: 213


1- 1. الاحتجاج للطبرسیّ ص 197.

مِثْلِكَ لِفَضْلِكَ وَ كَثْرَةِ شِیعَتِكَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ كُلُّكُمْ عَلَی مِثْلِ مَا قَالَ عَمْرٌو قَالُوا نَعَمْ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا نَسْخَطُ إِذَا عُصِیَ اللَّهُ فَإِذَا أُطِیعَ رَضِینَا أَخْبِرْنِی یَا عَمْرُو لَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ قَلَّدَتْكَ أَمْرَهَا فَمَلَكْتَهُ بِغَیْرِ قِتَالٍ وَ لَا مَئُونَةٍ فَقِیلَ لَكَ وَلِّهَا مَنْ شِئْتَ مَنْ كُنْتَ تُوَلِّی قَالَ كُنْتُ أَجْعَلُهَا شُورَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ قَالَ بَیْنَ كُلِّهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ بَیْنَ فُقَهَائِهِمْ وَ خِیَارِهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ قَالَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ قَالَ أَخْبِرْنِی یَا عَمْرُو أَ تَتَوَلَّی أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ أَوْ تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا قَالَ أَتَوَلَّاهُمَا قَالَ یَا عَمْرُو إِنْ كُنْتَ رَجُلًا تَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا فَإِنَّهُ یَجُوزُ لَكَ الْخِلَافُ عَلَیْهِمَا وَ إِنْ كُنْتَ تَتَوَلَّاهُمَا فَقَدْ خَالَفْتَهُمَا قَدْ عَهِدَ عُمَرُ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَبَایَعَهُ وَ لَمْ یُشَاوِرْ أَحَداً ثُمَّ رَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُشَاوِرْ أَحَداً ثُمَّ جَعَلَهَا عُمَرُ شُورَی بَیْنَ سِتَّةٍ فَأَخْرَجَ مِنْهَا الْأَنْصَارَ غَیْرَ أُولَئِكَ السِّتَّةِ مِنْ قُرَیْشٍ ثُمَّ أَوْصَی فِیهِمُ النَّاسَ بِشَیْ ءٍ مَا أَرَاكَ تَرْضَی بِهِ أَنْتَ وَ لَا أَصْحَابُكَ قَالَ وَ مَا صَنَعَ قَالَ أَمَرَ صُهَیْباً أَنْ یُصَلِّیَ بِالنَّاسِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ أَنْ یتشاوروا [یُشَاوِرَ] أُولَئِكَ السِّتَّةَ لَیْسَ فِیهِمْ أَحَدٌ سِوَاهُمْ إِلَّا ابْنُ عُمَرَ وَ یُشَاوِرُونَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ وَ أَوْصَی مَنْ بِحَضْرَتِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِنْ مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ قَبْلَ أَنْ یَفْرُغُوا وَ یُبَایِعُوا أَنْ یُضْرَبَ أَعْنَاقُ السِّتَّةِ جَمِیعاً وَ إِنِ اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ قَبْلَ أَنْ تَمْضِیَ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ وَ خَالَفَ اثْنَانِ أَنْ یُضْرَبَ أَعْنَاقُ الِاثْنَیْنِ أَ فَتَرْضَوْنَ بِذَا فِیمَا تَجْعَلُونَ مِنَ الشُّورَی فِی الْمُسْلِمِینَ قَالُوا لَا قَالَ یَا عَمْرُو دَعْ ذَا أَ رَأَیْتَ لَوْ بَایَعْتُ صَاحِبَكَ هَذَا الَّذِی تَدْعُو إِلَیْهِ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لَكُمُ الْأُمَّةُ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیْكُمْ فِیهَا رَجُلَانِ فَأَفْضَیْتُمْ إِلَی الْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ لَمْ یُسْلِمُوا وَ لَمْ یُؤَدُّوا الْجِزْیَةَ أَ كَانَ عِنْدَكُمْ وَ عِنْدَ صَاحِبِكُمْ مِنَ الْعِلْمِ مَا تَسِیرُونَ فِیهِمْ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمُشْرِكِینَ فِی حَرْبِهِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَتَصْنَعُونَ مَا ذَا قَالُوا نَدْعُوهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَبَوْا دَعَوْنَاهُمْ إِلَی الْجِزْیَةِ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا مَجُوساً وَ أَهْلَ الْكِتَابِ قَالُوا وَ إِنْ كَانُوا مَجُوساً وَ أَهْلَ الْكِتَابِ قَالَ وَ إِنْ كَانُوا أَهْلَ الْأَوْثَانِ وَ عَبْدَةَ النِّیرَانِ وَ الْبَهَائِمِ وَ لَیْسُوا بِأَهْلِ الْكِتَابِ قَالُوا سَوَاءٌ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الْقُرْآنِ أَ تَقْرَؤُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ اقْرَأْ- قاتِلُوا

ص: 214

الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (1)

قَالَ فَاسْتَثْنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اشْتَرَطَ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتَابَ فَهُمْ وَ الَّذِینَ لَمْ یُؤْتَوُا الْكِتَابَ سَوَاءٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ علیه السلام عَمَّنْ أَخَذْتَ هَذَا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ یَقُولُونَهُ قَالَ فَدَعْ ذَا فَإِنَّهُمْ إِنْ أَبَوُا الْجِزْیَةَ فَقَاتَلْتَهُمْ وَ ظَهَرْتَ عَلَیْهِمْ كَیْفَ تَصْنَعُ بِالْغَنِیمَةِ قَالَ أُخْرِجُ الْخُمُسَ وَ أُخْرِجُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَیْنَ مَنْ قَاتَلَ عَلَیْهَا قَالَ تَقْسِمُهُ بَیْنَ جَمِیعِ مَنْ قَاتَلَ عَلَیْهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ قَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فِعْلِهِ وَ فِی سِیرَتِهِ وَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَشِیخَتُهُمْ فَسَلْهُمْ فَإِنَّهُمْ لَا یَخْتَلِفُونَ وَ لَا یَتَنَازَعُونَ فِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا صَالَحَ الْأَعْرَابَ عَلَی أَنْ یَدَعَهُمْ فِی دِیَارِهِمْ وَ أَنْ لَا یُهَاجِرُوا عَلَی أَنَّهُ إِنْ دَهِمَهُ مِنْ عَدُوِّهِ دَهْمٌ فَیَسْتَفِزَّهُمْ فَیُقَاتِلَ بِهِمْ وَ لَیْسَ لَهُمْ مِنَ الْغَنِیمَةِ نَصِیبٌ وَ أَنْتَ تَقُولُ بَیْنَ جَمِیعِهِمْ فَقَدْ خَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سِیرَتِهِ فِی الْمُشْرِكِینَ دَعْ ذَا مَا تَقُولُ فِی الصَّدَقَةِ قَالَ فَقَرَأَ عَلَیْهِ هَذِهِ الْآیَةَ- إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ وَ الْعامِلِینَ عَلَیْها(2) إِلَی آخِرِهَا قَالَ نَعَمْ فَكَیْفَ تَقْسِمُ بَیْنَهُمْ قَالَ أَقْسِمُهَا عَلَی ثَمَانِیَةِ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِی كُلَّ جُزْءٍ مِنَ الثَّمَانِیَةِ جُزْءاً قَالَ علیه السلام إِنْ كَانَ صِنْفٌ مِنْهُمْ عَشَرَةَ آلَافٍ وَ صِنْفٌ رَجُلًا وَاحِداً وَ رَجُلَیْنِ وَ ثَلَاثَةً جَعَلْتَ لِهَذَا الْوَاحِدِ مِثْلَ مَا جَعَلْتَ لِلْعَشَرَةِ آلَافٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ كَذَا تَصْنَعُ بَیْنَ صَدَقَاتِ أَهْلِ الْحَضَرِ وَ أَهْلِ الْبَوَادِی فَتَجْعَلُهُمْ فِیهَا سَوَاءً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَخَالَفْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ مَا بِهِ أَتَی فِی سِیرَتِهِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ یَقْسِمُ صَدَقَةَ الْبَوَادِی فِی أَهْلِ الْبَوَادِی وَ صَدَقَةَ الْحَضَرِ فِی أَهْلِ الْحَضَرِ لَا یَقْسِمُهُ بَیْنَهُمْ بِالسَّوِیَّةِ إِنَّمَا یَقْسِمُ عَلَی قَدْرِ مَا یَحْضُرُهُ مِنْهُمْ وَ عَلَی مَا یَرَی فَإِنْ كَانَ فِی نَفْسِكَ شَیْ ءٌ ما [مِمَّا] قُلْتُ فَإِنَّ فُقَهَاءَ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَشِیخَتَهُمْ كُلَّهُمْ- لَا یَخْتَلِفُونَ فِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَا كَانَ یَصْنَعُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی عَمْرٍو وَ قَالَ اتَّقِ اللَّهَ یَا عَمْرُو وَ أَنْتُمْ أَیُّهَا الرَّهْطُ

ص: 215


1- 1. سورة التوبة الآیة: 29.
2- 2. سورة التوبة الآیة: 60.

فَاتَّقُوا اللَّهَ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی وَ كَانَ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ ضَرَبَ النَّاسَ بِسَیْفِهِ وَ دَعَاهُمْ إِلَی نَفْسِهِ وَ فِی الْمُسْلِمِینَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُتَكَلِّفٌ (1).

«3»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ: مِثْلَهُ (2).

«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَرَأَ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ (3) وَ قَالَ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ الْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَمْرُو ثُمَّ فَصَّلَهُ بِأَنَّ الْكَبَائِرَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ- إِنَّ اللَّهَ لا یَغْفِرُ أَنْ یُشْرَكَ بِهِ (4) وَ الْیَأْسُ وَ لا تَیْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ (5) وَ عُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ لِأَنَّ الْعَاقَّ جَبَّارٌ شَقِیٌ وَ بَرًّا بِوالِدَتِی وَ لَمْ یَجْعَلْنِی جَبَّاراً شَقِیًّا(6) وَ قَتْلُ النَّفْسِ- وَ مَنْ یَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً(7) وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ وَ أَكْلُ مَالِ الْیَتِیمِ- إِنَّ الَّذِینَ یَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً(8) وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ (9) وَ أَكْلُ الرِّبَا الَّذِینَ یَأْكُلُونَ الرِّبا(10) وَ السِّحْرُ وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ (11) وَ الزِّنَا وَ لا یَزْنُونَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ

یَلْقَ أَثاماً(12) وَ الْیَمِینُ الْغَمُوسُ إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَیْمانِهِمْ ثَمَناً(13) وَ الْغُلُولُ وَ مَنْ یَغْلُلْ یَأْتِ بِما غَلَ (14) وَ مَنْعُ الزَّكَاةِ یَوْمَ یُحْمی عَلَیْها فِی نارِ جَهَنَّمَ (15) وَ شَهَادَةُ الزُّورِ وَ كِتْمَانُ الشَّهَادَةِ

ص: 216


1- 1. الاحتجاج للطبرسیّ ص 197.
2- 2. الكافی ج 5 ص 23.
3- 3. سورة النساء الآیة 31.
4- 4. سورة النساء الآیة 48.
5- 5. سورة یوسف الآیة 87.
6- 6. سورة مریم الآیة 32.
7- 7. سورة النساء الآیة 93.
8- 8. سورة النساء الآیة 10.
9- 9. سورة الأنفال الآیة 16.
10- 10. سورة البقرة الآیة 275.
11- 11. سورة البقرة الآیة 102.
12- 12. سورة الفرقان الآیة 68.
13- 13. سورة آل عمران الآیة 77.
14- 14. سورة آل عمران الآیة 161.
15- 15. سورة التوبة الآیة 35.

وَ مَنْ یَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ (1) وَ شُرْبُ الْخَمْرِ لِقَوْلِهِ علیه السلام شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ وَ تَرْكُ الصَّلَاةِ لِقَوْلِهِ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ ذِمَّةِ اللَّهِ وَ ذِمَّةِ رَسُولِهِ وَ نَقْضُ الْعَهْدِ وَ قَطِیعَةُ الرَّحِمِ- الَّذِینَ یَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ (2) وَ قَوْلُ الزُّورِ- وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ(3) وَ الْجُرْأَةُ عَلَی اللَّهِ- أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ (4) وَ كُفْرَانُ النِّعْمَةِ- وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(5) وَ بَخْسُ الْكَیْلِ وَ الْوَزْنِ وَیْلٌ لِلْمُطَفِّفِینَ (6) وَ اللِّوَاطُ- الَّذِینَ یَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ (7) وَ الْبِدْعَةُ قَوْلُهُ علیه السلام مَنْ تَبَسَّمَ فِی وَجْهِ مُبْتَدِعٍ فَقَدْ أَعَانَ عَلَی هَدْمِ دِینِهِ قَالَ فَخَرَجَ عَمْرٌو وَ لَهُ صُرَاخٌ مِنْ بُكَائِهِ وَ هُوَ یَقُولُ هَلَكَ مَنْ سَلَبَ تُرَاثَكُمْ وَ نَازَعَكُمْ فِی الْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ (8).

وَ ذَكَرَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَّارُ فِی مُسْنَدِ أَبِی حَنِیفَةَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِیَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِیفَةَ وَ قَدْ سُئِلَ مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَیْتَهُ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ بَعَثَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ فُتِنُوا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَیِّئْ لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ الشِّدَادِ فَهَیَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِینَ مَسْأَلَةً ثُمَّ بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ هُوَ بِالْحِیرَةِ فَأَتَیْتُهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ جَعْفَرٌ جَالِسٌ عَنْ یَمِینِهِ فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ دُخِلْتُ مِنَ الْهَیْبَةِ لِجَعْفَرٍ مَا لَمْ یَدْخُلْنِی لِأَبِی جَعْفَرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَأَوْمَأَ إِلَیَّ فَجَلَسْتُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا أَبُو حَنِیفَةَ قَالَ نَعَمْ أَعْرِفُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ أَلْقِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مِنْ مَسَائِلِكَ فَجَعَلْتُ أُلْقِی عَلَیْهِ فَیُجِیبُنِی فَیَقُولُ أَنْتُمْ تَقُولُونَ كَذَا وَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَقُولُونَ كَذَا وَ نَحْنُ نَقُولُ كَذَا فَرُبَّمَا تَابَعَنَا وَ رُبَّمَا تَابَعَهُمْ وَ رُبَّمَا خَالَفَنَا جَمِیعاً حَتَّی أَتَیْتُ عَلَی الْأَرْبَعِینَ مَسْأَلَةً فَمَا أَخَلَّ مِنْهَا بِشَیْ ءٍ

ص: 217


1- 1. سورة البقرة الآیة 283.
2- 2. سورة البقرة الآیة 27.
3- 3. سورة الحجّ الآیة 30.
4- 4. سورة الأعراف الآیة 99.
5- 5. سورة إبراهیم الآیة 7.
6- 6. سورة المطففین الآیة 1.
7- 7. سورة النجم الآیة 32.
8- 8. المناقب ج 3 ص 375.

ثُمَّ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَ لَیْسَ أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهُمْ بِاخْتِلَافِ النَّاسِ (1).

أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ دَخَلَ یَمَانِیٌّ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً بِكَ یَا سَعْدُ فَقَالَ الرَّجُلُ بِهَذَا الِاسْمِ سَمَّتْنِی أُمِّی وَ قَلَّ مَنْ یَعْرِفُنِی بِهِ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا سَعْدُ الْمَوْلَی فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِهَذَا كُنْتُ أُلَقَّبُ فَقَالَ لَا خَیْرَ فِی اللَّقَبِ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (2) مَا صِنَاعَتُكَ یَا سَعْدُ قَالَ أَنَا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ نَنْظُرُ فِی النُّجُومِ فَقَالَ كَمْ ضَوْءُ الشَّمْسِ عَلَی ضَوْءِ الْقَمَرِ دَرَجَةً قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ فَكَمْ ضَوْءُ الْقَمَرِ عَلَی ضَوْءِ الزُّهَرَةِ دَرَجَةً قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ فَكَمْ لِلْمُشْتَرِی مِنْ ضَوْءِ عُطَارِدٍ قَالَ لَا أَدْرِی قَالَ فَمَا اسْمُ النُّجُومِ الَّتِی إِذَا طَلَعَتْ هَاجَتِ الْبَقَرُ قَالَ لَا أَدْرِی فَقَالَ یَا أَخَا أَهْلِ الْیَمَنِ عِنْدَكُمْ عُلَمَاءُ قَالَ نَعَمْ إِنَّ عَالِمَهُمْ لَیَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَقْفُو الْأَثَرَ فِی السَّاعَةِ الْوَاحِدَةِ مَسِیرَةَ سَیْرِ الرَّاكِبِ الْمُجِدِّ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ عَالِمَ الْمَدِینَةِ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِ الْیَمَنِ لِأَنَّ عَالِمَ الْمَدِینَةِ یَنْتَهِی إِلَی حَیْثُ لَا یَقْفُو الْأَثَرَ وَ یَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَعْلَمُ مَا فِی اللَّحْظَةِ الْوَاحِدَةِ مَسِیرَةَ الشَّمْسِ یَقْطَعُ اثْنَیْ عَشَرَ بُرْجاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَحْراً وَ اثْنَیْ عَشَرَ عَالِماً قَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً یَعْلَمُ هَذَا وَ یَدْرِی.

سَالِمٌ الضَّرِیرُ: إِنَّ نَصْرَانِیّاً سَأَلَ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ تَفْصِیلِ الْجِسْمِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ وَصْلًا وَ عَلَی مِائَتَیْنِ وَ سِتَّةٍ وَ أَرْبَعِینَ عَظْماً وَ عَلَی ثَلَاثِ مِائَةٍ وَ سِتِّینَ عِرْقاً فَالْعُرُوقُ هِیَ الَّتِی تَسْقِی الْجَسَدَ كُلَّهُ وَ الْعِظَامُ تُمْسِكُهَا وَ اللَّحْمُ یُمْسِكُ الْعِظَامَ وَ الْعَصَبُ یُمْسِكُ اللَّحْمَ وَ جَعَلَ فِی یَدَیْهِ اثْنَیْنِ وَ ثَمَانِینَ عَظْماً فِی كُلِّ یَدٍ أَحَدٌ وَ أَرْبَعُونَ عَظْماً مِنْهَا فِی كَفِّهِ خَمْسَةٌ وَ ثَلَاثُونَ عَظْماً وَ فِی سَاعِدِهِ اثْنَانِ وَ فِی عَضُدِهِ وَاحِدٌ وَ فِی كَتِفِهِ ثَلَاثَةٌ فَذَلِكَ أَحَدٌ وَ أَرْبَعُونَ عَظْماً وَ كَذَلِكَ فِی الْأُخْرَی وَ فِی رِجْلِهِ ثَلَاثَةٌ وَ أَرْبَعُونَ عَظْماً مِنْهَا فِی قَدَمِهِ خَمْسَةٌ وَ ثَلَاثُونَ عَظْماً وَ فِی سَاقِهِ اثْنَانِ وَ فِی رُكْبَتِهِ ثَلَاثَةٌ وَ فِی فَخِذِهِ وَاحِدٌ وَ فِی وَرِكِهِ اثْنَانِ وَ كَذَلِكَ فِی الْأُخْرَی وَ فِی صُلْبِهِ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ فَقَارَةً وَ فِی

ص: 218


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 378.
2- 2. سورة الحجرات الآیة 11.

كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ جَنْبَیْهِ تِسْعَةُ أَضْلَاعٍ وَ فِی وَقَصَتِهِ ثَمَانِیَةٌ وَ فِی رَأْسِهِ سِتَّةٌ وَ ثَلَاثُونَ عَظْماً وَ فِی فِیهِ ثَمَانِیَةٌ وَ عِشْرُونَ وَ اثْنَانِ وَ ثَلَاثُونَ (1).

بیان: لعل المراد بالوقصة العنق قال الفیروزآبادی (2) وقص عنقه كوعد كسرها و الوقص بالتحریك قصر العنق و یحتمل أن یكون و فی قصه و هی عظام وسط الظهر قوله علیه السلام و فی فیه ثمانیة و عشرون أی فی بدو الإنبات ثم تنبت فی قریب من العشرین أربعة أخری فلذا قال علیه السلام بعده و اثنان و ثلاثون.

و یحتمل أن یكون باعتبار اختلافها فی الأشخاص و یدل الخبر علی أن السن لیس بعظم.

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَالَ بَعْضُ الْخَوَارِجِ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ- الْعَجَمُ تَتَزَوَّجُ فِی الْعَرَبِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَالْعَرَبُ تَتَزَوَّجُ فِی قُرَیْشٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَقُرَیْشٌ تَتَزَوَّجُ فِی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ نَعَمْ فَجَاءَ الْخَارِجِیُّ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَصَّ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَ سَمِعَهُ مِنْكَ فَقَالَ علیه السلام نَعَمْ قَدْ قُلْتُ ذَاكَ قَالَ الْخَارِجِیُّ فَهَا أَنَا ذَا قَدْ جِئْتُكَ خَاطِباً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّكَ لَكُفْوٌ فِی دِینِكَ وَ حَسَبُكَ فِی قَوْمِكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ صَانَنَا عَنِ الصَّدَقَاتِ وَ هِیَ أَوْسَاخُ أَیْدِی النَّاسِ فَنَكْرَهُ أَنْ نُشْرِكَ فِیمَا فَضَّلَنَا اللَّهُ بِهِ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ مَا جَعَلَ لَنَا فَقَامَ الْخَارِجِیُّ وَ هُوَ یَقُولُ بِاللَّهِ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا مِثْلَهُ رَدَّنِی وَ اللَّهِ أَقْبَحَ رَدٍّ وَ مَا خَرَجَ مِنْ قَوْلِ صَاحِبِهِ (3).

وَ حَدَّثَ أَبُو هِفَّانَ وَ ابْنُ مَاسُوَیْهِ حَاضِرٌ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: الطَّبَائِعُ أَرْبَعٌ الدَّمُ وَ هُوَ عَبْدٌ وَ رُبَّمَا قَتَلَ الْعَبْدُ سَیِّدَهُ وَ الرِّیحُ وَ هُوَ عَدُوٌّ إِذَا سَدَدْتَ لَهُ بَاباً أَتَاكَ مِنْ آخَرَ وَ الْبَلْغَمُ وَ هُوَ مَلِكٌ یُدَارَی وَ الْمِرَّةُ وَ هِیَ الْأَرْضُ إِذَا رَجَفَتْ رَجَفَتْ بِمَنْ عَلَیْهَا فَقَالَ أَعِدْ عَلَیَّ فَوَ اللَّهِ مَا یُحْسِنُ جَالِینُوسُ أَنْ یَصِفَ هَذَا الْوَصْفَ (4).

ص: 219


1- 1. المناقب ج 3 ص 379.
2- 2. القاموس ج 2 ص 321- 322.
3- 3. المناقب ج 3 ص 381.
4- 4. نفس المصدر ج 3 ص 382.

وَ فِی امْتِحَانِ الْفُقَهَاءِ،: رَجُلٌ صَانِعٌ قَطَعَ عُضْوَ صَبِیٍّ بِأَمْرِ أَبِیهِ فَإِنْ مَاتَ فَعَلَیْهِ نِصْفُ الدِّیَةِ وَ إِنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ الدِّیَةُ كَامِلَةً هَذَا حَجَّامٌ قَطَعَ حَشَفَةَ صَبِیٍّ وَ هُوَ یَخْتِنُهُ فَإِنْ مَاتَ فَعَلَیْهِ نِصْفُ الدِّیَةِ وَ نِصْفُ الدِّیَةِ عَلَی أَبِیهِ لِأَنَّهُ شَارَكَهُ فِی مَوْتِهِ وَ إِنْ عَاشَ فَعَلَیْهِ الدِّیَةُ كَامِلَةً لِأَنَّهُ قَطَعَ النَّسْلَ وَ بِهِ وَرَدَ الْأَثَرُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام (1)

وَ فِیهِ أَنَّ رَجُلًا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَوْصَی أَنَّ غُلَامِی یَسَارَ هُوَ ابْنِی فَوَرِّثُوهُ وَ غُلَامِی یَسَارَ فَأَعْتِقُوهُ فَهُوَ حُرٌّ الْجَوَابُ یُسْأَلُ أَیُّ الْغُلَامَیْنِ كَانَ یَدْخُلُ عَلَیْهِنَّ فَیَقُولُ أَبُوهُمْ لَا یَسْتَتِرْنَ مِنْهُ فَإِنَّمَا هُوَ وَلَدُهُ فَإِنْ قَالَ أَوْلَادُهُ إِنَّمَا أَبُونَا قَالَ لَا یَسْتَتِرْنَ مِنْهُ فَإِنَّهُ نَشَأَ فِی حُجُورِنَا وَ هُوَ صَغِیرٌ فَیُقَالُ لَهُمْ أَ فِیكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ عَلَامَةٌ فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ نُظِرَ فَإِنْ وُجِدَتْ تِلْكَ الْعَلَامَةُ بِالصَّغِیرِ فَهُوَ أَخُوهُمْ وَ إِنْ لَمْ تُوجَدْ فِیهِ یُقْرَعُ بَیْنَ الْغُلَامَیْنِ فَأَیُّهُمَا خَرَجَ سَهْمُهُ فَهُوَ حُرٌّ بِالْمَرْوِیِّ عَنْهُ علیه السلام (2).

بیان: إنما ذكر الروایتین مع أنهما لیسا بمعتمدین لبیان أن المخالفین یروون عنه علیه السلام و یثقون بقوله و الأخیرة فیها موافقة فی الجملة للأصول و لتحقیقها مقام آخر.

«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: سَأَلَ زِنْدِیقٌ الصَّادِقَ علیه السلام فَقَالَ مَا عِلَّةُ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ وَ إِنَّمَا أَتَی حَلَالًا وَ لَیْسَ فِی الْحَلَالِ تَدْنِیسٌ فَقَالَ علیه السلام لِأَنَّ الْجَنَابَةَ بِمَنْزِلَةِ الْحَیْضِ وَ ذَلِكَ أَنَّ النُّطْفَةَ دَمٌ لَمْ یَسْتَحْكِمْ وَ لَا یَكُونُ الْجِمَاعُ إِلَّا بِحَرَكَةٍ غَالِبَةٍ فَإِذَا فُرِّغَ تَنَفَّسَ الْبَدَنُ وَ وَجَدَ الرَّجُلُ مِنْ نَفْسِهِ رَائِحَةً كَرِیهَةً فَوَجَبَ الْغُسْلُ لِذَلِكَ غُسْلُ الْجَنَابَةِ أَمَانَةٌ ائْتَمَنَ اللَّهُ عَلَیْهَا عَبِیدَهُ لِیَخْتَبِرَهُمْ بِهَا(3). وَ سَأَلَهُ علیه السلام أَبُو حَنِیفَةَ عَنْ قَوْلِهِ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِینَ (4) فَقَالَ مَا تَقُولُ فِیهَا یَا أَبَا حَنِیفَةَ فَقَالَ أَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ یَكُونُوا مُشْرِكِینَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- انْظُرْ كَیْفَ كَذَبُوا

ص: 220


1- 1. نفس المصدر ج 3 ص 386.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 387.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 387.
4- 4. سورة الأنعام الآیة 23.

عَلی أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِیهَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ أَشْرَكُوا مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ.

وَ سَأَلَهُ علیه السلام عُبَّادٌ الْمَكِّیُّ عَنْ رَجُلٍ زَنَی وَ هُوَ مَرِیضٌ فَإِنْ أُقِیمَ عَلَیْهِ الْحَدُّ خَافُوا أَنْ یَمُوتَ مَا تَقُولُ فِیهِ فَقَالَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِكَ أَوْ أَمَرَكَ بِهَا إِنْسَانٌ فَقَالَ إِنَّ سُفْیَانَ الثَّوْرِیَّ أَمَرَنِی بِهَا فَقَالَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أُتِیَ بِرَجُلٍ أَحْبَنَ قَدِ اسْتَسْقَی بَطْنُهُ وَ بَدَتْ عُرُوقُ فَخِذَیْهِ وَ قَدْ زَنَی بِامْرَأَةٍ مَرِیضَةٍ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهُ فَأُتِیَ بِعُرْجُونٍ فِیهِ مِائَةُ شِمْرَاخٍ فَضَرَبَهُ بِهِ ضَرْبَةً وَ ضَرَبَهَا ضَرْبَةً وَ خَلَّی سَبِیلَهُمَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ خُذْ بِیَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ (1).

بیان: الحبن محركة داء فی البطن یعظم منه و یرم فهو أحبن.

«7»- كشف، [كشف الغمة] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ(2) عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكْنَاءُ وَ كِسَاءُ خَزٍّ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِ تَعَجُّباً فَقَالَ لِی یَا ثَوْرِیُّ مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَیْنَا لَعَلَّكَ تَعْجَبُ مِمَّا تَرَی فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَیْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِكَ وَ لَا لِبَاسِ آبَائِكَ قَالَ یَا ثَوْرِیُّ كَانَ ذَلِكَ زَمَانُ إِقْتَارٍ وَ افْتِقَارٍ وَ كَانُوا یَعْمَلُونَ عَلَی قَدْرِ إِقْتَارِهِ وَ افْتِقَارِهِ وَ هَذَا زَمَانٌ قَدْ أَسْبَلَ كُلُّ شَیْ ءٍ عَزَالِیَهُ (3)

ثُمَّ حَسَرَ رُدْنَ جُبَّتِهِ فَإِذَا تَحْتَهَا جُبَّةُ صُوفٍ بَیْضَاءُ یَقْصُرُ الذَّیْلُ عَنِ الذَّیْلِ وَ الرُّدْنُ عَنِ الرُّدْنِ وَ قَالَ یَا ثَوْرِیُّ لَبِسْنَا هَذَا لِلَّهِ تَعَالَی وَ هَذَا لَكُمْ وَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَخْفَیْنَاهُ وَ مَا كَانَ لَكُمْ أَبْدَیْنَاهُ.

«8»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ السَّلَمِیِّ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: سَأَلَنِی بَعْضُ الْخَوَارِجِ عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ- مِنَ الضَّأْنِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَیْنِ

ص: 221


1- 1. المناقب ج 3 ص 390 و الآیة الثانیة فی سورة الأنعام برقم 24.
2- 2. مطالب السئول ص 82.
3- 3. العزالی: جمع عزلاء و هی مصب الراویة فقوله: قد أسبل كل شی ء عزالیه، یرید به وفور الخیر و انتشار البركة و كثرة النعم و تفشی الرخاء.

قُلْ آلذَّكَرَیْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَیَیْنِ- وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَیْنِ (1) مَا الَّذِی أَحَلَّ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا الَّذِی حَرَّمَ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدِی فِیهِ شَیْ ءٌ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا حَاجٌّ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ فِی الْأُضْحِیَّةِ بِمِنًی الضَّأْنَ وَ الْمَعْزَ الْأَهْلِیَّةَ وَ حَرَّمَ أَنْ یُضَحَّی بِالْجَبَلِیَّةِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَیْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَیْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَلَّ فِی الْأُضْحِیَّةِ الْإِبِلَ الْعِرَابَ (2) وَ حَرَّمَ فِیهَا الْبَخَاتِیَ (3) وَ أَحَلَّ الْبَقَرَ الْأَهْلِیَّةَ أَنْ یُضَحَّی بِهَا وَ حَرَّمَ الْجَبَلِیَّةَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی الرَّجُلِ فَأَخْبَرْتُهُ بِهَذَا الْجَوَابِ فَقَالَ هَذَا شَیْ ءٌ حَمَلَتْهُ الْإِبِلُ مِنَ الْحِجَازِ(4).

«9»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ قَدْ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ عَجِبَ النَّاسُ مِنْكَ أَمْسِ وَ أَنْتَ بِعَرَفَةَ تُمَاكِسُ (5) بِبُدْنِكَ (6) أَشَدَّ مِكَاساً یَكُونُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا لِلَّهِ مِنَ الرِّضَا أَنْ أُغْبَنَ فِی مَالِی قَالَ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لَا وَ اللَّهِ مَا لِلَّهِ فِی هَذَا مِنَ الرِّضَا قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ وَ مَا نَجِیئُكَ بِشَیْ ءٍ إِلَّا جِئْتَنَا بِمَا لَا مَخْرَجَ لَنَا مِنْهُ (7).

«10»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی أَبِی الْعَبَّاسِ وَ هُوَ بِالْحِیرَةِ(8) خَرَجَ یَوْماً یُرِیدُ

ص: 222


1- 1. سورة الأنعام الآیة: 142- 143.
2- 2. الإبل العراب: بكسر العین و هی الإبل العربیة خلاف البخاتی.
3- 3. الإبل البخاتی: جمع بختیة و بخت بالضم و هی الخراسانیة.
4- 4. الكافی ج 4 ص 492.
5- 5. المماكسة: فی البیع انتقاص الثمن و استحطاطه.
6- 6. البدن: بالضم جمع بدنة كقصبة و تجمع علی بدنات كقصبات و هی من الإبل ما كان له خمس سنین و دخل فی السادسة، و انما سمیت بذلك لعظم بدنها و سمنها.
7- 7. الكافی ج 4 ص 546.
8- 8. الحیرة: بالكسر: ثم السكون، وراء: مدینة كانت علی ثلاثة أمیال من الكوفة علی النجف، و قیل سمیت بذلك لان تبعا لما قصد خراسان خلف ضعفة جنده بذلك الموضع و قال لهم: حیروا به، أی أقیموا.

عِیسَی بْنَ مُوسَی فَاسْتَقْبَلَهُ بَیْنَ الْحِیرَةِ وَ الْكُوفَةِ وَ مَعَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ الْقَاضِی فَقَالَ لَهُ إِلَی أَیْنَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَرَدْتُكَ فَقَالَ قَدْ قَصَّرَ اللَّهُ خَطْوَكَ قَالَ فَمَضَی مَعَهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ مَا تَقُولُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ سَأَلَنِی عَنْهُ الْأَمِیرُ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدِی فِیهِ شَیْ ءٌ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ سَأَلَنِی عَنْ أَوَّلِ كِتَابٍ كُتِبَ فِی الْأَرْضِ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَضَ عَلَی آدَمَ ذُرِّیَّتَهُ عَرْضَ الْعَیْنِ فِی صُوَرِ الذَّرِّ نَبِیّاً فَنَبِیّاً وَ مَلِكاً فَمَلِكاً وَ مُؤْمِناً فَمُؤْمِناً وَ كَافِراً فَكَافِراً فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی دَاوُدَ علیه السلام قَالَ مَنْ هَذَا الَّذِی نَبَّأْتَهُ وَ كَرَّمْتَهُ وَ قَصَّرْتَ عُمُرَهُ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ عُمُرُهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ إِنِّی قَدْ كَتَبْتُ الْآجَالَ وَ قَسَمْتُ الْأَرْزَاقَ وَ أَنَا أَمْحُو مَا أَشَاءُ وَ أُثْبِتُ وَ عِنْدِی أُمُّ الْكِتَابِ فَإِنْ جَعَلْتَ لَهُ شَیْئاً مِنْ عُمُرِكَ أَلْحَقْتُهُ لَهُ قَالَ یَا رَبِّ قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمُرِی سِتِّینَ سَنَةً تَمَامَ الْمِائَةِ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِجَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ اكْتُبُوا عَلَیْهِ كِتَاباً فَإِنَّهُ سَیَنْسَی قَالَ فَكَتَبُوا عَلَیْهِ كِتَاباً وَ خَتَمُوهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ قَالَ فَلَمَّا حَضَرَتْ آدَمَ الْوَفَاةُ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ آدَمُ یَا مَلَكَ الْمَوْتِ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئْتُ لِأَقْبِضَ رُوحَكَ قَالَ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِی سِتُّونَ سَنَةً فَقَالَ إِنَّكَ جَعَلْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ قَالَ وَ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ أَخْرَجَ لَهُ الْكِتَابَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ إِذَا خَرَجَ الصَّكُّ عَلَی الْمَدْیُونِ ذَلَّ الْمَدْیُونُ فَقَبَضَ رُوحَهُ (1).

«11»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الصَّائِغِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أَبُو حَنِیفَةَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ رَأَیْتُ رُؤْیَا عَجِیبَةً فَقَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ هَاتِهَا فَإِنَّ الْعَالِمَ بِهَا جَالِسٌ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی حَنِیفَةَ قَالَ فَقُلْتُ رَأَیْتُ كَأَنِّی دَخَلْتُ دَارِی وَ إِذَا أَهْلِی قَدْ خَرَجَتْ عَلَیَّ فَكَسَرَتْ جَوْزاً كَثِیراً وَ نَثَرَتْهُ عَلَیَّ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ هَذِهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَنْتَ رَجُلٌ تُخَاصِمُ وَ تُجَادِلُ لِئَاماً فِی مَوَارِیثِ أَهْلِكَ فَبَعْدَ نَصَبٍ (2) شَدِیدٍ تَنَالُ حَاجَتَكَ

ص: 223


1- 1. الكافی ج 7 ص 378.
2- 2. النصب: محركة التعب و الاعیاء.

مِنْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَصَبْتَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا حَنِیفَةَ.

قَالَ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو حَنِیفَةَ مِنْ عِنْدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی كَرِهْتُ تَعْبِیرَ هَذَا النَّاصِبِ فَقَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ لَا یَسُؤْكَ اللَّهُ فَمَا یُوَاطِئُ تَعْبِیرُهُ تَعْبِیرَنَا وَ لَا تَعْبِیرُنَا تَعْبِیرَهُمْ وَ لَیْسَ التَّعْبِیرُ كَمَا عَبَّرَهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَوْلُكَ أَصَبْتَ وَ تَحْلِفُ عَلَیْهِ وَ هُوَ مُخْطِئٌ قَالَ نَعَمْ حَلَفْتُ عَلَیْهِ أَنَّهُ أَصَابَ الْخَطَاءَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَمَا تَأْوِیلُهَا قَالَ یَا ابْنَ مُسْلِمٍ إِنَّكَ تَتَمَتَّعُ بِامْرَأَةٍ فَتَعْلَمُ بِهَا أَهْلُكَ فَتَخْرِقُ عَلَیْكَ ثِیَاباً جُدُداً فَإِنَّ الْقِشْرَ كِسْوَةُ اللُّبِّ قَالَ ابْنُ مُسْلِمٍ فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ بَیْنَ تَعْبِیرِهِ وَ تَصْحِیحِ الرُّؤْیَا إِلَّا صَبِیحَةُ الْجُمُعَةِ فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ الْجُمُعَةِ أَنَا جَالِسٌ بِالْبَابِ إِذْ مَرَّتْ بِی جَارِیَةٌ فَأَعْجَبَتْنِی فَأَمَرْتُ غُلَامِی فَرَدَّهَا ثُمَّ أَدْخَلَهَا دَارِی فَتَمَتَّعْتُ بِهَا فَأَحَسَّتْ بِی وَ بِهَا أَهْلِی فَدَخَلَتْ عَلَیْنَا الْبَیْتَ فَبَادَرَتِ الْجَارِیَةُ نَحْوَ الْبَابِ فَبَقِیتُ أَنَا فَمَزَّقَتْ عَلَیَّ ثِیَاباً جُدُداً كُنْتُ أَلْبَسُهَا فِی الْأَعْیَادِ(1).

«12»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ حَمَّادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ هِشَامٍ الْخَفَّافِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ بَصَرُكَ بِالنُّجُومِ قَالَ قُلْتُ مَا خَلَّفْتُ بِالْعِرَاقِ أَبْصَرَ بِالنُّجُومِ مِنِّی فَقَالَ كَیْفَ دَوَرَانُ الْفَلَكِ عِنْدَكُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی فَأَدَرْتُهَا قَالَ فَقَالَ فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا تَقُولُ فَمَا بَالُ بَنَاتِ نَعْشٍ وَ الْجَدْیِ وَ الْفَرْقَدَیْنِ- لَا یُرَوْنَ یَدُورُونَ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فِی الْقِبْلَةِ قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ هَذَا شَیْ ءٌ لَا أَعْرِفُهُ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ یَذْكُرُهُ فَقَالَ لِی كَمِ السُّكَیْنَةُ مِنَ الزُّهَرَةِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهَا قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ نَجْمٌ مَا سَمِعْتُ بِهِ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ یَذْكُرُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَسْقَطْتُمْ نَجْماً بِأَسْرِهِ فَعَلَی مَا تَحْسُبُونَ ثُمَّ قَالَ فَكَمِ الزُّهَرَةُ مِنَ الْقَمَرِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهِ قَالَ فَقُلْتُ هَذَا شَیْ ءٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَكَمِ الْقَمَرُ جُزْءاً مِنَ الشَّمْسِ فِی ضَوْئِهَا قَالَ فَقُلْتُ مَا أَعْرِفُ هَذَا قَالَ صَدَقْتَ.

ص: 224


1- 1. ج 8 ص 292 و فیه« تمزق» بدل« تخرق».

ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ الْعَسْكَرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فِی هَذَا حَاسِبٌ وَ فِی هَذَا حَاسِبٌ فَیَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ وَ یَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ ثُمَّ یَلْتَقِیَانِ فَیَهْزِمُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَأَیْنَ كَانَتِ النُّجُومُ قَالَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ علیه السلام صَدَقْتَ إِنَّ أَصْلَ الْحِسَابِ حَقٌّ وَ لَكِنْ لَا یَعْلَمُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَلِمَ مَوَالِیدَ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ (1).

«13»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ فَقَالَ لَهُ أَ لَیْسَ اللَّهُ حَكِیماً قَالَ بَلَی هُوَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِینَ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً(2) أَ لَیْسَ هَذَا فَرْضٌ قَالَ بَلَی قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَنْ تَسْتَطِیعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَیْنَ النِّساءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِیلُوا كُلَّ الْمَیْلِ (3) أَیُّ حَكِیمٍ یَتَكَلَّمُ بِهَذَا فَلَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ جَوَابٌ فَرَحَلَ إِلَی الْمَدِینَةِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا هِشَامُ فِی غَیْرِ وَقْتِ حَجٍّ وَ لَا عُمْرَةٍ قَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِأَمْرٍ أَهَمَّنِی إِنَّ ابْنَ أَبِی الْعَوْجَاءِ سَأَلَنِی عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ یَكُنْ عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ فَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً یَعْنِی فِی النَّفَقَةِ.

وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَنْ تَسْتَطِیعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَیْنَ النِّساءِ وَ لَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِیلُوا كُلَّ الْمَیْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ یَعْنِی فِی الْمَوَدَّةِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَیْهِ هِشَامٌ بِهَذَا الْجَوَابِ وَ أَخْبَرَهُ قَالَ وَ اللَّهِ مَا هَذَا مِنْ عِنْدِكَ (4).

«14»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ

ص: 225


1- 1. الكافی ج 8 ص 351.
2- 2. سورة النساء، الآیة: 3.
3- 3. سورة النساء، الآیة: 129.
4- 4. الكافی ج 5 ص 362.

زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ زِیَادِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَارِثِیِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ یَسْتَعْدِی عَلَی أَبِیهِ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ إِنَّ أَبِی زَوَّجَ ابْنَتِی بِغَیْرِ إِذْنِی فَقَالَ زِیَادٌ لِجُلَسَائِهِ الَّذِینَ عِنْدَهُ مَا تَقُولُونَ فِیمَا یَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ قَالُوا نِكَاحُهُ بَاطِلٌ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ مَا تَقُولُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا سَأَلَنِی أَقْبَلْتُ عَلَی الَّذِینَ أَجَابُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ أَ لَیْسَ فِیمَا تَرْوُونَ أَنْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ رَجُلًا جَاءَ یَسْتَعْدِیهِ عَلَی أَبِیهِ فِی مِثْلِ هَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ وَ مَالُكَ لِأَبِیكَ فَقَالُوا بَلَی فَقُلْتُ لَهُمْ فَكَیْفَ یَكُونُ هَذَا وَ هُوَ وَ مَالُهُ لِأَبِیهِ وَ لَا یَجُوزُ نِكَاحُهُ قَالَ فَأَخَذَ بِقَوْلِهِمْ وَ تَرَكَ قَوْلِی (1).

«15»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: مَاتَتْ أُخْتُ مُفَضَّلِ بْنِ غِیَاثٍ فَأَوْصَتْ بِشَیْ ءٍ مِنْ مَالِهَا الثُّلُثِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الثُّلُثِ فِی الْمَسَاكِینِ وَ الثُّلُثِ فِی الْحَجِّ فَإِذَا هُوَ لَا یَبْقَی مَا یَبْلُغُ مَا قَالَتْ فَذَهَبْتُ أَنَا وَ هُوَ إِلَی ابْنِ أَبِی لَیْلَی فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ اجْعَلُوا ثُلُثاً فِی ذَا وَ ثُلُثاً فِی ذَا وَ ثُلُثاً فِی ذَا فَأَتَیْنَا ابْنَ شُبْرُمَةَ فَقَالَ أَیْضاً كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی فَأَتَیْنَا أَبَا حَنِیفَةَ فَقَالَ كَمَا قَالا فَخَرَجْنَا إِلَی مَكَّةَ فَقَالَ لِی سَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَمْ تَكُنْ حَجَّتِ الْمَرْأَةُ فَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی ابْدَأْ بِالْحَجِّ فَإِنَّهُ فَرِیضَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ مَا بَقِیَ اجْعَلْهُ بَعْضاً فِی ذَا وَ بَعْضاً فِی ذَا قَالَ فَقَدِمْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَ اسْتَقْبَلْتُ أَبَا حَنِیفَةَ وَ قُلْتُ لَهُ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الَّذِی سَأَلْتُكَ عَنْهُ فَقَالَ لِی ابْدَأْ بِحَقِّ اللَّهِ أَوَّلًا فَإِنَّهُ فَرِیضَةٌ عَلَیْهَا وَ مَا بَقِیَ فَاجْعَلْهُ بَعْضاً فِی ذَا وَ بَعْضاً فِی ذَا قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا قَالَ لِی خَیْراً وَ لَا شَرّاً وَ جِئْتُ إِلَی حَلْقَتِهِ وَ قَدْ طَرَحُوهَا وَ قَالُوا قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ ابْدَأْ بِالْحَجِّ فَإِنَّهُ فَرِیضَةُ اللَّهِ عَلَیْهَا قَالَ فَقُلْتُ هُوَ بِاللَّهِ قَالَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالُوا هُوَ خَبَّرَنَا هَذَا(2).

«16»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَقِیلِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا حَنِیفَةَ بَلَغَنِی

ص: 226


1- 1. نفس المصدر ج 5 ص 395.
2- 2. المصدر السابق ج 7 ص 63.

أَنَّكَ تَقِیسُ قَالَ نَعَمْ قَالَ لَا تَقِسْ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِیسُ حِینَ قَالَ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ (1) فَقَاسَ مَا بَیْنَ النَّارِ وَ الطِّینِ وَ لَوْ قَاسَ نُورِیَّةَ آدَمَ بِنُورِیَّةِ النَّارِ عَرَفَ فَضْلَ مَا بَیْنَ النُّورَیْنِ وَ صَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ(2).

«17»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: كَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ كَانَ عَامِلَهُ عَلَی الْمَدِینَةِ أَنْ یَسْأَلَ أَهْلَ الْمَدِینَةِ عَنِ الْخَمْسِ فِی الزَّكَاةِ مِنَ الْمِائَتَیْنِ كَیْفَ صَارَتْ وَزْنَ سَبْعَةٍ وَ لَمْ یَكُنْ هَذَا عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ أَنْ یَسْأَلَ فِیمَنْ یَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَدِینَةِ فَقَالُوا أَدْرَكْنَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَی هَذَا فَبَعَثَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ فَقَالَ كَمَا قَالَ الْمُسْتَفْتَوْنَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقَالَ مَا تَقُولُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ فِی كُلِّ أَرْبَعِینَ أُوقِیَّةً أُوقِیَّةً فَإِذَا حَسَبْتَ ذَلِكَ كَانَ وَزْنَ سَبْعَةٍ وَ قَدْ كَانَتْ عَلَی وَزْنِ سِتَّةٍ كَانَتِ الدَّرَاهِمُ خَمْسَةَ دَوَانِقَ قَالَ حَبِیبٌ فَحَسَبْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ كَمَا قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ أَخَذْتَ هَذَا قَالَ قَرَأْتُ فِی كِتَابِ أُمِّكَ فَاطِمَةَ قَالَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَبَعَثَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ابْعَثْ إِلَیَّ بِكِتَابِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی إِنَّمَا أَخْبَرْتُكَ أَنِّی قَرَأْتُهُ وَ لَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّهُ عِنْدِی قَالَ حَبِیبٌ فَجَعَلَ یَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ یَقُولُ لِی مَا رَأَیْتُ مِثْلَ هَذَا قَطُّ(3).

بیان: اعلم أن الدرهم كان فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه وآله ستة دوانیق ثم نقص فصار خمسة دوانیق فصار ستة منها علی وزن خمسة مما كان فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه وآله ثم تغیر إلی أن صار سبعة دراهم علی وزن خمسة من دراهم زمانه صلی اللّٰه علیه و آله فإذا عرفت هذا فیمكن توجیه الخبر بوجهین:

ص: 227


1- 1. سورة الأعراف، الآیة: 12.
2- 2. الكافی ج 1 ص 58.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 507.

الأول أن یقال إنهم لما سمعوا أن النصاب الأول مائتا درهم و فیه خمسة دراهم و رأوا فی زمانهم أن الفقهاء یحكمون بأن النصاب الأول مائتان و أربعون و فیها سبعة دراهم و لم یدروا ما السبب فی ذلك فأجابهم علیه السلام بأن علة ذلك نقص وزن الدراهم و إنما ذكر الأوقیة لأنهم كانوا یعلمون أن الأوقیة كان فی زمن الرسول صلی اللّٰه علیه وآله وزن أربعین درهما و كانت الأوقیة لم تتغیر عما كانت علیه فلما حسبوا ذلك علموا النسبة بین الدرهمین كذا أفاده الوالد العلامة قدس اللّٰه روحه الثانی أن یقال إنهم كانوا یعلمون تغیر الدراهم و نقصها و إنما اشتبه علیهم أنه لم لا یجزی فی مائتی درهم من دراهم زمن الرسول صلی اللّٰه علیه وآله خمسة من دراهم زمانهم فأجاب علیه السلام بأن النبی صلی اللّٰه علیه وآله قرر لذلك نصف العشر حیث جعل فی كل أربعین أوقیة أوقیة فلا یجزی فی تینك المائتین إلا سبعة من دراهم زمانهم حتی یكون ربع العشر فحسبوه فوجدوه كما قال علیه السلام قوله مثل هذا أی مثل هذا الرجل أو هذا الجواب.

«18»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلَنِی رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ فَقَالَ كَیْفَ صَارَتِ الزَّكَاةُ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ دِرْهَماً فَقُلْتُ لَهُ إِنَّمَا ذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَاةِ ثَلَاثٌ وَ ثِنْتَانِ وَ أَرْبَعٌ قَالَ فَقَبِلَ مِنِّی ثُمَّ لَقِیتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَسَبَ الْأَمْوَالَ وَ الْمَسَاكِینَ فَوَجَدَ مَا یَكْفِیهِمْ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ خَمْسَةً وَ عِشْرِینَ وَ لَوْ لَمْ یَكْفِهِمْ لَزَادَهُمْ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ جَاءَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ عَلَی الْإِبِلِ مِنَ الْحِجَازِ ثُمَّ قَالَ لَوْ أَنِّی أَعْطَیْتُ أَحَداً طَاعَةً لَأَعْطَیْتُ صَاحِبَ هَذَا الْكَلَامِ (1).

«19»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَمَاعَةَ عَنِ الْكَلْبِیِّ النَّسَّابَةِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ وَ لَسْتُ أَعْرِفُ شَیْئاً مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقُلْتُ أَخْبِرُونِی عَنْ عَالِمِ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ

ص: 228


1- 1. الكافی ج 3 ص 305.

فَأَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ فَخَرَجَ إِلَیَّ رَجُلٌ ظَنَنْتُ أَنَّهُ غُلَامٌ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی مَوْلَاكَ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِی ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَیْخٍ مُعْتَكِفٍ شَدِیدِ الِاجْتِهَادِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ أَنَا الْكَلْبِیُّ النَّسَّابَةُ فَقَالَ مَا حَاجَتُكَ فَقُلْتُ جِئْتُ أَسْأَلُكَ فَقَالَ أَ مَرَرْتَ بِابْنِی مُحَمَّدٍ قُلْتُ بَدَأْتُ بِكَ فَقَالَ سَلْ قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَقَالَ تَبِینُ بِرَأْسِ الْجَوْزَاءِ وَ الْبَاقِی وِزْرٌ عَلَیْهِ وَ عُقُوبَةٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَاحِدَةٌ فَقُلْتُ مَا یَقُولُ الشَّیْخُ فِی الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَقَالَ قَدْ مَسَحَ قَوْمٌ صَالِحُونَ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ لَا نَمْسَحُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثِنْتَانِ فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِی أَكْلِ الْجِرِّیِّ أَ حَلَالٌ هُوَ أَمْ حَرَامٌ فَقَالَ حَلَالٌ إِلَّا أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ نَعَافُهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثَلَاثٌ فَقُلْتُ وَ مَا تَقُولُ فِی شُرْبِ النَّبِیذِ فَقَالَ حَلَالٌ إِلَّا أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نَشْرَبُهُ فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا أَقُولُ هَذِهِ الْعِصَابَةُ تَكْذِبُ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَنَظَرْتُ إِلَی جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ النَّاسِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قُلْتُ لَهُمْ مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَقُلْتُ قَدْ أَتَیْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ شَیْئاً فَرَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ رَأْسَهُ فَقَالَ ائْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَهُوَ عَالِمُ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ فَلَامَهُ بَعْضُ مَنْ كَانَ بِالْحَضْرَةِ.

فَقُلْتُ إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا مَنَعَهُمْ مِنْ إِرْشَادِی إِلَیْهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ الْحَسَدُ فَقُلْتُ لَهُ وَیْحَكَ إِیَّاهُ أَرَدْتُ فَمَضَیْتُ حَتَّی صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ غُلَامٌ لَهُ فَقَالَ ادْخُلْ یَا أَخَا كَلْبٍ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَدْهَشَنِی فَدَخَلْتُ وَ أَنَا مُضْطَرِبٌ وَ نَظَرْتُ فَإِذَا بِشَیْخٍ عَلَی مُصَلًّی بِلَا مِرْفَقَةٍ وَ لَا بَرْدَعَةٍ فَابْتَدَأَنِی بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی یَا سُبْحَانَ اللَّهِ غُلَامُهُ یَقُولُ لِی بِالْبَابِ ادْخُلْ یَا أَخَا كَلْبٍ وَ یَسْأَلُنِی الْمَوْلَی مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ لَهُ أَنَا الْكَلْبِیُّ النَّسَّابَةُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی جَبْهَتِهِ وَ قَالَ كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً قَدْ خَسِرُوا خُسْراناً مُبِیناً یَا أَخَا كَلْبٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَیْنَ ذلِكَ كَثِیراً(1)

ص: 229


1- 1. سورة الفرقان الآیة: 38.

أَ فَتَنْسُبُهَا أَنْتَ فَقُلْتُ لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی أَ فَتَنْسُبُ نَفْسَكَ قُلْتُ نَعَمْ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ حَتَّی ارْتَفَعْتُ فَقَالَ لِی قِفْ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ وَیْحَكَ أَ تَدْرِی مَنْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قُلْتُ نَعَمْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ [ابْنُ فُلَانٍ] الرَّاعِی الْكُرْدِیِّ إِنَّمَا كَانَ فُلَانٌ الْكُرْدِیُّ الرَّاعِی عَلَی جَبَلِ آلِ فُلَانٍ فَنَزَلَ إِلَی فُلَانَةَ امْرَأَةِ فُلَانٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِی كَانَ یَرْعَی غَنَمَهُ عَلَیْهِ فَأَطْعَمَهَا شَیْئاً وَ غَشِیَهَا فَوَلَدَتْ فُلَاناً [وَ] فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ مِنْ فُلَانَةَ وَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ثُمَّ قَالَ أَ تَعْرِفُ هَذِهِ الْأَسَامِیَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَكُفَّ عَنْ هَذَا فَعَلْتَ فَقَالَ إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ فَقُلْتُ إِنِّی لَا أَعُودُ قَالَ لَا نَعُودُ إِذاً وَ اسْأَلْ عَمَّا جِئْتَ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ عَدَدَ النُّجُومِ فَقَالَ وَیْحَكَ أَ مَا تَقْرَأُ سُورَةَ الطَّلَاقِ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَاقْرَأْ فَقَرَأْتُ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ(1)

قَالَ أَ تَرَی هَاهُنَا نُجُومَ السَّمَاءِ قُلْتُ لَا قُلْتُ فَرَجُلٌ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثاً قَالَ تُرَدُّ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ لَا طَلَاقَ إِلَّا عَلَی طُهْرٍ مِنْ غَیْرِ جِمَاعٍ بِشَاهِدَیْنِ مَقْبُولَیْنِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَاحِدَةٌ ثُمَّ قَالَ سَلْ فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِی الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ رَدَّ اللَّهُ كُلَّ شَیْ ءٍ إِلَی شَیْئِهِ وَ رَدَّ الْجِلْدَ إِلَی الْغَنَمِ فَتَرَی أَصْحَابَ الْمَسْحِ أَیْنَ یَذْهَبُ وُضُوؤُهُمْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثِنْتَانِ.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ سَلْ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ أَكْلِ الْجِرِّیِّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَحْراً فَهُوَ الْجِرِّیُّ وَ الزِّمَّارُ وَ الْمَارْمَاهِی وَ مَا سِوَی ذَلِكَ وَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَرّاً فَالْقِرَدَةُ وَ الْخَنَازِیرُ وَ الْوَبَرُ وَ الْوَرَلُ وَ مَا سِوَی ذَلِكَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی ثَلَاثٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ سَلْ وَ قُمْ فَقُلْتُ مَا تَقُولُ فِی النَّبِیذِ فَقَالَ علیه السلام حَلَالٌ فَقُلْتُ إِنَّا نَنْبِذُ فَنَطْرَحُ فِیهِ الْعَكَرَ وَ مَا سِوَی ذَلِكَ وَ نَشْرَبُهُ فَقَالَ شَهْ شَهْ تِلْكَ الْخَمْرَةُ الْمُنْتِنَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیُّ نَبِیذٍ تَعْنِی فَقَالَ

ص: 230


1- 1. سورة الطلاق الآیة: 1.

إِنَّ أَهْلَ الْمَدِینَةِ شَكَوْا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَغَیُّرَ الْمَاءِ وَ فَسَادَ طَبَائِعِهِمْ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْبِذُوا فَكَانَ الرَّجُلُ یَأْمُرُ خَادِمَهُ أَنْ یَنْبِذَ لَهُ فَیَعْمِدُ إِلَی كَفٍّ مِنَ التَّمْرِ فَیَقْذِفُ بِهِ فِی الشَّنِّ فَمِنْهُ شُرْبُهُ وَ مِنْهُ طَهُورُهُ.

فَقُلْتُ وَ كَمْ كَانَ عَدَدُ التَّمْرِ الَّذِی فِی الْكَفِّ فَقَالَ مَا حَمَلَ الْكَفُّ فَقُلْتُ وَاحِدَةٌ و [أَوْ] ثِنْتَانِ فَقَالَ رُبَّمَا كَانَتْ وَاحِدَةً وَ رُبَّمَا كَانَتْ ثِنْتَیْنِ فَقُلْتُ وَ كَمْ كَانَ یَسَعُ الشَّنُّ فَقَالَ مَا بَیْنَ الْأَرْبَعِینَ إِلَی الثَّمَانِینَ إِلَی مَا فَوْقَ ذَلِكَ فَقُلْتُ بِالْأَرْطَالِ فَقَالَ نَعَمْ أَرْطَالٌ بِمِكْیَالِ الْعِرَاقِ قَالَ سَمَاعَةُ قَالَ الْكَلْبِیُّ ثُمَّ نَهَضَ علیه السلام فَقُمْتُ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا أَضْرِبُ بِیَدِی عَلَی الْأُخْرَی وَ أَنَا أَقُولُ إِنْ كَانَ شَیْ ءٌ فَهَذَا فَلَمْ یَزَلِ الْكَلْبِیُّ یَدِینُ اللَّهَ بِحُبِّ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ حَتَّی مَاتَ (1).

توضیح: المرفقة بالكسر المخدة و البرذعة الحلس الذی یلقی تحت الرحل و الوبر بسكون الباء دویبة علی قدر السنور غبراء أو بیضاء و الورل محركة دابة كالضب و العكر دردی الزیت و غیره و شاه وجهه شوها قبح و شاهه یشیهه عابه.

«20»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ جَمِیعاً عَنْ قُرَّةَ مَوْلَی خَالِدٍ قَالَ: صَاحَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ فِی الِاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ لِی انْطَلِقْ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلْهُ مَا رَأْیُكَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَاحُوا إِلَیَّ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لِی فَقَالَ لِی قُلْ لَهُ فَلْیَخْرُجْ قُلْتُ لَهُ مَتَی یَخْرُجُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ قُلْتُ لَهُ كَیْفَ یَصْنَعُ قَالَ یُخْرِجُ الْمِنْبَرَ ثُمَّ یَخْرُجُ یَمْشِی كَمَا یَخْرُجُ یَوْمَ الْعِیدَیْنِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ الْمُؤَذِّنُونَ فِی أَیْدِیهِمْ عَنَزُهُمْ (2) حَتَّی إِذَا انْتَهَی إِلَی الْمُصَلَّی صَلَّی بِالنَّاسِ رَكْعَتَیْنِ

ص: 231


1- 1. الكافی ج 1 ص 348.
2- 2. العنزة: بالتحریك جمع عنز و عنزات كقصبة و قصبات و قصب، و هی أطول من العصا و أقصر من الرمح، فیها زج كزج الرمح.

بِغَیْرِ أَذَانٍ وَ لَا إِقَامَةٍ ثُمَّ یَصْعَدُ الْمِنْبَرَ فَیَقْلِبُ رِدَاءَهُ فَیَجْعَلُ الَّذِی عَلَی یَمِینِهِ عَلَی یَسَارِهِ وَ الَّذِی عَلَی یَسَارِهِ عَلَی یَمِینِهِ ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ فَیُكَبِّرُ اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِیرَةٍ رَافِعاً بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ یَلْتَفِتُ إِلَی النَّاسِ عَنْ یَمِینِهِ فَیُسَبِّحُ اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِیحَةٍ رَافِعاً بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ یَلْتَفِتُ إِلَی النَّاسِ عَنْ یَسَارِهِ فَیُهَلِّلُ اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِیلَةٍ رَافِعاً بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ یَسْتَقْبِلُ النَّاسَ فَیَحْمَدُ اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِیدَةٍ ثُمَّ یَرْفَعُ یَدَیْهِ فَیَدْعُو ثُمَّ یَدْعُونَ فَإِنِّی لَأَرْجُو أَنْ لَا یَخِیبُوا قَالَ فَفَعَلَ فَلَمَّا رَجَعْنَا قَالُوا هَذَا مِنْ تَعْلِیمِ جَعْفَرٍ وَ فِی رِوَایَةِ یُونُسَ فَمَا رَجَعْنَا حَتَّی أَهَمَّتْنَا أَنْفُسُنَا(1).

«21»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ بِمَكَّةَ رَجُلٌ مَوْلَی لِبَنِی أُمَیَّةَ یُقَالُ لَهُ- ابْنُ أَبِی عَوَانَةَ لَهُ عباءة- [عِنَادَةٌ] وَ كَانَ إِذَا دَخَلَ إِلَی مَكَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ أَحَدٌ مِنْ أَشْیَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ یَعْبَثُ بِهِ وَ إِنَّهُ أَتَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ فِی الطَّوَافِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی اسْتِلَامِ الْحَجَرِ فَقَالَ اسْتَلَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا أَرَاكَ اسْتَلَمْتَهُ قَالَ أَكْرَهُ أَنْ أُوذِیَ ضَعِیفاً أَوْ أَتَأَذَّی قَالَ فَقَالَ فَقَدْ زَعَمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَلَمَهُ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا رَأَوْهُ عَرَفُوا لَهُ حَقَّهُ وَ أَنَا فَلَا یَعْرِفُونَ لِی حَقِّی (2).

«22»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: دَخَلَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَأَی عَلَیْهِ ثِیَابَ بَیَاضٍ كَأَنَّهَا غِرْقِئُ الْبَیْضِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَذَا اللِّبَاسَ لَیْسَ مِنْ لِبَاسِكَ فَقَالَ لَهُ اسْمَعْ مِنِّی وَ عِ مَا أَقُولُ لَكَ فَإِنَّهُ خَیْرٌ لَكَ عَاجِلًا وَ آجِلًا إِنْ أَنْتَ مِتَّ عَلَی السُّنَّةِ وَ الْحَقِّ وَ لَمْ تَمُتْ عَلَی بِدْعَةٍ أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی زَمَانٍ مُقْفِرٍ جَدْبٍ فَأَمَّا إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْیَا فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهَا- لَا فُجَّارُهَا وَ مُؤْمِنُوهَا لَا مُنَافِقُوهَا وَ مُسْلِمُوهَا لَا كُفَّارُهَا فَمَا أَنْكَرْتَ یَا ثَوْرِیُّ فَوَ اللَّهِ إِنَّنِی لَمَعَ مَا تَرَی مَا أَتَی عَلَیَّ مُذْ عَقَلْتُ

ص: 232


1- 1. التهذیب ج 3 ص 148.
2- 2. الكافی ج 4 ص 409.

صَبَاحٌ وَ لَا مَسَاءٌ وَ لِلَّهِ فِی مَالِی حَقٌّ أَمَرَنِی أَضَعُهُ مَوْضِعاً إِلَّا وَضَعْتُهُ قَالَ وَ أَتَاهُ قَوْمٌ مِمَّنْ یُظْهِرُونَ التَّزَهُّدَ وَ یَدْعُونَ النَّاسَ أَنْ یَكُونُوا مَعَهُمْ عَلَی مِثْلِ الَّذِی هُمْ عَلَیْهِ مِنَ التَّقَشُّفِ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ صَاحِبَنَا حَصِرَ عَنْ كَلَامِكَ وَ لَمْ یَحْضُرْهُ حُجَجُهُ فَقَالَ لَهُمْ فَهَاتُوا حُجَجَكُمْ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ حُجَجَنَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُمْ فَأَدْلُوا بِهَا فَإِنَّهَا أَحَقُّ مَا اتُّبِعَ وَ عُمِلَ بِهِ.

فَقَالُوا یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مُخْبِراً عَنْ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَ مَنْ یُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) فَمَدَحَ فِعْلَهُمْ.

وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ- وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً(2) فَنَحْنُ نَكْتَفِی بِهَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجُلَسَاءِ إِنَّا رَأَیْنَاكُمْ تَزْهَدُونَ فِی الْأَطْعِمَةِ الطَّیِّبَةِ وَ مَعَ ذَلِكَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْخُرُوجِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَتَّی تَمَتَّعُوا أَنْتُمْ مِنْهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دَعُوا عَنْكُمْ مَا لَا یُنْتَفَعُ بِهِ أَخْبِرُونِی أَیُّهَا النَّفَرُ أَ لَكُمْ عِلْمٌ بِنَاسِخِ الْقُرْآنِ مِنْ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ مِنْ مُتَشَابِهِهِ الَّذِی فِی مِثْلِهِ ضَلَّ مَنْ ضَلَّ وَ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالُوا لَهُ أَوْ بَعْضِهِ فَأَمَّا كُلُّهُ فَلَا فَقَالَ لَهُمْ فَمِنْ هَاهُنَا أُتِیتُمْ وَ كَذَلِكَ أَحَادِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ إِخْبَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّانَا فِی كِتَابِهِ عَنِ الْقَوْمِ الَّذِینَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِحُسْنِ فِعَالِهِمْ فَقَدْ كَانَ مُبَاحاً جَائِزاً وَ لَمْ یَكُونُوا نُهُوا عَنْهُ وَ ثَوَابُهُمْ مِنْهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ أَمَرَ بِخِلَافِ مَا عَمِلُوا بِهِ فَصَارَ أَمْرُهُ نَاسِخاً لِفِعْلِهِمْ وَ كَانَ نَهْیُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی رَحْمَةً مِنْهُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ نَظَراً لِكَیْ لَا یُضِرُّوا بِأَنْفُسِهِمْ وَ عِیَالاتِهِمْ مِنْهُمُ الضَّعَفَةُ الصِّغَارُ وَ الْوِلْدَانُ وَ الشَّیْخُ الْفَانِی وَ الْعَجَوُزةُ الْكَبِیرَةُ الَّذِینَ لَا یَصْبِرُونَ عَلَی الْجُوعِ فَإِنْ تَصَدَّقْتُ بِرَغِیفِی وَ لَا رَغِیفَ لِی غَیْرُهُ ضَاعُوا وَ هَلَكُوا جُوعاً فَمِنْ ثَمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسُ تَمَرَاتٍ أَوْ خَمْسُ قُرَصٍ أَوْ دَنَانِیرُ أَوْ درهم [دَرَاهِمُ] یَمْلِكُهَا الْإِنْسَانُ

ص: 233


1- 1. سورة الحشر الآیة: 9.
2- 2. سورة الدهر الآیة: 8.

وَ هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُمْضِیَهَا فَأَفْضَلُهَا مَا أَنْفَقَهُ الْإِنْسَانُ عَلَی وَالِدَیْهِ ثُمَّ الثَّانِیَةُ عَلَی نَفْسِهِ وَ عِیَالِهِ ثُمَّ الثَّالِثَةُ عَلَی قَرَابَتِهِ الْفُقَرَاءِ ثُمَّ الرَّابِعَةُ عَلَی جِیرَانِهِ الْفُقَرَاءِ ثُمَّ الْخَامِسَةُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ هُوَ أحسنها [أَخَسُّهَا] أَجْراً وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْأَنْصَارِیِّ حِینَ أَعْتَقَ عِنْدَ مَوْتِهِ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً مِنَ الرَّقِیقِ وَ لَمْ یَكُنْ یَمْلِكُ غَیْرَهُمْ وَ لَهُ أَوْلَادٌ صِغَارٌ لَوْ أَعْلَمْتُمُونِی أَمْرَهُ مَا تَرَكْتُكُمْ تَدْفِنُوهُ مَعَ الْمُسْلِمِینَ یَتْرُكُ صِبْیَتَهُ صِغَاراً یَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ الْأَدْنَی فَالْأَدْنَی ثُمَّ هَذَا مَا نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ رَدّاً لِقَوْلِكُمْ وَ نَهْیاً عَنْهُ مَفْرُوضاً مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ قَالَ وَ الَّذِینَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ یُسْرِفُوا وَ لَمْ یَقْتُرُوا وَ كانَ بَیْنَ ذلِكَ قَواماً(1) أَ فَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ غَیْرَ مَا أَرَاكُمْ تَدْعُونَ النَّاسَ إِلَیْهِ مِنَ الْأَثَرَةِ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ سَمَّی مَنْ فَعَلَ مَا تَدْعُونَ إِلَیْهِ مُسْرِفاً وَ فِی غَیْرِ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ یَقُولُ- إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْرِفِینَ (2) فَنَهَاهُمْ عَنِ الْإِسْرَافِ وَ نَهَاهُمْ عَنِ التَّقْتِیرِ لَكِنْ أَمْرٌ بَیْنَ الْأَمْرَیْنِ- لَا یُعْطِی جَمِیعَ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ فَلَا یَسْتَجِیبُ لَهُ لِلْحَدِیثِ الَّذِی جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَصْنَافاً مِنْ أُمَّتِی لَا یُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاؤُهُمْ رَجُلٌ یَدْعُو عَلَی وَالِدَیْهِ وَ رَجُلٌ یَدْعُو عَلَی غَرِیمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمَالٍ فَلَمْ یَكْتُبْ عَلَیْهِ وَ لَمْ یُشْهِدْ عَلَیْهِ وَ رَجُلٌ یَدْعُو عَلَی امْرَأَتِهِ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَخْلِیَةَ سَبِیلِهَا بِیَدِهِ وَ رَجُلٌ یَقْعُدُ فِی بَیْتِهِ وَ یَقُولُ رَبِّ ارْزُقْنِی وَ لَا یَخْرُجُ وَ لَا یَطْلُبُ الرِّزْقَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ عَبْدِی أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ السَّبِیلَ إِلَی الطَّلَبِ وَ الضَّرْبِ فِی الْأَرْضِ بِجَوَارِحَ صَحِیحَةٍ فَتَكُونَ قَدْ أَعْذَرْتَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فِی الطَّلَبِ لِاتِّبَاعِ أَمْرِی وَ لِكَیْلَا تَكُونَ كَلًّا عَلَی أَهْلِكَ فَإِنْ شِئْتُ رَزَقْتُكَ وَ إِنْ شِئْتُ قَتَّرْتُ عَلَیْكَ وَ أَنْتَ مَعْذُورٌ عِنْدِی وَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَالًا كَثِیراً فَأَنْفَقَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ یَدْعُو یَا رَبِّ ارْزُقْنِی فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ أَرْزُقْكَ رِزْقاً وَاسِعاً فَهَلَّا اقْتَصَدْتَ فِیهِ كَمَا أَمَرْتُكَ وَ لَمْ

ص: 234


1- 1. سورة الفرقان الآیة: 67.
2- 2. سورة الأنعام الآیة: 141.

تُسْرِفْ وَ قَدْ نَهَیْتُكَ عَنِ الْإِسْرَافِ وَ رَجُلٌ یَدْعُو فِی قَطِیعَةِ رَحِمٍ ثُمَّ عَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمُهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ یُنْفِقُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُوقِیَّةٌ مِنَ الذَّهَبِ فَكَرِهَ أَنْ تَبِیتَ عِنْدَهُ فَتَصَدَّقَ بِهَا فَأَصْبَحَ وَ لَیْسَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ وَ جَاءَهُ مَنْ یَسْأَلُهُ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ مَا یُعْطِیهِ فَلَامَهُ السَّائِلُ وَ اغْتَمَّ هُوَ حَیْثُ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ مَا یُعْطِیهِ وَ كَانَ رَحِیماً رَقِیقاً فَأَدَّبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَمْرِهِ فَقَالَ- وَ لا تَجْعَلْ یَدَكَ مَغْلُولَةً إِلی عُنُقِكَ وَ لا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً(1) یَقُولُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ یَسْأَلُونَكَ وَ لَا یَعْذِرُونَكَ فَإِذَا أَعْطَیْتَ جَمِیعَ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ كُنْتَ قَدْ حَسَرْتَ مِنَ الْمَالِ فَهَذِهِ أَحَادِیثُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَدِّقُهَا الْكِتَابُ وَ الْكِتَابُ یُصَدِّقُهُ أَهْلُهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ مَوْتِهِ حَیْثُ قِیلَ لَهُ أَوْصِ فَقَالَ أُوْصِی بِالْخُمُسِ وَ الْخُمُسُ كَثِیرٌ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ قَدْ رَضِیَ بِالْخُمُسِ فَأَوْصَی بِالْخُمُسِ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ الثُّلُثَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّ الثُّلُثَ خَیْرٌ لَهُ أَوْصَی بِهَا ثُمَّ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ بَعْدَهُ فِی فَضْلِهِ وَ زُهْدِهِ سَلْمَانُ رض وَ أَبُو ذَرٍّ رحمه اللّٰه فَأَمَّا سَلْمَانُ فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ رَفَعَ مِنْ قُوتِهِ لِسَنَتِهِ حَتَّی یَحْضُرَ عَطَاؤُهُ مِنْ قَابِلٍ فَقِیلَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْتَ فِی زُهْدِكَ تَصْنَعُ هَذَا وَ أَنْتَ لَا تَدْرِی لَعَلَّكَ تَمُوتُ الْیَوْمَ أَوْ غَداً فَكَانَ جَوَابَهُ أَنْ قَالَ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِیَ الْبَقَاءَ كَمَا خِفْتُمْ عَلَیَّ الْفَنَاءَ أَ مَا عَلِمْتُمْ یَا جَهَلَةُ أَنَّ النَّفْسَ قَدْ تَلْتَاثُ عَلَی صَاحِبِهَا إِذَا لَمْ یَكُنْ لَهَا مِنَ الْعَیْشِ مَا تَعْتَمِدُ عَلَیْهِ فَإِذَا هِیَ أَحْرَزَتْ مَعِیشَتَهَا اطْمَأَنَّتْ وَ أَمَّا أَبُو ذَرٍّ رض فَكَانَتْ لَهُ نُوَیْقَاتٌ وَ شُوَیْهَاتٌ یَحْلُبُهَا وَ یَذْبَحُ مِنْهَا إِذَا اشْتَهَی أَهْلُهُ اللَّحْمَ أَوْ نَزَلَ بِهِ ضَیْفٌ أَوْ رَأَی بِأَهْلِ الْمَاءِ الَّذِینَ هُمْ مَعَهُ خَصَاصَةً نَحَرَ لَهُمُ الْجَزُورَ أَوْ مِنَ الشَّاةِ عَلَی قَدْرِ مَا یَذْهَبُ عَنْهُمْ بِقَرَمِ اللَّحْمِ فَیَقْسِمُهُ بَیْنَهُمْ وَ یَأْخُذُ هُوَ كَنَصِیبِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ- لَا یَتَفَضَّلُ عَلَیْهِمْ وَ مَنْ أَزْهَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ قَدْ قَالَ فِیهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَالَ وَ لَمْ یَبْلُغْ مِنْ أَمْرِهِمَا أَنْ صَارَا لَا یَمْلِكَانِ شَیْئاً الْبَتَّةَ كَمَا تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِإِلْقَاءِ أَمْتِعَتِهِمْ وَ شَیْئِهِمْ وَ یُؤْثِرُونَ بِهِ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ عِیَالاتِهِمْ.

ص: 235


1- 1. سورة الإسراء الآیة: 29.

وَ اعْلَمُوا أَیُّهَا النَّفَرُ أَنِّی سَمِعْتُ أَبِی یَرْوِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْماً مَا عَجِبْتُ مِنْ شَیْ ءٍ كَعَجَبِی مِنَ الْمُؤْمِنِ إِنَّهُ إِنْ قُرِّضَ جَسَدُهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا بِالْمَقَارِیضِ كَانَ خَیْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَیْنَ مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا كَانَ خَیْراً لَهُ وَ كُلُّ مَا یَصْنَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ فَلَیْتَ شِعْرِی هَلْ یَحِقُّ فِیكُمْ مَا قَدْ شَرَحْتُ لَكُمْ مُنْذُ الْیَوْمِ أَمْ أَزِیدُكُمْ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فِی أَوَّلِ الْأَمْرِ یُقَاتِلُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَشَرَةً مِنَ الْمُشْرِكِینَ لَیْسَ لَهُ أَنْ یُوَلِّیَ وَجْهَهُ عَنْهُمْ وَ مَنْ وَلَّاهُمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ حَوَّلَهُمْ مِنْ حَالِهِمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَهُمْ فَصَارَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَیْهِ أَنْ یُقَاتِلَ رَجُلَیْنِ مِنَ الْمُشْرِكِینَ تَخْفِیفاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِینَ فَنَسَخَ الرَّجُلَانِ الْعَشَرَةَ وَ أَخْبِرُونِی أَیْضاً عَنِ الْقُضَاةِ أَ جَوَرَةٌ هُمْ حَیْثُ یَقْضُونَ عَلَی الرَّجُلِ مِنْكُمْ نَفَقَةَ امْرَأَتِهِ إِذَا قَالَ إِنِّی زَاهِدٌ وَ إِنِّی لَا شَیْ ءَ لِی فَإِنْ قُلْتُمْ جَوَرَةٌ ظَلَّمَكُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ وَ إِنْ قُلْتُمْ بَلْ عُدُولٌ خَصَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ حَیْثُ یَرُدُّونَ صَدَقَةَ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَی الْمَسَاكِینِ عِنْدَ الْمَوْتِ بِأَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ أَخْبِرُونِی لَوْ كَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ كَالَّذِینَ تُرِیدُونَ زُهَّاداً- لَا حَاجَةَ لَهُمْ فِی مَتَاعِ غَیْرِهِمْ فَعَلَی مَنْ كَانَ یُصَّدَّقُ بِكَفَّارَاتِ الْأَیْمَانِ وَ النُّذُورِ وَ الصَّدَقَاتِ مِنْ فَرْضِ الزَّكَاةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ التَّمْرِ وَ الزَّبِیبِ وَ سَائِرِ مَا وَجَبَ فِیهِ الزَّكَاةُ مِنَ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یَحْبِسَ شَیْئاً مِنْ عَرَضِ الدُّنْیَا إِلَّا قَدَّمَهُ وَ إِنْ كَانَ بِهِ خَصَاصَةٌ فَبِئْسَ مَا ذَهَبْتُمْ فِیهِ وَ حَمَلْتُمُ النَّاسَ عَلَیْهِ مِنَ الْجَهْلِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحَادِیثِهِ الَّتِی یُصَدِّقُهَا الْكِتَابُ الْمُنْزَلُ وَ رَدِّكُمْ إِیَّاهَا بِجَهَالَتِكُمْ وَ تَرْكِكُمُ النَّظَرَ فِی غَرَائِبِ الْقُرْآنِ مِنَ التَّفْسِیرِ بِالنَّاسِخِ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَ الْمُحْكَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ أَخْبِرُونِی أَیْنَ أَنْتُمْ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیهما السلام حَیْثُ سَأَلَ اللَّهَ مُلْكاً لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمُهُ ذَلِكَ وَ كَانَ یَقُولُ الْحَقَّ وَ یَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لَمْ نَجِدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَابَ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ لَا أَحَداً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ دَاوُدَ النَّبِیِ

ص: 236

قَبْلَهُ فِی مُلْكِهِ وَ شِدَّةِ سُلْطَانِهِ.

ثُمَّ یُوسُفَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ قَالَ لِمَلِكِ مِصْرَ- اجْعَلْنِی عَلی خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ (1) فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ الَّذِی كَانَ أَنِ اخْتَارَ مَمْلَكَةَ الْمَلِكِ وَ مَا حَوْلَهَا إِلَی الْیَمَنِ وَ كَانُوا یَمْتَارُونَ الطَّعَامَ مِنْ عِنْدِهِ لِمَجَاعَةٍ أَصَابَتْهُمْ وَ كَانَ یَقُولُ الْحَقَّ وَ یَعْمَلُ بِهِ فَلَمْ نَجِدْ أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَیْهِ ثُمَّ ذُو الْقَرْنَیْنِ علیه السلام عَبْدٌ أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ طَوَی لَهُ الْأَسْبَابَ وَ مَلَّكَهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ كَانَ یَقُولُ الْحَقَّ وَ یَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لَمْ نَجِدْ أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَتَأَدَّبُوا أَیُّهَا النَّفَرُ بِآدَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِینَ اقْتَصِرُوا عَلَی أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْیِهِ وَ دَعُوا عَنْكُمْ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْكُمْ مِمَّا لَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ وَ رُدُّوا الْعِلْمَ إِلَی أَهْلِهِ تُؤْجَرُوا وَ تُعْذَرُوا عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كُونُوا فِی طَلَبِ عِلْمِ نَاسِخِ الْقُرْآنِ مِنْ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ مِنْ مُتَشَابِهِهِ وَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِیهِ مِمَّا حَرَّمَ فَإِنَّهُ أَقْرَبُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ أَبْعَدُ لَكُمْ مِنَ الْجَهْلِ وَ دَعُوا الْجَهَالَةَ لِأَهْلِهَا فَإِنَّ أَهْلَ الْجَهْلِ كَثِیرٌ وَ أَهْلَ الْعِلْمِ قَلِیلٌ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (2) وَ فَوْقَ كُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ (3).

بیان: الغرقئ كزبرج القشرة الملتزقة ببیاض البیض و المتقشف المتبلغ بقوت و مرقع و من لا یبالی بما یلطخ بجسده و أدلی بحجته أی أظهرها قوله علیه السلام حسرت علی بناء المجهول من الحسر بمعنی الكشف أی مكشوفا عاریا من المال أو من الحسور و هو الانقطاع یقال حسره السفر إذا قطع به و علی التقدیرین تفسیر لقوله تعالی مَحْسُوراً و الالتیاث الاختلاط و الالتفاف و الإبطاء و القرم محركة شهوة اللحم قوله علیه السلام ظلمكم علی بناء التفعیل أی نسبوكم إلی الظلم و قوله حیث یردون معطوف علی قوله حیث یقضون.

ص: 237


1- 1. سورة یوسف، الآیة 55.
2- 2. نفس السورة، الآیة: 76.
3- 3. الكافی ج 5 ص 65.

«23»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (1) یَقُولُ أَرْشِدْنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِیمَ أَرْشِدْنَا لِلُزُومِ الطَّرِیقِ الْمُؤَدِّی إِلَی مَحَبَّتِكَ وَ الْمُبَلِّغِ إِلَی جَنَّتِكَ مِنْ أَنْ نَتَّبِعَ أَهْوَاءَنَا فَنَعْطَبَ أَوْ نَأْخُذَ بِآرَائِنَا فَنَهْلِكَ فَإِنَّ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ أُعْجِبَ بِرَأْیِهِ كَانَ كَرَجُلٍ سَمِعْتُ غُثَاءَ النَّاسِ تُعَظِّمُهُ وَ تَصِفُهُ فَأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْرِفُنِی لِأَنْظُرَ مِقْدَارَهُ وَ مَحَلَّهُ فَرَأَیْتُهُ فِی مَوْضِعٍ قَدْ أَحْدَقَ بِهِ خَلْقٌ مِنْ غُثَاءِ الْعَامَّةِ فَوَقَفْتُ مُنْتَبِذاً عَنْهُمْ مَغْشِیّاً بِلِثَامٍ أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ إِلَیْهِمْ فَمَا زَالَ یُرَاوِغُهُمْ حَتَّی خَالَفَ طَرِیقَهُمْ وَ فَارَقَهُمْ وَ لَمْ یَقِرَّ فَتَفَرَّقَتِ الْعَوَامُ عَنْهُ لِحَوَائِجِهِمْ وَ تَبِعْتُهُ أَقْتَفِی أَثَرَهُ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ مَرَّ بِخَبَّازٍ فَتَغَفَّلَهُ فَأَخَذَ مِنْ دُكَّانِهِ رَغِیفَیْنِ مُسَارَقَةً فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَعَلَّهُ مُعَامَلَةٌ ثُمَّ مَرَّ مِنْ بَعْدِهِ بِصَاحِبِ رُمَّانٍ فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّی تَغَفَّلَهُ فَأَخَذَ مِنْ عِنْدِهِ رُمَّانَتَیْنِ مُسَارَقَةً فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَعَلَّهُ مُعَامَلَةٌ ثُمَّ أَقُولُ وَ مَا حَاجَتُهُ إِذاً إِلَی الْمُسَارَقَةِ ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَتْبَعُهُ حَتَّی مَرَّ بِمَرِیضٍ فَوَضَعَ الرَّغِیفَیْنِ وَ الرُّمَّانَتَیْنِ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ مَضَی وَ تَبِعْتُهُ حَتَّی اسْتَقَرَّ فِی بُقْعَةٍ مِنْ صَحْرَاءَ فَقُلْتُ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ بِكَ وَ أَحْبَبْتُ لِقَاءَكَ فَلَقِیتُكَ لَكِنِّی رَأَیْتُ مِنْكَ مَا شَغَلَ قَلْبِی وَ إِنِّی سَائِلُكَ عَنْهُ لِیَزُولَ بِهِ شُغُلُ قَلْبِی قَالَ مَا هُوَ قُلْتُ رَأَیْتُكَ مَرَرْتَ بِخَبَّازٍ وَ سَرَقْتَ مِنْهُ رَغِیفَیْنِ ثُمَّ بِصَاحِبِ الرُّمَّانِ فَسَرَقْتَ مِنْهُ رُمَّانَتَیْنِ فَقَالَ لِی قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ حَدِّثْنِی مَنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ حَدِّثْنِی مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَیْنَ بَلَدُكَ قُلْتُ الْمَدِینَةُ. قَالَ لَعَلَّكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ لِی فَمَا یَنْفَعُكَ شَرَفُ أَصْلِكَ مَعَ جَهْلِكَ بِمَا شُرِّفْتَ بِهِ وَ تَرْكِكَ عِلْمَ جَدِّكَ وَ أَبِیكَ لِأَنْ لَا تُنْكِرَ مَا یَجِبُ أَنْ یُحْمَدَ وَ یُمْدَحَ فَاعِلُهُ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ الْقُرْآنُ كِتَابُ اللَّهِ قُلْتُ وَ مَا الَّذِی جَهِلْتُ قَالَ قَوْلُ

ص: 238


1- 1. سورة الفاتحة، الآیة: 6.

اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَلا یُجْزی إِلَّا مِثْلَها(1) وَ إِنِّی لَمَّا سَرَقْتُ الرَّغِیفَیْنِ كَانَتْ سَیِّئَتَیْنِ وَ لَمَّا سَرَقْتُ الرُّمَّانَتَیْنِ كَانَتْ سَیِّئَتَیْنِ فَهَذِهِ أَرْبَعُ سَیِّئَاتٍ فَلَمَّا تَصَدَّقْتُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا كَانَتْ أَرْبَعِینَ حَسَنَةً فَانْتَقَصَ مِنْ أَرْبَعِینَ حَسَنَةً أَرْبَعُ سَیِّئَاتٍ بَقِیَ لِی سِتٌّ وَ ثَلَاثُونَ قُلْتُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَنْتَ الْجَاهِلُ بِكِتَابِ اللَّهِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّما یَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (2) إِنَّكَ لَمَّا سَرَقْتَ الرَّغِیفَیْنِ كَانَتْ سَیِّئَتَیْنِ وَ لَمَّا سَرَقْتَ الرُّمَّانَتَیْنِ كَانَتْ سَیِّئَتَیْنِ وَ لَمَّا دَفَعْتَهُمَا إِلَی غَیْرِ صَاحِبِهِمَا بِغَیْرِ أَمْرِ صَاحِبِهِمَا كُنْتَ إِنَّمَا أَضَفْتَ أَرْبَعَ سَیِّئَاتٍ إِلَی أَرْبَعِ سَیِّئَاتٍ وَ لَمْ تُضِفْ أَرْبَعِینَ حَسَنَةً إِلَی أَرْبَعِ سَیِّئَاتٍ فَجَعَلَ یُلَاحِینِی فَانْصَرَفْتُ وَ تَرَكْتُهُ (3).

بیان: قال الفیروزآبادی راغ الرجل مال و حاد عن الشی ء(4) و روغان الثعلب مشهور بین العجم و العرب و لاحاه نازعه.

«24»- ختص، [الإختصاص] عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا حَنِیفَةَ عَنِ اللَّاشَیْ ءِ وَ عَنِ الَّذِی لَا یَقْبَلُ اللَّهُ غَیْرَهُ فَعَجَزَ عَنْ لَا شَیْ ءٍ فَقَالَ اذْهَبْ بِهَذِهِ الْبَغْلَةِ إِلَی إِمَامِ الرَّافِضَةِ فَبِعْهَا مِنْهُ بِلَا شَیْ ءٍ وَ اقْبِضِ الثَّمَنَ فَأَخَذَ بِعِذَارِهَا وَ أَتَی بِهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ اسْتَأْمِرْ أَبَا حَنِیفَةَ فِی بَیْعِ هَذِهِ الْبَغْلَةِ قَالَ فَأَمَرَنِی بِبَیْعِهَا قَالَ بِكَمْ قَالَ بِلَا شَیْ ءٍ قَالَ لَا مَا تَقُولُ قَالَ الْحَقَّ أَقُولُ فَقَالَ قَدِ اشْتَرَیْتُهَا مِنْكَ بِلَا شَیْ ءٍ قَالَ وَ أَمَرَ غُلَامَهُ أَنْ یُدْخِلَهُ الْمَرْبِطَ قَالَ فَبَقِیَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ سَاعَةً یَنْتَظِرُ الثَّمَنَ فَلَمَّا أَبْطَأَ الثَّمَنُ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الثَّمَنَ قَالَ الْمِیعَادُ إِذَا كَانَ الْغَدَاةُ فَرَجَعَ إِلَی أَبِی حَنِیفَةَ فَأَخْبَرَهُ فَسُرَّ بِذَلِكَ فَرِیضَةً مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَی أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جِئْتَ لِتَقْبِضَ ثَمَنَ الْبَغْلَةِ لَا شَیْ ءَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ لَا شَیْ ءَ ثَمَنُهَا قَالَ نَعَمْ

ص: 239


1- 1. سورة الأنعام، الآیة: 160.
2- 2. سورة المائدة، الآیة: 27.
3- 3. احتجاج الطبرسیّ ص 200 طبع النجف.
4- 4. القاموس ج 3 ص 107.

فَرَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْبَغْلَةَ وَ رَكِبَ أَبُو حَنِیفَةَ بَعْضَ الدَّوَابِّ فَتَصَحَّرَا جَمِیعاً فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی السَّرَابِ یَجْرِی قَدِ ارْتَفَعَ كَأَنَّهُ الْمَاءُ الْجَارِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا حَنِیفَةَ مَا ذَا عِنْدَ الْمِیلِ كَأَنَّهُ یَجْرِی قَالَ ذَاكَ الْمَاءُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا

وَافَیَا الْمِیلَ وَجَدَاهُ أَمَامَهُمَا فَتَبَاعَدَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اقْبِضْ ثَمَنَ الْبَغْلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی كَسَرابٍ بِقِیعَةٍ یَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّی إِذا جاءَهُ لَمْ یَجِدْهُ شَیْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ (1) قَالَ خَرَجَ أَبُو حَنِیفَةَ إِلَی أَصْحَابِهِ كَئِیباً حَزِیناً فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ قَالَ ذَهَبَتِ الْبَغْلَةُ هَدَراً وَ كَانَ قَدْ أُعْطِیَ بِالْبَغْلَةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ (2).

«25»- كَنْزُ الْفَوَائِدِ لِلْكَرَاجُكِیِّ ذَكَرَ: أَنَّ أَبَا حَنِیفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَلَمَّا رَفَعَ علیه السلام یَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا مِنْكَ وَ مِنْ رَسُولِكَ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ جَعَلْتَ مَعَ اللَّهِ شَرِیكاً فَقَالَ لَهُ وَیْلَكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) وَ یَقُولُ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ (4) فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی مَا قَرَأْتُهُمَا قَطُّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سَمِعْتُهُمَا إِلَّا فِی هَذَا الْوَقْتِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَی قَدْ قَرَأْتَهُمَا وَ سَمِعْتَهُمَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَنْزَلَ فِیكَ وَ فِی أَشْبَاهِكَ- أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها(5) وَ قَالَ (6)

كَلَّا بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ ما كانُوا یَكْسِبُونَ (7).

ص: 240


1- 1. سورة النور الآیة: 39.
2- 2. الاختصاص ص 190 و أخرجه السیّد البحرانیّ فی تفسیره البرهان ج 3 ص 140.
3- 3. سورة التوبة، الآیة: 74.
4- 4. سورة التوبة، الآیة: 59.
5- 5. سورة محمد« ص» الآیة: 24.
6- 6. سورة المطففین، الآیة: 14.
7- 7. كنز الفوائد للكراجكیّ ص 196 طبع ایران سنة 1322.

باب 8 أحوال أزواجه و أولاده صلوات اللّٰه علیه و فیه نفی إمامة إسماعیل و عبد اللّٰه

«1»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ(1): وَ أَمَّا أَوْلَادُهُ فَكَانُوا سَبْعَةً سِتَّةٌ ذُكُورٌ وَ بِنْتٌ وَاحِدَةٌ وَ قِیلَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَسْمَاءُ أَوْلَادِهِ مُوسَی وَ هُوَ الْكَاظِمُ علیه السلام وَ إِسْمَاعِیلُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ إِسْحَاقُ وَ أُمُّ فَرْوَةَ(2).

وَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْأَخْضَرِ: وُلْدُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِسْمَاعِیلُ الْأَعْرَجُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أُمُّ فَرْوَةَ وَ أُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَیْنِ الْأَثْرَمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْإِمَامُ وَ أُمُّهُ حَمِیدَةُ أُمُّ وَلَدٍ وَ إِسْحَاقُ وَ مُحَمَّدٌ وَ فَاطِمَةُ تَزَوَّجَهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَمَاتَتْ عِنْدَهُ وَ أُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ وَ یَحْیَی وَ الْعَبَّاسُ وَ أَسْمَاءُ وَ فَاطِمَةُ الصُّغْرَی وَ هُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّی (3).

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ: كَانَ لَهُ سِتَّةُ بَنِینَ وَ ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ إِسْمَاعِیلُ وَ مُوسَی الْإِمَامُ علیه السلام وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ إِسْحَاقُ وَ أُمُّ فَرْوَةَ وَ هِیَ الَّتِی زَوَّجَهَا مِنِ ابْنِ عَمِّهِ الْخَارِجِ مَعَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍ (4).

«2»- شا، [الإرشاد]: كَانَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَشَرَةُ أَوْلَادٍ- إِسْمَاعِیلُ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أُمُّ فَرْوَةَ أُمُّهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مُوسَی علیه السلام وَ إِسْحَاقُ وَ مُحَمَّدٌ لِأُمِّ وَلَدٍ وَ الْعَبَّاسُ وَ عَلِیٌّ وَ أَسْمَاءُ وَ فَاطِمَةُ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّی

ص: 241


1- 1. مطالب السئول ص 82 لابن طلحة الشافعی.
2- 2. كشف الغمّة ج 2 ص 378.
3- 3. نفس المصدر ج 2 ص 378.
4- 4. نفس المصدر ج 2 ص 415.

وَ كَانَ إِسْمَاعِیلُ أَكْبَرَ إِخْوَتِهِ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَدِیدَ الْمَحَبَّةِ لَهُ وَ الْبِرِّ بِهِ وَ الْإِشْفَاقِ عَلَیْهِ وَ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الشِّیعَةِ یَظُنُّونَ أَنَّهُ الْقَائِمُ بَعْدَ أَبِیهِ وَ الْخَلِیفَةُ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ إِذْ كَانَ أَكْبَرَ إِخْوَتِهِ سِنّاً وَ لِمَیْلِ أَبِیهِ إِلَیْهِ وَ إِكْرَامِهِ لَهُ فَمَاتَ فِی حَیَاةِ أَبِیهِ علیه السلام بِالْعُرَیْضِ (1) وَ حُمِلَ عَلَی رِقَابِ الرِّجَالِ إِلَی أَبِیهِ بِالْمَدِینَةِ حَتَّی دُفِنَ بِالْبَقِیعِ (2)

وَ رُوِیَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَزِعَ عَلَیْهِ جَزَعاً شَدِیداً وَ حَزِنَ عَلَیْهِ حَزَناً عَظِیماً وَ تَقَدَّمَ سَرِیرَهُ بِغَیْرِ حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ وَ أَمَرَ بِوَضْعِ سَرِیرِهِ عَلَی الْأَرْضِ مِرَاراً كَثِیرَةً وَ كَانَ یَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ یُرِیدُ بِذَلِكَ تَحْقِیقَ أَمْرِ وَفَاتِهِ عِنْدَ الظَّانِّینَ خِلَافَتَهُ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِزَالَةِ الشُّبْهَةِ عَنْهُ فِی حَیَاتِهِ وَ لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِیلُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ انْصَرَفَ عَنِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِةِ بَعْدَ أَبِیهِ مَنْ كَانَ یَظُنُّ ذَلِكَ وَ یَعْتَقِدُهُ مِنْ أَصْحَابِ أَبِیهِ علیه السلام وَ أَقَامَ عَلَی حَیَاتِهِ شِرْذِمَةٌ لَمْ تَكُنْ مِنْ خَاصَّةِ أَبِیهِ وَ لَا مِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ وَ كَانُوا مِنَ الْأَبَاعِدَ وَ الْأَطْرَافِ فَلَمَّا مَاتَ الصَّادِقُ علیه السلام انْتَقَلَ فَرِیقٌ مِنْهُمْ إِلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَةِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام بَعْدَ أَبِیهِ وَ افْتَرَقَ الْبَاقُونَ فِرْقَتَیْنِ فَرِیقٌ مِنْهُمْ رَجَعُوا عَلَی حَیَاةِ إِسْمَاعِیلَ وَ قَالُوا بِإِمَامَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ لِظَنِّهِمْ أَنَّ الْإِمَامَةَ كَانَتْ فِی أَبِیهِ وَ أَنَّ الِابْنَ أَحَقُّ بِمَقَامِ الْإِمَامَةِ مِنَ الْأَخِ وَ فَرِیقٌ ثَبَتُوا عَلَی حَیَاةِ إِسْمَاعِیلَ وَ هُمُ الْیَوْمَ شُذَّاذٌ لَا یُعْرَفُ مِنْهُمْ أَحَدٌ یُومَأُ إِلَیْهِ وَ هَذَانِ الْفَرِیقَانِ یُسَمَّیَانِ بِالْإِسْمَاعِیلِیَّةِ وَ الْمَعْرُوفُ مِنْهُمُ الْآنَ مَنْ یَزْعُمُ أَنَّ الْإِمَامَةَ بَعْدَ إِسْمَاعِیلَ فِی وُلْدِهِ وَ وُلْدِ وُلْدِهِ إِلَی آخِرِ الزَّمَانِ (3)

وَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَكْبَرَ إِخْوَتِهِ بَعْدَ إِسْمَاعِیلَ وَ لَمْ یَكُنْ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ أَبِیهِ مَنْزِلَةَ غَیْرِهِ مِنْ وُلْدِهِ فِی الْإِكْرَامِ وَ كَانَ مُتَّهَماً بِالْخِلَافِ عَلَی أَبِیهِ فِی الِاعْتِقَادِ فَیُقَالُ إِنَّهُ كَانَ یُخَالِطُ الْحَشْوِیَّةَ وَ یَمِیلُ إِلَی مَذَاهِبِ الْمُرْجِئَةِ وَ ادَّعَی بَعْدَ أَبِیهِ الْإِمَامَةَ

ص: 242


1- 1. العریض كزبیر تصغیر عرض، واد بالمدینة.
2- 2. الإرشاد ص 303.
3- 3. نفس المصدر ص 304.

وَ احْتَجَّ بِأَنَّهُ أَكْبَرُ إِخْوَتِهِ الْبَاقِینَ فَتَابَعَهُ عَلَی قَوْلِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ رَجَعَ أَكْثَرُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَةِ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام لَمَّا تَبَیَّنُوا ضَعْفَ دَعْوَاهُ وَ قُوَّةَ أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ وَ دَلَالَةَ حَقِیقَتِهِ وَ بَرَاهِینَ إِمَامَتِهِ وَ أَقَامَ نَفَرٌ یَسِیرٌ مِنْهُمْ عَلَی أَمْرِهِمْ وَ دَانُوا بِإِمَامَةِ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُمُ الطَّائِفَةُ الْمُلَقَّبَةُ بِالْفَطَحِیَّةِ وَ إِنَّمَا لَزِمَهُمْ هَذَا اللَّقَبُ لِقَوْلِهِمْ بِإِمَامَةِ عَبْدِ اللَّهِ وَ كَانَ أَفْطَحَ الرِّجْلَیْنِ وَ یُقَالُ إِنَّهُمْ لُقِّبُوا بِذَلِكَ لِأَنَّ دَاعِیَهُمْ إِلَی إِمَامَةِ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَفْطَحَ (1) وَ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَ الصَّلَاحِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ رَوَی عَنْهُ النَّاسُ الْحَدِیثَ وَ الْآثَارَ وَ كَانَ ابْنُ كَاسِبٍ (2)

إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ یَقُولُ حَدَّثَنِی الثِّقَةُ(3)

الرَّضِیُّ إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ إِسْحَاقُ یَقُولُ بِإِمَامَةِ أَخِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ رَوَی عَنْ أَبِیهِ النَّصَّ بِالْإِمَامَةِ عَلَی أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ سَخِیّاً شُجَاعاً وَ كَانَ یَصُومُ یَوْماً وَ یُفْطِرُ یَوْماً وَ یَرَی رَأْیَ الزَّیْدِیَّةِ بِالْخُرُوجِ بِالسَّیْفِ وَ رُوِیَ عَنْ زَوْجَتِهِ خَدِیجَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّهَا قَالَتْ مَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا مُحَمَّدٌ یَوْماً قَطُّ فِی ثَوْبٍ فَرَجَعَ حَتَّی یَكْسُوَهُ وَ كَانَ یَذْبَحُ فِی كُلِّ یَوْمٍ كَبْشاً لِأَضْیَافِهِ وَ خَرَجَ عَلَی الْمَأْمُونِ فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَةٍ بِمَكَّةَ وَ اتَّبَعَتْهُ الزَّیْدِیَّةُ الْجَارُودِیَّةُ فَخَرَجَ لِقِتَالِهِ عِیسَی الْجَلُودِیُّ فَفَرَّقَ جَمْعَهُ وَ أَخَذَهُ وَ أَنْفَذَهُ إِلَی الْمَأْمُونِ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَیْهِ أَكْرَمَهُ الْمَأْمُونُ وَ أَدْنَی مَجْلِسَهُ مِنْهُ وَ وَصَلَهُ وَ أَحْسَنَ جَائِزَتَهُ فَكَانَ مُقِیماً مَعَهُ بِخُرَاسَانَ یَرْكَبُ إِلَیْهِ فِی مَرْكَبٍ مِنْ بَنِی عَمِّهِ وَ كَانَ الْمَأْمُونُ یَحْتَمِلُ مِنْهُ مَا لَا یَحْتَمِلُهُ السُّلْطَانُ مِنْ رَعِیَّتِهِ وَ رُوِیَ أَنَّ الْمَأْمُونَ أَنْكَرَ رُكُوبَهُ إِلَیْهِ فِی جَمَاعَةٍ مِنَ الطَّالِبِیِّینَ الَّذِین خَرَجُوا عَلَی الْمَأْمُونِ فِی سَنَةِ الْمِائَتَیْنِ فَآمَنَهُمْ وَ خَرَجَ التَّوْقِیعُ إِلَیْهِمْ- لَا تَرْكَبُوا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ ارْكَبُوا مَعَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ فَأَبَوْا أَنْ یَرْكَبُوا وَ لَزِمُوا مَنَازِلَهُمْ فَخَرَجَ التَّوْقِیعُ ارْكَبُوا مَعَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ

ص: 243


1- 1. الإرشاد ص 304.
2- 2. لم نقف علی ترجمته رغم الفحص و المراجعة عاجلا.
3- 3. ما بین القوسین زیادة من المصدر.

وَ كَانُوا یَرْكَبُونَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ إِذَا رَكِبَ إِلَی الْمَأْمُونِ وَ یَنْصَرِفُونَ بِانْصِرَافِهِ (1) وَ ذُكِرَ عَنْ مُوسَی بْنِ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ أُتِیَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ غِلْمَانَ ذِی الرِّئَاسَتَیْنِ قَدْ ضَرَبُوا غِلْمَانَكَ عَلَی حَطَبٍ اشْتَرَوْهُ فَخَرَجَ مُتَّزِراً بِبُرْدَتَیْنِ وَ مَعَهُ هِرَاوَةٌ وَ هُوَ یَرْتَجِزُ وَ یَقُولُ:

الْمَوْتُ خَیْرٌ لَكَ مِنْ عَیْشٍ بِذُلٍّ.

وَ تَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّی ضَرَبَ غِلْمَانَ ذِی الرِّئَاسَتَیْنِ وَ أَخَذَ الْحَطَبَ مِنْهُمْ فَرُفِعَ الْخَبَرُ إِلَی الْمَأْمُونِ فَبَعَثَ إِلَی ذِی الرِّئَاسَتَیْنِ فَقَالَ لَهُ ائْتِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ فَاعْتَذِرْ إِلَیْهِ وَ حَكِّمْهُ فِی غِلْمَانِكَ قَالَ فَخَرَجَ ذُو الرِّئَاسَتَیْنِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ مُوسَی بْنُ سَلَمَةَ كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ جَالِساً حَتَّی أَتَی فَقِیلَ لَهُ هَذَا ذُو الرِّئَاسَتَیْنِ فَقَالَ لَا یَجْلِسُ إِلَّا عَلَی الْأَرْضِ فَتَنَاوَلَ بِسَاطاً كَانَ فِی الْبَیْتِ فَرَمَی بِهِ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ نَاحِیَةً وَ لَمْ یَبْقَ فِی الْبَیْتِ إِلَّا وِسَادَةٌ جَلَسَ عَلَیْهَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَلَمَّا دَخَلَ ذُو الرِّئَاسَتَیْنِ وَسَّعَ لَهُ مُحَمَّدٌ عَلَی الْوِسَادَةِ فَأَبَی أَنْ یَجْلِسَ عَلَیْهَا وَ جَلَسَ عَلَی الْأَرْضِ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ وَ حَكَّمَهُ فِی غِلْمَانِهِ وَ تُوُفِّیَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِی خُرَاسَانَ مَعَ الْمَأْمُونِ فَرَكِبَ الْمَأْمُونُ لِیَشْهَدَهُ فَلَقِیَهُمْ وَ قَدْ خَرَجُوا بِهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی السَّرِیرِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ وَ مَشَی حَتَّی دَخَلَ بَیْنَ الْعَمُودَیْنِ فَلَمْ یَزَلْ بَیْنَهُمَا حَتَّی وُضِعَ بِهِ فَتَقَدَّمَ فَصَلَّی عَلَیْهِ ثُمَّ حَمَلَهُ حَتَّی بَلَغَ بِهِ الْقَبْرَ ثُمَّ دَخَلَ قَبْرَهُ وَ لَمْ یَزَلْ فِیهِ حَتَّی بَنَی عَلَیْهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَامَ عَلَی قَبْرِهِ حَتَّی دُفِنَ فَقَالَ لَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ دَعَا لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ قَدْ تَعِبْتَ فَلَوْ رَكِبْتَ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ إِنَّ هَذِهِ رَحِمٌ قُطِعَتْ مِنْ مِائَتَیْ سَنَةٍ وَ رُوِیَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ لِأَخِی وَ هُوَ إِلَی جَنْبِی وَ الْمَأْمُونُ قَائِمٌ عَلَی الْقَبْرِ لَوْ كَلَّمْنَاهُ فِی دَیْنِ الشَّیْخِ وَ لَا نَجِدُهُ أَقْرَبَ مِنْهُ فِی وَقْتِهِ هَذَا فَابْتَدَأَنَا الْمَأْمُونُ فَقَالَ كَمْ تَرَكَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الدَّیْنِ فَقُلْتُ لَهُ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ دِینَارٍ فَقَالَ قَدْ قَضَی اللَّهُ عَنْهُ دَیْنَهُ إِلَی مَنْ وَصَّی قُلْتُ إِلَی ابْنٍ

ص: 244


1- 1. الإرشاد ص 305.

لَهُ یُقَالُ لَهُ یَحْیَی بِالْمَدِینَةِ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ وَ هُوَ بِمِصْرَ وَ قَدْ عَلِمْنَا كَوْنَهُ فِیهَا وَ لَكِنْ كَرِهْنَا أَنْ نُعْلِمَهُ بِخُرُوجِهِ مِنَ الْمَدِینَةِ لِئَلَّا یَسُوؤَهُ ذَلِكَ لِعِلْمِهِ بِكَرَاهَتِنَا لِخُرُوجِهِمْ عَنْهَا(1) وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ رَاوِیَةً لِلْحَدِیثِ سَدِیدَ الطَّرِیقِ شَدِیدَ الْوَرَعِ كَثِیرَ الْفَضْلِ وَ لَزِمَ مُوسَی أَخَاهُ علیه السلام وَ رَوَی عَنْهُ شَیْئاً كَثِیراً وَ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَاضِلًا وَ كَانَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام أَجَلَّ وُلْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَدْراً وَ أَعْظَمَهُمْ مَحَلًّا وَ أَبْعَدَهُمْ فِی النَّاسِ صِیتاً وَ لَمْ یُرَ فِی زَمَانِهِ أَسْخَی مِنْهُ وَ لَا أَكْرَمَ نَفْساً وَ عِشْرَةً وَ كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ أَوْرَعَهُمْ وَ أَجَلَّهُمْ وَ أَفْقَهَهُمْ وَ اجْتَمَعَ جُمْهُورُ شِیعَةِ أَبِیهِ علیه السلام عَلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ التَّعْظِیمِ لِحَقِّهِ وَ التَّسْلِیمِ لِأَمْرِهِ وَ رَوَوْا عَنْ أَبِیهِ علیه السلام نُصُوصاً عَلَیْهِ بِالْإِمَامَةِ وَ إِشَارَاتٍ إِلَیْهِ بِالْخِلَافَةِ وَ أَخَذُوا عَنْهُ مَعَالِمَ دِینِهِمْ وَ رُوِیَ عَنْهُ مِنَ الْآیَاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ مَا یُقْطَعُ بِهَا عَلَی حُجَّتِهِ وَ صَوَابِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ (2).

«3»- ك (3)،[إكمال الدین] لی، [الأمالی] للصدوق الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ فَرَغْنَا مِنْ جِنَازَتِهِ جَلَسَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ جَلَسْنَا حَوْلَهُ وَ هُوَ مُطْرِقٌ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا دَارُ فِرَاقٍ وَ دَارُ الْتِوَاءٍ لَا دَارُ اسْتِوَاءٍ عَلَی أَنَّ لِفِرَاقِ الْمَأْلُوفِ حُرْقَةً لَا تُدْفَعُ وَ لَوْعَةً لَا تُرَدُّ وَ إِنَّمَا یَتَفَاضَلُ النَّاسُ بِحُسْنِ الْعَزَاءِ وَ صِحَّةِ الْفِكْرَةِ فَمَنْ لَمْ یَثْكَلْ أَخَاهُ ثَكِلَهُ أَخُوهُ وَ مَنْ لَمْ یُقَدِّمْ وَلَداً كَانَ هُوَ الْمُقَدَّمَ دُونَ الْوَلَدِ ثُمَّ تَمَثَّلَ علیه السلام بِقَوْلِ أَبِی خِرَاشٍ الْهُذَلِیِ (4) یَرْثِی أَخَاهُ

ص: 245


1- 1. المصدر السابق ص 306.
2- 2. نفس المصدر ص 307.
3- 3. كمال الدین و تمام النعمة ج 1 ص 163.
4- 4. هذا البیت من أبیات قالها أبو خراش الهذلی بعد مقتل أخیه عروة، و قد دخلت. علیه امیمة امرأة عروة و هو یلاعب ابنه، فقالت له، یا أبا خراش تناسیت عروة و تركت الطلب بثاره و لهوت مع ابنك، أما و اللّٰه لو كنت المقتول ما غفل عنك و لطلب قاتلك حتّی یقتله فبكی أبو خراش و أنشأ یقول: لعمری لقد راعت امیمة طلعتی***و ان ثوائی عندها لقلیل و قالت أراه بعد عروة لاهیا***و ذلك رزء لو علمت جلیل فلا تحسبی أنی تناسیت فقده***و لكن صبری یا امیم جمیل أ لم تعلمی أن قد تفرق قبلنا***ندیما صفاء مالك و عقیل أبی الصبر أنی لا یزال یهیجنی***مبیت لنا فیما خلا و مقیل و انی إذا ما الصبح آنست ضوعه***یعاودنی قطع علی ثقیل ( الأغانی ج 21 ص 45 طبعة الساسی).

وَ لَا تَحْسَبِی أَنِّی تَنَاسَیْتُ عَهْدَهُ***وَ لَكِنَّ صَبْرِی یَا أُمَیْمُ جَمِیلٌ (1)

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَذَكَرَ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ فَقَالَ إِنِّی جَعَلْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا یُظِلَّنِی وَ إِیَّاهُ سَقْفُ بَیْتٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا یَأْمُرُنَا بِالْبِرِّ وَ الصِّلَةِ وَ یَقُولُ هَذَا لِعَمِّهِ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ هَذَا مِنَ الْبِرِّ وَ الصِّلَةِ إِنَّهُ مَتَی یَأْتِینِی وَ یَدْخُلُ عَلَیَّ فَیَقُولُ فِیَّ فَیُصَدِّقُهُ النَّاسُ وَ إِذَا لَمْ یَدْخُلْ عَلَیَّ وَ لَمْ أَدْخُلْ عَلَیْهِ لَمْ یُقْبَلْ قَوْلُهُ إِذَا قَالَ (2).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْوَرَّاقُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بِمَكَّةَ وَ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ وَ دُعِیَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بُویِعَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ دَخَلَ عَلَیْهِ الرِّضَا علیه السلام وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَ لَهُ یَا عَمِّ لَا تُكَذِّبْ أَبَاكَ وَ لَا أَخَاكَ فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَتِمُّ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی قَدِمَ الْجَلُودِیُّ فَلَقِیَهُ فَهَزَمَهُ ثُمَّ اسْتَأْمَنَ إِلَیْهِ فَلَبِسَ السَّوَادَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَلَعَ نَفْسَهُ وَ قَالَ

ص: 246


1- 1. أمالی الصدوق ص 237.
2- 2. عیون أخبار الرضا ج 2 ص 204.

إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لِلْمَأْمُونِ وَ لَیْسَ لِی فِیهِ حَقٌّ ثُمَّ أُخْرِجَ إِلَی خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِجُرْجَانَ (1).

«6»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی بَكْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: جَاءَنِی رَجُلٌ فَقَالَ لِی تَعَالَ حَتَّی أُرِیَكَ أَیْنَ الرَّجُلُ قَالَ فَذَهَبْتُ مَعَهُ قَالَ فَجَاءَنِی إِلَی قَوْمٍ یَشْرَبُونَ فِیهِمْ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرٍ فَخَرَجْتُ مَغْمُوماً فَجِئْتُ إِلَی الْحَجَرِ فَإِذَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرٍ مُتَعَلِّقٌ بِالْبَیْتِ یَبْكِی قَدْ بَلَّ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ بِدُمُوعِهِ فَرَجَعْتُ أَشْتَدُّ فَإِذَا إِسْمَاعِیلُ جَالِسٌ مَعَ الْقَوْمِ فَرَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ قَدْ بَلَّهَا بِدُمُوعِهِ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَقَدِ ابْتُلِیَ ابْنِی بِشَیْطَانٍ یَتَمَثَّلُ فِی صُورَتِهِ (2).

«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنِ الْوَلِیدِ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ حَتَّی أُرِیَكَ ابْنَ إِلَهِكَ.

«8»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ عَاصٍ عَاصٍ لَا یُشْبِهُنِی وَ لَا یُشْبِهُ أَحَداً مِنْ آبَائِی (3).

«9»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: ذَكَرْتُ إِسْمَاعِیلَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا یُشْبِهُنِی وَ لَا یُشْبِهُ أَحَداً مِنْ آبَائِی (4).

«10»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِیلُ أَمَرْتُ بِهِ وَ هُوَ مُسَجًّی بِأَنْ یُكْشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَبَّلْتُ جَبْهَتَهُ وَ ذَقَنَهُ وَ نَحْرَهُ ثُمَّ أَمَرْتُ بِهِ فَغُطِّیَ ثُمَّ قُلْتُ اكْشِفُوا عَنْهُ فَقَبَّلْتُ أَیْضاً

ص: 247


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 207.
2- 2. كمال الدین و تمام النعمة ج 1 ص 159.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 159.
4- 4. المصدر السابق ج 1 ص 159.

جَبْهَتَهُ وَ ذَقَنَهُ وَ نَحْرَهُ ثُمَّ أَمَرْتُهُمْ فَغَطَّوْهُ ثُمَّ أَمَرْتُ بِهِ فَغُسِّلَ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ كُفِّنَ فَقُلْتُ اكْشِفُوا عَنْ وَجْهِهِ فَقَبَّلْتُ جَبْهَتَهُ وَ ذَقَنَهُ وَ نَحْرَهُ وَ عَوَّذْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ أَدْرِجُوهُ فَقُلْتُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ عَوَّذْتَهُ قَالَ بِالْقُرْآنِ.

أقول: قال الصدوق بعد ذلك قوله علیه السلام أمرت به فغسل یبطل إمامة إسماعیل لأن الإمام لا یغسله إلا إمام إذا حضره (1).

«11»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ وَ ابْنِ یَزِیدَ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ قَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِسْمَاعِیلَ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَهُ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ شَدَّ لَحْیَیْهِ وَ غَمَّضَهُ وَ غَطَّاهُ بِالْمِلْحَفَةِ ثُمَّ أَمَرَ بِتَهْیِئَتِهِ فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ أَمْرِهِ دَعَا بِكَفَنِهِ وَ كَتَبَ فِی حَاشِیَةِ الْكَفَنِ إِسْمَاعِیلُ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2).

«12»- ك، [إكمال الدین] الْعَطَّارُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ مَعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ قَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ سَجَدَ سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ قَلِیلًا وَ نَظَرَ إِلَی وَجْهِهِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةً أُخْرَی أَطْوَلَ مِنَ الْأُولَی ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَغَمَّضَهُ وَ رَبَطَ لَحْیَیْهِ وَ غَطَّی عَلَیْهِ مِلْحَفَةً ثُمَّ قَامَ وَ قَدْ رَأَیْتُ وَجْهَهُ وَ قَدْ دَخَلَهُ مِنْهُ شَیْ ءٌ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ قَالَ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَمَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ عَلَیْنَا مُدَّهِناً مُكْتَحِلًا عَلَیْهِ ثِیَابٌ غَیْرُ الثِّیَابِ الَّتِی كَانَتْ عَلَیْهِ وَ وَجْهُهُ غَیْرُ الَّذِی دَخَلَ بِهِ فَأَمَرَ وَ نَهَی فِی أَمْرِهِ حَتَّی إِذَا فَرَغَ دَعَا بِكَفَنِهِ فَكَتَبَ فِی حَاشِیَةِ الْكَفَنِ- إِسْمَاعِیلُ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (3).

«13»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ

ص: 248


1- 1. المصدر السابق ج 1 ص 160.
2- 2. المصدر السابق ج 1 ص 161 و أخرجه الشیخ الطوسیّ فی التهذیب ج 1 ص 289 بتفاوت و ص 309.
3- 3. المصدر السابق ج 1 ص 162.

نَاصِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: مَاتَتِ ابْنَةٌ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَنَاحَ عَلَیْهَا سَنَةً ثُمَّ مَاتَ وَلَدٌ آخَرُ فَنَاحَ عَلَیْهِ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ إِسْمَاعِیلُ فَجَزِعَ عَلَیْهِ جَزَعاً شَدِیداً فَقَطَعَ النَّوْحَ قَالَ فَقِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَصْلَحَكَ اللَّهُ یُنَاحُ فِی دَارِكَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قَالَ لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِیَ لَهُ (1).

«14»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ إِسْمَاعِیلَ بْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْوَفَاةُ جَزِعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ جَزَعاً شَدِیداً قَالَ فَلَمَّا أَنْ أَغْمَضَهُ دَعَا بِقَمِیصٍ قَصِیرٍ أَوْ جَدِیدٍ فَلَبِسَهُ ثُمَّ تَسَرَّحَ وَ خَرَجَ یَأْمُرُ وَ یَنْهَی قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ ظَنَنَّا أَنَّا لَا نَنْتَفِعُ بِكَ زَمَاناً لِمَا رَأَیْنَا مِنْ جَزَعِكَ قَالَ إِنَّا أَهْلَ بَیْتٍ نَجْزَعُ مَا لَمْ تَنْزِلِ الْمُصِیبَةُ فَإِذَا نَزَلَتْ صَبَرْنَا(2).

«15»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ مُرَّةَ مَوْلَی مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِیلُ فَانْتَهَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی الْقَبْرِ أَرْسَلَ نَفْسَهُ فَقَعَدَ عَلَی حَاشِیَةِ الْقَبْرِ لَمْ یَنْزِلْ فِی الْقَبْرِ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِبْرَاهِیمَ (3).

«16»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ رَجُلٍ: مِثْلَهُ (4).

«17»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِسْمَاعِیلُ خَرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقْدُمُ السَّرِیرَ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ(5).

ص: 249


1- 1. المصدر السابق ج 1 ص 162.
2- 2. المصدر السابق ج 1 ص 162.
3- 3. المصدر السابق ج 1 ص 161.
4- 4. الكافی ج 3 ص 193.
5- 5. كمال الدین ج 1 ص 161.

«18»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ: مِثْلَهُ (1).

«19»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ الْأَرْقَطِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ إِسْمَاعِیلَ حَتَّی قَضَی فَلَمَّا رَأَی الْأَرْقَطُ جَزَعَهُ قَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَارْتَدَعَ ثُمَّ قَالَ صَدَقْتَ أَنَا لَكَ الْیَوْمَ أَشْكُرُ(2).

«20»- یر، [بصائر الدرجات] الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ فِی الْمَجْلِسِ قُدَّامُهُ مِرْآةٌ وَ آلَتُهَا مُرَدًّی بِالرِّدَاءِ مُوَزَّراً فَأَقْبَلْتُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ أَسْأَلْهُ حَتَّی جَرَی ذِكْرُ الزَّكَاةِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ تَسْأَلُنِی عَنِ الزَّكَاةِ مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَرْبَعُونَ دِرْهَماً فَفِیهَا دِرْهَمٌ قَالَ فَاسْتَشْعَرْتُهُ وَ تَعَجَّبْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَدْ عَرَفْتَ مَوَدَّتِی لِأَبِیكَ وَ انْقِطَاعِی إِلَیْهِ وَ قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ كُتُباً فَتُحِبُّ أَنْ آتِیَكَ بِهَا قَالَ نِعْمَ بَنُو أَخٍ ائْتِنَا فَقُمْتُ مُسْتَغِیثاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَیْتُ الْقَبْرَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَی مَنْ إِلَی الْقَدَرِیَّةِ إِلَی الْحَرُورِیَّةِ إِلَی الْمُرْجِئَةِ إِلَی الزَّیْدِیَّةِ قَالَ فَإِنِّی كَذَلِكَ إِذَا أَتَانِی غُلَامٌ صَغِیرٌ دُونَ الْخَمْسِ فَجَذَبَ ثَوْبِی فَقَالَ لِی أَجِبْ قُلْتُ مَنْ قَالَ سَیِّدِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ فَدَخَلْتُ إِلَی صَحْنِ الدَّارِ فَإِذَا هُوَ فِی بَیْتٍ وَ عَلَیْهِ كِلَّةٌ فَقَالَ یَا هِشَامُ قُلْتُ لَبَّیْكَ فَقَالَ لِی لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ وَ لَا إِلَی الْقَدَرِیَّةِ وَ لَكِنْ إِلَیْنَا ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ (3).

بیان: لعل المراد بالاستشعار النظر إلیه علی وجه التعجب و الكلة بالكسر الستر الرقیق یخاط كالبیت یتوقی فیه من البق.

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِسْمَاعِیلُ

ص: 250


1- 1. الكافی ج 3 ص 204 و أخرجه الشیخ الطوسیّ فی التهذیب ج 1 ص 463 و رواه الشیخ الصدوق فی من لا یحضره الفقیه ج 1 ص 112 مرسلا.
2- 2. كمال الدین ج 1 ص 161.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 12 ص 68.

ابْنُكَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَلَیْنَا مِنَ الطَّاعَةِ مَا جَعَلَ لِآبَائِهِ وَ إِسْمَاعِیلُ یَوْمَئِذٍ حَیٌّ فَقَالَ یُكْفَی ذَلِكَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ اتَّقَانِی فَمَا لَبِثَ أَنْ مَاتَ إِسْمَاعِیلُ.

بیان: لعل المعنی أن اللّٰه یكفی عن إسماعیل مئونة ذلك بموته.

«22»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَضَی الصَّادِقُ علیه السلام كَانَتْ وَصِیَّتُهُ فِی الْإِمَامَةِ إِلَی مُوسَی الْكَاظِمِ فَادَّعَی أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَةَ وَ كَانَ أَكْبَرَ وُلْدِ جَعْفَرٍ علیه السلام فِی وَقْتِهِ ذَلِكَ وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْأَفْطَحِ فَأَمَرَ مُوسَی بِجَمْعِ حَطَبٍ كَثِیرٍ فِی وَسَطِ دَارِهِ فَأَرْسَلَ إِلَی أَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ یَسْأَلُهُ أَنْ یَصِیرَ إِلَیْهِ فَلَمَّا صَارَ عِنْدَهُ وَ مَعَ مُوسَی جَمَاعَةٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِمَامِیَّةِ فَلَمَّا جَلَسَ إِلَیْهِ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ أَمَرَ مُوسَی أَنْ یُجْعَلَ النَّارُ فِی ذَلِكَ الْحَطَبِ كُلِّهِ فَاحْتَرَقَ كُلُّهُ وَ لَا یَعْلَمُ النَّاسُ السَّبَبَ فِیهِ حَتَّی صَارَ الْحَطَبُ كُلُّهُ جَمْراً ثُمَّ قَامَ مُوسَی وَ جَلَسَ بِثِیَابِهِ فِی وَسَطِ النَّارِ وَ أَقْبَلَ یُحَدِّثُ النَّاسَ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ فَنَفَضَ ثَوْبَهُ وَ رَجَعَ إِلَی الْمَجْلِسِ فَقَالَ لِأَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِیكَ فَاجْلِسْ فِی ذَلِكَ الْمَجْلِسِ فَقَالُوا فَرَأَیْنَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَقَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّی خَرَجَ مِنْ دَارِ مُوسَی علیه السلام (1).

«23»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: وَفَدَ مِنْ خُرَاسَانَ وَافِدٌ یُكَنَّی أَبَا جَعْفَرٍ وَ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَسَأَلُوهُ أَنْ یَحْمِلَ لَهُمْ أَمْوَالًا وَ مَتَاعاً وَ مَسَائِلَهُمْ فِی الْفَتَاوِی وَ الْمُشَاوَرَةِ فَوَرَدَ الْكُوفَةَ وَ نَزَلَ وَ زَارَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ رَأَی فِی نَاحِیَةٍ رَجُلًا حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ زِیَارَتِهِ قَصَدَهُمْ فَوَجَدَهُمْ شِیعَةً فُقَهَاءَ یَسْمَعُونَ مِنَ الشَّیْخِ فَقَالُوا هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ قَالَ فَبَیْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِیٌّ فَقَالَ جِئْتُ مِنَ الْمَدِینَةِ وَ قَدْ مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَشَهَقَ أَبُو حَمْزَةَ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ سَأَلَ الْأَعْرَابِیَّ هَلْ سَمِعْتَ لَهُ بِوَصِیَّةٍ قَالَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی وَ إِلَی الْمَنْصُورِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُضِلَّنَا دَلَّ عَلَی الصَّغِیرِ وَ بَیَّنَ عَلَی الْكَبِیرِ وَ سَرَّ الْأَمْرَ الْعَظِیمَ وَ وَثَبَ إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَصَلَّی وَ صَلَّیْنَا ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ فَسِّرْ لِی مَا قُلْتَهُ قَالَ بَیَّنَ أَنَّ الْكَبِیرَ ذُو عَاهَةٍ

ص: 251


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 200.

وَ دَلَّ عَلَی الصَّغِیرِ أَنْ أَدْخَلَ یَدَهُ مَعَ الْكَبِیرِ وَ سَرَّ الْأَمْرَ الْعَظِیمَ بِالْمَنْصُورِ حَتَّی إِذَا سَأَلَ الْمَنْصُورُ مَنْ وَصِیُّهُ قِیلَ أَنْتَ قَالَ الْخُرَاسَانِیُّ فَلَمْ أَفْهَمْ جَوَابَ مَا قَالَهُ وَ وَرَدْتُ الْمَدِینَةَ وَ مَعِیَ الْمَالُ وَ الثِّیَابُ وَ الْمَسَائِلُ وَ كَانَ فِیمَا مَعِی دِرْهَمٌ دَفَعَتْهُ إِلَیَّ امْرَأَةٌ تُسَمَّی شَطِیطَةَ وَ مِنْدِیلٌ فَقُلْتُ لَهَا أَنَا أَحْمِلُ عَنْكِ مِائَةَ دِرْهَمٍ فَقَالَتْ إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِ فَعَوَّجْتُ الدِّرْهَمَ وَ طَرَحْتُهُ فِی بَعْضِ الْأَكْیَاسِ فَلَمَّا حَصَلْتُ بِالْمَدِینَةِ سَأَلْتُ عَنِ الْوَصِیِّ فَقِیلَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ فَقَصَدْتُهُ فَوَجَدْتُ بَاباً مَرْشُوشاً مَكْنُوساً عَلَیْهِ بَوَّابٌ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ فِی نَفْسِی وَ اسْتَأْذَنْتُ وَ دَخَلْتُ بَعْدَ الْإِذْنِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِی مَنْصِبِهِ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ أَیْضاً فَقُلْتُ أَنْتَ وَصِیُّ الصَّادِقِ الْإِمَامِ الْمُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَمْ فِی الْمِائَتَیْنِ مِنَ الدَّرَاهِمِ الزَّكَاةُ قَالَ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ فَقُلْتُ وَ كَمْ فِی الْمِائَةِ قَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ قُلْتُ وَ رَجُلٌ قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ بِعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ تُطَلَّقُ بِغَیْرِ شُهُودٍ قَالَ نَعَمْ وَ یَكْفِی مِنَ النُّجُومِ رَأْسُ الْجَوْزَاءِ ثَلَاثاً فَتَعَجَّبْتُ مِنْ جَوَابَاتِهِ وَ مَجْلِسِهِ فَقَالَ احْمِلْ إِلَیَّ مَا مَعَكَ قُلْتُ مَا مَعِی شَیْ ءٌ وَ جِئْتُ إِلَی قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی بَیْتِی إِذَا أَنَا بِغُلَامٍ أَسْوَدَ وَاقِفٍ فَقَالَ سَلَامٌ عَلَیْكَ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ السَّلَامَ قَالَ أَجِبْ مَنْ تُرِیدُ فَنَهَضْتُ مَعَهُ فَجَاءَ بِی إِلَی بَابِ دَارٍ مَهْجُورَةٍ وَ دَخَلَ فَأَدْخَلَنِی فَرَأَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی حَصِیرِ الصَّلَاةِ فَقَالَ إِلَیَّ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَجْلَسَنِی قَرِیباً فَرَأَیْتُ دَلَائِلَهُ أَدَباً وَ عِلْماً وَ مَنْطِقاً وَ قَالَ لِی احْمِلْ مَا مَعَكَ فَحَمَلْتُهُ إِلَی حَضْرَتِهِ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْكِیسِ فَقَالَ لِی افْتَحْهُ فَفَتَحْتُهُ وَ قَالَ لِی اقْلِبْهُ فَقَلَبْتُهُ فَظَهَرَ دِرْهَمُ شَطِیطَةَ الْمُعْوَجُّ فَأَخَذَهُ وَ قَالَ افْتَحْ تِلْكَ الرِّزْمَةَ(1)

فَفَتَحْتُهَا وَ أَخَذَ الْمِنْدِیلَ مِنْهَا بِیَدِهِ وَ قَالَ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَیَّ إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ اقْرَأْ عَلَی شَطِیطَةَ السَّلَامَ مِنِّی وَ ادْفَعْ إِلَیْهَا هَذِهِ الصُّرَّةَ وَ قَالَ لِی ارْدُدْ مَا مَعَكَ إِلَی مَنْ حَمَلَهُ وَ ادْفَعْهُ إِلَی أَهْلِهِ وَ قُلْ قَدْ قَبِلَهُ وَ وَصَلَكُمْ بِهِ وَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ وَ حَادَثَنِی وَ عَلَّمَنِی وَ قَالَ أَ لَمْ یَقُلْ لَكَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ بِظَهْرِ

ص: 252


1- 1. الرزمة: من الثیاب و غیرها: ما جمع و شد معا جمع رزم.

الْكُوفَةِ وَ أَنْتُمْ زُوَّارُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَا وَ كَذَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَذَلِكَ یَكُونُ الْمُؤْمِنُ إِذَا نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ كَانَ عِلْمُهُ بِالْوَجْهِ ثُمَّ قَالَ قُمْ إِلَی ثِقَاتِ أَصْحَابِ الْمَاضِی فَسَلْهُمْ عَنْ نَصِّهِ.

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِیُّ فَلَقِیتُ جَمَاعَةً كَثِیرَةً مِنْهُمْ شَهِدُوا بِالنَّصِّ عَلَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلَامُ ثُمَّ مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ إِلَی خُرَاسَانَ قَالَ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ فَكَاتَبَنِی مِنْ خُرَاسَانَ أَنَّهُ وَجَدَ جَمَاعَةً مِمَّنْ حَمَلُوا الْمَالَ قَدْ صَارُوا فَطَحِیَّةً وَ أَنَّهُ وَجَدَ شَطِیطَةَ عَلَی أَمْرِهَا تَتَوَقَّعُهُ یَعُودُ قَالَ فَلَمَّا رَأَیْتُهَا عَرَّفْتُهَا سَلَامَ مَوْلَانَا عَلَیْهَا وَ قَبُولَهُ مِنْهَا دُونَ غَیْرِهَا وَ سَلَّمْتُ إِلَیْهَا الصُّرَّةَ فَفَرِحَتْ وَ قَالَتْ لِی أَمْسِكِ الدَّرَاهِمَ مَعَكَ فَإِنَّهَا لِكَفَنِی فَأَقَامَتْ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ تُوُفِّیَتْ.

بیان: قوله بین أن الكبیر ذو عاهة أی لو لم یكن الكبیر ذا عاهة لأفرده فی الوصیة فلما أشرك معه الصغیر أعلم أنه غیر صالح للإمامة قوله أحمل عنك مائة درهم كان الرجل استحیا عن أن یحمل درهما واحدا لقلته فقال لا أحمل عنك إلا مائة درهم فأجابته بقوله إن اللّٰه لا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِ فلا تستح من ذلك و إنما عوج الدرهم لئلا یلتبس بغیره.

قوله علیه السلام كان علمه بالوجه أی بالوجه الذی ینبغی أن یعلم به أو بوجه الكلام و إیمائه من غیر تصریح كما ورد أن القرآن ذو وجوه أو إذا نظر إلی وجه الرجل علم ما فی ضمیره فیكون ذكره علی التنظیر.

«24»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: اخْتَلَفَتِ الْأُمَّةُ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْإِمَامَةِ بَیْنَ النَّصِّ وَ الِاخْتِیَارِ فَصَحَّ لِأَهْلِ النَّصِّ مِنْ طُرُقِ الْمُخَالِفِ وَ الْمُؤَالِفِ بِأَنَّ الْأَئِمَّةَ اثْنَا عَشَرَ وَ نَبَغَتِ السَّبْعِیَّةُ بَعْدَ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام وَ ادَّعَوْا دَعْوَی فَارَقُوا بِهَا الْأُمَّةَ بِأَسْرِهَا وَ كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام قَدْ نَصَّ عَلَی ابْنِهِ مُوسَی علیه السلام وَ أَشْهَدَ عَلَی ذَلِكَ ابْنَیْهِ إِسْحَاقَ وَ عَلِیّاً وَ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُمَرَ وَ مُعَاذَ بْنَ كَثِیرٍ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ وَ الْفَیْضَ بْنَ الْمُخْتَارِ وَ یَعْقُوبَ السَّرَّاجَ وَ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ وَ أَبَا بَصِیرٍ وَ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ وَ یُونُسَ بْنَ ظَبْیَانَ وَ یَزِیدَ بْنَ سَلِیطٍ وَ سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ وَ صَفْوَانَ الْجَمَّالَ وَ الْكُتُبُ

ص: 253

بِذَلِكَ شَاهِدَةٌ وَ كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام أَخْبَرَ بِهَذِهِ الْفِتْنَةِ بَعْدَهُ وَ أَظْهَرَ مَوْتَ إِسْمَاعِیلَ وَ غُسْلَهُ وَ تَجْهِیزَهُ وَ دَفْنَهُ وَ تَشَیَّعَ فِی جِنَازَتِهِ بِلَا حِذَاءٍ وَ أَمَرَ بِالْحَجِّ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ (1).

ابْنُ بَابَوَیْهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی الْبَابِ وَ مَعَهُ إِسْمَاعِیلُ إِذْ مَرَّ عَلَیْنَا مُوسَی وَ هُوَ غُلَامٌ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ سَبَقَ بِالْخَیْرِ ابْنُ الْأَمَةِ.

زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ: دَعَا الصَّادِقُ علیه السلام دَاوُدَ بْنَ كَثِیرٍ الرَّقِّیَّ وَ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ وَ أَبَا بَصِیرٍ وَ دَخَلَ عَلَیْهِ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَتَی بِجَمَاعَةٍ حَتَّی صَارُوا ثَلَاثِینَ رَجُلًا فَقَالَ یَا دَاوُدُ اكْشِفْ عَنْ وَجْهِ إِسْمَاعِیلَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ تَأَمَّلْهُ یَا دَاوُدُ فَانْظُرْهُ أَ حَیٌّ هُوَ أَمْ مَیِّتٌ فَقَالَ بَلْ هُوَ مَیِّتٌ فَجَعَلَ یَعْرِضُهُ عَلَی رَجُلٍ رَجُلٍ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ فَقَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ أَمَرَ بِغُسْلِهِ وَ تَجْهِیزِهِ ثُمَّ قَالَ یَا مُفَضَّلُ احْسِرْ عَنْ وَجْهِهِ فَحَسَرَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ حَیٌّ هُوَ أَمْ مَیِّتٌ انْظُرُوهُ أَجْمَعُكُمْ فَقَالَ بَلْ هُوَ یَا سَیِّدَنَا مَیِّتٌ فَقَالَ شَهِدْتُمْ بِذَلِكَ وَ تَحَقَّقْتُمُوهُ قَالُوا نَعَمْ وَ قَدْ تَعَجَّبُوا مِنْ فِعْلِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَیْهِمْ ثُمَّ حُمِلَ إِلَی قَبْرِهِ فَلَمَّا وُضِعَ فِی لَحْدِهِ قَالَ یَا مُفَضَّلُ اكْشِفْ عَنْ وَجْهِهِ فَكَشَفَ فَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ انْظُرُوا أَ حَیٌّ هُوَ أَمْ مَیِّتٌ فَقَالُوا بَلَی مَیِّتٌ یَا وَلِیَّ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَإِنَّهُ سَیَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ یُرِیدُونَ إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَی مُوسَی علیه السلام وَ قَالَ- وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ثُمَّ حَثَوْا عَلَیْهِ التُّرَابَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَیْنَا الْقَوْلَ فَقَالَ الْمَیِّتُ الْمُكَفَّنُ الْمُحَنَّطُ الْمَدْفُونُ فِی هَذَا اللَّحْدِ مَنْ هُوَ قُلْنَا إِسْمَاعِیلُ وَلَدُكَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ مُوسَی فَقَالَ هُوَ حَقٌّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ وَ مِنْهُ إِلَی أَنْ یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْها.

عَنْبَسَةُ الْعَابِدُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الدُّنْیَا دَارُ فِرَاقٍ وَ دَارُ الْتِوَاءٍ لَا دَارُ اسْتِوَاءٍ فِی كَلَامٍ لَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ أَبِی خِرَاشٍ

ص: 254


1- 1. مناقب ابن شهرآشوب ج 1 ص 228.

فَلَا تَحْسَبِنَّ أَنِّی تَنَاسَیْتُ عَهْدَهُ***وَ لَكِنَّ صَبْرِی یَا أُمَیْمُ جَمِیلٌ.

أَبُو كَهْمَسٍ فِی حَدِیثِهِ: حَضَرْتُ مَوْتَ إِسْمَاعِیلَ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِسٌ عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ كُتِبَ عَلَی حَاشِیَةِ الْكَفَنِ- إِسْمَاعِیلُ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1).

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ اسْتَدْعَی بَعْضَ شِیعَتِهِ وَ أَعْطَاهُ دَرَاهِمَ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَحُجَّ بِهَا عَنِ ابْنِهِ إِسْمَاعِیلَ وَ قَالَ لَهُ إِنَّكَ إِذَا حَجَجْتَ عَنْهُ لَكَ تِسْعَةُ أَسْهُمٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ لِإِسْمَاعِیلَ سَهْمٌ وَاحِدٌ(2).

«25»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَصِیرٍ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: قَالَ أَبِی اعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاكَ سَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَدَعْهُ فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَبِی وَ مَا لَبِثَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی مَاتَ (3).

«26»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: أَوْلَادُهُ عَشَرَةٌ إِسْمَاعِیلُ الْأَمِینُ (4)

ص: 255


1- 1. نفس المصدر ج 1 ص 229.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 230.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 351.
4- 4. هو الملقب بالامین و الأعرج و كان أكبر ولد أبیه، و كان أبوه شدید المحبة له و البرّ به و الاشفاق علیه، و كان قوم من الشیعة یظنون انه القائم بعد أبیه، لانه كان أكبر أخوته سنا، و لمیل أبیه إلیه و إكرامه له فمات فی حیاة أبیه علیه السلام بالعریض، و حمل علی رقاب الرجال الی أبیه بالمدینة حتّی دفن بالبقیع و ذلك فی سنة( 133) قبل وفاة الصادق علیه السلام بعشرین سنة تقریبا، و للإمام الصّادق« ع» عند موته حال یجل وصفها فقد جزع علیه جزعا شدیدا و تقدم سریره بغیر حذاء و لا رداء، و كان یأمر بوضع سریره علی الأرض قبل دفنه، صنع ذلك مرارا، فی كلها یكشف عن وجهه و ینظر إلیه، یرید بذلك تحقیق أمر وفاته عند الظانین خلافته من بعده و إزالة الشبهة عنهم فی حیاته، و رغم تلك الحیطة فقد أصر فریق علی القول بإمامته و هم الذین یدعون( بالاسماعیلیة) و ممّا یحز فی النفس أن یكتب مستشرق كبیر یعتبر من محققی علماء الاستشراق ذلك هو الاسناد فیلیب استاد التاریخ فی الجامعة الامیركیة ببیروت و أستاذ جامعة كولومبیا فی نیویورك و و ... أقول: ممّا یحز فی النفس ان یكتب استاذ كبیر كهذا و یتجنی فی كتابته فیبهت أعلام الدین و أئمة المسلمین بما هم منه براء، براءة الذئب من دم ابن یعقوب، و المضحك- و شر البلیة ما یضحك- أن یطبع كتابه فی بلد إسلامی كمصر و لم یتناوله أحد- فیما أعلم- بنقد أو برد فیبطل مزاعمه، و یوضح بهتانه لقرائه، و خاصّة طلاب الجامعات المذكورة التی ود المستشرق المذكور أن یكون كتاب« مختصر كتاب الفرق بین الفرق» الذین اختصره الرسعنی و حرره المستشرق المذكور-: ككتاب مدرسی فی صفوف التاریخ فی الجامعة الامیركیة و لهذه الغایة أضاف علیه شروحا بصورة حواشی ممّا یسهل علی الطالب فهم المقصود، فیما یزعم قال: فی هامش 3 ص 85: « كان الامام السادس جعفر قد عین- كذا؟!- ابنه إسماعیل خلفا له، و كنه عاد فعین- كذا؟!- ابنه موسی الكاظم( المتوفی 183 و 799) لانه وجد إسماعیل مرة فی حالة السكر- كذا؟!- و لكن بعض أتباعه لم یسلموا له بحق نزع الإمامة عن إسماعیل فحافظوا علی ولائه، و ساقوها بعده فی ابنه محمد ...) لیت الأستاذ المستشرق- المحرر- لاحظ أصل كتاب الفرق بین الفرق ص 39 و ان بعد عنه فكان علیه ان یلاحظ نفس المختصر ص 58 ملاحظة جیدة لیقرأ ما یقوله البغدادیّ مؤلف الأصل و تبعه الرسعنی فی مختصر الأصل حیث قالا:« و افترق هؤلاء[ الاسماعیلیة] فرقتین فرقة منتظرة لإسماعیل بن جعفر- مع اجماع أصحاب التواریخ علی موت إسماعیل فی حیاة أبیه- و فرقة منهم قالت كان الامام بعد جعفر سبطه محمّد بن إسماعیل و قالوا: ان جعفرا نصب ابنه إسماعیل للإمامة بعده فلمّا مات إسماعیل فی حیاة أبیه علمنا انه انما نصب إسماعیل للدلالة علی امامة ابنه محمّد بن إسماعیل و الی هذا القول قالت الاسماعیلیة من الباطنیة.» فمن أین له اثبات دعواه من نصب إسماعیل و العدول عنه لسكره و نصب موسی ولیته دلنا علی مصدر هذا الادعاء الكاذب، و كیف له باثبات زعمه من تعیین إسماعیل للإمامة؟ و متی كان ذلك؟ و أین ذكر؟ و لما ذا یذكر لنا مصدرا تاریخیا- و هو استاذ التاریخ- و كان علیه ان یقرأ تاریخ الفرق الإسلامیة قراءة تفهم و بعدها یصدر أحكامه. و ذی كتب الفرق من الملل و النحل، و التبصیر، و الفصل، و اعتقادات فرق المسلمین للفخر الرازیّ، و فرق الشیعة، و الفرق الإسلامیة، و الفرق بین الفرق، و مختصره كلها خالیة عن مثل هذه الدعوی. و لو صحت لاشار إلیها بعض أصحاب هذه الكتب ممن لم ینزه كتابه و قلمه من الطعن فی أئمة المسلمین، و لكنها فریة و بهتان، و البلیة كل البلیة ان یحررها مستشرق یحمل من الألقاب العلمیة اللامعة فی دنیا الثقافة الیوم، و تعتز به المجامع العلمیة فی البلاد الإسلامیة. و إذا كان هذا تحقیقه و هذا تحریره فأی قیمة لالقابه- الفارغة- فی میزان التقییم الفكری؟!.

وَ عَبْدُ اللَّهِ-(1)

مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرِ وَ مُوسَی الْإِمَامُ

ص: 256


1- 1. هو المعروف بالافطح( لانه كان أفطح الرأس كما فی الكشّیّ ص 164 أو أفطح الرجلین كما فی الإرشاد ص 305) كان أكبر إخوته سنا بعد إسماعیل، قال الشیخ المفید فی الإرشاد و لم یكن منزلته عند أبیه منزلة غیره من ولده فی الإكرام، و كان متّهما بالخلاف علی أبیه فی الاعتقاد، و یقال: إنّه كان یخالط الحشویة و یمیل إلی مذهب المرجئة، و ادعی بعد أبیه الإمامة و احتج بأنّه أكبر إخوته الباقین فاتبعه علی قوله جماعة إلخ. توفی بعد أبیه بسبعین یوما؛ و كان أول من لحق به من أهله فصح فیه ما روی عن أبیه- الصادق علیه السلام انه قال لموسی« ع»: یا بنی ان أخاك سیجلس مجلسیّ و یدعی الإمامة بعدی فلا تنازعه بكلمة فانه أول أهلی لحوقا بی. و كانت وفاته سنة 149 فی العشر الأول من المحرم تقریبا و لم یعقب سوی بنتا اسمها فاطمة و أمها علیة بنت الحسین بن زید بن علیّ. تزوجها العباس بن موسی العباسیّ، ثمّ ابن عمها علیّ بن إسماعیل. لاحظ أخباره فی كتب الفرق عند ذكر الفطحیة، و فی جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 59 و نسب قریش لمصعب ص 64 و الكشّیّ ص 164- 165 و جامع الرواة ج 1 ص 479 و غیرها.

وَ مُحَمَّدٌ الدِّیبَاجُ (1)

ص: 257


1- 1. هو المعروف بالدیباج- او الدیباجة- لحسن وجهه و یلقب بالمأمون و یكنی أبا جعفر، أمه أم أخویه موسی و إسحاق أم ولد تدعی حمیدة، و كان شیخا و ادعا محببا فی الناس، و كان یروی العلم عن أبیه جعفر بن محمّد و كان الناس یكتبون عنه هكذا قال الطبریّ فی تاریخه ج 10 ص 233 و قال الخطیب فی تاریخه ج 2 ص 113 و أبو الفرج فی مقاتله ص 538 انه كان شجاعا عاقلا فاضلا، و كان یصوم یوما و یفطر یوما، و كانت زوجته خدیجة بنت عبد اللّٰه بن الحسین تقول: ما خرج من عندنا فی ثوب قط فرجع حتّی یكسوه، قال ابن عنبة فی عمدة الطالب ص 245 خرج داعیا الی محمّد بن إبراهیم بن طباطبا الحسنی، فلما مات محمّد بن إبراهیم دعا محمّد الدیباج الی نفسه و بویع له بمكّة، و ذكر الخطیب فی تاریخه عن وكیع انه قال فی بیعة الدیباج كان قد بایعه أهل الحجاز و تهامة بالخلافة و لم یبایعوا بعد علیّ بن أبی طالب لعلوی غیره. و كان السبب فی دعوته الناس إلیه انه كتب رجل- أیام أبی السرایا- كتابا یسب فیه فاطمة بنت رسول اللّٰه« ص» و جمیع أهل البیت و كان محمّد ابن جعفر معتزلا تلك الأمور لم یدخل فی شی ء منها، فجاءه الطالبیون فقرءوه علیه فلم یرد علیهم جوابا حتّی دخل بیته فخرج علیهم و قد لبس الدرع و تقلد السیف و دعا الی نفسه و تسمی بالخلافة و هو یتمثل: لم أكن من جناتها علم اللّٰه***و انی بحرها الیوم صالی و فی سنة 200 حج المعتصم بالناس فوقع القتال بین الدیباج و من معه و بین هارون ابن المسیب من قوّاد المعتصم. و استحر القتال حتّی حوصر الدیباج فی ثبیر- جبل بمكّة فبقی محصورا ثلاثة أیّام حتّی نفد زادهم و ماؤهم و جعل أصحابه یتفرقون، فلما رأی ذلك طلب الأمان لنفسه و لمن معه فأعطی ذلك ثمّ غدر به و بهم فحملوا الجمیع مقیدین فی محامل بلا وطاء یریدون بهم خراسان، فخرج علیهم فی الطریق بنو نبهان و قیل الغاضریون و ذلك فی زبالة فاستنقذوا الدیباج و من معه من أیدی العباسیین بعد حرب شعواء، ثمّ مضی الدیباج و من معه بأنفسهم الی الحسن بن سهل فی بغداد فأنفذهم الی خراسان حیث المأمون فأمر المأمون آل أبی طالب بخراسان أن یركبوا مع غیر الدیباج من آل أبی طالب، فأبوا ان یركبوا إلا معه و قد مر فی الأصل شی ء من أخباره فلاحظ.

وَ إِسْحَاقُ (1) لِأُمِّ وَلَدٍ ثَلَاثَتُهُمْ وَ عَلِیٌّ الْعُرَیْضِیُ (2)

لِأُمِّ وَلَدٍ

ص: 258


1- 1. هو المعروف بالعریضی- لانه ولد بالعریض- یكنی أبا محمّد و كان من أشبه الناس برسول اللّٰه، و أمه أم أخویه موسی و عبد اللّٰه، و قد عده الشیخ الطوسیّ فی رجاله من أصحاب أبیه الصادق علیه السلام و روی عنه الحدیث، و قد أثنی علیه الشیخ المفید فی الإرشاد بقوله: كان من أهل الفضل و الصلاح و الورع و الاجتهاد و روی عنه الناس الحدیث و الآثار و كان یقول بامامة أخیه موسی علیه السلام، و كان محدثا جلیلا، و ادعت فیه طائفة من الشیعة الإمامة، و كان سفیان بن عیینة إذا روی عنه أثنی علیه كما مرّ فی الأصل و هو أقل المعقبین من ولد جعفر الصادق علیه السلام عددا، لاحظ أخباره فی العمدة ص 249 و المشجر الكشّاف ص 68 و سر السلسلة العلویة ص 44 و هو من أعلام منتقلة الطالبیین.
2- 2. هو أبو الحسن العریضیّ- نسبة الی العریض كزبیر واد بالمدینة به أموال لأهلها ذكره الزبیدیّ فی تاج العروس« عرض» و قال: و إلیه نسب الإمام أبو الحسن علیّ بن جعفر العریضیّ لانه نزل به و سكنه، فأولاده العریضیون و به یعرفون و فیهم كثرة و عدد اه و كان اصغر ولد أبیه، مات أبوه و هو طفل، خرج مع أخیه محمد- الدیباج- حین نهض بمكّة مع جماعة الطالبیین. كما انه اشترك مع اخیه زید بن موسی و العباس بن محمّد الجعفری فی ثورة البصرة أیّام ابی السرایا سنة 199 ثمّ رجع عن ذلك و كان یری رای الإمامیّة، عده الشیخ فی رجاله من أصحاب الأئمّة الصادق و الكاظم و الرضا علیهم السلام و ذكره الذهبی فی العبر ج 1 ص 358 و قال: كان من جلة السادة الاشراف، و ترجمه سماحة سیدی الوالد روحی فداه فی شرح مشیخة الفقیه و ذكر ان فی الكافی ما یدلّ علی بقائه حیا الی سنة 252 و نبه علی خطأ ابن حجر فی تقریب التهذیب حیث ذكر موته سنة 210 تابعا للذهبی فی العبر و غیره، و كان سیدی دام ظله قد اعتمد قول ابن حجر فی شرح مشیخة الاستبصار ج 4 ص 332 عمر أكثر من مائة سنة، له كتاب المناسك، و كتاب الحلال و الحرام و لعله هو المسائل التی سأل عنها أخاه موسی بن جعفر« ع» و الاخبار دالة علی جلالة قدره و عظم شأنه. لاحظ أخباره فی مقاتل الطالبیین ص 534 و ص 540 و عمدة الطالب ص 241 و شرح مشیخة الفقیه ص 4 و رجال الشیخ الطوسیّ و غیرها.

وَ الْعَبَّاسُ (1) لِأُمِّ وَلَدٍ ابْنَتُهُ أَسْمَاءُ أُمُّ فَرْوَةَ الَّتِی زَوَّجَهَا مِنِ ابْنِ عَمِّهِ الْخَارِجِ وَ یُقَالُ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ أُمُّ فَرْوَةَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرِ وَ أَسْمَاءُ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ وَ فَاطِمَةُ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ(2).

«27»- نی، [الغیبة] للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ الْمِسْمَعِیِّ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فِی الْأَرْضِ أَتَقَبَّلُهَا مِنَ السُّلْطَانِ ثُمَّ أُوَاجِرُهَا مِنَ الْغَیْرِ عَلَی أَنَّ مَا أَخْرَجَ اللَّهُ فِیهَا مِنْ شَیْ ءٍ كَانَ لِی مِنْ ذَلِكَ النِّصْفُ أَوِ الثُّلُثُ أَوْ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَكْثَرُ هَلْ یَصْلُحُ ذَلِكَ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ ابْنُهُ یَا أَبَتَاهْ لِمَ یحفظ [تَحَفَّظُ] قَالَ أَ وَ لَیْسَ كَذَلِكَ أُعَامِلُ أَكَرَتِی یَا بُنَیَّ أَ لَیْسَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَثِیراً مَا أَقُولُ لَكَ الْزَمْنِی فَلَا تَفْعَلُ فَقَامَ إِسْمَاعِیلُ فَخَرَجَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا عَلَی إِسْمَاعِیلَ أَلَّا یَلْزَمَكَ إِذَا كُنْتَ مَتَی مَضَیْتَ أَفْضَیْتَ الْأَشْیَاءَ إِلَیْهِ مِنْ بَعْدِكَ كَمَا أُفْضِیَتِ الْأَشْیَاءُ إِلَیْكَ مِنْ بَعْدِ أَبِیكَ فَقَالَ یَا فَیْضُ إِنَّ إِسْمَاعِیلَ لَیْسَ مِنِّی كَمَا أَنَا مِنْ أَبِی قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَدْ كَانَ لَا شَكَّ فِی أَنَّ الرِّحَالَ تُحَطُّ إِلَیْهِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنْ كَانَ مَا نَخَافُ وَ نَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ الْعَافِیَةَ فَإِلَی مَنْ وَ أَمْسَكَ عَنِّی فَقَبَّلْتُ رُكْبَتَیْهِ وَ قُلْتُ ارْحَمِ شَیْبَتِی فَإِنَّمَا

ص: 259


1- 1. ذكره مصعب الزبیری فی كتابه نسب قریش ص 63 و العمیدی فی مشجره ص 76 و الشیخ المفید فی ارشاده و قال: كان فاضلا نبیلا اه و قال مصعب فی كتابه: لا بقیة له.
2- 2. المناقب ج 3 ص 400.

هِیَ النَّارُ إِنِّی وَ اللَّهِ لَوْ طَمِعْتُ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَكَ مَا بَالَیْتُ وَ لَكِنِّی أَخَافُ أَنْ أَبْقَی بَعْدَكَ فَقَالَ لِی مَكَانَكَ ثُمَّ قَامَ إِلَی سِتْرٍ فِی الْبَیْتِ فَرَفَعَهُ وَ دَخَلَ فَمَكَثَ قَلِیلًا ثُمَّ صَاحَ بِی یَا فَیْضُ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ بِمَسْجِدٍ قَدْ صَلَّی وَ انْحَرَفَ عَنِ الْقِبْلَةِ فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ غُلَامٌ فِی یَدِهِ دِرَّةٌ فَأَقْعَدَهُ عَلَی فَخِذِهِ وَ قَالَ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا هَذِهِ الْمِخْفَقَةُ الَّتِی بِیَدِكَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِعَلِیٍّ أَخِی وَ هُوَ فِی یَدِهِ وَ هُوَ یَضْرِبُ بِهَا بَهِیمَةً فَانْتَزَعْتُهَا مِنْ یَدِهِ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا فَیْضُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أُفْضِیَتْ إِلَیْهِ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَائْتَمَنَ عَلَیْهَا عَلِیّاً ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا عَلِیٌّ الْحَسَنَ ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا الْحَسَنُ الْحُسَیْنَ وَ ائْتَمَنَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ ائْتَمَنَنِی عَلَیْهَا أَبِی فَكَانَتْ عِنْدِی وَ لِهَذَا ائْتَمَنْتُ ابْنِی هَذَا عَلَیْهَا عَلَی حَدَاثَتِهِ وَ هِیَ عِنْدَهُ فَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ یَا فَیْضُ إِنَّ أَبِی كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ لَا تُرَدَّ لَهُ دَعْوَةٌ أَجْلَسَنِی عَنْ یَمِینِهِ وَ دَعَا فَأَمَّنْتُ فَلَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَةٌ وَ كَذَلِكَ أَصْنَعُ بِابْنِی هَذَا وَ قَدْ ذَكَرْتُ أَمْسِ بِالْمَوْقِفِ فَذَكَرْتُكَ بِخَیْرٍ قَالَ فَیْضٌ فَبَكَیْتُ سُرُوراً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی زِدْنِی فَقَالَ إِنَّ أَبِی كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَ أَنَا مَعَهُ فَنَعَسَ وَ كَانَ عَلَی رَاحِلَتِهِ أَدْنَیْتُ رَاحِلَتِی مِنْ رَاحِلَتِهِ فَوَسَّدْتُهُ ذِرَاعِی الْمِیلَ وَ الْمِیلَیْنِ حَتَّی یَقْضِیَ وَطَرَهُ مِنَ النَّوْمِ وَ كَذَلِكَ یَصْنَعُ بِی وَلَدِی هَذَا فَقُلْتُ زِدْنِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ یَا فَیْضُ إِنِّی لَأَجِدُ بِابْنِی هَذَا مَا كَانَ یَعْقُوبُ یَجِدُهُ مِنْ یُوسُفَ فَقُلْتُ سَیِّدِی زِدْنِی فَقَالَ هُوَ صَاحِبُكَ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ قُمْ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ فَقُمْتُ حَتَّی قَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رَأْسَهُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ لَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا إِنَّهُ لَمْ یُؤْذَنْ لِی فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی مِنْكَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أُخْبِرُ بِهِ عَنْكَ قَالَ نَعَمْ أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ وَ رُفَقَاءَكَ وَ كَانَ مَعِی أَهْلِی وَ وُلْدِی وَ كَانَ مَعِی یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ مِنْ رُفَقَائِی فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ حَمِدُوا اللَّهَ عَلَی ذَلِكَ وَ قَالَ یُونُسُ- لَا وَ اللَّهِ حَتَّی أَسْمَعَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ كَانَتْ فِیهِ عَجَلَةٌ فَخَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْبَابِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَهُ وَ قَدْ سَبَقَنِی

ص: 260

یُونُسُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ لَكَ فَیْضٌ اسْكُتْ وَ اقْبَلْ فَقَالَ سَمِعْتُ وَ أَطَعْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ دَخَلْتُ یَا فَیْضُ زرقه قُلْتُ لَهُ قَدْ فَعَلْتُ (1).

«28»- نی، [الغیبة] للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: وَصَفَ إِسْمَاعِیلُ أَخِی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام دِینَهُ وَ اعْتِقَادَهُ فَقَالَ إِنِّی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكُمْ وَ وَصَفَهُمْ یَعْنِی الْأَئِمَّةَ وَاحِداً وَاحِداً حَتَّی انْتَهَی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ وَ إِسْمَاعِیلُ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ أَمَّا إِسْمَاعِیلُ فَلَا(2).

«29»- كش، [رجال الكشی]: الْفَطَحِیَّةُ هُمُ الْقَائِلُونَ بِإِمَامَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ سُمُّوا بِذَلِكَ لِأَنَّهُ قِیلَ إِنَّهُ كَانَ أَفْطَحَ الرَّأْسِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ أَفْطَحَ الرِّجْلَیْنِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَی رَئِیسٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فطیح وَ الَّذِینَ قَالُوا بِإِمَامَتِهِ عَامَّةُ مَشَایِخِ الْعِصَابَةِ وَ فُقَهَاؤُهَا مَالُوا إِلَی هَذِهِ الْمَقَالَةِ فَدَخَلَتْ عَلَیْهِمُ الشُّبْهَهُ لِمَا رُوِیَ عَنْهُمْ علیه السلام أَنَّهُمْ قَالُوا الْإِمَامَةُ فِی الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِ الْإِمَامِ إِذَا مَضَی إِمَامٌ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ رَجَعَ عَنِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ لَمَّا امْتَحَنَهُ بِمَسَائِلَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ فِیهَا جَوَابٌ وَ لَمَّا ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الْأَشْیَاءِ الَّتِی لَا یَنْبَغِی أَنْ تَظْهَرَ مِنَ الْإِمَامِ ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَاتَ بَعْدَ أَبِیهِ بِسَبْعِینَ یَوْماً فَرَجَعَ الْبَاقُونَ إِلَّا شُذَّاذاً مِنْهُمْ عَنِ الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ إِلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَةِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ رَجَعُوا إِلَی الْخَبَرِ الَّذِی رُوِیَ أَنَّ الْإِمَامَةَ- لَا تَكُونُ فِی الْأَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ بَقِیَ شُذَّاذٌ مِنْهُمْ عَلَی الْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ وَ بَعْدَ أَنْ مَاتَ قَالَ بِإِمَامَةِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِمُوسَی یَا بُنَیَّ إِنَّ أَخَاكَ سَیَجْلِسُ مَجْلِسِی وَ یَدَّعِی الْإِمَامَةَ بَعْدِی فَلَا تُنَازِعْهُ بِكَلِمَةٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ أَهْلِی لُحُوقاً بِی (3).

ص: 261


1- 1. غیبة النعمانیّ ص 176.
2- 2. نفس المصدر ص 176.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 164.

بیان: قال الجوهری رجل أفطح بین الفطح أی عریض الرأس.

«30»- كش، [رجال الكشی] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی یَحْیَی عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَی أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِیهِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ أَنَا وَ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ الْأَمْرَ فِی الْكَبِیرِ مَا لَمْ یَكُنْ بِهِ عَاهَةٌ فَدَخَلْنَا نَسْأَلُهُ عَمَّا كُنَّا نَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِی كَمْ تَجِبُ قَالَ فِی مِائَتَیْنِ خَمْسَةٌ قُلْنَا فَفِی مِائَةٍ قَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ قُلْنَا لَهُ وَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ هَذَا فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ ضُلَّالًا لَا نَدْرِی إِلَی أَیْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ فَقَعَدْنَا فِی بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ بَاكِینَ حَیَارَی- لَا نَدْرِی إِلَی مَنْ نَقْصِدُ وَ إِلَی مَنْ نَتَوَجَّهُ نَقُولُ إِلَی الْمُرْجِئَةِ إِلَی الْقَدَرِیَّةِ إِلَی الزَّیْدِیَّةِ إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ إِلَی الْخَوَارِجِ قَالَ فَنَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ رَأَیْتُ رَجُلًا شَیْخاً لَا أَعْرِفُهُ یُومِئُ إِلَیَّ بِیَدِهِ فَخِفْتُ أَنْ یَكُونَ عَیْناً مِنْ عُیُونِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ جَوَاسِیسُ یَنْظُرُونَ عَلَی مَنِ اتَّفَقَ شِیعَةُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فَیَضْرِبُونَ عُنُقَهُ فَخِفْتُ أَنْ یَكُونَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ تَنَحَّ فَإِنِّی خَائِفٌ عَلَی نَفْسِی وَ عَلَیْكَ وَ إِنَّمَا یُرِیدُنِی لَیْسَ یُرِیدُكَ فَتَنَحَّ عَنِّی لَا تَهْلِكْ وَ تُعِینَ عَلَی نَفْسِكَ فَتَنَحَّی غَیْرَ بَعِیدٍ وَ تَبِعْتُ الشَّیْخَ وَ ذَلِكَ أَنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی لَا أَقْدِرُ عَلَی التَّخَلُّصِ مِنْهُ فَمَا زِلْتُ أَتْبَعُهُ حَتَّی وَرَدَ بِی عَلَی بَابِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ خَلَّانِی وَ مَضَی فَإِذَا خَادِمٌ بِالْبَابِ فَقَالَ لِی ادْخُلْ رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لِی ابْتِدَاءً- لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ وَ لَا إِلَی الْقَدَرِیَّةِ وَ لَا إِلَی الزَّیْدِیَّةِ وَ لَا إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ وَ لَا إِلَی الْخَوَارِجِ إِلَیَّ إِلَیَّ إِلَیَّ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَضَی أَبُوكَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ لَنَا بَعْدَهُ فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَكَ هَدَاكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ یَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ بَعْدِ أَبِیهِ قَالَ یُرِیدُ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ لَا یُعْبَدَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَنْ لَنَا بَعْدَهُ؟

ص: 262

فَقَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَكَ هَدَاكَ أَیْضاً قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ هُوَ قَالَ لِی مَا أَقُولُ ذَلِكَ.

قُلْتُ فِی نَفْسِی لَمْ أُصِبْ طَرِیقَ الْمَسْأَلَةِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلَیْكَ إِمَامٌ قَالَ لَا فَدَخَلَنِی شَیْ ءٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ إِعْظَاماً لَهُ وَ هَیْبَةً أَكْثَرَ مَا كَانَ یَحُلُّ بِی مِنْ أَبِیهِ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا كَانَ یُسْأَلُ أَبُوكَ فَقَالَ سَلْ تُخْبَرْ وَ لَا تُذِعْ فَإِنْ أَذَعْتَ فَهُوَ الذَّبْحُ فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَحْرٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ شِیعَتُكَ وَ شِیعَةُ أَبِیكَ ضُلَّالٌ فَأُلْقِی إِلَیْهِمْ وَ أَدْعُوهُمْ إِلَیْكَ فَقَدْ أَخَذْتَ عَلَیَّ بِالْكِتْمَانِ قَالَ مَنْ آنَسْتَ مِنْهُمْ رُشْداً فَأَلْقِ عَلَیْهِمْ وَ خُذْ عَلَیْهِمْ بِالْكِتْمَانِ فَإِنْ أَذَاعُوا فَهُوَ الذَّبْحُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لِی مَا وَرَاكَ قَالَ قُلْتُ الْهُدَی قَالَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْقِصَّةِ ثُمَّ لَقِیتُ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُمَرَ وَ أَبَا بَصِیرٍ قَالَ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ سَلَّمُوا وَ سَمِعُوا كَلَامَهُ وَ سَأَلُوهُ ثُمَّ قَطَعُوا عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ ثُمَّ لَقِیتُ النَّاسَ أَفْوَاجاً قَالَ فَكَانَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ قَطَعَ عَلَیْهِ إِلَّا طَائِفَةً مِثْلَ عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ فَبَقِیَ عَبْدُ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ عَلَیْهِ أَحَدٌ إِلَّا قَلِیلًا مِنَ النَّاسِ قَالَ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنْ حَالِ النَّاسِ قَالَ فَأُخْبِرَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ صَدَّ عَنْهُ النَّاسَ فَقَالَ هِشَامٌ فَأُقْعِدَ لِی بِالْمَدِینَةِ غَیْرُ وَاحِدٍ لِیَضْرِبُونِی (1).

«31»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ أَبِی أَسْبَاطٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ لِی رَجُلٌ أَحْسَبُهُ مِنَ الْوَاقِفَةِ مَا فَعَلَ أَخُوكَ أَبُو الْحَسَنِ قُلْتُ قَدْ مَاتَ قَالَ وَ مَا یُدْرِیكَ بِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ اقْتُسِمَتْ أَمْوَالُهُ وَ أُنْكِحَتْ نِسَاؤُهُ وَ نَطَقَ النَّاطِقُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ وَ مَنِ النَّاطِقُ مِنْ بَعْدِهِ قُلْتُ ابْنُهُ عَلِیٌّ قَالَ فَمَا فَعَلَ قُلْتُ لَهُ مَاتَ قَالَ وَ مَا یُدْرِیكَ أَنَّهُ مَاتَ قُلْتُ قُسِمَتْ أَمْوَالُهُ وَ نُكِحَتْ نِسَاؤُهُ وَ نَطَقَ النَّاطِقُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ وَ مَنِ النَّاطِقُ مِنْ بَعْدِهِ قُلْتُ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ فِی سِنِّكَ وَ قَدْرِكَ وَ أَبُوكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ تَقُولُ هَذَا القَوْلَ فِی هَذَا الْغُلَامِ قَالَ قُلْتُ مَا أَرَاكَ إِلَّا شَیْطَاناً

ص: 263


1- 1. رجال الكشّیّ ص 182.

قَالَ ثُمَّ أَخَذَ بِلِحْیَتِهِ فَرَفَعَهَا إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ فَمَا حِیلَتِی إِنْ كَانَ اللَّهُ رَآهُ أَهْلًا لِهَذَا وَ لَمْ یَرَ هَذِهِ الشَّیْبَةَ لِهَذَا أَهْلًا(1).

«32»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِالْمَدِینَةِ وَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ وَ أَعْرَابِیٌّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ جَالِسٌ فَقَالَ لِیَ الْأَعْرَابِیُّ مَنْ هَذَا الْفَتَی وَ أَشَارَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قُلْتُ هَذَا وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا سُبْحَانَ اللَّهِ- رَسُولُ اللَّهِ قَدْ مَاتَ مُنْذُ مِائَتَیْ سَنَةٍ وَ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً وَ هَذَا حَدَثٌ كَیْفَ یَكُونُ هَذَا وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ هَذَا وَصِیُّ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ عَلِیٌّ وَصِیُّ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی وَصِیُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ جَعْفَرٌ وَصِیُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدٌ وَصِیُّ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَلِیٌّ وَصِیُّ الْحُسَیْنِ وَ الْحُسَیْنُ وَصِیُّ الْحَسَنِ وَ الْحَسَنُ وَصِیُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ وَ دَنَا الطَّبِیبُ لِیَقْطَعَ لَهُ الْعِرْقَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ یَا سَیِّدِی تَبْدَأُ بِی لِتَكُونَ حِدَّةُ الْحَدِیدِ فِیَّ قَبْلَكَ قَالَ قُلْتُ یَهْنِئُكَ هَذَا عَمُّ أَبِیهِ قَالَ وَ قَطَعَ لَهُ الْعِرْقَ ثُمَّ أَرَادَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام النُّهُوضَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَوَّی لَهُ نَعْلَیْهِ حَتَّی یَلْبَسَهُمَا(2).

«33»- كا، [الكافی] حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ مَاتَ إِسْمَاعِیلُ ابْنُهُ فَأُنْزِلَ فِی قَبْرِهِ ثُمَّ رَمَی بِنَفْسِهِ عَلَی الْأَرْضِ مِمَّا یَلِی الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِبْرَاهِیمَ (3).

«34»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: رَأَیْتُ ابْناً لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی حَیَاةِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَطِیمٌ (4) قَدْ

ص: 264


1- 1. نفس المصدر ص 269.
2- 2. المصدر السابق ص 269.
3- 3. الكافی ج 3 ص 194 بزیادة فی آخره.
4- 4. الفطیم: الطفل الذی انتهت مدة رضاعه ففطم، و درج بمعنی مشی.

دَرَجَ فَقُلْتُ لَهُ یَا غُلَامُ مَنْ ذَا الَّذِی إِلَی جَنْبِكَ لِمَوْلًی لَهُمْ فَقَالَ هَذَا مَوْلَایَ فَقَالَ لَهُ الْمَوْلَی یُمَازِحُهُ لَسْتُ لَكَ بِمَوْلًی فَقَالَ ذَاكَ شَرٌّ لَكَ فَطَعَنَ فِی جِنَازَةِ الْغُلَامِ فَمَاتَ فَأُخْرِجَ فِی سَفَطٍ إِلَی الْبَقِیعِ فَخَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَلَیْهِ جُبَّةُ خَزٍّ صَفْرَاءُ وَ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ وَ مِطْرَفُ خَزٍّ أَصْفَرُ فَانْطَلَقَ یَمْشِی إِلَی الْبَقِیعِ وَ هُوَ مُعْتَمِدٌ عَلَیَّ وَ النَّاسُ یُعَزُّونَهُ عَلَی ابْنِ ابْنِهِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْبَقِیعِ تَقَدَّمَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ كَبَّرَ عَلَیْهِ أَرْبَعاً ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَدُفِنَ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی فَتَنَحَّی بِی ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَمْ یَكُنْ یُصَلَّی عَلَی الْأَطْفَالِ إِنَّمَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَأْمُرُ بِهِمْ فَیُدْفَنُونَ مِنْ وَرَاءُ وَ لَا یُصَلِّی عَلَیْهِمْ وَ إِنَّمَا صَلَّیْتُ عَلَیْهِ مِنْ أَجْلِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ كَرَاهِیَةَ أَنْ یَقُولُوا لَا یُصَلُّونَ عَلَی أَطْفَالِهِمْ (1).

بیان: قد درج أی كان ابتداء مشیه قوله ذاك شر لك أی نفی كونك مولی لی شر لك إذ كونك مولی لی شرف لك.

قوله فی جنازة الغلام كأنه من باب مجاز المشارفة و فی التهذیب (2) جنان و هو أظهر و قیل هو حتار بالكسر قال فی القاموس (3) الحتار حلقة الدبر أو ما بینه و بین القبل أو الخط بین الخصیتین و رتق الجفن و شی ء فی أقصی فم البعیر.

قوله من وراء فی التهذیب و الإستبصار من وراء وراء مكررا و قال فی النهایة(4) و منه حدیث الشفاعة یقول إبراهیم إنی كنت خلیلا من وراء وراء هكذا یروی مبنیا علی الفتح أی من خلف حجاب.

و منه حدیث معقل أنه حدث ابن زیاد بحدیث فقال أ شی ء سمعته من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أو من وراء وراء أی ممن جاء خلفه و بعده و یقال لولد الولد

ص: 265


1- 1. الكافی ج 3 ص 206.
2- 2. التهذیب ج 3 ص 198 و فی المطبوع حدیثا« فی جنازة الغلام» و أخرجه الشیخ أیضا فی الاستبصار ج 1 ص 479.
3- 3. القاموس ج 2 ص 4.
4- 4. النهایة ج 4 ص 207.

الوراء انتهی.

أقول: الظاهر أنه كنایة إما عن عدم الإحضار فی محضر الجماعة للصلاة علیه أو عدم إحضار الناس و إعلامهم لذلك.

و یحتمل أن یكون بیانا للضمیر فی یدفنون أی كان یأمر فی أولاد أولاده بذلك و یحتمل وجها آخر و هو أن یكون المعنی أنه علیه السلام كان یفعل ذلك بعد النبی صلی اللّٰه علیه وآله و بعد الأزمنة المتصلة بعصره فیكون الغرض بیان كون هذا الحكم مستمرا من زمن النبی صلی اللّٰه علیه وآله إلی الأعصار بعده لیظهر كون فعلهم علی خلافه بدعة واضحة.

«35»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَّادٍ الصَّیْقَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمَادٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام جَالِساً وَ كُنْتُ أَقَمْتُ عِنْدَهُ سَنَتَیْنِ أَكْتُبُ عَنْهُ مَا سَمِعَ مِنْ أَخِیهِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ فَوَثَبَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ فَقَبَّلَ یَدَهُ وَ عَظَّمَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا عَمِّ اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی كَیْفَ أَجْلِسُ وَ أَنْتَ قَائِمٌ فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَی مَجْلِسِهِ جَعَلَ أَصْحَابُهُ یُوَبِّخُونَهُ وَ یَقُولُونَ أَنْتَ عَمُّ أَبِیهِ وَ أَنْتَ تَفْعَلُ بِهِ هَذَا الْفِعْلَ فَقَالَ اسْكُتُوا إِذَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَبَضَ عَلَی لِحْیَتِهِ لَمْ یُؤَهِّلْ هَذِهِ الشَّیْبَةَ وَ أَهَّلَ هَذَا الْفَتَی وَ وَضَعَهُ حَیْثُ وَضَعَهُ أُنْكِرُ فَضْلَهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّا تَقُولُونَ بَلْ أَنَا لَهُ عَبْدٌ(1).

«36»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فُسْطَاطَهُ وَ هُوَ یُكَلِّمُ امْرَأَةً فَأَبْطَأْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ ادْنُهْ هَذِهِ أُمُّ إِسْمَاعِیلَ جَاءَتْ وَ أَنَا أَزْعُمُ أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِی أَحْبَطَ اللَّهُ فِیهِ حَجَّهَا عَامَ أَوَّلَ كُنْتُ أَرَدْتُ الْإِحْرَامَ فَقُلْتُ ضَعُوا لِیَ الْمَاءَ فِی الْخِبَاءِ فَذَهَبَتِ الْجَارِیَةُ بِالْمَاءِ فَوَضَعَتْهُ فَاسْتَخْفَفْتُهَا فَأَصَبْتُ مِنْهَا فَقُلْتُ اغْسِلِی رَأْسَكِ وَ امْسَحِیهِ مَسْحاً شَدِیداً لَا تَعْلَمُ بِهِ مَوْلَاتُكِ فَإِذَا أَرَدْتِ الْإِحْرَامَ فَاغْسِلِی جَسَدَكِ وَ لَا تَغْسِلِی رَأْسَكِ فَتَسْتَرِیبَ مَوْلَاتُكِ

ص: 266


1- 1. الكافی ج 1 ص 322.

فَدَخَلَتْ فُسْطَاطَ مَوْلَاتِهَا فَذَهَبَتْ تَتَنَاوَلُ شَیْئاً فَمَسَّتْ مَوْلَاتُهَا رَأْسَهَا فَإِذَا لُزُوجَةُ الْمَاءِ فَحَلَقَتْ رَأْسَهَا وَ ضَرَبَتْهَا فَقُلْتُ لَهَا هَذَا الْمَكَانُ الَّذِی أَحْبَطَ اللَّهُ فِیهِ حَجَّكِ (1).

بیان: قوله علیه السلام فاستخففتها أی فوجدت إتیانها خفیفة سهلة و یحتمل أن یكون كنایة عن المراودة من قولهم استخف فلانا عن رأیه أی حمله علی الخفة و الجهل و أزاله عن رأیه.

«37»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ مَاتَ ابْنُهُ إِسْمَاعِیلُ الْأَكْبَرُ فَجَعَلَ یُقَبِّلُهُ وَ هُوَ مَیِّتٌ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَیْسَ لَا یَنْبَغِی أَنْ یُمَسَّ الْمَیِّتُ بَعْدَ مَا یَمُوتُ وَ مَنْ مَسَّهُ فَعَلَیْهِ الْغُسْلُ فَقَالَ أَمَّا بِحَرَارَتِهِ فَلَا بَأْسَ إِنَّمَا ذَلِكَ إِذَا بَرَدَ(2).

«38»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ: كَانَتْ لِإِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ دَنَانِیرُ وَ أَرَادَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی الْیَمَنِ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ یَا أَبَهْ إِنَّ فُلَاناً یُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْیَمَنِ وَ عِنْدِی كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً أَ فَتَرَی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَیْهِ یَبْتَاعُ لِی بِهَا بِضَاعَةً مِنَ الْیَمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بُنَیَّ أَ مَا بَلَغَكَ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ هَكَذَا یَقُولُ النَّاسُ فَقَالَ علیه السلام یَا بُنَیَّ لَا تَفْعَلْ فَعَصَی إِسْمَاعِیلُ أَبَاهُ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ دَنَانِیرَ فَاسْتَهْلَكَهَا وَ لَمْ یَأْتِهِ بِشَیْ ءٍ مِنْهَا فَخَرَجَ إِسْمَاعِیلُ وَ قُضِیَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَجَّ وَ حَجَّ إِسْمَاعِیلُ تِلْكَ السَّنَةَ فَجَعَلَ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ آجِرْنِی وَ أَخْلِفْ عَلَیَّ فَلَحِقَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَمَزَهُ بِیَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ وَ قَالَ لَهُ مَهْ یَا بُنَیَّ فَلَا وَ اللَّهِ مَا لَكَ عَلَی اللَّهِ هَذَا وَ لَا لَكَ أَنْ یُؤْجِرَكَ وَ لَا یُخْلِفَ عَلَیْكَ وَ قَدْ بَلَغَكَ أَنَّهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ فَائْتَمَنْتَهُ.

فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ یَا أَبَهْ إِنِّی لَمْ أَرَهُ یَشْرَبُ الْخَمْرَ إِنَّمَا سَمِعْتُ النَّاسَ یَقُولُونَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ یُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِینَ (3)

ص: 267


1- 1. التهذیب ج 1 ص 134 و أخرجه الشیخ فی الاستبصار ج 1 ص 124.
2- 2. نفس المصدر ج 1 ص 429.
3- 3. سورة التوبة، الآیة: 61.

یَقُولُ یُصَدِّقُ لِلَّهِ وَ یُصَدِّقُ لِلْمُؤْمِنِینَ فَإِذَا شَهِدَ عِنْدَكَ الْمُؤْمِنُونَ فَصَدِّقْهُمْ وَ لَا تَأْتَمِنْ شَارِبَ الْخَمْرِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ (1) فَأَیُّ سَفِیهٍ أَسْفَهُ مِنْ شَارِبِ الْخَمْرِ إِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ لَا یُزَوَّجُ إِذَا خَطَبَ وَ لَا یُشَفَّعُ إِذَا شَفَعَ وَ لَا یُؤْتَمَنُ عَلَی أَمَانَةٍ فَمَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَی أَمَانَةٍ فَاسْتَهْلَكَهَا لَمْ یَكُنْ لِلَّذِی ائْتَمَنَهُ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُؤْجِرَهُ وَ لَا یُخْلِفَ عَلَیْهِ (2).

أقول: أوردنا بعض أحوال محمد بن جعفر فی باب احتجاج الرضا علیه السلام علی أرباب الملل و بعض أحوال إسماعیل فی باب مكارم أخلاق أبیه علیه السلام.

«39»- محص، [التمحیص] بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ مُعَتِّباً یُحَدِّثُ: أَنَّ إِسْمَاعِیلَ بْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حُمَّ حُمَّی شَدِیدَةً فَأَعْلَمُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِحُمَّاهُ فَقَالَ ائْتِهِ فَسَلْهُ أَیَّ شَیْ ءٍ عَمِلْتَ الْیَوْمَ مِنْ سُوءٍ فَعَجَّلَ اللَّهُ عَلَیْكَ الْعُقُوبَةَ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَإِذَا هُوَ مَوْعُوكٌ فَسَأَلْتُهُ عَمَّا عَمِلَ فَسَكَتَ وَ قِیلَ لِی إِنَّهُ ضَرَبَ بِنْتَ زُلْفَی الْیَوْمَ بِیَدِهِ فَوَقَعَتْ عَلَی دُرَّاعَةِ الْبَابِ فَعَقَرَ وَجْهَهَا فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالُوا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ یُعَجِّلُ اللَّهُ لِأَوْلَادِنَا الْعُقُوبَةَ فِی الدُّنْیَا ثُمَّ دَعَا بِالْجَارِیَةِ فَقَالَ اجْعَلِی إِسْمَاعِیلَ فِی حِلٍّ مِمَّا ضَرَبَكِ فَقَالَتْ هُوَ فِی حِلٍّ فَوَهَبَ لَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ شَیْئاً ثُمَّ قَالَ لِی اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا حَالُهُ قَالَ فَأَتَیْتُهُ وَ قَدْ تَرَكَتْهُ الْحُمَّی.

«40»- یر، [بصائر الدرجات] فَضَالَةُ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ حَیَّانَ قَالَ: أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِبِرِّ ابْنِهِ إِسْمَاعِیلَ لَهُ وَ قَالَ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّهُ وَ قَدِ ازْدَادَ إِلَیَّ حُبّاً الْخَبَرَ(3).

ص: 268


1- 1. سورة النساء، الآیة: 5.
2- 2. الكافی ج 6 ص 299.
3- 3. وقع وهم من النسّاخ فی وضع رمز( یر) الذی هو رمز لبصائر الدرجات، و الصواب( ین) الذی هو رمز لكتاب الزهد للحسین بن سعید الأهوازی، كما فی ج 16 ص 25 باب بر الوالدین من البحار، و الحدیث موجود فی كتاب الزهد المذكور باب بر الوالدین و القرابة و العشیرة و القطیعة و هو الحدیث الثالث من الباب، و تمام الخبر نقلا. عنه: ان رسول اللّٰه« ص» أتته أخته من الرضاعة، فلما أن نظر إلیها سربها و بسط رداءه لها فأجلسها علیه، ثمّ أقبل یحدثها و یضحك فی وجهها ثمّ قامت فذهبت، ثمّ جاء أخوها فلم یصنع به ما صنع بها، فقیل یا رسول اللّٰه صنعت بأخته ما لم تصنع به و هو رجل؟ فقال: لانها كانت أبر بأبیها منه.

أقول: سیأتی تمامه فی باب بر الوالدین.

«41»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ، عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا بَدَا لِلَّهِ بَدَاءٌ أَعْظَمُ مِنْ بَدَاءٍ لَهُ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی (1).

«42»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنِّی نَاجَیْتُ اللَّهَ وَ نَازَلْتُهُ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی أَنْ یَكُونَ مِنْ بَعْدِی فَأَبَی رَبِّی إِلَّا أَنْ یَكُونَ مُوسَی ابْنِی (2).

«43»- وَ مِنْهُ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ شَیْطَاناً قَدْ وَلِعَ بِابْنِی إِسْمَاعِیلَ یَتَصَوَّرُ فِی صُورَتِهِ لِیَفْتِنَ بِهِ النَّاسَ وَ إِنَّهُ لَا یَتَصَوَّرُ فِی صُورَةِ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیِّ نَبِیٍّ فَمَنْ قَالَ لَكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ إِسْمَاعِیلَ ابْنِی حَیٌّ لَمْ یَمُتْ فَإِنَّمَا ذَلِكَ الشَّیْطَانُ تَمَثَّلَ لَهُ فِی صُورَةِ إِسْمَاعِیلَ مَا زِلْتُ أَبْتَهِلُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی أَنْ یُحْیِیَهُ لِی وَ یَكُونَ الْقَیِّمَ مِنْ بَعْدِی فَأَبَی رَبِّی ذَلِكَ وَ إِنَّ هَذَا شَیْ ءٌ لَیْسَ إِلَی الرَّجُلِ مِنَّا یَضَعُهُ حَیْثُ یَشَاءُ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْهَدُهُ إِلَی مَنْ یَشَاءُ فَشَاءَ اللَّهُ أَنْ یَكُونَ ابْنِی مُوسَی وَ أَبَی أَنْ یَكُونَ إِسْمَاعِیلَ وَ لَوْ جَهَدَ الشَّیْطَانُ أَنْ یَتَمَثَّلَ بِابْنِی مُوسَی مَا قَدَرَ عَلَی ذَلِكَ أَبَداً وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (3).

ص: 269


1- 1. أصل زید النرسی ص 49 من الأصول الستة عشر طبع ایران.
2- 2. أصل زید النرسی ص 49 من الأصول الستة عشر طبع ایران.
3- 3. أصل زید النرسی ص 49 من الأصول الستة عشر طبع ایران.

باب 9 أحوال أقربائه و عشائره و ما جری بینه و بینهم و ما وقع علیهم من الجور و الظلم و أحوال من خرج فی زمانه علیه السلام من بنی الحسن علیه السلام و أولاد زید و غیرهم

«1»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیٍّ الصَّائِغِ قَالَ: لَقِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَدَعَاهُ مُحَمَّدٌ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَبَی أَنْ یَذْهَبَ مَعَهُ وَ أَرْسَلَ مَعَهُ إِسْمَاعِیلَ وَ أَوْمَأَ إِلَیْهِ أَنْ كُفَّ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فِیهِ وَ أَمَرَهُ بِالْكَفِّ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی مَنْزِلِهِ أَعَادَ إِلَیْهِ الرَّسُولَ لِیَأْتِیَهُ فَأَبَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَ أَتَی الرَّسُولُ مُحَمَّداً فَأَخْبَرَهُ بِامْتِنَاعِهِ فَضَحِكَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ قَالَ مَا مَنَعَهُ مِنْ إِتْیَانِی إِلَّا أَنَّهُ یَنْظُرُ فِی الصُّحُفِ قَالَ فَرَجَعَ إِسْمَاعِیلُ فَحَكَی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكَلَامَ فَأَرْسَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَسُولًا مِنْ قِبَلِهِ وَ قَالَ إِنَّ إِسْمَاعِیلَ أَخْبَرَنِی بِمَا كَانَ مِنْكَ وَ قَدْ صَدَقْتَ إِنِّی أَنْظُرُ فِی الصُّحُفِ الْأُولی صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی فَسَلْ نَفْسَكَ وَ أَبَاكَ هَلْ ذَلِكَ عِنْدَكُمَا قَالَ فَلَمَّا أَنْ بَلَّغَهُ الرَّسُولُ سَكَتَ فَلَمْ یُجِبْ بِشَیْ ءٍ وَ أَخْبَرَ الرَّسُولُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسُكُوتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا أَصَابَ وَجْهُ الْجَوَابِ قَلَّ الْكَلَامُ (1).

«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْواً مِنْ سِتِّینَ رَجُلًا وَ هُوَ وَسَطُنَا فَجَاءَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَالَ لَهُ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً فَذَكَرُوا أَنَّكَ تَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا كِتَابَ عَلِیٍّ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا تَرَكَ عَلِیٌّ كِتَاباً وَ إِنْ كَانَ تَرَكَ عَلِیٌّ كِتَاباً مَا هُوَ إِلَّا إِهَابَیْنِ وَ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدَ غُلَامِی هَذَا فَمَا أُبَالِی عَلَیْهِ

ص: 270


1- 1. بصائر الدرجات ج 3 باب 10 ص 37.

قَالَ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ مَا هُوَ وَ اللَّهِ كَمَا یَقُولُونَ إِنَّهُمَا جَفْرَانِ مَكْتُوبٌ فِیهِمَا- لَا وَ اللَّهِ إِنَّهُمَا لَإِهَابَانِ عَلَیْهِمَا أَصْوَافُهُمَا وَ أَشْعَارُهُمَا مَدْحُوسَیْنِ كُتُباً فِی أَحَدِهِمَا وَ فِی الْآخَرِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا حَتَّی إِنَّ أَرْشَ الْخَدْشِ وَ قَالَ بِظُفُرِهِ عَلَی ذِرَاعِهِ فَخَطَّ بِهِ وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ فِی الْقُرْآنِ (1).

بیان: مدحوسین أی مملوءین.

«3»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ یَقُولُ مَا لَنَا فِی هَذَا الْأَمْرِ مَا لَیْسَ لِغَیْرِنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ كَلَامٍ أَ مَا تَعْجَبُونَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ یَزْعُمُ أَنَّ أَبَاهُ عَلِیّاً لَمْ یَكُنْ إِمَاماً وَ یَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَنَا عِلْمٌ وَ صَدَقَ وَ اللَّهِ مَا عِنْدَهُ عِلْمٌ وَ لَكِنْ وَ اللَّهِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ إِنَّ عِنْدَنَا سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَیْفَهُ وَ دِرْعَهُ وَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا فِیهِ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ إِنَّهُ لَإِمْلَاءٌ مِنْ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ بِیَدِهِ وَ الْجَفْرُ وَ مَا یَدْرُونَ مَا هُوَ مِسْكُ شَاةٍ أَوْ مِسْكُ بَعِیرٍ(2).

«4»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَهُ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لَقِیتَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الطَّیَّارُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَیْنَا أَنَا أَمْشِی فِی بَعْضِ السِّكَكِ إِذْ لَقِیتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَی حِمَارٍ حَوْلَهُ أُنَاسٌ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالَ لِی أَیُّهَا الرَّجُلُ إِلَیَّ إِلَیَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ صَلَّی صَلَاتَنَا وَ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِیحَتَنَا فَذَاكَ الْمُسْلِمُ الَّذِی لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ رَسُولِهِ مَنْ شَاءَ أَقَامَ وَ مَنْ شَاءَ ظَعَنَ فَقُلْتُ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا یَغُرَّنَّكَ

ص: 271


1- 1. نفس المصدر ج 3 باب 14 ص 40.
2- 2. المصدر السابق ج 3 باب 14 ص 41 بزیادة فی آخره.

هَؤُلَاءِ الَّذِینَ حَوْلَكَ.

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِلطَّیَّارِ فَلَمْ تَقُلْ لَهُ غَیْرَهُ قَالَ لَا قَالَ فَهَلَّا قُلْتَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَلِكَ وَ الْمُسْلِمُونَ مُقِرُّونَ لَهُ بِالطَّاعَةِ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ انْقَطَعَ ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِنَّهُ یَهْزَأُ وَ یَقُولُ هَذَا فِی جَفْرِكُمُ الَّذِی تَدَّعُونَ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ یَقُولُ لَیْسَ فِینَا إِمَامٌ صَدَقَ مَا هُوَ بِإِمَامٍ وَ لَا كَانَ أَبُوهُ إِمَاماً یَزْعُمُ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَمْ یَكُنْ إِمَاماً وَ یُرَدِّدُ ذَلِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِی الْجَفْرِ فَإِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَذْبُوحٍ كَالْجِرَابِ فِیهِ كُتُبٌ وَ عِلْمُ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ فِیهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا فِیهِ آیَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ إِنَّ عِنْدِی خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ وَ دِرْعَهُ وَ سَیْفَهُ وَ لِوَاءَهُ وَ عِنْدِی الْجَفْرُ عَلَی رَغْمِ أَنْفِ مَنْ زَعَمَ (1).

«5»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ بَشِیرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ ذَهَبَ وَ رَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَمَعَتْ عَیْنُهُ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ رَأَیْتُكَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ قَالَ رَقَقْتُ لَهُ لِأَنَّهُ یَنْسُبُ فِی أَمْرٍ لَیْسَ لَهُ لَمْ أَجِدْهُ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا مُلُوكِهَا(2).

«6»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَقُولُ وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مُحَمَّدٍ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِی لَكِتَابَیْنِ فِیهِمَا اسْمُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ كُلِّ مَلِكٍ یَمْلِكُ- لَا وَ اللَّهِ مَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی أَحَدِهِمَا(3).

«7»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فُضَیْلِ سُكَّرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ یَا فُضَیْلُ

ص: 272


1- 1. بصائر الدرجات ج 3 باب 14 ص 41.
2- 2. نفس المصدر ج 4 باب 2 ص 45.
3- 3. المصدر السابق ج 4 باب 2 ص 45.

أَ تَدْرِی فِی أَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ فِیهِ قَبْلُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ كُنْتُ أَنْظُرُ فِی كِتَابِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَیْسَ مَلِكٌ یَمْلِكُ وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ اسْمُهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ فَمَا وَجَدْتُ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِیهِ شَیْئاً(1).

بیان: لعل المراد أولاد الحسن علیه السلام الذین كانوا فی ذلك الزمان.

«8»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَا مَلِكٍ إِلَّا فِی كِتَابٍ عِنْدِی- لَا وَ اللَّهِ مَا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فِیهِ اسْمٌ (2).

«9»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مِثْلَهُ (3).

«10»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَیْسَ مِنَّا إِلَّا وَ لَهُ عَدُوٌّ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَقِیلَ لَهُ- بَنُو الْحَسَنِ لَا یَعْرِفُونَ لِمَنِ الْحَقُّ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ یَمْنَعُهُمُ الْحَسَدُ(4).

«11»- ج، [الإحتجاج] عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: لَقِیتُ أَنَا وَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا یَهُودِیُّ فَأَخْبَرْنَا بِمَا قَالَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ أَوْلَی بِالْیَهُودِیَّةِ مِنْكُمَا إِنَّ الْیَهُودِیَّ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ(5).

«12»- ج، [الإحتجاج] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَوْ تُوُفِّیَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بِالزِّنَا وَ الرِّبَا وَ شُرْبِ الْخَمْرِ كَانَ خَیْراً مِمَّا تُوُفِّیَ عَلَیْهِ (6).

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الرَّیَّانِ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: قُلْتُ

ص: 273


1- 1. المصدر السابق ج 4 باب 2 ص 45.
2- 2. المصدر السابق ج 4 باب 2 ص 45.
3- 3. المصدر السابق ج 4 باب 2 ص 45.
4- 4. الاحتجاج ص 204.
5- 5. نفس المصدر ص 204.
6- 6. المصدر السابق ص 204.

جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثٌ كَانَ یَرْوِیهِ عَبْدُ اللَّهِ (1) بْنُ بُكَیْرٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ لَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی خَرَجَ فِیهَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ هَذَا قَدْ أَلِفَ الْكَلَامَ وَ سَارَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَمَا الَّذِی تَأْمُرُ بِهِ قَالَ فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْكُنُوا مَا سَكَنَتِ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ الْخَبَرَ(2).

«14»- كشف، [كشف الغمة] عَنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ فِی صَدْرِ یَوْمٍ فَأَغْلَظَ لَهُ فِی الْقَوْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ ثُمَّ افْتَرَقَا وَ رَاحَا إِلَی الْمَسْجِدِ فَالْتَقَیَا عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ كَیْفَ أَمْسَیْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ بِخَیْرٍ كَمَا یَقُولُ الْمُغْضَبُ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُخَفِّفُ الْحِسَابَ فَقَالَ لَا تَزَالُ تَجِی ءُ بِالشَّیْ ءِ لَا نَعْرِفُهُ قَالَ فَإِنِّی أَتْلُو عَلَیْكَ بِهِ قُرْآناً قَالَ وَ ذَلِكَ أَیْضاً قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَاتِهِ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (3) قَالَ فَلَا تَرَانِی بَعْدَهَا قَاطِعاً رَحِمَنَا(4).

«15»- عم، [إعلام الوری] مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الحِكْمَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ زَكَّارِ بْنِ أَبِی زَكَّارٍ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَبَّلَ رَأْسَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَمَسَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثِیَابَهُ وَ قَالَ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ ثِیَاباً أَشَدَّ بَیَاضاً وَ لَا أَحْسَنَ مِنْهَا

ص: 274


1- 1. ما بین القوسین ساقط من مطبوعة الكمبانیّ و هو فی المصدر.
2- 2. عیون أخبار الرضا( ع) ج 1 ص 310 بتفاوت، و تمام الخبر قال: و كان عبد اللّٰه بن بكیر یقول: و اللّٰه لئن كان عبید بن زرارة صادقا فما من خروج و ما من قائم، قال: فقال لی أبو الحسن« ع»: ان الحدیث علی ما رواه عبید و لیس علی ما تأوله عبد اللّٰه بن بكیر، انما عنی أبو عبد اللّٰه علیه السلام بقوله: ما سكنت السماء، من النداء باسم صاحبكم، و ما سكنت الأرض من الخسف بالجیش.
3- 3. سورة الرعد، الآیة: 21.
4- 4. كشف الغمّة ج 2 ص 381.

فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ ثِیَابُ بِلَادِنَا وَ جِئْتُكَ مِنْهَا بِخَیْرٍ مِنْ هَذِهِ قَالَ فَقَالَ یَا مُعَتِّبُ اقْبِضْهَا مِنْهُ ثُمَّ خَرَجَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقَ الْوَصْفُ وَ قَرُبَ الْوَقْتُ هَذَا صَاحِبُ الرَّایَاتِ الَّذِی یَأْتِی بِهَا مِنْ خُرَاسَانَ.

ثُمَّ قَالَ یَا مُعَتِّبُ الْحَقْهُ فَسَلْهُ مَا اسْمُهُ ثُمَّ قَالَ لِی إِنْ كَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ هُوَ قَالَ فَرَجَعَ مُعَتِّبٌ فَقَالَ قَالَ اسْمِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ زَكَّارُ بْنُ أَبِی زَكَّارٍ فَمَكَثَ زَمَاناً فَلَمَّا وَلِیَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ نَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یُعْطِی الْجُنْدَ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِهِ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ فَقَالُوا هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُسْلِمٍ.

وَ ذَكَرَ ابْنُ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ فِی كِتَابِ الْوَاحِدَةِ قَالَ حَدَّثَ أَصْحَابُنَا: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مِنْكَ وَ أَسْخَی مِنْكَ وَ أَشْجَعُ مِنْكَ فَقَالَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَعْلَمُ مِنِّی فَقَدْ أَعْتَقَ جَدِّی وَ جَدُّكَ أَلْفَ نَسَمَةٍ مِنْ كَدِّ یَدِهِ فَسَمِّهِمْ لِی وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أُسَمِّیَهُمْ لَكَ إِلَی آدَمَ فَعَلْتُ وَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَسْخَی مِنِّی فَوَ اللَّهِ مَا بِتُّ لَیْلَةً وَ لِلَّهِ عَلَیَّ حَقٌّ یُطَالِبُنِی بِهِ وَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّكَ أَشْجَعُ فَكَأَنِّی أَرَی رَأْسَكَ وَ قَدْ جِی ءَ بِهِ وَ وُضِعَ عَلَی حَجَرِ الزَّنَابِیرِ یَسِیلُ مِنْهُ الدَّمُ إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَصَارَ إِلَی أَبِیهِ وَ قَالَ یَا أَبَتِ كَلَّمْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ بِكَذَا فَرَدَّ عَلَیَّ كَذَا فَقَالَ أَبُوهُ یَا بُنَیَّ آجَرَنِیَ اللَّهُ فِیكَ إِنَّ جَعْفَراً أَخْبَرَنِی أَنَّكَ صَاحِبُ حَجَرِ الزَّنَابِیرِ(1).

«16»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: لَقِیتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ فَقَالَ أَ مَا لَنَا حَقٌّ أَ مَا لَنَا حُرْمَةٌ إِذَا اخْتَرْتُمْ مِنَّا رَجُلًا وَاحِداً كَفَاكُمْ فَلَمْ یَكُنْ لَهُ عِنْدِی جَوَابٌ فَلَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ لِی الْقَهُ فَقُلْ لَهُ أَتَیْنَاكُمْ فَقُلْنَا هَلْ عِنْدَكُمْ مَا لَیْسَ عِنْدَ غَیْرِكُمْ فَقُلْتُمْ لَا فَصَدَّقْنَاكُمْ وَ كُنْتُمْ أَهْلَ ذَلِكَ وَ أَتَیْنَا بَنِی عَمِّكُمْ فَقُلْنَا هَلْ عِنْدَكُمْ مَا لَیْسَ عِنْدَ النَّاسِ فَقَالُوا نَعَمْ فَصَدَّقْنَاهُمْ وَ كَانُوا أَهْلَ ذَلِكَ قَالَ فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ لَهُ مَا قَالَ لِی

ص: 275


1- 1. إعلام الوری ص 272.

فَقَالَ لِیَ الْحَسَنُ فَإِنَّ عِنْدَنَا مَا لَیْسَ عِنْدَ النَّاسِ فَلَمْ یَكُنْ عِنْدِی شَیْ ءٌ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِی الْقَهُ وَ قُلْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ (1) فَاقْعُدُوا لَنَا حَتَّی نَسْأَلَكُمْ قَالَ فَلَقِیتُهُ فَحَاجَجْتُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ أَ فَمَا عِنْدَكُمْ شَیْ ءٌ إِلَّا تَعِیبُونَا إِنْ كَانَ فُلَانٌ تَفَرَّغَ وَ شُغِلْنَا فَذَاكَ الَّذِی یَذْهَبُ بِحَقِّنَا(2).

بیان: إلا تعیبونا أی إلا أن تعیبونا و یمكن أن یقرأ ألا بالفتح لیكون بدلا أو عطف بیان لقوله شی ء و فلان كنایة عن الصادق علیه السلام و غرضه أن تفرغه صار سببا لأعلمیته و اشتغالنا بالأمور سببا لجهلنا.

«17»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ سَالِمَةَ مَوْلَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام حِینَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَعْطُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ الْأَفْطَسُ سَبْعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطِ فُلَاناً كَذَا وَ فُلَاناً كَذَا فَقُلْتُ أَ تُعْطِی رَجُلًا حَمَلَ عَلَیْكَ بِالشَّفْرَةِ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَكَ قَالَ تُرِیدِینَ أَنْ لَا أَكُونَ مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (3) نَعَمْ یَا سَالِمَةُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ فَطَیَّبَهَا وَ طَیَّبَ رِیحَهَا وَ إِنَّ رِیحَهَا لَتُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ أَلْفَیْ عَامٍ وَ لَا یَجِدُ رِیحَهَا عَاقٌّ وَ لَا قَاطِعُ رَحِمٍ (4).

«18»- عم (5)،[إعلام الوری] شا، [الإرشاد] وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِی الْفَرَجِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِیِّ فِی أَصْلِ كِتَابِهِ الْمَعْرُوفِ بِمَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ (6) أَخْبَرَنِی عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ

ص: 276


1- 1. سورة الاحقاف، الآیة: 4.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 230.
3- 3. سورة الرعد، الآیة: 21.
4- 4. الغیبة للشیخ الطوسیّ ص 128.
5- 5. إعلام الوری ص 271- 272.
6- 6. مقاتل الطالبیین ص 205- 208.

شَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِیِّ وَ ابْنِ دَاجَةَ قَالَ أَبُو زَیْدٍ وَ حَدَّثَنِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ مَوْلَی بَنِی نُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ وَ حَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْكَرَّامِ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی قَالَ وَ حَدَّثَنِی عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ وَ قَدْ دَخَلَ حَدِیثُ بَعْضِهِمْ فِی حَدِیثِ الْآخَرِینَ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ اجْتَمَعُوا بِالْأَبْوَاءِ وَ فِیهِمْ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَ صَالِحُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ فَقَالَ صَالِحُ بْنُ

عَلِیٍّ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّكُمُ الَّذِینَ تَمُدُّ النَّاسُ إِلَیْهِمْ أَعْیُنَهُمْ وَ قَدْ جَمَعَكُمُ اللَّهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَاعْقِدُوا بَیْعَةً لِرَجُلٍ مِنْكُمْ تُعْطُونَهُ إِیَّاهَا مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ تَوَاثَقُوا عَلَی ذَلِكَ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْفَاتِحِینَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ ابْنِی هَذَا هُوَ الْمَهْدِیُّ فَهَلُمَّ لِنُبَایِعَهُ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَخْدَعُونَ أَنْفُسَكُمْ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا النَّاسُ إِلَی أَحَدٍ أَمْوَرُ أَعْنَاقاً وَ لَا أَسْرَعُ إِجَابَةً مِنْهُمْ إِلَی هَذَا الْفَتَی یُرِیدُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالُوا قَدْ وَ اللَّهِ صَدَقْتَ إِنَّ هَذَا الَّذِی نَعْلَمُ فَبَایَعُوا مُحَمَّداً جَمِیعاً وَ مَسَحُوا عَلَی یَدِهِ قَالَ عِیسَی وَ جَاءَ رَسُولُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ إِلَی أَبِی أَنِ ائْتِنَا فَإِنَّا مُجْتَمِعُونَ لِأَمْرٍ وَ أَرْسَلَ بِذَلِكَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ قَالَ غَیْرُ عِیسَی إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ لِمَنْ حَضَرَ- لَا تُرِیدُوا جَعْفَراً فَإِنَّا نَخَافُ أَنْ یُفْسِدَ عَلَیْكُمْ أَمْرَكُمْ قَالَ عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَرْسَلَنِی أَبِی أَنْظُرُ مَا اجْتَمَعُوا لَهُ فَجِئْتُهُمْ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یُصَلِّی عَلَی طِنْفِسَةِ رَحْلٍ مَثْنِیَّةٍ فَقُلْتُ لَهُمْ أَرْسَلَنِی أَبِی إِلَیْكُمْ أَسْأَلُكُمْ لِأَیِّ شَیْ ءٍ اجْتَمَعْتُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ اجْتَمَعْنَا لِنُبَایِعَ الْمَهْدِیَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ وَ جَاءَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَوْسَعَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلَی جَنْبِهِ فَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ كَلَامِهِ فَقَالَ جَعْفَرٌ لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَمْ یَأْتِ بَعْدَ أَنْ كُنْتَ تَرَی یَعْنِی عَبْدَ اللَّهِ أَنَّ ابْنَكَ هَذَا هُوَ الْمَهْدِیُّ فَلَیْسَ بِهِ وَ لَا هَذَا أَوَانُهُ وَ إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تُرِیدُ أَنْ تُخْرِجَهُ غَضَباً لِلَّهِ وَ لِیَأْمُرَ

ص: 277

بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَدَعُكَ وَ أَنْتَ شَیْخُنَا وَ نُبَایِعُ ابْنَكَ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَغَضِبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتُ خِلَافَ مَا تَقُولُ وَ اللَّهِ مَا أَطْلَعَكَ عَلَی غَیْبِهِ وَ لَكِنْ یَحْمِلُكَ عَلَی هَذَا الْحَسَدُ لِابْنِی فَقَالَ مَا وَ اللَّهِ ذَاكَ یَحْمِلُنِی وَ لَكِنْ هَذَا إِخْوَتُهُ وَ أَبْنَاؤُهُمْ دُونَكُمْ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی ظَهْرِ أَبِی الْعَبَّاسِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی كَتِفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَالَ إِنَّهَا وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْكَ وَ لَا إِلَی ابْنَیْكَ وَ لَكِنَّهَا لَهُمْ وَ إِنَّ ابْنَیْكَ لَمَقْتُولَانِ ثُمَّ نَهَضَ فَتَوَكَّأَ عَلَی یَدِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِیِّ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ صَاحِبَ الرِّدَاءِ الْأَصْفَرِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ قَالَ إِنَّا وَ اللَّهِ نَجِدُهُ یَقْتُلُهُ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِیزِ أَ یَقْتُلُ مُحَمَّداً قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی حَسَدَهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا خَرَجْتُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُهُ قَتَلَهُمَا قَالَ فَلَمَّا قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام ذَلِكَ وَ نَهَضَ وَ افْتَرَقُوا تَبِعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَقُولُ هَذَا قَالَ نَعَمْ أَقُولُهُ وَ اللَّهِ وَ أَعْلَمُهُ (1).

قَالَ أَبُو الْفَرَجِ (2) وَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُقَانِعِیُّ عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِذَا رَأَی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ تَغَرْغَرَتْ عَیْنَاهُ ثُمَّ یَقُولُ بِنَفْسِی هُوَ إِنَّ النَّاسَ لَیَقُولُونَ فِیهِ وَ إِنَّهُ لَمَقْتُولٌ لَیْسَ هُوَ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ(3).

بیان: مار الشی ء یمور مورا أی تحرك و جاء و ذهب و مور العنق هنا كنایة عن شدة التسلیم و الانقیاد له و خفض الرءوس عنده.

«19»- كا، [الكافی] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: أَتَیْنَا خَدِیجَةَ بِنْتَ

ص: 278


1- 1. الإرشاد للمفید ص 294- 296.
2- 2. مقاتل الطالبیین ص 205.
3- 3. إعلام الوری ص 272، الإرشاد ص 296.

عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام نُعَزِّیهَا بِابْنِ بِنْتِهَا فَوَجَدْنَا عِنْدَهَا مُوسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَإِذَا هِیَ فِی نَاحِیَةٍ قَرِیباً مِنَ النِّسَاءِ فَعَزَّیْنَاهُمْ ثُمَّ أَقْبَلْنَا عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ یَقُولُ لِابْنَةِ أَبِی یَشْكُرَ الرَّاثِیَةِ قُولِی فَقَالَتْ:

اعْدُدْ رَسُولَ اللَّهِ وَ اعْدُدْ بَعْدَهُ***أَسَدَ الْإِلَهِ وَ ثَالِثاً عَبَّاسَا

وَ اعْدُدْ عَلِیَّ الْخَیْرِ وَ اعْدُدْ جَعْفَراً***وَ اعْدُدْ عَقِیلًا بَعْدَهُ الرُّؤَّاسَا

فَقَالَ أَحْسَنْتِ وَ أَطْرَبْتِینِی زِیدِینِی فَانْدَفَعَتْ تَقُولُ:

وَ مِنَّا إِمَامُ الْمُتَّقِینَ مُحَمَّدٌ***وَ حَمْزَةُ مِنَّا وَ الْمُهَذَّبُ جَعْفَرٌ

وَ مِنَّا عَلِیٌّ صِهْرُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ***وَ فَارِسُهُ ذَاكَ الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ

فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ حَتَّی كَادَ اللَّیْلُ أَنْ یَجِی ءَ ثُمَّ قَالَتْ خَدِیجَةُ سَمِعْتُ عَمِّی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّمَا تَحْتَاجُ الْمَرْأَةُ فِی الْمَأْتَمِ إِلَی النَّوْحِ لِتَسِیلَ دَمْعَتُهَا وَ لَا یَنْبَغِی لَهَا أَنْ تَقُولَ هُجْراً فَإِذَا جَاءَ اللَّیْلُ فَلَا تُؤْذِی الْمَلَائِكَةَ بِالنَّوْحِ ثُمَّ خَرَجْنَا فَغَدَوْنَا إِلَیْهَا غُدْوَةً فَتَذَاكَرْنَا عِنْدَهَا اخْتِزَالَ مَنْزِلِهَا مِنْ دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ (1) هَذِهِ دَارٌ تُسَمَّی دَارَ السَّرَقِ فَقَالَتْ هَذَا مَا اصْطَفَی مَهْدِیُّنَا تَعْنِی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ تُمَازِحُهُ بِذَلِكَ فَقَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَ اللَّهِ لَأُخْبِرَنَّكُمْ بِالْعَجَبِ رَأَیْتُ أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ لَمَّا أَخَذَ فِی أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَجْمَعَ عَلَی لِقَاءِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَا أَجِدُ هَذَا الْأَمْرَ یَسْتَقِیمُ إِلَّا أَنْ أَلْقَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَانْطَلَقَ وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَیَّ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّی أَتَیْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِینَاهُ خَارِجاً یُرِیدُ الْمَسْجِدَ فَاسْتَوْقَفَهُ أَبِی وَ كَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذَلِكَ نَلْتَقِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَرَجَعَ إِلَیَّ مَسْرُوراً ثُمَّ أَقَامَ حَتَّی إِذَا كَانَ الْغَدُ أَوْ بَعْدَهُ بِیَوْمٍ انْطَلَقْنَا حَتَّی أَتَیْنَاهُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَبِی وَ أَنَا مَعَهُ فَابْتَدَأَ الْكَلَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ فِیمَا یَقُولُ قَدْ عَلِمْتُ (2)

ص: 279


1- 1. القائل هو موسی بن عبد اللّٰه المعروف بالجون.
2- 2. علی صیغة المتكلم، و یحتمل الامر و فدیتك معترضة أی فدیتك بنفسی،« منه ره» عن هامش المطبوعة.

جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَّ السِّنَ (1) لِی عَلَیْكَ فَإِنَّ فِی قَوْمِكَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ قَدَّمَ لَكَ فَضْلًا لَیْسَ هُوَ لِأَحَدٍ مِنْ قَوْمِكَ وَ قَدْ جِئْتُكَ مُعْتَمِداً لِمَا أَعْلَمُ مِنْ بِرِّكَ وَ اعْلَمْ فَدَیْتُكَ أَنَّكَ إِذَا أَجَبْتَنِی لَمْ یَتَخَلَّفْ عَنِّی أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیَّ اثْنَانِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَا غَیْرِهِمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّكَ تَجِدُ غَیْرِی أَطْوَعَ لَكَ مِنِّی وَ لَا حَاجَةَ لَكَ فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّی أُرِیدُ الْبَادِیَةَ أَوْ أَهُمُّ بِهَا(2)

فَأَثْقُلُ عَنْهَا وَ أُرِیدُ الْحَجَّ فَمَا أُدْرِكُهُ إِلَّا بَعْدَ كَدٍّ وَ تَعَبٍ وَ مَشَقَّةٍ عَلَی نَفْسِی فَاطْلُبْ غَیْرِی وَ سَلْهُ ذَلِكَ وَ لَا تُعْلِمْهُمْ أَنَّكَ جِئْتَنِی فَقَالَ لَهُ إِنَّ النَّاسَ مَادُّونَ أَعْنَاقَهُمْ إِلَیْكَ وَ إِنْ أَجَبْتَنِی لَمْ یَتَخَلَّفْ عَنِّی أَحَدٌ وَ لَكَ أَنْ لَا تُكَلَّفَ قِتَالًا وَ لَا مَكْرُوهاً قَالَ وَ هَجَمَ عَلَیْنَا نَاسٌ فَدَخَلُوا وَ قَطَعُوا كَلَامَنَا فَقَالَ أَبِی جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا تَقُولُ فَقَالَ نَلْتَقِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ أَ لَیْسَ عَلَی مَا أُحِبُّ قَالَ عَلَی مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ إِصْلَاحِ حَالِكَ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّی جَاءَ الْبَیْتَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَی مُحَمَّدٍ فِی جَبَلٍ بِجُهَیْنَةَ یُقَالُ لَهُ الْأَشْقَرُ عَلَی لَیْلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَةِ فَبَشَّرَهُ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ لَهُ بِوَجْهِ حَاجَتِهِ وَ مَا طَلَبَ ثُمَّ عَادَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَوُقِفْنَا بِالْبَابِ وَ لَمْ نَكُنْ نُحْجَبُ إِذَا جِئْنَا فَأَبْطَأَ الرَّسُولُ ثُمَّ أَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَجَلَسْتُ فِی نَاحِیَةِ الْحُجْرَةِ وَ دَنَا أَبِی إِلَیْهِ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ عُدْتُ إِلَیْكَ رَاجِیاً مُؤَمِّلًا قَدِ انْبَسَطَ رَجَائِی وَ أَمَلِی وَ رَجَوْتُ الدَّرْكَ لِحَاجَتِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ عَمِّ إِنِّی أُعِیذُكَ بِاللَّهِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِی أَمْسَیْتَ فِیهِ وَ إِنِّی لَخَائِفٌ عَلَیْكَ أَنْ یَكْسِبَكَ شَرّاً فَجَرَی الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا

ص: 280


1- 1. ان السن لی علیك أی أنا أسن منك، و غرضه من هذه الكلمات نفی امامته« ع» حتی یستقیم تكلیفه بالبیعة، و لم یعلم انها تدلّ علی عدم امامة ابنه ایضا، مع ان قوله قدم لك فضلا حجة علیه و لم یشعر به.( منه ره) عن هامش المطبوعة.
2- 2. الهم فوق الإرادة و كلمة« أو» بمعنی بل، أو الشك من الراوی« منه ره» عن هامش المطبوعة.

حَتَّی أَفْضَی إِلَی مَا لَمْ یَكُنْ یُرِیدُ وَ كَانَ مِنْ قَوْلِهِ بِأَیِّ شَیْ ءٍ كَانَ الْحُسَیْنُ أَحَقَّ بِهَا مِنَ الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَ اللَّهُ الْحَسَنَ وَ رَحِمَ الْحُسَیْنَ وَ كَیْفَ ذَكَرْتَ هَذَا قَالَ لِأَنَّ الْحُسَیْنَ كَانَ یَنْبَغِی لَهُ إِذَا عَدَلَ أَنْ یَجْعَلَهَا فِی الْأَسَنِّ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَنْ أَوْحَی إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْحَی إِلَیْهِ بِمَا شَاءَ وَ لَمْ یُؤَامِرْ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ وَ أَمَرَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام بِمَا شَاءَ فَفَعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ (1) وَ لَسْنَا نَقُولُ فِیهِ إِلَّا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ تَبْجِیلِهِ وَ تَصْدِیقِهِ فَلَوْ كَانَ أَمَرَ الْحُسَیْنَ علیه السلام أَنَّ یُصَیِّرَهَا فِی الْأَسَنِّ أَوْ یَنْقُلَهَا فِی وُلْدِهِمَا یَعْنِی الْوَصِیَّةَ لَفَعَلَ ذَلِكَ الْحُسَیْنُ وَ مَا هُوَ بِالْمُتَّهَمِ عِنْدَنَا فِی الذَّخِیرَةِ لِنَفْسِهِ وَ لَقَدْ وَلَّی وَ تَرَكَ ذَلِكَ وَ لَكِنَّهُ مَضَی لِمَا أُمِرَ بِهِ وَ هُوَ جَدُّكَ وَ عَمُّكَ فَإِنْ قُلْتَ خَیْراً فَمَا أَوْلَاكَ بِهِ وَ إِنْ قُلْتَ هُجْراً فَیَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَطِعْنِی یَا ابْنَ عَمِّ وَ اسْمَعْ كَلَامِی فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَا آلُوكَ نُصْحاً وَ حِرْصاً فَكَیْفَ وَ لَا أَرَاكَ تَفْعَلُ وَ مَا لِأَمْرِ اللَّهِ مِنْ مَرَدٍّ فَسُرَّ أَبِی عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْأَحْوَلُ الْأَكْشَفُ الْأَخْضَرُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا فَقَالَ أَبِی لَیْسَ

هُوَ ذَاكَ وَ اللَّهِ لَنُجَازِیَنَّ بِالْیَوْمِ یَوْماً وَ بِالسَّاعَةِ سَاعَةً وَ بِالسَّنَةِ سَنَةً وَ لَنَقُومَنَّ بِثَأْرِ بَنِی أَبِی طَالِبٍ جَمِیعاً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَكُونَ هَذَا الْبَیْتُ یَلْحَقُ صَاحِبَنَا مَنَّتْكَ نَفْسُكَ فِی الْخَلَاءِ ضَلَالًا(2)

ص: 281


1- 1. و لسنا نقول فیه أی فی علی« ع» من تبجیله أی تعظیمه فیه و فی تعظیمه لعلی« ع» أوحی اللّٰه، و المعنی انا لا نقول فی علی« ع» انه یجوز له تبدیل أحد من الأوصیاء بغیره أو لا نقول ما ینافی تبجیله و تصدیقه و هو انه خان فیما أمر به و غیر أمر الرسول صلّی اللّٰه علیه و آله، فلو كان أمر علی المعلوم او المجهول فی الاسن أی من أولادهما أو فی أولاد الاسن أو ینقلها بان یعطی تارة ولد هذا، و تارة ولد هذا، و قیل فی ولدهما یعنی من ولداه جمیعا كعبد اللّٰه و ولده و هو بعید، و یحتمل أن یكون فی معنی من كما فی بعض النسخ أیضا ای ینقلها من اولادهما الی غیرهم( منه ره) عن هامش المطبوعة.
2- 2. هذا عجز بیت للاخطل و صدره: انعق بضأنك یا جریر فانما***منتك نفسك فی الخلاء ضلالا. و هو من قصیدة تقرب من خمسین بیتا قالها یهجو بها جریرا و یفتخر فیها علی قیس، اولها. كذبتك عینك أم رأیت بواسط غلس الظلام من الرباب خیالا و هی مثبتة فی دیوانه ص 41- 51 طبع بیروت.

لَا وَ اللَّهِ لَا یَمْلِكُ أَكْثَرَ مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَةِ وَ لَا یَبْلُغُ عَمَلُهُ الطَّائِفَ إِذَا أَحْفَلَ یَعْنِی إِذَا أَجْهَدَ نَفْسَهُ وَ مَا لِلْأَمْرِ مِنْ بُدٍّ أَنْ یَقَعَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ ارْحَمْ نَفْسَكَ وَ بَنِی أَبِیكَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرَاهُ أَشْأَمَ سَلْحَةٍ أَخْرَجَتْهَا أَصْلَابُ الرِّجَالِ إِلَی أَرْحَامِ النِّسَاءِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی بِهِ صَرِیعاً مَسْلُوباً بِزَّتُهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ لَبِنَةٌ وَ لَا یَنْفَعُ هَذَا الْغُلَامَ مَا یَسْمَعُ قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَعْنِینِی وَ لَیَخْرُجَنَّ مَعَهُ فَیَنْهَزِمُ وَ یُقْتَلُ صَاحِبُهُ ثُمَّ یَمْضِی فَیَخْرُجُ مَعَهُ رَایَةٌ أُخْرَی فَیُقْتَلُ كَبْشُهَا وَ یَتَفَرَّقُ جَیْشُهَا فَإِنْ أَطَاعَنِی فَلْیَطْلُبِ الْأَمَانَ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ حَتَّی یَأْتِیَهُ اللَّهُ بِالْفَرَجِ وَ لَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَتِمُّ وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ وَ نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ الْأَحْوَلَ الْأَخْضَرَ الْأَكْشَفَ الْمَقْتُولَ بِسُدَّةِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا.

فَقَامَ أَبِی وَ هُوَ یَقُولُ بَلْ یُغْنِی اللَّهُ عَنْكَ وَ لَتَعُودَنَّ أَوْ لیفی ء [لَیَقِی] اللَّهُ بِكَ وَ بِغَیْرِكَ وَ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا امْتِنَاعَ غَیْرِكَ وَ أَنْ تَكُونَ ذَرِیعَتَهُمْ إِلَی ذَاكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اللَّهُ یَعْلَمُ مَا أُرِیدُ إِلَّا نُصْحَكَ وَ رُشْدَكَ وَ مَا عَلَیَّ إِلَّا الْجَهْدُ فَقَامَ أَبِی یَجُرُّ ثَوْبَهُ مُغْضَباً فَلَحِقَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أُخْبِرُكَ أَنِّی سَمِعْتُ عَمَّكَ وَ هُوَ خَالُكَ یَذْكُرُ أَنَّكَ وَ بَنِی أَبِیكَ سَتُقْتَلُونَ فَإِنْ أَطَعْتَنِی وَ رَأَیْتَ أَنْ تَدْفَعَ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَافْعَلْ وَ وَ اللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ- ... الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ عَلَی خَلْقِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّی فَدَیْتُكَ بِوُلْدِی وَ بِأَحَبِّهِمْ إِلَیَّ وَ بِأَحَبِّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ وَ مَا یَعْدِلُكَ عِنْدِی شَیْ ءٌ فَلَا تَرَی أَنِّی غَشَشْتُكَ فَخَرَجَ أَبِی مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً أَسِفاً قَالَ فَمَا أَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا عِشْرِینَ لَیْلَةً أَوْ نَحْوَهَا حَتَّی قَدِمَتْ رُسُلُ أَبِی جَعْفَرٍ فَأَخَذُوا أَبِی وَ عُمُومَتِی سُلَیْمَانَ بْنَ حَسَنٍ وَ حَسَنَ بْنَ حَسَنٍ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنَ حَسَنٍ وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ وَ عَلِیَّ بْنَ حَسَنٍ وَ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ بْنِ حَسَنٍ وَ عَلِیَّ بْنَ

ص: 282

إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَسَنٍ وَ حَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنٍ وَ طَبَاطَبَا إِبْرَاهِیمَ بْنَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ حَسَنٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ وَ قَالَ فَصُفِّدُوا فِی الْحَدِیدِ ثُمَّ حُمِلُوا فِی مَحَامِلَ أَعْرَاءً لَا وِطَاءَ فِیهَا وَ وُقِفُوا بِالْمُصَلَّی لِكَیْ یَشْتِمَهُمُ النَّاسُ قَالَ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهُمْ وَ رَقُّوا لَهُمْ لِلْحَالِ الَّتِی هُمْ فِیهَا ثُمَّ انْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّی وُقِفُوا عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیُّ فَحَدَّثَتْنَا خَدِیجَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ أَنَّهُمْ لَمَّا أُوقِفُوا عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ الْبَابِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ بَابُ جَبْرَئِیلَ اطَّلَعَ عَلَیْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ مَطْرُوحٌ بِالْأَرْضِ ثُمَّ اطَّلَعَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَعَنَكُمُ اللَّهُ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ثَلَاثاً مَا عَلَی هَذَا عَاهَدْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا بَایَعْتُمُوهُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُ حَرِیصاً وَ لَكِنِّی غُلِبْتُ وَ لَیْسَ لِلْقَضَاءِ مَدْفَعٌ ثُمَّ قَامَ وَ أَخَذَ إِحْدَی نَعْلَیْهِ فَأَدْخَلَهَا رِجْلَهُ وَ الْأُخْرَی فِی یَدِهِ وَ عَامَّةُ رِدَائِهِ یَجُرُّهُ فِی الْأَرْضِ ثُمَّ دَخَلَ فِی بَیْتِهِ فَحُمَّ عِشْرِینَ لَیْلَةً لَمْ یَزَلْ یَبْكِی فِیهَا اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ فَهَذَا حَدِیثُ خَدِیجَةَ.

قَالَ الْجَعْفَرِیُّ وَ حَدَّثَنَا مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمَّا طُلِعَ بِالْقَوْمِ فِی الْمَحَامِلِ قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَهْوَی إِلَی الْمَحْمِلِ الَّذِی فِیهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ یُرِیدُ كَلَامَهُ فَمُنِعَ أَشَدَّ الْمَنْعِ وَ أَهْوَی إِلَیْهِ الْحَرَسِیُّ فَدَفَعَهُ وَ قَالَ تَنَحَّ عَنْ هَذَا فَإِنَّ اللَّهَ سَیَكْفِیكَ وَ یَكْفِی غَیْرَكَ ثُمَّ دَخَلَ بِهِمُ الزُّقَاقَ وَ رَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی مَنْزِلِهِ فَلَمْ یَبْلُغْ بِهِمُ الْبَقِیعَ حَتَّی ابْتُلِیَ الْحَرَسِیُّ بَلَاءً شَدِیداً رَمَحَتْهُ نَاقَتُهُ فَدَقَّتْ وَرِكَهُ فَمَاتَ فِیهَا وَ مَضَی الْقَوْمُ فَأَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ حِیناً ثُمَّ أَتَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَأُخْبِرَ أَنَّ أَبَاهُ وَ عُمُومَتَهُ قُتِلُوا قَتَلَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَّا حَسَنَ بْنَ جَعْفَرٍ وَ طَبَاطَبَا وَ عَلِیَّ بْنَ إِبْرَاهِیمَ وَ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ وَ دَاوُدَ بْنَ حَسَنٍ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ قَالَ فَظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ وَ دَعَا النَّاسَ لِبَیْعَتِهِ قَالَ فَكُنْتُ ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ بَایَعُوهُ وَ اسْتَوْثَقَ النَّاسَ لِبَیْعَتِهِ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ عَلَیْهِ قُرَشِیٌّ وَ لَا أَنْصَارِیٌّ وَ لَا عَرَبِیٌّ.

قَالَ وَ شَاوَرَ عِیسَی بْنَ زَیْدٍ وَ كَانَ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ كَانَ عَلَی شُرْطَتِهِ فَشَاوَرَهُ فِی

ص: 283

الْبِعْثَةِ إِلَی وُجُوهِ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ إِنْ دَعَوْتَهُمْ دُعَاءً یَسِیراً لَمْ یُجِیبُوكَ أَوْ تَغْلُظَ عَلَیْهِمْ فَخَلِّنِی وَ إِیَّاهُمْ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ امْضِ إِلَی مَنْ أَرَدْتَ مِنْهُمْ فَقَالَ ابْعَثْ إِلَی رَئِیسِهِمْ وَ كَبِیرِهِمْ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَإِنَّكَ إِذَا أَغْلَظْتَ عَلَیْهِ عَلِمُوا جَمِیعاً أَنَّكَ سَتُمِرُّهُمْ عَلَی الطَّرِیقِ الَّتِی أَمْرَرْتَ عَلَیْهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْنَا أَنْ أُتِیَ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی أُوقِفَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ حَدَثَتْ نُبُوَّةٌ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ لَا وَ لَكِنْ بَایِعْ تَأْمَنْ عَلَی نَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ وُلْدِكَ وَ لَا تُكَلَّفَنَّ حَرْباً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَا فِیَّ حَرْبٌ وَ لَا قِتَالٌ وَ لَقَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَی أَبِیكَ وَ حَذَّرْتُهُ الَّذِی حَاقَ بِهِ وَ لَكِنْ لَا یَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ یَا ابْنَ أَخِی عَلَیْكَ بِالشَّبَابِ وَ دَعْ عَنْكَ الشُّیُوخَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ مَا أَقْرَبَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فِی السِّنِّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی لَمْ أُعَازَّكَ وَ لَمْ أَجِی ءْ لِأَتَقَدَّمَ عَلَیْكَ فِی الَّذِی أَنْتَ فِیهِ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ لَا وَ اللَّهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُبَایِعَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا فِیَّ یَا ابْنَ أَخِی طَلَبٌ وَ لَا هَرَبٌ وَ إِنِّی لَأُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْبَادِیَةِ فَیَصُدُّنِی ذَلِكَ وَ یَثْقُلُ عَلَیَّ حَتَّی یُكَلِّمَنِی فِی ذَلِكَ الْأَهْلُ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ مَا یَمْنَعُنِی مِنْهُ إِلَّا الضَّعْفُ وَ اللَّهِ وَ الرَّحِمِ أَنْ تُدْبِرَ عَنَّا وَ نَشْقَی بِكَ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَدْ وَ اللَّهِ مَاتَ أَبُو الدَّوَانِیقِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا تَصْنَعُ بِی وَ قَدْ مَاتَ قَالَ أُرِیدُ الْجَمَالَ بِكَ قَالَ مَا إِلَی مَا تُرِیدُ سَبِیلٌ لَا وَ اللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ مَاتَ مَوْتَ النَّوْمِ قَالَ وَ اللَّهِ لَتُبَایِعُنِی طَائِعاً أَوْ مُكْرَهاً وَ لَا تُحْمَدُ فِی بَیْعَتِكَ فَأَبَی عَلَیْهِ إِبَاءً شَدِیداً فَأَمَرَ بِهِ إِلَی الْحَبْسِ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ أَمَا إِنْ طَرَحْنَاهُ فِی السِّجْنِ وَ قَدْ خَرِبَ السِّجْنُ وَ لَیْسَ عَلَیْهِ الْیَوْمَ غَلَقٌ خِفْنَا أَنْ یَهْرُبَ مِنْهُ فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ- لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ أَ وَ تُرَاكَ تُسْجِنُنِی قَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی أَكْرَمَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ لَأُسْجِنَنَّكَ وَ لَأُشَدِّدَنَّ عَلَیْكَ فَقَالَ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ احْبِسُوهُ فِی الْمَخْبَإِ وَ ذَلِكَ دَارُ رَیْطَةَ الْیَوْمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی سَأَقُولُ ثُمَّ أُصَدَّقُ فَقَالَ لَهُ عِیسَی بْنُ زَیْدٍ لَوْ تَكَلَّمْتَ

ص: 284

لَكَسَرْتُ فَمَكَ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَكْشَفُ یَا أَزْرَقُ لَكَأَنِّی بِكَ تَطْلُبُ لِنَفْسِكَ جُحْراً تَدْخُلُ فِیهِ وَ مَا أَنْتَ فِی الْمَذْكُورِینَ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَ إِنِّی لَأَظُنُّكَ إِذَا صُفِّقَ خَلْفَكَ طِرْتَ مِثْلَ الْهَیْقِ النَّافِرِ فَنَفَرَ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ بِانْتِهَارٍ احْبِسْهُ وَ شَدِّدْ عَلَیْهِ وَ اغْلُظْ عَلَیْهِ.

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ لَكَأَنِّی بِكَ خَارِجاً مِنْ سُدَّةِ أَشْجَعَ إِلَی بَطْنِ الْوَادِی وَ قَدْ حَمَلَ عَلَیْكَ فَارِسٌ مُعْلَمٌ فِی یَدِهِ طِرَادَةٌ نِصْفُهَا أَبْیَضُ وَ نِصْفُهَا أَسْوَدُ عَلَی فَرَسٍ كُمَیْتٍ أَقْرَحَ فَطَعَنَكَ فَلَمْ یَصْنَعْ فِیكَ شَیْئاً وَ ضَرَبْتَ خَیْشُومَ فَرَسِهِ فَطَرَحْتَهُ وَ حَمَلَ عَلَیْكَ آخَرُ خَارِجٌ مِنْ زُقَاقِ آلِ أَبِی عَمَّارٍ الدُّؤَلِیِّینَ عَلَیْهِ غَدِیرَتَانِ مَضْفُورَتَانِ قَدْ خَرَجَتَا مِنْ تَحْتِ بَیْضَتِهِ كَثِیرُ شَعْرِ الشَّارِبَیْنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُكَ فَلَا رَحِمَ اللَّهُ رِمَّتَهُ.

فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَسِبْتَ فَأَخْطَأْتَ وَ قَامَ إِلَیْهِ السُّرَاقِیُّ بْنُ سَلْحِ الْحُوتِ فَدَفَعَ فِی ظَهْرِهِ حَتَّی أُدْخِلَ السِّجْنَ وَ اصْطُفِیَ مَا كَانَ لَهُ مِنْ مَالٍ وَ مَا كَانَ لِقَوْمِهِ مِمَّنْ لَمْ یَخْرُجْ مَعَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَطُلِعَ بِإِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ ضَعِیفٌ قَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَی عَیْنَیْهِ وَ ذَهَبَتْ رِجْلَاهُ وَ هُوَ یُحْمَلُ حَمْلًا فَدَعَاهُ إِلَی الْبَیْعَةِ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ أَخِی إِنِّی شَیْخٌ كَبِیرٌ ضَعِیفٌ وَ أَنَا إِلَی بِرِّكَ وَ عَوْنِكَ أَحْوَجُ فَقَالَ لَهُ- لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُبَایِعَ فَقَالَ لَهُ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ تَنْتَفِعُ بِبَیْعَتِی وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُضَیِّقُ عَلَیْكَ مَكَانَ اسْمِ رَجُلٍ إِنْ كَتَبْتَهُ قَالَ لَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ فَأَغْلَظَ عَلَیْهِ فِی الْقَوْلِ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ ادْعُ لِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَعَلَّنَا نُبَایِعُ جَمِیعاً قَالَ فَدَعَا جَعْفَراً علیه السلام فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُبَیِّنَ لَهُ فَافْعَلْ لَعَلَّ اللَّهَ یَكُفُّهُ عَنَّا قَالَ قَدْ أَجْمَعْتُ أَلَّا أُكَلِّمَهُ فَلْیَرَ فِیَّ رَأْیَهُ فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَذْكُرُ یَوْماً أَتَیْتُ أَبَاكَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَلَیَّ حُلَّتَانِ صَفْرَاوَانِ فَأَدَامَ النَّظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ بَكَی فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ لِی یُبْكِینِی أَنَّكَ تُقْتَلُ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّكَ ضَیَاعاً- لَا یَنْتَطِحُ فِی دَمِكَ عَنْزَانِ قَالَ

ص: 285

فَقُلْتُ مَتَی ذَاكَ قَالَ إِذَا دُعِیتَ إِلَی الْبَاطِلِ فَأَبَیْتَهُ وَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی أحول [الْأَحْوَلِ] مَشُومِ قَوْمِهِ یَنْتَمِی مِنْ آلِ الْحَسَنِ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ قَدْ تَسَمَّی بِغَیْرِ اسْمِهِ فَأَحْدِثْ عَهْدَكَ وَ اكْتُبْ وَصِیَّتَكَ فَإِنَّكَ مَقْتُولٌ مِنْ یَوْمِكَ أَوْ مِنْ غَدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَعَمْ وَ هَذَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ لَا یَصُومُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَّا أَقَلَّهُ فَأَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَنَا فِیكَ وَ أَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلَی مَنْ خَلَّفْتَ وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَالَ ثُمَّ احْتُمِلَ إِسْمَاعِیلُ وَ رُدَّ جَعْفَرٌ إِلَی الْحَبْسِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَمْسَیْنَا حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ بَنُو أَخِیهِ بَنُو مُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَتَوَطَّئُوهُ حَتَّی قَتَلُوهُ وَ بَعَثَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام فَخَلَّی سَبِیلَهُ قَالَ وَ أَقَمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّی اسْتَهْلَلْنَا شَهْرَ رَمَضَانَ فَبَلَغَنَا خُرُوجُ عِیسَی بْنِ مُوسَی یُرِیدُ الْمَدِینَةَ قَالَ فَتَقَدَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَی مُقَدِّمَتِهِ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ كَانَ عَلَی مُقَدِّمَةِ عِیسَی بْنِ مُوسَی وُلْدُ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَاسِمٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدٍ وَ عَلِیٌّ وَ إِبْرَاهِیمُ بَنُو الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ فَهُزِمَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ قَدِمَ عِیسَی بْنُ مُوسَی الْمَدِینَةَ وَ صَارَ الْقِتَالُ بِالْمَدِینَةِ فَنَزَلَ بِذُبَابٍ وَ دَخَلَتْ عَلَیْنَا الْمُسَوِّدَةُ مِنْ خَلْفِنَا وَ خَرَجَ مُحَمَّدٌ فِی أَصْحَابِهِ حَتَّی بَلَغَ السُّوقَ فَأَوْصَلَهُمْ وَ مَضَی ثُمَّ تَبِعَهُمْ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ الْخَوَّامِینَ فَنَظَرَ إِلَی مَا هُنَاكَ فَضَاءٍ لَیْسَ مُسَوِّدٌ وَ لَا مُبَیِّضٌ فَاسْتَقْدَمَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی شِعْبِ فَزَارَةَ ثُمَّ دَخَلَ هُذَیْلَ ثُمَّ مَضَی إِلَی أَشْجَعَ فَخَرَجَ إِلَیْهِ الْفَارِسُ الَّذِی قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ خَلْفِهِ مِنْ سِكَّةِ هُذَیْلَ فَطَعَنَهُ فَلَمْ یَصْنَعْ فِیهِ شَیْئاً وَ حَمَلَ عَلَی الْفَارِسِ وَ ضَرَبَ خَیْشُومَ فَرَسِهِ بِالسَّیْفِ فَطَعَنَهُ الْفَارِسُ فَأَنْفَذَهُ فِی الدِّرْعِ وَ انْثَنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ فَضَرَبَهُ فَأَثْخَنَهُ وَ خَرَجَ إِلَیْهِ حُمَیْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَ هُوَ مُدْبِرٌ عَلَی الْفَارِسِ یَضْرِبُهُ مِنْ زُقَاقِ الْعَمَّارِیِّینَ فَطَعَنَهُ طَعْنَةً أَنْفَذَ السِّنَانَ فِیهِ فَكُسِرَ الرُّمْحُ وَ حَمَلَ عَلَی حُمَیْدٍ فَطَعَنَهُ حُمَیْدٌ بِزُجِّ الرُّمْحِ فَصَرَعَهُ ثُمَّ نَزَلَ فَضَرَبَهُ حَتَّی أَثْخَنَهُ وَ قَتَلَهُ وَ أَخَذَ رَأْسَهُ وَ دَخَلَ الْجُنْدُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَ أُخِذَتِ الْمَدِینَةُ وَ أُجْلِینَا هَرَباً فِی الْبِلَادِ.

قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَانْطَلَقْتُ حَتَّی لَحِقْتُ بِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَوَجَدْتُ

ص: 286

عِیسَی بْنَ زَیْدٍ مُكْمَناً عِنْدَهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِسُوءِ تَدْبِیرِهِ وَ خَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّی أُصِیبَ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ مَضَیْتُ مَعَ ابْنِ أَخِی الْأَشْتَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ حَتَّی أُصِیبَ بِالسِّنْدِ ثُمَّ رَجَعْتُ شَرِیداً طَرِیداً تُضَیَّقُ عَلَیَّ الْبِلَادُ فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَیَّ الْأَرْضُ وَ اشْتَدَّ الْخَوْفُ ذَكَرْتُ مَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجِئْتُ إِلَی الْمَهْدِیِّ وَ قَدْ حَجَّ وَ هُوَ یَخْطُبُ النَّاسَ فِی ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَمَا شَعَرَ إِلَّا وَ أَنِّی قَدْ قُمْتُ مِنْ تَحْتِ الْمِنْبَرِ فَقُلْتُ لِیَ الْأَمَانُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَدُلُّكَ عَلَی نَصِیحَةٍ لَكَ عِنْدِی فَقَالَ نَعَمْ مَا هِیَ قُلْتُ أَدُلُّكَ عَلَی مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ نَعَمْ لَكَ الْأَمَانُ فَقُلْتُ لَهُ أَعْطِنِی مَا أَثِقُ بِهِ فَأَخَذْتُ مِنْهُ عُهُوداً وَ مَوَاثِیقَ وَ وَثَّقْتُ لِنَفْسِی ثُمَّ قُلْتُ أَنَا مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لِی إِذاً تُكْرَمَ وَ تُحْبَی فَقُلْتُ لَهُ أَقْطِعْنِی إِلَی بَعْضِ أَهْلِ بَیْتِكَ یَقُومُ بِأَمْرِی عِنْدَكَ فَقَالَ انْظُرْ إِلَی مَنْ أَرَدْتَ فَقُلْتُ عَمَّكَ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لَا حَاجَةَ لِی فِیكَ فَقُلْتُ وَ لَكِنْ لِی فِیكَ الْحَاجَةُ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا قَبِلْتَنِی فَقَبِلَنِی شَاءَ أَوْ أَبَی وَ قَالَ لِیَ الْمَهْدِیُّ مَنْ یَعْرِفُكَ وَ حَوْلَهُ أَصْحَابُنَا أَوْ أَكْثَرُهُمْ فَقُلْتُ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ زَیْدٍ یَعْرِفُنِی وَ هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ یَعْرِفُنِی وَ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ یَعْرِفُنِی فَقَالُوا نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَأَنَّهُ لَمْ یَغِبْ عَنَّا ثُمَّ قُلْتُ لِلْمَهْدِیِّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی بِهَذَا الْمَقَامِ أَبُو هَذَا الرَّجُلِ وَ أَشَرْتُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ كَذَبْتُ عَلَی جَعْفَرٍ كَذِبَةً فَقُلْتُ لَهُ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ وَ قَالَ إِنَّهُ إِمَامُ عَدْلٍ وَ سَخِیٌّ قَالَ فَأَمَرَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام بِخَمْسَةِ آلَافِ دِینَارٍ فَأَمَرَ لِی مُوسَی علیه السلام مِنْهَا بِأَلْفَیْ دِینَارٍ وَ وَصَلَ عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَ وَصَلَنِی فَأَحْسَنَ صِلَتِی فَحَیْثُ مَا ذُكِرَ وُلْدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَقُولُوا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ حَمَلَةُ عَرْشِهِ وَ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ وَ خُصُّوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِأَطْیَبِ ذَلِكَ وَ جَزَی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَنِّی خَیْراً فَأَنَا وَ اللَّهِ مَوْلَاهُمْ بَعْدَ اللَّهِ (1).

ص: 287


1- 1. الكافی ج 1 ص 358- 366.

بیان: قوله قریبا حال عن الضمیر المستتر فی الظرف و التذكیر لما ذكره الجوهری (1)

حیث قال و قوله تعالی إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ (2) و لم یقل قریبة لأنه أراد بالرحمة الإحسان و لأن ما لا یكون تأنیثه حقیقیا جاز تذكیره. و قال الفراء(3) إذا كان القریب فی معنی المسافة یذكر و یؤنث و إذا كان فی معنی النسب یؤنث بلا اختلاف بینهم انتهی.

و أسد الإله حمزة رحمه اللّٰه و علی الخیر علی الإضافة هو أمیر المؤمنین علیه السلام الذی هو منبع جمیع الخیرات و الرؤاس بضم الراء و تشدید الهمزة جمع رأس صفة للجمیع و الطرب الفرح و الحزن و الثانی أنسب فاندفعت أی شرعت فی الكلام و الهجر بالضم الفحش من القول.

و الاختزال الانفراد و البعد فقال أی الجعفری هذه أی دار خدیجة تسمی دار السرقة لكثرة وقوع السرقة فیها.

فقالت خدیجة إنما اختارها محمد بن عبد اللّٰه فبقینا فیها بعده و یحتمل أن یكون العائد فی قوله فقال راجعا إلی موسی و إنما سماها دار السرقة لأنها مما غصبها محمد بن عبد اللّٰه ممن خالفه و هو المراد بالاصطفاء و الأول أظهر و ضمیر تمازحه للجعفری علی الالتفات أو لموسی أو لمحمد أی تستهزئ به لأنه ادعی المهدویة و قتل و تبین كذبه.

قوله علیه السلام و لقد ولی و ترك أی كیف یدخره لنفسه و قد استشهد و ترك لغیره.

قوله علیه السلام و هو جدك لأن أمه كانت بنت الحسین علیه السلام.

و قال المطرزی (4) لا آلوك نصحا معناه لا أمنعكه و لا أنقصكه من آلی فی الأمر

ص: 288


1- 1. الصحاح 1 ص 198 طبع مطابع دار الكتاب العربی بمصر.
2- 2. سورة الأعراف الآیة 56.
3- 3. معانی القرآن للفراء ج 1 ص 380 طبع دار الكتب بمصر، بتفاوت فی النقل عنه.
4- 4. المغرب ج 1 ص 18 طبع حیدرآباد، و فی نقل المؤلّف عنه تقدیم و تأخیر.

یألو إذا قصر انتهی.

و قوله فكیف من باب الاكتفاء ببعض الكلام أی كیف أقصر فی نصحك مع ما یلزمنی من مودتك لقرابتك و سنك و قوله و لا أراك كلام مستأنف و یحتمل أن یكون المعنی كیف یكون كلامی محمولا علی غیر النصح و الحال أنی أعلم أنك لا تفعل إذ لو لم یكن لله تعالی و إطاعة أمره لكان ذكره مع عدم تجویز التأثیر لغوا و الأول أظهر و قوله لتعلم للاستقبال و دخول اللام لتحقق الوقوع كأنه واقع و یمكن أن یكون للحال بأن یكون علم بإخبار آبائه أو بإخباره علیه السلام و مع ذلك كان یسعی فی الأمر حرصا علی الملك أو لاحتمال البداء و الأكشف من به كشف محركة أی انقلاب من قصاص الناصیة كأنها دائرة و العرب تتشأم به و الأخضر الأسود كما فی القاموس (1) أو المراد به الأخضر العین و السدة بالضم الباب و قد یقرأ بالفتح لمناسبة المسیل.

و الأشجع اسم قبیلة من غطفان و ضمیر مسیلها للسدة أو للأشجع لأنه اسم القبیلة لیس هو أی محمد ذاك الذی ذكرت أو لیس الأمر كما ذكرت بالیوم أی بكل یوم ظلم لبنی أمیة و بنی العباس یوما أی یوم انتقام و البیت للأخطل یهجو جریرا صدره انعق بضأنك یا جریر فإنما(2)

أی إنه ضأنك عن مقابلة الذئب منتك أی جعلتك متمنیا بالأمانی الباطلة ضلالا أی محالا و هو أن یغلب الضأن علی الذئب و الطائف طائف الحجاز و قیل المراد هنا موضع قرب المدینة.

و فی القاموس (3) الاحتفال المبالغة و حسن القیام بالأمور رجل حفیل مبالغ فیما أخذ فیه و ما للأمر أی الذی ذكرت من عدم استمرار دولته أو لقضاء اللّٰه تعالی و فی القاموس (4) السلاح كغراب النجو و فی المغرب (5) السلح

ص: 289


1- 1. القاموس ج 2 ص 21.
2- 2. سبقت الإشارة الی تعیین البیت.
3- 3. القاموس ج 3 ص 358.
4- 4. نفس المصدر ج 1 ص 229.
5- 5. المغرب للمطرزی ج 1 ص 259.

التغوط و فی المثل أسلح من حباری و قول عمر لزیاد فی الشهادة علی المغیرة قم یا سلح الغراب معناه یا خبیث و فی المصباح (1) سلحة تسمیة بالمصدر بین دورها أی قبیلة الأشجع و قیل السدة.

و فی القاموس (2) البز الثیاب و السلاح كالبزة بالكسر و البزة بالكسر الهیئة و یقتل صاحبه أی محمد فیخرج معه أی مع موسی و الأظهر مع بلا ضمیر و الكبش بالفتح سید القوم و قائدهم و المراد هنا إبراهیم لتعودن أی عن الامتناع باختیارك عند ظهور دولتنا أو لیفی ء اللّٰه بك من الفی ء بمعنی الرجوع و الباء للتعدیة أی یسهل اللّٰه أن نذهب بك جبرا إلا امتناع غیرك أی ترید أن لا یبایعنا غیرك بسبب امتناعك عن البیعة و أن تكون وسیلتهم إلی الامتناع فذاك إشارة إلی الامتناع و فی بعض النسخ بهذا الامتناع غیرك أی غرضك من الامتناع أن تخرج أنت و تطلب البیعة لنفسك و أن تكون وسیلتهم إلی الخروج و الجهاد و الأول أظهر.

و الجهد بالفتح السعی بأقصی الطاقة عمك أی علی بن الحسین علیهما السلام مجازا و هو خاله حقیقة لأن أم عبد اللّٰه هی فاطمة بنت الحسین علیهما السلام و بنی أبیك أی إخوتك و بنیهم و رأیت أی اخترت أن تدفع بالتی هی أحسن أی تدفع ما زعمته منی سیئة بالصفح و الإحسان مشیرا إلی قوله تعالی ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ السَّیِّئَةَ(3). أو المعنی تدفع القتل عنك بالتی هی أحسن و هی ترك الخروج بناء علی احتمال البداء و الأول أظهر علی خلقه متعلق بالمتعال فدیتك علی المعلوم أی صرت فداءك و یحتمل أن یكون المراد هنا إنقاذه من الضلالة و من العذاب و ما یعدلك أی یساویك رسل أبی جعفر أی الدوانیقی.

فصفدوا علی بناء المجهول من باب ضرب و التفعیل من صفده إذا شده و أوثقه و الأعراء جمع عراء كسحاب أی لیس لها أغشیة فوقهم و لا وطاء و فرش

ص: 290


1- 1. المصباح المنیر للفیومی ص 386 طبع بولاق- الطبعة الثانیة.
2- 2. القاموس ج 2 ص 166.
3- 3. سورة المؤمنون، الآیة: 96.

تحتهم عنهم أی شماتتهم أو شتمهم.

أطلع علیهم من باب الإفعال أی رأسه و فی الثانی من باب الافتعال أی خرج من الباب و أشرف علیهم أو كلاهما من الافتعال و الاطلاع أولا من الخوخة المفتوحة من المسجد إلی الطریق مقابل مقام جبرئیل قبل الوصول إلی الباب و ثانیا عند الخروج من الباب أو كلاهما من الباب و الأول بمعنی الإشراف و الثانی بمعنی الخروج أو الاطلاع أولا علی الطریق و ثانیا علی أهل المسجد و الخطاب معهم و الأظهر أن الاطلاع أولا كان من داره علیه السلام و ثانیا من باب المسجد ینادی أهله من الأنصار كما سیأتی فی روایة أبی الفرج و طرح الرداء و جره علی الأرض للغضب و تذكیر مطروح باعتبار أن تأنیثه غیر حقیقی أو باعتبار الرداء أو لأنها بمعنی أكثر.

ما علی هذا عاهدتم إشارة إلی ما بایعوه علیه فی العقبة علی أن یمنعوا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و ذریته مما یمنعون منه أنفسهم و ذراریهم أن كنت أن مخففة و ضمیر الشأن محذوف حریصا یعنی علی دفع هذا الأمر عنهم بالوعظ و النصیحة و لكنی غلبت علی المجهول أی غلبنی القضاء أو شقاوة المنصوح و قلة عقله و الأخری فی یده هذه حالة من غلب علیه غایة الحزن و الأسف حتی خفنا علیه أی الموت لما طلع علی المجهول من طلع فلان إذا ظهر و الباء للتعدیة ثم أهوی أی مال و الحرسی واحد حرس السلطان سیكفیك أی یدفع شرك فلم یبلغ علی المعلوم أو المجهول و یقال رمحه الفرس أی ضربه برجله فمات فیها أی بسببها و الضمیر للرمحة أو الناقة و مضی و أتی و أخبر كلها علی بناء المجهول و استوسق الناس أی اجتمعوا و فی بعض النسخ بالثاء المثلثة أی أخذ الوثیقة فیحتمل رفع الناس و نصبه.

و عیسی هو ابن زید بن علی بن الحسین كما صرح به فی مقاتل الطالبیین (1) و الشرط كصرد جمع شرطة بالضم و هو أول كتیبة تشهد الحرب و تتهیأ للموت و

ص: 291


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 296.

طائفة من أعوان الولاة یسیرا أی رفیقا أو تغلظ أو بمعنی إلی أن أو إلا أن.

أسلم من الإسلام و هو ترك الكفر أو الانقیاد تسلم من السلامة و قوله علیه السلام أحدثت نبوة علی الأول ظاهر و علی الثانی مبنی علی أن تغییر الإمام عما وضع علیه الرسول صلی اللّٰه علیه وآله لا یكون إلا ببعثة نبی آخر ینسخ دینه لا تكلفن علی المجهول و لا قتال بالكسر أی مقاتلة و قوة علیها من عطف أحد المترادفین علی الآخر أو بالفتح بمعنی القوة من قدر متعلق بحذر أو بینفع بتضمین معنی الإنجاء و المعازة المغالبة و منه قوله تعالی وَ عَزَّنِی فِی الْخِطابِ (1) فیصدنی ذلك أی لا یتیسر لی ذلك الخروج كأنه یمنعنی أو ذلك إشارة إلی الضعف المفهوم من الكلام السابق و اللّٰه و الرحم بالجر أی أنشد باللّٰه و بالرحم فی أن لا تدبر أو بالنصب بتقدیر أذكرهما فی أن تدبر أی لا تقبل نصیحتنا و نتعب بما یصیبنا من قتلك و مفارقتك أو لا تكلفنا البیعة فتقتل أنت كما هو المقدر و نقع فی تعب و مشقة بسبب مبایعتك و هذا أظهر و الجمال الزینة إلا أن یكون استثناء منقطع و موت النوم من قبیل لجین الماء.

أما إن طرحناه بالتخفیف خفنا جواب الشرط دار ریطة فی بعض النسخ بالباء الموحدة أی دار تربط فیها الخیل و فی بعضها بالمثناة التحتانیة و هی اسم بنت عبد اللّٰه بن محمد بن الحنفیة أم یحیی بن زید فإنها كانت تسكنها كذا خطر بالبال و الریطة أیضا اسم نوع من الثیاب فیحتمل ذلك أیضا إنی سأقول السین للتأكید ثم أصدق علی بناء المفعول من التفعیل أی یصدقنی الناس عند وقوعه أو علی بناء المجرد المعلوم فثم للإشعار بأن الصدق فی ذلك عظیم دون القول عند اللقاء أی ملاقاة العدو إذا صفق علی المجهول و هو الضرب الذی له صوت.

و الهیق ذكر النعام و خص به لأنه أشد عدوا و أحذر و فی القاموس (2) نفره علیه قضی له علیه بالغلبة و الانتهار الزجر و المخاطب عیسی أو السراقی و

ص: 292


1- 1. سورة ص، الآیة: 23.
2- 2. القاموس ج 2 ص 146.

أعلم الفارس جعل لنفسه علامة الشجعان فی الحرب و هو معلم و الطراد بالكسر رمح صغیر و الكمیت بین السواد و الحمرة و القرحة البیاض فی جبهة الفرس دون الغرة.

فطرحته الضمیر للخیشوم أو الفارس و الدئل بالكسر حیان و الغدیرة الذؤابة الضفر نسج الشعر صاحبك أی قاتلك و الرمة بالكسر العظام البالیة أی لا رحمه اللّٰه أبدا و لو بعد صیرورته رمیما حسبت من الحساب أی قلت ذلك بحساب النجوم أو من الحسبان بمعنی الظن فدفع أی ضرب بیده لعنه اللّٰه حتی أدخل علی المعلوم أو المجهول و كذا اصطفی یحتملهما أی غصب و نهب أمواله و أموال أصحابه فطلع علی المجهول أحوج أی منی إلی طلب البیعة لأضیق علیك أی فی الدفتر أن تبین له أی عاقبة أمره و عدم جواز ما یفعله قد أجمعت أی عزمت.

و فی القاموس (1) مات ضیاعا كسحاب أی غیر مفتقد لا ینتطح فی دمك كنایة عن عدم وقوع التخاصم فی دمه و قیل عن قلة دمه لكبر سنه أی إذا ضربا بقرنهما الأرض فنی دمك و الظاهر هو الأول قال فی المغرب (2) فی الأمثال لا ینتطح فیها عنزان یضرب فی أمر هین لا یكون له تغییر و لا نكیر و فی النهایة(3) لا یلتقی فیها اثنان ضعیفان لأن النطاح من شأن التیوس و الكباش لا العنوز ینتمی أی یرتفع عن درجته و یدعی ما لیس له قد تسمی بغیر اسمه كالمهدی و صاحب النفس الزكیة فأحدث عهدك أی وصیتك أو إیمانك و میثاقك أو من غد التردید من الراوی أو منه علیه السلام للمصلحة لئلا ینسب إلیه علم الغیب و هذا أی محمد.

و بنو معاویة كانوا رجال سوء منهم عبد اللّٰه و الحسن و یزید و علی و صالح كلهم أولاد معاویة بن عبد اللّٰه بن جعفر و خرج عبد اللّٰه فی زمان یزید بن الولید فاجتمع إلیه

ص: 293


1- 1. القاموس ج 3 ص 58.
2- 2. المغرب للمطرزی ج 2 ص 215. قال الجاحظ أول من تكلم به النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و سلم قاله حین قتل عمیر بن عدی عصماء.
3- 3. النهایة ج 4 ص 153.

نفر من أهل الكوفة ثم خرج و غلب علی البصرة و همدان و قم و الری و قومس و أصبهان و فارس و أقام بأصبهان و استعمل إخوته علی البلاد.

و قال صاحب مقاتل الطالبیین (1)

كان سیئ السیرة ردی ء المذهب قتالا و كان الذین بایعوا محمدا من أولاد معاویة علی ما ذكره صاحب المقاتل الحسن و یزید و صالحا فتوطئوه أی داسوه بأرجلهم.

و عیسی هو ابن أخی الدوانیقی و هو عیسی بن موسی بن محمد بن علی بن عبد اللّٰه بن العباس.

قوله ولد الحسن بن زید الظاهر أنه كان هكذا ولد الحسن بن زید بن الحسن قاسم و زید و علی و إبراهیم بنو الحسن بن زید و محمد بن زید لا یستقیم لأنه لم یكن لزید ولد سوی الحسن و كان للحسن سبعة أولاد ذكور القاسم و إسماعیل و علی و إسحاق و زید و عبد اللّٰه و إبراهیم.

قال صاحب عمدة الطالب (2): إن زید بن الحسن بن علی علیهما السلام كان یتولی صدقات رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و تخلف عن عمه الحسین و لم یخرج معه إلی العراق و بایع بعد قتل عمه عبد اللّٰه بن الزبیر لأن أخته كان تحته فلما قتل عبد اللّٰه أخذ زید بید أخته و رجع إلی المدینة و عاش مائة سنة و قیل خمسا و تسعین و مات بین مكة و المدینة.

و ابنه الحسن بن زید كان أمیر المدینة من قبل الدوانیقی و عینا له علی غیر المدینة أیضا و كان مظاهرا لبنی العباس علی بنی عمه الحسن المثنی و هو أول من لبس السواد من العلویین و أدرك زمن الرشید ثم قال و أعقب الحسن من سبعة رجال القاسم و هو أكبر أولاده و كان زاهدا عابدا إلا أنه كان مظاهرا لبنی العباس علی بنی عمه الحسن بن المثنی انتهی فظهر مما ذكرنا أنه لا یستقیم فی العبارة إلا ما ذكرنا أو یكون هكذا ولد الحسن بن زید بن الحسن قاسم و محمد و إبراهیم بنو الحسن بن زید و محمد بن زید فیكون هو محمد بن زید بن علی بن الحسن علیهما السلام و له أیضا شواهد.

ص: 294


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 162.
2- 2. عمدة الطالب ص 54.

و الذباب بالضم جبل بالمدینة و المسودة بكسر الواو جند بنی العباس لتسویدهم ثیابهم كالمبیضة لأصحاب محمد لتبییضهم ثیابهم.

و قوله من خلفنا إشارة إلی ما ذكره ابن الأثیر(1)

أن فی أثناء القتال بعد انهزام كثیر من أصحاب محمد فتح بنو أبی عمرو الغفاریون طریقا فی بنی غفار لأصحاب عیسی فدخلوا منه أیضا و جاءوا من وراء أصحاب محمد.

قوله و مضی أی لجمع سائر العساكر أو لغیره من مصالح الحرب إلی مسجد الخوامین أی بیاعتی الخام و هو الجلد لم یدبغ و الكرباس لم یغسل و الفجل و قوله فضاء بالجر بدل أو بالرفع خبر محذوف فاستقدم أی تقدم أو اجترأ.

و الحاصل أنه تقدم حتی انتهی إلی شعب قبیلة فزارة ثم دخل شعب هذیل أو محلتهم ثم مضی إلی شعب أشجع أو محلتهم فأنفذه أی الرمح فی الدرع و لم یصل إلی بدنه و انثنی أی انعطف فأثخنه أی أوهنه بالجراحة و هو أی محمد مدبر علی الفارس بتضمین معنی الإقبال أو الحملة و الزج بالضم و التشدید الحدیدة فی أسفل الرمح و یقال أجلوا عن البلاد و أجلیتهم أنا یتعدی و لا یتعدی.

و فی المقاتل (2): أن محمد بن عبد اللّٰه خرج للیلتین بقیتا من جمادی الآخرة سنة خمس و أربعین و مائة و قتل یوم (3) الإثنین لأربع عشرة لیلة خلت من شهر رمضان.

و إبراهیم هو أخو محمد كان یهرب فی البلاد خمس سنین إلی أن قدم البصرة فی السنة التی خرج فیها أخوه بالمدینة و بایعه من أهلها أربعة آلاف رجل فكتب إلیه أخوه یأمره بالظهور فظهر أمره أول شهر رمضان سنة خمس و أربعین و مائة فغلب علی البصرة و وجه جنودا إلی الأهواز و فارس و قوی أمره و اضطرب المنصور و كان قد أحصی دیوانه مائة ألف مقاتل و كان رأی أهل البصرة أن

ص: 295


1- 1. تاریخ ابن الأثیر ج 5 ص 221 طبع بولاق.
2- 2. مقاتل الطالبیین ص 263.
3- 3. نفس المصدر ص 275.

لا یخرج عنهم و یبعث الجنود إلی البلاد فأخطأ و لم یسمع منهم و خرج نحو الكوفة فبعث إلیه المنصور عیسی بن موسی فی خمسة عشر ألفا و علی مقدمته حمید بن قحطبة فی ثلاثة آلاف فسار إبراهیم حتی نزل باخمری و هی من الكوفة علی ستة عشر فرسخا و وقع القتال فیه و انهزم عسكر عیسی حتی لم یبق معه إلا قلیل فأتی جعفر و إبراهیم ابنا سلیمان بن علی من وراء ظهور أصحاب إبراهیم و أحاطوا بهم من الجانبین و قتل إبراهیم و تفرق أصحابه و أتی برأسه إلی المنصور و كان قتله یوم الإثنین لخمس بقین من ذی القعدة و مكث مذ خرج إلی أن قتل ثلاثة أشهر إلا خمسة أیام.

قوله مكمنا أی مختفیا عنده خوفا من المنصور أو من الناس لسوء صنیعه بسوء تدبیره الضمیر لعیسی أو لمحمد و سوء تدبیرهما كان من جهات شتی لإضرارهم و إهانتهم بأشرف الذریة الطیبة علیه السلام و قتلهم إسماعیل و عدم خروجهم من المدینة و قد أمرهم به محمد بن خالد و حفرهم الخندق مع منع الناس عنه و غیر ذلك أو فی أصل الخروج مع نهی الصادق علیه السلام عنه و إخباره بقتلهم.

قوله ثم مضیت قال صاحب المقاتل (1): عبد اللّٰه الأشتر بن محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن كان عبد اللّٰه بن محمد بن مسعدة الذی كان معلمه أخرجه بعد قتل أبیه إلی بلاد الهند فقتل بها و وجه برأسه إلی المنصور قال ابن مسعدة لما قتل محمد خرجنا بابنه الأشتر فأتینا الكوفة ثم انحدرنا إلی البصرة ثم خرجنا إلی السند ثم دخلنا المنصوریة فلم نجد شیئا فدخلنا قندهار فأحللته قلعة لا یرومها رائم و لا یطور بها طائر و كان أفرس من رأیت من عباد اللّٰه ما إخال الرمح فی یده إلا قلما قال فخرجت لبعض حاجتی و خلفی بعض تجار أهل العراق فقالوا له قد بایع لك أهل المنصوریة فلم یزالوا به حتی صار إلیها فبعث المنصور هشام بن عمر إلی السند فقتله و بعث برأسه إلیه. و المهدی محمد بن منصور صار خلیفة بعد أبیه فی ذی الحجة سنة ثمان و خمسین و مائتین و تحبی علی بناء المجهول

ص: 296


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 310 بتصرف و اقتباس.

من الحباء و هو العطاء قوله أقطعنی لعله من قولهم أقطعه قطیعة أی طائفة من أرض الخراج كنایة عن حفظه له و إنفاقه علیه كأنه ملكه أو من أقطع فلانا إذا جاوز به نهرا مولاهم أی عبدهم أو معتقهم أو محبهم أو تابعهم.

«20»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَتَاهُ كِتَابُ أَبِی مُسْلِمٍ فَقَالَ لَیْسَ لِكِتَابِكَ جَوَابٌ اخْرُجْ عَنَّا فَجَعَلْنَا یُسَارُّ بَعْضُنَا بَعْضاً فَقَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ تُسَارُّونَ یَا فَضْلُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ لَا یَعْجَلُ لِعَجَلَةِ الْعِبَادِ وَ لَإِزَالَةُ جَبَلٍ عَنْ مَوْضِعِهِ أَیْسَرُ مِنْ زَوَالِ مُلْكٍ لَمْ یَنْقَضِ أَجَلُهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ حَتَّی بَلَغَ السَّابِعَ مِنْ وُلْدِ فُلَانٍ قُلْتُ فَمَا الْعَلَامَةُ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لَا تَبْرَحِ الْأَرْضَ یَا فَضْلُ حَتَّی یَخْرُجَ السُّفْیَانِیُّ فَإِذَا خَرَجَ السُّفْیَانِیُّ فَأَجِیبُوا إِلَیْنَا یَقُولُهَا ثَلَاثاً وَ هُوَ مِنَ الْمَحْتُومِ (1).

«21»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَرَجَ طَالِبُ الْحَقِّ قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَرْجُو أَنْ یَكُونَ هَذَا الْیَمَانِیَّ فَقَالَ لَا الْیَمَانِیُّ یَتَوَالَی عَلِیّاً وَ هَذَا یَبْرَأُ مِنْهُ (2).

«22»- كا، [الكافی] حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ سَیَابَةَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ بِكِتَابِ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ سَدِیرٍ وَ كُتُبِ غَیْرِ وَاحِدٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حِینَ ظَهَرَتِ الْمُسَوِّدَةُ قَبْلَ أَنْ یَظْهَرَ وُلْدُ الْعَبَّاسِ بِأَنَّا قَدْ قَدَّرْنَا أَنْ یَئُولَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَیْكَ فَمَا تَرَی قَالَ فَضَرَبَ بِالْكُتُبِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ أُفٍّ أُفٍّ مَا أَنَا لِهَؤُلَاءِ بِإِمَامٍ أَ مَا یَعْلَمُونَ أَنَّهُ إِنَّمَا یَقْتُلُ السُّفْیَانِیَ (3).

ص: 297


1- 1. الكافی ج 8 ص 274.
2- 2. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 59.
3- 3. الكافی ج 8 ص 331.

«23»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُعَتِّبٌ أَوْ غَیْرُهُ قَالَ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَكَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَا أَشْجَعُ مِنْكَ وَ أَنَا أَسْخَی مِنْكَ وَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ فَقَالَ لِرَسُولِهِ أَمَّا الشَّجَاعَةُ فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ مَوْقِفٌ یُعْرَفُ بِهِ جُبْنُكَ مِنْ شَجَاعَتِكَ وَ أَمَّا السَّخِیُّ فَهُوَ الَّذِی یَأْخُذُ الشَّیْ ءَ فَیَضَعُهُ فِی حَقِّهِ وَ أَمَّا الْعِلْمُ فَقَدْ أَعْتَقَ أَبُوكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَلْفَ مَمْلُوكٍ فَسَمِّ لَنَا خَمْسَةً مِنْهُمْ وَ أَنْتَ عَالِمٌ فَعَادَ إِلَیْهِ فَأَعْلَمَهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَقُولُ إِنَّكَ رَجُلٌ صُحُفِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْ إِی وَ اللَّهِ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِی علیهم السلام (1).

«24»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ حَتَّی وَقَعَتِ الضَّوْضَاءُ بَیْنَهُمْ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَافْتَرَقَا عَشِیَّتَهُمَا بِذَلِكَ وَ غَدَوْتُ فِی حَاجَةٍ فَإِذَا أَنَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا جَارِیَةُ قُولِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ فَخَرَجَ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَكَّرَ بِكَ قَالَ إِنِّی تَلَوْتُ آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَارِحَةَ فَأَقْلَقَتْنِی فَقَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ذِكْرُهُ الَّذِینَ یَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ یُوصَلَ وَ یَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ یَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ (2) فَقَالَ صَدَقْتَ لَكَأَنِّی لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآیَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَطُّ فَاعْتَنَقَا وَ بَكَیَا(3).

«25»- قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِهِ عَنْ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنِ الْمُفِیدِ وَ الْغَضَائِرِیِّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ أَیْضاً بِالْإِسْنَادِ عَنِ الشَّیْخِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ مُوسَی الْأَهْوَازِیِ

ص: 298


1- 1. نفس المصدر ج 8 ص 363.
2- 2. سورة الرعد الآیة 21.
3- 3. الكافی ج 2 ص 155.

عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطِرَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَیُّوبَ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ عَطِیَّةَ بْنِ نَجِیحِ بْنِ الْمُطَهَّرِ الرَّازِیِّ وَ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالا: إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام كَتَبَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ حِینَ حُمِلَ هُوَ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ یُعَزِّیهِ عَمَّا صَارَ إِلَیْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ إِلَی الْخَلَفِ الصَّالِحِ وَ الذُّرِّیَّةِ الطَّیِّبَةِ مِنْ وُلْدِ أَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ أَمَّا بَعْدُ فَلَئِنْ كُنْتَ قَدْ تَفَرَّدْتَ أَنْتَ وَ أَهْلُ بَیْتِكَ مِمَّنْ حُمِلَ مَعَكَ بِمَا أَصَابَكُمْ مَا انْفَرَدْتَ بِالْحُزْنِ وَ الْغَیْظِ وَ الْكَآبَةِ وَ أَلِیمِ وَجَعِ الْقَلْبِ دُونِی وَ لَقَدْ نَالَنِی مِنْ ذَلِكَ مِنَ الْجَزَعِ وَ الْقَلَقِ وَ حَرِّ الْمُصِیبَةِ مِثْلُ مَا نَالَكَ وَ لَكِنْ رَجَعْتُ إِلَی مَا أَمَرَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ بِهِ الْمُتَّقِینَ مِنَ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْعَزَاءِ حِینَ یَقُولُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْیُنِنا(1) وَ حِینَ یَقُولُ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لا تَكُنْ كَصاحِبِ

الْحُوتِ (2) وَ حِینَ یَقُولُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ مُثِّلَ بِحَمْزَةَ- وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَیْرٌ لِلصَّابِرِینَ (3) فَصَبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُعَاقِبْ وَ حِینَ یَقُولُ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها- لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعاقِبَةُ لِلتَّقْوی (4) وَ حِینَ یَقُولُ الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ- أُولئِكَ عَلَیْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (5) وَ حِینَ یَقُولُ إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (6) وَ حِینَ یَقُولُ لُقْمَانُ لِابْنِهِ- وَ اصْبِرْ عَلی ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ(7) وَ حِینَ یَقُولُ عَنْ مُوسَی- قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ اسْتَعِینُوا بِاللَّهِ وَ اصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ یُورِثُها مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِینَ (8)

ص: 299


1- 1. سورة الطور الآیة: 48.
2- 2. سورة القلم الآیة: 48.
3- 3. سورة النحل، الآیة 126.
4- 4. سورة طه، الآیة: 132.
5- 5. سورة البقرة، الآیة: 156.
6- 6. سورة الزمر، الآیة: 10.
7- 7. سورة لقمان، الآیة: 17.
8- 8. سورة الأعراف، الآیة: 128.

وَ حِینَ یَقُولُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ(1) وَ حِینَ یَقُولُ- ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَ تَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(2) وَ حِینَ یَقُولُ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ الثَّمَراتِ وَ بَشِّرِ الصَّابِرِینَ (3) وَ حِینَ یَقُولُ وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ كَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ (4) وَ حِینَ یَقُولُ وَ الصَّابِرِینَ وَ الصَّابِراتِ (5) وَ حِینَ یَقُولُ- وَ اصْبِرْ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (6) وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِیرٌ وَ اعْلَمْ أَیْ عَمِّ وَ ابْنَ عَمِّ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ لَمْ یُبَالِ بِضُرِّ الدُّنْیَا لِوَلِیِّهِ سَاعَةً قَطُّ وَ لَا شَیْ ءَ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنَ الضُّرِّ وَ الْجَهْدِ وَ الْبَلَاءِ مَعَ الصَّبْرِ وَ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یُبَالِ بِنَعِیمِ الدُّنْیَا لِعَدُوِّهِ سَاعَةً قَطُّ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا كَانَ أَعْدَاؤُهُ یَقْتُلُونَ أَوْلِیَاءَهُ وَ یُخَوِّفُونَهُمْ وَ یَمْنَعُونَهُمْ وَ أَعْدَاؤُهُ آمِنُونَ مُطْمَئِنُّونَ عَالُونَ ظَاهِرُونَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا قُتِلَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا ظُلْماً وَ عُدْوَاناً فِی بَغِیٍّ مِنَ الْبَغَایَا وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا قُتِلَ جَدُّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَمَّا قَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ ظُلْماً وَ عَمُّكَ الْحُسَیْنُ بْنُ فَاطِمَةَ صلوات اللّٰه علیهما اضْطِهَاداً وَ عُدْوَاناً وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ فِی كِتَابِهِ- وَ لَوْ لا أَنْ یَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ یَكْفُرُ

بِالرَّحْمنِ لِبُیُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَ مَعارِجَ عَلَیْها یَظْهَرُونَ (7) وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا قَالَ فِی كِتَابِهِ- أَ یَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ- نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ (8) وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ لَوْ لَا أَنْ یَحْزَنَ الْمُؤْمِنُ لَجَعَلْتُ لِلْكَافِرِ عِصَابَةً

ص: 300


1- 1. سورة العصر، الآیة: 3.
2- 2. سورة البلد، الآیة: 17.
3- 3. سورة المائدة، الآیة: 155.
4- 4. سورة آل عمران، الآیة: 146.
5- 5. سورة الأحزاب، الآیة: 35.
6- 6. سورة یونس، الآیة: 109.
7- 7. سورة الأحزاب، الآیة: 33.
8- 8. سورة المؤمنون، الآیة: 56.

مِنْ حَدِیدٍ فَلَا یُصَدَّعُ رَأْسُهُ أَبَداً وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ الدُّنْیَا لَا تُسَاوِی عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا سَقَی كَافِراً مِنْهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ لَوْ أَنَّ مُؤْمِناً عَلَی قُلَّةِ جَبَلٍ- لَابْتَعَثَ اللَّهُ لَهُ كَافِراً أَوْ مُنَافِقاً یُؤْذِیهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْماً أَوْ أَحَبَّ عَبْداً صَبَّ عَلَیْهِ الْبَلَاءَ صَبّاً فَلَا یَخْرُجُ مِنْ غَمٍّ إِلَّا وَقَعَ فِی غَمٍّ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ مَا مِنْ جُرْعَتَیْنِ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَجْرَعَهُمَا عَبْدُهُ الْمُؤْمِنُ فِی الدُّنْیَا مِنْ جُرْعَةِ غَیْظٍ كَظَمَ عَلَیْهَا وَ جُرْعَةِ حُزْنٍ عِنْدَ مُصِیبَةٍ صَبَرَ عَلَیْهَا بِحُسْنِ عَزَاءٍ وَ احْتِسَابٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمَا كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُونَ عَلَی مَنْ ظَلَمَهُمْ بِطُولِ الْعُمُرِ وَ صِحَّةِ الْبَدَنِ وَ كَثْرَةِ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا خَصَّ رَجُلًا بِالتَّرَحُّمِ عَلَیْهِ وَ الِاسْتِغْفَارِ اسْتُشْهِدَ فَعَلَیْكُمْ یَا عَمِّ وَ ابْنَ عَمِّ وَ بَنِی عُمُومَتِی وَ إِخْوَتِی بِالصَّبْرِ وَ الرِّضَا وَ التَّسْلِیمِ وَ التَّفْوِیضِ إِلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ وَ الرِّضَا بِالصَّبْرِ عَلَی قَضَائِهِ وَ التَّمَسُّكِ بِطَاعَتِهِ وَ النُّزُولِ عِنْدَ أَمْرِهِ أَفْرَغَ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمُ الصَّبْرَ وَ خَتَمَ لَنَا وَ لَكُمْ بِالْأَجْرِ وَ السَّعَادَةِ وَ أَنْقَذَنَا وَ إِیَّاكُمْ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ بِحَوْلِهِ وَ قُوَّتِهِ إِنَّهُ سَمِیعٌ قَرِیبٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی صَفْوَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ (1).

أقول: و هذا آخر التعزیة بلفظها من أصل صحیح بخط محمد بن علی بن مهجناب البزاز تاریخه فی صفر سنة ثمان و أربعین و أربعمائة و قد اشتملت هذه التعزیة علی وصف عبد اللّٰه بن الحسن بالعبد الصالح و الدعاء له و بنی عمه بالسعادة و هذا یدل علی أن الجماعة المحمولین كانوا عند مولانا الصادق علیه السلام معذورین و ممدوحین و مظلومین و بحبه عارفین.

أقول: و قد یوجد فی الكتب أنهم كانوا للصادقین علیهما السلام مفارقین و ذلك محتمل للتقیة لئلا ینسب إظهارهم لإنكار المنكر إلی الأئمة الطاهرین.

و مما یدل علیه

مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی أَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعْدٍ مِنْ

ص: 301


1- 1. الإقبال ص 49- 51.

كِتَابِ الرِّجَالِ مِمَّا خَرَجَ مِنْهُ وَ عَلَیْهِ سَمَاعُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ نُسْخَةٌ عَتِیقَةٌ بِلَفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْكِنْدِیُّ قَالَ هَذَا كِتَابُ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ الْهَمْدَانِیِّ وَ قَرَأْتُ فِیهِ أَخْبَرَنِی خَلَّادُ بْنُ عُمَیْرٍ الْكِنْدِیُّ مَوْلَی آلِ حُجْرِ بْنِ عَدِیٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِآلِ الْحَسَنِ الَّذِینَ خُرِجَ بِهِمْ مِمَّا قِبَلَنَا وَ كَانَ قَدِ اتَّصَلَ بِنَا عَنْهُمْ خَبَرٌ فَلَمْ نُحِبَّ أَنْ نَبْدَأَهُ بِهِ فَقُلْنَا نَرْجُو أَنْ یُعَافِیَهُمُ اللَّهُ فَقَالَ وَ أَیْنَ هُمْ مِنَ الْعَافِیَةِ ثُمَّ بَكَی علیه السلام حَتَّی عَلَا صَوْتُهُ وَ بَكَیْنَا ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ یُقْتَلُ مِنْكِ أَوْ یُصَابُ مِنْكِ نَفَرٌ بِشَطِّ الْفُرَاتِ مَا سَبَقَهُمُ الْأَوَّلُونَ وَ لَا یُدْرِكُهُمُ الْآخِرُونَ وَ إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ وُلْدِهِمْ غَیْرُهُمْ.

أقول: و هذه شهادة صریحة من طرق صحیحة بمدح المأخوذین من بنی الحسن علیه و علیهم السلام و أنهم مضوا إلی اللّٰه جل جلاله بشرف المقام و الظفر بالسعادة و الإكرام.

وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُ (1) عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِی سَلِمَ مِنَ الَّذِینَ تَخَلَّفُوا فِی الْحَبْسِ مِنْ بَنِی الْحَسَنِ فَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَاطِمَةَ الصُّغْرَی عَنْ أَبِیهَا عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُدْفَنُ مِنْ وُلْدِی سَبْعَةٌ بِشَطِّ الْفُرَاتِ لَمْ یَسْبِقْهُمُ الْأَوَّلُونَ وَ لَمْ یُدْرِكْهُمُ الْآخِرُونَ فَقُلْتُ نَحْنُ ثَمَانِیَةٌ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتُ فَلَمَّا فَتَحُوا الْبَابَ وَجَدُوهُمْ مَوْتَی وَ أَصَابُونِی وَ بِی رَمَقٌ وَ سَقَوْنِی مَاءً وَ أَخْرَجُونِی فَعِشْتُ.

وَ مِنَ الْأَخْبَارِ الشَّاهِدَةِ بِمَعْرِفَتِهِمْ بِالْحَقِّ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْحُسَیْنِیُّ فِی كِتَابِ الْمَصَابِیحِ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ جَمَاعَةً سَأَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ هُوَ فِی الْمَحْمِلِ الَّذِی حُمِلَ فِیهِ إِلَی سِجْنِ الْكُوفَةِ فَقُلْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ ابْنُكَ الْمَهْدِیُّ فَقَالَ یَخْرُجُ مُحَمَّدٌ مِنْ هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَیَكُونُ كَلَحْسِ الثَّوْرِ أَنْفَهُ حَتَّی یُقْتَلَ وَ لَكِنْ

ص: 302


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 193.

إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْمَأْثُورِ وَ قَدْ خَرَجَ بِخُرَاسَانَ فَهُوَ صَاحِبُكُمْ.

أقول: لعلها بالموتور و هذا صریح أنه عارف بما ذكرناه.

وَ مِمَّا یَزِیدُكَ بَیَاناً مَا رَوَیْنَاهُ بِإِسْنَادِنَا إِلَی جَدِّی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِیَاحٍ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ أَبَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِالسِّنْدِیِّ نَقَلْنَاهُ مِنْ أَصْلِهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْحَجِّ فِی السَّنَةِ الَّتِی قَدِمَ فِیهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَحْتَ الْمِیزَابِ وَ هُوَ یَدْعُو وَ عَنْ یَمِینِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَنْ یَسَارِهِ حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ وَ خَلْفَهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ فَجَاءَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ الْبَصْرِیُّ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا جَعْفَرُ قَالَ فَقَالَ لَهُ قُلْ مَا تَشَاءُ یَا أَبَا كَثِیرٍ قَالَ إِنِّی وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ لِی عِلْمَ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ رَجُلٌ یَنْقُضُهَا حَجَراً حَجَراً قَالَ فَقَالَ كَذَبَ كِتَابُكَ یَا أَبَا كَثِیرٍ وَ لَكِنْ كَأَنِّی وَ اللَّهِ بِأَصْفَرِ الْقَدَمَیْنِ حَمْشِ السَّاقَیْنِ ضَخْمِ الْبَطْنِ رَقِیقِ الْعُنُقِ ضَخْمِ الرَّأْسِ عَلَی هَذَا الرُّكْنِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الرُّكْنِ الْیَمَانِیِّ یَمْنَعُ النَّاسَ مِنَ الطَّوَافِ حَتَّی یَتَذَعَّرُوا مِنْهُ ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ لَهُ رَجُلًا مِنِّی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَیَقْتُلُهُ قَتْلَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ فِرْعَوْنَ ذِی الْأَوْتادِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ صَدَقَ وَ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی صَدَّقُوهُ كُلُّهُمْ جَمِیعاً.

أقول: فهل تراهم إلا عارفین بالمهدی و بالحق الیقین.

و مما یزیدك بیانا أن بنی الحسن علیه السلام ما كانوا یعتقدون فیمن خرج منهم أنه المهدی و إن تسموا بذلك إن أولهم خروجا و أولهم تسمیا بالمهدی محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن و قد ذكر یحیی بن الحسین الحسنی فی كتاب الأمالی بإسناده عن طاهر بن عبید عن إبراهیم بن عبد اللّٰه بن الحسن: أنه سئل عن أخیه محمد أ هو المهدی الذی یذكر فقال إن المهدی عدة من اللّٰه تعالی لنبیه صلوات اللّٰه علیه وعده أن یجعل من أهله مهدیا لم یسم بعینه و لم یوقت زمانه و قد قام أخی لله بفریضة علیه فی الأمر بالمعروف و النهی عن المنكر فإن أراد اللّٰه تعالی

ص: 303

أن یجعله المهدی الذی یذكر فهو فضل اللّٰه یمن به عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ و إلا فلم یترك أخی فریضة اللّٰه علیه لانتظار میعاد لم یؤمر بانتظاره.

وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ قَبْلَهُ بِكَرَارِیسَ مِنَ الْأَمَالِی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْوَاسِطِیِّ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ إِنِّی خَارِجٌ وَ أَنَا وَ اللَّهِ مَقْتُولٌ ثُمَّ ذَكَرَ عُذْرَهُ فِی خُرُوجِهِ مَعَ عِلْمِهِ أَنَّهُ مَقْتُولٌ.

وَ كُلُّ ذَلِكَ یَكْشِفُ عَنْ تَمَسُّكِهِمْ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله.

و روی فی حدیث علم محمد بن عبد اللّٰه بن الحسن أنه یقتل أحمد بن إبراهیم فی كتاب المصابیح فی الفصل المتقدم.

هذا آخر ما أخرجناه من كتاب الإقبال (1).

«26»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْأَرْقَطِ وَ أُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ أُخْتُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضْتُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی ثَقُلْتُ وَ اجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ لَیْلًا لِلْجَنَازَةِ وَ هُمْ یَرَوْنَ أَنِّی مَیِّتٌ فَجَزِعَتْ أُمِّی عَلَیَّ فَقَالَ لَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَالِی اصْعَدِی إِلَی فَوْقِ الْبَیْتِ فَابْرُزِی إِلَی السَّمَاءِ وَ صَلِّی رَكْعَتَیْنِ فَإِذَا سَلَّمْتِ قُولِی- اللَّهُمَّ إِنَّكَ وَهَبْتَهُ لِی وَ لَمْ یَكُ شَیْئاً اللَّهُمَّ وَ إِنِّی أَسْتَوْهِبُكَهُ مُبْتَدِئاً فَأَعِرْنِیهِ قَالَ فَفَعَلَتْ فَأَفَقْتُ وَ قَعَدْتُ وَ دَعَوْا بِسَحُورٍ لَهُمْ هَرِیسَةٍ فَتَسَحَّرُوا بِهَا وَ تَسَحَّرْتُ مَعَهُمْ (2).

أَقُولُ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُ (3) بِأَسَانِیدِهِ الْمُتَكَثِّرَةِ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: إِنِّی لَوَاقِفٌ بَیْنَ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ إِذَا رَأَیْتُ بَنِی حَسَنٍ یُخْرَجُ بِهِمْ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ مَعَ أَبِی الْأَزْهَرِ یُرَادُ بِهِمُ الرَّبَذَةُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ مَا وَرَاكَ قُلْتُ

ص: 304


1- 1. الإقبال ص 51.
2- 2. الكافی ج 3 ص 478.
3- 3. مقاتل الطالبیین ص 219 و فیه تفاوت.

رَأَیْتُ بَنِی الْحَسَنِ یُخْرَجُ بِهِمْ فِی مَحَامِلَ فَقَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ قَالَ فَدَعَا غُلَاماً لَهُ ثُمَّ دَعَا رَبَّهُ كَثِیراً ثُمَّ قَالَ لِغُلَامِهِ اذْهَبْ فَإِذَا حُمِلُوا فَأْتِ فَأَخْبِرْنِی قَالَ فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ قَدْ أُقْبِلَ بِهِمْ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام فَوَقَفَ وَرَاءَ سِتْرِ شَعْرٍ أَبْیَضَ مِنْ وَرَائِهِ فَطَلَعَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ وَ جَمِیعِ أَهْلِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُعَادٍ لَهُ مُسَوِّدٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام هَمَلَتْ عَیْنَاهُ حَتَّی جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَی لِحْیَتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَا تُحْفَظُ لِلَّهِ حُرْمَةٌ بَعْدَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا وَفَتِ الْأَنْصَارُ وَ لَا أَبْنَاءُ الْأَنْصَارِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا أَعْطَوْهُ مِنَ الْبَیْعَةِ عَلَی الْعَقَبَةِ ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ خُذْ عَلَیْهِمُ الْبَیْعَةَ بِالْعَقَبَةِ فَقَالَ كَیْفَ آخُذُ عَلَیْهِمْ قَالَ خُذْ عَلَیْهِمْ یُبَایِعُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ قَالَ ابْنُ الْجَعْدِ فِی حَدِیثِهِ عَلَی أَنْ یُطَاعَ اللَّهَ فَلَا یُعْصَی وَ قَالَ الْآخَرُونَ عَلَی أَنْ یَمْنَعُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذُرِّیَّتَهُ مِمَّا یَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ وَ ذَرَارِیَّهُمْ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا وَفَوْا لَهُ حَتَّی خَرَجَ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِهِمْ ثُمَّ لَا أَحَدَ یَمْنَعُ یَدَ لَامِسٍ اللَّهُمَّ فَاشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَی الْأَنْصَارِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ: أَنَّ عِیسَی بْنَ مُوسَی لَمَّا قَدِمَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَ هُوَ هُوَ قِیلَ مَنْ تَعْنِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ الْمُتَلَعِّبُ بِدِمَائِنَا وَ اللَّهِ لَا یُحَلَّأُ مِنْهَا بِشَیْ ءٍ(1).

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَعِیدٍ الرُّومِیِّ مَوْلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَرْسَلَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنْظُرُ مَا یَصْنَعُونَ فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ مُحَمَّداً قُتِلَ وَ أَنَّ عِیسَی قَبَضَ عَلَی عَیْنِ أَبِی زِیَادٍ فَنَكَسَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ مَا یَدْعُو عِیسَی إِلَی أَنْ یُسِی ءَ بِنَا وَ یَقْطَعَ أَرْحَامَنَا فَوَ اللَّهِ لَا یَذُوقُ هُوَ وَ لَا وُلْدُهُ مِنْهَا شَیْئاً(2).

ص: 305


1- 1. مقاتل الطالبیین ص 272 بتفاوت یسیر و حلاء عن الحوض صد و منع من وروده.
2- 2. نفس المصدر ص 273. و فیه« فأبلس» بدل« فنكس» و زیادة قوله« أبدا» فی آخره.

وَ رَوَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: شَهِدَ الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدٍ حَرْبَ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ثُمَّ تَوَارَی وَ كَانَ مُقِیماً فِی مَنْزِلِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ كَانَ جَعْفَرٌ رَبَّاهُ وَ نَشَأَ فِی حَجْرِهِ مُنْذُ قُتِلَ أَبُوهُ وَ أَخَذَ عَنْهُ عِلْماً كَثِیراً.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ زَیْدٍ یُلَقَّبُ ذَا الدَّمْعَةِ لِكَثْرَةِ بُكَائِهِ (1).

«27»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَّازُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْمُطَرِّزُ قَالَ سَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِیَّ النَّیْسَابُورِیَّ یَقُولُ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ ذَكَرُهُ مُحَمَّدٌ: أَنَّهُ لَمَّا بَنَی الْمَنْصُورُ الْأَبْنِیَةَ بِبَغْدَادَ جَعَلَ یَطْلُبُ الْعَلَوِیَّةَ طَلَباً شَدِیداً وَ یَجْعَلُ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ فِی الْأُسْطُوَانَاتِ الْمُجَوَّفَةِ الْمَبْنِیَّةِ مِنَ الْجِصِّ وَ الْآجُرِّ فَظَفِرَ ذَاتَ یَوْمٍ بِغُلَامٍ مِنْهُمْ حَسَنِ الْوَجْهِ عَلَیْهِ شَعْرٌ أَسْوَدُ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَسَلَّمَهُ إِلَی الْبَنَّاءِ الَّذِی كَانَ یَبْنِی لَهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَجْعَلَهُ فِی جَوْفِ أُسْطُوَانَةٍ وَ یَبْنِیَ عَلَیْهِ وَ وَكَّلَ بِهِ مِنْ ثِقَاتِهِ مَنْ یُرَاعِی ذَلِكَ حَتَّی یَجْعَلَهُ فِی جَوْفِ أُسْطُوَانَةٍ بِمَشْهَدِهِ فَجَعَلَهُ الْبَنَّاءُ فِی جَوْفِ أُسْطُوَانَةٍ فَدَخَلَتْهُ رِقَّةٌ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةٌ لَهُ فَتَرَكَ فِی الْأُسْطُوَانَةِ فُرْجَةً یَدْخُلُ مِنْهَا الرَّوْحُ (2) وَ قَالَ لِلْغُلَامِ لَا بَأْسَ عَلَیْكَ فَاصْبِرْ فَإِنِّی سَأُخْرِجُكَ مِنْ جَوْفِ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ إِذَا جَنَّ اللَّیْلُ وَ لَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ جَاءَ الْبَنَّاءُ فِی ظُلْمَتِهِ وَ أَخْرَجَ ذَلِكَ الْعَلَوِیَّ مِنْ جَوْفِ تِلْكَ الْأُسْطُوَانَةِ وَ قَالَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ فِی دَمِی وَ دَمِ الْفَعَلَةِ الَّذِینَ مَعِی وَ غَیِّبْ شَخْصَكَ فَإِنِّی إِنَّمَا أَخْرَجْتُكَ فِی ظُلْمَةِ هَذِهِ اللَّیْلَةِ مِنْ جَوْفِ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ لِأَنِّی خِفْتُ إِنْ تَرَكْتُكَ فِی جَوْفِهَا أَنْ یَكُونَ جَدُّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْقِیَامَةِ خَصْمِی بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ أَخَذَ شَعْرَهُ بِآلَاتِ اْلَجَصَّاصِینَ كَمَا أَمْكَنَ وَ قَالَ لَهُ غَیِّبْ شَخْصَكَ وَ انْجُ

ص: 306


1- 1. المصدر السابق ص 387.
2- 2. الروح: نسیم الریح.

بِنَفْسِكَ وَ لَا تَرْجِعْ إِلَی أُمِّكَ قَالَ الْغُلَامُ فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا فَعَرِّفْ أُمِّی أَنِّی قَدْ نَجَوْتُ وَ هَرَبْتُ لِتَطِیبَ نَفْسُهَا وَ یَقِلَّ جَزَعُهَا وَ بُكَاؤُهَا إِنْ لَمْ یَكُنْ لِعَوْدِی إِلَیْهَا وَجْهٌ فَهَرَبَ الْغُلَامُ وَ لَا یُدْرَی أَیْنَ قَصَدَ مِنْ أَرْضِ اللَّهِ وَ لَا إِلَی أَیِّ بَلَدٍ وَقَعَ قَالَ ذَلِكَ الْبَنَّاءُ وَ قَدْ كَانَ الْغُلَامُ عَرَّفَنِی مَكَانَ أُمِّهِ وَ أَعْطَانِی الْعَلَامَةَ شَعْرَهُ فَانْتَهَیْتُ إِلَیْهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَ دَلَّنِی عَلَیْهِ فَسَمِعْتُ دَوِیّاً كَدَوِیِّ النَّحْلِ مِنَ الْبُكَاءِ فَعَلِمْتُ أَنَّهَا أُمُّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ عَرَّفْتُهَا خَبَرَ ابْنِهَا وَ أَعْطَیْتُهَا شَعْرَهُ وَ انْصَرَفْتُ (1).

«28»- قل، [إقبال الأعمال] إِنَّا رَوَیْنَا دُعَاءَ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ عَنْ خَلْقٍ كَثِیرٍ قَدْ تَضَمَّنَ ذِكْرَ أَسْمَائِهِمْ كِتَابُ الْإِجَازَاتِ وَ سَوْفَ أَذْكُرُ كُلَّ رِوَایَاتِهِ فَمِنَ الرِّوَایَاتِ فِی ذَلِكَ: أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ وَ جَمَاعَةً مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ قَتَلَ وَلَدَیْهِ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِیمَ أَخَذَ دَاوُدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ ابْنُ دَایَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام لِأَنَّ أُمَّ دَاوُدَ أَرْضَعَتِ الصَّادِقَ علیه السلام مِنْهَا بِلَبَنِ وَلَدِهَا دَاوُدَ وَ حَمَلَهُ مُكَبَّلًا بِالْحَدِیدِ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَغَابَ عَنِّی حِیناً بِالْعِرَاقِ وَ لَمْ أَسْمَعْ لَهُ خَبَراً وَ لَمْ أَزَلْ أَدْعُو وَ أَتَضَرَّعُ إِلَی اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ أَسْأَلُ إِخْوَانِی مِنْ أَهْلِ الدِّیَانَةِ وَ الْجِدِّ وَ الِاجْتِهَادِ أَنْ یَدْعُوا اللَّهَ تَعَالَی وَ أَنَا فِی ذَلِكَ كُلِّهِ لَا أَرَی فِی دُعَائِی الْإِجَابَةَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ عَلَیْهِمَا یَوْماً أَعُودُهُ فِی عِلَّةٍ وَجَدَهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ وَ دَعَوْتُ لَهُ فَقَالَ لِی یَا أُمَّ دَاوُدَ وَ مَا فَعَلَ دَاوُدُ وَ كُنْتُ قَدْ أَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِهِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ أَیْنَ دَاوُدُ وَ قَدْ فَارَقَنِی مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِیلَةٍ وَ هُوَ مَحْبُوسٌ بِالْعِرَاقِ فَقَالَ وَ أَیْنَ أَنْتِ عَنْ دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ وَ هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِی تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ یَلْقَی صَاحِبُهُ الْإِجَابَةَ مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَیْسَ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَقُلْتُ لَهُ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ الصَّادِقِینَ فَقَالَ لِی یَا أُمَّ دَاوُدَ قَدْ دَنَا الشَّهْرُ الْحَرَامُ الْعَظِیمُ شَهْرُ رَجَبٍ وَ هُوَ شَهْرٌ مَسْمُوعٌ فِیهِ الدُّعَاءُ شَهْرُ اللَّهِ الْأَصَمُّ وَ صُومِی الثَّلَاثَةَ الْأَیَّامَ الْبِیضَ وَ هِیَ یَوْمُ الثَّالِثَ عَشَرَ وَ الرَّابِعَ عَشَرَ وَ الْخَامِسَ عَشَرَ وَ اغْتَسِلِی فِی یَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ وَقْتَ الزَّوَالِ-(2)

ص: 307


1- 1. عیون أخبار الرضا« ع» ج 1 ص 111.
2- 2. الإقبال ص 147- 148.

ثم علمها علیه السلام دعاء و عملا مخصوصا سیأتی شرحهما فی موضعه (1) ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَتْ أُمُّ جَدِّنَا دَاوُدَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَكَتَبْتُ هَذَا الدُّعَاءَ وَ انْصَرَفْتُ وَ دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ وَ فَعَلْتُ مِثْلَ مَا أَمَرَنِی بِهِ یَعْنِی الصَّادِقَ علیه السلام ثُمَّ رَقَدْتُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَلَمَّا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ رَأَیْتُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلَّ مَنْ صَلَّیْتُ عَلَیْهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّبِیِّینَ وَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ یَقُولُ یَا أُمَّ دَاوُدَ أَبْشِرِی وَ كُلَّ مَنْ تَرِینَ مِنْ إِخْوَانِكِ وَ فِی رِوَایَةٍ أَعْوَانِكِ وَ إِخْوَانِكِ وَ كُلُّهُمْ یَشْفَعُونَ لَكِ وَ یُبَشِّرُونَكِ بِنُجْحِ حَاجَتِكِ وَ أَبْشِرِی فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَحْفَظُكِ وَ یَحْفَظُ وَلَدَكِ وَ یَرُدُّهُ عَلَیْكِ قَالَتْ فَانْتَبَهْتُ فَمَا لَبِثْتُ إِلَّا قَدْرَ مَسَافَةِ الطَّرِیقِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَی الْمَدِینَةِ لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ الْمُسْرِعِ الْمُعَجِّلِ حَتَّی قَدِمَ عَلَیَّ دَاوُدُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ إِنِّی كُنْتُ مَحْبُوساً فِی أَضْیَقِ حَبْسٍ وَ أَثْقَلِ حَدِیدٍ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ أَثْقَلِ قَیْدٍ إِلَی یَوْمِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ.

فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنَّ الْأَرْضَ قَدْ قُبِضَتْ لِی فَرَأَیْتُكِ عَلَی حَصِیرِ صَلَاتِكِ وَ حَوْلَكِ رِجَالٌ رُءُوسُهُمْ فِی السَّمَاءِ وَ أَرْجُلُهُمْ فِی الْأَرْضِ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَی حَوْلَكِ فَقَالَ لِی قَائِلٌ مِنْهُمْ حَسَنُ الْوَجْهِ نَظِیفُ الثَّوْبِ طَیِّبُ الرَّائِحَةِ خِلْتُهُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا ابْنَ الْعَجُوزَةِ الصَّالِحَةِ فَقَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِأُمِّكَ فِیكَ دُعَاءَهَا فَانْتَبَهْتُ وَ رُسُلُ الْمَنْصُورِ عَلَی الْبَابِ فَأُدْخِلْتُ عَلَیْهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَأَمَرَ بِفَكِّ الْحَدِیدِ عَنِّی وَ الْإِحْسَانِ إِلَیَّ وَ أَمَرَ لِی بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ حُمِلْتُ عَلَی نَجِیبٍ وَ سُوِّقْتُ بِأَشَدِّ السَّیْرِ وَ أَسْرَعِهِ حَتَّی دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ قَالَتْ أُمُّ دَاوُدَ فَمَضَیْتُ بِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الْمَنْصُورَ رَأَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام فِی الْمَنَامِ یَقُولُ لَهُ أَطْلِقْ وَلَدِی وَ إِلَّا أُلْقِیكَ فِی النَّارِ وَ رَأَی كَأَنَّ تَحْتَ قَدَمَیْهِ النَّارَ فَاسْتَیْقَظَ وَ قَدْ سُقِطَ فِی یَدَیْهِ فَأَطْلَقَكَ یَا دَاوُدُ(2).

ص: 308


1- 1. ذكرها الشیخ المجلسیّ فی كتاب الدعاء ج 20 ص 345 و نقلهما عن الاقبال ص 149- 152.
2- 2. الإقبال ص 153.

بیان: سقط فی یدیه علی بناء المجهول أی ندم و منه قوله تعالی وَ لَمَّا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ (1).

«29»- كِتَابُ الْإِسْتِدْرَاكِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْأَعْمَشِ: أَنَّ الْمَنْصُورَ حَیْثُ طَلَبَهُ فَتَطَهَّرَ وَ تَكَفَّنَ وَ تَحَنَّطَ قَالَ لَهُ حَدِّثْنِی بِحَدِیثٍ سَمِعْتُهُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِی بَنِی حِمَّانَ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَیَّ الْأَحَادِیثِ قَالَ حَدِیثَ أَرْكَانِ جَهَنَّمَ قَالَ قُلْتُ أَ وَ تُعْفِینِی قَالَ لَیْسَ إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ قَالَ قُلْتُ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ- لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَ هِیَ الْأَرْكَانُ لِسَبْعَةِ فَرَاعِنَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَعْمَشُ نُمْرُودَ بْنَ كَنْعَانَ فِرْعَوْنَ الْخَلِیلِ وَ مُصْعَبَ بْنَ الْوَلِیدِ فِرْعَوْنَ مُوسَی وَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ وَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِیَ وَ السَّادِسَ یَزِیدَ قَاتِلَ وَلَدِی ثُمَّ سَكَتُّ فَقَالَ لِی الْفِرْعَوْنُ السَّابِعُ قُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ یَلِی الْخِلَافَةَ یُلَقَّبُ بِالدَّوَانِیقِیِّ اسْمُهُ الْمَنْصُورُ قَالَ فَقَالَ لِی صَدَقْتَ هَكَذَا حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ إِذَا عَلَی رَأْسِهِ غُلَامٌ أَمْرَدُ مَا رَأَیْتُ أَحْسَنَ وَجْهاً مِنْهُ فَقَالَ إِنْ كُنْتُ أَحَدَ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ فَلَمْ أَسْتَبْقِ هَذَا وَ كَانَ الْغُلَامُ عَلَوِیّاً حُسَیْنِیّاً فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ سَأَلْتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِحَقِّ آبَائِی إِلَّا عَفَوْتَ عَنِّی فَأَبَی ذَلِكَ وَ أَمَرَ الْمَرْزُبَانَ بِهِ فَلَمَّا مَدَّ یَدَهُ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ بِكَلَامٍ لَمْ أَعْلَمْهُ فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ طَیْرٌ قَدْ طَارَ مِنْهُ قَالَ الْأَعْمَشُ فَمَرَّ عَلَیَّ بَعْدَ أَیَّامٍ فَقُلْتُ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ بِحَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ لَمَّا عَلَّمْتَنِی الْكَلَامَ فَقَالَ ذَاكَ دُعَاءُ الْمِحْنَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ هُوَ الَّذِی دَعَا بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا نَامَ عَلَی فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ ذَكَرَ الدُّعَاءَ قَالَ الْأَعْمَشُ وَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ فِی رَجُلٍ بِأَمْرٍ غَلِیظٍ فَجَلَسَ فِی بَیْتٍ لِیُنَفِّذَ فِیهِ أَمْرَهُ ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ فَلَمْ یُوجَدْ فَقَالَ الْمَنْصُورُ أَ سَمِعْتُمُوهُ یَقُولُ شَیْئاً فَقَالَ الْمُوَكَّلُ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا مَنْ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ فَأَدْعُوَهُ وَ لَا رَبَّ سِوَاهُ فَأَرْجُوَهُ نَجِّنِی السَّاعَةَ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ اسْتَغَاثَ بِكَرِیمٍ فَنَجَّاهُ.

أقول: مضت الأخبار المناسبة للباب فی باب أسماء الملوك عند الأئمة علیهم السلام.

ص: 309


1- 1. سورة الأعراف، الآیة: 149.

باب 10 مداحیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَیِّدِنَا الصَّادِقِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ أَشْجَعُ السُّلَمِیُ (1) یَمْدَحُهُ فَوَجَدَهُ عَلِیلًا فَجَلَسَ وَ أَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ سَیِّدُنَا

ص: 310


1- 1. الاشجع السلمی: هو ابن عمرو، أبو الولید او أبو عمرو من ولد الشرید بن مطرود السلمی، كان شاعرا مفلقا مكثرا سائر الشعر معدودا فی فحول الشعراء فی طبقة أبی نواس و أبی المتاهیة و بشار و أمثالهم مدح الخلفاء و ولاة العهود و الوزراء و الامراء و غیرهم و أخذ جوائزهم و حظی عندهم، و دخل علی الإمام الصّادق« ع» فمدحه كما فی الأصل و أجازه الامام« ع» و قد رثی الإمام الرضا« ع» بقصیدة عصماء ذكرها أبو الفرج الأصبهانیّ فی مقاتله ص 568 أولها: یا صاحب العیس یحدی فی أزمتها***اسمع و أسمع غدا یا صاحب العیس اقرأ السلام علی قبر بطوس و لا***تقرا السلام و لا النعمی علی طوس الی آخر ما ذكره من أبیاتها و هی 22 بیتا، قال أبو الفرج هكذا انشدنیها علی ابن الحسین بن علیّ بن حمزة عن عمه- محمّد بن علیّ بن حمزة العلوی- و ذكر انها لما شاعت غیر أشجع ألفاظها فجعلها فی الرشید. و قال ایضا: هذه القصیدة ذكر محمّد ابن علیّ بن حمزة انها فی علیّ بن موسی الرضا« ع». و قد أورد الصولی فی كتاب الاوراق ابیاتا من هذه القصیدة و ذكر انها فی رثاء الرشید و هذا ممّا یؤید مقالة العلوی- كما مر- ان القصیدة فی رثاء الرضا« ع» و لما شاعت غیر الاشجع ألفاظها فجعلها فی الرشید. و تجد فی الأغانی ج 17- ص 30 الی 51 مفصل اخباره و اشعاره، كما تجد له ذكرا فی الأغانی ج 4 ص 185 و ج 6 ص 73 و ج 21 ص 84 و فی تاریخ بغداد ج 7 ص 45 و تاریخ ابن عساكر ج 3 ص 59- 63 و ذكره ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ص 142 فی شعراء أهل البیت المتكلفین و ذلك انه عدهم أربع طبقات: المجاهرون و المقتصدون و المتقون و المتكلفون. فعد من المتكلفین الاشجع السلمی. و قد ترجمه سید الأعیان فی كتابه ج 12 ص 346 الی ص 399.

الصَّادِقُ علیه السلام عُدْ عَنِ الْعِلَّةِ وَ اذْكُرْ مَا جِئْتَ لَهُ فَقَالَ لَهُ:

أَلْبَسَكَ اللَّهُ مِنْهُ عَافِیَةً***فِی نَوْمِكَ الْمُعْتَرِی وَ فِی أَرَقِكَ

یُخْرِجُ مِنْ جِسْمِكَ السِّقَامَ كَمَا***أَخْرَجَ ذُلَّ السُّؤَالِ مِنْ عُنُقِكَ

فَقَالَ یَا غُلَامُ أَیْشٍ مَعَكَ قَالَ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ أَعْطِهَا لِلْأَشْجَعِ قَالَ فَأَخَذَهَا وَ شَكَرَ وَ وَلَّی فَقَالَ رُدُّوهُ فَقَالَ یَا سَیِّدِی سَأَلْتُ فَأَعْطَیْتَ وَ أَغْنَیْتَ فَلِمَ رَدَدْتَنِی قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ خَیْرُ الْعَطَاءِ مَا أَبْقَی نِعْمَةً بَاقِیَةً وَ إِنَّ الَّذِی أَعْطَیْتُكَ لَا یُبْقِی لَكَ نِعْمَةً بَاقِیَةً وَ هَذَا خَاتَمِی فَإِنْ أُعْطِیتَ بِهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ إِلَّا فَعُدْ إِلَیَّ وَقْتَ كَذَا وَ كَذَا أُوفِكَ إِیَّاهَا قَالَ یَا سَیِّدِی قَدْ أَغْنَیْتَنِی وَ أَنَا كَثِیرُ الْأَسْفَارِ وَ أَحْصُلُ فِی الْمَوَاضِعِ الْمُفْزِعَةِ فَتُعَلِّمُنِی مَا آمَنُ بِهِ عَلَی نَفْسِی قَالَ فَإِذَا خِفْتَ أَمْراً فَاتْرُكْ یَمِینَكَ عَلَی أُمِّ رَأْسِكَ وَ اقْرَأْ بِرَفِیعِ صَوْتِكَ أَ فَغَیْرَ دِینِ اللَّهِ یَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (1) قَالَ أَشْجَعُ فَحَصَلْتُ فِی وَادٍ تَعْبَثُ فِیهِ الْجِنُّ فَسَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ خُذُوهُ فَقَرَأْتُهَا فَقَالَ قَائِلٌ كَیْفَ نَأْخُذُهُ وَ قَدِ احْتَجَزَ بِآیَةٍ طَیِّبَةٍ(2).

«2»- دعوات الراوندی، مرسلا: مثله.

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید عن محمد بن عمران عن عبید اللّٰه بن الحسن عن محمد بن رشید قال: آخر شعر قاله السید بن محمد رحمه اللّٰه قبل وفاته بساعة و ذلك أنه أغمی علیه و اسود لونه ثم أفاق و قد ابیض وجهه و هو یقول:

أحب الذی من مات من أهل وده***تلقاه بالبشری لدی الموت یضحك

و من مات یهوی غیره من عدوه***فلیس له إلا إلی النار مسلك

أبا حسن تفدیك نفسی و أسرتی***و مالی و ما أصبحت فی الأرض أملك

أبا حسن إنی بفضلك عارف***و إنی بحبل من هواك لممسك

ص: 311


1- 1. سورة آل عمران الآیة: 83.
2- 2. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 176.

و أنت وصی المصطفی و ابن عمه***و إنا نعادی مبغضیك و نترك

موالیك ناج مؤمن بین الهدی***و قالیك معروف الضلالة مشرك

و لاح لحانی فی علی و حزبه***فقلت لحاك اللّٰه إنك أعفك.

و معنی أعفك أحمق (1)

بیان: قال الجوهری (2) لحیت الرجل لحاء و لحیا إذا لمته و قولهم لحاه اللّٰه أی قبحه و لعنه.

«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَرْبٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی السَّیِّدِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَائِداً فِی عِلَّتِهِ الَّتِی مَاتَ فِیهَا فَوَجَدْتُهُ یُسَاقُ بِهِ وَ وَجَدْتُ عِنْدَهُ جَمَاعَةً مِنْ جِیرَانِهِ وَ كَانُوا عُثْمَانِیَّةً وَ كَانَ السَّیِّدُ جَمِیلَ الْوَجْهِ رَحْبَ الْجَبْهَةِ عَرِیضَ مَا بَیْنَ السَّالِفَتَیْنِ (3)

فَبَدَتْ فِی وَجْهِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ مِثْلُ النُّقْطَةِ مِنَ الْمِدَادِ ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تَزِیدُ وَ تَنْمِی حَتَّی طَبَّقَتْ وَجْهَهُ یَعْنِی اسْوِدَاداً فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ مَنْ حَضَرَهُ مِنَ الشِّیعَةِ وَ ظَهَرَ مِنَ النَّاصِبَةِ سُرُورٌ وَ شَمَاتَةٌ فَلَمْ یَلْبَثْ بِذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی بَدَتْ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ وَجْهِهِ لُمْعَةٌ بَیْضَاءُ فَلَمْ تَزَلْ تَزِیدُ أَیْضاً وَ تَنْمِی حَتَّی أَسْفَرَ وَجْهُهُ وَ أَشْرَقَ وَ افْتَرَّ السَّیِّدُ ضَاحِكاً وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:

ص: 312


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 31 و أخرج الحدیث و الشعر الشیخ الجلیل أبو جعفر الطبریّ فی بشارة المصطفی ص 92 طبع النجف( الطبعة الأولی) بزیادة فی الأبیات و هی عنده ثلاثة عشر بیتا، و أخرجها أیضا الكشّیّ فی رجاله ص 185 و الأبیات عنده سبعة كما فی الأصل بتقدیم و تأخیر و صاحب الروضات فی كتابه ص 30 و نحوه السیّد الأمین فی الأعیان ج 12 ص 207 و الامینی فی الغدیر ج 2 ص 274 لكن القاضی نور اللّٰه فی مجالسه ج 2 ص 514 ذكر الأبیات بنحوهما فی الأصل فی الترتیب. و بیتان منها فی مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 24.
2- 2. الصحاح ج 6 ص 2481 طبع دار الكتاب العربی.
3- 3. السالفتین: صفحتا العنق عند معلق القرط.

كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنَّ عَلِیّاً***لَنْ یُنَجِّیَ مُحِبَّهُ مِنْ هَنَاتٍ

قَدْ وَ رَبِّی دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ***وَ عَفَا لِیَ الْإِلَهُ عَنْ سَیِّئَاتِی

فَأَبْشِرُوا الْیَوْمَ أَوْلِیَاءَ عَلِیٍّ***وَ تَوَلَّوْا عَلِیَّ حَتَّی الْمَمَاتِ

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ تَوَلَّوْا بَنِیهِ***وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ بِالصِّفَاتِ

ثُمَّ أَتْبَعَ قَوْلَهُ هَذَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ أَغْمَضَ عَیْنَهُ بِنَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا كَانَتْ رُوحُهُ ذُبَالَةً طُفِئَتْ أَوْ حَصَاةً سَقَطَتْ فَانْتَشَرَ هَذَا القَوْلُ فِی النَّاسِ فَشَهِدَ جَنَازَتَهُ وَ اللَّهِ الْمُوَافِقُ وَ الْمُفَارِقُ (1).

«5»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ رُشَیْدٍ الْهَرَوِیُّ قَالَ: حَدَّثَنِی السَّیِّدُ وَ سَمَّاهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ خَیْرٌ(2) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الْخَبَرِ الَّذِی یُرْوَی أَنَّ السَّیِّدَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ الشِّعْرَ الَّذِی یُرْوَی لَهُ فِی ذَلِكَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَیُّوبَ الْمَرْوَزِیُّ قَالَ رُوِیَ أَنَّ السَّیِّدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الشَّاعِرَ اسْوَدَّ وَجْهُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ هَكَذَا یُفْعَلُ بِأَوْلِیَائِكُمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَابْیَضَّ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فَأَنْشَأَ یَقُولُ:

أُحِبُّ الَّذِی مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ وُدِّهِ إِلَی آخِرِ الْأَبْیَاتِ (3).

ص: 313


1- 1. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 43 و أخرج الحدیث و الشعر الاربلی فی كشف الغمّة ج 1 ص 549 و الروضاتی فی روضات الجنّات ص 30 و ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 23 و القاضی نور اللّٰه فی مجالسه ج 2 ص 515 و سید الأعیان فی كتابه ج 12 ص 206 و الشیخ الامینی فی الغدیر ج 2 ص 274 و ذكر الأبیات الحافظ المرزبانی فی أخبار السیّد الحمیری ص 47 طبع النجف الأشرف- قال حدّثنا بعض أصحابنا عن محمّد بن یزید النحوی عن بعض الاشیاخ انه رأی السیّد ابن محمّد فی النوم فقال له ما فعل اللّٰه بك؟ فقال: غفر لی ثمّ انشأ یقول: و ذكر الشعر.
2- 2. الظاهر سقوط واسطة فی السند ممن یضاف الی السیّد كغلام السیّد أو صاحب السیّد أو ابن السیّد ممن له المام بحال السیّد و كان حاضرا عند موته، و هو محذوف اما لنسیان الكشّیّ لاسمه أو أن الهروی نسیه و اكتفی بوصف كونه خیرا.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 185 و قد تقدمت الأبیات مع ذكر مصادرها قریبا فراجع.

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَبَلَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَنَا السَّیِّدُ ابْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیُّ وَ جَعْفَرُ بْنُ عَفَّانَ الطَّائِیُ (1)

فَقَالَ لَهُ السَّیِّدُ وَیْكَ تَقُولُ فِی آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام

ص: 314


1- 1. هو أبو عبد اللّٰه الطائی المكفوف كان من شعراء الكوفة، و له اشعار كثیرة فی معان مختلفة و قد ذكره الكشّیّ فی رجاله ص 187 باسم جعفر بن عثمان الطائی، و قد ذكر السیّد الأمین فی أعیان الشیعة ج 16 ص 58 أنّه ورد فی نسخة من الخلاصة للعلامة الحلی عنده مخطوطة مقابلة علی نسخة ولد ولد المصنّف نقله عن الكشّیّ جعفر بن عفان لا عثمان. أقول ذكره الكشّیّ و روی عن زید الشحام دخول جعفر المذكور علی الإمام الصّادق علیه السلام فقربه و أدناه و استنشده شعره فی رثاء الحسین علیه السلام و بكائه لما أنشده و قال: یا جعفر و اللّٰه لقد شهدت ملائكة اللّٰه المقربون هاهنا یسمعون قولك فی الحسین علیه السلام و لقد بكوا كما بكینا أو أكثر، و لقد أوجب اللّٰه تعالی لك یا جعفر فی ساعتك الجنة بأسرها و غفر لك، فقال یا جعفر ألا أزیدك؟ قال نعم یا سیدی قال: ما من أحد قال فی الحسین شعرا فبكی و أبكی به الا أوجب اللّٰه له الجنة و غفر له و ذكر سید الأعیان من شعره فی أهل البیت علیهم السلام فی كتابه. و ممّا ذكره رده علی مروان بن أبی حفصة قوله: أنی یكون و لیس ذلك بكائن***لبنی البنات وراثة الاعمام و نقل ذلك عن الأغانی و قد ذكره أبو الفرج فی الأغانی ج 9 ص 45 بسنده عن محمّد ابن یحیی بن أبی مرة التغلبی قال مررت بجعفر بن عفان الطائی یوما و هو علی باب منزله فسلمت علیه فقال لی: مرحبا یا أخا تغلب اجلس فجلست فقال لی: أ ما تعجب من ابن أبی حفصة لعنه اللّٰه حیث یقول: أنی یكون و لیس ذاك بكائن***لبنی البنات وراثة الاعمام فقلت: بلی و اللّٰه انی لا تعجب منه و أكثر اللعن له فهل قلت فی ذلك شیئا؟ فقال: نعم قلت: لم لا یكون و ان ذاك لكائن***لبنی البنات وراثة الاعمام للبنت نصف كامل من ماله***و العم متروك بغیر سهام ما للطلیق و للتراث و انما***صلی الطلیق مخافة الصمصام توفی جعفر بن عفان الشاعر المذكور فی حدود سنة 150.

مَا بَالُ بَیْتِكُمْ تَخَرَّبَ سَقْفُهُ***وَ ثِیَابُكُمْ مِنْ أَرْذَلِ الْأَثْوَابِ

فَقَالَ جَعْفَرٌ مَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ السَّیِّدُ إِذَا لَمْ تُحْسِنِ الْمَدْحَ فَاسْكُتْ أَ تُوصِفُ آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِثْلِ هَذَا وَ لَكِنِّی أَعْذِرُكَ هَذَا طَبْعُكَ وَ عِلْمُكَ وَ مُنْتَهَاكَ وَ قَدْ قُلْتُ أَمْحُو عَنْهُمْ عَارَ مَدْحِكَ:

أُقْسِمُ بِاللَّهِ وَ آلَائِهِ***وَ الْمَرْءُ عَمَّا قَالَ مَسْئُولٌ

إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ***عَلَی التُّقَی وَ الْبِرِّ مَجْبُولٌ

وَ إِنَّهُ كَانَ الْإِمَامَ الَّذِی***لَهُ عَلَی الْأُمَّةِ تَفْضِیلٌ

یَقُولُ بِالْحَقِّ وَ یَعْنِی بِهِ ***وَ لَا تُلْهِیهِ الْأَبَاطِیلُ

كَانَ إِذَا الْحَرْبُ مَرَتْهَا الْقَنَا***وَ أَحْجَمَتْ عَنْهَا الْبَهَالِیلُ

یَمْشِی إِلَی الْقِرْنِ وَ فِی كَفِّهِ***أَبْیَضُ مَاضِی الْحَدِّ مَصْقُولٌ

مَشْیَ الْعَفَرْنَی بَیْنَ أَشْبَالِهِ***أَبْرَزَهُ لِلْقُنَّصِ الْغِیلُ

ذَاكَ الَّذِی سَلَّمَ فِی لَیْلَةٍ ***عَلَیْهِ مِیكَالُ وَ جِبْرِیلُ

مِیكَالُ فِی أَلْفٍ وَ جِبْرِیلُ فِی***أَلْفٍ وَ یَتْلُوهُمْ سَرَافِیلُ

لَیْلَةَ بَدْرٍ مَدَداً أُنْزِلُوا***كَأَنَّهُمْ طَیْرٌ أَبَابِیلُ

فَسَلَّمُوا لَمَّا أَتَوْا حَذْوَهُ***وَ ذَاكَ إِعْظَامٌ وَ تَبْجِیلٌ

كَذَا یُقَالُ فِیهِ یَا جَعْفَرُ وَ شِعْرُكَ یُقَالُ مِثْلُهُ لِأَهْلِ الْخَصَاصَةِ وَ الضَّعْفِ فَقَبَّلَ جَعْفَرٌ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ الرَّأْسُ یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ نَحْنُ الْأَذْنَابُ (1).

ص: 315


1- 1. أمالی الشیخ الطوسیّ ص 124 و أخرج الحدیث الشیخ أبو جعفر الطبریّ فی بشارة المصطفی ص 64 بسنده عن الشیخ أبی علیّ بن الشیخ الطوسیّ عن أبیه شیخ الطائفة الی آخر اسناده كما فی أمالیه و عنه صاحب الروضات فیها ص 29 و ذكر أبو الفرج الأصبهانیّ فی أغانیه ج 7 ص 247 طبعة دار الكتب بمصر عن إسحاق بن محمّد قال: سمعت العتبی یقول: لیس فی عصرنا هذا أحسن مذهبا فی شعره و لا أنقی ألفاظا من السیّد، ثمّ قال لبعض من حضر: أنشدنا قصیدته اللامیة التی أنشدتناها الیوم فأنشده قوله: هل عند من أحببت تنویل***أم لا فان اللوم تضلیل. أم فی الحشی منك جوی باطن***لیس تداویه الاباطیل علقت یا مغرور خداعة***بالوعد منها لك تخییل ریا رداح النوم خصمانة***كأنها ادماء عطبول یشفیك منها حین تخلو بها***ضم الی النحر و تقبیل و ذوق ریق طیب طعمه***كأنّه بالمسك معلول فی نسوة مثل المها خرد***تضیق عنهن الخلاخیل یقول فیها: أقسم باللّٰه و آلائه***و المرء عما قال مسئول ان علیّ بن أبی طالب***علی التقی و البر مجبول فقال العتبی: أحسن و اللّٰه ما شاء، هذا و اللّٰه الشعر الذی یهجم علی القلب بلا حجاب اه و روی حدیث أبی الفرج السیّد الأمین فی الأعیان ج 12 ص 146 كما روی الشیخ الامینی حدیث الأمالی فی الغدیر ج 2 ص 268 و ذكر أبیات المدح فقط كما فی الأصل الاربلی فی كشف الغمّة ج 1 ص 523.

إیضاح: قال الفیروزآبادی (1) البهلول كسرسور الضحاك و السید الجامع لكل خیر و أسد عفرنی شدید و الأشبال جمیع الشبل و هو ولد الأسد و قال القنص محركة ابنا معد بن عدنان (2) و إبل أو بقر غیل بضمتین كثیرة أو سمان.

«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرْزُبَانِیِّ قَالَ وَجَدْتُ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی الْحَمْدُونِیُّ الشَّاعِرُ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّیَاشِیَّ یُنْشِدُ لِلسَّیِّدِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِ:

إِنَّ امْرَأً خَصْمُهُ أَبُو حَسَنٍ***لَعَازِبُ الرَّأْیِ دَاحِضُ الْحُجَجِ

لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ مَعْذِرَةً***وَ لَا یُلَقِّنُهُ حُجَّةَ الْفَلَجِ (3).

ص: 316


1- 1. القاموس ج 3 ص 339.
2- 2. فی القاموس: قناصة و قنص محركة ابنا معد بن عدنان.
3- 3. أمالی الشیخ ص 144 و ذكر البیتین الاربلی فی كشف الغمّة ج 1 ص 528 و القاضی نور اللّٰه فی مجالسه ج 2 ص 513 و الأمین فی أعیان الشیعة ج 12 ص 237 و غیرهم.

«8»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَیَّانَ السَّرَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ السَّیِّدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ یَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ بِالْغُلُوِّ وَ أَعْتَقِدُ غَیْبَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ ضَلَلْتُ فِی ذَلِكَ زَمَاناً فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِالصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَنْقَذَنِی بِهِ مِنَ النَّارِ وَ هَدَانِی إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ فَسَأَلْتُهُ بَعْدَ مَا صَحَّ عِنْدِی بِالدَّلَائِلِ الَّتِی شَاهَدْتُهَا مِنْهُ أَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ أَنَّهُ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَ أَوْجَبَ الِاقْتِدَاءَ بِهِ- فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ رُوِیَ لَنَا أَخْبَارٌ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام فِی الْغَیْبَةِ وَ صِحَّةِ كَوْنِهَا فَأَخْبِرْنِی بِمَنْ یَقَعُ فَقَالَ علیه السلام سَتَقَعُ بِالسَّادِسِ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ الثَّانِی عَشَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ اللَّهِ لَوْ بَقِیَ فِی غَیْبَتِهِ مَا بَقِیَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَظْهَرَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً قَالَ السَّیِّدُ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ مَوْلَایَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ تُبْتُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَی یَدَیْهِ وَ قُلْتُ قَصِیدَةً أَوَّلُهَا:

فَلَمَّا رَأَیْتُ النَّاسَ فِی الدِّینِ قَدْ غَوَوْا***تَجَعْفَرْتُ بِاسْمِ اللَّهِ فِیمَنْ تَجَعْفَرُوا

تَجَعْفَرْتُ بِاسْمِ اللَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ***وَ أَیْقَنْتُ أَنَّ اللَّهَ یَعْفُو وَ یَغْفِرُ

وَ دِنْتُ بِدِینٍ غَیْرِ مَا كُنْتُ دَیِّناً***بِهِ وَ نَهَانِی وَاحِدُ النَّاسِ جَعْفَرٌ

فَقُلْتُ فَهَبْنِی قَدْ تَهَوَّدْتُ بُرْهَةً***وَ إِلَّا فَدِینِی دِینُ مَنْ یَتَنَصَّرُ

وَ إِنِّی إِلَی الرَّحْمَنِ مِنْ ذَاكَ تَائِبٌ***وَ إِنِّی قَدْ أَسْلَمْتُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ

فَلَسْتُ بِغَالٍ مَا حَیِیتُ وَ رَاجِعٍ***إِلَی مَا عَلَیْهِ كُنْتُ أُخْفِی وَ أُظْهِرُ

وَ لَا قَائِلًا حَیٌّ بِرَضْوَی مُحَمَّدٌ***وَ إِنْ عَابَ جُهَّالٌ مَقَالِی فَأَكْثَرُوا

وَ لَكِنَّهُ مِمَّنْ مَضَی لِسَبِیلِهِ***عَلَی أَفْضَلِ الْحَالاتِ یُقْفَی وَ یُخْبَرُ

مَعَ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْأُولَی لَهُمْ***مِنَ الْمُصْطَفَی فَرْعٌ زَكِیٌّ وَ عُنْصُرٌ

إِلَی آخِرِ الْقَصِیدَةِ وَ قُلْتُ بَعْدَ ذَلِك:

ص: 317

أَیَا رَاكِباً نَحْوَ الْمَدِینَةِ حَسْرَةً***عُذَافِرَةً یَطْوِی بِهَا كُلَّ سَبْسَبٍ

إِذَا مَا هَدَاكَ اللَّهُ عَایَنْتِ جَعْفَراً***فَقُلْ لِوَلِیِّ اللَّهِ وَ ابْنِ الْمُهَذَّبِ

أَلَا یَا أَمِینَ اللَّهِ وَ ابْنَ أَمِینِهِ***أَتُوبُ إِلَی الرَّحْمَنِ ثُمَّ تَأَوُّبِی

إِلَیْكَ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِی كُنْتُ مُبْطِناً***أُحَارِبُ فِیهِ جَاهِداً كُلَّ مُعَرَّبٍ

وَ مَا كَانَ قَوْلِی فِی ابْنِ خَوْلَةَ مُطْنَباً***مُعَانَدَةً مِنِّی لِنَسْلِ الْمُطَیَّبِ

وَ لَكِنْ رُوِینَا عَنْ وَصِیِّ مُحَمَّدٍ***وَ مَا كَانَ فِیمَا قَالَ بِالْمُتَكَذِّبِ

بِأَنَّ وَلِیَّ اللَّهِ یُفْقَدُ لَا یُرَی***سِنِینَ كَفِعْلِ الْخَائِفِ الْمُتَرَقِّبِ

فَتُقْسَمُ أَمْوَالُ الْفَقِیدِ كَأَنَّمَا***تَغَیُّبُهُ بَیْنَ الصَّفِیحِ الْمُنَصَّبِ

فَیَمْكُثُ حِیناً ثُمَّ یَنْبَعُ نَبْعَةً***كَنَبْعَةِ جَدْیٍ مِنَ الْأُفُقِ كَوْكَبٍ

یَسِیرُ بِنَصْرِ اللَّهِ مِنْ بَیْتِ رَبِّهِ***عَلَی سُؤْدُدٍ مِنْهُ وَ أَمْرٍ مُسَبَّبٍ

یَسِیرُ إِلَی أَعْدَائِهِ بِلِوَائِهِ***فَیَقْتُلُهُمْ قَتْلًا كَجِرَانِ مُغْضَبٍ

فَلَمَّا رُوِیَ أَنَّ ابْنَ خَوْلَةَ غَائِبٌ***صَرَفْنَا إِلَیْهِ قَوْلَنَا لَمْ نُكَذِّبْ

وَ قُلْنَا هُوَ الْمَهْدِیُّ وَ الْعَالِمُ الَّذِی***یَعِیشُ بِهِ مِنْ عَدْلِهِ كُلُّ مُجْدِبٍ

فَإِذْ قُلْتَ لَا فَالْحَقُّ قَوْلُكَ وَ الَّذِی***أُمِرْتَ فَحَتْمٌ غَیْرَ مَا مُتَعَصِّبٍ

وَ أُشْهِدُ رَبِّی أَنَّ قَوْلَكَ حُجَّةٌ***عَلَی النَّاسِ طُرّاً مِنْ مُطِیعٍ وَ مُذْنِبٍ

بِأَنَّ وَلِیَّ الْأَمْرِ وَ الْعَالِمَ الَّذِی***تَطَلَّعُ نَفْسِی نَحْوَهُ بِتَطَرُّبٍ

لَهُ غَیْبَةٌ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَغِیبَهَا***فَصَلَّی عَلَیْهِ اللَّهُ مِنْ مُتَغَیَّبٍ

فَیَمْكُثُ حِیناً ثُمَّ یَظْهَرُ حِینَهُ***فَیَمْلَأُ عَدْلًا كُلَّ شَرْقٍ وَ مَغْرِبٍ

بِذَاكَ أَدِینُ اللَّهَ سِرّاً وَ جَهْرَةً***وَ لَسْتُ وَ إِنْ عُوتِبْتُ فِیهِ بِمُعْتِبٍ

و كان حیان السراج الراوی لهذا الحدیث من الكیسانیة(1).

ص: 318


1- 1. كمال الدین و تمام النعمة ج 1 ص 112- 115 و ذكر المرزبانی فی أخبار السیّد ص 40 طبع النجف الأشرف بیتا من قصیدته الرائیة و هو قوله( تجعفرت باسم اللّٰه و اللّٰه أكبر- الخ) اما ابن المعتز فقد ذكره فی طبقاته ص 7 و زاد علیه قوله: و یثبت مهما شاء ربی بأمره و یمحو و یقضی فی الأمور و یقدر. و قصیدته الرائیة مشهورة أخرجها أو بعضها كل من أبی جعفر الطبریّ فی بشارة المصطفی ص 343 و القاضی نور اللّٰه فی مجالسه ج 2 ص 506 و صاحب الروضات ص 29 و الطبرسیّ فی إعلام الوری ص 279 و ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 371 و الشیخ المفید فی الفصول المختارة ص 94 طبع النجف الطبعة الأولی. و أشار الی القصیدة الكشّیّ فی رجاله ص 186 و ابن حجر فی لسان المیزان ج 1 ص 436 و المسعودیّ فی مروج الذهب ج 2 ص 102 طبع مصر سنة 1346 و أبو الفرج فی الأغانی ج 7 ص 231، و غیرهم. أما قصیدته البائیة فقد ذكرها المرزبانی فی أخبار السیّد ص 43 و ذكر بعضها الاربلی فی كشف الغمّة ج 3 ص 450 و الطبرسیّ فی إعلام الوری ص 279 و ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 371 و أبو جعفر الطبریّ فی بشارة المصطفی ص 343 و أخرجها عن بعضهم السیّد الأمین فی الأعیان ج 12 ص 157 و الشیخ الامینی فی الغدیر ج 2 ص 246.

«9»- شا، [الإرشاد] وَ فِیهِ یَقُولُ السَّیِّدُ الْحِمْیَرِیُّ: وَ قَدْ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ بِمَذْهَبِ الْكِیسَانِیَّةِ لَمَّا بَلَغَهُ إِنْكَارُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَقَالَهُ وَ دُعَاؤُهُ إِلَی الْقَوْلِ بِنِظَامِ الْإِمَامَةِ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَبْیَاتَ مَعَ اخْتِصَارٍ(1).

بیان: العذافرة العظیمة الشدیدة من الإبل و السبسب المفازة أو الأرض المستویة البعیدة و قال الفیروزآبادی (2)

الصفیح السماء و وجه كل شی ء عریض و هنا یحتمل الوجهین و علی الثانی یكون المراد الحجر الذی یفرش علی القبر و اللبن التی تنضد علی اللحد و یقال جرن جرونا تعود الأمر و مرن و ما فی قوله غیر ما متعصب زائدة و قوله طرا أی جمیعا.

«10»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلَامُ دَعَا لِلْكُمَیْتِ لَمَّا أَرَادَ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ أَخْذَهُ وَ إِهْلَاكَهُ وَ كَانَ مُتَوَارِیاً فَخَرَجَ فِی ظُلْمَةِ اللَّیْلِ هَارِباً وَ قَدْ أَقْعَدُوا عَلَی كُلِّ طَرِیقٍ جَمَاعَةً لِیَأْخُذُوهُ إِذَا مَا خَرَجَ فِی خُفْیَةٍ فَلَمَّا وَصَلَ الْكُمَیْتُ إِلَی الْفَضَاءِ وَ أَرَادَ أَنْ یَسْلُكَ طَرِیقاً فَجَاءَ أَسَدٌ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ یَسْرِیَ مِنْهَا فَسَلَكَ جَانِباً آخَرَ فَمَنَعَهُ

ص: 319


1- 1. الإرشاد ص 303.
2- 2. القاموس ج 1 ص 234.

مِنْهُ أَیْضاً وَ كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَی الْكُمَیْتِ أَنْ یَسْلُكَ خَلْفَهُ وَ مَضَی الْأَسَدُ فِی جَانِبِ الْكُمَیْتِ إِلَی أَنْ أَمِنَ وَ تَخَلَّصَ مِنَ الْأَعْدَاءِ وَ كَذَلِكَ كَانَ حَالُ السَّیِّدِ الْحِمْیَرِیِّ دَعَا لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام لَمَّا هَرَبَ عَنْ أَبَوَیْهِ وَ قَدْ حَرَّشَا السُّلْطَانَ عَلَیْهِ لِنُصْبِهِمَا فَدَلَّهُ سَبُعٌ عَلَی طَرِیقٍ وَ نَجَا مِنْهُمَا(1).

«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب دَاوُدُ الرَّقِّیُّ: بَلَغَ السَّیِّدُ الْحِمْیَرِیُّ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ السَّیِّدُ كَافِرٌ فَأَتَاهُ وَ قَالَ یَا سَیِّدِی أَنَا كَافِرٌ مَعَ شِدَّةِ حُبِّی لَكُمْ وَ مُعَادَاتِی النَّاسَ فِیكُمْ قَالَ وَ مَا یَنْفَعُكَ ذَاكَ وَ أَنْتَ كَافِرٌ بِحُجَّةِ الدَّهْرِ وَ الزَّمَانِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَدْخَلَهُ بَیْتاً فَإِذَا فِی الْبَیْتِ قَبْرٌ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی الْقَبْرِ فَصَارَ الْقَبْرُ قِطَعاً فَخَرَجَ شَخْصٌ مِنْ قَبْرِهِ یَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ لِحْیَتِهِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ علیه السلام مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُسَمَّی بِابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَقَالَ فَمَنْ أَنَا قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حُجَّةُ الدَّهْرِ وَ الزَّمَانِ فَخَرَجَ السَّیِّدُ یَقُولُ:

تَجَعْفَرْتُ بِاسْمِ اللَّهِ فِیمَنْ تَجَعْفَرَا(2)

«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الْكَوَّاءُ فِی خَبَرٍ: أَنَّ السَّیِّدَ قَالَ لَهُ اخْرُجْ إِلَی بَابِ الدَّارِ تُصَادِفْ غُلَاماً نُوبِیّاً عَلَی بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ مَعَهُ حَنُوطٌ وَ كَفَنٌ یَدْفَعُهَا إِلَیْكَ قَالَ فَخَرَجْتُ فَإِذَا بِالْغُلَامِ الْمَوْصُوفِ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ یَا عُثْمَانُ إِنَّ سَیِّدِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ یَقُولُ لَكَ مَا آنَ أَنْ تَرْجِعَ عَنْ كُفْرِكَ وَ ضَلَالِكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ عَلَیْكَ فَرَآكَ لِلسَّیِّدِ خَادِماً فَانْتَجَبَكَ فَخُذْ فِی جَهَازِهِ (3).

«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْأَغَانِی قَالَ عَبَّادُ بْنُ صُهَیْبٍ: كُنْتُ عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَتَاهُ نَعْیُ السَّیِّدِ فَدَعَا لَهُ وَ تَرَحَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ یُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فَقَالَ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ مُحِبِّی آلِ مُحَمَّدٍ لَا یَمُوتُونَ إِلَّا تَائِبِینَ وَ قَدْ تَابَ وَ رَفَعَ مُصَلًّی كَانَ تَحْتَهُ فَأَخْرَجَ كِتَاباً مِنَ السَّیِّدِ

ص: 320


1- 1. الخرائج و الجرائح ص 264.
2- 2. المناقب لابن شهرآشوب ج 3 ص 370.
3- 3. نفس المصدر ج 3 ص 370.

یُعَرِّفُهُ أَنَّهُ قَدْ تَابَ وَ یَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ.

وَ فِی أَخْبَارِ السَّیِّدِ أَنَّهُ نَاظَرَ مَعَهُ مُؤْمِنَ الطَّاقِ فِی ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَغَلَبَهُ عَلَیْهِ فَقَالَ:

تَرَكْتَ ابْنَ خَوْلَةَ لَا عَنْ قِلًی***وَ إِنِّی لَكَالْكَلِفِ الْوَامِقِ

وَ إِنِّی لَهُ حَافِظٌ فِی الْمَغِیبِ***أَدِینُ بِمَا دَانَ فِی الصَّادِقِ

هُوَ الْحَبْرُ حَبْرُ بَنِی هَاشِمٍ***وَ نُورٌ مِنَ الْمَلِكِ الرَّازِقِ

بِهِ یَنْعَشُ اللَّهُ جَمْعَ الْعِبَادِ***وَ یُجْرِی الْبَلَاغَةَ فِی النَّاطِقِ

أَتَانِی بُرْهَانُهُ مُعْلِناً***فَدِنْتُ وَ لَمْ أَكُ كَالْمَائِقِ

كَمَنْ صُدَّ بَعْدَ بَیَانِ الْهُدَی***إِلَی حَبْتَرٍ وَ أَبِی حَامِقٍ

فَقَالَ الطَّاقِیُّ أَحْسَنْتَ الْآنَ أَتَیْتَ رُشْدَكَ وَ بَلَغْتَ أَشُدَّكَ وَ تَبَوَّأْتَ مِنَ الْخَیْرِ مَوْضِعاً وَ مِنَ الْجَنَّةِ مَقْعَداً(1).

بیان: یقال كلفت بهذا الأمر أی أولعت به و الوامق المحب و الموق حمق فی غباوة یقال أحمق وامق و الحبتر و أبو حامق كنایة عن [الأول و الثانی] أو كلاهما عن الأول و قد مر أن حبتر كثیرا ما یعبر به عن [الأول].

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وَ أَنْشَدَ فِیهِ:

امْدَحْ أَبَا عَبْدِ الْإِلَهِ***فَتَی الْبَرِیَّةِ فِی احْتِمَالِهِ

سِبْطَ النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ***حَبْلٌ تَفَرَّعَ مِنْ حِبَالِهِ

تَغْشَی الْعُیُونُ النَّاظِرَاتُ***إِذَا سَمَوْنَ إِلَی جَلَالِهِ

عَذْبُ الْمَوَارِدِ بَحْرُهُ***یَرْوِی الْخَلَائِقَ مِنْ سِجَالِهِ

بَحْرٌ أَطَلَّ عَلَی الْبُحُورِ***یَمُدُّهُنَّ نَدَی بِلَالِهِ

سَقَتِ الْعِبَادَ یَمِینُهُ***وَ سَقَی الْبِلَادَ نَدَی شِمَالِهِ

یَحْكِی السَّحَابَ یَمِینُهُ***وَ الْوَدْقُ یَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ

الْأَرْضُ مِیرَاثٌ لَهُ***وَ النَّاسُ طُرّاً فِی عِیَالِهِ

یَا حُجَّةَ اللَّهِ الْجَلِیلِ***وَ عَیْنَهُ وَ زَعِیمَ آلِهِ

ص: 321


1- 1. المصدر السابق ج 3 ص 370 و أخرجها عنه فی الغدیر ج 2 ص 250.

وَ ابْنَ الْوَصِیِّ الْمُصْطَفَی***وَ شَبِیهَ أَحْمَدَ فِی كَمَالِهِ

أَنْتَ ابْنُ بِنْتِ مُحَمَّدٍ***حَذْواً خُلِفْتَ عَلَی مِثَالِهِ

فَضِیَاءُ نُورِكَ نُورُهُ***وَ ظِلَالُ رُوحِكَ مِنْ ظِلَالِهِ

فِیكَ الْخَلَاصُ مِنَ الرَّدَی***وَ بِكَ الْهِدَایَةُ مِنْ ضَلَالِهِ

أُثْنِی وَ لَسْتُ بِبَالِغٍ***عُشْرَ الْفَرِیدَةِ مِنْ خِصَالِهِ (1).

«15»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: أَنْشَدَ الْكُمَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ شِعْرَهُ:

أَخْلَصَ اللَّهُ فِی هَوَایَ فَمَا***أُغْرِقُ نَزْعاً وَ مَا تَطِیشُ سِهَامِی

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُلْ هَكَذَا وَ لَكِنْ قُلْ: قَدْ أُغْرِقُ نَزْعاً وَ مَا تَطِیشُ سِهَامِی (2)

ص: 322


1- 1. المصدر السابق ج 3 ص 371 و أخرجها السیّد الأمین فی الأعیان ج 12 ص 260 و الشیخ الامینی فی الغدیر ج 2 ص 251.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 135 و البیت من قصیدته المیمیة من الهاشمیات و هی أولی قصائده الهاشمیات المطبوعة تبلغ 103 أبیات حسب مطبوعة لیدن باعتناء جوزیف هو رویتز الالمانی سنة 1904 من ص 1 الی ص 26 مشروحة بشرح أبی ریاش أحمد بن إبراهیم القیسی، و كذا فی مطبوعة مصر بشرح محمّد شاكر الخیاط النابلسی الازهری و هی من ص 4 الی ص 15، و قد روی ان الكمیت أنشد قصیدته هذه جملة من أئمة أهل البیت« ع» و ساداتهم، فقد روی البغدادیّ فی خزانة الأدب ج 1 ص 69 أنّه أنشدها الإمام السجّاد« ع» فلما أتی علی آخرها دعا له الامام السجّاد بالمغفرة و وصله باربعمائة الف درهم و دفع إلیه بعض اثوابه التی یلی جسده و دعا له بالسعادة و الشهادة و المثوبة حتّی قال الكمیت ما زلت أعرف بركة دعائه. و روی أبو الفرج فی الأغانی ج 15 ص 123 انه أنشدها الإمام الباقر« ع» و قال الإمام« ع» اللّٰهمّ اغفر للكمیت كررها مرتین و فی الكشّیّ ص 136 انه دعا له بالتأیید بروح القدس ما دام یقول فیهم، و نحوه فی مروج الذهب ج 2 ص 195 و إعلام الوری ص 265. و روی الكشّیّ فی رجاله ص 135 أنّه أنشدها الإمام الصّادق علیه السلام و روی المسعودیّ فی مروج الذهب ج 2 ص 195 انه أنشدها أیضا عبد اللّٰه بن الحسن ابن علی و قد أجازه بضیعة أعطی فیها أربعة آلاف دینار و كتب له بها و أشهد علی ذلك فأبی أخیرا قبولها و ردّ الكتاب. و قد تقدم أیضا فی أحوال الإمام الباقر علیه السلام ما یتعلق بالمقام فراجع ج 46 ص 338.

«16»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ: مِثْلَهُ (1).

«17»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ صَبَّاحٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ بَشَّارٍ الْوَشَّاءِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: دخلت [دَخَلَ] الْكُمَیْتُ فَأَنْشَدَهُ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ ثُمَّ قَالَ فِی آخِرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ مَعَالِیَ الْأُمُورِ وَ یَكْرَهُ سَفْسَافَهَا فَقَالَ الْكُمَیْتُ یَا سَیِّدِی أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَی جَالِساً وَ كَسَرَ فِی صَدْرِهِ وِسَادَةً ثُمَّ قَالَ سَلْ فَقَالَ أَسْأَلُكَ عَنِ الرَّجُلَیْنِ فَقَالَ یَا كُمَیْتَ بْنَ زَیْدٍ مَا أُهَرِیقَ فِی الْإِسْلَامِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ وَ لَا اكْتُسِبَ مَالٌ مِنْ غَیْرِ حِلِّهِ وَ لَا نُكِحَ فَرْجٌ حَرَامٌ إِلَّا وَ ذَلِكَ فِی أَعْنَاقِهِمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا وَ نَحْنُ مَعَاشِرَ بَنِی هَاشِمٍ نَأْمُرُ كِبَارَنَا وَ صِغَارَنَا بِسَبِّهِمَا وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُمَا(2).

بیان: قال الجوهری (3) السفساف الردی ء من كل شی ء و الأمر الحقیر و فی الحدیث: أن اللّٰه یحب معالی الأمور و یكره سفسافها.

«18»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ صَبَّاحٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفُضَیْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ عِنْدَهُ الْكُمَیْتُ بْنُ زَیْدٍ فَقَالَ لِلْكُمَیْتِ أَنْتَ الَّذِی تَقُولُ:

فَالْآنَ صِرْتُ إِلَی أُمَیَّةَ وَ الْأُمُورُ إِلَی مَصَایِرَ

قَالَ قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ مَا رَجَعْتُ عَنْ إِیمَانِی وَ إِنِّی لَكُمْ لَمُوَالٍ وَ لِعَدُوِّكُمْ لَقَالٍ وَ لَكِنِّی قُلْتُهُ عَلَی التَّقِیَّةِ قَالَ أَمَا لَأَنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ التَّقِیَّةَ

ص: 323


1- 1. الكافی ج 8 ص 215.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 135.
3- 3. الصحاح ج 4 ص 1375 طبع دار الكتاب العربی.

تَجُوزُ فِی شُرْبِ الْخَمْرِ(1).

«19»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ الْقَصَبَانِیِّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ بَشِیرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ كُمَیْتِ بْنِ زَیْدٍ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا كُمَیْتُ لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا مَالًا لَأَعْطَیْنَاكَ مِنْهُ وَ لَكِنْ لَكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَسَّانَ- لَا یَزَالُ مَعَكَ رُوحُ الْقُدُسِ مَا ذَبَبْتَ عَنَّا(2).

«20»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَنَانٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلَ الْكُمَیْتُ بْنُ زَیْدٍ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ أَنَا عِنْدَهُ فَأَنْشَدَهُ مَنْ لِقَلْبٍ مُتَیَّمٍ مُسْتَهَامٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ لِلْكُمَیْتِ- لَا تَزَالُ مُؤَیَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا دُمْتَ تَقُولُ فِینَا(3).

«21»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِی الْمَسِیحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ الْجَوَّانِیِّ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِینَ وَ كَانَ رَاوِیَةً لِشِعْرِ الْكُمَیْتِ یَعْنِی الْهَاشِمِیَّاتِ وَ كَانَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ وَ كَانَ عَالِماً

ص: 324


1- 1. رجال الكشّیّ ص 136. و البیت من قصیدة قالها فی بنی أمیّة و أولها: قف بالدیار وقوف زائر .... و فی روایة الكشّیّ نظر من امتناع حضور الكمیت علی أبی الحسن موسی علیه السلام لان الكمیت مات سنة 126 و ذلك قبل ان یولد موسی بن جعفر علیه السلام بسنتین أو أكثر ثمّ ان أبا الفرج الأصبهانیّ روی فی الأغانی ج 15 ص 121 بسنده عن عبد اللّٰه بن الجارود ابن أبی سبرة قال: دخل الكمیت بن زید الأسدی علی أبی جعفر محمّد بن علی علیهما السلام فقال له یا كمیت أنت القائل: فالآن صرت الی أمیّة و الأمور الی مصائر؟ قال نعم قد قلت، و لا و اللّٰه ما اردت به الا الدنیا، و لقد عرفت فضلكم، قال أما ان قلت ذلك. ان التقیة لتحل.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 136.
3- 3. نفس المصدر ص 136.

بِهَا فَتَرَكَهُ خَمْساً وَ عِشْرِینَ سَنَةً لَا یَسْتَحِلُّ رِوَایَتَهُ وَ إِنْشَادَهُ ثُمَّ عَادَ فِیهِ فَقِیلَ لَهُ أَ لَمْ تَكُنْ زَهِدْتَ فِیهَا وَ تَرَكْتَهَا فَقَالَ نَعَمْ وَ لَكِنِّی رَأَیْتُ رُؤْیَا دَعَتْنِی إِلَی الْعَوْدِ فِیهِ فَقِیلَ لَهُ وَ مَا رَأَیْتَ قَالَ رَأَیْتُ كَأَنَّ الْقِیَامَةَ قَدْ قَامَتْ وَ كَأَنَّمَا أَنَا فِی الْمَحْشَرِ فَدُفِعَتْ إِلَیَّ مَجَلَّةٌ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لِأَبِی الْمَسِیحِ وَ مَا الْمَجَلَّةُ قَالَ الصَّحِیفَةُ قَالَ نَشَرْتُهَا فَإِذَا فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَسْمَاءُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَنَظَرْتُ فِی السَّطْرِ الْأَوَّلِ فَإِذَا أَسْمَاءُ قَوْمٍ لَمْ أَعْرِفْهُمْ وَ نَظَرْتُ فِی السَّطْرِ الثَّانِی فَإِذَا هُوَ كَذَلِكَ وَ نَظَرْتُ فِی السَّطْرِ الثَّالِثِ وَ الرَّابِعِ فَإِذَا فِیهِ وَ الْكُمَیْتُ بْنُ زَیْدٍ الْأَسَدِیُّ قَالَ فَذَلِكَ دَعَانِی إِلَی الْعَوْدِ فِیهِ (1).

«22»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ مَا قُتِلَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَأُدْخِلْتُ بَیْتاً جَوْفَ بَیْتٍ فَقَالَ لِی یَا فُضَیْلُ قُتِلَ عَمِّی زَیْدٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَمَا إِنَّهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ كَانَ عَارِفاً وَ كَانَ عَالِماً وَ كَانَ صَدُوقاً أَمَا إِنَّهُ لَوْ ظَفِرَ لَوَفَی أَمَا إِنَّهُ لَوْ مَلَكَ لَعَرَفَ كَیْفَ یَضَعُهَا قُلْتُ یَا سَیِّدِی أَ لَا أُنْشِدُكَ شِعْراً قَالَ أَمْهِلْ ثُمَّ أَمَرَ بِسُتُورٍ فَسُدِلَتْ وَ بِأَبْوَابٍ فَفُتِحَتْ ثُمَّ قَالَ أَنْشِدْ فَأَنْشَدْتُهُ:

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللَّوَی مَرْبَعٌ***طَامِسَةٌ أَعْلَامُهُ بَلْقَعٌ

لَمَّا وَقَفْتُ الْعِیسَ فِی رَسْمِهِ***وَ الْعَیْنُ مِنْ عِرْفَانِهِ تَدْمَعُ

ذَكَرْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَهْوَی بِهِ***فَبِتُّ وَ الْقَلْبُ شَجًا مُوجَعٌ

عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَداً***بِخُطَّةٍ لَیْسَ لَهَا مَدْفَعٌ

قَالُوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَخْبَرْتَنَا***إِلَی مَنِ الْغَایَةُ وَ الْمَفْزَعُ

إِذَا تَوَلَّیْتَ وَ فَارَقْتَنَا***وَ مِنْهُمْ فِی الْمُلْكِ مَنْ یَطْمَعُ

فَقَالَ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ مَفْزَعاً***مَا ذَا عَسَیْتُمْ فِیهِ أَنْ تَصْنَعُوا

صَنِیعَ أَهْلِ الْعِجْلِ إِذْ فَارَقُوا***هَارُونَ فَالتَّرْكُ لَهُ أَوْدَعُ

ص: 325


1- 1. المصدر السابق ص 136.

فَالنَّاسُ یَوْمَ الْبَعْثِ رَایَاتُهُمْ***خَمْسٌ فَمِنْهَا هَالِكٌ أَرْبَعٌ

قَائِدُهَا الْعِجْلُ وَ فِرْعَوْنُهَا***وَ سَامِرِیُّ الْأُمَّةِ الْمُفْظَعُ

وَ مُجْدِعٌ مِنْ دِینِهِ مَارِقٌ***أَجْدَعُ عَبْدٌ لُكَعٌ أَوْكَعُ

وَ رَایَةٌ قَائِدُهَا وَجْهُهُ***كَأَنَّهُ الشَّمْسُ إِذَا تَطْلُعُ

قَالَ سَمِعْتُ نَحِیباً مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ وَ قَالَ مَنْ قَالَ هَذَا الشِّعْرَ قُلْتُ السَّیِّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیُّ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ إِنِّی رَأَیْتُهُ یَشْرَبُ النَّبِیذَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ قُلْتُ إِنِّی رَأَیْتُهُ یَشْرَبُ النَّبِیذَ الرُّسْتَاقَ قَالَ تَعْنِی الْخَمْرَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَا ذَلِكَ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَغْفِرَ لِمُحِبِّ عَلِیٍّ علیه السلام (1).

توضیح: أم عمرو یعبر به عن مطلق الحبیبة و اللوی كإلی ما التوی من الرمل أو مسترقه و المربع منزل القوم فی الربیع و الطموس الدروس و الانمحاء و البلقع الأرض القفر الذی لا شی ء بها و العیس مفعول لقوله وقفت و هو بالكسر الإبل البیض یخالط بیاضها

شی ء من الشقرة و الشجو الهم و الحزن قوله فالترك له أودع أی إن كنت تصنعون مثل صنیعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم من الدعة بمعنی الراحة و الخفض.

و قوله و سامری الأمة إشارة إلی عثمان أو إلی عمر إما بأن یكون عطف تفسیر لقوله فرعونها أو بأن یكون فرعونها إشارة إلی عثمان و علی الأول یكون المجدع عبارة عن عثمان و الأجدع إلی معاویة لكن الأظهر أن تمام البیت وصف لمعاویة.

و قال الفیروزآبادی (2)

الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الید أو الشفة فهو أجدع و الأجدع الشیطان و حمار مجدع كمعظم مقطوع الأذنین و جادع مجادعة و جداعا شاتم و خاصم كتجادع و قال (3) اللكع كصرد اللئیم و العبد

ص: 326


1- 1. المصدر السابق ص 184.
2- 2. القاموس ج 3 ص 11 باقتباس.
3- 3. القاموس ج 3 ص 82.

و الأحمق و قال (1) وكع ككرم لؤم و صلب و اشتد و فلان وكیع لكیع و وكوع لكوع لئیم.

«23»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی السَّیِّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ لِمَا بِهِ قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ زَرِقَ عَیْنَاهُ وَ عَطِشَ كَبِدُهُ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ یَقُولُ بِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ هُوَ مِنْ حَشَمِهِ وَ كَانَ مِمَّنْ یَشْرَبُ الْمُسْكِرَ فَجِئْتُ وَ كَانَ قَدْ قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكُوفَةَ لِأَنَّهُ كَانَ انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی فَارَقْتُ السَّیِّدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ لِمَا بِهِ قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ ازْرَقَّتْ عَیْنَاهُ وَ عَطِشَ كَبِدُهُ وَ سُلِبَ الْكَلَامَ فَإِنَّهُ كَانَ یَشْرَبُ الْمُسْكِرَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَسْرِجُوا حِمَارِی فَأُسْرِجَ لَهُ وَ رَكِبَ وَ مَضَی وَ مَضَیْتُ مَعَهُ حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی السَّیِّدِ وَ إِنَّ جَمَاعَةً مُحْدِقُونَ بِهِ فَقَعَدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ رَأْسِهِ وَ قَالَ یَا سَیِّدُ فَفَتَحَ عَیْنَهُ یَنْظُرُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَا یُمْكِنُهُ الْكَلَامُ وَ قَدِ اسْوَدَّ فَجَعَلَ یَبْكِی وَ عَیْنُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لَا یُمْكِنُهُ الْكَلَامُ وَ إِنَّا لَنَتَبَیَّنُ مِنْهُ أَنَّهُ یُرِیدُ الْكَلَامَ وَ لَا یُمْكِنُهُ فَرَأَیْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَرَّكَ شَفَتَیْهِ فَنَطَقَ السَّیِّدُ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَ بِأَوْلِیَائِكَ یُفْعَلُ هَذَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا سَیِّدُ قُلْ بِالْحَقِّ یَكْشِفِ اللَّهُ مَا بِكَ وَ یَرْحَمْكَ وَ یُدْخِلْكَ جَنَّتَهُ الَّتِی وَعَدَ أَوْلِیَاءَهُ فَقَالَ فِی ذَلِكَ تَجَعْفَرْتُ بِسْمِ اللَّهِ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَلَمْ یَبْرَحْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی قَعَدَ السَّیِّدُ عَلَی اسْتِهِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَقِیَ السَّیِّدَ ابْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ قَالَ سَمَّتْكَ أُمُّكَ سَیِّداً وَ وُفِّقْتَ فِی ذَلِكَ وَ أَنْتَ سَیِّدُ الشُّعَرَاءِ ثُمَّ أَنْشَدَ السَّیِّدُ فِی ذَلِكَ:

وَ لَقَدْ عَجِبْتُ لِقَائِلٍ لِی مَرَّةً***عَلَّامَةٌ فَهِمٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ

سَمَّاكَ قَوْمُكَ سَیِّداً صَدَقُوا بِهِ***أَنْتَ الْمُوَفَّقُ سَیِّدُ الشُّعَرَاءِ

ص: 327


1- 1. القاموس ج 3 ص 97 باقتباس.

مَا أَنْتَ حِینَ تَخُصُّ آلَ مُحَمَّدٍ***بِالْمَدْحِ مِنْكَ وَ شَاعِرٌ بِسَوَاءٍ

مَدَحَ الْمُلُوكُ ذَوِی الْغِنَی لِعَطَائِهِمْ***وَ الْمَدْحُ مِنْكَ لَهُمْ بِغَیْرِ عَطَاءٍ

فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ فَائِزٌ فِی حُبِّهِمْ***لَوْ قَدْ وَرَدْتَ عَلَیْهِمْ بِجَزَاءٍ

مَا یَعْدِلُ الدُّنْیَا جَمِیعاً كُلَّهَا***مِنْ حَوْضِ أَحْمَدَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ(1)

أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ تَأْلِیفَاتِ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رَوَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ ذُبْیَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْإِمَامِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ عَلَیْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَقَالَ لِی مَرْحَباً بِكَ یَا ابْنَ ذُبْیَانَ السَّاعَةَ أَرَادَ رَسُولُنَا أَنْ یَأْتِیَكَ لِتَحْضُرَ عِنْدَنَا فَقُلْتُ لِمَا ذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لِمَنَامٍ رَأَیْتُهُ الْبَارِحَةَ وَ قَدْ أَزْعَجَنِی وَ أَرَّقَنِی فَقُلْتُ خَیْراً یَكُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ یَا ابْنَ ذُبْیَانَ رَأَیْتُ كَأَنِّی قَدْ نُصِبَ لِی سُلَّمٌ فِیهِ مِائَةُ مِرْقَاةٍ فَصَعِدْتُ إِلَی أَعْلَاهُ فَقُلْتُ یَا مَوْلَایَ أُهَنِّیكَ بِطُولِ الْعُمُرِ وَ رُبَّمَا تَعِیشُ مِائَةَ سَنَةٍ لِكُلِّ مِرْقَاةٍ سَنَةٌ فَقَالَ لِی علیه السلام مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ ذُبْیَانَ فَلَمَّا صَعِدْتُ إِلَی أَعْلَی السُّلَّمِ رَأَیْتُ كَأَنِّی دَخَلْتُ فِی قُبَّةٍ خَضْرَاءَ یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ رَأَیْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً فِیهَا وَ إِلَی یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ غُلَامَانِ حَسَنَانِ یُشْرِقُ النُّورُ مِنْ وُجُوهِهِمَا وَ رَأَیْتُ امْرَأَةً بَهِیَّةَ الْخِلْقَةِ وَ رَأَیْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ شَخْصاً بَهِیَّ الْخِلْقَةِ جَالِساً عِنْدَهُ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا وَاقِفاً بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْقَصِیدَةَ: لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوَی مَرْبَعٌ

فَلَمَّا رَآنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِی مَرْحَباً بِكَ یَا وَلَدِی یَا عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا سَلِّمْ عَلَی أَبِیكَ عَلِیٍّ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لِی سَلِّمْ عَلَی أُمِّكَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهَا فَقَالَ لِی وَ سَلِّمْ عَلَی أَبَوَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِمَا ثُمَ

ص: 328


1- 1. رجال الكشّیّ ص 135 و روی الحدیث عنه أبو علیّ فی منتهی المقال ص 58 و المامقانی فی رجاله ج 1 ص 143 و أشار إلیه الخونساری فی الروضات ص 31 و أخرج الأبیات الأمین فی أعیان الشیعة ج 12 ص 213.

قَالَ لِی وَ سَلِّمْ عَلَی شَاعِرِنَا وَ مَادِحِنَا فِی دَارِ الدُّنْیَا- السَّیِّدِ إِسْمَاعِیلَ الْحِمْیَرِیِّ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ فَالْتَفَتَ النَّبِیُّ إِلَی السَّیِّدِ إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ لَهُ عُدْ إِلَی مَا كُنَّا فِیهِ مِنْ إِنْشَادِ الْقَصِیدَةِ فَأَنْشَدَ یَقُولُ:

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوَی مَرْبَعٌ***طَامِسَةٌ أَعْلَامُهُ بَلْقَعٌ

فَبَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ: وَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إِذْ تَطْلُعُ، بَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَاطِمَةُ علیها السلام مَعَهُ وَ مَنْ مَعَهُ وَ لَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ:

قَالُوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا***إِلَی مَنِ الْغَایَةُ وَ الْمَفْزَعُ

رَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَیْهِ وَ قَالَ إِلَهِی أَنْتَ الشَّاهِدُ عَلَیَّ وَ عَلَیْهِمْ أَنِّی أَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ الْغَایَةَ وَ الْمَفْزَعَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ بَیْنَ یَدَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیه السلام فَلَمَّا فَرَغَ السَّیِّدُ إِسْمَاعِیلُ الْحِمْیَرِیُّ مِنْ إِنْشَاءِ الْقَصِیدَةِ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ وَ قَالَ لِی یَا عَلِیَّ بْنَ مُوسَی احْفَظْ هَذِهِ الْقَصِیدَةَ وَ مُرْ شِیعَتَنَا بِحِفْظِهَا وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّ مَنْ حَفِظَهَا وَ أَدْمَنَ قِرَاءَتَهَا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی قَالَ الرِّضَا علیه السلام وَ لَمْ یَزَلْ یُكَرِّرُهَا عَلَیَّ حَتَّی حَفِظْتُهَا مِنْهُ وَ الْقَصِیدَةُ هَذِهِ:(1)

لِأُمِّ عَمْرٍو بِاللِّوَی مَرْبَعٌ***طَامِسَةٌ أَعْلَامُهُ بَلْقَعٌ

تَرُوحُ عَنْهُ الطَّیْرُ وَحْشِیَّةً***وَ الْأُسْدُ مِنْ خِیفَتِهِ تَفْزَعُ

بِرَسْمِ دَارٍ مَا بِهَا مُونِسٌ***إِلَّا صِلَالٌ فِی الثَّرَی وُقَّعٌ

ص: 329


1- 1. نقل القاضی نور اللّٰه فی مجالسه ج 2 ص 508 عن رجال الكشّیّ حدیث سهل بن ذبیان و قصة المنام و لم نقف علیه فی المطبوع منه، كما أن أبا علی فی رجاله ص 59 و المامقانی فی رجاله ج 1 ص 143 نقلا عن العیون لشیخنا الصدوق قصة المنام، و ذكر شیخنا الامینی فی الغدیر ج 2 ص 223 خلو نسخ العیون المخطوطة و المطبوعة من ذلك. و نقل عن جماعة ذكروا المنام فی مؤلّفاتهم فراجع.

رُقْشٌ یَخَافُ الْمَوْتُ نَفَثَاتِهَا***وَ السَّمُّ فِی أَنْیَابِهَا مُنْقَعٌ

لَمَّا وَقَفْنَ الْعِیسُ فِی رَسْمِهَا***وَ الْعَیْنُ مِنْ عِرْفَانِهِ تَدْمَعُ

ذَكَرْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَلْهُو بِهِ***فَبِتُّ وَ الْقَلْبُ شَجًا مُوجَعٌ

كَأَنَّ بِالنَّارِ لِمَا شَفَّنِی***مِنْ حُبٍّ أَرْوَی كَبِدِی تَلْذَعُ

عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَداً***بِخُطَّةٍ لَیْسَ لَهَا مَوْضِعٌ

قَالُوا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا***إِلَی مَنِ الْغَایَةُ وَ الْمَفْزَعُ

إِذَا تُوُفِّیتَ وَ فَارَقْتَنَا***وَ فِیهِمْ فِی الْمُلْكِ مَنْ یَطْمَعُ

فَقَالَ لَوْ أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعاً***كُنْتُمْ عَسَیْتُمْ فِیهِ أَنْ تَصْنَعُوا

صَنِیعَ أَهْلِ الْعِجْلِ إِذْ فَارَقُوا***هَارُونَ فَالتَّرْكُ لَهُ أَوْدَعُ

وَ فِی الَّذِی قَالَ بَیَانٌ لِمَنْ***كَانَ إِذَا یَعْقِلُ أَوْ یَسْمَعُ

ثُمَّ أَتَتْهُ بَعْدَ ذَا عَزْمَةٌ ***مِنْ رَبِّهِ لَیْسَ لَهَا مَدْفَعٌ

أَبْلِغْ وَ إِلَّا لَمْ تَكُنْ مُبْلِغاً***وَ اللَّهُ مِنْهُمْ عَاصِمٌ یَمْنَعُ

فَعِنْدَهَا قَامَ النَّبِیُّ الَّذِی***كَانَ بِمَا یَأْمُرُهُ یَصْدَعُ

یَخْطُبُ مَأْمُوراً وَ فِی كَفِّهِ***كَفُّ عَلِیٍّ ظَاهِراً تَلْمَعُ

رَافِعُهَا أَكْرِمْ بِكَفِّ الَّذِی***یَرْفَعُ وَ الْكَفِّ الَّذِی یُرْفَعُ

یَقُولُ وَ الْأَمْلَاكُ مِنْ حَوْلِهِ***وَ اللَّهُ فِیهِمْ شَاهِدٌ یَسْمَعُ

مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا لَهُ***مَوْلًی فَلَمْ یَرْضَوْا وَ لَمْ یَقْنَعُوا

فَاتَّهَمُوهُ وَ حَنَّتْ مِنْهُمْ***عَلَی خِلَافِ الصَّادِقِ الْأَضْلَعُ

وَ ضَلَّ قَوْمٌ غَاظَهُمْ فِعْلُهُ***كَأَنَّمَا آنَافُهُمْ تُجْدَعُ

حَتَّی إِذَا وَارَوْهُ فِی قَبْرِهِ***وَ انْصَرَفُوا عَنْ دَفْنِهِ ضَیَّعُوا

مَا قَالَ بِالْأَمْسِ وَ أَوْصَی بِهِ***وَ اشْتَرَوُا الضُّرَّ بِمَا یَنْفَعُ

وَ قَطَّعُوا أَرْحَامَهُ بَعْدَهُ***فَسَوْفَ یُجْزَوْنَ بِمَا قَطَّعُوا

وَ أَزْمَعُوا غَدْراً بِمَوْلَاهُمُ***تَبّاً لِمَا كَانَ بِهِ أَزْمَعُوا

لَا هُمْ عَلَیْهِ یَرِدُوا حَوْضَهُ***غَداً وَ لَا هُوَ فِیهِمُ یَشْفَعُ

ص: 330

حَوْضٌ لَهُ مَا بَیْنَ صَنْعَا إِلَی***أَیْلَةَ(1) وَ الْعَرْضُ بِهِ أَوْسَعُ

یُنْصَبُ فِیهِ عَلَمٌ لَلْهُدَی***وَ الْحَوْضُ مِنْ مَاءٍ لَهُ مُتْرَعٌ

یَفِیضُ مِنْ رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ***أَبْیَضُ كَالْفِضَّةِ أَوْ أَنْصَعُ

حَصَاهُ یَاقُوتٌ وَ مَرْجَانَةٌ***وَ لُؤْلُؤٌ لَمْ تَجْنِهِ إِصْبَعُ

بَطْحَاؤُهُ مِسْكٌ وَ حَافَاتُهُ***یَهْتَزُّ مِنْهَا مُونِقٌ مَرْبَعٌ

أَخْضَرُ مَا دُونَ الْوَرَی نَاضِرٌ***وَ فَاقِعٌ أَصْفَرُ أَوْ أَنْصَعُ

فِیهِ أَبَارِیقُ وَ قِدْحَانُهُ***یَذُبُّ عَنْهَا الرَّجُلُ الْأَصْلَعُ

یُذَبُّ عَنْهَا ابْنُ أَبِی طَالِبٍ***ذَبَّاً كَجَرْبَا إِبِلٍ شُرَّعٌ

وَ الْعِطْرُ وَ الرَّیْحَانُ أَنْوَاعُهُ***زَاكٍ وَ قَدْ هَبَّتْ بِهِ زَعْزَعُ

رِیحٍ مِنَ الْجَنَّةِ مَأْمُورَةٌ***ذَاهِبَةٌ لَیْسَ لَهَا مَرْجِعٌ

إِذَا دَنَوْا مِنْهُ لِكَیْ یَشْرَبُوا***قِیلَ لَهُمْ تَبّاً لَكُمْ فَارْجِعُوا

دُونَكُمْ فَالْتَمِسُوا مَنْهَلًا***یُرْوِیكُمْ أَوْ مَطْعَماً یُشْبِعُ

هَذَا لِمَنْ وَالَی بَنِی أَحْمَدَ***وَ لَمْ یَكُنْ غَیْرُهُمْ یَتْبَعُ

فَالْفَوْزُ لِلشَّارِبِ مِنْ حَوْضِهِ***وَ الْوَیْلُ وَ الذُّلُّ لِمَنْ یَمْنَعُ

وَ النَّاسُ یَوْمَ الْحَشْرِ رَایَاتُهُمْ***خَمْسٌ فَمِنْهَا هَالِكٌ أَرْبَعُ

فَرَایَةُ الْعِجْلِ وَ فِرْعَوْنُهَا***وَ سَامِرِیُّ الْأُمَّةِ الْمُشْنَعُ

وَ رَایَةٌ یَقْدُمُهَا أَدْلَمٌ***عَبْدٌ لَئِیمٌ لُكَعٌ أَكْوَعُ

وَ رَایَةٌ یَقْدُمُهَا حَبْتَرٌ***لِلزُّورِ وَ الْبُهْتَانِ قَدْ أَبْدَعُوا

وَ رَایَةٌ یَقْدُمُهَا نَعْثَلٌ***لَا بَرَّدَ اللَّهُ لَهُ مَضْجَعٌ (2)

أَرْبَعَةٌ فِی سَقَرَ أُودِعُوا***لَیْسَ لَهَا مِنْ قَعْرِهَا مَطْلَعٌ

وَ رَایَةٌ یَقْدُمُهَا حَیْدَرٌ***وَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إِذْ تَطْلُعُ

ص: 331


1- 1. أیلة: بالفتح مدینة علی ساحل بحر القلزم ممّا یلی الشام قیل هی آخر الحجاز و أول الشام.
2- 2. كذا.

غَداً یُلَاقِی الْمُصْطَفَی حَیْدَرٌ***وَ رَایَةُ الْحَمْدِ لَهُ تُرْفَعُ

مَوْلًی لَهُ الْجَنَّةُ مَأْمُورَةٌ***وَ النَّارُ مِنْ إِجْلَالِهِ تَفْزَعُ

إِمَامُ صِدْقٍ وَ لَهُ شِیعَةٌ***یُرْوَوْا مِنَ الْحَوْضِ وَ لَمْ یُمْنَعُوا

بِذَاكَ جَاءَ الْوَحْیُ مِنْ رَبِّنَا***یَا شِیعَةَ الْحَقِّ فَلَا تَجْزَعُوا

الْحِمْیَرِیُّ مَادِحُكُمْ لَمْ یَزَلْ***وَ لَوْ یُقَطَّعُ إِصْبَعٌ إِصْبَعٌ

وَ بَعْدَهَا صَلُّوا عَلَی الْمُصْطَفَی***وَ صِنْوِهِ حَیْدَرَةَ الْأَصْلَعِ (1)

«24»- كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ، لِابْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَهْبِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَادِمٍ عَنْ عِیسَی بْنِ دَأْبٍ قَالَ: لَمَّا حُمِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَلَی سَرِیرِهِ وَ أُخْرِجَ إِلَی الْبَقِیعِ لِیُدْفَنَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ(2)

ص: 332


1- 1. قد شرح هذه القصیدة جملة من الاعلام فی القرون الأربعة المتأخرة، وقفنا علی ذكرهم فی الذریعة ج 14 ص 9- 11 لشیخنا الرازیّ دام ظله و الغدیر ج 2 ص 224 لشیخنا الامینی سلمه اللّٰه فمن شاء المزید فلیراجع.
2- 2. هو أبو هریرة الأبار من شعراء أهل البیت المتقین ذكره ابن شهرآشوب فی المعالم ص 140 طبع ایران و ذكره المرحوم السماوی و السیّد الأمین فی الطلیعة و اعیان الشیعة ج 7 ص 260 وصفه السماوی بالعجلیّ أیضا و قال: كان راویة شاعرا ناسكا لقی الباقر و الصادق علیهما السلام و كان یسكن البصرة، و الذی یظهر من صاحب المعالم تعدّد الأبار و العجلیّ، و قد أورد ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 341 فی مدح الباقر علیه السلام لابی هریرة قوله: أبا جعفر انت الامام احبه***و أرضی الذی یرضی به و اتابع اتانا رجال یحملون علیكم***أحادیث قد ضاقت بهن الاضالع و فی المناقب أیضا ج 3 ص 356 قرأت فی بعض التواریخ لما اتی كتاب ابی مسلم الخراسانیّ الی الصادق« ع» باللیل قرأه ثمّ وضعه علی المصباح فحرقه فقال الرسول- و ظنّ ان حرقه له تغطیة و سترا و صیانة للامر- هل من جواب قال: الجواب ما قد رایت، فقال ابو هریرة الأبار صاحب الصادق« ع»: و لما دعا الداعون مولای لم یكن*** لیثنی الیهم عزمه بصواب و لما دعوه بالكتاب اجابهم*** بحرق الكتاب دون ردّ جواب و ما كان مولائی كمشری ضلالة***و لا ملبسا منها الردی بصواب و لكنه للّٰه فی الأرض حجة*** دلیل الی خیر و حسن مآب اه و إذا صح اتّحاد الأبار مع العجلیّ كما ذكره العلامة السماوی« ره» فهو من شعراء اهل البیت المجاهرین. و قد ذكره ابن شهرآشوب فی معالم العلماء ص 136 فیهم و قال: قال أبو بصیر قال أبو عبد اللّٰه« ع» من ینشدنا شعر ابی هریرة؟ قلت: جعلت فداك انه كان یشرب فقال: رحمه اللّٰه و ما ذنب یغفره اللّٰه لو لا بغض علی اه. و ورد فی الخلاصة أبو هریرة البزاز قال العقیقی: ترحم علیه أبو عبد اللّٰه« ع» و قیل له انه كان یشرب النبیذ فقال: أ یعز علی اللّٰه ان یغفر لمحب علی شرب النبیذ و الخمر اه فیحتمل أن یكون هو العجلیّ و إذا تمّ فیكون الجمیع واحدا.

أَقُولُ وَ قَدْ رَاحُوا بِهِ یَحْمِلُونَهُ***عَلَی كَاهِلٍ مِنْ حَامِلِیهِ وَ عَاتِقٍ

أَ تَدْرُونَ مَا ذَا تَحْمِلُونَ إِلَی الثَّرَی***ثَبِیراً ثَوَی مِنْ رَأْسِ عَلْیَاءَ شَاهِقٍ

غَدَاةَ حَثَا الْحَاثُونَ فَوْقَ ضَرِیحِهِ***تُرَاباً وَ أَوْلَی كَانَ فَوْقَ الْمَفَارِقِ

أَیَا صَادِقَ ابْنَ الصَّادِقِینَ أَلِیَّةً(1)

***بِآبَائِكَ الْأَطْهَارِ حَلْفَةَ صَادِقٍ

لَحَقّاً بِكُمْ ذُو الْعَرْشِ أُقْسِمُ فِی الْوَرَی***فَقَالَ تَعَالَی اللَّهُ رَبُّ الْمَشَارِقِ

نُجُومٌ هِیَ اثْنَتَا عَشْرَةَ كُنَّ سُبَّقاً***إِلَی اللَّهِ فِی عِلْمٍ مِنَ اللَّهِ سَابِقٍ (2)

ص: 333


1- 1. الالیة القسم و جمعها ألایا.
2- 2. مقتضب الاثر ص 54 و أخرجه ابن شهرآشوب فی المناقب ج 3 ص 398 و عنهما السیّد الأمین فی الأعیان ج 7 ص 261.

باب 11 أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه و ما جری بینه و بینهم

«1»- ج، [الإحتجاج] سَعِیدُ بْنُ أَبِی الْخَصِیبِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی الْمَدِینَةَ فَبَیْنَا نَحْنُ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَسَأَلَنِی عَنْ نَفْسِی وَ أَهْلِی ثُمَّ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ فَقُلْتُ ابْنُ أَبِی لَیْلَی قَاضِی الْمُسْلِمِینَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ لَهُ تَأْخُذُ مَالَ هَذَا فَتُعْطِیهِ هَذَا وَ تُفَرِّقُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ زَوْجِهِ لَا تَخَافُ فِی هَذَا أَحَداً قَالَ نَعَمْ قَالَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تَقْضِی قَالَ بِمَا بَلَغَنِی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ قَالَ فَبَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَیْفَ تَقْضِی بِغَیْرِ قَضَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ بَلَغَكَ هَذَا قَالَ فَاصْفَرَّ وَجْهُ ابْنِ أَبِی لَیْلَی ثُمَّ قَالَ الْتَمِسْ زَمِیلًا لِنَفْسِكَ وَ اللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ مِنْ رَأْسِی كَلِمَةً أَبَداً(1).

«2»- ج، [الإحتجاج] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ وَرَدَ التَّوْقِیعُ عَلَی یَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَمْرِیِّ: وَ أَمَّا أَبُو الْخَطَّابِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی زَیْنَبَةَ الْأَجْدَعُ مَلْعُونٌ وَ أَصْحَابُهُ مَلْعُونُونَ فَلَا تُجَالِسْ أَهْلَ مَقَالَتِهِمْ فَإِنِّی مِنْهُمْ بَرِی ءٌ وَ آبَائِی مِنْهُمْ بُرَآءُ الْخَبَرَ(2).

«3»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِذَا سَرَّكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی خِیَارٍ فِی الدُّنْیَا خِیَارٍ فِی الْآخِرَةِ فَانْظُرْ إِلَی

ص: 334


1- 1. الاحتجاج ص 193.
2- 2. نفس المصدر ص 263- 264.

هَذَا الشَّیْخِ یَعْنِی عِیسَی بْنَ أَبِی مَنْصُورٍ(1).

«4»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِیِّینَ رَفَعَهُ قَالَ: كُنْتُ بِمِنًی إِذْ أَقْبَلَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ وَ مَعَهُ مَضَارِبُ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ فِیهَا كُنُفٌ وَ ضَرَبَهَا فِی مِضْرَبِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ نِسَاؤُهُ فَقَالَ مِمَّا هَذَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ مَضَارِبُ ضَرَبَهَا لَكَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ قَالَ فَنَزَلَ بِهَا ثُمَّ قَالَ یَا غُلَامَ- عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَأَقْبَلَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ الْمَضَارِبُ الَّتِی أَمَرْتَنِی أَنْ أَعْمَلَهَا لَكَ فَقَالَ بِكَمِ ارْتَفَعَتْ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْكَرَابِیسَ مِنْ صَنْعَتِی وَ عَمِلْتُهَا لَكَ فَأَنَا أُحِبُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ تَقْبَلَهَا مِنِّی هَدِیَّةً وَ قَدْ رَدَدْتُ الْمَالَ الَّذِی أَعْطَیْتَنِیهِ قَالَ فَقَبَضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی یَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ یُظِلَّكَ یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ (2).

«5»- كش، [رجال الكشی] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی: مِثْلَهُ (3)

بیان: الكنف بالضم جمع الكنیف.

«6»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّیِّ عَنْ حَمَّادٍ النَّابِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمِنًی وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ فَسَأَلَهُ وَ بَرَّهُ وَ بَشَّهُ (4) فَلَمَّا أَنْ قَامَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ هَذَا الَّذِی بَرِرْتَهُ هَذَا الْبِرَّ فَقَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ النُّجَبَاءِ مَا أَرَادَ بِهِمْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ (5).

ص: 335


1- 1. قرب الإسناد ص 12.
2- 2. الاختصاص ص 68- 69.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 213.
4- 4. بشه: أی ابتش به بأن سر و فرح به و اقبل علیه بطلاقة وجه.
5- 5. الاختصاص ص 69 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 214.

«7»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ مَرْزُبَانَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: دَخَلَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَرَّبَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ كَیْفَ أَنْتَ وَ كَیْفَ وُلْدُكَ وَ كَیْفَ أَهْلُكَ وَ كَیْفَ بَنُو عَمِّكَ وَ كَیْفَ أَهْلُ بَیْتِكِ ثُمَّ حَدَّثَهُ مَلِیّاً فَلَمَّا خَرَجَ قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ هَذَا قَالَ نَجِیبُ قَوْمٍ نُجَبَاءَ مَا نَصَبَ لَهُمْ جَبَّارٌ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ (1).

«8»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ سَعْدٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَةِ نُرِیدُ مَنْزِلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَلَحِقَنَا أَبُو بَصِیرٍ خَارِجاً مِنْ زُقَاقٍ مِنْ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ نَحْنُ لَا عِلْمَ لَنَا حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی لِلْجُنُبِ أَنْ یَدْخُلَ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ فَرَجَعَ أَبُو بَصِیرٍ وَ دَخَلْنَا(2).

«9»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو طَالِبٍ عَنِ الْأَزْدِیِّ: مِثْلَهُ (3).

«10»- ب، [قرب الإسناد] السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ ثُمَّ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ قَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ ثُمَّ كَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ ثُمَّ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ كَانَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ (4).

«11»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیسَی شَلَقَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ مِمَّنْ أُعِیرَ الْإِیمَانَ ثُمَّ سَلَبَهُ اللَّهُ

ص: 336


1- 1. نفس المصدر ص 69.
2- 2. قرب الإسناد ص 30.
3- 3. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.
4- 4. قرب الإسناد ص 42.

الْخَبَرَ(1).

«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْكَافِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی حَفْصَةَ قَالَ: لَمَّا هَلَكَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام قُلْتُ لِأَصْحَابِی انْتَظِرُونِی حَتَّی أَدْخُلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَأُعَزِّیَهُ بِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَعَزَّیْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ- إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ذَهَبَ وَ اللَّهِ مَنْ كَانَ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یُسْأَلُ عَنْ مَنْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ- لَا وَ اللَّهِ لَا یُرَی مِثْلُهُ أَبَداً قَالَ فَسَكَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَاعَةً ثُمَّ قَالَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ مِنْ عِبَادِی مَنْ یَتَصَدَّقُ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَأُرَبِّیهَا لَهُ كَمَا یُرَبِّی أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّی أَجْعَلَهَا لَهُ مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ فَخَرَجْتُ إِلَی أَصْحَابِی فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا كُنَّا نَسْتَعْظِمُ قَوْلَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِلَا وَاسِطَةٍ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی بِلَا وَاسِطَةٍ(2).

«13»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عِنَانٍ یَقُولُ: مَا رَأَیْتُ فِی جُعْفِیٍّ أَفْضَلَ مِنْ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ وَ هُوَ أَبُو سَعْدٍ الْجُعْفِیُ (3).

«14»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْهَیْثَمِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَّعِی عَلَی الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ دَیْناً عَلَیْهِ قَالَ فَقَالَ ذَهَبَ بِحَقِّی فَقَالَ ذَهَبَ بِحَقِّكَ الَّذِی قَتَلَهُ ثُمَّ قَالَ لِلْوَلِیدِ قُمْ إِلَی الرَّجُلِ فَاقْضِهِ مِنْ حَقِّهِ فَإِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُبَرِّدَ عَلَیْهِ جِلْدَهُ وَ إِنْ كَانَ بَارِداً(4).

ص: 337


1- 1. نفس المصدر ص 193 و فیه تمام الخبر.
2- 2. أمالی الطوسیّ ص 78.
3- 3. نفس المصدر ص 171.
4- 4. علل الشرائع ص 528.

«15»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ: مِثْلَهُ (1).

«16»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی فِی كِتَابِهِ بِأَمْرٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَعْلَمَهُ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ (2) قَالَ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ الْإِمَامِ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ الْمَنَاسِكُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِنَانٍ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ قَالَ أَخْذُ الشَّارِبِ وَ قَصُّ الْأَظْفَارِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنَّ ذَرِیحاً الْمُحَارِبِیَّ حَدَّثَنِی عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ- ثُمَّ لْیَقْضُوا تَفَثَهُمْ لِقَاءُ الْإِمَامِ- وَ لْیُوفُوا نُذُورَهُمْ تِلْكَ الْمَنَاسِكُ فَقَالَ صَدَقَ ذَرِیحٌ وَ صَدَقْتَ إِنَّ لِلْقُرْآنِ ظَاهِراً وَ بَاطِناً وَ مَنْ یَحْتَمِلُ مَا یَحْتَمِلُ ذَرِیحٌ (3).

«17»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ یَذْكُرُ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ إِذَا عَرَفْتَ الْحَقَّ فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ اللَّهِ مَا قُلْتُ لَهُ هَكَذَا(4).

«18»- ك، [إكمال الدین] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ زُرَارَةَ هَلْ كَانَ یَعْرِفُ حَقَّ أَبِیكَ علیه السلام فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ لَهُ فَلِمَ بَعَثَ ابْنَهُ عُبَیْداً لِیَتَعَرَّفَ الْخَبَرَ إِلَی مَنْ أَوْصَی الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ إِنَّ زُرَارَةَ كَانَ یَعْرِفُ أَمْرَ أَبِی علیه السلام وَ نَصَّ أَبِیهِ عَلَیْهِ وَ إِنَّمَا بَعَثَ ابْنَهُ لِیَعْرِفَ مِنْ أَبِی علیه السلام هَلْ یَجُوزُ

ص: 338


1- 1. الكافی ج 5 ص 94.
2- 2. سورة الحجّ الآیة: 29.
3- 3. معانی الأخبار ص 340.
4- 4. نفس المصدر ص 388 بزیادة فی آخره.

أَنْ یَرْفَعَ التَّقِیَّةَ فِی إِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ نَصِّ أَبِیهِ عَلَیْهِ وَ أَنَّهُ لَمَّا أَبْطَأَ عَنْهُ ابْنُهُ طُولِبَ بِإِظْهَارِ قَوْلِهِ فِی أَبِی علیه السلام فَلَمْ یُحِبَّ أَنْ یُقْدِمَ عَلَی ذَلِكَ دُونَ أَمْرِهِ فَرَفَعَ الْمُصْحَفَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ إِمَامِی مَنْ أَثْبَتَ هَذَا الْمُصْحَفُ إِمَامَتَهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (1).

«19»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ زُرَارَةُ عُبَیْداً ابْنَهُ إِلَی الْمَدِینَةِ لِیَسْأَلَ عَنِ الْخَبَرِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهِ الْأَمْرُ أَخَذَ الْمُصْحَفَ وَ قَالَ مَنْ أَثْبَتَ إِمَامَتَهُ هَذَا الْمُصْحَفُ فَهُوَ إِمَامِی.

قال الصدوق رحمه اللّٰه هذا الخبر لا یوجب أنه لم یعرف علی أن راوی هذا الخبر أحمد بن هلال و هو مجروح عند مشایخنا رضی اللّٰه عنهم (2).

حدثنا شیخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الولید رضی اللّٰه عنه قال سمعت سعد بن عبد اللّٰه یقول: ما رأینا و لا سمعنا بمتشیع رجع عن التشیع إلی النصب إلا أحمد بن هلال.

و كانوا یقولون إن ما تفرد بروایته أحمد بن هلال فلا یجوز استعماله (3).

«20»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ بَیْنَ یَدَیْهِ زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی سَأَسْتَوْهِبُهُ مِنْ رَبِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیَهَبُهُ لِی وَیْحَكَ إِنَّ زُرَارَةَ بْنَ أَعْیَنَ أَبْغَضَ عَدُوَّنَا فِی اللَّهِ وَ أَحَبَّ وَلِیَّنَا فِی اللَّهِ (4).

«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ: وَجَّهَ زُرَارَةُ ابْنَهُ عُبَیْداً إِلَی الْمَدِینَةِ یَسْتَخْبِرُ لَهُ خَبَرَ أَبِی الْحَسَنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ یَرْجِعَ إِلَیْهِ ابْنُهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ حَكِیمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ فَذَكَرْتُ لَهُ زُرَارَةَ وَ تَوْجِیهَ ابْنِهِ عُبَیْداً إِلَی الْمَدِینَةِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یَكُونَ زُرَارَةُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ- وَ مَنْ یَخْرُجْ مِنْ بَیْتِهِ مُهاجِراً إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ یُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ

ص: 339


1- 1. كمال الدین و تمام النعمة ج 1 ص 165.
2- 2. كمال الدین و تمام النعمة ج 1 ص 165.
3- 3. نفس المصدر ج 1 ص 166.
4- 4. نفس المصدر ج 1 ص 166.

وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (1).

«22»- ختص، [الإختصاص] أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَمِّیَ الْحُصَیْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَأَدْنَاهُ وَ قَالَ مَنْ هَذَا مَعَكَ قَالَ ابْنُ أَخِی إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ إِسْمَاعِیلَ وَ تَجَاوَزَ عَنْهُ سَیِّئِ عَمَلِهِ كَیْفَ خَلَّفْتُمُوهُ قَالَ بِخَیْرٍ مَا أَبْقَی اللَّهُ لَنَا مَوَدَّتَكُمْ فَقَالَ یَا حُصَیْنُ لَا تَسْتَصْغِرُوا مَوَدَّتَنَا فَإِنَّهَا مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا اسْتَصْغَرْتُهَا وَ لَكِنْ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَیْهَا(2).

«23»- ك، [إكمال الدین] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَرْبَعَةٌ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَیَّ أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً بُرَیْدٌ الْعِجْلِیُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ الْأَحْوَلُ أَحَبُّ النَّاسِ أَحْیَاءً وَ أَمْوَاتاً(3).

«24»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ هُوَ فِی ضَیْعَةٍ لَهُ فِی یَوْمٍ شَدِیدِ الْحَرِّ وَ الْعَرَقُ یَسِیلُ عَلَی صَدْرِهِ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ نِعْمَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّجُلُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمُرَ نِعْمَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّجُلُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ حَتَّی أَحْصَیْتُ بِضْعاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً یَقُولُهَا وَ یُكَرِّرُهَا وَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ وَالِدٌ بَعْدَ وَالِدٍ(4).

ص: 340


1- 1. سورة النساء، الآیة: 100 و الحدیث فی تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 270 و أخرجه الطبرسیّ فی المجمع ج 3 ص 100.
2- 2. الاختصاص ص 85.
3- 3. كمال الدین ج 1 ص 166.
4- 4. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 223.

«25»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ الْجَوَّازِ(1) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ خَلْقٌ فَقَنَّعْتُ رَأْسِی وَ جَلَسْتُ فِی نَاحِیَةٍ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی وَیْحَكُمْ مَا أَغْفَلَكُمْ عِنْدَ مَنْ تَكَلَّمُونَ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَنَادَانِی وَیْحَكَ یَا خَالِدُ إِنِّی وَ اللَّهِ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ لِی رَبٌّ أَعْبُدُهُ إِنْ لَمْ أَعْبُدْهُ وَ اللَّهِ عَذَّبَنِی بِالنَّارِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا أَقُولُ فِیكَ أَبَداً إِلَّا قَوْلَكَ فِی نَفْسِكَ (2).

«26»- سن، [المحاسن] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ مَاتَ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ فِی الْآمِنِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَمَا إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَجَّاجٍ وَ أَبَا عُبَیْدَةَ مِنْهُمْ (3).

«27»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مِنْ أَهْلِ بَیْتِی اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَیْدٍ كَانَ أخو [أَخَا] عَلِیٍّ لِأُمِّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ كَانَ مُحَدَّثاً كَالْمُنْكِرِ لِذَلِكَ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ یَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هِیَ الَّتِی هَلَكَ فِیهَا أَبُو الْخَطَّابِ لَمْ یَدْرِ تَأْوِیلَ الْمُحَدَّثِ وَ النَّبِیِ (4).

بیان: لا یخفی غرابة هذا الخبر إذ لم ینقل أن أبا الخطاب أدرك الباقر علیه السلام و لو كان أدركه فلا شك أن هذا المذهب الفاسد إنما ظهر منه فی أواسط زمن الصادق

ص: 341


1- 1. ورد ضبطه فی رجال ابن داود ص 139 بالجیم و النون بیاع الجون و كذلك فی إیضاح الاشتباه ص 35 و فی الكشّیّ فی ترجمة المفضل بن عمر ص 209 فی طریق روایة خالد الجوان، و فی النجاشیّ ص 109 أیضا الجوان و حكی عن خطّ العلامة فی الخلاصة مضبوطا الجوان.
2- 2. بصائر الدرجات ج 5 باب 10 ص 65.
3- 3. المحاسن للبرقی ج 1 ص 70.
4- 4. بصائر الدرجات ج 7 باب 5 ص 91.

علیه السلام إلا أن یقال إن أبا جعفر الذی ذكر ثانیا هو الثانی علیه السلام فیكون من كلام علی بن حسان أو یكون غیر المعصوم و اللّٰه یعلم.

«28»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ: دَخَلَ یَحْیَی بْنُ سَابُورَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِیُوَدِّعَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّكُمْ لَعَلَی الْحَقِّ وَ إِنَّ مَنْ خَالَفَكُمْ لَعَلَی غَیْرِ الْحَقِّ وَ اللَّهِ مَا أَشُكُّ أَنَّكُمْ فِی الْجَنَّةِ فَإِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یُقِرَّ اللَّهُ أَعْیُنَكُمْ إِلَی قَرِیبٍ (1).

«29»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: حَمَلْتُ إِلَی أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِلَی الْمَدِینَةِ أَمْوَالًا فَقَالَ رُدَّهَا فَادْفَعْهَا إِلَی الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ فَرَدَدْتُهَا إِلَی جُعْفِیٍّ فَحَطَطْتُهَا عَلَی بَابِ الْمُفَضَّلِ (2).

«30»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی رُوِیَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ قَالَ: كُنْتُ فِی خِدْمَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَلَمْ أَكُنْ أَرَی شَیْئاً یَصِلُ إِلَیْهِ إِلَّا مِنْ نَاحِیَةِ الْمُفَضَّلِ وَ لَرُبَّمَا رَأَیْتُ الرَّجُلَ یَجِی ءُ بِالشَّیْ ءِ فَلَا یَقْبَلُهُ مِنْهُ وَ یَقُولُ أَوْصِلْهُ إِلَی الْمُفَضَّلِ (3).

«31»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضْلٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: وَ ذَكَرْنَا حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ فَقَالَ لَا یَرْتَدُّ وَ اللَّهِ أَبَداً ثُمَّ أَطْرَقَ هُنَیْهَةً ثُمَّ قَالَ أَجَلْ لَا یَرْتَدُّ وَ اللَّهِ أَبَداً(4).

«32»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی: وَ مِنَ الْمَحْمُودِینَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ وَ كَانَ مِنْ قُوَّامِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ إِنَّمَا قَتَلَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ بِسَبَبِهِ وَ كَانَ مَحْمُوداً عِنْدَهُ وَ مَضَی عَلَی مِنْهَاجِهِ وَ أَمْرُهُ مَشْهُورٌ فَرُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ لَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ صَلَبَهُ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اشْتَدَّ عَلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ یَا دَاوُدُ عَلَی مَا قَتَلْتَ مَوْلَایَ وَ قَیِّمِی فِی مَالِی وَ عَلَی عِیَالِی وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَأَوْجَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْكَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ

ص: 342


1- 1. المحاسن ج 1 ص 146.
2- 2. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 224.
3- 3. غیبة الشیخ الطوسیّ ص 224.
4- 4. نفس المصدر ص 223.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

وَ مِنْهُمْ نَصْرُ بْنُ قَابُوسَ اللَّخْمِیُّ فَرُوِیَ: أَنَّهُ كَانَ وَكِیلًا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِشْرِینَ سَنَةً وَ لَمْ یُعْلَمْ أَنَّهُ وَكِیلٌ وَ كَانَ خَیِّراً فَاضِلًا وَ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَكِیلًا لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَاتَ فِی عَصْرِ الرِّضَا علیه السلام عَلَی وَلَایَتِهِ (1).

أقول: و عد الشیخ فی هذا الكتاب من المحمودین حمران بن أعین و المفضل بن عمر و ذكر ما أوردنا من الأخبار.

«33»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ أَتَی عَلَیْكَ مِنْ سَنَةٍ قَالَ قُلْتُ كَذَا وَ كَذَا قَالَ جَدِّدْ عِبَادَةَ رَبِّكَ وَ أَحْدِثْ تَوْبَةً فَبَكَیْتُ فَقَالَ مَا یُبْكِیكَ فَقُلْتُ نَعَیْتَ إِلَیَّ نَفْسِی قَالَ أَبْشِرْ فَإِنَّكَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ مَعَنَا فِی الْجَنَّةِ إِلَیْنَا الصِّرَاطُ وَ الْمِیزَانُ وَ حِسَابُ شِیعَتِنَا وَ اللَّهِ أَنَا أَرْحَمُ بِكُمْ مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ وَ إِنِّی أنذر [أَنْظُرُ] إِلَیْكَ وَ إِلَی رَفِیقِكَ- الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ فِی دَرَجَتِكَ فِی الْجَنَّةِ(2).

«34»- شا، [الإرشاد]: مِمَّنْ رَوَی صَرِیحَ النَّصِّ بِالْإِمَامَةِ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام عَلَی ابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ مِنْ شُیُوخِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ خَاصَّتِهِ وَ بِطَانَتِهِ وَ ثِقَاتِهِ الْفُقَهَاءِ الصَّالِحِینَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ- الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ وَ مُعَاذُ بْنُ كَثِیرٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَ الْفَیْضُ بْنُ الْمُخْتَارِ وَ یَعْقُوبُ السَّرَّاجُ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ وَ غَیْرُهُمْ مِمَّنْ یَطُولُ بِذِكْرِهِمُ الْكِتَابُ (3).

«35»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ صَاحِبُ الطَّاقِ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِیهِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ النَّاسُ عِنْدَهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الزَّكَاةِ فِی كَمْ تَجِبُ قَالَ فِی مِائَتَیْنِ دِرْهَمٍ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ فَقُلْنَا فَفِی مِائَةِ دِرْهَمٍ

ص: 343


1- 1. نفس المصدر ص 224.
2- 2. الخرائج و الجرائح ص 264.
3- 3. الإرشاد ص 307.

قَالَ دِرْهَمَانِ وَ نِصْفٌ قُلْنَا وَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ هَذَا فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی مَا تَقُولُ الْمُرْجِئَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا ضُلَّالًا مَا نَدْرِی إِلَی أَ یْنَ نَتَوَجَّهُ أَنَا وَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ فَقَعَدْنَا فِی بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِینَةِ نَاكِسِینَ- لَا نَدْرِی أَیْنَ نَتَوَجَّهُ وَ إِلَی مَنْ نَقْصِدُ نَقُولُ إِلَی الْمُرْجِئَةِ أَمْ إِلَی الْقَدَرِیَّةِ أَمْ إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ أَمْ إِلَی الزَّیْدِیَّةِ فَنَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ رَأَیْتُ رَجُلًا شَیْخاً لَا أَعْرِفُهُ یُومِئُ إِلَیَّ بِیَدِهِ فَخِفْتُ أَنْ یَكُونَ عَیْناً مِنْ عُیُونِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ جَوَاسِیسُ عَلَی مَنْ تَجْتَمِعُ بَعْدَ جَعْفَرٍ النَّاسُ إِلَیْهِ فَیُؤْخَذُ وَ یُضْرَبُ عُنُقُهُ فَخِفْتُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَقُلْتُ لِلْأَحْوَلِ تَنَحَّ فَإِنِّی خَائِفٌ عَلَی نَفْسِی وَ عَلَیْكَ وَ إِنَّمَا یُرِیدُنِی لَیْسَ یُرِیدُكَ فَتَنَحَّ عَنِّی لَا تَهْلِكْ فَتُعِینَ عَلَی نَفْسِكَ فَتَنَحَّی بَعِیداً وَ تَبِعْتُ الشَّیْخَ وَ ذَلِكَ أَنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی لَا أَقْدِرُ عَلَی التَّخَلُّصِ مِنْهُ فَمَا زِلْتُ أَتْبَعُهُ وَ قَدْ عَزَمْتُ عَلَی الْمَوْتِ حَتَّی وَرَدَ بِی عَلَی بَابِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام ثُمَّ خَلَّانِی وَ مَضَی فَإِذَا خَادِمٌ بِالْبَابِ قَالَ لِی- ادْخُلْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فَقَالَ لِیَ ابْتِدَاءً مِنْهُ إِلَیَّ إِلَیَّ لَا إِلَی الْمُرْجِئَةِ وَ لَا إِلَی الْقَدَرِیَّةِ وَ لَا إِلَی الْمُعْتَزِلَةِ وَ لَا إِلَی الزَّیْدِیَّةِ وَ لَا إِلَی الْخَوَارِجِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَضَی أَبُوكَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَضَی مَوْتاً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَنْ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَهْدِیَكَ هَدَاكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاكَ یَزْعُمُ أَنَّهُ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِیهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ یُرِیدُ أَنْ لَا یَعْبُدَ اللَّهَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَنْ لَنَا بَعْدَهُ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَكَ هَدَاكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ هُوَ قَالَ لَا أَقُولُ ذَلِكَ قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَمْ أُصِبْ طَرِیقَ الْمَسْأَلَةِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلَیْكَ إِمَامٌ قَالَ- لَا فَدَخَلَنِی شَیْ ءٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ إِعْظَاماً لَهُ وَ هَیْبَةً ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَسْأَلُكَ كَمَا كُنْتُ أَسْأَلُ أَبَاكَ قَالَ اسْأَلْ تُخْبَرْ وَ لَا تُذِعْ فَإِنْ أَذَعْتَ فَهُوَ الذَّبْحُ فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَحْرٌ لَا یُنْزَفُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ شِیعَةُ أَبِیكَ ضُلَّالٌ فَأُلْقِی إِلَیْهِمْ هَذَا الْأَمْرَ وَ أَدْعُوهُمْ إِلَیْكَ فَقَدْ أَخَذْتَ عَلَیَّ الْكِتْمَانَ قَالَ مَنْ آنَسْتَ مِنْهُمْ رُشْداً فَأَلْقِ إِلَیْهِ وَ خُذْ عَلَیْهِ الْكِتْمَانَ

ص: 344

فَإِنْ أَذَاعَ فَهُوَ الذَّبْحُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَحْوَلَ فَقَالَ لِی مَا وَرَاكَ قُلْتُ الْهُدَی وَ حَدَّثْتُهُ بِالْقِصَّةِ ثُمَّ لَقِینَا زُرَارَةَ(1)

وَ أَبَا بَصِیرٍ فَدَخَلَا عَلَیْهِ وَ سَمِعَا كَلَامَهُ وَ سَأَلَاهُ وَ قَطَعَا عَلَیْهِ ثُمَّ لَقِینَا النَّاسَ أَفْوَاجاً وَ كُلُّ مَنْ دَخَلَ إِلَیْهِ قَطَعَ عَلَیْهِ إِلَّا طَائِفَةَ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ وَ بَقِیَ عَبْدُ اللَّهِ لَا یَدْخُلُ إِلَیْهِ مِنَ النَّاسِ إِلَّا قَلِیلٌ (2).

«36»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُرْسَلًا: مِثْلَهُ (3).

«37»- شا، [الإرشاد] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ حَبِیبٍ الزَّیَّاتِ قَالَ: أَخْبَرَنِی مَنْ كَانَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ قَالَ لَهُمْ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلَامُ الْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ فَسَلِّمُوا عَلَیْهِ وَ أَحْدِثُوا بِهِ عَهْداً فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَرْحَمُ اللَّهُ الْمُفَضَّلَ إِنَّهُ كَانَ لَیَقْنَعُ بِدُونِ ذَلِكَ (4).

«38»- سر، [السرائر] أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ حَمَّادٍ أَوْ دَاوُدَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِی عُبَیْدَةَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ مَوْتِهِ قَالَتْ إِنَّمَا أَبْكِی أَنَّهُ مَاتَ وَ هُوَ غَرِیبٌ فَقَالَ لَیْسَ هُوَ بِغَرِیبٍ إِنَّ أَبَا عُبَیْدَةَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«39»- سر، [السرائر] أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَذُكِرَ كَثِیرٌ النَّوَّاءُ قَالَ وَ بَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ ذَكَرُهُ بِشَیْ ءٍ فَقَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَمَا إِنَّكُمْ إِنْ سَأَلْتُمْ عَنْهُ وَجَدْتُمُوهُ أَنَّهُ لِغَیَّةٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْكُوفَةَ سَأَلْتُ عَنْ مَنْزِلِهِ فَدُلِلْتُ عَلَیْهِ فَأَتَیْنَا مَنْزِلَهُ فَإِذَا دَارٌ كَبِیرَةٌ فَسَأَلْنَا

ص: 345


1- 1. ذكر زرارة هنا غریب، اذ غیبته فی هذا الوقت عن المدینة معروف- كذا- و الظاهر مكانه المفضل كما مر، او الفضیل كما فی الكافی، منه رحمه اللّٰه- عن هامش المطبوعة.
2- 2. الإرشاد ص 310.
3- 3. المناقب ج 3 ص 409.
4- 4. الإرشاد ص 342.
5- 5. السرائر فی المستطرفات من كتاب أبان بن تغلب.

عَنْهُ فَقَالَ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ عَجُوزَةٌ كَبِیرَةٌ قَدْ أَتَی عَلَیْهَا سِنُونَ كَثِیرَةٌ فَسَلَّمْنَا عَلَیْهَا وَ قُلْنَا لَهَا نَسْأَلُكِ عَنْ كَثِیرٍ النَّوَّاءِ قَالَتْ وَ مَا حَاجَتُكُمْ إِلَی أَنْ تَسْأَلُوا عَنْهُ قُلْتُ لِحَاجَةٍ إِلَیْهِ قَالَتْ لَنَا وُلِدَ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ سَادِسَ سِتَّةٍ مِنَ الزِّنَاءِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا كَثِیرٌ النَّوَّاءُ الَّذِی یُنْسَبُ الْبُتْرِیَّةُ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ إِلَیْهِ لِأَنَّهُ كَانَ أَبْتَرَ الْیَدِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ رحمه اللّٰه یَحْسُنُ أَنْ یُقَالَ هَاهُنَا كَانَ مَقْطُوعَ الْیَدِ(1).

«40»- سر، [السرائر] مِنْ جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ بَنَی لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ كَانَ وَ اللَّهِ مَأْمُوناً عَلَی الْحَدِیثِ (2).

«41»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ یَفْسُدَ هُوَ یَحْمِلُ الْمَسَائِلَ لِأَصْحَابِنَا وَ یَجِی ءُ بِجَوَابَاتِهَا.

«42»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُتَیْبَةَ وَ سَلَمَةَ وَ كَثِیرَ النَّوَّاءِ وَ أَبَا الْمِقْدَامِ وَ التَّمَّارَ یَعْنِی سَالِماً أَضَلُّوا كَثِیراً مِمَّنْ ضَلَّ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ وَ إِنَّهُمْ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ- وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ ما هُمْ بِمُؤْمِنِینَ (3) وَ إِنَّهُمْ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ- أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمانِهِمْ یَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرِینَ (4).

«43»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ كُنْتُ أُصَلِّی عِنْدَ الْقَبْرِ وَ إِذَا رَجُلٌ خَلْفِی یَقُولُ- أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ

ص: 346


1- 1. السرائر فی المستطرفات من كتاب أبان بن تغلب.
2- 2. السرائر فی المستطرفات من جامع البزنطی.
3- 3. سورة البقرة الآیة: 8.
4- 4. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 326 و أخرجه السیّد البحرانیّ فی تفسیره البرهان ج 1 ص 478 و الآیة 53 فی سورة المائدة.

وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا(1) قَالَ فَالْتَفَتُّ إِلَیْهِ وَ قَدْ تَأَوَّلَ عَلَیَّ هَذِهِ الْآیَةَ وَ مَا أَدْرِی مَنْ هُوَ وَ أَنَا أَقُولُ- وَ إِنَّ الشَّیاطِینَ لَیُوحُونَ إِلی أَوْلِیائِهِمْ لِیُجادِلُوكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (2) فَإِذَا هُوَ هَارُونُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِذَا أَصَبْتَ الْجَوَابَ قَلَّ الْكَلَامُ بِإِذْنِ اللَّهِ (3).

«44»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَرَضَتْ لِی إِلَی رَبِّی حَاجَةٌ فَهَجَرْتُ (4) فِیهَا إِلَی الْمَسْجِدِ وَ كَذَلِكَ أَفْعَلُ إِذَا عَرَضَتِ الْحَاجَةُ فَبَیْنَا أَنَا أُصَلِّی فِی الرَّوْضَةِ إِذَا رَجُلٌ عَلَی رَأْسِی قَالَ فَقُلْتُ مِمَّنِ الرَّجُلُ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ قُلْتُ مِمَّنِ الرَّجُلُ قَالَ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ فَقُلْتُ مِمَّنِ الرَّجُلُ قَالَ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ قَالَ قُلْتُ یَا أَخَا أَسْلَمَ مَنْ تَعْرِفُ مِنْهُمْ قَالَ أَعْرِفُ خَیْرَهُمْ وَ سَیِّدَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ هَارُونَ بْنَ سَعِیدٍ قُلْتُ یَا أَخَا أَسْلَمَ ذَاكَ رَأْسُ الْعِجْلِیَّةِ كَمَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ- إِنَّ الَّذِینَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَیَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ ذِلَّةٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا(5) وَ إِنَّمَا الزَّیْدِیُّ حَقّاً مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ بَیَّاعُ الْقَصَبِ (6).

«45»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَجْلَانَ قَالَ فِی مَرَضِهِ الَّذِی مَاتَ فِیهِ إِنَّهُ لَا یَمُوتُ فَمَاتَ فَقَالَ- لَا أَعْرَفَهُ

ص: 347


1- 1. هذا اقتباس من قوله تعالی:« فَما لَكُمْ فِی الْمُنافِقِینَ فِئَتَیْنِ وَ اللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ».
2- 2. سورة الأنعام الآیة: 121.
3- 3. تفسیر العیّاشیّ ج 1 ص 375 و أخرجه البحرانیّ فی البرهان ج 1 ص 552 و فی المصدر: إذا اصبت الجواب، او قال الكلام.
4- 4. هجرت: ای خرجت وقت الهاجرة و هی نصف النهار فی القیظ او من عند زوال الشمس الی العصر، لان الناس یستكنون فی بیوتهم كأنهم قد تهاجروا.
5- 5. سورة الأعراف الآیة: 152.
6- 6. تفسیر العیّاشیّ ج 2 ص 29 و أخرجه الكشّیّ ص 151 و البحرانیّ فی البرهان ج 2 ص 38.

اللَّهُ شَیْئاً مِنْ ذُنُوبِهِ أَیْنَ ذَهَبَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام اخْتَارَ سَبْعِینَ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ أَصْحَابِی أَصْحَابِی قَالَ إِنِّی أُبْدِلُكَ بِهِمْ مَنْ هُوَ خَیْرٌ لَكَ مِنْهُمْ فَقَالَ إِنِّی عَرَفْتُهُمْ وَ وَجَدْتُ رِیحَهُمْ قَالَ فَبَعَثَهُمُ اللَّهُ لَهُ أَنْبِیَاءَ(1).

بیان: لعله إنما قال ذلك لما سمع منه علیه السلام أنه یكون من أنصار القائم فبین علیه السلام أنه إنما یكون ذلك فی الرجعة لما ذكر من القصة فتفهّم.

«46»- جا، [المجالس] للمفید أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ زَیْدٌ الْكُوفَةَ دَخَلَ قَلْبِی مِنْ ذَلِكَ بَعْضُ مَا یَدْخُلُ قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ وَ مَرَرْتُ بِالْمَدِینَةِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مَرِیضٌ فَوَجَدْتُهُ عَلَی سَرِیرٍ مُسْتَلْقِیاً عَلَیْهِ وَ مَا بَیْنَ جِلْدِهِ وَ عَظْمِهِ شَیْ ءٌ فَقُلْتُ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَعْرِضَ عَلَیْكَ دِینِی فَانْقَلَبَ عَلَی جَنْبِهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا حَسَنُ مَا كُنْتُ أَحْسَبُكَ إِلَّا وَ قَدِ اسْتَغْنَیْتَ عَنْ هَذَا ثُمَّ قَالَ هَاتِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام مَعِی مِثْلُهَا فَقُلْتُ وَ أَنَا مُقِرٌّ بِجَمِیعِ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَسَكَتَ قُلْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً إِمَامٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرْضٌ طَاعَتُهُ مَنْ شَكَّ فِیهِ كَانَ ضَالًّا وَ مَنْ جَحَدَهُ كَانَ كَافِراً قَالَ فَسَكَتَ قُلْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام بِمَنْزِلَتِهِ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَیْهِ علیه السلام فَقُلْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ بِمَنْزِلَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ مَنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْأَئِمَّةِ قَالَ كُفَّ قَدْ عَرَفْتُ الَّذِی تُرِیدُ مَا تُرِیدُ إِلَّا أَنْ أَتَوَلَّاكَ عَلَی هَذَا قَالَ قُلْتُ فَإِذَا تَوَلَّیْتَنِی عَلَی هَذَا فَقَدْ بَلَغْتُ الَّذِی أَرَدْتُ قَالَ قَدْ تَوَلَّیْتُكَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی قَدْ هَمَمْتُ بِالْمُقَامِ قَالَ وَ لِمَ قَالَ قُلْتُ إِنْ ظَفِرَ زَیْدٌ وَ أَصْحَابُهُ فَلَیْسَ أَحَدٌ أَسْوَأَ حَالًا عِنْدَهُمْ مِنَّا وَ إِنْ ظَفِرَ بَنُو أُمَیَّةَ فَنَحْنُ عِنْدَهُمْ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ قَالَ فَقَالَ لِی انْصَرِفْ لَیْسَ عَلَیْكَ بَأْسٌ مِنْ أُلَی وَ لَا مِنْ أُلَی (2).

ص: 348


1- 1. نفس المصدر ج 2 ص 30.
2- 2. أمالی المفید ص 18.

«47»- جا، [المجالس] للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ أَخِی یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَخِیهِ یُونُسَ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ فَاسْتَقْبَلَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی بَعْضِ أَزِقَّتِهَا فَقَالَ اذْهَبْ یَا یُونُسُ فَإِنَّ بِالْبَابِ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ فَجِئْتُ إِلَی الْبَابِ فَإِذَا عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَالِسٌ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ قَالَ فَلَمْ یَكُنْ بِأَسْرَعَ أَنْ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی حِمَارٍ فَدَخَلَ عَلَی الْحِمَارِ الدَّارَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا فَقَالَ ادْخُلَا ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ أَحْسَبُ أَنَّكَ أَنْكَرْتَ قَوْلِی لَكَ إِنَّ عِیسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِأَنَّ عِیسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ فَكَیْفَ یَكُونُ مِنْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ یَا یُونُسُ عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنَّا حی [حَیّاً] وَ هُوَ مِنَّا میت [مَیِّتاً](1).

«48»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ: مِثْلَهُ (2).

«49»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَزَّازِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: دَخَلَ عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِخَادِمِهِ ادْعُهُ فَانْصَرَفَ إِلَیْهِ فَأَوْصَاهُ بِأَشْیَاءَ ثُمَّ قَالَ یَا عِیسَی بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ- وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ(3) وَ إِنَّكَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا مِقْدَارَهَا مِنْ هَاهُنَا مِنَ الْعَصْرِ فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ قَالَ ثُمَّ وَدَّعَهُ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْ عِیسَی وَ انْصَرَفَ (4).

«50»- عم، [إعلام الوری] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الشَّقْرَانِیُّ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَرَجَ الْعَطَاءُ أَیَّامَ أَبِی جَعْفَرٍ وَ مَا لِی شَفِیعٌ فَبَقِیتُ عَلَی الْبَابِ مُتَحَیِّراً وَ إِذَا أَنَا بِجَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ جَعَلَنِی اللَّهُ فِدَاكَ أَنَا مَوْلَاكَ الشَّقْرَانِیُّ فَرَحَّبَ بِی وَ ذَكَرْتُ لَهُ حَاجَتِی فَنَزَلَ وَ دَخَلَ وَ خَرَجَ وَ أَعْطَانِی مِنْ كُمِّهِ فَصَبَّهُ فِی كُمِّی ثُمَّ قَالَ یَا شَقْرَانِیُّ إِنَّ الْحَسَنَ

ص: 349


1- 1. نفس المصدر ص 76.
2- 2. الاختصاص ص 68 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 213.
3- 3. سورة طه الآیة: 132.
4- 4. الاختصاص ص 195 بزیادة فی آخره.

مِنْ كُلِّ أَحَدٍ حَسَنٌ وَ إِنَّهُ مِنْكَ أَحْسَنُ لِمَكَانِكَ مِنَّا وَ إِنَّ الْقَبِیحَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ قَبِیحٌ وَ إِنَّهُ مِنْكَ أَقْبَحُ وَعَظَهُ عَلَی جِهَةِ التَّعْرِیضِ لِأَنَّهُ كَانَ یَشْرَبُ (1).

«51»- د، [العدد القویة] فِی رَبِیعِ الْأَبْرَارِ عَنِ الشَّقْرَانِیِّ: مِثْلَهُ.

«52»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بَابُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ وَ اجْتَمَعَتِ الْعِصَابَةُ عَلَی تَصْدِیقِ سِتَّةٍ مِنْ فُقَهَائِهِ علیه السلام وَ هُمْ جَمِیلُ بْنُ دَرَّاجٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْكَانَ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَیْرٍ وَ حَمَّادُ بْنُ عِیسَی وَ حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ وَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَ أَصْحَابِهِ مِنَ التَّابِعِینَ نَحْوُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِ مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ مَوْلَی بَنِی دُهْنٍ وَ هُوَ حَیٌّ مِنْ بَجِیلَةَ وَ زَیْدٌ الشَّحَّامُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ أبی [أَبُو] جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَحْوَلُ وَ أبی [أَبُو] الْفَضْلِ سَدِیرُ بْنُ حَكِیمٍ وَ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ وَ أبی [أَبُو] حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ وَ ثَابِتُ بْنُ دِینَارٍ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ قَیْسِ بْنِ رُمَّانَةَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ وَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ مَیْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَجْلَانَ وَ جَابِرٌ الْمَكْفُوفُ وَ أَبُو دَاوُدَ الْمُسْتَرِقُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مِهْزَمٍ الْأَسَدِیُّ وَ بَسَّامٌ الصَّیْرَفِیُّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیُّ مَوْلَاهُمُ الْأَعْمَشُ وَ أَبُو خَالِدٍ الْقَمَّاطُ وَ اسْمُهُ یَزِیدُ وَ ثَعْلَبَةُ بْنُ مَیْمُونٍ وَ أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِیُّ وَ الْحَسَنُ بْنُ زِیَادٍ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْأَنْصَارِیُّ مِنْ وُلْدِ أَبِی أُمَامَةَ وَ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ بْنِ أَبِی عِمْرَانَ الْهِلَالِیُّ وَ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ أَبِی حَازِمٍ وَ سَلَمَةُ بْنُ دِینَارٍ الْمَدَنِیُّ وَ مِنْ مَوَالِیهِ مُعَتِّبٌ وَ مُسْلِمٌ وَ مُصَادِفٌ (2).

«53»- ختص، [الإختصاص]: الْمَجْهُولُونَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیهما السلام مُحَمَّدُ بْنُ مُسْكَانَ یُوسُفُ الطَّاطَرِیُّ عُمَرُ الْكُرْدِیُّ رَوَی عَنْهُ الْمُفَضَّلُ هِشَامُ بْنُ الْمُثَنَّی الرَّازِیُ (3).

«54»- كش، [رجال الكشی] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَخَوَیْهِ مُحَمَّدٍ وَ

ص: 350


1- 1. المناقب ج 3 ص 362.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 400.
3- 3. الاختصاص ص 196.

أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِمْ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُیَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: رَأَیْتُ كَأَنِّی عَلَی جَبَلٍ فَیَجِی ءُ النَّاسُ فَیَرْكَبُونَهُ فَإِذَا كَثُرُوا عَلَیْهِ تَصَاعَدَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَیَنْتَشِروُنَ عَنْهُ وَ یَسْقُطُونَ فَلَمْ یَبْقَ مَعِی إِلَّا عِصَابَةٌ یَسِیرَةٌ أَنْتَ مِنْهُمْ وَ صَاحِبُكَ الْأَحْمَرُ یَعْنِی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَجْلَانَ (1).

«55»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَتَاهُ كِتَابُ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ كِتَابُ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ وَ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ یُخْبِرُونَهُ أَنَّ الْكُوفَةَ شَاغِرَةٌ بِرِجْلِهَا وَ أَنَّهُ إِنْ أَمَرَهُمْ أَنْ یأْخُذُوهَا أَخَذُوهَا فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُمْ رَمَی بِهِ ثُمَّ قَالَ مَا أَنَا لِهَؤُلَاءِ بِإِمَامٍ أَ مَا عَلِمُوا أَنَّ صَاحِبَهُمُ السُّفْیَانِیُ (2).

بیان: قال الفیروزآبادی شغر الرجل المرأة رفع رجلها للنكاح كأشغرها فشغرت و الأرض لم یبق بها أحد یحمیها و یضبطها و بلدة شاغرة برجلها لم تمتنع من غارة أحد لخلوها.

«56»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ذَكَرَ: أَنَّ سَعِیدَةَ مَوْلَاةَ جَعْفَرٍ علیه السلام كَانَتْ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ كَانَتْ تَعَلَّمُ كَلِمَاتٍ سَمِعَتْ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَهَا وَصِیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ جَعْفَراً قَالَ لَهَا اسْأَلِی اللَّهَ الَّذِی عَرَّفَنِیكِ فِی الدُّنْیَا أَنْ یُزَوِّجَنِیكِ فِی الْجَنَّةِ وَ إِنَّهَا كَانَتْ فِی قُرْبِ دَارِ جَعْفَرٍ علیه السلام لَمْ تَكُنْ تُرَی فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا مُسَلِّمَةً عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَارِجَةً إِلَی مَكَّةَ أَوْ قَادِمَةً مِنْ مَكَّةَ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ آخِرُ قَوْلِهَا وَ قَدْ رَضِینَا الثَّوَابَ وَ أَمِنَّا الْعِقَابَ (3).

«57»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَكٍ عَنْ هِشَامِ

ص: 351


1- 1. رجال الكشّیّ ص 158.
2- 2. نفس المصدر ص 226.
3- 3. المصدر السابق ص 234.

بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: نِعْمَ الشَّفِیعُ أَنَا وَ أَبِی لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ-. نَأْخُذُ بِیَدِهِ وَ لَا نُزَایِلُهُ حَتَّی نَدْخُلَ الْجَنَّةَ جَمِیعاً(1).

«58»- ختص، [الإختصاص] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ فِی حُمْرَانَ إِنَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ(2).

«59»- كش، [رجال الكشی] عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادٍ النَّابِ عَنِ الْمِسْمَعِیِّ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ حَبَسَهُ فَأَرَادَ قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ الْمُعَلَّی أَخْرِجْنِی إِلَی النَّاسِ فَإِنَّ لِی دَیْناً كَثِیراً وَ مَالًا حَتَّی أُشْهِدَ بِذَلِكَ فَأَخْرَجَهُ إِلَی السُّوقِ فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فَمَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی اشْهَدُوا أَنِّی مَا تَرَكْتُ مِنْ مَالٍ عَیْنٍ أَوْ دَیْنٍ أَوْ أَمَةٍ أَوْ عَبْدٍ أَوْ دَارٍ أَوْ قَلِیلٍ أَوْ كَثِیرٍ فَهُوَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ فَشَدَّ عَلَیْهِ صَاحِبُ شُرْطَةِ دَاوُدَ فَقَتَلَهُ قَالَ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَرَجَ یَجُرُّ ذَیْلَهُ حَتَّی دَخَلَ عَلَی دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ وَ إِسْمَاعِیلُ ابْنُهُ خَلْفَهُ فَقَالَ یَا دَاوُدُ قَتَلْتَ مَوْلَایَ وَ أَخَذْتَ مَالِی فَقَالَ مَا أَنَا قَتَلْتُهُ وَ لَا أَخَذْتُ مَالَكَ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ عَلَی مَنْ قَتَلَ مَوْلَایَ وَ أَخَذَ مَالِی قَالَ مَا قَتَلْتُهُ وَ لَكِنْ قَتَلَهُ صَاحِبُ شُرْطَتِی فَقَالَ بِإِذْنِكَ أَوْ بِغَیْرِ إِذْنِكَ فَقَالَ بِغَیْرِ إِذْنِی فَقَالَ یَا إِسْمَاعِیلُ شَأْنَكَ بِهِ فَخَرَجَ إِسْمَاعِیلُ وَ السَّیْفُ مَعَهُ حَتَّی قَتَلَهُ فِی مَجْلِسِهِ قَالَ حَمَّادٌ فَأَخْبَرَنِی الْمِسْمَعِیُّ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ فَلَمْ یَزَلْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَتَهُ سَاجِداً وَ قَائِماً فَسَمِعْتُهُ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ هُوَ سَاجِدٌ یَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِقُوَّتِكَ الْقَوِیَّةِ وَ مَحَالِّكَ الشَّدِیدَةِ وَ بِعِزَّتِكَ الَّتِی خَلْقُكَ لَهَا ذَلِیلٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَأْخُذَهُ السَّاعَةَ السَّاعَةَ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ حَتَّی سَمِعْنَا الصَّائِحَةَ فَقَالُوا مَاتَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ بِدَعْوَةٍ بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَكاً فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِمِرْزَبَّةٍ انْشَقَّتْ مَثَانَتُهُ (3).

«60»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ جَبْرَئِیلَ بْنِ

ص: 352


1- 1. الاختصاص ص 196.
2- 2. الاختصاص ص 196.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 240.

أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَنَا قَتَلْتُهُ یَعْنِی مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ قَالَ فَمَنْ قَتَلَهُ قَالَ السِّیرَافِیُّ وَ كَانَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ قَالَ أَقِدْنَا مِنْهُ قَالَ قَدْ أَقَدْتُكَ قَالَ فَلَمَّا أُخِذَ السِّیرَافِیُّ وَ قُدِّمَ لِیُقْتَلَ جَعَلَ یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِینَ یَأْمُرُونِّی بِقَتْلِ النَّاسِ فَأَقْتُلُهُمْ لَهُمْ ثُمَّ یَقْتُلُونِّی فَقُتِلَ السَّیْرَافِیُ (1).

بیان: أقدنا منه أی مكنا نقتله قودا و قصاصا.

«61»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ كَتَبَ إِلَیَّ الْفَضْلُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو إِسْحَاقَ [ع] مِنْ مَكَّةَ فَذُكِرَ لَهُ قَتْلُ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ فَقَامَ مُغْضَباً یَجُرُّ ثَوْبَهُ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ ابْنُهُ یَا أَبَتِ أَیْنَ تَذْهَبُ فَقَالَ لَوْ كَانَتْ نَازِلَةٌ لَقَدِمْتُ عَلَیْهَا فَجَاءَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ یَا دَاوُدُ لَقَدْ أَتَیْتَ ذَنْباً لَا یَغْفِرُهُ اللَّهُ لَكَ قَالَ وَ مَا ذَلِكَ الذَّنْبُ قَالَ قَتَلْتَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ لَهُ دَاوُدُ وَ أَنْتَ قَدْ أَتَیْتَ ذَنْباً لَا یَغْفِرُهُ اللَّهُ لَكَ قَالَ وَ مَا ذَلِكَ الذَّنْبُ قَالَ زَوَّجْتَ ابْنَتَكَ فُلَاناً الْأُمَوِیَّ قَالَ إِنْ كُنْتُ زَوَّجْتُ فُلَاناً الْأُمَوِیَّ فَقَدْ زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عُثْمَانَ وَ لِی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُسْوَةٌ قَالَ مَا أَنَا قَتَلْتُهُ قَالَ فَمَنْ قَتَلَهُ قَالَ قَتَلَهُ السِّیرَافِیُّ قَالَ فَأَقِدْنَا مِنْهُ قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَا السِّیرَافِیُّ فَأَخَذَهُ فَقَتَلَهُ فَجَعَلَ یَصِیحُ یَا عِبَادَ اللَّهِ یَأْمُرُونِّی أَنْ أَقْتُلَ لَهُمُ النَّاسَ ثُمَّ یَقْتُلُونِّی (2).

«62»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ بْنُ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: قَالَ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُ یُرْوَی أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ یَلْبَسُ الْخَشِنَ مِنَ الثِّیَابِ وَ أَنْتَ تَلْبَسُ الْقُوهِیَّ الْمَرْوِیَ (3) قَالَ وَیْحَكَ إِنَ

ص: 353


1- 1. رجال الكشّیّ ص 241.
2- 2. نفس المصدر ص 241.
3- 3. القوهی المروی: ضرب من الثیاب بیض منسوبة الی قوهستان و هی قصبة من قصبات خراسان.

عَلِیّاً علیه السلام كَانَ فِی زَمَانٍ ضَیِّقٍ فَإِذَا اتَّسَعَ الزَّمَانُ فَأَبْرَارُ الزَّمَانِ أَوْلَی بِهِ (1).

«63»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُحَدِّثُ: أَنَّ سُفْیَانَ الثَّوْرِیَّ دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ جِیَادٌ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ آبَاءَكَ لَمْ یَكُونُوا یَلْبَسُونَ مِثْلَ هَذِهِ الثِّیَابِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ آبَائِی علیهم السلام كَانُوا یَلْبَسُونَ ذَاكَ فِی زَمَانٍ مُقْفِرٍ مُقْصِرٍ مُقْتِرٍ وَ هَذَا زَمَانٌ قَدْ أَرْخَتِ الدُّنْیَا عَزَالِیَهَا فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهُمْ (2).

بیان: العزالی بكسر اللام و فتحها جمع العزلاء و هی فم المزادة الأسفل و إرخاؤها كنایة عن كثرة النعم و اتساعها كما یقال لبیان كثرة المطر أرخت السماء عزالیها.

«64»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی مُحَمَّدٍ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارَیَابِیِّ بِخَطِّهِ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَتَی قَوْمٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْأَلُونَهُ الْحَدِیثَ مِنَ الْأَمْصَارِ وَ أَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ لِی أَ تَعْرِفُ أَحَداً مِنَ الْقَوْمِ قُلْتُ لَا فَقَالَ كَیْفَ دَخَلُوا عَلَیَّ قُلْتُ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ یَطْلُبُونَ الْحَدِیثَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ- لَا یُبَالُونَ مِمَّنْ أَخَذُوا فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ غَیْرِی مِنَ الْحَدِیثِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَحَدِّثْنِی بِبَعْضِ مَا سَمِعْتَ قَالَ إِنَّمَا جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْكَ لَمْ أَجِئْ أُحَدِّثُكَ وَ قَالَ لِلْآخَرِ ذَلِكَ مَا یَمْنَعُهُ أَنْ یُحَدِّثَنِی مَا سَمِعَ قَالَ تَتَفَضَّلُ أَنْ تُحَدِّثَنِی بِمَا سَمِعْتَ أَ جَعَلَ الَّذِی حَدَّثَكَ حَدِیثَهُ أَمَانَةً لَا أتحدث [تُحَدِّثُ] بِهِ أَبَداً قَالَ لَا قَالَ فَسَمِّعْنَا بَعْضَ مَا اقْتَبَسْتَ مِنَ الْعِلْمِ حَتَّی نَعْتَدَّ بِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ النَّبِیذُ كُلُّهُ حَلَالٌ إِلَّا الْخَمْرَ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنِی

ص: 354


1- 1. رجال الكشّیّ ص 248 و لیس فی آخر الحدیث لفظ« به».
2- 2. نفس المصدر ص 249 و فیه« عرابها» بدل« عزالیها».

سُفْیَانُ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ لَمْ یَمْسَحْ عَلَی خُفَّیْهِ فَهُوَ صَاحِبُ بِدْعَةٍ وَ مَنْ لَمْ یَشْرَبِ النَّبِیذَ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ وَ مَنْ لَمْ یَأْكُلِ الْجِرِّیثَ (1) وَ طَعَامَ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ ذَبَائِحَهُمْ فَهُوَ ضَالٌّ أَمَّا النَّبِیذُ فَقَدْ شَرِبَهُ عُمَرُ نَبِیذُ زَبِیبٍ فَرَشَحَهُ بِالْمَاءِ وَ أَمَّا الْمَسْحُ عَلَی الْخُفَّیْنِ فَقَدْ مَسَحَ عُمَرُ عَلَی الْخُفَّیْنِ ثَلَاثاً فِی السَّفَرِ وَ یَوْماً وَ لَیْلَةً فِی الْحَضَرِ وَ أَمَّا الذَّبَائِحُ فَقَدْ أَكَلَهَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ كُلُوهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ الْیَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّیِّباتُ وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ (2) ثُمَّ سَكَتَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا فَقَالَ فَقَدْ حَدَّثْتُكَ بِمَا سَمِعْتُ فَقَالَ أَ كُلُّ الَّذِی سَمِعْتَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَشْیَاءُ صَدَّقَ النَّاسُ بِهَا وَ أَخَذُوا بِمَا لَیْسَ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَهَا أَصْلٌ مِنْهَا عَذَابُ الْقَبْرِ وَ مِنْهَا الْمِیزَانُ وَ مِنْهَا الْحَوْضُ وَ مِنْهَا الشَّفَاعَةُ وَ مِنْهَا النِّیَّةُ یَنْوِی الرَّجُلُ مِنَ الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ فَلَا یَعْمَلُهُ فَیُثَابُ عَلَیْهِ وَ لَا یُثَابُ الرَّجُلُ إِلَّا بِمَا عَمِلَ إِنْ خَیْراً فَخَیْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً قَالَ فَضَحِكْتُ مِنْ حَدِیثِهِ فَغَمَزَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْ كُفَّ حَتَّی نَسْمَعَ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ وَ مَا یُضْحِكُكَ مِنَ الْحَقِّ أَمْ مِنَ الْبَاطِلِ قُلْتُ لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ أَبْكِی وَ إِنَّمَا یُضْحِكُنِی مِنْكَ تَعَجُّباً كَیْفَ حَفِظْتَ هَذِهِ الْأَحَادِیثَ فَسَكَتَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ رَأَی عَلِیّاً علیه السلام عَلَی مِنْبَرٍ بِالْكُوفَةِ وَ هُوَ یَقُولُ لَئِنْ أُتِیتُ بِرَجُلٍ یُفَضِّلُنِی عَلَی أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ لَأَجْلِدَنَّهُ حَدَّ الْمُفْتَرِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا فَقَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ عَنْ جَعْفَرٍ أَنَّهُ قَالَ حُبُّ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُمَا كُفْرٌ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنِی یُونُسُ بْنُ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَبْطَأَ عَلَی بَیْعَةِ أَبِی بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ عَتِیقٌ مَا خَلَّفَكَ عَنِ الْبَیْعَةِ وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ

ص: 355


1- 1. الجریث: هو بالثاء المثلثة كسكیت ضرب من السمك یشبه الحیات.
2- 2. سورة المائدة الآیة: 5.

أَضْرِبَ عُنُقَكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَثْرِیبَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا.

قَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ أَنْ یَضْرِبَ عُنُقَ عَلِیٍّ علیه السلام إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سَلَّمَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ یَا خَالِدُ لَا تَفْعَلْ مَا أَمَرْتُكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنِی نُعَیْمُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ وَدَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ بِنُخَیْلَاتِ یَنْبُعَ یَسْتَظِلُّ بِظِلِّهِنَّ وَ یَأْكُلُ مِنْ حَشَفِهِنَّ وَ لَمْ یَشْهَدْ یَوْمَ الْجَمَلِ وَ لَا النَّهْرَوَانِ وَ حَدَّثَنِی بِهِ سُفْیَانُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلامزِدْنَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا رَأَی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ الْجَمَلِ كَثْرَةَ الدِّمَاءِ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ یَا بُنَیَّ هَلَكْتُ قَالَ لَهُ الْحَسَنُ یَا أَبَتِ أَ لَیْسَ قَدْ نَهَیْتُكَ عَنْ هَذَا الْخُرُوجِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا بُنَیَّ لَمْ أَدْرِ أَنَّ الْأَمْرَ یَبْلُغُ هَذَا الْمَبْلَغَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زِدْنَا قَالَ حَدَّثَنَا سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا قَتَلَ أَهْلَ صِفِّینَ بَكَی عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ جَمَعَ اللَّهُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ فِی الْجَنَّةِ قَالَ فَضَاقَ بِیَ الْبَیْتُ وَ عَرِقْتُ وَ كِدْتُ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ مَسْكِی (1) فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُومَ إِلَیْهِ فَأَتَوَطَّأَهُ ثُمَّ ذَكَرْتُ غَمْزَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَفَفْتُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ أَیِّ الْبِلَادِ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ هَذَا الَّذِی تُحَدِّثُ عَنْهُ وَ تَذْكُرُ اسْمَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ تَعْرِفُهُ قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ شَیْئاً قَطُّ قَالَ لَا قَالَ فَهَذِهِ الْأَحَادِیثُ عِنْدَكَ حَقٌّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَتَی سَمِعْتَهَا قَالَ لَا أَحْفَظُ قَالَ إِلَّا أَنَّهَا أَحَادِیثُ أَهْلِ مِصْرِنَا مُنْذُ دَهْرِنَا لَا یَمْتَرُونَ فِیهَا قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ رَأَیْتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِی تُحَدِّثُ عَنْهُ فَقَالَ لَكَ هَذِهِ الَّتِی تَرْوِیهَا عَنِّی كَذِبٌ وَ قَالَ لَا أَعْرِفُهَا وَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا هَلْ كُنْتَ تُصَدِّقُهُ قَالَ لَا قَالَ لِمَ قَالَ لِأَنَّهُ شَهِدَ عَلَی قَوْلِهِ رِجَالٌ لَوْ شَهِدَ أَحَدُهُمْ عَلَی عِتْقِ رَجُلٍ لَجَازَ

ص: 356


1- 1. مسكی: المسك بسكون السین: الجلد جمع مسك و مسوك و القطعة منه مسكة.

قَوْلُهُ فَقَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ مَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِی إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَجْسَادِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ أَسْكَنَهَا الْهَوَاءَ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ثَمَّ ائْتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ ثَمَّ اخْتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَنْ كَذَبَ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی یَهُودِیّاً وَ إِنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ آمَنَ بِهِ وَ إِنْ لَمْ یُدْرِكْهُ آمَنَ بِهِ فِی قَبْرِهِ یَا غُلَامُ ضَعْ لِی مَاءً وَ غَمَزَنِی وَ قَالَ لَا تَبْرَحْ وَ قَامَ الْقَوْمُ فَانْصَرَفُوا وَ قَدْ كَتَبُوا الْحَدِیثَ الَّذِی سَمِعُوا مِنْهُ ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ وَ وَجْهُهُ مُنْقَبِضٌ فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ مَا یُحَدِّثُ بِهِ هَؤُلَاءِ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا هَؤُلَاءِ وَ مَا حَدِیثُهُمْ قَالَ أَعْجَبُ حَدِیثِهِمْ كَانَ عِنْدِی الْكَذِبُ عَلَیَّ وَ الْحِكَایَةُ عَنِّی مَا لَمْ أَقُلْ وَ لَمْ یَسْمَعْهُ عَنِّی أَحَدٌ وَ قَوْلُهُمْ لَوْ أَنْكَرَ الْأَحَادِیثَ مَا صَدَّقْنَاهُ مَا لِهَؤُلَاءِ لَا أَمْهَلَ اللَّهُ لَهُمْ وَ لَا أَمْلَی لَهُمْ ثُمَّ قَالَ لَنَا إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنَ الْبَصْرَةِ قَالَ عَلَی أَطْرَافِهَا ثُمَّ قَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ یَا أَنْتَنَ الْأَرْضِ تُرَاباً وَ أَسْرَعَهَا خَرَاباً وَ أَشَدَّهَا عَذَاباً فِیكِ الدَّاءُ الدَّوِیُّ قِیلَ مَا هُوَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ كَلَامُ الْقَدَرِ الَّذِی فِیهِ الْفِرْیَةُ عَلَی اللَّهِ وَ بُغْضُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ فِیهِ سَخَطُ اللَّهِ وَ سَخَطُ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذِبُهُمْ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ اسْتِحْلَالُهُمُ الْكَذِبَ عَلَیْنَا(1).

«65»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ ذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام: أَنَّ سُفْیَانَ بْنَ عُیَیْنَةَ لَقِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِلَی مَتَی هَذِهِ التَّقِیَّةُ وَ قَدْ بَلَغْتَ هَذَا السِّنَّ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَلَّی مَا بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ عُمُرَهُ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ بِغَیْرِ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتَ لَلَقِیَ اللَّهَ بِمِیتَةٍ جَاهِلِیَّةٍ(2).

«66»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِ

ص: 357


1- 1. رجال الكشّیّ ص 249 بتفاوت.
2- 2. نفس المصدر ص 248.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاذِلٍ الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِیمٍ الْوَاسِطِیِّ عَنِ الْحِمَّانِیِّ عَنْ شَرِیكٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ فِی مَرْضَتِهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا ابْنُ أَبِی لَیْلَی وَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ أَبُو حَنِیفَةَ فَأَقْبَلَ أَبُو حَنِیفَةَ عَلَی سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ الْأَعْمَشَ اتَّقِ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الْآخِرَةِ وَ آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ قَدْ كُنْتَ تَرْوِی فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَحَادِیثَ لَوْ أَمْسَكْتَ عَنْهَا لَكَانَ أَفْضَلَ فَقَالَ سُلَیْمَانُ الْأَعْمَشُ لِمِثْلِی یُقَالُ هَذَا أَقْعِدُونِی أَسْنِدُونِی ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَبِی حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ حَدَّثَنِی أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِی وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَ النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(1) قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ قُومُوا بِنَا لَا یَأْتِی بِشَیْ ءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا قَالَ الْفَضْلُ سَأَلْتُ الْحَسَنَ علیه السلام فَقُلْتُ مَنِ الْكَفَّارُ قَالَ الْكَافِرُ بِجَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ وَ مَنِ الْعَنِیدُ قَالَ الْجَاحِدُ حَقَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (2).

«67»- نبه، [تنبیه الخاطر]: دَخَلَ طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَنْتَ طَاوُسُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ طَاوُسُ طَیْرٌ مَشُومٌ مَا نَزَلَ بِسَاحَةِ قَوْمٍ إِلَّا آذَنَهُمْ بِالرَّحِیلِ نَشَدْتُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ أَحَداً أَقْبَلُ لِلْعُذْرِ مِنَ اللَّهِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ فَنَشَدْتُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَصْدَقَ مِمَّنْ قَالَ- لَا أَقْدِرُ وَ لَا قُدْرَةَ لَهُ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالَ فَلِمَ لَا یَقْبَلُ مَنْ لَا أَقْبَلَ لِلْعُذْرِ مِنْهُ مِمَّنْ لَا أَصْدَقَ فِی الْقَوْلِ مِنْهُ قَالَ فَنَفَضَ أَثْوَابَهُ وَ قَالَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَ الْحَقِّ عَدَاوَةٌ(3).

ص: 358


1- 1. سورة ق الآیة: 24.
2- 2. بشارة المصطفی ص 59 مع ذكر خصوصیات فی السند.
3- 3. تنبیه الخواطر ص 12 طبع النجف الأشرف.

بیان: كأنه علیه السلام رد علیه فی القول بالجبر و نفی الاستطاعة.

«68»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِعَبَّادِ بْنِ كَثِیرٍ الْبَصْرِیِّ الصُّوفِیِّ وَیْحَكَ یَا عَبَّادُ غَرَّكَ أَنْ عَفَّ بَطْنُكَ وَ فَرْجُكَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیداً یُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ (1) اعْلَمْ أَنَّهُ لَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْكَ شَیْئاً حَتَّی تَقُولَ قَوْلًا عَدْلًا(2).

«69»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ زُرْعَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَ لَهُ جَارِیَةٌ نَفِیسَةٌ فَوَقَعَتْ فِی قَلْبِ رَجُلٍ وَ أَعْجَبَ بِهَا فَشَكَا ذَلِكَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ تَعَرَّضْ لِرُؤْیَتِهَا وَ كُلَّمَا رَأَیْتَهَا فَقُلْ أَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَفَعَلَ فَمَا لَبِثَ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی عَرَضَ لِوَلِیِّهَا سَفَرٌ فَجَاءَ إِلَی الرَّجُلِ فَقَالَ یَا فُلَانُ أَنْتَ جَارِی وَ أَوْثَقُ النَّاسِ عِنْدِی وَ قَدْ عَرَضَ لِی سَفَرٌ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ أُودِعَكَ فُلَانَةَ جَارِیَتِی تَكُونُ عِنْدَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لَیْسَ لِی امْرَأَةٌ وَ لَا مَعِی فِی مَنْزِلِی امْرَأَةٌ فَكَیْفَ تَكُونُ جَارِیَتُكَ عِنْدِی فَقَالَ أُقَوِّمُهَا عَلَیْكَ بِالثَّمَنِ وَ تَضْمَنُهُ لِی تَكُونُ عِنْدَكَ فَإِذَا أَنَا قَدِمْتُ فَبِعْنِیهَا أَشْتَرِیهَا مِنْكَ وَ إِنْ نِلْتَ مِنْهَا نِلْتَ مَا یَحِلُّ لَكَ فَفَعَلَ وَ غَلَّظَ عَلَیْهِ فِی الثَّمَنِ وَ خَرَجَ الرَّجُلُ فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّی قَضَی وَطَرَهُ مِنْهَا ثُمَّ قَدِمَ رَسُولٌ لِبَعْضِ خُلَفَاءِ بَنِی أُمَیَّةَ یَشْتَرِی لَهُ جَوَارِیَ فَكَانَتْ هِیَ فِیمَنْ سُمِّیَ أَنْ یَشْتَرِیَ فَبَعَثَ الْوَالِی إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ جَارِیَةُ فُلَانٍ قَالَ فُلَانٌ غَائِبٌ فَقَهَرَهُ عَلَی بَیْعِهَا فَأَعْطَاهُ مِنَ الثَّمَنِ مَا كَانَ فِیهِ رِبْحٌ فَلَمَّا أُخِذَتِ الْجَارِیَةُ وَ أُخْرِجَ بِهَا مِنَ الْمَدِینَةِ قَدِمَ مَوْلَاهَا فَأَوَّلُ شَیْ ءٍ سَأَلَهُ سَأَلَهُ عَنِ الْجَارِیَةِ كَیْفَ هِیَ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِهَا وَ أَخْرَجَ إِلَیْهِ الْمَالَ كُلَّهُ الَّذِی قَوَّمَهُ عَلَیْهِ وَ الَّذِی رَبِحَ فَقَالَ هَذَا ثَمَنُهَا فَخُذْهُ فَأَبَی الرَّجُلُ فَقَالَ- لَا آخُذُ إِلَّا مَا قَوَّمْتُ عَلَیْكَ وَ مَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَخُذْهُ

ص: 359


1- 1. سورة الأحزاب الآیة: 70.
2- 2. الكافی ج 8 ص 107.

لَكَ هَنِیئاً فَصَنَعَ اللَّهُ لَهُ بِحُسْنِ نِیَّتِهِ (1).

«70»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: كَانَ عَبَّادٌ الْبَصْرِیُّ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَأْكُلُ فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ عَبَّادٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَهَی عَنْ ذَا فَرَفَعَ یَدَهُ فَأَكَلَ ثُمَّ أَعَادَهَا أَیْضاً فَقَالَ لَهُ أَیْضاً فَرَفَعَهَا ثُمَّ أَكَلَ فَأَعَادَهَا فَقَالَ لَهُ عَبَّادٌ أَیْضاً فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ مَا نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ هَذَا قَطُّ(2).

«71»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ رَفَعَهُ قَالَ: مَرَّ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَرَأَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ كَثِیرَةُ الْقِیمَةِ حِسَانٌ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَآتِیَنَّهُ وَ لَأُوَبِّخَنَّهُ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا لَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَ هَذَا اللِّبَاسِ وَ لَا عَلِیٌّ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ آبَائِكَ؟

فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی زَمَنٍ قَتْرٍ مُقْتِرٍ وَ كَانَ یَأْخُذُ لِقَتْرِهِ وَ إِقْتَارِهِ وَ إِنَّ الدُّنْیَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْخَتْ عَزَالِیَهَا فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهَا ثُمَّ تَلَا- قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (3) فَنَحْنُ أَحَقُّ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ غَیْرَ أَنِّی یَا ثَوْرِیُّ مَا تَرَی عَلَیَّ مِنْ ثَوْبٍ إِنَّمَا لَبِسْتُهُ لِلنَّاسِ ثُمَّ اجْتَذَبَ بِیَدِ سُفْیَانَ فَجَرَّهَا إِلَیْهِ ثُمَّ رَفَعَ الثَّوْبَ الْأَعْلَی وَ أَخْرَجَ ثَوْباً تَحْتَ ذَلِكَ عَلَی جِلْدِهِ غَلِیظاً فَقَالَ هَذَا لَبِسْتُهُ لِنَفْسِی غَلِیظاً وَ مَا رَأَیْتَهُ لِلنَّاسِ ثُمَّ جَذَبَ ثَوْباً عَلَی سُفْیَانَ أَعْلَاهُ غَلِیظٌ خَشِنٌ وَ دَاخِلُ ذَلِكَ ثَوْبٌ لَیِّنٌ فَقَالَ لَبِسْتَ هَذَا الْأَعْلَی لِلنَّاسِ وَ لَبِسْتَ هَذَا لِنَفْسِكَ تَسُرُّهَا(4).

ص: 360


1- 1. نفس المصدر ج 5 ص 559.
2- 2. الكافی ج 6 ص 271.
3- 3. سورة الأعراف، الآیة: 32.
4- 4. نفس المصدر ج 6 ص 442 و فیه« اقتداره» مكان« اقتاره».

«72»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: بَیْنَا أَنَا فِی الطَّوَافِ فَإِذَا رَجُلٌ یَجْذِبُ ثَوْبِی وَ إِذَا عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ الْبَصْرِیُّ فَقَالَ یَا جَعْفَرُ تَلْبَسُ مِثْلَ هَذِهِ الثِّیَابِ وَ أَنْتَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ مَعَ الْمَكَانِ الَّذِی أَنْتَ فِیهِ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقُلْتُ ثَوْبٌ فُرْقُبِیٌّ اشْتَرَیْتُهُ بِدِینَارٍ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی زَمَانٍ یَسْتَقِیمُ لَهُ مَا لَبِسَ فِیهِ وَ لَوْ لَبِسْتُ مِثْلَ هَذَا اللِّبَاسِ فِی زَمَانِنَا لَقَالَ النَّاسُ هَذَا مُرَاءٍ مِثْلُ عَبَّادٍ(1).

بیان: قال الفیروزآبادی فرقب كقنفذ موضع (2)

و منه الثیاب الفرقبیة أو هی ثیاب بیض من كتان.

«73»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُتَّكِئاً عَلَیَّ أَوْ قَالَ عَلَی أَبِی فَلَقِیَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ مَرْوِیَّةٌ حِسَانٌ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نُبُوَّةٍ وَ كَانَ أَبُوكَ وَ كَانَ فَمَا هَذِهِ الْمُزَیَّنَةُ عَلَیْكَ فَلَوْ لَبِسْتَ دُونَ هَذِهِ الثِّیَابِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَیْلَكَ یَا عَبَّادُ- مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَی عَبْدٍ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ یَرَاهَا عَلَیْهِ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ وَیْلَكَ یَا عَبَّادُ إِنَّمَا أَنَا بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا تُؤْذِنِی وَ كَانَ عَبَّادٌ یَلْبَسُ ثَوْبَیْنِ قَطَوِیَّیْنِ (3).

«74»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِی جَاراً مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ آلِ مُحْرِزٍ قَدْ نَوَّهَ بِاسْمِی وَ شَهَرَنِی فِی كُلِّ مَا مَرَرْتُ بِهِ قَالَ هَذَا الرَّافِضِیُّ یَحْمِلُ

ص: 361


1- 1. الكافی ج 6 ص 443.
2- 2. القاموس ج 1 ص 116.
3- 3. نفس المصدر ج 6 ص 443 و فیه« قطربین» مكان« قطوبین» و الظاهر أنّه تصحیف أو هو نسبة الی قطر و هی قریة فی سوریا أو هی قطر التی تقع علی سیف الخط بین عمان و العقیر و التی هی الیوم مشیخة مستقلة شبه جزیرة علی ساحل جزیرة العرب شرقا فی خلیج فارس غنیة بالنفط.

الْأَمْوَالَ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَقَالَ لِی ادْعُ اللَّهَ عَلَیْهِ إِذَا كُنْتَ فِی صَلَاةِ اللَّیْلِ وَ أَنْتَ سَاجِدٌ فِی السَّجْدَةِ الْأَخِیرَةِ مِنَ الرَّكْعَتَیْنِ الْأَوَّلَتَیْنِ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَجِّدْهُ وَ قُلِ- اللَّهُمَّ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ قَدْ شَهَرَنِی وَ نَوَّهَ بِی وَ غَاظَنِی وَ عَرَّضَنِی لِلْمَكَارِهِ اللَّهُمَّ اضْرِبْهُ بِسَهْمٍ عَاجِلٍ تَشْغَلُهُ بِهِ عَنِّی اللَّهُمَّ وَ قَرِّبْ أَجَلَهُ وَ اقْطَعْ أَثَرَهُ وَ عَجِّلْ ذَلِكَ یَا رَبِّ السَّاعَةَ السَّاعَةَ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا إِلَی الْكُوفَةِ قَدِمْنَا لَیْلًا فَسَأَلْتُ أَهْلَنَا عَنْهُ قُلْتُ مَا فَعَلَ فُلَانٌ فَقَالُوا هُوَ مَرِیضٌ فَمَا انْقَضَی آخِرُ كَلَامِی حَتَّی سَمِعْتُ الصِّیَاحَ مِنْ مَنْزِلِهِ وَ قَالُوا قَدْ مَاتَ (1).

«75»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ: أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدُ ابْنَیْ سَابُورَ وَ كَانَ لَهُمَا فَضْلٌ وَ وَرَعٌ وَ إِخْبَاتٌ ثُمَّ مَرِضَ أَحَدُهُمَا وَ لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا زَكَرِیَّا بْنَ سَابُورَ قَالَ فَحَضَرْتُ عِنْدَ مَوْتِهِ فَبَسَطَ یَدَهُ ثُمَّ

قَالَ ابْیَضَّتْ یَدِی یَا عَلِیُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ظَنَنْتُ أَنَّ مُحَمَّداً یُخْبِرُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَأَتْبَعَنِی بِرَسُولٍ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِی حَضَرْتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَیَّ شَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ یَقُولُ قَالَ قُلْتُ بَسَطَ یَدَهُ وَ قَالَ ابْیَضَّتْ یَدِی یَا عَلِیُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ (2).

«76»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: كَانَ خَطَّابٌ الْجُهَنِیُّ خَلِیطاً لَنَا وَ كَانَ شَدِیدَ النَّصْبِ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَ كَانَ یَصْحَبُ نَجْدَةَ الْحَرُورِیَّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ أَعُودُهُ لِلْخُلْطَةِ وَ التَّقِیَّةِ فَإِذَا هُوَ مُغْمًی عَلَیْهِ فِی حَدِّ الْمَوْتِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَا لِی وَ لَكَ یَا عَلِیُّ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ(3).

ص: 362


1- 1. الكافی ج 2 ص 512.
2- 2. نفس المصدر ج 3 ص 130.
3- 3. المصدر السابق ج 3 ص 133.

«77»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ سُفْیَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا سُفْیَانُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ عَلَیْكَ بِالْقَصْدِ وَ عَلَیْكَ أَنْ تَتَّبِعَ الْهُدَی قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا اتِّبَاعُ الْهُدَی قَالَ كِتَابُ اللَّهِ وَ لُزُومُ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ لِی یَا سُفْیَانُ أَنْتَ لَا تَدْرِی مَنْ هُوَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی مَنْ هُوَ قَالَ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ لَكِنَّكَ آثَرْتَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ وَ مَنْ آثَرَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ حَشَرَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی قَالَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الرَّجُلِ لَعَلَّ اللَّهَ یَنْفَعُنِی بِهِ قَالَ یَا سُفْیَانُ هُوَ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَنِ اتَّبَعَهُ فَقَدْ أُعْطِیَ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَدٌ وَ مَنْ لَمْ یَتَّبِعْهُ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِیناً هُوَ وَ اللَّهِ جَدُّنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا سُفْیَانُ إِنْ أَرَدْتَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی فَعَلَیْكَ بِعَلِیٍّ فَإِنَّهُ وَ اللَّهِ یُنْجِیكَ مِنَ الْعَذَابِ یَا سُفْیَانُ لَا تَتَّبِعْ هَوَاكَ فَتَضِلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِیلِ (1).

«78»- كش، [رجال الكشی] أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقُرَشِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: كَانَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْعِیدِ خَرَجَ إِلَی الصَّحْرَاءِ شَعِثاً مُغْبَرّاً فِی زِیِّ مَلْهُوفٍ فَإِذَا صَعِدَ الْخَطِیبُ الْمِنْبَرَ مَدَّ یَدَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَذَا مَقَامُ خُلَفَائِكَ وَ أَصْفِیَائِكَ وَ مَوَاضِعُ أُمَنَائِكَ الَّذِینَ خَصَصْتَهُمْ ابْتَزُّوهَا وَ أَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِلْأَشْیَاءِ- لَا یُغَالَبُ قَضَاؤُكَ وَ لَا یُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِیرِكَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ عِلْمُكَ فِی إِرَادَتِكَ كَعِلْمِكَ فِی خَلْقِكَ حَتَّی عَادَ صَفْوَتُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِینَ مَقْهُورِینَ مُبْتَزِّینَ یَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلًا وَ كِتَابَكَ مَنْبُوذاً وَ فَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ شَرَائِعِكَ وَ سُنَنَ نَبِیِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَتْرُوكَةً اللَّهُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَهُمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ الْغَادِینَ وَ الرَّائِحِینَ وَ الْمَاضِینَ وَ الْغَابِرِینَ اللَّهُمَّ وَ الْعَنْ جَبَابِرَةَ زَمَانِنَا وَ أَشْیَاعَهُمْ وَ أَتْبَاعَهُمْ وَ أَحْزَابَهُمْ وَ أَعْوَانَهُمْ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(2).

ص: 363


1- 1. تفسیر فرات بن إبراهیم ص 29.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 243.

«79»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: قَالَ لِی شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ أَقْرِئْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یُصِیبُنِی فَزَعٌ فِی مَنَامِی قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ شِهَاباً یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّهُ یُصِیبُنِی فَزَعٌ فِی مَنَامِی قَالَ قُلْ لَهُ فَلْیُزَكِّ مَالَهُ قَالَ فَأَبْلَغْتُ شِهَاباً ذَلِكَ فَقَالَ لِی فَتُبْلِغُهُ عَنِّی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قُلْ لَهُ إِنَّ الصِّبْیَانَ فَضْلًا عَنِ الرِّجَالِ لَیَعْلَمُونَ أَنِّی أُزَكِّی مَالِی قَالَ قَالَ فَأَبْلَغْتُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْ لَهُ إِنَّكَ تُخْرِجُهَا وَ لَا تَضَعُهَا فِی مَوَاضِعِهَا(1).

«80»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْوَشَّاءُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ یُسَائِلُهُ أَنْ یُكَلِّمَ شِهَاباً أَنْ یُخَفِّفَ عَنْهُ حَتَّی یَنْقَضِیَ الْمَوْسِمُ وَ كَانَ لَهُ عَلَیْهِ أَلْفُ دِینَارٍ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ قَدْ عَرَفْتَ حَالَ مُحَمَّدٍ وَ انْقِطَاعَهُ إِلَیْنَا وَ قَدْ ذَكَرَ أَنَّ لَكَ عَلَیْهِ أَلْفَ دِینَارٍ وَ لَمْ یَذْهَبْ فِی بَطْنٍ وَ لَا فَرْجٍ وَ إِنَّمَا ذَهَبَتْ دَیْناً عَلَی الرِّجَالِ وَ وَضَائِعَ وَضَعَهَا وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَهُ فِی حِلٍّ فَقَالَ لَعَلَّكَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّهُ یُقْتَصُّ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَیُعْطَاهَا فَقَالَ كَذَلِكَ فِی أَیْدِینَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ یَتَقَرَّبَ إِلَیْهِ عَبْدُهُ فَیَقُومَ فِی اللَّیْلَةِ الْقَرَّةِ(2) أَوْ یَصُومَ فِی الْیَوْمِ الْحَارِّ أَوْ یَطُوفَ بِهَذَا الْبَیْتِ ثُمَّ یَسْلُبَهُ ذَلِكَ فَیُعْطَاهُ وَ لَكِنْ لِلَّهِ فَضْلٌ كَثِیرٌ یُكَافِی الْمُؤْمِنَ فَقَالَ فَهُوَ فِی حِلٍ (3).

«81»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِیعاً عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ دَاخِلٌ وَ أَنَا خَارِجٌ وَ أَخَذَ بِیَدِی ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْبَیْتَ فَقَالَ یَا سَدِیرُ إِنَّمَا أُمِرَ النَّاسُ أَنْ

ص: 364


1- 1. الكافی ج 3 ص 546.
2- 2. القرة: أی الباردة و هو من القر بمعنی البرد.
3- 3. الكافی ج 4 ص 36.

یَأْتُوا هَذِهِ الْأَحْجَارَ فَیَطُوفُوا بِهَا ثُمَّ یَأْتُونَا فَیُعْلِمُونَا وَلَایَتَهُمْ لَنَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (1) ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ إِلَی وَلَایَتِنَا ثُمَّ قَالَ یَا سَدِیرُ أَ فَأُرِیكَ الصَّادِّینَ عَنْ دِینِ اللَّهِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَی أَبِی حَنِیفَةَ وَ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ هُمْ حَلَقٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ الصَّادُّونَ عَنْ دِینِ اللَّهِ بِلَا هُدًی مِنَ اللَّهِ وَ لَا كِتَابٍ مُبِینٍ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْأَخَابِثَ لَوْ جَلَسُوا فِی بُیُوتِهِمْ فَجَالَ النَّاسُ فَلَمْ یَجِدُوا أَحَداً یُخْبِرُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عَنْ رَسُولِهِ ص حَتَّی یَأْتُونَا فَنُخْبِرَهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ عَنْ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله(2).

«82»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ: قَالَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ اذْهَبْ بِنَا إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَیْهِ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَقَالَ لَهُ سُفْیَانُ یَا أَبَا

عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِحَدِیثِ خُطْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ قَالَ دَعْنِی حَتَّی أَذْهَبَ فِی حَاجَتِی فَإِنِّی قَدْ رَكِبْتُ فَإِذَا جِئْتُ حَدَّثْتُكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا حَدَّثْتَنِی قَالَ فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ سُفْیَانُ مُرْ لِی بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ حَتَّی أُثْبِتَهُ فَدَعَا بِهِ ثُمَّ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ خُطْبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ نَصَرَ اللَّهُ عَبْداً سَمِعَ مَقَالَتِی فَوَعَاهَا وَ بَلَّغَهَا مَنْ لَمْ تَبْلُغْهُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ لِیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَیْسَ بِفَقِیهٍ وَ رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَی مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ مُحِیطَةٌ مِنْ وَرَائِهِمْ- الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ تَتَكَافَی دِمَاؤُهُمْ وَ هُمْ یَدٌ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ یَسْعَی بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ فَكَتَبَهُ ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَیْهِ وَ رَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ جِئْتُ أَنَا وَ سُفْیَانُ فَلَمَّا كُنَّا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَقَالَ

ص: 365


1- 1. سورة طه، الآیة: 82.
2- 2. الكافی ج 1 ص 392.

لِی كَمَا أَنْتَ حَتَّی أَنْظُرَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ وَ اللَّهِ أَلْزَمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَقَبَتَكَ شَیْئاً- لَا یَذْهَبُ مِنْ رَقَبَتِكَ أَبَداً فَقَالَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ ذَلِكَ فَقُلْتُ لَهُ ثَلَاثٌ لَا یُغِلُّ عَلَیْهِنَّ قَلْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ قَدْ عَرَفْنَاهُ وَ النَّصِیحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِینَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ تَجِبُ عَلَیْنَا نَصِیحَتُهُمْ- مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ وَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَ كُلُّ مَنْ لَا تَجُوزُ شَهَادَتُهُ عِنْدَنَا وَ لَا تَجُوزُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ وَ قَوْلُهُ وَ اللُّزُومُ لِجَمَاعَتِهِمْ فَأَیُّ الْجَمَاعَةِ- مُرْجِئٌ یَقُولُ مَنْ لَمْ یُصَلِّ وَ لَمْ یَصُمْ وَ لَمْ یَغْتَسِلْ مِنْ جَنَابَةٍ وَ هَدَمَ الْكَعْبَةَ وَ نَكَحَ أُمَّهُ فَهُوَ عَلَی إِیمَانِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ أَوْ قَدَرِیٌّ یَقُولُ لَا یَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَكُونُ مَا شَاءَهُ إِبْلِیسُ أَوْ حَرُورِیٌّ یَبْرَأُ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ شَهِدَ عَلَیْهِ بِالْكُفْرِ أَوْ جَهْمِیٌّ یَقُولُ إِنَّمَا هِیَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ لَیْسَ الْإِیمَانُ شَیْ ءٌ غَیْرُهَا قَالَ وَیْحَكَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُونَ فَقُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ اللَّهِ الْإِمَامُ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْنَا نَصِیحَتُهُ وَ لُزُومُ جَمَاعَةِ أَهْلِ بَیْتِهِ قَالَ فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَخَرَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَا تُخْبِرْ بِهَا أَحَداً(1).

«83»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: طَلَبْنَا الْإِذْنَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَرْسَلْنَا إِلَیْهِ فَأَرْسَلَ إِلَیْنَا ادْخُلُوا اثْنَیْنِ اثْنَیْنِ فَدَخَلْتُ أَنَا وَ رَجُلٌ مَعِی فَقُلْتُ لِلرَّجُلِ أُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَ الْمَسْأَلَةَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَبِی كَانَ مِمَّنْ سَبَاهُ بَنُو أُمَیَّةَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ أَنْ یُحَرِّمُوا وَ لَا یُحَلِّلُوا وَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ مِمَّا فِی أَیْدِیهِمْ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ وَ إِنَّمَا ذَلِكَ لَكُمْ فَإِذَا ذَكَرْتُ الَّذِی كُنْتُ فِیهِ دَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ مَا یَكَادُ یُفْسِدُ عَلَیَّ عَقْلِی مَا أَنَا فِیهِ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ فِی حِلٍّ مِمَّا كَانَ مِنْ ذَلِكَ وَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِی مِثْلِ حَالِكَ مِنْ وَرَائِی فَهُوَ فِی حِلٍّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ فَقُمْنَا وَ خَرَجْنَا فَسَبَقَنَا مُعَتِّبٌ إِلَی النَّفَرِ الْقُعُودِ الَّذِینَ یَنْتَظِرُونَ إِذْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُمْ قَدْ ظَفِرَ

ص: 366


1- 1. نفس المصدر ج 1 ص 403 و فیه« نضر اللّٰه عبدا سمع مقالتی» بدل« نصر اللّٰه إلخ» و لعله الانسب.

عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ نَافِعٍ بِشَیْ ءٍ مَا ظَفِرَ بِمِثْلِهِ أَحَدٌ قَطُّ قِیلَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ فَفَسَّرَهُ لَهُمْ فَقَامَ اثْنَانِ فَدَخَلَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَحَدُهُمَا جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَبِی كَانَ مِنْ سَبَایَا بَنِی أُمَیَّةَ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ تَجْعَلَنِی

مِنْ ذَلِكَ فِی حِلٍّ فَقَالَ مَا ذَلِكَ إِلَیْنَا مَا لَنَا أَنْ نُحِلَّ وَ لَا أَنْ نُحَرِّمَ فَخَرَجَ الرَّجُلَانِ وَ غَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمْ یَدْخُلْ عَلَیْهِ أَحَدٌ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ إِلَّا بَدَأَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ فُلَانٍ یَجِیئُنِی فَیَسْتَحِلُّنِی مِمَّا صَنَعَتْ بَنُو أُمَیَّةَ كَأَنَّهُ یَرَی أَنَّ ذَلِكَ لَنَا وَ لَمْ یَنْتَفِعْ أَحَدٌ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ بِقَلِیلٍ وَ لَا كَثِیرٍ إِلَّا الْأَوَّلَیْنِ فَإِنَّهُمَا غَنِیَا بِحَاجَتِهِمَا(1).

«84»- یب، [تهذیب الأحكام] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی الطَّیَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ فِی یَدِی شَیْ ءٌ فَتَفَرَّقَ وَ ضِقْتُ بِهِ ضَیْقاً شَدِیداً فَقَالَ لِی أَ لَكَ حَانُوتٌ فِی السُّوقِ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ قَدْ تَرَكْتُهُ فَقَالَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْكُوفَةِ فَاقْعُدْ فِی حَانُوتِكَ وَ اكْنُسْهُ وَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَی سُوقِكَ فَصَلِّ رَكْعَتَیْنِ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ قُلْ فِی دُبُرِ صَلَاتِكَ- تَوَجَّهْتُ بِلَا حَوْلٍ مِنِّی وَ لَا قُوَّةٍ وَ لَكِنْ بِحَوْلِكَ یَا رَبِّ وَ قُوَّتِكَ وَ أَبْرَأُ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ إِلَّا بِكَ فَأَنْتَ حَوْلِی وَ مِنْكَ قُوَّتِی اللَّهُمَّ فَارْزُقْنِی مِنْ فَضْلِكَ الْوَاسِعِ رِزْقاً كَثِیراً طَیِّباً وَ أَنَا خَافِضٌ (2)

فِی عَافِیَتِكَ فَإِنَّهُ لَا یَمْلِكُهَا أَحَدٌ غَیْرُكَ قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ وَ كُنْتُ أَخْرُجُ إِلَی دُكَّانِی حَتَّی خِفْتُ أَنْ یَأْخُذَنِی الْجَابِی (3) بِأُجْرَةِ دُكَّانِی وَ مَا عِنْدِی شَیْ ءٌ قَالَ فَجَاءَ جَالِبٌ بِمَتَاعٍ فَقَالَ لِی تُكْرِینِی نِصْفَ بَیْتِكَ فَأَكْرَیْتُهُ نِصْفَ بَیْتِی بِكِرَی الْبَیْتِ كُلِّهِ قَالَ وَ عَرَضَ مَتَاعَهُ فَأُعْطِیَ بِهِ شَیْئاً لَمْ یَبِعْهُ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ لَكَ إِلَی خَیْرٍ تَبِیعُنِی عِدْلًا مِنْ مَتَاعِكَ هَذَا أَبِیعُهُ وَ آخُذُ فَضْلَهُ وَ أَدْفَعُ إِلَیْكَ ثَمَنَهُ قَالَ فَكَیْفَ لِی بِذَلِكَ قَالَ

ص: 367


1- 1. المصدر السابق ج 1 ص 545 و فیه« ان تستأذن» بدل« تسأل» و فی أصل مطبوعة الكمبانیّ« تحل» و تفاوت و زیادة فلتلاحظ.
2- 2. خافض: هو فاعل من الخفض و هو لین العیش و سعته.
3- 3. الجابی: هو الذی یأخذ الخراج و یجمعه.

قُلْتُ لَهُ لَكَ اللَّهُ عَلَیَّ بِذَلِكَ قَالَ فَخُذْ عِدْلًا مِنْهَا قَالَ فَأَخَذْتُهُ وَ رَقَمْتُهُ وَ جَاءَ بَرْدٌ شَدِیدٌ فَبِعْتُ الْمَتَاعَ مِنْ یَوْمِی وَ دَفَعْتُ إِلَیْهِ الثَّمَنَ فَأَخَذْتُ الْفَضْلَ فَمَا زِلْتُ آخُذُ عِدْلًا وَ أَبِیعُهُ وَ آخُذُ فَضْلَهُ وَ أَرُدُّ عَلَیْهِ رَأْسَ الْمَالِ حَتَّی رَكِبْتُ الدَّوَابَّ وَ اشْتَرَیْتُ الرَّقِیقَ وَ بَنَیْتُ الدُّورَ(1).

«85»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ رَجُلًا اسْتَشَارَنِی فِی الْحَجِّ وَ كَانَ ضَعِیفَ الْحَالِ فَأَشَرْتُ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَحُجَّ فَقَالَ مَا أَخْلَقَكَ أَنْ تَمْرَضَ سَنَةً فَمَرِضْتُ سَنَةً(2).

«86»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ بَدْرٍ قَالَ حَدَّثَنِی سَلَّامٌ أَبُو عَلِیٍّ الْخُرَاسَانِیُّ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِیدٍ الْمَخْزُومِیِّ قَالَ: بَیْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَ ابْنُ شُرَیْحٍ فَقِیهُ أَهْلِ مَكَّةَ وَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَیْمُونٌ الْقَدَّاحُ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی كَمْ ثَوْبٍ كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ

فِی ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ ثَوْبَیْنِ صُحَارِیَّیْنِ (3) وَ ثَوْبٍ حِبَرَةٍ(4)

وَ كَانَ فِی الْبُرْدِ قِلَّةٌ فَكَأَنَّمَا ازْوَرَّ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ نَخْلَةَ مَرْیَمَ علیها السلام إِنَّمَا كَانَتْ عَجْوَةً(5) وَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَمَا نَبَتَ مِنْ أَصْلِهَا كَانَ عَجْوَةً وَ مَا كَانَ

ص: 368


1- 1. التهذیب ج 3 ص 312.
2- 2. الكافی ج 4 ص 271.
3- 3. الصحاری: نسبة الی صحار بالمهملات مع التحریك قریة بالیمن تنسب إلیها الثیاب.
4- 4. الحبرة: كعنبة ثوب یصنع بالیمن من قطن أو كتان مخطط یقال برد حبرة علی الوصف و برد حبرة علی الإضافة و الجمع حبر و حبرات كعنب و عنبات ففی القاموس: كسحاب السنبل الذی تخطئه المناجل.
5- 5. العجوة: ضرب من أجود التمر یضرب الی السواد.

مِنْ لُقَاطٍ(1)

فَهُوَ لَوْنٌ (2) فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِیرٍ لِابْنِ شُرَیْحٍ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی مَا هَذَا الْمَثَلُ الَّذِی ضَرَبَهُ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ ابْنُ شُرَیْحٍ هَذَا الْغُلَامُ یُخْبِرُكَ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ یَعْنِی میمون- [مَیْمُوناً] فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَیْمُونٌ أَ مَا تَعْلَمُ مَا قَالَ لَكَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ ضَرَبَ لَكَ مَثَلَ نَفْسِهِ فَأَخْبَرَكَ أَنَّهُ وَلَدٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهُمْ فَمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِهِمْ فَهُوَ صَوَابٌ وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِهِمْ فَهُوَ لُقَاطٌ(3).

«87»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ وَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ قَرِیبٌ مِنِّی فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَیْفَ كَانَ یَصْنَعُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَجَرِ إِذَا انْتَهَی إِلَیْهِ فَقُلْتُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَلِمُهُ فِی كُلِّ طَوَافِ فَرِیضَةٍ وَ نَافِلَةٍ قَالَ فَتَخَلَّفَ عَنِّی قَلِیلًا فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْحَجَرِ جُزْتُ وَ مَشَیْتُ فَلَمْ أَسْتَلِمْهُ فَلَحِقَنِی فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَمْ تُخْبِرْنِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَسْتَلِمُ الْحَجَرَ فِی كُلِّ طَوَافِ فَرِیضَةٍ وَ نَافِلَةٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَقَدْ مَرَرْتَ بِهِ فَلَمْ تَسْتَلِمْ فَقُلْتُ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا یَرَوْنَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا یَرَوْنَ لِی وَ كَانَ إِذَا انْتَهَی إِلَی الْحَجَرِ أَفْرَجُوا لَهُ حَتَّی یَسْتَلِمَهُ وَ إِنِّی أَكْرَهُ الزِّحَامَ (4).

«88»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: حَاضَتْ صَاحِبَتِی وَ أَنَا بِالْمَدِینَةِ وَ كَانَ مِیعَادُ جَمَّالِنَا وَ إِبَّانُ مُقَامِنَا وَ خُرُوجِنَا قَبْلَ أَنْ تَطْهُرَ وَ لَمْ تَقْرَبِ الْمَسْجِدَ وَ لَا الْقَبْرَ وَ لَا الْمِنْبَرَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ مُرْهَا فَلْتَغْتَسِلْ وَ لْتَأْتِ مَقَامَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَإِنَ

ص: 369


1- 1. اللقاط: من التمر هو ما تخطئه الأیدی.
2- 2. لون: هو جنس ردی ء من التمر. و قیل هو الدقل.
3- 3. الكافی ج 1 ص 400.
4- 4. نفس المصدر ج 4 ص 404.

جَبْرَئِیلَ علیه السلام كَانَ یَجِی ءُ فَیَسْتَأْذِنُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ كَانَ عَلَی حَالٍ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَأْذَنَ لَهُ قَامَ فِی مَكَانِهِ حَتَّی یَخْرُجَ إِلَیْهِ وَ إِنْ أَذِنَ لَهُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ وَ أَیْنَ الْمَكَانُ قَالَ حِیَالَ الْمِیزَابِ الَّذِی إِذَا خَرَجْتَ مِنَ الْبَابِ یُقَالُ لَهُ بَابُ فَاطِمَةَ علیها السلام بِحِذَاءِ الْقَبْرِ إِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ بِحِذَاءِ الْمِیزَابِ وَ الْمِیزَابُ فَوْقَ رَأْسِكَ وَ الْبَابُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِكَ وَ تَجْلِسُ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ تَجْلِسُ مَعَهَا نِسَاءٌ وَ لْتَدْعُ رَبَّهَا وَ لْتُؤَمِّنَّ عَلَی دُعَائِهَا قَالَ فَقُلْتُ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ قَالَ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَیْسَ كَمِثْلِكَ شَیْ ءٌ أَنْ تَفْعَلَ بِی كَذَا وَ كَذَا قَالَ فَصَنَعَتْ صَاحِبَتِی الَّذِی أَمَرَنِی فَطَهُرَتْ وَ دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ قَالَ وَ كَانَتْ لَنَا خَادِمٌ أَیْضاً فَحَاضَتْ فَقَالَتْ یَا سَیِّدِی أَ لَا أَذْهَبُ أَنَا زَادَةً فَأَصْنَعَ كَمَا صَنَعَتْ سَیِّدَتِی فَقُلْتُ بَلَی فَذَهَبَتْ فَصَنَعَتْ مِثْلَ مَا صَنَعَتْ مَوْلَاتُهَا فَطَهُرَتْ وَ دَخَلَتِ الْمَسْجِدَ(1).

بیان: قیل زادة اسم الجاریة فیكون بدلا أو عطف بیان لضمیر المتكلم و یحتمل أن یكون مهموزا بكسر الهمزة یقال زاده كمنعه أفرغه و فی التهذیب زیادة أی زیادة علی ما فعلت سیدتی و الأظهر أن زادة بمعنی أیضا و هو و إن لم یكن مذكورا فی كتب اللغة لكنه شائع متداول بین العرب الآن حتی أنه قل ما یخلو كلام منهم عنه یقولون أنا زاد أفعل أو أنا عاد أفعل أی أنا أیضا أفعل فالتاء إما للتأنیث أو زیدت من النساخ و أما الیوم فلا یلحقون التاء.

«89»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ قَالَ: كَانَ النَّجَاشِیُّ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الدَّهَاقِینِ عَامِلًا عَلَی الْأَهْوَازِ وَ فَارِسَ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ عَمَلِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فِی دِیوَانِ النَّجَاشِیِّ عَلَیَّ خَرَاجاً وَ هُوَ مُؤْمِنٌ یَدِینُ بِطَاعَتِكَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَیْهِ كِتَاباً قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ سُرَّ أَخَاكَ یَسُرَّكَ اللَّهُ قَالَ فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَیْهِ دَخَلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ فَلَمَّا خَلَا نَاوَلَهُ الْكِتَابَ وَ قَالَ هَذَا

ص: 370


1- 1. نفس المصدر ج 4 ص 452.

كِتَابُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَبَّلَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ قَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ قَالَ خَرَاجٌ عَلَیَّ فِی دِیوَانِكَ فَقَالَ لَهُ وَ كَمْ هُوَ قَالَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَدَعَا كَاتِبَهُ وَ أَمَرَهُ بِأَدَائِهَا عَنْهُ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْهَا وَ أَمَرَ أَنْ یُثْبِتَهَا لَهُ لِقَابِلٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ سَرَرْتُكَ فَقَالَ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ أَمَرَ بِرَكْبٍ وَ جَارِیَةٍ وَ غُلَامٍ وَ أَمَرَ لَهُ بِتَخْتِ ثِیَابٍ فِی كُلِّ ذَلِكَ یَقُولُ هَلْ سَرَرْتُكَ فَیَقُولُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكُلَّمَا قَالَ نَعَمْ زَادَهُ حَتَّی فَرَغَ ثُمَّ قَالَ لَهُ احْمِلْ فَرْشَ هَذَا الْبَیْتِ الَّذِی كُنْتُ جَالِساً فِیهِ حِینَ دَفَعْتَ إِلَیَّ كِتَابَ مَوْلَایَ الَّذِی نَاوَلْتَنِی فِیهِ وَ ارْفَعْ إِلَیَّ حَوَائِجَكَ قَالَ فَفَعَلَ وَ خَرَجَ الرَّجُلُ فَصَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ فَحَدَّثَهُ بِالْحَدِیثِ عَلَی جِهَتِهِ فَجَعَلَ یُسَرُّ بِمَا فَعَلَ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَأَنَّهُ قَدْ سَرَّكَ مَا فَعَلَ بِی فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (1).

«90»- ختص، [الإختصاص] السَّیَّارِیُّ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ: مِثْلَهُ (2).

«91»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ لِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مَیْمُونٍ كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی حَنِیفَةَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا تَرَی فِی رَجُلٍ قَدْ حَجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ أَ یَحُجُّ أَفْضَلُ أَمْ یُعْتِقُ رَقَبَةً قَالَ لَا بَلْ عِتْقُ رَقَبَةٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَذَبَ وَ اللَّهِ وَ أَثِمَ الْحَجَّةُ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ رَقَبَةٍ- وَ رَقَبَةٍ حَتَّی عَدَّ عَشْراً ثُمَّ قَالَ وَیْحَهُ فِی أَیِّ رَقَبَةٍ طَوَافٌ بِالْبَیْتِ وَ سَعْیٌ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ الْوُقُوفُ بِعَرَفَةَ وَ حَلْقُ الرَّأْسِ وَ رَمْیُ الْجِمَارِ لَوْ كَانَ كَمَا قَالَ لَعَطَّلَ النَّاسُ الْحَجَّ وَ لَوْ فَعَلُوا كَانَ یَنْبَغِی لِلْإِمَامِ أَنْ یُجْبِرَهُمْ عَلَی الْحَجِّ إِنْ شَاءُوا وَ إِنْ أَبَوْا فَإِنَّ هَذَا الْبَیْتَ إِنَّمَا وُضِعَ لِلْحَجِ (3).

«92»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی

ص: 371


1- 1. الكافی ج 2 ص 190.
2- 2. الاختصاص ص 260.
3- 3. الكافی ج 4 ص 259.

قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّهُ لَیْسَتْ مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا التَّصْدِیقُ لَهُ وَ الْقَبُولُ فَقَطْ مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرُهُ وَ صِیَانَتُهُ مِنْ غَیْرِ أَهْلِهِ فَأَقْرِئْهُمُ السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُمْ رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً اجْتَرَّ(1) مَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَی نَفْسِهِ حَدِّثُوهُمْ بِمَا یَعْرِفُونَ وَ اسْتُرُوا عَنْهُمْ مَا یُنْكِرُونَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَیْنَا مَئُونَةً مِنَ النَّاطِقِ عَلَیْنَا بِمَا نَكْرَهُ فَإِذَا عَرَفْتُمْ مِنْ عَبْدٍ إِذَاعَةً فَامْشُوا إِلَیْهِ وَ رُدُّوهُ عَنْهَا فَإِنْ قَبِلَ مِنْكُمْ وَ إِلَّا فَتَحَمَّلُوا عَلَیْهِ بِمَنْ یُثَقِّلُ عَلَیْهِ وَ یَسْمَعُ مِنْهُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ یَطْلُبُ الْحَاجَةَ فَیَلْطُفُ فِیهَا حَتَّی تُقْضَی لَهُ فَالْطُفُوا فِی حَاجَتِی كَمَا تَلْطُفُونَ فِی حَوَائِجِكُمْ فَإِنْ هُوَ قَبِلَ مِنْكُمْ وَ إِلَّا فَادْفِنُوا كَلَامَهُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ لَا تَقُولُوا إِنَّهُ یَقُولُ وَ یَقُولُ فَإِنَّ ذَلِكَ یُحْمَلُ عَلَیَّ وَ عَلَیْكُمْ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ مَا أَقُولُ لَأَقْرَرْتُ أَنَّكُمْ أَصْحَابِی هَذَا أَبُو حَنِیفَةَ لَهُ أَصْحَابٌ وَ هَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ لَهُ أَصْحَابٌ وَ أَنَا امْرُؤٌ مِنْ قُرَیْشٍ قَدْ وَلَدَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِمْتُ كِتَابَ اللَّهِ وَ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ بَدْءِ الْخَلْقِ وَ أَمْرِ السَّمَاءِ وَ أَمْرِ الْأَرْضِ وَ أَمْرِ الْأَوَّلِینَ وَ أَمْرِ الْآخِرِینَ وَ أَمْرِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی ذَلِكَ نُصْبَ عَیْنِی (2).

«93»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ وَ اللَّهِ مَا یَسَعُكَ الْقُعُودُ قَالَ وَ لِمَ یَا سَدِیرُ قُلْتُ لِكَثْرَةِ مَوَالِیكَ وَ شِیعَتِكَ وَ أَنْصَارِكَ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَا لَكَ مِنَ الشِّیعَةِ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمَوَالِی مَا طَمِعَ فِیهِ تَیْمٌ وَ لَا عَدِیٌّ فَقَالَ یَا سَدِیرُ وَ كَمْ عَسَی أَنْ تَكُونُوا قُلْتُ مِائَةَ أَلْفٍ قَالَ مِائَةَ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ مِائَتَیْ أَلْفٍ فَقَالَ وَ مِائَتَیْ أَلْفٍ قُلْتُ نَعَمْ وَ نِصْفَ الدُّنْیَا قَالَ فَسَكَتَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ یَخِفُّ عَلَیْكَ أَنْ تَبْلُغَ مَعَنَا إِلَی یَنْبُعَ قُلْتُ نَعَمْ فَأَمَرَ بِحِمَارٍ وَ بَغْلٍ أَنْ یُسْرَجَا فَبَادَرْتُ فَرَكِبْتُ الْحِمَارَ فَقَالَ یَا سَدِیرُ تَرَی أَنْ تُؤْثِرَنِی بِالْحِمَارِ قُلْتُ الْبَغْلُ أَزْیَنُ وَ أَنْبَلُ قَالَ الْحِمَارُ أَرْفَقُ بِی فَنَزَلَ فَرَكِبَ الْحِمَارَ

ص: 372


1- 1. اجتر: و أجدر، الشی ء: جره.
2- 2. الكافی ج 2 ص 222.

وَ رَكِبْتُ الْبَغْلَ فَمَضَیْنَا فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ یَا سَدِیرُ انْزِلْ بِنَا نُصَلِّی ثُمَّ قَالَ هَذِهِ أَرْضٌ سَبِخَةٌ لَا یَجُوزُ الصَّلَاةُ فِیهَا فَسِرْنَا حَتَّی صِرْنَا إِلَی أَرْضٍ حَمْرَاءَ وَ نَظَرَ إِلَی غُلَامٍ یَرْعَی جِدَاءً(1) فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا سَدِیرُ لَوْ كَانَ لِی شِیعَةٌ بِعَدَدِ هَذِهِ الْجِدَاءِ مَا وَسِعَنِی الْقُعُودُ وَ نَزَلْنَا وَ صَلَّیْنَا فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الصَّلَاةِ عَطَفْتُ إِلَی الْجِدَاءِ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِیَ سَبْعَةَ عَشَرَ(2).

«94»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ لِی عَبْدٌ صَالِحٌ علیه السلام: یَا سَمَاعَةُ أَمِنُوا عَلَی فُرُشِهِمْ وَ أَخَافُونِی أَ مَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَتِ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا إِلَّا وَاحِدٌ یَعْبُدُ اللَّهَ وَ لَوْ كَانَ مَعَهُ غَیْرُهُ لَأَضَافَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ حَیْثُ یَقُولُ إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِیفاً وَ لَمْ یَكُ مِنَ الْمُشْرِكِینَ (3) فَصَبَرَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ آنَسَهُ بِإِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ فَصَارُوا ثَلَاثَةً أَ مَا وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَقَلِیلٌ وَ إِنَّ أَهْلَ الْكُفْرِ كَثِیرٌ أَ تَدْرِی لِمَ ذَاكَ فَقُلْتُ لَا أَدْرِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ صُیِّرُوا أُنْساً لِلْمُؤْمِنِینَ یَبُثُّونَ إِلَیْهِمْ مَا فِی صُدُورِهِمْ فَیَسْتَرِیحُونَ إِلَی ذَلِكَ وَ یَسْكُنُونَ إِلَیْهِ (4).

بیان: قوله علیه السلام صیروا أنسا أی إنما جعل اللّٰه تعالی هؤلاء المنافقین فی صورة المؤمنین مختلطین بهم لئلا یتوحش المؤمنین لقلتهم.

«95»- ختص، [الإختصاص] عِدَّةٌ مِنْ مَشَایِخِنَا عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَی مَكَّةَ فَأَتَیْتُ ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ مُوَدِّعاً لَهُ فَقُلْتُ لَكَ حَاجَةٌ قَالَ نَعَمْ تُقْرِئُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السَّلَامَ قَالَ فَقَدِمْتُ الْمَدِینَةَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَسَأَلَنِی ثُمَّ قَالَ مَا فَعَلَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ قُلْتُ صَالِحٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ آخِرُ عَهْدِی بِهِ وَ قَدْ أَتَیْتُهُ مُوَدِّعاً لَهُ

ص: 373


1- 1. الجداء: جمع جدی و هو ولد الماعز فی السنة الأولی جمع أجد و جداء و جدیان.
2- 2. الكافی ج 2 ص 242.
3- 3. سورة النحل، الآیة: 120.
4- 4. الكافی ج 2 ص 243.

فَسَأَلَنِی أَنْ أُقْرِئَكَ السَّلَامَ قَالَ وَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ قُلْ كُنْ عَلَی مَا عَهِدْتُكَ عَلَیْهِ (1).

«96»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمَانَ الْفَرَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا یَدْفَعُونَ إِلَیْهِ الزَّكَاةَ یَقْسِمُهَا فِی أَصْحَابِهِ فَكَانَ یَقْسِمُهَا فِیهِمْ وَ هُوَ یَبْكِی قَالَ سُلَیْمَانُ فَأَقُولُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ قَالَ فَیَقُولُ أَخَافُ أَنْ یَرَوْا أَنَّهَا مِنْ قِبَلِی (2).

«97»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ [بْنِ] وَهْبٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: كُنْتُ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمْتُ وَ حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ إِنِّی كُنْتُ عَلَی النَّصْرَانِیَّةِ وَ إِنِّی أَسْلَمْتُ فَقَالَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ رَأَیْتَ فِی الْإِسْلَامِ قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ(3) فَقَالَ لَقَدْ هَدَاكَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهْدِهِ ثَلَاثاً سَلْ عَمَّا شِئْتَ یَا بُنَیَّ فَقُلْتُ إِنَّ أَبِی وَ أُمِّی عَلَی النَّصْرَانِیَّةِ وَ أَهْلَ بَیْتِی وَ أُمِّی مَكْفُوفَةُ الْبَصَرِ فَأَكُونُ مَعَهُمْ وَ آكُلُ فِی آنِیَتِهِمْ فَقَالَ یَأْكُلُونَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ فَقُلْتُ لَا وَ لَا یَمَسُّونَهُ فَقَالَ لَا بَأْسَ فَانْظُرْ أُمَّكَ فَبَرَّهَا فَإِذَا مَاتَتْ فَلَا تَكِلْهَا إِلَی غَیْرِكَ كُنْ أَنْتَ الَّذِی تَقُومُ بِشَأْنِهَا وَ لَا تُخْبِرَنَّ أَحَداً أَنَّكَ أَتَیْتَنِی حَتَّی تَأْتِیَنِی بِمِنًی إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَأَتَیْتُهُ بِمِنًی وَ النَّاسُ حَوْلَهُ كَأَنَّهُ مُعَلِّمُ صِبْیَانٍ هَذَا یَسْأَلُهُ وَ هَذَا یَسْأَلُهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ أَلْطَفْتُ لِأُمِّی وَ كُنْتُ أُطْعِمُهَا وَ أَفْلِی ثَوْبَهَا وَ رَأْسَهَا وَ أَخْدُمُهَا فَقَالَتْ لِی یَا بُنَیَّ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِی هَذَا وَ أَنْتَ عَلَی دِینِی فَمَا الَّذِی أَرَی مِنْكَ مُنْذُ هَاجَرْتَ فَدَخَلْتَ فِی الْحَنِیفِیَّةِ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ نَبِیِّنَا أَمَرَنِی بِهَذَا فَقَالَتْ هَذَا الرَّجُلُ هُوَ نَبِیٌّ فَقُلْتُ لَا وَ لَكِنَّهُ ابْنُ نَبِیٍّ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ هَذَا نَبِیٌّ إِنَّ هَذِهِ وَصَایَا الْأَنْبِیَاءِ فَقُلْتُ یَا أُمِّ إِنَّهُ لَیْسَ یَكُونُ بَعْدَ

ص: 374


1- 1. الاختصاص ص 195.
2- 2. نفس المصدر ص 195.
3- 3. سورة الشوری، الآیة: 52.

نَبِیِّنَا نَبِیٌّ وَ لَكِنَّهُ ابْنُهُ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ دِینُكَ خَیْرُ دِینٍ اعْرِضْهُ عَلَیَّ فَعَرَضْتُهُ عَلَیْهَا فَدَخَلَتْ فِی الْإِسْلَامِ وَ عَلَّمْتُهَا فَصَلَّتِ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ وَ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ثُمَّ عَرَضَ بِهَا عَارِضٌ فِی اللَّیْلِ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ أَعِدْ عَلَیَّ مَا عَلَّمْتَنِی فَأَعَدْتُهُ عَلَیْهَا فَأَقَرَّتْ بِهِ وَ مَاتَتْ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ كَانَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِینَ غَسَّلُوهَا وَ كُنْتُ أَنَا الَّذِی صَلَّیْتُ عَلَیْهَا وَ نَزَلْتُ فِی قَبْرِهَا(1).

بیان: أفلی ثوبها أی أنظر فیه لأستخرج قملها.

«98»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی وَلَّادٍ الْحَنَّاطِ قَالَ: اكْتَرَیْتُ بَغْلًا إِلَی قَصْرِ ابْنِ هُبَیْرَةَ(2) ذَاهِباً وَ جَائِیاً بِكَذَا وَ كَذَا وَ خَرَجْتُ فِی طَلَبِ غَرِیمٍ لِی فَلَمَّا صِرْتُ قُرْبَ قَنْطَرَةِ الْكُوفَةِ أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبِی تَوَجَّهَ إِلَی النِّیلِ (3) فَتَوَجَّهْتُ نَحْوَ النِّیلِ فَلَمَّا أَتَیْتُ النِّیلَ أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبِی تَوَجَّهَ إِلَی بَغْدَادَ فَاتَّبَعْتُهُ وَ ظَفِرْتُ بِهِ وَ فَرَغْتُ مِمَّا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ رَجَعْنَا إِلَی الْكُوفَةِ وَ كَانَ ذَهَابِی وَ مَجِیئِی خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً فَأَخْبَرْتُ صَاحِبَ الْبَغْلِ بِعُذْرِی وَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَحَلَّلَ مِنْهُ مِمَّا صَنَعْتُ وَ أُرْضِیَهُ فَبَذَلْتُ خَمْسَةَ عَشَرَ دِرْهَماً فَأَبَی أَنْ یَقْبَلَ فَتَرَاضَیْنَا بِأَبِی حَنِیفَةَ فَأَخْبَرْتُهُ بِالْقِصَّةِ وَ أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ لِی مَا صَنَعْتَ بِالْبَغْلِ فَقُلْتُ قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَیْهِ سَلِیماً قَالَ نَعَمْ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً قَالَ فَمَا تُرِیدُ مِنَ الرَّجُلِ قَالَ أُرِیدُ كِرَی بَغْلِی فَقَدْ حَبَسَهُ عَلَیَّ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً فَقَالَ مَا أَرَی لَكَ حَقّاً لِأَنَّهُ اكْتَرَاهُ إِلَی قَصْرِ ابْنِ هُبَیْرَةَ فَخَالَفَ وَ رَكِبَهُ إِلَی النِّیلِ وَ إِلَی بَغْدَادَ فَضَمِنَ قِیمَةَ الْبَغْلِ وَ سَقَطَ الْكِرَی فَلَمَّا رَدَّ الْبَغْلَ سَلِیماً وَ قَبَضْتَهُ لَمْ یَلْزَمْهُ الْكِرَی قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ جَعَلَ صَاحِبُ الْبَغْلِ یَسْتَرْجِعُ فَرَحِمْتُهُ مِمَّا أَفْتَی بِهِ أَبُو حَنِیفَةَ فَأَعْطَیْتُهُ شَیْئاً وَ تَحَلَّلْتُ مِنْهُ

ص: 375


1- 1. الكافی ج 2 ص 160.
2- 2. قصر ابن هبیرة: ینسب الی یزید بن عمر بن هبیرة و الی العراق لمروان بن محمّد، بناه بالقرب من جرسورا.
3- 3. النیل: بكسر أوله اسم لعدة مواضع منها: بلیدة فی سواد الكوفة، قرب حلة بنی مزید یخترقها نهر یتخلج من الفرات العظمی حفره الحجاج بن یوسف.

فَحَجَجْتُ تِلْكَ السَّنَةَ فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَا أَفْتَی بِهِ أَبُو حَنِیفَةَ(1) فَقَالَ لِی فِی مِثْلِ هَذَا الْقَضَاءِ وَ شِبْهِهِ تَحْبِسُ السَّمَاءُ مَاءَهَا وَ تَمْنَعُ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا تَرَی أَنْتَ قَالَ أَرَی لَهُ عَلَیْكَ مِثْلَ كِرَی بَغْلٍ ذَاهِباً مِنَ الْكُوفَةِ إِلَی النِّیلِ وَ مِثْلَ كِرَی بَغْلٍ رَاكِباً مِنَ النِّیلِ إِلَی بَغْدَادَ وَ مِثْلَ كِرَی بَغْلٍ مِنْ بَغْدَادَ إِلَی الْكُوفَةِ تُوَفِّیهِ إِیَّاهُ قَالَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ عَلَفْتُهُ بِدَرَاهِمَ فَلِی عَلَیْهِ عَلَفُهُ فَقَالَ لَا لِأَنَّكَ غَاصِبٌ فَقُلْتُ أَ رَأَیْتَ لَوْ عَطِبَ الْبَغْلُ وَ نَفَقَ أَ لَیْسَ كَانَ یَلْزَمُنِی قَالَ نَعَمْ قِیمَةُ بَغْلٍ یَوْمَ خَالَفْتَهُ قُلْتُ فَإِنْ أَصَابَ الْبَغْلَ كَسْرٌ أَوْ دَبَرٌ أَوْ غَمْزٌ فَقَالَ عَلَیْكَ قِیمَةُ مَا بَیْنَ الصِّحَّةِ وَ الْعَیْبِ یَوْمَ تَرُدُّهُ عَلَیْهِ قُلْتُ فَمَنْ یَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ أَنْتَ وَ هُوَ إِمَّا أَنْ یَحْلِفَ هُوَ عَلَی الْقِیمَةِ فَیَلْزَمَكَ فَإِنْ رَدَّ الْیَمِینَ عَلَیْكَ فَحَلَفْتَ عَلَی الْقِیمَةِ لَزِمَهُ ذَلِكَ أَوْ یَأْتِیَ صَاحِبُ الْبَغْلِ بِشُهُودٍ یَشْهَدُونَ أَنَّ قِیمَةَ الْبَغْلِ حِینَ أَكْرَی كَذَا وَ كَذَا فَیَلْزَمَكَ قُلْتُ إِنْ كُنْتُ أَعْطَیْتُهُ دَرَاهِمَ وَ رَضِیَ بِهَا وَ حَلَّلَنِی فَقَالَ إِنَّمَا رَضِیَ بِهَا وَ حَلَّلَكَ حِینَ قَضَی عَلَیْهِ أَبُو حَنِیفَةَ بِالْجَوْرِ وَ الظُّلْمِ وَ لَكِنِ ارْجِعْ إِلَیْهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا أَفْتَیْتُكَ بِهِ فَإِنْ جَعَلَكَ فِی حِلٍّ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْكَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو وَلَّادٍ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ مِنْ وَجْهِی ذَلِكَ لَقِیتُ الْمُكَارِیَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا أَفْتَانِی بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قُلْتُ لَهُ قُلْ مَا شِئْتَ حَتَّی أُعْطِیَكَهُ فَقَالَ قَدْ حَبَّبْتَ إِلَیَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ وَقَعَ فِی قَلْبِی لَهُ التَّفْضِیلُ وَ أَنْتَ فِی حِلٍّ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَرُدَّ عَلَیْكَ الَّذِی أَخَذْتُهُ مِنْكَ فَعَلْتُ (2).

«99»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی عُمَارَةَ الطَّیَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی قَدْ ذَهَبَ مَالِی وَ تَفَرَّقَ مَا فِی یَدِی وَ عِیَالِی كَثِیرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَافْتَحْ بَابَ حَانُوتِكَ وَ ابْسُطْ بِسَاطَكَ وَ ضَعْ مِیزَانَكَ وَ تَعَرَّضْ لِرِزْقِ رَبِّكَ فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ الْكُوفَةَ

ص: 376


1- 1. ما بین القوسین موجود فی المصدر و قد سقط من مطبوعة الكمبانیّ.
2- 2. الكافی ج 5 ص 290.

فَتَحَ بَابَ حَانُوتِهِ وَ بَسَطَ بِسَاطَهُ وَ وَضَعَ مِیزَانَهُ قَالَ فَتَعَجَّبَ مَنْ حَوْلَهُ بِأَنْ لَیْسَ فِی بَیْتِهِ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ مِنَ الْمَتَاعِ وَ لَا عِنْدَهُ شَیْ ءٌ قَالَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ اشْتَرِ لِی ثَوْباً قَالَ فَاشْتَرَی لَهُ وَ أَخَذَ ثَمَنَهُ وَ صَارَ الثَّمَنُ إِلَیْهِ ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ اشْتَرِ لِی ثَوْباً قَالَ فَجَلَبَ لَهُ

فِی السُّوقِ ثُمَّ اشْتَرَی لَهُ ثَوْباً فَأَخَذَ ثَمَنَهُ فَصَارَ فِی یَدِهِ وَ كَذَلِكَ یَصْنَعُ التُّجَّارُ یَأْخُذُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عُمَارَةَ إِنَّ عِنْدِی عِدْلًا مِنْ كَتَّانٍ فَهَلْ تَشْتَرِیهِ وَ أُؤَخِّرَكَ بِثَمَنِهِ سَنَةً فَقَالَ نَعَمْ احْمِلْهُ وَ جِئْ بِهِ قَالَ فَحَمَلَهُ إِلَیْهِ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِتَأْخِیرِ سَنَةٍ قَالَ فَقَامَ الرَّجُلُ فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ فَقَالَ یَا أَبَا عُمَارَةَ مَا هَذَا الْعِدْلُ قَالَ هَذَا عِدْلٌ اشْتَرَیْتُهُ فَقَالَ فَتَبِیعُنِی نِصْفَهُ وَ أُعَجِّلَ لَكَ ثَمَنَهُ قَالَ نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ وَ أَعْطَاهُ نِصْفَ الْمَتَاعِ فَأَخَذَ نِصْفَ الثَّمَنِ قَالَ فَصَارَ فِی یَدِهِ الْبَاقِی إِلَی سَنَةٍ قَالَ فَجَعَلَ یَشْتَرِی بِثَمَنِهِ الثَّوْبَ وَ الثَّوْبَیْنِ وَ یَعْرِضُ وَ یَشْتَرِی وَ یَبِیعُ حَتَّی أَثْرَی وَ عَرَضَ وَجْهُهُ وَ أَصَابَ مَعْرُوفاً(1).

«100»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْمَدِینَةِ فَضَاقَ ضَیْقاً شَدِیداً وَ اشْتَدَّتْ حَالُهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اذْهَبْ فَخُذْ حَانُوتاً فِی السُّوقِ وَ ابْسُطْ بِسَاطاً وَ لْیَكُنْ عِنْدَكَ جَرَّةٌ مِنْ مَاءٍ وَ الْزَمْ بَابَ حَانُوتِكَ قَالَ فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ قَدِمَتْ رِفْقَةٌ مِنْ مِصْرَ فَأَلْقَوْا مَتَاعَهُمْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عِنْدَ مَعْرِفَتِهِ وَ عِنْدَ صَدِیقِهِ حَتَّی مَلَئُوا الْحَوَانِیتَ وَ بَقِیَ رَجُلٌ لَمْ یُصِبْ حَانُوتاً یُلْقِی فِیهِ مَتَاعَهُ فَقَالَ لَهُ أَهْلُ السُّوقِ هَاهُنَا رَجُلٌ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ وَ لَیْسَ فِی حَانُوتِهِ مَتَاعٌ فَلَوْ أَلْقَیْتَ مَتَاعَكَ فِی حَانُوتِهِ فَذَهَبَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أُلْقِی مَتَاعِی فِی حَانُوتِكَ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَأَلْقَی مَتَاعَهُ فِی حَانُوتِهِ وَ جَعَلَ یَبِیعُ مَتَاعَهُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ حَتَّی إِذَا حَضَرَ خُرُوجُ الرِّفْقَةِ بَقِیَ عِنْدَ الرَّجُلِ شَیْ ءٌ یَسِیرٌ مِنْ مَتَاعِهِ فَكَرِهَ الْمُقَامَ عَلَیْهِ فَقَالَ لِصَاحِبِنَا أُخَلِّفُ هَذَا الْمَتَاعَ عِنْدَكَ تَبِیعُهُ وَ تَبْعَثُ إِلَیَّ بِثَمَنِهِ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ فَخَرَجَتِ الرِّفْقَةُ

ص: 377


1- 1. الكافی ج 5 ص 304 و فیه« جئنی به» بدل« و جی ء به».

وَ خَرَجَ الرَّجُلُ مَعَهُمْ وَ خَلَّفَ الْمَتَاعَ عِنْدَهُ فَبَاعَهُ صَاحِبُنَا وَ بَعَثَ بِثَمَنِهِ إِلَیْهِ قَالَ فَلَمَّا أَنْ تَهَیَّأَ خُرُوجُ رِفْقَةِ مِصْرَ مِنْ مِصْرَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِبِضَاعَةٍ فَبَاعَهَا وَ رَدَّ إِلَیْهِ ثَمَنَهَا فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ مِنْهُ الرَّجُلُ أَقَامَ بِمِصْرَ وَ جَعَلَ یَبْعَثُ إِلَیْهِ بِالْمَتَاعِ وَ یُجَهِّزُ عَلَیْهِ قَالَ فَأَصَابَ وَ كَثُرَ مَالُهُ وَ أَثْرَی (1).

«101»- كِتَابُ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ،: قَالَ لَمَّا ظَهْرَ أَبُو الْخَطَّابِ بِالْكُوفَةِ وَ ادَّعَی فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا ادَّعَاهُ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ عُبَیْدَةَ بْنِ زُرَارَةَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدِ ادَّعَی أَبُو الْخَطَّابِ وَ أَصْحَابُهُ فِیكَ أَمْراً عَظِیماً إِنَّهُ لَبَّی بِلَبَّیْكَ جَعْفَرُ لَبَّیْكَ مِعْرَاجٍ وَ زَعَمَ أَصْحَابُهُ أَنَّ أَبَا الْخَطَّابِ أُسْرِیَ بِهِ إِلَیْكَ فَلَمَّا هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ دَعَا إِلَیْكَ وَ لِذَا لَبَّی بِكَ قَالَ فَرَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ أَرْسَلَ دَمْعَتَهُ مِنْ حَمَالِیقِ (2) عَیْنَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا رَبِّ بَرِئْتُ إِلَیْكَ مِمَّا ادَّعَی فِیَّ الْأَجْدَعُ (3) عَبْدُ بَنِی أَسَدٍ خَشَعَ لَكَ شَعْرِی وَ بَشَرِی عَبْدٌ لَكَ ابْنُ عَبْدٍ لَكَ خَاضِعٌ ذَلِیلٌ ثُمَّ أَطْرَقَ سَاعَةً فِی الْأَرْضِ كَأَنَّهُ یُنَاجِی شَیْئاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ هُوَ یَقُولُ أَجَلْ أَجَلْ عَبْدٌ خَاضِعٌ خَاشِعٌ ذَلِیلٌ لِرَبِّهِ صَاغِرٌ رَاغِمٌ مِنْ رَبِّهِ خَائِفٌ وَجِلٌ لِی وَ اللَّهِ رَبٌّ أَعْبُدُهُ لَا أُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً مَا لَهُ أَخْزَاهُ اللَّهُ وَ أَرْعَبَهُ وَ لَا آمَنَ رَوْعَتَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا كَانَتْ تَلْبِیَةُ الْأَنْبِیَاءِ هَكَذَا وَ لَا تَلْبِیَتِی وَ لَا تَلْبِیَةُ الرُّسُلِ إِنَّمَا لَبَّیْتُ بِلَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ لَا شَرِیكَ لَكَ ثُمَّ قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ یَا زَیْدُ إِنَّمَا قُلْتُ لَكَ هَذَا لِأَسْتَقِرَّ فِی قَبْرِی یَا زَیْدُ اسْتُرْ ذَلِكَ عَنِ الْأَعْدَاءِ(4).

أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مَزَارٍ لِبَعْضِ قُدَمَاءِ أَصْحَابِنَا وَ فِی كِتَابِ مَقْتَلٍ لِبَعْضِ

ص: 378


1- 1. نفس المصدر ج 5 ص 309.
2- 2. الحمالیق: جمع حملاق و حملاق و حملوق كعصفور، من العین: باطن أجفانها الذی یسوده الكحل أو هو ما غطته الاجفان من بیاض المقلة.
3- 3. الاجدع: مقطوع الانف.
4- 4. أصل زید النرسی ص 46 من الأصول الستة عشر طبع ایران.

مُتَأَخِّرِیهِمْ خَبَراً أَحْبَبْتُ إِیرَادَهُ وَ اللَّفْظُ لِلْأَوَّلِ:

قَالَ حَدَّثَنَا جَمَاعَةٌ عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیِّ وَ عَنِ الشَّرِیفِ أَبِی الْفَضْلِ الْمُنْتَهی بْنِ أَبِی زَیْدِ بْنِ كیابكی الْحُسَیْنِیِّ وَ عَنِ الشَّیْخِ الْأَمِینِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنِ وَ عَنِ الشَّیْخِ الْجَلِیلِ ابْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنِ الْمُقْرِی عَبْدِ الْجَبَّارِ الرَّازِیِّ وَ كُلُّهُمْ یَرْوُونَ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ بِالْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ بِالْغَرِیِّ عَلَی صَاحِبِهِ السَّلَامُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ خَمْسِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِیُّ قَالُوا وَ حَدَّثَنَا الشَّیْخُ الْمُفِیدُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِیُّ وَ الشَّیْخُ الْأَمِینُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنُ قَالا جَمِیعاً حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعُكْبَرِیُّ الْمُعَدِّلُ بِهَا فِی دَارِهِ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سَبْعٍ وَ سِتِّینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَزِیدَ بْنِ أَبِی الْأَزْهَرِ الْبُوشَنْجِیُّ النَّحْوِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدٍ النَّهْلِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی قَالَ حَدَّثَنَا الشَّرِیفُ زَیْدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وُهْبَانَ الهناتی [الَهُنَائِیُ] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ سُفْیَانَ الْبَزَوْفَرِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّاقِدِ عَنْ بَشَّارٍ الْمُكَارِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْكُوفَةِ وَ قَدْ قُدِّمَ لَهُ طَبَقُ رُطَبٍ طَبَرْزَدٍ(1)

وَ هُوَ یَأْكُلُ فَقَالَ یَا بَشَّارُ ادْنُ فَكُلْ فَقُلْتُ هَنَّأَكَ اللَّهُ وَ جَعَلَنِی فِدَاكَ قَدْ أَخَذَتْنِی الْغِیرَةُ مِنْ شَیْ ءٍ رَأَیْتُهُ فِی طَرِیقِی أَوْجَعَ قَلْبِی وَ بَلَغَ مِنِّی فَقَالَ لِی بِحَقِّی لَمَّا دَنَوْتَ فَأَكَلْتَ قَالَ فَدَنَوْتُ فَأَكَلْتُ فَقَالَ لِی حَدِیثَكَ قُلْتُ رَأَیْتُ جِلْوَازاً(2) یَضْرِبُ رَأْسَ امْرَأَةٍ وَ یَسُوقُهَا إِلَی الْحَبْسِ

ص: 379


1- 1. الطبرزد: نوع من التمر سمی به لشدة حلاوته تشبیها بالسكر الطبرزد.
2- 2. الجلواز: الشرطی الذی یحف فی الذهاب و المجی ء بین یدی الامیر جمع جلاوزة.

وَ هِیَ تُنَادِی بِأَعْلَا صَوْتِهَا الْمُسْتَغَاثُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ لَا یُغِیثُهَا أَحَدٌ قَالَ وَ لِمَ فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهَا عَثَرَتْ فَقَالَتْ لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِیكِ یَا فَاطِمَةُ فَارْتَكَبَ مِنْهَا مَا ارْتَكَبَ قَالَ فَقَطَعَ الْأَكْلَ وَ لَمْ یَزَلْ یَبْكِی حَتَّی ابْتَلَّ مِنْدِیلُهُ وَ لِحْیَتُهُ وَ صَدْرُهُ بِالدُّمُوعِ ثُمَّ قَالَ یَا بَشَّارُ قُمْ بِنَا إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ فَنَدْعُوَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَسْأَلَهُ خَلَاصَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ قَالَ وَ وَجَّهَ بَعْضَ الشِّیعَةِ إِلَی بَابِ السُّلْطَانِ وَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِ بِأَنْ لَا یَبْرَحَ إِلَی أَنْ یَأْتِیَهُ رَسُولُهُ فَإِنْ حَدَثَ بِالْمَرْأَةِ صَارَ إِلَیْنَا حَیْثُ كُنَّا قَالَ فَصِرْنَا إِلَی مَسْجِدِ السَّهْلَةِ وَ صَلَّی كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ الصَّادِقُ علیه السلام یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ- أَنْتَ اللَّهُ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ قَالَ فَخَرَّ سَاجِداً لَا أَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا النَّفَسَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ قُمْ فَقَدْ أُطْلِقَتِ المَرْأَةُ قَالَ فَخَرَجْنَا جَمِیعاً فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذْ لَحِقَ بِنَا الرَّجُلُ الَّذِی وَجَّهْنَاهُ إِلَی بَابِ السُّلْطَانِ فَقَالَ لَهُ علیه السلام مَا الْخَبَرُ قَالَ قَدْ أُطْلِقَ عَنْهَا قَالَ كَیْفَ كَانَ إِخْرَاجُهَا قَالَ- لَا أَدْرِی وَ لَكِنَّنِی كُنْتُ وَاقِفاً عَلَی بَابِ السُّلْطَانِ إِذْ خَرَجَ حَاجِبٌ فَدَعَاهَا وَ قَالَ لَهَا مَا الَّذِی تَكَلَّمْتِ قَالَتْ عَثَرْتُ فَقُلْتُ لَعَنَ اللَّهُ ظَالِمِیكِ یَا فَاطِمَةُ فَفُعِلَ بِی مَا فُعِلَ قَالَ فَأَخْرَجَ مِائَتَیْ دِرْهَمٍ وَ قَالَ خُذِی هَذِهِ وَ اجْعَلِی الْأَمِیرَ فِی حِلٍّ فَأَبَتْ أَنْ تَأْخُذَهَا فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ مِنْهَا دَخَلَ وَ أَعْلَمَ صَاحِبَهُ بِذَلِكَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ انْصَرِفِی إِلَی بَیْتِكِ فَذَهَبَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَبَتْ أَنْ تَأْخُذَ الْمِائَتَیْ دِرْهَمٍ قَالَ نَعَمْ وَ هِیَ وَ اللَّهِ مُحْتَاجَةٌ إِلَیْهَا قَالَ فَأَخْرَجَ مِنْ جَیْبِهِ صُرَّةً فِیهَا سَبْعَةُ دَنَانِیرَ وَ قَالَ اذْهَبْ أَنْتَ بِهَذِهِ إِلَی مَنْزِلِهَا فَأَقْرِئْهَا مِنِّی السَّلَامَ وَ ادْفَعْ إِلَیْهَا هَذِهِ الدَّنَانِیرَ قَالَ فَذَهَبْنَا جَمِیعاً فَأَقْرَأْنَاهَا مِنْهُ السَّلَامَ فَقَالَتْ بِاللَّهِ أَقْرَأَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَامَ فَقُلْتُ لَهَا رَحِمَكِ اللَّهُ وَ اللَّهِ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَقْرَأَكِ السَّلَامَ فَشَقَّتْ جَیْبَهَا وَ وَقَعَتْ مَغْشِیَّةً عَلَیْهَا قَالَ فَصَبَرْنَا حَتَّی أَفَاقَتْ وَ قَالَتْ أَعِدْهَا عَلَیَّ فَأَعَدْنَاهَا عَلَیْهَا حَتَّی فَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثاً ثُمَّ قُلْنَا لَهَا خُذِی هَذَا مَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَیْكِ وَ أَبْشِرِی بِذَلِكِ فَأَخَذَتْهُ مِنَّا وَ قَالَتْ:

ص: 380

سَلُوهُ أَنْ یَسْتَوْهِبَ أَمَتَهُ مِنَ اللَّهِ فَمَا أَعْرِفُ أَحَداً تُوُسِّلَ بِهِ إِلَی اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْهُ وَ مِنْ آبَائِهِ وَ أَجْدَادِهِ علیهم السلام.

قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَعَلْنَا نُحَدِّثُهُ بِمَا كَانَ مِنْهَا فَجَعَلَ یَبْكِی وَ یَدْعُو لَهَا ثُمَّ قُلْتُ لَیْتَ شِعْرِی مَتَی أَرَی فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام قَالَ یَا بَشَّارُ إِذَا تُوُفِّیَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ هُوَ الرَّابِعُ مِنْ وُلْدِی فِی أَشَدِّ الْبِقَاعِ بَیْنَ شِرَارِ الْعِبَادِ فَعِنْدَ ذَلِكَ یَصِلُ إِلَی وُلْدِ بَنِی فُلَانٍ مُصِیبَةٌ سَوَاءٌ فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِكَ الْتَقَتْ حَلَقُ الْبِطَانِ وَ لَا مَرَدَّ لِأَمْرِ اللَّهِ.

بیان: المراد ببنی فلان بنی العباس و كان ابتداء وهی دولتهم عند وفاة أبی الحسن العسكری علیه السلام و البطان للقتب الحزام الذی یجعل تحت بطن البعیر و یقال التقت حلقتا البطان للأمر إذا اشتد.

«102»- محص، [التمحیص] عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمَلاعِینِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَسُوءَنَّهُ فِی شِیعَتِهِ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقْبِلْ إِلَیَّ فَلَمْ یُقْبِلْ إِلَیْهِ فَأَعَادَ فَلَمْ یُقْبِلْ إِلَیْهِ ثُمَّ أَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ هَا أَنَا ذَا مُقْبِلٌ فَقُلْ وَ لَنْ تَقُولَ خَیْراً فَقَالَ إِنَّ شِیعَتَكَ یَشْرَبُونَ النَّبِیذَ فَقَالَ وَ مَا بَأْسٌ بِالنَّبِیذِ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانُوا یَشْرَبُونَ النَّبِیذَ فَقَالَ لَسْتُ أَعْنِیكَ النَّبِیذَ أَعْنِیكَ الْمُسْكِرَ فَقَالَ شِیعَتُنَا أَزْكَی وَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ یَجْرِیَ لِلشَّیْطَانِ فِی أَمْعَائِهِمْ رَسِیسٌ وَ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ الْمَخْذُولُ مِنْهُمْ فَیَجِدُ رَبّاً رَءُوفاً وَ نَبِیّاً بِالاسْتِغْفَارِ لَهُ عَطُوفاً وَ وَلِیّاً لَهُ عِنْدَ الْحَوْضِ وَلُوفاً وَ تَكُونُ وَ أَصْحَابَكَ بِبَرَهُوتَ (1)

عَطُوفاً قَالَ فَأُفْحِمَ الرَّجُلُ وَ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ لَسْتُ أَعْنِیكَ الْمُسْكِرَ إِنَّمَا أَعْنِیكَ الْخَمْرَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَلَبَكَ اللَّهُ لِسَانَكَ مَا لَكَ تُؤْذِینَا فِی شِیعَتِنَا مُنْذُ الْیَوْمِ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ

ص: 381


1- 1. برهوت: بضم الهاء و سكون الواو و تاء فوقها نقطتان: واد فی حضرموت فیه بئر یتصاعد منها لهیب الاسفلت مع صوت الغلیان و روائح كریهة، جاء أن فیه أرواح الكفّار.

عَنِ اللَّهِ تَعَالَی أَنَّهُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّنِی حَظَرْتُ الْفِرْدَوْسَ عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ حَتَّی تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُكُمَا إِلَّا مَنِ اقْتَرَفَ مِنْهُمْ كَبِیرَةً فَإِنِّی أَبْلُوهُ فِی مَالِهِ أَوْ بِخَوْفٍ مِنْ سُلْطَانِهِ حَتَّی تَلَقَّاهُ الْمَلَائِكَةُ بِالرَّوْحِ وَ الرَّیْحَانِ وَ أَنَا عَلَیْهِ غَیْرُ غَضْبَانَ فَهَلْ عِنْدَ أَصْحَابِكَ هَؤُلَاءِ شَیْ ءٌ مِنْ هَذَا.

أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ مِثْلَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّانِی علیه السلام (1): بیان الرسیس الشی ء الثابت و ابتداء الحب و یقال ولف البرق إذا تتابع و الولوف البرق المتتابع اللمعان و لا یبعد أن یكون بالكاف من وكف البیت أی قطر قوله عطوفا كذا فی النسخة التی عندنا و فی مشارق الأنوار(2) مكوفا من الكوف بمعنی الجمع و هو الصواب.

«103»- ختص، [الإختصاص]: مِنْ أَصْحَابِهِ علیه السلام عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ- أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ بُكَیْرُ بْنُ أَعْیَنَ- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ (3).

«104»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ الْبَجَلِیِّ قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَالِی وَ انْتِشَارَ أَمْرِی عَلَیَّ قَالَ فَقَالَ لِی إِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ فَبِعْ وِسَادَةً مِنْ بَیْتِكَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَ ادْعُ إِخْوَانَكَ وَ أَعِدَّ لَهُمْ طَعَاماً وَ سَلْهُمْ یَدْعُونَ اللَّهَ لَكَ قَالَ فَفَعَلْتُ وَ مَا أَمْكَنَنِی ذَلِكَ حَتَّی بِعْتُ وِسَادَةً وَ اتَّخَذْتُ طَعَاماً كَمَا أَمَرَنِی وَ سَأَلْتُهُمْ أَنْ یَدْعُوا اللَّهَ لِی قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا مَكَثْتُ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی أَتَانِی غَرِیمٌ لِی فَدَقَّ الْبَابَ عَلَیَّ وَ صَالَحَنِی مِنْ مَالٍ لِی كَثِیرٍ كُنْتُ أَحْسَبُهُ نَحْواً مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَتِ الْأَشْیَاءُ عَلَیَ (4).

«105»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

ص: 382


1- 1. مشارق أنوار الیقین ص 221 بتفاوت.
2- 2. نفس المصدر ص 221 و فیه« و اماما له علی الحوض عروفا».
3- 3. الاختصاص ص 8 و لیس فی المطبوع ذكر أبان بن تغلب مع الجماعة.
4- 4. الكافی ج 5 ص 314.

بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كَانَ لِی صَدِیقٌ مِنْ كُتَّابِ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ لِی اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی كُنْتُ فِی دِیوَانِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَصَبْتُ مِنْ دُنْیَاهُمْ مَالًا كَثِیراً وَ أَغْمَضْتُ

فِی مَطَالِبِهِ (1)

فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَوْ لَا أَنَّ بَنِی أُمَیَّةَ وَجَدُوا مَنْ یَكْتُبُ لَهُمْ وَ یَجْبِی لَهُمُ الْفَیْ ءَ وَ یُقَاتِلُ عَنْهُمْ وَ یَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا وَ لَوْ تَرَكَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مَا وَجَدُوا شَیْئاً إِلَّا مَا وَقَعَ فِی أَیْدِیهِمْ قَالَ فَقَالَ الْفَتَی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ لِی مَخْرَجٌ مِنْهُ قَالَ إِنْ قُلْتُ لَكَ تَفْعَلُ قَالَ أَفْعَلُ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْ جَمِیعِ مَا كَسَبْتَ فِی دِیوَانِهِمْ فَمَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ رَدَدْتَ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ تَصَدَّقْتَ بِهِ وَ أَنَا أَضْمَنُ لَكَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةَ فَأَطْرَقَ الْفَتَی طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ لَهُ قَدْ فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ ابْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَرَجَعَ الْفَتَی مَعَنَا إِلَی الْكُوفَةِ فَمَا تَرَكَ شَیْئاً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّی ثِیَابِهِ الَّتِی عَلَی بَدَنِهِ قَالَ فَقَسَمْتُ لَهُ قِسْمَةً وَ اشْتَرَیْنَا لَهُ ثِیَاباً وَ بَعَثْنَا إِلَیْهِ بِنَفَقَةٍ قَالَ فَمَا أَتَی عَلَیْهِ إِلَّا أَشْهُرٌ قَلَائِلُ حَتَّی مَرِضَ فَكُنَّا نَعُودُهُ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ فِی السَّوْقِ (2) قَالَ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَی لِی وَ اللَّهِ صَاحِبُكَ قَالَ ثُمَّ مَاتَ فَتَوَلَّیْنَا أَمْرَهُ فَخَرَجْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَفَیْنَا وَ اللَّهِ لِصَاحِبِكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا وَ اللَّهِ قَالَ لِی عِنْدَ مَوْتِهِ (3).

«106»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ قَالَ أَخْبَرَنِی مَوْلًی لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحِیرَةَ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَوْ كَلَّمْتَ دَاوُدَ بْنَ عَلِیٍّ أَوْ بَعْضَ هَؤُلَاءِ فَأَدْخُلَ فِی بَعْضِ هَذِهِ الْوِلَایَاتِ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَتَفَكَّرْتُ

ص: 383


1- 1. أغمضت فی مطالبه: أی تساهلت فی تحصیله و لم أجتنب فیه الحرام و الشبهات.
2- 2. السوق: هو حالة نزع الروح من المیت.
3- 3. الكافی ج 5 ص 106.

فَقُلْتُ مَا أَحْسَبُهُ مَنَعَنِی إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أَجُورَ وَ اللَّهِ لَآتِیَنَّهُ وَ لَأُعْطِیَنَّهُ الطَّلَاقَ وَ الْعَتَاقَ وَ الْأَیْمَانَ الْمُغَلَّظَةَ أَنْ لَا أَظْلِمَ أَحَداً وَ لَا أَجُورَ وَ لَأَعْدِلَنَّ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی فَكَّرْتُ فِی إِبَائِكَ عَلَیَّ فَظَنَنْتُ أَنَّكَ إِنَّمَا كَرِهْتَ ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ أَجُورَ أَوْ أَظْلِمَ وَ إِنَّ كُلَّ امْرَأَةٍ لِی طَالِقٌ وَ كُلَّ مَمْلُوكٍ لِی حُرٌّ وَ عَلَیَّ وَ عَلَیَّ إِنْ ظَلَمْتُ أَحَداً أَوْ جُرْتُ عَلَیْهِ وَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ قَالَ كَیْفَ قُلْتَ قَالَ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ الْأَیْمَانَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ تَنَاوُلُ السَّمَاءِ أَیْسَرُ عَلَیْكَ مِنْ ذَلِكَ (1).

«107»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَیَابَةَ قَالَ: لَمَّا أَنْ هَلَكَ أَبِی سَیَابَةُ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ إِلَیَّ فَضَرَبَ الْبَابَ عَلَیَّ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَعَزَّانِی وَ قَالَ لِی هَلْ تَرَكَ أَبُوكَ شَیْئاً فَقُلْتُ لَهُ لَا فَدَفَعَ إِلَیَّ كِیساً فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ قَالَ لِی أَحْسِنْ حِفْظَهَا وَ كُلْ فَضْلَهَا فَدَخَلْتُ إِلَی أُمِّی وَ أَنَا فَرِحٌ فَأَخْبَرْتُهَا فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِیِّ أَتَیْتُ صَدِیقاً كَانَ لِأَبِی فَاشْتَرَی لِی بِضَائِعَ سابریا [سَابِرِیٍ](2) وَ جَلَسْتُ فِی حَانُوتٍ فَرَزَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا خَیْراً وَ حَضَرَ الْحَجُّ فَوَقَعَ فِی قَلْبِی فَجِئْتُ إِلَی أُمِّی فَقُلْتُ لَهَا إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِی قَلْبِی أَنْ أَخْرُجَ إِلَی مَكَّةَ فَقَالَتْ لِی فَرُدَّ دَرَاهِمَ فُلَانٍ عَلَیْهِ فَهَیَّأْتُهَا وَ جِئْتُ بِهَا إِلَیْهِ فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهِ فَكَأَنِّی وَهَبْتُهَا لَهُ فَقَالَ لَعَلَّكَ اسْتَقْلَلْتَهَا فَأَزِیدَكَ قُلْتُ لَا وَ لَكِنْ وَقَعَ فِی قَلْبِیَ الْحَجُّ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ شَیْئُكَ عِنْدَكَ ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَضَیْتُ نُسُكِی ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَدَخَلْتُ مَعَ النَّاسِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَ یَأْذَنُ إِذْناً عَامّاً فَجَلَسْتُ فِی مَوَاخِیرِ(3)

النَّاسِ وَ كُنْتُ حَدَثاً فَأَخَذَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ وَ یُجِیبُهُمْ فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ عَنْهُ أَشَارَ إِلَیَّ فَدَنَوْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی أَ لَكَ حَاجَةٌ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَیَابَةَ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَبُوكَ فَقُلْتُ هَلَكَ قَالَ فَتَوَجَّعَ وَ تَرَحَّمَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی أَ فَتَرَكَ شَیْئاً قُلْتُ لَا قَالَ فَمِنْ أَیْنَ حَجَجْتَ

ص: 384


1- 1. نفس المصدر ج 5 ص 107.
2- 2. السابری: ضرب من الثیاب الرقاق تعمل بسابور موضع بفارس.
3- 3. المواخیر: جلس فی مواخیر الناس أی فی مؤخرتهم.

قَالَ فَابْتَدَأْتُ فَحَدَّثْتُهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ قَالَ فَمَا تَرَكَنِی أَفْرُغُ مِنْهَا حَتَّی قَالَ لِی- فَمَا فَعَلْتَ [فِی] الْأَلْفِ قَالَ قُلْتُ رَدَدْتُهَا عَلَی صَاحِبِهَا قَالَ فَقَالَ لِی قَدْ أَحْسَنْتَ وَ قَالَ لِی أَ لَا أُوصِیكَ قُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ عَلَیْكَ بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ تَشْرَكُ النَّاسَ فِی أَمْوَالِهِمْ هَكَذَا وَ جَمَعَ بَیْنَ أَصَابِعِهِ قَالَ فَحَفِظْتُ ذَلِكَ عَنْهُ فَزَكَّیْتُ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ (1).

«108»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَمْرٍو الْجُعْفِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ وَ أَنَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حَالًا فَشَكَوْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَجَدْتُ عَلَی بَابِهِ كِیساً فِیهِ سَبْعُمِائَةِ دِینَارٍ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ مِنْ فَوْرِی ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ یَا سَعِیدُ اتَّقِ اللَّهَ وَ عَرِّفْهُ فِی الْمَشَاهِدِ وَ كُنْتُ رَجَوْتُ أَنْ یُرَخِّصَ لِی فِیهِ فَخَرَجْتُ وَ أَنَا مُغْتَمٌّ فَأَتَیْتُ مِنًی فَتَنَحَّیْتُ عَنِ النَّاسِ وَ تَقَصَّیْتُ حَتَّی أَتَیْتُ الْمَاوَرْقَةَ(2)

فَنَزَلْتُ فِی بَیْتٍ مُتَنَحِّیاً مِنَ النَّاسِ ثُمَّ قُلْتُ مَنْ یَعْرِفُ الْكِیسَ قَالَ فَأَوَّلُ صَوْتٍ صَوَّتُّهُ إِذَا رَجُلٌ عَلَی رَأْسِی یَقُولُ أَنَا صَاحِبُ الْكِیسِ قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَنْتَ فَلَا كُنْتَ قُلْتُ مَا عَلَامَةُ الْكِیسِ فَأَخْبَرَنِی بِعَلَامَتِهِ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ قَالَ فَتَنَحَّی نَاحِیَةً فَعَدَّهَا فَإِذَا الدَّنَانِیرُ عَلَی حَالِهَا ثُمَّ عَدَّ مِنْهَا سَبْعِینَ دِینَاراً فَقَالَ خُذْهَا حَلَالًا خَیْرٌ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ حَرَاماً فَأَخَذْتُهَا ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ كَیْفَ تَنَحَّیْتُ وَ كَیْفَ صَنَعْتُ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ حِینَ شَكَوْتَ إِلَیَّ أَمَرْنَا لَكَ بِثَلَاثِینَ دِینَاراً یَا جَارِیَةُ هَاتِهَا فَأَخَذْتُهَا وَ أَنَا مِنْ أَحْسَنِ قَوْمِی

ص: 385


1- 1. الكافی ج 5 ص 134.
2- 2. الماورقة: لم نعثر لهذه الكلمة علی معنی مناسب سوی ما یستفاد من السیاق من أنّها اسم مكان لم نتحقّق من موضعه و قد نقل انها وردت بصور مختلفة منها: الماروقة و الماقوقة و المأفوقة و قد یكون فی الكلمة تصحیف و أن الصواب فیها الماقوفة اسم مفعول من الوقف علی غیر القیاس و أن المراد بها المنازل الموقوفة بمنی لمن لا فسطاط له، كما و نقل أن فی نسخة صحیحة من الكافی« الموقوفة» و معناها ظاهر یغنی عن البیان.

حَالًا(1).

«109»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: تَعَرَّضَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِجَارِیَةِ رَجُلٍ عَقِیلِیٍّ فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ هَذَا الْعُمَرِیَّ قَدْ آذَانِی فَقَالَ لَهَا عِدِیهِ وَ أَدْخِلِیهِ الدِّهْلِیزَ فَأَدْخَلَتْهُ فَشَدَّ عَلَیْهِ فَقَتَلَهُ وَ أَلْقَاهُ فِی الطَّرِیقِ فَاجْتَمَعَ الْبَكْرِیُّونَ وَ الْعُمَرِیُّونَ وَ الْعُثْمَانِیُّونَ وَ قَالُوا مَا لِصَاحِبِنَا كُفْوٌ لَنْ نَقْتُلَ بِهِ إِلَّا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَ مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا غَیْرُهُ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَدْ مَضَی نَحْوَ قُبَاءَ فَلَقِیتُهُ بِمَا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَیْهِ فَقَالَ دَعْهُمْ قَالَ فَلَمَّا جَاءَ وَ رَأَوْهُ وَثَبُوا عَلَیْهِ وَ قَالُوا مَا قَتَلَ صَاحِبَنَا أَحَدٌ غَیْرُكَ وَ مَا نَقْتُلُ بِهِ أَحَداً غَیْرَكَ فَقَالَ لِتُكَلِّمْنِی مِنْكُمْ جَمَاعَةٌ فَاعْتَزَلَ قَوْمٌ مِنْهُمْ فَأَخَذَ بِأَیْدِیهِمْ فَأَدْخَلَهُمُ الْمَسْجِدَ فَخَرَجُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَكُونَ مِثْلُهُ یَفْعَلُ هَذَا وَ لَا یَأْمُرُ بِهِ انْصَرِفُوا قَالَ فَمَضَیْتُ مَعَهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا كَانَ أَقْرَبَ رِضَاهُمْ مِنْ سَخَطٍ قَالَ نَعَمْ دَعَوْتُهُمْ فَقُلْتُ أَمْسِكُوا وَ إِلَّا أَخْرَجْتُ الصَّحِیفَةَ فَقُلْتُ وَ مَا هَذِهِ الصَّحِیفَةُ جَعَلَنِی اللَّهُ فِدَاكَ فَقَالَ أُمُّ الْخَطَّابِ كَانَتْ أَمَةً لِلزُّبَیْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَطَّرَ(2) بِهَا نُفَیْلٌ فَأَحْبَلَهَا فَطَلَبَهُ الزُّبَیْرُ فَخَرَجَ هَارِباً إِلَی الطَّائِفِ فَخَرَجَ الزُّبَیْرُ خَلْفَهُ فَبَصُرَتْ بِهِ ثَقِیفٌ فَقَالُوا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا تَعْمَلُ هَاهُنَا قَالَ جَارِیَتِی سَطَّرَ بِهَا نُفَیْلُكُمْ فَخَرَجَ مِنْهُ إِلَی الشَّامِ وَ خَرَجَ الزُّبَیْرُ فِی تِجَارَةٍ لَهُ إِلَی الشَّامِ فَدَخَلَ عَلَی مَلِكِ الدُّومَةِ(3) فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ قَالَ وَ مَا حَاجَتُكَ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ رَجُلٌ

ص: 386


1- 1. الكافی ج 5 ص 138 و فیه[ الموقوفة] مكان[ الماورقة].
2- 2. سطر: بالمهملات: أی زخرف لها الكلام و خدعها، و فی بعض النسخ شطر بها- بالمعجمة- أی قصد قصدها و من المحتمل قویا تصحیف الكلمة و صوابها« فسطا بها» من السطو بمعنی الوثوب علیها و القهر لها.
3- 3. الدومة: بالضم و قد تفتح هی دومة الجندل، قیل هی من أعمال المدینة حصن علی سبعة مراحل من دمشق، بینها و بین المدینة.

مِنْ أَهْلِكَ قَدْ أَخَذْتَ وَلَدَهُ فَأُحِبُّ أَنْ تَرُدَّهُ عَلَیْهِ قَالَ لِیَظْهَرْ لِی حَتَّی أَعْرِفَهُ فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ إِلَی الْمَلِكِ فَلَمَّا رَآهُ الْمَلِكُ ضَحِكَ فَقَالَ مَا یُضْحِكُكَ أَیُّهَا الْمَلِكُ قَالَ مَا أَظُنُّ هَذَا الرَّجُلَ وَلَدَتْهُ عَرَبِیَّةٌ لَمَّا رَآكَ قَدْ دَخَلْتَ لَمْ یَمْلِكِ اسْتَهُ أَنْ جَعَلَ یَضْرِطُ فَقَالَ أَیُّهَا الْمَلِكُ إِذَا صِرْتُ إِلَی مَكَّةَ قَضَیْتُ حَاجَتَكَ فَلَمَّا قَدِمَ الزُّبَیْرُ تَحَمَّلَ [عَلَیْهِ] بِبُطُونِ قُرَیْشٍ كُلِّهَا أَنْ یَدْفَعَ إِلَیْهِ ابْنَهُ فَأَبَی ثُمَّ تَحَمَّلَ عَلَیْهِ بِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ عَمَلٌ أَ مَا عَلِمْتُمْ مَا فَعَلَ فِی ابْنِی فُلَانٍ وَ لَكِنِ امْضُوا أَنْتُمْ إِلَیْهِ فَقَصَدُوهُ وَ كَلَّمُوهُ فَقَالَ لَهُمُ الزُّبَیْرُ إِنَّ الشَّیْطَانَ لَهُ دَوْلَةٌ وَ إِنَّ ابْنَ هَذَا ابْنُ الشَّیْطَانِ وَ لَسْتُ آمَنُ أَنْ یَتَرَأَّسَ عَلَیْنَا وَ لَكِنْ أَدْخِلُوهُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ عَلَیَّ عَلَی أَنْ أَحْمِیَ لَهُ حَدِیدَةً وَ أَخُطَّ فِی وَجْهِهِ خُطُوطاً وَ أَكْتُبَ عَلَیْهِ وَ عَلَی ابْنِهِ أَنْ لَا یَتَصَدَّرَ فِی مَجْلِسٍ وَ لَا یَتَأَمَّرَ عَلَی أَوْلَادِنَا وَ لَا یَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ قَالَ فَفَعَلُوا وَ خَطَّ وَجْهَهُ بِالْحَدِیدَةِ وَ كَتَبَ عَلَیْهِ الْكِتَابَ وَ ذَلِكَ الْكِتَابُ عِنْدَنَا فَقُلْتُ لَهُمْ إِنْ أَمْسَكْتُمْ وَ إِلَّا أَخْرَجْتُ الْكِتَابَ فَفِیهِ فَضِیحَتُكُمْ فَأَمْسَكُوا.

وَ تُوُفِّیَ مَوْلًی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یُخَلِّفْ وَارِثاً فَخَاصَمَ فِیهِ وُلْدُ الْعَبَّاسِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ حَجَّ فِی تِلْكَ السَّنَةِ فَجَلَسَ لَهُمْ فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَلَاءُ لَنَا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلِ الْوَلَاءُ لِی فَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ إِنَّ أَبَاكَ قَاتَلَ مُعَاوِیَةَ

فَقَالَ إِنْ كَانَ أَبِی قَاتَلَ مُعَاوِیَةَ فَقَدْ كَانَ حَظُّ أَبِیكَ فِیهِ الْأَوْفَرَ ثُمَّ فَرَّ بِجِنَایَتِهِ (1) وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأُطَوِّقَنَّكَ غَداً طَوْقَ الْحَمَامَةِ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ

ص: 387


1- 1. هذا الحدیث من حدیث الغالیة، و یكفی فی الاعراض عنه ان فی طریقه أحمد ابن هلال و هو العبرتائی الذی وصفه الشیخ بانه كان غالیا متّهما فی دینه، و قال فیه العلامة: ورد فیه ذموم عن سیدنا أبی محمّد العسكریّ علیه السلام، و قال المیرزا محمّد فی رجاله الكبیر: و عندی ان روایته غیر مقبولة. هذا من جهة السند، و اما نسبة الخیانة الی حبر الأمة عبد اللّٰه بن عبّاس( رض) فهی من أحادیث الوضاعین و قد اشترك فی تركیزها عدة عوامل أهمها سلطان بنی أمیّة بادئ الامر و خصوم بنی العباس أخیرا، و قد استعرضنا فی كتابنا الكبیر فی حیاة عبد اللّٰه بن عبّاس( رض) فی الجزء الرابع منه جمیع النقود التی طعن بها فی ساحة ابن عبّاس( رض) و منها- و هو أهمها- حدیث الخیانة المزعوم، و قد ذكرنا صوره و أدلة القائلین به، و ناقشناه من حیث السند و الدلالة مضافا الی ما ذكرناه من مكانة الحبر ابن عبّاس( رض) عند أئمة أهل البیت من معاصریه، و شیعتهم، و غیر ذلك ممّا یكذب الحدیث المزعوم و یبری ساحة ذلك الحبر الجلیل، و اسأل اللّٰه أن یوفقنا لطبعه و نشره لیعم نفعه.

عَلِیٍّ كَلَامُكَ هَذَا أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ بَعْرَةٍ فِی وَادِی الْأَزْرَقِ (1)

فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ وَادٍ لَیْسَ لَكَ وَ لَا لِأَبِیكَ فِیهِ حَقٌّ قَالَ فَقَالَ هِشَامٌ إِذَا كَانَ غَداً جَلَسْتُ لَكُمْ فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ خَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِی كِرْبَاسَةٍ وَ جَلَسَ لَهُمْ هِشَامٌ فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكِتَابَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ ادْعُوا إِلَیَّ جَنْدَلَ الْخُزَاعِیَّ وَ عُكَّاشَةَ الضَّمِیرِیَّ وَ كَانَا شَیْخَیْنِ قَدْ أَدْرَكَا الْجَاهِلِیَّةَ فَرَمَی الْكِتَابَ إِلَیْهِمَا فَقَالَ تَعْرِفَانِ هَذِهِ الْخُطُوطَ قَالا نَعَمْ هَذَا خَطُّ الْعَاصِ بْنِ أُمَیَّةَ وَ هَذَا خَطُّ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لِفُلَانٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ هَذَا خَطُّ حَرْبِ بْنِ أُمَیَّةَ فَقَالَ هِشَامٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَرَی خُطُوطَ أَجْدَادِی عِنْدَكُمْ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ قَدْ قَضَیْتُ بِالْوَلَاءِ لَكَ قَالَ فَخَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ:

إِنْ عَادَتِ الْعَقْرَبُ عُدْنَا لَهَا***وَ كَانَتِ النَّعْلُ لَهَا حَاضِرَةً(2)

ص: 388


1- 1. وادی الأزرق: بالحجاز.
2- 2. هذا البیت من أبیات للفضل بن العباس بن عتبة اللّٰهبی قالها فی رجل من بنی كنانة یقال له عقرب بن أبی عقرب و كان تاجرا حناطا و هو شدید المطل حتّی ضرب المثل بمطله فقیل( أمطل من عقرب) فداین الفضل اللّٰهبی و كان شدید الاقتضاء، فمطله عقرب ثمّ مر به الفضل و هو یبیع حنطة له و یقول: جاءت به ضابطة التجار***ضافیة كقطع الاوتار فقال الفضل یهجوه: قد تجرت عقرب فی سوقنا***یا عجبا للعقرب التاجرة قد صافت العقرب و استیقنت***أن ما لها دنیا و لا آخرة ان عادت العقرب عدنا لها***و كانت النعل لها حاضرة ان عدوا كیده فی استه***لغیر ذی كید و لا ثائرة كل عدو یتقی مقبلا***و عقرب تخشی من الدابرة كأنها اذ خرجت هودج***سدت كواه رقعة بائرة لاحظ الأغانی ج 15 ص 7 طبع الساسی، و الامثال للمیدانی ص 133 طبع البهیة بمیدان الازهر بمصر، و حیاة الحیوان للدمیری طبع ایران مادة« عقرب» الامثال.

قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الْكِتَابُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَإِنَّ نُثَیْلَةَ كَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ الزُّبَیْرِ وَ لِأَبِی طَالِبٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخَذَهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَأَوْلَدَهَا فُلَاناً فَقَالَ لَهُ الزُّبَیْرُ هَذِهِ الْجَارِیَةُ وَرِثْنَاهَا مِنْ أُمِّنَا وَ ابْنُكَ هَذَا عَبْدٌ لَنَا فَتَحَمَّلَ عَلَیْهِ بِبُطُونِ قُرَیْشٍ قَالَ فَقَالَ قَدْ أَجَبْتُكَ عَلَی خَلَّةٍ عَلَی أَنْ لَا یَتَصَدَّرَ ابْنُكَ هَذَا فِی مَجْلِسٍ وَ لَا یَضْرِبَ مَعَنَا بِسَهْمٍ فَكَتَبَ عَلَیْهِ كِتَاباً وَ أَشْهَدَ عَلَیْهِ فَهُوَ هَذَا الْكِتَابُ (1).

أقول: قد مضی شرح الخبر فی كتاب الفتن و سیأتی أحوال هشام بن الحكم فی باب مفرد و قد مضی أحوال الهشامین فی باب نفی الجسم و الصورة و أحوال جماعة من أصحابه فی باب مكارم أخلاقه علیه السلام.

«110»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ أَنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ قَالَ لَهُ: مَا اخْتَلَفْتُ أَنَا وَ زُرَارَةُ قَطُّ فَأَتَیْنَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا قَالَ لَنَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِیهَا كَذَا وَ كَذَا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیهَا كَذَا وَ كَذَا(2).

«111»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ كَانَ رَجُلًا شَرِیفاً مُوسِراً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ تَوَاضَعْ یَا مُحَمَّدُ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَی الْكُوفَةِ أَخَذَ قَوْسَرَةً مِنْ تَمْرٍ مَعَ الْمِیزَانِ وَ جَلَسَ عَلَی بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَ جَعَلَ یُنَادِی عَلَیْهِ فَأَتَاهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ فَضَحْتَنَا فَقَالَ إِنَّ مَوْلَایَ أَمَرَنِی بِأَمْرٍ فَلَنْ أُخَالِفَهُ وَ لَنْ أَبْرَحَ حَتَّی أَفْرُغَ مِنْ بَیْعِ مَا فِی هَذِهِ الْقَوْسَرَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ أَمَّا إِذْ أَبَیْتَ إِلَّا أَنْ تَشْتَغِلَ بِبَیْعٍ وَ شِرًی فَاقْعُدْ فِی الطَّحَّانِینَ

ص: 389


1- 1. الكافی ج 8 ص 258.
2- 2. الاختصاص ص 53.

فَقَعَدَ فِی الطَّحَّانِینَ فَهَیَّأَ رَحًی وَ جَمَلًا وَ جَعَلَ یَطْحَنُ وَ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیُّ أَنَّهُ كَانَ مَشْهُوراً فِی الْعِبَادَةِ وَ كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ فِی زَمَانِهِ (1).

«112»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَحْیَا ذِكْرَنَا وَ أَحَادِیثَ أَبِی إِلَّا زُرَارَةُ وَ أَبُو بَصِیرٍ الْمُرَادِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ بُرَیْدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ لَوْ لَا هَؤُلَاءِ مَا كَانَ أَحَدٌ یَسْتَنْبِطُ هُدًی هَؤُلَاءِ حُفَّاظُ الدِّینِ وَ أُمَنَاءُ أَبِی عَلَی حَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَیْنَا فِی الدُّنْیَا وَ فِی الْآخِرَةِ(2).

«113»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: رَحِمَ اللَّهُ زُرَارَةَ بْنَ أَعْیَنَ لَوْ لَا زُرَارَةُ لَانْدَرَسَتْ أَحَادِیثُ أَبِی (3).

«114»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ أَنْ كَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ اقْتَرَبَ أَجَلِی مَعَ أَنِّی لَسْتُ أَرَی مَا أصبر [أَصِیرُ] إِلَیْهِ فِی آخِرَتِی فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّكَ لَتَقُولُ هَذَا الْقَوْلَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ لَا أَقُولُهُ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنْكُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ یُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنَّا وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ قَالَ یُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنْكُمْ أَنْ یُعَذِّبَهُمْ وَ یَسْتَحْیِی مِنَ الْكُهُولِ أَنْ یُحَاسِبَهُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَ مَاتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا وَ اسْتَحَلَّتْ بِهِ الْوُلَاةُ دِمَاءَنَا فِی حَدِیثٍ رَوَاهُ فُقَهَاؤُهُمْ هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ الرَّافِضَةُ قُلْتُ نَعَمْ

ص: 390


1- 1. الاختصاص ص 51 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 110.
2- 2. نفس المصدر ص 66 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 90.
3- 3. المصدر السابق ص 66 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 90.

قَالَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ بَلِ اللَّهُ سَمَّاكُمُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ فِرْعَوْنَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ یَدِینُونَ بِدِینِهِ فَلَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلَالُ فِرْعَوْنَ وَ هُدَی مُوسَی رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَ لَحِقُوا مُوسَی وَ كَانُوا فِی عَسْكَرِ مُوسَی أَشَدَّ أَهْلِ ذَلِكَ الْعَسْكَرِ عِبَادَةً وَ أَشَدَّهُمُ اجْتِهَاداً إِلَّا أَنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُوسَی أَنْ أَثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الِاسْمَ فِی التَّوْرَاةِ فَإِنِّی قَدْ نَحَلْتُهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللَّهُ هَذَا الِاسْمَ حَتَّی سَمَّاكُمُ بِهِ إِذْ رَفَضْتُمْ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا وَ اتَّبَعْتُمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ افْتَرَقَ النَّاسُ كُلَّ فُرْقَةٍ وَ اسْتَشْیَعُوا كُلَّ شِیعَةٍ فَاسْتَشْیَعْتُمْ مَعَ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ فَذَهَبْتُمْ حَیْثُ ذَهَبَ اللَّهُ وَ اخْتَرْتُمْ مَا اخْتَارَ اللَّهُ وَ أَحْبَبْتُمْ مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ وَ أَرَدْتُمْ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِكُمْ وَ الْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِیئِكُمْ مَنْ لَمْ یَلْقَ اللَّهَ بِمِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ لَمْ یَتَقَبَّلِ اللَّهُ مِنْهُ حَسَنَةً وَ لَمْ یَتَجَاوَزْ عَنْهُ سَیِّئَةً یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ یُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ مِنْ ظُهُورِ شِیعَتِنَا كَمَا تُسْقِطُ الرِّیحُ الْوَرَقَ عَنِ الشَّجَرِ فِی أَوَانِ سُقُوطِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ (1) فَاسْتِغْفَارُهُمْ وَ اللَّهِ لَكُمْ دُونَ هَذَا الْعَالَمِ فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ- مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ

صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا(2) وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَكُمْ إِذْ وَفَیْتُمْ بِمَا أَخَذَ عَلَیْكُمْ مِیثَاقَكُمْ مِنْ وَلَایَتِنَا إِذْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَیْرَنَا وَ لَوْ فَعَلْتُمْ لَعَیَّرَكُمُ اللَّهُ كَمَا عَیَّرَ غَیْرَكُمْ فِی كِتَابِهِ إِذْ یَقُولُ- وَ ما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ

ص: 391


1- 1. سورة الشوری، الآیة: 3.
2- 2. سورة الأحزاب، الآیة: 23.

عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِینَ (1) فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ- الْأَخِلَّاءُ یَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِینَ (2) فَالْخَلْقُ وَ اللَّهِ أَعْدَاءٌ غَیْرَنَا وَ شِیعَتَنَا وَ مَا عَنَی بِالْمُتَّقِینَ غَیْرَنَا وَ غَیْرَ شِیعَتِنَا فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ- وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(3)

فَمُحَمَّدٌ ص النَّبِیِّینَ وَ نَحْنُ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ أَنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلَاحِ كَمَا سَمَّاكُمُ اللَّهُ فَوَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ لَقَدْ جَمَعَنَا اللَّهُ وَ وَلِیَّنَا وَ عَدُوَّنَا فِی آیَةٍ مِنْ كِتَابِهِ فَقَالَ قُلْ یَا مُحَمَّدُ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (4) فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی فَقَالَ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ- ما لَنا لا نَری رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ(5) فَأَنْتُمْ فِی النَّارِ تُطْلَبُونَ وَ فِی الْجَنَّةِ وَ اللَّهِ تُحْبَرُونَ فَهَلْ سَرَرْتُكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ فَقَالَ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَأَعَاذَكُمْ مِنَ الشَّیْطَانِ فَقَالَ- إِنَّ عِبادِی لَیْسَ لَكَ عَلَیْهِمْ سُلْطانٌ (6) وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَنَا وَ غَیْرَ شِیعَتِنَا فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَأَوْجَبَ لَكُمْ

ص: 392


1- 1. سورة الأعراف، الآیة: 102.
2- 2. سورة الزخرف، الآیة: 67.
3- 3. سورة النساء، الآیة: 71.
4- 4. سورة الزمر، الآیة: 9.
5- 5. سورة ص؛ الآیة: 62.
6- 6. سورة الحجر، الآیة: 42.

الْمَغْفِرَةَ فَقَالَ- یا عِبادِیَ الَّذِینَ أَسْرَفُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ- لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً(1) قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِذَا غَفَرَ اللَّهُ الذُّنُوبَ جَمِیعاً فَمَنْ یُعَذِّبُ وَ اللَّهِ مَا عَنَی غَیْرَنَا وَ غَیْرَ شِیعَتِنَا وَ إِنَّهَا لَخَاصَّةٌ لَنَا وَ لَكُمْ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ وَ اللَّهِ مَا اسْتَثْنَی اللَّهُ أَحَداً مِنَ الْأَوْصِیَاءِ وَ لَا أَتْبَاعِهِمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتَهُ إِذْ یَقُولُ یَوْمَ لا یُغْنِی مَوْلًی

عَنْ مَوْلًی شَیْئاً وَ لا هُمْ یُنْصَرُونَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِیزُ الرَّحِیمُ (2) وَ اللَّهِ مَا عَنَی بِالرَّحْمَةِ غَیْرَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ شِیعَتِهِ فَهَلْ سَرَرْتُكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ زِدْنِی قَالَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیْسَ عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ غَیْرُنَا وَ غَیْرُ شِیعَتِنَا وَ سَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ بِرَاءٌ(3).

«115»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: شَهِدَ أَبُو كُدَیْنَةَ الْأَزْدِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ عِنْدَ شَرِیكٍ بِشَهَادَةٍ وَ هُوَ قَاضٍ وَ نَظَرَ فِی وَجْهِهِمَا مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ جَعْفَرِیِّینَ فَاطِمِیِّینَ فَبَكَیَا فَقَالَ لَهُمَا مَا یُبْكِیكُمَا فَقَالا نَسَبْتَنَا إِلَی أَقْوَامٍ لَا یَرْضَوْنَ بِأَمْثَالِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ سُخْفِ وَرَعِنَا وَ نَسَبْتَنَا إِلَی رَجُلٍ لَا یَرْضَی بِأَمْثَالِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ شِیعَتِهِ فَإِنْ تَفَضَّلَ وَ قَبِلَنَا فَلَهُ الْمَنُّ عَلَیْنَا وَ الْفَضْلُ قَدِیماً فِینَا فَتَبَسَّمَ شَرِیكٌ ثُمَّ قَالَ إِذَا كَانَتِ الرِّجَالُ فَلْتَكُنْ أَمْثَالَكُمْ یَا وَلِیدُ أَجِزْهُمَا هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ لَا یَعُودَا قَالَ فَحَجَجْنَا فَخَبَّرْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْقِصَّةِ فَقَالَ وَ مَا لِشَرِیكٍ شَرَكَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِشِرَاكَیْنِ مِنَ نَارٍ(4).

«116»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: أَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَرْبَعَ سِنِینَ بِالْمَدِینَةِ

ص: 393


1- 1. سورة الزمر، الآیة: 53.
2- 2. سورة الدخان، الآیة 42- 43.
3- 3. الاختصاص ص 104 و أخرجه الكلینی فی الروضة ص 33 بتفاوت بین الجمیع.
4- 4. نفس المصدر ص 202 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 108.

یَدْخُلُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَسْأَلُهُ ثُمَّ كَانَ یَدْخُلُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْأَلُهُ قَالَ ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ وَ حَمَّادَ بْنَ عُثْمَانَ یَقُولَانِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الشِّیعَةِ أَفْقَهَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ (1).

«117»- ختص، [الإختصاص]: أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ مَوْلًی لِبَجِیلَةَ وَ كَانَ صَیْرَفِیّاً وَ لَقَّبَهُ النَّاسُ شَیْطَانَ الطَّاقِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ شَكَوْا فِی دِرْهَمٍ فَعَرَضُوهُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ سُتُّوقٌ (2) فَقَالُوا مَا هُوَ إِلَّا شَیْطَانُ الطَّاقِ وَ أَصْحَابُنَا یُلَقِّبُونَهُ مُؤْمِنَ الطَّاقِ كَانَ مِنْ مُتَكَلِّمِی الشِّیعَةِ مَدَحَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی ذَلِكَ (3).

«118»- ختص، [الإختصاص] ذَكَرَ أَبُو النَّصْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّ ابْنَ مُسْكَانَ كَانَ لَا یَدْخُلُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام شَفَقَةَ أَنْ لَا یُوَفِّیَهُ حَقَّ إِجْلَالِهِ فَكَانَ یَسْمَعُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ یَأْبَی أَنْ یَدْخُلَ عَلَیْهِ إِجْلَالًا لَهُ وَ إِعْظَاماً لَهُ علیه السلام وَ ذَكَرَ یُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ ابْنَ مُسْكَانَ كَانَ رَجُلًا مُؤْمِناً وَ كَانَ یَتَلَقَّی أَصْحَابَهُ إِذَا قَدِمُوا فَیَأْخُذُ مَا عِنْدَهُمْ (4).

«119»- ختص، [الإختصاص]: حَرِیزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ انْتَقَلَ إِلَی سِجِسْتَانَ وَ قُتِلَ بِهَا وَ كَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنْ كَانَ لَهُ أَصْحَابٌ یَقُولُونَ بِمَقَالَتِهِ وَ كَانَ الْغَالِبُ عَلَی سِجِسْتَانَ الشُّرَاةَ(5) وَ كَانَ أَصْحَابُ حَرِیزٍ یَسْمَعُونَ مِنْهُمْ ثَلْبَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سَبَّهُ فَیُخْبِرُونَ حَرِیزاً وَ یَسْتَأْمِرُونَهُ فِی قَتْلِ مَنْ یَسْمَعُونَ مِنْهُ ذَلِكَ فَأَذِنَ لَهُمْ فَلَا یَزَالُ الشُّرَاةُ یَجِدُونَ مِنْهُمُ الْقَتِیلَ بَعْدَ الْقَتِیلِ فَلَا یَتَوَهَّمُونَ عَلَی الشِّیعَةِ لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ وَ یُطَالِبُونَ الْمُرْجِئَةَ وَ یُقَاتِلُونَهُمْ فَلَا یَزَالُ الْأَمْرُ هَكَذَا حَتَّی وَقَفُوا عَلَیْهِ فَطَلَبُوهُمْ فَاجْتَمَعَ أَصْحَابُ حَرِیزٍ إِلَی حَرِیزٍ

ص: 394


1- 1. المصدر السابق ص 203 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 111.
2- 2. ستوق: درهم زیف ملبس بالفضة.
3- 3. الاختصاص ص 204 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 122.
4- 4. نفس المصدر ص 207 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 243.
5- 5. الشراة: هم الخوارج سموا بذلك لقولهم شرینا أنفسنا فی طاعة اللّٰه.

فِی الْمَسْجِدِ فَعَرْقَبُوا(1) عَلَیْهِمُ الْمَسْجِدَ وَ قَلَبُوا أَرْضَهُ رَحِمَهُمُ اللَّهُ (2).

«120»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ إِذْ دَخَلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ ضَحِكَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِلَیَّ یَا مُفَضَّلُ فَوَ رَبِّی إِنِّی لَأُحِبُّكَ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّكَ یَا مُفَضَّلُ لَوْ عَرَفَ جَمِیعُ أَصْحَابِی مَا تَعْرِفُ مَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ حَسِبْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ أُنْزِلْتُ فَوْقَ مَنْزِلَتِی فَقَالَ علیه السلام بَلْ أُنْزِلْتَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِی أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهَا فَقَالَ- یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَنْزِلَةُ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ مِنْكُمْ قَالَ مَنْزِلَةُ سَلْمَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَمَا مَنْزِلَةُ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ الرَّقِّیِّ مِنْكُمْ قَالَ مَنْزَلِةُ الْمِقْدَادِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ صَنَعَنَا بِرَحْمَتِهِ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَكُمْ مِنَّا فَنَحْنُ نَحِنُّ إِلَیْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَحِنُّونَ إِلَیْنَا وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ أَنْ یَزِیدُوا فِی شِیعَتِنَا رَجُلًا وَ یَنْقُصُوا مِنْهُمْ رَجُلًا مَا قَدَرُوا عَلَی ذَلِكَ وَ إِنَّهُمْ لَمَكْتُوبُونَ عِنْدَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ وَ لَوْ شِئْتُ لَأَرَیْتُكَ اسْمَكَ فِی صَحِیفَتِنَا قَالَ ثُمَّ دَعَا بِصَحِیفَةٍ فَنَشَرَهَا فَوَجَدْتُهَا بَیْضَاءَ لَیْسَ فِیهَا أَثَرُ الْكِتَابَةِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَرَی فِیهَا أَثَرَ الْكِتَابَةِ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهَا فَوَجَدْتُهَا مَكْتُوبَةً وَ وَجَدْتُ فِی أَسْفَلِهَا اسْمِی فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً(3).

ص: 395


1- 1. عرقبوا علیهم المسجد: أی هدموه علیهم من قواعده أخذا من قولهم عرقب الفرس ضربه علی قوائمه.
2- 2. الاختصاص ص 207 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 244.
3- 3. نفس المصدر ص 216 و أخرجه الكشّیّ فی رجاله ص 108.

باب 12 مناظرات أصحابه علیه السلام مع المخالفین

«1»- ج، [الإحتجاج] الْبَرْقِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الشِّیعَةُ وَ الْمُحَكِّمَةُ عِنْدَ أَبِی نُعَیْمٍ النَّخَعِیِّ بِالْكُوفَةِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ حَاضِرٌ فَقَالَ ابْنُ أَبِی خُدْرَةَ أَنَا أُقَرِّرُ مَعَكُمْ أَیَّتُهَا الشِّیعَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنْ عَلِیٍّ وَ جَمِیعِ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَرْبَعِ خِصَالٍ- لَا یَقْدِرُ عَلَی دَفْعِهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ هُوَ ثَانٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِهِ مَدْفُونٌ وَ هُوَ ثَانِی اثْنَیْنِ مَعَهُ فِی الْغَارِ وَ هُوَ ثَانِی اثْنَیْنِ صَلَّی بِالنَّاسِ آخِرَ صَلَاةٍ قُبِضَ بَعْدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ثَانِی اثْنَیْنِ الصِّدِّیقُ مِنَ الْأُمَّةِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ وَ أَنَا أُقَرِّرُ مَعَكَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَفْضَلُ مِنْ أَبِی بَكْرٍ وَ جَمِیعِ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِی وَصَفْتَهَا وَ إِنَّهَا مَثْلُبَةٌ لِصَاحِبِكَ وَ أُلْزِمُكَ طَاعَةَ عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ ثَلَاثِ جِهَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَصْفاً وَ مِنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَصّاً وَ مِنْ حُجَّةِ الْعَقْلِ اعْتِبَاراً وَ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ عَلَی إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ وَ عَلَی أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ وَ عَلَی سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَخْبِرْنِی یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَرَكَ بُیُوتَهُ الَّتِی أَضَافَهَا اللَّهُ إِلَیْهِ وَ نَهَی النَّاسَ عَنْ دُخُولِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ مِیرَاثاً لِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ أَوْ تَرَكَهَا صَدَقَةً عَلَی جَمِیعِ الْمُسْلِمِینَ قُلْ مَا شِئْتَ فَانْقَطَعَ ابْنُ أَبِی خُدْرَةَ لَمَّا أَوْرَدَ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ عَرَفَ خَطَأَ مَا فِیهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ إِنْ تَرَكَهَا مِیرَاثاً لِوُلْدِهِ وَ أَزْوَاجِهِ فَإِنَّهُ قُبِضَ عَنْ تِسْعِ نِسْوَةٍ وَ إِنَّمَا لِعَائِشَةَ بِنْتِ أَبِی بَكْرٍ تُسْعُ ثُمُنِ هَذَا

ص: 396

الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ صَاحِبُكَ وَ لَمْ یُصِبْهَا مِنَ الْبَیْتِ ذِرَاعٌ فِی ذِرَاعٍ وَ إِنْ كَانَ صَدَقَةً فَالْبَلِیَّةُ أَطَمُّ وَ أَعْظَمُ فَإِنَّهُ لَمْ یُصَبْ لَهُ مِنَ الْبَیْتِ إِلَّا مَا لِأَدْنَی رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَدُخُولُ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِغَیْرِ إِذْنِهِ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ مَعْصِیَةٌ إِلَّا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ وُلْدِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَحَلَّ لَهُمْ مَا أَحَلَّ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِسَدِّ أَبْوَابِ جَمِیعِ النَّاسِ الَّتِی كَانَتْ مَشْرَعَهً إِلَی الْمَسْجِدِ مَا خَلَا بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام فَسَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ أَنْ یَتْرُكَ لَهُ كُوَّةً لِیَنْظُرَ مِنْهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَبَی عَلَیْهِ وَ غَضِبَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فَخَطَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خُطْبَةً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَ لِمُوسَی وَ هَارُونَ- أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ أَمَرَهُمَا أَنْ لَا یَبِیتَ فِی مَسْجِدِهِمَا جُنُبٌ وَ لَا یُقْرَبَ فِیهِ النِّسَاءُ إِلَّا مُوسَی وَ هَارُونُ وَ ذُرِّیَّتُهُمَا وَ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی هُوَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ ذُرِّیَّتَهُ كَذُرِّیَّةِ هَارُونَ وَ لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یَقْرَبَ النِّسَاءَ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا یَبِیتَ فِیهِ جُنُباً إِلَّا عَلِیٌّ وَ ذُرِّیَّتُهُ علیه السلام فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ كَذَلِكَ كَانَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ذَهَبَ رُبُعُ دِینِكَ یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ وَ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لِصَاحِبِی لَیْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهَا وَ مَثْلُبَةٌ لِصَاحِبِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ ثانِیَ اثْنَیْنِ إِذْ هُما فِی الْغارِ أَخْبِرْنِی هَلْ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فِی غَیْرِ الْغَارِ قَالَ ابْنُ أَبِی خُدْرَةَ نَعَمْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَدْ أَخْرَجَ صَاحِبَكَ فِی الْغَارِ مِنَ السَّكِینَةِ وَ خَصَّهُ بِالْحُزْنِ وَ مَكَانُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ عَلَی فِرَاشِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَذْلُ مُهْجَتِهِ دُونَهُ أَفْضَلُ مِنْ مَكَانِ صَاحِبِكَ فِی الْغَارِ فَقَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ ذَهَبَ نِصْفُ دِینِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ ثَانِی اثْنَیْنِ الصِّدِّیقُ مِنَ الْأُمَّةِ أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَی صَاحِبِكَ الِاسْتِغْفَارَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الَّذِینَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ الَّذِی ادَّعَیْتَ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ سَمَّاهُ النَّاسُ وَ مَنْ

ص: 397


1- 1. الحشر: 11.

سَمَّاهُ الْقُرْآنُ وَ شَهِدَ لَهُ بِالصِّدْقِ وَ التَّصْدِیقِ أَوْلَی بِهِ مِمَّنْ سَمَّاهُ النَّاسُ وَ قَدْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ آمَنَ أَبُو بَكْرٍ وَ صَدَّقْتُ.

قَبْلَهُ قَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ ذَهَبَ ثَلَاثُ أَرْبَاعِ دِینِكَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِی الصَّلَاةِ بِالنَّاسِ كُنْتَ ادَّعَیْتَ لِصَاحِبِكَ فَضِیلَةً لَمْ تَقُمْ لَهُ وَ إِنَّمَا إِلَی التُّهَمَةِ أَقْرَبُ مِنْهَا إِلَی الْفَضِیلَةِ فَلَوْ كَانَ ذَلِكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَا عَزَلَهُ عَنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ بِعَیْنِهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمَّا تَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ لِیُصَلِّیَ بِالنَّاسِ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَقَدَّمَ وَ صَلَّی بِالنَّاسِ وَ عَزَلَهُ عَنْهَا وَ لَا تَخْلُو هَذِهِ الصَّلَاةُ مِنْ أَحَدِ وَجْهَیْنِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ حِیلَةً وَقَعَتْ مِنْهُ فَلَمَّا حَسَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ خَرَجَ مُبَادِراً مَعَ عِلَّتِهِ فَنَحَّاهُ عَنْهَا لِكَیْ لَا یُحْتَجَّ بَعْدَهُ عَلَی أُمَّتِهِ فَیَكُونُوا فِی ذَلِكَ مَعْذُورِینَ وَ إِمَّا أَنْ یَكُونَ هُوَ الَّذِی أَمَرَهُ بِذَلِكَ وَ كَانَ ذَلِكَ مُفَوَّضاً إِلَیْهِ كَمَا فِی قِصَّةِ تَبْلِیغِ بَرَاءَةَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ لَا یُؤَدِّیهَا إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام فِی طَلَبِهِ وَ أَخَذَهَا مِنْهُ وَ عَزَلَهُ عَنْهَا وَ عَنْ تَبْلِیغِهَا فَكَذَلِكَ كَانَتْ قِصَّةُ الصَّلَاةِ وَ فِی الْحَالَتَیْنِ هُوَ مَذْمُومٌ لِأَنَّهُ كَشَفَ عَنْهُ مَا كَانَ مَسْتُوراً عَلَیْهِ وَ ذَلِكَ دَلِیلٌ وَاضِحٌ لِأَنَّهُ لَا یَصْلُحُ لِلِاسْتِخْلَافِ بَعْدَهُ وَ لَا هُوَ مَأْمُونٌ عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدِّینِ فَقَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ یَا ابْنَ أَبِی خُدْرَةَ ذَهَبَ دِینُكَ كُلُّهُ وَ فُضِحْتَ حَیْثُ مَدَحْتَ فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِی جَعْفَرٍ هَاتِ حُجَّتَكَ فِیمَا ادَّعَیْتَ مِنْ طَاعَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَمَّا مِنَ الْقُرْآنِ وَصْفاً فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (1) فَوَجَدْنَا عَلِیّاً علیه السلام بِهَذِهِ الصِّفَةِ فِی الْقُرْآنِ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ (2) یَعْنِی فِی الْحَرْبِ وَ التَّعَبِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ فَوَقَعَ الْإِجْمَاعُ مِنَ الْأُمَّةِ بِأَنَّ عَلِیّاً

ص: 398


1- 1. براءة 119.
2- 2. البقرة: 177.

علیه السلام أَوْلَی بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَیْرِهِ لِأَنَّهُ لَمْ یَفِرَّ عَنْ زَحْفٍ قَطُّ كَمَا فَرَّ غَیْرُهُ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ فَقَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ.

وَ أَمَّا الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَصّاً فَقَالَ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی فَإِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ قَوْلُهُ ص مَثَلُ أَهْلِ بَیْتِی فِیكُمْ كَمَثَلِ سَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ وَ مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ وَ مَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ فَالْمُتَمَسِّكُ بِأَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَادٍ مُهْتَدٍ بِشَهَادَةٍ مِنَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُتَمَسِّكُ بِغَیْرِهِمْ ضَالٌّ مُضِلٌّ قَالَ النَّاسُ صَدَقْتَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ.

وَ أَمَّا مِنْ حُجَّةِ الْعَقْلِ فَإِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ یُسْتَعْبَدُونَ بِطَاعَةِ الْعَالِمِ وَ وَجَدْنَا الْإِجْمَاعَ قَدْ وَقَعَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ جَمِیعُ النَّاسِ یَسْأَلُونَهُ وَ یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُسْتَغْنِیاً عَنْهُمْ هَذَا مِنَ الشَّاهِدِ وَ الدَّلِیلُ عَلَیْهِ مِنَ الْقُرْآنِ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1) فَمَا اتَّفَقَ یَوْمٌ أَحْسَنُ مِنْهُ وَ دَخَلَ فِی هَذَا الْأَمْرِ عَالَمٌ كَثِیرٌ وَ قَدْ كَانَتْ لِأَبِی جَعْفَرٍ مُؤْمِنِ الطَّاقِ مَقَامَاتٌ مَعَ أَبِی حَنِیفَةَ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ لِمُؤْمِنِ الطَّاقِ إِنَّكُمْ تَقُولُونَ بِالرَّجْعَةِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ فَأَعْطِنِی الْآنَ أَلْفَ دِرْهَمٍ حَتَّی أُعْطِیَكَ أَلْفَ دِینَارٍ إِذَا رَجَعْنَا قَالَ الطَّاقِیُّ لِأَبِی حَنِیفَةَ فَأَعْطِنِی كَفِیلًا بِأَنَّكَ تَرْجِعُ إِنْسَاناً وَ لَا تَرْجِعُ خِنْزِیراً وَ قَالَ لَهُ یَوْماً آخَرَ لِمَ لَمْ یُطَالِبْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بِحَقِّهِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَأَجَابَهُ مُؤْمِنُ الطَّاقِ فَقَالَ خَافَ أَنْ تَقْتُلَهُ الْجِنُّ كَمَا قَتَلُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بِسَهْمِ الْمُغِیرَةِ بْنِ شُعْبَةَ.

وَ كَانَ أَبُو حَنِیفَةَ یَوْماً آخَرَ یَتَمَاشَی مَعَ مُؤْمِنِ الطَّاقِ فِی سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْكُوفَةِ إِذَا بِمُنَادٍ یُنَادِی مَنْ یَدُلُّنِی عَلَی صَبِیٍّ ضَالٍّ فَقَالَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَمَّا الصَّبِیُ

ص: 399


1- 1. یونس: 35.

الضَّالُّ فَلَمْ نَرَهُ وَ إِنْ أَرَدْتَ شَیْخاً ضَالًّا فَخُذْ هَذَا عَنَی بِهِ أَبَا حَنِیفَةَ وَ لَمَّا مَاتَ الصَّادِقُ علیه السلام رَأَی أَبُو حَنِیفَةَ مُؤْمِنَ الطَّاقِ فَقَالَ لَهُ مَاتَ إِمَامُكَ قَالَ نَعَمْ أَمَّا إِمَامُكَ فَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (1).

«2»- ج، [الإحتجاج]: إِنَّهُ مَرَّ فَضَّالُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ الْكُوفِیُّ بِأَبِی حَنِیفَةَ وَ هُوَ فِی جَمْعٍ كَثِیرٍ یُمْلِی عَلَیْهِمْ شَیْئاً مِنْ فِقْهِهِ وَ حَدِیثِهِ فَقَالَ لِصَاحِبٍ كَانَ مَعَهُ وَ اللَّهِ لَا أَبْرَحُ أَوْ أُخْجِلَ أَبَا حَنِیفَةَ فَقَالَ صَاحِبُهُ الَّذِی كَانَ مَعَهُ إِنَّ أَبَا حَنِیفَةَ مِمَّنْ قَدْ عَلَتْ حَالَتُهُ وَ ظَهَرَتْ حُجَّتُهُ قَالَ مَهْ هَلْ رَأَیْتَ حُجَّةَ ضَالٍّ عَلَتْ عَلَی حُجَّةِ مُؤْمِنٍ ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّهَا وَ رَدَّ الْقَوْمُ السَّلَامَ بِأَجْمَعِهِمْ فَقَالَ یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ أَخاً لِی یَقُولُ إِنَّ خَیْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَنَا أَقُولُ أَبُو بَكْرٍ خَیْرُ النَّاسِ وَ بَعْدَهُ عُمَرُ فَمَا تَقُولُ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ كَفَی بِمَكَانِهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَرَماً وَ فَخْراً أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُمَا ضَجِیعَاهُ فِی قَبْرِهِ فَأَیُّ حُجَّةٍ تُرِیدُ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا فَقَالَ لَهُ فَضَّالٌ إِنِّی قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ لِأَخِی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ الْمَوْضِعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دُونَهُمَا فَقَدْ ظَلَمَا بِدَفْنِهِمَا فِی مَوْضِعٍ لَیْسَ لَهُمَا فِیهِ حَقٌّ وَ إِنْ كَانَ الْمَوْضِعُ لَهُمَا فَوَهَبَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَسَاءَا وَ مَا أَحْسَنَا إِذْ رَجَعَا فِی هِبَتِهِمَا وَ نَسِیَا عَهْدَهُمَا فَأَطْرَقَ أَبُو حَنِیفَةَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَ لَا لَهُمَا خَاصَّةً وَ لَكِنَّهُمَا نَظَرَا فِی حَقِّ عَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ فَاسْتَحَقَّا الدَّفْنَ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ بِحُقُوقِ ابْنَتَیْهِمَا فَقَالَ لَهُ فَضَّالٌ قَدْ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَاتَ عَنْ تِسْعِ نِسَاءٍ وَ نَظَرْنَا فَإِذَا لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تُسْعُ الثُّمُنِ ثُمَّ نَظَرْنَا فِی تُسْعِ الثُّمُنِ فَإِذَا هُوَ شِبْرٌ فِی شِبْرٍ فَكَیْفَ یَسْتَحِقُّ الرَّجُلَانِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ وَ بَعْدَ ذَلِكَ فَمَا بَالُ عَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ یَرِثَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَاطِمَةُ بِنْتُهُ تُمْنَعُ الْمِیرَاثَ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ یَا قَوْمِ نَحُّوهُ عَنِّی فَإِنَّهُ رَافِضِیٌّ خَبِیثٌ (2).

ص: 400


1- 1. الاحتجاج ص 205.
2- 2. نفس المصدر ص 207.

«3»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَالَ أَبُو عُبَیْدَةَ الْمُعْتَزِلِیُّ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ الدَّلِیلُ عَلَی صِحَّةِ مُعْتَقَدِنَا وَ بُطْلَانِ مُعْتَقَدِكُمْ كَثْرَتُنَا وَ قِلَّتُكُمْ مَعَ كَثْرَةِ أَوْلَادِ عَلِیٍّ وَ ادِّعَائِهِمْ فَقَالَ هِشَامٌ لَسْتَ إِیَّانَا أَرَدْتَ بِهَذَا الْقَوْلِ إِنَّمَا أَرَدْتَ الطَّعْنَ عَلَی نُوحٍ علیه السلام حَیْثُ لَبِثَ فِی قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِینَ عاماً یَدْعُوهُمْ إِلَی النَّجَاةِ لَیْلًا وَ نَهَاراً- وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ وَ سَأَلَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ جَمَاعَةً مِنَ الْمُتَكَلِّمِینَ فَقَالَ أَخْبِرُونِی حِینَ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَهُ بِنِعْمَةٍ تَامَّةٍ أَوْ بِنِعْمَةٍ نَاقِصَةٍ قَالُوا بِنِعْمَةٍ تَامَّةٍ قَالَ فَأَیُّمَا أَتَمُّ أَنْ یَكُونَ فِی أَهْلِ بَیْتٍ وَاحِدٍ نُبُوَّةٌ وَ خِلَافَةٌ أَوْ یَكُونَ نُبُوَّةٌ بِلَا خِلَافَةٍ قَالُوا بَلْ یَكُونَ نُبُوَّةٌ وَ خِلَافَةٌ قَالَ فَلِمَا ذَا جَعَلْتُمُوهَا فِی غَیْرِهَا فَإِذَا صَارَتْ فِی بَنِی هَاشِمٍ ضَرَبْتُمْ وُجُوهَهُمْ بِالسُّیُوفِ فَأُفْحِمُوا(1).

«4»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمُلِیِّ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْأَشْجَعِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: [كُنْتُ عِنْدَ الْهَیْثَمِ بْنِ حَبِیبٍ الصَّیْرَفِیِ](2) فَدَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو حَنِیفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ فَذَكَرْنَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَارَ بَیْنَنَا كَلَامٌ فِیهِ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ قَدْ قُلْتُ لِأَصْحَابِنَا لَا تُقِرُّوا لَهُمْ بِحَدِیثِ غَدِیرِ خُمٍّ فَیَخْصِمُوكُمْ فَتَغَیَّرَ وَجْهُ الْهَیْثَمِ بْنِ حَبِیبٍ الصَّیْرَفِیِّ وَ قَالَ لَهُ لِمَ لَا یُقِرُّونَ بِهِ أَ مَا هُوَ عِنْدَكَ یَا نُعْمَانُ قَالَ هُوَ عِنْدِی وَ قَدْ رُوِّیتُهُ قَالَ فَلِمَ لَا یُقِرُّونَ بِهِ وَ قَدْ حَدَّثَنَا بِهِ حَبِیبُ بْنُ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام نَشَدَ اللَّهَ فِی الرَّحْبَةِ مَنْ سَمِعَهُ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ أَ فَلَا تَرَوْنَ أَنَّهُ قَدْ جَرَی فِی ذَلِكَ خَوْضٌ حَتَّی نَشَدَ عَلِیٌّ النَّاسَ لِذَلِكَ فَقَالَ الْهَیْثَمُ فَنَحْنُ نُكَذِّبُ عَلِیّاً أَوْ نَرُدُّ قَوْلَهُ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ مَا نُكَذِّبُ عَلِیّاً وَ لَا نَرُدُّ قَوْلًا قَالَهُ وَ لَكِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ غَلَا فِیهِمْ قَوْمٌ فَقَالَ الْهَیْثَمُ یَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَخْطُبُ بِهِ وَ نُشْفِقُ نَحْنُ مِنْهُ وَ نَتَّقِیهِ لِغُلُوِّ غَالٍ أَوْ قَوْلِ قَائِلٍ ثُمَّ جَاءَ مَنْ قَطَعَ الْكَلَامَ بِمَسْأَلَةٍ سَأَلَ عَنْهَا وَ دَارَ الْحَدِیثُ

ص: 401


1- 1. المناقب ج 1 ص 236- 237.
2- 2. ما بین القوسین زیادة من المصدر.

بِالْكُوفَةِ وَ كَانَ مَعَنَا فِی السُّوقِ حَبِیبُ بْنُ نِزَارِ بْنِ حَسَّانَ فَجَاءَ إِلَی الْهَیْثَمِ فَقَالَ لَهُ قَدْ بَلَغَنِی مَا دَارَ عَنْكَ فِی عَلِیٍّ وَ قَوْلِهِ وَ كَانَ حَبِیبٌ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ فَقَالَ لَهُ الْهَیْثَمُ النَّظَرُ یَمُرُّ فِیهِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فَخَفِّضِ الْأَمْرَ فَحَجَجْنَا بَعْدَ ذَلِكَ وَ مَعَنَا حَبِیبٌ فَدَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ حَبِیبٌ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ كَذَا وَ كَذَا فَتَبَیَّنَ الْكَرَاهِیَةُ فِی وَجْهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ حَبِیبٌ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ نَوْفَلٍ حَضَرَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیْ حَبِیبُ كُفَّ خَالِقُوا النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ وَ خَالِفُوهُمْ بِأَعْمَالِكُمْ فَإِنَ لِكُلِّ امْرِئٍ ... مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ مَنْ أَحَبَّ- لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَیْكُمْ وَ عَلَیْنَا وَ ادْخُلُوا فِی دَهْمَاءِ النَّاسِ فَإِنَّ لَنَا أَیَّاماً وَ دَوْلَةً یَأْتِی بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ فَسَكَتَ حَبِیبٌ فَقَالَ أَ فَهِمْتَ یَا حَبِیبُ لَا تُخَالِفُوا أَمْرِی فَتَنْدِمُوا قَالَ لَنْ أُخَالِفَ أَمْرَكَ قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَوْفَلٍ فَقَالَ كُوفِیٌّ قُلْتُ مِمَّنْ قَالَ أَحْسَبُهُ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ وَ كَانَ حَبِیبُ بْنُ نِزَارِ بْنِ حَسَّانَ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ وَ كَانَ الْخَبَرُ فِیمَا جَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِی حَنِیفَةَ حِینَ ظَهَرَ أَمْرُ بَنِی الْعَبَّاسِ فَلَمْ یُمْكِنْهُمْ إِظْهَارَ مَا كَانَ عَلَیْهِ آلُ مُحَمَّدٍ علیهم السلام (1).

«5»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لِی شَهِدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ الْقَصِیرُ عِنْدَ ابْنِ أَبِی لَیْلَی بِشَهَادَةٍ فَرَدَّ شَهَادَتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ إِذَا صِرْتَ إِلَی الْكُوفَةِ فَأَتَیْتَ ابْنَ أَبِی لَیْلَی فَقُلْ لَهُ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ لَا تُفْتِنِی فِیهَا بِالْقِیَاسِ وَ لَا تَقُولُ قَالَ أَصْحَابُنَا ثُمَّ سَلْهُ عَنِ الرَّجُلِ یَشُكُّ فِی الرَّكْعَتَیْنِ

الْأُولَیَیْنِ مِنَ الْفَرِیضَةِ وَ عَنِ الرَّجُلِ یُصِیبُ جَسَدَهُ أَوْ ثِیَابَهُ الْبَوْلُ كَیْفَ یَغْسِلُهُ وَ عَنِ الرَّجُلِ یَرْمِی الْجِمَارَ بِسَبْعِ حَصَیَاتٍ فَیَسْقُطُ مِنْهُ وَاحِدَةٌ كَیْفَ یَصْنَعُ فَإِذَا لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَقُلْ لَهُ یَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ رَدَدْتَ شَهَادَةَ رَجُلٍ أَعْرَفَ بِأَحْكَامِ اللَّهِ مِنْكَ وَ أَعْلَمَ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْكَ

ص: 402


1- 1. أمالی المفید ص 14.

قَالَ أَبُو كَهْمَسٍ فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَیْتُ ابْنَ أَبِی لَیْلَی قَبْلَ أَنْ أَصِیرَ إِلَی مَنْزِلِی فَقُلْتُ لَهُ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثِ مَسَائِلَ- لَا تُفْتِنِی فِیهَا بِالْقِیَاسِ وَ لَا تَقُولُ قَالَ أَصْحَابُنَا قَالَ هَاتِ قَالَ قُلْتُ مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ شَكَّ فِی الرَّكْعَتَیْنِ الْأُولَیَیْنِ مِنَ الْفَرِیضَةِ فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ قَالَ أَصْحَابُنَا فَقُلْتُ هَذَا شَرْطِی عَلَیْكَ أَلَّا تَقُولَ قَالَ أَصْحَابُنَا فَقَالَ مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا تَقُولُ فِی الرَّجُلَیْنِ یُصِیبُ جَسَدَهُ أَوْ ثِیَابَهُ الْبَوْلُ كَیْفَ یَغْسِلُهُ فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ قَالَ أَصْحَابُنَا فَقُلْتُ هَذَا شَرْطِی عَلَیْكَ فَقَالَ مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقُلْتُ رَجُلٌ رَمَی الْجِمَارَ بِسَبْعِ حَصَیَاتٍ فَسَقَطَتْ مِنْهُ حَصَاةٌ كَیْفَ یَصْنَعُ فِیهَا فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ قَالَ أَصْحَابُنَا فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ هَذَا شَرْطِی عَلَیْكَ فَقَالَ لَیْسَ عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقُلْتُ یَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مَا حَمَلَكَ عَلَی أَنْ رَدَدْتَ شَهَادَةَ رَجُلٍ أَعْرَفَ مِنْكَ بِأَحْكَامِ اللَّهِ وَ أَعْرَفَ مِنْكَ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی وَ مَنْ هُوَ فَقُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِیُّ الْقَصِیرُ قَالَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ لَكَ هَذَا فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّهُ قَالَ لِی جَعْفَرٌ هَذَا فَأَرْسَلَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَدَعَاهُ فَشَهِدَ عِنْدَهُ بِتِلْكَ الشَّهَادَةِ فَأَجَازَ شَهَادَتَهُ (1).

«6»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ وَ جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ وَ سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی كَهْمَسٍ: مِثْلَهُ (2).

«7»- كش، [رجال الكشی] ابْنُ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ وَ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَدْ كَانَ دَرَسَ اسْمُهُ فِی كِتَابِ أَبِی قَالا رَأَیْنَا شَرِیكاً وَاقِفاً فِی حَائِطٍ مِنْ حِیطَانِ فُلَانٍ قَدْ كَانَ دَرَسَ اسْمُهُ أَیْضاً فِی الْكِتَابِ قَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ هَلْ لَكَ فِی خَلْوَةٍ مِنْ شَرِیكٍ فَأَتَیْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْنَا السَّلَامَ فَقُلْنَا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَسْأَلَةٌ فَقَالَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ فَقُلْنَا فِی الصَّلَاةِ فَقَالَ سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَقُلْنَا لَا نُرِیدُ أَنْ تَقُولَ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ إِنَّمَا نُرِیدُ أَنْ تُسْنِدَهُ إِلَی

ص: 403


1- 1. رجال الكشّیّ ص 109.
2- 2. الاختصاص ص 202.

النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَ لَیْسَ فِی الصَّلَاةِ فَقُلْنَا بَلَی فَقَالَ سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَقُلْنَا فِی كَمْ یَجِبُ التَّقْصِیرُ قَالَ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ یَقُولُ لَا یَغُرَّنَّكُمْ سَوَادُنَا هَذَا وَ كَانَ یَقُولُ فُلَانٌ قَالَ قُلْتُ إِنَّا اسْتَثْنَیْنَا عَلَیْكَ أَلَّا تُحَدِّثَنَا إِلَّا عَنْ نَبِیِّ اللَّهِ ص قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَقَبِیحٌ لِشَیْخٍ یَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِی الصَّلَاةِ عَنِ النَّبِیِّ لَا یَكُونُ عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ وَ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَكْذِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ فَمَسْأَلَةٌ أُخْرَی فَقَالَ أَ لَیْسَ فِی الصَّلَاةِ قُلْنَا بَلَی قَالَ سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ قُلْنَا عَلَی مَنْ تَجِبُ صَلَاةُ الْجُمُعَةِ قَالَ عَادَتِ الْمَسْأَلَةُ جَذَعَةً مَا عِنْدِی فِی هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ قَالَ فَأَرَدْنَا الِانْصِرَافَ قَالَ إِنَّكُمْ لَمْ تَسْأَلُوا عَنْ هَذَا إِلَّا وَ عِنْدَكُمْ مِنْهُ عِلْمٌ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الثَّقَفِیُّ الطَّوِیلُ اللِّحْیَةِ فَقُلْنَا نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَقَدْ كَانَ مَأْمُوناً عَلَی الْحَدِیثِ وَ لَكِنْ كَانُوا یَقُولُونَ إِنَّهُ خَشَبِیٌّ ثُمَّ قَالَ مَا ذَا رَوَی قُلْنَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ التَّقْصِیرَ یَجِبُ فِی بَرِیدَیْنِ وَ إِذْ اجْتَمَعَ خَمْسَةٌ أَحَدُهُمُ الْإِمَامُ فَلَهُمْ أَنْ یُجَمِّعُوا(1).

بیان: قوله جذعة أی شابة طریة أی عادت الحالة السابقة المسألة الأولی حیث لا أعلمها.

قوله إنه خشبی قال السمعانی فی الأنساب (2)

الخشبی بفتح الخاء و الشین المعجمتین و فی آخرها الباء الموحدة هذه النسبة إلی جماعة من الخشبة و هم طائفة من الروافض یقال لكل واحد منهم الخشبی و یحكی عن منصور بن المعتمر قال إن كان من یحب علی بن أبی طالب یقال له خشبی فاشهدوا أنی ساجه (3)

و قال فی النهایة فی حدیث ابن عمر إنه كان یصلی خلف الخشبیة هم أصحاب المختار بن

ص: 404


1- 1. رجال الكشّیّ ص 111.
2- 2. انساب السمعانیّ ظهر ورقة 199 طبع لیدن و لاحظ اللباب فی تهذیب الأنساب لابن الأثیر ج 1 ص 272.
3- 3. مراده بالساج هو الخشب المعروف بالعظم و الصلابة، و وجه النكتة فیه ظاهر.

أبی عبید و یقال لضرب من الشیعة الخشبیة قیل لأنهم حفظوا خشبة زید بن علی حین صلب و الوجه الأول و لأن صلب زید بعد ابن عمر بكثیر(1).

«8»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَدَقَةَ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَحْوَلُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ أَنْتَ الَّذِی تَزْعُمُ أَنَّ فِی آلِ مُحَمَّدٍ إِمَاماً مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ مَعْرُوفاً بِعَیْنِهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ فَكَانَ أَبُوكَ أَحَدَهُمْ قَالَ وَیْحَكَ فَمَا كَانَ یَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ یَقُولَ لِی فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ یُؤْتَی بِالطَّعَامِ الْحَارِّ فَیُقْعِدُنِی عَلَی فَخِذِهِ وَ یَتَنَاوَلُ الْبَضْعَةَ فَیُبَرِّدُهَا ثُمَّ یُلْقِمُنِیهَا أَ فَتَرَاهُ كَانَ یُشْفِقُ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ الطَّعَامِ وَ لَا یُشْفِقُ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ قَالَ قُلْتُ كَرِهَ أَنْ یَقُولَ فَتَكْفُرَ فَیَجِبَ مِنَ اللَّهِ عَلَیْكَ الْوَعِیدُ وَ لَا یَكُونَ لَهُ فِیكَ شَفَاعَةٌ فَتَرَكَكَ مُرْجِئاً لِلَّهِ فِیكَ الْمَشِیَّةَ وَ لَهُ فِیكَ الشَّفَاعَةُ قَالَ وَ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ لِمُؤْمِنِ الطَّاقِ وَ قَدْ مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ إِمَامَكَ قَدْ مَاتَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَكِنَّ إِمَامَكَ مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (2).

«9»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ: خَرَجَ الضَّحَّاكُ الشَّارِیُّ بِالْكُوفَةِ فَحَكَمَ وَ تَسَمَّی بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ دَعَا النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَأَتَاهُ مُؤْمِنُ الطَّاقِ فَلَمَّا رَأَتْهُ الشُّرَاةُ وَثَبُوا فِی وَجْهِهِ فَقَالَ لَهُمْ جَانِحٌ قَالَ فَأُتِیَ بِهِ صَاحِبُهُمْ فَقَالَ لَهُ مُؤْمِنُ الطَّاقِ أَنَا رَجُلٌ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ دِینِی وَ سَمِعْتُكَ تَصِفُ الْعَدْلَ فَأَحْبَبْتُ الدُّخُولَ مَعَكَ فَقَالَ الضَّحَّاكُ لِأَصْحَابِهِ إِنْ دَخَلَ هَذَا مَعَكُمْ نَفَعَكُمْ.

قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ عَلَی الضَّحَّاكِ فَقَالَ لِمَ تَبَرَّأْتُمْ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ اسْتَحْلَلْتُمْ قَتْلَهُ وَ قِتَالَهُ قَالَ لِأَنَّهُ حَكَّمَ فِی دِینِ اللَّهِ قَالَ وَ كُلُّ مَنْ حَكَّمَ

ص: 405


1- 1. النهایة لابن الأثیر ج 1 ص 294.
2- 2. رجال الكشّیّ ص 123.

فِی دِینِ اللَّهِ اسْتَحْلَلْتُمْ قَتْلَهُ وَ قِتَالَهُ وَ الْبَرَاءَةَ مِنْهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَخْبِرْنِی عَنِ الدِّینِ الَّذِی جِئْتُ أُنَاظِرُكَ عَلَیْهِ لِأَدْخُلَ مَعَكَ فِیهِ إِنْ غَلَبَتْ حُجَّتِی حُجَّتَكَ أَوْ حُجَّتُكَ حُجَّتِی مَنْ یُوقِفُ الْمُخْطِئَ عَلَی خَطَائِهِ وَ یَحْكُمُ لِلْمُصِیبِ بِصَوَابِهِ فَلَا بُدَّ لَنَا مِنْ إِنْسَانٍ یَحْكُمُ بَیْنَنَا قَالَ فَأَشَارَ الضَّحَّاكُ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ هَذَا الْحَكَمُ بَیْنَنَا فَهُوَ عَالِمٌ بِالدِّینِ قَالَ وَ قَدْ حَكَّمْتَ هَذَا فِی الدِّینِ الَّذِی جِئْتُ أُنَاظِرُكَ فِیهِ قَالَ نَعَمْ فَأَقْبَلَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ هَذَا صَاحِبَكُمْ قَدْ حَكَّمَ فِی دِینِ اللَّهِ فَشَأْنَكُمْ بِهِ فَضَرَبُوا الضَّحَّاكَ بِأَسْیَافِهِمْ حَتَّی سَكَتَ (1).

بیان: جانح أی أنا مائل إلیكم من قوله تعالی وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها(2) و فی بعض النسخ صالح.

«10»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ مَرَّةً أَ لَیْسَ مَنْ صَنَعَ شَیْئاً وَ أَحْدَثَهُ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّهُ مِنْ صَنْعَتِهِ فَهُوَ خَالِقُهُ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَأَخْلِنِی شَهْراً أَوْ شَهْرَیْنِ ثُمَّ تَعَالَ حَتَّی أُرِیَكَ قَالَ فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ قَدْ هَیَّأَ لَكَ شَاتَیْنِ وَ هُوَ جَاءَ مَعَهُ بِعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ثُمَّ یُخْرِجُ لَكَ الشَّاتَیْنِ قَدِ امْتَلَئَا دُوداً وَ یَقُولُ لَكَ هَذَا الدُّودُ یَحْدُثُ مِنْ فِعْلِی فَقُلْ لَهُ إِنْ كَانَ مِنْ صُنْعِكَ وَ أَنْتَ أَحْدَثْتَهُ فَمَیِّزْ ذُكُورَهُ مِنْ إِنَاثِهِ وَ أَخْرَجَ إِلَیَّ الدُّودَ فَقُلْتُ لَهُ مَیِّزِ الذُّكُورَ مِنَ الْإِنَاثِ فَقَالَ هَذِهِ وَ اللَّهِ لَیْسَتْ مِنْ إِبْرَازِكَ هَذِهِ الَّتِی حَمَلَتْهَا الْإِبِلُ مِنَ الْحِجَازِ ثُمَّ قَالَ وَ یَقُولُ لَكَ أَ لَیْسَ تَزْعُمُ أَنَّهُ غَنِیٌّ فَقُلْ بَلَی فَیَقُولُ أَ یَكُونُ الْغَنِیُّ عِنْدَكَ مِنَ الْمَعْقُولِ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ لَیْسَ عِنْدَهُ ذَهَبٌ وَ لَا فِضَّةٌ فَقُلْ لَهُ نَعَمْ فَإِنَّهُ سَیَقُولُ لَكَ كَیْفَ یَكُونُ هَذَا غَنِیّاً فَقُلْ إِنْ كَانَ الْغِنَی عِنْدَكَ أَنْ یَكُونَ الْغَنِیُّ غَنِیّاً مِنْ قِبَلِ فِضَّتِهِ وَ ذَهَبِهِ وَ تِجَارَتِهِ فَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا یَتَعَامَلُ النَّاسُ بِهِ فَأَیُّ الْقِیَاسِ أَكْثَرُ وَ أَوْلَی بِأَنْ یُقَالَ غَنِیٌّ مَنْ أَحْدَثَ الْغِنَی فَأَغْنَی بِهِ النَّاسَ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ شَیْ ءٌ وَ هُوَ وَحْدَهُ

ص: 406


1- 1. رجال الكشّیّ ص 124 و فیه صالح بدل جانح.
2- 2. سورة الأنفال الآیة: 61.

و مَنْ أَفَادَ مَالًا مِنْ هِبَةٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ تِجَارَةٍ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ وَ هَذِهِ وَ اللَّهِ لَیْسَتْ مِنْ إِبْرَازِكَ هَذِهِ وَ اللَّهِ مِمَّا تَحْمِلُهَا الْإِبِلُ.

وَ قِیلَ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی حَنِیفَةَ یَوْماً فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِیفَةَ بَلَغَنِی عَنْكُمْ مَعْشَرَ الشِّیعَةِ شَیْ ءٌ فَقَالَ فَمَا هُوَ قَالَ بَلَغَنِی أَنَّ الْمَیِّتَ مِنْكُمْ إِذَا مَاتَ كَسَرْتُمْ یَدَهُ الْیُسْرَی لِكَیْ یُعْطَی كِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَقَالَ مَكْذُوبٌ عَلَیْنَا یَا نُعْمَانُ وَ لَكِنِّی بَلَغَنِی عَنْكُمْ مَعْشَرَ الْمُرْجِئَةِ أَنَّ الْمَیِّتَ مِنْكُمْ إِذَا مَاتَ قَمَعْتُمْ فِی دُبُرِهِ قَمْعاً فَصَبَبْتُمْ فِیهِ جَرَّةً مِنْ مَاءٍ لِكَیْ لَا یَعْطَشَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ مَكْذُوبٌ عَلَیْنَا وَ عَلَیْكُمْ (1).

«11»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَرَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالْجُلُوسِ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا حَاجَتُكَ أَیُّهَا الرَّجُلُ قَالَ بَلَغَنِی أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا تُسْأَلُ عَنْهُ فَصِرْتُ إِلَیْكَ لِأُنَاظِرَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِیمَا ذَا قَالَ فِی الْقُرْآنِ وَ قَطْعِهِ وَ إِسْكَانِهِ وَ خَفْضِهِ وَ نَصْبِهِ وَ رَفْعِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حُمْرَانُ دُونَكَ الرَّجُلَ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّمَا أُرِیدُكَ أَنْتَ لَا حُمْرَانَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنْ غَلَبْتَ حُمْرَانَ فَقَدْ غَلَبْتَنِی فَأَقْبَلَ الشَّامِیُّ یَسْأَلُ حُمْرَانَ حَتَّی ضَجِرَ وَ مَلَّ وَ عَرَضَ وَ حُمْرَانُ یُجِیبُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَیْفَ رَأَیْتَ یَا شَامِیُّ قَالَ رَأَیْتُهُ حَاذِقاً مَا سَأَلْتُهُ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَجَابَنِی فِیهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حُمْرَانُ سَلِ الشَّامِیَّ فَمَا تَرَكَهُ یَكْشِرُ فَقَالَ الشَّامِیُّ أَ رَأَیْتَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُنَاظِرُكَ فِی الْعَرَبِیَّةِ فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَانَ بْنَ تَغْلِبَ نَاظِرْهُ فَنَاظَرَهُ فَمَا تَرَكَ الشَّامِیُّ یَكْشِرُ قَالَ أُرِیدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِی الْفِقْهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا زُرَارَةُ نَاظِرْهُ فَمَا تَرَكَ الشَّامِیُّ یَكْشِرُ قَالَ أُرِیدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِی الْكَلَامِ فَقَالَ یَا مُؤْمِنَ الطَّاقِ نَاظِرْهُ فَنَاظَرَهُ فَسُجِلَ الْكَلَامُ

ص: 407


1- 1. رجال الكشّیّ ص 125.

بَیْنَهُمَا ثُمَّ تَكَلَّمَ مُؤْمِنُ الطَّاقِ بِكَلَامِهِ فَغَلَبَهُ بِهِ فَقَالَ أُرِیدُ أَنْ أُنَاظِرَكَ فِی الِاسْتِطَاعَةِ فَقَالَ لِلطَّیَّارِ كَلِّمْهُ فِیهَا قَالَ فَكَلَّمَهُ فَمَا تَرَكَ یَكْشِرُ فَقَالَ أُرِیدُ أُنَاظِرُكَ فِی التَّوْحِیدِ فَقَالَ لِهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ كَلِّمْهُ فَسُجِلَ الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ خَصَمَهُ هِشَامٌ فَقَالَ أُرِیدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فِی الْإِمَامَةِ فَقَالَ- لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ كَلِّمْهُ یَا أَبَا الْحَكَمِ فَكَلَّمَهُ مَا تَرَكَهُ یَرْتِمُ وَ لَا یُحْلِی وَ لَا یُمِرُّ قَالَ فَبَقِیَ یَضْحَكُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَالَ الشَّامِیُّ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تُخْبِرَنِی أَنَّ فِی شِیعَتِكَ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ قَالَ هُوَ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ أَمَّا حُمْرَانُ فَحَرَفَكَ فَحِرْتَ لَهُ فَغَلَبَكَ بِلِسَانِهِ وَ سَأَلَكَ عَنْ حَرْفٍ مِنَ الْحَقِّ فَلَمْ تَعْرِفْهُ وَ أَمَّا أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ فَمَغَثَ حَقّاً بِبَاطِلٍ فَغَلَبَكَ وَ أَمَّا زُرَارَةُ فَقَاسَكَ فَغَلَبَ قِیَاسُهُ قِیَاسَكَ وَ أَمَّا الطَّیَّارُ فَكَانَ كَالطَّیْرِ یَقَعُ وَ یَقُومُ وَ أَنْتَ كَالطَّیْرِ الْمَقْصُوصِ [لَا نُهُوضَ لَكَ](1) وَ أَمَّا هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ قَامَ حُبَارَی یَقَعُ وَ یَطِیرُ وَ أَمَّا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ فَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ فَمَا سَوَّغَكَ بِرِیقِكَ یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ ضِغْثاً مِنَ الْحَقِّ وَ ضِغْثاً مِنَ الْبَاطِلِ فَمَغَثَهُمَا ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا إِلَی النَّاسِ ثُمَّ بَعَثَ أَنْبِیَاءَ یُفَرِّقُونَ بَیْنَهُمَا فَعَرَّفَهَا الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَوْصِیَاءَ فَبَعَثَ اللَّهُ الْأَنْبِیَاءَ لِیُفَرِّقُوا ذَلِكَ وَ جَعَلَ الْأَنْبِیَاءَ قَبْلَ الْأَوْصِیَاءِ لِیَعْلَمَ النَّاسُ مَنْ فَضَّلَ اللَّهُ وَ مَنْ یَخْتَصُّ وَ لَوْ كَانَ الْحَقُّ عَلَی حِدَةٍ وَ الْبَاطِلُ عَلَی حِدَةٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَائِمٌ بِشَأْنِهِ مَا احْتَاجَ النَّاسُ إِلَی نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَكِنَّ اللَّهَ خَلَطَهُمَا وَ جَعَلَ یُفَرِّقُهُمَا الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِنْ عِبَادِهِ.

فَقَالَ الشَّامِیُّ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ جَالَسَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُجَالِسُهُ جَبْرَائِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ یَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ فَیَأْتِیهِ الْخَبَرُ مِنْ عِنْدِ الْجَبَّارِ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَهُوَ كَذَلِكَ فَقَالَ الشَّامِیُّ اجْعَلْنِی مِنْ شِیعَتِكَ وَ عَلِّمْنِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِهِشَامٍ عَلِّمْهُ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ تِلْمَاذاً لَكَ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ مَنْصُورٍ وَ أَبُو مَالِكٍ الْخَضْرَمِیُّ رَأَیْنَا الشَّامِیَّ عِنْدَ هِشَامٍ بَعْدَ مَوْتِ

ص: 408


1- 1. ما بین القوسین زیادة من المصدر.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ یَأْتِی الشَّامِیُّ بِهَدَایَا أَهْلِ الشَّامِ وَ هِشَامٌ یَرُدُّهُ هَدَایَا أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مَنْصُورٍ وَ كَانَ الشَّامِیُّ ذَكِیَّ الْقَلْبِ (1).

بیان: قوله عرض أی تعب و وقف من قولهم عرضت الناقة بالكسر أی أصابها كسر أو عن قولهم عرض الشاء بالكسر أیضا أی انشق من كثرة العشب و كشر عن أسنانه یكشر أبدی و الكشر التبسم و قال الجزری السجل الدلو الملأی ماء و یجمع علی سجال و منه الحدیث و الحرب بیننا سجال أی مرة لنا و مرة علینا و قال یقال سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا(2)

و یقال ما رتم فلان بكلمة ما تكلم بها ذكره الجوهری (3).

و قال یقال ما أمر و لا أحلی إذا لم یقل شیئا و المغث المرس فی الماء و المزج و قوله علیه السلام ما سوغك بریقك أی ما ترك ریقك یسوغ و یدخل حلقك.

«12»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَیْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ حَرِیزٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی حَنِیفَةَ وَ عِنْدَهُ كُتُبٌ كَادَتْ تَحُولُ فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ فَقَالَ لِی هَذِهِ الْكُتُبُ كُلُّهَا فِی الطَّلَاقِ وَ أَنْتُمْ وَ أَقْبَلَ یُقَلِّبُ بِیَدِهِ قَالَ قُلْتُ نَحْنُ نَجْمَعُ هَذَا كُلَّهُ فِی حَرْفٍ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَ أَحْصُوا الْعِدَّةَ(4) فَقَالَ لِی وَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ شَیْئاً إِلَّا بِرِوَایَةٍ قُلْتُ أَجَلْ فَقَالَ لِی مَا تَقُولُ فِی مُكَاتَبٍ كَانَتْ مُكَاتَبَتُهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَدَّی تِسْعَمِائَةٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ دِرْهَماً ثُمَّ أَحْدَثَ یَعْنِی الزِّنَا كَیْفَ تَحُدُّهُ فَقُلْتُ عِنْدِی بِعَیْنِهَا حَدِیثٌ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَضْرِبُ بِالسَّوْطِ وَ بِثُلُثِهِ وَ بِنِصْفِهِ وَ بِبَعْضِهِ بِقَدْرِ أَدَائِهِ فَقَالَ لِی أَمَا إِنِّی أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَا یَكُونُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَمَا تَقُولُ فِی

ص: 409


1- 1. رجال الكشّیّ ص 178.
2- 2. النهایة ج 2 ص 148.
3- 3. الصحاح ج 5 ص 1927 طبع دار الكتاب العربی بمصر.
4- 4. سورة الطلاق الآیة 1.

جَمَلٍ أُخْرِجَ مِنَ الْبَحْرِ فَقُلْتُ إِنْ شَاءَ فَلْیَكُنْ جَمَلًا وَ إِنْ شَاءَ فَلْیَكُنْ بَقَرَةً إِنْ كَانَ عَلَیْهِ فُلُوسٌ أَكَلْنَاهُ وَ إِلَّا فَلَا(1).

«13»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُؤْمِنُ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ وَ حَدَّثَنَا ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ جَمِیعاً عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ: مِثْلَهُ (2).

«14»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: إِنِّی لَنَائِمٌ ذَاتَ لَیْلَةٍ عَلَی سَطْحٍ إِذْ طَرَقَ الْبَابَ طَارِقٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ شَرِیكٌ یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَأَشْرَفْتُ فَإِذَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ لِی بِنْتٌ عَرُوسٌ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فَمَا زَالَتْ تُطْلَقُ حَتَّی مَاتَتْ وَ الْوَلَدُ یَتَحَرَّكُ فِی بَطْنِهَا وَ یَذْهَبُ وَ یَجِی ءُ فَمَا أَصْنَعُ فَقُلْتُ یَا أَمَةَ اللَّهِ سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَاقِرُ علیه السلام عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ یُشَقُّ بَطْنُ الْمَیِّتِ وَ یُسْتَخْرَجُ الْوَلَدُ یَا أَمَةَ اللَّهِ افْعَلِی مِثْلَ ذَلِكَ أَنَا یَا أَمَةَ اللَّهِ رَجُلٌ فِی سِتْرٍ مَنْ وَجَّهَكِ إِلَیَّ قَالَ قَالَتْ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ جِئْتُ إِلَی أَبِی حَنِیفَةَ صَاحِبِ الرَّأْیِ فَقَالَ لِی مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ وَ لَكِنْ عَلَیْكِ بِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ فَإِنَّهُ یُخْبِرُكِ فَمَا أَفْتَاكِ بِهِ مِنْ شَیْ ءٍ فَعُودِی إِلَیَّ فَأَعْلِمْنِیهِ فَقُلْتُ لَهَا امْضِی بِسَلَامَةٍ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ خَرَجْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ أَبُو حَنِیفَةَ یَسْأَلُ عَنْهَا أَصْحَابَهُ فَتَنَحْنَحْتُ فَقَالَ اللَّهُمَّ غَفْراً دَعْنَا نَعِیشُ (3).

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ: مِثْلَهُ (4)

«16»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ: مِثْلَهُ (5)

بیان: الغفر الستر.

ص: 410


1- 1. رجال الكشّیّ ص 244.
2- 2. الاختصاص ص 206.
3- 3. رجال الكشّیّ ص 108.
4- 4. المناقب ج 3 ص 331.
5- 5. الاختصاص ص 203.

«17»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ رَفَعَهُ قَالَ: سَأَلَ أَبُو حَنِیفَةَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ النُّعْمَانِ صَاحِبَ الطَّاقِ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا تَقُولُ فِی الْمُتْعَةِ أَ تَزْعُمُ أَنَّهَا حَلَالٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْمُرَ نِسَاءَكَ أَنْ یُسْتَمْتَعْنَ وَ یَكْتَسِبْنَ عَلَیْكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ لَیْسَ كُلُّ الصِّنَاعَاتِ یُرْغَبُ فِیهَا وَ إِنْ كَانَتْ حَلَالًا وَ لِلنَّاسِ أَقْدَارٌ وَ مَرَاتِبُ یَرْفَعُونَ أَقْدَارَهُمْ وَ لَكِنْ مَا تَقُولُ یَا أَبَا حَنِیفَةَ فِی النَّبِیذِ أَ تَزْعُمُ أَنَّهُ حَلَالٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا یَمْنَعُكَ أَنْ تُقْعِدَ نِسَاءَكَ فِی الْحَوَانِیتِ نَبَّاذَاتٍ فَیَكْسِبْنَ عَلَیْكَ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ وَاحِدَةٌ بِوَاحِدَةٍ وَ سَهْمُكَ أَنْفَذُ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ الْآیَةَ الَّتِی فِی سَأَلَ سَائِلٌ تَنْطِقُ بِتَحْرِیمِ الْمُتْعَةِ وَ الرِّوَایَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ جَاءَتْ بِنَسْخِهَا فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا حَنِیفَةَ إِنَّ سُورَةَ سَأَلَ سَائِلٌ مَكِّیَّةٌ وَ آیَةُ الْمُتْعَةِ مَدَنِیَّةٌ وَ رِوَایَتَكَ شَاذَّةٌ رَدِیَّةٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِیفَةَ وَ آیَةُ الْمِیرَاثِ أَیْضاً تَنْطِقُ بِنَسْخِ الْمُتْعَةِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ ثَبَتَ النِّكَاحُ بِغَیْرِ مِیرَاثٍ قَالَ أَبُو حَنِیفَةَ مِنْ أَیْنَ قُلْتَ ذَاكَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِینَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ تُوُفِّیَ عَنْهَا مَا تَقُولُ فِیهَا قَالَ لَا تَرِثُ مِنْهُ قَالَ فَقَدْ ثَبَتَ النِّكَاحُ بِغَیْرِ مِیرَاثٍ ثُمَّ افْتَرَقَا(1).

«18»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ السَّیَّارِیِّ قَالَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی: أَنَّهُ قَدَّمَ إِلَیْهِ رَجُلٌ خَصْماً لَهُ فَقَالَ إِنَّ هَذَا بَاعَنِی هَذِهِ الْجَارِیَةَ فَلَمْ أَجِدْ عَلَی رَكَبِهَا حِینَ كَشَفْتُهَا شَعْراً وَ زَعَمَتْ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ لَهَا قَطُّ قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی لَیْلَی إِنَّ النَّاسَ لَیَحْتَالُونَ لِهَذَا بِالْحِیَلِ حَتَّی یَذْهَبُوا بِهِ فَمَا الَّذِی كَرِهْتَ قَالَ أَیُّهَا الْقَاضِی إِنْ كَانَ عَیْباً فَاقْضِ لِی بِهِ قَالَ اصْبِرْ حَتَّی أَخْرُجَ إِلَیْكَ فَإِنِّی أَجِدُ أَذًی فِی بَطْنِی ثُمَّ دَخَلَ وَ خَرَجَ مِنْ بَابٍ آخَرَ فَأَتَی مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیَّ فَقَالَ لَهُ أَیَّ شَیْ ءٍ تَرْوُونَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ فِی الْمَرْأَةِ لَا یَكُونُ عَلَی رَكَبِهَا شَعْرٌ أَ یَكُونُ ذَلِكَ عَیْباً فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمَّا هَذَا نَصّاً فَلَا أَعْرِفُهُ وَ لَكِنْ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ

ص: 411


1- 1. الكافی ج 5 ص 450.

آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ كُلُّ مَا كَانَ فِی أَصْلِ الْخِلْقَةِ فَزَادَ أَوْ نَقَصَ فَهُوَ عَیْبٌ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی لَیْلَی حَسْبُكَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی الْقَوْمِ فَقَضَی لَهُمْ بِالْعَیْبِ (1).

«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَفْصٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنِ عَمِّ شَرِیكٍ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِی قَالَ: حَضَرْتُ الْأَعْمَشَ فِی عِلَّتِهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا فَبَیْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی وَ أَبُو حَنِیفَةَ فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ فَذَكَرَ ضَعْفاً شَدِیداً وَ ذَكَرَ مَا یَتَخَوَّفُ مِنْ خَطِیئَاتِهِ وَ أَدْرَكَتْهُ رَنَّةٌ فَبَكَی فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّقِ اللَّهَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ فَإِنَّكَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الْآخِرَةِ وَ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِأَحَادِیثَ لَوْ رَجَعْتَ عَنْهَا كَانَ خَیْراً لَكَ قَالَ الْأَعْمَشُ مِثْلُ مَا ذَا یَا نُعْمَانُ قَالَ مِثْلُ حَدِیثِ عَبَایَةَ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ قَالَ أَ وَ لِمِثْلِی تَقُولُ یَا یَهُودِیُّ أَقْعِدُونِی سَنِّدُونِی أَقْعِدُونِی حَدَّثَنِی وَ الَّذِی إِلَیْهِ مَصِیرِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ وَ لَمْ أَرَ أَسَدِیّاً كَانَ خَیْراً مِنْهُ قَالَ سَمِعْتُ عَبَایَةَ بْنَ رِبْعِیٍّ إِمَامَ الْحَیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی دَعِیهِ وَ هَذَا عَدُوِّی خُذِیهِ وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی فِی امْرَأَةِ الْحَجَّاجِ وَ كَانَ یَشْتِمُ عَلِیّاً علیه السلام شَتْماً مُقْذِعاً یَعْنِی الْحَجَّاجَ لَعَنَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رحمه اللّٰه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَقْعُدُ أَنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یُقَالُ لَنَا أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَحَبَّكُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ كَفَرَ بِی وَ أَبْغَضَكُمَا قَالَ أَبُو سَعِیدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا آمَنَ بِاللَّهِ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِی وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِی مَنْ لَمْ یَتَوَلَّ أَوْ قَالَ لَمْ یُحِبَّ عَلِیّاً وَ تَلَا أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(2)

ص: 412


1- 1. نفس المصدر ج 5 ص 215.
2- 2. سورة ق، الآیة: 24.

قَالَ فَجَعَلَ أَبُو حَنِیفَةَ إِزَارَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ قُومُوا بِنَا لَا یَجِیئُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بِأَطَمَّ مِنْ هَذَا قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ لِی شَرِیكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَمَا أَمْسَی یَعْنِی الْأَعْمَشَ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا رَحِمَهُ اللَّهُ (1).

ص: 413


1- 1. أمالی ابن الشیخ الطوسیّ ص 43 و فیه ذكر خصوصیات السند. تمت- و للّٰه الحمد و المنة- مراجعة هذا الجزء المختص بأحوال سیدنا الامام أبی عبد اللّٰه الصادق علیه السلام علی جل مصادره ممّا وقع بیدی و تیسرت لی مراجعته و نسأل اللّٰه التوفیق لاكمال الجزء المختص بأحوال سیدنا الامام أبی الحسن موسی بن جعفر علیه السلام كما نرجو منه سبحانه القبول و الاثابة انه ولی ذلك، و أنا الاقل محمّد مهدیّ السیّد حسن الموسوی الخراسان.

كلمة المحقّق

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

و به نستعین و له الحمد

الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی عباده الذین اصطفی محمّد و آله الطیّبین الطاهرین و اللعنة الدائمة علی أعدائهم أجمعین.

و بعد: فقد تمّ بحمد اللّٰه و منّه شرف مراجعة الجزة السادس و الأربعین حسب تجزئة سیادة الناشر المحترم من موسوعة بحار الأنوار الجلیة و كان مختصّا بأحوال الإمامین الهمامین أبی محمّد علیّ بن الحسین و ابنه أبی جعفر محمّد بن علیّ الباقر علیهما السلام و بذلت جهدی فی تیسیر ما یعین القاری ء من شرح ما یحتاج إلی بیان، و تعین صفحات المصادر و لمّا كان سیادة الناشر المحترم فی إیران و أنا فی النجف الأشرف فقد عهد بتصحیحه المطبعی إلی بعض مصحّحیه فأضاف ذلك من عنده بعض الحواشی و رمز لها مشكورا برمزه الخاصّ فكان منها ما هو فی غیر محلّه، لذلك أحببت التنویه بذلك لیكون كلّ مسؤلا عمّا كتب.

أمّا الآن و نحن علی أبواب هذا الجزء السابع و الأربعین حسب تجزئة سیادة الناشر المحترم و لا أظنّ بحاجة ماسّة إلی تعریف المؤلّف أو مؤلّف بعد أن سبق التعریف بكلّ منهما فی بعض الأجزاء السابغة كما أرانی فی غنی عن التقدیم لموضوع هذا الجزء الذی یضمّ بین دفتیه سیرة سیّد من أكابر سادات أهل البیت و هو سادس أئمة المسلمین المعصومین و خلفاء اللّٰه فی العالمین و من أذغن بفضله خصومه فضلا عن موالیه و أثنی علیه أئمّة المذاهب الإسلامیة الأخری معترفین بفضله علیهم و أخذهم عنه كما تجده مفصّلا فی هذا الجزء.

ص: 414

أمّا اسلوبنا فی مراجعته فهو لا یختلف عمّا سبق فی سالفه و إنّی لأعترف بكبیر الفضل الذی أولانیه سماحة آیة اللّٰه سیّدی الوالد دام ظلّه فیما كنت أسترشده و أستعینه فی إنجاز هذا العمل المضنیّ لتشتت مصادره و تشعّب موارده فطالما سهر لیله و أجهد نفسه فی تیسیر بعض ما صعب علیّ كشفه فجزاه اللّٰه عن الإسلام و أهله خیر الجزاء.

كما لا یفوتنی التنویه بجهود العلّامة الأخّ السیّد محمّد رضا الخرسان سلّمه اللّٰه حیث شارك فی إنجاز عملیّ هذا و أرجو من اللّٰه تعالی وحده أن یتولّی جزاء الجمیع فمنه التوفیق و منه العون و هو ولیّ ذلك إنه سمیع مجیب.

محمّد مهدیّ السیّد حسن الخرسان

النجف الأشرف 10 رجب المرجب سنة 1385

ص: 415

كلمة المصحّح

بسمه تعالی شأنه

إلی هنا انتهی الجزء السابع و الأربعون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء الثانی من المجلّد الحادی عشر یحتوی علی تاریخ الإمام أبی عبد اللّٰه جعفر الصادق علیه الصلاة و السلام

و لفد بذلنا جهدنا فی تصحیحه و مقابلته عند الطباعة و بالغنا فی ذلك و للّٰه المنّ علی توفیقه لذلك و هو الموفّق و المعین.

السیّد إبراهیم المیانجی محمّد باقر البهبودیّ

ص: 416

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

أبواب تاریخ الإمام الهمام مظهر الحقائق أبی عبد اللّٰه جعفر بن محمّد الصادق صلوات اللّٰه علیه

«1»- باب ولادته صلوات اللّٰه علیه و وفاته و مبلغ سنّه و وصیّته 8- 1

«2»- باب أسمائه و ألقابه و كناه و عللها و نقش خاتمه و حلیته و شمائله صلوات اللّٰه علیه 11- 8

«3»- باب النصّ علیه صلوات اللّٰه علیه 15- 12

«4»- باب مكارم سیره و محاسن أخلاقه و إقرار المخالفین و المؤالفین بفضله 62- 16

«5»- باب معجزاته و استجابة دعواته و معرفته بجمیع اللغات و معالی أموره صلوات اللّٰه علیه 121- 63

«6»- باب ما جری بینه علیه السلام و بین المنصور و ولاته و سائر الخلفاء الغاصبین و الأمراء الجائرین و ذكر بعض أحوالهم 212- 162

«7»- باب مناظراته علیه السلام مع أبی حنیفة و غیره من أهل زمانه و ما ذكره المخالفون من نوادر علومه علیه السلام 240- 213

ص: 417

«8»- باب أحوال أزواجه و أولاده صلوات اللّٰه علیه و فیه نفی إمامة إسماعیل و عبد اللّٰه 269- 241

«9»- باب أحوال أقربائه و عشائره و ما جری بینه و بینهم و ما وقع علیهم من الجور و الظلم و أحوال من خرج فی زمانه علیه السلام من بنی الحسن علیه السلام و أولاد زید و غیرهم 309- 270

«10»- باب مدّاحیه صلوات اللّٰه علیه 333- 310

«11»- باب أحوال أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّٰه علیه و ما جری بینه و بینهم 395- 334

«12»- باب مناظرات أصحابه علیه السلام مع المخالفین 413- 396

ص: 418

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 419

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.