بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار المجلد 43

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 43: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

كتاب تاریخ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام

أبواب تاریخ سیدة نساء العالمین و بضعة سید المرسلین و مشكاة أنوار أئمة الدین و زوجة أشرف الوصیین البتول العذراء و الإنسیة الحوراء فاطمة الزهراء صلوات اللّٰه علیها و علی أبیها و بعلها و بنیها ما قامت الأرض و السماء

اشارة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

الحمد لله الذی خص بالبلاء من عباده المحبین النجباء أفاخم الأنبیاء و أعاظم الأوصیاء ثم الأماثل من الأولیاء و البررة من الأتقیاء و الصلاة علی أصفی الأزكیاء و أزكی الأصفیاء و أحب أهل الأرض إلی أهل السماء محمد و أهل بیته المعصومین السفراء المخصوصین بطرف البلاء المكرمین بتحف العناء الذین لم یرضوا بمكابدة اللیل و النهار فی طاعة رب السماء حتی رملوا الوجوه فی الثری و خضبوا اللحاء بالدماء و لعنة اللّٰه علی أعدائهم الفجرة الأشقیاء و من ظلهم من الكفرة الأدعیاء أما بعد فهذا هو المجلد العاشر من كتاب بحار الأنوار مما ألفه أحقر خدمة أخبار الأئمة الأطهار و أفقر الخلق إلی رحمة الكریم الغفار محمد بن محمد تقی حشرهما اللّٰه مع موالیهما الأخیار صلوات اللّٰه علیهم ما اختلف اللیل و النهار.

ص: 1

باب 1 ولادتها و حلیتها و شمائلها صلوات اللّٰه علیها و جمل تواریخها

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلِیلِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْفَقِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام كَیْفَ كَانَ وِلَادَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ خَدِیجَةَ علیهاالسلام لَمَّا تَزَوَّجَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله هَجَرَتْهَا نِسْوَةُ مَكَّةَ فَكُنَّ لَا یَدْخُلْنَ عَلَیْهَا وَ لَا یُسَلِّمْنَ عَلَیْهَا وَ لَا یَتْرُكْنَ امْرَأَةً تَدْخُلُ عَلَیْهَا فَاسْتَوْحَشَتْ خَدِیجَةُ لِذَلِكَ وَ كَانَ جَزَعُهَا وَ غَمُّهَا حَذَراً عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا حَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تُحَدِّثُهَا مِنْ بَطْنِهَا وَ تُصَبِّرُهَا وَ كَانَتْ تَكْتُمُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ یَوْماً فَسَمِعَ خَدِیجَةَ تُحَدِّثُ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ لَهَا یَا خَدِیجَةُ مَنْ تُحَدِّثِینَ قَالَتْ الْجَنِینُ الَّذِی فِی بَطْنِی یُحَدِّثُنِی وَ یُؤْنِسُنِی قَالَ یَا خَدِیجَةُ هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی أَنَّهَا أُنْثَی وَ أَنَّهَا النَّسْلَةُ الطَّاهِرَةُ الْمَیْمُونَةُ وَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَیَجْعَلُ نَسْلِی مِنْهَا وَ سَیَجْعَلُ مِنْ نَسْلِهَا أَئِمَّةً وَ یَجْعَلُهُمْ خُلَفَاءَهُ فِی أَرْضِهِ بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْیِهِ.

فَلَمْ تَزَلْ خَدِیجَةُ علیها السلام عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَنْ حَضَرَتْ وِلَادَتُهَا فَوَجَّهَتْ إِلَی نِسَاءِ

ص: 2

قُرَیْشٍ وَ بَنِی هَاشِمٍ أَنْ تَعَالَیْنَ لِتَلِینَ مِنِّی مَا تَلِی النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ فَأَرْسَلْنَ إِلَیْهَا أَنْتَ عَصَیْتِنَا وَ لَمْ تَقْبَلِی قَوْلَنَا وَ تَزَوَّجْتِ مُحَمَّداً یَتِیمَ أَبِی طَالِبٍ فَقِیراً لَا مَالَ لَهُ فَلَسْنَا نَجِی ءُ وَ لَا نَلِی مِنْ أَمْرِكِ شَیْئاً فَاغْتَمَّتْ خَدِیجَةُ علیها السلام لِذَلِكَ فَبَیْنَا هِیَ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهَا أَرْبَعُ نِسْوَةٍ سُمْرٍ طِوَالٍ كَأَنَّهُنَّ مِنْ نِسَاءِ بَنِی هَاشِمٍ فَفَزِعَتْ مِنْهُنَّ لَمَّا رَأَتْهُنَّ فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ لَا تَحْزَنِی یَا خَدِیجَةُ فَإِنَّا رُسُلُ رَبِّكِ إِلَیْكِ وَ نَحْنُ أَخَوَاتُكِ أَنَا سَارَةُ وَ هَذِهِ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ وَ هِیَ رَفِیقَتُكِ فِی الْجَنَّةِ وَ هَذِهِ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ هَذِهِ كُلْثُمُ أُخْتُ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ بَعَثَنَا اللَّهُ إِلَیْكِ لِنَلِیَ مِنْكِ مَا تَلِی النِّسَاءُ مِنَ النِّسَاءِ فَجَلَسَتْ وَاحِدَةٌ عَنْ یَمِینِهَا وَ أُخْرَی عَنْ یَسَارِهَا وَ الثَّالِثَةُ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ الرَّابِعَةُ مِنْ خَلْفِهَا فَوَضَعَتْ فَاطِمَةَ علیها السلام طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً فَلَمَّا سَقَطَتْ إِلَی الْأَرْضِ أَشْرَقَ مِنْهَا النُّورُ حَتَّی دَخَلَ بُیُوتَاتِ مَكَّةَ وَ لَمْ یَبْقَ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا غَرْبِهَا مَوْضِعٌ إِلَّا أَشْرَقَ فِیهِ ذَلِكَ النُّورُ وَ دَخَلَ عَشْرٌ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مَعَهَا طَسْتٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ إِبْرِیقٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ فِی الْإِبْرِیقِ مَاءٌ مِنَ الْكَوْثَرِ فَتَنَاوَلَتْهَا الْمَرْأَةُ الَّتِی كَانَتْ بَیْنَ یَدَیْهَا فَغَسَلَتْهَا بِمَاءِ الْكَوْثَرِ وَ أَخْرَجَتْ خِرْقَتَیْنِ بَیْضَاوَیْنِ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَطْیَبَ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ فَلَفَّتْهَا بِوَاحِدَةٍ وَ قَنَّعَتْهَا بِالثَّانِیَةِ ثُمَّ اسْتَنْطَقَتْهَا فَنَطَقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ قَالَتْ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ أَبِی رَسُولُ اللَّهِ سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنَّ بَعْلِی سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وُلْدِی سَادَةُ الْأَسْبَاطِ ثُمَّ سَلَّمَتْ عَلَیْهِنَّ وَ سَمَّتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِاسْمِهَا وَ أَقْبَلْنَ یَضْحَكْنَ إِلَیْهَا وَ تَبَاشَرَتِ الْحُورُ الْعِینُ وَ بَشَّرَ أَهْلُ السَّمَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِوِلَادَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ حَدَثَ فِی السَّمَاءِ نُورٌ زَاهِرٌ لَمْ تَرَهُ الْمَلَائِكَةُ قَبْلَ ذَلِكَ وَ قَالَتِ النِّسْوَةُ خُذِیهَا یَا خَدِیجَةُ طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً زَكِیَّةً مَیْمُونَةً بُورِكَ فِیهَا وَ فِی نَسْلِهَا فَتَنَاوَلَتْهَا فَرِحَةً مُسْتَبْشِرَةً وَ أَلْقَمَتْهَا ثَدْیَهَا فَدَرَّ عَلَیْهَا فَكَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَنْمِی فِی الْیَوْمِ كَمَا یَنْمِی الصَّبِیُّ فِی الشَّهْرِ وَ تَنْمِی فِی الشَّهْرِ كَمَا یَنْمِی الصَّبِیُّ فِی السَّنَةِ.

مصباح الأنوار، عن أبی المفضل الشیبانی عن موسی بن محمد الأشعری ابن بنت سعد بن عبد اللّٰه عن الحسن بن محمد بن إسماعیل المعروف بابن أبی الشوارب

ص: 3

عن عبید اللّٰه بن علی بن أشیم عن یعقوب بن یزید عن حماد: مثله.

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِی مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهُ فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ علیهاالسلام فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَكُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَی رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ.

ج، [الإحتجاج] مرسلا: مثله.

«3»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خُلِقَ نُورُ فَاطِمَةَ علیها السلام قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْأَرْضَ وَ السَّمَاءَ فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَلَیْسَتْ هِیَ إِنْسِیَّةً فَقَالَ فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ قَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ كَیْفَ هِیَ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ قَالَ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ نُورِهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ إِذْ كَانَتِ الْأَرْوَاحُ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ عُرِضَتْ عَلَی آدَمَ قِیلَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ أَیْنَ كَانَتْ فَاطِمَةُ قَالَ كَانَتْ فِی حُقَّةٍ تَحْتَ سَاقِ الْعَرْشِ قَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَمَا كَانَ طَعَامُهَا قَالَ التَّسْبِیحُ وَ التَّقْدِیسُ وَ التَّهْلِیلُ وَ التَّحْمِیدُ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ وَ أَخْرَجَنِی مِنْ صُلْبِهِ وَ أَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُخْرِجَهَا مِنْ صُلْبِی جَعَلَهَا تُفَّاحَةً فِی الْجَنَّةِ وَ أَتَانِی بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ لِی السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ قُلْتُ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ تُفَّاحَةٌ أَهْدَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْكَ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذْتُهَا وَ ضَمَمْتُهَا إِلَی صَدْرِی قَالَ یَا مُحَمَّدُ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ كُلْهَا فَفَلَقْتُهَا فَرَأَیْتُ نُوراً سَاطِعاً وَ فَزِعْتُ مِنْهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا لَكَ لَا تَأْكُلْ كُلْهَا وَ لَا تَخَفْ فَإِنَّ ذَلِكَ النُّورَ لِلْمَنْصُورَةِ فِی السَّمَاءِ وَ هِیَ فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةُ قُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ وَ لِمَ سُمِّیَتْ فِی السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةَ وَ فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمِّیَتْ فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ شِیعَتُهَا مِنَ النَّارِ وَ فُطِمَ أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا

ص: 4

وَ هِیَ فِی السَّمَاءِ الْمَنْصُورَةُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ یَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ یَنْصُرُ مَنْ یَشاءُ(1) یَعْنِی نَصْرَ فَاطِمَةَ لِمُحِبِّیهَا.

بیان: لعل هذا التأویل مبنی علی أن قوله مِنْ بَعْدُ قبل قوله یَوْمَئِذٍ إشارة إلی القیامة.

«4»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَلَثَّمُ فَاطِمَةَ وَ تَلْزَمُهَا وَ تُدْنِیهَا مِنْكَ وَ تَفْعَلُ بِهَا مَا لَا تَفْعَلُهُ بِأَحَدٍ مِنْ بَنَاتِكَ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَانِی بِتُفَّاحَةٍ مِنْ تُفَّاحِ الْجَنَّةِ فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتْ مَاءً فِی صُلْبِی ثُمَّ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَأَنَا أَشَمُّ مِنْهَا رَائِحَةَ الْجَنَّةِ.

«5»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبْسِیِّ عَنْ جَبَلَةَ الْمَكِّیِّ عَنْ طَاوُسٍ الْیَمَانِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَتْ عَائِشَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُقَبِّلُ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ لَهُ أَ تُحِبُّهَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْتِ حُبِّی لَهَا لَازْدَدْتِ لَهَا حُبّاً إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ وَ أَقَامَ مِیكَائِیلُ ثُمَّ قِیلَ لِی ادْنُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ أَتَقَدَّمُ وَ أَنْتَ بِحَضْرَتِی یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ فَضَّلَكَ أَنْتَ خَاصَّةً فَدَنَوْتُ فَصَلَّیْتُ بِأَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ثُمَّ الْتَفَتُّ عَنْ یَمِینِی فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی رَوْضَةٍ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ قَدِ اكْتَنَفَهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ إِنِّی صِرْتُ إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ وَ مِنْهَا إِلَی السَّادِسَةِ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْحُجُبِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَةٍ مِنْ نُورٍ فِی أَصْلِهَا مَلَكَانِ یَطْوِیَانِ الْحُلَلَ وَ الْحُلِیَّ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةُ فَقَالَ هَذِهِ لِأَخِیكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هَذَانِ الْمَلَكَانِ یَطْوِیَانِ لَهُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ

ص: 5


1- 1. الروم: 4 و 5.

ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِرُطَبٍ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبَ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ فَأَخَذْتُ رُطَبَةً فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتِ الرُّطَبَةُ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا أَنْ هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَإِذَا اشْتَقْتُ إِلَی الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ فَاطِمَةَ علیها السلام.

«6»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَائِشَةُ إِنِّی لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَأَدْنَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ نَاوَلَنِی مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلْتُهُ فَحَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكِ مَاءً فِی ظَهْرِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَمَا قَبَّلْتُهَا قَطُّ إِلَّا وَجَدْتُ رَائِحَةَ شَجَرَةِ طُوبَی مِنْهَا.

«7»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلْتُ أُمِّی عَنْ صِفَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَتْ كَانَتْ كَأَنَّهَا الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَوِ الشَّمْسُ كُفِرَتْ غَمَاماً أَوْ خَرَجَتْ مِنَ السَّحَابِ وَ كَانَتْ بَیْضَاءَ بَضَّةً.

عَطَاءٌ عَنْ أَبِی رَبَاحٍ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَعْجِنُ وَ إِنَّ قَصَبَتَهَا تَضْرِبُ إِلَی الْجَفْنَةِ وَ رُوِیَ أَنَّهَا كَانَتْ مُشْرِقَةَ الرَّبَاعِیَّةِ.

جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَا رَأَیْتُ فَاطِمَةَ تَمْشِی إِلَّا ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَمِیلُ عَلَی جَانِبِهَا الْأَیْمَنِ مَرَّةً وَ عَلَی جَانِبِهَا الْأَیْسَرِ مَرَّةً وَ وُلِدَتْ فَاطِمَةُ بِمَكَّةَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سِنِینَ وَ بَعْدَ الْإِسْرَاءِ بِثَلَاثِ سِنِینَ فِی الْعِشْرِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ أَقَامَتْ مَعَ أَبِیهَا بِمَكَّةَ ثَمَانِیَ سِنِینَ ثُمَّ هَاجَرَتْ مَعَهُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَزَوَّجَهَا مِنْ عَلِیٍّ بَعْدَ مَقْدَمِهَا الْمَدِینَةَ بِسَنَتَیْنِ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ یَوْمَ السَّادِسِ وَ دَخَلَ بِهَا یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ بَعْدَ بَدْرٍ وَ قُبِضَ النَّبِیُّ وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ وَ وَلَدَتِ الْحَسَنَ وَ لَهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً.

بیان: كفرت علی البناء للمجهول أی إن شئت شبهتها بالشمس المستورة بالغمام لسترها و عفافها أو لإمكان النظر إلیها و إن شئت بالشمس الخارجة من تحت

ص: 6

الغمام لنورها و لمعانها و یحتمل أن یكون الغرض التشبیه بالشمس فی حالتی ابتداء الدخول فی الغمام و الخروج منها تشبیها لها بالشمس و لقناعها بالسحاب التی أحاطت ببعض الشمس أو یقال التشبیه بها فی الحالتین لجمعها فیهما بین الستر و التمكن من النظر و عدم محو الضوء و فی الشعاع و علی التقادیر مأخوذ من الكفر بمعنی التغطیة یقال كفرت الشی ء أكفره بالكسر كفرا أی سترته و البضاضة رقة اللون و صفاؤه الذی یؤثر فیه أدنی شی ء.

«8»- كشف، [كشف الغمة] ذَكَرَ ابْنُ الْخَشَّابِ عَنْ شُیُوخِهِ یَرْفَعُهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ مَا أَظْهَرَ اللَّهُ نُبُوَّةَ نَبِیِّهِ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیَ بِخَمْسِ سِنِینَ وَ قُرَیْشٌ تَبْنِی الْبَیْتَ وَ تُوُفِّیَتْ وَ لَهَا ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ خَمْسَةٌ وَ سبعین [سَبْعُونَ] یَوْماً وَ فِی رِوَایَةِ صَدَقَةَ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرٌ وَ خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ كَانَ عُمُرُهَا مَعَ أَبِیهَا بِمَكَّةَ ثَمَانِیَ سِنِینَ وَ هَاجَرَتْ إِلَی الْمَدِینَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقَامَتْ مَعَهُ عَشْرَ سِنِینَ وَ كَانَ عُمُرُهَا ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً فَأَقَامَتْ مَعَ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهَا خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ قَالَ الذَّارِعُ أَنَا أَقُولُ فَعُمُرُهَا عَلَی هَذِهِ الرِّوَایَةِ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرٌ وَ عَشَرَةُ أَیَّامٍ وَ وَلَدَتِ الْحَسَنَ وَ لَهَا إِحْدَی عَشْرَةَ سَنَةً بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِینَ.

وَ فِی كِتَابِ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ علیها السلام لِابْنِ بَابَوَیْهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ كُنْتُ شَهِدْتُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَدْ وَلَدَتْ بَعْضَ وُلْدِهَا فَلَمْ أَرَ لَهَا دَماً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فَاطِمَةَ خُلِقَتْ حُورِیَّةً فِی صُورَةِ إِنْسِیَّةٍ.

«9»- ضه، [روضة الواعظین]: وُلِدَتْ علیها السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سِنِینَ وَ بَعْدَ الْإِسْرَاءِ بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ أَقَامَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ ثَمَانَ سِنِینَ ثُمَّ هَاجَرَتْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ فَزَوَّجَهَا مِنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بَعْدَ مَقْدَمِهِمُ الْمَدِینَةَ بِسَنَةٍ وَ قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام یَوْمَئِذٍ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ عَاشَتْ بَعْدَ أَبِیهَا اثْنَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ یَوْماً.

«10»- كا، [الكافی]: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَمْسِ سِنِینَ وَ تُوُفِّیَتْ وَ لَهَا ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعُونَ یَوْماً بَقِیَتْ بَعْدَ أَبِیهَا خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً.

ص: 7

«11»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، رُوِیَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ قُدَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ قَالَ حَدَّثَنِی عَمَّارٌ: وَ قَالَ أُخْبِرُكَ عَجَباً قُلْتُ حَدِّثْنِی یَا عَمَّارُ قَالَ نَعَمْ شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَدْ وَلَجَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمَّا أَبْصَرَتْ بِهِ نَادَتْ ادْنُ لِأُحَدِّثَكَ بِمَا كَانَ وَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ بِمَا لَمْ یَكُنْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حِینَ تَقُومُ السَّاعَةُ قَالَ عَمَّارٌ فَرَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَرْجِعُ الْقَهْقَرَی فَرَجَعْتُ بِرُجُوعِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ ادْنُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَدَنَا فَلَمَّا اطْمَأَنَّ بِهِ الْمَجْلِسُ قَالَ لَهُ تُحَدِّثُنِی أَمْ أُحَدِّثُكَ قَالَ الْحَدِیثُ مِنْكَ أَحْسَنُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ كَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ دَخَلْتَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ قَالَتْ لَكَ كَیْتَ وَ كَیْتَ فَرَجَعْتَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نُورُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورِنَا فَقَالَ علیه السلام أَ وَ لَا تَعْلَمُ فَسَجَدَ عَلِیٌّ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی قَالَ عَمَّارٌ فَخَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ خَرَجْتُ بِخُرُوجِهِ فَوَلَجَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ وَلَجْتُ مَعَهُ فَقَالَتْ كَأَنَّكَ رَجَعْتَ إِلَی أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرْتَهُ بِمَا قُلْتُهُ لَكَ قَالَ كَانَ كَذَلِكِ یَا فَاطِمَةُ فَقَالَتْ اعْلَمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ نُورِی وَ كَانَ یُسَبِّحُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ شَجَرَةً مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ فَأَضَاءَتْ فَلَمَّا دَخَلَ أَبِی الْجَنَّةَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ إِلْهَاماً أَنِ اقْتَطِفِ الثَّمَرَةَ مِنْ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ أَدِرْهَا فِی لَهَوَاتِكَ فَفَعَلَ فَأَوْدَعَنِی اللَّهُ سُبْحَانَهُ صُلْبَ أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَوْدَعَنِی خَدِیجَةَ بِنْتَ خُوَیْلِدٍ فَوَضَعَتْنِی وَ أَنَا مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ وَ مَا لَمْ یَكُنْ یَا أَبَا الْحَسَنِ الْمُؤْمِنُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ تَعَالَی.

«12»- قل، [إقبال الأعمال] قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ: یَوْمَ الْعِشْرِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ كَانَ مَوْلِدُ السَّیِّدَةِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام سَنَةَ اثْنَتَیْنِ مِنَ الْمَبْعَثِ.

مِنْ بَعْضِ كُتُبِ الْمُخَالِفِینَ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ سَنَةَ إِحْدَی وَ أَرْبَعِینَ مِنْ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ زَعَمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ فَاطِمَةَ وُلِدَتْ قَبْلَ أَنْ یُوحَی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ سَائِرُ أَوْلَادِهِ مِنْ خَدِیجَةَ.

وَ فِی رِوَایَتِی عَنِ الْحَافِظِ أَبِی الْمَنْصُورِ الدَّیْلَمِیِّ بِرِوَایَتِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ الْحَافِظِ فِی كِتَابِ مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ: أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ أَصْغَرَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سِنّاً وُلِدَتْ وَ قُرَیْشٌ تَبْنِی الْكَعْبَةَ وَ كَانَتْ فِیمَا قَبْلُ تُكَنَّی أُمَّ أَسْمَاءَ.

ص: 8

وَ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ فِی كِتَابِ مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ: كَانَ مَوْلِدُ فَاطِمَةَ علیها السلام قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَ قُرَیْشٌ حِینَئِذٍ تَبْنِی الْكَعْبَةَ وَ كَانَ تَزْوِیجُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِیَّاهَا فِی صَفَرٍ بَعْدَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَدِینَةَ وَ بَنَی بِهَا بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ غَزَاةِ بَدْرٍ وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً حَدَّثَنِی بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَارِثِ- عَنِ ابْنِ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سَبْرَةَ- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِی فَرْوَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

«13»- كا، [الكافی] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَمِیعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَمْسِ سِنِینَ وَ تُوُفِّیَتْ وَ لَهَا ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ خَمْسَةٌ وَ سَبْعُونَ یَوْماً.

«14»- كف، [المصباح للكفعمی]: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فِی الْعِشْرِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ مِنَ الْمَبْعَثِ وَ قِیلَ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْمَبْعَثِ وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِهَا أَمِنَ الْمُتَوَكِّلُونَ وَ بَوَّابُهَا فِضَّةُ أَمَتُهَا.

«15»- مصبا، [المصباحین]: فِی الْیَوْمِ الْعِشْرِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ مِنَ الْمَبْعَثِ كَانَ مَوْلِدُ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْمَبْعَثِ وَ الْعَامَّةُ تَرْوِی أَنَّ مَوْلِدَهَا قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسِ سِنِینَ.

«16»- كِتَابُ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ الْإِمَامِیِّ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وُلِدَتْ فَاطِمَةُ فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ الْیَوْمَ الْعِشْرِینَ مِنْهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَ أَرْبَعِینَ مِنْ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقَامَتْ بِمَكَّةَ ثَمَانَ سِنِینَ وَ بِالْمَدِینَةِ عَشْرَ سِنِینَ وَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهَا خَمْساً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ قُبِضَتْ فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْهُ سَنَةَ إِحْدَی عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ.

15، 14، 1- وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّیِّ عَنْ

ص: 9

مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْغَلَابِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ تَزَلْ فَاطِمَةُ تَشِبُّ فِی الْیَوْمِ كَالْجُمْعَةِ وَ فِی الْجُمْعَةِ كَالشَّهْرِ وَ فِی الشَّهْرِ كَالسَّنَةِ فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ ابْتَنَی بِهَا مَسْجِداً وَ أَنِسَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ بِهِ وَ عَلَتْ كَلِمَتُهُ وَ عَرَفَ النَّاسُ بَرَكَتَهُ وَ سَارَ إِلَیْهِ الرُّكْبَانُ وَ ظَهَرَ الْإِیمَانُ وَ دُرِسَ الْقُرْآنُ وَ تَحَدَّثَ الْمُلُوكُ وَ الشراف [الْأَشْرَافُ] وَ خَافَ سَیْفَ نَقِمَتِهِ الْأَكَابِرُ وَ الْأَشْرَافُ وَ هَاجَرَتْ فَاطِمَةُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ نِسَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ كَانَتْ عَائِشَةُ فِیمَنْ هَاجَرَ مَعَهَا فَقَدِمَتِ الْمَدِینَةَ فَأُنْزِلَتْ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أُمِّ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ وَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله النِّسَاءَ وَ تَزَوَّجَ

سَوْدَةَ أَوَّلَ دُخُولِهِ الْمَدِینَةَ وَ نَقَلَ فَاطِمَةَ إِلَیْهَا ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَزَوَّجَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ فَوَّضَ أَمْرَ ابْنَتِهِ إِلَیَّ فَكُنْتُ أُؤَدِّبُهَا وَ كَانَتْ وَ اللَّهِ أَدْأَبَ مِنِّی وَ أَعْرَفَ بِالْأَشْیَاءِ كُلِّهَا.

باب 2 أسمائها و بعض فضائلها علیها السلام

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] ع، [علل الشرائع] ل، [الخصال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ الْحَسَنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لِفَاطِمَةَ علیها السلام تِسْعَةُ أَسْمَاءَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاطِمَةُ وَ الصِّدِّیقَةُ وَ الْمُبَارَكَةُ وَ الطَّاهِرَةُ وَ الزَّكِیَّةُ وَ الرَّاضِیَةُ وَ الْمَرْضِیَّةُ وَ الْمُحَدَّثَةُ وَ الزَّهْرَاءُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام أَ تَدْرِی أَیُّ شَیْ ءٍ تَفْسِیرُ فَاطِمَةَ قُلْتُ أَخْبِرْنِی یَا سَیِّدِی قَالَ فُطِمَتْ مِنَ الشَّرِّ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَزَوَّجَهَا لَمَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ.

كتاب دلائل الإمامة للطبری، عن الحسن بن أحمد العلوی عن الصدوق: مثله بیان یمكن أن یستدل به علی كون علی و فاطمة علیهاالسلامأشرف من سائر

ص: 10

أولی العزم سوی نبینا صلی اللّٰه علیهم أجمعین لا یقال لا یدل علی فضلهما علی نوح و إبراهیم علیهما السلام لاحتمال كون عدم كونهما كفوین لكونهما من أجدادها علیها السلام لأنا نقول ذكر آدم علیه السلام یدل علی أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الأخر علی أنه یمكن أن یتشبث بعدم القول بالفصل نعم یمكن أن یناقش فی دلالته علی فضل فاطمة علیهم بأنه یمكن أن یشترط فی الكفاءة كون الزوج أفضل و لا یبعد ذلك من متفاهم العرف و اللّٰه یعلم.

«2»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الصَّیْقَلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الدَّارِمِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهُرْمُزَانِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ سُمِّیَتِ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّهَا تَزْهَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی النَّهَارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِالنُّورِ كَانَ یَزْهَرُ نُورُ وَجْهِهَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ وَ النَّاسُ فِی فِرَاشِهِمْ فَیَدْخُلُ بَیَاضُ ذَلِكَ النُّورِ إِلَی حُجُرَاتِهِمْ بِالْمَدِینَةِ فَتَبْیَضُّ حِیطَانُهُمْ فَیَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ فَیَأْتُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَیَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَیُرْسِلُهُمْ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَیَأْتُونَ مَنْزِلَهَا فَیَرَوْنَهَا قَاعِدَةً فِی مِحْرَابِهَا تُصَلِّی وَ النُّورُ یَسْطَعُ مِنْ مِحْرَابِهَا مِنْ وَجْهِهَا فَیَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِی رَأَوْهُ كَانَ مِنْ نُورِ فَاطِمَةَ فَإِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَ تَرَتَّبَتْ لِلصَّلَاةِ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا علیها السلام بِالصُّفْرَةِ فَتَدْخُلُ الصُّفْرَةُ فِی حُجُرَاتِ النَّاسِ فَتُصَفِّرُ ثِیَابَهُمْ وَ أَلْوَانَهُمْ فَیَأْتُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَیَسْأَلُونَهُ عَمَّا رَأَوْا فَیُرْسِلُهُمْ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَیَرَوْنَهَا قَائِمَةً فِی مِحْرَابِهَا وَ قَدْ زَهَرَ نُورُ وَجْهِهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا بِالصُّفْرَةِ فَیَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِی رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِهَا فَإِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ وَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ احْمَرَّ وَجْهُ فَاطِمَةَ فَأَشْرَقَ وَجْهُهَا بِالْحُمْرَةِ فَرَحاً وَ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَكَانَ تَدْخُلُ حُمْرَةُ وَجْهِهَا حُجُرَاتِ الْقَوْمِ وَ تَحْمَرُّ حِیطَانُهُمْ فَیَعْجَبُونَ مِنْ ذَلِكَ وَ یَأْتُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ یَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ فَیُرْسِلُهُمْ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَیَرَوْنَهَا جَالِسَةً تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُمَجِّدُهُ وَ نُورُ وَجْهِهَا یَزْهَرُ بِالْحُمْرَةِ فَیَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِی رَأَوْا كَانَ مِنْ نُورِ وَجْهِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمْ یَزَلْ ذَلِكَ النُّورُ فِی وَجْهِهَا حَتَّی وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَهُوَ یَتَقَلَّبُ فِی وُجُوهِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِی الْأَئِمَّةِ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتَ إِمَامٍ بَعْدَ إِمَامٍ.

ص: 11

بیان: ترتبت أی ثبتت فی محرابها كما فی اللغة أو تهیأت من الترتیب العرفی بمعنی جعل كل شی ء فی مرتبته و یحتمل أن یكون تصحیف تزینت.

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام قَالا سَمِعْنَا الْمَأْمُونَ یُحَدِّثُ عَنِ الرَّشِیدِ عَنِ الْمَهْدِیِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِمُعَاوِیَةَ أَ تَدْرِی لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ قَالَ لَا قَالَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ هِیَ وَ شِیعَتُهَا مِنَ النَّارِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُهُ.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی سَمَّیْتُ ابْنَتِی فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله.

«5»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْقِرْمِیسِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْجَزَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ زَهْرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ فَلَمَّا أَشْرَقَتْ أَضَاءَتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِنُورِهَا وَ غَشِیَتْ أَبْصَارَ الْمَلَائِكَةِ وَ خَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ لِلَّهِ سَاجِدِینَ وَ قَالُوا إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا مَا هَذَا النُّورُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِی وَ أَسْكَنْتُهُ فِی سَمَائِی خَلَقْتُهُ مِنْ عَظَمَتِی أُخْرِجُهُ مِنْ صُلْبِ نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِی أُفَضِّلُهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أُخْرِجُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ أَئِمَّةً یَقُومُونَ بِأَمْرِی یَهْدُونَ إِلَی حَقِّی وَ أَجْعَلُهُمْ خُلَفَائِی فِی أَرْضِی بَعْدَ انْقِضَاءِ وَحْیِی.

مصباح الأنوار، عن أبی جعفر علیه السلام: مثله بیان قال الفیروزآبادی قرمیسین بالكسر بلد قرب الدینور معرب كرمانشاهان.

«6»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ لِمَ سُمِّیَتْ زَهْرَاءَ فَقَالَ لِأَنَّهَا كَانَتْ إِذَا قَامَتْ فِی مِحْرَابِهَا زَهَرَ نُورُهَا لِأَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا یَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ

ص: 12

الْأَرْضِ.

«7»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَیْخٌ لَنَا ثِقَةٌ یُقَالُ لَهُ نَجِیَّةُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَزَارِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَسَنٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ قُلْتُ فَرْقاً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْأَسْمَاءِ قَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنَ الْأَسْمَاءِ وَ لَكِنَّ الِاسْمَ الَّذِی سُمِّیَتْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِمَ مَا كَانَ قَبْلَ كَوْنِهِ فَعَلِمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَزَوَّجُ فِی الْأَحْیَاءِ وَ أَنَّهُمْ یَطْمَعُونَ فِی وِرَاثَةِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ قِبَلِهِ فَلَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ سَمَّاهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَاطِمَةَ لِمَا أَخْرَجَ مِنْهَا وَ جَعَلَ فِی وُلْدِهَا فَفَطَمَهُمْ عَمَّا طَمِعُوا فَبِهَذَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فَطَمَتْ طَمَعَهُمْ وَ مَعْنَی فَطَمَتْ قَطَعَتْ.

بیان: قوله فرقا بینه و بین الأسماء لعله توهم أن هذا الاسم مما لم یسبقها إلیه أحد فلذا سمیت به لئلا یشاركها فیه امرأة ممن مضی فأجاب علیه السلام بأنه كان من الأسماء التی كانوا یسمون بها قبل قوله إن اللّٰه أی لأن اللّٰه.

«8»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ مُخْدَجِ بْنِ عُمَیْرٍ الْحَنَفِیِّ عَنْ بَشِیرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

«9»- ع، [علل الشرائع] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مَلَكٍ فَأَنْطَقَ بِهِ لِسَانَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ إِنِّی فَطَمْتُكِ بِالْعِلْمِ وَ فَطَمْتُكِ عَنِ الطَّمْثِ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ لَقَدْ فَطَمَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِالْعِلْمِ وَ عَنِ الطَّمْثِ بِالْمِیثَاقِ.

مصباح الأنوار، عنه علیه السلام: مثله بیان فطمتك بالعلم أی أرضعتك بالعلم حتی استغنیت و فطمت أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم كنایة عن كونها فی

ص: 13

بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانیة و علی التقادیر كان الفاعل بمعنی المفعول كالدافق بمعنی المدفوق أو یقرأ علی بناء التفعیل أی جعلتك قاطعة الناس من الجهل أو المعنی لما فطمها من الجهل فهی تفطم الناس منه و الوجهان الأخیران یشكل إجراؤهما فی قوله فطمتك عن الطمث إلا بتكلف بأن یجعل الطمث كنایة عن الأخلاق و الأفعال الذمیمة أو یقال علی الثالث لما فطمتك عن الأدناس الروحانیة و الجسمانیة فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنویة.

«10»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوِیَّةَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْبَصْرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا فَاطِمَةُ أَ تَدْرِینَ لِمَ سُمِّیتِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سُمِّیَتْ قَالَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ هِیَ وَ شِیعَتُهَا مِنَ النَّارِ.

مصباح الأنوار، عنه علیه السلام: مثله بیان لا یقال المناسب علی ما ذكر فی وجه التسمیة أن تسمی مفطومة إذ الفطم بمعنی القطع یقال فطمت الأم صبیها و فطمت الرجل عن عادته و فطمت الحبل لأنا نقول كثیرا ما یجی ء فاعل بمعنی مفعول كقولهم سر كاتم و مكان عامر و كما قالوا فی قوله تعالی عِیشَةٍ راضِیَةٍ* و ماءٍ دافِقٍ و یحتمل أن یكون ورد الفطم لازما أیضا.

قال الفیروزآبادی: أفطم السخلة حان أن تفطم فإذا فطمت فهی فاطم و مفطومة و فطیم انتهی و یمكن أن یقال إنها فطمت نفسها و شیعتها عن النار و عن الشرور و فطمت نفسها عن الطمث لكون السبب فی ذلك ما علم اللّٰه من محاسن أفعالها و مكارم خصالها فالإسناد مجازی.

«11»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: لِفَاطِمَةَ علیها السلام وَقْفَةٌ عَلَی بَابِ جَهَنَّمَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُتِبَ بَیْنَ عَیْنَیْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ فَیُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَی النَّارِ فَتَقْرَأُ فَاطِمَةُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُحِبّاً فَتَقُولُ

ص: 14

إِلَهِی وَ سَیِّدِی سَمَّیْتَنِی فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتَ بِی مَنْ تَوَلَّانِی وَ تَوَلَّی ذُرِّیَّتِی مِنَ النَّارِ وَ وَعْدُكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ لا تُخْلِفُ الْمِیعادَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَقْتِ یَا فَاطِمَةُ إِنِّی سَمَّیْتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَ تَوَلَّاكِ وَ أَحَبَّ ذُرِّیَّتَكِ وَ تَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ وَ وَعْدِیَ الْحَقُّ وَ أَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِیعَادَ وَ إِنَّمَا أَمَرْتُ بِعَبْدِی هَذَا إِلَی النَّارِ لِتَشْفَعِی فِیهِ فَأُشَفِّعَكِ وَ لِیَتَبَیَّنَ مَلَائِكَتِی وَ أَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی وَ أَهْلَ الْمَوْقِفِ مَوْقِفُكِ مِنِّی وَ مَكَانَتُكِ عِنْدِی فَمَنْ قَرَأْتِ بَیْنَ عَیْنَیْهِ مُؤْمِناً فَخُذِی بِیَدِهِ وَ أَدْخِلِیهِ الْجَنَّةَ.

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا سَمَّیْتُ ابْنَتِی فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا مِنَ النَّارِ.

«13»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] بِإِسْنَادِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله سُئِلَ مَا الْبَتُولُ فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْیَمَ بَتُولٌ وَ فَاطِمَةَ بَتُولٌ فَقَالَ علیه السلام الْبَتُولُ الَّتِی لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ أَیْ لَمْ تَحِضْ فَإِنَّ الْحَیْضَ مَكْرُوهٌ فِی بَنَاتِ الْأَنْبِیَاءِ.

مصباح الأنوار، عن علی علیه السلام: مثله بیان البتل القطع أی أنها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤیة الدم قال فی النهایة امرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فیهم و بها سمیت مریم أم عیسی علیها السلام و سمیت فاطمة علیهاالسلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا و دینا و حسبا و قیل لانقطاعها عن الدنیا إلی اللّٰه تعالی و نحو ذلك قال الفیروزآبادی.

أقول: قد مضت و سیأتی الأخبار فی أنه

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِفَاطِمَةَ: شَقَّ اللَّهُ لَكِ یَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ الْفَاطِرُ وَ أَنْتِ فَاطِمَةُ و شبهه.

«14»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی كِتَابِ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِعَلِیٍّ هَلْ تَدْرِی لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ قَالَ عَلِیٌّ لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ هِیَ وَ شِیعَتُهَا مِنَ النَّارِ.

أَبُو عَلِیٍّ السَّلَامِیُّ فِی تَارِیخِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ

ص: 15

عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَ مَنْ أَحَبَّهَا عَنِ النَّارِ.

شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّمَا سَمَّیْتُ ابْنَتِی فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَ فَطَمَ مُحِبِّیهَا عَنِ النَّارِ.

الصَّادِقُ علیه السلام: تَدْرِی أَیُّ شَیْ ءٍ تَفْسِیرُ فَاطِمَةَ قَالَ فُطِمَتْ مِنَ الشَّرِّ وَ یُقَالُ إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّهَا فُطِمَتْ عَنِ الطَّمْثِ.

أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا الْبَتُولُ قَالَ الَّتِی لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَ لَمْ تَحِضْ فَإِنَّ الْحَیْضَ مَكْرُوهٌ فِی بَنَاتِ الْأَنْبِیَاءِ وَ قَالَ علیه السلام لِعَائِشَةَ یَا حُمَیْرَاءُ إِنَّ فَاطِمَةَ لَیْسَتْ كَنِسَاءِ الْآدَمِیِّینَ لَا تَعْتَلُّ كَمَا تعتلن [تَعْتَلِلْنَ] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ حَرَّمَ اللَّهُ النِّسَاءَ عَلَی عَلِیٍّ مَا دَامَتْ فَاطِمَةُ حَیَّةً لِأَنَّهَا طَاهِرَةٌ لَا تَحِیضُ.

وَ قَالَ عُبَیْدٌ الْهَرَوِیُّ فِی الْغَرِیبَیْنِ: سُمِّیَتْ مَرْیَمُ بَتُولًا لِأَنَّهَا بُتِلَتْ عَنِ الرِّجَالِ وَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ بَتُولًا لِأَنَّهَا بُتِلَتْ عَنِ النَّظِیرِ.

أَبُو هَاشِمٍ الْعَسْكَرِیُّ: سَأَلْتُ صَاحِبَ الْعَسْكَرِ علیه السلام لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءَ علیها السلام فَقَالَ كَانَ وَجْهُهَا یَزْهَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ كَالشَّمْسِ الضَّاحِیَةِ وَ عِنْدَ الزَّوَالَ كَالْقَمَرِ الْمُنِیرِ وَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ.

الْحَسَنُ بْنُ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِمَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءَ قَالَ لِأَنَّ لَهَا فِی الْجَنَّةِ قُبَّةً مِنْ یَاقُوتٍ حَمْرَاءَ ارْتِفَاعُهَا فِی الْهَوَاءِ مَسِیرَةُ سَنَةٍ مُعَلَّقَةً بِقُدْرَةِ الْجَبَّارِ لَا عِلَاقَةَ لَهَا مِنْ فَوْقِهَا فَتُمْسِكَهَا وَ لَا دِعَامَةَ لَهَا مِنْ تَحْتِهَا فَتَلْزَمَهَا لَهَا مِائَةُ أَلْفِ بَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ أَلْفٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَرَاهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا یَرَی أَحَدُكُمُ الْكَوْكَبَ الدُّرِّیَّ الزَّاهِرَ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ فَیَقُولُونَ هَذِهِ الزَّهْرَاءُ لَفَاطِمَةُ علیها السلام.

«15»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: كُنَاهَا أُمُّ الْحَسَنِ وَ أُمُّ الْحُسَیْنِ وَ أُمُّ الْمُحَسِّنِ وَ أُمُّ الْأَئِمَّةِ وَ أُمُّ أَبِیهَا وَ أَسْمَاؤُهَا عَلَی مَا ذَكَرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْقُمِّیُّ فَاطِمَةُ الْبَتُولُ الْحَصَانُ الْحُرَّةُ السَّیِّدَةُ الْعَذْرَاءُ الزَّهْرَاءُ الْحَوْرَاءُ الْمُبَارَكَةُ الطَّاهِرَةُ الزَّكِیَّةُ الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ الْمُحَدَّثَةُ مَرْیَمُ الْكُبْرَی الصِّدِّیقَةُ الْكُبْرَی وَ یُقَالُ لَهَا فِی السَّمَاءِ النُّورِیَّةُ

ص: 16

السَّمَاوِیَّةُ الْحَانِیَةُ.

بیان: الحانیة أی المشفقة علی زوجها و أولادها قال الجزری الحانیة التی تقیم علی ولدها لا تتزوج شفقة و عطفا و منه

الحدیث فی نساء قریش: أحناه علی ولد و أرعاه علی زوج.

«16»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، مَرْفُوعاً إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رحمه اللّٰه قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ رَحَّبَ بِهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْمَعَادِنُ وَاحِدَةٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذاً أُخْبِرَكَ یَا عَمِّ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً وَ لَا سَمَاءَ وَ لَا أَرْضَ وَ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا لَوْحَ وَ لَا قَلَمَ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَدْوَ خَلْقِنَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَكَانَتْ نُوراً ثُمَّ تَكَلَّمَ كَلِمَةً ثَانِیَةً فَكَانَتْ رُوحاً فَمَزَجَ فِیمَا بَیْنَهُمَا وَ اعْتَدَلَا فَخَلَقَنِی وَ عَلِیّاً مِنْهُمَا ثُمَّ فَتَقَ مِنْ نُورِی نُورَ الْعَرْشِ فَأَنَا أَجَلُّ مِنَ الْعَرْشِ ثُمَّ فَتَقَ مِنْ نُورِ عَلِیٍّ نُورَ السَّمَاوَاتِ فَعَلِیٌّ أَجَلُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ ثُمَّ فَتَقَ مِنْ نُورِ الْحَسَنِ نُورَ الشَّمْسِ وَ مِنْ نُورِ الْحُسَیْنِ نُورَ الْقَمَرِ فَهُمَا أَجَلُّ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَی وَ تَقُولُ فِی تَسْبِیحِهَا سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ مِنْ أَنْوَارٍ مَا أَكْرَمَهَا عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَبْلُوَ الْمَلَائِكَةَ أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ سَحَاباً مِنْ ظُلْمَةٍ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَا تَنْظُرُ أَوَّلَهَا مِنْ آخِرِهَا وَ لَا آخِرَهَا مِنْ أَوَّلِهَا فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا مُنْذُ خَلَقْتَنَا مَا رَأَیْنَا مِثْلَ مَا نَحْنُ فِیهِ فَنَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَنْوَارِ إِلَّا مَا كَشَفْتَ عَنَّا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَفْعَلَنَّ فَخَلَقَ نُورَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ علیها السلام یَوْمَئِذٍ كَالْقِنْدِیلِ وَ عَلَّقَهُ فِی قُرْطِ الْعَرْشِ فَزَهَرَتِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءَ وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُقَدِّسُهُ فَقَالَ اللَّهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَجْعَلَنَّ ثَوَابَ تَسْبِیحِكُمْ وَ تَقْدِیسِكُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لِمُحِبِّی هَذِهِ الْمَرْأَةِ وَ أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا قَالَ سَلْمَانُ فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ فَلَقِیَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بِأَبِی عِتْرَةَ الْمُصْطَفَی مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ مَا أَكْرَمَكُمْ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی.

ص: 17

بیان: القرط بالضم الذی یعلق فی شحمة الأذن.

«17»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُوسَی بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَعَاشِرَ النَّاسِ تَدْرُونَ لِمَا خُلِقَتْ فَاطِمَةُ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ خُلِقَتْ فَاطِمَةُ حَوْرَاءَ إِنْسِیَّةً لَا إِنْسِیَّةٌ وَ قَالَ خُلِقَتْ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِیلَ وَ مِنْ زَغَبِهِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَشْكَلَ ذَلِكَ عَلَیْنَا تَقُولُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ لَا إِنْسِیَّةٌ ثُمَّ تَقُولُ مِنْ عَرَقِ جَبْرَئِیلَ وَ مِنْ زَغَبِهِ قَالَ إِذاً أُنَبِّئُكُمْ أَهْدَی إِلَیَّ رَبِّی تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ أَتَانِی بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَضَمَّهَا إِلَی صَدْرِهِ فَعَرِقَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ عَرِقَتِ التُّفَّاحَةُ فَصَارَ عَرَقُهُمَا شَیْئاً وَاحِداً ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَهْدَی إِلَیْكَ تُفَّاحَةً مِنَ الْجَنَّةِ فَأَخَذْتُهَا وَ قَبَّلْتُهَا وَ وَضَعْتُهَا عَلَی عَیْنِی وَ ضَمَمْتُهَا إِلَی صَدْرِی ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ كُلْهَا قُلْتُ یَا حَبِیبِی یَا جَبْرَئِیلُ هَدِیَّةُ رَبِّی تُؤْكَلُ قَالَ نَعَمْ قَدْ أُمِرْتَ بِأَكْلِهَا فَأَفْلَقْتُهَا فَرَأَیْتُ مِنْهَا نُوراً سَاطِعاً فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ قَالَ كُلْ فَإِنَّ ذَلِكَ نُورُ الْمَنْصُورَةِ فَاطِمَةَ قُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَنِ الْمَنْصُورَةُ قَالَ جَارِیَةٌ تَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ وَ اسْمُهَا فِی السَّمَاءِ مَنْصُورَةُ وَ فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةُ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ لِمَ سُمِّیَتْ فِی السَّمَاءِ مَنْصُورَةَ وَ فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةَ قَالَ سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ فِی الْأَرْضِ لِأَنَّهُ فَطَمَتْ شِیعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَ فُطِمُوا أَعْدَاؤُهَا عَنْ حُبِّهَا وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ فِی كِتَابِهِ وَ یَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ (1) بِنَصْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام.

بیان: الزغب الشعیرات الصغری علی ریش الفرخ و كونها من زغب جبرئیل إما لكون التفاحة فیها و عرقت من بینها أو لأنه التصق بها بعض ذلك الزغب فأكله النبی صلی اللّٰه علیه وآله.

«18»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَ ذُرِّیَّتَهَا مِنَ النَّارِ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ

ص: 18


1- 1. الروم: 4. راجع المصدر ص 119.

مِنْهُمْ بِالتَّوْحِیدِ وَ الْإِیمَانِ بِمَا جِئْتُ بِهِ.

«19»- أَقُولُ رُوِیَ فِی مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام كَانَتْ تُكَنَّی أُمَّ أَبِیهَا.

«20»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ الطَّاهِرَةَ لِطَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ طَهَارَتِهَا مِنْ كُلِّ رَفَثٍ وَ مَا رَأَتْ قَطُّ یَوْماً حُمْرَةً وَ لَا نِفَاساً.

باب 3 مناقبها و فضائلها و بعض أحوالها و معجزاتها صلوات اللّٰه علیها

«1»- أَقُولُ قَدْ مَرَّ فِی بَابِ الرُّكْبَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِرِوَایَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَنْ یَرْكَبَ یَوْمَئِذٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ صَالِحٌ نَبِیُّ اللَّهِ فَأَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ وَ أَمَّا فَاطِمَةُ ابْنَتِی فَعَلَی نَاقَتِی الْعَضْبَاءُ تَمَامَ الْخَبَرِ.

«2»- جا، [المجالس للمفید] عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا.

«3»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اخْتَارَ مِنَ النِّسَاءِ أربع [أَرْبَعاً] مَرْیَمَ وَ آسِیَةَ وَ خَدِیجَةَ وَ فَاطِمَةَ الْخَبَرَ.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله.

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله:

ص: 19

الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدِی وَ بَعْدَ أَبِیهِمَا وَ أُمُّهُمَا أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ.

«6»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ.

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِفَاطِمَةَ علیهاالسلام فَدَخَلَ عَلَیْهَا فَأَطَالَ عِنْدَهَا الْمَكْثَ فَخَرَجَ مَرَّةً فِی سَفَرٍ فَصَنَعَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَسَكَتَیْنِ مِنْ وَرِقٍ وَ قِلَادَةً وَ قُرْطَیْنِ (1) وَ سِتْراً لِبَابِ الْبَیْتِ لِقُدُومِ أَبِیهَا وَ زَوْجِهَا علیها السلام فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ عَلَیْهَا فَوَقَفَ أَصْحَابُهُ عَلَی الْبَابِ لَا یَدْرُونَ یَقِفُونَ أَوْ یَنْصَرِفُونَ لِطُولِ مَكْثِهِ عِنْدَهَا فَخَرَجَ عَلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ عُرِفَ الْغَضَبُ فِی وَجْهِهِ حَتَّی جَلَسَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ فَظَنَّتْ فَاطِمَةُ علیها السلام أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِمَا رَأَی مِنَ الْمَسَكَتَیْنِ وَ الْقِلَادَةِ وَ الْقُرْطَیْنِ وَ السِّتْرِ فَنَزَعَتْ قِلَادَتَهَا وَ قُرْطَیْهَا وَ مَسَكَتَیْهَا وَ نَزَعَتِ السِّتْرَ فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَتْ لِلرَّسُولِ قُلْ لَهُ تَقْرَأُ عَلَیْكَ ابْنَتُكَ السَّلَامَ وَ تَقُولُ اجْعَلْ هَذَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ فَعَلَتْ فِدَاهَا أَبُوهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَیْسَتِ الدُّنْیَا مِنْ مُحَمَّدٍ وَ لَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَوْ كَانَتِ الدُّنْیَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْخَیْرِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا أَسْقَی فِیهَا كَافِراً شَرْبَةَ مَاءٍ ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا.

«8»- ج، [الإحتجاج] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ یَرْضَی لِرِضَاكِ قَالَ فَقَالَ الْمُحَدِّثُونَ بِهَا قَالَ فَأَتَاهُ ابْنُ جَرِیحٍ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حُدِّثْنَا الْیَوْمَ حَدِیثاً اسْتَشْهَرَهُ النَّاسُ قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ

ص: 20


1- 1. المسكة- بالتحریك- السوار و الخلخال و الورق: الفضة، و القلادة- بالكسر ما یجعل فی العنق من الحلی، و القرط- بالضم- ما یعلق فی شحمة الاذن من الجواهر و غیرها.

لِغَضَبِكِ وَ یَرْضَی لِرِضَاكِ قَالَ فَقَالَ علیه السلام نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ فِیمَا تَرْوُونَ لِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَ یَرْضَی لِرِضَاهُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ علیه السلام فَمَا تُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُؤْمِنَةً یَرْضَی اللَّهُ لِرِضَاهَا وَ یَغْضَبُ لِغَضَبِهَا قَالَ صَدَقْتَ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ.

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: مَا رَأَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام دَماً فِی حَیْضٍ وَ لَا فِی نِفَاسٍ.

«10»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الْعَطَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ تَاكَ مَرْیَمُ وَ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَقُلْتُ فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ الْجَنَّةِ قَالَ هُمَا وَ اللَّهِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

«11»- لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِیِّ عَنْ أَبِی قِلَابَةَ عَنْ غَانِمِ بْنِ الْحَسَنِ السَّعْدِیِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَتَاهْ أَیْنَ أَلْقَاكَ یَوْمَ الْمَوْقِفِ الْأَعْظَمِ وَ یَوْمَ الْأَهْوَالِ وَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ قَالَ یَا فَاطِمَةُ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَ مَعِی لِوَاءُ «الْحَمْدُ لِلَّهِ» وَ أَنَا الشَّفِیعُ لِأُمَّتِی إِلَی رَبِّی قَالَتْ یَا أَبَتَاهْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی الْحَوْضِ وَ أَنَا أَسْقِی أُمَّتِی قَالَتْ یَا أَبَتَاهْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِی قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی وَ أَنَا عِنْدَ الْمِیزَانِ أَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ أُمَّتِی قَالَتْ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ هُنَاكَ قَالَ الْقَیْنِی عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ أَمْنَعُ شَرَرَهَا وَ لَهَبَهَا عَنْ أُمَّتِی فَاسْتَبْشَرَتْ فَاطِمَةُ بِذَلِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا.

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] یَحْیَی بْنُ زَیْدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ

ص: 21

عَلِیِّ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ یَرْضَی لِرِضَاكِ قَالَ فَجَاءَ صَنْدَلٌ فَقَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ الشَّبَابَ یَجِیئُونَّا عَنْكَ بِأَحَادِیثَ مُنْكَرَةٍ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ علیه السلام وَ مَا ذَاكَ یَا صَنْدَلُ قَالَ جَاءُونَا عَنْكَ أَنَّكَ حَدَّثْتَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا قَالَ فَقَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَا صَنْدَلُ أَ لَسْتُمْ رَوَیْتُمْ فِیمَا تَرْوُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَ یَرْضَی لِرِضَاهُ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا تُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ فَاطِمَةُ علیها السلام مُؤْمِنَةً یَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِهَا وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق عن یحیی: مثله.

«13»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ابْنَتِی فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ الْخَبَرَ.

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: قَرَأْتُ فِی الْإِنْجِیلِ فِی وَصْفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله نَكَّاحُ النِّسَاءِ ذُو النَّسْلِ الْقَلِیلِ إِنَّمَا نَسْلُهُ مِنْ مُبَارَكَةٍ لَهَا بَیْتٌ فِی الْجَنَّةِ لَا صَخَبَ فِیهِ وَ لَا نَصَبَ یَكْفُلُهَا فِی آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا كَفَلَ زَكَرِیَّا أُمَّكَ لَهَا فَرْخَانِ مُسْتَشْهَدَانِ.

وَ قَدْ مَرَّ الْخَبَرُ بِتَمَامِهِ فِی كِتَابِ أَحْوَالِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.

«15»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ إِذَا فِی عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا فَقَطَعَتْهَا وَ رَمَتْ بِهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْتِ مِنِّی یَا فَاطِمَةُ ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ فَنَاوَلَتْهُ الْقِلَادَةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ وَ غَضَبِی عَلَی مَنْ

ص: 22

أَهْرَقَ دَمِی وَ آذَانِی فِی عِتْرَتِی.

كشف، [كشف الغمة] عن موسی بن جعفر علیهما السلام: مثله.

«16»- فس، [تفسیر القمی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّها لَإِحْدَی الْكُبَرِ نَذِیراً لِلْبَشَرِ(1) قَالَ یَعْنِی فَاطِمَةَ علیها السلام.

«17»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ یَعْنِی ابْنَ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی مَنْ سَرَّهَا فَقَدْ سَرَّنِی وَ مَنْ سَاءَهَا فَقَدْ سَاءَنِی فَاطِمَةُ أَعَزُّ النَّاسِ عَلَیَّ.

«18»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ الضَّبِّیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِیِّ عَنِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ قَالَ: قَالَتْ عَمَّتِی لِعَائِشَةَ وَ أَنَا أَسْمَعُ لِلَّهِ أَنْتِ (2) مَسِیرُكِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام مَا كَانَ قَالَتْ دَعِینَا مِنْكِ إِنَّهُ مَا كَانَ مِنَ الرِّجَالِ أَحَبُّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام.

«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ زَكَرِیَّا عَنْ فِرَاسٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَمْشِی لَا وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا مَشْیُهَا یَخْرِمُ مِنْ مِشْیَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَآهَا قَالَ مَرْحَباً بِابْنَتِی مَرَّتَیْنِ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَقَالَ لِی أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَأْتِیَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ أَوْ سَیِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ.

ص: 23


1- 1. المدّثّر: 38 و 39.
2- 2. كلمة یقال عند الاشفاق و قد قال علیّ علیه السلام:« للّٰه أبوهم و هل أحد أشدّ لها مراسا» و أمّا فی النسخ المطبوعة و هكذا فی المصدر ص 211« و أنا أسمع له أنت مسیرك» و هو تصحیف، و لو كان أراد ارجاع الضمیر لقال:« و أنا أستمع لها» فانه كان یستمع لكلام عمته مع عائشة. علی أنّه لا معنی لقوله:« أنت مسیرك الی علی».

توضیح: قال الجوهری ما خرمت منه شیئا أی ما نقصت و ما قطعت و قال الجزری فی حدیث سعد: ما خرمت من صلاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله شیئا.

أی ما تركت.

«20»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلَاءٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ جَالِساً ذَاتَ یَوْمٍ وَ عِنْدَهُ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَیَّ فَأَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّهُمْ وَ أَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُمْ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ أَعِنْ مَنْ أَعَانَهُمْ وَ اجْعَلْهُمْ مُطَهَّرِینَ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ مَعْصُومِینَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ أَیِّدْهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْكَ ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ إِمَامُ أُمَّتِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا بَعْدِی وَ أَنْتَ قَائِدُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی ابْنَتِی فَاطِمَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ عَنْ یَمِینِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ عَنْ یَسَارِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ خَلْفَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ تَقُودُ مُؤْمِنَاتِ أُمَّتِی إِلَی الْجَنَّةِ فَأَیُّمَا امْرَأَةٍ صَلَّتْ فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَ صَامَتْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ حَجَّتْ بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ وَ زَكَّتْ مَالَهَا وَ أَطَاعَتْ زَوْجَهَا وَ وَالَتْ عَلِیّاً بَعْدِی دَخَلَتِ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ إِنَّهَا لَسَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ هِیَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاكَ لِمَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَأَمَّا ابْنَتِی فَاطِمَةُ فَهِیَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ إِنَّهَا لَتَقُومُ فِی مِحْرَابِهَا فَیُسَلِّمُ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ یُنَادُونَهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْیَمَ فَیَقُولُونَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ (1) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ نُورُ عَیْنِی وَ ثَمَرَةُ فُؤَادِی یَسُوؤُنِی مَا سَاءَهَا وَ یَسُرُّنِی مَا سَرَّهَا وَ إِنَّهَا أَوَّلُ مَنْ یَلْحَقُنِی مِنْ أَهْلِ

ص: 24


1- 1. آل عمران: 37.

بَیْتِی فَأَحْسِنْ إِلَیْهَا بَعْدِی وَ أَمَّا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَهُمَا ابْنَایَ وَ رَیْحَانَتَایَ وَ هُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْیُكْرَمَا عَلَیْكَ كَسَمْعِكَ وَ بَصَرِكَ ثُمَّ رَفَعَ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ أَنِّی مُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ وَ مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمْ وَ وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاهُمْ.

«21»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ بَنَاتِ الْأَنْبِیَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لَا یَطْمَثْنَ إِنَّمَا الطَّمْثُ عُقُوبَةٌ وَ أَوَّلُ مَنْ طَمِثَتْ سَارَةُ.

«22»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] حَمَّوَیْهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ مَیْسَرَةَ بْنِ حَبِیبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَیْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَداً أَشْبَهَ كَلَاماً وَ حَدِیثاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فَاطِمَةَ كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَیْهِ رَحَّبَ بِهَا وَ قَبَّلَ یَدَیْهَا وَ أَجْلَسَهَا فِی مَجْلِسِهِ فَإِذَا دَخَلَ عَلَیْهَا قَامَتْ إِلَیْهِ فَرَحَّبَتْ بِهِ وَ قَبَّلَتْ یَدَیْهِ وَ دَخَلَتْ عَلَیْهِ فِی مَرَضِهِ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ كُنْتُ أَرَی لِهَذِهِ فَضْلًا عَلَی النِّسَاءِ فَإِذَا هِیَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ بَیْنَمَا هِیَ تَبْكِی إِذْ ضَحِكَتْ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِذَنْ إِنِّی لَبَذِرَةٌ فَلَمَّا تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ یَمُوتُ فَبَكَیْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِی أَنِّی أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكْتُ.

بیان: قَالَ الْجَزَرِیُّ فِی حَدِیثِ فَاطِمَةَ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ لِعَائِشَةَ: إِنِّی إِذَنْ لَبَذِرَةٌ.

البذر الذی یفشی السر و یظهر ما یسمعه.

«23»- فس، [تفسیر القمی]: إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً(1) قَالَ نَزَلَتْ فِیمَنْ غَصَبَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَقَّهُ وَ أَخَذَ حَقَّ فَاطِمَةَ وَ آذَاهَا وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی كَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی وَ مَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی كَمَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی وَ مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ

ص: 25


1- 1. الأحزاب: 57.

آذَی اللَّهَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ الْآیَةَ.

«24»- ل، [الخصال]: فِیمَا أَوْصَی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَشْرَفَ عَلَی الدُّنْیَا فَاخْتَارَنِی مِنْهَا عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ بَعْدِی ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ بَعْدَكَ ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ.

«25»- مع، [معانی الأخبار] الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فَاطِمَةَ أَنَّهَا سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ أَ هِیَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا فَقَالَ ذَاكَ لِمَرْیَمَ كَانَتْ سَیِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

«26»- مع، [معانی الأخبار] الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِ (1) عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ(2)

مِنِّی یُؤْذِینِی مَا آذَاهَا وَ یَسُرُّنِی مَا سَرَّهَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا.

«27»- مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ یَقُولُ فِی مَعْنَی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْنِی أَنَّهُ قَرَابَةٌ مُشْتَبِكَةٌ كَاشْتِبَاكِ الْعُرُوقِ وَ قَوْلُ الْقَائِلِ الْحَدِیثُ ذُو شُجُونٍ إِنَّمَا هُوَ تُمْسِكُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ یُقَالُ شَجَرٌ مُشْجِنٌ إِذَا الْتَفَّ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَ یُقَالُ شِجْنَةٌ وَ شَجْنَةٌ وَ الشِّجْنَةُ كَالْغُصْنِ یَكُونُ مِنَ الشَّجَرَةِ.

«28»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَتْنِی

ص: 26


1- 1. فی المصدر المطبوع ص 303 السند هكذا: حدّثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعید الكوفیّ مولی بنی هاشم قال: أخبرنا المنذر بن محمّد قراءة قال: حدّثنا جعفر بن سلیمان التمیمی. الخ.
2- 2. الشجنة مثلثة- الشعبة من كل شی ء یقال:« بینهما شجنة رحم» أی شعبة رحم كأنها حبل من حبال صلته.

أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ فَاطِمَةَ جَدَّتِكَ إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ فِی عُنُقِهَا قِلَادَةٌ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام اشْتَرَاهَا لَهُ مِنْ فَیْ ءٍ لَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَغُرَّنَّكَ النَّاسُ أَنْ یَقُولُوا بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ عَلَیْكَ لِبَاسُ الْجَبَابِرَةِ فَقَطَعَتْهَا وَ بَاعَتْهَا وَ اشْتَرَتْ بِهَا رَقَبَةً فَأَعْتَقَتْهَا فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِذَلِكَ.

«29»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً إِذْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَدْ تَغَیَّرَ وَجْهُهَا مِنَ الْجُوعِ فَقَالَ لَهَا ادْنِی فَدَنَتْ مِنْهُ فَرَفَعَ یَدَهُ حَتَّی وَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهَا فِی مَوْضِعِ الْقِلَادَةِ وَ هِیَ صَغِیرَةٌ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ مُشْبِعَ الْجَاعَةِ وَ رَافِعَ الْوَضَعَةِ لَا تُجِعْ فَاطِمَةَ قَالَ فَرَأَیْتُ الدَّمَ عَلَی وَجْهِهَا كَمَا كَانَتِ الصُّفْرَةُ فَقَالَتْ مَا جُعْتُ بَعْدَ ذَلِكَ.

«30»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقَامَ أَیَّاماً وَ لَمْ یَطْعَمْ طَعَاماً حَتَّی شَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَطَافَ فِی دِیَارِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ یُصِبْ عِنْدَ إِحْدَاهُنَّ شَیْئاً فَأَتَی فَاطِمَةَ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ هَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ آكُلُهُ فَإِنِّی جَائِعٌ قَالَتْ لَا وَ اللَّهِ بِنَفْسِی وَ أَخِی فَلَمَّا خَرَجَ عَنْهَا بَعَثَتْ جَارِیَةٌ لَهَا رَغِیفَیْنِ وَ بَضْعَةَ لَحْمٍ فَأَخَذَتْهُ وَ وَضَعَتْهُ تَحْتَ جَفْنَةٍ وَ غَطَّتْ عَلَیْهَا وَ قَالَتْ وَ اللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی نَفْسِی وَ غَیْرِی وَ كَانُوا مُحْتَاجِینَ إِلَی شَبْعَةِ طَعَامٍ فَبَعَثَتْ حَسَناً أَوْ حُسَیْناً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَجَعَ إِلَیْهَا فَقَالَتْ قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِشَیْ ءٍ فَخَبَأْتُهُ لَكَ فَقَالَ هَلُمِّی عَلَیَّ یَا بُنَیَّةِ فَكَشَفَتِ الْجَفْنَةَ فَإِذَا هِیَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزاً وَ لَحْماً فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَیْهِ بُهِتَتْ وَ عَرَفَتْ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَ صَلَّتْ عَلَی نَبِیِّهِ أَبِیهَا وَ قَدَّمَتْهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا رَآهُ حَمِدَ اللَّهَ وَ قَالَ مِنْ أَیْنَ لَكِ هَذَا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی عَلِیٍّ فَدَعَاهُ وَ أَحْضَرَهُ وَ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ جَمِیعُ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ حَتَّی شَبِعُوا قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ بَقِیَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِیَ فَأَوْسَعْتُ مِنْهَا عَلَی جَمِیعِ جِیرَانِی جَعَلَ اللَّهُ فِیهَا بَرَكَةً وَ خَیْراً كَثِیراً.

«31»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ خَدِیجَةَ لَمَّا تُوُفِّیَتْ جَعَلَتْ فَاطِمَةُ تَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَدُورُ حَوْلَهُ وَ تَسْأَلُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیْنَ أُمِّی فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 27

لَا یُجِیبُهَا فَجَعَلَتْ تَدُورُ عَلَی مَنْ تَسْأَلُهُ وَ رَسُولُ اللَّهِ لَا یَدْرِی مَا یَقُولُ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَی فَاطِمَةَ السَّلَامَ وَ تَقُولَ لَهَا إِنَّ أُمَّكِ فِی بَیْتٍ مِنْ قَصَبٍ كِعَابُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَ عُمُدُهُ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ بَیْنَ آسِیَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَ مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ السَّلَامُ.

إیضاح: قال الجوهری كعوب الرمح النواشر فی أطراف الأنابیب.

«32»- یج، [الخرائج و الجرائح]: رُوِیَ أَنَّ أُمَّ أَیْمَنَ لَمَّا تُوُفِّیَتْ فَاطِمَةُ حَلَفَتْ أَنْ لَا تَكُونَ بِالْمَدِینَةِ إِذْ لَا تُطِیقُ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی مَوَاضِعَ كَانَتْ بِهَا فَخَرَجَتْ إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا كَانَتْ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ عَطِشَتْ عَطَشاً شَدِیداً فَرَفَعَتْ یَدَیْهَا قَالَتْ یَا رَبِّ أَنَا خَادِمَةُ فَاطِمَةَ،تَقْتُلُنِی عَطَشاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهَا دَلْواً مِنَ السَّمَاءِ فَشَرِبَتْ فَلَمْ تَحْتَجْ إِلَی الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ سَبْعَ سِنِینَ وَ كَانَ النَّاسُ یَبْعَثُونَهَا فِی الْیَوْمِ الشَّدِیدِ الْحَرِّ فَمَا یُصِیبُهَا عَطَشٌ (1).

«33»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام جَالِسَةً قُدَّامَهَا رَحًی تَطْحَنُ بِهَا الشَّعِیرَ وَ عَلَی عَمُودِ الرَّحَی دَمٌ سَائِلٌ وَ الْحُسَیْنُ فِی نَاحِیَةِ الدَّارِ یَتَضَوَّرُ مِنَ الْجُوعِ فَقُلْتُ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ دَبِرَتْ كَفَّاكِ وَ هَذِهِ فِضَّةُ فَقَالَتْ أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ تَكُونَ الْخِدْمَةُ لَهَا یَوْماً فَكَانَ أَمْسِ یَوْمَ خِدْمَتِهَا قَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ إِنِّی مَوْلَی عَتَاقَةٍ إِمَّا أَنَا أَطْحَنُ الشَّعِیرَ أَوْ أُسَكِّتُ الْحُسَیْنَ لَكِ فَقَالَتْ أَنَا بِتَسْكِینِهِ أَرْفَقُ وَ أَنْتَ تَطْحَنُ الشَّعِیرَ فَطَحَنْتُ شَیْئاً مِنَ الشَّعِیرِ فَإِذَا أَنَا بِالْإِقَامَةِ فَمَضَیْتُ وَ صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا فَرَغْتُ قُلْتُ لِعَلِیٍّ مَا رَأَیْتُ فَبَكَی وَ خَرَجَ ثُمَّ عَادَ فَتَبَسَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ دَخَلْتُ عَلَی فَاطِمَةَ وَ هِیَ مُسْتَلْقِیَةٌ لِقَفَاهَا وَ الْحُسَیْنُ نَائِمٌ عَلَی صَدْرِهَا وَ قُدَّامَهَا رَحًی تَدُورُ مِنْ غَیْرِ یَدٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَیَّارَةً فِی الْأَرْضِ یَخْدُمُونَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ إِلَی

ص: 28


1- 1. و قد روی مثل ذلك عن أم ایمن عند مهاجرتها من مكّة الی المدینة و روی عنها أیضا أنها قالت: كان للنبی صلّی اللّٰه علیه و آله فخارة یبول فیها باللیل فكنت إذا أصبحت صببتها فقمت لیلة و أنا عطشانة فغلطت فشربتها فذكرت ذلك للنبی صلّی اللّٰه علیه و آله فقال:« انك لا تشتكی بطنك بعد یومك هذا» راجع الإصابة ج 4 ص 416.

أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

«34»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَدْعُو عَلِیّاً فَأَتَیْتُ بَیْتَهُ فَنَادَیْتُهُ فَلَمْ یُجِبْنِی أَحَدٌ وَ الرَّحَی تَطْحَنُ وَ لَیْسَ مَعَهَا أَحَدٌ فَنَادَیْتُهُ فَخَرَجَ وَ أَصْغَی إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ شَیْئاً لَمْ أَفْهَمْهُ فَقُلْتُ عَجَباً مِنْ رَحًی فِی بَیْتِ عَلِیٍّ تَدُورُ وَ لَیْسَ مَعَهَا أَحَدٌ قَالَ إِنَّ ابْنَتِی فَاطِمَةَ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهَا وَ جَوَارِحَهَا إِیمَاناً وَ یَقِیناً وَ إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ ضَعْفَهَا فَأَعَانَهَا عَلَی دَهْرِهَا وَ كَفَاهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً مُوَكَّلَیْنِ بِمَعُونَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله.

«35»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَصْبَحَ یَوْماً فَقَالَ لِفَاطِمَةَ عِنْدَكَ شَیْ ءٌ تُغَذِّینِیهِ قَالَتْ لَا فَخَرَجَ وَ اسْتَقْرَضَ دِینَاراً لِیَبْتَاعَ مَا یُصْلِحُهُمْ فَإِذَا الْمِقْدَادُ فِی جَهْدٍ وَ عِیَالُهُ جِیَاعٌ فَأَعْطَاهُ الدِّینَارَ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ صَلَّی الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَخَذَ النَّبِیُّ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ انْطَلَقَا إِلَی فَاطِمَةَ وَ هِیَ فِی مُصَلَّاهَا وَ خَلْفَهَا جَفْنَةٌ تَفُورُ فَلَمَّا سَمِعَتْ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَتْ فَسَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ كَانَتْ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَ عَشِّینَا غَفَرَ اللَّهُ لَكِ وَ قَدْ فَعَلَ فَأَخَذَتِ الْجَفْنَةَ فَوَضَعَتْهَا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا فَاطِمَةُ أَنَّی لَكِ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِی لَمْ أَنْظُرْ إِلَی مِثْلِ لَوْنِهِ قَطُّ وَ لَمْ أَشَمَّ مِثْلَ رَائِحَتِهِ قَطُّ وَ لَمْ آكُلْ أَطْیَبَ مِنْهُ وَ وَضَعَ كَفَّهُ بَیْنَ كَتِفَیَّ وَ قَالَ هَذَا بَدَلٌ عَنْ دِینَارِكَ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ.

أَقُولُ قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْكَشَّافِ عِنْدَ ذِكْرِ قِصَّةِ زَكَرِیَّا وَ مَرْیَمَ وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.أَنَّهُ جَاعَ فِی زَمَنِ قَحْطٍ فَأَهْدَتْ لَهُ فَاطِمَةُ رَغِیفَیْنِ وَ بَضْعَةَ لَحْمٍ آثَرَتْهُ بِهَا فَرَجَعَ بِهَا إِلَیْهَا فَقَالَ هَلُمِّی یَا بُنَیَّةُ وَ كَشَفَتْ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوءٌ خُبْزاً وَ لَحْماً فَبُهِتَتْ وَ عَلِمَتْ أَنَّهَا نَزَلَتْ مِنَ اللَّهِ فَقَالَ لَهَا أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَقَالَ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَكِ شَبِیهَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ ثُمَّ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ جَمِیعَ أَهْلِ بَیْتِهِ حَتَّی شَبِعُوا وَ بَقِیَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ وَ أَوْسَعَتْ فَاطِمَةُ عَلَی جِیرَانِهَا.

ص: 29

«36»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً اسْتَقْرَضَ مِنْ یَهُودِیٍّ شَعِیراً فَاسْتَرْهَنَهُ شَیْئاً فَدَفَعَ إِلَیْهِ مُلَاءَةَ فَاطِمَةَ رَهْناً وَ كَانَتْ مِنَ الصُّوفِ فَأَدْخَلَهَا الْیَهُودِیُّ إِلَی دَارٍ وَ وَضَعَهَا فِی بَیْتٍ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ دَخَلَتْ زَوْجَتُهُ الْبَیْتَ الَّذِی فِیهِ الْمُلَاءَةُ بِشُغُلٍ فَرَأَتْ نُوراً سَاطِعاً فِی الْبَیْتِ أَضَاءَ بِهِ كُلُّهُ فَانْصَرَفَتْ إِلَی زَوْجِهَا فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّهَا رَأَتْ فِی ذَلِكَ الْبَیْتِ ضَوْءاً عَظِیماً فَتَعَجَّبَ الْیَهُودِیُّ زَوْجُهَا وَ قَدْ نَسِیَ أَنَّ فِی بَیْتِهِ مُلَاءَةَ فَاطِمَةَ فَنَهَضَ مُسْرِعاً وَ دَخَلَ الْبَیْتَ فَإِذَا ضِیَاءُ الْمُلَاءَةِ یَنْشُرُ شُعَاعُهَا كَأَنَّهُ یَشْتَعِلُ مِنْ بَدْرٍ مُنِیرٍ یَلْمَعُ مِنْ قَرِیبٍ فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ فَأَنْعَمَ النَّظَرَ فِی مَوْضِعِ الْمُلَاءَةِ فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ النُّورَ مِنْ مُلَاءَةِ فَاطِمَةَ فَخَرَجَ الْیَهُودِیُّ یَعْدُو إِلَی أَقْرِبَائِهِ وَ زَوْجَتُهُ تَعْدُو إِلَی أَقْرِبَائِهَا فَاجْتَمَعَ ثَمَانُونَ مِنَ الْیَهُودِ فَرَأَوْا ذَلِكَ فَأَسْلَمُوا كُلُّهُمْ.

بیان: الملاءة بالضم و المد الإزار و الریطة(1).

«37»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْیَهُودَ كَانَ لَهُمْ عُرْسٌ فَجَاءُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالُوا لَنَا حَقُّ الْجِوَارِ فَنَسْأَلُكَ أَنْ تَبْعَثَ فَاطِمَةَ بِنْتَكَ إِلَی دَارِنَا حَتَّی یَزْدَادَ عُرْسُنَا بِهَا وَ أَلَحُّوا عَلَیْهِ فَقَالَ إِنَّهَا زَوْجَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هِیَ بِحُكْمِهِ وَ سَأَلُوهُ أَنْ یَشْفَعَ إِلَی عَلِیٍّ فِی ذَلِكَ وَ قَدْ جَمَعَ الْیَهُودُ الطِّمَّ وَ الرِّمَ (2) مِنَ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ وَ ظَنَّ الْیَهُودُ أَنَّ فَاطِمَةَ تَدْخُلُ فِی بِذْلَتِهَا وَ أَرَادُوا اسْتِهَانَةً بِهَا فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ بِثِیَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ حُلِیٍّ وَ حُلَلٍ لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا فَلَبِسَتْهَا فَاطِمَةُ وَ تَحَلَّتْ بِهَا فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ زِینَتِهَا وَ أَلْوَانِهَا وَ طِیبِهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ فَاطِمَةُ دَارَ الْیَهُودِ سَجَدَ لَهَا نِسَاؤُهُمْ یُقَبِّلْنَ الْأَرْضَ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ أَسْلَمَ بِسَبَبِ مَا رَأَوْا خَلْقٌ كَثِیرٌ مِنَ الْیَهُودِ.

إیضاح: قال الجوهری الرم بالكسر الثری یقال جاء بالطم و الرم إذا جاء بالمال الكثیر و قال الطم البحر و قال الفیروزآبادی جاء بالطم و الرم

ص: 30


1- 1. كذا فی القاموس، و فی أقرب الموارد: هی الریطة ذات لفقین و- ثوب یلبس علی الفخذین.
2- 2. یقال: جاء بالطم و الرم، أی بكل ما كان عنده مستقصی فما كان من البحر فهو الطم و ما كان من البر فهو الرم.

بالبحری و البری أو الرطب و الیابس أو التراب و الماء أو بالمال الكثیر و الرم بالكسر ما یحمله الماء أو ما علی وجه الأرض من فتات الحشیش و قال الطم بالكسر الماء أو ما علی وجهه أو ما ساقه من غثاء و البحر و العدد الكثیر.

«38»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ سَیْفٍ عَنْ نَجْمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام ضَمِنَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام عَمَلَ الْبَیْتِ وَ الْعَجِینَ وَ الْخُبْزَ وَ قَمَّ الْبَیْتِ وَ ضَمِنَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام مَا كَانَ خَلْفَ الْبَابِ نَقْلَ الْحَطَبِ وَ أَنْ یَجِی ءَ بِالطَّعَامِ فَقَالَ لَهَا یَوْماً یَا فَاطِمَةُ هَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ

قَالَتْ وَ الَّذِی عَظَّمَ حَقَّكَ مَا كَانَ عِنْدَنَا مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ (1)

شَیْ ءٌ نَقْرِیكَ بِهِ قَالَ أَ فَلَا أَخْبَرْتِنِی قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله نَهَانِی أَنْ أَسْأَلَكَ شَیْئاً فَقَالَ لَا تَسْأَلِینَ ابْنَ عَمِّكِ شَیْئاً إِنْ جَاءَكِ بِشَیْ ءٍ [عَفْوٍ] وَ إِلَّا فَلَا تَسْأَلِیهِ قَالَ فَخَرَجَ علیه السلام فَلَقِیَ رَجُلًا فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ دِینَاراً ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِ وَ قَدْ أَمْسَی فَلَقِیَ مِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَقَالَ لِلْمِقْدَادِ مَا أَخْرَجَكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ الْجُوعُ وَ الَّذِی عَظَّمَ حَقَّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَیٌّ قَالَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَیٌّ قَالَ فَهُوَ أَخْرَجَنِی وَ قَدِ اسْتَقْرَضْتُ دِینَاراً وَ سَأُوثِرُكَ بِهِ فَدَفَعَهُ إِلَیْهِ فَأَقْبَلَ فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً وَ فَاطِمَةُ تُصَلِّی وَ بَیْنَهُمَا شَیْ ءٌ مُغَطًّی فَلَمَّا فَرَغَتْ اجْتَرَّتْ ذَلِكَ الشَّیْ ءَ فَإِذَا جَفْنَةٌ مِنْ خُبْزٍ وَ لَحْمٍ قَالَ یَا فَاطِمَةُ أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِمَثَلِكَ وَ مَثَلِهَا قَالَ بَلَی قَالَ مَثَلُكَ مَثَلُ زَكَرِیَّا إِذَا دَخَلَ عَلَی مَرْیَمَ الْمِحْرَابَ فَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَأَكَلُوا مِنْهَا شَهْراً وَ هِیَ الْجَفْنَةُ الَّتِی یَأْكُلُ مِنْهَا الْقَائِمُ علیه السلام وَ هِیَ عِنْدَنَا.

«39»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْخَرْكُوشِیُّ فِی كِتَابَیْهِ اللَّوَامِعِ وَ شَرَفِ الْمُصْطَفَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلْمَانَ وَ أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ وَ أَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ

ص: 31


1- 1. صححناه علی المصدر راجع ج 1 ص 171.

أَحْمَدَ الطَّائِیُّ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلَوِیَّةَ الْقَطَّانُ فِی تَفَاسِیرِهِمْ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ وَ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ وَ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ وَ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْقَاضِی النَّطَنْزِیُّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ: فِی قَوْلِهِ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ (1) قَالَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ بَحْرَانِ عَمِیقَانِ لَا یَبْغِی أَحَدُهُمَا عَلَی صَاحِبِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ رَسُولُ اللَّهِ یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام.

عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی (2) قَالَ فَالذَّكَرُ عَلِیٌّ وَ الْأُنْثَی فَاطِمَةُ علیها السلام وَقْتَ الْهِجْرَةِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی اللَّیْلَةِ(3).

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما خَلَقَ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثی (4) فَالذَّكَرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأُنْثَی فَاطِمَةُ علیها السلام إِنَّ سَعْیَكُمْ لَشَتَّی لَمُخْتَلَفٌ فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی بِقُوتِهِ وَ صَامَ حَتَّی وَفَی بِنَذْرِهِ وَ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ وَ آثَرَ الْمِقْدَادَ بِالدِّینَارِ عَلَی نَفْسِهِ قَالَ وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی وَ هِیَ الْجَنَّةُ وَ الثَّوَابُ مِنَ اللَّهِ فَسَنُیَسِّرُهُ لَكَ فَجَعَلَهُ إِمَاماً فِی الْخَیْرِ وَ قُدْوَةً وَ أَباً لِلْأَئِمَّةِ یَسَّرَهُ اللَّهُ لِلْیُسْری.

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ (5) كَلِمَاتٍ فِی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِمْ علیهم السلام كَذَا نَزَلَتْ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله.

الْقَاضِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْكَرْخِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام: لَمَّا

ص: 32


1- 1. الرحمن: 19.
2- 2. آل عمران: 195.
3- 3. یرید معنی قوله تعالی فی تمام الآیة:« فَالَّذِینَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی» ای وقت الهجرة.
4- 4. اللیل: 3- 7.
5- 5. طه: 115.

نَزَلَتْ لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَیْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً(1) رَهِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أَقُولَ لَهُ یَا أَبَتِ فَكُنْتُ أَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَعْرَضَ عَنِّی مَرَّةً أَوِ اثْنَتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ فِیكِ وَ لَا فِی أَهْلِكِ وَ لَا فِی نَسْلِكِ أَنْتِ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكِ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِی أَهْلِ الْجَفَاءِ وَ الْغِلْظَةِ مِنْ قُرَیْشٍ أَصْحَابِ الْبَذَخِ وَ الْكِبْرِ قُولِی یَا أَبَتِ فَإِنَّهَا أَحْیَا لِلْقَلْبِ وَ أَرْضَی لِلرَّبِّ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی ذَكَرَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ امْرَأَةً فِی الْقُرْآنِ عَلَی وَجْهِ الْكِنَایَةِ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ(2) حَوَّاءَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِینَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ(3) إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَكَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(4) امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ(5) لِإِبْرَاهِیمَ وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ (6) لِزَكَرِیَّا الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ (7) زَلِیخَا وَ آتَیْناهُ أَهْلَهُ (8) لِأَیُّوبَ إِنِّی وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ (9) بِلْقِیسَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُنْكِحَكَ (10) لِمُوسَی وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلی بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِیثاً(11) حَفْصَةَ وَ عَائِشَةَ وَ وَجَدَكَ عائِلًا(12) خَدِیجَةَ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ (13) فَاطِمَةَ علیها السلام ثُمَّ ذَكَرَهُنَّ بِخِصَالٍ التَّوْبَةِ مِنْ حَوَّاءَ قالا رَبَّنا ظَلَمْنا(14) وَ الشَّوْقِ مِنْ آسِیَةَ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَكَ بَیْتاً(15) وَ الضِّیَافَةِ مِنْ سَارَةَ وَ امْرَأَتُهُ قائِمَةٌ(16) وَ الْعَقْلِ مِنْ بِلْقِیسَ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْیَةً(17) وَ الْحَیَاءِ مِنِ امْرَأَةِ مُوسَی

ص: 33


1- 1. النور: 63.
2- 2. البقرة: 35.
3- 3. التحریم: 10.
4- 4. التحریم: 11.
5- 5. هود: 71.
6- 6. الأنبیاء: 90.
7- 7. یوسف: 51.
8- 8. الأنبیاء: 84.
9- 9. النمل: 23.
10- 10. القصص: 27.
11- 11. التحریم: 2.
12- 12. الضحی: 8.
13- 13. الرحمن: 19.
14- 14. الأعراف: 22.
15- 15. التحریم: 11.
16- 16. هود: 71.
17- 17. النمل: 34.

فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی (1) وَ الْإِحْسَانِ مِنْ خَدِیجَةَ وَ وَجَدَكَ عائِلًا(2) وَ النَّصِیحَةِ لِعَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ یا نِساءَ النَّبِیِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (3) وَ الْعِصْمَةِ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (4) وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَعْطَی عَشَرَةَ أَشْیَاءَ لِعَشَرَةٍ مِنَ النِّسَاءِ التَّوْبَةَ لِحَوَّاءَ زَوْجَةِ آدَمَ وَ الْجَمَالَ لِسَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِیمَ وَ الْحِفَاظَ لِرَحْمَةَ زَوْجَةِ أَیُّوبَ وَ الْحُرْمَةَ لِآسِیَةَ زَوْجَةِ فِرْعَوْنَ وَ الْحِكْمَةَ لِزَلِیخَا زَوْجَةِ یُوسُفَ وَ الْعَقْلَ لِبِلْقِیسَ زَوْجَةِ سُلَیْمَانَ وَ الصَّبْرَ لبرخانة أُمِّ مُوسَی وَ الصَّفْوَةَ لِمَرْیَمَ أُمِّ عِیسَی وَ الرِّضَی لِخَدِیجَةَ زَوْجَةِ الْمُصْطَفَی وَ الْعِلْمَ لِفَاطِمَةَ زَوْجَةِ الْمُرْتَضَی وَ الْإِجَابَةَ لِعَشَرَةٍ وَ لَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِیبُونَ (5) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَیْدَهُنَ (6) یُوسُفَ قالَ قَدْ أُجِیبَتْ دَعْوَتُكُما(7) مُوسَی وَ هَارُونَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ (8) یُونُسَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ(9) أَیُّوبَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی (10) زَكَرِیَّا ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (11) لِلْمُخْلِصِینَ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ(12) لِلْمُضْطَرِّینَ وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِی (13) لِلدَّاعِینَ فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ (14) فَاطِمَةَ وَ زَوْجِهَا وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَهْتَمُّ لِعَشَرَةِ أَشْیَاءَ فَآمَنَهُ اللَّهُ مِنْهَا وَ بَشَّرَهُ بِهَا لِفِرَاقِهِ وَطَنَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلی مَعادٍ(15) وَ لِتَبْدِیلِ الْقُرْآنِ بَعْدَهُ كَمَا فُعِلَ بِسَائِرِ الْكُتُبِ فَنَزَلَ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (16)

ص: 34


1- 1. القصص: 25.
2- 2. الضحی: 8.
3- 3. الأحزاب: 32.
4- 4. آل عمران: 61.
5- 5. الصافّات: 75.
6- 6. یوسف: 32.
7- 7. یونس: 89.
8- 8. الأنبیاء: 88.
9- 9. الأنبیاء: 84.
10- 10. الأنبیاء: 90.
11- 11. المؤمن: 60.
12- 12. النمل: 62.
13- 13. البقرة: 186.
14- 14. آل عمران: 195.
15- 15. القصص: 85.
16- 16. الحجر: 9.

وَ لِأُمَّتِهِ مِنَ الْعَذَابِ فَنَزَلَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ (1) وَ لِظُهُورِ الدِّینِ فَنَزَلَ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ (2) وَ لِلْمُؤْمِنِینَ بَعْدَهُ فَنَزَلَ یُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ(3) وَ لِخُصَمَائِهِمْ فَنَزَلَ یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(4) وَ الشَّفَاعَةِ فَنَزَلَ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی (5) وَ لِلْفِتْنَةِ بَعْدَهُ عَلَی وَصِیِّهِ فَنَزَلَ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (6) یَعْنِی بِعَلِیٍّ وَ لِثَبَاتِ الْخِلَافَةِ فِی أَوْلَادِهِ فَنَزَلَ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ (7) وَ لِابْنَتِهِ حَالَ الْهِجْرَةِ فَنَزَلَ الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً(8) الْآیَاتِ وَ رَأْسُ التَّوَّابِینَ أَرْبَعَةٌ آدَمُ قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا(9) وَ یُونُسُ قَالَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ (10) وَ دَاوُدُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ (11) وَ فَاطِمَةُ الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً(12) وَ خُوِّفَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّالِحَاتِ آسِیَةُ عُذِّبَتْ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ فَكَانَتْ تَقُولُ رَبِّ ابْنِ لِی عِنْدَكَ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ(13) وَ مَرْیَمُ خَافَتْ مِنَ النَّاسِ وَ هَرَبَتْ فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِی (14) وَ خَدِیجَةُ عَذَلَهَا النِّسَاءُ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَجَرْنَهَا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ(15)

أَ مَا كَانَ أَبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا یُحْفَظُ فِی وُلْدِهِ أَسْرَعَ مَا أَخَذْتُمْ وَ أَعْجَلَ مَا نَكَصْتُمْ وَ رَأْسُ الْبَكَّاءِینَ ثَمَانِیَةٌ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ یَعْقُوبُ وَ یُوسُفُ وَ شُعَیْبٌ وَ دَاوُدُ وَ فَاطِمَةُ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیهم السلام قَالَ الصَّادِقُ أَمَّا فَاطِمَةُ فَبَكَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تَأَذَّی بِهَا أَهْلُ الْمَدِینَةِ فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَیْتِینَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ إِمَّا أَنْ تَبْكِی

ص: 35


1- 1. الأنفال: 33.
2- 2. براءة: 34.
3- 3. إبراهیم: 27.
4- 4. التحریم: 8.
5- 5. الضحی: 4.
6- 6. الزخرف: 41.
7- 7. النور: 55.
8- 8. آل عمران: 191.
9- 9. الأعراف: 22.
10- 10. الأنبیاء: 87.
11- 11. صلی اللّٰه علیه وآله.24.
12- 12. آل عمران: 191.
13- 13. التحریم: 11.
14- 14. مریم: 23.
15- 15. كذا فی النسخ و فی المصدر أیضا ج 3 ص 322 و الظاهر أن الصحیح هكذا: و فاطمة فقالت.

بِاللَّیْلِ وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِی بِالنَّهَارِ فَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَی مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِی.

وَ خَیْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ أَرْبَعَةٌ كِتَابُ أَبِی بَكْرٍ الشِّیرَازِیِّ وَ رَوَی أَبُو الْهُذَیْلِ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَرَأَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ الْآیَةَ فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ خَیْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ أَرْبَعٌ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ.

أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ وَ ابْنُ الْبَیِّعِ فِی الْمُسْنَدِ وَ الْخَطِیبُ فِی التَّارِیخِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَحْمَدُ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ السَّلَامِیُّ فِی تَارِیخِ خُرَاسَانَ وَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینَ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ رَوَی الشَّعْبِیُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ وَ رَوَی كُرَیْبٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی مُقَاتِلٌ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَدْ رَوَاهُ أَبُو مَسْعُودٍ وَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَ أَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّفْظُ لِلْحُلْیَةِ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه وآله.حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ آسِیَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَ فِی رِوَایَةِ مُقَاتِلٍ وَ الضَّحَّاكِ وَ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَفْضَلُهُنَّ فَاطِمَةُ.

الْفَضَائِلُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعُكْبَرِیِّ وَ مُسْنَدُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ كُرَیْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه وآله.سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَرْیَمُ.

الْخَبَرَ سَوَاءً

تَارِیخُ بَغْدَادَ بِإِسْنَادِ الْخَطِیبِ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: خَیْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ الْخَبَرَ سَوَاءً ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَضَّلَهَا عَلَی سَائِرِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

رَوَتْ عَائِشَةُ وَ غَیْرُهَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا فَاطِمَةُ أَبْشِرِی فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ وَ عَلَی نِسَاءِ الْإِسْلَامِ وَ هُوَ خَیْرُ دِینٍ.

حُذَیْفَةُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: أَتَانِی مَلَكٌ فَبَشَّرَنِی أَنَّ فَاطِمَةَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ أُمَّتِی.

الْبُخَارِیُّ وَ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحَیْهِمَا وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شَیْبَةَ

ص: 36

فِی أَمَالِیهِ وَ الدَّیْلَمِیُّ فِی فِرْدَوْسِهِ أَنَّهُ ص قَالَ: فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ رَوَی جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ: أَمَا إِنَّهَا سَیِّدَةُ نِسَاءِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

تَارِیخُ الْبَلاذُرِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِفَاطِمَةَ أَنْتِ أَسْرَعُ أَهْلِی لَحَاقاً بِی فَوَجَمَتْ فَقَالَ لَهَا أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَتَبَسَّمَتْ.

بیان: وجم كوعد أی سكت علی غیظ.

«40»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الشَّعْبِیُّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَسَرَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی فَاطِمَةَ شَیْئاً فَضَحِكَتْ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ قَالَ لِی أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ أُمَّتِی.

حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ كِتَابُ الشِّیرَازِیِّ رَوَی عِمْرَانُ بْنُ حُصَیْنٍ وَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ فَقَالَ كَیْفَ تَجِدِینَكِ یَا بُنَیَّةِ قَالَتْ إِنِّی لَوَجِعَةٌ وَ إِنَّهُ لَیَزِیدُنِی أَنَّهُ مَا لِی طَعَامٌ آكُلُهُ قَالَ یَا بُنَیَّةِ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنَّكِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ قَالَتْ یَا أَبَتِ فَأَیْنَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ قَالَ تِلْكِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنَّكِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ أَمَ وَ اللَّهِ زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

وَ قِیلَ لِلصَّادِقِ علیها السلام: قَوْلُ الرَّسُولِ ص فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَیْ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ ذَاكَ مَرْیَمُ وَ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

وَ فِی الْحَدِیثِ: أَنَّ آسِیَةَ بِنْتَ مُزَاحِمٍ وَ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَ خَدِیجَةَ یَمْشِینَ أَمَامَ فَاطِمَةَ كَالْحِجَابِ لَهَا إِلَی الْجَنَّةِ.

وَ سَأَلَ بزل الْهَرَوِیُّ الْحُسَیْنَ بْنَ رَوْحٍ ره: فَقَالَ كَمْ بَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَرْبَعٌ فَقَالَ أَیَّتُهُنَّ أَفْضَلُ فَقَالَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ لِمَ صَارَتْ أَفْضَلَ وَ كَانَتْ أَصْغَرَهُنَّ سِنّاً وَ أَقَلَّهُنَّ صُحْبَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِخَصْلَتَیْنِ خَصَّهَا اللَّهُ بِهِمَا إِنَّهَا وَرِثَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَسْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهَا وَ لَمْ یَخُصَّهَا بِذَلِكَ إِلَّا بِفَضْلِ إِخْلَاصٍ عَرَفَهُ مِنْ نِیَّتِهَا.

ص: 37

وَ قَالَ الْمُرْتَضَی رَحِمَهُ اللَّهُ التَّفْضِیلُ هُوَ كَثْرَةُ الثَّوَابِ بِأَنْ یَقَعَ إِخْلَاصٌ وَ یَقِینٌ وَ نِیَّةٌ صَافِیَةٌ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْ أَنْ تَكُونَ علیها السلام قَدْ فُضِّلَتْ عَلَی أَخَوَاتِهَا بِذَلِكَ وَ یُعْتَمَدُ عَلَی أَنَّهَا علیها السلام أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ بِإِجْمَاعِ الْإِمَامِیَّةِ وَ عَلَی أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ مِنْ تَعْظِیمِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله لِشَأْنِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ تَخْصِیصِهَا مِنْ بَیْنِ سَائِرِهِنَّ مَا رُبَّمَا لَا یَحْتَاجُ إِلَی الِاسْتِدْلَالِ عَلَیْهِ.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ أَخْبَارُ فَاطِمَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الصَّوْلِیِّ وَ تَارِیخُ خُرَاسَانَ عَنِ السَّلَامِیِّ مُسْنَداً أَنَّ جُمَیْعاً التَّیْمِیَّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَمَّتِی عَلَی عَائِشَةَ فَقَالَتْ لَهَا عَمَّتِی مَا حَمَلَكِ عَلَی الْخُرُوجِ عَلَی عَلِیٍّ فَقَالَتْ عَائِشَةُ دَعِینَا فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ أَحَبَّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَلِیٍّ وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ فَاطِمَةَ.

فَضَائِلُ الْعَشَرَةِ عَنْ أَبِی السَّعَادَاتِ وَ فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ عَنِ السَّمْعَانِیِّ وَ فِی رِوَایَاتٍ عَنِ الشَّرِیكِ وَ الْأَعْمَشِ وَ كَثِیرٍ النَّوَّاءِ وَ ابْنِ الْحَجَّامِ كُلُّهُمْ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ عَائِشَةَ وَ عَنْ أُسَامَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ فَاطِمَةُ قُلْتُ مِنَ الرِّجَالِ قَالَ زَوْجُهَا.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ قَالَ بُرَیْدَةُ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةُ وَ مِنَ الرِّجَالِ عَلِیٌّ.

قُوتُ الْقُلُوبِ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْمَكِّیِّ وَ الْأَرْبَعِینُ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْمُؤَذِّنِ وَ فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ عَنْ أَحْمَدَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سُفْیَانَ وَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی الْجَحَّافِ عَنْ جُمَیْعٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهُ قَالَ عَلِیٌّ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا جَلَسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ فَاطِمَةَ وَ هُمَا مُضْطَجِعَانِ أَیُّنَا أَحَبُّ إِلَیْكَ أَنَا أَوْ هِیَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هِیَ أَحَبُّ إِلَیَّ وَ أَنْتَ أَعَزُّ عَلَیَّ مِنْهَا.

وَ فِی خَبَرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ افْتَخَرَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ بِفَضَائِلِهِمَا فَأَخْبَرَ جَبْرَئِیلُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهُمَا قَدْ أَطَالا الْخُصُومَةَ فِی مَحَبَّتِكَ فَاحْكُمْ بَیْنَهُمَا فَدَخَلَ وَ قَصَّ عَلَیْهِمَا مَقَالَتَهُمَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ قَالَ لَكِ حَلَاوَةُ الْوَلَدِ وَ لَهُ

ص: 38

عِزُّ الرِّجَالِ وَ هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْكِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَ الَّذِی اصْطَفَاكَ وَ اجْتَبَاكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ الْأُمَّةَ لَا زِلْتُ مُقِرَّةً لَهُ مَا عِشْتُ.

عَامِرٌ الشَّعْبِیُّ وَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ وَ مُجَاهِدٌ وَ ابْنُ جُبَیْرٍ وَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ وَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیهما السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضَبَنِی.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِیُّ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ:

وَ فِی رِوَایَةِ جَابِرٍ: فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ. وَ فِی مُسْلِمٍ وَ الْحِلْیَةِ: إِنَّمَا فَاطِمَةُ ابْنَتِی بَضْعَةٌ مِنِّی یُرِیبُنِی مَا أَرَابَهَا وَ یُؤْذِینِی مَا آذَاهَا.

بیان: قال الجزری و فی الحدیث: فاطمة بضعة منی.

البضعة بالفتح القطعة من اللحم و قد تكسر أی إنها جزء منی كما أن القطعة من اللحم جزء من اللحم و قال و

فی حدیث: فاطمة یریبنی ما یریبها.

أی یسوؤنی ما یسوؤها و یزعجنی ما یزعجها یقال رابنی هذا الأمر و أرابنی إذا رأیت منه ما تكره.

«41»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَقُولُ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی مَنْ سَرَّهَا فَقَدْ سَرَّنِی وَ مَنْ سَاءَهَا فَقَدْ سَاءَنِی فَاطِمَةُ أَعَزُّ الْبَرِیَّةِ عَلَیَّ.

مُسْتَدْرَكُ الْحَاكِمِ عَنْ أَبِی سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ وَ حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ وَ ابْنُ أَبِی مُلَیْكَةَ وَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: إِنَّمَا فَاطِمَةُ شِجْنَةٌ مِنِّی یَقْبِضُنِی مَا یَقْبِضُهَا وَ یَبْسُطُنِی مَا یَبْسُطُهَا.

وَ جَاءَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَی عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ فَقَالَ: إِنَّ قَوْمَكَ یَقُولُونَ إِنَّكَ تُؤْثِرُ عَلَیْهِمْ وُلْدَ فَاطِمَةَ فَقَالَ عُمَرُ سَمِعْتُ الثِّقَةَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی یُرْضِینِی مَا أَرْضَاهَا وَ یُسْخِطُنِی مَا أَسْخَطَهَا فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَحَقِیقٌ أَنْ أَطْلُبَ رِضَی رَسُولِ اللَّهِ وَ رِضَاهُ وَ رِضَاهَا فِی رِضَی وُلْدِهَا

وَ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ النَّبِیَّ یَسُرُّهُ***مَسَرَّتُهَا جِدّاً وَ یشنی [یَشْنَأُ] اغْتِمَامَهَا(1)

قوله صلی اللّٰه علیه و آله هذا یدل علی عصمتها لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم یكن مؤذیها مؤذیا له صلی اللّٰه علیه و آله علی كل حال بل كان من فعل المستحق (2) من ذمها و إقامة

ص: 39


1- 1. یشنی من شنأ الرجل: أبغضه.
2- 2. یعنی ما یستحقها بعد تقارف الذنوب.

الحد إن كان الفعل یقتضیه سارا له صلی اللّٰه علیه و آله و مطیعا.

أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِیُّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ یَدْخُلُ عَلَی فَاطِمَةَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا فَقَامَتْ إِلَیْهِ وَ اعْتَنَقَتْهُ وَ قَبَّلَتْ بَیْنَ عَیْنَیْهِ.

الْأَرْبَعِینُ عَنِ ابْنِ الْمُؤَذِّنِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَیْلٍ عَنْ مَیْسَرَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِی بَكْرٍ وَ فِی فَضَائِلِ السَّمْعَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالا: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا قَدِمَ مِنْ مَغَازِیهِ قَبَّلَ فَاطِمَةَ.

وَ رَوَوْا عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ لَهَا مِنْ مَجْلِسِهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهَا وَ أَجْلَسَهَا مَجْلِسَهُ وَ إِذَا جَاءَ إِلَیْهَا لَقِیَتْهُ وَ قَبَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَ جَلَسَا مَعاً.

أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ فِی الْأَرْبَعِینِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْ أَبِی ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِیِّ وَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالُوا: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا أَرَادَ سَفَراً كَانَ آخِرَ النَّاسِ عَهْداً بِفَاطِمَةَ وَ إِذَا قَدِمَ كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ عَهْداً بِفَاطِمَةَ.

وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی فَضْلٌ عَظِیمٌ لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَفْعَلُ مَعَهَا ذَلِكَ إِذْ كَانَتْ وَلَدَهُ وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِتَعْظِیمِ الْوَلَدِ لِلْوَالِدِ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَفْعَلَ مَعَهَا ذَلِكَ وَ هُوَ بِضِدِّ مَا أَمَرَ بِهِ أُمَّتَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی.

أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ عَلَیْهَا یَوْماً وَ هِیَ تُصَلِّی فَسَمِعَتْ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رَحْلِهَا فَقَطَعَتْ صَلَاتَهَا وَ خَرَجَتْ مِنَ الْمُصَلَّی فَسَلَّمَتْ عَلَیْهِ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِهَا وَ قَالَ یَا بُنَیَّةِ كَیْفَ أَمْسَیْتِ رَحِمَكِ اللَّهُ عَشِّینَا غَفَرَ اللَّهُ لَكِ وَ قَدْ فَعَلَ.

أَخْبَارُ فَاطِمَةَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الصَّوْلِیِّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی فَاطِمَةَ فَقَدَّمَتْ إِلَیْهِ كِسْرَةً یَابِسَةً مِنْ خُبْزِ شَعِیرٍ فَأَفْطَرَ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّةِ هَذَا أَوَّلُ خُبْزٍ أَكَلَ أَبُوكِ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَیَّامِ فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِی وَ رَسُولُ اللَّهِ یَمْسَحُ وَجْهَهَا بِیَدِهِ.

أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ

ص: 40

إِبْرَاهِیمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَفَعَلْتُ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَنَی جَنَّةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْنَ كُلِّ قَصَبَةٍ إِلَی قَصَبَةٍ لُؤْلُؤَةٌ مِنْ یَاقُوتٍ مُشَذَّرَةٌ بِالذَّهَبِ وَ جَعَلَ سُقُوفَهَا زَبَرْجَداً أَخْضَرَ وَ جَعَلَ فِیهَا طَاقَاتٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْیَاقُوتِ ثُمَّ جَعَلَ غُرَفَهَا لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ لَبِنَةً مِنْ دُرٍّ وَ لَبِنَةً مِنْ یَاقُوتٍ وَ لَبِنَةً مِنْ زَبَرْجَدٍ ثُمَّ جَعَلَ فِیهَا عُیُوناً تَنْبُعُ مِنْ نَوَاحِیهَا وَ حُفَّتْ بِالْأَنْهَارِ وَ جَعَلَ عَلَی الْأَنْهَارِ قِبَاباً مِنْ دُرٍّ قَدْ شُعِّبَتْ بِسَلَاسِلِ الذَّهَبِ وَ حُفَّتْ بِأَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَ بَنَی فِی كُلِّ غُصْنٍ قُبَّةً وَ جَعَلَ فِی كُلِّ قُبَّةٍ أَرِیكَةً مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ غِشَاؤُهَا السُّنْدُسُ وَ الْإِسْتَبْرَقُ وَ فَرَشَ أَرْضَهَا بِالزَّعْفَرَانِ وَ فَتَقَ بِالْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ وَ جَعَلَ فِی كُلِّ قُبَّةٍ حَوْرَاءَ وَ الْقُبَّةُ لَهَا مِائَةُ بَابٍ عَلَی كُلِّ بَابٍ جَارِیَتَانِ وَ شَجَرَتَانِ فِی كُلِّ قُبَّةٍ مِفْرَشٌ وَ كِتَابٌ مَكْتُوبٌ حَوْلَ الْقِبَابِ آیَةُ الْكُرْسِیِّ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ بَنَی اللَّهُ هَذِهِ الْجَنَّةَ قَالَ بَنَاهَا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ ابْنَتِكَ سِوَی جِنَانِهِمَا تُحْفَةً أَتْحَفَهُمَا اللَّهُ وَ لْتَقَرَّ بِذَلِكَ عَیْنُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ.

بیان: قوله لؤلؤ من یاقوت لعل المعنی أنها فی صفاء اللؤلؤ و لون الیاقوت و لا یبعد أن تكون من زائدة من النساخ أو یكون الظرف متعلقا بقوله مشذرة أی اللؤلؤ مرصعة من الیاقوت بالذهب قال الفیروزآبادی الشذر قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة أو خرز یفصل بها النظم أو هو اللؤلؤ الصغار.

قوله قد شعبت الشعب الجمع و التفریق و لعل الأظهر هنا الأول و قال الفیروزآبادی الأریكة كسفینة سریر فی حجلة أو كل ما یتكأ علیه من سریر و منصة و فراش أو سریر منجد مزین فی قبة أو بیت فإذا لم یكن فیه سریر فهو حجلة و السندس الرقیق من الحریر و الإستبرق الغلیظ منه.

قوله و فتق أی جعل بین الزعفران المسك و العنبر أو بین فرشها المبسوطة من الفتق بمعنی الشق و المفرش كمنبر شی ء كالشاذكونة.

ص: 41

«42»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْأَنْدُلُسِیُّ فِی الْعِقْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ فِی خَبَرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَی جَدِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَعَثَّرُ بِذَیْلِهِ فَأَسَرَّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سِرّاً فَرَأَیْتُهُ وَ قَدْ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ ثُمَّ قَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی أَتَی مَنْزِلَ فَاطِمَةَ فَأَخَذَ بِیَدِهَا فَهَزَّهَا إِلَیْهِ هَزّاً قَوِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا فَاطِمَةُ إِیَّاكِ وَ غَضَبَ عَلِیٍّ فَإِنَّ اللَّهَ یَغْضَبُ لِغَضَبِهِ وَ یَرْضَی لِرِضَاهُ ثُمَّ جَاءَ عَلِیٌّ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِیَدِهِ ثُمَّ هَزَّهَا إِلَیْهِ هَزّاً خَفِیفاً ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِیَّاكَ وَ غَضَبَ فَاطِمَةَ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَغْضَبُ لِغَضَبِهَا وَ تَرْضَی لِرِضَاهَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهُ مَضَیْتَ مَذْعُوراً وَ قَدْ رَجَعْتَ مَسْرُوراً فَقَالَ یَا مُعَاوِیَةُ كَیْفَ لَا أَسُرُّ وَ قَدْ أَصْلَحْتُ بَیْنَ اثْنَیْنِ هُمَا أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ.

وَ فِی رِوَایَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَ حَبِیبِ بْنِ ثَابِتٍ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ: أَحَبُّ اثْنَیْنِ فِی الْأَرْضِ إِلَیَّ.

قَالَ ابْنُ بَابَوَیْهِ هَذَا غَیْرُ مُعْتَمَدٍ لِأَنَّهُمَا مُنَزَّهَانِ أَنْ یَحْتَاجَا أَنْ یُصْلِحَ بَیْنَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام: أَنَّهُ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَنَامُ حَتَّی یُقَبِّلَ عُرْضَ وَجْهِ فَاطِمَةَ یَضَعُ وَجْهَهُ بَیْنَ ثَدْیَیْ فَاطِمَةَ وَ یَدْعُو لَهَا وَ فِی رِوَایَةٍ حَتَّی یُقَبِّلَ عُرْضَ وَجْنَةِ فَاطِمَةَ أَوْ بَیْنَ ثَدْیَیْهَا.

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِیُّ وَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِیُّ وَ ابْنُ الْمُسَیَّبِ كُلُّهُمْ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ وَ أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِیُّ الْمَرْوَزِیُّ وَ أَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِیُّ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ وَ الْأُشْنُهِیُّ فِی الِاعْتِقَادِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الرِّسَالَةِ وَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینَ وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی الْفَضَائِلِ وَ مِنْ أَصْحَابِنَا أَبُو عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءُ وَ غَیْرُهُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُكْثِرُ تَقْبِیلَ فَاطِمَةَ فَأَنْكَرَتْ عَلَیْهِ بَعْضُ نِسَائِهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِی مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهَا فِی رِوَایَةٍ فَنَاوَلَنِی مِنْهَا تُفَّاحَةً فَأَكَلْتُهَا

ص: 42

فَتَحَوَّلَ ذَلِكِ نُطْفَةً فِی صُلْبِی فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَی الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِیجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ فَفَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِیَّةٌ فَكُلَّمَا اشْتَقْتُ إِلَی رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِی وَ دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی فَاطِمَةَ فَرَآهَا مُنْزَعِجَةً فَقَالَ لَهَا مَا بِكِ فَقَالَتْ الْحُمَیْرَاءُ افْتَخَرَتْ عَلَی أُمِّی أَنَّهَا لَمْ تَعْرِفْ رَجُلًا قَبْلَكَ وَ إِنَّ أُمِّی عَرَفَتْهَا مُسِنَّةً فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ بَطْنَ أُمِّكِ كَانَ لِلْإِمَامَةِ وِعَاءً.

ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِی الْعِقْدِ: إِنَّ الْمَهْدِیَّ رَأَی فِی مَنَامِهِ شَرِیكاً الْقَاضِیَ مَصْرُوفاً وَجْهُهُ عَنْهُ فَلَمَّا انْتَبَهَ قَصَّ رُؤْیَاهُ عَلَی الرَّبِیعِ فَقَالَ إِنَّ شَرِیكاً مُخَالِفٌ لَكَ وَ إِنَّهُ فَاطِمِیٌّ مَحْضاً قَالَ الْمَهْدِیُّ عَلَیَّ بِشَرِیكٍ فَأُتِیَ بِهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ قَالَ بَلَغَنِی أَنَّكَ فَاطِمِیٌّ قَالَ أُعِیذُكَ بِاللَّهِ أَنْ تَكُونَ غَیْرَ فَاطِمِیٍّ إِلَّا أَنْ تَعْنِیَ فَاطِمَةَ بِنْتَ كِسْرَی قَالَ لَا وَ لَكِنْ أَعْنِی فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَتَلْعَنُهَا قَالَ لَا مَعَاذَ اللَّهِ قَالَ فَمَا تَقُولُ فِی مَنْ یَلْعَنُهَا قَالَ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ فَالْعَنْ هَذَا یَعْنِی الرَّبِیعَ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَلْعَنُهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ شَرِیكٌ یَا مَاجِنُ فَمَا ذِكْرُكَ لِسَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ ابْنَةِ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ فِی مَجَالِسِ الرِّجَالِ قَالَ الْمَهْدِیُّ فَمَا وَجْهُ الْمَنَامِ قَالَ إِنَّ رُؤْیَاكَ لَیْسَتْ بِرُؤْیَا یُوسُفَ علیه السلام وَ إِنَّ الدِّمَاءَ لَا تُسْتَحَلُّ بِالْأَحْلَامِ وَ أُتِیَ بِرَجُلٍ شَتَمَ فَاطِمَةَ إِلَی الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ فَقَالَ لِابْنِ غَانِمٍ انْظُرْ فِی أَمْرِهِ مَا تَقُولُ قَالَ یَجِبُ عَلَیْهِ الْحَدُّ قَالَ لَهُ الْفَضْلُ هِیَ ذَا أُمُّكَ إِنْ حَدَّدْتَهُ فَأَمَرَ بِأَنْ یُضْرَبَ أَلْفَ سَوْطٍ وَ یُصْلَبَ فِی الطَّرِیقِ.

«43»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] رُوِیَ: أَنَّ فَاطِمَةَ تَمَنَّتْ وَكِیلًا عِنْدَ غَزَاةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَنَزَلَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِیلًا(1).

صَحِیحُ الدَّارَقُطْنِیِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِقَطْعِ لِصٍّ فَقَالَ اللِّصُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدَّمْتُهُ فِی الْإِسْلَامِ وَ تَأْمُرُهُ بِالْقَطْعِ فَقَالَ لَوْ كَانَتِ ابْنَتِی فَاطِمَةُ فَسَمِعَتْ فَاطِمَةُ فَحَزِنَتْ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِقَوْلِهِ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ (2) فَحَزِنَ

ص: 43


1- 1. المزّمّل: 9.
2- 2. الزمر: 65.

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَزَلَ لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا(1) فَتَعَجَّبَ النَّبِیُّ مِنْ ذَلِكَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ كَانَتْ حَزِنَتْ مِنْ قَوْلِكَ فَهَذِهِ الْآیَاتُ لِمُوَافَقَتِهَا لِتَرْضَی.

بیان: لعل المعنی أن هذه الآیات نزلت لتعلم فاطمة علیها السلام أن مثل هذا الكلام المشروط لا ینافی جلالة المخاطب و المسند إلیه و براءته لوقوع ذلك بالنسبة إلی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله من اللّٰه عز و جل أو لبیان أن قطع ید فاطمة بمنزلة الشرك أو أن هذا النوع من الخطاب المراد به الأمة إنما صدر لصدور هذا النوع من الكلام بالنسبة إلی فاطمة فكان خلافا للأولی و الأول أصوب و أوفق بالأصول.

«44»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: سُئِلَ الصَّادِقُ عَنْ مَعْنَی حَیَّ عَلَی خَیْرِ الْعَمَلِ فَقَالَ خَیْرُ الْعَمَلِ بِرُّ فَاطِمَةَ وَ وُلْدِهَا وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ الْوَلَایَةُ.

أَبُو صَالِحٍ فِی الْأَرْبَعِینَ عَنْ أَبِی حَامِدٍ الْأَسْفَرَائِینِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ شَخْصٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَاطِمَةُ.

عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ خَلَقَهَا مِنْ نُورِ وَجْهِهِ ثُمَّ أَخَذَ ذَلِكَ النُّورَ فَقَذَفَهُ فَأَصَابَنِی ثُلُثُ النُّورِ وَ أَصَابَ فَاطِمَةَ ثُلُثُ النُّورِ وَ أَصَابَ عَلِیّاً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ ثُلُثُ النُّورِ فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ اهْتَدَی إِلَی وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ لَمْ یُصِبْهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ ضَلَّ عَنْ وَلَایَةِ آلِ مُحَمَّدٍ.

الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا.

ابْنُ شُرَیْحٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَبُو سَعِیدٍ الْوَاعِظُ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْفَضَائِلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعُكْبَرِیُّ فِی الْإِبَانَةِ وَ مَحْمُودٌ الْأَسْفَرَائِینِیُّ فِی الدِّیَانَةِ رَوَوْا جَمِیعاً أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ یَرْضَی لِرِضَاكِ.

أَبُو بَكْرٍ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سِنَانٍ الْأَوْسِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: حَدَّثَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا زَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلِیّاً علیه السلام أَمَرَ رِضْوَانَ فَأَمَرَ شَجَرَةَ

ص: 44


1- 1. الأنبیاء: 22.

طُوبَی فَحَمَلَتْ رِقَاعاً لِمُحِبِّی آلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَمْطَرَهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ بِعَدَدِ تِیكَ الرِّقَاعِ فَأَخَذَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ الرِّقَاعَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ اسْتَوَتْ بِأَهْلِهَا أَهْبَطَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ بِتِلْكَ الرِّقَاعِ فَإِذَا لَقِیَ مَلَكٌ مِنْ تِلْكَ الْمَلَائِكَةِ رَجُلًا مِنْ مُحِبِّی آلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ دَفَعَ إِلَیْهِ رُقْعَةَ بَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ.

وَ جَاءَ فِی كَثِیرٍ مِنَ الْكُتُبِ مِنْهَا كَشْفُ الثَّعْلَبِیِّ وَ فَضَائِلُ أَبِی السَّعَادَاتِ: فِی مَعْنَی قَوْلِهِ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً(1) أَنَّهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَیْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ بَعْدَ مَا سَكَنُوا رَأَوْا نُوراً أَضَاءَ الْجِنَانَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ یَا رَبِّ إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ الْمُنْزَلِ عَلَی نَبِیِّكَ الْمُرْسَلِ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً فَیُنَادِی مُنَادٍ لَیْسَ هَذَا نُورَ الشَّمْسِ وَ لَا نُورَ الْقَمَرِ وَ إِنَّ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ تَعَجَّبَا مِنْ شَیْ ءٍ فَضَحِكَا فَأَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ نُورِهِمَا.

أَبُو عَلِیٍّ الصَّوْلِیُّ فِی أَخْبَارِ فَاطِمَةَ وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: بَعَثَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَدْعُو عَلِیّاً فَأَتَیْتُ بَیْتَهُ وَ نَادَیْتُهُ فَلَمْ یُجِبْنِی فَأَخْبَرْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ عُدْ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ فِی الْبَیْتِ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُ الرَّحَی تَطْحَنُ وَ لَا أَحَدَ عِنْدَهَا فَقُلْتُ لِعَلِیٍّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَدْعُوكَ فَخَرَجَ مُتَوَحِّشاً حَتَّی أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَخْبَرْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بِمَا رَأَیْتُ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ لَا تَعْجَبْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَیَّاحُونَ فِی الْأَرْضِ مُوَكَّلُونَ بِمَعُونَةِ آلِ مُحَمَّدٍ.

الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَمَّارٍ وَ مَیْمُونَةَ أَنَّ كِلَیْهِمَا قَالا: وَجَدْتُ فَاطِمَةَ نَائِمَةً وَ الرَّحَی تَدُورُ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ ضَعْفَ أَمَتِهِ فَأَوْحَی إِلَی الرَّحَی أَنْ تَدُورَ فَدَارَتْ.

وَ قَدْ رَوَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ الْبُسْتِیُّ فِی مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینَ عَنِ الشَّعْبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَیْمُونَةَ وَ ابْنِ فَیَّاضٍ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهَا علیها السلام رُبَّمَا اشْتَغَلَتْ بِصَلَاتِهَا وَ عِبَادَتِهَا فَرُبَّمَا بَكَی وُلْدُهَا فَرَأَی الْمَهْدَ یَتَحَرَّكُ وَ كَانَ مَلَكٌ یُحَرِّكُهُ.

ص: 45


1- 1. الدهر: 13.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله سَلْمَانَ إِلَی فَاطِمَةَ قَالَ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ وَقْفَةً حَتَّی سَلَّمْتُ فَسَمِعْتُ فَاطِمَةَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ جَوَّا وَ الرَّحَی تَدُورُ مِنْ بَرَّا وَ مَا عِنْدَهَا أَنِیسٌ وَ قَالَ فِی آخِرِ الْخَبَرِ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّ ابْنَتِی فَاطِمَةَ مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهَا وَ جَوَارِحَهَا إِیمَاناً إِلَی مُشَاشِهَا تَفَرَّغَتْ لِطَاعَةِ اللَّهِ فَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكاً اسْمُهُ زُوقَابِیلُ وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ جَبْرَئِیلُ فَأَدَارَ لَهَا الرَّحَی وَ كَفَاهَا اللَّهُ مَئُونَةَ الدُّنْیَا مَعَ مَئُونَةِ الْآخِرَةِ.

بیان: المراد بالجوا داخل البیت و بالبرا خارجه و لم أظفر بهما فی اللغة نعم قال فی النهایة

فِی حَدِیثِ سَلْمَانَ: مَنْ أَصْلَحَ جَوَّانِیَّهُ أَصْلَحَ اللَّهُ بَرَّانِیَّهُ.

أراد بالبرانی العلانیة و الألف و النون من زیادات النسب و أصله من قولهم خرج فلان برا أی خرج إلی البر و الصحراء و قال الفیروزآبادی الجو داخل البیت كالجوانیة و قال فی النهایة فی صفته صلی اللّٰه علیه و آله جلیل المشاش أی عظیم رءوس العظام كالمرفقین و الكعبین و الركبتین و قال الجوهری هی رءوس العظام اللینة التی یمكن مضغها و منه

الحدیث: ملی ء عمار إیمانا إلی مشاشه.

انتهی.

«45»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] عَلِیُّ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: خَرَجَتْ أُمُّ أَیْمَنَ إِلَی مَكَّةَ لَمَّا تُوُفِّیَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَالَتْ لَا أَرَی الْمَدِینَةَ بَعْدَهَا فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِیدٌ فِی الْجُحْفَةِ حَتَّی خَافَتْ عَلَی نَفْسِهَا قَالَ فَكَسَرَتْ عَیْنَیْهَا نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَتْ یَا رَبِّ أَ تُعْطِشُنِی وَ أَنَا خَادِمَةُ بِنْتِ نَبِیِّكَ قَالَ فَنَزَلَ إِلَیْهَا دَلْوٌ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ فَشَرِبَتْ وَ لَمْ تَجُعْ وَ لَمْ تَطْعَمْ سَبْعَ سِنِینَ.

بیان: قال الفیروزآبادی كسر من طرفه غض.

«46»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مَالِكُ بْنُ دِینَارٍ: رَأَیْتُ فِی مُوَدَّعِ الْحَجِّ امْرَأَةً ضَعِیفَةً عَلَی دَابَّةٍ نَحِیفَةٍ وَ النَّاسُ یَنْصَحُونَهَا لِتَنْكُصَ فَلَمَّا تَوَسَّطْنَا الْبَادِیَةَ كَلَّتْ دَابَّتُهَا فَعَذَلْتُهَا فِی إِتْیَانِهَا فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَتْ لَا فِی بَیْتِی تَرَكْتَنِی وَ لَا إِلَی بَیْتِكَ حَمَلْتَنِی فَوَ عِزَّتِكَ وَ جَلَالِكَ لَوْ فَعَلَ بِی هَذَا غَیْرُكَ لَمَا شَكَوْتُهُ إِلَّا إِلَیْكَ فَإِذَا شَخْصٌ أَتَاهَا مِنَ الْفَیْفَاءِ وَ فِی یَدِهِ زِمَامُ نَاقَةٍ فَقَالَ لَهَا ارْكَبِی فَرَكِبَتْ وَ سَارَتِ النَّاقَةُ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ فَلَمَّا بَلَغْتُ الْمَطَافَ رَأَیْتُهَا تَطُوفُ فَحَلَفْتُهَا مَنْ أَنْتَ فَقَالَتْ أَنَا شُهْرَةُ بِنْتُ مُسْكَةَ بِنْتِ فِضَّةَ خَادِمَةِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام.

ص: 46

وَ رَهَنَتْ علیها السلام كِسْوَةً لَهَا عِنْدَ امْرَأَةِ زَیْدٍ الْیَهُودِیِّ فِی الْمَدِینَةِ وَ اسْتَقْرَضَتِ الشَّعِیرَ فَلَمَّا دَخَلَ زَیْدٌ دَارَهُ قَالَ مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ فِی دَارِنَا قَالَتْ لِكِسْوَةِ فَاطِمَةَ فَأَسْلَمَ فِی الْحَالِ وَ أَسْلَمَتِ امْرَأَتُهُ وَ جِیرَانُهُ حَتَّی أَسْلَمَ ثَمَانُونَ نَفْساً.

وَ سَأَلَتْ علیها السلام رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَماً فَقَالَ أَ لَا أُعَلِّمُكَ مَا هُوَ خَیْرٌ مِنَ الْخَاتَمِ إِذَا صَلَّیْتَ صَلَاةَ اللَّیْلِ فَاطْلُبِی مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَاتَماً فَإِنَّكَ تَنَالِینَ حَاجَتَكِ قَالَ فَدَعَتْ رَبَّهَا تَعَالَی فَإِذَا بِهَاتِفٍ یَهْتِفُ یَا فَاطِمَةُ الَّذِی طَلَبْتِ مِنِّی تَحْتَ الْمُصَلَّی فَرَفَعَتِ الْمُصَلَّی فَإِذَا الْخَاتَمُ یَاقُوتٌ لَا قِیمَةَ لَهُ فَجَعَلَتْهُ فِی إِصْبَعِهَا وَ فَرِحَتْ فَلَمَّا نَامَتْ مِنْ لَیْلَتِهَا رَأَتْ فِی مَنَامِهَا كَأَنَّهَا فِی الْجَنَّةِ فَرَأَتْ ثَلَاثَةَ

قُصُورٍ لَمْ تُرَ فِی الْجَنَّةِ مِثْلُهَا قَالَتْ لِمَنْ هَذِهِ الْقُصُورُ قَالُوا لِفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ قَالَ فَكَأَنَّهَا دَخَلَتْ قَصْراً مِنْ ذَلِكَ وَ دَارَتْ فِیهِ فَرَأَتْ سَرِیراً قَدْ مَالَ عَلَی ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَقَالَتْ علیها السلام مَا لِهَذَا السَّرِیرِ قَدْ مَالَتْ عَلَی ثَلَاثٍ قَالُوا لِأَنَّ صَاحِبَتَهُ طَلَبَتْ مِنَ اللَّهِ خَاتَماً فَنُزِعَ أَحَدُ الْقَوَائِمِ وَ صِیغَ لَهَا خَاتَماً وَ بَقِیَ السَّرِیرُ عَلَی ثَلَاثِ قَوَائِمَ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ دَخَلَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَصَّتِ الْقِصَّةَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَعَاشِرَ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَیْسَ لَكُمُ الدُّنْیَا إِنَّمَا لَكُمُ الْآخِرَةُ وَ مِیعَادُكُمُ الْجَنَّةُ مَا تَصْنَعُونَ بِالدُّنْیَا فَإِنَّهَا زَائِلَةٌ غَرَّارَةٌ فَأَمَرَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ تَرُدَّ الْخَاتَمَ تَحْتَ الْمُصَلَّی فَرَدَّتْ ثُمَّ نَامَتْ عَلَی الْمُصَلَّی فَرَأَتْ فِی الْمَنَامِ أَنَّهَا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ فَدَخَلَتْ ذَلِكَ الْقَصْرَ وَ رَأَتِ السَّرِیرَ عَلَی أَرْبَعِ قَوَائِمَ فَسَأَلَتْ عَنْ حَالِهِ فَقَالُوا رَدَّتِ الْخَاتَمَ وَ رَجَعَ السَّرِیرُ إِلَی هَیْئَتِهِ.

أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی اخْتِیَارِ الرِّجَالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ: أَنَّهُ لَمَّا اسْتُخْرِجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ مَنْزِلِهِ خَرَجَتْ فَاطِمَةُ حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی الْقَبْرِ فَقَالَتْ خَلُّوا عَنِ ابْنِ عَمِّی فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَئِنْ لَمْ تُخَلُّوا عَنْهُ لَأَنْشُرَنَّ شَعْرِی وَ لَأَضَعَنَّ قَمِیصَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی رَأْسِی وَ لَأَصْرُخَنَّ إِلَی اللَّهِ فَمَا نَاقَةُ صَالِحٍ بِأَكْرَمَ عَلَی اللَّهِ مِنْ وُلْدِی قَالَ سَلْمَانُ فَرَأَیْتُ وَ اللَّهِ أَسَاسَ حِیطَانِ الْمَسْجِدِ تَقَلَّعَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا حَتَّی لَوْ أَرَادَ رَجُلٌ أَنْ یَنْفُذَ مِنْ تَحْتِهَا نَفَذَ فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ قُلْتُ یَا سَیِّدَتِی وَ مَوْلَاتِی إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ أَبَاكِ رَحْمَةً فَلَا تَكُونِی نَقِمَةً فَرَجَعَتِ الْحِیطَانُ حَتَّی سَطَعَتِ الْغَبَرَةُ مِنْ أَسْفَلِهَا فَدَخَلَتْ فِی خَیَاشِیمِنَا.

ص: 47

بُرَیْدَةُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ خَیَّرَنِی فَاسْتَنْظَرْتُهُ إِلَی نُزُولِ جَبْرَئِیلَ فَتَجَلَّی ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ الْغَشْیُ فَقَالَ لَهَا یَا بِنْتِی احْفَظِی عَلَیْكِ فَإِنَّكِ وَ بَعْلَكِ وَ ابْنَیْكِ مَعِی فِی الْجَنَّةِ.

بُشِّرَتْ مَرْیَمُ بِوَلَدِهَا إِنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ(1) وَ بُشِّرَتْ فَاطِمَةُ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بَشَّرَهَا عِنْدَ وِلَادَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا بِأَنْ یَقُولَ لَهَا لِیَهْنِئْكِ أَنْ وَلَدْتِ إِمَاماً یَسُودُ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَ أَكْمَلَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكِ فِی عَقِبِهَا قَوْلُهُ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (2) یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَتْ مُدَّةُ حَمْلِهَا تِسْعَ سَاعَاتٍ.

وَ وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ بَیْنَهُمَا سِتَّةُ أَشْهُرٍ عَلَی رِوَایَةٍ وَرَدَتْ.

وَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَرَفُ النَّاسِ بِآبَائِهِمْ وَ نَذَرَتْ أُمُّ مَرْیَمَ لِلَّهِ مُحَرَّراً وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَكْثَرُ الْخَلْقِ تَقَرُّباً إِلَی اللَّهِ فِی سَائِرِ الْأَحْوَالِ وَ ذَلِكَ یُوجِبُ أَنْ یَكُونَ قَدْ أَتَی عِنْدَ أَنْ سَأَلَهُ الزَّهْرَاءُ علیها السلام بِأَضْعَافِ مَا قَالَتْ أُمُّ مَرْیَمَ بِمُوجِبِ فَضْلِهِ عَلَی الْخَلَائِقِ وَ كَانَ نَذْرُهَا مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ وَ هُوَ یَقْتَضِی تَنَصُّفَ مَنْزِلَتِهِ مِمَّا یُنْذِرُهُ الْأَبُ قَوْلُهُ وَ كَفَّلَها زَكَرِیَّا(3) وَ الزَّهْرَاءُ كَفَّلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَا خِلَافَ فِی فَضْلِ كَفَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی كُلِّ كَفَالَةٍ وَ كَفَالَةُ الْیَتِیمِ مَنْدُوبٌ إِلَیْهَا وَ كَفَالَةُ الْوَلَدِ وَاجِبَةٌ وَلَدَتْ مَرْیَمُ بِعِیسَی علیه السلام فِی أَیَّامِ الْجَاهِلِیَّةِ وَ وَلَدَتْ فَاطِمَةُ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ وَ كَانَ اللَّهُ أَعْلَمَ مَرْیَمَ بِسَلَامَتِهَا وَ بِسَلَامَةِ مَا حَمَلَتْهُ فَلَا یَجُوزُ أَنْ یَتَطَرَّقَ إِلَیْهَا خَوْفٌ وَ الزَّهْرَاءُ حَمَلَتْ بِهِمَا وَ هِیَ لَا تَعْلَمُ مَا یَكُونُ مِنْ حَالِهَا فِی الْحَمْلِ وَ الْوَضْعِ مِنَ السَّلَامَةِ وَ الْعَطَبِ فَیَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ فِی ذَلِكَ مَثُوبَةٌ زَائِدَةٌ وَ لِذَلِكَ فُضِّلَ الْمُسْلِمُونَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ یَوْمَ بَدْرٍ فِی الْقِتَالِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا بَیْنَ الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ فِی سَلَامَتِهِمْ

ص: 48


1- 1. آل عمران: 40.
2- 2. الزخرف: 28.
3- 3. آل عمران: 33.

وَ الْمَلَائِكَةُ لَیْسُوا كَذَلِكَ وَ قِیلَ لَهَا لا تَحْزَنِی (1) وَ

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ یَرْضَی لِرِضَاكِ. وَ قِیلَ لَهَا فَنَفَخْنا فِیهِ مِنْ رُوحِنا(2) وَ فَاطِمَةُ علیها السلام خَامِسَةُ أَهْلِ الْعَبَاءِ وَ افْتِخَارُ جَبْرَئِیلَ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَوْلُهُ مَنْ مِثْلِی وَ أَنَا سَادِسُ خَمْسَةٍ وَ لَهَا تُساقِطْ عَلَیْكِ رُطَباً جَنِیًّا فَكُلِی وَ اشْرَبِی (3) یَحْتَمِلُ أَنَّ النَّخْلَةَ وَ النَّهَرَ كَانَا مَوْجُودَیْنِ قَبْلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ یَبْقَ لَهُمَا أَثَرٌ مِثْلُ مَا بَقِیَ لِزَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ وَ مَوْضِعِ التَّنُّورِ وَ انْفِلَاقِ الْبَحْرِ وَ رَدِّ الشَّمْسِ وَ لِلزَّهْرَاءِ علیها السلام حَدِیثُ التَّمْرِ الصَّیْحَانِیِّ وَ قُدْسُ الْمَاءِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ بَكَتْ أُمُّ أَیْمَنَ وَ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ زَوَّجْتَهَا وَ لَمْ تَنْثُرْ عَلَیْهَا شَیْئاً فَقَالَ یَا أُمَّ أَیْمَنَ لِمَ تَكْذِبِینَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا زَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلِیّاً أَمَرَ أَشْجَارَ الْجَنَّةِ أَنْ تَنْثُرَ عَلَیْهِمْ مِنْ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا وَ یَاقُوتِهَا وَ دُرِّهَا وَ زُمُرُّدِهَا وَ إِسْتَبْرَقِهَا فَأَخَذُوا مِنْهَا مَا لَا یَعْلَمُونَ.

وَ تَكَلَّمَتِ الْمَلَائِكَةُ مَعَ مَرْیَمَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ (4) أَرَادَ نِسَاءَ عَالَمِ أَهْلِ زَمَانِهَا كَقَوْلِهِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَنِّی فَضَّلْتُكُمْ عَلَی الْعالَمِینَ (5) وَ لَیْسُوا بِأَفْضَلَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ قَوْلُهُ كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ(6) ثُمَّ إِنَّ الصِّفَاتِ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یُشَارِكُهَا غَیْرُهَا قَوْلُهُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ إِلَی قَوْلِهِ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (7) وَ فَاطِمَةُ وَ ذُرِّیَّتُهَا مِنْ جُمْلَتِهِمْ. وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

وَ إِنَّهَا لَتَقُومُ فِی مِحْرَابِهَا فَیُسَلِّمُ عَلَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ یُنَادُونَهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْیَمَ فَیَقُولُونَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ (8)

ص: 49


1- 1. مریم: 24.
2- 2. التحریم: 12.
3- 3. مریم: 25 و 26.
4- 4. آل عمران: 37.
5- 5. البقرة: 44.
6- 6. آل عمران: 106.
7- 7. آل عمران: 31.
8- 8. آل عمران: 37.

وَ إِنَّهُ كُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَكَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً(1) وَ لَیْسَ فِی نَفْسِ الْآیَةِ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ اللَّهُ تَعَالَی یَخْلُقُهُ اخْتِرَاعاً أَوْ یَأْتِیهَا بِهِ الْمَلَكُ وَ إِنَّمَا هُوَ یَدُلُّ عَلَی كَثْرَةِ شُكْرِهَا لِلَّهِ تَعَالَی كَمَا تَقُولُ رَزَقَنِیَ اللَّهُ الْیَوْمَ دِرْهَماً كَمَا قَالَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (2) وَ لِلزَّهْرَاءِ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا لَا یُنْكِرُهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِیثِ الْمِقْدَادِ وَ خَبَرِ الطَّائِرِ وَ الرُّمَّانِ وَ الْعِنَبِ وَ التُّفَّاحِ وَ السَّفَرْجَلِ وَ غَیْرِهَا وَ ذَلِكَ مِمَّا یُقْطَعُ عَلَی أَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ مَا لَمْ یَكُنْ لِغَیْرِهَا مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ بَعْدَ هُبُوطِ آدَمَ وَ حَوَّاءَ.

وَ فِی الْحَدِیثِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ هِیَ فِی مُصَلَّاهَا وَ خَلْفَهَا جَفْنَةٌ یَفُورُ دُخَانُهَا فَأَخْرَجَتْ فَاطِمَةُ الْجَفْنَةَ فَوَضَعَتْهَا بَیْنَ أَیْدِیهِمَا فَسَأَلَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَّی لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ رِزْقِهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ.

وَ رُزِقَ مَرْیَمُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ خُلِقَ فَاطِمَةُ مِنْ رِزْقِ الْجَنَّةِ وَ فِی الْحَدِیثِ: فَنَاوَلَنِی جَبْرَئِیلُ رُطَبَةً مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَتْ ذَلِكِ نُطْفَةً فِی صُلْبِی.

وَ قَدْ مَدَحَ اللَّهُ تَعَالَی مَرْیَمَ فِی الْقُرْآنِ بِعِشْرِینَ مِدْحَةً وَ صَحَّ فِی الْأَخْبَارِ لِفَاطِمَةَ عِشْرُونَ اسْماً كُلُّ اسْمٍ یَدُلُّ عَلَی فَضِیلَةٍ ذَكَرَهَا ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی كِتَابِ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَالَ لَهَا وَ مَرْیَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَها(3) یُرِیدُ بِذَلِكَ الْعَفَافَ لَا الْمُلَامَسَةَ وَ الذُّرِّیَّةَ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنْ كَذَلِكَ لَجَعَلَ حَمْلَهَا لَهُ وَ وَضْعَهَا وَ مَخَاضَهَا بِغَیْرِ مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَةُ فَلَمَّا جَعَلَهُ عَلَی مَجْرَی الْعَادَةِ دَلَّ عَلَی مَقَالِنَا وَ یُؤَكِّدُ ذَلِكَ الْأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ فِی مَدْحِ التَّزْوِیجِ وَ طَلَبِ الْوَلَدِ وَ ذَمِّ الْعُزُوبَةِ وَ قَالَ تَعَالَی لِلزَّهْرَاءِ وَ لِأَوْلَادِهَا إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ (4) حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ

وَ إِنَّ مَرْیَمَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا*** وَ جَاءَتْ بِعِیسَی كَبَدْرِ الدُّجَی

فَقَدْ أَحْصَنَتْ فَاطِمُ بَعْدَهَا*** وَ جَاءَتْ بِسِبْطَیْ نَبِیِّ الْهُدَی.

«47»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة]: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی عَلِیٍّ فَوَجَدَهُ هُوَ وَ فَاطِمَةَ علیها السلام

ص: 50


1- 1. آل عمران: 34.
2- 2. النساء: 81.
3- 3. التحریم: 12.
4- 4. الأحزاب: 34.

یَطْحَنَانِ فِی الجاروش [الْجَاوَرْسِ] فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَیُّكُمَا أَعْیَا فَقَالَ عَلِیٌّ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهَا قُومِی یَا بُنَیَّةِ فَقَامَتْ وَ جَلَسَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَوْضِعَهَا مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام فَوَاسَاهُ فِی طَحْنِ الْحَبِّ.

«48»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ مَعَالِمِ الْعِتْرَةِ، لِعَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ بِأَسَانِیدِهِ مَرْفُوعاً إِلَی قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ نِسَائِهَا مَرْیَمُ وَ خَیْرُ نِسَائِهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله.

وَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَنَسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْهُ قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ أَ لَا أُبَشِّرُكِ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَسَیِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ وَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.

وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِی كَأَنَّ مِشْیَتَهَا مِشْیَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَرْحَباً یَا بِنْتِی ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ یَمِینِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَیْهَا حَدِیثاً فَبَكَتْ قُلْتُ اسْتَخَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِحَدِیثِهِ ثُمَّ تَبْكِینَ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَیْهَا حَدِیثاً فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ فَرَحاً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِیَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَیَّ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ عَلَیْهِ السَّلَامُ كَانَ یُعَارِضُنِی بِالْقُرْآنِ فِی كُلِّ عَامٍ مَرَّةً وَ إِنَّهُ عَارَضَنِی بِهِ الْعَامَ مَرَّتَیْنِ وَ لَا أَرَاهُ إِلَّا قَدْ حَضَرَ أَجَلِی وَ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَیْتِی لُحُوقاً بِی وَ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَیْتُ لِذَلِكِ فَقَالَ أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَتْ فَضَحِكْتُ لِذَلِكِ (1).

ص: 51


1- 1. راجع المصدر ج 2 ص 8- المطبعة الإسلامیة.

وَ رَوَی ابْنُ خَالَوَیْهِ فِی كِتَابِ الْآلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحَنْبَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُضَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (1) بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ تَبَخْتَرَا فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ لِحَوَّاءَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً هُوَ أَحْسَنُ مِنَّا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ ائْتِ بِعَبْدَیَّ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَی فَلَمَّا دَخَلَا الْفِرْدَوْسَ نَظَرا إِلَی جَارِیَةٍ عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ وَ عَلَی رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ وَ فِی أُذُنَیْهَا قُرْطَانِ مِنْ نُورٍ قَدْ أَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ حُسْنِ (2)

وَجْهِهَا فَقَالَ آدَمُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذِهِ الْجَارِیَةُ الَّتِی قَدْ أَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ حُسْنِ (3) وَجْهِهَا فَقَالَ هَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ نَبِیٍّ مِنْ وُلْدِكَ یَكُونُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ قَالَ فَمَا هَذَا التَّاجُ الَّذِی عَلَی رَأْسِهَا قَالَ بَعْلُهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ ابْنُ خَالَوَیْهِ الْبَعْلُ فِی كَلَامِ الْعَرَبِ خَمْسَةُ أَشْیَاءَ

الزَّوْجُ وَ الصَّنَمُ مِنْ قَوْلِهِ أَ تَدْعُونَ بَعْلًا(4) وَ الْبَعْلُ اسْمُ امْرَأَةٍ وَ بِهَا سُمِّیَتْ بَعْلَبَكَ وَ الْبَعْلُ مِنَ النَّخْلِ مَا شَرِبَ بِعُرُوقِهِ مِنْ غَیْرِ سَقْیٍ وَ الْبَعْلُ السَّمَاءُ وَ الْعَرَبُ یَقُولُ السَّمَاءُ بَعْلُ الْأَرْضِ قَالَ فَمَا الْقُرْطَانِ اللَّذَانِ فِی أُذُنَیْهَا قَالَ وَلَدَاهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قَالَ آدَمُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ أَ خُلِقُوا قَبْلِی قَالَ هُمْ مَوْجُودُونَ فِی غَامِضِ عِلْمِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ.

وَ عَنِ ابْنِ خَالَوَیْهِ مِنْ كِتَابِ الْآلِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ بِنْتُ

ص: 52


1- 1. فی المصدر: عبدان راجع ج 2 ص 12، اختصر العلّامة المجلسیّ قدّس سرّه سند الحدیث.
2- 2. و( 3) فی المصدر من نور وجهها فی كلا الموضعین.
3- 2. و( 3) فی المصدر من نور وجهها فی كلا الموضعین.
4- 4. الصافّات: 125.

مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

وَ زَادَ ابْنُ عَرَفَةَ عَنْ رِجَالِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ عَلَی الصِّرَاطِ فَتَمُرُّ وَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِیَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ.

وَ مِنْهُ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ إِذَا خَرَجَ إِلَی صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَرَّ بِبَابِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصَّلَاةَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(1).

وَ مِنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ یَرْضَی لِرِضَاكِ.

وَ مِنْ كِتَابِ أَبِی إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَنْ كَانَ أَحَبَ (2) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ قُلْتُ إِنَّمَا أَسْأَلُكِ عَنِ الرِّجَالِ قَالَتْ زَوْجُهَا وَ مَا یَمْنَعُهُ فَوَ اللَّهِ إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ صَوَّاماً قَوَّاماً جَدِیراً أَنْ یَقُولَ بِمَا یُحِبُّ اللَّهُ وَ یَرْضَی.

وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا رَأَیْتُ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ تَمْشِی (3) إِلَّا ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَمِیلُ عَلَی جَانِبِهَا الْأَیْمَنِ مَرَّةً وَ عَلَی جَانِبِهَا الْأَیْسَرِ مَرَّةً.

وَ عَنْ عَائِشَةَ: وَ ذَكَرَتْ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ مَا رَأَیْتُ أَصْدَقَ مِنْهَا إِلَّا أَبَاهَا.

وَ مِنْ كِتَابِ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ لِابْنِ بَابَوَیْهِ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَی أَرْبَعٍ مِنَ النِّسَاءِ مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَ آسِیَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ زَوْجَةِ فِرْعَوْنَ وَ هِیَ زَوْجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْجَنَّةِ وَ خَدِیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ زَوْجَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدُّنْیَا

ص: 53


1- 1. الأحزاب: 34.
2- 2. فی المصدر: أحب الناس، راجع ج 2 ص 19.
3- 3. فی المصدر: مشیة رسول اللّٰه.

وَ الْآخِرَةِ وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله.

وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَخْبِرُونِی أَیُّ شَیْ ءٍ خَیْرٌ لِلنِّسَاءِ فَعَیِینَا بِذَلِكَ كُلُّنَا حَتَّی تَفَرَّقْنَا فَرَجَعْتُ إِلَی فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَأَخْبَرْتُهَا الَّذِی قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَّا عَلِمَهُ وَ لَا عَرَفَهُ فَقَالَتْ وَ لَكِنِّی أَعْرِفُهُ خَیْرٌ لِلنِّسَاءِ أَنْ لَا یَرَیْنَ الرِّجَالَ وَ لَا یَرَاهُنَّ الرِّجَالُ فَرَجَعْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَأَلْتَنَا أَیُّ شَیْ ءٍ خَیْرٌ لِلنِّسَاءِ وَ خَیْرٌ لَهُنَّ أَنْ لَا یَرَیْنَ الرِّجَالَ وَ لَا یَرَاهُنَّ الرِّجَالُ قَالَ مَنْ أَخْبَرَكَ فَلَمْ تَعْلَمْهُ وَ أَنْتَ عِنْدِی قُلْتُ فَاطِمَةُ فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی.

وَ رُوِیَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَقَالَ مَنْ عَرَفَ هَذِهِ فَقَدْ عَرَفَهَا وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهَا فَهِیَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ هِیَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ قَلْبِی وَ رُوحِیَ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیَّ فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ.

وَ رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتَ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ قَالَ فَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ هَذَا فَوَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَیَغْضَبُ لِغَضَبِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَ یَرْضَی لِرِضَاهُ (1).

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ فَاطِمَةَ شِجْنَةٌ مِنِّی یُسْخِطُنِی مَا أَسْخَطَهَا وَ یُرْضِینِی مَا أَرْضَاهَا.

و بالإسناد عنه علیه السلام: مثله.

وَ نَقَلْتُ مِنْ كِتَابٍ لِأَبِی إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ أَخَذَ بِیَدِ فَاطِمَةَ وَ قَالَ مَنْ عَرَفَ هَذِهِ فَقَدْ عَرَفَهَا وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهَا فَهِیَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ هِیَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ قَلْبِیَ الَّذِی بَیْنَ جَنْبَیَّ فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ.

وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ فَاطِمَةَ شَعْرَةٌ مِنِّی فَمَنْ آذَی شَعْرَةً مِنِّی فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ لَعَنَهُ اللَّهُ مِلْ ءَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ.

ص: 54


1- 1. ما جعلناه بین العلامتین ساقط عن النسخ المطبوعة، و الضمیر فی قوله:« و عنه علیه السلام» راجع الی الصادق علیه السلام راجع المصدر ج 2 ص 57- المطبعة الإسلامیة.

وَ عَنْ حُذَیْفَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَنَامُ حَتَّی یُقَبِّلَ عُرْضَ وَجْنَةِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ أَوْ بَیْنَ ثَدْیَیْهَا.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَنَامُ لَیْلَتَهُ حَتَّی یَضَعَ وَجْهَهُ بَیْنَ ثَدْیَیْ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی بَكْرٍ قَرَأَ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍ (1) وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ وَ هَلْ تُحَدِّثُ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا الْأَنْبِیَاءَ قَالَ مَرْیَمُ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً وَ سَارَةُ امْرَأَةُ إِبْرَاهِیمَ قَدْ عَایَنَتِ الْمَلَائِكَةَ وَ بَشَّرُوهَا بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ (2) وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَتْ مُحَدَّثَةً وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً.

وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَشْبَهَ النَّاسِ وَجْهاً وَ شِبْهاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ قَالَتْ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا فَاطِمَةُ مَنْ صَلَّی عَلَیْكِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ أَلْحَقَهُ بِی حَیْثُ كُنْتُ مِنَ الْجَنَّةِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لِفَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ سَأَلْتِ أَبَاكِ فِیمَا سَأَلْتِ أَیْنَ تَلْقَیْنَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لِی اطْلُبِینِی عِنْدَ الْحَوْضِ قُلْتُ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ هَاهُنَا قَالَ تَجِدِینِی إِذَنْ مُسْتَظِلًّا بِعَرْشِ رَبِّی وَ لَنْ یَسْتَظِلَّ بِهِ غَیْرِی قَالَتْ فَاطِمَةُ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ أَهْلُ الدُّنْیَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُرَاةٌ فَقَالَ نَعَمْ یَا بُنَیَّةِ فَقُلْتُ وَ أَنَا عُرْیَانَةٌ قَالَ نَعَمْ وَ أَنْتِ عُرْیَانَةٌ وَ إِنَّهُ لَا یَلْتَفِتُ فِیهِ أَحَدٌ إِلَی أَحَدٍ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَقُلْتُ لَهُ وَا سَوْأَتَاهْ یَوْمَئِذٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا خَرَجْتُ حَتَّی قَالَ لِی هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ الرُّوحُ الْأَمِینُ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ فَاطِمَةَ السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهَا أَنَّهَا اسْتَحْیَتْ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَاسْتَحْیَا اللَّهُ مِنْهَا فَقَدْ وَعَدَهَا أَنْ یَكْسُوَهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ حُلَّتَیْنِ مِنْ نُورٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ لَهَا فَهَلَّا سَأَلْتِیهِ عَنِ ابْنِ عَمِّكِ فَقَالَتْ قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَنْ یُعْرِیَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 55


1- 1. الحجّ: 51.
2- 2. إشارة الی الآیة 74 من سورة هود.

«49»- فَضَائِلُ شَهْرِ رَمَضَانَ، لِلصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: كَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ إِذَا طَلَعَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ یَغْلِبُ نُورُهَا الْهِلَالَ وَ یَخْفَی فَإِذَا غَابَتْ عَنْهُ ظَهَرَ.

14، 15، 1، 2، 3- 50- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطُّوسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الصَّقَّالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْقِلٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الصُّهْبَانِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله صَلَاةَ الْعَصْرِ فَلَمَّا انْفَتَلَ جَلَسَ فِی قِبْلَتِهِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ شَیْخٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْعَرَبِ عَلَیْهِ سَمَلٌ قَدْ تَهَلَّلَ وَ أَخْلَقَ وَ هُوَ لَا یَكَادُ یَتَمَالَكُ كِبَراً وَ ضَعْفاً فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَسْتَحِثُّهُ الْخَبَرَ فَقَالَ الشَّیْخُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَنَا جَائِعُ الْكَبِدِ فَأَطْعِمْنِی وَ عَارِی الْجَسَدِ فَاكْسُنِی وَ فَقِیرٌ فَأَرِشْنِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَجِدُ لَكَ شَیْئاً وَ لَكِنَّ الدَّالَّ عَلَی الْخَیْرِ كَفَاعِلِهِ انْطَلِقْ إِلَی مَنْزِلِ مَنْ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ یُؤْثِرُ اللَّهَ عَلَی نَفْسِهِ انْطَلِقْ إِلَی حُجْرَةِ فَاطِمَةَ وَ كَانَ بَیْتُهَا مُلَاصِقَ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی یَنْفَرِدُ بِهِ لِنَفْسِهِ مِنْ أَزْوَاجِهِ وَ قَالَ یَا بِلَالُ قُمْ فَقِفْ بِهِ عَلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَانْطَلَقَ الْأَعْرَابِیُّ مَعَ بِلَالٍ فَلَمَّا وَقَفَ عَلَی بَابِ فَاطِمَةَ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَهْبِطَ جَبْرَئِیلَ الرُّوحِ الْأَمِینِ بِالتَّنْزِیلِ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ فَمَنْ أَنْتَ یَا هَذَا قَالَ شَیْخٌ مِنَ الْعَرَبِ أَقْبَلْتُ عَلَی أَبِیكِ سَیِّدِ الْبَشَرِ مُهَاجِراً مِنْ شُقَّةٍ وَ أَنَا یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ عَارِی الْجَسَدِ جَائِعُ الْكَبِدِ فَوَاسِینِی یَرْحَمُكِ اللَّهُ وَ كَانَ لِفَاطِمَةَ وَ عَلِیٍّ فِی تِلْكَ الْحَالِ وَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثلاثا [ثَلَاثٌ] مَا طَعِمُوا فِیهَا طَعَاماً وَ قَدْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِمَا

ص: 56

فَعَمَدَتْ فَاطِمَةُ إِلَی جِلْدِ كَبْشٍ مَدْبُوغٍ بِالْقَرَظِ كَانَ یَنَامُ عَلَیْهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَقَالَتْ خُذْ هَذَا أَیُّهَا الطَّارِقُ فَعَسَی اللَّهُ أَنْ یَرْتَاحَ لَكَ مَا هُوَ خَیْرٌ مِنْهُ قَالَ الْأَعْرَابِیُّ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ شَكَوْتُ إِلَیْكَ الْجُوعَ فَنَاوَلْتِینِی جِلْدَ كَبْشٍ مَا أَنَا صَانِعٌ بِهِ مَعَ مَا أَجِدُ مِنَ السَّغَبِ قَالَ فَعَمَدَتْ لَمَّا سَمِعَتْ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ إِلَی عِقْدٍ كَانَ فِی عُنُقِهَا أَهْدَتْهُ لَهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمِّهَا حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَطَعَتْهُ مِنْ عُنُقِهَا وَ نَبَذَتْهُ إِلَی الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَتْ خُذْهُ وَ بِعْهُ فَعَسَی اللَّهُ أَنْ یُعَوِّضَكَ بِهِ مَا هُوَ خَیْرٌ مِنْهُ فَأَخَذَ الْأَعْرَابِیُّ الْعِقْدَ وَ انْطَلَقَ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله جَالِسٌ فِی أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَتْنِی فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ هَذَا الْعِقْدَ فَقَالَتْ بِعْهُ فَعَسَی اللَّهُ أَنْ یَصْنَعَ لَكَ قَالَ فَبَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ وَ كَیْفَ لَا یَصْنَعُ اللَّهُ لَكَ وَ قَدْ أَعْطَتْكَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَیِّدَةُ بَنَاتِ آدَمَ فَقَامَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ لِی بِشِرَاءِ هَذَا الْعِقْدِ قَالَ اشْتَرِهِ یَا عَمَّارُ فَلَوِ اشْتَرَكَ فِیهِ الثَّقَلَانِ مَا عَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِالنَّارِ فَقَالَ عَمَّارٌ بِكَمِ الْعِقْدُ یَا أَعْرَابِیُّ قَالَ بِشَبْعَةٍ مِنَ الْخُبْزِ وَ اللَّحْمِ وَ بُرْدَةٍ یَمَانِیَّةٍ أَسْتُرُ بِهَا عَوْرَتِی وَ أُصَلِّی فِیهَا لِرَبِّی وَ دِینَارٍ یُبْلِغُنِی إِلَی أَهْلِی وَ كَانَ عَمَّارٌ قَدْ بَاعَ سَهْمَهُ الَّذِی نَفَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ خَیْبَرَ وَ لَمْ یُبْقِ مِنْهُ شَیْئاً فَقَالَ لَكَ عِشْرُونَ دِینَاراً وَ مِائَتَا دِرْهَمٍ هَجَرِیَّةٌ وَ بُرْدَةٌ یَمَانِیَّةٌ وَ رَاحِلَتِی تُبْلِغُكَ أَهْلَكَ وَ شِبَعُكَ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ وَ اللَّحْمِ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ مَا أَسْخَاكَ بِالْمَالِ أَیُّهَا الرَّجُلُ وَ انْطَلَقَ بِهِ عَمَّارٌ فَوَفَّاهُ مَا ضَمِنَ لَهُ وَ عَادَ الْأَعْرَابِیُّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَ شَبِعْتَ وَ اكْتَسَیْتَ قَالَ الْأَعْرَابِیُّ نَعَمْ وَ اسْتَغْنَیْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی قَالَ فَاجْزِ فَاطِمَةَ بِصَنِیعِهَا فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِلَهٌ مَا اسْتَحْدَثْنَاكَ وَ لَا إِلَهَ لَنَا نَعْبُدُهُ سِوَاكَ وَ أَنْتَ رَازِقُنَا عَلَی كُلِّ الْجِهَاتِ اللَّهُمَّ أَعْطِ فَاطِمَةَ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ فَأَمَّنَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی دُعَائِهِ وَ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَی

ص: 57

فَاطِمَةَ فِی الدُّنْیَا ذَلِكَ أَنَا أَبُوهَا وَ مَا أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِینَ مِثْلِی وَ عَلِیٌّ بَعْلُهَا وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ أَبَداً وَ أَعْطَاهَا الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ مَا لِلْعَالَمِینَ مِثْلُهُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَسْبَاطِ الْأَنْبِیَاءِ وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ كَانَ بِإِزَائِهِ مِقْدَادٌ وَ عَمَّارٌ وَ سَلْمَانُ فَقَالَ وَ أَزِیدُكُمْ قَالُوا نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَتَانِی الرُّوحُ یَعْنِی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنَّهَا إِذَا هِیَ قُبِضَتْ وَ دُفِنَتْ یَسْأَلُهَا الْمَلَكَانِ فِی قَبْرِهَا مَنْ رَبُّكِ فَتَقُولُ اللَّهُ رَبِّی فَیَقُولَانِ فَمَنْ نَبِیُّكِ فَتَقُولُ أَبِی فَیَقُولَانِ فَمَنْ وَلِیُّكِ فَتَقُولُ هَذَا الْقَائِمُ عَلَی شَفِیرِ قَبْرِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَلَا وَ أَزِیدُكُمْ مِنْ فَضْلِهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِهَا رَعِیلًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَحْفَظُونَهَا مِنْ بَیْنِ یَدَیْهَا وَ مِنْ خَلْفِهَا وَ عَنْ یَمِینِهَا وَ عَنْ شِمَالِهَا وَ هُمْ مَعَهَا فِی حَیَاتِهَا وَ عِنْدَ قَبْرِهَا وَ عِنْدَ مَوْتِهَا یُكْثِرُونَ الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا فَمَنْ زَارَنِی بَعْدَ وَفَاتِی فَكَأَنَّمَا زَارَنِی فِی حَیَاتِی وَ مَنْ زَارَ فَاطِمَةَ فَكَأَنَّمَا زَارَنِی وَ مَنْ زَارَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَكَأَنَّمَا زَارَ فَاطِمَةَ وَ مَنْ زَارَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَكَأَنَّمَا زَارَ عَلِیّاً وَ مَنْ زَارَ ذُرِّیَّتَهُمَا فَكَأَنَّمَا زَارَهُمَا فَعَمَدَ عَمَّارٌ إِلَی الْعِقْدِ فَطَیَّبَهُ بِالْمِسْكِ وَ لَفَّهُ فِی بُرْدَةٍ یَمَانِیَّةٍ وَ كَانَ لَهُ عَبْدٌ اسْمُهُ سَهْمٌ ابْتَاعَهُ مِنْ ذَلِكَ السَّهْمِ الَّذِی أَصَابَهُ بِخَیْبَرَ فَدَفَعَ الْعِقْدَ إِلَی الْمَمْلُوكِ وَ قَالَ لَهُ خُذْ هَذَا الْعِقْدَ فَادْفَعْهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتَ لَهُ فَأَخَذَ الْمَمْلُوكُ الْعِقْدَ فَأَتَی بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عَمَّارٍ فَقَالَ النَّبِیُّ انْطَلِقْ إِلَی فَاطِمَةَ فَادْفَعْ إِلَیْهَا الْعِقْدَ وَ أَنْتَ لَهَا فَجَاءَ الْمَمْلُوكُ بِالْعِقْدِ وَ أَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَتْ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ الْعِقْدَ وَ أَعْتَقَتِ الْمَمْلُوكَ فَضَحِكَ الْغُلَامُ فَقَالَتْ مَا یُضْحِكُكَ یَا غُلَامُ فَقَالَ أَضْحَكَنِی عِظَمُ بَرَكَةِ هَذَا الْعِقْدِ أَشْبَعَ جَائِعاً وَ كَسَا عُرْیَاناً وَ أَغْنَی فَقِیراً وَ أَعْتَقَ عَبْداً وَ رَجَعَ إِلَی رَبِّهِ.

بیان: السمل بالتحریك الثوب الخلق قوله قد تهلل أی الرجل من قولهم تهلل وجهه إذا استنار و ظهر فیه آثار السرور أو الثوب كنایة عن انخراقه (1).

ص: 58


1- 1. هذا هو المتعین لانه وصف للسمل لا للرجل، و القیاس أن یقول: قد تهلهل.

قوله یستحثه الخبر أی یسأله الخبر و یحثه و یرغبه علی ذكر أحواله.

قوله أرشنی قال الجزری یقع الریاش علی الخصب و المعاش و المال المستفاد و منه حدیث عائشة و یریش مملقها أی یكسوه و یعینه و أصله من الریش كان الفقیر المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح یقال راشه یریشه إذا أحسن إلیه و القرظ ورق السلم یدبغ به و یقال ارتاح اللّٰه لفلان أی رحمه و السغب الجوع و قال الجزری یقال للقطعة من الفرسان رعلة و لجماعة الخیل رعیل و منه حدیث علی علیه السلام سراعا إلی أمره رعیلا أی ركابا علی الخیل.

«51»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: أَصْبَحَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ سَاغِباً فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ هَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ تُغَذِّینِیهِ قَالَتْ لَا وَ الَّذِی أَكْرَمَ أَبِی بِالنُّبُوَّةِ وَ أَكْرَمَكَ بِالْوَصِیَّةِ مَا أَصْبَحَ الْغَدَاةَ عِنْدِی شَیْ ءٌ وَ مَا كَانَ شَیْ ءٌ أُطْعِمْنَاهُ مُذْ یَوْمَیْنِ إِلَّا شَیْ ءٌ كُنْتُ أُوثِرُكَ بِهِ عَلَی نَفْسِی وَ عَلَی ابْنَیَّ هَذَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا فَاطِمَةُ أَ لَا كُنْتِ أَعْلَمْتِینِی فَأَبْغِیَكُمْ شَیْئاً فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ إِلَهِی أَنْ أُكَلِّفَ نَفْسَكَ مَا لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ فَخَرَجَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنْ عِنْدِ فَاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ وَاثِقاً بِاللَّهِ بِحُسْنِ الظَّنِّ فَاسْتَقْرَضَ دِینَاراً فَبَیْنَا الدِّینَارُ فِی یَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُرِیدُ أَنْ یَبْتَاعَ لِعِیَالِهِ مَا یُصْلِحُهُمْ فَتَعَرَّضَ لَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فِی یَوْمٍ شَدِیدِ الْحَرِّ قَدْ لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ مِنْ فَوْقِهِ وَ آذَتْهُ مِنْ تَحْتِهِ فَلَمَّا رَآهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْكَرَ شَأْنَهُ فَقَالَ یَا مِقْدَادُ مَا أَزْعَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ مِنْ رَحْلِكَ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ خَلِّ سَبِیلِی وَ لَا تَسْأَلْنِی عَمَّا وَرَائِی فَقَالَ یَا أَخِی إِنَّهُ لَا یَسَعُنِی أَنْ تُجَاوِزَنِی حَتَّی أَعْلَمَ عِلْمَكَ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ رَغْبَةً إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْكَ أَنْ تُخَلِّیَ سَبِیلِی وَ لَا تَكْشِفَنِی عَنْ حَالِی فَقَالَ لَهُ یَا أَخِی إِنَّهُ لَا یَسَعُكَ أَنْ تَكْتُمَنِی حَالَكَ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَمَّا إِذْ أَبَیْتَ فَوَ الَّذِی أَكْرَمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ أَكْرَمَكَ بِالْوَصِیَّةِ مَا أَزْعَجَنِی مِنْ رَحْلِی إِلَّا الْجُهْدُ وَ قَدْ تَرَكْتُ عِیَالِی یَتَضَاغَوْنَ جُوعاً فَلَمَّا سَمِعْتُ بُكَاءَ الْعِیَالِ لَمْ تَحْمِلْنِی الْأَرْضُ فَخَرَجْتُ مَهْمُوماً رَاكِبَ رَأْسِی هَذِهِ حَالِی وَ قِصَّتِی فَانْهَمَلَتْ عَیْنَا عَلِیٍّ بِالْبُكَاءِ

ص: 59

حَتَّی بَلَّتْ دَمْعَتُهُ لِحْیَتَهُ فَقَالَ لَهُ أَحْلِفُ بِالَّذِی حَلَفْتُ مَا أَزْعَجَنِی إِلَّا الَّذِی أَزْعَجَكَ مِنْ رَحْلِكَ فَقَدِ اسْتَقْرَضْتُ دِینَاراً فَقَدْ آثَرْتُكَ عَلَی نَفْسِی فَدَفَعَ الدِّینَارَ إِلَیْهِ وَ رَجَعَ حَتَّی دَخَلَ مَسْجِدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی فِیهِ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ وَ الْمَغْرِبَ فَلَمَّا قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْمَغْرِبَ مَرَّ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ فِی الصَّفِّ الْأَوَّلِ فَغَمَزَهُ بِرِجْلِهِ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام مُتَعَقِّباً خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی لَحِقَهُ عَلَی بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله السَّلَامَ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ هَلْ عِنْدَكَ شَیْ ءٌ نَتَعَشَّاهُ فَنَمِیلَ مَعَكَ فَمَكَثَ مُطْرِقاً لَا یُحِیرُ جَوَاباً حَیَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَعْلَمُ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الدِّینَارِ وَ مِنْ أَیْنَ أَخَذَهُ وَ أَیْنَ وَجَّهَهُ وَ قَدْ كَانَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَتَعَشَّی اللَّیْلَةَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی سُكُوتِهِ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَكَ لَا تَقُولُ لَا فَأَنْصَرِفَ أَوْ تَقُولَ نَعَمْ فَأَمْضِیَ مَعَكَ فَقَالَ حَیَاءً وَ تَكَرُّماً فَاذْهَبْ بِنَا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَدَ [یْ] عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَانْطَلَقَا حَتَّی دَخَلَا عَلَی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عَلَیْهَا السَّلَامُ وَ هِیَ فِی مُصَلَّاهَا قَدْ قَضَتْ صَلَاتَهَا وَ خَلْفَهَا جَفْنَةٌ تَفُورُ دُخَاناً فَلَمَّا سَمِعَتْ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رَحْلِهَا خَرَجَتْ مِنْ مُصَلَّاهَا فَسَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ كَانَتْ أَعَزَّ النَّاسِ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی رَأْسِهَا وَ قَالَ لَهَا یَا بِنْتَاهْ كَیْفَ أَمْسَیْتِ رَحِمَكِ اللَّهُ تَعَالَی (1) عَشِّینَا غَفَرَ اللَّهُ لَكِ وَ قَدْ فَعَلَ فَأَخَذَتِ الْجَفْنَةَ فَوَضَعَتْهَا بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا نَظَرَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِلَی طَعَامٍ وَ شَمَّ رِیحَهُ رَمَی فَاطِمَةَ بِبَصَرِهِ رَمْیاً شَحِیحاً قَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَشَحَّ نَظَرَكَ وَ أَشَدَّهُ هَلْ أَذْنَبْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ ذَنْباً اسْتَوْجَبْتُ بِهِ السَّخْطَةَ قَالَ وَ أَیُّ ذَنْبٍ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبٍ أَصَبْتِیهِ أَ لَیْسَ عَهْدِی إِلَیْكِ الْیَوْمَ الْمَاضِیَ وَ أَنْتِ تَحْلِفِینَ بِاللَّهِ مُجْتَهِدَةً مَا طَعِمْتِ طَعَاماً مُذْ یَوْمَیْنِ قَالَ فَنَظَرَتْ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَتْ إِلَهِی یَعْلَمُ فِی سَمَائِهِ وَ یَعْلَمُ فِی أَرْضِهِ أَنِّی لَمْ أَقُلْ إِلَّا حَقّاً فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ أَنَّی لَكِ هَذَا الطَّعَامُ الَّذِی لَمْ أَنْظُرْ إِلَی مِثْلِ لَوْنِهِ قَطُّ وَ لَمْ أَشَمَّ مِثْلَ رِیحِهِ قَطُّ وَ مَا آكُلُ أَطْیَبَ مِنْهُ

ص: 60


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر و فی كشف الغمّة: قالت بخیر، قال: عشینا رحمك اللّٰه-

قَالَ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله كَفَّهُ الطَّیِّبَةَ الْمُبَارَكَةَ بَیْنَ كَتِفَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَغَمَزَهَا ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ هَذَا بَدَلُ دِینَارِكَ وَ هَذَا جَزَاءُ دِینَارِكَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ (1) ثُمَّ اسْتَعْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بَاكِیاً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هُوَ أَبَی لَكُمْ

أَنْ تَخْرُجَا مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَجْزِیَكُمَا وَ یُجْرِیَكَ (2)

یَا عَلِیُّ مُجْرَی زَكَرِیَّا وَ یُجْرِیَ فَاطِمَةَ مُجْرَی مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ كُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَكَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً(3).

كشف، [كشف الغمة] عن أبی سعید: مثله (4) ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جماعة عن أبی المفضل عن محمد بن جعفر بن مسكان عن عبد اللّٰه بن الحسین عن یحیی بن عبد الحمید الحمانی عن قیس بن الربیع عن أبی هارون العبدی عن أبی سعید: مثله بیان قال الجوهری لوحت الشی ء بالنار أحمیته و قال فی النهایة فیه إن شئت دعوت اللّٰه أن یسمعك تضاغیهم فی النار أی صیاحهم و بكاءهم یقال ضغا یضغو ضغوا و ضغاء إذا صاح و منه الحدیث و صبیتی یتضاغون حولی.

قوله رمیا شحیحا الشح البخل مع حرص و هو لا یناسب المقام إلا بتكلف و یحتمل أن یكون أصله سحیحا بالسین المهملة من السح بمعنی السیلان كنایة عن المبالغة فی النظر و التحدیق بالبصر و علی ما فی النسخ یحتمل أن یكون من الحرص كنایة عن المبالغة فی النظر أو البخل كنایة عن النظر بطرف البصر علی وجه الغیظ.

«52»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ

ص: 61


1- 1. آل عمران: 33.
2- 2. كذا فی النسخ و فی المصدر، حتی یجزیكما هدایا یا علی فی المنازل الذی جزی فیها زكریا و یجزیك یا فاطمة فی الذی جزیت فیه مریم إلخ و فی كشف الغمّة: الحمد للّٰه الذی أبی لكما أن تخرجا من الدنیا حتّی یجریك- الخ.
3- 3. المصدر: 21، و الآیة فی آل عمران: 33.
4- 4. راجع كشف الغمّة المطبعة الإسلامیة ج 2 ص 26- 29.

زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ تَشْكُو إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْضَ أَمْرِهَا فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله كَرَبَةً وَ قَالَ تَعَلَّمِی مَا فِیهَا فَإِذَا فِیهَا مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یُؤْذِی جَارَهُ وَ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیُكْرِمْ ضَیْفَهُ وَ مَنْ كَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلْیَقُلْ خَیْراً أَوْ لِیَسْكُتْ.

بیان: كرب النخل أصول السعف أمثال الكتف.

«53»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُرِیدُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ أَنَا مَعَهُ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی الْبَابِ وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ فَدَفَعَهُ ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدْخُلُ قَالَتْ ادْخُلْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدْخُلُ أَنَا وَ مَنْ مَعِی فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْسَ عَلَیَّ قِنَاعٌ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ خُذِی فَضْلَ مِلْحَفَتِكِ فَقَنِّعِی بِهِ رَأْسَكِ فَفَعَلَتْ ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَقَالَتْ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَدْخُلُ قَالَتْ نَعَمْ ادْخُلْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ

أَنَا وَ مَنْ مَعِی قَالَتْ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ قَالَ جَابِرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ دَخَلْتُ أَنَا وَ إِذَا وَجْهُ فَاطِمَةَ أَصْفَرُ كَأَنَّهُ بَطْنُ جَرَادَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا لِی أَرَی وَجْهَكِ أَصْفَرَ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْجُوعُ فَقَالَ اللَّهُمَّ مُشْبِعَ الْجَوْعَةِ وَ رَافِعَ الضَّیْعَةِ أَشْبِعْ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ جَابِرٌ فَوَ اللَّهِ فَنَظَرْتُ إِلَی الدَّمِ یَنْحَدِرُ مِنْ قُصَاصِهَا حَتَّی عَادَ وَجْهُهَا أَحْمَرَ فَمَا جَاعَتْ بَعْدَ ذَلِكَ الْیَوْمِ.

«54»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَمُرَّ بِنْتُ حَبِیبِ اللَّهِ إِلَی قَصْرِهَا فَتَمُرُّ إِلَی قَصْرِهَا فَاطِمَةُ ابْنَتِی وَ عَلَیْهَا رَیْطَتَانِ خَضْرَاوَانِ حَوَالَیْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ فَإِذَا بَلَغَتْ إِلَی بَابِ قَصْرِهَا وَجَدَتِ الْحَسَنَ قَائِماً وَ الْحُسَیْنَ نَائِماً مَقْطُوعَ الرَّأْسِ فَتَقُولُ لِلْحَسَنِ مَنْ هَذَا فَیَقُولُ هَذَا أَخِی إِنَّ أُمَّةَ أَبِیكِ قَتَلُوهُ وَ قَطَعُوا رَأْسَهُ فَیَأْتِیهَا النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَا بِنْتَ حَبِیبِ اللَّهِ إِنِّی إِنَّمَا أَرَیْتُكِ

ص: 62

مَا فَعَلَتْ بِهِ أُمَّةُ أَبِیكِ لِأَنِّی ادَّخَرْتُ لَكِ عِنْدِی تَعْزِیَةً بِمُصِیبَتِكِ فِیهِ إِنِّی جَعَلْتُ تَعْزِیَتَكِ الْیَوْمَ أَنِّی لَا أَنْظُرُ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ حَتَّی تَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَنْتِ وَ ذُرِّیَّتُكِ وَ شِیعَتُكِ وَ مَنْ أَوْلَاكُمْ مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِكِ قَبْلَ أَنْ أَنْظُرَ فِی مُحَاسَبَةِ الْعِبَادِ فَتَدْخُلُ فَاطِمَةُ ابْنَتِی الْجَنَّةَ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أولادها [أَوْلَاهَا] مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِهَا فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ(1) قَالَ هَوْلُ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (2) هِیَ وَ اللَّهِ فَاطِمَةُ وَ ذُرِّیَّتُهَا وَ شِیعَتُهَا وَ مَنْ أَوْلَاهُمْ مَعْرُوفاً مِمَّنْ لَیْسَ هُوَ مِنْ شِیعَتِهَا.

«55»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِفَاطِمَةَ یَا فَاطِمَةُ قُومِی فَاخْرُجِی تِلْكِ الصَّحْفَةَ فَقَامَتْ فَأَخْرَجَتْ صَحْفَةً فِیهَا تَرِیدٌ وَ عُرَاقٌ یَفُورُ فَأَكَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام ثَلَاثَةَ عَشَرَ یَوْماً ثُمَّ إِنَّ أُمَّ أَیْمَنَ رَأَتِ الْحُسَیْنَ مَعَهُ شَیْ ءٌ فَقَالَتْ لَهُ مِنْ أَیْنَ لَكَ هَذَا قَالَ إِنَّا لَنَأْكُلُهُ مُنْذُ أَیَّامٍ فَأَتَتْ أُمُّ أَیْمَنَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَتْ یَا فَاطِمَةُ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّ أَیْمَنَ شَیْ ءٌ فَإِنَّمَا هُوَ لِفَاطِمَةَ وَ لِوُلْدِهَا وَ إِذَا كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ شَیْ ءٌ فَلَیْسَ لِأُمِّ أَیْمَنَ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَأَخْرَجَتْ لَهَا مِنْهُ فَأَكَلَتْ مِنْهُ أُمُّ أَیْمَنَ وَ نَفِدَتِ الصَّحْفَةُ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَا لَوْ لَا أَنَّكِ أَطْعَمْتِهَا لَأَكَلْتِ مِنْهَا أَنْتِ وَ ذُرِّیَّتُكِ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ الصَّحْفَةُ عِنْدَنَا یَخْرُجُ بِهَا قَائِمُنَا علیه السلام فِی زَمَانِهِ.

بیان: قال الجوهری العرق العظم الذی أخذ عنه اللحم و الجمع عراق بالضم انتهی.

و المراد هنا العظم مع اللحم كما ورد فی اللغة أیضا قال الفیروزآبادی العرق و كغراب العظم أكل لحمه و الجمع ككتاب و غراب نادر أو العرق العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق أو كلاهما لكلیهما.

ص: 63


1- 1. الأنبیاء: 103.
2- 2. الأنبیاء: 102.

«56»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ ءٍ مِنَ التَّمْجِیدِ أَفْضَلَ مِنْ تَسْبِیحِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ لَوْ كَانَ شَیْ ءٌ أَفْضَلَ مِنْهُ لَنَحَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ.

«57»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّینَوَرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ جَابِرٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدِّثْنِی بِحَدِیثٍ فِی فَضْلِ جَدَّتِكَ فَاطِمَةَ إِذَا أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الشِّیعَةَ فَرِحُوا بِذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ مِنْبَرِی أَعْلَی مَنَابِرِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ اخْطُبْ فَأَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ یُنْصَبُ لِلْأَوْصِیَاءِ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ وَ یُنْصَبُ لِوَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی أَوْسَاطِهِمْ مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ مِنْبَرُهُ أَعْلَی مَنَابِرِهِمْ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ یَا عَلِیُّ اخْطُبْ فَیَخْطُبُ بِخُطْبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ بِمِثْلِهَا ثُمَّ یُنْصَبُ لِأَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ فَیَكُونُ لِابْنَیَّ وَ سِبْطَیَّ وَ رَیْحَانَتَیَّ أَیَّامَ حَیَاتِی مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یُقَالُ لَهُمَا اخْطُبَا فَیَخْطُبَانِ بِخُطْبَتَیْنِ لَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ مِنْ أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ بِمِثْلِهِمَا ثُمَّ یُنَادِی الْمُنَادِی وَ هُوَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَیْنَ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ أَیْنَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ أَیْنَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ أَیْنَ أُمُّ كُلْثُومٍ أُمُّ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا فَیَقُمْنَ فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا أَهْلَ الْجَمْعِ لِمَنِ الْكَرَمُ الْیَوْمَ فَیَقُولُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَا أَهْلَ الْجَمْعِ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ الْكَرَمَ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ طَأْطِئُوا الرُّءُوسَ وَ غُضُّوا الْأَبْصَارَ فَإِنَّ هَذِهِ فَاطِمَةُ تَسِیرُ إِلَی الْجَنَّةِ فَیَأْتِیهَا جَبْرَئِیلُ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَیْنِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الْمُخْفَقِ الرَّطْبِ عَلَیْهَا رَحْلٌ مِنَ الْمَرْجَانِ فَتُنَاخُ بَیْنَ یَدَیْهَا فَتَرْكَبُهَا فَیُبْعَثُ إِلَیْهَا مِائَةُ أَلْفِ

ص: 64

مَلَكٍ فَیَسِیرُونَ عَلَی یَمِینِهَا وَ یُبْعَثُ إِلَیْهَا مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ فَیَصِیرُونَ عَلَی یَسَارِهَا وَ یُبْعَثُ إِلَیْهَا مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ یَحْمِلُونَهَا عَلَی أَجْنِحَتِهِمْ حَتَّی یُسَیِّرُونَهَا عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا صَارَتْ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ تَلْتَفِتُ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا بِنْتَ حَبِیبِی مَا الْتِفَاتُكِ وَ قَدْ أَمَرْتُ بِكِ إِلَی جَنَّتِی فَتَقُولُ یَا رَبِّ أَحْبَبْتُ أَنْ یُعْرَفَ قَدْرِی فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا بِنْتَ حَبِیبِی ارْجِعِی فَانْظُرِی مَنْ كَانَ فِی قَلْبِهِ حُبٌّ لَكِ أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ ذُرِّیَّتِكِ خُذِی بِیَدِهِ فَأَدْخِلِیهِ الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ یَا جَابِرُ إِنَّهَا ذَلِكَ الْیَوْمَ لَتَلْتَقِطُ شِیعَتَهَا وَ مُحِبِّیهَا كَمَا یَلْتَقِطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ الْجَیِّدَ مِنَ الْحَبِّ الرَّدِی ءِ فَإِذَا صَارَ شِیعَتُهَا مَعَهَا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ یُلْقِی اللَّهُ فِی قُلُوبِهِمْ أَنْ یَلْتَفِتُوا فَإِذَا الْتَفَتُوا فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَحِبَّائِی مَا الْتِفَاتُكُمْ وَ قَدْ شَفَّعْتُ فِیكُمْ فَاطِمَةَ بِنْتَ حَبِیبِی فَیَقُولُونَ یَا رَبِّ أَحْبَبْنَا أَنْ یُعْرَفَ قَدْرُنَا فِی مِثْلِ هَذَا الْیَوْمِ فَیَقُولُ اللَّهُ یَا أَحِبَّائِی ارْجِعُوا وَ انْظُرُوا مَنْ أَحَبَّكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ أَطْعَمَكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ كَسَاكُمْ لِحُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ سَقَاكُمْ شَرْبَةً فِی حُبِّ فَاطِمَةَ انْظُرُوا مَنْ رَدَّ عَنْكُمْ غَیْبَةً فِی حُبِّ فَاطِمَةَ خُذُوا بِیَدِهِ وَ أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَا یَبْقَی فِی النَّاسِ إِلَّا شَاكٌّ أَوْ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ فَإِذَا صَارُوا بَیْنَ الطَّبَقَاتِ نَادَوْا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَما لَنا مِنْ شافِعِینَ وَ لا صَدِیقٍ حَمِیمٍ (1) فَیَقُولُونَ فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (2) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ مُنِعُوا مَا طَلَبُوا وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (3).

«58»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ(4) اللَّیْلَةُ فَاطِمَةُ وَ الْقَدْرُ اللَّهُ فَمَنْ عَرَفَ فَاطِمَةَ حَقَّ مَعْرِفَتِهَا فَقَدْ أَدْرَكَ لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةَ لِأَنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا.

ص: 65


1- 1. و( 2) الشعراء: 100- 102.
2- 1. و( 2) الشعراء: 100- 102.
3- 3. الأنعام: 28.
4- 4. القدر: 1.

«59»- مهج، [مهج الدعوات] عَنِ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْفَقِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَنْ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْجَوْزِیِّ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُشْرَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ بْنِ سَعِیدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَیْدٍ وَ الْوَلِیدِ بْنِ شُجَاعِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی یَوْماً بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ فَلَقِیَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا سَلْمَانُ جَفَوْتَنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ حَبِیبِی أَبَا الْحَسَنِ مِثْلُكُمْ لَا یُجْفَی غَیْرَ أَنَّ حُزْنِی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَالَ فَهُوَ الَّذِی مَنَعَنِی مِنْ زِیَارَتِكُمْ فَقَالَ علیه السلام یَا سَلْمَانُ ائْتِ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّهَا إِلَیْكَ مُشْتَاقَةٌ تُرِیدُ أَنْ تُتْحِفَكَ بِتُحْفَةٍ قَدْ أُتْحِفَتْ بِهَا مِنَ الْجَنَّةِ قُلْتُ لِعَلِیٍّ علیه السلام قَدْ أُتْحِفَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِشَیْ ءٍ مِنَ الْجَنَّةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ بِالْأَمْسِ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَهَرْوَلْتُ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هِیَ جَالِسَةٌ وَ عَلَیْهَا قِطْعَةُ عَبَاءٍ إِذَا خَمَّرَتْ رَأْسَهَا انْجَلَی سَاقُهَا وَ إِذَا غَطَّتْ سَاقَهَا انْكَشَفَ رَأْسُهَا فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَیَّ اعْتَجَرَتْ ثُمَّ قَالَ یَا سَلْمَانُ جَفَوْتَنِی بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ حَبِیبَتِی أ أجفاكم [لَمْ أَجْفُكُمْ] قَالَتْ فَمَهْ اجْلِسْ وَ اعْقِلْ مَا أَقُولُ لَكَ إِنِّی كُنْتُ جَالِسَةً بِالْأَمْسِ فِی هَذَا الْمَجْلِسِ وَ بَابُ الدَّارِ مُغْلَقٌ وَ أَنَا أَتَفَكَّرُ فِی انْقِطَاعِ الْوَحْیِ عَنَّا وَ انْصِرَافِ الْمَلَائِكَةِ عَنْ مَنْزِلِنَا فَإِذَا انْفَتَحَ الْبَابُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَفْتَحَهُ أَحَدٌ فَدَخَلَ عَلَیَّ ثَلَاثُ جَوَارٍ لَمْ یَرَ الرَّاءُونَ بِحُسْنِهِنَّ وَ لَا كَهَیْئَتِهِنَّ وَ لَا نَضَارَةِ وُجُوهِهِنَّ وَ لَا أَزْكَی مِنْ رِیحِهِنَّ فَلَمَّا رَأَیْتُهُنَّ قُمْتُ إِلَیْهِنَّ مُتَنَكِّرَةً لَهُنَّ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتُنَّ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَمْ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ فَقُلْنَ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ لَسْنَا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ وَ لَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ لَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ جَمِیعاً غَیْرَ أَنَّنَا جَوَارٍ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ مِنْ دَارِ السَّلَامِ أَرْسَلَنَا رَبُّ الْعِزَّةِ إِلَیْكِ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ إِنَّا إِلَیْكِ مُشْتَاقَاتٌ

ص: 66

فَقُلْتُ لِلَّتِی أَظُنُّ أَنَّهَا أَكْبَرُ سِنّاً مَا اسْمُكِ قَالَتْ اسْمِی مَقْدُودَةُ قُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ مَقْدُودَةَ قَالَتْ خُلِقْتُ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لِلثَّانِیَةِ مَا اسْمُكِ قَالَتْ ذَرَّةُ قُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ ذَرَّةَ وَ أَنْتِ فِی عَیْنِی نَبِیلَةٌ قَالَتْ خُلِقْتُ لِأَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لِلثَّالِثَةِ مَا اسْمُكِ قَالَتْ سَلْمَی قُلْتُ وَ لِمَ سُمِّیتِ سَلْمَی قَالَتْ أَنَا لِسَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ مَوْلَی أَبِیكِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخْرَجْنَ لِی رُطَباً أَزْرَقَ كَأَمْثَالِ الْخُشْكَنَانَجِ (1) الْكِبَارِ أَبْیَضَ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَزْكَی رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَأَحْضَرَتْهُ (2)

فَقَالَتْ لِی یَا سَلْمَانُ أَفْطِرْ عَلَیْهِ عَشِیَّتَكَ فَإِذَا كَانَ غَداً فَجِئْنِی بِنَوَاهُ أَوْ قَالَتْ عَجَمِهِ قَالَ سَلْمَانُ فَأَخَذْتُ الرُّطَبَ فَمَا مَرَرْتُ بِجَمْعٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا قَالُوا یَا سَلْمَانُ أَ مَعَكَ مِسْكٌ قُلْتُ نَعَمْ فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ أَفْطَرْتُ عَلَیْهِ فَلَمْ أَجِدْ لَهُ عَجَماً وَ لَا نَوًی فَمَضَیْتُ إِلَی بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْیَوْمِ الثَّانِی فَقُلْتُ لَهَا إِنِّی أَفْطَرْتُ عَلَی مَا أَتْحَفْتِینِی بِهِ فَمَا وَجَدْتُ لَهُ عَجَماً وَ لَا نَوًی قَالَتْ یَا سَلْمَانُ وَ لَنْ یَكُونَ لَهُ عَجَمٌ وَ لَا نَوًی وَ إِنَّمَا هُوَ نَخْلٌ غَرَسَهُ اللَّهُ فِی دَارِالسَّلَامِ بِكَلَامٍ عَلَّمَنِیهِ أَبِی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْتُ أَقُولُهُ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةً قَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ علمنی [عَلِّمِینِی] الْكَلَامَ یَا سَیِّدَتِی فَقَالَتْ إِنْ سَرَّكَ أَنْ لَا یَمَسَّكَ أَذَی الْحُمَّی مَا عِشْتَ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَوَاظِبْ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ سَلْمَانُ عَلَّمَتْنِی هَذَا الْحِرْزَ فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ بِسْمِ اللَّهِ النُّورِ بِسْمِ اللَّهِ نُورِ النُّورِ بِسْمِ اللَّهِ نُورٌ عَلَی نُورٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی هُوَ مُدَبِّرُ الْأُمُورِ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِی خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَ أَنْزَلَ النُّورَ عَلَی الطُّورِ فِی كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ بِقَدَرِ مَقْدُورٍ عَلَی نَبِیٍّ مَحْبُورٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هُوَ بِالْعِزِّ مَذْكُورٌ

ص: 67


1- 1. خشكنانج معرب خشكنانه و هو الخبز السكریّ الذی یختبز مع الفستق و اللوز.
2- 2. ما جعلناه بین العلامتین ساقط عن النسخ المطبوعة. راجع المصدر ص 8 و قد نقله المصنّف رحمه اللّٰه فی المجلد المتمم للعشرین فراجع.

وَ بِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ وَ عَلَی السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ مَشْكُورٌ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ قَالَ سَلْمَانُ فَتَعَلَّمْتُهُنَّ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلَّمْتُهُنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ مَكَّةَ مِمَّنْ بِهِمُ الْحُمَّی فَكُلٌّ بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی.

بیان: الاعتجار لف العمامة علی الرأس قولها علیها السلام فمه أی فما السبب فی ترك زیارتنا أو اسكت و التنكر التغیر علی وجه الاستیحاش و الكراهة و لما كانت الذرة موضوعة للصغیرة من النملة قالت علیها السلام أنت مع نبلك و شرفك لم سمیت باسم یدل علی الحقارة و الخشكنانج لعله معرب أی الخبز الیابس.

«60»- مِنْ بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِعَلِیٍّ وَ الْعَبَّاسِ وَ هُمَا قَاعِدَانِ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالا یَا أُسَامَةُ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عَلِیٌّ وَ الْعَبَّاسُ یَسْتَأْذِنَانِ فَقَالَ هَلْ تَدْرِی مَا جَاءَ بِهِمَا قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی قَالَ لَكِنِّی أَدْرِی مَا جَاءَ بِهِمَا فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا فَسَلَّمَا ثُمَّ قَعَدَا فَقَالا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ فَاطِمَةُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا ذُكِرَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ مَا رَأَیْتُ أَحَداً كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْهَا إِلَّا أَنْ یَكُونَ الَّذِی وَلَدَهَا.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ أَبِی یَعْلَی الْمَوْصِلِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زَنْجَلَةَ الرَّازِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله أَقَامَ أَیَّاماً لَمْ یَطْعَمْ طَعَاماً حَتَّی شَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ طَافَ فِی مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ یُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَیْئاً فَأَتَی فَاطِمَةَ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ هَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ آكُلُهُ فَإِنِّی جَائِعٌ فَقَالَتْ لَا وَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بَعَثَ إِلَیْهَا جَارَةً لَهَا بِرَغِیفَیْنِ وَ قِطْعَةِ لَحْمٍ فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِی جَفْنَةٍ لَهَا وَ غَطَّتْ عَلَیْهَا وَ قَالَتْ لَأُوثِرَنَّ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی نَفْسِی وَ مَنْ عِنْدِی وَ كَانُوا جَمِیعاً مُحْتَاجِینَ إِلَی شُبْعَةِ طَعَامٍ

ص: 68

فَبَعَثَتْ حَسَناً أَوْ حُسَیْناً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَجَعَ إِلَیْهَا فَقَالَتْ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِشَیْ ءٍ فَخَبَأْتُهُ قَالَ هَلُمِّی فَأَتَتْهُ فَكَشَفَتْ عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِیَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزاً وَ لَحْماً فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَیْهِ بُهِتَتْ فَعَرَفَتْ أَنَّهَا كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَ صَلَّتْ عَلَی نَبِیِّهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَیْنَ لَكِ هَذَا یَا بُنَیَّةِ فَقَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَكِ شَبِیهَةً بِسَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فِی نِسَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی وَقْتِهِمْ فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ تَعَالَی فَسُئِلَتْ عَنْهُ قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی عَلِیٍّ ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ جَمِیعُ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلُ بَیْتِهِ جَمِیعاً وَ شَبِعُوا وَ بَقِیَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِیَ قَالَتْ فَاطِمَةُ فَأَوْسَعْتُ مِنْهَا عَلَی جَمِیعِ جِیرَانِی وَ جَعَلَ اللَّهُ فِیهَا الْبَرَكَةَ وَ الْخَیْرَ كَمَا فَعَلَ اللَّهُ بِمَرْیَمَ علیها السلام.

قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الثعلبی فی تفسیره و ابن المؤذن فی الأربعین بإسنادهما عن محمد بن المنكدر عن جابر: مثله.

«61»- وَ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ، الْمَذْكُورِ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَكِّیِّ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ كَرِیمَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِیِّ وَ أَخْبَرَنِی أَیْضاً بِهِ عَالِیاً قَاضِی الْقُضَاةِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْنَبِیِّ عَنِ الْكَرِیمَةِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِیَّةِ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَی عَنْ أَبِی عَلِیٍّ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ یُوسُفَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنِ ابْنِ نُمَیْرٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ أَعْرَابِیٌّ مِنْ بَنِی سُلَیْمٍ یَتَبَدَّی فِی الْبَرِّیَّةِ فَإِذَا هُوَ بِضَبٍّ قَدْ نَفَرَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ فَسَعَی وَرَاءَهُ حَتَّی اصْطَادَهُ ثُمَّ جَعَلَهُ فِی كُمِّهِ وَ أَقْبَلَ یَزْدَلِفُ نَحْوَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا أَنْ وَقَفَ بِإِزَائِهِ نَادَاهُ یَا مُحَمَّدُ یَا مُحَمَّدُ وَ كَانَ مِنْ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا قِیلَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ إِذَا قِیلَ لَهُ یَا أَحْمَدُ قَالَ یَا أَحْمَدُ وَ إِذَا قِیلَ

ص: 69

لَهُ یَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ وَ إِذَا قِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ فَلَمَّا أَنْ نَادَاهُ الْأَعْرَابِیُّ یَا مُحَمَّدُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ یَا مُحَمَّدُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَهُ أَنْتَ السَّاحِرُ الْكَذَّابُ الَّذِی مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِی لَهْجَةٍ هُوَ أَكْذَبُ مِنْكَ أَنْتَ الَّذِی تَزْعَمُ أَنَّ لَكَ فِی هَذِهِ الْخَضْرَاءِ إِلَهاً بَعَثَ بِكَ إِلَی الْأَسْوَدِ وَ الْأَبْیَضِ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی لَوْ لَا أَنِّی أَخَافُ أَنَّ قَوْمِی یُسَمُّونَنِی الْعَجُولَ لَضَرَبْتُكَ بِسَیْفِی هَذَا ضَرْبَةً أَقْتُلُكَ بِهَا فَأَسُودَ بِكَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِیَبْطِشَ بِهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله اجْلِسْ یَا أَبَا حَفْصٍ فَقَدْ كَادَ الْحَلِیمُ أَنْ یَكُونَ نَبِیّاً ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ لَهُ یَا أَخَا بَنِی سُلَیْمٍ هَكَذَا تَفْعَلُ الْعَرَبُ یَتَهَجَّمُونَ عَلَیْنَا فِی مَجَالِسِنَا یَجْبَهُونَنَا بِالْكَلَامِ الْغَلِیظِ یَا أَعْرَابِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ مَنْ ضَرَّ بِی فِی دَارِ الدُّنْیَا هُوَ غَداً فِی النَّارِ یَتَلَظَّی یَا أَعْرَابِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ یُسَمُّونَنِی أَحْمَدَ الصَّادِقَ یَا أَعْرَابِیُّ أَسْلِمْ تَسْلَمْ مِنَ النَّارِ یَكُونُ لَكَ مَا لَنَا وَ عَلَیْكَ مَا عَلَیْنَا وَ تَكُونُ أَخَانَا فِی الْإِسْلَامِ قَالَ فَغَضِبَ الْأَعْرَابِیُّ وَ قَالَ وَ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی لَا أُومِنُ بِكَ یَا مُحَمَّدُ أَوْ یُؤْمِنَ هَذَا الضَّبُّ ثُمَّ رَمَی بِالضَّبِّ عَنْ كُمِّهِ فَلَمَّا أَنْ وَقَعَ الضَّبُّ عَلَی الْأَرْضِ وَلَّی هَارِباً فَنَادَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَیُّهَا الضَّبُّ أَقْبِلْ إِلَیَّ فَأَقْبَلَ الضَّبُّ یَنْظُرُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَیُّهَا الضَّبُّ مَنْ أَنَا فَإِذَا هُوَ یَنْطِقُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ ذَرِبٍ غَیْرِ قَطِعٍ فَقَالَ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَنْ تَعْبُدُ قَالَ أَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا وَ اصْطَفَاكَ یَا مُحَمَّدُ حَبِیباً ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ

أَلَا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ صَادِقٌ*** فَبُورِكْتَ مَهْدِیّاً وَ بُورِكْتَ هَادِیاً

شَرَعْتَ لَنَا دِینَ الْحَنِیفَةِ بَعْدَ مَا*** عَبَدْنَا كَأَمْثَالِ الْحَمِیرِ الطَّوَاغِیَا

ص: 70

فَیَا خَیْرَ مَدْعُوٍّ وَ یَا خَیْرَ مُرْسَلٍ*** إِلَی الْجِنِّ بَعْدَ الْإِنْسِ لَبَّیْكَ دَاعِیاً

وَ نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ سُلَیْمٍ وَ إِنَّنَا*** أَتَیْنَاكَ نَرْجُو أَنْ نَنَالَ الْعَوَالِیَا

أَتَیْتَ بِبُرْهَانٍ مِنَ اللَّهِ وَاضِحٍ*** فَأَصْبَحْتَ فِینَا صَادِقَ الْقَوْلِ زَاكِیاً

فَبُورِكْتَ فِی الْأَحْوَالِ حَیّاً وَ مَیِّتاً*** وَ بُورِكْتَ مَوْلُوداً وَ بُورِكْتَ نَاشِیاً

قَالَ ثُمَّ أَطْبَقَ عَلَی فَمِ الضَّبِّ فَلَمْ یُحِرْ جَوَاباً فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ الْأَعْرَابِیُّ إِلَی ذَلِكَ قَالَ وَا عَجَبَا ضَبٌّ اصْطَدْتُهُ مِنَ الْبَرِّیَّةِ ثُمَّ أَتَیْتُ بِهِ فِی كُمِّی لَا یَفْقَهُ وَ لَا یَنْقَهُ وَ لَا یَعْقِلُ یُكَلِّمُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِهَذَا الْكَلَامِ وَ یَشْهَدُ لَهُ بِهَذِهِ الشَّهَادَةِ أَنَا لَا أَطْلُبُ أَثَراً بَعْدَ عَیْنٍ مُدَّ یَمِینَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِیُّ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ عَلِّمُوا الْأَعْرَابِیَّ سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ فَلَمَّا أَنْ عُلِّمَ الْأَعْرَابِیُّ سُوَراً مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله هَلْ لَكَ شَیْ ءٌ مِنَ الْمَالِ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّا أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ مِنْ بَنِی سُلَیْمٍ مَا فِیهِمْ أَفْقَرُ مِنِّی وَ لَا أَقَلُّ مَالًا ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ یَحْمِلِ الْأَعْرَابِیَّ عَلَی نَاقَةٍ أَضْمَنْ لَهُ عَلَی اللَّهِ نَاقَةً مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ قَالَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی عِنْدِی نَاقَةٌ حَمْرَاءُ عُشَرَاءُ وَ هِیَ لِلْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا سَعْدُ تَفْخَرُ عَلَیْنَا بِنَاقَتِكَ أَ لَا أَصِفُ لَكَ النَّاقَةَ الَّتِی نُعْطِیكَهَا بَدَلًا مِنْ نَاقَةِ الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ بَلَی فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی فَقَالَ یَا سَعْدُ نَاقَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَحْمَرَ وَ قَوَائِمُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ وَ وَبَرُهَا مِنَ الزَّعْفَرَانِ وَ عَیْنَاهَا مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ عُنُقُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ سَنَامُهَا مِنَ الْكَافُورِ الْأَشْهَبِ وَ ذَقَنُهَا مِنَ الدُّرِّ وَ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَلَیْهَا قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ یُرَی بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا تَطِیرُ بِكَ فِی الْجَنَّةِ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ یُتَوِّجِ الْأَعْرَابِیَّ أَضْمَنْ لَهُ

ص: 71

عَلَی اللَّهِ تَاجَ التُّقَی قَالَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَا تَاجُ التُّقَی فَذَكَرَ مِنْ صِفَتِهِ قَالَ فَنَزَعَ عَلِیٌّ علیه السلام عِمَامَتَهُ فَعَمَّمَ بِهَا الْأَعْرَابِیَّ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ مَنْ یُزَوِّدِ الْأَعْرَابِیَّ وَ أَضْمَنَ لَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ زَادَ التَّقْوَی قَالَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَقَالَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَا زَادُ التَّقْوَی قَالَ یَا سَلْمَانُ إِذَا كَانَ آخِرُ یَوْمٍ مِنَ الدُّنْیَا لَقَّنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْلَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ أَنْتَ قُلْتَهَا لَقِیتَنِی وَ لَقِیتُكَ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ تَقُلْهَا لَمْ تَلْقَنِی وَ لَمْ أَلْقَكَ أَبَداً قَالَ فَمَضَی سَلْمَانُ حَتَّی طَافَ تِسْعَةَ أَبْیَاتٍ مِنْ بُیُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَجِدْ عِنْدَهُنَّ شَیْئاً فَلَمَّا أَنْ وَلَّی رَاجِعاً نَظَرَ إِلَی حُجْرَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ إِنْ یَكُنْ خَیْرٌ فَمِنْ مَنْزِلِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَعَ الْبَابَ فَأَجَابَتْهُ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ مَنْ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهَا أَنَا سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَقَالَتْ لَهُ یَا سَلْمَانُ وَ مَا تَشَاءُ فَشَرَحَ قِصَّةَ الْأَعْرَابِیِّ وَ الضَّبِّ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ لَهُ یَا سَلْمَانُ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ لَنَا ثَلَاثاً مَا طَعِمْنَا وَ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَدْ اضْطَرَبَا عَلَیَّ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ ثُمَّ رَقَدَا كَأَنَّهُمَا فَرْخَانِ مَنْتُوفَانِ وَ لَكِنْ لَا أَرُدُّ الْخَیْرَ إِذَا نَزَلَ الْخَیْرُ بِبَابِی یَا سَلْمَانُ خُذْ دِرْعِی هَذَا ثُمَّ امْضِ بِهِ إِلَی شَمْعُونَ الْیَهُودِیِّ وَ قُلْ لَهُ تَقُولُ لَكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَقْرِضْنِی عَلَیْهِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ وَ صَاعاً مِنْ شَعِیرٍ أَرُدَّهُ عَلَیْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی قَالَ فَأَخَذَ سَلْمَانُ الدِّرْعَ ثُمَّ أَتَی

بِهِ إِلَی شَمْعُونَ الْیَهُودِیِّ فَقَالَ لَهُ یَا شَمْعُونُ هَذَا دِرْعُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله تَقُولُ لَكَ أَقْرِضْنِی عَلَیْهِ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ وَ صَاعاً مِنْ شَعِیرٍ أَرُدَّهُ عَلَیْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَأَخَذَ شَمْعُونُ الدِّرْعَ ثُمَّ جَعَلَ یُقَلِّبُهُ فِی كَفِّهِ وَ عَیْنَاهُ تَذْرِفَانِ بِالدُّمُوعِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا سَلْمَانُ هَذَا هُوَ الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا هَذَا الَّذِی أَخْبَرَنَا بِهِ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ

ص: 72

فِی التَّوْرَاةِ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ.

ثُمَّ دَفَعَ إِلَی سَلْمَانَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ وَ صَاعاً مِنْ شَعِیرٍ فَأَتَی بِهِ سَلْمَانُ إِلَی فَاطِمَةَ فَطَحَنَتْهُ بِیَدِهَا وَ اخْتَبَزَتْهُ خُبْزاً ثُمَّ أَتَتْ بِهِ إِلَی سَلْمَانَ فَقَالَتْ لَهُ خُذْهُ وَ امْضِ بِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقَالَ لَهَا سَلْمَانُ یَا فَاطِمَةُ خُذِی مِنْهُ قُرْصاً تُعَلِّلِینَ بِهِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَالَتْ یَا سَلْمَانُ هَذَا شَیْ ءٌ أَمْضَیْنَاهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَسْنَا نَأْخُذُ مِنْهُ شَیْئاً قَالَ فَأَخَذَهُ سَلْمَانُ فَأَتَی بِهِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَلَمَّا نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی سَلْمَانَ قَالَ لَهُ یَا سَلْمَانُ مِنْ أَیْنَ لَكَ هَذَا قَالَ مِنْ مَنْزِلِ بِنْتِكَ فَاطِمَةَ قَالَ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَمْ یَطْعَمْ طَعَاماً مُنْذُ ثَلَاثٍ قَالَ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی وَرَدَ إِلَی حُجْرَةِ فَاطِمَةَ فَقَرَعَ الْبَابَ وَ كَانَ إِذَا قَرَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْبَابَ لَا یَفْتَحُ لَهُ الْبَابَ إِلَّا فَاطِمَةُ فَلَمَّا أَنْ فَتَحَتْ لَهُ الْبَابَ نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی صُفَارِ وَجْهِهَا وَ تَغَیُّرِ حَدَقَتَیْهَا فَقَالَ لَهَا یَا بُنَیَّةِ مَا الَّذِی أَرَاهُ مِنْ صُفَارِ وَجْهِكِ وَ تَغَیُّرِ حَدَقَتَیْكِ فَقَالَتْ یَا أَبَتِ إِنَّ لَنَا ثَلَاثاً مَا طَعِمْنَا طَعَاماً وَ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَدِ اضْطَرَبَا عَلَیَّ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ ثُمَّ رَقَدَا كَأَنَّهُمَا فَرْخَانِ مَنْتُوفَانِ قَالَ فَأَنْبَهَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَخَذَ وَاحِداً عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ وَ الْآخَرَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ وَ أَجْلَسَ فَاطِمَةَ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ اعْتَنَقَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَاعْتَنَقَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ وَرَائِهِ ثُمَّ رَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله طَرْفَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ فَقَالَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قَالَ ثُمَّ وَثَبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی دَخَلَتْ إِلَی مِخْدَعٍ لَهَا فَصَفَّتْ قَدَمَیْهَا فَصَلَّتْ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَتْ بَاطِنَ كَفَّیْهَا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَتْ إِلَهِی وَ سَیِّدِی هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّكَ وَ هَذَا عَلِیٌّ ابْنُ عَمِّ نَبِیِّكَ وَ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ

ص: 73

سِبْطَا نَبِیِّكَ إِلَهِی أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ كَمَا أَنْزَلْتَهَا عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَكَلُوا مِنْهَا وَ كَفَرُوا بِهَا اللَّهُمَّ أَنْزِلْهَا عَلَیْنَا فَإِنَّا بِهَا مُؤْمِنُونَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ اللَّهِ مَا اسْتَتَمَّتِ الدَّعْوَةُ فَإِذَا هِیَ بِصَحْفَةٍ مِنْ وَرَائِهَا یَفُورُ قُتَارُهَا وَ إِذَا قُتَارُهَا أَزْكَی مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَاحْتَضَنَتْهَا ثُمَّ أَتَتْ بِهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَلَمَّا أَنْ نَظَرَ إِلَیْهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ مِنْ أَیْنَ لَكِ هَذَا وَ لَمْ یَكُنْ عَهِدَ عِنْدَهَا شَیْئاً فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله كُلْ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ لَا تَسْأَلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی رَزَقَنِی وَلَداً مَثَلُهَا مَثَلُ مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ كُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَكَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ (1) قَالَ فَأَكَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ تَزَوَّدَ الْأَعْرَابِیُّ وَ اسْتَوَی عَلَی رَاحِلَتِهِ وَ أَتَی بَنِی سُلَیْمٍ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ فَلَمَّا أَنْ وَقَفَ فِی وَسْطِهِمْ نَادَاهُمْ بِعُلُوِّ صَوْتِهِ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَلَمَّا سَمِعُوا مِنْهُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَسْرَعُوا إِلَی سُیُوفِهِمْ فَجَرَّدُوهَا ثُمَّ قَالُوا لَهُ لَقَدْ صَبَوْتَ إِلَی دِینِ مُحَمَّدٍ السَّاحِرِ الْكَذَّابِ فَقَالَ لَهُمْ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ وَ لَا كَذَّابٍ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ بَنِی سُلَیْمٍ إِنَّ إِلَهَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ إِلَهٍ وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ نَبِیٍّ أَتَیْتُهُ جَائِعاً فَأَطْعَمَنِی وَ عَارِیاً فَكَسَانِی وَ رَاجِلًا فَحَمَلَنِی ثُمَّ شَرَحَ لَهُمْ قِصَّةَ الضَّبِّ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْشَدَهُمُ الشَّعْرَ الَّذِی أَنْشَدَ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ یَا مَعَاشِرَ بَنِی سُلَیْمٍ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا مِنَ النَّارِ فَأَسْلَمَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ وَ هُمْ أَصْحَابُ الرَّایَاتِ الْخُضْرِ وَ هُمْ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

أقول: وجدت هذا الحدیث فی كتاب قدیم من مؤلفات العامة قال حدثنا أبو بكر أحمد بن علی الطرشیشی ببغداد سنة أربع و ثمانین و أربعمائة قال حدثتنا

ص: 74


1- 1. آل عمران: 33.

كریمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزی بمكة حرسها اللّٰه بقراءتها علینا فی المسجد الحرام فی ذی الحجة سنة إحدی و ثلاثین و أربعمائة قالت أخبرنا أبو علی زاهر بن أحمد الفقیه بسرخس قال حدثنا معاذ بن یوسف الجرجانی قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب عن عثمان بن أبی شیبة عن ابن نمیر عن مجالد عن ابن عباس: مثله بیان قال الجوهری تبدی الرجل أقام بالبادیة و ازدلف أی تقدم و قطع كفرح و كرم لم یقدر علی الكلام و نقه الحدیث كفرح فهمه و العشراء من النوق بضم العین و فتح الشین التی مضی لحملها عشرة أشهر أو ثمانیة أو هی كالنفساء من النساء و ذرفت عینه أی سال دمعها و یقال علله بطعام و غیره أی شغله به و المخدع البیت الصغیر الذی یكون داخل البیت الكبیر و تضم میمه و تفتح و یقال صبأ فلان إذا خرج عن دین إلی دین غیره و قد تقلب الهمزة واوا.

«62»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ، رُوِیَ فِی الْمَرَاسِیلِ: أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ كَانَ عَلَیْهِمَا ثِیَابٌ خَلَقٌ وَ قَدْ قَرُبَ الْعِیدُ فَقَالا لِأُمِّهِمَا فَاطِمَةَ علیها السلام إِنَّ بَنِی فُلَانٍ خِیطَتْ لَهُمُ الثِّیَابُ الْفَاخِرَةُ أَ فَلَا تَخِیطِینَ لَنَا ثِیَاباً لِلْعِیدِ یَا أُمَّاهْ فَقَالَتْ یُخَاطُ لَكُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْعِیدُ جَاءَ جَبْرَئِیلُ بِقَمِیصَیْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا هَذَا یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنَ لِفَاطِمَةَ وَ بِقَوْلِ فَاطِمَةَ یُخَاطُ لَكُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِیلُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَمَّا سَمِعَ قَوْلَهَا لَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نُكَذِّبَ فَاطِمَةَ بِقَوْلِهَا یُخَاطُ لَكُمَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَ عَنْ سَعِیدٍ الْحَفَّاظِ الدَّیْلَمِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: بَیْنَمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ یَتَنَعَّمُونَ وَ أَهْلُ النَّارِ فِی النَّارِ یُعَذَّبُونَ إِذَا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ نُورٌ سَاطِعٌ فَیَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا هَذَا النُّورُ لَعَلَّ رَبَّ الْعِزَّةِ اطَّلَعَ فَنَظَرَ إِلَیْنَا فَیَقُولُ لَهُمْ رِضْوَانُ لَا وَ لَكِنْ عَلِیٌّ علیه السلام مَازَحَ فَاطِمَةَ فَتَبَسَّمَتْ فَأَضَاءَ ذَلِكَ النُّورُ مِنْ ثَنَایَاهَا.

ص: 75

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی وَ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ بَلَغْتُ إِلَی قَصْرِ فَاطِمَةَ فَرَأَیْتُ سَبْعِینَ قَصْراً مِنْ مَرْجَانَةٍ حَمْرَاءَ مُكَلَّلَةٍ بِاللُّؤْلُؤِ أَبْوَابُهَا وَ حِیطَانُهَا وَ أُسْرَتُهَا مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ.

وَ قَالَ الْحَسَنُ: مَا كَانَ فِی الدُّنْیَا أَعْبَدَ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام كَانَتْ تَقُومُ حَتَّی تَتَوَرَّمَ قَدَمَاهَا.

«63»- نبه، [تنبیه الخاطر]: بَیْنَمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ النَّاسُ فِی الْمَسْجِدِ یَنْتَظِرُونَ بِلَالًا أَنْ یَأْتِیَ فَیُؤَذِّنَ إِذْ أَتَی بَعْدَ زَمَانٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا حَبَسَكَ یَا بِلَالُ فَقَالَ إِنِّی اجْتَزْتُ بِفَاطِمَةَ علیهاالسلام وَ هِیَ تَطْحَنُ وَاضِعَةً ابْنَهَا الْحَسَنَ عِنْدَ الرَّحَی وَ هِیَ تَبْكِی فَقُلْتُ لَهَا أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْكِ إِنْ شِئْتِ كَفَیْتُكِ ابْنَكِ وَ إِنْ شِئْتِ كَفَیْتُكِ الرَّحَی فَقَالَتْ أَنَا أَرْفَقُ بِابْنِی فَأَخَذْتُ الرَّحَی فَطَحَنْتُ فَذَاكَ الَّذِی حَبَسَنِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللَّهُ.

أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِی سَعِیدٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مَا خَلَا مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ.

وَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِی أَوْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی.

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه وآله.فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ فِی قُبَّةٍ بَیْضَاءَ سَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَ جَلَّ.

أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ ابْنُ طَاوُسٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ الْبُخَارِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: أُهْدِیَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَطِیفَةٌ مَنْسُوجَةٌ بِالذَّهَبِ أَهْدَاهَا لَهُ مَلِكُ الْحَبَشَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَأُعْطِیَنَّهَا رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ

ص: 76

وَ رَسُولُهُ فَمَدَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْنَاقَهُمْ إِلَیْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَیْنَ عَلِیٌّ قَالَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ وَثَبْتُ حَتَّی أَتَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ فَجَاءَ فَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْقَطِیفَةَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَنْتَ لَهَا فَخَرَجَ بِهَا إِلَی سُوقِ اللَّیْلِ فَنَقَضَهَا سِلْكاً سِلْكاً فَقَسَمَهَا فِی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ مَا مَعَهُ مِنْهَا دِینَارٌ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَخَذْتَ أَمْسِ ثَلَاثَ آلَافِ مِثْقَالٍ مِنْ ذَهَبٍ فَأَنَا وَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ نَتَغَدَّی عِنْدَكَ غَداً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ حَتَّی قَرَعُوا الْبَابَ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ وَ قَدْ عَرِقَ مِنَ الْحَیَاءِ لِأَنَّهُ لَیْسَ فِی مَنْزِلِهِ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ دَخَلَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ حَتَّی جَلَسُوا وَ دَخَلَ عَلِیٌّ عَلَی فَاطِمَةَ فَإِذَا هُوَ بِجَفْنَةٍ مَمْلُوءَةٍ ثَرِیداً عَلَیْهَا عُرَاقٌ یَفُورُ مِنْهَا رِیحُ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَضَرَبَ عَلِیٌّ بِیَدِهِ عَلَیْهَا فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی حَمْلِهَا فَعَاوَنَهُ فَاطِمَةُ عَلَی حَمْلِهَا حَتَّی أَخْرَجَهَا فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ فَدَخَلَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی فَاطِمَةَ فَقَالَ أَیْ بُنَیَّةِ أَنَّی لَكِ هَذَا قَالَتْ یَا أَبَتِ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُخْرِجْنِی مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُ فِی ابْنَتِی مَا رَأَی زَكَرِیَّا فِی مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا أَبَتِ أَنَا خَیْرٌ أَمْ مَرْیَمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْتِ فِی قَوْمِكِ وَ مَرْیَمُ فِی قَوْمِهَا.

«64»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَرَفَ فِی وَجْهِهَا الْخَمْصَ قَالَ یَعْنِی الْجُوعَ فَقَالَ لَهَا یَا بُنَیَّةِ هَاهُنَا فَأَجْلَسَهَا عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ فَقَالَتْ یَا أَبَتَاهْ إِنِّی جَائِعَةٌ فَرَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ رَافِعَ الْوَضَعَةِ وَ مُشْبِعَ الْجَاعَةِ أَشْبِعْ فَاطِمَةَ بِنْتَ نَبِیِّكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَوَ اللَّهِ مَا جَاعَتْ بَعْدَ یَوْمِهَا حَتَّی فَارَقَتِ الدُّنْیَا.

وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ وَجَدَتْ عِلَّةً فَجَاءَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَائِداً فَجَلَسَ عِنْدَهَا وَ سَأَلَهَا عَنْ حَالِهَا فَقَالَتْ إِنِّی أَشْتَهِی طَعَاماً

ص: 77

طَیِّباً فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی طَاقٍ فِی الْبَیْتِ فَجَاءَ بِطَبَقٍ فِیهِ زَبِیبٌ وَ كَعْكٌ وَ أَقِطٌ وَ قِطْفُ عِنَبٍ (1) فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدِی فَاطِمَةَ علیها السلام فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَدَهُ فِی الطَّبَقِ وَ سَمَّی اللَّهَ وَ قَالَ كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلَتْ فَاطِمَةُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَبَیْنَمَا هُمْ یَأْكُلُونَ إِذْ وَقَفَ سَائِلٌ عَلَی الْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله اخْسَأْ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَكَذَا تَقُولُ لِلْمِسْكِینِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّهُ الشَّیْطَانُ وَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ جَاءَكُمْ بِهَذَا الطَّعَامِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَرَادَ الشَّیْطَانُ أَنْ یُصِیبَ مِنْهُ وَ مَا كَانَ ذَلِكِ یَنْبَغِی لَهُ.

وَ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَنَامُ حَتَّی یُقَبِّلَ عُرْضَ وَجْنَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَوْ بَیْنَ ثَدْیَیْهَا.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَا یَنَامُ حَتَّی یَضَعَ وَجْهَهُ الْكَرِیمَ بَیْنَ ثَدْیَیْ فَاطِمَةَ علیها السلام.

«65»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّمَا سُمِّیَتْ فَاطِمَةُ مُحَدَّثَةً لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ تَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ فَتُنَادِیهَا كَمَا تُنَادِی مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ فَتَقُولُ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ یَا فَاطِمَةُ اقْنُتِی لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِی وَ ارْكَعِی مَعَ الرَّاكِعِینَ (2) فَتُحَدِّثُهُمْ وَ یُحَدِّثُونَهَا فَقَالَتْ لَهُمْ ذَاتَ لَیْلَةٍ أَ لَیْسَتِ الْمُفَضَّلَةُ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ فَقَالُوا إِنَّ مَرْیَمَ كَانَتْ سَیِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَكِ سَیِّدَةَ نِسَاءِ عَالَمِكِ وَ عَالَمِهَا وَ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

ص: 78


1- 1. الكعك خبز معروف فارسی معرب-. و الاقط بفتح الهمزة و كسر القاف و قد تسكن للتخفیف مع فتح الهمزة و كسرها لبن یابس متحجر یتخذ من مخیض الغنم یقال له بالفارسیة« كشك»-. و القطف بالكسر العنقود.
2- 2. آل عمران: 37 و 38.

كتاب دلائل الإمامة، للطبری عن أبی محمد هارون بن موسی التلعكبری عن الصدوق: مثله.

«66»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیُّ بِمِصْرَ مُنْذُ ثَلَاثِینَ سَنَةً قَالَ حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَكْرٍ لَمَّا قَرَأَ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍ (1) وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ وَ هَلْ یُحَدِّثُ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا الْأَنْبِیَاءَ قَالَ إِنَّ مَرْیَمَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً وَ كَانَتْ مُحَدَّثَةً وَ أُمَّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ كَانَتْ مُحَدَّثَةً وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً وَ سَارَةَ امْرَأَةَ إِبْرَاهِیمَ قَدْ عَایَنَتِ الْمَلَائِكَةَ فَبَشَّرُوهَا بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً وَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَتْ مُحَدَّثَةً وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً.

قال الصدوق رحمه اللّٰه قد أخبر اللّٰه عز و جل فی كتابه بأنه ما أرسل من النساء أحدا إلی الناس فی قوله تبارك و تعالی وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِی إِلَیْهِمْ (2) و لم یقل نساء و المحدثون لیسوا برسل و لا أنبیاء.

«67»- یر، [بصائر الدرجات] كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ فَقَالَ هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً فَقَالَ لَهُ مَا الْجَامِعَةُ قَالَ تِلْكَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِی عَرْضِ الْأَدِیمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِیهَا كُلُّ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَیْسَ مِنْ قَضِیَّةٍ إِلَّا وَ فِیهَا حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ قَالَ لَهُ فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ فَسَكَتَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِیدُونَ وَ عَمَّا لَا تُرِیدُونَ إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ قَدْ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ یَأْتِیهَا فَیُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَی أَبِیهَا وَ یُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَ یُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَ مَكَانِهِ وَ یُخْبِرُهَا بِمَا یَكُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ(3).

ص: 79


1- 1. الحجّ: 51.
2- 2. الأنبیاء: 7.
3- 3. أصول الكافی ج 1 ص 241.

«68»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: تَظْهَرُ زَنَادِقَةٌ سَنَةَ ثَمَانِیَةٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ ذَلِكَ لِأَنِّی نَظَرْتُ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ قَالَ فَقُلْتُ وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا قَبَضَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَرْسَلَ إِلَیْهَا مَلَكاً یُسَلِّی عَنْهَا غَمَّهَا وَ یُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهَا إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكِ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِی لِی فَأَعْلَمَتْهُ فَجَعَلَ یَكْتُبُ كُلَّمَا سَمِعَ حَتَّی أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً قَالَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَكِنْ فِیهِ عِلْمُ مَا یَكُونُ.

«69»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: مِثْلَهُ (1)

أقول: قد أوردنا كثیرا من فضائلها و مناقبها و سیرها صلوات اللّٰه علیها فی باب غصب فدك و باب فضائل أصحاب الكساء علیهم السلام.

وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ أَخَذَ بِیَدِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَالَ مَنْ عَرَفَ هَذِهِ فَقَدْ عَرَفَهَا وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهَا فَهِیَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ هِیَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ قَلْبِیَ الَّذِی بَیْنَ جَنْبَیَّ فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ.

كِتَابُ الدَّلَائِلِ، لِلطَّبَرِیِّ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ الْمُعَافَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: حَدَّثَتْنِی فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَ لَا أُبَشِّرُكِ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُتْحِفَ زَوْجَةَ وَلِیِّهِ فِی الْجَنَّةِ بَعَثَ إِلَیْكِ تَبْعَثِینَ إِلَیْهَا مِنْ حُلِیِّكِ.

ص: 80


1- 1. الكافی ج 1 ص 240.

باب 4 سیرها و مكارم أخلاقها صلوات اللّٰه علیها و سیر بعض خدمها

«1»- ب، [قرب الإسناد] السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: تَقَاضَی عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْخِدْمَةِ فَقَضَی عَلَی فَاطِمَةَ بِخِدْمَةِ مَا دُونَ الْبَابِ وَ قَضَی عَلَی عَلِیٍّ بِمَا خَلْفَهُ قَالَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ فَلَا یَعْلَمُ مَا دَاخَلَنِی مِنَ السُّرُورِ إِلَّا اللَّهُ بِإِكْفَائِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله تَحَمُّلَ رِقَابِ الرِّجَالِ.

بیان: تحمل رقاب الرجال أی تحمل أمور تحملها رقابهم من حمل القرب و الحطب و یحتمل أن یكون كنایة عن التبرز من بین الرجال أو المشی علی رقاب النائمین عند خروجها لیلا للاستقاء أی التحمل علی رقابهم و لا یبعد أن یكون أصله ما تحمل فأسقطت كلمة ما من النساخ.

ثم اعلم أن المعروف فی اللغة كفاه لا أكفاه و لعل فیه أیضا تصحیفا(1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَتْنِی أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ فَاطِمَةَ علیها السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ فِی عُنُقِهَا قِلَادَةٌ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ اشْتَرَاهَا لَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنْ فَیْ ءٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا فَاطِمَةُ لَا یَقُولُ النَّاسُ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ تَلْبَسُ لِبَاسَ الْجَبَابِرَةِ فَقَطَعَتْهَا وَ بَاعَتْهَا وَ اشْتَرَتْ بِهَا رَقَبَةً فَأَعْتَقَتْهَا فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

«3»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ مَقْبُرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمَازِنِیِّ عَنْ عُبَادَةَ الْكَلْبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَخِیهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: رَأَیْتُ أُمِّی فَاطِمَةَ علیها السلام قَامَتْ فِی مِحْرَابِهَا لَیْلَةَ جُمُعَتِهَا فَلَمْ تَزَلْ رَاكِعَةً سَاجِدَةً حَتَّی اتَّضَحَ عَمُودُ الصُّبْحِ وَ سَمِعْتُهَا تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ

ص: 81


1- 1. بل هو مصدر أكفأ مهموزا و المراد كفاءة الزوجة تحملا مثل تحمل رقاب الرجال.

وَ تُسَمِّیهِمْ وَ تُكْثِرُ الدُّعَاءَ لَهُمْ وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا بِشَیْ ءٍ فَقُلْتُ لَهَا یَا أُمَّاهْ لِمَ لَا تَدْعِینَ لِنَفْسِكِ كَمَا تَدْعِینَ لِغَیْرِكِ فَقَالَتْ یَا بُنَیَّ الْجَارَ ثُمَّ الدَّارَ.

«4»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِیُّ عَنْ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی زَیْدٍ الْكَحَّالِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِذَا دَعَتْ تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا فَقِیلَ لَهَا یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّكِ تَدْعِینَ لِلنَّاسِ وَ لَا تَدْعِینَ لِنَفْسِكِ فَقَالَتِ الْجَارَ ثُمَّ الدَّارَ.

«5»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُلَیَّةَ عَنِ الْحَرِیرِیِّ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِی سَعْدٍ أَ لَا أُحَدِّثُكَ عَنِّی وَ عَنْ فَاطِمَةَ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدِی وَ كَانَتْ مِنْ أَحَبِّ أَهْلِهِ إِلَیْهِ وَ أَنَّهَا اسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّی أَثَّرَ فِی صَدْرِهَا وَ طَحَنَتْ بِالرَّحَی حَتَّی مَجِلَتْ یَدَاهَا وَ كَسَحَتِ الْبَیْتَ حَتَّی اغْبَرَّتْ ثِیَابُهَا وَ أَوْقَدَتِ النَّارَ تَحْتَ الْقِدْرِ حَتَّی دَكِنَتْ ثِیَابُهَا فَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضَرَرٌ شَدِیدٌ فَقُلْتُ لَهَا لَوْ أَتَیْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِیهِ خَادِماً یَكْفِیكِ ضُرَّ مَا أَنْتِ فِیهِ مِنْ هَذَا الْعَمَلِ فَأَتَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ حُدَّاثاً فَاسْتَحَتْ فَانْصَرَفَتْ قَالَ فَعَلِمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهَا جَاءَتْ لِحَاجَةٍ قَالَ فَغَدَا عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ نَحْنُ فِی لِفَاعِنَا فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَسَكَتْنَا وَ اسْتَحْیَیْنَا لِمَكَانِنَا ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَسَكَتْنَا ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَخَشِینَا إِنْ لَمْ نَرُدَّ عَلَیْهِ أَنْ یَنْصَرِفَ وَ قَدْ كَانَ یَفْعَلُ ذَلِكَ یُسَلِّمُ ثَلَاثاً فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَ إِلَّا انْصَرَفَ فَقُلْتُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْخُلْ فَلَمْ یَعْدُ أَنْ جَلَسَ عِنْدَ رُءُوسِنَا فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ مَا كَانَتْ حَاجَتُكِ أَمْسِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ قَالَ فَخَشِیتُ إِنْ لَمْ نُجِبْهُ أَنْ یَقُومَ قَالَ فَأَخْرَجْتُ رَأْسِی فَقُلْتُ أَنَا وَ اللَّهِ أُخْبِرُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا اسْتَقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّی أَثَّرَتْ فِی صَدْرِهَا وَ جَرَتْ بِالرَّحَی حَتَّی مَجِلَتْ یَدَاهَا وَ كَسَحَتِ الْبَیْتَ حَتَّی اغْبَرَّتْ ثِیَابُهَا وَ أَوْقَدَتْ تَحْتَ الْقِدْرِ حَتَّی دَكِنَتْ ثِیَابُهَا فَقُلْتُ لَهَا لَوْ أَتَیْتِ أَبَاكِ فَسَأَلْتِیهِ خَادِماً یَكْفِیكِ ضُرَّ مَا أَنْتِ فِیهِ مِنْ هَذَا

ص: 82

الْعَمَلِ قَالَ أَ فَلَا أُعَلِّمُكُمَا مَا هُوَ خَیْرٌ لَكُمَا مِنَ الْخَادِمِ إِذَا أَخَذْتُمَا مَنَامَكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ وَ احْمَدَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ وَ كَبِّرَا أربع [أَرْبَعاً] وَ ثَلَاثِینَ قَالَ فَأَخْرَجَتْ علیها السلام رَأْسَهَا فَقَالَتْ رَضِیتُ عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثَلَاثَ دَفَعَاتٍ.

بیان: قال الجزری مجلت یده تمجل مجلا إذا ثخن جلدها فی العمل بالأشیاء الصلبة و منها

حدیث فاطمة أنها شكت إلی علی علیه السلام مجل یدها من الطحن.

و قال فی حدیث فاطمة أنها أوقدت القدر حتی دكنت ثیابها.

دكن الثوب إذا اتسخ و اغبر لونه یدكن دكنا.

و قال اللفاع ثوب یجلل به الجسد كله كساء كان أو غیره و منه

حدیث علی و فاطمة و قد دخلنا فی لفاعنا أی لحافنا.

و قال فی حدیث فاطمة إنها جاءت إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فوجدت عنده حداثا. أی جماعة یتحدثون و هو جمع علی غیر قیاس حملا علی نظیره نحو سامر و سمار فإن السمار المحدثون.

قوله فلم یعد أن جلس أی لم یتجاوز عن الجلوس من عدا یعدو قال الجوهری عداه أی جاوزه و ما عدا فلان أن صنع كذا.

«6»- كا، [الكافی] مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ سَلَّمَ عَلَی مَنْ أَرَادَ التَّسْلِیمَ عَلَیْهِ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ یَكُونُ آخِرُ مَنْ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَیَكُونُ وَجْهُهُ إِلَی سَفَرِهِ مِنْ بَیْتِهَا وَ إِذَا رَجَعَ بَدَأَ بِهَا فَسَافَرَ مَرَّةً وَ قَدْ أَصَابَ عَلِیٌّ علیه السلام شَیْئاً مِنَ الْغَنِیمَةِ فَدَفَعَهُ إِلَی فَاطِمَةَ فَخَرَجَ فَأَخَذَتْ سِوَارَیْنِ مِنْ فِضَّةٍ وَ عَلَّقَتْ عَلَی بَابِهَا سِتْراً فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَتَوَجَّهَ نَحْوَ بَیْتِ فَاطِمَةَ كَمَا كَانَ یَصْنَعُ فَقَامَتْ فَرِحَةً إِلَی أَبِیهَا صَبَابَةً وَ شَوْقاً إِلَیْهِ فَنَظَرَ فَإِذَا فِی یَدِهَا سِوَارَانِ مِنْ فِضَّةٍ وَ إِذَا عَلَی بَابِهَا سِتْرٌ فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَیْثُ یَنْظُرُ إِلَیْهَا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ وَ حَزِنَتْ وَ قَالَتْ مَا صَنَعَ هَذَا بِی قَبْلَهَا فَدَعَتِ ابْنَیْهَا فَنَزَعَتِ السِّتْرَ مِنْ بَابِهَا وَ خَلَعَتِ السِّوَارَیْنِ مِنْ یَدَیْهَا ثُمَّ دَفَعَتِ السِّوَارَیْنِ إِلَی أَحَدِهِمَا وَ السِّتْرَ إِلَی الْآخَرِ ثُمَّ قَالَتْ لَهُمَا انْطَلِقَا إِلَی أَبِی فَأَقْرِئَاهُ

ص: 83

السَّلَامَ وَ قُولَا لَهُ مَا أَحْدَثْنَا بَعْدَكَ غَیْرَ هَذَا فَشَأْنَكَ بِهِ فَجَاءَاهُ فَأَبْلَغَاهُ ذَلِكَ عَنْ أُمِّهِمَا فَقَبَّلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ الْتَزَمَهُمَا وَ أَقْعَدَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَی فَخِذِهِ ثُمَّ أَمَرَ بِذَیْنِكَ السِّوَارَیْنِ فَكُسِرَا فَجَعَلَهُمَا قِطَعاً ثُمَّ دَعَا أَهْلَ الصُّفَّةِ وَ هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ مَنَازِلُ وَ لَا أَمْوَالٌ فَقَسَّمَهُ بَیْنَهُمْ قِطَعاً ثُمَّ جَعَلَ یَدْعُو الرَّجُلَ مِنْهُمُ الْعَارِیَ الَّذِی لَا یَسْتَتِرُ بِشَیْ ءٍ وَ كَانَ ذَلِكَ السِّتْرُ طَوِیلًا لَیْسَ لَهُ عَرْضٌ فَجَعَلَ یُؤَزِّرُ الرَّجُلَ فَإِذَا الْتَقَیَا عَلَیْهِ قَطَعَهُ حَتَّی قَسَّمَهُ بَیْنَهُمْ أُزُراً ثُمَّ أَمَرَ النِّسَاءَ لَا یَرْفَعْنَ رُءُوسَهُنَّ مِنَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ حَتَّی یَرْفَعَ الرِّجَالُ رُءُوسَهُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ صِغَرِ إِزَارِهِمْ إِذَا رَكَعُوا وَ سَجَدُوا بَدَتْ عَوْرَتُهُمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ثُمَّ جَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ أَنْ لَا یَرْفَعَ النِّسَاءُ رُءُوسَهُنَّ مِنَ الرُّكُوعِ وَ السُّجُودِ حَتَّی یَرْفَعَ الرِّجَالُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله رَحِمَ اللَّهُ فَاطِمَةَ لَیَكْسُوَنَّهَا اللَّهُ بِهَذَا السِّتْرِ مِنْ كِسْوَةِ الْجَنَّةِ وَ لَیُحَلِّیَنَّهَا بِهَذَیْنِ السِّوَارَیْنِ مِنْ حِلْیَةِ الْجَنَّةِ-.

عَنِ الْكَاظِمِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ فِی عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا فَقَطَعَتْهَا وَ رَمَتْ بِهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْتِ مِنِّی ائْتِینِی یَا فَاطِمَةُ ثُمَّ جَاءَ سَائِلٌ فَنَاوَلَتْهُ الْقِلَادَةَ.

«7»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ وَ مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَأَیْتُ أَحَداً قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غَیْرَ أَبِیهَا.

وَ رَوَیَا: أَنَّهُ كَانَ بَیْنَهُمَا شَیْ ءٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ یَا رَسُولَ اللَّهُ سَلْهَا فَإِنَّهَا لَا تَكْذِبُ.

وَ قَدْ رَوَی الْحَدِیثَیْنِ عَطَاءٌ وَ عَمْرُو بْنُ دِینَارٍ.

الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ: مَا كَانَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ أَعْبَدَ مِنْ فَاطِمَةَ كَانَتْ تَقُومُ حَتَّی تَوَرَّمَ قَدَمَاهَا.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَهَا أَیُّ شَیْ ءٍ خَیْرٌ لِلْمَرْأَةِ قَالَتْ أَنْ لَا تَرَی رَجُلًا وَ لَا یَرَاهَا رَجُلٌ فَضَمَّهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ.

وَ فِی الْحِلْیَةِ الْأَوْزَاعِیُّ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: لَقَدْ طَحَنَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 84

حَتَّی مَجِلَتْ (1)

یَدَاهَا وَ طَبَّ الرَّحَی فِی یَدِهَا.

بیان: طب أی تأنی فی الأمور و تلطف و لعل المعنی أثرت فیها قلیلا قلیلا و لعل فیه تصحیفا(2).

«8»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] فِی الصَّحِیحَیْنِ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ أَشْتَكِی مِمَّا أَنْدَأُ بِالْقِرَبِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ اللَّهِ إِنِّی أَشْتَكِی یَدِی مِمَّا أَطْحَنُ بِالرَّحَی وَ كَانَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أُسَارَی فَأَمَرَهَا أَنْ تَطْلُبَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَادِماً فَدَخَلَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ رَجَعَتْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا لَكِ قَالَتْ وَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أُكَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ هَیْبَتِهِ فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ مَعَهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمَا لَقَدْ جَاءَتْ بِكُمَا حَاجَةٌ فَقَالَ عَلِیٌّ مُجَارَاتُهُمَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا وَ لَكِنِّی أَبِیعُهُمْ وَ أُنْفِقُ أَثْمَانَهُمْ عَلَی أَهْلِ الصُّفَّةِ وَ عَلَّمَهَا تَسْبِیحَ الزَّهْرَاءِ.

كِتَابُ الشِّیرَازِیِّ: أَنَّهَا لَمَّا ذَكَرَتْ حَالَهَا وَ سَأَلَتْ جَارِیَةً بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ إِنَّ فِی الْمَسْجِدِ أَرْبَعَمِائَةِ رَجُلٍ مَا لَهُمْ طَعَامٌ وَ لَا ثِیَابٌ وَ لَوْ لَا خَشْیَتِی خَصْلَةً لَأَعْطَیْتُكِ مَا سَأَلْتِ یَا فَاطِمَةُ إِنِّی لَا أُرِیدُ أَنْ یَنْفَكَّ عَنْكِ أَجْرُكِ إِلَی الْجَارِیَةِ وَ إِنِّی أَخَافُ أَنْ یَخْصِمَكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا طَلَبَ حَقَّهُ مِنْكِ ثُمَّ عَلَّمَهَا صَلَاةَ التَّسْبِیحِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَضَیْتِ تُرِیدِینَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدُّنْیَا فَأَعْطَانَا اللَّهُ ثَوَابَ الْآخِرَةِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ عِنْدِ فَاطِمَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ وَ إِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوها یَعْنِی عَنْ قَرَابَتِكَ وَ ابْنَتِكَ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ یَعْنِی طَلَبَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ یَعْنِی رِزْقاً مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَیْسُوراً(3) یَعْنِی قَوْلًا حَسَناً فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ أَنْفَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جَارِیَةً إِلَیْهَا لِلْخِدْمَةِ وَ سَمَّاهَا فِضَّةَ.

تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ تَفْسِیرُ الْقُشَیْرِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّهُ

ص: 85


1- 1. مجلت یده قرحت یده او تجمع ماء فیها بین الجلد و اللحم بسبب العمل.
2- 2. بل المراد بالطب أن تجعل طبابة أی سیرا من الجلد علی الرحی فتمسكها بیدها و تدیر.
3- 3. الإسراء: 30.

رَأَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ وَ عَلَیْهَا كِسَاءٌ مِنْ أَجِلَّةِ الْإِبِلِ وَ هِیَ تَطْحَنُ بِیَدَیْهَا وَ تُرْضِعُ وُلْدَهَا فَدَمَعَتْ عَیْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا بِنْتَاهْ تَعَجَّلِی مَرَارَةَ الدُّنْیَا بِحَلَاوَةِ الْآخِرَةِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی نَعْمَائِهِ وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ عَلَی آلَائِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَسَوْفَ یُعْطِیكَ رَبُّكَ فَتَرْضی (1).

ابْنُ شَاهِینٍ فِی مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ وَ أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ ثَوْبَانَ أَنَّهُمَا قَالا: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَبْدَأُ فِی سَفَرِهِ بِفَاطِمَةَ وَ یَخْتِمُ بِهَا فَجَعَلَتْ وَقْتاً سِتْراً مِنْ كِسَاءٍ خَیْبَرِیَّةٍ لِقُدُومِ أَبِیهَا وَ زَوْجِهَا فَلَمَّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله تَجَاوَزَ عَنْهَا وَ قَدْ عُرِفَ الْغَضَبُ فِی وَجْهِهِ حَتَّی جَلَسَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ فَنَزَعَتْ قِلَادَتَهَا وَ قُرْطَیْهَا وَ مَسَكَتَیْهَا وَ نَزَعَتِ السِّتْرَ فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَی أَبِیهَا وَ قَالَتْ اجْعَلْ هَذَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ علیه السلام قَدْ فَعَلَتْ فِدَاهَا أَبُوهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَا لِآلِ مُحَمَّدٍ وَ لِلدُّنْیَا فَإِنَّهُمْ خُلِقُوا لِلْآخِرَةِ وَ خُلِقَتِ الدُّنْیَا لَهُمْ وَ فِی رِوَایَةِ أَحْمَدَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ لَا أُحِبُّ أَنْ یَأْكُلُوا طَیِّبَاتِهِمْ فِی حَیَاتِهِمُ الدُّنْیَا.

أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ عَلَی ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ فَإِذَا فِی عُنُقِهَا قِلَادَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا فقطعها [فَقَطَعَتْهَا] فَرَمَتْ بِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَنْتِ مِنِّی یَا فَاطِمَةُ ثُمَّ جَاءَهَا سَائِلٌ فَنَاوَلَتْهُ الْقِلَادَةَ.

أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَیْرِیُّ فِی كِتَابِهِ قَالَ بَعْضُهُمْ: انْقَطَعْتُ فِی الْبَادِیَةِ عَنِ الْقَافِلَةِ فَوَجَدْتُ امْرَأَةً فَقُلْتُ لَهَا مَنْ أَنْتِ فَقَالَتْ وَ قُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (2) فَسَلَّمْتُ عَلَیْهَا فَقُلْتُ مَا تَصْنَعِینَ هَاهُنَا قَالَتْ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ (3) فَقُلْتُ أَ مِنَ الْجِنِّ أَنْتِ أَمْ مِنَ الْإِنْسِ قَالَتْ یا بَنِی آدَمَ خُذُوا زِینَتَكُمْ (4) فَقُلْتُ مِنْ أَیْنَ

ص: 86


1- 1. الضحی: 5.
2- 2. الزخرف: 89.
3- 3. لم نجد بهذا اللفظ آیة فی القرآن و الموجود فیه: الزمر: 38 وَ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ.
4- 4. الأعراف: 29.

أَقْبَلْتِ قَالَتْ یُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِیدٍ(1) فَقُلْتُ أَیْنَ تَقْصِدِینَ قَالَتْ وَ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ (2) فَقُلْتُ مَتَی انْقَطَعْتِ قَالَتْ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ ...

فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ (3) فَقُلْتُ أَ تَشْتَهِینَ طَعَاماً فَقَالَتْ وَ ما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا یَأْكُلُونَ الطَّعامَ (4) فَأَطَعَمْتُهَا ثُمَّ قُلْتُ هَرْوِلِی وَ لَا تَعَجَّلِی قَالَتْ لا یُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها(5) فَقُلْتُ أُرْدِفُكِ فَقَالَتْ لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا(6) فَنَزَلْتُ فَأَرْكَبْتُهَا فَقَالَتْ سُبْحانَ

الَّذِی سَخَّرَ لَنا هذا(7) فَلَمَّا أَدْرَكْنَا الْقَافِلَةَ قُلْتُ أَ لَكِ أَحَدٌ فِیهَا قَالَتْ یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ (8) وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ (9) یا یَحْیی خُذِ الْكِتابَ (10) یا مُوسی إِنِّی أَنَا اللَّهُ (11) فَصِحْتُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ فَإِذَا أَنَا بِأَرْبَعَةِ شَبَابٍ مُتَوَجِّهَیْنِ نَحْوَهَا فَقُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ مِنْكِ قَالَتْ الْمالُ وَ الْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیاةِ الدُّنْیا(12) فَلَمَّا أَتَوْهَا قَالَتْ یا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَیْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِیُّ الْأَمِینُ (13) فَكَافُونِی بِأَشْیَاءَ فَقَالَتْ وَ اللَّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ(14) فَزَادُوا عَلَیَّ فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهَا فَقَالُوا هَذِهِ أُمُّنَا فِضَّةُ جَارِیَةُ الزَّهْرَاءِ علیها السلام مَا تَكَلَّمَتْ مُنْذُ عِشْرِینَ سَنَةً إِلَّا بِالْقُرْآنِ.

«9»- قیه، [الدروع الواقیة] مِنْ كِتَابِ زُهْدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی جَعْفَرٍ أَحْمَدَ الْقُمِّیِّ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِینَ لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (15) بَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بُكَاءً شَدِیداً وَ بَكَتْ صَحَابَتُهُ لِبُكَائِهِ

ص: 87


1- 1. فصّلت: 44.
2- 2. آل عمران: 91.
3- 3. ق: 37 بزیادة: وَ ما بَیْنَهُما. بعد الْأَرْضَ.
4- 4. الأنبیاء: 8.
5- 5. البقرة: 286.
6- 6. الأنبیاء: 22.
7- 7. الزخرف: 12.
8- 8. صلی اللّٰه علیه وآله.25.
9- 9. آل عمران: 138.
10- 10. مریم: 13.
11- 11. طه: 11 و 13.
12- 12. الكهف: 44.
13- 13. القصص: 26.
14- 14. البقرة: 263.
15- 15. الحجر: 43 و 44.

وَ لَمْ یَدْرُوا مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ لَمْ یَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنْ صَحَابَتِهِ أَنْ یُكَلِّمَهُ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا رَأَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَرِحَ بِهَا فَانْطَلَقَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَی بَابِ بَیْتِهَا فَوَجَدَ بَیْنَ یَدَیْهَا شَعِیراً وَ هِیَ تَطْحَنُ فِیهِ وَ تَقُولُ وَ ما عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ وَ أَبْقی (1) فَسَلَّمَ عَلَیْهَا وَ أَخْبَرَهَا بِخَبَرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بُكَائِهِ فَنَهَضَتْ وَ الْتَفَّتْ بِشَمْلَةٍ لَهَا خَلَقَةٍ قَدْ خِیطَتْ فِی اثْنَیْ عَشَرَ مَكَاناً بِسَعَفِ النَّخْلِ فَلَمَّا خَرَجَتْ نَظَرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ إِلَی الشَّمْلَةِ وَ بَكَی وَ قَالَ وَا حُزْنَاهُ إِنَّ بَنَاتِ قَیْصَرَ وَ كِسْرَی لَفِی السُّنْدُسِ وَ الْحَرِیرِ وَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهَا شَمْلَةُ صُوفٍ خَلَقَةٌ قَدْ خِیطَتْ فِی اثْنَیْ عَشَرَ مَكَاناً فَلَمَّا دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَلْمَانَ تَعَجَّبَ مِنْ لِبَاسِی فَوَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا لِی وَ لِعَلِیٍّ مُنْذُ خَمْسِ سِنِینَ إِلَّا مَسَكُ كَبْشٍ نَعْلِفُ عَلَیْهَا بِالنَّهَارِ بَعِیرَنَا فَإِذَا كَانَ اللَّیْلُ افْتَرَشْنَاهُ وَ إِنَّ مِرْفَقَتَنَا لَمِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِیفٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا سَلْمَانُ إِنَّ ابْنَتِی لَفِی الْخَیْلِ السَّوَابِقِ ثُمَّ قَالَتْ یَا أَبَتِ فَدَیْتُكَ مَا الَّذِی أَبْكَاكَ فَذَكَرَ لَهَا مَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنَ الْآیَتَیْنِ الْمُتَقَدِّمَتَیْنِ قَالَ فَسَقَطَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی وَجْهِهَا وَ هِیَ تَقُولُ الْوَیْلُ ثُمَّ الْوَیْلُ لِمَنْ دَخَلَ النَّارَ فَسَمِعَ سَلْمَانُ

فَقَالَ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ كَبْشاً لِأَهْلِی فَأَكَلُوا لَحْمِی وَ مَزَّقُوا جِلْدِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ یَا لَیْتَ أُمِّی كَانَتْ عَاقِراً وَ لَمْ تَلِدْنِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ مِقْدَادٌ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ طَائِراً فِی الْقِفَارِ وَ لَمْ یَكُنْ عَلَیَّ حِسَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا لَیْتَ السِّبَاعَ مَزَّقَتْ لَحْمِی وَ لَیْتَ أُمِّی لَمْ تَلِدْنِی وَ لَمْ أَسْمَعْ بِذِكْرِ النَّارِ ثُمَّ وَضَعَ عَلِیٌّ علیه السلام یَدَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ جَعَلَ یَبْكِی وَ یَقُولُ وَا بُعْدَ سَفَرَاهْ وَا قِلَّةَ زَادَاهْ فِی سَفَرِ الْقِیَامَةِ یَذْهَبُونَ فِی النَّارِ وَ یُتَخَطَّفُونَ مَرْضَی لَا یُعَادُ سَقِیمُهُمْ وَ جَرْحَی لَا یُدَاوَی جَرِیحُهُمْ وَ أَسْرَی لَا یُفَكُّ أَسْرُهُمْ مِنَ النَّارِ یَأْكُلُونَ وَ مِنْهَا یَشْرَبُونَ وَ بَیْنَ أَطْبَاقِهَا یَتَقَلَّبُونَ وَ بَعْدَ لُبْسِ الْقُطْنِ مُقَطَّعَاتِ النَّارِ یَلْبَسُونَ وَ بَعْدَ مُعَانَقَةِ الْأَزْوَاجِ

ص: 88


1- 1. القصص: 60.

مَعَ الشَّیَاطِینِ مُقَرَّنُونَ.

«10»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (1) عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا سَافَرَ آخِرُ عَهْدِهِ بِإِنْسَانٍ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةُ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخَلُ عَلَیْهِ إِذَا قَدِمَ فَاطِمَةُ علیها السلام قَالَ فَقَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ فَأَتَاهَا فَإِذَا هُوَ بِمِسْحٍ عَلَی بَابِهَا وَ رَأَی عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قُلْبَیْنِ مِنْ فِضَّةٍ فَرَجَعَ وَ لَمْ یَدْخُلْ عَلَیْهَا فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ فَاطِمَةُ ظَنَّتْ أَنَّهُ لَمْ یَدْخُلْ عَلَیْهَا مِنْ أَجْلِ مَا رَأَی فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَ نَزَعَتِ الْقُلْبَیْنِ مِنَ الصَّبِیَّیْنِ فَقَطَعَتْهُمَا فَبَكَی الصِّبْیَانُ فَقَسَمَتْهُ بَیْنَهُمَا فَانْطَلَقَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمَا یَبْكِیَانِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْهُمَا وَ قَالَ یَا ثَوْبَانُ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَی بَنِی فُلَانٍ أَهْلِ بَیْتٍ بِالْمَدِینَةِ وَ اشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِنْ عَصَبٍ وَ سِوَارَیْنِ مِنْ عَاجٍ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ لَا أُحِبُّ أَنْ یَأْكُلُوا طَیِّبَاتِهِمْ فِی حَیَاتِهِمُ الدُّنْیَا.

بیان: القلب بالضم السوار

قال الجزری فی حدیث ثوبان أن فاطمة حلت الحسن و الحسین بقلبین من فضة. القلب السوار.

و قال و فیه أنه قال لثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب و سوارین من عاج.

قال الخطابی فی المعالم إن لم تكن الثیاب الیمانیة فلا أدری ما هو و ما أری أن القلادة تكون منها و قال أبو موسی یحتمل عندی أن الروایة إنما هی العصب بفتح الصاد و هو أطناب مفاصل الحیوان و هو شی ء مدور فیحتمل أنهم كانوا یأخذون عصب

بعض الحیوانات الطاهرة فیقطعونه و یجعلونه شبه الخرز فإذا یبس یتخذون منه القلائد و إذا جاز و أمكن أن یتخذ من عظام السلحفاة و غیرها الأسورة جاز و أمكن أن یتخذ من عصب أشباهها خرز ینظم القلائد.

قال ثم ذكر لی بعض أهل الیمن أن العصب سن دابة بحریة تسمی فرس فرعون یتخذ منها الخرز و غیر الخرز من نصاب سكین و غیره و یكون أبیض.

«11»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: لَیْسَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ بَقْلَةٌ أَشْرَفَ وَ لَا أَنْفَعَ مِنَ الْفَرْفَخِ وَ هُوَ بَقْلَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ بَنِی أُمَیَّةَ هُمْ سَمَّوْهَا

ص: 89


1- 1. و الظاهر أنّه منقول من كتاب معالم العترة، راجع المصدر ج 2 ص 6.

بَقْلَةَ الْحَمْقَاءِ بُغْضاً لَنَا وَ عَدَاوَةً لِفَاطِمَةَ علیها السلام.

«12»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَقْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْهِنْدَبَاءُ وَ بَقْلَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْبَاذَرُوجُ وَ بَقْلَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام الْفَرْفَخُ.

«13»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَنَابٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام كَانَتْ تَأْتِی قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِی كُلِّ غَدَاةِ سَبْتٍ فَتَأْتِی قَبْرَ حَمْزَةَ وَ تَتَرَحَّمُ عَلَیْهِ وَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ.

«14»- فس، [تفسیر القمی] إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَیْسَ بِضارِّهِمْ شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ عَلَی اللَّهِ فَلْیَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (1) قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام رَأَتْ فِی مَنَامِهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَمَّ أَنْ یَخْرُجَ هُوَ وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام مِنَ الْمَدِینَةِ فَخَرَجُوا حَتَّی جَاوَزُوا مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَةِ فَتَعَرَّضَ لَهُمْ طَرِیقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ذَاتَ الْیَمِینِ حَتَّی انْتَهَی بِهِمْ إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ فَاشْتَرَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله شَاةً كَبْرَاءَ وَ هِیَ الَّتِی فِی إِحْدَی أُذُنَیْهَا نُقَطٌ بِیضٌ فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَلَمَّا أَكَلُوا مَاتُوا فِی مَكَانِهِمْ فَانْتَبَهَتْ فَاطِمَةُ بَاكِیَةً ذَعِرَةً فَلَمْ تُخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِحِمَارٍ فَأَرْكَبَ عَلَیْهِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ أَمَرَ أَنْ یَخْرُجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام مِنَ الْمَدِینَةِ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ فِی نَوْمِهَا فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَةِ عَرَضَ لَهُ طَرِیقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ذَاتَ الْیَمِینِ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ فَاشْتَرَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله شَاةً كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَذُبِحَتْ وَ شُوِیَتْ فَلَمَّا أَرَادُوا أَكْلَهَا قَامَتْ فَاطِمَةُ وَ تَنَحَّتْ نَاحِیَةً مِنْهُمْ تَبْكِی مَخَافَةَ أَنْ یَمُوتُوا فَطَلَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی وَقَعَ عَلَیْهَا وَ هِیَ تَبْكِی فَقَالَ مَا شَأْنُكِ یَا بُنَیَّةِ قَالَتْ

ص: 90


1- 1. المجادلة: 11.

یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَ كَذَا فِی نَوْمِی وَ قَدْ فَعَلْتَ أَنْتَ كَمَا رَأَیْتُهُ فَتَنَحَّیْتُ عَنْكُمْ فَلَا أَرَاكُمْ تَمُوتُونَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ نَاجَی رَبَّهُ فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا شَیْطَانٌ یُقَالُ لَهُ الدِّهَارُ وَ هُوَ الَّذِی أَرَی فَاطِمَةَ هَذِهِ الرُّؤْیَا وَ یُؤْذِی (1)

الْمُؤْمِنِینَ فِی نَوْمِهِمْ مَا یَغْتَمُّونَ بِهِ فَأَمَرَ جَبْرَئِیلَ فَجَاءَ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ أَنْتَ أَرَیْتَ فَاطِمَةَ هَذِهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ نَعَمْ یَا مُحَمَّدُ فَبَزَقَ عَلَیْهِ ثَلَاثَ بَزَقَاتٍ فَشَجَّهُ فِی ثَلَاثِ مَوَاضِعَ ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِیلُ لِمُحَمَّدٍ قُلْ یَا مُحَمَّدُ إِذَا رَأَیْتَ فِی مَنَامِكَ شَیْئاً تَكْرَهُهُ أَوْ رَأَی أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فَلْیَقُلْ أَعُوذُ بِمَا عَاذَتْ بِهِ مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ عِبَادُهُ الصَّالِحُونَ مِنْ شَرِّ مَا رَأَیْتُ وَ مِنْ رُؤْیَایَ وَ یَقْرَأُ الْحَمْدَ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ وَ یَتْفُلُ عَنْ یَسَارِهِ ثَلَاثَ تَفَلَاتٍ فَإِنَّهُ لَا یَضُرُّهُ مَا رَأَی وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ الْآیَةَ.

بیان: ما رأیت كبراء و أشكالها فیما عندنا من كتب اللغة بهذا المعنی.

«15»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: رَأَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فِی النَّوْمِ كَأَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ ذُبِحَا أَوْ قُتِلَا فَأَحْزَنَهَا ذَلِكَ فَأَخْبَرَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رُؤْیَا فَتَمَثَّلَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ أَنْتِ أَرَیْتِ فَاطِمَةَ هَذَا الْبَلَاءَ قَالَتْ لَا فَقَالَ یَا أَضْغَاثُ أَنْتِ أَرَیْتِ فَاطِمَةَ هَذَا الْبَلَاءَ قَالَتْ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَمَا أَرَدْتِ بِذَلِكِ قَالَتْ أَرَدْتُ أَنْ أُحْزِنَهَا فَقَالَ لِفَاطِمَةَ اسْمَعِی لَیْسَ هَذَا بِشَیْ ءٍ.

«16»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: اسْتَأْذَنَ أَعْمَی عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَحَجَبَتْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَهَا لِمَ حَجَبْتِیهِ وَ هُوَ لَا یَرَاكِ فَقَالَتْ علیها السلام إِنْ لَمْ یَكُنْ یَرَانِی فَإِنِّی أَرَاهُ وَ هُوَ یَشَمُّ الرِّیحَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَشْهَدُ أَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنِّی.

ص: 91


1- 1. یری، ظ.

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: سَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَصْحَابَهُ عَنِ الْمَرْأَةِ مَا هِیَ قَالُوا عَوْرَةٌ قَالَ فَمَتَی تَكُونُ أَدْنَی مِنْ رَبِّهَا فَلَمْ یَدْرُوا فَلَمَّا سَمِعَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام ذَلِكَ قَالَتْ أَدْنَی مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا أَنْ تَلْزَمَ قَعْرَ بَیْتِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی.

باب 5 تزویجها صلوات اللّٰه علیها

«1»- قل، [إقبال الأعمال] بِإِسْنَادِهِ إِلَی شَیْخِنَا الْمُفِیدِ فِی كِتَابِ حَدَائِقِ الرِّیَاضِ قَالَ: لَیْلَةَ إِحْدَی وَ عِشْرِینَ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَ كَانَتْ لَیْلَةَ خَمِیسٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ كَانَ زِفَافُ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَنْزِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُسْتَحَبُّ صَوْمُهُ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی لِمَا وُفِّقَ مِنْ جَمْعِ حُجَّتِهِ وَ صَفْوَتِهِ.

وَ مِنْ تَارِیخِ بَغْدَادَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قُدَّامَهَا وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهَا وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهَا وَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ خَلْفَهَا یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ.

«2»- مصباح،: فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ علیها السلام مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ یَوْمَ السَّادِسِ.

«3»- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمٍ الشَّاذَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَلِیُّ لَقَدْ عَاتَبَنِی رِجَالٌ مِنْ قُرَیْشٍ فِی أَمْرِ فَاطِمَةَ وَ قَالُوا خَطَبْنَاهَا إِلَیْكَ فَمَنَعْتَنَا وَ زَوَّجْتَ عَلِیّاً فَقُلْتُ لَهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَنَا مَنَعْتُكُمْ وَ زَوَّجْتُهُ بَلِ اللَّهُ مَنَعَكُمْ وَ زَوَّجَهُ فَهَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ لَوْ لَمْ أَخْلُقْ عَلِیّاً لَمَا كَانَ

ص: 92

لِفَاطِمَةَ ابْنَتِكَ كُفْوٌ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ.

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الهمدانی عن علی عن أبیه عن علی بن معبد: مثله.

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ الْغَسَّانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جُوَیْرِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: أَتَانِی أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالا لَوْ أَتَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرْتَ لَهُ فَاطِمَةَ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَلَمَّا رَآنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ضَحِكَ ثُمَّ قَالَ مَا جَاءَ بِكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ حَاجَتُكَ قَالَ فَذَكَرْتُ لَهُ قَرَابَتِی وَ قِدَمِی فِی الْإِسْلَامِ وَ نُصْرَتِی لَهُ وَ جِهَادِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ صَدَقْتَ فَأَنْتَ أَفْضَلُ مِمَّا تَذْكُرُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ تُزَوِّجُنِیهَا فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ قَدْ ذَكَرَهَا قَبْلَكَ رِجَالٌ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهَا فَرَأَیْتُ الْكَرَاهَةَ فِی وَجْهِهَا وَ لَكِنْ عَلَی رِسْلِكَ حَتَّی أَخْرُجَ إِلَیْكَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا فَقَامَتْ فَأَخَذَتْ رِدَاءَهُ وَ نَزَعَتْ نَعْلَیْهِ وَ أَتَتْهُ بِالْوَضُوءِ فَوَضَّأَتْهُ بِیَدِهَا وَ غَسَلَتْ رِجْلَیْهِ ثُمَّ قَعَدَتْ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ فَقَالَتْ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ حَاجَتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مَنْ قَدْ عَرَفْتِ قَرَابَتَهُ وَ فَضْلَهُ وَ إِسْلَامَهُ وَ إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُزَوِّجَكِ خَیْرَ خَلْقِهِ وَ أَحَبَّهُمْ إِلَیْهِ وَ قَدْ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِكِ شَیْئاً فَمَا تَرَیْنَ فَسَكَتَتْ وَ لَمْ تُوَلِّ وَجْهَهَا وَ لَمْ یَرَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله كَرَاهَةً فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ زَوِّجْهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَهَا لَهُ وَ رَضِیَهُ لَهَا قَالَ عَلِیٌّ فَزَوَّجَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ثُمَّ أَتَانِی فَأَخَذَ بِیَدِی فَقَالَ قُمْ بِسْمِ اللَّهِ وَ قُلْ عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ وَ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَی اللَّهِ ثُمَّ جَاءَنِی حَتَّی أَقْعَدَنِی عِنْدَهَا علیها السلام ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا أَحَبُّ خَلْقِكَ إِلَیَّ فَأَحِبَّهُمَا وَ بَارِكْ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا وَ اجْعَلْ عَلَیْهِمَا مِنْكَ حَافِظاً وَ إِنِّی أُعِیذُهُمَا بِكَ وَ ذُرِّیَّتَهُمَا مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ.

بیان: الرسل بالكسر التأنی و الرفق.

ص: 93

«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی غَالِبٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ خَالِهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً فَاطِمَةَ علیها السلام دَخَلَ عَلَیْهَا وَ هِیَ تَبْكِی فَقَالَ لَهَا مَا یُبْكِیكِ فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ فِی أَهْلِ بَیْتِی خَیْرٌ مِنْهُ زَوَّجْتُكِ وَ مَا أَنَا زَوَّجْتُكِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ وَ أَصْدَقَ عَنْكِ الْخُمُسَ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قُمْ فَبِعِ الدِّرْعَ فَقُمْتُ فَبِعْتُهُ وَ أَخَذْتُ الثَّمَنَ وَ دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَكَبْتُ الدَّرَاهِمَ فِی حَجْرِهِ فَلَمْ یَسْأَلْنِی كَمْ هِیَ وَ لَا أَنَا أَخْبَرْتُهُ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً وَ دَعَا بِلَالًا فَأَعْطَاهُ فَقَالَ ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ طِیباً ثُمَّ قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الدَّرَاهِمِ بِكِلْتَا یَدَیْهِ فَأَعْطَاهُ أَبَا بَكْرٍ وَ قَالَ ابْتَعْ لِفَاطِمَةَ مَا یُصْلِحُهَا مِنْ ثِیَابٍ وَ أَثَاثِ الْبَیْتِ وَ أَرْدَفَهُ بِعَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ بِعِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَحَضَرُوا السُّوقَ فَكَانُوا یَعْتَرِضُونَ الشَّیْ ءَ مِمَّا یُصْلِحُ فَلَا یَشْتَرُونَهُ حَتَّی یُعْرِضُوهُ عَلَی أَبِی بَكْرٍ فَإِنِ اسْتَصْلَحَهُ اشْتَرَوْهُ فَكَانَ مِمَّا اشْتَرَوْهُ قَمِیصٌ بِسَبْعَةِ دَرَاهِمَ وَ خِمَارٌ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَ قَطِیفَةٌ سَوْدَاءُ خَیْبَرِیَّةٌ وَ سَرِیرٌ مُزَمَّلٌ بِشَرِیطٍ وَ فِرَاشَیْنِ مِنْ خَیْشِ مِصْرَ حَشْوُ أَحَدِهِمَا لِیفٌ وَ حَشْوُ الْآخَرِ مِنْ جِزِّ الْغَنَمِ وَ أَرْبَعَ مَرَافِقَ مِنْ أَدَمِ الطَّائِفِ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ وَ سِتْرٌ مِنْ صُوفٍ وَ حَصِیرٌ هَجَرِیٌ (1) وَ رَحًی لِلْیَدِ وَ مِخْضَبٌ مِنْ نُحَاسٍ وَ سِقَاءٌ مِنْ أَدَمٍ وَ قَعْبٌ لِلَّبَنِ وَ شَنٌّ لِلْمَاءِ وَ مِطْهَرَةٌ مُزَفَّتَةٌ(2) وَ جَرَّةٌ خَضْرَاءُ وَ كِیزَانُ خَزَفٍ حَتَّی إِذَا اسْتَكْمَلَ الشِّرَاءَ حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ بَعْضَ الْمَتَاعِ وَ حَمَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِینَ كَانُوا مَعَهُ الْبَاقِیَ فَلَمَّا عَرَضَ الْمَتَاعَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ یُقَلِّبُهُ بِیَدِهِ وَ یَقُولُ بَارَكَ اللَّهُ لِأَهْلِ الْبَیْتِ

ص: 94


1- 1. قال الفیروزآبادی: هجر محركة بلدة بالیمن بینه و بین عثر یوم و لیلة مذكر مصروف و قد یؤنث و یمنع و النسبة هجری و هاجری و اسم لجمیع ارض البحرین، و قریة كانت قرب المدینة.
2- 2. المزفت: المطلی بالزفت.

قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَقَمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً أُصَلِّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَرْجِعُ إِلَی مَنْزِلِی وَ لَا أَذْكُرُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام ثُمَّ قُلْنَ أَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا نَطْلُبُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دُخُولَ فَاطِمَةَ عَلَیْكَ فَقُلْتُ افْعَلْنَ فَدَخَلْنَ عَلَیْهِ فَقَالَتْ أُمُّ أَیْمَنَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ خَدِیجَةَ بَاقِیَةٌ لَقَرَّتْ عَیْنُهَا بِزِفَافِ فَاطِمَةَ وَ إِنَّ عَلِیّاً یُرِیدُ أَهْلَهُ فَقَرَّ عَیْنَ فَاطِمَةَ بِبَعْلِهَا وَ اجْمَعْ شَمْلَهَا وَ قَرَّ عُیُونَنَا بِذَلِكَ فَقَالَ فَمَا بَالُ عَلِیٍّ لَا یَطْلُبُ مِنِّی زَوْجَتَهُ فَقَدْ كُنَّا نَتَوَقَّعُ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ عَلِیٌّ فَقُلْتُ الْحَیَاءُ یَمْنَعُنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْتَفَتَ إِلَی النِّسَاءِ فَقَالَ مَنْ هَاهُنَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ وَ هَذِهِ زَیْنَبُ وَ هَذِهِ فُلَانَةُ وَ فُلَانَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله هَیِّئُوا لِابْنَتِی وَ ابْنِ عَمِّی فِی حُجَرِی بَیْتاً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فِی أَیِّ حُجْرَةٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فِی حُجْرَتِكِ وَ أَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ یُزَیِّنَّ وَ یُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَسَأَلْتُ فَاطِمَةَ هَلْ عِنْدَكِ طِیبٌ ادَّخَرْتِیهِ لِنَفْسِكِ قَالَتْ نَعَمْ فَأَتَتْ بِقَارُورَةٍ فَسَكَبَتْ مِنْهَا فِی رَاحَتِی فَشَمِمْتُ مِنْهَا رَائِحَةً مَا شَمِمْتُ مِثْلَهَا قَطُّ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالَتْ كَانَ دِحْیَةُ الْكَلْبِیُّ یَدْخُلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ لِی یَا فَاطِمَةُ هَاتِی الْوِسَادَةَ فَاطْرَحِیهَا لِعَمِّكِ فَأَطْرَحُ لَهُ الْوِسَادَةَ فَیَجْلِسُ عَلَیْهَا فَإِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِنْ بَیْنِ ثِیَابِهِ شَیْ ءٌ فَیَأْمُرُنِی بِجَمْعِهِ فَسَأَلَ عَلِیٌّ علیه السلام رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ عَنْبَرٌ یَسْقُطُ مِنْ أَجْنِحَةِ جَبْرَئِیلَ قَالَ عَلِیٌّ ثُمَّ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ یَا عَلِیُّ اصْنَعْ لِأَهْلِكَ طَعَاماً فَاضِلًا ثُمَّ قَالَ مِنْ عِنْدِنَا اللَّحْمُ وَ الْخُبْزُ وَ عَلَیْكَ التَّمْرُ وَ السَّمْنُ فَاشْتَرَیْتُ تَمْراً وَ سَمْناً فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَنْ ذِرَاعِهِ وَ جَعَلَ یَشْدَخُ التَّمْرَ فِی السَّمْنِ حَتَّی اتَّخَذَهُ حَیْساً وَ بَعَثَ إِلَیْنَا كَبْشاً سَمِیناً فَذُبِحَ وَ خُبِزَ لَنَا خُبْزٌ كَثِیرٌ ثُمَّ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ادْعُ مَنْ أَحْبَبْتَ فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ وَ هُوَ مُشْحَنٌ بِالصَّحَابَةِ فأحییت [فَحَیِیتُ] أَنْ أُشْخِصَ قَوْماً وَ أَدَعَ قَوْماً ثُمَّ صَعِدْتُ عَلَی رَبْوَةٍ هُنَاكَ وَ نَادَیْتُ أَجِیبُوا إِلَی وَلِیمَةِ فَاطِمَةَ فَأَقْبَلَ النَّاسُ أَرْسَالًا فَاسْتَحْیَیْتُ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَ قِلَّةِ

ص: 95

الطَّعَامِ فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا تَدَاخَلَنِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَدْعُو اللَّهَ بِالْبَرَكَةِ قَالَ عَلِیٌّ فَأَكَلَ الْقَوْمُ عَنْ آخِرِهِمْ طَعَامِی وَ شَرِبُوا شَرَابِی وَ دَعَوْا لِی بِالْبَرَكَةِ وَ صَدَرُوا وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ لَمْ یَنْقُصْ مِنَ الطَّعَامِ شَیْ ءٌ ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِالصِّحَافِ فَمُلِئَتْ وَ وَجَّهَ بِهَا إِلَی مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ ثُمَّ أَخَذَ صَحْفَةً وَ جَعَلَ فِیهَا طَعَاماً وَ قَالَ هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعْلِهَا حَتَّی إِذَا انْصَرَفَتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا أُمَّ سَلَمَةَ هَلُمِّی فَاطِمَةَ فَانْطَلَقَتْ فَأَتَتْ بِهَا وَ هِیَ تَسْحَبُ أَذْیَالَهَا وَ قَدْ تَصَبَّبَتْ عَرَقاً حَیَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَثَرَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَقَالَكِ اللَّهُ الْعَثْرَةَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَلَمَّا وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ كَشَفَ الرِّدَاءَ عَنْ وَجْهِهَا حَتَّی رَآهَا عَلِیٌّ علیه السلام ثُمَّ أَخَذَ یَدَهَا فَوَضَعَهَا فِی یَدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِی ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ یَا عَلِیُّ نِعْمَ الزَّوْجَةُ فَاطِمَةُ وَ یَا فَاطِمَةُ نِعْمَ الْبَعْلُ عَلِیٌّ انْطَلِقَا إِلَی مَنْزِلِكُمَا وَ لَا تُحْدِثَا أَمْراً حَتَّی آتِیَكُمَا قَالَ عَلِیٌّ فَأَخَذْتُ بِیَدِ فَاطِمَةَ وَ انْطَلَقْتُ بِهَا حَتَّی جَلَسَتْ فِی جَانِبِ الصُّفَّةِ وَ جَلَسْتُ فِی جَانِبِهَا وَ هِیَ مُطْرِقَةٌ إِلَی الْأَرْضِ حَیَاءً مِنِّی وَ أَنَا مُطْرِقٌ إِلَی الْأَرْضِ حَیَاءً مِنْهَا ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ مَنْ هَاهُنَا فَقُلْنَا ادْخُلْ یَا رَسُولَ اللَّهُ مَرْحَباً بِكَ زَائِراً وَ دَاخِلًا فَدَخَلَ فَأَجْلَسَ فَاطِمَةَ مِنْ جَانِبِهِ ثُمَّ قَالَ یَا فَاطِمَةُ ایتِینِی بِمَاءٍ فَقَامَتْ إِلَی قَعْبٍ فِی الْبَیْتِ فَمَلَأَتْهُ مَاءً ثُمَّ أَتَتْهُ بِهِ فَأَخَذَ جُرْعَةً فَتَمَضْمَضَ بِهَا ثُمَّ مَجَّهَا فِی الْقَعْبِ ثُمَّ صَبَّ مِنْهَا عَلَی رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَ أَقْبِلِی فَلَمَّا أَقْبَلَتْ نَضَحَ مِنْهُ بَیْنَ ثَدْیَیْهَا ثُمَّ قَالَ أَدْبِرِی فَأَدْبَرَتْ فَنَضَحَ مِنْهُ بَیْنَ كَتِفَیْهَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَذِهِ ابْنَتِی وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ اللَّهُمَّ وَ هَذَا أَخِی وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَكَ وَلِیّاً وَ بِكَ حَفِیّاً وَ بَارِكْ لَهُ فِی أَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْخُلْ بِأَهْلِكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَیْكُمْ ... إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.

بیان: مزمل أی ملفوف و الشریط خوص مفتول یشرط به السریر و نحوه

ص: 96

و قال الفیروزآبادی الخیش ثیاب فی نسجها رقة و خیوطها غلاظ من مشاقة الكتان أو من أغلظ العصب قوله من جز الغنم بالكسر أی الصوف الذی جز من الغنم و المخضب كمنبر المركن.

قوله فقر عین فاطمة ظاهره أنه بصیغة الأمر بناء علی أن مجرده یكون متعدیا أیضا لكنه لم یرد فیما عندنا من كتب اللغة.

و قال الجوهری جمع اللّٰه شملهم أی ما تشتت من أمرهم و شتت اللّٰه شمله أی ما اجتمع من أمره و قال الشدخ كسر الشی ء الأجوف و قال الحیس هو تمر یخلط بسمن و أقط و السحب الجر و القعب قدح من خشب قوله صلی اللّٰه علیه و آله و بك حفیا قال الجوهری تقول حفیت به بالكسر أی بالغت فی إكرامه و إلطافه انتهی أی مطیعا لك غایة الإطاعة أو مشفقا علی الخلق ناصحا لهم بسبب إطاعة أمرك.

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِفَاطِمَةَ مَا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَی الْأَرْضِ.

«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دَخَلَ بِفَاطِمَةَ بَعْدَ وَفَاةِ أُخْتِهَا رُقَیَّةَ زَوْجَةِ عُثْمَانَ بِسِتَّةَ عَشَرَ یَوْماً وَ ذَلِكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ بَدْرٍ وَ ذَلِكَ لِأَیَّامٍ خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ وَ رُوِیَ أَنَّهُ دَخَلَ بِهَا یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ اللَّهُ تَعَالَی أَعْلَمُ.

«8»- ل، [الخصال] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ یَحْیَی الْحِمَّانِیِّ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرِضَ مَرَضَهُ فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ علیها السلام تَعُودُهُ وَ هُوَ نَاقِهٌ (1)

مِنْ مَرَضِهِ فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجُهْدِ

ص: 97


1- 1. یقال: نقه المریض من علته إذا بری ء و أفاق لكن فیه ضعف لم یرجع الی كمال قوته بعد، فهو ناقه.

وَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّی جَرَتْ دَمْعَتُهَا عَلَی خَدِّهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَهَا یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا بَعْلَكِ فَأَوْحَی إِلَیَّ فَأَنْكَحْتُكَهُ أَ مَا عَلِمْتِ یَا فَاطِمَةُ أَنَّ لِكَرَامَةِ اللَّهِ إِیَّاكِ زَوَّجَكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً قَالَ فَسُرَّتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ اسْتَبْشَرَتْ بِمَا قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ یَزِیدَهَا مَزِیدَ الْخَیْرِ كُلِّهِ مِنَ الَّذِی قَسَمَهُ اللَّهُ لَهُ وَ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ لِعَلِیٍّ ثَمَانُ خِصَالٍ إِیمَانُهُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ عِلْمُهُ وَ حِكْمَتُهُ وَ زَوْجَتُهُ وَ سِبْطَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهْیُهُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ قَضَاؤُهُ بِكِتَابِ اللَّهِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أُعْطِینَا سَبْعَ خِصَالٍ لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ قَبْلَنَا وَ لَا یُدْرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الْآخِرِینَ بَعْدَنَا نَبِیُّنَا خَیْرُ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِیُّنَا خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِیدُنَا سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّ أَبِیكِ وَ مِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ یَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ وَ هُوَ جَعْفَرٌ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ.

«9»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی وَ الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی آخَی بَیْنِی وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ زَوَّجَهُ ابْنَتِی مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ وَ أَشْهَدَ عَلَی ذَلِكَ مُقَرَّبِی مَلَائِكَتِهِ وَ جَعَلَهُ لِی وَصِیّاً وَ خَلِیفَةً فَعَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ.

«10»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: دَخَلَتْ أُمُّ أَیْمَنَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی مِلْحَفَتِهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا مَعَكِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ فَقَالَتْ إِنَّ فُلَانَةَ أَمْلَكُوهَا فَنَثَرُوا عَلَیْهَا فَأَخَذْتُ مِنْ نُثَارِهَا

ص: 98

ثُمَّ بَكَتْ أُمُّ أَیْمَنَ وَ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ زَوَّجْتَهَا وَ لَمْ تَنْثُرْ عَلَیْهَا شَیْئاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا أُمَّ أَیْمَنَ لِمَ تَكْذِبِینَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ عَلِیّاً علیه السلام أَمَرَ أَشْجَارَ الْجَنَّةِ أَنْ تَنْثُرَ عَلَیْهِمْ مِنْ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا وَ یَاقُوتِهَا وَ دُرِّهَا وَ زُمُرُّدِهَا وَ إِسْتَبْرَقِهَا فَأَخَذُوا مِنْهَا مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ لَقَدْ نَحَلَ اللَّهُ طُوبَی فِی مَهْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَجَعَلَهَا فِی مَنْزِلِ عَلِیٍّ علیه السلام.

شی، [تفسیر العیاشی] عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبی جعفر علیه السلام: مثله.

«11»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لَا یَذْكُرُهَا أَحَدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّی أَیِسَ النَّاسُ مِنْهَا فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یُزَوِّجَهَا مِنْ عَلِیٍّ أَسَرَّ إِلَیْهَا فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَوْلَی بِمَا تَرَی غَیْرَ أَنَّ نِسَاءَ قُرَیْشٍ تُحَدِّثُنِی عَنْهُ أَنَّهُ رَجُلٌ دَحْدَاحُ الْبَطْنِ طَوِیلُ الذِّرَاعَیْنِ ضَخْمُ الْكَرَادِیسِ أَنْزَعُ عَظِیمُ الْعَیْنَیْنِ وَ السَّكِنَةِ [مشاشار كَمَشَاشِیرِ الْبَعِیرِ](1) ضَاحِكُ السِّنِّ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ أَشْرَفَ عَلَی الدُّنْیَا فَاخْتَارَنِی عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ فَاخْتَارَ عَلِیّاً عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ فَاخْتَارَكِ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَیْهَا إِنِّی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ وَ مَنْ وَزِیرِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی

ص: 99


1- 1. الظاهر أن الصحیح هكذا: مشاشاه كمشاشی البعیر، فصحف، و قد ذكر فی كتاب الصفین فی حلیته علیه السلام: عظیم المشاشین كمشاش السبع الضاری بلفظ التثنیة، و قال الجزریّ جلیل المشاش ای عظیم رءوس العظام كالمرفقین و الكتفین و الركبتین، و هذا واضح.

قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا مُحَمَّدٌ حَبِیبِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِوَزِیرِهِ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ رَأَیْتُ فِی الْجَنَّةِ شَجَرَةَ طُوبَی أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ وَ مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا مَنْزِلٌ إِلَّا وَ فِیهَا فِتْرٌ مِنْهَا وَ أَعْلَاهَا أَسْفَاطُ حُلَلٍ مِنْ سُنْدُسٍ وَ إِسْتَبْرَقٍ یَكُونُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ أَلْفُ أَلْفِ سَفَطٍ فِی كُلِّ سَفَطٍ مِائَةُ أَلْفِ حُلَّةٍ مَا فِیهِ حُلَّةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَی عَلَی أَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ هُوَ ثِیَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَطُهَا ظِلٌّ مَمْدُودٌ عَرْضُ الْجَنَّةِ كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ یَسِیرُ الرَّاكِبُ فِی ذَلِكَ الظِّلِّ مَسِیرَةَ مِائَةِ عَامٍ فَلَا یَقْطَعُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ(1) وَ أَسْفَلُهَا ثِمَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ طَعَامُهُمْ مُتَدَلِّلٌ فِی بُیُوتِهِمْ یَكُونُ فِی الْقَضِیبِ مِنْهَا

مِائَةُ لَوْنٍ مِنَ الْفَاكِهَةِ مِمَّا رَأَیْتُمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ مَا لَمْ تَرَوْهُ وَ مَا سَمِعْتُمْ بِهِ وَ مَا لَمْ تَسْمَعُوا مِثْلَهَا وَ كُلَّمَا یُجْتَنَی مِنْهَا شَیْ ءٌ نَبَتَتْ مَكَانَهَا أُخْرَی لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ وَ یَجْرِی نَهَرٌ فِی أَصْلِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ تَنْفَجِرُ مِنْهَا الْأَنْهَارُ الْأَرْبَعَةُ أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَیْرِ آسِنٍ وَ أَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ یَتَغَیَّرْ طَعْمُهُ وَ أَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِینَ وَ أَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّی (2) یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ سَبْعَ خِصَالٍ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِی وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی الصِّرَاطِ فَیَقُولُ لِلنَّارِ خُذِی ذَا وَ ذَرِی ذَا وَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ وَ أَوَّلُ مَنْ یُقْرِعُ مَعِی بَابَ الْجَنَّةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ یَا فَاطِمَةُ هَذَا مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلِیّاً فِی الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْجَنَّةِ إِذَا كَانَ فِی الدُّنْیَا لَا مَالَ لَهُ فَأَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّهُ بَطِینٌ فَإِنَّهُ مَمْلُوءٌ مِنْ عِلْمٍ خَصَّهُ اللَّهُ بِهِ وَ أَكْرَمَهُ مِنْ بَیْنِ أُمَّتِی

ص: 100


1- 1. الواقعة: 29.
2- 2. القتال: 17.

وَ أَمَّا مَا قُلْتَ إِنَّهُ أَنْزَعُ عَظِیمُ الْعَیْنَیْنِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ بِصِفَةِ آدَمَ علیه السلام وَ أَمَّا طُولُ یَدَیْهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ طَوَّلَهَا لِیَقْتُلَ بِهَا أَعْدَاءَهُ وَ أَعْدَاءَ رَسُولِهِ وَ بِهِ یُظْهِرُ اللَّهُ الدِّینَ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ بِهِ یَفْتَحُ اللَّهُ الْفُتُوحَ وَ یُقَاتِلُ الْمُشْرِكِینَ عَلَی تَنْزِیلِ الْقُرْآنِ وَ الْمُنَافِقِینَ مِنْ أَهْلِ الْبَغْیِ وَ النَّكْثِ وَ الْفُسُوقِ عَلَی تَأْوِیلِهِ وَ یُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ یُزَیِّنُ بِهِمَا عَرْشَهُ یَا فَاطِمَةُ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ ذُرِّیَّةً مِنْ صُلْبِهِ وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتِی مِنْ صُلْبِ عَلِیٍّ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ مَا كَانَتْ لِی ذُرِّیَّةٌ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْتَارُ عَلَیْهِ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ غَیْرُ عَلِیٍّ علیه السلام.

إیضاح: الدحداح القصیر السمین و اندح بطنه اندحاحا اتسع و كل عظمین التقیا فی مفصل فهو كردوس نحو المنكبین و الركبتین و الوركین و الأنزع هو الذی انحسر الشعر عن جانبی جبهته و السكنة كقرحة مقر الرأس من العنق و لم أجد لمشاشار معنی فی اللغة و لعله كان فی الأصل له مشاش كمشاش البعیر و المشاش رءوس العظام و لم تكن تلك الفقرة فی بعض النسخ و هو أصوب (1).

قوله إلا و فیها فتر بالفاء المكسورة ما بین طرف الإبهام و طرف المشیرة و فی بعضها بالقاف قال الفیروزآبادی القتر القدر و یحرك و فی بعضها قنو بالكسر أی عذق و التدلل التدلی و الآسن الآجن المتغیر و قد مر شرح سائر أجزاء الخبر فی كتاب الفتن و كتاب أحوال أمیر المؤمنین علیه السلام.

«12»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُقَاتِلٍ عَنْ حَامِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ بِتَزْوِیجِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ أَتَجَرَّأْ

ص: 101


1- 1. و ذلك لان معنی قوله:« ضخم الكرادیس» هو معنی قوله« مشاشاه كمشاشی البعیر».

أَنْ أَذْكُرَ ذَلِكَ لِلنَّبِیِّ وَ إِنَّ ذَلِكَ لَیَخْتَلِجُ فِی صَدْرِی لَیْلِی وَ نَهَارِی حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَلْ لَكَ فِی التَّزْوِیجِ قُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ أَعْلَمُ وَ إِذَا هُوَ یُرِیدُ أَنْ یُزَوِّجَنِی بَعْضَ نِسَاءِ قُرَیْشٍ وَ إِنِّی لَخَائِفٌ عَلَی فَوْتِ فَاطِمَةَ فَمَا شَعَرْتُ بِشَیْ ءٍ إِذْ أَتَانِی رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی أَجِبِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ أَسْرِعْ فَمَا رَأَیْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَشَدَّ فَرَحاً مِنْهُ الْیَوْمَ قَالَ فَأَتَیْتُهُ مُسْرِعاً فَإِذَا هُوَ فِی حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ فَرَحاً وَ تَبَسَّمَ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی بَیَاضِ أَسْنَانِهِ یَبْرُقُ فَقَالَ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ كَفَانِی مَا قَدْ كَانَ أَهَمَّنِی مِنْ أَمْرِ تَزْوِیجِكَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَ قَرَنْفُلِهَا فَنَاوَلَنِیهِمَا فَأَخَذْتُهُمَا وَ شَمِمْتُهُمَا فَقُلْتُ مَا سَبَبُ هَذَا السُّنْبُلِ وَ الْقَرَنْفُلِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَ سُكَّانَ الْجِنَانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَنْ فِیهَا أَنْ یُزَیِّنُوا الْجِنَانَ كُلَّهَا بِمَغَارِسِهَا وَ أَشْجَارِهَا وَ ثِمَارِهَا وَ قُصُورِهَا وَ أَمَرَ رِیحَهَا فَهَبَّتْ بِأَنْوَاعِ الْعِطْرِ وَ الطِّیبِ وَ أَمَرَ حُورَ عِینِهَا بِالْقِرَاءَةِ فِیهَا بِسُورَةِ طه وَ طَوَاسِینَ وَ یس وَ حمعسق ثُمَّ نَادَی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَلَا إِنَّ الْیَوْمَ یَوْمُ وَلِیمَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَلَا إِنِّی أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ رِضًی مِنِّی بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَحَابَةً بَیْضَاءَ فَقَطَرَتْ عَلَیْهِمْ مِنْ لُؤْلُئِهَا وَ زَبَرْجَدِهَا وَ یَوَاقِیتِهَا وَ قَامَتِ الْمَلَائِكَةُ فَنَثَرَتْ مِنْ سُنْبُلِ الْجَنَّةِ وَ قَرَنْفُلِهَا هَذَا مِمَّا نَثَرَتِ الْمَلَائِكَةُ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَلَكاً مِنْ مَلَائِكَةِ الْجَنَّةِ یُقَالُ لَهُ رَاحِیلُ وَ لَیْسَ فِی الْمَلَائِكَةِ أَبْلَغُ مِنْهُ فَقَالَ اخْطُبْ یَا رَاحِیلُ فَخَطَبَ بِخُطْبَةٍ لَمْ یَسْمَعْ بِمِثْلِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ وَ لَا أَهْلُ الْأَرْضِ ثُمَّ نَادَی مُنَادٍ أَلَا یَا مَلَائِكَتِی وَ سُكَّانَ جَنَّتِی بَارِكُوا عَلَی عَلِیِّ بْنِ

ص: 102

أَبِی طَالِبٍ حَبِیبِ مُحَمَّدٍ وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ فَقَدْ بَارَكْتُ عَلَیْهِمَا أَلَا إِنِّی قَدْ زَوَّجْتُ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَیَّ مِنْ أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَیَّ بَعْدَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فَقَالَ رَاحِیلُ الْمَلَكُ یَا رَبِّ وَ مَا بَرَكَتُكَ فِیهِمَا بِأَكْثَرَ مِمَّا رَأَیْنَا لَهُمَا فِی جِنَانِكَ وَ دَارِكَ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا رَاحِیلُ إِنَّ مِنْ بَرَكَتِی عَلَیْهِمَا أَنْ أَجْمَعَهُمَا عَلَی مَحَبَّتِی وَ أَجْعَلَهُمَا حُجَّةً عَلَی خَلْقِی وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَخْلُقَنَّ مِنْهُمَا خَلْقاً وَ لَأُنْشِئَنَّ مِنْهُمَا ذُرِّیَّةً أَجْعَلُهُمْ خُزَّانِی فِی أَرْضِی وَ مَعَادِنَ لِعِلْمِی وَ دُعَاةً إِلَی دِینِی بِهِمْ أَحْتَجُّ عَلَی خَلْقِی بَعْدَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فَأَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْرَمَكَ كَرَامَةً لَمْ یُكْرِمْ بِمِثْلِهَا أَحَداً وَ قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ عَلَی مَا زَوَّجَكَ الرَّحْمَنُ وَ قَدْ رَضِیتُ لَهَا بِمَا رَضِیَ اللَّهُ لَهَا فَدُونَكَ أَهْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّی وَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنَّ الْجَنَّةَ مُشْتَاقَةٌ إِلَیْكُمَا وَ لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدَّرَ أَنْ یُخْرِجَ مِنْكُمَا مَا یَتَّخِذُهُ عَلَی الْخَلْقِ حُجَّةً لَأَجَابَ فِیكُمَا الْجَنَّةَ وَ أَهْلَهَا فَنِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْخَتَنُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَ كَفَاكَ بِرِضَی اللَّهِ رِضًی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ مِنْ قَدْرِی حَتَّی إِنِّی ذُكِرْتُ فِی الْجَنَّةِ وَ زَوَّجَنِیَ اللَّهُ فِی مَلَائِكَتِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا أَكْرَمَ وَلِیَّهُ وَ أَحَبَّهُ أَكْرَمَهُ بِمَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ فَحَبَاهَا اللَّهُ لَكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله آمِینَ.

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] محمد بن علی بن الشاه عن أحمد بن المظفر عن محمد بن زكریا عن مهدی بن سابق عن الرضا عن آبائه عن علی علیه السلام: مثله ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الدقاق عن ابن زكریا القطان عن ابن حبیب عن أحمد بن الحارث عن أبی معاویة عن الأعمش عن الصادق علیه السلام عن آبائه عن علی علیه السلام: مثله

«13»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الضَّبِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ الطُّوسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ فَإِنَّمَا حَبَاكَ

ص: 103


1- 1. النمل: 19.

اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ بِمَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا أُذُنٌ سَمِعَتْ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله آمِینَ یَا رَبَّ الْعَالَمِینَ وَ یَا خَیْرَ النَّاصِرِینَ.

«14»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ فِرَاشُ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ حِینَ دَخَلَتْ عَلَیْهِ إِهَابُ كَبْشٍ إِذَا أَرَادَا أَنْ یَنَامَا عَلَیْهِ قَلَّبَاهُ فَنَامَا عَلَی صُوفِهِ قَالَ وَ كَانَتْ وِسَادَتُهُمَا أَدَماً حَشْوُهَا لِیفٌ قَالَ وَ كَانَ صَدَاقُهَا دِرْعاً مِنْ حَدِیدٍ.

«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ أَتَاهُ أُنَاسٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا إِنَّكَ زَوَّجْتَ عَلِیّاً بِمَهْرٍ خَسِیسٍ فَقَالَ مَا أَنَا زَوَّجْتُ عَلِیّاً وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَهُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی أَوْحَی اللَّهُ إِلَی السِّدْرَةِ أَنِ انْثُرِی مَا عَلَیْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ وَ الْجَوْهَرَ وَ الْمَرْجَانَ فَابْتَدَرَ الْحُورُ الْعِینُ فَالْتَقَطْنَ فَهُنَّ یَتَهَادَیْنَهُ وَ یَتَفَاخَرْنَ وَ یَقُلْنَ هَذَا مِنْ نُثَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الزِّفَافِ أَتَی النَّبِیُّ بِبَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ وَ ثَنَی عَلَیْهَا قَطِیفَةً وَ قَالَ لِفَاطِمَةَ ارْكَبِی وَ أَمَرَ سَلْمَانَ أَنْ یَقُودَهَا وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَسُوقُهَا فَبَیْنَمَا هُوَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذْ سَمِعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَجْبَةً فَإِذَا هُوَ بِجَبْرَئِیلَ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً وَ مِیكَائِیلَ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا أَهْبَطَكُمْ إِلَی الْأَرْضِ قَالُوا جِئْنَا نَزُفُّ فَاطِمَةَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَكَبَّرَ جَبْرَئِیلُ وَ كَبَّرَ مِیكَائِیلُ وَ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَقَعَ التَّكْبِیرُ عَلَی الْعَرَائِسِ مِنْ تِلْكَ اللَّیْلَةِ.

بیان: الوجبة السقطة مع الهدة أو صوت الساقط و فی بعض النسخ وحیة بالحاء المهملة و الیاء المثناة و الوحی الكلام الخفی.

«16»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: مَا زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ إِلَّا بَعْدَ مَا أَمَرَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِتَزْوِیجِهَا.

ص: 104

«17»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی مَلَكٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَزَوِّجْهَا مِنْهُ وَ قَدْ أَمَرْتُ شَجَرَةَ طُوبَی أَنْ تَحْمِلَ الدُّرَّ وَ الْیَاقُوتَ وَ الْمَرْجَانَ وَ إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ قَدْ فَرِحُوا لِذَلِكَ وَ سَیُولَدُ مِنْهَا وَلَدَانِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ بِهِمَا یُزَیَّنُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَأَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ خَیْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله.

«18»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعِجْلِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَطْلُبُنِی فَقَالَ أَیْنَ أَخِی یَا أُمَّ أَیْمَنَ قَالَتْ وَ مَنْ أَخُوكَ قَالَ عَلِیٌّ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُزَوِّجُهُ ابْنَتَكَ وَ هُوَ أَخُوكَ قَالَ نَعَمْ أَمَا وَ اللَّهِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ لَقَدْ زَوَّجْتُهَا كُفْواً شَرِیفاً وَجِیهاً فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ.

«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمْهَرَ فَاطِمَةَ علیها السلام رُبُعَ الدُّنْیَا فَرُبُعُهَا لَهَا وَ أَمْهَرَهَا الْجَنَّةَ وَ النَّارَ تُدْخِلُ أَعْدَاءَهَا النَّارَ وَ تُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهَا الْجَنَّةَ وَ هِیَ الصِّدِّیقَةُ الْكُبْرَی وَ عَلَی مَعْرِفَتِهَا دَارَتِ الْقُرُونُ الْأُولَی.

«20»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا عَلَی دِرْعٍ لَهُ حُطَمِیَّةٍ تَسْوَی ثَلَاثِینَ دِرْهَماً.

أَقُولُ: سَیَأْتِی فِی تَزْوِیجِ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی یَخْطُبُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ وَ بَذَلَ لَهَا مِنَ الصَّدَاقِ مَهْرَ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ جِیَادٍ.

ص: 105

«21»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ وَقْتُ زِفَافِ فَاطِمَةَ علیها السلام اتَّخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله طَعَاماً وَ خَبِیصاً وَ قَالَ لِعَلِیٍّ ادْعُ النَّاسَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام جِئْتُ إِلَی النَّاسِ فَقُلْتُ أَجِیبُوا الْوَلِیمَةَ فَأَقْبَلُوا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَدْخِلْ عَشَرَةً فَدَخَلُوا وَ قَدَّمَ إِلَیْهِمُ الطَّعَامَ وَ الثَّرِیدَ فَأَكَلُوا ثُمَّ أَطْعَمَهُمُ السَّمْنَ وَ التَّمْرَ فَلَا یَزْدَادُ الطَّعَامُ إِلَّا بَرَكَةً فَلَمَّا أَطْعَمَ الرِّجَالَ عَمَدَ إِلَی مَا فَضَلَ مِنْهَا فَتَفَلَ فِیهَا وَ بَارَكَ عَلَیْهَا وَ بَعَثَ مِنْهَا إِلَی نِسَائِهِ وَ قَالَ قُلْ لَهُنَّ كُلْنَ وَ أَطْعِمْنَ مَنْ غَشِیَكُنَّ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا بِصَحْفَةٍ فَجَعَلَ فِیهَا نَصِیباً فَقَالَ هَذَا لَكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ فِی زُمْرَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِهَدِیَّةٍ فَقَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ امْلَئِی الْقَعْبَ مَاءً فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ اشْرَبْ نِصْفَهُ ثُمَّ قَالَ لِفَاطِمَةَ اشْرَبِی وَ أَبْقِی ثُمَّ أَخَذَ الْبَاقِیَ فَصَبَّهُ عَلَی وَجْهِهَا وَ نَحْرِهَا ثُمَّ فَتَحَ السَّلَّةَ فَإِذَا فِیهَا كَعْكٌ وَ مَوْزٌ وَ زَبِیبٌ فَقَالَ هَذَا هَدِیَّةُ جَبْرَئِیلَ ثُمَّ أَقْلَبَ مِنْ یَدِهِ سَفَرْجَلَةً فَشَقَّهَا نِصْفَیْنِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً وَ قَالَ هَذِهِ هَدِیَّةٌ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَیْكُمَا وَ أَعْطَی عَلِیّاً نِصْفاً وَ فَاطِمَةَ نِصْفاً.

«22»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ابْنُ مَسْعودٍ وَ جَابِرٌ وَ الْبَرَاءُ وَ أَنَسٌ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ السُّدِّیُّ وَ ابْنُ سِیرِینَ وَ الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً(1) قَالُوا هُوَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً الْقَائِمُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ لِأَنَّهُ لَمْ یَجْتَمِعْ نَسَبٌ وَ سَبَبٌ فِی الصَّحَابَةِ وَ الْقَرَابَةِ إِلَّا لَهُ فَلِأَجْلِ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ الْمِیرَاثَ بِالنَّسَبِ وَ السَّبَبِ وَ فِی رِوَایَةٍ الْبَشَرُ الرَّسُولُ وَ النَّسَبُ فَاطِمَةُ وَ الصِّهْرُ عَلِیٌّ علیه السلام.

تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ، قَالَ ابْنُ سِیرِینَ: نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ زَوْجِ فَاطِمَةَ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّهِ وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ فَكَانَ نَسَباً وَ صِهْراً.

ابْنُ الْحَجَّاجِ: بِالْمُصْطَفَی وَ بِصِهْرِهِ*** وَ وَصِیِّهِ یَوْمَ الْغَدِیرِ

كَعْبُ بْنُ زُهَیْرِ : صِهْرُ النَّبِیِّ وَ خَیْرُ النَّاسِ كُلِّهِمْ.

الصَّادِقُ علیه السلام: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لِفَاطِمَةَ لَا تَعْصِی عَلِیّاً فَإِنَّهُ

ص: 106


1- 1. الفرقان: 56.

إِنْ غَضِبَ غَضِبْتُ لِغَضَبِهِ.

عُوتِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی أَمْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَوْ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ وَ فِی خَبَرٍ لَوْلَاكَ لَمَّا كَانَ لَهَا كُفْوٌ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ.

الْمُفَضَّلُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ لَا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یَكُنْ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ.

وَ قَالُوا تَزَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الشَّیْخَیْنِ وَ زَوَّجَ مِنْ عُثْمَانَ بِنْتَیْنِ قُلْنَا التَّزْوِیجُ لَا یَدُلُّ عَلَی الْفَضْلِ وَ إِنَّمَا هُوَ مَبْنِیٌّ عَلَی إِظْهَارِ الشَّهَادَتَیْنِ ثُمَّ إِنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله تَزَوَّجَ فِی جَمَاعَةٍ وَ أَمَّا عُثْمَانُ فَفِی زَوَاجِهِ خِلَافٌ كَثِیرٌ وَ أَنَّهُ كَانَ زَوَّجَهُمَا مِنْ كَافِرَیْنِ قَبْلَهُ وَ لَیْسَتْ حُكْمُ فَاطِمَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لِأَنَّهَا وَلِیدَةُ الْإِسْلَامِ وَ مِنْ أَهْلِ الْعَبَاءِ وَ الْمُبَاهَلَةِ وَ الْمُهَاجَرَةِ فِی أَصْعَبِ وَقْتٍ وَ وَرَدَ فِیهَا آیَةُ التَّطْهِیرِ وَ افْتَخَرَ جَبْرَئِیلُ بِكَوْنِهِ مِنْهُمْ وَ شَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِالصِّدْقِ وَ لَهَا أُمُومَةُ الْأَئِمَّةِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ- وَ مِنْهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَقِبُ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ زَوْجُهَا مِنْ أَصْلِهَا وَ لَیْسَ بِأَجْنَبِیٍّ وَ أَمَّا الشَّیْخَانِ فَقَدْ تَوَسَّلَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَتَوَسَّلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَیْهِ بَعْدَ مَا رَدَّ خِطْبَتَهُمَا وَ الْعَاقِدُ بَیْنَهُمَا هُوَ اللَّهُ تَعَالَی وَ الْقَابِلُ جَبْرَئِیلُ وَ الْخَاطِبُ رَاحِیلُ وَ الشُّهُودُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ صَاحِبُ النُّثَارِ رِضْوَانُ وَ طَبَقُ النُّثَارِ شَجَرَةُ طُوبَی وَ النُّثَارُ الدُّرُّ وَ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ وَ الرَّسُولُ هُوَ الْمَشَّاطَةُ وَ أَسْمَاءُ صَاحِبَةُ الْحَجَلَةِ وَ وَلِیدُ هَذَا النِّكَاحِ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام.

ابْنُ شَاهِینَ الْمَرْوَزِیُّ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ وَ الْبَلاذُرِیُّ فِی التَّارِیخِ بِأَسَانِیدِهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ أَنْتَظِرُ لَهَا الْقَضَاءَ ثُمَّ خَطَبَ إِلَیْهِ عُمَرُ فَقَالَ أَنْتَظِرُ لَهَا الْقَضَاءَ الْخَبَرَ.

مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ فَضَائِلُهُ وَ سُنَنُ أَبِی دَاوُدَ وَ إِبَانَةُ ابْنِ بَطَّةَ وَ تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ كِتَابُ ابْنِ شَاهِینَ وَ اللَّفْظُ لَهُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ خَالِدٍ الْحِذَاءِ وَ أَبِی أَیُّوبَ وَ عِكْرِمَةَ وَ أَبِی نَجِیحٍ وَ عُبَیْدَةَ بْنِ سُلَیْمَانَ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ لَمَّا زَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ عَلِیّاً قَالَ لَهُ

ص: 107

النَّبِیُّ أَعْطِهَا شَیْئاً قَالَ مَا عِنْدِی شَیْ ءٌ قَالَ فَأَیْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِیَّةُ وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ أَنَّهُ قَالَ عَلِیٌّ عِنْدِی قَالَ فَأَعْطِهَا إِیَّاهَا.

تَارِیخَیِ الْخَطِیبِ وَ الْبَلَاذُرِیِّ وَ حِلْیَةِ أَبِی نُعَیْمٍ وَ إِبَانَةِ الْعُكْبَرِیِّ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَصَابَ فَاطِمَةَ صَبِیحَةَ یَوْمِ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا فَاطِمَةُ زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ* یَا فَاطِمَةُ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ أُمْلِكَكِ بِعَلِیٍّ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی جَبْرَئِیلَ فَقَامَ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَصَفَّ الْمَلَائِكَةَ صُفُوفاً ثُمَّ خَطَبَ عَلَیْهِمْ فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِیٍّ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتِ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُمْ یَوْمَئِذٍ شَیْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ غَیْرُهُ افْتَخَرَ بِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَفْتَخِرُ عَلَی النِّسَاءِ لِأَنَّهَا مَنْ خَطَبَ عَلَیْهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام.

وَ قَدِ اشْتَهَرَ فِی الصِّحَاحِ بِالْأَسَانِیدِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ مَسْعودٍ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ أُمِّ سَلَمَةَ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ مَعَانِی مُتَّفِقَةٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی فَرَدَّهُمَا.

وَ رَوَی أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ بُرَیْدَةَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنَّهَا صَغِیرَةٌ.

وَ رَوَی ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ: أَنَّهُ خَطَبَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَمْ یُجِبْهُ وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ أَنَّهُ قَالَ بِكَذَا مِنَ الْمَهْرِ فَغَضِبَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی حَصًی فَرَفَعَهَا فَسَبَّحَتْ فِی یَدِهِ فَجَعَلَهَا فِی ذَیْلِهِ فَصَارَتْ دُرّاً وَ مَرْجَاناً یُعَرِّضُ بِهِ جَوَابَ الْمَهْرِ وَ لَمَّا خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا سَبَبِی وَ نَسَبِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَّا السَّبَبُ فَقَدْ سَبَّبَ اللَّهُ وَ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ وَ هَشَّ وَ بَشَّ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ أَ لَكَ شَیْ ءٌ أُزَوِّجُكَ مِنْهَا فَقَالَ لَا یَخْفَی عَلَیْكَ حَالِی إِنَّ لِی فَرَساً وَ بَغْلًا وَ سَیْفاً وَ دِرْعاً فَقَالَ بِعِ الدِّرْعَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ أَتَی سَلْمَانُ إِلَیْهِ وَ قَالَ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ

ص: 108

قَالَ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ بِهَا فِی السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ أُزَوِّجَكَهَا فِی الْأَرْضِ وَ لَقَدْ أَتَانِی مَلَكٌ وَ قَالَ أَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ وَ طَهَارَةِ النَّسْلِ قُلْتُ وَ مَا اسْمُكَ قَالَ نَسْطَائِیلُ مِنْ مُوَكَّلِی قَوَائِمِ الْعَرْشِ سَأَلْتُ اللَّهَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ وَ جَبْرَئِیلُ عَلَی أَثَرِی.

أَبُو بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام خَطَبَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَرْحَباً وَ أَهْلًا فَقِیلَ لِعَلِیٍّ یَكْفِیكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِحْدَاهُمَا أَعْطَاكَ الْأَهْلَ وَ أَعْطَاكَ الرَّحْبَ.

ابْنُ بَطَّةَ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی كُتُبِهِمْ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالا: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جَالِسٌ إِذْ جَاءَ عَلِیٌّ فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا جَاءَ بِكَ قَالَ جِئْتُ أُسَلِّمُ عَلَیْكَ قَالَ هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ أَشْهَدَ عَلَی تَزْوِیجِهَا أَرْبَعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی شَجَرَةِ طُوبَی أَنِ انْثُرِی عَلَیْهِمُ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتَ فَنَثَرَتْ عَلَیْهِمُ الدُّرَّ وَ الْیَاقُوتَ فَابْتَدَرْنَ إِلَیْهِ الْحُورُ الْعِینُ یَلْتَقِطْنَ فِی أَطْبَاقِ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ هُنَّ یَتَهَادَیْنَهُ بَیْنَهُنَّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ كَانُوا یَتَهَادَوْنَ وَ یَقُولُونَ هَذِهِ تُحْفَةُ خَیْرِ النِّسَاءِ وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ بَطَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ یَوْمَئِذٍ شَیْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ صَاحِبُهُ أَوْ أَحْسَنَ افْتَخَرَ بِهِ عَلَی صَاحِبِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

ابْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِیٌّ فَاطِمَةَ تَنَاثَرَ ثِمَارُ الْجَنَّةِ عَلَی الْمَلَائِكَةِ.

عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أُمِّ أَیْمَنَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.وَ عَقَدَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ فِی السَّمَاءِ نِكَاحَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ فَكَانَ جَبْرَئِیلُ الْمُتَكَلِّمَ عَنْ عَلِیٍّ وَ مِیكَائِیلُ الرَّادَّ عَنِّی وَ فِی حَدِیثِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی جَبْرَئِیلَ زَوِّجِ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَ كَانَ الْوَلِیُّ اللَّهَ وَ الْخَطِیبُ جَبْرَئِیلَ وَ الْمُنَادِی مِیكَائِیلَ وَ الدَّاعِی إِسْرَافِیلَ وَ النَّاثِرُ عِزْرَائِیلَ وَ الشُّهُودُ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ ثُمَّ أَوْحَی إِلَی

ص: 109

شَجَرَةِ طُوبَی أَنِ انْثُرِی مَا عَلَیْكِ فَنَثَرَتِ الدُّرَّ الْأَبْیَضَ وَ الْیَاقُوتَ الْأَحْمَرَ وَ الزَّبَرْجَدَ الْأَخْضَرَ وَ اللُّؤْلُؤَ الرَّطْبَ فَبَادَرْنَ الْحُورُ الْعِینُ یَلْتَقِطْنَ وَ یَهْدِینَ بَعْضُهُنَّ إِلَی بَعْضٍ.

الصَّادِقُ علیه السلام فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِی مَا كَانَ هَمَّنِی (1) مِنْ تَزْوِیجِكَ.

ثُمَّ ذَكَرَ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ مُخْتَصَراً مِمَّا مَرَّ بِرِوَایَةِ الصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ جَاءَ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ: أَنَّهُ خَطَبَ رَاحِیلُ فِی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فِی جَمْعٍ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ أَوَّلِیَّةِ الْأَوَّلِینَ الْبَاقِی بَعْدَ فَنَاءِ الْعَالَمِینَ نَحْمَدُهُ إِذْ جَعَلَنَا مَلَائِكَةً رُوحَانِیِّینَ وَ بِرُبُوبِیَّتِهِ مُذْعِنِینَ وَ لَهُ عَلَی مَا أَنْعَمَ عَلَیْنَا شَاكِرِینَ حَجَبَنَا مِنَ الذُّنُوبِ وَ سَتَرَنَا مِنَ الْعُیُوبِ أَسْكَنَنَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ قَرَّبَنَا إِلَی السُّرَادِقَاتِ وَ حَجَبَ عَنَّا النَّهْمَ لِلشَّهَوَاتِ وَ جَعَلَ نَهْمَتَنَا(2) وَ شَهْوَتَنَا فِی تَقْدِیسِهِ وَ تَسْبِیحِهِ الْبَاسِطِ رَحْمَتَهُ الْوَاهِبِ نِعْمَتَهُ جَلَّ عَنْ إِلْحَادِ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ تَعَالَی بِعَظَمَتِهِ عَنْ إِفْكِ الْمُلْحِدِینَ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ اخْتَارَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ صَفْوَةَ كَرَمِهِ وَ عَبْدَ عَظَمَتِهِ لِأَمَتِهِ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ بِنْتِ خَیْرِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ فَوَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِهِ وَ صَاحِبِهِ الْمُصَدِّقِ دَعْوَتَهُ الْمُبَادِرِ إِلَی كَلِمَتِهِ عَلِیٍّ الْوَصُولِ بِفَاطِمَةَ الْبَتُولِ ابْنَةِ الرَّسُولِ.

وَ رُوِیَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ رَوَی عَنِ اللَّهِ تَعَالَی عَقِیبَهَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَمْدُ رِدَائِی وَ الْعَظَمَةُ كِبْرِیَائِی وَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَبِیدِی وَ إِمَائِی زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ أَمَتِی مِنْ عَلِیٍّ صَفْوَتِی اشْهَدُوا مَلَائِكَتِی وَ كَانَ بَیْنَ تَزْوِیجِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی السَّمَاءِ إِلَی تَزْوِیجِهِمَا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعِینَ یَوْماً زَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ عَلِیٍّ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ یَوْمَ السَّادِسِ مِنْهُ.

ص: 110


1- 1. فی المصدر ج 3 ص 347:« من همتی».
2- 2. النهمة: بلوغ الهمة و الشهوة فی الشی ء.

«23»- مع، [معانی الأخبار] ل، [الخصال] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ مَلَكٌ لَهُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ وَجْهاً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لَمْ أَرَكَ فِی مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ فَقَالَ الْمَلَكُ لَسْتُ بِجَبْرَئِیلَ أَنَا مَحْمُودٌ بَعَثَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُزَوِّجَ النُّورَ مِنَ النُّورِ قَالَ مَنْ مِمَّنْ فَقَالَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ قَالَ فَلَمَّا وَلَّی الْمَلَكُ إِذاً بَیْنَ كَتِفَیْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَصِیُّهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مُنْذُ كَمْ كُتِبَ هَذَا بَیْنَ كَتِفَیْكَ فَقَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِاثْنَیْنِ وَ عِشْرِینَ أَلْفَ عَامٍ.

قب، [المناقب لابن شهرآشوب] عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةٍ بِأَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِینَ أَلْفَ عَامٍ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَیْمُونٍ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَیْرَةَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ فِی حَدِیثِ مَحْمُودٍ وَ أَنْبَأَنِی أَبُو یَعْلَی الْعَطَّارُ وَ أَبُو الْمُؤَیَّدِ الْخَطِیبُ بِنَحْوِ هَذَا الْخَبَرِ إِلَّا أَنَّهُمَا رَوَیَا: مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ رَأْساً فِی كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ لِسَانٍ وَ كَانَ اسْمُ الْمَلَكِ صَرْصَائِیلَ.

أَبُو بَكْرٍ مَرْدَوَیْهِ فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ كِتَابِ أَبِی الْقَاسِمِ سُلَیْمَانَ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ كِلَاهُمَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ.

كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ قَالَ ابْنُ سِیرِینَ قَالَ عُبَیْدَةُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ذَكَرَ عَلِیّاً فَقَالَ ذَاكَ صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ.

ابْنُ شَاهِینَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: أُمِرْتُ بِتَزْوِیجِكَ مِنَ الْبَیْضَاءِ وَ فِی رِوَایَةٍ مِنَ السَّمَاءِ.

الضَّحَّاكُ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِفَاطِمَةَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِمَّنْ قَدْ عَرَفْتَ قَرَابَتَهُ وَ فَضْلَهُ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُزَوِّجَكِ خَیْرَ خَلْقِهِ وَ

ص: 111

أَحَبَّهُمْ إِلَیْهِ وَ قَدْ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِكِ شَیْئاً فَمَا تَرَیْنَ فَسَكَتَتْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا.

وَ رَوَی ابْنُ مَرْدَوَیْهِ: أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ تَكَلَّمْ خَطِیباً لِنَفْسِكَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی قَرُبَ مِنْ حَامِدِیهِ وَ دَنَا مِنْ سَائِلِیهِ وَ وَعَدَ الْجَنَّةَ مَنْ یَتَّقِیهِ وَ أَنْذَرَ بِالنَّارِ مَنْ یَعْصِیهِ نَحْمَدُهُ عَلَی قَدِیمِ إِحْسَانِهِ وَ أَیَادِیهِ حَمْدَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ خَالِقُهُ وَ بَارِیهِ وَ مُمِیتُهُ وَ مُحْیِیهِ وَ مُسَائِلُهُ عَنْ مَسَاوِیهِ وَ نَسْتَعِینُهُ وَ نَسْتَهْدِیهِ وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَسْتَكْفِیهِ وَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ شَهَادَةً تَبْلُغُهُ وَ تُرْضِیهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةً تُزْلِفُهُ وَ تُحْظِیهِ وَ تَرْفَعُهُ وَ تَصْطَفِیهِ وَ النِّكَاحُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَ یَرْضیهُ وَ اجْتِمَاعُنَا مِمَّا قَدَّرَهُ اللَّهُ وَ أَذِنَ فِیهِ وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله زَوَّجَنِی ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ عَلَی خَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ قَدْ رَضِیتُ فَاسْأَلُوهُ وَ اشْهَدُوا وَ فِی خَبَرٍ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ عَلَی مَا زَوَّجَكَ الرَّحْمَنُ وَ قَدْ رَضِیتُ بِمَا رَضِیَ اللَّهُ لَهَا فَدُونَكَ أَهْلَكَ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِهَا مِنِّی وَ فِی خَبَرٍ فَنِعْمَ الْأَخُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الْخَتَنُ أَنْتَ وَ نِعْمَ الصَّاحِبُ أَنْتَ وَ كَفَاكَ بِرِضَی اللَّهِ رِضًی فَخَرَّ عَلِیٌّ سَاجِداً شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی وَ هُوَ یَقُولُ رَبِّ

أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَ (1) الْآیَةَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله آمِینَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بَارَكَ اللَّهُ عَلَیْكُمَا وَ بَارَكَ فِیكُمَا وَ أَسْعَدَ جَدَّكُمَا وَ جَمَعَ بَیْنَكُمَا وَ أَخْرَجَ مِنْكُمَا الْكَثِیرَ الطَّیِّبَ ثُمَّ أَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِطَبَقِ بُسْرٍ وَ أَمَرَ بِنَهْبِهِ وَ دَخَلَ حُجْرَةَ النِّسَاءِ وَ أَمَرَ بِضَرْبِ الدَّفِّ.

الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی خَبَرٍ: زَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ عَلِیّاً عَلَی أَرْبَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِینَ دِرْهَماً.

وَ رُوِیَ: أَنَّ مَهْرَهَا أَرْبَعُمِائَةِ مِثْقَالِ فِضَّةٍ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ كَانَ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ. وَ هُوَ أَصَحُّ وَ سَبَبُ الْخِلَافِ فِی ذَلِكَ مَا رَوَی عَمْرُو بْنُ أَبِی الْمِقْدَامِ وَ جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ عَنْ

ص: 112


1- 1. النمل: 19.

أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ بُرْدَ حِبَرَةٍ وَ إِهَابَ شَاةٍ عَلَی عِرَارٍ(1).

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ دِرْعَ حُطَمِیَّةٍ وَ إِهَابَ كَبْشٍ أَوْ جَدْیٍ.

رَوَاهُ أَبُو یَعْلَی فِی الْمُسْنَدِ عَنْ مُجَاهِدٍ.

كَافِی الْكُلَیْنِیِّ: زَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ عَلَی جَرْدِ بُرْدٍ.

وَ قِیلَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ عَلِمْنَا مَهْرَ فَاطِمَةَ فِی الْأَرْضِ فَمَا مَهْرُهَا فِی السَّمَاءِ قَالَ سَلْ عَمَّا یَعْنِیكَ وَ دَعْ مَا لَا یَعْنِیكَ قِیلَ هَذَا مِمَّا یَعْنِینَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كَانَ مَهْرُهَا فِی السَّمَاءِ خُمُسَ الْأَرْضِ فَمَنْ مَشَی عَلَیْهَا مُغْضَباً(2) لَهَا وَ لِوُلْدِهَا مَشَی عَلَیْهَا حَرَاماً إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.

وَ فِی الْجِلَاءِ وَ الشِّفَاءِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: وَ جُعِلَتْ نِحْلَتُهَا مِنْ عَلِیٍّ خُمُسَ الدُّنْیَا وَ ثُلُثَ الْجَنَّةِ(3) وَ جُعِلَتْ لَهَا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ الْفُرَاتُ وَ نِیلُ مِصْرَ وَ نَهْرَوَانُ وَ نَهَرُ بَلْخٍ فَزَوِّجْهَا أَنْتَ یَا مُحَمَّدُ بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ تَكُونُ سُنَّةً لِأُمَّتِكَ.

وَ فِی حَدِیثِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ ابْنَتِی مِنْكَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی صَدَاقِ خُمُسِ الْأَرْضِ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِینَ دِرْهَماً الْآجِلُ خُمُسُ الْأَرْضِ وَ الْعَاجِلُ أَرْبَعُمِائَةٍ وَ ثَمَانِینَ دِرْهَماً.

وَ قَدْ رُوِیَ حَدِیثُ خُمُسِ الْأَرْضِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ.

إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ وَ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی مَهَرَ فَاطِمَةَ رُبُعَ الدُّنْیَا فَرُبُعُهَا لَهَا وَ مَهْرُهَا الْجَنَّةُ وَ النَّارُ فَتُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهَا الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهَا النَّارَ.

أَمَالِی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی خَبَرٍ: وَ سَكَبَ الدَّرَاهِمَ فِی حَجْرِهِ فَأَعْطَی مِنْهَا قَبْضَةً كَانَتْ ثَلَاثَةً وَ سِتِّینَ أَوْ سِتَّةً وَ سِتِّینَ إِلَی أُمِّ أَیْمَنَ لِمَتَاعِ الْبَیْتِ وَ قَبْضَةً إِلَی أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ لِلطِّیبِ وَ قَبْضَةً إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ لِلطَّعَامِ وَ أَنْفَذَ عَمَّاراً وَ أَبَا بَكْرٍ وَ بِلَالًا لِابْتِیَاعِ مَا یُصْلِحُهَا.

ص: 113


1- 1. الحبرة كعنبة: ثوب یصنع بالیمن من قطن أو كتان. و الاهاب: الجلد ما لم یدبغ و العرار: نبت طیب الرائحة.
2- 2. فی المصدر: مبغضا.
3- 3. فی المصدر: و ثلثی الجنة راجع ج 3 ص 351 ط المطبعة العلمیة.

أَقُولُ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْواً مِمَّا نَقَلْنَا عَنْ أَمَالِی الشَّیْخِ: إِلَی قَوْلِهِ وَ جَرَّةٍ خَضْرَاءَ وَ كِیزَانِ خَزَفٍ.

ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةٍ: وَ نَطْعٍ مِنْ أَدَمٍ وَ عَبَاءٍ قَطَوَانِیٍّ وَ قِرْبَةِ مَاءٍ.

وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقُرَشِیُّ: وَ كَانَ مِنْ تَجْهِیزِ عَلِیٍّ دَارَهُ انْتِشَارُ رَمْلٍ لَیِّنٍ وَ نَصْبُ خَشَبَةٍ مِنْ حَائِطٍ إِلَی حَائِطٍ لِلثِّیَابِ وَ بَسْطُ إِهَابِ كَبْشٍ وَ مِخَدَّةِ لِیفٍ.

أَبُو بَكْرٍ مَرْدَوَیْهِ فِی حَدِیثِهِ: فَمَكَثَ عَلِیٌّ تِسْعاً وَ عِشْرِینَ لَیْلَةً فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ وَ عَقِیلٌ سَلْهُ أَنْ یُدْخِلَ عَلَیْكَ أَهْلَكَ فَعَرَفَتْ أُمُّ أَیْمَنَ ذَلِكَ وَ قَالَتْ هَذَا مِنْ أَمْرِ النِّسَاءِ وَ خَلَتْ بِهِ أُمَّ سَلَمَةَ فَطَالَبَتْهُ بِذَلِكَ فَدَعَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ حُبّاً وَ كَرَامَةً فَأَتَی الصَّحَابَةُ بِالْهَدَایَا فَأَمَرَ بِطَحْنِ الْبُرِّ وَ خَبْزِهِ وَ أَمَرَ عَلِیّاً بِذَبْحِ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَفْصِلُ وَ لَمْ یُرَ عَلَی یَدِهِ أَثَرُ دَمٍ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الطَّبْخِ أَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ یُنَادَی عَلَی رَأْسِ دَارِهِ أَجِیبُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ وَ أَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِ (1) فَأَجَابُوا مِنَ النَّخَلَاتِ وَ الزُّرُوعِ فَبَسَطَ النُّطُوعَ فِی الْمَسْجِدِ وَ صَدَرَ النَّاسُ وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ رَجُلٍ وَ سَائِرُ نِسَاءِ الْمَدِینَةِ وَ رَفَعُوا مِنْهَا مَا أَرَادُوا وَ لَمْ یَنْقُصْ مِنَ الطَّعَامِ شَیْ ءٌ ثُمَّ عَادَوْا فِی الْیَوْمِ الثَّانِی وَ أَكَلُوا وَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ أَكَلُوا مَبْعُوثَةَ أَبِی أَیُّوبَ ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِالصِّحَافِ فَمُلِئَتْ وَ وَجَّهَ إِلَی مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ ثُمَّ أَخَذَ صَحْفَةً وَ قَالَ هَذَا لِفَاطِمَةَ وَ بَعْلِهَا ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ وَ أَخَذَ یَدَهَا فَوَضَعَهَا فِی یَدِ عَلِیٍّ وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِی ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ یَا عَلِیُّ نِعْمَ الزَّوْجُ فَاطِمَةُ وَ یَا فَاطِمَةُ نِعْمَ الْبَعْلُ عَلِیٌّ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ یُزَیِّنَّهَا وَ یُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا فِی حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَاسْتَدْعَیْنَ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام طِیباً فَأَتَتْ بِقَارُورَةٍ فَسُئِلَتْ عَنْهَا فَقَالَتْ كَانَ دِحْیَةُ الْكَلْبِیُّ یَدْخُلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ لِی یَا فَاطِمَةُ هَاتِی الْوِسَادَةَ فَاطْرَحِیهَا لِعَمِّكِ فَكَانَ إِذَا نَهَضَ سَقَطَ مِنْ بَیْنِ ثِیَابِهِ شَیْ ءٌ فَیَأْمُرُنِی بِجَمْعِهِ فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَنْ

ص: 114


1- 1. الحجّ: 28.

ذَلِكَ فَقَالَ هُوَ عَنْبَرٌ یَسْقُطُ مِنْ أَجْنِحَةِ جَبْرَئِیلَ وَ أَتَتْ بِمَاءِ وَرْدٍ فَسَأَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَنْهُ فَقَالَتْ هَذَا عَرَقُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْتُ آخُذُهُ عِنْدَ قَیْلُولَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی وَ رُوِیَ أَنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی بِحُلَّةٍ قِیمَتُهَا الدُّنْیَا فَلَمَّا لَبِسَتْهَا تَحَیَّرَتْ نِسْوَةُ قُرَیْشٍ مِنْهَا وَ قُلْنَ مِنْ أَیْنَ لَكِ هَذَا قَالَتْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.

تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ وَ شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیُّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ بِسْطَامَ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ عَنْ عُلْوَانَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الضُّبَعِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ جَابِرٍ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَامَهَا وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهَا وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهَا وَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ خَلْفِهَا یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ.

كِتَابُ مَوْلِدِ فَاطِمَةَ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ فِی خَبَرٍ: أَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ نِسَاءَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أَنْ یَمْضِینَ فِی صُحْبَةِ فَاطِمَةَ وَ أَنْ یَفْرَحْنَ وَ یَرْجُزْنَ وَ یُكَبِّرْنَ وَ یَحْمَدْنَ وَ لَا یَقُلْنَ مَا لَا یُرْضِی اللَّهَ قَالَ جَابِرٌ فَأَرْكَبَهَا عَلَی نَاقَتِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ عَلَی بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ وَ أَخَذَ سَلْمَانُ زِمَامَهَا وَ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ حَمْزَةُ وَ عَقِیلٌ وَ جَعْفَرٌ وَ أَهْلُ الْبَیْتِ یَمْشُونَ خَلْفَهَا مُشْهِرِینَ سُیُوفَهُمْ وَ نِسَاءُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُدَّامَهَا یَرْجُزْنَ فَأَنْشَأَتْ أُمُّ سَلَمَةَ [شِعْرٌ]

سِرْنَ بِعَوْنِ اللَّهِ جَارَاتِی*** وَ اشْكُرْنَهُ فِی كُلِّ حَالاتٍ

وَ اذْكُرْنَ مَا أَنْعَمَ رَبُّ الْعُلَی***مِنْ كَشْفِ مَكْرُوهٍ وَ آفَاتٍ

فَقَدْ هَدَانَا بَعْدَ كُفْرٍ وَ قَدْ*** أَنْعَشَنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ

وَ سِرْنَ مَعَ خَیْرِ نِسَاءِ الْوَرَی***تَفْدِی بِعَمَّاتٍ وَ خَالاتٍ

یَا بِنْتَ مَنْ فَضَّلَهُ ذُو الْعُلَی*** بِالْوَحْیِ مِنْهُ وَ الرِّسَالاتِ

ثُمَّ قَالَتْ عَائِشَةُ :

ص: 115

شِعْرٌ :

یَا نِسْوَةُ اسْتُرْنَ بِالْمَعَاجِرِ*** وَ اذْكُرْنَ مَا یَحْسُنُ فِی الْمَحَاضِرِ

وَ اذْكُرْنَ رَبَّ النَّاسِ إِذْ یَخُصُّنَا*** بِدِینِهِ مَعَ كُلِّ عَبْدٍ شَاكِرٍ

وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی إِفْضَالِهِ *** وَ الشُّكْرُ لِلَّهِ الْعَزِیزِ الْقَادِرِ

سِرْنَ بِهَا فَاللَّهُ أَعْطَی ذِكْرَهَا*** وَ خَصَّهَا مِنْهُ بِطُهْرٍ طَاهِرٍ

ثُمَّ قَالَتْ حَفْصَةُ شِعْرٌ :

فَاطِمَةُ خَیْرُ نِسَاءِ الْبَشَرِ *** وَ مَنْ لَهَا وَجْهٌ كَوَجْهِ الْقَمَرِ

فَضَّلَكِ اللَّهُ عَلَی كُلِّ الْوَرَی*** بِفَضْلِ مَنْ خَصَّ بِآیِ الزُّمَرِ

زَوَّجَكِ اللَّهُ فَتًی فَاضِلًا*** أَعْنِی عَلِیّاً خَیْرَ مَنْ فِی الْحَضَرِ

فَسِرْنَ جَارَاتِی بِهَا إِنَّهَا *** كَرِیمَةٌ بِنْتُ عَظِیمِ الْخَطَرِ

ثُمَّ قَالَتْ مُعَاذَةُ أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: شِعْرٌ

أَقُولُ قَوْلًا فِیهِ مَا فِیهِ*** وَ أَذْكُرُ الْخَیْرَ وَ أُبْدِیهِ

مُحَمَّدٌ خَیْرُ بَنِی آدَمَ*** مَا فِیهِ مِنْ كِبْرٍ وَ لَا تِیهٍ

بِفَضْلِهِ عَرَّفَنَا رُشْدَنَا*** فَاللَّهُ بِالْخَیْرِ یُجَازِیهِ

وَ نَحْنُ مَعَ بِنْتِ نَبِیِّ الْهُدَی*** ذِی شَرَفٍ قَدْ مُكِّنَتْ فِیهِ

فِی ذِرْوَةٍ شَامِخَةٍ أَصْلُهَا*** فَمَا أَرَی شَیْئاً یُدَانِیهِ

وَ كَانَتِ النِّسْوَةُ یُرَجِّعْنَ أَوَّلَ بَیْتٍ مِنْ كُلِّ رَجَزٍ ثُمَّ یُكَبِّرْنَ وَ دَخَلْنَ الدَّارَ ثُمَّ أَنْفَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی عَلِیٍّ وَ دَعَاهُ إِلَی الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَخَذَ یَدَیْهَا وَ وَضَعَهَا فِی یَدِهِ وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِی ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ.

كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ: أَنَّ النَّبِیَّ سَأَلَ مَاءً فَأَخَذَ مِنْهُ جُرْعَةً فَتَمَضْمَضَ بِهَا ثُمَّ مَجَّهَا فِی الْقَعْبِ ثُمَّ صَبَّهَا عَلَی رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَ أَقْبِلِی فَلَمَّا أَقْبَلَتْ نَضَحَ مِنْ بَیْنِ ثَدْیَیْهَا ثُمَّ قَالَ أَدْبِرِی فَلَمَّا أَدْبَرَتْ نَضَحَ مِنْ بَیْنِ كَتِفَیْهَا ثُمَّ دَعَا لَهُمَا كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِیهِمَا وَ بَارِكْ عَلَیْهِمَا وَ بَارِكْ لَهُمَا فِی شِبْلَیْهِمَا

ص: 116

وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا أَحَبُّ خَلْقِكَ إِلَیَّ فَأَحِبَّهُمَا وَ بَارِكْ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا وَ اجْعَلْ عَلَیْهِمَا مِنْكَ حَافِظاً وَ إِنِّی أُعِیذُهُمَا بِكَ وَ ذُرِّیَّتَهُمَا مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ دَعَا لَهَا فَقَالَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكِ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكِ تَطْهِیراً.

وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ: مَرْحَباً بِبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ وَ نَجْمَیْنِ یَقْتَرِنَانِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی الْبَابِ یَقُولُ طَهَّرَكُمَا وَ طَهَّرَ نَسْلَكُمَا أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمَا وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمَا أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَ أَسْتَخْلِفُهُ عَلَیْكُمَا وَ بَاتَتْ عِنْدَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ أُسْبُوعاً بِوَصِیَّةِ خَدِیجَةَ إِلَیْهَا فَدَعَا لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی دُنْیَاهَا وَ آخِرَتِهَا ثُمَّ أَتَاهُمَا فِی صَبِیحَتِهِمَا وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَدْخُلُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَفَتَحَتْ أَسْمَاءُ الْبَابَ وَ كَانَا نَائِمَیْنِ تَحْتَ كِسَاءٍ فَقَالَ عَلَی حَالِكُمَا فَأَدْخَلَ رِجْلَیْهِ بَیْنَ أَرْجُلِهِمَا فَأَخْبَرَ اللَّهُ عَنْ أَوْرَادِهِمَا تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ الْآیَةَ(1)

فَسَأَلَ عَلِیّاً كَیْفَ وَجَدْتَ أَهْلَكَ قَالَ نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ سَأَلَ فَاطِمَةَ فَقَالَتْ خَیْرُ بَعْلٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْمَعْ شَمْلَهُمَا وَ أَلِّفْ بَیْنَ قُلُوبِهِمَا وَ اجْعَلْهُمَا وَ ذُرِّیَّتَهُمَا مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِیمِ وَ ارْزُقْهُمَا ذُرِّیَّةً طَاهِرَةً طَیِّبَةً مُبَارَكَةً وَ اجْعَلْ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا الْبَرَكَةَ وَ اجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِكَ إِلَی طَاعَتِكَ وَ یَأْمُرُونَ بِمَا یُرْضِیكَ ثُمَّ أَمَرَ بِخُرُوجِ أَسْمَاءَ وَ قَالَ جَزَاكِ اللَّهُ خَیْراً ثُمَّ خَلَا بِهَا بِإِشَارَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه وآله.

وَ رَوَی شُرَحْبِیلُ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ صَبِیحَةُ عُرْسِ فَاطِمَةَ جَاءَ النَّبِیُّ بِعُسٍّ فِیهِ لَبَنٌ فَقَالَ لِفَاطِمَةَ اشْرَبِی فِدَاكِ أَبُوكِ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ اشْرَبْ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ.

«25»- مكا، [مكارم الأخلاق] عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِیٌّ فَاطِمَةَ بَسَطَ الْبَیْتَ كَثِیباً وَ كَانَ فِرَاشُهُمَا إِهَابَ كَبْشٍ وَ مِرْفَقُهُمَا مَحْشُوَّةٌ لِیفاً وَ نَصَبُوا عُوداً یُوضَعُ عَلَیْهِ السِّقَاءُ فَسَتَرَهُ بِكِسَاءٍ.

عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: أَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ عَلَی عَلِیٍّ وَ سِتْرُهَا عَبَاءَةٌ وَ فَرْشُهَا إِهَابُ كَبْشٍ وَ وِسَادَتُهَا أَدَمٌ مَحْشُوَّةٌ بِمَسَدٍ.

ص: 117


1- 1. السجدة: 16.

بیان: قال الفیروزآبادی المسد حبل من لیف أو لیف المقل أو من أی شی ء كان.

«26»- كشف، [كشف الغمة] رَوَی الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ النَّجَّارُ عَنْ رِجَالٍ ذَكَرَهُمْ قَالَ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ تَقُولُ سَمِعْتُ سَیِّدَتِی فَاطِمَةَ علیها السلام تَقُولُ: لَیْلَةَ دَخَلَ بِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَفْزَعَنِی فِی فِرَاشِی فَقُلْتُ أَ فَزِعْتِ یَا سَیِّدَةَ النِّسَاءِ قَالَتْ سَمِعْتُ الْأَرْضَ تُحَدِّثُهُ وَ یُحَدِّثُهَا فَأَصْبَحْتُ وَ أَنَا فَزِعَةٌ فَأَخْبَرْتُ وَالِدِی صلی اللّٰه علیه و آله فَسَجَدَ سَجْدَةً طَوِیلَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ یَا فَاطِمَةُ أَبْشِرِی بِطِیبِ النَّسْلِ فَإِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ بَعْلَكِ عَلَی سَائِرِ خَلْقِهِ وَ أَمَرَ الْأَرْضَ أَنْ تُحَدِّثَهُ بِأَخْبَارِهَا وَ مَا یَجْرِی عَلَی وَجْهِهَا مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ إِلَی غَرْبِهَا.

«27»- مل، [كامل الزیارات] قل، [إقبال الأعمال] أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ النَّجَّارِ فِیمَا أَجَازَهُ لِی مِنْ كِتَابِ تَذْیِیلِهِ عَلَی تَارِیخِ الْخَطِیبِ فِی تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّلَّالِ حَدَّثَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأُطْرُوشِ وَ أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دُرَیْدٍ الْأَزْدِیِّ رَوَی عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْبَزَّازُ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْفَحَّامُ السَّامِرِیَّانِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِیٍّ ضِیَاءُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ وَ أَبُو حَامِدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ ثَابِتٍ وَ یُوسُفُ بْنُ الْمَیَّالِ بْنِ كَامِلٍ قَالُوا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِی الْبَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُرْسِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی الْقَاضِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ السَّامِرِیُّ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاهِدُ الْمَعْرُوفُ بِالدَّلَّالِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِالْأُطْرُوشِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو سُلَیْمَانُ بْنُ أَبِی مَعْشَرٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ: مِثْلَهُ.

«28»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ لِی مَوْلَاةٌ هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ قَدْ خُطِبَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ لَا قَالَتْ فَقَدْ خُطِبَتْ فَمَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُزَوِّجَكَ فَقُلْتُ وَ عِنْدِی شَیْ ءٌ أَتَزَوَّجُ بِهِ قَالَتْ إِنَّكَ إِنْ جِئْتَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ زَوَّجَكَ فَوَ اللَّهِ مَا زَالَتْ تُزْجِینِی حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَلَالَةٌ وَ هَیْبَةٌ فَلَمَّا قَعَدْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ أُفْحِمْتُ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ

ص: 118

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا جَاءَ بِكَ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَسَكَتُّ فَقَالَ لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ وَ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَیْ ءٍ تَستَحِلُّهَا بِهِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا فَعَلْتَ الدِّرْعَ الَّتِی سَلَّحْتُكَهَا(1)

فَقُلْتُ عِنْدِی فَوَ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ إِنَّهَا لَحُطَمِیَّةٌ مَا ثَمَنُهَا أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَابْعَثْ بِهَا إِلَیْهَا فَاسْتَحِلَّهَا بِهَا فإن [فَإِنَّهَا] كَانَتْ لَصَدَاقُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

بیان: قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام: ما زالت تزجینی حتی دخلت علیه أی تسوقنی و تدفعنی.

«29»- كشف، [كشف الغمة] وَ عَنْهُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَغَشِیَهُ الْوَحْیُ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ لِی یَا أَنَسُ أَ تَدْرِی مَا جَاءَنِی بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِ الْعَرْشِ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَانْطَلِقْ فَادْعُ لِی أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ عَلِیّاً وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرَ وَ بِعَدَدِهِمْ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فَانْطَلَقْتُ فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ فَلَمَّا أَنْ أَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودِ بِنِعْمَتِهِ الْمَعْبُودِ بِقُدْرَتِهِ الْمُطَاعِ فِی سُلْطَانِهِ الْمَرْهُوبِ مِنْ عَذَابِهِ الْمَرْغُوبِ إِلَیْهِ فِیمَا عِنْدَهُ النَّافِذِ أَمْرُهُ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ الَّذِی خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ وَ مَیَّزَهُمْ بِأَحْكَامِهِ وَ أَعَزَّهُمْ بِدِینِهِ وَ أَكْرَمَهُمْ بِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْمُصَاهَرَةَ نَسَباً لَاحِقاً وَ أَمْراً مُفْتَرَضاً وَ شَجَّ بِهَا الْأَرْحَامَ وَ أَلْزَمَهَا الْأَنَامَ فَقَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَ تَعَالَی جَدُّهُ وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً(2) فَأَمْرُ اللَّهِ یَجْرِی إِلَی قَضَائِهِ وَ قَضَاؤُهُ یَجْرِی إِلَی قَدَرِهِ فَلِكُلِّ قَضَاءٍ قَدَرٌ وَ لِكُلِّ قَدَرٍ أَجَلٌ وَ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (3) ثُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ عَلَی أَرْبَعِمِائَةِ مِثْقَالِ فِضَّةٍ إِنْ رَضِیَ بِذَلِكَ عَلِیٌّ وَ كَانَ غَائِباً قَدْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی حَاجَةٍ

ص: 119


1- 1. فی المصدر: ما فعلت درع سلحتكها، راجع ج 1 ص 471.
2- 2. الفرقان: 56.
3- 3. الرعد: 39.

ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِطَبَقٍ فِیهِ بُسْرٌ فَوَضَعَ بَیْنَ أَیْدِینَا ثُمَّ قَالَ انْتَهِبُوا فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ فَتَبَسَّمَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَكَ فَاطِمَةَ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَی أَرْبَعِمِائَةِ مِثْقَالٍ فِضَّةً أَ رَضِیتَ قَالَ رَضِیتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ عَلِیٌّ فَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله جَعَلَ اللَّهُ فِیكُمُ الْخَیْرَ الْكَثِیرَ الطَّیِّبَ وَ بَارَكَ فِیكُمَا قَالَ أَنَسٌ وَ اللَّهِ لَقَدْ أُخْرِجَ مِنْهَا الْكَثِیرُ الطَّیِّبُ.

قب، المناقب لابن شهرآشوب: خطب النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی المنبر فی تزویج فاطمة خطبة رواها یحیی بن معین فی أمالیه و ابن بطة فی الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا: و روینا عن الرضا علیه السلام و ذكر نحوه بیان قال الجزری وشجت العروق و الأغصان اشتبكت و منه حدیث علی علیه السلام و وشج بینها و بین أزواجها أی خلط و ألف.

«30»- كشف، [كشف الغمة] وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا فَاطِمَةُ زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ أُمْلِكَكِ مِنْ عَلِیٍّ أَمَرَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ فَقَامَ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَ صَفَّ الْمَلَائِكَةَ صُفُوفاً ثُمَّ خَطَبَ عَلَیْهِمْ فَزَوَّجَكِ مِنْ عَلِیٍّ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتِ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ ثُمَّ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهَا شَیْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَهُ غَیْرُهُ افْتَخَرَ بِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ فَاطِمَةُ تَذْكُرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَا یَذْكُرُهَا أَحَدٌ إِلَّا صَدَّ عَنْهُ حَتَّی یَئِسُوا مِنْهَا فَلَقِیَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلِیّاً فَقَالَ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَرَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْبِسُهَا إِلَّا عَلَیْكَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ فَلِمَ تَرَی ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ مَا أَنَا بِوَاحِدِ الرَّجُلَیْنِ مَا أَنَا بِصَاحِبِ دُنْیَا یُلْتَمَسُ مَا عِنْدِی وَ قَدْ عَلِمَ مَا لِی صَفْرَاءُ وَ لَا بَیْضَاءُ قَالَ سَعْدٌ فَإِنِّی أَعْزِمُ عَلَیْكَ لَتُفَرِّجَنَّهَا عَنِّی فَإِنَّ لِی فِی ذَلِكَ فَرَجاً قَالَ فَأَقُولُ مَا ذَا قَالَ تَقُولُ جِئْتُ خَاطِباً إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 120

قَالَ فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ فَعَرَضَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ثَقِیلٌ حَصِرٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَ لَكَ حَاجَةٌ یَا عَلِیُّ قَالَ أَجَلْ جِئْتُكَ خَاطِباً إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَرْحَباً كَلِمَةً ضَعِیفَةً فَعَادَ إِلَی سَعْدٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنْكَحَكَ فَوَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَا خُلْفَ الْآنَ وَ لَا كِذْبَ عِنْدَهُ أَعْزِمُ عَلَیْكَ لَتَأْتِیَنَّهُ غَداً وَ لَتَقُولَنَّ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَتَی تُبَیِّنُ لِی قَالَ عَلِیٌّ هَذَا أَشَدُّ عَلَیَّ مِنَ الْأُولَی أَ وَ لَا أَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِی قَالَ قُلْ كَمَا أَمَرْتُكَ فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَی تُبَیِّنُ لِی قَالَ اللَّیْلَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ دَعَا بِلَالًا فَقَالَ یَا بِلَالُ إِنِّی قَدْ زَوَّجْتُ ابْنَتِی مِنِ ابْنِ عَمِّی وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مِنْ سُنَّةِ أُمَّتِیَ الطَّعَامُ عِنْدَ النِّكَاحِ فَأْتِ الْغَنَمَ فَخُذْ شَاةً مِنْهَا وَ أَرْبَعَةَ أَمْدَادٍ فَاجْعَلْ لِی قَصْعَةً لَعَلِّی أَجْمَعُ عَلَیْهَا الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْهَا فَآذِنِّی بِهَا فَانْطَلَقَ فَفَعَلَ مَا أَمَرَ بِهِ ثُمَّ أَتَاهُ بِقَصْعَةٍ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَطَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ فِی رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَ أَدْخِلْ عَلَیَّ النَّاسَ زُفَّةً زُفَّةً لَا تُغَادِرْ زُفَّةً إِلَی غَیْرِهَا یَعْنِی إِذَا فَرَغَتْ زُفَّةٌ لَمْ تَعُدْ ثَانِیَةً فَجَعَلَ النَّاسُ یَزِفُّونَ كُلَّمَا فَرَغَتْ زُفَّةٌ وَرَدَتْ أُخْرَی حَتَّی فَرَغَ النَّاسُ ثُمَّ عَمَدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی فَضْلِ مَا فِیهَا فَتَفَلَ فِیهِ وَ بَارَكَ وَ قَالَ یَا بِلَالُ احْمِلْهَا إِلَی أُمَّهَاتِكَ وَ قُلْ لَهُنَّ كُلْنَ وَ أَطْعِمْنَ مَنْ غَشِیَكُنَّ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَامَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی النِّسَاءِ فَقَالَ إِنِّی زَوَّجْتُ ابْنَتِی ابْنَ عَمِّی وَ قَدْ عَلِمْتُنَّ مَنْزِلَتَهَا مِنِّی وَ إِنِّی لَدَافِعُهَا إِلَیْهِ أَلَا فَدُونَكُنَّ ابْنَتَكُنَّ فَقَامَ النِّسَاءُ فَغَلَفْنَهَا(1) مِنْ طِیبِهِنَّ وَ حُلِیِّهِنَّ وَ جَعَلْنَ فِی بَیْتِهَا فِرَاشاً حَشْوُهُ لِیفٌ وَ وِسَادَةً وَ كِسَاءً خَیْبَرِیّاً وَ مِخْضَباً وَ اتَّخَذْنَ أُمَّ أَیْمَنَ بَوَّابَهُ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ فَلَمَّا رَآهُ النِّسَاءُ وَثَبْنَ وَ بَیْنَهُنَّ وَ بَیْنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سُتْرَةٌ وَ تَخَلَّفَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله كَمَا أَنْتِ عَلَی رِسْلِكِ مَنْ أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الَّتِی أَحْرِسُ ابْنَتَكَ إِنَّ الْفَتَاةَ لَیْلَةَ یُبْنَی بِهَا لَا بُدَّ لَهَا مِنِ امْرَأَةٍ تَكُونُ

ص: 121


1- 1. أی ضمخنها بالطیب. و عن ابن درید أنّها لغة عامیّة و الصواب غللنها.

قَرِیبَةً مِنْهَا إِنْ عُرِضَتْ لَهَا حَاجَةٌ أَوْ أَرَادَتْ شَیْئاً أَفْضَتْ بِذَلِكَ إِلَیْهَا قَالَ فَإِنِّی أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَحْرُسُكِ مِنْ بَیْنِ یَدَیْكِ وَ مِنْ خَلْفِكِ وَ عَنْ یَمِینِكِ وَ عَنْ شِمَالِكِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ ثُمَّ صَرَخَ بِفَاطِمَةَ فَأَقْبَلَتْ فَلَمَّا رَأَتْ عَلِیّاً جَالِساً إِلَی جَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَصِرَتْ وَ بَكَتْ فَأَشْفَقَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ یَكُونَ بُكَاؤُهَا لِأَنَّ عَلِیّاً لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا یُبْكِیكِ فَوَ اللَّهِ مَا أَلَوْتُكِ وَ نَفْسِی فَقَدْ أَصَبْتُ لَكِ خَیْرَ أَهْلِی وَ ایْمُ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكِهِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ فَلَانَ مِنْهَا وَ أَمْكَنَتْهُ مِنْ كَفِّهَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا أَسْمَاءُ ائْتِینِی بِالْمِخْضَبِ فَمَلَأْتُهُ مَاءً فَمَجَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِیهِ وَ غَسَّلَ قَدَمَیْهِ وَ وَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا بِفَاطِمَةَ فَأَخَذَ كَفّاً مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَی رَأْسِهَا وَ كَفّاً بَیْنَ یَدَیْهَا ثُمَّ رَشَّ جِلْدَهُ وَ جِلْدَهَا ثُمَّ الْتَزَمَهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا مِنِّی وَ أَنَا مِنْهَا اللَّهُمَّ كَمَا أَذْهَبْتَ عَنِّی الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَنِی فَطَهِّرْهَا ثُمَّ دَعَا بِمِخْضَبٍ آخَرَ ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمَّ دَعَا لَهُ كَمَا دَعَا لَهَا ثُمَّ قَالَ قُومَا إِلَی بَیْتِكُمَا جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَكُمَا وَ بَارَكَ فِی نَسْلِكُمَا وَ أَصْلَحَ بَالَكُمَا ثُمَّ قَامَ فَأَغْلَقَ عَلَیْهِ بَابَهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَتْنِی أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَزَلْ یَدْعُو لَهُمَا خَاصَّةً وَ لَا یُشْرِكُهُمَا فِی دُعَائِهِ أَحَداً حَتَّی تَوَارَی فِی حُجْرَتِهِ.

بیان: قوله علیه السلام ما أنا بواحد الرجلین أی لست ممن یشار إلیه و یعرف من بین الناس حتی یقال إنه أحد الرجلین المعروفین و یحتمل أن یكون قوله ما أنا بصاحب دنیا تفصیلا للرجلین فذكر أحدهما و أحال الآخر علی الظهور أی لست بمعروف بین الناس أو لم یمهله المخاطب لذكر الآخر(1).

و قال الجزری فی حدیث تزویجفاطمة علیهاالسلامأنه صنع طعاما و قال لبلال أدخل الناس علی زفة زفة.

أی طائفة بعد طائفة و زمرة بعد زمرة سمیت بذلك لزفیفها فی مشیها و إقبالها بسرعة قوله لا تغادر زفة أی لا تترك جماعة مائلا إلی غیرهم و تفسیره لا یخلو من بعد.

ص: 122


1- 1. و لعله أراد معنی قولهم:« رجل من القریتین عظیم» فافهم.

و قال فی النهایة فی حدیث زواجفاطمة علیهاالسلامفلما رأت علیا جالسا إلی جنب النبی صلی اللّٰه علیه و آله حصرت و بكت.

أی استحیت و انقطعت كأن الأمر ضاق بها كما یضیق الحبس علی المحبوس.

و قال قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله لفاطمة ما یبكیك فما ألوتك و نفسی و قد أصبت لك خیر أهلی.

أی ما قصرت فی أمرك و أمری حیث اخترت لك علیا زوجا.

قوله فلان منها من للتبعیض أی لان شی ء منها و المعنی حصول بعض اللین و الانقیاد منها.

قوله ثم رش جلده و جلدها لعله صلی اللّٰه علیه و آله رش أولا علیهما ثم خص علیا علیه السلام بالرش و الأظهر ثم رش جلدها كما سیأتی.

«31»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ الْخُوارِزْمِیُّ وَ أَنْبَأَنِی أَبُو الْعَلَاءِ الْحَافِظُ الْهَمْدَانِیُّ یَرْفَعُهُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ إِذْ هَبَطَ عَلَیْهِ مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ رَأْساً فِی كُلِّ رَأْسٍ أَلْفُ لِسَانٍ یُسَبِّحُ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُهُ بِلُغَةٍ لَا تُشْبِهُ الْأُخْرَی وَ رَاحَتُهُ أَوْسَعُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِینَ فَحَسِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ لَمْ تَأْتِنِی فِی مِثْلِ هَذِهِ الصُّورَةِ قَطُّ قَالَ مَا أَنَا جَبْرَئِیلَ أَنَا صَرْصَائِیلُ بَعَثَنِیَ اللَّهُ إِلَیْكَ لِتُزَوِّجَ النُّورَ مِنَ النُّورِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَنْ مِمَّنْ قَالَ ابْنَتَكَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَزَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ بِشَهَادَةِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ صَرْصَائِیلَ قَالَ فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَإِذَا بَیْنَ كَتِفَیْ صَرْصَائِیلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُقِیمُ الْحُجَّةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا صَرْصَائِیُل مُنْذُ كَمْ هَذَا كُتِبَ بَیْنَ كَتِفَیْكَ قَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ الدُّنْیَا بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ حَمَامَةَ قَالَ: طَلَعَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ذَاتَ یَوْمٍ وَ وَجْهُهُ مُشْرِقٌ كَدَارَةِ الْقَمَرِ فَقَامَ إِلَیْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا النُّورُ قَالَ بِشَارَةٌ أَتَتْنِی مِنْ رَبِّی فِی أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ ابْنَتِی وَ أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَ عَلِیّاً مِنْ فَاطِمَةَ وَ أَمَرَ رِضْوَانَ خَازِنَ الْجِنَانِ فَهَزَّ شَجَرَةَ طُوبَی

ص: 123

فَحَمَلَتْ رِقَاعاً یَعْنِی صِكَاكاً بِعَدَدِ مُحِبِّی أَهْلِ بَیْتِی وَ أَنْشَأَ مِنْ تَحْتِهَا مَلَائِكَةً مِنْ نُورٍ وَ دَفَعَ إِلَی كُلِّ مَلَكٍ صَكّاً فَإِذَا اسْتَوَتِ الْقِیَامَةُ بِأَهْلِهَا نَادَتِ الْمَلَائِكَةُ فِی الْخَلَائِقِ فَلَا یَبْقَی مُحِبٌّ لِأَهْلِ الْبَیْتِ إِلَّا دَفَعَتْ إِلَیْهِ صَكّاً فِیهِ فَكَاكُهُ مِنَ النَّارِ بِأَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ ابْنَتِی فَكَاكُ رِقَابِ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ مِنْ أُمَّتِی مِنَ النَّارِ.

یج، [الخرائج و الجرائح] عن النبی صلی اللّٰه علیه وآله.مثله

قب، [المناقب لابن شهرآشوب] تَارِیخُ بَغْدَادَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ بِلَالِ بْنِ حَمَامَةَ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ یَكُونُ فِی الصُّكُوكِ بَرَاءَةٌ مِنَ الْعَلِیِّ الْجَبَّارِ لِشِیعَةِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِنَ النَّارِ.

«32»- كشف، [كشف الغمة] وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَنْ كَانَتْ لَیْلَةٌ زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبِ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قُدَّامَهَا وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهَا وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهَا وَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ وَرَائِهَا یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ حَتَّی طَلَعَ الْفَجْرُ.

وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ، عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی مَلَكٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ قَدْ زَوَّجْتُ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَزَوِّجْهَا مِنْهُ وَ قَدْ أَمَرْتُ شَجَرَةَ طُوبَی أَنْ تَحْمِلَ الدُّرَّ وَ الْیَاقُوتَ وَ الْمَرْجَانَ وَ إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ قَدْ فَرِحُوا لِذَلِكَ وَ سَیُولَدُ مِنْهُمَا وَلَدَانِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ بِهِمَا یُزَیَّنُ الْجَنَّةُ فَأَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ خَیْرُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ كُلٌّ قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا أَدْرَكَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُدْرَكَ النِّسَاءِ خَطَبَهَا أَكَابِرُ قُرَیْشٍ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَ السَّابِقَةِ فِی الْإِسْلَامِ وَ الشَّرَفِ وَ الْمَالِ وَ كَانَ كُلَّمَا ذَكَرَهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِوَجْهِهِ حَتَّی كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَظُنُّ فِی نَفْسِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاخِطٌ عَلَیْهِ أَوْ قَدْ نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ وَحْیٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ لَقَدْ خَطَبَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَمْرُهَا إِلَی رَبِّهَا وَ خَطَبَهَا بَعْدَ أَبِی بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ

ص: 124

رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَقَالَتِهِ لِأَبِی بَكْرٍ.

قَالَ وَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ كَانَا ذَاتَ یَوْمٍ جَالِسَیْنِ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُمَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِیُّ ثُمَّ الْأَوْسِیُّ فَتَذَاكَرُوا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ قَدْ خَطَبَهَا الْأَشْرَافُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ أَمْرَهَا إِلَی رَبِّهَا إِنْ شَاءَ أَنْ یُزَوِّجَهَا زَوَّجَهَا وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَمْ یَخْطُبْهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَذْكُرْهَا لَهُ وَ لَا أَرَاهُ یَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا قِلَّةُ ذَاتِ الْیَدِ وَ إِنَّهُ لَیَقَعُ فِی نَفْسِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا یَحْبِسَانِهَا عَلَیْهِ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ عَلَی سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ هَلْ لَكُمَا فِی الْقِیَامِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی نَذْكُرَ لَهُ هَذَا فَإِنْ مَنَعَهُ قِلَّةُ ذَاتِ الْیَدِ وَاسَیْنَاهُ وَ أَسْعَفْنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَفَّقَكَ اللَّهُ یَا أَبَا بَكْرٍ فَمَا زِلْتَ مُوَفَّقاً قُومُوا بِنَا عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ وَ یُمْنِهِ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَخَرَجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ وَ الْتَمَسُوا عَلِیّاً فِی مَنْزِلِهِ فَلَمْ یَجِدُوهُ وَ كَانَ یَنْضَحُ بِبَعِیرٍ كَانَ لَهُ الْمَاءَ عَلَی نَخْلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِأُجْرَةٍ فَانْطَلَقُوا نَحْوَهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ مَا وَرَاءَكُمْ وَ مَا الَّذِی جِئْتُمْ لَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّهُ لَمْ یَبْقَ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَیْرِ إِلَّا وَ لَكَ فِیهَا سَابِقَةٌ وَ فَضْلٌ وَ أَنْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمَكَانِ الَّذِی قَدْ عَرَفْتَ مِنَ الْقَرَابَةِ وَ الصُّحْبَةِ وَ السَّابِقَةِ وَ قَدْ خَطَبَالْأَشْرَافُ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ فَرَدَّهُمْ وَ قَالَ إِنَّ أَمْرَهَا إِلَی رَبِّهَا إِنْ شَاءَ أَنْ یُزَوِّجَهَا زَوَّجَهَا فَمَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَذْكُرَهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَخْطُبَهَا مِنْهُ فَإِنِّی أَرْجُو أَنْ یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا یَحْبِسَانِهَا عَلَیْكَ قَالَ فَتَغَرْغَرَتْ عَیْنَا عَلِیٍّ بِالدُّمُوعِ وَ قَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ لَقَدْ هَیَّجْتَ مِنِّی سَاكِناً وَ أَیْقَظْتَنِی لِأَمْرٍ كُنْتُ عَنْهُ غَافِلًا وَ اللَّهِ إِنَّ فَاطِمَةَ لَمَوْضِعُ رَغْبَةٍ وَ مَا مِثْلِی قَعَدَ عَنْ مِثْلِهَا غَیْرَ أَنَّهُ یَمْنَعُنِی مِنْ ذَلِكَ قِلَّةُ ذَاتِ الْیَدِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَا تَقُلْ هَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنَّ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی وَ رَسُولِهِ كَهَبَاءٍ مَنْثُورٍ

ص: 125

قَالَ ثُمَّ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَلَّ عَنْ نَاضِحِهِ وَ أَقْبَلَ یَقُودُهُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَشَدَّهُ فِیهِ وَ لَبِسَ نَعْلَهُ وَ أَقْبَلَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی مَنْزِلِ زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِی أُمَیَّةَ بْنِ الْمُغِیرَةِ الْمَخْزُومِیِّ فَدَقَّ عَلِیٌّ علیه السلام الْبَابَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مَنْ بِالْبَابِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ قَبْلِ أَنْ یَقُولَ عَلِیٌّ أَنَا عَلِیٌّ قُومِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ فَافْتَحِی لَهُ الْبَابَ وَ مُرِیهِ بِالدُّخُولِ فَهَذَا رَجُلٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّهُمَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَنْ هَذَا الَّذِی تَذْكُرُ فِیهِ هَذَا وَ أَنْتَ لَمْ تَرَهُ فَقَالَ مَهْ یَا أُمَّ سَلَمَةَ فَهَذَا رَجُلٌ لَیْسَ بِالْخَرِقِ وَ لَا بِالنَّزِقِ هَذَا أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقُمْتُ مُبَادِرَةً أَكَادُ أَنْ أَعْثُرُ بِمِرْطِی فَفَتَحْتُ الْبَابَ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ وَ اللَّهِ مَا دَخَلَ حِینَ فَتَحْتُ حَتَّی عَلِمَ أَنِّی قَدْ رَجَعْتُ إِلَی خِدْرِی ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اجْلِسْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَلَسَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ یَنْظُرُ إِلَی الْأَرْضِ كَأَنَّهُ قَصَدَ الْحَاجَةَ وَ هُوَ یَسْتَحْیِی أَنْ یُبْدِیَهَا فَهُوَ مُطْرِقٌ إِلَی الْأَرْضِ حَیَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِمَ مَا فِی نَفْسِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنِّی أَرَی أَنَّكَ أَتَیْتَ لِحَاجَةٍ فَقُلْ حَاجَتَكَ وَ أَبْدِ مَا فِی نَفْسِكَ فَكُلُّ حَاجَةٍ لَكَ عِنْدِی مَقْضِیَّةٌ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّكَ أَخَذْتَنِی مِنْ عَمِّكَ أَبِی طَالِبٍ وَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَ أَنَا صَبِیٌّ لَا عَقْلَ لِی فَغَذَّیْتَنِی بِغَذَائِكَ وَ أَدَّبْتَنِی بِأَدَبِكَ فَكُنْتَ إِلَیَّ أَفْضَلَ مِنْ أَبِی طَالِبٍ وَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فِی الْبِرِّ وَ الشَّفَقَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی هَدَانِی بِكَ وَ عَلَی یَدَیْكَ وَ اسْتَنْقَذَنِی مِمَّا كَانَ عَلَیْهِ آبَائِی وَ أَعْمَامِی مِنَ الْحَیْرَةِ وَ الشَّكِّ وَ إِنَّكَ وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ ذُخْرِی وَ ذَخِیرَتِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَحْبَبْتُ مَعَ مَا شَدَّ اللَّهُ مِنْ عَضُدِی بِكَ أَنْ یَكُونَ لِی بَیْتٌ وَ أَنْ یَكُونَ

ص: 126

لِی زَوْجَةٌ أَسْكُنُ إِلَیْهَا وَ قَدْ أَتَیْتُكَ خَاطِباً رَاغِباً أَخْطُبُ إِلَیْكَ ابْنَتَكَ فَاطِمَةَ فَهَلْ أَنْتَ مُزَوِّجِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَرَأَیْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَهَلَّلُ فَرَحاً وَ سُرُوراً ثُمَّ تَبَسَّمَ فِی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَهَلْ مَعَكَ شَیْ ءٌ أُزَوِّجُكَ بِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ اللَّهِ مَا یَخْفَی عَلَیْكَ مِنْ أَمْرِی شَیْ ءٌ أَمْلِكُ سَیْفِی وَ دِرْعِی وَ نَاضِحِی وَ مَا أَمْلِكُ شَیْئاً غَیْرَ هَذَا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَلِیُّ أَمَّا سَیْفُكَ فَلَا غِنًی بِكَ عَنْهُ تُجَاهِدُ بِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ تُقَاتِلُ بِهِ أَعْدَاءَ اللَّهِ وَ نَاضِحُكَ تَنْضِحُ بِهِ عَلَی نَخْلِكَ وَ أَهْلِكَ وَ تَحْمِلُ عَلَیْهِ رَحْلَكَ فِی سَفَرِكَ وَ لَكِنِّی قَدْ زَوَّجْتُكَ بِالدِّرْعِ وَ رَضِیتُ بِهَا مِنْكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أُبَشِّرُكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قُلْتُ نَعَمْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی بَشِّرْنِی فَإِنَّكَ لَمْ تَزَلْ مَیْمُونَ النَّقِیبَةِ مُبَارَكَ الطَّائِرِ رَشِیدَ الْأَمْرِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَبْشِرْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ زَوَّجَكَهَا فِی السَّمَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُزَوِّجَكَ فِی الْأَرْضِ وَ لَقَدْ هَبَطَ عَلَیَّ فِی مَوْضِعِی مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِیَنِی مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ لَهُ وُجُوهٌ شَتَّی وَ أَجْنِحَةٌ شَتَّی لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِثْلَهُ فَقَالَ لِی السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ

اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَبْشِرْ یَا مُحَمَّدُ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ وَ طَهَارَةِ النَّسْلِ فَقُلْتُ وَ مَا ذَاكَ أَیُّهَا الْمَلِكُ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَنَا سَیْطَائِیلُ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِإِحْدَی قَوَائِمِ الْعَرْشِ سَأَلْتُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَأْذَنَ لِی فِی بِشَارَتِكَ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی أَثَرِی یُخْبِرُكَ عَنْ رَبِّكَ عَزَّ وَ جَلَّ بِكَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَمَا اسْتَتَمَّ كَلَامَهُ حَتَّی هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّهُ وَضَعَ فِی یَدِی حَرِیرَةً بَیْضَاءَ مِنْ حَرِیرِ الْجَنَّةِ وَ فِیهِ سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِالنُّورِ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ الْحَرِیرَةُ وَ مَا هَذِهِ الْخُطُوطُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَكَ مِنْ خَلْقِهِ فَبَعَثَكَ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ ثَانِیَةً فَاخْتَارَ لَكَ مِنْهَا أَخاً وَ وَزِیراً

ص: 127

وَ صَاحِباً وَ خَتَناً فَزَوَّجَهُ ابْنَتَكَ فَاطِمَةَ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ وَ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ ابْنُ عَمِّكَ فِی النَّسَبِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی الْجِنَانِ أَنْ تَزَخْرَفِی فَتَزَخْرَفَتِ الْجِنَانُ وَ إِلَی شَجَرَةِ طُوبَی احْمِلِی الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ تَزَیَّنَتِ الْحُورُ الْعِینُ وَ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تَجْتَمِعَ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ عِنْدَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَهَبَطَ مِنْ فَوْقِهَا إِلَیْهَا وَ صَعِدَ مِنْ تَحْتِهَا إِلَیْهَا وَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِضْوَانَ فَنَصَبَ مِنْبَرَ الْكَرَامَةِ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ هُوَ الَّذِی خَطَبَ عَلَیْهِ آدَمُ عَرَضَ الْأَسْمَاءِ عَلَی الْمَلَائِكَةِ وَ هُوَ مِنْبَرٌ مِنْ نُورٍ فَأَوْحَی إِلَی مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ حُجُبِهِ یُقَالُ لَهُ رَاحِیلُ أَنْ یَعْلُوَ ذَلِكَ الْمِنْبَرَ وَ أَنْ یَحْمَدَهُ بِمَحَامِدِهِ وَ یُمَجِّدَهُ وَ بِتَمْجِیدِهِ وَ أَنْ یُثَنِّیَ عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ لَیْسَ فِی الْمَلَائِكَةِ أَحْسَنُ مَنْطِقاً وَ لَا أَحْلَی لُغَةً مِنْ رَاحِیلَ الْمَلَكِ فَعَلَا الْمِنْبَرَ وَ حَمِدَ رَبَّهُ وَ مَجَّدَهُ وَ قَدَّسَهُ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ فَارْتَجَّتِ السَّمَاوَاتُ فَرَحاً وَ سُرُوراً قَالَ جَبْرَئِیلُ ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ أَنِ اعْقِدْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ فَإِنِّی قَدْ زَوَّجْتُ أَمَتِی فَاطِمَةَ بِنْتَ حَبِیبِی مُحَمَّدٍ عَبْدِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَعَقَدْتُ عُقْدَةَ النِّكَاحِ وَ أَشْهَدْتُ عَلَی ذَلِكَ الْمَلَائِكَةَ أَجْمَعِینَ وَ كُتِبَ شَهَادَتُهُمْ فِی هَذِهِ الْحَرِیرَةِ وَ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَیْكَ وَ أَنْ أَخْتِمَهَا بِخَاتَمِ مِسْكٍ وَ أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَی رِضْوَانَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَشْهَدَ الْمَلَائِكَةَ عَلَی تَزْوِیجِ عَلِیٍّ مِنْ فَاطِمَةَ أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَی أَنْ تَنْثُرَ حَمْلَهَا مِنَ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ فَنَثَرَتْ مَا فِیهَا فَالْتَقَطَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الْحُورُ الْعِینُ وَ إِنَّ الْحُورَ الْعِینَ لَیَتَهَادَیْنَهُ وَ یَفْخَرْنَ بِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُزَوِّجَ عَلِیّاً فِی الْأَرْضِ فَاطِمَةَ وَ تُبَشِّرَهُمَا بِغُلَامَیْنِ زَكِیَّیْنِ نَجِیبَیْنِ طَاهِرَیْنِ طَیِّبَیْنِ خَیِّرَیْنِ فَاضِلَیْنِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَوَ اللَّهِ مَا عَرَجَ الْمَلَكُ مِنْ عِنْدِی حَتَّی دَقَقْتَ الْبَابَ أَلَا وَ إِنِّی مُنْفِذٌ فِیكَ أَمْرَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ امْضِ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَمَامِی فَإِنِّی خَارِجٌ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ مُزَوِّجُكَ عَلَی رُءُوسِ النَّاسِ وَ ذَاكِرٌ مِنْ فَضْلِكَ مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُكَ وَ أَعْیُنُ

ص: 128

مُحِبِّیكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ عَلِیٌّ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُسْرِعاً وَ أَنَا لَا أَعْقِلُ فَرَحاً وَ سُرُوراً فَاسْتَقْبَلَنِی أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالا مَا وَرَاءَكَ فَقُلْتُ زَوَّجَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَنِیهَا مِنَ السَّمَاءِ وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله خَارِجٌ فِی أَثَرِی لِیُظْهِرَ ذَلِكَ بِحَضْرَةِ النَّاسِ فَفَرِحَا بِذَلِكَ فَرَحاً شَدِیداً وَ رَجَعَا مَعِی إِلَی الْمَسْجِدِ فَمَا تَوَسَّطْنَاهُ حَتَّی لَحِقَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ إِنَّ وَجْهَهُ لَیَتَهَلَّلُ سُرُوراً وَ فَرَحاً فَقَالَ یَا بِلَالُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اجْمَعْ إِلَیَّ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ رَقِیَ دَرَجَةً مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی آنِفاً فَأَخْبَرَنِی عَنْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ جَمَعَ الْمَلَائِكَةَ عِنْدَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ أَنَّهُ أَشْهَدَهُمْ جَمِیعاً أَنَّهُ زَوَّجَ أَمَتَهُ فَاطِمَةَ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِهِ عَلِیِّ بْنِ

أَبِی طَالِبٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَهُ فِی الْأَرْضِ وَ أُشْهِدَكُمْ عَلَی ذَلِكَ ثُمَّ جَلَسَ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام قُمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَاخْطُبْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ قَالَ فَقَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لِأَنْعُمِهِ وَ أَیَادِیهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةً تَبْلُغُهُ وَ تُرْضِیهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صَلَاةً تُزْلِفُهُ وَ تُحْظِیهِ وَ النِّكَاحُ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ رَضِیَهُ وَ مَجْلِسُنَا هَذَا مِمَّا قَضَاهُ اللَّهُ وَ أَذِنَ فِیهِ وَ قَدْ زَوَّجَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا دِرْعِی هَذَا وَ قَدْ رَضِیتُ بِذَلِكَ فَاسْأَلُوهُ وَ اشْهَدُوا فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَوَّجْتَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالُوا بَارَكَ اللَّهُ لَهُمَا وَ عَلَیْهِمَا وَ جَمَعَ شَمْلَهُمَا وَ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَی أَزْوَاجِهِ فَأَمَرَهُنَّ أَنْ یُدَفِّفْنَ لِفَاطِمَةَ فَضَرَبْنَ بِالدُّفُوفِ قَالَ عَلِیٌّ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ انْطَلِقِ الْآنَ فَبِعْ دِرْعَكَ وَ ائْتِنِی بِثَمَنِهِ حَتَّی أُهَیِّئَ لَكَ وَ لِابْنَتِی فَاطِمَةَ مَا یُصْلِحُكُمَا

ص: 129

قَالَ عَلِیٌّ فَانْطَلَقْتُ فَبِعْتُهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمِ سُودٍ هَجَرِیَّةٍ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَلَمَّا قَبَضْتُ الدَّرَاهِمَ مِنْهُ وَ قَبَضَ الدِّرْعَ مِنِّی قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَسْتُ أَوْلَی بِالدِّرْعِ مِنْكَ وَ أَنْتَ أَوْلَی بِالدِّرْهَمِ مِنِّی فَقُلْتُ بَلَی قَالَ فَإِنَّ الدِّرْعَ هَدِیَّةٌ مِنِّی إِلَیْكَ فَأَخَذْتُ الدِّرْعَ وَ الدَّرَاهِمَ وَ أَقْبَلْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَطَرَحْتُ الدِّرْعَ وَ الدَّرَاهِمَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ فَدَعَا لَهُ بِخَیْرٍ وَ قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَبْضَةً مِنَ الدَّرَاهِمِ وَ دَعَا بِأَبِی بَكْرٍ فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ اشْتَرِ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمَ لِابْنَتِی مَا یُصْلِحُ لَهَا فِی بَیْتِهَا وَ بَعَثَ مَعَهُ سَلْمَانَ وَ بِلَالًا لِیُعِینَاهُ عَلَی حَمْلِ مَا یَشْتَرِیهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ كَانَتِ الدَّرَاهِمُ الَّتِی أَعْطَانِیهَا ثَلَاثَةً وَ سِتِّینَ دِرْهَماً فَانْطَلَقْتُ وَ اشْتَرَیْتُ فِرَاشاً مِنْ خَیْشِ مِصْرَ مَحْشُوّاً بِالصُّوفِ وَ نَطْعاً مِنْ أَدَمٍ وَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا مِنْ لِیفِ النَّخْلِ وَ عَبَاءَةً خَیْبَرِیَّةً وَ قِرْبَةً لِلْمَاءِ وَ كِیزَاناً وَ جِرَاراً وَ مِطْهَرَةً لِلْمَاءِ وَ سِتْرَ صُوفٍ رَقِیقاً وَ حَمَلْنَاهُ جَمِیعاً حَتَّی وَضَعْنَاهُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ بَكَی وَ جَرَتْ دُمُوعُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لِقَوْمٍ جُلُّ آنِیَتِهِمُ الْخَزَفُ قَالَ عَلِیٌّ وَ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بَاقِیَ ثَمَنِ الدِّرْعِ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ اتْرُكِی هَذِهِ الدَّرَاهِمَ عِنْدَكِ وَ مَكَثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْراً لَا أُعَاوِدُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَمْرِ فَاطِمَةَ بِشَیْ ءٍ اسْتِحْیَاءً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَیْرَ أَنِّی كُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ یَقُولُ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا أَحْسَنَ زَوْجَتَكِ وَ أَجْمَلَهَا أَبْشِرْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ قَالَ عَلِیٌّ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ شَهْرٍ دَخَلَ عَلَیَّ أَخِی عَقِیلُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ یَا أَخِی مَا فَرِحْتُ بِشَیْ ءٍ كَفَرَحِی بِتَزْوِیجِكَ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخِی فَمَا بَالُكَ لَا تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُدْخِلُهَا عَلَیْكَ فَنَقَرَّ عَیْناً بِاجْتِمَاعِ شَمْلِكُمَا قَالَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ یَا أَخِی إِنِّی لَأُحِبُّ ذَلِكَ وَ مَا یَمْنَعُنِی مِنْ مَسْأَلَتِهِ إِلَّا الْحَیَاءُ مِنْهُ فَقَالَ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ إِلَّا قُمْتَ مَعِی

ص: 130

فَقُمْنَا نُرِیدُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَقِینَا فِی طَرِیقِنَا أُمَّ أَیْمَنَ مَوْلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ لَا تَفْعَلْ وَ دَعْنَا نَحْنُ نُكَلِّمُهُ فَإِنَّ كَلَامَ النِّسَاءِ فِی هَذَا الْأَمْرِ أَحْسَنُ وَ أَوْقَعُ بِقُلُوبِ الرِّجَالِ ثُمَّ انْثَنَتْ رَاجِعَةً فَدَخَلَتْ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ فَأَعْلَمَتْهَا بِذَلِكَ وَ أَعْلَمَتْ نِسَاءَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاجْتَمَعْنَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ فِی بَیْتِ عَائِشَةَ فَأَحْدَقْنَ بِهِ وَ قُلْنَ فَدَیْنَاكَ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِ اجْتَمَعْنَا لِأَمْرٍ لَوْ أَنَّ خَدِیجَةَ فِی الْأَحْیَاءِ لَقَرَّتْ بِذَلِكَ عَیْنُهَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَلَمَّا ذَكَرْنَا خَدِیجَةَ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ثُمَّ قَالَ خَدِیجَةُ وَ أَیْنَ مِثْلُ خَدِیجَةَ صَدَّقَتْنِی حِینَ كَذَّبَنِی النَّاسُ وَ وَازَرَتْنِی عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ أَعَانَتْنِی عَلَیْهِ بِمَالِهَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ أُبَشِّرَ خَدِیجَةَ بِبَیْتٍ فِی الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبِ الزُّمُرُّدِ لَا صَخَبَ فِیهِ وَ لَا نَصَبَ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقُلْنَا فَدَیْنَاكَ بِآبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ

لَمْ تَذْكُرْ مِنْ خَدِیجَةَ أَمْراً إِلَّا وَ قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ غَیْرَ أَنَّهَا قَدْ مَضَتْ إِلَی رَبِّهَا فَهَنَّأَهَا اللَّهُ بِذَلِكَ وَ جَمَعَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهَا فِی دَرَجَاتِ جَنَّتِهِ وَ رِضْوَانِهِ وَ رَحْمَتِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَذَا أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ ابْنُ عَمِّكَ فِی النَّسَبِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ عَلَیْهِ زَوْجَتَهُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ تَجْمَعَ بِهَا شَمْلَهُ فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ فَمَا بَالُ عَلِیٍّ لَا یَسْأَلُنِی ذَلِكَ فَقُلْتُ یَمْنَعُهُ الْحَیَاءُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ أُمُّ أَیْمَنَ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله انْطَلِقِی إِلَی عَلِیٍّ فَأْتِینِی بِهِ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا عَلِیٌّ یَنْتَظِرُنِی لِیَسْأَلَنِی عَنْ جَوَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَآنِی قَالَ مَا وَرَاكِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ قُلْتُ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ علیه السلام فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُمْنَ أَزْوَاجُهُ فَدَخَلْنَ الْبَیْتَ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ مُطْرِقاً نَحْوَ الْأَرْضِ حَیَاءً مِنْهُ فَقَالَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ عَلَیْكَ زَوْجَتُكَ فَقُلْتُ وَ أَنَا مُطْرِقٌ نَعَمْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی فَقَالَ نَعَمْ وَ كَرَامَةً یَا أَبَا الْحَسَنِ أُدْخِلُهَا عَلَیْكَ فِی لَیْلَتِنَا هَذِهِ أَوْ فِی لَیْلَةِ غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقُمْتُ فَرِحاً مَسْرُوراً وَ أَمَرَ صلی اللّٰه علیه و آله أَزْوَاجَهُ أَنْ یُزَیِّنَ

ص: 131

فَاطِمَةَ علیها السلام وَ یُطَیِّبْنَهَا وَ یَفْرُشْنَ لَهَا بَیْتاً لِیُدْخِلْنَهَا عَلَی بَعْلِهَا فَفَعَلْنَ ذَلِكَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الدَّرَاهِمِ الَّتِی سَلَّمَهَا إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ فَدَفَعَهَا إِلَیَ (1)

وَ قَالَ اشْتَرِ سَمْناً وَ تَمْراً وَ أَقِطاً فَاشْتَرَیْتُ وَ أَقْبَلْتُ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَسَرَ عَنْ ذِرَاعَیْهِ وَ دَعَا بِسُفْرَةٍ مِنْ أَدَمٍ وَ جَعَلَ یَشْدَخُ التَّمْرَ وَ السَّمْنَ وَ یَخْلِطُهُمَا بِالْأَقِطِ حَتَّی اتَّخَذَهُ حَیْساً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْعُ مَنْ أَحْبَبْتَ فَخَرَجْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَوَافِرُونَ فَقُلْتُ أَجِیبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامُوا جَمِیعاً وَ أَقْبَلُوا نَحْوَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ الْقَوْمَ كَثِیرٌ فَجَلَّلَ السُّفْرَةَ بِمِنْدِیلٍ وَ قَالَ أَدْخِلْ عَلَیَّ عَشَرَةً بَعْدَ عَشَرَةٍ فَفَعَلْتُ وَ جَعَلُوا یَأْكُلُونَ وَ یَخْرُجُونَ وَ لَا یَنْقُصُ الطَّعَامُ حَتَّی لَقَدْ أَكَلَ مِنْ ذَلِكَ الْحَیْسِ سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ بِبَرَكَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ثُمَّ دَعَا بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ دَعَا بِعَلِیٍّ علیه السلام فَأَخَذَ عَلِیّاً بِیَمِینِهِ وَ فَاطِمَةَ بِشِمَالِهِ وَ جَمَعَهُمَا إِلَی صَدْرِهِ فَقَبَّلَ بَیْنَ أَعْیُنِهِمَا وَ دَفَعَ فَاطِمَةَ إِلَی عَلِیٍّ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ نِعْمَ الزَّوْجَةُ زَوْجَتُكَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ قَالَ یَا فَاطِمَةُ نِعْمَ الْبَعْلُ بَعْلُكِ ثُمَّ قَامَ یَمْشِی بَیْنَهُمَا حَتَّی أَدْخَلَهُمَا بَیْتَهُمَا الَّذِی هُیِّئَ لَهُمَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمَا فَأَخَذَ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ فَقَالَ طَهَّرَكُمَا اللَّهُ وَ طَهَّرَ نَسْلَكُمَا أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمَا وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمَا أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَ أَسْتَخْلِفُهُ عَلَیْكُمَا قَالَ عَلِیٌّ وَ مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثاً لَا یَدْخُلُ عَلَیْنَا فَلَمَّا كَانَ فِی صَبِیحَةِ الْیَوْمِ الرَّابِعِ جَاءَنَا لِیَدْخُلَ عَلَیْنَا فَصَادَفَ فِی حُجْرَتِنَا أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ الْخَثْعَمِیَّةَ فَقَالَ لَهَا مَا یَقِفُكِ هَاهُنَا وَ فِی الْحُجْرَةِ رَجُلٌ فَقَالَتْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی إِنَّ الْفَتَاةَ إِذَا زُفَّتْ إِلَی زَوْجِهَا تَحْتَاجُ إِلَی امْرَأَةٍ تَتَعَاهَدُهَا وَ تَقُومُ بِحَوَائِجِهَا فَأَقَمْتُ هَاهُنَا لِأَقْضِیَ حَوَائِجَ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَسْمَاءُ قَضَی اللَّهُ لَكِ حَوَائِجَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ

ص: 132


1- 1. فی النسخة المطبوعة و المصدر ج 1 ص 488:« فدفعها الی علیّ علیه السلام» و هو سهو ظاهر فان قائل الكلام هو نفسه علیه السلام كما یقول: اشتریت إلخ.

قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ كَانَتْ غَدَاةَ قَرَّةٍ وَ كُنْتُ أَنَا وَ فَاطِمَةُ تَحْتَ الْعَبَاءِ فَلَمَّا سَمِعْنَا كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَسْمَاءَ ذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ بِحَقِّی عَلَیْكُمَا لَا تَفْتَرِقَا حَتَّی أَدْخُلَ عَلَیْكُمَا فَرَجَعْنَا إِلَی حَالِنَا وَ دَخَلَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَلَسَ عِنْدَ رُءُوسِنَا وَ أَدْخَلَ رِجْلَیْهِ فِیمَا بَیْنَنَا وَ أَخَذْتُ

رِجْلَهُ الْیُمْنَی فَضَمَمْتُهَا إِلَی صَدْرِی وَ أَخَذَتْ فَاطِمَةُ رِجْلَهُ الْیُسْرَی فَضَمَّتْهَا إِلَی صَدْرِهَا وَ جَعَلْنَا نُدْفِئُ رِجْلَیْهِ مِنَ الْقُرِّ حَتَّی إِذَا دُفِئَتَا قَالَ یَا عَلِیُّ ائْتِنِی بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَأَتَیْتُهُ فَتَفَلَ فِیهِ ثَلَاثاً وَ قَرَأَ فِیهِ آیَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ اشْرَبْهُ وَ اتْرُكْ فِیهِ قَلِیلًا فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَرَشَّ بَاقِیَ الْمَاءِ عَلَی رَأْسِی وَ صَدْرِی وَ قَالَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ الرِّجْسَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ طَهَّرَكَ تَطْهِیراً وَ قَالَ ائْتِنِی بِمَاءٍ جَدِیدٍ فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ وَ سَلَّمَهُ إِلَی ابْنَتِهِ علیها السلام وَ قَالَ لَهَا اشْرَبِی وَ اتْرُكِی مِنْهُ قَلِیلًا فَفَعَلَتْ فَرَشَّهُ عَلَی رَأْسِهَا وَ صَدْرِهَا وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكِ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكِ تَطْهِیراً وَ أَمَرَنِی بِالْخُرُوجِ مِنَ الْبَیْتِ وَ خَلَا بِابْنَتِهِ وَ قَالَ كَیْفَ أَنْتِ یَا بُنَیَّةِ وَ كَیْفَ رَأَیْتِ زَوْجَكِ قَالَتْ لَهُ یَا أَبَتِ خَیْرَ زَوْجٍ إِلَّا أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیَّ نِسَاءٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ قُلْنَ لِی زَوَّجَكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ فَقِیرٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا یَا بُنَیَّةِ مَا أَبُوكِ بِفَقِیرٍ وَ لَا بَعْلُكِ بِفَقِیرٍ وَ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَیَّ خَزَائِنُ الْأَرْضِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَاخْتَرْتُ مَا عِنْدَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ یَا بُنَیَّةِ لَوْ تَعْلَمِینَ مَا عَلِمَ أَبُوكِ لَسَمُجَتِ الدُّنْیَا فِی عَیْنَیْكِ وَ اللَّهِ یَا بُنَیَّةِ مَا أَلَوْتُكِ نُصْحاً إِنْ زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً یَا بُنَیَّةِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْ أَهْلِهَا رَجُلَیْنِ فَجَعَلَ أَحَدَهُمَا أَبَاكِ وَ الْآخَرَ بَعْلَكِ یَا بُنَیَّةِ نِعْمَ الزَّوْجُ زَوْجُكِ لَا تَعْصِی لَهُ أَمْراً ثُمَّ صَاحَ بِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَلِیُّ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ادْخُلْ بَیْتَكَ وَ الْطُفْ بِزَوْجَتِكَ وَ ارْفُقْ بِهَا فَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی یُؤْلِمُنِی مَا یُؤْلِمُهَا وَ یَسُرُّنِی

ص: 133

مَا یَسُرُّهَا أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَ أَسْتَخْلِفُهُ عَلَیْكُمَا قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَوَ اللَّهِ مَا أَغْضَبْتُهَا وَ لَا أَكْرَهْتُهَا عَلَی أَمْرٍ حَتَّی قَبَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا أَغْضَبَتْنِی وَ لَا عَصَتْ لِی أَمْراً وَ لَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهَا فَتَنْكَشِفُ عَنِّی الْهُمُومُ وَ الْأَحْزَانُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِیَنْصَرِفَ فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ یَا أَبَتِ لَا طَاقَةَ لِی بِخِدْمَةِ الْبَیْتِ فَأَخْدِمْنِی خَادِماً تَخْدُمُنِی وَ تُعِینُنِی عَلَی أَمْرِ الْبَیْتِ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ أَ وَ لَا تُرِیدِینَ خَیْراً مِنَ الْخَادِمِ فَقَالَ عَلِیٌّ قُولِی بَلَی قَالَتْ یَا أَبَتِ خَیْراً مِنَ الْخَادِمِ فَقَالَ تُسَبِّحِینَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ تُحَمِّدِینَهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً وَ تُكَبِّرِینَهُ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ مَرَّةً فَذَلِكِ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَ أَلْفُ حَسَنَةٍ فِی الْمِیزَانِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّكِ إِنْ قُلْتَهَا فِی صَبِیحَةِ كُلِّ یَوْمٍ كَفَاكِ اللَّهُ مَا أَهَمَّكِ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

تبیان أقول روی مثل تلك الروایة من كتاب كفایة الطالب تألیف محمد بن یوسف الكنجی الشافعی بإسناده عن ابن عباس باختصار و تغییر تركناه لتكرر مضامینه ثم قال قال محمد بن یوسف هكذا رواه ابن بطة و هو حسن عال و ذكر أسماء بنت عمیس فی هذا الحدیث غیر صحیح لأن أسماء هذه امرأة جعفر بن أبی طالب تزوجها بعده أبو بكر فولدت له محمدا فلما مات أبو بكر تزوجها علی بن أبی طالب علیه السلام و إن أسماء التی حضرت فی عرسفاطمة علیهاالسلامإنما هی أسماء بنت یزید بن السكن الأنصاری و أسماء بنت عمیس كان مع زوجها جعفر بالحبشة و قدم بها یوم فتح خیبر سنة سبع و كان زواج فاطمة علیهاالسلامبعد وقعة بدر بأیام یسیرة فصح بهذا أن أسماء المذكورة فی هذا الحدیث إنما هی بنت یزید(1) و لها أحادیث

ص: 134


1- 1. أقول: و كانت أسماء هذه مكناة بام سلمة و كانت یقال لها خطیبة النساء فما روی فی قصة زفافها عن أمّ سلمة فانما هی أسماء بنت یزید بن السكن بن رافع لا أمّ سلمة التی زوجها النبیّ بعد ذاك الزفاف بسنة أو أكثر.

عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله انتهی (1).

أقول: المرط كساء من صوف أو خز كان یؤتزر بها و الخدر بالكسر الستر قوله علیه السلام مما كان علیه آبائی أی الحیرة فی بعض الأمور التی اهتدی إلیه أمیر المؤمنین و خص به من العلوم الربانیة و الشرك (2) إنما هو للأعمام أو یكون المراد بعض الأجداد من جهة الأم و قال الجزری فی میمون النقیبة أی منجح الفعال مظفر المطالب و النقیبة النفس و قیل الطبیعة و الخلیفة و قال طائر الإنسان ما حصل له فی علم اللّٰه مما قدر له و منه الحدیث بالمیمون طائره أی بالمبارك حظه و یجوز أن یكون أصله من الطیر السانح و البارح قوله علیه السلام تزلفه أی تقر به قوله و تحظیه من باب الإفعال یقال فلان أحظی منی أی أقرب إلیه منی قوله ثم انثنت أی انصرفت قال الجوهری ثنیته صرفته عن حاجته و قال الجزری الصخب الضجة و اضطراب الأصوات للخصام و منه حدیث خدیجة لا صخب فیه و لا نصب قوله فجلل السفرة أی ستر ما فیها بمندیل لئلا یری الآكلون ما فیها فیحصل فیها البركة و قد تكرر ذلك فی الأخبار المشتملة علی إعجاز البركة.

«33»- كشف، [كشف الغمة] وَ نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ الذُّرِّیَّةِ الطَّاهِرَةِ، تَصْنِیفِ أَبِی بِشْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ الْمَعْرُوفِ بِالدُّولَابِیِّ مِنْ نُسْخَةٍ بِخَطِّ الشَّیْخِ ابْنِ وَضَّاحٍ الْحَنْبَلِیِّ الشَّهْرَبَانِیِّ وَ أَجَازَ لِی أَنْ أَرْوِیَ عَنْهُ كُلَّ مَا یَرْوِی عَنْ مَشَایِخِهِ وَ هُوَ یَرْوِی كَثِیراً وَ أَجَازَ لِیَ السَّیِّدُ جَلَالُ الدِّینِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ فَخَّارٍ الْمُوسَوِیُّ الْحَائِرِیُّ أَدَامَ اللَّهُ شَرَفَهُ أَنْ أَرْوِیَهُ عَنْهُ عَنِ الشَّیْخِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ الْمُحَدِّثِ إِجَازَةً فِی مُحَرَّمٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَ سِتِّمِائَةٍ وَ عَنِ الشَّیْخِ بُرْهَانِ الدِّینِ أَبِی الْحُسَیْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْغَزْنَوِیِّ إِجَازَةً فِی رَبِیعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ سِتِّمِائَةٍ كِلَاهُمَا عَنِ الشَّیْخِ الْحَافِظِ أَبِی الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ السَّلَامِیِّ بِإِسْنَادِهِ وَ السَّیِّدُ أَجَازَ لِی قَدِیماً رِوَایَةَ كُلِّمَا یَرْوِیهِ

ص: 135


1- 1. انتهی ملخصا. راجع ج 1 ص 500.
2- 2. قد آثرنا هناك( ص 126 س 23) نسخة« الشك» بدل« الشرك» فراجع.

وَ بِهَذَا الْكِتَابِ فِی ذِی الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَ سَبْعِینَ وَ سِتِّمِائَةٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَبَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ عُمَرُ أَنْتَ لَهَا یَا عَلِیُّ فَقَالَ مَا لِی مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا دِرْعِی أَرْهَنُهَا فَزَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ فَاطِمَةَ بَكَتْ قَالَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ مَا یُبْكِیكِ یَا فَاطِمَةُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَنْكَحْتُكِ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً وَ أَوَّلَهُمْ سِلْماً.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: تَزَوَّجَ عَلِیٌّ فَاطِمَةَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ بَنَی بِهَا فِی ذِی الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِیَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ.

وَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ مَوْلَاةٌ لِی هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ قَدْ خُطِبَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ لَا قَالَتْ فَقَدْ خُطِبَتْ فَمَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُزَوِّجَكَ فَقُلْتُ وَ هَلْ عِنْدِی شَیْ ءٌ أَتَزَوَّجُ بِهِ فَقَالَتْ إِنَّكَ إِنْ جِئْتَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَوَّجَكَ فَوَ اللَّهِ مَا زَالَتْ تُرْجِینِی حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَتْ لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَیْبَةٌ فَلَمَّا قَعَدْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ أُفْحِمْتُ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ أَ لَكَ حَاجَةٌ فَسَكَتُّ فَقَالَ لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَیْ ءٍ تَستَحِلُّهَا بِهِ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَا فَعَلْتَ الدِّرْعَ الَّتِی سَلَّحْتُكَهَا فَقُلْتُ عِنْدِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّهَا لَحُطَمِیَّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلَّا أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَابْعَثْ بِهَا فإن [فَإِنَّهَا] كَانَتْ لَصَدَاقَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

بیان: تقول سلحته و أسلحه إذا أعطیته سلاحا و قال الجزری

فی حدیث زواج فاطمة أنه قال لعلی أین درعك الحطمیة.

هی التی تحطم السیوف أی تكسرها و قیل هی العریضة الثقیلة و قیل هی منسوبة إلی بطن من عبد القیس یقال لهم حطمة بن محارب كانوا یعملون الدروع و هذا أشبه الأقوال.

«34»- كشف، [كشف الغمة] وَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رَبَاحٍ قَالَ: لَمَّا خَطَبَ عَلِیٌّ فَاطِمَةَ أَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً قَدْ ذَكَرَكِ فَسَكَتَتْ فَخَرَجَ فَزَوَّجَهَا.

وَ عَنِ ابْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام

ص: 136

اخْطُبْ فَاطِمَةَ فَأَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ مَا حَاجَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا لَمْ یَزِدْ عَلَیْهَا فَخَرَجَ عَلِیٌّ عَلَی أُولَئِكَ الرَّهْطِ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَانُوا یَنْتَظِرُونَهُ قَالُوا مَا وَرَاكَ قَالَ مَا أَدْرِی غَیْرَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَرْحَباً وَ أَهْلًا قَالُوا یَكْفِیكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَدُهُمَا أَعْطَاكَ الْأَهْلَ وَ الرَّحْبَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعُرْسِ مِنْ وَلِیمَةٍ فَقَالَ سَعْدٌ عِنْدِی كَبْشٌ وَ جَمَعَ لَهُ رَهْطٌ مِنَ الْأَنْصَارِ آصُعاً مِنْ ذُرَةٍ(1) فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةُ الْبِنَاءِ قَالَ لَا تُحْدِثَنَّ شَیْئاً حَتَّی تَلْقَانِی فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثُمَّ أَفْرَغَهُ عَلَی عَلِیٍّ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِیهِمَا وَ بَارِكْ عَلَیْهِمَا وَ بَارِكْ لَهُمَا فِی شِبْلَیْهِمَا وَ قَالَ ابْنُ نَاصِرٍ فِی نَسْلَیْهِمَا.

وَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: كُنْتُ فِی زِفَافِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا أَصْبَحْنَا جَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی الْبَابِ فَقَالَ یَا أُمَّ أَیْمَنَ ادْعِی لِی أَخِی قَالَتْ هُوَ أَخُوكَ وَ تُنْكِحُهُ ابْنَتَكَ قَالَ نَعَمْ یَا أُمَّ أَیْمَنَ قَالَتْ وَ سَمِعَ النِّسَاءُ صَوْتَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَنَحَّیْنَ وَ اخْتَبَیْتُ أَنَا فِی نَاحِیَةٍ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَنَضَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الْمَاءِ وَ دَعَا لَهُ ثُمَّ قَالَ ادْعِی لِی فَاطِمَةَ فَجَاءَتْ خَرِقَةً مِنَ الْحَیَاءِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله اسْكُنِی لَقَدْ أَنْكَحْتُكِ أَحَبَّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ ثُمَّ نَضَحَ عَلَیْهَا مِنَ الْمَاءِ وَ دَعَا لَهَا

ص: 137


1- 1. آصع جمع صاع، ذكره صاحب القاموس فی مادة فرق، قال:« الفرق مكیال بالمدینة یسع ثلاثة آصع» و فی المصباح:« و نقل المطرزی عن الفارسیّ انه یجمع- صاع- أیضا علی آصع بالقلب كما قیل دار و آدر بالقلب، و هذا الذی نقله جعله أبو حاتم من خطا العوام، و قال ابن الأنباری: و لیس عندی بخطإ فی القیاس، لانه و ان كان غیر مسموع من العرب( یعنی من العرب الجاهلی) و لكنه قیاس ما نقل عنهم و هو انهم ینقلون الهمزة من موضع العین الی موضع الفاء فیقولون أبار و آبار- ذیل أقرب الموارد.

قَالَتْ ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَرَأَی سَوَاداً بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ قَالَ جِئْتِ فِی زِفَافِ فَاطِمَةَ تُكْرِمِینَهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَتْ فَدَعَا لِی.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی وَ حَدَّثَنِی السَّیِّدُ جَلَالُ الدِّینِ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ فَخَّارٍ الْمُوسَوِیُّ بِمَا هَذَا مَعْنَاهُ وَ رُبَّمَا اخْتُلِفَ الْأَلْفَاظُ قَالَ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ هَذِهِ: حَضَرَتْ وَفَاةُ خَدِیجَةَ علیهاالسلام فَبَكَتْ فَقُلْتُ أَ تَبْكِینَ وَ أَنْتِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ أَنْتِ زَوْجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مُبَشَّرَةٌ عَلَی لِسَانِهِ بِالْجَنَّةِ فَقَالَتْ مَا لِهَذَا بَكَیْتُ وَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ لَیْلَةَ زِفَافِهَا لَا بُدَّ لَهَا مِنِ امْرَأَةٍ تُفْضِی إِلَیْهَا بِسِرِّهَا وَ تَسْتَعِینُ بِهَا عَلَی حَوَائِجِهَا وَ فَاطِمَةُ حَدِیثَةُ عَهْدٍ بِصِبًا وَ أَخَافُ أَنْ لَا یَكُونَ لَهَا مَنْ یَتَوَلَّی أَمْرَهَا حِینَئِذٍ فَقُلْتُ یَا سَیِّدَتِی لَكِ عَلَیَّ عَهْدُ اللَّهِ إِنْ بَقِیتُ إِلَی ذَلِكِ الْوَقْتِ أَنْ أَقُومَ مَقَامَكِ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَلَمَّا كَانَتْ تِلْكَ اللَّیْلَةُ وَ جَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَرَ النِّسَاءَ فَخَرَجْنَ وَ بَقِیتُ فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ رَأَی سَوَادِی فَقَالَ مَنْ أَنْتِ فَقُلْتُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ فَقَالَ أَ لَمْ آمُرْكِ أَنْ تَخْرُجِی فَقُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَا قَصَدْتُ خِلَافَكَ وَ لَكِنِّی أَعْطَیْتُ خَدِیجَةَ عَهْداً وَ حَدَّثْتُهُ فَبَكَی فَقَالَ بِاللَّهِ لِهَذَا وَقَفْتِ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ فَدَعَا لِی. عُدْنَا إِلَی مَا أَوْرَدَهُ الدُّولَابِیُّ.

وَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: لَقَدْ جُهِّزَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مَا كَانَ حَشْوُ فَرْشِهِمَا وَ وَسَائِدِهِمَا إِلَّا لِیفٌ وَ لَقَدْ أَوْلَمَ عَلِیٌّ لِفَاطِمَةَ علیهما السلام فَمَا كَانَتْ وَلِیمَةُ ذَلِكَ الزَّمَانِ أَفْضَلَ مِنْ وَلِیمَتِهِ رَهَنَ دِرْعَهُ عِنْدَ یَهُودِیٍّ وَ كَانَتْ وَلِیمَتُهُ آصُعاً مِنْ شَعِیرٍ وَ تَمْرٍ وَ حَیْسٍ (1).

بیان: قال الجزری فی حدیث تزویج فاطمة علیهاالسلامفلما أصبح دعاها فجاءت خرقة من الحیاء. أی خجلة مدهوشة من الخرق التحیر و یحتمل أن یكون

ص: 138


1- 1. المصدر ج 1 ص 494. و له كلام بعد هذه الروایة من أن الحاضرة عند زفافها لا بدّ أن تكون هی سلمی بنت عمیس- اخت أسماء- زوجة حمزة بن عبد المطلب. راجعه.

بالحاء المهملة و الزاء المعجمة فالمراد تقارب الخطو فی المشی قال الجوهری الحزق القصیر المتقارب الخطو و كذا الحزقة و روی أنها أتته تعثر فی مرطها من الخجل و قال الجوهری و قضینا إلیه ذلك الأمر أی أنهیناه إلیه.

«35»- كشف، [كشف الغمة] وَ مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ فِی مَنَاقِبِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْكَنْجِیِّ الشَّافِعِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوَّجْتَنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ فَقِیرٌ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الْآخَرُ بَعْلُكِ.

وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّی أَنَا زَوَّجْتُهُ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ لَقَدْ خَطَبَهَا إِلَیَّ أَشْرَافُ قُرَیْشٍ فَلَمْ أُجِبْ كُلَّ ذَلِكَ أَتَوَقَّعُ الْخَبَرَ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّی جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ لَیْلَةَ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ قَدْ جَمَعَ الرُّوحَانِیِّینَ وَ الْكَرُوبِیِّینَ فِی وَادٍ یُقَالُ لَهُ الْأَفْیَحُ تَحْتَ شَجَرَةِ طُوبَی وَ زَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلِیّاً وَ أَمَرَنِی فَكُنْتُ الْخَاطِبَ وَ اللَّهُ تَعَالَی الْوَلِیَّ وَ أَمَرَ شَجَرَةَ طُوبَی فَحَمَلَتِ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ الدُّرَّ وَ الْیَاقُوتَ ثُمَّ نَثَرَتْهُ وَ أَمَرَ الْحُورَ الْعِینَ فَاجْتَمَعْنَ فَلَقَطْنَ فَهُنَّ یَتَهَادَیْنَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ یَقُلْنَ هَذَا نُثَارُ فَاطِمَةَ.

وَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: أَصَابَ فَاطِمَةَ علیها السلام لَیْلَةَ صَبِیحَةِ الْعُرْسِ رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ یَا فَاطِمَةُ لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُمْلِكَكِ بِعَلِیٍّ أَمَرَ اللَّهُ شَجَرَ الْجِنَانِ فَحَمَلَتْ حُلِیّاً وَ حُلَلًا وَ أَمَرَهَا فَنَثَرَتْهُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ یَوْمَئِذٍ شَیْئاً أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ صَاحِبُهُ أَوْ أَحْسَنَ افْتَخَرَ بِهِ عَلَی صَاحِبِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَلَقَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَی النِّسَاءِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَنْ خَطَبَ عَلَیْهَا جَبْرَئِیلُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ لَیْلَةَ عُرْسِهَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ اشْرَبِی هَذَا فِدَاكَ أَبُوكَ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام اشْرَبْ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا زُفَّتْ فَاطِمَةُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام نَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ

ص: 139

وَ مَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ قُدِّمَتْ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدُّلْدُلُ وَ عَلَیْهَا فَاطِمَةُ علیها السلام مُشْتَمِلَةٌ قَالَ فَأَمْسَكَ جَبْرَئِیلُ بِاللِّجَامِ وَ أَمْسَكَ إِسْرَافِیلُ بِالرِّكَابِ وَ أَمْسَكَ مِیكَائِیلُ بِالثَّفَرِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُسَوِّی عَلَیْهَا الثِّیَابَ فَكَبَّرَ جَبْرَئِیلُ وَ كَبَّرَ إِسْرَافِیلُ وَ كَبَّرَ مِیكَائِیلُ وَ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ جَرَتِ السُّنَّةُ بِالتَّكْبِیرِ فِی الزِّفَافِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

بیان: قال فی النهایة الاشتمال افتعال من الشملة و هو كساء یتغطی به و یتلفف فیه و قال ثفر الدابة الذی یجعل تحت ذنبها.

«36»- كشف، [كشف الغمة] وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ آبائه علیهم السلام: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَوِّجْنِی فَاطِمَةَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَیَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالا أَنْتَ أَكْثَرُ قُرَیْشٍ مَالًا فَلَوْ أَتَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَطَبْتَ إِلَیْهِ فَاطِمَةَ زَادَكَ اللَّهُ مَالًا إِلَی مَالِكَ وَ شَرَفاً إِلَی شَرَفِكَ فَأَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُمَا فَقَالَ قَدْ نَزَلَ بِی مِثْلُ الَّذِی نَزَلَ بِكُمَا فَأَتَیَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ یَسْقِی نَخَلَاتٍ لَهُ فَقَالا قَدْ عَرَفْنَا قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قِدْمَتَكَ فِی الْإِسْلَامِ فَلَوْ أَتَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَطَبْتَ إِلَیْهِ فَاطِمَةَ لَزَادَكَ اللَّهُ فَضْلًا إِلَی فَضْلِكَ وَ شَرَفاً إِلَی شَرَفِكَ فَقَالَ لَقَدْ نَبَّهْتُمَانِی فَانْطَلَقَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ اغْتَسَلَ وَ لَبِسَ كِسَاءً قِطْرِیّاً وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِی فَاطِمَةَ قَالَ

إِذَا زَوَّجْتُكَهَا فَمَا تُصْدِقُهَا قَالَ أُصْدِقُهَا سَیْفِی وَ فَرَسِی وَ دِرْعِی وَ نَاضِحِی قَالَ أَمَّا نَاضِحُكَ وَ سَیْفُكَ وَ فَرَسُكَ فَلَا غِنًی بِكَ عَنْهَا تُقَاتِلُ الْمُشْرِكِینَ وَ أَمَّا دِرْعُكَ فَشَأْنَكَ بِهَا فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ وَ بَاعَ دِرْعَهُ بِأَرْبَعِمِائَةٍ وَ ثَمَانِینَ دِرْهَماً قِطْرِیّاً فَصَبَّهَا بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَسْأَلْهُ عَنْ عَدَدِهَا وَ لَا هُوَ أَخْبَرَهُ عَنْهَا فَأَخَذَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَبْضَةً فَدَفَعَهَا إِلَی الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ ابْتَعْ مِنْ هَذَا مَا تُجَهَّزُ بِهِ فَاطِمَةُ وَ أَكْثِرْ لَهَا مِنَ الطِّیبِ فَانْطَلَقَ الْمِقْدَادُ فَاشْتَرَی لَهَا رَحًی وَ قِرْبَةً وَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ وَ حَصِیراً قِطْرِیّاً فَجَاءَ بِهِ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ مَعَهُ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 140

خَطَبَ إِلَیْكَ ذَوُو الْأَسْنَانِ وَ الْأَمْوَالِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَمْ تُزَوِّجْهُمْ فَزَوَّجْتَهَا مِنْ هَذَا الْغُلَامِ فَقَالَ یَا أَسْمَاءُ أَمَا إِنَّكِ سَتُزَوَّجِینَ بِهَذَا الْغُلَامِ وَ تَلِدِینَ لَهُ غُلَاماً هَذَا مَعَ مَا رُوِیَ أَنَّهَا كَانَتْ فِی الْحَبَشَةِ غَرِیبٌ فَإِنَّهَا تَزَوَّجَتْ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ وَلَدَتْ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ قَالَ لِسَلْمَانَ ائْتِنِی بِبَغْلَتِیَ الشَّهْبَاءِ فَأَتَاهُ بِهَا فَحَمَلَ عَلَیْهَا فَاطِمَةَ علیها السلام فَكَانَ سَلْمَانُ یَقُودُهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَقُومُ بِهَا فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ سَمِعَ حِسّاً خَلْفَ ظَهْرِهِ فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فِی جَمْعٍ كَثِیرٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا أَنْزَلَكُمْ قَالَ نَزُفُّ فَاطِمَةَ إِلَی زَوْجِهَا فَكَبَّرَ جَبْرَئِیلُ ثُمَّ كَبَّرَ مِیكَائِیلُ ثُمَّ كَبَّرَ إِسْرَافِیلُ ثُمَّ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ ثُمَّ كَبَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله ثُمَّ كَبَّرَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَصَارَ التَّكْبِیرُ خَلْفَ الْعَرَائِسِ سُنَّةً مِنْ تِلْكَ اللَّیْلَةِ فَجَاءَ بِهَا فَأَدْخَلَهَا عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَجْلَسَهَا إِلَی جَنْبِهِ عَلَی الْحَصِیرِ الْقِطْرِیِّ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ هَذِهِ بِنْتِی فَمَنْ أَكْرَمَهَا فَقَدْ أَكْرَمَنِی وَ مَنْ أَهَانَهَا فَقَدْ أَهَانَنِی ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا وَ بَارِكْ عَلَیْهِمَا وَ اجْعَلْ لَهُمَا ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً إِنَّكَ سَمِیعُ الدُّعاءِ ثُمَّ وَثَبَ فَتَعَلَّقَتْ بِهِ وَ بَكَتْ فَقَالَ لَهَا مَا یُبْكِیكِ فَقَدْ زَوَّجْتُكِ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً.

إیضاح: قال الجزری فیه أنه علیه السلام كان متوشحا بثوب قطری هو ضرب من البرود فیه حمرة و لها أعلام فیها بعض الخشونة و قیل هی حلل جیاد تحمل من قبل البحرین و قال الأزهری فی أعراض البحرین قریة یقال لها قطر و أحسب الثیاب القطریة نسبت إلیها فكسروا القاف للنسبة و خففوا.

«37»- كشف، [كشف الغمة] قَدْ أَوْرَدَ صَاحِبُ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ فِی الْأَحَادِیثِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.لَوْ لَا عَلِیٌّ لَمْ یَكُنْ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ.

وَ رَوَی صَاحِبُ الْفِرْدَوْسِ أَیْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الْأَرْضَ فَمَنْ مَشَی عَلَیْهَا مُبْغِضاً لَكَ مَشَی حَرَاماً.

ص: 141

وَ رَوَی ابْنُ بَابَوَیْهِ مِنْ حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَوْرَدَهُ فِی تَزْوِیجِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِفَاطِمَةَ علیها السلام: أَنَّهُ أَخَذَ فِی فِیهِ مَاءً وَ دَعَا فَاطِمَةَ فَأَجْلَسَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ مَجَّ الْمَاءَ فِی الْمِخْضَبِ وَ هُوَ الْمِرْكَنُ وَ غَسَّلَ قَدَمَیْهِ وَ وَجْهَهُ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ علیها السلام وَ أَخَذَ كَفّاً مِنْ مَاءٍ فَضَرَبَ بِهِ عَلَی رَأْسِهَا وَ كَفّاً بَیْنَ یَدَیْهَا ثُمَّ رَشَّ جِلْدَهَا ثُمَّ دَعَا بِمِخْضَبٍ آخَرَ ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً فَصَنَعَ بِهِ كَمَا صَنَعَ بِهَا ثُمَّ الْتَزَمَهُمَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُمَا اللَّهُمَّ كَمَا أَذْهَبْتَ عَنِّی الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَنِی تَطْهِیراً فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً ثُمَّ قَالَ قُومَا إِلَی بَیْتِكُمَا جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَكُمَا وَ بَارَكَ فِی سِیَرِكُمَا وَ أَصْلَحَ بَالَكُمَا ثُمَّ قَامَ فَأَغْلَقَ عَلَیْهِمَا الْبَابَ بِیَدِهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَتْنِی أَسْمَاءُ أَنَّهَا رَمَقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَزَلْ یَدْعُو لَهُمَا خَاصَّةً لَا یُشْرِكُهُمَا فِی دُعَائِهِ أَحَداً حَتَّی تَوَارَی فِی حُجْرَتِهِ وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِی سِیَرِكُمَا وَ جَمَعَ شَمْلَكُمَا وَ أَلَّفَ عَلَی الْإِیمَانِ بَیْنَ قُلُوبِكُمَا شَأْنَكَ بِأَهْلِكَ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا.

وَ رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ اللَّهُ تَعَالَی مُزَوِّجَهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ الْخَاطِبَ وَ كَانَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ شُهُوداً وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی شَجَرَةِ طُوبَی أَنِ انْثُرِی مَا فِیكِ مِنَ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ اللُّؤْلُؤِ وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی الْحُورِ الْعِینِ أَنِ الْتَقِطْنَهُ فَهُنَّ یَتَهَادَیْنَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَرَحاً بِتَزْوِیجِ فَاطِمَةَ عَلِیّاً.

وَ عَنْ شُرَحْبِیلَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی فَاطِمَةَ فِی صَبِیحَةِ عُرْسِهَا بِقَدَحٍ فِیهِ لَبَنٌ فَقَالَ اشْرَبِی فِدَاكِ أَبُوكِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام اشْرَبْ فِدَاكَ ابْنُ عَمِّكَ.

وَ عَنْ شُرَحْبِیلَ بْنِ سَعِیدٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ صَبِیحَةُ الْعُرْسِ أَصَابَ فَاطِمَةَ علیها السلام رِعْدَةٌ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ.

(1) وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: شَكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 142


1- 1. فی النسخة المطبوعة هناك رمز كا و هو سهو.

عَلِیّاً فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا یَدَعُ شَیْئاً مِنْ رِزْقِهِ إِلَّا وَزَّعَهُ بَیْنَ الْمَسَاكِینِ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ أَ تُسْخِطِینِی فِی أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی إِنَّ سَخَطَهُ سَخَطِی وَ إِنَّ سَخَطِی لَسَخَطُ اللَّهِ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَ سَخَطِ رَسُولِهِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِكَلَامٍ لَا یَتَكَلَّمُ بِهِ غَیْرِی إِلَّا كَذَّابٌ وَرِثْتُ نَبِیَّ الرَّحْمَةِ وَ زَوْجَتِی خَیْرُ نِسَاءِ الْأُمَّةِ وَ أَنَا خَیْرُ الْوَصِیِّینَ (1).

«38»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ علیها السلام عَلَی جَرْدِ بُرْدٍ وَ دِرْعٍ وَ فِرَاشٍ كَانَ مِنْ إِهَابِ كَبْشٍ.

بیان: قوله علی جرد برد أی برد خلق.

«39»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ عَلَی دِرْعٍ حُطَمِیَّةٍ یَسْوَی ثَلَاثِینَ دِرْهَماً.

«40»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً فَاطِمَةَ عَلَی دِرْعٍ حُطَمِیَّةٍ وَ كَانَ فِرَاشُهَا إِهَابَ كَبْشٍ یَجْعَلَانِ الصُّوفَ إِذَا اضْطَجَعَا تَحْتَ جُنُوبِهِمَا.

«41»- كا، [الكافی] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً فَاطِمَةَ عَلَی دِرْعٍ حُطَمِیَّةٍ تُسَاوِی ثَلَاثِینَ دِرْهَماً.

بیان: یمكن الجمع بین تلك الروایات بوجوه الأول أن یكون المراد كون الدرع جزءا للمهر.

الثانی أن یكون المعنی أنه لو كان هذا الیوم لساوی ثلاثین درهما و إن كانت قیمته فی ذلك الزمان أكثر.

ص: 143


1- 1. راجع كشف الغمّة ج 2 ص 32.

الثالث أن یقال إنه كان یسوی ثلاثین درهما لكن بیع بخمسمائة درهم.

الرابع أن یكون بعض الأخبار محمولا علی التقیة.

«42»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَزَّازِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ صَدَاقُ فَاطِمَةَ جَرْدَ بُرْدٍ حِبَرَةٍ وَ دِرْعَ حُطَمِیَّةٍ وَ كَانَ فِرَاشُهَا إِهَابَ كَبْشٍ یُلْقِیَانِهِ وَ یَفْرُشَانِهِ وَ یَنَامَانِ عَلَیْهِ.

«43»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً فَاطِمَةَ دَخَلَ عَلَیْهَا وَ هِیَ تَبْكِی فَقَالَ لَهَا مَا یُبْكِیكِ فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ فِی أَهْلِی خَیْرٌ مِنْهُ مَا زَوَّجْتُكِهِ وَ مَا أَنَا زَوَّجْتُكِهِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ وَ أَصْدَقَ عَنْكِ الْخُمُسَ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ.

«44»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَوَّجْتَنِی بِالْمَهْرِ الْخَسِیسِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا أَنَا زَوَّجْتُكِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ مِنَ السَّمَاءِ وَ جَعَلَ مَهْرَكِ خُمُسَ الدُّنْیَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ.

«45»- كا عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا غَیْرَةَ فِی الْحَلَالِ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تُحْدِثَا شَیْئاً حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكُمَا فَلَمَّا أَتَاهُمَا أَدْخَلَ رِجْلَیْهِ بَیْنَهُمَا فِی الْفِرَاشِ.

«46»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ قَالُوا بِالرِّفَاءِ وَ الْبَنِینَ قَالَ لَا بَلْ عَلَی الْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ.

إیضاح: قال الجزری فیه نهی أن یقال للمتزوج بالرفاء و البنین الرفاء الالتیام و الاتفاق و البركة و النماء و إنما نهی عنه كراهیة لأنه كان من عادتهم و لهذا سن فیه غیره.

«47»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ

ص: 144

عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی الْیَرْبُوعِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَتَزَوَّجُ فِیكُمْ وَ أُزَوِّجُكُمْ إِلَّا فَاطِمَةَ فَإِنَّ تَزْوِیجَهَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.

«48»- فر(1)،

[تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً(2) قَالَ خَلَقَ اللَّهُ نُطْفَةً بَیْضَاءَ مَكْنُونَةً فَجَعَلَهَا فِی صُلْبِ آدَمَ ثُمَّ نَقَلَهَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ إِلَی صُلْبِ شِیثٍ وَ مِنْ صُلْبِ شِیثٍ إِلَی صُلْبِ أَنُوشَ وَ مِنْ صُلْبِ أَنُوشَ إِلَی صُلْبِ قَیْنَانَ حَتَّی تَوَارَثَتْهَا كِرَامُ الْأَصْلَابِ فِی مُطَهَّرَاتِ الْأَرْحَامِ حَتَّی جَعَلَهَا اللَّهُ فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَسَمَهَا نِصْفَیْنِ فَأَلْقَی نِصْفَهَا إِلَی صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَ نِصْفَهَا إِلَی صُلْبِ أَبِی طَالِبٍ وَ هِیَ سُلَالَةٌ تُولِدُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّداً وَ مِنْ أَبِی طَالِبٍ عَلِیّاً عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ زَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ عَلِیّاً فَعَلِیٌّ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ نَسَبٌ وَ عَلِیٌّ الصِّهْرُ(3).

«49»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارُ، وَ كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَوْ لَا عَلِیٌّ لَمْ یَكُنْ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ.

وَ مِنْهُ رَفَعَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الْأَرْضَ فَمَنْ مَشَی عَلَیْهَا مُبْغِضاً لَكَ مَشَی عَلَیْهَا حَرَاماً.

ص: 145


1- 1. فی النسخة المطبوعة هناك تصحیف غریب راجع ص 42.
2- 2. الفرقان: 56.
3- 3. المصدر ص 107.

باب 6 كیفیة معاشرتها مع علی علیه السلام

«1»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْفَجْرَ ثُمَّ قَامَ بِوَجْهٍ كَئِیبٍ وَ قُمْنَا مَعَهُ حَتَّی صَارَ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَبْصَرَ عَلِیّاً نَائِماً بَیْنَ یَدَیِ الْبَابِ عَلَی الدَّقْعَاءِ فَجَلَسَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَجَعَلَ یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَ یَقُولُ قُمْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا أَبَا تُرَابٍ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ دَخَلَا مَنْزِلَ فَاطِمَةَ فَمَكَثْنَا هُنَیْئَةً ثُمَّ سَمِعْنَا ضَحِكاً عَالِیاً ثُمَّ خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتَ بِوَجْهٍ كَئِیبٍ وَ خَرَجْتَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ كَیْفَ لَا أَفْرَحُ وَ قَدْ أَصْلَحْتُ بَیْنَ اثْنَیْنِ أَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی أَهْلِ السَّمَاءِ.

بیان: الدقعاء التراب و الأخبار المشتملة علی منازعتهما مأولة بما یرجع إلی ضرب من المصلحة لظهور فضلهما علی الناس أو غیر ذلك مما خفی علینا جهته.

«2»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیها السلام كَلَامٌ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ أُلْقِیَ لَهُ مِثَالٌ فَاضْطَجَعَ عَلَیْهِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَاضْطَجَعَتْ مِنْ جَانِبٍ وَ جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاضْطَجَعَ مِنْ جَانِبٍ قَالَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَدَ عَلِیٍّ فَوَضَعَهَا عَلَی سُرَّتِهِ وَ أَخَذَ یَدَ فَاطِمَةَ فَوَضَعَهَا عَلَی سُرَّتِهِ فَلَمْ یَزَلْ حَتَّی أَصْلَحَ بَیْنَهُمَا ثُمَّ خَرَجَ فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتَ وَ أَنْتَ عَلَی حَالٍ وَ خَرَجْتَ وَ نَحْنُ نَرَی الْبُشْرَی فِی وَجْهِكَ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ قَدْ أَصْلَحْتُ بَیْنَ اثْنَیْنِ أَحَبِّ مَنْ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَیَّ.

ص: 146

قال الصدوق رحمه اللّٰه لیس هذا الخبر عندی بمعتمد و لا هو لی بمعتقد فی هذه العلة لأن علیا و فاطمة علیهاالسلامما كانا لیقع بینهما كلام یحتاج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی الإصلاح بینهما لأنه علیه السلام سید الوصیین و هی سیدة نساء العالمین مقتدیان بنبی اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی حسن الخلق مصباح الأنوار، عن حبیب: مثله بیان المثال بالكسر الفراش ذكره الفیروزآبادی.

«3»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُهَاجِرَیْنِ إِلَی بِلَادِ الْحَبَشَةِ(1)

فَأُهْدِیَتْ لِجَعْفَرٍ جَارِیَةٌ قِیمَتُهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِینَةَ أَهْدَاهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام تَخْدُمُهُ فَجَعَلَهَا عَلِیٌّ فِی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَوْماً فَنَظَرَتْ إِلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی حَجْرِ الْجَارِیَةِ فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَعَلْتَهَا فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ مَا فَعَلْتُ شَیْئاً فَمَا الَّذِی تُرِیدِینَ قَالَتْ تَأْذَنُ لِی فِی الْمَصِیرِ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا قَدْ أَذِنْتُ لَكِ فَتَجَلَّلَتْ بِجَلَالِهَا وَ تَبَرْقَعَتْ بِبُرْقُعِهَا وَ أَرَادَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّ هَذِهِ فَاطِمَةُ قَدْ أَقْبَلَتْ تَشْكُو عَلِیّاً فَلَا تَقْبَلْ مِنْهَا فِی عَلِیٍّ شَیْئاً فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جِئْتِ تَشْكِینَ عَلِیّاً قَالَتْ إِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ فَقَالَ لَهَا ارْجِعِی إِلَیْهِ فَقُولِی لَهُ رَغِمَ أَنْفِی لِرِضَاكَ فَرَجَعَتْ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ رَغِمَ أَنْفِی لِرِضَاكَ تَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ شَكَوْتِنِی إِلَی خَلِیلِی وَ حَبِیبِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَا سَوْأَتَاهْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُشْهِدُ اللَّهَ یَا فَاطِمَةُ أَنَّ الْجَارِیَةَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ وَ أَنَّ الْأَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ الَّتِی فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِی صَدَقَةٌ عَلَی فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ

ص: 147


1- 1. لا یعرف لابی ذر هجرة الی حبشة.

ثُمَّ تَلَبَّسَ وَ انْتَعَلَ وَ أَرَادَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قُلْ لِعَلِیٍّ قَدْ أَعْطَیْتُكَ الْجَنَّةَ بِعِتْقِكَ الْجَارِیَةَ فِی رِضَی فَاطِمَةَ وَ النَّارَ بِالْأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ الَّتِی تَصَدَّقْتَ بِهَا فَأَدْخِلِ الْجَنَّةَ مَنْ شِئْتَ بِرَحْمَتِی وَ أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ شِئْتَ بِعَفْوِی فَعِنْدَهَا قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ.

قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أبو منصور الكاتب فی كتاب الروح و الریحان عن أبی ذر: مثله بشا، [بشارة المصطفی] والدی أبو القاسم و عمار بن یاسر و ولده سعد جمیعا عن إبراهیم بن نصر الجرجانی عن محمد بن حمزة المرعشی عن محمد بن الحسن عن محمد بن جعفر عن حمزة بن إسماعیل عن أحمد بن الخلیل عن یحیی بن عبد الحمید عن شریك عن لیث بن أبی سلیم عن مجاهد عن ابن عباس: مثله بأدنی تغییر و قد أوردناه فی باب أنه علیه السلام قسیم الجنة و النار(1).

«4»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: لَمَّا انْصَرَفَتْ فَاطِمَةُ مِنْ عِنْدِ أَبِی بَكْرٍ أَقْبَلَتْ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَتْ لَهُ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ اشْتَمَلْتَ شِیمَةَ الْجَنِینِ وَ قَعَدْتَ حُجْرَةَ الظَّنِینِ فَنَقَضْتَ قَادِمَةَ الْأَجْدَلِ فَخَانَكَ رِیشُ الْأَعْزَلِ أَضْرَعْتَ خَدَّكَ یَوْمَ أَضَعْتَ جِدَّكَ افْتَرَسْتَ الذِّئَابَ وَ افْتَرَشْتَ التُّرَابَ مَا كَفَفْتَ قَائِلًا وَ لَا أَغْنَیْتَ بَاطِلًا هَذَا ابْنُ أَبِی قُحَافَةَ یَبْتَزُّنِی نُحَیْلَةَ أَبِی وَ بُلَیْغَةَ ابْنِی وَ اللَّهِ لَقَدْ أَجْهَرَ فِی خِصَامِی وَ أَلْفَیْتُهُ أَلَدَّ فِی كَلَامِی حَتَّی مَنَعَتْنِی الْقَیْلَةُ نَصْرَهَا وَ الْمُهَاجِرَةُ وَصْلَهَا وَ غَضَّتِ الْجَمَاعَةُ دُونِی طَرْفَهَا فَلَا دَافِعَ وَ لَا مَانِعَ خَرَجْتُ كَاظِمَةً وَ عُدْتُ رَاغِمَةً وَ لَا خِیَارَ لِی لَیْتَنِی مِتُّ قَبْلَ هِینَتِی وَ دُونَ زَلَّتِی عَذِیرِیَ اللَّهُ مِنْكَ عَادِیاً وَ مِنْكَ حَامِیاً وَیْلَایَ فِی كُلِّ شَارِقٍ وَیْلَایَ مَاتَ الْعَمَدُ وَ وَهَنَتِ الْعَضُدُ وَ شَكْوَایَ إِلَی أَبِی وَ عُدْوَایَ إِلَی رَبِّی اللَّهُمَّ أَنْتَ أَشَدُّ قُوَّةً فَأَجَابَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَا وَیْلَ لَكِ بَلِ الْوَیْلُ لِشَانِئِكِ نَهْنِهِی عَنْ وَجْدِكِ یَا بُنَیَّةَ الصَّفْوَةِ وَ بَقِیَّةَ النُّبُوَّةِ فَمَا وَنَیْتُ عَنْ دِینِی وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِی فَإِنْ كُنْتِ تُرِیدِینَ الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ وَ كَفِیلُكِ مَأْمُونٌ وَ مَا أُعِدَّ لَكِ خَیْرٌ مِمَّا قُطِعَ

ص: 148


1- 1. راجع ج 39 ص 207 من الطبعة الحدیثة.

عَنْكِ فَاحْتَسِبِی اللَّهَ فَقَالَتْ حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (1).

بیان: أقول قد مر تصحیح كلماتها و شرحها فی أبواب فدك.

«5»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مَعْقِلُ بْنُ یَسَارٍ وَ أَبُو قُبَیْلٍ وَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَ حَبِیبُ بْنُ أَبِی ثَابِتٍ وَ عِمْرَانُ بْنُ الْحُصَیْنِ وَ ابْنُ غَسَّانَ وَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَعَ اخْتِلَافِ الرِّوَایَاتِ وَ اتِّفَاقِ الْمَعْنَی: أَنَّ النِّسْوَةَ قُلْنَ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ خَطَبَكِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَرَدَّهُمْ أَبُوكِ وَ

زَوَّجَكِ عَائِلًا فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوَّجْتَنِی عَائِلًا فَهَزَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِیَدِهِ مِعْصَمَهَا وَ قَالَ لَا یَا فَاطِمَةُ وَ لَكِنْ زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً أَ مَا عَلِمْتِ یَا فَاطِمَةُ أَنَّهُ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَضَحِكَتْ وَ قَالَتْ رَضِیتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی قُبَیْلٍ: لَمْ أُزَوِّجْكِ حَتَّی أَمَرَنِی جَبْرَئِیلُ.

وَ فِی رِوَایَةِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ وَ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ: أَمَا إِنِّی قَدْ زَوَّجْتُكِ خَیْرَ مَنْ أَعْلَمُ.

وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ غَسَّانَ: زَوَّجْتُكِ خَیْرَهُمْ.

وَ فِی كِتَابِ ابْنِ شَاهِینَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: أَنْكَحْتُكِ أَحَبَّ أَهْلِی إِلَیَّ.

«6»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهِ عَنْهُ قَالَ:

ص: 149


1- 1. ما نقله المصنّف رحمه اللّٰه یخالف النسخة المطبوعة كثیرا و لذلك ننقله من المصدر ج 3 ص 208 لمزیدة الفائدة: « و لما انصرفت من عند أبی بكر، أقبلت علی أمیر المؤمنین فقالت له: یا ابن أبی طالب! اشتملت شملة الجنین، و قعدت حجرة الظنین نقضت قادمة الاجدل، فخاتك ریش الاعزل هذا ابن أبی قحافة قد ابتزنی نحیلة أبی؛ و بلیغة ابنی، و اللّٰه لقد أجهد فی ظلامتی و ألد فی خصامی، حتی منعتنی القیلة نصرها، و المهاجرة وصلها و غضت الجماعة دونی طرفها فلا مانع و لا دافع، خرجت و اللّٰه كاظمة، وعدت راغمة و لا خیار لی، لیتنی مت قبل ذلتی، و توفیت دون منیتی، عذیری و اللّٰه فیك حامیا، و منك داعیا، ویلاه فی كل شارق، ویلاه مات العمد، و وهن العضد شكوای الی ربی، و عدوای الی أبی ...» و باقی الكلام لیس فیه كثیر اختلاف فراجع.

كُنْتُ وَاقِفاً بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ أَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَی یَدَیْهِ إِذَا دَخَلَتْ فَاطِمَةُ وَ هِیَ تَبْكِی فَوَضَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَدَهُ عَلَی رَأْسِهَا وَ قَالَ مَا یُبْكِیكِ لَا أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَیْكِ یَا حُورِیَّةُ قَالَتْ مَرَرْتُ عَلَی مَلَإٍ مِنْ نِسَاءِ قُرَیْشٍ وَ هُنَّ مُخَضَّبَاتٌ فَلَمَّا نَظَرْنَ إِلَیَّ وَقَعُوا فِیَّ وَ فِی ابْنِ عَمِّی فَقَالَ لَهَا وَ مَا سَمِعْتِی مِنْهُنَّ قَالَتْ قُلْنَ كَانَ قَدْ عَزَّ عَلَی مُحَمَّدٍ أَنْ یُزَوِّجَ ابْنَتَهُ مِنْ رَجُلٍ فَقِیرِ قُرَیْشٍ وَ أَقَلِّهِمْ مَالًا فَقَالَ لَهَا وَ اللَّهِ یَا بُنَیَّةِ مَا زَوَّجْتُكِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ زَوَّجَكِ مِنْ عَلِیٍّ فَكَانَ بَدْوُهُ مِنْهُ وَ ذَلِكِ أَنَّهُ خَطَبَكِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَعِنْدَ ذَلِكِ جَعَلْتُ أَمْرَكِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمْسَكْتُ عَنِ النَّاسِ فَبَیْنَا صَلَّیْتُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ صَلَاةَ الْفَجْرِ إِذْ سَمِعْتُ حَفِیفَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِذَا بِحَبِیبِی جَبْرَئِیلَ وَ مَعَهُ سَبْعُونَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُتَوَّجِینَ مُقَرَّطِینَ مُدَمْلِجِینَ (1)

فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الْقَعْقَعَةُ مِنَ السَّمَاءِ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا مِنَ الرِّجَالِ عَلِیّاً علیه السلام وَ مِنَ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَزَوَّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا وَ تَبَسَّمَتْ بَعْدَ بُكَائِهَا وَ قَالَتْ رَضِیتُ بِمَا رَضِیَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا أَزِیدُكِ یَا فَاطِمَةُ فِی عَلِیٍّ رَغْبَةً قَالَتْ بَلَی قَالَ لَا یَرِدُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رُكْبَانٌ أَكْرَمُ مِنَّا أَرْبَعَةٌ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَتِهِ وَ عَمِّی حَمْزَةُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ بَعْلُكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَقَالَتْ صِفْ لِیَ النَّاقَةَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ خُلِقَتْ قَالَ نَاقَةٌ خُلِقَتْ مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُدَبَّجَةُ الْجَنْبَیْنِ صَفْرَاءُ حَمْرَاءُ الرَّأْسِ سَوْدَاءُ الْحَدَقِ قَوَائِمُهَا مِنَ الذَّهَبِ خِطَامُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ عَیْنَاهَا مِنَ الْیَاقُوتِ وَ بَطْنُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ عَلَیْهَا قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ یُرَی بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا خُلِقَتْ مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 150


1- 1. أی كان علی رءوسهم التاج و فی اذنهم القرط و فی معصمهم الدملوج و هو حلی یلبس فی المعصم.

تِلْكِ النَّاقَةُ مِنْ نُوقِ اللَّهِ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ رُكْناً بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الرُّكْنِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْوَاعِ التَّسْبِیحِ لَا یَمُرُّ عَلَی مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَنْ هَذَا الْعَبْدُ مَا أَكْرَمَهُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ تَرَاهُ نَبِیّاً مُرْسَلًا أَوْ مَلَكاً مُقَرَّباً أَوْ حَامِلَ عَرْشٍ أَوْ حَامِلَ كُرْسِیٍّ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَیُّهَا النَّاسُ لَیْسَ هَذَا بِنَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا مَلَكٍ مُقَرَّبٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ فَیَبْدُرُونَ رِجَالًا رِجَالًا فَیَقُولُونَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ حَدَّثُونَا فَلَمْ نُصَدِّقْ وَ نَصَحُونَا فَلَمْ نَقْبَلْ وَ الَّذِینَ یُحِبُّونَهُ تَعَلَّقُوا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی كَذَلِكِ یَنْجُونَ فِی الْآخِرَةِ یَا فَاطِمَةُ أَ لَا أَزِیدُكِ فِی عَلِیٍّ رَغْبَةً قَالَتْ زِدْنِی یَا أَبَتَاهْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّ عَلِیّاً أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ هَارُونَ لِأَنَّ هَارُونَ أَغْضَبَ مُوسَی وَ عَلِیٌّ لَمْ یُغْضِبْنِی قَطُّ وَ الَّذِی بَعَثَ أَبَاكِ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا غَضِبْتُ عَلَیْهِ یَوْماً قَطُّ وَ مَا نَظَرْتُ فِی وَجْهِ عَلِیٍّ إِلَّا ذَهَبَ الْغَضَبُ عَنِّی یَا فَاطِمَةُ أَ لَا أَزِیدُكِ فِی عَلِیٍّ رَغْبَةً قَالَتْ زِدْنِی یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ عَلِیّاً مِنَ السَّلَامِ السَّلَامَ فَقَامَتْ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام رَضِیتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِكَ یَا أَبَتَاهْ نَبِیّاً وَ بِابْنِ عَمِّی بَعْلًا وَ وَلِیّاً.

«7»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَحْتَطِبُ وَ یَسْتَقِی وَ یَكْنُسُ وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَطْحَنُ وَ تَعْجِنُ وَ تَخْبِزُ.

ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الحسین بن إبراهیم القزوینی عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهیم عن الحسن بن علی الزعفرانی عن البرقی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله.

«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ عَنِ ابْنِ وَهْبَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی غُنْدَرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ

ص: 151

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لِفَاطِمَةَ لَا تَعْصِی عَلِیّاً فَإِنَّهُ إِنْ غَضِبَ غَضِبْتُ لِغَضَبِهِ.

«9»- وَ فِی الدِّیوَانِ الْمَنْسُوبَةِ أَبْیَاتُهَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ، أَنَّهُ قَالَ فِی مَرَضِهِ مُخَاطِباً لِفَاطِمَةَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْحَسَنِ الْعَطَّارِ عَنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنْ زَیْدِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ: أَنَّهُ علیه السلام أَنْشَدَ هَذِهِ الْأَبْیَاتَ وَ هُوَ مَحْمُومٌ یَرْثِی فَاطِمَةَ علیها السلام

وَ إِنَّ حَیَاتِی مِنْكِ یَا بِنْتَ أَحْمَدَ*** بِإِظْهَارِ مَا أَخْفَیْتُهُ لَشَدِیدٌ

وَ لَكِنْ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعْنُو رِقَابُنَا*** وَ لَیْسَ عَلَی أَمْرِ الْإِلَهِ جَلِیدٌ

أَ تُصْرِعُنِی الْحُمَّی لَدَیْكِ وَ أَشْتَكِی***إِلَیْكِ وَ مَا لِی فِی الرِّجَالِ نَدِیدٌ

أُصِرُّ عَلَی صَبْرٍ وَ أَقْوَی عَلَی مُنًی*** إِذَا صَبْرُ خَوَّارِ الرِّجَالِ بَعِیدٌ

وَ فِی هَذِهِ الْحُمَّی دَلِیلٌ بِأَنَّهَا*** لِمَوْتِ الْبَرَایَا قَائِدٌ وَ بَرِیدٌ

بیان: و إن حیاتی منك أی اشتدت حیاتی بسببك حیث لا بد لی من إظهار ما أخفیته من المرض كذا خطر بالبال (1)

و قیل منك أی من بعدك و قیل أی حیاتی منك و بسببك و أنا شدید بإظهار ما أخفیته أی لا أظهره و لا یخفی بعدهما تعنو أی تخضع و الجلید الصلب و الندید المثل و النظیر و الخوار الضعیف و الصیاح.

«10»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ، عَنْ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَصَابَتْ عَلِیّاً علیه السلام شِدَّةٌ فَأَتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَقَّتِ الْبَابَ فَقَالَ أَسْمَعُ حِسَّ حَبِیبِی بِالْبَابِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ قُومِی وَ انْظُرِی فَفَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ فَدَخَلَتْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ جِئْتِنَا فِی وَقْتٍ مَا كُنْتِ تَأْتِینَا فِی مِثْلِهِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا طَعَامُ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ رَبِّنَا فَقَالَ التَّحْمِیدُ فَقَالَتْ مَا طَعَامُنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 152


1- 1. و الذی یخطر بالبال أن« حیاتی» مصحف« حیائی» فیستقیم معنی الشعر و سیاق الكلام و لازمه كون الاشعار شكوائیة فی حیاتها علیها السلام لا رثائیة فی وفاتها بل هو الظاهر من سیاقها كما لا یخفی.

وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَقْتَبِسُ فِی آلِ مُحَمَّدٍ شَهْراً نَاراً وَ أُعَلِّمُكِ خَمْسَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِیهِنَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَمْسُ الْكَلِمَاتُ قَالَ یَا رَبَّ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ وَ یَا رَاحِمَ الْمَسَاكِینِ وَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ وَ رَجَعَتْ فَلَمَّا أَبْصَرَهَا عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ بِأَبِی أَنْتِ وَ أُمِّی مَا وَرَاءَكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ ذَهَبْتُ لِلدُّنْیَا وَ جِئْتُ لِلْآخِرَةِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام خَیْرٌ أَمَامَكِ خَیْرٌ أَمَامَكِ.

«11»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: شَكَتْ فَاطِمَةُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا یَدَعُ شَیْئاً مِنْ رِزْقِهِ إِلَّا وَزَّعَهُ عَلَی الْمَسَاكِینِ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ أَ تُسْخِطِینِی فِی أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی إِنَّ سَخَطَهُ سَخَطِی وَ إِنَّ سَخَطِی سَخَطُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی غَالِبٍ الزُّرَارِیِّ عَنْ خَالِهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (1) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْغَنَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عَلِیٍّ النِّسَاءَ مَا دَامَتْ فَاطِمَةُ حَیَّةً قُلْتُ وَ كَیْفَ قَالَ لِأَنَّهَا طَاهِرَةٌ لَا تَحِیضُ.

بیان: هذا التعلیل یحتمل وجهین الأول أن یكون المراد أنها لما كانت لا تحیض حتی یكون له علیه السلام عذر فی مباشرة غیرها فلذا حرم اللّٰه علیه غیرها رعایة لحرمتها.

الثانی أن یكون المعنی أن جلالتها منعت من ذلك و عبر عن ذلك ببعض ما یلزمه من الصفات التی اختصت بها.

«13»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: سُئِلَ عَالِمٌ فَقِیلَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَنْزَلَ هَلْ أَتَی فِی أَهْلِ الْبَیْتِ وَ لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنْ نَعِیمِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَ ذَكَرَ فِیهِ إِلَّا الْحُورَ الْعِینَ قَالَ ذَلِكَ إِجْلَالًا لِفَاطِمَةَ علیها السلام.

ص: 153


1- 1. یعنی أبا عبد اللّٰه محمّد بن خالد البرقی.

سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ: فِی قَوْلِهِ وَ إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (1) قَالَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا إِذَا قَطَعَ الصِّرَاطَ زَوَّجَهُ اللَّهُ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ بِأَرْبَعِ نِسْوَةٍ مِنْ نِسَاءِ الدُّنْیَا وَ سَبْعِینَ أَلْفَ حُورِیَّةٍ مِنْ حُورِ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ زَوَّجَ الْبَتُولَ فَاطِمَةَ فِی الدُّنْیَا وَ هُوَ زَوْجُهَا فِی الْآخِرَةِ فِی الْجَنَّةِ لَیْسَتْ لَهُ زَوْجَةٌ فِی الْجَنَّةِ غَیْرُهَا مِنْ نِسَاءِ الدُّنْیَا لَكِنْ لَهُ فِی الْجِنَانِ سَبْعُونَ أَلْفَ حُوراً لِكُلِّ حُورٍ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ.

أقول: سیأتی بعض أخبار هذا الباب فی باب غسلها و دفنها علیها السلام.

ص: 154


1- 1. التكویر: 7.

باب 7 ما وقع علیها من الظلم و بكائها و حزنها و شكایتها فی مرضها إلی شهادتها و غسلها و دفنها و بیان العلة فی إخفاء دفنها صلوات اللّٰه علیها و لعنة اللّٰه علی من ظلمها

«1»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُهَیْلٍ الْبَحْرَانِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ آدَمُ وَ یَعْقُوبُ وَ یُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَی عَلَی الْجَنَّةِ حَتَّی صَارَ فِی خَدَّیْهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِیَةِ وَ أَمَّا یَعْقُوبُ فَبَكَی عَلَی یُوسُفَ حَتَّی ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتَّی قِیلَ لَهُ تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ یُوسُفَ حَتَّی تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِینَ (1) وَ أَمَّا یُوسُفُ فَبَكَی عَلَی یَعْقُوبَ حَتَّی تَأَذَّی بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ فَقَالُوا لَهُ إِمَّا أَنْ تَبْكِیَ بِاللَّیْلِ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِیَ بِالنَّهَارِ وَ تَسْكُتَ بِاللَّیْلِ فَصَالَحَهُمْ عَلَی وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَبَكَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تَأَذَّی بِهِ أَهْلُ الْمَدِینَةِ فَقَالُوا لَهَا قَدْ آذَیْتِینَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ فَكَانَتْ تَخْرُجُ إِلَی الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِی حَتَّی تَقْضِیَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ وَ أَمَّا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَبَكَی عَلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام عِشْرِینَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِینَ سَنَةً مَا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَی حَتَّی قَالَ لَهُ مَوْلًی لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِینَ قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ إِنِّی لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِی فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِی لِذَلِكَ عَبْرَةٌ.

لی، [الأمالی للصدوق] الحسین بن أحمد بن إدریس عن أبیه عن ابن عیسی عن ابن معروف: مثله.

ص: 155


1- 1. یوسف: 85.

«2»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَفَاةُ بَكَی حَتَّی بَلَّتْ دُمُوعُهُ لِحْیَتَهُ فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ أَبْكِی لِذُرِّیَّتِی وَ مَا تَصْنَعُ بِهِمْ شِرَارُ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی كَأَنِّی بِفَاطِمَةَ بِنْتِی وَ قَدْ ظُلِمَتْ بَعْدِی وَ هِیَ تُنَادِی یَا أَبَتَاهْ فَلَا یُعِینُهَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِی فَسَمِعَتْ ذَلِكَ فَاطِمَةُ علیها السلام فَبَكَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَا تَبْكِیِنَّ یَا بُنَیَّةِ فَقَالَتْ لَسْتُ أَبْكِی لِمَا یُصْنَعُ بِی مِنْ بَعْدِكَ وَ لَكِنِّی أَبْكِی لِفِرَاقِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهَا أَبْشِرِی یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ بِسُرْعَةِ اللَّحَاقِ بِی فَإِنَّكِ أَوَّلُ مَنْ یَلْحَقُ بِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی.

«3»- صلی اللّٰه علیه وآله.[قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنِ السِّنَانِیِّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ قَالَ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی فَبَكَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَ لَهَا لَا تَبْكِیِنَّ فَإِنَّكِ لَا تَمْكُثِینَ مِنْ بَعْدِی إِلَّا اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ نِصْفَ یَوْمٍ حَتَّی تَلْحَقِی بِی وَ لَا تلحقی [تَلْحَقِینَ] بِی حَتَّی تُتْحَفَیْ بِثِمَارِ الْجَنَّةِ فَضَحِكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام.

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ یَأْتِیهَا وَ یُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَ یُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَ مَكَانِهِ فِی الْجَنَّةِ وَ یُخْبِرُهَا مَا یَكُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا وَ كَانَ عَلِیٌّ یَكْتُبُ ذَلِكَ.

«5»- قب (1)،

[المناقب لابن شهرآشوب]: دَخَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَتْ لَهَا كَیْفَ أَصْبَحْتِ عَنْ لَیْلَتِكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ أَصْبَحْتُ بَیْنَ كَمَدٍ وَ كَرْبٍ فُقِدَ النَّبِیُّ وَ ظُلِمَ الْوَصِیُّ هُتِكَ وَ اللَّهِ حِجَابُهُ مَنْ أَصْبَحَتْ إِمَامَتُهُ مَقْبَضَةً عَلَی غَیْرِ

ص: 156


1- 1. فی المطبوعة شی و هو سهو لا یناسب تفسیر العیّاشیّ و انما یوجد فی المناقب ج 2 ص 203.

مَا شَرَعَ اللَّهُ فِی التَّنْزِیلِ وَ سَنَّهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی التَّأْوِیلِ وَ لَكِنَّهَا أَحْقَادٌ بَدْرِیَّةٌ وَ تِرَاتٌ أُحُدِیَّةٌ كَانَتْ عَلَیْهَا قُلُوبُ النِّفَاقِ مُكْتَمِنَةً لِإِمْكَانِ الْوُشَاةِ فَلَمَّا اسْتُهْدِفَ الْأَمْرُ أَرْسَلَتْ عَلَیْنَا شَآبِیبَ الْآثَارِ مِنْ مَخِیلَةِ الشِّقَاقِ فَیَقْطَعُ وَتَرَ الْإِیمَانِ مِنْ قِسِیِّ صُدُورِهَا وَ لَبِئْسَ عَلَی مَا وَعَدَ اللَّهُ مِنْ حِفْظِ الرِّسَالَةِ وَ كَفَالَةِ الْمُؤْمِنِینَ أَحْرَزُوا عَائِدَتَهُمْ غُرُورَ الدُّنْیَا بَعْدَ اسْتِنْصَارٍ مِمَّنْ فَتَكَ بِآبَائِهِمْ فِی مَوَاطِنِ الْكَرْبِ وَ مَنَازِلِ الشَّهَادَاتِ.

كان الخبر فی المأخوذ منه مصحفا محرفا و لم أجده فی موضع آخر أصححه به فأوردته علی ما وجدته.

«6»- مِنْ بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَبَّةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: غَسَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی قَمِیصِهِ فَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ أَرِنِی الْقَمِیصَ فَإِذَا شَمَّتْهُ غُشِیَ عَلَیْهَا فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكَ غَیَّبْتُهُ.

«7»- یه (1)،

[من لا یحضره الفقیه] رُوِیَ: أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله امْتَنَعَ بِلَالٌ مِنَ الْأَذَانِ قَالَ لَا أُؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ ذَاتَ یَوْمٍ إِنِّی أَشْتَهِی أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَ مُؤَذِّنِ أَبِی علیه السلام بِالْأَذَانِ فَبَلَغَ ذَلِكَ بِلَالًا فَأَخَذَ فِی الْأَذَانِ فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ذَكَرَتْ أَبَاهَا وَ أَیَّامَهُ فَلَمْ تَتَمَالَكْ مِنَ الْبُكَاءِ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی قَوْلِهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ شَهَقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ سَقَطَتْ لِوَجْهِهَا وَ غُشِیَ عَلَیْهَا فَقَالَ النَّاسُ لِبِلَالٍ أَمْسِكْ یَا بِلَالُ فَقَدْ فَارَقَتِ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الدُّنْیَا وَ ظَنُّوا أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ فَقَطَعَ أَذَانَهُ وَ لَمْ یُتِمَّهُ فَأَفَاقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ سَأَلَتْهُ أَنْ یُتِمَّ الْأَذَانَ فَلَمْ یَفْعَلْ وَ قَالَ لَهَا یَا سَیِّدَةَ النِّسْوَانِ إِنِّی أَخْشَی عَلَیْكِ مِمَّا تُنْزِلِینَهُ بِنَفْسِكِ إِذَا سَمِعْتِ صَوْتِی بِالْأَذَانِ فَأَعْفَتْهُ عَنْ ذَلِكَ.

ص: 157


1- 1. فی النسخة المطبوعة یر و هو سهو و الحدیث یوجد فی الفقیه باب الاذان.فراجع.

«8»- مع، [معانی الأخبار] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ اللَّخْمِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِیَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُهَلَّبِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَتْ: لَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ غَلَبَهَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَقُلْنَ لَهَا یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ كَیْفَ أَصْبَحْتِ عَنْ عِلَّتِكِ فَقَالَتْ علیها السلام أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لَدُنْیَاكُمْ قَالِیَةً لِرِجَالِكُمْ لَفَظْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ وَ شَنَئْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ وَ خَوَرِ الْقَنَاةِ وَ خَطَلِ الرَّأْیِ وَ بِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ فِی الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ لَا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا وَ شَنَنْتُ عَلَیْهِمْ غَارَهَا فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ سُحْقاً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَیْحَهُمْ أَنَّی زَحْزَحُوهَا عَنْ رَوَاسِی الرِّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ وَ مَهْبِطِ الْوَحْیِ الْأَمِینِ وَ الطَّبِینِ بِأَمْرِ الدُّنْیَا وَ الدِّینِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ وَ مَا نَقَمُوا مِنْ أَبِی الْحَسَنِ نَقَمُوا وَ اللَّهِ مِنْهُ نَكِیرَ سَیْفِهِ وَ شِدَّةَ وَطْئِهِ وَ نَكَالَ وَقْعَتِهِ وَ تَنَمُّرَهُ فِی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَیْهِ لَاعْتَلَقَهُ وَ لَسَارَ بِهِمْ سَیْراً سُجُحاً لَا یَكْلُمُ خِشَاشُهُ وَ لَا یُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا نَمِیراً فَضْفَاضاً تَطْفَحُ ضَفَّتَاهُ وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً قَدْ تَحَیَّرَ بِهِمُ الرَّیُّ غَیْرَ مُتَحَلٍّ مِنْهُ بِطَائِلٍ إِلَّا بِغَمْرِ الْمَاءِ وَ رَدْعِهِ شَرَرَهُ السَّاغِبَ وَ لَفُتِحَتْ عَلَیْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ سَیَأْخُذُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا یَكْسِبُونَ أَلَا هَلُمَّ فَاسْمَعْ وَ مَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ الْعَجَبَ وَ إِنْ تَعْجَبْ فَقَدْ أَعْجَبَكَ الْحَادِثُ إِلَی أَیِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَ بِأَیِّ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا اسْتَبْدَلُوا الذُّنَابَی وَ اللَّهِ بِالْقَوَادِمِ وَ الْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا یَشْعُرُونَ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ

ص: 158

أَمَا لَعَمْرُ إِلَهِكَ لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنْتَجُ ثُمَّ احْتَلَبُوا طِلَاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَ ذُعَافاً مُمْقِراً هُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ یُعْرَفُ التَّالُونَ غِبَّ مَا سَنَّ الْأَوَّلُونَ ثُمَّ طِیبُوا عَنْ أَنْفُسِكُمْ أَنْفُساً وَ طَأْمِنُوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً وَ أَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ شَامِلٍ وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِینَ یَدَعُ فَیْئَكُمْ زَهِیداً وَ زَرْعَكُمْ حَصِیداً فَیَا حَسْرَتَی لَكُمْ وَ أَنَّی بِكُمْ وَ قَدْ عَمِیَتْ قُلُوبُكُمْ عَلَیْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ.

ثُمَّ قَالَ وَ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِیثِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَقْبُرَةَ الْقَزْوِینِیِّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ فَاطِمَةَ علیها السلام الْوَفَاةُ دَعَتْنِی فَقَالَ أَ مُنْفِذٌ أَنْتَ وَصِیَّتِی وَ عَهْدِی قَالَ قُلْتُ بَلَی أُنْفِذُهَا فَأَوْصَتْ إِلَیْهِ وَ قَالَتْ إِذَا أَنَا مِتُّ فَادْفِنِّی لَیْلًا وَ لَا تُؤْذِنَنَّ رَجُلَیْنِ ذَكَرْتُهُمَا قَالَ فَلَمَّا اشْتَدَّتْ عِلَّتُهَا اجْتَمَعَ إِلَیْهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارُ فَقُلْنَ كَیْفَ أَصْبَحْتِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عِلَّتِكِ فَقَالَتْ أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْیَاكُمْ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ نَحْوَهُ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه سألت أبا أحمد الحسین بن عبد اللّٰه بن سعید العسكری عن معنی هذا الحدیث فقال أما قولها صلوات اللّٰه علیها عائفة إلی آخر ما ذكره (1) و سنوردها فی تضاعیف ما سنذكره فی شرح الخطبة علی اختلاف روایاتها.

«9»- ج، [الإحتجاج] قَالَ سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ: لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام الْمَرْضَةَ الَّتِی تُوُفِّیَتْ فِیهَا اجْتَمَعَ إِلَیْهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ یَعُدْنَهَا فَقُلْنَ لَهَا كَیْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ یَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَحَمِدَتِ اللَّهَ وَ صَلَّتْ عَلَی أَبِیهَا صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَتْ أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْیَاكُنَّ قَالِیَةً لِرِجَالِكُنَّ لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ عَجَمْتُهُمْ

ص: 159


1- 1. راجع معانی الأخبار ص 356، ط مكتبة الصدوق.

وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ وَ اللَّعِبِ بَعْدَ الْجِدِّ وَ قَرْعِ الصَّفَاةِ وَ صَدْعِ الْقَنَاةِ وَ خَطَلِ الْآرَاءِ وَ زَلَلِ الْأَهْوَاءِ وَ بِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ فِی الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ لَا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا وَ حَمَّلْتُهُمْ أَوْقَتَهَا وَ شَنَنْتُ عَلَیْهِمْ غَارَهَا فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَیْحَهُمْ أَنَّی زَعْزَعُوهَا عَنْ رَوَاسِی الرِّسَالَةِ وَ قَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ وَ الدَّلَالَةِ وَ مَهْبِطِ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ الطَّبِینِ بِأُمُورِ الدُّنْیَا وَ الدِّینِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ وَ مَا الَّذِی نَقَمُوا مِنْ أَبِی الْحَسَنِ نَقَمُوا مِنْهُ وَ اللَّهِ نَكِیرَ سَیْفِهِ وَ قِلَّةَ مُبَالاتِهِ بِحَتْفِهِ وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَكَالَ وَقْعَتِهِ وَ تَنَمُّرَهُ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ تَاللَّهِ لَوْ مَالُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ اللَّائِحَةِ وَ زَالُوا عَنْ قَبُولِ الْحُجَّةِ الْوَاضِحَةِ لَرَدَّهُمْ إِلَیْهَا وَ حَمَلَهُمْ عَلَیْهَا وَ لَسَارَ بِهِمْ سَیْراً سُجُحاً لَا یَكْلُمُ خِشَاشُهُ وَ لَا یَكِلُّ سَائِرُهُ وَ لَا یُمَلُّ رَاكِبُهُ وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا نَمِیراً صَافِیاً رَوِیّاً تَطْفَحُ ضَفَّتَاهُ وَ لَا یَتَرَنَّقُ جَانِبَاهُ وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً وَ نَصَحَ لَهُمْ سِرّاً وَ إِعْلَاناً وَ لَمْ یَكُنْ یُحَلَّی مِنَ الْغِنَی بِطَائِلٍ وَ لَا یَحْظَی مِنَ الدُّنْیَا بِنَائِلٍ غَیْرَ رَیِّ النَّاهِلِ وَ شُبْعَةِ الْكَلِّ وَ لَبَانَ لَهُمُ الزَّاهِدُ مِنَ الرَّاغِبِ وَ الصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ وَ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَیُصِیبُهُمْ سَیِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ ما هُمْ بِمُعْجِزِینَ أَلَا هَلُمَّ فَاسْتَمِعْ وَ مَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ عَجَباً وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ لَیْتَ شِعْرِی إِلَی أَیِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَ عَلَی أَیِّ عِمَادٍ اعْتَمَدُوا وَ بِأَیَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا وَ عَلَی أَیَّةِ ذُرِّیَّةٍ أَقْدَمُوا وَ احْتَنَكُوا لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ وَ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا اسْتَبْدَلُوا وَ اللَّهِ الذَّنَابَی بِالْقَوَادِمِ وَ الْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا یَشْعُرُونَ وَیْحَهُمْ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ أَمَا لَعَمْرِی لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنْتَجُ ثُمَّ احْتَلَبُوا مِلْ ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَ ذُعَافاً مُبِیداً هُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ یُعْرَفُ التَّالُونَ غِبَّ مَا أُسِّسَ الْأَوَّلُونَ

ص: 160

ثُمَّ طِیبُوا عَنْ دُنْیَاكُمْ أَنْفُساً وَ اطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً وَ أَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِمٍ وَ سَطْوَةِ مُعْتَدٍ غَاشِمٍ وَ بِهَرْجٍ شَامِلٍ وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِینَ یَدَعُ فَیْئَكُمْ زَهِیداً وَ جَمْعَكُمْ حَصِیداً فَیَا حَسْرَةً لَكُمْ وَ أَنَّی بِكُمْ وَ قَدْ عَمِیَتْ عَلَیْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ قَالَ سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَأَعَادَتِ النِّسَاءُ قَوْلَهَا علیها السلام عَلَی رِجَالِهِنَّ فَجَاءَ إِلَیْهَا قَوْمٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مُعْتَذِرِینَ وَ قَالُوا یَا سَیِّدَةَ النِّسَاءِ لَوْ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ ذَكَرَ لَنَا هَذَا الْأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نُبْرِمَ الْعَهْدَ وَ نُحَكِّمَ الْعَقْدَ لَمَا عَدَلْنَا عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَتْ علیها السلام إِلَیْكُمْ عَنِّی فَلَا عُذْرَ بَعْدَ تَعْذِیرِكُمْ وَ لَا أَمْرَ بَعْدَ تَقْصِیرِكُمْ.

«10»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی سَهْلٍ الدَّقَّاقِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَ قَالَ الدِّعْبِلِیُّ وَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الدَّیْرِیُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْنَ نِسْوَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ عَلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعُدْنَهَا فِی عِلَّتِهَا فَقُلْنَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ أَصْبَحْتِ فَقَالَتْ أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ عَائِفَةً لِدُنْیَاكُنَّ قَالِیَةً لِرِجَالِكُنَّ لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ إِذْ عَجَمْتُهُمْ وَ سَئِمْتُهُمْ بَعْدَ أَنْ سَبَرْتُهُمْ فَقُبْحاً لِأُفُونِ الرَّأْیِ وَ خَطَلِ الْقَوْلِ وَ خَوَرِ الْقَنَاةِ وَ لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ فِی الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ لَا جَرَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَهَا وَ شَنَنْتُ عَلَیْهِمْ غَارَهَا فَجَدْعاً وَ رَغْماً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَیْحَهُمْ أَنَّی زَحْزَحُوهَا عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مَا نَقَمُوا وَ اللَّهِ مِنْهُ إِلَّا نَكِیرَ سَیْفِهِ وَ نَكَالَ وَقْعِهِ وَ تَنَمُّرَهُ فِی ذَاتِ اللَّهِ وَ تَاللَّهِ لَوْ تَكَافُّوا عَلَیْهِ عَنْ زِمَامٍ نَبَذَهُ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَاعْتَلَقَهُ ثُمَّ لَسَارَ بِهِمْ سِیرَةً سُجُحاً فَإِنَّهُ قَوَاعِدُ الرِّسَالَةِ وَ رَوَاسِی النُّبُوَّةِ وَ مَهْبِطُ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَ الطَّبِینِ بِأَمْرِ الدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَلَا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ وَ اللَّهِ لَا یَكْتَلِمُ خِشَاشُهُ وَ لَا یُتَعْتَعُ رَاكِبُهُ وَ لَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا رَوِیّاً فَضْفَاضاً

ص: 161

تَطْفَحُ ضَفَّتُهُ وَ لَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً قَدْ خَثَرَ بِهِمُ الرَّیُّ غَیْرَ مُتَحَلٍّ بِطَائِلٍ إِلَّا تَغَمُّرَ النَّاهِلِ وَ رَدْعَ سَوْرَةِ سَغَبٍ وَ لَفُتِحَتْ عَلَیْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ سَیَأْخُذُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا یَكْسِبُونَ فَهَلُمَّ فَاسْمَعْ فَمَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرُ عَجَباً وَ إِنْ تَعْجَبْ بَعْدَ الْحَادِثِ فَمَا بَالُهُمْ بِأَیِّ سَنَدٍ اسْتَنَدُوا أَمْ بِأَیَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ وَ بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا اسْتَبْدَلُوا الذُّنَابَی بِالْقَوَادِمِ وَ الْحَرُونَ بِالْقَاحِمِ وَ الْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ فَتَعْساً لِقَوْمٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا یَشْعُرُونَ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنْتَجُ ثُمَّ احْتَلَبُوا طِلَاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَ ذُعَافاً مُبِیداً هُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَ یَعْرِفُ التَّالُونَ غِبَّ مَا أَسَّسَ الْأَوَّلُونَ ثُمَّ طِیبُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ أَنْفُسِكُمْ لِفِتَنِهَا ثُمَّ اطْمَئِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً وَ أَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِمٍ وَ هَرْجٍ دَائِمٍ شَامِلٍ وَ اسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِینَ فَزَرَعَ فَیْئُكُمْ زَهِیداً وَ جَمَعَكُمْ حَصِیداً فَیَا حَسْرَةً لَهُمْ وَ قَدْ عَمِیَتْ عَلَیْهِمُ الْأَنْبَاءُ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ.

بیان: أقول روی صاحب كشف الغمة الروایتین اللتین أوردهما الصدوق عن كتاب السقیفة بحذف الإسناد: و رواه ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة عن أحمد بن عبد العزیز الجوهری عن محمد بن زكریا عن محمد بن عبد الرحمن: إلی آخر ما أورده الصدوق و إنما أوردتها مكررة للاختلاف الكثیر بین روایاتها و شدة الاعتناء بشأنها و لنشرحها لاحتیاج جل فقراتها إلی الشرح و البیان زیادة علی ما أورده الصدوق و اللّٰه المستعان.

قولها علیها السلام عائفة أی كارهة یقال عاف الرجل الطعام یعافه عیافا إذا كرهه و القالیة المبغضة قال تعالی ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلی (1) و لفظت الشی ء من فمی أی رمیته و طرحته و العجم العض تقول عجمت العود أعجمه

ص: 162


1- 1. الضحی: 3.

بالضم إذا عضضته و شنأه كمنعه و سمعه أبغضه و سبرتهم أی اختبرتهم فعلی ما فی أكثر الروایات المعنی طرحتهم و أبغضتهم بعد امتحانهم و مشاهدة سیرتهم و أطوارهم و علی روایة الصدوق المعنی أنی كنت عالمة بقبح سیرتهم و سوء سریرتهم فطرحتهم ثم لما اختبرتهم شنئتهم و أبغضتهم أی تأكد إنكاری بعد الاختبار و یحتمل أن یكون الأول إشارة إلی شناعة أطوارهم الظاهرة و الثانی إلی خبث سرائرهم الباطنة.

قولها علیها السلام فقبحا لفلول الحد إلی قولها خالدون قبحا بالضم مصدر حذف فعله إما من قولهم قبحه اللّٰه قبحا أو من قبح بالضم قباحة فحرف الجر علی الأول داخل علی المفعول و علی الثانی علی الفاعل و الفلول بالضم جمع فل بالفتح و هو الثلمة و الكسر فی حد السیف و حكی الخلیل فی العین أنه یكون مصدرا و لعله أنسب بالمقام و حد الشی ء شباته و حد الرجل بأسه و الخور بالفتح و التحریك الضعف و القناة الرمح و الخطل بالتحریك المنطق الفاسد المضطرب و خطل الرأی فساده و اضطرابه.

قولها علیها السلام اللعب بعد الجد أی أخذتم دینكم باللعب و الباطل بعد أن كنتم مجدین فیه آخذین بالحجة.

قولها علیها السلام و قرع الصفاة الصفاة الحجر الأملس أی جعلتم أنفسكم مقرعا لخصامكم حتی قرعوا صفاتكم أیضا قال الجزری فی حدیث معاویة یضرب صفاتها بمعوله و هو تمثیل أی اجتهد علیه و بالغ فی امتحانه و اختباره و منه الحدیث لا یقرع لهم صفاة أی لا ینالهم أحد بسوء انتهی.

أقول: لا یبعد أن یكون كنایة عن عدم تأثیر حیلتهم بعد ذلك و فلول حدهم كما أن من یضرب السیف علی الصفاة لا یؤثر فیها و یفل السیف.

و صدع القناة شقها و السامة الملال و قَالَ الْجَزَرِیُّ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ: إِیَّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْیَهُنَّ إِلَی أَفْنٍ.

الأفن النقص و رجل أفن و مأفون أی ناقص العقل و قوله تعالی أَنْ سَخِطَ اللَّهُ هو المخصوص بالذم أو علة الذم و المخصوص محذوف أی لبئس شیئا ذلك لأن كسبهم السخط و الخلود.

ص: 163

قولها علیها السلام لا جرم لقد قلدتهم ربقتها لا جرم كلمة تورد لتحقیق الشی ء و الربقة فی الأصل عروة فی حبل تجعل فی عنق البهیمة أو یدها تمسكها و یقال للحبل الذی تكون فیه الربقة ربق و تجمع علی ربق و رباق و أرباق و الضمیر فی ربقتها راجع إلی الخلافة المدلول علیه بالمقام أو إلی فدك أو حقوق أهل البیت علیهم السلام أی جعلت إثمها لازمة لرقابهم كالقلائد.

قولها و شننت علیهم غارها الشن رش الماء رشا متفرقا و السن بالمهملة الصب المتصل و منه قولهم شنت علیهم الغارة إذا فرقت علیهم من كل وجه.

قولها و حملتهم أوقتها قال الجوهری الأوق الثقل یقال ألقی علیه أوقه و قد أوقته تأویقا أی حملته المشقة و المكروه.

قولها علیها السلام فجدعا و عقرا الجدع قطع الأنف أو الأذن أو الشفة و هو بالأنف أخص و یكون بمعنی الحبس و العقر بالفتح الجرح و یقال فی الدعاء علی الإنسان عقرا له و حلقا أی عقر اللّٰه جسده و أصابه بوجع فی حلقه و أصل العقر ضرب قوائم البعیر أو الشاة بالسیف ثم اتسع فیه فاستعمل فی القتل و الهلاك و هذه المصادر یجب حذف الفعل منها و السحق بالضم البعد.

قولها علیها السلام ویحهم أنی زحزحوها عن رواسی الرسالة ویح كلمة تستعمل فی الترحم و التوجع و التعجب و الزحزحة التنحیة و التبعید و الزعزعة التحریك و الرواسی من الجبال الثوابت الرواسخ و قواعد البیت أساسه.

قولها علیها السلام و الطبین هو بالطاء المهملة و الباء الموحدة الفطن الحاذق.

قولها علیها السلام و ما نقموا من أبی الحسن إلی قولها فی ذات اللّٰه و فی كشف الغمة و ما الذی نقموا من أبی الحسن یقال نقمت علی الرجل كضربت و قال الكسائی كعلمت لغة أی عتبت علیه و كرهت شیئا منه و التنكیر الإنكار و التنكر التغیر عن حال یسرك إلی حال تكرهها و الاسم النكیر و ما هنا یحتمل المعنیین و الأول أظهر أی إنكار سیفه فإنه علیه السلام كان لا یسل سیفه إلا لتغییر المنكرات و الوطأة الأخذة الشدیدة و الضغطة و أصل الوطء الدوس بالقدم

ص: 164

و یطلق علی الغزو و القتل لأن من یطأ الشی ء برجلیه فقد استقصی فی هلاكه و إهانته و النكال العقوبة التی تنكل الناس و الوقعة صدمة الحرب و تنمر فلان أی تغیر و تنكر و أوعد لأن النمر لا تلقاه أبدا إلا متنكرا غضبان.

قولها فی ذات اللّٰه قال الطیبی ذات الشی ء نفسه و حقیقته و المراد ما أضیف إلیه و قال الطبرسی فی قوله تعالی وَ أَصْلِحُوا ذاتَ بَیْنِكُمْ كنایة عن المنازعة و الخصومة و الذات هی الخلقة و البنیة یقال فلان فی ذاته صالح أی فی خلقته و بنیته یعنی أصلحوا نفس كل شی ء بینكم أو أصلحوا حال كل نفس بینكم و قیل معناه و أصلحوا حقیقة وصلكم و كذلك معنی اللّٰهم أصلح ذات البین أی أصلح الحال التی بها یجتمع المسلمون انتهی.

أقول: فالمراد بقولها فی ذات اللّٰه أی فی اللّٰه و لله بناء علی أن المراد بالذات الحقیقة أو فی الأمور و الأحوال التی تتعلق باللّٰه من دینه و شرعه و غیر ذلك كقوله تعالی إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أی المضمرات التی فی الصدور. قولها علیها السلام و تاللّٰه لو مالوا أی بعد أن مكنوه فی الخلافة قولها علیها السلام و تاللّٰه لو تكافوا إلی قولها بما كانوا یكسبون التكاف تفاعل من الكف و هو الدفع و الصرف و الزمام ككتاب الخیط الذی یشد فی البرة أو الخشاش ثم یشد فی طرفه المقود و قد یسمی المقود زماما و نبذه أی طرحه و فی الصحاح اعتلقه أی أحبه و لعله هنا بمعنی تعلق به و إن لم أجد فیما عندنا من كتب اللغة.

و السجح بضمتین اللین السهل و الكلم الجرح و الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما یجعل فی أنف البعیر من خشب و یشد به الزمام لیكون أسرع لانقیاده و تعتعت الرجل أی أقلقته و أزعجته.

و المنهل المورد و هو عین ماء ترده الإبل فی المراعی و تسمی المنازل التی فی المفاوز علی طرق السفار مناهل لأن فیها ماء قاله الجوهری و قال ماء نمیر أی ناجع عذبا كان أو غیره و قال الصدوق نقلا عن الحسین بن عبد اللّٰه بن

ص: 165

سعید العسكری النمیر الماء النامی فی الجسد(1) و قال الجوهری الروی سحابة عظیمة القطر شدیدة الوقع و یقال شربت شربا رویا و الفضفاض الواسع یقال ثوب فضفاض و عیش فضفاض و درع فضفاضة و ضفتا النهر بالكسر و قیل و بالفتح أیضا جانباه و تطفح أی تمتلئ حتی تفیض.

و رنق الماء كفرح و نصر و ترنق كدر و صار الماء رونقة غلب الطین علی الماء و الترنوق الطین الذی فی الأنهار و المسیل فالظاهر أن المراد بقولها و لا یترنق جانباه أنه لا ینقص الماء حتی یظهر الطین و الحمأ من جانبی النهر و یتكدر الماء بذلك و بطن كعلم عظم بطنه من الشبع و منه الحدیث تغدو خماصا و تروح بطانا و المراد عظم بطنهم من الشرب.

و تحیر الماء أی اجتمع و دار كالمتحیر یرجع أقصاه إلی أدناه و یقال تحیرت الأرض بالماء إذا امتلأت و لعل الباء بمعنی فی أی تحیر فیهم الری أو للتعدیة أی صاروا حیاری لكثرة الری و الری بالكسر و الفتح ضد العطش.

و فی روایة الشیخ قد خثر بالخاء المعجمة و الثاء المثلثة أی أثقلهم من قولك أصبح فلان خاثر النفس أی ثقیل النفس غیر طیب و لا نشیط و حلی منه بخیر كرضی أی أصاب خیرا و قال الجوهری قولهم لم یحل منها بطائل أی لم یستفد منها كثیر فائدة و التحلی التزین و الطائل الغناء و المزیة و السعة و الفضل و التغمر هو الشرب دون الری مأخوذ من الغمر بضم الغین المعجمة و فتح المیم و هو القدح الصغیر.

و الناهل العطشان و الریان و المراد هنا الأول و الردع الكف و الدفع و الردعة الدفعة منه و فی جمیع الروایات سوی معانی الأخبار سورة الساغب و فیه شررة الساغب و لعله من تصحیف النساخ و الشرر ما یتطایر من النار و لا

ص: 166


1- 1. و فی معانی الأخبار- ط مكتبة الصدوق- ص 357- و« النمیر»: الماء النامی فی الحشد. و قال فی ذیله بأنّه الصواب فان الحشد من العین ما لا ینقطع ماؤها.

یبعد أن یكون من الشره بمعنی الحرص.

و سورة الشی ء بالفتح حدته و شدته و السغب الجوع.

و قال الفیروزآبادی الحظوة بالضم و الكسر و الحظة كعدة المكانة و الحظ من الرزق و حظی كل واحد من الزوجین عند صاحبه كرضی و النائل العطیة و لعل فیه شبه القلب.

و قال الفیروزآبادی الكافل العائل و الذی لا یأكل أو یصل الصیام و الضامن انتهی.

أقول: یمكن أن یكون هنا بكل من المعنیین الأولین و یحتمل أن یكون بمعنی كافل الیتیم فإنه لا یحل له الأكل إلا بقدر البلغة و حاصل المعنی أنه لو منع كل منهم الآخرین عن الزمام الذی نبذه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو تولی أمر الأمة لتعلق به أمیر المؤمنین علیه السلام أو أخذه محبا له و لسلك بهم طریق الحق من غیر أن یترك شیئا من أوامر اللّٰه أو یتعدی حدا من حدوده و من غیر أن یشق علی الأمة و یكلفهم فوق طاقتهم و وسعهم و لفازوا بالعیش الرغید فی الدنیا و الآخرة و لم یكن ینتفع من دنیاهم و ما یتولی من أمرهم إلا بقدر البلغة و سد الخلة.

قولها علیها السلام ألا هلم فاسمع فی روایة ابن أبی الحدید ألا هلمن فاسمعن و ما عشتن أراكن الدهر عجبا إلی أی لجإ لجئوا و استندوا و بأی عروة تمسكوا لَبِئْسَ الْمَوْلی وَ لَبِئْسَ الْعَشِیرُ و ل بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا قال الجوهری هلم یا رجل بفتح المیم بمعنی تعال یستوی فیه الواحد و الجمع و التأنیث فی لغة أهل الحجاز و أهل نجد یصرفونها فیقولون للاثنین هلما و للجمع هلموا و للمرأة هلمی و للنساء هلممن و الأول أفصح و إذا أدخلت علیه النون الثقیلة قلت هلمن یا رجل و للمرأة هلمن بكسر المیم و فی التثنیة هلمان للمؤنث و المذكر جمیعا و هلمن یا رجال بضم المیم و هلممنان یا نسوة انتهی و علی الروایات الأخر الخطاب عام.

قولها و ما عشتن أی أراكن الدهر شیئا عجیبا لا یذهب عجبه و غرابته

ص: 167

مدة حیاتكن أو یتجدد لكن كل یوم أمر عجیب متفرع علی هذا الحادث الغریب.

و قال الجوهری شعرت بالشی ء أشعر به شعرا أی فطنت له و منه قولهم لیت شعری أی لیتنی علمت و اللجأ محركة الملاذ و المعقل كالملجأ و لجأت إلی فلان إذا استندت إلیه و اعتضدت به و السناد ما یستند إلیه. و قال الجوهری احتنك الجراد الأرض أی أكل ما علیها و أتی علی نبتها و قوله تعالی حاكیا عن إبلیس لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُ (1) قال الفراء یرید لأستولین علیهم و المراد بالذریة ذریة الرسول صلی اللّٰه علیه وآله.

و المولی الناصر و المحب و العشیر الصاحب المخالط المعاشر و ل بِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا أی بئس البدل من اختاروه علی إمام العدل و هو أمیر المؤمنین علیه السلام.

قولها علیها السلام استبدلوا إلی قولها كیف تحكمون الذنابی بالضم ذنب الطائر و منبت الذنب و الذنابی فی الطائر أكثر استعمالا من الذنب و فی الفرس و البعیر و نحوهما الذنب أكثر و فی جناح الطائر أربع ذنابی بعد الخوافی و هی ما دون الریشات العشر من مقدم الجناح التی تسمی قوادم و الذنابی من الناس السفلة و الأتباع.

و الحرون فرس لا ینقاد و إذا اشتدت به الجری وقف و قحم فی الأمر قحوما رمی بنفسه فیه من غیر رویة استعیر الأول للجبان و الجاهل و الثانی للشجاع و العالم بالأمور الذی یأتی بها من غیر احتیاج إلی ترو و تفكر و العجز كالعضد مؤخر الشی ء یؤنث و یذكر و هو للرجل و المرأة جمیعا و الكاهل الحارك و هو ما بین الكتفین و كاهل القوم عمدتهم فی المهمات و عدتهم للشدائد و الملمات و رغما مثلثة مصدر رغم أنفه أی لصق بالرغام بالفتح و هو التراب و رغم الأنف یستعمل فی الذل و العجز عن الانتصار و الانقیاد علی كره و المعاطس جمع معطس بالكسر و الفتح و هو الأنف و قرئ فی الآیة یهدی بفتح الهاء و كسرها و تشدید

ص: 168


1- 1. الإسراء: 64.

الدال فأصله یهتدی و بتخفیف الدال و سكون الهاء.

قولها علیها السلام أما لعمر إلهك إلی آخر الخبر و فی بعض نسخ ابن أبی الحدید أما لعمر اللّٰه و فی بعضها أما لعمر إلهكن و العمر بالفتح و الضم بمعنی العیش الطویل و لا یستعمل فی القسم إلا العمر بالفتح و رفعه بالابتداء أی عمر اللّٰه قسمی و معنی عمر اللّٰه بقاؤه و دوامه.

و لقحت كعلمت أی حملت و الفاعل فعلتهم أو فعالهم أو الفتنة أو الأزمنة و النظرة بفتح النون و كسر الظاء التأخیر و اسم یقوم مقام الإنظار و نظرة إما مرفوع بالخبریة و المبتدأ محذوف كما فی قوله تعالی فَنَظِرَةٌ إِلی مَیْسَرَةٍ(1) أی فالواجب نظرة و نحو ذلك و إما منصوب بالمصدریة أی انتظروا أو انظروا نظرة قلیلة و الأخیر أظهر كما اختاره الصدوق.

و ریثما تنتج أی قدر ما تنتج یقال نتجت الناقة علی ما لم یسم فاعله تنتج نتاجا و قد نتجها أهلها نتجا و أنتجت الفرس إذا حان نتاجها.

و القعب قدح من خشب یروی الرجل أو قدح ضخم و احتلاب طلاع القعب هو أن یمتلئ من اللبن حتی یطلع عنه و یسیل و العبیط الطری و الذعاف كغراب السم و المقر بكسر القاف الصبر و ربما یسكن و أمقر أی صار مرا و المبید المهلك و أمضه الجرح أوجعه و غب كل شی ء عاقبته و طاب نفس فلان بكذا أی رضی به من دون أن یكرهه علیه أحد و طاب نفسه عن كذا أی رضی ببذله.

و نفسا منصوب علی التمیز و فی كتاب ناظر عین الغریبین (2) طمأنته سكنته فاطمأن و الجأش مهموزا النفس و القلب أی اجعلوا قلوبكم مطمئنة لنزول الفتنة و السیف الصارم القاطع و الغشم الظلم و الهرج الفتنة و الاختلاط و فی روایة ابن أبی الحدید و قرح شامل فالمراد بشمول القرح إما للأفراد

ص: 169


1- 1. البقرة: 390.
2- 2. كذا فی النسخ المطبوعة و لم أتحققه، فراجع و تحرر.

أو للأعضاء.

و الاستبداد بالشی ء التفرد به و الضمیر المرفوع فی یدع راجع إلی الاستبداد و الفی ء الغنیمة و الخراج و ما حصل للمسلمین من أموال الكفار من غیر حرب و الزهید القلیل و الحصید المحصود و علی روایة زرعكم كنایة عن أخذ أموالهم بغیر حق و علی روایة جمعكم یحتمل ذلك و أن یكون كنایة عن قتلهم و استئصالهم.

و أنی بكم أی و أنی تلحق الهدایة بكم و عمیت علیكم بالتخفیف أی خفیت و التبست و بالتشدید علی صیغة المجهول أی لبست و قرئ فی الآیة بهما.

و الضمائر فیها قیل هی راجعة إلی الرحمة المعبر عن النبوة بها و قیل إلی البینة و هی المعجزة أو الیقین و البصیرة فی أمر اللّٰه و فی المقام یحتمل رجوعها إلی رحمة اللّٰه الشاملة للإمامة و الاهتداء إلی الصراط المستقیم بطاعة إمام العدل أو إلی الإمامة الحقة و طاعة من اختاره اللّٰه و فرض طاعته أو إلی البصیرة فی الدین و نحوها و إلیكم عنی أی كفوا و أمسكوا و قولها بعد تعذیركم أی تقصیركم و المعذر المظهر للعذر اعتلالا من غیر حقیقة.

«11»- كِتَابُ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ لِلطَّبَرِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُبِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْهُ سَنَةَ إِحْدَی عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ كَانَ سَبَبُ وَفَاتِهَا أَنَّ قُنْفُذاً مَوْلَی عُمَرَ لَكَزَهَا بِنَعْلِ السَّیْفِ بِأَمْرِهِ فَأَسْقَطَتْ مُحَسِّناً وَ مَرِضَتْ مِنْ ذَلِكَ مَرَضاً شَدِیداً وَ لَمْ تَدَعْ أَحَداً مِمَّنْ آذَاهَا یَدْخُلُ عَلَیْهَا وَ كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صلوات اللّٰه علیه أَنْ یَشْفَعَ لَهُمَا إِلَیْهَا فَسَأَلَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلَا عَلَیْهَا قَالا لَهَا كَیْفَ أَنْتِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ بِخَیْرٍ بِحَمْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَتْ لَهُمَا مَا سَمِعْتُمَا النَّبِیَ

ص: 170

یَقُولُ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ قَالا بَلَی قَالَتْ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ آذَیْتُمَانِی قَالَ فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهَا علیها السلام وَ هِیَ سَاخِطَةٌ عَلَیْهِمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ رُوِیَ أَنَّهَا قُبِضَتْ لِعَشْرٍ بَقِینَ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ وَ قَدْ كَمَلَ عُمُرُهَا یَوْمَ قُبِضَتْ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ خَمْساً وَ ثَمَانِینَ یَوْماً بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهَا فَغَسَلَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَمْ یَحْضُرْهَا غَیْرُهُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ زَیْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ فِضَّةُ جَارِیَتُهَا وَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ وَ أَخْرَجَهَا إِلَی الْبَقِیعِ فِی اللَّیْلِ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ صَلَّی عَلَیْهَا وَ لَمْ یَعْلَمْ بِهَا وَ لَا حَضَرَ وَفَاتَهَا وَ لَا صَلَّی عَلَیْهَا أَحَدٌ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ غَیْرُهُمْ وَ دَفَنَهَا بِالرَّوْضَةِ وَ عَمَّی مَوْضِعَ قَبْرِهَا وَ أَصْبَحَ الْبَقِیعُ لَیْلَةَ دُفِنَتْ وَ فِیهِ أَرْبَعُونَ قَبْراً جُدُداً وَ إِنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمَّا عَلِمُوا وَفَاتَهَا جَاءُوا إِلَی الْبَقِیعِ فَوَجَدُوا فِیهِ أَرْبَعِینَ قَبْراً فَأَشْكَلَ عَلَیْهِمْ قَبْرُهَا مِنْ سَائِرِ الْقُبُورِ فَضَجَّ النَّاسُ وَ لَامَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ قَالُوا لَمْ یُخَلِّفْ نَبِیُّكُمْ فِیكُمْ إِلَّا بِنْتاً وَاحِدَةً تَمُوتُ وَ تُدْفَنُ وَ لَمْ تَحْضُرُوا وَفَاتَهَا وَ الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ لَا تَعْرِفُوا قَبْرَهَا ثُمَّ قَالَ وُلَاةُ الْأَمْرِ مِنْهُمْ هَاتُمْ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِینَ مَنْ یَنْبُشُ هَذِهِ الْقُبُورَ حَتَّی نَجِدَهَا فَنُصَلِّیَ عَلَیْهَا وَ نَزُورَ قَبْرَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَخَرَجَ مُغْضَباً قَدِ احْمَرَّتْ عَیْنَاهُ وَ دَرَّتْ أَوْدَاجُهُ وَ عَلَیْهِ قَبَاهُ الْأَصْفَرُ الَّذِی كَانَ یَلْبَسُهُ فِی كُلِّ كَرِیهَةٍ وَ هُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَی سَیْفِهِ ذِی الْفَقَارِ حَتَّی وَرَدَ الْبَقِیعَ فَسَارَ إِلَی النَّاسِ النَّذِیرُ وَ قَالُوا هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَدْ أَقْبَلَ كَمَا تَرَوْنَهُ یُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ حُوِّلَ مِنْ هَذِهِ الْقُبُورِ حَجَرٌ لَیَضَعَنَّ السَّیْفَ عَلَی غَابِرِ الْآخِرِ فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ قَالَ لَهُ مَا لَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ اللَّهِ لَنَنْبُشَنَّ قَبْرَهَا وَ لَنُصَلِّیَنَّ عَلَیْهَا فَضَرَبَ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ إِلَی جَوَامِعِ ثَوْبِهِ فَهَزَّهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ وَ قَالَ لَهُ یَا ابْنَ السَّوْدَاءِ أَمَّا حَقِّی فَقَدْ تَرَكْتُهُ مَخَافَةَ أَنْ یَرْتَدَّ النَّاسُ عَنْ دِینِهِمْ وَ أَمَّا قَبْرُ فَاطِمَةَ فَوَ الَّذِی نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ لَئِنْ رُمْتَ وَ أَصْحَابُكَ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ لَأَسْقِیَنَّ الْأَرْضَ مِنْ دِمَائِكُمْ فَإِنْ شِئْتَ فَاعْرِضْ یَا عُمَرُ

ص: 171

فَتَلَقَّاهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ بِحَقِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِحَقِّ مَنْ فَوْقَ الْعَرْشِ إِلَّا خَلَّیْتَ عَنْهُ فَإِنَّا غَیْرُ فَاعِلِینَ شَیْئاً تَكْرَهُهُ قَالَ فَخَلَّی عَنْهُ وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ لَمْ یَعُودُوا إِلَی ذَلِكَ.

«12»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ حَمَّوَیْهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی رَجَاءٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَلْمَی امْرَأَةِ أَبِی رَافِعٍ قَالَتْ: مَرِضَتْ فَاطِمَةُ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الَّذِی مَاتَتْ فِیهِ قَالَتْ هَیِّئِی لِی مَاءً فَصَبَبْتُ لَهَا فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتِ ائْتِینِی بِثِیَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ أَتَتِ الْبَیْتَ الَّذِی كَانَتْ فِیهِ فَقَالَتِ افْرُشِی لِی فِی وَسَطِهِ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَ اسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ وَ وَضَعَتْ یَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَ قَالَتْ إِنِّی مَقْبُوضَةٌ الْآنَ فَلَا أُكْشَفَنَّ فَإِنِّی قَدِ اغْتَسَلْتُ قَالَتْ وَ مَاتَتْ فَلَمَّا جَاءَ عَلِیٌّ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا تُكْشَفُ فَحَمَلَهَا یَغْسِلُهَا علیها السلام.

بیان: لعلها علیها السلام إنما نهت عن كشف العورة و الجسد للتنظیف و لم تنه عن الغسل.

«13»- لی، [الأمالی للصدوق] الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَدْ أَثْبَتْنَاهُ فِی بَابِ مَا أَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِظُلْمِ أَهْلِ الْبَیْتِ قَالَ صلی اللّٰه علیه وآله.وَ أَمَّا ابْنَتِی فَاطِمَةُ فَإِنَّهَا سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ هِیَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ هِیَ نُورُ عَیْنِی وَ هِیَ ثَمَرَةُ فُؤَادِی وَ هِیَ رُوحِیَ الَّتِی بَیْنَ جَنْبَیَّ وَ هِیَ الْحَوْرَاءُ الْإِنْسِیَّةُ مَتَی قَامَتْ فِی مِحْرَابِهَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ زَهَرَ نُورُهَا لِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ كَمَا یَزْهَرُ نُورُ الْكَوَاكِبِ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ یَا مَلَائِكَتِی انْظُرُوا إِلَی أَمَتِی فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ إِمَائِی قَائِمَةً بَیْنَ یَدَیَّ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهَا مِنْ خِیفَتِی وَ قَدْ أَقْبَلَتْ بِقَلْبِهَا عَلَی عِبَادَتِی أُشْهِدُكُمْ أَنِّی قَدْ آمَنْتُ شِیعَتَهَا مِنَ النَّارِ وَ إِنِّی لَمَّا رَأَیْتُهَا ذَكَرْتُ مَا یُصْنَعُ بِهَا بَعْدِی كَأَنِّی بِهَا وَ قَدْ دَخَلَ

ص: 172

الذُّلُّ بَیْتَهَا وَ انْتُهِكَتْ حُرْمَتُهَا وَ غُصِبَتْ حَقَّهَا وَ مُنِعَتْ إِرْثَهَا وَ كُسِرَ جَنْبُهَا وَ أَسْقَطَتْ جَنِینَهَا وَ هِیَ تُنَادِی یَا مُحَمَّدَاهْ فَلَا تُجَابُ وَ تَسْتَغِیثُ فَلَا تُغَاثُ فَلَا تَزَالُ بَعْدِی مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً بَاكِیَةً تَتَذَكَّرُ انْقِطَاعَ الْوَحْیِ عَنْ بَیْتِهَا مَرَّةً وَ تَتَذَكَّرُ فِرَاقِی أُخْرَی وَ تَسْتَوْحِشُ إِذَا جَنَّهَا اللَّیْلُ لِفَقْدِ صَوْتِیَ الَّذِی كَانَتْ تَسْتَمِعُ إِلَیْهِ إِذَا تَهَجَّدْتُ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ تَرَی نَفْسَهَا ذَلِیلَةً بَعْدَ أَنْ كَانَتْ فِی أَیَّامِ أَبِیهَا عَزِیزَةً فَعِنْدَ ذَلِكَ یُؤْنِسُهَا اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ بِالْمَلَائِكَةِ فَنَادَتْهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ فَتَقُولُ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلی نِساءِ الْعالَمِینَ یَا فَاطِمَةُ اقْنُتِی لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِی وَ ارْكَعِی مَعَ الرَّاكِعِینَ (1) ثُمَّ یَبْتَدِئُ بِهَا الْوَجَعُ فَتَمْرَضُ فَیَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ تُمَرِّضُهَا وَ تُؤْنِسُهَا فِی عِلَّتِهَا فَتَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ سَئِمْتُ الْحَیَاةَ وَ تَبَرَّمْتُ بِأَهْلِ الدُّنْیَا فَأَلْحِقْنِی بِأَبِی فَیُلْحِقُهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِی فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ یَلْحَقُنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَتَقْدَمُ عَلَیَّ مَحْزُونَةً مَكْرُوبَةً مَغْمُومَةً مَغْصُوبَةً مَقْتُولَةً فَأَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ اللَّهُمَّ الْعَنْ مَنْ ظَلَمَهَا وَ عَاقِبْ مَنْ غَصَبَهَا وَ ذَلِّلْ مَنْ أَذَلَّهَا وَ خَلِّدْ فِی نَارِكَ مَنْ ضَرَبَ جَنْبَیْهَا حَتَّی أَلْقَتْ وَلَدَهَا فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ آمِینَ.

«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ سَلَامٌ عَلَیْكَ یَا أَبَا الرَّیْحَانَتَیْنِ أُوصِیكَ بِرَیْحَانَتَیَّ مِنَ الدُّنْیَا فَعَنْ قَلِیلٍ یَنْهَدُّ رُكْنَاكَ وَ اللَّهُ خَلِیفَتِی عَلَیْكَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَذَا أَحَدُ رُكْنَیَّ الَّذِی قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام قَالَ عَلِیٌّ هَذَا الرُّكْنُ الثَّانِی الَّذِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

مع، [معانی الأخبار] أبی عن سعد عن ابن عیسی عن محمد بن یونس عن حماد: مثله.

ص: 173


1- 1. آل عمران: 37 و 38.

«15»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ خَبَراً فِی وَفَاتِهَا علیها السلام فَأَحْبَبْتُ إِیرَادَهُ وَ إِنْ لَمْ آخُذْهُ مِنْ أَصْلٍ یُعَوَّلُ عَلَیْهِ رَوَی وَرَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِیُّ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ رَاجِیاً لِثَوَابِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَبَیْنَمَا أَنَا أَطُوفُ وَ إِذَا أَنَا بِجَارِیَةٍ سَمْرَاءَ وَ مَلِیحَةِ الْوَجْهِ عَذَبَةِ الْكَلَامِ وَ هِیَ تُنَادِی بِفَصَاحَةِ مَنْطِقِهَا وَ هِیَ تَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ الْكَعْبَةِ الْحَرَامِ وَ الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ وَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ وَ الْمَشَاعِرِ الْعِظَامِ وَ رَبَّ مُحَمَّدٍ خَیْرِ الْأَنَامِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الْبَرَرَةِ الْكِرَامِ أَسْأَلُكَ أَنْ تَحْشُرَنِی مَعَ سَادَاتِیَ الطَّاهِرِینَ وَ أَبْنَائِهِمُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ الْمَیَامِینِ أَلَا فَاشْهَدُوا یَا جَمَاعَةَ الْحُجَّاجِ وَ الْمُعْتَمِرِینَ أَنَّ مَوَالِیَّ خِیَرَةُ الْأَخْیَارِ وَ صَفْوَةُ الْأَبْرَارِ وَ الَّذِینَ عَلَا قَدْرُهُمْ عَلَی الْأَقْدَارِ وَ ارْتَفَعَ ذِكْرُهُمْ فِی سَائِرِ الْأَمْصَارِ الْمُرْتَدِینَ بِالْفَخَارِ(1) قَالَ وَرَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ یَا جَارِیَةُ إِنِّی لَأَظُنُّكِ مِنْ مَوَالِی أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام فَقَالَتْ أَجَلْ قُلْتُ لَهَا وَ مَنْ أَنْتِ مِنْ مَوَالِیهِمْ قَالَتْ أَنَا فِضَّةُ أَمَةُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا فَقُلْتُ لَهَا مَرْحَباً بِكِ وَ أَهْلًا وَ سَهْلًا فَلَقَدْ كُنْتُ مُشْتَاقاً إِلَی كَلَامِكِ وَ مَنْطِقِكِ فَأُرِیدُ مِنْكِ السَّاعَةَ أَنْ تُجِیبِینِی مِنْ مَسْأَلَةٍ أَسْأَلُكِ فَإِذَا أَنْتِ فَرَغْتِ مِنَ الطَّوَافِ قِفِی لِی عِنْدَ سُوقِ الطَّعَامِ حَتَّی آتِیَكِ وَ أَنْتِ مُثَابَةٌ مَأْجُورَةٌ فَافْتَرَقْنَا فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الطَّوَافِ وَ أَرَدْتُ الرُّجُوعَ إِلَی مَنْزِلِی جَعَلْتُ طَرِیقِی عَلَی سُوقِ الطَّعَامِ وَ إِذَا أَنَا بِهَا جَالِسَةً فِی مَعْزَلٍ عَنِ النَّاسِ فَأَقْبَلْتُ عَلَیْهَا وَ اعْتَزَلْتُ بِهَا وَ أَهْدَیْتُ إِلَیْهَا هَدِیَّةً وَ لَمْ أَعْتَقِدْ أَنَّهَا صَدَقَةٌ ثُمَّ قُلْتُ لَهَا یَا فِضَّةُ أَخْبِرِینِی عَنْ مَوْلَاتِكِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ مَا الَّذِی رَأَیْتِ مِنْهَا عِنْدَ وَفَاتِهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَرَقَةُ فَلَمَّا سَمِعَتْ كَلَامِی تَغَرْغَرَتْ عَیْنَاهَا بِالدُّمُوعِ ثُمَّ انْتَحَبَتْ نَادِبَةً وَ قَالَتْ یَا وَرَقَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ هَیَّجْتَ عَلَیَّ حُزْناً سَاكِناً وَ أَشْجَاناً فِی فُؤَادِی كَانَتْ

ص: 174


1- 1. أی لابسین رداء الفخر.

كَامِنَةً فَاسْمَعِ الْآنَ مَا شَاهَدْتُ مِنْهَا علیها السلام.

اعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهُ افْتَجَعَ لَهُ الصَّغِیرُ وَ الْكَبِیرُ وَ كَثُرَ عَلَیْهِ الْبُكَاءُ وَ قَلَّ الْعَزَاءُ وَ عَظُمَ رُزْؤُهُ عَلَی الْأَقْرِبَاءِ وَ الْأَصْحَابِ وَ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْأَحْبَابِ وَ الْغُرَبَاءِ وَ الْأَنْسَابِ وَ لَمْ تَلْقَ إِلَّا كُلَّ بَاكٍ وَ بَاكِیَةٍ وَ نَادِبٍ وَ نَادِبَةٍ وَ لَمْ یَكُنْ فِی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ الْأَصْحَابِ وَ الْأَقْرِبَاءِ وَ الْأَحْبَابِ أَشَدَّ حُزْناً وَ أَعْظَمَ بُكَاءً وَ انْتِحَاباً مِنْ مَوْلَاتِی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ كَانَ حُزْنُهَا یَتَجَدَّدُ وَ یَزِیدُ وَ بُكَاؤُهَا یَشْتَدُّ فَجَلَسْتُ سَبْعَةَ أَیَّامٍ لَا یَهْدَأُ لَهَا أَنِینٌ وَ لَا یَسْكُنُ مِنْهَا الْحَنِینُ كُلُّ یَوْمٍ جَاءَ كَانَ بُكَاؤُهَا أَكْثَرَ مِنَ الْیَوْمِ الْأَوَّلِ فَلَمَّا فِی الْیَوْمِ الثَّامِنِ أَبْدَتْ مَا كَتَمَتْ مِنَ الْحُزْنِ فَلَمْ تُطِقْ صَبْراً إِذْ خَرَجَتْ وَ صَرَخَتْ فَكَأَنَّهَا مِنْ فَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَنْطِقُ فَتَبَادَرَتِ النِّسْوَانُ وَ خَرَجَتِ الْوَلَائِدُ وَ الْوِلْدَانُ وَ ضَجَّ النَّاسُ بِالْبُكَاءِ وَ النَّحِیبِ وَ جَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ أُطْفِئَتِ الْمَصَابِیحُ لِكَیْلَا تَتَبَیَّنَ صَفَحَاتُ النِّسَاءِ وَ خُیِّلَ إِلَی النِّسْوَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ قَامَ مِنْ قَبْرِهِ وَ صَارَتِ النَّاسُ فِی دَهْشَةٍ وَ حَیْرَةٍ لِمَا قَدْ رَهِقَهُمْ وَ هِیَ علیها السلام تُنَادِی وَ تَنْدُبُ أَبَاهُ وَا أَبَتَاهْ وَا صَفِیَّاهْ وَا مُحَمَّدَاهْ وَا أَبَا الْقَاسِمَاهْ وَا رَبِیعَ الْأَرَامِلِ وَ الْیَتَامَی مَنْ لِلْقِبْلَةِ وَ الْمُصَلَّی وَ مَنْ لِابْنَتِكَ الْوَالِهَةِ الثَّكْلَی ثُمَّ أَقْبَلَتْ تَعْثُرُ فِی أَذْیَالِهَا وَ هِیَ لَا تُبْصِرُ شَیْئاً مِنْ عَبْرَتِهَا وَ مِنْ تَوَاتُرِ دَمْعَتِهَا حَتَّی دَنَتْ مِنْ قَبْرِ أَبِیهَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَی الْحُجْرَةِ وَقَعَ طَرْفُهَا عَلَی الْمِأْذَنَةِ فَقَصُرَتْ خُطَاهَا وَ دَامَ نَحِیبُهَا وَ بُكَاهَا إِلَی أَنْ أُغْمِیَ عَلَیْهَا فَتَبَادَرَتِ النِّسْوَانُ إِلَیْهَا فَنَضَحْنَ الْمَاءَ عَلَیْهَا وَ عَلَی صَدْرِهَا وَ جَبِینِهَا حَتَّی أَفَاقَتْ فَلَمَّا أَفَاقَتْ مِنْ غَشْیَتِهَا قَامَتْ وَ هِیَ تَقُولُ رُفِعَتْ قُوَّتِی وَ خَانَنِی جِلْدِی وَ شَمِتَ بِی عَدُوِّی وَ الْكَمَدُ قَاتِلِی یَا أَبَتَاهْ بَقِیتُ وَالِهَةً وَحِیدَةً وَ حَیْرَانَةً فَرِیدَةً فَقَدِ انْخَمَدَ صَوْتِی وَ انْقَطَعَ ظَهْرِی وَ تَنَغَّصَ عَیْشِی وَ تَكَدَّرَ دَهْرِی فَمَا أَجِدُ یَا أَبَتَاهْ بَعْدَكَ أَنِیساً لِوَحْشَتِی وَ لَا رَادّاً لِدَمْعَتِی وَ لَا مُعِیناً لِضَعْفِی فَقَدْ فَنِیَ بَعْدَكَ مُحْكَمُ التَّنْزِیلِ وَ مَهْبِطُ جَبْرَئِیلَ وَ مَحَلُّ مِیكَائِیلَ

ص: 175

انْقَلَبَتْ بَعْدَكَ یَا أَبَتَاهْ الْأَسْبَابُ وَ تَغَلَّقَتْ دُونِیَ الْأَبْوَابُ فَأَنَا لِلدُّنْیَا بَعْدَكَ قَالِیَةٌ وَ عَلَیْكَ مَا تَرَدَّدَتْ أَنْفَاسِی بَاكِیَةٌ لَا یَنْفَدُ شَوْقِی إِلَیْكَ وَ لَا حُزْنِی عَلَیْكَ ثُمَّ نَادَتْ یَا أَبَتَاهْ وَا لُبَّاهْ ثُمَّ قَالَتْ :

إِنَّ حُزْنِی عَلَیْكَ حُزْنٌ جَدِیدٌ*** وَ فُؤَادِی وَ اللَّهِ صَبٌّ عَنِیدٌ

كُلَّ یَوْمٍ یَزِیدُ فِیهِ شُجُونِی*** وَ اكْتِیَابِی عَلَیْكَ لَیْسَ یَبِیدُ

جَلَّ خَطْبِی فَبَانَ عَنِّی عَزَائِی*** فَبُكَائِی كُلَّ وَقْتٍ جَدِیدٌ

إِنَّ قَلْباً عَلَیْكَ یَأْلَفُ صَبْراً*** أَوْ عَزَاءً فَإِنَّهُ لَجَلِیدٌ

ثُمَّ نَادَتْ یَا أَبَتَاهْ انْقَطَعَتْ بِكَ الدُّنْیَا بِأَنْوَارِهَا وَ زَوَتْ زَهْرَتُهَا وَ كَانَتْ بِبَهْجَتِكَ زَاهِرَةً فَقَدِ اسْوَدَّ نَهَارُهَا فَصَارَ یَحْكِی حَنَادِسَهَا رَطْبَهَا وَ یَابِسَهَا یَا أَبَتَاهْ لَا زِلْتُ آسِفَةً عَلَیْكَ إِلَی التَّلَاقِ یَا أَبَتَاهْ زَالَ غُمْضِی مُنْذُ حَقَّ الْفِرَاقُ یَا أَبَتَاهْ مَنْ لِلْأَرَامِلِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ مَنْ لِلْأُمَّةِ إِلَی یَوْمِ الدِّینِ یَا أَبَتَاهْ أَمْسَیْنَا بَعْدَكَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَا أَبَتَاهْ أَصْبَحَتِ النَّاسُ عَنَّا مُعْرِضِینَ وَ لَقَدْ كُنَّا بِكَ مُعَظِّمِینَ فِی النَّاسِ غَیْرَ مُسْتَضْعَفِینَ فَأَیُّ دَمْعَةٍ لِفِرَاقِكَ لَا تَنْهَمِلُ وَ أَیُّ حُزْنٍ بَعْدَكَ عَلَیْكَ لَا یَتَّصِلُ وَ أَیُّ جَفْنٍ بَعْدَكَ بِالنَّوْمِ یَكْتَحِلُ وَ أَنْتَ رَبِیعُ الدِّینِ وَ نُورُ النَّبِیِّینَ فَكَیْفَ لِلْجِبَالِ لَا تَمُورُ وَ لِلْبِحَارِ بَعْدَكَ لَا تَغُورُ وَ الْأَرْضُ كَیْفَ لَمْ تَتَزَلْزَلْ رُمِیتُ یَا أَبَتَاهْ بِالْخَطْبِ الْجَلِیلِ وَ لَمْ تَكُنِ الرَّزِیَّةُ بِالْقَلِیلِ وَ طُرِقْتُ یَا أَبَتَاهْ بِالْمُصَابِ الْعَظِیمِ وَ بِالْفَادِحِ الْمُهُولِ بَكَتْكَ یَا أَبَتَاهْ الْأَمْلَاكُ وَ وَقَفَتِ الْأَفْلَاكُ فَمِنْبَرُكَ بَعْدَكَ مُسْتَوْحَشٌ وَ مِحْرَابُكَ خَالٍ مِنْ مُنَاجَاتِكَ وَ قَبْرُكَ فَرِحٌ بِمُوَارَاتِكَ وَ الْجَنَّةُ مُشْتَاقَةٌ إِلَیْكَ وَ إِلَی دُعَائِكَ وَ صَلَاتِكَ یَا أَبَتَاهْ مَا أَعْظَمَ ظُلْمَةَ مَجَالِسِكَ فَوَا أَسَفَاهْ عَلَیْكَ إِلَی أَنْ أَقْدِمَ عَاجِلًا عَلَیْكَ وَ أُثْكِلَ أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤْتَمَنُ أَبُو وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَخُوكَ وَ وَلِیُّكَ وَ حَبِیبُكَ وَ مَنْ رَبَّیْتَهُ صَغِیراً وَ وَاخَیْتَهُ كَبِیراً وَ أَحْلَی أَحْبَابِكَ وَ أَصْحَابِكَ إِلَیْكَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ سَابِقاً وَ مُهَاجِراً وَ نَاصِراً وَ الثُّكْلُ شَامِلُنَا وَ الْبُكَاءُ قَاتِلُنَا وَ الْأَسَی لَازِمُنَا ثُمَّ زَفَرَتْ زَفْرَةً وَ أَنَّتْ أَنَّةً كَادَتْ رُوحُهَا أَنْ تَخْرُجَ ثُمَّ قَالَتْ

ص: 176

قَلَّ صَبْرِی وَ بَانَ عَنِّی عَزَائِی*** بَعْدَ فَقْدِی لِخَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ

عَیْنُ یَا عَیْنُ اسْكُبِی الدَّمْعَ سَحّاً**** وَیْكِ لَا تَبْخَلِی بِفَیْضِ الدِّمَاءِ

یَا رَسُولَ الْإِلَهِ یَا خَیْرَةَ اللَّهِ*** وَ كَهْفَ الْأَیْتَامِ وَ الضُّعَفَاءِ

قَدْ بَكَتْكَ الْجِبَالُ وَ الْوَحْشُ جَمْعاً*** وَ الطَّیْرُ وَ الْأَرْضُ بَعْدُ بَكَی السَّمَاءُ

وَ بَكَاكَ الْحَجُونُ وَ الرُّكْنُ وَ الْمَشْ-*** عَرُ یَا سَیِّدِی مَعَ الْبَطْحَاءِ

وَ بَكَاكَ الْمِحْرَابُ وَ الدَّرْسُ*** لِلْقُرْآنِ فِی الصُّبْحِ مُعْلِناً وَ الْمَسَاءِ

وَ بَكَاك الْإِسْلَامُ إِذْ صَارَ فِی النَّا***سِ غَرِیباً مِنْ سَائِرِ الْغُرَبَاءِ

لَوْ تَرَی الْمِنْبَرَ الَّذِی كُنْتَ تَعْلُو***هُ عَلَاهُ الظَّلَامُ بَعْدَ الضِّیَاءِ

یَا إِلَهِی عَجِّلْ وَفَاتِی سَرِیعاً***فَلَقَدْ تَنَغَّصَتِ الْحَیَاةُ یَا مَوْلَائِی

قَالَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا وَ أَخَذَتْ بِالْبُكَاءِ وَ الْعَوِیلِ لَیْلَهَا وَ نَهَارَهَا وَ هِیَ لَا تَرْقَأُ دَمْعَتُهَا وَ لَا تَهْدَأُ زَفْرَتُهَا وَ اجْتَمَعَ شُیُوخُ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ أَقْبَلُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام تَبْكِی اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ فَلَا أَحَدٌ مِنَّا یَتَهَنَّأُ بِالنَّوْمِ فِی اللَّیْلِ

عَلَی فُرُشِنَا وَ لَا بِالنَّهَارِ لَنَا قَرَارٌ عَلَی أَشْغَالِنَا وَ طَلَبِ مَعَایِشِنَا وَ إِنَّا نُخْبِرُكَ أَنْ تَسْأَلَهَا إِمَّا أَنْ تَبْكِیَ لَیْلًا أَوْ نَهَاراً فَقَالَ علیه السلام حُبّاً وَ كَرَامَةً فَأَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هِیَ لَا تُفِیقُ مِنَ الْبُكَاءِ وَ لَا یَنْفَعُ فِیهَا الْعَزَاءُ فَلَمَّا رَأَتْهُ سَكَنَتْ هُنَیْئَةً لَهُ فَقَالَ لَهَا یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ شُیُوخَ الْمَدِینَةِ یَسْأَلُونِّی أَنْ أَسْأَلَكِ إِمَّا أَنْ تَبْكِینَ أَبَاكِ لَیْلًا وَ إِمَّا نَهَاراً فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا أَقَلَّ مَكْثِی بَیْنَهُمْ وَ مَا أَقْرَبَ مَغِیبِی مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِهِمْ فَوَ اللَّهِ لَا أَسْكُتُ لَیْلًا وَ لَا نَهَاراً أَوْ أَلْحَقَ بِأَبِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام افْعَلِی یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ مَا بَدَا لَكِ ثُمَّ إِنَّهُ بَنَی لَهَا بَیْتاً فِی الْبَقِیعِ نَازِحاً عَنِ الْمَدِینَةِ یُسَمَّی بَیْتَ الْأَحْزَانِ وَ كَانَتْ إِذَا أَصْبَحَتْ قَدَّمَتِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام أَمَامَهَا وَ خَرَجَتْ إِلَی الْبَقِیعِ بَاكِیَةً

ص: 177

فَلَا تَزَالُ بَیْنَ الْقُبُورِ بَاكِیَةً فَإِذَا جَاءَ اللَّیْلُ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَیْهَا وَ سَاقَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ إِلَی مَنْزِلِهَا وَ لَمْ تَزَلْ عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَنْ مَضَی لَهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهَا سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ یَوْماً وَ اعْتَلَّتِ الْعِلَّةَ الَّتِی تُوُفِّیَتْ فِیهَا فَبَقِیَتْ إِلَی یَوْمِ الْأَرْبَعِینَ وَ قَدْ صَلَّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَلَاةَ الظُّهْرِ وَ أَقْبَلَ یُرِیدُ الْمَنْزِلَ إِذَا اسْتَقْبَلَتْهُ الْجَوَارِی بَاكِیَاتٍ حَزِینَاتٍ فَقَالَ لَهُنَّ مَا الْخَبَرُ وَ مَا لِی أَرَاكُنَّ مُتَغَیَّرَاتِ الْوُجُوهِ وَ الصُّوَرِ فَقُلْنَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَدْرِكْ ابْنَةَ عَمِّكَ الزَّهْرَاءَ علیها السلام وَ مَا نَظُنُّكَ تُدْرِكُهَا فَأَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُسْرِعاً حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهَا وَ إِذَا بِهَا مُلْقَاةٌ عَلَی فِرَاشِهَا وَ هُوَ مِنْ قَبَاطِیِّ مِصْرَ وَ هِیَ تَقْبِضُ یَمِیناً وَ تَمُدُّ شِمَالًا فَأَلْقَی الرِّدَاءَ عَنْ عَاتِقِهِ وَ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِهِ وَ حَلَّ أَزْرَارَهُ وَ أَقْبَلَ حَتَّی أَخَذَ رَأْسَهَا وَ تَرَكَهُ فِی حَجْرِهِ وَ نَادَاهَا یَا زَهْرَاءُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فَنَادَاهَا یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فَنَادَاهَا یَا بِنْتَ مَنْ حَمَلَ الزَّكَاةَ فِی طَرَفِ رِدَائِهِ وَ بَذَلَهَا عَلَی الْفُقَرَاءِ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فَنَادَاهَا یَا ابْنَةَ مَنْ صَلَّی بِالْمَلَائِكَةِ فِی السَّمَاءِ مَثْنَی مَثْنَی فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فَنَادَاهَا یَا فَاطِمَةُ كَلِّمِینِی فَأَنَا ابْنُ عَمِّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَفَتَحَتْ عَیْنَیْهَا فِی وَجْهِهِ وَ نَظَرَتْ إِلَیْهِ وَ بَكَتْ وَ بَكَی وَ قَالَ مَا الَّذِی تَجِدِینَهُ فَأَنَا ابْنُ عَمِّكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَتْ یَا ابْنَ الْعَمِّ إِنِّی أَجِدُ الْمَوْتَ الَّذِی لَا بُدَّ مِنْهُ وَ لَا مَحِیصَ عَنْهُ وَ أَنَا أَعْلَمُ أَنَّكَ بَعْدِی لَا تَصْبِرُ عَلَی قِلَّةِ التَّزْوِیجِ فَإِنْ أَنْتَ تَزَوَّجْتَ امْرَأَةً اجْعَلْ لَهَا یَوْماً وَ لَیْلَةً وَ اجْعَلْ لِأَوْلَادِی یَوْماً وَ لَیْلَةً یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ لَا تَصِحْ فِی وُجُوهِهِمَا فَیُصْبِحَانِ یَتِیمَیْنِ غَرِیبَیْنِ مُنْكَسِرَیْنِ فَإِنَّهُمَا بِالْأَمْسِ فَقَدَا جَدَّهُمَا وَ الْیَوْمَ یَفْقِدَانِ أُمَّهُمَا فَالْوَیْلُ لِأُمَّةٍ تَقْتُلُهُمَا وَ تُبْغِضُهُمَا ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ

ابْكِنِی إِنْ بَكَیْتَ یَا خَیْرَ هَادٍ*** وَ اسْبِلِ الدَّمْعَ فَهُوَ یَوْمُ الْفِرَاقِ

یَا قَرِینَ الْبَتُولِ أُوصِیكَ بِالنَّسْلِ*** فَقَدْ أَصْبَحَا حَلِیفَ اشْتِیَاقٍ

ابْكِنِی وَ ابْكِ لِلْیَتَامَی وَ لَا*** تَنْسَ قَتِیلَ الْعِدَی بِطَفِّ الْعِرَاقِ

ص: 178

فَارَقُوا فَأَصْبَحُوا یَتَامَی حَیَارَی*** یَحْلِفُ اللَّهَ فَهُوَ یَوْمُ الْفِرَاقِ

قَالَتْ فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ أَیْنَ لَكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ هَذَا الْخَبَرُ وَ الْوَحْیُ قَدِ انْقَطَعَ عَنَّا فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَسَنِ رَقَدْتُ السَّاعَةَ فَرَأَیْتُ حَبِیبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَصْرٍ مِنَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ هَلُمِّی إِلَیَّ یَا بُنَیَّةِ فَإِنِّی إِلَیْكِ مُشْتَاقٌ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَشَدُّ شَوْقاً مِنْكَ إِلَی لِقَائِكَ فَقَالَ أَنْتِ اللَّیْلَةَ عِنْدِی وَ هُوَ الصَّادِقُ لِمَا وَعَدَ وَ الْمُوفِی لِمَا عَاهَدَ .

فَإِذَا أَنْتَ قَرَأْتَ یس فَاعْلَمْ أَنِّی قَدْ قَضَیْتُ نَحْبِی فَغَسِّلْنِی وَ لَا تَكْشِفْ عَنِّی فَإِنِّی طَاهِرَةٌ مُطَهَّرَةٌ وَ لْیُصَلِّ عَلَیَّ مَعَكَ مِنْ أَهْلِیَ الْأَدْنَی فَالْأَدْنَی وَ مَنْ رُزِقَ أَجْرِی وَ ادْفِنِّی لَیْلًا فِی قَبْرِی بِهَذَا أَخْبَرَنِی حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ فِی أَمْرِهَا وَ غَسَّلْتُهَا فِی قَمِیصِهَا وَ لَمْ أَكْشِفْهُ عَنْهَا فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ مَیْمُونَةً طَاهِرَةً مُطَهَّرَةً ثُمَّ حَنَّطْتُهَا مِنْ فَضْلَةِ حَنُوطِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَفَّنْتُهَا وَ أَدْرَجْتُهَا فِی أَكْفَانِهَا فَلَمَّا هَمَمْتُ أَنْ أَعْقِدَ الرِّدَاءَ نَادَیْتُ یَا أُمَّ كُلْثُومٍ یَا زَیْنَبُ یَا سُكَینَةُ یَا فِضَّةُ یَا حَسَنُ یَا حُسَیْنُ هَلُمُّوا تَزَوَّدُوا مِنْ أُمِّكُمْ فَهَذَا الْفِرَاقُ وَ اللِّقَاءُ فِی الْجَنَّةِ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ هُمَا یُنَادِیَانِ وَا حَسْرَتَا لَا تَنْطَفِئُ أَبَداً مِنْ فَقْدِ جَدِّنَا مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ أُمِّنَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ یَا أُمَّ الْحَسَنِ یَا أُمَّ الْحُسَیْنِ إِذَا لَقِیتِ جَدَّنَا مُحَمَّداً الْمُصْطَفَی فَأَقْرِئِیهِ مِنَّا السَّلَامَ وَ قُولِی لَهُ إِنَّا قَدْ بَقِینَا بَعْدَكَ یَتِیمَیْنِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّهَا قَدْ حَنَّتْ وَ أَنَّتْ وَ مَدَّتْ یَدَیْهَا وَ ضَمَّتْهُمَا إِلَی صَدْرِهَا مَلِیّاً وَ إِذَا بِهَاتِفٍ مِنَ السَّمَاءِ یُنَادِی یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْفَعْهُمَا عَنْهَا فَلَقَدْ أَبْكَیَا وَ اللَّهِ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ فَقَدِ اشْتَاقَ الْحَبِیبُ إِلَی الْمَحْبُوبِ قَالَ فَرَفَعْتُهُمَا عَنْ صَدْرِهَا وَ جَعَلْتُ أَعْقِدُ الرِّدَاءَ وَ أَنَا أُنْشِدُ بِهَذِهِ الْأَبْیَاتِ :

فِرَاقُكِ أَعْظَمُ الْأَشْیَاءِ عِنْدِی***وَ فَقْدُكِ فَاطِمُ أَدْهَی الثُّكُولِ

سَأَبْكِی حَسْرَةً وَ أَنُوحُ شَجْواً*** عَلَی خَلٍّ مَضَی أَسْنَی سَبِیلٍ

ص: 179

أَلَا یَا عَیْنُ جُودِی وَ أَسْعِدِینِی*** فَحُزْنِی دَائِمٌ أَبْكِی خَلِیلِی

ثُمَّ حَمَلَهَا عَلَی یَدِهِ وَ أَقْبَلَ بِهَا إِلَی قَبْرِ أَبِیهَا وَ نَادَی السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُورَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا صَفْوَةَ اللَّهِ مِنِّی السَّلَامُ عَلَیْكَ وَ التَّحِیَّةُ وَاصِلَةٌ مِنِّی إِلَیْكَ وَ لَدَیْكَ وَ مِنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ عَلَیْكَ بِفِنَائِكَ وَ إِنَّ الْوَدِیعَةَ قَدِ اسْتُرِدَّتْ وَ الرَّهِینَةَ قَدْ أُخِذَتْ فَوَا حُزْنَاهْ عَلَی الرَّسُولِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ عَلَی الْبَتُولِ وَ لَقَدِ اسْوَدَّتْ عَلَیَّ الْغَبْرَاءُ وَ بَعُدَتْ عَنِّی الْخَضْرَاءُ فَوَا حُزْنَاهُ ثُمَّ وَا أَسَفَاهْ ثُمَّ عَدَلَ بِهَا عَلَی الرَّوْضَةِ فَصَلَّی عَلَیْهِ فِی أَهْلِهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا وَارَاهَا وَ أَلْحَدَهَا فِی لَحْدِهَا أَنْشَأَ بِهَذِهِ الْأَبْیَاتِ یَقُولُ:

أَرَی عِلَلَ الدُّنْیَا عَلَیَّ كَثِیرَةً*** وَ صَاحِبُهَا حَتَّی الْمَمَاتِ عَلِیلٌ

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ*** وَ إِنَّ بَقَائِی عِنْدَكُمْ لَقَلِیلٌ

وَ إِنَّ افْتِقَادِی فَاطِماً بَعْدَ أَحْمَدَ***دَلِیلٌ عَلَی أَنْ لَا یَدُومَ خَلِیلٌ

«16»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ سَبْعَةُ أَشْهُرٍ وَ عَاشَتْ بَعْدَهُ اثْنَیْنِ وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ یُقَالُ خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ قِیلَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ الْقُرْبَانِیُّ قَدْ قِیلَ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ هُوَ أَصَحُّ وَ تُوُفِّیَتْ علیها السلام لَیْلَةَ

الْأَحَدِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَی عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ مَشْهَدُهَا بِالْبَقِیعِ وَ قَالُوا إِنَّهَا دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا وَ قَالُوا قَبْرُهَا بَیْنَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْبَرِهِ.

السَّمْعَانِیُّ فِی الرِّسَالَةِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ وَ أَحْمَدُ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْفَائِقِ عَنْ جَابِرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِعَلِیٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ أَبَا الرَّیْحَانَتَیْنِ أُوصِیكَ بِرَیْحَانَتَیَّ مِنَ الدُّنْیَا فَعَنْ قَلِیلٍ یَنْهَدُّ رُكْنَاكَ عَلَیْكَ قَالَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ عَلِیٌّ هَذَا أَحَدُ الرُّكْنَیْنِ فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ قَالَ عَلِیٌّ هَذَا هُوَ الرُّكْنُ الثَّانِی.

الْبُخَارِیُّ وَ مُسْلِمٌ وَ الْحِلْیَةُ وَ مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَوَتْ عَائِشَةُ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَعَا

ص: 180

فَاطِمَةَ فِی شَكْوَاهُ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَسَارَّهَا بِشَیْ ءٍ فَبَكَتْ ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ أَخْبَرَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهُ مَقْبُوضٌ فَبَكَیْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِی أَنِّی أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكْتُ.

كِتَابُ ابْنِ شَاهِینَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ عَائِشَةُ إِنَّهَا لَمَّا سُئِلَتْ عَنْ بُكَائِهَا وَ ضِحْكِهَا قَالَتْ أَخْبَرَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهُ مَقْبُوضٌ ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ بَنِیَّ سَیُصِیبُهُمْ بَعْدِی شِدَّةٌ فَبَكَیْتُ ثُمَّ أَخْبَرَنِی أَنِّی أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ فَضَحِكْتُ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَكْرٍ الْجِعَابِیِّ وَ أَبِی نُعَیْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ وَ الشَّعْبِیِّ عَنْ مَسْرُوقٍ وَ فِی السُّنَنِ عَنِ الْقَزْوِینِیِّ وَ الْإِبَانَةِ عَنِ الْعُكْبَرِیِّ وَ الْمُسْنَدِ عَنِ الْمَوْصِلِیِّ وَ الْفَضَائِلِ عَنْ أَحْمَدَ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَتْ عَائِشَةُ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِی كَأَنَّ مِشْیَتَهَا مِشْیَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَرْحَباً بِابْنَتِی فَأَجْلَسَهَا عَنْ یَمِینِهِ وَ أَسَرَّ إِلَیْهَا حَدِیثاً فَبَكَتْ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَیْهَا حَدِیثاً فَضَحِكَتْ فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ مَا أُفْشِی سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی إِذَا قُبِضَ سَأَلْتُهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَیَّ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ كَانَ یُعَارِضُنِی بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَ إِنَّهُ عَارَضَنِی بِهِ الْعَامَ مَرَّتَیْنِ وَ لَا أَرَانِی إِلَّا وَ قَدْ حَضَرَ أَجَلِی وَ إِنَّكِ لَأَوَّلُ أَهْلِ بَیْتِی لُحُوقاً بِی وَ نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ بَكَیْتُ لِذَلِكِ ثُمَّ قَالَ أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهَا مَا زَالَتْ بَعْدَ أَبِیهَا مُعَصَّبَةَ الرَّأْسِ نَاحِلَةَ الْجِسْمِ مُنْهَدَّةَ الرُّكْنِ بَاكِیَةَ الْعَیْنِ مُحْتَرِقَةَ الْقَلْبِ یُغْشَی عَلَیْهَا سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ وَ تَقُولُ لِوَلَدَیْهَا أَیْنَ أَبُوكُمَا الَّذِی كَانَ یُكْرِمُكُمَا وَ یَحْمِلُكُمَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أَیْنَ أَبُوكُمَا الَّذِی كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ شَفَقَةً عَلَیْكُمَا فَلَا یَدَعُكُمَا تَمْشِیَانِ عَلَی الْأَرْضِ وَ لَا أَرَاهُ یَفْتَحُ هَذَا الْبَابَ أَبَداً وَ لَا یَحْمِلُكُمَا عَلَی عَاتِقِهِ كَمَا لَمْ یَزَلْ یَفْعَلُ بِكُمَا ثُمَّ مَرِضَتْ وَ مَكَثَتْ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ دَعَتْ أُمَّ أَیْمَنَ وَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ (1)

وَ

ص: 181


1- 1. قد كثر فی هذا الباب ذكر أسماء بنت عمیس و أن فاطمة علیها السلام أوصت الیها بكذا و كذا. لكنه ینافی ما هو الثابت فی التاریخ من أنّها كانت زوجة جعفر بن. أبی طالب ثمّ بعد شهادته تزوجه أبو بكر ابن أبی قحافة و بعد وفاته- فی سنة ثلاث و عشرة من الهجرة- بعد رحلة النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بأزید من سنتین- تزوجها علیّ بن أبی طالب فكانت عنده مع ابنه محمّد بن أبی بكر، فاما أن یكون وفاة فاطمة علیها السلام بعد هذه السنة و لم یقل به أحد أو كان« اسماء بنت عمیس» مصحفا عن سلمی امرأة أبی رافع كما مرّ عن أمالی المفید ص 172 و یجی ء فی غیره من المصادر أو سلمی امرأة حمزة بن عبد المطلب و هی اخت أسماء بنت عمیس كما احتمله الاربلی فی كشف الغمّة و قد مر ص 136 و اما أن یكون مصحفا عن أسماء بنت یزید بن السكن كما مرّ فی ص 132 عن الكنجی الشافعی. و هو الاشبه.

عَلِیّاً علیه السلام وَ أَوْصَتْ إِلَی عَلِیٍّ بِثَلَاثٍ أَنْ یَتَزَوَّجَ بِابْنَةِ أُخْتِهَا(1)

أُمَامَةَ لِحُبِّهَا أَوْلَادَهَا وَ أَنْ یَتَّخِذَ نَعْشاً لِأَنَّهَا كَانَتْ رَأَتِ الْمَلَائِكَةَ تَصَوَّرُوا صُورَتَهُ وَ وَصَفَتْهُ لَهُ وَ أَنْ لَا یَشْهَدَ أَحَدٌ جَنَازَتَهَا مِمَّنْ ظَلَمَهَا وَ أَنْ لَا یَتْرُكَ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ.

وَ ذَكَرَ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَ فِی حَدِیثِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَقِیلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ: أَنَّ فَاطِمَةَ أَرْسَلَتْ إِلَی أَبِی بَكْرٍ تَسْأَلُ مِیرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَهَجَرَتْهُ وَ لَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّی تُوُفِّیَتْ وَ لَمْ یُؤْذَنْ بِهَا أَبُو بَكْرٍ یُصَلِّی عَلَیْهَا.

الْوَاقِدِیُّ: أَنَّ فَاطِمَةَ لَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ أَوْصَتْ عَلِیّاً أَنْ لَا یُصَلِّیَ عَلَیْهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَعَمِلَ بِوَصِیَّتِهَا.

عِیسَی بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوْصَتْ فَاطِمَةُ أَنْ لَا یَعْلَمَ إِذَا مَاتَتْ أَبُو بَكْرٍ وَ لَا

ص: 182


1- 1. ما جعلناه بین العلامتین ساقط عن النسخة المطبوعة، موجود فی المصدر ج 3 ص 362 و هو الصحیح فان أمامة بنت اختها زینب بنت رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله زوجة أبی العاص بن الربیع قال أبو عمر فی الاستیعاب: تزوجها- یعنی أمامة- علی بن أبی طالب رضی اللّٰه عنه بعد فاطمة رضی اللّٰه عنها، زوجها منه الزبیر بن العوام، و كان أبوها أبو العاص قد أوصی بها إلیه.

عُمَرُ وَ لَا یُصَلِّیَا عَلَیْهَا قَالَ فَدَفَنَهَا عَلِیٌّ علیه السلام لَیْلًا وَ لَمْ یُعْلِمْهُمَا بِذَلِكَ.

تَارِیخُ أَبِی بَكْرِ بْنِ كَامِلٍ قَالَتْ عَائِشَةُ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّیَتْ دَفَنَهَا عَلِیٌّ لَیْلًا وَ صَلَّی عَلَیْهَا عَلِیٌّ.

وَ رُوِیَ فِیهِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَعِیدٍ الْقَطَّانِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام دُفِنَتْ لَیْلًا وَ عَنْهُ فِی هَذَا الْكِتَابِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام دَفَنُوهَا لَیْلًا وَ غَیَّبُوا قَبْرَهَا.

تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ: إِنَّ فَاطِمَةَ دُفِنَتْ لَیْلًا وَ لَمْ یَحْضُرْهَا إِلَّا الْعَبَّاسُ وَ عَلِیٌّ وَ الْمِقْدَادُ وَ الزُّبَیْرُ وَ فِی رِوَایَاتِنَا أَنَّهُ صَلَّی عَلَیْهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَقِیلٌ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ وَ بُرَیْدَةُ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ الْعَبَّاسُ وَ ابْنُهُ الْفَضْلُ وَ فِی رِوَایَةٍ وَ حُذَیْفَةُ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ.

الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ دَفْنِهَا لَیْلًا فَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ سَاخِطَةً عَلَی قَوْمٍ كَرِهَتْ حُضُورَهُمْ جِنَازَتَهَا وَ حَرَامٌ عَلَی مَنْ یَتَوَلَّاهُمْ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ سَوَّی قَبْرَهَا مَعَ الْأَرْضِ مُسْتَوِیاً وَ قَالُوا سَوَّی حَوَالَیْهَا قُبُوراً مُزَوَّرَةً مِقْدَارَ سَبْعَةٍ حَتَّی لَا یُعْرَفَ قَبْرُهَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ رَشَّ أَرْبَعِینَ قَبْراً حَتَّی لَا یَبِینَ قَبْرُهَا مِنْ غَیْرِهِ مِنَ الْقُبُورِ فَیُصَلُّوا عَلَیْهَا.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَمَّوَیْهِ بْنُ عَلِیٍّ الْبَصْرِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ بِأَسَانِیدِهِمْ قَالَتْ أُمُّ سَلْمَی امْرَأَةُ أَبِی رَافِعٍ (1): اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ شَكْوَاهَا الَّتِی قُبِضَتْ فِیهَا وَ كُنْتُ أُمَرِّضُهَا فَأَصْبَحْتُ یَوْماً أُسَكِّنُ مَا كَانَتْ فَخَرَجَ عَلِیٌّ إِلَی بَعْضِ حَوَائِجِهِ فَقَالَتِ اسْكُبِی لِی غَسْلًا فَسَكَبْتُ فَقَامَتْ وَ اغْتَسَلَتْ أَحْسَنَ مَا یَكُونُ مِنَ الْغُسْلِ

ص: 183


1- 1. كذا فی النسخ المطبوعة و هكذا المصدر ج 3 ص 364 و هو سهو و الصحیح: قالت سلمی امرأة أبی رافع» كما مرّ عن المفید ص 172 و یجیی ء عن ابن بابویه ص 188 راجع كتب الرجال أیضا.

ثُمَّ لَبِسَتْ أَثْوَابَهَا الْجُدُدَ ثُمَّ قَالَتِ افْرُشِی فِرَاشِی وَسَطَ الْبَیْتِ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ وَ نَامَتْ وَ قَالَتْ أَنَا مَقْبُوضَةٌ وَ قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلَا یَكْشِفْنِی أَحَدٌ ثُمَّ وَضَعَتْ خَدَّهَا عَلَی یَدِهَا وَ مَاتَتْ.

وَ قَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ: أَوْصَتْ إِلَیَّ فَاطِمَةُ أَنْ لَا یُغَسِّلَهَا إِذَا مَاتَتْ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ فَأَعَنْتُ عَلِیّاً عَلَی غُسْلِهَا.

كِتَابُ الْبَلاذُرِیِّ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام غَسَلَهَا مِنْ مَعْقِدِ الْإِزَارِ وَ إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ غَسَلَتْهَا مِنْ أَسْفَلِ ذَلِكَ.

أَبُو الْحَسَنِ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی الْأَحْكَامِ الشَّرْعِیَّةِ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ فَاطِمَةَ مَنْ غَسَّلَهَا فَقَالَ غَسَّلَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لِأَنَّهَا كَانَتْ صِدِّیقَةً وَ لَمْ یَكُنْ لِیُغَسِّلَهَا إِلَّا صِدِّیقٌ وَ رُوِیَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ عِنْدَ دَفْنِهَا السَّلَامُ عَلَیْكَ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی نَقْلًا مِنَ الْكَافِی وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا صَارَ بِهَا إِلَی الْقَبْرِ الْمُبَارَكِ خَرَجَتْ یَدٌ فَتَنَاوَلَتْهَا وَ انْصَرَفَ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِیُّ وَ حُمَیْدٌ الطَّوِیلُ: أَنَّهُ علیه السلام أَنْشَأَ عَلَی شَفِیرِ قَبْرِهَا:

ذَكَرْتُ أَبَا وُدِّی فَبِتُّ كَأَنَّنِی*** بِرَدِّ الْهُمُومِ الْمَاضِیَاتِ وَكِیلٌ

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ*** وَ كُلُّ الَّذِی دُونَ الْفِرَاقِ قَلِیلٌ

وَ إِنَّ افْتِقَادِی فَاطِماً بَعْدَ أَحْمَدَ دَلِیلٌ عَلَی أَنْ لَا یَدُومَ خَلِیلٌ

فَأَجَابَ هَاتِفٌ :

یُرِیدُ الْفَتَی أَنْ لَا یَمُوتَ خَلِیلُهُ*** وَ لَیْسَ لَهُ إِلَّا الْمَمَاتَ سَبِیلٌ

فَلَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ وَ لَا بُدَّ مِنْ بِلًی*** وَ إِنَّ بَقَائِی بَعْدَكُمْ لَقَلِیلٌ

إِذَا انْقَطَعَتْ یَوْماً مِنَ الْعَیْشِ مُدَّتِی*** فَإِنَّ بُكَاءَ الْبَاكِیَاتِ قَلِیلٌ

سَتُعْرَضُ عَنْ ذِكْرِی وَ تُنْسَی مَوَدَّتِی*** وَ یَحْدُثُ بَعْدِی لِلْخَلِیلِ بَدِیلٌ

بیان: أبا ودی أی من كان یلازم ودی و حبی و الحاصل أنی ذكرت محبوبی فبت كأننی لشدة همومی ضامن لرد كل هم و حزن كان لی قبل ذلك

ص: 184

و قوله فلا بد من موت لعله من تتمة أبیاته علیه السلام لا كلام الهاتف و لو كان من كلام الهاتف فلعله ألقاه علی وجه التلقین.

«17»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ: الْأَصْوَبُ أَنَّهَا مَدْفُونَةٌ فِی دَارِهَا أَوْ فِی الرَّوْضَةِ یُؤَیِّدُ قَوْلَهُ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ بَیْنَ قَبْرِی وَ مِنْبَرِی رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ وَ فِی الْبُخَارِیِّ بَیْنَ بَیْتِی وَ مِنْبَرِی وَ فِی الْمُوَطَّإِ وَ الْحِلْیَةِ وَ التِّرْمِذِیِّ وَ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مَا بَیْنَ بَیْتِی وَ مِنْبَرِی وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْبَرِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ وَ قَالُوا حَدُّ الرَّوْضَةِ مَا بَیْنَ الْقَبْرِ إِلَی الْمِنْبَرِ إِلَی الْأَسَاطِینِ الَّتِی تَلِی صَحْنَ الْمَسْجِدِ.

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلامعَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ دُفِنَتْ فِی بَیْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَیَّةَ فِی الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِی الْمَسْجِدِ.

یَزِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَبَدَأَتْنِی بِالسَّلَامِ ثُمَّ قَالَتْ مَا غَدَا بِكَ قُلْتُ طَلَبُ الْبَرَكَةِ قَالَتْ أَخْبَرَنِی أَبِی وَ هُوَ ذَا مَنْ سَلَّمَ عَلَیْهِ أَوْ عَلَیَّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ قُلْتُ لَهَا فِی حَیَاتِهِ وَ حَیَاتِكِ قَالَتْ نَعَمْ وَ بَعْدَ مَوْتِنَا.

«18»- كشف، [كشف الغمة] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام أَخْرَجَ سَفَطاً أَوْ حُقّاً وَ أَخْرَجَ مِنْهُ كِتَاباً فَقَرَأَهُ وَ فِیهِ وَصِیَّةُ فَاطِمَةَ علیها السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَتْ بِحَوَائِطِهَا السَّبْعَةِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنْ مَضَی فَإِلَی الْحَسَنِ فَإِنْ مَضَی فَإِلَی الْحُسَیْنِ فَإِنْ مَضَی فَإِلَی الْأَكَابِرِ مِنْ وُلْدِی شَهِدَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ الزُّبَیْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَ كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.

وَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: أَوْصَتْنِی فَاطِمَةُ علیها السلام أَنْ لَا یُغَسِّلَهَا إِذَا مَاتَتْ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ فَغَسَّلْتُهَا أَنَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام.

وَ قِیلَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ حِینَ تَوَضَّأَتْ وُضُوءَهَا لِلصَّلَاةِ هَاتِی طِیبِیَ الَّذِی أَتَطَیَّبُ بِهِ وَ هَاتِی ثِیَابِیَ الَّتِی أُصَلِّی فِیهَا فَتَوَضَّأَتْ ثُمَّ وَضَعَتْ

ص: 185

رَأْسَهَا فَقَالَتْ لَهَا اجْلِسِی عِنْدَ رَأْسِی فَإِذَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَأَقِیمِینِی فَإِنْ قُمْتُ وَ إِلَّا فَأَرْسِلِی إِلَی عَلِیٍّ فَلَمَّا جَاءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَالَتِ الصَّلَاةَ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِذَا هِیَ قَدْ قُبِضَتْ فَجَاءَ عَلِیٌّ فَقَالَتْ لَهُ قَدْ قُبِضَتْ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ عَلِیٌّ مَتَی قَالَتْ حِینَ أَرْسَلْتُ إِلَیْكَ قَالَ فَأَمَرَ أَسْمَاءَ فَغَسَّلَتْهَا وَ أَمَرَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام یُدْخِلَانِ الْمَاءَ وَ دَفَنَهَا لَیْلًا وَ سَوَّی قَبْرَهَا فَعُوتِبَ عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ بِذَلِكَ أَمَرَتْنِی.

وَ رُوِیَ: أَنَّهَا بَقِیَتْ بَعْدَ أَبِیهَا أَرْبَعِینَ صَبَاحاً وَ لَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ قَالَتْ لِأَسْمَاءَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِكَافُورٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَقَسَمَهُ أَثْلَاثاً ثُلُثاً لِنَفْسِهِ وَ ثُلُثاً لِعَلِیٍّ وَ ثُلُثاً لِی وَ كَانَ أَرْبَعِینَ دِرْهَماً فَقَالَتْ یَا أَسْمَاءُ ائْتِینِی بِبَقِیَّةِ حَنُوطِ وَالِدِی مِنْ مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَضَعِیهِ عِنْدَ رَأْسِی فَوَضَعَتْهُ ثُمَّ تَسَجَّتْ بِثَوْبِهَا وَ قَالَتِ انْتَظِرِینِی هُنَیْهَةً وَ ادْعِینِی فَإِنْ أَجَبْتُكِ وَ إِلَّا فَاعْلَمِی أَنِّی قَدْ قَدِمْتُ عَلَی أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله فَانْتَظَرَتْهَا هُنَیْهَةً ثُمَّ نَادَتْهَا فَلَمْ تُجِبْهَا فَنَادَتْ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی یَا بِنْتَ أَكْرَمِ مَنْ حَمَلَتْهُ النِّسَاءُ یَا بِنْتَ خَیْرِ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا یَا بِنْتَ مَنْ كَانَ مِنْ رَبِّهِ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی قَالَ فَلَمْ تُجِبْهَا فَكَشَفَتِ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهَا فَإِذَا بِهَا قَدْ فَارَقَتِ الدُّنْیَا فَوَقَعَتْ عَلَیْهَا تُقَبِّلُهَا وَ هِیَ تَقُولُ فَاطِمَةُ إِذَا قَدِمْتِ عَلَی أَبِیكِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَقْرِئِیهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ السَّلَامَ فَبَیْنَا هِیَ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَقَالا یَا أَسْمَاءُ مَا یُنِیمُ أُمَّنَا فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَتْ یَا ابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ لَیْسَتْ أُمُّكُمَا نَائِمَةً قَدْ فَارَقَتِ الدُّنْیَا فَوَقَعَ عَلَیْهَا الْحَسَنُ یُقَبِّلُهَا مَرَّةً وَ یَقُولُ یَا أُمَّاهْ كَلِّمِینِی قَبْلَ أَنْ تُفَارِقَ رُوحِی بَدَنِی قَالَتْ وَ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ یُقَبِّلُ رِجْلَهَا وَ یَقُولُ یَا أُمَّاهْ أَنَا ابْنُكِ الْحُسَیْنُ كَلِّمِینِی قَبْلَ أَنْ یَتَصَدَّعَ قَلْبِی فَأَمُوتَ قَالَتْ لَهُمَا أَسْمَاءُ یَا ابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ انْطَلِقَا إِلَی أَبِیكُمَا عَلِیٍّ فَأَخْبِرَاهُ بِمَوْتِ أُمِّكُمَا فَخَرَجَا حَتَّی إِذَا كَانَا قُرْبَ الْمَسْجِدِ رَفَعَا أَصْوَاتَهُمَا بِالْبُكَاءِ فَابْتَدَرَهُمَا جَمِیعُ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا مَا یُبْكِیكُمَا یَا ابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ لَا أَبْكَی اللَّهُ أَعْیُنَكُمَا لَعَلَّكُمَا نَظَرْتُمَا

ص: 186

إِلَی مَوْقِفِ جَدِّكُمَا فَبَكَیْتُمَا شَوْقاً إِلَیْهِ فَقَالا لَا أَ وَ لَیْسَ قَدْ مَاتَتْ أُمُّنَا فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا قَالَ فَوَقَعَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی وَجْهِهِ یَقُولُ بِمَنِ الْعَزَاءُ یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ كُنْتُ بِكِ أَتَعَزَّی فَفِیمَ الْعَزَاءُ مِنْ بَعْدِكِ ثُمَّ قَالَ:

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ*** وَ كُلُّ الَّذِی دُونَ الْفِرَاقِ قَلِیلٌ

وَ إِنَّ افْتِقَادِی فَاطِماً بَعْدَ أَحْمَدَ*** دَلِیلٌ عَلَی أَنْ لَا یَدُومَ خَلِیلٌ (1)

ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا أَسْمَاءُ غَسِّلِیهَا وَ حَنِّطِیهَا وَ كَفِّنِیهَا قَالَ فَغَسَّلُوهَا وَ كَفَّنُوهَا وَ حَنَّطُوهَا وَ صَلَّوْا عَلَیْهَا لَیْلًا وَ دَفَنُوهَا بِالْبَقِیعِ وَ مَاتَتْ بَعْدَ الْعَصْرِ.

و قال ابن بابویه رحمه اللّٰه جاء هذا الخبر كذا و الصحیح عندی أنها دفنت فی بیتها فلما زاد بنو أمیة فی المسجد صارت فی المسجد.

قلت الظاهر و المشهور مما نقله الناس و أرباب التواریخ و السیر أنها علیها السلام دفنت بالبقیع كما تقدم.

وَ رَوَی مَرْفُوعاً إِلَی سَلْمَی أُمِّ بَنِی رَافِعٍ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی شَكْوَاهَا الَّتِی مَاتَتْ فِیهَا قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ وَ هِیَ أَخَفُّ مَا نَرَاهَا فَغَدَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فِی حَاجَتِهِ وَ هُوَ یَرَی یَوْمَئِذٍ أَنَّهَا أَمْثَلُ مَا كَانَتْ فَقَالَتْ یَا أُمَّهْ (2)

اسْكُبِی لِی غَسْلًا فَفَعَلْتُ فَاغْتَسَلَتْ كَأَشَدِّ مَا رَأَیْتُهَا ثُمَّ قَالَتْ لِی أَعْطِینِی ثِیَابِیَ الْجُدُدَ فَأَعْطَیْتُهَا فَلَبِسَتْ ثُمَّ قَالَتْ ضَعِی فِرَاشِی وَ اسْتَقْبِلِینِی ثُمَّ قَالَتْ إِنِّی قَدْ فَرَغْتُ مِنْ نَفْسِی فَلَا أُكْشَفَنَّ إِنِّی مَقْبُوضَةٌ الْآنَ ثُمَّ تَوَسَّدَتْ یَدَهَا الْیُمْنَی وَ اسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ فَقُبِضَتْ.

فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ نَحْنُ نَصِیحُ فَسَأَلَ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ إِذاً وَ اللَّهِ لَا تُكْشَفُ فَاحْتُمِلَتْ فِی ثِیَابِهَا فَغُیِّبَتْ.

ص: 187


1- 1. فی بعض النسخ: و ان افتقادی واحدا بعد واحد و هو الصحیح فانه علیه السلام تمثل بهذه الاشعار و أنشدها، لا أنّه أنشأها.
2- 2. فی المصدر: یا أمة اللّٰه، راجع ج 2 ص 64.

أَقُولُ إِنَّ هَذَا الْحَدِیثَ قَدْ رَوَاهُ ابْنُ بَابَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ كَمَا تَرَی وَ قَدْ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ أُمِّ سَلْمَی (1)

قَالَتْ: اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام شَكْوَاهَا الَّتِی قُبِضَتْ فِیهِ فَكُنْتُ أُمَرِّضُهَا فَأَصْبَحْتُ یَوْماً كَأَمْثَلِ مَا رَأَیْتُهَا فِی شَكْوَاهَا ذَلِكَ قَالَتْ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَتْ یَا أُمَّاهْ اسْكُبِی لِی غَسْلًا فَسَكَبْتُ لَهَا غَسْلًا فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا رَأَیْتُهَا تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ یَا أُمَّاهْ أَعْطِینِی ثِیَابِیَ الْجُدُدَ فَأَعْطَیْتُهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ قَالَتْ یَا أُمَّاهْ قَدِّمِی لِی فِرَاشِی وَسَطَ الْبَیْتِ فَفَعَلْتُ فَاضْطَجَعَتْ وَ اسْتَقْبَلَتِ الْقِبْلَةَ وَ جَعَلَتْ یَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا ثُمَّ قَالَتْ یَا أُمَّاهْ إِنِّی مَقْبُوضَةٌ الْآنَ وَ قَدْ تَطَهَّرْتُ فَلَا یَكْشِفْنِی أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا قَالَتْ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ.

و اتفاقهما من طرق الشیعة و السنة علی نقله مع كون الحكم علی خلافه عجیب فإن الفقهاء من الطریقین لا یجیزون الدفن إلا بعد الغسل إلا فی مواضع لیس هذا منه فكیف رویا هذا الحدیث و لم یعللاه و لا ذكرا فقهه و لا نبها علی الجواز و لا المنع و لعل هذا أمر یخصها علیها السلام و إنما استدل الفقهاء علی أنه یجوز للرجل أن یغسل زوجته بأن علیا غسل فاطمة علیهاالسلامو هو المشهور.

وَ رَوَی ابْنُ بَابَوَیْهِ مَرْفُوعاً إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً غَسَّلَ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ عَنْ عَلِیٍّ أَنَّهُ صَلَّی عَلَی فَاطِمَةَ وَ كَبَّرَ عَلَیْهَا خَمْساً وَ دَفَنَهَا لَیْلًا.

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام دُفِنَتْ لَیْلًا.

بیان: قد بینا فی كتاب المزار أن الأصح أنها مدفونة فی بیتها و أما ما ذكره من ترك غسلها فالأولی أن یؤول بما ذكرنا سابقا من عدم كشف بدنها للتنظیف فلا تنافی للأخبار الكثیرة الدالة علی أن علیا علیه السلام غسلها و یؤید ما ذكرنا من التأویل ما مر فی روایة ورقة فلا تغفل.

«19»- كشف، [كشف الغمة] وَ نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ الذُّرِّیَّةِ الطَّاهِرَةِ لِلدُّولَابِیِّ فِی وَفَاتِهَا علیها السلام مَا نَقَلَهُ مِنْ رِجَالِهِ قَالَ: لَبِثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ

ص: 188


1- 1. راجع ص 183 فیما سبق.

ابْنُ شِهَابٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ الزُّهْرِیُّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ مِثْلُهُ عَنْ عَائِشَةَ وَ مِثْلُهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَیْرِ وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام خَمْساً وَ تِسْعِینَ لَیْلَةً فِی سَنَةِ إِحْدَی عَشْرَةَ وَ قَالَ ابْنُ قُتَیْبَةَ فِی مَعَارِفِهِ مِائَةَ یَوْمٍ وَ قِیلَ مَاتَتْ فِی سَنَةِ إِحْدَی عَشْرَةَ لَیْلَةَ الثَّلَاثَاءِ لِثَلَاثِ لَیَالٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ هِیَ بِنْتُ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً أَوْ نَحْوِهَا.

وَ قِیلَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَحَدُهُمَا یَقُولُ لِصَاحِبِهِ أَیُّنَا أَكْبَرُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ وُلِدْتَ یَا عَلِیُّ قَبْلَ بِنَاءِ قُرَیْشٍ الْبَیْتَ بِسَنَوَاتٍ وَ وُلِدَتْ ابْنَتِی وَ قُرَیْشٌ تَبْنِی الْبَیْتَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ابْنُ خَمْسٍ وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سِنِینَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّهَا أَوْصَتْ عَلِیّاً علیه السلام وَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ أَنْ یُغَسِّلَاهَا.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرِضَتْ فَاطِمَةُ مَرَضاً شَدِیداً فَقَالَتْ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ أَ لَا تَرَیْنَ إِلَی مَا بَلَغْتُ فَلَا تَحْمِلِینِی عَلَی سَرِیرٍ ظَاهِرٍ فَقَالَتْ لَا لَعَمْرِی وَ لَكِنْ أَصْنَعُ نَعْشاً كَمَا رَأَیْتُ یُصْنَعُ بِالْحَبَشَةِ قَالَتْ فَأَرِینِیهِ فَأَرْسَلَتْ إِلَی جَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَقُطِّعَتْ مِنَ الْأَسْوَاقِ ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَی السَّرِیرِ نَعْشاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَا كَانَ النَّعْشُ فَتَبَسَّمَتْ وَ مَا رُئِیَتْ مُتَبَسِّمَةً إِلَّا یَوْمَئِذٍ ثُمَّ حَمَلْنَاهَا فَدَفَنَّاهَا لَیْلًا وَ صَلَّی عَلَیْهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ نَزَلَ فِی حُفْرَتِهَا هُوَ وَ عَلِیٌّ وَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ.

وَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ لِأَسْمَاءَ إِنِّی قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا یُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ أَنَّهُ یُطْرَحُ عَلَی الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَیَصِفُهَا لِمَنْ رَأَی فَقَالَتْ أَسْمَاءُ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا أُرِیكِ شَیْئاً رَأَیْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ فَدَعَتْ بِجَرِیدَةٍ رَطْبَةٍ فَحَسَّنَتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَیْهَا ثَوْباً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَا أَحْسَنَ هَذَا وَ أَجْمَلَهُ لَا تُعْرَفُ بِهِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ قَالَ قَالَتْ فَاطِمَةُ فَإِذَا مِتُّ فَاغْسِلِینِی أَنْتِ وَ لَا یَدْخُلَنَّ عَلَیَّ أَحَدٌ فَلَمَّا تُوُفِّیَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام جَاءَتْ عَائِشَةُ تَدْخُلُ عَلَیْهَا فَقَالَتْ أَسْمَاءُ لَا تَدْخُلِی فَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ

ص: 189

أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ إِنَّ هَذِهِ الْخَثْعَمِیَّةَ تَحُولُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ جَعَلَتْ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ لِأَبِی بَكْرٍ أَمَرَتْنِی أَنْ لَا یَدْخُلَ عَلَیْهَا أَحَدٌ وَ أَرَیْتُهَا هَذَا الَّذِی صَنَعْتُ وَ هِیَ حَیَّةٌ فَأَمَرَتْنِی أَنْ أَصْنَعَ لَهَا ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ اصْنَعِی مَا أَمَرَتْكِ فَانْصَرَفَ وَ غَسَّلَهَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَسْمَاءُ.

وَ رَوَی الدُّولَابِیُّ حَدِیثَ الْغُسْلِ الَّذِی اغْتَسَلَتْهُ قَبْلَ وَفَاتِهَا وَ كَوْنُهَا دُفِنَتْ بِهِ وَ لَمْ تُكْشَفْ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ.

وَ رُوِیَ مِنْ غَیْرِ هَذَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ عَاتَبَا عَلِیّاً علیه السلام كَوْنَهُ لَمْ یُؤْذِنْهُمَا بِالصَّلَاةِ عَلَیْهَا فَاعْتَذَرَ أَنَّهَا أَوْصَتْهُ بِذَلِكَ وَ حَلَفَ لَهُمَا فَصَدَّقَاهُ وَ عَذَّرَاهُ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ دَفْنِ فَاطِمَةَ علیها السلام كَالْمُنَاجِی بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ قَبْرِهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِّی وَ عَنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِی جِوَارِكَ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی.

ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْحَدِیثُ ذُو شُجُونٍ أَنْشَدَنِی بَعْضُ الْأَصْحَابِ لِلْقَاضِی أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی قَرِیعَةَ:

یَا مَنْ یُسَائِلُ ذَائِباً***عَنْ كُلِّ مُعْضِلَةٍ سَخِیفَةٍ

لَا تَكْشِفَنَّ مُغَطًّی*** فَلَرُبَّمَا كَشَفْتَ جِیفَةً

وَ لَرُبَّ مَسْتُورٍ بَدَا*** كَالطَّبْلِ مِنْ تَحْتِ الْقَطِیفَةِ

إِنَّ الْجَوَابَ لَحَاضِرٌ***لَكِنَّنِی أُخْفِیهِ خِیفَةً

لَوْ لَا اعْتِدَاءُ رَعِیَّةٍ*** أُلْقِی سِیَاسَتَهَا الْخَلِیفَةَ

وَ سُیُوفُ أَعْدَاءٍ بِهَا*** هَامَاتُنَا أَبَداً نَقِیفَةٌ

لَنَشَرْتُ مِنْ أَسْرَارِ آلِ*** مُحَمَّدٍ جُمَلًا طَرِیفَةً

تُغْنِیكُمْ عَمَّا رَوَاهُ*** مَالِكٌ وَ أَبُو حَنِیفَةَ

وَ أَرَیْتُكُمْ أَنَّ الْحُسَیْنَ أُصِیبَ*** فِی یَوْمِ السَّقِیفَةِ

وَ لِأَیِّ حَالٍ لُحِّدَتْ*** بِاللَّیْلِ فَاطِمَةُ الشَّرِیفَةُ

وَ لِمَا حَمَتْ شَیْخَیْكُمُ*** عَنْ وَطْءِ حُجْرَتِهَا الْمُنِیفَةِ

أَوْهِ لِبِنْتِ مُحَمَّدٍ*** مَاتَتْ بِغُصَّتِهَا أَسِیفَةً

ص: 190

و قد ورد من كلامها علیها السلام فی مرض موتها ما یدل علی شدة تألمها و عظم موجدتها و فرط شكایتها ممن ظلمها و منعها حقها أعرضت عن ذكره و ألغیت القول فیه و نكبت عن إیراده لأن غرضی من هذا الكتاب نعت مناقبهم و مزایاهم و تنبیه الغافل عن موالاتهم فربما تنبه و والاهم و وصف ما خصهم اللّٰه به من الفضائل التی لیست لأحد سواهم فأما ذكر الغیر و البحث عن الشر و الخیر فلیس من غرض هذا الكتاب و هو موكول إلی یوم الحساب و إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ بیان النقف كسر الهامة عن الدماغ أو ضربها أشد ضرب أو برمح أو عصا.

«20»- ضه، [روضة الواعظین]: مَرِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَرَضاً شَدِیداً وَ مَكَثَتْ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً فِی مَرَضِهَا إِلَی أَنْ تُوُفِّیَتْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَلَمَّا نُعِیَتْ إِلَیْهَا نَفْسُهَا دَعَتْ أُمَّ أَیْمَنَ وَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ وَ وَجَّهَتْ خَلْفَ عَلِیٍّ وَ أَحْضَرَتْهُ فَقَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ إِنَّهُ قَدْ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی وَ إِنِّی لَا أَرَی مَا بِی إِلَّا أَنَّنِی لَاحِقٌ بِأَبِی سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ(1) وَ أَنَا أُوصِیكَ بِأَشْیَاءَ فِی قَلْبِی قَالَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام أَوْصِینِی بِمَا أَحْبَبْتِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا وَ أَخْرَجَ مَنْ كَانَ فِی الْبَیْتِ ثُمَّ قَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ مَا عَهِدْتَنِی كَاذِبَةً وَ لَا خَائِنَةً وَ لَا خَالَفْتُكَ مُنْذُ عَاشَرْتَنِی فَقَالَ علیه السلام مَعَاذَ اللَّهِ أَنْتِ أَعْلَمُ بِاللَّهِ وَ أَبَرُّ وَ أَتْقَی وَ أَكْرَمُ وَ أَشَدُّ خَوْفاً مِنْ اللَّهِ مِنْ أَنْ أُوَبِّخَكِ بِمُخَالَفَتِی (2)

قَدْ عَزَّ عَلَیَّ مُفَارَقَتُكِ وَ تَفَقُّدُكِ إِلَّا أَنَّهُ أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ اللَّهِ جَدِّدْتِ عَلَیَّ مُصِیبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ عَظُمَتْ وَفَاتُكِ وَ فَقْدُكِ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مِنْ مُصِیبَةٍ مَا أَفْجَعَهَا وَ آلَمَهَا وَ أَمَضَّهَا وَ أَحْزَنَهَا هَذِهِ وَ اللَّهِ مُصِیبَةٌ لَا عَزَاءَ لَهَا وَ رَزِیَّةٌ لَا خَلَفَ لَهَا

ص: 191


1- 1. الساعة أو بعد ساعة. ظ.
2- 2. فی النسخة المطبوعة:« و أشدّ خوفا من اللّٰه أن أوبخك» و هو ناقص قطعا. فانه لا بدّ فی الكلام من صلة متممة لا فعل التفضیل فی قوله علیه السلام: أعلم و أبر و أتقی و أكرم و أشد خوفا من اللّٰه.

ثُمَّ بَكَیَا جَمِیعاً سَاعَةً وَ أَخَذَ عَلَی رَأْسِهَا وَ ضَمَّهَا إِلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ أُوصِینِی بِمَا شِئْتِ فَإِنَّكِ تجدنی [تَجِدِینِی] فِیهَا أَمْضِی كَمَا أَمَرْتِنِی بِهِ وَ أَخْتَارُ أَمْرَكِ عَلَی أَمْرِی ثُمَّ قَالَتْ جَزَاكِ اللَّهُ عَنِّی خَیْرَ الْجَزَاءِ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ أُوصِیكِ أَوَّلًا أَنْ تَتَزَوَّجَ بَعْدِی بِابْنَةِ أُخْتِی (1) أُمَامَةَ فَإِنَّهَا تَكُونُ لِوُلْدِی مِثْلِی فَإِنَّ الرِّجَالَ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ قَالَ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَرْبَعٌ لَیْسَ لِی إِلَی فِرَاقِهِ سَبِیلٌ بِنْتُ أَبِی الْعَاصِ (2)

أُمَامَةُ أَوْصَتْنِی بِهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَتْ أُوصِیكَ یَا ابْنَ عَمِّ أَنْ تَتَّخِذَ لِی نَعْشاً فَقَدْ رَأَیْتُ الْمَلَائِكَةَ صَوَّرُوا صُورَتَهُ فَقَالَ لَهَا صِفِیهِ لِی فَوَصَفَتْهُ فَاتَّخَذَهُ لَهَا فَأَوَّلُ نَعْشٍ عُمِلَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ ذَاكَ وَ مَا رَأَی أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا عَمِلَ أَحَدٌ ثُمَّ قَالَتْ أُوصِیكَ أَنْ لَا یَشْهَدَ أَحَدٌ جِنَازَتِی مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ ظَلَمُونِی وَ أَخَذُوا حَقِّی فَإِنَّهُمْ عَدُوِّی وَ عَدُوُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا تَتْرُكُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَا مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَ ادْفِنِّی فِی اللَّیْلِ إِذَا هَدَأَتِ الْعُیُونُ وَ نَامَتِ الْأَبْصَارُ ثُمَّ تُوُفِّیَتْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَبِیهَا وَ بَعْلِهَا وَ بَنِیهَا فَصَاحَتْ أَهْلُ الْمَدِینَةِ صَیْحَةً وَاحِدَةً وَ اجْتَمَعَتْ نِسَاءُ بَنِی هَاشِمٍ فِی دَارِهَا فَصَرَخُوا صَرْخَةً وَاحِدَةً كَادَتِ الْمَدِینَةُ أَنْ تَتَزَعْزَعَ مِنْ صُرَاخِهِنَّ وَ هُنَّ یَقُلْنَ یَا سَیِّدَتَاهْ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَقْبَلَ النَّاسُ مِثْلَ عُرْفِ الْفَرَسِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام بَیْنَ یَدَیْهِ یَبْكِیَانِ فَبَكَی النَّاسُ لِبُكَائِهِمَا وَ خَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَ عَلَیْهَا بُرْقُعَةٌ

وَ تَجُرُّ ذَیْلَهَا مُتَجَلِّلَةً بِرِدَاءٍ عَلَیْهَا تُسَبِّجُهَا وَ هِیَ تَقُولُ یَا أَبَتَاهْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْآنَ حَقّاً فَقَدْنَاكَ فَقْداً لَا لِقَاءَ بَعْدَهُ أَبَداً وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَجَلَسُوا وَ هُمْ یَضِجُّونَ وَ یَنْتَظِرُونَ أَنْ تُخْرَجَ الْجِنَازَةُ فَیُصَلُّونَ عَلَیْهَا وَ خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَ قَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أُخِّرَ إِخْرَاجُهَا فِی هَذِهِ الْعَشِیَّةِ فَقَامَ النَّاسُ وَ انْصَرَفُوا

ص: 192


1- 1. و( 2) قد عرفت فیما سبق وجه هذه الزیادة فراجع ص 182.
2- 1. و( 2) قد عرفت فیما سبق وجه هذه الزیادة فراجع ص 182.

فَلَمَّا أَنْ هَدَأَتِ الْعُیُونُ وَ مَضَی شَطْرٌ مِنَ اللَّیْلِ أَخْرَجَهَا عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَقِیلٌ وَ الزُّبَیْرُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ بُرَیْدَةُ وَ نَفَرٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ خَوَاصُّهُ صَلَّوْا عَلَیْهَا وَ دَفَنُوهَا فِی جَوْفِ اللَّیْلِ وَ سَوَّی عَلِیٌّ علیه السلام حَوَالَیْهَا قُبُوراً مُزَوَّرَةً مِقْدَارَ سَبْعَةٍ حَتَّی لَا یُعْرَفَ قَبْرُهَا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ مِنَ الْخَوَاصِّ قَبْرُهَا سُوِّیَ مَعَ الْأَرْضِ مُسْتَوِیاً فَمَسَحَ مَسْحاً سَوَاءً مَعَ الْأَرْضِ حَتَّی لَا یُعْرَفَ مَوْضِعُهُ.

«21»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ رَفَعَهُ وَ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّیْبَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُرْمُزَانِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام دَفَنَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سِرّاً وَ عَفَا عَلَی مَوْضِعِ قَبْرِهَا ثُمَّ قَامَ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنِّی وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ عَنِ ابْنَتِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ فِی الثَّرَی بِبُقْعَتِكَ وَ الْمُخْتَارُ اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللَّحَاقِ بِكَ قَلَّ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِیَّتِكَ صَبْرِی وَ عَفَا عَنْ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ تَجَلُّدِی إِلَّا أَنَّ فِی التَّأَسِّی لِی بِسُنَّتِكَ فِی فُرْقَتِكَ مَوْضِعَ تَعَزٍّ فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِی مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ وَ فَاضَتْ نَفْسُكَ بَیْنَ نَحْرِی وَ صَدْرِی بَلَی وَ فِی كِتَابِ اللَّهِ لِی أَنْعَمُ الْقَبُولِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِیعَةُ وَ أُخِذَتِ الرَّهِینَةُ وَ أُخْلِسَتِ الزَّهْرَاءُ فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا حُزْنِی فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَیْلِی فَمُسَهَّدٌ وَ هَمٌّ لَا یَبْرَحُ مِنْ قَلْبِی أَوْ یَخْتَارَ اللَّهُ لِی دَارَكَ الَّتِی أَنْتَ فِیهَا مُقِیمٌ كَمَدٌ مُقَیِّحٌ وَ هَمٌّ مُهَیِّجٌ سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ بَیْنَنَا وَ إِلَی اللَّهِ أَشْكُو وَ سَتُنْبِئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَی هَضْمِهَا فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ فَكَمْ مِنْ غَلِیلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَی بَثِّهِ سَبِیلًا وَ سَتَقُولُ وَ یَحْكُمُ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ

ص: 193

وَ السَّلَامُ عَلَیْكُمَا سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِینَ وَاهاً وَاهاً وَ الصَّبْرُ أَیْمَنُ وَ أَجْمَلُ وَ لَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِینَ لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ وَ اللَّبْثَ لِزَاماً مَعْكُوفاً وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَی عَلَی جَلِیلِ الرَّزِیَّةِ فَبِعَیْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ ابْنَتُكَ سِرّاً وَ تُهْضَمُ حَقُّهَا وَ یُمْنَعُ إِرْثُهَا وَ لَمْ یَتَبَاعَدِ الْعَهْدُ وَ لَمْ یَخْلُقْ مِنْكَ الذِّكْرُ وَ إِلَی اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَی وَ فِیكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنُ الْعَزَاءِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ عَلَیْهَا السَّلَامُ وَ الرِّضْوَانُ.

بیان: العفو المحو و الانمحاء و التجلد القوة قوله علیه السلام إلا أن فی التأسی لی بسنتك أی بسنة فرقتك و المعنی أن المصیبة بفراقك كانت أعظم فكما صبرت علی تلك مع كونها أشد فلأن أصبر علی هذه أولی و التأسی الاقتداء بالصبر فی هذه المصیبة كالصبر فی تلك و فاضت نفسه خرجت روحه.

قوله علیه السلام فی كتاب اللّٰه أنعم القبول أی فیه ما یصیر سببا لقبول المصائب أنعم القبول و استعار علیه السلام لفظ الودیعة و الرهینة لتلك النفس الكریمة لأن الأرواح كالودیعة و الرهن فی الأبدان أو لأن النساء كالودائع و الرهائن عند الأزواج و یمكن أن یقرأ استرجعت و قرائنه علی بناء المعلوم و المجهول.

و التخالس التسالب و السهود قلة النوم أو یختار أی إلی أن یختار و الكمد بالفتح و بالتحریك الحزن الشدید و مرض القلب منه و هو إما خبر لقوله هم أو كل منهما خبر مبتدإ محذوف و الهضم الظلم و الإحفاء المبالغة فی السؤال و الغلیل حرارة الجوف و اعتلجت الأمواج التطمت

و فی نهج البلاغة و كشف الغمة: و السلام علیكما سلام مودع.

و عكفه یعكفه حبسه و الإعوال رفع الصوت بالبكاء و الصیاح قوله فبعین اللّٰه أی تدفن ابنتك سرا متلبسا بعلم من اللّٰه و حضوره و شهوده قوله علیه السلام و فیك أی فی إطاعة أمرك.

«22»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ

ص: 194

عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ فَقَالَ هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً قَالَ لَهُ فَالْجَامِعَةُ قَالَ تِلْكَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِی عَرْضِ الْأَدِیمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِیهَا كُلُّ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَیْسَ مِنْ قَضِیَّةٍ إِلَّا وَ هِیَ فِیهَا حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ قَالَ فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ فَسَكَتَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِیدُونَ وَ عَمَّا لَا تُرِیدُونَ إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ یَأْتِیهَا فَیُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَی أَبِیهَا وَ یُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَ یُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَ مَكَانِهِ وَ یُخْبِرُهَا بِمَا یَكُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام.

«23»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ أَسْقَاطَكُمْ إِذَا لَقُوكُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ تُسَمُّوهُمْ یَقُولُ السِّقْطُ لِأَبِیهِ أَلَّا سَمَّیْتَنِی وَ قَدْ سَمَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مُحَسِّناً قَبْلَ أَنْ یُولَدَ.

بیان: یحتمل أن یكون و قد سمی كلام السقط.

«24»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: عَاشَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً لَمْ تُرَ كَاشِرَةً وَ لَا ضَاحِكَةً تَأْتِی قُبُورَ الشُّهَدَاءِ فِی كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَیْنِ الْإِثْنَیْنَ وَ الْخَمِیسَ فَتَقُولُ علیه السلام هَاهُنَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ وَ هَاهُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبَانٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّی هُنَاكَ وَ تَدْعُو حَتَّی مَاتَتْ علیها السلام

كا، [الكافی] علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن هشام: مثله.

«25»- كا، [الكافی] حُمَیْدٌ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی سَارِیَةٍ فِی الْمَسْجِدِ وَ هِیَ تَقُولُ وَ تُخَاطِبُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 195

قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ*** لَوْ كُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ یَكْثُرِ الْخَطْبُ

إِنَّا فَقَدْنَاكَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا***وَ اخْتَلَّ قَوْمُكَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبْ

بیان: قال الجزری الهنبثة واحدة الهنابث و هی الأمور الشداد المختلفة و الهنبثة الاختلاط فی القول و الشهود الحضور و الخطب بالفتح الأمر الذی تقع فیه المخاطبة و الشأن و الحال و الوابل المطر الشدید.

«26»- قل، [إقبال الأعمال] رُوِّینَا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ذَكَرْنَاهُمْ فِی كِتَابِ التَّعْرِیفِ لِلْمَوْلِدِ الشَّرِیفِ: أَنَّ وَفَاةَ فَاطِمَةَ علیها السلام صَارَتْ یَوْمَ ثَالِثِ جُمَادَی الْآخِرَةِ.

«27»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: أَنْشَدَتِ الزَّهْرَاءُ علیها السلام بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهَا صلی اللّٰه علیه و آله:

وَ قَدْ رُزِئْنَا بِهِ مَحْضاً خَلِیقَتُهُ*** صَافِی الضَّرَائِبِ وَ الْأَعْرَاقِ وَ النَّسَبِ

وَ كُنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یُسْتَضَاءُ بِهِ*** عَلَیْكَ تَنْزِلُ مِنْ ذِی الْعِزَّةِ الْكُتُبُ

وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ رُوحُ الْقُدُسِ زَائِرَنَا***فَغَابَ عَنَّا وَ كُلُّ الْخَیْرِ مُحْتَجَبٌ

فَلَیْتَ قَبْلَكَ كَانَ الْمَوْتُ صَادَفَنَا*** لَمَّا مَضَیْتَ وَ حَالَتْ دُونَكَ الْحُجُبُ

إِنَّا رُزِئْنَا بِمَا لَمْ یُرْزَ ذُو شَجَنٍ*** مِنَ الْبَرِیَّةِ لَا عَجَمٌ وَ لَا عَرَبُ

ضَاقَتْ عَلَیَّ بِلَادٌ بَعْدَ مَا رَحُبَتْ*** وَ سِیمَ سِبْطَاكَ خَسْفاً فِیهِ لِی نَصَبُ

فَأَنْتَ وَ اللَّهِ خَیْرُ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ*** وَ أَصْدَقُ النَّاسِ حَیْثُ الصِّدْقُ وَ الْكَذِبُ

فَسَوْفَ نَبْكِیكَ مَا عِشْنَا وَ مَا بَقِیَتْ*** مِنَّا الْعُیُونُ بِتِهْمَالٍ لَهَا سَكْبُ

عَمْرُو بْنُ دِینَارٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَا رُئِیَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام ضَاحِكَةً قَطُّ مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی قُبِضَتْ.

بیان: الرزء بالضم و الهمزة المصیبة بفقد الأعزة و رزئنا علی صیغة المجهول أی أصبنا و أسقطت الهمزة للتخفیف (1)

و قوله محضا خلیقته مفعول ثان لرزئنا علی التجرید كقولهم لقیت بزید أسدا أی رزئت به بشخص محض الخلیقة لا یشوبها كدر و سوء و الضریبة الطبیعة و السجیة و الأعراق جمع عرق بالكسر و هو الأصل من كل شی ء و الشجن بالتحریك الهم و الحزن و العجم بالضم و

ص: 196


1- 1. یرید اسقاطها فی قولها:« بما لم یرز». فان أصلها« لم یرزأ».

بالتحریك خلاف العرب و قال الجزری الخسف النقصان و الهوان و سیم كلف و ألزم و هملت عینه فاضت.

«28»- ج، [الإحتجاج]: فِیمَا احْتَجَّ بِهِ الْحَسَنُ علیه السلام عَلَی مُعَاوِیَةَ وَ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ قَالَ لِمُغِیرَةَ بْنِ شُعْبَةَ أَنْتَ ضَرَبْتَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَدْمَیْتَهَا وَ أَلْقَتْ مَا فِی بَطْنِهَا اسْتِذْلَالًا مِنْكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مُخَالَفَةً مِنْكَ لِأَمْرِهِ وَ انْتِهَاكاً لِحُرْمَتِهِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْتِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ اللَّهُ مُصَیِّرُكَ إِلَی النَّارِ.

«29»- أَقُولُ، وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ بِرِوَایَةِ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْهُ عَنْ سَلْمَانَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالا: تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَوْمَ تُوُفِّیَ فَلَمْ یُوضَعْ فِی حُفْرَتِهِ حَتَّی نَكَثَ النَّاسُ وَ ارْتَدُّوا وَ أَجْمَعُوا عَلَی الْخِلَافِ وَ اشْتَغَلَ عَلِیٌّ علیه السلام بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ وَ تَكْفِینِهِ وَ تَحْنِیطِهِ وَ وَضْعِهِ فِی حُفْرَتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی تَأْلِیفِ الْقُرْآنِ وَ شُغِلَ عَنْهُمْ بِوَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عُمَرُ لِأَبِی بَكْرٍ یَا هَذَا إِنَّ النَّاسَ أَجْمَعِینَ قَدْ بَایَعُوكَ مَا خَلَا هَذَا الرَّجُلَ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَابْعَثْ إِلَیْهِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ ابْنَ عَمٍّ لِعُمَرَ یُقَالُ لَهُ قُنْفُذٌ فَقَالَ لَهُ یَا قُنْفُذُ انْطَلِقْ إِلَی عَلِیٍّ فَقُلْ لَهُ أَجِبْ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ فَبَعَثَا مِرَاراً وَ أَبَی عَلِیٌّ علیه السلام أَنْ یَأْتِیَهُمْ فَوَثَبَ عُمَرُ غَضْبَانَ وَ نَادَی خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ وَ قُنْفُذاً فَأَمَرَهُمَا أَنْ یَحْمِلَا حَطَباً وَ نَاراً ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی بَابِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ فَاطِمَةُ قَاعِدَةٌ خَلْفَ الْبَابِ قَدْ عَصَبَتْ رَأْسَهَا وَ نَحِلَ جِسْمُهَا فِی وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عُمَرُ حَتَّی ضَرَبَ الْبَابَ ثُمَّ نَادَی یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ افْتَحِ الْبَابَ فَقَالَ فَاطِمَةُ یَا عُمَرُ مَا لَنَا وَ لَكَ لَا تَدَعُنَا وَ مَا نَحْنُ فِیهِ قَالَ افْتَحِی الْبَابَ وَ إِلَّا أَحْرَقْنَا عَلَیْكُمْ فَقَالَتْ یَا عُمَرُ أَ مَا تَتَّقِی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ تَدْخُلُ عَلَی بَیْتِی وَ تَهْجُمُ عَلَی دَارِی فَأَبَی أَنْ یَنْصَرِفَ ثُمَّ دَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِی الْبَابِ فَأَحْرَقَ الْبَابَ ثُمَّ دَفَعَهُ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ صَاحَتْ یَا أَبَتَاهْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ السَّیْفَ وَ هُوَ فِی غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ فَرَفَعَ السَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَصَاحَتْ یَا أَبَتَاهْ

ص: 197

فَوَثَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَ بَتَلَابِیبِ عُمَرَ ثُمَّ هَزَّهُ فَصَرَعَهُ وَ وَجَأَ أَنْفَهُ وَ رَقَبَتَهُ وَ هَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أَوْصَاهُ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَ الطَّاعَةِ فَقَالَ وَ الَّذِی كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ یَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لَا تَدْخُلُ بَیْتِی فَأَرْسَلَ عُمَرُ یَسْتَغِیثُ فَأَقْبَلَ النَّاسُ حَتَّی دَخَلُوا الدَّارَ فَكَاثَرُوهُ وَ أَلْقَوْا فِی عُنُقِهِ حَبْلًا فَحَالَتْ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ فَاطِمَةُ عِنْدَ بَابِ الْبَیْتِ فَضَرَبَهَا قُنْفُذٌ الْمَلْعُونُ بِالسَّوْطِ فَمَاتَتْ حِینَ مَاتَتْ وَ إِنَّ فِی عَضُدِهَا كَمِثْلِ الدُّمْلُجِ مِنْ ضَرْبَتِهِ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَلْجَأَهَا إِلَی عِضَادَةِ بَیْتِهَا وَ دَفَعَهَا فَكَسَرَ ضِلْعَهَا مِنْ جَنْبِهَا فَأَلْقَتْ جَنِیناً مِنْ بَطْنِهَا فَلَمْ تَزَلْ صَاحِبَةَ فِرَاشٍ حَتَّی مَاتَتْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا مِنْ ذَلِكَ شَهِیدَةً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ الطَّوِیلَ فِی الدَّاهِیَةِ الْعُظْمَی وَ الْمُصِیبَةِ الْكُبْرَی إِلَی أَنْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام بَلَغَهَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَضَ فَدَكاً فَخَرَجَتْ فِی نِسَاءِ بَنِی هَاشِمٍ حَتَّی دَخَلَتْ عَلَی أَبِی بَكْرٍ فَقَالَتْ یَا أَبَا بَكْرٍ تُرِیدُ أَنْ تَأْخُذَ مِنِّی أَرْضاً جَعَلَهَا لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَدَعَا أَبُو بَكْرٍ بِدَوَاةٍ لِیَكْتُبَ بِهِ لَهَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ یَا خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَكْتُبْ لَهَا حَتَّی تُقِیمَ الْبَیِّنَةَ بِمَا تَدَّعِی فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلِیٌّ وَ أُمُّ أَیْمَنَ یَشْهَدَانِ بِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ امْرَأَةٍ أَعْجَمِیَّةٍ لَا تُفْصِحُ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَیَجُرُّ النَّارَ إِلَی قُرْصَتِهِ فَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ مُغْتَاظَةً فَمَرِضَتْ وَ كَانَ عَلِیٌّ یُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فَلَمَّا صَلَّی قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ كَیْفَ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی أَنْ ثَقُلَتْ فَسَأَلَا عَنْهَا وَ قَالا قَدْ كَانَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهَا مَا قَدْ عَلِمْتَ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَنَا لِنَعْتَذِرَ إِلَیْهَا مِنْ ذَنْبِنَا قَالَ ذَاكَ إِلَیْكُمَا فَقَامَا فَجَلَسَا بِالْبَابِ وَ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ لَهَا أَیَّتُهَا الْحُرَّةُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ بِالْبَابِ یُرِیدَانِ أَنْ یُسَلِّمَا عَلَیْكِ فَمَا تُرِیدِینَ قَالَتِ الْبَیْتُ بَیْتُكَ وَ الْحُرَّةُ زَوْجَتُكَ افْعَلْ مَا تَشَاءُ فَقَالَ سُدِّی قِنَاعَكِ فَسَدَّتْ قِنَاعَهَا وَ حَوَّلَتْ وَجْهَهَا

ص: 198

إِلَی الْحَائِطِ فَدَخَلَا وَ سَلَّمَا وَ قَالا ارْضَیْ عَنَّا رَضِیَ اللَّهُ عَنْكِ فَقَالَتْ مَا دَعَا إِلَی هَذَا فَقَالا اعْتَرَفْنَا بِالْإِسَاءَةِ وَ رَجَوْنَا أَنْ تَعْفِی عَنَّا فَقَالَتْ إِنْ كُنْتُمَا صَادِقَیْنِ فَأَخْبِرَانِی عَمَّا أَسْأَلُكُمَا عَنْهُ فَإِنِّی لَا أَسْأَلُكُمَا عَنْ أَمْرٍ إِلَّا وَ أَنَا عَارِفَةٌ بِأَنَّكُمَا تَعْلَمَانِهِ فَإِنْ صَدَقْتُمَا عَلِمْتُ أَنَّكُمَا صَادِقَانِ فِی مَجِیئِكُمَا قَالا سَلِی عَمَّا بَدَا لَكِ قَالَتْ نَشَدْتُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ سَمِعْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی قَالا نَعَمْ فَرَفَعَتْ یَدَهَا إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنَّهُمَا قَدْ آذَیَانِی فَأَنَا أَشْكُوهُمَا إِلَیْكَ وَ إِلَی رَسُولِكَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَرْضَی عَنْكُمَا أَبَداً حَتَّی أَلْقَی أَبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعْتُمَا فَیَكُونَ هُوَ الْحَاكِمَ فِیكُمَا قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا أَبُو بَكْرٍ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ وَ جَزِعَ جَزَعاً شَدِیداً فَقَالَ عُمَرُ تَجْزَعُ یَا خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ قَوْلِ امْرَأَةٍ قَالَ فَبَقِیَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَعْدَ وَفَاةِ أَبِیهَا علیها السلام أَرْبَعِینَ لَیْلَةً فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الْأَمْرُ دَعَتْ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ مَا أَرَانِی إِلَّا لِمَا بِی وَ أَنَا أُوصِیكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ بِأُمَامَةَ بِنْتِ أُخْتِی زَیْنَبَ تَكُونُ لِوُلْدِی مِثْلِی وَ اتَّخِذْ لِی نَعْشاً فَإِنِّی رَأَیْتُ الْمَلَائِكَةَ یَصِفُونَهُ لِی وَ أَنْ لَا یَشْهَدَ أَحَدٌ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ جِنَازَتِی وَ لَا دَفْنِی وَ لَا الصَّلَاةَ عَلَیَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُبِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مِنْ یَوْمِهَا فَارْتَجَّتِ الْمَدِینَةُ بِالْبُكَاءِ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ دَهِشَ النَّاسُ كَیَوْمٍ قُبِضَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ یُعَزِّیَانِ عَلِیّاً علیه السلام وَ یَقُولَانِ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَا تَسْبِقْنَا بِالصَّلَاةِ عَلَی ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ دَعَا عَلِیٌّ علیه السلام الْعَبَّاسَ وَ الْفَضْلَ وَ الْمِقْدَادَ وَ سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ عَمَّاراً فَقَدَّمَ الْعَبَّاسَ فَصَلَّی عَلَیْهَا وَ دَفَنُوهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ النَّاسُ یُرِیدُونَ الصَّلَاةَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ الْمِقْدَادُ قَدْ دَفَنَّا فَاطِمَةَ الْبَارِحَةَ فَالْتَفَتَ عُمَرُ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَقَالَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّهُمْ سَیَفْعَلُونَ قَالَ الْعَبَّاسُ إِنَّهَا أَوْصَتْ أَنْ لَا تُصَلِّیَا عَلَیْهَا فَقَالَ عُمَرُ لَا تَتْرُكُونَ یَا بَنِی هَاشِمٍ حَسَدَكُمُ الْقَدِیمَ لَنَا أَبَداً إِنَّ هَذِهِ الضَّغَائِنَ الَّتِی فِی صُدُورِكُمْ لَنْ تَذْهَبَ وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْبُشَهَا فَأُصَلِّیَ عَلَیْهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْ رُمْتَ ذَاكَ یَا ابْنَ صُهَاكَ لَا رَجَعَتْ

ص: 199

إِلَیْكَ یَمِینُكَ لَئِنْ سَلَلْتُ سَیَفِی لَا غَمَدْتُهُ دُونَ إِزْهَاقِ نَفْسِكَ فَانْكَسَرَ عُمَرُ وَ سَكَتَ وَ عَلِمَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام إِذَا حَلَفَ صَدَقَ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا عُمَرُ أَ لَسْتَ الَّذِی هَمَّ بِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ أَرْسَلَ إِلَیَّ فَجِئْتُ مُتَقَلِّداً سَیْفِی ثُمَّ أَقْبَلْتُ نَحْوَكَ لِأَقْتُلَكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَلا تَعْجَلْ عَلَیْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا(1).

أقول: تمام الخبر مع الأخبار الأخر المشتملة علی ما وقع علیها من الظلم أوردتها فی كتاب الفتن.

«30»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَاتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَا بَیْنَ الْمَغْرِبِ وَ الْعِشَاءِ.

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا احْتُضِرَتْ نَظَرَتْ نَظَراً حَادّاً ثُمَّ قَالَتْ السَّلَامُ عَلَی جَبْرَئِیلَ السَّلَامُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُمَّ مَعَ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ فِی رِضْوَانِكَ وَ جِوَارِكَ وَ دَارِكَ دَارِ السَّلَامِ ثُمَّ قَالَتْ أَ تَرَوْنَ مَا أَرَی فَقِیلَ لَهَا مَا تَرَی قَالَتْ هَذِهِ مَوَاكِبُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ وَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ وَ یَقُولُ یَا بُنَیَّةِ اقْدَمِی فَمَا أَمَامَكِ خَیْرٌ لَكِ.

وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام لَمَّا احْتُضِرَتْ سَلَّمَتْ عَلَی جَبْرَئِیلَ وَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمَتْ عَلَی مَلَكِ الْمَوْتِ وَ سَمِعُوا حِسَّ الْمَلَائِكَةِ وَ وَجَدُوا رَائِحَةً طَیِّبَةً كَأَطْیَبِ مَا یَكُونُ مِنَ الطِّیبِ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ عَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتَّةَ أَشْهُرٍ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَكَثَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فِی مَرَضِهَا خَمْسَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ تُوُفِّیَتْ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: شَهِدَ دَفْنَهَا سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ الزُّبَیْرُ بْنُ الْعَوَّامِ.

وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ آبائه علیهم السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَاشَتْ بَعْدَ

ص: 200


1- 1. مریم: 85.

النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَا رُئِیَتْ ضَاحِكَةً وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّ فَاطِمَةَ كُفِّنَتْ فِی سَبْعَةِ أَثْوَابٍ.

وَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بُدُوُّ مَرَضِ فَاطِمَةَ بَعْدَ خَمْسِینَ لَیْلَةً مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَلِمَتْ أَنَّهَا الْوَفَاةُ فَاجْتَمَعَتْ لِذَلِكَ تَأْمُرُ عَلِیّاً بِأَمْرِهَا وَ تُوصِیهِ بِوَصِیَّتِهَا وَ تَعْهَدُ إِلَیْهِ عُهُودَهَا وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَجْزَعُ لِذَلِكَ وَ یُطِیعُهَا فِی جَمِیعِ مَا تَأْمُرُهُ فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهِدَ إِلَیَّ وَ حَدَّثَنِی أَنِّی أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقاً بِهِ وَ لَا بُدَّ مِمَّا لَا بُدَّ مِنْهُ

فَاصْبِرْ لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ارْضَ بِقَضَائِهِ قَالَ وَ أَوْصَتْهُ بِغُسْلِهَا وَ جَهَازِهَا وَ دَفْنِهَا لَیْلًا فَفَعَلَ قَالَ وَ أَوْصَتْهُ بِصَدَقَتِهَا وَ تَرَكَتِهَا قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ دَفْنِهَا لَقِیَهُ الرَّجُلَانِ فَقَالا لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَی مَا صَنَعْتَ قَالَ وَصِیَّتُهَا وَ عَهْدُهَا.

«31»- ع، [علل الشرائع] حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ وَ زِیَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: أَتَی رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَرْحَمُكَ اللَّهُ هَلْ تُشَیَّعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ وَ یُمْشَی مَعَهَا بِمِجْمَرَةٍ وَ قِنْدِیلٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا یُضَاءُ بِهِ قَالَ فَتَغَیَّرَ لَوْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ ذَلِكَ وَ اسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ جَاءَ شَقِیٌّ مِنَ الْأَشْقِیَاءِ إِلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ عَلِیّاً قَدْ خَطَبَ بِنْتَ أَبِی جَهْلٍ فَقَالَتْ حَقّاً مَا تَقُولُ فَقَالَ حَقّاً مَا أَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَدَخَلَهَا مِنَ الْغَیْرَةِ مَا لَا تَمْلِكُ نَفْسَهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَتَبَ عَلَی النِّسَاءِ غَیْرَةً وَ كَتَبَ عَلَی الرِّجَالِ جِهَاداً وَ جَعَلَ لِلْمُحْتَسِبَةِ الصَّابِرَةِ مِنْهُنَّ مِنَ الْأَجْرِ مَا جَعَلَ لِلْمُرَابِطِ الْمُهَاجِرِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ قَالَ فَاشْتَدَّ غَمُّ فَاطِمَةَ علیها السلام مِنْ ذَلِكَ وَ بَقِیَتْ مُتَفَكِّرَةً هِیَ حَتَّی أَمْسَتْ وَ جَاءَ اللَّیْلُ حَمَلَتِ الْحَسَنَ عَلَی عَاتِقِهَا الْأَیْمَنِ وَ الْحُسَیْنَ عَلَی عَاتِقِهَا الْأَیْسَرِ وَ أَخَذَتْ بِیَدِ أُمِّ كُلْثُومٍ الْیُسْرَی بِیَدِهَا الْیُمْنَی ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إِلَی حُجْرَةِ أَبِیهَا فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَدَخَلَ فِی حُجْرَتِهِ فَلَمْ یَرَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَاشْتَدَّ لِذَلِكَ غَمُّهُ وَ عَظُمَ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَعْلَمِ الْقِصَّةَ

ص: 201

مَا هِیَ فَاسْتَحْیَا أَنْ یَدْعُوَهَا مِنْ مَنْزِلِ أَبِیهَا فَخَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّی فِیهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَمَعَ شَیْئاً مِنْ كَثِیبِ الْمَسْجِدِ وَ اتَّكَأَ عَلَیْهِ.

فَلَمَّا رَأَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الْحُزْنِ أَفَاضَ عَلَیْهِ الْمَاءَ ثُمَّ لَبِسَ ثَوْبَهُ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ یَزَلْ یُصَلِّی بَیْنَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ كُلَّمَا صَلَّی رَكْعَتَیْنِ دَعَا اللَّهَ أَنْ یُذْهِبَ مَا بِفَاطِمَةَ مِنَ الْحُزْنِ وَ الْغَمِّ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَ هِیَ تَتَقَلَّبُ وَ تَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ فَلَمَّا رَآهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّهَا لَا یَهْنَؤُهَا النَّوْمُ وَ لَیْسَ لَهَا قَرَارٌ قَالَ لَهَا قُومِی یَا بُنَیَّةِ فَقَامَتْ فَحَمَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ وَ حَمَلَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَیْنَ وَ أَخَذَتْ بِیَدِ أُمِّ كُلْثُومٍ فَانْتَهَی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ نَائِمٌ فَوَضَعَ النَّبِیُّ رِجْلَهُ عَلَی رِجْلِ عَلِیٍّ فَغَمَزَهُ وَ قَالَ قُمْ یَا أَبَا تُرَابٍ فَكَمْ سَاكِنٍ أَزْعَجْتَهُ ادْعُ لِی أَبَا بَكْرٍ مِنْ دَارِهِ وَ عُمَرَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَ طَلْحَةَ فَخَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاسْتَخْرَجَهُمَا مِنْ مَنْزِلِهِمَا وَ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَلِیُّ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهَا فَمَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ (1)

وَ مَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی كَانَ كَمَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی وَ مَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی كَانَ كَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ فَمَا دَعَاكَ إِلَی مَا صَنَعْتَ فَقَالَ عَلِیٌّ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا كَانَ مِنِّی مِمَّا بَلَغَهَا شَیْ ءٌ وَ لَا حَدَّثَتْ بِهَا نَفْسِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله صَدَقْتَ وَ صَدَقَتْ فَفَرِحَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِذَلِكَ وَ تَبَسَّمَتْ حَتَّی رُئِیَ ثَغْرُهَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إِنَّهُ لَعَجَبٌ لِحِینِهِ مَا دَعَاهُ إِلَی مَا دَعَانَا هَذِهِ السَّاعَةَ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ بِأَصَابِعِهِ فَحَمَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ وَ حَمَلَ الْحُسَیْنَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ حَمَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام أُمَّ كُلْثُومٍ وَ أَدْخَلَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بَیْتَهُمْ وَ وَضَعَ عَلَیْهِمْ قَطِیفَةً وَ اسْتَوْدَعَهُمُ اللَّهَ ثُمَّ خَرَجَ وَ صَلَّی بَقِیَّةَ اللَّیْلِ فَلَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مَرَضَهَا الَّذِی مَاتَتْ فِیهِ أَتَیَاهَا عَائِدَیْنِ وَ اسْتَأْذَنَا عَلَیْهَا فَأَبَتْ أَنْ تَأْذَنَ لَهُمَا فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ أَعْطَی اللَّهَ عَهْداً لَا یُظِلُّهُ سَقْفُ

ص: 202


1- 1. زیادة جعلها فی المصدر ج 2 ص 177 بین العلامتین و لم یذیل بشی ء و كیف كان فهی زیادة یستدعیها السیاق كما یأتی آنفا من كلامها علیها السلام.

بَیْتٍ حَتَّی یَدْخُلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ یَتَرَاضَاهَا فَبَاتَ لَیْلَةً فِی الصَّقِیعِ مَا أَظَلَّهُ شَیْ ءٌ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ أَتَی عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ شَیْخٌ رَقِیقُ الْقَلْبِ وَ قَدْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْغَارِ فَلَهُ صُحْبَةٌ وَ قَدْ أَتَیْنَاهَا غَیْرَ هَذِهِ الْمَرَّةِ مِرَاراً نُرِیدُ الْإِذْنَ عَلَیْهَا وَ هِیَ تَأْبَی أَنْ تَأْذَنَ لَنَا حَتَّی نَدْخُلَ عَلَیْهَا فَنَتَرَاضَی فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لَنَا عَلَیْهَا فَافْعَلْ قَالَ نَعَمْ فَدَخَلَ عَلِیٌّ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ كَانَ مِنْ هَذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ مَا قَدْ رَأَیْتِ وَ قَدْ تَرَدَّدَا مِرَاراً كَثِیرَةً وَ رَدَدْتِهِمَا وَ لَمْ تَأْذَنِی لَهُمَا وَ قَدْ سَأَلَانِی أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُمَا عَلَیْكِ فَقَالَتْ وَ اللَّهِ لَا آذَنُ لَهُمَا وَ لَا أُكَلِّمُهُمَا كَلِمَةً مِنْ رَأْسِی حَتَّی أَلْقَی أَبِی فَأَشْكُوَهُمَا إِلَیْهِ بِمَا صَنَعَاهُ وَ ارْتَكَبَاهُ مِنِّی.

قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَإِنِّی ضَمِنْتُ لَهُمَا ذَلِكِ قَالَتْ إِنْ كُنْتَ قَدْ ضَمِنْتَ لَهُمَا شَیْئاً فَالْبَیْتُ بَیْتُكَ وَ النِّسَاءُ تَتْبَعُ الرِّجَالَ لَا أُخَالِفُ عَلَیْكَ بِشَیْ ءٍ فَأْذَنْ لِمَنْ أَحْبَبْتَ فَخَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَذِنَ لَهُمَا فَلَمَّا وَقَعَ بَصَرُهُمَا عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام سَلَّمَا عَلَیْهَا فَلَمْ تَرُدَّ عَلَیْهِمَا وَ حَوَّلَتْ وَجْهَهَا عَنْهُمَا فَتَحَوَّلَا وَ اسْتَقْبَلَا وَجْهَهَا حَتَّی فَعَلَتْ مِرَاراً وَ قَالَتْ یَا عَلِیُّ جَافِ الثَّوْبَ وَ قَالَتْ لِنِسْوَةٍ حَوْلَهَا حَوِّلْنَ وَجْهِی فَلَمَّا حَوَّلْنَ وَجْهَهَا حَوَّلَا إِلَیْهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا أَتَیْنَاكِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكِ وَ اجْتِنَابَ سَخَطِكِ نَسْأَلُكِ أَنْ تَغْفِرِی لَنَا وَ تَصْفَحِی عَمَّا كَانَ مِنَّا إِلَیْكِ قَالَتْ لَا أُكَلِّمُكُمَا مِنْ رَأْسِی كَلِمَةً وَاحِدَةً حَتَّی أَلْقَی أَبِی وَ أَشْكُوَكُمَا إِلَیْهِ وَ أَشْكُوَ صُنْعَكُمَا وَ فِعَالَكُمَا وَ مَا ارْتَكَبْتُمَا مِنِّی قَالا إِنَّا جِئْنَا مُعْتَذِرَیْنِ مبتغین [مُبْتَغِیَیْنِ] مَرْضَاتَكِ فَاغْفِرِی وَ اصْفَحِی عَنَّا وَ لَا تُؤَاخِذِینَا بِمَا كَانَ مِنَّا فَالْتَفَتَتْ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَتْ إِنِّی لَا أُكَلِّمُهُمَا مِنْ رَأْسِی كَلِمَةً حَتَّی أَسْأَلَهُمَا عَنْ شَیْ ءٍ سَمِعَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنْ صَدَقَانِی رَأَیْتُ رَأْیِی قَالا اللَّهُمَّ ذَلِكَ لَهَا وَ إِنَّا لَا نَقُولُ إِلَّا حَقّاً وَ لَا نَشْهَدُ إِلَّا صِدْقاً فَقَالَتْ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ أَ تَذْكُرَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَخْرَجَكُمَا فِی جَوْفِ اللَّیْلِ بِشَیْ ءٍ كَانَ حَدَثَ مِنْ أَمْرِ عَلِیٍّ فَقَالا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَتْ أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ

ص: 203

هَلْ سَمِعْتُمَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَقُولُ فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهَا مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی فَكَانَ كَمَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی وَ مَنْ آذَاهَا فِی حَیَاتِی كَانَ كَمَنْ آذَاهَا بَعْدَ مَوْتِی قَالا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَتِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ فَاشْهَدُوا یَا مَنْ حَضَرَنِی أَنَّهُمَا قَدْ آذَیَانِی فِی حَیَاتِی وَ عِنْدَ مَوْتِی وَ اللَّهِ لَا أُكَلِّمُكُمَا مِنْ رَأْسِی كَلِمَةً حَتَّی أَلْقَی رَبِّی فَأَشْكُوَكُمَا إِلَیْهِ بِمَا صَنَعْتُمَا بِهِ وَ بِی وَ ارْتَكَبْتُمَا مِنِّی فَدَعَا أَبُو بَكْرٍ بِالْوَیْلِ وَ الثُّبُورِ وَ قَالَ لَیْتَ أُمِّی لَمْ تَلِدْنِی فَقَالَ عُمَرُ عَجَباً لِلنَّاسِ كَیْفَ وَلَّوْكَ أُمُورَهُمْ وَ أَنْتَ شَیْخٌ قَدْ خَرِفْتَ تَجْزَعُ لِغَضَبِ امْرَأَةٍ وَ تَفْرَحُ بِرِضَاهَا وَ مَا لِمَنْ أَغْضَبَ امْرَأَةً وَ قَامَا وَ خَرَجَا قَالَ فَلَمَّا نُعِیَ إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام نَفْسُهَا أَرْسَلَتْ إِلَی أُمِّ أَیْمَنَ وَ كَانَتْ أَوْثَقَ نِسَائِهَا عِنْدَهَا وَ فِی نَفْسِهَا فَقَالَتْ یَا أُمَّ أَیْمَنَ إِنَّ نَفْسِی نُعِیَتْ إِلَیَّ فَادْعِی لِی عَلِیّاً فَدَعَتْهُ لَهَا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهَا قَالَتْ لَهُ یَا ابْنَ الْعَمِّ أُرِیدُ أَنْ أُوصِیَكَ بِأَشْیَاءَ فَاحْفَظْهَا عَلَیَّ فَقَالَ لَهَا قُولِی مَا أَحْبَبْتِ قَالَتْ لَهُ تَزَوَّجْ فُلَانَةَ تَكُونُ مُرَبِّیَةً لِوُلْدِی مِنْ بَعْدِی مِثْلِی وَ اعْمَلْ نَعْشاً رَأَیْتُ الْمَلَائِكَةَ قَدْ صَوَّرَتْهُ لِی فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ أَرِینِی كَیْفَ صُورَتُهُ فَأَرَتْهُ ذَلِكَ كَمَا وَصَفَتْ لَهُ وَ كَمَا أَمَرَتْ بِهِ ثُمَّ قَالَتْ فَإِذَا أَنَا قَضَیْتُ نَحْبِی فَأَخْرِجْنِی مِنْ سَاعَتِكَ أَیَّ سَاعَةٍ كَانَتْ مِنْ لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ لَا یَحْضُرَنَّ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَعْدَاءِ رَسُولِهِ لِلصَّلَاةِ عَلَیَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَفْعَلُ فَلَمَّا قَضَتْ نَحْبَهَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهَا وَ هُمْ فِی ذَلِكَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ أَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی جَهَازِهَا مِنْ سَاعَتِهِ كَمَا أَوْصَتْهُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ جَهَازِهَا أَخْرَجَ عَلِیٌّ الْجِنَازَةَ وَ أَشْعَلَ النَّارَ فِی جَرِیدِ النَّخْلِ وَ مَشَی مَعَ الْجِنَازَةِ بِالنَّارِ حَتَّی صَلَّی عَلَیْهَا وَ دَفَنَهَا لَیْلًا فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ عَاوَدَا عَائِدَیْنِ لِفَاطِمَةَ فَلَقِیَا رَجُلًا مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالا لَهُ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتَ قَالَ عَزَّیْتُ عَلِیّاً بِفَاطِمَةَ قَالا وَ قَدْ مَاتَتْ قَالَ نَعَمْ وَ دُفِنَتْ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَجَزِعَا جَزَعاً شَدِیداً ثُمَّ أَقْبَلَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَلَقِیَاهُ فَقَالا لَهُ وَ اللَّهِ

ص: 204

مَا تَرَكْتَ شَیْئاً مِنْ غَوَائِلِنَا وَ مَسَاءَتِنَا وَ مَا هَذَا إِلَّا مِنْ شَیْ ءٍ فِی صَدْرِكَ عَلَیْنَا هَلْ هَذَا إِلَّا كَمَا غَسَّلْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دُونَنَا وَ لَمْ تُدْخِلْنَا مَعَكَ وَ كَمَا عَلَّمْتَ ابْنَكَ أَنْ یَصِیحَ بِأَبِی بَكْرٍ أَنِ انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِی فَقَالَ لَهُمَا عَلِیٌّ علیه السلام أَ تُصَدِّقَانِّی إِنْ حَلَفْتُ لَكُمَا قَالا نَعَمْ فَحَلَفَ فَأَدْخَلَهُمَا عَلَی الْمَسْجِدِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَوْصَانِی وَ قَدْ تَقَدَّمَ إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یَطَّلِعُ عَلَی عَوْرَتِهِ أَحَدٌ إِلَّا ابْنُ عَمِّهِ فَكُنْتُ أُغَسِّلُهُ وَ الْمَلَائِكَةُ تُقَلِّبُهُ وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ یُنَاوِلُنِی الْمَاءَ وَ هُوَ مَرْبُوطُ الْعَیْنَیْنِ بِالْخِرْقَةِ وَ لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْزِعَ الْقَمِیصَ فَصَاحَ بِی صَائِحٌ مِنَ الْبَیْتِ سَمِعْتُ الصَّوْتَ وَ لَمْ أَرَ الصُّورَةَ لَا تَنْزِعْ قَمِیصَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ سَمِعْتُ الصَّوْتَ یُكَرِّرُهُ عَلَیَّ فَأَدْخَلْتُ یَدِی مِنْ بَیْنِ الْقَمِیصِ فَغَسَّلْتُهُ ثُمَّ قُدِّمَ إِلَیَّ الْكَفَنُ فَكَفَّنْتُهُ ثُمَّ نَزَعْتُ الْقَمِیصَ بَعْدَ مَا كَفَّنْتُهُ وَ أَمَّا الْحَسَنُ ابْنِی فَقَدْ تَعْلَمَانِ وَ یَعْلَمُ أَهْلُ الْمَدِینَةِ أَنَّهُ كَانَ یَتَخَطَّی الصُّفُوفَ حَتَّی یَأْتِیَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ هُوَ سَاجِدٌ فَیَرْكَبَ ظَهْرَهُ فَیَقُومُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ یَدُهُ عَلَی ظَهْرِ الْحَسَنِ وَ الْأُخْرَی عَلَی رُكْبَتِهِ حَتَّی یُتِمَّ الصَّلَاةَ قَالا نَعَمْ قَدْ عَلِمْنَا ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ تَعْلَمَانِ وَ یَعْلَمُ أَهْلُ الْمَدِینَةِ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ یَسْعَی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَرْكَبُ عَلَی رَقَبَتِهِ وَ یُدْلِی الْحَسَنُ رِجْلَیْهِ عَلَی صَدْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یُرَی بَرِیقُ خَلْخَالَیْهِ مِنْ أَقْصَی الْمَسْجِدِ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَخْطُبُ وَ لَا یَزَالُ عَلَی رَقَبَتِهِ حَتَّی یَفْرُغَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ خُطْبَتِهِ وَ الْحَسَنُ عَلَی رَقَبَتِهِ فَلَمَّا رَأَی الصَّبِیُّ عَلَی مِنْبَرِ أَبِیهِ غَیْرَهُ شَقَّ عَلَیْهِ ذَلِكَ وَ اللَّهِ مَا أَمَرْتُهُ بِذَلِكَ وَ لَا فَعَلَهُ عَنْ أَمْرِی وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَهِیَ الْمَرْأَةُ الَّتِی اسْتَأْذَنْتُ لَكُمَا عَلَیْهَا فَقَدْ رَأَیْتُمَا مَا كَانَ مِنْ كَلَامِهَا لَكُمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ أَوْصَتْنِی أَنْ لَا تَحْضُرَا جِنَازَتَهَا وَ لَا الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ مَا كُنْتُ الَّذِی أُخَالِفُ أَمْرَهَا وَ وَصِیَّتَهَا إِلَیَّ فِیكُمَا فَقَالَ عُمَرُ دَعْ عَنْكَ هَذِهِ الْهَمْهَمَةَ أَنَا أَمْضِی إِلَی الْمَقَابِرِ فَأَنْبُشُهَا حَتَّی أُصَلِّیَ عَلَیْهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ اللَّهِ لَوْ ذَهَبْتَ تَرُومُ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً وَ عَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَی ذَلِكَ حَتَّی یَنْدُرَ عَنْكَ الَّذِی فِیهِ عَیْنَاكَ فَإِنِّی كُنْتُ لَا أُعَامِلُكَ إِلَّا بِالسَّیْفِ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ .

ص: 205

فَوَقَعَ بَیْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عُمَرَ كَلَامٌ حَتَّی تَلَاحَیَا وَ اسْتَبْسَلَ وَ اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَقَالُوا وَ اللَّهِ مَا نَرْضَی بِهَذَا أَنْ یُقَالَ فِی ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَخِیهِ وَ وَصِیِّهِ وَ كَادَتْ أَنْ تَقَعَ فِتْنَةٌ فَتَفَرَّقَا(1).

بیان: الصعداء بالمد تنفس ممدود قوله صلی اللّٰه علیه و آله و صدقت إما تأكید للأول أو علی بناء المجهول من المخاطب أو علی الغیبة أی صَدَقَتْ فاطمة علیهاالسلاملأنها لم تذكر إلا ما سمعت و الصقیع الذی یسقط من السماء باللیل شبیه بالثلج و یقال أجفیت السرج من ظهر الفرس إذا رفعته عنه و جافاه عنه أی أبعده و لعل المعنی خذ الثوب و ارفعه قلیلا حتی أتحول من جانب إلی جانب و الهمهمة تنویم المرأة الطفل بصوتها و ندر الشی ء یندر ندرا سقط و شذ و الملاحاة المنازعة و المباسلة المصاولة فی الحرب و المستبسل الذی یوطن نفسه علی الموت و استبسل أی طرح نفسه فی الحرب و هو یرید أن یقتل لا محالة.

«32»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ غَسَّلَ فَاطِمَةَ قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَكَأَنِّی اسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ كَأَنَّكَ ضِقْتَ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قُلْتُ قَدْ كَانَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ لَا تَضِیقَنَّ فَإِنَّهَا صِدِّیقَةٌ لَا یُغَسِّلُهَا إِلَّا صِدِّیقٌ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَرْیَمَ لَمْ یُغَسِّلْهَا إِلَّا عِیسَی علیه السلام.

كا، [الكافی] محمد بن یحیی عن ابن عیسی عن عبد الرحمن بن سالم: مثله.

«33»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام غَسَّلَ امْرَأَتَهُ فَاطِمَةَ علیها السلام بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

«34»- ع، [علل الشرائع] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ ابْنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَیِّ عِلَّةٍ دُفِنَتْ فَاطِمَةُ

ص: 206


1- 1. عرضنا الحدیث علی المصدر ج 1 ص 177 و صححنا بعض ألفاظه المصحفة.

علیها السلام بِاللَّیْلِ وَ لَمْ تُدْفَنْ بِالنَّهَارِ قَالَ لِأَنَّهَا أَوْصَتْ أَنْ لَا یُصَلِّیَ عَلَیْهَا الرَّجُلَانِ الْأَعْرَابِیَّانِ (1).

بیان: الأعرابیان الكافران لقوله تعالی الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَ نِفاقاً(2).

«35»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ الْجَحْدَرِیِّ قَالا حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا دَفَنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَاطِمَةَ علیها السلام قَامَ عَلَی شَفِیرِ الْقَبْرِ وَ ذَلِكَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ لِأَنَّهُ كَانَ دَفَنَهَا لَیْلًا ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ*** وَ كُلُّ الَّذِی دُونَ الْمَمَاتِ قَلِیلٌ

وَ إِنَّ افْتِقَادِی وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ*** دَلِیلٌ عَلَی أَنْ لَا یَدُومَ خَلِیلٌ

سَتُعْرَضُ عَنْ ذِكْرِی وَ تُنْسَی مَوَدَّتِی*** وَ یَحْدُثُ بَعْدِی لِلْخَلِیلِ خَلِیلٌ

«36»- كِتَابُ الدَّلَائِلِ لِلطَّبَرِیِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَشَّابِ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ أَبِی زَائِدَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا تَرَكَ إِلَّا الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتَهُ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ كَانَ قَدْ أَسَرَّ إِلَی فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا أَنَّهَا لَاحِقَةٌ بِهِ أَوَّلُ أَهْلِ بَیْتِهِ لُحُوقاً قَالَتْ بَیْنَا أَنِّی بَیْنَ النَّائِمَةِ وَ الْیَقْظَانَةِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِی بِأَیَّامٍ إِذْ رَأَیْتُ كَأَنَّ أَبِی قَدْ أَشْرَفَ عَلَیَّ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ لَمْ أَمْلِكْ نَفْسِی أَنْ نَادَیْتُ یَا أَبَتَاهْ انْقَطَعَ عَنَّا خَبَرُ السَّمَاءِ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَتْنِی الْمَلَائِكَةُ صُفُوفاً یَقْدُمُهَا مَلَكَانِ حَتَّی أَخَذَانِی فَصَعِدَا بِی إِلَی السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا أَنَا بِقُصُورٍ مُشَیَّدَةٍ وَ بَسَاتِینَ وَ أَنْهَارٍ تَطَّرِدُ وَ قَصْرٍ بَعْدَ قَصْرٍ وَ بُسْتَانٍ بَعْدَ بُسْتَانٍ وَ إِذَا قَدِ اطَّلَعَ عَلَیَّ مِنْ تِلْكَ الْقُصُورِ جَوَارٍ كَأَنَّهُنَّ اللَّعِبُ فَهُنَّ یَتَبَاشَرْنَ وَ یَضْحَكْنَ إِلَیَّ وَ یَقُلْنَ مَرْحَباً بِمَنْ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ وَ خُلِقْنَا مِنْ

ص: 207


1- 1. فی المصدر المطبوع ج 1 ص 176: أن لا یصلی علیها رجال.
2- 2. براءة: 98.

أَجْلِ أَبِیهَا.

فَلَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَصْعَدُ بِی حَتَّی أَدْخَلُونِی إِلَی دَارٍ فِیهَا قُصُورٌ فِی كُلِّ قَصْرٍ مِنَ الْبُیُوتِ مَا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ فِیهَا مِنَ السُّنْدُسِ وَ الْإِسْتَبْرَقِ عَلَی أَسِرَّةٍ(1)

وَ عَلَیْهَا أَلْحَافٌ مِنْ أَلْوَانِ الْحَرِیرِ وَ الدِّیبَاجِ وَ آنِیَةِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ فِیهَا مَوَائِدُ عَلَیْهَا مِنْ أَلْوَانِ الطَّعَامِ وَ فِی تِلْكَ الْجِنَانِ نَهَرٌ مُطَّرِدٌ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَطْیَبُ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ وَ مَا هَذَا النَّهَرُ فَقَالُوا هَذِهِ الدَّارُ الْفِرْدَوْسُ الْأَعْلَی الَّذِی لَیْسَ بَعْدَهُ جَنَّةٌ وَ هِیَ دَارُ أَبِیكِ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ قُلْتُ فَمَا هَذَا النَّهَرُ قَالُوا هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِی وَعَدَهُ أَنْ یُعْطِیَهُ إِیَّاهُ فَقُلْتُ فَأَیْنَ أَبِی قَالُوا السَّاعَةَ یَدْخُلُ عَلَیْكِ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ بَرَزَتْ لِی قُصُورٌ هِیَ أَشَدُّ بَیَاضاً وَ أَنْوَرُ مِنْ تِلْكَ وَ فَرْشٌ هِیَ أَحْسَنُ مِنْ تِلْكَ الْفُرُشِ وَ إِذَا بِفُرُشٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَی أَسِرَّةٍ وَ إِذَا أَبِی صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ عَلَی تِلْكَ الْفُرُشِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ فَلَمَّا رَآنِی أَخَذَنِی فَضَمَّنِی وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیَّ وَ قَالَ مَرْحَباً بِابْنَتِی وَ أَخَذَنِی وَ أَقْعَدَنِی فِی حَجْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَبِیبَتِی أَ مَا تَرَیْنَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكِ وَ مَا تَقْدَمِینَ عَلَیْهِ فَأَرَانِی قُصُوراً مُشْرِقَاتٍ فِیهَا أَلْوَانُ الطَّرَائِفِ وَ الْحُلِیِّ وَ الْحُلَلِ وَ قَالَ هَذِهِ مَسْكَنُكِ وَ مَسْكَنُ زَوْجِكِ وَ وَلَدَیْكِ وَ مَنْ أَحَبَّكِ وَ أَحَبَّهُمَا فَطِیبِی نَفْساً فَإِنَّكِ قَادِمَةٌ عَلَیَّ إِلَی أَیَّامٍ قَالَتْ فَطَارَ قَلْبِی وَ اشْتَدَّ شَوْقِی وَ انْتَبَهْتُ مِنْ رَقْدَتِی مَرْعُوبَةً قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا انْتَبَهَتْ مِنْ مَرْقَدِهَا صَاحَتْ بِی فَأَتَیْتُهَا فَقُلْتُ لَهَا مَا تَشْتَكِینَ فَخَبَّرَتْنِی بِخَبَرِ الرُّؤْیَا ثُمَّ أَخَذَتْ عَلَیَّ عَهْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَنَّهَا إِذَا تَوَفَّتْ لَا أُعْلِمُ أَحَداً إِلَّا أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُمَّ أَیْمَنَ وَ فِضَّةَ وَ مِنَ الرِّجَالِ ابْنَیْهَا وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ وَ الْمِقْدَادَ وَ أبو [أَبَا] ذَرٍّ وَ حُذَیْفَةَ وَ قَالَتْ إِنِّی أَحْلَلْتُكَ مِنْ أَنْ تَرَانِی بَعْدَ مَوْتِی فَكُنْ مَعَ النِّسْوَةِ فِیمَنْ

ص: 208


1- 1. الاسرة: جمع سریر و هو التخت و یغلب علی تخت الملك؛ لان من جلس علیه من أهل الرفعة یكون مسرورا. و ألحاف جمع لحاف- علی غیر قیاس- و المراد هنا غطاء التخت.

یُغَسِّلُنِی وَ لَا تَدْفِنِّی إِلَّا لَیْلًا وَ لَا تُعْلِمْ أَحَداً قَبْرِی فَلَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُكْرِمَهَا وَ یَقْبِضَهَا إِلَیْهِ أَقْبَلَتْ تَقُولُ وَ عَلَیْكُمُ السَّلَامُ وَ هِیَ تَقُولُ لِی یَا ابْنَ عَمِّ قَدْ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ مُسَلِّماً وَ قَالَ لِی السَّلَامُ یَقْرَأُ عَلَیْكِ السَّلَامَ یَا حَبِیبَةَ حَبِیبِ اللَّهِ وَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ الْیَوْمَ تَلْحَقِینَ بِالرَّفِیعِ الْأَعْلَی وَ جَنَّةِ الْمَأْوَی ثُمَّ انْصَرَفَ عَنِّی ثُمَّ سَمِعْنَاهَا ثَانِیَةً تَقُولُ وَ عَلَیْكُمُ السَّلَامُ فَقَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ هَذَا وَ اللَّهِ مِیكَائِیلُ وَ قَالَ لِی كَقَوْلِ صَاحِبِهِ ثُمَّ تَقُولُ وَ عَلَیْكُمُ السَّلَامُ وَ رَأَیْنَاهَا قَدْ فَتَحَتْ عَیْنَیْهَا فَتْحاً شَدِیداً ثُمَّ قَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ هَذَا وَ اللَّهِ الْحَقُّ وَ هَذَا عِزْرَائِیلُ قَدْ نَشَرَ جَنَاحَهُ بِالْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ قَدْ وَصَفَهُ لِی أَبِی وَ هَذِهِ صِفَتُهُ فَسَمِعْنَاهَا تَقُولُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا قَابِضَ الْأَرْوَاحِ عَجِّلْ بِی وَ لَا تُعَذِّبْنِی ثُمَّ سَمِعْنَاهَا تَقُولُ إِلَیْكَ رَبِّی لَا إِلَی النَّارِ ثُمَّ غَمَّضَتْ عَیْنَیْهَا وَ مَدَّتْ یَدَیْهَا وَ رِجْلَیْهَا كَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ حَیَّةً قَطُّ.

«37»- الْمُكَتِّبُ عَنِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الزَّیَّاتِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ عِلَّةِ دَفْنِهِ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلًا فَقَالَ إِنَّهَا كَانَتْ سَاخِطَةً عَلَی قَوْمٍ كَرِهَتْ حُضُورَهُمْ جِنَازَتَهَا وَ حَرَامٌ عَلَی مَنْ یَتَوَلَّاهُمْ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَی أَحَدٍ مِنْ وُلْدِهَا.

«38»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عِیسَی بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِیِّ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ عَلِیٍّ الْخَفَّافِ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرْضَتَهَا الَّتِی تُوُفِّیَتْ فِیهَا وَ ثَقُلَتْ-(1) جَاءَهَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَائِداً فَقِیلَ لَهُ إِنَّهَا ثَقِیلَةٌ وَ لَیْسَ یَدْخُلُ عَلَیْهَا أَحَدٌ فَانْصَرَفَ إِلَی دَارِهِ وَ أَرْسَلَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لِرَسُولِهِ قُلْ لَهُ یَا ابْنَ أَخِ عَمُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ لِلَّهِ قَدْ فَجَأَنِی مِنَ الْغَمِّ بِشَكَاةِ حَبِیبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 209


1- 1. عطف علی قوله:« لما مرضت».

وَ قُرَّةِ عَیْنَیْهِ وَ عَیْنَیَّ فَاطِمَةَ مَا هَدَّنِی وَ إِنِّی لَأَظُنُّهَا أَوَّلَنَا لُحُوقاً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْتَارُ لَهَا وَ یَحْبُوهَا وَ یُزْلِفُهَا لِرَبِّهِ فَإِنْ كَانَ مِنْ أَمْرِهَا مَا لَا بُدَّ مِنْهُ فَاجْمَعْ أَنَا لَكَ الْفِدَاءُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارَ حَتَّی یُصِیبُوا الْأَجْرَ فِی حُضُورِهَا وَ الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ فِی ذَلِكَ جَمَالٌ لِلدِّینِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِرَسُولِهِ وَ أَنَا حَاضِرٌ عِنْدَهُ أَبْلِغْ عَمِّیَ السَّلَامَ وَ قُلْ لَا عَدِمْتُ إِشْفَاقَكَ وَ تَحِیَّتَكَ وَ قَدْ عَرَفْتُ مَشُورَتَكَ وَ لِرَأْیِكَ فَضْلُهُ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ تَزَلْ مَظْلُومَةً مِنْ حَقِّهَا مَمْنُوعَةً وَ عَنْ مِیرَاثِهَا مَدْفُوعَةً لَمْ تُحْفَظْ فِیهَا وَصِیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا رُعِیَ فِیهَا حَقُّهُ وَ لَا حَقُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَفَی بِاللَّهِ حَاكِماً وَ مِنَ الظَّالِمِینَ مُنْتَقِماً وَ أَنَا أَسْأَلُكَ یَا عَمِّ أَنْ تَسْمَحَ لِی بِتَرْكِ مَا أَشَرْتَ بِهِ فَإِنَّهَا وَصَّتْنِی بِسَتْرِ أَمْرِهَا قَالَ فَلَمَّا أَتَی الْعَبَّاسَ رَسُولُهُ بِمَا قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ یَغْفِرُ اللَّهُ لِابْنِ أَخِی فَإِنَّهُ لَمَغْفُورٌ لَهُ إِنَّ رَأْیَ ابْنِ أَخِی لَا یُطْعَنُ فِیهِ إِنَّهُ لَمْ یُولَدْ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنْ عَلِیٍّ إِلَّا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّ عَلِیّاً لَمْ یَزَلْ أَسْبَقَهُمْ إِلَی كُلِّ مَكْرُمَةٍ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكُلِّ فَضِیلَةٍ وَ أَشْجَعَهُمْ فِی الْكَرِیهَةِ وَ أَشَدَّهُمْ جِهَاداً لِلْأَعْدَاءِ فِی نُصْرَةِ الْحَنِیفِیَّةِ وَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

«39»- ل، [الخصال] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَیْرٍ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: خُلِقَتِ الْأَرْضُ لِسَبْعَةٍ بِهِمْ یُرْزَقُونَ وَ بِهِمْ یُمْطَرُونَ وَ بِهِمْ یُنْصَرُونَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ وَ حُذَیْفَةُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَنَا إِمَامُهُمْ وَ هُمُ الَّذِینَ شَهِدُوا الصَّلَاةَ عَلَی فَاطِمَةَ.

كش، [رجال الكشی] جبرئیل بن أحمد عن الحسین بن خرزاد عن ابن فضال عن ثعلبة عن زرارة عن أبی جعفر عن أبیه عن جده علیهم السلام: مثله.

«40»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ

ص: 210

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهرمرازی (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَصَّتْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْ یَكْتُمَ أَمْرَهَا وَ یُخْفِیَ خَبَرَهَا وَ لَا یُؤْذِنَ أَحَداً بِمَرَضِهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ كَانَ یُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ وَ تُعِینُهُ عَلَی ذَلِكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ رَحِمَهَا اللَّهُ عَلَی اسْتِسْرَارٍ بِذَلِكَ كَمَا وَصَّتْ بِهِ فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ وَصَّتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَتَوَلَّی أَمْرَهَا وَ یَدْفِنَهَا لَیْلًا وَ یُعَفِّیَ قَبْرَهَا فَتَوَلَّی ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَفَنَهَا وَ عَفَّی مَوْضِعَ قَبْرِهَا فَلَمَّا نَفَضَ یَدَهُ مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ هَاجَ بِهِ الْحُزْنُ فَأَرْسَلَ دُمُوعَهُ عَلَی خَدَّیْهِ وَ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ مِنِ ابْنَتِكَ وَ حَبِیبَتِكَ وَ قُرَّةِ عَیْنِكَ وَ زَائِرَتِكَ وَ الْبَائِتَةِ فِی الثَّرَی بِبَقِیعِكَ الْمُخْتَارِ اللَّهُ لَهَا سُرْعَةَ اللَّحَاقِ بِكَ قَلَّ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَنْ صَفِیَّتِكَ صَبْرِی وَ ضَعُفَ عَنْ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ تَجَلُّدِی إِلَّا أَنَّ فِی التَّأَسِّی لِی بِسُنَّتِكَ وَ الْحُزْنِ الَّذِی حَلَّ بِی لِفِرَاقِكَ مَوْضِعَ التَّعَزِّی وَ لَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِی مَلْحُودِ قَبْرِكَ بَعْدَ أَنْ فَاضَتْ نَفْسُكَ عَلَی صَدْرِی وَ غَمَّضْتُكَ بِیَدِی وَ تَوَلَّیْتُ أَمْرَكَ بِنَفْسِی نَعَمْ وَ فِی كِتَابِ اللَّهِ أَنْعَمُ الْقَبُولِ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِیعَةُ وَ أُخِذَتِ الرَّهِینَةُ وَ اخْتُلِسَتِ الزَّهْرَاءُ فَمَا أَقْبَحَ الْخَضْرَاءَ وَ الْغَبْرَاءَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا حُزْنِی فَسَرْمَدٌ وَ أَمَّا لَیْلِی فَمُسَهَّدٌ لَا یَبْرَحُ الْحُزْنُ مِنْ قَلْبِی أَوْ یَخْتَارَ اللَّهُ لِی دَارَكَ الَّتِی فِیهَا أَنْتَ مُقِیمٌ كَمَدٌ مُقَیِّحٌ وَ هَمٌّ مُهَیِّجٌ سَرْعَانَ مَا فَرَّقَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ إِلَی اللَّهِ أَشْكُو وَ سَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَظَاهُرِ أُمَّتِكَ عَلَیَّ وَ عَلَی هَضْمِهَا حَقَّهَا فَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ فَكَمْ مِنْ غَلِیلٍ مُعْتَلِجٍ بِصَدْرِهَا لَمْ تَجِدْ إِلَی بَثِّهِ سَبِیلًا وَ سَتَقُولُ وَ

ص: 211


1- 1. كذا فی النسخة و فیه الهروی خ ل و قد مر عن الكافی( ج 1 ص 458) الهرمزانی راجع ص 193 فیما سبق.

یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ سَلَامٌ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ (1) وَ لَا قَالٍ فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنِّی بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِینَ الصَّبْرُ أَیْمَنُ وَ أَجْمَلُ وَ لَوْ لَا غَلَبَةُ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَیْنَا لَجَعَلْتُ الْمُقَامَ عِنْدَ قَبْرِكَ لِزَاماً وَ التَّلَبُّثَ عِنْدَهُ مَعْكُوفاً وَ لَأَعْوَلْتُ إِعْوَالَ الثَّكْلَی عَلَی جَلِیلِ الرَّزِیَّةِ فَبِعَیْنِ اللَّهِ تُدْفَنُ بِنْتُكَ سِرّاً وَ یُهْتَضَمُ حَقُّهَا قَهْراً وَ یُمْنَعُ إِرْثُهَا جَهْراً وَ لَمْ یَطُلِ الْعَهْدُ وَ لَمْ یَخْلُقْ مِنْكَ الذِّكْرُ فَإِلَی اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُشْتَكَی وَ فِیكَ أَجْمَلُ الْعَزَاءِ فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا وَ عَلَیْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.

«41»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، لِلسَّیِّدِ الْمُرْتَضَی رَحِمَهُ اللَّهُ: رُوِیَ أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام تُوُفِّیَتْ وَ لَهَا ثَمَانَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ شَهْرَانِ وَ أَقَامَتْ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ رُوِیَ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ تَوَلَّی غُسْلَهَا وَ تَكْفِینَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَخْرَجَهَا وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فِی اللَّیْلِ وَ صَلَّوْا عَلَیْهَا وَ لَمْ یَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ وَ دَفَنَهَا فِی الْبَقِیعِ وَ جَدَّدَ أَرْبَعِینَ قَبْراً فَاسْتُشْكِلَ عَلَی النَّاسِ قَبْرُهَا فَأَصْبَحَ النَّاسُ وَ لَامَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ قَالُوا إِنَّ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله خَلَّفَ بِنْتاً وَ لَمْ نَحْضُرْ وَفَاتَهَا وَ الصَّلَاةَ عَلَیْهَا وَ دَفْنَهَا وَ لَا نَعْرِفُ قَبْرَهَا فَنَزُورَهَا فَقَالَ مَنْ تَوَلَّی الْأَمْرَ هَاتُوا مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِینَ مَنْ تَنْبُشُ هَذِهِ الْقُبُورَ حَتَّی نَجِدَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَنُصَلِّیَ عَلَیْهَا وَ نَزُورَ قَبْرَهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

فَخَرَجَ مُغْضَباً قَدِ احْمَرَّتْ عَیْنَاهُ وَ قَدْ تَقَلَّدَ سَیْفَهُ ذَا الْفَقَارِ حَتَّی بَلَغَ الْبَقِیعَ وَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِیهِ فَقَالَ علیه السلام لَوْ نَبَشْتُمْ قَبْراً مِنْ هَذِهِ الْقُبُورِ لَوَضَعْتُ السَّیْفَ فِیكُمْ فَتَوَلَّی الْقَوْمُ عَنِ الْبَقِیعِ.

«42»- یب، [تهذیب الأحكام] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أَوَّلِ مَنْ جُعِلَ لَهُ النَّعْشُ فَقَالَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

«43»- یب، [تهذیب الأحكام] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِیهِ عَنْ

ص: 212


1- 1. و القیاس: سؤوم.

حُمَیْدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوَّلُ نَعْشٍ أُحْدِثَ فِی الْإِسْلَامِ نَعْشُ فَاطِمَةَ إِنَّهَا اشْتَكَتْ شَكْوَتَهَا الَّتِی قُبِضَتْ فِیهَا وَ قَالَتْ لِأَسْمَاءَ إِنِّی نَحِلْتُ وَ ذَهَبَ لَحْمِی أَ لَا تَجْعَلِینَ لِی شَیْئاً یَسْتُرُنِی قَالَتْ أَسْمَاءُ إِنِّی إِذْ كُنْتُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ رَأَیْتُهُمْ یَصْنَعُونَ شَیْئاً أَ فَلَا أَصْنَعُ لَكِ فَإِنْ أَعْجَبَكِ أَصْنَعُ لَكِ قَالَتْ نَعَمْ فَدَعَتْ بِسَرِیرٍ فَأَكَبَّتْهُ لِوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَتْ بِجَرَائِدَ فَشَدَّدَتْهُ عَلَی قَوَائِمِهِ ثُمَّ جَلَّلَتْهُ ثَوْباً فَقَالَتْ هَكَذَا رَأَیْتُهُمْ یَصْنَعُونَ فَقَالَتِ اصْنَعِی لِی مِثْلَهُ اسْتُرِینِی سَتَرَكِ اللَّهُ مِنَ النَّارِ.

«44»- مِنْ بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ الْقَدِیمَةِ،: اخْتَلَفَ الرِّوَایَاتُ فِی وَقْتِ وَفَاتِهَا فَفِی رِوَایَةٍ أَنَّهَا بَقِیَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَهْرَیْنِ وَ فِی رِوَایَةٍ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ وَ فِی رِوَایَةٍ مِائَةَ یَوْمٍ وَ فِی رِوَایَةٍ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَاصِمِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّ فَاطِمَةَ لَمَّا تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَتْ تَقُولُ وَا أَبَتَاهْ مِن رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ وَا أَبَتَاهْ جِنَانُ الْخُلْدِ مَثْوَاهُ وَا أَبَتَاهْ یُكْرِمُهُ رَبُّهُ إِذَا أَتَاهُ یَا أَبَتَاهْ الرَّبُّ وَ الرُّسُلُ تُسَلِّمُ عَلَیْهِ حِینَ تَلْقَاهُ فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَرْثِیهَا

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ الْأَبْیَاتِ.

وَ ذَكَرَ الْحَاكِمُ: أَنَّ فَاطِمَةَ لَمَّا مَاتَتْ أَنْشَأَ عَلِیٌّ علیه السلام:

نَفْسِی عَلَی زَفَرَاتِهَا مَحْبُوسَةٌ*** یَا لَیْتَهَا خَرَجَتْ مَعَ الزَّفَرَاتِ

لَا خَیْرَ بَعْدَكَ فِی الْحَیَاةِ وَ إِنَّمَا*** أَبْكِی مَخَافَةَ أَنْ تَطُولَ حَیَاتِی

وَ عَنْ سَیِّدِ الْحُفَّاظِ أَبِی مَنْصُورٍ الدَّیْلَمِیِّ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ دَخَلَ عَلَی هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ عِنْدَهُ الْكَلْبِیُّ فَقَالَ هِشَامٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَمْ بَلَغَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ السِّنِّ فَقَالَ بَلَغَتْ ثَلَاثِینَ فَقَالَ لِلْكَلْبِیِّ مَا تَقُولُ قَالَ بَلَغَتْ خَمْساً وَ ثَلَاثِینَ فَقَالَ هِشَامٌ لِعَبْدِ اللَّهِ أَ لَا تَسْمَعُ مَا یَقُولُ الْكَلْبِیُّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ سَلْنِی عَنْ أُمِّی فَأَنَا أَعْلَمُ بِهَا وَ سَلِ الْكَلْبِیَّ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا.

ص: 213

وَ عَنِ الْعَاصِمِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّیَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لِثَلَاثِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ هِیَ بِنْتُ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ أَوْ نَحْوِهَا.

وَ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَةَ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی كِتَابِ الْمَعْرِفَةِ: أَنَّ عَلِیّاً تَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ سَنَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ بَنَی بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِنَحْوٍ مِنْ سَنَةٍ وَ وَلَدَتْ لِعَلِیٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ الْمُحَسِّنَ وَ أُمَّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَی وَ زَیْنَبَ الْكُبْرَی.

وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّیَتْ وَ لَهَا ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ قِیلَ سَبْعٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهَا وُلِدَتْ عَلَی رَأْسِ سَنَةِ إِحْدَی وَ أَرْبَعِینَ مِنْ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَكُونُ سِنُّهَا عَلَی هَذَا ثَلَاثاً وَ عِشْرِینَ وَ الْأَكْثَرُ عَلَی أَنَّهَا كَانَتْ بِنْتَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ أَوْ ثَلَاثِینَ علیها السلام.

وَ ذَكَرَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا بَقِیَتْ أَرْبَعِینَ یَوْماً بَعْدَهُ وَ فِی رِوَایَةٍ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ سَاقَ ابْنُ عَبَّاسٍ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ لَمَّا تُوُفِّیَتْ علیها السلام شَقَّتْ أَسْمَاءُ جَیْبَهَا وَ خَرَجَتْ فَتَلَقَّاهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَقَالا أَیْنَ أُمُّنَا فَسَكَتَتْ فَدَخَلَا الْبَیْتَ فَإِذَا هِیَ مُمْتَدَّةٌ فَحَرَّكَهَا الْحُسَیْنُ فَإِذَا هِیَ مَیِّتَةٌ فَقَالَ یَا أَخَاهْ آجَرَكَ اللَّهُ فِی الْوَالِدَةِ وَ خَرَجَا یُنَادِیَانِ یَا مُحَمَّدَاهْ یَا أَحْمَدَاهْ الْیَوْمَ جُدِّدَ لَنَا مَوْتُكَ إِذْ مَاتَتْ أُمُّنَا ثُمَّ أَخْبَرَا عَلِیّاً وَ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ حَتَّی رُشَّ عَلَیْهِ الْمَاءُ ثُمَّ أَفَاقَ فَحَمَلَهُمَا حَتَّی أَدْخَلَهُمَا بَیْتَ فَاطِمَةَ وَ عِنْدَ رَأْسِهَا أَسْمَاءُ تَبْكِی وَ تَقُولُ وَا یَتَامَی مُحَمَّدٍ كُنَّا نَتَعَزَّی بِفَاطِمَةَ بَعْدَ مَوْتِ جَدِّكُمَا فَبِمَنْ نَتَعَزَّی بَعْدَهَا فَكَشَفَ عَلِیٌّ عَنْ وَجْهِهَا فَإِذَا بِرُقْعَةٍ عِنْدَ رَأْسِهَا فَنَظَرَ فِیهَا فَإِذَا فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَتْ وَ هِیَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ یَا عَلِیُّ أَنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ زَوَّجَنِیَ اللَّهُ مِنْكَ لِأَكُونَ لَكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ أَنْتَ أَوْلَی بِی مِنْ غَیْرِی حَنِّطْنِی وَ غَسِّلْنِی وَ كَفِّنِّی بِاللَّیْلِ وَ صَلِّ عَلَیَّ وَ ادْفِنِّی بِاللَّیْلِ وَ لَا تُعْلِمْ أَحَداً وَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَ أَقْرَأُ عَلَی وُلْدِیَ السَّلَامَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ

ص: 214

فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ غَسَّلَهَا عَلِیٌّ وَ وَضَعَهَا عَلَی السَّرِیرِ وَ قَالَ لِلْحَسَنِ ادْعُ لِی أَبَا ذَرٍّ فَدَعَاهُ فَحَمَلَاهُ إِلَی الْمُصَلَّی فَصَلَّی عَلَیْهَا ثُمَّ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ فَنَادَی هَذِهِ بِنْتُ نَبِیِّكَ فَاطِمَةُ أَخْرَجْتَهَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ فَأَضَاءَتِ الْأَرْضُ مِیلًا فِی مِیلٍ فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ یَدْفِنُوهَا نُودُوا مِنْ بُقْعَةٍ مِنَ الْبَقِیعِ إِلَیَّ إِلَیَّ فَقَدْ رُفِعَ تُرْبَتُهَا مِنِّی فَنَظَرُوا فَإِذَا هِیَ بِقَبْرٍ مَحْفُورٍ فَحَمَلُوا السَّرِیرَ إِلَیْهَا فَدَفَنُوهَا

فَجَلَسَ عَلِیٌّ عَلَی شَفِیرِ الْقَبْرِ فَقَالَ یَا أَرْضُ اسْتَوْدَعْتُكِ وَدِیعَتِی هَذِهِ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ فَنُودِیَ مِنْهَا یَا عَلِیُّ أَنَا أَرْفَقُ بِهَا مِنْكَ فَارْجِعْ وَ لَا تَهْتَمَّ فَرَجَعَ وَ انْسَدَّ الْقَبْرُ وَ اسْتَوَی بِالْأَرْضِ فَلَمْ یُعْلَمْ أَیْنَ كَانَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«45»- أَقُولُ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ فِی مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ،: كَانَتْ وَفَاةُ فَاطِمَةَ علیها السلام بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمُدَّةٍ یُخْتَلَفُ فِی مَبْلَغِهَا فَالْمُكْثِرُ یَقُولُ ثَمَانِیَةَ أَشْهُرٍ وَ الْمُقَلِّلُ یَقُولُ أَرْبَعِینَ یَوْماً إِلَّا أَنَّ الثَّبْتَ فِی ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهَا تُوُفِّیَتْ بَعْدَهُ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ حَدَّثَنِی بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام:

«46»- كف، [المصباح] للكفعمی مصبا، [المصباحین]: فِی الثَّالِثِ مِنْ جُمَادَی الْآخِرَةِ كَانَ وَفَاةُ فَاطِمَةَ علیها السلام سَنَةَ إِحْدَی عَشَرَةَ.

«47»- مصبا، [المصباحین]: فِی الْیَوْمِ الْحَادِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ كَانَتْ وَفَاةُ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

بیان: أقول لا یمكن التطبیق بین أكثر تواریخ الولادة و الوفاة و مدة عمرها الشریف و لا بین تواریخ الوفاة و بین ما مر

فی الخبر الصحیح: أنها علیها السلام عاشت بعد أبیها خمسة و سبعین یوما.

إذ لو كان وفاة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی الثامن و العشرین من صفر كان علی هذا وفاتها فی أواسط جمادی الأولی و لو كان فی ثانی عشر ربیع الأول كما ترویه العامة كان وفاتها فی أواخر جمادی الأولی و ما رواه أبو الفرج عن الباقر علیه السلام: من كون مكثها بعده صلی اللّٰه علیه و آله ثلاثة أشهر.

یمكن تطبیقه علی ما هو المشهور من كون وفاتها فی ثالث جمادی الآخرة و یدل علیه أیضا ما مر من خبر

ص: 215

أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام بروایة الطبری بأن یكون علیه السلام لم یتعرض للأیام الزائدة لقلتها و اللّٰه یعلم.

«48»- أَقُولُ فِی الدِّیوَانِ الْمَنْسُوبِ إِلَیْهِ ع،: أَنَّهُ أَنْشَدَ بَعْدَ وَفَاةِ فَاطِمَةَ علیها السلام:

أَلَا هَلْ إِلَی طُولِ الْحَیَاةِ سَبِیلٌ*** وَ أَنَّی وَ هَذَا الْمَوْتُ لَیْسَ یَحُولُ

وَ إِنِّی وَ إِنْ أَصْبَحْتُ بِالْمَوْتِ مُوقِناً*** فَلِی أَمَلٌ مِنْ دُونِ ذَاكَ طَوِیلٌ

وَ لِلدَّهْرِ أَلْوَانٌ تَرُوحُ وَ تَغْتَدِی*** وَ إِنَّ نُفُوساً بَیْنَهُنَّ تَسِیلُ

وَ مَنْزِلُ حَقٍّ لَا مُعَرَّجَ دُونَهُ*** لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهَا إِلَیْهِ سَبِیلٌ

قَطَعْتُ بِأَیَّامِ التَّعَزُّزِ ذِكْرَهُ***وَ كُلُّ عَزِیزٍ مَا هُنَاكَ ذَلِیلٌ

أَرَی عِلَلَ الدُّنْیَا عَلَیَّ كَثِیرَةً*** وَ صَاحِبُهَا حَتَّی الْمَمَاتِ عَلِیلٌ

وَ إِنِّی لَمُشْتَاقٌ إِلَی مَنْ أُحِبُّهُ*** فَهَلْ لِی إِلَی مَنْ قَدْ هَوِیتُ سَبِیلٌ

وَ إِنِّی وَ إِنْ شَطَّتْ بِیَ الدَّارُ نَازِحاً*** وَ قَدْ مَاتَ قَبْلِی بِالْفِرَاقِ جَمِیلٌ

فَقَدْ قَالَ فِی الْأَمْثَالِ فِی الْبَیْنِ قَائِلٌ*** أَضَرَّ بِهِ یَوْمَ الْفِرَاقِ رَحِیلٌ

لِكُلِّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِیلَیْنِ فُرْقَةٌ*** وَ كُلُّ الَّذِی دُونَ الْفِرَاقِ قَلِیلٌ

وَ إِنَّ افْتِقَادِی فَاطِماً بَعْدَ أَحْمَدَ*** دَلِیلٌ عَلَی أَنْ لَا یَدُومَ خَلِیلٌ

وَ كَیْفَ هَنَاكَ الْعَیْشُ مِنْ بَعْدِ فَقْدِهِمْ*** لَعَمْرُكَ شَیْ ءٌ مَا إِلَیْهِ سَبِیلٌ

سَیُعْرَضُ عَنْ ذِكْرِی وَ تُنْسَی مَوَدَّتِی*** وَ یَظْهَرُ بَعْدِی لِلْخَیْلِ عَدِیلٌ

وَ لَیْسَ خَلِیلِی بِالْمَلُولِ وَ لَا الَّذِی*** إِذَا غِبْتُ یَرْضَاهُ سِوَایَ بَدِیلٌ

وَ لَكِنْ خَلِیلِی مَنْ یَدُومُ وِصَالُهُ*** وَ یَحْفَظُ سِرِّی قَلْبُهُ وَ دَخِیلٌ

إِذَا انْقَطَعَتْ یَوْماً مِنَ الْعَیْشِ مُدَّتِی*** فَإِنَّ بُكَاءَ الْبَاكِیَاتِ قَلِیلٌ

یُرِیدُ الْفَتَی أَنْ لَا یَمُوتَ حَبِیبُهُ*** وَ لَیْسَ إِلَی مَا یَبْتَغِیهِ سَبِیلٌ

وَ لَیْسَ جَلِیلًا رُزْءُ مَالٍ وَ فَقْدُهُ*** وَ لَكِنَّ رُزْءَ الْأَكْرَمِینَ جَلِیلٌ

لِذَلِكَ جَنْبِی لَا یُؤَاتِیهِ مَضْجَعٌ*** وَ فِی الْقَلْبِ مِنْ حَرِّ الْفِرَاقِ غَلِیلٌ

بیان: خبر أنی محذوف و منزل عطف علی ألوان و المعرج محل

ص: 216

الإقامة و شطت الدار و نزحت بعدت و الباء للتعدیة و التضریب مبالغة فی الضرب و البین الفراق أی أضرب المثل الذی قاله القائل فی یوم الفراق الذی هو رحیل و المثل قوله لكل اجتماع و فاطم مرخم فاطمة لضرورة الشعر و البدیل البدل و دخیل الرجل الذی یداخله فی أموره و یختص به لا یؤاتیه أی لا یوافقه و الغلیل العطش.

وَ مِنْهُ:، قَوْلُهُ علیه السلام عِنْدَ رِحْلَتِهَا علیها السلام:

حَبِیبٌ لَیْسَ یَعْدِلُهُ حَبِیبٌ*** وَ مَا لِسِوَاهُ فِی قَلْبِی نَصِیبٌ

حَبِیبٌ غَابَ عَنْ عَیْنِی وَ جِسْمِی*** وَ عَنْ قَلْبِی حَبِیبِی لَا یَغِیبُ.

بیان: حبیب فی الموضعین خبر مبتدإ محذوف أو الثانی خبر الأول.

وَ مِنْهُ،: مُخَاطِباً لَهَا بَعْدَ وَفَاتِهَا:

مَا لِی وَقَفْتُ عَلَی الْقُبُورِ مُسَلِّماً*** قَبْرَ الْحَبِیبِ فَلَمْ یَرُدَّ جَوَابِی

أَ حَبِیبُ مَا لَكَ لَا تَرُدُّ جَوَابَنَا***أَ نَسِیتَ بَعْدِی خُلَّةَ الْأَحْبَابِ.

وَ مِنْهُ،: مُجِیباً لِنَفْسِهِ مِنْ قِبَلِهَا علیها السلام

قَالَ الْحَبِیبُ وَ كَیْفَ لِی بِجَوَابِكُمْ*** وَ أَنَا رَهِینُ جَنَادِلَ وَ تُرَابٍ

أَكَلَ التُّرَابُ مَحَاسِنِی فَنَسِیتُكُمْ*** وَ حُجِبْتُ عَنْ أَهْلِی وَ عَنْ أَتْرَابِی

فَعَلَیْكُمُ مِنِّی السَّلَامُ تَقَطَّعَتْ***عَنِّی وَ عَنْكُمْ خُلَّةُ الْأَحْبَابِ.

بیان: الجنادل الأحجار و التراب الموافق فی السن.

و فی شرح الدیوان روی أن الأبیات الأخیرة سمعت من هاتف.

«49»- مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ، عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتِّینَ یَوْماً ثُمَّ مَرِضَتْ فَاشْتَدَّتْ عَلَیْهَا فَكَانَ مِنْ دُعَائِهَا فِی شَكْوَاهَا یَا حَیُّ یَا قَیُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِیثُ فَأَغِثْنِی اللَّهُمَّ زَحْزِحْنِی عَنِ النَّارِ وَ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ وَ أَلْحِقْنِی بِأَبِی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ لَهَا یُعَافِیكِ اللَّهُ وَ یُبْقِیكِ فَتَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا أَسْرَعَ اللَّحَاقَ بِاللَّهِ وَ أَوْصَتْ بِصَدَقَتِهَا وَ مَتَاعِ الْبَیْتِ وَ أَوْصَتْهُ أَنْ یَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِی الْعَاصِ وَ قَالَتْ بِنْتَ أُخْتِی وَ تَحَنَّنُ عَلَی

ص: 217

وُلْدِی قَالَ وَ دَفَنَهَا لَیْلًا.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَتْ فَاطِمَةُ فِی مَنَامِهَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَتْ فَشَكَوْتُ إِلَیْهِ مَا نَالَنَا مِنْ بَعْدِهِ قَالَتْ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَكُمُ الْآخِرَةُ الَّتِی أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِینَ وَ إِنَّكِ قَادِمَةٌ عَلَیَّ عَنْ قَرِیبٍ.

وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ فَاطِمَةَ الْوَفَاةُ بَكَتْ فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَا سَیِّدَتِی مَا یُبْكِیكِ قَالَتْ أَبْكِی لِمَا تَلْقَی بَعْدِی فَقَالَ لَهَا لَا تَبْكِی فَوَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكِ لَصَغِیرٌ عِنْدِی فِی ذَاتِ اللَّهِ قَالَ وَ أَوْصَتْهُ أَنْ لَا یُؤْذِنَ بِهَا الشَّیْخَیْنِ فَفَعَلَ.

«50»- كِتَابُ الدَّلَائِلِ لِلطَّبَرِیِّ، عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْبَاقِرْجِی عَنْ فلایجة عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَغْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی جَرِیحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَاطِمَةَ علیها السلام: أَنَّهَا أَوْصَتْ لِأَزْوَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ أُوقِیَّةً وَ لِنِسَاءِ بَنِی هَاشِمٍ مِثْلَ ذَلِكَ وَ أَوْصَتْ لِأُمَامَةَ بِنْتِ أَبِی الْعَاصِ بِشَیْ ءٍ.

وَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام تَصَدَّقَتْ بِمَالِهَا عَلَی بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام تَصَدَّقَ عَلَیْهِمْ وَ أَدْخَلَ مَعَهُمْ غَیْرَهُمْ.

ص: 218

باب 8 تظلمها صلوات اللّٰه علیها فی القیامة و كیفیة مجیئها إلی المحشر

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ السُّدِّیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عِیسَی بْنِ مُوسَی عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ تُقْبِلُ ابْنَتِی فَاطِمَةُ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَیْنِ خِطَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ قَوَائِمُهَا مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ ذَنَبُهَا مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ عَیْنَاهَا یَاقُوتَتَانِ حَمْرَاوَانِ عَلَیْهَا قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ یُرَی ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا دَاخِلُهَا عَفْوُ اللَّهِ وَ خَارِجُهَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَی رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِلتَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً كُلُّ رُكْنٍ مُرَصَّعٌ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ یُضِی ءُ كَمَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّیُّ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ وَ عَنْ یَمِینِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ عَنْ شِمَالِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ جَبْرَئِیلُ آخِذٌ بِخِطَامِ النَّاقَةِ یُنَادِی بِأَعْلَی صَوْتِهِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ فَلَا یَبْقَی یَوْمَئِذٍ نَبِیٌّ وَ لَا رَسُولٌ وَ لَا صِدِّیقٌ وَ لَا شَهِیدٌ إِلَّا غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ فَتَسِیرُ حَتَّی تُحَاذِیَ عَرْشَ رَبِّهَا جَلَّ جَلَالُهُ فَتَنْزَخُ بِنَفْسِهَا عَنْ نَاقَتِهَا وَ تَقُولُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی احْكُمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَنْ ظَلَمَنِی اللَّهُمَّ احْكُمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ مَنْ قَتَلَ وُلْدِی فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ یَا حَبِیبَتِی وَ ابْنَةَ حَبِیبِی سَلِینِی تُعْطَیْ وَ اشْفَعِی تُشَفَّعِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا جَازَنِی ظُلْمُ ظَالِمٍ فَتَقُولُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی ذُرِّیَّتِی وَ شِیعَتِی وَ شِیعَةَ ذُرِّیَّتِی وَ مُحِبِّیَّ وَ مُحِبِّی ذُرِّیَّتِی

ص: 219

فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَیْنَ ذُرِّیَّةُ فَاطِمَةَ وَ شِیعَتُهَا وَ مُحِبُّوهَا وَ مُحِبُّو ذُرِّیَّتِهَا فَیُقْبِلُونَ وَ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَقْدُمُهُمْ فَاطِمَةُ علیها السلام حَتَّی تُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ.

توضیح: قال الفیروزآبادی المدبج المزین و قال الجزری فیه كان له طیلسان مدبج هو الذی زینت أطرافه بالدیباج قوله الأذفر أی طیب الریح قوله داخلها عفو اللّٰه كنایة عن أنها مشمولة بعفو اللّٰه و رحمته و تجی ء إلی القیامة شفیعة للعباد معها رحمة اللّٰه و عفوه لهم و قال الفیروزآبادی زخه دفعه فی وهدة و زید اغتاظ و وثب انتهی و التشفیع قبول الشفاعة.

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الطَّائِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تُحْشَرُ ابْنَتِی فَاطِمَةُ علیها السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَعَهَا ثِیَابٌ مَصْبُوغَةٌ بِالدِّمَاءِ تَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ تَقُولُ یَا عَدْلُ احْكُمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ قَاتِلِ وُلْدِی قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ یَحْكُمُ اللَّهُ لِابْنَتِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ.

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تُحْشَرُ ابْنَتِی فَاطِمَةُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَعَهَا ثِیَابٌ مَصْبُوغَةٌ بِالدَّمِ فَتَتَعَلَّقُ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَتَقُولُ یَا عَدْلُ احْكُمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ قَاتِلِ وُلْدِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَیَحْكُمُ لِابْنَتِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ یَرْضَی لِرِضَاهَا.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه وآله.

«5»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا آبائه علیهم السلام: مِثْلَهُ

ص: 220

ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ قِیلَ یَا أَهْلَ الْجَمْعِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ تَمُرَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَمُرُّ وَ عَلَیْهَا رَیْطَتَانِ حَمْرَاوَانِ.

بیان: قال الفیروزآبادی الریطة كل ملاءة غیر ذات لفقین كلها نسج واحد و قطعة واحدة أو كل ثوب لین رقیق.

«6»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: تُحْشَرُ ابْنَتِی فَاطِمَةُ وَ عَلَیْهَا حُلَّةُ الْكَرَامَةِ قَدْ عُجِنَتْ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ فَیَنْظُرُ إِلَیْهَا الْخَلَائِقُ فَیَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا ثُمَّ تُكْسَی أَیْضاً مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَلْفَ حُلَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَی كُلِّ حُلَّةٍ بِخَطٍّ أَخْضَرَ أَدْخِلُوا بِنْتَ مُحَمَّدٍ الْجَنَّةَ عَلَی أَحْسَنِ الصُّورَةِ وَ أَحْسَنِ الْكَرَامَةِ وَ أَحْسَنِ مَنْظَرٍ فَتُزَفُّ إِلَی الْجَنَّةِ كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ وَ یُوَكَّلُ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ جَارِیَةٍ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه عن آبائه علیهم السلام: مثله بیان قوله علیه السلام قد عجنت فی بعض النسخ بالباء الموحدة علی بناء المفعول من باب التفعیل أی جعلت عجیبة لغسلها بماء الحیوان و فی بعض النسخ بالنون كنایة عن الغسل به أو كونها بحیث لا یموت أبدا من یلبسها

و قال الجزری فی الحدیث: یزف علی بینی و بین إبراهیم إلی الجنة.

إن كسرت الزاء فمعناه یسرع من زف فی مشیه و أزف إذا أسرع و إن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهدیتها إلی زوجها.

«7»- ثو، ثواب الأعمال مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام قُبَّةٌ مِنْ نُورٍ وَ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ رَأْسُهُ فِی یَدِهِ فَإِذَا رَأَتْهُ شَهَقَتْ شَهْقَةً لَا یَبْقَی فِی الْجَمْعِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ إِلَّا بَكَی لَهَا فَیُمَثِّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَجُلًا لَهَا فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ وَ هُوَ یُخَاصِمُ قَتَلَتَهُ بِلَا رَأْسٍ فَیَجْمَعُ اللَّهُ قَتَلَتَهُ وَ الْمُجَهِّزِینَ عَلَیْهِ وَ مَنْ شَرِكَ فِی قَتْلِهِ فَیَقْتُلُهُمْ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ یُنْشَرُونَ فَیَقْتُلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 221

علیه السلام ثُمَّ یُنْشَرُونَ فَیَقْتُلُهُمُ الْحَسَنُ علیه السلام ثُمَّ یُنْشَرُونَ فَیَقْتُلُهُمُ الْحُسَیْنُ علیه السلام ثُمَّ یُنْشَرُونَ فَلَا یَبْقَی مِنْ ذُرِّیَّتِنَا أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُمْ قَتَلَةً فَعِنْدَ ذَلِكَ یَكْشِفُ اللَّهُ الْغَیْظَ وَ یُنْسِی الْحُزْنَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَحِمَ اللَّهُ شِیعَتَنَا شِیعَتُنَا وَ اللَّهِ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ فَقَدْ وَ اللَّهِ شَرَكُونَا فِی الْمُصِیبَةِ بِطُولِ الْحُزْنِ وَ الْحَسْرَةِ.

بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله بلا رأس لعله حال عن الضمیر فی قوله قتلته.

«8»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ شَرِیكٍ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَاءَتْ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فِی لُمَةٍ مِنْ نِسَائِهَا فَیُقَالُ لَهَا ادْخُلِی الْجَنَّةَ فَتَقُولُ لَا أَدْخُلُ حَتَّی أَعْلَمَ مَا صُنِعَ بِوَلَدِی مِنْ بَعْدِی فَیُقَالُ لَهَا انْظُرِی فِی قَلْبِ الْقِیَامَةِ فَتَنْظُرُ إِلَی الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَائِماً وَ لَیْسَ عَلَیْهِ رَأْسٌ فَتَصْرُخُ صَرْخَةً وَ أَصْرُخُ لِصُرَاخِهَا وَ تَصْرُخُ الْمَلَائِكَةُ لِصُرَاخِنَا فَیَغْضَبُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا عِنْدَ ذَلِكَ فَیَأْمُرُ نَاراً یُقَالُ لَهَا هَبْهَبُ قَدْ أُوقِدَ عَلَیْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّی اسْوَدَّتْ لَا یَدْخُلُهَا رَوْحٌ أَبَداً وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا غَمٌّ أَبَداً فَیُقَالُ لَهَا الْتَقِطِی قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ حَمَلَةَ الْقُرْآنِ فَتَلْتَقِطُهُمْ فَإِذَا صَارُوا فِی حَوْصَلَتِهَا صَهَلَتْ وَ صَهَلُوا بِهَا وَ شَهَقَتْ وَ شَهَقُوا بِهَا وَ زَفَرَتْ وَ زَفَرُوا بِهَا فَیَنْطِقُونَ بِأَلْسِنَةٍ ذَلْقَةٍ طَلْقَةٍ یَا رَبَّنَا أَوْجَبْتَ لَنَا النَّارَ قَبْلَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فَیَأْتِیهِمُ الْجَوَابُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ مَنْ عَلِمَ لَیْسَ كَمَنْ لَا یَعْلَمُ.

إیضاح: اللمة بضم اللام و فتح المیم المخففة الجماعة و قال الجوهری لمة الرجل تربه و شكله و الهاء عوض و اللمة الأصحاب ما بین الثلاثة إلی العشرة انتهی و المراد بحملة القرآن الذین ضیعوه و حرفوه.

«9»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْبَرْقِیِ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ یَرْفَعُهُ

ص: 222


1- 1. هو علیّ بن أحمد بن عبد اللّٰه بن أحمد بن محمّد بن خالد البرقی. راجع المستدرك ج 3 ص 665.

إِلَی عَنْبَسَةَ الطَّائِیِّ عَنْ أَبِی خَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُمَثَّلُ لِفَاطِمَةَ علیها السلام رَأْسُ الْحُسَیْنِ علیه السلام مُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ فَتَصِیحُ وَا وَلَدَاهْ وَا ثَمَرَةَ فُؤَادَاهْ فَتَصْعَقُ الْمَلَائِكَةُ لِصَیْحَةِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ یُنَادِی أَهْلُ الْقِیَامَةِ قَتَلَ اللَّهُ قَاتِلَ وَلَدِكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ بِهِ وَ بِشِیعَتِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَیْنِ وَاضِحَةَ الْخَدَّیْنِ شَهْلَاءَ الْعَیْنَیْنِ رَأْسُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْمُصَفَّی وَ أَعْنَاقُهَا مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ خِطَامُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ رَحَائِلُهَا دُرٌّ مُفَضَّضٌ بِالْجَوْهَرِ عَلَی النَّاقَةِ هَوْدَجٌ غِشَاؤُهَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ حَشْوُهَا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ خِطَامُهَا فَرْسَخٌ مِنْ فَرَاسِخِ الدُّنْیَا یَحُفُّ بِهَوْدَجِهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّهْلِیلِ وَ التَّكْبِیرِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی رَبِّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا أَهْلَ الْقِیَامَةِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ فَهَذِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَمُرُّ عَلَی الصِّرَاطِ فَتَمُرُّ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ شِیعَتُهَا عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ یُلْقَی أَعْدَاؤُهَا وَ أَعْدَاءُ ذُرِّیَّتِهَا فِی جَهَنَّمَ.

توضیح: ذلك أفعل به أی بالحسین علیه السلام أی أقتل قاتلیه و قاتلی شیعته و أحبائه و یحتمل إرجاع الضمائر جمیعا إلی القاتل و قال الجوهری الشهلة فی العین أن یشوب سوادها زرقة و عین شهلاء قوله علیه السلام رحائلها الأصوب رحالها جمع رحل و كأنه جمع رحالة ككتابة و هی السرج.

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب السَّمْعَانِیُّ فِی الرِّسَالَةِ الْقَوَامِیَّةِ وَ الزَّعْفَرَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ الْأُشْنُهِیُّ فِی اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ الْعُكْبَرِیُّ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ وَ ابْنُ الْمُؤَذِّنِ فِی الْأَرْبَعِینِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ أَبِی جُحَیْفَةَ وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْأَصْبَغُ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ وَ قَدْ رَوَی حَفْصُ بْنُ غِیَاثٍ عَنِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ وَقَفَ الْخَلَائِقُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی نَادَی مُنَادٍ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَیُّهَا النَّاسُ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ فَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله تَجُوزُ عَلَی الصِّرَاطِ وَ فِی حَدِیثِ أَبِی أَیُّوبَ فَتَمُرُّ مَعَهَا سَبْعُونَ جَارِیَةً

ص: 223

مِنَ الْحُورِ الْعِینِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ.

«11»- جا، [المجالس] للمفید الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ نَكِّسُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّرَاطَ قَالَ فَتَغُضُّ الْخَلَائِقُ أَبْصَارَهُمْ فَتَأْتِی فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُجُبِ الْجَنَّةِ یُشَیِّعُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَتَقِفُ مَوْقِفاً شَرِیفاً مِنْ مَوَاقِفِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ تَنْزِلُ عَنْ نَجِیبِهَا فَتَأْخُذُ قَمِیصَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بِیَدِهَا مُضَمَّخاً بِدَمِهِ وَ تَقُولُ یَا رَبِّ هَذَا قَمِیصُ وَلَدِی وَ قَدْ عَلِمْتَ مَا صُنِعَ بِهِ فَیَأْتِیهَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا فَاطِمَةُ لَكِ عِنْدِیَ الرِّضَا فَتَقُولُ یَا رَبِّ انْتَصِرْ لِی مِنْ قَاتِلِهِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَی عُنُقاً مِنَ النَّارِ فَتَخْرُجُ مِنْ جَهَنَّمَ فَتَلْتَقِطُ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام كَمَا یَلْتَقِطُ الطَّیْرُ الْحَبَّ ثُمَّ یَعُودُ الْعُنُقُ بِهِمْ إِلَی النَّارِ فَیُعَذَّبُونَ فِیهَا بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ ثُمَّ تَرْكَبُ فَاطِمَةُ علیها السلام نَجِیبَهَا حَتَّی تَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَ مَعَهَا الْمَلَائِكَةُ الْمُشَیِّعُونَ لَهَا وَ ذُرِّیَّتُهَا بَیْنَ یَدَیْهَا وَ أَوْلِیَاؤُهُمْ مِنَ النَّاسِ عَنْ یَمِینِهَا وَ شِمَالِهَا.

بیان: قال الجزری فیه یخرج عنق من النار أی طائفة منها.

«12»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ الْحَسَنِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَمُرَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تُكْسَی وَ یَسْتَقْبِلُهَا مِنَ الْفِرْدَوْسِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لَمْ یَسْتَقْبِلُوا أَحَداً قَبْلَهَا وَ لَا أَحَداً بَعْدَهَا عَلَی نَجَائِبَ مِنْ یَاقُوتٍ أَجْنِحَتُهَا وَ أَزِمَّتُهَا اللُّؤْلُؤُ عَلَیْهَا رَحَائِلُ مِنْ دُرٍّ عَلَی كُلِّ رِحَالَةٍ مِنْهَا نُمْرُقَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ وَ رَكَائِبُهَا زَبَرْجَدٌ فَیَجُوزُونَ بِهَا الصِّرَاطَ حَتَّی ینتهون [یَنْتَهُوا] بِهَا إِلَی الْفِرْدَوْسِ فَیَتَبَاشَرُ بِهَا أَهْلُ الْجِنَانِ وَ فِی بُطْنَانِ الْفِرْدَوْسِ قُصُورٌ بِیضٌ وَ قُصُورٌ صُفْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ مِنْ غَرْزٍ وَاحِدٍ وَ إِنَّ فِی الْقُصُورِ الْبِیضِ لَسَبْعِینَ أَلْفَ دَارٍ مَنَازِلُ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّ فِی الْقُصُورِ الصُّفْرِ لَسَبْعِینَ أَلْفَ دَارٍ مَسَاكِنُ إِبْرَاهِیمَ وَ آلِهِ علیهم السلام فَتَجْلِسُ عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ نُورٍ فَیَجْلِسُونَ

ص: 224

حَوْلَهَا وَ یُبْعَثُ إِلَیْهَا مَلَكٌ لَمْ یُبْعَثْ إِلَی أَحَدٍ قَبْلَهَا وَ لَا یُبْعَثُ إِلَی أَحَدٍ بَعْدَهَا فَیَقُولُ إِنَّ رَبَّكِ یُقْرِئُكِ السَّلَامَ وَ یَقُولُ سَلِینِی أُعْطِكِ فَتَقُولُ قَدْ أَتَمَّ عَلَیَّ نِعْمَتَهُ وَ هَنَّأَنِی كَرَامَتَهُ وَ أَبَاحَنِی جَنَّتَهُ أَسْأَلُهُ وُلْدِی وَ ذُرِّیَّتِی وَ مَنْ وَدَّهُمْ فَیُعْطِیهَا اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا وَ وُلْدَهَا وَ مَنْ وَدَّهُمْ لَهَا وَ حَفِظَهُمْ فِیهَا فَیَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ وَ أَقَرَّ بِعَیْنِی قَالَ جَعْفَرٌ كَانَ أَبِی یَقُولُ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِیثَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ (1).

تبیین: قال الفیروزآبادی النمرقة مثلثة الوسادة الصغیرة أو المیثرة أو الطنفسة فوق الرحل و قال الجزری فیه: ینادی مناد من بطنان العرش. أی من وسطه و قیل من أصله و قیل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض یرید من دواخل العرش انتهی قوله من غرز واحد أی من محل واحد من قولهم غرزت الشی ء بالإبرة.

«13»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] سُلَیْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هِیَ حَزِینَةٌ فَقَالَ لَهَا مَا حُزْنُكِ یَا بُنَیَّةِ قَالَتْ یَا أَبَتِ ذَكَرْتُ الْمَحْشَرَ وَ وُقُوفَ النَّاسِ عُرَاةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ یَا بُنَیَّةِ إِنَّهُ لَیَوْمٌ عَظِیمٌ وَ لَكِنْ قَدْ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَالَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَا ثُمَّ أَبِی إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ بَعْلُكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ إِلَیْكِ جَبْرَئِیلَ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ فَیَضْرِبُ عَلَی قَبْرِكِ سَبْعَ قِبَابٍ مِنْ نُورٍ ثُمَّ یَأْتِیكِ إِسْرَافِیلُ بِثَلَاثِ حُلَلِ مِنْ نُورٍ فَیَقِفُ عِنْدَ رَأْسِكِ فَیُنَادِینَكِ یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُومِی إِلَی مَحْشَرِكِ فَتَقُومِینَ آمِنَةً رَوْعَتَكِ مَسْتُورَةً عَوْرَتُكِ فَیُنَاوِلُكِ إِسْرَافِیلُ الْحُلَلَ فَتَلْبَسِینَهَا وَ یَأْتِیكِ زُوقَائِیلُ بِنَجِیبَةٍ مِنْ نُورٍ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَیْهَا مِحَفَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ فَتَرْكَبِینَهَا وَ یَقُودُ زُوقَائِیلُ بِزِمَامِهَا وَ بَیْنَ یَدَیْكِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ التَّسْبِیحِ.

ص: 225


1- 1. الطور: 21. راجع المصدر ص 169.

فَإِذَا جَدَّ بِكِ السَّیْرُ اسْتَقْبَلَتْكِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالنَّظَرِ إِلَیْكِ بِیَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِجْمَرَةٌ مِنْ نُورٍ یَسْطَعُ مِنْهَا رِیحُ الْعُودِ مِنْ غَیْرِ نَارٍ وَ عَلَیْهِنَّ أَكَالِیلُ الْجَوْهَرِ الْمُرَصَّعِ بِالزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ فَیَسِرْنَ عَنْ یَمِینِكِ فَإِذَا سِرْتَ مِثْلَ الَّذِی سِرْتَ مِنْ قَبْرِكِ إِلَی أَنْ لَقِینَكِ اسْتَقْبَلَتْكِ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ فِی مِثْلِ مَنْ مَعَكِ مِنَ الْحُورِ فَتُسَلِّمُ عَلَیْكِ وَ تَسِیرُ هِیَ وَ مَنْ مَعَهَا عَنْ یَسَارِكِ ثُمَّ تَسْتَقْبِلُكِ أُمُّكِ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ أَوَّلُ الْمُؤْمِنَاتِ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ التَّكْبِیرِ فَإِذَا قَرُبْتِ مِنَ الْجَمْعِ اسْتَقْبَلَتْكِ حَوَّاءُ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ حَوْرَاءَ وَ مَعَهَا آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ فَتَسِیرُ هِیَ وَ مَنْ مَعَهَا مَعَكِ فَإِذَا تَوَسَّطْتِ الْجَمْعَ وَ ذَلِكِ أَنَّ اللَّهَ یَجْمَعُ الْخَلَائِقَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَیَسْتَوِی بِهِمُ الْأَقْدَامُ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ یُسْمِعُ الْخَلَائِقَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّی تَجُوزَ فَاطِمَةُ الصِّدِّیقَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ مَنْ مَعَهَا فَلَا یَنْظُرُ إِلَیْكِ یَوْمَئِذٍ إِلَّا إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ عَلَیْهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ یَطْلُبُ آدَمُ حَوَّاءَ فَیَرَاهَا مَعَ أُمِّكِ خَدِیجَةَ أَمَامَكِ ثُمَّ یُنْصَبُ لَكِ مِنْبَرٌ مِنَ النُّورِ فِیهِ سَبْعُ مَرَاقِیَ بَیْنَ الْمِرْقَاةِ إِلَی الْمِرْقَاةِ صُفُوفُ الْمَلَائِكَةِ بِأَیْدِیهِمْ أَلْوِیَةُ النُّورِ وَ یَصْطَفُّ الْحُورُ الْعِینُ عَنْ یَمِینِ الْمِنْبَرِ وَ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَقْرَبُ النِّسَاءِ مَعَكِ عَنْ یَسَارِكِ حَوَّاءُ وَ آسِیَةُ فَإِذَا صِرْتِ فِی أَعْلَی الْمِنْبَرِ أَتَاكِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَیَقُولُ لَكِ یَا فَاطِمَةُ سَلِی حَاجَتَكِ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ أَرِنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَیَأْتِیَانِكِ وَ أَوْدَاجُ الْحُسَیْنِ تَشْخُبُ دَماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا رَبِّ خُذْ لِیَ الْیَوْمَ حَقِّی مِمَّنْ ظَلَمَنِی فَیَغْضَبُ عِنْدَ ذَلِكِ الْجَلِیلُ وَ یَغْضَبُ لِغَضَبِهِ جَهَنَّمُ وَ الْمَلَائِكَةُ أَجْمَعُونَ فَتَزْفِرُ جَهَنَّمُ عِنْدَ ذَلِكِ زَفْرَةً ثُمَّ یَخْرُجُ فَوْجٌ مِنَ النَّارِ وَ یَلْتَقِطُ قَتَلَةَ الْحُسَیْنِ وَ أَبْنَاءَهُمْ وَ أَبْنَاءَ أَبْنَائِهِمْ وَ یَقُولُونَ یَا رَبِّ إِنَّا لَمْ نَحْضُرِ الْحُسَیْنَ فَیَقُولُ اللَّهُ لِزَبَانِیَةِ جَهَنَّمَ خُذُوهُمْ بِسِیمَاهُمْ بِزُرْقَةِ الْأَعْیُنِ وَ سَوَادِ الْوُجُوهِ خُذُوا بِنَوَاصِیهِمْ فَأَلْقُوهُمْ فِی الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَشَدَّ عَلَی أَوْلِیَاءِ الْحُسَیْنِ مِنْ آبَائِهِمُ الَّذِینَ حَارَبُوا الْحُسَیْنَ فَقَتَلُوهُ.

ص: 226

ثُمَّ یَقُولُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا فَاطِمَةُ سَلِی حَاجَتَكِ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَتِی فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَةُ وُلْدِی فَیَقُولُ اللَّهُ قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَتَقُولِینَ یَا رَبِّ شِیعَةُ شِیعَتِی فَیَقُولُ اللَّهُ انْطَلِقِی فَمَنِ اعْتَصَمَ بِكِ فَهُوَ مَعَكِ فِی الْجَنَّةِ فَعِنْدَ ذَلِكِ یَوَدُّ الْخَلَائِقُ أَنَّهُمْ كَانُوا فَاطِمِیِّینَ فَتَسِیرِینَ وَ مَعَكِ شِیعَتُكِ وَ شِیعَةُ وُلْدِكِ وَ شِیعَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ آمِنَةً رَوْعَاتِهِمْ مَسْتُورَةً عَوْرَاتُهُمْ قَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُمُ الشَّدَائِدُ وَ سَهُلَتْ لَهُمُ الْمَوَارِدُ یَخَافُ النَّاسُ وَ هُمْ لَا یَخَافُونَ وَ یَظْمَأُ النَّاسُ وَ هُمْ لَا یَظْمَئُونَ فَإِذَا بَلَغْتِ بَابَ الْجَنَّةِ تَلَقَّتْكِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أَلْفَ حَوْرَاءَ لَمْ یَلْتَقِینَ أَحَداً قَبْلَكِ وَ لَا یَتَلَقَّیْنَ أَحَداً كَانَ بَعْدَكِ بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ عَلَی نَجَائِبَ مِنْ نُورٍ رَحَائِلُهَا مِنَ الذَّهَبِ الْأَصْفَرِ وَ الْیَاقُوتِ أَزِمَّتُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَی كُلِّ نَجِیبٍ نُمْرُقَةٌ مِنْ سُنْدُسٍ مَنْضُودٍ فَإِذَا دَخَلْتِ الْجَنَّةَ تُبَاشِرُ بِكِ أَهْلُهَا وَ وُضِعَ لِشِیعَتِكِ مَوَائِدُ مِنْ جَوْهَرٍ عَلَی أَعْمِدَةٍ مِنْ نُورٍ فَیَأْكُلُونَ مِنْهَا وَ النَّاسُ فِی الْحِسَابِ وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ وَ إِذَا اسْتَقَرَّ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ فِی الْجَنَّةِ زَارَكِ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ إِنَّ فِی بُطْنَانِ الْفِرْدَوْسِ لؤلؤتان [لُؤْلُؤَتَیْنِ] مِنْ عِرْقٍ وَاحِدٍ لُؤْلُؤَةً بَیْضَاءَ وَ لُؤْلُؤَةً صَفْرَاءَ فِیهِمَا قُصُورٌ وَ دُورٌ فِی كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فَالْبَیْضَاءُ مَنَازِلُ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا وَ الصَّفْرَاءُ مَنَازِلُ لِإِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَتْ یَا أَبَتِ فَمَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَی یَوْمَكِ وَ لَا أَبْقَی بَعْدَكِ قَالَ یَا ابْنَتِی لَقَدْ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّكِ أَوَّلُ مَنْ تَلْحَقُنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَالْوَیْلُ كُلُّهُ لِمَنْ ظَلَمَكِ وَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ لِمَنْ نَصَرَكِ قَالَ عَطَاءٌ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا ذَكَرَ هَذَا الْحَدِیثَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِینٌ (1).

بیان: وَ ما أَلَتْناهُمْ أی و ما نقصناهم.

ص: 227


1- 1. الطور: 21. راجع المصدر ص 171.

باب 9 أولادها و ذریتها و أحوالهم و فضلهم و أنهم من أولاد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله حقیقة

«1»- وَجَدْتُ فِی بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَاصِمِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی الْعَوَّامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَرِیزِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ شَیْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَی قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ بَنِی أُمٍّ یَنْتَمُونَ إِلَی عَصَبَتِهِمْ إِلَّا وُلْدَ فَاطِمَةَ فَإِنِّی أَنَا أَبُوهُمْ وَ عَصَبَتُهُمْ.

وَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بُشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ عَنْ أَبِی عَمْرِو بْنِ السِّمَاكِ عَنْ حَنْبَلِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ صَالِحِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْمُرَ الْعَامِرِیِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ الْحَجَّاجُ فَقَالَ یَا یَحْیَی أَنْتَ الَّذِی تَزْعُمُ أَنَّ وُلْدَ عَلِیٍّ مِنْ فَاطِمَةَ وُلْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمَّنْتَنِی تَكَلَّمْتُ قَالَ فَأَنْتَ آمِنٌ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ أَقْرَأُ عَلَیْكَ كِتَابَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ كُلًّا هَدَیْنا إِلَی أَنْ قَالَ وَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیی وَ عِیسی وَ إِلْیاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِینَ (1) وَ عِیسَی كَلِمَةُ اللَّهِ وَ رُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَی الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ وَ قَدْ نَسَبَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ مَا دَعَاكَ إِلَی نَشْرِ هَذَا وَ ذِكْرِهِ قُلْتُ مَا اسْتَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی أَهْلِ الْعِلْمِ فِی عِلْمِهِمْ لَتُبَیِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ الْآیَةَ(2) قَالَ صَدَقْتَ وَ لَا تَعُودَنَ

ص: 228


1- 1. الأنعام: 85.
2- 2. آل عمران: 187.

لِذِكْرِ هَذَا وَ لَا نَشْرِهِ.

وَ جَاءَ الْحَدِیثُ مُرْسَلًا أَطْوَلَ مِنْ هَذَا عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِیِّ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ الْحَجَّاجُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَخَشِیتُ فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ وَ أَوْصَیْتُ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا نَطْعٌ مَنْشُورٌ وَ السَّیْفُ مَسْلُولٌ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ فَقَالَ لَا تَخَفْ فَقَدْ آمَنْتُكَ اللَّیْلَةَ وَ غَداً إِلَی الظُّهْرِ وَ أَجْلَسَنِی عِنْدَهُ ثُمَّ أَشَارَ فَأُتِیَ بِرَجُلٍ مُقَیَّدٍ بِالْكُبُولِ وَ الْأَغْلَالِ فَوَضَعُوهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الشَّیْخَ یَقُولُ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ كَانَا ابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَأْتِینِی بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ إِلَّا لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ.

فَقُلْتُ یَجِبُ أَنْ تَحِلَّ قَیْدَهُ فَإِنَّهُ إِذَا احْتَجَّ فَإِنَّهُ لَا مَحَالَةَ یَذْهَبُ وَ إِنْ لَمْ یَحْتَجَّ فَإِنَّ السَّیْفَ لَا یَقْطَعُ هَذَا الْحَدِیدَ فَحَلُّوا قُیُودَهُ وَ كُبُولَهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ فَحَزِنْتُ بِذَلِكَ وَ قُلْتُ كَیْفَ یَجِدُ حُجَّةً عَلَی ذَلِكَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ ائْتِنِی بِحُجَّةٍ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَی مَا ادَّعَیْتَ وَ إِلَّا أَضْرِبْ عُنُقَكَ فَقَالَ لَهُ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ انْتَظِرْ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ثُمَّ قَالَ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ إِلَی قَوْلِهِ وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ ثُمَّ سَكَتَ وَ قَالَ لِلْحَجَّاجِ اقْرَأْ مَا بَعْدَهُ فَقَرَأَ وَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیی وَ عِیسی فَقَالَ سَعِیدٌ كَیْفَ یَلِیقُ هَاهُنَا عِیسَی قَالَ إِنَّهُ كَانَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ قَالَ إِنْ كَانَ عِیسَی مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ أَبٌ بَلْ كَانَ ابْنَ ابْنَتِهِ فَنُسِبَ إِلَیْهِ مَعَ بُعْدِهِ فَالْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَوْلَی أَنْ یُنْسَبَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ قُرْبِهِمَا مِنْهُ فَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِینَارٍ وَ أَمَرَ بِأَنْ یَحْمِلُوهَا مَعَهُ إِلَی دَارِهِ وَ أَذِنَ لَهُ فِی الرُّجُوعِ قَالَ الشَّعْبِیُّ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ وَجَبَ عَلَیَّ أَنْ آتِیَ هَذَا الشَّیْخَ فَأَتَعَلَّمَ مِنْهُ مَعَانِیَ الْقُرْآنِ لِأَنِّی كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّی أَعْرِفُهَا فَإِذَا أَنَا لَا أَعْرِفُهَا فَأَتَیْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِی الْمَسْجِدِ وَ تِلْكَ الدَّنَانِیرُ بَیْنَ یَدَیْهِ یُفَرِّقُهَا عَشْراً عَشْراً وَ یَتَصَدَّقُ بِهَا ثُمَّ قَالَ هَذَا كُلُّهُ بِبَرَكَةِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَئِنْ كُنَّا أَغْمَمْنَا وَاحِداً لَقَدْ أَفْرَحْنَا أَلْفاً وَ أَرْضَیْنَا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه وآله.

ص: 229

كِتَابُ الدَّلَائِلِ، لِمُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاضِی التَّنُوخِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ جَرِیرٍ عَنْ شَیْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَی عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَی قَالَتْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: لِكُلِّ نَبِیٍّ عَصَبَةٌ یَنْتَمُونَ إِلَیْهِ وَ إِنَّ فَاطِمَةَ عَصَبَتِیَ الَّتِی تَنْتَمِی إِلَیَ (1).

«2»- مع، [معانی الأخبار] الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ مَعاً عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْوَشَّاءِ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ: كُنْتُ بِخُرَاسَانَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام فِی مَجْلِسِهِ وَ زَیْدُ بْنُ مُوسَی حَاضِرٌ وَ قَدْ أَقْبَلَ عَلَی جَمَاعَةٍ فِی الْمَجْلِسِ یَفْتَخِرُ عَلَیْهِمْ وَ یَقُولُ نَحْنُ وَ نَحْنُ وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مُقْبِلٌ عَلَی قَوْمٍ یُحَدِّثُهُمْ فَسَمِعَ مَقَالَةَ زَیْدٍ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا زَیْدُ أَ غَرَّكَ قَوْلُ بَقَّالِی الْكُوفَةِ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ إِلَّا لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ وُلْدِ بَطْنِهَا خَاصَّةً فَأَمَّا أَنْ یَكُونَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ علیهما السلام یُطِیعُ اللَّهَ وَ یَصُومُ نَهَارَهُ وَ یَقُومُ لَیْلَهُ وَ تَعْصِیهِ أَنْتَ ثُمَّ تَجِیئَانِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَوَاءً لَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَانَ یَقُولُ لِمُحْسِنِنَا كِفْلَانِ مِنَ الْأَجْرِ وَ لِمُسِیئِنَا ضِعْفَانِ مِنَ الْعَذَابِ وَ قَالَ الْحَسَنُ الْوَشَّاءُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا حَسَنُ كَیْفَ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآیَةَ قالَ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ (2) فَقُلْتُ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَقْرَأُ إِنَّهُ عَمِلَ غَیْرَ صَالِحٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقْرَأُ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ نَفَاهُ عَنْ أَبِیهِ فَقَالَ علیه السلام كَلَّا لَقَدْ كَانَ ابْنَهُ وَ لَكِنْ لَمَّا عَصَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَفَاهُ اللَّهُ عَنْ أَبِیهِ كَذَا مَنْ كَانَ مِنَّا لَمْ یُطِعِ اللَّهَ فَلَیْسَ مِنَّا وَ أَنْتَ إِذَا أَطَعْتَ اللَّهَ فَأَنْتَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ.

ص: 230


1- 1. هكذا فی النسخة المطبوعة. و یحتمل أن یكون اللفظ هكذا: عصبتی الی تنتمی و قد مر الخبر عن المناقب تحت الرقم 1 و فیه: كل بنی أم. فراجع.
2- 2. هود: 46.

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] السنانی عن الأسدی عن صالح بن أحمد: مثله.

«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ قَالَ نَعَمْ عَنَی بِذَلِكَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ زَیْنَبَ وَ أُمَّ كُلْثُومٍ علیهم السلام.

«4»- مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفُضَیْلِ (1)

عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا مَعْنَی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ فَقَالَ الْمُعْتَقُونَ مِنَ النَّارِ هُمْ وُلْدُ بَطْنِهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ زَیْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ.

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ.

مصباح الأنوار، عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه وآله.مثله.

«6»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ قَالَ: خَرَجَ زَیْدُ بْنُ مُوسَی أَخُو أَبِی الْحَسَنِ علیه السلامبِالْمَدِینَةِ وَ أَحْرَقَ وَ قَتَلَ وَ كَانَ یُسَمَّی زَیْدَ النَّارِ فَبَعَثَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ فَأُسِرَ وَ حُمِلَ إِلَی الْمَأْمُونِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ اذْهَبُوا بِهِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ قَالَ یَاسِرٌ فَلَمَّا أُدْخِلَ إِلَیْهِ قَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ یَا زَیْدُ أَ غَرَّكَ قَوْلُ سَفِلَةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ ذَاكَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ خَاصَّةً إِنْ كُنْتَ تَرَی أَنَّكَ تَعْصِی اللَّهَ وَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ أَطَاعَ اللَّهَ وَ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَأَنْتَ إِذاً أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ مَا یَنَالُ أَحَدٌ مَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَنَالُهُ بِمَعْصِیَتِهِ فَبِئْسَ مَا زَعَمْتَ

ص: 231


1- 1. هذا هو الصحیح، راجع المصدر ص 109، رجال النجاشیّ ص 280 و فی المطبوعة محمّد بن القاسم بن المفضل.

فَقَالَ لَهُ زَیْدٌ أَنَا أَخُوكَ وَ ابْنُ أَبِیكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَنْتَ أَخِی مَا أَطَعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ نُوحاً علیه السلام قَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِینَ (1) فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ مِنْ أَهْلِهِ بِمَعْصِیَتِهِ.

«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَارِیخُ بَغْدَادَ وَ كِتَابُ السَّمْعَانِیِّ وَ أَرْبَعِینُ الْمُؤَذِّنِ وَ مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ عَنِ ابْنِ شَاهِینَ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ حُذَیْفَةَ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ فَاطِمَةَ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَحَرَّمَ اللَّهُ ذُرِّیَّتَهَا عَلَی النَّارِ قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ خَاصٌّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ یُقَالُ أَیْ مَنْ وَلَدَتْهُ بِنَفْسِهَا وَ هُوَ الْمَرْوِیُّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ الْأَوْلَی كُلُّ مُؤْمِنٍ مِنْهُمْ.

«8»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْجَارُودِ مَا یَقُولُونَ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قُلْتُ یُنْكِرُونَ عَلَیْنَا أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ قُلْتُ بِقَوْلِ اللَّهِ فِی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ إِلَی قَوْلِهِ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِینَ فَجَعَلَ عِیسَی مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ احْتَجَجْنَا عَلَیْهِمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَی فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ قَالُوا قَالَ قُلْتُ قَالُوا قَدْ یَكُونُ وَلَدُ الْبِنْتِ مِنَ الْوَلَدِ وَ لَا یَكُونُ مِنَ الصُّلْبِ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ یَا أَبَا الْجَارُودِ لَأُعْطِیَنَّكَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ آیَةً تُسَمِّی لِصُلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَرُدُّهَا إِلَّا كَافِرٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیْنَ قَالَ حَیْثُ قَالَ اللَّهُ حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ حَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلابِكُمْ (3) فَسَلْهُمْ یَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ یَحِلُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نِكَاحُ حَلِیلَتِهِمَا فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ فَكَذَبُوا وَ اللَّهِ وَ إِنْ قَالُوا لَا فَهُمَا وَ اللَّهِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ لِصُلْبِهِ وَ مَا حَرُمَتْ عَلَیْهِ إِلَّا لِلصُّلْبِ.

بیان: أقول إطلاق الابن و الولد علیهم كثیر و قد مضی الأخبار المفصلة

ص: 232


1- 1. هود: 45.
2- 2. آل عمران: 61.
3- 3. النساء: 22.

فی باب احتجاج الرضا علیه السلام عند المأمون فی الإمامة و سیأتی فی اح 0 تجاج موسی بن جعفر علیهما السلام مع خلفاء زمانه و لعل وجه الاحتجاج بالآیة الأخیرة هو اتفاقهم علی دخول ولد البنت فی هذه الآیة و الأصل فی الإطلاق الحقیقة أو أنهم یستدلون بهذه الآیة علی حرمة حلیلة ولد البنت و لا یتم إلا بكونه ولدا حقیقة للصلب و سیأتی تمام القول فی ذلك فی أبواب الخمس إن شاء اللّٰه.

«9»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ یَا أَبَا الْجَارُودِ مَا یَقُولُونَ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قُلْتُ یُنْكِرُونَ عَلَیْنَا أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ قُلْتُ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ إِلَی قَوْلِهِ وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ وَ جَعَلَ عِیسَی مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ قَالُوا لَكُمْ قُلْتُ قَالُوا قَدْ یَكُونُ وَلَدُ الِابْنَةِ مِنَ الْوَلَدِ وَ لَا یَكُونُ مِنَ الصُّلْبِ قَالَ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ احْتَجَجْتُمْ عَلَیْهِمْ قَالَ قُلْتُ احْتَجَجْنَا عَلَیْهِمْ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ الْآیَةَ قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ قَالُوا لَكُمْ قُلْتُ قَالُوا قَدْ یَكُونُ فِی كَلَامِ الْعَرَبِ ابنی [ابْنَا] رَجُلٍ وَاحِدٍ فَیَقُولُ أَبْنَاؤُنَا وَ إِنَّمَا هُمَا ابن [ابْنَا] وَاحِدٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ یَا أَبَا الْجَارُودِ لَأُعْطِیَنَّكَهَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تُسَمِّی لِصُلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَرُدُّهَا إِلَّا كَافِرٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیْنَ قَالَ حَیْثُ قَالَ اللَّهُ حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ إِلَی أَنْ یَنْتَهِیَ إِلَی قَوْلِهِ وَ حَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلابِكُمْ فَسَلْهُمْ یَا أَبَا الْجَارُودِ هَلْ حَلَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نِكَاحُ حَلِیلَتِهِمَا فَإِنْ قَالُوا نَعَمْ فَكَذَبُوا وَ اللَّهِ وَ فَجَرُوا وَ إِنْ قَالُوا لَا فَهُمَا وَ اللَّهِ ابْنَاهُ لِصُلْبِهِ وَ مَا حَرُمَتَا عَلَیْهِ إِلَّا لِلصُّلْبِ.

كا، [الكافی] العدة عن البرقی عن الحسن بن ظریف عن عبد الصمد: مثله.

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وَلَدَتِ الْحَسَنَ علیه السلام وَ لَهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً وَ أَوْلَادُهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمُحَسِّنُ سَقَطَ وَ فِی مَعَارِفِ الْقُتَیْبِیِّ أَنَّ مُحَسِّناً فَسَدَ مِنْ زَخْمِ قُنْفُذٍ الْعَدَوِیِّ وَ زَیْنَبُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ.

ص: 233

تَذْنِیبٌ : قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ: فِی شَرْحِ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ أَیَّامِ صِفِّینَ حِینَ رَأَی ابْنَهُ الْحَسَنَ علیه السلام یَتَسَرَّعُ إِلَی الْحَرْبِ أَمْلِكُوا عَنِّی هَذَا الْغُلَامَ لَا یَهُدَّنِی فَإِنِّی أَنْفَسُ بِهَذَیْنِ یَعْنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ عَنِ الْمَوْتِ لِئَلَّا یَنْقَطِعَ بِهِمَا نَسْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

فَإِنْ قُلْتَ أَ یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ وُلْدِهِمَا أَبْنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ وَ وُلْدُ رَسُولِ اللَّهِ وَ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ نَسْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ سَمَّاهُمْ أَبْنَاءَهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ إِنَّمَا عَنَی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ لَوْ أَوْصَی لِوُلْدِ فُلَانٍ بِمَالٍ دَخَلَ فِیهِ أَوْلَادُ الْبَنَاتِ وَ سَمَّی اللَّهُ تَعَالَی عِیسَی ذُرِّیَّةَ إِبْرَاهِیمَ وَ لَمْ یَخْتَلِفْ أَهْلُ اللُّغَةِ فِی أَنَّ وُلْدَ الْبَنَاتِ مِنْ نَسْلِ الرَّجُلِ.

فَإِنْ قُلْتَ فَمَا تَصْنَعُ بِقَوْلِهِ تَعَالَی ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ (1) قُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ أُبُوَّتِهِ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مَارِیَةَ فَكُلَّمَا تُجِیبُ بِهِ عَنْ ذَلِكَ فَهُوَ جَوَابِی عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ الْجَوَابُ الشَّامِلُ لِلْجَمِیعِ أَنَّهُ عَنَی زَیْدَ بْنَ الْحَارِثَةِ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ زَیْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَی عَادَتِهِمْ فِی تَبَنِّی الْعَبِیدِ فَأَبْطَلَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ وَ نَهَی عَنْ سُنَّةِ الْجَاهِلِیَّةِ وَ قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً لَیْسَ أَباً لِوَاحِدٍ مِنَ الرِّجَالِ الْبَالِغِینَ الْمَعْرُوفِینَ بَیْنَكُمْ وَ ذَلِكَ لَا یَنْفِی كَوْنَهُ أَباً لِأَطْفَالٍ لَمْ یُطْلَقْ عَلَیْهِمْ لَفْظَةُ الرِّجَالِ كَإِبْرَاهِیمَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ علیهما السلام.

أَقُولُ ثُمَّ ذَكَرَ بَعْضَ الِاعْتِرَاضَاتِ وَ الْأَجْوِبَةِ الَّتِی لَیْسَ هَذَا الْبَابُ مَوْضِعَ ذِكْرِهَا.

ص: 234


1- 1. الأحزاب: 40.

باب 10 أوقافها و صدقاتها صلوات اللّٰه علیها

«1»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَقَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هِیَ لَنَا حَلَالٌ وَ قَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام جَعَلَتْ صَدَقَتَهَا لِبَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ.

«2»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ لَا أُقْرِئُكَ وَصِیَّةَ فَاطِمَةَ قَالَ قُلْتُ بَلَی فَأَخْرَجَ حُقّاً أَوْ سَفَطاً فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَاباً فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَتْ بِهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْصَتْ بِحَوَائِطِهَا السَّبْعَةِ الْعَوَافِ وَ الدَّلَالِ وَ الْبُرْقَةِ وَ الْمَبِیتِ وَ الْحَسْنَی وَ الصَّافِیَةِ وَ مَا لِأُمِّ إِبْرَاهِیمَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنْ مَضَی عَلِیٌّ فَإِلَی الْحَسَنِ فَإِنْ مَضَی الْحَسَنُ فَإِلَی الْحُسَیْنِ فَإِنْ مَضَی الْحُسَیْنُ فَإِلَی الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِی شَهِدَ اللَّهُ عَلَی ذَلِكَ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ الزُّبَیْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَ كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ: مِثْلَهُ وَ لَمْ یَذْكُرْ حُقّاً وَ لَا سَفَطاً وَ قَالَ إِلَی الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِی دُونَ وُلْدِكَ.

«3»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ لَا أُقْرِئُكَ وَصِیَّةَ فَاطِمَةَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ صَحِیفَةً هَذَا مَا عَهِدَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَمْوَالِهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنْ مَاتَ فَإِلَی الْحَسَنِ فَإِنْ مَاتَ فَإِلَی الْحُسَیْنِ فَإِنْ مَاتَ فَإِلَی الْأَكْبَرِ مِنْ وُلْدِی دُونَ وُلْدِكَ الدَّلَالُ وَ الْعَوَافُ وَ الْمَبِیتُ وَ الْبُرْقَةُ وَ الْحَسْنَی وَ الصَّافِیَةُ وَ مَا لِأُمِّ إِبْرَاهِیمَ

ص: 235

شَهِدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی ذَلِكَ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ الزُّبَیْرُ بْنُ الْعَوَّامِ.

«4»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی یَحْیَی الْمُزَنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْمَبِیتُ هُوَ الَّذِی كَاتَبَ عَلَیْهِ سَلْمَانُ فَأَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ فَهُوَ فِی صَدَقَتِهَا.

«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْحِیطَانِ السَّبْعَةِ الَّتِی كَانَتْ مِیرَاثَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ إِنَّمَا كَانَتْ وَقْفاً فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَأْخُذُ إِلَیْهِ مِنْهَا مَا یُنْفِقُ عَلَی أَضْیَافِهِ وَ التَّابِعَةُ تَلْزَمُهُ فِیهَا فَلَمَّا قُبِضَ جَاءَ الْعَبَّاسُ یُخَاصِمُ فَاطِمَةَ فِیهَا فَشَهِدَ عَلِیٌّ وَ غَیْرُهُ أَنَّهَا وَقْفٌ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ هِیَ الدَّلَالُ وَ الْعَوَافُ وَ الْحَسْنَی وَ الصَّافِیَةُ وَ مَا لِأُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ الْمَبِیتُ وَ الْبُرْقَةُ.

ص: 236

أبواب تاریخ الإمامین الهمامین قرتی عین رسول الثقلین الحسن و الحسین سیدی شباب أهل الجنة أجمعین صلوات اللّٰه علیهما أبد الآبدین و لعنة اللّٰه علی أعدائهما فی كل حین

باب 11 ولادتهما و أسمائهما و عللها و نقش خواتیمهما صلوات اللّٰه علیهما

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَامَ الْخَنْدَقِ بِالْمَدِینَةِ یَوْمَ الْخَمِیسِ أَوْ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ بَعْدَ أَخِیهِ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَ عِشْرِینَ یَوْماً وَ اسْمُهُ الْحُسَیْنُ وَ فِی التَّوْرَاةِ شَبِیرٌ وَ فِی الْإِنْجِیلِ طاب وَ كُنْیَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ الْخَاصُّ أَبُو عَلِیٍّ وَ أَلْقَابُهُ الشَّهِیدُ السَّعِیدُ وَ السِّبْطُ الثَّانِی وَ الْإِمَامُ الثَّالِثُ.

«2»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدِّینِ بْنُ طَلْحَةَ: كُنْیَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَا غَیْرُ وَ أَمَّا أَلْقَابُهُ فَكَثِیرَةٌ الرَّشِیدُ وَ الطَّیِّبُ وَ الْوَفِیُّ وَ السَّیِّدُ وَ الزَّكِیُّ وَ الْمُبَارَكُ وَ التَّابِعُ لِمَرْضَاةِ اللَّهِ وَ السِّبْطُ وَ أَشْهَرُهَا الزَّكِیُّ وَ لَكِنَّ أَعْلَاهَا رُتْبَةً مَا لَقَّبَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی قَوْلِهِ عَنْهُ وَ عَنْ أَخِیهِ إِنَّهُمَا سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَیَكُونُ السَّیِّدُ أَشْرَفَهَا وَ كَذَلِكَ السِّبْطُ فَإِنَّهُ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ: یُكَنَّی بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ لَقَبُهُ الرَّشِیدُ وَ الطَّیِّبُ وَ الْوَفِیُّ وَ السَّیِّدُ وَ الْمُبَارَكُ وَ التَّابِعُ لِمَرْضَاةِ اللَّهِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ السِّبْطُ.

ص: 237

«3»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنْ حَرْبِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ علیهما السلام قَالَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام سَمِّهِ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَسُولَ اللَّهِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَخْرَجَ إِلَیْهِ فِی خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَقَالَ أَ لَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُفُّوهُ فِی خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ ثُمَّ رَمَی بِهَا وَ أَخَذَ خِرْقَةً بَیْضَاءَ فَلَفَّهُ فِیهَا ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام هَلْ سَمَّیْتَهُ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی جَبْرَئِیلَ أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ ابْنٌ فَاهْبِطْ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ هَنِّئْهُ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ عَلِیّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَهَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَأْمُرُكَ أَنْ تُسَمِّیَهُ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اسْمُهُ قَالَ شَبَّرَ قَالَ لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ سَمِّهِ الْحَسَنَ فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ ابْنٌ فَاهْبِطْ إِلَیْهِ فَهَنِّئْهُ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ عَلِیّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَهَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا اسْمُهُ قَالَ شَبِیرٌ قَالَ لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ سَمِّهِ الْحُسَیْنَ فَسَمَّاهُ الْحُسَیْنَ.

بیان: قال الفیروزآبادی شَبَّرُ كَبَقَّمٍ و شَبِّیرٌ كَقَمِّیرٍ و مُشَبِّرٌ كَمُحَدِّثٍ أبناء هارون علیه السلام قیل و بأسمائهم سمی النبی صلی اللّٰه علیه و آله الْحَسَنَ و الْحُسَیْنَ و الْمُحَسِّنَ.

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ: قَالَتْ قَبِلْتُ (1) جَدَّتَكَ فَاطِمَةَ علیها السلام بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ علیه السلام جَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا أَسْمَاءُ هَاتِی ابْنِی فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فِی

ص: 238


1- 1. یقال: قبل المرأة- كعلم- قبالة، كانت قابلة و هی المرأة التی تأخذ الولد عند الولادة.

خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَرَمَی بِهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ یَا أَسْمَاءُ أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَیْكُمْ أَنْ لَا تَلُفُّوا الْمَوْلُودَ فِی خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَلَفَفْتُهُ فِی خِرْقَةٍ بَیْضَاءَ وَ دَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فَأَذَّنَ فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقَامَ فِی الْیُسْرَی ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِأَیِّ شَیْ ءٍ سَمَّیْتَ ابْنِی قَالَ مَا كُنْتُ أَسْبِقُكَ بِاسْمِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُسَمِّیَهُ حَرْباً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَا أَسْبِقُ أَنَا بِاسْمِهِ رَبِّی ثُمَّ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَكَ سَمِّ ابْنَكَ هَذَا بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ مَا اسْمُ ابْنِ هَارُونَ قَالَ شَبَّرُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام سَمِّهِ الْحَسَنَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ سَابِعِهِ عَقَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَنْهُ بِكَبْشَیْنِ أَمْلَحَیْنِ وَ أَعْطَی الْقَابِلَةَ فَخِذاً وَ دِینَاراً وَ حَلَقَ رَأْسَهُ وَ تَصَدَّقَ بِوَزْنِ الشَّعْرِ وَرِقاً وَ طَلَی رَأْسَهُ بِالْخَلُوقِ ثُمَّ قَالَ یَا أَسْمَاءُ الدَّمُ فِعْلُ الْجَاهِلِیَّةِ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ حَوْلٍ وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ جَاءَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا أَسْمَاءُ هَلُمِّی ابْنِی فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فِی خِرْقَةٍ بَیْضَاءَ فَأَذَّنَ فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقَامَ فِی الْیُسْرَی وَ وَضَعَهُ فِی حَجْرِهِ فَبَكَی فَقَالَتْ أَسْمَاءُ قُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی مِمَّ بُكَاؤُكَ قَالَ عَلَی ابْنِی هَذَا قُلْتُ إِنَّهُ وُلِدَ السَّاعَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ مِنْ بَعْدِی لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِی ثُمَّ قَالَ یَا أَسْمَاءُ لَا تُخْبِرِی فَاطِمَةَ بِهَذَا فَإِنَّهَا قَرِیبَةُ عَهْدٍ بِوِلَادَتِهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَیَّ شَیْ ءٍ سَمَّیْتَ ابْنِی قَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُسَمِّیَهُ حَرْباً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَا أَسْبِقُ بِاسْمِهِ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ عَلِیٌّ مِنْكَ كَهَارُونَ مِنْ مُوسَی سَمِّ ابْنَكَ هَذَا بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ مَا اسْمُ ابْنِ هَارُونَ قَالَ شَبِیرٌ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ جَبْرَئِیلُ سَمِّهِ الْحُسَیْنَ فَسَمَّاهُ الْحُسَیْنَ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ سَابِعِهِ عَقَّ عَنْهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِكَبْشَیْنِ أَمْلَحَیْنِ

ص: 239

وَ أَعْطَی الْقَابِلَةَ فَخِذاً وَ دِینَاراً ثُمَّ حَلَقَ رَأْسَهُ وَ تَصَدَّقَ بِوَزْنِ الشَّعْرِ وَرِقاً وَ طَلَی رَأْسَهُ بِالْخَلُوقِ فَقَالَ یَا أَسْمَاءُ الدَّمُ فِعْلُ الْجَاهِلِیَّةِ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الواعظ فی شرف النبی صلی اللّٰه علیه و آله و السمعانی فی فضائل الصحابة و جماعة من أصحابنا فی كتبهم عن هانئ بن هانئ عن أمیر المؤمنین علیه السلام و عن علی بن الحسین علیهم السلام و عن أسماء بنت عمیس: و ذكر نحوه بیان الملحة بیاض یخالطه سواد و الخلوق طیب معروف مركب یتخذ من الزعفران و غیره من أنواع الطیب و تغلب علیه الحمرة و الصفرة.

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام: أَنَّهُ سُمِّیَ حَسَناً یَوْمَ السَّابِعِ وَ اشْتُقَّ مِنِ اسْمِ الْحَسَنِ حُسَیْناً وَ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ بَیْنَهُمَا إِلَّا الْحَمْلُ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله.

«6»- ن (1)،

[عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله أَذَّنَ فِی أُذُنِ الْحُسَیْنِ بِالصَّلَاةِ یَوْمَ وُلِدَ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله.

«7»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام عَقَّتْ عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ أَعْطَتِ الْقَابِلَةَ رِجْلَ شَاةٍ وَ دِینَاراً.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله.

«8»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِیرٍ وَ أَبِی بَكْرٍ الْهُذَلِیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا حَمَلَتْ فَاطِمَةُ بِالْحَسَنِ فَوَلَدَتْ وَ قَدْ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَرَهُمْ أَنْ یَلُفُّوهُ فِی خِرْقَةٍ بَیْضَاءَ فَلَفُّوهُ فِی صَفْرَاءَ وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ یَا عَلِیُّ سَمِّهِ فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ بِاسْمِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ النَّبِیُّ فَأَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِی فِیهِ فَجَعَلَ الْحَسَنُ علیه السلام یَمَصُّهُ

ص: 240


1- 1. فی النسخة المطبوعة ب و هو سهو ظاهر، راجع عیون أخبار الرضا علیه السلام ج 2 ص 43.

ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَ لَمْ أَتَقَدَّمْ إِلَیْكُمْ أَنْ لَا تَلُفُّوهُ فِی خِرْقَةٍ صَفْرَاءَ فَدَعَا صلی اللّٰه علیه و آله بِخِرْقَةٍ بَیْضَاءَ فَلَفَّهُ فِیهَا وَ رَمَی بِالصَّفْرَاءِ وَ أَذَّنَ فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقَامَ فِی الْیُسْرَی ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا سَمَّیْتَهُ قَالَ مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَكَ بِاسْمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا كُنْتُ لِأَسْبِقَ رَبِّی بِاسْمِهِ (1)

قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنَّهُ قَدْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ ابْنٌ فَاهْبِطْ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ وَ هَنِّئْهُ مِنِّی وَ مِنْكَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ عَلِیّاً مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ وَ هَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْمُرُكَ أَنْ تُسَمِّیَهُ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ (2)

قَالَ وَ مَا كَانَ اسْمُهُ قَالَ شَبَّرَ قَالَ لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ سَمِّهِ الْحَسَنَ فَسَمَّاهُ الْحَسَنَ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ جَاءَ إِلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَفَعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِالْحَسَنِ علیه السلام وَ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَسَمِّهِ بِاسْمِ ابْنِ هَارُونَ قَالَ وَ مَا كَانَ اسْمُهُ قَالَ شَبِیراً قَالَ لِسَانِی عَرَبِیٌّ قَالَ فَسَمِّهِ الْحُسَیْنَ فَسَمَّاهُ الْحُسَیْنَ.

«9»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی سَمَّیْتُ ابْنَیَّ هَذَیْنِ بِاسْمِ ابْنَیْ هَارُونَ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً.

«10»- ع، [علل الشرائع] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنْ حَرْبِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: یَا فَاطِمَةُ اسْمُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فِی ابْنَیْ هَارُونَ شَبَّرَ وَ شَبِیرٍ لِكَرَامَتِهِمَا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

«11»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: أَهْدَی جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْمَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ خِرْقَةَ حَرِیرٍ مِنْ ثِیَابِ

ص: 241


1- 1. و( 2) ما جعلناه بین العلامتین ساقط من النسخ المطبوعة راجع علل الشرائع ج 1 ص 131، معانی الأخبار ص 57.
2- 1. و( 2) ما جعلناه بین العلامتین ساقط من النسخ المطبوعة راجع علل الشرائع ج 1 ص 131، معانی الأخبار ص 57.

الْجَنَّةِ وَ اشْتَقَّ اسْمَ الْحُسَیْنِ مِنِ اسْمِ الْحَسَنِ.

«12»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] الْحَسَنُ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عِیسَی عَنْ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ جَاءَتْ بِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَمَّاهُ حَسَناً فَلَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَیْنَ جَاءَتْ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ هَذَا فَسَمَّاهُ حُسَیْناً.

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبَةِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحَسَنِ علیه السلامالْعِزَّةُ لِلَّهِ وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ الْخَبَرَ.

«14»- د، [العدد القویة] رُوِیَ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ زَوْجَةِ الْعَبَّاسِ أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ كَأَنَّ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ فِی حَجْرِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً فتكفلیه [فَتَكْفُلِینَهُ] فَوَضَعَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ فَدَفَعَهُ إِلَیْهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَرَضَعَتْهُ بِلَبَنِ قُثَمِ بْنِ الْعَبَّاسِ.

«15»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبِی إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَقْبَلَ جِیرَانُ أُمِّ أَیْمَنَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ أَیْمَنَ لَمْ تَنَمِ الْبَارِحَةَ مِنَ الْبُكَاءِ لَمْ تَزَلْ تَبْكِی حَتَّی أَصْبَحَتْ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَی أُمِّ أَیْمَنَ فَجَاءَتْهُ فَقَالَ لَهَا یَا أُمَّ أَیْمَنَ لَا أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَكِ إِنَّ جِیرَانَكِ أَتَوْنِی وَ أَخْبَرُونِی أَنَّكِ لَمْ تَزَلِ اللَّیْلَ تَبْكِینَ أَجْمَعَ فَلَا أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَكِ مَا الَّذِی أَبْكَاكِ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْتُ رُؤْیَا عَظِیمَةً شَدِیدَةً فَلَمْ أَزَلْ أَبْكِی اللَّیْلَ أَجْمَعَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقُصِّیهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أَعْلَمُ فَقَالَتْ تَعْظُمُ عَلَیَّ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهَا فَقَالَ لَهَا إِنَّ الرُّؤْیَا لَیْسَتْ عَلَی مَا تَرَی فَقُصِّیهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ رَأَیْتُ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ كَأَنَّ بَعْضَ أَعْضَائِكَ مُلْقًی فِی بَیْتِی فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله نَامَتْ عَیْنُكِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ تَلِدُ فَاطِمَةُ الْحُسَیْنَ فَتُرَبِّینَهُ وَ تَلْبَیْنَهُ (1) فَیَكُونُ بَعْضُ أَعْضَائِی فِی بَیْتِكِ

ص: 242


1- 1. أی تسقینه اللبن.

فَلَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَیْنَ علیه السلام فَكَانَ یَوْمُ السَّابِعِ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَحُلِقَ رَأْسُهُ وَ تُصُدِّقَ بِوَزْنِ شَعْرِهِ فِضَّةٌ وَ عُقَّ عَنْهُ ثُمَّ هَیَّأَتْهُ أُمُّ أَیْمَنَ وَ لَفَّتْهُ فِی بُرْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَرْحَباً بِالْحَامِلِ وَ الْمَحْمُولِ یَا أُمَّ أَیْمَنَ هَذَا تَأْوِیلُ رُؤْیَاكِ.

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الصادق علیه السلام و ابن عباس: مثله أخرجه القیروانی فی التعبیر و صاحب فضائل الصحابة.

«16»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الضَّبِّیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ صَفِیَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: لَمَّا سَقَطَ الْحُسَیْنُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَ كُنْتُ وَلِیتُهَا علیها السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَمَّةِ هَلُمِّی إِلَیَّ ابْنِی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَمْ نُنَظِّفْهُ بَعْدُ فَقَالَ یَا عَمَّةِ أَنْتِ تُنَظِّفِینَهُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ نَظَّفَهُ وَ طَهَّرَهُ.

«17»- لی، [الأمالی] للصدوق بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ صَفِیَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: لَمَّا سَقَطَ الْحُسَیْنُ علیه السلام مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ فَدَفَعْتُهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِسَانَهُ فِی فِیهِ وَ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ عَلَی لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمَصُّهُ قَالَتْ فَمَا كُنْتُ أَحْسَبُ رَسُولَ اللَّهِ یَغْذُوهُ إِلَّا لَبَناً أَوْ عَسَلًا قَالَتْ فَبَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَقَبَّلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ هُوَ یَبْكِی وَ یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ قَوْماً هُمْ قَاتِلُوكَ یَا بُنَیَّ یَقُولُهَا ثَلَاثاً قَالَتْ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَنْ یَقْتُلُهُ قَالَ بَقِیَّةُ(1)

الْفِئَةِ الْبَاغِیَةِ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ.

«18»- لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شُعَیْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ لَمَّا وُلِدَ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَبْرَئِیلَ أَنْ یَهْبِطَ فِی أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَیُهَنِّئَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ جَبْرَئِیلَ

ص: 243


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر ص 136 و الظاهر:« تقتله».

قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَمَرَّ عَلَی جَزِیرَةٍ فِی الْبَحْرِ فِیهَا مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ فُطْرُسُ كَانَ مِنَ الْحَمَلَةِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی شَیْ ءٍ فَأَبْطَأَ عَلَیْهِ فَكَسَرَ جَنَاحَهُ وَ أَلْقَاهُ فِی تِلْكَ الْجَزِیرَةِ فَعَبَدَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهَا سَبْعَمِائَةِ عَامٍ حَتَّی وُلِدَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ الْمَلَكُ لِجَبْرَئِیلَ یَا جَبْرَئِیلُ أَیْنَ تُرِیدُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْعَمَ عَلَی مُحَمَّدٍ بِنِعْمَةٍ فَبُعِثْتُ أُهَنِّئُهُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنِّی فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ احْمِلْنِی مَعَكَ لَعَلَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو لِی قَالَ فَحَمَلَهُ قَالَ فَلَمَّا دَخَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله هَنَّأَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْهُ وَ أَخْبَرَهُ بِحَالِ فُطْرُسَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قُلْ لَهُ تَمَسَّحْ بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَ عُدْ إِلَی مَكَانِكَ قَالَ فَتَمَسَّحَ فُطْرُسُ بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ ارْتَفَعَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ وَ لَهُ عَلَیَّ مُكَافَاةٌ أَلَّا یَزُورَهُ زَائِرٌ إِلَّا أَبْلَغْتُهُ عَنْهُ وَ لَا یُسَلِّمَ عَلَیْهِ مُسَلِّمٌ إِلَّا أَبْلَغْتُهُ سَلَامَهُ وَ لَا یُصَلِّی عَلَیْهِ مُصَلٍّ إِلَّا أَبْلَغْتُهُ صَلَاتَهُ ثُمَّ ارْتَفَعَ.

مل، [كامل الزیارات] محمد بن جعفر الرزاز عن ابن أبی الخطاب عن موسی بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن إبراهیم بن شعیب: مثله أقول قد مضی بتغییر ما فی باب أخذ میثاقهم من الملائكة 19- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الصَّادِقُ علیه السلام: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ ذَكَرَ الطُّوسِیُّ فِی الْمِصْبَاحِ رِوَایَةً عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیِّ حَدِیثَ فُطْرُسَ الْمَلَكِ فِی الدُّعَاءِ.

وَ فِی الْمَسْأَلَةِ الْبَاهِرَةِ فِی تَفْضِیلِ الزَّهْرَاءِ الطَّاهِرَةِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِرٍ الْقَائِمِیِّ الْهَاشِمِیِّ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی كَانَ خَیَّرَهُ بَیْنَ عَذَابِهِ فِی الدُّنْیَا أَوْ فِی الْآخِرَةِ فَاخْتَارَ عَذَابَ الدُّنْیَا فَكَانَ مُعَلَّقاً بِأَشْفَارِ عَیْنَیْهِ فِی جَزِیرَةٍ فِی الْبَحْرِ لَا یَمُرُّ بِهِ حَیَوَانٌ وَ تَحْتَهُ دُخَانٌ مُنْتِنُ غَیْرُ مُنْقَطِعٍ فَلَمَّا أَحَسَّ الْمَلَائِكَةَ نَازِلِینَ سَأَلَ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنْهُمْ عَمَّا أَوْجَبَ لَهُمْ ذَلِكَ فَقَالَ وُلِدَ لِلْحَاشِرِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ أَحْمَدَ مِنْ بِنْتِهِ وَ وَصِیِّهِ وَلَدٌ یَكُونُ مِنْهُ أَئِمَّةُ الْهُدَی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَسَأَلَ مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ یُهَنِّئُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِتِلْكَ عَنْهُ وَ یُعْلِمُهُ بِحَالِهِ

ص: 244

فَلَمَّا عَلِمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله بِذَلِكَ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُعْتِقَهُ لِلْحُسَیْنِ فَفَعَلَ سُبْحَانَهُ فَحَضَرَ فُطْرُسُ وَ هَنَّأَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ عَرَجَ إِلَی مَوْضِعِهِ وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ مِثْلِی وَ أَنَا عَتَاقَةُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ جَدِّهِ أَحْمَدَ الْحَاشِرِ.

بیان: العتاقة بالفتح الحریة و یقال فلان مولی عتاقة فالمصدر بمعنی المفعول و لعله سقط لفظ المولی من النساخ.

«20»- ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ(1)

الْهَاشِمِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیْنَ جَاءَ لِوُلْدِ الْحُسَیْنِ الْفَضْلُ عَلَی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ هُمَا یَجْرِیَانِ فِی شِرْعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَا أَرَاكُمْ تَأْخُذُونَ بِهِ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وُلِدَ الْحُسَیْنُ بَعْدُ فَقَالَ لَهُ یُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ فَخَاطَبَهُ ثَلَاثاً ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ یُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَخَاطَبَ عَلِیّاً علیه السلام ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ یَكُونُ فِیهِ وَ فِی وُلْدِهِ الْإِمَامَةُ وَ الْوِرَاثَةُ وَ الْخِزَانَةُ فَأَرْسَلَ إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام أَنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِغُلَامٍ تَقْتُلُهُ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لَیْسَ لِی حَاجَةٌ فِیهِ یَا أَبَتِ فَخَاطَبَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهَا لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ فِیهِ الْإِمَامَةُ وَ الْوِرَاثَةُ وَ الْخِزَانَةُ فَقَالَتْ لَهُ رَضِیتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَلِقَتْ وَ حَمَلَتْ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام فَحَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ وَضَعَتْهُ وَ لَمْ یَعِشْ مَوْلُودٌ قَطُّ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ غَیْرُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ علیهم السلام فَكَفَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَأْتِیهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ فَیَضَعُ لِسَانَهُ فِی فَمِ الْحُسَیْنِ فَیَمَصُّهُ حَتَّی یَرْوَی فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَحْمَهُ مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَرْضَعْ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ لَا مِنْ غَیْرِهَا لَبَناً قَطُّ.

ص: 245


1- 1. هذا هو الصحیح و فی المصدر ج 1 ص 196 و هكذا النسخة المطبوعة عبد الرحمن ابن المثنی و هو سهو. قال النجاشیّ: عبد الرحمن بن كثیر الهاشمی مولی عبّاس بن محمّد ابن علیّ بن عبد اللّٰه بن العباس كان ضعیفا غمز أصحابنا علیه، و هو عم علیّ بن حسان الراوی عنه.

فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی (1) فَلَوْ قَالَ أَصْلِحْ لِی ذُرِّیَّتِی كَانُوا كُلُّهُمْ أَئِمَّةً وَ لَكِنْ خَصَّ هَكَذَا.

بیان: قال الجوهری قولهم الناس فی هذا الأمر شرع سواء یحرك و یسكن و یستوی فیه الواحد و المؤنث و الجمع و هذا شرع هذا و هما شرعان أی مثلان قوله علیه السلام لا أراكم تأخذون به أی لا تعتقدون المساواة أیضا بل تفضلون ولد الحسن أو أنكم لا تأخذون بقولی إن بینت لكم العلة فی ذلك و الأخیر أظهر.

«21»- فس، [تفسیر القمی]: وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً(2) قَالَ الْإِحْسَانُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَوْلُهُ بِوالِدَیْهِ إِنَّمَا عَنَی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْحُسَیْنِ فَقَالَ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَشَّرَهُ بِالْحُسَیْنِ قَبْلَ حَمْلِهِ وَ أَنَّ الْإِمَامَةَ تَكُونُ فِی وُلْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا یُصِیبُهُ مِنَ الْقَتْلِ وَ الْمُصِیبَةِ فِی نَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ ثُمَّ عَوَّضَهُ بِأَنْ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِی عَقِبِهِ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ یُقْتَلُ ثُمَّ یَرُدُّهُ إِلَی الدُّنْیَا وَ یَنْصُرُهُ حَتَّی یَقْتُلَ أَعْدَاءَهُ وَ یُمَلِّكَهُ الْأَرْضَ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ (3) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ (4) فَبَشَّرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ أَهْلَ بَیْتِكَ یَمْلِكُونَ الْأَرْضَ وَ یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا وَ یَقْتُلُونَ أَعْدَاءَهُمْ فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَاطِمَةَ علیها السلام بِخَبَرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَتْلِهِ فَحَمَلَتْهُ كُرْهاً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَهَلْ رَأَیْتُمْ أَحَداً یُبَشِّرُهُ بِوَلَدٍ ذَكَرٍ فَیَحْمِلُهُ كُرْهاً؟

ص: 246


1- 1. و( 2) الاحقاف: 15.
2- 1. و( 2) الاحقاف: 15.
3- 3. القصص: 4.
4- 4. الأنبیاء: 105.

أَیْ إِنَّهَا اغْتَمَّتْ وَ كَرِهَتْ لِمَا أُخْبِرَتْ بِقَتْلِهِ وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً لِمَا عَلِمَتْ مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ بَیْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا طُهْرٌ وَاحِدٌ وَ كَانَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فِی بَطْنِ أُمِّهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ فِصَالُهُ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ شَهْراً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً.

بیان: إنما عبر عن الإمامین علیهما السلام بالوالدین لأن الإمام كالوالد للرعیة فی الشفقة علیهم و وجوب طاعتهم له و كون حیاتهم بالعلم و الإیمان بسببه فقوله إِحْساناً نصب علی العلة أی وصینا كل إنسان بإكرام الإمامین للرسول و لانتسابهما إلیه و لا یبعد أن یكون مصحفا و یكون فی الأصل قال الإنسان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و یكون فی قراءتهم بولدیه بدون الألف.

قوله علیه السلام و كان بین الحسن و الحسین طهر واحد أی مقدار أقل طهر واحد و هی عشرة أیام كما سیجی ء بروایة الكلینی و كان بینهما فی المیلاد ستة أشهر و عشرا.

«22»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِ (1) عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام خَاتَمَانِ نَقْشُ أَحَدِهِمَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُدَّةٌ لِلِقَاءِ اللَّهِ وَ نَقْشُ الْآخَرِ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام خَزِیَ وَ شَقِیَ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام.

«23»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْمُثَنَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی مَنْ صَارَ وَ ذَكَرْتُ لَهُ إِنِّی سَمِعْتُ أَنَّهُ أُخِذَ مِنْ إِصْبَعِهِ فِیمَا أُخِذَ قَالَ علیه السلام لَیْسَ كَمَا قَالُوا إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِی إِصْبَعِهِ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِ أَمْرَهُ كَمَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَعَلَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِالْحَسَنِ وَ فَعَلَهُ الْحَسَنُ بِالْحُسَیْنِ علیهما السلام

ص: 247


1- 1. فی المصدر ص 131 عن الأسدی، عن النخعیّ إلخ.

ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْخَاتَمُ إِلَی أَبِی علیه السلام بَعْدَ أَبِیهِ وَ مِنْهُ صَارَ إِلَیَّ فَهُوَ عِنْدِی وَ إِنِّی لَأَلْبَسُهُ كُلَّ جُمُعَةٍ وَ أُصَلِّی فِیهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ فَدَخَلْتُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ یُصَلِّی فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ مَدَّ إِلَیَّ یَدَهُ فَرَأَیْتُ فِی إِصْبَعِهِ خَاتَماً نَقْشُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عُدَّةٌ لِلِقَاءِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا خَاتَمُ جَدِّی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام.

«24»- ك (1)،

[إكمال الدین] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الزاهرانی [الزَّهْرَانِیِ] عَنْ حَرِیزٍ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَلَكاً یُقَالُ لَهُ دَرْدَائِیلُ كَانَ لَهُ سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفَ جَنَاحٍ مَا بَیْنَ الْجَنَاحِ إِلَی الْجَنَاحِ هَوَاءٌ وَ الْهَوَاءُ كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَجَعَلَ یَوْماً یَقُولُ فِی نَفْسِهِ أَ فَوْقَ رَبِّنَا جَلَّ جَلَالُهُ شَیْ ءٌ فَعَلِمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مَا قَالَ فَزَادَهُ أَجْنِحَةً مِثْلَهَا فَصَارَ لَهُ اثْنَانِ وَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنْ طِرْ فَطَارَ مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ فَلَمْ یَنَلْ رَأْسُهُ قَائِمَةً مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ فَلَمَّا عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِتْعَابَهُ أَوْحَی إِلَیْهِ أَیُّهَا الْمَلَكُ عُدْ إِلَی مَكَانِكَ فَأَنَا عَظِیمٌ فَوْقَ كُلِّ عَظِیمٍ وَ لَیْسَ فَوْقِی شَیْ ءٌ وَ لَا أُوصَفُ بِمَكَانٍ فَسَلَبَهُ اللَّهُ أَجْنِحَتَهُ وَ مَقَامَهُ مِنْ صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ كَانَ مَوْلِدُهُ عَشِیَّةَ الْخَمِیسِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی ملك [مَالِكٍ] خَازِنِ النِّیرَانِ أَنْ أَخْمِدِ النِّیرَانَ عَلَی أَهْلِهَا لِكَرَامَةِ مَوْلُودٍ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْحَی إِلَی رِضْوَانَ خَازِنِ الْجِنَانِ أَنْ زَخْرِفِ الْجِنَانَ وَ طَیِّبْهَا لِكَرَامَةِ مَوْلِدٍ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ أَوْحَی إِلَی حُورِ الْعِینِ أَنْ تَزَیَّنَّ وَ تَزَاوَرْنَ لِكَرَامَةِ مَوْلُودٍ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی الْمَلَائِكَةِ أَنْ قُومُوا صُفُوفاً بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّمْجِیدِ وَ التَّكْبِیرِ لِكَرَامَةِ مَوْلُودٍ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ

ص: 248


1- 1. فی بعض النسخ المطبوعة: كا و هو سهو راجع كمال الدین ج 1 ص 398.

إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنِ اهْبِطْ إِلَی نَبِیِّی مُحَمَّدٍ فِی أَلْفِ قَبِیلٍ فِی الْقَبِیلِ أَلْفُ أَلْفِ مَلَكٍ عَلَی خُیُولٍ بُلْقٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ عَلَیْهَا قِبَابُ الدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ مَعَهُمْ مَلَائِكَةٌ یُقَالُ لَهُمُ الرُّوحَانِیُّونَ بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ مِنْ نُورٍ أَنْ هَنِّئُوا مُحَمَّداً بِمَوْلُودِهِ وَ أَخْبَرَهُ یَا جَبْرَئِیلُ إِنِّی قَدْ سَمَّیْتُهُ الْحُسَیْنَ وَ عَزِّهِ وَ قُلْ لَهُ یَا مُحَمَّدُ یَقْتُلُهُ شِرَارُ أُمَّتِكَ عَلَی شِرَارِ الدَّوَابِّ فَوَیْلٌ لِلْقَاتِلِ وَ وَیْلٌ لِلسَّائِقِ وَ وَیْلٌ لِلْقَائِدِ قَاتِلِ الْحُسَیْنِ أَنَا مِنْهُ بَرِی ءٌ وَ هُوَ مِنِّی بَرِی ءٌ لِأَنَّهُ لَا یَأْتِی أَحَدٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ أَعْظَمُ جُرْماً مِنْهُ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ یَدْخُلُ النَّارَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَ الَّذِینَ یَزْعُمُونَ أَنَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ* وَ النَّارُ أَشْوَقُ إِلَی قَاتِلِ الْحُسَیْنِ مِمَّنْ أَطَاعَ اللَّهَ إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ فَبَیْنَا جَبْرَئِیلُ یَهْبِطُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ إِذْ مَرَّ بِدَرْدَائِیلَ فَقَالَ لَهُ دَرْدَائِیلُ یَا جَبْرَائِیلُ مَا هَذِهِ اللَّیْلَةُ فِی السَّمَاءِ هَلْ قَامَتِ الْقِیَامَةُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا قَالَ لَا وَ لَكِنْ وُلِدَ لِمُحَمَّدٍ مَوْلُودٌ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ قَدْ بَعَثَنِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ لِأُهَنِّئَهُ بِمَوْلُودِهِ فَقَالَ الْمَلَكُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ بِالَّذِی خَلَقَكَ وَ خَلَقَنِی إِنْ هَبَطْتَ إِلَی مُحَمَّدٍ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ بِحَقِّ هَذَا الْمَوْلُودِ عَلَیْكَ إِلَّا مَا سَأَلْتَ اللَّهَ رَبَّكَ أَنْ یَرْضَی عَنِّی وَ یَرُدَّ عَلَیَّ أَجْنِحَتِی وَ مَقَامِی مِنْ صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَنَّأَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَزَّاهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله تَقْتُلُهُ أُمَّتِی قَالَ نَعَمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا هَؤُلَاءِ بِأُمَّتِی أَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُمْ وَ اللَّهُ بَرِی ءٌ مِنْهُمْ قَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا بَرِی ءٌ مِنْهُمْ یَا مُحَمَّدُ فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی فَاطِمَةَ وَ هَنَّأَهَا وَ عَزَّاهَا فَبَكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَالَتْ یَا لَیْتَنِی لَمْ أَلِدْهُ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ فِی النَّارِ(1) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَا أَشْهَدُ بِذَلِكِ یَا فَاطِمَةُ وَ لَكِنَّهُ لَا یُقْتَلُ حَتَّی یَكُونَ مِنْهُ إِمَامٌ تَكُونُ مِنْهُ الْأَئِمَّةُ الْهَادِیَةُ بَعْدَهُ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ بَعْدِی الْهَادِی عَلِیٌّ الْمُهْتَدِی الْحَسَنُ النَّاصِرُ الْحُسَیْنُ الْمَنْصُورُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الشَّافِعُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ النَّفَّاعُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَمِینُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الْفَعَّالُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُؤْتَمَنُ عَلِیُّ بْنُ

ص: 249


1- 1. جملة اسمیة دعائیة أی أورد اللّٰه قاتله فی النار.

مُحَمَّدٍ الْعَلَّامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ مَنْ یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ فَسَكَنَتْ فَاطِمَةُ مِنَ الْبُكَاءِ ثُمَّ أَخْبَرَ جَبْرَئِیلُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بِقَضِیَّةِ الْمَلَكِ وَ مَا أُصِیبَ بِهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحُسَیْنَ وَ هُوَ مَلْفُوفٌ فِی خِرَقٍ مِنْ صُوفٍ فَأَشَارَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الْمَوْلُودِ عَلَیْكَ لَا بَلْ بِحَقِّكَ عَلَیْهِ وَ عَلَی جَدِّهِ مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ إِنْ كَانَ لِلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ فَاطِمَةَ عِنْدَكَ قَدْرٌ فَارْضَ عَنْ دَرْدَائِیلَ وَ رُدَّ عَلَیْهِ أَجْنِحَتَهُ وَ مَقَامَهُ مِنْ صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ وَ غَفَرَ لِلْمَلَكِ وَ الْمَلَكُ لَا یُعْرَفُ فِی الْجَنَّةِ إِلَّا بِأَنْ یُقَالَ هَذَا مَوْلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

بیان: لعل هذا علی تقدیر صحة الخبر كان بمحض خطور البال من غیر اعتقاد بكون البارئ تعالی ذا مكان أو المراد بقوله فوق ربنا شی ء فوق عرش ربنا إما مكانا أو رتبة فیكون ذلك منه تقصیرا فی معرفة عظمته و جلاله فیكون علی هذا ذكر نفی المكان لرفع ما ربما یتوهم متوهم و اللّٰه یعلم.

«25»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَأْتِی مَرَاضِعَ فَاطِمَةَ فَیَتْفُلُ فِی أَفْوَاهِهِمْ وَ یَقُولُ لِفَاطِمَةَ لَا تُرْضِعِیهِمْ.

«26»- شا، [الإرشاد]: كُنْیَةُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا أَبُو مُحَمَّدٍ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ لَیْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ جَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ السَّابِعِ مِنْ مَوْلِدِهِ فِی خِرْقَةٍ مِنْ حَرِیرِ الْجَنَّةِ كَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام نَزَلَ بِهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَمَّاهُ حَسَناً وَ عَقَّ عَنْهُ كَبْشاً رَوَی ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام: وَ كُنْیَةُ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ لِخَمْسِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ جَاءَتْ بِهِ أُمُّهُ فَاطِمَةُ إِلَی جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْتَبْشَرَ بِهِ وَ سَمَّاهُ حُسَیْناً وَ عَقَّ عَنْهُ كَبْشاً.

«27»- سر، [السرائر] فِی جَامِعِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عیسان [عَنَّانٍ] مَوْلَی سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 250

وَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ وَ ذَكَرَهُ غَیْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فُطْرُسَ مَلَكٌ كَانَ یَطُوفُ بِالْعَرْشِ فَتَلَكَّأَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ فَقَصَّ جَنَاحَهُ وَ رَمَی بِهِ عَلَی جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام هَبَطَ جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُهَنِّئُهُ بِوِلَادَةِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَمَرَّ بِهِ فَعَاذَ بِجَبْرَئِیلَ فَقَالَ قَدْ بُعِثْتُ إِلَی مُحَمَّدٍ أُهَنِّئُهُ بِمَوْلُودٍ وُلِدَ لَهُ فَإِنْ شِئْتَ حَمَلْتُكَ إِلَیْهِ فَقَالَ قَدْ شِئْتُ فَحَمَلَهُ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَصْبَصَ بِإِصْبَعِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله امْسَحْ جَنَاحَكَ بِحُسَیْنٍ فَمَسَحَ جَنَاحَهُ بِحُسَیْنٍ فَعَرَجَ.

بیان: تلكأ عن الأمر تلكؤا تباطأ عنه و توقف.

«28»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُسْنَدُ أَحْمَدَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی غَسَّانَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ أَرُونِی ابْنِی مَا سَمَّیْتُمُوهُ قُلْتُ سَمَّیْتُهُ حَرْباً قَالَ بَلْ هُوَ حَسَنٌ.

مُسْنَدَیْ أَحْمَدَ وَ أَبِی یَعْلَی قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّاهُ حَمْزَةَ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ سَمَّاهُ جَعْفَراً قَالَ عَلِیٌّ فَدَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُغَیِّرَ اسْمَ هَذَیْنِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَمَّاهُمَا حَسَناً وَ حُسَیْناً.

وَ قَدْ رُوِّینَا نَحْوَ هَذَا عَنِ ابْنِ أَبِی عَقِیلٍ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُمِرْتُ أَنْ أُسَمِّیَ ابْنَیَّ هَذَیْنِ حَسَناً وَ حُسَیْناً.

شَرْحُ الْأَخْبَارِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ أَهْدَی جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْمُهُ فِی سَرَقَةٍ مِنْ حَرِیرٍ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ فِیهَا حَسَنٌ وَ اشْتُقَّ مِنْهَا اسْمُ الْحُسَیْنِ فَلَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ أَتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَمَّاهُ حَسَناً فَلَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَیْنَ أَتَتْهُ بِهِ قَالَ هَذَا أَحْسَنُ مِنْ ذَاكَ فَسَمَّاهُ الْحُسَیْنَ.

قوله سَرَقَة أی أحسن الحریر.

بیان: قال الجوهری السرق شقق الحریر قال أبو عبید إلا أنها البیض منها و الواحدة منها سَرَقَة قال و أصلها بالفارسیة سره أی جید.

ص: 251

«29»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ مِنْ أَرْبَعِ طُرُقٍ مِنْهَا أَبُو الْخَلِیلِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَمَّی هَارُونُ ابْنَیْهِ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً وَ إِنِّی سَمَّیْتُ ابْنَیَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ.

مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ تَارِیخُ الْبَلَاذُرِیِّ وَ كُتُبُ الشِّیعَةِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا سَمَّیْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ أَوْلَادِ هَارُونَ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً وَ مُشَبِّراً.

فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیُّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: سَمَّی هَارُونُ ابْنَیْهِ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً وَ إِنَّنِی سَمَّیْتُ ابْنَیَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ بِمَا سَمَّی هَارُونُ ابْنَیْهِ.

عَطَاءُ بْنُ یَسَارٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: قَدِمَ رَاهِبٌ عَلَی قَعُودٍ لَهُ فَقَالَ دُلُّونِی عَلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ فَدَلُّوهُ عَلَیْهَا فَقَالَ لَهَا یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْرِجِی إِلَیَّ ابْنَیْكِ فَأَخْرَجَتْ إِلَیْهِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَجَعَلَ یُقَبِّلُهُمَا وَ یَبْكِی وَ یَقُولُ اسْمُهُمَا فِی التَّوْرَاةِ شَبِیرٌ وَ شَبَّرُ وَ فِی الْإِنْجِیلِ طاب وَ طَیِّبٌ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ صِفَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا ذَكَرُوهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

بیان: قال الجوهری الْقَعُودُ من الإبل هو البكر حین یركب أی یمكن ظهره من الركوب و أدنی ذلك أن یأتی علیه سنتان إلی أن یثنی فإذا أثنی سمی جملا.

«30»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عِمْرَانُ بْنُ سَلْمَانَ وَ عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ قَالا: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ اسْمَانِ مِنْ أَسَامِی أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ لَمْ یَكُونَا فِی الدُّنْیَا.

جَابِرٌ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: سُمِّیَ الْحَسَنُ حَسَناً لِأَنَّ بِإِحْسَانِ اللَّهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ وَ اشْتُقَّ الْحُسَیْنُ مِنَ الْإِحْسَانِ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ اسْمَانِ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الْحُسَیْنُ تَصْغِیرُ الْحَسَنِ.

وَ حَكَی أَبُو الْحُسَیْنِ النَّسَّابَةُ كَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَجَبَ هَذَیْنِ الِاسْمَیْنِ عَنِ الْخَلْقِ یَعْنِی حَسَناً وَ حُسَیْناً حَتَّی یُسَمَّی بِهِمَا ابْنَا فَاطِمَةَ علیها السلام فَإِنَّهُ لَا یُعْرَفُ أَنَّ أَحَداً مِنَ الْعَرَبِ تَسَمَّی بِهِمَا فِی قَدِیمِ الْأَیَّامِ إِلَی عَصْرِهِمَا لَا مِنْ وُلْدِ نِزَارٍ(1) وَ لَا الْیَمَنِ مَعَ سَعَةِ أَفْخَاذِهِمَا

ص: 252


1- 1. هذا هو الصحیح كما فی المصدر ج 3 ص 398 و فی النسخ المطبوعة تراد. مراد خ ل، و كلاهما سهو فان تراد مهمل و مراد من قبائل الیمن فلا یعد فی قباله. و نزار. هو نزار بن معد بن عدنان بطن من العدنانیة منهم بطنان عظیمان: ربیعة و مضر. و من أیامهم یوم خزازی، و قیل خزاز، و هو جبل كانت به وقعة بین نزار و الیمن. راجع معجم قبائل العرب.

وَ كَثْرَةِ مَا فِیهِمَا مِنَ الْأَسَامِی وَ إِنَّمَا یُعْرَفُ فِیهِمَا حَسْنٌ بِسُكُونِ السِّینِ وَ حَسِینٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَ كَسْرِ السِّینِ عَلَی مِثَالِ حَبِیبٍ فَأَمَّا حَسَنٌ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَ الْحُسَیْنُ فَلَا نَعْرِفُهُ إِلَّا اسْمَ جَبَلٍ مَعْرُوفٍ قَالَ الشَّاعِرُ :

لِأُمِّ الْأَرْضِ وَبْلٌ مَا أَجَنَّتْ*** بِحَیْثُ أَضَرَّ بِالْحَسَنِ السَّبِیلِ (1)

سُئِلَ أَبُو عمه [عُمَرَ] غُلَامُ تغلب [ثَعْلَبٍ] عَنْ مَعْنَی

قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: حَتَّی لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَ شُقَّ عِطْفَایَ.

فَقَالَ الْحَسَنَانِ الْإِبْهَامَانِ وَاحِدُهُمَا حَسَنٌ قَالَ الشَّنْفَرَی (2)

مَهْضُومَةُ الْكَشْحَیْنِ دَرْمَاءُ الْحَسَنِ (3) ***جَمَّاءُ مَلْسَاءُ بِكَفَّیْهَا شَثَنُ

شُقَّ عِطْفَایَ أَیْ ذَیْلَیَّ.

«31»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْأَنْوَارِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی هَنَّأَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بِحَمْلِ الْحُسَیْنِ وَ وِلَادَتِهِ وَ عَزَّاهُ بِقَتْلِهِ فَعَرَفَتْ فَاطِمَةُ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(4) فَحَمْلُ النِّسَاءِ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ وَ لَمْ یُولَدْ

ص: 253


1- 1. أنشده الجوهریّ فی الصحاح و نقل أن الشاعر قال فی الحسین: تركنا بالنواصف من حسین*** نساء الحی یلقطن الجمانا.
2- 2. شاعر من بنی الأزد كان من أشدّ محاضیر العرب قیل سمی به لحدته، و قیل لعظم شفته.
3- 3. درماء مؤنث الادرم- و هو كل ما غطاه الشحم و خفی حجمه، و رجل أدرم لا تستبین كعوبه و مرافقه. و هذا المعنی هو الصحیح الذی اختاره الراوندیّ فی شرحه علی النهج و أنكره ابن أبی الحدید- راجع شرح الحدیدی ج 1 ص 50.
4- 4. الأحقاف: 15.

مَوْلُودٌ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ عَاشَ غَیْرَ عِیسَی وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

غُرَرُ أَبِی الْفَضْلِ بْنِ خَیْرَانَةَ(1) بِإِسْنَادِهِ: أَنَّهُ اعْتَلَّتْ فَاطِمَةُ لَمَّا وَلَدَتِ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ جَفَّ لَبَنُهَا فَطَلَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مُرْضِعاً فَلَمْ یَجِدْ فَكَانَ یَأْتِیهِ فَیُلْقِمُهُ إِبْهَامَهُ فَیَمَصُّهَا فَیَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ فِی إِبْهَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رِزْقاً یَغْذُوهُ وَ یُقَالُ بَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُدْخِلُ

لِسَانَهُ فِی فِیهِ فَیَغُرُّهُ كَمَا یَغُرُّ الطَّیْرُ فَرْخَهُ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ فِی ذَلِكَ رِزْقاً فَفَعَلَ ذَلِكَ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ لَیْلَةً فَنَبَتَ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

بیان: قال الجوهری غر الطائر فرخه یغره غرا أی زقه.

«32»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب بَرَّةُ ابْنَةُ أُمَیَّةَ الْخُزَاعِیِّ قَالَتْ: لَمَّا حَمَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِالْحَسَنِ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی بَعْضِ وُجُوهِهِ فَقَالَ لَهَا إِنَّكِ سَتَلِدِینَ غُلَاماً قَدْ هَنَّأَنِی بِهِ جَبْرَئِیلُ فَلَا تُرْضِعِیهِ حَتَّی أَصِیرَ إِلَیْكِ قَالَتْ فَدَخَلْتُ عَلَی فَاطِمَةَ حِینَ وَلَدَتِ الْحَسَنَ علیه السلام وَ لَهُ ثَلَاثٌ مَا أَرْضَعَتْهُ فَقُلْتُ لَهَا أَعْطِینِیهِ حَتَّی أُرْضِعَهُ فَقَالَتْ كَلَّا ثُمَّ أَدْرَكَتْهَا رِقَّةُ الْأُمَّهَاتِ فَأَرْضَعَتْهُ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لَهَا مَا ذَا صَنَعْتِ قَالَتْ أَدْرَكَنِی عَلَیْهِ رِقَّةُ الْأُمَّهَاتِ فَأَرْضَعْتُهُ فَقَالَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا مَا أَرَادَ فَلَمَّا حَمَلَتْ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ إِنَّكِ سَتَلِدِینَ غُلَاماً قَدْ هَنَّأَنِی بِهِ جَبْرَئِیلُ فَلَا تُرْضِعِیهِ حَتَّی أَجِی ءَ إِلَیْكِ وَ لَوْ أَقَمْتِ شَهْراً قَالَتْ أَفْعَلُ ذَلِكَ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی بَعْضِ وُجُوهِهِ فَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحُسَیْنَ علیهما السلام فَمَا أَرْضَعَتْهُ حَتَّی جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ لَهَا مَا ذَا صَنَعْتِ قَالَتْ مَا أَرْضَعْتُهُ فَأَخَذَهُ فَجَعَلَ لِسَانَهُ فِی فَمِهِ فَجَعَلَ الْحُسَیْنُ یَمَصُّ حَتَّی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِیهاً حُسَیْنُ إِیهاً حُسَیْنُ ثُمَّ قَالَ أَبَی اللَّهُ إِلَّا مَا یُرِیدُ هِیَ فِیكَ وَ فِی وُلْدِكَ یَعْنِی الْإِمَامَةَ.

«33»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدِّینِ بْنُ طَلْحَةَ: اعْلَمْ أَنَّ هَذَا الِاسْمَ الْحَسَنَ سَمَّاهُ بِهِ جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَإِنَّهُ لَمَّا وُلِدَ علیه السلام قَالَ مَا سَمَّیْتُمُوهُ قَالُوا حَرْباً قَالَ بَلْ سَمُّوهُ حَسَناً ثُمَّ إِنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَقَّ عَنْهُ كَبْشاً وَ بِذَلِكَ احْتَجَّ الشَّافِعِیُّ فِی كَوْنِ الْعَقِیقَةِ سُنَّةً عَنِ الْمَوْلُودِ وَ تَوَلَّی ذَلِكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ مَنَعَ أَنْ تَفْعَلَهُ فَاطِمَةُ علیها السلام

ص: 254


1- 1. راجع المصدر ج 4 ص 50.

وَ قَالَ لَهَا احْلِقِی رَأْسَهُ وَ تَصَدَّقِی بِوَزْنِ الشَّعْرِ فِضَّةً فَفَعَلَتْ ذَلِكَ وَ كَانَ وَزْنُ شَعْرِهِ یَوْمَ حَلْقِهِ دِرْهَماً وَ شَیْئاً فَتَصَدَّقَتْ بِهِ فَصَارَتِ الْعَقِیقَةُ وَ التَّصَدُّقُ بِزِنَةِ الشَّعْرِ سُنَّةً مُسْتَمِرَّةً بِمَا شَرَّعَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی حَقِّ الْحَسَنِ علیه السلاموَ كَذَا اعْتَمَدَ فِی حَقِّ الْحُسَیْنِ علیه السلام عِنْدَ وِلَادَتِهِ وَ سَیَأْتِی ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

وَ رَوَی الْجَنَابِذِیُّ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام سَمَّی الْحَسَنَ حَمْزَةَ وَ الْحُسَیْنَ جَعْفَراً فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً وَ قَالَ لَهُ قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُغَیِّرَ اسْمَ ابْنَیَّ هَذَیْنِ قَالَ فَمَا شَاءَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَهُمَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ.

و یظهر من كلامه أنه بقی الحسن علیه السلام مسمی حمزة إلی حین ولد الحسین و غیرت أسماؤهما علیهما السلام وقتئذ و فی هذا نظر لمتأمله أو یكون قد سمی الحسن و غیره و لما ولد الحسین و سمی جعفرا غیره فیكون التسمیة فی زمانین و التغییر كذلك.

و كنیته أبو محمد لا غیر و أما ألقابه فكثیرة التقی و الطیب و الزكی و السید و السبط و الولی كل ذلك كان یقال له و یطلق علیه و أكثر هذه الألقاب شهرة التقی لكن أعلاها رتبة و أولاها به ما لقبه به رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله حیث وصفه به و خصه بأن جعله نعتا له فإنه صلی اللّٰه علیه وآله.النقل عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فیما أورده الأئمة الأثبات و الرّواة الثقات أنه قال ابنی هذا سید. فیكون أولی ألقابه السید.

وَ قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ: كُنْیَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَ أَلْقَابُهُ الْوَزِیرُ وَ التَّقِیُّ وَ الْقَائِمُ وَ الطَّیِّبُ وَ الْحُجَّةُ وَ السَّیِّدُ وَ السِّبْطُ وَ الْوَلِیُّ.

وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً إِلَی أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ كَأَنَّ عُضْواً مِنْ أَعْضَائِكَ فِی بَیْتِی قَالَ خَیْراً رَأَیْتِ تَلِدُ فَاطِمَةُ غُلَاماً تُرْضِعِینَهُ بِلَبَنِ قُثَمَ فَوَلَدَتِ الْحَسَنَ فَأَرْضَعْتُهُ بِلَبَنِ قُثَمَ.

وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ وِلَادَةُ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ وَ أُمِّ سَلَمَةَ احْضُرَاهَا فَإِذَا وَقَعَ وَلَدُهَا وَ اسْتَهَلَّ فَأَذِّنَا فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقِیمَا فِی أُذُنِهِ الْیُسْرَی فَإِنَّهُ لَا یُفْعَلُ ذَلِكِ بِمِثْلِهِ إِلَّا عُصِمَ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ لَا تُحْدِثَا شَیْئاً حَتَّی آتِیَكُمَا.

ص: 255

فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتَا ذَلِكَ فَأَتَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَسَرَّهُ وَ لَبَأَهُ بِرِیقِهِ (1)

وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُعِیذُهُ بِكَ وَ وُلْدَهُ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.أُمِرْتُ أَنْ أُسَمِّیَ ابْنَیَّ هَذَیْنِ حَسَناً وَ حُسَیْناً.

إیضاح: سررت الصبی أسره سرا قطعت سرره و هو ما تقطعه القابلة من سرة الصبی

و قال فی النهایة فی حدیث ولادة الحسن بن علی و ألبأه بریقه.

أی صلی اللّٰه علیه وآله.ریقه فی فیه كما یصب اللباء فی فم الصبی و هو أول ما یحلب عند الولادة و لبأت الشاة ولدها أرضعته اللباءة و ألبأت السخلة أرضعتها اللباء.

«34»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ، لِلْمُرْتَضَی: رُوِیَ أَنَّ فَاطِمَةَ وَلَدَتِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مِنْ فَخِذِهَا الْأَیْسَرِ وَ رُوِیَ أَنَّ مَرْیَمَ وَلَدَتِ الْمَسِیحَ مِنْ فَخِذِهَا الْأَیْمَنِ.

وَ حَدِیثُ هَذِهِ الْحِكَایَةِ فِی كِتَابِ الْأَنْوَارِ وَ فِی كُتُبٍ كَثِیرَةٍ وَ رَوَی الْعَلَائِیُّ فِی كِتَابِهِ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی صَفِیَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ: لَمَّا سَقَطَ الْحُسَیْنُ بْنُ فَاطِمَةَ علیها السلام كُنْتُ بَیْنَ یَدَیْهَا فَقَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله هَلُمِّی إِلَیَّ بِابْنَیَّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَمْ نُنَظِّفْهُ بَعْدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْتَ تُنَظِّفِینَهُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ نَظَّفَهُ وَ طَهَّرَهُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ إِلَیْهِ وَ أَخَذَهُ فَكَانَ یُسَبِّحُ وَ یُهَلِّلُ وَ یُمَجِّدُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

«35»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُعَاذٍ الْهَرَّاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْغُلَامُ رَهْنٌ بِسَابِعِهِ بِكَبْشٍ یُسَمَّی فِیهِ وَ یُعَقُّ عَنْهُ وَ قَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام حَلَقَتْ ابْنَیْهَا وَ تَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شَعْرِهِمَا فِضَّةً.

«36»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَنِ الْحَسَنِ علیه السلام بِیَدِهِ وَ

ص: 256


1- 1. فی نسختنا و فی نسخة المصدر« لبأه» و فی بعض النسخ« ألبأه» و كلاهما بمعنی راجع المصدر ج 2 ص 95.

قَالَ بِسْمِ اللَّهِ عَقِیقَةٌ عَنِ الْحَسَنِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ عَظْمُهَا بِعَظْمِهِ وَ لَحْمُهَا بِلَحْمِهِ وَ دَمُهَا بِدَمِهِ وَ شَعْرُهَا بِشَعْرِهِ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا وِقَاءً لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.

«37»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: عَقَّتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَنِ ابْنَیْهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ حَلَقَتْ رُءُوسَهُمَا فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ وَ تَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ الشَّعْرِ وَرِقاً.

«38»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَاصِمٍ الْكُوزِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَذْكُرُ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ علیه السلامبِكَبْشٍ وَ عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بِكَبْشٍ وَ أَعْطَی الْقَابِلَةَ شَیْئاً وَ حَلَقَ رُءُوسَهُمَا یَوْمَ سَابِعِهِمَا وَ وَزَنَ شَعْرَهُمَا فَتَصَدَّقَ بِوَزْنِهِ فِضَّةً.

«39»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَسَناً وَ حُسَیْناً علیهما السلام یَوْمَ سَابِعِهِمَا وَ شَقَّ مِنِ اسْمِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنَ وَ عَقَّ عَنْهُمَا شَاةً شَاةً وَ بَعَثُوا بِرِجْلِ شَاةٍ إِلَی الْقَابِلَةِ وَ نَظَرُوا مَا غَیْرَهُ فَأَكَلُوا مِنْهُ وَ أَهْدَوْا إِلَی الْجِیرَانِ وَ حَلَقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام رُءُوسَهُمَا وَ تَصَدَّقَتْ بِوَزْنِ شَعْرِهِمَا فِضَّةً.

«40»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنِ التَّهْنِئَةِ بِالْوَلَدِ مَتَی فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالتَّهْنِئَةِ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُسَمِّیَهُ وَ یُكَنِّیَهُ وَ یَحْلِقَ رَأْسَهُ وَ یَعُقَّ عَنْهُ وَ یَثْقُبَ أُذُنَهُ وَ كَذَلِكَ كَانَ حِینَ وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَتَاهُ فِی الْیَوْمِ السَّابِعِ فَأَمَرَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ قَالَ وَ كَانَ لَهُمَا ذُؤَابَتَانِ فِی الْقَرْنِ الْأَیْسَرِ وَ كَانَ الثَّقْبُ فِی الْأُذُنِ الْیُمْنَی فِی شَحْمَةِ الْأُذُنِ وَ فِی الْیُسْرَی فِی أَعْلَی الْأُذُنِ فَالْقُرْطُ فِی الْیُمْنَی وَ الشَّنْفُ فِی الْیُسْرَی وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله تَرَكَ لَهُمَا ذُؤَابَتَیْنِ فِی وَسَطِ الرَّأْسِ وَ هُوَ أَصَحُّ مِنَ الْقَرْنِ.

بیان: القرط بالضم الذی یعلق فی شحمة الأذن و الشنف بالفتح ما یعلق فی أعلی الأذن.

ص: 257

«41»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِ (1)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْعَامِرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَ بِالصَّلَاةِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَیْنِ رَكْعَتَیْنِ فَلَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ زَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله سَبْعَ رَكَعَاتٍ شُكْراً لِلَّهِ فَأَجَازَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ.

«42»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ فِی خَاتَمِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ.

«43»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْحَسَنِ علیه السلامالْعِزَّةُ لِلَّهِ وَ خَاتَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ.

«44»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا سَقَطَ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَهُوَ تَامٌّ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وُلِدَ وَ هُوَ ابْنُ سِتَّةِ أَشْهُرٍ.

«45»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: حُمِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ أُرْضِعَ سَنَتَیْنِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(2).

«46»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ بَیْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام طُهْرٌ وَ كَانَ بَیْنَهُمَا فِی الْمِیلَادِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَ عشرا [عَشْرٌ].

«47»- أَقُولُ فِی حَدِیثِ الْمُفَضَّلِ بِطُولِهِ الَّذِی یَأْتِی بِإِسْنَادِهِ فِی كِتَابِ الْغَیْبَةِ

ص: 258


1- 1. نسبة الی مسلیة كمحسنة بطن من مذحج من القحطانیة و هم بنو مسلیة بن عامر بن عمرو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زید بن یشجب، یروی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام.
2- 2. الأحقاف: 15.

عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ مَلَكٌ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ یُقَالُ لَهُ صَلْصَائِیلُ بَعَثَهُ اللَّهُ فِی بَعْثٍ فَأَبْطَأَ فَسَلَبَهُ رِیشَهُ وَ دَقَّ جَنَاحَیْهِ وَ أَسْكَنَهُ فِی جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ إِلَی لَیْلَةٍ وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَنَزَلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ اسْتَأْذَنَتِ اللَّهَ فِی تَهْنِئَةِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَهْنِئَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ فَنَزَلُوا أَفْوَاجاً مِنَ الْعَرْشِ وَ مِنْ سَمَاءٍ سَمَاءٍ فَمَرُّوا بِصَلْصَائِیلَ وَ هُوَ مُلْقًی بِالْجَزِیرَةِ.

فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَیْهِ وَقَفُوا فَقَالَ لَهُمْ یَا مَلَائِكَةَ رَبِّی إِلَی أَیْنَ تُرِیدُونَ وَ فِیمَ هَبَطْتُمْ فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ یَا صَلْصَائِیلُ قَدْ وُلِدَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَكْرَمُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِی الدُّنْیَا بَعْدَ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبِیهِ عَلِیٍّ وَ أُمِّهِ فَاطِمَةَ وَ أَخِیهِ الْحَسَنِ وَ هُوَ الْحُسَیْنُ وَ قَدْ اسْتَأْذَنَّا اللَّهَ فِی تَهْنِئَةِ حَبِیبَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لِوَلَدِهِ فَأَذِنَ لَنَا فَقَالَ صَلْصَائِیلُ یَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ إِنِّی أَسْأَلُكُمْ بِاللَّهِ رَبِّنَا وَ رَبِّكُمْ وَ بِحَبِیبِهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِهَذَا الْمَوْلُودِ أَنْ تَحْمِلُونِی مَعَكُمْ إِلَی حَبِیبِ اللَّهِ وَ تَسْأَلُونَهُ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَسْأَلَ اللَّهَ بِحَقِّ هَذَا الْمَوْلُودِ الَّذِی وَهَبَهُ اللَّهُ لَهُ أَنْ یَغْفِرَ لِی خَطِیئَتِی وَ یَجْبِرَ كَسْرَ جَنَاحِی وَ یَرُدَّنِی إِلَی مَقَامِی مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ فَحَمَلُوهُ وَ جَاءُوا بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَنَّئُوهُ بِابْنِهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَصُّوا عَلَیْهِ قِصَّةَ الْمَلَكِ وَ سَأَلُوهُ مَسْأَلَةَ اللَّهِ وَ الْإِقْسَامَ عَلَیْهِ بِحَقِّ الْحُسَیْنِ علیه السلام أَنْ یَغْفِرَ لَهُ خَطِیئَتَهُ وَ یَجْبُرَ كَسْرَ جَنَاحِهِ وَ یَرُدَّهُ إِلَی مَقَامِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَدَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ لَهَا نَاوِلِینِی ابْنِیَ الْحُسَیْنَ فَأَخْرَجَتْهُ إِلَیْهِ مَقْمُوطاً یُنَاغِی جَدَّهُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ بِهِ إِلَی الْمَلَائِكَةِ فَحَمَلَهُ عَلَی بَطْنِ كَفِّهِ فَهَلَّلُوا وَ كَبَّرُوا وَ حَمَّدُوا اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَوْا عَلَیْهِ فَتَوَجَّهَ بِهِ إِلَی الْقِبْلَةِ نَحْوَ السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ ابْنِیَ الْحُسَیْنِ أَنْ تَغْفِرَ لِصَلْصَائِیلَ خَطِیئَتَهُ وَ تَجْبُرَ كَسْرَ جَنَاحِهِ وَ تَرُدَّهُ إِلَی مَقَامِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ فَتَقَبَّلَ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَقْسَمَ بِهِ عَلَیْهِ وَ غَفَرَ لِصَلْصَائِیلَ خَطِیئَتَهُ وَ جَبَرَ كَسْرَ جَنَاحِهِ وَ رَدَّهُ إِلَی مَقَامِهِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ.

ص: 259

«48»- مصباح،: خَرَجَ إِلَی الْقَاسِمِ بْنِ عَلَاءٍ الْهَمْدَانِیِّ وَكِیلِ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَنَّ مَوْلَانَا الْحُسَیْنَ علیه السلام وُلِدَ یَوْمَ الْخَمِیسِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ.

وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وُلِدَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ لِخَمْسِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.

أقول: سیأتی تمام القول من المصباح و سائر الكتب فی أبواب أحوال أبی عبد اللّٰه الحسین من ولادته و شهادته و لعن اللّٰه علی قاتله.

ص: 260

باب 12 فضائلهما و مناقبهما و النصوص علیهما صلوات اللّٰه علیهما

«1»- كشف، [كشف الغمة] التِّرْمِذِیُّ بِسَنَدِهِ عَنْ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُسَیْنٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ حُسَیْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ النَّقَّاشِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِی ظَبْیَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ ابْنُهُ إِبْرَاهِیمُ وَ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ تَارَةً یُقَبِّلُ هَذَا وَ تَارَةً یُقَبِّلُ هَذَا إِذْ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ بِوَحْیٍ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَلَمَّا سُرِّیَ عَنْهُ قَالَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ رَبِّی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَسْتُ أَجْمَعُهُمَا لَكَ فَافْدِ أَحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی إِبْرَاهِیمَ فَبَكَی وَ نَظَرَ إِلَی الْحُسَیْنِ فَبَكَی وَ قَالَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ أُمُّهُ أَمَةٌ وَ مَتَی مَاتَ لَمْ یَحْزَنْ عَلَیْهِ غَیْرِی وَ أُمُّ الْحُسَیْنِ فَاطِمَةُ وَ أَبُوهُ عَلِیٌّ ابْنُ عَمِّی لَحْمِی وَ دَمِی وَ مَتَی مَاتَ حَزِنَتْ ابْنَتِی وَ حَزِنَ ابْنُ عَمِّی وَ حَزِنْتُ أَنَا عَلَیْهِ وَ أَنَا أُوثِرُ حُزْنِی عَلَی حُزْنِهِمَا یَا جَبْرَئِیلُ یُقْبَضُ إِبْرَاهِیمُ فَدَیْتُهُ لِلْحُسَیْنِ قَالَ فَقُبِضَ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا رَأَی الْحُسَیْنَ علیه السلام مُقْبِلًا قَبَّلَهُ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ رَشَفَ ثَنَایَاهُ وَ قَالَ فُدِیتُ مَنْ فَدَیْتُهُ بِابْنِی إِبْرَاهِیمَ.

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ زُیِّنَ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِینَ بِكُلِّ زِینَةٍ ثُمَّ یُؤْتَی بِمِنْبَرَیْنِ مِنْ نُورٍ طُولُهُمَا مِائَةُ مِیلٍ فَیُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ الْآخَرُ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُؤْتَی بِالْحَسَنِ وَ

ص: 261

الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَیَقُومُ الْحَسَنُ عَلَی أَحَدِهِمَا وَ الْحُسَیْنُ عَلَی الْآخَرِ یُزَیِّنُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهِمَا عَرْشَهُ كَمَا یُزَیِّنُ الْمَرْأَةَ قُرْطَاهَا.

«4»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ سَلَامُ اللَّهِ عَلَیْكَ أَبَا الرَّیْحَانَتَیْنِ أُوصِیكَ بِرَیْحَانَتَیَّ مِنَ الدُّنْیَا فَعَنْ قَلِیلٍ یَنْهَدُّ رُكْنَاكَ وَ اللَّهُ خَلِیفَتِی عَلَیْكَ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ عَلِیٌّ هَذَا أَحَدُ رُكْنَیَّ الَّذِی قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام قَالَ عَلِیٌّ هَذَا الرُّكْنُ الثَّانِی الَّذِی قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

مع، [معانی الأخبار] أبی عن سعد عن ابن عیسی عن محمد بن یونس عن حماد بن عیسی: مثله.

«5»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ وَ الْحَكَمِ وَ الْعَبَّاسِ جَمِیعاً عَنْ مَهْدِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ أَبِی نُعَیْمٍ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضَةِ فَقَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ انْظُرُوا إِلَی هَذَا یَسْأَلُنِی عَنْ دَمِ الْبَعُوضَةِ وَ قَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّهُمَا رَیْحَانَتِی مِنَ الدُّنْیَا یَعْنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام.

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أبو عیسی فی جامعه و أبو نعیم فی حلیته و السمعانی فی فضائله و ابن بطة فی إبانته عن ابن أبی نعیم: مثله.

«6»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله آخِذاً بِیَدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ فَاعْرِفُوهُ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّهُ لَفِی الْجَنَّةِ وَ مُحِبِّیهِ فِی الْجَنَّةِ وَ مُحِبِّی مُحِبِّیهِ فِی الْجَنَّةِ.

«7»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام

ص: 262

قَالَ: بَیْنَمَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَصْطَرِعَانِ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله هَیِّ یَا حَسَنُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُعِینُ الْكَبِیرُ عَلَی الصَّغِیرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جَبْرَئِیلُ یَقُولُ هَیِّ یَا حُسَیْنُ وَ أَنَا أَقُولُ هَیِّ یَا حَسَنُ.

بیان: قال الفیروزآبادی هَیِّكَ أسرع فیما أنت فیه (1).

«8»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمَّا الْحَسَنُ فَأَنْحَلُهُ الْهَیْبَةَ وَ الْعِلْمَ وَ أَمَّا الْحُسَیْنُ فَأَنْحَلُهُ الْجُودَ وَ الرَّحْمَةَ.

«9»- ل، [الخصال] ابْنُ مَقْبُرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَحْوَلِ عَنْ خَلَّادٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ قَیْسٍ عَنْ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ وَثَّابٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام تَعْوِیذَانِ حَشْوُهُمَا مِنْ زَغَبِ جَنَاحِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام

«10»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَمْزَةَ الزُّبَیْرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّافِعِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدَّتِهِ زَیْنَبَ بِنْتِ أَبِی رَافِعٍ قَالَتْ: أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِابْنَیْهَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی شَكْوَاهُ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَانِ ابْنَاكَ فَوَرِّثْهُمَا شَیْئاً فَقَالَ أَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّ لَهُ هَیْبَتِی وَ سُؤْدُدِی وَ أَمَّا الْحُسَیْنُ فَإِنَّ لَهُ شَجَاعَتِی وَ جُودِی.

عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] عن إبراهیم بن علی الرافعی: مثله (2).

«11»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَیْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ

ص: 263


1- 1. هی: اسم فعل للأمر، ضبطه فی القاموس ط مصر بالفتح و فی أقرب الموارد بالكسر.
2- 2. إرشاد المفید ص 169، إعلام الوری ص 210 و فی بعض النسخ المطبوعة: « ع، م، شا» و هو سهو ظاهر.

یَرْفَعُهُ إِلَی زَیْنَبَ بِنْتِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَانِ ابْنَاكَ فَانْحَلْهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَّا الْحَسَنَ فَنَحَلْتُهُ هَیْبَتِی وَ سُؤْدُدِی وَ أَمَّا الْحُسَیْنَ فَنَحَلْتُهُ سَخَائِی وَ شَجَاعَتِی.

«12»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: أَمَّا الْحَسَنُ فَأَنْحَلُهُ الْهَیْبَةَ وَ الْحِلْمَ وَ أَمَّا الْحُسَیْنُ فَأَنْحَلُهُ الْجُودَ وَ الرَّحْمَةَ.

«13»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْوَلَدُ رَیْحَانَةٌ وَ رَیْحَانَتَایَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله.

«14»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا.

«15»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدِی وَ بَعْدَ أَبِیهِمَا وَ أُمُّهُمَا أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ.

«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الرَّاشِدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ ثَابِتٍ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَامِلَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ.

«17»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا بْنِ شَیْبَانَ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ حَیْدَرٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ حُبَابٍ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

«18»- فض، [كتاب الروضة] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأُشْنَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْقَاضِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ آدَمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِیَادٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی الصَّیْرَفِیِّ عَنْ

ص: 264

صَفْوَانَ بْنِ قَمِیصَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَنْتُمَا إِمَامَانِ بِعَقِبِی وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ الْمَعْصُومَانِ حَفَظَكُمَا اللَّهُ وَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی مَنْ عَادَاكُمَا.

«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ فَضْلِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُخَوَّلٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عِیسَی بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ جَنْبَیْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِمَنْزِلَةِ الشَّنْفَیْنِ مِنَ الْوَجْهِ.

«21»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَلِیفَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِیهاً حَسَنُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِیهاً حَسَنُ وَ هُوَ أَكْبَرُ الْغُلَامَیْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَقُولُ إِیهاً حَسَنُ وَ یَقُولُ جَبْرَئِیلُ إِیهاً حُسَیْنُ.

بیان: قال الجوهری تقول للرجل إذا استزدته من حدیث أو عمل إِیهِ بكسر الهاء قال ابن السكیت فإن وصلت نونت فقلت إِیهٍ حدثنا ثم قال فإذا أسكته و كففته قلت إِیهاً عنا و إذا أردت التبعید قلت أَیْهاً بالفتح.

أقول: یظهر من الخبر أن إِیهاً بالنصب أیضا یكون للاستزادة.

«22»- ب، [قرب الإسناد] مع، [معانی الأخبار] مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الزَّنْجَانِیُّ فِیمَا كَتَبَ إِلَیَّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ هَیْثَمٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِالْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَوُضِعَ فِی حَجْرِهِ فَبَالَ عَلَیْهِ فَأُخِذَ فَقَالَ لَا تَرْمُوا ابْنِی ثُمَّ دُعِیَ بِمَاءٍ فَصَبَّ عَلَیْهِ. قال الأصمعی الإزرام القطع یقال للرجل إذا قطع

ص: 265

بوله أزرمت بولك و أزرمه غیره إذا قطعه و زرم البول نفسه إذا انقطع.

«23»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ مَعَالِمِ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لِلْجَنَابِذِیِّ عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ أُمِّ وَلَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَتْ: كَانَ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَطِیفَةٌ یَجْلِسُ عَلَیْهَا جَبْرَئِیلُ وَ لَا یَجْلِسُ عَلَیْهَا غَیْرُهُ وَ إِذَا عَرَجَ طُوِیَتْ وَ كَانَ إِذَا عَرَجَ انْتَقَضَ فَیَسْقُطُ مِنْ زَغَبِ رِیشِهِ فَیَقُومُ فَیَتَّبِعُهُ فَیَجْعَلُهُ فِی تَمَائِمِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

وَ مِنْ كِتَابِ حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَاضِعاً الْحَسَنَ عَلَی عَاتِقِهِ وَ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّهُ.

وَ عَنْ نُعَیْمٍ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ: مَا رَأَیْتُ الْحَسَنَ قَطُّ إِلَّا فَاضَتْ عَیْنَایَ دُمُوعاً وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَتَی یَوْماً یَشْتَدُّ حَتَّی قَعَدَ فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَفْتَحُ فَمَهُ ثُمَّ یُدْخِلُ فَمَهُ فِی فَمِهِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ یَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

«24»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام كَانَا یَلْعَبَانِ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی مَضَی عَامَّةُ اللَّیْلِ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا انْصَرِفَا إِلَی أُمِّكُمَا فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَمَا زَالَتْ تُضِی ءُ لَهُمَا حَتَّی دَخَلَا عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَنْظُرُ إِلَی الْبَرْقَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه عن آبائه علیهم السلام: مثله.

«25»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْمَرْضَةَ الَّتِی عُوفِیَ مِنْهَا فَعَادَتْهُ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ النِّسَاءِ وَ مَعَهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام قَدْ أَخَذَتِ الْحَسَنَ بِیَدِهَا الْیُمْنَی وَ أَخَذَتِ الْحُسَیْنَ بِیَدِهَا الْیُسْرَی وَ هُمَا یَمْشِیَانِ وَ فَاطِمَةُ بَیْنَهُمَا حَتَّی دَخَلُوا مَنْزِلَ عَائِشَةَ فَقَعَدَ الْحَسَنُ علیه السلام عَلَی جَانِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَیْمَنِ وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَلَی جَانِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَیْسَرِ فَأَقْبَلَا یَغْمِزَانِ مَا یَلِیهِمَا مِنْ بَدَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا أَفَاقَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ نَوْمِهِ.

ص: 266

فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ حَبِیبَیَّ إِنَّ جَدَّكُمَا قَدْ غَفَا فَانْصَرِفَا سَاعَتَكَمَا هَذِهِ وَ دَعَاهُ حَتَّی یُفِیقَ وَ تَرْجِعَانِ إِلَیْهِ فَقَالا لَسْنَا بِبَارِحَیْنِ فِی وَقْتِنَا هَذَا فَاضْطَجَعَ الْحَسَنُ عَلَی عَضُدِ النَّبِیِّ الْأَیْمَنِ وَ الْحُسَیْنُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْسَرِ فَغَفَیَا وَ انْتَبَهَا قَبْلَ أَنْ یَنْتَبِهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام لَمَّا نَامَا انْصَرَفَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا فَقَالا لِعَائِشَةَ مَا فَعَلَتْ أُمُّنَا قَالَتْ لَمَّا نُمْتُمَا رَجَعَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا.

فَخَرَجَا فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُدْلَهِمَّةٍ ذَاتِ رَعْدٍ وَ بَرْقٍ وَ قَدْ أَرْخَتِ السَّمَاءُ عَزَالِیَهَا فَسَطَعَ لَهُمَا نُورٌ فَلَمْ یَزَالا یَمْشِیَانِ فِی ذَلِكَ النُّورِ وَ الْحَسَنُ قَابِضٌ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی یَدِ الْحُسَیْنِ الْیُسْرَی وَ هُمَا یَتَمَاشَیَانِ وَ یَتَحَدَّثَانِ حَتَّی أَتَیَا حَدِیقَةَ بَنِی النَّجَّارِ فَلَمَّا بَلَغَا الْحَدِیقَةَ حَارَا فَبَقِیَا لَا یَعْلَمَانِ أَیْنَ یَأْخُذَانِ فَقَالَ الْحَسَنُ لِلْحُسَیْنِ إِنَّا قَدْ حِرْنَا وَ بَقِینَا عَلَی حَالَتِنَا هَذِهِ وَ مَا نَدْرِی أَیْنَ نَسْلُكُ فَلَا عَلَیْكَ أَنْ نَنَامَ فِی وَقْتِنَا هَذَا حَتَّی نُصْبِحَ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام دُونَكَ یَا أَخِی فَافْعَلْ مَا تَرَی فَاضْطَجَعَا جَمِیعاً وَ اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَ نَامَا وَ انْتَبَهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَنْ نَوْمَتِهِ الَّتِی نَامَهَا فَطَلَبَهُمَا فِی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَلَمْ یَكُونَا فِیهِ وَ افْتَقَدَهُمَا فَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِماً عَلَی رِجْلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ هَذَانِ شِبْلَایَ خَرَجَا مِنَ الْمَخْمَصَةِ وَ الْمَجَاعَةِ اللَّهُمَّ أَنْتَ وَكِیلِی عَلَیْهِمَا فَسَطَعَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله نُورٌ فَلَمْ یَزَلْ یَمْضِی فِی ذَلِكَ النُّورِ حَتَّی أَتَی حَدِیقَةَ بَنِی النَّجَّارِ فَإِذَا هُمَا نَائِمَانِ قَدِ اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَ قَدْ تَقَشَّعَتِ السَّمَاءُ فَوْقَهُمَا كَطَبَقٍ فَهِیَ تُمْطِرُ كَأَشَدِّ مَطَرٍ مَا رَآهُ النَّاسُ قَطُّ وَ قَدْ مَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَطَرَ مِنْهُمَا فِی الْبُقْعَةِ الَّتِی هُمَا فِیهَا نَائِمَانِ لَا یُمْطِرُ عَلَیْهِمَا قَطْرَةً وَ قَدِ اكْتَنَفَتْهُمَا حَیَّةٌ لَهَا شَعَرَاتٌ كَآجَامِ الْقَصَبِ وَ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ قَدْ غَطَّتْ بِهِ الْحَسَنَ وَ جَنَاحٌ قَدْ غَطَّتْ بِهِ الْحُسَیْنَ فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ بِهِمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله تَنَحْنَحَ فَانْسَابَتِ الْحَیَّةُ وَ هِیَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ أَنَّ هَذَیْنِ شِبْلَا نَبِیِّكَ قَدْ حَفِظْتُهُمَا عَلَیْهِ وَ دَفَعْتُهُمَا إِلَیْهِ سَالِمَیْنِ صَحِیحَیْنِ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَیَّتُهَا الْحَیَّةُ مِمَّنْ أَنْتِ قَالَتْ أَنَا رَسُولُ الْجِنِّ إِلَیْكَ قَالَ وَ أَیُّ الْجِنِّ قَالَتْ جِنُّ نَصِیبِینَ نَفَرٌ مِنْ بَنِی مُلَیْحٍ نَسِینَا آیَةً مِنْ

ص: 267

كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَبَعَثُونِی إِلَیْكَ لِتُعَلِّمَنَا مَا نَسِینَا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذَا الْمَوْضِعَ سَمِعْتُ مُنَادِیاً یُنَادِی أَیَّتُهَا الْحَیَّةُ هَذَانِ شِبْلَا رَسُولِ اللَّهِ فَاحْفَظِیهِمَا مِنَ الْعَاهَاتِ وَ الْآفَاتِ وَ مِنْ طَوَارِقِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَقَدْ حَفِظْتُهُمَا وَ سَلَّمْتُهُمَا إِلَیْكَ سَالِمَیْنِ صَحِیحَیْنِ وَ أَخَذَتِ الْحَیَّةُ الْآیَةَ وَ انْصَرَفَتْ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ فَوَضَعَهُ عَلَی عَاتِقِهِ الْأَیْمَنِ وَ وَضَعَ الْحُسَیْنَ عَلَی عَاتِقِهِ الْأَیْسَرِ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ادْفَعْ إِلَیَّ أَحَدَ شِبْلَیْكَ أُخَفِّفْ عَنْكَ فَقَالَ امْضِ فَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ كَلَامَكَ وَ عَرَفَ مَقَامَكَ وَ تَلَقَّاهُ آخَرُ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ادْفَعْ إِلَیَّ أَحَدَ شِبْلَیْكَ أُخَفِّفْ عَنْكَ فَقَالَ امْضِ فَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ كَلَامَكَ وَ عَرَفَ مَقَامَكَ فَتَلَقَّاهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْفَعْ إِلَیَّ أَحَدَ شِبْلَیَّ وَ شِبْلَیْكَ حَتَّی أُخَفِّفَ عَنْكَ فَالْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی الْحَسَنِ فَقَالَ یَا حَسَنُ هَلْ تَمْضِی إِلَی كَتِفِ أَبِیكَ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ یَا جَدَّاهْ إِنَّ كَتِفَكَ لَأَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ كَتِفِ أَبِی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ یَا حُسَیْنُ هَلْ تَمْضِی إِلَی كَتِفِ أَبِیكَ فَقَالَ لَهُ وَ اللَّهِ یَا جَدَّاهْ إِنِّی لَأَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ أَخِی الْحَسَنُ إِنَّ كَتِفَكَ لَأَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ كَتِفِ أَبِی فَأَقْبَلَ بِهِمَا إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَدِ ادَّخَرَتْ لَهُمَا تُمَیْرَاتٍ فَوَضَعَتْهَا بَیْنَ أَیْدِیهِمَا فَأَكَلَا وَ شَبِعَا وَ فَرِحَا فَقَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قُومَا الْآنَ فَاصْطَرِعَا فَقَامَا لِیَصْطَرِعَا وَ قَدْ خَرَجَتْ فَاطِمَةُ فِی بَعْضِ حَاجَتِهَا فَدَخَلَتْ فَسَمِعَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ هُوَ یَقُولُ إِیهِ یَا حَسَنُ شُدَّ عَلَی الْحُسَیْنِ فَاصْرَعْهُ فَقَالَتْ لَهُ یَا أَبَتِ وَا عَجَبَاهْ أَ تُشَجِّعُ هَذَا عَلَی هَذَا تُشَجِّعُ الْكَبِیرَ عَلَی الصَّغِیرِ فَقَالَ لَهَا یَا بُنَیَّةِ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ أَقُولَ أَنَا یَا حَسَنُ شُدَّ عَلَی الْحُسَیْنِ فَاصْرَعْهُ وَ هَذَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ یَقُولُ یَا حُسَیْنُ شُدَّ عَلَی الْحَسَنِ فَاصْرَعْهُ.

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو هُرَیْرَةَ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الصَّادِقُ علیه السلام: وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ رَوَی الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ هَارُونَ الرَّشِیدِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: هَذَا الْمَعْنَی.

ص: 268

بیان: غفا غفوا و غفوا نام أو نعس كأغفی و ادلهم الظلام كثف و قال الجزری العزالی جمع العزلاء و هو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر و اندفاقه بالذی یخرج من فم المزادة انتهی و الشبل بالكسر ولد الأسد إذا أدرك الصید و یقال قشعت الریح السحاب أی كشفته فانقشع و تقشع و انسابت الحیة جرت.

«26»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ وَ غَیْرِهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَخِیهِ نُوحٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یَا عَلِیُّ لَقَدْ أَذْهَلَنِی هَذَانِ الْغُلَامَانِ یَعْنِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ أَنْ أُحِبَّ بَعْدَهُمَا أَحَداً إِنَّ رَبِّی أَمَرَنِی أَنْ أُحِبَّهُمَا وَ أُحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُمَا.

«27»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّیْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبَّاسٍ وَ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ مَعاً عَمَّنْ سَمِعَ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِیَّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِی یَا عِمْرَانَ بْنَ حُصَیْنٍ إِنَّ لِكُلِّ شَیْ ءٍ مَوْقِعاً مِنَ الْقَلْبِ وَ مَا وَقَعَ مَوْقِعَ هَذَیْنِ الْغُلَامَیْنِ مِنْ قَلْبِی شَیْ ءٌ قَطُّ فَقُلْتُ كُلُّ هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَا عِمْرَانُ وَ مَا خَفِیَ عَلَیْكَ أَكْثَرُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِحُبِّهِمَا.

«28»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ (1) عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ بِحُبِّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَأَحْبَبْتُهُمَا وَ أَنَا أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُمَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاهُمَا.

«29»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُهَلْهَلٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ السَّعْدِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُقَبِّلُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ

ص: 269


1- 1. كانه مصحف عن الرافعی و هو إبراهیم بن علیّ بن أبی رافع كما مرّ فی ص 263 ذیل الرقم 10 و یأتی فی ص 276 تحت الرقم 46. أو غیر إبراهیم من أحفاد أبی رافع فراجع.

وَ الْحُسَیْنَ وَ ذُرِّیَّتَهُمَا مُخْلِصاً لَمْ تَلْفَحِ النَّارُ وَجْهَهُ وَ لَوْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ بِعَدَدِ رَمْلِ عَالِجٍ إِلَّا أَنْ یَكُونَ ذَنْباً یُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ.

«30»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَابِسٍ عَنِ الْجَحَّافِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَبِیدَةَ السَّلْمَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ كَانَ یُحِبُّنِی فَلْیُحِبَّ ابْنَیَّ هَذَیْنِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِحُبِّهِمَا.

«31»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْبَزَّازِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِعُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی الَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ فَلْیَتَوَالَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یُحِبُّهُمَا مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ.

«32»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَبْغَضَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَیْسَ عَلَی وَجْهِهِ لَحْمٌ وَ لَمْ تَنَلْهُ شَفَاعَتِی.

«33»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قُرَّةُ عَیْنِی النِّسَاءُ وَ رَیْحَانَتِی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ.

«34»- مل، [كامل الزیارات] الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْأَصْبَغِ عَنْ زَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی الرَّحْبَةِ یَقُولُ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ رَیْحَانَتَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.

«35»- مل، [كامل الزیارات] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیُّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَیْمٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی رَاشِدٍ عَنْ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ

ص: 270

اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.حُسَیْنٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ حُسَیْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] سعید: مثله.

«36»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ حَمَّادٍ عَنْ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی رَاشِدٍ عَنْ یَعْلَی الْعَامِرِیِّ: أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی طَعَامٍ دُعِیَ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ بِحُسَیْنٍ یَلْعَبُ مَعَ الصِّبْیَانِ فَاسْتَقْبَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَامَ الْقَوْمِ ثُمَّ بَسَطَ یَدَیْهِ فَطَفَرَ الصَّبِیُّ هَاهُنَا مَرَّةً وَ هَاهُنَا مَرَّةً وَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ یُضَاحِكُهُ حَتَّی أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَی یَدَیْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ وَ الْأُخْرَی تَحْتَ قَفَاهُ وَ وَضَعَ فَاهُ عَلَی فِیهِ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ حُسَیْنٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

«37»- مل، [كامل الزیارات] مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ نَضْرِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِیَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ هَذَیْنِ الْغُلَامَیْنِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمَّهُمَا فَهُوَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

«38»- أَقُولُ رَوَی بَعْضُ مُؤَلِّفِی أَصْحَابِنَا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُلْبِسُ وَلَدَهُ الْحُسَیْنَ علیه السلام حُلَّةً لَیْسَتْ مِنْ ثِیَابِ الدُّنْیَا فَقُلْتُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْحُلَّةُ فَقَالَ هَذِهِ هَدِیَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَیَّ رَبِّی لِلْحُسَیْنِ علیه السلام وَ إِنَّ لُحْمَتَهَا مِنْ زَغَبِ جَنَاحِ جَبْرَئِیلَ وَ هَا أَنَا أُلْبِسُهُ إِیَّاهَا وَ أُزَیِّنُهُ بِهَا فَإِنَّ الْیَوْمَ یَوْمُ الزِّینَةِ وَ إِنِّی أُحِبُّهُ.

«39»- یج، [الخرائج و الجرائح] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَكِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی ثَوْبَانَ الْأَسَدِیِّ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی جَعْفَرٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله خَرَجَ فِی طَلَبِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَدْ خَرَجَا مِنَ الْبَیْتِ وَ أَنَا مَعَهُ فَرَأَیْتُ أَفْعًی عَلَی الْأَرْضِ فَلَمَّا أَحَسَّتْ بِوَطْءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَتْ وَ نَظَرَتْ وَ كَانَتْ أَعْلَی مِنَ النَّخْلَةِ وَ أَضْخَمَ مِنَ الْبَكْرِ یَخْرُجُ مِنْ فِیهَا النَّارُ فَهَالَنِی ذَلِكَ

ص: 271

فَلَمَّا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَارَتْ كَأَنَّهَا خَیْطٌ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ أَ لَا تَدْرِی مَا تَقُولُ هَذِهِ یَا أَخَا كِنْدَةَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ قَالَتِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی جَعَلَنِی حَارِساً لِابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ وَ جَرَتْ فِی الرَّمْلِ رَمْلِ الشِّعَابِ فَنَظَرْتُ إِلَی شَجَرَةٍ لَا أَعْرِفُهَا بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ لِأَنِّی مَا رَأَیْتُ فِیهِ شَجَرَةً قَطُّ قَبْلَ یَوْمِی ذَلِكَ وَ لَقَدْ أَتَیْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْیَوْمِ أَطْلُبُ الشَّجَرَةَ فَلَمْ أَجِدْهَا وَ كَانَتِ الشَّجَرَةُ أَظَلَّتْهُمَا بِوَرَقٍ وَ جَلَسَ النَّبِیُّ بَیْنَهُمَا فَبَدَأَ بِالْحُسَیْنِ فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَ الْحَسَنِ عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ ثُمَّ جَعَلَ یُرْخِی لِسَانَهُ فِی فَمِ الْحُسَیْنِ فَانْتَبَهَ الْحُسَیْنُ فَقَالَ یَا أَبَتِ ثُمَّ عَادَ فِی نَوْمِهِ فَانْتَبَهَ الْحَسَنُ وَ قَالَ یَا أَبَتِ وَ عَادَ فِی نَوْمِهِ فَقُلْتُ كَأَنَّ الْحُسَیْنَ أَكْبَرُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِنَّ لِلْحُسَیْنِ فِی بَوَاطِنِ الْمُؤْمِنِینَ مَعْرِفَةً مَكْتُومَةً سَلْ أُمَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا انْتَبَهَا حَمَلَهُمَا عَلَی مَنْكِبِهِ ثُمَّ أَتَیْتُ فَاطِمَةَ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ فَأَتَتْ حَمَامَةُ وَ قَالَتْ یَا أَخَا كِنْدَةَ قُلْتُ مَنْ أَعْلَمَكِ أَنِّی بِالْبَابِ فَقَالَتْ أَخْبَرَتْنِی سَیِّدَتِی أَنَّ بِالْبَابِ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ مِنْ أَطْیَبِهَا أَخْبَاراً یَسْأَلُنِی عَنْ مَوْضِعِ قُرَّةِ عَیْنِی فَكَبُرَ ذَلِكَ عِنْدِی فَوَلَّیْتُهَا ظَهْرِی كَمَا كُنْتُ أَفْعَلُ حِینَ أَدْخُلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ لِفَاطِمَةَ مَا مَنْزِلَةُ الْحُسَیْنِ قَالَتْ إِنَّهُ لَمَّا وَلَدْتُ الْحَسَنَ أَمَرَنِی أَبِی أَنْ لَا أَلْبَسَ ثَوْباً أَجِدُ فِیهِ اللَّذَّةَ حَتَّی أَفْطِمَهُ فَأَتَانِی أَبِی زَائِراً فَنَظَرَ إِلَی الْحَسَنِ وَ هُوَ یَمَصُّ الثَّدْیَ فَقَالَ فَطَمْتِهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِذَا أَحَبَّ عَلِیٌّ الِاشْتِمَالَ فَلَا تَمْنَعِیهِ فَإِنِّی أَرَی فِی مُقَدَّمِ وَجْهِكِ ضَوْءاً وَ نُوراً وَ ذَلِكِ إِنَّكِ سَتَلِدِینَ حُجَّةً لِهَذَا الْخَلْقِ فَلَمَّا تَمَّ شَهْرٌ مِنْ حَمْلِی وَجَدْتُ فِیَّ سُخْنَةً فَقُلْتُ لِأَبِی ذَلِكَ فَدَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَتَكَلَّمَ عَلَیْهِ وَ تَفَلَ عَلَیْهِ وَ قَالَ اشْرَبِی فَشَرِبْتُ فَطَرَدَ اللَّهُ عَنِّی مَا كُنْتُ أَجِدُ وَ صِرْتُ فِی الْأَرْبَعِینَ مِنَ الْأَیَّامِ فَوَجَدْتُ دَبِیباً فِی ظَهْرِی كَدَبِیبِ النَّمْلِ فِی بَیْنِ الْجِلْدَةِ وَ الثَّوْبِ فَلَمْ أَزَلْ عَلَی ذَلِكَ

حَتَّی تَمَّ الشَّهْرُ الثَّانِی فَوَجَدْتُ الِاضْطِرَابَ وَ الْحَرَكَةَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ تَحَرَّكَ وَ أَنَا بَعِیدٌ عَنِ الْمَطْعَمِ وَ الْمَشْرَبِ فَعَصَمَنِیَ اللَّهُ كَأَنِّی شَرِبْتُ لَبَناً حَتَّی تَمَّتِ الثَّلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَ أَنَا أَجِدُ الزِّیَادَةَ وَ الْخَیْرَ فِی مَنْزِلِی

ص: 272

فَلَمَّا صِرْتُ فِی الْأَرْبَعَةِ آنَسَ اللَّهُ بِهِ وَحْشَتِی وَ لَزِمْتُ الْمَسْجِدَ لَا أَبْرَحُ مِنْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ تَظْهَرُ لِی فَكُنْتُ فِی الزِّیَادَةِ وَ الْخِفَّةِ فِی الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ حَتَّی تَمَّتِ الْخَمْسَةُ فَلَمَّا صَارَتِ السِّتَّةُ كُنْتُ لَا أَحْتَاجُ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ إِلَی مِصْبَاحٍ وَ جَعَلْتُ أَسْمَعُ إِذَا خَلَوْتُ بِنَفْسِی فِی مُصَلَّایَ التَّسْبِیحَ وَ التَّقْدِیسَ فِی بَاطِنِی فَلَمَّا مَضَی فَوْقَ ذَلِكَ تِسْعٌ ازْدَدْتُ قُوَّةً فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأُمِّ سَلَمَةَ فَشَدَّ اللَّهُ بِهَا أَزْرِی فَلَمَّا زَادَتِ الْعَشْرُ غَلَبَتْنِی عَیْنِی وَ أَتَانِی آتٍ فَمَسَحَ جَنَاحَهُ عَلَی ظَهْرِی فَقُمْتُ وَ أَسْبَغْتُ الْوُضُوءَ وَ صَلَّیْتُ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ غَلَبَتْنِی عَیْنِی فَأَتَانِی آتٍ فِی مَنَامِی وَ عَلَیْهِ ثِیَابُ بِیضٌ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِی وَ نَفَخَ فِی وَجْهِی وَ فِی قَفَایَ فَقُمْتُ وَ أَنَا خَائِفَةٌ فَأَسْبَغْتُ الْوُضُوءَ وَ أَدَّیْتُ أَرْبَعاً ثُمَّ غَلَبَتْنِی عَیْنِی فَأَتَانِی آتٍ فِی مَنَامِی فَأَقْعَدَنِی وَ رَقَانِی وَ عَوَّذَنِی فَأَصْبَحْتُ وَ كَانَ یَوْمَ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَخَلْتُ فِی ثَوْبِ حَمَامَةَ ثُمَّ أَتَیْتُ أُمَّ سَلَمَةَ فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی وَجْهِی فَرَأَیْتُ أَثَرَ السُّرُورِ فِی وَجْهِهِ فَذَهَبَ عَنِّی مَا كُنْتُ أَجِدُ وَ حَكَیْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبْشِرِی أَمَّا الْأَوَّلُ فَخَلِیلِی عِزْرَائِیلُ الْمُوَكَّلُ بِأَرْحَامِ النِّسَاءِ وَ أَمَّا الثَّانِی فَخَلِیلِی مِیكَائِیلُ الْمُوَكَّلُ بِأَرْحَامِ أَهْلِ بَیْتِی فَنَفَخَ فِیكِ قُلْتُ نَعَمْ فَبَكَی ثُمَّ ضَمَّنِی إِلَیْهِ وَ قَالَ وَ أَمَّا الثَّالِثُ فَذَاكِ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ یُخْدِمُهُ اللَّهُ وَلَدَكِ فَرَجَعْتُ فَنَزَلَ تَمَامَ السَّنَةِ.

بیان: قال الجوهری و إنی لأجد فی نفسی سخنة بالتحریك و هی فضل حرارة تجدها مع وجع قولها علیها السلام و أنا بعید عن المطعم و المشرب أی لا أجدهما أو لا أشتهیهما و لا یخفی تنافی الأخبار الواردة فی مدة الحمل و أخبار الستة أكثر و أقوی.

«40»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی سُمَیْنَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ حَتَّی أَتَیَا نَخْلَ الْعَجْوَةِ لِلْخَلَاءِ فَهَوَیَا إِلَی مَكَانٍ وَ وَلَّی كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِظَهْرِهِ إِلَی صَاحِبِهِ فَرَمَی اللَّهُ بَیْنَهُمَا بِجِدَارٍ یَسْتُرُ

ص: 273

أَحَدَهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ فَلَمَّا قَضَیَا حَاجَتَهَمُا ذَهَبَ الْجِدَارُ وَ ارْتَفَعَ عَنْ مَوْضِعِهِ وَ صَارَ فِی الْمَوْضِعِ عَیْنُ مَاءٍ وَ جَنَّتَانِ (1)

فَتَوَضَّئَا وَ قَضَیَا مَا أَرَادَا.

ثُمَّ انْطَلَقَا حَتَّی صَارَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ عَرَضَ لَهُمَا رَجُلٌ فَظٌّ غَلِیظٌ فَقَالَ لَهُمَا مَا خِفْتُمَا عَدُوَّكُمَا مِنْ أَیْنَ جِئْتُمَا فَقَالا إِنَّهُمَا جَاءَا(2)

مِنَ الْخَلَاءِ فَهَمَّ بِهِمَا فَسَمِعُوا صَوْتاً یَقُولُ یَا شَیْطَانُ أَ تُرِیدُ أَنْ تُنَاوِیَ ابْنَیْ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ عَلِمْتَ بِالْأَمْسِ مَا فَعَلْتُ وَ نَاوَیْتَ أُمَّهُمَا وَ أَحْدَثْتَ فِی دِینِ اللَّهِ وَ سَلَكْتَ (3)

عَنِ الطَّرِیقِ وَ أَغْلَظَ لَهُ الْحُسَیْنُ أَیْضاً فَهَوَی بِیَدِهِ لِیَضْرِبَ بِهِ وَجْهَ الْحُسَیْنِ فَأَیْبَسَهَا اللَّهُ مِنْ مَنْكِبِهِ فَأَهْوَی بِالْیُسْرَی فَفَعَلَ اللَّهُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَسْأَلُكُمَا بِحَقِّ أَبِیكُمَا وَ جَدِّكُمَا لَمَّا دَعَوْتُمَا اللَّهَ أَنْ یُطْلِقَنِی فَقَالَ الْحُسَیْنُ اللَّهُمَّ أَطْلِقْهُ وَ اجْعَلْ لَهُ فِی هَذَا عِبْرَةً وَ اجْعَلْ ذَلِكَ عَلَیْهِ حُجَّةً فَأَطْلَقَ اللَّهُ یَدَهُ.

فَانْطَلَقَ قُدَّامَهُمَا حَتَّی أَتَیَا عَلِیّاً وَ أَقْبَلَ عَلَیْهِ بِالْخُصُومَةِ فَقَالَ أَیْنَ دَسَسْتَهُمَا وَ كَانَ هَذَا بَعْدَ یَوْمِ السَّقِیفَةِ بِقَلِیلٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا خَرَجَا إِلَّا لِلْخَلَاءِ وَ جَذَبَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلِیّاً حَتَّی شَقَّ رِدَاءَهُ فَقَالَ الْحُسَیْنُ لِلرَّجُلِ لَا أَخْرَجَكَ اللَّهُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی تُبْتَلَی بِالدِّیَاثَةِ فِی أَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ وَ قَدْ كَانَ الرَّجُلُ قَادَ ابْنَتَهُ إِلَی رَجُلٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَلَمَّا خَرَجَا إِلَی مَنْزِلِهِمَا قَالَ الْحُسَیْنُ لِلْحَسَنِ سَمِعْتُ جَدِّی یَقُولُ إِنَّمَا مَثَلُكُمَا مَثَلُ یُونُسَ إِذْ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ وَ أَلْقَاهُ بِظَهْرِ الْأَرْضِ وَ أَنْبَتَ عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ وَ أَخْرَجَ لَهُ عَیْناً مِنْ تَحْتِهَا فَكَانَ یَأْكُلُ مِنَ الْیَقْطِینِ وَ یَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْعَیْنِ وَ سَمِعْتُ جَدِّی یَقُولُ أَمَّا الْعَیْنُ فَلَكُمْ وَ أَمَّا الْیَقْطِینُ فَأَنْتُمْ عَنْهُ أَغْنِیَاءُ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی یُونُسَ وَ أَرْسَلْناهُ إِلی مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ

ص: 274


1- 1. اجانتان( خ ل) و الاجانة- بالكسر اناء تغسل فیه الثیاب.
2- 2. اننا جئنا خ ل.
3- 3. أی نكبت عن الصراط المستقیم و عدلت عنه.

إِلی حِینٍ (1) وَ لَسْنَا نَحْتَاجُ إِلَی الْیَقْطِینِ وَ لَكِنْ عَلِمَ اللَّهُ حَاجَتَنَا إِلَی الْعَیْنِ فَأَخْرَجَهَا لَنَا وَ سَنُرْسَلُ إِلَی أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَیَكْفُرُونَ وَ یَتَمَتَّعُونَ إِلَی حِینٍ فَقَالَ الْحَسَنُ قَدْ سَمِعْتُ هَذَا.

بیان: ناواه عاداه و الدس الإخفاء و الدسیس من تدسه لیأتیك بالأخبار أی أین أرسلتهما خفیة لیأتیاك بالخبر.

«41»- شا، [الإرشاد]: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام یُشْبِهُ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ صَدْرِهِ إِلَی رَأْسِهِ وَ الْحُسَیْنُ یُشْبِهُ مِنْ صَدْرِهِ إِلَی رِجْلَیْهِ وَ كَانَا علیهما السلام حَبِیبَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنِ جَمِیعِ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ.

«42»- شا، [الإرشاد] رَوَی زَاذَانُ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَ أَحْبِبْ مَنْ أَحَبَّهُمَا وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ أَحْبَبْتُهُ وَ مَنْ أَحْبَبْتُهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضْتُهُ وَ مَنْ أَبْغَضْتُهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ ابْنَیَّ هَذَیْنِ رَیْحَانَتِی مِنَ الدُّنْیَا.

بیان: ریحانتی علی المفرد أو علی التثنیة علی قول من جوز نصب خبر الحروف المشبهة بالفعل

وَ قَدْ رَوَوْا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.أَنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعِینَ خَرِیفاً. و قد ورد فی الشعر أن حراسنا أسدا.

«43»- شا، [الإرشاد] رَوَی زِرُّ بْنُ حُبَیْشٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُصَلِّی فَجَاءَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَارْتَدَفَاهُ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا أَخْذاً رَفِیقاً فَلَمَّا عَادَ عَادَا فَلَمَّا انْصَرَفَ أَجْلَسَ هَذَا عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْمَنِ وَ هَذَا عَلَی فَخِذِهِ الْأَیْسَرِ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِی

فَلْیُحِبَّ هَذَیْنِ وَ كَانَا علیهما السلام حُجَّةَ اللَّهِ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمُبَاهَلَةِ وَ حُجَّةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ أَبِیهِمَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْأُمَّةِ فِی الدِّینِ وَ الْمِنَّةُ لِلَّهِ.

«44»- شا، [الإرشاد] ابْنُ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ یَرْفَعُهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ شَنْفَا الْعَرْشِ وَ إِنَّ الْجَنَّةَ قَالَتْ یَا رَبِّ أَسْكَنْتَنِی

ص: 275


1- 1. الصافّات: 147.

الضُّعَفَاءَ وَ الْمَسَاكِینَ فَقَالَ لَهَا اللَّهُ تَعَالَی أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَیَّنْتُ أَرْكَانَكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قَالَ فَمَاسَتْ كَمَا تَمِیسُ الْعَرُوسُ فَرَحاً.

بیان: یقال ماس یمیس میسا إذا تبختر فی مشیته و تثنی قاله الجزری.

«45»- عم، [إعلام الوری] شا، [الإرشاد] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِیهاً حَسَنُ خُذْ حُسَیْناً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا رَسُولَ اللَّهُ تَسْتَنْهِضُ الْكَبِیرَ عَلَی الصَّغِیرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله هَذَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَقُولُ لِلْحُسَیْنِ إِیهاً یَا حُسَیْنُ خُذِ الْحَسَنَ.

«46»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شا، [الإرشاد] رَوَی إِبْرَاهِیمُ الرَّافِعِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام یَمْشِیَانِ إِلَی الْحَجِّ فَلَمْ یَمُرَّا بِرَجُلٍ رَاكِبٍ إِلَّا نَزَلَ یَمْشِی فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَی بَعْضِهِمْ فَقَالُوا لِسَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَدْ ثَقُلَ عَلَیْنَا الْمَشْیُ وَ لَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَرْكَبَ وَ هَذَانِ السَّیِّدَانِ یَمْشِیَانِ فَقَالَ سَعْدٌ لِلْحَسَنِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْمَشْیَ قَدْ ثَقُلَ عَلَی جَمَاعَةٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْكُمَا تَمْشِیَانِ لَمْ تَطِبْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ یَرْكَبُوا فَلَوْ رَكِبْتُمَا فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام لَا نَرْكَبُ قَدْ جَعَلْنَا عَلَی أَنْفُسِنَا الْمَشْیَ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ عَلَی أَقْدَامِنَا وَ لَكِنَّا نَتَنَكَّبُ عَنِ الطَّرِیقِ فَأَخَذَا جَانِباً مِنَ النَّاسِ.

«47»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله آخِذاً بِیَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ إِنَّ ابْنَیَّ هَذَیْنِ رَبَّیْتُهُمَا صَغِیرَیْنِ وَ دَعَوْتُ لَهُمَا كَبِیرَیْنِ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ لَهُمَا ثَلَاثاً فَأَعْطَانِی اثْنَتَیْنِ وَ مَنَعَنِی وَاحِدَةً سَأَلْتُ اللَّهَ لَهُمَا أَنْ یَجْعَلَهُمَا طَاهِرَیْنِ مُطَهَّرَیْنِ زَكِیَّیْنِ فَأَجَابَنِی إِلَی ذَلِكَ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَقِیَهُمَا وَ ذُرِّیَّتَهُمَا وَ شِیعَتَهُمَا النَّارَ فَأَعْطَانِی ذَلِكَ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْمَعَ الْأُمَّةَ عَلَی مَحَبَّتِهِمَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَضَیْتُ قَضَاءً وَ قَدَرْتُ قَدَراً وَ إِنَّ طَائِفَةً مِنْ أُمَّتِكَ سَتَفِی لَكَ بِذِمَّتِكَ فِی الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ سَیَخْفِرُونَ ذِمَّتَكَ فِی وُلْدِكَ وَ إِنِّی أَوْجَبْتُ عَلَی نَفْسِی لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَلَّا أُحِلَّهُ مَحَلَّ كَرَامَتِی وَ لَا أُسْكِنَهُ

ص: 276

جَنَّتِی وَ لَا أَنْظُرَ إِلَیْهِ بِعَیْنِ رَحْمَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

48 قب، المناقب لابن شهرآشوب قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ (1) وَ لَا اتِّبَاعَ أَحْسَنُ مِنِ اتِّبَاعِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَالَ تَعَالَی أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ فَقَدْ أَلْحَقَ اللَّهُ بِهِمَا ذُرِّیَّتَهُمَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَهِدَ بِذَلِكَ كِتَابُهُ فَوَجَبَ لَهُمُ الطَّاعَةُ لِحَقِّ الْإِمَامَةِ مِثْلُ مَا وَجَبَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَقِّ النُّبُوَّةِ وَ قَالَ تَعَالَی حِكَایَةً عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِیمِ رَبَّنا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِی وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَ أَزْواجِهِمْ وَ ذُرِّیَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ وَ قِهِمُ السَّیِّئاتِ (2) وَ قَالَ أَیْضاً وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ (3) وَ لَا یُسْبَقُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی فَضِیلَةٍ وَ لَیْسَ أَحَقُّ بِهَذَا الدُّعَاءِ بِهَذِهِ الصِّیغَةِ مِنْهُ وَ ذُرِّیَّتِهِ فَقَدْ وَجَبَ لَهُمُ الْإِمَامَةُ وَ یُسْتَدَلُّ عَلَی إِمَامَتِهِمَا بِمَا رَوَاهُ الطَّرِیقَانِ الْمُخْتَلِفَانِ وَ الطَّائِفَتَانِ الْمُتَبَایِنَتَانِ مِنْ نَصِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی إِمَامَةِ الِاثْنَیْ عَشَرَ وَ إِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَكُلُّ مَنْ قَالَ بِإِمَامَةِ الِاثْنَیْ عَشَرَ قَطَعَ عَلَی إِمَامَتِهِمَا وَ یَدُلُّ أَیْضاً مَا ثَبَتَ بِلَا خِلَافٍ أَنَّهُمَا دَعَوُا النَّاسَ إِلَی بَیْعَتِهِمَا وَ الْقَوْلُ بِإِمَامَتِهِمَا فَلَا یَخْلُو مِنْ أَنْ یَكُونَا مُحِقَّیْنِ أَوْ مُبْطِلَیْنِ فَإِنْ كَانَا مُحِقَّیْنِ فَقَدْ ثَبَتَ إِمَامَتُهُمَا وَ إِنْ كَانَا مُبْطِلَیْنِ وَجَبَ الْقَوْلُ بِتَفْسِیقِهِمَا وَ تَضْلِیلِهِمَا وَ هَذَا لَا یَقُولُهُ مُسْلِمٌ وَ یُسْتَدَلُّ أَیْضاً بِأَنَّ طَرِیقَ الْإِمَامَةِ لَا یَخْلُو إِمَّا أَنْ یَكُونَ هُوَ النَّصَّ أَوِ الْوَصْفَ وَ الِاخْتِیَارَ وَ كُلُّ ذَلِكَ قَدْ حَصَلَ فِی حَقِّهِمَا فَوَجَبَ الْقَوْلُ بِإِمَامَتِهِمَا وَ یُسْتَدَلُّ أَیْضاً بِمَا قَدْ ثَبَتَ بِأَنَّهُمَا خَرَجَا وَ ادَّعَیَا وَ لَمْ یَكُنْ فِی زَمَانِهِمَا غَیْرُ مُعَاوِیَةَ وَ یَزِیدَ وَ هُمَا قَدْ ثَبَتَ فِسْقُهُمَا بَلْ كُفْرُهُمَا فَیَجِبُ أَنْ تَكُونَ الْإِمَامَةُ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ

ص: 277


1- 1. الطور: 21.
2- 2. الغافر: 7- 9.
3- 3. الفرقان: 74.

وَ یُسْتَدَلُّ أَیْضاً بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام لِأَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَی إِمَامَتِهِمَا وَ إِجْمَاعُهُمْ حُجَّةٌ وَ یُسْتَدَلُّ بِالْخَبَرِ الْمَشْهُورِ أَنَّهُ قَالَ علیه السلام ابْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا أَوْجَبَ لَهُمَا الْإِمَامَةَ بِمُوجِبِ الْقَوْلِ سَوَاءٌ نَهَضَا بِالْجِهَادِ أَوْ قَعَدَا عَنْهُ دَعَیَا إِلَی أَنْفُسِهِمَا أَوْ تَرَكَا ذَلِكَ وَ طَرِیقُهُ الْعِصْمَةُ وَ النُّصُوصُ وَ كَوْنُهُمَا أَفْضَلُ الْخَلْقِ یَدُلُّ عَلَی إِمَامَتِهِمَا وَ كَانَتِ الْخِلَافَةُ فِی أَوْلَادِ الْأَنْبِیَاءِ وَ مَا بَقِیَ لِنَبِیِّنَا وَلَدٌ سِوَاهُمَا وَ مِنْ بُرْهَانِهِمَا بَیْعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمَا وَ لَمْ یُبَایِعْ صَغِیراً غَیْرَهُمَا وَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِإِیجَابِ ثَوَابِ الْجَنَّةِ مِنْ عَمَلِهِمَا مَعَ ظَاهِرِ الطُّفُولِیَّةِ مِنْهُمَا قَوْلُهُ تَعَالَی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ (1) الْآیَاتِ فَعَمَّهُمَا بِهَذَا الْقَوْلِ مَعَ أَبَوَیْهِمَا وَ إِدْخَالُهُمَا فِی الْمُبَاهَلَةِ قَالَ ابْنُ عَلَّانٍ الْمُعْتَزِلِیُّ هَذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُمَا كَانَا مُكَلَّفَیْنِ فِی تِلْكَ الْحَالِ لِأَنَّ الْمُبَاهَلَةَ لَا تَجُوزُ إِلَّا مَعَ الْبَالِغِینَ وَ قَالَ أَصْحَابُنَا إِنَّ صِغَرَ السِّنِّ عَنْ حَدِّ الْبُلُوغِ لَا یُنَافِی كَمَالَ الْعَقْلِ وَ بُلُوغُ الْحُلُمِ حَدٌّ لِتَعَلُّقِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِیَّةِ فَكَانَ ذَلِكَ لِخَرْقِ الْعَادَةِ فَثَبَتَ بِذَلِكَ أَنَّهُمَا كَانَا حُجَّةَ اللَّهِ لِنَبِیِّهِ فِی الْمُبَاهَلَةَ مَعَ طُفُولِیَّتِهِمَا وَ لَوْ لَمْ یَكُونَا إِمَامَیْنِ لَمْ یَحْتَجَّ اللَّهُ بِهِمَا مَعَ صِغَرِ سِنِّهِمَا عَلَی أَعْدَائِهِ وَ لَمْ یَتَبَیَّنْ فِی الْآیَةِ ذِكْرُ قَبُولِ دُعَائِهِمَا وَ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَدَ مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُمْ غَیْرَهُمْ لَبَاهَلَ بِهِمْ أَوْ جَمَعَهُمْ مَعَهُمْ فَاقْتِصَارُهُ عَلَیْهِمْ یُبَیِّنُ فَضْلَهُمْ وَ نَقْصَ غَیْرِهِمْ وَ قَدْ قَدَّمَهُمْ فِی الذِّكْرِ عَلَی الْأَنْفُسِ لِیُبَیِّنَ عَنْ لُطْفِ مَكَانِهِمْ وَ قُرْبِ مَنْزِلَتِهِمْ وَ لِیُؤْذِنَ بِأَنَّهُمْ مُقَدَّمُونَ عَلَی الْأَنْفُسِ مُعَدُّونَ بِهَا وَ فِیهِ دَلِیلٌ لَا شَیْ ءَ أَقْوَی مِنْهُ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ خَلْقِ اللَّهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ فِی التَّوْحِیدِ وَ الْعَدْلِ قُلْ یا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلی كَلِمَةٍ سَواءٍ

ص: 278


1- 1. الدهر: 7.

بَیْنَنا وَ بَیْنَكُمْ (1) وَ فِی النُّبُوَّةِ وَ الْإِمَامَةِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ (2) وَ فِی الشَّرْعِیَّاتِ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ (3) وَ قَدْ أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِأَبْنَائِنَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ الرَّازِیُّ هَذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّهُمَا ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ وَلَدَ الِابْنَةِ ابْنٌ عَلَی الْحَقِیقَةِ

أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ سَلامٌ عَلی عِبادِهِ الَّذِینَ اصْطَفی (4) قَالَ هُمْ أَهْلُ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَوْلَادُهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ هُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ خِیَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ.

أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَیْنٍ عَنْ سُفْیَانَ- عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْبَطِینِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا(5) الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ اللَّهِ خَاصَّةً فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ یَقُولُ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا یَعْنِی فَاطِمَةَ وَ ذُرِّیَّاتِنا الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قُرَّةَ أَعْیُنٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُ رَبِّی وَلَداً نَضِیرَ الْوَجْهِ وَ لَا سَأَلْتُهُ وَلَداً حَسَنَ الْقَامَةِ وَ لَكِنْ سَأَلْتُ رَبِّی وُلْداً مُطِیعِینَ لِلَّهِ خَائِفِینَ وَجِلِینَ مِنْهُ حَتَّی إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ مُطِیعٌ لِلَّهِ قَرَّتْ بِهِ عَیْنِی قَالَ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً قَالَ نَقْتَدِی بِمَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْمُتَّقِینَ فَیَقْتَدِی الْمُتَّقُونَ بِنَا مِنْ بَعْدِنَا وَ قَالَ اللَّهُ أُوْلئِكَ یُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ فَاطِمَةَ وَ یُلَقَّوْنَ فِیها تَحِیَّةً وَ سَلاماً خالِدِینَ فِیها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مُقاماً وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ نَزَلَتْ فِیهِمْ.

الصَّادِقُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ (6) قَالَ الْكِفْلَیْنِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ النُّورُ عَلِیٌّ.

وَ فِی رِوَایَةِ سَمَاعَةَ عَنْهُ علیه السلام: نُوراً تَمْشُونَ بِهِ قَالَ إِمَاماً

ص: 279


1- 1. آل عمران: 64.
2- 2. آل عمران: 61.
3- 3. الأنعام: 151.
4- 4. النمل: 59.
5- 5. الفرقان: 74- 76.
6- 6. الحدید: 28.

تَأْتَمُّونَ بِهِ فِی مَحَبَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمَا.

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ فِی مُسْنَدَیْهِمَا وَ ابْنُ مَاجَهْ فِی السُّنَنِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَبُو سَعِیدٍ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَیُّ أَهْلِ بَیْتِكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ أَحْبَبْتُهُ وَ مَنْ أَحْبَبْتُهُ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضْتُهُ وَ مَنْ أَبْغَضْتُهُ أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ خَلَّدَهُ النَّارَ.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ شَرَفُ الْمُصْطَفَی وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ أَمَالِی ابْنِ شُرَیْحٍ وَ إِبَانَةُ ابْنِ بَطَّةَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله أَخَذَ بِیَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِی وَ أَحَبَّ هَذَیْنِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمَّهُمَا كَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی فِی الْجَنَّةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ قَدْ نَظَمَهُ أَبُو الْحُسَیْنِ فِی نَظْمِ الْأَخْبَارِ فَقَالَ:

أَخَذَ النَّبِیُّ یَدَ الْحُسَیْنِ وَ صِنْوِهِ*** یَوْماً وَ قَالَ وَ صَحِبَهُ فِی مَجْمَعٍ

مَنْ وَدَّنِی یَا قَوْمِ أَوْ هَذَیْنِ أَوْ*** أَبَوَیْهِمَا فَالْخُلْدُ مَسْكَنُهُ مَعِی.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ كِتَابُ السَّمْعَانِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی بَعْضِ الْحَاجَةِ فَخَرَجَ إِلَیَّ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَی شَیْ ءٍ مَا أَدْرِی مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِی فَقُلْتُ مَا هَذَا الَّذِی أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَیْهِ فَكَشَفَهُ فَإِذَا هُوَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَی وَرِكَیْهِ فَقَالَ هَذَانِ ابْنَایَ وَ ابْنَا ابْنَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُمَا وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُمَا.

فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ تَارِیخُ بَغْدَادَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِیمٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ وَ هُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَیْ ابْنَتِهِ حَسَناً أَوْ حُسَیْناً وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّكُمْ لَتُجَنَّبُونَ وَ تُجْهَلُونَ وَ تُبْخَلُونَ وَ إِنَّكُمْ لَمِنْ رَیْحَانِ اللَّهِ.

ص: 280

عَلِیُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِی النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ جَالِسَانِ عَلَی فَخِذَیْهِ مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّ هَذَیْنِ.

أَبُو صَالِحٍ وَ أَبُو حَازِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ أَبُو هُرَیْرَةَ قَالا: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ هَذَا عَلَی عَاتِقِهِ وَ هَذَا عَلَی عَاتِقِهِ وَ هُوَ یَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا مَرَّةً حَتَّی انْتَهَی إِلَیْنَا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتُحِبُّهُمَا فَقَالَ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِیِّ وَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ وَ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ أُمِّ سَلَمَةَ فِی أَحَادِیثِهِمْ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُمَا وَ فِی رِوَایَةٍ وَ أُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُمَا.

أَبُو الْحُوَیْرِثِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ اللَّهُمَّ أَحِبَّ حَسَناً وَ حُسَیْناً وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُمَا.

مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ حُبَّ عَلِیٍّ قُذِفَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ فَلَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ إِنَّ حُبَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قُذِفَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ الْكَافِرِینَ فَلَا تَرَی لَهُمْ ذَامّاً وَ دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قُرْبَ مَوْتِهِ فَقَرَّبَهُمَا وَ شَمَّهُمَا وَ جَعَلَ یَرْشُفُهُمَا وَ عَیْنَاهُ تَهْمِلَانِ.

بیان: رشفه یرشفه كنصره و ضربه و سمعه رشفا مصه.

«49»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شَرَفُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْخَرْكُوشِیِّ وَ الْفِرْدَوْسُ عَنِ الدَّیْلَمِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَ الْجَامِعُ عَنِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ الصَّحِیحُ عَنِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْنَدُ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ: الْوَلَدُ رَیْحَانَةٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ رَیْحَانَتَایَ مِنَ الدُّنْیَا.

قَالَ التِّرْمِذِیُّ وَ هَذَا حَدِیثٌ صَحِیحٌ وَ قَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ وَ مَهْدِیُّ بْنُ مَیْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ.

وَ یُرْوَی عَنْهُ صلی اللّٰه علیه وآله.أَنَّهُ قَالَ لَهُمَا إِنَّكُمَا مِنْ رَیْحَانِ اللَّهِ.

وَ فِی رِوَایَةِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ: أَنَّهُ وَضَعَهُمَا فِی حَجْرِهِ وَ جَعَلَ یُقَبِّلُ هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا مَرَّةً فَقَالَ قَوْمٌ أَ تُحِبُّهُمَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَا لِی لَا أُحِبُّ رَیْحَانَتَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ رَوَی

ص: 281

نَحْواً مِنْ ذَلِكَ رَاشِدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ وَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَیْسٍ عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام: قَالَ الشَّرِیفُ الرَّضِیُّ شَبَّهَ بِالرَّیْحَانِ لِأَنَّ الْوَلَدَ یُشَمُّ وَ یُضَمُّ كَمَا یُشَمُّ الرَّیْحَانُ وَ أَصْلُ الرَّیْحَانِ مَأْخُوذٌ مِنَ الشَّیْ ءِ الَّذِی یُتَرَوَّحُ إِلَیْهِ وَ یُتَنَفَّسُ مِنَ الْكَرْبِ بِهِ.

وَ مِنْ شَفَقَتِهِ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ الْحِلْیَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ مَرَّ بِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ هُمَا صَبِیَّانِ فَقَالَ هَاتِ ابْنَیَّ أُعَوِّذْهُمَا بِمَا عَوَّذَ بِهِ إِبْرَاهِیمُ ابْنَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ فَقَالَ أُعِیذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ هَامَّةٍ.

ابْنُ مَاجَهْ فِی السُّنَنِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَ یُعَوِّذُ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَیَقُولُ أُعِیذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ كُلِّ شَیْطَانٍ وَ هَامَّةٍ وَ مِنْ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ كَانَ إِبْرَاهِیمُ یُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ.

وَ جَاءَ فِی أَكْثَرِ التَّفَاسِیرِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَ یُعَوِّذُهُمَا بِالْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ لِهَذَا سُمِّیَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ.

وَ زَادَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ فِی الرِّوَایَةِ: ثُمَّ یَقُولُ علیه السلام هَكَذَا كَانَ إِبْرَاهِیمُ یُعَوِّذُ ابْنَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ كَانَ یَتْفُلُ عَلَیْهِمَا.

وَ مِنْ كَثْرَةِ عَوْذِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ غَیْرُهُ إِنَّهُمَا عُوذَتَانِ لِلْحَسَنَیْنِ وَ لَیْسَتَا مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِیمِ.

ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَبُو نُعَیْمِ بْنُ دُكَیْنٍ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَذَّنَ فِی أُذُنِ الْحَسَنِ لَمَّا وُلِدَ وَ أَذَّنَ كَذَلِكَ فِی أُذُنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام لَمَّا وُلِدَ.

ابْنُ غَسَّانَ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله عَقَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ شَاةً شَاةً وَ قَالَ كُلُوا وَ أَطْعِمُوا وَ ابْعَثُوا إِلَی الْقَابِلَةِ بِرِجْلٍ. یَعْنِی الرُّبُعَ الْمُؤَخَّرَ مِنَ الشَّاةِ رَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ.

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُقَبِّلُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَالَ عُیَیْنَةُ وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ أَنَّ لِی عَشَرَةً مَا قَبَّلْتُ

ص: 282

وَاحِداً مِنْهُمْ قَطُّ فَقَالَ علیه السلام مَنْ لَا یَرْحَمْ لَا یُرْحَمْ وَ فِی رِوَایَةِ حَفْصٍ الْفَرَّاءِ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی الْتُمِعَ لَوْنُهُ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ فَمَا أَصْنَعُ بِكَ مَنْ لَمْ یَرْحَمْ صَغِیرَنَا وَ لَمْ یُعَزِّزْ كَبِیرَنَا فَلَیْسَ مِنَّا.

أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ فِی الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ السَّمْعَانِیِّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّهُ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُصَلِّی فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَی ظَهْرِهِ فَإِذَا أَرَادُوا أَنْ یَمْنَعُوهُمَا أَشَارَ إِلَیْهِمْ أَنْ دَعُوهُمَا فَلَمَّا قَضَی الصَّلَاةَ وَضَعَهُمَا فِی حَجْرِهِ وَ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّ هَذَیْنِ.

وَ فِی رِوَایَةِ الْحِلْیَةِ: ذَرُوهُمَا بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّ هَذَیْنِ.

تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ: قَالَ الرَّبِیعُ بْنُ خُثَیْمٍ لِبَعْضِ مَنْ شَهِدَ قَتْلَ الْحُسَیْنِ علیه السلام جِئْتُمْ بِهَا مُعَلِّقِیهَا یَعْنِی الرُّءُوسَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَتَلْتُمْ صَفْوَةً لَوْ أَدْرَكَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَقَبَّلَ أَفْوَاهَهُمْ وَ أَجْلَسَهُمْ فِی حَجْرِهِ ثُمَّ قَرَأَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَیْنَ عِبادِكَ فِی ما كانُوا فِیهِ یَخْتَلِفُونَ (1).

وَ مِنْ إِیثَارِهِمَا عَلَی نَفْسِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَطِشَ الْمُسْلِمُونَ عَطَشاً شَدِیداً فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمَا صَغِیرَانِ لَا یَحْتَمِلَانِ الْعَطَشَ فَدَعَا الْحَسَنَ فَأَعْطَاهُ لِسَانَهُ فَمَصَّهُ حَتَّی ارْتَوَی ثُمَّ دَعَا الْحُسَیْنَ فَأَعْطَاهُ لِسَانَهُ فَمَصَّهُ حَتَّی ارْتَوَی.

أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ عَنْ عَلِیٍّ وَ عَنْ الْخُدْرِیِّ وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِ الْعَشَرَةِ وَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَزْرَقِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ رَوَی جَمَاعَةٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ عَنْ مَیْمُونَةَ وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: رَأَیْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِی اللِّحَافِ أَوْ فِی الشِّعَارِ فَاسْتَسْقَی الْحَسَنُ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی مَنِیحَةٍ لَنَا فَمَصَّ مِنْ ضَرْعِهَا فَجَعَلَهُ فِی قَدَحٍ ثُمَّ وَضَعَهُ فِی یَدِ الْحَسَنِ فَجَعَلَ الْحُسَیْنُ یَثِبُ عَلَیْهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَمْنَعُهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا هُوَ بِأَحَبِّهِمَا إِلَیَّ وَ لَكِنَّهُ اسْتَسْقَی أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِنِّی وَ

ص: 283


1- 1. الزمر: 47.

إِیَّاكِ وَ هَذَیْنِ وَ هَذَا الْمُنْجَدَلُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی مَكَانٍ وَاحِدٍ.

بیان: المنیحة بفتح المیم و الحاء و كسر النون منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطیها غیرك یحتلبها ثم یردها علیك و قال الجزری فیه أنا خاتم النبیین فی أم الكتاب و إن آدم لمنجدل فی طینته أی ملقی علی الجدالة و هی الأرض و منه حدیث ابن صیاد و هو منجدل فی الشمس انتهی و لعله علیه السلام كان متكئا أو نائما.

«50»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَمَصُّ لُعَابَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ كَمَا یَمَصُّ الرَّجُلُ الثَّمَرَةَ.

وَ مِنْ فَرْطِ مَحَبَّتِهِ لَهُمَا مَا رَوَی یَحْیَی بْنُ كَثِیرٍ وَ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ بِإِسْنَادِهِمَا: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بُكَاءَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ هُوَ عَلَی الْمِنْبَرِ فَقَامَ فَزِعاً ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَا الْوَلَدُ إِلَّا فِتْنَةٌ لَقَدْ قُمْتُ إِلَیْهِمَا وَ مَا مَعِی عَقْلِی وَ فِی رِوَایَةٍ وَ مَا أَعْقَلُ.

الْخَرْكُوشِیُّ فِی اللَّوَامِعِ وَ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ أَیْضاً وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ وَ التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی الْكَشْفِ وَ الْوَاحِدِیُّ فِی الْوَسِیطِ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْفَضَائِلِ وَ رَوَی الْخَلْقُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلَیْهِمَا قَمِیصَانِ أَحْمَرَانِ یَمْشِیَانِ وَ یَعْثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَ وَضَعَهُمَا بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(1) إِلَی آخِرِ كَلَامِهِ.

وَ قَدْ ذَكَرَهُ أَبُو طَالِبٍ الْحَارِثِیُّ فِی قُوتِ الْقُلُوبِ: إِلَّا أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام.

وَ فِی خَبَرٍ: أَوْلَادُنَا أَكْبَادُنَا یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ.

مُعْجَمُ الطَّبَرَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَرْبَعِینُ الْمُؤَذِّنِ وَ تَارِیخُ الْخَطِیبِ بِأَسَانِیدِهِمْ إِلَی جَابِرٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ ذُرِّیَّةَ كُلِّ نَبِیٍّ مِنْ صُلْبِهِ خَاصَّةً وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتِی مِنْ صُلْبِی وَ مِنْ صُلْبِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِنَّ كُلَّ بَنِی بِنْتٍ یُنْسَبُونَ إِلَی أَبِیهِمْ إِلَّا أَوْلَادَ فَاطِمَةَ فَإِنِّی أَنَا أَبُوهُمْ.

وَ

ص: 284


1- 1. الأنفال: 28.

قِیلَ فِی قَوْلِهِ ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ (1) إِنَّمَا نَزَلَ فِی نَفْیِ التَّبَنِّی لِزَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ مِنْ رِجالِكُمْ الْبَالِغِینَ فِی وَقْتِكُمْ وَ الْإِجْمَاعُ عَلَی أَنَّهُمَا لَمْ یَكُونَا بَالِغَیْنِ فِیهِ.

الْإِحْیَاءُ عَنِ الْغَزَّالِیِّ وَ الْفِرْدَوْسُ عَنِ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِیكَرِبَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله: حَسَنٌ مِنِّی وَ حُسَیْنٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هُمَا وَدِیعَتِی فِی أُمَّتِی.

وَ مِنْ مُلَاعَبَتِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُمَا مَا رَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ مِنْ أَرْبَعَةِ طُرُقٍ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام عَلَی ظَهْرِهِ وَ هُوَ یَجْثُو لَهُمَا وَ یَقُولُ نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا وَ نِعْمَ الْعَدْلَانِ أَنْتُمَا.

ابْنُ نَجِیحٍ: كَانَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَرْكَبَانِ ظَهْرَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولَانِ حَلْ حَلْ (2)

وَ یَقُولُ نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا.

السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَی عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ عَلَی عَاتِقَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ نِعْمَ الْفَرَسُ لَكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ نِعْمَ الْفَارِسَانِ هُمَا.

ابْنُ حَمَّادٍ(3)

عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بَرَّكَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَحَمَلَهُمَا وَ خَالَفَ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا وَ أَرْجُلِهِمَا وَ قَالَ نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا.

بیان: لعل المعنی أنهما استقبلا أو استدبرا عند الركوب فحاذی یمین كل منهما شمال الآخر أو أنه جعل أیدی كل منهما أو أرجلهما من جانب كما سیأتی فی روایة أبی یوسف.

«51»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه وآله.أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَلَمَّا رَآهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قَامَ

ص: 285


1- 1. الأحزاب: 40.
2- 2. قال الجوهریّ: حلحلت بالناقة، اذا قلت لها حل- بالتسكین- و هو زجر للناقة.
3- 3. فی المصدر ج 2 ص 387: ابن مهاد، عن أبیه، عن النبیّ.

لَهُمَا وَ اسْتَبْطَأَ بُلُوغُهُمَا إِلَیْهِ فَاسْتَقْبَلَهُمَا وَ حَمَلَهُمَا عَلَی كَتِفَیْهِ وَ قَالَ نِعْمَ الْمَطِیُّ مَطِیُّكُمَا وَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ أَنْتُمَا وَ أَبُوكُمَا خَیْرٌ مِنْكُمَا.

تَفْسِیرُ أَبِی یُوسُفَ یَعْقُوبَ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ سُفْیَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ عَلَی ظَهْرِهِ الْحَسَنَ عَلَی أَضْلَاعِهِ الْیُمْنَی وَ الْحُسَیْنَ عَلَی أَضْلَاعِهِ الْیُسْرَی ثُمَّ مَشَی وَ قَالَ نِعْمَ الْمَطِیُّ مَطِیُّكُمَا وَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ أَنْتُمَا وَ أَبُوكُمَا خَیْرٌ مِنْكُمَا.

وَ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله تَرَكَ لَهُمَا ذُؤَابَتَیْنِ فِی وَسَطِ الرَّأْسِ.

مرزد [مُزَرِّدٌ] قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَیْرَةَ(1) یَقُولُ: سَمِعَ أُذُنَایَ هَاتَانِ وَ بَصُرَ عَیْنَایَ هَاتَانِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدَیْهِ جَمِیعاً بِكَتِفَیِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ قَدَمَاهُمَا عَلَی قَدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُ تَرَقَّ عَیْنَ بَقَّةَ قَالَ فَرَقَا الْغُلَامُ حَتَّی وَضَعَ قَدَمَیْهِ عَلَی صَدْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ لَهُ افْتَحْ فَاكَ ثُمَّ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَحِبَّهُ فَإِنِّی أُحِبُّهُ.

كِتَابُ ابْنِ الْبَیِّعِ وَ ابْنِ مَهْدِیٍّ وَ الزَّمَخْشَرِیِّ قَالَ: حُزُقَّةٌ حُزُقَّةٌ تَرَقَّ عَیْنَ بَقَّةَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ.

الحزقة القصیر الصغیر الخطا و عین بقة أصغر الأعین و قال أراد بالبقة فاطمة(2) فَقَالَ لِلْحُسَیْنِ یَا قُرَّةَ عَیْنِ بَقَّةَ تَرَقَّ.

وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تُرَقِّصُ ابْنَهَا حَسَناً علیه السلام وَ تَقُولُ:

أَشْبِهْ أَبَاكَ یَا حَسَنُ*** وَ اخْلَعْ عَنِ الْحَقِّ الرَّسَنَ

وَ اعْبُدْ إِلَهاً ذَا مِنَنٍ*** وَ لَا تُوَالِ ذَا الْإِحَنِ

وَ قَالَتْ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام:

أَنْتَ شَبِیهٌ بِأَبِی*** لَسْتَ شَبِیهاً بِعَلِیٍ

ص: 286


1- 1. راجع المصدر ج 3 ص 388.
2- 2. فی النسخ المطبوعة:« أراد بالبقة عین فاطمة» و ما فی الصلب هو الصحیح المطابق للمصدر ج 3 ص 388.

وَ فِی مُسْنَدِ الْمَوْصِلِیِّ: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ أَبُو بَكْرٍ لِلْحَسَنِ علیه السلام وَ أَبَاهُ یَسْمَعُ

أَنْتَ شَبِیهٌ بِنَبِیٍ*** لَسْتَ شَبِیهاً بِعَلِیٍ

وَ عَلِیٌّ یَتَبَسَّمُ وَ كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُرَبِّی الْحَسَنَ وَ تَقُولُ

بِأَبِی ابْنُ عَلِیٍ*** أَنْتَ بِالْخَیْرِ مَلِیٌ

كُنْ كَأَسْنَانِ حُلِیٍ*** كُنْ كَكَبْشِ الْحَوْلِیِ

وَ كَانَتْ أُمُّ الْفَضْلِ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ تُرَبِّی الْحُسَیْنَ وَ تَقُولُ:

یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ***یَا ابْنَ كَثِیرِ الْجَاهِ

فَرْدٌ بِلَا أَشْبَاهٍ*** أَعَاذَهُ إِلَهِی

مِنْ أَمَمِ الدَّوَاهِی

إیضاح: قال الجزری فیه: أنه علیه الصلاة و السلام كان یرقص الحسن أو الحسین و یقول حزقة حزقة ترق عین بقة فترقی الغلام حتی وضع قدمیه علی صدره.

الحزقة الضعیف المقارب الخطو من ضعفه و قیل القصیر العظیم البطن فذكرها له علی سبیل المداعبة و التأنیس له و ترق بمعنی اصعد و عین بقة كنایة عن صغر العین و حزقة مرفوع علی أنه خبر مبتدإ محذوف تقدیره أنت حزقة و حزقة الثانی كذلك أو أنه خبر مكرر و من لم ینون حزقة فحذف حرف النداء و هی فی الشذوذ كقولهم أطرق كرا(1) لأن حرف النداء إنما یحذف من العلم المضموم أو المضاف انتهی.

و الحزقة بضم الحاء المهملة و الزاء المعجمة و فتح القاف المشددة و الظاهر أن عین بقة كنایة عن صغر الجثة لا صغر العین و یمكن أن یكون مراده ذلك بأن یكون مراده بالعین النفس أو أن وجه التشبیه بعین البقة صغر عینها و لكن الزمخشری صرح فی الفائق بذلك حیث قال و عین بقة منادی ذهب إلی صغر عینیه تشبیها لهما بعین البعوضة انتهی.

قولها علیها السلام و اخلع عن الحق الرسن الحق بفتح الحاء فیكون كنایة

ص: 287


1- 1. الكرا: الذكر من القبج، و« أطرق كرا» مثل یضرب لمن یخدع بكلام لطیف له و یراد به الغائلة.

عن إظهار الأسرار أو بضمها بأن یكون جمع حقة بالضم أو بالكسر و هو ما كان من الإبل ابن ثلاث سنین فیكون كنایة عن السخاء و الجود أو عن التصرف فی الأمور و الاشتغال بالأعمال فإن تسریح الإبل تدبیر لها و موجب للاشتغال بغیرها و أسنان الحلی تضاریسه و التشبیه فی الاستواء و الحسن.

«52»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی مُعْجِزَاتِهِمَا علیهما السلام أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْمُسْنَدِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّفْظُ لَهُ وَ رَوَی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ كَانَا یَلْعَبَانِ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی مَضَی عَامَّةُ اللَّیْلِ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا انْصَرِفَا إِلَی أُمِّكُمَا فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَمَا زَالَتْ تُضِی ءُ لَهُمَا حَتَّی دَخَلَا عَلَی فَاطِمَةَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَنْظُرُ إِلَی الْبَرْقَةِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.

وَ قَدْ رَوَاهُ السَّمْعَانِیُّ وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِهِمَا عَنْ أَبِی جُحَیْفَةَ: إِلَّا أَنَّهُمَا تَفَرَّدَا فِی حَقِّ الْحَسَنِ علیه السلام.

وَ فِی حَدِیثِ عَفِیفٍ الْكِنْدِیِّ: أَنَّهُ قَالَ الْفَارِسُ لَهُ إِذَا رَأَیْتَ فِی دَارِهِ علیه السلام حَمَامَةً یَطِیرُ مَعَهَا فَرْخَاهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ وُلِدَ لَهُ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ بَلَغَنِی بَعْدَ بُرْهَةٍ ظُهُورُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسْلَمْتُ فَكُنْتُ أَرَی الْحَمَامَةَ فِی دَارِ عَلِیٍّ تُفْرِخُ مِنْ غَیْرِ وَكْرٍ وَ إِذَا رَأَیْتُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَرْتُ قَوْلَ الْفَارِسِ وَ فِی رِوَایَةِ بِسْطَامَ عَنْهُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: فَلَمَّا قُتِلَ عَلِیٌّ ذَهَبْتُ فَمَا رَأَیْتُ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی عَقِیلٍ: رَأَیْتُ فِی مَنْزِلِ عَلِیٍّ بَعْدَ مَوْتِهِ طَیْرَانِ یَطِیرَانِ فَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ غَابَ أَحَدُهُمَا فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ غَابَ الْآخَرُ.

الْكَشْفُ وَ الْبَیَانُ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: مَرِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِطَبَقٍ فِیهِ رُمَّانٌ وَ عِنَبٌ فَأَكَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْهُ فَسَبَّحَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَتَنَاوَلَا مِنْهُ فَسَبَّحَ الرُّمَّانُ وَ الْعِنَبُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِیٌّ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ فَسَبَّحَ أَیْضاً ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَأَكَلَ فَلَمْ یُسَبِّحْ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّمَا

ص: 288

یَأْكُلُ هَذَا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیٌّ أَوْ وَلَدُ نَبِیٍّ.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُفِیدُ النَّیْسَابُورِیُّ فِی أَمَالِیهِ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: عَرِیَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ أَدْرَكَهُمَا الْعِیدُ فَقَالا لِأُمِّهِمَا قَدْ زَیَّنُوا صِبْیَانَ الْمَدِینَةِ إِلَّا نَحْنُ فَمَا لَكِ لَا تزیننا [تُزَیِّنِینَّا] فَقَالَتْ إِنَّ ثِیَابَكُمَا عِنْدَ الْخَیَّاطِ فَإِذَا أَتَانِی زَیَّنْتُكُمَا فَلَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْعِیدِ أَعَادَا الْقَوْلَ عَلَی أُمِّهِمَا فَبَكَتْ وَ رَحِمَتْهُمَا فَقَالَتْ لَهُمَا مَا قَالَتْ فِی الْأُولَی فَرَدُّوا عَلَیْهَا فَلَمَّا أَخَذَ الظَّلَامُ قَرَعَ الْبَابَ قَارِعٌ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ مَنْ هَذَا قَالَ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا الْخَیَّاطُ جِئْتُ بِالثِّیَابِ فَفَتَحَتِ الْبَابَ فَإِذَا رَجُلٌ وَ مَعَهُ مِنْ لِبَاسِ الْعِیدِ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ اللَّهِ لَمْ أَرَ رَجُلًا أَهْیَبَ سِیمَةً مِنْهُ فَنَاوَلَهَا مِنْدِیلًا مَشْدُوداً ثُمَّ انْصَرَفَ فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَفَتَحَتِ الْمِنْدِیلَ فَإِذَا فِیهِ قَمِیصَانِ وَ دُرَّاعَتَانِ وَ سَرَاوِیلَانِ وَ رِدَاءَانِ وَ عِمَامَتَانِ وَ خُفَّانِ أَسْوَدَانِ مُعَقَّبَانِ بِحُمْرَةٍ فَأَیْقَظَتْهُمَا وَ أَلْبَسَتْهُمَا فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ هُمَا مُزَیَّنَانِ فَحَمَلَهُمَا وَ قَبَّلَهُمَا ثُمَّ قَالَ رَأَیْتِ الْخَیَّاطَ قَالَتْ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ الَّذِی أَنْفَذْتَهُ مِنَ الثِّیَابِ قَالَ یَا بُنَیَّةِ مَا هُوَ خَیَّاطٌ إِنَّمَا هُوَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ قَالَتْ فَاطِمَةُ فَمَنْ أَخْبَرَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا عَرَجَ حَتَّی جَاءَنِی وَ أَخْبَرَنِی بِذَلِكِ.

الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ دَخَلَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَ یَدَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَجَعَلَا یَدُورَانِ حَوْلَهُ یُشَبِّهَانِهِ بِدِحْیَةَ الْكَلْبِیِّ فَجَعَلَ جَبْرَئِیلُ یُومِئُ بِیَدَیْهِ كَالْمُتَنَاوِلِ شَیْئاً فَإِذَا فِی یَدِهِ تُفَّاحَةٌ وَ سَفَرْجَلَةٌ وَ رُمَّانَةٌ فَنَاوَلَهُمَا وَ تَهَلَّلَتْ وُجُوهُهُمَا وَ سَعَیَا إِلَی جَدِّهِمَا فَأَخَذَ مِنْهُمَا فَشَمَّهَا ثُمَّ قَالَ صِیرَا إِلَی أُمِّكُمَا بِمَا مَعَكُمَا وَ بَدْوُكُمَا بِأَبِیكُمَا أَعْجَبُ (1) فَصَارَا كَمَا أَمَرَهُمَا فَلَمْ یَأْكُلُوا حَتَّی صَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَیْهِمْ فَأَكَلُوا جَمِیعاً فَلَمْ یَزَلْ كُلَّمَا أُكِلَ مِنْهُ عَادَ إِلَی مَا كَانَ حَتَّی قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 289


1- 1. فی المصدر ج 3 ص 391: و ابدءا بأبیكما فصارا.

قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَلَمْ یَلْحَقْهُ التَّغْیِیرُ وَ النُّقْصَانُ أَیَّامَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تُوُفِّیَتْ فَلَمَّا تُوُفِّیَتْ فَقَدْنَا الرُّمَّانَ وَ بَقِیَ التُّفَّاحُ وَ السَّفَرْجَلُ أَیَّامَ أَبِی فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فُقِدَ السَّفَرْجَلُ وَ بَقِیَ التُّفَّاحُ عَلَی هَیْأَتِهِ لِلْحَسَنِ حَتَّی مَاتَ فِی سَمِّهِ وَ بَقِیَتِ التُّفَّاحَةُ إِلَی الْوَقْتِ الَّذِی حُوصِرْتُ عَنِ الْمَاءِ فَكُنْتُ أَشَمُّهَا إِذَا عَطِشْتُ فَیَسْكُنُ لَهَبُ عَطَشِی فَلَمَّا اشْتَدَّ عَلَیَّ الْعَطَشُ عَضَضْتُهَا وَ أَیْقَنْتُ بِالْفَنَاءِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سَمِعْتُهُ یَقُولُ ذَلِكَ قَبْلَ قَتْلِهِ بِسَاعَةٍ فَلَمَّا قَضَی نَحْبَهُ وُجِدَ رِیحُهَا فِی مَصْرَعِهِ فَالْتُمِسَتْ فَلَمْ یُرَ لَهَا أَثَرٌ فَبَقِیَ رِیحُهَا بَعْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ لَقَدْ زُرْتُ قَبْرَهُ فَوَجَدْتُ رِیحَهَا یَفُوحُ مِنْ قَبْرِهِ فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْ شِیعَتِنَا الزَّائِرِینَ لِلَقْبِرِ فَلْیَلْتَمِسْ ذَلِكَ فِی أَوْقَاتِ السَّحَرِ فَإِنَّهُ یَجِدُهُ إِذَا كَانَ مُخْلِصاً.

أَمَالِی أَبِی الْفَتْحِ الْحَفَّارِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَبُو رَافِعٍ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ هَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ جَامٌ مِنَ الْبِلَّوْرِ الْأَحْمَرِ مَمْلُوءاً مِسْكاً وَ عَنْبَراً فَقَالَ لَهُ السَّلَامُ عَلَیْكَ اللَّهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یُحَیِّیكَ بِهَذِهِ التَّحِیَّةِ وَ یَأْمُرُكَ أَنْ تُحَیِّیَ بِهَا عَلِیّاً وَ وَلَدَیْهِ فَلَمَّا صَارَتْ فِی كَفِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلَّلَتْ ثَلَاثاً وَ كَبَّرَتْ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ بِلِسَانٍ ذَرِبٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ

لِتَشْقی فَأَشَمَّهَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله ثُمَّ حَیَّا بِهَا عَلِیّاً فَلَمَّا صَارَتْ فِی كَفِّ عَلِیٍّ قَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ* إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (1) الْآیَةَ فَأَشَمَّهَا عَلِیٌّ وَ حَیَّی بِهَا الْحَسَنَ فَلَمَّا صَارَتْ فِی كَفِّ الْحَسَنِ قَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ الْآیَةَ فَأَشَمَّهَا الْحَسَنَ وَ حَیَّی بِهَا الْحُسَیْنَ فَلَمَّا صَارَتْ فِی كَفِّ الْحُسَیْنِ قَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (2) ثُمَّ رُدَّتْ إِلَی النَّبِیِّ فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3) فَلَمْ أَدْرِ عَلَی السَّمَاءِ صَعِدَتْ أَمْ فِی الْأَرْضِ نَزَلَتْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَی.

بیان: ذرابة اللسان حدته.

ص: 290


1- 1. المائدة: 58.
2- 2. الشوری: 23.
3- 3. النور: 35.

«53»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْمَعَالِمِ: إِنَّ مَلَكاً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی صِفَةِ الطَّیْرِ فَقَعَدَ عَلَی یَدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالنُّبُوَّةِ وَ عَلَی یَدِ عَلِیٍّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْوَصِیَّةِ وَ عَلَی یَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمَا بِالْخِلَافَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لِمَ لَمْ تَقْعُدْ عَلَی یَدِ فُلَانٍ فَقَالَ لَا أَقْعُدُ فِی أَرْضٍ عُصِیَ عَلَیْهَا اللَّهُ فَكَیْفَ أَقْعُدُ عَلَی یَدٍ عَصَتِ اللَّهَ.

أَرْبَعِینُ الْمُؤَذِّنِ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ خَصَائِصُ النَّطَنْزِیِّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ تَعْوِیذَانِ حَشْوُهُمَا مِنْ زَغَبِ جَنَاحِ جَبْرَئِیلَ وَ فِی رِوَایَةٍ فِیهِمَا مِنْ جَنَاحِ جَبْرَئِیلَ.

وَ عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ أُمِّ وَلَدٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام قَالَتْ: كَانَتْ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلوات اللّٰه علیهم وِسَادَةٌ لَا یَجْلِسُ عَلَیْهَا إِلَّا جَبْرَئِیلُ فَإِذَا قَامَ عَنْهَا طُوِیَتْ فَكَانَ إِذَا قَامَ انْتَفَضَ مِنْ زَغَبِهِ فَتَلْتَقِطُهُ فَاطِمَةُ فَتَجْعَلُهُ فِی تَمَائِمِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ.

أَبُو هُرَیْرَةَ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِیُّ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الصَّادِقُ: أَنَّهُ اصْطَرَعَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِیهِ حَسَنُ إِیهِ حَسَنُ خُذْ حُسَیْناً فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَسْتَنْهِضُ الْكَبِیرَ عَلَی الصَّغِیرِ فَقَالَ هَذَا جَبْرَئِیلُ یَقُولُ لِلْحُسَیْنِ إِیهاً حُسَیْنُ خُذْ حَسَناً.

أَوْرَدَهُ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِهِ.

«54»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی مَعَالِی أُمُورِهِمَا علیهما السلام مُقَاتِلُ بْنُ مُقَاتِلٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ التِّینِ وَ الزَّیْتُونِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ طُورِ سِینِینَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هذَا الْبَلَدِ الْأَمِینِ قَالَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ قَالَ الْأَوَّلُ ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِینَ بِبُغْضِهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ یَا مُحَمَّدُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

وَ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْقِبْلَةِ عَلَی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا. وَ اجْتَمَعُوا أَیْضاً أَنَّهُ قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ. حَدَّثَنِی بِذَلِكَ ابْنُ كَادِشٍ الْعُكْبَرِیُّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْحَرْبِیِّ الْعُشَارِیِّ عَنِ ابْنِ شَاهِینَ الْمَرْوَزِیِّ فِیمَا قَرُبَ سَنَدُهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْعَامِرِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا نُعَیْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ

ص: 291

یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: الْخَبَرَ وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْفَضَائِلِ وَ الْمُسْنَدِ وَ التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ ابْنُ مَاجَهْ فِی السُّنَنِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ الْخَطِیبُ فِی التَّارِیخِ وَ الْمَوْصِلِیُّ فِی الْمُسْنَدِ وَ الْوَاعِظُ فِی شَرَفِ الْمُصْطَفَی وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ مِنْ ثَلَاثَةِ طُرُقٍ وَ ابْنُ حَشِیشٍ التَّمِیمِیُ (1) عَنِ الْأَعْمَشِ.

وَ رَوَی الدَّارَقُطْنِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه وآله.ابْنَایَ هَذَانِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا.

وَ رَوَاهُ الْخُدْرِیُّ وَ ابْنُ مَسْعودٍ وَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَبُو جُحَیْفَةَ وَ أَبُو هُرَیْرَةَ وَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ حُذَیْفَةُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ مُسْلِمُ بْنُ یَسَارٍ وَ الزِّبْرِقَانُ بْنُ أَظْلَمَ الْحِمْیَرِیُّ وَ رَوَاهُ الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ عَنْ أَحْمَدَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی خَبَرٍ: أَ مَا رَأَیْتَ الْعَارِضَ الَّذِی عَرَضَ لِی قُلْتُ بَلَی قَالَ ذَاكَ مَلَكٌ لَمْ یَهْبِطْ إِلَی الْأَرْضِ قَبْلَ السَّاعَةِ فَاسْتَأْذِنِ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَسْلَمَ عَلَیَّ وَ یُبَشِّرُنِی أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَنَّ فَاطِمَةَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ هُمَا وَ اللَّهِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ.

وَ الْمَشْهُورُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ شَبَابٌ كُلُّهُمْ.

وَ مِنْ كَثْرَةِ فَضْلِهِمَا وَ مَحَبَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاهُمَا أَنَّهُ جَعَلَ نَوَافِلَ الْمَغْرِبِ وَ هِیَ أَرْبَعُ رَكَعَاتٍ كُلَّ رَكْعَتَیْنِ مِنْهَا عِنْدَ وِلَادَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.

سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِیُّ وَ الْقَاضِی أَبُو الْحَسَنِ الْجَرَّاحِیُّ وَ أَبُو الْفَتْحِ الْحَفَّارُ وَ الْكِیَاشِیرَوَیْهِ وَ الْقَاضِی النَّطَنْزِیُّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ عَامِرٍ الْجُهَنِیِّ وَ أَبِی دُجَانَةَ وَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ شَنْفَا الْعَرْشِ وَ فِی

ص: 292


1- 1. فی المصدر: ابن حبیش. راجع ج 3 ص 394.

رِوَایَةٍ وَ لَیْسَا بِمُعَلَّقَیْنِ وَ إِنَّ الْجَنَّةَ قَالَتْ یَا رَبِّ أَسْكَنْتَنِی الضُّعَفَاءَ وَ الْمَسَاكِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَیَّنْتُ أَرْكَانَكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَمَاسَتْ كَمَا تَمِیسُ الْعَرُوسُ فَرَحاً.

وَ فِی خَبَرٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه وآله.إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ زُیِّنَ عَرْشُ الرَّحْمَنِ بِكُلِّ زِینَةٍ ثُمَّ یُؤْتَی بِمِنْبَرَیْنِ مِنْ نُورٍ طُولُهُمَا مِائَةُ مِیلٍ فَیُوضَعُ أَحَدُهُمَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ الْآخَرُ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُؤْتَی بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ یُزَیِّنُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهِمَا عَرْشَهُ كَمَا تُزَیِّنُ الْمَرْأَةَ قُرْطَاهَا.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی لَهِیعَةَ الْبَصْرِیِّ قَالَ: سَأَلَتِ الْجَنَّةُ رَبَّهَا أَنْ یُزَیِّنَ رُكْناً مِنْ أَرْكَانِهَا فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهَا أَنِّی قَدْ زَیَّنْتُكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَزَادَتِ الْجَنَّةُ سُرُوراً بِذَلِكَ.

كِتَابُ السُّؤْدُدِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ سُلَیْمٍ وَ الْإِبَانَةُ عَنِ الْعُكْبَرِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ زَیْنَبَ بِنْتِ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّ فَاطِمَةَ علیها السلام أَتَتْ بِابْنَیْهَا الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَتِ انْحَلْ ابْنَیَّ هَذَیْنِ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی رِوَایَةٍ هَذَانِ ابْنَاكَ فَوَرِّثْهُمَا شَیْئاً فَقَالَ أَمَّا الْحَسَنُ فَلَهُ هَیْبَتِی وَ سُؤْدُدِی وَ أَمَّا الْحُسَیْنُ فَإِنَّ لَهُ جُرْأَتِی وَ جُودِی وَ فِی كِتَابٍ آخَرَ أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ رَضِیتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِذَلِكَ كَانَ الْحَسَنُ حَلِیماً مَهِیباً وَ الْحُسَیْنُ نَجْداً جَوَاداً.

الْإِرْشَادُ وَ الرَّوْضَةُ وَ الْأَعْلَامُ وَ شَرَفُ النَّبِیِّ ص (1) وَ جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ مِنْ ثَمَانِیَةِ طُرُقٍ رَوَاهُ أَنَسٌ وَ أَبُو جُحَیْفَةَ: أَنَّ الْحُسَیْنَ كَانَ یُشْبِهُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ صَدْرِهِ إِلَی رَأْسِهِ وَ الْحَسَنَ یُشْبِهُ بِهِ مِنْ صَدْرِهِ إِلَی رِجْلَیْهِ.

الْمُحَاضَرَاتُ عَنِ الرَّاغِبِ رَوَی أَبُو هُرَیْرَةَ وَ بُرَیْدَةُ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ یَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ مَرَّةً وَ إِلَی الْحَسَنِ مَرَّةً وَ قَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ. وَ رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ وَ الْخَطِیبُ وَ الْخَرْكُوشِیُّ وَ السَّمْعَانِیُ. وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ وَ الْمَوْصِلِیُّ وَ أَبُو السَّعَادَاتِ وَ السَّمْعَانِیُّ: قَالَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ خَالِدٍ لِأَبِی جُحَیْفَةَ رَأَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ وَ كَانَ الْحَسَنُ یُشْبِهُهُ.

ص: 293


1- 1. فی المصدر، و شرف المصطفی. راجع ج 3 ص 396.

أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ مُعْتَمٌّ فَظَنَنْتُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَدْ بُعِثَ.

الْغَزَّالِیُّ وَ الْمَكِّیُّ فِی الْإِحْیَاءِ وَ قُوتِ الْقُلُوبِ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِلْحَسَنِ علیه السلام أَشْبَهْتَ خَلْقِی وَ خُلُقِی.

«55»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی مَحَبَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحَسَنِ علیه السلام رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْجُبَّائِیُّ عَنْ مُسْنَدِ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ أَبِیهِ وَ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ فِی الْمُسْنَدِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِیِّ عَنْ أَنَسٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَیْبَةَ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّهُ دُعِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَی صَلَاةٍ وَ الْحَسَنُ مُتَعَلِّقٌ بِهِ فَوَضَعَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مُقَابِلَ جَنْبِهِ وَ صَلَّی فَلَمَّا سَجَدَ أَطَالَ السُّجُودَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی مِنْ بَیْنِ الْقَوْمِ فَإِذَا الْحَسَنُ عَلَی كَتِفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا سَلَّمَ علیه السلام قَالَ لَهُ الْقَوْمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَجَدْتَ فِی صِلَاتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً مَا كُنْتَ تَسْجُدُهَا كَأَنَّمَا یُوحَی إِلَیْكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یُوحَ إِلَیَّ وَ لَكِنَّ ابْنِی كَانَ عَلَی كَتِفِی فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّی نَزَلَ وَ فِی رِوَایَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ ابْنِی هَذَا ارْتَحَلَنِی فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّی یَقْضِیَ حَاجَتَهُ.

الْحِلْیَةُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی بُكْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُصَلِّی بِنَا وَ هُوَ سَاجِدٌ فَیَجِی ءُ الْحَسَنُ وَ هُوَ صَبِیٌّ صَغِیرٌ حَتَّی یَصِیرَ عَلَی ظَهْرِهِ أَوْ رَقَبَتِهِ فَیَرْفَعُهُ رَفْعاً رَفِیقاً فَلَمَّا صَلَّی صَلَاتَهُ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصْنَعُ بِهَذَا الصَّبِیِّ شَیْئاً لَمْ تَصْنَعْهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ إِنَّ هَذَا رَیْحَانَتِی الْخَبَرَ.

وَ فِیهَا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَاضِعاً الْحَسَنَ عَلَی عَاتِقِهِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّهُ.

سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ رَوَی نَافِعٌ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ قَالَ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ.

مُسْنَدُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَدْ جَاءَهُ الْحَسَنُ وَ فِی عُنُقِهِ السِّخَابُ فَالْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ الْتَزَمَ هُوَ رَسُولَ اللَّهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ

ص: 294

وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ بَطَّةَ بِرِوَایَاتٍ كَثِیرَةٍ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی: كُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَقْبَلَ یَتَمَرَّغُ عَلَیْهِ فَرَفَعَ قَمِیصَهُ وَ قَبَّلَ زُبَیْبَتَهُ.

بیان: السخاب بالكسر قلادة تتخذ من قرنفل و محلب و سك و نحوه و لیس فیها من اللؤلؤ و الجوهر شی ء و قیل هو خیط ینظم فیه خرز یلبسه الصبیان و الجواری و الزبیبة مصغر الزب بالضم و هو الذكر.

«56»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ عَنْ أَبِی قَتَادَةَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَبَّلَ الْحَسَنَ وَ هُوَ یُصَلِّی.

الْخُدْرِیُّ: أَنَّ الْحَسَنَ جَاءَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُصَلِّی فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ إِنَّهُ لَیُمْسِكُ بِیَدَیْهِ حَتَّی رَكَعَ.

فَضَائِلُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِنَّ لِی عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ أَحَداً مِنْهُمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ لَا یَرْحَمْ لَا یُرْحَمْ.

مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ شَرَفُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ قَدْ تَدَاخَلَتِ الرِّوَایَاتُ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا هُرَیْرَةَ فِی طَرِیقٍ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَرِنِی الْمَوْضِعَ الَّذِی قَبَّلَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ.

سُلَیْمُ بْنُ قَیْسٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: كَانَ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَلَی فَخِذِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُقَبِّلُهُ وَ یَقُولُ أَنْتَ السَّیِّدُ ابْنُ السَّیِّدِ أَبُو السَّادَةِ أَنْتَ الْإِمَامُ ابْنُ الْإِمَامِ أَبُو الْأَئِمَّةِ أَنْتَ الْحُجَّةُ ابْنُ الْحُجَّةِ أَبُو الْحُجَجِ تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِكَ وَ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ.

ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بَیْنَمَا هُوَ یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ إِذْ خَرَجَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَوُطِئَ فِی ثَوْبِهِ فَسَقَطَ فَبَكَی فَنَزَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله عَنِ الْمِنْبَرِ فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ الشَّیْطَانَ إِنَّ الْوَلَدَ لَفِتْنَةٌ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا دَرَیْتُ أَنِّی نَزَلْتُ عَنْ مِنْبَرِی.

أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ قَالَ یَزِیدُ بْنُ أَبِی زِیَادٍ: خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ بَیْتِ عَائِشَةَ فَمَرَّ عَلَی بَیْتِ فَاطِمَةَ فَسَمِعَ الْحُسَیْنَ یَبْكِی فَقَالَ أَ لَمْ تَعْلَمِی أَنَ

ص: 295

بُكَاءَهُ یُؤْذِینِی.

ابْنُ مَاجَهْ فِی السُّنَنِ وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْفَائِقِ: رَأَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحُسَیْنَ یَلْعَبُ مَعَ الصِّبْیَانِ فِی السِّكَّةِ فَاسْتَقْبَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَامَ الْقَوْمِ فَبَسَطَ إِحْدَی یَدَیْهِ فَطَفِقَ الصَّبِیُّ یَفِرُّ مَرَّةً مِنْ هَاهُنَا وَ مَرَّةً مِنْ هَاهُنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ یُضَاحِكُهُ ثُمَّ أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَی یَدَیْهِ تَحْتَ ذَقَنِهِ وَ الْأُخْرَی عَلَی فَأْسِ رَأْسِهِ وَ أَقْنَعَهُ فَقَبَّلَهُ وَ قَالَ أَنَا مِنْ حُسَیْنٍ وَ حُسَیْنٌ مِنِّی أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

استقبل أی تقدّم و أقنعه أی رفعه.

بیان: قال الجزری فیه فجعل إحدی یدیه فی فأس رأسه هو طرف مؤخره المشرف علی القفا.

«57»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ الْمُغِیرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَرَّ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَقَالَ أَبُو ظَبْیَانَ مَا لَهُ قَبَّحَهُ اللَّهُ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَیَفْرِجُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ وَ یُقَبِّلُ زُبَیْبَتَهُ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَجَعَلَ یَنْزُو عَلَی ظَهْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی بَطْنِهِ فَبَالَ فَقَالَ دَعُوهُ.

أَبُو عُبَیْدٍ فِی غَرِیبِ الْحَدِیثِ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه وآله.لَا تُزْرِمُوا ابْنِی أَیْ لَا تَقْطَعُوا عَلَیْهِ بَوْلَهُ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَی بَوْلِهِ.

سَنَنُ أَبِی دَاوُدَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام بَالَ فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ لُبَانَةُ أَعْطِنِی إِزَارَكَ حَتَّی أَغْسِلَهُ قَالَ إِنَّمَا یُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَی وَ یُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ.

أَحَادِیثُ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَ یُصَلِّی یَوْماً فِی فِئَةٍ وَ الْحُسَیْنُ صَغِیرٌ بِالْقُرْبِ مِنْهُ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِذَا سَجَدَ جَاءَ الْحُسَیْنُ فَرَكِبَ ظَهْرَهُ ثُمَّ حَرَّكَ رِجْلَیْهِ وَ قَالَ حَلْ حَلْ فَإِذَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ یَرْفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُ فَوَضَعَهُ إِلَی جَانِبِهِ فَإِذَا سَجَدَ عَادَ عَلَی ظَهْرِهِ وَ قَالَ حَلْ حَلْ فَلَمْ یَزَلْ یَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّی فَرَغَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ صَلَاتِهِ فَقَالَ یَهُودِیٌّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ بِالصِّبْیَانِ شَیْئاً مَا نَفْعَلُهُ نَحْنُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَا لَوْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ لَرَحِمْتُمُ الصِّبْیَانَ قَالَ

ص: 296

فَإِنِّی أُومِنُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ فَأَسْلَمَ لَمَّا رَأَی كَرَمَهُ مَعَ عِظَمِ قَدْرِهِ.

بیان: قال الجوهری حلحلت القوم أی أزعجتهم عن موضعهم و حلحلت بالناقة إذا قلت لها حل بالتسكین و هو زجر للناقة و حوب زجر للبعیر و حل أیضا بالتنوین فی الوصل.

«58»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَمَالِی الْحَاكِمِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ: كُنْتُ أُلَاعِبُ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ هُوَ صَبِیٌّ بِالْمَدَاحِی فَإِذَا أَصَابَتْ مِدْحَاتِی مِدْحَاتَهُ قُلْتُ احْمِلْنِی فَیَقُولُ أَ تَرْكَبُ ظَهْراً حَمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَأَتْرُكُهُ فَإِذَا أَصَابَتْ مِدْحَاتُهُ مِدْحَاتِی قُلْتُ لَا أَحْمِلُكَ كَمَا لَمْ تَحْمِلْنِی فَیَقُولُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَحْمِلَ بَدَناً حَمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَحْمِلُهُ.

بیان: قال الجزری دحی أی رمی و ألقی و منه

حدیث أبی رافع: كنت ألاعب الحسن و الحسین علیهما السلام بالمداحی.

هی أحجار أمثال القرصة كانوا یحفرون حفیرة و یدحون فیها بتلك الأحجار فإن وقع الحجر فقد غَلَبَ صاحبها و إن لم یقع غُلِبَ.

«59»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی أَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی أَهْلِ السَّمَاءِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی الْحُسَیْنِ.

رَوَاهُ الطَّبَرِیَّانِ فِی الْوَلَایَةِ وَ الْمَنَاقِبِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ رَجَاءٍ وَ عَمْرُو بْنُ شُعَیْبٍ: أَنَّهُ مَرَّ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی أَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی أَهْلِ السَّمَاءِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا الْمُجْتَازِ فَمَا كَلَّمْتُهُ مُنْذُ لَیَالِی صِفِّینَ فَأَتَی بِهِ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ أَ تَعْلَمُ أَنِّی أَحَبُّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ تُقَاتِلُنِی وَ أَبِی یَوْمَ صِفِّینَ وَ اللَّهِ إِنَّ أَبِی لَخَیْرٌ مِنِّی فَاسْتَعْذَرَ وَ قَالَ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِی أَطِعْ أَبَاكَ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنْ جاهَداكَ عَلی أَنْ تُشْرِكَ بِی ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما(1) وَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا الطَّاعَةُ الطَّاعَةُ فِی الْمَعْرُوفِ وَ قَوْلَهُ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِی مَعْصِیَةِ الْخَالِقِ.

وَ فِی الْمَسْأَلَةَ الْبَاهِرَةِ فِی تَفْضِیلِ الزَّهْرَاءِ الطَّاهِرَةِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِرٍ

ص: 297


1- 1. لقمان: 14، راجع المصدر ج ص 73.

الْقَائِنِیِّ الْهَاشِمِیِّ قَالَ جَاءَ الْحَدِیثُ: أَنَّ جَبْرَئِیلَ نَزَلَ یَوْماً فَوَجَدَ الزَّهْرَاءَ نَائِمَةً وَ الْحُسَیْنَ قَلِقاً عَلَی عَادَةِ الْأَطْفَالِ مَعَ أُمَّهَاتِهِمْ فَقَعَدَ جَبْرَئِیلُ یُلْهِیهِ عَنِ الْبُكَاءِ حَتَّی اسْتَیْقَظَتْ فَأَعْلَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله بِذَلِكَ.

الطَّبَرِیُّ طَاوُسٌ الْیَمَانِیُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ فِی الْجَنَّةِ قَصْراً مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ لَا صَدْعَ فِیهَا وَ لَا وَصْلَ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ ابْنِكَ ثُمَّ تَقَدَّمْتُ أَمَامَهُ فَإِذَا أَنَا بِتُفَّاحٍ فَأَخَذْتُ تُفَّاحَةً فَفَلَقْتُهَا فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَأَنَّ مَقَادِیمَ النُّسُورِ أَشْفَارُ عَیْنَیْهَا فَقُلْتُ لِمَنْ أَنْتِ فَبَكَتْ ثُمَّ قَالَتْ لِابْنِكَ الْحُسَیْنِ.

«60»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] فِی كِتَابِ شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی سَیِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ.

«61»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عم، [إعلام الوری] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَیْدَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَادَی عَلَی بَابِ فَاطِمَةَ ثَلَاثاً فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ فَمَالَ إِلَی الْحَائِطِ فَقَعَدَ فِیهِ وَ قَعَدَتْ إِلَی جَانِبِهِ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَدْ غَسَّلَ وَجْهَهُ وَ عَلِقَتْ عَلَیْهِ سَبْحَةٌ قَالَ فَبَسَطَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَدَیْهِ وَ مَدَّهُمَا ثُمَّ ضَمَّ الْحَسَنَ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَبَّلَهُ وَ قَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ وَ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُصْلِحُ بِهِ بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ.

«62»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ ابْنُ طَلْحَةَ رُوِیَ مَرْفُوعاً إِلَی أَبِی بَكْرَةَ نُفَیْعِ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی جَنْبِهِ وَ هُوَ یُقْبِلُ عَلَی النَّاسِ مَرَّةً وَ عَلَیْهِ مَرَّةً وَ یَقُولُ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُصْلِحَ بِهِ بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ عَظیِمَتَیْنِ رَوَاهُ الْجَنَابِذِیُّ:.

وَ رُوِیَ عَنْ صَحِیحَیْ مُسْلِمٍ وَ الْبُخَارِیِّ مَرْفُوعاً إِلَی الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَی عَاتِقِهِ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ.

وَ رَوَی التِّرْمِذِیُّ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 298

حَامِلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَی عَاتِقِهِ فَقَالَ رَجُلٌ نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ یَا غُلَامُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ نِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ رَوَاهُ الْجَنَابِذِیُّ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ مَا أَوْرَدَهُ فِی حِلْیَتِهِ عَنْ أَبِی بَكْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُصَلِّی بِنَا فَجَاءَهُ الْحَسَنُ وَ هُوَ سَاجِدٌ وَ هُوَ صَغِیرٌ حَتَّی یَصِیرَ عَلَی ظَهْرِهِ أَوْ رَقَبَتِهِ فَیَرْفَعُهُ رَفْعاً رَفِیقاً فَلَمَّا صَلَّی قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَصْنَعُ بِهَذَا الصَّبِیِّ شَیْئاً لَا تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ فَقَالَ إِنَّ هَذَا رَیْحَانَتِی وَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ وَ عَسَی أَنْ یُصْلِحَ اللَّهُ بِهِ بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ رَوَاهُ الْجَنَابِذِیُّ فِی كِتَابِهِ.

وَ رُوِیَ عَنِ التِّرْمِذِیِّ مِنْ صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَی أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَیُّ أَهْلِ بَیْتِكَ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ كَانَ یَقُولُ لِفَاطِمَةَ علیها السلام ادْعِی لِی ابْنَیَّ فَیَشَمُّهُمَا وَ یَضُمُّهُمَا إِلَیْهِ.

وَ رُوِیَ عَنْ مُسْلِمٍ وَ الْبُخَارِیِّ بِسَنَدَیْهِمَا عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَائِفَةً مِنَ النَّهَارِ لَا یُكَلِّمُنِی وَ لَا أُكَلِّمُهُ حَتَّی جَاءَ سُوقَ بَنِی قَیْنُقَاعَ ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّی أَتَی مَخْبَأً وَ هُوَ الْمِخْدَعُ فَقَالَ أَ ثَمَّ لُكَعُ أَ ثَمَّ لُكَعُ یَعْنِی حَسَناً فَظَنَنَّا أَنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تَغْسِلَهُ أَوْ تُلْبِسَهُ سِخَاباً فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ جَاءَ یَسْعَی حَتَّی اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا قَالَ.

بیان: أ ثم الهمزة للاستفهام و المراد باللكع الصغیر و علیه حمله فی النهایة و قال الزمخشری فی الفائق اللكع اللئیم و قیل الوسخ من قولهم لكم علیه الوسخ و لكث و لكد أی لصق و قیل هو الصغیر و عن نوح بن جریر أنه سئل عنه فقال نحن أرباب الحمیر نحن أعلم به هو الجحش الراضع و منه

حدیثه صلی اللّٰه علیه و آله أنه طلب الحسن فقال أ ثم لكع أ ثم لكع.

«63»- كشف، [كشف الغمة] رُوِیَ عَنِ التِّرْمِذِیِّ فِی صَحِیحِهِ مَرْفُوعاً إِلَی أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: طَرَقْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی بَعْضِ الْحَاجَةِ فَخَرَجَ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَی شَیْ ءٍ مَا أَدْرِی

ص: 299

مَا هُوَ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِی قُلْتُ مَا هَذَا الَّذِی أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَیْهِ فَكَشَفَهُ فَإِذَا حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ عَلَی وَرِكَیْهِ فَقَالَ هَذَانِ ابْنَایَ وَ ابْنَا ابْنَتِی اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُمَا.

وَ رُوِیَ عَنِ التِّرْمِذِیِّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله یَقُولُ: هُمَا رَیْحَانَتَایَ مِنَ الدُّنْیَا.

وَ رُوِیَ عَنِ النَّسَائِیِّ بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ فِی إِحْدَی صَلَاتَیِ الْعِشَاءِ وَ هُوَ حَامِلٌ حَسَناً فَتَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّی فَسَجَدَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً فَأَطَالَهَا قَالَ أَبِی فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا الصَّبِیُّ

عَلَی ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَی سُجُودِی فَلَمَّا قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّی ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ یُوحَی إِلَیْكَ قَالَ كُلُّ ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ وَ لَكِنَّ ابْنِی ارْتَحَلَنِی فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّی یَقْضِیَ حَاجَتَهُ.

بیان: قال الجزری فیه فأقاموا بین ظهرانیهم أی أقاموا بینهم علی سبیل الاستظهار و الاستناد إلیهم و زیدت فیه ألف و نون مفتوحة تأكیدا و معناه أن ظهرا منهم قدامه و ظهرا وراءه فهو مكنوف من جانبیه.

«64»- كشف، [كشف الغمة] وَ رُوِیَ عَنِ التِّرْمِذِیِّ وَ النَّسَائِیِّ فِی صِحَاحِهِمْ كُلٌّ مِنْهُمْ بِسَنَدِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی بُرَیْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَخْطُبُ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ عَلَیْهِمَا قَمِیصَانِ أَحْمَرَانِ یَمْشِیَانِ وَ یَعْثُرَانِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مِنَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَ وَضَعَهُمَا بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ فَنَظَرْتُ إِلَی هَذَیْنِ الصَّبِیَّیْنِ یَمْشِیَانِ وَ یَعْثُرَانِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّی قَطَعْتُ حَدِیثِی وَ رَفَعْتُهُمَا.

وَ رَوَاهُ الْجَنَابِذِیُّ: بِأَلْفَاظٍ قَرِیبَةٍ مِنْ هَذَا وَ أَخْصَرَ.

وَ رُوِیَ عَنِ التِّرْمِذِیِّ بِسَنَدِهِ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی جُحَیْفَةَ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یُشْبِهُهُ. وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ

ص: 300

بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَیْنَ الصَّدْرِ إِلَی الرَّأْسِ وَ الْحُسَیْنُ أَشْبَهُ فِیمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْبُخَارِیِّ فِی صَحِیحِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَلَّی أَبُو بَكْرٍ الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ یَمْشِی وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَأَی الْحَسَنَ یَلْعَبُ بَیْنَ الصِّبْیَانِ فَحَمَلَهُ أَبُو بَكْرٍ عَلَی عَاتِقِهِ وَ قَالَ:

بِأَبِی شَبِیهٌ بِالنَّبِیِ*** لَیْسَ شَبِیهاً بِعَلِیٍ

وَ عَلِیٌّ علیه السلام یَضْحَكُ. وَ رَوَی الْجَنَابِذِیُّ هَذَا الْحَدِیثَ فَقَالَ:

بِأَبِی شِبْهُ النَّبِیِ*** لَا شَبِیهاً بِعَلِیٍ

قَالَ وَ عَلِیٌّ یَتَبَسَّمُ.

وَ رُوِیَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جُحَیْفَةَ هَلْ رَأَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یُشْبِهُهُ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: مَا رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ إِلَّا فَاضَتْ عَیْنَایَ دُمُوعاً وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ یَوْماً فَوَجَدَنِی فِی الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِیَدِی فَاتَّكَأَ عَلَیَّ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّی جِئْنَا سُوقَ بَنِی قَیْنُقَاعَ فَمَا كَلَّمَنِی فَطَافَ وَ نَظَرَ ثُمَّ رَجَعَ وَ رَجَعْتُ مَعَهُ فَجَلَسَ فِی الْمَسْجِدِ فَاحْتَبَی ثُمَّ قَالَ لِیَ ادْعُ لُكَعَ فَأَتَی حَسَنٌ یَشْتَدُّ حَتَّی وَقَعَ فِی حَجْرِهِ فَجَعَلَ یُدْخِلُ یَدَهُ فِی لِحْیَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَفْتَحُ فَمَهُ وَ یُدْخِلُ فَمَهُ فِی فَمِهِ وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ ثَلَاثاً.

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الحلیة عن أبی هریرة: مثله.

«65»- كشف، [كشف الغمة] وَ رَوَی الْجَنَابِذِیُّ بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَ لَا أُعَلِّمُكَ عُوذَةً كَانَ یُعَوِّذُ بِهَا إِبْرَاهِیمُ ابْنَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ أَنَا أُعَوِّذُ بِهِمَا ابْنَیَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قُلْ كَفَی بِسَمْعِ اللَّهِ وَاعِیاً لِمَنْ دَعَا وَ لَا مَرْمًی وَرَاءَ أَمْرِ اللَّهِ لِرَامٍ رَمَی.

وَ رَوَی مَرْفُوعاً إِلَی إِسْحَاقَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ هَارُونَ الرَّشِیدَ فَتَذَاكَرُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 301

هَارُونُ تَزْعُمُ الْعَوَامُّ أَنِّی أُبْغِضُ عَلِیّاً وَ وُلْدَهُ حَسَناً وَ حُسَیْناً وَ لَا وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ كَمَا یَظُنُّونَ وَ لَكِنَّ وُلْدَهُ هَؤُلَاءِ طَالَبْنَا بِدَمِ الْحُسَیْنِ مَعَهُمْ فِی السَّهْلِ وَ الْجَبَلِ حَتَّی قَتَلْنَا قَتَلَتَهُ ثُمَّ أَفْضَی إِلَیْنَا هَذَا الْأَمْرُ فَخَالَطْنَاهُمْ فَحَسَدُونَا وَ خَرَجُوا عَلَیْنَا فَحَلُّوا قَطِیعَتَهُمْ.

وَ اللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الْمَهْدِیُّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بَیْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَبْكِی فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَا یُبْكِیكِ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ خَرَجَا فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَیْنَ سَلَكَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لَا تَبْكِیِنَّ فِدَاكِ أَبُوكِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَهُمَا وَ هُوَ أَرْحَمُ بِهِمَا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَا أَخَذَا فِی بَرٍّ فَاحْفَظْهُمَا وَ إِنْ كَانَا أَخَذَا فِی بَحْرٍ فَسَلِّمْهَا فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا أَحْمَدُ لَا تَغْتَمَّ وَ لَا تَحْزَنْ هُمَا فَاضِلَانِ فِی الدُّنْیَا فَاضِلَانِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا وَ هُمَا فِی حَظِیرَةِ بَنِی النَّجَّارِ نَائِمَیْنِ وَ قَدْ وَكَّلَ اللَّهُ بِهِمَا مَلَكاً یَحْفَظُهُمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قُمْنَا مَعَهُ حَتَّی أَتَیْنَا حَظِیرَةَ بَنِی النَّجَّارِ فَإِذاً الْحَسَنُ مُعَانِقُ الْحُسَیْنِ وَ إِذاً الْمَلَكُ قَدْ غَطَّاهُمَا بِأَحَدِ جَنَاحَیْهِ فَحَمَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله الْحَسَنَ وَ أَخَذَ الْحُسَیْنَ الْمَلَكُ وَ النَّاسُ یَرَوْنَ أَنَّهُ حَامِلُهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا نُخَفِّفُ عَنْكَ بِأَحَدِ الصَّبِیَّیْنِ فَقَالَ دَعَاهُمَا فَإِنَّهُمَا فَاضِلَانِ فِی الدُّنْیَا فَاضِلَانِ فِی الْآخِرَةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَأُشَرِّفَنَّهُمَا الْیَوْمَ بِمَا شَرَّفَهُمَا اللَّهُ فَخَطَبَ فَقَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَیْرِ النَّاسِ جَدّاً وَ جَدَّةً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ جَدُّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ وَ جَدَّتُهُمَا خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ أَیُّهَا النَّاسُ بِخَیْرِ النَّاسِ أَباً وَ أُمّاً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَبُوهُمَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ أَیُّهَا النَّاسُ بِخَیْرِ النَّاسِ عَمّاً وَ عَمَّةً قَالُوا بَلَی

یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَمُّهُمَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ عَمَّتُهُمَا أُمُّ هَانِی بِنْتُ أَبِی طَالِبٍ أَلَا یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِخَیْرِ النَّاسِ خَالًا

ص: 302

وَ خَالَةً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ خَالُهُمَا الْقَاسِمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَالَتُهُمَا زَیْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا إِنَّ أَبَاهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ أُمَّهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ جَدَّهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ جَدَّتَهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ خَالَهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ خَالَتَهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ عَمَّهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ عَمَّتَهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ هُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّهُمَا فِی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّ مَنْ أَحَبَّهُمَا فِی الْجَنَّةِ.

وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً إِلَی أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْمُغَیْرِیِّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام أَبْیَضَ مُشْرَباً حُمْرَةً أَدْعَجَ الْعَیْنَیْنِ سَهْلَ الْخَدَّیْنِ دَقِیقَ الْمَسْرُبَةِ كَثَّ اللِّحْیَةِ ذَا وَفْرَةٍ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِیقُ فِضَّةٍ عَظِیمَ الْكَرَادِیسِ بَعِیدَ مَا بَیْنَ الْمَنْكِبَیْنِ رَبْعَةً لَیْسَ بِالطَّوِیلِ وَ لَا الْقَصِیرِ مَلِیحاً مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ كَانَ یَخْضِبُ بِالسَّوَادِ وَ كَانَ جَعْدَ الشَّعْرِ حَسَنَ الْبَدَنِ.

الدعج شدة السواد مع سعتها یقال عین دعجاء و المسربة بضم الراء الشعر المستدق الذی یأخذ من الصدر إلی السرة و كل عظمین التقیا فی مفصل فهو كردوس مثل المنكبین و الركبتین.

وَ مِمَّا جَمَعَهُ صَدِیقُنَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْلَةَ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ إِلَی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیُّ حَبِیبُ اللَّهِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ فَاطِمَةُ أَمَةُ اللَّهِ عَلَی بَاغِضِیهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ عُمَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ فَاطِمَةَ وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ فِی قُبَّةٍ بَیْضَاءَ سَقْفُهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَ جَلَّ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: ابْنَایَ هَذَانِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا.

وَ عَنْ كِتَابِ الْآلِ لِابْنِ خَالَوَیْهِ اللُّغَوِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ أَحَبَّهُمَا أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا أَبْغَضَنِی.

ص: 303

وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَی أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِی قَدْ أَحَبَّهُمُ اللَّهُ وَ أَمَرَنِی بِحُبِّهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمُ الَّذِی یُصَلِّی خَلْفَهُ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ علیهما السلام.

وَ مِنْ كِتَابِ الْآلِ مَرْفُوعاً إِلَی عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَتِ الْجَنَّةُ یَا رَبِّ أَ لَیْسَ قَدْ وَعَدْتَنِی أَنْ تُسْكِنَنِی رُكْناً مِنْ أَرْكَانِكَ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهَا أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَیَّنْتُكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَأَقْبَلَتْ تَمِیسُ كَمَا تَمِیسُ الْعَرُوسُ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ لِلَّفْتُوَانِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَمْشِی عَلَی أَرْبَعٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَی ظَهْرِهِ وَ یَقُولُ نِعْمَ الْجَمَلُ جَمَلُكُمَا وَ نِعْمَ الْحَمْلَانِ أَنْتُمَا.

وَ رَوَی اللَّفْتُوَانِیُّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَعَا الْحَسَنَ فَأَقْبَلَ وَ فِی عُنُقِهِ سِخَابٌ فَظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسَتْهُ لِتُلْبِسَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله هَكَذَا وَ قَالَ الْحَسَنُ علیه السلام هَكَذَا بِیَدِهِ (1) فَالْتَزَمَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

قَالَ مُتَّفَقٌ عَلَی صِحَّتِهِ مِنْ حَدِیثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بُرَیْدٍ(2) وَ رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ فِی السِّیَرِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ سُفْیَانَ.

وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدٍ اللَّفْتُوَانِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ فَرَدَّ أَبُو هُرَیْرَةَ فَقَالَ بِأَبِی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی فَسَجَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ علیه السلام فَرَكِبَ ظَهْرَهُ وَ هُوَ سَاجِدٌ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَرَكِبَ ظَهْرَهُ مَعَ أَخِیهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَثَقُلَا عَلَی ظَهْرِهِ فَجِئْتُ فَأَخَذْتُهُمَا عَنْ ظَهْرِهِ وَ ذَكَرَ كَلَاماً سَقَطَ عَلَی أَبِی یَعْلَی وَ مَسَحَ عَلَی رُءُوسِهِمَا وَ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّهُمَا ثَلَاثاً.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ جَاءَ یَعُودُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی مَرَضِهِ فَرَفَعَهُ وَ أَجْلَسَهُ فِی مَجْلِسِهِ عَلَی سَرِیرِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله رَفَعَكَ اللَّهُ

ص: 304


1- 1. قال بیده: أی أهوی بیده، و المراد أن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله بسط باعه لیستقبل الحسن و الحسین علیه السلام بسط باعه لیلتزمه النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. فی المصدر ج 2 ص 97: ابی یزید.

یَا عَمِّ فَقَالَ الْعَبَّاسُ هَذَا عَلِیٌّ یَسْتَأْذِنُ فَقَالَ یَدْخُلُ فَدَخَلَ وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَقَالَ الْعَبَّاسُ هَؤُلَاءِ وُلْدُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هُمْ وُلْدُكَ یَا عَمِّ فَقَالَ أَ تُحِبُّهُمَا قَالَ نَعَمْ قَالَ أَحَبَّكَ اللَّهُ كَمَا أَحْبَبْتَهُمَا.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّ النَّبِیَّ أُتِیَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَ یَقْسِمُهُ فَلَمَّا فَرَغَ حَمَلَ الصَّبِیَّ وَ قَامَ فَإِذَا الْحَسَنُ فِی فِیهِ تَمْرَةٌ یَلُوكُهَا فَسَالَ لُعَابُهُ عَلَیْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ یَنْظُرُ إِلَیْهِ فَضَرَبَ شِدْقَهُ وَ قَالَ كَخْ أَیْ بُنَیَّ أَ مَا شَعَرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا یَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ.

قُلْتُ وَ قَدْ أَوْرَدَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ بِأَلْفَاظٍ غَیْرِ هَذِهِ: قَالَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِی فَمِی وَ قَالَ كَخْ كَخْ وَ كَأَنِّی أَنْظُرُ لُعَابِی عَلَی إِصْبَعِهِ.

وَ رَوَی عَنْ أَبِی عَمِیرَةَ رُشَیْدِ بْنِ مَالِكٍ هَذَا الْحَدِیثَ بِأَلْفَاظٍ أُخْرَی وَ ذَكَرَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ بِطَبَقٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ أَ هَذَا هَدِیَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ قَالَ الرَّجُلُ صَدَقَةٌ فَقَدَّمَهَا إِلَی الْقَوْمِ قَالَ وَ حَسَنٌ بَیْنَ یَدَیْهِ یَتَعَفَّرُ قَالَ فَأَخَذَ الصَّبِیُّ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِی فَمِهِ قَالَ فَفَطَنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَأَدْخَلَ إِصْبَعَهُ فِی فِی الصَّبِیِّ فَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ ثُمَّ قَذَفَ بِهَا وَ قَالَ إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.

قَالَ اللَّفْتُوَانِیُّ لَمْ یُخْرِجِ الطَّبَرَانِیُّ لِأَبِی عَمِیرَةَ السَّعْدِیِّ فِی مُعْجَمِهِ سِوَی هَذَا الْحَدِیثِ الْوَاحِدِ

وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ.

وَ قَالَ مَعْرُوفٌ: فَحَدَّثَنِی أَنَّهُ یُدْخِلُ إِصْبَعَهُ لِیُخْرِجَهَا فَیَقُولُ هَكَذَا كَأَنَّهُ یَلْتَوِی عَلَیْهِ وَ یَكْرَهُ أَنْ یُؤْذِیَهُ علیه السلام.

وَ رُوِیَ مَرْفُوعاً إِلَی أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله كَانَ یُقْعِدُهُ عَلَی فَخِذِهِ وَ یُقْعِدُ الْحُسَیْنَ عَلَی الْفَخِذِ الْأُخْرَی وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّی أَرْحَمُهُمَا.

وَ رَوَاهُ الْبُخَارِیُّ فِی الْأَدَبِ.

وَ رَوَی مَرْفُوعاً إِلَی أَبِی بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله عَلَی الْمِنْبَرِ وَ الْحَسَنُ إِلَی جَنْبِهِ یَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ مَرَّةً وَ إِلَیْهِ مَرَّةً وَ قَالَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُصْلِحَ بِهِ مَا بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ.

ص: 305

وَ رَوَی عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ.

وَ قَدْ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَالَ وَ قَدْ نَظَرَ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَنْ أَحَبَّ هَذَیْنِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمَّهُمَا كَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَأَلَتِ الْفِرْدَوْسُ رَبَّهَا فَقَالَ أَیْ رَبِّ زَیِّنِّی فَإِنَّ أَصْحَابِی وَ أَهْلِی أَتْقِیَاءُ أَبْرَارٌ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهَا أَ لَمْ أُزَیِّنْكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ.

«66»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبُخَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دُعِینَا إِلَی طَعَامٍ فَإِذَا الْحَسَنُ یَلْعَبُ فِی الطَّرِیقِ فَأَسْرَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَمَامَ الْقَوْمِ ثُمَّ بَسَطَ یَدَهُ فَجَعَلَ یَمُرُّ مَرَّةً هَاهُنَا وَ مَرَّةً هَاهُنَا یُضَاحِكُهُ حَتَّی أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَی یَدَیْهِ فِی ذَقَنِهِ وَ الْأُخْرَی بَیْنَ رَأْسِهِ ثُمَّ اعْتَنَقَهُ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ حَسَنٌ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سِبْطَانِ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

«67»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: رَقَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ أُعِیذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ وَ أَسْمَائِهِ الْحُسْنَی كُلِّهَا عَامَّةً مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَ الْهَامَّةِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ عَیْنٍ لَامَّةٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَیْنَا فَقَالَ هَكَذَا كَانَ یُعَوِّذُ إِبْرَاهِیمُ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ علیهم السلام.

«68»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْوَلَدُ الصَّالِحُ رَیْحَانَةٌ مِنَ اللَّهِ قَسَمَهَا بَیْنَ عِبَادِهِ وَ إِنَّ رَیْحَانَتَیَّ مِنَ الدُّنْیَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام سَمَّیْتُهُمَا بِاسْمِ سِبْطَیْنِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً.

ص: 306

«69»- یب، [تهذیب الأحكام] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ وَ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی الصَّلَاةِ وَ إِلَی جَانِبِهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَلَمْ یُحِرِ الْحُسَیْنُ التَّكْبِیرَ وَ لَمْ یَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُكَبِّرُ وَ یُعَالِجُ الْحُسَیْنُ التَّكْبِیرَ وَ لَمْ یُحِرْ حَتَّی أَكْمَلَ سَبْعَ تَكْبِیرَاتٍ فَأَحَارَ الْحُسَیْنُ التَّكْبِیرَ فِی السَّابِعَةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَصَارَتْ سُنَّةً.

«70»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (1) قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

«71»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یُؤْتِكُمْ كِفْلَیْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ یَعْنِی حَسَناً وَ حُسَیْناً قَالَ مَا ضَرَّ مَنْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ أَنْ یَكُونَ مِنْ شِیعَتِنَا مَا أَصَابَهُ فِی الدُّنْیَا وَ لَوْ لَمْ یَقْدِرْ عَلَی شَیْ ءٍ یَأْكُلُهُ إِلَّا الْحَشِیشَ.

أقول: قد مر بعض مناقبهما و النصوص علیهما فی باب إخبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله بمظلومیتهم علیهم السلام و سیأتی بعض النصوص فی الأبواب الآتیة.

«72»- فِی بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ الْقَدِیمَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ إِذْ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَعَهُ تُفَّاحَةٌ فَحَیَّا بِهَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَتَحَیَّا بِهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ حَیَّا بِهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَتَحَیَّا بِهَا عَلِیٌّ وَ قَبَّلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَحَیَّا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ حَیَّا بِهَا الْحَسَنَ وَ تَحَیَّا بِهَا الْحَسَنُ وَ قَبَّلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَحَیَّا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ حَیَّا بِهَا الْحُسَیْنَ فَتَحَیَّا بِهَا الْحُسَیْنُ وَ قَبَّلَهَا وَ رَدَّهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَحَیَّا بِهَا وَ حَیَّا بِهَا فَاطِمَةَ فَتَحَیَّتْ بِهَا وَ قَبَّلَتْهَا وَ رَدَّتْهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَحَیَّا بِهَا الرَّابِعَةَ وَ حَیَّا بِهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَتَحَیَّا بِهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ

ص: 307


1- 1. الحدید: 28.

فَلَمَّا هَمَّ أَنْ یَرُدَّهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَقَطَتِ التُّفَّاحَةُ مِنْ بَیْنِ أَنَامِلِهِ فَانْفَلَقَتْ بِنِصْفَیْنِ فَسَطَعَ مِنْهَا نُورٌ حَتَّی بَلَغَ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَإِذَا عَلَیْهَا سَطْرَانِ مَكْتُوبَانِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ تَحِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَی مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سِبْطَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَانٌ لِمُحِبِّیهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنَ النَّارِ.

وَ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَتْ یَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ جَائِعَانِ یَبْكِیَانِ فَخُذْ بِأَیْدِیهِمَا فَاخْرُجْ بِهِمَا إِلَی جَدِّهِمَا فَأَخَذْتُ بِأَیْدِیهِمَا وَ حَمَلْتُهُمَا حَتَّی أَتَیْتُ بِهِمَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا لَكُمَا یَا حَسَنَایَ قَالا نَشْتَهِی طَعَاماً یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله اللَّهُمَّ أَطْعِمْهُمَا ثَلَاثاً قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَفَرْجَلَةٌ فِی یَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَبِیهَةٌ بِقُلَّةٍ مِنْ قِلَالِ هَجَرَ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ فَفَرَكَهَا صلی اللّٰه علیه و آله بِإِبْهَامِهِ فَصَیَّرَهَا نِصْفَیْنِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَی الْحَسَنِ نِصْفَهَا وَ إِلَی الْحُسَیْنِ نِصْفَهَا فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَی النِّصْفَیْنِ فِی أَیْدِیهِمَا وَ أَنَا أَشْتَهِیهَا قَالَ یَا سَلْمَانُ هَذَا طَعَامٌ مِنَ الْجَنَّةِ لَا یَأْكُلُهُ أَحَدٌ حَتَّی یَنْجُوَ مِنَ الْحِسَابِ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الطَّبَرَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنَّا حَوْلَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَتْ أُمُّ أَیْمَنَ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ ضَلَّ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ ذَلِكَ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله قُومُوا فَاطْلُبُوا ابْنَیَّ فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ تُجَاهَ وَجْهِهِ وَ أَخَذْتُ نَحْوَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَزَلْ حَتَّی أَتَی سَفْحَ الْجَبَلِ وَ إِذَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام مُلْتَزِقٌ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِصَاحِبِهِ وَ إِذَا شُجَاعٌ (1)

قَائِمٌ عَلَی ذَنَبِهِ یَخْرُجُ مِنْ فِیهِ شِبْهُ النَّارِ فَأَسْرَعَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَالْتَفَتَ مُخَاطِباً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْسَابَ فَدَخَلَ بَعْضَ الْأَجْحِرَةِ(2) ثُمَّ أَتَاهُمَا فَأَفْرَقَ بَیْنَهُمَا

ص: 308


1- 1. الشجاع- بالضم و الكسر- الحیة.
2- 2. كأنّه جمع جحر و هو مكان تحتفره الهوام و السباع لا نفسها و القیاس فی جمعه: جحرة و اجحار.

وَ مَسَحَ وُجُوهَهُمَا وَ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی أَنْتُمَا مَا أَكْرَمَكُمَا عَلَی اللَّهِ ثُمَّ حَمَلَ أَحَدَهُمَا عَلَی عَاتِقِهِ الْأَیْمَنِ وَ الْآخَرَ عَلَی عَاتِقِهِ الْأَیْسَرِ فَقُلْتُ طُوبَاكُمَا نِعْمَ الْمَطِیَّةُ مَطِیَّتُكُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ هُمَا وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا.

وَ رُوِیَ فِی الْمَرَاسِیلِ: أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ كَانَا یَكْتُبَانِ فَقَالَ الْحَسَنُ لِلْحُسَیْنِ خَطِّی أَحْسَنُ مِنْ خَطِّكَ وَ قَالَ الْحُسَیْنُ لَا بَلْ خَطِّی أَحْسَنُ مِنْ خَطِّكَ فَقَالا لِفَاطِمَةَ احْكُمِی بَیْنَنَا فَكَرِهَتْ فَاطِمَةُ أَنْ تُؤْذِیَ أَحَدَهُمَا فَقَالَتْ لَهُمَا سَلَا أَبَاكُمَا فَسَأَلَاهُ فَكَرِهَ أَنْ یُؤْذِیَ أَحَدَهُمَا فَقَالَ سَلَا جَدَّكُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَحْكُمُ بَیْنَكُمَا حَتَّی أَسْأَلَ جَبْرَئِیلَ فَلَمَّا جَاءَ جَبْرَئِیلُ قَالَ لَا أَحْكُمُ بَیْنَهُمَا وَ لَكِنَّ إِسْرَافِیلَ یَحْكُمُ بَیْنَهُمَا فَقَالَ إِسْرَافِیلُ لَا أَحْكُمُ بَیْنَهُمَا وَ لَكِنَّ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَحْكُمَ بَیْنَهُمَا فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی ذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَی لَا أَحْكُمُ بَیْنَهُمَا وَ لَكِنَّ أُمَّهُمَا فَاطِمَةَ تَحْكُمُ بَیْنَهُمَا فَقَالَتْ فَاطِمَةُ احْكُمُ بَیْنَهُمَا یَا رَبِّ وَ كَانَتْ لَهَا قِلَادَةٌ فَقَالَتْ لَهُمَا أَنَا أَنْثُرُ

بَیْنَكُمَا جَوَاهِرَ هَذِهِ الْقِلَادَةِ فَمَنْ أَخَذَ منهما [مِنْهَا] أَكْثَرَ فَخَطُّهُ أَحْسَنُ فَنَثَرَتْهَا وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ وَقْتَئِذٍ عِنْدَ قَائِمَةِ الْعَرْشِ فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَهْبِطَ إِلَی الْأَرْضِ وَ یُنَصِّفَ الْجَوَاهِرَ بَیْنَهُمَا كَیْلَا یَتَأَذَّی أَحَدُهُمَا فَفَعَلَ ذَلِكَ جَبْرَئِیلُ إِكْرَاماً لَهُمَا وَ تَعْظِیماً.

وَ رَوَی رُكْنُ الْأَئِمَّةِ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ مِیكَائِیلَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مَنْصُورٍ السَّاوِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّسَفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ سَعْدَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله جَائِعاً لَا یَقْدِرُ عَلَی مَا یَأْكُلُ فَقَالَ لِی هَاتِی رِدَایَ فَقُلْتُ أَیْنَ تُرِیدُ قَالَ إِلَی فَاطِمَةَ ابْنَتِی فَأَنْظُرُ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَیَذْهَبُ بَعْضَ مَا بِی مِنَ الْجُوعِ فَخَرَجَ حَتَّی دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَیْنَ ابْنَایَ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَا مِنَ الْجُوعِ وَ هُمَا یَبْكِیَانِ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله فِی طَلَبِهِمَا فَرَأَی أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَ یَا عُوَیْمِرُ هَلْ رَأَیْتَ ابْنَیَّ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ هُمَا نَائِمَانِ فِی

ص: 309

ظِلِّ حَائِطِ بَنِی جُدْعَانَ فَانْطَلَقَ النَّبِیُّ فَضَمَّهُمَا وَ هُمَا یَبْكِیَانِ وَ هُوَ یَمْسَحُ الدُّمُوعَ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ دَعْنِی أَحْمِلْهُمَا فَقَالَ یَا أَبَا الدَّرْدَاءِ دَعْنِی أَمْسَحِ الدُّمُوعَ عَنْهُمَا فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ قَطَرَ قَطْرَةً فِی الْأَرْضِ لَبَقِیَتِ الْمَجَاعَةُ فِی أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ حَمَلَهُمَا وَ هُمَا یَبْكِیَانِ وَ هُوَ یَبْكِی فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ مَا هَذَا الْجَزَعُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا جَبْرَئِیلُ مَا أَبْكِی جَزَعاً بَلْ أَبْكِی مِنْ ذُلِّ الدُّنْیَا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ أَ یَسُرُّكَ أَنْ أُحَوِّلَ لَكَ أُحُداً ذَهَباً وَ لَا یَنْقُصُ لَكَ مِمَّا عِنْدِی شَیْ ءٌ قَالَ لَا قَالَ لِمَ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یُحِبَّ الدُّنْیَا وَ لَوْ أَحَبَّهَا لَمَا جَعَلَ لِلْكَافِرِ أَكْمَلَهَا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ ادْعُ بِالْجَفْنَةِ الْمَنْكُوسَةِ الَّتِی فِی نَاحِیَةِ الْبَیْتِ قَالَ فَدَعَا بِهَا فَلَمَّا حُمِلَتْ فَإِذَا فِیهَا ثَرِیدٌ وَ لَحْمٌ كَثِیرٌ فَقَالَ كُلْ یَا مُحَمَّدُ وَ أَطْعِمِ ابْنَیْكَ وَ أَهْلَ بَیْتِكَ قَالَ فَأَكَلُوا فَشَبِعُوا قَالَ ثُمَّ أُرْسِلَ بِهَا إِلَیَّ فَأَكَلُوا وَ شَبِعُوا وَ هُوَ عَلَی حَالِهَا قَالَ مَا رَأَیْتُ جَفْنَةً أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهَا فَرُفِعَتْ عَنْهُمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَوْ سَكَتَّ لَتَدَاوَلَهَا فُقَرَاءُ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«73»- أَقُولُ، وَجَدْتُ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ رُوِیَ مُرْسَلًا عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله دَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ أَبَاكِ الْیَوْمَ ضَیْفُكِ فَقَالَتْ علیها السلام یَا أَبَتِ إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ یُطَالِبَانِّی بِشَیْ ءٍ مِنَ الزَّادِ فَلَمْ أَجِدْ لَهُمَا شَیْئاً یَقْتَاتَانِ بِهِ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله دَخَلَ وَ جَلَسَ مَعَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ فَاطِمَةُ مُتَحَیِّرَةٌ مَا تَدْرِی كَیْفَ تَصْنَعُ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ سَاعَةً وَ إِذَا بِجَبْرَئِیلَ علیه السلام قَدْ نَزَلَ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَخُصُّكَ بِالتَّحِیَّةِ وَ الْإِكْرَامِ وَ یَقُولُ لَكَ قُلْ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَیَّ شَیْ ءٍ یَشْتَهُونَ مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَا عَلِیُّ وَ یَا فَاطِمَةُ وَ یَا حَسَنُ وَ یَا حُسَیْنُ إِنَّ رَبَّ الْعِزَّةِ عَلِمَ أَنَّكُمْ جِیَاعٌ فَأَیَّ شَیْ ءٍ تَشْتَهُونَ مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ فَأَمْسَكُوا عَنِ الْكَلَامِ

ص: 310

وَ لَمْ یَرُدُّوا جَوَاباً حَیَاءً مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام عَنْ إِذْنِكَ یَا أَبَاهْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَنْ إِذْنِكِ یَا أُمَّاهْ یَا سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ عَنْ إِذْنِكَ یَا أَخَاهْ الْحَسَنَ الزَّكِیَّ أَخْتَارُ لَكُمْ شَیْئاً مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا جَمِیعاً قُلْ یَا حُسَیْنُ مَا شِئْتَ فَقَدْ رَضِینَا بِمَا تَخْتَارُهُ لَنَا فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِجَبْرَئِیلَ إِنَّا نَشْتَهِی رُطَباً جَنِیّاً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قَدْ عَلِمَ اللَّهُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ یَا فَاطِمَةُ قُومِی وَ ادْخُلِی الْبَیْتَ وَ أَحْضِرِی إِلَیْنَا مَا فِیهِ فَدَخَلَتْ فَرَأَتْ فِیهِ طَبَقاً مِنَ الْبِلَّوْرِ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ مِنَ السُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ وَ فِیهِ رُطَبٌ جَنِیٌّ فِی غَیْرِ أَوَانِهِ فَقَالَ النَّبِیُّ یَا فَاطِمَةُ أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ كَمَا قَالَتْ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ تَنَاوَلَهُ وَ قَدَّمَهُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ ثُمَّ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ثُمَّ أَخَذَ رُطَبَةً وَاحِدَةً فَوَضَعَهَا فِی فَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ هَنِیئاً مَرِیئاً لَكَ یَا حُسَیْنُ ثُمَّ أَخَذَ رُطَبَةً فَوَضَعَهَا فِی فَمِ الْحَسَنِ وَ قَالَ هَنِیئاً مَرِیئاً یَا حَسَنُ ثُمَّ أَخَذَ رُطَبَةً ثَالِثَةً فَوَضَعَهَا فِی فَمِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ قَالَ لَهَا هَنِیئاً مَرِیئاً لَكِ یَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ ثُمَّ أَخَذَ رُطَبَةً رَابِعَةً فَوَضَعَهَا فِی فَمِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ هَنِیئاً مَرِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ نَاوَلَ عَلِیّاً رُطَبَةً أُخْرَی وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یَقُولُ لَهُ هَنِیئاً مَرِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ وَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله قَائِماً ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ أَكَلُوا جَمِیعاً عَنْ ذَلِكَ الرُّطَبِ فَلَمَّا اكْتَفَوْا وَ شَبِعُوا ارْتَفَعَتِ الْمَائِدَةُ إِلَی السَّمَاءِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَتْ فَاطِمَةُ یَا أَبَتِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْیَوْمَ مِنْكَ عَجَباً فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَمَّا الرُّطَبَةُ الْأَوْلَی الَّتِی وَضَعْتُهَا فِی فَمِ الْحُسَیْنِ وَ قُلْتُ لَهُ هَنِیئاً یَا حُسَیْنُ فَإِنِّی سَمِعْتُ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ یَقُولَانِ هَنِیئاً لَكَ یَا حُسَیْنُ فَقُلْتُ أَیْضاً مُوَافِقاً لَهُمَا فِی الْقَوْلِ ثُمَّ أَخَذْتُ الثَّانِیَةَ فَوَضَعْتُهَا فِی فَمِ الْحَسَنِ فَسَمِعْتُ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ یَقُولَانِ هَنِیئاً لَكَ یَا حَسَنُ فَقُلْتُ أَنَا مُوَافِقاً لَهُمَا فِی الْقَوْلِ ثُمَّ أَخَذْتُ الثَّالِثَةَ فَوَضَعْتُهَا فِی فَمِكِ یَا فَاطِمَةُ فَسَمِعْتُ الْحُورَ الْعِینَ مَسْرُورِینَ مُشْرِفِینَ عَلَیْنَا مِنَ الْجِنَانِ وَ هُنَّ یَقُلْنَ هَنِیئاً لَكِ یَا فَاطِمَةُ فَقُلْتُ مُوَافِقاً لَهُنَّ بِالْقَوْلِ

ص: 311

وَ لَمَّا أَخَذْتُ الرَّابِعَةَ فَوَضَعْتُهَا فِی فَمِ عَلِیٍّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ مِنْ قِبَلِ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی یَقُولُ هَنِیئاً مَرِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ فَقُلْتُ مُوَافِقاً لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ نَاوَلْتُ عَلِیّاً رُطَبَةً أُخْرَی ثُمَّ أُخْرَی وَ أَنَا أَسْمَعُ صَوْتَ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی یَقُولُ هَنِیئاً مَرِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ قُمْتُ إِجْلَالًا لِرَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلَالُهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ نَاوَلْتَ عَلِیّاً مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ رُطَبَةً رُطَبَةً لَقُلْتُ لَهُ هَنِیئاً مَرِیئاً بِغَیْرِ انْقِطَاعٍ.

وَ رُوِیَ فِی بَعْضِ الْأَخْبَارِ: أَنَّ أَعْرَابِیّاً أَتَی الرَّسُولَ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صِدْتُ خِشْفَةَ غَزَالَةٍ وَ أَتَیْتُ بِهَا إِلَیْكَ هَدِیَّةً لِوَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَقَبِلَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله وَ دَعَا لَهُ بِالْخَیْرِ فَإِذَا الْحَسَنُ علیه السلام وَاقِفٌ عِنْدَ جَدِّهِ فَرَغِبَ إِلَیْهَا فَأَعْطَاهُ إِیَّاهَا فَمَا مَضَی سَاعَةٌ إِلَّا وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام قَدْ أَقْبَلَ فَرَأَی الْخِشْفَةَ عِنْدَ أَخِیهِ یَلْعَبُ بِهَا فَقَالَ یَا أَخِی مِنْ أَیْنَ لَكَ هَذِهِ الْخِشْفَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام أَعْطَانِیهَا جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَسَارَ الْحُسَیْنُ علیه السلام مُسْرِعاً إِلَی جَدِّهِ فَقَالَ یَا جَدَّاهْ أَعْطَیْتَ أَخِی خِشْفَةً یَلْعَبُ بِهَا وَ لَمْ تُعْطِنِی مِثْلَهَا وَ جَعَلَ یُكَرِّرُ الْقَوْلَ عَلَی جَدِّهِ وَ هُوَ سَاكِتٌ لَكِنَّهُ یُسَلِّی خَاطِرَهُ وَ یُلَاطِفُهُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْكَلَامِ حَتَّی أَفْضَی مِنْ أَمْرِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی أَنْ هَمَّ یَبْكِی فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ نَحْنُ بِصِیَاحٍ قَدِ ارْتَفَعَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ فَنَظَرْنَا فَإِذَا ظَبْیَةٌ وَ مَعَهَا خِشْفُهَا وَ مِنْ خَلْفِهَا ذِئْبَةٌ تَسُوقُهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَضْرِبُهَا بِأَحَدِ أَطْرَافِهَا حَتَّی أَتَتْ بِهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ نَطَقَتِ الْغَزَالَةُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ وَ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَتْ لِی خِشْفَتَانِ إِحْدَاهُمَا صَادَهَا الصَّیَّادُ وَ أَتَی بِهَا إِلَیْكَ وَ بَقِیَتْ لِی هَذِهِ الْأُخْرَی وَ أَنَا بِهَا مَسْرُورَةٌ وَ إِنِّی كُنْتُ الْآنَ أُرْضِعُهَا فَسَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ أَسْرِعِی أَسْرِعِی یَا غَزَالَةُ بِخِشْفِكِ إِلَی النَّبِیِّ مُحَمَّدٍ وَ أَوصِلِیهِ سَرِیعاً لِأَنَّ الْحُسَیْنَ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیْ جَدِّهِ وَ قَدْ هَمَّ أَنْ یَبْكِیَ وَ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْمَعِهِمْ قَدْ رَفَعُوا رُءُوسَهُمْ مِنْ صَوَامِعِ الْعِبَادَةِ وَ لَوْ بَكَی الْحُسَیْنُ علیه السلام لَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ لِبُكَائِهِ وَ سَمِعْتُ أَیْضاً قَائِلًا یَقُولُ أَسْرِعِی یَا غَزَالَةُ قَبْلَ جَرَیَانِ الدُّمُوعِ عَلَی خَدِّ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَإِنْ لَمْ تَفْعَلِی سَلَّطْتُ عَلَیْكِ هَذِهِ الذِّئْبَةَ تَأْكُلُكِ مَعَ خِشْفِكِ فَأَتَیْتُ

ص: 312

بِخِشْفِی إِلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ قَطَعْتُ مَسَافَةً بَعِیدَةً وَ لَكِنْ طُوِیَتْ لِیَ الْأَرْضُ حَتَّی أَتَیْتُكَ سَرِیعَةً وَ أَنَا أَحْمَدُ اللَّهَ رَبِّی عَلَی أَنْ جِئْتُكَ قَبْلَ جَرَیَانِ دُمُوعِ الْحُسَیْنِ علیه السلام عَلَی خَدِّهِ فَارْتَفَعَ التَّهْلِیلُ وَ التَّكْبِیرُ مِنَ الْأَصْحَابِ وَ دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله لِلْغَزَالَةِ بِالْخَیْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ أَخَذَ الْحُسَیْنُ علیه السلام الْخِشْفَةَ وَ أَتَی بِهَا إِلَی أُمِّهِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام فَسُرَّتْ بِذَلِكَ سُرُوراً عَظِیماً.

وَ رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قِطْفٌ مِنَ الْعِنَبِ فِی غَیْرِ أَوَانِهِ فَقَالَ لِی یَا سَلْمَانُ ائْتِنِی بِوَلَدَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ لِیَأْكُلَا مَعِی مِنْ هَذَا الْعِنَبِ قَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَذَهَبْتُ أَطْرُقُ عَلَیْهِمَا مَنْزِلَ أُمِّهِمَا فَلَمْ أَرَهُمَا فَأَتَیْتُ مَنْزِلَ أختهما [أُخْتِهَا] أُمِّ كُلْثُومٍ فَلَمْ أَرَهُمَا فَجِئْتُ فَخَبَّرْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله بِذَلِكَ فَاضْطَرَبَ وَ وَثَبَ قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ وَا وَلَدَاهْ وَا قُرَّةَ عَیْنَاهْ مَنْ یُرْشِدُنِی عَلَیْهِمَا فَلَهُ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةُ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلَامَ هَذَا الِانْزِعَاجُ فَقَالَ عَلَی وَلَدَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَإِنِّی خَائِفٌ عَلَیْهِمَا مِنْ كَیْدِ الْیَهُودِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ بَلْ خِفْ عَلَیْهِمَا مِنْ كَیْدِ الْمُنَافِقِینَ فَإِنَّ كَیْدَهُمْ أَشَدُّ مِنْ كَیْدِ الْیَهُودِ وَ اعْلَمْ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ ابْنَیْكَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ نَائِمَانِ فِی حَدِیقَةِ أَبِی الدَّحْدَاحِ فَصَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ وَقْتِهِ وَ سَاعَتِهِ إِلَی الْحَدِیقَةِ وَ أَنَا مَعَهُ حَتَّی دَخَلْنَا الْحَدِیقَةَ وَ إِذَا هُمَا نَائِمَانِ وَ قَدِ اعْتَنَقَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَ ثُعْبَانٌ فِی فِیهِ طَاقَةُ رَیْحَانٍ یَرُوحُ بِهَا وَجْهَیْهِمَا فَلَمَّا رَأَی الثُّعْبَانُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله أَلْقَی مَا كَانَ فِی فِیهِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَسْتُ أَنَا ثُعْبَاناً وَ لَكِنِّی مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْكَرُوبِیِّینَ غَفَلْتُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّی طَرْفَةَ عَیْنٍ فَغَضِبَ عَلَیَّ رَبِّی وَ مَسَخَنِی ثُعْبَاناً كَمَا تَرَی وَ طَرَدَنِی مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ إِنِّی مُنْذُ سِنِینَ كَثِیرَةٍ أَقْصِدُ كَرِیماً عَلَی اللَّهِ فَأَسْأَلُهُ أَنْ یَشْفَعَ لِی عِنْدَ رَبِّی عَسَی أَنْ یَرْحَمَنِی وَ یُعِیدَنِی مَلَكاً كَمَا كُنْتُ أَوَّلًا إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ قَالَ فَجَثَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله یُقَبِّلُهُمَا حَتَّی اسْتَیْقَظَا فَجَلَسَا عَلَی رُكْبَتَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله انْظُرَا یَا وَلَدَیَّ هَذَا مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ

ص: 313

الْكَرُوبِیِّینَ قَدْ غَفَلَ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ فَجَعَلَهُ اللَّهُ هَكَذَا وَ أَنَا مُسْتَشْفِعٌ بِكُمَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَاشْفَعَا لَهُ فَوَثَبَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَأَسْبَغَا الْوُضُوءَ وَ صَلَّیَا رَكْعَتَیْنِ وَ قَالا اللَّهُمَّ بِحَقِّ جَدِّنَا الْجَلِیلِ الْحَبِیبِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ بِأَبِینَا عَلِیٍّ الْمُرْتَضَی وَ بِأُمِّنَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ إِلَّا مَا رَدَدْتَهُ إِلَی حَالَتِهِ الْأُولَی قَالَ فَمَا اسْتَتَمَّ دُعَاءَهُمَا فَإِذَا بِجَبْرَئِیلَ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فِی رَهْطٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ بَشَّرَ ذَلِكَ الْمَلَكَ بِرِضَی اللَّهِ عَنْهُ وَ بِرَدِّهِ إِلَی سِیرَتِهِ الْأُولَی ثُمَّ ارْتَفِعُوا بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُمْ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ تَعَالَی ثُمَّ رَجَعَ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُتَبَسِّمٌ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ الْمَلَكَ یَفْتَخِرُ عَلَی مَلَائِكَةِ السَّبْعِ السَّمَاوَاتِ وَ یَقُولُ لَهُمْ مَنْ مِثْلِی وَ أَنَا فِی شَفَاعَةِ السَّیِّدَیْنِ السِّبْطَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ.

وَ قَالَ حُكِیَ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِیِّ قَالَ: حَجَجْتُ فِی بَعْضِ السِّنِینَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ جَالِساً وَ حَوْلَهُ غُلَامَانِ یَافِعَانِ وَ هُوَ یُقَبِّلُ هَذَا مَرَّةً وَ هَذَا أُخْرَی فَإِذَا رَآهُ النَّاسُ یَفْعَلُ ذَلِكَ أَمْسَكُوا عَنْ كَلَامِهِ حَتَّی یَقْضِیَ وَطَرَهُ مِنْهُمَا وَ مَا یَعْرِفُونَ لِأَیِّ سَبَبٍ حُبُّهُ إِیَّاهُمَا فَجِئْتُهُ وَ هُوَ یَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَانِ ابْنَاكَ فَقَالَ إِنَّهُمَا ابْنَا ابْنَتِی وَ ابْنَا أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ أَحَبِّ الرِّجَالِ إِلَیَّ وَ مَنْ هُوَ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ مَنْ نَفْسُهُ نَفْسِی وَ نَفْسِی نَفْسُهُ وَ مَنْ أَحْزَنُ لِحُزْنِهِ وَ یَحْزَنُ لِحُزْنِی فَقُلْتُ لَهُ قَدْ عَجِبْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فِعْلِكَ بِهِمَا وَ حُبِّكَ لَهُمَا فَقَالَ لِی أُحَدِّثُكَ أَیُّهَا الرَّجُلُ إِنِّی لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ انْتَهَیْتُ إِلَی شَجَرَةٍ فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ فَعَجِبْتُ مِنْ طِیبِ رَائِحَتِهَا فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ لَا تَعْجَبْ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَثَمَرُهَا أَطْیَبُ مِنْ رِیحِهَا فَجَعَلَ جَبْرَئِیلُ یُتْحِفُنِی مِنْ ثَمَرِهَا وَ یُطْعِمُنِی مِنْ فَاكِهَتِهَا وَ أَنَا لَا أَمَلُّ مِنْهَا ثُمَّ مَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ أُخْرَی فَقَالَ

لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ كُلْ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَإِنَّهَا تُشْبِهُ الشَّجَرَةَ الَّتِی أَكَلْتَ مِنْهَا الثَّمَرَ فَهِیَ أَطْیَبُ طَعْماً وَ أَذْكَی رَائِحَةً قَالَ فَجَعَلَ جَبْرَئِیلُ یُتْحِفُنِی بِثَمَرِهَا وَ یُشِمُّنِی مِنْ رَائِحَتِهَا وَ أَنَا لَا أَمَلُّ مِنْهَا.

ص: 314

فَقُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ مَا رَأَیْتُ فِی الْأَشْجَارِ أَطْیَبَ وَ لَا أَحْسَنَ مِنْ هَاتَیْنِ الشَّجَرَتَیْنِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَ تَدْرِی مَا اسْمُ هَاتَیْنِ الشَّجَرَتَیْنِ فَقُلْتُ لَا أَدْرِی فَقَالَ إِحْدَاهُمَا الْحَسَنُ وَ الْأُخْرَی الْحُسَیْنُ فَإِذَا هَبَطْتَ یَا مُحَمَّدُ إِلَی الْأَرْضِ مِنْ فَوْرِكَ فَأْتِ زَوْجَتَكَ خَدِیجَةَ وَ وَاقِعْهَا مِنْ وَقْتِكَ وَ سَاعَتِكَ فَإِنَّهُ یَخْرُجُ مِنْكَ طِیبُ رَائِحَةِ الثَّمَرِ الَّذِی أَكَلْتَهُ مِنْ هَاتَیْنِ الشَّجَرَتَیْنِ فَتَلِدُ لَكَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ ثُمَّ زَوِّجْهَا أَخَاكَ عَلِیّاً فَتَلِدُ لَهُ ابْنَیْنِ فَسَمِّ أَحَدَهُمَا الْحَسَنَ وَ الْآخَرَ الْحُسَیْنَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی أَخِی جَبْرَئِیلُ فَكَانَ الْأَمْرُ مَا كَانَ فَنَزَلَ إِلَیَّ جَبْرَئِیلُ بَعْدَ مَا وُلِدَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا أَشْوَقَنِی إِلَی تَیْنِكَ الشَّجَرَتَیْنِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِذَا اشْتَقْتَ إِلَی الْأَكْلِ مِنْ ثَمَرَةِ تَیْنِكَ الشَّجَرَتَیْنِ فَشَمِّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَالَ فَجَعَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله كُلَّمَا اشْتَاقَ إِلَی الشَّجَرَتَیْنِ یَشَمُّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ یَلْثِمُهُمَا وَ هُوَ یَقُولُ صَدَقَ أَخِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام ثُمَّ یُقَبِّلُ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ یَقُولُ یَا أَصْحَابِی إِنِّی أَوَدُّ أَنِّی أُقَاسِمُهُمَا حَیَاتِی لِحُبِّی لَهُمَا فَهُمَا رَیْحَانَتَایَ مِنَ الدُّنْیَا فَتَعَجَّبَ الرَّجُلُ مِنْ وَصْفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَكَیْفَ لَوْ شَاهَدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله مَنْ سَفَكَ دِمَاءَهُمْ وَ قَتَلَ رِجَالَهُمْ وَ ذَبَحَ أَطْفَالَهُمْ وَ نَهَبَ أَمْوَالَهُمْ وَ سَبَی حَرِیمَهُمْ أُولئِكَ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ.

أقول: قد مر أخبار كثیرة فی باب فضائل أصحاب الكساء و باب النصوص علی الاثنی عشر علیهم السلام فی فضائلهما.

وَ رَوَی الدَّیْلَمِیُّ فِی فِرْدَوْسِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ إِنَّ أَخِی هَارُونَ مَاتَ فَاغْفِرْ لَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ أَنْ یَا مُوسَی لَوْ سَأَلْتَنِی فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَأَجَبْتُكَ مَا خَلَا قَاتِلَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی أَنْتَقِمُ لَهُ مِنْهُ.

وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْهُ علیه السلام: أَنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ زِیَارَةَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَزَارَهُ فِی سَبْعِینَ أَلْفاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ.

وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ علیه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ

ص: 315

ثَلَاثاً یَعْنِی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام.

وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه وآله.الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا ابْنَیِ الْخَالَةِ عِیسَی وَ یَحْیَی بْنَ زَكَرِیَّا.

ابْنُ عُمَرَ عَنْهُ علیه السلام: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ هُمَا ریحانی [رَیْحَانَتَایَ] مِنَ الدُّنْیَا.

یَعْلَی بْنُ مُرَّةَ: الْحُسَیْنُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ حُسَیْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الْأَسْبَاطِ.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ جَنْبَیْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ بِمَنْزِلَةِ الشَّنْفَیْنِ مِنَ الْوَجْهِ.

حُذَیْفَةُ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه وآله.الْحُسَیْنُ أُعْطِیَ مِنَ الْفَضْلِ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ آدَمَ مَا خَلَا یُوسُفَ بْنَ یَعْقُوبَ.

وَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سَأَلَتِ الْفِرْدَوْسُ رَبَّهَا عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَتْ أَیْ رَبِّ زَیِّنِّی فَإِنَّ أَصْحَابِی وَ أَهْلِی أَتْقِیَاءُ أَبْرَارٌ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهَا أَ وَ لَمْ أُزَیِّنْكِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ.

وَ رَوَی ابْنُ نَمَا فِی مُثِیرِ الْأَحْزَانِ مِنْ تَارِیخِ الْبَلاذُرِیِّ قَالَ حَدَّثَ مُحَمَّدُ بْنُ یَزِیدَ الْمُبَرَّدُ النَّحْوِیُّ فِی إِسْنَادٍ ذَكَرَهُ قَالَ: انْصَرَفَ النَّبِیُّ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَرَآهَا قَائِمَةً خَلْفَ بَابِهَا فَقَالَ مَا بَالُ حَبِیبَتِی هَاهُنَا فَقَالَتِ ابْنَاكَ خَرَجَا غُدْوَةً وَ قَدْ غَبِیَ عَلَیَّ خَبَرُهُمَا فَمَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یَقْفُو آثَارَهُمَا حَتَّی صَارَ إِلَی كَهْفِ جَبَلٍ فَوَجَدَهُمَا نَائِمَیْنِ وَ حَیَّةٌ مُطَوَّقَةٌ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا فَأَخَذَ حَجَراً وَ أَهْوَی إِلَیْهَا فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا نِمْتُ عِنْدَ رُءُوسِهِمَا إِلَّا حِرَاسَةً لَهُمَا فَدَعَا لَهَا بِخَیْرٍ ثُمَّ حَمَلَ الْحَسَنَ عَلَی كَتِفِهِ الْیُمْنَی وَ الْحُسَیْنَ عَلَی كَتِفِهِ الْیُسْرَی فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَأَخَذَ الْحُسَیْنَ وَ حَمَلَهُ فَكَانَا بَعْدَ ذَلِكَ یَفْتَخِرَانِ فَیَقُولُ الْحَسَنُ حَمَلَنِی خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ یَقُولُ الْحُسَیْنُ حَمَلَنِی خَیْرُ أَهْلِ السَّمَاءِ.

«74»- د، [العدد القویة] مِنْ كِتَابِ الدُّرِّ ذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِیثاً عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ فَأَحِبَّ مَنْ یُحِبُّهُ.

ص: 316

وَ حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَقِیَنَا أَبُو هُرَیْرَةَ فَقَالَ أَرِنِی أُقَبِّلْ مِنْكَ حَیْثُ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُقَبِّلُ قَالَ فَقَالَ لِقَمِیصِهِ (1) كَذَا فَكَشَفَهُ عَنْ سُرَّتِهِ.

وَ عَنْهُ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یَحْبُو حَتَّی صَعِدَ عَلَی صَدْرِهِ فَبَالَ عَلَیْهِ فَابْتَدَرْنَاهُ لِنَأْخُذَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله ابْنِی ابْنِی ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَیْهِ.

قَالَ الْمُسَهَّرُ مَوْلَی الزُّبَیْرِ: تَذَاكَرْنَا مَنْ أَشْبَهَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله مِنْ أَهْلِهِ فَدَخَلَ عَلَیْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَیْرِ فَقَالَ أَنَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْبَهِ أَهْلِهِ إِلَیْهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ رَأَیْتُهُ یَجِی ءُ وَ هُوَ سَاجِدٌ فَیَرْكَبُ ظَهْرَهُ فَمَا یُنْزِلُهُ حَتَّی یَكُونَ هُوَ الَّذِی یَنْزِلُ وَ رَأَیْتُهُ یَجِی ءُ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَیُفَرِّجُ لَهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ حَتَّی یَخْرُجَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ وَ قَالَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله هُوَ رَیْحَانِی مِنَ الدُّنْیَا وَ إِنَّ ابْنِی هَذَا سَیِّدٌ یُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَیْنَ فِئَتَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ.

«75»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله قَبَّلَ زُبَّ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ كَشَفَ عَنْ أُرْبِیَّتِهِ (2) وَ قَامَ فَصَلَّی مِنْ غَیْرِ أَنْ یَتَوَضَّأَ.

ص: 317


1- 1. قال لقمیصه كذا: أی أفرجه.
2- 2. الاربیة: أصل الفخذ، و أصله أربوة فإنّهم استثقلوا التشدید علی الواو.

باب 13 مكارم أخلاقهما صلوات اللّٰه علیهما و إقرار المخالف و المؤالف بفضلهما

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: اسْتَفْتَی أَعْرَابِیٌّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَیْرِ وَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ فَتَوَاكَلَا فَقَالَ اتَّقِیَا اللَّهَ فَإِنِّی أَتَیْتُكُمَا مُسْتَرْشِداً أَ مُوَاكَلَةٌ فِی الدِّینِ فَأَشَارَا عَلَیْهِ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَأَفْتَیَاهُ فَأَنْشَأَ أَبْیَاتاً مِنْهَا

جَعَلَ اللَّهُ حُرَّ وَجْهَیْكُمَا نَعْلَیْنِ*** سِبْتاً یَطَؤُهُمَا الْحَسَنَانِ

بیان: قال الجزری فیه یا صاحب السبتین اخلع نعلیك السبت بالكسر جلود البقر المدبوغة بالقرظ یتخذ منها النعال سمیت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أی حلق و أزیل و قیل لأنها انسبتت بالدباغ أی لانت یرید یا صاحب النعلین و فی تسمیتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع مثل قولهم فلان یلبس الصوف و القطن و الإبریسم أی الثیاب المتخذة منها.

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب إِسْمَاعِیلُ بْنُ بُرَیْدٍ(1) بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَذْنَبَ رَجُلٌ ذَنْباً فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَغَیَّبَ حَتَّی وَجَدَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام فِی طَرِیقٍ خَالٍ فَأَخَذَهُمَا فَاحْتَمَلَهُمَا عَلَی عَاتِقَیْهِ وَ أَتَی بِهِمَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی مُسْتَجِیرٌ بِاللَّهِ وَ بِهِمَا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله حَتَّی رَدَّ یَدَهُ إِلَی فَمِهِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ اذْهَبْ فَأَنْتَ طَلِیقٌ وَ قَالَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ قَدْ شَفَّعْتُكُمَا فِیهِ أَیْ فَتَیَانِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِیماً(2).

ص: 318


1- 1. فی المصدر ج 3 ص 400: إسماعیل بن یزید.
2- 2. النساء: 63.

أَخْبَارُ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ یَدْهُنَ بِقَارُورَةٍ رِجْلَیْ أَفْضَلِ قُرَیْشٍ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَقِیلَ إِنَّ مَخْرَمَةَ أَعْلَمُ النَّاسِ الْیَوْمَ بِأَنْسَابِ قُرَیْشٍ فَاسْأَلْهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَتَاهُ وَ سَأَلَهُ وَ قَدْ خَرِفَ وَ عِنْدَهُ ابْنُهُ الْمِسْوَرُ فَمَدَّ الشَّیْخُ رِجْلَیْهِ وَ قَالَ ادْهُنْهُمَا فَقَالَ الْمِسْوَرُ ابْنُهُ لِلرَّجُلِ لَا تَفْعَلْ أَیُّهَا الرَّجُلُ فَإِنَّ الشَّیْخَ قَدْ خَرِفَ وَ إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَی مَا كَانَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ أَرْسَلَهُ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ قَالَ ادْهُنْ بِهَا أَرْجُلَهُمَا فَهُمَا أَفْضَلُ النَّاسِ وَ أَكْرَمُهُمُ الْیَوْمَ.

وَ فِی حَدِیثِ مُدْرِكِ بْنِ أَبِی زِیَادٍ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَدْ أَمْسَكَ لِلْحَسَنِ ثُمَّ الْحُسَیْنِ بِالرِّكَابِ وَ سَوَّی عَلَیْهِمَا أَنْتَ أَسَنُّ مِنْهُمَا تُمْسِكُ لَهُمَا بِالرِّكَابِ فَقَالَ یَا لُكَعُ وَ مَا تَدْرِی مَنْ هَذَانِ هَذَانِ ابْنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ لَیْسَ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیَّ بِهِ أَنْ أُمْسِكَ لَهُمَا وَ أُسَوِّیَ عَلَیْهِمَا.

عُیُونُ الْمَحَاسِنِ عَنِ الرُّویَانِیِّ: أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مَرَّا عَلَی شَیْخٍ یَتَوَضَّأُ وَ لَا یُحْسِنُ فَأَخَذَا فِی التَّنَازُعِ یَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْتَ لَا تُحْسِنُ الْوُضُوءَ فَقَالا أَیُّهَا الشَّیْخُ كُنْ حَكَماً بَیْنَنَا یَتَوَضَّأُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا فَتَوَضَّئَا ثُمَّ قَالا أَیُّنَا یُحْسِنُ قَالَ كِلَاكُمَا تُحْسِنَانِ الْوُضُوءَ وَ لَكِنَّ هَذَا الشَّیْخَ الْجَاهِلَ هُوَ الَّذِی لَمْ یَكُنْ یُحْسِنُ وَ قَدْ تَعَلَّمَ الْآنَ مِنْكُمَا وَ تَابَ عَلَی یَدَیْكُمَا بِبَرَكَتِكُمَا وَ شَفَقَتِكُمَا عَلَی أُمَّةِ جَدِّكُمَا.

الْبَاقِرُ علیه السلام قَالَ: مَا تَكَلَّمَ الْحُسَیْنُ بَیْنَ یَدَیِ الْحَسَنِ إِعْظَاماً لَهُ وَ لَا تَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ بَیْنَ یَدِی الْحُسَیْنِ علیه السلام إِعْظَاماً لَهُ.

وَ قَالُوا: قِیلَ لِأَیُّوبَ علیه السلام نِعْمَ الْعَبْدُ(1) وَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ نِعْمَ الْمَطِیَّةُ مَطِیَّتُكُمَا وَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ أَنْتُمَا وَ قَالَ وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِی فَاعْتَزِلُونِ (2) وَ قَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِی فَاعْتَزِلُونِی وَ لَا تَقْتُلُونِی.

ص: 319


1- 1. صلی اللّٰه علیه وآله.44.
2- 2. الدخان 21.

«3»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا التَّمِیمِیِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ هُمَا فِی الْفُرَاتِ مُسْتَنْقِعَانِ فِی إِزَارَیْنِ فَقُلْتُ لَهُمَا یَا ابْنَیْ رَسُولِ اللَّهِ أَفْسَدْتُمَا الْإِزَارَیْنِ فَقَالا لِی یَا بَا سَعِیدٍ فَسَادُ الْإِزَارَیْنِ أَحَبُّ إِلَیْنَا مِنْ فَسَادِ الدِّینِ إِنَّ لِلْمَاءِ أَهْلًا وَ سُكَّاناً كَسُكَّانِ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالا لِی أَیْنَ تُرِیدُ فَقُلْتُ إِلَی هَذَا الْمَاءِ فَقَالا وَ مَا هَذَا الْمَاءُ فَقُلْتُ أُرِیدُ دَوَاءَهُ أَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الْمُرِّ لِعِلَّةٍ بِی أَرْجُو أَنْ یُجَفَّفَ لَهُ الْجَسَدُ وَ یُسْهِلَ الْبَطْنَ فَقَالا مَا نَحْسَبُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ فِی شَیْ ءٍ قَدْ لَعَنَهُ شِفَاءً قُلْتُ وَ لِمَ ذَاكَ فَقَالا لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا آسَفَهُ قَوْمُ نُوحٍ فَتَحَ السَّمَاءَ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ(1) وَ أَوْحَی إِلَی الْأَرْضِ فَاسْتَعْصَتْ عَلَیْهِ عُیُونٌ مِنْهَا فَلَعَنَهَا وَ جَعَلَهَا مِلْحاً أُجَاجاً وَ فِی رِوَایَةِ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ أَنَّهُمَا قَالا علیهما السلام: یَا بَا سَعِیدٍ تَأْتِی مَاءً یُنْكِرُ وَلَایَتَنَا فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَضَ وَلَایَتَنَا عَلَی الْمِیَاهِ فَمَا قَبِلَ وَلَایَتَنَا عَذُبَ وَ طَابَ وَ مَا جَحَدَ وَلَایَتَنَا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُرّاً وَ مِلْحاً أُجَاجاً.

«4»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ هُمَا جَالِسَانِ عَلَی الصَّفَا فَسَأَلَهُمَا فَقَالا إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا فِی دَیْنٍ مُوجِعٍ أَوْ غُرْمٍ مُفْظِعٍ أَوْ فَقْرٍ مُدْقِعٍ فَفِیكَ شَیْ ءٌ مِنْ هَذَا قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَیَاهُ وَ قَدْ كَانَ الرَّجُلُ سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِی بَكْرٍ فَأَعْطَیَاهُ وَ لَمْ یَسْأَلَاهُ عَنْ شَیْ ءٍ فَرَجَعَ إِلَیْهِمَا فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا لَمْ تَسْأَلَانِی عَمَّا سَأَلَنِی عَنْهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَخْبَرَهُمَا بِمَا قَالا فَقَالا إِنَّهُمَا غُذِّیَا بِالْعِلْمِ غِذَاءً.

ص: 320


1- 1. یقال: آسفه علیه: أغضبه، و هو اقتباس من قوله تعالی فی قصة فرعون« فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِینَ».

بیان: قال الجزری فیه لا تحل المسألة إلا لذی فقر مدقع أی شدید یفضی بصاحبه إلی الدقعاء و هو التراب.

«5»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ علیه السلام وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ وَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ.

أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ بِإِسْنَادِهِ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام قُتِلَ وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بَاعَ ضَیْعَةً لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ لِیَقْضِیَ دَیْنَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ عِدَاتٍ كَانَتْ عَلَیْهِ.

ص: 321

أبواب ما یختص بالإمام الزكی سید شباب أهل الجنة الحسن بن علی صلوات اللّٰه علیهما

باب 14 النص علیه صلوات اللّٰه علیه

«1»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حِینَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ وَ أَشْهَدَ عَلَی وَصِیَّتِهِ الْحُسَیْنَ وَ مُحَمَّداً وَ جَمِیعَ وُلْدِهِ وَ رُؤَسَاءَ شِیعَتِهِ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ الْكِتَابَ وَ السِّلَاحَ وَ قَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ أَنْ أُوصِیَ إِلَیْكَ وَ أَدْفَعَ إِلَیْكَ كُتُبِی وَ سِلَاحِی كَمَا أَوْصَی إِلَیَّ وَ دَفَعَ إِلَیَّ كُتُبَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ أَمَرَنِی أَنْ آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَی أَخِیكَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی ابْنِهِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَی ابْنِكَ هَذَا ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ قَالَ وَ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَی ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ مِنِّی السَّلَامَ.

«2»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ.

«3»- عم، [إعلام الوری] الْكُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمَّا حَضَرَهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ ادْنُ مِنِّی حَتَّی أُسِرَّ إِلَیْكَ مَا أَسَرَّ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ وَ آتَمِنَكَ عَلَی مَا ائْتَمَنَنِی عَلَیْهِ فَفَعَلَ.

«4»- عم، [إعلام الوری] بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا سَارَ إِلَی الْكُوفَةِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَةَ كُتُبَهُ وَ الْوَصِیَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ (1).

ص: 322


1- 1. تری هذه الروایات فی الكافی ج 1 ص 297- 230.

باب 15 معجزاته صلوات اللّٰه علیه

«1»- یر، [بصائر الدرجات] الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی بَعْضِ عُمَرِهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الزُّبَیْرِ كَانَ یَقُولُ بِإِمَامَتِهِ قَالَ فَنَزَلُوا فِی مَنْهَلٍ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاهِلِ قَالَ نَزَلُوا تَحْتَ نَخْلٍ یَابِسٍ قَدْ یَبِسَ مِنَ الْعَطَشِ قَالَ فَفُرِشَ لِلْحَسَنِ علیه السلام تَحْتَ نَخْلَةٍ وَ لِلزُّبَیْرِیِّ بِحِذَائِهِ تَحْتَ نَخْلَةٍ أُخْرَی قَالَ فَقَالَ الزُّبَیْرِیُّ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ لَوْ كَانَ فِی هَذَا النَّخْلِ رُطَبٌ لَأَكَلْنَا مِنْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام وَ إِنَّكَ لَتَشْتَهِی الرُّطَبَ قَالَ نَعَمْ فَرَفَعَ الْحَسَنُ علیه السلام یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَدَعَا بِكَلَامٍ لَمْ یَفْهَمْهُ الزُّبَیْرِیُّ فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَةُ ثُمَّ صَارَتْ إِلَی حَالِهَا فَأَوْرَقَتْ وَ حَمَلَتْ رُطَباً قَالَ فَقَالَ لَهُ الْجَمَّالُ الَّذِی اكْتَرَوْا مِنْهُ سِحْرٌ وَ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ وَیْلَكَ لَیْسَ بِسِحْرٍ وَ لَكِنْ دَعْوَةُ ابْنِ النَّبِیِّ مُجَابَةٌ قَالَ فَصَعِدُوا إِلَی النَّخْلَةِ حَتَّی صَرَمُوا مِمَّا كَانَ فِیهَا مَا كَفَاهُمْ (1).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن عبد اللّٰه: مثله بیان قال الجوهری المنهل المورد و هو عین ماء ترده الإبل فی المراعی و تسمی المنازل التی فی المفاوز علی طرق السفار مناهل لأن فیها ماء قوله إلی حالها أی قبل الیبس

و فی الخرائج: فاخضرت النخلة و أورقت.

«2»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ آبائه علیهم السلام: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام قَالَ یَوْماً لِأَخِیهِ الْحُسَیْنِ وَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ إِنَّ مُعَاوِیَةَ بَعَثَ إِلَیْكُمْ بِجَوَائِزِكُمْ وَ هِیَ تَصِلُ إِلَیْكُمْ یَوْمَ كَذَا لِمُسْتَهَلِّ الْهِلَالِ وَ قَدْ أَضَاقَا فَوَصَلَتْ فِی السَّاعَةِ الَّتِی ذَكَرَهَا لَمَّا كَانَ رَأْسُ الْهِلَالِ فَلَمَّا وَافَاهُمُ الْمَالُ كَانَ عَلَی الْحَسَنِ علیه السلامدَیْنٌ كَثِیرٌ فَقَضَاهُ مِمَّا بَعَثَهُ إِلَیْهِ فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَفَرَّقَهَا فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ قَضَی الْحُسَیْنُ علیه السلام دَیْنَهُ وَ قَسَمَ ثُلُثَ مَا بَقِیَ

ص: 323


1- 1. تراه فی الكافی ج 1 ص 462. أیضا و فیه: عن القاسم النهدی فراجع.

فِی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ حَمَلَ الْبَاقِیَ إِلَی عِیَالِهِ وَ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَقَضَی دَیْنَهُ وَ مَا فَضَلَ دَفَعَهُ إِلَی الرَّسُولِ لِیَتَعَرَّفَ مُعَاوِیَةُ مِنَ الرَّسُولِ مَا فَعَلُوا فَبَعَثَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ أَمْوَالًا حَسَنَةً.

بیان: قال الجوهری ضاق الرجل أی بخل و أضاق أی ذهب ماله.

«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ أُسَامَةَ(1)

عَنِ الصَّادِقِ آبائه علیهم السلام: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مَاشِیاً إِلَی الْمَدِینَةِ فَتَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ فَقِیلَ لَهُ لَوْ رَكِبْتَ لِیَسْكُنَ عَنْكَ هَذَا الْوَرَمُ فَقَالَ كَلَّا وَ لَكِنَّا إِذَا أَتَیْنَا الْمَنْزِلَ فَإِنَّهُ یَسْتَقْبِلُنَا أَسْوَدُ مَعَهُ دُهْنٌ یَصْلُحُ لِهَذَا الْوَرَمِ فَاشْتَرُوا مِنْهُ وَ لَا تُمَاكِسُوهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِیهِ لَیْسَ أَمَامَنَا مَنْزِلٌ فِیهِ أَحَدٌ یَبِیعُ هَذَا الدَّوَاءَ فَقَالَ بَلَی إِنَّهُ أَمَامَنَا وَ سَارُوا أَمْیَالًا فَإِذَا الْأَسْوَدُ قَدِ اسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ الْحَسَنُ لِمَوْلَاهُ دُونَكَ الْأَسْوَدَ فَخُذِ الدُّهْنَ مِنْهُ بِثَمَنِهِ فَقَالَ الْأَسْوَدُ لِمَنْ تَأْخُذُ هَذَا الدُّهْنَ قَالَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ انْطَلِقْ بِی إِلَیْهِ فَصَارَ الْأَسْوَدُ إِلَیْهِ فَقَالَ الْأَسْوَدُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی مَوْلَاكَ لَا آخُذُ لَهُ ثَمَناً وَ لَكِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً سَوِیّاً ذَكَراً یُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنِّی خَلَّفْتُ امْرَأَتِی تَمْخَضُ فَقَالَ انْطَلِقْ إِلَی مَنْزِلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ وَهَبَ لَكَ وَلَداً ذَكَراً سَوِیّاً فَرَجَعَ الْأَسْوَدُ مِنْ فَوْرِهِ فَإِذَا امْرَأَتُهُ قَدْ وَلَدَتْ غُلَاماً سَوِیّاً ثُمَّ رَجَعَ الْأَسْوَدُ إِلَی الْحَسَنِ علیه السلاموَ دَعَا لَهُ بِالْخَیْرِ بِوِلَادَةِ الْغُلَامِ لَهُ وَ إِنَّ الْحَسَنَ قَدْ مَسَحَ رِجْلَیْهِ بِذَلِكَ الدُّهْنِ فَمَا قَامَ عَنْ مَوْضِعِهِ حَتَّی زَالَ الْوَرَمُ.

4 -كا، [الكافی] عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ صَنْدَلٍ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَقَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَكَ ذَكَراً سَوِیّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا.

ص: 324


1- 1. كذا فی النسخ المطبوعة و الصحیح: عن صندل، عن أبی أسامة- و هو زید الشحام- كما تراه فی هذه الصفحة تحت الرقم 4 عن الكافی ج 1 ص 463 و قد رواه ابن شهرآشوب فی المناقب عن ابی أسامة مرسلا علی عادته، تراه فی ج 4 ص 7. راجع جامع الرواة أیضا.

أقول: قد أوردنا كثیرا من معجزاته فی باب ما جری بینه علیه السلام و بین معاویة و باب وفاته و غیرهما.

«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ فِی الرَّحْبَةِ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا مِنْ رَعِیَّتِكَ وَ أَهْلِ بِلَادِكَ قَالَ علیه السلام لَسْتَ مِنْ رَعِیَّتِی وَ لَا مِنْ أَهْلِ بِلَادِی وَ إِنَّ ابْنَ الْأَصْفَرِ(1)

بَعَثَ بِمَسَائِلَ إِلَی مُعَاوِیَةَ فَأَقْلَقَتْهُ وَ أَرْسَلَكَ إِلَیَّ لِأَجْلِهَا قَالَ صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ مُعَاوِیَةَ أَرْسَلَنِی إِلَیْكَ فِی خُفْیَةٍ وَ أَنْتَ قَدِ اطَّلَعْتَ عَلَی ذَلِكَ وَ لَا یَعْلَمُهَا غَیْرُ اللَّهِ فَقَالَ علیه السلام سَلْ أَحَدَ ابْنَیَّ هَذَیْنِ قَالَ أَسْأَلُ ذَا الْوَفْرَةِ(2) یَعْنِی الْحَسَنَ فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ جِئْتَ تَسْأَلُ كَمْ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ كَمْ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ كَمْ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَا قَوْسُ قُزَحَ وَ مَا الْمُؤَنَّثُ وَ مَا عَشَرَةُ أَشْیَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ الْحَسَنُ علیه السلام بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ مَا رَأَیْتَهُ بِعَیْنِكَ فَهُوَ حَقٌّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَیْكَ بَاطِلًا وَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ مَدُّ الْبَصَرِ وَ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ مَسِیرَةُ یَوْمٍ لِلشَّمْسِ وَ قُزَحُ اسْمُ الشَّیْطَانِ وَ هُوَ قَوْسُ اللَّهِ وَ عَلَامَةُ الْخِصْبِ وَ أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ وَ أَمَّا الْمُؤَنَّثُ فَهُوَ الَّذِی لَا یُدْرَی أَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَی فَإِنَّهُ یُنْتَظَرُ بِهِ فَإِنْ كَانَ ذَكَراً احْتَلَمَ وَ إِنْ كَانَتْ أُنْثَی حَاضَتْ وَ بَدَا ثَدْیُهَا وَ إِلَّا قِیلَ لَهُ بُلْ فَإِنْ أَصَابَ بَوْلُهُ الْحَائِطَ فَهُوَ ذَكَرٌ وَ إِنِ انْتَكَصَ بَوْلُهُ عَلَی

ص: 325


1- 1. یرید ملك الروم قال الفیروزآبادی: و بنو الأصفر ملوك الروم أولاد الأصفر بن روم بن یعصو ابن إسحاق، أولان جیشا من الحبش غلب علیهم فوطئ نساءهم فولد لهم أولاد صفر.
2- 2. أی صاحب الوفرة و الوفرة- بالفتح- الشعر المجتمع علی الرأس أو ما سال علی الأذنین منه أو ما جاوز شحمة الاذن ثمّ بعدها الجمة ثمّ بعدها اللمة، و بذلك وصف شعر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله حیث قالوا:« كان شعره وفرة و إذا طال صارت جمة».

رِجْلَیْهِ كَمَا یَنْتَكِصُ بَوْلُ الْبَعِیرِ فَهُوَ أُنْثَی (1)

وَ أَمَّا عَشَرَةُ أَشْیَاءَ بَعْضُهَا أَشَدُّ مِنْ بَعْضٍ فَأَشَدُّ شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ الْحَجَرُ وَ أَشَدُّ مِنْهُ الْحَدِیدُ یُقْطَعُ بِهِ الْحَجَرُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِیدِ النَّارُ تُذِیبُ الْحَدِیدَ وَ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ الْمَاءُ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ السَّحَابُ وَ أَشَدُّ مِنَ السَّحَابِ الرِّیحُ تَحْمِلُ السَّحَابَ وَ أَشَدُّ مِنَ الرِّیحِ الْمَلَكُ الَّذِی یَرُدُّهَا وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَلَكِ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِی یُمِیتُ الْمَلَكَ وَ أَشَدُّ مِنْ مَلَكِ الْمَوْتِ الْمَوْتُ الَّذِی یُمِیتُ مَلَكَ الْمَوْتِ وَ أَشَدُّ مِنَ الْمَوْتِ أَمْرُ اللَّهِ الَّذِی یَدْفَعُ الْمَوْتَ.

«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِالْإِسْنَادِ: جَاءَ أَبُو سُفْیَانَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ جِئْتُكَ فِی حَاجَةٍ قَالَ وَ فِیمَ جِئْتَنِی قَالَ تَمْشِی مَعِی إِلَی ابْنِ عَمِّكَ مُحَمَّدٍ فَتَسْأَلُهُ أَنْ یَعْقِدَ لَنَا عَقْداً وَ یَكْتُبَ لَنَا كِتَاباً فَقَالَ یَا أَبَا سُفْیَانَ لَقَدْ عَقَدَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ عَقْداً لَا یَرْجِعُ عَنْهُ أَبَداً وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ وَ الْحَسَنُ یَدْرُجُ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ هُوَ طِفْلٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ شَهْراً فَقَالَ لَهَا یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُولِی لِهَذَا الطِّفْلِ یُكَلِّمْ لِی جَدَّهُ فَیَسُودَ بِكَلَامِهِ الْعَرَبَ وَ الْعَجَمَ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ علیه السلام إِلَی أَبِی سُفْیَانَ وَ ضَرَبَ إِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی أَنْفِهِ وَ الْأُخْرَی عَلَی لِحْیَتِهِ ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ قَالَ یَا أَبَا سُفْیَانَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّی أَكُونَ شَفِیعاً فَقَالَ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی نَظِیرَ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا(2).

أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ جَالِساً

ص: 326


1- 1. قال الفیروزآبادی: المؤنث: المخنث و هو الرجل المشبه المرأة فی لینه ورقة كلامه و تكسر أعضائه.
2- 2. هذه القصة مذكورة فی كتب السیر عند ذكر فتح مكّة سنة ثمان للهجرة حین جاء أبو سفیان الی رسول اللّٰه لیبرم عهد المشركین و یزید فی مدته، راجع سیرة ابن هشام ج 2 ص 396، المناقب ج 1 ص 206، إرشاد المفید ص 60، إعلام الوری ص 66. فقد كان- علی هذا- لحسن بن علیّ علیهما السلام عامئذ خمس سنین، لا أربعة عشر شهرا كما زعم.

فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ قَالَ لَا مَا احْتَرَقَتْ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ وَقَعَتِ النَّارُ فِی دَارٍ إِلَی جَنْبِ دَارِكَ حَتَّی مَا شَكَكْنَا أَنَّهَا سَتُحْرِقُ دَارَكَ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ صَرَفَهَا عَنْهَا.

وَ اسْتَغَاثَ النَّاسُ مِنْ زِیَادٍ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَرَفَعَ یَدَهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ خُذْ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا مِنْ زِیَادِ بْنِ أَبِیهِ وَ أَرِنَا فِیهِ نَكَالًا عَاجِلًا إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ قَالَ فَخَرَجَ خُرَاجٌ فِی إِبْهَامِ یَمِینِهِ یُقَالُ لَهَا السِّلْعَةُ وَ وَرِمَ إِلَی عُنُقِهِ فَمَاتَ.

ادَّعَی رَجُلٌ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَلْفَ دِینَارٍ كَذِباً وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ عَلَیْهِ فَذَهَبَا إِلَی شُرَیْحٍ فَقَالَ لِلْحَسَنِ علیه السلام أَ تَحْلِفُ قَالَ إِنْ حَلَفَ خَصْمِی أُعْطِیهِ فَقَالَ شُرَیْحٌ لِلرَّجُلِ قُلْ بِاللَّهِ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ فَقَالَ الْحَسَنُ لَا أُرِیدُ مِثْلَ هَذَا لَكِنْ قُلْ بِاللَّهِ إِنَّ لَكَ عَلَیَّ هَذَا وَ خُذِ الْأَلْفَ فَقَالَ الرَّجُلُ ذَلِكَ وَ أَخَذَ الدَّنَانِیرَ فَلَمَّا قَامَ خَرَّ إِلَی الْأَرْضِ وَ مَاتَ فَسُئِلَ الْحَسَنُ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ خَشِیتُ أَنَّهُ لَوْ تَكَلَّمَ بِالتَّوْحِیدِ یُغْفَرُ لَهُ یَمِینُهُ بِبَرَكَةِ التَّوْحِیدِ وَ یُحْجَبُ عَنْهُ عُقُوبَةُ یَمِینِهِ.

مُحَمَّدٌ الْفَتَّالُ النَّیْسَابُورِیُّ فِی مُونِسِ الْحَزِینِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عِیسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: قَالَ بَعْضُهُمْ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی احْتِمَالِهِ الشَّدَائِدَ عَنْ مُعَاوِیَةَ فَقَالَ علیه السلام كَلَاماً مَعْنَاهُ لَوْ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَی لَجَعَلَ الْعِرَاقَ شَاماً وَ الشَّامَ عِرَاقاً وَ جَعَلَ الْمَرْأَةَ رَجُلًا وَ الرَّجُلَ امْرَأَةً فَقَالَ الشَّامِیُّ وَ مَنْ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام انْهَضِی أَ لَا تَسْتَحِینَ أَنْ تَقْعُدِی بَیْنَ الرِّجَالِ فَوَجَدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ امْرَأَةً ثُمَّ قَالَ وَ صَارَتْ عِیَالُكَ رَجُلًا وَ تُقَارِبُكَ وَ تَحْمِلُ عَنْهَا وَ تَلِدُ وَلَداً خُنْثَی فَكَانَ كَمَا قَالَ علیه السلام ثُمَّ إِنَّهُمَا تَابَا وَ جَاءَا إِلَیْهِ فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَی فَعَادَا إِلَی الْحَالَةِ الْأَوْلَی.

الْحُسَیْنُ بْنُ أَبِی الْعَلَاءِ(1) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام لِأَهْلِ بَیْتِهِ یَا قَوْمِ إِنِّی أَمُوتُ بِالسَّمِّ كَمَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فَقَالَ لَهُ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ مَنِ الَّذِی یَسُمُّكَ قَالَ جَارِیَتِی أَوِ امْرَأَتِی فَقَالُوا لَهُ أَخْرِجْهَا مِنْ مِلْكِكَ عَلَیْهَا

ص: 327


1- 1. فی المصدر ج 4 ص 8 الحسن بن أبی العلاء.

لَعْنَةُ اللَّهِ فَقَالَ هَیْهَاتَ مِنْ إِخْرَاجِهَا وَ مَنِیَّتِی عَلَی یَدِهَا مَا لِی مِنْهَا مَحِیصٌ وَ لَوْ أَخْرَجْتُهَا مَا یَقْتُلُنِی غَیْرُهَا كَانَ قَضَاءً مَقْضِیّاً وَ أَمْراً وَاجِباً مِنَ اللَّهِ فَمَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی بَعَثَ مُعَاوِیَةُ إِلَی امْرَأَتِهِ قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام هَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَرْبَةِ لَبَنٍ فَقَالَتْ نَعَمْ وَ فِیهِ ذَلِكَ السَّمُّ الَّذِی بَعَثَ بِهِ مُعَاوِیَةُ فَلَمَّا شَرِبَهُ وَجَدَ مَسَّ السَّمِّ فِی جَسَدِهِ فَقَالَ یَا عَدُوَّةَ اللَّهِ قَتَلْتِینِی قَاتَلَكِ اللَّهِ أَمَا وَ اللَّهِ لَا تُصِیبِینَ مِنِّی خَلَفاً وَ لَا تَنَالِینَ مِنَ الْفَاسِقِ عَدُوَّ اللَّهِ اللَّعِینِ خَیْراً أَبَداً.

«7»- نجم، كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِأَبِی جَعْفَرِ بْنِ رُسْتُمَ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّتْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بَقَرَةٌ فَقَالَ هَذِهِ حُبْلَی بِعِجْلَةٍ أُنْثَی لَهَا غُرَّةٌ فِی جَبِینِهَا وَ رَأْسُ ذَنَبِهَا أَبْیَضُ فَانْطَلَقْنَا مَعَ الْقَصَّابِ حَتَّی ذَبَحَهَا فَوَجَدْنَا الْعِجْلَةَ كَمَا وَصَفَ عَلَی صُورَتِهَا فَقُلْنَا أَ وَ لَیْسَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ (1) فَكَیْفَ عَلِمْتَ فَقَالَ مَا یَعْلَمُ الْمَخْزُونَ الْمَكْنُونَ الْمَجْزُومَ الْمَكْتُومَ الَّذِی لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ غَیْرُ مُحَمَّدٍ وَ ذُرِّیَّتِهِ.

بیان: رد استبعاده علیه السلام بأبلغ وجه و لم یبین وجه الجمع بینه و بین ما هو ظاهر الآیة من اختصاص العلم بذلك باللّٰه تعالی و قد مر أن المعنی أنه لا یعلم ذلك أحد إلا بتعلیمه تعالی و وحیه و إلهامه و أنهم علیهم السلام إنما یعلمون بالوحی و الإلهام.

«8»- نجم، كتاب النجوم مِنْ كِتَابِ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَوْلِدِ الْأَصْفِیَاءِ علیهم السلام تَأْلِیفِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ النَّاسُ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالُوا أَرِنَا مِنْ عَجَائِبِ أَبِیكَ الَّتِی كَانَ یُرِینَا فَقَالَ وَ تُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ قَالُوا نَعَمْ نُؤْمِنُ وَ اللَّهِ بِذَلِكَ قَالَ أَ لَیْسَ تَعْرِفُونَ أَبِی قَالُوا جَمِیعاً بَلْ نَعْرِفُهُ فَرَفَعَ لَهُمْ جَانِبَ السِّتْرِ فَإِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَاعِدٌ فَقَالَ تَعْرِفُونَهُ قَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ نَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ وَلِیُّ اللَّهِ حَقّاً وَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِهِ وَ لَقَدْ أَرَیْتَنَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ مَوْتِهِ كَمَا أَرَی أَبُوكَ أَبَا بَكْرٍ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ قُبَا بَعْدَ

ص: 328


1- 1. لقمان: 34.

مَوْتِهِ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام وَیْحَكُمْ أَ مَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ یُقْتَلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْیاءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ (1) فَإِذَا كَانَ هَذَا نَزَلَ فِیمَنْ قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ مَا تَقُولُونَ فِینَا قَالُوا آمَنَّا وَ صَدَّقْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.

«9»- نجم، كتاب النجوم وَجَدْتُ فِی جُزْءٍ بِخَطِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ نُسْخَةٍ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَ كَانَ عَلَی ظَهْرِ الَّذِی نُقِلَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِیثُ مَا هَذَا الْمُرَادُ مِنْ لَفْظِهِ مِنْ حَدِیثِ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَدِمَ عَلَیْنَا فِی سَنَةِ أَرْبَعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ وَ أَمَّا لَفْظَةُ الْحَدِیثِ فَهُوَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَحْمَرِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ دَاهِرٍ الرَّازِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیُّ الْقُرَشِیُّ أَبُو سُمَیْنَةَ(2) قَالَ حَدَّثَنِی دَاوُدُ بْنُ كَثِیرٍ الرَّقِّیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مُعَاوِیَةَ جَلَسَا بِالنُّخَیْلَةِ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ بَلَغَنِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَخْرُصُ النَّخْلَ فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ ذَلِكَ عِلْمٌ فَإِنَّ شِیعَتَكُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا یَعْزُبُ عَنْكُمْ عِلْمُ شَیْ ءٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ* فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَخْرُصُ كَیْلًا وَ أَنَا أَخْرُصُ عَدَداً فَقَالَ مُعَاوِیَةُ كَمْ فِی هَذِهِ النَّخْلَةِ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام أَرْبَعَةُ آلَافِ بُسْرَةٍ وَ أَرْبَعُ بُسْرَاتٍ أَقُولُ وَ وَجَدْتُ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ الْمُخْتَصَرِ الْمَذْكُورِ كَلِمَاتٌ فَوَجَدْتُهَا فِی رِوَایَةِ ابْنِ عَیَّاشٍ الْجَوْهَرِیِّ.

ص: 329


1- 1. البقرة: 154.
2- 2. فی النسخة المطبوعة:« أبو سفینة» و هو تصحیف. و الرجل محمّد بن علی بن إبراهیم بن موسی أبو جعفر القرشیّ مولاهم صیرفی ابن اخت خلّاد المقری و هو خلّاد بن عیسی و كان یلقب أبا سمینة ضعیف جدا فاسد الاعتقاد، لا یعتمد فی شی ء و كان ورد قم، و قد اشتهر بالكذب بالكوفة، و نزل علی أحمد بن محمّد بن عیسی مدة ثمّ تشهر بالغلو فخفی و أخرجه أحمد بن محمّد بن عیسی عن قم و له قصة راجع النجاشیّ ص 255. و قال الكشّیّ: ذكر الفضل بن شاذان فی بعض كتبه: الكذابون المشهورون: أبو الخطاب و یونس بن ظبیان و یزید الصائغ، و محمّد بن سنان، و أبو سمینة أشهرهم.

فَأَمَرَ مُعَاوِیَةُ بِهَا فَصُرِمَتْ وَ عُدَّتْ فَجَاءَتْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ وَ ثَلَاثُ بُسْرَاتٍ ثُمَّ صَحَّ الْحَدِیثُ بِلَفْظِهَا فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ فَنُظِرَ فَإِذَا فِی یَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَیْزٍ بُسْرَةٌ ثُمَّ قَالَ یَا مُعَاوِیَةُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنَّكَ تَكْفُرُ لَأَخْبَرْتُكَ بِمَا تَعْمَلُهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی زَمَانٍ لَا یُكَذَّبُ وَ أَنْتَ تُكَذِّبُ وَ تَقُولُ مَتَی سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ عَلَی صِغَرِ سِنِّهِ وَ اللَّهِ لتدعن [لَتَدَّعِیَنَ] زِیَاداً وَ لَتَقْتُلَنَّ حُجْراً وَ لَتُحْمَلَنَّ إِلَیْكَ الرُّءُوسُ مِنْ بَلَدٍ إِلَی بَلَدٍ فَادَّعَی زِیَاداً وَ قَتَلَ حُجْراً وَ حُمِلَ إِلَیْهِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِیِّ.

«10»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ عِنْدَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا إِنَّكَ حَدَّثْتَ الْبَارِحَةَ فُلَاناً بِحَدِیثٍ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَا كَانَ وَ عَجِبَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّا لَنَعْلَمُ مَا یَجْرِی فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَّمَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ التَّنْزِیلَ وَ التَّأْوِیلَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عَلِیّاً عِلْمَهُ كُلَّهُ.

یر، [بصائر الدرجات] محمد بن الحسین عن النضر بن شعیب عن عبد الغفار: مثله.

«11»- كشف، [كشف الغمة]: قَالَ لِابْنِهِ علیه السلام إِنَّ لِلْعَرَبِ جَوْلَةً وَ لَقَدْ رَجَعَتْ إِلَیْهَا عَوَازِبُ أَحْلَامِهَا وَ لَقَدْ ضَرَبُوا إِلَیْكَ أَكْبَادَ الْإِبِلِ حَتَّی یَسْتَخْرِجُوكَ وَ لَوْ كُنْتَ فِی مِثْلِ وِجَارِ الضَّبُعِ.

بیان: فی أكثر النسخ لابنه (1)

و الصواب لأبیه و قد قال علیه السلام ذلك له صلوات اللّٰه علیه قبل رجوع الخلافة إلیه أی إن للعرب جولانا و حركة فی اتباع الباطل ثم یرجع إلیها أحلامها العازبة البعیدة الغائبة عنهم فیرجعون إلیك و ضرب أكباد الإبل كنایة عن الركوب و شدة الركض قال الجزری فیه لا تضرب أكباد المطی إلا إلی ثلاثة مساجد أی لا تركب و لا یسار علیها و قال وجار الضبع هو جحره الذی یأوی إلیه و منه حدیث الحسن لو كنت فی وجار الضبع. ذكره للمبالغة لأنه إذا حفر أمعن.

ص: 330


1- 1. فی النسخة المطبوعة من المصدر( ط مطبعة الإسلامیة): و قال لابیه علیهما السلام راجع ج 2 ص 150.

باب 16 مكارم أخلاقه و عمله و علمه و فضله و شرفه و جلالته و نوادر احتجاجاته صلوات اللّٰه علیه

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ أَعْبَدَ النَّاسِ فِی زَمَانِهِ وَ أَزْهَدَهُمْ وَ أَفْضَلَهُمْ وَ كَانَ إِذَا حَجَّ حَجَّ مَاشِیاً وَ رُبَّمَا مَشَی حَافِیاً وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْمَوْتَ بَكَی وَ إِذَا ذَكَرَ الْقَبْرَ بَكَی وَ إِذَا ذَكَرَ الْبَعْثَ وَ النُّشُورَ بَكَی وَ إِذَا ذَكَرَ الْمَمَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ بَكَی وَ إِذَا ذَكَرَ الْعَرْضَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ شَهَقَ شَهْقَةً یُغْشَی عَلَیْهِ مِنْهَا وَ كَانَ إِذَا قَامَ فِی صَلَاتِهِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَانَ إِذَا ذَكَرَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ اضْطَرَبَ اضْطِرَابَ السَّلِیمِ وَ سَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَ تَعَوَّذَ بِهِ مِنَ النَّارِ وَ كَانَ علیه السلام لَا یَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا قَالَ لَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ وَ لَمْ یُرَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِ إِلَّا ذَاكِراً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ كَانَ أَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَفْصَحَهُمْ مَنْطِقاً وَ لَقَدْ قِیلَ لِمُعَاوِیَةَ ذَاتَ یَوْمٍ لَوْ أَمَرْتَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ لِیَتَبَیَّنَ لِلنَّاسِ نَقْصُهُ فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ تَكَلَّمْ بِكَلِمَاتٍ تَعِظُنَا بِهَا فَقَامَ علیه السلام فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنُ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا ابْنُ خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ أَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْفَضَائِلِ أَنَا ابْنُ صَاحِبِ الْمُعْجِزَاتِ وَ الدَّلَائِلِ أَنَا ابْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا الْمَدْفُوعُ عَنْ حَقِّی أَنَا وَ أَخِی الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا ابْنُ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَنَا ابْنُ مَكَّةَ وَ مِنًی أَنَا ابْنُ الْمَشْعَرِ وَ عَرَفَاتٍ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِیَةُ یَا بَا مُحَمَّدٍ خُذْ فِی نَعْتِ الرُّطَبِ وَ دَعْ هَذَا فَقَالَ علیه السلام الرِّیحُ

ص: 331

تَنْفُخُهُ وَ الْحَرُورُ یُنْضِجُهُ وَ الْبَرْدُ یُطَیِّبُهُ ثُمَّ عَادَ علیه السلام فِی كَلَامِهِ فَقَالَ أَنَا إِمَامُ خَلْقِ اللَّهِ وَ ابْنُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَخَشِیَ مُعَاوِیَةُ أَنْ یَتَكَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا یَفْتَتِنُ بِهِ النَّاسَ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ انْزِلْ فَقَدْ كَفَی مَا جَرَی فَنَزَلَ.

بیان: قال الجزری الفریصة اللحمة التی بین جنب الدابة و كتفها لا تزال ترعد و منه الحدیث فجی ء بهما ترعد فرائصهما أی ترجف من الخوف انتهی و السلیم من لدغته العقرب كأنهم تفاءلوا له بالسلامة قوله علیه السلام تنفخه لعل المعنی تعظمه و المنفوخ البطین و السمین.

«2»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْوَفَاةُ بَكَی فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَبْكِی وَ مَكَانُكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی أَنْتَ بِهِ وَ قَدْ قَالَ فِیكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَا قَالَ وَ قَدْ حَجَجْتَ عِشْرِینَ حِجَّةً مَاشِیاً وَ قَدْ قَاسَمْتَ رَبَّكَ مَالَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی النَّعْلَ وَ النَّعْلَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّمَا أَبْكِی لِخَصْلَتَیْنِ لِهَوْلِ الْمُطَّلَعِ وَ فِرَاقِ الْأَحِبَّةِ.

إیضاح: قال الجزری هول المطلع یرید به الموقف یوم القیامة أو ما یشرف علیه من أمر الآخرة عقیب الموت فشبهه بالمطلع الذی یشرف علیه من موضع عال.

«3»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنَا أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَجَّ عِشْرِینَ حِجَّةً مَاشِیاً قَالَ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَجَّ وَ یُسَاقُ مَعَهُ الْمَحَامِلُ وَ الرِّحَالُ الْخَبَرَ.

ع، [علل الشرائع] ابن موسی عن الأسدی عن النخعی عن الحسن بن سعید عن المفضل بن یحیی عن سلیمان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله.

«4»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ وَ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ وَ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مَرَّ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ هُوَ قَاعِدٌ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ فَسَأَلَهُ فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ فَقَالَ لَهُ

ص: 332

الرَّجُلُ أَرْشِدْنِی فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ دُونَكَ الْفِتْیَةُ الَّذِینَ تَرَی وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی نَاحِیَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فِیهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَضَی الرَّجُلُ نَحْوَهُمْ حَتَّی سَلَّمَ عَلَیْهِمْ وَ سَأَلَهُمْ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام یَا هَذَا إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا فِی إِحْدَی ثَلَاثٍ دَمٌ مُفْجِعٌ أَوْ دَیْنٌ مُقْرِحٌ أَوْ فَقْرٌ مُدْقِعٌ فَفِی أَیِّهَا تَسْأَلُ فَقَالَ فِی وَجْهٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ فَأَمَرَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام بِخَمْسِینَ دِینَاراً وَ أَمَرَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام بِتِسْعَةٍ وَ أَرْبَعِینَ دِینَاراً وَ أَمَرَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِثَمَانِیَةٍ وَ أَرْبَعِینَ دِینَاراً فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ فَمَرَّ بِعُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعْتَ فَقَالَ مَرَرْتُ بِكَ فَسَأَلْتُكَ فَأَمَرْتَ لِی بِمَا أَمَرْتَ وَ لَمْ تَسْأَلْنِی فِیمَا أَسْأَلُ وَ إِنَّ صَاحِبَ الْوَفْرَةِ لَمَّا سَأَلْتُهُ قَالَ لِی یَا هَذَا فِیمَا تَسْأَلُ فَإِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا فِی إِحْدَی ثَلَاثٍ فَأَخْبَرْتُهُ بِالْوَجْهِ الَّذِی أَسْأَلُهُ مِنَ الثَّلَاثَةِ فَأَعْطَانِی خَمْسِینَ دِینَاراً وَ أَعْطَانِی الثَّانِی تِسْعَةً وَ أَرْبَعِینَ دِینَاراً وَ أَعْطَانِی الثَّالِثُ ثَمَانِیَةً وَ أَرْبَعِینَ دِینَارٍ فَقَالَ عُثْمَانُ وَ مَنْ لَكَ بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ الْفِتْیَةِ أُولَئِكَ فَطَمُوا الْعِلْمَ فَطْماً وَ حَازُوا الْخَیْرَ وَ الْحِكْمَةَ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه معنی قوله فطموا العلم فطما أی قطعوه عن غیرهم قطعا و جمعوه لأنفسهم جمعا.

بیان: الوفرة الشعرة إلی شحمة الأذن و یمكن أن یقرأ فطموا علی بناء المجهول أی فطموا بالعلم علی الحذف و الإیصال.

«5»- د، [العدد القویة] حَدَّثَ أَبُو یَعْقُوبَ یُوسُفُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی جَبَلٍ أَظُنُّهُ حَرَی أَوْ غَیْرَهُ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَنَسٌ حَاضِرٌ لِهَذَا الْحَدِیثِ وَ حُذَیْفَةُ یُحَدِّثُ بِهِ إِذْ أَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَمْشِی عَلَی هُدُوءٍ وَ وَقَارٍ فَنَظَرَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ یَهْدِیهِ وَ مِیكَائِیلُ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ وَلَدِی وَ الطَّاهِرُ مِنْ نَفْسِی وَ ضِلْعٌ مِنْ أَضْلَاعِی هَذَا سِبْطِی وَ قُرَّةُ عَیْنِی بِأَبِی هُوَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ قُمْنَا مَعَهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَهُ أَنْتَ تُفَّاحَتِی وَ أَنْتَ حَبِیبِی وَ مُهْجَةُ

ص: 333

قَلْبِی وَ أَخَذَ بِیَدِهِ فَمَشَی مَعَهُ وَ نَحْنُ نَمْشِی حَتَّی جَلَسَ وَ جَلَسْنَا حَوْلَهُ نَنْظُرُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ لَا یَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَكُونُ بَعْدِی هَادِیاً مَهْدِیّاً هَذَا هَدِیَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ لِی یُنَبِّئُ عَنِّی وَ یُعَرِّفُ النَّاسَ آثَارِی وَ یُحْیِی سُنَّتِی وَ یَتَوَلَّی أُمُورِی فِی فَعْلِهِ یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِ فَیَرْحَمُهُ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ عَرَفَ لَهُ ذَلِكَ وَ بَرَّنِی فِیهِ وَ أَكْرَمَنِی فِیهِ فَمَا قَطَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله كَلَامَهُ حَتَّی أَقْبَلَ إِلَیْنَا أَعْرَابِیٌّ یَجُرُّ هِرَاوَةً لَهُ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِلَیْهِ قَالَ قَدْ جَاءَكُمْ رَجُلٌ یُكَلِّمُكُمْ بِكَلَامٍ غَلِیظٍ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُكُمْ وَ إِنَّهُ یَسْأَلُكُمْ مِنْ أُمُورٍ إِنَّ لِكَلَامِهِ جَفْوَةً فَجَاءَ الْأَعْرَابِیُّ فَلَمْ یُسَلِّمْ وَ قَالَ أَیُّكُمْ مُحَمَّدٌ قُلْنَا وَ مَا تُرِیدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله مَهْلًا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَقَدْ كُنْتُ أُبْغِضُكَ وَ لَمْ أَرَكَ وَ الْآنَ فَقَدِ ازْدَدْتُ لَكَ بُغْضاً قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ غَضَبْنَا لِذَلِكَ وَ أَرَدْنَا بِالْأَعْرَابِیِّ إِرَادَةً فَأَوْمَأَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنِ اسْكُتُوا فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِیٌّ وَ إِنَّكَ قَدْ كَذَبْتَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ مَا مَعَكَ مِنْ بُرْهَانِكَ شَیْ ءٌ قَالَ لَهُ یَا أَعْرَابِیُّ وَ مَا یُدْرِیكَ قَالَ فَخَبِّرْنِی بِبُرْهَانِكَ قَالَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَخْبَرَكَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِی فَیَكُونُ ذَلِكَ أَوْكَدَ لِبُرْهَانِی قَالَ أَ وَ یَتَكَلَّمُ الْعُضْوُ قَالَ نَعَمْ یَا حَسَنُ قُمْ فَازْدَرَی الْأَعْرَابِیُّ نَفْسَهُ (1)

وَ قَالَ هُوَ مَا یَأْتِی وَ یُقِیمُ صَبِیّاً لِیُكَلِّمَنِی قَالَ إِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَالِماً بِمَا تُرِیدُ فَابْتَدَرَهُ الْحَسَنُ علیه السلام وَ قَالَ مَهْلًا یَا أَعْرَابِیُ.

مَا غَبِیّاً سَأَلْتَ وَ ابْنَ غَبِیٍ*** بَلْ فَقِیهاً إِذَنْ وَ أَنْتَ الْجَهُولُ

فَإِنْ تَكُ قَدْ جَهِلْتَ فَإِنَّ عِنْدِی*** شِفَاءَ الْجَهْلِ مَا سَأَلَ السَّئُولُ

وَ بَحْراً لَا تُقَسِّمُهُ الدَّوَالِی***تُرَاثاً كَانَ أَوْرَثَهُ الرَّسُولُ

لَقَدْ بَسَطْتَ لِسَانَكَ وَ عَدَوْتَ طَوْرَكَ وَ خَادَعْتَ نَفْسَكَ غَیْرَ أَنَّكَ لَا تَبْرَحُ حَتَّی تُؤْمِنَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَتَبَسَّمَ الْأَعْرَابِیُّ وَ قَالَ هِیهِ (2) فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام نَعَمْ

ص: 334


1- 1. أی احتقره الاعرابی لصغر سنه علیه السلام.
2- 2. هیه: كلمة تقال لشی ء یطرد و هی أیضا كلمة استزادة.

اجْتَمَعْتُمْ فِی نَادِی قَوْمِكَ وَ تَذَاكَرْتُمْ مَا جَرَی بَیْنَكُمْ عَلَی جَهْلٍ وَ خَرْقٍ مِنْكُمْ فَزَعَمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّداً صُنْبُورٌ(1) وَ الْعَرَبَ قَاطِبَةً تُبْغِضُهُ وَ لَا طَالِبَ لَهُ بِثَأْرِهِ وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ قَاتِلُهُ وَ كَانَ فِی قَوْمِكَ مَئُونَتَهُ فَحَمَلْتَ نَفْسَكَ عَلَی ذَلِكَ وَ قَدْ أَخَذْتَ قَنَاتَكَ بِیَدِكَ تَؤُمُّهُ تُرِیدُ قَتْلَهُ فَعَسُرَ عَلَیْكَ مَسْلَكُكَ وَ عَمِیَ عَلَیْكَ بَصَرُكَ وَ أَبَیْتَ إِلَّا ذَلِكَ فَأَتَیْتَنَا خَوْفاً مِنْ أَنْ یَشْتَهِرَ وَ إِنَّكَ إِنَّمَا جِئْتَ بِخَیْرٍ یُرَادُ بِكَ.

أُنَبِّئُكَ عَنْ سَفَرِكَ خَرَجْتَ فِی لَیْلَةٍ ضَحْیَاءٍ إِذْ عَصَفَتْ رِیحٌ شَدِیدَةٌ اشْتَدَّ مِنْهَا ظَلْمَاؤُهَا وَ أَطَلَّتْ سَمَاؤُهَا وَ أَعْصَرَ سَحَابُهَا فَبَقِیتَ مُحْرَنْجِماً كَالْأَشْقَرِ إِنْ تَقَدَّمَ نُحِرَ وَ إِنْ تَأَخَّرَ عُقِرَ(2) لَا تَسْمَعُ لِوَاطِئٍ حِسّاً وَ لَا لِنَافِخِ نَارٍ جِرْساً تَرَاكَمَتْ عَلَیْكَ غُیُومُهَا وَ تَوَارَتْ عَنْكَ نُجُومُهَا فَلَا تَهْتَدِی بِنَجْمٍ طَالِعٍ وَ لَا بِعِلْمٍ لَامِعٍ تَقْطَعُ مَحَجَّةً وَ تَهْبِطُ لُجَّةً فِی دَیْمُومَةِ قَفْرٍ بَعِیدَةِ الْقَعْرِ مُجْحِفَةٍ بِالسَّفَرِ إِذَا عَلَوْتَ مَصْعَداً ازْدَدْتَ بُعْداً الرِّیحُ تَخْطِفُكَ وَ الشَّوْكُ تَخْبِطُكَ فِی رِیحٍ عَاصِفٍ وَ بَرْقٍ خَاطِفٍ قَدْ أَوْحَشَتْكَ آكَامُهَا وَ قَطَعَتْكَ سَلَامُهَا فَأَبْصَرْتَ فَإِذَا أَنْتَ عِنْدَنَا فَقَرَّتْ عَیْنُكَ وَ ظَهَرَ رَیْنُكَ وَ ذَهَبَ أَنِینُكَ قَالَ مِنْ أَیْنَ قُلْتَ یَا غُلَامُ هَذَا كَأَنَّكَ كَشَفْتَ عَنْ سُوَیْدِ(3)

قَلْبِی وَ لَقَدْ كُنْتَ كَأَنَّكَ شَاهَدْتَنِی وَ مَا خَفِیَ عَلَیْكَ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِی وَ كَأَنَّهُ عِلْمُ الْغَیْبِ فَقَالَ لَهُ مَا الْإِسْلَامُ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَأَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ عَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله شَیْئاً مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْجِعُ إِلَی قُومِی فَأُعَرِّفُهُمْ ذَلِكَ فَأَذِنَ لَهُ فَانْصَرَفَ وَ رَجَعَ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَدَخَلُوا فِی الْإِسْلَامِ فَكَانَ النَّاسُ إِذَا نَظَرُوا إِلَی

ص: 335


1- 1. قال الجزریّ: فیه: أن قریشا كانوا یقولون ان محمّدا صنبور. أی أبتر لا عقب له. و أصل الصنبور سعفة تنبت فی جذع النخلة لا فی الأرض و قیل: هی النخلة المنفردة التی یدق أسفلها. أرادوا أنّه إذا قطع انقطع ذكره كما یذهب أثر الصنبور لانه لا عقب له.
2- 2. من كلام لقیط بن زرارة یوم جبلة و كان علی فرس أشقر، یقول: ان جریت علی طبعك فتقدمت الی العدو قتلوك و ان أسرعت فتأخرت منهزما أتوك من ورائك فعقروك، فاثبت و الزم الوقار. راجع مجمع الامثال ج 2 ص 140.
3- 3. سوید: بتصغیر الترخیم، أصله أسیود تصغیر أسود.

الْحَسَنِ علیه السلام قَالُوا لَقَدْ أُعْطِیَ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَتَبَ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یُعَزُّونَهُ عَنِ ابْنَةٍ لَهُ فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی كِتَابُكُمْ تُعَزُّونِّی بِفُلَانَةَ فَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُهَا تَسْلِیماً لِقَضَائِهِ وَ صَبْراً عَلَی بَلَائِهِ فَإِنْ أَوْجَعَتْنَا الْمَصَائِبُ وَ فَجَعَتْنَا النَّوَائِبُ بِالْأَحِبَّةِ الْمَأْلُوفَةِ الَّتِی كَانَتْ بِنَا حَفِیَّةً وَ الْإِخْوَانِ الْمُحِبِّینَ الَّذِینَ كَانَ یُسَرُّ بِهِمُ النَّاظِرُونَ وَ تَقَرُّ بِهِمُ الْعُیُونُ أَضْحَوْا قَدِ اخْتَرَمَتْهُمُ الْأَیَّامُ وَ نَزَلَ بِهِمُ الْحِمَامُ فَخَلَّفُوا الْخُلُوفَ وَ أَوْدَتْ بِهِمُ الْحُتُوفُ فَهُمْ صَرْعَی فِی عَسَاكِرِ الْمَوْتَی مُتَجَاوِرُونَ فِی غَیْرِ مَحَلَّةِ التَّجَاوُرِ وَ لَا صِلَاتٌ بَیْنَهُمْ وَ لَا تَزَاوُرٌ وَ لَا یَتَلَاقَوْنَ عَنْ قُرْبِ جِوَارِهِمْ أَجْسَامُهُمْ نَائِیَةٌ مِنْ أَهْلِهَا خَالِیَةٌ مِنْ أَرْبَابِهَا قَدْ أَخْشَعَهَا إِخْوَانُهَا فَلَمْ أَرَ مِثْلَ دَارِهَا دَاراً وَ لَا مِثْلَ قَرَارِهَا قَرَاراً فِی بُیُوتٍ مُوحِشَةٍ وَ حُلُولٍ مُضْجِعَةٍ قَدْ صَارَتْ فِی تِلْكَ الدِّیَارِ الْمُوحِشَةِ وَ خَرَجَتْ عَنِ الدَّارِ الْمُونِسَةِ فَفَارَقَتْهَا مِنْ غَیْرِ قِلًی فَاسْتَوْدَعَتْهَا لِلْبِلَی وَ كَانَتْ أَمَةً مَمْلُوكَةً سَلَكَتْ سَبِیلًا مَسْلُوكَةً صَارَ إِلَیْهَا الْأَوَّلُونَ وَ سَیَصِیرُ إِلَیْهَا الْآخِرُونَ وَ السَّلَامُ.

بیان: قال الجزری فیه من صام رمضان إیمانا و احتسابا أی طلبا لوجه اللّٰه و ثوابه و الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العد و إنما قیل لمن ینوی بعمله وجه اللّٰه احتسبه لأن له حینئذ أن یعتد عمله فجعل فی حال مباشرة الفعل كأنه معتد به و منه

الحدیث: من مات له ولد فاحتسبه.

أی احتسب الأجر بصبره علی مصیبته انتهی.

و فجعته المصیبة أی أوجعته و كذلك التفجیع و الحفاوة المبالغة فی السؤال عن الرجل و العنایة فی أمره و اخترمهم الدهر أی اقتطعهم و استأصلهم و الحمام بالكسر قدر الموت. و قال الجزری (1) الخلف بالتحریك و السكون كل من یجی ء بعد من

ص: 336


1- 1. فی النسخ المطبوعة:« قال الفیروزآبادی» و هو سهو من النسّاخ.

مضی إلا أنه بالتحریك فی الخیر و بالتسكین فی الشر و فی حدیث ابن مسعود ثم إنه تخلف من بعده خلوف هی جمع خلف انتهی.

و أودی به الموت ذهب و الحتوف بالضم جمع الحتف و هو الموت و عن فی قوله عن قوله جوارهم لعلها للتعلیل أی لا یقع منهم الملاقاة الناشیة عن قرب الجوار بل أرواحهم یتزاورون بحسب درجاتهم و كمالاتهم.

قوله علیه السلام قد أخشعها كذا فی أكثر النسخ و لا یناسب المقام و فی بعضها بالجیم قال فی النهایة الجشع الجزع لفراق الإلف و منه الحدیث فبكی معاذ جشعا لفراق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لا یبعد أن یكون تصحیف اجتنبها و الحلول بالضم جمع حال من قولهم حل بالمكان أی نزل فیه و مضجعه بفتح الجیم من قولهم أضجعه أی وضع جنبه علی الأرض و القلی بالكسر البغض.

«7»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَغْرِبِ عَلَیْهِمَا سُورَانِ مِنْ حَدِیدٍ وَ عَلَی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِیهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ یَتَكَلَّمُ كُلٌّ لُغَةً بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبِهِ وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِیعَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا عَلَیْهِمَا حُجَّةٌ غَیْرِی وَ الْحُسَیْنِ أَخِی.

یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن الحسین عن أبیه بهذا الإسناد: مثله قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن ابن أبی عمیر: مثله (1).

«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ كَانَا عَلَی مَائِدَةٍ فَجَاءَتْ جَرَادَةً وَ وَقَعَتْ عَلَی الْمَائِدَةِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهُ لِلْحَسَنِ أَیُّ شَیْ ءٍ مَكْتُوبٌ عَلَی جَنَاحِ الْجَرَادَةِ فَقَالَ علیه السلام مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا رُبَّمَا أَبْعَثُ الْجَرَادَ لِقَوْمٍ جِیَاعٍ لِیَأْكُلُوهُ وَ رُبَّمَا أَبْعَثُهَا نَقِمَةً عَلَی قَوْمٍ فَتَأْكُلُ أَطْعِمَتَهُمْ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَ الْحَسَنِ وَ قَالَ هَذَا مِنْ مَكْنُونِ الْعِلْمِ.

«9»- سن، [المحاسن] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ

ص: 337


1- 1. و رواه المفید فی الإرشاد ص 180 باختصار.

أَتَی رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ جِئْتُكَ مُسْتَشِیراً إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ علیه السلام خَطَبُوا إِلَیَّ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ أَمَّا الْحَسَنُ فَإِنَّهُ مِطْلَاقٌ لِلنِّسَاءِ وَ لَكِنْ زَوِّجْهَا الْحُسَیْنَ فَإِنَّهُ خَیْرٌ لِابْنَتِكَ.

«10»- شا، [الإرشاد] رَوَی جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام.

«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِی كِتَابِهِ قَالَ: مَا بَلَغَ أَحَدٌ مِنَ الشَّرَفِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَلَغَ الْحَسَنُ كَانَ یُبْسَطُ لَهُ عَلَی بَابِ دَارِهِ فَإِذَا خَرَجَ وَ جَلَسَ انْقَطَعَ الطَّرِیقُ فَمَا مَرَّ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِجْلَالًا لَهُ فَإِذَا عَلِمَ قَامَ وَ دَخَلَ بَیْتَهُ فَمَرَّ النَّاسُ وَ لَقَدْ رَأَیْتُهُ فِی طَرِیقِ مَكَّةَ مَاشِیاً فَمَا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَدٌ رَآهُ إِلَّا نَزَلَ وَ مَشَی حَتَّی رَأَیْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِی وَقَّاصٍ یَمْشِی.

أَبُو السَّعَادَاتِ فِی الْفَضَائِلِ أَنَّهُ أَمْلَی الشَّیْخُ أَبُو الْفُتُوحِ فِی مَدْرَسَةِ النَّاجِیَةِ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ یَحْضُرُ مَجْلِسَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِینَ فَیَسْمَعُ الْوَحْیَ فَیَحْفَظُهُ فَیَأْتِی أُمَّهُ فَیُلْقِی إِلَیْهَا مَا حَفِظَهُ كُلَّمَا دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام وَجَدَ عِنْدَهَا عِلْماً بِالتَّنْزِیلِ فَیَسْأَلُهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ مِنْ وَلَدِكَ الْحَسَنِ فَتَخَفَّی یَوْماً فِی الدَّارِ وَ قَدْ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ قَدْ سَمِعَ الْوَحْیَ فَأَرَادَ أَنْ یُلْقِیَهُ إِلَیْهَا فَأُرْتِجَ عَلَیْهِ فَعَجِبَتْ أُمُّهُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَا تَعْجَبِینَ یَا أُمَّاهْ فَإِنَّ كَبِیراً یَسْمَعُنِی فَاسْتِمَاعُهُ قَدْ أَوْقَفَنِی فَخَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَبَّلَهُ وَ فِی رِوَایَةٍ یَا أُمَّاهْ قَلَّ بَیَانِی وَ كَلَّ لِسَانِی لَعَلَّ سَیِّداً یَرْعَانِی.

بیان: قال الجوهری أُرْتِجَ علی القارئ علی ما لم یسم فاعله إذا لم یقدر علی القراءة كأنه أطبق علیه كما یُرْتَجُ الْبَابُ و كذلك ارْتُتِجَ علیه و لا تقل ارْتُجَّ علیه بالتشدید.

«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قِیلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ فِیكَ عَظَمَةً قَالَ بَلْ فِیَّ عِزَّةٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ (1).

وَ قَالَ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَیْهِ سِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ

ص: 338


1- 1. المنافقون: 8.

وَ بَهَاءُ الْمُلُوكِ.

«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَمَّا زُهْدُهُ علیه السلام فَقَدْ جَاءَ فِی رَوْضَةِ الْوَاعِظِینَ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ ارْتَعَدَتْ مَفَاصِلُهُ وَ اصْفَرَّ لَوْنُهُ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ حَقٌّ عَلَی كُلِّ مَنْ وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّ الْعَرْشِ أَنْ یَصْفَرَّ لَوْنُهُ وَ تَرْتَعِدَ مَفَاصِلُهُ.

وَ كَانَ علیه السلام إِذَا بَلَغَ بَابَ الْمَسْجِدِ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ یَقُولُ إِلَهِی ضَیْفُكَ بِبَابِكَ یَا مُحْسِنُ قَدْ أَتَاكَ الْمُسِی ءُ فَتَجَاوَزْ عَنْ قَبِیحِ مَا عِنْدِی بِجَمِیلِ مَا عِنْدَكَ یَا كَرِیمُ.

الْفَائِقُ: إِنَّ الْحَسَنَ علیه السلام كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْفَجْرِ لَمْ یَتَكَلَّمْ حَتَّی تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَ إِنْ زُحْزِحَ.

أَیْ وَ إِنْ أُرِیدَ تَنَحِّیهِ مِنْ ذَلِكَ بِاسْتِنْطَاقِ مَا یُهِمُّ.

قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَجَّ خَمْساً وَ عِشْرِینَ حِجَّةً مَاشِیاً وَ قَاسَمَ اللَّهَ تَعَالَی مَالَهُ مَرَّتَیْنِ وَ فِی خَبَرٍ قَاسَمَ رَبَّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ حَجَّ عِشْرِینَ حِجَّةً عَلَی قَدَمَیْهِ.

أَبُو نُعَیْمٍ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ الْحَسَنُ علیه السلام: إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنْ رَبِّی أَنْ أَلْقَاهُ وَ لَمْ أَمْشِ إِلَی بَیْتِهِ فَمَشَی عِشْرِینَ مَرَّةً مِنَ الْمَدِینَةِ عَلَی رِجْلَیْهِ.

وَ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام قَاسَمَ اللَّهَ تَعَالَی مَالَهُ مَرَّتَیْنِ حَتَّی تَصَدَّقَ بِفَرْدِ نَعْلِهِ.

وَ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ نَجِیحٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَجَّ مَاشِیاً وَ قَسَمَ مَالَهُ نِصْفَیْنِ.

وَ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جُذْعَانَ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ مَالِهِ مَرَّتَیْنِ وَ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی إِنْ كَانَ لَیُعْطِی نَعْلًا وَ یُمْسِكُ نَعْلًا وَ یُعْطِی خُفّاً وَ یُمْسِكُ خُفّاً.

وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أُصِیبَ مُعَاوِیَةُ قَالَ (1)

مَا آسَی عَلَی شَیْ ءٍ إِلَّا عَلَی أَنْ أَحُجَّ مَاشِیاً وَ لَقَدْ حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام خَمْساً وَ عِشْرِینَ حِجَّةً مَاشِیاً وَ إِنَّ النَّجَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ وَ قَدْ قَاسَمَ اللَّهَ مَرَّتَیْنِ حَتَّی إِنْ كَانَ لَیُعْطِی النَّعْلَ وَ یُمْسِكُ النَّعْلَ وَ یُعْطِی الْخُفَّ وَ یُمْسِكُ الْخُفَّ.

ص: 339


1- 1. فی النسخ المطبوعة:« قال معاویة» و هو تصحیف راجع المصدر ج 4 ص 14.

بیان: أسی علی مصیبته بالكسر یأسی أسی أی حزن.

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ رُوِیَ: أَنَّهُ دَخَلَتْ عَلَیْهِ امْرَأَةٌ جَمِیلَةٌ وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ فَأَوْجَزَ فِی صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا أَ لَكِ حَاجَةٌ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَتْ قُمْ فَأَصِبْ مِنِّی فَإِنِّی وَفَدْتُ وَ لَا بَعْلَ لِی قَالَ إِلَیْكِ عَنِّی لَا تُحْرِقِینِی بِالنَّارِ وَ نَفْسَكِ فَجَعَلَتْ تُرَاوِدُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَ هُوَ یَبْكِی وَ یَقُولُ وَیْحَكِ إِلَیْكِ عَنِّی وَ اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ بَكَتْ لِبُكَائِهِ فَدَخَلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ رَآهُمَا یَبْكِیَانِ فَجَلَسَ یَبْكِی وَ جَعَلَ أَصْحَابُهُ یَأْتُونَ وَ یَجْلِسُونَ وَ یَبْكُونَ حَتَّی كَثُرَ الْبُكَاءُ وَ عَلَتِ الْأَصْوَاتُ فَخَرَجَتِ الْأَعْرَابِیَّةُ وَ قَامَ الْقَوْمُ وَ تَرَحَّلُوا وَ لَبِثَ الْحُسَیْنُ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ دَهْراً لَا یَسْأَلُ أَخَاهُ عَنْ ذَلِكَ إِجْلَالًا لَهُ فَبَیْنَمَا الْحَسَنُ ذَاتَ لَیْلَةٍ نَائِماً إِذَا اسْتَیْقَظَ وَ هُوَ یَبْكِی فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام مَا شَأْنُكَ قَالَ رُؤْیَا رَأَیْتُهَا اللَّیْلَةَ قَالَ وَ مَا هِیَ قَالَ لَا تُخْبِرُ أَحَداً مَا دُمْتُ حَیّاً قَالَ نَعَمْ قَالَ رَأَیْتُ یُوسُفَ فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِ فِیمَنْ نَظَرَ فَلَمَّا رَأَیْتُ حُسْنَهُ بَكَیْتُ فَنَظَرَ إِلَیَّ فِی النَّاسِ فَقَالَ مَا یُبْكِیكَ یَا أَخِی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَقُلْتُ ذَكَرْتُ یُوسُفَ وَ امْرَأَةَ الْعَزِیزِ وَ مَا ابْتُلِیتَ بِهِ مِنْ أَمْرِهَا وَ مَا لَقِیتَ مِنَ السِّجْنِ وَ حُرْقَةِ الشَّیْخِ یَعْقُوبَ فَبَكَیْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ كُنْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْهُ فَقَالَ یُوسُفُ فَهَلَّا تَعَجَّبْتَ مِمَّا فِیهِ الْمَرْأَةُ الْبَدَوِیَّةُ بِالْأَبْوَاءِ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام الْفُرَاتَ فِی بُرْدَةٍ كَانَتْ عَلَیْهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ لَوْ نَزَعْتَ ثَوْبَكَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ لِلْمَاءِ سُكَّاناً.

وَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام:

ذَرِی كَدَرَ الْأَیَّامِ إِنَّ صَفَاءَهَا*** تَوَلَّی بِأَیَّامِ السُّرُورِ الذَّوَاهِبِ

وَ كَیْفَ یَغُرُّ الدَّهْرُ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ*** وَ بَیْنَ اللَّیَالِی مُحْكَمَاتُ التَّجَارِبِ

وَ لَهُ علیه السلام :

قُلْ لِلْمُقِیمِ بِغَیْرِ دَارِ إِقَامَةٍ*** حَانَ الرَّحِیلُ فَوَدِّعِ الْأَحْبَابَا

ص: 340

إِنَّ الَّذِینَ لَقِیتَهُمْ وَ صَحِبْتَهُمْ*** صَارُوا جَمِیعاً فِی الْقُبُورِ تُرَاباً

وَ لَهُ علیه السلام:

یَا أَهْلَ لَذَّاتِ دُنْیَا لَا بَقَاءَ لَهَا*** إِنَّ الْمُقَامَ بِظِلٍّ زَائِلٍ حُمْقٌ

وَ لَهُ علیه السلام:

لَكِسْرَةٌ مِنْ خَسِیسِ الْخُبْزِ تُشْبِعُنِی*** وَ شَرْبَةٌ مِنْ قَرَاحِ الْمَاءِ تَكْفِینِی

وَ طِمْرَةٌ مِنْ رَقِیقِ الثَّوْبِ تَسْتُرُنِی*** حَیّاً وَ إِنْ مِتُّ تَكْفِینِی لِتَكْفِیَنِی.

وَ مِنْ سَخَائِهِ علیه السلام مَا رُوِیَ: أَنَّهُ سَأَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ خَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ خَمْسَمِائَةِ دِینَارٍ وَ قَالَ ائْتِ بِحَمَّالٍ یَحْمِلُ لَكَ فَأَتَی بِحَمَّالٍ فَأَعْطَی طَیْلَسَانَهُ فَقَالَ هَذَا كِرَی الْحَمَّالِ وَ جَاءَهُ بَعْضُ الْأَعْرَابِ فَقَالَ أَعْطُوهُ مَا فِی الْخِزَانَةِ فَوُجِدَ فِیهَا عِشْرُونَ أَلْفَ دِینَارٍ فَدَفَعَهَا إِلَی الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ یَا مَوْلَایَ أَ لَا تَرَكْتَنِی أَبُوحُ بِحَاجَتِی وَ أَنْشُرُ مِدْحَتِی فَأَنْشَأَ الْحَسَنُ علیه السلام

نَحْنُ أُنَاسٌ نَوَالُنَا خَضِلٌ*** یَرْتَعُ فِیهِ الرَّجَاءُ وَ الْأَمَلُ

تَجُودُ قَبْلَ السُّؤَالِ أَنْفُسُنَا*** خَوْفاً عَلَی مَاءِ وَجْهِ مَنْ یَسَلُ

لَوْ عَلِمَ الْبَحْرُ فَضْلَ نَائِلِنَا*** لَغَاضَ مِنْ بَعْدِ فَیْضِهِ خَجِلٌ (1)

بیان: قال الفیروزآبادی الخضل ككتف و صاحب كل شی ء ند یترشف نداه و قال الجوهری الخضل النبات الناعم و قوله علیه السلام خجل خبر مبتدإ محذوف.

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِیُّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حُجَّاجاً فَفَاتَهُمْ أَثْقَالُهُمْ فَجَاعُوا وَ عَطِشُوا فَرَأَوْا فِی بَعْضِ الشُّعُوبِ خِبَاءً رَثّاً وَ عَجُوزاً فَاسْتَسْقَوْهَا فَقَالَتِ اطْلُبُوا هَذِهِ الشُّوَیْهَةَ فَفَعَلُوا وَ اسْتَطْعَمُوهَا فَقَالَتْ لَیْسَ إِلَّا هِیَ فَلْیَقُمْ أَحَدُكُمْ فَلْیَذْبَحْهَا حَتَّی أَصْنَعَ لَكُمْ طَعَاماً فَذَبَحَهَا أَحَدُهُمْ ثُمَّ شَوَتْ لَهُمْ مِنْ لَحْمِهَا فَأَكَلُوا وَ قَیَّلُوا عِنْدَهَا فَلَمَّا نَهَضُوا قَالُوا لَهَا نَحْنُ نَفَرٌ

ص: 341


1- 1. فی النسخة المطبوعة: لفاض. و هو تصحیف راجع المصدر ج 4 ص 16.

مِنْ قُرَیْشٍ نُرِیدُ هَذَا الْوَجْهَ فَإِذَا انْصَرَفْنَا وَ عُدْنَا فَالْمُمِی بِنَا فَإِنَّا صَانِعُونَ بِكِ خَیْراً ثُمَّ رَحَلُوا فَلَمَّا جَاءَ زَوْجُهَا وَ عَرَفَ الْحَالَ أَوْجَعَهَا ضَرْباً ثُمَّ مَضَتِ الْأَیَّامُ فَأَضَرَّتْ بِهَا الْحَالُ فَرَحَلَتْ حَتَّی اجْتَازَتْ بِالْمَدِینَةِ فَبَصُرَ بِهَا الْحَسَنُ علیه السلام فَأَمَرَ لَهَا بِأَلْفِ شَاةٍ وَ أَعْطَاهَا أَلْفَ دِینَارٍ وَ بَعَثَ مَعَهَا رَسُولًا إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَأَعْطَاهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ بَعَثَهَا إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فَأَعْطَاهَا مِثْلَ ذَلِكَ.

الْبُخَارِیُّ: وَهَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام لِرَجُلٍ دِیَتَهُ وَ سَأَلَهُ علیه السلام رَجُلٌ شَیْئاً فَأَمَرَ لَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَكَتَبَ لَهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِینَارٍ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَأَخَذَهُ وَ قَالَ هَذَا سَخَاؤُهُ وَ كَتَبَ عَلَیْهِ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ سَمِعَ علیه السلام رَجُلًا إِلَی جَنْبِهِ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ یَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَانْصَرَفَ إِلَی بَیْتِهِ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ دَخَلَ عَلَیْهِ جَمَاعَةٌ وَ هُوَ یَأْكُلُ فَسَلَّمُوا وَ قَعَدُوا فَقَالَ علیه السلام هَلُمُّوا فَإِنَّمَا وُضِعَ الطَّعَامُ لِیُؤْكَلَ وَ دَخَلَ الْغَاضِرِیُّ عَلَیْهِ علیه السلام فَقَالَ إِنِّی عَصَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِئْسَ مَا عَمِلْتَ كَیْفَ قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُفْلِحُ قَوْمٌ مَلَكَتْ عَلَیْهِمُ امْرَأَةٌ وَ قَدْ مَلَكَتْ عَلَیَّ امْرَأَتِی وَ أَمَرَتْنِی أَنْ أَشْتَرِیَ عَبْداً فَاشْتَرَیْتُهُ فَأَبَقَ مِنِّی فَقَالَ علیه السلام اخْتَرْ أَحَدَ ثَلَاثَةٍ إِنْ شِئْتَ فَثَمَنَ عَبْدٍ فَقَالَ هَاهُنَا وَ لَا تَتَجَاوَزْ قَدِ اخْتَرْتُ فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ.

فَضَائِلُ الْعُكْبَرِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام تَزَوَّجَ جَعْدَةَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ عَلَی سُنَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَرْسَلَ إِلَیْهَا أَلْفَ دِینَارٍ.

تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ وَ حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِیرِینَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام تَزَوَّجَ امْرَأَةَ فَبَعَثَ إِلَیْهَا مِائَةَ جَارِیَةٍ مَعَ كُلِّ جَارِیَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ.

الْحَسَنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كَانَ تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام امْرَأَتَانِ تَمِیمِیَّةٌ وَ جُعْفِیَّةٌ فَطَلَّقَهُمَا جَمِیعاً وَ بَعَثَنِی إِلَیْهِمَا وَ قَالَ أَخْبِرْهُمَا فلیعتدا [فَلْتَعْتَدَّا] وَ أَخْبِرْنِی بِمَا تَقُولَانِ وَ مَتِّعْهُمَا الْعَشَرَةَ الْآلَافِ وَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِكَذَا وَ كَذَا مِنَ الْعَسَلِ

ص: 342

وَ السَّمْنِ فَأَتَیْتُ الْجُعْفِیَّةَ فَقُلْتُ اعْتَدِّی فَتَنَفَّسَتِ الصُّعَدَاءَ ثُمَّ قَالَتْ مَتَاعٌ قَلِیلٌ مِنْ حَبِیبٍ مُفَارِقٍ وَ أَمَّا التَّمِیمِیَّةُ فَلَمْ تَدْرِ مَا «اعْتَدِّی» حَتَّی قَالَ لَهَا النِّسَاءُ فَسَكَتَتْ فَأَخْبَرْتُهُ علیه السلام بِقَوْلِ الْجُعْفِیَّةِ فَنَكَتَ فِی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ لَوْ كُنْتُ مُرَاجِعاً لِامْرَأَةٍ لَرَاجَعْتُهَا.

وَ قَالَ أَنَسٌ: حَیَّتْ جَارِیَةٌ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بِطَاقَةِ رَیْحَانٍ فَقَالَ لَهَا أَنْتِ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ أَدَّبَنَا اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ وَ إِذا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّةٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها(1) الْآیَةَ وَ كَانَ أَحْسَنَ مِنْهَا إِعْتَاقُهَا.

وَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام:

إِنَّ السَّخَاءَ عَلَی الْعِبَادِ فَرِیضَةٌ*** لِلَّهِ یُقْرَأُ فِی كِتَابٍ مُحْكَمٍ

وَعَدَ الْعِبَادَ الْأَسْخِیَاءَ جِنَانَهُ*** وَ أَعَدَّ لِلْبُخَلَاءِ نَارَ جَهَنَّمَ

مَنْ كَانَ لَا تُنْدِی یَدَاهُ بِنَائِلٍ*** الرَّاغِبِینَ فَلَیْسَ ذَاكَ بِمُسْلِمٍ.

وَ مِنْ هِمَّتِهِ علیه السلام مَا رُوِیَ: أَنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ إِلَی عِنْدِ مُعَاوِیَةَ فَأَحْضَرَ بَارْنَامَجاً بِحِمْلٍ عَظِیمٍ وَ وَضَعَ قِبَلَهُ ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ علیه السلام لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ خَصَفَ خَادِمٌ نَعْلَهُ فَأَعْطَاهُ الْبَارْنَامَجَ.

بیان: بارنامج معرب بارنامه أی تفصیل الأمتعة.

«16»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وَ قَدِمَ مُعَاوِیَةُ الْمَدِینَةَ فَجَلَسَ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ یُجِیزُ مَنْ یَدْخُلُ عَلَیْهِ مِنْ خَمْسَةِ آلَافٍ إِلَی مِائَةِ أَلْفٍ فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی آخِرِ النَّاسِ فَقَالَ أَبْطَأْتَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَلَعَلَّكَ أَرَدْتَ تُبَخِّلُنِی عِنْدَ قُرَیْشٍ فَانْتَظَرْتَ یَفْنَی مَا عِنْدَنَا یَا غُلَامُ أَعْطِ الْحَسَنَ مِثْلَ جَمِیعِ مَا أَعْطَیْنَا فِی یَوْمِنَا هَذَا یَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَ أَنَا ابْنُ هِنْدٍ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام لَا حَاجَةَ لِی فِیهَا یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ رَدَدْتُهَا وَ أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.

الْمُبَرَّدُ فِی الْكَامِلِ: قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِنِّی مَشْغُوفٌ بِبَغْلَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِی عَتِیقٍ إِنْ دَفَعْتُهَا إِلَیْكَ تَقْضِی لِی ثَلَاثِینَ حَاجَةً قَالَ

ص: 343


1- 1. النساء: 85.

نَعَمْ قَالَ إِذَا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ فَإِنِّی آخُذُ فِی مَآثِرِ قُرَیْشٍ وَ أُمْسِكُ عَنْ مَآثِرِ الْحَسَنِ فَلُمْنِی عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا حَضَرَ الْقَوْمُ أَخَذَ فِی أَوَّلِیَّةِ قُرَیْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ أَ لَا تَذْكُرُ أَوَّلِیَّةَ أَبِی مُحَمَّدٍ وَ لَهُ فِی هَذَا مَا لَیْسَ لِأَحَدٍ قَالَ إِنَّمَا كُنَّا فِی ذِكْرِ الْأَشْرَافِ وَ لَوْ كُنَّا فِی ذِكْرِ الْأَنْبِیَاءِ لَقَدَّمْنَا ذِكْرَهُ فَلَمَّا خَرَجَ الْحَسَنُ علیه السلام لِیَرْكَبَ اتَّبَعَهُ ابْنُ أَبِی عَتِیقٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ وَ تَبَسَّمَ أَ لَكَ حَاجَةٌ قَالَ نَعَمْ رُكُوبُ الْبَغْلَةِ فَنَزَلَ الْحَسَنُ علیه السلام وَ دَفَعَهَا إِلَیْهِ

إِنَّ الْكَرِیمَ

إِذَا خَادَعْتَهُ انْخَدَعَا

وَ مِنْ حِلْمِهِ مَا رَوَی الْمُبَرَّدُ وَ ابْنُ عَائِشَةَ: أَنَّ شَامِیّاً رَآهُ رَاكِباً فَجَعَلَ یَلْعَنُهُ وَ الْحَسَنُ لَا یَرُدُّ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ الْحَسَنُ علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ ضَحِكَ فَقَالَ أَیُّهَا الشَّیْخُ أَظُنُّكَ غَرِیباً وَ لَعَلَّكَ شَبَّهْتَ فَلَوِ اسْتَعْتَبْتَنَا أَعْتَبْنَاكَ وَ لَوْ سَأَلْتَنَا أَعْطَیْنَاكَ وَ لَوِ اسْتَرْشَدْتَنَا أَرْشَدْنَاكَ وَ لَوِ اسْتَحْمَلْتَنَا أَحْمَلْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ جَائِعاً أَشْبَعْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ عُرْیَاناً كَسَوْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ مُحْتَاجاً أَغْنَیْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ طَرِیداً آوَیْنَاكَ وَ إِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ قَضَیْنَاهَا لَكَ فَلَوْ حَرَّكْتَ رَحْلَكَ إِلَیْنَا وَ كُنْتَ ضَیْفَنَا إِلَی وَقْتِ ارْتِحَالِكَ كَانَ أَعْوَدَ عَلَیْكَ لِأَنَّ لَنَا مَوْضِعاً رَحْباً وَ جَاهاً عَرِیضاً وَ مَالًا كَثِیراً فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ كَلَامَهُ بَكَی ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ وَ كُنْتَ أَنْتَ وَ أَبُوكَ أَبْغَضَ خَلْقِ اللَّهِ إِلَیَّ وَ الْآنَ أَنْتَ أَحَبُّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَیَّ وَ حَوَّلَ رَحْلَهُ إِلَیْهِ وَ كَانَ ضَیْفَهُ إِلَی أَنِ ارْتَحَلَ وَ صَارَ مُعْتَقِداً لِمَحَبَّتِهِمْ.

بیان: تقول استعتبته فأعتبنی أی استرضیته فأرضانی.

«17»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْمَنَاقِبُ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْعَدْلِ فِی خَبَرٍ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ خَطَبَ یَوْماً فَذَكَرَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَنَالَ مِنْهُ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام جَالِسٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحُسَیْنَ علیه السلام فَجَاءَ إِلَی مَرْوَانَ فَقَالَ یَا ابْنَ الزَّرْقَاءِ أَنْتَ الْوَاقِعُ فِی عَلِیٍّ فِی كَلَامٍ لَهُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَی الْحَسَنِ علیه السلامفَقَالَ تَسْمَعُ هَذَا یَسُبُّ أَبَاكَ فَلَا تَقُولُ

ص: 344

لَهُ شَیْئاً فَقَالَ وَ مَا عَسَیْتُ أَنْ أَقُولَ لِرَجُلٍ مُسَلَّطٍ یَقُولُ مَا شَاءَ وَ یَفْعَلُ مَا شَاءَ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام لَمْ یُسْمَعْ قَطُّ مِنْهُ كَلِمَةٌ فِیهَا مَكْرُوهٌ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّهُ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ خُصُومَةٌ فِی أَرْضٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام لَیْسَ لِعَمْروٍ عِنْدَنَا إِلَّا مَا یُرْغِمُ أَنْفَهُ.

دَعَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ یَوْمَ الْجَمَلِ فَأَعْطَاهُ رُمْحَهُ وَ قَالَ لَهُ اقْصِدْ بِهَذَا الرُّمْحِ قَصْدَ الْجَمَلِ فَذَهَبَ فَمَنَعُوهُ بَنُو ضَبَّةَ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی وَالِدِهِ انْتَزَعَ الْحَسَنُ رُمْحَهُ مِنْ یَدِهِ وَ قَصَدَ قَصْدَ الْجَمَلِ وَ طَعَنَهُ بِرُمْحِهِ وَ رَجَعَ إِلَی وَالِدِهِ وَ عَلَی رُمْحِهِ أَثَرُ الدَّمِ فَتَمَغَّرَ وَجْهُ مُحَمَّدٍ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَا تَأْنَفْ فَإِنَّهُ ابْنُ النَّبِیِّ وَ أَنْتَ ابْنُ عَلِیٍّ.

بیان: تمغر وجهه احمر مع كدورة و أنف منه استنكف.

«18»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: طَافَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام بِالْبَیْتِ فَسَمِعَ رَجُلًا یَقُولُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ قُلْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَبِی خَیْرٌ مِنْ أُمِّی.

وَ نَادَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی أَیَّامِ صِفِّینَ وَ قَالَ إِنَّ لِی نَصِیحَةً فَلَمَّا بَرَزَ إِلَیْهِ قَالَ إِنَّ أَبَاكَ بِغْضَةٌ لُعْنَةٌ وَ قَدْ خَاضَ فِی دَمِ عُثْمَانَ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَخْلَعَهُ نُبَایِعْكَ فَأَسْمَعَهُ الْحَسَنُ علیه السلام مَا كَرِهَهُ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ إِنَّهُ ابْنُ أَبِیهِ.

«19»- كشف، [كشف الغمة] قَالَ كَمَالُ الدِّینِ بْنُ طَلْحَةَ رَوَی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ الْوَسِیطِ مَا یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ الْمَدِینَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ یُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ(1) فَقَالَ نَعَمْ أَمَّا الشَّاهِدُ فَیَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ أَمَّا الْمَشْهُودُ فَیَوْمُ عَرَفَةَ فَجُزْتُهُ إِلَی آخَرَ یُحَدِّثُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فَقَالَ نَعَمْ أَمَّا الشَّاهِدُ فَیَوْمُ الْجُمُعَةِ وَ أَمَّا الْمَشْهُودُ فَیَوْمُ النَّحْرِ فَجُزْتُهُمَا إِلَی غُلَامٍ كَأَنَّ وَجْهَهُ الدِّینَارُ وَ هُوَ یُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فَقَالَ نَعَمْ أَمَّا الشَّاهِدُ فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا الْمَشْهُودُ فَیَوْمُ الْقِیَامَةِ أَ مَا سَمِعْتَهُ یَقُولُ یا أَیُّهَا النَّبِیُ

ص: 345


1- 1. البروج: 3.

إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً(1) وَ قَالَ تَعَالَی ذلِكَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ یَوْمٌ مَشْهُودٌ(2) فَسَأَلْتُ عَنِ الْأَوَّلِ فَقَالُوا ابْنُ عَبَّاسٍ وَ سَأَلْتُ عَنِ الثَّانِی فَقَالُوا ابْنُ عُمَرَ وَ سَأَلْتُ عَنِ الثَّالِثِ فَقَالُوا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ كَانَ قَوْلُ الْحَسَنِ أَحْسَنَ.

وَ نُقِلَ: أَنَّهُ علیه السلام اغْتَسَلَ وَ خَرَجَ مِنْ دَارِهِ فِی حُلَّةٍ فَاخِرَةٍ وَ بِزَّةٍ طَاهِرَةٍ وَ مَحَاسِنَ سَافِرَةٍ وَ قَسِمَاتٍ ظَاهِرَةٍ وَ نَفَخَاتٍ نَاشِرَةٍ وَ وَجْهَةٍ یُشْرِقُ حُسْناً وَ شَكْلَةٍ قَدْ كَمَلَ صُورَةً وَ مَعْنًی وَ الْإِقْبَالُ یَلُوحُ مِنْ أَعْطَافِهِ وَ نَضْرَةُ النَّعِیمِ تُعْرَفُ فِی أَطْرَافِهِ وَ قَاضِی الْقَدَرِ قَدْ حَكَمَ أَنَّ السَّعَادَةَ مِنْ أَوْصَافِهِ ثُمَّ رَكِبَ بَغْلَةً فَارِهَةً غَیْرَ قَطُوفٍ وَ سَارَ مُكْتَنِفاً مِنْ حَاشِیَتِهِ وَ غَاشِیَتِهِ بِصُفُوفٍ فَلَوْ شَاهَدَهُ عَبْدُ مَنَافٍ لَأَرْغَمَ بِمُفَاخَرَتِهِ بِهِ مَعَاطِسَ أُنُوفٍ وَ عَدَّهُ وَ آبَاءَهُ وَ جَدَّهُ فِی إِحْرَازِ خِصَلِ الْفَخَارِ یَوْمَ التَّفَاخُرِ بِأُلُوفٍ فَعَرَضَ لَهُ فِی طَرِیقِهِ مِنْ مَحَاوِیجِ الْیَهُودِ هِمٌّ فِی هِدْمٍ قَدْ أَنْهَكَتْهُ الْعِلَّةُ وَ ارْتَكَبَتْهُ الذِّلَّةُ وَ أَهْلَكَتْهُ الْقِلَّةُ وَ جِلْدُهُ یَسْتُرُ عِظَامَهُ وَ ضَعْفُهُ یُقَیِّدُ أَقْدَامَهُ وَ ضَرُّهُ قَدْ مَلَكَ زِمَامَهُ وَ سُوءُ حَالِهِ قَدْ حَبَّبَ إِلَیْهِ حِمَامَهُ وَ شَمْسُ الظَّهِیرَةِ تَشْوِی شَوَاهُ وَ أَخْمَصُهُ یُصَافِحُ ثَرَی مَمْشَاهُ وَ عَذَابُ عرعریه [عُرْعُرَتِهِ] قَدْ عَرَاهُ وَ طُولُ طَوَاهُ قَدْ أَضْعَفَ بَطْنَهُ وَ طَوَاهُ وَ هُوَ حَامِلُ جَرٍّ مَمْلُوءٍ مَاءً عَلَی مَطَاهُ وَ حَالُهُ تَعْطِفُ عَلَیْهِ الْقُلُوبَ الْقَاسِیَةَ عِنْدَ مَرْآهُ فَاسْتَوْقَفَ الْحَسَنَ علیه السلام وَ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْصِفْنِی فَقَالَ علیه السلام فِی أَیِّ شَیْ ءٍ فَقَالَ جَدُّكَ یَقُولُ الدُّنْیَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَ جَنَّةُ الْكَافِرِ وَ أَنْتَ مُؤْمِنٌ وَ أَنَا كَافِرٌ فَمَا أَرَی الدُّنْیَا إِلَّا جَنَّةً تَتَنَعَّمُ بِهَا وَ تَسْتَلِذُّ بِهَا وَ مَا أَرَاهَا إِلَّا سِجْناً لِی قَدْ أَهْلَكَنِی ضُرُّهَا وَ أَتْلَفَنِی فَقْرُهَا فَلَمَّا سَمِعَ الْحَسَنُ علیه السلام كَلَامَهُ أَشْرَقَ عَلَیْهِ نُورُ التَّأْیِیدِ وَ اسْتَخْرَجَ الْجَوَابَ بِفَهْمِهِ مِنْ خِزَانَةِ عِلْمِهِ وَ أَوْضَحَ لِلْیَهُودِیِّ خَطَاءَ ظَنِّهِ وَ خَطَلَ زَعْمِهِ وَ قَالَ یَا شَیْخُ لَوْ نَظَرْتَ إِلَی مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِی وَ لِلْمُؤْمِنِینَ فِی الدَّارِ الْآخِرَةِ مِمَّا لَا عَیْنٌ رَأَتْ وَ لَا

ص: 346


1- 1. الأحزاب: 45.
2- 2. هود: 104.

أُذُنٌ سَمِعَتْ لَعَلِمْتَ أَنِّی قَبْلَ انْتِقَالِی إِلَیْهِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا فِی سِجْنٍ ضَنْكٍ وَ لَوْ نَظَرْتَ إِلَی مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ وَ لِكُلِّ كَافِرٍ فِی الدَّارِ الْآخِرَةِ مِنْ سَعِیرِ نَارِ الْجَحِیمِ وَ نَكَالِ الْعَذَابِ الْمُقِیمِ لَرَأَیْتَ أَنَّكَ قَبْلَ مَصِیرِكَ إِلَیْهِ الْآنَ فِی جَنَّةٍ وَاسِعَةٍ وَ نِعْمَةٍ جَامِعَةٍ.

بیان: سفر الصبح أضاء و أشرق كأسفر و المرأة كشفت عن وجهها فهی سافر و الْقَسِمَةُ بكسر السین و فتحها الحسن و الأعطاف الجوانب و الغاشیة السُّؤَّالُ یأتونك و الزوار و الأصدقاء ینتابونك و الْهِمُّ بالكسر الشیخ الفانی و الهدم بالكسر الثوب البالی أو المرقع أو خاص بكساء الصوف و الجمع أهدام و هدم و الشوی الیدان و الرجلان و الرأس من الآدمیین و العر بالضم قروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرقة فی مشافرها و قوائمها یسیل منها مثل الماء الأصفر و بالفتح الجرب و یحتمل أن یكون عرعرته و عرعرة الجبل و السنام و كل شی ء بضم العینین رأسه الطوی بالفتح الجوع و لعل المراد بالطوی ثانیا ما انطوی علیه بطنه من الأحشاء و الأمعاء و المطا الظهر.

«20»- كشف، [كشف الغمة] رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ صِفَةِ الصَّفْوَةِ بِسَنَدِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ جُذْعَانَ أَنَّهُ قَالَ: حَجَّ الْحَسَنُ علیه السلام خَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً مَاشِیاً وَ إِنَّ الْجَنَائِبَ لَتُقَادُ مَعَهُ.

وَ مِنْ كَرَمِهِ وَ جُودِهِ علیه السلام مَا رَوَاهُ سَعِیدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ سَمِعَ رَجُلًا یَسْأَلُ رَبَّهُ تَعَالَی أَنَّهُ یَرْزُقُهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَانْصَرَفَ الْحَسَنُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَبَعَثَ بِهَا إِلَیْهِ.

وَ مِنْهَا: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَیْهِ علیه السلام وَ سَأَلَهُ حَاجَةً فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا حَقُّ سُؤَالِكَ یَعْظُمُ لَدَیَّ وَ مَعْرِفَتِی بِمَا یَجِبُ لَكَ یَكْبُرُ لَدَیَّ وَ یَدِی تَعْجِزُ عَنْ نَیْلِكَ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ الْكَثِیرُ فِی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَلِیلٌ وَ مَا فِی مِلْكِی وَفَاءٌ لِشُكْرِكَ فَإِنْ قَبِلْتَ الْمَیْسُورَ وَ رَفَعْتَ عَنِّی مَئُونَةَ الِاحْتِفَالِ وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا أَتَكَلَّفُهُ مِنْ وَاجِبِكَ فَعَلْتُ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقْبَلُ الْقَلِیلَ وَ أَشْكُرُ الْعَطِیَّةَ وَ أَعْذَرُ عَلَی الْمَنْعِ فَدَعَا الْحَسَنُ علیه السلام بِوَكِیلِهِ وَ جَعَلَ یُحَاسِبُهُ عَلَی نَفَقَاتِهِ حَتَّی اسْتَقْصَاهَا فَقَالَ

ص: 347

هَاتِ الْفَاضِلَ مِنَ الثَّلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَحْضَرَ خَمْسِینَ أَلْفاً قَالَ فَمَا فَعَلَ الْخَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ قَالَ هِیَ عِنْدِی قَالَ أَحْضِرْهَا فَأَحْضَرَهَا فَدَفَعَ الدَّرَاهِمَ وَ الدَّنَانِیرَ إِلَی الرَّجُلِ وَ قَالَ هَاتِ مَنْ یَحْمِلُهَا لَكَ فَأَتَاهُ بِحَمَّالَیْنِ فَدَفَعَ الْحَسَنُ علیه السلام إِلَیْهِ رِدَاءَهُ لِكِرَاءِ الْحَمَّالَیْنِ فَقَالَ مَوَالِیهِ وَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا دِرْهَمٌ فَقَالَ علیه السلام لَكِنِّی أَرْجُو أَنْ یَكُونَ لِی عِنْدَ اللَّهِ أَجْرٌ عَظِیمٌ.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِیُّ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ علیه السلام حُجَّاجاً فَفَاتَهُمْ أَثْقَالُهُمْ فَجَاعُوا وَ عَطِشُوا فَمَرُّوا بِعَجُوزٍ فِی خِبَاءٍ لَهَا فَقَالُوا هَلْ مِنْ شَرَابٍ فَقَالَتْ نَعَمْ فَأَنَاخُوا بِهَا وَ لَیْسَ لَهَا إِلَّا شُوَیْهَةٌ فِی كَسْرِ الْخَیْمَةِ فَقَالَتِ احْلَبُوهَا وَ امْتَذِقُوا لَبَنَهَا فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا لَهَا هَلْ مِنْ طَعَامٍ قَالَتْ لَا إِلَّا هَذِهِ الشَّاةُ فَلْیَذْبَحَنَّهَا أَحَدُكُمْ حَتَّی أُهَیِّئَ لَكُمْ شَیْئاً تَأْكُلُونَ فَقَامَ إِلَیْهَا أَحَدُهُمْ فَذَبَحَهَا وَ كَشَطَهَا ثُمَّ هَیَّأَتْ لَهُمْ طَعَاماً فَأَكَلُوا ثُمَّ أَقَامُوا حَتَّی أَبْرَدُوا فَلَمَّا ارْتَحَلُوا قَالُوا لَهَا نَحْنُ نَفَرٌ مِنْ قُرَیْشٍ نُرِیدُ هَذَا الْوَجْهَ فَإِذَا رَجَعْنَا سَالِمِینَ فَأَلِمِّی بِنَا فَإِنَّا صَانِعُونَ إِلَیْكِ خَیْراً ثُمَّ ارْتَحَلُوا وَ أَقْبَلَ زَوْجُهَا وَ أَخْبَرَتْهُ عَنِ الْقَوْمِ وَ الشَّاةِ فَغَضِبَ الرَّجُلُ وَ قَالَ وَیْحَكِ تَذْبَحِینَ شَاتِی لِأَقْوَامٍ لَا تَعْرِفِینَهُمْ ثُمَّ تَقُولِینَ نَفَرٌ مِنْ قُرَیْشٍ ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَلْجَأَتْهُمُ الْحَاجَةُ إِلَی دُخُولِ الْمَدِینَةِ فَدَخَلَاهَا وَ جَعَلَا یَنْقُلَانِ الْبَعِیرَ إِلَیْهَا وَ یَبِیعَانِهِ وَ یَعِیشَانِ مِنْهُ فَمَرَّتِ الْعَجُوزُ فِی بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِینَةِ فَإِذَا الْحَسَنُ علیه السلام عَلَی بَابِ دَارِهِ جَالِسٌ فَعَرَفَ الْعَجُوزَ وَ هِیَ لَهُ مُنْكِرَةٌ فَبَعَثَ غُلَامَهُ فَرَدَّهَا فَقَالَ لَهَا یَا أَمَةَ اللَّهِ تَعْرِفِینِی قَالَتْ لَا قَالَ أَنَا ضَیْفُكِ یَوْمَ كَذَا فَقَالَتِ الْعَجُوزُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَأَمَرَ الْحَسَنُ علیه السلام فَاشْتَرَی لَهَا مِنْ شَاءِ الصَّدَقَةِ أَلْفَ شَاةٍ وَ أَمَرَ لَهَا بِأَلْفِ دِینَارٍ وَ بَعَثَ بِهَا مَعَ غُلَامِهِ إِلَی أَخِیهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَ بِكَمْ وَصَلَكِ أَخِیَ الْحَسَنُ فَقَالَتْ بِأَلْفِ شَاةٍ وَ أَلْفِ دِینَارٍ فَأَمَرَ لَهَا بِمِثْلِ ذَلِكَ ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ غُلَامِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ بِكَمْ وَصَلَكِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَقَالَتْ بِأَلْفَیْ دِینَارٍ وَ أَلْفَیْ شَاةٍ فَأَمَرَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأَلْفَیْ شَاةٍ وَ أَلْفَیْ دِینَارٍ وَ قَالَ لَوْ بَدَأْتِ بِی لَأَتْعَبْتُهُمَا فَرَجَعَتِ الْعَجُوزُ إِلَی زَوْجِهَا بِذَلِكَ.

ص: 348

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِیُّ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَأَعْطَاهَا عَبْدُ الَّلهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِثْلَ ذَلِكَ.

21 -كشف، [كشف الغمة]: قُلْتُ هَذِهِ الْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ وَ فِی دَوَاوِینِ جُودِهِمْ مَسْطُورَةٌ وَ عَنْهُمْ علیهم السلام مَأْثُورَةٌ وَ كُنْتُ نَقَلْتُهَا عَلَی غَیْرِ هَذَا الرِّوَایَةِ وَ إِنَّهُ كَانَ مَعَهُمْ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ وَ أَنَّهَا أَتَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَقَالَ ابْدَئِی بِسَیِّدَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَأَتَتِ الْحَسَنَ فَأَمَرَ لَهَا بِمِائَةِ بَعِیرٍ وَ أَعْطَاهَا الْحُسَیْنُ أَلْفَ شَاةٍ فَعَادَتْ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلَهَا فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ كَفَانِی سَیِّدَایَ أَمْرَ الْإِبِلِ وَ الشَّاةِ وَ أَمَرَ لَهَا بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ قَصَدَتِ الْمَدَنِیَّ الَّذِی كَانَ مَعَهُمْ فَقَالَ لَهَا أَنَا لَا أُجَارِی أُولَئِكِ الْأَجْوَادَ فِی مَدًی وَ لَا أَبْلُغُ عُشْرَ عَشِیرِهِمْ فِی النَّدَی وَ لَكِنْ أُعْطِیكِ شَیْئاً مِنْ دَقِیقٍ وَ زَبِیبٍ فَأَخَذَتْ وَ انْصَرَفَتْ.

رَجَعَ الْكَلَامُ إِلَی ابْنِ طَلْحَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ سِیرِینَ قَالَ: تَزَوَّجَ الْحَسَنُ علیه السلام امْرَأَةً فَأَرْسَلَ إِلَیْهَا بِمِائَةِ جَارِیَةٍ مَعَ كُلِّ جَارِیَةٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَ رَوَی الْحَافِظُ فِی الْحِلْیَةِ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام حَجَّ مَاشِیاً وَ قَسَمَ مَالَهُ نِصْفَیْنِ. وَ عَنْ شِهَابِ بْنِ أَبِی عَامِرٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَیْنِ حَتَّی تَصَدَّقَ بِفَرْدِ نَعْلِهِ. وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدِ بْنِ جُذْعَانَ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ مِنْ مَالِهِ مَرَّتَیْنِ وَ قَاسَمَ اللَّهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ حَتَّی إِنَّهُ كَانَ یُعْطِی مِنْ مَالِهِ نَعْلًا وَ یُمْسِكُ نَعْلًا وَ یُعْطِی خُفّاً وَ یُمْسِكُ خُفّاً.

وَ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: أَكَلْتُ فِی بَیْتِ مُحَمَّدِ بْنِ سِیرِینَ طَعَاماً فَلَمَّا أَنْ شَبِعْتُ أَخَذْتُ الْمِنْدِیلَ وَ رَفَعْتُ یَدِی فَقَالَ مُحَمَّدٌ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ إِنَّ الطَّعَامَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ یُقْسَمَ فِیهِ.

وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: مَتَّعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام امْرَأَتَیْنِ بِعِشْرِینَ أَلْفاً وَ زِقَاقٍ مِنْ عَسَلٍ فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا وَ أَرَاهَا الْحَنَفِیَّةَ مَتَاعٌ قَلِیلٌ مِنْ حَبِیبٍ مُفَارِقٍ (1).

ص: 349


1- 1. هكذا نقل الخبر فی النسخ المطبوعة و المصدر ج 6 ص 142. و فیه سقط ظاهر و اختلال فاحش. و قد مر صحیح الخبر عن كتاب المناقب تحت الرقم 15 ص 342 فراجع.

وَ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً یَقَعُ فِیكَ فَقَالَ أَلْقَیْتَنِی فِی تَعَبٍ أُرِیدُ الْآنَ أَنْ أَسْتَغْفِرَ اللَّهَ لِی وَ لَهُ.

«22»- د، [العدد القویة] قِیلَ: وَقَفَ رَجُلٌ عَلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا ابْنَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ بِالَّذِی أَنْعَمَ عَلَیْكَ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِی مَا تَلِیهَا مِنْهُ بِشَفِیعٍ مِنْكَ إِلَیْهِ بَلْ إِنْعَاماً مِنْهُ عَلَیْكَ إِلَّا مَا أَنْصَفْتَنِی مِنْ خَصْمِی فَإِنَّهُ غَشُومٌ ظَلُومٌ لَا یُوَقِّرُ الشَّیْخَ الْكَبِیرَ وَ لَا یَرْحَمُ الطِّفْلَ الصَّغِیرَ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوَی جَالِساً وَ قَالَ لَهُ مَنْ خَصْمُكَ حَتَّی أَنْتَصِفَ لَكَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الْفَقْرُ فَأَطْرَقَ علیه السلام سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی خَادِمِهِ وَ قَالَ لَهُ أَحْضِرْ مَا عِنْدَكَ مِنْ مَوْجُودٍ فَأَحْضَرَ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَقَالَ ادْفَعْهَا إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ بِحَقِّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الَّتِی أَقْسَمْتَ بِهَا عَلَیَّ مَتَی أَتَاكَ خَصْمُكَ جَائِراً إِلَّا مَا أَتَیْتَنِی مِنْهُ مُتَظَلِّماً.

«23»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِلْحَسَنِ قُمِ الْیَوْمَ خَطِیباً وَ قَالَ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِ قُمْنَ فَاسْمَعْنَ خُطْبَةَ ابْنِی قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَقُولَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی بَابٍ وَ مَنْزِلٍ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً وَ مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قَوْلِی وَ

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِیمَ لِی وَ لَكُمْ وَ نَزَلَ فَقَامَ عَلِیٌّ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ثُمَّ قَرَأَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (1).

«24»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو جَعْفَرٍ الْحَسَنِیُّ وَ الْحَسَنُ بْنُ حُبَاشٍ (2)

مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِلْحَسَنِ یَا بُنَیَّ قُمْ فَاخْطُبْ حَتَّی أَسْمَعَ كَلَامَكَ قَالَ یَا أَبَتَاهْ كَیْفَ أَخْطُبُ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَی وَجْهِكَ أَسْتَحْیِی مِنْكَ قَالَ فَجَمَعَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِ ثُمَّ تَوَارَی عَنْهُ حَیْثُ یَسْمَعُ كَلَامَهُ.

ص: 350


1- 1. آل عمران: 34.
2- 2. فی النسخة المطبوعة:« الحسن بن عیّاش» و هو تصحیف و ما فی الصلب هو الصحیح المطابق للمصدر ص 20، قال الفیروزآبادی: و كغراب حباش الصوری و الحسن بن حباش الكوفیّ محدثان.

فَقَامَ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْوَاحِدِ بِغَیْرِ تَشْبِیهٍ الدَّائِمِ بِغَیْرِ تَكْوِینٍ الْقَائِمِ بِغَیْرِ كُلْفَةٍ الْخَالِقِ بِغَیْرِ مَنْصَبَةٍ الْمَوْصُوفِ بِغَیْرِ غَایَةٍ الْمَعْرُوفِ بِغَیْرِ مَحْدُودِیَّةٍ الْعَزِیزِ لَمْ یَزَلْ قَدِیماً فِی الْقِدَمِ رُدِعَتِ الْقُلُوبُ لِهَیْبَتِهِ وَ ذَهِلَتِ الْعُقُولُ لِعِزَّتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِقُدْرَتِهِ فَلَیْسَ یَخْطُرُ عَلَی قَلْبِ بَشَرٍ مَبْلَغُ جَبَرُوتِهِ وَ لَا یَبْلُغُ النَّاسُ كُنْهَ جَلَالِهِ وَ لَا یُفْصِحُ الْوَاصِفُونَ مِنْهُمْ لِكُنْهِ عَظَمَتِهِ وَ لَا تَبْلُغُهُ الْعُلَمَاءُ بِأَلْبَابِهَا وَ لَا أَهْلُ التَّفَكُّرِ بِتَدْبِیرِ أُمُورِهَا أَعْلَمُ خَلْقِهِ بِهِ الَّذِی بِالْحَدِّ لَا یَصِفُهُ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ لَا یُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ عَلِیّاً بَابٌ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً أَقُولُ قَوْلِی هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِیمَ لِی وَ لَكُمْ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ.

«25»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ كَیْفَ یَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَ هُوَ یَسْخَطُ قِسْمَهُ وَ یُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَ الْحَاكِمُ عَلَیْهِ اللَّهُ وَ أَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَمْ یَهْجُسْ فِی قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ فَیُسْتَجَابَ لَهُ.

«26»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ وَ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نَاساً بِالْمَدِینَةِ قَالُوا لَیْسَ لِلْحَسَنِ مَالٌ فَبَعَثَ الْحَسَنُ إِلَی رَجُلٍ بِالْمَدِینَةِ فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَی الْمُصَدِّقِ وَ قَالَ هَذِهِ صَدَقَةُ مَالِنَا فَقَالُوا مَا بَعَثَ الْحَسَنُ هَذِهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ إِلَّا وَ عِنْدَهُ مَالٌ.

«27»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام یَحُجُّ مَاشِیاً وَ تُسَاقُ مَعَهُ الْمَحَامِلُ وَ الرِّحَالُ.

«28»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ الْفُنُونِ عَنْ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبِ وَ نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ عَنِ ابْنِ مَهْدِیٍّ:

ص: 351

أَنَّهُ مَرَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی فُقَرَاءَ وَ قَدْ وَضَعُوا كُسَیْرَاتٍ عَلَی الْأَرْضِ وَ هُمْ قُعُودٌ یَلْتَقِطُونَهَا وَ یَأْكُلُونَهَا فَقَالُوا لَهُ هَلُمَّ یَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی الْغَدَاءِ قَالَ فَنَزَلَ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِینَ وَ جَعَلَ یَأْكُلُ مَعَهُمْ حَتَّی اكْتَفَوْا وَ الزَّادُ عَلَی حَالِهِ بِبَرَكَتِهِ علیه السلام ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَی ضِیَافَتِهِ وَ أَطْعَمَهُمْ وَ كَسَاهُمْ.

وَ رَوَی الْحَاكِمُ فِی أَمَالِیهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام: مَنْ كَانَ یَبَاءُ بِجَدٍّ فَإِنَّ جَدِّیَ الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ كَانَ یَبَاءُ بِأُمٍّ فَإِنَّ أُمِّیَ الْبَتُولُ أَوْ كَانَ یَبَاءُ بِزَوْرٍ فَزَوْرُنَا جَبْرَئِیلُ.

بیان: یباء بالباء فیما عندنا من النسخ و لعله یباء(1) من البأو بمعنی الكبر و الفخر یقال بأوت علی القوم أبأی بأوا أو بالنون من نأی بمعنی بعد كنایة عن الرفعة أو من النوء بمعنی العطاء أو من المناواة بمعنی المفاخرة و یحتمل أن یكون نباء من النبأ بمعنی الخبر علی صیغة المبالغة أو نثاء كذلك من النثاء(2).

«29»- مِنْ بَعْضِ كُتُبِ الْمَنَاقِبِ الْمُعْتَبَرَةِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ نَجِیحٍ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَأْكُلُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ كَلْبٌ كُلَّمَا أَكَلَ لُقْمَةً طَرَحَ لِلْكَلْبِ مِثْلَهَا فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَا أَرْجُمُ هَذَا الْكَلْبَ عَنْ طَعَامِكَ قَالَ دَعْهُ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَكُونَ ذُو رُوحٍ یَنْظُرُ فِی وَجْهِی وَ أَنَا آكُلُ ثُمَّ لَا أُطْعِمُهُ.

وَ ذَكَرَ الثِّقَةُ: أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ شَتَمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ الْحَسَنُ إِنِّی وَ اللَّهِ لَا أَمْحُو عَنْكَ شَیْئاً وَ لَكِنْ مَهَّدَكَ اللَّهُ فَلَئِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَجَزَاكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ وَ لَئِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَجَزَاكَ اللَّهُ بِكَذِبِكَ وَ اللَّهُ أَشَدُّ نَقِمَةً مِنِّی.

وَ رُوِیَ: أَنَّ غُلَاماً لَهُ علیه السلام جَنَی جِنَایَةً تُوجِبُ الْعِقَابَ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ یُضْرَبَ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ وَ الْعافِینَ عَنِ النَّاسِ قَالَ عَفَوْتُ عَنْكَ قَالَ یَا مَوْلَایَ وَ اللَّهُ یُحِبُّ الْمُحْسِنِینَ قَالَ أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ وَ لَكَ ضِعْفُ مَا كُنْتُ أُعْطِیكَ.

«30»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ جَمِیعاً عَنْ هَارُونَ

ص: 352


1- 1. كأنّه یرید« یبأ» مجزوم« یبأی».
2- 2. و لكن الصحیح أنّه من« باء یباء» بمعنی تكبر و افتخر، و هو مقلوب من« بأی» كقولهم« راء» فی« رأی».

بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولَانِ: بَیْنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی مَجْلِسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذْ أَقْبَلَ قَوْمٌ فَقَالُوا یَا بَا مُحَمَّدٍ أَرَدْنَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ وَ مَا حَاجَتُكُمْ قَالُوا أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ قَالَ وَ مَا هِیَ تُخْبِرُونَّا بِهَا فَقَالُوا امْرَأَةٌ جَامَعَهَا زَوْجُهَا فَلَمَّا قَامَ عَنْهَا قَامَتْ بِحُمُوَّتِهَا فَوَقَعَتْ عَلَی جَارِیَةٍ بِكْرٍ فَسَاحَقَتْهَا فَأَلْقَتِ النُّطْفَةَ فِیهَا فَحَمَلَتْ فَمَا تَقُولُ فِی هَذَا فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام مُعْضِلَةٌ وَ أَبُو الْحَسَنِ لَهَا وَ أَقُولُ فَإِنْ أَصَبْتُ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِی فَأَرْجُو أَنْ لَا أُخْطِئَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یُعْمَدُ إِلَی الْمَرْأَةِ فَیُؤْخَذُ مِنْهَا مَهْرُ الْجَارِیَةِ الْبِكْرِ فِی أَوَّلِ وَهْلَةٍ لِأَنَّ الْوَلَدَ لَا یَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّی یَشُقَّ فَتَذْهَبَ عُذْرَتُهَا ثُمَّ تُرْجَمُ الْمَرْأَةُ لِأَنَّهَا مُحْصَنَةٌ وَ یُنْتَظَرُ بِالْجَارِیَةِ حَتَّی تَضَعَ مَا فِی بَطْنِهَا وَ یُرَدُّ إِلَی أَبِیهِ صَاحِبِ النُّطْفَةِ ثُمَّ تُجْلَدُ الْجَارِیَةُ الْحَدَّ قَالَ فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ مِنْ عِنْدِ الْحَسَنِ فَلَقُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَا قُلْتُمْ لِأَبِی مُحَمَّدٍ وَ مَا قَالَ لَكُمْ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ لَوْ أَنَّنِی الْمَسْئُولُ مَا كَانَ عِنْدِی فِیهَا أَكْثَرُ مِمَّا قَالَ ابْنِی.

«31»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لِمُعَاوِیَةَ ابْعَثْ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَمُرْهُ أَنْ یَصْعَدَ الْمِنْبَرَ یَخْطُبُ النَّاسَ لَعَلَّهُ یَحْصَرُ فَیَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا نُعَیِّرُهُ بِهِ فِی كُلِّ مَحْفِلٍ فَبَعَثَ إِلَیْهِ مُعَاوِیَةُ فَأَصْعَدَهُ الْمِنْبَرَ وَ قَدْ جَمَعَ لَهُ النَّاسَ وَ رُؤَسَاءَ أَهْلِ الشَّامِ فَحَمِدَ اللَّهَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَأَنَا الَّذِی یُعْرَفُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ أَوَّلِ الْمُسْلِمِینَ إِسْلَاماً وَ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَدِّی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ أَنَا ابْنُ الْبَشِیرِ أَنَا ابْنُ النَّذِیرِ أَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ أَنَا ابْنُ مَنْ بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ أَنَا ابْنُ مَنْ بُعِثَ إِلَی الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ أَجْمَعِینَ.

فَقَالَ مُعَاوِیَةُ یَا بَا مُحَمَّدٍ خُذْ بِنَا(1) فِی نَعْتِ الرُّطَبِ أَرَادَ تَخْجِیلَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ

ص: 353


1- 1. حدّثنا، خ.

الرِّیحُ تَنْفُخُهُ وَ الْحَرُّ یُنْضِجُهُ وَ اللَّیْلُ یُبَرِّدُهُ وَ یُطَیِّبُهُ ثُمَّ أَقْبَلَ الْحَسَنُ علیه السلام فَرَجَعَ فِی كَلَامِهِ الْأَوَّلِ فَقَالَ أَنَا ابْنُ مُسْتَجَابِ الدَّعْوَةِ أَنَا ابْنُ الشَّفِیعِ الْمُطَاعِ أَنَا ابْنُ أَوَّلِ مَنْ یَنْفُضُ عَنِ الرَّأْسِ التُّرَابَ أَنَا ابْنُ مَنْ یَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ فَیُفْتَحُ لَهُ أَنَا ابْنُ مَنْ قَاتَلَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ أُحِلَّ لَهُ الْمَغْنَمُ وَ نُصِرَ بِالرُّعْبِ مِنْ مَسِیرَةِ شَهْرٍ فَأَكْثَرَ فِی هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْكَلَامِ وَ لَمْ یَزَلْ بِهِ حَتَّی أَظْلَمَتِ الدُّنْیَا عَلَی مُعَاوِیَةَ وَ عَرَفَ الْحَسَنَ علیه السلام مَنْ لَمْ یَكُنْ یَعْرِفُهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَ غَیْرِهِمْ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِیَةُ أَمَا إِنَّكَ یَا حَسَنُ قَدْ كُنْتَ تَرْجُو أَنْ تَكُونَ خَلِیفَةً وَ لَسْتَ هُنَاكَ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام أَمَّا الْخَلِیفَةُ فَمَنْ سَارَ بِسِیرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ الْخَلِیفَةُ مَنْ سَارَ بِالْجَوْرِ وَ عَطَّلَ السُّنَنَ وَ اتَّخَذَ الدُّنْیَا أُمّاً وَ أَباً وَ لَكِنْ ذَلِكَ مَلِكٌ أَصَابَ مُلْكاً فَتَمَتَّعَ مِنْهُ قَلِیلًا وَ كَانَ قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُ فَاتَّخَمَ لَذَّتَهُ وَ بَقِیَتْ عَلَیْهِ تَبِعَتُهُ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنْ أَدْرِی لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلی حِینٍ (1) فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی مُعَاوِیَةَ ثُمَّ قَامَ فَانْصَرَفَ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ لِعَمْرٍو وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتَ إِلَّا شَیْنِی حِینَ أَمَرْتَنِی بِمَا أَمَرْتَنِی وَ اللَّهِ مَا كَانَ یَرَی أَهْلُ الشَّامِ أَنَّ أَحَداً مِثْلِی فِی حَسَبٍ وَ لَا غَیْرِهِ حَتَّی قَالَ الْحَسَنُ مَا قَالَ قَالَ عَمْرٌو هَذَا شَیْ ءٌ لَا یُسْتَطَاعُ دَفْنُهُ وَ لَا تَغْیِیرُهُ لِشُهْرَتِهِ فِی النَّاسِ وَ اتِّضَاحِهِ فَسَكَتَ مُعَاوِیَةُ.

بیان: الاتّخام الثقل الحاصل من كثرة أكل الطعام أی اتّخم من لذّته.

«32»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْقَاضِی النُّعْمَانُ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عُبَادَةَ بَنِ الصَّامِتِ وَ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ غَیْرِهِ: أَنَّهُ سَأَلَ أَعْرَابِیٌّ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ إِنِّی أَصَبْتُ بِیضَ نَعَامٍ فَشَوَیْتُهُ وَ أَكَلْتُهُ وَ أَنَا مُحْرِمٌ فَمَا یَجِبُ عَلَیَّ فَقَالَ لَهُ یَا أَعْرَابِیُّ أَشْكَلْتَ عَلَیَّ فِی قَضِیَّتِكَ فَدَلَّهُ عَلَی عُمَرَ وَ دَلَّهُ عُمَرُ عَلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَلَمَّا عَجَزُوا قَالُوا عَلَیْكَ بِالْأَصْلَعِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلْ أَیَّ الْغُلَامَیْنِ شِئْتَ فَقَالَ الْحَسَنُ یَا أَعْرَابِیُّ أَ لَكَ إِبِلٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَاعْمِدْ إِلَی عَدَدِ مَا أَكَلْتَ مِنَ الْبِیضِ نُوقاً فَاضْرِبْهُنَّ بِالْفُحُولِ

ص: 354


1- 1. الأنبیاء: 111.

فَمَا فَضَلَ مِنْهَا فَأَهْدِهِ إِلَی بَیْتِ اللَّهِ الْعَتِیقِ الَّذِی حَجَجْتَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ مِنَ النُّوقِ السَّلُوبَ وَ مِنْهَا مَا یُزْلِقُ فَقَالَ إِنْ یَكُنْ مِنَ النُّوقِ السَّلُوبُ وَ مَا یُزْلِقُ فَإِنَّ مِنَ الْبِیضِ مَا یَمْرُقُ قَالَ فَسُمِعَ صَوْتٌ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ الَّذِی فَهِمَ هَذَا الْغُلَامُ هُوَ الَّذِی فَهِمَهَا سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ.

بیان: السلوب من النوق التی ألقت ولدها بغیر تمام و أزلقت الناقة أسقطت و المراد هنا ما تسقط النطفة و مرقت البیضة فسدت.

أقول: قد أورد كثیر من قضایاه علیه السلام فی الفقیه و الكافی فی كتاب الحدود و كتاب القضایا و كتاب الدیات تركناها لوضوح الأمر و خوف الإطناب.

«33»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ سِنَانٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام كَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ مِنْ أَیِّ بَلَدٍ أَنْتَ قَالَ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَ لَوْ كُنْتَ بِالْمَدِینَةِ لَأَرَیْتُكَ مَنَازِلَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام مِنْ دِیَارِنَا.

مُحَمَّدُ بْنُ سِیرِینَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِابْنِهِ الْحَسَنِ أَجْمِعِ النَّاسَ فَاجْتَمَعُوا فَأَقْبَلَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنَا لِنَفْسِهِ وَ ارْتَضَانَا لِدِینِهِ وَ اصْطَفَانَا عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنْزَلَ عَلَیْنَا كِتَابَهُ وَ وَحْیَهُ وَ ایْمُ اللَّهِ لَا یَنْقُصُنَا أَحَدٌ مِنْ حَقِّنَا شَیْئاً إِلَّا انْتَقَصَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ فِی عَاجِلِ دُنْیَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَا یَكُونُ عَلَیْنَا دَوْلَةٌ إِلَّا كَانَتْ لَنَا الْعَاقِبَةُ وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بِالنَّاسِ وَ بَلَغَ أَبَاهُ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ.

الْعِقْدُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ [وَ] الْأَنْدُلُسِیِّ وَ كِتَابُ الْمَدَائِنِیِّ أَیْضاً: أَنَّهُ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِیَةَ لَوْ أَمَرْتَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ فَلَعَلَّهُ حَصِرَ فَیَكُونُ ذَلِكَ وَضْعاً لَهُ عِنْدَ النَّاسِ فَأَمَرَ الْحَسَنَ بِذَلِكَ فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ تَكَلَّمَ وَ أَحْسَنَ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَنَا ابْنُ أَوَّلِ الْمُسْلِمِینَ إِسْلَاماً وَ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا ابْنُ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ أَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ أَنَا ابْنُ مَنْ بُعِثَ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ

ص: 355

عَبْدِ رَبِّهِ لَوْ طَلَبْتُمُ ابْناً لِنَبِیِّكُمْ مَا بَیْنَ لَابَتَیْهَا(1)

لَمْ تَجِدُوا غَیْرِی وَ غَیْرَ أَخِی فَنَادَاهُ مُعَاوِیَةُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثْنَا بِنَعْتِ الرُّطَبِ أَرَادَ بِذَلِكَ یُخْجِلُهُ وَ یَقْطَعُ بِذَلِكَ كَلَامَهُ فَقَالَ نَعَمْ تُلْقِحُهُ الشَّمَالُ وَ تُخْرِجُهُ الْجَنُوبُ وَ تُنْضِجُهُ الشَّمْسُ وَ یُطَیِّبُهُ الْقَمَرُ وَ فِی رِوَایَةِ الْمَدَائِنِیِّ الرِّیحُ تَنْفُخُهُ وَ الْحَرُّ تُنْضِجُهُ وَ اللَّیْلُ یُبَرِّدُهُ وَ یُطَیِّبُهُ وَ فِی رِوَایَةِ الْمَدَائِنِیِّ فَقَالَ عَمْرٌو أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ تَنْعَتُ الْخَرْأَةَ قَالَ نَعَمْ تُبْعِدُ الْمَمْشَی فِی الْأَرْضِ الصَّحْصَحِ حَتَّی تَتَوَارَی مِنَ الْقَوْمِ وَ لَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ وَ لَا تَسْتَدْبِرْهَا وَ لَا تَمَسَّحْ بِاللُّقْمَةِ وَ الرِّمَّةِ یُرِیدُ الْعَظْمَ وَ الرَّوْثَ وَ لَا تَبُلْ فِی الْمَاءِ الرَّاكِدِ.

توضیح: الخرء بالفتح دفع الخرء بالضم و الصحصح المكان المستوی و لا یخفی ما فی إدخال الروث فی تفسیر الرمة من الاشتباه.

«34»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو: أَنَّ مُعَاوِیَةَ سَأَلَ الْحَسَنَ علیه السلام أَنْ یَصْعَدَ الْمِنْبَرَ وَ یَنْتَسِبَ فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَسَأُبَیِّنُ لَهُ نَفْسِی بَلَدِی مَكَّةُ وَ مِنًی وَ أَنَا ابْنُ الْمَرْوَةِ وَ الصَّفَا وَ أَنَا ابْنُ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی وَ أَنَا ابْنُ مَنْ عَلَا الْجِبَالَ الرَّوَاسِیَ وَ أَنَا ابْنُ مَنْ كَسَا مَحَاسِنَ وَجْهِهِ الْحَیَاءُ أَنَا ابْنُ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ أَنَا ابْنُ قَلِیلَاتِ الْعُیُوبِ نَقِیَّاتِ الْجُیُوبِ وَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ یَا مُعَاوِیَةُ مُحَمَّدٌ أَبِی أَمْ أَبُوكَ فَإِنْ قُلْتَ لَیْسَ بِأَبِی فَقَدْ كَفَرْتَ وَ إِنْ قُلْتَ نَعَمْ فَقَدْ أَقْرَرْتَ ثُمَّ قَالَ أَصْبَحَتْ قُرَیْشٌ تَفْتَخِرُ عَلَی الْعَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّداً مِنْهَا وَ أَصْبَحَتِ الْعَرَبُ تَفْتَخِرُ عَلَی الْعَجَمِ بِأَنَّ مُحَمَّداً مِنْهَا وَ أَصْبَحَتِ الْعَجَمُ تَعْرِفُ حَقَّ الْعَرَبِ بِأَنَّ مُحَمَّداً مِنْهَا یَطْلُبُونَ حَقَّنَا وَ لَا یَرُدُّونَ إِلَیْنَا حَقَّنَا.

بیان: قال الجوهری رجل ناصح الجیب أی أمین انتهی فقوله علیه السلام نقیات الجیوب كنایة عن عفتهن كما أن طهارة الذیل فی عرف العجم كنایة عنها.

ص: 356


1- 1. اللابة: الحرة من الأرض، یقال:« ما بین لابتیها مثل فلان» و أصله فی المدینة و هی حرتاها المكتنفتان بها، ثمّ جری فی كل بلدة فیقولون:« ما بین لابتیها مثل فلان» من دون اظهار صاحب الضمیر.

«35»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَتَبَ مَلِكُ الرُّومِ إِلَی مُعَاوِیَةَ یَسْأَلُهُ عَنْ ثَلَاثٍ عَنْ مَكَانٍ بِمِقْدَارِ وَسَطِ السَّمَاءِ وَ عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ وَقَعَتْ عَلَی الْأَرْضِ وَ عَنْ مَكَانٍ طَلَعَتْ فِیهِ الشَّمْسُ مَرَّةً فَلَمْ یَعْلَمْ ذَلِكَ فَاسْتَغَاثَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ ظَهْرُ الْكَعْبَةِ وَ دَمُ حَوَّاءَ وَ أَرْضُ الْبَحْرِ حِینَ ضَرَبَهُ مُوسَی.

وَ عَنْهُ علیه السلام فِی جَوَابِ مَلِكِ الرُّومِ: مَا لَا قِبْلَةَ لَهُ فَهِیَ الْكَعْبَةُ وَ مَا لَا قَرَابَةَ لَهُ فَهُوَ الرَّبُّ تَعَالَی.

وَ سَأَلَ شَامِیٌّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ كَمْ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فَقَالَ أَرْبَعُ أَصَابِعَ فَمَا رَأَیْتَ بِعَیْنِكَ فَهُوَ الْحَقُّ وَ قَدْ تَسْمَعُ بِأُذُنَیْكَ بَاطِلًا كَثِیراً وَ قَالَ كَمْ بَیْنَ الْإِیمَانِ وَ الْیَقِینِ فَقَالَ أَرْبَعُ أَصَابِعَ الْإِیمَانُ مَا سَمِعْنَاهُ وَ الْیَقِینُ مَا رَأَیْنَاهُ قَالَ وَ كَمْ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ قَالَ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَ مَدُّ الْبَصَرِ قَالَ كَمْ بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قَالَ مَسِیرَةُ یَوْمٍ لِلشَّمْسِ.

أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ فِی أَمَالِیهِ وَ ابْنُ الْوَلِیدِ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ قَدْ ثَقُلَ لِسَانُهُ وَ أَبْطَأَ كَلَامُهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی عِیدٍ مِنَ الْأَعْیَادِ وَ خَرَجَ مَعَهُ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله اللَّهُ أَكْبَرُ یَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ قَالَ الْحَسَنُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمْ یَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ یُكَبِّرُ وَ الْحَسَنُ مَعَهُ یُكَبِّرُ حَتَّی كَبَّرَ سَبْعاً فَوَقَفَ الْحَسَنُ عِنْدَ السَّابِعَةِ فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عِنْدَهَا ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَی الرَّكْعَةِ الثَّانِیَةِ فَكَبَّرَ الْحَسَنُ حَتَّی إِذَا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ خَمْسَ تَكْبِیرَاتٍ فَوَقَفَ الْحَسَنُ عِنْدَ الْخَامِسَةِ وَ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ الْخَامِسَةِ فَصَارَ ذَلِكَ سُنَّةً فِی تَكْبِیرِ الْعِیدَیْنِ وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ كَانَ الْحُسَیْنَ علیه السلام.

كِتَابُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ علیه السلاممَرْفُوعاً: الطَّلْقُ لِلنِّسَاءِ إِنَّمَا یَكُونُ سُرَّةُ الْمَوْلُودِ مُتَّصِلَةً بِسُرَّةِ أُمِّهِ فَتُقْطَعُ فَیُؤْلِمُهَا.

أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ حَبِیبٍ فِی أَمَالِیهِ: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام حَجَّ خَمْسَ عَشْرَةَ حِجَّةً مَاشِیاً تُقَادُ الْجَنَائِبُ مَعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ مَالِهِ مَرَّتَیْنِ وَ قَاسَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَالَهُ حَتَّی إِنَّهُ كَانَ یُعْطِی نَعْلًا

ص: 357

وَ یُمْسِكُ نَعْلًا وَ یُعْطِی خُفّاً وَ یُمْسِكُ خُفّاً.

وَ رُوِیَ أَیْضاً: أَنَّ الْحَسَنَ علیه السلام أَعْطَی شَاعِراً فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ شَاعِراً یَعْصِی الرَّحْمَنَ وَ یَقُولُ الْبُهْتَانَ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّ خَیْرَ مَا بَذَلْتَ مِنْ مَالِكَ مَا وَقَیْتَ بِهِ عِرْضَكَ وَ إِنَّ مِنِ ابْتِغَاءِ الْخَیْرِ اتِّقَاءَ الشَّرِّ.

«36»- د، [العدد القویة] حَدَّثَ الزُّبَیْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَ ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: مَا تَكَلَّمَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَیَّ أَنْ لَا یَسْكُتَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةَ فُحْشٍ قَطُّ وَ إِنَّهُ كَانَ بَیْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ خُصُومَةٌ فِی أَرْضٍ فَعَرَضَ الْحُسَیْنُ أَمْراً لَمْ یَرْضَهُ عَمْرٌو فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام لَیْسَ لَهُ عِنْدَنَا إِلَّا مَا أَرْغَمَ أَنْفَهُ فَإِنَّ هَذِهِ أَشَدُّ وَ أَفْحَشُ كَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْهُ قَطُّ.

«37»- د، [العدد القویة] قِیلَ: طَعَنَ أَقْوَامٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالُوا إِنَّهُ عِیٌّ لَا یَقُومُ بِحُجَّةٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَدَعَا الْحَسَنَ فَقَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَدْ قَالُوا فِیكَ مَقَالَةً أَكْرَهُهَا قَالَ وَ مَا یَقُولُونَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ یَقُولُونَ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عِیُّ اللِّسَانِ لَا یَقُومُ بِحُجَّةٍ وَ إِنَّ هَذِهِ الْأَعْوَادُ فَأَخْبِرِ النَّاسَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَا أَسْتَطِیعُ الْكَلَامَ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی مُتَخَلِّفٌ عَنْكَ فَنَادِ أَنِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ فَصَعِدَ علیه السلام الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِیغَةً وَجِیزَةً فَضَجَّ الْمُسْلِمُونَ بِالْبُكَاءِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ فَنَحْنُ الذُّرِّیَّةُ مِنْ آدَمَ وَ الْأُسْرَةُ مِنْ نُوحٍ وَ الصَّفْوَةُ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ السُّلَالَةُ مِنْ إِسْمَاعِیلَ وَ آلٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَحْنُ فِیكُمْ كَالسَّمَاءِ الْمَرْفُوعَةِ وَ الْأَرْضِ الْمَدْحُوَّةِ وَ الشَّمْسِ الضَّاحِیَةِ وَ كَالشَّجَرَةِ الزَّیْتُونَةِ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ الَّتِی بُورِكَ زَیْتُهَا النَّبِیُّ أَصْلُهَا وَ عَلِیٌّ فَرْعُهَا وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ ثَمَرَةُ تِلْكَ الشَّجَرَةِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا فَإِلَی النَّارِ هَوَی فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَقْصَی النَّاسِ یَسْحَبُ رِدَاءَهُ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّی عَلَا الْمِنْبَرَ مَعَ الْحَسَنِ علیه السلامفَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَثْبَتَّ عَلَی الْقَوْمِ حُجَّتَكَ أَوْجَبْتَ عَلَیْهِمْ طَاعَتَكَ فَوَیْلٌ لِمَنْ خَالَفَكَ.

ص: 358

باب 17 خطبه بعد شهادة أبیه صلوات اللّٰه علیهما و بیعة الناس له

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ حَبِیبِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ مِنَ الْغَدِ قَامَ الْحَسَنُ علیه السلام خَطِیباً عَلَی الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رُفِعَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ قُتِلَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ مَاتَ أَبِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ لَا یَسْبِقُ أَبِی أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا مَنْ یَكُونُ بَعْدَهُ وَ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله لَیَبْعَثُهُ فِی السَّرِیَّةِ فَیُقَاتِلُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ وَ مَا تَرَكَ صَفْرَاءَ وَ لَا بَیْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ كَانَ یَجْمَعُهَا لِیَشْتَرِیَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ.

«2»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام یَخْطُبُ النَّاسَ بَعْدَ الْبَیْعَةِ لَهُ بِالْأَمْرِ فَقَالَ نَحْنُ حِزْبُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ وَ عِتْرَةُ رَسُولِهِ الْأَقْرَبُونَ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ الطَّیِّبُونَ الطَّاهِرُونَ وَ أَحَدُ الثَّقَلَیْنِ الذین [اللَّذَیْنِ] خَلَّفَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله فِی أُمَّتِهِ وَ التَّالِی كِتَابَ اللَّهِ فِیهِ تَفْصِیلُ كُلِّ شَیْ ءٍ لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ فَالْمُعَوَّلُ عَلَیْنَا فِی تَفْسِیرِهِ لَا نَتَظَنَّی تَأْوِیلَهُ بَلْ نَتَیَقَّنُ حَقَائِقَهُ فَأَطِیعُونَا فَإِنَّ طَاعَتَنَا مَفْرُوضَةٌ إِذْ كَانَتْ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ مَقْرُونَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا

ص: 359

أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَ الرَّسُولِ (1) وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (2) وَ أُحَذِّرُكُمُ الْإِصْغَاءَ لِهُتَافِ الشَّیْطَانِ فَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ فَتَكُونُوا أَوْلِیَاءَهُ الَّذِینَ قَالَ لَهُمْ لا غالِبَ لَكُمُ الْیَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّی جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلی عَقِبَیْهِ وَ قَالَ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنْكُمْ إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ (3) فَتُلْقَوْنَ إِلَی الرِّمَاحِ وَزَراً وَ إِلَی السُّیُوفِ جَزَراً وَ لِلْعُمُدِ حَطَماً وَ لِلسِّهَامِ غَرَضاً ثُمَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً.

بیان: قال الجوهری التظنی إعمال الظن و أصله التظنن أبدل من إحدی النونات یاء قوله علیه السلام وزرا الوزر محركة الجبل المنیع و كل معقل و الملجأ و المعتصم و الوزر بالكسر الإثم و الثقل و الكارة الكبیرة و السلاح و الحمل الثقیل و وزر الرجل غلبه و أوزره أحزره و ذهب به كاستوزره و جعل له وزرا و أوثقه و خبأه كل ذلك ذكره الفیروزآبادی و الأظهر أنه الوزر بالتحریك أی تكونون معاقل للرماح تأوی إلیكم و یحتمل أن یكون بالكسر أی لوزركم و إثمكم أو الحال أنكم كالحمل الثقیل.

و قال الجوهری الجزور من الإبل یقع علی الذكر و الأنثی و الجمع الجزر و جزر السباع اللحم الذی تأكله یقال تركوهم جزرا بالتحریك إذا قتلوهم و الجزر أیضا الشاة السمینة و قال الجزری فیه أبشر بجزرة سمینة أی شاة صالحة لأن تجزر أی تذبح للأكل و منه حدیث الضحیة فإنما هی زجرة أطعمها أهله و تجمع علی جزر بالفتح و منه حدیث موسی و السحرة حتی صارت حبالهم للثعبان جزرا و قد تكسر الجیم انتهی و الأظهر أنه بالتحریك و الحطم الكسر أو خاص بالیابس و صعدة حطم ككسر ما تكسر من الیبیس ذكره

ص: 360


1- 1. و( 2) النساء: 58 و 83.
2- 1. و( 2) النساء: 58 و 83.
3- 3. الأنفال: 48.

الفیروزآبادی فهو إما بالتحریك و إن لم یرد فی هذا المقام فإنه وزن معروف أو بكسر الحاء و فتح الطاء كما ذكره الفیروزآبادی و العمد بالتحریك و بضمتین جمع العمود أی تحطمكم و تكسركم العمد و نصب الجمیع بالحالیة إن قرئ فتلقون علی بناء المجهول و یحتمل التمیز و بالمفعولیة أی قرئ علی بناء المعلوم.

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ عَنْ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام بَعْدَ وَفَاةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ ذَكَرَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ وَصِیُّ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَمِیرُ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَا تُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُعْطِیهِ الرَّایَةَ فَیُقَاتِلُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ فَمَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَ لَا فِضَّةً إِلَّا شَیْ ءٌ عَلَی صَبِیٍّ لَهُ وَ مَا تَرَكَ فِی بَیْتِ الْمَالِ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ یَشْتَرِیَ بِهَا خَادِماً لِأُمِّ كُلْثُومٍ ثُمَّ قَالَ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ قَوْلَ یُوسُفَ وَ اتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِی إِبْراهِیمَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (1) أَنَا ابْنُ الْبَشِیرِ وَ أَنَا ابْنُ النَّذِیرِ وَ أَنَا ابْنُ الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ وَ أَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ وَ أَنَا ابْنُ الَّذِی أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ كَانَ جَبْرَئِیلُ یَنْزِلُ عَلَیْهِمْ وَ مِنْهُمْ كَانَ یَعْرِجُ وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ افْتَرَضَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ وَ وَلَایَتَهُمْ فَقَالَ فِیمَا أَنْزَلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً(2) وَ اقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا.

فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عن أبی الطفیل: مثله.

«4»- شا، [الإرشاد]: كَانَ الْحَسَنُ علیه السلام وَصِیَّ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ

ص: 361


1- 1. یوسف: 38.
2- 2. الشوری: 22.

وَ أَصْحَابِهِ وَ وَصَّاهُ بِالنَّظَرِ فِی وُقُوفِهِ وَ صَدَقَاتِهِ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ عَهْداً مَشْهُوراً وَ وَصِیَّةً ظَاهِرَةً فِی مَعَالِمِ الدِّینِ وَ عُیُونِ الحِكْمَةِ وَ الْآدَابِ وَ قَدْ نَقَلَ هَذِهِ الْوَصِیَّةَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ وَ اسْتَبْصَرَ بِهَا فِی دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ كَثِیرٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَ لَمَّا قُبِضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَطَبَ النَّاسَ الْحَسَنُ وَ ذَكَرَ حَقَّهُ فَبَایَعَهُ أَصْحَابُ أَبِیهِ عَلَی حَرْبِ مَنْ حَارَبَ وَ سِلْمِ مَنْ سَالَمَ.

وَ رَوَی أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ یَحْیَی قَالَ حَدَّثَنِی أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ وَ غَیْرِهِ قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی صَبِیحَةِ اللَّیْلَةِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ لَقَدْ قُبِضَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ لَمْ یَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعَمَلٍ وَ لَمْ یُدْرِكْهُ الْآخِرُونَ بِعَمَلٍ لَقَدْ كَانَ یُجَاهِدُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقِیهِ بِنَفْسِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله یُوَجِّهُهُ بِرَایَتِهِ فَیَكْنِفُهُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ شِمَالِهِ وَ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ وَ لَقَدْ تُوُفِّیَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی عُرِجَ فِیهَا بِعِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَصِیُّ مُوسَی وَ مَا خَلَّفَ صَفْرَاءَ وَ لَا بَیْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ عَنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ ثُمَّ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ فَبَكَی وَ بَكَی النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ أَنَا ابْنُ الْبَشِیرِ أَنَا ابْنُ النَّذِیرِ أَنَا ابْنُ الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ أَنَا ابْنُ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ أَنَا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً أَنَا مِنْ أَهْلِ بَیْتٍ فَرَضَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ تَعَالَی قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً(1) فَالْحَسَنَةُ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ ثُمَّ جَلَسَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا ابْنُ نَبِیِّكُمْ وَ وَصِیُّ إِمَامِكُمْ فَبَایِعُوهُ فَاسْتَجَابَ لَهُ النَّاسُ فَقَالُوا مَا أَحَبَّهُ إِلَیْنَا وَ أَوْجَبَ حَقَّهُ عَلَیْنَا وَ بَادَرُوا إِلَی الْبَیْعَةِ لَهُ بِالْخِلَافَةِ وَ ذَلِكَ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ الْحَادِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ.

ص: 362


1- 1. الشوری: 22.

فَرَتَّبَ الْعُمَّالَ وَ أَمَّرَ الْأُمَرَاءَ وَ أَنْفَذَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ إِلَی الْبَصْرَةِ وَ نَظَرَ فِی الْأُمُورِ.

أقول: روی هذه الخطبة ابن أبی الحدید عن أبی الفرج عن عمرو بن ثابت عن أبی إسحاق السبیعی عن هبیرة بن مریم: و رأیت أیضا فی كتاب المقاتل لأبی الفرج الأصفهانی: مثله.

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: بُویِعَ علیه السلام بَعْدَ أَبِیهِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الْحَادِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی سَنَةِ أَرْبَعِینَ وَ كَانَ عُمُرُهُ علیه السلام لَمَّا بُویِعَ سَبْعاً وَ ثَلَاثِینَ سَنَةً.

«6»- نص، [كفایة الأثر] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْخُزَاعِیُّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَقِیَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام الْمِنْبَرَ فَأَرَادَ الْكَلَامَ فَخَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ فَقَعَدَ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی كَانَ فِی أَوَّلِیَّتِهِ وَحْدَانِیّاً فِی أَزَلِیَّتِهِ مُتَعَظِّماً بِإِلَهِیَّتِهِ مُتَكَبِّراً بِكِبْرِیَائِهِ وَ جَبَرُوتِهِ ابْتَدَأَ مَا ابْتَدَعَ وَ أَنْشَأَ مَا خَلَقَ عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ كَانَ سَبَقَ مِمَّا خَلَقَ رَبُّنَا اللَّطِیفُ بِلُطْفِ رُبُوبِیَّتِهِ وَ بِعِلْمِ خُبْرِهِ فَتَقَ وَ بِأَحْكَامِ قُدْرَتِهِ خَلَقَ جَمِیعَ مَا خَلَقَ فَلَا مُبَدِّلَ لِخَلْقِهِ وَ لَا مُغَیِّرَ لِصُنْعِهِ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِأَمْرِهِ وَ لَا مُسْتَرَاحَ عَنْ دَعْوَتِهِ خَلَقَ جَمِیعَ مَا خَلَقَ وَ لَا زَوَالَ لِمُلْكِهِ وَ لَا انْقِطَاعَ لِمُدَّتِهِ فَوْقَ كُلِّ شَیْ ءٍ عَلَا وَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ دَنَا فَتَجَلَّی لِخَلْقِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ یُرَی وَ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَی احْتَجَبَ بِنُورِهِ وَ سَمَا فِی عُلُوِّهِ فَاسْتَتَرَ عَنْ خَلْقِهِ وَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ شَهِیداً عَلَیْهِمْ وَ بَعَثَ فِیهِمُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ لِیَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ یَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَةٍ وَ لِیَعْقِلَ الْعِبَادُ عَنْ رَبِّهِمْ مَا جَهِلُوهُ فَیَعْرِفُوهُ بِرُبُوبِیَّتِهِ بَعْدَ مَا أَنْكَرُوهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ عِنْدَهُ نَحْتَسِبُ عَزَانَا فِی خَیْرِ الْآبَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ عَزَانَا فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَقَدْ أُصِیبَ بِهِ الشَّرْقُ وَ الْغَرْبُ وَ اللَّهِ مَا خَلَّفَ دِرْهَماً وَ لَا دِینَاراً إِلَّا أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ

ص: 363

یَبْتَاعَ لِأَهْلِهِ خَادِماً وَ لَقَدْ حَدَّثَنِی حَبِیبِی جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله أَنَّ الْأَمْرَ یَمْلِكُهُ اثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ صَفْوَتِهِ مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ أَوْ مَسْمُومٌ ثُمَّ نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ فَدَعَا بِابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأُتِیَ بِهِ قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَبْقِنِی أَكُنْ لَكَ وَ أَكْفِیكَ أَمْرَ عَدُوِّكَ بِالشَّامِ فَعَلَاهُ الْحَسَنُ علیه السلام بِسَیْفِهِ فَاسْتَقْبَلَ السَّیْفَ بِیَدِهِ فَقَطَعَ خِنْصِرَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَلَی یَافُوخِهِ فَقَتَلَهُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ.

إلی هنا انتهی الجزء الأوّل من المجلّد العاشر و یلیه الجزء الثانی و أوّله باب العلّة التی من أجلها صالح الحسن بن علیّ علیهما السلام معاویة بن سفیان.

ص: 364

تصویر

«1»- صورة فتوكوبیّة من الصفحة الأولی من نسخة الأصل للمجلد العاشر و هی الصحیفة الأولی من الجزء 43 حسب تجزئتنا.

ص: 365

تصویر

«2»- صورة فتوكوبیّة من نسخة الأصل من الصحیفة الّتی یبتدء بها هذا الجزء و اوّله «فلمّا كان الغداة» تراه فی الهامش بخطِّ یده قدّس سرّه.

ص: 366

تصویر

«3»- صورة فتوكوبیّة من صفحة الخاتمة من نسخة الأصل للمجلد العاشر و هی آخر صحیفة من هذا الجزء.

ص: 367

كلمة المصحّح

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه. و الصلاة و السلام علی رسول اللّٰه و علی آله الأطیبین أمناء اللّٰه.

و بعد: فقد منّ اللّٰه علینا أن وفّقنا لتصحیح هذا السفر القیّم و التراث الذهبیّ المخلّد و هو الجزء الأوّل من المجلّد العاشر من كتاب بحار الأنوار حسب تجزئة المصنّف رضوان اللّٰه علیه و الجزء الثالث و الأربعون حسب تجزئتنا و اللّٰه أسأل أن یوفّقنا لاتمام هذا المشروع المقدّس و له المنّ و الفضل.

مسلكنا فی التصحیح

«1»- اعتمدنا علی النسخة المطبوعة المشهورة بكمبانیّ تصحیح الفاضل الخبیر المرزا محمّد القمیّ المعروف بأرباب فجعلناها أصلًا لطبعتنا هذه عرضاً و مقابلة.

و ذلك لصحّتها و إتقانها و قد قال الفاضل المرحوم فی ختام هذه الطبعة:

«و بعد فلمّا كان المجلّد العاشر من كتاب بحار الأنوار مشتملًا علی ما یتعلّق بأحوال مولانا سیّد الشهداء و ذریعة إلی الفوز بالسعادات الأخرویّة و لهذا صار هذا المجلّد من بین مجلّدات هذا الكتاب أشهرها و أعمّها نفعاً طبعوها بناة الخیر مرّات عدیدة و لكن لم یتیسّر لهم تصحیح الكتاب علی ما ینبغی كما هو ظاهر للمحصّل المراجع لها و هذه المرّة من الانطباع و إن جاءت آخرا

ص: 368

لكنّها فاقت مفاخراً فبحمد اللّٰه سلمت هذه النسخة من أغلاط لم تسلم منها النسخ السابغة و فی المثل كم ترك الأوّل للأخر و أنا المستضیی ء من أنوار العلماء المحدّثین محمّد بن محمّد تقی القمیّ فی سنة 1304.»

أقول: و دلك لأنّه قد تیسّر لهم نسخ متعدّدة و بذل العلماء جمعا و منفردا جهدهم فی تصحیحها و مقابلتها و عرضها علی النسخ المخطوطة و المطبوعة ثمّ أشرف علیها الفاضل المؤمی إلیه بدقّة و إتقان فصحّحها و علّق علیها فلو أنّ هذه النسخ التی أتیحت لهؤلاء المصحّحین أتیحت لنا و أنّی و أین لم یكن فی عرض النسخة علیها ثانیاً كثیر جدوی و لذلك أغفلنا عن طلب النسخ.

اللّٰهمّ إلّا أن نجد نسخة المصنّف قدسّ سرّه فیكون عرض النسخة علیها من الواجب الحتم.

فمن كان من العلماء و الفضلاء عنده نسخة من تلك النسخ أو عنده خبر عنها فلیراجعنا خدمة للدین و أهله و نشكره الشكر الجزیل.

«2»- راجعنا سائر النسخ المطبوعة و هكذا مصادر الكتاب عند ما عرض لنا أدنی شبهة فی سقط أو تصحیف و راجعنا مع ذلك كتب الرجال عند ما احتمل تبدیل فی السند.

و لأجل ذلك راجعنا كثیراً من المصادر و عرضنا النسخة علیها: بین ما لم یكن بینهما اختلاف أو كان اختلاف یسیر غیر مغیّر للمعنی أو كان الترجیح لنسخة المصنّف قدسّ سرّه فأضربنا عن الایعاز إلی ذلك فإنّه لا طائل تحته.

و أمّا إذا كان الترجیح لنسخة المصدر أو كان فی نسخة الكمبانی تصحیف أو سقط أصلحنا فی الصلب و أوعزنا إلی ذلك فی الذیل كما یراه المطالع البصیر فی طیّ الصفحات و منها فی ص 26 و 54 و 241 فراجع.

ص: 369

و لم نكن لنرجّح نسخة المصدر إلّا حیث ظهر بدیهة و ذلك لأنّ المصنّف أعلی اللّٰه مقامه قد جمع اللّٰه عنده من المصادر الثمینة الغالیة ما لا یجتمع عند أحد فقد فقد كان عنده النسخ المصحّحة من المصادر و هو قدسّ سرّه لم یكن لیعتمد علی النسخ المغلوطة فقد كان بعض الأحادیث فی نسخة سقیمة فنقلها و أشار إلی ذلك مع الایضاح اللازم.

فاللازم علی الباحثین الثقافیّین أن عرضوا نسختهم من المصادر عن طبعها و تحقیقها علی البحار كما فعل عند طبع كتاب المحاسن و الاختصاص- لا أن یعرضوا نسخة البحار علی المصادر المتهیّئة عندهم مخطوطة كانت أو مطبوعة.

و لأجل ذلك نلتزم بعرض الأحادیث كلّها علی المصادر المطبوعة الموجودة و لا بتذكار الاختلاف بینها و بین نسختنا لعدم الجدوی فی ذلك.

اللّٰهمّ إلّا أن نظفر بنسخة الأصل من المصدر أو بنسخة مطبوعة قد حققّت بالأدب الحیح و قوبلت مع النسخ الأصلیة بعد كمال الدقّة و الإتقان.

«3»- تری فی طیّ الصفحات كلمات أو جملات جعلناها بین العلامتین [....] من دون أن نذیّلها بكلام یوضح ذلك فهی بین طوائف:

طائفة منها موجودة فی هامش النسخة مع رمز ظ أو خ فجعلناها بین العلامتین

و طائفة منها موجودة فی المصدر الذی كان عندنا ساقطة من نسخة الكمبانیّ لا یستقیم المراد بدونها كما فی ص 181 و 225 و 313 أو یستقیم كما فی ص 220 و 240 و غیر ذلك.

و طائفة منها غیر موجودة فی النسخة و یستدعیها الأدب و السیاق: لا یستقیم المعنی بدونها كما فی ص 88 و 144 أو یستقیم كما فی ص 136 و 238 و غیر ذلك.

«4»- حققّنا ألفاظ الحدیث علی كتب اللغة و ضبطناها بالأشكال و هكذا

ص: 370

كلّ ما ذكره رحمه اللّٰه ناقلًا عن المعاجم اللغویّة فحقّقناها علی المصادر: القاموس المحیط، الصحاح، النهایة، طبعاتها المشكولة المطبوعة بمصر و كذلك عند ما اشتبه حروف الكلمة بین المعجمة و المهملة.

«5»- حقّقنا بعض الأسانید علی المصدر و كتب الرجال أو بعضها علی بعض كما فی ص 13 و 23 و 111 و غیر ذلك.

هذا مسلكنا فی التصحیح و التحقیق و لا زال أدعو اللّٰه جاهداً مخلصاً أن یهدینی إلی النهج القویم، و یحملنی علی الحقّ الصریح و یحفظنی عن الخطاء و الخلل أنّه علی صراط مستقیم.

شوّال المكرّم 1384

محمد باقر البهبودیّ

ص: 371

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

أبواب تاریخ سیدة نساء العالمین و بضعة سید المرسلین فاطمة الزهراء سلام اللّٰه علیها

«1»- باب ولادتها و حلیتها و شمائلها صلوات اللّٰه علیها و جمل تواریخها 10- 2

«2»- باب أسمائها و بعض فضائلها علیها السلام 19- 10

«3»- باب مناقبها و فضائلها و بعض أحوالها و معجزاتها علیها السلام 81- 19

«4»- باب سیرها و مكارم أخلاقها صلوات اللّٰه علیها و سیر بعض خدمها 92- 81

«5»- باب تزویجها صلوات اللّٰه علیها 145- 92

«6»- باب كیفیة معاشرتها مع علی علیهما الصلاة و السلام 154- 146

«7»- باب ما وقع علیها من الظلم و بكائها و حزنها و شكایتها فی مرضها إلی شهادتها و غسلها و دفنها و بیان العلة فی إخفاء دفنها صلوات اللّٰه علیها 218- 155

«8»- باب تظلّمها صلوات اللّٰه علیها فی القیامة و كیفیّة مجیئها إلی المحشر 227- 219

«9»- باب أولادها و ذریتها و أحوالهم و فضلهم و أنّهم من أولاد الرسول صّلی الّله علیه و آله حقیقة 234- 228

«10»- باب أوقافها و صدقاتها صلوات اللّٰه علیها 236- 235

ص: 372

أبواب تاریخ الإمامین الهمامین الحسن و الحسین علیهما السلام

«11»- باب ولادتهما و أسمائهما و عللها و نقش خواتیمهما صلوات اللّٰه علیهما 260- 237

«12»- باب فضائلهما و مناقبهما و النصوص علیهما صلوات اللّٰه علیهما 317- 261

«13»- باب مكارم أخلاقهما صلوات اللّٰه علیهما و إقرار المخالف و المؤالف بفضلهما 321- 318

أبواب ما یختصّ بالإمام الزكیّ سیّد شباب أهل الجنة الحسن بن علی علیهما السلام

«14»- باب النص علیه صلوات اللّٰه علیه 322

«15»- باب معجزاته صلوات اللّٰه علیه 330- 323

«16»- باب مكارم أخلاقه [و عمله] و علمه و فضله و شرفه و جلالته و نوادر احتجاجاته صلوات اللّٰه علیه 385- 331

«17»- باب خطبه بعد شهادة أبیه و بیعة الناس له 364- 359

ص: 373

ص: 374

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 375

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.