بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 42: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كَانَتِ الْفِتْنَةُ قَائِمَةً بَیْنَ الْعَبَّاسِیِّینَ وَ الطَّالِبِیِّینَ بِالْكُوفَةِ حَتَّی قُتِلَ سَبْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا عَبَّاسِیّاً وَ غَضِبَ الْخَلِیفَةُ الْقَادِرُ وَ اسْتَنْهَضَ الْمَلِكَ شَرَفَ الدَّوْلَةِ أَبَا عَلِیٍّ حَتَّی یَسِیرَ إِلَی الْكُوفَةِ وَ یَسْتَأْصِلَ بِهَا(1) مِنَ الطَّالِبِیِّینَ وَ یَفْعَلَ كَذَا وَ كَذَا بِهِمْ وَ بِنِسَائِهِمْ وَ بَنَاتِهِمْ وَ كَتَبَ مِنْ بَغْدَادَ هَذَا الْخَبَرَ عَلَی طُیُورٍ إِلَیْهِمْ وَ عَرَّفُوهُمْ مَا قَالَ الْقَادِرُ فَفَزِعُوا وَ تَعَلَّقُوا بِبَنِی خَفَاجَةَ فَرَأَتِ امْرَأَةٌ عَبَّاسِیَّةٌ فِی مَنَامِهَا كَأَنَّ فَارِساً عَلَی فَرَسٍ أَشْهَبَ وَ بِیَدِهِ رُمْحٌ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَسَأَلَتْ عَنْهُ فَقِیلَ لَهَا هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَ مَنْ عَزَمَ عَلَی قَتْلِ الطَّالِبِیِّینَ فَأَخْبَرَتِ النَّاسَ فَشَاعَ مَنَامُهَا فِی الْبَلَدِ وَ سَقَطَ الطَّائِرُ بِكِتَابٍ مِنْ بَغْدَادَ بِأَنَّ الْمَلِكَ شَرَفَ الدَّوْلَةِ بَاتَ عَازِماً عَلَی الْمَسِیرِ إِلَی الْكُوفَةِ- فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّیْلُ مَاتَ فَجْأَةً وَ تَفَرَّقَتِ الْعَسَاكِرُ وَ فَزِعَ الْقَادِرُ(2).
«2»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّالِحُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ هَارُونَ الْمُنَجِّمُ: أَنَّ الْخَلِیفَةَ الرَّاضِیَ كَانَ یُجَادِلُنِی كَثِیراً عَلَی خَطَإِ عَلِیٍّ فِیمَا دَبَّرَ فِی أَمْرِهِ مَعَ مُعَاوِیَةَ قَالَ فَأَوْضَحْتُ لَهُ الْحُجَّةَ أَنَّ هَذَا لَا یَجُوزُ عَلَی عَلِیٍّ وَ أَنَّهُ علیه السلام لَمْ یَعْمَلْ إِلَّا الصَّوَابَ فَلَمْ یَقْبَلْ مِنِّی هَذَا الْقَوْلَ وَ خَرَجَ إِلَیْنَا فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ یَنْهَانَا عَنِ الْخَوْضِ فِی مِثْلِ ذَلِكَ وَ حَدَّثَنَا أَنَّهُ رَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّهُ خَارِجٌ مِنْ دَارِهِ یُرِیدُ بَعْضَ مُتَنَزَّهَاتِهِ فَرُفِعَ
إِلَیْهِ رَجُلٌ قَصِیرٌ رَأْسُهُ رَأْسُ كَلْبٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِیلَ لَهُ هَذَا الرَّجُلُ كَانَ یُخَطِّئُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَعَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ عِبْرَةً لِی وَ لِأَمْثَالِی فَتُبْتُ إِلَی اللَّهِ.
«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتِیِ (1) قَالَ: خَرَجْتُ فِی طَلَبِ الْعِلْمِ فَدَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَصِرْتُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ صَاحِبِ عَبَّادَانَ فَقُلْتُ إِنِّی رَجُلٌ غَرِیبٌ أَتَیْتُكَ مِنْ بَلَدٍ بَعِیدٍ لِأَقْتَبِسَ مِنْ عِلْمِكَ شَیْئاً قَالَ مَنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ سِجِسْتَانَ قَالَ مِنْ بَلَدِ الْخَوَارِجِ قُلْتُ لَوْ كُنْتُ خَارِجِیّاً مَا طَلَبْتُ عِلْمَكَ قَالَ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِحَدِیثٍ حَسَنٍ إِذَا أَتَیْتَ بِلَادَكَ تُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ قُلْتُ بَلَی قَالَ كَانَ لِی جَارٌ مِنَ الْمُتَعَبِّدِینَ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَ كُفِّنَ وَ دُفِنَ قَالَ مَرَرْتُ بِحَوْضِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَی شَفِیرِ الْحَوْضِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام یَسْقِیَانِ الْأُمَّةَ الْمَاءَ فَاسْتَسْقَیْتُهُمَا فَأَبَیَا أَنْ یَسْقِیَانِی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی مِنْ أُمَّتِكَ قَالَ وَ إِنْ قَصَدْتَ عَلِیّاً لَا یَسْقِیكَ فَبَكَیْتُ وَ قُلْتُ أَنَا مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ قَالَ لَكَ جَارٌ یَلْعَنُ عَلِیّاً وَ لَمْ تَنْهَهُ قُلْتُ إِنِّی ضَعِیفٌ لَیْسَ لِی قُوَّةٌ وَ هُوَ مِنْ حَاشِیَةِ السُّلْطَانِ قَالَ فَأَخْرَجَ النَّبِیُّ سِكِّیناً وَ قَالَ امْضِ وَ اذْبَحْهُ فَأَخَذْتُ السِّكِّینَ وَ صِرْتُ إِلَی دَارِهِ فَوَجَدْتُ الْبَابَ مَفْتُوحاً فَدَخَلْتُ فَأَصَبْتُهُ نَائِماً فَذَبَحْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْتُ قَدْ ذَبَحْتُهُ وَ هَذِهِ السِّكِّینُ مُلَطَّخَةٌ بِدَمِهِ قَالَ هَاتِهَا ثُمَّ قَالَ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام اسْقِهِ مَاءً فَلَمَّا أَضَاءَ الصُّبْحُ سَمِعْتُ صُرَاخاً فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِیلَ إِنَّ فُلَاناً وُجِدَ عَلَی فِرَاشِهِ مَذْبُوحاً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ قَبَضَ أَمِیرُ الْبَلَدِ عَلَی جِیرَانِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ اتَّقِ اللَّهَ إِنَّ الْقَوْمَ بُرَءَاءُ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الرُّؤْیَا فَخَلَّی عَنْهُمْ.
ص: 2
«4»- أَقُولُ: وَ أَخْبَرَنِی بِهَذَا الْخَبَرِ شَیْخِی وَ وَالِدِیَ الْعَلَّامَةُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنِ السَّیِّدِ حُسَیْنِ بْنِ حَیْدَرٍ الْحُسَیْنِیِّ الْكَرَكِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الْجَلِیلُ بَهَاءُ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ الْعَامِلِیُّ فِی أَصْفَهَانَ ثَانِیَ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ تِسْعِینَ وَ تِسْعِمِائَةٍ وَ أَخْبَرَنِی أَیْضاً فِی السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ أَلْفٍ وَ ثَلَاثٍ فِی النَّجَفِ الْأَشْرَفِ تُجَاهَ الضَّرِیحِ الْمُقَدَّسِ قِرَاءَةً وَ إِجَازَةً قَالَ أَخْبَرَنِی وَالِدِی الشَّیْخُ حُسَیْنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ فِی یَوْمِ الثَّلَاثَاءِ ثَانِیَ شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَی وَ تِسْعِینَ وَ تِسْعِمِائَةٍ بِدَارِنَا فِی الْمَشْهَدِ الْمُقَدَّسِ الرَّضَوِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَی مُشَرِّفِهِ عَنِ الشَّیْخَیْنِ الْجَلِیلَیْنِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكَرَكِیِّ وَ الشَّیْخِ زَیْنِ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُمَا عَنِ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَالِی الْمَیْسِیِّ عَنِ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَذِّنِ الْجِزِّینِیِّ عَنِ الشَّیْخِ ضِیَاءِ الدِّینِ عَلِیٍّ عَنْ وَالِدِهِ الشَّهِیدِ السَّعِیدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّیٍّ عَنِ السَّیِّدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَعْرَجِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیٍّ عَنْ شَیْخِهِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ السَّیِّدِ فَخَارِ بْنِ مَعَدٍّ بْنِ فَخَارٍ الْمُوسَوِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ نَاصِرٍ الْبُسْتُقِیِّ عَنِ الْقَاضِی أَبِی مُحَمَّدٍ السَّمَنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَّانِ السُّكَّرِیِ (1) قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی أَرْضِ الْعِرَاقِ فِی طَلَبِ الْحَدِیثِ فَوَصَلْتُ عَبَّادَانَ فَدَخَلْتُ عَلَی شَیْخِهَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ شَیْخِ عَبَّادَانَ وَ رَأْسِ الْمُطَّوِّعَةِ فَقُلْتُ لَهُ یَا شَیْخُ أَنَا رَجُلٌ غَرِیبٌ أَتَیْتُ مِنْ بَلَدٍ بَعِیدٍ أَلْتَمِسُ مِنْ عِلْمِكَ فَقَالَ مِنْ أَیْنَ أَتَیْتَ فَقُلْتُ مِنْ جِهِسْتَانَ (2) فَقَالَ مِنْ بَلَدِ الْخَوَارِجِ لَعَلَّكَ خَارِجِیٌّ فَقُلْتُ لَوْ كُنْتُ خَارِجاً لَمْ أَشْتَرِ عِلْمَكَ بِدَانِقٍ فَقَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ حَدِیثاً طَرِیفاً إِذَا مَضَیْتَ إِلَی بِلَادِكَ تَحَدَّثْتَ بِهِ فَقُلْتُ بَلَی یَا شَیْخُ فَقَالَ كَانَ لِی جَارٌ مِنَ الْمُتَزَهِّدِینَ الْمُتَنَسِّكِینَ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّهُ مَاتَ وَ نُشِرَ وَ حُوسِبَ وَ جُوِّزَ الصِّرَاطَ وَ أَتَی حَوْضَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع
یَسْقِیَانِ قَالَ فَاسْتَقَیْتُ الْحَسَنَ فَلَمْ یَسْقِنِی وَ اسْتَقَیْتُ الْحُسَیْنَ فَلَمْ یَسْقِنِی فَقَرُبْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ وَ قَدِ اسْتَقَیْتُ الْحَسَنَ فَلَمْ یَسْقِنِی وَ اسْتَقَیْتُ الْحُسَیْنَ فَلَمْ یَسْقِنِی فَصَاحَ
ص: 3
الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَعْلَی صَوْتِهِ لَا تَسْقِیَاهُ لَا تَسْقِیَاهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ مَا بَدَّلْتُ وَ لَا غَیَّرْتُ قَالَ بَلَی لَكَ جَارٌ یَلْعَنُ عَلِیّاً وَ یَسْتَنْقِصُهُ لَمْ تَنْهَهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ رَجُلٌ یَغْتَرُّ بِالدُّنْیَا وَ أَنَا رَجُلٌ فَقِیرٌ لَا طَاقَةَ لِی بِهِ قَالَ فَأَخْرَجَ الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله سِكِّیناً مَسْلُولَةً وَ قَالَ اذْهَبْ فَاذْبَحْهُ بِهَا فَأَتَیْتُ بَابَ الرَّجُلِ فَوَجَدْتُهُ مَفْتُوحاً فَصَعِدْتُ الدَّرَجَةَ(1) فَوَجَدْتُهُ مُلْقًی عَلَی سَرِیرِهِ فَذَبَحْتُهُ وَ أَتَیْتُ بِالسِّكِّینِ مُلَطَّخَةً بِالدَّمِ فَأَعْطَیْتُهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَهَا وَ قَالَ اسْقِیَاهُ فَتَنَاوَلْتُ الْكَأْسَ فَلَا أَدْرِی أَ شَرِبْتُهَا أَمْ لَا وَ انْتَبَهْتُ فَزِعاً مَرْعُوباً فَفَزِعْتُ (2)
إِلَی الْوُضُوءِ وَ صَلَّیْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ وَضَعْتُ رَأْسِی وَ نِمْتُ وَ سَمِعْتُ (3) الصِّیَاحَ فِی جِوَارِی فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَالِ فَقِیلَ إِنَّ فُلَاناً وُجِدَ عَلَی سَرِیرِهِ مَذْبُوحاً فَمَا مَكَثْتُ حَتَّی أَتَی الْأَمِیرُ وَ الْحَرَسُ فَأَخَذُوا الْجِیرَانَ فَقُلْتُ أَنَا ذَبَحْتُ الرَّجُلَ وَ لَا یَسَعُنِی أَنْ أَكْتُمَ فَمَضَیْتُ إِلَی الْأَمِیرِ فَقُلْتُ أَنَا ذَبَحْتُ الرَّجُلَ فقَالَ لَسْتَ مُتَّهَماً عَلَی مِثْلِ هَذَا فَقَصَصْتُ الرُّؤْیَا عَلَیْهِ وَ قُلْتُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ إِنْ صَحَّحَهَا اللَّهُ فَمَا ذَنْبِی وَ مَا ذَنْبُ هَؤُلَاءِ فَقَالَ الْأَمِیرُ أَحْسَنَ اللَّهُ جَزَاكَ أَنْتَ بَرِی ءٌ وَ الْقَوْمُ بُرَآءُ قَالَ الشَّیْخُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَّانُ فَلَمْ أَسْمَعْ بِالْعِرَاقِ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْحَدِیثِ.
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ذكر الفضل بن شاذان فی كتابه الذی نقض به علی ابن كرّام قال روی عثمان بن عفّان عن محمد بن عباد البصری: و ذكر نحوه (4).
«5»- أَقُولُ (5) ذَكَرَ الْعَلَّامَةُ الْحِلِّیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی إِجَازَتِهِ الْكَبِیرَةِ عَنْ تَاجِ
ص: 4
الدِّینِ الْحَسَنِ بْنِ الدَّرْبِیِّ عَنْ أَبِی الْفَائِزِ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَارَوَیْهِ فِی سَنَةِ إِحْدَی وَ تِسْعِینَ وَ خَمْسِمِائَةٍ عَنْ أَبِی الْبَقَاءِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ نَمَا عَنْ أَبِی الْبَقَاءِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ نَاصِرِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَسْعَدِ عَنِ الرَّئِیسِ أَبِی الْبَقَاءِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُزَرِّعِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ قَالَ: عَزَمْتُ الْحَجَّ فَأَتَیْتُ الْأَمِیرَ حُسَامَ الدَّوْلَةِ الْمُقَلَّدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ- وَ هُوَ أَمِیرُنَا یَوْمَئِذٍ فَوَدَّعْتُهُ وَ عَرَضْتُ الْحَاجَةَ عَلَیْهِ فَاسْتَخْلَی بِی وَ أَحْضَرَ لِی مُصْحَفاً فَحَلَّفَنِی بِهِ إِلَّا بَلَّغْتُ رِسَالَتَهُ وَ حَلَفَ بِهِ لَوْ ظَهَرَ هَذَا الْخَبَرُ لَأَقْتُلَنَّكَ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ إِذَا أَتَیْتَ الْمَدِینَةَ فَقِفْ عِنْدَ قَبْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قُلْ یَا مُحَمَّدُ قُلْتَ وَ صَنَعْتَ وَ مَوَّهْتَ عَلَی النَّاسِ (1) فِی حَیَاتِكَ لِمَ أَمَرْتَهُمْ بِزِیَارَتِكَ بَعْدَ مَمَاتِكَ وَ كَلَامٌ نَحْوُ هَذَا فَسُقِطَ فِی یَدِی (2) لِمَ أَتَیْتُهُ وَ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُ یَرَی رَأْیَ الْكُفَّارِ فَحَجَجْتُ وَ عُدْتُ حَتَّی أَتَیْتُ الْمَدِینَةَ وَ زُرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِبْتُهُ (3) أَنْ أَقُولَ مَا قَالَ لِی وَ بَقِیتُ أَیَّاماً حَتَّی إِذَا كَانَ لَیْلَةُ مَسِیرِنَا فَذَكَرْتُ یَمِینِی بِالْمُصْحَفِ فَوَقَفْتُ أَمَامَ الْقَبْرِ وَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَاكِی الْكُفْرِ لَیْسَ بِكَافِرٍ قَالَ لِی الْمُقَلَّدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ اسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ وَ فَزِعْتُ عَنْهُ فَأَتَیْتُ رَحْلِی وَ رُفَاقَتِی وَ رَمَیْتُ بِنَفْسِی وَ تَدَبَّرْتُ (4) وَ حِرْتُ كَالْمَجْهُودِ فَلَمَّا أَنْ تَهَوَّرَ اللَّیْلُ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً- وَ بِیَدِ عَلِیٍّ سَیْفٌ وَ بَیْنَهُمَا رَجُلٌ نَائِمٌ عَلَیْهِ إِزَارٌ رَقِیقٌ أَبْیَضُ بِطِرَازٍ أَحْمَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فُلَانُ اكْشِفْ عَنْ وَجْهِهِ فَكَشَفْتُهُ فَقَالَ تَعْرِفُهُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَنْ هُوَ قُلْتُ الْمُقَلَّدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ قَالَ یَا عَلِیُّ اذْبَحْهُ فَأَمَرَّ السَّیْفَ عَلَی نَحْرِهِ وَ ذَبَحَهُ وَ رَفَعَهُ فَمَسَحَهُ بِالْإِزَارِ الَّذِی عَلَی صَدْرِهِ مَسْحَتَیْنِ فَأَثَّرَ الدَّمُ فِیهِ خَطَّیْنِ فَانْتَبَهْتُ مَرْعُوباً وَ لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُ أَحَداً فَتَدَاخَلَنِی أَمْرٌ عَظِیمٌ حَتَّی أَخْبَرْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِی وَ كَتَبْتُ شَرْحَ الْمَنَامِ وَ أَرَّخْتُ اللَّیْلَةَ وَ لَمْ نُعْلِمْ بِهِ ثَالِثاً حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی الْكُوفَةِ سَمِعْنَا الْخَبَرَ أَنَّ الْأَمِیرَ قَدْ قُتِلَ وَ أَصْبَحَ مَذْبُوحاً فِی فِرَاشِهِ فَسَأَلْنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلَی الْمَوْصِلِ عَنْ خَبَرِهِ
ص: 5
فَلَمْ یَزِدْ أَحَدٌ غَیْرَ أَنَّهُ أَصْبَحَ مَذْبُوحاً فَسَأَلْنَا عَنِ اللَّیْلَةِ الَّتِی ذُبِحَ فِیهَا فَإِذَا هِیَ اللَّیْلَةُ الَّتِی أَرَّخْنَاهَا بِالْمَدِینَةِ مَعَ صَاحِبِی فَكَانَ مُوَافِقاً ثُمَّ قُلْنَا قَدْ بَقِیَ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ الْإِزَارُ وَ الدَّمُ عَلَیْهِ فَسَأَلْنَا عَمَّنْ غَسَّلَهُ فَأُرْشِدْنَا إِلَیْهِ فَسَأَلْنَاهُ فَأَخْرَجَ لَنَا مَا أَخَذَ مِنْ ثِیَابِهِ حِینَ غَسَّلَهُ وَ الْإِزَارَ الْأَبْیَضَ الْمُطَرَّزَ بِالْأَحْمَرِ وَ فِیهِ الْخَطَّانِ بِالدَّمِ (1).
بیان: تهوّر اللیل ذهب أو ولّی أكثره.
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَافِظِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ یَحْیَی بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَائِبٍ عَنْ أَبِیهَا قَالَ: جَمَعَ زِیَادُ بْنُ أَبِیهِ شُیُوخَ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَ أَشْرَافَهُمْ فِی مَسْجِدِ الرَّحْبَةِ لِسَبِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ وَ كُنْتُ فِیهِمْ وَ كَانَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فِی أَمْرٍ عَظِیمٍ فَغَلَبَتْنِی عَیْنَایَ فَنِمْتُ فَرَأَیْتُ فِی النَّوْمِ شَیْئاً طَوِیلًا طَوِیلَ الْعُنُقِ أَهْدَلَ أَهْدَبَ (2) فَقُلْتُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ قُلْتُ وَ مَا النَّقَّادُ قَالَ طَاعُونٌ بُعِثْتُ إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْقَصْرِ لِأَجْتَثَّهُ (3) مِنْ جَدِیدِ الْأَرْضِ كَمَا عَتَا(4) وَ حَاوَلَ مَا لَیْسَ لَهُ بِحَقٍّ قَالَ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً وَ أَنَا فِی جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِی فَقُلْتُ هَلْ رَأَیْتُمْ مَا رَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْهُمْ رَأَیْنَا كَیْتَ وَ كَیْتَ بِالصِّفَةِ وَ قَالَ الْبَاقُونَ مَا رَأَیْنَا شَیْئاً فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنْ دَارِ زِیَادٍ فَقَالَ یَا هَؤُلَاءِ انْصَرِفُوا فَإِنَّ الْأَمِیرَ عَنْكُمْ مَشْغُولٌ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ خَبَرِهِ فَخَبَّرَنَا أَنَّهُ طُعِنَ فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ فَمَا تَفَرَّقْنَا حَتَّی سَمِعْنَا الْوَاعِیَةَ عَلَیْهِ فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ فِی ذَلِكَ
ص: 6
قَدْ جَشَّمَ النَّاسَ أَمْراً ضَاقَ ذَرْعُهُمْ (1)***بِحَمْلِهِ حِینَ نَادَاهُمْ إِلَی الرَّحَبَةِ
یَدْعُو عَلَی نَاصِرِ الْإِسْلَامِ حِینَ یَرَی***لَهُ عَلَی الْمُشْرِكِینَ الطُّولَ وَ الْغَلَبَةَ
مَا كَانَ مُنْتَهِیاً عَمَّا أَرَادَ بِنَا***حَتَّی تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ
فَأَسْقَطَ الشَّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةً عَجَباً***كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبَ الرَّحَبَةِ(2).
«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ بِالْمَدِینَةِ رَجُلٌ نَاصِبِیٌّ ثُمَّ تَشَیَّعَ بَعْدَ ذَلِكَ فَسُئِلَ عَنِ السَّبَبِ فِی ذَلِكَ فَقَالَ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ لِی لَوْ حَضَرْتَ صِفِّینَ مَعَ مَنْ كُنْتَ تُقَاتِلُ قَالَ فَأَطْرَقْتُ أُفَكِّرُ فَقَالَ علیه السلام یَا خَسِیسُ هَذِهِ مَسْأَلَةٌ تَحْتَاجُ إِلَی هَذَا الْفِكْرِ الْعَظِیمِ أَعْطُوا قَفَاهُ فَصُفِقْتُ (3) حَتَّی انْتَبَهْتُ وَ قَدْ وَرِمَ قَفَایَ فَرَجَعْتُ عَمَّا كُنْتُ عَلَیْهِ (4).
«8»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ یُكَنَّی بِأَبِی جَعْفَرٍ وَ كَانَ حَسَنَ الْمُعَامَلَةِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَتَاهُ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ یَطْلُبُ مِنْهُ شَیْئاً أَعْطَاهُ وَ یَقُولُ لِغُلَامِهِ یَا هَذَا اكْتُبْ هَذَا مَا أَخَذَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- وَ بَقِیَ عَلَی ذَلِكَ زَمَاناً ثُمَّ قَعَدَ بِهِ الْوَقْتُ وَ افْتَقَرَ فَنَظَرَ یَوْماً فِی حِسَابِهِ فَجَعَلَ كُلَّ مَا هُوَ عَلَیْهِ اسْمَ حَیٍّ مِنْ غُرَمَائِهِ بَعَثَ إِلَیْهِ یُطَالِبُهُ وَ مَنْ مَاتَ ضَرَبَ عَلَی اسْمِهِ فَبَیْنَا هُوَ جَالِسٌ عَلَی بَابِ دَارِهِ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ مَا فَعَلَ بِمَالِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ غَمّاً شَدِیداً وَ دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّیْلُ رَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام یَمْشِیَانِ أَمَامَهُ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ أَبُوكُمَا فَأَجَابَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ وَرَائِهِ هَا أَنَا ذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ لِمَ لَا تَدْفَعُ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ حَقَّهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا حَقُّهُ قَدْ جِئْتُ بِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ادْفَعْهُ إِلَیْهِ فَأَعْطَاهُ كِیساً مِنْ صُوفٍ أَبْیَضَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا حَقُّكَ فَخُذْهُ فَلَا تَمْنَعْ مَنْ جَاءَكَ مِنْ وُلْدِی یَطْلُبُ شَیْئاً فَإِنَّهُ لَا فَقْرَ عَلَیْكَ بَعْدَ هَذَا قَالَ الرَّجُلُ فَانْتَبَهْتُ وَ الْكِیسُ فِی
ص: 7
یَدِی فَنَادَیْتُ زَوْجَتِی وَ قُلْتُ لَهَا هَاكِ فَنَاوَلْتُهَا الْكِیسَ فَإِذَا فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ فَقَالَتْ لِی یَا ذَا الرَّجُلُ اتَّقِ اللَّهَ تَعَالَی وَ لَا یَحْمِلُكَ الْفَقْرُ عَلَی أَخْذِ مَا لَا تَسْتَحِقُّهُ وَ إِنْ كُنْتَ خَدَعْتَ بَعْضَ التُّجَّارِ عَلَی مَالِهِ فَارْدُدْهُ إِلَیْهِ فَحَدَّثْتُهَا بِالْحَدِیثِ فَقَالَتْ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَأَرِنِی حِسَابَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَحْضَرَ الدُّسْتُورَ وَ فَتَحَهُ فَلَمْ یَجِدْ فِیهِ شَیْئاً مِنَ الْكِتَابَةِ بِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَی (1).
أقول: روی فی كتاب صفوة الأخبار عن جابر بن عبد اللّٰه الأنصاری: مثله (2).
«9»- فض، [كتاب الروضة] مِنَ الْمَسْمُوعَاتِ بِوَاسِطَ فِی سَنَةِ اثْنَیْنِ وَ خَمْسِینَ وَ سِتِّ مِائَةٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ: أَنَّ ابْنَ سَلَامَةَ الْقَزَّازَ حَیْثُ ذَهَبَتْ عَیْنُهُ الْیُمْنَی وَ كَانَ عَلَیْهِ دَیْنٌ لِشَخْصٍ یُعْرَفُ بِابْنِ حَنْظَلَةَ الْفَزَارِیِّ- فَأَلَحَّ عَلَیْهِ بِالْمُطَالَبَةِ وَ هُوَ مُعْسِرٌ فَشَكَا حَالَهُ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی وَ اسْتَجَارَ بِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ اللَّیَالِی رَأَی فِی مَنَامِهِ عِزَّ الدِّینِ أَبَا الْمَعَالِی ابْنَ طَبِیبِیٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ فَدَنَا مِنْهُ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ هَذَا مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَ قَالَ لَهُ یَا مَوْلَایَ هَذِهِ عَیْنِیَ الْیُمْنَی قَدْ ذَهَبَتْ فَقَالَ لَهُ یَرُدُّهَا اللَّهُ عَلَیْكَ وَ مَدَّ یَدَهُ الْكَرِیمَةَ إِلَیْهَا وَ قَالَ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ فَرَجَعَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدْ شَاهَدَ ذَلِكَ كُلُّ مَنْ فِی وَاسِطَ وَ الرَّجُلُ مَوْجُودٌ بِهَا(3).
«10»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَی بَنِی تَمِیمٍ عَنْ شَیْخٍ الْقَارُونِیِّ مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ قَدِ اسْوَدَّ وَجْهُهُ وَ هُوَ یُغَطِّیهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ قَدْ جَعَلْتُ عَلَیَّ لِلَّهِ أَنْ لَا یَسْأَلَنِی أَحَدٌ عَنْ ذَلِكَ الْأَذَی إِلَّا أَجَبْتُهُ وَ أَخْبَرْتُهُ إِنِّی كُنْتُ شَدِیدَ الْوَقِیعَةِ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَثِیرَ السَّبِّ لَهُ فَبَیْنَمَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ مِنَ اللَّیَالِی نَائِمٌ إِذْ أَتَانِی آتٍ فِی مَنَامِی فَقَالَ أَنْتَ صَاحِبُ الْوَقِیعَةِ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- قُلْتُ بَلَی فَضَرَبَ
ص: 8
وَجْهِی وَ قَالَ سَوَّدَ اللَّهُ فَاسْوَدَّ كَمَا تَرَی (1).
«11»- مِنْ كِتَابِ صَفْوَةِ الْأَخْبَارِ رَوَی الْأَعْمَشُ قَالَ: رَأَیْتُ جَارِیَةً سَوْدَاءَ تَسْقِی الْمَاءَ وَ هِیَ تَقُولُ اشْرَبُوا حُبّاً لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ كَانَتْ عَمْیَاءَ قَالَ ثُمَّ أَتَیْتُهَا بِمَكَّةَ بَصِیرَةً تَسْقِی الْمَاءَ وَ هِیَ تَقُولُ اشْرَبُوا حُبّاً لِمَنْ رَدَّ اللَّهُ عَلَیَّ بَصَرِی بِهِ فَقُلْتُ یَا جَارِیَةُ رَأَیْتُكِ فِی الْمَدِینَةِ ضَرِیرَةً تَقُولِینَ اشْرَبُوا حُبّاً لِمَوْلَایَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَنْتِ الْیَوْمَ بَصِیرَةٌ فَمَا شَأْنُكِ قَالَتْ بِأَبِی أَنْتَ إِنِّی رَأَیْتُ رَجُلًا قَالَ یَا جَارِیَةُ أَنْتِ مَوْلَاةٌ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مُحِبَّتُهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَرُدَّ عَلَیْهَا بَصَرَهَا فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَیَّ بَصَرِی فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ قَالَ أَنَا الْخَضِرُ وَ أَنَا مِنْ شِیعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).
«12»- مِنْ كِتَابِ كَشْفِ الْیَقِینِ لِلْعَلَّامَةِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ عَنِ الْأَرْبَعِینِ قَالَ: إِنَّ الشَّاعِرَ الْبَبَّغَاءَ(3)
وَفَدَ عَلَی بَعْضِ الْمُلُوكِ وَ كَانَ یَفِدُ عَلَیْهِ فِی كُلِّ سَنَةٍ فَوَجَدَهُ فِی الصَّیْدِ فَكَتَبَ وَزِیرُ الْمَلِكِ یُخْبِرُ بِقُدُومِهِ فَأَمَرَهُ بِأَنْ یُسْكِنَهُ فِی بَعْضِ دُورِهِ وَ كَانَ عَلَی تِلْكَ الدَّارِ غُرْفَةٌ كَانَ الْبَبَّغَاءُ یَبِیتُ كُلَّ لَیْلَةٍ فِیهَا وَ لَهَا مَطْلَعٌ إِلَی الدَّرْبِ وَ كَانَ كُلَّ لَیْلَةٍ یَخْرُجُ الْحَارِسُ (4)
بَعْدَ نِصْفِ اللَّیْلِ فَیَصِیحُ بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا غَافِلِینَ اذْكُرُوا اللَّهَ ثُمَّ یَسُبُّ عَلِیّاً وَ كَانَ الشَّاعِرُ الْبَبَّغَاءُ یَنْزَعِجُ لِصَوْتِهِ فَاتَّفَقَ فِی بَعْضِ اللَّیَالِی أَنَّ الشَّاعِرَ رَأَی فِی مَنَامِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ جَاءَ هُوَ وَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی ذَلِكَ الدَّرْبِ وَ وَجَدَ الْحَارِسَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام اصْفِقْهُ (5)
فَلَهُ الْیَوْمَ أَرْبَعُونَ سَنَةً یَسُبُّكَ فَضَرَبَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَیْنَ كَتِفَیْهِ فَانْتَبَهَ الشَّاعِرُ مُنْزَعِجاً مِنَ الْمَنَامِ ثُمَّ انْتَظَرَ الصَّوْتَ الَّذِی كَانَ مِنَ الْحَارِسِ كُلَّ وَقْتٍ فَلَمْ یَسْمَعْهُ فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ رَأَی صِیَاحاً وَ رِجَالًا قَدْ أَقْبَلُوا إِلَی دَارِ الْحَارِثِ فَسَأَلَهُمُ الْخَبَرَ فَقَالُوا
ص: 9
لَهُ : إِنَّ الْحَارِسَ حَصَلَ لَهُ بَیْنَ كَتِفَیْهِ ضَرْبَةٌ بِقَدْرِ الْكَفِّ وَ هِیَ تَنْشَقُّ وَ تَمْنَعُهُ الْقَرَارَ فَلَمْ یَكُنْ وَقْتَ الصَّبَاحِ إِلَّا وَ قَدْ مَاتَ وَ شَاهَدَهُ بِهَذِهِ الْحَالِ أَرْبَعُونَ نَفْساً(1)
وَ كَانَ بِبَلَدِ الْمَوْصِلِ شَخْصٌ یُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حُمْدُونِ (2) بْنِ الْحَارِثِ الْعَدَوِیُّ- كَانَ شَدِیدَ الْعِنَادِ كَثِیرَ الْبُغْضِ لِمَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَرَادَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَوْصِلِ الْحَجَّ فَجَاءَ إِلَیْهِ یُوَدِّعُهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّی قَدْ عَزَمْتُ (3)
عَلَی الْخُرُوجِ إِلَی الْحَجِّ فَإِنْ كَانَ لَكَ حَاجَةٌ تُعَرِّفُنِی حَتَّی أَقْضِیَهَا لَكَ فَقَالَ إِنَّ لِی حَاجَةً مُهِمَّةً وَ هِیَ سَهْلَةٌ عَلَیْكَ فَقَالَ لَهُ مُرْنِی بِهَا حَتَّی أَفْعَلَهَا فَقَالَ إِذَا قَضَیْتَ الْحَجَّ وَ وَرَدْتَ الْمَدِینَةَ وَ زُرْتَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَاطِبْهُ عَنِّی وَ قُلْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَعْجَبَكَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- حَتَّی تَزَوَّجْتَهُ (4) بِابْنَتِكَ عِظَمُ بَطْنِهِ أَوْ دِقَّةُ سَاقِهِ أَوْ صَلَعَةُ رَأْسِهِ وَ حَلَّفَهُ وَ عَزَمَ عَلَیْهِ أَنْ یُبْلِغَهُ هَذَا الْكَلَامَ فَلَمَّا وَرَدَ الْمَدِینَةَ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ أُنْسِیَ تِلْكَ الْوَصِیَّةَ فَرَأَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَنَامِهِ فَقَالَ لَهُ أَ لَا تُبْلِغُ وَصِیَّةَ فُلَانٍ إِلَیْكَ فَانْتَبَهَ وَ مَشَی لِوَقْتِهِ إِلَی الْقَبْرِ الْمُقَدَّسِ وَ خَاطَبَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا أَمَرَهُ (5) ذَلِكَ الرَّجُلُ بِهِ ثُمَّ نَامَ فَرَأَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخَذَهُ وَ مَشَی هُوَ وَ إِیَّاهُ إِلَی مَنْزِلِ ذَلِكَ الرَّجُلِ وَ فَتَحَ الْأَبْوَابَ وَ أَخَذَ مُدْیَةً(6)
فَذَبَحَهُ علیه السلام بِهَا ثُمَّ مَسَحَ الْمُدْیَةَ بِمِلْحَفَةٍ كَانَتْ عَلَیْهِ ثُمَّ أَتَی سَقْفَ بَابِ الدَّارِ(7) فَرَفَعَهُ بِیَدِهِ وَ وَضَعَ الْمُدْیَةَ تَحْتَهُ وَ خَرَجَ فَانْتَبَهَ الْحَاجُّ مُنْزَعِجاً مِنْ ذَلِكَ وَ كَتَبَ صُورَةَ الْمَنَامِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ وَ انْتَبَهَ سُلْطَانُ الْمَوْصِلِ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ وَ أَخَذَ الْجِیرَانَ وَ الْمُشْتَبِهِینَ وَ رَمَاهُمْ فِی السِّجْنِ وَ تَعَجَّبَ أَهْلُ الْمَوْصِلِ مِنْ قَتْلِهِ حَیْثُ لَا یَجِدُوا(8) نَقْباً وَ لَا تَسْلِیقاً عَلَی حَائِطٍ وَ لَا بَاباً مَفْتُوحاً وَ لَا قُفْلًا وَ بَقِیَ السُّلْطَانُ مُتَحَیِّراً فِی أَمْرِهِ مَا
ص: 10
یَدْرِی مَا یَصْنَعُ فِی قَضِیَّتِهِ فَإِنَّ وُرُودَ وَاحِدٍ مِنَ الْخَارِجِ مُتَعَذِّرٌ مَعَ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ وَ لَمْ یُسْرَقْ مِنَ الدَّارِ شَیْ ءٌ الْبَتَّةَ وَ لَمْ تَزَلِ الْجِیرَانُ وَ غَیْرُهُمْ فِی السِّجْنِ إِلَی وُرُودِ الْحَاجِ (1)
مِنْ مَكَّةَ فَلَقِیَ الْجِیرَانَ فِی السِّجْنِ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَقِیلَ إِنَّ فِی اللَّیْلَةِ الْفُلَانِیَّةِ وَجَدُوا فُلَاناً مَذْبُوحاً فِی دَارِهِ وَ لَمْ یُعْرَفْ قَاتِلُهُ فَفَكَّرَ(2) وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَخْرِجُوا صُورَةَ الْمَنَامِ فَإِذَا هِیَ لَیْلَةُ الْقَتْلِ ثُمَّ مَشَی هُوَ وَ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ إِلَی دَارِ الْمَقْتُولِ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِ الْمِلْحَفَةِ وَ أَخْبَرَهُمْ بِالدَّمِ فِیهَا فَوَجَدُوهَا كَمَا قَالَ ثُمَّ أَمَرَ بِرَفْعِ الْمُرَدَّمِ (3) فَرُفِعَ فَوَجَدَ السِّكِّینَ تَحْتَهُ فَعَرَفُوا صِدْقَ مَنَامِهِ وَ أُفْرِجَ عَنِ الْمَحْبُوسِینَ وَ رَجَعَ أَهْلُهُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَلْطَافِ اللَّهِ تَعَالَی فِی حَقِّ بَرِیَّتِهِ وَ كَانَ فِی الْحِلَّةِ شَخْصٌ مِنْ أَهْلِ الدِّینِ وَ الصَّلَاحِ مُلَازِمٌ لِتِلَاوَةِ الْكِتَابِ الْعَزِیزِ فَرَجَمَهُ الْجِنُّ فَكَانَ تَأْتِی الْحِجَارَةُ مِنَ الْخَزَائِنِ وَ الرَّوَازِنِ الْمَسْدُودَةِ وَ أَلَحُّوا عَلَیْهِ بِالرَّجْمِ وَ أَضْجَرُوهُ وَ شَاهَدْتُ أَنَا الْمَوْضِعَ الَّتِی (4) كَانَ یَأْتِی الرَّجْمُ مِنْهَا وَ لَمْ یُقَصِّرْ فِی طَلَبِ الْعَزَائِمِ وَ التَّعَاوِیذِ وَ وَضْعِهَا فِی مَنْزِلِهِ وَ قِرَاءَتِهَا فِیهِ وَ لَمْ یَنْقَطِعْ عَنْهُ الرَّجْمُ مُدَّةً فَخَطَرَ بِبَالِهِ أَنَّهُ دَخَلَ وَ وَقَفَ عَلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی كَانَ یَأْتِی الرَّجْمُ مِنْهُ فَخَاطَبَهُمْ وَ هُوَ لَا یَرَاهُمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا عَنِّی لَأَشْكُوَنَّكُمْ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَانْقَطَعَ عَنْهُ الرَّجْمُ فِی الْحَالِ وَ لَمْ یَعُدْ إِلَیْهِ.
وَ نَقَلَ ابْنُ الْجَوْزِیِّ وَ كَانَ حَنْبَلِیَّ الْمَذْهَبِ فِی كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ یَحُجُّ سَنَةً وَ یَغْزُو(5) سَنَةً وَ دَاوَمَ عَلَیْهِ عَلَی ذَلِكَ خَمْسِینَ سَنَةً فَخَرَجَ فِی بَعْضِ سِنِی الْحَجِّ وَ أَخَذَ مَعَهُ خَمْسَمِائَةِ دِینَارٍ إِلَی مَوْقِفِ الْجِمَالِ بِالْكُوفَةِ لِیَشْتَرِیَ
ص: 11
جِمَالًا لِلْحَجِّ فَرَأَی امْرَأَةً عَلَوِیَّةً عَلَی بَعْضِ الْمَزَابِلِ تَنْتِفُ رِیشَ بَطَّةٍ مَیْتَةٍ قَالَ فَتَقَدَّمْتُ إِلَیْهَا فَقُلْتُ وَ لِمَ تَفْعَلِینَ هَذَا فَقَالَتْ یَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَا یَعْنِیكَ قَالَ فَوَقَعَ فِی خَاطِرِی مِنْ كَلَامِهَا شَیْ ءٌ فَأَلْحَحْتُ عَلَیْهَا فَقَالَتْ یَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ أَلْجَأْتَنِی إِلَی كَشْفِ سِرِّی إِلَیْكَ أَنَا امْرَأَةٌ عَلَوِیَّةٌ وَ لِی أَرْبَعُ بَنَاتٍ یَتَامَی مَاتَ أَبُوهُنَّ مِنْ قَرِیبٍ وَ هَذَا الْیَوْمُ الرَّابِعُ مَا أَكَلْنَا شَیْئاً وَ قَدْ حَلَّتْ لَنَا الْمَیْتَةُ فَأَخَذْتُ هَذِهِ الْبَطَّةَ أُصْلِحُهَا وَ أَحْمِلُهَا إِلَی بَنَاتِی یَأْكُلْنَهَا قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَیْحَكَ یَا ابْنَ الْمُبَارَكِ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ فَقُلْتُ افْتَحِی حَجْرَكِ فَفَتَحَتْ فَصَبَبْتُ الدَّنَانِیرَ فِی طَرَفِ إِزَارِهَا وَ هِیَ مُطْرِقَةٌ لَا تَلْتَفِتُ قَالَ وَ مَضَیْتُ إِلَی الْمَنْزِلِ وَ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِی شَهْوَةَ الْحَجِّ فِی ذَلِكَ الْعَامِ ثُمَّ تَجَهَّزْتُ إِلَی بِلَادِی فَأَقَمْتُ حَتَّی حَجَّ النَّاسُ وَ عَادُوا فَخَرَجْتُ أَتَلَقَّی جِیرَانِی وَ أَصْحَابِی فَجَعَلَ كُلُّ مَنْ أَقُولُ لَهُ قَبِلَ اللَّهُ حَجَّكَ وَ شَكَرَ سَعْیَكَ یَقُولُ لِی وَ أَنْتَ قَبِلَ اللَّهُ حَجَّكَ وَ شَكَرَ سَعْیَكَ إِنَّا قَدِ اجْتَمَعْنَا بِكَ فِی مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَیَّ فِی الْقَوْلِ فَبِتُّ مُتَفَكِّراً فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَنَامِ وَ هُوَ یَقُولُ لِی یَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَعْجَبْ فَإِنَّكَ أَغَثْتَ مَلْهُوفَةً مِنْ وُلْدِی فَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَخْلُقَ عَلَی صُورَتِكَ مَلَكاً یَحُجُّ عَنْكَ كُلَّ عَامٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ- فَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَحُجَّ وَ إِنْ شِئْتَ لَا تَحُجُّ.
وَ نَقَلَ ابْنُ الْجَوْزِیِ (1) فِی كِتَابِهِ قَالَ قَرَأْتُ فِی الْمُلْتَقَطِ وَ هُوَ كِتَابٌ لِجَدِّهِ أَبِی الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِیِّ قَالَ: كَانَ بِبَلْخَ رَجُلٌ مِنَ الْعَلَوِیِّینَ نَازِلًا بِهَا وَ لَهُ زَوْجَةٌ وَ بَنَاتٌ فَتُوُفِّیَ قَالَتِ الْمَرْأَةُ فَخَرَجْتُ بِالْبَنَاتِ إِلَی سَمَرْقَنْدَ خَوْفاً مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ اتَّفَقَ وُصُولِی فِی شِدَّةِ الْبَرْدِ فَأَدْخَلْتُ الْبَنَاتِ مَسْجِداً فَمَضَیْتُ لِأَحْتَالَ فِی الْقُوتِ فَرَأَیْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِینَ عَلَی شَیْخٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا هَذَا شَیْخُ الْبَلَدِ فَشَرَحْتُ لَهُ حَالِی فَقَالَ أَقِیمِی عِنْدِی الْبَیِّنَةَ أَنَّكِ عَلَوِیَّةٌ وَ لَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیَّ فَیَئِسْتُ مِنْهُ وَ عُدْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَرَأَیْتُ فِی طَرِیقِی شَیْخاً(2) جَالِساً عَلَی دَكَّةٍ وَ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ فَقُلْتُ:
ص: 12
مَنْ هَذَا فَقَالُوا ضَامِنُ الْبَلَدِ وَ هُوَ مَجُوسِیٌّ فَقُلْتُ عَسَی أَنْ یَكُونَ عِنْدَهُ فَرَجٌ فَحَدَّثْتُهُ حَدِیثِی وَ مَا جَرَی لِی مَعَ الشَّیْخِ (1) فَصَاحَ بِخَادِمٍ لَهُ فَخَرَجَ فَقَالَ قُلْ لِسَیِّدَتِكَ تَلْبَسْ ثِیَابَهَا فَدَخَلَ فَخَرَجَتِ امْرَأَةٌ وَ مَعَهَا جَوَارٍ فَقَالَ لَهَا اذْهَبِی مَعَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْفُلَانِیِّ وَ احْمِلِی بَنَاتِهَا إِلَی الدَّارِ فَجَاءَتْ مَعِی وَ حَمَلَتِ الْبَنَاتِ وَ قَدْ أَفْرَدَ لَنَا دَاراً فِی دَارِهِ وَ أَدْخَلَنَا الْحَمَّامَ وَ كَسَانَا ثِیَاباً فَاخِرَةً وَ جَاءَنَا بِأَلْوَانِ الْأَطْعِمَةِ وَ بِتْنَا بِأَطْیَبِ لَیْلَةٍ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ رَأَی شَیْخُ الْبَلَدِ الْمُسْلِمُ فِی مَنَامِهِ كَانَ الْقِیَامَةُ قَدْ قَامَتْ وَ اللِّوَاءُ عَلَی رَأْسِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِذَا قَصْرٌ مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ فَقَالَ لِمَنْ هَذَا فَقِیلَ لَهُ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مُوَحِّدٍ فَتَقَدَّمَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تُعْرِضُ (2) عَنِّی وَ أَنَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فَقَالَ لَهُ أَقِمِ الْبَیِّنَةَ عِنْدِی أَنَّكَ مُسْلِمٌ فَتَحَیَّرَ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَسِیتَ مَا قُلْتَ لِلْعَلَوِیَّةِ وَ هَذَا الْقَصْرُ لِلشَّیْخِ الَّذِی هِیَ فِی دَارِهِ فَانْتَبَهَ الرَّجُلُ وَ هُوَ یَلْطِمُ وَ یَبْكِی وَ بَعَثَ غِلْمَانَهُ فِی الْبَلَدِ وَ خَرَجَ بِنَفْسِهِ یَدُورُ عَلَی الْعَلَوِیَّةِ فَأُخْبِرَ أَنَّهَا فِی دَارِ الْمَجُوسِیِّ فَجَاءَ إِلَیْهِ فَقَالَ أَیْنَ الْعَلَوِیَّةُ قَالَ عِنْدِی قَالَ أُرِیدُهَا قَالَ مَا إِلَی (3) هَذَا سَبِیلٌ قَالَ هَذِهِ أَلْفُ دِینَارٍ وَ سَلِّمْهُنَّ إِلَیَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ لَا مِائَةَ أَلْفِ دِینَارٍ فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَیْهِ قَالَ الْمَنَامُ الَّذِی رَأَیْتَهُ أَنْتَ رَأَیْتُهُ أَنَا أَیْضاً وَ الْقَصْرُ الَّذِی رَأَیْتَهُ لِی خُلِقَ (4) وَ أَنْتَ تَدَلُّ عَلَیَّ بِإِسْلَامِكَ وَ اللَّهِ مَا نِمْتُ وَ لَا أَحَدٌ فِی دَارِی إِلَّا وَ قَدْ أَسْلَمْنَا كُلُّنَا عَلَی یَدِ الْعَلَوِیَّةِ وَ عَادَ مِنْ بَرَكَاتِهَا عَلَیْنَا وَ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لِی الْقَصْرُ لَكَ وَ لِأَهْلِكَ بِمَا فَعَلْتَ مَعَ الْعَلَوِیَّةِ وَ أَنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَلَقَكُمُ اللَّهُ مُؤْمِنِینَ فِی العدم (5)
[الْقِدَمِ].
ص: 13
وَ نَقَلَ أَیْضاً فِی كِتَابِهِ عَنْ أَبِی الدُّنْیَا: أَنَّ رَجُلًا رَأَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنَامِهِ وَ هُوَ یَقُولُ امْضِ إِلَی فُلَانٍ الْمَجُوسِیِّ وَ قُلْ لَهُ قَدْ أُجِیبَتِ الدَّعْوَةُ فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ مِنْ أَدَاءِ الرِّسَالَةِ لِئَلَّا یَظُنَّ الْمَجُوسِیُّ أَنَّهُ یَتَعَرَّضُ لَهُ وَ كَانَ الرَّجُلُ فِی الدُّنْیَا وَاسِعَةً فَرَأَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَانِیاً وَ ثَالِثاً فَأَصْبَحَ فَأَتَی الْمَجُوسِیَّ وَ قَالَ لَهُ فِی خَلْوَةٍ مِنَ النَّاسِ أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَیْكَ وَ هُوَ یَقُولُ لَكَ قَدْ أَجَبْتُ (1) الدَّعْوَةَ فَقَالَ لَهُ أَ تَعْرِفُنِی فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ إِنِّی أُنْكِرُ دِینَ الْإِسْلَامِ وَ نُبُوَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَنَا أَعْرِفُ هَذَا وَ هُوَ الَّذِی أَرْسَلَنِی إِلَیْكَ مَرَّةً وَ مَرَّةً وَ مَرَّةً فَقَالَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعَا أَهْلَهُ وَ أَصْحَابَهُ وَ قَالَ لَهُمْ كُنْتُ عَلَی ضَلَالٍ وَ قَدْ رَجَعْتُ إِلَی الْحَقِّ فَأَسْلِمُوا فَمَنْ أَسْلَمَ فَمَا فِی یَدِهِ لَهُ وَ مَنْ أَبَی فَلْیَنْزِعْ عَمَّا لِی عِنْدَهُ فَأَسْلَمَ الْقَوْمُ وَ أَهْلُهُ وَ كَانَتِ ابْنَتُهُ مُزَوَّجَةً مِنِ ابْنِهِ فَفَرَّقَ بَیْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَدْرِی مَا الدَّعْوَةُ(2) فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا السَّاعَةَ فَقَالَ لَمَّا زَوَّجْتُ ابْنَتِی صَنَعْتُ طَعَاماً وَ دَعَوْتُ النَّاسَ فَأَجَابُوا وَ كَانَ إِلَی جَانِبِنَا قَوْمٌ أَشْرَافٌ فُقَرَاءُ لَا مَالَ لَهُمْ فَأَمَرْتُ غِلْمَانِی أَنْ یَبْسُطُوا لِی حَصِیراً فِی وَسَطِ الدَّارِ فَسَمِعْتُ صَبِیَّةً تَقُولُ لِأُمِّهَا یَا أُمَّاهْ قَدْ آذَانَا هَذَا الْمَجُوسِیُّ بِرَائِحَةِ طَعَامِهِ فَأَرْسَلْتُ إِلَیْهِنَّ بِطَعَامٍ كَثِیرٍ وَ كِسْوَةٍ وَ دَنَانِیرَ لِلْجَمِیعِ فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَی ذَلِكَ قَالَتِ الصَّبِیَّةُ لِلْبَاقِیَاتِ وَ اللَّهِ مَا نَأْكُلُ حَتَّی نَدْعُوَ لَهُ فَرَفَعْنَ أَیْدِیَهُنَّ وَ قُلْنَ حَشَرَكَ اللَّهُ مَعَ جَدِّنَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّنَ بَعْضُهُنَّ فَتِلْكَ الدَّعْوَةُ الَّتِی أُجِیبَتْ.
وَ نَقَلَ ابْنُ الْجَوْزِیِّ أَیْضاً فِی كِتَابِهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی الْفَرَجِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ الْخَضِیبِ قَالَ: كُنْتُ كَاتِباً لِلسَّیِّدَةِ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ- فَبَیْنَا أَنَا فِی الدِّیوَانِ إِذَا بِخَادِمٍ صَغِیرٍ قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا وَ مَعَهُ كِیسٌ فِیهِ أَلْفُ دِینَارٍ فَقَالَ السَّیِّدَةُ تَقُولُ لَكَ فَرِّقْ هَذَا فِی أَهْلِ الِاسْتِحْقَاقِ فَهُوَ مِنْ أَطْیَبِ مَالِی وَ اكْتُبْ أَسْمَاءَ الَّذِینَ تُفَرِّقُهُ فِیهِمْ حَتَّی إِذَا جَاءَنِی
ص: 14
مِنْ هَذَا الْوَجْهِ شَیْ ءٌ صَرَفْتُهُ إِلَیْهِمْ قَالَ فَمَضَیْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ جَمَعْتُ أَصْحَابِی وَ سَأَلْتُهُمْ عَنِ الْمُسْتَحِقِّینَ فَسَمَّوْا لِی أَشْخَاصاً فَفَرَّقْتُ فِیهِمْ ثَلَاثَمِائَةِ دِینَارٍ وَ بَقِیَ الْبَاقِی بَیْنَ یَدَیَّ إِلَی نِصْفِ اللَّیْلِ وَ إِذَا بِطَارِقٍ یَطْرُقُ الْبَابَ فَسَأَلْتُهُ مَنْ هُوَ فَقَالَ فُلَانٌ الْعَلَوِیُّ وَ كَانَ جَارِی فَأَذِنْتُ لَهُ فَدَخَلَ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ إِنِّی جَائِعٌ فَأَعْطَیْتُهُ مِنْ ذَلِكَ دِینَاراً فَدَخَلْتُ إِلَی زَوْجَتِی فَقَالَتْ مَا الَّذِی عَنَاكَ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَقُلْتُ طَرَقَنِی فِی هَذِهِ السَّاعَةِ طَارِقٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدِی مَا أُطْعِمُهُ فَأَعْطَیْتُهُ دِینَاراً فَأَخَذَهُ وَ شَكَرَ لِی وَ انْصَرَفَ فَخَرَجَتْ زَوْجَتِی وَ هِیَ تَبْكِی وَ تَقُولُ أَ مَا تَسْتَحْیِی یَقْصِدُكَ مِثْلُ هَذَا الرَّجُلِ وَ تُعْطِیهِ دِینَاراً وَ قَدْ عَرَفْتَ اسْتِحْقَاقَهُ أَعْطِهِ الْجَمِیعَ فَوَقَعَ كَلَامُهَا فِی قَلْبِی وَ قُمْتُ خَلْفَهُ فَنَاوَلْتُهُ الْكِیسَ فَأَخَذَهُ وَ انْصَرَفَ فَلَمَّا عُدْتُ إِلَی الدَّارِ نَدِمْتُ وَ قُلْتُ السَّاعَةَ یَصِلُ الْخَبَرُ إِلَی الْمُتَوَكِّلِ وَ هُوَ یَمْقُتُ الْعَلَوِیِّینَ- فَیَقْتُلُنِی فَقَالَ لِی زَوْجَتِی لَا تَخَفْ وَ اتَّكِلْ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی جَدِّهِمْ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طُرِقَ الْبَابُ وَ الْمَشَاعِلُ فِی أَیْدِی الْخَدَمِ وَ هُمْ یَقُولُونَ أَجِبِ السَّیِّدَةَ فَقُمْتُ مَرْعُوباً وَ كُلَّمَا مَشَیْتُ قَلِیلًا تَوَاتَرَتِ الرُّسُلُ فَوَقَفْتُ عَلَی سِتْرِ السَّیِّدَةِ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ یَا أَحْمَدُ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ جَزَی زَوْجَتَكَ كُنْتُ السَّاعَةَ نَائِمَةً فَجَاءَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ جَزَاكِ اللَّهُ خَیْراً وَ جَزَی زَوْجَةَ ابْنِ الْخَضِیبِ خَیْراً فَمَا مَعْنَی هَذَا فَحَدَّثْتُهَا الْحَدِیثَ وَ هِیَ تَبْكِی فَأَخْرَجَتْ دَنَانِیرَ وَ كِسْوَةً وَ قَالَتْ هَذَا لِلْعَلَوِیِّ وَ هَذَا لِزَوْجَتِكَ وَ هَذَا لَكَ وَ كَانَ ذَلِكَ یُسَاوِی مِائَةَ(1)
أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَخَذْتُ الْمَالَ وَ جَعَلْتُ طَرِیقِی عَلَی بَیْتِ الْعَلَوِیِّ فَطَرَقْتُ الْبَابَ فَقَالَ مِنْ دَاخِلِ الْمَنْزِلِ هَاتِ مَا مَعَكَ یَا أَحْمَدُ وَ خَرَجَ وَ هُوَ یَبْكِی فَسَأَلْتُهُ عَنْ بُكَائِهِ فَقَالَ لَمَّا دَخَلْتُ مَنْزِلِی قَالَتْ لِی زَوْجَتِی مَا هَذَا الَّذِی مَعَكَ فَعَرَّفْتُهَا فَقَالَتْ لِی قُمْ بِنَا حَتَّی نُصَلِّیَ وَ نَدْعُوَ لِلسَّیِّدَةِ وَ لِأَحْمَدَ وَ زَوْجَتِهِ فَصَلَّیْنَا وَ دَعَوْنَا ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَنَامِ وَ هُوَ یَقُولُ قَدْ شَكَرْتُمْ عَلَی مَا فَعَلُوا مَعَكَ فَالسَّاعَةَ یَأْتُونَكَ بِشَیْ ءٍ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ انْتَهَی مَا أَخْرَجْتُهُ مِنْ كِتَابِ كَشْفِ الْیَقِینِ (2).
ص: 15
«13»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ اللُّغَوِیُّ بِمَیَّافَارِقِینَ (1) فِی سَنَةِ تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ السَّلْمَاسِیِّ-(2) فِی مَرْضَتِهِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ لَحِقَتْنِی غَشْیَةٌ أُغْمِیَ عَلَیَّ فِیهَا فَرَأَیْتُ مَوْلَایَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- قَدْ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَنْشَأَ یَقُولُ
فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ فِی الْأَرْضِ غَرَّقَ جَهْلَهَا(3)***وَ سَفِینَتُهُمْ حَمَلَ الَّذِی طَلَبَ النَّجَاةَ وَ أَهْلَهَا
فَاقْبِضْ بِكَفِّكَ عُرْوَةً لَا تَخْشَ مِنْهَا فَصْلَهَا
وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّبَرِیَّ یَقُولُ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ لِی یَا هَنَّادُ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَنْشِدْنِی قَوْلَ الْكُمَیْتِ:
وَ یَوْمَ الدَّوْحِ دَوْحِ غَدِیرِ خُمٍّ***أَبَانَ لَنَا الْوَلَایَةَ لَوْ أُطِیعَا
وَ لَكِنَّ الرِّجَالَ تَبَایَعُوهَا***فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا أَمْراً شَنِیعاً
قَالَ فَأَنْشَدْتُهُ فَقَالَ لِی خُذْ إِلَیْكَ یَا هَنَّادُ فَقُلْتُ هَاتِ یَا سَیِّدِی فَقَالَ علیه السلام
وَ لَمْ أَرَمِثْلَ ذَاكَ الْیَوْمِ یَوْماً***وَ لَمْ أَرَمِثْلَهُ حَقّاً أُضِیعَا
ص: 16
«1»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ رُمَیْلَةَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام مَرَّ بِرَجُلٍ یَخْبِطُ هُوَ هُوَ فَقَالَ یَا شَابُّ لَوْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ لَكَانَ خَیْراً لَكَ فَقَالَ إِنِّی لَا أُحْسِنُهُ وَ لَوَدِدْتُ أَنْ أُحْسِنَ مِنْهُ شَیْئاً فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَتَكَلَّمَ فِی أُذُنِهِ بِشَیْ ءٍ خَفِیٍّ فَصَوَّرَ اللَّهُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِی قَلْبِهِ فَحَفِظَ كُلَّهُ (1).
«2»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُرِئَ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها إِلَی أَنْ بَلَغَ قَوْلَهُ وَ قالَ الْإِنْسانُ ما لَها یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها-(2)
قَالَ أَنَا الْإِنْسَانُ وَ إِیَّایَ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ (3) قَالَ نَحْنُ الْأَعْرَافُ نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِیمَاهُمْ وَ نَحْنُ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ نُوقَفُ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَ عَرَفْنَاهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَ أَنْكَرْنَاهُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُخَاطِبُهُ بِوَیْحِكَ وَ كَانَ یَتَشَیَّعُ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ النَّهْرَوَانِ قَاتَلَ عَلِیّاً علیه السلام ابْنُ الْكَوَّاءِ- وَ جَاءَهُ علیه السلام رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَبْتَ فَقَالَ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَعْلَمُ مَا فِی قَلْبِی وَ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ كَانَ فِیهِ لِینٌ فَأَثْنَی عَلَیْهِ عِنْدَهُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَبْتُمْ لَا
ص: 17
یُحِبُّنَا مُخَنَّثٌ وَ لَا دَیُّوثٌ وَ لَا وَلَدُ زِنًا وَ لَا مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ فِی حَیْضِهَا فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ صِفِّینَ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِیَةَ.
«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّهُ صَعُبَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ قَلْعَةٌ فِیهَا كُفَّارٌ وَ یَئِسُوا مِنْ فَتْحِهَا فَقَعَدَ فِی الْمَنْجَنِیقِ وَ رَمَاهُ النَّاسُ إِلَیْهَا وَ فِی یَدِهِ ذُو الْفَقَارِ فَنَزَلَ عَلَیْهِمْ وَ فَتَحَ الْقَلْعَةَ.
«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَقَالَ لِی مَنْ بِالْبَابِ قُلْتُ رَجُلٌ مِنَ الصِّینِ قَالَ فَأَدْخِلْهُ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُونَّا بِالصِّینِ قَالَ نَعَمْ یَا سَیِّدِی قَالَ وَ بِمَا ذَا تَعْرِفُونَنَا قَالَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عِنْدَنَا شَجَرَةً تَحْمِلُ كُلَّ سَنَةٍ وَرْداً یَتَلَوَّنُ كُلَّ یَوْمٍ مَرَّتَیْنِ فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ نَجِدُ مَكْتُوباً عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ إِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ فَإِنَّا نَجِدُ مَكْتُوباً عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلِیٌّ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ (1).
«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ- وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام صَبِیّاً رَأَیْتُهُ یَكْسِرُ الْأَصْنَامَ فَخِفْتُ أَنْ یَعْلَمَ كِبَارُ قُرَیْشٍ فَقَالَتْ یَا عَجَباً أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا إِنِّی اجْتَزْتُ بِالْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَتْ أَصْنَامُهُمْ فِیهِ مَنْصُوبَةً وَ عَلِیٌّ فِی بَطْنِی فَوَضَعَ رِجْلَیْهِ فِی جَوْفِی شَدِیداً لَا یَتْرُكُنِی أَنْ أَقْرُبَ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الَّذِی فِیهِ وَ إِنَّمَا كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَیْتِ لِعِبَادَةِ اللَّهِ لَا لِلْأَصْنَامِ (2).
«6»- شا،(3)
[الإرشاد]: وَ مِنْ آیَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- وَ بَیِّنَاتِهِ الَّتِی انْفَرَدَ بِهَا مِمَّنْ عَدَاهُ ظُهُورُ مَنَاقِبِهِ فِی الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ تَسْخِیرُ الْجُمْهُورِ لِنَقْلِ فَضَائِلِهِ وَ مَا خَصَّهُ اللَّهُ (4) مِنْ كَرَائِمِهِ وَ تَسْلِیمُ الْعَدُوِّ مِنْ ذَلِكَ بِمَا فِیهِ الْحُجَّةُ عَلَیْهِ هَذَا مَعَ كَثْرَةِ الْمُنْحَرِفِینَ عَنْهُ وَ الْأَعْدَاءِ لَهُ وَ تَوَافُرِ أَسْبَابِ دَوَاعِیهِمْ إِلَی كِتْمَانِ فَضْلِهِ وَ جَحْدِ حَقِّهِ وَ كَوْنِ الدُّنْیَا فِی یَدِ خُصُومِهِ وَ انْحِرَافِهَا عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ مَا اتَّفَقَ لِأَضْدَادِهِ مِنْ
ص: 18
سُلْطَانِ الدُّنْیَا وَ حَمْلِ الْجُمْهُورِ عَلَی إِطْفَاءِ نُورِهِ وَ دَحْضِ أَمْرِهِ فَخَرَقَ اللَّهُ الْعَادَةَ بِنَشْرِ فَضَائِلِهِ وَ ظُهُورِ مَنَاقِبِهِ وَ تَسْخِیرِ الْكُلِّ لِلِاعْتِرَافِ بِذَلِكَ وَ الْإِقْرَارِ بِصِحَّتِهِ وَ انْدِحَاضِ مَا احْتَالَ بِهِ أَعْدَاؤُهُ فِی كِتْمَانِ مَنَاقِبِهِ وَ جَحْدِ حُقُوقِهِ حَتَّی تَمَّتِ الْحُجَّةُ لَهُ وَ ظَهَرَ الْبُرْهَانُ بِحَقِّهِ وَ لَمَّا كَانَتِ الْعَادَةُ جَارِیَةً بِخِلَافِ مَا ذَكَرْنَاهُ فِیمَنِ اتَّفَقَ لَهُ مِنْ أَسْبَابِ خُمُولِ أَمْرِهِ مَا اتَّفَقَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَانْخَرَقَتِ الْعَادَةُ فِیهِ دَلَّ ذَلِكَ عَلَی بَیْنُونَتِهِ مِنَ الْكَافَّةِ بِبَاهِرِ الْآیَةِ عَلَی مَا وَصَفْنَاهُ وَ قَدْ شَاعَ الْخَبَرُ وَ اسْتَفَاضَ عَنِ الشَّعْبِیِّ أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ لَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ خُطَبَاءَ بَنِی أُمَیَّةَ یَسُبُّونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی مَنَابِرِهِمْ وَ كَأَنَّمَا یُشَالُ بِضَبْعِهِ (1)
إِلَی السَّمَاءِ وَ كُنْتُ أَسْمَعُهُمْ یَمْدَحُونَ أَسْلَافَهُمْ عَلَی مَنَابِرِهِمْ وَ كَأَنَّهُمْ یَكْشِفُونَ عَنْ جِیفَةٍ وَ قَالَ الْوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِبَنِیهِ یَوْماً یَا بَنِیَّ عَلَیْكُمْ بِالدِّینِ فَإِنِّی لَمْ أَرَ الدِّینَ بَنَی شَیْئاً فَهَدَمَتْهُ الدُّنْیَا وَ رَأَیْتُ الدُّنْیَا قَدْ بَنَتْ بُنْیَاناً فَهَدَمَتْهُ الدِّینُ مَا زَالَتْ (2)
أَصْحَابُنَا وَ أَهْلُنَا یَسُبُّونَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ یَدْفِنُونَ فَضَائِلَهُ وَ یَحْمِلُونَ النَّاسَ عَلَی شَنَئَانِهِ وَ لَا یَزِیدُهُ ذَلِكَ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا قُرْباً وَ یَجْهَدُونَ (3)
فِی تَقْرِیبِهِمْ مِنْ نُفُوسِ الْخَلْقِ وَ لَا یَزِیدُهُمْ ذَلِكَ إِلَّا بُعْداً-(4) وَ فِیمَا انْتَهَی إِلَیْهِ الْأَمْرُ مِنْ دَفْنِ فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ الْحَیْلُولَةِ بَیْنَ الْعُلَمَاءِ وَ نَشْرِهَا مَا لَا شُبْهَةَ فِیهِ عَلَی عَاقِلٍ حَتَّی كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَرْوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رِوَایَةً لَنْ یَسْتَطِیعَ (5) أَنْ یَصِفَهَا بِذِكْرِ اسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ یَدْعُوهُ الضَّرُورَةُ إِلَی أَنْ یَقُولَ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ- وَ یَقُولُ (6)
حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ حَدَّثَنِی أَبُو زَیْنَبَ- وَ رَوَی عِكْرِمَةُ عَنْ
ص: 19
عَائِشَةَ فِی حَدِیثِهَا لَهُ بِمَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَفَاتِهِ فَقَالَتْ فِی جُمْلَةِ ذَلِكَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَوَكِّئاً عَلَی رَجُلَیْنِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَحَدُهُمَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَلَمَّا حُكِیَ عَنْهَا ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ لَهُ أَ تَعْرِفُ الرَّجُلَ الْآخَرَ قَالَ لَا لَمْ تُسَمِّهِ لِی قَالَ ذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- وَ مَا كَانَتْ أُمُّنَا تَذْكُرُهُ بِخَیْرٍ وَ هِیَ تَسْتَطِیعُ وَ كَانَتِ الْوُلَاةُ الْجَوَرَةُ تَضْرِبُ بِالسِّیَاطِ مَنْ ذَكَرَهُ بِخَیْرٍ بَلْ تَضْرِبُ الرِّقَابَ عَلَی ذَلِكَ وَ تَعْرِضُ لِلنَّاسِ بِالْبَرَاءَةِ مِنْهُ وَ الْعَادَةُ جَارِیَةٌ فِیمَنِ اتَّفَقَ لَهُ ذَلِكَ أَنْ لَا یَذْكُرَ عَلَی وَجْهٍ بِخَیْرٍ فَضْلًا عَنْ أَنْ یَذْكُرَ لَهُ فَضَائِلَ أَوْ یَرْوِیَ (1) لَهُ مَنَاقِبَ أَوْ یُثْبِتَ لَهُ حُجَّةً لِحَقٍّ-(2) وَ إِذَا كَانَ ظُهُورُ فَضَائِلِهِ علیه السلام وَ انْتِشَارُ مَنَاقِبِهِ عَلَی مَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ مِنْ شِیَاعِ ذَلِكَ فِی الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ وَ تَسْخِیرِ الْعَدُوِّ وَ الْوَلِیِّ لِنَقْلِهِ ثَبَتَ خَرْقُ الْعَادَةِ فِیهِ وَ بَانَ وَجْهُ الْبُرْهَانِ فِیهِ (3) بِالْآیَةِ الْبَاهِرَةِ عَلَی مَا قَدَّمْنَاهُ.
وَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ تَعَالَی فِیهِ علیه السلام أَنَّهُ لَمْ یُمْنَ أَحَدٌ فِی وُلْدِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ بِمَا مُنِیَ علیه السلام(4) فِی ذُرِّیَّتِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُعْرَفْ خَوْفٌ شَمِلَ جَمَاعَةً مِنْ وُلْدِ نَبِیٍّ وَ لَا إِمَامٍ وَ لَا مَلِكِ زَمَانٍ وَ لَا بَرٍّ وَ لَا فَاجِرٍ كَالْخَوْفِ الَّذِی شَمِلَ ذُرِّیَّةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَا لَحِقَ أَحَداً مِنَ الْقَتْلِ وَ الطَّرْدِ عَنِ الدِّیَارِ وَ الْأَوْطَانِ وَ الْإِخَافَةِ وَ الْإِرْهَابِ مَا لَحِقَ ذُرِّیَّةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ وُلْدَهُ وَ لَمْ یَجْرِ عَلَی طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ مِنْ صُرُوفِ (5) النَّكَالِ مَا جَرَی عَلَیْهِمْ مِنْ ذَلِكَ فَقُتِلُوا بِالْفَتْكِ وَ الْغِیلَةِ وَ الِاحْتِیَالِ وَ بُنِیَ عَلَی كَثِیرٍ مِنْهُمْ وَ هُمْ أَحْیَاءٌ الْبُنْیَانُ وَ عُذِّبُوا بِالْجُوعِ وَ الْعَطَشِ حَتَّی ذَهَبَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَی الْهَلَاكِ وَ أَحْوَجَهُمْ ذَلِكَ إِلَی التَّمَزُّقِ فِی ذَلِكَ-(6) وَ مُفَارَقَةِ الدِّیَارِ وَ الْأَهْلِ وَ الْأَوْطَانِ وَ كِتْمَانِ نَسَبِهِمْ
ص: 20
عَنْ أَكْثَرِ النَّاسِ وَ بَلَغَ بِهِمُ الْخَوْفُ إِلَی الِاسْتِخْفَاءِ عَنْ أَحِبَّائِهِمْ فَضْلًا عَنِ الْأَعْدَاءِ وَ بَلَغَ هَرَبُهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ (1) إِلَی أَقْصَی الشَّرْقِ وَ الْغَرْبِ وَ الْمَوَاضِعِ النَّائِیَةِ عَنِ الْعِمَارَةِ وَ زَهِدَ فِی مَعْرِفَتِهِمْ أَكْثَرُ النَّاسِ وَ رَغِبُوا عَنْ تَقْرِیبِهِمْ وَ الِاخْتِلَاطِ بِهِمْ مَخَافَةً عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ ذَرَارِیِّهِمْ مِنْ جَبَابِرَةِ الزَّمَانِ وَ هَذِهِ كُلُّهَا أَسْبَابٌ یَقْتَضِی (2) انْقِطَاعَ نِظَامِهِمْ وَ اجْتِثَاثَ أُصُولِهِمْ وَ قِلَّةَ عَدَدِهِمْ وَ هُمْ مَعَ مَا وَصَفْنَاهُ أَكْثَرُ ذُرِّیَّةِ أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ الْأَوْلِیَاءِ بَلْ أَكْثَرُ مِنْ ذَرَارِیِّ أَحَدٍ(3) مِنَ النَّاسِ قَدْ طَبَّقُوا [الْأَرْضَ](4) بِكَثْرَتِهِمُ الْبِلَادَ وَ غَلَبُوا فِی الْكَثْرَةِ عَلَی ذَرَارِیِّ أَكْثَرِ الْعِبَادِ هَذَا مَعَ اخْتِصَاصِ مَنَاكِحِهِمْ فِی أَنْفُسِهِمْ دُونَ الْبُعَدَاءِ وَ حَصْرِهَا فِی ذَوِی أَنْسَابِهِمْ دِنْیَةً مِنَ الْأَقْرِبَاءِ وَ فِی ذَلِكَ خَرْقُ الْعَادَةِ عَلَی مَا بَیَّنَّاهُ وَ هُوَ دَلِیلُ الْآیَةِ الْبَاهِرَةِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَمَا وَصَفْنَاهُ وَ بَیَّنَّاهُ وَ هَذَا مَا لَا شُبْهَةَ فِیهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (5).
«7»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَظْهَرَ لِلْیَهُودِ وَ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِینَ الْمُعْجِزَاتِ فَقَابَلُوهَا بِالْكُفْرِ أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُمْ بِأَنَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ خَتَمَ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَ عَلَی سَمْعِهِمْ خَتْماً یَكُونُ عَلَامَةً لِمَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ الْقُرَّاءِ لِمَا فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِنْ أَخْبَارِ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِینَ الْمَذْكُورِینَ فِیهِ أَحْوَالُهُمْ حَتَّی إِذَا نَظَرُوا إِلَی أَحْوَالِهِمْ وَ قُلُوبِهِمْ وَ أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ وَ شَاهَدُوا مَا هُنَاكَ مِنْ خَتْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا ازْدَادُوا بِاللَّهِ مَعْرِفَةً وَ بِعِلْمِهِ بِمَا یَكُونُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ یَقِیناً حَتَّی إِذَا شَاهَدُوا هَؤُلَاءِ الْمَخْتُومَ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی جَوَارِحِهِمْ یُخْبِرُونَ عَلَی مَا قَرَءُوا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَ شَاهَدُوهُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ أَسْمَاعِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ ازْدَادُوا بِعِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْغَائِبَاتِ یَقِیناً قَالَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ فِی عِبَادِ اللَّهِ مَنْ یُشَاهِدُ هَذَا الْخَتْمَ كَمَا تُشَاهِدُهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ رَسُولُ
ص: 21
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلَی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ شَاهَدَهُ بِإِشْهَادِ اللَّهِ تَعَالَی لَهُ وَ یُشَاهِدُهُ مِنْ أُمَّتِهِ أَطْوَعُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَشَدُّهُمْ جِدّاً فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَفْضَلُهُمْ فِی دِینِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالُوا بَیِّنْهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كُلٌّ مِنْهُمْ یَتَمَنَّی أَنْ یَكُونَ هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعُوهُ یَكُنْ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَیْسَ الْجَلَالَةُ فِی الْمَرَاتِبِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالتَّمَنِّی وَ لَا بِالتَّظَنِّی وَ لَا بِالاقْتِرَاحِ وَ لَكِنَّهُ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مَنْ یَشَاءُ یُوَفِّقُهُ لِلْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ یُكْرِمُهُ بِهَا فَیُبَلِّغُهُ أَفْضَلَ الدَّرَجَاتِ وَ أَفْضَلَ الْمَرَاتِبِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَیُكْرِمُ بِذَلِكَ مَنْ یُرِیكُمُوهُ فِی غَدٍ فَجِدُّوا فِی الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فَمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِمَا یُوجِبُ عَظِیمَ كَرَامَتِهِ عَلَیْهِ فَلِلَّهِ عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ الْفَضْلُ الْعَظِیمُ قَالَ علیه السلام فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ غَصَّ مَجْلِسُهُ بِأَهْلِهِ وَ قَدْ جَدَّ بِالْأَمْسِ كُلٌّ مِنْ خِیَارِهِمْ فِی خِیَارِ عَمَلِهِ وَ إِحْسَانِهِ إِلَی رَبِّهِ قَدَّمَهُ یَرْجُو أَنْ یَكُونَ هُوَ ذَلِكَ الْخَیْرَ الْأَفْضَلَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ هَذَا عَرِّفْنَاهُ بِصِفَتِهِ إِنْ لَمْ تَنُصَّ لَنَا عَلَی اسْمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْجَامِعُ لِلْمَكَارِمِ الْحَاوِی لِلْفَضَائِلِ الْمُشْتَمِلُ عَلَی الْجَمِیلِ قَاضٍ عَنْ أَخِیهِ دَیْناً مُجْحِفاً إِلَی غَرِیمٍ سَغِبٍ (1)
غَاضِبٌ لِلَّهِ تَعَالَی قَاتِلٌ لِغَضَبِهِ ذَاكَ عَدُوَّ اللَّهِ مُسْتَحْیٍ مِنْ مُؤْمِنٍ مُعْرِضاً عَنْهُ بِخَجْلَةٍ مُكَایِداً(2)
فِی ذَلِكَ الشَّیْطَانَ الرَّجِیمَ حَتَّی أَخْزَاهُ اللَّهُ عَنْهُ وَ وَقَی بِنَفْسِهِ نَفْسَ عَبْدٍ اللّٰه [لِلَّهِ] مُؤْمِنٍ حَتَّی أَنْقَذَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمْ قَضَی الْبَارِحَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ فَحَدِّثْ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ كَانَتْ قِصَّتُهُ أُصَدِّقْكَ لِتَصْدِیقِ اللَّهِ إِیَّاكَ فَهَذَا الرُّوحُ الْأَمِینُ أَخْبَرَنِی عَنِ اللَّهِ تَعَالَی أَنَّهُ قَدْ هَذَّبَكَ عَنِ الْقَبِیحِ كُلِّهِ وَ نَزَّهَكَ عَنِ الْمَسَاوِی بِأَجْمَعِهَا وَ خَصَّكَ بِالْفَضَائِلِ مِنْ أَشْرَفِهَا(3) وَ أَفْضَلِهَا لَا یَتَّهِمُكَ إِلَّا مَنْ كَفَرَ بِهِ وَ أَخْطَأَ حَظَّ نَفْسِهِ
ص: 22
فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَرَرْتُ الْبَارِحَةَ بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ الْمُؤْمِنِ فَوَجَدْتُ فُلَاناً وَ أَنَا أَتَّهِمُهُ بِالنِّفَاقِ وَ قَدْ لَازَمَهُ وَ ضَیَّقَ عَلَیْهِ فَنَادَانِیَ الْمُؤْمِنُ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ كَشَّافَ الْكُرَبِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَامِعَ أَعْدَائِهِ عَنْ حَبِیبِهِ أَغِثْنِی وَ اكْشِفْ كُرْبَتِی وَ نَجِّنِی مِنْ غَمِّی سَلْ غَرِیمِی هَذَا لَعَلَّهُ یُجِیبُكَ وَ یُؤَجِّلُنِی فَإِنِّی مُعْسِرٌ فَقُلْتُ لَهُ اللَّهَ إِنَّكَ لَمُعْسِرٌ فَقَالَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَئِنْ كُنْتُ أَسْتَحِلُّ الْكَذِبَ فَلَا تَأْمَنَنِّی عَلَی یَمِینِی أَیْضاً فَإِنِّی مُعْسِرٌ وَ فِی قَوْلِی هَذَا صَادِقٌ وَ أُوَقِّرُ اللَّهَ وَ أُجِلُّهُ أَنْ أَحْلِفَ بِهِ صَادِقاً أَوْ كَاذِباً فَأَقْبَلْتُ عَلَی الرَّجُلِ فَقُلْتُ إِنِّی لَأُجِلُّ نَفْسِی عَنْ أَنْ یَكُونَ لِهَذَا عَلَیَّ یَدٌ وَ أُجِلُّكَ أَیْضاً عَنْ أَنْ یَكُونَ لَهُ عَلَیْكَ یَدٌ أَوْ مِنَّةٌ وَ أَسْأَلُ مَالِكَ الْمُلْكِ (1) الَّذِی لَا یَأْنَفُ مِنْ سُؤَالِهِ وَ لَا یَسْتَحْیِی مِنَ التَّعَرُّضِ لِثَوَابِهِ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لَمَّا قَضَیْتَ عَنْ عَبْدِكَ هَذَا هَذَا الدَّیْنَ فَرَأَیْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُنَادِی أَمْلَاكُهَا یَا أَبَا الْحَسَنِ مُرْ هَذَا الْعَبْدَ یَضْرِبُ بِیَدِهِ إِلَی مَا شَاءَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنْ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ وَ حَصَاةٍ وَ تُرَابٍ یَسْتَحِیلُ فِی یَدِهِ ذَهَباً ثُمَّ یَقْضِی مِنْهُ دَیْنَهُ وَ یَجْعَلُ مَا یَبْقَی نَفَقَتَهُ وَ بِضَاعَتَهُ الَّتِی یَسُدُّ بِهَا فَاقَتَهُ وَ یَمُونُ (2) بِهَا عِیَالَهُ فَقُلْتُ یَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ بِقَضَاءِ دَیْنِكَ وَ إِیْسَارِكَ بَعْدَ فَقْرِكَ اضْرِبْ بِیَدِكَ إِلَی مَا تَشَاءُ مِمَّا أَمَامَكَ فَتَنَاوَلْهُ فَإِنَّ اللَّهَ یُحَوِّلُهُ فِی یَدِكَ ذَهَباً إِبْرِیزاً فَتَنَاوَلَ أَحْجَاراً ثُمَّ مَدَراً فَانْقَلَبَتْ لَهُ ذَهَباً أَحْمَرَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ افْصِلْ لَهُ مِنْهَا قَدْرَ دَیْنِهِ فَأَعْطِهِ فَفَعَلَ قُلْتُ فَالْبَاقِی لَكَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْكَ فَكَانَ الَّذِی قَضَاهُ مِنْ دَیْنِهِ أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ كَانَ الَّذِی بَقِیَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَهُوَ مِنْ أَیْسَرِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ مِنَ الْحِسَابِ مَا لَا یَبْلُغُهُ عُقُولُ الْخَلْقِ إِنَّهُ یَضْرِبُ أَلْفاً وَ سَبْعَمِائَةٍ فِی أَلْفٍ وَ سَبْعِمِائَةٍ ثُمَّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ ذَلِكَ فِی مِثْلِهِ إِلَی أَنْ یَفْعَلَ ذَلِكَ أَلْفَ مَرَّةٍ ثُمَّ آخِرُ مَا یَرْتَفِعُ مِنْ ذَلِكَ عَدَدُ مَا یَهَبُهُ اللَّهُ لَكَ فِی الْجَنَّةِ مِنَ الْقُصُورِ قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ قَصْرٍ مِنْ فِضَّةٍ وَ قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ قَصْرٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَ قَصْرٍ مِنْ
ص: 23
جَوْهَرٍ وَ قَصْرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ أَضْعَافِ ذَلِكَ مِنَ الْعَبِیدِ وَ الْخَدَمِ وَ الْخَیْلِ وَ النُّجُبِ تَطِیرُ بَیْنَ سَمَاءِ الْجَنَّةِ وَ أَرْضِهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام حَمْداً لِرَبِّی وَ شُكْراً قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا الْعَدَدُ فَهُوَ عَدَدُ مَنْ یُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ وَ یَرْضَی عَنْهُمْ لِمَحَبَّتِهِمْ لَكَ وَ أَضْعَافُ هَذَا الْعَدَدِ مَنْ یُدْخِلُهُمُ النَّارَ مِنَ الشَّیَاطِینِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ بِبُغْضِهِمْ لَكَ وَ وَقِیعَتِهِمْ فِیكَ وَ تَنْقِیصِهِمْ إِیَّاكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمْ قَتَلَ الْبَارِحَةَ رَجُلًا غَضَباً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَا وَ سَیَأْتِیكُمُ الْخُصُومُ الْآنَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِّثْ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ الْقِصَّةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كُنْتُ فِی مَنْزِلِی إِذْ سَمِعْتُ رَجُلَیْنِ خَارِجَ دَارِی یَتَدَارَءَانِ-(1) فَدَخَلَا إِلَیَّ فَإِذَا فُلَانٌ الْیَهُودِیُّ وَ فُلَانٌ رَجُلٌ مَعْرُوفٌ فِی الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ یَا أَبَا الْحَسَنِ- اعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ بَدَتْ لِی مَعَ هَذَا حُكُومَةٌ فَاحْتَكَمْنَا إِلَی مُحَمَّدٍ صَاحِبِكُمْ فَقَضَی لِی عَلَیْهِ فَهُوَ یَقُولُ لَسْتُ أَرْضَی بِقَضَائِهِ فَقَدْ حَافَ (2) وَ مَالَ وَ لِیَكُنْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ فَأَبَیْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَ فَتَرْضَی بِعَلِیٍّ فَقُلْتُ نَعَمْ فَهَا هُوَ قَدْ جَاءَ بِی إِلَیْكَ فَقُلْتُ لِصَاحِبِهِ أَ كَمَا یَقُولُ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قُلْتُ أَعِدْ عَلَیَّ الْحَدِیثَ فَأَعَادَ كَمَا قَالَ الْیَهُودِیُّ ثُمَّ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ فَاقْضِ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ فَقُمْتُ أَدْخُلُ مَنْزِلِی فَقَالَ الرَّجُلُ إِلَی أَیْنَ قُلْتُ أَدْخُلُ آتِیَكَ بِمَا بِهِ أَحْكُمُ بِالْحُكْمِ الْعَدْلِ فَدَخَلْتُ وَ اشْتَمَلْتُ عَلَی سَیْفِی وَ ضَرَبْتُهُ عَلَی حَبْلِ عَاتِقِهِ فَلَوْ كَانَ جَبَلَا لَقَدَدْتُهُ فَوَقَعَ رَأْسُهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا فَرَغَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ حَدِیثِهِ جَاءَ أَهْلُ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِالرَّجُلِ الْمَقْتُولِ وَ قَالُوا هَذَا ابْنُ عَمِّكَ قَتَلَ صَاحِبَنَا فَاقْتَصَّ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا قِصَاصَ فَقَالُوا أَوْ دِیَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَ لَا دِیَةَ لَكُمْ هَذَا وَ اللَّهِ قَتِیلُ اللَّهِ لَا یُؤدَی إِنَّ عَلِیّاً قَدْ شَهِدَ عَلَی صَاحِبِكُمْ بِشَهَادَةٍ وَ اللَّهُ یَلْعَنُهُ بِشَهَادَةِ عَلِیٍّ وَ لَوْ شَهِدَ عَلِیٌّ عَلَی الثَّقَلَیْنِ لَقَبِلَ اللَّهُ شَهَادَتَهُ عَلَیْهِمْ إِنَّهُ الصَّادِقُ الْأَمِینُ ارْفَعُوا صَاحِبَكُمْ هَذَا وَ ادْفِنُوهُ مَعَ الْیَهُودِ
ص: 24
فَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ فَرُفِعَ وَ إِذَا أَوْدَاجُهُ تَشْخُبُ دَماً وَ بَدَنُهُ قَدْ كُسِیَ شَعْراً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُشْبِهُهُ إِلَّا بِالْخِنْزِیرِ فِی شَعْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَ وَ لَیْسَ لَوْ جِئْتَ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ مِنْهُ عَدَدَ رِمَالِ الدُّنْیَا حَسَنَاتٍ لَكَانَ كَثِیراً قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا الْقَتْلَ الَّذِی قَتَلْتَ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَكَ بِهِ مِنَ الثَّوَابِ كَأَنَّمَا أَعْتَقْتَ رِقَاباً بِعَدَدِ رَمْلِ عَالِجِ الدُّنْیَا وَ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ عَلَی هَذَا الْمُنَافِقِ وَ إِنَّ أَقَلَّ مَا یُعْطِی اللَّهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ لِمَنْ یَهَبُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ تِلْكَ الرَّقَبَةِ أَلْفُ حَسَنَةٍ وَ یَمْحُو عَنْهُ أَلْفَ سَیِّئَةٍ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ فَلِأَبِیهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لِأَبِیهِ فَلِأُمِّهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهَا فَلِأَخِیهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ فَلِذَوَیْهِ وَ جِیرَانِهِ وَ قَرَابَاتِهِ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمُ اسْتَحْیَا الْبَارِحَةَ مِنْ أَخٍ لَهُ فِی اللَّهِ لَمَّا رَأَی بِهِ خَلَّةً ثُمَّ كَایَدَ(1) الشَّیْطَانَ فِی ذَلِكَ الْأَخِ وَ لَمْ یَزَلْ بِهِ حَتَّی غَلَبَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِّثْ بِهِ یَا عَلِیُّ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ لِیَتَأَسَّوْا بِحُسْنِ صَنِیعِكَ فِیمَا یُمْكِنُهُمْ وَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ لَمْ یَلْحَقْ شَأْنَكَ وَ لَمْ یَسْبِقْ عِبَادَتَكَ وَ لَا یَرْمُقُكَ فِی سَابِقَةٍ لَكَ إِلَی الْفَضَائِلِ إِلَّا كَمَا یَرْمُقُ الشَّمْسُ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَقْصَی الْمَشْرِقِ مِنْ أَقْصَی الْمَغْرِبِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَرَرْتُ بِمَزْبَلَةِ بَنِی فُلَانٍ فَرَأَیْتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مُؤْمِناً قَدْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَزْبَلَةِ قُشُورَ الْبِطِّیخِ وَ الْقِثَّاءِ وَ التِّینِ فَهُوَ یَأْكُلُهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ اسْتَحْیَیْتُ مِنْ أَنْ یَرَانِیَ فَیَخْجَلَ وَ أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَ مَرَرْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ كُنْتُ أَعْدَدْتُ لِفُطُورِی وَ سُحُورِی قُرْصَیْنِ مِنْ شَعِیرٍ فَجِئْتُ بِهِمَا إِلَی الرَّجُلِ فَنَاوَلْتُهُ إِیَّاهُمَا وَ قُلْتُ أَصِبْ مِنْ هَذَا كُلَّمَا جُعْتَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَجْعَلُ الْبَرَكَةَ فِیهِمَا فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَمْتَحِنَ هَذِهِ الْبَرَكَةَ لِعِلْمِی بِصِدْقِكَ فِی قِیلِكَ إِنِّی أَشْتَهِی لَحْمَ فِرَاخٍ وَ اشْتَهَاهُ عَلَیَّ أَهْلُ مَنْزِلِی فَقُلْتُ اكْسِرْ مِنْهُ لُقَماً بِعَدَدِ مَا تُرِیدُهُ مِنْ فِرَاخٍ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقْلِبُهَا فِرَاخاً بِمَسْأَلَتِی إِیَّاهُ بِجَاهِ
ص: 25
مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ فَأَخْطَرَ الشَّیْطَانُ بِبَالِی فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ تَفْعَلُ هَذَا بِهِ وَ لَعَلَّهُ مُنَافِقٌ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ إِنْ یَكُنْ مُؤْمِناً فَهُوَ أَهْلٌ لِمَا أَفْعَلُ مَعَهُ وَ إِنْ یَكُنْ مُنَافِقاً فَأَنَا لِلْإِحْسَانِ أَهْلٌ فَلَیْسَ كُلُّ مَعْرُوفٍ یَلْحَقُ مُسْتَحِقَّهُ وَ قُلْتُ أَنَا أَدْعُو اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ لِیُوَفِّقَهُ لِلْإِخْلَاصِ وَ النُّزُوعِ عَنِ الْكُفْرِ إِنْ كَانَ مُنَافِقاً فَإِنَّ تَصَدُّقِی عَلَیْهِ بِهَذَا أَفْضَلُ مِنْ تَصَدَّقِی عَلَیْهِ بِالطَّعَامِ الشَّرِیفِ الْمُوجِبِ لِلثَّرْوَةِ وَ الْغَنَاءِ وَ كَابَدْتُ الشَّیْطَانَ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ سِرّاً مِنَ الرَّجُلِ بِالْإِخْلَاصِ بِجَاهِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الرَّجُلِ وَ سَقَطَ لِوَجْهِهِ فَأَقَمْتُهُ وَ قُلْتُ مَا ذَا شَأْنُكَ قَالَ كُنْتُ مُنَافِقاً شَاكّاً فِیمَا یَقُولُهُ مُحَمَّدٌ وَ فِیمَا تَقُولُهُ أَنْتَ فَكَشَفَ لِیَ اللَّهُ عَنِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ-(1) فَأَبْصَرْتُ كُلَّ مَا تُوَاعِدَانِ مِنَ الْعُقُوبَاتِ فَذَلِكَ حِینَ وَقَرَ الْإِیمَانُ فِی قَلْبِی وَ أَخْلَصَ بِهِ جَنَانِی وَ زَالَ عَنِّی الشَّكُّ الَّذِی كَانَ یَعْتَوِرُنِی فَأَخَذَ الرَّجُلُ الْقُرْصَیْنِ وَ قُلْتُ لَهُ كُلَّ شَیْ ءٍ تَشْتَهِیهِ فَاكْسِرْ مِنَ الْقُرْصِ قَلِیلًا فَإِنَّ اللَّهَ یُحَوِّلُهُ مَا تَشْتَهِیهِ وَ تَتَمَنَّاهُ وَ تُرِیدُهُ فَمَا زَالَ ذَلِكَ یَتَقَلَّبُ شَحْماً وَ لَحْماً وَ حُلْواً وَ رَطْباً وَ بِطِّیخاً وَ فَوَاكِهَ الشِّتَاءِ وَ فَوَاكِهَ الصَّیْفِ حَتَّی أَظْهَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الرَّغِیفَیْنِ عَجَباً وَ صَارَ الرَّجُلُ مِنْ عُتَقَاءِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ وَ مِنْ عَبِیدِهِ الْمُصْطَفَیْنَ الْأَخْیَارِ فَذَلِكَ حِینَ رَأَیْتُ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مَلَكَ الْمَوْتِ قَدْ قَصَدَ الشَّیْطَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِمِثْلِ جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ عَلَیْهِ یَبْنِیهَا(2) بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ فَیَهْشِمُ وَ جَعَلَ إِبْلِیسُ یَقُولُ یَا رَبِّ وَعْدَكَ وَعْدَكَ أَ لَمْ تُنْظِرْنِی إِلَی یَوْمِ یُبْعَثُونَ فَإِذَا نِدَاءُ بَعْضِ الْمَلَائِكَةِ أَنْظَرْتُكَ لِئَلَّا تَمُوتَ مَا أَنْظَرْتُكَ لِئَلَّا تُهْشَمَ وَ تُرَضَّضَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ كَمَا عَانَدْتَ (3) الشَّیْطَانَ فَأَعْطَیْتَ فِی اللَّهِ حِینَ نَهَاكَ عَنْهُ وَ غَلَبْتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ یُخْزِی عَنْكَ الشَّیْطَانَ وَ عَنْ مُحِبِّیكَ وَ یُعْطِیكَ فِی الْآخِرَةِ بِعَدَدِ كُلِّ حَبَّةٍ مِمَّا أَعْطَیْتَ صَاحِبَكَ وَ فِیمَا تَتَمَنَّاهُ اللَّهُ مِنْهُ دَرَجَةً فِی الْجَنَّةِ أَكْبَرَ مِنَ الدُّنْیَا مِنَ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ وَ بِعَدَدِ كُلِّ حَبَّةٍ مِنْهَا جَبَلًا مِنْ فِضَّةٍ كَذَلِكَ وَ
ص: 26
جَبَلًا مِنْ لُؤْلُؤٍ وَ جَبَلًا مِنْ یَاقُوتٍ وَ جَبَلًا مِنْ جَوْهَرٍ وَ جَبَلًا مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ(1) كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِنْ زُمُرُّدٍ وَ جَبَلًا مِنْ زَبَرْجَدٍ كَذَلِكَ وَ جَبَلًا مِنْ مِسْكٍ وَ جَبَلًا مِنْ عَنْبَرٍ كَذَلِكَ وَ إِنَّ عَدَدَ خَدَمِكَ فِی الْجَنَّةِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ النَّبَاتِ وَ شُعُورِ الْحَیَوَانَاتِ بِكَ یُتِمُّ اللَّهُ الْخَیْرَاتِ وَ یَمْحُو عَنْ مُحِبِّیكَ السَّیِّئَاتِ وَ بِكَ یُمَیِّزُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الْكَافِرِینَ وَ الْمُخْلَصِینَ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ أَوْلَادَ الرُّشْدِ مِنْ أَوْلَادِ الْغَیِّ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَیُّكُمْ وَقَی بِنَفْسِهِ نَفْسَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ الْبَارِحَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَیْتُ بِنَفْسِی نَفْسَ ثَابِتِ بْنِ قَیْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِیِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِّثْ بِالْقِصَّةِ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا تَكْشِفْ عَنِ اسْمِ الْمُنَافِقِینَ الْمُكَایِدِینَ لَنَا فَقَدْ كَفَاكُمَا اللَّهُ شَرَّهُمْ وَ أَخَّرَهُمْ لِلتَّوْبَةِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَكَّرُونَ أَوْ یَخْشَوْنَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنِّی بَیْنَا أَسِیرُ فِی بَنِی فُلَانٍ بِظَاهِرِ الْمَدِینَةِ وَ بَیْنَ یَدَیَّ بَعِیداً مِنِّی ثَابِتُ بْنُ قَیْسٍ إِذْ بَلَغَ بِئْراً عَادِیَةً عَمِیقَةً بَعِیدَةَ الْقَعْرِ وَ هُنَاكَ رِجَالٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَدَفَعُوهُ لِیَرْمُوهُ فِی الْبِئْرِ فَتَمَاسَكَ ثَابِتٌ ثُمَّ عَادَ فَدَفَعَهُ وَ الرَّجُلُ لَا یَشْعُرُ بِی حَتَّی وَصَلْتُ إِلَیْهِ وَ قَدِ انْدَفَعَ ثَابِتٌ فِی الْبِئْرِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْغَلَ بِطَلَبِ الْمُنَافِقِینَ خَوْفاً عَلَی ثَابِتٍ فَوَقَعْتُ فِی الْبِئْرِ لَعَلِّی آخُذُهُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا سَبَقْتُهُ إِلَی قَعْرِ الْبِئْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَیْفَ لَا تَسْبِقُهُ وَ أَنْتَ أَرْزَنُ مِنْهُ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ مِنْ رَزَانَتِكَ إِلَّا مَا فِی جَوْفِكَ مِنْ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ الَّذِی أَوْدَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ وَ أَوْدَعَكَ رَسُولُهُ لَكَانَ مِنْ حَقِّكَ أَنْ تَكُونَ أَرْزَنَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَكَیْفَ كَانَ حَالُكَ وَ حَالُ ثَابِتٍ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صِرْتُ إِلَی قَرَارِ الْبِئْرِ وَ اسْتَقْرَرْتُ قَائِماً وَ كَانَ ذَلِكَ أَسْهَلَ عَلَیَّ وَ أَخَفَّ عَلَی رِجْلَیَّ مِنْ خُطَایَ الَّتِی كُنْتُ أَخْطُوهَا رُوَیْداً رُوَیْداً ثُمَّ جَاءَ ثَابِتٌ فَانْحَدَرَ فَوَقَعَ عَلَی
یَدِی وَ قَدْ بَسَطْتُهَا لَهُ فَخَشِیتُ أَنْ یَضُرَّنِی سُقُوطُهُ عَلَیَّ أَوْ یَضُرَّهُ فَمَا كَانَ إِلَّا كَبَاقَةِ رَیْحَانٍ تَنَاوَلْتُهَا بِیَدِی ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا ذَاكَ الْمُنَافِقُ وَ مَعَهُ آخَرَانِ عَلَی شَفِیرِ الْبِئْرِ وَ هُوَ یَقُولُ أَرَدْنَا وَاحِداً فَصَارَ اثْنَیْنِ فَجَاءُوا بِصَخْرَةٍ فِیهَا مِائَتَا مَنٍ (2) فَأَرْسَلُوهَا عَلَیْنَا
ص: 27
فَخَشِیتُ أَنْ تُصِیبَ ثَابِتاً فَاحْتَضَنْتُهُ وَ جَعَلْتُ رَأْسَهُ إِلَی صَدْرِی وَ انْحَنَیْتُ عَلَیْهِ فَوَقَعَتِ الصَّخْرَةُ عَلَی مُؤَخَّرِ رَأْسِی فَمَا كَانَتْ إِلَّا كَتَرْوِیحَةٍ بِمِرْوَحَةٍ(1) رُوِّحْتُ بِهَا فِی حَمَارَّةِ الْقَیْظِ ثُمَّ جَاءُوا بِصَخْرَةٍ أُخْرَی فِیهَا قَدْرُ ثَلَاثِمِائَةِ مَنٍّ فَأَرْسَلُوهَا عَلَیْنَا فَانْحَنَیْتُ عَلَی ثَابِتٍ فَأَصَابَتْ مُؤَخَّرَ رَأْسِی فَكَانَتْ كَمَاءٍ صَبَبْتُ عَلَی رَأْسِی وَ بَدَنِی فِی یَوْمٍ شَدِیدِ الْحَرِّ ثُمَّ جَاءُوا بِصَخْرَةٍ ثَالِثَةٍ فِیهَا قَدْرُ خَمْسِمِائَةِ مَنٍّ یُدِیرُونَهَا عَلَی الْأَرْضِ لَا یُمْكِنُهُمْ أَنْ یَقْلِبُوهَا فَأَرْسَلُوهَا عَلَیْنَا فَانْحَنَیْتُ عَلَی ثَابِتٍ فَأَصَابَتْ مُؤَخَّرَ رَأْسِی وَ ظَهْرِی فَكَانَتْ كَثَوْبٍ نَاعِمٍ صَبَبْتُهُ (2) عَلَی بَدَنِی وَ لَبِسْتُهُ وَ تَنَعَّمْتُ بِهِ ثُمَّ سَمِعْتُهُمْ یَقُولُونَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنِ قَیْسٍ مِائَةَ أَلْفِ رُوحٍ مَا نَجَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا مِنْ بَلَاءِ هَذِهِ الصُّخُورِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَ قَدْ دَفَعَ اللَّهُ عَنَّا شَرَّهُمْ فَأَذِنَ اللَّهُ لِشَفِیرِ الْبِئْرِ فَانْحَطَّ وَ لِقَرَارِ الْبِئْرِ فَارْتَفَعَ فَاسْتَوَی الْقَرَارُ وَ الشَّفِیرُ بَعْدُ بِالْأَرْضِ فَخَطَوْنَا وَ خَرَجْنَا.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ- إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَوْجَبَ لَكَ بِذَلِكَ مِنَ الْفَضَائِلِ وَ الثَّوَابِ مَا لَا یَعْرِفُهُ غَیْرُهُ یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ مُحِبُّو عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَیَقُومُ قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِینَ فَیُقَالُ لَهُمْ خُذُوا بِأَیْدِی مَنْ شِئْتُمْ مِنْ عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ فَأَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ فَأَقَلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ یَنْجُو بِشَفَاعَتِهِ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْعَرَصَاتِ أَلْفُ أَلْفِ رَجُلٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ الْبَقِیَّةُ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَیَقُومُونَ مُقْتَصِدُونَ فَیُقَالُ لَهُمْ تَمَنَّوْا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا شِئْتُمْ فَیَتَمَنَّوْنَ فَیُفْعَلُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا تَمَنَّی ثُمَّ یَضْعُفُ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ أَیْنَ الْبَقِیَّةُ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَیَقُومُ قَوْمٌ ظَالِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مُعْتَدُونَ عَلَیْهَا فَیُقَالُ أَیْنَ الْمُبْغِضُونَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَیُؤْتَی بِهِمْ جَمٌّ غَفِیرٌ وَ عَدَدٌ عَظِیمٌ كَثِیرٌ فَیُقَالُ أَلَا نَجْعَلُ كُلَّ أَلْفٍ مِنْ هَؤُلَاءِ فِدَاءً لِوَاحِدٍ مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِیَدْخُلُوا
ص: 28
الْجَنَّةَ فَیُنَجِّی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُحِبِّیكَ وَ یَجْعَلُ أَعْدَاءَهُمْ فِدَاءَهُمْ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْأَفْضَلُ الْأَكْرَمُ مُحِبُّهُ مُحِبُّ اللَّهِ وَ مُحِبُّ رَسُولِهِ وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضُ اللَّهِ وَ مُبْغِضُ رَسُولِهِ هُمْ خِیَارُ خَلْقِ اللَّهِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام انْظُرْ فَنَظَرَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ وَ إِلَی سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنَ الْیَهُودِ فَقَالَ قَدْ شَاهَدْتُ خَتْمَ اللَّهِ عَلَی قُلُوبِهِمْ وَ عَلَی سَمْعِهِمْ وَ عَلَی أَبْصَارِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ یَا عَلِیُّ أَفْضَلُ شُهَدَاءِ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ خَتَمَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ وَ عَلی أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ(1) تُبْصِرُهَا الْمَلَائِكَةُ فَیَعْرِفُونَهُمْ بِهَا وَ یُبْصِرُهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یُبْصِرُهَا خَیْرُ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِیمٌ (2) فِی الْآخِرَةِ بِمَا كَانَ مِنْ كُفْرِهِمْ بِاللَّهِ وَ كُفْرِهِمْ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(3).
بیان: قد مضی تمام الخبر فی باب هدایة اللّٰه و إضلاله و باب نوادر معجزات الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الذهب الإبریز بالكسر الخالص و الباقة الحزمة(4) من بقل و الحمارة بتخفیف و تشدید الراء شدة الحر.
«8»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: لَمَّا رَجَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ صِفِّینَ وَ سُقِیَ الْقَوْمُ مِنَ الْمَاءِ الَّتِی تَحْتَ الصَّخْرَةِ الَّتِی قَلَبَهَا لِیَقْعُدَ(5) لِحَاجَتِهِ فَقَالَ بَعْضُ مُنَافِقِی عَسْكَرِهِ سَوْفَ أَنْظُرُ إِلَی سَوْأَتِهِ وَ إِلَی مَا یَخْرُجُ مِنْهُ فَإِنَّهُ یَدَّعِی مَرْتَبَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُخْبِرَ أَصْحَابِی بِكَذِبِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِقَنْبَرٍ یَا قَنْبَرُ اذْهَبْ إِلَی تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ إِلَی الَّتِی تُقَابِلُهَا وَ قَدْ كَانَ بَیْنَهُمَا أَكْثَرُ مِنْ فَرْسَخٍ فَنَادِهِمَا إِنَّ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ یَأْمُرُكُمَا أَنْ تَتَلَاصَقَا فَقَالَ قَنْبَرٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ وَ یَبْلُغُهُمَا صَوْتِی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ الَّذِی یُبَلِّغُ بَصَرَ عَیْنِكَ السَّمَاءَ وَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهَا مَسِیرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ سَیُبَلِّغُهُمَا صَوْتَكَ فَذَهَبَ قَنْبَرٌ فَنَادَی فَسَعَتْ
ص: 29
إِحْدَاهُمَا إِلَی الْأُخْرَی سَعْیَ الْمُتَحَابَّیْنِ طَالَتْ غَیْبَةُ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ وَ اشْتَدَّ شَوْقُهُ وَ انْضَمَّا فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ مُنَافِقِی الْعَسْكَرِ إِنَّ عَلِیّاً یُضَاهِی فِی سِحْرِهِ رَسُولَ اللَّهِ ابْنَ عَمِّهِ مَا ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ لَا هَذَا إِمَامٌ وَ إِنَّمَا هُمَا سَاحِرَانِ لَكِنَّا سَنَدُورُ مِنْ خَلْفِهِ فَنَنْظُرُ إِلَی عَوْرَتِهِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْهُ فَأَوْصَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ إِلَی أُذُنِ عَلِیٍّ مِنْ قِبَلِهِمْ فَقَالَ جَهْراً یَا قَنْبَرُ إِنَّ الْمُنَافِقِینَ أَرَادُوا مُكَایَدَةَ وَصِیِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ظَنُّوا أَنَّهُ لَا یُمْتَنَعُ مِنْهُمْ إِلَّا بِالشَّجَرَتَیْنِ فَارْجِعْ إِلَیْهِمَا یَعْنِی الشَّجَرَتَیْنِ فَقُلْ لَهُمَا إِنَّ وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكُمَا أَنْ تَعُودَا إِلَی مَكَانِكُمَا فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ فَانْقَلَعَتَا وَ عَدَتْ (1) كُلُّ وَاحِدَةٍ تُفَارِقُ الْأُخْرَی كَهَزِیمَةِ الْجَبَانِ مِنَ الشُّجَاعِ الْبَطَلِ ثُمَّ ذَهَبَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ رَفَعَ ثَوْبَهُ لِیَقْعُدَ وَ قَدْ مَضَی مِنَ الْمُنَافِقِینَ جَمَاعَةٌ لِیَنْظُرُوا إِلَیْهِ فَلَمَّا رَفَعَ ثَوْبَهُ أَعْمَی اللَّهُ تَعَالَی أَبْصَارَهُمْ فَلَمْ یُبْصِرُوا شَیْئاً فَوَلَّوْا عَنْهُ وُجُوهَهُمْ فَأَبْصَرُوا كَمَا كَانُوا یُبْصِرُونَ فَنَظَرُوا إِلَی جِهَتِهِ فَعَمُوا فَمَا زَالُوا یَنْظُرُونَ إِلَی جِهَتِهِ وَ یَعْمَوْنَ وَ یَصْرِفُونَ عَنْهُ وُجُوهَهُمْ وَ یُبْصِرُونَ إِلَی أَنْ فَرَغَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَامَ وَ رَجَعَ وَ ذَلِكَ ثَمَانُونَ مَرَّةً مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ ثُمَّ ذَهَبُوا یَنْظُرُونَ مَا خَرَجَ عَنْهُ فَاعْتُقِلُوا فِی مَوَاضِعِهِمْ فَلَمْ یَقْدِرُوا أَنْ یَرَوْهَا فَإِذَا انْصَرَفُوا أَمْكَنَهُمُ الِانْصِرَافُ أَصَابَهُمْ ذَلِكَ مِائَةَ مَرَّةٍ حَتَّی نُودِیَ فِیهِمْ بِالرَّحِیلِ فَرَحَلُوا وَ مَا وَصَلُوا إِلَی مَا أَرَادُوا مِنْ ذَلِكَ وَ لَمْ یَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً وَ طُغْیَاناً وَ تَمَادِیاً فِی كُفْرِهِمْ وَ عِنَادِهِمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ انْظُرُوا إِلَی هَذَا الْعَجَبِ، مَنْ هَذِهِ آیَاتُهُ وَ مُعْجِزَاتُهُ وَ یَعْجِزُ(2)
عَنْ مُعَاوِیَةَ وَ عَمْرٍو وَ یَزِیدَ فَنَظَرُوا فَأَوْصَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِهِمْ إِلَی أُذُنِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا مَلَائِكَةُ-(3)
ایتُونِی بِمُعَاوِیَةَ وَ عَمْرٍو وَ یَزِیدَ فَنَظَرُوا فِی الْهَوَاءِ فَإِذَا مَلَائِكَةٌ كَأَنَّهُمُ السُّودَانُ قَدْ عَلِقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِوَاحِدٍ فَأَنْزَلُوهُمْ إِلَی حَضْرَتِهِ فَإِذَا أَحَدُهُمْ مُعَاوِیَةُ وَ الْآخَرُ عَمْرٌو وَ الْآخَرُ یَزِیدُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام تَعَالَوْا فَانْظُرُوا
ص: 30
إِلَیْهِمْ أَمَا لَوْ شِئْتُ لَقَتَلْتُهُمْ وَ لَكِنِّی أُنْظِرُهُمْ كَمَا أَنْظَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِبْلِیسَ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ إِنَّ الَّذِی تَرَوْنَهُ بِصَاحِبِكُمْ لَیْسَ لِعَجْزٍ وَ لَا ذُلٍّ وَ لَكِنَّهُ مِحْنَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَنْظُرَ كَیْفَ تَعْمَلُونَ وَ لَئِنْ طَعَنْتُمْ عَلَی عَلِیٍّ فَلَقَدْ طَعَنَ الْكَافِرُونَ وَ الْمُنَافِقُونَ قَبْلَكُمْ عَلَی رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَقَالُوا إِنَّ مَنْ طَافَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْجِنَانَ فِی لَیْلَةٍ وَ رَجَعَ كَیْفَ یَحْتَاجُ إِلَی أَنْ یَهْرُبَ وَ یَدْخُلَ الْغَارَ وَ یَأْتِیَ إِلَی الْمَدِینَةِ مِنْ مَكَّةَ فِی أَحَدَ عَشَرَ یَوْماً وَ إِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ إِذَا شَاءَ أَرَاكُمُ الْقُدْرَةَ لِتَعْرِفُوا صِدْقَ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ إِذَا شَاءَ امْتَحَنَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ لِیَنْظُرَ كَیْفَ تَعْمَلُونَ وَ لِیُظْهِرَ حُجَّتَهُ عَلَیْكُمْ (1).
«9»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: كَانَ جَدُّ بْنُ قَیْسٍ تَالِیَ عَبْدِ اللَّهِ فِی النِّفَاقِ كَمَا أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ تَالِیَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْكَمَالِ وَ الْجَلَالِ وَ الْجَمَالِ وَ تَفَرَّدَ جَدٌّ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ بَعْدَ مَا سَمَّ الرَّسُولَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُؤَثِّرْ فِیهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مَاهِرٌ فِی السِّحْرِ وَ لَیْسَ عَلِیٌّ كَمِثْلِهِ فَاتَّخِذْ أَنْتَ یَا جَدُّ لِعَلِیٍّ دَعْوَةً بَعْدَ أَنْ تَتَقَدَّمَ فِی تَنْبِیشِ أَصْلِ حَائِطِ بُسْتَانِكَ ثُمَّ تُوقِفُ رِجَالًا خَلْفَ الْحَائِطِ بِخَشَبٍ یَعْتَمِدُونَ بِهَا عَلَی الْحَائِطِ وَ یَدْفَعُونَهُ عَلَی عَلِیٍّ وَ مَنْ مَعَهُ لِیَمُوتُوا تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام تَحْتَ الْحَائِطِ فَتَلَقَّاهُ بِیَسَارِهِ وَ أَوْقَفَهُ وَ كَانَ الطَّعَامُ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ فَقَالَ علیه السلام كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ وَ جَعَلَ یَأْكُلُ مَعَهُمْ حَتَّی أَكَلُوا وَ فَرَغُوا وَ هُوَ یُمْسِكُ الْحَائِطَ بِشِمَالِهِ وَ الْحَائِطُ ثَلَاثُونَ ذِرَاعاً طُولُهُ فِی خَمْسَ عَشَرَةَ سَمْكَةً-(2) فِی ذِرَاعَیْنِ غِلْظَةً فَجَعَلَ أَصْحَابُ عَلِیٍّ علیه السلام یَأْكُلُونَ وَ هُمْ یَقُولُونَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ فَتُحَامِی هَذَا وَ أَنْتَ تَأْكُلُ فَإِنَّكَ تَتْعَبُ فِی حَبْسِكَ هَذَا الْحَائِطَ عَنَّا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنِّی لَسْتُ أَجِدُ لَهُ مِنَ الْمَسِّ بِیَسَارِی إِلَّا أَقَلَّ مِمَّا أَجِدُ مِنْ ثِقْلِ هَذِهِ اللُّقْمَةِ بِیَمِینِی وَ هَرَبَ جَدُّ بْنُ قَیْسٍ وَ خَشِیَ أَنْ یَكُونَ عَلِیٌّ قَدْ مَاتَ وَ صَحْبُهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً یَطْلُبُهُ لِیَنْتَقِمَ مِنْهُ وَ اخْتَفَی عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ- فَبَلَغَهُمْ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَدْ أَمْسَكَ الْحَائِطَ بِیَسَارِهِ وَ هُوَ یَأْكُلُ بِیَمِینِهِ وَ أَصْحَابُهُ تَحْتَ الْحَائِطِ لَمْ یَمُوتُوا فَقَالَ أَبُو الشُّرُورِ وَ أَبُو الدَّوَاهِی اللَّذَانِ [كَانَا] أَصْلَ التَّدْبِیرِ فِی ذَلِكَ إِنَّ عَلِیّاً قَدْ مَهَرَ بِسِحْرِ مُحَمَّدٍ فَلَا سَبِیلَ لَنَا عَلَیْهِ فَلَمَّا فَرَغَ الْقَوْمُ أَقَامَ
ص: 31
عَلِیٌّ علیه السلام الْحَائِطَ بِیَسَارِهِ فَأَقَامَهُ وَ سَوَّاهُ وَ أَرْأَبَ صَدْعَهُ وَ أَلَمَّ شَعْبَهُ-(1) وَ خَرَجَ هُوَ وَ الْقَوْمُ مِنْ تَحْتِهِ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ- ضَاهَیْتَ الْیَوْمَ أَخِیَ الْخَضِرَ لَمَّا أَقَامَ الْجِدَارَ وَ مَا سَهَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ إِلَّا بِدُعَائِهِ بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).
«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب صَالِحُ بْنُ كَیْسَانَ وَ ابْنُ رُومَانَ رَفَعَاهُ إِلَی جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام یُطَالِبُهُ بِمِیرَاثِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ مَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ یُورَثُ إِلَّا بَغْلَتُهُ دُلْدُلٌ وَ سَیْفُهُ ذُو الْفَقَارِ وَ دِرْعُهُ وَ عِمَامَتُهُ السَّحَابُ وَ أَنَا أَرْبَأُ بِكَ (3) أَنْ تُطَالِبَ بِمَا لَیْسَ لَكَ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ وَ أَنَا أَحَقُّ عَمُّهُ وَ وَارِثُهُ دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ فَنَهَضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعَهُ النَّاسُ حَتَّی دَخَلَ الْمَسْجِدَ ثُمَّ أَمَرَ بِإِحْضَارِ الدِّرْعِ وَ الْعِمَامَةِ وَ السَّیْفِ وَ الْبَغْلَةِ فَأُحْضِرَ فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ یَا عَمِّ إِنْ أَطَقْتَ النُّهُوضَ بِشَیْ ءٍ مِنْهَا فَجَمِیعُهُ لَكَ فَإِنَّ مِیرَاثَ الْأَنْبِیَاءِ لِأَوْصِیَائِهِمْ دُونَ الْعَالَمِ وَ لِأَوْلَادِهِمْ فَإِنْ لَمْ تُطِقِ النُّهُوضَ فَلَا حَقَّ لَكَ فِیهِ قَالَ نَعَمْ فَأَلْبَسَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الدِّرْعَ بِیَدِهِ وَ أَلْقَی عَلَیْهِ الْعِمَامَةَ وَ السَّیْفَ ثُمَّ قَالَ انْهَضْ بِالسَّیْفِ وَ الْعِمَامَةِ یَا عَمِّ فَلَمْ یُطِقِ النُّهُوضَ فَأَخَذَ السَّیْفَ مِنْهُ وَ قَالَ لَهُ انْهَضْ بِالْعِمَامَةِ فَإِنَّهَا آیَةٌ مِنْ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله فَأَرَادَ النُّهُوضَ فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی ذَلِكَ وَ بَقِیَ مُتَحَیِّراً ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَمِّ وَ هَذِهِ الْبَغْلَةُ بِالْبَابِ لِی خَاصَّةً وَ لِوُلْدِی فَإِنْ أَطَقْتَ رُكُوبَهَا فَارْكَبْهَا فَخَرَجَ وَ مَعَهُ عَدَوِیٌّ فَقَالَ لَهُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ خَدَعَكَ عَلِیٌّ فِیمَا كُنْتَ فِیهِ فَلَا تَخْدَعْ نَفْسَكَ فِی الْبَغْلَةِ إِذَا وَضَعْتَ رِجْلَكَ فِی الرِّكَابِ فَاذْكُرِ اللَّهَ وَ سَمِّ وَ اقْرَأْ إِنَّ اللَّهَ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا قَالَ فَلَمَّا نَظَرَتِ الْبَغْلَةُ إِلَیْهِ مُقْبِلًا مَعَ الْعَبَّاسِ نَفَرَتْ وَ صَاحَتْ صِیَاحاً مَا سَمِعْنَاهُ مِنْهَا قَطُّ فَوَقَعَ الْعَبَّاسُ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أَمَرَ بِإِمْسَاكِهَا فَلَمْ یُقْدَرْ عَلَیْهَا ثُمَّ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَعَا الْبَغْلَةَ بِاسْمٍ مَا سَمِعْنَاهُ فَجَاءَتْ خَاضِعَةً ذَلِیلَةً فَوَضَعَ رِجْلَهُ فِی الرِّكَابِ وَ وَثَبَ عَلَیْهَا فَاسْتَوَی عَلَیْهَا رَاكِباً فَاسْتَدْعَا أَنْ یَرْكَبَ الْحَسَنُ
ص: 32
وَ الْحُسَیْنُ علیه السلام فَأَمَرَهُمَا بِذَلِكَ ثُمَّ لَبِسَ عَلِیٌّ الدِّرْعَ وَ الْعِمَامَةَ وَ السَّیْفَ وَ رَكِبَهَا وَ سَارَ عَلَیْهَا إِلَی مَنْزِلِهِ وَ هُوَ یَقُولُ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْكُرُ أَنَا وَ هُمَا أَمْ تَكْفُرُ أَنْتَ یَا فُلَانُ (1).
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مِنْ عَجَائِبِهِ علیه السلام طُولُ مَا لَقِیَ مِنَ الْحُرُوبِ لَمْ یَنْهَزِمْ قَطُّ وَ لَمْ یَنَلْهُ فِیهَا شَیْنٌ وَ لَا جِرَاحٌ سَوْءٌ وَ لَمْ یُبَارِزْ أَحَدٌ إِلَّا ظَفِرَ بِهِ وَ لَا نَجَا مِنْ ضَرْبَتِهِ أَحَدٌ فَصَلُحَ مِنْهَا وَ لَمْ یُفْلِتْ مِنْهُ قِرْنٌ وَ لَمْ یَخْرُجْ فِی حُرُوبِهِ إِلَّا وَ هُوَ مَاشٍ یُهَرْوِلُ طُولَ الدَّهْرِ بِغَیْرِ جُنْدٍ إِلَی الْعَدُوِّ وَ مَا قُدِّمَتْ رَایَةٌ قُوتِلَ تَحْتَهَا عَلِیٌّ إِلَّا انْقَلَبُوا صَاغِرِینَ وَ یُرْوَی وَثْبَتُهُ (2)
أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً إِلَی عَمْرٍو وَ رُجُوعُهُ إِلَی خَلْفٍ عِشْرُونَ ذِرَاعاً وَ ذَلِكَ خَارِجٌ عَنِ الْعَادَةِ وَ رُوِیَ ضَرَبْتُهُ (3)
عَلَی رِجْلَیْهِ وَ قَطْعُهُمَا بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ مَا كَانَ عَلَیْهِ مِنَ الثِّیَابِ وَ السِّلَاحِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ ضَرَبَ مَرْحَبَ الْكَافِرَ یَوْمَ خَیْبَرَ عَلَی رَأْسِهِ فَقَطَعَ الْعِمَامَةَ وَ الْخُوذَةَ وَ الرَّأْسَ وَ الْحَلْقَ وَ مَا عَلَیْهِ مِنَ الْجَوْشَنِ مِنْ قُدَّامٍ وَ خَلْفٍ إِلَی أَنْ قَدَّهُ بِنِصْفَیْنِ ثُمَّ حَمَلَ عَلَی سَبْعِینَ فَارِسٍ فَبَدَّدَهُمْ وَ تَحَیَّرَ الْفَرِیقَانِ مِنْ فِعْلِهِ فَانْهَزَمُوا إِلَی الْحِصْنِ وَ أَصْلُ مَشْهَدِ الْبُوقِ عِنْدَ رَحْبَةِ الشَّامِ أَنَّهُ علیه السلام أَخْبَرَ أَنَّ السَّاعَةَ خَرَجَ مُعَاوِیَةُ فِی خَیْلِهِ مِنْ دِمَشْقَ وَ ضَرَبَ الْبُوقَ وَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ مَسِیرَةِ ثَمَانِیَةَ عَشَرَ یَوْماً وَ هُوَ خَرْقُ الْعَادَةِ وَ مِنْهُ الدَّكَّةُ الْمَشْهُورَةُ فِی الْكُوفَةِ الَّتِی یُقَالُ إِنَّهُ رَأَی مِنْهَا مَكَّةَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهَا وَ ذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِكُمْ یَا سَارِیَةُ الْجَبَلَ-(4)
وَ مَسْجِدُ الْمِجْذَافِ فِی الرَّقَّةِ وَ هُوَ أَنَّهُ لَمَّا طَلَبَ الزَّوَارِیقَ لِحَمْلِ الشُّهَدَاءِ قَالُوا الزَّوَارِیقُ تَرْعَی فَقَالَ علیه السلام كَلَامُكُمْ غَثٌّ وَ قُمْصَانُكُمْ رَثٌّ-(5)
لَا شَدَّ اللَّهُ
ص: 33
بِكُمْ صَفّاً(1)
وَ لَا أَشْبَعَكُمْ إِلَّا عَلَی قَتَبٍ وَ عَمِلَ جَائِزَةً عَظِیمَةً بِمَنْزِلَةِ الْمِجْذَافِ-(2) وَ حَمَلَ الشُّهَدَاءَ عَلَیْهَا فَخَرِبَتِ الرَّقَّةُ وَ عُمِرَتِ الرَّافِقَةُ-(3)
وَ لَا یَزَالُونَ فِی ضَنْكِ الْعَیْشِ وَ رَوَتِ الْغُلَاةُ أَنَّهُ علیه السلام صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ عَلَی فَرَسٍ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ أَصْحَابُهُ وَ قَالَ لَوْ أَرَدْتَ لَحَمَلْتُ إِلَیْكُمْ ابْنَ أَبِی سُفْیَانَ وَ ذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِهِ وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِیًّا-(4) وَ خَرَجَ عَنْ أَبِی زُهْرَةَ وَ قَطَعَ مَسِیرَةَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ بِلَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ أَصْبَحَ عِنْدَ الْكُفَّارِ وَ فَتَحَ عَلَیْهِ فَنَزَلَ وَ الْعادِیاتِ ضَبْحاً وَ رُوِیَ أَنَّهُ رُمِیَ إِلَی حِصْنِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ فِی الْمَنْجَنِیقِ وَ نَزَلَ عَلَی حَائِطِ الْحِصْنِ وَ كَانَ الْحِصْنُ قَدْ شُدَّ عَلَی حِیطَانِهِ سَلَاسِلُ فِیهَا غَرَائِرُ(5)
مِنْ تِبْنٍ أَوْ قُطْنٍ حَتَّی لَا یَعْمَلَ فِیهَا الْمَنْجَنِیقَ إِذَا رُمِیَ الْحَجَرُ فَقَالَتِ الْغُلَاةُ فَمَرَّ فِی الْهَوَاءِ وَ التُّرْسُ تَحْتَ قَدَمَیْهِ وَ نَزَلَ عَلَی الْحَائِطِ وَ ضَرَبَ السَّلَاسِلَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً فَقَطَعَهَا وَ سَقَطَتِ الْغَرَائِرُ وَ فَتَحَ الْحِصْنَ وَ رَوَتِ الْغُلَاةُ أَنَّهُ نَزَلَتْ فِیهِ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا-(6)
وَ ذَلِكَ إِنْ صَحَّ مِثْلُ صُعُودِ الْمَلَائِكَةِ وَ نُزُولِهِمْ وَ إِسْرَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(7).
تَفْسِیرُ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام: أَنَّهُ أَرَادَتِ الْفَجَرَةُ لَیْلَةَ الْعَقَبَةِ قَتْلَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ بَقِیَ فِی الْمَدِینَةِ قَتْلَ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا تَبِعَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ بَغْضَاءَهُمْ فَقَالَ أَ مَا تَرْضَی
ص: 34
أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی الْخَبَرَ فَحَفَرُوا لَهُ حَفِیرَةً طَوِیلَةً وَ غَطَّوْهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ وَ بَلَغَهَا أَنْطَقَ اللَّهُ فَرَسَهُ فَقَالَ سِرْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَطَفَرَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِكَشْفِهِ فَرَآهُ عَجِیباً(1).
مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ فَضَائِلُهُ وَ سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَلْبَسُ فِی الْبَرْدِ الشَّدِیدِ الثَّوْبَ الرَّقِیقَ وَ فِی الْحَرِّ الشَّدِیدِ الْقَبَاءَ وَ الثَّوْبَ الثَّقِیلَ وَ كَانَ لَا یَجِدُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا لَهُ یَوْمَ خَیْبَرَ فَقَالَ كَفَاكَ اللَّهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ وَ فِی رِوَایَةٍ اللَّهُمَّ قِهِ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ- وَ فِی رِوَایَةٍ اللَّهُمَّ اكْفِهِ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ(2).
سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ فِی حَدِیثِهِ: أَنَّهُ لَمَّا أَخَذَ مُعَاوِیَةُ مَوْرِدَ الْفُرَاتِ أَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمَالِكٍ الْأَشْتَرِ أَنْ یَقُولَ لِمَنْ عَلَی جَانِبِ الْفُرَاتِ یَقُولُ لَكُمْ عَلِیٌّ اعْدِلُوا عَنِ الْمَاءِ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ عَدَلُوا عَنْهُ فَوَرَدَ قَوْمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْمَاءَ وَ أَخَذُوا مِنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِیَةَ فَأَحْضَرَهُمْ وَ قَالَ لَهُمْ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ جَاءَ وَ قَالَ إِنَّ مُعَاوِیَةَ یَأْمُرُكُمْ أَنْ تُفْرِجُوا عَنِ الْمَاءِ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ لِعَمْرٍو إِنَّكَ لَتَأْتِی أَمْراً ثُمَّ تَقُولُ مَا فَعَلْتُهُ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ وَكَّلَ مُعَاوِیَةُ حَجَلَ بْنَ الْعَتَّابِ النَّخَعِیَّ فِی خَمْسَةِ آلَافٍ فَأَنْفَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَالِكاً فَنَادَی مِثْلَ الْأَوَّلِ فَمَالَ حَجَلٌ عَنِ الشَّرِیعَةِ فَوَرَدَ أَصْحَابُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَخَذُوا مِنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِیَةَ فَأَحْضَرَ حَجَلًا وَ قَالَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ ابْنَكَ یَزِیدَ أَتَانِی فَقَالَ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالتَّنَحِّی عَنْهُ فَقَالَ لِیَزِیدَ فِی ذَلِكَ فَأَنْكَرَ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ فَإِذَا كَانَ غَداً فَلَا تَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ وَ لَوْ أَتَیْتُكَ حَتَّی تَأْخُذَ خَاتَمِی فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ أَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمَالِكٍ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَأَی حَجَلٌ مُعَاوِیَةَ وَ أَخَذَ مِنْهُ خَاتَمَهُ وَ انْصَرَفَ عَنِ الْمَاءِ وَ بَلَغَ مُعَاوِیَةَ فَدَعَاهُ وَ قَالَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَأَرَاهُ خَاتَمَهُ فَضَرَبَ مُعَاوِیَةُ یَدَهُ عَلَی یَدِهِ فَقَالَ نَعَمْ وَ إِنَّ هَذَا مِنْ دَوَاهِی عَلِیٍّ.
ص: 35
وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ الشَّوْهَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ: أَنَّهُ قَدِمَ أَبُو الصَّمْصَامِ الْعَبْسِیُ (1) إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ مَتَی یَجِی ءُ الْمَطَرُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِی بَطْنِ نَاقَتِی هَذِهِ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَكُونُ غَداً وَ مَتَی أَمُوتُ فَنَزَلَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ(2) الْآیَاتِ فَأَسْلَمَ الرَّجُلُ وَ وَعَدَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَأْتِی بِأَهْلِهِ فَقَالَ اكْتُبْ یَا أَبَا الْحَسَنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَقَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ- وَ أَشْهَدَ عَلَی نَفْسِهِ فِی صِحَّةِ عَقْلِهِ وَ بَدَنِهِ وَ جَوَازِ أَمْرِهِ أَنَّ لِأَبِی الصَّمْصَامِ الْعَبْسِیِّ عَلَیْهِ وَ عِنْدَهُ وَ فِی ذِمَّتِهِ ثَمَانِینَ نَاقَةً حُمْرَ الظُّهُورِ بِیضَ الْعُیُونِ سُودَ الْحَدَقِ عَلَیْهَا مِنْ طَرَائِفِ الْیَمَنِ وَ نُقَطِ الْحِجَازِ وَ خَرَجَ أَبُو الصَّمْصَامِ ثُمَّ جَاءَ فِی قَوْمِهِ بَنِی عَبْسٍ كُلِّهِمْ مُسْلِمِینَ وَ سَأَلَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا قُبِضَ قَالَ فَمَنِ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَقَالُوا أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ أَبُو الصَّمْصَامِ الْمَسْجِدَ وَ قَالَ یَا خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَمَانِینَ نَاقَةً حُمْرَ الظُّهُورِ بِیضَ الْعُیُونِ سُودَ الْحَدَقِ عَلَیْهَا مِنْ طَرَائِفِ الْیَمَنِ وَ نُقَطِ الْحِجَازِ فَقَالَ یَا أَخَا الْعَرَبِ سَأَلْتَ مَا فَوْقَ الْعَقْلِ وَ اللَّهِ مَا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بَغْلَتَهُ الدُّلْدُلَ وَ حِمَارَهُ الْیَعْفُورَ وَ سَیْفَهُ ذَا الْفَقَارِ وَ دِرْعَهُ الْفَاضِلَ أَخَذَهَا كُلَّهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ خَلَّفَ فِینَا فَدَكَ فَأَخَذْنَاهَا بِحَقٍّ وَ نَبِیُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُورَثُ فَصَاحَ سَلْمَانُ كردی و نكردی وَ حقّ از أمیر ببردی رُدُّوا الْعَمَلَ إِلَی أَهْلِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی الصَّمْصَامِ فَأَقَامَهُ إِلَی مَنْزِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَرَعَ الْبَابَ فَنَادَی عَلِیٌّ ادْخُلْ یَا سَلْمَانُ- ادْخُلْ أَنْتَ وَ أَبُو الصَّمْصَامِ- فَقَالَ أَبُو الصَّمْصَامِ هَذِهِ أُعْجُوبَةٌ مَنْ هَذَا الَّذِی سَمَّانِی بِاسْمِی وَ لَمْ یَعْرِفْنِی فَعَدَّ سَلْمَانُ فَضَائِلَ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ لِی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَمَانِینَ نَاقَةً وَ وَصَفَهَا فَقَالَ عَلِیٌّ أَ مَعَكَ حُجَّةٌ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الْوَثِیقَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا سَلْمَانُ نَادِ فِی النَّاسِ أَلَا مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی دَیْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلْیَخْرُجْ غَداً إِلَی خَارِجِ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ خَرَجَ النَّاسُ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَسَرَّ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ سِرّاً وَ قَالَ امْضِ یَا أَبَا الصَّمْصَامِ مَعَ ابْنِیَ
ص: 36
الْحَسَنِ إِلَی الْكَثِیبِ مِنَ الرَّمْلِ فَمَضَی علیه السلام وَ مَعَهُ أَبُو الصَّمْصَامِ فَصَلَّی الْحَسَنُ علیه السلام رَكْعَتَیْنِ عِنْدَ الْكَثِیبِ وَ كَلَّمَ الْأَرْضَ بِكَلِمَاتٍ لَا نَدْرِی مَا هِیَ وَ ضَرَبَ الْكَثِیبَ بِقَضِیبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْفَجَرَ الْكَثِیبُ عَنْ صَخْرَةٍ مُلَمْلَمَةٍ-(1) مَكْتُوبٍ عَلَیْهَا سَطْرَانِ مِنْ نُورٍ السَّطْرُ الْأَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الثَّانِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَضَرَبَ الْحَسَنُ علیه السلام الصَّخْرَةَ بِالْقَضِیبِ فَانْفَجَرَتْ عَنْ خِطَامِ نَاقَةٍ فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام اقْتَدِ یَا أَبَا الصَّمْصَامِ فَاقْتَادَ أَبُو الصَّمْصَامِ ثَمَانِینَ نَاقَةً حُمْرَ الظُّهُورِ بِیضَ الْعُیُونِ سُودَ الْحَدَقِ عَلَیْهَا مِنْ طَرَائِفِ الْیَمَنِ وَ نُقَطِ الْحِجَازِ وَ رَجَعَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ علیه السلام اسْتَوْفَیْتَ یَا أَبَا الصَّمْصَامِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَسَلِّمِ الْوَثِیقَةَ فَسَلَّمَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَهَا وَ خَرَقَهَا ثُمَّ قَالَ هَكَذَا أَخْبَرَنِی أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ هَذِهِ النُّوقَ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ نَاقَةَ صَالِحٍ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ هَذَا مِنْ سِحْرِ عَلِیٍّ قَلِیلٌ (2).
بیان: قوله نقط الحجاز أقول الظاهر أنه تصحیف لقط باللام قال الفیروزآبادی اللقط محركة ما یلتقط من السنابل و قطع ذهب توجد فی المعدن.
«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مِنْ مُعْجِزَاتِهِ علیه السلام تَسْخِیرُهُ الْجَمَاعَةَ اضْطِرَاراً لِنَقْلِ فَضَائِلِهِ مَعَ مَا فِیهَا مِنَ الْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ حَتَّی إِنْ أَنْكَرَهُ وَاحِدٌ رَدَّ عَلَیْهِ صَاحِبُهُ وَ قَالَ هَذَا فِی التَّوَارِیخِ وَ الصِّحَاحِ وَ السُّنَنِ وَ الْجَوَامِعِ وَ السِّیَرِ وَ التَّفَاسِیرِ مِمَّا أَجْمَعُوا عَلَی صِحَّتِهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ فِی وَاحِدٍ یَكُنْ فِی آخَرَ وَ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ مَا أَجْمَعُوا عَلَیْهِ وَ رَوَی مَنَاقِبَهُ خَلْقٌ كَثِیرٌ مِنْهُمْ حَتَّی صَارَ عِلْماً ضَرُورِیّاً كَمَا صَنَّفَ ابْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ كِتَابَ الْغَدِیرِ وَ ابْنُ الشَّاهِینِ كِتَابَ الْمَنَاقِبِ وَ كِتَابَ فَضَائِلِ فَاطِمَةَ علیها السلاموَ یَعْقُوبُ بْنُ شَیْبَةَ تَفْضِیلَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ مُسْنَدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَخْبَارَهُ وَ فَضَائِلَهُ- وَ الْجَاحِظُ كِتَابَ الْعَلَوِیَّةِ- وَ كِتَابَ فَضْلِ بَنِی هَاشِمٍ عَلَی بَنِی أُمَیَّةَ- وَ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ مَنْقَبَةَ الْمُطَهَّرِینَ فِی فَضَائِلِ
ص: 37
أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبُو الْمَحَاسِنِ الرُّویَانِیُّ الْجَعْفَرِیَّاتِ وَ الْمُوَفَّقُ الْمَكِّیُّ كِتَابَ قَضَایَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كِتَابَ رَدِّ الشَّمْسِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُؤْمِنٍ الشِّیرَازِیُّ- كِتَابَ نُزُولِ الْقُرْآنِ فِی شَأْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ- كِتَابَ الْأَرْبَعِینِ فِی فَضَائِلِ الزَّهْرَاءِ علیها السلام وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مُسْنَدَ أَهْلِ الْبَیْتِ وَ فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ- وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّطَنْزِیُّ- الْخَصَائِصَ الْعَلَوِیَّةَ عَلَی سَائِرِ الْبَرِّیَّةِ- وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ كِتَابَ الْمَنَاقِبِ- وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبُسْتِیُّ كِتَابَ الدَّرَجَاتِ- وَ الْخَطِیبُ أَبُو تُرَابٍ كِتَابَ الْحَدَائِقِ مَعَ الْكِتْمَانِ وَ الْمَیْلِ وَ ذَلِكَ خَرْقُ الْعَادَةِ شَهِدَ بِفَضَائِلِهِ مُعَادُوهُ وَ أَقَرَّ بِمَنَاقِبِهِ جَاحِدُوهُ وَ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ كَثْرَةُ مَنَاقِبِهِ مَعَ مَا كَانُوا یَدْفِنُونَهَا وَ یَتَوَعَّدُونَ عَلَی رِوَایَتِهَا رَوَی مُسْلِمٌ وَ الْبُخَارِیُّ وَ ابْنُ بَطَّةَ وَ النَّطَنْزِیُّ- عَنْ عَائِشَةَ فِی حَدِیثِهَا بِمَرَضِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ فِی جُمْلَةِ ذَلِكَ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ رَجُلَیْنِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَحَدُهُمَا الْفَضْلُ وَ رَجُلٌ آخَرُ یَخُطُّ قَدَمَاهُ عَاصِباً رَأْسَهُ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام.
وَ قَالَ مُعَاوِیَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ- إِنَّا كَتَبْنَا فِی الْآفَاقِ نَنْهَی عَنْ ذِكْرِ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَكُفَّ لِسَانَكَ قَالَ أَ فَتَنْهَانَا عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ قَالَ لَا قَالَ أَ فَتَنْهَانَا عَنْ تَأْوِیلِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَ فَنَقْرَؤُهُ وَ لَا نَسْأَلُ قَالَ سَلْ عَنْ غَیْرِ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ إِنَّهُ مُنْزَلٌ عَلَیْنَا أَ فَنَسْأَلُ غَیْرَنَا أَ تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ فَإِذاً تَهْلِكَ الْأُمَّةُ قَالَ اقْرَءُوا وَ لَا تَرْوُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِیكُمْ یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ-(1) ثُمَّ نَادَی مُعَاوِیَةُ أَنْ (2) بَرِئَتِ الذِّمَّةُ مِمَّنْ رَوَی حَدِیثاً مِنْ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ- حَتَّی قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ اللَّیْثِیُّ- وَدِدْتُ أَنِّی أُتْرَكُ أَنْ أُحَدِّثَ بِفَضَائِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْماً إِلَی اللَّیْلِ وَ إِنَّ عُنُقِی ضُرِبَتْ فَكَانَ الْمُحَدِّثُ یُحَدِّثُ بِحَدِیثٍ فِی الْفِقْهِ أَوْ یَأْتِی بِحَدِیثِ الْمُبَارَزَةِ فَیَقُولُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ- وَ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی یَقُولُ حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ یَقُولُ قَالَ أَبُو زَیْنَبَ.
ص: 38
وَ سُئِلَ ابْنُ جُبَیْرٍ عَنْ حَامِلِ اللِّوَاءِ فَقَالَ كَأَنَّكَ رَخِیُّ الْبَالِ وَ رَأَی رَجُلٌ أَعْرَابِیَّةً فِی مَسْجِدٍ تَقُولُ یَا مَشْهُوراً فِی السَّمَاوَاتِ وَ یَا مَشْهُوراً فِی الْأَرَضِینَ وَ یَا مَشْهُوراً فِی الدُّنْیَا وَ یَا مَشْهُوراً فِی الْآخِرَةِ جَهَدَتِ الْجَبَابِرَةُ وَ الْمُلُوكُ عَلَی إِطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ فَأَبَی اللَّهُ لِذِكْرِكَ إِلَّا عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلَّا ضِیَاءً وَ نَمَاءً وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ فَقِیلَ لِمَنْ تَصِفِینَ قَالَتْ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَالْتَفَتَ فَلَمْ یَرَ أَحَداً وَ مِنْ ذَلِكَ مَا طُبِّقَتِ الْأَرْضُ بِالْمَشَاهِدِ لِأَوْلَادِهِ وَ فَشَتِ الْمَنَامَاتُ مِنْ مَنَاقِبِهِ فَیُبْرِئُ الزَّمْنَی وَ یُفَرِّجُ الْمُبْتَلَی وَ مَا سُمِعَ هَذَا لِغَیْرِهِ علیه السلام(1).
«13»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام: إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَتَبَ إِلَیْهِ مِنَ الشَّامِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا بِعِیَالِی مُثْقَلٌ وَ عَلَیْهِمْ إِنْ خَرَجْتُ خَائِفٌ وَ بِأَمْوَالِیَ الَّتِی أُخَلِّفُهَا إِنْ خَرَجْتُ ظَنِینٌ وَ أُخِّرَ اللَّحَاقُ (2) بِكَ وَ الْكَوْنُ فِی جُمْلَتِكَ وَ الْخُفُوقُ فِی خِدْمَتِكَ فَجُدْ لِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَبَعَثَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام اجْمَعْ أَهْلَكَ وَ عِیَالَكَ وَ حَصِّلْ عِنْدَهُمْ مَالَكَ وَ صَلِّ عَلَی ذَلِكَ كُلِّهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ هَذِهِ كُلُّهَا وَدَائِعِی عِنْدَكَ بِأَمْرِ عَبْدِكَ وَ وَلِیِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- ثُمَّ قُمْ وَ انْهَضْ إِلَیَّ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ وَ أُخْبِرَ مُعَاوِیَةُ بِهَرَبِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَمَرَ مُعَاوِیَةُ أَنْ تُسْبَی عِیَالُهُ وَ یُسْتَرَقُّوا وَ أَنْ تُنْهَبَ أَمْوَالُهُ فَذَهَبُوا فَأَلْقَی اللَّهُ عَلَیْهِمْ شِبْهَ عِیَالِ مُعَاوِیَةَ وَ حَاشِیَتِهِ وَ أَخَصِّ حَاشِیَتِهِ كَیَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ یَقُولُونَ نَحْنُ أَخَذْنَا هَذَا الْمَالَ وَ هُوَ لَنَا وَ أَمَّا عِیَالُهُ فَقَدِ اسْتَرْقَقْنَاهُمْ وَ بَعَثْنَاهُمْ إِلَی السُّوقِ فَكَفُّوا لَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ وَ عَرَّفَ اللَّهُ عِیَالَهُ أَنَّهُ قَدْ أَلْقَی عَلَیْهِمْ شِبْهَ عِیَالِ مُعَاوِیَةَ وَ عِیَالِ خَاصَّةِ یَزِیدَ فَأَشْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ أَنْ تَسْرِقَهَا اللُّصُوصُ فَمُسِخَ الْمَالُ عَقَارِبَ وَ حَیَّاتٍ كُلَّمَا قَصَدَ اللُّصُوصُ لِیَأْخُذُوا مِنْهُ لُذِعُوا وَ لُسِعُوا فَمَاتَ مِنْهُمْ قَوْمٌ وَ ضَنِیَ آخَرُونَ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْ مَالِهِ بِذَلِكَ إِلَی أَنْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْماً لِلرَّجُلِ أَ تُحِبُّ أَنْ یَأْتِیَكَ عِیَالُكَ وَ مَالُكَ قَالَ بَلَی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ایتِ بِهِمْ فَإِذَا هُمْ بِحَضْرَةِ الرَّجُلِ لَا یَفْقِدُ مِنْ عِیَالِهِ وَ مَالِهِ شَیْئاً فَأَخْبَرُوهُ
ص: 39
بِمَا أَلْقَی اللَّهُ تَعَالَی مِنْ شِبْهِ عِیَالِ مُعَاوِیَةَ وَ خَاصَّتِهِ وَ حَاشِیَةِ یَزِیدَ عَلَیْهِمْ وَ بِمَا مَسَخَهُ مِنْ أَمْوَالِهِ عَقَارِبَ وَ حَیَّاتٍ تَلْسَعُ اللِّصَّ الَّذِی یُرِیدُ أَخْذَ شَیْ ءٍ مِنْهُ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رُبَّمَا أَظْهَرَ آیَةً لِبَعْضِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزِیدَ فِی بَصِیرَتِهِ وَ لِبَعْضِ الْكَافِرِینَ لِیُبَالِغَ فِی الْإِعْذَارِ إِلَیْهِ (1).
بیان: الخفوق التحرك و الاضطراب و فی بعض النسخ بالفاءین بمعنی الإحاطة و ضنی كرضی مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس.
«14»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام]: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَصَّ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِالْفَضِیلَةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ سَكَنَ إِلَی ذَلِكَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَانَدَ فِیهِ أَصْنَافُ الْجَاحِدِینَ مِنَ الْمُعَانِدِینَ وَ شَكَّ فِی ذَلِكَ ضُعَفَاءُ مِنَ الشَّاكِّینَ وَ غَاضَ (2) فِی صُدُورِ الْمُنَافِقِینَ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ وَ الْحَسَدُ وَ الشَّحْنَاءُ حَتَّی قَالَ قَائِلٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ لَقَدْ أَسْرَفَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَدْحِ نَفْسِهِ ثُمَّ أَسْرَفَ فِی مَدْحِ أَخِیهِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا ذَلِكَ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ لَكِنَّهُ فِی ذَلِكَ مِنَ الْمَقْبُولِینَ-(3)
یُرِیدُ أَنْ یُثْبِتَ لِنَفْسِهِ الرِّئَاسَةَ عَلَیْنَا وَ لِعَلِیٍّ بَعْدَ مَوْتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا مُحَمَّدُ قُلْ لَهُمْ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ أَنْكَرْتُمْ مِنْ ذَلِكَ هُوَ عَظِیمٌ كَرِیمٌ حَكِیمٌ ارْتَضَی عِبَاداً مِنْ عِبَادِهِ وَ اخْتَصَّهُمْ بِكَرَامَاتٍ-(4) لَمَّا عَلِمَ مِنْ حُسْنِ طَاعَتِهِمْ وَ انْقِیَادِهِمْ لِأَمْرِهِ فَفَوَّضَ إِلَیْهِمْ أُمُورَ عِبَادِهِ وَ جَعَلَ عَلَیْهِمْ سِیَاسَةَ خَلْقِهِ بِالتَّدْبِیرِ الْحَكِیمِ الَّذِی وَفَّقَهُمْ لَهُ أَوَ لَا تَرَوْنَ مُلُوكَ الْأَرْضِ إِذَا ارْتَضَی أَحَدُهُمْ خِدْمَةَ بَعْضِ عَبِیدِهِ وَ وَثِقَ بِحُسْنِ إِطَاعَتِهِ فِیمَا یَنْدُبُهُ لَهُ (5) مِنْ أُمُورِ مَمَالِكِهِ جَعَلَ مَا وَرَاءَ بَابِهِ إِلَیْهِ وَ اعْتَمَدَ فِی سِیَاسَةِ جُیُوشِهِ وَ رَعَایَاهُ عَلَیْهِ كَذَلِكَ مُحَمَّدٌ فِی التَّدْبِیرِ الَّذِی رَفَعَهُ لَهُ رَبُّهُ وَ عَلِیٌّ مِنْ بَعْدِهِ الَّذِی جَعَلَهُ وَصِیَّهُ وَ خَلِیفَتَهُ فِی أَهْلِهِ وَ قَاضِیَ دَیْنِهِ وَ مُنْجِزَ عِدَاتِهِ وَ الْمُؤَازِرَ لِأَوْلِیَائِهِ وَ الْمُنَاصِبَ لِأَعْدَائِهِ فَلَمْ یَقْنَعُوا بِذَلِكَ وَ لَمْ یُسَلِّمُوا وَ قَالُوا لَیْسَ الَّذِی یُسْنِدُهُ إِلَی ابْنِ أَبِی طَالِبٍ بِأَمْرٍ صَغِیرٍ إِنَّمَا هُوَ دِمَاءُ الْخَلْقِ وَ نِسَاؤُهُمْ
ص: 40
وَ أَوْلَادُهُمْ وَ أَمْوَالُهُمْ وَ حُقُوقُهُمْ وَ أَنْسَابُهُمْ وَ دُنْیَاهُمْ وَ آخِرَتُهُمْ فَلْیَأْتِنَا بِآیَةٍ یَلِیقُ بِجَلَالَةِ هَذِهِ الْوَلَایَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا كَفَاكُمْ نُورُ عَلِیٍّ- الْمُشْرِقُ فِی الظُّلُمَاتِ الَّذِی رَأَیْتُمُوهُ لَیْلَةَ خُرُوجِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی مَنْزِلِهِ أَ مَا كَفَاكُمْ أَنَّ عَلِیّاً جَازَ وَ الْحِیطَانُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَفُتِحَتْ لَهُ وَ طُرِّقَتْ ثُمَّ عَادَتْ وَ الْتَأَمَتْ أَ مَا كَفَاكُمْ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ أَنَّ عَلِیّاً لَمَّا أَقَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ- رَأَیْتُمْ أَبْوَابَ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةً وَ الْمَلَائِكَةَ مِنْهَا مُطَّلِعِینَ تُنَادِیكُمْ هَذَا وَلِیُّ اللَّهِ فَاتَّبِعُوهُ وَ إِلَّا حَلَّ بِكُمْ عَذَابُ اللَّهِ فَاحْذَرُوهُ أَ مَا كَفَاكُمْ رُؤْیَتُكُمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ یَمْشِی وَ الْجِبَالُ یَسِیرُ بَیْنَ یَدَیْهِ لِئَلَّا یَحْتَاجَ إِلَی الِانْحِرَافِ عَنْهَا فَلَمَّا جَازَ رَجَعَتِ الْجِبَالُ إِلَی أَمَاكِنِهَا ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ زِدْهُمْ آیَاتٍ فَإِنَّهَا عَلَیْكَ سَهْلَاتٌ یَسِیرَاتٌ لِتَزِیدَ حُجَّتُكَ عَلَیْهِمْ تَأْكِیداً قَالَ فَرَجَعَ الْقَوْمُ إِلَی بُیُوتِهِمْ فَأَرَادُوا دُخُولَهَا فَاعْتَقَلَتْهُمُ الْأَرْضُ وَ مَنَعَتْهُمْ وَ نَادَتْهُمْ حَرَامٌ عَلَیْكُمْ دُخُولُهَا حَتَّی تُؤْمِنُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالُوا آمَنَّا وَ دَخَلُوا ثُمَّ ذَهَبُوا یَنْزِعُونَ ثِیَابَهُمْ لِیَلْبَسُوا غَیْرَهَا فَثَقُلَتْ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یُقِلُّوهَا(1) وَ نَادَتْهُمْ حَرَامٌ عَلَیْكُمْ سُهُولَةُ نَزْعِهَا(2) حَتَّی تُقِرُّوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَقَرُّوا وَ نَزَعُوهَا ثُمَّ ذَهَبُوا لِیَلْبَسُوا ثِیَابَ اللَّیْلِ فَثَقُلَتْ عَلَیْهِمْ وَ نَادَتْهُمْ حَرَامٌ عَلَیْكُمْ لُبْسُنَا حَتَّی تَعْتَرِفُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَاعْتَرَفُوا فَذَهَبُوا یَأْكُلُونَ فَثَقُلَتْ عَلَیْهِمُ اللَّقْمُ وَ مَا لَمْ یَثْقُلْ مِنْهَا اسْتَحْجَرَ فِی أَفْوَاهِهِمْ وَ نَادَتْهُمْ حَرَامٌ عَلَیْكُمْ أَكْلُنَا حَتَّی تَعْتَرِفُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَاعْتَرَفُوا ثُمَّ ذَهَبُوا یَبُولُونَ وَ یَتَغَوَّطُونَ فَتَعَذَّرَ عَلَیْهِمْ وَ نَادَتْهُمْ بُطُونُهُمْ وَ مَذَاكِیرُهُمْ حَرَامٌ عَلَیْكُمُ السَّلَامَةُ مِنَّا حَتَّی تَعْتَرِفُوا بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَاعْتَرَفُوا ثُمَّ ضَجِرَ بَعْضُهُمْ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ (3) قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ فَإِنَّ عَذَابَ الِاصْطِلَامِ (4) الْعَامِّ إِذَا نَزَلَ نَزَلَ بَعْدَ خُرُوجِ
ص: 41
النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِهِمْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ یُظْهِرُونَ التَّوْبَةَ وَ الْإِنَابَةَ فَإِنَّ مِنْ حُكْمِهِ فِی الدُّنْیَا أَنْ یَأْمُرَكَ بِقَبُولِ الظَّاهِرِ وَ تَرْكِ التَّفْتِیشِ عَنِ الْبَاطِنِ لِأَنَّ الدُّنْیَا دَارُ إمْهَاٍل وَ إِنْظَارٍ وَ الْآخِرَةَ دَارُ الْجَزَاءِ بِلَا بُعْدٍ قَالَ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ فِیهِمْ مَنْ یَسْتَغْفِرُ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَوْ لَا أَنَّ فِیهِمْ (1) مَنْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ سَیُؤْمِنُ أَوْ أَنَّهُ سَیَخْرُجُ مِنْ نَسْلِهِ ذُرِّیَّةٌ طَیِّبَةٌ یَجُودُ رَبُّكَ عَلَی هَؤُلَاءِ بِالْإِیمَانِ وَ ثَوَابِهِ وَ لَا یَقْتَطِعُهُمْ بِاخْتِرَامِ (2) آبَائِهِمُ الْكُفَّارِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَأَهْلَكَهُمْ فَذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ- كَذَلِكَ اقْتَرَحَ النَّاصِبُونَ آیَاتٍ فِی عَلِیٍّ علیه السلام حَتَّی اقْتَرَحُوا مَا لَا یَجُوزُ فِی حِكْمَتِهِ جَهْلًا بِأَحْكَامِ اللَّهِ وَ اقْتِرَاحاً لِلْأَبَاطِیلِ عَلَی اللَّهِ (3).
«15»- یل، [الفضائل] لابن شاذان رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَلَغَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَمْرٌ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَالَ قُلْ لَهُ قَدْ بَلَغَنِی عَنْكَ كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ كَرِهْتُ أَنْ أَعْتَبَ عَلَیْكَ فِی وَجْهِكَ فَیَنْبَغِی أَنْ لَا یُقَالَ فِیَّ إِلَّا الْحَقُّ فَقَدْ غُصِبْتُ حَقِّی عَلَی الْقَذَی وَ صَبَرْتُ حَتَّی تَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ فَنَهَضَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ بَلَّغَهُ ذَلِكَ وَ عَاتَبَهُ وَ ذَكَرَ مَنَاقِبَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذَكَرَ فَضَائِلَهُ وَ بَرَاهِینَهُ فَقَالَ عُمَرُ عِنْدِی الْكَثِیرُ مِنْ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَسْتُ بِمُنْكِرٍ فَضْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ یَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ وَ یُظْهِرُ الْبَغْضَاءَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ حَدِّثْنِی بِشَیْ ءٍ مِمَّا رَأَیْتَهُ مِنْهُ فَقَالَ عُمَرُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ نَعَمْ خَلَوْتُ بِهِ ذَاتَ یَوْمٍ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَیْشِ فَقَطَعَ حَدِیثِی وَ قَامَ مِنْ عِنْدِی وَ قَالَ مَكَانَكَ حَتَّی أَعُودَ إِلَیْكَ فَقَدْ عَرَضَتْ لِی حَاجَةٌ فَمَا كَانَ أَسْرَعَ أَنْ رَجَعَ عَلِیٌّ ثَانِیَةً وَ عَلَی ثِیَابِهِ وَ عِمَامَتِهِ غُبَارٌ كَثِیرٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ فِیهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُرِیدُونَ مَدِینَةً بِالْمَشْرِقِ یُرِیدُونَ مَدِینَةَ جَیْحُونَ فَخَرَجْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَیْهِ وَ هَذِهِ الْغَبْرَةُ رَكِبَتْنِی مِنْ سُرْعَةِ الْمَشْیِ فَقَالَ عُمَرُ فَضَحِكْتُ مُتَعَجِّباً حَتَّی اسْتَلْقَیْتُ عَلَی قَفَائِی وَ قُلْتُ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ مَاتَ
ص: 42
وَ بَلِیَ وَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَقِیتَهُ السَّاعَةَ وَ سَلَّمْتَ عَلَیْهِ فَهَذَا مِنَ الْعَجَائِبِ وَ مِمَّا لَا یَكُونُ فَغَضِبَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ نَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ تُكَذِّبُنِی یَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ لَا تَغْضَبْ وَ عُدْ إِلَی مَا كُنَّا فِیهِ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا لَا یَكُونُ أَبَداً قَالَ فَإِنْ أَنْتَ رَأَیْتَهُ حَتَّی لَا تُنْكِرَ مِنْهُ شَیْئاً اسْتَغْفَرْتَ اللَّهَ مِمَّا قُلْتَ وَ أَضْمَرْتَ وَ أَحْدَثْتَ تَوْبَةً مِمَّا أَنْتَ فِیهِ وَ تَرَكْتَ حَقّاً لِی فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ قُمْ فَقُمْتُ مَعَهُ فَخَرَجْنَا إِلَی طَرَفِ الْمَدِینَةِ وَ قَالَ لِی غَمِّضْ عَیْنَیْكَ فَغَمَّضْتُهُمَا فَقَالَ افْتَحْهُمَا فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَلَمَّا أَطَلْتُ النَّظَرَ قَالَ لِی هَلْ رَأَیْتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ غَمِّضْ عَیْنَیْكَ فَغَمَّضْتُهُمَا ثُمَّ قَالَ افْتَحْهُمَا فَإِذَا لَا عَیْنٌ وَ لَا أَثَرٌ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَیْتَ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام غَیْرَ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ اسْتَقْبَلَنِی یَوْماً وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ مَضَی بِی إِلَی الْجَبَّانَةِ وَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ فِی الطَّرِیقِ وَ كَانَ بِیَدِهِ قَوْسٌ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الْجَبَّانَةِ رَمَی بِقَوْسِهِ مِنْ یَدِهِ فَصَارَ ثُعْبَاناً عَظِیماً مِثْلَ ثُعْبَانِ مُوسَی علیه السلام وَ فَتَحَ فَاهُ وَ أَقْبَلَ لِیَبْتَلِعَنِی فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِكَ طَارَ قَلْبِی مِنَ الْخَوْفِ وَ تَنَحَّیْتُ وَ ضَحِكْتُ فِی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قُلْتُ الْأَمَانَ یَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ- وَ أَذْكُرُ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ مِنَ الْجَمِیلِ فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا الْقَوْلَ افْتَرَّ(1) ضَاحِكاً وَ قَالَ لَطُفْتَ فِی الْكَلَامِ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ نَشْكُرُ الْقَلِیلَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الثُّعْبَانِ وَ أَخَذَهُ بِیَدِهِ فَإِذَا هُوَ قَوْسُهُ الَّذِی كَانَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ یَا سَلْمَانُ إِنِّی كَتَمْتُ ذَلِكَ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ وَ أَخْبَرْتُكَ بِهِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتٍ یَتَوَارَثُونَ هَذِهِ الْأُعْجُوبَةَ كَابِرٌ عَنْ كَابِرٍ وَ لَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِیمُ یَأْتِی بِمِثْلِ ذَلِكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ یَأْتِیَانِ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ أَنَا لَا أُنْكِرُ فَضْلَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَابِقَتَهُ وَ نَجْدَتَهُ وَ كَثْرَةَ عِلْمِهِ فَارْجِعْ إِلَیْهِ وَ اعْتَذِرْ عَنِّی إِلَیْهِ وَ أَثْنِ عَنِّی عَلَیْهِ بِالْجَمِیلِ (2).
«16»- یل، [الفضائل] لابن شاذان رَوَی عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 43
جَالِساً فِی دَكَّةِ الْقَضَاءِ إِذْ نَهَضَ إِلَیْهِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ صَفْوَانُ الْأَكْحَلُ وَ قَالَ لَهُ أَنَا رَجُلٌ مِنْ شِیعَتِكَ وَ عَلَیَّ ذُنُوبٌ فَأُرِیدُ أَنْ تُطَهِّرَنِی مِنْهَا فِی الدُّنْیَا لِأَصِلَ إِلَی الْآخِرَةِ وَ مَا مَعِی ذَنْبٌ فَقَامَ الْإِمَامُ علیه السلام مَا أَعْظَمَ ذُنُوبَكَ وَ مَا هِیَ فَقَالَ أَنَا أَلُوطُ الصِّبْیَانَ فَقَالَ علیه السلام أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْكَ ضَرْبَةٌ بِذِی الْفَقَارِ أَوْ أُقَلِّبُ عَلَیْكَ جِدَاراً أَوْ أَرْمِی عَلَیْكَ نَاراً فَإِنَّ ذَلِكَ جَزَاءُ مَنِ ارْتَكَبَ تِلْكَ الْمَعْصِیَةَ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ أَحْرِقْنِی بِالنَّارِ لِأَنْجُوَ مِنْ نَارِ الْآخِرَةِ فَقَالَ علیه السلام یَا عَمَّارُ اجْمَعْ أَلْفَ حُزْمَةِ(1) قَصَبٍ لِنُضْرِمَهُ غَدَاةَ غَدٍ بِالنَّارِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ انْهَضْ وَ أَوْصِ بِمَا لَكَ وَ بِمَا عَلَیْكَ قَالَ فَنَهَضَ الرَّجُلُ وَ أَوْصَی بِمَا لَهُ وَ مَا عَلَیْهِ وَ قَسَّمَ أَمْوَالَهُ عَلَی أَوْلَادِهِ وَ أَعْطَی كُلَّ ذِی حَقٍّ حَقَّهُ ثُمَّ بَاتَ عَلَی حُجْرَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَیْتِ نُوحٍ شَرْقِیِّ جَامِعِ الْكُوفَةِ فَلَمَّا صَلَّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ یَا عَمَّارُ نَادِ بِالْكُوفَةِ- اخْرُجُوا وَ انْظُرُوا حُكْمَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ كَیْفَ یُحْرِقُ رَجُلًا مِنْ شِیعَتِهِ وَ مُحِبِّیهِ وَ هُوَ السَّاعَةَ یُرِیدُ یُحْرِقُهُ بِالنَّارِ فَبَطَلَتْ إِمَامَتُهُ فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ عَمَّارٌ فَأَخَذَ الْإِمَامُ الرَّجُلَ وَ رَمَی عَلَیْهِ أَلْفَ حُزْمَةٍ مِنَ الْقَصَبِ فَأَعْطَاهُ مِقْدَحَةً وَ كِبْرِیتاً وَ قَالَ اقْدَحْ وَ أَحْرِقْ نَفْسَكَ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ شِیعَتِی وَ مُحِبِّیَّ وَ عَارِفِیَّ فَإِنَّكَ لَا تَحْتَرِقُ بِالنَّارِ وَ إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُخَالِفِینَ الْمُكَذِّبِینَ فَالنَّارُ تَأْكُلُ لَحْمَكَ وَ تَكْسِرُ عَظْمَكَ فَأَوْقَدَ الرَّجُلُ عَلَی نَفْسِهِ وَ احْتَرَقَ الْقَصَبُ وَ كَانَ عَلَی الرَّجُلِ ثِیَابٌ بِیضٌ فَلَمْ تَعْلَقْ بِهَا النَّارُ وَ لَمْ تَقْرَبْهَا الدُّخَانُ فَاسْتَفْتَحَ الْإِمَامُ علیه السلام وَ قَالَ كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً ثُمَّ قَالَ إِنَّ شِیعَتَنَا مِنَّا وَ أَنَا قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَشْهَدَ لِی بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَوَاطِنَ كَثِیرَةٍ(2).
«17»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً إِلَی مَكَّةَ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ بُعَیْداً رَأَیْتُ عَمْیَاءَ عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ تَقُولُ بِحَقِ (3)
مُحَمَّدٍ
ص: 44
وَ آلِهِ رُدَّ عَلَیَّ بَصَرِی قَالَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهَا وَ قُلْتُ لَهَا أَیُّ حَقٍّ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ عَلَی اللَّهِ إِنَّمَا الْحَقُّ لَهُ عَلَیْهِمْ فَقَالَتْ مَهْ یَا لُكَعُ وَ اللَّهِ مَا ارْتَضَی هُوَ حَتَّی حَلَفَ بِحَقِّهِمْ فَلَوْ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ عَلَیْهِ حَقّاً مَا حَلَفَ بِهِ قَالَ قُلْتُ وَ أَیَّ مَوْضِعٍ حَلَفَ قَالَتْ قَوْلُهُ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِی سَكْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ-(1) وَ الْعَمْرُ فِی كَلَامِ الْعَرَبِ الْحَیَاةُ قَالَ فَقَضَیْتُ حَجَّتِی ثُمَّ رَجَعْتُ فَإِذَا بِهَا مُبْصِرَةً فِی مَوْضِعِهَا وَ هِیَ تَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ أَحِبُّوا عَلِیّاً فَحُبُّهُ یُنْجِیكُمْ مِنَ النَّارِ قَالَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهَا وَ قُلْتُ أَ لَسْتِ الْعَمْیَاءَ بِالْأَمْسِ تَقُولِینَ بِحَقِ (2) مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ رُدَّ عَلَیَّ بَصَرِی قَالَتْ بَلَی قُلْتُ حَدِّثِینِی بِقِصَّتِكِ قَالَتْ وَ اللَّهِ مَا جُزْتَنِی حَتَّی وَقَفَ عَلَیَّ رَجُلٌ فَقَالَ لِی إِنْ رَأَیْتِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ تَعْرِفِینَهُ قُلْتُ لَا وَ لَكِنْ بِالدَّلَالَةِ(3) الَّتِی جَاءَتْنَا قَالَتْ فَبَیْنَا هُوَ یُخَاطِبُنِی إِذْ أَتَانِی رَجُلٌ آخَرُ مُتَوَكِّئاً عَلَی رَجُلَیْنِ فَقَالَ مَا قِیَامُكَ مَعَهَا قَالَ إِنَّهَا تَسْأَلُ رَبَّهَا بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ- أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهَا بَصَرَهَا فَادْعُ اللَّهَ لَهَا قَالَ فَدَعَا رَبَّهُ وَ مَسَحَ عَلَی عَیْنَیَّ بِیَدِهِ فَأَبْصَرْتُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتُمْ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ هَذَا عَلِیٌّ قَدْ رَدَّ اللَّهُ عَلَیْكِ بَصَرَكِ اقْعُدِی فِی مَوْضِعِكِ هَذَا حَتَّی یَرْجِعَ النَّاسُ وَ أَعْلِمِیهِمْ أَنَّ حُبَّ عَلِیٍّ یُنْجِیهِمْ مِنَ النَّارِ(4).
«18»- ج، [الإحتجاج] م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَاعِداً ذَاتَ یَوْمٍ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الْیُونَانِیِّینَ الْمُدَّعِینَ لِلْفَلْسَفَةِ وَ الطِّبِّ فَقَالَ یَا بَا حَسَنٍ (5) بَلَغَنِی خَبَرُ صَاحِبِكَ وَ أَنَّ بِهِ جُنُوناً وَ جِئْتُ لِأُعَالِجَهُ فَلَحِقْتُهُ قَدْ مَضَی لِسَبِیلِهِ وَ فَاتَنِی مَا أَرَدْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ قِیلَ لِی إِنَّكَ ابْنُ عَمِّهِ وَ صِهْرُهُ وَ أَرَی (6) صُفَاراً قَدْ عَلَاكَ وَ سَاقَیْنِ دَقِیقَتَیْنِ مَا أَرَاهُمَا تُقِلَّانِكَ-(7) فَأَمَّا الصُّفَارُ فَعِنْدِی دَوَاؤُهُ وَ أَمَّا
ص: 45
السَّاقَانِ الدَّقِیقَانِ فَلَا حِیلَةَ(1) لِتَغْلِیظِهِمَا وَ الْوَجْهُ أَنْ تَرْفُقَ بِنَفْسِكَ فِی الْمَشْیِ تُقَلِّلُهُ وَ لَا تُكَثِّرُهُ وَ فِیمَا تَحْمِلُهُ عَلَی ظَهْرِكَ وَ تَحْضُنُهُ (2) بِصَدْرِكَ أَنْ تُقَلِّلَهُمَا وَ لَا تُكَثِّرَهُمَا فَإِنَّ سَاقَیْكَ دَقِیقَانِ لَا یُؤْمَنُ عِنْدَ حَمْلِ ثَقِیلٍ انْقِصَافُهُمَا-(3) وَ أَمَّا الصُّفَارُ فَدَوَاؤُكَ (4)
عِنْدِی وَ هُوَ هَذَا وَ أَخْرَجَ دَوَاءً وَ قَالَ هَذَا لَا یُؤْذِیكَ وَ لَا یُخَیِّسُكَ-(5) وَ لَكِنَّهُ یَلْزَمُكَ حِمْیَةٌ مِنَ اللَّحْمِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً ثُمَّ یُزِیلُ صُفَارَكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام(6) قَدْ ذَكَرْتَ نَفْعَ هَذَا الدَّوَاءِ الصُّفَارِیِّ فَهَلْ تَعْرِفُ شَیْئاً یَزِیدُ فِیهِ وَ یَضُرُّهُ فَقَالَ الرَّجُلُ بَلَی حَبَّةٌ مِنْ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی دَوَاءٍ مَعَهُ وَ قَالَ إِنْ تَنَاوَلَهُ الْإِنْسَانُ وَ بِهِ صُفَارٌ أَمَاتَهُ مِنْ سَاعَتِهِ وَ إِنْ كَانَ لَا صُفَارَ بِهِ صَارَ بِهِ صُفَارٌ حَتَّی یَمُوتَ فِی یَوْمِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَرِنِی هَذَا الضَّارَّ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ (7) كَمْ قَدْرُ هَذَا فَقَالَ قَدْرُ مِثْقَالَیْنِ سَمٌّ نَاقِعٌ وَ قَدْرُ كُلِّ حَبَّةٍ مِنْهُ یَقْتُلُ رَجُلًا فَتَنَاوَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَمَحَهُ (8) وَ عَرِقَ عَرَقاً خَفِیفاً وَ جَعَلَ الرَّجُلُ یَرْتَعِدُ وَ یَقُولُ فِی نَفْسِهِ الْآنَ أُوخَذُ بِابْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ یُقَالُ قَتَلْتَهُ وَ لَا یُقْبَلُ مِنِّی قَوْلِی إِنَّهُ لَهْوٌ أَلْجَأَنِی عَلَی نَفْسِی فَتَبَسَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَصَحُّ مَا كُنْتُ بَدَناً الْآنَ لَمْ یَضُرَّنِی مَا زَعَمْتَ أَنَّهُ سَمٌّ فَغَمِّضْ عَیْنَیْكَ فَغَمَّضَ ثُمَّ قَالَ افْتَحْ عَیْنَیْكَ فَفَتَحَ فَنَظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِذَا هُوَ أَبْیَضُ أَحْمَرُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً فَارْتَعَدَ الرَّجُلُ مِمَّا رَآهُ وَ تَبَسَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ أَیْنَ الصُّفَارُ الَّذِی زَعَمْتَ أَنَّهُ بِی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَكَأَنَّكَ لَسْتَ مَنْ رَأَیْتُ قَبْلُ كُنْتَ مُصْفَارّاً فَأَنْتَ الْآنَ مُوَرَّدٌ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَزَالَ عَنِّی الصُّفَارُ بِسَمِّكَ الَّذِی زَعَمْتَ أَنَّهُ قَاتِلِی وَ أَمَّا سَاقَایَ
ص: 46
هَاتَانِ وَ مَدَّ رِجْلَیْهِ وَ كَشَفَ عَنْ سَاقَیْهِ فَإِنَّكَ زَعَمْتَ أَنِّی أَحْتَاجُ أَنْ أَرْفُقَ (1)
بِبَدَنِی فِی حَمْلِ مَا أَحْمِلُ عَلَیْهِ لِئَلَّا یَنْقَصِفَ السَّاقَانِ وَ أَنَا أَدُلُّكَ أَنَّ طِبَّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خِلَافُ طِبِّكَ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی أُسْطُوَانَةِ خَشَبٍ غَلِیظَةٍ-(2)
عَلَی رَأْسِهَا سَطْحُ مَجْلِسِهِ الَّذِی هُوَ فِیهِ وَ فِی فَوْقِهِ حُجْرَتَانِ إِحْدَاهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ وَ حَرَّكَهَا أَوِ احْتَمَلَهَا(3)
فَارْتَفَعَ السَّطْحُ وَ الْحِیطَانُ وَ فَوْقَهُمَا الْغُرْفَتَانِ فَغُشِیَ عَلَی الْیُونَانِیِّ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صُبُّوا عَلَیْهِ مَاءً-(4)
فَأَفَاقَ وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ عَجَباً فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام هَذِهِ قُوَّةُ السَّاقَیْنِ الدَّقِیقَیْنِ وَ احْتِمَالُهُمَا فِی طِبِّكَ هَذَا یَا یُونَانِیُّ فَقَالَ الْیُونَانِیُّ أَ مِثْلَكَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَهَلْ عِلْمِی إِلَّا مِنْ عِلْمِهِ وَ عَقْلِی إِلَّا مِنْ عَقْلِهِ وَ قُوَّتِی إِلَّا مِنْ قُوَّتِهِ لَقَدْ أَتَاهُ ثَقَفِیٌّ كَانَ أَطَبَّ الْعَرَبِ فَقَالَ لَهُ إِنْ كَانَ بِكَ جُنُونٌ دَاوَیْتُكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تُحِبُّ أَنْ أُرِیَكَ آیَةً تَعْلَمُ بِهَا غِنَایَ عَنْ طِبِّكَ وَ حَاجَتَكَ إِلَی طِبِّی قَالَ نَعَمْ قَالَ أَیَّ آیَةٍ تُرِیدُ قَالَ تَدْعُو ذَلِكَ الْعِذْقَ وَ أَشَارَ إِلَی نَخْلَةٍ سَحُوقٍ فَدَعَاهَا فَانْقَلَعَ أَصْلُهَا مِنَ الْأَرْضِ وَ هِیَ تَخُدُّ فِی الْأَرْضِ خَدّاً(5)
حَتَّی وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَ كَفَاكَ قَالَ لَا قَالَ فَتُرِیدُ مَا ذَا قَالَ تَأْمُرُهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَی حَیْثُ جَاءَتْ-(6)
وَ تَسْتَقِرَّ فِی مَقَرِّهَا الَّذِی انْقَلَعَتْ مِنْهُ فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ وَ اسْتَقَرَّتْ فِی مَقَرِّهَا.
فَقَالَ الْیُونَانِیُّ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذَا الَّذِی تَذْكُرُهُ عَنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله غَائِبٍ عَنِّی وَ أَنَا أَقْتَصِرُ مِنْكَ عَلَی أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ أَنَا أَتَبَاعَدُ عَنْكَ فَادْعُنِی وَ أَنَا لَا أَخْتَارُ الْإِجَابَةَ فَإِنْ جِئْتَ بِی إِلَیْكَ فَهِیَ آیَةٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذَا إِنَّمَا یَكُونُ
ص: 47
آیَةً لَكَ وَحْدَكَ لِأَنَّكَ تَعْلَمُ مِنْ نَفْسِكَ أَنَّكَ لَمْ تُرِدْ وَ أَنِّی أَزَلْتُ اخْتِیَارَكَ مِنْ غَیْرِ أَنْ بَاشَرْتَ مِنِّی شَیْئاً أَوْ مِمَّنْ أَمَرْتُهُ بِأَنْ یُبَاشِرَكَ أَوْ مِمَّنْ قَصَدَ إِلَی ذَلِكَ وَ إِنْ (1) لَمْ آمُرْهُ إِلَّا مَا یَكُونُ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ الْقَاهِرِ وَ أَنْتَ یُونَانِیٌ (2) یُمْكِنُكَ أَنْ تَدَّعِیَ وَ یُمْكِنُ غَیْرَكَ أَنْ یَقُولَ إِنِّی قَدْ وَاطَأْتُكَ عَلَی ذَلِكَ فَاقْتَرِحْ إِنْ كُنْتَ مُقْتَرِحاً مَا هُوَ آیَةٌ لِجَمِیعِ الْعَالَمِینَ قَالَ لَهُ الْیُونَانِیُّ إِذَا جَعَلْتَ الِاقْتِرَاحَ إِلَیَّ فَأَنَا أَقْتَرِحُ أَنْ تَفْصِلَ أَجْزَاءَ تِلْكَ النَّخْلَةِ وَ تُفَرِّقَهَا وَ تُبَاعِدَ مَا بَیْنَهَا ثُمَّ تَجْمَعَهَا وَ تُعِیدَهَا كَمَا كَانَتْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَذِهِ آیَةٌ وَ أَنْتَ رَسُولِی إِلَیْهَا یَعْنِی إِلَی النَّخْلَةِ فَقُلْ لَهَا إِنَّ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُ أَجْزَاءَكِ أَنْ تَتَفَرَّقَ وَ تَتَبَاعَدَ فَذَهَبَ فَقَالَ لَهَا فَتَفَاصَلَتْ وَ تَهَافَتَتْ وَ تَبَتَّرَتْ (3) وَ تَصَاغَرَتْ أَجْزَاؤُهَا حَتَّی لَمْ تَرَ عَیْنٌ وَ لَا أَثَرٌ حَتَّی كَأَنْ لَمْ یَكُنْ هُنَاكَ نَخْلَةٌ قَطُّ فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الْیُونَانِیِّ وَ قَالَ یَا وَصِیَّ مُحَمَّدٍ قَدْ أَعْطَیْتَنِی اقْتِرَاحِیَ الْأَوَّلَ فَأَعْطِنِی الْآخَرَ فَأْمُرْهَا أَنْ تَجْتَمِعَ وَ تَعُودَ كَمَا كَانَتْ فَقَالَ أَنْتَ رَسُولِی إِلَیْهَا بَعْدُ-(4) فَقُلْ لَهَا یَا أَجْزَاءَ النَّخْلَةِ إِنَّ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكِ أَنْ تَجْتَمِعِی وَ كَمَا كُنْتِ تَعُودِی فَنَادَی الْیُونَانِیُّ فَقَالَ ذَلِكَ فَارْتَفَعَتْ فِی الْهَوَاءِ كَهَیْئَةِ الْهَبَاءِ الْمَنْثُورِ ثُمَّ جَعَلَتْ تَجْتَمِعُ جُزْءٌ جُزْءٌ مِنْهَا حَتَّی تَصَوَّرَ لَهَا الْقُضْبَانُ وَ الْأَوْرَاقُ وَ الْأُصُولُ وَ السَّعَفُ وَ الشَّمَارِیخُ وَ الْأَعْذَاقُ (5) ثُمَّ تَأَلَّفَتْ وَ تَجَمَّعَتْ وَ اسْتَطَالَتْ وَ عَرَضَتْ وَ اسْتَقَلَّ أَصْلُهَا فِی مَقَرِّهَا وَ تَمَكَّنَ عَلَیْهَا سَاقُهَا وَ تَرَكَّبَ عَلَی السَّاقِ قُضْبَانُهَا وَ عَلَی الْقُضْبَانِ أَوْرَاقُهَا وَ فِی أَمْكِنَتِهَا أَعْذَاقُهَا-(6) وَ قَدْ كَانَتْ فِی الِابْتِدَاءِ شَمَارِیخُهَا مُتَجَرِّدَةً-(7) لِبُعْدِهَا
ص: 48
مِنْ أَوَانِ الرُّطَبِ وَ الْبُسْرِ وَ الْخَلَالِ (1) فَقَالَ الْیُونَانِیُّ وَ أُخْرَی أُحِبُّهَا(2) أَنْ تُخْرِجَ شَمَارِیخُهَا خَلَالَهَا وَ تَقْلِبَهَا مِنْ خُضْرَةٍ إِلَی صُفْرَةٍ وَ حُمْرَةٍ وَ تَرْطِیبٍ وَ بُلُوغِ إِنَاهُ (3) لِیُؤْكَلَ وَ تُطْعِمَنِی وَ مَنْ حَضَرَ مِنْهَا فَقَالَ علیه السلام(4) أَنْتَ رَسُولِی إِلَیْهَا بِذَلِكَ فَمُرْهَا بِهِ فَقَالَ لَهُ الْیُونَانِیُّ مَا أَمَرَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخَلَّتْ وَ أَبْسَرَتْ وَ اصْفَرَّتْ وَ احْمَرَّتْ وَ تَرَطَّبَتْ وَ ثَقُلَتْ أَعْذَاقُهَا بِرُطَبِهَا فَقَالَ الْیُونَانِیُّ وَ أُخْرَی أُحِبُّهَا یَقْرُبُ مِنْ یَدِی أَعْذَاقُهَا أَوْ تَطُولُ یَدِی لِتَنَالَهَا وَ أَحَبُّ شَیْ ءٍ إِلَیَّ أَنْ تُنْزِلَ إِلَیَّ أَحَدَهَا وَ تُطَوِّلَ یَدِی إِلَی الْأُخْرَی الَّتِی هِیَ أُخْتُهَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُدَّ الْیَدَ الَّتِی تُرِیدُ أَنْ تَنَالَهَا وَ قُلْ یَا مُقَرِّبَ الْبَعِیدِ قَرِّبْ یَدِی مِنْهَا وَ اقْبِضِ الْأُخْرَی الَّتِی تُرِیدُ أَنْ یُتْرَكَ (5)
إِلَیْكَ الْعِذْقُ مِنْهَا وَ قُلْ یَا مُسَهِّلَ الْعَسِیرِ سَهِّلْ لِی تَنَاوُلَ مَا یَبْعُدُ عَنِّی مِنْهَا فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ قَالَهُ فَطَالَتْ یُمْنَاهُ فَوَصَلَتْ إِلَی الْعِذْقِ وَ انْحَطَّتِ الْأَعْذَاقُ الْأُخَرُ فَسَقَطَتْ عَلَی الْأَرْضِ وَ قَدْ طَالَتْ عَرَاجِینُهَا-(6) ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّكَ إِنْ أَكَلْتَ مِنْهَا ثُمَّ لَمْ تُؤْمِنْ بِمَنْ أَظْهَرَ لَكَ عَجَائِبَهَا عَجَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْعُقُوبَةِ الَّتِی یَبْتَلِیكَ بِهَا مَا یَعْتَبِرُ بِهِ عُقَلَاءُ خَلْقِهِ وَ جُهَّالُهُمْ فَقَالَ الْیُونَانِیُّ إِنِّی إِنْ كَفَرْتُ بَعْدَ مَا رَأَیْتُ فَقَدْ بَالَغْتُ فِی الْعِنَادِ وَ تَنَاهَیْتُ فِی التَّعَرُّضِ لِلْهَلَاكِ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ خَاصَّةِ اللَّهِ صَادِقٌ فِی جَمِیعِ أَقَاوِیلِكَ عَنِ اللَّهِ فَأْمُرْنِی بِمَا تَشَاءُ أُطِعْكَ (7).
أقول: تمام الخبر فی أبواب احتجاجاته علیه السلام و قد مضی كثیر من معجزاته و مناقبه صلوات اللّٰه علیه فی أبواب معجزات الرسول صلی اللّٰه علیه و آله.
ص: 49
«19»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: یَا أَبَانُ كَیْفَ تُنْكِرُ(1) النَّاسُ قَوْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا قَالَ لَوْ شِئْتُ لَرَفَعْتُ رِجْلِی هَذِهِ فَضَرَبْتُ بِهَا صَدْرَ ابْنِ أَبِی سُفْیَانَ بِالشَّامِ فَنَكَسْتُهُ عَنْ سَرِیرِهِ وَ لَا یُنْكِرُونَ تَنَاوُلَ آصَفَ وَصِیِّ سُلَیْمَانَ عَرْشَ بِلْقِیسَ وَ إِتْیَانَهُ سُلَیْمَانَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْهِ طَرْفُهُ أَ لَیْسَ نَبِیُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلَ الْأَنْبِیَاءِ وَ وَصِیُّهُ أَفْضَلَ الْأَوْصِیَاءِ أَ فَلَا جَعَلُوهُ كَوَصِیِّ سُلَیْمَانَ حَكَمَ اللَّهُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّنَا وَ أَنْكَرَ فَضْلَنَا. (2)
«1»- وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِیَّا العلائی [الْغَلَابِیُ] قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمُعَافَا عَنْ وَكِیعٍ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُحِبُّ أَنْ أَرَی مِنْ مُعْجِزَاتِكَ شَیْئاً قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَامَ وَ دَخَلَ مَنْزِلَهُ وَ خَرَجَ إِلَیَّ وَ تَحْتَهُ فَرَسٌ أَدْهَمُ وَ عَلَیْهِ قَبَاءٌ أَبْیَضُ وَ قَلَنْسُوَةٌ بَیْضَاءُ ثُمَّ نَادَی یَا قَنْبَرُ أَخْرِجْ إِلَیَّ ذَلِكَ الْفَرَسَ فَأَخْرَجَ فَرَساً آخَرَ أَدْهَمَ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ارْكَبْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- قَالَ سَلْمَانُ فَرَكِبْتُهُ فَإِذَا لَهُ جَنَاحَانِ مُلْتَصِقَانِ إِلَی جَنْبِهِ قَالَ فَصَاحَ بِهِ الْإِمَامُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَتَعَلَّقَ فِی الْهَوَاءِ وَ كُنْتُ أَسْمَعُ حَفِیفَ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ تَسْبِیحَهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ثُمَّ خَطَوْنَا عَلَی سَاحِلِ بَحْرٍ عُجَاجٍ مُغْطَمِطِ الْأَمْوَاجِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ الْإِمَامُ شَزْراً(3) فَسَكَنَ الْبَحْرُ مِنْ غَلَیَانِهِ فَقُلْتُ
ص: 50
لَهُ : یَا مَوْلَایَ سَكَنَ الْبَحْرُ مِنْ غَلَیَانِهِ مِنْ نَظَرِكَ إِلَیْهِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ خَشِیَ أَنْ آمُرَ فِیهِ بِأَمْرٍ ثُمَّ قَبَضَ عَلَی یَدِی وَ سَارَ عَلَی وَجْهِ الْمَاءِ وَ الْفَرَسَانِ تَتْبَعَانِنَا لَا یَقُودُهُمَا أَحَدٌ فَوَ اللَّهِ مَا ابْتَلَّتْ أَقْدَامُنَا وَ لَا حَوَافِرُ الْخَیْلِ.
قَالَ سَلْمَانُ فَعَبَرْنَا ذَلِكَ الْبَحْرَ وَ رَفَعْنَا(1) إِلَی جَزِیرَةٍ كَثِیرَةِ الْأَشْجَارِ وَ الْأَثْمَارِ وَ الْأَطْیَارِ وَ الْأَنْهَارِ وَ إِذَا شَجَرَةٌ عَظِیمَةٌ بِلَا صَدْعٍ وَ لَا زَهْرٍ-(2) فَهَزَّهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِقَضِیبٍ كَانَ فِی یَدِهِ فَانْشَقَّتْ وَ خَرَجَ مِنْهَا نَاقَةٌ طُولُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعاً وَ عَرْضُهَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَ خَلْفَهَا قَلُوصٌ-(3) فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ادْنُ مِنْهَا وَ اشْرَبْ مِنْ لَبَنِهَا قَالَ سَلْمَانُ فَدَنَوْتُ مِنْهَا وَ شَرِبْتُ حَتَّی رَوِیتُ وَ كَانَ لَبَنُهَا أَعْذَبَ مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْیَنَ مِنَ الزَّبَدِ وَ قَدِ اكْتَفَیْتُ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هَذَا حَسَنٌ یَا سَلْمَانُ فَقُلْتُ مَوْلَایَ حَسَنٌ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ تُرِیدُ أَنْ أَرَاكَ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- قَالَ سَلْمَانُ فَنَادَی مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- اخْرُجِی یَا حَسْنَاءُ قَالَ فَخَرَجَتْ نَاقَةٌ طُولُهَا عِشْرُونَ وَ مِائَةُ ذِرَاعٍ وَ عَرْضُهَا سِتُّونَ ذِرَاعاً وَ رَأْسُهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ وَ صَدْرُهَا مِنَ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ وَ قَوَائِمُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ زِمَامُهَا مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَصْفَرِ وَ جَنْبُهَا الْأَیْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ وَ جَنْبُهَا الْأَیْسَرُ مِنَ الْفِضَّةِ وَ عَرْضُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ اشْرَبْ مِنْ لَبَنِهَا قَالَ سَلْمَانُ فَالْتَقَمْتُ الضَّرْعَ فَإِذَا هِیَ تَحْلُبُ عَسَلًا صَافِیاً مُخْلَصاً-(4) فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی هَذِهِ لِمَنْ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هَذِهِ لَكَ وَ لِسَائِرِ الشِّیعَةِ مِنْ أَوْلِیَائِی ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ سَلَامُهُ لَهَا ارْجِعِی إِلَی الصَّخْرَةِ وَ رَجَعَتْ مِنَ الْوَقْتِ وَ سَارَ بِی فِی تِلْكَ الْجَزِیرَةِ حَتَّی وَرَدَ بِی إِلَی شَجَرَةٍ عَظِیمَةٍ عَلَیْهَا طَعَامٌ یَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ فَإِذَا بِطَائِرٍ فِی صُورَةِ النَّسْرِ الْعَظِیمِ قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَثَبَ ذَلِكَ
ص: 51
الطَّائِرُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ رَجَعَ إِلَی مَوْضِعِهِ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذِهِ الْمَائِدَةُ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ هَذِهِ مَنْصُوبَةٌ فِی هَذَا الْمَكَانِ لِلشِّیعَةِ مِنْ مَوَالِیَّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الطَّائِرُ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقُلْتُ وَحْدَهُ یَا سَیِّدِی فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَجْتَازُ بِهِ الْخَضِرُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ مَرَّةً ثُمَّ قَبَضَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی یَدِی وَ سَارَ إِلَی بَحْرٍ ثَانٍ فَعَبَرْنَا وَ إِذَا جَزِیرَةٌ عَظِیمَةٌ فِیهَا قَصْرٌ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ بَیْضَاءَ وَ شُرَفُهَا مِنْ عَقِیقٍ أَصْفَرَ وَ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ مِنَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَأَتَوْا وَ سَلَّمُوا ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَی مَوَاضِعِهِمْ قَالَ سَلْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْقَصْرَ فَإِذَنْ أَشْجَارٌ وَ أَثْمَارٌ وَ أَنْهَارٌ وَ أَطْیَارٌ وَ أَلْوَانُ النَّبَاتِ فَجَعَلَ الْإِمَامُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَمْشِی فِیهِ حَتَّی وَصَلَ إِلَی آخِرِهِ فَوَقَفَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی بِرْكَةٍ كَانَتْ فِی الْبُسْتَانِ ثُمَّ صَعِدَ عَلَی قَصْرٍ(1) فَإِذَنْ كُرْسِیٌّ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ فَجَلَسَ عَلَیْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَشْرَفْنَا عَلَی الْقَصْرِ فَإِذَا بَحْرٌ أَسْوَدُ یُغَطْمِطُ أَمْوَاجُهُ كَالْجِبَالِ الرَّاسِیَاتِ فَنَظَرَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ شَزْراً فَسَكَنَ مِنْ غَلَیَانِهِ حَتَّی كَانَ كَالْمُذْنِبِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی سَكَنَ الْبَحْرُ مِنْ غَلَیَانِهِ إِلَی نَظَرِهِ إِلَیْهِ-(2) فَقَالَ علیه السلام خَشِیَ أَنْ آمُرَ فِیهِ بِأَمْرٍ أَ تَدْرِی یَا سَلْمَانُ أَیُّ بَحْرٍ هَذَا فَقُلْتُ لَا یَا سَیِّدِی فَقَالَ هَذَا الَّذِی غَرِقَ فِیهِ فِرْعَوْنُ وَ مَلَؤُهُ الْمُذْنِبَةُ حَمَلَهَا جَنَاحُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام ثُمَّ زَجَّهَا فِی هَذَا الْبَحْرِ فَهُوَ یَهْوِی لَا یَبْلُغُ قَرَارَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَلْ سِرْنَا فَرْسَخَیْنِ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ لَقَدْ سِرْتُ خَمْسِینَ أَلْفَ فَرْسَخٍ وَ دُرْتُ حَوْلَ الدُّنْیَا عَشْرَ مَرَّاتٍ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی كَیْفَ هَذَا قَالَ علیه السلام إِذَا كَانَ ذُو الْقَرْنَیْنِ طَافَ شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا وَ بَلَغَ إِلَی سَدِّ یَأْجُوجَ
ص: 52
وَ مَأْجُوجَ فَأَنَّی یَتَعَذَّرُ عَلَیَّ وَ أَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ- وَ خَلِیفَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ یَا سَلْمَانُ أَ مَا قَرَأْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَیْثُ یَقُولُ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ-(1) فَقُلْتُ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام أَنَا ذَلِكَ الْمُرْتَضَی مِنَ الرَّسُولِ الَّذِی أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی غَیْبِهِ أَنَا الْعَالِمُ الرَّبَّانِیُّ أَنَا الَّذِی هَوَّنَ اللَّهُ عَلَیَّ الشَّدَائِدَ فَطَوَی لَهُ الْبَعِیدَ قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَمِعْتُ صَائِحاً یَصِیحُ فِی السَّمَاءِ أَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا أَرَی الشَّخْصَ وَ هُوَ یَقُولُ صَدَقْتَ (2) أَنْتَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ ثُمَّ نَهَضَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَرَكِبَ الْفَرَسَ وَ رَكِبْتُ مَعَهُ وَ صَاحَ بِهِمَا فَطَارَا فِی الْهَوَاءِ ثُمَّ خَطَوْنَا عَلَی بَابِ الْكُوفَةِ هَذَا كُلُّهُ وَ قَدْ مَضَی مِنَ اللَّیْلِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِی یَا سَلْمَانُ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ لَا یَعْرِفُنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا وَ أَنْكَرَ وَلَایَتَنَا أَیُّمَا أَفْضَلُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْ سُلَیْمَانُ علیه السلام قُلْتُ بَلْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَهَذَا آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا قَدَرَ أَنْ یَحْمِلَ عَرْشَ بِلْقِیسَ مِنْ فَارِسَ بِطَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ-(3) وَ لَا أَفْعَلُ أَنَا ذَلِكَ وَ عِنْدِی مِائَةُ كِتَابٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ كِتَاباً أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی شِیثِ بْنِ آدَمَ علیهما السلام خَمْسِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِدْرِیسَ النَّبِیِّ علیه السلام ثَلَاثِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی نُوحٍ علیه السلام عِشْرِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عِشْرِینَ صَحِیفَةً وَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَكَذَا یَكُونُ الْإِمَامُ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الشَّاكَّ فِی أُمُورِنَا وَ عُلُومِنَا كَالْمُمْتَرِی فِی مَعْرِفَتِنَا وَ حُقُوقِنَا قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ وَ بَیَّنَ فِیهِ مَا وَجَبَ الْعَمَلُ بِهِ وَ هُوَ غَیْرُ مَكْشُوفٍ.
بیان: الغطمطة اضطراب موج البحر.
وَ مِنْهُ أَیْضاً رَوَی الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ یَوْماً مَعَ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 53
إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ أَبُو مُوسَی الْأَشْعَرِیُّ- وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ- وَ أَبُو هُرَیْرَةَ وَ الْمُغِیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ- وَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ غَیْرُهُمْ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَرِنَا شَیْئاً مِنْ مُعْجِزَاتِكَ الَّتِی خَصَّكَ اللَّهُ بِهَا فَقَالَ علیه السلام مَا أَنْتُمْ ذَلِكَ وَ مَا سُؤَالُكُمْ عَمَّا لَا تَرْضَوْنَ بِهِ وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِی إِنِّی لَا أُعَذِّبُ أَحَداً مِنْ خَلْقِی إِلَّا بِحُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ وَ عِلْمٍ وَ بَیَانٍ لِأَنَّ رَحْمَتِی سَبَقَتْ غَضَبِی وَ كَتَبْتُ الرَّحْمَةَ عَلَیَّ فَأَنَا الرَّاحِمُ الرَّحِیمُ وَ أَنَا الْوَدُودُ الْعَلِیُّ وَ أَنَا الْمَنَّانُ الْعَظِیمُ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ فَإِذَا أَرْسَلْتُ رَسُولًا أَعْطَیْتُهُ بُرْهَاناً وَ أَنْزَلْتُ عَلَیْهِ كِتَاباً فَمَنْ آمَنَ بِی وَ بِرَسُولِی فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الْفَائِزُونَ وَ مَنْ كَفَرَ بِی وَ بِرَسُولِی فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ الَّذِینَ اسْتَحَقُّوا عَذَابِی فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَحْنُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ تَوَكَّلْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَی مَا یَقُولُونَ وَ أَنَا الْعَلِیمُ الْخَبِیرُ بِمَا یَفْعَلُونَ.
ثُمَّ قَالَ علیه السلام قُومُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ وَ بَرَكَاتِهِ قَالَ فَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّی أَتَی بِالْجَبَّانَةِ وَ لَمْ یَكُنْ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مَاءٌ قَالَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ ذَاتُ مَاءٍ وَ إِذَا فِی الرَّوْضَةِ غُدْرَانٌ (1) وَ فِی الْغُدْرَانِ حِیتَانٌ فَقُلْنَا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَدَلَالَةُ الْإِمَامَةِ فَأَرِنَا غَیْرَهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِلَّا قَدْ أَدْرَكْنَا بَعْضَ مَا أَرَدْنَا فَقَالَ علیه السلام حَسْبِیَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ ثُمَّ أَشَارَ بِیَدِهِ الْعُلْیَا نَحْوَ الْجَبَّانَةِ فَإِذَا قُصُورٌ كَثِیرَةٌ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ وَ الْجَوَاهِرِ وَ أَبْوَابُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ إِذَا فِی الْقُصُورِ حُورٌ وَ غِلْمَانٌ وَ أَنْهَارٌ وَ أَشْجَارٌ وَ طُیُورٌ وَ نَبَاتٌ كَثِیرَةٌ فَبَقِینَا مُتَحَیِّرِینَ مُتَعَجِّبِینَ وَ إِذَا وَصَائِفُ وَ جَوَارٍ وَ وِلْدَانٌ وَ غِلْمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدِ اشْتَدَّ شَوْقُنَا إِلَیْكَ وَ إِلَی شِیعَتِكَ وَ أَوْلِیَائِكَ فَأَوْمَأَ إِلَیْهِمْ بِالسُّكُوتِ ثُمَّ رَكَضَ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ فَانْفَلَقَتِ الْأَرْضُ عَنْ عَنْبَرٍ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ فَارْتَقَی إِلَیْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ غَمِّضُوا أَعْیُنَكُمْ فَغَمَّضْنَا أَعْیُنَنَا فَسَمِعْنَا حَفِیفَ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّهْلِیلِ
ص: 54
وَ التَّحْمِیدِ وَ التَّعْظِیمِ وَ التَّقْدِیسِ ثُمَّ قَامُوا بَیْنَ یَدَیْهِ قَالُوا مُرْنَا بِأَمْرِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَلِیفَةَ رَبِّ الْعَالَمِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ فَقَالَ علیه السلام یَا مَلَائِكَةَ رَبِّی ایتُونِی السَّاعَةَ بِإِبْلِیسِ الْأَبَالِسَةِ وَ فِرْعَوْنِ الْفَرَاعِنَةِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ حَتَّی أَحْضَرُوهُ عِنْدَهُ فَقَالَ علیه السلام ارْفَعُوا أَعْیُنَكُمْ قَالَ فَرَفَعْنَا أَعْیُنَنَا وَ نَحْنُ لَا نَسْتَطِیعُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَیْهِ مِنْ شُعَاعِ نُورِ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهَ اللَّهَ فِی أَبْصَارِنَا فَمَا نَنْظُرُ شَیْئاً الْبَتَةَ وَ سَمِعْنَا صَلْصَلَةَ(1) السَّلَاسِلِ وَ اصْطِكَاكَ الْأَغْلَالِ وَ هَبَّتْ رِیحٌ عَظِیمَةٌ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ یَا خَلِیفَةَ اللَّهِ زِدِ الْمَلْعُونَ لَعْنَةً وَ ضَاعِفْ عَلَیْهِ الْعَذَابَ فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اللَّهَ اللَّهَ فِی أَبْصَارِنَا وَ مَسَامِعِنَا فَوَ اللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَی احْتِمَالِ هَذَا السِّرِّ وَ الْقَدْرِ قَالَ فَلَمَّا جَرُّوهُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَامَ وَ قَالَ وَا وَیْلَاهْ مِنْ ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَا وَیْلَاهْ مِنِ اجْتِرَائِی عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا سَیِّدِی ارْحَمْنِی فَإِنِّی لَا أَحْتَمِلُ هَذَا الْعَذَابَ فَقَالَ علیه السلام لَا رَحِمَكَ اللَّهُ وَ لَا غَفَرَ لَكَ أَیُّهَا الرِّجْسُ النِّجْسُ الْخَبِیثُ الْمُخْبِثُ الشَّیْطَانُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ قَالَ علیه السلام أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ هَذَا بِاسْمِهِ وَ جِسْمِهِ قُلْنَا نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام سَلُوهُ حَتَّی یُخْبِرَكُمْ مَنْ هُوَ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا إِبْلِیسُ الْأَبَالِسَةِ وَ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنَا الَّذِی جَحَدْتُ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَلِیفَةَ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَنْكَرْتُ آیَاتِهِ وَ مُعْجِزَاتِهِ ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا قَوْمِ غَمِّضُوا أَعْیُنَكُمْ فَغَمَّضْنَا أَعْیُنَنَا فَتَكَلَّمَ علیه السلام بِكَلَامٍ أَخْفَی فَإِذَا نَحْنُ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی كُنَّا فِیهِ لَا قُصُورَ وَ لَا مَاءَ وَ لَا غُدْرَانَ وَ لَا أَشْجَارَ.
قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ الَّذِی أَكْرَمَنِی بِمَا رَأَیْتُ مِنْ تِلْكَ الدَّلَائِلِ وَ الْمُعْجِزَاتِ مَا تَفَرَّقَ الْقَوْمُ حَتَّی ارْتَابُوا وَ شَكُّوا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ سِحْرٌ وَ كِهَانَةٌ وَ إِفْكٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ بَنِی إِسْرَائِیلَ لَمْ یُعَاقَبُوا وَ لَمْ یُمْسَخُوا إِلَّا بَعْدَ مَا سَأَلُوا الْآیَاتِ وَ الدَّلَالاتِ فَقَدْ حَلَّتْ عُقُوبَةُ اللَّهِ بِهِمْ وَ الْآنَ حَلَّتْ لَعْنَةُ اللَّهِ فِیكُمْ وَ عُقُوبَتُهُ عَلَیْكُمْ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّی أَیْقَنْتُ أَنَّ الْعُقُوبَةَ حَلَّتْ بِتَكْذِیبِهِمُ الدَّلَالاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ.
ص: 55
عَنْ عَمَّارِ(1)
بْنِ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ جَالِساً بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ لَمْ یَكُنْ سِوَایَ أَحَدٌ فِیهِ وَ إِذَا هُوَ یَقُولُ صَدِّقِیهِ صَدِّقِیهِ فَالْتَفَتُّ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَبَقِیتُ مُتَعَجِّباً فَقَالَ لِی یَا عَمَّارُ كَأَنِّی بِكَ تَقُولُ لِمَنْ یُكَلِّمُ عَلَیَّ فَقُلْتُ هُوَ كَذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی وَ إِذَا أَنَا بِحَمَامَتَیْنِ یَتَجَاوَبَانِ فَقَالَ لِی یَا عَمَّارُ أَ تَدْرِی مَا تَقُولُ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَی فَقُلْتُ لَا وَ عَیْشِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ تَقُولُ الْأُنْثَی لِلذَّكَرِ أَنْتَ اسْتَبْدَلْتَ بِی غَیْرِی وَ هَجَرْتَنِی وَ أَخَذْتَ سِوَایَ وَ هُوَ یَحْلِفُ لَهَا وَ یَقُولُ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ وَ هِیَ تَقُولُ مَا أُصَدِّقُكَ فَقَالَ لَهَا وَ حَقِّ هَذَا الْقَاعِدِ فِی هَذَا الْجَامِعِ مَا اسْتَبْدَلْتُ بِكِ سِوَاكِ وَ لَا أَخَذْتُ غَیْرَكِ فَهَمَّتْ أَنْ تُكَذِّبَهُ فَقُلْتُ لَهَا صَدِّقِیهِ صَدِّقِیهِ قَالَ عَمَّارٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا عَلِمْتُ أَحَداً یَعْلَمُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ إِلَّا سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا عَمَّارُ وَ اللَّهِ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ علیه السلام سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَتَّی عُلِّمَ مَنْطِقَ الطَّیْرِ.
ص: 56
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ(1) قَالَ أَنْزَلَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ مَعَهُ ذُو الْفَقَارِ خَلَقَ مِنْ وَرَقِ آسِ (2) الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ فَكَانَ بِهِ یُحَارِبُ آدَمُ أَعْدَاءَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ وَ كَانَ عَلَیْهِ مَكْتُوباً لَا یَزَالُ أَنْبِیَائِی یُحَارِبُونَ بِهِ نَبِیٌّ بَعْدَ نَبِیٍّ وَ صِدِّیقٌ بَعْدَ صِدِّیقٍ حَتَّی یَرِثَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیُحَارِبَ بِهِ عَنِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍ إِنَّ اللَّهَ قَوِیٌّ عَزِیزٌ مَنِیعٌ مِنَ النَّقِمَةِ بِالْكُفَّارِ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام. وَ قَدْ رَوَی كَافَّةُ أَصْحَابِنَا: أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الْآیَةِ ذُو الْفَقَارِ أُنْزِلَ (3)
مِنَ السَّمَاءِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْطَاهُ عَلِیّاً- وَ سُئِلَ الرِّضَا علیه السلام مِنْ أَیْنَ هُوَ فَقَالَ هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ كَانَ حُلِیُّهُ مِنْ فِضَّةٍ وَ هُوَ عِنْدِی وَ قِیلَ أُمِرَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنْ یَتَّخِذَ مِنْ صَنَمٍ حَدِیدٍ فِی الْیَمَنِ فَذَهَبَ عَلِیٌّ وَ كَسَرَهُ فَاتُّخِذَ مِنْهُ سَیْفَانِ مِخْدَمٌ وَ ذُو الْفَقَارِ وَ طَبَعَهُمَا(4) عُمَیْرٌ الصَّیْقَلُ وَ قِیلَ صَارَ إِلَیْهِ یَوْمَ بَدْرٍ
ص: 57
أَخَذَهُ مِنَ الْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهٍ السَّهْمِیِّ وَ قَدْ قَتَلَهُ وَ قِیلَ كَانَ مِنْ هَدَایَا بِلْقِیسَ إِلَی سُلَیْمَانَ وَ قِیلَ أَخَذَهُ مِنْ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِیِّ- فِی غَزَاةِ بَنِی الْمُصْطَلِقِ بَعْدَ أَنْ قَتَلَهُ وَ قِیلَ كَانَ سَعَفَ نَخْلٍ نَفَثَ فِیهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَارَ سَیْفاً وَ قِیلَ صَارَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ بَدْرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِیّاً- ثُمَّ كَانَ مَعَ الْحَسَنِ ثُمَّ مَعَ الْحُسَیْنِ إِلَی أَنْ بَلَغَ الْمَهْدِیَّ علیه السلام.
سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام لِمَ سُمِّیَ ذُو الْفَقَارِ: فَقَالَ إِنَّمَا سُمِّیَ ذُو الْفَقَارِ لِأَنَّهُ مَا ضَرَبَ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَحَداً إِلَّا افْتَقَرَ فِی الدُّنْیَا مِنَ الْحَیَاةِ وَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْجَنَّةِ.
عَلَّانٌ الْكُلَیْنِیُّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَ سَیْفُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذُو الْفَقَارِ- لِأَنَّهُ كَانَ فِی وَسَطِهِ خَطَّةٌ فِی طُولِهِ مُشَبَّهَةٌ بِفَقَارِ الظَّهْرِ وَ زَعَمَ الْأَصْمَعِیُّ أَنَّهُ كَانَ فِیهِ ثَمَانِیَ عَشْرَةَ فَقَارَةً.
تَارِیخُ أَبِی یَعْقُوبَ: كَانَ طُولُهُ سَبْعَةَ أَشْبَارٍ وَ عَرْضُهُ شِبْرٌ فِی وَسَطِهِ كَالْفَقَارِ.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی جَبْرَئِیلَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ ذَهَبٍ وَ هُوَ یَقُولُ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ.
الْقَاضِی أَبُو بَكْرٍ الْجِعَابِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: نَادَی مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ یَوْمَ أُحُدٍ یُقَالُ لَهُ رِضْوَانُ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ.
وَ مِثْلُهُ فِی إِرْشَادِ الْمُفِیدِ وَ أَمَالِی الطُّوسِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ أَبِی رَافِعٍ وَ قَدْ رَوَاهُ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ: إِلَّا أَنَّهُمَا قَالا یَوْمَ بَدْرٍ-.
دِرْعُهُ علیه السلام رَآهُ قَیْسُ بْنُ سَعْدٍ الْهَمْدَانِیُّ: فِی الْحَرْبِ وَ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ نَعَمْ یَا قَیْسُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَ وَاقِیَةٌ مَلَكَانِ یَحْفَظَانِهِ مِنْ أَنْ یَسْقُطَ مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ یَقَعَ فِی بِئْرٍ فَإِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ خَلَّیَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ كَانَ مَكْتُوباً عَلَی دِرْعِهِ علیه السلام
أَیَّ یَوْمَیَّ مِنَ الْمَوْتِ أَفِرُّ***یَوْمَ لَا یُقَدَّرُ أَمْ یَوْمَ قُدِّرَ
یَوْمَ لَا یُقَدَّرُ لَا أَخْشَی الْوَغَی***یَوْمَ قَدْ قُدِّرَ لَا یُغْنِی الْحَذَرُ
وَ رُوِیَ أَنَّ دِرْعَهُ علیه السلام كَانَتْ لَا قَبَّ لَهَا أَیْ لَا ظَهْرَ لَهَا فَقِیلَ فِی ذَلِكَ فَقَالَ :
ص: 58
إِنْ وَلَّیْتُ فَلَا وَأَلْتُ أَیْ نَجَوْتُ.
وَ كَانَ لَهُ مِثْلَ الدَّرَاهِمِ سَائِلٌ*** عَلَی ظَهْرِهِ فِی الدِّرْعِ كَالسَّطْرِ إِذَا سُطِرَ(1)
مَرْكُوبُهُ علیه السلام بَغْلَةٌ بَیْضَاءٌ یُقَالُ لَهَا دُلْدُلٌ أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّمَا سُمِّیَتْ دُلْدُلٌ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ یَوْمَ حُنَیْنٍ قَالَ دُلْدُلْ فَوَضَعَتْ بَطْنَهَا عَلَی الْأَرْضِ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَی بِهَا فِی وُجُوهِهِمْ ثُمَّ أَعْطَاهَا عَلِیّاً علیه السلام وَ ذَلِكَ دُونَ الْفَرَسِ وَ قِیلَ لَهُ لِمَ لَا تَرْكَبُ الْخَیْلَ وَ طِلَابُكَ كَثِیرٌ فَقَالَ الْخَیْلُ لِلطَّلَبِ وَ الْهَرَبِ وَ لَسْتُ أَطْلُبُ مُدْبِراً وَ لَا أَنْصَرِفُ عَنْ مُقْبِلٍ وَ فِی رِوَایَةٍ أَكِرُّ عَلَی مَنْ فَرَّ وَ لَا أَفِرُّ مِمَّنْ كَرَّ وَ الْبَغْلَةُ تُزْجِینِی أَیْ تَكْفِینِی.
فصل فی لوائه و خاتمه علیه السلام
محمد الكسائی فی المبتدإ إن أول حرب كانت بین بنی آدم ما كان بین شیث و قابیل و ذلك أن اللّٰه تعالی أهدی إلیه حلة بیضاء و رفعت الملائكة له رایة بیضاء فسلسلت الملائكة لقابیل و حملوه إلی عین الشمس و مات فیها و صارت ذریته عبید الشیث و فی الخبر أول من اتخذ الرایات إبراهیم الخلیل علیه السلام.
ابن أبی البختری و سائر أهل السیر أنه كانت رایة قریش و لواؤها جمیعا بیدی قصی بن كلاب ثم لم تزل الرایة فی یدی عبد المطلب فلما بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله أقرها فی بنی هاشم و دفعها إلی علی علیه السلام فی أول غزاة حمل فیها و هی ودان فلم تزل معه و كان اللواء یومئذ فی عبد الدار فأعطاه النبی صلی اللّٰه علیه و آله مصعب بن عمیر فاستشهد یوم أحد فأخذها النبی صلی اللّٰه علیه و آله و دفعها إلی علی علیه السلام فجمع یومئذ له الرایة و اللواء و هما أبیضان و ذكره الطبری فی تاریخه و القشیری فی تفسیره.
تنبیه المذكرین: زید بن علی عن آبائه علیهم السلام: كسرت زند علی علیه السلام یوم أحد و فی یده لواء رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فسقط اللواء من یده فتحاماه المسلمون أن یأخذوه فقال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فضعوه فی یده الشمال فإنه صاحب لوائی فی الدنیا و الآخرة.
ص: 59
وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ فَرَفَعَهُ وَ أَعْطَاهُ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنْتَ صَاحِبُ رَایَتِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
المواعظ و الزواجر عن العسكری: أن مالك بن دینار سأل سعید بن جبیر من كان صاحب لواء النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال علی بن أبی طالب.
عبد اللّٰه بن حنبل أنه لما سأل مالك بن دینار سعید بن جبیر عن ذلك قال فنظر إلی فقال كأنك رخی البال فغضبت و شكوت إلی القراء فقالوا إنك سألته و هو خائف من الحجاج و قد لاذ بالبیت فاسأله الآن فسألته فقال كان حاملها علی كان حاملها علی كذا سمعته من عبد اللّٰه بن عباس.
تاریخ الطبری و البلاذری و صحیحی المسلم و البخاری: أنه لما أراد النبی صلی اللّٰه علیه و آله أن یخرج إلی بدر اختار كل قوم رایة فاختار حمزة حمراء و بنو أمیة خضراء و علی بن أبی طالب علیه السلام صفراء و كانت رایة النبی صلی اللّٰه علیه و آله بیضاء فأعطاها علیا یوم خیبر لما قال لأعطین الرایة غدا رجلا الخبر و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله عقد لحمزة و لعبیدة بن الحارث و لسعد بن أبی وقاص ألویة بیضاء.
و كان مكتوبا علی علم أمیر المؤمنین علیه السلام:
الحرب إن باشرتها فلا یكن منك الفشل***و اصبر علی أهوالها لا موت إلا بالأجل.
و علی رایته علیه السلام:
هذا علی و الهدی یقوده***من خیر فتیان قریش عوده
و حدثنی ابن كادش فی تكذیب العصابة العلویة فی ادعائهم الإمامة النبویة: أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله رأی العباس فی ثوبین أبیضین فقال إنه لأبیض الثوبین و هذا جبرئیل یخبرنی أن ولده یلبسون السواد.
عبد اللّٰه بن أحمد بن حنبل فی كتاب صفین أنه نشر عمرو بن العاص فی یوم صفین رایة سوداء الخبر.
وَ فِی أَخْبَارِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ قَالَ ثَوْبَانُ: قَالَ
ص: 60
النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَكُونُ لِبَنِی الْعَبَّاسِ رَایَتَانِ مَرْكَزُهُمَا كُفْرٌ وَ أَعْلَاهُمَا ضَلَالَةٌ إِنْ أَدْرَكْتَهَا یَا ثَوْبَانُ فَلَا تَسْتَظِلَّ بِظِلِّهِمَا(1).
أبی بن كعب أول الرایات السود نصر و أوسطها غدر و آخرها كفر فمن أعانهم كان كمن أعان فرعون علی موسی.
تَارِیخُ بَغْدَادَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّایَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ فَإِنَّ أَوَّلَهَا فِتْنَةٌ وَ أَوْسَطَهَا هَرْجٌ وَ آخِرَهَا ضَلَالَةٌ.
أخبار الدمشق عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أبو أمامة فی خبر أولها منشور و آخرها مثبور(2).
تاریخ الطبری إن إبراهیم الإمام أنفذ إلی أبی مسلم لواء النصرة و ظل السحاب و كان أبیض طوله أربعة عشر ذراعا مكتوب علیها بالحبر أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ(3) فأمر أبو مسلم غلامه أرقم أن یتحول بكل لون من الثیاب فلما لبس السواد قال معه هیبة فاختاره خلافا لبنی أمیة و هیبة للناظر و كانوا یقولون هذا السواد حداد(4) آل محمد صلوات اللّٰه علیهم و شهداء كربلاء و زید و یحیی خاتمه علیه السلام
سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ تَخَتَّمْ بِالْعَقِیقِ تَكُنْ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمُقَرَّبُونَ قَالَ جَبْرَائِیلُ وَ مِیكَائِیلُ قَالَ فَبِمَ أَتَخَتَّمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِالْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ وَ صَعْصَعَةُ وَ عَائِشَةُ: أَنَّهُ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبِّی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ الْبَسْ خَاتَمَكَ بِیَمِینِكَ وَ اجْعَلْ فَصَّهُ عَقِیقاً وَ قُلْ لِابْنِ عَمِّكَ یَلْبَسْ خَاتَمَهُ بِیَمِینِهِ وَ یَجْعَلْ فَصَّهُ عَقِیقاً فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْعَقِیقُ قَالَ الْعَقِیقُ جَبَلٌ فِی الْیَمَنِ وَ الْخَبَرُ مَذْكُورٌ فِی فَضْلِ الْمِیثَاقِ.
ص: 61
زِیَادٌ الْقَنْدِیُّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ عَلَی جَبَلِ طُورِ سَیْنَاءَ اطَّلَعَ عَلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَخَلَقَ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ الْعَقِیقَ وَ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لَا أُعَذِّبَ كَفَّ لَابِسِكَ إِذَا تَوَلَّی عَلِیّاً علیه السلام بِالنَّارِ.
ابن عباس و السدی: كان لأمیر المؤمنین علیه السلام أربعة خواتیم یاقوت لنبله (1) فیروزج لنصره حدید صینی لقوته عقیق لحرزه.
صَحِیحُ الْبُخَارِیِّ وَ شَمَائِلُ التِّرْمِذِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ جَامِعُ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ جَابِرٍ وَ عَنْ أَنَسٍ وَ تَخَتُّمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِیِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام وَ تَخَتُّمُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْمُحْتَسِبِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ وَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَنَسٍ وَ عَنْ جَابِرٍ كُلِّهِمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَخَتَّمُ فِی یَمِینِهِ وَ زَادَ بَعْضُهُمْ فِی الرِّوَایَةِ وَ قُبِضَ وَ الْخَاتَمُ فِی یَمِینِهِ.
و قال أبو أمامة: كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله یجعل خاتمه فی یمینه.
عكرمة و الضحاك عن ابن عباس: أنه كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله یتختم فی الید الیمنی.
شمائل الترمذی و سنن السجستانی و تختم المحتسب: أنه كان علی علیه السلام یتختم فی یمینه.
جامع البیهقی كان ابن عباس و عبد اللّٰه بن جعفر یتختمان فی یمینهما.
الراغب فی محاضراته كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أصحابه یتختمون فی أیمانهم و أول من تختم فی یساره معاویة.
نتف أبی عبد اللّٰه السلامی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یتختم فی یمینه و الخلفاء الأربعة بعده فنقلها معاویة إلی الیسار و أخذ الناس بذلك فبقی كذلك أیام المروانیة فنقلها السفاح إلی الیمین فبقی إلی أیام الرشید
ص: 62
فنقلها إلی الیسار و أخذ الناس بذلك و اشتهر أن عمرو بن العاص عند التحكیم سلها من یده الیمنی و قال خلعت الخلافة من علی كخلعی خاتمی هذا من یمینی و جعلتها فی معاویة كما جعلت هذا فی یساری.
نقوش الخواتیم عن الجاحظ أنه كان آدم و إدریس و إبراهیم و إسماعیل و إسحاق و إلیاس و یعقوب و داود و سلیمان و یوسف و دانیال و یوشع و ذو القرنین و یونس و لوط و هود و شعیب و زكریا و یحیی و صالح و عزیر و أیوب و لقمان و عیسی و محمد علیهم السلام یتختمون فی أیمانهم الصَّعْقَبُ (1) بْنُ زُهَیْرٍ: أَنَّهُ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ التَّخَتُّمِ فِی الْیَمِینِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا(2) الْآیَةَ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَ أَنَا بَشِیرُهُ وَ نَذِیرُهُ فَمَا افْتَخَرْتُ بِأَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ إِلَّا بِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ أَنْتَ مِنَّا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ أَنَا مِنْكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مِنَّا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَیِّنْ لِی لِیَكُونَ لِی فَرَجٌ لِأُمَّتِكَ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمَهُ بِشِمَالِهِ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَوَّلُكُمْ وَ ثَانِیكُمْ عَلِیٌّ- وَ ثَالِثُكُمْ فَاطِمَةُ وَ رَابِعُكُمُ الْحَسَنُ وَ خَامِسُكُمُ الْحُسَیْنُ- وَ سَادِسُكُمْ جَبْرَئِیلُ وَ جَعَلَ خَاتَمَهُ فِی إِصْبَعِهِ الْیُمْنَی فَقَالَ أَنْتَ سَادِسُنَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ تَخَتَّمَ فِی یَمِینِهِ (3) وَ أَرَادَ بِذَلِكَ سُنَّتَكَ وَ رَأَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُتَحَیِّراً إِلَّا أَخَذْتُ بِیَدِهِ وَ أَوْصَلْتُهُ إِلَیْكَ وَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام. (4)
«2»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُنَادِیَ نَادَی
ص: 63
یَوْمَ أُحُدٍ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ. وَ رَوَی أَیْضاً: أَنَّ الْمُنَادِیَ كَانَ قَدْ نَادَی بِذَلِكَ یَوْمَ الْبَدْرِ. وَ رَوَی أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام قَالَ: نَادَی مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ یُقَالُ لَهُ رِضْوَانُ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌ (1).
«3»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ لَهُ علیه السلام بَغْلَةٌ یُقَالُ لَهُ الشَّهْبَاءُ وَ دُلْدُلٌ أَهْدَاهَا إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله(2).
«4»- كا، [الكافی] حُمَیْدٌ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلِیٌّ علیه السلام شَدَّ عَلَی بَطْنِهِ یَوْمَ الْجَمَلِ بِعِقَالٍ أَبْرَقَ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَشُدُّ بِهِ عَلَی بَطْنِهِ إِذَا لَبِسَ الدِّرْعَ (3).
«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] هَانِئُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْعَبْدِیُّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام: فِیمَا نَاظَرَ بِهِ الرَّشِیدُ فِی تَفْضِیلِ الْعِتْرَةِ-(4)
قَالَ علیه السلام إِنَّ الْعُلَمَاءَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَی أَنَّ جَبْرَئِیلَ قَالَ یَوْمَ أُحُدٍ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ مِنْ عَلِیٍّ: قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَنَا مِنْكُمَا یَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ فَكَانَ كَمَا مَدَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ خَلِیلَهُ علیه السلام إِذْ یَقُولُ فَتًی یَذْكُرُهُمْ یُقالُ لَهُ إِبْراهِیمُ إِنَّا مَعْشَرَ بَنِی عَمِّكَ نَفْتَخِرُ بِقَوْلِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام إِنَّهُ مِنَّا(5).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق مع، [معانی الأخبار] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ ابْنِ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الصُّهْبَانِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ أَعْرَابِیّاً أَتَی رَسُولَ اللَّهِ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فِی رِدَاءٍ مُمَشَّقٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَقَدْ خَرَجْتَ إِلَیَّ كَأَنَّكَ فَتًی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ یَا أَعْرَابِیُّ أَنَا الْفَتَی ابْنُ الْفَتَی أَخُو الْفَتَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَمَّا الْفَتَی فَنَعَمْ فَكَیْفَ ابْنُ الْفَتَی وَ أَخُو الْفَتَی فَقَالَ أَ مَا
ص: 64
سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ قالُوا سَمِعْنا فَتًی یَذْكُرُهُمْ یُقالُ لَهُ إِبْراهِیمُ-(1) فَأَنَا ابْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ أَمَّا أَخُو الْفَتَی فَإِنَّ مُنَادِیاً نَادَی مِنَ السَّمَاءِ(2) یَوْمَ أُحُدٍ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ- فَعَلِیٌّ أَخِی وَ أَنَا أَخُوهُ (3).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مرسلا: مثله (4).
«7»- ع، [علل الشرائع] مع، [معانی الأخبار] ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلَّانٍ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّیَ سَیْفُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَا الْفَقَارِ لِأَنَّهُ كَانَ فِی وَسَطِهِ خَطَّةٌ فِی طُولِهِ فَشُبِّهَ (5) بِفَقَارِ الظَّهْرِ فَسُمِّیَ ذَا الْفَقَارِ لِذَلِكَ وَ كَانَ سَیْفاً نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ حَلْقَتُهُ فِضَّةً وَ هُوَ الَّذِی نَادَی بِهِ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌ (6).
أقول: قد مضی بعض أخبار الباب فی باب غزوة أحد.
«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ ذِی الْفَقَارِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَیْنَ هُوَ فَقَالَ هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ وَ كَانَ حِلْیَتُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَ هُوَ عِنْدِی (7).
یر، [بصائر الدرجات] عبد اللّٰه بن جعفر عن محمد بن عیسی عن أحمد بن عبد اللّٰه: مثله (8).
«9»- ع، [علل الشرائع] الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ وَ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ مَعاً عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ أَصْحَابُ
ص: 65
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی لَمْ یَبْقَ مَعَهُ إِلَّا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَبُو دُجَانَةَ-(1) وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام كُلَّمَا حَمَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اسْتَقْبَلَهُمْ وَ رَدَّهُمْ حَتَّی أَكْثَرَ فِیهِمُ الْقَتْلَ وَ الْجِرَاحَاتِ حَتَّی انْكَسَرَ سَیْفُهُ فَجَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ یُقَاتِلُ بِسِلَاحِهِ وَ قَدِ انْكَسَرَ سَیْفِی فَأَعْطَاهُ علیه السلام سَیْفَهُ ذَا الْفَقَارِ فَمَا زَالَ یَدْفَعُ بِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أُثِّرَ وَ أُنْكِرَ-(2) فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ مِنْ عَلِیٍّ لَكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَنَا مِنْكُمَا وَ سَمِعُوا دَوِیّاً مِنَ السَّمَاءِ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌ (3).
«10»- ع، [علل الشرائع] الدَّقَّاقُ وَ ابْنُ عِصَامٍ مَعاً عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ سُمِّیَ سَیْفُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَا الْفَقَارِ فَقَالَ علیه السلام لِأَنَّهُ مَا ضُرِبَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلَّا أَفْقَرَهُ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا(4)
مِنْ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَفْقَرَهُ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْجَنَّةِ(5).
أقول: قد مر الأخبار فی باب علامات الإمام أنه عند الأئمة علیهم السلام.
«11»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مَشِیخَتِهِ قَالَ: سَمِعَ یَوْمَ أُحُدٍ وَ قَدْ هَاجَتْ رِیحٌ عَاصِفٌ كَلَامُ هَاتِفٍ یَهْتِفُ وَ هُوَ یَقُولُ:
ص: 66
لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ***وَ إِذَا نَدَبْتُمْ هَالِكاً فَابْكُوا الْوَفِیَ أَخَا الْوَفِیِّ.(1)
«12»- یر، [بصائر الدرجات] عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ: أَتَی أَبِی بِسِلَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ دَخَلَ عُمُومَتِی مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَلِمَةً فَقَالَ صَفْوَانُ وَ ذَكَرْنَا سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ- فَقَالَ أَتَانِی إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ فَعَظُمَ عَلَیَّ وَ سَأَلَنِی لَهُ بِالْحَقِّ وَ الْحُرْمَةِ السَّیْفُ الَّذِی أَخَذَهُ هُوَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقُلْتُ لَا كَیْفَ یَكُونُ هَذَا وَ قَدْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَثَلُ السِّلَاحِ فِینَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ حَیْثُ مَا دَارَ دَارَ الْأَمْرُ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذِی الْفَقَارِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ كَانَتْ حِلْیَتُهُ فِضَّةً وَ هُوَ عِنْدِی (2).
بیان: فقال كلمة أی فقال علیه السلام بعد ذلك كلمة نسیتها أو لا أری المصلحة فی ذكرها و الحاصل أنه علیه السلام قال إن أبی أعطانی سلاح رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و دخل عمومتی من ذلك حسد علی ثم ذكر علیه السلام أن إسحاق عمه أتاه و أقسم علیه بالحق و الحرمة أن السیف الذی أخذه المأمون منه علیه السلام هل هو سیف رسول اللّٰه فأجاب علیه السلام بأنه لم یكن سیف رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لأن سیفه لا یكون إلا عند الإمام.
«13»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ قَالَ فِی كِتَابِهِ مَا لَفْظُهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَوْحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْطَانِی ذَا الْفَقَارِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ خُذْهُ وَ أَعْطِهِ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقُلْتُ مَنْ ذَلِكَ یَا رَبِّ فَقَالَ خَلِیفَتِی فِی الْأَرْضِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ إِنَّ ذَا الْفَقَارِ كَانَ یَنْطِقُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ یُحَدِّثُهُ حَتَّی إِنَّهُ هَمَّ یَوْماً یَكْسِرُهُ-(3) فَقَالَ مَهْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی مَأْمُورٌ وَ قَدْ بَقِیَ فِی أَجَلِ الْمُشْرِكِ تأخیرا [تَأْخِیرٌ].
أقول: إنما یمكن أن یكون قد سقط بعد
ص: 67
قوله هم یوم یكسره و قد ضرب به مشركا فلم یقتله (1).
«14»- ب، [قرب الإسناد] هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام: أَنَّ خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ كَانَ مِنْ فِضَّةٍ وَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِیٍّ علیه السلام اللَّهُ الْمَلِكُ وَ كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ وَالِدِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ الْعِزَّةُ لِلَّهِ (2).
«15»- ب، [قرب الإسناد] أَبُو الْبَخْتَرِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ عَلِیٍّ علیه السلام الْمُلْكُ لِلَّهِ (3).
«16»- لی، [الأمالی] للصدوق ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْعُقْبَةِ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمُلْكُ لِلَّه تَمَامَ الْخَبَرِ(4).
«17»- ع، [علل الشرائع] ل، [الخصال] مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَرْبَعَةُ خَوَاتِیمَ یَتَخَتَّمُ بِهَا یَاقُوتٌ لِنُبْلِهِ وَ فَیْرُوزَجٌ لِنُصْرَتِهِ-(5) وَ الْحَدِیدُ الصِّینِیُّ لِقُوَّتِهِ وَ عَقِیقٌ لِحِرْزِهِ وَ كَانَ نَقْشُ الْیَاقُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّلهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِینُ وَ نَقْشُ الْفَیْرُوزَجِ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ-(6) وَ نَقْشُ الْحَدِیدِ الصِّینِیِّ الْعِزَّةُ لِلَّهِ جَمِیعاً وَ نَقْشُ الْعَقِیقِ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ (7).
«18»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ تَخَتُّمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِیَمِینِهِ
ص: 68
لِأَیِّ شَیْ ءٍ كَانَ؟ فَقَالَ إِنَّمَا كَانَ یَتَخَتَّمُ بِیَمِینِهِ لِأَنَّهُ إِمَامُ أَصْحَابِ الْیَمِینِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ مَدَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَصْحَابَ الْیَمِینِ وَ ذَمَّ أَصْحَابَ الشِّمَالِ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَخَتَّمُ بِیَمِینِهِ وَ هُوَ عَلَامَةٌ لِشِیعَتِنَا- یُعْرَفُونَ بِهِ وَ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَی أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ مُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ(1).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن ابن أبی عمیر: مثله.
«19»- ع، [علل الشرائع] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِیُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ سَعِیدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَازِمٍ الْخُزَاعِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی الْجُهَنِیِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ تَخَتَّمْ بِالْیَمِینِ تَكُنْ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْمُقَرَّبُونَ قَالَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ قَالَ بِمَا أَتَخَتَّمُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِالْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ فَإِنَّهُ أَقَرَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ لِی بِالنُّبُوَّةِ وَ لَكَ یَا عَلِیُّ بِالْوَصِیَّةِ وَ لِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ وَ لِمُحِبِّیكَ بِالْجَنَّةِ وَ لِشِیعَةِ وُلْدِكَ بِالْفِرْدَوْسِ (2).
«20»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فَرَأَیْتُ فِی یَدِهِ خَاتَماً فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ نَقْشُهُ اللَّهُ الْمَلِكُ فَقَالَ هَذَا(3) حَجَرٌ أَهْدَاهُ جَبْرَئِیلُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَنَّةِ فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام الْخَبَرَ(4).
«21»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ (5) بْنِ عَلِیٍّ الْعُقَیْلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ اللَّهَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَمَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام بِیَدِهِ فَسَدَلَهَا مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ قَصَّرَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ أَرْبَعِ أَصَابِعَ ثُمَّ قَالَ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ (6) هَكَذَا تِیجَانُ
ص: 69
الْمَلَائِكَةِ(1).
«22»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام وَ فِی إِصْبَعِهِ خَاتَمٌ فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ نَقْشُهُ اللَّهُ الْمَلِكُ فَأَدَمْتُ النَّظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی مَا لَكَ تُدِیمُ النَّظَرَ إِلَیْهِ فَقُلْتُ بَلَغَنِی أَنَّهُ كَانَ لِعَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَاتَمٌ فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ نَقْشُهُ اللَّهُ الْمَلِكُ فَقَالَ أَ تَعْرِفُهُ فَقُلْتُ لَا قَالَ هَذَا هُوَ تَدْرِی مَا سَبَبُهُ قُلْتُ لَا قَالَ هَذَا حَجَرٌ أَهْدَاهُ جَبْرَئِیلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا اسْمُهُ قُلْتُ فَیْرُوزَجٌ قَالَ هَذَا بِالْفَارِسِیَّةِ فَمَا اسْمُهُ بِالْعَرَبِیَّةِ قُلْتُ لَا أَدْرِی قَالَ اسْمُهُ الظَّفَرُ(2).
«23»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَتَخَتَّمُ فِی یَمِینِهِ (3).
«24»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُ الْمَلِكُ (4).
«25»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ وَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی خَاتَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُ الْمَلِكُ (5).
كا، [الكافی] العدة عن سهل عن محمد بن عیسی عن الحسین بن خالد عن الرضا علیه السلام: مثله (6).
ص: 70
«26»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُحَلِّی وُلْدَهُ وَ نِسَاءَهُ بِالذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ.(1)
«1»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ أَوْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ أَبَا نَیْزَرَ وَ رَبَاحاً وَ جُبَیْراً عَتَقُوا عَلَی أَنْ یَعْمَلُوا فِی الْمَالِ خَمْسَ سِنِینَ (2).
«2»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ عَطِیَّةَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: قَسَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْفَیْ ءَ فَأَصَابَ عَلِیٌّ علیه السلام أَرْضاً-(3) فَاحْتَفَرَ فِیهَا عَیْناً فَخَرَجَ مَاءٌ یَنْبُعُ فِی السَّمَاءِ كَهَیْئَةِ عُنُقِ الْبَعِیرِ فَسَمَّاهَا یَنْبُعَ فَجَاءَ الْبَشِیرُ فَقَالَ علیه السلام بَشِّرِ الْوَارِثَ هِیَ صَدَقَةٌ بَتَّةً بَتْلًا فِی حَجِیجِ بَیْتِ اللَّهِ وَ عَابِرِ(4) سَبِیلِ اللَّهِ لَا تُبَاعُ وَ لَا تُوهَبُ وَ لَا تُورَثُ فَمَنْ بَاعَهَا أَوْ وَهَبَهَا فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لَا عَدْلًا(5).
«3»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَ
ص: 71
أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِوَصِیَّةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هِیَ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ وَ قَضَی بِهِ فِی مَالِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِیٌّ- ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ لِیُولِجَنِی بِهِ الْجَنَّةَ وَ یَصْرِفَنِی بِهِ عَنِ النَّارِ وَ یَصْرِفَ النَّارَ عَنِّی یَوْمَ تَبْیَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ إِنَّ مَا كَانَ لِی مِنْ یَنْبُعَ (1) مَالٌ یُعْرَفُ لِی فِیهَا وَ مَا حَوْلَهَا صَدَقَةٌ وَ رَقِیقُهَا غَیْرَ أَنَّ رَبَاحاً وَ أَبَا نَیْزَرَ وَ جُبَیْراً عُتَقَاءُ لَیْسَ لِأَحَدٍ فِیهِمْ سَبِیلٌ فَهُمْ مَوَالِیَّ یَعْمَلُونَ فِی الْمَالِ خَمْسَ حِجَجٍ وَ فِیهِ نَفَقَتُهُمْ وَ رِزْقُهُمْ وَ أَرْزَاقُ أَهَالِیهِمْ وَ مَعَ ذَلِكَ مَا كَانَ لِی بِوَادِی الْقُرَی مِنْ مَالِ بَنِی فَاطِمَةَ(2) وَ رَقِیقِهَا صَدَقَةٌ وَ مَا كَانَ لِی بِدَیْمَةَ وَ أَهْلِهَا صَدَقَةٌ غَیْرَ أَنَّ زُرَیْقاً لَهُ مِثْلُ مَا كَتَبْتُ لِأَصْحَابِهِ وَ مَا كَانَ لِی بِأُدَیْنَةَ وَ أَهْلِهَا وَ الْعَفْرَتَیْنِ-(3)
كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ صَدَقَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ إِنَّ الَّذِی كَتَبْتُ مِنْ أَمْوَالِی هَذِهِ صَدَقَةٌ وَاجِبَةٌ بَتْلَةٌ حَیّاً أَنَا أَوْ مَیِّتاً یُنْفَقُ فِی كُلِّ نَفَقَةٍ یُبْتَغَی بِهَا وَجْهُ اللَّهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ وَجْهِهِ وَ ذَوِی الرَّحِمِ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ وَ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ فَإِنَّهُ یَقُومُ عَلَی ذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یَأْكُلُ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یُنْفِقُهُ حَیْثُ یَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی حِلٍّ مُحَلَّلٍ لَا حَرَجَ عَلَیْهِ فِیهِ فَإِنْ أَرَادَ أَنْ یَبِیعَ نَصِیباً مِنَ الْمَالِ فَیَقْضِیَ بِهِ الدَّیْنَ فَلْیَفْعَلْ إِنْ شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَیْهِ فِیهِ وَ إِنْ شَاءَ جَعَلَهُ سَرِیَّ الْمِلْكِ وَ إِنَّ وُلْدَ عَلِیٍّ وَ مَوَالِیَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ إِنْ كَانَتْ دَارُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ غَیْرَ دَارِ الصَّدَقَةِ فَبَدَا لَهُ أَنْ یَبِیعَهَا فَلْیَبِعْ إِنْ شَاءَ لَا حَرَجَ عَلَیْهِ فِیهِ وَ إِنْ بَاعَ فَإِنَّهُ یَقْسِمُ ثَمَنَهَا ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ فَیَجْعَلُ ثُلُثَهَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ یَجْعَلُ ثُلُثاً(4) فِی بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ وَ یَجْعَلُ الثُّلُثَ فِی آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنَّهُ یَضَعُهُ فِیهِمْ حَیْثُ یَرَاهُ اللَّهُ وَ إِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ
ص: 72
حَدَثٌ وَ حُسَیْنٌ حَیٌّ فَإِنَّهُ إِلَی حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ إِنَّ حُسَیْناً یَفْعَلُ فِیهِ مِثْلَ الَّذِی أَمَرْتُ بِهِ حَسَناً لَهُ مِثْلُ الَّذِی كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ وَ عَلَیْهِ مِثْلُ الَّذِی عَلَی حَسَنٍ وَ إِنَّ الَّذِی لِبَنِی ابْنَیْ فَاطِمَةَ(1) مِنْ صَدَقَةِ عَلِیٍّ مِثْلُ الَّذِی لِبَنِی عَلِیٍّ وَ إِنِّی إِنَّمَا جَعَلْتُ الَّذِی جَعَلْتُ لِابْنَیْ فَاطِمَةَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَكْرِیمَ حُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَعْظِیمَهَا وَ تَشْرِیفَهَا(2) وَ رِضَاهُمَا وَ إِنْ حَدَثَ بِحَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ حَدَثٌ فَإِنَّ الْآخَرَ مِنْهُمَا یَنْظُرُ فِی بَنِی عَلِیٍّ فَإِنْ وَجَدَ فِیهِمْ مَنْ یَرْضَی بِهَدْیِهِ (3) وَ إِسْلَامِهِ وَ أَمَانَتِهِ فَإِنَّهُ یَجْعَلُ إِلَیْهِ إِنْ شَاءَ فَإِنْ لَمْ یَرَ فِیهِمْ بَعْضَ الَّذِی یُرِیدُهُ فَإِنَّهُ یَجْعَلُهُ إِلَی رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ یَرْضَی بِهِ فَإِنْ وَجَدَ آلَ أَبِی طَالِبٍ قَدْ ذَهَبَ كُبَرَاؤُهُمْ وَ ذَوُو آرَائِهِمْ فَإِنَّهُ یَجْعَلُهُ إِلَی رَجُلٍ یَرْضَاهُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ إِنَّهُ یَشْتَرِطُ عَلَی الَّذِی یَجْعَلُهُ إِلَیْهِ أَنْ یَتْرُكَ الْمَالَ عَلَی أُصُولِهِ وَ یُنْفِقَ ثَمَرَهُ حَیْثُ أَمَرْتُهُ بِهِ مِنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ وَجْهِهِ وَ ذَوِی الرَّحِمِ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ وَ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ لَا یُبَاعُ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ لَا یُوهَبُ وَ لَا یُورَثُ وَ إِنَّ مَالَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَی نَاحِیَتِهِ وَ هُوَ إِلَی ابْنَیْ فَاطِمَةَ وَ إِنَّ رَقِیقِیَ الَّذِینَ فِی صَحِیفَةٍ صَغِیرَةٍ الَّتِی كَتَبْتُ لِی عُتَقَاءُ.
هَذَا مَا قَضَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فِی أَمْوَالِهِ هَذِهِ الْغَدَ مِنْ یَوْمَ قَدِمَ مَسْكِنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَ الدَّارِ الْآخِرَةِ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَی كُلِّ حَالٍ وَ لَا یَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ أَنْ یُغَیِّرَ شَیْئاً مِمَّا أَوْصَیْتُ بِهِ فِی مَالِی (4) وَ لَا یُخَالِفَ فِیهِ أَمْرِی مِنْ قَرِیبٍ وَ لَا بَعِیدٍ.
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ وَلَائِدِیَ اللَّاتِی أَطُوفُ عَلَیْهِنَّ السَّبْعَةَ عَشَرَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتُ أَوْلَادٍ مَعَهُنَّ أَوْلَادُهُنَّ وَ مِنْهُنَّ حَبَالَی وَ مِنْهُنَّ مَنْ لَا وَلَدَ لَهُ فَقَضَائِی فِیهِنَّ إِنْ حَدَثَ بِی
ص: 73
حَدَثٌ أَنَّ مَنْ كَانَتْ (1) مِنْهُنَّ لَیْسَ لَهَا وَلَدٌ وَ لَیْسَتْ بِحُبْلَی فَهِیَ عَتِیقٌ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَیْهِنَّ سَبِیلٌ وَ مَنْ كَانَتْ مِنْهُنَّ لَهَا وَلَدٌ أَوْ حُبْلَی فَتُمْسِكُ عَلَی وَلَدِهَا وَ هِیَ مِنْ حَظِّهِ فَإِنْ مَاتَ وَلَدُهَا وَ هِیَ حَیَّةٌ فَهِیَ عَتِیقٌ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَیْهَا سَبِیلٌ هَذَا مَا قَضَی بِهِ عَلِیٌّ فِی مَالِهِ الْغَدَ مِنْ یَوْمَ قَدِمَ مَسْكِنَ شَهِدَ أَبُو سمر [شِمْرِ] بْنُ أَبْرَهَةَ وَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ وَ یَزِیدُ بْنُ قَیْسٍ وَ هَیَّاجُ بْنُ أَبِی هَیَّاجٍ وَ كَتَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِیَدِهِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَی الْأُولَی سَنَةَ سَبْعٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ كَانَتِ الْوَصِیَّةُ الْأُخْرَی مَعَ الْأُولَی. (2)
«1»- د، [العدد القویة]: كَانَ لَهُ علیه السلام سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ ذَكَراً وَ أُنْثَی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ زَیْنَبُ الْكُبْرَی وَ زَیْنَبُ الصُّغْرَی الْمُكَنَّاةُ بِأُمِّ كُلْثُومٍ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدٌ أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ- وَ عُمَرُ وَ رُقَیَّةُ كَانَا تَوْأَمَیْنِ أُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ وَ یُقَالُ أُمُّ حَبِیبٍ التَّغْلَبِیَّةُ وَ الْعَبَّاسُ وَ جَعْفَرٌ وَ عُثْمَانُ وَ عَبْدُ اللَّهِ الشُّهَدَاءُ بِكَرْبَلَاءَ أُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِینَ بِنْتُ حِزَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ رَبِیعَةَ الْكِلَابِیَّةُ- وَ لَهُ مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ الْخَثْعَمِیَّةِ یَحْیَی وَ عَوْنٌ- وَ كَانَ لَهُ مِنْ لَیْلَی ابْنَةِ مَسْعُودٍ الدَّارِمِیَّةِ- مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ الْمُكَنَّی أَبَا بَكْرٍ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ وَ كَانَ لَهُ خَدِیجَةُ وَ أُمُّ هَانِئٍ وَ مَیْمُونَةُ وَ فَاطِمَةُ لِأُمِّ وَلَدٍ وَ كَانَ لَهُ مِنْ أُمِّ شُعَیْبٍ الدَّارِمِیَّةِ وَ قِیلَ أُمُّ مَسْعُودٍ الْمَخْزُومِیَّةُ أُمُّ الْحَسَنِ وَ رَمْلَةُ
ص: 74
وَ أَعْقَبَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنَ الْبَنِینَ خَمْسَةٌ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ مُحَمَّدٌ وَ الْعَبَّاسُ وَ عُمَرُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ (1).
«2»- مِنْ كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ، لِابْنِ الْجَوْزِیِّ: النَّسْلُ مِنْ وُلْدِ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِخَمْسَةٍ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ عُمَرَ الْأَكْبَرِ وَ الْعَبَّاسِ- وَ أَمَّا عُمَرُ الْأَكْبَرُ فَعَاشَ خَمْساً وَ ثَمَانِینَ سَنَةً حَتَّی حَازَ نِصْفَ مِیرَاثِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَوَی الْحَدِیثَ وَ كَانَ فَاضِلًا وَ تَزَوَّجَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَوْلَدَهَا مُحَمَّداً وَ أُمَّ مُوسَی وَ أُمَّ حَبِیبٍ- وَ أَمَّا الْعَبَّاسُ فَأَوَّلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ الزُّبَیْرُ بْنُ بَكَّارٍ كَانَ لِلْعَبَّاسِ وَلَدٌ اسْمُهُ عُبَیْدُ اللَّهِ- كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَمِنْ وُلْدِهِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ عَالِماً فَاضِلًا جَوَاداً طَافَ الدُّنْیَا وَ جَمَعَ كُتُباً تُسَمَّی الْجَعْفَرِیَّةَ فِیهَا فِقْهُ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام قَدِمَ بَغْدَادَ فَأَقَامَ بِهَا وَ حَدَّثَ ثُمَّ سَافَرَ إِلَی مِصْرَ فَتُوُفِّیَ بِهَا سَنَةَ اثْنَیْ عَشَرَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ- وَ مِنْ نَسْلِ الْعَبَّاسِ بْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ذَكَرُهُ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِ بَغْدَادَ فَقَالَ قَدِمَ إِلَیْهَا فِی أَیَّامِ الرَّشِیدِ وَ صَحِبَهُ وَ كَانَ یُكْرِمُهُ ثُمَّ صَحِبَ الْمَأْمُونَ بَعْدَهُ وَ كَانَ فَاضِلًا شَاعِراً فَصِیحاً وَ تَزْعُمُ الْعَلَوِیَّةُ أَنَّهُ أَشْعَرُ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ (2).
«3»- ع، [علل الشرائع] الْمُفَسِّرُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: قِیلَ لِلزُّهْرِیِّ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَیْثُ كَانَ وَ قَدْ قِیلَ لَهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ مِنَ الْمُنَازَعَةِ فِی صَدَقَاتِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَوْ رَكِبْتَ إِلَی الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ رَكْبَةً لَكَشَفَ عَنْكَ مِنْ غَرَرِ(3) شَرِّهِ وَ مَیْلِهِ عَلَیْكَ بِمُحَمَّدٍ- فَإِنَّ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ خُلَّةً قَالَ
ص: 75
وَ كَانَ هُوَ بِمَكَّةَ وَ الْوَلِیدُ- بِهَا فَقَالَ وَیْحَكَ أَ فِی حَرَمِ اللَّهِ أَسْأَلُ غَیْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی آنَفُ إِذْ أَسْأَلُ الدُّنْیَا خَالِقَهَا(1) فَكَیْفَ أَسْأَلُ مَخْلُوقاً مِثْلِی وَ قَالَ الزُّهْرِیُّ لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَلْقَی هَیْبَتَهُ فِی قَلْبِ الْوَلِیدِ حَتَّی حَكَمَ لَهُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ(2).
«4»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: لَمَّا سَیَّرَ ابْنُ الزُّبَیْرِ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَی الطَّائِفِ كَتَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ ابْنَ الْجَاهِلِیَّةِ سَیَّرَكَ إِلَی الطَّائِفِ- فَرَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ اسْمَهُ بِذَلِكَ لَكَ ذِكْراً وَ عَظَّمَ (3)
لَكَ أَجْراً وَ حَطَّ بِهِ عَنْكَ وِزْراً یَا ابْنَ عَمِّ إِنَّمَا یُبْتَلَی الصَّالِحُونَ وَ إِنَّمَا تُهْدَی (4) الْكَرَامَةُ لِلْأَبْرَارِ وَ لَوْ لَمْ تُؤْجَرْ إِلَّا فِیمَا تُحِبُّ إِذاً قَلَّ أَجْرُكَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ عَسی أَنْ تَكْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَكُمْ (5) وَ هَذَا مَا لَسْتُ أَشُكُّ أَنَّهُ خَیْرٌ لَكَ عِنْدَ بَارِئِكَ عَزَمَ اللَّهُ لَكَ عَلَی الصَّبْرِ فِی الْبَلْوَی (6) وَ الشُّكْرِ فِی النَّعْمَاءِ إِنَّهُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ فَلَمَّا وَصَلَ الْكِتَابُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَجَابَ عَنْهُ وَ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِی كِتَابُكَ تُعَزِّینِی فِیهِ عَلَی تَسْیِیرِی وَ تَسْأَلُ رَبَّكَ جَلَّ اسْمُهُ أَنْ یَرْفَعَ لِی بِهِ ذِكْراً وَ هُوَ تَعَالَی قَادِرٌ عَلَی تَضْعِیفِ الْأَجْرِ وَ الْعَائِدَةِ بِالْفَضْلِ وَ الزِّیَادَةِ مِنَ الْإِحْسَانِ أَمَا أُحِبُّ أَنَّ الَّذِی رَكِبَ مِنِّی ابْنُ الزُّبَیْرِ كَانَ رَكِبَهُ مِنِّی أَعْدَاءُ خَلْقِ اللَّهِ لِی احْتِسَاباً وَ ذَلِكَ فِی حَسَنَاتِی وَ لِمَا أَرْجُو أَنْ أَنَالَ بِهِ رِضْوَانَ رَبِّی یَا أَخِی الدُّنْیَا قَدْ وَلَّتْ وَ إِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَظَلَّتْ فَاعْمَلْ صَالِحاً جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاكَ مِمَّنْ یَخَافُهُ بِالْغَیْبِ وَ یَعْمَلُ لِرِضْوَانِهِ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَةِ إِنَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(7).
ص: 76
«5»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ نَضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: أَتَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ أَعْطِنِی مِیرَاثِی مِنْ أَبِی فَقَالَ (1) لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام مَا تَرَكَ أَبُوكَ إِلَّا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَایَاهُ قَالَ فَإِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ فَیَأْتُونَ فَیَسْأَلُونِّی فَلَا أَجِدُ بُدّاً مِنْ أَنْ أُجِیبَهُمْ قَالَ فَأَعْطِنِی مِنْ عِلْمِ أَبِی فَقَالَ فَدَعَا الْحُسَیْنُ علیه السلام قَالَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِصَحِیفَةٍ تَكُونُ أَقَلَّ مِنْ شِبْرٍ أَوْ أَكْبَرَ مِنْ أَرْبَعِ أَصَابِعَ قَالَ فَمُلِئْتُ شَجَرَةً وَ نَحْوَهُ عِلْماً(2).
«6»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ وَ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام أَرْسَلَ مُحَمَّدُ ابْنُ حَنَفِیَّةَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَخَلَا بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَتِ الْوَصِیَّةُ مِنْهُ وَ الْإِمَامَةُ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ قَدْ قُتِلَ أَبُوكَ وَ لَمْ یُوصِ وَ أَنَا عَمُّكَ وَ صِنْوُ أَبِیكَ وَ وِلَادَتِی مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی سِنِّی وَ قِدْمَتِی وَ أَنَا أَحَقُّ بِهَا مِنْكَ فِی حَدَاثَتِكَ لَا تُنَازِعْنِی فِی الْوَصِیَّةِ وَ الْإِمَامَةِ وَ لَا تُجَانِبْنِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَدَّعِ مَا لَیْسَ لَكَ بِحَقٍّ إِنِّی أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ إِنَّ أَبِی علیه السلام یَا عَمِّ أَوْصَی إِلَیَّ فِی ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْعِرَاقِ وَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یُسْتَشْهَدَ بِسَاعَةٍ وَ هَذَا سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی فَلَا تَتَعَرَّضْ لِهَذَا فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ نَقْصَ الْعُمُرِ وَ تَشَتُّتَ الْحَالِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمَا صَنَعَ الْحَسَنُ مَعَ مُعَاوِیَةَ-(3) أَبَی أَنْ یَجْعَلَ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ إِلَّا فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِكَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتَّی نَتَحَاكَمَ إِلَیْهِ وَ نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ كَانَ الْكَلَامُ بَیْنَهُمَا بِمَكَّةَ
ص: 77
فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا الْحَجَرَ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ آتِهِ یَا عَمِّ وَ ابْتَهِلْ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ یُنْطِقَ لَكَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَلْهُ عَمَّا ادَّعَیْتَ فَابْتَهَلَ فِی الدُّعَاءِ وَ سَأَلَ اللَّهَ ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَمَا إِنَّكَ یَا عَمِّ لَوْ كُنْتَ وَصِیّاً وَ إِمَاماً لَأَجَابَكَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ فَادْعُ أَنْتَ یَا ابْنَ أَخِی فَاسْأَلْهُ فَدَعَا اللَّهَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِمَا أَرَادَهُ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیكَ مِیثَاقَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ مِیثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا مَنِ الْإِمَامُ وَ الْوَصِیُّ بَعْدَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَتَحَرَّكَ الْحَجَرُ حَتَّی كَادَ أَنْ یَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ الْوَصِیَّةَ وَ الْإِمَامَةَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ- ابْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْصَرَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ وَ هُوَ یَقُولُ (1)
عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (2).
«7»- أَقُولُ: ذَكَرَ الصَّدُوقُ فِی كِتَابِ إِكْمَالِ الدِّینِ فِی بَیَانِ خَطَاءِ الْكِیسَانِیَّةِ أَنَّ السَّیِّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ اعْتَقَدَ ذَلِكَ وَ قَالَ فِیهِ:
أَلَا إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَیْشٍ***وُلَاةُ الْأَمْرِ أَرْبَعَةٌ سَوَاءٌ
عَلِیٌّ وَ الثَّلَاثَةُ مِنْ بَنِیهِ***هُمْ أَسْبَاطُنَا وَ الْأَوْصِیَاءُ
فَسِبْطٌ سِبْطُ إِیمَانٍ وَ بِرٍّ***وَ سِبْطٌ قَدْ حَوَتْهُ كَرْبَلَاءُ
وَ سِبْطٌ لَایَذُوقُ الْمَوْتَ حَتَّی***یَقُودَ الْجَیْشَ یَقْدُمُهُ اللِّوَاءُ
یَغِیبُ فَلَا یَرَی عَنَّا زَمَاناً***بِرَضْوَی عِنْدَهُ عَسَلٌ وَ مَاءٌ
وَ قَالَ فِیهِ السَّیِّدُ أَیْضاً:
أَیَا شِعْبَ رَضْوَی مَا لِمَنْ بِكَ لَا یُرَی***فَحَتَّی مَتَی تَخْفَی وَ أَنْتَ قَرِیبٌ
فَلَوْ غَابَ عَنَّا عُمْرَ نُوحٍ لَأَیْقَنَتْ***مِنَّا النُّفُوسُ بِأَنَّهُ سَیَئَوُبُ
وَ قَالَ فِیهِ السَّیِّدُ أَیْضاً :
أَلَا حَیَّ الْمُقِیمِ بِشِعْبِ رَضْوَی***وَ أَهْدِ لَهُ بِمَنْزِلِهِ سَلَاماً
ص: 78
وَ قُلْ یَا ابْنَ الْوَصِیِّ فَدَتْكَ نَفْسِی***أَطَلْتَ بِذَلِكَ الْجَبَلَ الْمُقَامَا
أَضَرَّ بِمَعْشَرٍ وَالُوكَ مِنَّا(1) ***وَسَمَّوْكَ الْخَلِیفَةَ وَ الْإِمَامَا
فَمَا ذَاقَ ابْنُ خَوْلَةَ طَعْمَ مَوْتٍ***وَ لَا وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَاماً
فَلَمْ یَزَلِ السَّیِّدُ ضَالًّا فِی أَمْرِ الْغَیْبَةِ یَعْتَقِدُهَا فِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ- حَتَّی لَقِیَ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ رَأَی مِنْهُ عَلَامَاتِ الْإِمَامَةِ وَ شَاهَدَ مِنْهُ دَلَالاتِ الْوَصِیَّةِ فَسَأَلَهُ عَنِ الْغَیْبَةِ وَ ذَكَرَ لَهُ أَنَّهَا حَقٌّ وَ أَنَّهَا(2) تَقَعُ بِالثَّانِی عَشَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ أَخْبَرَهُ بِمَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ أَنَّ أَبَاهُ شَاهَدَ دَفْنَهُ فَرَجَعَ السَّیِّدُ عَنْ مَقَالَتِهِ وَ اسْتَغْفَرَ مِنِ اعْتِقَادِهِ وَ رَجَعَ إِلَی الْحَقِّ عِنْدَ اتِّضَاحِهِ وَ دَانَ بِالْإِمَامَةِ(3).
«8»- حَدَّثَنَا ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ رَوْحٍ (4)
عَنْ حَیَّانَ السَّرَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ السَّیِّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ یَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ بِالْغُلُوِّ وَ أَعْتَقِدُ غَیْبَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ ظَلِلْتُ فِی ذَلِكَ زَمَاناً فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِالصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ أَنْقَذَنِی بِهِ مِنَ النَّارِ وَ هَدَانِی إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ فَسَأَلْتُهُ بَعْدَ مَا صَحَّ عِنْدِی بِالدَّلَائِلِ الَّتِی شَاهَدْتُهَا مِنْهُ أَنَّهُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ أَنَّهُ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَ أَوْجَبَ الِاقْتِدَاءَ بِهِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ رُوِیَ لَنَا أَخْبَارٌ عَنْ آبَائِكَ علیهم السلام فِی الْغَیْبَةِ وَ صِحَّةِ كَوْنِهَا فَأَخْبِرْنِی بِمَنْ یَقَعُ-(5) فَقَالَ علیه السلام سَتَقَعُ (6) بِالسَّادِسِ مِنْ وُلْدِی وَ هُوَ الثَّانِی عَشَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ بَقِیَّةُ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ اللَّهِ لَوْ بَقِیَ فِی غَیْبَتِهِ مَا بَقِیَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ لَمْ یَخْرُجْ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَظْهَرَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا
ص: 79
مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً-(1) قَالَ السَّیِّدُ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ مَوْلَایَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام تُبْتُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَی یَدَیْهِ (2).
«9»- أَقُولُ أُورِدُ قَصِیدَةً عَنِ السَّیِّدِ فِی ذَلِكَ وَ قَدْ أَوْرَدْنَاهَا فِی بَابِ أَحْوَالِ مَدَاحِی الصَّادِقِ علیه السلام ثُمَّ قَالَ وَ كَانَ حَیَّانُ السَّرَّاجُ الرَّاوِی لِهَذَا الْحَدِیثِ مِنَ الْكِیسَانِیَّةِ وَ مَتَی صَحَّ مَوْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ بَطَلَ أَنْ تَكُونَ الْغَیْبَةُ الَّتِی رُوِیَتْ فِی الْأَخْبَارِ وَاقِعَةً بِهِ فَمِمَّا رُوِیَ فِی وَفَاةِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُخْتَارٍ قَالَ: دَخَلَ حَیَّانُ السَّرَّاجُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا حَیَّانُ مَا یَقُولُ أَصْحَابُكَ فِی مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ یَقُولُونَ حَیٌ (3) یُرْزَقُ فَقَالَ الصَّادِقُ حَدَّثَنِی أَبِی علیه السلام أَنَّهُ كَانَ فِیمَنْ عَادَهُ فِی مَرَضِهِ وَ فِیمَنْ غَمَّضَهُ وَ أَدْخَلَهُ حُفْرَتَهُ وَ زَوَّجَ نِسَاءَهُ وَ قَسَّمَ مِیرَاثَهُ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّمَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ شُبِّهَ أَمْرُهُ لِلنَّاسِ فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام شُبِّهَ أَمْرُهُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ أَوْ عَلَی أَعْدَائِهِ قَالَ بَلْ عَلَی أَعْدَائِهِ قَالَ أَ تَزْعُمُ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ- عَدُوُّ عَمِّهِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَقَالَ لَا ثُمَّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام یَا حَیَّانُ إِنَّكُمْ صَدَفْتُمْ عَنْ آیَاتِ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَنَجْزِی الَّذِینَ یَصْدِفُونَ عَنْ آیاتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا یَصْدِفُونَ (4).
«10»- كش، [رجال الكشی] الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی قَالَ وَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْقَلَانِسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ: دَخَلَ حَیَّانُ السَّرَّاجُ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ
ص: 80
وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ- فَتُبْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْ كَلَامِ حَیَّانَ ثَلَاثِینَ یَوْماً(1).
«11»- ك، [إكمال الدین] وَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: مَا مَاتَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ حَتَّی أَقَرَّتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَانَتْ وَفَاةُ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ ثَمَانِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ(2).
«12»- یر، [بصائر الدرجات] أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذَكَرْنَا خُرُوجَ الْحُسَیْنِ وَ تَخَلُّفَ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا حَمْزَةُ إِنِّی سَأُحَدِّثُكَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ وَ لَا تَسْأَلْ عَنْهُ بَعْدَ مَجْلِسِنَا هَذَا إِنَّ الْحُسَیْنَ لَمَّا فَصَلَ (3)
مُتَوَجِّهاً دَعَا بِقِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی بَنِی هَاشِمٍ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ لَحِقَ بِی مِنْكُمْ اسْتُشْهِدَ مَعِی وَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ یَبْلُغِ الْفَتْحَ وَ السَّلَامُ (4).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حمزة بن حمران: مثله (5)
بیان: قوله علیه السلام لم یبلغ الفتح أی لم یبلغ ما یتمناه من فتوح الدنیا و التمتع بها و ظاهر هذا الجواب ذمه و یحتمل أن یكون المعنی أنه علیه السلام خیرهم فی ذلك فلا إثم علی من تخلف و سیأتی بعض الكلام فی ذلك فی أحوال الحسین علیه السلام و سنعید بعض أحواله عند ذكر أحوال المختار.
«13»- غط، [الغیبة] للشیخ الطوسی: أَمَّا الَّذِی یَدُلُّ عَلَی فَسَادِ قَوْلِ الْكِیسَانِیَّةِ الْقَائِلِینَ بِإِمَامَةِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَأَشْیَاءُ مِنْهَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ إِمَاماً مَقْطُوعاً عَلَی عِصْمَتِهِ لَوَجَبَ أَنْ یَكُونَ مَنْصُوصاً عَلَیْهِ نَصّاً صَرِیحاً لِأَنَّ الْعِصْمَةَ لَا تُعْلَمُ إِلَّا بِالنَّصِّ وَ هُمْ لَا یَدَّعُونَ نَصّاً صَرِیحاً وَ إِنَّمَا یَتَعَلَّقُونَ بِأُمُورٍ ضَعِیفَةٍ دَخَلَتْ عَلَیْهِمْ فِیهَا شُبْهَةٌ لَا یَدُلُ (6) عَلَی النَّصِّ نَحْوُ
ص: 81
إِعْطَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِیَّاهُ الرَّایَةَ یَوْمَ الْبَصْرَةِ وَ قَوْلُهُ أَنْتَ ابْنِی حَقّاً مَعَ كَوْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ابْنَیْهِ وَ لَیْسَ فِی ذَلِكَ دَلَالَةٌ عَلَی إِمَامَتِهِ عَلَی وَجْهٍ وَ إِنَّمَا یَدُلُّ عَلَی فَضْلِهِ وَ مَنْزِلَتِهِ عَلَی أَنَّ الشِّیعَةَ تَرْوِی أَنَّهُ جَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَلَامٌ فِی اسْتِحْقَاقِ الْإِمَامَةِ فَتَحَاكَمَا إِلَی الْحَجَرِ فَشَهِدَ الْحَجَرُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِالْإِمَامَةِ فَكَانَ ذَلِكَ مُعْجِزاً لَهُ فَسَلَّمَ لَهُ الْأَمْرَ وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ وَ الْخَبَرُ بِذَلِكَ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْإِمَامِیَّةِ لِأَنَّهُمْ رَوَوْا أَنَّ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ نَازَعَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی الْإِمَامَةِ وَ ادَّعَی أَنَّ الْأَمْرَ أُفْضِیَ إِلَیْهِ بَعْدَ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ فَنَاظَرَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ احْتَجَّ عَلَیْهِ بِآیٍ مِنَ الْقُرْآنِ كَقَوْلِهِ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ (1) وَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ جَرَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ وُلْدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ أُحَاجُّكَ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ لَهُ كَیْفَ تُحَاجُّنِی إِلَی حَجَرٍ لَا یَسْمَعُ وَ لَا یُجِیبُ فَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ یَحْكُمُ بَیْنَهُمَا فَمَضَیَا حَتَّی انْتَهَیَا إِلَی الْحَجَرِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ تَقَدَّمْ وَ كَلِّمْهُ فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ فَوَقَفَ حِیَالَهُ وَ تَكَلَّمَ ثُمَّ أَمْسَكَ ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْعَظَمَةِ ثُمَّ دَعَا بَعْدَ ذَلِكَ وَ قَالَ لَمَّا أَنْطَقْتَ ذَلِكَ الْحَجَرَ(2) ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیكَ مَوَاثِیقَ الْعِبَادِ وَ الشَّهَادَةَ لِمَنْ وَافَاكَ لَمَّا أَخْبَرْتَ لِمَنِ الْإِمَامَةُ وَ الْوَصِیَّةُ فَزَعْزَعَ الْحَجَرُ ثُمَّ كَادَ(3) أَنْ یَزُولَ ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ سَلِّمِ الْإِمَامَةَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ عَنْ مُنَازَعَتِهِ وَ سَلَّمَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ مِنْهَا تَوَاتُرُ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ بِالنَّصِّ عَلَیْهِ مِنْ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ وَ هِیَ مَوْجُودَةٌ فِی كُتُبِهِمْ فِی الْأَخْبَارِ لَا نَطُولُ بِذِكْرِهِ الْكِتَابَ وَ مِنْهَا الْأَخْبَارُ الْوَارِدَةُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ جِهَةِ الْخَاصَّةِ وَ الْعَامَّةِ عَلَی مَا سَنَذْكُرُهُ
ص: 82
فِیمَا بَعْدُ بِالنَّصِّ عَلَی إِمَامَةِ الِاثْنَیْ عَشَرَ وَ كُلُّ مَنْ قَالَ بِإِمَامَتِهِمْ قَطَعَ عَلَی وَفَاةِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ سِیَاقَةِ الْإِمَامَةِ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام.
وَ مِنْهَا انْقِرَاضُ هَذِهِ الْفُرْقَةِ فَإِنَّهُ لَمْ یَبْقَ فِی الدُّنْیَا فِی وَقْتِنَا وَ لَا قَبْلَهُ بِزَمَانٍ طَوِیلٍ قَائِلٌ یَقُولُ بِهِ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ حَقّاً لَمَا جَازَ انْقِرَاضُهُ فَإِنْ قِیلَ كَیْفَ یُعْلَمُ انْقِرَاضُهُمْ وَ هَلَّا جَازَ أَنْ یَكُونَ فِی بَعْضِ الْبِلَادِ الْبَعِیدَةِ وَ جَزَائِرِ الْبَحْرِ وَ أَطْرَافِ الْأَرْضِ أَقْوَامٌ یَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ كَمَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ مَنْ یَقُولُ بِمَذْهَبِ الْحَسَنِ فِی أَنَّ مُرْتَكِبَ الْكَبِیرَةِ مُنَافِقٌ فَلَا یُمْكِنُ ادِّعَاءُ انْقِرَاضِ هَذِهِ الْفِرْقَةِ وَ إِنَّمَا كَانَ یُمْكِنُ الْعِلْمُ (1) لَوْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ فِیهِمْ قِلَّةً وَ الْعُلَمَاءُ مَحْصُورِینَ فَأَمَّا الْآنَ وَ قَدِ انْتَشَرَ الْإِسْلَامُ وَ كَثُرَ الْعُلَمَاءُ فَمِنْ أَیْنَ یُعْلَمُ ذَلِكَ قَوْلُنَا هَذَا یُؤَدِّی إِلَی أَنْ لَا یُمْكِنَ الْعِلْمُ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ عَلَی قَوْلٍ وَ لَا مَذْهَبٍ بِأَنْ یُقَالَ لَعَلَّ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ مَنْ یُخَالِفُ ذَلِكَ وَ یَلْزَمُ أَنْ یَجُوزَ أَنْ یَكُونَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ مَنْ یَقُولُ إِنَّ الْبَرَدَ لَا یَنْقُضُ الصَّوْمَ وَ أَنَّهُ یَجُوزُ لِلصَّائِمِ أَنْ یَأْكُلَ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ لِأَنَّ الْأَوَّلَ كَانَ مَذْهَبَ أَبِی طَلْحَةَ الْأَنْصَارِیِّ وَ الثَّانِی مَذْهَبُ الْحُذَیْفَةِ وَ الْأَعْمَشِ وَ كَذَلِكَ مَسَائِلُ كَثِیرَةٌ مِنَ الْفِقْهِ كَانَ الْخُلْفُ فِیهَا وَاقِعاً بَیْنَ الصَّحَابَةِ وَ التَّابِعِینَ ثُمَّ زَالَ الْخُلْفُ فِیمَا بَعْدُ وَ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْأَعْصَارِ عَلَی خِلَافِهِ فَیَنْبَغِی أَنْ یُشَكَّ فِی ذَلِكَ وَ لَا نَثِقَ بِالْإِجْمَاعِ عَلَی مَسْأَلَةٍ سَبَقَ الْخِلَافُ فِیهَا وَ هَذَا طَعْنُ مَنْ یَقُولُ إِنَّ الْإِجْمَاعَ لَا یُمْكِنُ مَعْرِفَتُهُ وَ لَا التَّوَصُّلُ إِلَیْهِ وَ الْكَلَامُ فِی ذَلِكَ لَا یَخْتَصُّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فَلَا وَجْهَ لِإِیرَادِهِ هَاهُنَا ثُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ الْأَنْصَارَ طَلَبَتِ الْإِمْرَةَ وَ دَفَعَهُمُ الْمُهَاجِرُونَ عَنْهَا ثُمَّ رَجَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَی قَوْلِ الْمُهَاجِرِینَ عَلَی قَوْلِ الْمُخَالِفِ فَلَوْ أَنَّ قَائِلًا قَالَ یَجُوزُ عَقْدُ الْإِمَامَةِ لِمَنْ كَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ لِأَنَّ الْخِلَافَ سَبَقَ فِیهِ وَ لَعَلَّ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ مَنْ یَقُولُ بِهِ فَمَا كَانَ یَكُونُ جَوَابَهُمْ فِیهِ فَأَیُّ شَیْ ءٍ قَالُوهُ فَهُوَ جَوَابُنَا بِعَیْنِهِ فَلَا نَطُولُ بِذِكْرِهِ.
فَإِنْ قِیلَ إِذَا كَانَ الْإِجْمَاعُ عِنْدَكُمْ إِنَّمَا یَكُونُ حُجَّةً لِكَوْنِ الْمَعْصُومِ فِیهِ فَمِنْ
ص: 83
أَیْنَ تَعْلَمُونَ دُخُولَ قَوْلِهِ فِی جُمْلَةِ أَقْوَالِ الْأُمَّةِ وَ هَلَّا جَازَ أَنْ یَكُونَ قَوْلُهُ مُنْفَرِداً عَنْهُمْ فَلَا تَتَیَقَّنُوَن (1) بِالْإِجْمَاعِ قُلْنَا الْمَعْصُومُ إِذَا كَانَ مِنْ جُمْلَةِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ فَلَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ قَوْلُهُ مَوْجُوداً فِی جُمْلَةِ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ لِأَنَّهُ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ قَوْلُهُ مُنْفَرِداً مُظْهِراً لِلْكُفْرِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا یَجُوزُ عَلَیْهِ فَإِذاً لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ قَوْلُهُ فِی جُمْلَةِ الْأَقْوَالِ وَ إِنْ شَكَكْنَا فِی أَنَّهُ الْإِمَامُ فَإِذَا اعْتَبَرْنَا أَقْوَالَ الْأُمَّةِ وَ وَجَدْنَا بَعْضَ الْعُلَمَاءِ یُخَالِفُ فِیهِ فَإِنْ كُنَّا نَعْرِفُهُ وَ نَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَ مَنْشَأَهُ لَمْ نَعْتَدَّ بِقَوْلِهِ لِعِلْمِنَا أَنَّهُ لَیْسَ بِإِمَامٍ وَ إِنْ شَكَكْنَا فِی نَسَبِهِ لَمْ یَكُنِ الْمَسْأَلَةُ إِجْمَاعِیّاً فَعَلَی هَذَا أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْأُمَّةِ اعْتَبَرْنَاهَا فَلَمْ نَجِدْ فِیهِمْ قَائِلًا بِهَذَا الْمَذْهَبِ الَّذِی هُوَ مَذْهَبُ الْكِیسَانِیَّةِ أَوِ الْوَاقِفِیَّةِ وَ إِنْ وَجَدْنَا فَرْضاً وَاحِداً أَوِ اثْنَیْنِ فَإِنَّا نَعْلَمُ مَنْشَأَهُ وَ مَوْلِدَهُ فَلَا یُعْتَدُّ بِقَوْلِهِ وَ اعْتَبَرْنَا أَقْوَالَ الْبَاقِینَ الَّذِینَ نَقْطَعُ عَلَی كَوْنِ الْمَعْصُومِ فِیهِمْ فَسَقَطَتْ هَذِهِ الشُّبْهَةُ عَلَی هَذَا التَّحْرِیرِ وَ بَانَ وَهْنُهَا(2).
«14»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ دِعْبِلٍ الْخُزَاعِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِیَ الْبَاقِرِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ وَ فِیهِمْ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ فَقَالُوا هَلْ رَضِیَ أَبُوكَ عَلِیٌ (3) بِإِمَامَةِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالُوا فَلِمَ نَكَحَ مِنْ سَبْیِهِمْ خَوْلَةَ الْحَنَفِیَّةَ إِذَا لَمْ یَرْضَ بِإِمَامَتِهِمْ فَقَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام امْضِ یَا جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ- إِلَی مَنْزِلِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ فَقُلْ لَهُ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یَدْعُوكَ قَالَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ فَأَتَیْتُ مَنْزِلَهُ وَ طَرَقْتُ عَلَیْهِ الْبَابَ فَنَادَانِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ اصْبِرْ یَا جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ- فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَیْنَ (4) عِلْمُ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ أَنِّی جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ وَ لَا یَعْرِفُ الدَّلَائِلَ إِلَّا الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ إِلَیَّ فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ أَنِّی
ص: 84
جَابِرٌ(1) وَ أَنَا عَلَی الْبَابِ وَ أَنْتَ دَاخِلُ الدَّارِ قَالَ خَبَّرَنِی (2) مَوْلَایَ الْبَاقِرُ علیه السلام الْبَارِحَةَ أَنَّكَ تَسْأَلُهُ (3) عَنِ الْحَنَفِیَّةِ فِی هَذَا الْیَوْمِ وَ أَنَا أَبْعَثُهُ إِلَیْكَ یَا جَابِرُ بُكْرَةَ غَدٍ وَ أَدْعُوكَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ قَالَ سِرْ بِنَا فَسِرْنَا جَمِیعاً حَتَّی أَتَیْنَا الْمَسْجِدَ فَلَمَّا بَصُرَ مَوْلَایَ الْبَاقِرُ علیه السلام بِنَا وَ نَظَرَ إِلَیْنَا قَالَ لِلْجَمَاعَةِ قُومُوا إِلَی الشَّیْخِ فَاسْأَلُوهُ حَتَّی یُنَبِّئَكُمْ بِمَا سَمِعَ وَ رَأَی فَقَالُوا یَا جَابِرُ هَلْ رَاضٍ إِمَامُكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِإِمَامَةِ مَنْ تَقَدَّمَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قَالُوا فَلِمَ نَكَحَ مِنْ سَبْیِهِمْ (4) إِذْ لَمْ یَرْضَ بِإِمَامَتِهِمْ قَالَ جَابِرٌ آهِ آهِ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنِّی أَمُوتُ وَ لَا أُسْأَلُ عَنْ هَذَا إِذْ سَأَلْتُمُونِی (5) فَاسْمَعُوا وَ عُوا حَضَرْتُ السَّبْیَ وَ قَدْ أُدْخِلَتِ الْحَنَفِیَّةُ فِیمَنْ أُدْخِلَ فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَی جَمِیعِ النَّاسِ عَدَلَتْ إِلَی تُرْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَنَّتْ وَ زَفَرَتْ زَفْرَةً وَ أَعْلَنَتْ بِالْبُكَاءِ وَ النَّحِیبِ ثُمَّ نَادَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِكَ مِنْ بَعْدِكَ هَؤُلَاءِ أُمَّتُكَ سبینا [سَبَتْنَا](6) سَبْیَ النُّوبِ (7)
وَ الدَّیْلَمِ وَ اللَّهِ مَا كَانَ لَنَا إِلَیْهِمْ مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا الْمَیْلُ إِلَی أَهْلِ بَیْتِكَ- فَجَعَلَتِ (8) الْحَسَنَةَ سَیِّئَةً وَ السَّیِّئَةَ حَسَنَةً فسبینا [فَسَبَتْنَا] ثُمَّ انْعَطَفَتْ (9) إِلَی النَّاسِ وَ قَالَتْ لِمَ سَبَیْتُمُونَا وَ قَدْ أَقْرَرْنَا بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا(10) مَنَعْتُمُونَا الزَّكَاةَ قَالَتْ هَبِ الرِّجَالَ مَنَعُوكُمْ فَمَا بَالُ النِّسْوَانِ فَسَكَتَ الْمُتَكَلِّمُ كَأَنَّمَا أُلْقِمَ حَجَراً ثُمَّ ذَهَبَ إِلَیْهَا طَلْحَةُ وَ خَالِدٌ یَرْمِیَانِ فِی التَّزْوِیجِ إِلَیْهَا
ص: 85
ثَوْبَیْنِ (1) فَقَالَتْ لَسْتُ بِعُرْیَانَةٍ فَتَكْسُونِی (2) قِیلَ إِنَّهُمَا یُرِیدَانِ أَنْ یَتَزَایَدَا عَلَیْكِ فَأَیُّهُمَا زَادَ عَلَی صَاحِبِهِ أَخَذَكِ مِنَ السَّبْیِ قَالَتْ هَیْهَاتَ وَ اللَّهِ لَا یَكُونُ ذَلِكَ أَبَداً وَ لَا یَمْلِكُنِی وَ لَا یَكُونُ لِی بِبَعْلٍ إِلَّا مَنْ یُخْبِرُنِی بِالْكَلَامِ الَّذِی قُلْتُهُ سَاعَةَ خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّی فَسَكَتَ النَّاسُ یَنْظُرُ(3) بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ وَرَدَ عَلَیْهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ مَا أَبْهَرَ عُقُولَهُمْ وَ أَخْرَسَ أَلْسِنَتَهُمْ وَ بَقِیَ الْقَوْمُ فِی دَهَشَةٍ مِنْ أَمْرِهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا لَكُمْ یَنْظُرُ بَعْضُكُمْ إِلَی بَعْضٍ قَالَ الزُّبَیْرُ لِقَوْلِهَا الَّذِی سَمِعْتَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا هَذَا الْأَمْرُ(4) الَّذِی أَحْصَرَ أَفْهَامَكُمْ إِنَّهَا جَارِیَةٌ مِنْ سَادَاتِ قَوْمِهَا وَ لَمْ یَكُنْ (5) لَهَا عَادَةٌ بِمَا لَقِیَتْ وَ رَأَتْ فَلَا شَكَّ أَنَّهَا دَاخَلَهَا الْفَزَعُ وَ تَقُولُ مَا لَا تَحْصِیلَ لَهُ فَقَالَتْ رَمَیْتَ بِكَلَامِكَ غَیْرَ مَرْمِیٍّ وَ اللَّهِ مَا دَاخَلَنِی فَزَعٌ وَ لَا جَزَعٌ وَ وَ اللَّهِ مَا قُلْتُ إِلَّا حَقّاً وَ لَا نَطَقْتُ إِلَّا فَصْلًا وَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ كَذَلِكَ وَ حَقِّ صَاحِبِ هَذَا الْبَنِیَّةِ مَا كَذَبْتُ ثُمَّ سَكَتَتْ وَ أَخَذَ طَلْحَةُ وَ خَالِدٌ ثَوْبَیْهِمَا وَ هِیَ قَدْ جَلَسَتْ نَاحِیَةً مِنَ الْقَوْمِ فَدَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَذَكَرُوا لَهُ حَالَهَا فَقَالَ علیه السلام هِیَ صَادِقَةٌ فِیمَا قَالَتْ وَ كَانَ حَالَتُهَا(6) وَ قِصَّتُهَا كَیْتَ وَ كَیْتَ فِی حَالِ وِلَادَتِهَا وَ قَالَ إِنَّ كُلَّ مَا تَكَلَّمَتْ بِهِ فِی حَالِ خُرُوجِهَا مِنْ بِطْنِ أُمِّهَا هُوَ كَذَا وَ كَذَا وَ كُلُّ ذَلِكَ مَكْتُوبٌ عَلَی لَوْحٍ مَعَهَا فَرَمَتْ بِاللَّوْحِ إِلَیْهِمْ لَمَّا سَمِعَتْ كَلَامَهُ علیه السلام فَقَرَءُوهَا(7) عَلَی مَا حَكَی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَا یَزِیدُ حَرْفاً وَ لَا یَنْقُصُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ خُذْهَا یَا أَبَا الْحَسَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِیهَا.
فَوَثَبَ سَلْمَانُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا لِأَحَدٍ هَاهُنَا مِنَّةٌ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- بَلْ لِلَّهِ الْمِنَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- وَ اللَّهِ مَا أَخَذَهَا إِلَّا بِمُعْجِزِهِ الْبَاهِرِ وَ عِلْمِهِ الْقَاهِرِ وَ فَضْلِهِ
ص: 86
الَّذِی یَعْجِزُ عَنْهُ كُلُّ ذِی فَضْلٍ (1) ثُمَّ قَالَ الْمِقْدَادُ مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَدْ أَوْضَحَ اللَّهُ لَهُمُ الطَّرِیقَ لِلْهِدَایَةِ فَتَرَكُوهُ وَ أَخَذُوا طَرِیقَ الْعَمَی وَ مَا مِنْ قَوْمٍ إِلَّا وَ تَبَیَّنَ لَهُمْ فِیهِ دَلَائِلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَا عَجَبَا لِمَنْ یُعَانِدُ الْحَقَّ وَ مَا مِنْ وَقْتٍ إِلَّا وَ یَنْظُرُ إِلَی بَیَانِهِ أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ تَبَیَّنَ لَكُمْ (2) فَضْلُ أَهْلِ الْفَضْلِ ثُمَّ قَالَ یَا فُلَانُ أَ تَمُنُّ عَلَی أَهْلِ الْحَقِّ بِحَقِّهِمْ (3) وَ هُمْ بِمَا فِی یَدَیْكَ أَحَقُّ وَ أَوْلَی وَ قَالَ عَمَّارٌ أُنَاشِدُكُمْ بِاللَّهِ أَ مَا سَلَّمْنَا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- هَذَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ فَزَجَرَهُ عُمَرُ عَنِ الْكَلَامِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَبَعَثَ عَلِیٌّ علیه السلام خَوْلَةَ إِلَی بَیْتِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ- قَالَ لَهَا خُذِی هَذِهِ الْمَرْأَةَ وَ أَكْرِمِی مَثْوَاهَا فَلَمْ تَزَلْ خَوْلَةُ عِنْدَ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ إِلَی أَنْ قَدِمَ أَخُوهَا فَتَزَوَّجَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَكَانَ الدَّلِیلَ عَلَی عِلْمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَسَادَ مَا یُورِدُهُ الْقَوْمُ مِنْ سَبْیِهِمْ (4) وَ أَنَّهُ علیه السلام تَزَوَّجَهَا نِكَاحاً فَقَالَتِ الْجَمَاعَةُ یَا جَابِرُ أَنْقَذَكَ اللَّهُ مِنْ حَرِّ النَّارِ كَمَا أَنْقَذْتَنَا مِنْ حَرَارَةِ الشَّكِ (5).
«15»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَمَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَنِیهِ وَ هُمْ اثْنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ یَجْعَلَ فِیَّ سُنَّةً مِنْ یَعْقُوبَ إِذْ جَمَعَ بَنِیهِ وَ هُمُ اثْنَا عَشَرَ ذَكَراً فَقَالَ لَهُمْ إِنِّی أُوصِی إِلَی یُوسُفَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا وَ أَنَا أُوصِی إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَاسْمَعُوا لَهُمَا وَ أَطِیعُوا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ دُونَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ یَعْنِی مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ- فَقَالَ لَهُ أَ جُرْأَةً عَلَیَّ فِی حَیَاتِی كَأَنِّی بِكَ قَدْ وُجِدْتَ مَذْبُوحاً فِی فُسْطَاطِكَ لَا یُدْرَی مَنْ قَتَلَكَ فَلَمَّا كَانَ فِی زَمَانِ الْمُخْتَارِ أَتَاهُ فَقَالَ لَسْتَ هُنَاكَ فَغَضِبَ فَذَهَبَ إِلَی مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَیْرِ وَ هُوَ بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ وَلِّنِی قِتَالَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَانَ عَلَی مُقَدِّمَةِ مُصْعَبٍ فَالْتَقَوْا بِحَرُورَاءَ فَلَمَّا
ص: 87
حَجَزَ اللَّیْلُ بَیْنَهُمْ أَصْبَحُوا وَ قَدْ وَجَدُوهُ مَذْبُوحاً فِی فُسْطَاطِهِ لَا یُدْرَی مَنْ قَتَلَهُ (1).
بیان: أتاه أی أتی عبد اللّٰه المختار لیبایع المختار له بالإمامة فقال المختار له لست هناك أی لا تستحق الإمامة.
«16»- یج، [الخرائج و الجرائح] الصَّفَّارُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ جُذْعَانَ بْنِ نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَیْهِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّبِیبِیِ (2) عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَحْتَجُّونَ عَلَیْنَا وَ یَقُولُونَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام زَوَّجَ فُلَاناً ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ وَ قَالَ أَ یَقُولُونَ ذَلِكَ إِنَّ قَوْماً یَزْعُمُونَ ذَلِكَ لَا یَهْتَدُونَ إِلَی سَوَاءِ السَّبِیلِ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كَانَ یَقْدِرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یَحُولَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهَا فَیُنْقِذَهَا كَذَبُوا وَ لَمْ یَكُنْ مَا قَالُوا إِنَّ فُلَاناً خَطَبَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِنْتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ فَأَبَی عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تُزَوِّجْنِی لَأَنْتَزِعَنَّ مِنْكَ السِّقَایَةَ وَ زَمْزَمَ فَأَتَی الْعَبَّاسُ عَلِیّاً فَكَلَّمَهُ فَأَبَی عَلَیْهِ فَأَلَحَّ الْعَبَّاسُ فَلَمَّا رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَشَقَّةَ كَلَامِ الرَّجُلِ عَلَی الْعَبَّاسِ وَ أَنَّهُ سَیَفْعَلُ بِالسِّقَایَةِ مَا قَالَ أَرْسَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی جِنِّیَّةٍ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ یَهُودِیَّةٍ یُقَالُ لَهَا سَحِیفَةُ(3)بِنْتُ جُرَیْرِیَةَ فَأَمَرَهَا فَتَمَثَّلَتْ فِی مِثَالِ أُمِّ كُلْثُومٍ- وَ حُجِبَتِ الْأَبْصَارُ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ وَ بَعَثَ بِهَا إِلَی الرَّجُلِ فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّی إِنَّهُ اسْتَرَابَ (4) بِهَا یَوْماً فَقَالَ مَا فِی الْأَرْضِ أَهْلُ بَیْتٍ أَسْحَرُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ- ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یُظْهِرَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ فَقُتِلَ وَ حَوَتِ الْمِیرَاثَ وَ انْصَرَفَتْ إِلَی نَجْرَانَ وَ أَظْهَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أُمَّ كُلْثُومٍ (5).
«17»- سر، [السرائر] عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَتَی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْأَكْبَرَ قَالَ
ص: 88
إِنَّ هَذَا الْكَذَّابَ أَرَاهُ یَكْذِبُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ- وَ ذَكَرَ أَنَّهُ یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یَا ابْنَ أَخِی أَتَاكَ بِهَذَا مَنْ یَصْدُقُ قَالَ نَعَمْ قَالَ اذْهَبْ فَارْوِ عَنِّی لَا أَقُولُ هَذَا وَ إِنِّی أَبْرَأُ مِمَّنْ قَالَ بِهِ (1) فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ دَخَلَ عَلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ امْرَأَتُهُ وَ سُرِّیَّتُهُ فَقَالَ لَهُ إِنَّمَا أَتَاكَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بِهَذَا أَنَّهُ حَسَدَكَ لِمَا یُبْعَثُ بِهِ إِلَیْكَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ لَا تَرْوِ عَلَیَّ شَیْئاً فَإِنَّكَ إِنْ رَوَیْتَ عَنِّی (2) شَیْئاً قُلْتُ لَمْ أَقُلْهُ (3).
بیان: المراد بالكذاب المختار قوله و ذكر أنه أی ذكر المختار للناس أن محمد بن الحنفیة یأتیه جبرئیل و میكائیل فلما خرج علیه السلام دخل علی ابن الحنفیة ابنه و امرأته و سریته لیصرفوه عن رد المختار و تكذیبه لئلا ینقطع عنهم ما یأتیهم من قبله من الأموال فلم یقبل منهم و بعث إلی المختار لا ترو عنی الأكاذیب بعد ذلك فإنك إن رویت عنی قلت للناس إنی لم أقله و إنه كاذب هذا تأویل للكلام یناسب حال محمد بن الحنفیة و إلا فظاهر الكلام أنه قبل منه ذلك و بعث إلی علی بن الحسین علیهما السلام أن لا تقل ما أمرتك بروایته عنی من تكذیب المختار و براءتی منه و إلا فأنا أكذبك فی ذلك عند الناس.
«18»- شا، [الإرشاد]: أَوْلَادُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ وَلَداً ذَكَراً وَ أُنْثَی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ زَیْنَبُ الْكُبْرَی وَ زَیْنَبُ الصُّغْرَی الْمُكَنَّاةُ بِأُمِّ كُلْثُومٍ- أُمُّهُمْ فَاطِمَةُ الْبَتُولُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ بِنْتُ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ وَ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مُحَمَّدٍ الْمُكَنَّی بِأَبِی الْقَاسِمِ أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَیْسٍ الْحَنَفِیَّةُ وَ عُمَرُ وَ رُقَیَّةُ كانوا [كَانَا] تَوْأَمَیْنِ وَ أُمُّهُمَا أُمُّ حَبِیبٍ بِنْتُ رَبِیعَةَ وَ الْعَبَّاسُ وَ جَعْفَرٌ وَ عُثْمَانُ وَ عَبْدُ اللَّهِ (4) الشُّهَدَاءُ مَعَ أَخِیهِمُ الْحُسَیْنِ علیهم السلام بِطَفِّ كَرْبَلَاءَ- أُمُّهُمْ أُمُّ الْبَنِینَ بِنْتُ حِزَامِ بْنِ خَالِدِ بْنِ دَارِمٍ- وَ مُحَمَّدٌ
ص: 89
الْأَصْغَرُ الْمُكَنَّی بِأَبِی بَكْرٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ-(1) الشَّهِیدَانِ مَعَ أَخِیهِمَا الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام بِالطَّفِّ أُمُّهُمَا لَیْلَی بِنْتُ مَسْعُودٍ الدَّارِمِیَّةُ- وَ یَحْیَی أُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَیْسٍ الْخَثْعَمِیَّةُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ أُمُّ الْحَسَنِ وَ رَمْلَةُ أُمُّهُمَا أُمُّ سَعِیدٍ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِیِّ وَ نَفِیسَةُ وَ زَیْنَبُ الصُّغْرَی وَ رُقَیَّةُ الصُّغْرَی وَ أُمُّ هَانِئٍ وَ أُمُّ الْكَرَّامِ وَ جُمَانَةُ الْمُكَنَّاةُ أُمُّ جَعْفَرٍ وَ أُمَامَةُ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ مَیْمُونَةُ وَ خَدِیجَةُ وَ فَاطِمَةُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِنَّ لِأُمَّهَاتٍ شَتَّی وَ فِی الشِّیعَةِ مَنْ یَذْكُرُ أَنَّ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا- أَسْقَطَتْ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَراً كَانَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ حَمْلٌ مُحَسِّناً فَعَلَی قَوْلِ هَذِهِ الطَّائِفَةِ أَوْلَادُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَمَانِیَةٌ وَ عِشْرُونَ وَلَداً وَ اللَّهُ أَعْلَمُ (2).
أقول: قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة أما الحسن و الحسین و أم كلثوم الكبری و زینب الكبری (3)
فأمهم فاطمة بنت سیدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أما محمد فأمه خولة بنت إیاس بن جعفر من بنی حنیفة(4) و أما أبو بكر و عبد اللّٰه فأمهما لیلی بنت مسعود النهشلیة من تمیم و أما عمر و رقیة فأمهما سبیة(5) من بنی تغلب یقال لها الصهباء سبیت فی خلافة أبی بكر و إمارة خالد بن الولید بعین التمر و أما یحیی و عون فأمهما أسماء بنت عمیس الخثعمیة و أما جعفر و العباس و عبد اللّٰه و عبد الرحمن فأمهم أم البنین بنت حزام بن خالد بن ربیعة بن الوحید من بنی كلاب و أما رملة و أم الحسن فأمهما أم سعید بنت عروة بن مسعود الثقفی و أما أم كلثوم الصغری و زینب الصغری و جمانة و میمونة و خدیجة و فاطمة و أم الكرام و نفیسة و أم سلمة و أم أبیها و أمامة بنت علی علیه السلام فهن
ص: 90
لأمهات أولاد شتی (1).
«19»- شا، [الإرشاد] هَارُونُ بْنُ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلَافَةَ رَدَّ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ- وَ صَدَقَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتَا مَضْمُومَتَیْنِ فَخَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ یَتَظَلَّمُ إِلَیْهِ مِنِ ابْنِ أَخِیهِ (2)فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَقُولُ كَمَا قَالَ ابْنُ أَبِی الْحُقَیْقِ:
إِنَّا إِذَا مَالَتْ دَوَاعِی الْهَوَی***وَ أَنْصَتَ السَّامِعُ لِلْقَائِلِ
وَ اصْطَرَعَ الْقَوْمُ بِأَلْبَابِهِمْ (3) ***نَقْضِی بِحُكْمٍ عَادِلٍ فَاصِلٍ
لَا نَجْعَلُ الْبَاطِلَ حَقّاً وَ لَا***نَلُطُّ دُونَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ (4)
نَخَافُ أَنْ تَسْفَهَ أَحْلَامُنَا(5) ***فَنَخْمُلَ الدَّهْرَ مَعَ الْخَامِلِ(6).
«20»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ: أَوْلَادُهُ خَمْسَةٌ وَ عِشْرُونَ وَ رُبَّمَا یَزِیدُونَ عَلَی ذَلِكَ إِلَی خَمْسَةٍ وَ ثَلَاثِینَ ذَكَرَهُ النَّسَّابَةُ الْعُمَرِیُّ فِی الشَّافِی وَ صَاحِبُ الْأَنْوَارِ الْبَنُونَ خَمْسَةَ عَشَرَ وَ الْبَنَاتُ ثَمَانِیَ عَشَرَةَ فَوُلِدَ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ- وَ الْمُحَسِّنُ سِقْطٌ وَ زَیْنَبُ الْكُبْرَی وَ أُمُّ كُلْثُومٍ الْكُبْرَی تَزَوَّجَهَا عُمَرُ وَ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ النَّوْبَخْتِیُّ فِی كِتَابِ الْإِمَامَةِ- أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ كَانَتْ صَغِیرَةً وَ مَاتَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ بِهَا وَ أَنَّهُ خَلَفَ عَلَی أُمِّ كُلْثُومٍ بَعْدَ عُمَرَ عَوْنُ بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ- وَ مِنْ خَوْلَةَ بِنْتِ جَعْفَرِ بْنِ قَیْسٍ الْحَنَفِیَّةِ مُحَمَّداً وَ مِنْ أُمِّ الْبَنِینَ ابْنَةِ حِزَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكِلَابِیَّةِ- عَبْدُ اللَّهِ وَ جَعْفَرٌ الْأَكْبَرُ وَ الْعَبَّاسُ وَ عُثْمَانُ- وَ مِنْ أُمِّ حَبِیبٍ بِنْتِ رَبِیعَةَ التَّغْلَبِیَّةِ- عُمَرُ وَ رُقَیَّةُ تَوْأَمَانِ فِی بَطْنٍ وَ مِنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ الْخَثْعَمِیَّةِ
ص: 91
یَحْیَی وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ- وَ قِیلَ بَلْ وَلَدَتْ لَهُ عَوْناً وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ مِنْ أُمِّ وَلَدٍ وَ مِنْ أُمِّ سَعِیدٍ بِنْتِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِیَّةِ نَفِیسَةُ- وَ زَیْنَبُ الصُّغْرَی وَ رُقَیَّةُ الصُّغْرَی- وَ مِنْ أُمِّ شُعَیْبٍ الْمَخْزُومِیَّةِ أُمُّ الْحَسَنِ وَ رَمْلَةُ- وَ مِنَ الْهَمْلَاءِ بِنْتِ مَسْرُوقٍ النَّهْشَلِیَّةِ أَبُو بَكْرٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ- وَ مِنْ أُمَامَةَ بِنْتِ أَبِی الْعَاصِ بْنِ الرَّبِیعِ- وَ أُمُّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُحَمَّدٌ الْأَوْسَطُ وَ مِنْ مُحَیَّاةَ بِنْتِ إِمْرِئِ الْقَیْسِ الْكَلْبِیَّةِ جَارِیَةٌ هَلَكَتْ وَ هِیَ صَغِیرَةٌ وَ كَانَتْ لَهُ خَدِیجَةُ وَ أُمُّ هَانِئٍ وَ تَمِیمَةُ وَ مَیْمُونَةُ وَ فَاطِمَةُ- لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّی وَ تُوُفِّیَ قَبْلَهُ یَحْیَی وَ أُمُّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَی وَ زَیْنَبُ الصُّغْرَی وَ أُمُّ الْكَرَّامِ وَ جُمَانَةُ- وَ كُنْیَتُهَا أُمُّ جَعْفَرٍ وَ أُمَامَةُ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ رَمْلَةُ الصُّغْرَی.
وَ زَوَّجَ ثَمَانِیَ بَنَاتٍ زَیْنَبَ الْكُبْرَی مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ- وَ مَیْمُونَةَ مِنْ عَقِیلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَقِیلٍ- وَ أُمَّ كُلْثُومٍ الصُّغْرَی مِنْ كَثِیرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَ رَمْلَةَ مِنْ أَبِی الْهَیَّاجِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَ رَمْلَةَ مِنَ الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ- وَ فَاطِمَةَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ. وَ فِی الْأَحْكَامِ الشَّرْعِیَّةِ عَنِ الْخَزَّازِ الْقُمِّیِّ: أَنَّهُ نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَوْلَادِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ- فَقَالَ بَنَاتُنَا لِبَنِینَا وَ بَنُونَا لِبَنَاتِنَا وَ أَعْقَبَ لَهُ مِنْ خَمْسَةٍ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ- وَ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ الْعَبَّاسِ الْأَكْبَرِ وَ عُمَرَ- وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَتَمَتَّعْ بِحُرَّةٍ وَ لَا أَمَةٍ فِی حَیَاةِ خَدِیجَةَ وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِیٌّ مَعَ فَاطِمَةَ علیها السلام.
وَ فِی قُوتِ الْقُلُوبِ: أَنَّهُ تَزَوَّجَ بَعْدَ وَفَاتِهَا بِتِسْعِ لَیَالٍ وَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ بِعَشَرَةِ نِسْوَةٍ وَ تُوُفِّیَ عَنْ أَرْبَعَةٍ أُمَامَةَ وَ أُمُّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ وَ لَیْلَی التَّمِیمِیَّةِ وَ أُمِّ الْبَنِینَ الْكِلَابِیَّةِ وَ لَمْ یَتَزَوَّجْنَ بَعْدَهُ وَ خَطَبَ الْمُغِیرَةُ بْنُ نَوْفَلٍ أُمَامَةَ ثُمَّ أَبُو الْهَیَّاجِ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ بْنِ الْحَارِثِ- فَرَوَتْ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ لَا یَجُوزُ لِأَزْوَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْوَصِیِّ أَنْ یَتَزَوَّجْنَ بِغَیْرِهِ بَعْدَهُ فَلَمْ یَتَزَوَّجْ امْرَأَةٌ وَ لَا أُمُّ وَلَدٍ بِهَذِهِ الرِّوَایَةِ وَ تُوُفِّیَ عَنْ ثَمَانِیَ عَشَرَةَ أُمِّ وَلَدٍ فَقَالَ علیه السلام جَمِیعُ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِی الْآنَ مَحْسُوبَاتٌ عَلَی أَوْلَادِهِنَّ بِمَا ابْتَعْتُهُنَّ بِهِ مِنْ أَثْمَانِهِنَّ فَقَالَ وَ مَنْ
ص: 92
كَانَ مِنْ إِمَائِهِ غَیْرُ ذَوَاتِ أَوْلَادٍ فَهُنَّ حَرَائِرُ مِنْ ثُلُثِهِ (1).
وَ یُرْوَی: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِیٍّ خَاصَمَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ فِی صَدَقَاتِ النَّبِیِّ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا ابْنُ الْمُصَّدِّقِ وَ هَذَا ابْنُ ابْنٍ فَأَنَا أَوْلَی بِهَا مِنْهُ فَتَمَثَّلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِقَوْلِ أَبِی الْحُقَیْقِ:
لَا تَجْعَلِ الْبَاطِلَ حَقّاً وَ لَا***تَلُطَّ دُونَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ
قُمْ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَقَدْ وَلَّیْتُكَهَا فَقَامَا فَلَمَّا خَرَجَا تَنَاوَلَهُ عُمَرُ وَ آذَاهُ فَسَكَتَ علیه السلام عَنْهُ وَ لَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِ شَیْئاً فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَكَبَّ عَلَیْهِ یُقَبِّلُهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا ابْنَ عَمِّ لَا تَمْنَعُنِی قَطِیعَةُ أَبِیكَ أَنْ أَصِلَ رَحِمَكَ فَقَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِی خَدِیجَةَ ابْنَةَ(2) عَلِیٍّ.
«21»- عم، [إعلام الوری]: أَمَّا زَیْنَبُ الْكُبْرَی بِنْتُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- وَ وُلِدَ لَهُ مِنْهَا عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ عَوْنٌ الْأَكْبَرُ وَ أُمُّ كُلْثُومٍ- أَوْلَادُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ قَدْ رَوَتْ زَیْنَبُ عَنْ أُمِّهَا فَاطِمَةَ علیها السلامأَخْبَاراً وَ أَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ فَهِیَ الَّتِی تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ- وَ قَالَ أَصْحَابُنَا إِنَّهُ علیه السلام إِنَّمَا زَوَّجَهَا مِنْهُ بَعْدَ مُدَافَعَةٍ كَثِیرَةٍ وَ امْتِنَاعٍ شَدِیدٍ وَ اعْتِلَالٍ عَلَیْهِ بِشَیْ ءٍ بَعْدَ شَیْ ءٍ حَتَّی أَلْجَأَتْهُ الضَّرُورَةُ إِلَی أَنْ رَدَّ أَمْرَهَا إِلَی الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- فَزَوَّجَهَا إِیَّاهُ وَ أَمَّا رُقَیَّةُ بِنْتُ عَلِیٍّ فَكَانَتْ عِنْدَ مُسْلِمِ بْنِ عَقِیلٍ- فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ- قُتِلَ بِالطَّفِّ وَ عَلِیّاً وَ مُحَمَّداً ابْنَیْ مُسْلِمٍ- وَ أَمَّا زَیْنَبُ الصُّغْرَی فَكَانَتْ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ- فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَ فِیهِ الْعَقِبُ مِنْ وُلْدِ عَقِیلٍ وَ أَمَّا أُمُّ هَانِئٍ فَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ابْنِ عَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً قُتِلَ بِالطَّفِّ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ- وَ أَمَّا مَیْمُونَةُ بِنْتُ عَلِیٍّ فَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ابْنِ عَقِیلٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَقِیلًا وَ أَمَّا نَفِیسَةُ فَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَكْبَرِ ابْنِ عَقِیلٍ- فَوَلَدَتْ لَهُ أُمَّ عَقِیلٍ وَ أَمَّا زَیْنَبُ الصُّغْرَی فَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَقِیلٍ فَوَلَدَتْ
ص: 93
لَهُ سَعْداً(1) وَ عَقِیلًا وَ أَمَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَكَانَتْ عِنْدَ أَبِی سَعِیدِ بْنِ عَقِیلٍ- فَوَلَدَتْ لَهُ حَمِیدَةَ وَ أَمَّا أُمَامَةُ بِنْتُ عَلِیٍّ- فَكَانَتْ عِنْدَ الصَّلْتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- فَوَلَدَتْ لَهُ نَفِیسَةَ(2) وَ تُوُفِّیَتْ عِنْدَهُ (3).
«22»- یف،(4) [الطرائف] ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَطَبَ عُمَرُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لَهُ إِنَّهَا صَبِیَّةٌ قَالَ فَأَتَی الْعَبَّاسَ فَقَالَ مَا لِی أَ بِی بَأْسٌ فَقَالَ لَهُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ خَطَبْتُ إِلَی ابْنِ أَخِیكَ فَرَدَّنِی أَمَا وَ اللَّهِ لَأُعَوِّرَنَ (5) زَمْزَمَ وَ لَا أَدَعُ لَكُمْ مَكْرُمَةً إِلَّا هَدَمْتُهَا وَ لَأُقِیمَنَّ عَلَیْهِ شَاهِدَیْنِ أَنَّهُ سَرَقَ وَ لَأَقْطَعَنَّ یَمِینَهُ فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ فَأَخْبَرَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَجْعَلَ الْأَمْرَ إِلَیْهِ فَجَعَلَهُ إِلَیْهِ (6).
كا، [الكافی] علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (7).
«23»- كش، [رجال الكشی] وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَیَّاطِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ یَخْدُمُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ دَهْراً وَ مَا كَانَ یَشُكُّ فِی أَنَّهُ إِمَامٌ حَتَّی أَتَاهُ ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ لِی حُرْمَةً وَ مَوَدَّةً وَ انْقِطَاعاً فَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَّا أَخْبَرْتَنِی أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَی خَلْقِهِ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا خَالِدٍ حَلَفْتَنِی بِالْعَظِیمِ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ وَ
ص: 94
عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ فَأَقْبَلَ أَبُو خَالِدٍ لَمَّا أَنْ سَمِعَ مَا قَالَهُ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّةِ وَ جَاءَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَأُخْبِرَ أَنَّ أَبَا خَالِدٍ بِالْبَابِ أَذِنَ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ دَنَا مِنْهُ قَالَ مَرْحَباً بِكَ یَا كَنْكَرُ مَا كُنْتَ لَنَا بِزَائِرٍ مَا بَدَا لَكَ فِینَا فَخَرَّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً شُكْراً(1) لِلَّهِ تَعَالَی مِمَّا سَمِعَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی عَرَفْتُ إِمَامِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ كَیْفَ عَرَفْتَ إِمَامَكَ یَا أَبَا خَالِدٍ- قَالَ إِنَّكَ دَعَوْتَنِی بِاسْمِیَ الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی الَّتِی وَلَدَتْنِی وَ قَدْ كُنْتُ فِی عَمْیَاءَ مِنْ أَمْرِی وَ لَقَدْ خَدَمْتُ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ عُمُراً(2) مِنْ عُمُرِی وَ لَا أَشُكُّ إِلَّا وَ أَنَّهُ إِمَامٌ حَتَّی إِذَا كَانَ قَرِیباً سَأَلْتُهُ بِحُرْمَةِ اللَّهِ وَ بِحُرْمَةِ رَسُولِهِ وَ بِحُرْمَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- فَأَرْشِدْنِی إِلَیْكَ وَ قَالَ هُوَ الْإِمَامُ عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِ اللَّهِ كُلِّهِمْ ثُمَّ أَذِنْتَ لِی فَجِئْتُ فَدَنَوْتُ مِنْكَ وَ سَمَّیْتَنِی بِاسْمِیَ الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی فَعَلِمْتُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ عَلَیَّ وَ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ (3).
«24»- یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ أَبِی خَالِدٍ مِثْلَهُ: إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِی آخِرِهِ وَلَدَتْنِی أُمِّی فَسَمَّتْنِی وَرْدَانَ فَدَخَلَ عَلَیْهَا وَالِدِی فَقَالَ سَمِیِّهِ كَنْكَرَ وَ اللَّهِ مَا سَمَّانِی بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَی یَوْمِی هَذَا غَیْرُكَ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامُ مَنْ فِی الْأَرْضِ وَ مَنْ فِی السَّمَاءِ(4).
«25»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَصْبَغَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِی لَوْ كُنْتُ سَبَقْتُ قَلِیلًا لَأَدْرَكْتُ حَیَّانَ السَّرَّاجَ قَالَ وَ أَشَارَ إِلَی مَوْضِعٍ فِی الْبَیْتِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ وَ كَانَ هَاهُنَا جَالِساً فَذَكَرَ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ وَ ذَكَرَ حَیَاتَهُ وَ جَعَلَ یُطْرِیهِ وَ یُقَرِّظُهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا حَیَّانُ أَ لَیْسَ تَزْعُمُ وَ یَزْعُمُونَ وَ تَرْوِی وَ یَرْوُونَ لَمْ یَكُنْ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ هُوَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهُ قَالَ بَلَی قَالَ فَقُلْتُ فَهَلْ رَأَیْنَا
ص: 95
وَ رَأَیْتُمْ وَ سَمِعْنَا وَ سَمِعْتُمْ بِعَالِمٍ مَاتَ عَلَی أَعْیُنِ النَّاسِ فَنُكِحَ نِسَاؤُهُ وَ قُسِمَتْ أَمْوَالُهُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ فَقَامَ وَ لَمْ یَرُدَّ عَلَیَّ شَیْئاً(1).
بیان: أطراه أحسن الثناء علیه و التقریظ مدح الإنسان و هو حی بحق أو باطل.
«26»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی قَالَ رَوَی أَصْحَابُنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَتَانِی ابْنُ عَمٍّ لِی یَسْأَلُنِی أَنْ آذَنَ لِحَیَّانَ السَّرَّاجِ فَأَذِنْتُ لَهُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ أَنَا بِهِ عَالِمٌ إِلَّا أَنِّی أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ أَخْبِرْنِی عَنْ عَمِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاتَ قَالَ فَقُلْتُ أَخْبَرَنِی أَبِی أَنَّهُ كَانَ فِی ضَیْعَةٍ لَهُ فَأُتِیَ فَقِیلَ لَهُ أَدْرِكْ عَمَّكَ قَالَ فَأَتَیْتُ (2) وَ قَدْ كَانَتْ أَصَابَتْهُ غَشْیَةٌ فَأَفَاقَ فَقَالَ لِیَ ارْجِعْ إِلَی ضَیْعَتِكَ قَالَ فَأَبَیْتُ فَقَالَ لَتَرْجِعَنَّ قَالَ فَانْصَرَفْتُ فَمَا بَلَغْتُ الضَّیْعَةَ حَتَّی أَتَوْنِی فَقَالُوا أَدْرِكْهُ فَأَتَیْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدِ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ فَأَتَوْا بِطَشْتٍ وَ جَعَلَ یَكْتُبُ وَصِیَّتَهُ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّی غَمَّضْتُهُ وَ كَفَّنْتُهُ وَ غَسَّلْتُهُ وَ صَلَّیْتُ عَلَیْهِ وَ دَفَنْتُهُ فَإِنْ كَانَ هَذَا مَوْتاً فَقَدْ وَ اللَّهِ مَاتَ قَالَ فَقَالَ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ شُبِّهَ عَلَی أَبِیكَ قَالَ فَقُلْتُ یَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَنْتَ تَصْدِفُ عَلَی قَلْبِكَ قَالَ فَقَالَ لِی وَ مَا الصَّدْفُ عَلَی الْقَلْبِ قَالَ قُلْتُ الْكَذِبُ (3).
بیان: صدف عنه أعرض و علی بمعنی عن أو ضمن معنی الافتراء و نحوه أی تعرض عن الحق مفتریا علی قلبك حیث تدعی ما لا یصدقه قلبك.
«27»- كشف، [كشف الغمة]: قِیلَ لِمُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَبُوكَ یَسْمَحُ بِكَ فِی الْحَرْبِ وَ یَشُحُّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ هُمَا عَیْنَاهُ وَ أَنَا یَدُهُ وَ الْإِنْسَانُ یَقِی عَیْنَیْهِ بِیَدِهِ وَ قَالَ مَرَّةً أُخْرَی وَ قَدْ قِیلَ لَهُ ذَلِكَ أَنَا وَلَدُهُ وَ هُمَا وَلَدَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(4).
ص: 96
«28»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ نَفِسَتْ بِمُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ أَرَادَتِ الْإِحْرَامَ مِنْ ذِی الْحُلَیْفَةِ أَنْ تَحْتَشِیَ بِالْكُرْسُفِ وَ الْخِرَقِ وَ تُهِلَّ بِالْحَجِّ الْخَبَرَ(1).
«29»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُسْتَظِلِ (2)
قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أُمَّ كُلْثُومٍ فَاعْتَلَّ بِصِغَرِهَا فَقَالَ لَهُ لَمْ أَكُنْ أُرِیدُ الْبَاهَ وَ لَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُلُّ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا خَلَا حَسَبِی وَ نَسَبِی وَ كُلُّ قَوْمٍ فَإِنَّ عَصَبَتَهُمْ لِأَبِیهِمْ مَا خَلَا وُلْدَ فَاطِمَةَ فَإِنِّی أَنَا أَبُوهُمْ وَ عَصَبَتُهُمْ (3).
كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ الْقَاضِی السُّلَمِیِّ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْكُدَیْمِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمُسْتَطِیلِ بْنِ حُصَیْنٍ: مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِیهِ فَاعْتَلَّ بِصِغَرِهَا وَ قَالَ إِنِّی أَعْدَدْتُهَا لِابْنِ أَخِی جَعْفَرٍ وَ مَكَانَ كُلِّ قَوْمٍ كُلُّ بَنِی أُنْثَی (4).
«30»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ أَوْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مُجِحٌّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی وَ سَاقَ الْحَدِیثَ الطَّوِیلَ إِلَی أَنْ قَالَ فَأَخْرَجَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الظَّهْرِ بِالْكُوفَةِ فَأَمَرَ أَنْ یُحْفَرَ لَهَا حَفِیرَةٌ ثُمَ
ص: 97
دَفَنَهَا(1) فِیهِ ثُمَّ رَكِبَ بَغْلَتَهُ وَ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ (2) یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَهِدَ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهْداً عَهِدَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ بِأَنْ (3) لَا یُقِیمَ الْحَدَّ مَنْ لِلَّهِ عَلَیْهِ حَدٌّ فَمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَلَیْهِ حَدٌّ مِثْلُ مَا لَهُ عَلَیْهَا(4) فَلَا یُقِیمُ عَلَیْهَا الْحَدَّ قَالَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ كُلُّهُمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ- فَأَقَامَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ عَلَیْهَا الْحَدَّ یَوْمَئِذٍ وَ مَا مَعَهُمْ غَیْرُهُمْ قَالَ وَ انْصَرَفَ فِیمَنِ انْصَرَفَ یَوْمَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (5).
«31»- كِتَابُ الْغَارَاتِ، لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُغِیرَةَ الضَّبِّیِّ قَالَ: لَمَّا نَكَحَ عَلِیٌّ علیه السلام لَیْلَی بِنْتَ مَسْعُودٍ النَّهْشَلِیِّ قَالَتْ: مَا زِلْتُ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ سَبَبٌ مُنْذُ رَأَیْتُهُ فَأَقَامَ مَقَاماً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرَ أَنَّهُ وَلَدَتْ لَهُ عُبَیْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِیٍّ- فَبَایَعَ مُصْعَباً یَوْمَ الْمُخْتَارِ.
أقول: قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة دفع أمیر المؤمنین علیه السلام یوم الجمل رایته إلی محمد ابنه و قد استوت الصفوف و قال له احمل فتوقف قلیلا فقال یا أمیر المؤمنین (6) أ ما تری السماء كأنها شآبیب (7) المطر فدفع فی صدره و قال أدركك عرق من أمك ثم أخذ الرایة بیده فهزها ثم قال:
ص: 98
اطعن بها طعن أبیك تحمد***لا خیر فی الحرب إذا لم توقد
بالمشرفی و القنا المسدد.
ثم حمل و حمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة قیل لمحمد لم یغرر بك أبوك فی الحرب و لا یغرر بالحسن و الحسین فقال إنهما عیناه و أنا یمینه فهو یدفع عن عینیه بیمینه كان علی علیه السلام یقذف بمحمد فی مهالك الحرب و یكف حسنا و حسینا عنها و من كلامه فی یوم صفین أملكوا عنی هذین الفتیین أخاف أن ینقطع بهما نسل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.
أم محمد خولة بنت جعفر بن قیس بن مسلمة(1) بن عبید بن ثعلبة بن یربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنیفة بن لجیم بن صعب بن علی بن بكر بن وائل و اختلف فی أمرها فقال قوم إنها سبیة من سبایا الردة قوتل أهلها علی ید خالد بن الولید فی أیام أبی بكر لما منع كثیر من العرب الزكاة و ارتدت بنو حنیفة و ادعت نبوة مسیلمة و أن أبا بكر دفعها إلی علی علیه السلام من سهمه فی المغنم و قال قوم منهم أبو الحسن علی بن محمد بن سیف المدائنی هی سبیة فی أیام رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قالوا بعث رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علیا علیه السلام إلی الیمن فأصاب خولة فی بنی زبیة(2) و قد ارتدوا مع عمرو بن معدیكرب و كانت زبیة سبتها من بنی حنیفة فی غارة لهم علیهم فصارت فی سهم علی علیه السلام فقال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إن ولدت منك غلاما فسمه باسمی و كنه بكنیتی فولدت له بعد موت فاطمة علیها السلام محمدا فكناه أبا القاسم و قال قوم و هم المحققون و قولهم الأظهر أن بنی أسد أغارت علی بنی حنیفة فی خلافة أبی بكر فسبوا خولة بنت جعفر و قدموا بها المدینة فباعوها من علی علیه السلام و بلغ قومها خبرها فقدموا المدینة علی علی فعرفوها و أخبروه بموضعها منهم فأعتقها و مهرها و تزوجها فولدت له محمدا فكناه أبا القاسم و هذا القول هو اختیار أحمد
ص: 99
بن یحیی البلاذری فی كتابه المعروف بتاریخ الأشراف.
لما تعامس (1) محمد یوم الجمل عن الحملة و حمل علی علیه السلام بالرایة فضعضع (2)
أركان عسكر الجمل دفع إلیه الرایة و قال امح الأولی بالأخری و هذه الأنصار معك و ضم إلیه خزیمة بن ثابت ذا الشهادتین فی جمع من الأنصار كثیر منهم أهل بدر حمل حملات كثیرة أزال بها القوم عن مواقفهم و أبلی بلاء حسنا فقال خزیمة بن ثابت لعلی علیه السلام أما إنه لو كان غیر محمد الیوم لافتضح و لئن كنت خفت علیه الجبن و هو بینك و بین حمزة و جعفر لما خفنا علیه و إن كنت أردت أن تعلمه الطعان فطال ما علمته الرجال و قالت الأنصار یا أمیر المؤمنین لو لا ما جعل اللّٰه تعالی لحسن و الحسین (3) لما قدمنا علی محمد أحدا من العرب فقال علیه السلام أین النجم من الشمس و القمر أما إنه قد أغنی و أبلی و له فضل و لا ینقص فضل صاحبه (4) علیه و حسب صاحبكم ما انتهت به نعمة اللّٰه تعالی إلیه فقالوا یا أمیر المؤمنین إنا و اللّٰه ما نجعله كالحسن و الحسین و لا نظلمهما و لا نظلمه لفضلهما علیه حقه فقال علی علیه السلام أین یقع ابنی من ابنی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله(5) فقال خزیمة بن ثابت فیه :
محمد ما فی عودك الیوم وصمة***و لا كنت فی الحرب الضروس معردا(6)
أبوك الذی لم یركب الخیل مثله***علی و سماك النبی محمدا
فلو كان حقا من أبیك خلیفة***لكنت و لكن ذاك مالا یری بدا
و أنت بحمد اللّٰه أطول غالب***لسانا و أنداها بما ملكت یدا
و أقربها من كل خیر تریده***قریش و أوفاها بماقال موعدا.
ص: 100
و أطعنهم صدر الكمی برمحه***و أكساهم للهام عضبا مهندا(1)
سوی أخویك السیدین كلاهما***إماما الوری و الداعیان إلی الهدی
أبی اللّٰه أن یعطی عدوك مقعدا***من الأرض أو فی اللوح مرقی و مصعدا(2).
و قال فی موضع آخر روی عمرو بن أبی شیبة عن سعید بن جبیر قال خطب عبد اللّٰه بن الزبیر فنال من علی علیه السلام فبلغ ذلك محمد بن الحنفیة فجاء إلیه و هو یخطب فوضع له كرسی فقطع علیه خطبته و قال یا معشر العرب شاهت الوجوه أ ینتقص علی و أنتم حضور إن علیا كان ید اللّٰه علی أعدائه و صاعقة من أمر اللّٰه (3) أرسله علی الكافرین به و الجاحدین لحقه فقتلهم بكفرهم فشنئوه و أبغضوه و ضمروا(4)
له السیف و الحسد و ابن عمه علیه السلام حی بعد لم یمت فلما نقله اللّٰه إلی جواره و أحب له ما عنده أظهرت له رجال أحقادها و شفت أضغانها فمنهم من ابتزه حقه و منهم من أسمر به (5) لیقتله و منهم من شتمه و قذفه بالأباطیل فإن یكن لذریته و ناصری دعوته دولة ینشر عظامهم و یحفر علی أجسادهم و الأبدان (6) یومئذ بالیة بعد أن یقتل الأحیاء منهم و یذل رقابهم و یكون اللّٰه عز اسمه قد عذبهم بأیدینا و أخزاهم و نصرنا علیهم و شفی صدورنا منهم إنه و اللّٰه ما یشتم علیا إلا كافر یسر شتم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و یخاف أن یبوح به فیلقی شتم علی عنه (7) أما إنه قد یخطب المنیة(8) منكم من امتد عمره و سمع قول رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیه لا
ص: 101
یحبك إلا مؤمن و لا یبغضك إلا منافق وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ فعاد ابن الزبیر إلی خطبته و قال عذرت بنی الفواطم یتكلمون فما بال ابن أم حنفیة فقال محمد یا ابن أم فتیلة(1) و ما لی لا أتكلم و هل فاتنی من الفواطم إلا واحدة و لم یفتنی فخرها لأنها أم أخوی أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جده رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم كافلة رسول اللّٰه و القائمة مقام أمه أما و اللّٰه لو لا خدیجة بنت خویلد ما تركت فی أسد(2) بن عبد العزی عظما إلا هشمته ثم قام فانصرف (3).
و قال ابن أبی الحدید فی موضع آخر قال أبو العباس المبرد قد جاءت الروایة: أن أمیر المؤمنین علیا علیه السلام لما ولد لعبد اللّٰه بن العباس مولود ففقده (4)
وقت صلاة الظهر فقال ما بال ابن العباس لم یحضر قالوا ولد له ولد ذكر یا أمیر المؤمنین قال فامضوا بنا إلیه فأتاه فقال له شكرت الواهب و بورك لك فی الموهوب ما سمیته فقال یا أمیر المؤمنین أو یجوز لی أن أسمیه حتی تسمیه فقال أخرجه إلی و أخرجه فأخذه فحنكه و دعا له ثم رده إلیه و قال خذ إلیك أبا الأملاك قد سمیته علیا و كنیته أبا الحسن قال فلما قدم معاویة خلیفة قال لعبد اللّٰه بن العباس لا أجمع لك بین الاسم و الكنیة قد كنیته أبا محمد فجرت علیه.
قلت سألت النقیب أبا جعفر یحیی بن محمد بن أبی زید فقلت له من أی طریق عرف بنو أمیة أن الأمر سینتقل عنهم و أنه سیلیه بنو هاشم و أول من یلی منهم یكون اسمه عبد اللّٰه و لم منعوهم عن مناكحة بنی الحارث بن كعب لعلمهم
ص: 102
أن أول من یلی الأمر من بنی هاشم یكون (1) أمه حارثیة و بأی طریق عرف بنو هاشم أن الأمر سیصیر إلیهم و یملكه عبید أولادهم حتی عرفوا أولادهم صاحب الأمر منهم كما قد جاء فی هذا الخبر فقال أصل هذا كله محمد ابن الحنفیة ثم ابنه عبد اللّٰه المكنی أبا هاشم قلت له أ فكان محمد ابن الحنفیة مخصوصا من أمیر المؤمنین بعلم یستأثر به علی أخویه حسن و حسین علیهما السلام قال لا و لكنهما كتما و أذاع ثم قال قد صحت الروایة عندنا عن أسلافنا و عن غیرهم من أرباب الحدیث أن علیا علیه السلام لما قبض أتی محمد ابنه أخویه حسنا و حسینا فقال لهما أعطیانی میراثی من أبی فقالا له قد علمت أن أباك لم یترك صفراء و لا بیضاء فقال قد علمت ذلك و لیس میراث المال أطلب إنما أطلب میراث العلم أبو جعفر(2) فروی أبان بن عثمان عمن روی له ذلك عن جعفر بن محمد علیهما السلام قال فدفعا إلیه صحیفة لو أطلعاه علی أكثر منها لهلك فیها ذكر دولة بنی العباس.
قال أبو جعفر و قد روی أبو الحسن علی بن محمد النوفلی قال حدثنی عیسی بن علی بن عبد اللّٰه بن العباس قال لما أردنا الهرب من مروان بن محمد لما قبض علی إبراهیم الإمام جعلنا نسخة الصحیفة التی دفعها أبو هاشم بن محمد ابن الحنفیة إلی محمد بن علی بن عبد اللّٰه بن العباس و هی التی كان آباؤنا یسمونها صحیفة الدولة فی صندوق من نحاس صغیر ثم دفناه تحت زیتونات بالشراة(3) لم یكن بالشراة من الزیتون غیرهن فلما أفضی السلطان إلینا و ملكنا الأمر أرسلنا إلی ذلك الموضع فبحث و حفر فلم یوجد شی ء فأمرنا بحفر جریب من الأرض فی ذلك الموضع حتی بلغ الحفر الماء و لم نجد شیئا.
ص: 103
قال أبو جعفر و قد كان محمد بن الحنفیة صرح بالأمر لعبد اللّٰه بن العباس و عرفه تفصیله و لم یكن أمیر المؤمنین علیه السلام قد فصل لعبد اللّٰه بن العباس الأمر و إنما أخبره به مجملا كقوله فی هذا الخبر خذ إلیك أبا الأملاك و نحو ذلك مما كان یعرض له به و لكن الذی كشف القناع و أبرز المستور هو محمد ابن الحنفیة و كذلك أیضا ما وصل إلی بنی أمیة من علم هذا الأمر فإنه وصل من جهة محمد ابن الحنفیة و أطلعهم علی السر الذی علمه و لكن لم یكشف لهم كشفه لبنی العباس كان أكمل (1).
قال أبو جعفر فأما أبو هاشم فإنه قد كان أفضی بالأمر إلی محمد بن علی بن عبد اللّٰه بن العباس و أطلعه علیه و أوضحه له فلما حضرته الوفاة عقیب انصرافه من عند الولید بن عبد الملك مر بالشراة و هو مریض و محمد بن علی بها فدفع إلیه كتبه و جعله وصیه و أمر الشیعة بالاختلاف إلیه قال أبو جعفر و حضر وفاة أبی هاشم ثلاثة نفر من بنی هاشم محمد بن علی هذا و معاویة بن عبد اللّٰه بن جعفر بن أبی طالب و عبد اللّٰه بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فلما مات خرج محمد بن علی و معاویة بن عبد اللّٰه بن جعفر من عنده و كل واحد منهما یدعی وصایته فأما عبد اللّٰه بن الحارث فلم یقل شیئا.
قال أبو جعفر و صدق محمد بن علی إلیه أوصی أبو هاشم و إلیه دفع الكتاب الدولة و كذب معاویة بن عبد اللّٰه بن جعفر لكنه قرأ الكتاب فوجد لهم فیه ذكرا یسیرا فادعی الوصیة بذلك فمات و خرج ابنه عبد اللّٰه بن معاویة یدعی وصایة أبیه إلیه و یدعی لأبیه وصایة أبی هاشم و یظهر الإنكار علی بنی أمیة و كان له فی ذلك شیعة یقولون بإمامته سرا حتی قتل انتهی (2).
ص: 104
أقول: رُوِیَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ إِنْ وُلِدَ لِی بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّیهِ بِاسْمِكَ وَ أُكَنِّیهِ بِكُنْیَتِكَ قَالَ نَعَمْ.
و قال ابن أبی الحدید أسماء بنت عمیس هی أخت میمونة زوج النبی صلی اللّٰه علیه و آله(1) و كانت من المهاجرات إلی أرض الحبشة و هی إذ ذاك تحت جعفر بن أبی طالب فولدت له هناك محمد بن جعفر و عبد اللّٰه و عونا ثم هاجرت معه إلی المدینة فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبی بكر ثم مات عنها فتزوجها علی بن أبی طالب علیه السلام فولدت له یحیی بن علی لا خلاف فی ذلك.
و قال ابن عبد البر فی الاستیعاب ذكر ابن الكلبی أن عون بن علی أمه أسماء بنت عمیس و لم یقل ذلك أحد غیره و قد روی أن أسماء كانت تحت حمزة بن عبد المطلب فولدت له بنتا تسمی أمة اللّٰه و قیل أمامة(2).
أقول: روی فی بعض مؤلفات أصحابنا عن ابن عباس قال لما كنا فی حرب صفین دعا علی علیه السلام ابنه محمد بن الحنفیة و قال له یا بنی شد علی عسكر معاویة فحمل علی المیمنة حتی كشفهم ثم رجع إلی أبیه مجروحا فقال یا أبتاه العطش العطش فسقاه جرعة من الماء ثم صب الباقی بین درعه و جلده فو اللّٰه لقد رأیت علق الدم یخرج من حلق درعه فأمهله ساعة ثم قال له یا بنی شد علی المیسرة فحمل علی میسرة عسكر معاویة فكشفهم ثم رجع و به جراحات و هو یقول الماء الماء یا أباه فسقاه جرعة من الماء و صب باقیه بین درعه و جلده ثم قال یا بنی شد علی القلب فحمل علیهم و قتل منهم فرسانا ثم رجع إلی أبیه و هو یبكی و قد أثقلته الجراح فقام إلیه أبوه و قبل ما بین عینیه (3) و قال له فداك أبوك فقد
ص: 105
سررتنی و اللّٰه یا بنی بجهادك هذا بین یدی فما یبكیك أ فرحا أم جزعا فقال یا أبت كیف لا أبكی و قد عرضتنی للموت ثلاث مرات فسلمنی اللّٰه و ها أنا مجروح كما تری و كلما رجعت إلیك لتمهلنی عن الحرب ساعة ما أمهلتنی و هذان أخوای الحسن و الحسین ما تأمرهما بشی ء من الحرب فقام إلیه أمیر المؤمنین و قبل وجهه و قال له یا بنی أنت ابنی و هذان ابنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أ فلا أصونهما عن القتل فقال بلی یا أبتاه جعلنی اللّٰه فداك و فداهما من كل سوء.
«32»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْأَسْبَاطِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَجَرَةَ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِیٍّ مُدَّ لَهَا فِی الْعُمُرِ حَتَّی رَآهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام(1).
«33»- ید، [التوحید] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَالَ أَبِی علیه السلام: إِنَّ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِیَّةِ(2) كَانَ رَجُلًا رَابِطَ الْجَأْشِ (3)
وَ أَشَارَ بِیَدِهِ وَ كَانَ یَطُوفُ بِالْبَیْتِ فَاسْتَقْبَلَهُ الْحَجَّاجُ فَقَالَ قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَ الَّذِی فِیهِ عَیْنَاكَ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ كَلَّا إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ فِی خَلْقِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةِ لَحْظَةٍ أَوْ لَمْحَةٍ فَلَعَلَّ إِحْدَاهُنَّ تَكُفُّكَ عَنِّی (4).
«34»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ حَمَّادٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی تَزْوِیجِ أُمِّ كُلْثُومٍ- فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ فَرْجٌ غُصِبْنَاهُ (5).
بیان: هذه الأخبار لا ینافی ما مر من قصة الجنیة لأنها قصة مخفیة
ص: 106
أطلعوا علیها خواصهم و لم یكن یتم به الاحتجاج علی المخالفین بل ربما كانوا یحترزون عن إظهار أمثال تلك الأمور لأكثر الشیعة أیضا لئلا تقبله عقولهم و لئلا یغلو فیهم فالمعنی غصبناه ظاهرا و بزعم الناس إن صحت تلك القصة.
و قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی جواب المسائل السرویة إن الخبر الوارد بتزویج أمیر المؤمنین علیه السلام ابنته من عمر لم یثبت و طریقته من الزبیر بن بكار و لم یكن موثوقا به فی النقل و كان متهما فیما یذكره من بغضه لأمیر المؤمنین علیه السلام و غیر مأمون و الحدیث نفسه مختلف فتارة یروی أن أمیر المؤمنین تولی العقد له علی ابنته و تارة یروی عن العباس أنه تولی ذلك عنه و تارة یروی أنه لم یقع العقد إلا بعد وعید عن عمر و تهدید لبنی هاشم و تارة یروی أنه كان عن اختیار و إیثار ثم بعض الرواة یذكر أن عمر أولدها ولدا سماه زیدا و بعضهم یقول إن لزید بن عمر عقبا و منهم من یقول إنه قتل و لا عقب له و منهم من یقول إنه و أمه قتلا و منهم من یقول إن أمه بقیت بعده و منهم من یقول إن عمر أمهر أم كلثوم أربعین ألف درهم و منهم من یقول مهرها أربعة آلاف درهم و منهم من یقول كان مهرها خمسمائة درهم و هذا الاختلاف مما یبطل الحدیث.
ثم إنه لو صح لكان له وجهان لا ینافیان مذهب الشیعة فی ضلال المتقدمین علی أمیر المؤمنین علیه السلام أحدهما أن النكاح أنما هو علی ظاهر الإسلام الذی هو الشهادتان و الصلاة إلی الكعبة و الإقرار بجملة الشریعة و إن كان الأفضل مناكحة من یعتقد الإیمان و یكره مناكحة من ضم إلی ظاهر الإسلام ضلالا یخرجه عن الإیمان إلا أن الضرورة متی قادت إلی مناكحة الضال مع إظهاره كلمة الإسلام زالت الكراهة من ذلك و أمیر المؤمنین علیه السلام كان مضطرا إلی مناكحة الرجل لأنه تهدده و تواعده فلم یأمنه علی نفسه و شیعته فأجابه إلی ذلك ضرورة كما أن الضرورة یشرع إظهار كلمة الكفر و لیس ذلك بأعجب من قول لوط هؤُلاءِ بَناتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ (1) فدعاهم إلی العقد علیهم لبناته و هم كفار ضلال قد أذن اللّٰه
ص: 107
تعالی فی هلاكهم و قد زوج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ابنتیه قبل البعثة كافرین كانا یعبدان الأصنام أحدهما عتبة بن أبی لهب و الآخر أبو العاص بن الربیع فلما بعث صلی اللّٰه علیه و آله فرق بینهما و بین ابنتیه (1).
و قال السید المرتضی رضی اللّٰه عنه فی كتاب الشافی فأما الحنفیة فلم تكن سبیة علی الحقیقة و لم یستبحها علیه السلام بالسبی لأنها بالإسلام قد صارت حرة مالكة أمرها فأخرجها من ید من استرقها ثم عقد علیها النكاح (2) و فی أصحابنا من یذهب إلی أن الظالمین متی غلبوا علی الدار و قهروا و لم یتمكن المؤمن من الخروج من أحكامهم جاز له أن یطأ سبیهم و یجری أحكامهم مع الغلبة و القهر مجری أحكام المحقین فیما یرجع إلی المحكوم علیه و إن كان فیما یرجع إلی الحاكم معاقبا آثما و أما تزویجه بنته فلم یكن ذلك عن اختیار ثم ذكر رحمه اللّٰه الأخبار السابقة الدالة علی الاضطرار ثم قال علی أنه لو لم یجر ما ذكرناه لم یمتنع أن یجوزه علیه السلام لأنه كان علی ظاهر الإسلام و التمسك بشرائعه و إظهار الإسلام و هذا حكم یرجع إلی الشرع فیه و لیس مما یخاطره (3) العقول و قد كان یجوز فی العقول أن یبیحنا اللّٰه تعالی مناكحة المرتدین علی اختلاف ردتهم و كان یجوز أیضا أن یبیحنا أن ننكح الیهود و النصاری كما أباحنا عند أكثر المسلمین أن ننكح فیهم و هذا إذا كان فی العقول سائغا فالمرجع فی تحلیله و تحریمه إلی الشریعة و فعل أمیر المؤمنین علیه السلام حجة عندنا فی الشرع فلنا أن نجعل ما فعله أصلا فی جواز مناكحة من ذكروه و لیس لهم أن یلزموا علی ذلك مناكحة الیهود و النصاری و عباد الأوثان لأنهم إن سألوا عن جوازه فی العقل فهو جائز(4)
و إن سألوا عنه فی الشرع فالإجماع یحظره
ص: 108
و یمنع منه انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه (1).
أقول: بعد إنكار عمر النص الجلی و ظهور نصبه و عداوته لأهل البیت علیهم السلام یشكل القول بجواز مناكحته من غیر ضرورة و لا تقیة إلا أن یقال بجواز مناكحة كل مرتد عن الإسلام و لم یقل به أحد من أصحابنا و لعل الفاضلین إنما ذكرا ذلك استظهارا علی الخصم و كذا إنكار المفید رحمه اللّٰه أصل الواقعة إنما هو لبیان أنه لم یثبت ذلك من طرقهم و إلا فبعد ورود ما مر من الأخبار إنكار ذلك عجیب.
وَ قَدْ رَوَی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً لَمَّا تُوُفِّیَ عُمَرُ أَتَی أُمَّ كُلْثُومٍ فَانْطَلَقَ بِهَا إِلَی بَیْتِهِ. وَ رُوِیَ نَحْوُ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ غَیْرِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام:(2). و الأصل فی الجواب هو أن ذلك وقع علی سبیل التقیة و الاضطرار و لا استبعاد فی ذلك فإن كثیرا من المحرمات تنقلب عند الضرورة و تصیر من الواجبات علی أنه ثبت بالأخبار الصحیحة أن أمیر المؤمنین و سائر الأئمة علیهم السلام كانوا قد أخبرهم النبی صلی اللّٰه علیه و آله بما یجری علیهم من الظلم و بما یجب علیهم فعله عند ذلك فقد أباح اللّٰه تعالی له خصوص ذلك بنص الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و هذا مما یسكن استبعاد الأوهام و اللّٰه یعلم حقائق أحكامه و حججه علیهم السلام.
أقول: قد أثبتنا فی غزوة الخوارج بعض أحوال محمد ابن الحنفیة و كذا فی باب معجزات علی بن الحسین علیهما السلام منازعته له ظاهرا فی الإمامة و فی أبواب أحوال الحسین علیه السلام و ما جری بعد شهادته ثم اعلم أنه سأل السید مهنا بن سنان عن العلامة الحلی قدس اللّٰه روحهما فیما كتب إلیه من المسائل ما یقول سیدنا فی
ص: 109
محمد ابن الحنفیة هل كان یقول بإمامة زین العابدین علیه السلام و كیف تخلف عن الحسین علیه السلام و كذلك عبد اللّٰه بن جعفر فأجاب العلامة رحمه اللّٰه قد ثبت فی أصل الإمامة أن أركان الإیمان التوحید و العدل و النبوة و الإمامة و السید محمد بن الحنفیة و عبد اللّٰه بن جعفر و أمثالهم أجل قدرا و أعظم شأنا من اعتقادهم خلاف الحق و خروجهم عن الإیمان الذی یحصل به اكتساب الثواب الدائم و الخلاص من العقاب و أما تخلفه عن نصرة الحسین علیه السلام فقد نقل أنه كان مریضا و یحتمل فی غیره عدم العلم بما وقع علی مولانا الحسین علیه السلام من القتل و غیره و بنوا علی ما وصل من كتب الغدرة إلیه و توهموا نصرتهم له.
«1»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رُسْتُمَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ السَّكُونِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ (1) قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَقِیلٍ إِنِّی لَأُحِبُّكَ یَا عَقِیلُ حُبَّیْنِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبِّ أَبِی طَالِبٍ لَكَ (2).
«2»- د، [العدد القویة] ذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِی كِتَابِ الْإِسْتِیعَابِ: أَنَّ مَوْلَانَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ أَصْغَرَ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ أَصْغَرَ مِنْ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِینَ (3) وَ جَعْفَرٌ أَصْغَرَ مِنْ عَقِیلٍ بِعَشْرِ سِنِینَ وَ عَقِیلٌ أَصْغَرَ مِنْ طَالِبٍ بِعَشْرِ سِنِینَ.
ص: 110
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَكْفَانِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی مُعَاذٍ زِیَادِ بْنِ رُسْتُمَ بَیَّاعِ الْأُدْمِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا حَدِیثَ عَقِیلٍ قَالَ نَعَمْ جَاءَ عَقِیلٌ إِلَیْكُمْ بِالْكُوفَةِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام جَالِساً فِی صَحْنِ الْمَسْجِدِ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ سُنْبُلَانِیٌّ قَالَ فَسَأَلَهُ قَالَ أَكْتُبُ لَكَ إِلَی یَنْبُعَ قَالَ لَیْسَ غَیْرَ هَذَا قَالَ لَا فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام(1) فَقَالَ اشْتَرِ لِعَمِّكَ ثَوْبَیْنِ فَاشْتَرَی لَهُ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی مَا هَذَا قَالَ هَذِهِ كِسْوَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَجَلَسَ فَجَعَلَ یَضْرِبُ یَدَهُ عَلَی الثَّوْبَیْنِ وَ جَعَلَ یَقُولُ مَا أَلْیَنَ هَذَا الثَّوْبَ یَا أَبَا یَزِیدَ قَالَ یَا حَسَنُ أَخْدِ عَمَّكَ قَالَ قَالَ مَا أَمْلِكُ صَفْرَاءَ وَ لَا بَیْضَاءَ قَالَ فَمُرْ لَهُ بِبَعْضِ ثِیَابِكَ قَالَ فَكَسَاهُ بَعْضَ ثِیَابِهِ قَالَ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ أَخْدِ عَمَّكَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا أَمْلِكُ دِرْهَماً وَ لَا دِینَاراً قَالَ اكْسُهُ بَعْضَ ثِیَابَكَ.
قَالَ عَقِیلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ائْذَنْ لِی إِلَی مُعَاوِیَةَ قَالَ فِی حِلٍّ مُحَلَّلٍ فَانْطَلَقَ نَحْوَهُ وَ بَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِیَةَ فَقَالَ ارْكَبُوا أَفْرَهَ دَوَابِّكُمْ وَ الْبَسُوا مِنْ أَحْسَنِ ثِیَابِكُمْ فَإِنَّ عَقِیلًا قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَكُمْ وَ أَبْرَزَ مُعَاوِیَةُ سَرِیرَهُ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَیْهِ عَقِیلٌ قَالَ مُعَاوِیَةُ مَرْحَباً بِكَ یَا أَبَا یَزِیدَ مَا نَزَعَ بِكَ قَالَ طَلَبُ الدُّنْیَا مِنْ مَظَانِّهَا قَالَ وَقَفْتَ وَ أَصَبْتَ قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِمِائَةِ أَلْفٍ فَأَعْطَاهُ الْمِائَةَ الْأَلْفِ ثُمَّ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْعَسْكَرَیْنِ اللَّذَیْنِ مَرَرْتَ بِهِمَا عَسْكَرِی وَ عَسْكَرِ عَلِیٍّ قَالَ فِی الْجَمَاعَةِ أُخْبِرُكَ أَوْ فِی الْوَحْدَةِ قَالَ لَا بَلْ فِی الْجَمَاعَةِ قَالَ مَرَرْتُ عَلَی عَسْكَرِ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِذَا لَیْلٌ كَلِیلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَهَارٌ كَنَهَارِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَیْسَ فِیهِمْ وَ مَرَرْتُ عَلَی عَسْكَرِكَ فَإِذَا أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْبَلَنِی أَبُو الْأَعْوَرِ وَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ الْمُنَفِّرِینَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّ أَبَا سُفْیَانَ لَیْسَ فِیهِمْ فَكَفَّ عَنْهُ حَتَّی إِذَا ذَهَبَ النَّاسُ قَالَ لَهُ یَا أَبَا یَزِیدَ أَیْشٍ صَنَعْتَ بِی قَالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ فِی الْجَمَاعَةِ أَوْ فِی الْوَحْدَةِ فَأَبَیْتَ عَلَیَّ قَالَ أَمَّا
ص: 111
الْآنَ فَاشْفِنِی مِنْ عَدُوِّی قَالَ ذَلِكَ عِنْدَ الرَّحِیلِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ شَدَّ غَرَائِرَهُ وَ رَوَاحِلَهُ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ مُعَاوِیَةَ وَ قَدْ جَمَعَ مُعَاوِیَةُ حَوْلَهُ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَیْهِ قَالَ یَا مُعَاوِیَةُ مَنْ ذَا عَنْ یَمِینِكَ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَتَضَاحَكَ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ أَحْصَی لِتُیُوسِهَا(1)
مِنْ أَبِیهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا أَبُو مُوسَی فَتَضَاحَكَ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ عَلِمَتْ قُرَیْشٌ بِالْمَدِینَةِ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ بِهَا امْرَأَةٌ أَطْیَبَ رِیحاً مِنْ قِبِّ أُمِّهِ قَالَ (2)
أَخْبِرْنِی عَنْ نَفْسِی یَا أَبَا یَزِیدَ قَالَ تَعْرِفُ حَمَامَةَ ثُمَّ سَارَ فَأَلْقَی فِی خَلَدِ(3) مُعَاوِیَةَ قَالَ أُمٌّ مِنْ أُمَّهَاتِی لَسْتُ أَعْرِفُهَا فَدَعَا بِنَسَّابَیْنِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ أَخْبِرَانِّی أَوْ لَأَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمَا لَكُمَا الْأَمَانُ قَالا فَإِنَّ حَمَامَةَ جَدَّةُ أَبِی سُفْیَانَ السَّابِعَةُ وَ كَانَتْ بَغِیّاً وَ كَانَ لَهَا بَیْتٌ توفی [تُؤْتَی] فِیهِ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ كَانَ عَقِیلٌ مِنَ أَنْسَبِ النَّاسِ (4).
بیان: یقال أخدیته أی أعطیته و القب بالكسر العظم الناتئ بین الألیتین.
أقول: قال عبد الحمید بن أبی الحدید رووا: أن عقیلا رحمه اللّٰه قدم علی أمیر المؤمنین علیه السلام فوجده جالسا فی صحن المسجد بالكوفة(5) فقال السلام علیك یا أمیر المؤمنین قال و علیك السلام یا أبا یزید ثم التفت إلی الحسن ابنه (6) علیه السلام فقال قم فأنزل عمك فقام فأنزله ثم عاد إلیه فقال اذهب فاشتر لعمك قمیصا جدیدا و رداء جدیدا و إزارا جدیدا و نعلا جدیدا فذهب فاشتری له فغدا عقیل علی أمیر المؤمنین علیه السلام فی الثیاب فقال السلام علیك یا أمیر المؤمنین فقال و
ص: 112
علیك السلام یا أبا یزید(1) یخرج عطائی فأدفعه إلیك فلما ارتحل عن أمیر المؤمنین علیه السلام إلی معاویة(2) فنصب له كراسیه و أجلس جلساءه حوله فلما ورد علیه أمر له بمائة ألف فقبضها ثم غدا علیه یوما بعد ذلك و جلساء معاویة حوله فقال یا أبا یزید أخبرنی عن عسكری و عسكر أخیك فقد وردت علیهما قال أخبرك مررت و اللّٰه بعسكر أخی فإذا لیل كلیل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و نهار كنهار رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلا أن رسول اللّٰه لیس فی القوم ما رأیت إلا مصلیا و لا سمعت إلا قارئا و مررت بعسكرك فاستقبلنی قوم من المنافقین ممن نفر ناقة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله(3) لیلة العقبة ثم قال من هذا عن یمینك یا معاویة قال هذا عمرو بن العاص قال هذا الذی اختصم فیه ستة نفر فغلب علیه جزار قریش فمن الآخر قال الضحاك بن قیس الفهری قال أما و اللّٰه لقد كان أبوه جید الأخذ لعسب التیوس (4) فمن هذا الآخر قال أبو موسی الأشعری قال هذا ابن السراقة فلما رأی معاویة أنه قد أغضب جلساءه علم أنه إن استخبره عن نفسه قال فیه سوءا فأحب أن یسأله لیقول فیه ما یعلمه من السوء فیذهب بذلك غضب جلسائه قال یا أبا یزید فما تقول فی قال دعنی من هذا قال لتقولن قال أ تعرف حمامة قال و من حمامة یا أبا یزید قال قد أخبرتك ثم قال (5) فمضی فأرسل معاویة إلی النسابة فدعاه قال من حمامة قال و لی الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبی سفیان كانت بغیا فی الجاهلیة صاحبة رایة قال معاویة لجلسائه قد ساویتكم و
ص: 113
زدت علیكم فلا تغضبوا(1).
و قال فی موضع آخر من المفارقین لعلی علیه السلام أخوه عقیل بن أبی طالب قدم علی أمیر المؤمنین علیه السلام الكوفة(2)
یسترفده فعرض علیه عطاءه فقال إنما أرید من بیت المال فقال تقیم لی (3) یوم الجمعة فلما صلی علی الجمعة قال له ما تقول فیمن خان هؤلاء أجمعین قال بئس الرجل قال فإنك أمرتنی أن أخونهم و أعطیك فلما خرج من عنده شخص إلی معاویة فأمر له یوم قدومه بمائة ألف درهم و قال له یا أبا یزید أنا خیر لك أم علی قال وجدت علیا أنظر لنفسه منك و وجدتك أنظر لی منك لنفسك و قال معاویة لعقیل إن فیكم یا بنی هاشم لینا قال أجل إن فینا للینا من غیر ضعف و عزا من غیر عنف و إن لینكم یا معاویة غدر و سلمكم كفر و قال معاویة و لا كل هذا یا أبا یزید و قال الولید بن عقبة لعقیل فی مجلس معاویة غلبك أخوك یا أبا یزید علی الثروة قال نعم و سبقنی و إیاك إلی الجنة قال أما و اللّٰه (4) لو أن أهل الأرض اشتركوا فی قتله لأرهقوا صعودا و إن أخاك لأشد هذه الأمة عذابا فقال صه و اللّٰه إنا لنرغب بعبد من عبیده عن صحبة أبیك عقبة بن أبی معیط.
و قال معاویة یوما و عنده عمرو بن العاص و قد أقبل عقیل لأضحكنك من عقیل فلما سلم قال معاویة مرحبا برجل عمه أبو لهب فقال عقیل و أهلا بمن (5) عمته حمالة الحطب فِی جِیدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ لأن امرأة أبی لهب أم جمیل بنت حرب
ص: 114
بن أمیة قال معاویة یا أبا یزید ما ظنك بعمك أبی لهب قال إذا دخلت النار فخذ علی یسارك تجده مفترشا عمتك حمالة الحطب أ فناكح فی النار خیر أم منكوح قال كلاهما شر و اللّٰه (1).
و قال فی موضع آخر عقیل بن أبی طالب هو أخو أمیر المؤمنین علیه السلام لأبیه و أمه و كانوا بنو أبی طالب أربعة طالب و هو أسن من عقیل بعشر سنین و عقیل و هو أسن من جعفر بعشر سنین و جعفر و هو أسن من علی بعشر سنین و علی علیه السلام و هو أصغرهم سنا و أعظمهم قدرا بل و أعظم الناس بعد ابن عمه قدرا و كان أبو طالب یحب عقیلا أكثر من حبه سائر بنیه فلذلك قال للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و للعباس حین أتیاه لیقسما بنیه عام المحل (2) فیخففا عنه ثقلهم دعوا لی عقیلا و خذوا من شئتم فأخذ العباس جعفرا و أخذ محمد علیا و كان عقیل یكنی أبا یزید قال له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یا أبا یزید إنی أحبك حبین حبا لقرابتك منی و حبا لما كنت أعلم من حب عمی إیاك أخرج عقیل إلی بدر مكرها كما أخرج العباس فأسر و فدی و عاد إلی مكة ثم أقبل مسلما مهاجرا قبل الحدیبیة و شهد غزاة مؤتة مع أخیه جعفر و توفی فی خلافة معاویة فی سنة خمسین و كان عمره ست و تسعون سنة و له دار بالمدینة معروفة و خرج إلی مكة(3) ثم إلی الشام ثم عاد إلی المدینة و لم یشهد مع أخیه أمیر المؤمنین علیه السلام شیئا من حروبه أیام خلافته و عرض نفسه و ولده علیه فأعفاه و لم یكلفه حضور الحرب و كان أنسب قریش و أعلمهم بأیامها و كان مبغضا إلیهم لأنه كان یعد مساویهم و كانت له طنفسة(4) تطرح فی مسجد رسول اللّٰه فیصلی علیها و یجتمع إلیه الناس فی علم النسب و أیام العرب و كان حینئذ قد ذهب بصره و كان أسرع الناس جوابا و أشدهم عارضة
ص: 115
و كان یقال إن فی قریش أربعة یتحاكم إلیهم فی علم النسب و أیام قریش و یرجع إلی قولهم عقیل بن أبی طالب و مخرمة بن نوفل الزهری و أبو الجهم بن حذیفة العدوی و حویطب بن عبد العزی العامری و اختلف الناس فیه هل التحق بمعاویة و أمیر المؤمنین علیه السلام حی فقال قوم (1)
و رووا أن معاویة قال یوما و عقیل عنده هذا أبو یزید لو لا علمه أنی خیر له من أخیه لما أقام عندنا و تركه فقال عقیل أخی خیر لی فی دینی و أنت خیر لی فی دنیای و قد آثرت دنیا و أسأل اللّٰه خاتمة خیر و قال قوم إنه لم یفد إلی معاویة إلا بعد وفاة أمیر المؤمنین علیه السلام و استدلوا علی ذلك بالكتاب الذی كتبه إلیه فی آخر خلافته و الجواب الذی أجابه علیه السلام به و قد ذكرناه فیما تقدم و سیأتی ذكره أیضا فی باب كتبه علیه السلام و هذا القول هو الأظهر عندی.
و روی المدائنی قال قال معاویة یوما لعقیل بن أبی طالب هل من حاجة فأقضیها لك قال نعم جاریة عرضت علی و أبی أصحابها أن یبیعوها إلا بأربعین ألفا فأحب معاویة أن یمازحه قال و ما تصنع بجاریة قیمتها أربعون ألفا و أنت أعمی تجتزئ بجاریة قیمتها خمسون درهما قال أرجو أن أطأها فتلد لی غلاما إذا أغضبته یضرب عنقك فضحك معاویة و قال مازحناك یا أبا یزید و أمر فابتیعت له الجاریة التی أولد منها مسلما رحمه اللّٰه فلما أتت علی مسلم ثمانی عشرة سنة و قد مات عقیل أبوه قال لمعاویة یا أمیر المؤمنین إن لی أرضا بمكان كذا من المدینة و إنی أعطیت بها مائة ألف و قد أحببت أن أبیعك إیاها فادفع إلی ثمنها فأمر معاویة بقبض الأرض و دفع الثمن إلیه فبلغ ذلك الحسین علیه السلام فكتب إلی معاویة أما بعد فإنك اغتررت (2) غلاما من بنی هاشم فابتعت منه أرضا لا یملكها فاقبض من الغلام ما دفعته إلیه و اردد علینا أرضنا فبعث معاویة إلی مسلم فأخبره ذلك و أقرأه
ص: 116
كتاب الحسین علیه السلام و قال اردد علینا مالنا و خذ أرضك فإنك بعت ما لا تملك فقال مسلم أما دون أن أضرب رأسك بالسیف فلا فاستلقی معاویة ضاحكا یضرب برجلیه و قال یا بنی هذا و اللّٰه كلام قاله لی أبوك حین ابتعت له أمك ثم كتب إلی الحسین علیه السلام أنی قد رددت علیكم الأرض و سوغت مسلما ما أخذه فقال الحسین علیه السلام أبیتم یا آل أبی سفیان إلا كرما.
فقال معاویة لعقیل یا أبا یزید أین یكون عمك أبو لهب الیوم قال إذا دخلت جهنم فاطلبه تجده مضاجعا عمتك أم جمیل بنت حرب بن أمیة و قالت له زوجته ابنة عتبة بن ربیعة یا بنی هاشم لا یحبكم قلبی أبدا أین أبی أین عمی أین أخی كأن أعناقهم أباریق الفضة ترد أنفهم الماء قبل شفاههم قال إذا دخلت جهنم فخذی علی شمالك تجدینهم.
سأل معاویة عقیلا رحمه اللّٰه عن قصة الحدیدة المحماة المذكورة فبكی و قال: أنا أحدثك یا معاویة عنه (1) ثم أحدثك عما سألت نزل بالحسین ابنه ضیف فاستسلف (2) درهما اشتری به خبزا و احتاج إلی الإدام فطلب من قنبر خادمهم أن یفتح له زقا من زقاق عسل جاءتهم من الیمن فأخذ منه رطلا فلما طلبها لیقسمها قال یا قنبر أظن أنه حدث فی هذا الزق حدث قال نعم یا أمیر المؤمنین و أخبره فغضب و قال علی بحسین و رفع الدرة(3) فقال بحق عمی جعفر و كان إذا سئل بحق جعفر سكن فقال له ما حملك إذ أخذت منه قبل القسمة قال إن لنا فیه حقا فإذا أعطیناه رددناه قال فداك أبوك و إن كان لك فیه حق فلیس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ینتفع المسلمون بحقوقهم أما لو لا أنی رأیت رسول اللّٰه یقبل ثنیتیك لأوجعتك ضربا ثم دفع إلی قنبر درهما كان مصرورا فی ردائه و قال اشتر به خیر عسل تقدر علیه قال عقیل و اللّٰه لكأنی أنظر
ص: 117
إلی یدی علی و هی علی فم الزق و قنبر یقلب العسل فیه ثم شده و جعل یبكی و یقول اللّٰهم اغفر للحسین فإنه لم یعلم.
فقال معاویة ذكرت من لا ینكر فضله رحم اللّٰه أبا حسن فلقد سبق من كان قبله و أعجز من یأتی بعده هلم حدیث الحدیدة: قال نعم أقویت (1) و أصابتنی مخمصة شدیدة فسألته فلم تند صفاته (2) فجمعت صبیانی و جئته بهم و البؤس و الضر ظاهران علیهم فقال ائتنی عشیة لأدفع إلیك شیئا فجئته یقودنی أحد ولدی فأمره بالتنحی ثم قال ألا فدونك فأهویت حریصا قد غلبنی الجشع (3) أظنها صرة فوضعت یدی علی حدید تلتهب نارا فلما قبضتها نبذتها و خرت كما یخور(4) الثور تحت جازره فقال لی ثكلتك أمك هذا من حدیدة أوقدت لها نار الدنیا فكیف بك و بی غدا إن سلكنا فی سلاسل جهنم ثم قرأ إِذِ الْأَغْلالُ فِی أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ یُسْحَبُونَ (5) ثم قال لیس لك عندی فوق حقك الذی فرضه اللّٰه لك إلا ما تری فانصرف إلی أهلك فجعل معاویة یتعجب و یقول هیهات عقمت النساء أن تلد بمثله (6).
أقول: روی فی بعض مؤلفات أصحابنا عن قتادة أن أروی بنت الحارث بن عبد المطلب دخلت علی معاویة بن أبی سفیان و قد قدم المدینة و هی عجوز كبیرة فلما رآها معاویة قال مرحبا بك یا خالة كیف كنت بعدی قالت كیف أنت یا ابن أختی لقد كفرت النعمة و أسأت لابن عمك الصحبة و تسمیت بغیر اسمك
ص: 118
و أخذت غیر حقك بلا بلاء كان منك و لا من آبائك فی دیننا و لا سابقة كانت لكم بل كفرتم بما جاء به محمد صلی اللّٰه علیه و آله فأتعس اللّٰه منكم الجدود و أصعر منكم الخدود و رد الحق إلی أهله فكانت كلمتنا هی العلیا و نبینا هو المنصور علی من ناواه فوثبت قریش علینا من بعده حسدا لنا و بغیا فكنا بحمد اللّٰه و نعمته أهل بیت فیكم بمنزلة بنی إسرائیل فی آل فرعون و كان سیدنا فیكم بعد نبینا بمنزلة هارون من موسی و غایتنا الجنة و غایتكم النار فقال لها عمرو بن العاص كفی أیتها العجوز الضالة و اقصری من قولك مع ذهاب عقلك إذ لا تجوز شهادتك وحدك فقالت و أنت یا ابن الباغیة تتكلم و أمك أشهر بغی بمكة و أقلهم أجرة و
ادعاك خمسة من قریش فسئلت أمك عن ذلك فقالت كل أتاها فانظروا أشبههم به فألحقوه به فغلب شبه العاص بن وائل جزار قریش ألأمهم مكرا و أمهنهم خیرا فما ألومك ببغضنا قال مروان بن الحكم كفی أیتها العجوز و اقصدی لما جئت له فقالت و أنت یا ابن الزرقاء تتكلم و اللّٰه و أنت ببشیر مولی ابن كلدة أشبه منك بالحكم بن العاص و قد رأیت الحكم سبط الشعر مدید القامة و ما بینكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرف فاسأل عما أخبرتك به أمك فإنها ستخبرك بذلك ثم التفتت إلی معاویة فقالت و اللّٰه ما جرأ هؤلاء غیرك و إن أمك القائلة فی قتل حمزة:
نحن جزیناكم بیوم بدر***و الحرب بعد الحرب ذات السعر.
إلی آخر الأبیات فأجابتها ابنة عمی :
خزیت فی بدر و غیر بدر *** یا بنت وقاع عظیم الكفر.
إلی آخر الأبیات فالتفت معاویة إلی مروان و عمرو و قال و اللّٰه ما جرأها علی غیركما و لا أسمعنی هذا الكلام سواكما ثم قال یا خالة اقصدی لحاجتك و دعی أساطیر النساء عنك قالت تعطینی ألفی دینار و ألفی دینار و ألفی دینار قال ما تصنعین بألفی دینار قالت أزوج بها فقراء بنی الحارث بن عبد المطلب قال
ص: 119
هی كذلك فما تصنعین بألفی دینار قالت أستعین بها علی شدة الزمان و زیارة بیت اللّٰه الحرام قال قد أمرت بها لك فما تصنعین بألفی دینار قالت أشتری بها عینا خرارة فی أرض حوارة تكون لفقراء بنی الحارث بن عبد المطلب قال هی لك یا خالة أما و اللّٰه لو كان ابن عمك علی ما أمر بها لك قالت تذكر علیا فض اللّٰه فاك و أجهد بلاك؟!! ثم علا نحیبها و بكاؤها و جعلت تقول:
ألا یا عین ویحك فاسعدینا***ألا فابكی أمیر المؤمنینا
رزئنا خیر من ركب المطایا***و جال بها و من ركب السفینا
و من لبس النعال و من حذاها***و من قرأ المثانی و المئینا
إذا استقبلت وجه أبی حسین***رأیت البدر راق الناظرینا
ألا فأبلغ معاویة بن حرب***فلا قرت عیون الشامتینا
أ فی الشهر الحرام فجعتمونا***بخیر الخلق طرا أجمعینا
مضی بعد النبی فدته نفسی***أبو حسن و خیر الصالحینا
كأن الناس إذ فقدوا علیا***نعام جال فی بلد سنینا
فلا و اللّٰه لا أنسی علیا***و حسن صلاته فی الراكعینا
لقد علمت قریش حیث كانت***بأنك خیرها حسبا و دینا
فلا یفرح معاویة بن حرب***فإن بقیة الخلفاء فینا.
قال فبكی معاویة ثم قال یا خالة لقد كان كما قلت و أفضل.
بیان: الخریر صوت الماء أی عینا یكون لمائها صوت لكثرته و الحوارة لعلها من الحور بمعنی الرجوع أی ترجع كل سنة إلی إعطاء الغلة و فی أكثر النسخ بالخاء المعجمة و الخوار الصوت و الضعف و الانكسار و لا یستقیم إلا بتكلف.
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: إِخْوَتُهُ علیه السلام طَالِبٌ وَ عَقِیلٌ وَ جَعْفَرٌ وَ عَلِیٌّ أَصْغَرُهُمْ وَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَكْبَرُ مِنْ أَخِیهِ بِعَشْرِ سِنِینَ بِهَذَا التَّرْتِیبِ وَ أَسْلَمُوا كُلُّهُمْ وَ أَعْقَبُوا إِلَّا طَالِبٌ
ص: 120
فَإِنَّهُ أَسْلَمَ وَ لَمْ یُعْقِبْ أُخْتُهُ أُمُّ هَانِئٍ وَ اسْمُهَا فَاخِتَةُ وَ جُمَانَةُ وَ خَالُهُ حُنَیْنُ بْنُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَ خَالَتُهُ خَالِدَةُ بِنْتُ أَسَدٍ وَ رَبِیبَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ- وَ ابْنُ أُخْتِهِ جَعْدَةُ بْنُ هُبَیْرَةَ(1).
«5»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّائِبِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ بَیْنَ طَالِبٍ وَ عَقِیلٍ عَشْرُ سِنِینَ وَ بَیْنَ عَقِیلٍ وَ جَعْفَرٍ عَشْرُ سِنِینَ وَ بَیْنَ جَعْفَرٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام عَشْرُ سِنِینَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام أَصْغَرَهُمْ (2).
أقول: قد مضی كثیر من أحوال عقیل فی باب جوامع مكارمه علیه السلام و أحوال جعفر علیه السلام و بعض عشائره فی أبواب أحوال عشائر الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أصحابه علیه السلام و سیأتی أحوال عبد اللّٰه بن جعفر و عبد اللّٰه بن عباس فی باب أحوال أصحابه علیه السلام و أبواب أحوال الحسین علیه السلام.
«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی حَسَّانَ الْعِجْلِیِّ قَالَ: لَقِیتُ أَمَةَ اللَّهِ بِنْتَ رَاشِدٍ الْهَجَرِیِّ فَقُلْتُ لَهَا أَخْبِرِینِی بِمَا سَمِعْتِ مِنْ أَبِیكِ قَالَتْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ لِی حَبِیبِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا رَاشِدُ كَیْفَ صَبْرُكَ إِذَا أَرْسَلَ إِلَیْكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَطَعَ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ لِسَانَكَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَكُونُ آخِرُ ذَلِكَ إِلَی الْجَنَّةِ؟
ص: 121
قَالَ نَعَمْ یَا رَاشِدُ وَ أَنْتَ مَعِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَتْ فَوَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی أَرْسَلَ إِلَیْهِ الدَّعِیُّ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ فَدَعَاهُ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ زِیَادٍ فَبِأَیِّ مِیتَةٍ قَالَ لَكَ صَاحِبُكَ تَمُوتُ قَالَ خَبَّرَنِی خَلِیلِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّكَ تَدْعُونِی إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَلَا أَتَبَرَّأُ فَتُقَدِّمُنِی فَتَقْطَعُ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ لِسَانِی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأُكَذِّبَنَّ صَاحِبَكَ قَدِّمُوهُ وَ اقْطَعُوا یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ اتْرُكُوا لِسَانَهُ فَقَطَعُوهُ ثُمَّ حَمَلُوهُ إِلَی مَنْزِلِنَا فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَتِ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ تَجِدُ لِمَا أَصَابَكَ أَلَماً قَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا بُنَیَّةِ إِلَّا كَالزِّحَامِ بَیْنَ النَّاسِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ جِیرَانُهُ وَ مَعَارِفُهُ یَتَوَجَّعُونَ لَهُ فَقَالَ آتُونِی (1) بِصَحِیفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَذْكُرْ لَكُمْ مَا یَكُونُ مِمَّا أَعْلَمَنِیهِ مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَتَوْهُ بِصَحِیفَةٍ وَ دَوَاةٍ فَجَعَلَ یَذْكُرُ وَ یُمْلِی عَلَیْهِمْ أَخْبَارَ الْمَلَاحِمِ وَ الْكَائِنَاتِ وَ یُسْنِدُهَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ زِیَادٍ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الْحَجَّامَ حَتَّی قَطَعَ لِسَانَهُ فَمَاتَ مِنْ لَیْلَتِهِ تِلْكَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُسَمِّیهِ رَاشِدَ الْمُبْتَلَی وَ كَانَ قَدْ أَلْقَی إِلَیْهِ عِلْمَ الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا فَكَانَ یَلْقَی الرَّجُلَ وَ یَقُولُ لَهُ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ تَمُوتُ مِیتَةَ كَذَا وَ أَنْتَ یَا فُلَانُ تُقْتَلُ قِتْلَةَ كَذَا فَیَكُونُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَهُ رَاشِدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ (2).
«2»- ید، [التوحید] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام غُلَامٌ اسْمُهُ قَنْبَرٌ وَ كَانَ یُحِبُّ عَلِیّاً حُبّاً شَدِیداً فَإِذَا خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام خَرَجَ عَلَی أَثَرِهِ بِالسَّیْفِ فَرَآهُ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَقَالَ یَا قَنْبَرُ مَا لَكَ قَالَ جِئْتُ لِأَمْشِیَ خَلْفَكَ فَإِنَّ النَّاسَ كَمَا تَرَاهُمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَخِفْتُ عَلَیْكَ قَالَ وَیْحَكَ أَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ تَحْرُسُنِی أَمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ لَا بَلْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ لَا یَسْتَطِیعُونَ بِی شَیْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ السَّمَاءِ فَارْجِعْ فَرَجَعَ (3).
ص: 122
«3»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ:
إِذَا رَأَیْتُ مِنْهُمْ أَمْراً مُنْكَراً***أَوْقَدْتُ نَارِی وَ دَعَوْتُ قَنْبَراً(1).
«4»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُعَلًّی عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَنْعَی إِلَی رَجُلٍ نَفْسَهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ فَقَالَ شِبْهَ الْمُغْضَبِ یَا إِسْحَاقُ قَدْ كَانَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا فَالْإِمَامُ أَوْلَی بِذَلِكَ (2).
«5»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُعَاوِیَةَ(3) عَنْ إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَا فُلَانُ إِنَّكَ أَنْتَ تَمُوتُ إِلَی شَهْرٍ قَالَ فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی كَأَنَّهُ یَعْلَمُ آجَالَ شِیعَتِهِ قَالَ فَقَالَ یَا إِسْحَاقُ وَ مَا تُنْكِرُونَ مِنْ ذَلِكَ وَ قَدْ كَانَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ مُسْتَضْعَفاً وَ كَانَ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا فَالْإِمَامُ أَوْلَی بِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ یَا إِسْحَاقُ تَمُوتُ إِلَی سَنَتَیْنِ وَ یَتَشَتَّتُ أَهْلُكَ وَ وُلْدُكَ وَ عِیَالُكَ وَ أَهْلُ بَیْتِكَ وَ یُفْلِسُونَ إِفْلَاساً شَدِیداً(4).
بیان: مستضعفا أی مظلوما أی یعده الناس ضعیفا لا یعتنون بشأنه أو كانوا یحسبونه ضعیف العقل.
«6»- سن، [المحاسن] عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ قنو [قِنْوَةَ](5) ابْنَةِ رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ قَالَتْ: قُلْتُ لِأَبِی مَا أَشَدَّ اجْتِهَادَكَ فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ سَیَجِی ءُ قَوْمٌ بَعْدَنَا بَصَائِرُهُمْ فِی دِینِهِمْ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ أَوَّلِیهِمْ (6).
ص: 123
«7»- شا، [الإرشاد]: مِنْ مُعْجِزَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ مِیثَمَ التَّمَّارِ كَانَ عَبْداً لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِی أَسَدٍ فَاشْتَرَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْهَا فَأَعْتَقَهُ فَقَالَ مَا اسْمُكَ فَقَالَ سَالِمٌ فَقَالَ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اسْمَكَ الَّذِی سَمَّاكَ بِهِ أَبُوكَ فِی الْعَجَمِ مِیثَمٌ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (1) وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَاسْمِی قَالَ فَارْجِعْ إِلَی اسْمِكَ الَّذِی سَمَّاكَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَعْ سَالِماً فَرَجَعَ إِلَی مِیثَمٍ وَ اكْتَنَی بِأَبِی سَالِمٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ إِنَّكَ تُؤْخَذُ بَعْدِی فَتُصْلَبُ وَ تُطْعَنُ بِحَرْبَةٍ فَإِذَا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاكَ وَ فَمُكَ دَماً فَتُخْضَبُ لِحْیَتُكَ فَانْتَظِرْ ذَلِكَ الْخِضَابَ فَتُصْلَبُ عَلَی بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ عَاشِرَ عَشَرَةٍ أَنْتَ أَقْصَرُهُمْ خَشَبَةً وَ أَقْرَبُهُمْ مِنَ الْمَطْهَرَةِ وَ امْضِ حَتَّی أُرِیَكَ النَّخْلَةَ الَّتِی تُصْلَبُ عَلَی جِذْعِهَا فَأَرَاهُ إِیَّاهَا وَ كَانَ مِیثَمٌ یَأْتِیهَا فَیُصَلِّی عِنْدَهَا وَ یَقُولُ بُورِكْتِ مِنْ نَخْلَةٍ لَكِ خُلِقْتُ وَ لِی غُذِّیتِ وَ لَمْ یَزَلْ مُعَاهِدَهَا(2) حَتَّی قُطِعَتْ وَ حَتَّی عُرِفَ الْمَوْضِعُ الَّذِی یُصْلَبُ عَلَیْهَا بِالْكُوفَةِ قَالَ وَ كَانَ یَلْقَی عَمْرَو بْنَ حُرَیْثٍ فَیَقُولُ إِنِّی مُجَاوِرُكَ فَأَحْسِنْ جِوَارِی فَیَقُولُ لَهُ عَمْرٌو أَ تُرِیدُ أَنْ تَشْتَرِیَ دَارَ ابْنِ مَسْعُودٍ أَوْ دَارَ ابْنِ حَكِیمٍ وَ هُوَ لَا یَعْلَمُ مَا یُرِیدُ وَ حَجَّ فِی السَّنَةِ الَّتِی قُتِلَ فِیهَا فَدَخَلَ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَتْ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مِیثَمٌ قَالَتْ وَ اللَّهِ لَرُبَّمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَذْكُرُكَ وَ یُوصِی بِكَ عَلِیّاً فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَسَأَلَهَا عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَتْ هُوَ فِی حَائِطٍ لَهُ قَالَ أَخْبِرِیهِ
أَنَّنِی قَدْ أَحْبَبْتُ السَّلَامَ عَلَیْهِ وَ نَحْنُ مُلْتَقُونَ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِینَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَدَعَتْ بِطِیبٍ وَ طَیَّبَتْ لِحْیَتَهُ وَ قَالَتْ أَمَا إِنَّهَا سَتُخْضَبُ بِدَمٍ فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَأَخَذَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ فَأُدْخِلَ عَلَیْهِ فَقِیلَ لَهُ هَذَا كَانَ مِنْ آثَرِ النَّاسِ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ وَیْحَكُمْ هَذَا الْأَعْجَمِیُّ قِیلَ لَهُ نَعَمْ قَالَ لَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ أَیْنَ رَبُّكَ قَالَ بِالْمِرْصَادِ
ص: 124
لِكُلِّ ظَالِمٍ وَ أَنْتَ أَحَدُ الظَّلَمَةِ قَالَ إِنَّكَ عَلَی عُجْمَتِكَ لَتُبْلِغُ الَّذِی تُرِیدُ قَالَ أَخْبِرْنِی مَا أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ أَنِّی فَاعِلٌ بِكَ قَالَ أَخْبَرَنِی أَنَّكَ تَصْلِبُنِی عَاشِرَ عَشَرَةٍ أَنَا أَقْصَرُهُمْ خَشَبَةً وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَی الْمَطْهَرَةِ قَالَ لَنُخَالِفَنَّهُ قَالَ كَیْفَ تُخَالِفُهُ فَوَ اللَّهِ مَا أَخْبَرَ(1) إِلَّا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فَكَیْفَ تُخَالِفُ هَؤُلَاءِ وَ لَقَدْ عَرَفْتُ الْمَوْضِعَ الَّذِی أُصْلَبُ فِیهِ وَ أَیْنَ هُوَ مِنَ الْكُوفَةِ وَ أَنَا أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ أُلْجَمُ فِی الْإِسْلَامِ فَحَبَسَهُ وَ حَبَسَ مَعَهُ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ لَهُ مِیثَمٌ إِنَّكَ تُفْلِتُ وَ تَخْرُجُ ثَائِراً بِدَمِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَتَقْتُلُ هَذَا الَّذِی یَقْتُلُنَا فَلَمَّا دَعَا عُبَیْدُ اللَّهِ بِالْمُخْتَارِ لِیَقْتُلَهُ طَلَعَ بَرِیدٌ بِكِتَابِ یَزِیدَ إِلَی عُبَیْدِ اللَّهِ یَأْمُرُهُ بِتَخْلِیَةِ سَبِیلِهِ فَخَلَّاهُ وَ أَمَرَ بِمِیثَمٍ أَنْ یُصْلَبَ فَأُخْرِجَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ لَقِیَهُ مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَنْ هَذَا فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ وَ هُوَ یُومِئُ إِلَی النَّخْلَةِ لَهَا خُلِقْتُ وَ لِی غُذِّیَتْ فَلَمَّا رُفِعَ عَلَی الْخَشَبَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ عَلَی بَابِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ قَالَ عَمْرٌو قَدْ كَانَ وَ اللَّهِ یَقُولُ إِنِّی مُجَاوِرُكَ فَلَمَّا صُلِبَ أَمَرَ جَارِیَتَهُ بِكَنْسِ تَحْتِ خَشَبَتِهِ وَ رَشِّهِ وَ تَجْمِیرِهِ فَجَعَلَ مِیثَمٌ یُحَدِّثُ بِفَضَائِلِ بَنِی هَاشِمٍ فَقِیلَ لِابْنِ زِیَادٍ قَدْ فَضَحَكُمْ هَذَا الْعَبْدُ فَقَالَ أَلْجِمُوهُ وَ كَانَ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ أُلْجِمَ فِی الْإِسْلَامِ وَ كَانَ قَتْلُ مِیثَمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ قُدُومِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام الْعِرَاقَ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ مِنْ صَلْبِهِ طُعِنَ مِیثَمٌ بِالْحَرْبَةِ فَكَبَّرَ ثُمَّ انْبَعَثَ فِی آخِرِ النَّهَارِ فَمُهُ وَ أَنْفُهُ دَماً وَ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَخْبَارِ عَنِ الْغُیُوبِ الْمَحْفُوظَةِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ذِكْرُهُ شَائِعٌ وَ الرِّوَایَةُ بِهِ بَیْنَ الْعُلَمَاءِ مُسْتَفِیضَةٌ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ عَیَّاشٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ زِیَادِ بْنِ النَّصْرِ الْحَارِثِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زِیَادٍ إِذْ أُتِیَ بِرُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ قَالَ لَهُ زِیَادٌ مَا قَالَ لَكَ صَاحِبُكَ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام إِنَّا فَاعِلُونَ بِكَ قَالَ تَقْطَعُونَ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ تَصْلِبُونَنِی فَقَالَ زِیَادٌ أَمَ وَ اللَّهِ لَأُكَذِّبَنَّ حَدِیثَهُ خَلُّوا سَبِیلَهُ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْرُجَ قَالَ زِیَادٌ وَ اللَّهِ
ص: 125
مَا نَجِدُ(1) شَیْئاً شَرّاً مِمَّا قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ اقْطَعُوا یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ اصْلِبُوهُ فَقَالَ رُشَیْدٌ هَیْهَاتَ قَدْ بَقِیَ لِی عِنْدَكُمْ شَیْ ءٌ أَخْبَرَنِی بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ زِیَادٌ اقْطَعُوا لِسَانَهُ فَقَالَ رُشَیْدٌ الْآنَ وَ اللَّهِ جَاءَ التَّصْدِیقُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هَذَا الْخَبَرُ أَیْضاً قَدْ نَقَلَهُ الْمُؤَالِفُ وَ الْمُخَالِفُ عَنْ ثِقَاتِهِمْ عَمَّنْ سَمَّیْنَاهُ وَ اشْتَهَرَ أَمْرُهُ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْجَمِیعِ وَ هُوَ مِنْ جُمْلَةِ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ وَ الْأَخْبَارِ عَنِ الْغُیُوبِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَامَّةُ أَصْحَابِ السِّیرَةِ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ الثَّقَفِیَّ قَالَ ذَاتَ یَوْمٍ أُحِبُّ أَنْ أُصِیبَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ أَبِی تُرَابٍ فَأَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِدَمِهِ فَقِیلَ لَهُ مَا نَعْلَمُ أَحَداً كَانَ أَطْوَلَ صُحْبَةً لِأَبِی تُرَابٍ مِنْ قَنْبَرٍ مَوْلَاهُ فَبَعَثَ فِی طَلَبِهِ فَأُتِیَ بِهِ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ قَنْبَرٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَبُو هَمْدَانَ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- قَالَ اللَّهُ مَوْلَایَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ وَلِیُّ نِعْمَتِی قَالَ ابْرَأْ مِنْ دِینِهِ قَالَ فَإِذَا بَرِئْتُ مِنْ دِینِهِ تَدُلُّنِی عَلَی دِینِ غَیْرِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ قَالَ إِنِّی قَاتِلُكَ فَاخْتَرْ أَیَّ قِتْلَةٍ أَحَبُّ إِلَیْكَ قَالَ قَدْ صَیَّرْتُ ذَلِكَ إِلَیْكَ قَالَ وَ لِمَ قَالَ لِأَنَّكَ لَا تَقْتُلُنِی قِتْلَةً إِلَّا قَتَلْتُكَ مِثْلَهَا وَ قَدْ أَخْبَرَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ مِیتَتِی تَكُونُ ذَبْحاً ظُلْماً بِغَیْرِ حَقٍّ قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَذُبِحَ (2).
«8»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: مَا مُنِعَ مِیثَمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ التَّقِیَّةِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (3).
كا،(4) [الكافی] علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر عن جمیل عن محمد بن مروان: مثله (5)
ص: 126
بیان: لعل وجه الجمع بین أخبار التقیة و عدمها فی التبری الحمل علی التخییر فیكون هذا الكلام منه علیه السلام علی وجه الإشفاق بأنه كان یمكنه حفظ النفس بالتقیة فلم تركها علی وجه إلا الذم و الاعتراض (1) و فی أكثر نسخ الكتابین میثم بالرفع فالظاهر قراءة منع علی بناء المجهول فیحتمل ما ذكرنا أی لم یكن ممنوعا عن التقیة شرعا فلم لم یتق و یحتمل أن یكون مدحا أی وطن نفسه علی القتل لحب أمیر المؤمنین علیه السلام مع أنه لم یكن ممنوعا من التقیة و یحتمل أن یكون المعنی لم یمنع من التقیة و لم یتركها و لكن لم تنفعه أو المعنی أنه إنما تركها لعلمه بعدم الانتفاع بها و عدم تحقق شرط التقیة فیه و یمكن أن یقرأ منع علی بناء المعلوم أی لیس فعله مانعا للغیر عن التقیة لأنه اختار أحد الفردین المخیر فیهما أو لاختصاصه به لعدم تحقق شرطها فیه أو فعله و لم ینفعه و بالجملة یبعد عن مثل میثم و رشید و قنبر رضی اللّٰه عنهم بعد إخبار أمیر المؤمنین علیه السلام إیاهم بما یجری علیهم أمرهم بالتقیة تركهم أمره علیه السلام و عدم بیانه علیه السلام لهم ما یجب علیهم فعله فی هذا الوقت أبعد و اللّٰه یعلم.
«9»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ مَعاً عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الثَّقَفِیِّ قَالَ: لَمَّا أُمِرَ بِمِیثَمٍ لِیُصْلَبَ قَالَ رَجُلٌ یَا مِیثَمُ لَقَدْ كُنْتَ عَنْ هَذَا غَنِیّاً قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ مِیثَمٌ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا نَبَتَتْ هَذِهِ النَّخْلَةُ إِلَّا لِی وَ لَا اغْتَذَیْتُ إِلَّا لَهَا(2).
«10»- مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو خَالِدٍ التَّمَّارُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مِیثَمٍ التَّمَّارِ بِالْفُرَاتِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَهَبَّتْ رِیحٌ وَ هُوَ فِی سَفِینَةٍ مِنْ سُفُنِ الرُّمَّانِ قَالَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ إِلَی الرِّیحِ فَقَالَ شُدُّوا بِرَأْسِ سَفِینَتِكُمْ إِنَّ هَذَا رِیحٌ عَاصِفٌ مَاتَ مُعَاوِیَةُ السَّاعَةَ قَالَ فَلَمَّا كَانَتِ
ص: 127
الْجُمُعَةُ الْمُقْبِلَةُ قَدِمَ بَرِیدٌ مِنَ الشَّامِ فَلَقِیتُهُ فَاسْتَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا الْخَبَرُ قَالَ النَّاسُ عَلَی أَحْسَنِ حَالٍ تُوُفِّیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ بَایَعَ النَّاسُ یَزِیدَ قَالَ قُلْتُ أَیَّ یَوْمٍ تُوُفِّیَ قَالَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ(1).
«11»- مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ فُضَیْلٍ الرَّسَّانِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مِیثَمٍ قَالَ خَرَجَ أَبِی إِلَی الْعُمْرَةِ فَحَدَّثَنِی قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَضَرَبَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا خِدْراً فَقَالَتْ لِی أَنْتَ مِیثَمٌ فَقُلْتُ أَنَا مِیثَمٌ فَقَالَتْ كَثِیراً مَا رَأَیْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ ابْنَ فَاطِمَةَ یَذْكُرُكَ قُلْتُ فَأَیْنَ هُوَ قَالَتْ خَرَجَ فِی غَنَمٍ لَهُ آنِفاً قُلْتُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أُكْثِرُ ذِكْرَهُ فَأَقْرِئِیهِ (2) فَإِنِّی مُبَادِرٌ فَقَالَتْ یَا جَارِیَةُ اخْرُجِی فَادْهُنِیهِ فَخَرَجَتْ فَدَهَنَتْ لِحْیَتِی بِبَانٍ (3) فَقُلْتُ أَنَا أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ دَهَنَتْهَا(4) لَتُخْضَبَنَّ فِیكُمْ بِالدِّمَاءِ فَخَرَجْنَا فَإِذَا ابْنُ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا جَالِسٌ فَقُلْتُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ سَلْنِی مَا شِئْتَ مِنْ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ فَإِنِّی قَرَأْتُ تَنْزِیلَهُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَلَّمَنِی تَأْوِیلَهُ فَقَالَ یَا جَارِیَةُ الدَّوَاةَ وَ الْقِرْطَاسَ فَأَقْبَلَ یَكْتُبُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَیْفَ بِكَ إِذَا رَأَیْتَنِی مَصْلُوباً تَاسِعَ تِسْعَةٍ أَقْصَرَهُمْ خَشَبَةً وَ أَقْرَبَهُمْ بِالْمَطْهَرَةِ فَقَالَ لِی وَ تَكَهَّنُ أَیْضاً وَ خَرَقَ الْكِتَابَ فَقُلْتُ مَهْ احْفَظْ(5) بِمَا سَمِعْتَ مِنِّی فَإِنْ یَكُنْ مَا أَقُولُ لَكَ حَقّاً أَمْسَكْتَهُ وَ إِنْ یَكُ بَاطِلًا خَرَقْتَهُ قَالَ هُوَ ذَلِكَ فَقَدِمَ أَبِی عَلَیْنَا فَمَا لَبِثَ یَوْمَیْنِ حَتَّی أَرْسَلَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ فَصَلَبَهُ تَاسِعَ تِسْعَةٍ أَقْصَرَهُمْ خَشَبَةً وَ أَقْرَبَهُمْ إِلَی الْمَطْهَرَةِ فَرَأَیْتُ الرَّجُلَ الَّذِی جَاءَ إِلَیْهِ لِیَقْتُلَهُ وَ قَدْ أَشَارَ إِلَیْهِ بِالْحَرْبَةِ وَ هُوَ یَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا قَوَّاماً ثُمَّ طَعَنَهُ فِی خَاصِرَتِهِ
ص: 128
فَأَجَافَهُ فَاحْتُقِنَ الدَّمُ (1) فَمَكَثَ یَوْمَیْنِ ثُمَّ إِنَّهُ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ بَعْدَ الْعَصْرِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ انْبَعَثَ مَنْخِرَاهُ دَماً فَخُضِبَتْ لِحْیَتُهُ بِالدِّمَاءِ.
قال أبو نصر محمد بن مسعود و حدثنی أیضا بهذا الحدیث علی بن الحسن بن فضال عن أحمد بن محمد الأقرع عن داود بن مهزیار عن علی بن إسماعیل عن فضیل عن عمران بن میثم قال علی بن الحسن هو حمزة بن میثم (2)
خطاء و قال علی أخبرنی به الوشاء بإسناده: مثله سواء غیر أنه ذكر عمران بن میثم.
«12»- حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ قَالا حَدَّثَنَا أَیُّوبُ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ لِی مِیثَمٌ التَّمَّارُ ذَاتَ یَوْمٍ یَا أَبَا حُكَیْمٍ إِنِّی أُخْبِرُكَ بِحَدِیثٍ وَ هُوَ حَقٌّ قَالَ فَقُلْتُ یَا أَبَا صَالِحٍ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُحَدِّثُنِی قَالَ إِنِّی أَخْرُجُ الْعَامَ إِلَی مَكَّةَ فَإِذَا قَدِمْتُ الْقَادِسِیَّةَ رَاجِعاً أَرْسَلَ إِلَیَّ هَذَا الدَّعِیُّ ابْنُ زِیَادٍ رَجُلًا فِی مِائَةِ فَارِسٍ حَتَّی یَجِی ءَ بِی إِلَیْه فَیَقُولُ لِی أَنْتَ مِنْ هَذِهِ السَّبَّابِیَّةِ الْخَبِیثَةِ الْمُحْتَرِقَةِ الَّتِی قَدْ یَبِسَتْ عَلَیْهَا جُلُودُهَا وَ ایْمُ اللَّهِ لَأُقَطِّعَنَّ یَدَكَ وَ رِجْلَكَ فَأَقُولُ لَا رَحِمَكَ اللَّهُ فَوَ اللَّهِ لَعَلِیٌّ علیه السلام كَانَ أَعْرَفَ بِكَ مِنْ حَسَنٍ علیه السلام حِینَ ضَرَبَ رَأْسَكَ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ- یَا أَبَتِ لَا تَضْرِبْهُ فَإِنَّهُ یُحِبُّنَا وَ یُبْغِضُ عَدُوَّنَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مُجِیباً لَهُ اسْكُتْ یَا بُنَیَّ فَوَ اللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَوَلِیٌّ لِعَدُوِّكَ وَ عَدُوٌّ لِوَلِیِّكَ قَالَ فَیَأْمُرُ بِی عِنْدَ ذَلِكَ فَأُصْلَبُ فَأَكُونُ أَوَّلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أُلْجَمُ بِالشَّرِیطِ فِی الْإِسْلَامِ فَإِذَا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ فَقُلْتُ غَابَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَغِبْ ابْتَدَرَ مَنْخِرَایَ دَماً عَلَی صَدْرِی وَ لِحْیَتِی قَالَ فَرَصَدْنَاهُ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ فَقُلْتُ غَابَتِ الشَّمْسُ أَوْ لَمْ تَغِبْ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ عَلَی صَدْرِهِ وَ لِحْیَتِهِ دَماً قَالَ فَاجْتَمَعْنَا سَبْعَةً مِنَ التَّمَّارِینَ فَاتَّعَدْنَا بِحَمْلِهِ فَجِئْنَا إِلَیْهِ لَیْلًا وَ الْحُرَّاسُ یَحْرُسُونَهُ وَ قَدْ أَوْقَدُوا النَّارَ فَحَالَتِ النَّارُ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ فَاحْتَمَلْنَاهُ بِخَشَبَةٍ حَتَّی انْتَهَیَا بِهِ إِلَی فَیْضٍ مِنْ مَاءٍ
ص: 129
فِی مُرَادٍ فَدَفَنَّاهُ فِیهِ وَ رَمَیْنَا الْخَشَبَةَ فِی مُرَادٍ فِی الْخَرَابِ وَ أَصْبَحَ فَبَعَثَ الْخَیْلَ فَلَمْ تَجِدْ شَیْئاً قَالَ وَ قَالَ یَوْماً یَا أَبَا حُكَیْمٍ تَرَی هَذَا الْمَكَانَ لَیْسَ یُؤَدَّی فِیهِ طَسْقٌ وَ الطَّسْقُ أَدَاءُ الْأَجْرِ وَ لَئِنْ طَالَتْ بِكَ الْحَیَاةُ لَتُؤَدِّیَنَّ طَسْقَ هَذَا الْمَكَانِ إِلَی رَجُلٍ فِی دَارِ الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْمُهُ زُرَارَةُ- قَالَ سَدِیرٌ فَأَدَّیْتُهُ عَلَی خِزْیٍ إِلَی رَجُلٍ فِی دَارِ الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ یُقَالُ لَهُ زُرَارَةُ(1).
«13»- جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ الْمِیثَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مِیثَماً(2)
النَّهْرَوَانِیَّ یَقُولُ: دَعَانِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ قَالَ كَیْفَ أَنْتَ یَا مِیثَمُ إِذَا دَعَاكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ(3) عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ اللَّهِ لَا أَبْرَأُ مِنْكَ قَالَ إِذَنْ وَ اللَّهِ یَقْتُلَكَ وَ یَصْلِبَكَ قُلْتُ أَصْبِرُ فَذَاكَ فِی اللَّهِ قَلِیلٌ فَقَالَ یَا مِیثَمُ إِذاً تَكُونَ مَعِی فِی دَرَجَتِی قَالَ وَ كَانَ مِیثَمٌ یَمُرُّ بِعَرِیفِ قَوْمِهِ (4) وَ یَقُولُ یَا فُلَانُ كَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ دَعَاكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ ابْنُ دَعِیِّهَا فَیَطْلُبُنِی مِنْكَ أَیَّاماً فَإِذَا قَدِمْتُ عَلَیْكَ ذَهَبْتَ بِی إِلَیْهِ حَتَّی یَقْتُلَنِی عَلَی بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الرَّابِعِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَایَ دَماً عَبِیطاً وَ كَانَ مِیثَمٌ یَمُرُّ بِنَخْلَةٍ فِی سَبِخَةٍ فَیَضْرِبُ بِیَدِهِ عَلَیْهَا وَ یَقُولُ یَا نَخْلَةُ مَا غُذِّیتِ إِلَّا لِی وَ مَا غُذِّیتُ إِلَّا لَكِ وَ كَانَ یَمُرُّ بِعَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ وَ یَقُولُ یَا عَمْرُو إِذَا جَاوَرْتُكَ فَأَحْسِنْ جِوَارِی فَكَانَ عَمْرٌو یَرَی أَنَّهُ یَشْتَرِی دَاراً أَوْ ضَیْعَةً لَزِیقَ (5) ضَیْعَتِهِ فَكَانَ یَقُولُ لَهُ عَمْرٌو لَیْتَكَ قَدْ فَعَلْتَ ثُمَّ خَرَجَ مِیثَمٌ النَّهْرَوَانِیُّ إِلَی مَكَّةَ فَأَرْسَلَ الطَّاغِیَةُ عَدُوُّ اللَّهِ ابْنُ زِیَادٍ- إِلَی عَرِیفِ مِیثَمٍ فَطَلَبَهُ مِنْهُ فَأَخْبَرَهُ
ص: 130
أَنَّهُ بِمَكَّةَ فَقَالَ لَهُ لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِی بِهِ لَأَقْتُلَنَّكَ فَأَجَّلَهُ أَجَلًا وَ خَرَجَ الْعَرِیفُ إِلَی الْقَادِسِیَّةِ یَنْتَظِرُ مِیثَماً فَلَمَّا قَدِمَ مِیثَمٌ قَالَ أَنْتَ مِیثَمٌ قَالَ نَعَمْ أَنَا مِیثَمٌ قَالَ تَبَرَّأْ مِنْ أَبِی تُرَابٍ (1) دقَالَ لَا أَعْرِفُ أَبَا تُرَابٍ قَالَ تَبَرَّأْ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَقَالَ لَهُ فَإِنْ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ لَأَقْتُلُكَ (2) قَالَ أَمَا لَقَدْ كَانَ یَقُولُ لِی إِنَّكَ سَتَقْتُلُنِی وَ تَصْلِبُنِی عَلَی بَابِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الرَّابِعِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَایَ دَماً عَبِیطاً فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ عَلَی بَابِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ- فَقَالَ لِلنَّاسِ سَلُونِی وَ هُوَ مَصْلُوبٌ قَبْلَ أَنْ أُقْتَلَ فَوَ اللَّهِ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِعِلْمِ مَا یَكُونُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مَا یَكُونُ مِنَ الْفِتَنِ فَلَمَّا سَأَلَهُ النَّاسُ حَدَّثَهُمْ حَدِیثاً وَاحِداً إِذْ أَتَاهُ رَسُولٌ مِنْ قِبَلِ ابْنِ زِیَادٍ فَأَلْجَمَهُ بِلِجَامٍ مِنْ شَرِیطٍ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ وَ هُوَ مَصْلُوبٌ (3).
یج، [الخرائج و الجرائح] عن عمران عن أبیه میثم: مثله (4)
بیان: الشریط حبل یفتل من خوص.
«14»- كش، [رجال الكشی] وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: أَتَی مِیثَمٌ التَّمَّارُ دَارَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ إِنَّهُ نَائِمٌ فَنَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ انْتَبِهْ أَیُّهَا النَّائِمُ فَوَ اللَّهِ لَتُخْضَبَنَّ لِحْیَتُكَ مِنْ رَأْسِكَ فَانْتَبَهَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَدْخِلُوا مِیثَماً فَقَالَ (5) أَیُّهَا النَّائِمُ وَ اللَّهِ لَتُخْضَبَنَّ لِحْیَتُكَ مِنْ رَأْسِكَ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ لَیُقْطَعَنَّ یَدَاكَ وَ رِجْلَاكَ وَ لِسَانُكَ وَ لَتُقْطَعَنَّ النَّخْلَةُ الَّتِی فِی الْكُنَاسَةِ فَتُشَقُّ أَرْبَعَ قِطَعٍ فَتُصْلَبُ أَنْتَ عَلَی رُبُعِهَا وَ حُجْرُ بْنُ عَدِیٍّ عَلَی رُبُعِهَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَكْتَمَ عَلَی رُبُعِهَا وَ خَالِدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَی رُبُعِهَا قَالَ مِیثَمٌ فَشَكَكْتُ فِی نَفْسِی وَ قُلْتُ إِنَّ
ص: 131
عَلِیّاً لَیُخْبِرُنَا بِالْغَیْبِ فَقُلْتُ لَهُ أَ وَ كَائِنٌ ذَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَقَالَ إِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ كَذَا عَهِدَهُ إِلَیَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقُلْتُ لِمَ (1) یُفْعَلُ ذَلِكَ بِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَیَأْخُذَنَّكَ الْعُتُلُّ الزَّنِیمُ ابْنُ الْأَمَةِ الْفَاجِرَةِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ- قَالَ وَ كَانَ یَخْرُجُ إِلَی الْجَبَّانَةِ وَ أَنَا مَعَهُ فَیَمُرُّ بِالنَّخْلَةِ فَیَقُولُ لِی یَا مِیثَمُ إِنَّ لَكَ وَ لَهَا شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ قَالَ فَلَمَّا وَلِیَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ الْكُوفَةَ وَ دَخَلَهَا تَعَلَّقَ عَلَمُهُ بِالنَّخْلَةِ الَّتِی بِالْكُنَاسَةِ فَتَخَرَّقَ فَتَطَیَّرَ مِنْ ذَلِكَ فَأَمَرَ بِقَطْعِهَا فَاشْتَرَاهَا رَجُلٌ مِنَ النَّجَّارِینَ فَشَقَّهَا أَرْبَعَ قِطَعٍ قَالَ مِیثَمٌ فَقُلْتُ لِصَالِحٍ ابْنِی فَخُذْ مِسْمَاراً مِنْ حَدِیدٍ فَانْقُشْ عَلَیْهِ اسْمِی وَ اسْمَ أَبِی وَ دُقَّهُ فِی بَعْضِ تِلْكَ الْأَجْذَاعِ.
قَالَ فَلَمَّا مَضَی بَعْدَ ذَلِكَ أَیَّامٌ أَتَوْنِی قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ السُّوقِ فَقَالُوا یَا مِیثَمُ انْهَضْ مَعَنَا إِلَی الْأَمِیرِ نَشْتَكِی (2) إِلَیْهِ عَامِلَ السُّوقِ فَنَسْأَلَهُ أَنْ یَعْزِلَهُ عَنَّا وَ یُوَلِّیَ عَلَیْنَا غَیْرَهُ قَالَ وَ كُنْتُ خَطِیبَ الْقَوْمِ فَنَصَتَ لِی وَ أَعْجَبَهُ مَنْطِقِی فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ تَعْرِفُ هَذَا الْمُتَكَلِّمَ قَالَ وَ مَنْ هُوَ قَالَ مِیثَمٌ التَّمَّارُ الْكَذَّابُ مَوْلَی الْكَذَّابِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَاسْتَوَی جَالِساً فَقَالَ لِی مَا تَقُولُ فَقُلْتُ كَذَبَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ بَلْ أَنَا الصَّادِقُ مَوْلَی الصَّادِقِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً فَقَالَ لِی لَتَبْرَأَنَّ مِنْ عَلِیٍّ وَ لَتَذْكُرَنَّ مَسَاوِیَهُ وَ تَتَوَلَّی عُثْمَانَ وَ تَذْكُرُ مَحَاسِنَهُ أَوْ لَأُقَطِّعَنَّ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ لَأُصَلِّبَنَّكَ فَبَكَیْتُ فَقَالَ لِی بَكَیْتَ مِنَ الْقَوْلِ دُونَ الْفِعْلِ فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا بَكَیْتُ مِنَ الْقَوْلِ وَ لَا مِنَ الْفِعْلِ وَ لَكِنِّی بَكَیْتُ مِنْ شَكٍّ كَانَ دَخَلَنِی یَوْمَ أَخْبَرَنِی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ فَقَالَ لِی وَ مَا قَالَ لَكَ قَالَ فَقُلْتُ أَتَیْتُهُ الْبَابَ فَقِیلَ لِی إِنَّهُ نَائِمٌ فَنَادَیْتُ انْتَبِهْ أَیُّهَا النَّائِمُ فَوَ اللَّهِ لَتُخْضَبَنَّ لِحْیَتُكَ مِنْ رَأْسِكَ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ لَیُقْطَعَنَّ یَدَاكَ وَ رِجْلَاكَ وَ لِسَانُكَ وَ لَتُصْلَبَنَّ فَقُلْتُ وَ مَنْ یَفْعَلُ ذَلِكَ بِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ یَأْخُذُكَ الْعُتُلُّ الزَّنِیمُ ابْنُ الْأَمَةِ الْفَاجِرَةِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ- قَالَ فَامْتَلَأَ غَیْظاً ثُمَّ قَالَ لِی وَ اللَّهِ لَأُقَطِّعَنَّ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ لَأَدَعَنَّ لِسَانَكَ حَتَّی أُكَذِّبَكَ وَ
ص: 132
أُكَذِّبَ مَوْلَاكَ فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَتْ یَدَاهُ وَ رِجْلَاهُ ثُمَّ أُخْرِجَ وَ أَمَرَ بِهِ أَنْ یُصْلَبَ فَنَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَسْمَعَ الْحَدِیثَ الْمَكْنُونَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- قَالَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ أَقْبَلَ یُحَدِّثُهُمْ بِالْعَجَائِبِ قَالَ وَ خَرَجَ عَمرُو بْنُ حُرَیْثٍ وَ هُوَ یُرِیدُ مَنْزِلَهُ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ قَالَ مِیثَمٌ التَّمَّارُ یُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَانْصَرَفَ مُسْرِعاً فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ بَادِرْ فَابْعَثْ إِلَی هَذَا مَنْ یَقْطَعُ لِسَانَهُ فَإِنِّی لَسْتُ آمَنُ أَنْ یَتَغَیَّرَ قُلُوبَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَیَخْرُجُوا عَلَیْكَ قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی حَرَسِیٍّ فَوْقَ رَأْسِهِ فَقَالَ اذْهَبْ فَاقْطَعْ لِسَانَهُ قَالَ فَأَتَاهُ الْحَرَسِیُّ وَ قَالَ لَهُ یَا مِیثَمُ قَالَ مَا تَشَاءُ قَالَ أَخْرِجْ لِسَانَكَ فَقَدْ أَمَرَنِی الْأَمِیرُ بِقَطْعِهِ قَالَ مِیثَمٌ أَلَا زَعَمَ ابْنُ الْأَمَةِ الْفَاجِرَةِ أَنَّهُ یُكَذِّبُنِی وَ یُكَذِّبُ مَوْلَایَ هَاكَ لِسَانِی قَالَ فَقَطَعَ لِسَانَهُ وَ تَشَحَّطَ سَاعَةً فِی دَمِهِ ثُمَّ مَاتَ وَ أَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ قَالَ صَالِحٌ فَمَضَیْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أیام [بِأَیَّامٍ]-(1)
فَإِذَا هُوَ قَدْ صُلِبَ عَلَی الرُّبُعِ الَّذِی كَتَبْتُ وَ دَقَقْتُ فِیهِ الْمِسْمَارَ(2).
«15»- ختص، [الإختصاص] كش، [رجال الكشی] إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْحُسَیْنِیُّ الْعَقِیقِیُّ رَفَعَهُ قَالَ: سُئِلَ (3)
قَنْبَرٌ مَوْلَی مَنْ أَنْتَ فَقَالَ مَوْلَایَ (4) مَنْ ضَرَبَ بِسَیْفَیْنِ وَ طَعَنَ بِرُمْحَیْنِ وَ صَلَّی الْقِبْلَتَیْنِ وَ بَایَعَ الْبَیْعَتَیْنِ وَ هَاجَرَ الْهِجْرَتَیْنِ وَ لَمْ یَكْفُرْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ أَنَا مَوْلَی صَالِحِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِ النَّبِیِّینَ وَ خَیْرِ الْوَصِیِّینَ وَ أَكْبَرِ الْمُسْلِمِینَ وَ یَعْسُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ نُورِ الْمُجَاهِدِینَ وَ رَئِیسِ الْبَكَّاءِینَ وَ زَیْنِ الْعَابِدِینَ وَ سِرَاجِ الْمَاضِینَ وَ ضَوْءِ الْقَائِمِینَ وَ أَفْضَلِ الْقَانِتِینَ وَ لِسَانِ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَوَّلِ الْمُؤْمِنِینَ (5) مِنْ آلِ یس الْمُؤَیَّدِ بِجَبْرَئِیلَ الْأَمِینِ وَ الْمَنْصُورِ بِمِیكَائِیلَ الْمَتِینِ وَ الْمَحْمُودِ عِنْدَ أَهْلِ السَّمَاءِ أَجْمَعِینَ سَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ
ص: 133
وَ السَّابِقِینَ وَ قَاتِلِ النَّاكِثِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمُحَامِی عَنْ حَرَمِ الْمُسْلِمِینَ وَ مُجَاهِدِ أَعْدَائِهِ النَّاصِبِینَ وَ مُطْفِئِ نَارِ(1) الْمُوقِدِینَ وَ أَفْخَرِ مَنْ مَشَی مِنْ قُرَیْشٍ أَجْمَعِینَ وَ أَوَّلِ مَنْ أَجَابَ (2) وَ اسْتَجَابَ لِلَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَصِیِّ نَبِیِّهِ فِی الْعَالَمِینَ وَ أَمِینِهِ عَلَی الْمَخْلُوقِینَ وَ خَلِیفَةِ مَنْ بُعِثَ إِلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ سَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ السَّابِقِینَ وَ مُبِیدِ الْمُشْرِكِینَ وَ سَهْمٍ مِنْ مَرَامِی اللَّهِ عَلَی الْمُنَافِقِینَ وَ لِسَانِ كَلِمَةِ الْعَابِدِینَ نَاصِرِ دِینِ اللَّهِ وَ وَلِیِّ اللَّهِ وَ لِسَانِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ نَاصِرِهِ فِی أَرْضِهِ وَ عَیْبَةِ عِلْمِهِ وَ كَهْفِ دِینِهِ إِمَامِ أَهْلِ الْأَبْرَارِ-(3) مَنْ رَضِیَ عَنْهُ الْعَلِیُّ الْجَبَّارُ-(4) سَمِحٌ سَخِیٌّ حَیِیٌّ بُهْلُولٌ سَنَحْنَحِیٌّ زَكِیٌّ مُطَهَّرٌ أَبْطَحِیٌّ جَرِیٌّ هُمَامٌ صَابِرٌ صَوَّامٌ مَهْدِیٌّ مِقْدَامٌ قَاطِعُ الْأَصْلَابِ مُفَرِّقُ الْأَحْزَابِ عَالِی الرِّقَابِ أَرْبَطُهُمْ عِنَاناً وَ أَثْبَتُهُمْ جَنَاناً وَ أَشَدُّهُمْ شَكِیمَةً بَازِلٌ بَاسِلٌ صِنْدِیدٌ هِزَبْرٌ ضِرْغَامٌ حَازِمٌ عَزَّامٌ حَصِیفٌ خَطِیبٌ مِحْجَاجٌ كَرِیمُ الْأَصْلِ شَرِیفُ الْفَصْلِ فَاضِلُ الْقَبِیلَةِ نَقِیُّ الْعَشِیرَةِ(5) زَكِیُّ الرَّكَانَةِ مُؤَدِّی الْأَمَانَةِ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ ابْنُ عَمِّ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا الْإِمَامُ الْمَهْدِیُّ الرَّشَادِ مُجَانِبُ الْفَسَادِ الْأَشْعَثُ الْحَاتِمُ الْبَطَلُ الْجُمَاجِمُ وَ اللَّیْثُ الْمُزَاحِمُ بَدْرِیٌّ مَكِّیٌّ حَنَفِیٌّ رُوحَانِیٌّ شَعْشَعَانِیٌّ مِنَ الْجِبَالِ شَوَاهِقُهَا وَ مِنْ ذِی الْهِضَابِ (6) رُءُوسُهَا وَ مِنَ الْعَرَبِ سَیِّدُهَا وَ مِنَ الْوَغَی لَیْثُهَا الْبَطَلُ الْهُمَامُ وَ اللَّیْثُ الْمِقْدَامُ وَ الْبَدْرُ التَّمَامُ مِحَكُّ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثُ الْمَشْعَرَیْنِ وَ أَبُو السِّبْطَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ الصَّلَوَاتُ الزَّكِیَّةُ وَ الْبَرَكَاتُ السَّنِیَّةُ(7).
ص: 134
توضیح: البهلول بالضم الضحاك و السید الجامع لكل خیر و رجل سنحنح لا ینام اللیل و الیاء للمبالغة كالأحمری و الهمام (1) الملك العظیم الهمة و السید الشجاع السخی قوله عالی الرقاب أی یعلوها و یسلط علیها و ربط العنان كنایة عن التقید بقوانین الشریعة أو حمل الناس علیها و الشكیمة الطبع و اللجام الحدیدة المعترضة فی فم الفرس و البازل الرجل الكامل فی تجربته و الباسل الأسد و الشجاع و الصندید السید الشجاع و الهزبر بكسر الهاء و فتح الزاء و سكون الباء الأسد و الشدید الصلت و الضرغام بالكسر الأسد و الحصیف من استكمل عقله و المحجاج بالكسر الجدل الكامل فی الحجاج و الفصل القضاء بین الحق و الباطل و یحتمل أن یكون المراد هنا المحل الذی انفصل منه من الوالدین و الأجداد و الركانة الوقار و فی بعض النسخ بالزای المعجمة أی الحدس و الفطانة و الأشعث المغبر الرأس و فی بعض النسخ الأسغب بالغین المعجمة و الباء الموحدة أی الجائع و الحاتم بالكسر القاضی و بالفتح الجواد و الجماجم السادات و العظماء و لعل الألف و اللام فی البطل زید من النساخ قوله محك المؤمنین أی بولایته و متابعته یعرف المؤمنون و درجاتهم و فی بعض النسخ مجلی المؤمنین من التجلیة أی مصفیهم و منورهم.
«16»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَیْسٍ القومشی [الْقُومِسِیِ] عَنْ أَحْلَمَ بْنِ یَسَارٍ(2) عَنْ أَبِی الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ علیه السلام: أَنَّ قَنْبَراً مَوْلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دَخَلَ عَلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ- فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِی كُنْتَ تَلِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- فَقَالَ كُنْتُ أُوَضِّیهِ فَقَالَ لَهُ مَا كَانَ یَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ فَقَالَ كَانَ یَتْلُو هَذِهِ الْآیَةَ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَیْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَیْ ءٍ حَتَّی إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
ص: 135
رَبِّ الْعالَمِینَ-(1) فَقَالَ الْحَجَّاجُ أَظُنُّهُ كَانَ یَتَأَوَّلُهَا عَلَیْنَا قَالَ نَعَمْ فَقَالَ مَا أَنْتَ صَانِعٌ إِذَا ضَرَبْتُ عِلَاوَتَكَ-(2) قَالَ إِذَنْ أَسْعَدَ وَ تَشْقَی فَأَمَرَ بِهِ (3).
شی، [تفسیر العیاشی] مرسلا عنه علیه السلام: مثله (4).
«17»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَّاطِ عَنْ وَهْبِ بْنِ حَفْصٍ الْجَرِیرِیِّ عَنْ أَبِی حَیَّانَ الْبَجَلِیِّ عَنْ قِنْوَا بِنْتِ الرُّشَیْدِ الْهَجَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لَهَا أَخْبِرِینِی مَا سَمِعْتِ مِنْ أَبِیكِ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ أَخْبَرَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا رُشَیْدُ كَیْفَ صَبْرُكَ مَتَی أَرْسَلَ إِلَیْكَ دَعِیُّ بَنِی أُمَیَّةَ فَقَطَعَ یَدَیْكَ وَ رِجْلَیْكَ وَ لِسَانَكَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ آخِرُ ذَلِكَ إِلَی الْجَنَّةِ فَقَالَ یَا رُشَیْدُ أَنْتَ مَعِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَتْ فَوَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی أَرْسَلَ إِلَیْهِ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ زِیَادٍ الدَّعِیُّ فَدَعَاهُ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَبَی أَنْ یَبْرَأَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ الدَّعِیُّ فَبِأَیِّ مِیتَةٍ قَالَ لَكَ تَمُوتُ فَقَالَ لَهُ أَخْبَرَنِی خَلِیلِی أَنَّكَ تَدْعُونِی إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَلَا أَبْرَأُ فَتُقَدِّمُنِی فَتَقْطَعُ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ لِسَانِی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأُكَذِّبَنَّ قَوْلَهُ قَالَ فَقَدَّمُوهُ فَقَطَعُوا یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ تَرَكُوا لِسَانَهُ فَحَمَلْتُ أَطْرَافَ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ فَقُلْتُ یَا أَبَتِ هَلْ تَجِدُ أَلَماً لِمَا(5) أَصَابَكَ فَقَالَ لَا یَا بِنْتِی (6) إِلَّا كَالزِّحَامِ بَیْنَ النَّاسِ فَلَمَّا احْتَمَلْنَاهُ وَ أَخْرَجْنَاهُ مِنَ الْقَصْرِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَالَ آتُونِی (7) بِصَحِیفَةٍ وَ دَوَاةٍ أَكْتُبْ لَكُمْ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ السَّاعَةِ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الْحَجَّامَ یَقْطَعُ لِسَانَهُ فَمَاتَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی لَیْلَتِهِ قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ
ص: 136
الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُسَمِّیهِ رُشَیْدَ الْبَلَایَا وَ قَدْ كَانَ أُلْقِیَ إِلَیْهِ عِلْمُ الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا فَكَانَ فِی حَیَاتِهِ إِذَا لَقِیَ الرَّجُلَ قَالَ لَهُ أَنْتَ تَمُوتُ بِمِیتَةِ كَذَا وَ تُقْتَلُ أَنْتَ یَا فُلَانُ بِقِتْلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَیَكُونُ كَمَا یَقُولُ الرُّشَیْدُ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ أَنْتَ رُشَیْدُ الْبَلَایَا أَوْ تُقْتَلَ (1)
بِهَذِهِ الْقِتْلَةِ فَكَانَ كَمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام(2).
ختص، [الإختصاص] جعفر بن الحسین عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبی القاسم عن محمد بن علی الصیرفی: مثله (3)
یج، [الخرائج و الجرائح] عن قنوا: مثله (4).
«18»- كش، [رجال الكشی] جَبْرَئِیلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ الْأَسَدِیِّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ زُبَیْرٍ قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَوْماً إِلَی بُسْتَانِ الْبَرْنِیِّ وَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ فَجَلَسَ تَحْتَ نَخْلَةٍ ثُمَّ أَمَرَ بِنَخْلَةٍ فَلُقِطَتْ فَأُنْزِلَ مِنْهَا رُطَبٌ فَوُضِعَ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ قَالُوا فَقَالَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَطْیَبَ هَذَا الرُّطَبَ فَقَالَ یَا رُشَیْدُ أَمَا إِنَّكَ تُصْلَبُ عَلَی جِذْعِهَا قَالَ رُشَیْدٌ فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَیْهَا طَرْفَیِ النَّهَارِ أَسْقِیهَا وَ مَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- قَالَ فَجِئْتُهَا یَوْماً وَ قَدْ قُطِعَ سَعَفُهَا قُلْتُ اقْتَرَبَ أَجَلِی ثُمَّ جِئْتُ یَوْماً فَجَاءَ الْعَرِیفُ فَقَالَ أَجِبِ الْأَمِیرَ فَأَتَیْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْقَصْرَ إِذَا خَشَبٌ مُلْقًی ثُمَّ جِئْتُ یَوْماً آخَرَ فَإِذَا النِّصْفُ الْآخَرُ قَدْ جُعِلَ زُرْنُوقاً یُسْتَقَی عَلَیْهِ الْمَاءُ فَقُلْتُ مَا كَذَبَنِی خَلِیلِی فَأَتَانِیَ الْعَرِیفُ فَقَالَ أَجِبِ الْأَمِیرَ فَأَتَیْتُهُ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْقَصْرَ إِذَا الْخَشَبُ مُلْقًی فَإِذَا فِیهِ الزُّرْنُوقُ فَجِئْتُ حَتَّی ضَرَبْتُ الزُّرْنُوقَ بِرِجْلِی ثُمَّ قُلْتُ لَكَ غُذِّیتُ وَ لِی نَبَتَّ-(5) ثُمَّ أُدْخِلْتُ عَلَی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ فَقَالَ هَاتِ مِنْ كَذِبِ صَاحِبِكَ قُلْتُ وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِكَذَّابٍ وَ لَا هُوَ
ص: 137
وَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی أَنَّكَ تَقْطَعُ یَدَیَّ وَ رِجْلَیَّ وَ لِسَانِی قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ نُكَذِّبُهُ اقْطَعُوا یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ أَخْرِجُوهُ فَلَمَّا حُمِلَ إِلَی أَهْلِهِ أَقْبَلَ یُحَدِّثُ النَّاسَ بِالْعَظَائِمِ وَ هُوَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی وَ إِنَّ لِلْقَوْمِ عِنْدِی طَلِبَةً لَمْ یَقْضُوهَا فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَی ابْنِ زِیَادٍ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعْتَ قَطَعْتَ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ هُوَ یُحَدِّثُ النَّاسَ بِالْعَظَائِمِ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ رُدُّوهُ وَ قَدِ انْتَهَی إِلَی بَابِهِ فَرَدُّوهُ فَأَمَرَ بِقَطْعِ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ لِسَانِهِ وَ أَمَرَ بِصَلْبِهِ (1).
بیان: الزرنوقان بالضم و یفتح منارتان تبنیان علی جانبی رأس البئر.
«19»- فض، [كتاب الروضة]: قِیلَ كَانَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَخْرُجُ مِنَ الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ فَیَجْلِسُ عِنْدَ مِیثَمٍ التَّمَّارِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَیُحَادِثُهُ فَیُقَالُ إِنَّهُ قَالَ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ أَ لَا أُبَشِّرُكَ یَا مِیثَمُ- فَقَالَ بِمَا ذَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- قَالَ بِأَنَّكَ تَمُوتُ مَصْلُوباً فَقَالَ یَا مَوْلَایَ وَ أَنَا عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا مِیثَمُ تُرِیدُ أُرِیكَ الْمَوْضِعَ الَّذِی تُصْلَبُ فِیهِ وَ النَّخْلَةَ الَّتِی تُعَلَّقُ عَلَیْهَا وَ عَلَی جِذْعَتِهَا قَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَجَاءَ بِهِ إِلَی رَحْبَةِ الصَّیَارِفِ (2) وَ قَالَ لَهُ هَاهُنَا ثُمَّ أَرَاهُ نَخْلَةً قَالَ لَهُ عَلَی جِذْعِ هَذِهِ فَمَا زَالَ مِیثَمٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَتَعَاهَدُ تِلْكَ النَّخْلَةَ حَتَّی قُطِعَتْ وَ شُقَّتْ نِصْفَیْنِ فَسُقِّفَ بِالنِّصْفِ مِنْهَا وَ بَقِیَ النِّصْفُ الْآخَرُ فَمَا زَالَ یَتَعَاهَدُ النِّصْفَ وَ یُصَلِّی فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ وَ یَقُولُ لِبَعْضِ جِیرَانِ الْمَوْضِعِ یَا فُلَانُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُجَاوِرَكَ عَنْ قَرِیبٍ فَأَحْسِنْ جِوَارِی فَیَقُولُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فِی نَفْسِهِ یُرِیدُ مِیثَمٌ أَنْ یَشْتَرِیَ دَاراً فِی جِوَارِی وَ لَا یَعْلَمُ مَا یُرِیدُ بِقَوْلِهِ حَتَّی قُبِضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ظَفَرَ مُعَاوِیَةُ وَ أَصْحَابُهُ وَ أُخِذَ مِیثَمٌ فِیمَنْ أُخِذَ وَ أَمَرَ مُعَاوِیَةُ بِصَلْبِهِ فَصُلِبَ عَلَی ذَلِكَ الْجِذْعِ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ الرَّجُلُ أَنَّ مِیثَماً قَدْ صُلِبَ فِی جِوَارِهِ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ بِقِصَّةِ مِیثَمٍ وَ مَا قَالَهُ فِی حَیَاتِهِ وَ مَا زَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ یَتَعَاهَدُهُ
ص: 138
وَ یَكْنُسُ تَحْتَ الْجِذْعِ وَ یُبَخِّرُهُ وَ یُصَلِّی عِنْدَهُ وَ یُكَرِّرُ الرَّحْمَةَ عَلَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (1).
«20»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ دَلَائِلِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ یَنْعَی إِلَی رَجُلٍ نَفْسَهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ یَا إِسْحَاقُ قَدْ كَانَ الرُّشَیْدُ الْهَجَرِیُّ- وَ كَانَ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْإِمَامُ (2) أَوْلَی بِذَلِكَ یَا إِسْحَاقُ اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ فَعُمُرُكَ قَدْ فَنِیَ وَ أَنْتَ تَمُوتُ إِلَی سَنَتَیْنِ وَ إِخْوَتُكَ وَ أَهْلُ بَیْتِكَ لَا یَلْبَثُونَ مِنْ بَعْدِكَ إِلَّا یَسِیراً حَتَّی تَفْتَرِقَ كَلِمَتُهُمْ وَ یَخُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَصِیرُونَ لِإِخْوَانِهِمْ وَ مَنْ یَعْرِفُهُمْ رَحْمَةً حَتَّی یَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ قَالَ إِسْحَاقُ فَإِنِّی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا عَرَضَ فِی صَدْرِی فَلَمْ یَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هَذَا الْمَجْلِسِ إِلَّا سَنَتَیْنِ حَتَّی مَاتَ ثُمَّ مَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ وَ أَفْلَسُوا أَقْبَحَ إِفْلَاسٍ رَآهُ النَّاسُ فَجَاءَ مَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فِیهِمْ مَا غَادَرَ قَلِیلًا وَ لَا كَثِیراً(3).
«21»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مُنِعَ مِیثَمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنَ التَّقِیَّةِ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَمَّارٍ وَ أَصْحَابِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (4).
أقول: قد مر كثیر من أخبارهم فی باب إخبار أمیر المؤمنین علیه السلام بالكائنات.
«22»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: سَمِعْتُ الْقِنْوَا بِنْتَ الرُّشَیْدِ الْهَجَرِیِّ تَقُولُ قَالَ أَبِی یَا بُنَیَّةِ أَمِیتِی الْحَدِیثَ بِالْكِتْمَانِ وَ اجْعَلِی الْقَلْبَ مَسْكَنَ الْأَمَانَةِ وَ عَنْ قِنْوَا قَالَتْ قُلْتُ لِأَبِی مَا أَشَدَّ اجْتِهَادَكَ قَالَ یَا بُنَیَّةِ یَأْتِی قَوْمٌ بَعْدَنَا بَصَائِرُهُمْ
ص: 139
فِی دِینِهِمْ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِنَا(1).
«23»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرٌ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ یَرْفَعُهُ إِلَی رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ قَالَ: لَمَّا طَلَبَ زِیَادٌ أَبُو عُبَیْدِ اللَّهِ رُشَیْدَ الْهَجَرِیِّ اخْتَفَی رُشَیْدٌ فَجَاءَ ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی أَبِی أَرَاكَةَ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی بَابِهِ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ مَنْزِلَ أَبِی أَرَاكَةَ فَفَزِعَ لِذَلِكَ أَبُو أَرَاكَةَ وَ خَافَ فَقَامَ فَدَخَلَ فِی أَثَرِهِ فَقَالَ وَیْحَكَ قَتَلْتَنِی وَ أَیْتَمْتَ وُلْدِی وَ أَهْلَكْتَهُمْ قَالَ وَ مَا ذَاكَ قَالَ أَنْتَ مَطْلُوبٌ وَ جِئْتَ حَتَّی دَخَلْتَ دَارِی وَ قَدْ رَآكَ مَنْ كَانَ عِنْدِی فَقَالَ مَا رَآنِی أَحَدٌ مِنْهُمْ قَالَ وَ تَسْخَرُ بِی أَیْضاً فَأَخَذَهُ وَ شَدَّهُ كِتَافاً ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَیْتاً وَ أَغْلَقَ عَلَیْهِ بَابَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّهُ خُیِّلَ إِلَیَّ أَنَّ رَجُلًا شَیْخاً قَدْ دَخَلَ دَارِی آنِفاً قَالُوا مَا رَأَیْنَا أَحَداً فَكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُونَ مَا رَأَیْنَا أَحَداً فَسَكَتَ عَنْهُمْ ثُمَّ إِنَّهُ تَخَوَّفَ أَنْ یَكُونَ قَدْ رَآهُ غَیْرُهُمْ فَذَهَبَ إِلَی مَجْلِسِ زِیَادٍ لِیَتَجَسَّسَ هَلْ یَذْكُرُونَهُ فَإِنْ هُمْ أَحَسُّوا بِذَلِكَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ عِنْدَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَیْهِمْ فَسَلَّمَ عَلَی زِیَادٍ وَ قَعَدَ عِنْدَهُ وَ كَانَ الَّذِی بَیْنَهُمَا لَطِیفٌ قَالَ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الرُّشَیْدُ عَلَی بَغْلَةِ أَبِی أَرَاكَةَ مُقْبِلًا نَحْوَ مَجْلِسِ زِیَادٍ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو أَرَاكَةَ تَغَیَّرَ وَجْهُهُ وَ أُسْقِطَ فِی یَدِهِ وَ أَیْقَنَ بِالْهَلَاكِ فَنَزَلَ رُشَیْدٌ عَنِ الْبَغْلَةِ وَ أَقْبَلَ إِلَی زِیَادٍ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَامَ إِلَیْهِ زِیَادٌ فَاعْتَنَقَهُ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ أَخَذَ یُسَائِلُهُ كَیْفَ قَدِمْتَ وَ كَیْفَ مَنْ خَلَّفْتَ وَ كَیْفَ كُنْتَ فِی مَسِیرِكَ وَ أَخَذَ لِحْیَتَهُ ثُمَّ مَكَثَ هُنَیْهَةً ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ فَقَالَ أَبُو أَرَاكَةَ لِزِیَادٍ أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِیرَ مَنْ هَذَا الشَّیْخُ قَالَ هَذَا أَخٌ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَدِمَ عَلَیْنَا زَائِراً فَانْصَرَفَ أَبُو أَرَاكَةَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَإِذَا رُشَیْدٌ بِالْبَیْتِ كَمَا تَرَكَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو أَرَاكَةَ أَمَّا إِذَا كَانَ عِنْدَكَ مِنَ الْعِلْمِ كُلُّ مَا أَرَی فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ وَ ادْخُلْ عَلَیْنَا كَیْفَ شِئْتَ.
ص: 140
«1»- ج، [الإحتجاج] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ وَ هُوَ یَتَوَضَّأُ فَقَالَ یَا حَسَنُ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ قَتَلْتَ (1) بِالْأَمْسِ أُنَاساً یَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ یُصَلُّونَ الْخَمْسَ وَ یُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَدْ كَانَ مَا رَأَیْتَ فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُعِینَ عَلَیْنَا عَدُوَّنَا فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَصْدُقَنَّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- لَقَدْ خَرَجْتُ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ فَاغْتَسَلْتُ وَ تَحَنَّطْتُ وَ صَبَبْتُ عَلَیَّ سِلَاحِی وَ أَنَا لَا أَشُكُّ فِی أَنَّ التَّخَلُّفَ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِینَ عَائِشَةَ هُوَ الْكُفْرُ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی مَوْضِعٍ مِنَ الْخُرَیْبَةِ(2) نَادَی مُنَادٍ یَا حَسَنُ إِلَی أَیْنَ ارْجِعْ فَإِنَّ الْقَاتِلَ وَ الْمَقْتُولَ فِی النَّارِ فَرَجَعْتُ ذُعْراً وَ جَلَسْتُ فِی بَیْتِی فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی لَمْ أَشُكَّ أَنَّ التَّخَلُّفَ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِینَ عَائِشَةَ هُوَ الْكُفْرُ فَتَحَنَّطْتُ وَ صَبَبْتُ عَلَیَّ سِلَاحِی وَ خَرَجْتُ إِلَی الْقِتَالِ-(3) حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی مَوْضِعٍ مِنَ الْخُرَیْبَةِ فَنَادَانِی مُنَادٍ مِنْ خَلْفِی یَا حَسَنُ إِلَی أَیْنَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَی فَإِنَّ الْقَاتِلَ وَ الْمَقْتُولَ فِی النَّارِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام صَدَقْتَ أَ فَتَدْرِی مَنْ ذَلِكَ الْمُنَادِی قَالَ لَا قَالَ علیه السلام ذَاكَ أَخُوكَ إِبْلِیسُ وَ صَدَقَكَ أَنَّ الْقَاتِلَ مِنْهُمْ وَ الْمَقْتُولَ فِی النَّارِ فَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ الْآنَ عَرَفْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَّ الْقَوْمَ هَلْكَی (4).
«2»- ج، [الإحتجاج] عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْبَصْرَةَ
ص: 141
اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَیْهِ وَ فِیهِمُ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ مَعَهُ أَلْوَاحٌ فَكَانَ كُلَّمَا لَفَظَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِكَلِمَةٍ كَتَبَهَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَعْلَی صَوْتِهِ مَا تَصْنَعُ قَالَ نَكْتُبُ آثَارَكُمْ لِنُحَدِّثَ بِهَا بَعْدَكُمْ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَا إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ سَامِرِیّاً وَ هَذَا سَامِرِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا أَنَّهُ لَا یَقُولُ لا مِساسَ وَ لَكِنَّهُ یَقُولُ لَا قِتَالَ (1).
«3»- ج، [الإحتجاج] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ- یُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ الْأَعْمَی إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ یَزْعُمُ أَنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ الْعِلْمَ تُؤْذِی رِیحُ بُطُونِهِمْ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَهَلَكَ إِذاً مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ اللَّهُ مَدَحَهُ بِذَلِكَ وَ مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ نُوحاً فَلْیَذْهَبِ الْحَسَنُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَوَ اللَّهِ مَا یُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا(2).
كا، [الكافی] الحسین بن محمد عن المعلی عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد اللّٰه: مثله (3).
«4»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ غَزْوَانَ عَنْ أَبِی مُسْلِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَتَّی أَتَیْنَا بَابَ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَعَدَ أَنَسٌ عَلَی الْبَابِ وَ دَخَلْتُ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ وَ هُوَ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّاهْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَتْ لَهُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ یَا بُنَیَّ فَقَالَ أَنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ فَقَالَتْ فِیمَا جِئْتَ یَا حَسَنُ فَقَالَ لَهَا جِئْتُ لِتُحَدِّثِینِی بِحَدِیثٍ سَمِعْتِیهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ اللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ سَمِعَتْهُ أُذُنَایَ-(4) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِلَّا فَصَمَّتَا وَ رَأَتْهُ عَیْنَایَ وَ إِلَّا فَعَمِیَتَا وَ وَعَاهُ قَلْبِی وَ إِلَّا فَطَبَعَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَخْرَسَ لِسَانِی إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ
ص: 142
بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ یَلْقَاهُ جَاحِداً لِوَلَایَتِكَ إِلَّا لَقِیَ اللَّهَ بِعِبَادَةِ صَنَمٍ أَوْ وَثَنٍ قَالَ فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً مَوْلَایَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَا لِی أَرَاكَ تُكَبِّرُ قَالَ سَأَلْتُ أُمَّنَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُحَدِّثَنِی بِحَدِیثٍ سَمِعَتْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ فَقَالَتْ لِی كَذَا وَ كَذَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ قَالَ فَسَمِعْتُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ (1).
«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَتَی الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ یَتَوَضَّأُ فِی سَاقِیَةٍ فَقَالَ أَسْبِغْ طُهُورَكَ یَا كَفْتِیُّ قَالَ لَقَدْ قَتَلْتَ بِالْأَمْسِ رِجَالًا كَانُوا یُسْبِغُونَ الْوُضُوءَ قَالَ وَ إِنَّكَ لَحَزِینٌ عَلَیْهِمْ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَطَالَ اللَّهُ حُزْنَكَ قَالَ أَیُّوبُ السِّجِسْتَانِیُّ فَمَا رَأَیْنَا الْحَسَنَ قَطُّ إِلَّا حَزِیناً كَأَنَّهُ یَرْجِعُ عَنْ دَفْنِ حَمِیمٍ أَوْ خَرْبَنْدَجٌ ضَلَّ حِمَارُهُ فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ عَمِلَ فِیَّ دَعْوَةُ الرَّجُلِ الصَّالِحِ وَ كَفْتِیٌّ بِالنَّبَطِیَّةِ الشَّیْطَانُ وَ كَانَتْ أُمُّهُ سَمَّتْهُ بِذَلِكَ وَ دَعَتْهُ فِی صِغَرِهِ فَلَمْ یَعْرِفْ ذَلِكَ أَحَدٌ حَتَّی دَعَاهُ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام(2).
«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِیثٌ بَلَغَنِی عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ بَلَغَنِی أَنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ كَانَ یَقُولُ لَوْ غَلَی دِمَاغُهُ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ مَا اسْتَظَلَّ بِحَائِطِ صَیْرَفِیٍّ وَ لَوْ تَفَرَّثَ (3) كَبِدُهُ عَطَشاً لَمْ یَسْتَسْقِ مِنْ دَارِ صَیْرَفِیٍّ مَاءً وَ هُوَ عَمَلِی وَ تِجَارَتِی وَ فِیهِ نَبَتَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ مِنْهُ حَجِّی وَ عُمْرَتِی فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ كَذَبَ الْحَسَنُ خُذْ سَوَاءً وَ أَعْطِ سَوَاءً فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَدَعْ مَا بِیَدِكَ وَ انْهَضْ إِلَی الصَّلَاةِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ كَانُوا صَیَارِفَةً(4).
ص: 143
أَقُولُ: قَالَ السَّیِّدُ الْمُرْتَضَی فِی كِتَابِ الْغُرَرِ وَ الدُّرَرِ رَوَی أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِیُّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلْحَسَنِ یَا أَبَا سَعِیدٍ إِنَّ الشِّیعَةَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تُبْغِضُ عَلِیّاً علیه السلام فَأَكَبَّ یَبْكِی طَوِیلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَقَدْ فَارَقَكُمْ بِالْأَمْسِ رَجُلٌ كَانَ سَهْماً مِنْ مَرَامِی اللَّهِ (1) عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عَدُوِّهِ رَبَّانِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ ذُو شَرَفِهَا وَ فَضْلِهَا ذُو قَرَابَةٍ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(2) قَرِیبَةٍ لَمْ یَكُنْ بِالنَّئُومَةِ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَا بِالْغَافِلِ عَنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَا السَّرُوقَةِ(3) مِنْ مَالِ اللَّهِ أَعْطَی الْقُرْآنَ عَزَائِمَهُ فِی مَا لَهُ وَ عَلَیْهِ فَأَشْرَفَ مِنْهَا عَلَی رِیَاضٍ مُونِقَةٍ وَ أَعْلَامٍ بَیِّنَةٍ ذَاكَ ابْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا لُكَعُ وَ كَانَ الْحَسَنُ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُحَدِّثَ فِی زَمَنِ بَنِی أُمَیَّةَ- عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو زَیْنَبَ- وَ أَتَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَوْماً الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ وَ هُوَ یَقُصُّ عِنْدَ الْحِجْرِ فَقَالَ أَ تَرْضَی یَا حَسَنُ نَفْسَكَ لِلْمَوْتِ قَالَ لَا فَعَمَلَكَ لِلْحِسَابِ قَالَ لَا قَالَ فَثَمَّ دَارٌ لِلْعَمَلِ غَیْرُ هَذِهِ (4) قَالَ لَا قَالَ فَلِلَّهِ فِی الْأَرْضِ (5) مَعَاذٌ غَیْرُ هَذَا الْبَیْتِ قَالَ لَا قَالَ فَلِمَ تَشْغَلُ النَّاسَ عَنِ الطَّوَافِ (6).
أقول: سیأتی احتجاج الحسن بن علی و احتجاج علی بن الحسین علیهما السلام علیه و كذا احتجاج الباقر علیه السلام علیه و قد مضی فی باب ما جری من فضائل أهل البیت علیهم السلام علی لسان أعدائهم و باب جوامع مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام و فی باب كتمان العلم بعض أحواله.
ص: 144
«1»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی إِسْحَاقَ مَتَی ذَلَّ النَّاسُ قَالَ حِینَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ ادُّعِیَ زِیَادٌ وَ قُتِلَ حُجْرُ بْنُ عَدِیٍ (1).
«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام: یَا أَحْمَدُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَتَی صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ- یَعُودُهُ فِی مَرَضِهِ فَافْتَخَرَ عَلَی النَّاسِ بِذَلِكَ فَلَا تَذْهَبَنَّ نَفْسُكَ إِلَی الْفَخْرِ وَ تَذَلَّلْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. و سیأتی الخبر بتمامه فی باب معجزات الرضا علیه السلام(2).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُبَارَكٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مَالِكٍ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ أَرْكَعُ عِنْدَ بَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَنَا أَدْعُو اللَّهَ إِذْ خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَصْبَغُ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ أَیَّ شَیْ ءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ قُلْتُ رَكَعْتُ وَ أَنَا أَدْعُو-(3) قَالَ أَ فَلَا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ بَلَی قَالَ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا كَانَ
ص: 145
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی مَنْكِبِیَ الْأَیْسَرِ وَ قَالَ یَا أَصْبَغُ لَئِنْ ثَبَتَتْ قَدَمُكَ وَ تَمَّتْ وَلَایَتُكَ وَ انْبَسَطَتْ یَدُكَ فَاللَّهُ أَرْحَمُ بِكَ مِنْ نَفْسِكَ (1).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَیْلِ یَقُولُ: جَاءَ الْمُسَیَّبُ بْنُ نجیة [نَجَبَةَ] إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُتَلَبِّباً(2) بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَإٍ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا شَأْنُكَ فَقَالَ یَكْذِبُ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ- فَقَالَ مَا یَقُولُ قَالَ (3) فَلَمْ أَسْمَعْ مَقَالَةَ الْمُسَیَّبِ- وَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ الْغَضَبُ وَ لَكِنْ یَأْتِیكُمْ رَاكِبُ الدغیلة [الذِّعْلِبَةِ] یَشُدُّ حَقْوَهَا بِوَضِینِهَا لَمْ یَقْضِ تَفَثاً مِنْ حَجٍّ وَ لَا عُمْرَةٍ فَیَقْتُلُوهُ یُرِیدُ بِذَلِكَ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیه السلام(4).
«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: عَادَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَرَضٍ ثُمَّ قَالَ انْظُرْ فَلَا تَجْعَلَنَّ عِیَادَتِی إِیَّاكَ فَخْراً عَلَی قَوْمِكَ الْخَبَرَ(5).
ب، [قرب الإسناد] ابن عیسی و ابن أبی الخطاب عن البزنطی عن الرضا علیه السلام: مثله (6).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْكُمَیْدَانِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ عُبَیْدٍ السَّمِینِ (7)
عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَخْطُبُ النَّاسَ وَ هُوَ یَقُولُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُونِّی عَنْ شَیْ ءٍ مَضَی وَ لَا عَنْ شَیْ ءٍ یَكُونُ إِلَّا نَبَّأْتُكُمْ بِهِ فَقَامَ إِلَیْهِ سَعْدُ بْنُ أَبِی
ص: 146
وَقَّاصٍ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی كَمْ فِی رَأْسِی وَ لِحْیَتِی مِنْ شَعْرَةٍ فَقَالَ لَهُ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ مَسْأَلَةٍ حَدَّثَنِی خَلِیلِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّكَ سَتَسْأَلُنِی عَنْهَا وَ مَا فِی رَأْسِكَ وَ لِحْیَتِكَ مِنْ شَعْرَةٍ إِلَّا وَ فِی أَصْلِهَا شَیْطَانٌ جَالِسٌ وَ إِنَّ فِی بَیْتِكَ لَسَخْلًا یَقْتُلُ الْحُسَیْنَ ابْنِی وَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ یَوْمَئِذٍ یَدْرُجُ بَیْنَ یَدَیْهِ (1).
«7»- شا، [الإرشاد] یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ بِذِی قَارٍ وَ هُوَ جَالِسٌ لِأَخْذِ الْبَیْعَةِ یَأْتِیكُمْ مِنْ قِبَلِ الْكُوفَةِ أَلْفُ رَجُلٍ لَا یَزِیدُونَ رَجُلًا وَ لَا یَنْقُصُونَ رَجُلًا یُبَایِعُونِّی عَلَی الْمَوْتِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَزِعْتُ لِذَلِكَ وَ خِفْتُ أَنْ یَنْقُصَ الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَدِ أَوْ یَزِیدُوا عَلَیْهِ فَیَفْسُدَ الْأَمْرُ عَلَیْنَا وَ إِنِّی أُحْصِی الْقَوْمَ فَاسْتَوْفَیْتُ (2) عَدَدَهُمْ تِسْعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِینَ رَجُلًا ثُمَّ انْقَطَعَ مَجِی ءُ الْقَوْمِ فَقُلْتُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ مَا ذَا حَمَلَهُ عَلَی مَا قَالَ فَبَیْنَمَا أَنَا مُفَكِّرٌ فِی ذَلِكَ إِذْ رَأَیْتُ شَخْصاً قَدْ أَقْبَلَ حَتَّی دَنَا وَ هُوَ رَجُلٌ عَلَیْهِ قَبَاءٌ صُوفٌ وَ مَعَهُ سَیْفٌ وَ تُرْسٌ وَ إِدَاوَةٌ فَقَرُبَ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ امْدُدْ یَدَیْكَ لِأُبَایِعَكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ عَلَی مَا تُبَایِعُنِی قَالَ عَلَی السَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْقِتَالِ بَیْنَ یَدَیْكَ حَتَّی أَمُوتَ أَوْ یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْكَ فَقَالَ مَا اسْمُكَ فَقَالَ أُوَیْسٌ قَالَ أَنْتَ أُوَیْسٌ الْقَرَنِیُّ قَالَ نَعَمْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِی حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی أُدْرِكُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِهِ یُقَالُ لَهُ أُوَیْسٌ الْقَرَنِیُّ یَكُونُ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ یَمُوتُ عَلَی الشَّهَادَةِ یَدْخُلُ فِی شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسُرِّیَ عَنَّا(3).
«8»- یج، [الخرائج و الجرائح]: مِنْ مُعْجِزَاتِهِ علیه السلام أَنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ بِشْرُ بْنُ أَرْطَاةَ بِالْیَمَنِ قَالَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنَّ بِشْراً بَاعَ دِینَهُ بِالدُّنْیَا فَاسْلُبْهُ عَقْلَهُ فَبَقِیَ بِشْرٌ حَتَّی اخْتَلَطَ فَاتُّخِذَ لَهُ سَیْفٌ مِنْ خَشَبٍ یَلْعَبُ بِهِ حَتَّی مَاتَ وَ مِنْهَا قَوْلُهُ علیه السلام لِجُوَیْرِیَةَ بْنِ مُسْهِرٍ لَتُعْتَلَنَ
ص: 147
إِلَی الْعُتُلِّ الزَّنِیمِ وَ لَیُقَطِّعَنَّ یَدَكَ وَ رِجْلَكَ ثُمَّ لَیَصْلُبَنَّكَ ثُمَّ مَضَی دَهْرٌ حَتَّی وُلِّیَ زِیَادٌ فِی أَیَّامِ مُعَاوِیَةَ فَقَطَعَ یَدَهُ وَ رَجْلَهُ ثُمَّ صَلَبَهُ.
«9»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَی طَلْحَةُ بْنُ عَمِیرَةَ قَالَ: نَشَدَ عَلِیٌّ علیه السلام النَّاسَ فِی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ حَاضِرٌ لَمْ یَشْهَدْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا أَنَسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَشْهَدَ وَ قَدْ سَمِعْتَ مَا سَمِعُوا قَالَ كَبِرْتُ وَ نَسِیتُ فَقَالَ لَهُ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَاضْرِبْهُ بِبَیَاضٍ أَوْ بِوَضَحٍ لَا تُوَارِیهِ الْعِمَامَةُ قَالَ أَبُو عَمِیرَةَ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُ (1)
بَیْضَاءَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ.
«10»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: نَشَدَ عَلِیٌّ علیه السلام النَّاسَ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَنْشُدُ رَجُلًا سَمِعَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِیّاً سِتَّةٌ مِنَ الْجَانِبِ الْأَیْمَنِ وَ سِتَّةٌ مِنَ الْجَانِبِ الْأَیْسَرِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ قَالَ زَیْدٌ وَ كُنْتُ فِیمَنْ سَمِعَ ذَلِكَ فَكَتَمْتُهُ فَذَهَبَ اللَّهُ بِبَصَرِی وَ كَانَ یَتَنَدَّمُ عَلَی مَا فَاتَهُ مِنَ الشَّهَادَةِ وَ یَسْتَغْفِرُ.
«11»- شا، [الإرشاد] رَوَی الْعُلَمَاءُ: أَنَّ جُوَیْرِیَةَ بْنَ مُسْهِرٍ وَقَفَ عَلَی بَابِ الْقَصْرِ فَقَالَ أَیْنَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقِیلَ لَهُ نَائِمٌ فَنَادَی أَیُّهَا النَّائِمُ اسْتَیْقِظْ فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَتُضْرَبَنَّ ضَرْبَةً عَلَی رَأْسِكَ تُخْضَبُ مِنْهَا لِحْیَتُكَ كَمَا أَخْبَرْتَنَا بِذَلِكَ مِنْ قَبْلُ فَسَمِعَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَادَی أَقْبِلْ یَا جُوَیْرِیَةُ حَتَّی أُحَدِّثَكَ بِحَدِیثِكَ فَأَقْبَلَ فَقَالَ أَنْتَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَتَعْتَلَنَّ إِلَی الْعُتُلِّ الزَّنِیمِ وَ لَیُقَطِّعَنَّ یَدَكَ وَ رِجْلَكَ ثُمَّ لَتُصْلَبَنَّ تَحْتَ جِذْعِ كَافِرٍ فَمَضَی عَلَی ذَلِكَ الدَّهْرُ حَتَّی وُلِّیَ زِیَادٌ فِی أَیَّامِ مُعَاوِیَةَ فَقَطَعَ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ ثُمَّ صَلَبَهُ إِلَی جِذْعِ ابْنِ مُعَكْبِرٍ وَ كَانَ جِذْعاً طَوِیلًا فَكَانَ تَحْتَهُ (2).
«12»- شا، [الإرشاد] رَوَی جَرِیرٌ عَنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ الْحَجَّاجُ طَلَبَ كُمَیْلَ بْنَ زِیَادٍ فَهَرَبَ مِنْهُ فَحَرَمَ قَوْمَهُ عَطَاهُمْ فَلَمَّا رَأَی كُمَیْلٌ ذَلِكَ قَالَ أَنَا شَیْخٌ كَبِیرٌ وَ
ص: 148
قَدْ نَفِدَ عُمُرِی لَا یَنْبَغِی أَنْ أَحْرِمَ قَوْمِی (1) عَطَاهُمْ فَخَرَجَ فَدَفَعَ بِیَدِهِ إِلَی الْحَجَّاجِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ لَقَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَجِدَ عَلَیْكَ سَبِیلًا فَقَالَ لَهُ كُمَیْلٌ لَا تَصْرِفْ عَلَیَّ أَنْیَابَكَ وَ لَا تَهَدَّمْ عَلَیَّ فَوَ اللَّهِ مَا بَقِیَ مِنْ عُمُرِی إِلَّا مِثْلُ كَوَاهِلِ الْغُبَارِ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَإِنَّ الْمَوْعِدَ لِلَّهِ وَ بَعْدَ الْقَتْلِ الْحِسَابُ وَ لَقَدْ خَبَّرَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّكَ قَاتِلِی فَقَالَ (2) لَهُ حَجَّاجٌ الْحُجَّةُ عَلَیْكَ إِذاً فَقَالَ لَهُ كُمَیْلٌ ذَاكَ إِذَا كَانَ الْقَضَاءُ إِلَیْكَ قَالَ بَلَی قَدْ كُنْتَ فِیمَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ اضْرِبُوا عُنُقَهُ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ (3).
بیان: الصریف صوت ناب البعیر و تهدّم علیه غضبا توعّده و كواهل الغبار أوائله شبه عمره فی سرعة انقضائه بالغبار و بقیته بأوائله فإن مقدم الغبار یحدث بعد مؤخره و یسكن بعده أو شبه بقیة العمر فی سرعة انقضائه بأول ما یحدث من الغبار فإنه یسكن قبل ما یحدث آخرا و الأول أبلغ و أكمل.
«13»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ الْأَشْعَثُ الْكِنْدِیُّ وَ جَرِیرٌ الْبَجَلِیُّ حَتَّی إِذَا كُنَّا بِظَهْرِ كُوفَةَ بِالْفَرَسِ مَرَّ بِنَا ضَبٌّ فَقَالَ الْأَشْعَثُ وَ جَرِیرٌ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ خِلَافاً عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا خَرَجَ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام دَعْهُمَا فَهُوَ إِمَامُهُمَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَ مَا تَسْمَعُ إِلَی اللَّهِ وَ هُوَ یَقُولُ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّی (4).
«14»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ یَزْعُمُ أَنَّهُ یَعْلَمُ كُلَّ آیَةٍ نَزَلَتْ فِی الْقُرْآنِ فِی أَیِّ یَوْمٍ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ قَالَ فَسَلْهُ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ مَنْ كانَ فِی هذِهِ أَعْمی فَهُوَ فِی
ص: 149
الْآخِرَةِ أَعْمی وَ أَضَلُّ سَبِیلًا-(1) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ لا یَنْفَعُكُمْ نُصْحِی إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللَّهُ یُرِیدُ أَنْ یُغْوِیَكُمْ-(2) وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا-(3) فَأَتَاهُ الرَّجُلُ فَغَضِبَ وَ قَالَ وَدِدْتُ أَنَّ الَّذِی أَمَرَ بِهَذَا وَاجَهَنِی فَأُسَائِلَهُ وَ لَكِنْ سَلْهُ مَا الْعَرْشُ وَ مَتَی خُلِقَ وَ كَیْفَ هُوَ فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی أَبِی فَقَالَ مَا قَالَ فَقَالَ وَ هَلْ أَجَابَكَ فِی الْآیَاتِ قَالَ لَا قَالَ لَكِنِّی أُجِیبُكَ فِیهَا بِنُورٍ وَ عِلْمِ غَیْرِ الْمُدَّعَی وَ لَا الْمُنْتَحَلِ أَمَّا الْأُولَیَانِ فَنَزَلَتَا فِیهِ وَ فِی أَبِیهِ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَنَزَلَتْ فِی أَبِی وَ فِینَا وَ لَمْ یَكُنِ الرِّبَاطُ الَّذِی أُمِرْنَا بِهِ بَعْدُ وَ سَیَكُونُ مِنْ نَسْلِنَا الْمُرَابِطُ وَ مِنْ نَسْلِهِ الْمُرَابِطُ(4).
«15»- كش، [رجال الكشی] جَعْفَرُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ بَعْدَ الْجَوَابِ عَنْ سُؤَالِ الْعَرْشِ عَلَی مَا سَیَأْتِی أَمَا إِنَّ فِی صُلْبِهِ وَدِیعَةً لَقَدْ ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ سَیُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجاً كَمَا دَخَلُوا فِیهِ وَ سَتُصْبَغُ الْأَرْضُ مِنْ دِمَاءِ(5) الْفِرَاخِ مِنْ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ صلوات اللّٰه علیهم تَنْهَضُ تِلْكَ الْفِرَاخُ فِی غَیْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَیْرَ مَا تُدْرَكُ وَ یُرَابِطُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَصْبِرُونَ لِمَا یَرَوْنَ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ (6).
«16»- كش، [رجال الكشی] نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ مَا كَانَ مَنْزِلَةُ هَذَا الرَّجُلِ فِیكُمْ قَالَ مَا أَدْرِی مَا تَقُولُ إِلَّا أَنَّ سُیُوفَنَا كَانَتْ عَلَی عَوَاتِقِنَا فَمَنْ أَوْمَأَ إِلَیْنَا
ص: 150
ضَرَبْنَاهُ بِهَا وَ كَانَ یَقُولُ لَنَا تَشَرَّطُوا-(1) فَوَ اللَّهِ مَا اشْتِرَاطُكُمْ لِذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ مَا اشْتِرَاطُكُمْ إِلَّا لِلْمَوْتِ إِنَّ قَوْماً مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ تَشَارَطُوا بَیْنَهُمْ فَمَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّی كَانَ نَبِیَّ قَوْمِهِ أَوْ نَبِیَّ قَرْیَتِهِ أَوْ نَبِیَّ نَفْسِهِ وَ إِنَّكُمْ لَبِمَنْزِلَتِهِمْ غَیْرَ أَنَّكُمْ لَسْتُمْ بِأَنْبِیَاءَ(2).
بیان: قال الجزری شرط السلطان نخبة أصحابه الذین یقدمهم علی غیرهم من جنده و فی حدیث ابن مسعود و تشرط شرطة للموت لا یرجعون إلا غالبین الشرطة أول طائفة من الجیش تشهد الوقعة(3) و قال الفیروزآبادی الشرطة بالضم هم أول كتیبة تشهد الحرب و تتهیأ للموت و طائفة من أعوان الولاة سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات یعرفون بها(4).
«17»- كش، [رجال الكشی] مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ وَ أَبُو عَمْرٍو ابْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْغَزَّالِیِ (5) عَنْ غِیَاثٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَمْرٍو الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: مَرَّ بِنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ الْبَثُوا فِی هَذِهِ الشُّرْطَةِ فَوَ اللَّهِ لَا تَلِی بَعْدَهُمْ إِلَّا شُرْطَةُ النَّارِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ (6).
«18»- كش، [رجال الكشی] رُوِیَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْحَضْرَمِیِّ یَوْمَ الْجَمَلِ أَبْشِرْ ابْنَ یَحْیَی فَإِنَّكَ وَ أَبُوكَ مِنْ شُرْطَةِ الْخَمِیسِ حَقّاً لَقَدْ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِاسْمِكَ وَ اسْمِ أَبِیكَ فِی شُرْطَةِ الْخَمِیسِ وَ اللَّهُ سَمَّاكُمْ شُرْطَةَ الْخَمِیسِ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ أَنَّ شُرْطَةَ الْخَمِیسِ كَانُوا سِتَّةَ آلَافِ رَجُلٍ أَوْ خَمْسَةَ آلَافٍ (7).
ص: 151
بیان: الخمیس الجیش سمی به لأنه مقسوم بخمسة أقسام المقدمة و الساقة و المیمنة و المیسرة و القلب.
«19»- كش، [رجال الكشی] ذَكَرَ هِشَامٌ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عِنْدَكُمْ بِالْعِرَاقِ یُقَاتِلُ عَدُوَّهُ وَ مَعَهُ أَصْحَابُهُ وَ مَا كَانَ فِیهِمْ خَمْسُونَ رَجُلًا یَعْرِفُونَهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَ حَقَّ مَعْرِفَةِ إِمَامَتِهِ (1).
«20»- كش، [رجال الكشی] حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ مَعاً عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ یَالِیلَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ قَالَ: أَتَیْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا نَعُودُهُ فِی مَرَضِهِ الَّذِی مَاتَ فِیهِ قَالَ فَأُغْمِیَ عَلَیْهِ فِی الْبَیْتِ فَأُخْرِجَ إِلَی صَحْنِ الدَّارِ قَالَ فَأَفَاقَ فَقَالَ إِنَّ خَلِیلِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنِّی سَأَهْجُرُ هِجْرَتَیْنِ وَ إِنِّی سَأَخْرُجُ مِنْ هِجْرَتِی فَهَاجَرْتُ هِجْرَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِجْرَةً مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِنِّی سَأَعْمَی فَعَمِیتُ وَ إِنِّی سَأُغْرَقُ فَأَصَابَنِی حَكَّةٌ-(2) فَطَرَحَنِی أَهْلِی فِی الْبَحْرِ فَغَفَلُوا عَنِّی فَغَرِقْتُ ثُمَّ اسْتَخْرَجُونِی بَعْدُ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَبْرَأَ مِنْ خَمْسَةٍ مِنَ النَّاكِثِینَ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْجَمَلِ وَ مِنَ الْقَاسِطِینَ وَ هُمْ أَصْحَابُ الشَّامِ وَ مِنَ الْخَوَارِجِ وَ هُمْ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ وَ مِنَ الْقَدَرِیَّةِ وَ هُمُ الَّذِینَ ضَاهَوُا النَّصَارَی فِی دِینِهِمْ فَقَالُوا لَا قَدَرَ وَ مِنَ الْمُرْجِئَةِ الَّذِینَ ضَاهَوُا الْیَهُودَ فِی دِینِهِمْ فَقَالُوا اللَّهُ أَعْلَمُ قَالَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَحْیَا عَلَی مَا حَیَّ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَمُوتُ عَلَی مَا مَاتَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ ثُمَّ مَاتَ فَغُسِّلَ وَ كُفِّنَ ثُمَّ صُلِّیَ عَلَی سَرِیرِهِ قَالَ فَجَاءَ طَائِرَانِ أَبْیَضَانِ فَدَخَلَا فِی كَفَنِهِ فَرَأَی النَّاسُ أَنَّمَا هُوَ فِقْهُهُ فَدُفِنَ (3).
«21»- كش، [رجال الكشی] عَلِیُّ بْنُ زِیَادٍ الصائع [الصَّائِغُ] عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ خَلَفٍ الْمَخْزُومِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الْحَارِثَ یَقُولُ: اسْتَعْمَلَ عَلِیٌّ علیه السلام
ص: 152
عَلَی الْبَصْرَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَحَمَلَ كُلَّ مَالٍ فِی بَیْتِ الْمَالِ بِالْبَصْرَةِ وَ لَحِقَ بِمَكَّةَ وَ تَرَكَ عَلِیّاً وَ كَانَ مَبْلَغُهُ أَلْفَیْ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَصَعِدَ عَلِیٌّ علیه السلام الْمِنْبَرَ حِینَ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَبَكَی فَقَالَ هَذَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَمَلِهِ وَ قَدْرِهِ یَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا فَكَیْفَ یُؤْمَنُ مَنْ كَانَ دُونَهُ اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ مَلِلْتُهُمْ فَأَرِحْنِی مِنْهُمْ وَ اقْبِضْنِی إِلَیْكَ غَیْرَ عَاجِزٍ وَ لَا مَلُولٍ.
قَالَ الْكَشِّیُّ شَیْخٌ (1) مِنَ الْیَمَامَةِ یَذْكُرُ عَنْ مُعَلَّی بْنِ هِلَالٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: لَمَّا احْتَمَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ بَیْتَ مَالِ الْبَصْرَةِ وَ ذَهَبَ بِهِ إِلَی الْحِجَازِ كَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ- أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی قَدْ كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ فِی أَمَانَتِی وَ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فِی نَفْسِی أَوْثَقَ مِنْكَ لِمُوَاسَاتِی وَ مُؤَازَرَتِی وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَیَّ فَلَمَّا رَأَیْتَ الزَّمَانَ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ وَ الْعَدُوَّ عَلَیْهِ قَدْ حَرِبَ وَ أَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ عَزَّتْ-(2) وَ هَذِهِ الْأُمُورَ قَدْ فَشَتْ قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ-(3) وَ فَارَقْتَهُ مَعَ الْمُفَارِقِینَ وَ خَذَلْتَهُ أَسْوَأَ خِذْلَانِ الْخَاذِلِینَ فَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ تُرِیدُ اللَّهَ بِجِهَادِكَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ كَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِیدُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی دُنْیَاهُمْ وَ تَنْوِی غِرَّتَهُمْ فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِی خِیَانَةِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْرَعْتَ الْوَثْبَةَ وَ عَجَّلْتَ الْعَدْوَةَ فَاخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَیْهِ اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الْأَزِلِ دَامِیَةَ الْمِعْزَی الْكَسِیرَةِ-(4) كَأَنَّكَ لَا أَبَا لَكَ إِنَّمَا جَرَرْتَ إِلَی أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَ وَ مَا تَخَافُ مِنْ سُوءِ الْحِسَابِ أَ وَ مَا یَكْبُرُ عَلَیْكَ أَنْ تَشْتَرِیَ الْإِمَاءَ وَ تَنْكِحَ
ص: 153
النِّسَاءَ بِأَمْوَالِ الْأَرَامِلِ وَ الْمُهَاجِرِینَ الَّذِینَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ هَذِهِ الْبِلَادَ ارْدُدْ إِلَی الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِیَ اللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ اللَّهَ فِیكَ وَ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَعَلَا مِثْلَ الَّذِی فَعَلْتَ لَمَا كَانَ لَهُمَا عِنْدِی فِی ذَلِكَ هَوَادَةٌ-(1) وَ لَا لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا عِنْدِی فِیهِ رُخْصَةٌ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ وَ أُزِیحَ الْجَوْرَ عَنْ مَظْلُومِهَا وَ السَّلَامُ-(2) قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِی كِتَابُكَ تُعْظِمُ عَلَیَّ إِصَابَةَ الْمَالِ الَّذِی أَخَذْتُهُ مِنْ بَیْتِ مَالِ الْبَصْرَةِ وَ لَعَمْرِی إِنَّ لِی فِی بَیْتِ مَالِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذْتُ وَ السَّلَامُ
قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَالْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ مِنْ تَزْیِینِ نَفْسِكَ أَنَّ لَكَ فِی بَیْتِ مَالِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِنْ مَالِ (3) رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَقَدْ أَفْلَحْتَ إِنْ كَانَ تَمَنِّیكَ الْبَاطِلَ وَ ادِّعَاؤُكَ مَا لَا یَكُونُ یُنْجِیكَ مِنَ الْإِثْمِ وَ یُحِلُّ لَكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْكَ عَمَّرَكَ اللَّهُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْعَبْدُ الْمُهْتَدِی إِذَنْ فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّكَ اتَّخَذْتَ مَكَّةَ وَطَناً وَ ضَرَبْتَ بِهَا عَطَناً تَشْتَرِی مُوَلَّدَاتِ مَكَّةَ وَ الطَّائِفِ تَخْتَارُهُنَّ عَلَی عَیْنَیْكَ وَ تُعْطِی فِیهِنَّ مَالَ غَیْرِكَ وَ إِنِّی لَأُقْسِمُ بِاللَّهِ رَبِّی وَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ مَا أَخَذْتُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ لِی حَلَالٌ أَدَعُهُ لِعَقِبِی مِیرَاثاً فَلَا غُرُورَ(4) أَشَدُّ بِاغْتِبَاطِكَ تَأْكُلُهُ (5) رُوَیْداً رُوَیْداً فَكَأَنْ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَی-(6) وَ عُرِضْتَ عَلَی رَبِّكَ الْمَحَلَّ الَّذِی یَتَمَنَّی الرَّجْعَةَ الْمُضَیِّعُ لِلتَّوْبَةِ لِذَلِكَ-(7) وَ مَا ذَلِكَ وَ لَاتَ حِینَ مَنَاصٍ وَ السَّلَامُ.
قَالَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتَ عَلَیَّ فَوَ اللَّهِ لَأَنْ
ص: 154
أَلْقَی اللَّهَ بِجَمِیعِ مَا فِی الْأَرْضِ مِنْ ذَهَبِهَا وَ عِقْیَانِهَا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَی اللَّهَ بِدَمِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ (1).
«22»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] رُوِیَ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ تَفُوحُ رَوَائِحُ الْجَنَّةِ مِنْ قِبَلِ قَرَنٍ وَا شَوْقَاهْ إِلَیْكَ یَا أُوَیْسُ الْقَرَنِیُّ-(2) أَلَا وَ مَنْ لَقِیَهُ فَلْیُقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ أُوَیْسٌ الْقَرَنِیُّ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ غَابَ عَنْكُمْ لَمْ تَفْتَقِدُوهُ وَ إِنْ ظَهَرَ لَكُمْ لَمْ تَكْتَرِثُوا بِهِ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ فِی شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ یُؤْمِنُ بِی وَ لَا یَرَانِی وَ یُقْتَلُ بَیْنَ یَدَیْ خَلِیفَتِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی صِفِّینَ (3).
«23»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ أَنَّهُ قَالَ: لَقِیتُ سَعْدَ بْنَ أَبِی وَقَّاصٍ فَقُلْتُ إِنِّی سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اتَّقُوا فِتْنَةَ الْأَخْنَسِ اتَّقُوا فِتْنَةَ سَعْدٍ فَإِنَّهُ یَدْعُو إِلَی خِذْلَانِ الْحَقِّ وَ أَهْلِهِ فَقَالَ سَعْدٌ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُبْغِضَ عَلِیّاً أَوْ یُبْغِضَنِی أَوْ أُقَاتِلَ عَلِیّاً أَوْ یُقَاتِلَنِی أَوْ أُعَادِیَ عَلِیّاً أَوْ یُعَادِیَنِی إِنَّ عَلِیّاً كَانَ لَهُ خِصَالٌ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهَا إِنَّهُ صَاحِبُ بَرَاءَةَ حَتَّی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَبْلُغُ عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنِّی وَ قَالَ لَهُ یَوْمَ تَبُوكَ أَنْتَ وَصِیِّی أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ النُّبُوَّةِ وَ یَوْمَ أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ لَمْ یَبْقَ غَیْرُ بَابِهِ فَسَأَلَ عُمَرُ أَنْ یَجْعَلَ لَهُ رَوْزَنَةً صَغِیرَةً قَدْرَ عَیْنَیْهِ فَأَبَی رَسُولُ اللَّهِ قَالَ (4) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ سَدَدْتُ أَبْوَابَنَا وَ تَرَكْتَ بَابَ عَلِیٍّ- فَقَالَ مَا سَدَدْتُهَا لَكُمْ أَنَا وَ لَا فَتَحْتُ بَابَهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَدَّهَا وَ فَتَحَ بَابَهُ وَ یَوْمَ آخَی رَسُولُ اللَّهِ بَیْنَ الصَّحَابَةِ كُلِّ رَجُلٍ مَعَ صَاحِبِهِ وَ بَقِیَ هُوَ فَآخَاهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ قَالَ لَهُ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا
ص: 155
أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ یَوْمَ خَیْبَرَ حِینَ انْهَزَمَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ مَا بَالُ قَوْمٍ یَلْقَوْنَ الْمُشْرِكِینَ ثُمَّ یَفِرُّونَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّارٌ غَیْرُ فَرَّارٍ یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ بِعَلِیٍّ فَجَاءَهُ أَرْمَدَ الْعَیْنِ فَوَضَعَ كَرِیمَهُ (1) فِی حَجْرِهِ وَ تَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ وَ عَقَدَ لَهُ رَایَةً وَ دَعَا لَهُ فَمَا انْثَنَی حَتَّی فَتَحَ خَیْبَراً وَ أَتَاهُ بِصَفِیَّةَ بِنْتِ حُیَیِّ بْنِ أَخْطَبَ- فَأَعْتَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تَزَوَّجَهَا وَ جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ یَوْمُ غَدِیرِ خُمٍّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ وَ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ أَلَا فَلْیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ وَ الْحُرُّ الْعَبْدَ(2).
«24»- ضه، [روضة الواعظین]: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ أَبْشِرُوا بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِی یُقَالُ لَهُ أُوَیْسٌ الْقَرَنِیُّ فَإِنَّهُ یَشْفَعُ بِمِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ یَا عُمَرُ إِنْ أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ فَبَلَغَ عُمَرَ مَكَانُهُ بِالْكُوفَةِ فَجَعَلَ یَطْلُبُهُ فِی الْمَوْسِمِ لَعَلَّهُ أَنْ یَحُجَّ حَتَّی وَقَعَ إِلَیْهِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ وَ هُوَ مِنْ أَحْسَنِهِمْ (3) هَیْئَةً وَ أَرَثِّهِمْ حَالًا فَلَمَّا سَأَلَ عَنْهُ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَسْأَلُ عَنْ رَجُلٍ لَا یَسْأَلُ عَنْهُ مِثْلُكَ قَالَ فَلِمَ قَالُوا لِأَنَّهُ عِنْدَنَا مَغْمُورٌ فِی عَقْلِهِ وَ رُبَّمَا عَبِثَ بِهِ الصِّبْیَانُ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَیَّ ثُمَّ وَقَفَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أُوَیْسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْدَعَنِی إِلَیْكَ رِسَالَةً وَ هُوَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ قَدْ أَخْبَرَنِی أَنَّكَ تَشْفَعُ بِمِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ فَخَرَّ أُوَیْسٌ سَاجِداً وَ مَكَثَ طَوِیلًا مَا تَرَقَّی لَهُ دَمْعُهُ (4) حَتَّی ظَنُّوا أَنَّهُ مَاتَ وَ نَادَوْهُ یَا أُوَیْسُ هَذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ فَاعِلٌ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ یَا أُوَیْسُ فَأَدْخِلْنِی فِی شَفَاعَتِكَ فَأَخَذَ النَّاسُ فِی طَلَبِهِ وَ التَّمَسُّحِ بِهِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ شَهَرْتَنِی وَ أَهْلَكْتَنِی وَ كَانَ یَقُولُ كَثِیراً مَا لَقِیتُ مِنْ عُمَرَ ثُمَّ قُتِلَ
ص: 156
بِصِفِّینَ فِی الرَّجَّالَةِ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1).
«25»- نبه، [تنبیه الخاطر] حُكِیَ: أَنَّ مَالِكَ بْنَ الْأَشْتَرِ(2) رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مُجْتَازاً بِسُوقٍ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ خَامٍ وَ عِمَامَةٌ مِنْهُ فَرَآهُ بَعْضُ السُّوقَةِ فَأَزْرَی (3) بِزِیِّهِ فَرَمَاهُ بِبَابِهِ (4) تَهَاوُناً بِهِ فَمَضَی وَ لَمْ یَلْتَفِتْ فَقِیلَ لَهُ وَیْلَكَ تَعْرِفُ لِمَنْ رَمَیْتَ (5) فَقَالَ لَا فَقِیلَ لَهُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَارْتَعَدَ الرَّجُلُ وَ مَضَی لِیَعْتَذِرَ إِلَیْهِ-(6) وَ قَدْ دَخَلَ مَسْجِداً وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَلَمَّا انْفَتَلَ انْكَبَّ الرَّجُلُ عَلَی قَدَمَیْهِ یُقَبِّلُهُمَا فَقَالَ مَا هَذَا الْأَمْرُ فَقَالَ أَعْتَذِرُ إِلَیْكَ مِمَّا صَنَعْتُ فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَیْكَ فَوَ اللَّهِ مَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ إِلَّا لِأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ (7).
«26»- نبه، [تنبیه الخاطر] الْأَحْنَفُ:(8) شَكَوْتُ إِلَی عَمِّی صَعْصَعَةَ وَجَعاً فِی بَطْنِی فَنَهَرَنِی ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی إِذَا نَزَلَ بِكَ شَیْ ءٌ فَلَا تَشْكُهُ إِلَی أَحَدٍ فَإِنَ (9) النَّاسَ رَجُلَانِ صَدِیقٌ تَسُوؤُهُ وَ عَدُوٌّ تَسُرُّهُ وَ الَّذِی بِكَ لَا تَشْكُهُ إِلَی مَخْلُوقٍ مِثْلِكَ لَا یَقْدِرُ عَلَی دَفْعِ مِثْلِهِ عَنْ نَفْسِهِ وَ لَكِنْ إِلَی مَنِ ابْتَلَاكَ بِهِ فَهُوَ قَادِرٌ أَنْ یُفَرِّجَ عَنْكَ یَا ابْنَ أَخِی إِحْدَی عَیْنَیَّ هَاتَیْنِ مَا أُبْصِرُ بِهَا سَهْلًا وَ لَا جَبَلًا مُنْذُ أَرْبَعِینَ سَنَةً وَ مَا اطَّلَعَ عَلَی ذَلِكَ امْرَأَتِی وَ لَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِی (10).
ص: 157
«27»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ (1) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: بَیْنَا أَبِی جَالِسٌ علیه السلام وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا اسْتَضْحَكَ حَتَّی اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ دُمُوعاً ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِی قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ الَّذِینَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَقُلْتُ هَلْ رَأَیْتَ الْمَلَائِكَةَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ تُخْبِرُكَ بِوَلَایَتِهَا لَكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(2) وَ قَدْ دَخَلَ فِی هَذَا جَمِیعُ الْأُمَّةِ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ قُلْتُ صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ فِی حُكْمِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ اخْتِلَافٌ قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ مَا تَرَی فِی رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی سَقَطَتْ ثُمَّ ذَهَبَ وَ أَتَی رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ كَفَّهُ فَأُتِیَ بِهِ إِلَیْكَ وَ أَنْتَ قَاضٍ كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِهِ قَالَ أَقُولُ لِهَذَا الْقَاطِعِ أَعْطِهِ دِیَةَ كَفِّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا الْمَقْطُوعِ صَالِحْهُ عَلَی مَا شِئْتَ وَ أَبْعَثُ بِهِ إِلَی ذَوَیْ عَدْلٍ قُلْتُ جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِی حُكْمِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ نَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنْ یُحْدِثَ فِی خَلْقِهِ شَیْئاً مِنَ الْحُدُودِ فَلَیْسَ (3) تَفْسِیرُهُ فِی الْأَرْضِ اقْطَعْ قَاطِعَ الْكَفِّ أَصْلًا ثُمَّ أَعْطِهِ دِیَةَ الْأَصَابِعِ هَكَذَا حُكْمُ اللَّهِ لَیْلَةَ
ص: 158
یَنْزِلُ فِیهَا أَمْرُهُ إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَدْخَلَكَ اللَّهُ النَّارَ كَمَا أَعْمَی بَصَرَكَ یَوْمَ جَحَدْتَهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَلِذَلِكَ عَمِیَ بَصَرِی؟ قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ فَوَ اللَّهِ إِنْ عَمِیَ بَصَرِی إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ جَنَاحِ الْمَلَكِ قَالَ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ تَرَكْتُهُ یَوْمَهُ ذَلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ ثُمَّ لَقِیتُهُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلَ أَمْسِ قَالَ لَكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ یُنْزَلُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ أَمْرُ تِلْكَ السَّنَةِ وَ إِنَّ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتَ مَنْ هُمْ فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِی أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ فَقُلْتَ لَا أَرَاهَا كَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَتَبَدَّی لَكَ الْمَلَكُ الَّذِی یُحَدِّثُهُ فَقَالَ كَذَبْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَتْ عَیْنَایَ الَّذِی حَدَّثَكَ بِهِ عَلِیٌّ وَ لَمْ تَرَهُ عَیْنَاهُ وَ لَكِنْ وَعَی قَلْبُهُ وَ وَقَرَ فِی سَمْعِهِ ثُمَّ صَفَقَكَ بِجَنَاحَیْهِ فَعَمِیتَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا اخْتَلَفْنَا فِی شَیْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَی اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ فَهَلْ حَكَمَ اللَّهُ فِی حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَیْنِ قَالَ لَا فَقُلْتُ هَاهُنَا هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ (1).
«28»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حَمْزَةَ سَبْعِینَ تَكْبِیرَةً وَ كَبَّرَ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَكُمْ عَلَی سَهْلِ بْنِ حُنَیْفٍ خَمْساً(2) وَ عِشْرِینَ تَكْبِیرَةً قَالَ كَبَّرَ خَمْساً خَمْساً كُلَّمَا أَدْرَكَهُ النَّاسُ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ نُدْرِكِ الصَّلَاةَ عَلَی سَهْلٍ فَیَضَعُهُ فَیُكَبِّرُ عَلَیْهِ خَمْساً حَتَّی انْتَهَی إِلَی قَبْرِهِ خَمْسَ مَرَّاتٍ (3).
«29»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ رَفَعَهُ قَالَ: جَاءَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ- یُعَزِّیهِ بِأَخٍ لَهُ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ جَزِعْتَ فَحَقَّ الرَّحِمِ أَتَیْتَ وَ إِنْ صَبَرْتَ فَحَقَّ اللَّهِ أَدَّیْتَ عَلَی أَنَّكَ إِنْ صَبَرْتَ جَرَی
ص: 159
عَلَیْكَ الْقَضَاءُ وَ أَنْتَ مَمْدُوحٌ-(1) وَ إِنْ جَزِعْتَ جَرَی عَلَیْكَ الْقَضَاءُ وَ أَنْتَ مَذْمُومٌ فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا تَأْوِیلُهَا فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ أَنْتَ غَایَةُ الْعِلْمِ وَ مُنْتَهَاهُ فَقَالَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا لِلَّهِ فَإِقْرَارٌ مِنْكَ بِالْمُلْكِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ فَإِقْرَارٌ مِنْكَ بِالْهَلَاكِ (2).
«30»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ عَمَّنْ رَفَعَهُ إِلَیْهِ قَالَ: إِنَّ حَارِثَ (3) الْأَعْوَرِ أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُحِبُّ أَنْ تُكْرِمَنِی بِأَنْ تَأْكُلَ عِنْدِی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی أَنْ لَا تَتَكَلَّفَ لِی شَیْئاً وَ دَخَلَ فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بِكِسْرَةٍ فَجَعَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَأْكُلُ فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ إِنَّ مَعِی دَرَاهِمَ وَ أَظْهَرَهَا وَ إِذَا هِیَ فِی كُمِّهِ فَإِنْ أَذِنْتَ لِی اشْتَرَیْتُ لَكَ-(4) فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذِهِ مِمَّا فِی بَیْتِكَ (5).
«31»- كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ شَرِیفِ بْنِ سَابِقٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِی قُرَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَتِ الْمَوَالِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا نَشْكُو إِلَیْكَ هَؤُلَاءِ الْعَرَبَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُعْطِینَا مَعَهُمُ الْعَطَایَا بِالسَّوِیَّةِ وَ زَوَّجَ سَلْمَانَ وَ بلال [بِلَالًا] وَ صهیب [صُهَیْباً]-(6) وَ أَبَوْا عَلَیْنَا هَؤُلَاءِ وَ قَالُوا لَا نَفْعَلُ فَذَهَبَ إِلَیْهِمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَكَلَّمَهُمْ فِیهِمْ فَصَاحَ الْأَعَارِیبُ أَبَیْنَا ذَلِكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَبَیْنَا ذَلِكَ فَخَرَجَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ یَجُرُّ رِدَاءَهُ وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْمَوَالِی إِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَیَّرُوكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی یَتَزَوَّجُونَ إِلَیْكُمْ وَ لَا یُزَوِّجُونَكُمْ وَ لَا یُعْطُونَكُمْ مِثْلَ مَا یَأْخُذُونَ فَاتَّجِرُوا بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 160
یَقُولُ الرِّزْقُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةُ أَجْزَاءٍ فِی التِّجَارَةِ وَ وَاحِدٌ فِی غَیْرِهَا(1).
«32»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی قَوْمٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَبَّنَا فَاسْتَتَابَهُمْ فَلَمْ یَتُوبُوا فَحَفَرَ لَهُمْ حَفِیرَةً وَ أَوْقَدَ فِیهَا نَاراً وَ حَفَرَ حَفِیرَةً إِلَی جَانِبِهَا أُخْرَی (2) وَ أَفْضَی بَیْنَهُمَا فَلَمَّا لَمْ یَتُوبُوا أَلْقَاهُمْ فِی الْحَفِیرَةِ وَ أَوْقَدَ فِی الْحَفِیرَةِ الْأُخْرَی حَتَّی مَاتُوا(3).
«33»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جِئْتُكَ مِنْ وَادِی الْقُرَی وَ قَدْ مَاتَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ یَمُتْ-(4) فَأَعَادَ عَلَیْهِ الرَّجُلُ فَقَالَ لَهُ لَمْ یَمُتْ وَ أَعْرَضَ بِوَجْهِهِ عَنْهُ فَأَعَادَ عَلَیْهِ الثَّالِثَةَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أُخْبِرُكَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ وَ تَقُولُ لَمْ یَمُتْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَقُودَ جَیْشَ ضَلَالَةٍ یَحْمِلُ رَایَتَهُ حَبِیبُ بْنُ جَمَّازٍ قَالَ فَسَمِعَ حَبِیبٌ (5) فَأَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِیَّ فَإِنِّی لَكَ شِیعَةٌ وَ قَدْ ذَكَرْتَنِی بِأَمْرٍ لَا وَ اللَّهِ لَا أَعْرِفُهُ مِنْ نَفْسِی فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا حَبِیبُ بْنُ جَمَّازٍ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنْ كُنْتَ حَبِیبَ بْنَ جَمَّازٍ فَلَا یَحْمِلُهَا غَیْرُكَ أَوْ فَلَتَحْمِلَنَّهَا فَوَلَّی عَنْهُ حَبِیبٌ- وَ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنْ كُنْتَ حَبِیباً لَتَحْمِلَنَّهَا قَالَ أَبُو حَمْزَةَ فَوَ اللَّهِ مَا مَاتَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ حَتَّی بُعِثَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ جَعَلَ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَی مُقَدِّمَتِهِ وَ حَبِیبَ بْنَ جَمَّازٍ صَاحِبَ رَایَتِهِ (6).
ص: 161
قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ رَوَی أَنَسُ بْنُ عِیَاضٍ الْمَدَنِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَوْماً یَؤُمُّ النَّاسَ وَ هُوَ یَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ فَجَهَرَ ابْنُ الْكَوَّاءِ مِنْ خَلْفِهِ وَ لَقَدْ أُوحِیَ إِلَیْكَ وَ إِلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ-(1)
فَلَمَّا جَهَرَ ابْنُ الْكَوَّاءِ مِنْ خَلْفِهِ بِهَا سَكَتَ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَمَّا أَنْهَاهَا ابْنُ الْكَوَّاءِ عَادَ عَلِیٌّ علیه السلام لِیُتِمَّ قِرَاءَتَهُ فَلَمَّا شَرَعَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی الْقِرَاءَةِ أَعَادَ ابْنُ الْكَوَّاءِ الْجَهْرَ بِتِلْكَ (2) فَسَكَتَ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَمْ یَزَالا كَذَلِكَ یَسْكُتُ هَذَا وَ یَقْرَأُ ذَاكَ مِرَاراً حَتَّی قَرَأَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ لا یَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِینَ لا یُوقِنُونَ-(3) فَسَكَتَ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَ عَادَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی قِرَاءَتِهِ (4).
و قال فی موضع آخر: أم محمد بن أبی بكر أسماء بنت عمیس كانت تحت جعفر بن أبی طالب و هاجرت معه إلی الحبشة فولدت له هناك عبد اللّٰه بن جعفر الجواد ثم قتل عنها یوم مؤتة فخلف علیها أبو بكر فأولدها محمدا ثم مات عنها فخلف علیها علی بن أبی طالب علیه السلام و كان محمد ربیبه و خریجه و جاریا عنده مجری أولاده و رضیع الولاء و التشیع مذ زمن الصبا فنشأ علیه فلم یمكن یعرف أبا غیر علی علیه السلام و لا یعتقد لأحد فضیلة غیره حتی قال علیه السلام محمد ابنی من صلب أبی بكر و كان یكنی أبا القاسم فی قول ابن قتیبة و قال غیره بل كان یكنی أبا عبد الرحمن. و كان من نساك قریش و كان ممن أعان فی یوم الدار(5) و اختلف هل باشر قتل عثمان أو لا و من ولد محمد القاسم بن محمد بن أبی بكر فقیه أهل الحجاز(6) و فاضلها و من
ص: 162
ولد القاسم عبد الرحمن من فضلاء قریش و یكنی أبا محمد و من ولد القاسم أیضا أم فروة تزوجها الباقر أبو جعفر محمد بن علی صلوات اللّٰه علیهما(1).
أقول: قد أوردت قصة شهادته و فضائله فی كتاب الفتن.
و قال ابن عبد البر فی كتاب الإستیعاب ولد محمد بن أبی بكر فی عام حجة الوداع فسمته عائشة محمدا و كنته بعد ذلك أبا القاسم لما ولد له ولد سماه القاسم و لم تكن الصحابة تری بذلك بأسا ثم كان فی حجر علی علیه السلام و قتل بمصر و كان علی علیه السلام یثنی علیه و یقرظه و یفضله و كان لمحمد رحمه اللّٰه عبادة و اجتهاد و كان ممن حصر عثمان و دخل علیه فقال له لو رآك أبوك لم یسره هذا المقام منك فخرج و تركه فدخل علیه بعده من قتله قال و یقال أنه أشار إلی من كان معه فقتلوه (2).
و قال ابن أبی الحدید فی وصف كمیل هو كمیل بن زیاد بن نهیك بن هیثم بن سعد بن مالك بن حرب من صحابة علی علیه السلام و شیعته و خاصته و قتله الحجاج علی المذهب فیمن قتل من الشیعة و كان كمیل عامل علی علیه السلام علی هیت (3) و كان ضعیفا یمر علیه سرایا معاویة ینهب أطراف العراق فلا یردها و یحاول أن یجبر ما عنده من الضعف بأن یغیر علی أطراف أعمال معاویة مثل قرقیسیاء(4) و ما یجری مجراها من القری التی علی الفرات فأنكر أمیر المؤمنین علیه السلام ذلك من فعله و قال إن من العجز الحاضر أن یهمل العامل ما ولیه و یتكلف ما لیس من تكلیفه (5).
و قال: روی المدائنی قال بینا معاویة یوما جالسا و عنده عمرو بن العاص
ص: 163
إذ قال الآذن قد جاء عبد اللّٰه بن جعفر بن أبی طالب فقال عمرو و اللّٰه لأسوءنه الیوم فقال معاویة لا تفعل یا با عبد اللّٰه فإنك لا تنصف (1) منه و لعلك أن تظهر لنا من مغبته (2) ما هو خفی عنا و ما لا یجب (3) أن نعلمه منه و غشیهم (4) عبد اللّٰه بن جعفر فأدناه معاویة و قربه فمال عمرو إلی بعض جلساء معاویة فنال من علی علیه السلام جهارا غیر ساتر له و ثلبه ثلبا(5) قبیحا فالتمع لون عبد اللّٰه بن جعفر و اعتراه أفكل (6) حتی أرعدت خصائله ثم نزل عن السریر كالفنیق فقال له عمرو مه یا با جعفر فقال له عبد اللّٰه مه لا أم لك ثم قال:
أظن الحلم ذل علی قومی***و قد یتجهل الرجل الحلیم.
ثم حسر عن ذراعیه و قال یا معاویة حتام نتجرع غیظك و إلی كم الصبر علی مكروه قولك و سیئ أدبك و ذمیم أخلاقك هبلتك الهبول و أ ما یزجرك ذمام (7) المجالسة عن القدع لجلیسك إذا لم یكن له حرمة من دینك ینهاك (8) عما لا یجوز لك أما و اللّٰه لو عطفتك أواصر الأحلام أو حامیت علی سهمك من الإسلام ما أرعیت بنی الإماء المتك و العبید السك أعراض قومك و ما یجهل موضع الصفوة إلا أهل الجزة و إنك لتعرف فی رشاء قریش صفوة غرائرها فلا یدعونك تصویب ما فرط من خطائك فی سفك دماء المسلمین و محاربة أمیر المؤمنین علیه السلام إلی التمادی فیما قد وضح لك الصواب فی خلافه فاقصد لمنهج (9) الحق فقد طال عماك (10) عن
ص: 164
سبیل الرشد و خبطك فی بحور(1) ظلمة الغی فإن أبیت أن لا تتابعا(2) فی قبح اختیارك لنفسك فاعفنا عن سوء القالة فینا إذا ضمنا و إیاك الندی و شأنك و ما ترید إذا خلوت و اللّٰه حسیبك فو اللّٰه لو لا ما جعل اللّٰه لنا فی یدیك لما آتیناك ثم قال إنك إن كلفتنی ما لم أطق ساءك ما سرك منی خلق (3).
فقال معاویة أبا جعفر(4) لغیر الخطاء أقسمت علیك لتجلس لعن اللّٰه من أخرج ضب صدرك من وجاره (5)
محمول لك ما قلت و لك عندنا ما أملت فلو لم یكن مجدك و منصبك لكان خلقك و خلقك شافعین لك إلینا و أنت ابن ذی الجناحین و سید بنی هاشم فقال عبد اللّٰه كلا بل سید بنی هاشم حسن و حسین لا ینازعهما فی ذلك أحد فقال أبا جعفر أقسمت علیك ما ذكرت حاجة لك إلا قضیتها كائنة ما كانت و لو ذهب (6)
بجمیع ما أملك فقال أما فی هذا المجلس فلا ثم انصرف فأتبعه معاویة بصرة و قال و اللّٰه لكأنه رسول اللّٰه مشیه و خلقه و خلقه و إنه لمن مشكاته و لوددت أنه أخی بنفیس ما أملك ثم التفت إلی عمرو فقال أبا عبد اللّٰه ما تراه منعه من الكلام معك قال ما لا خفاء به عنك قال أظنك تقول إنه هاب جوابك لا و اللّٰه و لكنه ازدراك و استحقرك و لم یرك للكلام أهلا ما رأیت إقباله علی دونك ذاهبا نفسه عنك فقال عمرو فهل لك أن تسمع ما أعددته لجوابه قال معاویة اذهب إلیك أبا عبد اللّٰه فلا حین جواب سائر الیوم (7) و نهض معاویة و تفرق الناس.
و روی المدائنی أیضا قال وفد عبد اللّٰه بن عباس علی معاویة مرة فقال معاویة لابنه یزید و لزیاد ابن سمیة و عتبة بن أبی سفیان و مروان بن الحكم و عمرو
ص: 165
بن العاص و المغیرة بن شعبة و سعید بن العاص و عبد الرحمن ابن أم الحكم إنه قد طال العهد لعبد اللّٰه بن عباس و ما كان شجر بیننا و بینه و بین ابن عمه و لقد كان نصبه للتحكیم فدفع عنه فحركوه علی الكلام لنبلغ حقیقة صفته و نقف علی كنه معرفته و نعرف ما صرف عنا من شبا حده و زوی (1) عنا من دهاء رأیه فربما وصف المرء بغیر ما هو فیه و أعطی من النعت و الاسم ما لا یستحقه ثم أرسل إلی عبد اللّٰه بن عباس فلما دخل و استقر به المجلس ابتدأه ابن أبی سفیان فقال یا ابن عباس ما منع علیا أن یوجه بك حكما فقال أما و اللّٰه لو فعل لقرن عمرا بصعبة من الإبل یوجع كتفیه مراسها(2) و لأذهلت عقله و أجرضته بریقه و قدحت فی سویداء قلبه فلم یبرم أمرا و لم ینقض رأیا(3) إلا كنت منه بمرأی و مسمع فإن نكبة أدمت قواه (4) و إن أدمة قصمت عراه بعضب (5) مصقول لا یفل حده و أصالة رأی كمناخ الأجل لا ورز منه (6) أصدع به أدیمه و أفل (7) به شبا حده و أستجد به عزائم المتقین (8) و أزیح به شبه الشاكین (9).
فقال عمرو بن العاص هذا و اللّٰه یا أمیر المؤمنین نجوم أول الشر و أفول آخر الخیر و فی حسمه قطع مادته فبادره بالجملة(10) و انتهز منه الفرصة و اردع
ص: 166
بالتنكیل به غیره و شرد به من خلفه فقال ابن عباس یا ابن النابغة ضل و اللّٰه عقلك و سفه حلمك و نطق الشیطان علی لسانك هلا تولیت ذلك بنفسك یوم صفین حین دعیت إلی النزال و تكافح الأبطال (1) و كثرت الجراح و تقصفت الرماح و برزت إلی أمیر المؤمنین مصاولا فانكفأ(2) نحوك بالسیف حاملا فلما رأیت الكر آثر من الفر و قد أعددت حیلة السلامة قبل لقائه و الانكفاء عنه بعد إجابة دعائه فمنحت (3) رجاء النجاة عورتك و كشفت له خوف بأسه سوأتك حذر أن (4) یصطلمك بسطوته أو یلتهمك بحملته ثم أشرت إلی معاویة(5) كالناصح له بمبارزته و حسنت له التعریض (6) لمكافحته رجاء أن تكفی (7) مئونته و تعدم صولته (8) فعلم غل صدرك و ما ألحت علیه من النفاق أصلعك (9) و عرف مقر سهمك فی غرضك فاكفف عضب لسانك (10) و اقمع عوراء لفظك فإنك لمن أسد خادر و بحر زاخر إن برزت (11) للأسد افترسك و إن عمت فی البحر قمسك (12).
فقال مروان بن الحكم یا ابن عباس إنك لتصرف بنابك و توری نارك كأنك ترجو الغلبة و تؤمل العافیة و لو لا حلم أمیر المؤمنین عنكم لناولكم (13)
ص: 167
بأقصر أنامله فأوردكم منهلا بعیدا صدره و لعمری لئن سطا بكم لیأخذن بعض حقه منكم و لئن عفا عن جرائركم فقدیما ما نسب إلی ذلك فقال ابن عباس و إنك لتقول ذلك یا عدو اللّٰه و طرید رسول اللّٰه و المباح دمه و الداخل بین عثمان و رعیته بما حملهم علی قطع أوداجه و ركوب أنتاجه (1) أما و اللّٰه لو طلب معاویة ثاره لأخذك به و لو نظر فی أمر عثمان لوجدك أوله و آخره و أما قولك لی إنك لتصرف بنابك و توری نارك فسل معاویة و عمرا یخبراك لیلة الهریر كیف ثباتنا للمثلات و استخفافنا بالمعضلات و صدق جلادنا عند المصاولة و صبرنا علی اللأواء و المطاولة(2) و مصافحتنا بجباهنا السیوف المرهفة و مباشرتنا بنحورنا حد الأسنة هل خمنا(3) عن كرائم تلك المواقف أم لم نبذل مهجنا للمتالف و لیس لك إذ ذاك فیها مقام محمود و لا یوم مشهود و لا أثر معدود و إنهما شهدا ما لو شهدت لأقلقك فاربع علی ظلعك و لا تعرض (4) لما لیس لك فإنك كالمغرور فی صفقة(5) لا یهبط برجل و لا یرقی بید.
فقال زیاد یا ابن عباس إنی لأعلم ما منع حسنا و حسینا من الوفود معك علی أمیر المؤمنین إلا ما سولت لهما أنفسهما و غرهما به من هو عند البأساء سلمهما(6) و ایم اللّٰه لو ولیتهما لأدأبا فی الرحلة إلی أمیر المؤمنین أنفسهما و یقل (7) بمكانهما لبثهما فقال ابن عباس إذا و اللّٰه یقصر دونهما باعك و یضیق بهما ذراعك و لو
ص: 168
رمت ذلك لوجدت من دونهما فئة صدقا(1) صبرا علی البلاء لا یخیمون (2) عن اللقاء فلعركوك (3) بكلاكلهم و وطئوك بمناسمهم و أوجروك مشق رماحهم و شفار سیوفهم و وخز أسنتهم حتی تشهد بسوء ما آتیت و تتبین ضیاع الحزم فیما جنیت فحذار حذار من سوء النیة فتكافأ برد الأمنیة(4) و تكون سببا لفساد هذین الحیین بعد صلاحهما و ساعیا فی اختلافهما بعد ائتلافهما حیث لا یضرهما التباسك (5) و لا یغنی عنهما إیناسك.
فقال عبد الرحمن ابن أم الحكم لله در ابن ملجم فقد بلغ الأجل (6) و أمن الوجل و أحد الشفرة و ألان المهرة و أدرك الثار و نفی العار و فاز بالمنزلة العلیا و رقا الدرجة القصوی فقال ابن عباس أما و اللّٰه لقد كرع (7) كأس حتفه بیده و عجل اللّٰه إلی النار بروحه و لو أبدی لأمیر المؤمنین صفحته لخالطه الفحل القطم و السیف الخذم و لألعقه صابا(8) و سقاه سماما و ألحقه بالولید و عتبة و حنظلة فكلهم كان أشد منه شكیمة و أمضی عزیمة ففری بالسیف هامهم و رملهم بدمائهم و فری الذئاب أشلاءهم (9) و فرق بینهم و بین أحبائهم أولئك حصب جهنم هم لها واردون ف هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً و لا غرو و إن ختل و لا وصمة إن قتل فإنا لكما قال درید بن الصمة شعر:
ص: 169
فإنا للحم السیف غیر مكره***و نلحمه طورا و لیس بذی مكر(1)
یغار علینا واترین فیشتفی***بنا إن أصبنا أو نغیر علی وتر.
فقال المغیرة بن شعبة أما و اللّٰه لقد أشرت علی علی بالنصیحة فآثر رأیه و مضی علی غلوائه (2) فكانت العاقبة علیه لا له و إنی لأحسب أن خلقه یعتدون لمنهجه و قال (3) ابن عباس كان و اللّٰه أمیر المؤمنین أعلم بوجوه الرأی و معاقد الحزم و تصریف الأمور من أن یقبل مشورتك فیما نهی اللّٰه عنه و عنف علیه قال سبحانه لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (4) إلی آخر الآیة و لقد وقفك علی ذكر متین (5) و آیة متلوة قوله تعالی وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً(6) و هل كان یسوغ له أن یحكم فی دماء المسلمین و فی المؤمنین من لیس بمأمون عنده و لا موثوق به فی نفسه هیهات هیهات هو أعلم بفرض اللّٰه و سنة رسوله أن یبطن خلاف ما یظهر إلا للتقیة و لات حین تقیة مع وضوح الحق و ثبوت الجنان و كثرة الأنصار یمضی كالسیف المصلت فی أمر اللّٰه مؤثرا لطاعة ربه و التقوی علی آراء أهل الدنیا.
فقال یزید بن معاویة یا ابن عباس إنك لتنطق بلسان طلق تنبئ عن مكنون قلب حرق فاطو ما أنت علیه كشحا فقد محا ضوء حقنا ظلمة باطلكم فقال ابن عباس مهلا یزید فو اللّٰه ما صفت القلوب لكم منذ تكدرت علیكم (7) و لا دنت بالمحبة
ص: 170
لكم مذ بات (1) بالبغضاء عنكم و لا رضیت الیوم منكم ما سخطت الأمس من أفعالكم و إن بذل الأیام یستقضی ما صد عنا و یسترجع (2) ما ابتز منا كیلا بكیل و وزنا بوزن و إن تكن الأخری فكفی باللّٰه ولیا لنا و وكیلا علی المعتدین علینا.
فقال معاویة إن فی نفسی منكم لحرارات (3)
بنی هاشم و إن الخلیق إن (4) أدرك فیكم الثأر و أنفی العار فإن دماءنا قبلكم و ظلامتنا فیكم فقال ابن عباس و اللّٰه إن رمت ذلك یا معاویة لتثیرن علیك أسدا مخدرة و أفاعی مطرقة لا یفثؤها(5) كثرة السلاح و لا یقصها(6) نكایة الجراح یضعون أسیافهم علی عواتقهم یضربون قدما قدما من ناواهم یهون علیهم نباح الكلاب و عواء الذئاب لا یفاقون بوتر و لا یسبقون إلی كر ثم ذكر(7) قد وطنوا علی الموت أنفسهم و سمت بهم إلی العلیاء هممهم كما قالت الأزدیة:
قوم إذا شهدوا الهیاج فلا***ضرب ینهنههم و لازجر(8)
وكأنهم آساد غینة غرست (9)*** و بلّ متونها القطر.
فلتكونن منهم بحیث أعددت لیلة الهریر للهرب فرسك و كان أكبر همك سلامة حشاشة نفسك و لو لا طغام من أهل الشام وقوك بأنفسهم و بذلوا دونك مهجهم حتی إذا ذاقوا و خز الشفار و أیقنوا بحلول الدمار(10) رفعوا المصاحف مستجیرین
ص: 171
بها و عائذین بعصمتها لكنت شلوا مطروحا بالعراء تسفی علیك ریاحها و یعتورك ذئابها(1) و ما أقول هذا أرید صرفك عن عزیمتك و لا أزالتك عن معقود نیتك لكن الرحم التی تعطف علیك و الأوامر التی توجب صرف النصیحة إلیك فقال معاویة لله درك یا ابن عباس ما یكشف (2) الأیام منك إلا عن سیف صقیل و رأی أصیل و باللّٰه لو لم یلد هاشم غیرك لما نقص عددهم و لو لم یكن لأهلك سواك لكان اللّٰه قد كثرهم ثم نهض فقام ابن عباس و انصرف (3).
توضیح: قال الفیروزآبادی الخصیلة القطعة من اللحم أو لحم الفخذین و العضدین و الذراعین أو كل عصبة فیها لحم غلیظ و الجمع خصیل و خصائل (4) و الفنیق الفحل المكرم لا یؤذی لكرامته علی أهله و لا یركب و قدعه كمنعه كفه و فرسه كبحه و الفحل ضرب أنفه بالرمح (5) و الأواصر جمع الأوصر و هو المرتفع من الأرض و یحتمل أن یكون تصحیف الأقاصر جمع الأقصر أی الأحلام القصیرة فكیف طوالها و المتك بالضم جمع المتكاء و هی المفضاة أو الطویلة ما بین إسكتی فرجها(6) و السك لعله من قولهم سكه إذا اصطلم أذنیه و فی بعض النسخ المسك یقال رجل مسكة كهمزة(7) أی بخیل أو هو الذی لا یعلق بشی ء فیتخلص منه و الجمع مسك بضم المیم و فتح السین و لعل المراد بأهل الجزة الذین یجزون أصواف الحیوانات و هم أدانی الناس و الرشاء الحبل و الغرائر جمع الغرارة التی تكون للتبن.
ص: 172
و یقال جرض بریقه أی ابتلعه علی هم و حزن و نكب الإناء أماله و كبه و أدم بینهما أصلح و ألف و التهمه ابتلعه و أسد خادر أی داخل الخدر و هو الستر و الكلاكل الصدور و الجماعات و من الفرس ما بین محزمه إلی ما مس الأرض منه و المناسم أخفاف البعیر و المشق سرعة فی الطعن و الضرب و الطول مع الرقة و الوخز الطعن بالرمح و المهرة بالضم واحد المهر كصرد و هی مفاصل متلاحكة فی الصدر أو غراضیف الضلوع (1)
و اللحم القطع.
«34»- نهج، [نهج البلاغة]: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی ذِكْرِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ یَرْحَمُ اللَّهُ خَبَّاباً فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً وَ هَاجَرَ طَائِعاً وَ عَاشَ مُجَاهِداً-(2)
وَ قَالَ علیه السلام وَ قَدْ جَاءَهُ نَعْیُ الْأَشْتَرِ- مَالِكٌ وَ مَا مَالِكٌ لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْداً لَا یَرْتَقِیهِ الْحَافِرُ وَ لَا یَرْقَی عَلَیْهِ الطَّائِرُ. قوله علیه السلام الفند هو المنفرد من الجبال (3).
بیان: قال الجزری الفند من الجبل أنفه الخارج منه (4).
أَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ الَّذِی رَوَیْتُهُ عَنِ الشُّیُوخِ وَ رَأَیْتُهُ بِخَطِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَشَّابِ: أَنَّ الرَّبِیعَ بْنَ زِیَادٍ الْحَارِثِیَّ أَصَابَتْهُ نُشَّابَةٌ فِی جَبِینِهِ فَكَانَتْ تَتَنَقَّضُ عَیْنَیْهِ (5) فِی كُلِّ عَامٍ فَأَتَاهُ عَلِیٌّ علیه السلام عَائِداً فَقَالَ كَیْفَ تَجِدُكَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ أَجِدُنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَوْ كَانَ لَا یَذْهَبُ مَا بِی إِلَّا بِذَهَابِ بَصَرِی لَتَمَنَّیْتُ ذَهَابَهُ فَقَالَ وَ مَا قِیمَةُ بَصَرِكَ عِنْدَكَ قَالَ لَوْ كَانَتْ لِیَ الدُّنْیَا لَفَدَیْتُهُ بِهَا قَالَ لَا جَرَمَ لَیُعْطِیَنَّكَ اللَّهُ عَلَی قَدْرِ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُعْطِی عَلَی قَدْرِ الْأَلَمِ وَ الْمُصِیبَةِ وَ عِنْدَهُ تَضْعِیفٌ كَثِیرٌ قَالَ الرَّبِیعُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا أَشْكُو إِلَیْكَ عَاصِمَ بْنَ زِیَادٍ
ص: 173
أَخِی قَالَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ الْعَبَاءَ وَ تَرَكَ الْمُلَاءَ وَ غَمَّ أَهْلَهُ وَ حَزَنَ وُلْدَهُ فَقَالَ علیه السلام ادْعُوا لِی عَاصِماً فَلَمَّا أَتَاهُ عَبَسَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ وَیْحَكَ یَا عَاصِمُ أَ تَرَی اللَّهَ أَبَاحَ لَكَ اللَّذَّاتِ وَ هُوَ یَكْرَهُ مَا أَخَذْتَ مِنْهَا لَأَنْتَ أَهْوَنُ عَلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ أَ وَ مَا سَمِعْتَهُ یَقُولُ مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ-(1) ثُمَّ قَالَ یَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ-(2) وَ قَالَ وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِیًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْیَةً تَلْبَسُونَها-(3) أَمَا وَ اللَّهِ ابْتِذَالُ نِعَمِ اللَّهِ بِالْفَعَالِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنِ ابْتِذَالِهَا بِالْمَقَالِ وَ قَدْ سَمِعْتُمُ اللَّهَ یَقُولُ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ-(4) وَ قَوْلُهُ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّیِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ-(5) إِنَّ اللَّهَ خَاطَبَ الْمُؤْمِنِینَ بِمَا خَاطَبَ بِهِ الْمُرْسَلِینَ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ-(6) وَ قَالَ یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً-(7) وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَعْضِ نِسَائِهِ مَا لِی أَرَاكِ شَعْثَاءَ مَرْهَاءَ سَلْتَاءَ-(8)
قَالَ عَاصِمٌ فَلِمَ اقْتَصَرْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی لُبْسِ الْخَشِنِ وَ أَكْلِ الْجَشِبِ-(9) قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی افْتَرَضَ عَلَی أَئِمَّةِ الْعَدْلِ أَنْ یُقَدِّرُوا لِأَنْفُسِهِمْ بِالْقَوَامِ كَیْلَا یَتَبَیَّغَ (10) بِالْفَقِیرِ فَقْرُهُ فَمَا قَامَ عَلِیٌّ علیه السلام حَتَّی نَزَعَ عَاصِمٌ الْعَبَاءَ وَ لَبِسَ مُلَاءَةً(11).
ص: 174
و كتب زیاد ابن أبیه إلی الربیع بن زیاد و هو علی قطعة من خراسان أن أمیر المؤمنین معاویة كتب إلی یأمرك أن تحرز الصفراء و البیضاء و تقسم الخرثی (1) و ما أشبهه علی أهل الحروب فقال له الربیع إنی وجدت كتاب اللّٰه قبل كتاب أمیر المؤمنین ثم نادی فی الناس أن اغدوا علی غنائمكم فأخذ الخمس و قسم الباقی علی المسلمین ثم دعا اللّٰه أن یمیته فما جمع حتی مات (2) و قال فی أحوال شریح القاضی هو شریح بن الحارث بن المنتجع الكندی و قیل اسم أبیه معاویة و قیل هانی و قیل شراحیل و یكنی أبا أمیة استعمله عمر بن الخطاب علی القضاء بالكوفة فلم یزل قاضیا ستین سنة لم یتعطل فیها إلا ثلاث سنین فی فتنة ابن الزبیر امتنع (3) من القضاء ثم استعفی الحجاج من العمل فأعفاه فلزم منزله إلی أن مات و عمر عمرا طویلا قیل إنه عاش مائة و ثمان سنین و قیل مائة سنة و توفی سنة سبع و ثمانین و كان خفیف الروح مزاحا فقدم إلیه رجلان فأقر أحدهما بما ادعی به خصمه و هو لا یعلم فقضی علیه فقال لشریح من شهد عندك بهذا قال ابن أخت خالك و قیل إنه جاءته امرأة تبكی و تتظلم علی خصمها فما رق لها حتی قال له إنسان كان بحضرته أ لا تنظر أیها القاضی إلی بكائها فقال إن إخوة یوسف جاءوا أباهم عشاء یبكون و أقر علی علیه السلام شریحا علی القضاء مع مخالفته له فی مسائل كثیرة من الفقه مذكورة فی كتب الفقهاء و سخط علی علیه السلام مرة علیه فطرده عن الكوفة و لم یعزله عن القضاء و أمره بالمقام ببانقیا و كانت قریة قریبة من الكوفة أكثر ساكنیها الیهود فأقام بها مدة حتی رضی عنه و أعاده إلی الكوفة و قال أبو عمر بن عبد البر فی كتاب الإستیعاب أدرك شریح الجاهلیة و لا یعد من الصحابة بل من التابعین
ص: 175
و كان شاعرا محسنا و كان سناطا لا شعر فی وجهه (1).
«35»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ كِتَابٍ لَهُ إِلَی أَمِیرَیْنِ مِنْ أُمَرَاءِ جَیْشِهِ وَ قَدْ أَمَّرْتُ عَلَیْكُمَا وَ عَلَی مَنْ فِی حَیِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فَاسْمَعَا لَهُ وَ أَطِیعَا وَ اجْعَلَاهُ دِرْعاً وَ مِجَنّاً فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا یُخَافُ وَهْنُهُ وَ لَا سَقْطَتُهُ وَ لَا بُطْؤُهُ عَمَّا الْإِسْرَاعُ إِلَیْهِ أَحْزَمُ وَ لَا إِسْرَاعُهُ إِلَی مَا الْبُطْوءُ عَنْهُ أَمْثَلُ (2).
قال ابن أبی الحدید فی شرح هذا الكلام هو مالك بن الحارث بن عبد یغوث بن سلمة بن ربیعة بن حذیمة(3)
بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن غلة(4) بن خالد بن مالك بن داود و كان حارسا(5) شجاعا رئیسا من أكابر الشیعة و عظمائها شدید التحقق بولاء أمیر المؤمنین علیه السلام و نصره و قال فیه بعد موته یرحم (6) اللّٰه مالكا فلقد كان لی كما كنت لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لما قنت علی علیه السلام علی خمسة و لعنهم و هم معاویة و عمرو بن العاص و أبو الأعور السلمی و حبیب بن مسلمة و بسر بن أرطاة قنت معاویة علی خمسة و هم علی و الحسن و الحسین و عبد اللّٰه بن العباس و الأشتر و لعنهم.
وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا وَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام بَنِی الْعَبَّاسِ عَلَی الْحِجَازِ وَ الْیَمَنِ وَ الْعِرَاقِ فَلِمَا ذَا قَتَلْنَا الشَّیْخَ بِالْأَمْسِ وَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا بَلَغَتْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةُ أَحْضَرَهُ وَ لَاطَفَهُ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ فَهَلْ وَلَّیْتُ حَسَناً أَوْ حُسَیْناً أَوْ أَحَداً مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ أَخِی أَوْ عَقِیلًا أَوْ أَحَداً مِنْ وُلْدِهِ وَ إِنَّمَا وَلَّیْتُ وُلْدَ عَمِّیَ الْعَبَّاسِ لِأَنِّی سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ یَطْلُبُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْإِمَارَةَ مِرَاراً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمِّ إِنَّ الْإِمَارَةَ إِنْ طَلَبْتَهَا وُكِّلْتَ إِلَیْهَا وَ إِنْ طَلَبَتْكَ أُعِنْتَ عَلَیْهَا وَ رَأَیْتُ بَنِیهِ فِی أَیَّامِ
ص: 176
عُمَرَ وَ عُثْمَانَ یَجِدُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ إِنْ وُلِّیَ غَیْرُهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ وَ لَمْ یُوَلَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ رَحِمَهُمْ وَ أُزِیلَ مَا كَانَ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ بَعْدُ فَإِنْ عَلِمْتَ أَحَداً هُوَ خَیْرٌ مِنْهُمْ فَأْتِنِی بِهِ فَخَرَجَ الْأَشْتَرُ وَ قَدْ زَالَ مَا فِی نَفْسِهِ.
وَ قَدْ رَوَی الْمُحَدِّثُونَ حَدِیثاً یَدُلُّ عَلَی فَضِیلَةٍ عَظِیمَةٍ لِلْأَشْتَرِ وَ هِیَ شَهَادَةٌ قَاطِعَةٌ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّهُ مُؤْتَمَنٌ (1). رَوَی هَذَا الْحَدِیثَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِی كِتَابِ الْإِسْتِیعَابِ فِی حَرْفِ الْجِیمِ فِی بَابِ جُنْدَبٍ قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ وَ هُوَ بِالرَّبَذَةِ- بَكَتْ زَوْجَتُهُ أُمُّ ذَرٍّ قَالَتْ فَقَالَ لِی (2) مَا یُبْكِیكِ فَقَالَتْ مَا لِی لَا أَبْكِی وَ أَنْتَ تَمُوتُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ وَ لَیْسَ عِنْدِی ثَوْبٌ یَسَعُكَ كَفَناً وَ لَا بُدَّ لِی مِنَ الْقِیَامِ بِجِهَازِكَ فَقَالَ أَبْشِرِی وَ لَا تَبْكِی فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا یَمُوتُ بَیْنَ امْرَءَیْنِ مُسْلِمَیْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلَاثٌ فَیَصْبِرَانِ وَ یَحْتَسِبَانِ فَیَرَیَانِ النَّارَ أَبَداً وَ قَدْ مَاتَ لَنَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ وَ سَمِعْتُ أَیْضاً رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِیهِمْ لَیَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ یَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَیْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ مَاتَ فِی قَرْیَةٍ وَ جَمَاعَةٍ فَأَنَا لَا أَشُكُّ أَنِّی ذَلِكَ الرَّجُلُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ فَانْظُرِی الطَّرِیقَ قَالَتْ أُمُّ ذَرٍّ فَقُلْتُ أَنَّی وَ قَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ وَ تَقَطَّعَتِ الطُّرُقُ فَقَالَ اذْهَبِی فَتَبَصَّرِی قَالَتْ فَكُنْتُ أَشْتَدُّ إِلَی الْكَثِیبِ فَأَصْعَدُ فَأَنْظُرُ ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَیْهِ فَأُمَرِّضُهُ فَبَیْنَا أَنَا وَ هُوَ عَلَی هَذِهِ الْحَالَةِ إِذَا أَنَا بِرِجَالٍ عَلَی رِكَابِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ (3) تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ فَأَسْرَعُوا إِلَیَّ حَتَّی وَقَفُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا یَا أَمَةَ اللَّهِ مَا لَكِ فَقُلْتُ امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ قَالُوا وَ مَنْ هُوَ قُلْتُ أَبُو ذَرٍّ قَالُوا صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ نَعَمْ فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ أَسْرَعُوا إِلَیْهِ حَتَّی دَخَلُوا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ أَبْشِرُوا فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِیهِمْ لَیَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ
ص: 177
لَیْسَ مِنَ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ هَلَكَ فِی قَرْیَةٍ وَ جَمَاعَةٍ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُمْ (1) وَ لَا كُذِبْتُمْ وَ لَوْ كَانَ عِنْدِی ثَوْبٌ یَسَعُنِی كَفَناً لِی أَوْ لِامْرَأَتِی لَمْ أُكَفَّنْ إِلَّا فِی ثَوْبٍ لِی أَوْ لَهَا وَ إِنِّی أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَنْ لَا یُكَفِّنَنِی رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِیراً أَوْ عَرِیفاً أَوْ بَرِیداً أَوْ نَقِیباً قَالَتْ وَ لَیْسَ فِی أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ إِلَّا فَتًی مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ لَهُ أَنَا أُكَفِّنُكَ یَا عَمِّ فِی رِدَائِی هَذَا وَ فِی ثَوْبَیْنِ مَعِی فِی عَیْبَتِی مِنْ غَزْلِ أُمِّی فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ أَنْتَ تُكَفِّنُنِی فَمَاتَ فَكَفَّنَهُ الْأَنْصَارِیُّ وَ غَسَّلَهُ فِی النَّفَرِ الَّذِینَ (2) حَضَرُوهُ وَ قَامُوا عَلَیْهِ وَ دَفَنُوهُ فِی نَفَرٍ كُلُّهُمْ یَمَانٍ.
قال أبو عمر بن عبد البر قبل أن یروی هذا الحدیث فی أول باب جندب كان النفر الذین حضروا موت أبی ذر بالربذة مصادفة جماعة منهم حجر بن الأبرد(3) هو حجر بن عدی الذی قتله معاویة و هو من أعلام الشیعة و عظمائها و أما الأشتر فهو أشهر فی الشیعة من أبی الهذیل فی المعتزلة و قرئ كتاب الإستیعاب علی شیخنا عبد الوهاب بن سكینة المحدث و أنا حاضر فلما انتهی القارئ إلی هذا الخبر قال أستاذی عمر بن عبد اللّٰه الدباس و كان یحضر(4) معه سماع الحدیث لتقل الشیعة بعد هذا ما شاءت فما قال المرتضی و المفید إلا بعض ما كان حجر و الأشتر یعتقدانه فی عثمان و من تقدمه فأشار الشیخ إلیه بالسكوت فسكت.
و قد ذكرنا آثار الأشتر و مقاماته بصفین فیما سبق و الأشتر هو الذی عانق عبد اللّٰه بن الزبیر یوم الجمل فاصطرعا علی ظهر فرسیهما حتی وقعا علی الأرض (5) فجعل عبد اللّٰه یصرخ من تحته اقتلونی و مالكا فلم یعلم من الذی یعنیه لشدة
ص: 178
الاختلاط و ثوران النقع (1) فلو قال اقتلونی و الأشتر لقتلا جمیعا فلما افترقا قال الأشتر:
أ عائش لو لا أننی كنت طاویا(2)*** ثلاثا لألفیت ابن أختك هالكا
غداة ینادی و الرماح تنوشه***كوقع الصیاصی اقتلونی و مالكا(3)
فنجاه منی شبعه و شبابه***و إنی شیخ لم أكن متماسكا.
و یقال إن عائشة فقدت عبد اللّٰه فسألت عنه فقیل لها عهدنا به و هو معانق للأشتر فقالت وا ثكل أسماء و مات الأشتر فی سنة تسع و ثلاثین متوجها إلی مصر والیا علیها لعلی علیه السلام قیل سقی سما و قیل إنه لم یصح ذلك و إنما مات حتف أنفه فأما ثناء أمیر المؤمنین علیه السلام فی هذا الفصل فقد بلغ فیه مع اختصاره ما لا یبلغ بالكلام الطویل و لعمری لقد كان الأشتر أهلا لذلك كان شدید البأس جوادا رئیسا حلیما فصیحا شاعرا و كان یجمع بین اللین و العنف فیسطو فی موضع السطوة و یرفق فی موضع الرفق (4).
أقول: و قال ابن أبی الحدید فی شرح وصایا أوصی أمیر المؤمنین علیه السلام إلی الحارث الهمدانی هو الحارث بن عبد اللّٰه بن كعب بن أسد بن مخلد بن حارث بن سبیع بن معاویة الهمدانی كان أحد الفقهاء(5) و صاحب علی علیه السلام و إلیه تنسب الشیعة الخطاب الذی خاطب به فی قوله علیه السلام:
یَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ یَمُتْ یَرَنِی***مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلًا(6).
أقول: رأیت فی بعض مؤلفات أصحابنا روی أنه دخل أبو أمامة الباهلی علی
ص: 179
معاویة فقربه و أدناه ثم دعا بالطعام فجعل یطعم أبا أمامة بیده ثم أوسع رأسه و لحیته طیبا بیده و أمر له ببدرة من دنانیر فدفعها إلیه ثم قال یا أبا أمامة باللّٰه أنا خیر أم علی بن أبی طالب فقال أبو أمامة نعم و لا كذب و لو بغیر اللّٰه سألتنی لصدقت علی و اللّٰه خیر منك و أكرم و أقدم إسلاما و أقرب إلی رسول اللّٰه قرابة و أشد فی المشركین نكایة و أعظم عند الأمة غناء أ تدری من علی یا معاویة ابن عم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و زوج ابنته سیدة نساء العالمین و أبو الحسن و الحسین سیدی شباب أهل الجنة و ابن أخی حمزة سید الشهداء و أخو جعفر ذی الجناحین فأین تقع أنت من هذا یا معاویة أ ظننت أنی ساخیرك علی علی بألطافك و طعامك و عطائك فأدخل إلیك مؤمنا و أخرج منك كافرا بئس ما سولت لك نفسك یا معاویة ثم نهض و خرج من عنده فأتبعه بالمال فقال لا و اللّٰه لا أقبل منك دینارا واحدا.
«36»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كُتَّابُهُ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی رَافِعٍ وَ سَعِیدُ بْنُ نَمِرَانَ (1) الْهَمْدَانِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ كَانَ بَوَّابُهُ سَلْمَانَ وَ مُؤَذِّنُهُ جُوَیْرِیَةَ بْنَ مُسْهِرٍ الْعَبْدِیَّ- وَ ابْنَ النَّبَّاحِ وَ هَمْدَانَ الَّذِی قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ وَ خُدَّامُهُ أَبُو نَیْرَزَ مِنْ أَبْنَاءِ مُلُوكِ الْعَجَمِ رَغِبَ فِی الْإِسْلَامِ وَ هُوَ صَغِیرٌ فَأَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسْلَمَ وَ كَانَ مَعَهُ فَلَمَّا تُوُفِّیَ صلی اللّٰه علیه و آله صَارَ مَعَ فَاطِمَةَ وَ وَلَدَیْهَا علیها السلاموَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِی سَبْیِ فَزَارَةَ فَوَهَبَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیها السلامفَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ مُعَاوِیَةَ وَ كَانَ لَهُ أَلْفُ نَسَمَةٍ مِنْهُمْ قَنْبَرُ وَ مِیثَمٌ قَتَلَهُمَا الْحَجَّاجُ وَ سَعْدٌ وَ نَصْرٌ قُتِلَا مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ أَحْمَرُ قُتِلَ فِی صِفِّینَ وَ مِنْهُمْ غَزْوَانُ وَ ثُبَیْتٌ وَ مَیْمُونٌ وَ خَادِمَتُهُ فِضَّةُ وَ زَبْرَاءُ وَ سُلَافَةُ(2).
«37»- ختص، [الإختصاص] ابْنُ قُولُوَیْهِ عَنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: قُلْتُ
ص: 180
لَهُ كَیْفَ سَمَّیْتَهُمْ شُرْطَةَ الْخَمِیسِ یَا أَصْبَغُ- فَقَالَ إِنَّا ضَمِنَّا لَهُ الذَّبْحَ وَ ضَمِنَ لَنَا الْفَتْحَ (1).
«38»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُؤْمِنُ وَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِیُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ مَشَایِخِنَا عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُونَ أَنْتُمْ فَقَالَ نَقُولُ هَلَكَ النَّاسُ إِلَّا ثَلَاثَةً فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَیْنَ ابْنُ لَیْلَی وَ شُتَیْرٌ فَسَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی عَنْهُمَا قَالَ كَانَا مَوْلَیَیْنِ أَسْوَدَیْنِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).
«39»- ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ وَ غَیْرِهِ مِنْ ثَقِیفٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا مَاتَ وَ أُخْرِجَ بِهِ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ كَفَنِهِ طَیْرٌ أَبْیَضُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ یَطِیرُ نَحْوَ السَّمَاءِ حَتَّی غَابَ عَنْهُمْ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ أَبِی یُحِبُّهُ حُبّاً شَدِیداً وَ كَانَ أَبِی علیه السلام وَ هُوَ غُلَامٌ یُلْبِسُهُ أُمُّهُ ثِیَابَهُ فَیَنْطَلِقُ فِی غِلْمَانِ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ بَعْدَ مَا أُصِیبَ بَصَرُهُ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ حَسْبُكَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْكَ فَلَا عَرَفَكَ (3).
«40»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ مِنْ كِتَابٍ لَهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی كُنْتُ أَشْرَكْتُكَ فِی أَمَانَتِی وَ جَعَلْتُكَ شِعَارِی وَ بِطَانَتِی وَ لَمْ یَكُنْ فِی أَهْلِی رَجُلٌ أَوْثَقَ مِنْكَ فِی نَفْسِی لِمُوَاسَاتِی وَ مُؤَازَرَتِی وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ إِلَیَّ فَلَمَّا رَأَیْتَ الزَّمَانَ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ وَ الْعَدُوَّ قَدْ حَرِبَ وَ أَمَانَةَ النَّاسِ قَدْ خَزِیَتْ وَ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَدْ فَتَكَتْ وَ شَغَرَتْ قَلَبْتَ لِابْنِ عَمِّكَ ظَهْرَ الْمِجَنِّ فَفَارَقْتَهُ مَعَ الْمُفَارِقِینَ وَ خَذَلْتَهُ مَعَ الْخَاذِلِینَ وَ خُنْتَهُ مَعَ الْخَائِنِینَ فَلَا ابْنَ عَمِّكَ آسَیْتَ (4) وَ لَا الْأَمَانَةَ أَدَّیْتَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنِ اللَّهَ تُرِیدُ
ص: 181
بِجِهَادِكَ وَ كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ كَأَنَّكَ إِنَّمَا كُنْتَ تَكِیدُ هَذِهِ الْأُمَّةَ عَنْ دُنْیَاهُمْ وَ تَنْوِی غِرَّتَهُمْ عَنْ فَیْئِهِمْ فَلَمَّا أَمْكَنَتْكَ الشِّدَّةُ فِی خِیَانَةِ الْأُمَّةِ أَسْرَعْتَ الْكَرَّةَ وَ عَاجَلْتَ الْوَثْبَةَ وَ اخْتَطَفْتَ مَا قَدَرْتَ عَلَیْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمُ الْمَصُونَةِ لِأَرَامِلِهِمْ وَ أَیْتَامِهِمْ اخْتِطَافَ الذِّئْبِ الْأَزِلِ دَامِیَةَ الْمِعْزَی الْكَسِیرَةَ فَحَمَلْتَهُ إِلَی الْحِجَازِ رَحِیبَ الصَّدْرِ بِحَمْلِهِ غَیْرَ مُتَأَثِّمٍ مِنْ أَخْذِهِ كَأَنَّكَ لَا أَبَا لِغَیْرِكَ حَدَرْتَ عَلَی (1) أَهْلِكَ تُرَاثَكَ مِنْ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ فَسُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ أَ وَ مَا تَخَافُ نِقَاشَ الْحِسَابِ أَیُّهَا الْمَعْدُودُ كَانَ عِنْدَنَا مِنْ ذَوِی الْأَلْبَابِ كَیْفَ تُسِیغُ شَرَاباً وَ طَعَاماً وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ تَأْكُلُ حَرَاماً وَ تَشْرَبُ حَرَاماً وَ تَبْتَاعُ الْإِمَاءَ وَ تَنْكِحُ النِّسَاءَ مِنْ مَالِ الْیَتَامَی وَ الْمَسَاكِینِ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُجَاهِدِینَ الَّذِینَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ هَذِهِ الْأَمْوَالَ وَ أَحْرَزَ بِهِمْ هَذِهِ الْبِلَادَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَ ارْدُدْ إِلَی هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَمْوَالَهُمْ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ ثُمَّ أَمْكَنَنِیَ اللَّهُ مِنْكَ لَأُعْذِرَنَّ إِلَی اللَّهِ فِیكَ وَ لَأَضْرِبَنَّكَ بِسَیْفِیَ الَّذِی مَا ضَرَبْتُ بِهِ أَحَداً إِلَّا دَخَلَ النَّارَ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام فَعَلَا مِثْلَ الَّذِی فَعَلْتَ مَا كَانَتْ لَهُمَا عِنْدِی هَوَادَةٌ وَ لَا ظَفِرَا مِنِّی بِإِرَادَةٍ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُمَا وَ أُزِیحَ الْبَاطِلَ مِنْ مَظْلَمَتِهَا(2) وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ مَا أَخَذْتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَلَالٌ لِی أَتْرُكُهُ مِیرَاثاً لِمَنْ بَعْدِی فَضَحِّ رُوَیْداً فَكَأَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ الْمَدَی وَ دُفِنْتَ تَحْتَ الثَّرَی وَ عُرِضَتْ عَلَیْكَ أَعْمَالُكَ بِالْمَحَلِّ الَّذِی یُنَادِی الظَّالِمُ فِیهِ بِالْحَسْرَةِ وَ یَتَمَنَّی الْمُضَیِّعُ الرَّجْعَةَ وَ لاتَ حِینَ مَناصٍ وَ السَّلَامُ (3).
توضیح: قوله علیه السلام و كنت أشركتك فی أمانتی أی فی الخلافة التی ائتمننی اللّٰه علیها حیث جعلتك والیا و بطانة الرجل صاحب سره الذی یشاوره فی أحواله و المواساة المشاركة و المساهمة قوله قد كلب بكسر اللام
ص: 182
أی اشتد یقال كلب الدهر علی أهله إذا ألح علیهم و اشتد قاله الجزری (1) و قال قد حرب أی غضب (2) و الفتك أن یأتی الرجل صاحبه و هو غار غافل حتی یشد علیه فیقتله قوله علیه السلام و شغرت أی خلت من الخیر قال الجوهری شغر البلد أی خلا من الناس (3).
قوله علیه السلام قلبت لابن عمك أی كنت معه فصرت علیه و أصل ذلك أن الجیش إذا لقوا العدو كانت ظهور مجانهم إلی وجه العدو و بطونها إلی عسكرهم فإذا فارقوا رئیسهم عكسوا قوله علیه السلام فلما أمكنتك الشدة من قولهم شد علیه فی الحرب إذا حمل.
و قال الجزری الأزل فی الأصل الصغیر العجز و هو فی صفات الذئب الخفیف و قیل هو من قولهم زل زلیلا إذا عدا و خص الدامیة لأن من طبع الذئب محبة الدم حتی أنه یری ذئبا دامیا فیثب علیه لیأكله (4).
و تأثم أی تحرج عنه و كف قوله علیه السلام لا أبا لغیرك استعمل ذلك فی مقام لا أبا لك تكرمة له و شفقة علیه و ما قیل من أن لا أبا لك لما كان یستعمل كثیرا فی معرض المدح أی لا كافی لك غیر نفسك فیحتمل أن یكون ذما له بمدح غیره فلا یخفی بعده و یقال حدرت السفینة إذا أرسلتها إلی أسفل.
و قال الجزری فیه من نوقش فی الحساب عذب أی من استقصی فی محاسبته و حوقق و منه حدیث علی لنقاش الحساب (5) و هو مصدر منه و أصل المناقشة من نقش الشوكة إذا استخرجها من جسمه (6).
قوله علیه السلام أیها المعدود كان عندنا أدخل علیه السلام لفظة كان تنبیها
ص: 183
علی أنه لم یبق كذلك قیل و لعله عدل عن أن یقول یا من كان عندنا من ذوی الألباب إشعارا بأنه معدود فی الحال أیضا عند الناس منهم و أعذر أبدی عذرا و الهوادة الرخصة و السكون و المحاباة قوله بإرادة أی بمراد و الإزاحة الإزالة و الإبعاد و قال الجزری إن العرب كان یسیرون فی ظعنهم فإذا مروا ببقعة من الأرض فیه كلأ و عشب قال قائلهم ألا ضحوا رویدا أی ارفقوا بالإبل حتی تتضحی أی تنال من هذا المرعی و منه كتاب علی علیه السلام إلی ابن عباس ألا ضح رویدا فقد بلغت المدی أی اصبر قلیلا(1).
و قال البیضاوی فی قوله تعالی وَ لاتَ حِینَ مَناصٍ أی لیس الحین حین مناص و لا هی المشبهة بلیس زیدت علیه تاء التأنیث للتأكید كما زیدت علی رب و ثم و خصت بلزوم الأحیان و حذف أحد المعمولین و قیل هی النافیة للجنس أی و لا حین مناص لهم و قیل للفعل و النصب بإضماره أی و لا أری حین مناص إلی آخر ما حقق فی ذلك (2) و المناص المنجی.
أَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی الْمَكْتُوبِ إِلَیْهِ هَذَا الْكِتَابُ فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ كَمَا تَدُلُّ عَلَیْهِ عِبَارَاتُ الْكِتَابِ وَ قَدْ رَوَی أَرْبَابُ هَذَا الْقَوْلِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ كَتَبَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام جَوَاباً عَنْ هَذَا الْكِتَابِ قَالُوا وَ كَانَ جَوَابُهُ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِی كِتَابُكَ تُعْظِمُ عَلَیَّ مَا أَصَبْتُ مِنْ بَیْتِ مَالِ الْبَصْرَةِ وَ لَعَمْرِی إِنَّ حَقِّی فِی بَیْتِ الْمَالِ لَأَكْثَرُ مِمَّا أَخَذْتُ وَ السَّلَامُ قَالُوا فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام.
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مِنَ الْعَجَبِ أَنْ تُزَیِّنَ لَكَ نَفْسُكَ أَنَّ لَكَ فِی بَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ مِنَ الْحَقِّ أَكْثَرَ مِمَّا لِرَجُلٍ (3) مِنَ الْمُسْلِمِینَ فَقَدْ أَفْلَحْتَ لَقَدْ كَانَ (4) تَمَنِّیكَ الْبَاطِلَ وَ ادِّعَاؤُكَ مَا لَا یَكُونُ یُنْجِیكَ عَنِ الْمَأْثَمِ وَ یُحِلُّ
ص: 184
لَكَ الْمُحَرَّمَ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْمُهْتَدِی السَّعِیدُ إِذاً وَ قَدْ بَلَغَنِی أَنَّكَ اتَّخَذْتَ مَكَّةَ وَطَناً وَ ضَرَبْتَ بِهَا عَطَناً تَشْتَرِی بِهَا مُوَلَّدَاتِ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ وَ الطَّائِفِ تَخْتَارُهُنَّ عَلَی عَیْنِكَ وَ تُعْطِی فِیهِنَّ مَالَ غَیْرِكَ فَارْجِعْ هَدَاكَ اللَّهُ إِلَی رُشْدِكَ وَ تُبْ إِلَی اللَّهِ رَبِّكَ وَ اخْرُجْ إِلَی الْمُسْلِمِینَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَعَمَّا قَلِیلٍ تُفَارِقُ مَنْ أَلِفْتَ وَ تَتْرُكُ مَا جَمَعْتَ وَ تَغِیبُ فِی صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ غَیْرَ مُوَسَّدٍ وَ لَا مُمَهَّدٍ قَدْ فَارَقْتَ الْأَحْبَابَ وَ سَكَنْتَ التُّرَابَ وَ وَاجَهْتَ الْحِسَابَ غَنِیّاً عَمَّا خَلَّفْتَ فَقِیراً إِلَی مَا قَدَّمْتَ وَ السَّلَامُ (1) قَالُوا فَكَتَبَ إِلَیْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَیَّ وَ وَ اللَّهِ لَأَنْ أَلْقَی اللَّهَ قَدِ احْتَوَیْتُ عَلَی كُنُوزِ الْأَرْضِ كُلِّهَا مِنْ ذَهَبِهَا وَ عِقْیَانِهَا وَ لُجَیْنِهَا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِدَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَ السَّلَامُ.
أقول: قد أثبتنا فی باب علة قعوده و قیامه علیه السلام من كتاب الفتن كفر الأشعث بن قیس و فی باب سلونی كفر ابن الكواء و غیره و فی باب احتجاجات الحسن علیه السلام علی معاویة و أصحابه حال جماعة و كذا فی باب احتجاج الحسین علیه السلام علی معاویة مدح حجر بن عدی و عمرو بن الحمق و فی باب احتجاجات الباقر علیه السلام و أبواب أحوال الخوارج ذم نافع و غیره و فی باب أحوال الصحابة و باب أحوال السلمان و باب فضائله مدح جماعة من أصحابه علیه السلام و ذم جماعة و فی باب عبادته علیه السلام مدح أبی الدرداء و فی جواب أسئلة الیهودی المشتمل علی خصال الأوصیاء حال جماعة و فی باب إخباره بالمغیبات و باب علمه علیه السلام كفر عمرو بن حریث و كذا فی باب أنهم المتوسمون و فی باب حبهم علیهم السلام مدح الحارث الأعور و كذا فی باب ما ینفع حبهم فیه من المواطن و فی باب غصب الخلافة ذم ابن عباس و أیضا فی باب الإخبار بالمغیبات كفر الأشعث و كذا فی باب جوامع مكارمه علیه السلام و فی باب أحوال أولاده علیه السلام مكاتبة ابن الحنفیة و ابن عباس و فی باب إخباره بالمغیبات أحوال كثیر منهم و قد أوردنا بابا آخر فی كتاب الفتن و یتضمن أحوال أصحابه صلوات اللّٰه علیه مفصلا.
ص: 185
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلًا مِنْ شِیعَتِهِ بَعْدَ عَهْدٍ طَوِیلٍ وَ قَدْ أَثَّرَ السِّنُّ فِیهِ وَ كَانَ یَتَجَلَّدُ فِی مَشْیِهِ فَقَالَ علیه السلام كَبِرَ سِنُّكَ یَا رَجُلُ قَالَ فِی طَاعَتِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَقَالَ علیه السلام إِنَّكَ لَتَتَجَلَّدُ قَالَ عَلَی أَعْدَائِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام أَجِدُ فِیكَ بَقِیَّةً قَالَ هِیَ لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی نُوَیْرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ قَرَنٍ أَبِی سُلَیْمَانَ الضَّبِّیِّ قَالَ: أَرْسَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی لَبِیدٍ الْعُطَارِدِیِّ بَعْضَ شُرَطِهِ فَمَرُّوا بِهِ عَلَی مَسْجِدِ سَمَّاكٍ فَقَامَ إِلَیْهِ نُعَیْمُ بْنُ دَجَاجَةَ الْأَسَدِیُّ فَحَالَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ فَأَرْسَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی نُعَیْمٍ فَجِی ءَ بِهِ قَالَ فَرَفَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام شَیْئاً لِیَضْرِبَهُ فَقَالَ نُعَیْمٌ وَ اللَّهِ إِنَّ صُحْبَتَكَ لَذُلٌّ وَ إِنَّ خِلَافَكَ لَكُفْرٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَعْلَمُ ذَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ خَلُّوهُ (2).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنِی فِی الْأَمْرِ فَأَكُونُ (3) فِیهَا كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ أَمِ الشَّاهِدَ یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ قَالَ بَلِ الشَّاهِدَ یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ (4).
ص: 186
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ الْعَوَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّدُوسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَوْنِ بْنِ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِیهِ أَبِی الْأَسْوَدِ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ سُؤَالٍ فَبَادَرَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ فَقَالَ الرَّجُلُ هَا أَنَا(1) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا مَسْأَلَتُكَ قَالَ كَیْتَ وَ كَیْتَ فَأَجَابَهُ عَنْ سُؤَالِهِ فَقِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كُنَّا عَهِدْنَاكَ إِذَا سُئِلْتَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ كُنْتَ فِیهَا كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ جَوَاباً فَمَا بَالُكَ أَبْطَأْتَ الْیَوْمَ عَنْ جَوَابِ هَذَا الرَّجُلِ حَتَّی دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ ثُمَّ خَرَجْتَ فَأَجَبْتَهُ فَقَالَ كُنْتُ حَاقِناً وَ لَا رَأْیَ لِثَلَاثَةٍ لَا رَأْیَ لِحَاقِنٍ وَ لَا حَاذٍق ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
إِذَا الْمُشْكِلَاتُ تَصَدَّیْنَ لِی***كَشَفْتُ حَقَائِقَهَا بِالنَّظَرِ
وَ إِنْ بَرِقَتْ فِی مَخِیلِ الصَّوَابِ***عَمْیَاءَ لَا یَجْتَلِیهَا الْبَصَرُ
تَتَبَّعْتُهُ بِعُیُونِ الْأُمُورِ***وَضَعْتُ عَلَیْهَا صَحِیحَ النَّظَرِ(2)
لِسَاناً كَشَفْتُ بِهِ الْأَرْحَبِیَ***أَوْ كَالْحُسَامِ الْبَتَارِ الذَّكَرِ
وَ قَلْباً إِذَا اسْتَنْطَقَتْهُ الْهُمُومُ***أُرَبَّی عَلَیْهَا بِوَاهِی الدُّرَرِ
وَ لَسْتُ بِإِمَّعَةٍ فِی الرِّجَالِ***أُسَائِلُ هَذَا وَ ذَا مَا الْخَبَرُ
وَ لَكِنَّنِی مُذْرَبُ الْأَصْغَرَیْنِ***أُبِینُ مَعَ مَا مَضَی مَا غَبَرَ (3).
بیان: قد مر شرحه فی كتاب العلم (4).
«5»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ أَعْرَابِیّاً أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ مَظْلُومٌ قَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا حَتَّی وَضَعَ یَدَیْهِ عَلَی رُكْبَتَیْهِ قَالَ مَا ظُلَامَتُكَ فَشَكَا ظُلَامَتَهُ فَقَالَ یَا أَعْرَابِیُّ أَنَا أَعْظَمُ ظُلَامَةً مِنْكَ ظَلَمَنِی الْمَدَرُ وَ الْوَبَرُ وَ لَمْ
ص: 187
یَبْقَ بَیْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَتْ مَظْلِمَتِی عَلَیْهِمْ وَ مَا زِلْتُ مَظْلُوماً حَتَّی قَعَدْتُ مَقْعَدِی هَذَا إِنْ كَانَ عَقِیلُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَهُ لَیَرْمَدُ فَمَا یَدَعَهُمْ یَذُرُّونَهُ (1) حَتَّی یَأْتُونِّی فَأُذَرَّ وَ مَا بِعَیْنِی رَمَدٌ ثُمَّ كَتَبَ لَهُ بِظُلَامَتِهِ وَ رَحَلَ فَهَاجَ النَّاسُ وَ قَالُوا قَدْ طَعَنَ عَلَی الرَّجُلَیْنِ فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ قَدْ عَلِمْتَ مَا شَرِبَ قُلُوبُ النَّاسِ مِنْ حُبِّ هَذَیْنِ فَخَرَجَ فَقَالَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ فَإِذَا سَمِعْتُمُونِی أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ كَذِبَةً وَ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ ثُمَّ ذَكَرَ غَیْرَ ذَلِكَ فَقَامَ رَجُلٌ یُسَاوِی بِرَأْسِهِ رُمَّانَةَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّا بِرَاءٌ مِنَ الِاثْنَیْنِ وَ الثَّلَاثَةِ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ بَقَرْتَ الْعِلْمَ فِی غَیْرِ إِبَّانِهِ لَتُبْقَرَنَّ كَمَا بَقَرْتَهُ فَلَمَّا قَدِمَ ابْنُ سُمَیَّةَ أَخَذَهُ فَشَقَّ بَطْنَهُ وَ حَشَا فَوْقَهُ حِجَارَةً وَ صَلَبَهُ (2).
«6»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ كَئِیبٍ حَزِینٍ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا لَكَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُصِبْتُ بِأَبِی وَ أَخِی وَ أَخْشَی أَنْ أَكُونَ قَدْ وَجِلْتُ (3) فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَیْكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ الصَّبْرِ تَقْدَمُ عَلَیْهِ غَداً وَ الصَّبْرُ فِی الْأُمُورِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ فَإِذَا فَارَقَ الرَّأْسُ الْجَسَدَ فَسَدَ الْجَسَدُ وَ إِذَا فَارَقَ الصَّبْرُ الْأُمُورَ فَسَدَتِ الْأُمُورُ(4).
«7»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: اجْتَمَعَ عِیدَانِ عَلَی عَهْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ هَذَا یَوْمٌ اجْتَمَعَ فِیهِ عِیدَانِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یُجَمِّعَ مَعَنَا فَلْیَفْعَلْ وَ مَنْ
ص: 188
لَمْ یَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُ رُخْصَةً(1).
«8»- ختص، [الإختصاص] رُوِیَ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ قَاعِداً فِی الْمَسْجِدِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا لَهُ حَدِّثْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَقَالَ لَهُمْ وَیْحَكُمْ إِنَّ كَلَامِی صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَعْقِلُهُ إِلَّا الْعَالِمُونَ قَالُوا لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تُحَدِّثَنَا قَالَ قُومُوا بِنَا فَدَخَلَ الدَّارَ فَقَالَ أَنَا الَّذِی عَلَوْتُ فَقَهَرْتُ أَنَا الَّذِی أُحْیِی وَ أُمِیتُ أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ فَغَضِبُوا وَ قَالُوا كَفَرَ وَ قَامُوا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلْبَابِ یَا بَابُ اسْتَمْسِكْ عَلَیْهِمْ فَاسْتَمْسَكَ عَلَیْهِمُ الْبَابُ فَقَالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّ كَلَامِی صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَعْقِلُهُ إِلَّا الْعَالِمُونَ تَعَالَوْا أُفَسِّرْ لَكُمْ أَمَّا قَوْلِی أَنَا الَّذِی عَلَوْتُ فَقَهَرْتُ فَأَنَا الَّذِی عَلَوْتُكُمْ بِهَذَا السَّیْفِ فَقَهَرْتُكُمْ حَتَّی آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ أَمَّا قَوْلِی أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ فَأَنَا أُحْیِی السُّنَّةَ وَ أُمِیتُ الْبِدْعَةَ وَ أَمَّا قَوْلِی أَنَا الْأَوَّلُ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ أَسْلَمَ وَ أَمَّا قَوْلِی أَنَا الْآخِرُ فَأَنَا آخِرُ مَنْ سَجَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَوْبَهُ وَ دَفَنَهُ وَ أَمَّا قَوْلِی أَنَا الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ فَأَنَا عِنْدِی عِلْمُ الظَّاهِرِ وَ الْبَاطِنِ قَالُوا فَرَّجْتَ عَنَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ. (2)
ص: 189
أقول: قد مضی فی خطبته علیه السلام: عند وصول خبر الأنبار إلیه أما و اللّٰه لوددت أن ربی قد أخرجنی من بین أظهركم إلی رضوانه و إن المنیة لترصدنی فما یمنع أشقاها أن یخضبها و ترك یده علی رأسه و لحیته عهدا عهده إلی النبی الأمی وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری و نجا من اتقی وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی.
«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضَّالِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فِی خُطْبَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ علیه السلام فَقُمْتُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِی هَذَا الشَّهْرِ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِی هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بَكَی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَبْكِی لِمَا یُسْتَحَلُّ مِنْكَ فِی هَذَا الشَّهْرِ كَأَنِّی بِكَ وَ أَنْتَ تُصَلِّی لِرَبِّكَ وَ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ شَقِیقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلَی قَرْنِكَ فَخَضَبَ مِنْهَا لِحْیَتَكَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِكَ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَنْ قَتَلَكَ فَقَدْ قَتَلَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ سَبَّكَ فَقَدْ سَبَّنِی لِأَنَّكَ مِنِّی كَنَفْسِی رُوحُكَ مِنْ رُوحِی وَ طِینَتُكَ مِنْ طِینَتِی إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ إِیَّاكَ وَ اصْطَفَانِی وَ إِیَّاكَ وَ اخْتَارَنِی لِلنُّبُوَّةِ وَ اخْتَارَكَ
ص: 190
لِلْإِمَامَةِ فَمَنْ أَنْكَرَ إِمَامَتَكَ فَقَدْ أَنْكَرَ نُبُوَّتِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ أَبُو وُلْدِی وَ زَوْجُ ابْنَتِی وَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی أَمْرُكَ أَمْرِی وَ نَهْیُكَ نَهْیِی أُقْسِمُ بِالَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ جَعَلَنِی خَیْرَ الْبَرِیَّةِ إِنَّكَ لَحُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی سِرِّهِ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ (1).
«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام(2) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْیَهُودِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْیَاءَ إِلَی أَنْ قَالَ كَمْ یَعِیشُ وَصِیُّ نَبِیِّكُمْ بَعْدَهُ قَالَ ثَلَاثِینَ سَنَةً قَالَ ثُمَّ مَهْ یَمُوتُ أَوْ یُقْتَلُ قَالَ یُقْتَلُ یُضْرَبُ (3) عَلَی قَرْنِهِ فَتُخْضَبُ لِحْیَتُهُ قَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَبِخَطِّ هَارُونَ وَ إِمْلَاءِ مُوسَی علیه السلام الْخَبَرَ(4).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِهِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: خَطَبَ النَّاسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ الْحَقَّ قَدْ غَلَبَهُ الْبَاطِلُ وَ لَیُغْلَبَنَّ الْبَاطِلُ عَمَّا قَلِیلٍ أَیْنَ أَشْقَاكُمْ أَوْ قَالَ شَقِیُّكُمْ شَكَّ أَبِی هَذَا فَوَ اللَّهِ لَیَضْرِبَنَّ هَذِهِ فَلَیَخْضِبَنَّهَا مِنْ هَذِهِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی هَامَتِهِ وَ لِحْیَتِهِ (5).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ (6) عَنْ هُبَیْرَةَ ابْنِ مَرْیَمَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ وَ مَسَحَ لِحْیَتَهُ مَا یَحْبِسُ أَشْقَاهَا أَنْ یَخْضِبَهَا عَنْ أَعْلَاهَا بِدَمٍ (7).
«5»- ل، [الخصال]: فِی خَبَرِ الْیَهُودِیِّ الَّذِی سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَمَّا فِیهِ مِنْ خِصَالِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ علیه السلام قَدْ وَفَیْتُ سَبْعاً وَ سَبْعاً یَا أَخَا الْیَهُودِ وَ بَقِیَتِ الْأُخْرَی وَ أُوشِكُ
ص: 191
بِهَا فَكَأَنْ قَدْ فَبَكَی أَصْحَابُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ بَكَی رَأْسُ الْیَهُودِ وَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنَا بِالْأُخْرَی فَقَالَ الْأُخْرَی أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی لِحْیَتِهِ مِنْ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی هَامَتِهِ قَالَ وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالضَّجَّةِ وَ الْبُكَاءِ حَتَّی لَمْ یَبْقَ بِالْكُوفَةِ دَارٌ إِلَّا خَرَجَ أَهْلُهَا فُزَّعاً وَ أَسْلَمَ رَأْسُ الْیَهُودِ عَلَی یَدَیْ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَمْ یَزَلْ مُقِیماً حَتَّی قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أُخِذَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَقْبَلَ رَأْسُ الْیَهُودِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی الْحَسَنِ علیه السلام وَ النَّاسُ حَوْلَهُ وَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اقْتُلْهُ قَتَلَهُ اللَّهُ فَإِنِّی رَأَیْتُ فِی الْكُتُبِ الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَی مُوسَی علیه السلام أَنَّ هَذَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُرْماً مِنِ ابْنِ آدَمَ قَاتِلِ أَخِیهِ وَ مِنَ الْغَدَّارِ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ(1).
«6»- شا، [الإرشاد] عَلِیُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِیقِیُّ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ الْعَبْدِیِّ عَنْ مَطَرٍ(2) عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ: جَمَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام النَّاسَ لِلْبَیْعَةِ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِیُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَرَدَّهُ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً ثُمَّ بَایَعَهُ فَقَالَ عِنْدَ بَیْعَتِهِ لَهُ مَا یَحْبِسُ أَشْقَاهَا فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی لِحْیَتِهِ وَ رَأْسِهِ فَلَمَّا أَدْبَرَ ابْنُ مُلْجَمٍ مُنْصَرِفاً عَنْهُ قَالَ علیه السلام مُتَمَثِّلًا
اشْدُدْ حَیَازِیمَكَ لِلْمَوْتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِیكَ***وَ لَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ إِذَا حَلَّ بِوَادِیكَ
كَمَا أَضْحَكَكَ الدَّهْرُ كَذَاكَ الدَّهْرُ یُبْكِیكَ(3).
«7»- شا، [الإرشاد] ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَی ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَبَایَعَهُ فِیمَنْ بَایَعَ ثُمَّ أَدْبَرَ عَنْهُ فَدَعَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَوَثَّقَ مِنْهُ وَ تَوَكَّدَ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَغْدِرَ وَ لَا یَنْكُثَ فَفَعَلَ ثُمَّ أَدْبَرَ عَنْهُ فَدَعَاهُ الثَّانِیَةَ فَتَوَثَّقَ مِنْهُ وَ تَوَكَّدَ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَغْدِرَ وَ لَا یَنْكُثَ فَفَعَلَ ثُمَّ أَدْبَرَ عَنْهُ فَدَعَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الثَّالِثَةَ فَتَوَثَّقَ مِنْهُ وَ تَوَكَّدَ عَلَیْهِ أَنْ لَا یَغْدِرَ وَ لَا یَنْكُثَ فَقَالَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ اللَّهِ
ص: 192
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا رَأَیْتُكَ فَعَلْتَ هَذَا بِأَحَدٍ غَیْرِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام:
أُرِیدُ حِبَاءَهُ وَ یُرِیدُ قَتْلِی***عَذِیرَكَ مِنْ خَلِیلِكَ مِنْ مُرَادٍ(1)
امْضِ یَا ابْنَ مُلْجَمٍ فَوَ اللَّهِ مَا أَرَی أَنْ تَفِیَ بِمَا قُلْتَ (2).
«8»- شا، [الإرشاد] رَوَی أَبُو زَیْدٍ الْأَحْوَلُ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَشْیَاخِ كِنْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِینَ مَرَّةً یَقُولُونَ سَمِعْنَا عَلِیّاً علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ یَقُولُ مَا یَمْنَعُ أَشْقَاهَا أَنْ یَخْضِبَهَا مِنْ فَوْقِهَا بِدَمٍ وَ یَضَعُ یَدَهُ عَلَی لِحْیَتِهِ (3).
«9»- شا، [الإرشاد] رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الشَّهْرِ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ فَقَالَ أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَ هُوَ سَیِّدُ الشُّهُورِ وَ أَوَّلُ السَّنَةِ وَ فِیهِ تَدُورُ رَحَی السُّلْطَانِ (4) أَلَا وَ إِنَّكُمْ حَاجُّوا الْعَامِ صَفّاً وَاحِداً وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنِّی لَسْتُ فِیكُمْ قَالَ فَهُوَ یَنْعَی نَفْسَهُ وَ نَحْنُ لَا نَدْرِی (5).
«10»- كشف، [كشف الغمة] وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی سِنَانٍ الدُّؤَلِیِّ: أَنَّهُ عَادَ عَلِیّاً فِی شَكْوَی اشْتَكَاهَا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ تُخَوِّفُنَا عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی شَكْوَاكَ هَذِهِ فَقَالَ لَكِنِّی وَ اللَّهِ مَا تَخَوَّفْتُ عَلَی نَفْسِی لِأَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ یَقُولُ إِنَّكَ سَتُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا وَ أَشَارَ إِلَی صُدْغَیْهِ فَیَسِیلُ دَمُهَا حَتَّی یَخْضِبَ لِحْیَتَكَ وَ یَكُونُ صَاحِبُهَا أَشْقَاهَا كَمَا كَانَ عَاقِرُ النَّاقَةِ أَشْقَی ثَمُودَ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنِّی لَشَاهِدٌ لِعَلِیٍّ وَ قَدْ أَتَاهُ الْمُرَادِیُّ یَسْتَحْمِلُهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ قَالَ شِعْرٌ :
عَذِیرِی مِنْ خَلِیلِی مِنْ مُرَادٍ***أُرِیدُ حِبَاءَهُ وَ یُرِیدُ قَتْلِی
ص: 193
كَذَا أَوْرَدَهُ فَخْرُ خُوارِزْمَ وَ الَّذِی نَعْرِفُهُ أُرِیدُ حِبَاءَهُ وَ یُرِیدُ قَتْلِی عَذِیرِی الْبَیْتَ.
ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ قَاتِلِی قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ فَلَا تَقْتُلُهُ قَالَ لَا فَمَنْ یَقْتُلُنِی إِذاً ثُمَّ قَالَ شِعْرٌ:
اشْدُدْ حَیَازِیمَكَ لِلْمَوْتِ فَإِنَّ الْمَوْتَ لَاقِیكَ***وَ لَا تَجْزَعْ مِنَ الْمَوْتِ إِذَا حَلَّ بِنَادِیكَ (1).
بیان: قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام أنه قال و هو ینظر إلی ابن ملجم عذیرك من خلیلك من مراد یقال عذیرك من فلان بالنصب أی هات من یعذرك فیه فعیل بمعنی فاعل (2) و قال فی حدیث علی علیه السلام اشدد حیازیمك للموت فإن الموت لاقیك الحیازیم جمع الحیزوم و هو الصدر و قیل وسطه و هذا الكلام كنایة عن التشمر للأمر و الاستعداد له (3).
«11»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] أَبُو طَاهِرٍ الْمُقَلَّدُ بْنُ غَالِبٍ عَنْ رِجَالِهِ بِإِسْنَادِهِ الْمُتَّصِلِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: وَ هُوَ سَاجِدٌ یَبْكِی حَتَّی عَلَا نَحِیبُهُ وَ ارْتَفَعَ صَوْتُهُ بِالْبُكَاءِ فَقُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَمْرَضَنَا بُكَاؤُكَ وَ أَمَضَّنَا وَ شَجَانَا(4) وَ مَا رَأَیْنَاكَ قَدْ فَعَلْتَ مِثْلَ هَذَا الْفِعْلِ قَطُّ فَقَالَ كُنْتُ سَاجِداً أَدْعُو رَبِّی بِدُعَاءِ الْخَیْرَاتِ فِی سَجْدَتِی فَغَلَبَنِی عَیْنِی فَرَأَیْتُ رُؤْیَا هَالَتْنِی وَ فَظَعَتْنِی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِماً وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ طَالَتْ غَیْبَتُكَ فَقَدِ اشْتَقْتُ إِلَی رُؤْیَاكَ وَ قَدْ أَنْجَزَ لِی رَبِّی مَا وَعَدَنِی فِیكَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الَّذِی أَنْجَزَ لَكَ فِیَّ قَالَ أَنْجَزَ لِی فِیكَ وَ فِی زَوْجَتِكَ وَ ابْنَیْكَ وَ ذُرِّیَّتِكَ فِی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی فِی عِلِّیِّینَ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَشِیعَتُنَا قَالَ
ص: 194
شِیعَتُنَا مَعَنَا وَ قُصُورُهُمْ بِحِذَاءِ قُصُورِنَا وَ مَنَازِلُهُمْ مُقَابِلُ مَنَازِلِنَا قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا لِشِیعَتِنَا فِی الدُّنْیَا قَالَ الْأَمْنُ وَ الْعَافِیَةُ قُلْتُ فَمَا لَهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ قَالَ یُحَكَّمُ الرَّجُلُ فِی نَفْسِهِ وَ یُؤْمَرُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِطَاعَتِهِ قُلْتُ فَمَا لِذَلِكَ حَدٌّ یُعْرَفُ قَالَ بَلَی إِنَّ أَشَدَّ شِیعَتِنَا لَنَا حُبّاً یَكُونُ خُرُوجُ نَفْسِهِ كَشَرَابِ أَحَدِكُمْ فِی یَوْمِ الصَّیْفِ الْمَاءَ الْبَارِدَ الَّذِی یَنْتَقِعُ (1) بِهِ الْقُلُوبُ وَ إِنَّ سَائِرَهُمْ لَیَمُوتُ كَمَا یُغْبَطُ أَحَدُكُمْ عَلَی فِرَاشِهِ كَأَقَرِّ مَا كَانَتْ عَیْنُهُ بِمَوْتِهِ (2).
«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رُوِیَ: أَنَّهُ جَرَحَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ رَأْسَ عَلِیٍّ علیه السلام یَوْمَ الْخَنْدَقِ- فَجَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَدَّهُ وَ نَفَثَ فِیهِ فَبَرَأَ وَ قَالَ أَیْنَ أَكُونُ إِذَا خُضِبَتْ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ (3).
«13»- د، [العدد القویة] فِی كِتَابِ تَذْكِرَةِ الْخَوَاصِّ لِیُوسُفَ الْجَوْزِیِّ قَالَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَ تَدْرِی مَنْ أَشْقَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ یَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ یَعْنِی لِحْیَتَهُ مِنْ هَامَتِهِ.
قَالَ الزُّهْرِیُّ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَسْتَبْطِئُ الْقَاتِلَ فَیَقُولُ مَتَی یُبْعَثُ أَشْقَاهَا وَ قَالَ قَدِمَ وَفْدٌ مِنَ الْخَوَارِجِ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِیهِمْ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ الْجَعْدُ بْنُ نَعْجَةَ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ مَیِّتٌ فَقَالَ لَهُ بَلْ أَنَا مَقْتُولٌ بِضَرْبَةٍ عَلَی هَذَا فَتُخْضَبُ هَذِهِ یَعْنِی لِحْیَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَ قَضَاءٌ مَقْضِیٌ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری.
وَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَبِی فَضَالَةَ الْأَنْصَارِیِّ وَ كَانَ أَبُو فَضَالَةَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قُتِلَ بِصِفِّینَ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَضَالَةُ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی فَضَالَةَ عَائِداً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ مَرَضٍ أَصَابَهُ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ أَبِی مَا یُقِیمُكَ هَاهُنَا بَیْنَ أَعْرَابِ جُهَیْنَةَ تُحْمَلُ إِلَی الْمَدِینَةِ فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِیَكَ أَصْحَابُكَ وَ صَلُّوا
ص: 195
عَلَیْكَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا أَمُوتَ حَتَّی تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَیْ لِحْیَتُهُ مِنْ هَامَتِهِ.
وَ ذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ فِی الطَّبَقَاتِ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا جَاءَ ابْنُ مُلْجَمٍ وَ طَلَبَ مِنْهُ الْبَیْعَةَ طَلَبَ مِنْهُ فَرَساً أَشْقَرَ فَحَمَلَهُ عَلَیْهِ فَرَكِبَهُ فَأَنْشَدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أُرِیدُ حِبَاءَهُ الْبَیْتَ.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَا یَحْبِسُ أَشْقَاكُمْ أَنْ یَجِی ءَ فَیَقْتُلَنِی اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَ سَئِمُونِی فَأَرِحْهُمْ مِنِّی وَ أَرِحْنِی مِنْهُمْ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- أَخْبِرْنَا بِالَّذِی یَخْضِبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ نُبِیدُ عَشِیرَتَهُ فَقَالَ إِذاً وَ اللَّهِ تَقْتُلُونَ بِی غَیْرَ قَاتِلِی (1).
«14»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَفْدِ مِصْرَ الَّذِی أَوْفَدَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَكْرٍ وَ مَعَهُ كِتَابُ الْوَفْدِ قَالَ فَلَمَّا مَرَّ بِاسْمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ قَالَ أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَعَنَ اللَّهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ قَالَ كَذَبْتَ وَ اللَّهِ مَا تُحِبُّنِی ثَلَاثاً قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَحْلِفُ ثَلَاثَةَ أَیْمَانٍ أَنِّی أُحِبُّكَ وَ تَحْلِفُ ثَلَاثَةَ أَیْمَانٍ أَنِّی لَا أُحِبُّكَ قَالَ وَیْلَكَ أَوْ وَیْحَكَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَجْسَادِ(2) بِأَلْفَیْ عَامٍ فَأَسْكَنَهَا الْهَوَاءَ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا هُنَالِكَ ائْتَلَفَ فِی الدُّنْیَا وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا هُنَاكَ اخْتَلَفَ فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّ رُوحِی لَا تَعْرِفُ رُوحَكَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّی قَالَ إِذَا سَرَّكُمْ أَنْ تَنْظُرُوا إِلَی قَاتِلِی فَانْظُرُوا إِلَی هَذَا قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ أَ وَ لَا تَقْتُلُهُ أَوْ قَالَ نَقْتُلُهُ فَقَالَ مَا أَعْجَبُ مِنْ هَذَا تَأْمُرُونِّی أَنْ أَقْتُلَ قَاتِلِی لَعَنَهُ اللَّهُ (3).
ص: 196
بیان: أقتل قاتلی أی من لم یقتلنی و سیقتلنی و الحاصل أن القصاص لا یجوز قبل الفعل أو المعنی أنه إذا كان فی علم اللّٰه أنه قاتلی فكیف أقدر علی قتله و إن كان من أسباب عدم القدرة عدم مشروعیة القصاص قبل الفعل و عدم صدور ما یخالف الشرع عنه علیه السلام و یرد علیه إشكالات لیس المقام موضع حلها.
«15»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْحَمَّامَ فَسَمِعَ صَوْتَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ عَلَا فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا فَدَاكُمَا أَبِی وَ أُمِّی فَقَالا اتَّبَعَكَ هَذَا الْفَاجِرُ فَظَنَنَّا أَنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَضُرَّكَ قَالَ دَعَاهُ وَ اللَّهِ مَا أُطْلَقُ إِلَّا لَهُ (1).
«16»- حة، [فرحة الغری] رَأَیْتُ فِی كِتَابٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ طَحَّالٍ الْمِقْدَادِیِّ قَالَ رَوَی الْخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَضَ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ- عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَأَوَّلُ مَنْ أَجَابَ مِنْهَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ فَزَیَّنَهَا بِالْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ ثُمَّ السَّمَاءُ الرَّابِعَةُ فَزَیَّنَهَا بِالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ السَّمَاءُ الدُّنْیَا فَزَیَّنَهَا بِالنُّجُومِ ثُمَّ أَرْضُ الْحِجَازِ فَشَرَّفَهَا بِالْبَیْتِ الْحَرَامِ ثُمَّ أَرْضُ الشَّامِ فَزَیَّنَهَا(2) بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ أَرْضُ طَیْبَةَ فَشَرَّفَهَا بِقَبْرِی ثُمَّ أَرْضُ كُوفَانَ فَشَرَّفَهَا بِقَبْرِكَ یَا عَلِیُّ- فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُقْبَرُ بِكُوفَانِ الْعِرَاقِ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ تُقْبَرُ بِظَاهِرِهَا قَتْلًا بَیْنَ الْغَرِیَّیْنِ وَ الذَّكَوَاتِ الْبِیضِ یَقْتُلُكَ شَقِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ عِنْدَ اللَّهِ بِأَعْظَمَ عِقَاباً مِنْهُ یَا عَلِیُّ یَنْصُرُكَ مِنَ الْعِرَاقِ مِائَةُ أَلْفِ سَیْفٍ (3).
«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] مِنْ مُعْجِزَاتِهِ علیه السلام مَا رُوِیَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَیْنَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ مُرَادٍ وَ مَعَهُمُ ابْنُ مُلْجَمٍ قَالُوا:
ص: 197
یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ طَرَأَ عَلَیْنَا وَ لَا وَ اللَّهِ مَا جَاءَنَا زَائِراً وَ لَا مُنْتَجِعاً(1) وَ إِنَّا لَنَخَافُهُ عَلَیْكَ فَاشْدُدْ یَدَكَ بِهِ (2) فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام اجْلِسْ فَنَظَرَ فِی وَجْهِهِ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ أَ رَأَیْتَكَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَیْ ءٍ وَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ هَلْ أَنْتَ مُخْبِرِی عَنْهُ قَالَ نَعَمْ وَ حَلَّفَهُ عَلَیْهِ فَقَالَ أَ كُنْتَ تُرَاضِعُ الْغِلْمَانَ وَ تَقُومُ عَلَیْهِمْ فَكُنْتَ إِذَا جِئْتَ فَرَأَوْكَ مِنْ بَعِیدٍ قَالُوا قَدْ جَاءَنَا ابْنُ رَاعِیَةِ الْكِلَابِ قَالَ اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ مَرَرْتَ بِرَجُلٍ وَ قَدْ أَیْفَعْتَ فَنَظَرَ إِلَیْكَ وَ أَحَدَّ النَّظَرَ فَقَالَ أَشْقَی مِنْ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَدْ أَخْبَرَتْكَ أُمُّكَ أَنَّهَا حَمَلَتْ بِكَ فِی بَعْضِ حَیْضِهَا فَتَعْتَعَ هُنَیْهَةً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ قَدْ حَدَّثَتْنِی بِذَلِكَ وَ لَوْ كُنْتُ كَاتِماً شَیْئاً لَكَتَمْتُكَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام قُمْ فَقَامَ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ قَاتِلَكَ شِبْهُ الْیَهُودِیِّ بَلْ هُوَ یَهُودِیٌّ.
وَ مِنْهَا مَا تَوَاتَرَتْ بِهِ الرِّوَایَاتُ مِنْ نَعْیِهِ نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ أَنَّهُ یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا شَهِیداً مِنْ قَوْلِهِ: وَ اللَّهِ لَیَخْضِبَنَّهَا مِنْ فَوْقِهَا یُومِئُ إِلَی شَیْبَتِهِ مَا یَحْبِسُ أَشْقَاهَا أَنْ یَخْضِبَهَا بِدَمٍ وَ قَوْلُهُ أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَ فِیهِ تَدُورُ رَحَی السُّلْطَانِ أَلَا وَ إِنَّكُمْ حَاجُّوا الْعَامِ صَفّاً وَاحِداً وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنِّی لَسْتُ فِیكُمْ وَ كَانَ یُفْطِرُ فِی هَذَا الشَّهْرِ لَیْلَةً عِنْدَ الْحَسَنِ وَ لَیْلَةً عِنْدَ الْحُسَیْنِ وَ لَیْلَةً عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ زَوْجِ زَیْنَبَ بِنْتِهِ لِأَجْلِهَا لَا یَزِیدُ عَلَی ثَلَاثِ لُقَمٍ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ یَأْتِینِی أَمْرُ اللَّهِ وَ أَنَا خَمِیصٌ إِنَّمَا هِیَ لَیْلَةٌ أَوْ لَیْلَتَانِ فَأُصِیبَ مِنَ اللَّیْلِ وَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَی الْمَسْجِدِ فِی لَیْلَةٍ ضَرَبَهُ الشَّقِیُّ فِی آخِرِهَا فَصَاحَ الْإِوَزُّ فِی وَجْهِهِ وَ طَرَدَهُنَّ النَّاسُ فَقَالَ دَعُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ نَوَائِحُ (3).
بیان: تراضع الغلمان لعله من قولهم فلان یرضع الناس أی یسألهم و فی بعض النسخ تواضع بالواو من المواضعة بمعنی الموافقة فی الأمر و یقال:
ص: 198
تعتع فی الكلام أی تردد من حصر أو عی قوله و فیه تدور رحی السلطان لعل المراد انقضاء الدوران كنایة عن ذهاب ملكه علیه السلام أو هو كنایة عن تغیر الدولة و انقلاب أحوال الزمان و لا یبعد أن یكون فی الأصل الشیطان مكان السلطان و خمص البطن خلا.
و فی الدیوان المنسوب إلیه علیه السلام مخاطبا لابن ملجم لعنه اللّٰه.
ألا أیها المغرورفی القول و الوعد***و من حال عن رشد المسالك و القصد(1).
أقول: قد أثبتنا بعض الأخبار فی كتاب الفتن فی باب إخبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله بمظلومیتهم علیهم السلام.
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قُبِضَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَتِیلًا فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَقْتَ التَّنْوِیرِ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَیْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ- عَلَی یَدَیْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُلْجَمٍ الْمُرَادِیِّ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ قَدْ عَاوَنَهُ وَرْدَانُ بْنُ مُجَالِدٍ مِنْ تَیْمِ الرِّبَابِ وَ شَبِیبُ بْنُ بَجَرَةَ وَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَیْسٍ وَ قَطَامِ بِنْتُ الْأَخْضَرِ فَضَرَبَهُ سَیْفاً عَلَی رَأْسِهِ مَسْمُوماً فَبَقِیَ یَوْمَیْنِ إِلَی نَحْوِ الثُّلُثِ مِنَ اللَّیْلِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ خَمْسٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً فِی قَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ قَالَتِ الْعَامَّةُ ثَلَاثٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً عَاشَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ بِالْمَدِینَةِ عَشْرَ سِنِینَ وَ قَدْ كَانَ هَاجَرَ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ ضَرَبَ بِالسَّیْفِ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قَتَلَ الْأَبْطَالَ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قَلَعَ بَابَ خَیْبَرَ وَ لَهُ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَةً وَ كَانَتْ مُدَّةَ إِمَامَتِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً
ص: 199
مِنْهَا أَیَّامُ أَبِی بَكْرٍ سَنَتَانِ وَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَ أَیَّامُ عُمَرَ تِسْعُ سِنِینَ وَ أَشْهُرٌ وَ أَیَّامٌ وَ عَنِ الْفِرْیَانِیِّ عَشْرُ سِنِینَ وَ ثَمَانِیَةُ أَشْهُرٍ وَ أَیَّامُ عُثْمَانَ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً ثُمَّ آتَاهُ اللَّهُ الْحَقَّ خَمْسَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً وَ كَانَ علیه السلام أَمَرَ بِأَنْ یُخْفَی قَبْرُهُ لِمَا عَرَفَ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ عَدَاوَتِهِمْ فِیهِ إِلَی أَنْ أَظْهَرَهُ الصَّادِقُ علیه السلام ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ زَیْدٍ الْحَسَنِیَّ أَمَرَ بِعِمَارَةِ الْحَائِرِ بِكَرْبَلَاءَ وَ الْبِنَاءِ عَلَیْهِمَا وَ بَعْدَ ذَلِكَ زِیدَ فِیهِ وَ بَلَغَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ الْغَایَةَ فِی تَعْظِیمِهَا وَ الْأَوْقَافِ عَلَیْهِمَا(1).
«2»- د، [العدد القویة] فِی كِتَابِ الذَّخِیرَةِ: جُرِحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِتِسْعَ عَشْرَةَ لَیْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِینَ- وَ تُوُفِّیَ فِی لَیْلَةِ الثَّانِی وَ الْعِشْرِینَ مِنْهُ وَ فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ لَیْلَةَ الْأَحَدِ لِسَبْعٍ بَقِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِینَ فِی مَوَالِیدِ الْأَئِمَّةِ لَیْلَةَ الْأَحَدِ لِتِسْعٍ بَقِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِی كِتَابِ أَسْمَاءِ حُجَجِ اللَّهِ قُبِضَ فِی إِحْدَی وَ عِشْرِین