بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 40: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»- ج، [الإحتجاج] قَالَ سُلَیْمُ بْنُ قَیْسٍ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ حَدَّثَنِیهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو ذَرٍّ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالُوا: إِنَّ رَجُلًا فَاخَرَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لیهما السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَمَّا سَمِعَ بِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَاخِرِ الْعَرَبَ فَأَنْتَ فِیهِمْ أَكْرَمُهُمْ ابْنَ عَمٍّ وَ أَكْرَمُهُمْ صِهْراً وَ أَكْرَمُهُمْ نَفْساً وَ أَكْرَمُهُمْ زَوْجَةً وَ أَكْرَمُهُمْ أَخاً وَ أَكْرَمُهُمْ عَمّاً وَ أَكْرَمُهُمْ وَلَداً وَ أَعْظَمُهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَ أَعْظَمُهُمْ غَنَاءً بِنَفْسِكَ وَ مَا لَكَ وَ أَنْتَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِسُنَّتِی وَ أَشْجَعُهُمْ لِقَاءً وَ أَجْوَدُهُمْ كَفّاً وَ أَزْهَدُهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ أَشَدُّهُمُ اجْتِهَاداً وَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَصْدَقُهُمْ لِسَاناً وَ أَحَبُّهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیَّ وَ سَتَبْقَی بَعْدِی ثَلَاثِینَ سَنَةً تَعْبُدُ اللَّهَ وَ تَصْبِرُ عَلَی ظُلْمِ قُرَیْشٍ لَكَ ثُمَّ تُجَاهِدُهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِذَا وَجَدْتَ أَعْوَاناً فَتُقَاتِلُ عَلَی تَأْوِیلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتَ مَعِی عَلَی تَنْزِیلِهِ ثُمَّ تُقْتَلُ شَهِیداً تُخْضَبُ لِحْیَتُكَ مِنْ دَمِ رَأْسِكَ قَاتِلُكَ یَعْدِلُ عَاقِرَ النَّاقَةِ فِی الْبُغْضِ إِلَی اللَّهِ وَ الْبُعْدِ مِنْهُ (1).
«2»- ج، [الإحتجاج] قَالَ سُلَیْمُ بْنُ قَیْسٍ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لیهما السلام فَقَالَ لَهُ وَ أَنَا أَسْمَعُ أَخْبِرْنِی بِأَفْضَلِ مَنْقَبَةٍ لَكَ قَالَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ قَالَ وَ مَا أَنْزَلَ فِیكَ قَالَ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) قَالَ أَنَا الشَّاهِدُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَوْلُهُ وَ یَقُولُ الَّذِینَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ إِیَّایَ عَنَی بِمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (3) فَلَمْ یَدَعْ
شَیْئاً أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِیهِ إِلَّا ذَكَرَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) وَ قَوْلِهِ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) وَ غَیْرَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی بِأَفْضَلِ مَنْقَبَةٍ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
فَقَالَ نَصْبُهُ إِیَّایَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ فَقَامَ لِی بِالْوَلَایَةِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَهُ خَادِمٌ غَیْرِی وَ كَانَ لَهُ لِحَافٌ لَیْسَ لَهُ لِحَافٌ غَیْرُهُ وَ مَعَهُ عَائِشَةُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَنَامُ بَیْنِی وَ بَیْنَ عَائِشَةَ لَیْسَ عَلَیْنَا ثَلَاثَتِنَا لِحَافٌ غَیْرُهُ فَإِذَا قَامَ إِلَی صَلَاةِ اللَّیْلِ یَحُطُّ بِیَدِهِ اللِّحَافَ مِنْ وَسَطِهِ بَیْنِی وَ بَیْنَ عَائِشَةَ حَتَّی یَمَسَّ اللِّحَافُ الْفَرْشَ الَّذِی تَحْتَنَا فَأَخَذَتْنِی الْحُمَّی لَیْلَةً فَأَسْهَرَتْنِی فَسَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَهَرِی فَبَاتَ لَیْلَةً بَیْنِی وَ بَیْنَ مُصَلَّاهُ یُصَلِّی مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ یَأْتِینِی وَ یَسْأَلُنِی وَ یَنْظُرُ إِلَیَّ فَلَمْ یَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُ حَتَّی أَصْبَحَ فَلَمَّا صَلَّی بِأَصْحَابِهِ الْغَدَاةَ قَالَ اللَّهُمَّ اشْفِ عَلِیّاً وَ عَافِهِ فَإِنَّهُ أَسْهَرَنِی اللَّیْلَةَ مِمَّا بِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَسْمَعٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ قُلْتُ بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَیْرٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ جَعَلَنِی فِدَاكَ قَالَ إِنِّی لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ اللَّیْلَةَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَانِیهِ وَ لَمْ أَسْأَلْهُ لِنَفْسِی شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ وَ إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یُوَاخِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْعَلَكَ وَلِیَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ فَفَعَلَ (3) فَقَالَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ رَأَیْتَ مَا سَأَلَ فَوَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ خَیْرٌ مِمَّا سَأَلَ وَ لَوْ كَانَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُنْزِلَ عَلَیْهِ مَلَكاً یُعِینُهُ عَلَی عَدُوِّهِ أَوْ یُنْزِلَ عَلَیْهِ كَنْزاً یَنْفَعُهُ وَ أَصْحَابَهُ فَإِنَّ بِهِمْ حَاجَةً كَانَ خَیْراً مِمَّا سَأَلَ وَ مَا دَعَا عَلِیّاً قَطُّ إِلَی خَیْرٍ إِلَّا اسْتُجِیبَ لَهُ (4).
«3»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی الْأَسْلَمِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ الْخَرَزِیِ (5) عَنْ شَدَّادٍ
ص: 2
الْبَصْرِیِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ إِذَا أَنَا بِأُسْطُوَانَةٍ أَصْلُهَا مِنْ فِضَّةٍ بَیْضَاءَ وَ وَسَطُهَا مِنْ یَاقُوتَةٍ وَ زَبَرْجَدٍ وَ أَعْلَاهَا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ(1) فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ فَقَالَ هَذَا دِینُكَ أَبْیَضُ وَاضِحٌ مُضِی ءٌ قُلْتُ وَ مَا هَذَا(2) وَسَطُهَا قَالَ الْجِهَادُ قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الذَّهَبَةُ الْحَمْرَاءُ قَالَ الْهِجْرَةُ وَ لِذَلِكَ عَلَا إِیمَانُ عَلِیٍّ عَلَی إِیمَانِ كُلِّ مُؤْمِنٍ (3).
«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَیْنَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ دَاوُدُ النَّبِیُّ علیه السلام فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَسْنَا إِیَّاكَ أَرَدْنَا وَ إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ تَعَالَی خَلِیفَةً ثُمَّ یُنَادِی (4) ثَانِیَةً أَیْنَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ
خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلْیَتَعَلَّقْ بِحَبْلِهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ یَسْتَضِی ءُ بِنُورِهِ وَ لْیَتَّبِعْهُ إِلَی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی مِنَ الْجَنَّاتِ قَالَ فَیَقُومُ النَّاسُ الَّذِینَ قَدْ تَعَلَّقُوا بِحَبْلِهِ فِی الدُّنْیَا فَیَتَّبِعُونَهُ إِلَی الْجَنَّةِ ثُمَّ یَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَلَا مَنِ ائْتَمَ (5) بِإِمَامٍ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلیَتَّبِعْهُ إِلَی حَیْثُ یَذْهَبُ بِهِ فَحِینَئِذٍ تَبَرَّأَ(6) الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ یُرِیهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَیْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِینَ مِنَ النَّارِ(7).
ص: 3
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] المفید عن الصدوق عن أبیه عن سعد: مثله (1).
«5»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلَایَةُ اللَّهِ وَ حُبُّهُ عِبَادَةُ اللَّهِ وَ اتِّبَاعُهُ فَرِیضَةُ اللَّهِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَعْدَاؤُهُ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ حَرْبُهُ حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمُهُ سِلْمُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (2).
«6»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مُقْبِلٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ قُبَاءَ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِی تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ تَبَسَّمَ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی بَیَاضِ أَسْنَانِهِ تَبْرُقُ ثُمَّ قَالَ إِلَیَّ یَا عَلِیُّ إِلَیَّ یَا عَلِیُّ فَمَا زَالَ یُدْنِینِی حَتَّی أَلْصَقَ فَخِذِی بِفَخِذِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ:
مَعَاشِرَ أَصْحَابِی أَقْبَلَتْ إِلَیْكُمُ الرَّحْمَةُ بِإِقْبَالِ عَلِیٍّ أَخِی إِلَیْكُمْ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ رُوحُهُ مِنْ رُوحِی وَ طِینَتُهُ مِنْ طِینَتِی وَ هُوَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ وَافَقَهُ وَافَقَنِی وَ مَنْ خَالَفَهُ خَالَفَنِی (3).
«7»- لی، [الأمالی للصدوق] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی مَنْ أَحَبَّكَ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَبْغَضَنِی (4).
«8»- لی، [الأمالی للصدوق] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الدَّامَغَانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَرِیرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ
ص: 4
بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ فَنَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ بِنِصْفَیْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا حَوْرَاءُ كَانَ أَشْفَارُ عَیْنِهَا مَقَادِیمَ (1) النُّسُورِ فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ مَنْ أَنْتِ یَرْحَمُكِ اللَّهُ قَالَتْ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْكِ وَ أَعْلَایَ مِنَ الْكَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ الْجَلِیلُ كُونِی فَكُنْتُ خُلِقْتُ لِابْنِ عَمِّكَ وَ وَصِیِّكَ وَ وَزِیرِكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (2).
«9»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنَ الْحَارِثِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا ذَرٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقُلْتُ یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّی قَدْ رَأَیْتُ اخْتِلَافاً فَمَا ذَا تَأْمُرُنِی قَالَ عَلَیْكَ بِهَاتَیْنِ الْخَصْلَتَیْنِ كِتَابِ اللَّهِ وَ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ الَّذِی یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (3).
«10»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِیّاً دُونَ مَا وَضَعَهُ اللَّهُ وَ لَا تَرْفَعُوا عَلِیّاً فَوْقَ مَا رَفَعَهُ اللَّهُ كَفَی بِعَلِیٍّ أَنْ یُقَاتِلَ أَهْلَ الْكَرَّةِ وَ أَنْ یُزَوِّجَ أَهْلَ الْجَنَّةِ(4).
«11»- لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَارُودِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
ص: 5
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَبْعَثُ أُنَاساً وُجُوهُهُمْ مِنْ نُورٍ عَلَی كَرَاسِیَّ مِنْ نُورٍ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مِنْ نُورٍ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ بِمَنْزِلَةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَیْسُوا بِالْأَنْبِیَاءِ وَ بِمَنْزِلَةِ الشُّهَدَاءِ وَ لَیْسُوا بِالشُّهَدَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا قَالَ آخَرُ أَنَا مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ وَ قَالَ هَذَا وَ شِیعَتُهُ (1).
«12»- لی، [الأمالی للصدوق] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْوَسْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ دَیْزِیلَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُطَیْرِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ نَبِیَّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَیْرَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (2).
«13»- لی، [الأمالی للصدوق] الْمُكَتِّبُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمَأْمُونِ عَنِ الرَّشِیدِ عَنِ الْمَهْدِیِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ وَارِثِی (3).
«14»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الخرور [الْحَزَوَّرِ] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرَتْ عِنْدَهُ ضَعْفَ الْحَالِ فَقَالَ لَهَا أَ مَا تَدْرِینَ مَا مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ عِنْدِی كَفَانِی أَمْرِی وَ هُوَ ابْنُ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ سَنَةً(4) وَ ضَرَبَ بَیْنَ یَدَیَّ بِالسَّیْفِ وَ هُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قَتَلَ الْأَبْطَالَ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ فَرَّجَ هُمُومِی وَ هُوَ ابْنُ عِشْرِینَ سَنَةً وَ رَفَعَ بَابَ خَیْبَرَ وَ هُوَ ابْنُ اثْنَتَیْنِ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ كَانَ لَا یَرْفَعُهُ خَمْسُونَ رَجُلًا قَالَ فَأَشْرَقَ لَوْنُ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ لَمْ تَقِرَّ قَدَمَاهُ حَتَّی أَتَتْ عَلِیّاً علیه السلام فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ كَیْفَ لَوْ حَدَّثَكِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَیَّ كُلِّهِ (5).
ص: 6
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (1).
«15»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُونُسَ عَنْ مَنْصُورٍ الصَّیْقَلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی فِی عَلِیٍّ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (2).
«16»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ الْخَیْرُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: یَا أَبَا الْحَسَنِ قَلَّمَا أَقْبَلْتَ أَنْتَ وَ أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا قَالَ یَا سَلْمَانُ هَذَا وَ حِزْبُهُ هُمُ الْمُفْلِحُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).
«17»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَبَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ نَضْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَضْرٍ عَنْ سماط [سِمَاكِ] بْنِ حَرْبٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ: أَتَیْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِیهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ یَا ابْنَ جُبَیْرٍ جِئْتَنِی تَسْأَلُنِی عَنْ خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ مِنَ الْأُمَّةِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ جِئْتَنِی تَسْأَلُنِی عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مَنْقَبَةٍ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِیَ لَیْلَةُ الْقِرْبَةِ یَا ابْنَ جُبَیْرٍ جِئْتَنِی تَسْأَلُنِی عَنْ وَصِیِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَزِیرِهِ وَ خَلِیفَتِهِ وَ صَاحِبِ حَوْضِهِ وَ لِوَائِهِ وَ شَفَاعَتِهِ وَ الَّذِی نَفْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِیَدِهِ لَوْ كَانَتْ بِحَارُ الدُّنْیَا مِدَاداً وَ الْأَشْجَارُ أَقْلَاماً وَ أَهْلُهَا كُتَّاباً فَكَتَبُوا مَنَاقِبَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَضَائِلِهِ مِنْ یَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الدُّنْیَا إِلَی أَنْ یَفْنِیَهَا مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (4).
ص: 7
بیان: لیلة القربة إشارة إلی لیلة بدر حیث ذهب لیأتی بالماء و مناقبه سلام جبرئیل علیه فی ألف من الملائكة و میكائیل فی ألف و إسرافیل فی ألف فكان كل سلام من الملائكة منقبة و حمل الخبر علی أن كلا من الثلاثة محسوبون فی الألف و یؤیده الآیة فتفطن (1).
«18»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی فِی أَهْلِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (2).
«19»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّینَوَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْفُرْقَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بُدَیْلٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَرْبَعُ مَنَاقِبَ لَمْ یَسْبِقْهُ إِلَیْهَا عَرَبِیٌّ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ صَاحِبَ رَایَتِهِ فِی كُلِّ زَحْفٍ وَ انْهَزَمَ النَّاسُ یَوْمَ الْمِهْرَاسِ وَ ثَبَتَ هُوَ وَ غَسَلَهُ وَ أَدْخَلَهُ قَبْرَهُ (3).
بیان: یوم المهراس هو یوم أحد قال الجزری فیه أنه عطش یوم أحد فجاءه علی بماء من المهراس فعافه و غسل به الدم عن وجهه المهراس صخرة منقورة تسع كثیرا من الماء و قد یعمل منه (4) حیاض للماء و قیل المهراس فی هذا الحدیث اسم ماء بأحد(5).
ص: 8
«20»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْبُخَارِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَبِیعَةَ الْحَرَسِیِّ: أَنَّهُ ذَكَرَ عَلِیّاً عِنْدَ مُعَاوِیَةَ وَ عِنْدَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ تَذْكُرُ عَلِیّاً أَمَا إِنَّ لَهُ مَنَاقِبَ أَرْبَعَ لَأَنْ تَكُونَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهَا أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ كَذَا وَ كَذَا وَ ذَكَرَ حُمْرَ النَّعَمِ قَوْلُهُ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً وَ قَوْلُهُ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ قَوْلُهُ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ نَسِیَ سَعْدٌ الرَّابِعَةَ(1).
«21»- ل، [الخصال] أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْفَضْلِ الْكِنْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ مُجَاهِدٍ النَّبَّالِ (2) عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ فَرْحَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أُعْطِیْتُ فِی عَلِیٍّ خَمْساً أَمَّا وَاحِدَةٌ فَیُوَارِی عَوْرَتِی وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَیَقْضِی دَیْنِی وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَهُوَ مُتَّكَأٌ لِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی طُولِ الْمَوْقِفِ وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَهُوَ عَوْنِی عَلَی عُقْرِ حَوْضِی وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنِّی لَا أَخَافُ عَلَیْهِ أَنْ یَرْجِعَ كَافِراً بَعْدَ إِیمَانٍ وَ لَا زَانِیاً بَعْدَ إِحْصَانٍ (3).
«22»- ل، [الخصال] الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَسْتَرْآبَادِیُّ الْعَدْلُ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ زَافِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ الْعَامِرِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدٍ أَ شَهِدْتَ شَیْئاً مِنْ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ نَعَمْ شَهِدْتُ لَهُ أَرْبَعَ مَنَاقِبَ وَ الْخَامِسَةَ قَدْ شَهِدْتُهَا لَأَنْ یَكُونَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ثُمَّ أَرْسَلَ عَلِیّاً فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا إِنَّهُ لَا یَبْلُغُ عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنِّی وَ سَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْوَاباً كَانَتْ فِی الْمَسْجِدِ وَ تَرَكَ بَابَ عَلِیٍ
ص: 9
فَقَالُوا سَدَدْتَ الْأَبْوَابَ وَ تَرَكْتَ بَابَهُ فَقَالَ مَا أَنَا سَدَدْتُهُ وَ لَا أَنَا تَرَكْتُهُ قَالَ وَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ رَجُلًا آخَرَ إِلَی خَیْبَرَ فَرَجَعَا مُنْهَزِمَیْنِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فِی ثَنَاءٍ كَثِیرٍ قَالَ فَتَعَرَّضَ لَهَا غَیْرُ وَاحِدٍ فَدَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَأَعْطَاهُ الرَّایَةَ فَلَمْ یَرْجِعْ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ لَهُ وَ الرَّابِعَةُ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَرَفَعَهَا حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ آبَاطِهِمَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَسْتُ أَوْلَی بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ قَالُوا بَلَی قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ الْخَامِسَةُ خَلَّفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَهْلِهِ ثُمَّ لَحِقَ بِهِ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی (1).
«23»- ل، [الخصال] الْأُشْنَانِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْغَفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام ثَمَانِیَ عَشْرَةَ مَنْقَبَةً لَوْ لَمْ یَكُنْ لَهُ إِلَّا وَاحِدَةٌ لَنَجَا وَ لَقَدْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ(2) مَنْقَبَةً لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ(3).
«24»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ: كُنْتُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَكَّةَ إِذْ وَرَدَ عَلَیْهِ أَعْرَابِیٌّ طَوِیلُ الْقَامَةِ عَظِیمُ الْهَامَّةِ مُحْتَزِمٌ بِكِسَاءٍ وَ مُلْتَحِفٍ بِعَبَاءٍ قُطْوَانِیٍّ قَدْ تَنَكَّبَ قَوْساً لَهُ وَ كِنَانَةً فَقَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنْ قَلْبِكَ فَبَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بُكَاءً شَدِیداً حَتَّی ابْتَلَّتْ وَجْنَتَاهُ مِنْ دُمُوعِهِ وَ أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ وَثَبَ كَالْمُنْفَلِتِ مِنْ عِقَالِهِ وَ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ یَا أَعْرَابِیُّ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ سَطَحَ الْأَرْضَ عَلَی وَجْهِ الْمَاءِ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ سَیِّدِ كُلِّ أَبْیَضَ وَ أَسْوَدَ وَ أَوَّلِ مَنْ صَامَ وَ زَكَّی وَ تَصَدَّقَ وَ صَلَّی الْقِبْلَتَیْنِ وَ بَایَعَ الْبَیْعَتَیْنِ وَ هَاجَرَ الْهِجْرَتَیْنِ وَ حَمَلَ الرَّایَتَیْنِ وَ فَتَحَ بَدْراً وَ حنین [حُنَیْناً] ثُمَّ لَمْ یَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَیْنٍ قَالَ فَغَابَ الْأَعْرَابِیُّ مِنْ بَیْنِ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ
ص: 10
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی سَعِیدٍ یَا أَخَا جُهَیْنَةَ هَلْ عَرَفْتَ مَنْ كَانَ یُخَاطِبُنِی فِی ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ كَانَ وَ اللَّهِ جَبْرَئِیلُ هَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ لِیَأْخُذَ عُهُودَكُمْ وَ مَوَاثِیقَكُمْ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
توضیح: قال الجزری فیه نهی أن یصلی الرجل حتی یحتزم أی یتلبب و یشد وسطه (2) و قال القطوانیة عباءة بیضاء قصیرة الخمل و النون زائدة(3) و قال تنكب القوس علقها فی منكبه (4) و كنانة السهم بالكسر جعبة من جلد لا خشب فیها أو بالعكس و البیعتان بیعة العقبة و الرضوان و الهجرتان إلی الشعب و إلی المدینة و الرایتان رایة بدر و أحد أو حنین أو حمل رایتین فی غزوة واحدة أو المراد بالتثنیة مطلق التكرار أی الرایات.
«25»- صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ.
قال أبو القاسم أحمد بن عامر الطائی سألت أحمد بن یحیی (5) عن الیعسوب فقال هو الذكر من النحل الذی یتقدمها و یحامی عنها(6).
«26»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَیَّاطِ عَنِ الْخَضِرِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی هَدِیَّةَ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْجَنَّةُ مُشْتَاقَةٌ إِلَی أَرْبَعَةٍ مِنْ أُمَّتِی فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَنْ هُمْ فَأَتَیْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ النَّبِیَ
ص: 11
صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ (1) إِلَی أَرْبَعَةٍ مِنْ أُمَّتِی فَاسْأَلْهُ مَنْ هُمْ فَقَالَ أَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ مِنْهُمْ فَیُعَیِّرَنِی بِهِ بَنُو تَیْمٍ فَأَتَیْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ مِنْهُمْ فَیُعَیِّرَنِی بِهِ بَنُو عَدِیٍّ فَأَتَیْتُ عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ أَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ مِنْهُمْ فَیُعَیِّرَنِی بِهِ بَنُو أُمَیَّةَ فَأَتَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام وَ هُوَ فِی نَاضِحٍ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ الْجَنَّةَ مُشْتَاقَةٌ إِلَی أَرْبَعَةٍ مِنْ أُمَّتِی فَاسْأَلْهُ مَنْ هُمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ لَأَحْمَدَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ لَأَسْأَلَنَّ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنِی مِنْهُمْ وَ أَوَدَّهُمْ فَجَاءَ وَ جِئْتُ مَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلْنَا عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأْسُهُ فِی حَجْرِ دِحْیَةَ الْكَلْبِیِّ فَلَمَّا رَآهُ دِحْیَةُ قَامَ إِلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ قَالَ خُذْ بِرَأْسِ ابْنِ عَمِّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّی فَاسْتَیْقَظَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأْسُهُ فِی حَجْرِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا جِئْتَنَا إِلَّا فِی حَاجَةٍ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی (2) یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتُ وَ رَأْسُكَ فِی حَجْرِ دِحْیَةَ الْكَلْبِیِّ فَقَامَ إِلَیَّ وَ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ قَالَ خُذْ بِرَأْسِ ابْنِ عَمِّكَ إِلَیْكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَلْ عَرَفْتَهُ فَقَالَ هُوَ دِحْیَةُ الْكَلْبِیُّ فَقَالَ لَهُ ذَاكَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُ بِأَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْلَمَنِی أَنَسٌ أَنَّكَ قُلْتَ إِنَّ الْجَنَّةَ مُشْتَاقَةٌ إِلَی أَرْبَعَةٍ مِنْ أُمَّتِی فَمَنْ هُمْ فَأَوْمَأَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ فَقَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَوَّلُهُمْ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَوَّلُهُمْ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَوَّلُهُمْ ثَلَاثاً فَقَالَ لَهُ بِأَبِی وَ أُمِّی فَمَنِ الثَّلَاثَةُ فَقَالَ لَهُ الْمِقْدَادُ وَ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ .(3)
«27»- شف، [كشف الیقین] أَبُو بَكْرٍ الْخُوَارَزْمِیُّ عَنْ أَبِی الْمُظَفَّرِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ خُزَیْمَةَ بْنِ مَاهَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:
ص: 12
یَأْتِی النَّاسُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَقْتاً مَا فِیهِ رَاكِبٌ إِلَّا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّهُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ قَالَ أَنَا عَلَی الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ وَ عَمِّی حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ مُدَبَّجَةَ الْجَنْبَیْنِ عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ مِنْ كِسْوَةِ الرَّحْمَنِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ أَلْفَ رُكْنٍ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ تُضِی ءُ لِلرَّاكِبِ مَسِیرَةَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَتَقُولُ الْخَلَائِقُ مَنْ هَذَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَیْسَ (1) بِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا حَامِلِ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (2).
«28»- شف، [كشف الیقین] مُوَفَّقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ النَّخَعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلِ (3) بْنِ غَزْوَانَ عَنْ غَالِبٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ وَ سَعْدَیْكَ فَقَالَ قَدْ بَلَوْتُ خَلْقِی فَأَیَّهُمْ وَجَدْتَ (4) أَطْوَعَ لَكَ قَالَ قُلْتُ رَبِّ عَلِیّاً قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ فَهَلِ اتَّخَذْتَ لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً یُؤَدِّی عَنْكَ وَ یُعَلِّمُ عِبَادِی مِنْ كِتَابِی مَا لَا یَعْلَمُونَ قَالَ قُلْتُ اخْتَرْ لِی فَإِنَّ خِیَرَتَكَ خِیَرَتِی قَالَ قَدِ اخْتَرْتُ لَكَ عَلِیّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ نَحَلْتُهُ عِلْمِی وَ حِلْمِی وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً لَمْ یَنَلْهَا أَحَدٌ
ص: 13
قَبْلَهُ وَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ نُورُ أَوْلِیَائِی وَ هِیَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ رَبِّی فَقَدْ بَشَّرْتُهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ إِنْ یُعَاقِبْنِی فَبِذُنُوبِی لَمْ یَظْلِمْنِی شَیْئاً وَ إِنْ یُتِمَّ لِی (1) وَعْدِی فَاللَّهُ مَوْلَایَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَةَ
الْإِیمَانِ بِهِ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِهِ یَا مُحَمَّدُ غَیْرَ أَنِّی مُخْتَصُّهُ (2) بِشَیْ ءٍ مِنَ الْبَلَاءِ لَمْ أَخُصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَوْلِیَائِی قَالَ قُلْتُ رَبِّی أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ قَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِی أَنَّهُ مُبْتَلًی لَوْ لَا عَلِیٌّ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبِی وَ لَا أَوْلِیَائِی وَ لَا أَوْلِیَاءُ رُسُلِی (3).
«29»- شف، [كشف الیقین] مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَكِّیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ أَبِی دَاهِرٍ یَحْیَی الْمُقْرِی عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ قَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ اشْهَدِی وَ اسْمَعِی هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ عَیْبَةُ عِلْمِی وَ بَابِیَ الَّذِی أُوتِیَ مِنْهُ أَخِی فِی الدِّینِ وَ خِدْنِی فِی الْآخِرَةِ وَ مَعِی فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی (4).
شف، [كشف الیقین] محمد بن علی بن یاسر عن أحمد بن جعفر النسائی عن محمد بن حریز: مثله (5) بیان قال الفیروزآبادی الخدن بالكسر و كأمیر الصاحب و من یخادنك فی كل أمر ظاهر و باطن (6).
ص: 14
«30»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ النَّجَّارِ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ أَبِی الْأَزْهَرِ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیِّ وَ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَیْدَرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَنَسُ اسْكُبْ لِی وَضُوءاً ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ یَا أَنَسُ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَتَمْتُهُ إِذْ جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ مَنْ هَذَا یَا أَنَسُ فَقُلْتُ عَلِیٌّ فَقَامَ مُسْتَبْشِراً فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ جَعَلَ یَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ عَلَی وَجْهِهِ وَ یَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِ عَلِیٍّ عَلَی وَجْهِهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُكَ صَنَعْتَ شَیْئاً مَا صَنَعْتَ بِی قَبْلُ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنْتَ تُؤَدِّی عَنِّی وَ تُسْمِعُهُمْ صَوْتِی وَ تُبَیِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ بَعْدِی (1).
شف، [كشف الیقین] من كتاب إبراهیم بن محمد الثقفی عن إبراهیم بن محمد بن میمون و عمار بن سعد عن علی بن عباس: مثله (2).
«31»- شف، [كشف الیقین] مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الشُّرُوطِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِی قَالُوا أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُثَنَّی بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَیُّوبَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَهَذَا آخِرُ حَدِیثِ الْبَزَّازِ(3) وَ زَادَ الشُّرُوطِیِّ فِی رِوَایَاتِهِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثٌ أَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ
ص: 15
الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (1).
«32»- شف، [كشف الیقین] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی بِشْرٍ الْغِفَارِیِ (2) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ خَادِماً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَتْ لَیْلَةُ أُمِّ حَبِیبَةَ بِنْتِ أَبِی سُفْیَانَ فَأَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِوَضُوءٍ فَقَالَ یَا أَنَسُ یَدْخُلُ عَلَیْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ أَقْدَمُ النَّاسِ سِلْماً وَ أَكْثَرُ النَّاسِ حِلْماً وَ أَرْجَحُ النَّاسِ حِلْماً قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْ قَوْمِی فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنَ الْبَابِ وَ رَسُولُ اللَّهِ یَتَوَضَّأُ وَ یَرُدُّ الْمَاءَ عَلَی وَجْهِ عَلِیٍّ حَتَّی امْتَلَأَتْ عَیْنَاهُ مِنَ الْمَاءِ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ حَدَثَ فِیَّ حَدَثٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَدَثَ فِیكَ یَا عَلِیُّ إِلَّا خَیْرٌ یَا عَلِیُّ أَنَا مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنِّی تُؤَدِّی عَنِّی وَ تَفِی بِذِمَّتِی وَ تَغْسِلُنِی وَ تُوَارِینِی فِی لَحْدِی وَ تُسْمِعُ النَّاسَ عَنِّی وَ تُبَیِّنُ لَهُمْ مِنْ بَعْدِی فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَ مَا بَلَّغْتَ قَالَ بَلَی تُبَیِّنُ لَهُمْ مَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ بَعْدِی (3).
«33»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ عَنْ نَاقِدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ یُونُسَ عَنِ الْحُصَیْنِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیلًا وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُحِبُّ أَنْ لَا یَسْبِقَهُ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَغَدَا إِلَیْهِ ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ فِی صَحْنِ دَارِهِ فَإِذَا رَأْسُهُ فِی حَجْرِ دِحْیَةَ بْنِ خَلِیفَةَ الْكَلْبِیِّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ یَا حَبِیبِی ادْنُ مِنِّی لَكَ عِنْدِی مِدْحَةٌ نَزُفُّهَا إِلَیْكَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا خَلَا النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِكَ تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَعِی زَفّاً قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ تَخَلَّاكَ مُحِبُّو مُحَمَّدٍ مُحِبُّوكَ وَ مُبْغِضُو مُحَمَّدٍ مُبْغِضُوكَ لَنْ تَنَالَهُمْ شَفَاعَتِی ادْنُ مِنِّی قَالَ فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَهُ فِی حَجْرِهِ.
قال السید
ص: 16
كان فی الأصل محبو محمد أحبوك (1).
«34»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ قَیْسٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ (2) قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْخُدْرِیَّ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ شَهِدْتَ بَدْراً قَالَ نَعَمْ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِفَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَدْ جَاءَتْهُ ذَاتَ یَوْمٍ تَبْكِی وَ تَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَیَّرَتْنِی نِسَاءُ قُرَیْشٍ بِفَقْرِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا تَرْضَیْنَ یَا فَاطِمَةُ أَنِّی زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اطَّلَعَ إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِیّاً وَ اطَّلَعَ إِلَیْهِمْ ثَانِیَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَجَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ أَنْ أُنْكِحَكِ إِیَّاهُ أَ مَا عَلِمْتِ یَا فَاطِمَةُ أَنَّكِ لِكَرَامَةِ اللَّهِ إِیَّاكِ زَوَّجَكِ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً فَضَحِكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ اسْتَبْشَرَتْ فَقَالَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ إِنَّ لِعَلِیٍّ ثَمَانِیَةَ أَضْرَاسٍ قَوَاطِعَ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِثْلَهَا هُوَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَیْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ أَنْتِ یَا فَاطِمَةُ سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتُهُ وَ سِبْطَا الرَّحْمَةِ سِبْطَایَ وُلْدُهُ (4) وَ أَخُوهُ الْمُزَیَّنُ بِالْجَنَاحَیْنِ فِی الْجَنَّةِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ آخِرُ النَّاسِ عَهْداً بِی وَ هُوَ وَصِیِّی وَ وَارِثُ الْوَصِیِّینَ (5).
«35»- شا، [الإرشاد] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَیْمَنَ عَنْ أَبِی حَازِمٍ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ إِنَّكَ تُخَاصَمُ فَتَخْصِمُ بِسَبْعِ خِصَالٍ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهُنَّ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ مَعِی إِیمَاناً وَ أَعْظَمُهُمْ جِهَاداً
ص: 17
وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ وَ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْظَمُهُمْ (1) عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً.
بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَیَّامِ اللَّهِ (2) فیه أقوال أحدها أن معناه و أمرناه بأن یذكر قومه وقائع اللّٰه فی الأمم الخالیة و إهلاك من هلك منهم لیحذروا ذلك و الثانی أن المعنی ذكرهم بنعم اللّٰه فی سائر أیامه و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام و الثالث أن یرید بأیام اللّٰه سننه و أفعاله فی عباده من إنعام و انتقام و هذا جمع بین القولین انتهی (3) و سیأتی تفسیرها فی باب الآیات النازلة فی القائم علیه السلام و باب الرجعة.
«36»- شف، [كشف الیقین] عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ بِرِجَالِ الْمُخَالِفِینَ رَوَیْنَاهُ مِنْ كِتَابِهِ كِتَابِ أَخْبَارِ الزَّهْرَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ خَلَفِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی الصَّنْعَانِیِ (4) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَاطِمَةَ علیها السلام تَحَدَّثْنَ نِسَاءُ قُرَیْشٍ وَ غَیْرُهُنَّ وَ عَیَّرْنَهَا وَ قُلْنَ زَوَّجَكِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ عَائِلٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اطَّلَعَ اطِّلَاعَةً إِلَی الْأَرْضِ فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الْآخَرُ بَعْلُكِ یَا فَاطِمَةُ كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً(5) بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ مُطِیعَیْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكِ النُّورَ جُزْءَیْنِ جُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ ثُمَّ إِنَّ قُرَیْشاً تَكَلَّمَتْ فِی ذَلِكَ وَ فَشَا الْخَبَرُ فَبَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ بِلَالًا فَجَمَعَ النَّاسَ وَ خَرَجَ إِلَی مَسْجِدِهِ وَ رَقَا مِنْبَرَهُ یُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا خَصَّهُ اللَّهُ
ص: 18
تَعَالَی مِنَ الْكَرَامَةِ وَ بِمَا خَصَّ بِهِ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ إِنَّهُ بَلَغَنِی مَقَالَتُكُمْ وَ إِنِّی مُحَدِّثُكُمْ حَدِیثاً فَعُوهُ وَ احْفَظُوهُ مِنِّی وَ اسْمَعُوهُ فَإِنِّی مُخْبِرُكُمْ بِمَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ بِمَا خَصَّ بِهِ عَلِیّاً مِنَ الْفَضْلِ وَ الْكَرَامَةِ وَ فَضَّلَهُ عَلَیْكُمْ فَلَا تُخَالِفُوهُ فَتَنْقَلِبُوا عَلَی أَعْقَابِكُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ قَدِ اخْتَارَنِی مِنْ خَلْقِهِ فَبَعَثَنِی إِلَیْكُمْ رَسُولًا وَ اخْتَارَ لِی عَلِیّاً خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّی لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی جَمِیعُ مَنْ كَانَ مَعِی مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَ جَبْرَئِیلَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ وَصَلْتُ إِلَی حُجُبِ رَبِّی دَخَلْتُ سَبْعِینَ أَلْفَ حِجَابٍ بَیْنَ كُلِّ حِجَابٍ إِلَی حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ الْعِزَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ الْبَهَاءِ وَ الْكَرَامَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ وَ الْعَظَمَةِ وَ النُّورِ وَ الظُّلْمَةِ وَ الْوَقَارِ حَتَّی وَصَلْتُ إِلَی حِجَابِ الْجَلَالِ فَنَاجَیْتُ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ قُمْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ تَقَدَّمَ إِلَیَّ عَزَّ ذِكْرُهُ بِمَا أَحَبَّهُ وَ أَمَرَنِی بِمَا أَرَادَ لَمْ أَسْأَلْهُ لِنَفْسِی شَیْئاً فِی عَلِیٍّ إِلَّا أَعْطَانِی وَ وَعَدَنِی الشَّفَاعَةَ فِی شِیعَتِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ ثُمَّ قَالَ لِیَ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِنْ خَلْقِی قُلْتُ أُحِبُّ الَّذِی تُحِبُّهُ أَنْتَ یَا رَبِّی فَقَالَ لِی جَلَّ جَلَالُهُ فَأَحِبَّ عَلِیّاً فَإِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً مُسَبِّحاً شَاكِراً لِرَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ وَلِیِّی وَ خِیَرَتِی بَعْدَكَ مِنْ خَلْقِی اخْتَرْتُهُ لَكَ أَخاً وَ وَصِیّاً وَ وَزِیراً وَ صَفِیّاً وَ خَلِیفَةً وَ نَاصِراً لَكَ عَلَی أَعْدَائِی یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُنَاوِی عَلِیّاً جَبَّارٌ إِلَّا قَصَمْتُهُ وَ لَا یُقَاتِلُ عَلِیّاً عَدُوٌّ مِنْ أَعْدَائِی إِلَّا هَزَمْتُهُ وَ أَبَدْتُهُ (1) یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اطَّلَعْتُ عَلَی قُلُوبِ عِبَادِی فَوَجَدْتُ عَلِیّاً أَنْصَحَ خَلْقِی لَكَ وَ أَطْوَعَهُمْ لَكَ فَاتَّخِذْهُ أَخاً وَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ زَوِّجْ ابْنَتَكَ فَإِنِّی سَأَهَبُ لَهُمَا غُلَامَیْنِ طَیِّبَیْنِ طَاهِرَیْنِ تَقِیَّیْنِ نَقِیَّیْنِ فَبِی حَلَفْتُ وَ عَلَی نَفْسِی حَتَمْتُ أَنَّهُ لَا یَتَوَلَّیَنَّ عَلِیّاً وَ زَوْجَتَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِی إِلَّا رَفَعْتُ
ص: 19
لِوَاءَهُ إِلَی قَائِمَةِ عَرْشِی وَ جَنَّتِی وَ بُحْبُوحَةِ كَرَامَتِی وَ سَقَیْتُهُ مِنْ حَظِیرَةِ قُدْسِی وَ لَا یُعَادِیهِمْ أَحَدٌ وَ یَعْدِلُ عَنْ وَلَایَتِهِمْ یَا مُحَمَّدُ إِلَّا سَلَبْتُهُ وُدِّی وَ بَاعَدْتُهُ مِنْ قُرْبِی وَ ضَاعَفْتُ عَلَیْهِمْ عَذَابِی وَ لَعْنَتِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولِی إِلَی جَمِیعِ خَلْقِی وَ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیِّی وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ عَلَی ذَلِكَ أَخَذْتُ مِیثَاقَ مَلَائِكَتِی وَ أَنْبِیَائِی وَ جَمِیعِ خَلْقِی مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً فِی سَمَائِی وَ أَرْضِی مَحَبَّةً مِنِّی لَكَ یَا مُحَمَّدُ وَ لِعَلِیٍّ وَ لِوَلَدِكُمَا وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمَا وَ كَانَ مِنْ شِیعَتِكُمَا وَ لِذَلِكَ خَلَقْتُهُ مِنْ طِینَتِكُمَا(1)
فَقُلْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی فَاجْمَعِ الْأُمَّةَ عَلَیْهِ فَأَبَی عَلَیَّ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ الْمُبْتَلَی وَ الْمُبْتَلَی بِهِ وَ إِنِّی جَعَلْتُكُمْ مِحْنَةً لِخَلْقِی أَمْتَحِنُ بِكُمْ جَمِیعَ عِبَادِی وَ خَلْقِی فِی سَمَائِی وَ أَرْضِی وَ مَا فِیهِنَّ لِأُكَمِّلَ الثَّوَابَ لِمَنْ أَطَاعَنِی فِیكُمْ وَ أُحِلَّ عَذَابِی وَ لَعْنَتِی عَلَی مَنْ خَالَفَنِی فِیكُمْ وَ عَصَانِی وَ بِكُمْ أُمَیِّزُ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْلَاكَ لَمَا خَلَقْتُ آدَمَ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِأَنِّی بِكُمْ أَجْزِی الْعِبَادَ یَوْمَ الْمَعَادِ بِالثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ بِعَلِیٍّ وَ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی فِی دَارِ الدُّنْیَا ثُمَّ إِلَیَّ الْمَصِیرُ لِلْعِبَادِ وَ الْمَعَادُ وَ أُحَكِّمُكُمَا فِی جَنَّتِی وَ نَارِی فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَكُمَا عَدُوٌّ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ لَكُمَا وَلِیٌّ وَ بِذَلِكَ أَقْسَمْتُ عَلَی نَفْسِی.
ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَعَلْتُ لَا أَخْرُجُ مِنْ حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ رَبِّی ذِی الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ إِلَّا سَمِعْتُ النِّدَاءَ مِنْ وَرَائِی یَا مُحَمَّدُ قَدِّمْ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ اسْتَخْلِفْ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ أَوْصِ إِلَی عَلِیٍّ یَا مُحَمَّدُ وَاخِ عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ أَحِبَّ مَنْ یُحِبُ (2) عَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ اسْتَوْصِ بِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ خَیْراً فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی الْمَلَائِكَةِ جَعَلُوا یُهَنِّئُونِّی فِی السَّمَاوَاتِ وَ یَقُولُونَ هَنِیئاً لَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ لَكَ وَ لِعَلِیٍّ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ عَلِیٌّ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وَصِیِّی وَ أَمِینِی عَلَی سِرِّی وَ سِرِّ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ وَفَاتِی لَا یَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ غَیْرِی وَ خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی وَ لَقَدْ أَعْلَمَنِی رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَّهُ سَیِّدُ
ص: 20
الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثِی وَ وَارِثُ النَّبِیِّینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ مِنْ شِیعَتِهِ وَ أَهْلِ وَلَایَتِهِ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ بِأَمْرِ رَبِّ الْعَالَمِینَ یَبْعَثُهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَقَاماً مَحْمُوداً یَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ بِیَدِهِ [لِوَائِی] لِوَاءُ الْحَمْدِ یَسِیرُ بِهِ أَمَامِی وَ تَحْتَهُ آدَمُ وَ جَمِیعُ مَنْ وُلِدَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ حَتْماً مِنَ اللَّهِ مَحْتُوماً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَعْدٌ وَعَدَنِیهِ رَبِّی فِیهِ وَ لَنْ یُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ أَنَا عَلَی ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِینَ (1).
«37»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ النَّظَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی خَیْثَمَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ عُثْمَانَ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آیَةَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ رَأْسُهَا وَ أَمِیرُهَا(2).
شف، [كشف الیقین] من كتاب المناقب لموفق بن أحمد الخوارزمی عن الحسن بن أحمد العطار عن الحسن بن أحمد بن الحسین عن أحمد بن عبد اللّٰه بن أحمد عن محمد بن عمر بن غالب: مثله (3).
«38»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ شُجَاعِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْقَطَّانِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ كَثِیرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ هِلَالٍ الصدفی [الصَّیْرَفِیِ] عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ انْتُهِیَ بِی إِلَی قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِرَاشُهُ مِنْ ذَهَبٍ یَتَلَأْلَأُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیَّ وَ أَمَرَنِی فِی عَلِیٍّ بِثَلَاثِ خِصَالٍ بِأَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ
ص: 21
الْمُحَجَّلِینَ (1).
شف، [كشف الیقین] علی بن محمد بن محمد المغازلی بإسناده عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (2).
«39»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ سُنَّةِ الْأَرْبَعِینَ فِی سُنَّةِ الْأَرْبَعِینَ لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«40»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ الْعَلَوِیَّةِ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَتْحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوَاصِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرِیزٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ رِیَاحِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بِثَلَاثِ خِصَالٍ أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (4).
«41»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ القضانی (5) [الْقَاضِی] عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَرْحَباً بِسَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ فَقِیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَأَیَّ شَیْ ءٍ كَانَ مِنْ شُكْرِكَ قَالَ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَی مَا آتَانِی وَ سَأَلْتُهُ الشُّكْرَ عَلَی مَا أَوْلَانِی وَ أَنْ یَزِیدَ فِیمَا أَعْطَانِی (6).
ص: 22
شف، [كشف الیقین] من كتاب الحلیة لأبی نعیم الحافظ عن عمر بن أحمد: مثله (1).
«42»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُصَیْنِ الْعُقَیْلِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِی حُمَیْدٍ الْوَزَّانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثٌ أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (2).
«43»- شف، [كشف الیقین] مِنْ خَطِّ جَدِّی وَرَّامِ بْنِ أَبِی فِرَاسٍ مِمَّا حَكَاهُ فِی مَجْمُوعِهِ اللَّطِیفِ عَنْ نَاظِرِ الْحِلَّةِ ابْنِ الْحَدَّادِ عَمَّا انْتَقَاهُ مِنْ تَارِیخِ الْخَطِیبِ وَ كَانَ ابْنُ الْحَدَّادِ حَنْبَلِیّاً یَرْفَعُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ وَ وَصَفَهَا(3) وَجْهُهَا كَوَجْهِ الْإِنْسَانِ وَ خَدُّهَا كَخَدِّ الْفَرَسِ وَ عُرْفُهَا(4) مِنْ لُؤْلُؤٍ مَسْمُوطٍ وَ أُذُنَاهَا زَبَرْجَدَتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ عَیْنَاهَا مِثْلُ كَوْكَبِ الزُّهَرَةِ وَ وَصَفَهَا بِوَصْفٍ طَوِیلٍ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ وَ سُقْیَاهَا الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ عَمِّی حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی عَلِیٌّ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ عَلَیْهَا مَحْمِلٌ مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ قُضْبَانُهَا مِنَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً مَا مِنْ رُكْنٍ إِلَّا وَ فِیهِ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ تُضِی ءُ لِلرَّاكِبِ الْمُحِثِ (5) عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ
ص: 23
الْحَمْدِ وَ هُوَ یُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ یَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَیْسَ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (1).
«44»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْحُسَیْنِ النَّسَّابَةِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ(2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (3).
«45»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الشَّافِعِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْإِسْمَاعِیلِیِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْمُنَافِقِینَ (4).
«46»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبِیبِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ غَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الدِّینِ.
قال أبو القاسم الطائی سألت أحمد بن یحیی ثعلب (5) عن الیعسوب قال هو الذكر من النحل الذی یقدمها(6).
ص: 24
«47»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْمُنَافِقِینَ (1).
«48»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْحُسَیْنِ النَّسَّابَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«49»- ل، [الخصال]: فِی وَصِیَّةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَعْطَانِی فِیكَ سَبْعَ خِصَالٍ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ (4) عَلَی الصِّرَاطِ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ یَحْیَا إِذَا حَیِیتُ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ الَّذِی خِتامُهُ مِسْكٌ (5).
«50»- ل، [الخصال] أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السُّلَمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: [إِنَ] فِی عَلِیٍّ خِصَالًا لَوْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَ (6) فِی جَمِیعِ النَّاسِ لَاكْتَفَوْا بِهَا فَضْلًا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی كَهَارُونَ مِنْ مُوسَی
ص: 25
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی كَنَفْسِی طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُ مَعْصِیَتِی وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْبُ عَلِیٍّ حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمُ عَلِیٍّ سِلْمُ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَلِیُّ عَلِیٍّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ عَلِیٍّ عَدُوُّ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ حُجَّةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حُبُّ عَلِیٍّ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حِزْبُ عَلِیٍّ حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ أَعْدَائِهِ حِزْبُ الشَّیْطَانِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ فَارَقَ عَلِیّاً فَقَدْ فَارَقَنِی وَ مَنْ فَارَقَنِی فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).
«51»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ كُنْتَ أَنْتَ وَ وُلْدُكَ عَلَی خَیْلٍ بُلْقٍ مُتَوَّجِینَ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ فَیَأْمُرُ اللَّهُ بِكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ وَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ (2).
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَوْلَاكَ لَمَا عُرِفَ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی (3).
«52»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا وَ هَذَا یَعْنِی عَلِیّاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ كَهَاتَیْنِ وَ ضَمَّ بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ وَ شِیعَتُنَا مَعَنَا وَ مَنْ أَعَانَ مَظْلُومَنَا كَذَلِكَ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَرَی عَوْرَتِی غَیْرُ عَلِیٍّ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا كَافِرٌ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: دَعَا لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ
ص: 26
قَلْبَهُ وَ اشْرَحْ صَدْرَهُ وَ ثَبِّتْ لِسَانَهُ وَ قِهِ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا عَلِیٌّ وَ لَا یَقْضِی عِدَاتِی إِلَّا عَلِیٌّ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ إِخْوَانِی عَلِیٌّ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا سَلَكْتَ طَرِیقاً وَ لَا فَجّاً إِلَّا سَلَكَ الشَّیْطَانُ غَیْرَ طَرِیقِكَ وَ فَجِّكَ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: كَفُّ عَلِیٍّ كَفِّی.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَیْكَ وَ إِلَی عَمَّارٍ وَ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنْتَ یَا عَلِیُّ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنِّی أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِی وَ أَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لَهَا(1).
«53»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا(2) عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ أَنْتَ یَا عَلِیُ (3) وَ أَصْحَابُكَ فِی الْجَنَّةِ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ أَتْبَاعُكَ فِی الْجَنَّةِ(4).
«54»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلنُّصْحِ لِلْمُسْلِمِینَ ثُمَّ لِعَلِیِّ بْنِ
ص: 27
أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1) وَ الْمُوَالاةِ لَهُ (2).
«55»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ وَاصِلٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خرور [حَزَوَّرٍ] عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا زَیَّنَكَ بِالزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَجَعَلَكَ تَرْضَی بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ یَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَأَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ فَأُولَئِكَ جِیرَانُكَ فِی دَارِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِی جَنَّتِكَ وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُوقِفَهُ مَوْقِفَ الْكَذَّابِینَ (3).
بیان: قال الجزری فیه فلم یرزأنی شیئا أی لم یأخذ منی شیئا و أصله النقص (4).
«56»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الطَّائِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَصْبَغِیِ (5) عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ (6) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ تِسْعاً ثَلَاثاً فِی الدُّنْیَا وَ ثَلَاثاً فِی الْآخِرَةِ وَ اثْنَتَیْنِ (7) أَرْجُوهُمَا لَهُ وَ وَاحِدَةً أَخَافُهَا عَلَیْهِ فَأَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی فِی الدُّنْیَا فَسَاتِرُ عَوْرَتِی وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِ أَهْلِی وَ وَصِیِّی فِیهِمْ وَ أَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی فِی الْآخِرَةِ فَإِنِّی أُعْطَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَأَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَحْمِلُهُ عَنِّی وَ
ص: 28
أَعْتَمِدُ عَلَیْهِ فِی مَقَامِ الشَّفَاعَةِ وَ یُعِینُنِی عَلَی حَمْلِ مَفَاتِیحِ الْجَنَّةِ وَ أَمَّا اللَّتَانِ أَرْجُوهُمَا لَهُ فَإِنَّهُ لَا یَرْجِعُ مِنْ بَعْدِی ضَالًّا وَ لَا كَافِراً وَ أَمَّا الَّتِی أَخَافُهَا عَلَیْهِ فَغَدَرُ قُرَیْشٍ بِهِ مِنْ بَعْدِی (1).
ل، [الخصال] الحسین بن یحیی البجلی عن أبیه عن أبی زرعة عن أحمد بن القاسم عن فطر بن بشیر(2) عن یعقوب بن الفضل عن شریك بن عبد اللّٰه عن عبد اللّٰه بن عبد الرحمن المزنی عن أبیه عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (3).
«57»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَّافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ (4) الدِّینَوَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ حَارِثَةَ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً یُنْشِدُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ:
أَنَا أَخُو الْمُصْطَفَی لَا شَكَّ فِی نَسَبِی***مَعَهُ رُبِّیتُ وَ سِبْطَاهُ هُمَا وَلَدِی
جَدِّی وَ جَدُّ رَسُولِ اللَّهِ مُنْفَرِدٌ***وَ فَاطِمُ زَوْجَتِی لَا قَوْلُ ذِی فَنَدٍ
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لَا شَرِیكَ لَهُ***الْبِرُّ بِالْعَبْدِ وَ الْبَاقِی بِلَا أَمَدٍ
قَالَ فَابْتَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ صَدَقْتَ یَا عَلِیُ (5).
«58»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْمُنَافِقِینَ (6).
ص: 29
«59»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ فِطْرٍ قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ (1) أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ كَانَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنَ السَّوَابِقِ مَا لَوْ أَنَّ سَابِقَةً مِنْهَا بَیْنَ الْخَلَائِقِ لَوَسِعَتْهُمْ خَیْراً(2).
«60»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی بْنِ خَلَفٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبْسِیِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ خَیْرٍ الْمَكِّیِّ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ (3) النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَی الطَّائِفِ یَعْنِی إِلَی حُنَیْنٍ فَحَاصَرَهُمْ ثُمَّ إِلَی عَشَرَةٍ(4) أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ فَلَمْ یَفْتَحْهَا ثُمَّ أَوْغَلَ (5) رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً ثُمَّ نَزَلَ ثُمَّ هَجَرَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی لَكُمْ فَرَطٌ وَ إِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ وَ أُوصِیكُمْ بِعِتْرَتِی (6) خَیْراً ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَتُقِیمُنَّ الصَّلَاةَ وَ لَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا مِنِّی أَوْ كَنَفْسِی فَلَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلِیكُمْ وَ لَیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّكُمْ فَرَأَی أُنَاسٌ أَنَّهُ یَعْنِی أَبَا بَكْرٍ أَوْ عُمَرَ فَأَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هُوَ هَذَا قَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ لِمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَمَا حَمَلَ أَبَاكَ عَلَی مَا صَنَعَ قَالَ أَنَا وَ اللَّهِ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ (7).
«61»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنَ فَرُّوخَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
ص: 30
عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ فِی مُسْنَدِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الضَّرِیرِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ سَعِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَیْرٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ (1).
«62»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: لَمَّا أَوْقَعَ (2) وَ رُبَّمَا قَالَ فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ هَوَازِنَ سَارَ حَتَّی نَزَلَ الطَّائِفَ فَحَصَرَ أَهْلَ وَجٍ (3) أَیَّاماً فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ أَنْ یَبْرَحَ مِنْهُمْ (4) لِیَقْدَمَ عَلَیْهِ وَفْدُهُمْ فَیَشْتَرِطُ لَهُ وَ یَشْتَرِطُونَ
لِأَنْفُسِهِمْ (5) فَسَارَ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَزَلَ مَكَّةَ فَقَدِمَ عَلَیْهِ نَفَرٌ مِنْهُمْ بِإِسْلَامِ قَوْمِهِمْ وَ لَمْ یَنْجَعِ الْقَوْمُ لَهُ بِالصَّلَاةِ وَ لَا الزَّكَاةِ فَقَالَ إِنَّهُ لَا خَیْرَ فِی دِینٍ لَا رُكُوعَ فِیهِ وَ لَا سُجُودَ أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَتُقِیمُنَّ الصَّلَاةَ وَ لَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ(6) أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا هُوَ مِنِّی كَنَفْسِی فَلْیَضْرِبْ أَعْنَاقَ مُقَاتِلِیهِمْ وَ لْیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّهُمْ هُوَ هَذَا وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَشَالَهَا(7) فَلَمَّا صَارَ الْقَوْمُ إِلَی قَوْمِهِمْ بِالطَّائِفِ أَخْبَرُوهُمْ بِمَا سَمِعُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقَرُّوا لَهُ بِالصَّلَاةِ وَ أَقَرُّوا لَهُ بِمَا شَرَطَ عَلَیْهِمْ فَقَالَ ص (8) مَا اسْتَعْصَی عَلَیَّ أَهْلُ مَمْلَكَةٍ وَ لَا أُمَّةٌ إِلَّا رَمَیْتُهُمْ بِسَهْمِ
ص: 31
اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا سَهْمُ اللَّهِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مَا بَعَثْتُهُ فِی سَرِیَّةٍ إِلَّا رَأَیْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام َنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ وَ مَلَكاً أَمَامَهُ وَ سَحَابَةً تُظِلُّهُ حَتَّی یُعْطِیَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ حَبِیبِیَ النَّصْرَ وَ الظَّفَرَ(1).
بیان: قوله و لم ینجع القوم فی بعض النسخ بالجیم و فی بعضها بالخاء المعجمة قال الفیروزآبادی نجع الطعام كمنع نجوعا هنا أكله و الوعظ و الخطاب فیه دخل فأثر و أنجع أفلح (2) و قال نخع لی بحقی كمنع أقر(3).
«63»- جا، [المجالس للمفید] الْجِعَابِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَشْقَرِ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَنَسُ ادْعُ لِی سَیِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَدَعَا عَلِیّاً فَلَمَّا جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ یَا أَنَسُ ادْعُ لِیَ الْأَنْصَارَ فَجَاءُوا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ هَذَا عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ مَا أَقُولُ لَكُمْ (4).
«64»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی مَسِیحٍ عَنْ أَبِی الْمُعْتَمِرِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ عَنْ مُعَاذٍ وَ عُبَیْدِ اللَّهِ (5) ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِمَا یَزِیدَ(6) بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: قَدِمَ سَفِیرُ بْنُ شَجَرَةَ الْعَامِرِیُّ بِالْمَدِینَةِ فَاسْتَأْذَنَ
ص: 32
عَلَی خَالَتِی مَیْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُنْتُ عِنْدَهَا فَقَالَتِ ائْذَنْ لِلرَّجُلِ فَدَخَلَ فَقَالَتْ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ قَالَ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَتْ فَمِنْ أَیِّ الْقَبَائِلِ أَنْتَ قَالَ مِنْ بَنِی عَامِرٍ قَالَتْ حُیِّیتُ ازْدَدْ قُرْباً فَمَا أَقْدَمَكَ قَالَ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ رَهِبْتُ أَنْ تَكْبِسَنِی الْفِتْنَةُ لِمَا رَأَیْتُ مِنِ اخْتِلَافِ النَّاسِ فَخَرَجْتُ فَقَالَتْ هَلْ كُنْتَ بَایَعْتَ عَلِیّاً قَالَ نَعَمْ قَالَتْ فَارْجِعْ فَلَا تَزُلْ عَنْ صَفِّهِ فَوَ اللَّهِ مَا ضَلَّ وَ مَا ضُلَّ بِهِ (1) فَقَالَ یَا أُمَّهْ فَهَلْ أَنْتِ مُحَدِّثَتِنِی (2) فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِحَدِیثٍ سَمِعْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتِ اللَّهُمَّ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ آیَةُ الْحَقِّ وَ رَایَةُ الْهُدَی عَلِیٌّ سَیْفُ اللَّهِ یَسُلُّهُ عَلَی الْكُفَّارِ وَ الْمُنَافِقِینَ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَبِحُبِّی أُحِبُّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَبِبُغْضِی أُبْغِضُهُ أَلَا وَ مَنْ أَبْغَضَنِی أَوْ أَبْغَضَ عَلِیّاً لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا حُجَّةَ لَهُ (3).
بیان: قال الفیروزآبادی كبس البئر و النهر یكبسهما طمهما بالتراب و رأسه فی ثوبه أخفاه و أدخله فیه و داره هجم علیه و احتاط انتهی (4) و لعل الأخیر هنا أنسب.
«65»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ دُرُسْتَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هَارُونَ عَنْ سَهْلِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَنَوْتُ مِنْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قَابُ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِنَ الْخَلْقِ قُلْتُ یَا رَبِّ عَلِیّاً قَالَ الْتَفِتْ یَا مُحَمَّدُ فَالْتَفَتُّ عَنْ یَسَارِی فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (5).
ص: 33
«66»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُلَّائِیِّ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلِیّاً وَ هُوَ مُحَاصِرُ الطَّائِفِ فَكَانَ الْقَوْمُ اسْتَشْرَفُوا لِذَلِكَ وَ قَالُوا لَقَدْ طَالَ نَجْوَاكَ لَهُ مُنْذُ الْیَوْمِ فَقَالَ مَا أَنَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ (1).
«67»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْفَضَائِلُ عَنِ الْعُكْبَرِیِّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام ثَمَانِیَ عَشْرَةَ مَنْقَبَةً مَا كَانَتْ لِأَحَدٍ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلُهَا.
ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: فُضِّلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِائَةِ مَنْقَبَةٍ وَ شَارَكَهُمْ فِی مَنَاقِبِهِمْ.
كتاب أبی بكر بن مردویه قال نافع بن الأزرق لعبد اللّٰه بن عمر إنی أبغض علیا فقال أبغضك اللّٰه (2) أ تبغض رجلا سابقة من سوابقه خیر من الدنیا و ما فیها قال جابر الأنصاری كانت لأصحاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثمانی عشرة سابقة خص منها علی بثلاث عشرة و شركنا فی الخمس (3).
«68»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی نُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ اسْتَوْصِ بِعَلِیٍّ خَیْراً فَإِنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ (4) وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).
ص: 34
«69»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْكَرْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ أُعْطِیتُ فِیكَ تِسْعَ خِصَالٍ ثَلَاثٌ فِی الدُّنْیَا وَ ثَلَاثٌ فِی الْآخِرَةِ وَ اثْنَتَانِ لَكَ وَ وَاحِدَةٌ أَخَافُهَا عَلَیْكَ وَ أَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی فِی الدُّنْیَا فَإِنَّكَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ أَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی فِی الْآخِرَةِ فَإِنِّی أُعْطَی لِوَاءَ الْحَمْدِ فَأَجْعَلُهُ فِی یَدِكَ وَ آدَمُ وَ ذُرِّیَّتُهُ تَحْتَ لِوَائِی وَ تُعِینُنِی عَلَی مَفَاتِیحِ الْجَنَّةِ وَ أُحَكِّمُكَ فِی شَفَاعَتِی لِمَنْ أَحْبَبْتَ وَ أَمَّا اللَّتَانِ لَكَ فَإِنَّكَ لَمْ تَرْجِعْ بَعْدِی كَافِراً وَ لَا ضَالًّا وَ أَمَّا الَّتِی أَخَافُهَا عَلَیْكَ فَغَدْرَةُ قُرَیْشٍ بِكَ بَعْدِی یَا عَلِیُ (1).
«70»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُوسَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ (2) بْنِ نَهِیكٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ تَلَقَّتْنِی الْمَلَائِكَةُ بِالْبِشَارَاتِ فِی كُلِّ سَمَاءٍ حَتَّی لَقِیَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی مَحْفِلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ(3) فَقَالَ لَوِ اجْتَمَعَتْ أُمَّتُكَ عَلَی حُبِّ عَلِیٍّ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّارَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَشْهَدَكَ مَعِی فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ حَتَّی أَنِسْتُ بِكَ أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ فَلَیْلَةُ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ أَخُوكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ (4) خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِی وَ إِذَا الْمَلَائِكَةُ وُقُوفاً صُفُوفاً(5) فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ یُبَاهِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَدَنَوْتُ فَنَطَقْتُ بِمَا كَانَ وَ بِمَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الثَّانِیَةُ حِینَ أُسْرِیَ بِی إِلَی ذِی الْعَرْشِ عَزَّ
ص: 35
وَ جَلَّ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ أَخُوكَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا مِثَالُكَ مَعِی (1) وَ كُشِطَ لِی عَنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا وَ الثَّالِثَةُ حِینَ بُعِثْتُ إِلَی الْحَقِ (2) فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَیْنَ أَخُوكَ فَقُلْتُ خَلَّفْتُهُ وَرَائِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَلْیَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَمَا قُلْتُ لَهُمْ شَیْئاً وَ لَا رَدُّوا عَلَیَّ شَیْئاً إِلَّا سَمِعْتَهُ وَ وَعَیْتَهُ وَ الرَّابِعَةُ خُصِّصْنَا بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ أَنْتَ مَعِی فِیهَا وَ لَیْسَتْ لِأَحَدٍ غَیْرِنَا وَ الْخَامِسَةُ نَاجَیْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِثَالُكَ مَعِی فَسَأَلْتُ فِیكَ (3) فَأَجَابَنِی إِلَیْهَا إِلَّا النُّبُوَّةَ فَإِنَّهُ قَالَ خَصَصْتُهَا بِكَ وَ خَتَمْتُهَا بِكَ وَ السَّادِسَةُ لَمَّا طُفْتُ بِالْبَیْتِ الْمَعْمُورِ كَانَ مِثَالُكَ مَعِی وَ السَّابِعَةُ هَلَاكُ الْأَحْزَابِ عَلَی یَدِی وَ أَنْتَ مَعِی.
یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْرَفَ إِلَی الدُّنْیَا(4) فَاخْتَارَنِی عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ. ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ- وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِمَا عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ.
یَا عَلِیُّ إِنِّی رَأَیْتُ اسْمَكَ مَقْرُوناً بِاسْمِی فِی أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ فَأَنِسْتُ بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ إِنِّی لَمَّا بَلَغْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فِی مَعَارِجِی إِلَی السَّمَاءِ وَجَدْتُ عَلَی صَخْرَتِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ (5) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَیْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنَا وَحْدِی وَ مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَنْ وَزِیرِی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا جَاوَزْتُ السِّدْرَةَ وَ انْتَهَیْتُ إِلَی عَرْشِ
ص: 36
رَبِّ الْعَالَمِینَ وَجَدْتُ مَكْتُوباً عَلَی قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1) أَنَا وَحْدِی مُحَمَّدٌ حَبِیبِی وَ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی أَیَّدْتُهُ بِوَزِیرِهِ وَ أَخِیهِ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ.
یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَانِی فِیكَ سَبْعَ خِصَالٍ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَنْشَقُّ الْقَبْرُ عَنْهُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَلَی الصِّرَاطِ فَتَقُولُ (2) لِلنَّارِ خُذِی هَذَا فَهُوَ لَكِ وَ ذَرِی هَذَا فَلَیْسَ هُوَ لَكِ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ یَحْیَا إِذَا حَیِیتُ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَقِفُ مَعِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ أَوَّلُ مَنْ یُقْرِعُ مَعِی بَابَ الْجَنَّةِ وَ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی عِلِّیِّینَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ مَعِی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ الَّذِی خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (3).
«71»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ قَالَ الْكَلْبِیُّ: مَا أَشَدَّ مَا سَمِعْتُ فِی مَنَاقِبِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قُلْتُ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ- عَنْ عَبَایَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ فَقَالَ الْكَلْبِیُّ عِنْدِی أَعْظَمُ مِمَّا عِنْدَكَ أَعْطَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً كِتَاباً فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ(4).
«72»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ مِنْ وُلْدِ قَنْبَرٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام:(5) قَالَ أَعْطَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام خَاتَماً لِیَنْقُشَ عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخَذَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لیه السلام فَأَعْطَاهُ النَّقَّاشَ فَقَالَ لَهُ انْقُشْ عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَنَقَشَ النَّقَّاشُ فَأَخْطَأَتْ یَدُهُ فَنَقَشَ عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَجَاءَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ
ص: 37
علیه السلام فَقَالَ مَا فَعَلَ الْخَاتَمُ فَقَالَ هُوَ ذَا فَأَخَذَهُ وَ نَظَرَ إِلَی نَقْشِهِ فَقَالَ مَا أَمَرْتُكَ بِهَذَا قَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ یَدِی أَخْطَأَتْ فَجَاءَ بِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقْشُ النَّقَّاشِ مَا أَمَرْتَ بِهِ وَ ذَكَرَ أَنَّ یَدَهُ أَخْطَأَتْ فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (1) وَ نَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ تَخَتَّمَ بِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَظَرَ(2) إِلَی خَاتَمِهِ فَإِذَا تَحْتَهُ مَنْقُوشٌ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِكَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ كَتَبْتَ مَا أَرَدْتَ وَ كَتَبْنَا مَا أَرَدْنَا(3).
«73»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ مَا أَوْحَی وَ كَلَّمَنِی فَكَانَ مِمَّا كَلَّمَنِی أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ وَ عَلِیٌّ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فَقَالَ (4) یَا رَبِّ أَ لَیْسَ ذَلِكَ أَنْتَ قَالَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَیْمِنُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لِیَ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی یُسَبِّحُ لِی مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْأَوَّلُ وَ لَا شَیْ ءَ قَبْلِی وَ أَنَا الْآخِرُ فَلَا شَیْ ءَ بَعْدِی وَ أَنَا الظَّاهِرُ فَلَا شَیْ ءَ فَوْقِی وَ أَنَا الْبَاطِنُ فَلَا شَیْ ءَ تَحْتِی وَ أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْأَوَّلُ أَوَّلُ مَنْ أَخَذَ مِیثَاقِی مِنَ الْأَئِمَّةِ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْآخِرُ آخِرُ مَنْ أَقْبِضُ رُوحَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَ هُوَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُهُمْ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الظَّاهِرُ أُظْهِرُ عَلَیْهِ جَمِیعَ مَا أَوْصَیْتُهُ إِلَیْكَ لَیْسَ لَكَ أَنْ تَكْتُمَ مِنْهُ شَیْئاً یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ الْبَاطِنُ أَبْطَنْتُهُ سِرِّیَ الَّذِی أَسْرَرْتُهُ إِلَیْكَ فَلَیْسَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَكَ سِرٌّ أَزْوِیهِ
ص: 38
یَا مُحَمَّدُ عَنْ عَلِیٍّ مَا خَلَقْتُ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ عَلِیٌّ عَلِیمٌ بِهِ (1).
«74»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَرِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ (2) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَرَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ(3).
«75»- جا، [المجالس للمفید] عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ الْمَرَاغِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ خُنَیْسٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ یُرِیدَانِ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةَ فِی الْهِلَالِ أَوْ قَبْلَ الْهِلَالِ فَوَجَدَا النَّاسَ نَاهِضِینَ إِلَی الْحَجِّ قَالَ فَخَرَجْنَا مَعَهُمْ فَإِذَا نَحْنُ بِرَكْبٍ فِیهِمْ رَجُلٌ كَأَنَّهُ أَمِیرُهُمْ فَانْتَبَذَ مِنْهُمْ (4) فَقَالَ كُونَا عِرَاقِیَّیْنِ قُلْنَا نَحْنُ عِرَاقِیَّانِ قَالَ كُونُوا كُوفِیِّینَ قُلْنَا كُوفِیُّونَ (5) قَالَ مِمَّنْ أَنْتُمَا؟ قُلْنَا مِنْ بَنِی كِنَانَةَ، قَالَ مِنْ أَیِّ بَنِی كِنَانَةَ؟ قُلْنَا مِنْ بَنِی مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ. قَالَ رَحْبٌ عَلَی رَحْبٍ وَ قُرْبٌ عَلَی قُرْبٍ أَنْشُدُكُمَا بِكُلِّ كِتَابٍ مُنْزَلٍ وَ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ أَ سَمِعْتُمَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَسُبُّنِی أَوْ یَقُولُ إِنَّهُ مُعَادِیَّ أَوْ مُقَاتِلِی؟
قُلْنَا مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ أَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ، قُلْنَا وَ لَكِنْ سَمِعْنَاهُ یَقُولُ اتَّقُوا فِتْنَةَ [الْأُخَیْنِسِ قَالَ] الْخُنَیْسُ كَثِیرٌ وَ لَكِنْ سَمِعْتُمَاهُ یُضِی ءُ بِاسْمِی؟ قَالَ لَا(6) قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَدْ ضَلَلْتُ
ص: 39
إِذاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِینَ إِنْ أَنَا قَاتَلْتُهُ بَعْدَ أَرْبَعٍ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَنْ تَكُونَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا أَعْمُرُ فِیهَا عُمُرَ نُوحٍ قُلْنَا سَمِّهِنَّ قَالَ مَا ذَكَرْتُهُنَّ إِلَّا وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أُسَمِّیَهُنَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَرَاءَةَ لِیَنْبُذَ إِلَی الْمُشْرِكِینَ فَلَمَّا سَارَ لَیْلَةً(1) أَوْ بَعْضَ لَیْلَةٍ بَعَثَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام نَحْوَهُ فَقَالَ اقْبِضْ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ ارْدُدْهُ إِلَیَّ فَمَضَی إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَبَضَ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ رَدَّهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا مَثُلَ بَیْنَ یَدَیْهِ بَكَی وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ حَدَثَ فِیَّ شَیْ ءٌ أَمْ نَزَلَ فِیَّ قُرْآنٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَنْزِلْ فِیكَ قُرْآنٌ لَكِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام جَاءَنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ وَ عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ وَ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا عَلِیٌّ.
قُلْنَا لَهُ وَ مَا الثَّانِیَةُ؟ قَالَ كُنَّا فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آلُ عَلِیٍّ وَ آلُ أَبِی بَكْرٍ وَ آلُ عُمَرَ وَ أَعْمَامُهُ قَالَ فَنُودِیَ فِینَا لَیْلًا اخْرُجُوا مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَّا آلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آلَ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ فَخَرَجْنَا نَجُرُّ قِلَاعَنَا(2) فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَاهُ عَمُّهُ حَمْزَةُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجْتَنَا وَ أَسْكَنْتَ هَذَا الْغُلَامَ وَ نَحْنُ عُمُومَتُكَ وَ مَشِیخَةُ أَهْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنَا أَخْرَجْتُكُمْ وَ لَا أَنَا أَسْكَنْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی بِذَلِكَ.
قُلْنَا لَهُ فَمَا الثَّالِثَةُ؟ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرَایَتِهِ إِلَی خَیْبَرَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ فَرَدَّهَا فَبَعَثَ بِهَا مَعَ عُمَرَ فَرَدَّهَا فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا جَثَوْنَا عَلَی الرَّكْبِ فَلَمْ نَرَهُ یَدْعُو أَحَداً مِنَّا ثُمَّ نَادَی أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَجِی ءَ بِهِ وَ هُوَ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِی عَیْنِهِ وَ أَعْطَاهُ الرَّایَةَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدِهِ.
قُلْنَا لَهُ فَمَا الرَّابِعَةُ؟ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ غَازِیاً إِلَی تَبُوكَ وَ
ص: 40
اسْتَخْلَفَ عَلِیّاً عَلَی النَّاسِ فَحَسَدَتْهُ قُرَیْشٌ وَ قَالُوا إِنَّمَا خَلَّفَهُ لِكَرَاهِیَةِ صُحْبَتِهِ قَالَ فَانْطَلَقَ فِی أَثَرِهِ حَتَّی لَحِقَهُ فَأَخَذَ بِغَرْزِ(1) نَاقَتِهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَتَابِعُكَ قَالَ مَا شَأْنُكَ فَبَكَی وَ قَالَ إِنَّ قُرَیْشاً تَزْعُمُ أَنَّكَ إِنَّمَا خَلَّفْتَنِی لِبُغْضِكَ لِی وَ كَرَاهِیَتِكَ صُحْبَتِی قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُنَادِیَهُ فَنَادَی فِی النَّاسِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَ فِیكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ خَاصَّةٌ قَالُوا أَجَلْ قَالَ فَإِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَاصَّةُ أَهْلِی وَ حَبِیبِی إِلَی قَلْبِی ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام رَضِیتُ عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ.
ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ هَذِهِ أَرْبَعَةٌ وَ إِنْ شِئْتُمَا حَدَّثْتُكُمَا بِخَامِسَةٍ، قُلْنَا قَدْ شِئْنَا ذَلِكَ. قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَلَمَّا عَادَ نَزَلَ غَدِیرَ خُمٍّ وَ أَمَرَ مُنَادِیَهُ فَنَادَی فِی النَّاسِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ (2).
«76»- جا، [المجالس للمفید] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ الْغَسَّانِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِیَّ یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یَمْنَعُنِی مَكَانَ مُعَاوِیَةَ أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ أَفْضَلُكُمْ وَ فِی الدِّینِ أَفْقَهُكُمْ وَ بِسُنَّتِی أَبْصَرُكُمْ وَ لِكِتَابِ اللَّهِ أَقْرَؤُكُمْ اللَّهُمَّ إِنِّی أُحِبُّ عَلِیّاً فَأَحِبَّهُ (3).
«77»- جا، [المجالس للمفید] الْجِعَابِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ عَنْ أَبِی الْهَیْثَمِ بْنِ التَّیِّهَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ
ص: 41
قَبْلَ الْأَجْسَامِ بِأَلْفَیْ عَامٍ وَ عَلَّقَهَا بِالْعَرْشِ وَ أَمَرَهَا بِالتَّسْلِیمِ عَلَیَّ وَ الطَّاعَةِ لِی وَ كَانَ أَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ وَ أَطَاعَنِی مِنَ الرِّجَالِ رُوحَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«78»- جا، [المجالس للمفید] الْكَاتِبُ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ مَیْسَرَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلْمَانُ فِی مَلَإٍ فَقَالَ سَلْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَ لَا
تَقُومُونَ تَأْخُذُونَ بِحُجْزَتِهِ تَسْأَلُونَهُ فَوَ الَّذِی (2) فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَا یُخْبِرُكُمْ بِسِرِّ نَبِیِّكُمْ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ إِنَّهُ لَعَالِمُ الْأَرْضِ وَ زِرُّهَا وَ إِلَیْهِ تَسْكُنُ وَ لَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوهُ لَفَقَدْتُمُ الْعِلْمَ وَ أَنْكَرْتُمُ النَّاسَ (3).
«79»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ صَلِّ بِمَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَقَدْ أَمَرْتُ بِذَلِكَ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ كَذَلِكَ فِی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ وَ الثَّالِثَةِ فَلَمَّا صِرْتُ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ رَأَیْتُ بِهَا مِائَةَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ نَبِیٍّ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام تَقَدَّمْ وَ صَلِّ بِهِمْ فَقُلْتُ یَا أَخِی جَبْرَئِیلُ كَیْفَ أَتَقَدَّمُ بِهِمْ وَ فِیهِمْ أَبِی آدَمُ وَ أَبِی إِبْرَاهِیمُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّیَ بِهِمْ فَإِذَا صَلَّیْتَ بِهِمْ فَاسْأَلْهُمْ بِأَیِّ شَیْ ءٍ بُعِثُوا فِی وَقْتِهِمْ وَ فِی زَمَانِهِمْ وَ لِمَ نُشِرْتُمْ قَبْلَ أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ ثُمَّ صَلَّی بِالْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ صَلَاتِهِمْ قَالَ لَهُمْ جَبْرَئِیلُ بِمَ بُعِثْتُمْ وَ لِمَ نُشِرْتُمُ الْآنَ یَا أَنْبِیَاءَ اللَّهِ قَالُوا بِلِسَانٍ وَاحِدٍ بُعِثْنَا وَ نُشِرْنَا لِنَقَرَّ لَكَ یَا مُحَمَّدُ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْإِمَامَةِ.
وَ عَنْ قَیْسِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ رِیَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ آنِسْ وَحْشَتِی وَ اعْطِفْ عَلَی ابْنِ عَمِّی عَلِیٍّ علیه السلام فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ
ص: 42
لَكَ قَدْ فَعَلْتُ مَا سَأَلْتَ وَ أَیَّدْتُكَ بِعَلِیٍّ وَ هُوَ سَیْفُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَائِی وَ سَیَبْلُغُ دِینُكَ مَا یَبْلُغُ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ اللَّهِ مَا هَبَّتْ صَبَاءٌ لَوْ لَا أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أُمَّتِی یَقُولُونَ فِیكَ مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی أَخِی الْمَسِیحِ لَقُلْتُ فِیكَ قَوْلًا مَا مَرَرْتَ عَلَی مَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْكَ وَ الْمَاءَ مِنْ فَاضِلِ طَهُورِكَ فَیَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنَّ حَسْبَكَ أَنَّكَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِی وَ أَرِثُكَ وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنَّ حَرْبَكَ حَرْبِی وَ سِلْمَكَ سِلْمِی (1).
«80»- فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَطِیَّةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْفَذَ جَیْشاً وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ فَأَبْطَأَ عَلَیْهِ قَالَ فَرَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِی حَتَّی تُرِیَنِی وَجْهَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ هَذَا مَا یَرْفَعُهُ بِالْأَسَانِیدِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ عَلِیٍّ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ الْكَعْبَةِ النَّظَرُ إِلَیْهَا عِبَادَةٌ وَ الْحَجُّ إِلَیْهَا فَرِیضَةٌ.
وَ بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ مَلَكَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَیَفْتَخِرَانِ عَلَی سَائِرِ الْأَمْلَاكِ لِكَوْنِهِمَا مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِأَنَّهُمَا لَمْ یَصْعَدَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ ءٍ یُسْخِطُهُ (2).
«81»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] وَ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: دَخَلْتُ یَوْماً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَیْكَ السَّلَامُ أَرِنِی الْحَقَّ لِأَنْظُرَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ لِجِ الْمِخْدَعَ (3) فَوَلَجْتُ الْمِخْدَعَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یُصَلِّی وَ هُوَ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ وَ رُكُوعِهِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ اغْفِرْ لِلْخَاطِئِینَ مِنْ شِیعَتِی فَخَرَجْتُ حَتَّی اجْتَزْتُ
ص: 43
بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَأَیْتُهُ یُصَلِّی وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ بِحَقِّ عَلِیٍّ عَبْدِكَ اغْفِرْ لِلْخَاطِئِینَ مِنْ أُمَّتِی قَالَ فَأَخَذَنِی مِنْ ذَلِكَ الْهَلَعُ الْعَظِیمُ فَأَوْجَزَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صَلَاتِهِ وَ قَالَ یَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَ كُفْرٌ بَعْدَ إِیمَانٍ فَقُلْتُ حَاشَا وَ كَلَّا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لَكِنْ رَأَیْتُ عَلِیّاً یَسْأَلُ اللَّهَ بِكَ وَ رَأَیْتُكَ تَسْأَلُ اللَّهَ بِعَلِیٍّ فَلَا أَعْلَمُ أَیُّكُمَا أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ اجْلِسْ یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لِیَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِی وَ عَلِیّاً مِنْ نُورِ قُدْرَتِهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَیْ عَامٍ إِذْ لَا تَسْبِیحَ وَ لَا تَقْدِیسَ فَفَتَقَ نُورِی فَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَجَلُّ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ فَتَقَ نُورَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَخَلَقَ مِنْهُ الْعَرْشَ وَ الْكُرْسِیَّ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَرْشِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ فَتَقَ نُورَ الْحَسَنِ فَخَلَقَ مِنْهُ اللَّوْحَ وَ الْقَلَمَ وَ الْحَسَنُ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ اللَّوْحِ وَ الْقَلَمِ وَ فَتَقَ نُورَ الْحُسَیْنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الْجِنَانَ وَ الْحُورَ الْعِینَ وَ الْحُسَیْنُ وَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ ثُمَّ أَظْلَمَتِ الْمَشَارِقُ وَ الْمَغَارِبُ فَشَكَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ یَكْشِفَ عَنْهُمْ تِلْكَ الظُّلْمَةَ فَتَكَلَّمَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ كَلِمَةً فَخَلَقَ مِنْهَا رُوحاً ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَخَلَقَ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ نُوراً فَأَضَافَ النُّورَ إِلَی تِلْكَ الرُّوحِ وَ أَقَامَهَا مَقَامَ الْعَرْشِ فَزَهَرَتِ الْمَشَارِقُ وَ الْمَغَارِبُ فَهِیَ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ وَ لِذَلِكَ سُمِّیَتِ الزَّهْرَاءَ لِأَنَّ نُورَهَا زَهَرَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِی وَ لِعَلِیٍّ- أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ شِئْتُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ شِئْتُمَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(1) فَالْكَافِرُ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ الْعَنِیدُ مَنْ جَحَدَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عِتْرَتِهِ وَ الْجَنَّةُ لِشِیعَتِهِ وَ لِمُحِبِّیهِ (2).
«82»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْأَصْبَغِ قَالَ: لَمَّا ضُرِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الضَّرْبَةَ الَّتِی كَانَتْ وَفَاتُهُ فِیهَا اجْتَمَعَ إِلَیْهِ النَّاسُ بِبَابِ الْقَصْرِ وَ كَانَ یُرَادُ قَتْلَ ابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَخَرَجَ الْحَسَنُ علیه السلام فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ أَبِی أَوْصَانِی أَنْ أَتْرُكَ أَمْرَهُ إِلَی وَفَاتِهِ فَإِنْ كَانَ لَهُ الْوَفَاةُ وَ إِلَّا نَظَرَ هُوَ فِی حَقِّهِ فَانْصَرِفُوا یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ
ص: 44
قَالَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَ لَمْ أَنْصَرِفْ فَخَرَجَ ثَانِیَةً وَ قَالَ لِی یَا أَصْبَغُ- أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلِی عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- قُلْتُ بَلَی وَ لَكِنِّی رَأَیْتُ حَالَهُ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَیْهِ فَأَسْتَمِعَ مِنْهُ حَدِیثاً فَاسْتَأْذِنْ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ فَدَخَلَ وَ لَمْ یَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ لِیَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُعَصَّبٌ بِعِصَابَةٍ وَ قَدْ عَلَتْ صُفْرَةُ وَجْهِهِ عَلَی تِلْكَ الْعِصَابَةِ وَ إِذَا هُوَ یَرْفَعُ فَخِذاً وَ یَضَعُ أُخْرَی مِنْ شِدَّةِ الضَّرْبَةِ وَ كَثْرَةِ السَّمِّ فَقَالَ لِی یَا أَصْبَغُ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الْحَسَنِ عَنْ قَوْلِی قُلْتُ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَكِنِّی رَأَیْتُكَ فِی حَالَةٍ فَأَحْبَبْتُ النَّظَرَ إِلَیْكَ وَ أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ حَدِیثاً فَقَالَ لِیَ اقْعُدْ فَمَا أَرَاكَ تَسْمَعُ مِنِّی حَدِیثاً بَعْدَ یَوْمِكَ هَذَا اعْلَمْ یَا أَصْبَغُ أَنِّی أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَائِداً كَمَا جِئْتُ السَّاعَةَ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ اخْرُجْ فَنَادِ فِی النَّاسِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً وَ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ قُمْ دُونَ مَقَامِی بِمِرْقَاةٍ وَ قُلْ لِلنَّاسِ أَلَا مَنْ عَقَّ وَالِدَیْهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَلَا مَنْ أَبَقَ مِنْ مَوَالِیهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَلَا مَنْ ظَلَمَ أَجِیراً أُجْرَتَهُ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا أَصْبَغُ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ مِنْ أَقْصَی الْمَسْجِدِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ تَكَلَّمْتَ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ وَ أَوْجَزْتَهُنَّ فَاشْرَحْهُنَّ لَنَا فَلَمْ أَرُدَّ جَوَاباً حَتَّی أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ مَا كَانَ مِنَ الرَّجُلِ قَالَ الْأَصْبَغُ ثُمَّ أَخَذَ علیه السلام بِیَدِی وَ قَالَ یَا أَصْبَغُ ابْسُطْ یَدَكَ فَبَسَطْتُ یَدِی فَتَنَاوَلَ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ یَدِی وَ قَالَ یَا أَصْبَغُ كَذَا تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ یَدِی كَمَا تَنَاوَلْتُ إِصْبَعاً مِنْ أَصَابِعِ یَدِكَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَلَا وَ إِنِّی وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَمَنْ عَقَّنَا فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَلَا وَ إِنِّی وَ أَنْتَ مَوْلَیَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَعَلَی مَنْ أَبَقَ عَنَّا لَعْنَةُ اللَّهِ أَلَا وَ إِنِّی وَ أَنْتَ أَجِیرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ فَمَنْ ظَلَمَنَا أُجْرَتَنَا فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ آمِینَ فَقُلْتُ آمِینَ قَالَ الْأَصْبَغُ ثُمَّ أُغْمِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ لِی أَ قَاعِدٌ أَنْتَ یَا أَصْبَغُ قُلْتُ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ قَالَ أَزِیدُكَ حَدِیثاً آخَرَ قُلْتُ نَعَمْ زَادَكَ اللَّهُ مِنْ مَزِیدَاتِ الْخَیْرِ قَالَ یَا أَصْبَغُ لَقِیَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَعْضِ طُرُقَاتِ الْمَدِینَةِ- وَ أَنَا مَغْمُومٌ قَدْ تَبَیَّنَ الْغَمُّ فِی وَجْهِی فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ أَرَاكَ مَغْمُوماً أَ لَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ لَا تَغْتَمُّ بَعْدَهُ
ص: 45
أَبَداً؟ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نَصَبَ اللَّهُ مِنْبَراً یَعْلُو مَنَابِرَ النَّبِیِّینَ (1) وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ یَأْمُرُنِی اللَّهُ أَصْعَدُ فَوْقَهُ ثُمَّ یَأْمُرُكَ اللَّهُ أَنْ تَصْعَدَ دُونِی بِمِرْقَاةٍ ثُمَّ یَأْمُرُ اللَّهُ مَلَكَیْنِ فَیَجْلِسَانِ دُونَكَ بِمِرْقَاةٍ فَإِذَا اسْتَقْلَلْنَا عَلَی الْمِنْبَرِ لَا یَبْقَی أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ إِلَّا حَضَرَ فَیُنَادِی الْمَلَكُ الَّذِی دُونَكَ بِمِرْقَاةٍ مَعَاشِرَ النَّاسِ أَلَا مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِی أَنَا رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ بِمَنِّهِ وَ كَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ وَ جَلَالِهِ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِیحَ الْجَنَّةِ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مُحَمَّداً أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَاشْهَدُوا لِی عَلَیْهِ ثُمَّ یَقُومُ ذَلِكَ الَّذِی تَحْتَ ذَلِكَ الْمَلَكِ بِمِرْقَاةٍ مُنَادِیاً یُسْمِعُ أَهْلَ الْمَوْقِفِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا أُعَرِّفُهُ بِنَفْسِی أَنَا مَالِكٌ خَازِنُ النِّیرَانِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ بِمَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ جَلَالِهِ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِیحَ النَّارِ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مُحَمَّداً قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَاشْهَدُوا لِی عَلَیْهِ فَآخُذُ مَفَاتِیحَ الْجِنَانِ وَ النِّیرَانِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ فَتَأْخُذُ بِحُجْزَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِكَ یَأْخُذُونَ بِحُجْزَتِكَ وَ شِیعَتُكَ یَأْخُذُونَ بِحُجْزَةِ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ فَصَفَقْتُ بِكِلْتَا یَدَیَّ وَ إِلَی الْجَنَّةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ الْأَصْبَغُ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْ مَوْلَایَ غَیْرَ هَذَیْنِ الْحَدِیثَیْنِ ثُمَّ تُوُفِّیَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).
«83»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا أَعْرَابِیٌّ فَوَقَفَ عَلَیْنَا وَ سَلَّمَ فَرَدَدْنَا عَلَیْهِ السَّلَامَ فَقَالَ أَیُّكُمْ الْبَدْرُ التَّمَامُ وَ مِصْبَاحُ الظَّلَامِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ الْمَلِكُ الْعَلَّامُ أَ هُوَ هَذَا صَبِیحُ الْوَجْهِ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخَا الْعَرَبِ اجْلِسْ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ آمَنْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ أَرَاكَ وَ صَدَّقْتُ بِكَ قَبْلَ أَنْ أَلْقَاكَ غَیْرَ أَنَّهُ بَلَغَنِی عَنْكَ أَمْرٌ قَالَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ بَلَغَكُمْ عَنِّی قَالَ دَعَوْتَنَا إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَأَجَبْنَاكَ ثُمَّ دَعَوْتَنَا إِلَی الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصَّوْمِ وَ الْحَجِّ فَأَجَبْنَاكَ ثُمَّ لَمْ تَرْضَ عَنَّا حَتَّی دَعَوْتَنَا
ص: 46
إِلَی مُوَالاةِ ابْنِ عَمِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَحَبَّتِهِ وَ أَنْتَ فَرَضْتَهُ أَمِ اللَّهُ فَرَضَهُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَلِ اللَّهُ فَرَضَهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَمَّا سَمِعَ الْأَعْرَابِیُّ قَالَ سَمْعاً لِلَّهِ وَ طَاعَةً لِمَا أَمَرْتَنَا بِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخَا الْعَرَبِ أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ خَمْسَ خِصَالٍ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِهَا یَا أَخَا الْعَرَبِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كُنْتُ جَالِساً یَوْمَ بَدْرٍ وَ قَدِ انْقَضَتْ عَنَّا الْغَزَاةُ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ یَا مُحَمَّدُ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی وَ أَقْسَمْتُ عَلَیَّ أَنِّی لَا أُلْهِمُ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَّا مَنْ أَحْبَبْتُهُ فَمَنْ أَحْبَبْتُهُ أَنَا أَلْهَمْتُهُ حُبَّ عَلِیٍّ وَ مَنْ أَبْغَضْتُهُ أَلْهَمْتُهُ بُغْضَ عَلِیٍّ یَا أَخَا الْعَرَبِ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِالثَّانِیَةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كُنْتُ جَالِساً بَعْدَ مَا فَرَغْتُ مِنْ جَهَازِ عَمِّی حَمْزَةَ إِذْ هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اللَّهُ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قَدْ فَرَضْتُ الصَّلَاةَ وَ وَضَعْتُهَا عَنِ الْمُعْتَلِّ وَ الْمَجْنُونِ وَ الصَّبِیِّ وَ فَرَضْتُ الصَّوْمَ وَ وَضَعْتُهُ عَنِ الْمُسَافِرِ وَ فَرَضْتُ الْحَجَّ وَ وَضَعْتُهُ عَنِ الْمُعْتَلِّ وَ فَرَضْتُ الزَّكَاةَ وَ وَضَعْتُهَا عَنِ الْمُعْدِمِ وَ فَرَضْتُ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَفَرَضْتُ مَحَبَّتَهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَلَمْ أُعْطِ أَحَداً رُخْصَتَهُ یَا أَعْرَابِیُّ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِالثَّالِثَةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا خَلَقَ اللَّهُ شَیْئاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ سَیِّداً فَالنَّسْرُ سَیِّدُ الطُّیُورِ وَ الثَّوْرُ سَیِّدُ الْبَهَائِمِ وَ الْأَسَدُ سَیِّدُ الْوُحُوشِ وَ الْجُمُعَةُ سَیِّدُ الْأَیَّامِ وَ رَمَضَانُ سَیِّدُ الشُّهُورِ وَ إِسْرَافِیلُ سَیِّدُ الْمَلَائِكَةِ وَ آدَمُ سَیِّدُ الْبَشَرِ وَ أَنَا سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ یَا أَخَا الْعَرَبِ أَ لَا أُنَبِّئُكَ عَنِ الرَّابِعَةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی الْجَنَّةِ وَ أَغْصَانُهَا فِی الدُّنْیَا فَمَنْ تَعَلَّقَ عَنْ أُمَّتِی (1) بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَوْقَعْتُهُ فِی الْجَنَّةِ وَ بُغْضُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی النَّارِ وَ أَغْصَانُهَا فِی الدُّنْیَا فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلْتُهُ النَّارَ
ص: 47
یَا أَعْرَابِیُّ أَ لَا أُنَبِّئُكَ بِالْخَامِسَةِ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُنْصَبُ لِی مِنْبَرٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُنْصَبُ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام مِنْبَرٌ مُحَاذِی مِنْبَرِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُؤْتَی بِكُرْسِیٍّ عَالٍ مُشْرِفٍ زَاهِرٍ یُعْرَفُ بِكُرْسِیِّ الْكَرَامَةِ فَیُنْصَبُ لِعَلِیٍّ بَیْنَ مِنْبَرِی وَ مِنْبَرِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فَمَا رَأَتْ عَیْنَایَ أَحْسَنَ مِنْ حَبِیبٍ بَیْنَ خَلِیلَیْنِ یَا أَعْرَابِیُّ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَقٌّ فَأَحِبَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ وَ هُوَ مَعِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنَا وَ إِیَّاهُ فِی قِسْمٍ وَاحِدٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِابْنِ عَمِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«84»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی صَحْرَاءِ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا صِرْنَا فِی الْحَدَائِقِ بَیْنَ النَّخْلِ صَاحَتْ نَخْلَةٌ بِنَخْلَةٍ هَذَا النَّبِیُّ الْمُصْطَفَی وَ ذَا عَلِیٌّ الْمُرْتَضَی ثُمَّ صَاحَتْ ثَالِثَةٌ بِرَابِعَةٍ هَذَا مُوسَی وَ ذَا هَارُونُ ثُمَّ صَاحَتْ خَامِسَةٌ بِسَادِسَةٍ هَذَا خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ ذَا خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَبَسَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا سَمِعْتَ قُلْتُ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا تُسَمِّی هَذَا النَّخْلَ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ نُسَمِّیهِ الصَّیْحَانِیَّ لِأَنَّهُمْ صَاحُوا بِفَضْلِی وَ فَضْلِكَ یَا عَلِیُ (2).
«85»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الشَّافِعِیِّ قِرَاءَةً عَلَیْهِ بِإِرْبِلَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِیفِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِی (3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الطَّلْحِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ رَحِیمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی بُهْلُولٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی الْمُطَهَّرِ الرَّازِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ الثَّقَفِیِّ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی بُرْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیَّ عَهْداً فِی عَلِیٍّ فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی فَقَالَ اسْمَعْ فَقُلْتُ سَمِعْتُ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ
ص: 48
الْأَوْلِیَاءِ(1) وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَجَاءَ عَلِیٌّ فَبَشَّرْتُهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ فَإِنْ یُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی وَ إِنْ یُتِمَّ الَّذِی (2) بَشَّرْتَنِی بِهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِی قَالَ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَهُ الْإِیمَانَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَعَلْتُ بِهِ ذَلِكَ ثُمَّ إِنَّهُ رَفَعَ إِلَیَّ أَنَّهُ سَیَخُصُّهُ مِنَ الْبَلَاءِ بِشَیْ ءٍ لَمْ یَخُصَّ بِهِ أحد [أَحَداً](3) مِنْ أَصْحَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ أَخِی وَ صَاحِبِی فَقَالَ إِنَّ هَذَا شَیْ ءٌ قَدْ سَبَقَ أَنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ.
أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ فِی الْحِلْیَةِ وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوَارَزْمِیِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ الرِّیَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ عَنْهُ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ: وَ قَدْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ مَنَاقِبَ عَلِیٍّ وَ فَضَائِلَهُ إِنِّی لَأَحْسَبُهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ مَنْقَبَةٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَ وَ لَا تَقُولُ إِنَّهَا إِلَی ثَلَاثِینَ أَلْفاً أَقْرَبُ.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ النَّبِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: لَوْ حَدَّثْتُ بِمَا أُنْزِلَتْ (4) فِی عَلِیٍّ مَا وَطِئَ عَلَی مَوْضِعٍ فِی الْأَرْضِ إِلَّا أُخِذَ تُرَابُهُ إِلَی الْمَاءِ(5).
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَیْمُونٍ (6) قَالَ: إِنِّی لَجَالِسٌ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ قَالُوا یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعْنَاهُ وَ إِمَّا أَنْ تَخْلُوَنَا
ص: 49
یَا هَؤُلَاءِ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَلْ أَقُومُ مَعَكُمْ قَالَ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ صَحِیحٌ قَبْلَ أَنْ یَعْمَی قَالَ فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا فَلَا نَدْرِی مَا قَالُوا قَالَ فَجَاءَ یَنْفُضُ ثَوْبَهُ وَ یَقُولُ أُفٍّ وَ تُفٍّ وَقَعُوا فِی رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ وَقَعُوا فِی رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا یُخْزِیهِ اللَّهُ أَبَداً یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ قَالَ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنِ اسْتَشْرَفَ قَالَ أَیْنَ عَلِیٌّ قَالُوا هُوَ فِی الرَّحْلِ یَطْحَنُ قَالَ وَ مَا كَانَ أَحَدُكُمْ یَطْحَنُ قَالَ فَجَاءَ وَ هُوَ أَرْمَدُ لَا یَكَادُ أَنْ یُبْصِرَ(1) قَالَ فَنَفَثَ فِی عَیْنِهِ ثُمَّ هَزَّ الرَّایَةَ ثَلَاثاً فَأَعْطَاهَا إِیَّاهُ فَجَاءَ بِصَفِیَّةَ بِنْتِ حُیَیٍّ قَالَ ثُمَّ بَعَثَ فُلَاناً بِسُورَةِ التَّوْبَةِ فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَ قَالَ لَا یَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ هُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ قَالَ وَ قَالَ لِبَنِی عَمِّهِ أَیُّكُمْ یُوَالِینِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُمْ جَالِسٌ فَأَبَوْا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا أُوَالِیكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ فَتَرَكَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ أَیُّكُمْ یُوَالِینِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَأَبَوْا فَقَالَ عَلِیٌّ أَنَا أُوَالِیكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقَالَ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ (2) بَعْدَ خَدِیجَةَ قَالَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَقَالَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَ وَ شَرَی عَلِیٌّ نَفْسَهُ وَ لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ قَالَ وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ یَرْمُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَ عَلِیٌّ علیه السلام نَائِمٌ وَ أَبُو بَكْرٍ یَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ (3) یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ إِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَیْمُونٍ فَأَدْرِكْهُ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ قَالَ وَ جُعِلَ عَلِیٌّ یُرْمَی بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ یُرْمَی نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَضَوَّرُ قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِی الثَّوْبِ
ص: 50
لَا یُخْرِجُهُ حَتَّی أَصْبَحَ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ فَقَالُوا إِنَّكَ لَلَئِیمٌ كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِیهِ وَ لَا یَتَضَوَّرُ وَ أَنْتَ تَتَضَوَّرُ وَ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ قَالَ وَ خَرَجَ بِالنَّاسِ فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ أَخْرُجُ مَعَكَ فَقَالَ لَهُ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ لَا یَنْبَغِی أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَ أَنْتَ خَلِیفَتِی قَالَ وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ وَلِیِّی فِی كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِی قَالَ وَ سَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُباً وَ هُوَ طَرِیقُهُ لَیْسَ لَهُ طَرِیقٌ غَیْرُهُ قَالَ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ بَدْرِیّاً قُلْتُ وَ هِیَ فَضِیلَةٌ شَارَكَهُ فِیهَا غَیْرُهُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً وَ الْبَاقِیَاتُ تَفَرَّدَ بِهِنَ (1).
مد، [العمدة] بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُسْنَدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ أَبِی بَلْحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَیْمُونٍ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَإِنَّ عَلِیّاً مَوْلَاهُ (2).
فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ لَیْسَ لَهُ طَرِیقٌ غَیْرُهُ قَالَ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ (3) اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَخْبَرَنَا اللَّهُ فِی الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَدْ رَضِیَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ فَهَلْ حَدَّثَنَا بَعْدَ أَنَّهُ سَخِطَ عَلَیْهِمْ (4).
«86»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْكَوْكَبِیِّ عَنْ أَبِی السَّمُرِیِّ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: ذُكِرَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عِنْدَ
ص: 51
عَائِشَةَ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ حَاضِرٌ فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ مِنْ أَكْرَمِ رِجَالِنَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَمْنَعُهُ عَنْ ذَاكَ اصْطَفَاهُ اللَّهُ لِنُصْرَةِ رَسُولِهِ وَ ارْتَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِإِخْوَتِهِ وَ اخْتَارَهُ لِكَرِیمَتِهِ وَ جَعَلَهُ أَبَا ذُرِّیَّتِهِ وَ وَصِیَّهُ مِنْ بَعْدِهِ فَإِنِ ابْتَغَیْتَ شَرَفاً فَهُوَ فِی أَكْرَمِ مَنْبِتٍ وَ أَوْرَقِ عُودٍ وَ إِنْ أَرَدْتَ إِسْلَاماً فَأَوْفِرْ بِحَظِّهِ وَ أَجْزِلْ بِنَصِیبِهِ وَ إِنْ أَرَدْتَ شَجَاعَتَهُ فَبُهْمَةُ حَرْبٍ وَ قَاضِیَةُ حَتْمٍ یُصَافِحُ السُّیُوفَ أُنْساً لَا یَجِدُ لِمَوْقِعِهَا(1) حِسّاً وَ لَا یُنَهْنِهُ نَعْنَعَةً وَ لَا یَقِلُّهُ (2) الْجُمُوعُ اللَّهُ یُنْجِدُهُ وَ جَبْرَئِیلُ یَرْفَدُهُ وَ
دَعْوَةُ الرَّسُولِ تَعْضُدُهُ أَحَدُّ النَّاسِ لِسَاناً وَ أَظْهَرُهُمْ (3) بَیَاناً وَ أَصْدَعُهُمْ بِالصَّوَابِ فِی أَسْرَعِ جَوَابٍ عِظَتُهُ أَقَلُّ مِنْ عَمَلِهِ وَ عَمَلُهُ یَعْجُزُ عَنْهُ أَهْلُ دَهْرِهِ فَعَلَیْهِ رِضْوَانُ اللَّهِ وَ عَلَی مُبْغِضِیهِ لَعَائِنُ اللَّهِ (4).
بیان: قوله فأوفر و أجزل صیغتا أمر أوردتا للتعجب و البهمة بالضم الشجاع الذی لا یهتدی من أین یؤتی و القاضیة الموت و نهنهه عن الأمر فتنهنه زجره فكف و التنعنع التباعد و النأی و الاضطراب و التمایل و النعنعة رثة فی اللسان و لعل قوله ینهنه علی بناء المجهول أی لا یكف عن الجهاد لاضطراب و رثة تعرض للخوف قوله لا یقله الجموع أی لا یعدونه إذا رأوه قلیلا من قولهم أقله أی صادفه قلیلا أو لا یرفعونه و لا یحملونه ظاهرا أو باطنا من حیث المعرفة من قولهم أقله أی حمله و دفعه و كثیرا ما یطلق القلة علی الذلة و لا یبعد أن یكون بالفاء من قولهم فله أی هزمه قوله ینجده أی یعینه.
«87»- بشا، [بشارة المصطفی] الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ الصَّدُوقِ عَنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَیْدَةَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ كَامِلِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ
ص: 52
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی وَ مُنْجِزُ عِدَاتِی وَ حَبِیبُ قَلْبِی وَ وَارِثُ عِلْمِی وَ أَنْتَ مُسْتَوْدَعُ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْتَ أَمِینُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی رَعِیَّتِهِ وَ أَنْتَ رُكْنُ الْإِیمَانِ وَ أَنْتَ مِصْبَاحُ الدُّجَی وَ أَنْتَ مَنَارُ الْهُدَی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ الْمَرْفُوعُ لِأَهْلِ الدُّنْیَا مَنْ تَبِعَكَ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ هَلَكَ وَ أَنْتَ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ وَ أَنْتَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ أَنْتَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ مَوْلَی مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا طَاهِرُ الْوِلَادَةِ وَ مَا عُرِجَ بِی رَبِّی إِلَی السَّمَاءِ قَطُّ وَ كَلَّمَنِی رَبِّی إِلَّا قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ عَلِیّاً مِنِّی السَّلَامَ وَ عَرِّفْهُ أَنَّهُ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ أَهْلِ طَاعَتِی فَهَنِیئاً لَكَ هَذِهِ الْكَرَامَةَ یَا عَلِیُ (1).
«88»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیِّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِی صَفِیَّةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ(2) عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا عَنْ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام عَنْ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبیِ طَالِب علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ أَنَا الْمُصْطَفَی لِلنُّبُوَّةِ وَ أَنْتَ الْمُجْتَبَی لِلْإِمَامَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ التَّنْزِیلِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ التَّأْوِیلِ وَ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی وَ أَبُو وُلْدِی شِیعَتُكَ شِیعَتِی وَ أَنْصَارُكَ أَنْصَارِی وَ أَوْلِیَاؤُكَ أَوْلِیَائِی وَ أَعْدَاؤُكَ أَعْدَائِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ صَاحِبِی عَلَی الْحَوْضِ غَداً وَ أَنْتَ صَاحِبِی فِی الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الْآخِرَةِ كَمَا أَنَّكَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا لَقَدْ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ شَقِیَ مَنْ عَادَاكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَقَرَّبُ (3) إِلَی اللَّهِ تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ بِمَحَبَّتِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ مَوَدَّتَكَ فِی السَّمَاءِ لِأَكْثَرُ مِنْهُمْ فِی الْأَرْضِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِینُ أُمَّتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْهَا بَعْدِی
ص: 53
قَوْلُكَ قَوْلِی وَ أَمْرُكَ أَمْرِی وَ طَاعَتُكَ طَاعَتِی وَ زَجْرُكَ زَجْرِی وَ نَهْیُكَ نَهْیِی وَ مَعْصِیَتُكَ مَعْصِیَتِی وَ حِزْبُكَ حِزْبِی وَ حِزْبِی حِزْبُ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (1).
«89»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] رَوَی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كِتَابِهِ كَنْزِ الْفَوَائِدِ حَدِیثاً مُسْنَداً یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِهِ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِیٌّ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فِی الْحَجِّ وَ غَیْرِهِ فَلَمَّا أَجَابَهُ قَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ حَجِیجَ قَوْمِی مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ مَعَكَ أَخْبَرَنَا أَنَّكَ قُمْتَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَعْدَ قُفُولِكَ (2) مِنَ الْحَجِّ وَ وَقَفْتَهُ بِالشَّجَرَاتِ مِنْ خُمٍّ فَافْتَرَضْتَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ طَاعَتَهُ وَ مَحَبَّتَهُ (3) وَ أَوْجَبْتَ عَلَیْهِمْ جَمِیعاً وَلَایَتَهُ وَ قَدْ أَكْثَرُوا عَلَیْنَا مِنْ ذَلِكَ فَبَیِّنْ لَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ ذَلِكَ فَرِیضَةٌ عَلَیْنَا مِنَ الْأَرْضِ لِمَا أَدْنَتْهُ الرَّحِمُ وَ الصِّهْرُ مِنْكَ أَمْ مِنَ اللَّهِ افْتَرَضَهُ عَلَیْنَا وَ أَوْجَبَهُ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَلِ اللَّهُ افْتَرَضَهُ وَ أَوْجَبَهُ مِنَ السَّمَاءِ وَ افْتَرَضَ وَلَایَتَهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ جَمِیعاً یَا أَعْرَابِیُّ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام هَبَطَ عَلَیَّ یَوْمَ الْأَحْزَابِ وَ قَالَ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنِّی قَدِ افْتَرَضْتُ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَوَدَّتَهُ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ فَلَمْ أَعْذَرْ فِی مَحَبَّتِهِ أَحَداً فَمُرْ أُمَّتَكَ بِحُبِّهِ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَبِحُبِّی وَ حُبِّكَ أُحِبُّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَبِبُغْضِی وَ بُغْضِكَ أُبْغِضُهُ أَمَا إِنَّهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی كِتَاباً وَ لَا خَلَقَ خَلْقاً إِلَّا وَ جَعَلَ لَهُ سَیِّداً فَالْقُرْآنُ سَیِّدُ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ وَ شَهْرُ رَمَضَانَ سَیِّدُ الشُّهُورِ وَ لَیْلَةُ الْقَدْرِ سَیِّدَةُ اللَّیَالِی وَ الْفِرْدَوْسُ سَیِّدُ الْجِنَانِ وَ بَیْتُ اللَّهِ الْحَرَامِ سَیِّدُ الْبِقَاعِ وَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام سَیِّدُ الْمَلَائِكَةِ وَ أَنَا سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ عَمَلِهِ سَیِّدٌ وَ حُبِّی وَ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدُ الْأَعْمَالِ وَ مَا تَقَرَّبَ بِهِ الْمُتَقَرِّبُونَ مِنْ طَاعَةِ رَبِّهِمْ
ص: 54
یَا أَعْرَابِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِإِبْرَاهِیمَ مِنْبَرٌ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ نُصِبَ لِی مِنْبَرٌ عَنْ شِمَالِ الْعَرْشِ ثُمَّ یُدْعَی بِكُرْسِیٍّ عَالٍ یَزْهَرُ نُوراً فَیُنْصَبُ بَیْنَ الْمِنْبَرَیْنِ فَیَكُونُ إِبْرَاهِیمُ عَلَی مِنْبَرِهِ وَ أَنَا عَلَی مِنْبَرِی وَ یَكُونُ أَخِی عَلِیٌّ عَلَی ذَلِكَ الْكُرْسِیِّ فَمَا رَأَیْتُ
أَحْسَنَ مِنْهُ حَبِیباً بَیْنَ خَلِیلَیْنِ یَا أَعْرَابِیُّ مَا هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَّا وَ سَأَلَنِی عَنْ عَلِیٍّ وَ لَا عُرِجَ إِلَّا وَ قَالَ اقْرَأْ عَلَی عَلِیٍّ مِنِّی السَّلَامَ (1).
«90»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الْوَاحِدَةِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُطْرُوشِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَحْمَسِیِّ عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوَرَّقٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُحَدِّثُنِی وَ أَنَا أَسْمَعُ إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَأَشْرَقَ وَجْهُهُ نُوراً فَرَحاً بِأَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ ثُمَّ ضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَ تَعْرِفُ هَذَا الدَّاخِلَ عَلَیْنَا حَقَّ مَعْرِفَتِهِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَخُوكَ وَ ابْنُ عَمِّكَ وَ زَوْجُ فَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَ أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا ذَرٍّ هَذَا الْإِمَامُ الْأَزْهَرُ وَ رُمْحُ اللَّهِ الْأَطْوَلُ وَ بَابُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهَ فَلْیَدْخُلِ الْبَابَ یَا أَبَا ذَرٍّ هَذَا الْقَائِمُ بِقِسْطِ اللَّهِ وَ الذَّابُّ عَنْ حَرِیمِ اللَّهِ وَ النَّاصِرُ لِدِینِ اللَّهِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَزَلْ یَحْتَجُّ بِهِ عَلَی خَلْقِهِ فِی الْأُمَمِ كُلُّ أُمَّةٍ یَبْعَثُ فِیهَا نَبِیّاً یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ عَرْشِهِ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ لَیْسَ لَهُمْ تَسْبِیحٌ وَ لَا عِبَادَةٌ إِلَّا الدُّعَاءَ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ وَ الدُّعَاءَ عَلَی أَعْدَائِهِ یَا أَبَا ذَرٍّ لَوْ لَا عَلِیٌّ مَا بَانَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ لَا مُؤْمِنٌ مِنَ الْكَافِرِ وَ لَا عُبِدَ اللَّهُ لِأَنَّهُ ضَرَبَ رُءُوسَ الْمُشْرِكِینَ حَتَّی أَسْلَمُوا وَ عَبَدُوا اللَّهَ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَكُنْ ثَوَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَا یَسْتُرُهُ مِنَ اللَّهِ سِتْرٌ وَ لَا یَحْجُبُهُ مِنَ اللَّهِ حِجَابٌ وَ هُوَ الْحِجَابُ وَ السِّتْرُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ كَبُرَ عَلَی
ص: 55
الْمُشْرِكِینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ اللَّهُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ (1) یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تَفَرَّدَ(2) بِمُلْكِهِ وَ وَحْدَانِیَّتِهِ فَعَرَفَ عِبَادَهُ الْمُخْلَصِینَ لِنَفْسِهِ وَ أَبَاحَ لَهُمُ الْجَنَّةَ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَهْدِیَهُ عَرَفَهُ وَلَایَتَهُ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَطْمَسَ عَلَی قَلْبِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ مَعْرِفَتَهُ یَا أَبَا ذَرٍّ هَذَا رَایَةُ الْهُدَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمَهَا اللَّهُ الْمُتَّقِینَ فَمَنْ أَحَبَّهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَبْغَضَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ تَرَكَ وَلَایَتَهُ كَانَ ضَالًّا مُضِلًّا وَ مَنْ جَحَدَ وَلَایَتَهُ كَانَ مُشْرِكاً یَا أَبَا ذَرٍّ یُؤْتَی بِجَاحِدِ وَلَایَةِ عَلِیٍّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَصَمَّ وَ أَعْمَی وَ أَبْكَمَ فَیُكَبْكِبُ (3) فِی ظُلُمَاتِ الْقِیَامَةِ یُنَادِی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنَ النَّارِ لِذَلِكَ الطَّوْقِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ مِنْهَا شَیْطَانٌ یَتْفُلُ فِی وَجْهِهِ وَ یَكْلَحُ مِنْ جَوْفِ قَبْرِهِ إِلَی النَّارِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَلَأْتَ قَلْبِی فَرَحاً وَ سُرُوراً فَزِدْنِی فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا أَذَّنَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَأَخَذَ بِیَدِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَدَّمَنِی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ صَلِّ بِالْمَلَائِكَةِ فَقَدْ طَالَ شَوْقُهُمْ إِلَیْكَ فَصَلَّیْتُ بِسَبْعِینَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ الصَّفُّ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَا یَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا الَّذِی خَلَقَهُمْ فَلَمَّا قَضَیْتُ
الصَّلَاةَ أَقْبَلَ إِلَیَّ شِرْذِمَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یُسَلِّمُونَ عَلَیَّ وَ یَقُولُونَ لَنَا إِلَیْكَ حَاجَةٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ یَسْأَلُونِّیَ الشَّفَاعَةَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَنِی بِالْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَةِ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ فَقُلْتُ مَا حَاجَتُكُمْ مَلَائِكَةَ رَبِّی قَالُوا إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْأَرْضِ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ بِأَنَّا قَدْ طَالَ شَوْقُنَا إِلَیْهِ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ أَنْتُمْ أَوَّلُ خَلْقٍ خَلَقَهُ اللَّهُ خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَشْبَاحَ نُورٍ فِی نُورٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ جَعَلَ لَكُمْ مَقَاعِدَ فِی مَلَكُوتِهِ بِتَسْبِیحٍ وَ تَقْدِیسٍ وَ تَكْبِیرٍ لَهُ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِمَّا
ص: 56
أَرَادَ مِنْ أَنْوَارٍ شَتَّی وَ كُنَّا نَمُرُّ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ تُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ تُقَدِّسُونَ وَ تُكَبِّرُونَ وَ تُحَمِّدُونَ وَ تُهَلِّلُونَ فَنُسَبِّحُ وَ نُقَدِّسُ وَ نُحَمِّدُ وَ نُهَلِّلُ وَ نُكَبِّرُ بِتَسْبِیحِكُمْ وَ تَقْدِیسِكُمْ وَ تَحْمِیدِكُمْ وَ تَهْلِیلِكُمْ وَ تَكْبِیرِكُمْ فَمَا نَزَلَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی (1) فَإِلَیْكُمْ وَ مَا صَعِدَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَمِنْ عِنْدِكُمْ فَلِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی هَلْ تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا قَالُوا وَ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ أَنْتُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ خُزَّانُ عِلْمِهِ وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ أَنْتُمُ الْجُنُبُ وَ الْجَانِبُ وَ أَنْتُمُ الْكَرَاسِیُّ وَ أُصُولُ الْعِلْمِ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ فَقَالَتْ لِیَ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا قَالُوا وَ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ أَنْتُمْ بَابُ الْمَقَامِ وَ حُجَّةُ الْخِصَامِ وَ عَلِیٌّ دَابَّةُ الْأَرْضِ وَ فَاصِلُ الْقَضَاءِ وَ صَاحِبُ الْعَصَا قَسِیمُ النَّارِ غَداً وَ سَفِینَةُ النَّجَاةِ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا فِی النَّارِ تَرَدَّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْتُمُ الدَّعَائِمُ وَ نُجُومُ الْأَقْطَارِ فَلِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَقَالَتْ لِیَ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا فَقَالُوا وَ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ أَنْتُمْ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ عَلَیْكُمْ یَنْزِلُ جَبْرَئِیلُ بِالْوَحْیِ مِنَ السَّمَاءِ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَقَالَتْ لِیَ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا قَالُوا وَ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ نَحْنُ نَمُرُّ عَلَیْكُمْ بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِیِّ بِالْعَرْشِ وَ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَیَّدَهُ (2) بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَعَلِمْنَا عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِیّاً وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ تَعَالَی فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ
ص: 57
ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّادِسَةِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ مِثْلَ مَقَالَةِ أَصْحَابِهِمْ فَقُلْتُ مَلَائِكَةَ رَبِّی تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا قَالُوا وَ لِمَ لَا نَعْرِفُكُمْ وَ قَدْ خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ الْفِرْدَوْسِ وَ عَلَی بَابِهَا شَجَرَةٌ وَ لَیْسَ فِیهَا وَرَقَةٌ إِلَّا وَ عَلَیْهَا حَرْفٌ مَكْتُوبٌ بِالنُّورِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ عَیْنُهُ عَلَی الْخَلَائِقِ أَجْمَعِینَ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ.
ثُمَّ عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَسَمِعْتُ الْمَلَائِكَةَ یَقُولُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی صَدَقَنا وَعْدَهُ فَقُلْتُ بِمَا ذَا وَعَدَكُمْ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ لَمَّا خَلَقَكُمْ أَشْبَاحَ نُورٍ فِی نُورٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ تَعَالَی عُرِضَتْ عَلَیْنَا وَلَایَتُكُمْ فَقَبِلْنَاهَا وَ شَكَوْنَا مَحَبَّتَكُمْ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَأَمَّا أَنْتَ فَوَعَدَنَا بِأَنْ یُرِیَنَاكَ مَعَنَا فِی السَّمَاءِ وَ قَدْ فَعَلَ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَشَكَوْنَا مَحَبَّتَهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَخَلَقَ لَنَا فِی صُورَتِهِ مَلَكاً وَ أَقْعَدَهُ عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ عَلَی سَرِیرٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعٍ بِالدُّرِّ وَ الْجَوْهَرِ عَلَیْهِ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ یُرَی بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَ ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا بِلَا دِعَامَةٍ مِنْ تَحْتِهَا وَ لَا عِلَاقَةٍ مِنْ فَوْقِهَا قَالَ لَهَا صَاحِبُ الْعَرْشِ قُوْمِی بِقُدْرَتِی فَقَامَتْ فَكُلَّمَا اشْتَقْنَا إِلَی رُؤْیَةِ عَلِیٍّ نَظَرْنَا إِلَی ذَلِكَ الْمَلَكِ فِی السَّمَاءِ فَأَقْرِئْ عَلِیّاً مِنَّا السَّلَامَ (1).
«91»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَحْمَسِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ لَا یَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا الَّذِی خَلَقَهُمْ فَلَمَّا انْفَتَلْتُ مِنْ صَلَاتِی وَ أَخَذْتُ فِی التَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ أَقْبَلَتْ إِلَیَّ شِرْذِمَةٌ بَعْدَ شِرْذِمَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَسَلَّمُوا عَلَیَّ وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ لَنَا إِلَیْكَ حَاجَةٌ هَلْ تَقْضِیهَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ یَسْأَلُونَ الشَّفَاعَةَ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِینَ لِأَنَّ اللَّهَ فَضَّلَنِی بِالْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَةِ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ قُلْتُ مَا حَاجَتُكُمْ یَا مَلَائِكَةَ رَبِّی قَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْأَرْضِ فَأَقْرِئْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِنَّا السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ بِأَنْ قَدْ طَالَ شَوْقُنَا إِلَیْهِ قُلْتُ یَا مَلَائِكَةَ رَبِّی هَلْ تَعْرِفُونَنَا حَقَّ مَعْرِفَتِنَا فَقَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ كَیْفَ
ص: 58
لَا نَعْرِفُكُمْ وَ أَنْتُمْ أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ أَشْبَاحَ نُورٍ مِنْ نُورٍ فِی نُورٍ مِنْ سَنَاءِ عِزِّهِ وَ مِنْ سَنَاءِ مُلْكِهِ وَ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ الْكَرِیمِ وَ جَعَلَ لَكُمْ مَقَاعِدَ فِی مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ عَرْشُهُ عَلَی الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ السَّمَاءُ مَبْنِیَّةً وَ الْأَرْضُ مَدْحِیَّةً(1) ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ رَفَعَ الْعَرْشَ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَاسْتَوَی عَلَی عَرْشِهِ وَ أَنْتُمْ أَمَامُ عَرْشِهِ تُسَبِّحُونَ وَ تُقَدِّسُونَ وَ تُكَبِّرُونَ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورِ مَا أَرَادَ مِنْ أَنْوَارٍ شَتَّی وَ كُنَّا نَمُرُّ بِكُمْ وَ أَنْتُمْ تُسَبِّحُونَ وَ تُحَمِّدُونَ وَ تُهَلِّلُونَ وَ تُكَبِّرُونَ وَ تُمَجِّدُونَ وَ تُقَدِّسُونَ فَنُسَبِّحُ وَ نُقَدِّسُ وَ نُمَجِّدُ وَ نُكَبِّرُ(2).
«92»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَنَسٍ یَا أَنَسُ انْطَلِقْ فَادْعُ لِی سَیِّدَ الْعَرَبِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ لَا فَخْرَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَلَمَّا جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْأَنْصَارِ فَلَمَّا صَارُوا إِلَیْهِ قَالَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ أَبَاحَهُ جَنَّتَهُ وَ أَذَاقَهُ بَرْدَ عَفْوِهِ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی وَجْهِهِ فِی النَّارِ وَ أَذَاقَهُ أَلِیمَ عَذَابِهِ فَتَمَسَّكُوا بِوَلَایَتِهِ وَ لَا تَتَّخِذُوا عَدُوَّهُ مِنْ دُونِهِ وَلِیجَةً فَیَغْضَبَ عَلَیْكُمُ الْجَبَّارُ(3).
«93»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ قَالَ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام جُعِلْتُ فِدَاكِ أَخْبِرِینِی بِحَدِیثٍ أَحْتَجُّ بِهِ عَلَی النَّاسِ قَالَتْ نَعَمْ أَخْبَرَنِی أَبِی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام أَنِ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ ادْعُ النَّاسَ إِلَیْكَ ثُمَّ قُلْ أَیُّهَا النَّاسُ مَنِ انْتَقَصَ أَجِیراً أَجْرَهُ
ص: 59
فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَ مَنِ ادَّعَی إِلَی غَیْرِ مَوَالِیهِ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ وَ مَنْ عَقَّ وَالِدَیْهِ فَلْیَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَهُنَّ مِنْ تَأْوِیلٍ فَقَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ ثُمَّ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلٌ لِقُرَیْشٍ مِنْ تَأْوِیلِهِنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ انْطَلِقْ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّی أَنَا الْأَجِیرُ الَّذِی أَثْبَتَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُ مِنَ السَّمَاءِ وَ أَنَا وَ أَنْتَ مَوْلَیَا الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ وَ أَقْوَمُكُمْ بِاللَّهِ وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَعْلَمُكُمْ بِالْقَضِیَّةِ وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَرْحَمُكُمْ بِالرَّعِیَّةِ وَ أَفْضَلُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ مَثَّلَ لِی أُمَّتِی فِی الطِّینِ وَ أَعْلَمَنِی (1) بِأَسْمَائِهِمْ كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا فَمَرَّ بِی أَصْحَابُ الرَّایَاتِ فَاسْتَغْفَرْتُ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ شِیعَتِهِ وَ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یَسْتَقِیمَ أُمَّتِی عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مِنْ بَعْدِی فَأَبَی رَبِّی إِلَّا أَنْ یُضِلَّ مَنْ یَشَاءُ ثُمَّ ابْتَدَأَنِی رَبِّی فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب بِسَبْعٍ (2) أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ مَعِی وَ لَا فَخْرَ وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَإِنَّهُ یَذُودُ عَنْ حَوْضِی كَمَا تَذُودُ الرُّعَاةُ غَرِیبَةَ الْإِبِلِ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّ مِنْ فُقَرَاءِ شِیعَةِ عَلِیٍّ لَیَشْفَعُ فِی مِثْلِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ مَعِی وَ لَا فَخْرَ وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنَّهُ یُزَوَّجُ مِنْ حُورِ الْعِینِ وَ لَا فَخْرَ وَ أَمَّا السَّادِسَةُ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ مَعِی فِی عِلِّیِّینَ وَ لَا فَخْرَ وَ أَمَّا السَّابِعَةُ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یُسْقَی مِنْ رَحِیقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (3).
«94»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ الزَّنْجَانِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَبْصَرَ بِرَجُلٍ یَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنْ عَلِیِ
ص: 60
بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ فَلِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَبَقَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام سَوَابِقُ لَوْ قُسِمَ (1) وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَتْهُمْ قَالَ أَخْبِرْنِی بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ قَالَ أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَإِنَّهُ صَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْقِبْلَتَیْنِ وَ هَاجَرَ مَعَهُ الْهِجْرَتَیْنِ وَ الثَّانِیَةُ لَمْ یَعْبُدْ صَنَماً قَطُّ وَ لَا وَثَناً قَطُّ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ زِدْنِی فَإِنِّی تَائِبٌ قَالَ لَمَّا فَتَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ دَخَلَهَا فَإِذَا هُوَ بِصَنَمٍ عَلَی الْكَعْبَةِ یُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَطْمَئِنُّ لَكَ فَتَرْقَی عَلَیَّ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَنَّ أُمَّتِی اطْمَأَنُّوا لِی لَمْ یَعْلُونِی لِمَوْضِعِ الْوَحْیِ وَ لَكِنْ أَطْمَئِنُّ لَكَ فَتَرْقَی عَلَیَّ فَاطْمَأَنَّ لَهُ فَرَقِیَ فَأَخَذَ الصَّنَمَ فَضَرَبَ بِهِ الصَّفَا فَصَارَتْ إِرْباً إِرْباً ثُمَّ طَفَرَ(2) إِلَی الْأَرْضِ وَ هُوَ ضَاحِكٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَضْحَكَكَ قَالَ عَجِبْتُ لِسَقْطَتِی وَ لَمْ أَجِدْ لَهَا أَلَماً فَقَالَ وَ كَیْفَ تَأْلَمُ مِنْهَا وَ إِنَّمَا حَمَلَكَ مُحَمَّدٌ وَ أَنْزَلَكَ جَبْرَئِیلُ قَالَ ابْنُ حَرْبٍ- وَ زَادَنِی فِیهِ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ لَقَدْ رَفَعَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَنَالَ السَّمَاءَ لَنِلْتُهَا قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ زِدْنِی فَإِنِّی تَائِبٌ قَالَ أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِی وَ یَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام فَانْتَهَی إِلَی سَفْحِ الْجَبَلِ فَرَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَیْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیّاً اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَقَدْ سَمِعْتُ مُنَادِیاً یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ لَقَدْ أُعْطِیتَ سُؤْلَكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ادْعُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا الْآیَةَ(3).
«95»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْوَرْدِ
ص: 61
وَ أَنَا حَاضِرٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قُلْتُ (1) أَخْبِرْنِی عَنْ أَفْضَلِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِهِ فَقَالَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ الْمُحَافَظَةُ عَلَی الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَجْمُوعَةً وَ الدُّعَاءُ وَ التَّضَرُّعُ إِلَی اللَّهِ وَ صِیَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ (2) وَ حِجُّ الْبَیْتِ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ صِلَةُ الرَّحِمِ وَ كَثْرَةُ ذِكْرِ اللَّهِ وَ الْكَفُّ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ الصَّبْرُ عَلَی تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ (3) وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ كَفُّ اللِّسَانِ إِلَّا أَنْ تَقُولَ خَیْراً وَ غَضُّ الْبَصَرِ(4) وَ اعْلَمْ یَا أَبَا الْوَرْدِ وَ یَا جَابِرُ(5) أَنَّ الِاجْتِهَادَ فِی دِینِ اللَّهِ الْمُحَافَظَةُ عَلَی الصَّلَوَاتِ الْمَجْمُوعَةِ(6) وَ الصَّبْرُ عَلَی تَرْكِ الْمَعَاصِی وَ اعْلَمْ یَا أَبَا الْوَرْدِ وَ یَا جَابِرُ أَنَّكُمَا لَا تُفَتِّشَانِ مُؤْمِناً إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَنْ ذَاتِ نَفْسِهِ إِلَّا عَنْ حُبِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب (7) وَ أَنَّكُمَا لَا تُفَتِّشَانِ كَافِراً إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَنْ ذَاتِ نَفْسِهِ إِلَّا وَجَدْتُمَاهُ یُبْغِضُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَضَی عَلَی لِسَانِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَنَّهُ لَا یُبْغِضُكَ (8) مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ وَ قَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَ لَكِنْ أَحِبُّونَا حُبَّ قَصْدٍ تَرْشُدُوا وَ تُفْلِحُوا أَحِبُّونَا مَحَبَّةَ الْإِسْلَامِ (9).
«96»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِالْأَذَانِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ رَأْسُهُ فِی حَجْرِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَذَّنَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَقَامَ فَلَمَّا انْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 62
قَالَ یَا عَلِیُّ سَمِعْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ حَفِظْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ ادْعُ بِلَالًا فَعَلِّمْهُ فَدَعَا عَلِیٌّ علیه السلام بِلَالًا فَعَلَّمَهُ (1).
«97»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَلَامٍ ذَكَرَهُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام فَذَكَرَ سَلْمَانُ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا سَلْمَانُ لَقَدْ حَدَّثَنِی بِمَا أَخْبَرَكَ بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ لَمْ یُسْمَعْ یَا عَلِیُّ مِثْلُهُ قَطُّ مِمَّا یَذْكُرُونَ مِنْ فَضْلِكَ حَتَّی لَقَدْ رَأَیْتُ السَّمَاوَاتِ تَمُورُ بِأَهْلِهَا(2) حَتَّی إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَیَتَطَلَّبُونَ إِلَیَّ مِنْ مَخَافَةِ مَا تَجْرِی بِهِ السَّمَاوَاتُ مِنَ الْمَوْرِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ اللَّهَ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَ لَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِیماً غَفُوراً(3) فَمَا زَالَتْ إِلَّا یَوْمَئِذٍ تَعْظِیماً لِأَمْرِكَ حَتَّی سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ صَوْتاً مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ اسْكُنُوا عِبَادِی (4) إِنَّ عَبْداً مِنْ عَبِیدِی أَلْقَیْتُ عَلَیْهِ مَحَبَّتِی وَ أَكْرَمْتُهُ بِطَاعَتِی وَ اصْطَفَیْتُهُ بِكَرَامَتِی فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ فَمَنْ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْكَ وَ اللَّهِ إِنَّ مُحَمَّداً وَ جَمِیعَ أَهْلِ بَیْتِهِ لَمُشْرِفُونَ مُتَبَشِّرُونَ یُبَاهُونَ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ بِفَضْلِكَ یَقُولُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْجَزَنِی وَعْدَهُ فِی أَخِی وَ صَفِیِّی وَ خَالِصَتِی مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا قُمْتُ قُدَّامَ رَبِّی قَطُّ إِلَّا بَشَّرَنِی بِهَذَا الَّذِی رَأَیْتُ وَ إِنَّ مُحَمَّداً لَفِی الْوَسِیلَةِ عَلَی مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا یَمَسُّنا فِیها نَصَبٌ وَ لا یَمَسُّنا فِیها لُغُوبٌ وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ شِیعَتَكَ لَیُؤْذَنُ لَهُمْ عَلَیْكُمْ فِی الدُّخُولِ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ وَ إِنَّهُمْ لَیَنْظُرُونَ إِلَیْكُمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ یَوْمَ الْجُمُعَةِ كَمَا یَنْظُرُ أَهْلُ الدُّنْیَا إِلَی النَّجْمِ فِی السَّمَاءِ وَ إِنَّكُمْ لَفِی أَعْلَی عِلِّیِّینَ فِی غُرْفَةٍ لَیْسَ فَوْقَهَا دَرَجَةُ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ اللَّهِ مَا یُلْقِیهَا أَحَدٌ غَیْرُكُمْ (5)
ص: 63
ثُمَّ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ لَإِنَّكَ زِرُّ الْأَرْضِ الَّذِی تَسْكُنُ إِلَیْهِ وَ اللَّهِ لَا تَزَالُ الْأَرْضُ ثَابِتَةً مَا كُنْتَ عَلَیْهَا فَإِذَا لَمْ یَكُنْ لِلَّهِ فِی خَلْقِهِ حَاجَةٌ رَفَعَنِیَ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ اللَّهِ لَوْ فَقَدْتُمُونِی لَمَارَتْ بِأَهْلِهَا مَوْرَةً لَا یَرُدُّهُمْ إِلَیْهَا أَبَداً اللَّهَ اللَّهَ أَیُّهَا النَّاسُ إِیَّاكُمْ وَ النَّظَرَ فِی أَمْرِ اللَّهِ وَ السَّلَامُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (1).
«98»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَوْدِیُ (2) مُعَنْعَناً عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَلَامٍ ذَكَرَهُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام فَذَكَرَهُ سَلْمَانُ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا سَلْمَانُ لَقَدْ خَبَّرَنِی بِمَا أَخْبَرَكَ (3) بِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ مُبْتَلًی وَ النَّاسُ مُبْتَلَوْنَ بِكَ وَ اللَّهِ إِنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ إِلَّا وَ قَدِ احْتَجَّ عَلَیْهِ بِاسْمِكَ فِیمَا أَخَذْتَ إِلَیْهِمْ مِنَ الْكُتُبِ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا یُؤْمِنُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَّا بِكَ وَ لَا یَضِلُّ الْكَافِرُونَ إِلَّا بِكَ وَ مَنْ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْكَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ لِسَانُ اللَّهِ الَّذِی یَنْطِقُ مِنْهُ وَ إِنَّكَ لِبَاسُ اللَّهِ الَّذِی یَنْتَقِمُ بِهِ وَ إِنَّكَ لَسَوْطُ عَذَابِ اللَّهِ الَّذِی یَنْتَصِرُ بِهِ وَ إِنَّكَ لَبَطْشَةُ اللَّهِ الَّتِی قَالَ اللَّهُ وَ لَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ(4) فَمَنْ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْكَ وَ إِنَّكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ خَلَقَكَ اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ وَ أَخْرَجَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ خَلْقِهِ وَ لَقَدْ أَثْبَتَ مَوَدَّتَكَ فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ (5) وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ إِنَّ فِی السَّمَاءِ لَمَلَائِكَةً مَا یُحْصِیهِمْ إِلَّا اللَّهُ یَنْتَظِرُونَ إِلَیْكَ (6) وَ یَذْكُرُونَ فَضْلَكَ وَ یَتَفَاخَرُونَ أَهْلَ السَّمَاءِ بِمَعْرِفَتِكَ وَ یَتَوَسَّلُونَ إِلَی اللَّهِ بِمَعْرِفَتِكَ وَ انْتِظَارِ أَمْرِكَ یَا عَلِیُّ مَا سَبَقَكَ أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ لَا یُدْرِكُكَ أَحَدٌ مِنَ الْآخِرِینَ (7).
«99»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَ
ص: 64
النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ مِنَ الْغَارِ فَأَتَی إِلَی مَنْزِلِ خَدِیجَةَ كَئِیباً حَزِیناً فَقَالَتْ خَدِیجَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الَّذِی أَرَی بِكَ مِنَ الْكَأْبَةِ وَ الْحُزْنِ مَا لَمْ أَرَهُ فِیكَ مُنْذُ صحبتی (1) [صَحِبْتَنِی] قَالَ یَحْزُنُنِی غَیْبُوبَةُ عَلِیٍّ قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَّقْتَ الْمُسْلِمِینَ فِی الْآفَاقِ وَ إِنَّمَا بَقِیَ
ثَمَانُ رِجَالٍ كَانَ مَعَكَ اللَّیْلَةَ سَبْعَةٌ(2) فَتَحْزَنُ لِغَیْبُوبَةِ رَجُلٍ فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا خَدِیجَةُ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ ثَلَاثَةً لِدُنْیَایَ وَ ثَلَاثَةً لآِخِرَتِی وَ أَمَّا الثَّلَاثَةُ لِدُنْیَایَ (3) فَمَا أَخَافُ عَلَیْهِ أَنْ یَمُوتَ وَ لَا یُقْتَلَ حَتَّی یُعْطِیَنِی اللَّهُ مَوْعِدَهُ إِیَّایَ وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَیْهِ وَاحِدَةً قَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخْبَرْتَنِی مَا الثَّلَاثَةُ لِدُنْیَاكَ وَ مَا الثَّلَاثَةُ لآِخِرَتِكَ وَ مَا الْوَاحِدَةُ الَّتِی تَتَخَوَّفُ عَلَیْهِ لَأَحْتَوِیَنَّ عَلَی بَعِیرِی وَ لَأَطْلُبَنَّهُ حَیْثُمَا كَانَ إِلَّا أَنْ یَحُولَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ الْمَوْتُ قَالَ یَا خَدِیجَةُ إِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِدُنْیَایَ أَنَّهُ یُوَارِی عَوْرَتِی عِنْدَ مَوْتِی وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِدُنْیَایَ أَنَّهُ یَقْتُلُ (4) أَرْبَعَةً وَ ثَلَاثِینَ مُبَارِزاً قَبْلَ أَنْ یَمُوتَ أَوْ یُقْتَلَ وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ أَنَّهُ مُتَّكَایَ بَیْنَ یَدَیَّ یَوْمَ الشَّفَاعَةِ(5) وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِآخِرَتِی أَنَّهُ صَاحِبُ مَفَاتِیحِی یَوْمَ أَفْتَحُ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ وَ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ لِآخِرَتِی أَنِّی أُعْطَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَرْبَعَةَ أَلْوِیَةٍ فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِی أَرْفَعُ (6) لِوَاءَ التَّهْلِیلِ لِعَلِیٍّ وَ أُوَجِّهُهُ فِی أَوَّلِ فَوْجٍ وَ هُمُ الَّذِینَ یُحَاسَبُونَ حِساباً یَسِیراً وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسابٍ عَلَیْهِمْ وَ أَرْفَعُ لِوَاءَ التَّكْبِیرِ إِلَی یَدِ حَمْزَةَ وَ أُوَجِّهُهُ فِی الْفَوْجِ الثَّانِی وَ أَرْفَعُ لِوَاءَ التَّسْبِیحِ إِلَی جَعْفَرٍ وَ أُوَجِّهُهُ فِی الْفَوْجِ الثَّالِثِ ثُمَّ أُقِیمُ عَلَی أُمَّتِی حَتَّی أَشْفَعَ لَهُمْ ثُمَّ أَكُونُ أَنَا الْقَائِدَ وَ إِبْرَاهِیمُ السَّائِقَ حَتَّی أُدْخِلَ أُمَّتِیَ الْجَنَّةَ وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَیْهِ إِضْرَارَ جَهَلَةٍ.
ص: 65
فَاحْتَوَتْ عَلَی بَعِیرِهَا وَ قَدِ اخْتَلَطَ الظَّلَامُ فَخَرَجَتْ فَطَلَبَتْهُ فَإِذَا هِیَ بِشَخْصٍ فَسَلَّمَتْ لِیَرُدَّ السَّلَامَ لِتَعْلَمَ عَلِیٌّ هُوَ أَمْ لَا فَقَالَ وَ عَلَیْكِ السَّلَامُ أَ خَدِیجَةُ قَالَتْ نَعَمْ وَ أَنَاخَتْ ثُمَّ قَالَتْ بِأَبِی وَ أُمِّی ارْكَبْ قَالَ أَنْتِ أَحَقُّ بِالرُّكُوبِ مِنِّی اذْهَبِی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَشِّرِی حَتَّی آتِیَكُمْ فَأَنَاخَتْ عَلَی الْبَابِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُسْتَلْقٍ عَلَی قَفَاهُ یَمْسَحُ فِیمَا بَیْنَ نَحْرِهِ إِلَی سُرَّتِهِ بِیَمِینِهِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمِّی وَ بَرِّدْ كَبِدِی بِخَلِیلِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً قَالَتْ لَهُ خَدِیجَةُ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ فَاسْتَقَلَّ قَائِماً رَافِعاً یَدَیْهِ وَ یَقُولُ شُكْراً لِلْمُجِیبِ قَالَهُ إِحْدَی عَشْرَةَ مَرَّةً(1).
«100»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَیْرُوزٍ الْجَلَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَمَّا یَجِدُ وَ قُمْتُ لِأَخْرُجَ فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ یَا سَلْمَانُ فَسَیَشْهَدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (2) أَمْراً إِنَّهُ لَمِنْ خَیْرِ الْأُمُورِ فَجَلَسْتُ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ ابْنَتُهُ فِیمَنْ دَخَلَ فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّی فَاضَ دَمْعُهَا عَلَی خَدِّهَا فَأَبْصَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا یُبْكِیكِ یَا بُنَیَّةِ أَقَرَّ اللَّهُ عَیْنَكِ وَ لَا أَبْكَاهَا قَالَتْ وَ كَیْفَ لَا أَبْكِی وَ أَنَا أَرَی مَا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ قَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ تَوَكَّلِی عَلَی اللَّهِ وَ اصْبِرِی كَمَا صَبَرَ آبَاؤُكِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أُمَّهَاتُكِ مِنْ أَزْوَاجِهِمْ أَ لَا أُبَشِّرُكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ بَلَی یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَوْ قَالَتْ یَا أَبَتِ قَالَ أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اخْتَارَ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِیّاً وَ بَعَثَهُ إِلَی كَافَّةِ الْخَلْقِ رَسُولًا ثُمَّ اخْتَارَ عَلِیّاً فَأَمَرَنِی فَزَوَّجْتُكِ إِیَّاهُ وَ اتَّخَذْتُهُ بِأَمْرِ رَبِّی وَزِیراً وَ وَصِیّاً یَا فَاطِمَةُ إِنَّ عَلِیّاً أَعْظَمُ الْمُسْلِمِینَ عَلَی الْمُسْلِمِینَ بَعْدِی حَقّاً وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَ أَعْلَمُهُمْ عِلْماً وَ
ص: 66
أَحْلَمُهُمْ حِلْماً وَ أَثْبَتُهُمْ فِی الْمِیزَانِ قَدْراً فَاسْتَبْشَرَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَأَقْبَلَ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هَلْ سَرَرْتُكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ نَعَمْ یَا أَبَهْ قَالَ أَ فَلَا أَزِیدُكِ فِی بَعْلِكِ وَ ابْنِ عَمِّكِ مِنْ مَزِیدِ الْخَیْرِ وَ فَوَاضِلِهِ قَالَتْ بَلَی یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ هُوَ وَ خَدِیجَةُ أُمُّكِ وَ أَوَّلُ مَنْ وَازَرَنِی عَلَی مَا جِئْتُ بِهِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّ عَلِیّاً أَخِی وَ صَفِیِّی وَ أَبُو وُلْدِی إِنَّ عَلِیّاً أُعْطِیَ خِصَالًا مِنَ الْخَیْرِ لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا یُعْطَاهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ فَأَحْسِنِی عَزَاكِ وَ اعْلَمِی أَنَّ أَبَاكِ لَاحِقٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَتْ یَا أَبَهْ قَدْ سَرَرْتَنِی وَ أَحْزَنْتَنِی قَالَ كَذَلِكِ یَا بُنَیَّةِ أُمُورُ الدُّنْیَا یَشُوبُ سُرُورُهَا حُزْنَهَا وَ صَفْوُهَا كَدِرَهَا أَ فَلَا أَزِیدُكِ یَا بُنَیَّةِ قَالَتْ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَهُمْ قِسْمَیْنِ فَجَعَلَنِی وَ عَلِیّاً فِی خَیْرِهِمَا قِسْماً وَ ذَلِكِ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ (1) ما أَصْحابُ الْیَمِینِ ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَیْنِ قَبَائِلَ فَجَعَلَنَا فِی خَیْرِهَا قَبِیلَةً وَ ذَلِكِ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (2) ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُیُوتاً فَجَعَلَنَا فِی خَیْرِهَا بَیْتاً فِی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(3) ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اخْتَارَنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ اخْتَارَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ اخْتَارَكِ فَأَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ وَ أَنْتِ سَیِّدَةُ النِّسَاءِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِكِ الْمَهْدِیُ (4) یَمْلَأُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ عَنْ قَبْلِهِ جَوْراً(5).
«101»- یف، [الطرائف] مُسْنَدُ أَحْمَدَ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ اللَّهِ
ص: 67
بْنَ عَبَّاسٍ الْوَفَاةُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ رُوِیَ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ مِنْهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ إِنَّهَا صَغِیرَةٌ فَخَطَبَهَا عَلِیٌّ علیه السلام فَزَوَّجَهَا مِنْهُ.
وَ رَوَی ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ عِدَّةِ طُرُقِ بِأَسَانِیدِهَا: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَوْلَاكَ مَا عُرِفَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ بَعْدِی.
وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ (1).
«102»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] رَوَی الثِّقَاتُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ لَكَ أَشْیَاءُ لَیْسَ لِی مِثْلُهَا(2) إِنَّ لَكَ زَوْجَةً مِثْلَ فَاطِمَةَ وَ لَیْسَ لِی مِثْلُهَا وَ لَكَ وَلَدَانِ مِنْ صُلْبِكَ وَ لَیْسَ لِی مِثْلُهُمَا مِنْ صُلْبِی وَ لَكَ مِثْلُ خَدِیجَةَ أُمِّ أَهْلِكَ وَ لَیْسَ لِی مِثْلُهَا حُمَاةً(3) وَ لَكَ صِهْرٌ مِثْلِی (4) وَ لَكَ أَخٌ فِی النَّسَبِ مِثْلُ جَعْفَرٍ وَ لَیْسَ لِی مِثْلُهُ فِی النَّسَبِ وَ لَكَ أُمٌّ مِثْلُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الْهَاشِمِیَّةِ الْمُهَاجِرَةِ وَ لَیْسَ لِی مِثْلُهَا.
سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ: أَنَّ رَجُلًا فَاخَرَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاخِرِ الْعَرَبَ فَأَنْتَ أَكْرَمُهُمْ ابْنَ عَمٍّ وَ أَكْرَمُهُمْ نَفْساً وَ أَكْرَمُهُمْ زَوْجَةً وَ أَكْرَمُهُمْ وَلَداً وَ أَكْرَمُهُمْ أَخاً وَ أَكْرَمُهُمْ عَمّاً وَ أَعْظَمُهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُهُمْ سِلْماً.
وَ فِی خَبَرٍ: وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً وَ أَسْخَاهُمْ كَفّاً.
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: أَنْتَ أَفْضَلُ أُمَّتِی فَضْلًا(5).
«103»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَتِّبٌ مَوْلَانَا قَالَ حَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی عُبَیْدَةَ
ص: 68
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ جُنْدَبَ بْنَ جُنَادَةَ یَقُولُ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ صَفِیِّی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ أَمِینِی مَكَانُكَ مِنِّی فِی
حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی كَمَكَانِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ مَعِی مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُحِبُّكَ خَتَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیبٌ (1).
«104»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُنْدِیِّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ الْأَوْدِیِّ: أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ إِنَّ قَوْماً یَنَالُونَ مِنْهُ أُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهُمْ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ یَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَقَدْ أُعْطِیَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا لَمْ یُعْطَهُ بَشَرٌ هُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَمَنْ رَأَی مِثْلَهَا أَوْ سَمِعَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ بِمِثْلِهَا أَحَدٌ فِی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ هُوَ أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَمَنْ لَهُ أَیُّهَا النَّاسُ مِثْلُهُمَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَمْوُهُ وَ هُوَ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَهْلِهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ سُدَّتِ الْأَبْوَابُ الَّتِی فِی الْمَسْجِدِ كُلُّهُا غَیْرَ بَابِهِ وَ هُوَ صَاحِبُ بَابِ خَیْبَرَ وَ هُوَ صَاحِبُ الرَّایَةِ یَوْمَ خَیْبَرَ وَ تَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ فِی عَیْنَیْهِ وَ هُوَ أَرْمَدُ فَمَا اشْتَكَاهُمَا مِنْ بَعْدُ وَ لَا وَجَدَ حَرّاً وَ لَا بَرْداً وَ لَا قَرّاً(2) بَعْدَ یَوْمِهِ ذَلِكَ وَ هُوَ صَاحِبُ یَوْمِ غَدِیرِ خُمٍ (3) إِذْ نَوَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِاسْمِهِ وَ أَلْزَمَ أُمَّتَهُ وَلَایَتَهُ وَ عَرَّفَهُمْ بِخَطَرِهِ وَ بَیَّنَ لَهُمْ مَكَانَهُ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ أَوْلَی بِكُمْ مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ قَالُوا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ هُوَ صَاحِبُ الْعَبَاءِ وَ مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُ
ص: 69
تَطْهِیراً: وَ هُوَ صَاحِبُ الطَّائِرِ حِینَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ وَ إِلَیَ (1) فَجَاءَ عَلِیٌّ فَأَكَلَ مَعَهُ وَ هُوَ صَاحِبُ سُورَةِ بَرَاءَةَ حِینَ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ سَارَ أَبُو بَكْرٍ بِالسُّورَةِ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ لَا یَبْلُغُهَا إِلَّا أَنْتَ أَوْ عَلِیٌّ إِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهُ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ هُوَ عَیْبَةُ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا(2) وَ مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْمَدِینَةَ مِنَ الْبَابِ (3) كَمَا أَمَرَ اللَّهُ فَقَالَ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(4) وَ هُوَ مُفَرِّجُ الْكَرْبِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فِی الْحُرُوبِ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَهُ وَ اتَّبَعَهُ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّی فَمَنْ أَعْظَمُ فِرْیَةً عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ مِمَّنْ قَاسَ بِهِ أَحَداً أَوْ شَبَّهَ بِهِ بَشَراً(5).
«105»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْمُعَافَا بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الثَّلْجِ (6) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی الْقَطَّانِ عَنْ جَرِیرٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ الْغِیَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(7).
«106»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] ل، [الخصال] ابْنُ نَاتَانَةَ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْهَمَذَانِیُّ وَ الْوَرَّاقُ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فِیكَ خَمْسَ خِصَالٍ فَأَعْطَانِی أَمَّا أَوَّلُهَا فَإِنِّی
ص: 70
سَأَلْتُهُ أَنْ تَنْشَقَّ الْأَرْضُ عَنِّی فَأَنْفُضَ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِی وَ أَنْتَ مَعِی فَأَعْطَانِی وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَإِنِّی سَأَلْتُهُ أَنْ یَقِفَنِی عِنْدَ كِفَّةِ الْمِیزَانِ وَ أَنْتَ مَعِی فَأَعْطَانِی وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَسَأَلْتُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَجْعَلَكَ حَامِلَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ الْمُفْلِحُونَ الْفَائِزُونَ (1) بِالْجَنَّةِ فَأَعْطَانِی وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنِّی سَأَلْتُهُ أَنْ یَسْقِیَ أُمَّتِی مِنْ حَوْضِی بِیَدِكَ فَأَعْطَانِی وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنِّی سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْعَلَكَ قَائِدَ أُمَّتِی إِلَی الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِی فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِهِ (2).
ل، [الخصال] أحمد بن إبراهیم بن بكر عن زید بن محمد البغدادی عن عبد اللّٰه بن أحمد الطائی عن أبیه عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (3)
ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بالأسانید الثلاثة: مثله (4)
صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عنه علیه السلام: مثله (5).
«107»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ: دَعَا النَّبِیُّ ص (6) أَنْ یَقِیَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ(7).
«108»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمِّهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خِصَالًا لَأَنْ یَكُونَ فِیَّ إِحْدَاهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ وَ تَرَحَّمْ عَلَیْهِ وَ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ وَ أَعِنْهُ وَ اسْتَعِنْ بِهِ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ وَ كَتِیبَةُ رَسُولِكَ (8).
ص: 71
«109»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَطْنَ قُدَیْدٍ(1) قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُوَالِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُوَاخِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْعَلَكَ وَصِیِّی فَفَعَلَ فَقَالَ رَجُلٌ (2) وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِی شَنٍّ بَالٍ خَیْرٌ مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ هَلَّا سَأَلَهُ مَلَكاً یَعْضُدُهُ عَلَی عَدُوِّهِ أَوْ كَنْزاً یَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی فَاقَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْكَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِیرٌ وَ اللَّهُ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ وَكِیلٌ (3).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ إِلَی قَوْلِهِ یَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی فَاقَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ الْآیَةَ(4).
«110»- یف، [الطرائف]: رَأَیْتُ كِتَاباً كَبِیراً مُجَلَّداً فِی مَنَاقِبِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام تَأْلِیفَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِیهِ أَحَادِیثُ جَلِیلَةٌ قَدْ صَرَّحَ فِیهَا نَبِیُّهُمْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنَّصِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْخِلَافَةِ عَلَی النَّاسِ لَیْسَ فِیهَا شُبْهَةٌ عِنْدَ ذَوِی الْإِنْصَافِ وَ هِیَ حُجَّةٌ عَلَیْهِمْ وَ فِی خِزَانَةِ مَشْهَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْغَرِیِّ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ نُسْخَةٌ مَوْقُوفَةٌ مَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَیْهَا فَلْیَطْلُبْهَا مِنْ خِزَانَتِهِ الْمَعْرُوفَةِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو عُمَرَ یُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْبِرِّ النُّمَیْرِیُّ فِی كِتَابِ الْإِسْتِیعَابِ: فَإِنَّهُ ذَكَرَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَضَائِلَ وَ نُصُوصاً صَرِیحَةً عَلَیْهِ مِنْ نَبِیِّهِمْ بِالْخِلَافَةِ وَ التَّفْضِیلِ عَلَی الْأَصْحَابِ ثُمَّ اعْتَرَفَ بِالْعَجْزِ عَنْ حَصْرِ فَضَائِلِهِ وَ ذِكْرِ فَوَاضِلِهِ.
ص: 72
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی بْنِ مَرْدَوَیْهِ: فِی كِتَابِهِ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ مِنَ الْأَخْبَارِ الشَّاهِدَةِ تَوَاتُراً وَ تَصْرِیحاً بِفَضَائِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ تَحْقِیقِ النَّصِّ عَلَیْهِ وَ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ شَیْئاً یَسِیراً مِنْ كِتَابِ أَبِی بَكْرِ بْنِ مَرْدَوَیْهِ وَ هُوَ مِنْ أَعْیَانِ رِجَالِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ فَوَجَدْتُ فِیهِ مِائَةً وَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَمَانِینَ مَنْقَبَةً رَوَاهَا عَنْ نَبِیِّهِمْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِیهَا تَصْرِیحٌ بِالنَّصِّ عَلَی خِلَافَتِهِ وَ أَنَّهُ الْقَائِمُ مَقَامَهُ فِی أُمَّتِهِ ثُمَّ ظَفِرْتُ بِأَصْلِ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِابْنِ مَرْدَوَیْهِ فَوَجَدْتُ ثَلَاثَ مُجَلَّدَاتٍ وَ هِیَ عِنْدِی وَ یَتَضَمَّنُ نُصُوصاً صَرِیحَةً عَلَی مَوْلَانَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ مُؤْمِنٍ الشِّیرَازِیُّ فِی الْكِتَابِ الَّذِی اسْتَخْرَجَهُ مِنَ التَّفَاسِیرِ الِاثْنَیْ عَشَرَ وَ هُوَ مِنْ رِجَالِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ وَ عُلَمَائِهِمْ وَ سَیَأْتِی ذِكْرُ التَّفَاسِیرِ الَّتِی اسْتَخْرَجَهُ مِنْهَا: وَ قَدْ ذَكَرَ فِی الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ تَصْرِیحَاتِهِمْ مِنْ نَبِیِّهِمْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنَّصِّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْخِلَافَةِ وَ فَضَائِلَ عَظِیمَةً.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الْأَصْفَهَانِیُّ أَسْعَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ شَفَرْوَةَ فِی كِتَابِ الْفَائِقِ: فَإِنَّهُ تَضَمَّنَ نُصُوصاً صَرِیحَةً مِنْ نَبِیِّهِمْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْخِلَافَةِ أَیْضاً وَ مَنَاقِبَ جَلِیلَةً وَ قَدْ رَأَیْتُ مِنْهُ نُسْخَةً بِخِزَانَةِ مَشْهَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْغَرِیِّ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوارَزْمِیُّ أَخْطَبُ الْخُطَبَاءِ وَ هُوَ مِنْ أَعْیَانِ عُلَمَاءِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ: فِی كِتَابِ الْأَرْبَعِینَ فِی مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّهُ مُتَضَمِّنٌ نُصُوصاً مِنْ نَبِیِّهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ فَضَائِلَ عَظِیمَةً جَلِیلَةً وَ لَا یَسَعُ تَسْمِیَةُ الْكُتُبِ فِی ذَلِكَ وَ الْفَضَائِلِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْمَعْرُوفُ بِحُجَّةِ الْإِسْلَامِ نَاصِرُ بْنُ أَبِی الْمَكَارِمِ الْمِطْرَزِیُّ الْخُوارَزْمِیُّ وَ هُوَ مِنْ أَعْیَانِ الْعُلَمَاءِ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ صَاحِبُ كِتَابِ الْغَرْبِ (1) وَ الْمَغْرِبِ وَ الْإِیضَاحِ فِی شَرْحِ الْمَقَامَاتِ فِی شَرْحِ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ فَقَالَ فِی أَوَّلِ الْكِتَابِ مَا هَذَا لَفْظُهُ: ذِكْرُ فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام بَلْ ذِكْرُ شَیْ ءٍ مِنْهَا
ص: 73
إِذْ ذِكْرُ جَمِیعِهَا یُقْصَرُ عَنْهَا بَاعُ الْإِحْصَاءِ بَلْ ذِكْرُ أَكْثَرِهَا یَضِیقُ عَنْهُ نِطَاقُ طَاقَةِ الِاسْتِقْصَاءِ یَدُلُّ عَلَی صِدْقِ مَا ذَكَرْتُهُ مَا أَنْبَأَنِی بِهِ صَدْرُ الْحُفَّاظِ الْحَسَنُ بْنُ الْعَطَاءِ الْهَمْدَانِیُّ رَفَعَهُ إِلَی أَنْ قَالَ حَدَّثَنَا صَدْرُ الْأَئِمَّةِ أَخْطَبُ الْخُطَبَاءِ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَكِّیُّ ثُمَّ الْخُوارَزْمِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی السَّیِّدُ الْإِمَامُ الْمُرْتَضَی أَبُو الْفَضْلِ الْحُسَیْنُ فِی كِتَابِهِ إِلَیَّ مِنْ مَدِینَةِ الرَّیِّ جَزَاهُ اللَّهُ عَنِّی خَیْراً أَخْبَرَنَا السَّیِّدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الْحُسَیْنِیُّ الشَّیْبَانِیُّ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ الْعَالِمُ أَبُو النَّجْمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عِیسَی الثمان [السَّمَّانُ] الرَّازِیُّ أَخْبَرَنَا الشَّیْخُ الْعَالِمُ أَبُو سَعِیدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّیْسَابُورِیُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَدِیبُ بِقِرَاءَتِی عَلَیْهِ حَدَّثَنِی الْمُعَافَا بْنُ زَكَرِیَّا أَبُو الْفَرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی الْقَطَّانِ عَنْ جَرِیرٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ أَنَّ الْغِیَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«111»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّحْوِیِّ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ الْخَلِیلِ بْنِ أَسْوَدَ النُّوشَجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ الْجُمَحِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ حَبِیبٍ النَّحْوِیِّ وَ كَانَ عُثْمَانِیّاً قَالَ: قُلْتُ لِلْخَلِیلِ بْنِ أَحْمَدَ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ(2) فَتَكْتُمُهَا عَلَیَّ قَالَ إِنَّ قَوْلَكَ یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الْجَوَابَ أَغْلَظُ مِنَ السُّؤَالِ فَتَكْتُمُهُ أَنْتَ أَیْضاً قَالَ قُلْتُ نَعَمْ أَیَّامَ حَیَاتِكَ قَالَ سَلْ قَالَ قُلْتُ مَا بَالُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحِمِهِمْ كَأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ بَنُو أُمٍّ وَاحِدَةٍ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنْ بَیْنِهِمْ كَأَنَّهُ ابْنُ عَلَّةٍ(3) قَالَ مِنْ أَیْنَ لَكَ هَذَا السُّؤَالُ قَالَ قُلْتُ قَدْ وَعَدْتَنِی الْجَوَابَ قَالَ وَ قَدْ ضَمِنْتَ لِیَ الْكِتْمَانَ قَالَ قُلْتُ أَیَّامَ حَیَاتِكَ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً تَقَدَّمَهُمْ إِسْلَاماً وَ فَاقَهُمْ عِلْماً وَ بَذَّهُمْ (4) شَرَفاً وَ رَجَحَهُمْ زُهْداً وَ طَالَهُمْ جِهَاداً
ص: 74
فَحَسَدُوهُ وَ النَّاسُ إِلَی أَشْكَالِهِمْ وَ أَشْبَاهِهِمْ أَمْیَلُ مِنْهُمْ إِلَی مَنْ بَانَ مِنْهُمْ فَافْهَمْ (1).
«112»- أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قَدِمَتْ كِنْدَةُ حُجَّاجاً قَبْلَ الْهِجْرَةِ عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَفْسَهُ عَلَیْهِمْ كَمَا كَانَ یَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَی أَحْیَاءِ الْعَرَبِ فَدَفَعَهُ بَنُو وَلِیعَةَ مِنْ بَنِی عَمْرِو بْنِ مُعَاوِیَةَ وَ لَمْ یَقْبَلُوهُ فَلَمَّا هَاجَرَ وَ تَمَهَّدَتْ دَعْوَتُهُ وَ جَاءَتْهُ وُفُودُ الْعَرَبِ جَاءَهُ وَفْدُ كِنْدَةَ فِیهِمُ الْأَشْعَثُ وَ بَنُو وَلِیعَةَ فَأَسْلَمُوا فَأَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی وَلِیعَةَ طُعْمَةً مِنْ صَدَقَاتِ حَضْرَمَوْتَ وَ كَانَ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَی حَضْرَمَوْتَ زِیَادَ بْنَ لَبِیدٍ الْبَیَاضِیَّ الْأَنْصَارِیَّ فَدَفَعَهَا زِیَادٌ إِلَیْهِمْ فَأَبَوْا أَخْذَهَا وَ قَالُوا لَا ظَهْرَ(2) لَنَا فَابْعَثْ بِهَا إِلَی بِلَادِنَا عَلَی ظَهْرٍ مِنْ عِنْدِكَ فَأَبَی زِیَادٌ وَ حَدَثَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ زِیَادٍ شَرٌّ كَادَ یَكُونُ حَرْباً فَرَجَعَ مِنْهُمْ قَوْمٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَتَبَ زِیَادٌ إِلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَشْكُوهُمْ وَ فِی هَذِهِ الْوَاقِعَةِ كَانَ الْخَبَرُ الْمَشْهُورُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِبَنِی وَلِیعَةَ لَتَنْتَهُنَّ یَا بَنِی وَلِیعَةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا عَدِیلَ نَفْسِی یَقْتُلُ مُقَاتِلَتَكُمْ وَ یَسْبِی ذَرَارِیَّكُمْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَمَا تَمَنَّیْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ وَ جَعَلْتُ أَنْصَبُ لَهُ صَدْرِی رَجَاءَ أَنْ یَقُولَ هُوَ هَذَا فَأَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ هُوَ هَذَا ثُمَّ كَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی زِیَادٍ فَوَصَلُوا إِلَیْهِ بِالْكِتَابِ وَ قَدْ تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ طَارَ الْخَبَرُ بِمَوْتِهِ إِلَی قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَارْتَدَّتْ بَنُو وَلِیعَةَ وَ غَنَّتْ بَغَایَاهُمْ وَ خَضَبْنَ لَهُ أَیْدِیَهُنَّ الْخَبَرَ انْتَهَی (3).
«113»- وَ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیُّ فِی فِرْدَوْسِ الْأَخْبَارِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ لَوْ أَنَّ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْغِیَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ.
وَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ.
وَ عَنْ أَبِی لَیْلَی الْغِفَارِیِّ: سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِیَ
ص: 75
بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ.
وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ قَبْلَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَ یُصَلِّی مَعِی وَ لَا یُصَلِّی مَعَنَا غَیْرُنَا.
وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بِلَالِ بْنِ أُحَیْحَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِیبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ یس وَ حِزْقِیلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الثَّالِثُ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُنْجِزُ عِدَاتِی وَ یَقْضِی دَیْنِی.
عِمْرَانُ بْنُ حُصَیْنٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی.
حُذَیْفَةُ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی.
ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی مِثْلُ رَأْسِی مِنْ بَدَنِی.
جَابِرٌ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَصْلِی وَ جَعْفَرٌ فَرْعِی أَوْ جَعْفَرٌ أَصْلِی وَ عَلِیٌّ فَرْعِی.
أَنَسٌ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بَابُ حِطَّةٍ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً.
أُمُّ سَلَمَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
أَبُو ذَرٍّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ بَابُ عِلْمِی وَ مُبِینٌ لِأُمَّتِی مَا أُرْسِلْتُ بِهِ مِنْ بَعْدِی حُبُّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ نِفَاقٌ وَ النَّظَرُ إِلَیْهِ رَأْفَةٌ وَ مَوَدَّتُهُ عِبَادَةٌ.
أَنَسٌ عَنْهُ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَزْهَرُ فِی الْجَنَّةِ كَكَوْكَبِ الصُّبْحِ لِأَهْلِ الدُّنْیَا.
حُذَیْفَةُ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ قَسِیمُ النَّارِ.
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: عَلِیٌّ أَقْضَانَا.
ص: 76
جَابِرٌ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ مَنْ شَكَّ فِیهِ فَقَدْ كَفَرَ وَ فِی رِوَایَةٍ مَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَّهُ یَنْتَقِمُ مِنَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ بَعْدِی.
وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْقُرْآنُ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ.
سَلْمَانُ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مُطَبَّقاً یُسَبِّحُ اللَّهَ ذَلِكَ النُّورُ وَ یُقَدِّسُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ رَكَّبَ ذَلِكَ النُّورَ فِی صُلْبِهِ فَلَمْ نَزَلْ فِی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ حَتَّی افْتَرَقْنَا فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- فَجُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سِبْطُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ حِصْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَتَی سُمِّیَ عَلِیٌّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَنْكَرُوا فَضْلَهُ سُمِّیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ آدَمُ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (2) قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ بَلَی فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنَا رَبُّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ نَبِیُّكُمْ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُكُمْ.
وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ لَمْ یُخْلَقْ عَلِیٌّ مَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ.
أَبُو أَیُّوبَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ مَعِی رَجُلٌ غَیْرُهُ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی وَ مَنْ سَبَّنِی فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ سَبَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ نَارَ جَهَنَّمَ وَ لَهُ عَذَابٌ مُقِیمٌ.
ص: 77
وَ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی وَقَارِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی شِدَّةِ بَطْشِهِ وَ إِلَی عِیسَی فِی زُهْدِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا الْمُقْبِلِ فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام.
وَ عَنْ مُعَاذٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
وَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی ابْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ.
وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّی وَ أَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یَتَزَیَّنِ الْخَلَائِقَ بِزِینَةٍ هِیَ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْهَا الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَ الدُّنْیَا لَا تُنَالُ مِنْكَ شَیْئاً.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَ لِوُلْدِكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ لِمُحِبِّی شِیعَتِكَ فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِینُ یَعْنِی مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ بَطِینٌ مِنَ الْعِلْمِ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ زَوَّجَكَ فَاطِمَةَ وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا الْأَرْضَ فَمَنْ مَشَی عَلَیْهَا مُبْغِضاً لَكَ مَشَی حَرَاماً.
وَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی.
وَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُسْلِمِینَ إِسْلَاماً وَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّمَا أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ تُؤْتَی وَ لَا تَأْتِی فَإِنْ أَتَاكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ فَسَلَّمُوا لَكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاقْبَلْهُ مِنْهُمْ وَ إِنْ لَمْ یَأْتُوكَ فَلَا تَأْتِهِمْ.
وَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حَیْدَةَ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَا كُنْتُ أُبَالِی مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِی وَ هُوَ یُبْغِضُكَ مَاتَ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً.
وَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ مُبْتَلًی بِالْخَوَارِجِ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ تُقَاتِلُهُمْ فَلَا تَتَّبِعَنَّ مُدْبِراً وَ لَا تُجْهِزَنَّ عَلَی جَرِیحٍ (1).
ص: 78
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ فِیكَ مَثَلُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَبْغَضَتْهُ الْیَهُودُ حَتَّی بُهِتَتْ أُمُّهُ وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارَی حَتَّی أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِی لَیْسَتْ لَهُ یَا عَلِیُّ یَدْخُلُ النَّارَ فِیكَ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ كِلَاهُمَا فِی النَّارِ.
وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَعَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَصًا مِنْ عِصِیِّ الْجَنَّةِ تَذُودُ بِهَا الْمُنَافِقِینَ عَنْ حَوْضِی.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ لَكَ فِی الْجَنَّةِ كَنْزاً وَ إِنَّكَ ذُو قَرْنَیْهَا.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحُجْزَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخَذْتَ أَنْتَ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَ وُلْدُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَتْ شِیعَةُ وُلْدِكَ بِحُجْزَتِكَ فَتَرَی أَیْنَ یُؤْمَرُ بِنَا.
إلی هنا انتهی ما استخرجته من كتاب ابن شیرویه من نسخة قدیمة كتبت فی زمان مؤلفه (1).
«114»- وَ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ: اعْلَمْ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ فَخَرَ بِنَفْسِهِ وَ بَالَغَ فِی تَعْدِیدِ مَنَاقِبِهِ وَ فَضَائِلِهِ بِفَصَاحَتِهِ الَّتِی آتَاهُ اللَّهُ تَعَالَی إِیَّاهَا وَ اخْتَصَّهُ بِهَا وَ سَاعَدَهُ عَلَی ذَلِكَ فُصَحَاءُ الْعَرَبِ كَافَّةً لَمْ یَبْلُغُوا إِلَی مِعْشَارِ مَا نَطَقَ بِهِ الرَّسُولُ الصَّادِقُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَمْرِهِ وَ لَسْتُ أَعْنِی بِذَلِكَ الْأَخْبَارَ الْعَامَّةَ الشَّائِعَةَ الَّتِی یَحْتَجُّ بِهَا الْإِمَامِیَّةُ عَلَی إِمَامَتِهِ كَخَبَرِ الْغَدِیرِ وَ الْمَنْزِلَةِ وَ قِصَّةِ بَرَاءَةَ وَ خَبَرِ الْمُنَاجَاةِ وَ قِصَّةِ خَیْبَرَ وَ خَبَرِ الدَّارِ بِمَكَّةَ فِی ابْتِدَاءِ الدَّعْوَةِ وَ نَحْوِ ذَلِكَ بَلِ الْأَخْبَارُ الْخَاصَّةُ الَّتِی رَوَاهَا فِیهِ أَئِمَّةُ الْحَدِیثِ الَّتِی لَمْ یَحْصُلْ أَقَلَّ الْقَلِیلِ مِنْهَا لِغَیْرِهِ وَ أَنَا أَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً یَسِیراً مِمَّا رَوَاهُ عُلَمَاءُ الْحَدِیثِ الَّذِینَ لَا یُتَّهَمُونَ فِیهِ وَ جُلُّهُمْ قَائِلُونَ بِتَفْضِیلِ غَیْرِهِ عَلَیْهِ فَرِوَایَتُهُمْ فَضَائِلَهُ تُوجِبُ مِنْ سُكُونِ النَّفْسِ مَا لَا یُوجِبُهُ رِوَایَةُ غَیْرِهِمْ.
الْخَبَرُ الْأَوَّلُ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْهَا هِیَ زِینَةُ الْأَبْرَارِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنَ الدُّنْیَا شَیْئاً
ص: 79
وَ لَا تَرْزَأُ الدُّنْیَا مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَجَعَلَكَ تَرْضَی بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ یَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً.
رَوَاهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ فِی كِتَابِهِ الْمَعْرُوفِ بِحِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ زَادَ فِیهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَنْبَلِ فِی الْمُسْنَدِ: فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ فِیكَ.
الْخَبَرُ الثَّانِی: قَالَ لِوَفْدِ ثَقِیفٍ لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا مِنِّی أَوْ قَالَ عَدِیلَ نَفْسِی فَلَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ وَ لَیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّكُمْ وَ لَیَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ قَالَ عُمَرُ فَمَا تَمَنَّیْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ وَ جَعَلْتُ أَنْصَبُ لَهُ صَدْرِی رَجَاءَ أَنْ یَقُولَ هُوَ هَذَا فَالْتَفَتَ فَأَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ هَذَا مَرَّتَیْنِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ وَ رَوَاهُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ أَنَّهُ قَالَ: لَتَنْتَهُنَّ یَا بَنِی وَلِیعَةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی یَمْضِی فِیكُمْ أَمْرِی یَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ یَسْبِی الذُّرِّیَّةَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَمَا رَاعَنِی إِلَّا بَرْدُ كَفِّ عُمَرَ فِی حُجْزَتِی مِنْ خَلْفِی یَقُولُ مَنْ تَرَاهُ یَعْنِی فَقُلْتُ إِنَّهُ لَا یَعْنِیكَ وَ إِنَّمَا یَعْنِی خَاصِفَ النَّعْلِ بِالْبَیْتِ وَ إِنَّهُ قَالَ هُوَ هَذَا.
الْخَبَرُ الثَّالِثُ: أَنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ عَهْداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی قَالَ اسْمَعْ أَنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَقُلْتُ قَدْ بَشَّرْتُهُ یَا رَبِّ فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ فَإِنْ یُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی وَ لَمْ یَظْلِمْ شَیْئاً وَ إِنْ یُتِمَّ لِی مَا وَعَدَنِی فَهُوَ أَوْلَی وَ قَدْ دَعَوْتُ لَهُ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْلُ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَهُ الْإِیمَانَ بِكَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ غَیْرَ أَنِّی مُخْتَصُّهُ بِشَیْ ءٍ مِنَ الْبَلَاءِ لَمْ أَخْتَصَّ بِهِ وَاحِداً(1) مِنْ أَوْلِیَائِی فَقُلْتُ رَبِّ أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ إِنَّهُ سَبَقَ فِی عِلْمِی إِنَّهُ لَمُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ.
ذَكَرَهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ الْأَسْلَمِیِ (2) ثُمَّ رَوَاهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ بِلَفْظٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَبَّ الْعَالَمِینَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ عَهْداً
ص: 80
أَنَّهُ رَایَةُ الْهُدَی وَ مَنَارُ الْإِیمَانِ وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ جَمِیعِ مَنْ أَطَاعَنِی إِنَّ عَلِیّاً أَمِینِی غَداً فِی الْقِیَامَةِ وَ صَاحِبُ رَایَتِی وَ بِیَدِ عَلِیٍّ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ رَحْمَةِ رَبِّی.
الْخَبَرُ الرَّابِعُ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی نُوحٍ فِی عَزْمِهِ وَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی فِطْنَتِهِ وَ إِلَی عِیسَی فِی زُهْدِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْمُسْنَدِ وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ الْبَیْهَقِیُّ: فِی صَحِیحِهِ.
الْخَبَرُ الْخَامِسُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مِیتَتِی وَ یَتَمَسَّكَ بِالْقَضِیبِ مِنَ الْیَاقُوتَةِ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَی بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا كُونِی فَكَانَتْ فَلْیَتَمَسَّكْ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
ذَكَرَهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ فِی كِتَابِ حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْمُسْنَدِ وَ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ حِكَایَةُ لَفْظِ أَحْمَدَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ الْقَضِیبَ الْأَحْمَرَ(1) الَّذِی غَرَسَهُ اللَّهُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ بِیَمِینِهِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
الْخَبَرُ السَّادِسُ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی فِیكَ مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْكَ لِلْبَرَكَةِ.
ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: فِی الْمُسْنَدِ.
الْخَبَرُ السَّابِعُ: خَرَجَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْحَجِیجِ عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ بَاهَی بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ عَامَّةً وَ غَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ بَاهَی بِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ غَفَرَ لَهُ خَاصَّةً إِنِّی قَائِلٌ لَكُمْ قَوْلًا غَیْرَ مُحَابٍ فِیهِ لِقَرَابَتِی إِنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ.
رواه أحمد بن حنبل فی كتاب فضائل علی علیه السلام و فی المسند: أیضا.
الْخَبَرُ الثَّامِنُ رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْكِتَابَیْنِ الْمَذْكُورَیْنِ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَأَقُومُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فِی ظِلِّهِ ثُمَّ أُكْسَی حُلَّةً ثُمَّ یُدْعَی بِالنَّبِیِّینَ بَعْضُهُمْ عَلَی أَثَرِ بَعْضٍ فَیَقُومُونَ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ یُكْسَوْنَ حُلَلًا ثُمَّ یُدْعَی
ص: 81
بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لِقَرَابَتِهِ مِنِّی وَ مَنْزِلَتِهِ عِنْدِی وَ یُدْفَعُ إِلَیْهِ لِوَائِی لِوَاءُ الْحَمْدِ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ تَحْتَ ذَلِكَ اللِّوَاءِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَتَسِیرُ بِهِ حَتَّی تَقِفَ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام ثُمَّ تُكْسَی حُلَّةً وَ یُنَادِی مُنَادٍ مِنَ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ- أَبْشِرْ فَإِنَّكَ تُدْعَی إِذَا دُعِیتُ وَ تُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ تُحَیَّا إِذَا حُیِّیتُ.
الْخَبَرُ التَّاسِعُ: یَا أَنَسُ اسْكُبْ لِی وَضُوءاً ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ عَلَیْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (1) وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنَ الْأَنْصَارِ(2) وَ كَتَمْتُ دَعْوَتِی فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ جَاءَ یَا أَنَسُ فَقُلْتُ عَلِیٌّ فَقَامَ إِلَیْهِ مُسْتَبْشِراً فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ جَعَلَ یَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ مِنْكَ الْیَوْمَ تَصْنَعُ بِی شَیْئاً مَا صَنَعْتَهُ بِی قَبْلُ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنْتَ تُؤَدِّی عَنِّی وَ تُسْمِعُهُمْ صَوْتِی وَ تُبَیِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ بَعْدِی.
رَوَاهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ.
الْخَبَرُ الْعَاشِرُ: ادْعُوا لِی سَیِّدَ الْعَرَبِ عَلِیّاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَلَمَّا جَاءَ أَرْسَلَ إِلَی الْأَنْصَارِ فَأَتَوْهُ فَقَالَ لَهُمْ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا عَلِیٌّ فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی بِالَّذِی قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
رَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ.
الْخَبَرُ الْحَادِیَ عَشَرَ: مَرْحَباً بِسَیِّدِ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ فَقِیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام كَیْفَ شُكْرُكَ فَقَالَ أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَی مَا آتَانِی وَ أَسْأَلُهُ الشُّكْرَ عَلَی مَا أَوْلَانِی وَ أَنْ یَزِیدَنِی مِمَّا أَعْطَانِی.
ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْحِلْیَةِ أَیْضاً.
ص: 82
الْخَبَرُ الثَّانِیَ عَشَرَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مَمَاتِی وَ یَسْكُنَ جَنَّةَ عَدْنٍ الَّتِی غَرَسَهَا رَبِّی فَلْیُوَالِ عَلِیّاً مِنْ بَعْدِی وَ لْیُوَالِ وَلِیَّهُ وَ لْیَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِی فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِی خُلِقُوا مِنْ طِینَتِی وَ رُزِقُوا فَهْماً وَ عِلْماً فَوَیْلٌ لِلْمُكَذِّبِینَ مِنْ أُمَّتِی الْقَاطِعِینَ فِیهِمْ صِلَتِی لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِی.
ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْحِلْیَةِ أَیْضاً.
الْخَبَرُ الثَّالِثَ عَشَرَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ فِی سَرِیَّةٍ وَ بَعَثَ عَلِیّاً فِی سَرِیَّةٍ أُخْرَی وَ كِلَاهُمَا إِلَی الْیَمَنِ وَ قَالَ إِنِ اجْتَمَعْتُمَا فَعَلِیٌّ عَلَی النَّاسِ وَ إِنْ افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا عَلَی جُنْدِهِ فَاجْتَمَعَا وَ أَغَارَا وَ سَبَیَا نِسَاءً وَ أَخَذَا أَمْوَالًا وَ قَتَلَا نَاساً وَ أَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام جَارِیَةً فَاخْتَصَّهَا لِنَفْسِهِ فَقَالَ خَالِدٌ لِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ مِنْهُمْ بُرَیْدَةُ الْأَسْلَمِیُّ اسْبَقُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاذْكُرُوا لَهُ كَذَا وَ اذْكُرُوا لَهُ كَذَا لِأُمُورٍ عَدَّدَهَا عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَسَبَقُوا إِلَیْهِ فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنْ جَانِبِهِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً فَعَلَ كَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَجَاءَ الْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً فَعَلَ كَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَجَاءَ بُرَیْدَةُ الْأَسْلَمِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلِیّاً فَعَلَ كَذَا وَ أَخَذَ جَارِیَةً لِنَفْسِهِ فَغَضِبَ حَتَّی احْمَرَّ وَجْهُهُ وَ قَالَ دَعُوا لِی عَلِیّاً یُكَرِّرُهَا إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ وَ إِنَّ حَظَّهُ فِی الْخُمُسِ أَكْثَرُ مِمَّا أَخَذَ وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِی.
رَوَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ رَوَاهُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ رَوَاهُ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِینَ.
الْخَبَرُ الرَّابِعَ عَشَرَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ فِیهِ وَ جَعَلَهُ جُزْءَیْنِ فَجُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ وَ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ ذَكَرَهُ صَاحِبُ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ وَ زَادَ فِیهِ: ثُمَّ انْتَقَلْنَا حَتَّی صِرْنَا فِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَكَانَ لِیَ النُّبُوَّةُ وَ لِعَلِیٍّ الْوَصِیَّةُ.
الْخَبَرُ الْخَامِسَ عَشَرَ: النَّظَرُ إِلَی وَجْهِكَ یَا عَلِیُّ عِبَادَةٌ أَنْتَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ مَنْ أَحَبَّكَ أَحَبَّنِی وَ حَبِیبِی حَبِیبُ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ الْوَیْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ قَالَ وَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ یُفَسِّرُهُ
ص: 83
فَیَقُولُ: إِنَّ مَنْ یَنْظُرُ إِلَیْهِ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْلَمَ هَذَا الْفَتَی سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَشْجَعَ هَذَا الْفَتَی سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَفْصَحَ هَذَا الْفَتَی.
الْحَدِیثُ السَّادِسَ عَشَرَ: لَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ بَدْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَسْتَقِی لَنَا مَاءً فَأَحْجَمَ النَّاسُ فَقَامَ عَلِیٌّ فَاحْتَضَنَ قِرْبَةً ثُمَّ أَتَی بِئْراً بَعِیدَةَ الْقَعْرِ مُظْلِمَةً فَانْحَدَرَ فِیهَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ أَنْ تَأَهَّبُوا لِنَصْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَخِیهِ وَ حِزْبِهِ فَهَبَطُوا عَنِ السَّمَاءِ لَهُمْ لَغَطٌ یُذْعَرُ مَنْ یَسْمَعُهُ فَلَمَّا حَاذُوا الْبِئْرَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ إِكْرَاماً لَهُ وَ إِجْلَالًا.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ زَادَ فِیهِ فِی طَرِیقٍ آخَرَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: لَتُؤْتَیَنَّ یَا عَلِیُّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَتَرْكَبُهَا وَ رُكْبَتُكَ مَعَ رُكْبَتِی وَ فَخِذُكَ مَعَ فَخِذِی حَتَّی نَدْخُلَ الْجَنَّةَ(1).
الْحَدِیثُ السَّابِعَ عَشَرَ: خَطَبَ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ قَدِّمُوا قُرَیْشاً وَ لَا تَقَدَّمُوهَا وَ تَعَلَّمُوا مِنْهَا وَ لَا تُعَلِّمُوهَا قُوَّةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ تَعْدِلُ قُوَّةَ رَجُلَیْنِ مِنْ غَیْرِهِمْ وَ أَمَانَةُ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ تَعْدِلُ أَمَانَةَ رَجُلَیْنِ مِنْ غَیْرِهِمْ أَیُّهَا النَّاسُ أُوصِیكُمْ بِحُبِّ ذِی قُرْبَاهَا أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی عَذَّبَهُ اللَّهُ بِالنَّارِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام.
الْحَدِیثُ الثَّامِنَ عَشَرَ: الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِیبٌ النَّجَّارُ الَّذِی جَاءَ مِنْ أَقْصَی الْمَدِینَةِ یَسْعَی وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِی كَانَ یَكْتُمُ إِیمَانَهُ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی كِتَابِ فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام.
الْحَدِیثُ التَّاسِعَ عَشَرَ: أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ خَمْساً هُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا أَمَّا وَاحِدَةٌ فَهُوَ مُتَّكَایَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِهِ آدَمُ وَ مَنْ وُلِدَ تَحْتَهُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَوَاقِفٌ عَلَی عُقْرِ حَوْضِی یَسْقِی مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِی وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَسَاتِرُ عَوْرَتِی وَ مُسَلِّمِی إِلَی رَبِّی وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ
ص: 84
فَإِنِّی لَسْتُ أَخْشَی عَلَیْهِ أَنْ یَعُودَ كَافِراً بَعْدَ إِیمَانٍ وَ لَا زَانِیاً بَعْدَ إِحْصَانٍ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی كِتَابِ الْفَضَائِلِ.
الْحَدِیثُ الْعِشْرُونَ: كَانَتْ لِجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَوْماً سُدُّوا كُلَّ بَابٍ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ فَسُدَّتْ فَقَالَ فِی ذَلِكَ قَوْمٌ حَتَّی بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ فِیهِمْ فَقَالَ إِنَّ قَوْماً قَالُوا فِی سَدِّ الْأَبْوَابِ وَ تَرْكِ بَابِ عَلِیٍ (1) إِنِّی مَا سَدَدْتُ وَ لَا فَتَحْتُ وَ لَكِنِّی أُمِرْتُ بِأَمْرٍ فَاتَّبَعْتُهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ مِرَاراً وَ فِی كِتَابِ الْفَضَائِلِ.
الْحَدِیثُ الْحَادِی وَ الْعِشْرُونَ: دَعَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلِیّاً فِی غَزَاةِ الطَّائِفِ فَانْتَجَاهُ وَ أَطَالَ نَجْوَاهُ حَتَّی كَرِهَ قَوْمٌ مِنَ الصَّحَابَةِ ذَلِكَ فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَقَدْ أَطَالَ الْیَوْمَ نَجْوَی ابْنِ عَمِّهِ فَبَلَغَهُ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ فَجَمَعَ مِنْهُمْ قَوْماً ثُمَّ قَالَ إِنَّ قَائِلًا قَالَ لَقَدْ أَطَالَ الْیَوْمَ نَجْوَی ابْنِ عَمِّهِ أَمَا إِنِّی مَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ.
الْحَدِیثُ الثَّانِی وَ الْعِشْرُونَ: أَخْصِمُكَ یَا عَلِیُّ بِالنُّبُوَّةِ فَلَا نُبُوَّةَ بَعْدِی وَ تَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ لَا یُحَاجُّكَ فِیهَا أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَنْتَ أَوَّلُهُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ وَ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْدَلُهُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَبْصَرُهُمْ بِالْقَضِیَّةِ وَ أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً.
رَوَاهُ أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ.
الْخَبَرُ الثَّالِثُ وَ الْعِشْرُونَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِنَّكَ زَوَّجْتَنِی فَقِیراً لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً أَ لَا تَعْلَمِینَ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا أَبَاكِ ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَیْهَا ثَانِیَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا بَعْلَكِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ.
الْحَدِیثُ الرَّابِعُ وَ الْعِشْرُونَ: لَمَّا أُنْزِلَ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ بَعْدَ انْصِرَافِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ غَزَاةِ حُنَیْنٍ جَعَلَ یُكْثِرُ مِنْ سُبْحَانَ اللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ مَا وُعِدْتُ بِهِ جَاءَ الْفَتْحُ وَ دَخَلَ النَّاسُ فِی دِینِ اللَّهِ أَفْواجاً
ص: 85
وَ إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ أَحَقَّ مِنْكَ بِمَقَامِی لِقِدَمِكَ فِی الْإِسْلَامِ وَ قُرْبِكَ مِنِّی وَ صِهْرِكَ وَ عِنْدَكَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ قَبْلَ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ بَلَاءِ أَبِی طَالِبٍ عِنْدِی حِینَ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَأَنَا حَرِیصٌ عَلَی أَنْ أُرَاعِیَ ذَلِكَ لِوَلَدِهِ.
رواه أبو إسحاق الثعلبی فی تفسیر القرآن: و اعلم أنا إنما ذكرنا هذه الأخبار هاهنا لأن كثیرا من المنحرفین عنه علیه السلام إذا مروا علی كلامه فی نهج البلاغة و غیره المتضمن للتحدث بنعمة اللّٰه علیه من اختصاص الرسول صلی اللّٰه علیه و آله له و تمییزه إیاه عن غیره ینسبونه إلی التیه و الزهو و الفخر و لقد سبقهم بذلك قوم من الصحابة قیل لعمر ول علیا أمر الجیش و الحرب فقال هو أتیه (1) من ذلك و قال زید بن ثابت ما رأینا أزهی من علی و أسامة فأردنا بإیراد هذه الأخبار هاهنا عند تفسیر قوله نحن الشعار و الأصحاب و نحن الخزنة و الأبواب أن ننبه علی عظیم منزلته (2) عند الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و أن من قیل فی حقه ما قیل لو رقی إلی السماء و عرج فی الهواء و فخر علی الملائكة و الأنبیاء تعظما و تبجحا(3) لم یكن ملوما بل كان بذلك جدیرا فكیف و هو علیه السلام لم یسلك قط مسلك التعظم و التكبر فی شی ء من أقواله و لا من أفعاله و كان ألطف البشر خلقا و أكرمهم طبعا و أشدهم تواضعا و أكثرهم احتمالا و أحسنهم بشرا و أطلقهم وجها حتی نسبه من نسبه إلی الدعابة و المزاح و هما خلقان ینافیان التكبر و الاستطالة و إنما یذكر(4) أحیانا ما یذكره من هذا النوع نفثة مصدور و شكوی مكروب و تنفس مهموم و لا یقصد به إذا ذكره إلا شكر النعمة و تنبیه الغافل علی ما خصه اللّٰه به من الفضیلة فإن ذلك من باب الأمر بالمعروف و الحض علی اعتقاد الحق و الصواب فی أمره و النهی عن المنكر الذی هو تقدیم غیره علیه فی الفضل فقد نهی اللّٰه سبحانه
ص: 86
عن ذلك فقال أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1): و قال فی شرح قوله صلوات اللّٰه علیه نحن شجرة النبوة و محط الرسالة و مختلف الملائكة و معادن العلم و ینابیع الحكم ناصرنا و محبنا ینتظر الرحمة و عدونا و مبغضنا ینتظر السطوة اعلم أنه إن أراد بقوله نحن مختلف الملائكة جماعة من جملتها رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فلا ریب فی صحة القضیة و صدقها و إن أراد بها نفسه و ابنیه فهو أیضا صحیحة(2)
فَقَدْ جَاءَ فِی الْأَخْبَارِ الصَّحِیحَةِ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا جَبْرَئِیلُ إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ أَنَا مِنْكُمَا.
وَ رَوَی أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ مَرْفُوعاً: لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ مَعِی وَ مَعَ عَلِیٍّ ثَالِثٌ لَنَا وَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یَظْهَرَ أَمْرُ الْإِسْلَامِ وَ یَتَسَامَعَ النَّاسُ بِهِ.
وَ فِی خُطْبَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ لَمَّا قُبِضَ أَبُوهُ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ لَمْ یَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَا یُدْرِكْهُ الْآخَرُونَ كَانَ یَبْعَثُهُ رَسُولُ اللَّهِ لِلْحَرْبِ وَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ علیه السلام عَنْ یَسَارِهِ.
وَ جَاءَ فِی الْحَدِیثِ: أَنَّهُ سُمِعَ یَوْمَ أُحُدٍ صَوْتٌ مِنَ الْهَوَاءِ مِنْ جِهَةِ السَّمَاءِ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هَذَا صَوْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام .
و أما قوله و معادن العلم و ینابیع الحكم یعنی الحكمة أو الحكم الشرعی فإنه إن عنی بها نفسه و ذریته فإن الأمر فیها ظاهر جدا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِینَةَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ وَ قَالَ أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ.
و القضاء أمر یستلزم علوما كثیرة
وَ جَاءَ فِی الْخَبَرِ: أَنَّهُ بَعَثَهُ إِلَی الْیَمَنِ قَاضِیاً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ كُهُولٌ وَ ذَوُو أَسْنَانٍ وَ أَنَا فَتًی وَ رُبَّمَا لَمْ أُصِبْ فِیمَا أَحْكُمُ بِهِ بَیْنَهُمْ فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ سَیُثْبِتُ قَلْبَكَ وَ یَهْدِی لِسَانَكَ.
و جاء فی تفسیر قوله تعالی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(3) سألت اللّٰه أن یجعلها أذنك ففعل و جاء فی تفسیر
ص: 87
قوله تعالی أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (1) أنها نزلت فی علی علیه السلام و ما خص به من العلم و جاء فی تفسیر قوله تعالی أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) أنا علی بینة من ربی و الشاهد علی علیه الصلاة و السلام
وَ رَوَی الْمُحَدِّثُونَ: أَنَّهُ قَالَ لِفَاطِمَةَ عَلَیْهَا الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَعْلَمَهُمْ عِلْماً.
وَ رَوَی الْمُحَدِّثُونَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی نُوحٍ فِی عَزْمِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی عِلْمِهِ وَ عِیسَی فِی وَرَعِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
و بالجملة فحاله فی العلم حالة رفیعة جدا لم یلحقه أحد فیها و لا قاربه و حق له أن یصف نفسه بأنه معادن العلم و ینابیع الحكم فلا أحد أحق به منها بعد رسول اللّٰه ص (3). و قال فی موضع آخر و الذی صح عندی هو
أَنَّهُ علیه السلام قَالَ لَهُمْ یَوْمَ الشُّورَی: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَ فِیكُمْ أَحَدٌ آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ حَیْثُ آخَی بَیْنَ بَعْضِ الْمُسْلِمِینَ وَ بَعْضٍ غَیْرِی فَقَالُوا لَا فَقَالَ أَ فِیكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ غَیْرِی فَقَالُوا لَا فَقَالَ أَ فِیكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی غَیْرِی قَالُوا لَا قَالَ أَ فِیكُمْ مَنِ ائْتُمِنَ عَلَی سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ
قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُؤَدِّی (4) عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی غَیْرِی قَالُوا لَا قَالَ أَ لَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرُّوا عَنْهُ فِی الْحَرْبِ فِی غَیْرِ مَوْطِنٍ وَ مَا فَرَرْتُ قَطُّ قَالُوا بَلَی قَالَ أَ تَعْلَمُونَ أَنِّی أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَاماً قَالُوا بَلَی قَالَ فَأَیُّنَا أَقْرَبُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَسَباً قَالُوا أَنْتَ الْخَبَرَ(5).
وَ قَالَ وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِی
ص: 88
رَبِّهِمْ (1) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ عُبَیْدَةُ وَ عُتْبَةُ وَ شَیْبَةُ وَ الْوَلِیدُ(2).
و قال فی موضع آخر كان أمیر المؤمنین علیه السلام ذا أخلاق متضادة فمنها أن الغالب علی أهل الإقدام و المغامرة(3) و الجرأة أن یكونوا ذوی قلوب قاسیة و فتك و تنمر(4) و جبریة و الغالب علی أهل الزهد و رفض الدنیا و هجران ملاذها و الاشتغال بمواعظ الناس و تخویفهم المعاد و تذكیرهم الموت أن یكونوا ذوی رقة و لین و ضعف قلب و خور طبع (5) و هاتان حالتان متضادتان و قد اجتمعتا له علیه السلام و منها أن الغالب علی ذوی الشجاعة و إراقة الدماء أن یكونوا ذوی أخلاق سبعیة و طباع حوشیة و غرائز وحشیة و كذلك الغالب علی أهل الزهادة و أرباب الوعظ و التذكیر و رفض الدنیا أن یكونوا ذوی انقباض فی الأخلاق و عبوس فی الوجوه و نفار من الناس و استیحاش و أمیر المؤمنین علیه السلام كان أشجع الناس و أعظمهم إراقة للدم و أزهد الناس و أبعدهم عن ملاذ الدنیا و أكثرهم وعظا و تذكیرا بأیام اللّٰه و مثلاته و أشدهم اجتهادا فی العبادة و آدابا لنفسه فی المعاملة و كان مع ذلك ألطف العالم أخلاقا و أسفرهم وجها و أكثرهم بشرا و أوفاهم هشاشة و بشاشة و أبعدهم عن انقباض موحش أو خلق نافر أو تجهم (6) مباعد أو غلظة و فظاظة ینفر معهما نفس أو یتكدر معهما قلب حتی عیب بالدعابة و لما لم یجدوا فیه مغمزا و لا مطعنا تعلقوا بها و اعتمدوا فی التنفیر عنه علیها و تلك شكاة ظاهر عنك عارها و هذا من عجائبه و غرائبه اللطیفة.
و منها أن الغالب علی شرفاء الناس و من هو من أهل السیادة و الرئاسة
ص: 89
أن یكون ذا كبر و تیه و تعظم خصوصا إذا أضیف إلی شرفه من جهة النسب شرفه من جهات أخری و كان أمیر المؤمنین علیه السلام فی مصاص (1) الشرف و معدنه لا یشك عدو و لا صدیق أنه أشرف خلق اللّٰه نسبا بعد ابن عمه صلوات اللّٰه علیه و قد حصل له من الشرف غیر شرف النسب جهات كثیرة متعددة قد ذكرنا بعضها و مع ذلك فكان أشد الناس تواضعا لصغیر و كبیر و ألینهم عریكة و أسمحهم خلقا و أبعدهم عن الكبر و أعرفهم بحق و كانت حاله هذه حاله فی كل زمانیه (2) زمان خلافته و الزمان الذی قبله ما غیرت سجیته الإمرة و لا أحالت خلقته الرئاسة و كیف تحیل الرئاسة خلقه و ما زال رئیسا و كیف تغیر الإمرة سجیته و ما برح أمیرا لم یستفد بالخلافة شرفا و لا اكتسب بها زینة بل هو كما قال عبد اللّٰه بن أحمد بن حنبل ذكر ذلك الشیخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علی الجوزی فی تاریخه المعروف بالمنتظم قال تذاكروا عند أحمد خلافة أبی بكر و علی علیه السلام و قالوا فأكثروا فرفع رأسه إلیهم و قال قد أكثرتم إن علیا لم تزنه الخلافة و لكنه زانها و هذا الكلام دال بفحواه و مفهومه علی أن غیره ازداد(3) بالخلافة و تممت نقیصته و أن علیا لم یكن فیه نقص یحتاج إلی أن یتمم بالخلافة و كانت الخلافة ذات نقص فی نفسها فتم نقصها بولایته إیاها. و منها أن الغالب علی ذوی الشجاعة و قتل الأنفس و إراقة الدماء أن یكونوا قلیلی الصفح بعیدی العفو لأن أكبادهم واغرة(4) و قلوبهم ملتهبة و القوة الغضبیة عندهم شدیدة و قد علمت حال أمیر المؤمنین علیه السلام فی كثرة إراقة الدم و ما عنده من الحلم و الصفح و مغالبة هوی النفس و قد رأیت فعله یوم الجمل. و منها أنا ما رأینا شجاعا جوادا قط كان عبد اللّٰه بن الزبیر شجاعا و كان
ص: 90
أبخل الناس و كان الزبیر أبوه شجاعا و كان شحیحا قال له عمر لو ولیتها لظلت تلاطم الناس فی البطحاء علی الصاع و المد و أراد علی علیه السلام أن یحجر علی عبد اللّٰه بن جعفر لتبذیره المال فاحتال لنفسه فشارك الزبیر فی أمواله و تجاراته فقال علیه السلام أما إنه قد لاذ بملاذ و لم یحجر علیه و كان طلحة شجاعا و كان شحیحا أمسك عن الإنفاق حتی خلف من الأموال ما لا یأتی علیه الحصر و كان عبد الملك شجاعا و كان شحیحا كان یضرب به المثل فی الشح و سمی رشح الحجر لبخله و قد علمت حال أمیر المؤمنین علیه السلام فی الشجاعة و السخاء كیف هی و هذا من أعاجیبه أیضا(1). و قال فی موضع آخر:
رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیهما السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَرَی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الضَّوْءَ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ (2).
و قال فی موضع آخر: أقسام العدالة ثلاثة هی الأصول و ما عداها من الفضائل فروع علیها. الأولی الشجاعة و یدخل فیها السخاء لأنه شجاعة و تهوین للمال كما أن الشجاعة الأصلیة تهوین للنفس فالشجاع فی الحرب جواد بنفسه و الجواد بالمال شجاع فی إنفاقه فلهذا قال الطائی
أیقنت أن من السماح شجاعة***تدعی و أن من الشجاعة جودا
و الثانیة العفة و یدخل فیها القناعة و الزهد و العزلة و الثالثة الحكمة و هی أشرفها و لم تحصل العدالة الكاملة لأحد من البشر بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلا لهذا الرجل و من أنصف علم صحة ذلك فإن شجاعته و جوده و عفته و قناعته و زهده یضرب بها الأمثال و أما الحكمة و البحث فی الأمور الإلهیة فلم یكن من أحد(3) من العرب و لا نقل فی كلام أكابرهم و أصاغرهم شی ء من ذلك أصلا و هذا مما كانت الیونانیون و أوائل الحكماء و أساطین الحكمة ینفردون به و أول من
ص: 91
خاض فیه من العرب علی علیه السلام و لهذا تجد المباحث الدقیقة فی التوحید و العدل مبثوثة عنه فی فرش كلامه و خطبه و لا تجد فی كلام أحد من الصحابة و التابعین كلمة واحدة من ذلك و لا یتصورونه و لو فهموه لم یفهموه و أنی للعرب ذلك و لهذا انتسب المتكلمون الذین لججوا فی بحار المعقولات إلیه خاصة دون غیره و سموه أستاذهم و رئیسهم و اجتذبه كل فرقة من الفرق إلی نفسها أ لا تری أن أصحابنا ینتهون (1) إلی واصل بن عطاء و واصل تلمیذ أبی هاشم بن محمد بن الحنفیة و أبو هاشم تلمیذ أبیه محمد و محمد تلمیذ أبیه علی علیه السلام فأما الشیعة من الإمامیة و الزیدیة و الكیسانیة فانتماؤهم إلیه ظاهر و أما الأشعریة فإنهم بالآخرة ینتمون إلیه لأن أبا الحسن الأشعری تلمیذ شیخنا أبی علی و أبو علی تلمیذ أبی یعقوب الشحام و أبو یعقوب تلمیذ أبی الهذیل و أبو الهذیل تلمیذ عثمان الطویل و عثمان الطویل تلمیذ واصل بن عطاء فعاد الأمر إلی انتهاء الأشعریة إلی علی علیه السلام و أما الكرامیة فإن ابن الهیصم ذكر فی كتابه المعروف بكتاب المقالات أن أصل مقالتهم و عقیدتهم تنتهی إلی علی علیه السلام من طریقین أحدهما أنهم یسندون اعتقادهم عن شیخ بعد شیخ إلی أن ینتهی إلی سفیان الثوری ثم قال و سفیان الثوری من الزیدیة ثم سأل نفسه فقال إذا كان شیخكم الأكبر الذی تنتهون إلیه زیدیا فما بالكم أنتم لم تكونوا زیدیة(2) و أجاب بأن سفیان الثوری و إن اشتهر عنه الزیدیة إلا أن تزیده إنما كان عبارة من موالاة أهل البیت و إنكار ما كان بنو أمیة علیه من الظلم و إجلال زید بن علی و تعظیمه و تصویبه فی أحكامه و أحواله و لم ینقل عن سفیان الثوری أنه طعن فی أحد من الصحابة.
الطریق الثانی أنه عد مشایخهم واحدا فواحدا حتی انتهی إلی علماء الكوفة من أصحاب علی علیه السلام كسلمة بن كهیل و حبة العرنی و سالم بن أبی
ص: 92
الجعد و الفضل بن دكین و شعبة و الأعمش و علقمة و هبیرة ابن مریم (1) و أبی إسحاق السبیعی و غیرهم ثم قال و هؤلاء أخذوا العلم من علی بن أبی طالب علیهما السلام فهو رئیس أهل الجماعة یعنی أصحابه و أقوالهم منقولة عنه و مأخوذة منه و أما الخوارج
فانتماؤهم إلیه ظاهر أیضا مع طعنهم فیه لأنهم أصحابه كانوا و عنه مرقوا بعد أن تعلموا عنه و اقتبسوا منه و هم شیعته و أنصاره بالجمل و صفین و لكن الشیطان ران علی قلوبهم و أعمی بصائرهم (2).
و قال فی موضع آخر أ لیس یعلم معاویة و غیره من الصحابة
أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ فِی أَلْفِ مَقَامٍ: أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ وَ نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ قَوْلِهِ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ قَوْلِهِ أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ وَ قَوْلِهِ (3) هَذَا أَخِی وَ قَوْلِهِ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قَوْلِهِ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ وَ قَوْلِهِ إِنَّهُ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی وَ قَوْلِهِ (4) لَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ قَوْلِهِ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَی أَرْبَعَةٍ وَ جَعَلَهُ أَوَّلَهُمْ وَ قَوْلِهِ لِعَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ وَ قَوْلِهِ سَتُقَاتِلُ النَّاكِثِینَ وَ القَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ بَعْدِی.
إلی غیر ذلك مما یطول تعداده جدا و یحتاج إلی كتاب مفرد یوضع له (5).
«115»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالُوا: إِنَّ رَجُلًا فَاخَرَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَیْ أَخِی فَاخِرِ الْعَرَبَ فَأَنْتَ أَكْرَمُهُمْ ابْنَ عَمٍّ وَ أَكْرَمُهُمْ أَباً وَ أَكْرَمُهُمْ أَخاً وَ أَكْرَمُهُمْ نَفْساً(6) وَ أَكْرَمُهُمْ زَوْجَةً وَ أَكْرَمُهُمْ وَلَداً وَ أَكْرَمُهُمْ
ص: 93
عَمّاً وَ أَكْرَمُهُمْ غَنَاءً(1) بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ أَتَّمُهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَنْتَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِسُنَنِ اللَّهِ وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً وَ أَجْوَدُهُمْ كَفّاً وَ أَزْهَدُهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ أَشَدُّهُمْ اجْتِهَاداً وَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً وَ أَصْدَقُهُمْ لِسَاناً وَ أَحَبُّهُمْ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیَّ وَ سَتَبْقَی بَعْدِی ثَلَاثِینَ سَنَةً تَعْبُدُ اللَّهَ وَ تَصْبِرُ عَلَی ظُلْمِ قُرَیْشٍ ثُمَّ تُجَاهِدُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ إِذَا وَجَدْتَ أَعْوَاناً تُقَاتِلُ عَلَی تَأْوِیلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَی تَنْزِیلِهِ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ تُقْتَلُ شَهِیداً تُخْضَبُ لِحْیَتُكَ مِنْ دَمِ رَأْسِكَ قَاتِلُكَ یَعْدِلُ عَاقِرَ النَّاقَةِ فِی الْبُغْضِ إِلَی اللَّهِ وَ الْبُعْدِ مِنَ اللَّهِ وَ یَعْدِلُ قَاتِلَ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا وَ فِرْعَوْنَ ذَا الْأَوْتَادِ.
قال أبان: و حدثت بهذا الحدیث الحسن البصری عن أبی ذر قال صدق أبو ذر و لعلی بن أبی طالب علیهما السلام السابقة فی الدین و العلم و علی الحكمة و الفقه و علی الرأی و الصحبة و علی الفضل (2) فی البسطة و فی العشیرة و فی الصهر و فی النجدة و فی الحرب و فی الجود و فی الماعون (3) و علی العلم بالقضاء و علی القرابة و علی البلاء(4) إن علیا فی كل أمره علی و صلی علیه (5) ثم بكی حتی بل لحیته فقلت له یا أبا سعید أ تقول ذلك لأحد غیر النبی إذا ذكرته قال ترحم علی المسلمین إذا ذكرتهم و تصلی علی آل محمد ص (6) و إن علیا خیر آل محمد فقلت یا أبا سعید خیر من حمزة و جعفر و خیر من فاطمة و الحسن و الحسین فقال إی و اللّٰه إنه لخیر منهم و من یشك أنه خیر منهم ثم إنه قال لم یجر علیهم (7)
ص: 94
اسم شرك و لا كفر و لا عبادة صنم و لا شرب خمر و علی خیر منهم بالسبق إلی الإسلام و العلم بكتاب اللّٰه و سنة نبیه و
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ: زَوَّجْتُكِ خَیْرَ أُمَّتِی.
فلو كان فی الأمة خیر منه لاستثناه و إن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله آخی بین أصحابه و آخی بین علی و بین نفسه فرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله خیرهم نفسا و خیرهم أخا و نصبه یوم غدیر خم للناس و أوجب له الولایة علی الناس مثل ما أوجب لنفسه (1) و
قَالَ لَهُ: أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی.
و لم یقل ذلك لأحد من أهل بیته و لا لأحد من أمته غیره فی سوابق كثیرة(2) لیس لأحد من الناس مثلها.
فقلت له (3) من خیر هذه الأمة بعد علی قال زوجته و ابناه قلت ثم من قال ثم جعفر و حمزة خیر الناس و أصحاب الكساء الذین نزلت فیهم آیة التطهیر ضم فیه صلی اللّٰه علیه و آله نفسه و علیا و فاطمة و الحسن و الحسین ثم قال هؤلاء ثقلی (4) و عترتی فی أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا فقالت أم سلمة أدخلنی معك فی الكساء فقال لها یا أم سلمة أنت بخیر و إلی خیر و إنما نزلت هذه الآیة فی و فی هؤلاء فقلت اللّٰه یا أبا سعید ما ترویه فی علی علیه السلام و ما سمعتك تقول فیه قال یا أخی احقن
بذلك دمی بین هؤلاء الجبابرة(5) الظلمة لعنهم اللّٰه یا أخی لو لا ذلك لقد شالت بی الخشب و لكنی أقول ما سمعت فیبلغهم ذلك فیكفون عنی و إنما أعنی ببغض علی غیر علی بن أبی طالب علیهما السلام فیحسبون أنی لهم ولی قال اللّٰه عز و جل ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ هی التقیة(6).
«116»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَیْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی ذَرٍّ حَدِّثْنِی رَحِمَكَ
ص: 95
اللَّهُ بِأَعْجَبَ مَا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُهُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ لَتِسْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ لَیْسَ لَهُمْ تَسْبِیحٌ وَ لَا عِبَادَةٌ إِلَّا الطَّاعَةُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْبَرَاءَةُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ الِاسْتِغْفَارُ لِشِیعَتِهِ قُلْتُ فَغَیْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَصَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ بِطَاعَةِ عَلِیٍّ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ الِاسْتِغْفَارِ لِشِیعَتِهِ قُلْتُ فَغَیْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَمْ یَزَلِ اللَّهُ یَحْتَجُّ بِعَلِیٍّ فِی كُلِّ أُمَّةٍ فِیهَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ أَشْهَدُهُمْ (1) مَعْرِفَةً لِعَلِیٍّ أَعْظَمُهُمْ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ قُلْتُ فَغَیْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِیٌّ مَا عُرِفَ اللَّهُ وَ لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِیٌّ مَا عُبِدَ اللَّهُ وَ لَوْ لَا أَنَا وَ عَلِیٌّ مَا كَانَ ثَوَابٌ وَ لَا عِقَابٌ وَ لَا یَسْتُرُ عَلِیّاً عَنِ اللَّهِ سِتْرٌ وَ لَا یَحْجُبُهُ عَنِ اللَّهِ حِجَابٌ وَ هُوَ السِّتْرُ وَ الْحِجَابُ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ.
قَالَ سُلَیْمٌ ثُمَّ سَأَلْتُ الْمِقْدَادَ فَقُلْتُ حَدِّثْنِی رَحِمَكَ اللَّهُ بِأَفْضَلِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَوَحَّدَ بِمُلْكِهِ فَعَرَّفَ أَنْوَارَهُ نَفْسَهُ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَیْهِمْ وَ أَبَاحَهُمْ جَنَّتَهُ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یُطَهِّرَ قَلْبَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ عَرَّفَهُ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَطْمِسَ عَلَی قَلْبِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ مَعْرِفَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا اسْتَوْجَبَ آدَمُ أَنْ یَخْلُقَهُ اللَّهُ وَ یَنْفُخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ وَ أَنْ یَتُوبَ عَلَیْهِ وَ یَرُدَّهُ إِلَی جَنَّتِهِ إِلَّا بِنُبُوَّتِی وَ الْوَلَایَةِ لِعَلِیٍّ بَعْدِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَرَی إِبْرَاهِیمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لَا اتَّخَذَهُ خَلِیلًا إِلَّا بِنُبُوَّتِی وَ الْإِقْرَارِ لِعَلِیٍّ بَعْدِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی تَكْلِیماً وَ لَا أَقَامَ عِیسَی آیَةً لِلْعَالَمِینَ إِلَّا بِنُبُوَّتِی وَ مَعْرِفَةِ عَلِیٍّ بَعْدِی وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا تَنَبَّأَ نَبِیٌّ إِلَّا بِمَعْرِفَتِی وَ الْإِقْرَارِ لَنَا بِالْوَلَایَةِ وَ لَا اسْتَأْهَلَ خَلْقٌ مِنَ اللَّهِ النَّظَرَ إِلَیْهِ إِلَّا بِالْعُبُودِیَّةِ لَهُ وَ الْإِقْرَارِ لِعَلِیٍّ بَعْدِی
ص: 96
ثُمَّ سَكَتَ فَقُلْتُ غَیْرَ هَذَا رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ دَیَّانُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الشَّاهِدُ عَلَیْهَا وَ الْمُتَوَلِّی لِحِسَابِهَا وَ هُوَ صَاحِبُ السَّنَامِ الْأَعْظَمِ وَ طَرِیقُ الْحَقِّ الْأَبْهَجِ (1) وَ السَّبِیلُ وَ صِرَاطُ اللَّهِ الْمُسْتَقِیمُ بِهِ یُهْتَدَی (2) بَعْدِی مِنَ الضَّلَالَةِ وَ یُبْصَرُ بِهِ مِنَ الْعَمَی بِهِ یَنْجُو النَّاجُونَ وَ یُجَارُ مِنَ الْمَوْتِ وَ یُؤْمَنُ مِنَ الْخَوْفِ وَ یُمْحَی بِهِ السَّیِّئَاتُ وَ یُدْفَعُ الضَّیْمُ وَ یُنْزَلُ الرَّحْمَةُ وَ هُوَ عَیْنُ اللَّهِ النَّاظِرَةُ وَ أُذُنُهُ السَّامِعَةُ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ فِی خَلْقِهِ وَ یَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ وَجْهُهُ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ جَنْبُهُ الظَّاهِرُ الْیَمِینُ وَ حَبْلُهُ الْقَوِیُّ الْمَتِینُ وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ بَیْتُهُ الَّذِی مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَ عَلَمُهُ عَلَی الصِّرَاطِ فِی بَعْثِهِ مَنْ عَرَفَهُ نَجَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ أَنْكَرَهُ هَوَی إِلَی النَّارِ.
وَ عَنْهُ عَنْ سُلَیْمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام بَابٌ فَتَحَهُ اللَّهُ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً(3).
«117»- ختص، [الإختصاص] حَدَّثَنَا عُبَیْدُ اللَّهِ (4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَمْرَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ دَأْبٍ (6) قَالَ: لَقِیتُ النَّاسَ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ أَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ
ص: 97
فِینَا نَبِیّاً یَكُونُ فِی بَعْضِ أَصْحَابِهِ سَبْعُونَ خَصْلَةً مِنْ مَكَارِمِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَنَظَرُوا وَ فَتَّشُوا هَلْ یَجْتَمِعُ عَشْرُ خِصَالٍ فِی وَاحِدٍ فَضْلًا عَنْ سَبْعِینَ فَلَمْ یَجِدُوا خِصَالًا مُجْتَمِعَةً لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا وَ وَجَدُوا عَشْرَ خِصَالٍ مُجْتَمِعَةٍ فِی الدُّنْیَا وَ لَیْسَ فِی الدِّینِ مِنْهَا شَیْ ءٌ وَ وَجَدُوا زُهَیْرَ بْنَ حُبَابٍ الْكَلْبِیَّ وَ وَجَدُوهُ شَاعِراً طَبِیباً فَارِساً مُنَجِّماً شَرِیفاً أَیِّداً كَاهِناً قَائِفاً عَائِفاً رَاجِزاً(1) وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ عَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَ أَبْلَی أَرْبَعَةَ لَحْمٍ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ ثُمَّ نَظَرُوا وَ فَتَّشُوا فِی الْعَرَبِ وَ كَانَ النَّاظِرُ فِی ذَلِكَ أَهْلَ النَّظَرِ فَلَمْ یَجْتَمِعْ فِی أَحَدٍ خِصَالٌ مَجْمُوعَةٌ لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا بِالاضْطِرَارِ عَلَی مَا أَحَبُّوا وَ كَرِهُوا إِلَّا فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَحَسَدُوهُ عَلَیْهَا حَسَداً أَنْغَلَ الْقُلُوبَ (2) وَ أَحْبَطَ الْأَعْمَالَ وَ كَانَ أَحَقَّ النَّاسِ وَ أَوْلَاهُمْ بِذَلِكَ إِذْ هَدَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ بُیُوتَ الْمُشْرِكِینَ وَ نَصَرَ بِهِ الرَّسُولَ وَ اعْتَزَّ بِهِ الدِّینَ فِی قَتْلِهِ مَنْ قَتَلَ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فِی مَغَازِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَقُلْنَا لَهُمْ وَ مَا هَذِهِ الْخِصَالُ قَالُوا الْمُوَاسَاةُ لِلرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَذْلُ نَفْسِهِ دُونَهُ وَ الْحَفِیظَةُ وَ دَفْعُ الضَّیْمِ عَنْهُ وَ التَّصْدِیقُ لِلرَّسُولِ بِالْوَعْدِ وَ الزُّهْدُ وَ تَرْكُ الْأَمَلِ وَ الْحَیَاءُ وَ الْكَرَمُ وَ الْبَلَاغَةُ فِی الْخَطْبِ وَ الرِّئَاسَةُ وَ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الْقَضَاءُ بِالْفَصْلِ وَ الشَّجَاعَةُ وَ تَرْكُ الْفَرَحِ عِنْدَ الظَّفَرِ وَ تَرْكُ إِظْهَارِ الْمَرَحِ وَ تَرْكُ الْخَدِیعَةِ وَ الْمَكْرِ وَ الْغَدْرِ وَ تَرْكُ الْمُثْلَةِ وَ هُوَ یَقْدِرُ عَلَیْهَا وَ الرَّغْبَةُ الْخَالِصَةُ إِلَی اللَّهِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ عَلَی حُبِّهِ وَ هَوَانُ مَا ظَفِرَ بِهِ مِنَ الدُّنْیَا عَلَیْهِ وَ تَرْكُهُ أَنْ یُفَضِّلَ نَفْسَهُ وَ وُلْدَهُ عَلَی أَحَدٍ مِنْ رَعِیَّتِهِ وَ طُعْمُهُ (3) أَدْنَی مَا تَأْكُلُ الرَّعِیَّةُ وَ لِبَاسُهُ
ص: 98
أَدْنَی مَا یَلْبَسُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ قَسْمُهُ بِالسَّوِیَّةِ وَ عَدْلُهُ فِی الرَّعِیَّةِ وَ الصَّرَامَةُ(1) فِی حَرْبِهِ وَ قَدْ خَذَلَهُ النَّاسُ فَكَانَ (2) فِی خَذْلِ النَّاسِ وَ ذَهَابِهِمْ عَنْهُ بِمَنْزِلَةِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَیْهِ طَاعَةً لِلَّهِ وَ انْتِهَاءً إِلَی أَمْرِهِ وَ الْحِفْظُ وَ هُوَ الَّذِی تُسَمِّیهِ الْعَرَبُ الْعَقْلَ حَتَّی سُمِّیَ أُذُناً وَاعِیَةً وَ السَّمَاحَةُ وَ بَثُّ الْحِكْمَةِ وَ اسْتِخْرَاجُ الْكَلِمَةِ وَ الْإِبْلَاغُ فِی الْمَوْعِظَةِ وَ حَاجَةُ النَّاسِ إِلَیْهِ إِذَا حَضَرَ حَتَّی لَا یُؤْخَذَ إِلَّا بِقَوْلِهِ وَ انْفِلَاقُ مَا فِی الْأَرْضِ (3) عَلَی النَّاسِ حَتَّی یَسْتَخْرِجَهُ وَ الدَّفْعُ عَنِ الْمَظْلُومِ وَ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَ الْمُرُوءَةُ وَ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ وَ إِصْلَاحُ الْمَالِ بِیَدِهِ لِیَسْتَغْنِیَ بِهِ عَنْ مَالِ غَیْرِهِ وَ تَرْكُ الْوَهْنِ وَ الِاسْتِكَانَةِ وَ تَرْكُ الشِّكَایَةِ فِی مَوْضِعِ أَلَمِ الْجِرَاحَةِ وَ كِتْمَانُ مَا وُجِدَ فِی جَسَدِهِ مِنَ الْجِرَاحَاتِ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ وَ كَانَتْ أَلْفَ جِرَاحَةٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ وَ لَوْ عَلَی نَفْسِهِ وَ تَرْكُ الْكِتْمَانِ فِیمَا لِلَّهِ فِیهِ الرِّضَی عَلَی وُلْدِهِ وَ إِقْرَارُ النَّاسِ بِمَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ فَضَائِلِهِ وَ مَا یُحَدِّثُ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مَنَاقِبِهِ وَ اجْتِمَاعُهُمْ عَلَی أَنَّهُ لَمْ یَرُدَّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَلِمَةً قَطُّ وَ لَمْ یَرْتَعِدْ(4) فَرَائِصُهُ فِی مَوْضِعٍ بَعَثَهُ فِیهِ قَطُّ وَ شَهَادَةُ الَّذِینَ كَانُوا فِی أَیَّامِهِ أَنَّهُ وَتَرَ فِیهِمْ (5) وَ ظَلَفَ نَفْسَهُ عَنْ دُنْیَاهُمْ (6) وَ لَمْ یَرْزِ شَیْئاً فِی أَحْكَامِهِمْ (7) وَ زَكَاءُ الْقَلْبِ وَ قُوَّةُ الصَّدْرِ عِنْدَ مَا حَكَمَتِ الْخَوَارِجُ عَلَیْهِ وَ هَرَبَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِی الْمَسْجِدِ وَ بَقِیَ عَلَی الْمِنْبَرِ وَحْدَهُ وَ مَا یُحَدِّثُ النَّاسُ أَنَّ الطَّیْرَ بَكَتْ عَلَیْهِ وَ مَا رُوِیَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ أَنَّ حِجَارَةَ أَرْضِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ قُلِّبَتْ عِنْدَ قَتْلِهِ فَوُجِدَ تَحْتَهَا دَمٌ عَبِیطٌ وَ الْأَمْرُ الْعَظِیمُ حَتَّی تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّهْبَانُ وَ قَالُوا فِیهِ وَ دُعَاؤُهُ النَّاسَ إِلَی أَنْ یسألونه [یَسْأَلُوهُ] عَنْ كُلِّ فِتْنَةٍ تَضِلُّ مِائَةً أَوْ تَهْدِی مِائَةً وَ مَا رَوَی النَّاسُ
ص: 99
مِنْ عَجَائِبِهِ فِی إِخْبَارِهِ عَنِ الْخَوَارِجِ وَ قَتْلِهِمْ وَ تَرْكُهُ مَعَ هَذَا أَنْ یَظْهَرَ مِنْهُ اسْتِطَالَةٌ أَوْ صَلَفٌ (1) بَلْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَیْهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ غَلَبَةَ الْبُكَاءِ عَلَیْهِ وَ الِاسْتِكَانَةَ لِلَّهِ حَتَّی یَقُولَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا هَذَا الْبُكَاءُ یَا عَلِیُّ فَیَقُولُ أَبْكِی لِرِضَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِّی قَالَ فَیَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ رَسُولَهُ عَنْكَ رَاضُونَ وَ ذَهَابُ الْبَرْدِ عَنْهُ فِی أَیَّامِ الْبَرْدِ وَ ذَهَابُ الْحَرِّ عَنْهُ فِی أَیَّامِ الْحَرِّ فَكَانَ لَا یَجِدُ حَرّاً وَ لَا بَرْداً وَ التَّأْبِیدُ بِضَرْبِ السَّیْفِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الْجَمَالُ قَالَ أَشْرَفَ یَوْماً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَیَّ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ وَ مُبَایَنَتُهُ لِلنَّاسِ فِی إِحْكَامِ خَلْقِهِ قَالَ وَ كَانَ لَهُ سَنَامٌ كَسَنَامِ الثَّوْرِ بَعِیدُ مَا بَیْنَ الْمَنْكِبَیْنِ وَ إِنَّ سَاعِدَیْهِ لَا یَسْتَبِینَانِ مِنْ عَضُدَیْهِ مِنْ إِدْمَاجِهِمَا مِنْ إِحْكَامِ الْخَلْقِ لَمْ یَأْخُذْ بِیَدِهِ أَحَداً(2) إِلَّا حَبَسَ نَفْسَهُ فَإِنْ زَادَ قَلِیلًا قَتَلَهُ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَقُلْنَا أَیُّ شَیْ ءٍ مَعْنَی أَوَّلِ خِصَالِهِ بِالْمُوَاسَاةِ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ إِنَّ قُرَیْشاً قَدْ أَجْمَعُوا عَلَی قَتْلِی فَنَمْ عَلَی فِرَاشِی فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَنَامَ عَلَی فِرَاشِهِ وَ مَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِوَجْهِهِ وَ أَصْبَحَ عَلِیٌّ وَ قُرَیْشٌ یَحْرُسُهُ فَأَخَذُوهُ فَقَالُوا أَنْتَ الَّذِی غَدَرْتَنَا مُنْذُ اللَّیْلَةِ فَقَطَعُوا لَهُ قُضْبَانَ الشَّجَرِ فَضُرِبَ حَتَّی كَادُوا یَأْتُونَ عَلَی نَفْسِهِ ثُمَّ أَفْلَتَ مِنْ أَیْدِیهِمْ وَ أَرْسَلَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی الْغَارِ أَنِ اكْتَرِ ثَلَاثَةَ أَبَاعِرَ وَاحِداً لِی وَ وَاحِداً لِأَبِی بَكْرٍ وَ وَاحِداً لِلدَّلِیلِ وَ احْمِلْ أَنْتَ بَنَاتِی إِلَی أَنْ تَلْحَقَ بِی فَفَعَلَ قَالَ فَمَا الْحَفِیظَةُ وَ الْكَرَمُ قَالَ (3) مَشَی عَلَی رِجْلَیْهِ وَ حَمَلَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الظَّهْرِ وَ كَمَنَ النَّهَارَ وَ سَارَ بِهِنَّ اللَّیْلَ مَاشِیاً عَلَی رِجْلَیْهِ فَقَدِمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ تَفَلَّقَتْ قَدَمَاهُ دَماً وَ مِدَّةً(4) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 100
هَلْ تَدْرِی مَا نَزَلَ فِیكَ فَأَعْلَمَهُ بِمَا لَا عِوَضَ لَهُ لَوْ بَقِیَ فِی الدُّنْیَا مَا كَانَتِ الدُّنْیَا بَاقِیَةً قَالَ یَا عَلِیُّ نَزَلَ فِیكَ فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّی لا أُضِیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثی (1) فَالذَّكَرُ أَنْتَ وَ الْإِنَاثُ بَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَالَّذِینَ هاجَرُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ أُوذُوا فِی سَبِیلِی وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ قَالَ فَمَا دَفَعَ الضَّیْمَ قَالَ (2) حَیْثُ حُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الشِّعْبِ حَتَّی أَنْفَقَ أَبُو طَالِبٍ مَالَهُ وَ مَنَعَهُ (3) فِی بِضْعَ عَشْرَةَ قَبِیلَةً مِنْ قُرَیْشٍ وَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِی ذَلِكَ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أُمُورِهِ وَ خِدْمَتِهِ وَ مُوَازَرَتِهِ وَ مُحَامَاتِهِ قَالَ فَمَا التَّصْدِیقُ بِالْوَعْدِ قَالَ (4) قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُ بِالثَّوَابِ وَ الذُّخْرِ وَ جَزِیلِ الْمَآبِ لِمَنْ جَاهَدَ مُحْسِناً بِمَالِهِ وَ نَفْسِهِ وَ نِیَّتِهِ فَلَمْ یَتَعَجَّلْ شَیْئاً مِنْ ثَوَابِ الدُّنْیَا عِوَضاً مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ لَمْ یُفَضِّلْ (5) نَفْسَهُ عَلَی أَحَدٍ لِلَّذِی كَانَ مِنْهُ (6) وَ تَرَكَ ثَوَابَهُ لِیَأْخُذَهُ مُجْتَمِعاً كَامِلًا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لَا یَنَالَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا قَدْرَ الْبُلْغَةِ(7) وَ لَا یَفْضُلَ لَهُ شَیْ ءٌ مِمَّا أَتْعَبَ فِیهِ بَدَنَهُ وَ رَشَحَ فِیهِ جَبِینُهُ إِلَّا قَدَّمَهُ قَبْلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَیْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ (8) قَالَ فَقِیلَ لَهُ (9) فَمَا الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا قَالُوا لَبِسَ الْكَرَابِیسَ وَ قَطَعَ مَا جَازَ(10) مِنْ أَنَامِلِهِ وَ قَصَّرَ طُولَ كُمِّهِ وَ ضَیَّقَ أَسْفَلَهُ كَانَ طُولُ الْكُمِّ ثَلَاثَةَ أَشْبَارٍ وَ
ص: 101
أَسْفَلُهُ اثْنَیْ عَشَرَ شِبْراً وَ طُولُ الْبَدَنِ سِتَّةَ أَشْبَارٍ قَالَ قُلْنَا فَمَا تَرْكُ الْأَمَلِ قَالَ (1) قِیلَ لَهُ هَذَا قَدْ قَطَعْتَ مَا خَلْفَ أَنَامِلِكَ فَمَا لَكَ لَا تَلِفُّ كُمَّكَ قَالَ الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَیْهِ بَنُو هَاشِمٍ قَاطِبَةً وَ سَأَلُوهُ وَ طَلَبُوا إِلَیْهِ لَمَّا وَهَبَ لَهُمْ لِبَاسَهُ وَ لَبِسَ لِبَاسَ النَّاسِ وَ انْتَقَلَ عَمَّا هُوَ إِلَیْهِ مِنْ ذَلِكَ فَكَانَ جَوَابُهُ لَهُمُ الْبُكَاءَ وَ الشهق (2) [الشَّهِیقَ] وَ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ لَمْ یَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ حَتَّی لَقِیَ اللَّهَ وَ قَالَ لَهُمْ هَذَا لِبَاسُ هُدًی یَقْنَعُ بِهِ الْفَقِیرُ وَ یَسْتُرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ قَالُوا فَمَا الْحَیَاءُ قَالَ (3) لَمْ یَهْجُمْ عَلَی أَحَدٍ قَطُّ أَرَادَ قَتْلَهُ فَأَبْدَی عَوْرَتَهُ إِلَّا كَفَ (4) عَنْهُ حَیَاءً مِنْهُ قَالَ فَمَا الْكَرَمُ قَالَ (5) قَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَ كَانَ نَازِلًا عَلَیْهِ فِی الْعُزَّابِ فِی أَوَّلِ الْهِجْرَةِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَخْطُبَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنَتَهُ فَقَالَ علیه السلام أَنَا أَجْتَرِئُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ أَمَةً لَهُ مَا اجْتَرَأْتُ عَلَیْهِ فَحَكَی سَعْدٌ مَقَالَتَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لَهُ یَفْعَلُ فَإِنِّی سَأَفْعَلُ قَالَ فَبَكَی حَیْثُ قَالَ لَهُ سَعْدٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ سَعِدْتُ إِذاً إِنْ جَمَعَ اللَّهُ لِی صِهْرَهُ مَعَ قَرَابَتِهِ فَالَّذِی یُعْرَفُ مِنَ الْكَرَمِ هُوَ الْوَضْعُ لِنَفْسِهِ وَ تَرْكُ الشَّرَفِ عَلَی غَیْرِهِ وَ
شَرَفُ أَبِی طَالِبٍ مَا قَدْ عَلِمَهُ النَّاسُ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ [أَبُوهُ] أبی [أَبُو] طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ الَّتِی خَاطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی لَحْدِهَا وَ كَفَّنَهَا فِی قَمِیصِهِ وَ لَفَّهَا فِی رِدَائِهِ وَ ضَمِنَ لَهَا عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا تُبْلَی أَكْفَانُهَا وَ أَنْ لَا یُبْدِیَ (6) لَهَا عَوْرَةً وَ لَا یُسَلِّطَ عَلَیْهَا مَلَكَ (7) الْقَبْرِ وَ أَثْنَی عَلَیْهَا عِنْدَ مَوْتِهَا
ص: 102
وَ ذَكَرَ حُسْنَ صَنِیعِهَا بِهِ وَ تَرْبِیَتَهَا لَهُ وَ هُوَ عِنْدَ عَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ وَ قَالَ مَا نَفَعَنِی نَفْعَهَا أَحَدٌ ثُمَّ الْبَلَاغَةُ قَامَ النَّاسُ (1) إِلَیْهِ حَیْثُ نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ فَقَالُوا مَا سَمِعْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَحَداً قَطُّ أَبْلَغَ مِنْكَ وَ لَا أَفْصَحَ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنَا مَوْلِدٌ مَكِّیٌّ وَ لَمْ یَزِدْهُمْ عَلَی هَاتَیْنِ الْكَلِمَتَیْنِ ثُمَّ الْخَطْبُ فَهَلْ سَمِعَ السَّامِعُونَ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ بِمِثْلِ خُطَبِهِ وَ كَلَامِهِ وَ زَعَمَ أَهْلُ الدَّوَاوِینِ لَوْ لَا كَلَامُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ خُطَبِهِ وَ بَلَاغَتِهِ فِی مَنْطِقِهِ مَا أَحْسَنَ أَحَدٌ أَنْ یَكْتُبَ إِلَی أَمِیرِ جُنْدٍ وَ لَا إِلَی رَعِیَّةٍ ثُمَّ الرِّئَاسَةُ فَجَمِیعُ مَنْ قَاتَلَهُ وَ نَابَذَهُ عَلَی الْجَهَالَةِ وَ الْعَمَی وَ الضَّلَالَةِ فَقَالُوا نَطْلُبُ دَمَ عُثْمَانَ وَ لَمْ یَكُنْ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ لَا قَدَرُوا مِنْ قُلُوبِهِمْ أَنْ یَدَعُوا رِئَاسَتَهُ مَعَهُ وَ قَالَ هُوَ أَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ بِالْعَمَلِ بِمَا أَقْرَرْتُمْ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ مِنْ فَرْضِ الطَّاعَةِ وَ إِجَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْإِقْرَارِ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ: ثُمَّ الْحِلْمُ قَالَتْ لَهُ صَفِیَّةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِیُّ أَیَّمَ اللَّهُ نِسَاءَكَ مِنْكَ كَمَا أَیَّمْتَ نِسَاءَنَا وَ أَیْتَمَ اللَّهُ بَنِیكَ مِنْكَ كَمَا أَیْتَمْتَ أَبْنَاءَنَا مِنْ آبَائِهِمْ فَوَثَبَ النَّاسُ عَلَیْهَا فَقَالَ كُفُّوا عَنِ الْمَرْأَةِ فَكَفُّوا عَنْهَا فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا وَیْلَكُمُ الَّذِینَ قَالُوا هَذَا سَمِعُوا كَلَامَهُ قَطُّ عَجَباً مِنْ حِلْمِهِ عَنْهَا(2)
ص: 103
ثُمَّ الْعِلْمُ فَكَمْ مِنْ قَوْلٍ قَدْ قَالَهُ عُمَرُ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ ثُمَّ الْمَشُورَةُ فِی كُلِّ أَمْرٍ جَرَی بَیْنَهُمْ حَتَّی یَجِیئَهُمْ بِالْمَخْرَجِ ثُمَّ الْقَضَاءُ لَمْ یَتَقَدَّمْ (1) إِلَیْهِ أَحَدٌ قَطُّ فَقَالَ لَهُ عُدْ غَداً أَوْ دَفَعَهُ إِنَّمَا یَفْصِلُ الْقَضَاءَ مَكَانَهُ ثُمَّ لَوْ جَاءَهُ بَعْدُ لَمْ یَكُنْ إِلَّا مَا بَدَرَ مِنْهُ أَوَّلًا ثُمَّ الشَّجَاعَةُ
كَانَ مِنْهَا عَلَی أَمْرٍ لَمْ یَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَمْ یُدْرِكْهُ الْآخَرُونَ مِنَ النَّجْدَةِ وَ الْبَأْسِ وَ مُبَارَكَةِ الْأَخْمَاسِ (2) عَلَی أَمْرٍ لَمْ یُرَ مِثْلُهُ لَمْ یُوَلِّ دُبُراً قَطُّ وَ لَمْ یَبْرُزْ إِلَیْهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا قَتَلَهُ وَ لَمْ یَكِعَ (3) عَنْ أَحَدٍ قَطُّ دَعَاهُ إِلَی مُبَارَزَتِهِ وَ لَمْ یَضْرِبْ أَحَداً قَطُّ فِی الطُّولِ إِلَّا قَدَّهُ وَ لَمْ یَضْرِبْهُ فِی الْعَرْضِ إِلَّا قَطَعَهُ بِنِصْفَیْنِ وَ ذَكَرُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَمَلَهُ عَلَی فَرَسٍ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنَا مَا لِی وَ لِلْخَیْلِ أَنَا لَا أَتْبَعُ أَحَداً وَ لَا أَفِرُّ مِنْ أَحَدٍ وَ إِذَا ارْتَدَیْتُ سَیْفِی لَمْ أَضَعْهُ إِلَّا لِلَّذِی أَرْتَدِی لَهُ ثُمَّ تَرْكُ الْفَرَحِ وَ تَرْكُ الْمَرَحِ أَتَتِ الْبُشْرَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ ص (4) بِقَتْلِ مَنْ قَتَلَ یَوْمَ أُحُدٍ مِنْ أَصْحَابِ الْأَلْوِیَةِ فَلَمْ یَفْرَحْ وَ لَمْ یَخْتَلْ وَ قَدِ اخْتَالَ أَبُو دُجَانَةَ وَ مَشَی بَیْنَ الصَّفَّیْنِ مُخْتَالًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهَا لَمِشْیَةٌ یُبْغِضُهَا اللَّهُ إِلَّا فِی هَذَا الْمَوْضِعِ ثُمَّ لَمَّا صَنَعَ بِخَیْبَرَ مَا صَنَعَ مِنْ قَتْلِ مَرْحَبَ وَ فِرَارِ مَنْ فَرَّ بِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلًا(5) یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَیْسَ بِفَرَّارٍ فَاخْتَارَهُ أَنَّهُ لَیْسَ بِفَرَّارٍ مُعْرِضاً بِالْقَوْمِ (6) الَّذِینَ فَرُّوا قَبْلَهُ فَافْتَتَحَهَا وَ قَتَلَ مَرْحَباً وَ حَمَلَ بَابَهَا وَحْدَهُ فَلَمْ یُطِقْهُ دُونَ أَرْبَعِینَ رَجُلًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ
ص: 104
صلی اللّٰه علیه و آله فَنَهَضَ مَسْرُوراً فَلَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ انْكَفَأَ إِلَیْهِ فَقَالَ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلَغَنِی بَلَاؤُكَ فَأَنَا عَنْكَ رَاضٍ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْسِكْ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ وَ مَا لِی لَا أَبْكِی وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِّی رَاضٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ (2) وَ مَلَائِكَتَهُ وَ رَسُولَهُ عَنْكَ رَاضُونَ وَ قَالَ لَهُ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیكَ الطَّوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیكَ الْیَوْمَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْكَ یَطْلُبُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ ثُمَّ تَرْكُ الْخَدِیعَةِ وَ الْمَكْرِ وَ الْغَدْرِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَیْهِ جَمِیعاً فَقَالُوا لَهُ اكْتُبْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی مَنْ خَالَفَكَ بِوَلَایَتِهِ ثُمَّ اعْزِلْهُ فَقَالَ الْمَكْرُ وَ الْخَدِیعَةُ وَ الْغَدْرُ فِی النَّارِ ثُمَّ تَرْكُ الْمُثْلَةِ قَالَ لِلْحَسَنِ ابْنِهِ (3) یَا بُنَیَّ اقْتُلْ قَاتِلِی وَ إِیَّاكَ وَ الْمُثْلَةَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَرِهَهَا وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ ثُمَّ الرَّغْبَةُ بِالْقُرْبَةِ إِلَی اللَّهِ بِالصَّدَقَةِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَا عَمِلْتَ فِی لَیْلَتِكَ قَالَ وَ لِمَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَزَلَتْ فِیكَ أَرْبَعَةُ مَعَالِیَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی كَانَتْ مَعِی أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فَتَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ لَیْلًا وَ بِدِرْهَمٍ نَهَاراً وَ بِدِرْهَمٍ سِرّاً وَ بِدِرْهَمٍ عَلَانِیَةً قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِیكَ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِیَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (4) ثُمَّ قَالَ لَهُ فَهَلْ عَمِلْتَ شَیْئاً غَیْرَ هَذَا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عَلَیَّ سَبْعَ عَشْرَةَ آیَةً یَتْلُو بَعْضُهَا بَعْضاً مِنْ قَوْلِهِ إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً(5)
ص: 105
إِلَی قَوْلِهِ إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً قَوْلِهِ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً قَالَ فَقَالَ الْعَالِمُ أَمَا إِنَّ عَلِیّاً لَمْ یَقُلْ فِی مَوْضِعٍ إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَلِمَ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّمَا أَطْعَمَ لِلَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا یَعْلَمُ مِنْ قَلْبِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْطِقَ بِهِ ثُمَّ هَوَانُ مَا ظَفِرَ بِهِ مِنَ الدُّنْیَا عَلَیْهِ أَنَّهُ جَمَعَ الْأَمْوَالَ ثُمَّ دَخَلَ إِلَیْهَا فَقَالَ:
هَذَا جَنَایَ وَ خِیَارُهُ فِیهِ***وَ كُلُّ جَانٍ یَدُهُ إِلَی فِیهِ (1)
ابْیَضِّی وَ اصْفَرِّی وَ غُرِّی غَیْرِی أَهْلَ الشَّامِ غَداً إِذَا ظَهَرُوا عَلَیْكَ وَ قَالَ أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ ثُمَّ تَرْكُ التَّفْضِیلِ لِنَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ دَخَلَتْ عَلَیْهِ أُخْتُهُ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِی طَالِبٍ فَدَفَعَ إِلَیْهَا عِشْرِینَ دِرْهَماً فَسَأَلَتْ أُمُّ هَانِئٍ مَوْلَاتَهَا الْعَجَمِیَّةَ فَقَالَتْ كَمْ دَفَعَ إِلَیْكِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَتْ عِشْرِینَ دِرْهَماً فَانْصَرَفَتْ مُسْخِطَةً فَقَالَ لَهَا انْصَرِفِی رَحِمَكِ اللَّهُ مَا وَجَدْنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ فَضْلًا لِإِسْمَاعِیلَ عَلَی إِسْحَاقَ وَ بُعِثَ إِلَیْهِ مِنْ خُرَاسَانَ بَنَاتُ كِسْرَی فَقَالَ لَهُنَّ أُزَوِّجُكُنَّ فَقُلْنَ لَهُ لَا حَاجَةَ لَنَا فِی التَّزْوِیجِ فَإِنَّهُ لَا أَكْفَاءَ لَنَا إِلَّا بَنُوكَ فَإِنَّ زَوَّجْتَنَا مِنْهُمْ رَضِینَا فَكَرِهَ أَنْ یُؤْثِرَ وُلْدَهُ بِمَا لَا یَعُمُّ بِهِ الْمُسْلِمِینَ وَ بُعِثَ إِلَیْهِ مِنَ الْبَصْرَةِ مِنْ غَوْصِ الْبَحْرِ بِتُحْفَةٍ لَا یُدْرَی مَا قِیمَتُهُ فَقَالَتْ لَهُ ابْنَتُهُ أُمُّ كُلْثُومٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَتَجَمَّلُ بِهِ وَ یَكُونُ فِی عُنُقِی فَقَالَ لَهَا یَا بَا رَافِعٍ (2) أَدْخِلْهُ إِلَی بَیْتِ الْمَالِ لَیْسَ إِلَی ذَلِكَ سَبِیلٌ حَتَّی لَا تَبْقَی امْرَأَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا وَ لَهَا مِثْلُ مَا لَكِ (3) وَ قَامَ خَطِیباً بِالْمَدِینَةِ حِینَ وُلِّیَ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ اعْلَمُوا وَ اللَّهِ أَنِّی لَا أَرْزَؤُكُمْ (4)
ص: 106
مِنْ فَیْئِكُمْ شَیْئاً مَا قَامَ لِی عِذْقٌ بِیَثْرِبَ أَ فَتَرَوْنِی مَانِعاً نَفْسِی وَ وُلْدِی وَ مُعْطِیَكُمْ وَ لَأُسَوِّیَنَّ بَیْنَ الْأَسْوَدِ وَ الْأَحْمَرِ فَقَامَ إِلَیْهِ عَقِیلُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَتَجْعَلُنِی وَ أَسْوَداً مِنْ سُودَانِ الْمَدِینَةِ وَاحِداً فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ رَحِمَكَ اللَّهُ تَعَالَی أَ مَا كَانَ هَاهُنَا مَنْ یَتَكَلَّمُ غَیْرُكَ وَ مَا فَضْلُكَ عَلَیْهِ إِلَّا بِسَابِقَةٍ أَوْ تَقْوَی ثُمَّ اللِّبَاسُ اسْتَعْدَی زِیَادُ بْنُ شَدَّادٍ الْحَارِثِیُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ(1) فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ذَهَبَ أَخِی فِی الْعِبَادَةِ وَ امْتَنَعَ أَنْ یُسَاكِنَنِی فِی دَارِی وَ لَبِسَ أَدْنَی مَا یَكُونُ مِنَ اللِّبَاسِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَزَیَّنْتُ بِزِینَتِكَ وَ لَبِسْتُ لِبَاسَكَ قَالَ لَیْسَ لَكَ ذَلِكَ إِنَّ إِمَامَ الْمُسْلِمِینَ إِذَا وَلِیَ أُمُورَهُمْ لَبِسَ لِبَاسَ أَدْنَی فَقِیرِهِمْ لِئَلَّا یَتَبَیَّغَ (2) بِالْفَقِیرِ فَقْرُهُ فَیَقْتُلَهُ فَلَأُعْلِمَنَّ مَا لَبِسْتَ إِلَّا مِنْ أَحْسَنِ زِیِّ قَوْمِكَ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ فَالْعَمَلُ بِالنِّعْمَةِ أَحَبُّ مِنَ الْحَدِیثِ بِهَا ثُمَّ الْقَسْمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ الْعَدْلُ فِی الرَّعِیَّةِ وَلَّی بَیْتَ مَالِ الْمَدِینَةِ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ وَ أَبَا الْهَیْثَمِ بْنَ التَّیِّهَانِ- فَكَتَبَ الْعَرَبِیُّ وَ الْقُرَشِیُّ وَ الْأَنْصَارِیُّ وَ الْعَجَمِیُّ وَ كُلُّ مَنْ فِی الْإِسْلَامِ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَ أَجْنَاسِ الْعَجَمِ (3) [سَوَاءٌ] فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ حُنَیْفٍ بِمَوْلًی لَهُ أَسْوَدَ
ص: 107
فَقَالَ كَمْ تُعْطِی هَذَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَمْ أَخَذْتَ أَنْتَ قَالَ ثَلَاثَةُ دَنَانِیرَ وَ كَذَلِكَ أَخَذَ النَّاسُ قَالَ فَأَعْطُوا مَوْلَاهُ مِثْلَ مَا أَخَذَ ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ فَلَمَّا عَرَفَ النَّاسُ أَنَّهُ لَا فَضْلَ لِبَعْضِهِمْ عَلَی بَعْضٍ إِلَّا بِالتَّقْوَی عِنْدَ اللَّهِ أَتَی طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ وَ أَبَا الْهَیْثَمِ بْنَ التَّیِّهَانِ فَقَالا یَا أَبَا الْیَقْظَانِ اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَی صَاحِبِكَ قَالَ وَ عَلِیٌّ صَاحِبِی إِذَنْ قَدْ أَخَذَ بِیَدِ أَجِیرِهِ وَ أَخَذَ مِكْتَلَهُ وَ مِسْحَاتَهُ (1) وَ ذَهَبَ یَعْمَلُ فِی نَخْلَةٍ فِی بِئْرِ الْمَلِكِ وَ كَانَتْ بِئْرٌ لِتُبَعَ (2) سُمِّیَتْ بِئْرُ الْمَلِكِ فَاسْتَخْرَجَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ غَرَسَ عَلَیْهَا النَّخْلَ فَهَذَا مِنْ عَدْلِهِ فِی الرَّعِیَّةِ وَ قَسْمِهِ بِالسَّوِیَّةِ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَقُلْنَا فَمَا أَدْنَی طَعَامُ الرَّعِیَّةِ فَقَالَ یُحَدِّثُ النَّاسُ أَنَّهُ كَانَ یُطْعِمُ الْخُبْزَ وَ اللَّحْمَ وَ یَأْكُلُ الشَّعِیرَ وَ الزَّیْتَ وَ یَخْتِمُ طَعَامَهُ مَخَافَةَ أَنْ یُزَادَ فِیهِ وَ سَمِعَ مِقْلًی (3) فِی بَیْتِهِ فَنَهَضَ وَ هُوَ یَقُولُ فِی ذِمَّةِ عَلِیِّ بْنِ
أَبِی طَالِبٍ مِقْلَی الْكَرَاكِرِ(4) قَالَ فَفَزِعَ عِیَالُهُ وَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- إِنَّهَا امْرَأَتُكَ فُلَانَةُ نُحِرَتْ جَزُورٌ فِی حَیِّهَا فَأُخِذَ لَهَا نَصِیبٌ مِنْهَا فَأَهْدَی أَهْلُهَا إِلَیْهَا قَالَ فَكُلُوا هَنِیئاً مَرِیئاً قَالَ فَیُقَالُ إِنَّهُ لَمْ یشتكی [یَشْتَكِ] الْمَرْأَةَ(5) إِلَّا شَكْوَی الْمَوْتِ وَ إِنَّمَا خَافَ أَنْ یَكُونَ هَدِیَّةً مِنْ بَعْضِ الرَّعِیَّةِ وَ قَبُولُ الْهَدِیَّةِ لِوَالِی الْمُسْلِمِینَ خِیَانَةٌ لِلْمُسْلِمِینَ قَالَ قِیلَ فَالصَّرَامَةُ قَالَ انْصَرَفَ مِنْ حَرْبِهِ فَعَسْكَرَ فِی النُّخَیْلَةِ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ إِلَی مَنَازِلِهِمْ وَ اسْتَأْذَنُوهُ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَلَّتْ سُیُوفُنَا وَ تَنَصَّلَتْ (6)
ص: 108
أَسِنَّةُ رِمَاحِنَا فَأَذِّنْ لَنَا نَنْصَرِفُ فَنُعِیدُ بِأَحْسَنِ مِنْ عِدَّتِنَا وَ أَقَامَ هُوَ بِالنُّخَیْلَةِ وَ قَالَ إِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ الْأَرِقُ الَّذِی لَا یَتَوَجَّدُ(1) مِنْ سَهَرِ لَیْلِهِ وَ ظَمَاءِ نَهَارِهِ وَ لَا فَقْدِ نِسَائِهِ وَ أَوْلَادِهِ فَلَا الَّذِی انْصَرَفَ فَعَادَ فَرَجَعَ إِلَیْهِ وَ لَا الَّذِی أَقَامَ فَثَبَتَ مَعَهُ فِی عَسْكَرِهِ أَقَامَ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ دَخَلَ الْكُوفَةَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لِلَّهِ أَنْتُمْ مَا أَنْتُمْ إِلَّا أُسْدَ الشَّرَی فِی الدَّعَةِ وَ ثَعَالِبَ رَوَّاغَةَ(2) مَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ یُصَالُ بِهِ وَ لَا ذُو أَثَرٍ یُعْتَصَرُ إِلَیْهَا(3) أَیُّهَا الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ وَ الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ وَ لَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ مَاشَاكُمْ (4) مَعَ أَیِّ إِمَامٍ بَعْدِی تُقَاتِلُونَ وَ أَیِّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ فَكَانَ فِی آخِرِ حَرْبِهِ أَشَدَّ أَسَفاً وَ غَیْظاً وَ قَدْ خَذَلَهُ النَّاسُ قَالَ فَمَا الْحِفْظُ قَالَ هُوَ الَّذِی تُسَمِّیهِ الْعَرَبُ الْعَقْلَ لَمْ یُخْبِرْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِشَیْ ءٍ قَطُّ إِلَّا حَفِظَهُ وَ لَا نَزَلَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ قَطُّ إِلَّا عَنَی بِهِ (5) وَ لَا نَزَلَ مِنْ أَعَاجِیبِ السَّمَاءِ شَیْ ءٌ قَطُّ إِلَی الْأَرْضِ إِلَّا سَأَلَ عَنْهُ حَتَّی نَزَلَ فِیهِ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(6) وَ أَتَی یَوْماً بَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَلَائِكَتُهُ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ وَ هُوَ وَاقِفٌ حَتَّی فَرَغُوا ثُمَّ دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ (7) یَا رَسُولَ اللَّهِ سَلَّمَ عَلَیْكَ أَرْبَعُمِائَةِ مَلَكٍ وَ نَیِّفٍ قَالَ
ص: 109
وَ مَا یُدْرِیكَ قَالَ حَفِظْتُ لُغَاتِهِمْ فَلَمْ یُسَلِّمْ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكٌ إِلَّا بُلْغَةٍ غَیْرِ لُغَةِ صَاحِبِهِ قَالَ السَّیِّدُ(1):
فَظَلَّ یَعْقِدُ بِالْكَفَّیْنِ مُسْتَمِعاً***كَأَنَّهُ حَاسِبٌ مِنْ أَهْلِ دَارِینَا(2) أَدَّتْ إِلَیْهِ بِنَوْعٍ مِنْ مُفَادَتِهَا***سَفَائِنُ الْهِنْدِ مُعَلِّقْنَ الرَّبَابِینَا(3)
قَالَ ابْنُ دَأْبٍ وَ أَهْلُ دَارِینَا قَرْیَةٌ مِنْ قُرَی أَهْلِ الشَّامِ وَ أَهْلِ الْجَزِیرَةِ(4) وَ أَهْلُهَا أَحْسَنُ قَوْمٍ ثُمَّ الْفَصَاحَةُ وَثَبَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا سَمِعْنَا أَحَداً قَطُّ أَفْصَحَ مِنْكَ وَ لَا أَعْرَبَ كَلَاماً مِنْكَ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنَا مَوْلِدِی بِمَكَّةَ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَأَدْرَكْتُ النَّاسَ وَ هُمْ یَعِیبُونَ كُلَّ مَنِ اسْتَعَانَ بِغَیْرِ الْكَلَامِ الَّذِی یُشْبِهُ الْكَلَامَ الَّذِی هُوَ فِیهِ وَ یَعْتِبُونَ (5) الرَّجُلَ الَّذِی یَتَكَلَّمُ وَ یَضْرِبُ بِیَدِهِ عَلَی بَعْضِ جَسَدِهِ أَوْ عَلَی الْأَرْضِ أَوْ یُدْخِلُ فِی كَلَامِهِ مَا یَسْتَعِینُ بِهِ فَأَدْرَكْتُ الْأُولَی وَ هُمْ یَقُولُونَ كَانَ علیه السلام یَقُومُ فَیَتَكَلَّمُ بِالْكَلَامِ مُنْذُ ضَحْوَةٍ إِلَی أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ لَا یُدْخِلُ فِی كَلَامِهِ غَیْرَ الَّذِی تَكَلَّمَ بِهِ وَ لَقَدْ سَمِعُوهُ یَوْماً وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا أَتَیْتُكُمُ اخْتِیَاراً وَ لَكِنْ أَتَیْتُكُمْ سَوْقاً(6) أَمَا وَ اللَّهِ لَتَصِیرَنَّ بَعْدِی سَبَایَا سَبَایَا یُغِیرُونَكُمْ وَ یَتَغَایَرُ بِكُمْ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمُ الْأَدْبَرَ لَا تُبْقِی وَ لَا تَذَرُ وَ النَّهَّاسُ الْفَرَّاسُ الْقَتَّالُ الْجَمُوحُ (7) یَتَوَارَثُكُمْ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ(8) یَسْتَخْرِجُونَ كُنُوزَكُمْ
ص: 110
مِنْ حِجَالِكُمْ (1) لَیْسَ الْآخِرُ بِأَرْأَفَ بِكُمْ مِنَ الْأَوَّلِ ثُمَّ یَهْلِكُ بَیْنَكُمْ دِینُكُمْ وَ دُنْیَاكُمْ وَ اللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنِّی أَكْذِبُ فَعَلَی مَنْ أَكْذِبُ أَ عَلَی اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ أَمْ عَلَی رَسُولِهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِهِ كَلَّا وَ اللَّهِ أَیُّهَا اللَّهْجَةُ عَمَّتْكُمْ شَمْسُهَا(2) وَ لَمْ
تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهَا وَ وَیْلٌ لِلْأُمَّةِ كَیْلًا بِغَیْرِ ثَمَنٍ لَوْ أَنَّ لَهُ وِعَاءً(3) وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِینٍ إِنِّی لَوْ حَمَلْتُكُمْ عَلَی الْمَكْرُوهِ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ عَاقِبَتَهُ خَیْراً إِذَا كَانَ فِیهِ وَ لَهُ فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هُدِیتُمْ وَ إِنْ تَعَوَّجْتُمْ أُقِمْتُمْ (4) وَ إِنْ أَبَیْتُمْ بَدَأْتُ بِكُمْ (5) لَكَانَتِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا تَعْلَی وَ لَكِنْ بِمَنْ وَ إِلَی مَنْ أُؤَدِّیكُمْ بِكُمْ (6) وَ أُعَاتِبُكُمْ بِكُمْ كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ أَنْ یَقْطَعَهَا بِهَا(7) یَا لَیْتَ لِی مِنْ بَعْدِ قَوْمِی قَوْماً وَ لَیْتَ أَنْ أَسْبِقَ یَوْمِی.
هُنَالِكَ لَوْ دَعَوْتَ أَتَاكَ مِنْهُمْ***رِجَالٌ مِثْلُ أَرْمِیَةِ الحمیر(8) [الْحَمِیمِ]
ص: 111
اللَّهُمَّ إِنَّ الْفُرَاتَ وَ دِجْلَةَ نَهْرَانِ أَعْجَمَانِ أَصَمَّانِ أَعْمَیَانِ أَبْكَمَانِ اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَیْهِمَا بَحْرَكَ وَ انْزِعْ مِنْهُمَا نَصْرَكَ لَا النَّزَعَةَ بأسكان [بِأَشْطَانِ] الرَّكِیِّ دُعُوا إِلَی الْإِسْلَامِ فَقَبِلُوهُ (1) وَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ وَ هِیجُوا إِلَی الْجِهَادِ فَوَلِهُوا اللِّقَاحَ أَوْلَادَهَا(2) وَ سَلَبُوا السُّیُوفَ أَغْمَادَهَا وَ أَخَذُوا بِأَطْرَافِ الرِّمَاحِ زَحْفاً(3) وَ صَفّاً صَفّاً صَفٌّ هَلَكَ وَ صَفٌّ نَجَا لَا یُبَشَّرُونَ بِالنَّجَاةِ وَ لَا یُقِرُّونَ عَلَی الْفَنَاءِ(4) أُولَئِكَ إِخْوَانِیَ الذَّاهِبُونَ فَحَقَّ الثَّنَاءُ لَهُمْ إِنْ بَطِئْنَا(5) ثُمَّ رَأَیْنَاهُ وَ عَیْنَاهُ تَذْرِفَانِ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ إِلَی عِیشَةٍ بِمِثْلِ بَطْنِ الْحَیَّةِ مَتَی لَا مَتَی لَكَ مِنْهُمْ لَا مَتَی قَالَ ابْنُ دَأْبٍ هَذَا مَا حَفِظَتِ الرُّوَاةُ الْكَلِمَةَ(6) وَ مَا سَقَطَ مِنْ كَلَامِهِ أَكْثَرُ وَ
أَطْوَلُ مِمَّا لَا یُفْهَمُ عَنْهُ ثُمَّ الْحِكْمَةُ وَ اسْتِخْرَاجُ الْكَلِمَةِ بِالْفِطْنَةِ الَّتِی لَمْ یَسْمَعُوهَا مِنْ أَحَدٍ قَطُّ بِالْبَلَاغَةِ فِی الْمَوْعِظَةِ فَكَانَ مِمَّا حُفِظَ مِنْ حِكْمَتِهِ وَصَفَ رَجُلًا أَنْ قَالَ یَنْهَی وَ لَا یَنْتَهِی وَ یَأْمُرُ النَّاسَ بِمَا لَا یَأْتِی وَ یَبْتَغِی الِازْدِیَادَ فِیمَا بَقِیَ وَ یُضَیِّعُ مَا أُوتِیَ یُحِبُّ الصَّالِحِینَ وَ لَا یَعْمَلُ بِأَعْمَالِهِمْ وَ یُبْغِضُ الْمُسِیئِینَ وَ هُوَ مِنْهُمْ یُبَادِرُ مِنَ الدُّنْیَا مَا یَفْنَی وَ یَذَرُ مِنَ الْآخِرَةِ مَا یَبْقَی یَكْرَهُ الْمَوْتَ لِذُنُوبِهِ وَ لَا یَتْرُكُ الذُّنُوبَ فِی حَیَاتِهِ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَهَلْ فَكَّرَ الْخَلْقُ إِلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ مِنَ الْوُجُودِ بِصِفَتِهِ إِلَی مَا مَالَ غَیْرُهُ (7)
ص: 112
ثُمَّ حَاجَةُ النَّاسِ إِلَیْهِ وَ غِنَاهُ عَنْهُمْ إِنَّهُ لَمْ یَنْزِلْ بِالنَّاسِ ظَلْمَاءَ عَمْیَاءَ كَأنَّ لَهَا مَوْضِعاً غَیْرَهُ مِثْلُ مَجِی ءِ الْیَهُودِ یَسْأَلُونَهُ وَ یَتَعَنَّتُونَهُ وَ یُخْبِرُ بِمَا فِی التَّوْرَاةِ وَ مَا یَجِدُونَ عِنْدَهُمْ فَكَمْ یَهُودِیٍ (1) قَدْ أَسْلَمَ وَ كَانَ سَبَبَ إِسْلَامِهِ هُوَ وَ أَمَّا غِنَاهُ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهُ لَمْ یُوجَدْ عَلَی بَابِ أَحَدٍ قَطُّ یَسْأَلُهُ عَنْ كَلِمَةٍ وَ لَا یَسْتَفِیدُ مِنْهُ حَرْفاً ثُمَّ الدَّفْعُ عَنِ الْمَظْلُومِ وَ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ قَالَ ذَكَرَ الْكُوفِیُّونَ أَنَّ سَعِیدَ بْنَ قَیْسٍ الْهَمْدَانِیَّ رَآهُ یَوْماً فِی فِنَاءِ حَائِطٍ(2) فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِهَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ مَا خَرَجْتُ إِلَّا لِأُعِینَ مَظْلُوماً أَوْ أُغِیثَ مَلْهُوفاً فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ قَدْ خُلِعَ قَلْبُهَا لَا تَدْرِی أَیْنَ تَأْخُذُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی وَقَفَتْ عَلَیْهِ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ظَلَمَنِی زَوْجِی وَ تَعَدَّی عَلَیَّ وَ حَلَفَ لَیَضْرِبُنِی فَاذْهَبْ مَعِی إِلَیْهِ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ وَ هُوَ یَقُولُ حَتَّی یُؤْخَذَ لِلْمَظْلُومِ حَقُّهُ غَیْرَ مُتَعْتَعٍ (3) وَ أَیْنَ مَنْزِلُكِ قَالَتْ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَانْطَلَقَ مَعَهَا حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی مَنْزِلِهَا فَقَالَتْ هَذَا مَنْزِلِی قَالَ فَسَلَّمَ فَخَرَجَ شَابٌّ عَلَیْهِ إِزَارٌ مُلَوَّنَةٌ فَقَالَ علیه السلام اتَّقِ اللَّهَ فَقَدْ أَخَفْتَ زَوْجَتَكَ فَقَالَ وَ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ وَ اللَّهِ لَأُحْرِقَنَّهَا بِالنَّارِ لِكَلَامِكَ قَالَ وَ كَانَ إِذَا ذَهَبَ إِلَی مَكَانٍ أَخَذَ الدِّرَّةَ بِیَدِهِ وَ السَّیْفُ مُعَلَّقٌ تَحْتَ یَدِهِ فَمَنْ حَلَّ عَلَیْهِ حُكْمٌ بِالدِّرَّةِ ضَرَبَهُ وَ مَنْ حَلَّ عَلَیْهِ حُكْمٌ بِالسَّیْفِ عَاجَلَهُ فَلَمْ یَعْلَمِ الشَّابُّ إِلَّا وَ قَدْ أَصْلَتَ السَّیْفَ وَ قَالَ لَهُ آمُرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تَرُدُّ الْمَعْرُوفَ تُبْ وَ إِلَّا قَتَلْتُكَ قَالَ وَ أَقْبَلَ النَّاسُ مِنَ السِّكَكِ یَسْأَلُونَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی وَقَفُوا عَلَیْهِ قَالَ فَأُسْقِطَ فِی یَدِهِ الشَّابُ (4) وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اعْفُ عَنِّی عَفَا اللَّهُ عَنْكَ وَ اللَّهِ لَأَكُونَنَّ أَرْضاً تَطَؤُنِی فَأَمَرَهَا بِالدُّخُولِ إِلَی مَنْزِلِهَا وَ انْكَفَأَ وَ هُوَ یَقُولُ لَا خَیْرَ فِی
ص: 113
كَثِیرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَیْنَ النَّاسِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَصْلَحَ بِی بَیْنَ مَرْأَةٍ وَ زَوْجِهَا یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لا خَیْرَ فِی كَثِیرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَیْنَ النَّاسِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ
اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً(1) ثُمَّ الْمُرُوءَةُ وَ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ وَ إِصْلَاحُ الْمَالِ فَهَلْ رَأَیْتُمْ أَحَداً ضَرَبَ الْجِبَالَ بِالْمَعَاوِلِ فَخَرَجَ مِنْهَا مِثْلَ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ كُلَّمَا خَرَجَتْ عُنُقٌ قَالَ بَشِّرِ الْوَارِثَ ثُمَّ یَبْدُو لَهُ فَیَجْعَلُهَا صَدَقَةً بَتْلَةً(2) إِلَی أَنْ یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا لِیَنْصَرِفَ النِّیرَانُ (3) عَنْ وَجْهِهِ وَ یَصْرِفَ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْ یَأْخُذُوا مِنْ نَبَاتِ نَخْلَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّی یُطْبِقَ كُلَّمَا سَاحَ (4) عَلَیْهِ مَاؤُهُ قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَكَانَ یَحْمِلُ الْوَسْقَ فِیهِ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ نَوَاةٍ فَیُقَالُ لَهُ مَا هَذَا فَیَقُولُ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ نَخْلَةٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَیَغْرِسُ النَّوَی كُلَّهَا فَلَا یَذْهَبُ (5) مِنْهُ نَوَاةُ یَنْبُعَ وَ أَعَاجِیبُهَا(6) ثُمَّ تَرْكُ الْوَهْنِ وَ الِاسْتِكَانَةِ إِنَّهُ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ وَ بِهِ ثَمَانُونَ جِرَاحَةً یُدْخِلُ الْفَتَائِلَ مِنْ مَوْضِعٍ وَ یُخْرِجُ مِنْ مَوْضِعٍ فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَائِداً وَ هُوَ مِثْلُ الْمُضْغَةِ عَلَی نَطْعٍ فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَكَی وَ قَالَ لَهُ إِنَّ رَجُلًا یُصِیبُهُ هَذَا فِی اللَّهِ لَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَفْعَلَ بِهِ وَ یَفْعَلُ فَقَالَ مُجِیباً لَهُ وَ بَكَی بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَرَنِی وَلَّیْتُ عَنْكَ وَ لَا فَرَرْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی كَیْفَ حُرِمْتُ الشَّهَادَةَ قَالَ إِنَّهَا مِنْ وَرَائِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَبَا سُفْیَانَ قَدْ أَرْسَلَ مَوْعِدَهُ (7) بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ
ص: 114
حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ اللَّهِ لَوْ حُمِلْتُ عَلَی أَیْدِی الرِّجَالِ مَا تَخَلَّفْتُ عَنْكَ قَالَ فَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّیُّونَ كَثِیرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكانُوا وَ اللَّهُ یُحِبُّ الصَّابِرِینَ (1) وَ نَزَلَتِ الْآیَةُ فِیهِ قَبْلَهَا وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا وَ مَنْ یُرِدْ ثَوابَ الدُّنْیا نُؤْتِهِ مِنْها وَ مَنْ یُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَ سَنَجْزِی الشَّاكِرِینَ (2) ثُمَّ تَرْكُ الشِّكَایَةِ فِی أَلَمِ الْجِرَاحَةِ شَكَتِ الْمَرْأَتَانِ (3) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یَلْقَی وَ قَالَتَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَشِینَا عَلَیْهِ مِمَّا تَدْخُلُ الْفَتَائِلُ فِی مَوْضِعِ الْجِرَاحَاتِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَی مَوْضِعٍ وَ كِتْمَانُهُ مَا یَجِدُ مِنَ الْأَلَمِ قَالَ فَعُدَّ مَا بِهِ مِنْ أَثَرِ الْجِرَاحَاتِ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْیَا فَكَانَتْ أَلْفَ جِرَاحَةٍ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی قَدَمِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ فَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْكَرِ لَا یُقَرِّبُ أَجَلًا وَ لَا یُؤَخِّرُ رِزْقاً وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ علیه السلام تَوَضَّأَ مَعَ النَّاسِ فِی مِیضَاةِ الْمَسْجِدِ فَزَحَمَهُ رَجُلٌ فَرَمَی بِهِ فَأَخَذَ الدِّرَّةَ فَضَرَبَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ لَیْسَ هَذَا لِمَا صَنَعْتَ بِی وَ لَكِنْ یَجِی ءُ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنِّی فَتَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ هَذَا فَتُضْمَنُ قَالَ وَ اسْتَظَلَّ یَوْماً فِی حَانُوتٍ مِنَ الْمَطَرِ فَنَحَّاهُ صَاحِبُ
الْحَانُوتِ ثُمَّ إِقَامَةُ الْحُدُودِ وَ لَوْ عَلَی نَفْسِهِ وَ وُلْدِهِ أَحْجَمَ النَّاسُ (4) عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الشَّرَفِ وَ النَّبَاهَةِ وَ أَقْدَمَ هُوَ عَلَیْهِمْ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ فَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ أَنَّ شَرِیفاً أَقَامَ عَلَیْهِ أَحَدٌ حَدّاً غَیْرُهُ مِنْهُمْ (5) عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ مِنْهُمْ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ وَ مِنْهُمُ الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ شَرِبُوا الْخَمْرَ فَأَحْجَمَ النَّاسُ عَنْهُمْ وَ انْصَرَفُوا وَ ضَرَبَهُمْ بِیَدِهِ حَیْثُ خَشِیَ أَنْ یَبْطُلَ الْحُدُودُ(6)
ص: 115
ثُمَّ تَرْكُ الْكِتْمَانِ عَلَی ابْنَتِهِ أُمِّ كُلْثُومٍ أَهْدَی لَهَا بَعْضُ الْأُمَرَاءِ عَنْبَراً فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِیٍّ خَانَتْكُمْ عَنْبَراً وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ كَانَتْ سَرِقَةً لَقَطَعْتُهَا مِنْ حَیْثُ أَقْطَعُ نِسَاءَكُمْ ثُمَّ الْقُرْآنُ وَ مَا یُوجَدُ فِیهِ مِنْ مَغَازِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ فَضَائِلِهِ وَ مَا یُحَدِّثُ النَّاسُ مِمَّا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مَنَاقِبِهِ الَّتِی لَا تُحْصَی ثُمَّ أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ یَرُدَّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَلِمَةً قَطُّ وَ لَمْ یَكِعَّ عَنْ مَوْضِعٍ بَعَثَهُ وَ كَانَ یَخْدُمُهُ فِی أَسْفَارِهِ وَ یَمْلَأُ رَوَایَاهُ وَ قِرَبَهُ وَ یَضْرِبُ خِبَاءَهُ وَ یَقُومُ عَلَی رَأْسِهِ بِالسَّیْفِ حَتَّی یَأْمُرَهُ بِالْقُعُودِ وَ الِانْصِرَافِ وَ لَقَدْ بَعَثَ غَیْرَ وَاحِدٍ فِی اسْتِعْذَابِ مَاءٍ(1) مِنَ الْجُحْفَةِ وَ غَلُظَ عَلَیْهِ الْمَاءُ فَانْصَرَفُوا وَ لَمْ یَأْتُوا بِشَیْ ءٍ ثُمَّ تَوَجَّهَ هُوَ بِالرَّاوِیَةِ فَأَتَاهُ بِمَاءٍ مِثْلِ الزُّلَالِ وَ اسْتَقْبَلَهُ أَرْوَاحٌ فَأَعْلَمَ بِذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ ذَلِكَ جَبْرَئِیلُ فِی أَلْفٍ وَ مِیكَائِیلُ فِی أَلْفٍ وَ إِسْرَافِیلُ (2) فِی أَلْفٍ فَقَالَ السَّیِّدُ الشَّاعِرُ:
أَعْنِی الَّذِی سَلَّمَ فِی لَیْلَةٍ***عَلَیْهِ مِیكَالُ وَ جِبْرِیلُ (3)
جِبْرِیلُ فِی أَلْفٍ وَ مِیكَالُ فِی***أَلْفٍ وَ یَتْلُوهُمْ سَرَافِیلُ
ثُمَّ دَخَلَ النَّاسُ عَلَیْهِ قَبْلَ أَنْ یَسْتَشْهِدَ بِیَوْمٍ فَشَهِدُوا جَمِیعاً أَنَّهُ قَدْ وَفَّرَ فَیْئَهُمْ وَ ظَلَفَ عَنْ دُنْیَاهُمْ وَ لَمْ یَرْتَشِ فِی أَحْكَامِهِمْ (4) وَ لَمْ یَتَنَاوَلْ مِنْ بَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ مَا یُسَاوِی عِقَالًا(5) وَ لَمْ یَأْكُلْ مِنْ مَالِ نَفْسِهِ إِلَّا قَدْرَ الْبُلْغَةِ وَ شَهِدُوا جَمِیعاً أَنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَقْرَبُهُمْ مِنْهُ.
ص: 116
«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحُسَیْنُ بْنُ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ(1) الْقَعْنَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِمَحْضَرٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ تَعْرِفُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ مُحَمَّدٌ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَ عَلِیٌّ ابْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَ لَا تَذْكُرَنَ (2) عَلِیّاً إِلَّا بِخَیْرٍ فَإِنَّكَ إِنْ تَنَقَّصْتَهُ آذَیْتَ هَذَا فِی قَبْرِهِ (3).
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (4).
«2»- لی، [الأمالی للصدوق] الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ زَاعِماً یَزْعُمُ أَنَّهُ یُنَقِّصُ عَلِیّاً فَقَامَ فِی أَصْحَابِهِ یَوْماً فَقَالَ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُغْلِقَ بَابِی ثُمَّ لَا أَخْرُجَ مِنْ بَیْتِی حَتَّی یَأْتِیَنِی أَجَلِی بَلَغَنِی أَنَّ زَاعِماً مِنْكُمْ یَزْعُمُ أَنِّی أَنْتَقِصُ خَیْرَ النَّاسِ بَعْدَ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله- وَ أَنِیسَهُ وَ جَلِیسَهُ وَ الْمُفَرِّجَ لِلْكَرْبِ عَنْهُ عِنْدَ الزَّلَازِلِ وَ الْقَاتِلَ لِلْأَقْرَانِ یَوْمَ التَّنَازُلِ (5) لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَوَقَّرَهُ وَ أَخَذَ الْعِلْمَ فَوَفَّرَهُ وَ حَازَ الْبَأْسَ فَاسْتَعْمَلَهُ
ص: 117
فِی طَاعَةِ رَبِّهِ صَابِراً عَلَی مَضَضِ (1) الْحَرْبِ شَاكِراً عِنْدَ اللَّأْوَاءِ(2) وَ الْكَرْبِ فَعَمِلَ بِكِتَابِ رَبِّهِ وَ نَصَحَ لِنَبِیِّهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ أَخِیهِ آخَاهُ دُونَ أَصْحَابِهِ وَ جَعَلَ عِنْدَهُ سِرَّهُ وَ جَاهَدَ عَنْهُ صَغِیراً وَ قَاتَلَ مَعَهُ كَبِیراً یَقْتُلُ الْأَقْرَانَ وَ یُنَازِلُ الْفُرْسَانَ دُونَ دِینِ اللَّهِ حَتَّی وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا مُتَمَسِّكاً بِعَهْدِ نَبِیِّهِ لَا یَصُدُّهُ صَادٌّ وَ لَا یُمَالِی عَلَیْهِ مُضَادٌّ ثُمَّ مَضَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ أَعْلَمُ الْمُسْلِمِینَ عِلْماً وَ أَفْهَمُهُمْ فَهْماً وَ أَقْدَمُهُمْ فِی الْإِسْلَامِ لَا نَظِیرَ لَهُ فِی مَنَاقِبِهِ وَ لَا شَبِیهَ لَهُ فِی ضَرَائِبِهِ (3) فَظَلَفَتْ نَفْسُهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ فِی الْغَفَلَاتِ وَ أَسْبَغَ الطَّهُورَ فِی السَّبَرَاتِ (4) وَ خَشَعَ لِلَّهِ فِی الصَّلَوَاتِ وَ قَطَعَ نَفْسَهُ عَنِ اللَّذَّاتِ مُشَمِّراً عَنْ سَاقٍ (5)
طَیِّبَ الْأَخْلَاقِ كَرِیمَ الْأَعْرَاقِ اتَّبَعَ سُنَنَ نَبِیِّهِ وَ اقْتَفَی آثَارَ وَلِیِّهِ فَكَیْفَ أَقُولُ فِیهِ مَا یُوبِقُنِی وَ مَا أَحَدٌ أَعْلَمُهُ یَجِدُ فِیهِ مَقَالًا فَكُفُّوا عَنَّا الْأَذَی وَ تَجَنَّبُوا طَرِیقَ الرَّدَی (6).
«3»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلُولِیُ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ (8) عَنْ أَبِی الزَّعْرَاءِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ:(9) عُلَمَاءُ الْأَرْضِ ثَلَاثَةٌ عَالِمٌ بِالشَّامِ وَ عَالِمٌ بِالْحِجَازِ وَ عَالِمٌ بِالْعِرَاقِ أَمَّا عَالِمُ الشَّامِ فَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَ أَمَّا عَالِمُ الْحِجَازِ فَهُوَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا عَالِمُ الْعِرَاقِ فَأَخٌ لَكُمْ (10) بِالْكُوفَةِ وَ عَالِمُ الشَّامِ وَ عَالِمُ الْعِرَاقِ مُحْتَاجَانِ إِلَی عَالِمِ الْحِجَازِ وَ عَالِمُ الْحِجَازِ لَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِمَا(11).
ص: 118
«4»- جا، [المجالس للمفید] ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الرَّازِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی بَكْرٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَعَدَنِی أَنْ یَحْثُوَ لِی ثَلَاثَ حَثَیَاتٍ (1) مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ادْعُوا لِی عَلِیّاً فَجَاءَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا یَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَعَدَهُ أَنْ یَحْثُوَ لَهُ ثَلَاثَ حَثَیَاتٍ مِنْ تَمْرٍ فَاحْثُهَا لَهُ فَحَثَا لَهُ ثَلَاثَ حَثَیَاتٍ مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ عُدُّوهَا فَوَجَدُوا فِی كُلِّ حَثْیَةٍ سِتِّینَ تَمْرَةً فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَمِعْتُهُ لَیْلَةَ الْهِجْرَةِ وَ نَحْنُ خَارِجُونَ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْمَدِینَةِ یَقُولُ یَا أَبَا بَكْرٍ كَفِّی وَ كَفُّ عَلِیٍّ فِی الْعَدْلِ سَوَاءٌ(2).
«5»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَسْنِیمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حویة الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَی عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَجُلَانِ یَسْأَلَانِ عَنْ طَلَاقِ الْأَمَةِ فَالْتَفَتَ إِلَی خَلْفِهِ فَنَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا أَصْلَعُ مَا تَرَی فِی طَلَاقِ الْأَمَةِ فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ (3) هَكَذَا وَ أَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَ الَّتِی تَلِیهَا فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمَا عُمَرُ وَ قَالَ ثِنْتَانِ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ جِئْنَاكَ وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَسَأَلْنَاكَ فَجِئْتَ إِلَی رَجُلٍ سَأَلْتَهُ وَ اللَّهِ مَا كَلَّمَكَ فَقَالَ عُمَرُ تَدْرِیَانِ مَنْ هَذَا قَالا لَا قَالَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ وُضِعَتَا فِی كِفَّةٍ وَ وُضِعَ إِیمَانُ عَلِیٍّ فِی كِفَّةٍ لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍّ علیه السلام(4).
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جماعة عن أبی المفضل عن صالح بن أحمد و محمد بن القاسم عن محمد بن تسنیم: مثله (5).
ص: 119
«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَنِی عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ لِی یَا بُنَیَّ مَنْ أَخْیَرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ لَهُ مَنْ أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مَا حَرَّمَ عَلَی النَّاسِ وَ حَرَّمَ عَلَیْهِ مَا أَحَلَّ لِلنَّاسِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ قُلْتَ فَصَدَقْتَ حُرِّمَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الصَّدَقَةُ وَ أُحِلَّتْ لِلنَّاسِ وَ حُرِّمَ عَلَیْهِمْ أَنْ یَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ وَ هُمْ جُنُبٌ وَ أُحِلَّ لَهُ وَ أُغْلِقَتِ الْأَبْوَابُ وَ سُدَّتْ وَ لَمْ یُغْلَقْ لِعَلِیٍّ بَابٌ وَ لَمْ یُسَدَّ(1).
«7»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِیِّ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ(2) قَالَ: قَالَتْ عَمَّتِی لِعَائِشَةَ وَ أَنَا أَسْمَعُ لَهُ أَنْتِ مَسِیرُكِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام مَا كَانَ قَالَتْ دَعِینَا مِنْكِ إِنَّهُ مَا كَانَ مِنَ الرِّجَالِ أَحَبُّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا مِنَ النِّسَاءِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام(3).
«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْحَمَّامِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی غَسَّانَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّی وَ خَالَتِی عَلَی عَائِشَةَ فَسَأَلْنَاهَا كَیْفَ كَانَ مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ علیه السلام فِیكُمْ قَالَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ كَیْفَ تَسْأَلَانِ عَنْ رَجُلٍ لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ النَّاسُ أَیْنَ تَدْفِنُونَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَیْسَ فِی أَرْضِكُمْ بُقْعَةٌ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْ بُقْعَةٍ قُبِضَ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَیْفَ تَسْأَلَانِّی عَنْ رَجُلٍ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی مَوْضِعٍ لَمْ یَطْمَعْ فِیهِ أَحَدٌ(4).
بیان: الأخیر كنایة عن الغسل الذی فیه مظنة مس العورة فزعمت وقوعه.
ص: 120
«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِیَادَةُ بَنِی هَاشِمٍ سُنَّةٌ وَ زِیَارَتُهُمْ نَافِلَةٌ(1).
«10»- ید، [التوحید] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ وُلْدِ عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْبَاقِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُعَافِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی الغیرار [الْعَیْزَارِ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّارٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا تَفْسِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ فِی هَذَا الْحَائِطِ رَجُلًا كَانَ إِذَا سُئِلَ أَنْبَأَ وَ إِذَا سَكَتَّ ابْتَدَأَ فَدَخَلَ الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَفْسِیرُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ هُوَ تَعْظِیمُ جَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَنْزِیهُهُ عَمَّا قَالَ فِیهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ صَلَّی عَلَیْهِ كُلُّ مَلَكٍ (2).
«11»- فض، [كتاب الروضة] عَنِ الْقَاضِی الْكَبِیرِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُغَازِلِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی حَارِثَةَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَجَّتَهُ فِی خِلَافَتِهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ قَدْ تَعْلَمُ جِیئَتِی لِبَیْتِكَ وَ كُنْتُ مُطَّلِعاً مِنْ سَتْرِكَ فَلَمَّا رَآنِی أَمْسَكَ فَحَفِظْتُ الْكَلَامَ فَلَمَّا انْقَضَی الْحَجَّ وَ انْصَرَفَ إِلَی الْمَدِینَةِ تَعَمَّدْتُ إِلَی الْخَلْوَةِ فَرَأَیْتُهُ عَلَی رَاحِلَتِهِ وَحْدَهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِالَّذِی هُوَ إِلَیْكَ أَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ إِلَّا أَخْبَرْتَنِی عَمَّا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ فَقَالَ اسْأَلْ عَمَّا شِئْتَ فَقُلْتُ لَهُ سَمِعْتُكَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا فَكَأَنِّی أَلْقَمْتُهُ حَجَراً فَقُلْتُ لَهُ لَا تَغْضَبْ فَوَ الَّذِی أَنْقَذَنِی مِنَ الْجَهَالَةِ وَ أَدْخَلَنِی فِی هِدَایَةِ الْإِسْلَامِ مَا أَرَدْتُ بِسُؤَالِی إِلَّا وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ ضَحِكَ وَ قَالَ یَا حَارِثَةُ دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ فَأَحْبَبْتُ الْخَلْوَةَ مَعَهُ وَ كَانَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَجَلَسْتُ حَتَّی نَهَضَ ابْنُ الْعَبَّاسِ وَ بَقِیتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام فَبَیَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ
ص: 121
ص مَا أَرَدْتُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا عُمَرُ جِئْتَ لِتَسْأَلَنِی إِلَی مَنْ یَصِیرُ هَذَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِی فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا عُمَرُ هَذَا وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا خَازِنُ سِرِّی فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِی وَ مَنْ عَصَانِی فَقَدْ عَصَی اللَّهَ وَ مَنْ تَقَدَّمَ عَلَیْهِ فَقَدْ كَذَّبَ بِنُبُوَّتِی ثُمَّ أَدْنَاهُ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ أَخَذَهُ فَضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ وَلِیُّكَ اللَّهُ نَاصِرُكَ اللَّهُ وَالَی اللَّهُ مَنْ وَالاكَ وَ عَادَی مَنْ عَادَاكَ وَ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی وَ عَلَا بُكَاؤُهُ وَ انْهَمَلَتْ عَیْنَاهُ بِالدُّمُوعِ حَتَّی سَالَتْ عَلَی خَدَّیْهِ وَ خَدُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی خَدِّهِ فَوَ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِالْإِسْلَامِ لَقَدْ تَمَنَّیْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَنْ أَكُونَ مَكَانَ عَلِیٍّ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا عُمَرُ إِذَا نَكَثَ النَّاكِثُونَ وَ قَسَطَ الْقَاسِطُونَ وَ مَرَقَ الْمَارِقُونَ قَامَ هَذَا مَقَامِی حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِخَیْرٍ وَ هُوَ خَیْرُ الْفَاتِحِینَ قَالَ حَارِثَةُ فَتَعَاظَمَنِی ذَلِكَ وَ قُلْتُ وَیْحَكَ یَا عُمَرُ فَكَیْفَ تَقَدَّمْتُمُوهُ وَ قَدْ سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا حَارِثَةُ بِأَمْرٍ كَانَ فَقُلْتُ لَهُ مِنَ اللَّهِ أَمْ مِنْ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَا بَلِ الْمُلْكُ عَقِیمٌ وَ الْحَقُّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«12»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] مِمَّا رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَزَلَتْ قَضِیَّةٌ فِی زَمَانِ خِلَافَتِهِ فَقَامَ لَهَا وَ قَعَدَ وَ أُرْتِجَ (2) لَهَا وَ نَظَرَ مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ وَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مَا تَقُولُونَ فِی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالُوا أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَمْرُ بِیَدِكَ فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ وَ قَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِیداً ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ لَنَعْلَمَنَّ مَنْ صَاحِبُهَا وَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِهَا فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ ابْنَ أَبِی طَالِبٍ قَالَ أَنَّی نَعْدِلُ عَنْهُ وَ هَلْ لَقِحَتْ حُرَّةٌ بِمِثْلِهِ قَالُوا نأت [نَأْتِی] بِهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هَیْهَاتَ هُنَاكَ شَیْخٌ مِنْ هَاشِمٍ وَ نَسَبٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا یَأْتِی فَقُومُوا بِنَا إِلَیْهِ قَالَ فَقَامَ عُمَرُ
ص: 122
وَ مَنْ مَعَهُ وَ هُوَ یَقُولُ أَ یَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ یُتْرَكَ سُدیً أَ لَمْ یَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِیٍّ یُمْنی ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّی وَ دُمُوعُهُ تَجْرِی عَلَی خَدَّیْهِ قَالَ فَأَخْمَشَ (1) الْقَوْمُ لِبُكَائِهِ ثُمَّ سَكَتَ فَسَكَتُوا وَ سَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ مَسْأَلَتِهِ فَأَصْدَرَ لَهَا جَوَاباً فَقَالَ أَمَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ أَرَادَكَ اللَّهُ لِلْحَقِّ وَ لَكِنْ أَبَی قَوْمُكَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا أَبَا حَفْصٍ عَلَیْكَ مِنْ هُنَا وَ مِنْ هُنَا إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِیقاتاً قَالَ فَضَرَبَ عُمَرُ بِإِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی وَ خَرَجَ مُرْبَدَّ اللَّوْنِ (2) كَأَنَّمَا یَنْظُرُ فِی سَوَادٍ وَ هَذَا الْحَدِیثُ مِنْ كِتَابِ أَعْلَامِ النُّبُوَّةِ فِی الْقَائِمَةِ الْأُولَی (3).
«13»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْیَوَاقِیتِ لِأَبِی عُمَرَ الزَّاهِدِ قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ الثِّقَاتِ عَنْ رِجَالِهِ قَالُوا: دَخَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إِلَی الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیهَا رَجُلٌ یُظْهِرُ الْإِمَامَةَ فَسَأَلَ الرَّجُلُ عَنْ أَحْمَدَ مَا لَهُ لَا یَقْصِدُنِی فَقَالُوا لَهُ إِنَّ أَحْمَدَ لَیْسَ یَعْتَقِدُ مَا تُظْهِرُ فَلَا یَأْتِیكَ إِلَّا أَنْ تَسْكُتَ عَنْ إِظْهَارِ مَقَالَتِكَ (4) قَالَ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ إِظْهَارِی لَهُ دِینِی وَ لِغَیْرِهِ وَ امْتَنَعَ أَحْمَدُ مِنَ الْمَجِی ءِ إِلَیْهِ فَلَمَّا عَزَمَ عَلَی الْخُرُوجِ مِنَ الْكُوفَةِ قَالَتْ لَهُ الشِّیعَةُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ وَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مَا أَصْنَعُ بِهِ لَوْ سَكَتَ عَنْ إِعْلَانِهِ بِذَلِكَ كَتَبْتُ عَنْهُ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنْ یَفُوتَكَ مِثْلُهُ فَأَعْطَاهُمْ مَوْعِداً عَلَی أَنْ یَتَقَدَّمُوا إِلَی الشَّیْخِ أَنْ یَكْتُمَ مَا هُوَ فِیهِ وَ جَاءُوا مِنْ فَوْرِهِمْ إِلَی الْمُحَدِّثِ وَ لَیْسَ أَحْمَدُ مَعَهُمْ فَقَالُوا إِنَّ أَحْمَدَ أَعْلَمُ بَغْدَادَ(5) فَإِنْ خَرَجَ وَ لَمْ یَكْتُبْ عَنْكَ فَلَا بُدَّ أَنْ یَسْأَلَهُ
أَهْلُ بَغْدَادَ لِمَ لَمْ تَكْتُبْ عَنْ فُلَانٍ فَتُشْهَرُ بِبَغْدَادَ وَ تُلْعَنُ (6) وَ قَدْ جِئْنَاكَ نَطْلُبُ حَاجَةً قَالَ هِیَ مَقْضِیَّةٌ فَأَخَذُوا مِنْهُ مَوْعِداً وَ جَاءُوا إِلَی أَحْمَدَ وَ قَالُوا قَدْ كَفَیْنَاكَ قُمْ مَعَنَا فَقَامَ فَدَخَلُوا عَلَی الشَّیْخِ فَرَحَّبَ بِأَحْمَدَ وَ رَفَعَ مَجْلِسَهُ وَ حَدَّثَهُ مَا سَأَلَ فِیهِ أَحْمَدُ مِنَ الْحَدِیثِ فَلَمَّا فَرَغَ أَحْمَدُ
ص: 123
مَسَحَ الْقَلَمَ وَ تَهَیَّأَ لِلْقِیَامِ فَقَالَ لَهُ الشَّیْخُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ قَالَ لَهُ أَحْمَدُ مَقْضِیَّةٌ قَالَ لَیْسَ أُحِبُّ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ عِنْدِی حَتَّی أُعَلِّمَكَ مَذْهَبِی فَقَالَ أَحْمَدُ هَاتِهِ فَقَالَ لَهُ الشَّیْخُ إِنِّی أَعْتَقِدُ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ كَانَ خَیْرَ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنِّی أَقُولُ إِنَّهُ كَانَ خَیْرَهُمْ وَ إِنَّهُ كَانَ أَفْضَلَهُمْ وَ أَعْلَمَهُمْ وَ إِنَّهُ كَانَ الْإِمَامَ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَمَا تَمَّ كَلَامُهُ حَتَّی أَجَابَهُ أَحْمَدُ فَقَالَ یَا هَذَا وَ مَا عَلَیْكَ فِی هَذَا الْقَوْلِ (1) وَ قَدْ تَقَدَّمَكَ فِی هَذَا الْقَوْلِ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَابِرٌ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ سَلْمَانُ فَكَادَ الشَّیْخُ یَطِیرُ فَرَحاً بِقَوْلِ أَحْمَدَ فَلَمَّا خَرَجْنَا شَكَرْنَا أَحْمَدَ وَ دَعَوْنَا لَهُ (2).
وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ الجمشازی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورِ الطُّوسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ یَقُولُ: مَا جَاءَ لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْفَضَائِلِ مَا جَاءَ لِعَلِیٍّ علیه السلام(3).
یف، [الطرائف] عن الثعلبی: مثله (4).
«14»- كشف، [كشف الغمة] الْآثَارُ عَنْ سَالِمٍ: قِیلَ (5) لِعُمَرَ نَرَاكَ تَصْنَعُ بِعَلِیٍّ شَیْئاً لَا تَصْنَعُهُ بِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ مَوْلَایَ.
وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیَّانِ إِلَی عُمَرَ یَخْتَصِمَانِ فَقَالَ عُمَرُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اقْضِ بَیْنَهُمَا فَقَضَی عَلَی أَحَدِهِمَا فَقَالَ الْمَقْضِیُّ عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا یَقْضِی بَیْنَنَا فَوَثَبَ إِلَیْهِ عُمَرُ فَأَخَذَ بِتَلْبِیبِهِ وَ لَبَّبَهُ (6) ثُمَّ قَالَ وَیْحَكَ مَا تَدْرِی
ص: 124
مَنْ هَذَا هَذَا مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ مَوْلَاهُ فَلَیْسَ بِمُؤْمِنٍ (1).
وَ مِنْ كِتَابِ الْمُوَفَّقِیَّاتِ لِلزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ الزُّبَیْرِیِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنِّی لَأُمَاشِی عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِی سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْمَدِینَةِ إِذْ قَالَ لِی یَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا أَظُنُّ صَاحِبَكَ إِلَّا مَظْلُوماً قُلْتُ فِی نَفْسِی وَ اللَّهِ لَا یَسْبِقُنِی بِهَا فَقُلْتُ یَا عُمَرُ فَارْدُدْ ظُلَامَتَهُ فَانْتَزَعَ یَدَهُ مِنْ یَدِی وَ مَضَی وَ هُوَ یُهَمْهِمُ سَاعَةً ثُمَّ وَقَفَ فَلَحِقْتُهُ فَقَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا أَظُنُّهُمْ مَنَعَهُمْ مِنْهُ إِلَّا اسْتَصْغَرُوهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذِهِ وَ اللَّهِ شَرٌّ مِنَ الْأُولَی فَقُلْتُ وَ اللَّهِ مَا اسْتَصْغَرَهُ اللَّهُ حِینَ أَمَرَهُ أَنْ یَأْخُذَ سُورَةَ بَرَاءَةَ مِنْ صَاحِبِكَ قَالَ فَأَعْرَضَ عَنِّی (2).
«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِی جُبَّةَ وَرَّاقِ الْجَاحِظِ قَالَ سَمِعْتُ الْجَاحِظَ عَمْرَو بْنَ بَحْرٍ یَقُولُ سَمِعْتُ النَّظَّامَ یَقُولُ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِحْنَةٌ عَلَی الْمُتَكَلِّمِ إِنْ وَفَّاهُ حَقَّهُ غَلَا وَ إِنْ بَخَسَهُ حَقَّهُ أَسَاءَ وَ الْمَنْزِلَةُ الْوُسْطَی دَقِیقَةُ الْوَزْنِ حَادَّةُ اللِّسَانِ صَعْبَةُ التَّرَقِّی إِلَّا عَلَی الْحَاذِقِ الذَّكِیِ (3).
«16»- جع، [جامع الأخبار] رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی قُحَافَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مَلَائِكَةً یُسَبِّحُونَ وَ یُقَدِّسُونَ وَ یَكْتُبُونَ ثَوَابَ ذَلِكَ لِمُحِبِّیهِ وَ مُحِبِّی وُلْدِهِ علیه السلام(4).
«17»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] حَدَّثَنِی شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیُّ وَ أَبُو الْفَضْلِ الْحُسَیْنِیُّ السَّرْوِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ عُمَیْرٍ اللَّیْثِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ مَلَائِكَةً مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(5).
«18»- یف، [الطرائف] ذَكَرَ الْغَزَّالِیُّ فِی كِتَابِ الْمُنْقِذِ مِنَ الضَّلَالِ مَا هَذَا لَفْظُهُ: وَ الْعَاقِلُ
ص: 125
یَقْتَدِی بِسَیِّدِ الْعُقَلَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام حَیْثُ قَالَ لَا یُعْرَفُ الْحَقُّ بِالرِّجَالِ اعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ وَ قَالَ فِی رِسَالَةِ الْعِلْمِ اللَّدُنِّیِّ- قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْخَلَ لِسَانَهُ فِی فَمِی فَانْفَتَحَ فِی قَلْبِی أَلْفُ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ وَ فَتَحَ لِی كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ وَ قَالَ أَیْضاً لَوْ ثُنِیَتْ لِیَ الْوِسَادَةُ وَ جَلَسْتُ عَلَیْهَا لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ وَ هَذِهِ الْمَرْتَبَةُ لَا تُنَالُ بِمُجَرَّدِ التَّعَلُّمِ بَلْ یَتَمَكَّنُ الْمَرْءُ فِی هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ بِقُوَّةِ الْعِلْمِ اللَّدُنِّیِّ وَ كَذَا قَالَ لَمَّا حَكَی عَنْ عَهْدِ مُوسَی أَنَّ شَرْحَ كِتَابِهِ كَانَ أَرْبَعِینَ وِقْراً قَالَ الْغَزَّالِیُّ وَ هَذِهِ الْكَثْرَةُ وَ السَّعَةُ وَ الِانْفِتَاحُ فِی الْعِلْمِ لَا یَكُونُ إِلَّا مِنْ لَدُنْ إِلَهِیٍّ سَمَاوِیٍ (1).
أقول: سائر أبواب هذا المجلد و أبواب كتاب الفتن و سائر مجلدات الإمامة مشحونة بإقرار المخالفین بفضلهم علیهم السلام.
ص: 126
«1»- ل، [الخصال] ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسَرَّ إِلَیَّ أَلْفَ حَدِیثٍ فِی كُلِّ حَدِیثٍ أَلْفُ بَابٍ لِكُلِّ بَابٍ أَلْفُ مِفْتَاحٍ الْخَبَرَ(1).
«2»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً بَاباً یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (2).
یر، [بصائر الدرجات] الیقطینی: مثله (3)
بیان: قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه قد تعلق قوم من ضعفة العامة بهذا الخبر علی صحة الاجتهاد و القیاس فأجاب عن ذلك بوجوه ثم ذكر فی تأویل الخبر وجوها:
منها أن المعلم له الأبواب هو(4) رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فتح له بكل باب منها
ص: 127
ألف باب و وقفه علی ذلك.
و منها أن علمه بكل باب أوجب فكره فیه فبعثه الفكر علی المسألة عن شعبه و متعلقاته فاستفاد بالفكر فیه علم ألف باب بالبحث عن كل باب منها و مثل هذا
قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ عَمِلَ بِمَا یَعْلَمُ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ یَعْلَمْ.
و منها أنه صلی اللّٰه علیه و آله نص له علی علامات تكون عندها حوادث كل حادثة تدل علی حادث (1) إلی أن تنتهی إلی ألف حادثة فلما عرف الألف علامة عرفه (2) بكل علامة منها ألف علامة و الذی یقرب هذا من الصواب أنه علیه السلام أخبرنا بأمور تكون قبل كونها ثم قال عقیب إخباره بذلك علمنی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ألف باب فتح لی كل باب ألف باب. و قال بعض الشیعة إن معنی هذا القول أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله نص (3) علی صفة ما فیه الحكم علی الجملة دون التفصیل
كَقَوْلِهِ: یَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا یَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ (4).
فكان هذا بابا استفید منه تحریم الأخت من الرضاعة و الأم و الخالة و العمة و بنت الأخ و بنت الأخت (5) و
كَقَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام: الرِّبَا فِی كُلِّ مَكِیلٍ وَ مَوْزُونٍ.
فاستفید بذلك الحكم فی أصناف المكیلات و الموزونات (6) و الأجوبة الأولة لی و أنا أعتمدها انتهی كلامه قدس سره (7). أقول ینافی الثالث ما صرح به
فِی رِوَایَةِ ابْنِ نُبَاتَةَ وَ غَیْرِهِ: عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مِمَّا كَانَ وَ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
و یؤید الأخیر ما ورد
فِی رِوَایَةِ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلَّمَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرٍ
ص: 128
فَاللَّهُ أَعْذَرُ لِعَبْدِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِی یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ مِنْهَا أَلْفَ بَابٍ.
و الظاهر أن المراد أنه صلی اللّٰه علیه و آله علمه ألف نوع من أنواع استنباط العلوم یستنبط من كل منها ألف مسألة أو ألف نوع و الاجتهاد إنما یمنع منه (1) لابتنائه علی الظن فأما إذا علم الرسول صلی اللّٰه علیه و آله كیفیة الاستخراج علی وجه یحصل العلم بحكمه تعالی فلیس من الاجتهاد فی شی ء و قد أوردت أكثر هذه الأخبار فی كتاب العقل و العلم و باب وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أبواب علوم الأئمة علیهم السلام.
«3»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِمَّنْ یَثِقُ بِهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ فِی صَدْرِی هَذَا لَعِلْماً جَمّاً عَلَّمَنِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَوْ أَجِدُ لَهُ حَفَظَةً یَرْعَوْنَهُ حَقَّ رِعَایَتِهِ وَ یَرْوُونَهُ عَنِّی كَمَا یَسْمَعُونَهُ مِنِّی إِذاً لَأَوْدَعْتُهُمْ بَعْضَهُ فَعَلَّمَ بِهِ كَثِیراً مِنَ الْعِلْمِ (2) إِنَّ الْعِلْمَ مِفْتَاحُ كُلِّ بَابٍ وَ كُلُّ بَابٍ یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ (3).
یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی عن ابن محبوب: مثله (4).
«4»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَجَّالِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِأَلْفِ بَابٍ كُلُّ بَابٍ یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ (5).
یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی عن الحجال: مثله (6).
ص: 129
«5»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ قَالَ فَقَالَ لِی بَلْ عَلَّمَهُ بَاباً وَاحِداً یَفْتَحُ (1) ذَلِكَ الْبَابُ أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (2).
یر، [بصائر الدرجات] إبراهیم بن هاشم: مثله (3).
«6»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ مَعاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ مِمَّا كَانَ وَ مِمَّا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ كُلُّ بَابٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ فَذَلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ حَتَّی عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (4).
یر، [بصائر الدرجات] إبراهیم بن إسحاق: مثله (5).
«7»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ الشِّیعَةَ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً علیه السلام بَاباً یُفْتَحُ مِنْهُ أَلْفُ بَابٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَّمَ وَ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ یُفْتَحُ لَهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ قُلْتُ لَهُ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَیْسَ بِذَاكَ (6).
ص: 130
یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی: مثله (1).
«8»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَثِیراً مَا یَقُولُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ اللَّهِ مَا مِنْ أَرْضٍ مُخْصِبَةٍ وَ لَا مُجْدِبَةٍ وَ لَا فِئَةٌ تُضِلُّ مِائَةً أَوْ تَهْدِی مِائَةً إِلَّا وَ أَنَا أَعْلَمُ قَائِدَهَا وَ سَائِقَهَا وَ نَاعِقَهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).
«9»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّلَّالِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ غُرَابٍ عَنْ مُوسَی بْنِ قَیْسٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ عِیَاضٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِمَلَإٍ فِیهِ سَلْمَانُ فَقَالَ لَهُمْ سَلْمَانُ قُومُوا فَخُذُوا بِحُجْزَةِ هَذَا فَوَ اللَّهِ لَا یُخْبِرُكُمْ بِسِرِّ نَبِیِّكُمْ أَحَدٌ غَیْرُهُ (3).
«10»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ ابْنِ هَاشِمٍ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَقَدْ عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلْفَ بَابٍ (4) كُلُّ بَابٍ یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ.
یر، [بصائر الدرجات] ابن یزید: مثله (5).
«11»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً بَاباً یَفْتَحُ لَهُ أَلْفَ بَابٍ كُلُّ بَابٍ یَفْتَحُ لَهُ أَلْفَ بَابٍ (6).
ص: 131
یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن الحسن: مثله (1)
ل، [الخصال] ابن الولید عن الصفار عن محمد بن عبد الجبار عن عبد اللّٰه بن محمد الحجال عن ثعلبة عن عبد اللّٰه بن هلال عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (2)
یر، [بصائر الدرجات] محمد بن عبد الجبار: مثله (3).
«12»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِیمٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (4).
یر، [بصائر الدرجات] ابن یزید: مثله (5).
«13»- ل، [الخصال] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَی ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً أَلْفَ حَرْفٍ كُلُّ حَرْفٍ یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ وَ الْأَلْفُ حَرْفٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ (6).
یر، [بصائر الدرجات] محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعیل عن منصور بن یونس: مثله (7)
یر، [بصائر الدرجات] ابن یزید عن ابن أبی عمیر: مثله (8).
«14»- ل، [الخصال] الثَّلَاثَةُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَلْفَ كَلِمَةٍ وَ أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ وَ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ وَ أَلْفَ بَابٍ (9).
ص: 132
«15»- ل، [الخصال] الثَّلَاثَةُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ فِی ذُؤَابَةِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةٌ صَغِیرَةٌ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّ شَیْ ءٍ كَانَ فِی تِلْكَ الصَّحِیفَةِ قَالَ هِیَ الْأَحْرُفُ الَّتِی یَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا أَلْفَ حَرْفٍ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا خَرَجَ مِنْهَا إِلَّا حَرْفَانِ حَتَّی السَّاعَةِ(1).
یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی: مثله (2).
«16»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَلَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثَوْباً ثُمَّ كَلَّمَهُ أَلْفَ كَلِمَةٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ(3).
یر، [بصائر الدرجات] ابن أبی الخطاب:(4).
«17»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ مَاجِیلَوَیْهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ وَ ابْنُ نَاتَانَةَ وَ الْمُكَتِّبُ وَ الْهَمَذَانِیُّ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ(5).
یر، [بصائر الدرجات] إبراهیم بن هاشم عن عبد اللّٰه بن المغیرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاری عن الحارث بن المغیرة عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (6).
«18»- ل، [الخصال] ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام:
ص: 133
أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله حَدَّثَ عَلِیّاً أَلْفَ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ فَمَا یَدْرِی النَّاسُ مَا حَدَّثَهُ (1).
یر، [بصائر الدرجات] ابن هاشم: مثله (2).
«19»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ وَ الْعَطَّارُ جَمِیعاً عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ هَاشِمٍ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ قَالَ جَلَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثَوْباً ثُمَّ عَلَّمَهُ وَ ذَلِكَ مَا یَقُولُ النَّاسُ إِنَّهُ عَلَّمَهُ أَلْفَ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ(3).
یر، [بصائر الدرجات] ابن هاشم عن ابن فضال: مثله (4).
«20»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُكَیْرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی حَفْصَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ فَانْطَلَقَ أَصْحَابُنَا فَسَأَلُوا أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَإِذَا سَالِمٌ قَدْ صَدَقَ.
قَالَ بُكَیْرٌ وَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِیثِ ثُمَّ قَالَ: وَ لَمْ یَخْرُجْ إِلَی النَّاسِ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ غَیْرُ بَابٍ أَوِ اثْنَیْنِ وَ أَكْثَرُ عِلْمِی أَنَّهُ قَالَ بَابٌ وَاحِدٌ(5).
«21»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ ابْنِ هَاشِمٍ مَعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ كَلِمَةٍ كُلُّ كَلِمَةٍ تَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ وَ الْأَلْفُ كَلِمَةٌ
ص: 134
تَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ(1).
یر، [بصائر الدرجات] ابن یزید و ابن هاشم: مثله (2).
«22»- ل، [الخصال] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی (3) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: حَدَّثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَلْفِ حَدِیثٍ لِكُلِّ حَدِیثٍ أَلْفُ بَابٍ (4).
یر، [بصائر الدرجات] ابن عیسی: مثله (5).
«23»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ مَیْسَرَةَ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ: مَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلْمَانُ فِی مَلَإٍ فَقَالَ سَلْمَانُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَ لَا تَقُومُونَ تَأْخُذُونَ بِحُجْزَتِهِ تَسْأَلُونَهُ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَا یُخْبِرُكُمْ بِسِرِّ نَبِیِّكُمْ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ إِنَّهُ لَعَالِمُ الْأَرْضِ وَ رَبَّانِیُّهَا وَ إِلَیْهِ تَسْكُنُ وَ لَوْ فَقَدْتُمُوهُ لَفَقَدْتُمُ الْعِلْمَ وَ أَنْكَرْتُمُ النَّاسَ (6).
«24»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّرَّافِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْقَرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی رَافِعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَقْضَی أُمَّتِی وَ أَعْلَمُ أُمَّتِی بَعْدِی عَلِیٌ (7).
«25»- لی، [الأمالی للصدوق] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْقَرِ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَخِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیُ نَهَاراً لَمْ یُمْسِ حَتَّی یُخْبِرَ
ص: 135
بِهِ عَلِیّاً وَ إِذَا نَزَلَ عَلَیْهِ لَیْلًا لَمْ یُصْبِحْ حَتَّی یُخْبِرَ بِهِ عَلِیّاً(1).
«26»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ السَّكَنِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَقْضَی أَهْلِ الْمَدِینَةِ عَلِیٌّ علیه السلام(2).
«27»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُثَنًّی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ سَلْهُ عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلُونِی عَمَّا شِئْتُمْ وَ لَا تَسْأَلُونِّی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ فَقَالَ إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلْیَذْهَبِ النَّاسُ حَیْثُ شَاءُوا فَوَ اللَّهِ لَیَأْتِیهِمُ الْأَمْرُ مِنْ هَاهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ(3).
«28»- یر، [بصائر الدرجات] سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَاسِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَوْ ثُنِیَتْ لِی وِسَادَةٌ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِالْإِنْجِیلِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَوْ لَا آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِمَا یَكُونُ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ(4).
بیان: ثَنَی الشَّیْ ءَ كسعی رد بعضه علی بعض ذكره الفیروزآبادی (5) و الوسادة المخدة و قد یطلق علی ما یجلس علیه من الفراش و إنما تثنی الوسادة للحكام و الأمراء لترتفع و یجلسوا علیها فیتمیزوا أو لیتكئوا علیها و یؤید
ص: 136
الأول ما فی بعض الروایات فجلست علیها و ثنی الوسادة هنا كنایة عن التمكن فی الأمر و نفاذ الحكم قال الجزری فی قوله علیه السلام إذا وسد الأمر إلی غیر أهله فانتظر الساعة قیل هو من الوسادة أی إذا وضعت وسادة الملك و الأمر لغیر مستحقهما(1).
قوله علیه السلام: «حتی یزهر إلی اللّٰه» أی یتلألأ و یتضح و یستنیر صاعدا إلی اللّٰه فاستنارته كنایة عن ظهور الأمر و صعوده عن كونه موافقا للحق و یحتمل أن یكون كنایة عن شهادته عند اللّٰه بأنه حكم بالحق كما سیأتی و الآیة التی أشار إلیها هو قوله تعالی یمحو اللّٰه ما یشاء و یثبت و عنده أم الكتاب (2) و قد صرح بذلك فی روایة الأصبغ بن نباتة و قد أوردتها مع سائر الأخبار المصدرة بقوله سلونی و غیرها من الأخبار الدالة علی وفور علمه علیه السلام فی كتاب الاحتجاجات و أما حكمه صلوات اللّٰه علیه بسائر الكتب فلعل المعنی الاحتجاج علیهم بها أو الحكم بما فیها إذا كان موافقا لشرعنا أو بیان أن حكم كتابهم كذلك و إن لم یحكم بینهم إلا بما یوافق شرعنا.
«29»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَا یَسْأَلُنِی أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَ لَا أَهْلُ الْإِنْجِیلِ وَ لَا أَهْلُ الزَّبُورِ وَ لَا أَهْلُ الْفُرْقَانِ إِلَّا فَرَّقْتُ بَیْنَ أَهْلِ كُلِّ كِتَابٍ بِحُكْمِ مَا فِی كِتَابِهِمْ (3).
«30»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَأَنَا أَعْلَمُ بِالتَّوْرَاةِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَ أَعْلَمُ بِالْإِنْجِیلِ مِنْ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ (4).
«31»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ
ص: 137
الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام الْكُوفَةَ صَلَّی بِهِمْ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً فَقَرَأَ بِهِمْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ وَ اللَّهِ مَا یُحْسِنُ أَنْ یَقْرَأَ ابْنُ أَبِی طَالِبٍ الْقُرْآنَ وَ لَوْ أَحْسَنَ أَنْ یَقْرَأَ لَقَرَأَ بِنَا غَیْرَ هَذِهِ السُّورَةِ قَالَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ وَیْلَهُمْ إِنِّی لَأَعْرِفُ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ فِصَالَهُ مِنْ وِصَالِهِ (1) وَ حُرُوفَهُ مِنْ مَعَانِیهِ وَ اللَّهِ مَا حَرْفٌ نَزَلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ أَنَا أَعْرِفُ فِیمَنْ أُنْزِلَ وَ فِی أَیِّ یَوْمٍ نَزَلَ وَ فِی أَیِّ مَوْضِعٍ نَزَلَ وَیْلَهُمْ أَ مَا یَقْرَءُونَ إِنَّ هذا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولی صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (2) وَ اللَّهِ عِنْدِی (3) وَرِثْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَرِثَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَیْلَهُمْ وَ اللَّهِ إِنِّی أَنَا الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ فِیَ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(4) فَإِنَّا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیُخْبِرُنَا بِالْوَحْیِ فَأَعِیهِ وَ یَفُوتُهُمْ فَإِذَا خَرَجْنَا قَالُوا ما ذا قالَ آنِفاً(5).
«32»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : عِنْدِی صَحِیفَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَاتَمِهِ فِیهَا سِتُّونَ قَبِیلَةً بَهْرَجَةً لَیْسَ لَهَا فِی الْإِسْلَامِ نَصِیبٌ مِنْهُمْ غَنِیٌّ وَ بَاهِلَةُ وَ قَالَ یَا مَعْشَرَ غَنِیٍّ وَ بَاهِلَةَ(6) أَعِیدُوا عَلَیَّ عَطَایَاكُمْ حَتَّی أَشْهَدَ لَكُمْ عِنْدَ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ أَنَّكُمْ لَا تُحِبُّونِّی وَ لَا أُحِبُّكُمْ أَبَداً وَ قَالَ
ص: 138
لَآخُذَنَّ غَنِیّاً أَخْذَةً تَضْطَرِبُ مِنْهَا بَاهِلَةُ وَ قَالَ أَخَذَ فِی بَیْتِ الْمَالِ مِنْ مُهُورِ الْبَغَایَا فَقَالَ اقْسِمُوهُ بَیْنَ غَنِیٍّ وَ بَاهِلَةَ(1).
بیان: قال الفیروزآبادی البهرج الباطل و الردی ء و المباح و البهرجة أن تعدل بالشی ء عن الجادة القاصدة إلی غیرها(2).
«33»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَجَابَنِی وَ إِنْ فَنِیَتْ مَسَائِلِی ابْتَدَأَنِی فَمَا نَزَلَتْ عَلَیْهِ آیَةٌ فِی لَیْلٍ وَ لَا نَهَارٍ وَ لَا سَمَاءٍ وَ لَا أَرْضٍ وَ لَا دُنْیَا وَ لَا آخِرَةٍ وَ لَا جَنَّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ لَا سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ وَ لَا ضِیَاءٍ وَ لَا ظُلْمَةٍ إِلَّا أَقْرَأَنِیهَا وَ أَمْلَاهَا عَلَیَّ وَ كَتَبْتُهَا بِیَدِی وَ عَلَّمَنِی تَأْوِیلَهَا وَ تَفْسِیرَهَا وَ مُحْكَمَهَا وَ مُتَشَابِهَهَا وَ خَاصَّهَا وَ عَامَّهَا وَ كَیْفَ نَزَلَتْ وَ أَیْنَ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ أُنْزِلَتْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ دَعَا اللَّهَ لِی أَنْ یُعْطِیَنِی فَهْماً وَ حِفْظاً فَمَا نَسِیتُ آیَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا عَلَی مَنْ أُنْزِلَتْ أَمْلَاهُ عَلَیَ (3).
«34»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَ لَا تَسْأَلُونَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابِ (4).
«35»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ قَالَ قَالَ بُكَیْرُ بْنُ أَعْیَنَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یُحَدِّثُ قَالَ: لَمْ یَخْرُجْ إِلَی النَّاسِ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ الَّتِی عَلَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً إِلَّا بَابٌ أَوِ اثْنَانِ وَ أَكْثَرُ عِلْمِی أَنَّهُ قَالَ بَابٌ وَاحِدٌ(5).
ص: 139
«36»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً حَرْفاً یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ (1).
«37»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حِینَ دُفِنَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٌ فَقَالَ لَهُمَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَّا مَا ذَكَرْتُمَا أَنِّی لَمْ أُشْهِدْكُمَا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّهُ قَالَ لَا یَرَی عَوْرَتِی أَحَدٌ غَیْرَكَ إِلَّا ذَهَبَ بَصَرُهُ فَلَمْ أَكُنْ لِأُوذِیكُمَا بِهِ وَ أَمَّا كَبِّی عَلَیْهِ فَإِنَّهُ عَلَّمَنِی أَلْفَ حَرْفٍ یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ فَلَمْ أَكُنْ لِأُطْلِعَكُمَا عَلَی سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ ص (2).
«38»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً كَلِمَةً یَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَیْ كَلِمَةٍ(3).
«39»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَجَّالُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِأَلْفِ كَلِمَةٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ(4).
یر، [بصائر الدرجات] محمد بن عیسی عن ابن سنان: مثله (5).
، 2، 1، 6- 40- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ فُلَاناً حَدَّثَنِی أَنَّ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ علیهما السلام كَانَا مُحَدَّثَیْنِ قَالَ قُلْتُ كَیْفَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ یُنْكَتُ فِی آذَانِهِمَا قَالَ صَدَقَ (6).
«41»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ كَرَّامِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِیِ
ص: 140
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً لَیُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ أَوْ یُوقَرُ فِی صَدْرِهِ (1) فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً كَانَ مُحَدَّثاً قَالَ فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَیْهِ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً كَانَ یَوْمَ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ بَنِی النَّضِیرِ كَانَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ یُحَدِّثَانِهِ (2).
أقول: قد أوردنا مثله بأسانید كثیرة فی باب أنهم محدثون علیهم السلام.
«42»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنَّا وُقُوفاً عَلَی رَأْسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْكُوفَةِ وَ هُوَ یُعْطِی الْعَطَاءَ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَعْطَیْتَ الْعَطَاءَ جَمِیعَ الْأَحْیَاءِ إِلَّا هَذَا الْحَیَّ مِنْ مُرَادٍ لَمْ تُعْطِهِمْ شَیْئاً فَقَالَ لَهَا اسْكُتِی یَا جَرِیَّةُ یَا بَذِیَّةُ یَا سَلْفَعُ یَا سَلَقْلَقُ یَا مَنْ لَا تَحِیضُ كَمَا تَحِیضُ النِّسَاءُ قَالَ فَوَلَّتْ ثُمَّ خَرَجَتْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَتَبِعَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ فَقَالَ لَهَا أَیَّتُهَا الْمَرْأَةُ قَدْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا قَالَ فَقَالَتْ وَ اللَّهِ مَا كَذَبَ وَ إِنْ كَانَ مَا رَمَانِی بِهِ لَفِیَّ وَ مَا اطَّلَعَ عَلَیَّ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ الَّذِی خَلَقَنِی وَ أُمِّیَ الَّتِی وَلَدَتْنِی فَرَجَعَ عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَبِعْتُ الْمَرْأَةَ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا رَمَیْتَهَا بِهِ فِی بَدَنِهَا فَأَقَرَّتْ بِذَلِكَ كُلِّهِ فَمِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مِمَّا كَانَ وَ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ (3) إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ كُلُّ بَابٍ یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ فَذَلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ (4) حَتَّی عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ حَتَّی عَلِمْتُ الْمُذَكَّرَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْمُؤَنَّثِینَ مِنَ الرِّجَالِ (5).
بیان: البذیة من البذاء و هی الفحش و قال الفیروزآبادی السلفع
ص: 141
الصخّابة البذیئة السیئة الخلق كالسلفعة(1) و قال السلقان التی تحیض من دبرها و لم یذكر السلقلق (2).
«43»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً قُلْتُ فَنَقُولُ إِنَّهُ نَبِیٌّ قَالَ فَحَرَّكَ یَدَهُ هَكَذَا ثُمَّ قَالَ أَوْ كَصَاحِبِ سُلَیْمَانَ أَوْ كَصَاحِبِ مُوسَی أَوْ كَذِی الْقَرْنَیْنِ أَ وَ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ (3).
بیان: لعله علیه السلام حرك یده إلی جهة الفوق نفیا لما قاله أو یمینا و شمالا لبیان أنه مخیر فی القول بكل مما یذكر بعد و المراد بصاحب موسی إما الخضر أو یوشع فیدل علی عدم كونه نبیا و قد مر الكلام فی ذلك فی كتاب الإمامة.
«44»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْحَارِثِ الْبَصْرِیِّ قَالَ أَتَانَا الْحَكَمُ بْنُ عُیَیْنَةَ قَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام كُلَّهُ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَخَرَجَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ فَوَجَدَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَدْ قُبِضَ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ حَدَّثَنَا أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ إِنَّ عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام كُلَّهُ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا تَدْرِی مَا هُوَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (4).
«45»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قَالَ
ص: 142
إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ قَالَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَّمَهُ بَیَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ مِمَّا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ (1).
«46»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(2) قَالَ وَعَتْ أُذُنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ (3).
«47»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ عَفِیفِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: كُنَّا فِی أَصْحَابِ الْبُرُودِ وَ نَحْنُ شَیَّانٌ فَرَجَعَ إِلَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ بَعْضُنَا بوداسكفت قَدْ جَاءَكُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَیْحَكَ إِنَّ أَعْلَاهُ عِلْمٌ وَ أَسْفَلَهُ طَعَامٌ (4).
بیان: الشیان البعید النظر و یحتمل أن یكون بالموحدة جمع الشاب و بوداسكفت لعله كان اسم رجل بطین فأطلقوا علیه صلوات اللّٰه علیه لكونه بطینا أو كان فی بعض اللغات موضوعا للبطین و إنما أطلقوا ذلك لظنهم أنه علیه السلام لا یعرف تلك اللغة فأجابهم بأن أسفل بطنی محل الطعام و أعلاه محل العلوم و الأحكام لما مر أنه إنما سمی بطینا لكونه بطینا من العلم و قیل هو اسم من أسماء الكهنة و قیل اسم ابن ملك أتاه بلوهر فصار نبیا و لا یناسبان المقام (5).
«48»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یَاسِینَ الضَّرِیرِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَرَضَ الْعِلْمَ عَنْ سِتَّةِ أَجْزَاءٍ فَأَعْطَی عَلِیّاً مِنْهُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ وَ لَهُ سَهْمٌ فِی الْجُزْءِ الْآخَرِ مَعَ النَّاسِ (6).
«49»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَائِذِ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِیِّ عَنْ
ص: 143
أَبِیهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَعْلَمُ أُمَّتِی وَ أَقْضَاهُمْ فِیمَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ بَعْدِی (1).
«50»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِیُّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ طَلِیقٍ عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: اسْتَدْعَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَخَلَا بِهِ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَیْنَا سَأَلْنَاهُ مَا الَّذِی عَهِدَ إِلَیْكَ فَقَالَ عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ فَتَحَ لِی كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (2).
«51»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازُ عَنْ أَبِی مَالِكٍ كَثِیرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنْ سَعْدٍ الْكِنَانِیِّ عَنْ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: لَمَّا بُویِعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْخِلَافَةِ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ مُعْتَمّاً بِعِمَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَابِساً بُرْدَیْهِ (3) فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ وَعَظَ وَ أَنْذَرَ ثُمَّ جَلَسَ مُتَمَكِّناً وَ شَبَّكَ بَیْنَ أَصَابِعِهِ وَ وَضَعَهُمَا(4) أَسْفَلَ سُرَّتِهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی سَلُونِی فَإِنَّ عِنْدِی عِلْمَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ثُنِیَ لِیَ الْوِسَادَةُ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ حَتَّی ینهی [یَزْهَرَ] كُلُّ كِتَابٍ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ وَ یَقُولُ یَا رَبِّ إِنَّ عَلِیّاً قَضَی بِقَضَائِكَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ وَ تَأْوِیلِهِ مِنْ كُلِّ مُدَّعٍ عِلْمَهُ وَ لَوْ لَا آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ سَأَلْتُمُونِی عَنْ آیَةٍ آیَةٍ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِوَقْتِ نُزُولِهَا وَ فِیمَ نَزَلَتْ وَ أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاسِخِهَا مِنْ مَنْسُوخِهَا وَ خَاصِّهَا مِنْ عَامِّهَا وَ مُحْكَمِهَا مِنْ مُتَشَابِهِهَا وَ مَكِّیِّهَا مِنْ مَدَنِیِّهَا وَ اللَّهِ مَا مِنْ فِئَةٍ تَضِلُّ أَوْ تَهْدِی إِلَّا وَ أَنَا أَعْرِفُ قَائِدَهَا وَ سَائِقَهَا وَ نَاعِقَهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(5).
ص: 144
«52»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی أَرَاكَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام بِمَسْكَنٍ فَتَحَدَّثْنَا أَنَّ عَلِیّاً وَرِثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّیْفَ وَ قَالَ بَعْضُنَا الْبَغْلَةَ وَ الصَّحِیفَةَ فِی حَمَائِلِ السَّیْفِ إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا وَ نَحْنُ فِی حَدِیثِنَا فَقَالَ ابْتِدَاءً وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ نَشِطْتُ لِحَدِیثِكُمْ حَتَّی یَحُولَ الْحَوْلُ لَا أُعِیدُ حَرْفاً وَرِثْتُ وَ حَوِیتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِی صُحُفاً كَثِیرَةً وَ إِنَّ عِنْدِیَ الصَّحِیفَةَ یُقَالُ لَهَا الْعَبِیطُ مَا عَلَی الْعَرَبِ أَشَدُّ مِنْهَا وَ إِنَّ هُنَا(1) لَتَمَیُّزَ القَبَائِلِ الْمُبَهْرَجَةِ مِنَ الْعَرَبِ مَا لَهُمْ فِی دِینِ اللَّهِ مِنْ نَصِیبٍ (2).
«53»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] سُفْیَانُ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ (3) قَالَ قَدْ یَكُونُ مؤمن (4) [مُؤْمِناً] وَ لَا یَكُونُ عَالِماً فَوَ اللَّهِ لَقَدْ جُمِعَ لِعَلِیٍّ كِلَاهُمَا الْعِلْمُ وَ الْإِیمَانُ.
مُقَاتِلُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(5) قَالَ كَانَ عَلِیٌّ یَخْشَی اللَّهَ وَ یُرَاقِبُهُ وَ یَعْمَلُ بِفَرَائِضِهِ وَ یُجَاهِدُ فِی سَبِیلِهِ.
الصَّفْوَانِیُّ فِی الْإِحَنِ وَ الْمِحَنِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حم اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عسق عِلْمُ عَلِیٍّ سَبَقَ كُلَّ جَمَاعَةٍ وَ تَعَالَی كُلَّ فِرْقَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ وَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ عَلِیُّ بْنُ فَضَّالٍ وَ الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ وَ أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ
ص: 145
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ السُّدِّیِّ: أَنَّهُمْ قَالُوا فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ قِیلَ لَهُمَا زَعَمُوا أَنَّ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالَ ذَاكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
ثُمَّ رُوِیَ أَیْضاً: أَنَّهُ سُئِلَ سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالَ لَا فَكَیْفَ وَ هَذِهِ سُورَةٌ مَكِّیَّةٌ(2) وَ قَدْ رُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَقَدْ كَانَ عَالِماً بِالتَّفْسِیرِ وَ التَّأْوِیلِ وَ النَّاسِخِ وَ الْمَنْسُوخِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ.
وَ رُوِیَ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ وَ الْآخِرِ.
رواه (3) النطنزی فی الخصائص: و من المستحیل أن اللّٰه تعالی یستشهد بیهودی و یجعله ثانی نفسه و قوله قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ موافق لقوله كلا أنزل فی أمیر المؤمنین علی و عدد حروف كل واحد منهما ثمانمائة و سبعة عشر(4).
قال الجاحظ اجتمعت الأمة علی أن الصحابة كانوا یأخذون العلم من أربعة علی و ابن عباس و ابن مسعود و زید بن ثابت و قال طائفة و عمر بن الخطاب ثم أجمعوا علی أن الأربعة كانوا أقرأ لكتاب اللّٰه من عمر
وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: یَؤُمُّ بِالنَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ.
فسقط عمر ثم أجمعوا علی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ.
فسقط ابن مسعود و زید و بقی علی و ابن عباس إذا كانا عالمین فقیهین قرشیین فأكثرهما سنا و أقدمهما هجرة علیٌّ فسقط ابن العباس و بقی علی أحق بالأمة
ص: 146
بالإجماع و كانوا یسألونه و لم یسأل هو أحدا
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِی شَیْ ءٍ فَكُونُوا مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
عبادة بن الصامت: قال عمر: كنا أمرنا إذا اختلفنا فی شی ء أن نحكم علیا و لهذا تابعه المذكورون بالعلم من الصحابة نحو سلمان و عمار و حذیفة و أبی ذر و أبی بن كعب و جابر الأنصاری و ابن عباس و ابن مسعود و زید بن صوحان و لم یتأخر إلا زید بن ثابت و أبو موسی و معاذ و عثمان و كلهم معترفون له بالعلم مقرون له بالفضل.
النقاش فی تفسیره قال ابن عباس علی علم علما علمه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علمه اللّٰه فعلم النبی صلی اللّٰه علیه و آله من علم اللّٰه و علم علی من علم النبی صلی اللّٰه علیه و آله و علمی من علم علی علیه السلام و ما علمی و علم أصحاب محمد صلی اللّٰه علیه و آله فی علم علی علیه السلام إلا كقطرة فی سبعة أبحر. الضحاك عن ابن عباس قال أعطی علی بن أبی طالب علیهما السلام تسعة أعشار العلم و إنه لأعلمهم بالعشر الباقی. یحیی بن معین بإسناده عن عطاء بن أبی ریاح أنه سئل هل تعلم أحدا بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أعلم من علی فقال لا و اللّٰه ما أعلمه. فأما قول عمر بن الخطاب فی ذلك فكثیر رواه الخطیب فی الأربعین قال عمر العلم ستة أسداس لعلی من ذلك خمسة أسداس و للناس سدس و لقد شاركنا فی السدس حتی لهو أعلم منا به (1).
عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّكَ لَتَعْجَلُ فِی الْحُكْمِ وَ الْفَصْلِ لِلشَّیْ ءِ إِذَا سُئِلْتَ عَنْهُ قَالَ فَأَبْرَزَ عَلِیٌّ كَفَّهُ وَ قَالَ لَهُ كَمْ هَذَا فَقَالَ عُمَرُ خَمْسَةٌ فَقَالَ عَجَّلْتَ أَبَا حَفْصٍ (2) قَالَ لَمْ یَخْفَ عَلَیَّ فَقَالَ عَلِیٌّ وَ أَنَا أَسْرَعُ فِیمَا لَا یَخْفَی عَلَیَّ.
ص: 147
وَ اسْتَعْجَمَ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ(1) وَ نَازَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ (2) أَنْ یَتَجَشَّمَ بِالْحُضُورِ فَكَتَبَ إِلَیْهِمَا الْعِلْمُ یُؤْتَی وَ لَا یَأْتِی فَقَالَ عُمَرُ هُنَاكَ شَیْخٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ أَثَارَةٌ مِنْ عِلْمٍ (3) یُؤْتَی إِلَیْهِ وَ لَا یَأْتِی فَصَارَ إِلَیْهِ فَوَجَدَهُ مُتَّكِئاً عَلَی مِسْحَاةٍ فَسَأَلَهُ عَمَّا أَرَادَ فَأَعْطَاهُ الْجَوَابَ فَقَالَ عُمَرُ(4) لَقَدْ عَدَلَ عَنْكَ قَوْمُكَ وَ إِنَّكَ لَأَحَقُّ بِهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ یَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِیقاتاً.
یونس بن عبید(5) قال الحسن إن عمر بن الخطاب قال اللّٰهم إنی أعوذ(6) من عضیهة لیس لها علی عندی حاضرا(7). بیان العضیهة البهتان و الكذب و هذا غریب و المعروف فی ذلك المعضلة قال الجزری فی النهایة یقال أعضل بی الأمر إذا ضاقت علیك فیه الحیل و منه حدیث عمر أعوذ باللّٰه من كل معضلة لیس لها أبو حسن و روی معضلة أراد المسألة الصعبة أو الخطة الضیقة المخارج من الإعضال أو التعضیل و یرید بأبی الحسن علی بن أبی طالب علیهما السلام و منه حدیث معاویة و قد جاءته مسألة مشكلة فقال معضلة و لا أبا حسن أبو حسن معرفة وضعت موضع النكرة كأنه قال و لا رجل لها كأبی حسن لأن لا النافیة إنما تدخل علی النكرات دون المعارف انتهی (8).
«54»- قب، المناقب لابن شهرآشوب إبانة ابن بطة كان عمر یقول فیما یسأله عن علی علیه السلام فیفرج عنه لا أبقانی اللّٰه بعدك.
ص: 148
تاریخ البلاذری لا أبقانی اللّٰه لمعضلة لیس لها أبو حسن. الإبانة و الفائق أعوذ باللّٰه من معضلة لیس لها أبو حسن. و قد ظهر رجوعه إلی علی علیه السلام فی ثلاث و عشرین مسألة حتی قال لو لا علی لهلك عمر و قد رواه الخلق الكثیر منهم أبو بكر بن عیاش و أبو المظفر السمعانی و قد اشتهر عن أبی بكر قوله فإن استقمت فاتبعونی و إن زغت فقومونی و قوله أما الفاكهة فأعرفها و أما الأَبُّ فاللّٰه أعلم و قوله فی الكلالة أقول فیها برأیی فإن أصبت فمن اللّٰه و إن أخطأت فمنی و من الشیطان الكلالة ما دون الولد و الوالد(1) و عن عمر سؤال صبیع عن الذاریات (2) و قوله لا تتعجبوا من إمام أخطأ و امرأة أصابت ناضلت أمیركم فنضلته (3) و المسألة الحماریة و آیة الكلالة و قضاؤه فی الجد و غیر ذلك (4). و قد شهد له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بالعلم
قَوْلُهُ: عَلِیٌّ عَیْبَةُ عِلْمِی.
و
قَوْلُهُ عَلِیٌّ: أَعْلَمُكُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُكُمْ سِلْماً.
و
قَوْلُهُ: أَعْلَمُ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
رواه علی بن هاشم و شیرویه (5) الدیلمی بإسنادهما إلی سلمان.
النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْطَی اللَّهُ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنَ الْفَضْلِ جُزْءاً لَوْ قُسِمَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ وَ أَعْطَاهُ مِنَ الْفَهْمِ جُزْءاً لَوْ قُسِمَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ.
حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ قُسِمَتِ الْحِكْمَةُ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِیَ عَلِیٌّ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ وَ النَّاسُ جُزْءاً وَاحِداً.
ص: 149
ربیع بن خثیم ما رأیت رجلا من یحبه أشد حبا من علی و لا من یبغضه أشد بغضا من علی علیه السلام ثم التفت فقال وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً و استدل بالحساب فقالوا أعلم الأمة علی بن أبی طالب اتفقتا فی مائتین و ثمانیة عشر و لقد أجمعوا علی أن
النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال أقضاكم علی.
وَ رُوِّینَا عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْخَضِیبِ وَ غَیْرِهِ: أَنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِابْنِ أَبِی لَیْلَی أَ تَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تَقْضِی قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ فَمَا لَمْ تَجِدْ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا لَمْ أَجِدْهُ فِیهِمَا أَخَذْتُهُ عَنِ الصَّحَابَةِ بِمَا اجْتَمَعُوا عَلَیْهِ قَالَ فَإِذَا اخْتَلَفُوا فَبِقَوْلِ مَنْ تَأْخُذُ مِنْهُمْ قَالَ بِقَوْلِ مَنْ أَرَدْتُ وَ أُخَالِفُ الْبَاقِینَ قَالَ فَهَلْ تُخَالِفُ عَلِیّاً فِیمَا بَلَغَكَ أَنَّهُ قَضَی بِهِ قَالَ رُبَّمَا خَالَفْتُهُ إِلَی غَیْرِهِ مِنْهُمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا تَقُولُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَیْ رَبِّ إِنَّ هَذَا بَلَغَهُ عَنِّی قَوْلٌ (1) فَخَالَفَهُ قَالَ وَ أَیْنَ خَالَفْتُ قَوْلَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ فَبَلَغَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا خَالَفْتَ قَوْلَهُ لَمْ تُخَالِفْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاصْفَرَّ وَجْهُ ابْنِ أَبِی لَیْلَی وَ سَكَتَ.
الْإِبَانَةُ قَالَ أَبُو أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ وَ الْقَضَاءِ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
كِتَابُ الْجِلَاءِ وَ الشِّفَاءِ وَ الْإِحَنِ وَ الْمِحَنِ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: قَضَی عَلِیٌّ بِقَضِیَّةٍ بِالْیَمَنِ فَأَتَوُا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام ظَلَمَنَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَلِیّاً لَیْسَ بِظَالِمٍ وَ لا [لَمْ] یُخْلَقْ (2) لِلظُّلْمِ وَ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیُّكُمْ بَعْدِی وَ الْحُكْمُ حُكْمُهُ وَ الْقَوْلُ قَوْلُهُ لَا یَرُدُّ حُكْمَهُ إِلَّا كَافِرٌ وَ لَا یَرْضَی بِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ.
و إذا ثبت ذلك فلا ینبغی لهم أن یتحاكموا بعده إلی غیر علی علیه السلام و القضاء یجمع علوم الدین فإذا یكون
ص: 150
هو الأعلم فلا یجوز تقدیم غیره علیه لأنه یقبح تقدیم المفضول علی الفاضل. أ فلا یكون أعلم الناس و كان مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی البیت و المسجد یكتب وحیه و مسائله و یسمع فتاویه و یسأله و
روی أنه كان: النبی صلی اللّٰه علیه و آله إذا نزل علیه الوحی لیلا لم یصبح حتی یخبر به علیا علیه السلام و إذا نزل علیه الوحی نهارا لم یمس حتی یخبر به علیا.
و من المشهور إنفاقه الدینار قبل مناجاة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و سأله عن عشر مسائل فتح له منها ألف باب فتحت (1) كل باب ألف باب و كذا حین وصی النبی صلی اللّٰه علیه و آله قبل وفاته.
أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ إِلَیَّ أَلْفَ بَابٍ وَ لَقَدْ رَوَی أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ هَذَا الْخَبَرَ فِی الْخِصَالِ مِنْ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ طَرِیقَةً وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ مِنْ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ طَرِیقَةً.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ فِی ذُؤَابَةِ سَیْفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله صَحِیفَةٌ صَغِیرَةٌ هِیَ الْأَحْرُفُ الَّتِی یَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ حَرْفٍ فَمَا خَرَجَ مِنْهَا إِلَّا حَرْفَانِ حَتَّی السَّاعَةِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَفَعَهَا إِلَی الْحَسَنِ فَقَرَأَهَا أَیْضاً ثُمَّ أَعْطَی مُحَمَّداً(2) فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی أَنْ یَفْتَحَهَا.
قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَسْتِیُّ وَ ذَلِكَ نَحْوُ أَنْ یَقُولَ: الرِّبَا فِی كُلِّ مَكِیلٍ فِی الْعَادَةِ أَیَّ مَوْضِعٍ كَانَ وَ فِی كُلِّ مَوْزُونٍ.
وَ إِذَا قَالَ: یَحِلُّ مِنَ الْبِیضِ كُلُّ مَا دَقَّ أَعْلَاهُ وَ غَلُظَ أَسْفَلُهُ.
وَ إِذَا قَالَ: یَحْرُمُ كُلُّ ذِی نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ (3) وَ ذِی مِخْلَبٍ مِنَ الطَّیْرِ وَ یَحِلُّ الْبَاقِی.
قَوْلُ الصَّادِقِ علیه السلام:(4) كُلُّ مَا غَلَبَ اللَّهُ عَلَیْهِ مِنْ أَمْرِهِ فَاللَّهُ أَعْذَرُ لِعَبْدِهِ.
ص: 151
أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُعَاوِیَةَ وَ سُلَیْمَانُ الْجَعْفَرِیُّ وَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَمَاتُ دَخَلَ عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی وَ كَفِّنِّی ثُمَّ أَقْعِدْنِی وَ سَائِلْنِی وَ اكْتُبْ.
تَهْذِیبُ الْأَحْكَامِ: فَخُذْ بِمَجَامِعِ كَفَنِی وَ أَجْلِسْنِی ثُمَّ اسْأَلْنِی عَمَّا شِئْتَ فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُنِی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ فِیهِ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی عَوَانَةَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ عَلِیٌّ: فَفَعَلْتُ فَأَنْبَأَنِی بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
جُمَیْعُ بْنُ عُمَیْرٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ عَائِشَةَ فِی خَبَرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: وَ سَالَتْ نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَفِّهِ ثُمَّ رَدَّهَا فِی فِیهِ.
وَ بَلَغَنِی عَنِ الصَّفْوَانِیِّ أَنَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو بَكْرِ بْنُ مَهْرَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ فِی خَبَرٍ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَفَعَ إِلَیَّ كِتَاباً فَقَالَ مَنْ طَلَبَ هَذَا الْكِتَابَ مِنْكِ مِمَّنْ یَقُومُ بَعْدِی فَادْفِعِیهِ إِلَیْهِ ثُمَّ ذَكَرْتُ قِیَامَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ أَنَّهُمْ مَا طَلَبُوهُ ثُمَّ قَالَتْ فَلَمَّا بُویِعَ عَلِیٌّ علیه السلام نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَ مَرَّ وَ قَالَ لِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ هَاتِی الْكِتَابَ الَّذِی دَفَعَ إِلَیْكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ قُلْتُ لَهُ أَنْتَ صَاحِبُهُ فَقَالَ نَعَمْ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ قِیلَ مَا كَانَ فِی الْكِتَابِ قَالَتْ (1) كُلُّ شَیْ ءٍ دُونَ قِیَامِ السَّاعَةِ.
وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا قَامَ عَلِیٌّ أَتَاهَا وَ طَلَبَ الْكِتَابَ فَفَتَحَهُ وَ نَظَرَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ (2) هَذَا عِلْمُ الْأَبَدِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَمَصُّونَ الثِّمَادَ(3) وَ یَدَعُونَ النَّهَرَ الْأَعْظَمَ فَسُئِلَ عَنْ مَعْنَی ذَلِكَ فَقَالَ عِلْمُ النَّبِیِّینَ بِأَسْرِهِ أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام.
ص: 152
و كان یدعی فی العلم دعوی ما سمع قط من أحد.
رَوَی حُبَیْشٌ (1) الْكِنَانِیُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ بِتَبْلِیغِ الرِّسَالاتِ وَ تَصْدِیقِ الْعِدَاتِ وَ تَمَامِ الْكَلِمَاتِ.
وَ قَوْلُهُ: إِنَّ بَیْنَ جَنْبَیَّ لَعِلْماً جَمّاً لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً.
وَ قَوْلُهُ: لَوْ كُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ یَقِیناً.
وَ رَوَی ابْنُ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ مِنْ سِتَّةِ طُرُقِ وَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ مِنْ عَشْرِ طُرُقِ وَ إِبْرَاهِیمُ الثَّقَفِیُّ مِنْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ طَرِیقاً مِنْهُمْ عَدِیُّ بْنُ حَاتِمٍ وَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَیْسٍ وَ یَحْیَی ابْنُ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ زِرُّ بْنُ حُبَیْشٍ وَ عَبَایَةُ بْنُ رِبْعِیٍّ وَ عَبَایَةُ بْنُ رِفَاعَةَ وَ أَبُو الطُّفَیْلِ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ بِحَضْرَةِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَشَارَ إِلَی صَدْرِهِ كَیْفَ مُلِئَ عِلْماً لَوْ وَجَدْتُ لَهُ طَالِباً سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی هَذَا سَفَطُ الْعِلْمِ (2) هَذَا لُعَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا مَا زَقَّنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَقّاً فَاسْأَلُونِی فَإِنَّ عِنْدِی عِلْمَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ ثُنِیَتْ لِیَ الْوِسَادَةُ ثُمَّ أَجْلَسْتُ عَلَیْهَا لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ حَتَّی یُنَادِیَ كُلُّ كِتَابٍ بِأَنَّ عَلِیّاً حَكَمَ فِیَّ بِحُكْمِ اللَّهِ فِیَّ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: حَتَّی یُنْطِقَ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: حَتَّی یَزْهَرَ كُلُّ كِتَابٍ مِنْ هَذِهِ الْكُتُبِ وَ یَقُولَ یَا رَبِّ إِنَّ عَلِیّاً قَضَی بِقَضَائِكَ ثُمَّ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ سَأَلْتُمُونِی عَنْ آیَةٍ آیَةٍ فِی لَیْلَةٍ أُنْزِلَتْ أَوْ فِی نَهَارٍ أُنْزِلَتْ مَكِّیِّهَا وَ مَدَنِیِّهَا وَ سَفَرِیِّهَا وَ حَضَرِیِّهَا وَ نَاسِخِهَا وَ مَنْسُوخِهَا وَ مُحْكَمِهَا وَ مُتَشَابِهِهَا وَ تَأْوِیلِهَا وَ تَنْزِیلِهَا لَأَخْبَرْتُكُمْ.
وَ فِی غُرَرِ الْحِكَمِ عَنِ الْآمِدِیِّ: سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنِّی بِطُرُقِ السَّمَاوَاتِ أَخْبَرُ مِنْكُمْ بِطُرُقِ الْأَرْضِ.
وَ فِی نَهْجِ الْبَلَاغَةِ: فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا تَسْأَلُونِّی عَنْ شَیْ ءٍ فِیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ السَّاعَةِ وَ لَا عَنْ فِئَةٍ تَهْدِی مِائَةً وَ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا نَبَّأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ
ص: 153
رِكَابِهَا وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا وَ مَنْ یُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلًا وَ یَمُوتُ مَوْتاً.
وَ فِی رِوَایَةٍ: لَوْ شِئْتُ أَخْبَرْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلَجِهِ وَ جَمِیعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ.
وَ عَنْ سَلْمَانَ أَنَّهُ قَالَ علیه السلام: عِنْدِی عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ الْأَنْسَابِ وَ فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مَوْلِدِ الْإِسْلَامِ وَ مَوْلِدِ الْكُفْرِ وَ أَنَا صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ دَوْلَةُ الدُّوَلِ فَسَلُونِی عَمَّا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ عَمَّا كَانَ قَبْلِی وَ عَلَی عَهْدِی وَ إِلَی أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ.
قال ابن مسیب ما كان فی أصحاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أحد یقول سلونی غیر علی بن أبی طالب علیهما السلام و قال ابن شبرمة ما أحد قال علی المنبر سلونی غیر علی. و قال اللّٰه تعالی تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ(1) و قال وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (2) و قال وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ (3) فإذا كان لا یوجد(4) فی ظاهره فهل یكون موجودا إلا فی تأویله كما قال وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (5) و هو الذی عنی علیه السلام سلونی قبل أن تفقدونی و لو كان إنما عنی به ظاهره فكان فی الأمة كثیر یعلم ذلك و لا یخطئ فیه حرفا و لم یكن علیه السلام لیقول من ذلك علی رءوس الأشهاد ما یعلم أنه لا یصح من قوله و أن غیره یساویه فیه
أو یدعی علی شی ء منه معه فإذا ثبت أنه لا نظیر له فی العلم صح أنه أولی بالإمامة. و من عجب أمره فی هذا الباب أنه لا شی ء من العلوم إلا و أهله یجعلون علیا قدوة فصار قوله قبلة فی الشریعة فمنه سمع القرآن ذكر الشیرازی فی نزول
ص: 154
القرآن و أبو یوسف یعقوب فی تفسیره عن ابن عباس: فی قوله لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ (1) كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله یحرك شفتیه عند الوحی لیحفظه فقیل له لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ یعنی بالقرآن لِتَعْجَلَ بِهِ من قبل أن یفرغ به من قراءته علیك إِنَّ عَلَیْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ قال ضمن اللّٰه محمدا أن یجمع القرآن بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیه قال ابن عباس فجمع اللّٰه القرآن فی قلب علی و جمعه علی بعد موت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بستة أشهر.
وَ فِی أَخْبَارِ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ خُذْهُ إِلَیْكَ فَجَمَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فِی ثَوْبٍ فَمَضَی إِلَی مَنْزِلِهِ فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَلَسَ عَلِیٌّ فَأَلَّفَهُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَ كَانَ بِهِ عَالِماً.
وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ وَ الْمُوَفَّقُ خَطِیبُ خُوارِزْمَ فِی كِتَابَیْهِمَا بِالْإِسْنَادِ عَنْ عُلَیِّ بْنِ رَبَاحٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ عَلِیّاً بِتَأْلِیفِ الْقُرْآنِ فَأَلَّفَهُ وَ كَتَبَهُ.
جَبَلَةُ بْنُ سُحَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَوْ ثُنِیَ لِیَ الْوِسَادَةُ وَ عُرِفَ لِی حَقِّی لَأَخْرَجْتُ لَهُمْ مُصْحَفاً كَتَبْتُهُ وَ أَمْلَاهُ عَلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ ص.
وَ رُوِّیتُمْ أَیْضاً أَنَّهُ: إِنَّمَا أَبْطَأَ عَلِیٌّ عَنْ بَیْعَةِ أَبِی بَكْرٍ لِتَأْلِیفِ الْقُرْآنِ.
أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ وَ الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقْسَمْتُ أَوْ حَلَفْتُ أَنْ لَا أَضَعَ رِدَائِی عَنْ ظَهْرِی حَتَّی أَجْمَعَ مَا بَیْنَ اللَّوْحَیْنِ فَمَا وَضَعْتُ رِدَائِی حَتَّی جَمَعْتُ الْقُرْآنَ.
وَ فِی أَخْبَارِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام: أَنَّهُ آلَی أَنْ لَا یَضَعَ رِدَاءَهُ عَلَی عَاتِقِهِ إِلَّا لِلصَّلَاةِ حَتَّی یُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ یَجْمَعَهُ فَانْقَطَعَ عَنْهُمْ مُدَّةً إِلَی أَنْ جَمَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْهِمْ بِهِ فِی إِزَارٍ یَحْمِلُهُ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ فِی الْمَسْجِدِ فَأَنْكَرُوا مَصِیرَهُ بَعْدَ انْقِطَاعٍ مَعَ التِّیهِ فَقَالُوا لِأَمْرٍ مَا جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ (2) فَلَمَّا تَوَسَّطَهُمْ وَضَعَ الْكِتَابَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ قَالَ
ص: 155
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی وَ هَذَا الْكِتَابُ وَ أَنَا الْعِتْرَةُ فَقَامَ إِلَیْهِ الثَّانِی فَقَالَ لَهُ إِنْ یَكُنْ عِنْدَكَ قُرْآنٌ فَعِنْدَنَا مِثْلُهُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِیكُمَا فَحَمَلَ علیه السلام الْكِتَابَ وَ عَادَ بِهِ بَعْدَ أَنْ أَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةَ.
وَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ حَمَلَهُ وَ وَلَّی رَاجِعاً نَحْوَ حُجْرَتِهِ وَ هُوَ یَقُولُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ وَ لِهَذَا قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِنَّ عَلِیّاً جَمَعَهُ وَ قرآنه (1) [قَرَأَهُ] فَإِذَا قَرَأَهُ فَاتَّبِعُوا قُرْآنَهُ.
فأما ما روی أنه جمعه أبو بكر و عمر و عثمان فإن أبا بكر أقر لما التمسوا منه جمع القرآن فقال كیف أفعل شیئا لم یفعله رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لا أمرنی به ذكره البخاری فی صحیحه (2) و ادعی علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أمره بالتألیف ثم إنهم أمروا زید بن ثابت و سعید بن العاص و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام و عبد اللّٰه بن الزبیر بجمعه فالقرآن یكون جمع هؤلاء جمیعهم. و منهم العلماء بالقراءات
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ ابْنُ بَطَّةَ وَ أَبُو یَعْلَی فِی مُصَنَّفَاتِهِمْ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ قَرَأَ رَجُلَانِ ثَلَاثِینَ آیَةً مِنَ الْأَحْقَافِ فَاخْتَلَفَا فِی قِرَاءَتِهِمَا فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ هَذَا الْخِلَافُ مَا أَقْرَؤُهُ فَذَهَبْتُ (3) بِهِمَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَغَضِبَ وَ عَلِیٌّ عِنْدَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ.
و هذا دلیل علی علم علی بوجوه القراءات المختلفة.
وَ رُوِیَ: أَنَّ زَیْداً لَمَّا قَرَأَ التَّابُوهَ (4) قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اكْتُبْهُ التَّابُوتَ فَكَتَبَهُ كَذَلِكَ.
و القراء السبعة إلی قراءته یرجعون فأما حمزة و الكسائی فیعولان علی قراءة علی علیه السلام و ابن مسعود و لیس مصحفهما مصحف ابن مسعود فهما
ص: 156
إنما یرجعان إلی علی و یوافقان ابن مسعود فیما یجری مجری الإعراب و قد قال ابن مسعود ما رأیت أحدا أقرأ من علی بن أبی طالب علیهما السلام للقرآن فأما نافع و ابن كثیر و أبو عمرو فمعظم قراءتهم ترجع إلی ابن عباس و ابن عباس قرأ علی أبی بن كعب و علی علیه السلام و الذی قرأه هؤلاء القراء یخالف قراءة أبی فهو إذا مأخوذ عن علی علیه السلام. و أما عاصم فقرأ علی أبی عبد الرحمن السلمی و قال أبو عبد الرحمن قرأت القرآن كله علی علی بن أبی طالب علیهما السلام فقالوا أفصح القراءات قراءة عاصم لأنه أتی بالأصل و ذلك أنه یظهر ما أدغمه غیره و یحقق من الهمز ما لینه غیره و یفتح من الألفات ما أماله غیره. و العدد الكوفی فی القرآن منسوب إلی علی علیه السلام لیس فی الصحابة من ینسب إلیه العدد غیره و إنما كتب عدد ذلك كل مصر عن بعض التابعین. و منهم المفسرون كعبد
اللّٰه بن العباس و عبد اللّٰه بن مسعود و أبی بن كعب و زید بن ثابت و هم معترفون له بالتقدم تفسیر النقاش قال ابن عباس جل ما تعلمت من التفسیر من علی بن أبی طالب علیهما السلام و ابن مسعود أن القرآن أنزل علی سبعة أحرف ما منها إلا و له ظهر و بطن و إن علی بن أبی طالب علیهما السلام علم الظاهر و الباطن. فضائل العكبری قال الشعبی ما أحد أعلم بكتاب اللّٰه بعد نبی اللّٰه من علی بن أبی طالب علیهما السلام.
تَارِیخُ الْبَلَاذُرِیِّ وَ حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ فِیمَا نَزَلَتْ وَ أَیْنَ نَزَلَتْ أَ بِلَیْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ(1) نَزَلَتْ فِی سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ إِنَّ رَبِّی وَهَبَ لِی قَلْباً عَقُولًا وَ لِسَاناً سَئُولًا.
قُوتُ الْقُلُوبِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَوْ شِئْتُ لَأَوْقَرْتُ سَبْعِینَ بَعِیراً فِی تَفْسِیرِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
و لما وجد المفسرون قوله لا یأخذون إلا به.
ص: 157
سأل ابن الكواء و هو علی المنبر ما الذَّارِیاتِ ذَرْواً فقال الریاح فقال و ما فَالْحامِلاتِ وِقْراً قال السحاب قال فَالْجارِیاتِ یُسْراً قال الفلك قال فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً قال الملائكة فالمفسرون كلهم علی قوله و جهلوا تفسیر قوله تعالی إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ (1) فقال له علیه السلام رجل هو أول بیت قال لا قد كان قبله بیوت و لكنه أول بیت وضع للناس مباركا فیه الهدی و الرحمة و البركة و أول من بناه إبراهیم ثم بناه قوم من العرب من جرهم (2) ثم هدم فبنته العمالقة ثم هدم فبنته قریش. و إنما استحسن قول ابن عباس فیه (3) لأنه قد أخذ منه. أحمد فی المسند لما توفی النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان ابن عباس ابن عشر سنین و كان قرأ المحكم یعنی المفصل (4). و منهم الفقهاء و هو أفقههم فإنه ما ظهر عن جمیعهم ما ظهر منه ثم إن جمیع فقهاء الأمصار إلیه یرجعون و من بحره یغترفون أما أهل الكوفة ففقهاؤهم سفیان الثوری و الحسن بن صالح بن حی و شریك بن عبد اللّٰه و ابن أبی لیلی و هؤلاء یفرعون المسائل و یقولون هذا قیاس قول علی و یترجمون الأبواب بذلك و أما أهل البصرة ففقهاؤهم الحسن و ابن سیرین و كلاهما كانا یأخذان عمن أخذ عن علی و ابن سیرین یفصح بأنه أخذ عن الكوفیین و عن عبیدة السلمانی (5) و هو أخص الناس بعلی و أما أهل مكة فإنهم أخذوا عن ابن عباس و عن علی علیه السلام
ص: 158
و قد أخذ عبد اللّٰه معظم علمه عنه و أما أهل المدینة فعنه أخذوا و قد صنف الشافعی كتابا مفردا فی الدلالة علی اتباع أهل المدینة لعلی علیه السلام و عبد اللّٰه و قال محمد بن الحسن الفقیه لو لا علی بن أبی طالب علیهما السلام ما علمنا حكم أهل البغی و لمحمد بن الحسن كتاب یشتمل علی ثلاثمائة مسألة فی قتال أهل البغی بناء علی فعله.
مُسْنَدُ أَبِی حَنِیفَةَ قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ: قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام لِأَبِی حَنِیفَةَ مِنْ أَیْنَ أَخَذْتَ الْقِیَاسَ قَالَ مِنْ قَوْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ حِینَ شَاهَدَهُمَا عُمَرُ فِی الْجَدِّ مَعَ الْإِخْوَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَوْ أَنَّ شَجَرَةً انْشَعَبَ مِنْهَا غُصْنٌ وَ انْشَعَبَ مِنَ الْغُصْنِ غُصْنَانِ أَیُّمَا أَقْرَبُ إِلَی أَحَدِ الْغُصْنَیْنِ أَ صَاحِبُهُ الَّذِی یَخْرُجُ مَعَهُ أَمِ الشَّجَرَةُ فَقَالَ زَیْدٌ لَوْ أَنَّ جَدْوَلًا انْبَعَثَ فِیهِ سَاقِیَةٌ(1) فَانْبَعَثَ مِنَ السَّاقِیَةِ سَاقِیَتَانِ أَیُّمَا أَقْرَبُ أَحَدُ السَّاقِیَتَیْنِ إِلَی صَاحِبِهَا أَمِ الْجَدْوَلِ.
و منهم الفرضیون و هو أشهرهم فیها فضائل أحمد قال عبد اللّٰه إن أعلم أهل المدینة بالفرائض علی بن أبی طالب علیهما السلام قال الشعبی ما رأیت أفرض من علی و لا أحسب منه و قد سئل عنه و هو علی المنبر یخطب عن رجل مات و ترك امرأة و أبوین و ابنتین كم نصیب المرأة فقال صار ثمنها تسعا فلقبت بالمسألة المنبریة شرح ذلك للأبوین السدسان و للبنتین الثلثان و للمرأة الثمن عالت الفریضة فكان لها ثلاث من أربعة و عشرین ثمنها فلما صارت إلی سبعة و عشرین صار ثمنها تسعا(2) فإن ثلاثة من سبعة و عشرین تسعها و یبقی أربعة و عشرون للابنتین ستة عشر و ثمانیة للأبوین سواء قال هذا علی الاستفهام أو علی قولهم صار ثمنها تسعا أو سئل كیف یجی ء الحكم علی مذهب من یقول بالعول فبین الجواب و الحساب و القسمة و النسبة و منه المسألة الدیناریة و صورتها. و منهم أصحاب الروایات نیف و عشرون رجلا منهم ابن عباس و ابن مسعود و جابر الأنصاری و أبو أیوب و أبو هریرة و أنس و أبو سعید الخدری و أبو رافع و غیرهم
ص: 159
و هو علیه السلام أكثرهم روایة و أتقنهم حجة و مأمون الباطن
لِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ.
التِّرْمِذِیُّ وَ الْبَلَاذُرِیُّ: قِیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا بَالُكَ أَكْثَرُ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثاً قَالَ كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ أَنْبَأَنِی وَ إِذَا سَكَتُّ عَنْهُ ابْتَدَأَنِی.
كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِیتُ وَ إِذَا سَكَتُّ ابْتُدِیتُ.
و منهم المتكلمون و هو الأصل فی الكلام
قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ رَبَّانِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
و فی الأخبار أن أول من سن دعوة المبتدعة بالمجادلة إلی الحق علی علیه السلام و قد ناظره الملحدة(1) فی مناقضات القرآن و أجاب مشكلات مسائل الجاثلیق حتی أسلم. أبو بكر بن مردویه فی كتابه عن سفیان أنه قال ما حاج علی أحدا إلا حجه.
أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَ أَبُو یُوسُفَ یَعْقُوبُ بْنُ سُفْیَانَ فِی تَفْسِیرِهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو یَعْلَی فِی مُسْنَدَیْهِمَا قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنَّ أَبَاهُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله طَرَقَهُ (2) وَ فَاطِمَةَ علیها السلام بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَ لَا تُصَلُّونَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِیَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ یَبْعَثَنَا یَبْعَثُنَا أَیْ یُكْثِرُ اللُّطْفَ بِنَا فَانْصَرَفَ حِینَ قُلْتُ ذَلِكَ وَ لَمْ یَرْجِعْ إِلَیَّ ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَ هُوَ مُوَلٍّ یَضْرِبُ فَخِذَیْهِ یَقُولُ وَ كانَ الْإِنْسانُ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَكْثَرَ شَیْ ءٍ جَدَلًا یَعْنِی مُتَكَلِّماً بِالْحَقِّ وَ الصِّدْقِ وَ قَالَ لِرَأْسِ الْجَالُوتِ لَمَّا قَالَ لَهُ لَمْ تَلْبَثُوا بَعْدَ نَبِیِّكُمْ إِلَّا ثَلَاثِینَ سَنَةً حَتَّی ضَرَبَ بَعْضُكُمْ وَجْهَ بَعْضٍ بِالسَّیْفِ فَقَالَ علیه السلام وَ أَنْتُمْ لَمْ تَجِفَّ أَقْدَامُكُمْ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ حَتَّی قُلْتُمْ لِمُوسَی اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ
ص: 160
وَ أَرْسَلَ إِلَیْهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ كُلَیْباً الْجَرْمِیَّ بَعْدَ یَوْمِ الْجَمَلِ لِیُزِیلَ الشُّبْهَةَ عَنْهُمْ فِی أَمْرِهِ فَذَكَرَ لَهُ مَا عَلِمَ أَنَّهُ عَلَی الْحَقِّ ثُمَّ قَالَ لَهُ بَایِعْ فَقَالَ إِنِّی رَسُولُ الْقَوْمِ فَلَا أُحْدِثُ حَدَثاً حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِینَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً(1) تَبْتَغِی لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَیْثِ فَرَجَعْتَ إِلَیْهِمْ فَأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلَإِ وَ الْمَاءِ(2) قَالَ فَامْدُدْ إِذاً یَدَكَ قَالَ كُلَیْبٌ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِیَامِ الْحُجَّةِ عَلَیَّ فَبَایَعْتُهُ وَ قَوْلُهُ علیه السلام أَوَّلُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَوْحِیدُهُ وَ أَصْلُ تَوْحِیدِهِ نَفْیُ الصِّفَاتِ عَنْهُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.
و ما أطنب المتكلمون فی الأصول إنما هو زیادة لتلك الجمل و شرح لتلك الأصول فالإمامیة یرجعون إلی الصادق علیه السلام و هو إلی آبائه و المعتزلة و الزیدیة یرویه لهم القاضی عبد الجبار بن أحمد عن أبی عبد اللّٰه الحسین البصری و أبی إسحاق (3) عباس عن أبی هاشم الجبائی عن أبیه أبی علی عن أبی یعقوب الشحام عن أبی الهذیل العلاف عن أبی عثمان الطویل عن واصل بن عطاء عن أبی هاشم عبد اللّٰه بن محمد بن علی عن أبیه محمد بن الحنفیة عنه علیه السلام: الوراق القمی:
علی لهذا الناس قد بین الذی***هم اختلفوا فیه و لم یتوجم (4)
علی أعاش الدین وفاه حقه***و لولاه ما أفضی إلی عشر درهم
و منهم النحاة و هو واضع النحو لأنهم یروونه عن الخلیل بن أحمد بن عیسی بن عمرو الثقفی عن عبد اللّٰه بن إسحاق الحضرمی عن أبی عمرو بن العلاء عن میمون الأقرن عن عنبسة الفیل عن أبی الأسود الدؤلی عنه علیه السلام و السبب فی ذلك أن قریشا كانوا یزوجون بالأنباط فوقع فیما بینهم أولاد ففسد لسانهم حتی أن بنتا لخویلد الأسدی كانت متزوجة فی الأنباط(5) فقالت إن أبوی مات
ص: 161
و ترك علی مال كثیر(1) فلما رأوا فساد لسانها أسس النحو.
وَ رُوِیَ: أَنَّ أَعْرَابِیّاً سَمِعَ مِنْ سُوقِیٍّ یَقْرَأُ إِنَّ اللَّهَ بَرِی ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ رَسُولِهِ (2) فَشَجَّ رَأْسَهُ فَخَاصَمَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُ كَفَرَ بِاللَّهِ فِی قِرَاءَتِهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُ لَمْ یَتَعَمَّدْ بِذَلِكَ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ كَانَ فِی بَصَرِهِ سُوءٌ وَ لَهُ بُنَیَّةٌ تَقُودُهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ یَا أَبَتَاهْ مَا أَشَدَّ حَرَّ الرَّمْضَاءِ تُرِیدُ التَّعَجُّبَ فَنَهَاهَا عَنْ مَقَالِهَا فَأَخْبَرَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِذَلِكَ فَأَسَّسَ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ كَانَ یَمْشِی خَلْفَ جِنَازَةٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَنِ الْمُتَوَفِّی (3) فَقَالَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّهُ أَخْبَرَ عَلِیّاً علیه السلام بِذَلِكَ فَأَسَّسَ.
فعلی أی وجه كان دفعه (4) إلی أبی الأسود و قال ما أحسن هذا النحو احش (5) له بالمسائل فسمی نحوا قال ابن سلام كانت الرقعة الكلام ثلاثة أشیاء اسم و فعل و حرف جاء لمعنی فالاسم ما أنبأ عن المسمی و الفعل ما أنبأ عن حركة المسمی و الحرف ما أوجد معنی فی غیره و كتب علی بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه [لا] كنیته و قالوا هذا تركیب مثل حضرموت و قال الزمخشری فی الفائق ترك فی حال الجر علی لفظه فی حال الرفع لأنه اشتهر بذلك و عرف فجری
مجری المثل الذی لا یغیر. و منهم الخطباء و هو أخطبهم أ لا تری إلی خطبه مثل التوحید و الشقشقیة و الهدایة و الملاحم و اللؤلؤة و الغراء و القاصعة و الافتخار و الأشباح و الدرة الیتیمة
ص: 162
و الأقالیم و الوسیلة و الطالوتیة و القصبیة و النخیلیة و السلمانیة و الناطقة و الدامغة و الفاضحة بل إلی نهج البلاغة عن الشریف الرضی و كتاب خطب أمیر المؤمنین عن إسماعیل بن مهران السكونی عن زید بن وهب أیضا(1) قال الرضی كان أمیر المؤمنین علیه السلام شرع الفصاحة و موردها و منشأ البلاغة و مولدها و منه ظهر مكنونها و عنه أخذت قوانینها.
الْجَاحِظُ فِی كِتَابِ الْغرَّةِ: كَتَبَ عَلِیٌّ إِلَی مُعَاوِیَةَ غَرَّكَ عِزُّكَ فَصَارَ قَصَارُ ذَلِكَ ذِلَّكَ فَاخْشَ فَاحِشَ فِعْلِكَ فَعَلَّكَ تَهْدَأُ بِهَذَا.
وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ آمَنَ أَمِنَ.
وَ رَوَی الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ وَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّهُ اجْتَمَعَتِ الصَّحَابَةُ فَتَذَاكَرُوا أَنَّ الْأَلِفَ أَكْثَرُ دُخُولًا فِی الْكَلَامِ فَارْتَجَلَ علیه السلام الْخُطْبَةَ الْمُونِقَةَ الَّتِی أَوَّلُهَا حَمِدْتُ مَنْ عَظُمَتْ مِنَّتُهُ وَ سَبَغَتْ نِعْمَتُهُ وَ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ وَ تَمَّتْ كَلِمَتُهُ وَ نَفَذَتْ مَشِیَّتُهُ وَ بَلَغَتْ قضیة [قَضِیَّتُهُ] إِلَی آخِرِهَا ثُمَّ ارْتَجَلَ إِلَی خُطْبَةٍ أُخْرَی مِنْ غَیْرِ النُّقَطِ الَّتِی أَوَّلُهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ أَهْلِ الْحَمْدِ وَ مَأْوَاهُ وَ لَهُ أَوْكَدُ الْحَمْدِ وَ أَحْلَاهُ وَ أَسْرَعُ الْحَمْدِ وَ أَسْرَاهُ وَ أَطْهَرُ الْحَمْدِ وَ أَسْمَاهُ وَ أَكْرَمُ الْحَمْدِ وَ أَوْلَاهُ إِلَی آخِرِهَا وَ قَدْ أَوْرَدْتُهُمَا فِی الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ وَ مِنْ كَلَامِهِ تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا فَإِنَّمَا یُنْتَظَرُ بِأَوَّلِكُمْ آخِرُكُمْ وَ قَوْلُهُ وَ مَنْ یَقْبِضْ یَدَهُ عَنْ عَشِیرَتِهِ فَإِنَّمَا یَقْبِضُ عَنْهُمْ بِیَدٍ وَاحِدَةٍ وَ یُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَیْدٍ كَثِیرَةٌ وَ مَنْ تَلِنْ حَاشِیَتُهُ یَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَوَدَّةَ وَ قَوْلُهُ مَنْ جَهِلَ شَیْئاً عَادَاهُ مِثْلُهُ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ یُحِیطُوا بِعِلْمِهِ (2) وَ قَوْلُهُ الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ فَإِذَا تَكَلَّمَ ظَهَرَ مِثْلُهُ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (3) وَ قَوْلُهُ قِیمَةُ كُلِّ امْرِئٍ مَا یُحْسِنُ مِثْلُهُ إِنَّ اللَّهَ
ص: 163
اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (1) وَ قَوْلُهُ الْقَتْلُ یُقِلُّ الْقَتْلَ مِثْلُهُ وَ لَكُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ(2).
و منهم الشعراء و هو أشعرهم الجاحظ فی كتاب البیان و التبیین و فی كتاب فضائل بنی هاشم أیضا و البلاذری فی أنساب الأشراف أن علیا أشعر الصحابة و أفصحهم و أخطبهم و أكتبهم تاریخ البلاذری كان أبو بكر یقول الشعر و عمر یقول الشعر و عثمان یقول الشعر و كان علی أشعر الثلاثة. و منهم العروضیون و من داره خرجت العروض روی أن الخلیل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجل من أصحاب محمد بن علی الباقر أو علی بن الحسین علیهما السلام فوضع لذلك أصولا. و منهم أصحاب العربیة و هو أحكمهم
ابْنُ الْحَرِیرِیِّ الْبَصْرِیُّ فِی دُرَّةِ الْغَوَّاصِ وَ ابْنُ فَیَّاضٍ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ: أَنَّ الصَّحَابَةَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِی الْمَوْءُودَةِ فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّهَا لَا تَكُونُ مَوْءُودَةً حَتَّی یَأْتِیَ عَلَیْهَا التَّارَاتُ السَّبْعُ (3) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ صَدَقْتَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاكَ أَرَادَ بِذَلِكَ الْمُبَیَّنَةَ فِی قَوْلِهِ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ(4) الْآیَةَ فَأَشَارَ أَنَّهُ إِذَا اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْوِلَادَةِ ثُمَّ دُفِنَ فَقَدْ وُئِدَ.
و منهم الوعاظ و لیس لأحد من الأمثال و العبر و المواعظ و الزواجر ما له نحو
قَوْلِهِ: مَنْ زَرَعَ الْعُدْوَانَ حَصَدَ الْخُسْرَانَ مَنْ ذَكَرَ الْمَنِیَّةَ نَسِیَ الْأُمْنِیَّةَ مَنْ قَعَدَ بِهِ الْعَقْلُ قَامَ بِهِ الْجَهْلُ یَا أَهْلَ الْغُرُورِ مَا أَلْهَجَكُمْ (5) بِدَارٍ خَیْرُهَا زَهِیدٌ وَ شَرُّهَا عَتِیدٌ وَ نَعِیمُهَا مَسْلُوبٌ وَ عَزِیزُهَا مَنْكُوبٌ وَ مَسَالِمُهَا مَحْرُوبٌ وَ
ص: 164
مَالِكُهَا مَمْلُوكٌ وَ تُرَاثُهَا مَتْرُوكٌ.
و صنف عبد الواحد الآمدی غرر الحكم من كلامه علیه السلام و منهم الفلاسفة و هو أرجحهم
قَالَ علیه السلام: أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا الْخَطُّ أَنَا الْخَطُّ أَنَا النُّقْطَةُ أَنَا النُّقْطَةُ وَ الْخَطُّ.
فقال جماعة إن القدرة هی الأصل و الجسم حجابه و الصورة حجاب الجسم لأن النقطة هی الأصل و الخط حجابه و مقامه و الحجاب غیر الجسد الناسوتی.
وَ سُئِلَ علیه السلام عَنِ الْعَالِمِ الْعِلْوِیِّ فَقَالَ صُوَرٌ عَارِیَةٌ مِنَ الْمَوَادِّ عَالِیَةٌ عَنِ الْقُوَّةِ وَ الِاسْتِعْدَادِ تَجَلَّی لَهَا فَأَشْرَقَتْ وَ طَالَعَهَا فَتَلَأْلَأَتْ وَ أُلْقِیَ فِی هُوِیَّتِهَا مِثَالُهُ فَأَظْهَرَ عَنْهَا أَفْعَالَهُ وَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ذَا نَفْسٍ نَاطِقَةٍ إِنْ زَكَّاهَا بِالْعِلْمِ فَقَدْ شَابَهَتْ جَوَاهِرَ أَوَائِلِ عِلَلِهَا وَ إِذَا اعْتَدَلَ مِزَاجُهَا وَ فَارَقَتِ الْأَضْدَادَ فَقَدْ شَارَكَ بِهَا السَّبْعُ الشِّدَادُ.
أبو علی سینا(1) لم یكن شجاعا فیلسوفا قط إلا علی علیه السلام. الشریف الرضی من سمع كلامه لا یشك أنه كلام من قبع فی كسر بیت (2) أو انقطع فی سفح جبل لا یسمع إلا حسه و لا یری إلا نفسه و لا یكاد یوقن بأنه كلام من ینغمس (3) فی الحرب مصلتا سیفه فیقط الرقاب و یجدل الأبطال و یعود به ینطف (4) دما و یقطر مهجا و هو مع ذلك زاهد الزهاد و بدل الأبدال و هذه من فضائله العجیبة و خصائصه التی جمع بها بین الأضداد. و منهم المهندسون و هو أعلمهم
حَفْصُ بْنُ غَالِبٍ مَرْفُوعاً قَالَ: بَیْنَا رَجُلَانِ جَالِسَانِ فِی زَمَنِ عُمَرَ إِذْ مَرَّ بِهِمَا عَبْدٌ مُقَیَّدٌ فَقَالَ أَحَدُهُمَا إِنْ لَمْ یَكُنْ فِی قَیْدِهِ كَذَا وَ كَذَا فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثاً وَ حَلَفَ الْآخَرُ بِخِلَافِ مَقَالِهِ فَسُئِلَ مَوْلَی الْعَبْدِ أَنْ یَحِلَ
ص: 165
قَیْدَهُ حَتَّی یُعْرَفَ وَزْنُهُ فَأَبَی فَارْتَفَعَا إِلَی عُمَرَ فَقَالَ لَهُمَا اعْتَزِلَا نِسَاءَكُمَا وَ بَعَثَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَدَعَا بِإِجَّانَةٍ(1) فَأَمَرَ الْغُلَامَ أَنْ یَجْعَلَ رِجْلَهُ فِیهَا ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یَصُبَّ الْمَاءَ حَتَّی غَمَرَ الْقَیْدَ وَ الرِّجْلَ ثُمَّ عَلَّمَ فِی الْإِجَّانَةِ عَلَامَةً وَ أَمَرَهُ أَنْ یَرْفَعَ قَیْدَهُ عَنْ سَاقِهِ (2) فَنَزَلَ الْمَاءُ عَنِ الْعَلَامَةِ فَدَعَا بِالْحَدِیدِ فَوَضَعَهُ فِی الْإِجَّانَةِ حَتَّی تَرَاجَعَ الْمَاءُ إِلَی مَوْضِعِهِ ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یُوزَنَ الْمَاءُ(3) فَوُزِنَ فَكَانَ وَزْنُهُ بِمِثْلِ وَزْنِ الْقَیْدِ وَ أُخْرِجَ الْقَیْدُ فَوُزِنَ فَكَانَ مِثْلَ ذَلِكَ فَعَجِبَ عُمَرُ التَّهْذِیبُ قَالَ رَجُلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی حَلَفْتُ أَنْ أَزِنَ الْفِیلَ فَقَالَ لِمَ تَحْلِفُونَ بِمَا لَا تُطِیقُونَ فَقَالَ قَدِ ابْتُلِیتُ فَأَمَرَ علیه السلام بِقُرْقُورٍ(4) فِیهِ قَصَبٌ فَأُخْرِجَ مِنْهُ قَصَبٌ كَثِیرٌ ثُمَّ عَلَّمَ صَبْغَ الْمَاءِ بِقَدْرِ مَا عُرِفَ صَبْغُ الْمَاءِ قَبْلَ أَنْ یُخْرَجَ الْقَصَبُ ثُمَّ صَیَّرَ الْفِیلَ فِیهِ حَتَّی رَجَعَ إِلَی مِقْدَارِهِ الَّذِی كَانَ انْتَهَی إِلَیْهِ صَبْغُ الْمَاءِ أَوَّلًا ثُمَّ أَمَرَ بِوَزْنِ الْقَصَبِ الَّذِی أُخْرِجَ فَلَمَّا وُزِنَ قَالَ هَذَا وَزْنُ الْفِیلِ (5) وَ یُقَالُ وَضَعَ كَلَكاً وَ عَمِلَ الْمِجْدَافَ (6) وَ أَجْرَی عَلَی الْفُرَاتِ أَیَّامَ صِفِّینَ.
و منهم المنجمون و هو أكیسهم.
سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ: أَنَّهُ اسْتَقْبَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 166
دِهْقَانٌ وَ فِی رِوَایَةِ قَیْسِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ مرخانُ بْنُ شاسوا اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَی جِسْرِ بَوَزِانَ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَنَاحَسَتِ النُّجُومُ الطَّالِعَاتُ وَ تَنَاحَسَتِ السُّعُودُ بِالنُّحُوسِ فَإِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا الْیَوْمِ وَجَبَ عَلَی الْحَكِیمِ الِاخْتِفَاءُ وَ یَوْمُكَ هَذَا یَوْمٌ صَعْبٌ قَدِ اقْتَرَنَ فِیهِ كَوْكَبَانِ وَ انْكَفَأَ فِیهِ الْمِیزَانُ وَ انْقَدَحَ مِنْ بُرْجِكَ النِّیرَانُ وَ لَیْسَ الْحَرْبُ لَكَ بِمَكَانٍ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیُّهَا الدِّهْقَانُ الْمُنْبِئُ بِالْآثَارِ الْمُخَوِّفُ مِنَ الْأَقْدَارِ مَا كَانَ الْبَارِحَةَ صَاحِبُ الْمِیزَانِ وَ فِی أَیِّ بُرْجٍ كَانَ صَاحِبُ السَّرَطَانِ وَ كَمِ الطَّالِعُ مِنَ الْأَسَدِ وَ السَّاعَاتُ فِی الْحَرَكَاتِ وَ كَمْ بَیْنَ السَّرَارِیِّ وَ الزَّرَارِیِّ قَالَ سَأَنْظُرُ فِی الأسطلاب (1)
[الْأُسْطُرْلَابِ] فَتَبَسَّمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ وَیْلَكَ یَا دِهْقَانُ أَنْتَ مَسِیرُ الثَّابِتَاتِ أَمْ كَیْفَ تَقْضِی عَلَی الْجَارِیَاتِ وَ أَیْنَ سَاعَاتُ الْأَسَدِ مِنَ الْمَطَالِعِ وَ مَا الزُّهَرَةُ مِنَ التَّوَابِعِ وَ الْجَوَامِعِ وَ مَا دُورُ السَّرَارِیِّ الْمُحَرَّكَاتِ وَ كَمْ قَدْرُ شُعَاعِ الْمُنِیرَاتِ وَ كَمِ التَّحْصِیلُ بِالْغَدَوَاتِ فَقَالَ لَا عِلْمَ لِی بِذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَهُ یَا دِهْقَانُ هَلْ نُتِجَ عِلْمُكَ أَنِ انْتَقَلَ بَیْتُ مَلَكِ الصِّینِ وَ احْتَرَقَتْ دُورٌ بِالزَّنْجِ وَ خَمَدَ بَیْتُ نَارِ فَارِسَ وَ انْهَدَمَتْ مَنَارَةُ الْهِنْدِ وَ غَرِقَتْ سَرَانْدِیبُ وَ انْقَضَّ حِصْنُ الْأَنْدُلُسِ وَ نُتِجَ بِتَرْكِ الرُّومِ بِالرُّومِیَّةِ وَ فِی رِوَایَةٍ الْبَارِحَةَ وَقَعَ بَیْتٌ بِالصِّینِ وَ انْفَرَجَ بُرْجُ مَاجِینَ وَ سَقَطَ سُورُ سَرَانْدِیبَ وَ انْهَزَمَ بِطْرِیقُ الرُّومِ بِإِرْمِینِیَّةَ وَ فَقَدَ دَیَّانُ الْیَهُودِ نَائِلَهُ (2) وَ هَاجَ النَّمْلُ بِوَادِی النَّمْلِ وَ هَلَكَ مَلَكُ إِفْرِیقِیَّةَ أَ كُنْتَ عَالِماً بِهَذَا قَالَ لَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ فِی رِوَایَةٍ أَظُنُّكَ حَكَمْتَ بِاخْتِلَافِ الْمُشْتَرِی وَ زُحَلَ إِنَّمَا أَنَارَا لَكَ فِی الشَّفَقِ وَ لَاحَ لَكَ شُعَاعُ الْمِرِّیخِ فِی السَّحَرِ وَ اتَّصَلَ جِرْمُهُ بِجِرْمِ الْقَمَرِ ثُمَّ قَالَ الْبَارِحَةَ سَعِدَ سَبْعُونَ أَلْفَ عَالِمٍ وَ وُلِدَ فِی كُلِّ عَالَمٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَ اللَّیْلَةَ یَمُوتُ مِثْلُهُمْ (3) وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی سَعْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الْخَارِجِیِ (4) وَ كَانَ جَاسُوساً لِلْخَوَارِجِ فِی عَسْكَرِهِ فَظَنَّ الْمَلْعُونُ أَنَّهُ یَقُولُ
ص: 167
خُذُوهُ فَأَخَذَ بِنَفْسِهِ فَمَاتَ فَخَرَّ الدِّهْقَانُ سَاجِداً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَمْ أَرْوِكَ مِنْ عَیْنِ التَّوْفِیقِ فَقَالَ بَلَی فَقَالَ أَنَا وَ صَاحِبِی لَا شَرْقِیُّونَ وَ لَا غَرْبِیُّونَ نَحْنُ نَاشِئَةُ الْقُطْبِ وَ أَعْلَامُ الْفَلَكِ أَمَّا قَوْلُكَ انْقَدَحَ مِنْ بُرْجِكَ النِّیرَانُ وَ ظَهَرَ مِنْهُ السَّرَطَانُ (1)
فَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ تَحْكُمَ بِهِ لِی لَا عَلَیَّ أَمَّا نُورُهُ وَ ضِیَاؤُهُ فَعِنْدِی وَ أَمَّا حَرِیقُهُ وَ لَهَبُهُ فَذَهَبَ عَنِّی وَ هَذِهِ مَسْأَلَةٌ عَقِیمَةٌ(2) احْسُبْهَا إِنْ كُنْتَ حَاسِباً فَقَالَ الدِّهْقَانُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ.
و منهم الحساب و هو أوفرهم نصیبا ابن أبی لیلی أن رجلین تغذیا(3) فی سفر و مع أحدهما خمسة أرغفة و مع الآخر ثلاثة و ساق الحدیث إلی آخر ما سیأتی فی باب قضایاه علیه السلام. و منهم أصحاب الكیمیاء و هو أكثرهم حظا.
سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الصَّنْعَةِ فَقَالَ هِیَ أُخْتُ النُّبُوَّةِ وَ عِصْمَةُ الْمُرُوءَةِ وَ النَّاسُ یَتَكَلَّمُونَ فِیهَا بِالظَّاهِرِ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ ظَاهِرَهَا وَ بَاطِنَهَا هِیَ وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَّا مَاءٌ جَامِدٌ وَ هَوَاءٌ رَاكِدٌ وَ نَارٌ جَائِلَةٌ وَ أَرْضٌ سَائِلَةٌ وَ سُئِلَ علیه السلام فِی أَثْنَاءِ خُطْبَتِهِ هَلِ الْكِیمِیَاءُ تَكُونُ فَقَالَ الْكِیمِیَاءُ كَانَ وَ هُوَ كَائِنٌ وَ سَیَكُونُ فَقِیلَ مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ هُوَ فَقَالَ إِنَّهُ مِنَ الزِّئْبَقِ الرَّجْرَاجِ وَ الْأُسْرُبِّ وَ الزَّاجِ وَ الْحَدِیدِ الْمُزَعْفَرِ وَ زَنْجَارِ النُّحَاسِ الْأَخْضَرِ الْحُبُورِ إِلَّا تُوقَفُ عَلَی عَابِرِهِنَّ فَقِیلَ فَهِمْنَا لَا یَبْلُغُ إِلَی ذَلِكَ فَقَالَ اجْعَلُوا الْبَعْضَ أَرْضاً وَ اجْعَلُوا الْبَعْضَ مَاءً وَ افْلَجُوا الْأَرْضَ بِالْمَاءِ وَ قَدْ تَمَّ فَقِیلَ زِدْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لَا زِیَادَةَ عَلَیْهِ فَإِنَّ الْحُكَمَاءَ الْقُدَمَاءَ مَا زَادُوا عَلَیْهِ كَیْمَا یَتَلَاعَبَ بِهِ النَّاسُ.
و منهم الأطباء و هو أكثرهم فطنة.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: كَانَ (4) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ
ص: 168
علیه السلام یَقُولُ إِذَا كَانَ الْغُلَامُ مُلْتَاثَ الْإِزْرَةِ صَغِیرَ الذَّكَرِ سَاكِنَ النَّظَرِ فَهُوَ مِمَّنْ یُرْجَی خَیْرُهُ وَ یُؤْمَنُ شَرُّهُ وَ إِذَا كَانَ الْغُلَامُ شَدِیدَ الْإِزْرَةِ كَبِیرَ الذَّكَرِ حَادَّ النَّظَرِ فَهُوَ مِمَّنْ لَا یُرْجَی خَیْرُهُ وَ لَا یُؤْمَنُ شَرُّهُ.
وَ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَعِیشُ الْوَلَدُ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ وَ لِسَبْعَةٍ وَ لِتِسْعَةٍ وَ لَا یَعِیشُ لِثَمَانِیَةِ أَشْهُرٍ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: لَبَنُ الْجَارِیَةِ وَ بَوْلُهَا یَخْرُجُ مِنْ مَثَانَةِ أُمِّهَا وَ لَبَنُ الْغُلَامِ یَخْرُجُ مِنَ الْعَضُدَیْنِ وَ الْمَنْكِبَیْنِ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: یَشِبُّ الصَّبِیُّ كُلَّ سَنَةٍ أَرْبَعَ أَصَابِعَ بِأَصَابِعِ نَفْسِهِ وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ الْوَلَدِ مَا بَالُهُ تَارَةً یُشْبِهُ أَبَاهُ وَ أُمَّهُ وَ تَارَةً یُشْبِهُ خَالَهُ وَ عَمَّهُ وَ قَالَ لِلْحَسَنِ علیه السلام أَجِبْهُ فَقَالَ علیه السلام أَمَّا الْوَلَدُ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا أَتَی أَهْلَهُ بِنَفَسٍ سَاكِنَةٍ وَ جَوَارِحَ غَیْرِ مُضْطَرِبَةٍ اعْتَلَجَتِ النُّطْفَتَانِ كَاعْتِلَاجِ الْمُتَنَازِعَیْنِ فَإِنْ عَلَتْ نُطْفَةُ الرَّجُلِ نُطْفَةَ الْمَرْأَةِ جَاءَ الْوَلَدُ یُشْبِهُ أَبَاهُ وَ إِنْ عَلَتْ نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ نُطْفَةَ الرَّجُلِ أَشْبَهَ أُمَّهُ وَ إِذَا أَتَاهَا بِنَفْسٍ مُزْعِجَةٍ وَ جَوَارِحَ مُضْطَرِبَةٍ غَیْرِ سَاكِنَةٍ اضْطَرَبَتِ النُّطْفَتَانِ فَسَقَطَتَا عَنْ یَمْنَةِ الرَّحِمِ وَ یَسْرَتِهِ فَإِنْ سَقَطَتْ عَنْ یَمْنَةِ الرَّحِمِ سَقَطَتْ عَلَی عُرُوقِ الْأَعْمَامِ وَ الْعَمَّاتِ فَیُشْبِهُ أَعْمَامَهُ وَ عَمَّاتِهِ وَ إِنْ سَقَطَتْ عَنْ یَسْرَةِ الرَّحِمِ سَقَطَتْ عَلَی عُرُوقِ الْأَخْوَالِ وَ الْخَالاتِ فَشُبِّهَ أَخْوَالَهُ وَ خَالاتِهِ فَقَامَ الرَّجُلُ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (1) وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ الْخَضِرَ علیه السلام وَ سُئِلَ النَّبِیُّ ص (2) كَیْفَ تُؤَنَّثُ الْمَرْأَةُ وَ كَیْفَ یُذَكَّرُ الرَّجُلُ قَالَ یَلْتَقِی الْمَاءَانِ فَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ، آنَثَتْ وَ إِنْ عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ.
و منهم من تكلم فی علم المعاملة علی طریق الصوفیة و هم یعترفون أنه الأصل فی علومهم و لا یوجد لغیره إلا الیسیر حتی قالت (3) مشایخهم لو تفرغ إلی
ص: 169
إظهار ما علم من علومنا لاغنا(1) فی هذا الباب.
وَ مِنْ فَرْطِ حِكْمَتِهِ مَا رُوِیَ عَنْ أُسَامَةَ بْنَ زَیْدٍ وَ أَبِی رَافِعٍ فِی خَبَرٍ: أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَ لَا أُبَشِّرُكَ بِخَبِیئَةٍ لِذُرِّیَّتِكَ فَحَدَّثَهُ بِشَأْنِ التَّوْرَاةِ وَ قَدْ وَجَدَهَا رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ بَیْنَ حَجَرَیْنِ أَسْوَدَیْنِ وَ سَمَّاهُمْ لَهُ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُمْ كَمَا أَنْتُمْ حَتَّی أُخْبِرَكُمْ بِأَسْمَائِكُمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِكُمْ وَ أَنَّكُمْ (2) وَجَدْتُمُ التَّوْرَاةَ وَ قَدْ جِئْتُمْ بِهَا مَعَكُمْ فَدَفَعُوهَا لَهُ وَ أَسْلَمُوا فَوَضَعَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ رَأْسِهِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ فَأَصْبَحَتْ عَرَبِیَّةً فَفَتَحَهَا وَ نَظَرَ فِیهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ قَالَ هَذَا ذِكْرٌ لَكَ وَ لِذُرِّیَّتِكَ مِنْ بَعْدِی.
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : فِی قَوْلِهِ وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَیْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَیْكَ (3) بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً أَسْوَدَ لَمْ یَقُصَّ عَلَیْنَا قِصَّتَهُ.
و من وفور علمه أنه عبر منطق الطیر و الوحوش و الدواب.
زُرَارَةُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ كَمَا عُلِّمَهُ سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ كُلَّ دَابَّةٍ فِی بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ.
ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: نَقِیقُ الدِّیكِ (4) اذْكُرُوا اللَّهَ یَا غَافِلِینَ وَ صَهِیلُ الْفَرَسِ اللَّهُمَّ انْصُرْ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی عِبَادِكَ الْكَافِرِینَ وَ نَهِیقُ الْحِمَارِ أَنْ یَلْعَنَ الْعَشَّارِینَ وَ یَنْهَقَ فِی عَیْنِ الشَّیْطَانِ وَ نَقِیقُ الضِّفْدِعِ سُبْحَانَ رَبِّیَ الْمَعْبُودِ الْمُسَبَّحِ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ وَ أَنِینُ الْقُبَّرَةِ اللَّهُمَّ الْعَنْ مُبْغِضِی آلِ مُحَمَّدٍ.
وَ رُوِیَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ (5) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ رَوَی أَبُو أَمَامَةَ الْبَاهِلِیُّ كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ وَ اللَّفْظُ لِأَبِی أُمَامَةَ: أَنَّ النَّاسَ دَخَلُوا
ص: 170
النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَنَّئُوهُ بِمَوْلُودِهِ الْحُسَیْنِ علیه السلام ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ فِی وَسَطِ النَّاسِ فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَا مِنْ عَلِیٍّ عَجَباً فِی هَذَا الْیَوْمِ قَالَ وَ مَا رَأَیْتُمْ قَالَ أَتَیْنَاكَ لِنُسَلِّمَ عَلَیْكَ وَ نُهَنِّئَكَ بِمَوْلُودِكَ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَحَجَبْنَا عَنْكَ وَ أَعْلَمْنَا أَنَّهُ هَبَطَ عَلَیْهِ (1) مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَعَجِبْنَا مِنْ إِحْصَائِهِ وَ عَدَّهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَیْهِ (2) مُتَبَسِّماً مَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ هَبَطَ عَلَیَّ مِائَةٌ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ مَلَكٍ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُ مِائَةَ أَلْفِ لُغَةٍ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ لُغَةٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُمْ مِائَةٌ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ مَلَكٍ قَالَ زَادَكَ اللَّهُ عِلْماً وَ حِلْماً یَا أَبَا الْحَسَنِ.
الْفَائِقُ عَنِ الزَّمَخْشَرِیِّ: أَنَّهُ سُئِلَ شُرَیْحٌ عَنِ امْرَأَةٍ طُلِّقَتْ فَذَكَرَتْ أَنَّهَا حَاضَتْ ثَلَاثَ حِیَضٍ فِی شَهْرٍ وَاحِدٍ فَقَالَ شُرَیْحٌ إِنْ شَهِدَتْ ثَلَاثُ نِسْوَةٍ مِنْ بِطَانَةِ أَهْلِهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَحِیضُ قَبْلَ أَنْ طُلِّقَتْ فِی كُلِّ شَهْرٍ(3) فَالْقَوْلُ قَوْلُهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قالون أَیْ أَصَبْتَ بِالرُّومِیَّةِ وَ هَذَا إِذَا اتُّهِمَتِ الْمَرْأَةُ.
بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ عَنْ سَعْدٍ الْقُمِّیِّ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حِینَ أَتَی أَهْلَ النَّهْرِ نَزَلَ قَطُفْتَا(4) فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَهْلُ بَادُورَیَا(5) فَشَكَوْا ثِقْلَ خَرَاجِهِمْ وَ كَلَّمُوهُ بِالنَّبَطِیَّةِ وَ أَنَّ لَهُمْ جِیرَاناً أَوْسَعَ أَرْضاً مِنْهُمْ وَ أَقَلَّ خَرَاجاً فَأَجَابَهُمْ بِالنَّبَطِیَّةِ زعرا و طاته من زعراربا مَعْنَاهُ دُخْنٌ صَغِیرٌ خَیْرٌ مِنْ دُخْنٍ كَبِیرٍ(6).
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ قَالَ علیه السلام لِابْنَةِ یَزْدَجَرْدَ مَا اسْمُكِ قَالَتْ جَهَانْ بَانُوَیْهِ
فَقَالَ بَلْ شَهْرَبَانُوَیْهِ أَجَابَهَا بِالْعَجَمِیَّةِ.
ص: 171
وَ إِنَّهُ قَدْ فَسَّرَ صَوْتَ النَّاقُوسِ ذَكَرَهُ صَاحِبُ مِصْبَاحِ الْوَاعِظِ وَ جُمْهُورُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ وَ زَیْدٍ وَ صَعْصَعَةَ ابْنَیْ صُوحَانَ وَ الْبَرَاءِ بْنِ سَبْرَةَ وَ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ وَ جَابِرِ بْنِ شَرْجِیلٍ (1) وَ مَحْمُودِ بْنِ الْكَوَّاءِ أَنَّهُ قَالَ علیه السلام: یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ حَقّاً حَقّاً إِنَّ الْمَوْلَی صَمَدٌ یَبْقَی یَحْلُمُ عَنَّا رِفْقاً رِفْقاً لَوْ لَا حِلْمُهُ كُنَّا نَشْقَی حَقّاً حَقّاً صِدْقاً صِدْقاً إِنَّ الْمَوْلَی یُسَائِلُنَا وَ یُوَافِقُنَا وَ یُحَاسِبُنَا یَا مَوْلَانَا لَا تُهْلِكْنَا وَ تَدَارَكْنَا وَ اسْتَخْدِمْنَا وَ اسْتَخْلِصْنَا حِلْمُكَ عَنَّا قَدْ جَرَّأَنَا یَا مَوْلَانَا عَفْوُكَ عَنَّا إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ غَرَّتْنَا وَ اشْتَغَلَتْنَا وَ اسْتَهْوَتْنَا وَ اسْتَلْهَتْنَا وَ اسْتَغْوَتْنَا یَا ابْنَ الدُّنْیَا جَمْعاً جَمْعاً یَا ابْنَ الدُّنْیَا مَهْلًا مَهْلًا یَا ابْنَ الدُّنْیَا دَقّاً دَقّاً وَزْناً وَزْناً تَفْنَی الدُّنْیَا قَرْناً قَرْناً مَا مِنْ یَوْمٍ یَمْضِی عَنَّا إِلَّا تَهْوِی (2) مِنَّا رُكْناً قَدْ ضَیَّعْنَا دَاراً تَبْقَی وَ اسْتَوْطَنَّا دَاراً تَفْنَی تَفْنَی الدُّنْیَا قَرْناً قَرْناً قَرْناً قَرْناً كَلَّا مَوْتاً كَلَّا مَوْتاً كَلَّا مَوْتاً كَلَّا دَفْناً كَلَّا فِیهَا مَوْتاً(3) نَقْلًا نَقْلًا دَفْناً دَفْناً یَا ابْنَ الدُّنْیَا مَهْلًا مَهْلًا زِنْ مَا یَأْتِی وَزْناً وَزْناً لَوْ لَا جَهْلِی مَا إِنْ كَانَتْ عِنْدِی الدُّنْیَا إِلَّا سِجْناً خَیْراً خَیْراً شَرّاً شَرّاً شَیْئاً شَیْئاً حُزْناً حُزْناً مَا ذَا مِنْ ذَا كَمْ ذَا أَمْ ذَا هَذَا أَسْنَی تَرْجُو تَنْجُو تَخْشَی تَرْدَی عَجِّلْ قَبْلَ الْمَوْتِ الْوَزْنَا مَا مِنْ یَوْمٍ یَمْضِی عَنَّا إِلَّا أَوْهَنَ مِنَّا رُكْناً إِنَّ الْمَوْلَی قَدْ أَنْذَرَنَا إِنَّا نَحْشُرُ غُرْلًا بِهِمَا(4) قَالَ ثُمَّ انْقَطَعَ صَوْتُ النَّاقُوسِ فَسَمِعَ الدَّیْرَانِیُّ ذَلِكَ وَ أَسْلَمَ وَ قَالَ إِنِّی وَجَدْتُ فِی الْكِتَابِ أَنَّ فِی آخِرِ الْأَنْبِیَاءِ مَنْ یُفَسِّرُ مَا یَقُولُ النَّاقُوسُ.
أجمعوا علی أن خیرة اللّٰه من خلقه هم المتقون لقوله إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (5) ثم أجمعوا علی أن خیرة المتقین الخاشعون لقوله وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ
ص: 172
لِلْمُتَّقِینَ غَیْرَ بَعِیدٍ(1) إلی قوله مُنِیبٍ ثم أجمعوا علی أن أعظم الناس خشیة العلماء(2) لقوله إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ و أجمعوا علی أن أعلم الناس أهداهم إلی الحق و أحقهم أن یكون متبعا و لا یكون تابعا لقوله یَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ و أجمعوا علی أن أعلم الناس بالعدل أدلهم علیه و أحقهم أن یكون متبعا و لا یكون تابعا لقوله أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی (3) فدل كتاب اللّٰه و سنة نبیه و إجماع الأمة علی أن أفضل هذه الأمة بعد نبیها علی علیه السلام(4).
بیان: اعلم أن دأب أصحابنا رضی اللّٰه عنهم فی إثبات فضائله صلوات اللّٰه علیه الاكتفاء بما نقل عن كل فرقة من الانتساب إلیه علیه السلام لبیان أنه كان مشهورا فی العلم مسلما فی الفضل عند جمیع الفرق و إن لم یكن ذلك ثابتا بل و إن كان خلافه عند الإمامیة ظاهرا كانتساب الأشعریة و أبی حنیفة و أضرابهم إلیه فإن مخالفتهم له علیه السلام أظهر من تباین الظلمة و النور و من ذلك ما نقله ابن شهرآشوب رحمه اللّٰه من كلامه فی الفلسفة فإن غرضه أن هؤلاء أیضا ینتمون إلیه و یروون عنه و إلا فلا یخفی علی من له أدنی تتبع فی كلامه علیه السلام أن هذا الكلام لا یشبه شیئا من غرر حكمه و أحكامه بل لا یشبه كلام أصحاب الشریعة بوجه و إنما أدرجت فیه مصطلحات المتأخرین و هل رأیت فی كلام أحد من الصحابة و التابعین أو بعض الأئمة الراشدین لفظ الهیولی أو المادة أو الصورة أو الاستعداد أو القوة و العجب أن بعض أهل دهرنا ممن ضل و أضل كثیرا یتمسكون فی دفع ما یلزم علیهم من القول بما یخالف
ص: 173
ضرورة الدین إلی أمثال هذه العبارات و هل هو إلا كمن یتعلق بنسج العنكبوت للعروج إلی أسباب السماوات أ و لا یعلمون أن ما یخالف ضرورة الدین و لو ورد بأسانید جمة لكان مؤولا أو مطروحا مع أن أمثال ذلك لا ینفعهم فیما هم بصدده من تخریب قواعد الدین هدانا اللّٰه و إیاهم إلی سلوك مسالك المتقین و نجانا و جمیع المؤمنین من فتن المضلین. و قال الفیروزآبادی قبع الرجل فی قمیصه دخل و تخلف عن أصحابه (1) و الكسر بالكسر أسفل شقة البیت التی تلی الأرض من حیث یكسر جانباه عن یمینك و یسارك و الالتیاف الالتفاف و الاسترخاء و الإزرة هیئة الائتزار فالمعنی من لا یجود شد الإزار بحیث یعجب به الناس أو كنایة عن دقة الوسط و عدم ضخامته و فی نسخ الكافی بالدال المهملة(2) و الأدرة نفخة فی الخصیة فهو كنایة عن عظمها و استرسالها أو عن الأخیر فقط.
«55»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] تَفْسِیرُ یُوسُفَ الْقَطَّانِ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الثَّوْرِیِّ عَنِ السُّدِّیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ أَقْبَلَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ وَ مَالِكُ بْنُ الصَّیْفِیِّ وَ حُیَیُّ بْنُ أَخْطَبَ فَقَالُوا إِنَّ فِی كِتَابِكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ (3) إِذَا كَانَ سَعَةُ جَنَّةٍ وَاحِدَةٍ كَسَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِینَ فَالْجِنَانُ كُلُّهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَیْنَ یَكُونُ فَقَالَ عُمَرُ لَا أَعْلَمُ فَبَیْنَمَا هُمْ فِی ذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ أَنْتُمْ فَالْتَفَتَ الْیَهُودِیُّ وَ ذَكَرَ الْمَسْأَلَةَ فَقَالَ علیه السلام لَهُمْ خَبِّرُونِی مِنَ النَّهَارِ(4) إِذَا أَقْبَلَ اللَّیْلُ أَیْنَ یَكُونُ وَ اللَّیْلُ إِذَا أَقْبَلَ النَّهَارُ أَیْنَ یَكُونُ فَقَالَ لَهُ فِی عِلْمِ اللَّهِ یَكُونُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كَذَلِكَ الْجِنَانُ تَكُونُ فِی عِلْمِ اللَّهِ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَنَزَلَ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (5).
ص: 174
بیان: لعل المعنی كما أن اللّٰه یوجد النور و الظلمة فی كل یوم و لیل فكذلك یخلق الأمكنة بعد إیجاد الجنان و قد تكلمنا فی حل الشبهة فی كتاب المعاد.
«56»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] جَابِرٌ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُبَیَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً(1) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِقَوْمٍ عِنْدَهُ وَ فِیهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُبَیْدَةُ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قُولُوا الْآنَ مَا أَوَّلُ نِعَمِهِ أَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِهَا وَ بَلَاكُمْ بِهَا فَخَاضُوا مِنَ الْمَعَاشِ وَ الرِّیَاشِ وَ الذُّرِّیَّةِ وَ الْأَزْوَاجِ فَلَمَّا أَمْسَكُوا قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قُلْ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ أَنْ أَحْسَنَ بِی فَجَعَلَنِی حَیّاً لَا مَوَاتاً وَ أَنْ أَنْشَأَنِی فَلَهُ الْحَمْدُ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ وَ أَعْدَلِ تَرْكِیبٍ وَ أَنْ جَعَلَنِی مُتَفَكِّراً وَاعِیاً لَا أَبْلَهَ سَاهِیاً وَ أَنْ جَعَلَ لِی شَوَاعِرَ أُدْرِكُ بِهَا مَا ابْتَغَیْتُ وَ جَعَلَ فِیَّ سِرَاجاً مُنِیراً وَ أَنْ هَدَانِی لِدِینِهِ وَ لَنْ یُضِلَّنِی عَنْ سَبِیلِهِ وَ أَنْ جَعَلَ لِی مَرَدّاً فِی حَیَاةٍ لَا انْقِطَاعَ لَهَا وَ أَنْ جَعَلَنِی مَلَكاً مَالِكاً لَا مَمْلُوكاً وَ أَنْ سَخَّرَ لِی سَمَاءَهُ وَ أَرْضَهُ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا مِنْ خَلْقِهِ وَ أَنْ جَعَلَنَا ذُكْرَاناً قُوَّاماً عَلَی حَلَائِلِنَا لَا إِنَاثاً وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی كُلِّ كَلِمَةٍ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ فَمَا بَعْدَ هَذَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لِیَهْنِئْكَ الْحِكْمَةُ لِیَهْنِئْكَ الْعِلْمُ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْتَ وَارِثُ عِلْمِی وَ الْمُبِینُ لِأُمَّتِی مَا اخْتَلَفَتْ فِیهِ مِنْ بَعْدِی الْخَبَرَ.
الْحِلْیَةُ أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِیُّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ قُلْ رَبِّیَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ قَالَ قُلْتُ رَبِّیَ اللَّهُ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَهْنِئْكَ الْعِلْمُ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ شَرِبْتَ الْعِلْمَ شُرْباً وَ نَهَلْتَهُ نَهْلًا.
فَضَائِلُ أَحْمَدَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَیَّاشٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: قَضَی فِی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُعْجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی
ص: 175
جَعَلَ الْحِكْمَةَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ (1).
إیضاح: و نهلته أی شربته أولا أو بالتشدید أی جعلته منهلا یرد الناس علیه قال الجوهری المنهل المورد و هو عین ماء ترده الإبل فی المراعی و النهل الشرب الأول و قد نهل بالكسر و أنهلته أنا لأن الإبل تسقی فی أول الورد فترد إلی العطن (2) ثم تسقی الثانیة و هی العلل فترد إلی المرعی (3).
«57»- جا، [المجالس للمفید] عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْقَتَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ سَمِعْتُ یَحْیَی ابْنَ أُمِّ الطَّوِیلِ یَقُولُ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ: مَا بَیْنَ لَوْحَیِ الْمُصْحَفِ مِنْ آیَةٍ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ أَیْنَ نَزَلَتْ فِی سَهْلٍ أَوْ جَبَلٍ وَ إِنَّ بَیْنَ جَوَانِحِی لَعِلْماً جَمّاً فَاسْأَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنَّكُمْ إِنْ فَقَدْتُمُونِی لَمْ تَجِدُوا مَنْ یُحَدِّثُكُمْ مِثْلَ حَدِیثِی (4).
«58»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَمَرَرْنَا بِوَادٍ مَمْلُوءٍ نَمْلًا فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَرَی یَكُونُ أَحَدٌ(5) مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَی یَعْلَمُ عَدَدَ هَذَا النَّمْلِ قَالَ نَعَمْ یَا عَمَّارُ أَنَا أَعْرِفُ رَجُلًا یَعْلَمُ عَدَدَهُ وَ كَمْ فِیهِ ذَكَرٌ وَ كَمْ فِیهِ أُنْثَی فَقُلْتُ مَنْ ذَلِكَ الرَّجُلُ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ یَا عَمَّارُ مَا قَرَأْتَ (6) فِی سُورَةِ یس وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ فَقُلْتُ بَلَی یَا مَوْلَایَ فَقَالَ أَنَا ذَلِكَ الْإِمَامُ الْمُبِینُ (7).
«59»- فض، [كتاب الروضة] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ بِدُرْنُوكٍ
ص: 176
مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ فَجَلَسْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی فَكَلَّمَنِی وَ نَاجَانِی فَمَا عَلِمْتُ مِنَ الْأَشْیَاءِ شَیْئاً إِلَّا عَلَّمْتُهُ ابْنَ عَمِّی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَهُوَ بَابُ مَدِینَةِ عِلْمِی ثُمَّ دَعَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی بَعْدِی (1).
«60»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَیْمَانَ: وُجِدَ فِی قَبْرِ الزَّمَازِمِیِّ رَقٌّ فِیهِ مَكْتُوبٌ تَارِیخُهُ أَلْفٌ وَ مِائَتَا سَنَةٍ بِالْخَطِّ السُّرْیَانِیَّةِ وَ تَفْسِیرُهُ بِالْعَرَبِیَّةِ قَالَ لَمَّا وَقَعَتِ الْمُشَاجَرَةُ بَیْنَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ الْخَضِرِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْكَهْفِ فِی قِصَّةِ السَّفِینَةِ وَ الْغُلَامِ وَ الْجِدَارِ وَ رَجَعَ إِلَی قَوْمِهِ فَسَأَلَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَمَّا اسْتَعْلَمَهُ مِنَ الْخَضِرِ فَقَالَ عِلْمٌ لَا یَضُرُّ جَهْلُهُ وَ لَكِنْ كَانَ مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ وَ مَا أَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ بَیْنَمَا نَحْنُ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ وُقُوفٌ إِذَا قَدْ أَقْبَلَ طَائِرٌ عَلَی هَیْئَةِ الْخُطَّافِ فَنَزَلَ عَلَی الْبَحْرِ فَأَخَذَ بِمِنْقَارِهِ فَرَمَی بِهِ إِلَی الشَّرْقِ ثُمَّ أَخَذَ ثَانِیَةً فَرَمَی بِهِ إِلَی الْغَرْبِ ثُمَّ أَخَذَ ثَالِثَةً فَرَمَی بِهِ إِلَی الْجَنُوبِ ثُمَّ أَخَذَ رَابِعَةً فَرَمَی بِهِ إِلَی الشِّمَالِ ثُمَّ أَخَذَ فَرَمَی بِهِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ أَخَذَ فَرَمَی بِهِ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ أَخَذَ مَرَّةً أُخْرَی فَرَمَی بِهِ إِلَی الْبَحْرِ ثُمَّ جَعَلَ یُرَفْرِفُ وَ طَارَ فَبَقِینَا مُتَحَیِّرِینَ لَا نَعْلَمُ مَا أَرَادَ الطَّائِرُ بِفِعْلِهِ فَبَیْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْنَا مَلَكاً فِی صُورَةِ آدَمِیٍّ فَقَالَ مَا لِی أَرَاكُمْ مُتَحَیِّرِینَ قُلْنَا فِیمَا أَرَادَ الطَّائِرُ بِفِعْلِهِ قَالَ مَا تَعْلَمَانِ مَا أَرَادَ قُلْنَا اللَّهُ أَعْلَمُ
قَالَ إِنَّهُ یَقُولُ وَ حَقِّ مَنْ شَرَّقَ الشَّرْقَ وَ غَرَّبَ الْغَرْبَ وَ رَفَعَ السَّمَاءَ وَ دَحَا الْأَرْضَ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ فِی آخِرِ الزَّمَانِ نَبِیّاً اسْمُهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ وَصِیٌّ اسْمُهُ عَلِیٌّ علیه السلام عِلْمُكُمَا جَمِیعاً فِی عِلْمِهِمَا مِثْلُ هَذِهِ الْقَطْرَةِ فِی هَذَا الْبَحْرِ(2).
«61»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ فَقُلْتُ تَبْعَثُنِی وَ أَنَا شَابٌّ أَقْضِی بَیْنَهُمْ وَ لَا أَدْرِی بِالْقَضَاءِ(3) فَضَرَبَ
ص: 177
فِی صَدْرِی وَ قَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَ ثَبِّتْ لِسَانَهُ قَالَ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ مَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِی قَضَاءٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ.
وَ قَدْ ذَكَرَهُ النَّسَائِیُّ وَ سَاقَهُ فِی صَحِیحِهِ وَ قَدْ ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: بَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ وَ أَنَا حَدَثُ السِّنِّ قَالَ قُلْتُ تَبْعَثُنِی إِلَی قَوْمٍ یَكُونُ بَیْنَهُمْ أَحْدَاثٌ وَ لَا عِلْمَ لِی بِالْقَضَاءِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ سَیَهْدِی لِسَانَكَ وَ یُثَبِّتُ قَلْبَكَ فَمَا شَكَكْتُ فِی قَضَاءٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ بَعْدُ.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی قَالَ قُلْ رَبِّیَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ فَقُلْتُهَا وَ زِدْتُ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنِیبُ فَقَالَ لِیَهْنِئْكَ الْعِلْمُ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ شَرِبْتَ الْعِلْمَ شُرْباً وَ نَهَلْتَهُ نَهْلًا.
وَ مِنْهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ فِیمَ أُنْزِلَتْ وَ أَیْنَ أُنْزِلَتْ إِنَّ رَبِّی وَهَبَ لِی قَلْباً عَقُولًا وَ لِسَاناً سَئُولًا.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ بِالْكُوفَةِ وَ عَلَیْهِ مِدْرَعَةٌ كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَقَلِّداً بِسَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُتَعَمِّماً بِعِمَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی إِصْبَعِهِ خَاتَمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَعَدَ عَلَی الْمِنْبَرِ وَ كَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَقَالَ سَلُونِی قَبْلَ (1) أَنْ تَفْقِدُونِی فَإِنَّمَا بَیْنَ الْجَوَانِحِ مِنِّی عِلْمٌ جَمٌّ هَذَا سَقَطُ الْعِلْمِ هَذَا لُعَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا مَا زَقَّنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَقّاً مِنْ غَیْرِ وَحْیٍ أُوحِیَ إِلَیَّ فَوَ اللَّهِ لَوْ ثُنِیَتْ لِی وِسَادَةٌ فَجَلَسْتُ عَلَیْهَا لَأَفْتَیْتُ لِأَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ لِأَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ حَتَّی یُنْطِقَ اللَّهُ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ فَیَقُولَ (2) صَدَقَ عَلِیٌّ قَدْ أَفْتَاكُمْ بِمَا أُنْزِلَ فِیَ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِیثِ مَعْقِلِ بْنِ یَسَارٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَوَّجْتُكِ (3) أَقْدَمَ أُمَّتِی سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً.
وَ نُقِلَتْ مِمَّا خَرَّجَهُ صَدِیقُنَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْضَاكُمْ عَلِیٌّ.
ص: 178
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ أُعْطِیَ (1) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْعِلْمِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ شَارَكَهُمْ فِی الْعُشْرِ الْعَاشِرِ.
وَ قَالَ أَبُو الطُّفَیْلِ: شَهِدْتُ عَلِیّاً یَخْطُبُ وَ هُوَ یَقُولُ سَلُونِی فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُونِّی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ وَ اسْأَلُونِی عَنْ كِتَابِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ مَا مِنْ آیَةٍ إِلَّا وَ أَنَا أَعْلَمُ أَ بِلَیْلٍ نَزَلَتْ أَمْ نَهَارٍ أَمْ فِی سَهْلٍ أَمْ فِی جَبَلٍ.
و رواه أبو المؤید فی مناقبه أیضا.
وَ قِیلَ لِعَطَاءٍ أَ كَانَ فِی أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْ عَلِیٍّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ.
وَ قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعِیدٍ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَیَّاشِ بْنِ أَبِی رَبِیعَةَ(2) یَا عَمِّ لِمَ كَانَ صَغَا النَّاسُ (3) إِلَی عَلِیٍّ فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی إِنَّ عَلِیّاً كَانَ لَهُ مَا شِئْتَ مِنْ ضِرْسٍ قَاطِعٍ فِی الْعِلْمِ وَ كَانَ لَهُ السُّلْطَةُ فِی الْعَشِیرَةِ وَ الْقِدَمُ فِی الْإِسْلَامِ وَ الصِّهْرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْفِقْهُ فِی السُّنَّةِ وَ النَّجْدَةُ فِی الْحَرْبِ وَ الْجُودُ فِی الْمَاعُونِ.
وَ قَالَتْ عَائِشَةُ: عَلِیٌّ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالسُّنَّةِ.
وَ مِنْ مَنَاقِبِ أَبِی الْمُؤَیَّدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ فَقَالَ عَلِیٌّ أَقْضَانَا وَ أُبَیٌّ أَقْرَؤُنَا.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْعِلْمُ سِتَّةُ أَسْدَاسٍ لِعَلِیٍّ مِنْ ذَلِكَ خَمْسَةُ أَسْدَاسٍ وَ لِلنَّاسِ سُدُسٌ وَ لَقَدْ شَارَكَنَا فِی السُّدُسِ حَتَّی لَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا.
و عن ابن عباس أیضا: مثله.
وَ مِنْهُ قَالَ (4) أَخْبَرَنِی سَیِّدُ الْحُفَّاظِ شَهْرَدَارُ بْنُ شِیرَوَیْهِ مَرْفُوعاً إِلَی سَلْمَانَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَعْلَمُ أُمَّتِی بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
ص: 179
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ شَهْرَدَارَ یَرْفَعُهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قُسِمَتِ الْحِكْمَةُ عَلَی عَشَرَةِ أَجْزَاءٍ فَأُعْطِیَ عَلِیٌّ تِسْعَةً وَ النَّاسُ جُزْءاً وَاحِداً.
و رواه الحافظ فی الحلیة: أیضا.
وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعِینَ سُورَةً وَ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ عَلَی خَیْرِ النَّاسِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَقْسَمْتُ أَوْ حَلَفْتُ لَا أَضَعُ رِدَائِی عَنْ ظَهْرِی حَتَّی أَجْمَعَ مَا بَیْنَ اللَّوْحَیْنِ فَمَا وَضَعْتُ رِدَائِی عَنْ ظَهْرِی حَتَّی جَمَعْتُ الْقُرْآنَ.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ: أَنَّ عُمَرَ أُتِیَ بِامْرَأَةٍ وَضَعَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِیّاً فَقَالَ لَیْسَ عَلَیْهَا رَجْمٌ فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ یَسْأَلُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ الْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَیْنِ كامِلَیْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ(1) وَ قَالَ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(2) فَسِتَّةُ أَشْهُرٍ حَمْلُهُ وَ حَوْلَانِ تَمَامٌ (3) لَا حَدَّ عَلَیْهَا وَ لَا رَجْمَ عَلَیْهَا(4) قَالَ فَخَلَّی عَنْهَا.
وَ مِنْهُ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ یَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِی لِمُعْضِلَةٍ لَیْسَ لَهَا ابْنُ أَبِی طَالِبٍ (5) حَیّاً.
وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّیِّ قَالَ: خَطَبَهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَوْ صَرَفْنَاكُمْ عَمَّا تَعْرِفُونَ إِلَی مَا تُذَكَّرُونَ (6) مَا كُنْتُمْ صَانِعِینَ قَالَ فَأَرَمُّوا قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ إِذَا كُنَّا نَسْتَتِیبُكَ فَإِنْ تُبْتَ قَبِلْنَاكَ قَالَ وَ إِنْ لَمْ أَتُبْ
ص: 180
قَالَ إِذاً نَضْرِبُ الَّذِی فِیهِ عَیْنَاكَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ إِذَا اعْوَجَجْنَا أَقَامَ أَوَدَنَا.
و هكذا رواه أبو المؤید الخوارزمی: و هو عجیب و فیه خب یظهر لمن تأمله.
وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ نَقَلَ الْحَسَنُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَغَوِیُّ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَصَّصَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ كُلَّ وَاحِدٍ بِفَضِیلَةٍ خَصَّصَ (1) عَلِیّاً بِعِلْمِ الْقَضَاءِ فَقَالَ وَ أَقْضَاهُمْ عَلِیٌ (2).
توضیح: قال الفیروزآبادی صغا یصغو صغوا مال و صغاه معك أی میله و أصغی استمع (3) و قال الجزری فیه فقامت امرأة من سطة النساء أی من أوساطهن حسبا و نسبا و أصل الكلمة الواو و الهاء عوض من الواو كعدة و زنة(4) و قال فیه إنه كان من أوسط قومه أی من أشرفهم و أحسبهم (5) قوله إلی ما تذكرون علی بناء المجهول من باب التفعیل و كان غرضه أن یذكرهم ما كانوا علیه من عبادة الأصنام و یصرفهم عن التوحید إلیها و هذا هو الخب ء الذی أشار إلیه علی بن عیسی و الخب ء الشی ء المخفی المستور قوله فأرموا بالراء المهملة و المیم المشددة من باب الإفعال أو بالزای المعجمة و المیم المخففة قال الجزری فیه إنه قال أیكم المتكلم فأزم القوم أی أمسكوا عن الكلام (6) و قال فی رمم فأرم القوم أی سكتوا و لم یجیبوا(7).
«62»- كنز، [كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة] مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ الرَّازِیِّ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَقَدْ أُوتِیَ
ص: 181
عَلِیٌّ علیه السلام صَبِیّاً كَمَا أُوتِیَ یَحْیَی بْنُ زَكَرِیَّا الْحُكْمَ صَبِیّاً(1).
«63»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ رَفَعَهُ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْیَهُودُ عَلَی رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ یَعْنُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَیْهِ نَسْأَلْهُ فَأَتَوْهُ فَقِیلَ لَهُمْ هُوَ فِی الْقَصْرِ فَانْتَظَرُوهُ حَتَّی خَرَجَ فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ قَالَ سَلْ یَا یَهُودِیُّ عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ مَتَی كَانَ فَقَالَ كَانَ بِلَا كَیْنُونَةٍ(2) كَانَ بِلَا كَیْفٍ كَانَ لَمْ یَزَلْ بِلَا كَمٍّ وَ بِلَا
كَیْفٍ كَانَ لَیْسَ لَهُ قَبْلٌ هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَ لَا غَایَةٍ وَ لَا مُنْتَهًی انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَایَةُ وَ هُوَ غَایَةُ كُلِّ غَایَةٍ فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ امْضُوا بِنَا فَهُوَ أَعْلَمُ مِمَّا یُقَالُ فِیهِ (3).
«64»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ(4) عَنِ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِالْحَقِّ وَ أَكْرَمَ أَهْلَ بَیْتِهِ مَا مِنْ شَیْ ءٍ یَطْلُبُونَهُ مِنْ حَرَزٍ أَوْ حَرَقٍ (5) أَوْ غَرَقٍ أَوْ سَرَقٍ أَوْ إِفْلَاتِ دَابَّةٍ مِنْ صَاحِبِهَا أَوْ ضَالَّةٍ أَوْ آبِقٍ إِلَّا وَ هُوَ فِی الْقُرْآنِ فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْیَسْأَلْنِی عَنْهُ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَمَّا یُؤْمِنُ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ فَقَالَ اقْرَأْ هَذِهِ الْآیَاتِ اللَّهُ الَّذِی نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ یَتَوَلَّی الصَّالِحِینَ (6) وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (7) فَمَنْ قَرَأَهَا فَقَدْ أَمِنَ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ قَالَ فَقَرَأَهَا
ص: 182
رَجُلٌ فَاضْطَرَمَتِ النَّارُ فِی بُیُوتِ جِیرَانِهِ وَ بَیْتُهُ وَسَطَهَا فَلَمْ یُصِبْهُ شَیْ ءٌ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ دَابَّتِی اسْتَصْعَبَتْ عَلَیَّ وَ أَنَا مِنْهَا عَلَی وَجَلٍ فَقَالَ اقْرَأْ فِی أُذُنِهَا الْیُمْنَی وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (1) فَقَرَأَهَا فَذَلَّتْ لَهُ دَابَّتُهُ وَ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ آخَرَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ أَرْضِی أَرْضٌ مَسْبَعَةٌ وَ إِنَّ السِّبَاعَ تَغْشَی مَنْزِلِی وَ لَا تَجُوزُ حَتَّی تَأْخُذَ فَرِیسَتَهَا فَقَالَ اقْرَأْ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِیصٌ عَلَیْكُمْ بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِیَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (2) فَقَرَأَهُمَا الرَّجُلُ فَاجْتَنَبَهُ السِّبَاعُ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ فِی بَطْنِی مَاءً أَصْفَرَ(3) فَهَلْ مِنْ شِفَاءٍ فَقَالَ نَعَمْ بِلَا دِرْهَمٍ وَ لَا دِینَارٍ وَ لَكِنِ اكْتُبْ عَلَی بَطْنِكَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ تَغْسِلُهَا وَ تَشْرَبُهَا وَ تَجْعَلُهَا ذَخِیرَةً فِی بَطْنِكَ فَتَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنِ الضَّالَّةِ فَقَالَ اقْرَأْ یس فِی رَكْعَتَیْنِ وَ قُلْ یَا هَادِیَ الضَّالَّةِ رُدَّ عَلَیَّ ضَالَّتِی فَفَعَلَ فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ ضَالَّتَهُ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْآبِقِ فَقَالَ اقْرَأْ أَوْ كَظُلُماتٍ فِی بَحْرٍ لُجِّیٍّ یَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ(4) فَقَالَهَا الرَّجُلُ فَرَجَعَ إِلَیْهِ الْآبِقُ ثُمَّ قَامَ إِلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَالْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنِ السَّرَقِ فَإِنَّهُ لَا یَزَالُ قَدْ یُسْرَقُ لِیَ الشَّیْ ءُ بَعْدَ الشَّیْ ءِ لَیْلًا فَقَالَ (5) اقْرَأْ إِذَا أَوَیْتَ إِلَی فِرَاشِكَ تَدْعُو قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَیًّا ما إِلَی قَوْلِهِ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِیراً(6)
ص: 183
ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ بَاتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ ثُمَّ اسْتَوی عَلَی الْعَرْشِ إِلَی قَوْلِهِ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ (1) حَرَسَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ تَبَاعَدَتْ عَنْهُ الشَّیَاطِینُ قَالَ فَمَضَی الرَّجُلُ فَإِذَا هُوَ بِقَرْیَةٍ خَرَابٍ فَبَاتَ فِیهَا فَلَمْ یَقْرَأْ(2) هَذِهِ الْآیَةَ فَتَغَشَّاهُ الشَّیْطَانُ فَإِذَا هُوَ أَخَذَ بِخَطْمِهِ (3) فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ أَنْظِرْهُ وَ اسْتَیْقَظَ الرَّجُلُ فَقَرَأَ الْآیَةَ فَقَالَ الشَّیْطَانُ لِصَاحِبِهِ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ احْرُسْهُ الْآنَ حَتَّی یُصْبِحَ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَجَعَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ وَ قَالَ رَأَیْتُ فِی كَلَامِكَ الشِّفَاءَ وَ الصِّدْقَ وَ مَضَی بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِذَا هُوَ بِأَثَرِ شَعْرِ الشَّیْطَانِ مُنْجَرّاً فِی الْأَرْضِ (4).
«65»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَطِیَّةَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عُمَارَةَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ وَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ جَمِیعاً عَنْ ضِرَارِ بْنِ صُرَدَ عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ یُبَیِّنُ لِأُمَّتِی مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ بَعْدِی (5).
«66»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ نَاتَانَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَلْجٍ الْمِصْرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی إِسْحَاقَ الْمَدَنِیِ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ یَقُولُ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا قَالَ شَیْئاً لَمْ نَشُكَّ فِیهِ وَ ذَلِكَ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ
ص: 184
خَازِنُ سِرِّی بَعْدِی عَلِیٌ (1).
«67»- لی، [الأمالی للصدوق] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَیْلٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هِنْدٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطَانِی وَ إِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِی (2).
«68»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّیِّ الْحَذَّاءِ عَنْ سَوَادَةَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَارِثِ الْأَعْوَرِ وَ هُوَ عِنْدَهُ هَلْ تَرَی مَا أَرَی فَقَالَ كَیْفَ أَرَی مَا تَرَی وَ قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ لَكَ وَ أَعْطَاكَ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَداً قَالَ هَذَا فُلَانٌ الْأَوَّلُ عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ یَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اسْتَغْفِرْ لِی لَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ قَالَ فَمَكَثَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ یَا حَارِثُ هَلْ تَرَی مَا أَرَی فَقَالَ وَ كَیْفَ أَرَی مَا تَرَی وَ قَدْ نَوَّرَ اللَّهُ لَكَ وَ أَعْطَاكَ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَداً قَالَ هَذَا فُلَانٌ الثَّانِی عَلَی تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ النَّارِ یَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اسْتَغْفِرْ لِی لَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ (4).
بیان: الترعة بالضم الباب.
«69»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دانجوج (5) فِیهِ حَبٌّ مُخْتَلِطٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُلْقِی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام حَبَّةً وَ حَبَّةً وَ یَسْأَلُهُ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا وَ یُخْبِرُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا إِنَ
ص: 185
جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ عَلَّمَكَ اسْمَ كُلِّ شَیْ ءٍ كَمَا عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها(1).
«70»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَبٌّ وَ طَیْرٌ مَشْوِیٌّ مِنَ الْیَمَنِ فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا هَذِهِ وَ مَا هَذِهِ فَأَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام یُجِیبُهُ عَنْ شَیْ ءٍ شَیْ ءٍ فَقَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ عَلَّمَكَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا كَمَا عَلَّمَ آدَمَ علیه السلام(2).
«71»- الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ رَوَی الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ: أَنَّ الْخَضِرَ لَمَّا الْتَقَی مُوسَی فَكَانَ بَیْنَهُمَا(3) مَا كَانَ جَاءَ عُصْفُورٌ فَأَخَذَ قَطْرَةً مِنَ الْبَحْرِ فَوَضَعَهَا عَلَی یَدِ مُوسَی فَقَالَ لِلْخَضِرِ مَا هَذَا فَقَالَ یَقُولُ مَا عِلْمُنَا(4) وَ عِلْمُ سَائِرِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فِی عِلْمِ وَصِیِّ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ إِلَّا كَهَذِهِ الْقَطْرَةِ فِی هَذَا الْبَحْرِ.
وَ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْهُ: أَنَّهُ شَرَحَ لَهُ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ حِینَ أَقْبَلَ ظَلَامُهَا حَتَّی أَسْفَرَ صَبَاحُهَا(5) فِی شَرْحِ الْبَاءِ مِنْ بِسْمِ اللَّهِ وَ لَمْ یَتَقَدَّمْ إِلَی السِّینِ وَ قَالَ لَوْ شِئْتُ لَأَوْقَرْتُ أَرْبَعِینَ بَعِیراً مِنْ شَرْحِ بِسْمِ اللَّهِ (6).
«72»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْهُ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِالْكُوفَةِ فِی الْمَسْجِدِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی سَلُونِی عَنْ كِتَابِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَ قَدْ قَرَأَنِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَّمَنِی تَأْوِیلَهَا قَالَ (7) ابْنُ الْكَوَّاءِ فَمَا كَانَ یَنْزِلُ عَلَیْهِ وَ أَنْتَ غَائِبٌ فَقَالَ بَلْ
ص: 186
یَحْفَظُ(1) مَا غِبْتُ عَنْهُ فَإِذَا قَدِمْتُ عَلَیْهِ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدَكَ كَذَا وَ كَذَا فَیُقْرِئُنِیهِ وَ تَأْوِیلُهُ كَذَا وَ كَذَا فَیُعَلِّمُنِیهِ.
قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَیْمٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبِرْنِی بِأَعْظَمِ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام مَا هُوَ قَالَ سُلَیْمٌ فَأَتَانِی بِشَیْ ءٍ قَدْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی یَدِهِ كِتَابٌ فَقَالَ یَا عَلِیُّ دُونَكَ هَذَا الْكِتَابَ قُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ مَا هَذَا الْكِتَابُ قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ اللَّهُ فِیهِ تَسْمِیَةُ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَ الشَّقَاوَةِ مِنْ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَیْكَ (2).
و أقول:(3) قال السید الداماد قدس سره فی بعض مؤلفاته رأیت فی كتاب قنیس الأنوار(4) فی الأوفاق الحرفیة و العددیة كان علی بن أبی طالب علیهما السلام یقول بالحروف و العدد و كان أحسب الناس
ثُمَّ نُقِلَ مِنْ كُتُبِ الرِّوَایَةِ: أَنَّ یَهُودِیّاً أَتَاهُ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَعْلِمْنِی أَیَّ عَدَدٍ یَتَصَحَّحُ مِنْهُ الْكُسُورُ التِّسْعَةُ جَمِیعاً مِنْ غَیْرِ كَسْرٍ وَ كَذَلِكَ مِنْ كُلٍّ مِنْ كُسُورِهِ التِّسْعَةِ إِلَّا مِنْ أَرْبَعَةٍ فَیَكُونُ لَهُ كُلٌّ مِنَ الْكُسُورِ التِّسْعَةِ مُصَحَّحاً مِنْ غَیْرِ كَسْرٍ وَ لِكُلٍّ مِنْ كُسُورِهِ التِّسْعَةِ كُلٌّ مِنَ الْكُسُورِ التِّسْعَةِ مُصَحَّحاً مِنْ غَیْرِ كَسْرٍ إِلَّا الثُّمُنَ لِرُبُعِهِ وَ الرُّبُعَ لِثُمُنِهِ وَ السُّبُعَ لِسُبُعِهِ وَ التُّسُعَ لِتُسُعِهِ قَالَ علیه السلام إِنْ أَعْلَمْتُكَ تَسْلَمُ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ علیه السلام اضْرِبْ أُسْبُوعَكَ فِی شَهْرِكَ ثُمَّ مَا حَصَلَ لَكَ فِی أَیَّامِ سَنَتِكَ تَظْفَرْ بِمَطْلُوبِكَ فَضَرَبَ الْیَهُودِیُّ سَبْعَةً فِی ثَلَاثِینَ فَكَانَ الْمُرْتَقَی 210 فَضَرَبَ ذَلِكَ فِی ثَلَاثِمِائَةٍ وَ سِتِّینَ فَكَانَ الْحَاصِلُ «7560»(5) فَوَجَدَ بُغْیَتَهُ فَأَسْلَمَ.
ص: 187
و فی كتب أصحاب الروایة أنه قالت الیهود لما سمعت قوله سبحانه فی شأن أصحاب الكهف وَ لَبِثُوا فِی كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً(1) ما نعرف التسع،ذَكَرَهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُفَسِّرِینَ كَالزَّجَّاجِ وَ غَیْرِهِ: أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ أَحْبَارِ الْیَهُودِ أَتَتِ الْمَدِینَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ مَا فِی الْقُرْآنِ یُخَالِفُ مَا فِی التَّوْرَاةِ إِذْ لَیْسَ فِی التَّوْرَاةِ إِلَّا ثَلَاثُمِائَةٍ سِنِینَ فَأَشْكَلَ الْأَمْرُ عَلَی الصَّحَابَةِ فَبُهِتُوا فَرُفِعَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَا مُخَالَفَةَ إِذِ الْمُعَبَّرُ عِنْدَ الْیَهُودِ السَّنَةُ الشَّمْسِیَّةُ وَ عِنْدَ الْعَرَبِ السَّنَةُ الْقَمَرِیَّةُ وَ التَّوْرَاةُ نَزَلَتْ عَنْ لِسَانِ الْیَهُودِ وَ الْقُرْآنُ الْعَظِیمُ عَنْ لِسَانِ الْعَرَبِ وَ الثَّلَاثُمِائَةِ مِنَ السِّنِینَ الشَّمْسِیَّةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ تِسْعٌ مِنَ السِّنِینَ الْقَمَرِیَّةِ.
و أورده الذی تفلسف فی المتأخرین من خفر فارس (2) و كاد یتأله فی آخر شرحه لملخص الچغمینی فی علم الهیئة فقال قالت الیهود ما نعرف تسع سنین حین سمعوا وَ ازْدَادُوا تِسْعاً و قالوا لا یوافق التوراة و وقع إشكال علی الصحابة فحله علی النهج المذكور الإمام بالحق أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهما السلام.
ثم قال قدس سره تنبیه التحقیق علی ما حققناه فی علم الهیئة أن السنة القمریة الواسطیة ناقصة عن السنة الشمسیة الحقیقیة بعشرة أیام و إحدی و عشرین ساعة بالتقریب إذا التفاوت بین السنتین علی التحقیق عشرة أیام و إحدی و عشرین ساعة و خمس ساعة علی قول من یقول بأن سنة الشمسیة ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و ربع یوم و عشرة أیام و إحدی و عشرون ساعة و ثلاثة أخماس خمس ساعة علی رأی بطلمیوس المقرر أن السنة الشمسیة ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و خمس ساعات و خمس و خمسون دقیقة و اثنتا عشرة ثانیة و عشرة أیام و إحدی و عشرون ساعة إلا دقیقة و ثلاثة أخماس دقیقة من دقائق الساعات علی ما ذهب إلیه التبانی من المتأخرین الذهاب إلی أن السنة الشمسیة ثلاثمائة و خمسة و ستون یوما و خمس ساعات و ست و أربعون دقیقة و عشرون ثانیة و ذلك مستبین لمن هو ذو دربة(3)
ص: 188
فی الحساب فإذن ما به المفاوتة بین كل مائة شمسیة و مائة سنة قمریة ثلاث سنین قمریة علی التقریب و إنما المفاضلة بین ما بالتحقیق و ما بالتقریب بعد جمع الكسور و ضم الكبیسة بما هو بالقرب من عشرین یوما فمائة سنة شمسیة لیست علی التحقیق إلا مائة سنة و ثلاث سنین قمریة و قریبا من عشرین یوما فإذن الثلاثمائة الشمسیات تزداد علی الثلاثمائة القمریات تسعا و قریبا من شهرین و الشهور و لا سیما الیسیرة منها لا تراعی عند ما تحسب السنون الكاملات فما أورده الفاضل المفسر الأعرج النیسابوری فی تفسیره أن ذلك شی ء تقریبی مما لا رادة له فی أثمار التشكك أصلا انتهی.
و أقول: قد حققنا ذلك فی مقام آخر فلا نعیده هنا.
«73»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] فُرَاتُ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(1) قَالَ هِیَ وَ اللَّهِ أُذُنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا زِلْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: الْأُذُنُ الْوَاعِیَةُ عَلِیٌّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ.
وَ كَانَ بُرَیْدَةُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أَدْنِیَكَ وَ لَا أَقْصِیَكَ وَ أَنْ أُعَلِّمَكَ وَ أَنْ تَعِیَهُ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ تَعِیَهُ قَالَ وَ نَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(2).
«74»- یف، [الطرائف] رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ فِی أَوَّلِ كُرَّاسٍ مِنْ جُزْءٍ مِنْهُ فِی النُّسْخَةِ الْمَنْقُولِ فِیهَا: فِی تَأْوِیلِ غافِرِ الذَّنْبِ (3) أَعْنِی حم تَنْزِیلُ الْكِتابِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُعْرَفُ بِهَا الْفِتَنُ قَالَ وَ أَرَاهُ زَادَ فِی الْحَدِیثِ وَ كُلُّ جَمَاعَةٍ كَانَتْ فِی الْأَرْضِ أَوْ تَكُونُ فِی الْأَرْضِ وَ مِنْ كُلِّ قَرْیَةٍ كَانَتْ أَوْ تَكُونُ فِی الْأَرْضِ.
ص: 189
وَ رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ عَلَی الْمِنْبَرِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی سَلُونِی عَنْ كِتَابِ اللَّهِ فَمَا مِنْ آیَةٍ إِلَّا وَ أَعْلَمُ حَیْثُ نَزَلَتْ بِحَضِیضِ جَبَلٍ أَوْ سَهْلِ أَرْضٍ وَ سَلُونِی عَنِ الْفِتَنِ فَمَا مِنْ فِتْنَةٍ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ كَوْنَهَا(1) وَ مَنْ یُقْتَلُ فِیهَا.
قَالَ وَ قَدْ رُوِیَ عَنْهُ نَحْوُ هَذَا كَثِیرٌ وَ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ فِی الْجُزْءِ الْخَامِسِ مِنْهُ وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ سَعِیدٍ قَالَ: لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ سَلُونِی إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام .
وَ رَوَی ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِدُرْنُوكٍ (2) مِنَ الْجَنَّةِ فَجَلَسْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی كَلَّمَنِی وَ نَاجَانِی فَمَا عَلَّمَنِی شَیْئاً إِلَّا وَ عَلَّمْتُ عَلِیّاً فَهُوَ بَابُ عِلْمِ مَدِینَتِی ثُمَّ دَعَاهُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی بَعْدِی (3).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِی كِتَابِ الْإِسْتِیعَابِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الرُّوَاةِ وَ الْمُحَدِّثِینَ قَالُوا: لَمْ یَقُلْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ سَلُونِی إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
وَ قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ رَوَی شَیْخُنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْإِسْكَافِیُّ فِی كِتَابِ نَقْضِ الْعُثْمَانِیَّةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَنْ یَقُولَ عَلَی الْمِنْبَرِ سَلُونِی إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
«75»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَ مَوْلِجِهِ وَ جَمِیعِ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ وَ لَكِنْ أَخَافُ أَنْ تَكْفُرُوا فِیَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا وَ إِنِّی مُفْضِیهِ إِلَی الْخَاصَّةِ مِمَّنْ یُؤْمَنُ ذَلِكَ مِنْهُ (6) وَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ وَ اصْطَفَاهُ عَلَی الْخَلْقِ مَا
ص: 190
أَنْطِقُ إِلَّا صَادِقاً وَ لَقَدْ عَهِدَ إِلَیَّ بِذَلِكَ كُلِّهِ وَ بِمَهْلِكِ مَنْ یَهْلِكُ وَ مَنْجَی مَنْ یَنْجُو وَ مَآلِ هَذَا الْأَمْرِ وَ مَا أَبْقَی شَیْئاً یَمُرُّ عَلَی رَأْسِی إِلَّا أَفْرَغَهُ فِی أُذُنِی وَ أَفْضَی بِهِ إِلَیَّ أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی وَ اللَّهِ لَا أَحُثُّكُمْ عَلَی طَاعَةٍ إِلَّا وَ أَسْبِقُكُمْ إِلَیْهَا وَ لَا أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَةٍ إِلَّا وَ أَتَنَاهَی قَبْلَكُمْ عَنْهَا(1).
قال ابن أبی الحدید فی قوله: إنی أخاف أن تكفروا فی برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أی أخاف علیكم الغلو فی أمری و أن تفضلونی علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ثم قال و قد ذكرنا فیما تقدم من إخباره علیه السلام عن الغیوب طرفا صالحا و من عجیب ما وقفت علیه
مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِی الْخُطْبَةِ الَّتِی یَذْكُرُ فِیهَا الْمَلَاحِمَ وَ هُوَ یُشِیرُ إِلَی الْقَرَامِطَةِ: یَنْتَحِلُونَ لَنَا الْحُبَّ وَ الْهَوَی وَ یُضْمِرُونَ لَنَا الْبُغْضَ وَ الْقِلَی (2) وَ آیَةُ ذَلِكَ قَتْلُهُمْ وُرَّاثَنَا وَ هَجْرُهُمْ أَحْدَاثَنَا.
و صح ما أخبره علیه السلام لأن القرامطة قتلت من آل أبی طالب علیهم السلام خلقا كثیرة و أسماؤهم مذكورة فی كتاب مقاتل الطالبیین لأبی الفرج الأصفهانی و مر أبو طاهر سلیمان بن الحسن الجنابی فی جیشه بالغری و بالحائر فلم یعرج علی واحد منهما و لا دخل و لا وقف و فی هذه الخطبة قال و هو یشیر إلی الساریة(3) التی كان یستند إلیها فی المسجد الكوفة كأنی بالحجر الأسود منصوبا هاهنا ویحهم إن فضیلته لیست فی نفسه بل فی موضعه و أسه یمكث هاهنا برهة ثم هاهنا برهة و أشار إلی البحرین ثم یعود إلی مأواه و أم مثواه و وقع الأمر فی الحجر الأسود بموجب ما أخبر به علیه السلام.
و قد وقفت له علی خطب مختلفة فیها ذكر الملاحم فوجدتها تشتمل علی ما یجوز أن ینسب إلیه و ما لا یجوز أن ینسب إلیه و وجدت فی كثیر منها اختلالا ظاهرا و هذه المواضع التی أنقلها لیست من تلك الخطب المضطربة بل من كلام له وجدته متفرقا فی كتب مختلفة.
ص: 191
و من ذلك أن تمیم بن أسامة بن زهیر بن درید التمیمی اعترضه و هو یخطب علی المنبر و یقول سلونی قبل أن تفقدونی فو اللّٰه لا تسألونی عن فئة تضل مائة أو تهدی مائة إلا نبأتكم بناعقها و سائقها و لو شئت لأخبرت كل واحد منكم بمخرجه و مدخله و جمیع شأنه فقال له فكم فی رأسی طاقة شعر فقال له أما و اللّٰه إنی لأعلم ذلك و لكن أین برهانه لو أخبرتك به و لقد أخبرت بقیامك و مقالك و قیل لی إن علی كل شعرة من شعر رأسك ملكا یلعنك و شیطانا یستنصرك (1) و آیة ذلك أن فی بیتك سخلا(2) یقتل ابن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أو یحض (3) علی قتله فكان الأمر بموجب ما أخبر به علیه السلام كان ابنه حصین بالصاد المهملة یومئذ طفلا صغیرا یرضع اللبن ثم عاش إلی أن صار علی شرطة عبید اللّٰه بن زیاد و أخرجه عبید اللّٰه إلی عمر بن سعد یأمره بمناجزة الحسین علیه السلام و یتوعده علی لسانه إن أرجی ذلك فقتل حسین علیه السلام صبیحة الیوم الذی ورد فیه الحصین بالرسالة فی لیلته.
و من ذلك
قوله علیه السلام: للبراء بن عازب یوما یا براء أ یقتل الحسین علیه السلام و أنت حی فلا تنصره فقال البراء لا كان ذلك یا أمیر المؤمنین فلما قتل الحسین علیه السلام كان البراء یذكر ذلك و یقول أعظم بها حسرة إذ لم أشهده و أقتل دونه.
و سنذكر من هذا النمط فیما بعد إذا مررنا بما یقتضی ذكره ما یحضرنا إن شاء اللّٰه (4).
«76»- أَقُولُ، رُوِیَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنَ الْمُوَطَّإِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَیْدٍ الدُّؤَلِیِّ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ فِی حَدِّ الْخَمْرِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام أَرَی أَنْ تَجْلِدَهُ ثَمَانِینَ جَلْدَةً فَإِنَّهُ إِذَا شَرِبَ سَكِرَ وَ إِذَا سَكِرَ هَذَی وَ إِذَا هَذَی افْتَرَی فَجَلَدَ عُمَرُ فِی حَدِّ الْخَمْرِ ثَمَانِینَ (5).
ص: 192
وَ رُوِیَ عَنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَقْضَاهُمْ عَلِیٌ (1).
«77»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ اللَّهِ مَا مُعَاوِیَةُ بِأَدْهَی مِنِّی وَ لَكِنَّهُ یَغْدِرُ وَ یَفْجُرُ وَ لَوْ لَا كَرَاهِیَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ أَدْهَی النَّاسِ (2) وَ لَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ كُلُ (3) فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ وَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ یُعْرَفُ بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ مَا اسْتَغْفَلَ بِالْمَكِیدَةِ وَ لَا اسْتَغْمَزَ بِالشَّدِیدَةِ(4).
بیان: الغمز العصر بالید و الكبس أی لا ألین بالخطب الشدید بل أصبر علیه و یروی بالراء المهملة أی لا أستجهل بشدائد المكاره.
«78»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَطَرِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَیْمِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِیصَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعِینَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ أَخَذْتُهَا مِنْ فِیهِ وَ زَیْدٌ ذُو ذُؤَابَتَیْنِ یَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ وَ قَرَأْتُ سَائِرَ أَوْ قَالَ بَقِیَّةَ الْقُرْآنِ عَلَی خَیْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَقْضَاهَا بَعْدَ نَبِیِّهِمْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (5).
«79»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ قَدِ اسْتَشَارَهُ فِی غَزْوَةِ الْفُرْسِ بِنَفْسِهِ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَمْ یَكُنْ نَصْرُهُ وَ لَا خِذْلَانُهُ بِكَثْرَةٍ وَ لَا بِقِلَّةٍ وَ هُوَ دِینُ اللَّهِ الَّذِی أَظْهَرَهُ وَ جُنْدُهُ الَّذِی أَعَدَّهُ وَ أَمَدَّهُ حَتَّی بَلَغَ وَ طَلَعَ حَیْثُ طَلَعَ (6) وَ نَحْنُ عَلَی مَوْعُودٍ مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَهُ وَ نَاصِرٌ جُنْدَهُ وَ مَكَانُ الْقَیِّمِ بِالْأَمْرِ مَكَانُ النِّظَامِ مِنَ
ص: 193
الْخَرَزِ(1) یَجْمَعُهُ وَ یَضُمُّهُ فَإِنِ انْقَطَعَ النِّظَامُ تَفَرَّقَ (2) وَ ذَهَبَ ثُمَّ لَمْ یَجْتَمِعْ بِحَذَافِیرِهِ أَبَداً وَ الْعَرَبُ الْیَوْمَ وَ إِنْ كَانُوا قَلِیلًا فَهُمْ كَثِیرُونَ بِالْإِسْلَامِ عَزِیزُونَ بِالاجْتِمَاعِ فَكُنْ قُطْباً وَ اسْتَدِرِ الرَّحَی بِالْعَرَبِ وَ أَصْلِهِمْ دُونَكَ نَارَ الْحَرْبِ فَإِنَّكَ إِنْ شَخَصْتَ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ انْتَقَضَتْ عَلَیْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَ أَقْطَارِهَا حَتَّی یَكُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَكَ مِنَ الْعَوْرَاتِ أَهَمَّ إِلَیْكَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْكَ إِنَّ الْأَعَاجِمَ إِنْ یَنْظُرُوا إِلَیْكَ غَداً یَقُولُوا هَذَا أَصْلُ الْعَرَبِ فَإِذَا اقْتَطَعْتُمُوهُ (3) اسْتَرَحْتُمْ فَیَكُونُ ذَلِكَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ (4) عَلَیْكَ وَ طَمَعِهِمْ فِیكَ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَسِیرِ الْقَوْمِ إِلَی قِتَالِ الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ هُوَ أَكْرَهُ لِمَسِیرِهِمْ مِنْكَ وَ هُوَ أَقْدَرُ عَلَی تَغْیِیرِ مَا یَكْرَهُ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ عَدَدِهِمْ فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ فِیمَا مَضَی بِالْكَثْرَةِ وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالنَّصْرِ وَ الْمَعُونَةِ(5).
«80»- نبه،(6) [تنبیه الخاطر] رُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ حَضَرَ مَجْلِسَ (7) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ یَوْماً وَ عِنْدَهُ كَعْبٌ الْحِبْرُ إِذْ قَالَ (8) یَا كَعْبُ أَ حَافِظٌ أَنْتَ لِلتَّوْرَاةِ- قَالَ كَعْبٌ إِنِّی لَأَحْفَظُ مِنْهَا كَثِیراً فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جَنْبَةِ الْمَجْلِسِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ سَلْهُ أَیْنَ كَانَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ عَرْشَهُ وَ مِمَّ خَلَقَ الْمَاءَ الَّذِی جَعَلَ عَلَیْهِ عَرْشَهُ فَقَالَ عُمَرُ یَا كَعْبُ هَلْ عِنْدَكَ مِنْ هَذَا عِلْمٌ فَقَالَ كَعْبٌ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَجِدُ فِی الْأَصْلِ الْحَكِیمِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَانَ قَدِیماً قَبْلَ خَلْقِ الْعَرْشِ وَ كَانَ عَلَی صَخْرَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ فِی الْهَوَاءِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ عَرْشَهُ تَفَلَ تَفْلَةً كَانَتْ مِنْهَا الْبِحَارُ الْغَامِرَةُ وَ
ص: 194
اللُّجَجُ الدَّائِرَةُ فَهُنَاكَ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ بَعْضِ الصَّخْرَةِ الَّتِی كَانَتْ تَحْتَهُ وَ آخِرُ مَا بَقِیَ مِنْهَا لَمَسْجِدٌ قَدَّسَهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام حَاضِراً فَعَظُمَ عَلَی رَبِّهِ وَ قَامَ عَلَی قَدَمَیْهِ وَ نَفَضَ ثِیَابَهُ فَأَقْسَمَ عَلَیْهِ عُمَرُ لَمَّا عَادَ إِلَی مَجْلِسِهِ فَفَعَلَهُ قَالَ عُمَرُ غُصَّ عَلَیْهَا یَا غَوَّاصُ مَا تَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَمَا عَلِمْتُكَ إِلَّا مُفَرِّجاً لِلْغَمِّ فَالْتَفَتَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی كَعْبٍ فَقَالَ غَلُطَ أَصْحَابُكَ وَ حَرَّفُوا كُتُبَ اللَّهُ وَ فَتَحُوا الْفِرْیَةَ عَلَیْهِ یَا كَعْبُ وَیْحَكَ إِنَّ الصَّخْرَةَ الَّتِی زَعَمْتَ لَا تَحْوِی جَلَالَهُ وَ لَا تَسَعُ عَظَمَتَهُ وَ الْهَوَاءَ الَّذِی ذَكَرْتَ لَا یَجُوزُ أَقْطَارَهُ وَ لَوْ كَانَتِ الصَّخْرَةُ وَ الْهَوَاءُ قَدِیمَیْنِ مَعَهُ لَكَانَتْ لَهُمَا قِدْمَتُهُ وَ عَزَّ اللَّهُ وَ جَلَّ أَنْ یُقَالَ لَهُ مَكَانٌ یُومَأُ إِلَیْهِ وَ اللَّهُ لَیْسَ كَمَا یَقُولُ الْمُلْحِدُونَ وَ لَا كَمَا یَظُنُّ الْجَاهِلُونَ وَ لَكِنْ كَانَ وَ لَا مَكَانَ بِحَیْثُ لَا تَبْلُغُهُ الْأَذْهَانُ وَ قَوْلِی كَانَ عَجْزٌ عَنْ كَوْنِهِ (1) وَ هُوَ مِمَّا عَلَّمَ مِنَ الْبَیَانِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ (2) فَقَوْلِی لَهُ كَانَ مِمَّا عَلَّمَنِی الْبَیَانَ لِأَنْطِقَ بِحُجَجِهِ وَ عَظَمَتِهِ (3) وَ كَانَ وَ لَمْ یَزَلْ رَبُّنَا مُقْتَدِراً عَلَی مَا یَشَاءُ مُحِیطاً بِكُلِّ الْأَشْیَاءِ ثُمَّ كَوَّنَ مَا أَرَادَ بِلَا فِكْرَةٍ حَادِثَةٍ لَهُ أَصَابَ وَ لَا شُبْهَةٍ دَخَلَتْ عَلَیْهِ فِیمَا أَرَادَ وَ إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ نُوراً ابْتَدَعَهُ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ ظُلْمَةً وَ كَانَ قَدِیراً أَنْ یَخْلُقَ الظُّلْمَةَ لَا مِنْ شَیْ ءٍ كَمَا خَلَقَ النُّورَ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ ثُمَّ خَلَقَ مِنَ الظُّلْمَةِ نُوراً وَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ یَاقُوتَةً غِلَظُهَا كَغِلَظِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَ سَبْعِ أَرَضِینَ ثُمَّ زَجَرَ الْیَاقُوتَةَ فَمَاعَتْ (4) لِهَیْبَتِهِ فَصَارَتْ مَاءً مُرْتَعِداً وَ لَا یَزَالُ مُرْتَعِداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ خَلَقَ عَرْشَهُ مِنْ نُورِهِ وَ جَعَلَهُ عَلَی الْمَاءِ وَ لِلْعَرْشِ عَشَرَةُ آلَافِ لِسَانٍ یُسَبِّحُ اللَّهُ كُلَّ لِسَانٍ مِنْهَا بِعَشَرَةِ آلَافِ
ص: 195
لُغَةٍ لَیْسَ فِیهَا لُغَةٌ تُشْبِهُ الْأُخْرَی وَ كَانَ الْعَرْشُ عَلَی الْمَاءِ مِنْ دُونِهِ حُجُبُ الضَّبَابِ (1) وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ لِیَبْلُوَكُمْ (2) یَا كَعْبُ وَیْحَكَ إِنَّ مَنْ كَانَتِ الْبِحَارُ تَفْلَتَهُ عَلَی قَوْلِكَ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ أَنْ تَحْوِیَهُ صَخْرَةُ بَیْتِ الْمَقْدِسِ أَوْ تَحْوِیَهُ الْهَوَاءُ الَّذِی أَشَرْتَ إِلَیْهِ أَنَّهُ حَلَّ فِیهِ فَضَحِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ قَالَ هَذَا هُوَ الْأَمْرُ وَ هَكَذَا یَكُونُ الْعِلْمُ لَا كَعِلْمِكَ یَا كَعْبُ لَا عِشْتُ إِلَی زَمَانٍ لَا أَرَی فِیهِ أَبَا حَسَنٍ (3).
«81»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: مِنْ فَرْطِ حِكْمَتِهِ علیه السلام كَتَبَ مُعَاوِیَةُ إِلَی أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ أَمَّا بَعْدُ فَحَاجَیْتُكَ بِمَا لَا تَنْسَی شَیْبَاءُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَخْبَرَهُ أَنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَ أَنَّ مَنْ قَتَلَ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ الشَّیْبَاءِ(4) فَإِنَّ الشَّیْبَاءَ لَا تَنْسَی قَاتِلَ بِكْرِهَا وَ لَا أَبَا عُذْرِهَا أَبَداً(5).
بیان: لعل معاویة كتب ذلك إلی أبی أیوب علی سبیل الإلغاز للامتحان فبینه علیه السلام قوله فحاجیتك أی فحاججتك و خاصمتك من قبیل أملیت و أمللت أو هو من الأحجیة قال الجوهری حاجیته فحجوته إذا داعیته فغلبته و الاسم الحجیا و الأحجیة و هی لعبة و أغلوطة یتعاطی الناس بینهم (6) انتهی فعلی الأول المعنی خاصمتك بقتل عثمان و عبر عن قتله بما سنذكره و علی الثانی المعنی ألقی إلیك أحجیة و أمتحنك بها و قال الجوهری باتت فلانة بلیلة شیباء بالإضافة إذا افتضت و باتت بلیلة حرة إذا لم تفتض (7).
و قال المیدانی فی كتاب مجمع الأمثال: العرب تسمی اللیلة التی تفترع
ص: 196
فیها المرأة لیلة شیباء و تسمی اللیلة التی لا یقدر الزوج فیها علی افتضاضها لیلة حرة فیقال باتت فلانة بلیلة حرة إذا لم یغلبها الزوج و باتت بلیلة شیباء إذا غلبها فافتضها یضربان للغالب و المغلوب (1) و قال فی موضع آخر فی المثل لا تنسی المرأة أبا عذرها و قاتل بكرها أی أول ولدها یضرب فی المحافظة علی الحقوق انتهی (2).
و قال الجوهری یقال فلان أبو عذرها إذا كان هو الذی افترعها و افتضها(3) فأشار معاویة إلی كونه من قتلة عثمان إشارة بعیدة حیث ذكر الشیباء و عدم نسیانها المأخوذ فی المثل المعروف و ما یشیر إلیه الكلام إشارة قریبة هو عدم نسیان من أزال بكارتها و لما كان فی المثل المعروف یذكر قاتل بكرها مع أبی عذرها أشار بذلك إلیه إشارة بعیدة فأما كلامه علیه السلام فقوله أخبره علی صیغة الماضی أی أخبر معاویة أبا أیوب فی هذا الكلام بأنه من قتلة عثمان و أن من قتل عثمان عند معاویة بمنزلة الشیباء أی یزعم معاویة أن من قتل عثمان ینبغی أن لا ینسی قتله أبدا و ینتظر الانتقام كما لا تنسی الشیباء قاتل بكرها و فی بعض النسخ غیره مكان عنده و هو أظهر و یحتمل أن یكون فی كلامه علیه السلام تقدیر مضاف أی من قتل عثمان عند معاویة بمنزلة قاتل بكر الشیباء فیكون معاویة شبه نفسه بالشیباء و بین أنه لا ینسی قتل عثمان أبدا كما لا تنسی الشیباء قاتل بكرها فتدبر فإنه من غوامض الأخبار.
«82»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدٌ(4) عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَدْ فَنِیَتْ أَیَّامُكَ وَ ذَهَبَتْ دُنْیَاكَ وَ احْتَجْتَ إِلَی لِقَاءِ رَبِّكَ فَرَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 197
یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ بَاسِطاً وَ هُوَ یَقُولُ عِدَتَكَ الَّتِی وَعَدْتَنِی إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنِ ائْتِ أُحُداً أَنْتَ وَ مَنْ تَثِقُ بِهِ (1) فَأَعَادَ الدُّعَاءَ فَأَوْحَی اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ إِلَیْهِ امْضِ أَنْتَ وَ ابْنُ عَمِّكَ حَتَّی تَأْتِیَ أُحُداً وَ تَصْعَدَ(2) عَلَی ظَهْرِهِ وَ اجْعَلِ الْقِبْلَةَ فِی ظَهْرِكَ ثُمَّ ادْعُ وَحْشَ الْجَبَلِ تُجِبْكَ فَإِذَا أَجَابَتْكَ تَعْمَدُ(3) إِلَی جَفْرَةٍ مِنْهُنَّ أُنْثَی وَ هِیَ الَّتِی تُدْعَی الْجَفْرَةَ حِینَ نَاهَدَ(4) قَرْنَاهَا الطُّلُوعَ تَشْخُبُ أودجها [أَوْدَاجُهَا] دَماً وَ هِیَ الَّتِی لَكَ فَمُرِ ابْنَ عَمِّكَ فَلْیَقُمْ إِلَیْهَا فَلْیَذْبَحْهَا وَ لْیَسْلَخْهَا مِنْ قِبَلِ الرَّقَبَةِ یَقْلِبُ (5) دَاخِلَهَا فَإِنَّهُ سَیَجِدُهَا مَدْبُوغَةً وَ سَأُنْزِلُ عَلَیْكَ الرُّوحَ الْأَمِینَ وَ جَبْرَئِیلَ وَ مَعَهُ دَوَاةٌ وَ قَلَمٌ وَ مِدَادٌ لَیْسَ هُوَ مِنْ مِدَادِ الْأَرْضِ یَبْقَی الْمِدَادُ وَ یَبْقَی الْجِلْدُ لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ وَ لَا تُبْلِیهِ التُّرَابُ لَا یَزْدَادُ كُلَّمَا نُشِرَ إِلَّا جِدَّةً غَیْرَ أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مَسْتُورٌ یَأْتِیكَ عِلْمُ وَحْیٍ بِعِلْمِ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَیْكَ وَ تُمْلِیهِ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ وَ لْیَكْتُبْ وَ لْیَسْتَمِدَّ مِنْ تِلْكَ الدَّوَاةِ فَمَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْجَبَلِ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَ صَادَفَ مَا وَصَفَهُ لَهُ رَبُّهُ فَلَمَّا ابْتَدَأَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی سَلْخِ الْجَفْرَةِ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ الرُّوحُ الْأَمِینُ وَ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یُحْصِی عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ جَاءَتْهُ الدَّوَاةُ وَ الْمِدَادُ خَضِرَ كَهَیْئَةِ الْبَقْلِ وَ أَشَدَّ خُضْرَةً وَ أَنْوَرَ(6) ثُمَّ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَتَبَ عَلِیٌّ علیه السلام یَصِفُ (7) كُلَّ زَمَانٍ وَ مَا فِیهِ وَ یُخْبِرُهُ بِالظَّهْرِ وَ الْبَطْنِ وَ أَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ فَسَّرَ لَهُ أَشْیَاءَ لَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهَا إِلَّا اللَّهُ
ص: 198
وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِكُلِّ عَدُوٍّ یَكُونُ لَهُمْ فِی كُلِّ زَمَانٍ مِنَ الْأَزْمِنَةِ حَتَّی فَهِمَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ مَا یَحْدُثُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ مِنْ بَعْدِهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ الصَّبْرَ الصَّبْرَ وَ أَوْصَی إِلَیْنَا بِالصَّبْرِ(1) وَ التَّسْلِیمِ حَتَّی یَخْرُجَ الْفَرَجُ وَ أَخْبَرَهُ بِأَشْرَاطِهِ وَ أَوَانِهِ وَ أَشْرَاطِ تَوَلُّدِهِ وَ عَلَامَاتٍ تَكُونُ فِی مُلْكِ بَنِی هَاشِمٍ فَمِنْ هَذَا الْكِتَابِ اسْتُخْرِجَتْ أَحَادِیثُ الْمَلَاحِمِ كُلُّهَا وَ صَارَ الْوَلِیُّ إِذَا قُضِیَ (2) إِلَیْهِ الْأَمْرُ تَكَلَّمَ بِالْعَجَبِ (3).
بیان: الجفر من أولاد الشاة ما عظم و استكرش (4) أو بلغ أربعة أشهر قوله و هی التی هو تفسیر للجفرة أی الأنثی من الضأن تسمی جفرة فی أوان طلوع قرنه و هذا معترض و قوله تشخب راجع إلی ما قبله.
أَقُولُ وَجَدْتُ فِی مَزَارٍ كَبِیرٍ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ السَّیِّدِ فَخَّارٍ أَوْ بَعْضِ مَنْ عَاصَرَهُ مِنَ الْأَفَاضِلِ الْكِبَارِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْمَكَارِمِ حَمْزَةُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ زُهْرَةَ الْعَلَوِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ مِیثَمٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَصْحَرَ بِی مَوْلَایَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی قَدْ خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ وَ انْتَهَی إِلَی مَسْجِدِ جُعْفِیٍّ تَوَجَّهَ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ سَبَّحَ بَسَطَ كَفَّیْهِ وَ قَالَ إِلَهِی كَیْفَ أَدْعُوكَ وَ قَدْ عَصَیْتُكَ إِلَی آخِرِ الدُّعَاءِ ثُمَّ قَامَ وَ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّی خَرَجَ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ خَطَّ لِی خَطَّةً وَ قَالَ إِیَّاكَ أَنْ تُجَاوِزَ هَذِهِ الْخَطَّةَ وَ مَضَی عَنِّی وَ كَانَتْ لَیْلَةً مُدْلَهِمَّةً فَقُلْتُ یَا نَفْسِی أَسْلَمْتَ مَوْلَاكَ وَ لَهُ أَعْدَاءٌ كَثِیرَةٌ أَیُّ عُذْرٍ یَكُونُ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ وَ اللَّهِ لَأَقْفُوَنَّ أَثَرَهُ وَ لَأَعْلَمَنَّ خَبَرَهُ وَ إِنْ كُنْتُ قَدْ خَالَفْتُ أَمْرَهُ وَ جَعَلْتُ أَتَّبِعُ أَثَرَهُ فَوَجَدْتُهُ علیه السلام مُطَّلِعاً فِی الْبِئْرِ إِلَی نِصْفِهِ یُخَاطِبُ الْبِئْرَ وَ الْبِئْرُ تُخَاطِبُهُ فَحَسَّ بِی وَ الْتَفَتَ علیه السلام وَ قَالَ مَنْ قُلْتُ
ص: 199
مِیثَمٌ قَالَ یَا مِیثَمُ أَ لَمْ آمُرْكَ أَنْ لَا تُجَاوِزَ(1) الْخَطَّةَ قُلْتُ یَا مَوْلَایَ خَشِیتُ عَلَیْكَ مِنَ الْأَعْدَاءِ فَلَمْ یَصْبِرْ لِذَلِكَ قَلْبِی فَقَالَ أَ سَمِعْتَ مِمَّا قُلْتُ شَیْئاً قُلْتُ لَا یَا مَوْلَایَ فَقَالَ یَا مِیثَمُ:
وَ فِی الصَّدْرِ لُبَانَاتٌ (2)*** إِذَا ضَاقَ لَهَا صَدْرِی
نَكَتُّ الْأَرْضَ بِالْكَفِ***وَ أَبْدَیْتُ لَهَا سِرِّی
فَمَهْمَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ***فَذَاكَ النَّبْتُ مِنْ بَذْرِی
أقول: تمامه فی كتاب المزار.
و أقول: أخبار علمه صلوات اللّٰه علیه مسطورة فی الأبواب السابقة و اللاحقة لا سیما باب إخباره علیه السلام بالمغیبات و قد أوردت كثیرا منها فی باب وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و باب أن جمیع العلوم فی القرآن و أبواب علوم الأئمة علیهم السلام.
«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] أَبُو مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْجَنَّةِ(3) وَ أَنْتَ بَابُهَا یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَدْخُلُهَا مِنْ غَیْرِ بَابِهَا(4).
«2»- لی، [الأمالی للصدوق] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ اللَّیْثِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ
ص: 200
بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ(1) وَ هِیَ الْجَنَّةُ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ بَابُهَا فَكَیْفَ یَهْتَدِی الْمُهْتَدِی إِلَی الْجَنَّةِ وَ لَا یَهْتَدِی إِلَیْهَا إِلَّا مِنْ بَابِهَا(2).
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الغضائری عن الصدوق: مثله (3).
«3»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ وَ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَهْمَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخِذاً(4) بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا أَمِیرُ الْبَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الْفَجَرَةِ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ ثُمَّ رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ (5).
«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا(6).
«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ (7) سُلَیْمَانَ الْمَلَطِیِّ وَ نُعَیْمِ بْنِ صَالِحٍ الطَّبَرِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا خِزَانَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ مِفْتَاحُهُ (8) فَمَنْ أَرَادَ الْخِزَانَةَ فَلْیَأْتِ الْمِفْتَاحَ (9).
ص: 201
«6»- ید، [التوحید] الْقَطَّانُ وَ الدَّقَّاقُ مَعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: لَمَّا بُویِعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ قَالَ بَعْدَ خُطْبَتِهِ لِلْحَسَنِ علیه السلام یَا حَسَنُ قُمْ فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمْ بِكَلَامٍ لَا یُجَهِّلُكَ (1) قُرَیْشٌ مِنْ بَعْدِی فَیَقُولُونَ إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ لَا یُحْسِنُ شَیْئاً قَالَ الْحَسَنُ علیه السلام یَا أَبَهْ كَیْفَ أَصْعَدُ وَ أَتَكَلَّمُ وَ أَنْتَ فِی النَّاسِ تَسْمَعُ وَ تَرَی قَالَ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أُوَارِی نَفْسِی عَنْكَ وَ أَسْمَعُ وَ أَرَی وَ أَنْتَ لَا تَرَانِی فَصَعِدَ الْحَسَنُ علیه السلام الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ بَلِیغَةٍ شَرِیفَةٍ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ صَلَاةً مُوجَزَةً ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ سَمِعْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا وَ هَلْ تُدْخَلُ الْمَدِینَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا ثُمَّ نَزَلَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَتَحَمَّلَهُ (2) وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام یَا بُنَیَّ قُمْ فَاصْعَدِ الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمْ بِكَلَامٍ لَا یُجَهِّلُكَ (3) قُرَیْشٌ مِنْ بَعْدِی فَیَقُولُونَ إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ لَا یُبْصِرُ شَیْئاً وَ لْیَكُنْ كَلَامُكَ تَبَعاً لِكَلَامِ أَخِیكَ فَصَعِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی نَبِیِّهِ صَلَاةً مُوجَزَةً ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً هُوَ مَدِینَةُ هُدًی فَمَنْ دَخَلَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ (4) اشْهَدُوا أَنَّهُمَا فَرْخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَدِیعَتُهُ الَّتِی اسْتَوْدَعَنِیهَا وَ أَنَا أَسْتَوْدِعُكُمُوهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَائِلُكُمْ عَنْهُمَا(5).
«7»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعِجْلِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ
ص: 202
أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَقْتَبِسْهُ مِنْ عَلِیٍ (1).
«8»- كشف، [كشف الغمة] رَوَی التِّرْمِذِیُّ فِی صَحِیحِهِ فِی صِفَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْأَنْزَعِ الْبَطِینِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا.
وَ ذَكَرَ الْبَغَوِیُّ فِی الصِّحَاحِ: أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا.
وَ عَنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ (2).
«9»- جع، [جامع الأخبار] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ(3) وَ أَنْتَ بَابُهَا وَ لَنْ تُؤْتَی الْمَدِینَةُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ لِأَنَّكَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُكَ مِنْ دَمِی وَ رُوحُكَ مِنْ رُوحِی وَ سَرِیرَتُكَ سَرِیرَتِی وَ عَلَانِیَتُكَ عَلَانِیَتِی وَ أَنْتَ إِمَامُ أُمَّتِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا بَعْدِی سَعِدَ مَنْ أَطَاعَكَ وَ شَقِیَ مَنْ عَصَاكَ وَ رَبِحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَسِرَ مَنْ عَادَاكَ وَ فَازَ مَنْ لَزِمَكَ وَ هَلَكَ مَنْ فَارَقَكَ مَثَلُكَ وَ مَثَلُ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ بَعْدِی مَثَلُ سَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ وَ مَثَلُكُمْ مَثَلُ النُّجُومِ كُلَّمَا غَابَ نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(4).
«10»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ سَالِمٍ وَ عَاصِمٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ (5) وَ قَوْلِهِ
ص: 203
لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(1) قَالَ مَطَرَتِ السَّمَاءُ بِالْمَدِینَةِ فَلَمَّا تَقَشَّعَتِ (2) السَّمَاءُ وَ خَرَجَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أُنَاسٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَلَسَ وَ جَلَسُوا حَوْلَهُ إِذَا(3) أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَنْ حَوْلَهُ هَذَا عَلِیٌّ قَدْ أَتَاكُمْ تَقِیَّ الْقَلْبِ نَقِیَّ الْكَفَّیْنِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَا یَقُولُ إِلَّا صَوَاباً تَزُولُ الْجِبَالُ وَ لَا یَزُولُ عَنْ دِینِهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَجْلَسَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ(4) وَ أَنْتَ بَابُهَا فَمَنْ أَتَی الْمَدِینَةَ مِنَ الْبَابِ وَصَلَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ بَابِیَ الَّذِی أُوتِیَ مِنْهُ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ فَمَنْ أَتَانِی مِنْ سِوَاكَ لَم یَصِلْ وَ مَنْ أَتَی سِوَایَ (5) لَمْ یَصِلْ فَقَالَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا یَعْنِی بِهَذَا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ قُرْآناً لَیْسَ الْبِرُّ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(6).
«11»- نهج، [نهج البلاغة]: نَحْنُ الشِّعَارُ(7) وَ الْخَزَنَةُ وَ الْأَبْوَابُ لَا تُؤْتَی (8) الْبُیُوتُ إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَیْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّیَ سَارِقاً(9).
قال عبد الحمید بن أبی الحدید أی خزنة العلم و أبوابه.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا وَ مَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ علیه السلام خَازِنُ عِلْمِی وَ تَارَةً أُخْرَی عَیْبَةُ عِلْمِی (10).
ص: 204
«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْأَصْفَهَانِیُ (1) عَنِ الْبَاقِرِ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَیْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُیُوتَ (2) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْیَةَ(3) نَحْنُ الْبُیُوتُ الَّتِی أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُؤْتَی مِنْ أَبْوَابِهَا نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ بُیُوتُهُ الَّتِی یُؤْتَی مِنْهُ فَمَنْ تَابَعَنَا وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَ مَنْ خَالَفَنَا وَ فَضَّلَ عَلَیْنَا غَیْرَنَا فَقَدْ أَتَی الْبُیُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْإِجْمَاعِ: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ.
رواه أحمد من ثمانیة طرق:- و إبراهیم الثقفی من سبعة طرق:- و ابن بطة من ستة طرق:- و القاضی الجعافی من خمسة طرق:- و ابن شاهین من أربعة طرق:- و الخطیب التاریخی من ثلاثة طرق:- و یحیی بن معین من طریقین:- و قد رواه السمعانی و القاضی الماوردی و أبو منصور السكری و أبو الصلت الهروی و عبد الرزاق و شریك عن ابن عباس و مجاهد و جابر: و هذا یقتضی وجوب الرجوع إلی أمیر المؤمنین علیه السلام لأنه كنی عنه بالمدینة و أخبر أن الوصول إلی علمه من جهة علی خاصة لأنه جعله كباب المدینة الذی لا یدخل إلیها إلا منه ثم أوجب ذلك الأمر بقوله فلیأت الباب و فیه دلیل علی عصمته لأن من لیس بمعصوم یصح منه وقوع القبیح فإذا وقع كان الاقتداء به قبیحا فیؤدی إلی أن یكون صلی اللّٰه علیه و آله أمر بالقبیح و ذلك لا یجوز و یدل أیضا علی أنه أعلم الأمة یؤید ذلك ما قد علمناه من اختلافها و رجوع بعضها إلی بعض و غناؤه علیه السلام عنها و أبان صلی اللّٰه علیه و آله ولایة علی و إمامته و أنه لا یصح أخذ العلم و الحكمة فی حیاته و بعد وفاته إلا من قبله و الروایة عنه كما قال اللّٰه تعالی وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها و فی الحساب علی بن أبی طالب باب مدینة الحكمة استویا فی مائتین و ثمانیة عشر (4).
ص: 205
«13»- مد، [العمدة] بِإِسْنَادِهِ إِلَی مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُظَفَّرٍ الشَّافِعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ تَیِّهَانَ (1) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخَذَ النَّبِیُّ ص (2) بِعَضُدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ هَذَا أَمِیرُ الْبَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الْكَفَرَةِ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ ثُمَّ مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ فَقَالَ أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ (3).
أقول: روی من الكتاب المذكور بسند آخر عن جابر: مثله (4).
«14»- مد، [العمدة] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ (5).
أَقُولُ رَوَاهُ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِأَرْبَعَةِ أَسَانِیدَ أُخْرَی إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَلَا تُؤْتَی (6) الْبُیُوتُ إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا.
و روی بسند آخر عن حذیفة عنه علیه السلام: مثله.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ أَنْتَ الْبَابُ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَصِلُ إِلَی الْمَدِینَةِ إِلَّا مِنَ الْبَابِ.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌ
ص: 206
بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِكْمَةَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ.
و روی عن سلمة بن كهیل عن علی علیه السلام عنه صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (1).
«15»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ غَالِبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ شَرْجِیلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْغَنِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِیهِ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ:(2) أَنَا مَدِینَةُ الْجَنَّةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا(3).
«16»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْغَرَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الصَّفَّارِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ أَنْتَ الْبَابُ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَصِلُ إِلَی الْمَدِینَةِ لَا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ.
ص: 207
أنه علم كل ما علم صلی اللّٰه علیه و آله و أنه أعلم من سائر الأنبیاء علیهم السلام
«1»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِیِ (1) عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ رَسُولَهُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ التَّأْوِیلَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمَهُ كُلَّهُ عَلِیّاً(2).
یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن محمد عن الأهوازی عن فضالة بن أیوب عن عمر بن أبان و أحمد عن علی بن الحكم عن عمر بن أبان عن أدیم أخی أیوب عن حمران بن أعین عنه علیه السلام: مثله (3)
یر، [بصائر الدرجات] الحسن بن علی عن ابن فضال عن مرازم عن أبی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (4)
یر، [بصائر الدرجات] ابن فضال عن عبیس بن هشام أو غیره عن أبی سعید عن أبی الأعز عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (5)
یر، [بصائر الدرجات] محمد بن الحسین عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر بن زائدة عن حمران عن أبی جعفر: مثله (6)
یر، [بصائر الدرجات] إبراهیم بن هاشم عن یحیی بن أبی حمران عن یونس عن حماد بن عثمان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (7).
«2»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ
ص: 208
شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَلَّمَ رَسُولَهُ الْقُرْآنَ وَ عَلَّمَهُ أَشْیَاءَ سِوَی ذَلِكَ فَمَا عَلَّمَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَقَدْ عَلَّمَ رَسُولُهُ عَلِیّاً(1).
محمد بن الحسین عن ابن فضال: مثله (2).
«3»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَعْلَمُ كُلَّ مَا یَعْلَمُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُعَلِّمِ اللَّهُ رَسُولَهُ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام(3).
«4»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ أُدَیْمٍ أَخِی أَیُّوبَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلَغَنِی أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ نَاجَی عَلِیّاً علیه السلام قَالَ أَجَلْ قَدْ كَانَ بَیْنَهُمَا مُنَاجَاةٌ بِالطَّائِفِ نَزَلَ (4) بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ (5) إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ رَسُولَهُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ التَّأْوِیلَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً كُلَّهُ (6).
«5»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِرُمَّانَتَیْنِ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَقِیَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ اللَّتَانِ فِی یَدِكَ قَالَ أَمَّا هَذِهِ فَالنُّبُوَّةُ لَیْسَ لَكَ فِیهَا نَصِیبٌ وَ أَمَّا هَذِهِ فَالْعِلْمُ ثُمَّ فَلَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا وَ أَخَذَ نِصْفَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ أَمَّا أَنْتَ شَرِیكِی فِیهِ وَ أَنَا شَرِیكُكَ فِیهِ قَالَ فَلَمْ یَعْلَمْ وَ اللَّهِ (7) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَّا عَلَّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام (8).
ص: 209
«6»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرُمَّانَتَیْنِ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِحْدَاهُمَا وَ كَسَرَ الْأُخْرَی بِنِصْفَیْنِ فَأَكَلَ نِصْفَهَا وَ أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً نِصْفَهَا ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَخِی هَلْ تَدْرِی مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ (1) قَالَ لَا قَالَ أَمَّا الْأُولَی فَالنُّبُوَّةُ لَیْسَ لَكَ فِیهَا نَصِیبٌ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَالْعِلْمُ أَنْتَ شَرِیكِی فِیهِ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَیْفَ یَكُونُ شَرِیكُهُ فِیهِ قَالَ لَمْ یُعَلِّمِ اللَّهُ مُحَمَّداً عِلْماً إِلَّا أَمَرَهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام(2).
یر، [بصائر الدرجات] محمد بن الحسین و ابن یزید معا عن ابن أبی عمیر عن ابن أذینة عن عبد اللّٰه بن سلیمان عن حمران عنه علیه السلام: مثله (3).
«7»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِرُمَّانَتَیْنِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَعْطَاهُمَا إِیَّاهُ فَأَكَلَ وَاحِدَةً وَ كَسَرَ الْأُخْرَی فَأَعْطَی عَلِیّاً نِصْفَهَا فَأَكَلَهُ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَمَّا الرُّمَّانَةُ الَّتِی أَكَلْتُهَا فَهِیَ النُّبُوَّةُ لَیْسَ لَكَ فِیهَا نَصِیبٌ وَ أَمَّا هَذِهِ فَالْعِلْمُ فَأَنْتَ شَرِیكِی فِیهَا قَالَ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ كَیْفَ شَارَكَهُ فِیهَا قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَمْ یُعَلِّمْ نَبِیَّهُ شَیْئاً إِلَّا أَمَرَهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام فَهُوَ شَرِیكُهُ فِی الْعِلْمِ (4).
یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ: مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ فَأَنْتَ شَرِیكِی فِیهِ (5).
«8»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَرِثَ عَلِیٌّ علیه السلام عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَرِثَتْ فَاطِمَةُ تَرَكَتَهُ (6).
«9»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام:
ص: 210
أَنَّ عَلِیّاً وَرِثَ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَاطِمَةَ أَحْرَزَتِ الْمِیرَاثَ (1).
«10»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ الْهَجَرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ عِلْمَ مَا كَانَ قَبْلَهُ أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ وَرِثَ عِلْمَ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ (2).
«11»- خص، [منتخب البصائر] جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ السَّیِّدَانِ الْمُرْتَضَی وَ الْمُجْتَبَی ابْنَا الدَّاعِی الْحَسَنِیِّ وَ الْأُسْتَاذَانِ أَبُو الْقَاسِمِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنَا كُمَیْحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الصَّدُوقِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ صَنِیعِ (3) بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ بِالْعِلْمِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ فَضَّلَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهِمْ وَ وَرَّثَنَا عِلْمَهُمْ وَ فَضَّلَنَا عَلَیْهِمْ فِی فَضْلِهِمْ وَ عَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ عَلَّمَنَا عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَوَیْنَاهُ لِشِیعَتِنَا فَمَنْ قَبِلَهُ مِنْهُمْ فَهُوَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَیْنَمَا نَكُونُ فَشِیعَتُنَا مَعَنَا.
وَ قَالَ علیه السلام: تَمَصُّونَ الرَّوَاضِعَ وَ تَدَعُونَ (4) النَّهَرَ الْعَظِیمَ فَقِیلَ (5) مَا تَعْنِی بِذَلِكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمَ النَّبِیِّینَ بِأَسْرِهِ وَ عَلَّمَهُ اللَّهُ مَا لَمْ یُعَلِّمْهُمْ فَأَسَرَّ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ فَیَكُونُ عَلِیٌّ علیه السلام أَعْلَمَ مِنْ بَعْضِ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ یَشَاءُ أَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَوَی عِلْمَ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ عَلَّمَهُ (6) [اللَّهُ] مَا لَمْ یُعَلِّمْهُمْ وَ إِنَّهُ جَعَلَ ذَلِكَ
ص: 211
كُلَّهُ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَتَقُولُ عَلِیٌّ أَعْلَمُ مِنْ بَعْضِ الْأَنْبِیَاءِ(1) ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (2) ثُمَّ فَرَّقَ أَصَابِعَهُ (3) وَ وَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ وَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ (4).
«12»- خص، [منتخب البصائر] سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ السَّمَّانِ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام: یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی عَلِیٍّ وَ عِیسَی وَ مُوسَی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قُلْتُ وَ مَا عَسَی أَنْ أَقُولَ فِیهِمْ فَقَالَ وَ اللَّهِ عَلِیٌّ أَعْلَمُ مِنْهُمَا ثُمَّ قَالَ أَ لَسْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْعِلْمِ قُلْنَا نَعَمْ وَ النَّاسُ یُنْكِرُونَ قَالَ فَخَاصِمْهُمْ فِیهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَی لِمُوسَی علیه السلام وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ(5) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمْ یُبَیَّنْ لَهُ الْأَمْرُ كُلُّهُ وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جِئْنا بِكَ شَهِیداً عَلی هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ(6) وَ قَالَ فَاسْأَلْ (7) عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (8) ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِیَّانَا عَنَی وَ عَلِیٌّ أَوَّلُنَا وَ أَفْضَلُنَا وَ أَخْیَرُنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
ص: 212
«1»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَوْصَانِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی بِسِتِّ قِرَبٍ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ (1) فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ غُسْلِی فَأَدْرِجْنِی فِی أَكْفَانِی ثُمَّ ضَعْ فَاكَ عَلَی فَمِی قَالَ فَفَعَلْتُ وَ أَنْبَأَنِی بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).
یج، [الخرائج و الجرائح] عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْهَاشِمِیِّ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ بِسَبْعِ قِرَبٍ (3).
«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی شُعْبَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَوْتُ دَخَلَ عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلْنِی وَ كَفِّنِّی ثُمَّ أَقْعِدْنِی وَ سَائِلْنِی وَ اكْتُبْ (4).
«3»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ یَزِیدَ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا أَنَا مِتُّ فَاغْسِلْنِی مِنْ بِئْرِ الْغَرْسِ ثُمَّ أَقْعِدْنِی وَ سَلْنِی عَمَّا بَدَا لَكَ (5).
«4»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ سَعِیدِ بْنِ جَنَاحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ
ص: 213
عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام حِینَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ مَعَهُ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی وَ كَفِّنِّی ثُمَّ أَقْعِدْنِی وَ سَائِلْنِی وَ اكْتُبْ (1).
یر، [بصائر الدرجات] عنه عن الحسین بن سعید عن القاسم عن علی بن أبی حمزة عن عمر بن أبی شعبة عن أبان بن تغلب: مثله (2).
«5»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی فَكَفِّنِّی (3) ثُمَّ أَقْعِدْنِی وَ سَائِلْنِی وَ اكْتُبْ (4).
«6»- یر، [بصائر الدرجات] عَنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی وَ حَنِّطْنِی وَ كَفِّنِّی وَ أَقْعِدْنِی وَ مَا أُمْلِی عَلَیْكَ فَاكْتُبْ قَالَ قُلْتُ فَفَعَلَ قَالَ نَعَمْ (5).
یج، [الخرائج و الجرائح] أحمد بن هلال عن إسماعیل بن عباد البصری عن محمد بن أبی حمزة عن سلیمان الجعفی عنه علیه السلام: مثله (6).
«7»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ فُضَیْلِ سُكَّرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِذَا أَنَا مِتُّ فَاسْتَقِ لِی سِتَّ قِرَبٍ مِنْ مَاءِ بِئْرِ غَرْسٍ فَغَسِّلْنِی وَ كَفِّنِّی وَ خُذْ بِمَجَامِعِ كَفَنِی وَ أَجْلِسْنِی ثُمَّ سَلْنِی مَا شِئْتَ فَوَ اللَّهِ لَا تَسْأَلُنِی عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ (7).
یج، [الخرائج و الجرائح] سعد عن محمد بن الحسین: مثله (8).
ص: 214
«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَعْدٌ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی بِسَبْعِ قِرَبٍ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ غَسِّلْنِی بِثَلَاثِ قِرَبٍ غُسْلًا وَ شُنَّ عَلَیَّ أَرْبَعاً شَنّاً(1) فَإِذَا غَسَّلْتَنِی وَ حَنَّطْتَنِی وَ كَفَّنْتَنِی فَأَقْعِدْنِی وَ ضَعْ یَدَكَ عَلَی فُؤَادِی ثُمَّ سَلْنِی أُخْبِرْكَ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَفَعَلْتُ وَ كَانَ علیه السلام إِذَا أَخْبَرَنَا بِشَیْ ءٍ قَالَ (2) هَذَا مِمَّا أَخْبَرَنِی بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ مَوْتِهِ (3).
«9»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ عَنْ مَوْلَی الرَّافِعِیِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ ادْعُوا لِی خَلِیلِی فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَی أَبِیهَا فَلَمَّا جَاءَ(4) غَطَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجْهَهُ وَ قَالَ ادْعُوا لِی خَلِیلِی فَرَجَعَ مُتَحَیِّراً وَ أَرْسَلَتْ حَفْصَةُ إِلَی أَبِیهَا فَلَمَّا جَاءَهُ غَطَّی وَجْهَهُ وَ قَالَ ادْعُوا لِی خَلِیلِی فَرَجَعَ مُتَحَیِّراً وَ أَرْسَلَتْ (5) فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَلَّلَ عَلِیّاً بِثَوْبِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام حَدَّثَنِی أَلْفَ حَدِیثٍ كُلُّ حَدِیثٍ یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ حَتَّی عَرِقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَالَ عَرَقُهُ عَلَیَّ وَ سَالَ عَرَقِی عَلَیْهِ (6).
«10»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مَعِینٍ الْعَطَّارِ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَرَضِ الَّذِی
ص: 215
تُوُفِّیَ فِیهِ لِعَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ ادعیا [ادْعُوَا] لِی خَلِیلِی فَأَرْسَلَتَا إِلَی أَبَوَیْهِمَا فَلَمَّا جَاءَا نَظَرَ إِلَیْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْرَضَ عَنْهُمَا ثُمَّ قَالَ ادعیا [ادْعُوَا] لِی خَلِیلِی فَأَرْسَلَتَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَجَاءَ فَلَمْ یَزَلْ یُحَدِّثُهُ فَلَمَّا خَرَجَ لَقِیَاهُ فَقَالا مَا حَدَّثَكَ خَلِیلُكَ فَقَالَ حَدَّثَنِی بِأَلْفِ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (1).
أقول: أوردت جل أخبار هذا الباب فی باب وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و باب وفاته و غسله و.
وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ یَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام حَدِیثاً لَمْ أَدْرِ مَا وَجْهُهُ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسَرَّ إِلَیَّ فِی مَرَضِهِ وَ عَلَّمَنِی مِفْتَاحَ أَلْفِ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ وَ إِنِّی لَجَالِسٌ بِذِی قَارٍ فِی فُسْطَاطِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ بَعَثَ الْحَسَنَ وَ عَمَّاراً یَسْتَفِزَّانِ (2) النَّاسَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ یَقْدَمُ عَلَیْكَ الْحَسَنُ وَ مَعَهُ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ غَیْرَ رَجُلٍ أَوْ رَجُلَیْنِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ فَهُوَ مِنْ تِلْكَ الْأَلْفِ بَابٍ فَلَمَّا أَظَلَّنَا الْحَسَنُ علیه السلام بِذَلِكَ الْحَدِّ(3) اسْتَقْبَلْتُ الْحَسَنَ علیه السلام فَقُلْتُ لِكَاتِبِ الْجَیْشِ الَّذِی مَعَهُ أَسْمَاؤُهُمْ كَمْ رَجُلٍ مَعَكُمْ فَقَالَ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ غَیْرَ رَجُلٍ أَوْ رَجُلَیْنِ (4).
«11»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِنِّی لَا أَتْرُكُ الْأَرْضَ إِلَّا وَ لِی فِیهَا عَالِمٌ تُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِی وَ تُعْرَفُ [بِهِ] وَلَایَتِی (5) وَ یَكُونُ حُجَّةً بَیْنَ قَبْضِ النَّبِیِّ إِلَی خُرُوجِ النَّبِیِ
ص: 216
الْآخَرِ فَأَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالاسْمِ الْأَكْبَرِ وَ مِیرَاثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(1).
«12»- یر، [بصائر الدرجات] بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نُبُوَّتَهُ وَ اسْتُكْمِلَتْ أَیَّامُهُ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ یَا مُحَمَّدُ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِی عِنْدَكَ وَ الْآثَارَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ النُّبُوَّةِ فِی أَهْلِ بَیْتِكَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِنِّی لَمْ أَقْطَعْ عِلْمَ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ كَانُوا بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَبِیكَ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ (2).
«13»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی مُوسَی إِلَی یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَ أَوْصَی یُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَی وَلَدِ هَارُونَ وَ لَمْ یُوصِ إِلَی وَلَدِ مُوسَی لِأَنَّ اللَّهَ لَهُ الْخِیَرَةُ یَخْتَارُ مَنْ یَشَاءُ مِمَّنْ یَشَاءُ وَ بَشَّرَ مُوسَی یُوشَعَ بْنَ نُونٍ بِالْمَسِیحِ فَلَمَّا أَنْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِیحَ قَالَ لَهُمْ إِنَّهُ سَیَأْتِی رَسُولٌ مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ یُصَدِّقُنِی وَ یُصَدِّقُكُمْ وَ جَرَتْ بَیْنَ الْحَوَارِیِّینَ فِی الْمُسْتَحْفَظِینَ وَ إِنَّمَا سَمَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَی الْمُسْتَحْفَظِینَ لِأَنَّهُمُ اسْتُحْفِظُوا الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ هُوَ الْكِتَابُ الَّذِی یُعْلَمُ بِهِ كُلُّ شَیْ ءٍ الَّذِی كَانَ مَعَ الْأَنْبِیَاءِ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَیِّناتِ وَ أَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَ الْمِیزانَ (3) الْكِتَابُ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ وَ إِنَّمَا عُرِفَ مِمَّا یُدْعَی الْعِلْمَ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ وَ الْفُرْقَانُ فَمَا كِتَابُ نُوحٍ وَ مَا كِتَابُ صَالِحٍ وَ شُعَیْبٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ قَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ إِنَّ هذا لَفِی الصُّحُفِ الْأُولی صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (4) فَأَیْنَ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ أَمَّا صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ فَالاسْمُ الْأَكْبَرُ وَ صُحُفُ مُوسَی الِاسْمُ الْأَكْبَرُ فَلَمْ تَزَلِ الْوَصِیَّةُ یُوصِیهَا عَالِمٌ بَعْدَ عَالِمٍ حَتَّی دَفَعُوهَا إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ
ص: 217
فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ فَاجْعَلِ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِنِّی لَا أَتْرُكُ الْأَرْضَ إِلَّا وَ لِیَ فِیهَا عَالِمٌ یُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِی وَ یُعْرَفُ بِهِ وَلَایَتِی فَیَكُونُ حَجَّةً لِمَنْ وُلِدَ بَیْنَ قَبْضِ نَبِیٍّ إِلَی خُرُوجِ نَبِیٍّ آخَرَ فَأَوْصَی (1) بِالاسْمِ الْأَكْبَرِ وَ مِیرَاثِ الْعِلْمِ وَ آثَارِ عِلْمِ النُّبُوَّةِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
قد أوردنا كثیرا من قضایاه فی باب علمه علیه السلام
«1»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] قَالَ الطَّبَرِیُّ وَ مُجَاهِدٌ فِی تَارِیخَیْهِمَا: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّاسَ یَسْأَلُهُمْ مِنْ أَیِّ یَوْمِ نَكْتُبُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ یَوْمَ هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَزَلَ أَرْضَ الشِّرْكِ (3) فَكَأَنَّهُ أَشَارَ أَنْ لَا تَبْتَدِعُوا بِدْعَةً وَ تَأَرَّخُوا كَمَا كَانُوا یَكْتُبُونَ فِی زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَدِینَةَ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ أَمَرَ بِالتَّارِیخِ فَكَانُوا یُؤَرِّخُونَ بِالشَّهْرِ وَ الشَّهْرَیْنِ مِنْ مَقْدَمِهِ إِلَی أَنْ تَمَّتْ لَهُ سَنَةٌ ذَكَرَهُ التَّارِیخِیُّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (4).
«2»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] فِی رِوَایَةٍ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِوَشَّاءٍ ادْنُ مِنِّی قَالَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ امْضِ إِلَی مَحَلَّتِكُمْ سَتَجِدُ عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلًا وَ امْرَأَةً یَتَنَازَعَانِ فَأْتِنِی بِهِمَا قَالَ فَمَضَیْتُ فَوَجَدْتُهُمَا یَخْتَصِمَانِ فَقُلْتُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَدْعُوكُمَا
ص: 218
فَسِرْنَا حَتَّی دَخَلْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ یَا فَتَی مَا شَأْنُكَ وَ هَذِهِ الِامْرَأَةَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی تَزَوَّجْتُهَا وَ أَمْهَرْتُ وَ أَمْلَكْتُ وَ زَفَفْتُ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهَا رَأَتِ الدَّمَ وَ قَدْ حِرْتُ فِی أَمْرِی فَقَالَ علیه السلام هِیَ عَلَیْكَ حَرَامٌ وَ لَسْتَ لَهَا بِأَهْلٍ فَمَاجَ (1) النَّاسُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا هَلْ تَعْرِفِینِی فَقَالَتْ سَمَاعٌ أَسْمَعُ بِذِكْرِكَ وَ لَمْ أَرَكَ فَقَالَ فَأَنْتِ فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ فَقَالَتْ بَلَی وَ اللَّهِ فَقَالَ أَ لَمْ تَتَزَوَّجِی بِفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ مُتْعَةً سِرّاً مِنْ أَهْلِكِ أَ لَمْ تَحْمِلِی مِنْهُ حَمْلًا ثُمَّ وَضَعْتِیهِ غُلَاماً ذَكَراً سَوِیّاً ثُمَّ خَشِیتِ قَوْمَكِ وَ أَهْلَكِ فَأَخَذْتِیهِ وَ خَرَجْتِ لَیْلًا حَتَّی إِذَا صِرْتِ فِی مَوْضِعٍ خَالٍ وَضَعْتِیهِ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ وَقَفْتِ مُقَابَلَتَهُ فَحَنَنْتِ عَلَیْهِ فَعُدْتِ أَخَذْتِیهِ ثُمَّ عُدْتِ طَرَحْتِیهِ حَتَّی بَكَی وَ خَشِیتِ الْفَضِیحَةَ فَجَاءَتِ الْكِلَابُ فَأَنْبَحَتْ عَلَیْكِ فَخِفْتِ فَهَرْوَلْتِ فَانْفَرَدَ مِنَ الْكِلَابِ كَلْبٌ فَجَاءَ إِلَی وَلَدِكِ فَشَمَّهُ ثُمَّ نَهَشَهُ لِأَجْلِ رَائِحَةِ الزُّهُومَةِ(2) فَرَمَیْتِ الْكَلْبَ إِشْفَاقاً فَشَجَجْتِیهِ فَصَاحَ فَخَشِیتِ أَنْ یُدْرِكَكِ الصَّبَاحُ فَیُشْعَرَ بِكِ فَوَلَّیْتِ مُنْصَرِفَةً وَ فِی قَلْبِكِ مِنَ الْبَلَابِلِ فَرَفَعْتِ یَدَیْكِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَ قُلْتِ اللَّهُمَّ احْفَظْهُ یَا حَافِظَ الْوَدَائِعِ قَالَتْ بَلَی وَ اللَّهِ كَانَ هَذَا جَمِیعُهُ وَ قَدْ تَحَیَّرْتُ فِی مَقَالَتِكَ فَقَالَ أَیْنَ الرَّجُلُ (3) فَجَاءَ فَقَالَ اكْشِفْ عَنْ جَبِینِكَ فَكَشَفَ فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ هَا الشَّجَّةُ فِی قَرْنِ وَلَدِكِ وَ هَذَا الْوَلَدُ وَلَدُكِ وَ اللَّهُ تَعَالَی مَنَعَهُ مِنْ وَطْئِكِ بِمَا أَرَاهُ مِنْكِ مِنَ الْآیَةِ الَّتِی صَدَّتْهُ وَ اللَّهُ قَدْ حَفِظَ عَلَیْكِ كَمَا سَأَلْتِیهِ فَاشْكُرِی اللَّهَ (4) عَلَی مَا أَوْلَاكِ وَ حَبَاكِ (5).
الْوَاقِدِیُّ وَ إِسْحَاقُ الطَّبَرِیُّ: أَنَّ عُمَیْرَ بْنَ وَائِلٍ الثَّقَفِیَّ أَمَرَهُ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ أَنْ یَدَّعِیَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثَمَانِینَ مِثْقَالًا مِنَ الذَّهَبِ وَدِیعَةً عِنْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّهُ
ص: 219
هَرَبَ مِنْ مَكَّةَ وَ أَنْتَ وَكِیلُهُ فَإِنْ طَلَبَ بَیِّنَةَ الشُّهُودِ فَنَحْنُ مَعْشَرَ قُرَیْشٍ نَشْهَدُ عَلَیْهِ وَ أَعْطَوْهُ عَلَی ذَلِكَ مِائَةَ مِثْقَالٍ مِنَ الذَّهَبِ مِنْهَا قِلَادَةٌ عَشَرَةُ مَثَاقِیلَ لِهِنْدٍ فَجَاءَ وَ ادَّعَی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَاعْتَبَرَ الْوَدَائِعَ كُلَّهَا وَ رَأَی عَلَیْهَا أَسَامِیَ أَصْحَابِهَا وَ لَمْ یَكُنْ لِمَا ذَكَرَهُ عُمَیْرٌ خَبَرٌ فَنَصَحَ لَهُ نُصْحاً كَثِیراً فَقَالَ إِنَّ لِی مَنْ یَشْهَدُ بِذَلِكَ وَ هُوَ أَبُو جَهْلٍ وَ عِكْرِمَةُ وَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ- وَ أَبُو سُفْیَانَ وَ حَنْظَلَةُ- فَقَالَ علیه السلام مَكِیدَةٌ تَعُودُ إِلَی مَنْ دَبَّرَهَا(1) ثُمَّ أَمَرَ الشُّهُودَ أَنْ یَقْعُدُوا فِی الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ لِعُمَیْرٍ یَا أَخَا ثَقِیفٍ أَخْبِرْنِی الْآنَ حِینَ دَفَعْتَ وَدِیعَتَكَ هَذِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّ الْأَوْقَاتِ كَانَ قَالَ ضَحْوَةَ نَهَارٍ فَأَخَذَهَا بِیَدِهِ وَ دَفَعَهَا إِلَی عَبْدِهِ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِأَبِی جَهْلٍ وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ مَا یَلْزَمُنِی ذَلِكَ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِأَبِی سُفْیَانَ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ دَفَعَهُ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ أَخَذَهَا مِنْ یَدِهِ وَ تَرَكَهَا فِی كُمِّهِ ثُمَّ اسْتَدْعَی حَنْظَلَةَ وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَانَ عِنْدَ وَقْتِ وُقُوفِ الشَّمْسِ فِی كَبِدِ السَّمَاءِ وَ تَرَكَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ إِلَی وَقْتِ انْصِرَافِهِ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِعُقْبَةَ وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ تَسَلَّمَهَا بِیَدِهِ وَ أَنْفَذَهَا فِی الْحَالِ إِلَی دَارِهِ وَ كَانَ وَقْتَ الْعَصْرِ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِعِكْرِمَةَ وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ كَانَ بُزُوغَ الشَّمْسِ أَخَذَهَا فَأَنْفَذَهَا مِنْ سَاعَتِهِ إِلَی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی عُمَیْرٍ وَ قَالَ لَهُ أَرَاكَ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُكَ وَ تَغَیَّرَتْ أَحْوَالُكَ قَالَ أَقُولُ الْحَقَّ وَ لَا یُفْلِحُ غَادِرٌ وَ بَیْتِ اللَّهِ مَا كَانَ لِی عِنْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَدِیعَةٌ وَ إِنَّهُمَا حَمَلَانِی عَلَی ذَلِكَ وَ هَذِهِ دَنَانِیرُهُمْ وَ عَقْدُ هِنْدٍ عَلَیْهَا اسْمُهَا مَكْتُوبٌ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ائْتُونِی بِالسَّیْفِ الَّذِی فِی زَاوِیَةِ الدَّارِ فَأَخَذَهُ وَ قَالَ أَ تَعْرِفُونَ هَذَا السَّیْفَ فَقَالُوا هَذَا لِحَنْظَلَةَ فَقَالَ أَبُو سُفْیَانَ هَذَا مَسْرُوقٌ فَقَالَ علیه السلام إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فِی قَوْلِكَ فَمَا فَعَلَ عَبْدُكَ مهلع الْأَسْوَدُ قَالَ مَضَی إِلَی الطَّائِفِ فِی حَاجَةٍ لَنَا فَقَالَ هَیْهَاتَ أَنْ تَعُودَ تَرَاهُ ابْعَثْ إِلَیْهِ احْضُرْهُ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً فَسَكَتَ أَبُو سُفْیَانَ ثُمَّ قَامَ فِی عَشَرَةِ عَبِیدٍ لِسَادَاتِ قُرَیْشٍ فَنَبَشُوا بُقْعَةً عَرَفَهَا فَإِذَا فِیهَا الْعَبْدُ مهلع قَتِیلٌ فَأَمَرَهُمْ بِإِخْرَاجِهِ فَأَخْرَجُوهُ وَ حَمَلُوهُ إِلَی الْكَعْبَةِ فَسَأَلَهُ النَّاسُ عَنْ سَبَبِ قَتْلِهِ
ص: 220
فَقَالَ إِنَّ أَبَا سُفْیَانَ وَ وَلَدَهُ ضَمِنُوا لَهُ رِشْوَةَ عِتْقِهِ وَ حَثَّاهُ عَلَی قَتْلِی فَكَمَنَ لِی فِی الطَّرِیقِ وَ وَثَبَ عَلَیَّ لِیَقْتُلَنِی فَضَرَبْتُ رَأْسَهُ وَ أَخَذْتُ سَیْفَهُ فَلَمَّا بَطَلَتْ حِیلَتُهُمْ أَرَادُوا الْحِیلَةَ الثَّانِیَةَ بِعُمَیْرٍ فَقَالَ عُمَیْرٌ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1).
«3»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: أَمَّا مَا كَانَ مِنْ قَضَایَاهُ علیه السلام فِی زَمَنِ أَبِی بَكْرٍ فَقَدْ رُوِیَ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ بُكْرَةً فَوَلَدَتْ عَشِیَّةً(2) فَحَازَ مِیرَاثَهُ الِابْنُ وَ الْأُمُّ فَلَمْ یَعْرِفْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَذَا رَجُلٌ لَهُ جَارِیَةٌ حُبْلَی مِنْهُ فَلَمَّا تَمَخَّضَتْ مَاتَ الرَّجُلُ (3).
بیان: أی كانت الجاریة حبلی من المولی فأعتقها و تزوجها بكرة فولدت عشیته فمات المولی.
«4»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَرَادَ قَوْمٌ عَلَی عَهْدِ أَبِی بَكْرٍ أَنْ یَبْنُوا مَسْجِداً بِسَاحِلِ عَدَنٍ فَكَانَ كُلَّمَا فَرَغُوا مِنْ بِنَائِهِ سَقَطَ فَعَادُوا إِلَیْهِ فَسَأَلُوهُ فَخَطَبَ وَ سَأَلَ النَّاسَ وَ نَاشَدَهُمْ إِنْ كَانَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عِلْمُ هَذَا فَلْیَقُلْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام احْتَفِرُوا فِی مَیْمَنَتِهِ وَ مَیْسَرَتِهِ فِی الْقِبْلَةِ فَإِنَّهُ یَظْهَرُ لَكُمْ قَبْرَانِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِمَا أَنَا رَضْوَی وَ أُخْتِی حُبَّی مِتْنَا لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ الْعَزِیزِ الْجَبَّارِ وَ هُمَا مُجَرَّدَتَانِ فَاغْسِلُوهُمَا وَ كَفِّنُوهُمَا وَ صَلُّوا عَلَیْهِمَا وَ ادْفِنُوهُمَا ثُمَّ ابْنُوا مَسْجِدَكُمْ فَإِنَّهُ یَقُومُ بِنَاؤُهُ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَكَانَ كَمَا قَالَ علیه السلام.
ابْنُ حَمَّادٍ:
وَ قَالَ لِلْقَوْمِ امْضُوا الْآنَ فَاحْتَفِرُوا***أَسَاسَ قِبْلَتِكُمْ تَفْضُوا إِلَی خَزْنٍ (4)
عَلَیْهِ لَوْحٌ مِنَ الْعِقْیَانِ مُحْتَفَرٌ(5)*** فِیهِ بِخَطٍّ مِنَ الْیَاقُوتِ مُنْدَفِنٌ
نَحْنُ ابْنَتَا تُبَّعٍ ذِی الْمُلْكِ مِنْ یَمَنٍ***حُبَّی وَ رَضْوَی بِغَیْرِ الْحَقِّ لَمْ نَدْنُ
ص: 221
مِتْنَا عَلَی مِلَّةِ التَّوْحِیدِ لَمْ نَكُ مَنْ***صَلَّی إِلَی صَنَمٍ كَلَّا وَ لَا وَثَنٍ
وَ سَأَلَهُ (1) نَصْرَانِیَّانِ مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الْحُبِّ وَ الْبُغْضِ وَ مَعْدِنُهُمَا وَاحِدٌ وَ مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الْحِفْظِ وَ النِّسْیَانِ وَ مَعْدِنُهُمَا وَاحِدٌ وَ مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الرُّؤْیَا الصَّادِقَةُ وَ الرُّؤْیَا الْكَاذِبَةُ وَ مَعْدِنُهُمَا وَاحِدٌ فَأَشَارَ إِلَی عُمَرَ فَلَمَّا سَأَلَاهُ أَشَارَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا سَأَلَاهُ عَنِ الْحُبِّ وَ الْبُغْضِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَجْسَادِ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَأَسْكَنَهَا الْهَوَاءَ فَمَا(2) تَعَارَفَ هُنَاكَ ائْتَلَفَ هَاهُنَا وَ مَا تَنَاكَرَ هُنَاكَ اخْتَلَفَ هَاهُنَا ثُمَّ سَأَلَاهُ عَنِ الْحِفْظِ وَ النِّسْیَانِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ ابْنَ آدَمَ وَ جَعَلَ لِقَلْبِهِ غَاشِیَةً(3) فَمَهْمَا مَرَّ بِالْقَلْبِ وَ الْغَاشِیَةُ مُنْفَتِحَةٌ حَفِظَ وَ أَحْصَی وَ مَهْمَا مَرَّ بِالْقَلْبِ وَ الْغَاشِیَةُ مُنْطَبِقَةٌ لَمْ یَحْفَظْ وَ لَمْ یُحْصِ ثُمَّ سَأَلَاهُ عَنِ الرُّؤْیَةِ الصَّادِقَةِ وَ الرُّؤْیَةِ الْكَاذِبَةِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ الرُّوحَ وَ جَعَلَ لَهَا سُلْطَاناً فَسُلْطَانُهَا النَّفْسُ فَإِذَا نَامَ الْعَبْدُ خَرَجَ الرُّوحُ وَ بَقِیَ سُلْطَانُهُ فَیَمُرُّ بِهِ
جِیلٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ جِیلٌ مِنَ الْجِنِّ فَمَهْمَا كَانَ مِنَ الرُّؤْیَا الصَّادِقَةِ فَمِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَهْمَا كَانَ مِنَ الرُّؤْیَا الْكَاذِبَةِ فَمِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَا عَلَی یَدَیْهِ وَ قُتِلَا مَعَهُ یَوْمَ صِفِّینَ (4).
أَبُو دَاوُدَ وَ ابْنُ مَاجَةَ فِی سُنَنِهِمَا وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَحْمَدُ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِهِ بِطُرُقٍ كَثِیرَةٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ: أَنَّهُ قِیلَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِالْیَمَنِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ یَخْتَصِمُونَ فِی وَلَدٍ لَهُمْ كُلُّهُمْ یَزْعُمُ أَنَّهُ وَقَعَ عَلَی أُمِّهِ فِی طُهْرٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِكَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّهُمْ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ فَقَرَعَ عَلَی الْغُلَامِ بِاسْمِهِمْ فَخَرَجَتْ لِأَحَدِهِمْ فَأَلْحَقَ الْغُلَامَ بِهِ وَ أَلْزَمَهُ ثلثا [ثُلُثَیِ] الدِّیَةِ(5) لِصَاحِبِهِ وَ زَجَرَهُمَا عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی
ص: 222
جَعَلَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَنْ یَقْضِی عَلَی سُنَنِ دَاوُدَ علیه السلام (1).
ابْنُ جَرِیحٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله اشْتَرَی مِنْ أَعْرَابِیٍّ نَاقَةً بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَبَضَ الْأَعْرَابِیُّ الْمَالَ صَاحَ الدَّرَاهِمُ وَ النَّاقَةُ لِی فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ اقْضِ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ الْقَضِیَّةُ وَاضِحَةٌ تُطْلَبُ الْبَیِّنَةَ فَأَقْبَلَ عُمَرُ فَقَالَ كَالْأَوَّلِ فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَقْبَلُ بِالشَّابِّ الْمُقْبِلِ (2) قَالَ نَعَمْ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ النَّاقَةُ نَاقَتِی وَ الدَّرَاهِمُ دَرَاهِمِی فَإِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ یَدَّعِی شَیْئاً(3) فَلْیَقُمِ الْبَیِّنَةَ عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام خَلِّ عَنِ النَّاقَةِ وَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَانْدَفَعَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْحِجَازِ أَنَّهُ رَمَی بِرَأْسِهِ وَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِرَاقِ بَلْ قَطَعَ مِنْهُ عُضْواً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ نُصَدِّقُكَ عَلَی الْوَحْیِ وَ لَا نُصَدِّقُكَ عَلَی أَرْبَعِمِائَةِ دَرَاهِمَ.
وَ فِی خَبَرٍ عَنْ غَیْرِهِ: فَالْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیْهِمَا فَقَالَ هَذَا حُكْمُ اللَّهِ لَا مَا حَكَمْتُمَا بِهِ فِینَا.
الْجَاحِظُ وَ تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ: أَنَّهُ سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا(4) فَقَالَ أَیَّةُ سَمَاءٍ تُظِلُّنِی أَوْ أَیَّةُ أَرْضٍ تُقِلُّنِی أَمْ أَیْنَ أَذْهَبُ أَمْ كَیْفَ أَصْنَعُ إِذَا قُلْتُ فِی كِتَابِ اللَّهِ بِمَا لَمْ أَعْلَمْ أَمَّا الْفَاكِهَةُ فَأَعْرِفُهَا وَ أَمَّا الْأَبُّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ وَ فِی رِوَایَةِ أَهْلِ الْبَیْتِ أَنَّهُ بَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ الْأَبَّ هُوَ الْكَلَاءُ وَ الْمَرْعَی وَ إِنَّ قَوْلَهُ وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا اعْتِدَادٌ مِنَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ فِیمَا غَذَّاهُمْ بِهِ وَ خَلَقَهُ لَهُمْ وَ لِأَنْعَامِهِمْ مِمَّا یَحْیَا بِهِ أَنْفُسُهُمْ وَ سَأَلَ رَسُولُ مَلَكِ الرُّومِ أَبَا بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ لَا یَرْجُو الْجَنَّةَ وَ لَا یَخَافُ النَّارَ وَ لَا یَخَافُ اللَّهَ وَ لَا یَرْكَعُ وَ لَا یَسْجُدُ وَ یَأْكُلُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ یَشْهَدُ بِمَا لَا یَرَی وَ یُحِبُّ الْفِتْنَةَ وَ یُبْغِضُ الْحَقَّ فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ عُمَرُ ازْدَدْتَ كُفْراً إِلَی كُفْرِكَ
ص: 223
فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ لَا یَرْجُو الْجَنَّةَ وَ لَا یَخَافُ النَّارَ وَ لَكِنْ یَخَافُ اللَّهَ وَ لَا یَخَافُ اللَّهَ مِنْ ظُلْمِهِ وَ إِنَّمَا یَخَافُ مِنْ عَدْلِهِ وَ لَا یَرْكَعُ وَ لَا یَسْجُدُ فِی صَلَاةِ الْجِنَازَةِ وَ یَأْكُلُ الْجَرَادَ وَ السَّمَكَ وَ یَأْكُلُ الْكَبِدَ وَ یُحِبُّ الْمَالَ وَ الْوَلَدَ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ(1) وَ یَشْهَدُ بِالْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ هُوَ لَمْ یَرَهُمَا وَ یَكْرَهُ الْمَوْتَ وَ هُوَ حَقٌّ وَ فِی مَقَالٍ لِی مَا لَیْسَ لِلَّهِ فَلِی صَاحِبَةٌ وَ وَلَدٌ وَ مَعِی مَا لَیْسَ مَعَ اللَّهِ مَعِی ظُلْمٌ وَ جَوْرٌ وَ مَعِی مَا لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ فَأَنَا حَامِلُ الْقُرْآنِ وَ هُوَ غَیْرُ مُفْتَرٍ وَ أَعْلَمُ مَا لَمْ یَعْلَمِ اللَّهُ وَ هُوَ قَوْلُ النَّصَارَی إِنَّ عِیسَی ابْنُ اللَّهِ وَ صَدَّقَ النَّصَارَی وَ الْیَهُودُ فِی قَوْلِهِمْ وَ قالَتِ الْیَهُودُ لَیْسَتِ النَّصاری عَلی شَیْ ءٍ(2) الْآیَةَ وَ كَذَّبَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْمُرْسَلِینَ كَذَّبَ إِخْوَةُ یُوسُفَ حَیْثُ قَالُوا أَكَلَهُ الذِّئْبُ (3) وَ هُمْ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ مُرْسَلُونَ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ أَنَا أَحْمَدُ النَّبِیَّ أَحْمَدُهُ وَ أَشْكُرُهُ وَ أَنَا عَلِیٌّ عَلِیٌّ فِی قَوْمِی وَ أَنَا رَبُّكُمْ أَرْفَعُ وَ أَضَعُ كُمِّی أَرْفَعُهُ وَ أَضَعُهُ وَ سَأَلَهُ علیه السلام رَأْسُ الْجَالُوتِ بَعْدَ مَا سَأَلَ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ یَعْرِفْ مَا أَصْلُ الْأَشْیَاءِ فَقَالَ علیه السلام هُوَ الْمَاءُ لِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَیْ ءٍ حَیٍ (4) وَ مَا جِمَادَانِ تَكَلَّمَا فَقَالَ هُمَا السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ وَ مَا شَیْئَانِ یَزِیدَانِ وَ یَنْقُصَانِ وَ لَا یَرَی الْخَلْقُ ذَلِكَ فَقَالَ هُمَا اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ مَا الْمَاءُ الَّذِی لَیْسَ مِنْ أَرْضٍ وَ لَا سَمَاءٍ فَقَالَ الْمَاءُ الَّذِی بَعَثَ سُلَیْمَانُ إِلَی بِلْقِیسَ وَ هُوَ عَرَقُ الْخَیْلِ إِذَا هِیَ أُجْرِیَتْ فِی الْمَیْدَانِ وَ مَا الَّذِی یَتَنَفَّسُ بِلَا رُوحٍ فَقَالَ وَ الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (5) وَ مَا الْقَبْرُ الَّذِی سَارَ بِصَاحِبِهِ فَقَالَ ذَاكَ یُونُسُ علیه السلام لَمَّا سَارَ بِهِ الْحُوتُ فِی الْبَحْرِ(6).
ص: 224
«5»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: وَ أَمَّا قَضَایَاهُ فِی زَمَنِ عُمَرَ فَإِنَّ غُلَاماً طَلَبَ مَالَ أَبِیهِ مِنْ عُمَرَ وَ ذَكَرَ أَنَّ وَالِدَهُ تُوُفِّیَ بِالْكُوفَةِ وَ الْوَلَدُ طِفْلٌ بِالْمَدِینَةِ فَصَاحَ عَلَیْهِ عُمَرُ وَ طَرَدَهُ فَخَرَجَ یَتَظَلَّمُ مِنْهُ فَلَقِیَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ ائْتُونِی بِهِ إِلَی الْجَامِعِ حَتَّی أَكْشِفَ أَمْرَهُ فَجِی ءَ بِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ فَأَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَ علیه السلام(1) لَأَحْكُمَنَّ فِیكُمْ بِحُكُومَةٍ حَكَمَ اللَّهُ بِهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ لَا یَحْكُمُ بِهَا إِلَّا مَنِ ارْتَضَاهُ لِعِلْمِهِ ثُمَّ اسْتَدْعَی بَعْضَ أَصْحَابِهِ وَ قَالَ هَاتِ بِمِجْرَفَةٍ ثُمَّ قَالَ سِیرُوا بِنَا إِلَی قَبْرِ وَالِدِ الصَّبِیِّ فَسَارُوا فَقَالَ احْفِرُوا هَذَا
الْقَبْرَ وَ انْبُشُوهُ وَ اسْتَخْرِجُوا لِی ضِلْعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ فَدَفَعَهُ إِلَی الْغُلَامِ فَقَالَ لَهُ شَمِّهِ فَلَمَّا شَمَّهُ انْبَعَثَ الدَّمُ مِنْ مَنْخِرَیْهِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُ وَلَدُهُ فَقَالَ عُمَرُ بِانْبِعَاثِ الدَّمِ تُسَلِّمُ إِلَیْهِ الْمَالَ فَقَالَ إِنَّهُ أَحَقُّ بِالْمَالِ مِنْكَ وَ مِنْ سَائِرِ الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ ثُمَّ أَمَرَ الْحَاضِرِینَ بِشَمِّ الضِّلْعِ فَشَمُّوهُ فَلَمْ یَنْبَعِثِ الدَّمُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَأَمَرَ أَنْ أُعِیدَ إِلَیْهِ ثَانِیَةً وَ قَالَ شَمِّهِ فَلَمَّا شَمَّهُ انْبَعَثَ الدَّمُ انْبِعَاثاً كَثِیراً فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُ أَبُوهُ فَسَلَّمَ إِلَیْهِ الْمَالَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ (2).
بیان: قال الجوهری الجرف الأخذ الكثیر و جرفت الطین كسحته و منه سمی المجرفة(3).
«6»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] عُمَرُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی عُقْبَةَ مَاتَ فَحَضَرَ جِنَازَتَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ فِیهِمْ عُمَرُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِرَجُلٍ كَانَ حَاضِراً إِنَّ عُقْبَةَ لَمَّا تُوُفِّیَ حَرُمَتِ امْرَأَتُكَ فَاحْذَرْ أَنْ تَقْرَبَهَا فَقَالَ عُمَرُ كُلُّ قَضَایَاكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ عَجِیبٌ وَ هَذِهِ مِنْ أَعْجَبِهَا یَمُوتُ الْإِنْسَانُ فَتَحْرُمُ عَلَی آخَرَ امْرَأَتُهُ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ هَذَا عَبْدٌ كَانَ لِعُقْبَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً حُرَّةً وَ هِیَ الْیَوْمَ تَرِثُ بَعْضَ مِیرَاثِ عُقْبَةَ فَقَدْ صَارَ بَعْضُ زَوْجِهَا رِقّاً لَهَا وَ بُضْعُ الْمَرْأَةِ حَرَامٌ عَلَی عَبْدِهَا حَتَّی تُعْتِقَهُ وَ یَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ عُمَرُ لِمِثْلِ هَذَا نَسْأَلُكَ عَمَّا اخْتَلَفْنَا فِیهِ.
ص: 225
رَوْضُ الْجِنَانِ، عَنْ أَبِی الْفُتُوحِ الرَّازِیِّ: أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَهُ أَرْبَعُونَ نِسْوَةً وَ سَأَلْنَهُ عَنْ شَهْوَةِ الْآدَمِیِّ فَقَالَ لِلرَّجُلِ وَاحِدٌ وَ لِلْمَرْأَةِ تِسْعَةٌ فَقُلْنَ مَا بَالُ الرِّجَالِ لَهُمْ دَوَامٌ وَ مُتْعَةٌ وَ سَرَارِیُّ بِجُزْءٍ مِنْ تِسْعَةٍ وَ لَا یَجُوزُ لَهُنَّ إِلَّا زَوْجٌ وَاحِدٌ مَعَ تِسْعَةِ أَجْزَاءٍ فَأُفْحِمَ فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَرَ أَنْ تَأْتِیَ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ بِقَارُورَةٍ مِنْ مَاءٍ وَ أَمَرَهُنَّ بِصَبِّهَا فِی إِجَّانَةٍ ثُمَّ أَمَرَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَغْرِفُ مَاءَهَا(1) فَقُلْنَ لَا یَتَمَیَّزُ مَاؤُنَا فَأَشَارَ علیه السلام إِلَی أَنْ لَا یُفَرِّقْنَ بَیْنَ الْأَوْلَادِ وَ یَبْطُلُ (2) النَّسَبُ وَ الْمِیرَاثُ.
وَ فِی رِوَایَةِ یَحْیَی بْنِ عَقِیلٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: لَا أَبْقَانِیَ اللَّهُ بَعْدَكَ یَا عَلِیُّ وَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَیْهِ فَقَالَتْ:
مَا تَرَی أَصْلَحَكَ اللَّهُ***وَ أَثْرَی لَكَ أَهْلًا
فِی فَتَاةٍ ذَاتِ بَعْلٍ***أَصْبَحَتْ تَطْلُبُ بَعْلًا
بَعْدَ إِذْنٍ مِنْ أَبِیهَا***أَ تَرَی ذَاكَ حَلَالًا(3)
فَأَنْكَرَ ذَلِكَ السَّامِعُونَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَحْضِرِینِی بَعْلَكِ فَأَحْضَرَتْهُ فَأَمَرَهُ بِطَلَاقِهَا فَفَعَلَ وَ لَمْ یَحْتَجَّ لِنَفْسِهِ بِشَیْ ءٍ فَقَالَ علیه السلام إِنَّهُ عِنِّینٌ فَأَقَرَّ الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَأَنْكَحَهَا رَجُلًا مِنْ غَیْرِ أَنْ تَقْضِیَ عِدَّةً.
أبو بكر الخوارزمی:
إذا عجز الرجال عن الإیقاع (4)*** فتطلیق الرجال إلی النساء
الرِّضَا علیه السلام: قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی امْرَأَةٍ مُحْصَنَةٍ فَجَرَ بِهَا غُلَامٌ صَغِیرٌ فَأَمَرَ عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ علیه السلام لَا یَجِبُ الرَّجْمُ إِنَّمَا یَجِبُ الْحَدُّ لِأَنَّ الَّذِی فَجَرَ بِهَا لَیْسَ بِمُدْرِكٍ وَ أَمَرَ عُمَرُ بِرَجُلٍ بِمِنًی مُحْصَنٍ فَجَرَ بِالْمَدِینَةِ أَنْ یُرْجَمَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 226
لَا یَجِبُ عَلَیْهِ الرَّجْمُ لِأَنَّهُ غَائِبٌ عَنْ أَهْلِهِ وَ أَهْلُهُ فِی بَلَدٍ آخَرَ إِنَّمَا یَجِبُ عَلَیْهِ الْحَدُّ فَقَالَ عُمَرُ لَا أَبْقَانِیَ اللَّهُ لِمُعْضِلَةٍ لَمْ یَكُنْ لَهَا أَبُو الْحَسَنِ.
عَمْرُو بْنُ شُعَیْبٍ وَ الْأَعْمَشُ وَ أَبُو الضُّحَی وَ الْقَاضِی أَبُو یُوسُفَ عَنْ مَسْرُوقٍ: أُتِیَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ نَكَحَتْ (1) فِی عِدَّتِهَا فَفَرَّقَ بَیْنَهُمَا وَ جَعَلَ صَدَاقَهَا فِی بَیْتِ الْمَالِ وَ قَالَ لَا أُجْبِرَ(2) مَهْراً رُدَّ نِكَاحُهُ وَ قَالَ لَا یَجْتَمِعَانِ أَبَداً فَبَلَغَ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ وَ إِنْ كَانُوا جَهِلُوا السُّنَّةَ لَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا وَ یُفَرَّقُ بَیْنَهُمَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَهُوَ خَاطِبٌ مِنَ الْخُطَّابِ فَخَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ فَقَالَ رُدُّوا الْجَهَالاتِ إِلَی السُّنَّةِ وَ رَجَعَ عُمَرُ إِلَی قَوْلِ عَلِیٍّ علیه السلام(3).
بیان: إنما ذكر ذلك مع مخالفته لمذاهب الشیعة فی كونه خاطبا من الخطاب لبیان اعترافهم بكونه علیه السلام أعلم منهم.
«7»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] وَ مِنْ ذَلِكَ ذَكَرَ الْجَاحِظُ عَنِ النَّظَّامِ فِی كِتَابِ الْفُتْیَا مَا ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ دَاوُدَ(4) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام جَارِیَةٌ یُقَالُ لَهَا فِضَّةُ فَصَارَتْ مِنْ بَعْدِهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام فَزَوَّجَهَا مِنْ أَبِی ثَعْلَبَةَ الْحَبَشِیِّ فَأَوْلَدَهَا ابْناً ثُمَّ مَاتَ عَنْهَا أَبُو ثَعْلَبَةَ وَ تَزَوَّجَهَا مِنْ بَعْدِهِ أَبُو مَلِیكٍ الْغَطْفَانِیُّ ثُمَّ تُوُفِّیَ ابْنُهَا مِنْ أَبِی ثَعْلَبَةَ فَامْتَنَعَتْ مِنْ أَبِی مَلِیكٍ أَنْ یَقْرَبَهَا فَاشْتَكَاهَا إِلَی عُمَرَ وَ ذَلِكَ فِی أَیَّامِهِ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ مَا یَشْتَكِی مِنْكِ أَبُو مَلِیكٍ یَا فِضَّةُ فَقَالَتْ أَنْتَ تَحْكُمُ فِی ذَلِكَ وَ مَا یَخْفَی عَلَیْكَ قَالَ عُمَرُ مَا أَجِدُ لَكِ رُخْصَةً قَالَتْ یَا أَبَا حَفْصٍ ذَهَبَ بِكَ الْمَذَاهِبُ إِنَّ ابْنِی مِنْ غَیْرِهِ مَاتَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَبْرِئَ نَفْسِی بِحَیْضَةٍ فَإِذَا أَنَا حِضْتُ عَلِمْتُ أَنَّ ابْنِی مَاتَ وَ لَا أَخَ لَهُ وَ إِنْ كُنْتُ حَامِلًا كَانَ الْوَلَدُ فِی بَطْنِی أخوه [أَخَاهُ] فَقَالَ عُمَرُ شَعْرَةٌ مِنْ آلِ أَبِی طَالِبٍ أَفْقَهُ
ص: 227
مِنْ عَدِیٍ (1).
بیان: یحتمل أن یكون الامتناع لوجه آخر و إنما ألزم عمر بذلك لقوله بالعصبة أو لئلا یأخذ عمر منه بقیة المال لقوله بالعصبة و لا یضر كونه أخا المیت لأمه لأنهم یورثون الإخوة و إن كانوا للأم مع الأم قال ابن حزم من علماء العامة فی كتاب المحلی بعد نفی العول جوابا عما ألزم علیه من التناقض فیما إذا خلف المیت زوجا و أما و أختین لأم قال فللزوج النصف بالقرآن و للأم الثلث بالقرآن فلم یبق إلا السدس فلیس للإخوة للأم غیره انتهی و یحتمل أن یكون لها ولد آخر و إنما احتاطت لئلا یتوهم وجود الأخوین فیحجبانها عن الثلث إلی السدس و هذا أیضا مبنی علی عدم اشتراط وجود الأب فی الحجب و لا انفصالهما و لا كونهما لأب و كل ذلك موافق للمشهور بینهم و كل ذلك جار فیما سیأتی من خبر ابن عباس.
«8»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ: أَنَّ عُمَرَ حَكَمَ عَلَی خَمْسَةِ نَفَرٍ فِی زِنًا بِالرَّجْمِ فَخَطَّأَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی ذَلِكَ وَ قَدَّمَ وَاحِداً فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَ قَدَّمَ الثَّانِیَ فَرَجَمَهُ وَ قَدَّمَ الثَّالِثَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ وَ قَدَّمَ الرَّابِعَ فَضَرَبَهُ نِصْفَ الْحَدَّ خَمْسِینَ جَلْدَةً وَ قَدَّمَ الْخَامِسَ فَعَزَّرَهُ فَقَالَ عُمَرُ كَیْفَ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام أَمَّا الْأَوَّلُ فَكَانَ ذِمِّیّاً زَنَی بِمُسْلِمَةٍ فَخَرَجَ عَنْ ذِمَّتِهِ وَ أَمَّا الثَّانِی فَرَجُلٌ مُحْصَنٌ زَنَی فَرَجَمْنَاهُ وَ أَمَّا الثَّالِثُ فَغَیْرُ مُحْصَنٍ فَضَرَبْنَاهُ الْحَدَّ وَ أَمَّا الرَّابِعُ فَعَبْدٌ زَنَی فَضَرَبْنَاهُ نِصْفَ الْحَدِّ وَ أَمَّا الْخَامِسُ فَمَغْلُوبٌ عَلَی عَقْلِهِ مَجْنُونٌ فَعَزَّرْنَاهُ فَقَالَ عُمَرُ لَا عِشْتُ فِی أُمَّةٍ لَسْتَ فِیهَا یَا أَبَا الْحَسَنِ (2).
كا، [الكافی] علی بن إبراهیم مرفوعا: مثله (3).
«9»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْمِنْهَالُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِدٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِسَارِقٍ فَقَطَعَهُ ثُمَّ أُتِیَ بِهِ الثَّانِیَةَ فَقَطَعَهُ ثُمَّ أُتِیَ بِهِ الثَّالِثَةَ فَأَرَادَ قَطْعَهُ فَقَالَ عَلِیٌ
ص: 228
علیه السلام لَا تَفْعَلْ قَدْ قَطَعْتَ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ لَكِنِ احْبِسْهُ.
إِحْیَاءُ عُلُومِ الدِّینِ عَنِ الْغَزَّالِیِّ: أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ قَالَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَوْ لَا أَنِّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُقَبِّلُكَ لَمَا قَبَّلْتُكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام بَلْ هُوَ یَضُرُّ وَ یَنْفَعُ فَقَالَ وَ كَیْفَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی الذُّرِّیَّةِ كَتَبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ كِتَاباً ثُمَّ أَلْقَمَهُ هَذَا الْحَجَرَ فَهُوَ یَشْهَدُ لِلْمُؤْمِنِ بِالْوَفَاءِ وَ یَشْهَدُ عَلَی الْكَافِرِ بِالْجُحُودِ قِیلَ فَذَلِكَ قَوْلُ النَّاسِ عِنْدَ الِاسْتِلَامِ اللَّهُمَّ إِیمَاناً بِكَ وَ تَصْدِیقاً بِكِتَابِكَ وَ وَفَاءً بِعَهْدِكَ.
هذا ما رواه أبو سعید الخدری.
وَ فِی رِوَایَةِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَا تَقُلْ ذَلِكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا فَعَلَ فِعْلًا وَ لَا سَنَّ سُنَّةً إِلَّا عَنْ أَمْرِ اللَّهِ نَزَلَ عَلَی حِكْمَةٍ(1) وَ ذَكَرَ بَاقِیَ الْحَدِیثِ.
فَضَائِلُ الْعَشَرَةِ: أَنَّهُ أُتِیَ عُمَرُ بِابْنٍ أَسْوَدَ انْتَفَی مِنْهُ أَبُوهُ فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ یُعَزِّرَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلرَّجُلِ هَلْ جَامَعْتَ أُمَّهُ فِی حَیْضِهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ فَلِذَلِكَ سَوَّدَهُ اللَّهُ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ.
وَ فِی رِوَایَةِ الْكَلْبِیِّ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَانْطَلِقَا فَإِنَّهُ ابْنُكُمَا وَ إِنَّمَا غَلَبَ الدَّمُ النُّطْفَةَ الْخَبَرَ.
الْقَاضِی النُّعْمَانُ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمَّادٍ الْقَتَّادِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بِمِنًی إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِیٌّ وَ مَعَهُ ظَهْرٌ(2) فَقَالَ لِی عُمَرُ سَلْهُ هَلْ یَبِیعُ الظَّهْرَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ نَعَمْ فَقَامَ إِلَیْهِ فَاشْتَرَی مِنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ بَعِیراً ثُمَّ قَالَ یَا أَنَسُ أَلْحِقْ هَذَا الظَّهْرَ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ جَرِّدْهَا مِنْ أَحْلَاسِهَا وَ أَقْتَابِهَا(3) فَقَالَ عُمَرُ إِنَّمَا اشْتَرَیْتُهَا بِأَحْلَاسِهَا وَ أَقْتَابِهَا فَاسْتَحْكَمَا عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ كُنْتَ اشْتَرَطْتَ (4)
ص: 229
عَلَیْهِ أَقْتَابَهَا وَ أَحْلَاسَهَا فَقَالَ عُمَرُ لَا قَالَ فَجَرِّدْهَا لَهُ فَإِنَّمَا لَكَ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ یَا أَنَسُ جَرِّدْهَا وَ ادْفَعْ أَقْتَابَهَا وَ أَحْلَاسَهَا إِلَی الْأَعْرَابِیِّ وَ أَلْحِقْهَا بِالظَّهْرِ فَفَعَلْتُ.
وَ فِیهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی خَالِدٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بِمَالٍ فَقَسَمَهُ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فَاسْتَشَارَ فِیهَا مَنْ حَضَرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالُوا خُذْهَا لِنَفْسِكَ فَإِنَّكَ إِنْ قَسَمْتَهَا لَمْ یُصِبْ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهَا إِلَّا مَا لَا یُلْتَفَتُ إِلَیْهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اقْسِمْهَا أَصَابَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُمْ فَالْقَلِیلُ فِی ذَلِكَ وَ الْكَثِیرُ سَوَاءٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ وَ یَدٌ لَكَ مَعَ أَیَادٍ لَمْ أَجْزِكَ بِهَا.
وَ فِیهِ قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِیُّ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ إِنِّی طَلَّقْتُ امْرَأَتِی فِی الشِّرْكِ تَطْلِیقَةً وَ فِی الْإِسْلَامِ تَطْلِیقَتَیْنِ فَمَا تَرَی فَسَكَتَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مَا تَقُولُ قَالَ كَمَا أَنْتَ حَتَّی یَجِی ءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ قُصَّ عَلَیْهِ قِصَّتَكَ فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَدَمَ الْإِسْلَامُ مَا كَانَ قَبْلَهُ هِیَ عِنْدَكَ عَلَی وَاحِدَةٍ(1).
بیان: قوله و ید لك مع أیاد أی هذه نعمة من نعمك الكثیرة التی لا أستطیع أن أجزیك بها و أشكرك علیها.
«10»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِیُّ وَ الْقَاضِی النُّعْمَانُ فِی كِتَابَیْهِمَا قَالا: رُفِعَ إِلَی عُمَرَ أَنَّ عَبْداً قَتَلَ مَوْلَاهُ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ فَدَعَاهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَ قَتَلْتَ مَوْلَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَلِمَ قَتَلْتَهُ قَالَ غَلَبَنِی عَلَی نَفْسِی وَ أَتَانِی فِی ذَاتِی فَقَالَ لِأَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ أَ دَفَنْتُمْ وَلِیَّكُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ وَ مَتَی دَفَنْتُمُوهُ قَالُوا السَّاعَةَ قَالَ لِعُمَرَ احْبِسْ هَذَا الْغُلَامَ فَلَا تُحْدِثْ فِیهِ حَدَثاً حَتَّی تَمُرَّ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ ثُمَّ قُلْ (2) لِأَوْلِیَاءِ الْمَقْتُولِ إِذَا مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ فَاحْضُرُونَا فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ حَضَرُوا فَأَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِ عُمَرَ وَ خَرَجُوا ثُمَّ وَقَفَ عَلَی قَبْرِ الرَّجُلِ الْمَقْتُولِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِأَوْلِیَائِهِ هَذَا قَبْرُ صَاحِبِكُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ احْفِرُوا فَحَفَرُوا حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی اللَّحْدِ
ص: 230
فَقَالَ علیه السلام أَخْرِجُوا مَیِّتَكُمْ فَنَظَرُوا إِلَی أَكْفَانِهِ فِی اللَّحْدِ وَ لَمْ یَجِدُوهُ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ یَعْمَلْ مِنْ أُمَّتِی عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ثُمَّ یَمُوتُ عَلَی ذَلِكَ (1) فَهُوَ مُؤَجَّلٌ إِلَی أَنْ یُوضَعَ فِی لَحْدِهِ فَإِذَا وُضِعَ فِیهِ لَمْ یَمْكُثْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ حَتَّی تَقْذِفَهُ الْأَرْضُ إِلَی جُمْلَةِ قَوْمِ لُوطٍ الْمُهْلَكِینَ فَیُحْشَرَ مَعَهُمْ.
وَ ذَكَرَ فِیهِمَا عُمَرُ بْنُ حَمَّادٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَدِمَ قَوْمٌ مِنَ الشَّامِ حُجَّاجاً فَأَصَابُوا أُدْحِیَّ نَعَامَةٍ فِیهِ خَمْسُ بَیْضَاتٍ وَ هُمْ مُحْرِمُونَ فَشَوَوْهُنَّ وَ أَكَلُوهُنَّ ثُمَّ قَالُوا مَا أَرَانَا إِلَّا وَ قَدْ أَخْطَأْنَا وَ أَصَبْنَا الصَّیْدَ وَ نَحْنُ مُحْرِمُونَ فَأَتَوُا الْمَدِینَةَ وَ قَصُّوا عَلَی عُمَرَ الْقِصَّةَ فَقَالَ انْظُرُوا إِلَی قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ لِیَحْكُمُوا فِیهِ فَسَأَلُوا جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ فَاخْتَلَفُوا فِی الْحُكْمِ فِی ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَهَاهُنَا رَجُلٌ كُنَّا أُمِرْنَا إِذَا اخْتَلَفْنَا فِی شَیْ ءٍ فَیَحْكُمُ فِیهِ فَأَرْسَلَ إِلَی امْرَأَةٍ یُقَالُ لَهَا عَطِیَّةُ فَاسْتَعَارَ مِنْهَا أَتَاناً(2) فَرَكِبَهَا وَ انْطَلَقَ بِالْقَوْمِ مَعَهُ حَتَّی أَتَی عَلِیّاً وَ هُوَ بِیَنْبُعَ فَخَرَجَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَتَلَقَّاهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ هَلَّا أَرْسَلْتَ إِلَیْنَا فَنَأْتِیَكَ فَقَالَ عُمَرُ الْحَكَمُ یُؤْتَی فِی بَیْتِهِ فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقَوْمُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِعُمَرَ مُرْهُمْ فَلْیَعْمِدُوا إِلَی خَمْسِ قَلَائِصَ (3) مِنَ الْإِبِلِ فَلْیُطْرِقُوهَا لِلْفَحْلِ فَإِذَا أُنْتِجَتْ (4) أَهْدَوْا مَا نُتِجَ مِنْهَا جَزَاءً عَمَّا أَصَابُوا فَقَالَ عُمَرُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ النَّاقَةَ قَدْ تُجْهِضُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ كَذَلِكَ الْبَیْضَةُ قَدْ تَمْرُقُ فَقَالَ عُمَرُ فَلِهَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ (5).
بیان: قال الجوهری مدحی النعامة موضع بیضها و أدحیها موضعها الذی تفرخ فیه و هو أفعول من دحوت لأنها تدحوه برجلها ثم تبیض فیه (6).
ص: 231
و أجهضت الناقة أی أسقطت و مرقت البیضة أی فسدت و قال المیدانی فی مجمع الأمثال و شارح اللباب و غیرهما فی المثل السائر فی بیته یؤتی الحكم هذا ما زعمت العرب عن ألسن البهائم قال إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا یختصمان إلی الضب فقالت الأرنب یا أبا الحسل (1) فقال سمیعا دعوت قالت أتیناك لنختصم إلیك قال عادلا حكمتما قالت فاخرج إلینا قال فی بیته یؤتی الحكم قالت وجدت (2) تمرة قال حلوة فكلیها قالت فاختلسها الثعلب قال لنفسه بغی الخیر قالت فلطمته قال بحقك أخذت قالت فلطمنی قال حر انتصر قالت فاقض بیننا قال حدث حدثین امرأة فإن أبت فأربعة(3) فذهبت أقواله كلها أمثالا انتهی (4).
«11»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: وَ رُوِیَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ فِی امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ فَذَكَرُوا أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام حَكَمَ بِأَنَّهَا لَا تَتَزَوَّجُ حَتَّی یَجِی ءَ نَعْیُ مَوْتِهِ وَ قَالَ هِیَ امْرَأَةٌ ابْتُلِیَتْ فَلْتَصْبِرْ وَ قَالَ عُمَرُ تَتَرَبَّصُ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ یُطَلِّقُهَا وَلِیُّ زَوْجِهَا ثُمَّ تَتَرَبَّصُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً ثُمَّ رَجَعَ إِلَی قَوْلِ عَلِیٍّ علیه السلام(5).
بیان: هذا مخالف للمشهور بیننا و إنما ذكره لاعترافهم برجوع الخلفاء إلی قوله علیه السلام.
«12»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: وَ كَانَ الْهَیْثَمُ فِی جَیْشٍ فَلَمَّا جَاءَ جَاءَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَ قُدُومِهِ بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ بِوَلَدٍ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مِنْهَا وَ جَاءَ بِهِ عُمَرُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا فَأَدْرَكَهَا
ص: 232
عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرْجَمَ ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ ارْبَعْ عَلَی نَفْسِكَ (1) إِنَّهَا صَدَقَتْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(2) وَ قَالَ وَ الْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَیْنِ كامِلَیْنِ (3) فَالْحَمْلُ وَ الرَّضَاعُ ثَلَاثُونَ شَهْراً فَقَالَ عُمَرُ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ وَ خَلَّی سَبِیلَهَا وَ أَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالرَّجُلِ.
شرح ذلك أقل الحمل أربعون یوما و هو زمن انعقاد النطفة و أقله لخروج الولد حیا ستة أشهر و ذلك لأن النطفة تبقی فی الرحم أربعین یوما ثم تصیر علقة أربعین یوما ثم تصیر مضغة أربعین یوما ثم تتصور فی أربعین یوما و تلجها الروح فی عشرین یوما فذلك ستة أشهر فیكون الفطام فی أربعة و عشرین شهرا فیكون الحمل فی ستة أشهر.
وَ رَوَی شَرِیكٌ وَ غَیْرُهُ: أَنَّ عُمَرَ أَرَادَ بَیْعَ أَهْلِ السَّوَادِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ هَذَا مَالٌ أَصَبْتُمْ وَ لَنْ تُصِیبُوا مِثْلَهُ وَ إِنْ بِعْتُمْ (4) فَبَقِیَ مَنْ یَدْخُلُ فِی الْإِسْلَامِ لَا شَیْ ءَ لَهُ قَالَ فَمَا أَصْنَعُ قَالَ دَعْهُمْ شَوْكَةً لِلْمُسْلِمِینَ فَتَرَكَهُمْ عَلَی أَنَّهُمْ عَبِیدٌ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ فَنَصِیبِی مِنْهُ حُرٌّ.
أَحْمَدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ الطَّائِیُّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ أَقَرَّ رَجُلٌ بِقَتْلِ ابْنِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَفَعَهُ عُمَرُ إِلَیْهِ لِیَقْتُلَهُ بِهِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَتَیْنِ بِالسَّیْفِ حَتَّی ظَنَّ أَنَّهُ هَلَكَ فَحُمِلَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ بِهِ رَمَقٌ فَبَرَأَ الْجُرْحُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَلَقِیَهُ الْأَبُ وَ جَرَّهُ إِلَی عُمَرَ فَدَفَعَهُ إِلَیْهِ عُمَرُ فَاسْتَغَاثَ الرَّجُلُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لِعُمَرَ مَا هَذَا الَّذِی حَكَمْتَ بِهِ عَلَی هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ قَالَ أَ لَمْ یَقْتُلْهُ مَرَّةً قَالَ قَدْ قَتَلَهُ ثُمَّ عَاشَ قَالَ فَیُقْتَلُ مَرَّتَیْنِ فَبُهِتَ ثُمَّ قَالَ فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ فَخَرَجَ علیه السلام فَقَالَ لِلْأَبِ أَ لَمْ تَقْتُلْهُ مَرَّةً قَالَ بَلَی فَیَبْطُلُ دَمُ ابْنِی قَالَ لَا وَ لَكِنَ
ص: 233
الْحُكْمَ أَنْ تُدْفَعَ إِلَیْهِ فَیَقْتَصَّ مِنْكَ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ بِهِ ثُمَّ تَقْتُلَهُ بِدَمِ ابْنِكَ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ الْمَوْتُ وَ لَا بُدَّ مِنْهُ قَالَ لَا بُدَّ أَنْ یَأْخُذَ بِحَقِّهِ قَالَ فَإِنِّی قَدْ صَفَحْتُ عَنْ دَمِ ابْنِی وَ یَصْفَحُ لِی عَنِ الْقِصَاصِ فَكَتَبَ بَیْنَهُمَا كِتَاباً بِالْبَرَاءَةِ فَرَفَعَ عُمَرُ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْتُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ یَا أَبَا الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ(1).
بیان: هذا هو المشهور و فیه قول آخر و سیأتی الكلام فیه.
«13»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] قَیْسُ بْنُ الرَّبِیعِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ خِرَامٍ (2) الْأَسَدِیِّ: أَنَّهُ رُفِعَ إِلَی عُمَرَ مُنَازَعَةُ جَارِیَتَیْنِ تَنَازَعَتَا فِی ابْنٍ وَ بِنْتٍ فَقَالَ أَیْنَ أَبُو الْحَسَنِ مُفَرِّجُ الْكَرْبِ فَدُعِیَ لَهُ بِهِ فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَدَعَا بِقَارُورَتَیْنِ فَوَزَنَهُمَا ثُمَّ أَمَرَ كُلَّ وَاحِدَةٍ فَحَلَبَتْ فِی قَارُورَةٍ وَ وَزَنَ الْقَارُورَتَیْنِ فَرَجَحَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَی الْأُخْرَی فَقَالَ الِابْنُ لِلَّتِی لَبَنُهَا أَرْجَحُ وَ الْبِنْتُ لِلَّتِی لَبَنُهَا أَخَفُّ فَقَالَ عُمَرُ مِنْ أَیْنَ قُلْتَ ذَلِكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلذَّكَرِ مِثْلَ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ وَ قَدْ جَعَلَتِ الْأَطِبَّاءُ ذَلِكَ أَسَاساً فِی الِاسْتِدْلَالِ عَلَی الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَی.
تَهْذِیبُ الْأَحْكَامِ، زُرَارَةُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَصْحَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا تَقُولُونَ فِی الرَّجُلِ یَأْتِی أَهْلَهُ فَیُخَالِطُهَا فَلَا یُنْزِلُ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ(3) وَ قَالَ الْمُهَاجِرُونَ إِذَا الْتَقَی الْخِتَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ عَلَیْهِ الْغُسْلُ فَقَالَ عُمَرُ مَا تَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ علیه السلام أَ تُوجِبُونَ عَلَیْهِ الرَّجْمَ وَ الْحَدَّ وَ لَا تُوجِبُونَ عَلَیْهِ صَاعاً مِنْ مَاءٍ إِذَا الْتَقَی الْخِتَانَانِ وَجَبَ عَلَیْهِ الْغُسْلُ.
أَبُو الْمَحَاسِنِ الرُّویَانِیُّ فِی الْأَحْكَامِ: أَنَّهُ وُلِدَ فِی زَمَانِهِ مُولَدَانِ مُلْتَصِقَانِ أَحَدُهُمَا حَیٌّ وَ الْآخَرُ مَیِّتٌ فَقَالَ عُمَرُ یُفْصَلُ بَیْنَهُمَا بِحَدِیدٍ فَأَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ یُدْفَنَ الْمَیِّتُ وَ یُرْضَعُ الْحَیُّ فَفُعِلَ ذَلِكَ فَتَمَیَّزَ الْحَیُّ مِنَ الْمَیِّتِ بَعْدَ أَیَّامٍ
ص: 234
وَ هَمَّ عُمَرُ أَنْ یَأْخُذَ حَلْیَ الْكَعْبَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِینَ فَقَسَمُوهَا بَیْنَ الْوَرَثَةِ فِی الْفَرَائِضِ وَ الْفَیْ ءُ فَقَسَمَهُ عَلَی مُسْتَحِقِّهِ وَ الْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللَّهُ حَیْثُ وَضَعَهُ وَ الصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَیْثُ جَعَلَهَا وَ كَانَ حَلْیُ الْكَعْبَةِ یَوْمَئِذٍ فَتَرَكَهُ عَلَی حَالِهِ وَ لَمْ یَتْرُكْهُ نِسْیَاناً وَ لَمْ یَخْفَ عَلَیْهِ مَكَانُهُ فَأَقِرَّهُ حَیْثُ أَقَرَّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ عُمَرُ لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا وَ تَرَكَ الْحَلْیَ بِمَكَانِهِ.
الْوَاحِدِیُّ فِی الْبَسِیطِ وَ ابْنُ مَهْدِیٍّ فِی نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ قَالَ: لَمَّا انْهَزَمَ إسفیذهمیار قَالَ عُمَرُ مَا هُمْ بِیَهُودَ وَ لَا نَصَارَی وَ لَا لَهُمْ كِتَابٌ وَ كَانُوا مَجُوساً فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَلَی كَانَ لَهُمْ كِتَابٌ وَ لَكِنَّهُ رُفِعَ وَ ذَلِكَ أَنَّ مَلِكاً لَهُمْ سَكِرَ فَوَقَعَ عَلَی ابْنَتِهِ أَوْ قَالَ عَلَی أُخْتِهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ كَیْفَ الْخُرُوجُ مِنْهَا قَالَ تَجْمَعُ أَهْلَ مَمْلَكَتِكَ فَتُخْبِرُهُمْ أَنَّكَ تَرَی ذَلِكَ حَلَالًا وَ تَأْمُرُهُمْ أَنْ یُحِلُّوهُ فَجَمَعَهُمْ وَ أَخْبَرَهُمْ أَنْ یُتَابِعُوهُ فَأَبَوْا أَنْ یُتَابِعُوهُ فَخَدَّ لَهُمْ خُدُوداً(1) فِی الْأَرْضِ وَ أَوْقَدَ فِیهَا النِّیرَانَ وَ عَرَضَهُمْ عَلَیْهَا فَمَنْ أَبَی قَبُولَ ذَلِكَ قَذَفَهُ فِی النَّارِ وَ مَنْ أَجَابَ خَلَّی سَبِیلَهُ.
وَ رَوَی جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ وَ عُمَرُ بْنُ أَوْسٍ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ اللَّفْظُ لَهُ: أَنَّ عُمَرَ قَالَ لَا أَدْرِی مَا أَصْنَعُ بِالْمَجُوسِ أَیْنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالُوا هَا هُوَ ذَا فَجَاءَ فَقَالَ مَا سَمِعْتَ عَلِیّاً یَقُولُ فِی الْمَجُوسِ فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْمَعْهُ فَاسْأَلْهُ عَنْ ذَلِكَ فَمَضَی ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (2) ثُمَّ أَفْتَاهُ.
الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُنَّا فِی جِنَازَةٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِزَوْجِ أُمِّ الْغُلَامِ أَمْسِكْ عَنِ امْرَأَتِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَ لِمَ یُمْسِكُ عَنِ امْرَأَتِهِ أَ خَرَجَ مِمَّا جِئْتَ (3) بِهِ قَالَ نَعَمْ نُرِیدُ أَنْ تَسْتَبْرِئَ رحمهما [رَحِمَهَا] فَلَا یُلْقَی فِیهَا شَیْ ءٌ فَیَسْتَوْجِبَ
ص: 235
بِهِ الْمِیرَاثَ مِنْ أَخِیهِ وَ لَا مِیرَاثَ لَهُ فَقَالَ عُمَرُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ مُعْضِلَةٍ لَا عَلِیَّ لَهَا.
وَ فِی أَرْبَعِینِ الْخَطِیبِ قَالَ ابْنُ سِیرِینَ: إِنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّاسَ وَ قَالَ كَمْ یَتَزَوَّجُ الْمَمْلُوكُ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام إِیَّاكَ أَعْنِی یَا صَاحِبَ الْمَغَافِرِیِ (1) رِدَاءٌ كَانَ عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام ثِنْتَیْنِ.
وَ فِی غَرِیبِ الْحَدِیثِ عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ أَیْضاً قَالَ أَبُو صَبْرَةَ: جَاءَ رَجُلَانِ إِلَی عُمَرَ فَقَالا لَهُ مَا تَرَی فِی طَلَاقِ الْأَمَةِ فَقَامَ إِلَی حَلْقَةٍ فِیهَا رَجُلٌ أَصْلَعُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ (2) اثْنَتَانِ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمَا فَقَالَ اثْنَتَانِ فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا جِئْنَاكَ وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَسَأَلْنَاكَ عَنْ طَلَاقِ الْأَمَةِ فَجِئْتَ إِلَی رَجُلٍ فَسَأَلْتَهُ فَوَ اللَّهِ مَا كَلَّمَكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ وَیْلَكَ أَ تَدْرِی مَنْ هَذَا هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وُضِعَتْ فِی كِفَّةٍ وَ وُضِعَ إِیمَانُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی كِفَّةٍ لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ رَوَاهُ مَصْقَلَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
الْعَبْدِیُّ:
إِنَّا رُوِّینَا فِی الْحَدِیثِ خَبَراً***یَعْرِفُهُ سَائِرُ مَنْ كَانَ رَوَی
أَنَّ ابْنَ خَطَّابٍ أَتَاهُ رَجُلٌ***فَقَالَ كَمْ عِدَّةُ تَطْلِیقِ الْإِمَا
فَقَالَ یَا حَیْدَرُ كَمْ تَطْلِیقَةٌ***لِلْأَمَةِ اذْكُرْهُ فَأَومَی الْمُرْتَضَی
بِإِصْبَعَیْهِ فَثَنَی الْوَجْهَ إِلَی***سَائِلِهِ قَالَ اثْنَتَانِ وَ انْثَنَی
قَالَ لَهُ تَعْرِفُ هَذَا قَالَ لَا***قَالَ لَهُ هَذَا عَلِیٌّ ذُو الْعُلَا
وَ أَمَّا مَا وَقَعَ مِنْ قَضَایَاهُ علیه السلام فِی عَهْدِ عُثْمَانَ فَفِی كَشَّافِ الثَّعْلَبِیِّ وَ أَرْبَعِینِ الْخَطِیبِ وَ مُوَطَّإِ مَالِكٍ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ نَعْجَةَ بْنِ بَدْرٍ الْجُهَنِیِ (3) أَنَّهُ أُتِیَ بِامْرَأَةٍ قَدْ
ص: 236
وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنْ خَاصَمَتْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ خَصَمَتْكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(1) ثُمَّ قَالَ وَ الْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَیْنِ كامِلَیْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ(2) فَحَوْلَانِ مُدَّةُ الرَّضَاعِ وَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ مُدَّةُ الْحَمْلِ فَقَالَ عُثْمَانُ رُدُّوهَا ثُمَّ قَالَ مَا عِنْدَ عُثْمَانَ بَعْدَ أَنْ بَعَثَ إِلَیْهَا تَرَدٍّ(3).
سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِیَّةَ ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ مُدَّةٍ فَذَكَرَتِ الْأَنْصَارِیَّةُ الَّتِی طَلَّقَهَا أَنَّهَا فِی عِدَّتِهَا وَ قَامَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ الْبَیِّنَةُ بِمِیرَاثِهَا مِنْهُ فَلَمْ یَدْرِ مَا یَحْكُمُ بِهِ وَ رَدَّهُمْ (4) إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ تَحْلِفُ أَنَّهَا لَمْ تَحِضْ بَعْدَ أَنْ طَلَّقَهَا ثَلَاثَ حِیَضٍ وَ تَرِثُهُ فَقَالَ عُثْمَانُ لِلْهَاشِمِیَّةِ هَذَا قَضَاءُ ابْنِ عَمِّكِ قَالَتْ قَدْ رَضِیتُهُ فَلْتَحْلِفْ وَ تَرِثُ فَتَحَرَّجَتِ (5) الْأَنْصَارِیَّةُ مِنَ الْیَمِینِ وَ تَرَكَتِ الْمِیرَاثَ.
مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ أَبِی یَعْلَی رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِیُّ: أَنَّهُ اصْطَادَ أَهْلُ الْمَاءِ حَجَلًا(6) فَطَبَخُوهُ وَ قَدَّمُوا إِلَی عُثْمَانَ وَ أَصْحَابِهِ فَأَمْسَكُوا فَقَالَ عُثْمَانُ صَیْدٌ لَمْ نَصِدْهُ وَ لَمْ نَأْمُرْ بِصَیْدِهِ اصْطَادَهُ قَوْمٌ حِلٌّ فَأَطْعَمُونَاهُ فَمَا بِهِ بَأْسٌ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ عَلِیّاً یَكْرَهُ هَذَا فَبَعَثَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَجَاءَ وَ هُوَ غَضْبَانُ مُلَطِّخٌ یَدَیْهِ (7) بِالْخَبَطِ
ص: 237
فَقَالَ لَهُ إِنَّكَ لَكَثِیرُ الْخِلَافِ عَلَیْنَا فَقَالَ علیه السلام اذْكُرُوا اللَّهَ مَنْ شَهِدَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَی بِعَجُزِ حِمَارٍ وَحْشِیٍّ وَ هُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ إِنَّا مُحْرِمُونَ فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ ثُمَّ قَالَ اذْكُرُوا اللَّهَ رَجُلًا شَهِدَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِخَمْسِ بَیْضَاتٍ مِنْ بَیْضِ النَّعَامِ فَقَالَ إِنَّا مُحْرِمُونَ فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَامَ عُثْمَانُ وَ دَخَلَ فُسْطَاطَهُ وَ تَرَكَ الطَّعَامَ عَلَی أَهْلِ الْمَاءِ(1).
بیان: الخبط محركة ورق ینفض بالمخابط و یجفف و یطحن و یخلط بدقیق أو غیره و یوجف بالماء فتؤجره الإبل.
«14»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] ابْنُ مَهْدِیٍّ فِی نُزْهَةِ الْأَبْصَارِ وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْمُسْتَقْصَی عَنِ ابْنِ سِیرِینَ وَ شُرَیْحٍ الْقَاضِی: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَأَی شَابّاً یَبْكِی فَسَأَلَ علیه السلام عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ أَبِی سَافَرَ مَعَ هَؤُلَاءِ فَلَمْ یَرْجِعْ حِینَ رَجَعُوا وَ كَانَ ذَا مَالٍ عَظِیمٍ فَرَفَعْتُهُمْ إِلَی شُرَیْحٍ فَحَكَمَ عَلَیَّ فَقَالَ علیه السلام مُتَمَثِّلًا:
أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَ سَعْدٌ مُشْتَمِلٌ***یَا سَعْدُ مَا تَرْوَی عَلَی هَذَا الْإِبِلِ
ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَهْوَنَ السَّقْیِ التَّشْرِیعُ أَیْ كَانَ یَنْبَغِی لِشُرَیْحٍ أَنْ یَسْتَقْصِیَ فِی الِاسْتِكْشَافِ عَنْ خَبَرِ الرَّجُلِ وَ لَا یَقْتَصِرُ عَلَی طَلَبِ الْبَیِّنَةِ(2).
بیان: قوله علیه السلام أوردها سعد مثل سائر ضربه صلوات اللّٰه علیه لبیان أن شریحا لا یأتی (3) منه القضاء و لا یحسنه و الاشتمال و الشمال ككتاب شی ء كمخلاة یغطی بها ضرع الشاة إذا أثقلت و شملها یشملها علی الشمال و شده و الإبل إحضارها الماء للشرب.
و قال المیدانی فی مجمع الأمثال فی شرح هذا البیت هذا سعد بن زید بن مناة أخو مالك بن زید(4) و مالك هذا من سبط تمیم بن مر(5) و كان یحمق إلا أنه كان
ص: 238
آبل أهل زمانه ثم إنه تزوج و بنی بامرأته فأورد الإبل أخوه سعد و لم یحسن القیام علیها و الرفق بها فقال مالك:
أوردها سعد و سعد مشتمل***ما هكذا تورد یا سعد الإبل (1).
و یروی یا سعد لا تروی بها ذاك الإبل فقال سعد مجیبا له:
تظل یوم وردها مزعفرا(2)*** و هی خناطیل تجوس الخضرا
قالوا یضرب لمن أدرك المراد بلا تعب و الصواب أن یقال یضرب لمن قصر فی طلب الأمر انتهی كلامه (3).
یقال فلان آبل الناس أی أعلمهم برعی الإبل و المزعفر المصبوغ بالزعفران و الأسد و الخناطیل قطعان البقر(4) و الجوس الطلب أی تصیر یوم و ورودها علی الماء كالأسد أو كجماعة البقر تطلب الخضر فی المراعی لقوتها و قیل إن سعدا أورد الإبل الماء للسقی من دون احتیاط منه فی إیرادها الماء حتی تزاحمت و نزع منها ما علق علیها الذی یقال له الشمال فقوله سعد مشتمل إشارة إلی هذا كما أومأنا إلیه سابقا.
قوله إن أهون السقی التشریع قال الجزری أشرع ناقته أدخلها فی شریعة الماء و
منه حدیث علی علیه السلام: إن أهون السقی التشریع.
هو إیراد أصحاب الإبل إبلهم شریعة لا یحتاج معها إلی الاستقاء من البئر و قیل معناه أن سقی الإبل هو أن تورد شریعة الماء أولا ثم یستقی لها یقول فإذا اقتصر علی أن
ص: 239
یوصلها إلی الشریعة فیتركها و لا یستقی لها(1) فإن هذا أهون السقی و أسهله مقدور علیه لكل أحد و إنما السقی التام أن ترویها انتهی (2).
و قال المیدانی أهون هنا من الهون و الهوینا بمعنی السهولة و التشریع أن تورد الإبل ماء لا یحتاج إلی متحه (3) بل تشرع فیه الإبل شروعا یضرب لمن یأخذ الأمر بالهوینا و لا یستقصی
یُقَالُ: فُقِدَ رَجُلٌ فَاتَّهَمَ أَهْلُهُ أَصْحَابَهُ فَرُفِعَ إِلَی شُرَیْحٍ فَسَأَلَهُمُ الْبَیِّنَةَ فِی قَتْلِهِ (4) فَارْتَفَعُوا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ شُرَیْحٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام :
أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَ سَعْدٌ مُشْتَمِلٌ***یَا سَعْدُ لَا تَرْوَی عَلَی هَذَا الْإِبِلُ
ثُمَّ قَالَ أَهْوَنُ السَّقْیِ التَّشْرِیعُ ثُمَّ فَرَّقَ بَیْنَهُمْ وَ سَأَلَهُمْ فَاخْتَلَفُوا ثُمَّ أَقَرُّوا بِقَتْلِهِ.
انتهی (5).
«15»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أَبُو عُبَیْدٍ فِی غَرِیبِ الْحَدِیثِ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْهُ فَذَكَرَتْ أَنَّ زَوْجَهَا یَأْتِی جَارِیَتَهَا فَقَالَ علیه السلام إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً رَجَمْنَاهُ وَ إِنْ كُنْتِ كَاذِبَةً جَلَدْنَاكِ فَقَالَتْ رُدُّونِی إِلَی أَهْلِی غَیْرَی نَغِرَةٌ(6) إِنَّ مَعْنَاهُ جَوْفُهَا یَغْلِی مِنَ الْغَیْظِ وَ الْغَیْرَةِ(7).
بیان: روی فی النهایة هذا الخبر ثم قال غیری هو فعلی من الغیرة و قال نغرة أی مغتاظة تغلی جوفی (8) غلیان القدر یقال نغرت القدر تنغر إذا غلت (9).
ص: 240
«16»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] وَ رُوِیَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ: قَالَ فِیمَنْ غَشِیَ جَارِیَةَ امْرَأَتِهِ لَا حَدَّ عَلَیْهِ فَقَالَ علیه السلام أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ(1).
«17»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الْأَصْبَغُ: أَوْصَی رَجُلٌ وَ دَفَعَ إِلَی الْوَصِیِّ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ إِذَا أَدْرَكَ ابْنِی فَأَعْطِهِ مَا أَحْبَبْتَ مِنْهَا فَلَمَّا أَدْرَكَ اسْتَعْدَی عَلَیْهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لَهُ كَمْ تُحِبُّ أَنْ تُعْطِیَهُ قَالَ أَلْفَ دِرْهَمٍ قَالَ أَعْطِهِ تِسْعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَهِیَ الَّتِی أَحْبَبْتَ وَ خُذِ الْأَلْفَ (2).
بیان: لعله علم أن هذا مراد الموصی.
«18»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَادَّعَی عَلَیْهِ سَبْعِینَ دِرْهَماً ثَمَنَ نَاقَةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَعْرَابِیُّ أَ لَمْ تَسْتَوْفِ مِنِّی ذَلِكَ فَقَالَ لَا فَقَالَ النَّبِیُّ إِنِّی قَدْ أَوْفَیْتُكَ قَالَ الْأَعْرَابِیُّ قَدْ رَضِیتُ بِرَجُلٍ یَحْكُمُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُ فَتَحَاكَمَا إِلَی رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالَ الرَّجُلُ لِلْأَعْرَابِیِّ مَا تَدَّعِی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَبْعِینَ دِرْهَماً ثَمَنَ نَاقَةٍ بِعْتُهَا مِنْهُ فَقَالَ مَا تَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ قَدْ أَوْفَیْتُهُ فَقَالَ الْقُرَشِیُّ قَدْ أَقْرَرْتَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِحَقِّهِ فَإِمَّا أَنْ تُقِیمَ شَاهِدَیْنِ یَشْهَدَانِ بِأَنَّكَ قَدْ أَوْفَیْتَهُ وَ إِمَّا أَنْ تُوفِیَهُ السَّبْعِینَ الَّتِی یَدَّعِیهَا عَلَیْكَ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُغْضَباً یَجُرُّ رِدَاءَهُ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَأَقْصِدَنَّ مَنْ یَحْكُمُ بَیْنَنَا بِحُكْمِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ فَتَحَاكَمَ مَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام فَقَالَ لِلْأَعْرَابِیِّ مَا تَدَّعِی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَبْعِینَ دِرْهَماً ثَمَنَ نَاقَةٍ بِعْتُهَا مِنْهُ قَالَ مَا تَقُولُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَدْ أَوْفَیْتُهُ قَالَ یَا أَعْرَابِیُّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قَدْ أَوْفَیْتُكَ فَهَلْ صَدَقَ فَقَالَ لَا مَا أَوْفَانِی فَأَخْرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَیْفَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَ ضَرَبَ عُنُقَ الْأَعْرَابِیِ
ص: 241
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ لِمَ قَتَلْتَ الْأَعْرَابِیَّ قَالَ لِأَنَّهُ كَذَّبَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ كَذَّبَكَ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ وَ وَجَبَ قَتْلُهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِ (1) مَا أَخْطَأْتَ حُكْمَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ وَ لَا تَعُدْ إِلَی مِثْلِهَا(2).
«19»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَرِیفٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: لَا تَجِدُ عَلِیّاً یَقْضِی بِقَضَاءٍ إِلَّا وَجَدْتَ لَهُ أَصْلًا فِی السُّنَّةِ قَالَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ لَوِ اخْتَصَمَ إِلَیَّ رَجُلَانِ فَقَضَیْتُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ مَكَثَا أَحْوَالًا كَثِیرَةً ثُمَّ أَتَیَانِی فِی ذَلِكَ الْأَمْرِ لَقَضَیْتُ بَیْنَهُمَا قَضَاءً وَاحِداً لِأَنَّ الْقَضَاءَ لَا یَحُولُ وَ لَا یَزُولُ (3).
«20»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ تِسْعَةَ إِخْوَةٍ أَوْ عَشَرَةً فِی حَیٍّ مِنْ أَحْیَاءِ الْعَرَبِ كَانَتْ لَهُمْ أُخْتٌ وَاحِدَةٌ فَقَالُوا لَهَا كُلَّ مَا یَرْزُقُنَا اللَّهُ نَطْرَحُهُ بَیْنَ یَدَیْكِ فَلَا تَرْغَبِی فِی التَّزْوِیجِ فَحَمِیَّتُنَا لَا تَحْمِلُ ذَلِكِ فَوَافَقَتْهُمْ فِی ذَلِكَ وَ رَضِیَتْ بِهِ وَ قَعَدَتْ فِی خِدْمَتِهِمْ وَ هُمْ یُكْرِمُونَهَا فَحَاضَتْ یَوْماً فَلَمَّا طَهُرَتْ أَرَادَتِ الِاغْتِسَالَ وَ خَرَجَتْ إِلَی عَیْنِ مَاءٍ كَانَ بِقُرْبِ حَیِّهِمْ فَخَرَجَتْ مِنَ الْمَاءِ عَلَقَةٌ فَدَخَلَتْ فِی جَوْفِهَا وَ قَدْ جَلَسَتْ فِی الْمَاءِ فَمَضَتْ عَلَیْهَا الْأَیَّامُ وَ الْعَلَقَةُ تَكْبَرُ حَتَّی عَلَتْ بَطْنُهَا وَ ظَنَّ الْإِخْوَةُ أَنَّهَا حُبْلَی وَ قَدْ خَانَتْ فَأَرَادُوا قَتْلَهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَرْفَعُ أَمْرَهَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام فَإِنَّهُ یَتَوَلَّی ذَلِكَ فَأَخْرَجُوهَا إِلَی حَضْرَتِهِ وَ قَالُوا فِیهَا مَا ظَنُّوا بِهَا فَاسْتَحْضَرَ علیه السلام طَشْتاً مَمْلُوءاً بِالْحَمْأَةِ(4) وَ أَمَرَهَا أَنْ تَقْعُدَ عَلَیْهِ فَلَمَّا أَحَسَّتِ الْعَلَقَةُ بِرَائِحَةِ الْحَمْأَةِ نَزَلَتْ مِنْ جَوْفِهَا فَقَالُوا یَا عَلِیُّ أَنْتَ رَبُّنَا الْعَلِیُّ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ فَزَبَرَهُمْ (5) وَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عَنِ اللَّهِ بِأَنَّ هَذِهِ الْحَادِثَةَ تَقَعُ فِی هَذَا الْیَوْمِ فِی هَذَا
ص: 242
الشَّهْرِ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ(1).
«21»- شا، [الإرشاد]: فَأَمَّا الْأَخْبَارُ الَّتِی جَاءَتْ بِالْبَاهِرَةِ مِنْ قَضَایَاهُ فِی السُّنَنِ وَ أَحْكَامِهِ الَّتِی افْتَقَرَ إِلَیْهِ فِی عِلْمِهَا كَافَّةُ الْمُؤْمِنِینَ بَعْدَ الَّذِی أَثْبَتْنَاهُ مِنْ جُمْلَةٍ الْوَارِدِ فِی تَقَدُّمِهِ فِی الْعِلْمِ وَ تَبْرِیزِهِ عَلَی الْجَمَاعَةِ بِالْمَعْرِفَةِ وَ الْفَهْمِ وَ فَزَعِ عُلَمَاءِ الصَّحَابَةِ إِلَیْهِ فِیمَا أُعْضِلَ مِنْ ذَلِكَ وَ الْتِجَائِهِمْ إِلَیْهِ فِیهِ وَ تَسْلِیمِهِمْ لَهُ الْقَضَاءَ بِهِ فَهِیَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تَتَعَاطَی وَ أَنَا مُورِدٌ مِنْهَا جُمْلَةً تَدُلُّ عَلَی مَا بَعْدَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ نَقَلَةُ الْآثَارِ مِنَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ فِی قَضَایَاهُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیٌّ فَصَوَّبَهُ فِیهَا وَ حَكَمَ لَهُ بِالْحَقِّ فِیمَا قَضَی بِهِ (2) وَ دَعَا لَهُ بِخَیْرٍ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ (3) وَ أَبَانَهُ بِالْفَضْلِ فِی ذَلِكَ مِنَ الْكَافَّةِ وَ دَلَّ بِهِ عَلَی اسْتِحْقَاقِهِ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ وَ وُجُوبِ تَقَدُّمِهِ عَلَی مَنْ سِوَاهُ فِی مَقَامِ الْإِمَامَةِ كَمَا تَضَمَّنَ ذَلِكَ التَّنْزِیلُ فِیمَا دَلَّ عَلَی مَعْنَاهُ وَ عَرَفَ بِهِ مَا حَوَاهُ مِنَ التَّأْوِیلِ حَیْثُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (4) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (5) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ آدَمَ وَ قَدْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ
ص: 243
وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (1) فَنَبَّهَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ الْمَلَائِكَةَ عَلَی أَنَّ آدَمَ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ مِنْهُمْ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ مِنْهُمْ بِالْأَسْمَاءِ وَ أَفْضَلُهُمْ فِی عِلْمِ الْأَنْبَاءِ وَ قَالَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ فِی قِصَّةِ طَالُوتَ وَ قالَ لَهُمْ نَبِیُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّی یَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَیْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ یُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ یُؤْتِی مُلْكَهُ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ (2) فَجَعَلَ جِهَةَ حَقِّهِ فِی التَّقَدُّمِ عَلَیْهِمْ مَا زَادَهُ اللَّهُ مِنَ الْبَسْطَةِ فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اصْطَفَاهُ إِیَّاهُ عَلَی كَافَّتِهِمْ بِذَلِكَ وَ كَانَتْ هَذِهِ الْآیَاتُ مُوَافِقَةً لِدَلَائِلِ الْعُقُولِ فِی أَنَّ الْأَعْلَمَ هُوَ أَحَقُّ بِالتَّقَدُّمِ فِی مَحَلِّ الْإِمَامَةِ مِمَّنْ لَا یُسَاوِیهِ فِی الْعِلْمِ وَ ذَلِكَ یَدُلُّ عَلَی (3) وُجُوبِ تَقَدُّمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی كَافَّةِ الْمُسْلِمِینَ فِی خِلَافَةِ الرَّسُولِ وَ إِمَامَةِ الْأُمَّةِ لِتَقَدُّمِهِ علیه السلام(4) فِی الْعِلْمِ وَ الْحِكْمَةِ وَ قُصُورِهِمْ عَنْ مَنْزِلَتِهِ فِی ذَلِكَ.
فَمِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ فِی قَضَایَاهُ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَیٌّ مَوْجُودٌ: أَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَقْلِیدَهُ قَضَاءَ الْیَمَنِ وَ إِنْفَاذَهُ إِلَیْهِمْ لِیُعَلِّمَهُمُ الْأَحْكَامَ وَ یُبَیِّنَ لَهُمُ الْحَلَالَ مِنَ الْحَرَامِ وَ یَحْكُمَ فِیهِمْ بِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ قَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَنْدُبُنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ لِلْقَضَاءِ وَ أَنَا شَابٌّ وَ لَا عِلْمَ لِی بِكُلِّ الْقَضَاءِ فَقَالَ لَهُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَضَرَبَ عَلَی صَدْرِهِ بِیَدِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَ ثَبِّتْ لِسَانَهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمَا شَكَكْتُ قَطُّ فِی قَضَاءٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ (5) وَ لَمَّا اسْتَقَرَّتْ بِهِ الدَّارُ بِالْیَمَنِ وَ نَظَرَ فِیمَا نَدَبَهُ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْقَضَاءِ وَ الْحُكْمِ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ رَفَعَ إِلَیْهِ رَجُلَانِ بَیْنَهُمَا جَارِیَةٌ یَمْلِكَانِ رِقَّهَا عَلَی السَّوَاءِ قَدْ جَهِلَا حَظْرَ وَطْئِهَا فَوَطِئَاهَا مَعاً(6) فِی طُهْرٍ وَاحِدٍ عَلَی ظَنٍّ مِنْهُمَا جَوَازَ ذَلِكَ لِقُرْبِ عَهْدِهِمَا بِالْإِسْلَامِ وَ قِلَّةِ
ص: 244
مَعْرِفَتِهِمَا بِمَا تَضَمَّنَتْهُ الشَّرِیعَةُ مِنَ الْأَحْكَامِ فَحَمَلَتِ الْجَارِیَةُ وَ وَضَعَتْ غُلَاماً فَاخْتَصَمَا إِلَیْهِ (1) فَقَرَعَ عَلَی الْغُلَامِ بِاسْمِهِمَا فَخَرَجَتِ الْقُرْعَةُ لِأَحَدِهِمَا فَأَلْحَقَ الْغُلَامَ بِهِ وَ أَلْزَمَهُ نِصْفَ قِیمَةِ الْوَلَدِ أَنْ لَوْ كَانَ (2) عَبْداً لِشَرِیكِهِ وَ قَالَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمَا أَقْدَمْتُمَا عَلَی مَا فَعَلْتُمَا(3) بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَیْكُمَا بِحَظْرِهِ لَبَالَغْتُ فِی عُقُوبَتِكُمَا وَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْقَضِیَّةُ فَأَمْضَاهَا وَ أَقَرَّ الْحُكْمَ بِهَا فِی الْإِسْلَامِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَنْ یَقْضِی عَلَی سُنَنِ دَاوُدَ علیه السلام وَ سَبِیلِهِ فِی الْقَضَاءِ.
یعنی به القضاء بالإلهام الذی فی معنی الوحی (4) و نزول النص به أن لو نزل علی التصریح.
ثُمَّ رُفِعَ إِلَیْهِ (5) وَ هُوَ بِالْیَمَنِ خَبَرُ زُبْیَةٍ(6) حُفِرَتْ لِلْأَسَدِ فَوَقَعَ فِیهَا فَغَدَا النَّاسُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ فَوَقَفَ عَلَی شَفِیرِ الزُّبْیَةِ رَجُلٌ فَزَلَّتْ قَدَمُهُ فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ وَ تَعَلَّقَ الْآخَرُ بِثَالِثٍ وَ تَعَلَّقَ الثَّالِثُ بِالرَّابِعِ فَوَقَعُوا فِی الزُّبْیَةِ فَدَقَّهُمُ الْأَسَدُ وَ هَلَكُوا جَمِیعاً فَقَضَی علیه السلام بِأَنَّ الْأَوَّلَ فَرِیسَةُ الْأَسَدِ وَ عَلَیْهِ ثُلُثُ الدِّیَةِ لِلثَّانِی وَ عَلَی الثَّانِی ثُلُثَا الدِّیَةِ لِلثَّالِثِ وَ عَلَی الثَّالِثِ الدِّیَةُ الْكَامِلَةُ لِلرَّابِعِ فَانْتَهَی الْخَبَرُ(7) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَقَدْ قَضَی أَبُو الْحَسَنِ فِیهِمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَوْقَ عَرْشِهِ ثُمَّ رُفِعَ إِلَیْهِ خَبَرُ جَارِیَةٍ حَمَلَتْ جَارِیَةً عَلَی عَاتِقِهَا عَبَثاً وَ لَعِباً فَجَاءَتْ جَارِیَةٌ أُخْرَی فَقَرَصَتِ الْحَامِلَةَ فَقَمَصَتْ لِقَرْصَتِهَا(8) فَوَقَعَتِ الرَّاكِبَةُ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا وَ
ص: 245
هَلَكَتْ فَقَضَی علیه السلام عَلَی الْقَارِصَةِ بِثُلُثِ الدِّیَةِ وَ عَلَی الْقَامِصَةِ بِثُلُثِهَا وَ أَسْقَطَ الثُّلُثَ الْبَاقِیَ لِرُكُوبِ الْوَاقِصَةِ(1) عَبَثاً الْقَامِصَةَ وَ بَلَغَ الْخَبَرُ بِذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمْضَاهُ وَ شَهِدَ لَهُ بِالصَّوَابِ وَ قَضَی علیه السلام فِی قَوْمٍ وَقَعَ عَلَیْهِمْ حَائِطٌ فَقَتَلَهُمْ وَ كَانَ فِی جَمَاعَتِهِمُ امْرَأَةٌ مَمْلُوكَةٌ وَ أُخْرَی حُرَّةٌ وَ كَانَ لِلْحُرَّةِ وَلَدٌ طِفْلٌ مِنْ حُرٍّ وَ لِلْجَارِیَةِ الْمَمْلُوكَةِ وَلَدٌ طِفْلٌ مِنْ مَمْلُوكٍ وَ لَمْ یُعْرَفِ الطِّفْلُ الْحُرُّ مِنَ الطِّفْلِ الْمَمْلُوكِ فَقَرَعَ بَیْنَهُمَا وَ حَكَمَ بِالْحُرِّیَّةِ لِمَنْ خَرَجَ عَلَیْهِ سَهْمُ الْحُرِّ مِنْهُمَا وَ حَكَمَ بِالرِّقِّ لِمَنْ خَرَجَ عَلَیْهِ سَهْمُ الرِّقِّ مِنْهُمَا ثُمَّ أَعْتَقَهُ (2) وَ جَعَلَهُ مَوْلَاهُ وَ حَكَمَ فِی مِیرَاثِهِمَا بِالْحُكْمِ فِی الْحَرِّ وَ مَوْلَاهُ فَأَمْضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْحُكْمَ (3) وَ صَوَّبَهُ حَسَبَ إِمْضَائِهِ مَا أَسْلَفْنَا ذِكْرَهُ وَ وَصَفْنَاهُ.
وَ جَاءَتِ الْآثَارُ: أَنَّ رَجُلَیْنِ اخْتَصَمَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَقَرَةٍ قَتَلَتْ حِمَاراً فَقَالَ أَحَدُهُمَا یَا رَسُولَ اللَّهِ بَقَرَةُ هَذَا الرَّجُلِ قَتَلَتْ حِمَارِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اذْهَبَا إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَاسْأَلَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَجَاءَا إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ قَصَّا عَلَیْهِ قِصَّتَهُمَا قَالَ كَیْفَ تَرَكْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جِئْتُمَانِی قَالَ هُوَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ (4) فَقَالَ بَهِیمَةٌ قَتَلَتْ بَهِیمَةً لَا شَیْ ءَ عَلَی رَبِّهَا فَعَادَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَاهُ بِذَلِكَ فَقَالَ لَهُمَا امْضِیَا إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُصَّا عَلَیْهِ قِصَّتَكُمَا وَ سَلَاهُ الْقَضَاءَ فِی ذَلِكَ فَذَهَبَا إِلَیْهِ وَ قَصَّا عَلَیْهِ قِصَّتَهُمَا فَقَالَ لَهُمَا كَیْفَ تَرَكْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جِئْتُمَانِی فَقَالا إِنَّهُ أَمَرَنَا بِذَلِكَ فَقَالَ كَیْفَ لَمْ یَأْمُرْكُمَا بِالْمَصِیرِ إِلَی أَبِی بَكْرٍ؟ قَالا إِنَّا قَدْ أُمِرْنَا بِذَلِكَ وَ صِرْنَا إِلَیْهِ قَالَ فَمَا الَّذِی قَالَ لَكُمَا فِی هَذِهِ الْقَضِیَّةِ قَالا لَهُ كَیْتَ وَ كَیْتَ قَالَ مَا أَرَی إِلَّا مَا رَأَی أَبُو بَكْرٍ فَصَارَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ
ص: 246
أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لِیَقْضِیَ بَیْنَكُمَا فَذَهَبَا إِلَیْهِ فَقَصَّا عَلَیْهِ قِصَّتَهُمَا فَقَالَ إِنْ كَانَتِ الْبَقَرَةُ دَخَلَتْ عَلَی الْحِمَارِ فِی مَأْمَنِهِ فَعَلَی رَبِّهَا قِیمَةُ الْحِمَارِ لِصَاحِبِهِ وَ إِنْ كَانَ الْحِمَارُ دَخَلَ عَلَی الْبَقَرَةِ فِی مَأْمَنِهَا فَقَتَلَتْهُ فَلَا غُرْمَ عَلَی صَاحِبِهَا فَعَادَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَاهُ بِقَضِیَّتِهِ بَیْنَهُمَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ قَضَی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَیْنَكُمَا بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَنْ یَقْضِی عَلَی سُنَنِ دَاوُدَ فِی الْقَضَاءِ.
وَ قَدْ رَوَی بَعْضُ الْعَامَّةِ: أَنَّ هَذِهِ الْقَضِیَّةَ كَانَتْ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَیْنَ الرَّجُلَیْنِ بِالْیَمَنِ وَ رَوَی بَعْضُهُمْ حَسَبَ مَا قَدَّمْنَاهُ (1).
كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَ مَا أَوْرَدَهُ أَوَّلًا(2).
«22»- شا، [الإرشاد] فَصْلٌ فِی ذِكْرِ مُخْتَصَرٍ مِنْ قَضَایَاهُ فِی إِمَارَةِ أَبِی بَكْرٍ فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رِجَالٍ مِنَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا مَتاعاً(3) فَلَمْ یَعْرِفْ مَعْنَی الْأَبِّ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أَیُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِی أَمْ أَیُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِی أَمْ كَیْفَ أَصْنَعُ إِنْ قُلْتُ فِی كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی بِمَا لَا أَعْلَمُ أَمَّا الْفَاكِهَةُ فَنَعْرِفُهَا وَ أَمَّا الْأَبُّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ فَبَلَغَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَقَالُهُ وَ فِی ذَلِكَ قَالَ (4) یَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ الْأَبَّ هُوَ الْكَلَأُ وَ الْمَرْعَی وَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا اعْتِدَادٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِإِنْعَامِهِ عَلَی خَلْقِهِ بِمَا غَذَّاهُمْ بِهِ وَ خَلَقَهُ لَهُمْ وَ لِأَنْعَامِهِمْ مِمَّا یَحْیَا بِهِ (5) أَنْفُسُهُمْ وَ تَقُومُ بِهِ أَجْسَادُهُمْ وَ سُئِلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْكَلَالَةِ فَقَالَ أَقُولُ فِیهَا بِرَأْیِی فَإِنْ أَصَبْتُ فَمِنَ اللَّهِ وَ إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِی وَ مِنَ الشَّیْطَانِ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَا أَغْنَاهُ
ص: 247
عَنِ الرَّأْیِ فِی هَذَا الْمَكَانِ أَ مَا عَلِمَ أَنَّ الْكَلَالَةَ هُمُ الْإِخْوَةُ وَ الْأَخَوَاتُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ وَ الْأُمِّ وَ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ عَلَی الِانْفِرَادِ(1) وَ مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ أَیْضاً عَلَی حِدَتِهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ یُفْتِیكُمْ فِی الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ وَ لَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ (2) وَ قَالَ عَزَّ قَائِلًا وَ إِنْ كانَ رَجُلٌ یُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَ لَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذلِكَ فَهُمْ شُرَكاءُ فِی الثُّلُثِ (3).
وَ جَاءَتِ الرِّوَایَةُ: أَنَّ بَعْضَ أَحْبَارِ الْیَهُودِ جَاءَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ أَنْتَ خَلِیفَةُ نَبِیِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ لَهُ نَعَمْ فَقَالَ إِنَّا نَجِدُ فِی التَّوْرَاةِ أَنَّ خُلَفَاءَ الْأَنْبِیَاءِ أَعْلَمُ أُمَمِهِمْ فَأَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَیْنَ هُوَ فِی السَّمَاءِ أَمْ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ فِی السَّمَاءِ عَلَی الْعَرْشِ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ فَأَرَی الْأَرْضَ خَالِیَةً مِنْهُ وَ أَرَاهُ عَلَی هَذَا الْقَوْلِ فِی مَكَانٍ دُونَ مَكَانٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ هَذَا كَلَامُ الزَّنَادِقَةِ اعْزُبْ عَنِّی (4) وَ إِلَّا قَتَلْتُكَ فَوَلَّی الْحِبْرُ مُتَعَجِّباً یَسْتَهْزِئُ بِالْإِسْلَامِ فَاسْتَقْبَلَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا یَهُودِیُّ قَدْ عَرَفْتُ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ وَ مَا أُجِبْتَ بِهِ وَ إِنَّا نَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَیَّنَ الْأَیْنَ فَلَا أَیْنَ لَهُ وَ جَلَّ أَنْ یَحْوِیَهُ مَكَانٌ وَ هُوَ فِی كُلِّ مَكَانٍ بِغَیْرِ مُمَاسَّةٍ وَ لَا مُجَاوَرَةٍ یُحِیطُ عِلْماً بِمَا فِیهَا وَ لَا یَخْلُو شَیْ ءٌ مِنْهَا مِنْ تَدْبِیرِهِ وَ إِنِّی مُخْبِرُكَ بِمَا(5) فِی كِتَابٍ مِنْ كُتُبِكُمْ یُصَدِّقُ مَا ذَكَرْتُهُ لَكَ فَإِنْ عَرَفْتَهُ أَ تُؤْمِنُ بِهِ قَالَ (6) نَعَمْ قَالَ أَ لَسْتُمْ تَجِدُونَ فِی بَعْضِ كُتُبِكُمْ أَنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ علیه السلام كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذْ جَاءَهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَقَالَ لَهُ مُوسَی مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتَ قَالَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 248
ثُمَّ جَاءَهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَغْرِبِ فَقَالَ لَهُ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ فَقَالَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ جَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ قَدْ جِئْتُكَ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَاءَهُ مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ قَدْ جِئْتُكَ مِنَ الْأَرْضِ السُّفْلَی السَّابِعَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ مُوسَی علیه السلام سُبْحَانَ مَنْ لَا یَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ وَ لَا یَكُونُ إِلَی مَكَانٍ أَقْرَبَ مِنْ مَكَانٍ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّكَ أَحَقُّ بِمَقَامِ نَبِیِّكَ مِمَّنِ اسْتَوْلَی عَلَیْهِ.
و أمثال هذه الأخبار كثیرة(1).
«23»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد]: فَصْلٌ فِی ذِكْرِ مَا جَاءَ فِی قَضَایَاهُ (2) فِی إِمْرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمِنْ ذَلِكَ مَا جَاءَتْ بِهِ الْعَامَّةُ وَ الْخَاصَّةُ فِی قِصَّةِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ وَ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَأَرَادَ عُمَرُ أَنْ یَحُدَّهُ فَقَالَ لَهُ قُدَامَةُ لَا یَجِبُ (3) عَلَیَّ الْحَدُّ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِیما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (4) فَدَرَأَ عَنْهُ عُمَرُ الْحَدَّ(5) فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَمَشَی إِلَی عُمَرَ فَقَالَ لَهُ لِمَ تَرَكْتَ إِقَامَةَ الْحَدِّ عَلَی قُدَامَةَ فِی شُرْبِ الْخَمْرِ فَقَالَ إِنَّهُ تَلَا عَلَیَّ الْآیَةَ وَ تَلَاهَا عُمَرُ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْسَ قُدَامَةُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَا مَنْ سَلَكَ سَبِیلَهُ فِی ارْتِكَابِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا یَسْتَحِلُّونَ حَرَاماً فَارْدُدْ قُدَامَةَ وَ اسْتَتِبْهُ مِمَّا قَالَ فَإِنْ تَابَ فَأَقِمْ عَلَیْهِ الْحَدَّ وَ إِنْ لَمْ یَتُبْ فَاقْتُلْهُ فَقَدْ خَرَجَ عَنِ الْمِلَّةِ فَاسْتَیْقَظَ عُمَرُ لِذَلِكَ وَ عَرَفَ قُدَامَةُ الْخَبَرَ فَأَظْهَرَ التَّوْبَةَ وَ الْإِقْلَاعَ فَدَرَأَ عُمَرُ عَنْهُ الْقَتْلَ وَ لَمْ یَدْرِ كَیْفَ یَحُدُّهُ فَقَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَشِرْ عَلَیَّ فِی حَدِّهِ فَقَالَ حُدَّهُ ثَمَانِینَ إِنَّ شَارِبَ الْخَمْرِ إِذَا شَرِبَهَا
ص: 249
سَكِرَ وَ إِذَا سَكِرَ هَذَی وَ إِذَا هَذَی افْتَرَی فَجَلَدَهُ عُمَرُ ثَمَانِینَ وَ صَارَ إِلَی قَوْلِهِ علیه السلام فِی ذَلِكَ (1).
كا، [الكافی] علی بن إبراهیم عن محمد بن عیسی عن یونس عن عبد اللّٰه بن سنان عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله بتغییر ما(2).
«24»- شا، [الإرشاد] وَ رُوِیَ: أَنَّ مَجْنُونَةً عَلَی عَهْدِ عُمَرَ فَجَرَ بِهَا رَجُلٌ فَقَامَتِ الْبَیِّنَةُ عَلَیْهَا بِذَلِكَ فَأَمَرَ عُمَرُ بِجَلْدِهَا(3) فَمُرَّ بِهَا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِتُجْلَدَ فَقَالَ مَا بَالُ مَجْنُونَةِ آلِ فُلَانٍ تُعْتَلُ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ رَجُلًا فَجَرَ بِهَا وَ هَرَبَ وَ قَامَتِ الْبَیِّنَةُ عَلَیْهَا فَأَمَرَ عُمَرُ بِجَلْدِهَا فَقَالَ لَهُمْ رُدُّوهَا إِلَیْهِ وَ قُولُوا لَهُ أَ مَا عَلِمْتَ بِأَنَّ هَذِهِ مَجْنُونَةُ آلِ فُلَانٍ وَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ رَفَعَ (4) الْقَلَمَ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّی یُفِیقَ إِنَّهَا مَغْلُوبَةٌ عَلَی عَقْلِهَا وَ نَفْسِهَا فَرُدَّتْ إِلَی عُمَرَ وَ قِیلَ لَهُ مَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أَهْلِكَ فِی جَلْدِهَا وَ دَرَأَ عَنْهُ الْحَدَّ(5).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] الحسن و عطاء و قتادة و شعبة و أحمد: مثله: قال- و أشار البخاری إلی ذلك فی صحیحه:(6) بیان عَتَلْتُ الرجلَ أَعْتِلُهُ و أَعْتُلُهُ (7) إذا جذبته جذبا عنیفا ذكره الجوهری (8).
«25»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد] وَ رُوِیَ: أَنَّهُ أُتِیَ بِحَامِلٍ قَدْ زَنَتْ فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا فَقَالَ لَهُ
ص: 250
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَبْ أَنَّ لَكَ سَبِیلًا عَلَیْهَا أَیُّ سَبِیلٍ لَكَ عَلَی مَا فِی بَطْنِهَا وَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُ أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْری (1) فَقَالَ عُمَرُ لَا عِشْتُ لِمُعْضِلَةٍ لَا یَكُونُ لَهَا أَبُو الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ فَمَا أَصْنَعُ بِهَا قَالَ احْتَطْ عَلَیْهَا حَتَّی تَلِدَ فَإِذَا وَلَدَتْ وَ وَجَدَتْ لِوَلَدِهَا مَنْ یَكْفُلُهُ فَأَقِمْ عَلَیْهَا الْحَدَّ فَسُرِّیَ ذَلِكَ (2) عَنْ عُمَرَ وَ عَوَّلَ فِی الْحُكْمِ بِهِ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ كَانَ (4) اسْتَدْعَی امْرَأَةً كَانَ یَتَحَدَّثُ عِنْدَهَا الرِّجَالُ فَلَمَّا جَاءَهَا رُسُلُهُ فَزِعَتْ وَ ارْتَاعَتْ وَ خَرَجَتْ مَعَهُمْ فَأَمْلَصَتْ وَ وَقَعَ إِلَی الْأَرْضِ وَلَدُهَا یَسْتَهِلُّ ثُمَّ مَاتَ فَبَلَغَ عُمَرَ ذَلِكَ فَجَمَعَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَأَلَهُمْ عَنِ الْحُكْمِ فِی ذَلِكَ فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ نَرَاكَ مُؤَدِّباً وَ لَمْ تُرِدْ إِلَّا خَیْراً وَ لَا شَیْ ءَ عَلَیْكَ فِی ذَلِكَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام جَالِسٌ لَا یَتَكَلَّمُ (5) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ مَا عِنْدَكَ فِی هَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتَ مَا قَالُوا قَالَ فَمَا عِنْدَكَ أَنْتَ قَالَ قَدْ قَالَ الْقَوْمُ مَا سَمِعْتَ قَالَ أَقْسَمْتُ عَلَیْكَ لَتَقُولَنَّ مَا عِنْدَكَ قَالَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ قَارَبُوكَ فَقَدْ غَشُّوكَ (6) وَ إِنْ كَانُوا ارْتَأَوْا فَقَدْ قَصَرُوا الدِّیَةُ عَلَی عَاقِلَتِكَ لِأَنَّ قَتْلَ الصَّبِیِّ خَطَأٌ تَعَلَّقَ بِكَ فَقَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ نَصَحْتَنِی مِنْ بَیْنِهِمْ وَ اللَّهِ لَا تَبْرَحُ حَتَّی تُجْرِیَ الدِّیَةَ عَلَی بَنِی عَدِیٍّ فَفَعَلَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (7).
بیان: أملصت ألقت ولدها میتا و قاربه ناغاه و داراه بكلام حسن قوله و إن كانوا ارتأوا أی قالوا ذلك برأیهم و ظنوا أنه حق فقد قصروا فی تحصیل الرأی و بیان الحكم.
ص: 251
أقول: ذهب إلی ما دل علیه الخبر ابن إدریس و جماعة من أصحابنا و ذهب الأكثر إلی وجوب الدیة فی بیت المال و قالوا إنما حكم علیه السلام بذلك لأنه (1) لم یكن له الحكم و الإحضار و كان جائرا و لو كان حاكم العدل لكان خطاؤه علی بیت المال و قال فی المناقب بعد نقل الخبر و قد أشار الغزالی إلی ذلك فی الإحیاء عن قوله و وجوب الغرم علی الإمام إذا كان كما نقل (2) من إجهاض المرأة جنینها خوفا من عمر.
«26»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد] رُوِیَ: أَنَّ امْرَأَتَیْنِ تَنَازَعَتَا عَلَی عَهْدِ عُمَرَ فِی طِفْلٍ ادَّعَتْهُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا وَلَداً لَهَا بِغَیْرِ بَیِّنَةٍ وَ لَمْ یُنَازِعْهُمَا فِیهِ غَیْرُهُمَا فَالْتَبَسَ الْحُكْمُ فِی ذَلِكَ عَلَی عُمَرَ وَ فَزِعَ فِیهِ إِلَی أَمِیرِالْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاسْتَدْعَی الْمَرْأَتَیْنِ وَ وَعَظَهُمَا وَ خَوَّفَهُمَا فَأَقَامَتَا عَلَی التَّنَازُعِ وَ الِاخْتِلَافِ فَقَالَ علیه السلام عِنْدَ تَمَادِیهِمَا فِی النِّزَاعِ ائْتُونِی بِمِنْشَارٍ فَقَالَتِ الْمَرْأَتَانِ وَ مَا تَصْنَعُ فَقَالَ أَقُدُّهُ نِصْفَیْنِ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا نِصْفُهُ فَسَكَتَ إِحْدَاهُمَا وَ قَالَتِ الْأُخْرَی اللَّهَ اللَّهَ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحْتُ بِهِ لَهَا فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا ابْنُكِ دُونَهَا وَ لَوْ كَانَ ابْنَهَا لَرَقَّتْ عَلَیْهِ وَ أَشْفَقَتْ فَاعْتَرَفَتِ الْمَرْأَةُ الْأُخْرَی أَنَّ الْحَقَّ مَعَ صَاحِبَتِهَا وَ الْوَلَدُ لَهَا دُونَهَا فَسُرِّیَ عَنْ عُمَرَ وَ دَعَا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَا فَرَّجَ عَنْهُ فِی الْقَضَاءِ(3).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب]: وَ هَذَا حُكْمُ سُلَیْمَانَ فِی صِغَرِهِ (4).
«27»- شا، [الإرشاد] وَ رُوِیَ عَنْ یُونُسَ بْنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ أُتِیَ بِامْرَأَةٍ قَدْ وَلَدَتْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ فَهَمَّ بِرَجْمِهَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنْ خَاصَمَتْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ خَصَمَتْكَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً(5) وَ یَقُولُ جَلَّ قَائِلًا
ص: 252
وَ الْوالِداتُ یُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَیْنِ كامِلَیْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ(1) فَإِذَا تَمَّمَتِ الْمَرْأَةُ الرَّضَاعَةَ سَنَتَیْنِ وَ كَانَ حَمْلُهُ وَ فِصَالُهُ ثَلَاثِینَ شَهْراً كَانَ الْحَمْلُ مِنْهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَخَلَّی عُمَرُ سَبِیلَ الْمَرْأَةِ وَ ثَبَتَ الْحُكْمُ بِذَلِكَ فَعَمِلَ بِهِ الصَّحَابَةُ وَ التَّابِعُونَ وَ مَنْ أَخَذَ عَنْهُ إِلَی یَوْمِنَا هَذَا وَ رُوِیَ أَنَّ امْرَأَةً شَهِدَ عَلَیْهَا الشُّهُودُ أَنَّهُمْ وَجَدُوهَا فِی بَعْضِ مِیَاهِ الْعَرَبِ مَعَ رَجُلٍ یَطَؤُهَا لَیْسَ بِبَعْلٍ لَهَا فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا وَ كَانَتْ ذَاتَ بَعْلٍ فَقَالَتِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّی بَرِیئَةٌ فَغَضِبَ عُمَرُ وَ قَالَ وَ تَجْرَحُ الشُّهُودَ أَیْضاً فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رُدُّوهَا وَ اسْأَلُوهَا فَلَعَلَّ لَهَا عُذْراً فَرُدَّتْ وَ سُئِلَتْ عَنْ حَالِهَا فَقَالَتْ كَانَ لِأَهْلِی إِبِلٌ فَخَرَجْتُ فِی إِبِلِ أَهْلِی وَ حَمَلْتُ مَعِی مَاءً وَ لَمْ یَكُنْ فِی إِبِلِ أَهْلِی لَبَنٌ وَ خَرَجَ مَعِی خَلِیطُنَا وَ كَانَ فِی إِبِلِهِ لَبَنٌ فَنَفِدَ مَائِی فَاسْتَسْقَیْتُهُ فَأَبَی أَنْ یَسْقِیَنِی حَتَّی أُمَكِّنَهُ مِنْ نَفْسِی فَأَبَیْتُ فَلَمَّا كَادَتْ نَفْسِی تَخْرُجُ أَمْكَنْتُهُ مِنْ نَفْسِی كُرْهاً فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ (2) فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ خَلَّی سَبِیلَهَا(3).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] أربعین الخطیب: مثله (4).
«28»- شا، [الإرشاد] فَصْلٌ وَ مِمَّا جَاءَ عَنْهُ علیه السلام فِی مَعْنَی الْقَضَاءِ وَ صَوَابِ الرَّأْیِ وَ إِرْشَادِ الْقَوْمِ إِلَی مَصَالِحِهِمْ وَ تَدَارُكِهِ مَا كَانَ یُفْسِدُ بِهِمْ لَوْ لَا تَنْبِیهُهُ عَلَی وَجْهِ الرَّأْیِ فِیهِ مَا حَدَّثَ بِهِ شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْهُذَلِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رِجَالًا مِنْ عُلَمَائِنَا یَقُولُونَ: تَكَاتَبَتِ الْأَعَاجِمُ مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ وَ أَهْلِ الرَّیِّ وَ أَصْبَهَانَ وَ قُومَسَ وَ نَهَاوَنْدَ وَ أَرْسَلَ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ أَنَّ مَلِكَ الْعَرَبِ الَّذِی جَاءَهُمْ بِدِینِهِمْ وَ أَخْرَجَ كِتَابَهُمْ قَدْ هَلَكَ یَعْنُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّهُ مَلِكَهُمْ مِنْ بَعْدِهِ رَجُلٌ مُلْكاً یَسِیراً ثُمَّ هَلَكَ یَعْنُونَ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ (5) آخَرُ قَدْ طَالَ عُمُرُهُ حَتَّی تَنَاوَلَكُمْ فِی بِلَادِكُمْ وَ أَغْزَاكُمْ جُنُودُهُ یَعْنُونَ
ص: 253
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ أَنَّهُ غَیْرُ مُنْتَهٍ عَنْكُمْ حَتَّی تُخْرِجُوا مَنْ فِی بِلَادِكُمْ مِنْ جُنُودِهِ وَ تَخْرُجُوا إِلَیْهِ فَتَغْزُوهُ فِی بِلَادِهِ فَتَعَاقَدُوا عَلَی هَذَا وَ تَعَاهَدُوا عَلَیْهِ فَلَمَّا انْتَهَی الْخَبَرُ إِلَی مَنْ بِالْكُوفَةِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَنْهَوْهُ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَیْهِ الْخَبَرُ فَزِعَ لِذَلِكَ فَزَعاً شَدِیداً ثُمَّ أَتَی مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِنَّ الشَّیْطَانَ قَدْ جَمَعَ لَكُمْ جُمُوعاً وَ أَقْبَلَ بِهَا لِیُطْفِئَ بِهَا نُورَ اللَّهِ إِلَّا أَنَّ أَهْلَ هَمَذَانَ وَ أَهْلَ أَصْبَهَانَ وَ أَهْلَ الرَّیِّ وَ قُومَسَ وَ نَهَاوَنْدَ مُخْتَلِفَةٌ أَلْسِنَتُهَا وَ أَلْوَانُهَا وَ أَدْیَانُهَا قَدْ تَعَاهَدُوا وَ تَعَاقَدُوا أَنْ یُخْرِجُوا مِنْ بِلَادِهِمْ إِخْوَانَكُمْ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ یَخْرُجُوا إِلَیْكُمْ فَیَغْزُوكُمْ فِی بِلَادِكُمْ فَأَشِیرُوا عَلَیَّ وَ أَوْجِزُوا وَ لَا تُطْنِبُوا فِی الْقَوْلِ فَإِنَّ هَذَا یَوْمٌ لَهُ مَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَیَّامِ فَتَكَلَّمُوا فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ وَ كَانَ مِنْ خُطَبَاءِ قُرَیْشٍ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ حَنَّكَتْكَ الْأُمُورُ وَ جَرَّسَتْكَ الدُّهُورُ وَ عَجَمَتْكَ الْبَلَایَا وَ أَحْكَمَتْكَ التَّجَارِبُ وَ أَنْتَ مُبَارَكُ الْأَمْرِ مَیْمُونُ النَّقِیبَةِ وَ قَدْ وُلِّیتَ فَخَبُرْتَ وَ اخْتَبَرْتَ وَ خُبِرْتَ فَلَمْ تَنْكَشِفْ مِنْ عَوَاقِبِ قَضَاءِ اللَّهِ إِلَّا عَنْ خِیَارٍ فَاحْفِرْ هَذَا الْأَمْرَ بِرَأْیِكَ وَ لَا تَغِبْ عَنْهُ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ عُمَرُ تَكَلَّمُوا فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنِّی أَرَی أَنْ تَشْخَصَ أَهْلَ الشَّامِ مِنْ شَامِهِمْ وَ أَهْلَ الْیَمَنِ مِنْ یَمَنِهِمْ وَ تَسِیرَ أَنْتَ فِی أَهْلِ هَذَیْنِ الْحَرَمَیْنِ وَ أَهْلِ الْمِصْرَیْنِ الْكُوفَةِ وَ الْبَصْرَةِ فَتَلْقَی جَمِیعَ الْمُشْرِكِینَ بِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَا تَسْتَبْقِی مِنْ نَفْسِكَ بَعْدَ الْعَرَبِ بَاقِیَةً وَ لَا تَمَتَّعُ مِنَ الدُّنْیَا بِعَزِیزٍ وَ لَا تَلُوذُ مِنْهَا بِحَرِیزٍ فَاحْضُرْهُ بِرَأْیِكَ وَ لَا تَغِبْ عَنْهُ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ عُمَرُ تَكَلَّمُوا فَقَالَ
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ حَتَّی تَمَ (1) التَّحْمِیدُ وَ الثَّنَاءُ عَلَی اللَّهِ وَ الصَّلَاةُ عَلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ إِنْ أَشْخَصْتَ أَهْلَ الشَّامِ مِنْ شَامِهِمْ سَارَتْ أَهْلُ الرُّومِ إِلَی ذَرَارِیِّهِمْ وَ إِنْ
ص: 254
أَشْخَصْتَ أَهْلَ الْیَمَنِ مِنْ یَمَنِهِمْ سَارَتِ الْحَبَشَةُ إِلَی ذَرَارِیِّهِمْ وَ إِنْ أَشْخَصْتَ مِنْ هَذَیْنِ الْحَرَمَیْنِ انْتَقَضَتْ عَلَیْكَ الْعَرَبُ مِنْ أَطْرَافِهَا وَ أَكْنَافِهَا حَتَّی تَكُونَ (1) مَا تَدَعُ وَرَاءَ ظَهْرِكَ مِنْ عِیَالاتِ الْعَرَبِ أَهَمَّ إِلَیْكَ مِمَّا بَیْنَ یَدَیْكَ فَأَمَّا ذِكْرُكَ كَثْرَةَ الْعَجَمِ وَ رَهْبَتُكَ عَنْ جُمُوعِهِمْ فَإِنَّا لَمْ نَكُنْ نُقَاتِلُ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْكَثْرَةِ وَ إِنَّمَا كُنَّا نُقَاتِلُ بِالْبَصِیرَةِ(2) وَ أَمَّا مَا بَلَغَكَ مِنِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَی الْمَسِیرِ إِلَی الْمُسْلِمِینَ فَإِنَّ اللَّهَ لِمَسِیرِهِمْ أَكْرَهُ مِنْكَ لِذَلِكَ وَ هُوَ أَوْلَی بِتَغْیِیرِ مَا یَكْرَهُ وَ إِنَّ الْأَعَاجِمَ إِذَا نَظَرُوا إِلَیْكَ قَالُوا هَذَا رِجْلُ الْعَرَبِ فَإِنْ قَطَعْتُمُوهُ قَطَعْتُمُ الْعَرَبَ (3) وَ كَانَ أَشَدَّ لِكَلَبِهِمْ وَ كُنْتَ قَدْ أَلَّبْتَهُمْ عَلَی نَفْسِكَ وَ أَمَدَّهُمْ مَنْ لَمْ یَكُنْ یُمِدُّهُمْ وَ لَكِنِّی أَرَی أَنْ تُقِرَّ هَؤُلَاءِ فِی أَمْصَارِهِمْ وَ تَكْتُبَ إِلَی أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَلْیَتَفَرَّقُوا عَلَی ثَلَاثِ فِرَقٍ (4) فَلْتَقُمْ فِرْقَةٌ عَلَی ذَرَارِیِّهِمْ حِرْساً لَهُمْ وَ لْتَقُمْ فِرْقَةٌ عَلَی أَهْلِ عَهْدِهِمْ لِئَلَّا یَنْتَقِضُوا وَ لْتَسِرْ فِرْقَةٌ مِنْهُمْ إِلَی إِخْوَانِهِمْ مَدَداً لَهُمْ فَقَالَ أَجَلْ هَذَا الرَّأْیُ وَ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُتَابِعَ عَلَیْهِ وَ جَعَلَ یُكَرِّرُ قَوْلَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یَنْسِقُهُ إِعْجَاباً بِهِ وَ اخْتِیَاراً لَهُ.
قال الشیخ المفید رضی اللّٰه عنه فانظروا أیدكم اللّٰه أی هذا الموقف الذی ینبئ بفضل الرأی إذ تنازعه أولو الألباب و العلم و تأملوا فی التوفیق الذی قرن اللّٰه به أمیر المؤمنین فی الأحوال كلها و فزع القوم إلیه فی المعضل من الأمور و أضیفوا إلی ذلك (5) ما أثبتناه عنه من القضاء فی الدین الذی أعجز متقدمی القوم حتی اضطروا فی علمه إلیه تجدوه من باب المعجز الذی قدمناه و اللّٰه ولی التوفیق (6).
ص: 255
بیان: قال الفیروزآبادی قومس بالضم و فتح المیم صقع كبیر بین خراسان و بلاد الجبل و إقلیم بالأندلس و قال الجزری فی حدیث طلحة قال لعمر قد حنكتك الأمور أی راضتك و هذبتك و أصله من حنك الفرس یحنكه إذا جعل فی حنكه الأسفل حبلا یقوده به (1) و قال جرستك الدهور أی حنكتك و أحكمتك و جعلتك خبیرا بالأمور مجربا و یروی بالشین المعجمة
بمعناه (2) و قال و عجمتك الأمور أی خبرتك من العجم العض یقال عجمت العود إذا عضضته لتنظر أ صلب هو أم رخو(3) و قال النقیبة النفس و قیل الطبیعة و الخلیقة(4) انتهی. قوله هذا رجل العرب الرجل بالكسر شبهه برجلهم لأنه به تقوم العرب و تسیر إلی عدوهم و قد مر من النهج أصل العرب و التألیب التجمیع.
«29»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد]: فَأَمَّا قَضَایَاهُ علیه السلام فِی إِمْرَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ نَقَلَةُ الْآثَارِ مِنَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ أَنَّ امْرَأَةً نَكَحَهَا شَیْخٌ كَبِیرٌ فَحَمَلَتْ فَزَعَمَ الشَّیْخُ أَنَّهُ لَمْ یَصِلْ إِلَیْهَا وَ أَنْكَرَ حَمْلَهَا فَالْتَبَسَ الْأَمْرُ عَلَی عُثْمَانَ وَ سَأَلَ الْمَرْأَةَ هَلِ اقْتَضَّكِ الشَّیْخُ (5) وَ كَانَتْ بِكْراً قَالَتْ لَا فَقَالَ عُثْمَانُ أَقِیمُوا الْحَدَّ عَلَیْهَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ لِلْمَرْأَةِ سَمَّیْنِ سَمٌّ لِلْمَحِیضِ وَ سَمٌّ لِلْبَوْلِ فَلَعَلَّ الشَّیْخَ كَانَ یَنَالُ مِنْهَا فَسَالَ مَاؤُهُ فِی سَمِّ الْمَحِیضِ فَحَمَلَتْ مِنْهُ فَاسْأَلُوا الرَّجُلَ عَنْ ذَلِكَ فَسُئِلَ فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أُنْزِلُ الْمَاءَ فِی قُبُلِهَا مِنْ غَیْرِ وُصُولٍ إِلَیْهَا بِالاقْتِضَاضِ (6) فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْحَمْلُ لَهُ وَ الْوَلَدُ وَلَدُهُ وَ أَرَی عُقُوبَتَهُ فِی الْإِنْكَارِ(7) فَصَارَ عُثْمَانُ
ص: 256
إِلَی قَضَائِهِ بِذَلِكَ (1).
وَ رَوَوْا: أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ سُرِّیَّةٌ فَأَوْلَدَهَا ثُمَّ اعْتَزَلَهَا وَ أَنْكَحَهَا عَبْداً لَهُ ثُمَّ تُوُفِّیَ السَّیِّدُ فَعَتَقَتْ بِمِلْكِ ابْنِهَا لَهَا وَ وَرِثَ وَلَدُهَا زَوْجَهَا(2) ثُمَّ تُوُفِّیَ الِابْنُ فَوَرِثَتْ مِنْ وَلَدِهَا زَوْجَهَا فَارْتَفَعَا إِلَی عُثْمَانَ یَخْتَصِمَانِ تَقُولُ هَذَا عَبْدِی وَ یَقُولُ هِیَ امْرَأَتِی وَ لَسْتُ مُفَرِّجاً عَنْهَا فَقَالَ عُثْمَانُ هَذِهِ مُشْكِلَةٌ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَاضِرٌ قَالَ (3) سَلُوهَا هَلْ جَامَعَهَا بَعْدَ مِیرَاثِهَا لَهُ فَقَالَتْ لَا فَقَالَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكِ لَعَذَّبْتُهُ اذْهَبِی فَإِنَّهُ عَبْدُكِ لَیْسَ لَهُ عَلَیْكِ سَبِیلٌ إِنْ شِئْتِ أَنْ تَسْتَرِقِّیهِ أَوْ تُعْتِقِیهِ أَوْ تَبِیعِیهِ فَذَلِكِ لَكِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ مُكَاتَبَةً زَنَتْ عَلَی عَهْدِ عُثْمَانَ وَ قَدْ عَتَقَ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَرْبَاعٍ فَسَأَلَ عُثْمَانُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ تُجْلَدُ(4) مِنْهَا بِحِسَابِ الْحُرِّیَّةِ وَ تُجْلَدُ مِنْهَا بِحِسَابِ الرِّقِّ وَ سَأَلَ زَیْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَقَالَ تُجْلَدُ بِحِسَابِ الرِّقِّ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَیْفَ تُجْلَدُ بِحِسَابِ الرِّقِّ وَ قَدْ عَتَقَ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا وَ هَلَّا جَلَدْتَهَا بِحِسَابِ الْحُرِّیَّةِ فَإِنَّهَا فِیهَا أَكْثَرُ فَقَالَ زَیْدٌ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَوَجَبَ تَوْرِیثُهَا بِحِسَابِ الْحُرِّیَّةِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَجَلْ ذَلِكَ وَاجِبٌ فَأُفْحِمَ زَیْدٌ وَ خَالَفَ عُثْمَانُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ صَارَ إِلَی قَوْلِ زَیْدٍ وَ لَمْ یُصْغِ إِلَی مَا قَالَ بَعْدَ ظُهُورِ الْحُجَّةِ عَلَیْهِ.
و أمثال ذلك مما یطول به الكتاب (5) و ینتشر فیه الخطاب (6).
«30»- شا، [الإرشاد]: وَ كَانَ مِنْ قَضَایَاهُ علیه السلام بَعْدَ بَیْعَةِ الْعَامَّةِ لَهُ وَ مُضِیِّ عُثْمَانَ عَلَی مَا رَوَاهُ أَهْلُ النَّقْلِ مِنْ حَمَلَةِ الْآثَارِ(7) أَنَّ امْرَأَةً وَلَدَتْ عَلَی فِرَاشِ زَوْجِهَا وَلَداً لَهُ بَدَنَانِ
ص: 257
وَ رَأْسَانِ عَلَی حَقْوٍ وَاحِدٍ فَالْتَبَسَ الْأَمْرُ عَلَی أَهْلِهِ أَ هُوَ وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ فَصَارُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ لِیَعْرِفُوا الْحُكْمَ فِیهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اعْتَبِرُوهُ إِذَا نَامَ ثُمَّ أَنْبِهُوا أَحَدَ الْبَدَنَیْنِ وَ الرَّأْسَیْنِ فَإِنِ انْتَبَهَا جَمِیعاً مَعاً فِی حَالَةٍ وَاحِدَةٍ فَهُمَا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ وَ إِنِ اسْتَیْقَظَ أَحَدُهُمَا وَ الْآخَرُ نَائِمٌ فَهُمَا اثْنَانِ وَ حَقُّهُمَا مِنَ الْمِیرَاثِ حَقُّ اثْنَیْنِ.
وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَبْدِیُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: بَیْنَمَا شُرَیْحٌ فِی مَجْلِسِ الْقَضَاءِ إِذْ عَرَضَ لَهُ شَخْصٌ (1) فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا أُمَیَّةَ أَخْلِنِی فَإِنَّ لِی حَاجَةً قَالَ فَأَمَرَ مَنْ حَوْلَهُ أَنْ یَجْفُوا عَنْهُ (2) فَانْصَرَفُوا وَ بَقِیَ خَاصَّةَ مَنْ حَضَرَ(3) فَقَالَ لَهُ اذْكُرْ حَاجَتَكَ فَقَالَ یَا أَبَا أُمَیَّةَ إِنَّ لِی مَا لِلرِّجَالِ وَ مَا لِلنِّسَاءِ فَمَا الْحُكْمُ عِنْدَكَ فِیَّ أَ رَجُلٌ أَنَا أَمِ امْرَأَةٌ فَقَالَ لَهُ قَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَضِیَّةً(4) أَنَا أَذْكُرُهَا خَبِّرْنِی عَنِ الْبَوْلِ مِنْ أَیِّ الْفَرْجَیْنِ یَخْرُجُ قَالَ الشَّخْصُ مِنْ كِلَیْهِمَا قَالَ فَمِنْ أَیِّهِمَا یَنْقَطِعُ قَالَ مِنْهُمَا مَعاً فَتَعَجَّبَ شُرَیْحٌ قَالَ الشَّخْصُ سَأُورِدُ عَلَیْكَ مِنْ أَمْرِی مَا هُوَ أَعْجَبُ قَالَ شُرَیْحٌ مَا ذَاكَ قَالَ زَوَّجَنِی أَبِی عَلَی أَنَّنِی امْرَأَةٌ فَحَمَلْتُ مِنَ الزَّوْجِ وَ ابْتَعْتُ جَارِیَةً تَخْدُمُنِی فَأَفْضَیْتُ إِلَیْهَا فَحَمَلَتْ مِنِّی فَضَرَبَ (5) شُرَیْحٌ إِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی الْأُخْرَی مُتَعَجِّباً وَ قَالَ هَذَا أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْ إِنْهَائِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَا عِلْمَ لِی بِالْحُكْمِ فِیهِ فَقَامَ وَ تَبِعَهُ الشَّخْصُ وَ مَنْ حَضَرَ مَعَهُ حَتَّی دَخَلَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَدَعَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالشَّخْصِ فَسَأَلَهُ عَمَّا حَكَاهُ لَهُ شُرَیْحٌ فَاعْتَرَفَ بِهِ فَقَالَ لَهُ مَنْ زَوْجُكَ قَالَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ هُوَ حَاضِرٌ بِالْمِصْرِ فَدَعَا(6)
ص: 258
وَ سَأَلَ عَمَّا قَالَ فَقَالَ صَدَقَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَأَنْتَ أَجْرَأُ مِنْ صَائِدِ الْأَسَدِ حَتَّی تُقْدِمَ (1) عَلَی هَذِهِ الْحَالَةِ ثُمَّ دَعَا قَنْبَراً مَوْلَاهُ فَقَالَ (2) أَدْخِلْ هَذَا الشَّخْصَ بَیْتاً وَ مَعَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنَ الْعُدُولِ وَ مُرْهُنَّ بِتَجْرِیدِهِ وَ عَدِّ أَضْلَاعِهِ بَعْدَ الِاسْتِیثَاقِ مِنْ سَتْرِ فَرْجِهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا آمَنُ عَلَی هَذَا الشَّخْصِ الرِّجَالَ وَ النِّسَاءَ فَأَمَرَ أَنْ یُشَدَّ عَلَیْهِ تُبَّانٌ (3) وَ أَخْلَاهُ فِی بَیْتٍ ثُمَّ وَلَجَهُ وَ عَدَّ أَضْلَاعَهُ وَ كَانَتْ مِنَ الْجَانِبِ الْأَیْسَرِ سَبْعَةٌ وَ مِنَ الْجَانِبِ الْأَیْمَنِ ثَمَانِیَةٌ فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ وَ أَمَرَ بِطَمِّ شَعْرِهِ (4) وَ أَلْبَسَهُ الْقَلَنْسُوَةَ وَ النَّعْلَیْنِ وَ الرِّدَاءَ وَ فَرَّقَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الزَّوْجِ.
وَ رَوَی بَعْضُ أَهْلِ النَّقْلِ: أَنَّهُ لَمَّا ادَّعَی الشَّخْصُ مَا ادَّعَاهُ مِنَ الْفَرْجَیْنِ أَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَدْلَیْنِ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَنْ یَحْضُرَا بَیْتاً خَالِیاً وَ أَحْضَرَ الشَّخْصَ مَعَهُمَا وَ أَمَرَ بِنَصْبِ مِرْآتَیْنِ إِحْدَاهُمَا مُقَابِلَةٌ لِفَرْجِ الشَّخْصِ وَ الْأُخْرَی مُقَابِلَةٌ لِتِلْكَ الْمِرْآةِ وَ أَمَرَ الشَّخْصَ بِالْكَشْفِ عَنْ عَوْرَتِهِ فِی مُقَابِلَةِ الْمِرْآةِ حَیْثُ لَا یَرَاهُ الْعَدْلَانِ وَ أَمَرَ الْعَدْلَیْنِ بِالنَّظَرِ فِی الْمِرْآةِ الْمُقَابِلَةِ لَهَا فَلَمَّا تَحَقَّقَ الْعَدْلَانِ صِحَّةَ مَا ادَّعَاهُ الشَّخْصُ مِنَ الْفَرْجَیْنِ اعْتَبَرَ حَالَهُ بِعَدِّ أَضْلَاعِهِ فَلَمَّا أَلْحَقَهُ بِالرِّجَالِ أَهْمَلَ قَوْلَهُ فِی ادِّعَاءِ الْحَمْلِ وَ أَلْغَاهُ وَ لَمْ یَعْمَلْ بِهِ وَ جَعَلَ حَمْلَ الْجَارِیَةِ مِنْهُ وَ أَلْحَقَهُ بِهِ.
وَ رَوَوْا: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دَخَلَ ذَاتَ یَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَ شَابّاً حَدَثاً یَبْكِی وَ حَوْلَهُ قَوْمٌ فَسَأَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ شُرَیْحاً قَضَی عَلَیَّ قَضِیَّةً لَمْ یُنْصِفْنِی (5) فِیهَا فَقَالَ وَ مَا شَأْنُكَ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ النَّفَرَ وَ أَوْمَأَ إِلَی نَفَرٍ حُضُورٍ أَخْرَجُوا أَبِی مَعَهُمْ فِی سَفَرٍ فَرَجَعُوا وَ لَمْ یَرْجِعْ أَبِی فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ الَّذِی اسْتَصْحَبَهُ فَقَالُوا مَا نَعْرِفُ لَهُ مَالًا فَاسْتَحْلَفَهُمْ شُرَیْحٌ وَ تَقَدَّمَ إِلَیَ
ص: 259
بِتَرْكِ التَّعَرُّضِ لَهُمْ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِقَنْبَرٍ اجْمَعِ الْقَوْمَ وَ ادْعُ لِی شُرْطَةَ الْخَمِیسِ ثُمَّ جَلَسَ وَ دَعَا النَّفَرَ وَ الْحَدَثُ مَعَهُمْ ثُمَّ سَأَلَهُ عَمَّا قَالَ فَأَعَادَ الدَّعْوَی وَ جَعَلَ یَبْكِی وَ یَقُولُ أَنَا وَ اللَّهِ أَتَّهِمُهُمْ عَلَی أَبِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُمْ احْتَالُوا عَلَیْهِ حَتَّی أَخْرَجُوهُ مَعَهُمْ وَ طَمِعُوا فِی مَالِهِ فَسَأَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْقَوْمَ فَقَالُوا(1) كَمَا قَالُوا لِشُرَیْحٍ مَاتَ الرَّجُلُ وَ لَا نَعْرِفُ لَهُ مَالًا فَنَظَرَ فِی وُجُوهِهِمْ ثُمَّ قَالَ مَا ذَا تَظُنُّونَ أَ تَظُنُّونَ أَنِّی لَا أَعْلَمُ مَا صَنَعْتُمْ بِأَبِی (2) هَذَا الْفَتَی إِنِّی إِذاً لَقَلِیلُ الْعِلْمِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ أَنْ یُفَرَّقُوا فَفُرِّقُوا فِی الْمَسْجِدِ وَ أُقِیمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَی جَانِبِ أُسْطُوَانَةٍ مِنْ أَسَاطِینِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَعَا عُبَیْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِی رَافِعٍ كَاتِبَهُ یَوْمَئِذٍ فَقَالَ لَهُ اجْلِسْ ثُمَّ دَعَا أَحَداً مِنْهُمْ (3) فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی وَ لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فِی أَیِّ یَوْمٍ خَرَجْتُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ وَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ مَعَكُمْ فَقَالَ فِی یَوْمِ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ لِعُبَیْدِ اللَّهِ اكْتُبْ ثُمَّ قَالَ لَهُ فِی أَیِّ شَهْرٍ كَانَ قَالَ فِی شَهْرِ كَذَا قَالَ اكْتُبْ ثُمَّ قَالَ فِی أَیِّ سَنَةٍ قَالَ فِی سَنَةِ كَذَا فَكَتَبَ عُبَیْدُ اللَّهِ ذَلِكَ (4) قَالَ فَبِأَیِّ مَرَضٍ مَاتَ قَالَ بِمَرَضِ كَذَا قَالَ فِی أَیِّ مَنْزِلٍ مَاتَ قَالَ فِی مَوْضِعِ كَذَا قَالَ مَنْ غَسَّلَهُ وَ كَفَّنَهُ قَالَ فُلَانٌ قَالَ فَبِمَ كَفَّنْتُمُوهُ قَالَ بِكَذَا قَالَ فَمَنْ صَلَّی عَلَیْهِ قَالَ فُلَانٌ قَالَ فَمَنْ أَدْخَلَهُ الْقَبْرَ قَالَ فُلَانٌ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی رَافِعٍ یَكْتُبُ ذَلِكَ كُلَّهُ فَلَمَّا انْتَهَی إِقْرَارُهُ إِلَی دَفْنِهِ كَبَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَكْبِیرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَرُدَّ إِلَی مَكَانِهِ وَ دَعَا بِآخَرَ مِنَ الْقَوْمِ فَأَجْلَسَهُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ ثُمَّ سَأَلَهُ عَمَّا سَأَلَ الْأَوَّلَ عَنْهُ فَأَجَابَ بِمَا خَالَفَ الْأَوَّلَ فِی الْكَلَامِ كُلِّهِ وَ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی رَافِعٍ یَكْتُبُ ذَلِكَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سُؤَالِهِ كَبَّرَ تَكْبِیرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَمَرَ بِالرَّجُلَیْنِ جَمِیعاً أَنْ یُخْرَجَا مِنَ الْمَسْجِدِ نَحْوَ السِّجْنِ فَیُوقَفَ بِهِمَا عَلَی بَابِهِ ثُمَ
ص: 260
دَعَا بِالثَّالِثِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلَ الرَّجُلَیْنِ فَحَكَی خِلَافَ مَا قَالا وَ أَثْبَتَ ذَلِكَ عَنْهُ ثُمَّ كَبَّرَ وَ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ نَحْوَ صَاحِبَیْهِ وَ دَعَا بِرَابِعِ الْقَوْمِ فَاضْطَرَبَ قَوْلُهُ وَ تَلَجْلَجَ فَوَعَظَهُ وَ خَوَّفَهُ فَاعْتَرَفَ أَنَّهُ وَ أَصْحَابُهُ قَتَلُوا الرَّجُلَ وَ أَخَذُوا مَالَهُ وَ أَنَّهُمْ دَفَنُوهُ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا بِالْقُرْبِ مِنَ الْكُوفَةِ فَكَبَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَرَ بِهِ إِلَی السِّجْنِ وَ اسْتَدْعَی بِوَاحِدٍ(1) مِنَ الْقَوْمِ وَ قَالَ لَهُ زَعَمْتَ أَنَّ الرَّجُلَ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وَ قَدْ قَتَلْتَهُ اصْدُقْنِی عَنْ حَالِكَ وَ إِلَّا نَكَلْتُ بِكَ فَقَدْ وَضَحَ الْحَقُّ فِی قِصَّتِكُمْ (2) فَاعْتَرَفَ مَنْ قَتَلَ الرَّجُلَ بِمَا اعْتَرَفَ بِهِ صَاحِبُهُ ثُمَّ دَعَا الْبَاقِینَ فَاعْتَرَفُوا عِنْدَهُ بِالْقَتْلِ وَ سَقَطُوا فِی أَیْدِیهِمْ (3) وَ اتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَی قَتْلِ الرَّجُلِ وَ أَخْذِ مَالِهِ فَأَمَرَ مَنْ مَضَی مَعَهُمْ (4) إِلَی مَوْضِعِ الْمَالِ الَّذِی دَفَنُوهُ فَاسْتَخْرَجُوهُ مِنْهُ وَ سَلَّمُوهُ (5) إِلَی الْغُلَامِ ابْنِ الرَّجُلِ الْمَقْتُولِ: ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا
الَّذِی تُرِیدُ قَدْ عَرَفْتَ مَا صَنَعَ الْقَوْمُ بِأَبِیكَ قَالَ أُرِیدُ أَنْ یَكُونَ الْقَضَاءُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ عَفَوْتُ عَنْ دِمَائِهِمْ فِی الدُّنْیَا فَدَرَأَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6) حَدَّ الْقَتْلِ وَ أَنْهَكَهُمْ (7) عُقُوبَةً فَقَالَ شُرَیْحٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ هَذَا الْحَكَمُ فَقَالَ لَهُ إِنَّ دَاوُدَ علیه السلام مَرَّ بِغِلْمَانٍ یَلْعَبُونَ وَ یُنَادُونَ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ یَا مَاتَ الدِّینُ قَالَ وَ الْغُلَامُ یُجِیبُهُمْ فَدَنَا دَاوُدُ علیه السلام مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ یَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ فَقَالَ اسْمِی مَاتَ الدِّینُ قَالَ لَهُ دَاوُدُ مَنْ سَمَّاكَ بِهَذَا الِاسْمِ قَالَ أُمِّی فَقَالَ دَاوُدُ أَیْنَ أُمُّكَ قَالَ فِی مَنْزِلِهَا قَالَ دَاوُدُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَی
ص: 261
أُمِّكَ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَیْهَا فَاسْتَخْرَجَهَا مِنْ مَنْزِلِهَا فَخَرَجَتْ فَقَالَ لَهَا یَا أَمَةَ اللَّهِ مَا اسْمُ ابْنِكِ هَذَا قَالَتِ اسْمُهُ مَاتَ الدِّینُ قَالَ لَهَا دَاوُدُ علیه السلام وَ مَنْ سَمَّاهُ بِهَذَا الِاسْمِ قَالَتْ أَبُوهُ قَالَ لَهَا وَ مَا كَانَ سَبَبُ ذَلِكَ قَالَتْ إِنَّهُ خَرَجَ فِی سَفَرٍ لَهُ وَ مَعَهُ قَوْمٌ وَ أَنَا حَامِلٌ بِهَذَا الْغُلَامِ فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ وَ لَمْ یَنْصَرِفْ زَوْجِی (1) فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ قَالُوا مَاتَ فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ فَقَالُوا مَا تَرَكَ مَالًا فَقُلْتُ مَا أَوْصَاكُمْ (2) بِوَصِیَّةٍ قَالُوا نَعَمْ یَزْعُمُ (3) أَنَّكِ حُبْلَی فَإِنْ وَلَدْتِ جَارِیَةً أَوْ غُلَاماً فَسَمِّیهِ مَاتَ الدِّینُ فَسَمَّیْتُهُ كَمَا وَصَّی وَ لَمْ أُحِبَّ خِلَافَهُ فَقَالَ لَهَا دَاوُدُ علیه السلام فَهَلْ تَعْرِفِینَ الْقَوْمَ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ انْطَلِقِی مَعَ هَؤُلَاءِ یَعْنِی قَوْماً بَیْنَ یَدَیْهِ فَاسْتَخْرِجِیهِمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَلَمَّا حَضَرُوا حَكَمَ فِیهِمْ بِهَذِهِ الْحُكُومَةِ فَثَبَتَ عَلَیْهِمُ الدَّمُ وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهُمُ الْمَالَ ثُمَّ قَالَ لَهَا یَا أَمَةَ اللَّهِ سَمِّی ابْنَكِ هَذَا بِعَاشَ الدِّینُ (4).
كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ ثُمَّ إِنَّ الْفَتَی وَ الْقَوْمَ اخْتَلَفُوا فِی مَالِ الْفَتَی كَمْ كَانَ فَأَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَاتَمَهُ وَ جَمِیعَ خَوَاتِیمِ مَنْ عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ أَجِیلُوا(5) هَذِهِ السِّهَامَ فَأَیُّكُمْ أَخْرَجَ خَاتَمِی فَهُوَ صَادِقٌ فِی دَعْوَاهُ لِأَنَّهُ سَهْمُ اللَّهِ وَ سَهْمُ اللَّهِ لَا یَخِیبُ (6).
- كا، [الكافی] عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبی عبد اللّٰه عن إسحاق بن إبراهیم الكندی عن خالد النوفلی عن الأصبغ بن نباتة: مثله (7)
ص: 262
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مرسلا: مثله (1).
«31»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد] وَ رُوِیَ: أَنَّ امْرَأَةً هَوَتْ غُلَاماً فَدَعَتْهُ إِلَی نَفْسِهَا(2) فَامْتَنَعَ الْغُلَامُ فَمَضَتْ وَ أَخَذَتْ بَیْضَةً وَ أَلْقَتْ بَیَاضَهَا عَلَی ثَوْبِهَا ثُمَّ عَلَّقَتْ بِالْغُلَامِ وَ رَفَعَتْهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَتْ إِنَّ هَذَا الْغُلَامَ كَابَرَنِی عَلَی نَفْسِی وَ قَدْ فَضَحَنِی ثُمَّ أَخَذَتْ ثِیَابَهَا فَأَرَتْ بَیَاضَ الْبَیْضِ وَ قَالَتْ مَاؤُهُ (3) عَلَی ثَوْبِی فَجَعَلَ الْغُلَامُ یَبْكِی وَ یَتَبَرَّأُ مِمَّا ادَّعَتْهُ وَ یَحْلِفُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِقَنْبَرٍ مُرْ مَنْ یُغْلِی مَاءً حَتَّی یَشْتَدَّ حَرَارَتُهُ ثُمَّ لْتَأْتِنِی (4) بِهِ عَلَی حَالِهِ فَجِی ءَ بِالْمَاءِ فَقَالَ أَلْقَوْهُ عَلَی ثَوْبِ الْمَرْأَةِ فَأَلْقَوْهُ عَلَیْهِ فَاجْتَمَعَ بَیَاضُ الْبَیْضِ وَ الْتَأَمَ فَأَمَرَ بِأَخْذِهِ وَ دَفَعَهُ إِلَی رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ تَطَعَّمَاهُ (5) وَ الْفَظَاهُ فَطَعِمَاهُ فَوَجَدَاهُ بَیْضاً فَأَمَرَ بِتَخْلِیَةِ الْغُلَامِ وَ جَلَدَ الْمَرْأَةَ عُقُوبَةً عَلَی ادِّعَائِهَا الْبَاطِلَ (6).
«32»- شا، [الإرشاد] وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَبِی لَیْلَی یَقُولُ: لَقَدْ قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِقَضِیَّةٍ مَا سَبَقَهُ إِلَیْهَا أَحَدٌ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَجُلَیْنِ اصْطَحَبَا فِی سَفَرٍ فَجَلَسَا یَتَغَذَّیَانِ (7) فَأَخْرَجَ أَحَدُهُمَا خَمْسَةَ أَرْغِفَةٍ وَ أَخْرَجَ الْآخَرُ ثَلَاثَةً فَمَرَّ بِهِمَا رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَقَالا لَهُ الْغَدَاءَ فَجَلَسَ یَأْكُلُ مَعَهَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَكْلِهِ رَمَی إِلَیْهِمَا ثَمَانِیَةَ دَرَاهِمَ وَ قَالَ لَهُمَا هَذَا(8) عِوَضُ مَا أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِكُمَا فَاخْتَصَمَا وَ قَالَ صَاحِبُ الثَّلَاثَةِ هَذَا(9) نِصْفَانِ بَیْنَنَا فَقَالَ صَاحِبُ الْخَمْسَةِ بَلْ لِی خَمْسَةٌ وَ لَكَ ثَلَاثَةٌ فَارْتَفَعَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَصَّا
ص: 263
عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ لَهُمَا هَذَا أَمْرٌ فِیهِ دَنَاءَةٌ وَ الْخُصُومَةُ غَیْرُ جَمِیلَةٍ فِیهِ وَ الصُّلْحُ أَحْسَنُ فَقَالَ صَاحِبُ الثَّلَاثَةِ أَرْغِفَةٍ لَسْتُ أَرْضَی إِلَّا بِمُرِّ الْقَضَاءِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا كُنْتَ لَا تَرْضَی إِلَّا بِمُرِّ الْقَضَاءِ فَإِنَّ لَكَ وَاحِداً مِنْ ثَمَانِیَةٍ وَ لِصَاحِبِكَ سَبْعَةً فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَیْفَ صَارَ هَذَا هَكَذَا فَقَالَ لَهُ أُخْبِرُكَ أَ لَیْسَ كَانَ لَكَ ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ قَالَ بَلَی وَ لِصَاحِبِكَ خَمْسَةٌ قَالَ بَلَی قَالَ هَذِهِ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ ثُلُثاً أَكَلْتَ أَنْتَ ثَمَانِیَةً وَ صَاحِبُكَ ثَمَانِیَةً وَ الضَّیْفُ ثَمَانِیَةً فَلَمَّا أَعْطَاكُمُ الثَّمَانِیَةَ كَانَ لِصَاحِبِكَ سَبْعَةً وَ لَكَ وَاحِدٌ(1) فَانْصَرَفَ الرَّجُلَانِ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِهِمَا فِی الْقَضِیَّةِ(2).
كا، [الكافی] محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد و علی بن إبراهیم عن أبیه عن ابن محبوب: مثله (3).
«33»- شا، [الإرشاد] وَ رَوَی عُلَمَاءُ أَهْلِ السِّیَرِ:(4) أَنَّ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ شَرِبُوا الْمُسْكِرَ عَلَی عَهْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَكِرُوا فَتَبَاعَجُوا(5) بِالسَّكَاكِینِ وَ نَالَ الْجِرَاحُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَ رُفِعَ خَبَرُهُمْ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَرَ بِحَبْسِهِمْ حَتَّی یُفِیقُوا فَمَاتَ فِی السِّجْنِ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَ بَقِیَ اثْنَانِ فَجَاءَ قَوْمُ الِاثْنَیْنِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا أَقِدْنَا(6) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ هَذَیْنِ النَّفْسَیْنِ فَإِنَّهُمَا قَتَلَا صَاحِبَیْنَا فَقَالَ لَهُمْ وَ مَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ وَ لَعَلَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ قَالُوا لَا نَدْرِی فَاحْكُمْ فِیهَا(7) بِمَا عَلَّمَكَ اللَّهُ فَقَالَ دِیَةُ الْمَقْتُولَیْنِ عَلَی قَبَائِلِ الْأَرْبَعَةِ بَعْدَ مُقَاصَّةِ الْحَیَّیْنِ مِنْهُمَا بِدِیَةِ جِرَاحِهِمَا وَ كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْحُكْمَ الَّذِی لَا طَرِیقَ إِلَی الْحَقِّ فِی الْقَضَاءِ سِوَاهُ
ص: 264
أَ لَا تَرَی أَنَّهُ لَا بَیِّنَةَ عَلَی الْقَاتِلِ تَفَرُّدِهِ مِنَ الْمَقْتُولِ وَ لَا بَیِّنَةَ عَلَی الْعَمْدِ فِی الْقَتْلِ فَلِذَلِكَ كَانَ الْقَضَاءُ فِیهِ عَلَی حُكْمِ الْخَطَاءِ فِی الْقَتْلِ وَ اللَّبْسِ فِی الْقَاتِلِ دُونَ الْمَقْتُولِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ سِتَّةَ نَفَرٍ نَزَلُوا الْفُرَاتَ فَتَعَاطَوْا فِیهِ لَعِباً فَغَرِقَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَشَهِدَ اثْنَانِ عَلَی ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ غَرَّقُوهُ وَ شَهِدَ الثَّلَاثَةُ عَلَی الِاثْنَیْنِ أَنَّهُمَا غَرَّقَاهُ فَقَضَی علیه السلام بِالدِّیَةِ أَخْمَاساً عَلَی الْخَمْسَةِ نَفَرٍ ثَلَاثَةَ أَخْمَاسٍ مِنْهَا عَلَی الِاثْنَیْنِ بِحِسَابِ الشَّهَادَةِ عَلَیْهِمَا وَ خُمُسَانِ عَلَی الثَّلَاثَةِ بِحِسَابِ الشَّهَادَةِ أَیْضاً وَ لَمْ یَكُنْ فِی ذَلِكَ قَضِیَّةٌ أَحَقُّ بِالصَّوَابِ مِمَّا قَضَی بِهِ علیه السلام(1).
«34»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] شا، [الإرشاد] وَ رَوَوْا: أَنَّ رَجُلًا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَوَصَّی بِجُزْءٍ مِنْ مَالِهِ وَ لَمْ یُعَیِّنْهُ فَاخْتَلَفَ الْوُرَّاثُ فِی ذَلِكَ بَعْدَهُ وَ تَرَافَعُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَضَی عَلَیْهِمْ بِإِخْرَاجِ السُّبُعِ مِنْ مَالِهِ وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (2) وَ قَضَی علیه السلام فِی رَجُلٍ وَصَّی عِنْدَ الْمَوْتِ بِسَهْمٍ مِنْ مَالِهِ وَ لَمْ یُبَیِّنْهُ فَلَمَّا مَضَی اخْتَلَفَ الْوَرَثَةُ فِی مَعْنَاهُ فَقَضَی عَلَیْهِمْ بِإِخْرَاجِ الثُّمُنِ مِنْ مَالِهِ وَ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ (3) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ هُمْ ثَمَانِیَةُ أَصْنَافٍ لِكُلِّ صِنْفٍ مِنْهُمْ سَهْمٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ وَ قَضَی علیه السلام فِی رَجُلٍ وَصَّی فَقَالَ أَعْتِقُوا عَنِّی كُلَّ عَبْدٍ قَدِیمٍ فِی مِلْكِی فَلَمَّا مَاتَ مَا یَعْرِفُ (4) الْوَصِیُّ مَا یَصْنَعُ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ یُعْتَقُ عَنْهُ كُلُّ عَبْدٍ مَلِكَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ تَلَا قَوْلَهُ جَلَّ اسْمُهُ وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّی عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِیمِ (5) وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْعُرْجُونَ إِنَّمَا یَنْتَهِی إِلَی الشَّبَهِ بِالْهِلَالِ فِی تَقْوِیسِهِ بَعْدَ سِتَّةِ
ص: 265
أَشْهُرٍ مِنْ أَخْذِ الثَّمَرَةِ مِنْهُ وَ قَضَی علیه السلام فِی رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ یَصُومَ حِیناً وَ لَمْ یُعَیِّنْ (1) وَقْتاً بِعَیْنِهِ أَنْ یَصُومَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ تُؤْتِی أُكُلَها كُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها(2) وَ ذَلِكَ فِی سِتَّةِ أَشْهُرٍ(3).
«35»- شا، [الإرشاد]: وَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ (4) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهُ كَانَ بَیْنَ یَدَیَّ تَمْرٌ فَبَدَرَتْ زَوْجَتِی فَأَخَذَتْ مِنْهُ وَاحِدَةً فَأَلْقَتْهَا فِی فِیهَا فَحَلَفْتُ أَنَّهَا لَا تَأْكُلُهَا وَ لَا تَلْفِظُهَا فَقَالَ علیه السلام تَأْكُلُ نِصْفَهَا وَ تَرْمِی نِصْفَهَا وَ قَدْ تَخَلَّصْتَ مِنْ یَمِینِكَ وَ قَضَی علیه السلام فِی رَجُلٍ ضَرَبَ امْرَأَةً فَأَلْقَتْ عَلَقَةً أَنَّ عَلَیْهِ دِیَتَهَا أَرْبَعِینَ دِینَاراً وَ تَلَا قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِی قَرارٍ مَكِینٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (5) ثُمَّ قَالَ فِی النُّطْفَةِ عِشْرُونَ دِینَاراً وَ فِی الْعَلَقَةِ أَرْبَعُونَ دِینَاراً وَ فِی الْمُضْغَةِ سِتُّونَ دِینَاراً وَ فِی الْعَظْمِ قَبْلَ أَنْ یَسْتَوِیَ خَلْقاً ثَمَانُونَ دِینَاراً وَ فِی الصُّورَةِ قَبْلَ أَنْ تَلِجَهَا الرُّوحُ مِائَةُ دِینَارٍ وَ إِذَا وَلَجَتْهَا الرُّوحُ كَانَ فِیهِ (6) أَلْفُ دِینَارٍ.
فهذا طرف من ذكر قضایاه علیه السلام(7) و أحكامه الغریبة التی لم یقض بها أحد قبله و لا عرفها من العامة و الخاصة أحد إلا عنه (8) و اتفقت عترته علی العمل
ص: 266
بها و لو منی (1) غیره بالقول فیها لظهر عجزه عن الحق فی ذلك كما ظهر فیما هو أوضح منه و فیما أثبتناه من قضایاه علی الاختصار كفایة فیما قصدناه إن شاء اللّٰه (2).
«36»- یل، [الفضائل لابن شاذان] رُوِیَ: أَنَّ امْرَأَةً تَرَكَتْ طِفْلًا ابْنَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ عَلَی سَطْحٍ فَمَشَی الطِّفْلُ یَحْبُو حَتَّی خَرَجَ مِنَ السَّطْحِ وَ جَلَسَ عَلَی رَأْسِ الْمِیزَابِ فَجَاءَتْ أُمُّهُ عَلَی السَّطْحِ فَمَا قَدَرَتْ عَلَیْهِ فَجَاءُوا بِسُلَّمٍ وَ وَضَعُوهُ عَلَی الْجِدَارِ فَمَا قَدَرُوا عَلَی الطِّفْلِ مِنْ أَجَلِ طُولِ الْمِیزَابِ وَ بُعْدِهِ عَنِ السَّطْحِ وَ الْأُمُّ تَصِیحُ وَ أَهْلُ الصَّبِیِّ یَبْكُونَ وَ كَانَ فِی أَیَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَجَاءُوا إِلَیْهِ فَحَضَرَ مَعَ الْقَوْمِ فَتَحَیَّرُوا فِیهِ فَقَالُوا مَا لِهَذَا إِلَّا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَحَضَرَ عَلِیٌّ فَصَاحَتْ أُمُّ الصَّبِیِّ فِی وَجْهِهِ فَنَظَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الصَّبِیِّ فَتَكَلَّمَ الصَّبِیُّ بِكَلَامٍ لَمْ یَعْرِفْهُ أَحَدٌ فَقَالَ علیه السلام أَحْضِرُوا هَاهُنَا طِفْلًا مِثْلَهُ فَأَحْضَرُوهُ فَنَظَرَ بَعْضُهَا إِلَی بَعْضٍ وَ تَكَلَّمَ الطَّفْلَانِ بِكَلَامِ الْأَطْفَالِ فَخَرَجَ الطِّفْلُ مِنَ الْمِیزَابِ إِلَی السَّطْحِ فَوَقَعَ فَرَحٌ فِی الْمَدِینَةِ لَمْ یُرَ مِثْلُهُ ثُمَّ سَأَلُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِمْتَ كَلَامَهُمَا فَقَالَ أَمَّا خِطَابُ الطِّفْلِ فَإِنَّهُ سَلَّمَ عَلَیَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ وَ مَا أَرَدْتُ خِطَابَهُ لِأَنَّهُ لَمْ یَبْلُغْ حَدَّ الْخِطَابِ وَ التَّكْلِیفِ فَأَمَرْتُ بِإِحْضَارِ طِفْلٍ مِثْلِهِ حَتَّی یَقُولَ لَهُ بِلِسَانِ الْأَطْفَالِ یَا أَخِی ارْجِعْ إِلَی السَّطْحِ وَ لَا تُحْرِقْ قَلْبَ أُمِّكَ وَ عَشِیرَتِكَ بِمَوْتِكَ فَقَالَ دَعْنِی یَا أَخِی قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ فَیَسْتَوْلِیَ عَلَیَّ الشَّیْطَانُ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَی السَّطْحِ فَعَسَی أَنْ تَبْلُغَ وَ یَجِی ءَ مِنْ صُلْبِكَ وَلَدٌ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُوَالِیَ هَذَا الرَّجُلَ فَرَجَعَ إِلَی السَّطْحِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی یَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).
«37»- یل، [الفضائل لابن شاذان] رُوِیَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ بَیْنَ یَدَیِ مَوْلَایَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِذَا بِصَوْتٍ عَظِیمٍ قَدْ أَخَذَ بِجَامِعِ الْكُوفَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام:
ص: 267
اخْرُجْ یَا عَمَّارُ وَ ائْتِنِی بِذِی الْفَقَارِ الْبَتَّارِ(1) لِلْأَعْمَارِ وَ جِئْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَمَّارُ اخْرُجْ وَ امْنَعِ الرَّجُلَ مِنْ ظُلَامَةِ الْمَرْأَةِ فَإِنِ انْتَهَی وَ إِلَّا مَنَعْتُهُ بِذِی الْفَقَارِ فَقَالَ عَمَّارٌ فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ وَ قَدْ تَعَلَّقَ الرَّجُلُ بِزِمَامِ جَمَلِهَا وَ الِامْرَأَةُ تَقُولُ إِنَّ الْجَمَلَ جَمَلِی وَ الرَّجُلُ یَقُولُ إِنَّ الْجَمَلَ جَمَلِی فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَنْهَاكَ عَنْ ظُلَامَةِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ یَشْتَغِلُ عَلِیٌّ بِشُغُلِهِ وَ یَغْسِلُ یَدَهُ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِینَ الَّذِینَ قَتَلَهُمْ بِالْبَصْرَةِ یُرِیدُ یَأْخُذُ جَمَلِی وَ یَدْفَعُهُ إِلَی هَذِهِ الْمَرْأَةِ الْكَاذِبَةِ فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَجَعْتُ لَأُخْبِرَ مَوْلَایَ وَ إِذَا بِهِ قَدْ خَرَجَ وَ الْغَضَبُ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ یَا وَیْلَكَ خَلِّ جَمَلَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ فَقَالَ هُوَ لِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَبْتَ یَا لَعِینُ قَالَ فَمَنْ یَشْهَدُ لِلِامْرَأَةِ فَقَالَ علیه السلام الشَّاهِدُ الَّذِی لَا یَكْذِبُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ إِذَا شَهِدَ بِشَهَادَتِهِ وَ كَانَ صَادِقاً سَلَّمْتُهُ إِلَی الْمَرْأَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام تَكَلَّمْ أَیُّهَا الْجَمَلُ لِمَنْ أَنْتَ فَقَالَ الْجَمَلُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْكَ السَّلَامُ أَنَا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ مُنْذُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ علیه السلام خُذِی جَمَلَكِ وَ عَارَضَ الرَّجُلَ بِضَرْبَةٍ قَسَمَهُ نِصْفَیْنِ (2).
«38»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] الْوَاقِدِیُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قِیلَ: جَاءَ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ غُلَامٌ یَافِعٌ فَقَالَ لَهُ إِنَّ أُمِّی جَحَدَتْ حَقِّی مِنْ مِیرَاثِ أَبِی وَ أَنْكَرَتْنِی وَ قَالَتْ لَسْتَ بِوَلَدِی فَأَحْضَرَهَا وَ قَالَ لَهَا لِمَ جَحَدْتِ وَلَدَكِ هَذَا الْغُلَامَ وَ أَنْكَرْتِیهِ قَالَتْ إِنَّهُ كَاذِبٌ فِی زَعْمِهِ وَ لِی شُهُودٌ بِأَنِّی بِكْرٌ عَاتِقٌ مَا عَرَفْتُ بَعْلًا وَ كَانَتْ قَدْ أَرْشَتْ (3) سَبْعَ نَفَرٍ مِنَ النِّسَاءِ كُلَّ وَاحِدَةٍ بِعَشَرَةِ دَنَانِیرَ بِأَنِّی بِكْرٌ لَمْ أَتَزَوَّجْ وَ لَا أَعْرِفُ بَعْلًا فَقَالَ لَهَا عُمَرُ أَیْنَ شُهُودُكِ فَأَحْضَرَتْهُنَّ بَیْنَ یَدَیْهِ فَشَهِدْنَ أَنَّهَا بِكْرٌ لَمْ یَمَسَّهَا ذَكَرٌ وَ لَا بَعْلٌ فَقَالَ الْغُلَامُ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا عَلَامَةٌ أَذْكُرُهَا لَهَا عَسَی تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ قُلْ مَا بَدَا لَكَ فَقَالَ الْغُلَامُ كَانَ وَالِدِی شَیْخَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ
ص: 268
یُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ الْمُزَنِیُّ وَ رُزِقْتُ فِی عَامٍ شَدِیدِ الْمَحْلِ (1) وَ بَقِیتُ عَامَیْنِ كَامِلَیْنِ أَرْتَضِعُ مِنْ شَاةٍ ثُمَّ إِنَّنِی كَبِرْتُ وَ سَافَرَ وَالِدِی مَعَ جَمَاعَةٍ فِی تِجَارَةٍ فَعَادُوا وَ لَمْ یَعُدْ وَالِدِی مَعَهُمْ فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا إِنَّهُ دَرَجَ (2) فَلَمَّا عَرَفَتْ وَالِدَتِی الْخَبَرَ أَنْكَرَتْنِی وَ أَبْعَدَتْنِی وَ قَدْ أَضَرَّ بِیَ الْحَاجَةُ فَقَالَ عُمَرُ هَذَا مُشْكِلٌ لَا یُحِلُّهُ إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ فَقُومُوا بِنَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَمَضَی الْغُلَامُ وَ هُوَ یَقُولُ أَیْنَ مَنْزِلُ كَاشِفِ الْكُرُوبِ أَیْنَ خَلِیفَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ حَقّاً فَجَاءُوا بِهِ إِلَی مَنْزِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَاشِفِ الْكُرُوبِ وَ مُحِلِّ الْمُشْكِلَاتِ فَوَقَفَ هُنَا یَقُولُ یَا كَاشِفَ الْكُرُوبِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ لَهُ الْإِمَامُ وَ مَا لَكَ یَا غُلَامُ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ أُمِّی جَحَدَتْنِی حَقِّی وَ أَنْكَرَتْنِی أَنِّی لَمْ أَكُنْ وَلَدَهَا فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام أَیْنَ قَنْبَرٌ فَأَجَابَهُ لَبَّیْكَ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ لَهُ امْضِ وَ أَحْضِرِ الِامْرَأَةَ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَضَی قَنْبَرٌ وَ أَحْضَرَهَا بَیْنَ یَدَیِ الْإِمَامِ فَقَالَ لَهَا وَیْلَكِ لِمَ جَحَدْتِ وَلَدَكِ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا بِكْرٌ لَیْسَ لِی وَلَدٌ وَ لَمْ یَمْسَسْنِی بَشَرٌ قَالَ لَهَا لَا تُطِیلِی الْكَلَامَ أَنَا ابْنُ عَمِّ الْبَدْرِ التَّمَامِ وَ أَنَا مِصْبَاحُ الظَّلَامِ وَ إِنَّ جَبْرَائِیلَ أَخْبَرَنِی بِقِصَّتِكِ فَقَالَتْ یَا مَوْلَایَ أَحْضِرْ قَابِلَةً تَنْظُرُنِی أَنَا بِكْرٌ عَاتِقٌ أَمْ لَا فَأَحْضَرُوا قَابِلَةَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهَا أَعْطَتْهَا سِوَاراً كَانَ فِی عَضُدِهَا وَ قَالَتْ لَهَا اشْهَدِی بِأَنِّی بِكْرٌ فَلَمَّا خَرَجَتْ مِنْ عِنْدِهَا قَالَتْ لَهُ یَا مَوْلَایَ إِنَّهَا بِكْرٌ فَقَالَ علیه السلام كَذَبَتِ الْعَجُوزُ یَا قَنْبَرُ فَتِّشِ الْعَجُوزَ وَ خُذْ مِنْهَا السِّوَارَ قَالَ قَنْبَرٌ فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ كَتِفِهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ ضَجَّ الْخَلَائِقُ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام اسْكُتُوا فَأَنَا عَیْبَةُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ أَحْضَرَ الْجَارِیَةَ وَ قَالَ
لَهَا یَا جَارِیَةُ أَنَا زَیْنُ الدِّینِ أَنَا قَاضِی الدِّینِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أُزَوِّجَكِ مِنْ هَذَا الْغُلَامِ الْمُدَّعِی عَلَیْكِ فَتَقْبَلِیهِ مِنِّی زَوْجاً فَقَالَتْ لَا یَا مَوْلَایَ أَ تُبْطِلُ شَرْعَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا بِمَا ذَا فَقَالَتْ تُزَوِّجُنِی
ص: 269
بِوَلَدِی كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ وَ مَا یَكُونُ هَذَا مِنْكِ قَبْلَ هَذِهِ الْفَضِیحَةِ فَقَالَتْ یَا مَوْلَایَ خَشِیتُ عَلَی الْمِیرَاثِ فَقَالَ لَهَا اسْتَغْفِرِی اللَّهَ وَ تُوبِی إِلَیْهِ ثُمَّ إِنَّهُ أَصْلَحَ بَیْنَهُمَا وَ أَلْحَقَ الْوَلَدَ بِوَالِدَتِهِ وَ بِإِرْثِ أَبِیهِ (1).
«39»- فض، [كتاب الروضة] رُوِیَ مِنْ فَضَائِلِهِ علیه السلام فِی حَدِیثِ الْمَقْدِسِیِّ مَا یُغْنِی سَامِعَهُ عَمَّا سِوَاهُ وَ هُوَ مَا حُكِیَ لَنَا: أَنَّهُ كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَرَدَ إِلَی مَدِینَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ حَسَنُ الشَّبَابِ (2) حَسَنُ الصُّورَةِ فَزَارَ حُجْرَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَصَدَ الْمَسْجِدَ وَ لَمْ یَزَلْ مُلَازِماً لَهُ مُشْتَغِلًا بِالْعِبَادَةِ صَائِمَ النَّهَارِ وَ قَائِمَ اللَّیْلِ فِی زَمَنِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّی كَانَ أَعْبَدَ الْخَلْقِ وَ الْخَلْقُ تَتَمَنَّی أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ وَ كَانَ عُمَرُ یَأْتِی إِلَیْهِ وَ یَسْأَلُهُ أَنْ یُكَلِّفَهُ حَاجَةً فَیَقُولُ لَهُ الْمَقْدِسِیُّ الْحَاجَةُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ لَمْ یَزَلْ عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَنْ عَزَمَ النَّاسُ الْحَجَّ فَجَاءَ الْمَقْدِسِیُّ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ قَالَ یَا أَبَا حَفْصٍ قَدْ عَزَمْتُ عَلَی الْحَجِّ وَ مَعِی وَدِیعَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَسْتَوْدِعَهَا مِنِّی إِلَی حِینِ عَوْدِی مِنَ الْحَجِّ فَقَالَ عُمَرُ هَاتِ الْوَدِیعَةَ فَأَحْضَرَ الشَّابُّ حُقّاً مِنْ عَاجٍ عَلَیْهِ قُفْلٌ مِنْ حَدِیدٍ مَخْتُومٌ بِخِتَامِ الشَّابِّ فَتَسَلَّمَهُ مِنْهُ وَ خَرَجَ الشَّابُّ مَعَ الْوَفْدِ فَخَرَجَ عُمَرُ إِلَی مُقَدَّمِ الْوَفْدِ وَ قَالَ أُوصِیكَ بِهَذَا الْغُلَامِ وَ جَعَلَ عُمَرُ یُوَدِّعُ الشَّابَّ وَ قَالَ لِلْمُقَدَّمِ عَلَی الْوَافِدِ اسْتَوْصِ بِهِ خَیْراً وَ كَانَ فِی الْوَفْدِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَمَا زَالَتْ تُلَاحِظُ الْمَقْدِسِیَّ وَ تَنْزِلُ بِقُرْبِهِ حَیْثُ نَزَلَ فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ دَنَتْ مِنْهُ وَ قَالَتْ یَا شَابُّ إِنِّی أَرِقُّ لِهَذَا الْجِسْمِ النَّاعِمِ الْمُتْرَفِ كَیْفَ یَلْبَسُ الصُّوفَ فَقَالَ لَهَا یَا هَذِهِ جِسْمٌ یَأْكُلُهُ الدُّودُ وَ مَصِیرُهُ التُّرَابُ هَذَا لَهُ كَثِیرٌ فَقَالَتْ إِنِّی أَغَارُ(3) عَلَی هَذَا الْوَجْهِ الْمُضِی ءِ تُشْعِثُهُ الشَّمْسُ فَقَالَ لَهَا یَا هَذِهِ اتَّقِی اللَّهَ وَ كُفِّی فَقَدْ شَغَلَنِی كَلَامُكِ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّی فَقَالَتْ لَهُ
ص: 270
لِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ فَإِنْ قَضَیْتَهَا فَلَا كَلَامَ وَ إِنْ لَمْ تَقْضِهَا فَمَا أَنَا بِتَارِكَتِكَ حَتَّی تَقْضِیَهَا لِی فَقَالَ لَهَا وَ مَا حَاجَتُكِ قَالَتْ حَاجَتِی أَنْ تُوَاقِعَنِی فَزَجَرَهَا وَ خَوَّفَهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمْ یَرْدَعْهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَا آمُرُكَ لَأَرْمِیَنَّكَ بِدَاهِیَةٍ مِنْ دَوَاهِی النِّسَاءِ وَ مَكْرِهِمْ لَا تَنْجُو مِنْهَا فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهَا وَ لَمْ یَعْبَأْ بِهَا فَلَمَّا كَانَ فِی بَعْضِ اللَّیَالِی وَ قَدْ سَهِرَ أَكْثَرَ لَیْلِهِ بِالْعِبَادَةِ فَرَقَدَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ وَ غَلَبَ عَلَیْهِ النَّوْمُ فَأَتَتْهُ وَ تَحْتَ رَأْسِهِ مَزَادَةٌ فِیهَا زَادُهُ فَانْتَزَعَهَا مِنْ تَحْتِ رَأْسِهِ وَ طَرَحَتْ فِیهَا كِیساً فِیهِ خَمْسُمِائَةِ دِینَارٍ ثُمَّ أَعَادَتِ الْمَزَادَةَ تَحْتَ رَأْسِهِ فَلَمَّا ثَوَّرَ(1) الْوَفْدُ قَامَتِ الْمَلْعُونَةُ مِنْ نَوْمِهَا وَ قَالَتْ یَا لَلَّهِ وَ یَا لَلْوَفْدِ یَا وَفْدُ أَنَا امْرَأَةٌ مِسْكِینَةٌ وَ قَدْ سُرِقَتْ نَفَقَتِی وَ مَالِی وَ أَنَا بِاللَّهِ وَ بِكُمْ فَجَلَسَ الْمُقَدَّمُ عَلَی الْوَفْدِ وَ أَمَرَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أَنْ یُفَتِّشُوا الْوَفْدَ فَفَتَّشُوا الْوَفْدَ فَلَمْ یَجِدُوا شَیْئاً وَ لَمْ یَبْقَ فِی الْوَفْدِ إِلَّا مَنْ فُتِّشَ رَحْلُهُ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا الْمَقْدِسِیُّ فَأَخْبَرُوا مُقَدَّمَ الْوَفْدِ بِذَلِكَ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ یَا قَوْمِ مَا ضَرَّكُمْ لَوْ فَتَّشْتُمُوا رَحْلَهُ فَلَهُ أُسْوَةٌ بِالْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ مَا یُدْرِیكُمْ أَنَّ ظَاهِرَهُ مَلِیحٌ وَ بَاطِنَهُ قَبِیحٌ وَ لَمْ تَزَلِ الْمَرْأَةُ حَتَّی حَمَلَتْهُمْ عَلَی تَفْتِیشِ رَحْلِهِ فَقَصَدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْوَفْدِ وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی فَلَمَّا رَآهُمْ أَقْبَلَ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ لَهُمْ مَا حَاجَتُكُمْ فَقَالُوا لَهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ الْأَنْصَارِیَّةُ ذَكَرَتْ أَنَّهَا سُرِقَتْ لَهَا نَفَقَةٌ كَانَتْ مَعَهَا وَ قَدْ فَتَّشْنَا رِحَالَ الْوَفْدِ بِأَسْرِهَا وَ لَمْ یَبْقَ مِنْهَا غَیْرُكَ وَ نَحْنُ لَا نَتَقَدَّمُ إِلَی رَحْلِكَ إِلَّا بِإِذْنِكَ لِمَا سَبَقَ مِنْ وَصِیَّةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِیمَا یَعُودُ إِلَیْكَ فَقَالَ یَا قَوْمِ مَا یَضُرُّنِی ذَلِكَ فَفَتِّشُوا مَا أَحْبَبْتُمْ وَ هُوَ وَاثِقٌ مِنْ نَفْسِهِ فَلَمَّا نَفَضُوا الْمَزَادَةَ الَّتِی فِیهَا زَادُهُ وَقَعَ مِنْهَا الْهِمْیَانُ فَصَاحَتِ الْمَلْعُونَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا وَ اللَّهِ كِیسِی وَ مَالِی وَ هُوَ كَذَا وَ كَذَا دِینَاراً وَ فِیهِ عَقْدُ لُؤْلُؤٍ وَ وَزْنُهُ كَذَا وَ كَذَا مِثْقَالًا فَأَحْضَرُوهُ فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَتِ الْمَلْعُونَةُ فَمَالُوا عَلَیْهِ بِالضَّرْبِ الْمُوجَعِ وَ السَّبِّ وَ الشَّتْمِ وَ هُوَ لَا یَرُدُّ جَوَاباً فَسَلْسَلُوهُ وَ قَادُوهُ رَاحِلًا إِلَی مَكَّةَ فَقَالَ لَهُمْ یَا وَفْدُ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ هَذَا الْبَیْتِ إِلَّا تَصَدَّقْتُمْ عَلَیَّ وَ تَرَكْتُمُونِی أَقْضِی الْحَجَّ وَ
ص: 271
أُشْهِدُ اللَّهَ تَعَالَی وَ رَسُولَهُ عَلَیَّ بِأَنِّی إِذَا قَضَیْتُ الْحَجَّ عُدْتُ إِلَیْكُمْ وَ تَرَكْتُ یَدِی فِی أَیْدِیكُمْ فَأَوْقَعَ اللَّهُ تَعَالَی الرَّحْمَةَ فِی قُلُوبِهِمْ لَهُ فَأَطْلَقُوهُ فَلَمَّا قَضَی مَنَاسِكَهُ وَ مَا وَجَبَ عَلَیْهِ مِنَ الْفَرَائِضِ عَادَ إِلَی الْقَوْمِ وَ قَالَ لَهُمْ أَمَا إِنِّی قَدْ عُدْتُ إِلَیْكُمْ فَافْعَلُوا بِی مَا تُرِیدُونَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَوْ أَرَادَ الْمُفَارَقَةَ لَمَا عَادَ إِلَیْكُمْ فَتَرَكُوهُ وَ رَجَعَ الْوَفْدُ طَالِباً مَدِینَةَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْوَزَتْ (1) تِلْكَ الْمَرْأَةُ الْمَلْعُونَةُ الزَّادَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَوَجَدَتْ رَاعِیاً فَسَأَلَتْهُ الزَّادَ فَقَالَ لَهَا عِنْدِی مَا تُرِیدِینَ غَیْرَ أَنِّی لَا أَبِیعُهُ فَإِنْ آثَرْتِ أَنْ تُمْكِنِینِی مِنْ نَفْسِكِ أَعْطَیْتُكِ فَفَعَلَتْ مَا طَلَبَ وَ أَخَذَتْ مِنْهُ زَاداً فَلَمَّا انْحَرَفَتْ عَنْهُ اعْتَرَضَ لَهَا إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ لَهَا أَنْتِ حَامِلٌ قَالَتْ مِمَّنْ قَالَ مِنَ الرَّاعِی فَصَاحَتْ وَا فَضِیحَتَاهْ فَقَالَ لَا تَخَافِی إِذَا رَجَعْتِ إِلَی الْوَفْدِ قُولِی لَهُمْ إِنِّی سَمِعْتُ قِرَاءَةَ الْمَقْدِسِیِّ فَقَرُبْتُ مِنْهُ فَلَمَّا غَلَبَ عَلَیَّ النَّوْمُ دَنَا مِنِّی وَ وَاقَعَنِی وَ لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنَ الدِّفَاعِ عَنْ نَفْسِی بَعْدَ الْقِرَاءَةِ وَ قَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ وَ أَنَا امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ خَلْفِی جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَهْلِ فَفَعَلَتِ الْمَلْعُونَةُ مَا أَشَارَ بِهِ عَلَیْهَا إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَلَمْ یَشُكُّوا فِی قَوْلِهَا لِمَا عَایَنُوا أَوَّلًا مِنْ وُجُودِ الْمَالِ فِی رَحْلِهِ فَعَكَفُوا عَلَی الشَّابِّ الْمَقْدِسِیِّ وَ قَالُوا یَا هَذَا مَا كَفَاكَ السَّرِقَةُ حَتَّی فَسَقْتَ فَأَوْجَعُوهُ شَتْماً وَ ضَرْباً وَ سَبّاً وَ عَادُوهُ إِلَی السِّلْسِلَةِ وَ هُوَ لَا یَرُدُّ جَوَاباً فَلَمَّا قَرُبُوا مِنَ الْمَدِینَةِ عَلَی سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ لِلِقَاءِ الْوَفْدِ فَلَمَّا قَرُبُوا مِنْهُ لَمْ یَكُنْ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا السُّؤَالَ عَنِ الْمَقْدِسِیِّ فَقَالُوا یَا أَبَا حَفْصٍ مَا أَغْفَلَكَ عَنِ الْمَقْدِسِیِّ فَقَدْ سَرَقَ وَ فَسَقَ وَ قَصُّوا عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا وَیْلَكَ یَا مَقْدِسِیُّ تُظْهِرُ بِخِلَافِ مَا تُبْطِنُ حَتَّی فَضَحَكَ اللَّهُ تَعَالَی لَأَنْكُلَنَّ بِكَ أَشَدَّ النَّكَالِ وَ هُوَ لَا یَرُدُّ جَوَاباً.
فَاجْتَمَعَ الْخَلْقُ وَ ازْدَحَمَ النَّاسُ لِیَنْظُرُوا مَا ذَا یَفْعَلُ بِهِ وَ إِذَا بِنُورٍ قَدْ سَطَعَ وَ
ص: 272
شُعَاعٍ قَدْ لَمَعَ فَتَأَمَّلُوهُ وَ إِذَا بِهِ عَیْبَةُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا هَذَا الرَّهَجُ (1) فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ الشَّابَّ الْمَقْدِسِیَّ الزَّاهِدَ قَدْ سَرَقَ وَ فَسَقَ فَقَالَ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا سَرَقَ وَ لَا فَسَقَ وَ لَا حَجَّ أَحَدٌ غَیْرُهُ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ كَلَامَهُ قَامَ قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ وَ أَجْلَسَهُ مَوْضِعَهُ فَنَظَرَ إِلَی الشَّابِّ الْمَقْدِسِیِّ وَ هُوَ مُسَلْسَلٌ وَ هُوَ مُطْرِقٌ إِلَی الْأَرْضِ وَ الْمَرْأَةُ جَالِسَةٌ فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَیْلَكِ قُصِّی قِصَّتَكِ قَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا الشَّابَّ قَدْ سَرَقَ مَالِی وَ قَدْ شَاهَدَ الْوَفْدُ مَالِی فِی مَزَادَتِهِ وَ مَا كَفَاهُ ذَلِكَ حَتَّی كَانَتْ لَیْلَةٌ مِنَ اللَّیَالِی حَیْثُ قَرُبْتُ مِنْهُ فَاسْتَغْرَقَنِی بِقِرَاءَتِهِ وَ اسْتَنَامَنِی فَوَثَبَ إِلَیَّ وَ وَاقَعَنِی وَ مَا تَمَكَّنْتُ مِنَ الْمُدَافَعَةِ عَنْ نَفْسِی خَوْفاً مِنَ الْفَضِیحَةِ وَ قَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَذَبْتِ یَا مَلْعُونَةُ فِیمَا ادَّعَیْتِ عَلَیْهِ یَا أَبَا حَفْصٍ إِنَّ هَذَا الشَّابَّ مَجْبُوبٌ لَیْسَ مَعَهُ إِحْلِیلٌ وَ إِحْلِیلُهُ فِی حُقٍّ مِنْ عَاجٍ ثُمَّ قَالَ یَا مَقْدِسِیُّ أَیْنَ الْحُقُّ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ یَا مَوْلَایَ مَنْ عَلِمَ بِذَلِكَ یَعْلَمُ أَیْنَ الْحُقُّ فَالْتَفَتَ إِلَی عُمَرَ وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا حَفْصٍ قُمْ فَأَحْضِرْ وَدِیعَةَ الشَّابِّ فَأَرْسَلَ عُمَرُ فَأَحْضَرَ الْحُقَّ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَفَتَحُوهُ وَ إِذَا فِیهِ خِرْقَةٌ مِنْ حَرِیرٍ وَ فِیهَا إِحْلِیلَةٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قُمْ یَا مَقْدِسِیُّ فَقَامَ فَجَرَّدُوهُ مِنْ ثِیَابِهِ لِیَنْظُرُوهُ وَ لْیُحَقِّقْ مَنِ اتَّهَمَهُ بِالْفِسْقِ (2) فَجَرَّدُوهُ مِنْ ثِیَابِهِ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ ضَجَّ الْعَالَمُ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اسْكُتُوا وَ اسْمَعُوا مِنِّی حُكُومَةً أَخْبَرَنِی بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ یَا مَلْعُونَةُ لَقَدْ تَجَرَّأْتِ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی وَیْلَكِ أَ مَا أَتَیْتِ إِلَیْهِ وَ قُلْتِ لَهُ كَیْتَ وَ كَیْتَ فَلَمْ یُجِبْكِ إِلَی ذَلِكِ فَقُلْتِ لَهُ وَ اللَّهِ لَأَرْمِیَنَّكَ بِحِیلَةٍ مِنْ حِیَلِ النِّسَاءِ لَا تَنْجُو مِنْهَا فَقَالَتْ بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَانَ ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام ثُمَّ إِنَّكِ اسْتَنَمْتِیهِ وَ تَرَكْتِ الْكِیسَ فِی مَزَادَتِهِ أَقِرِّی فَقَالَتْ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ اشْهَدُوا
ص: 273
عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ لَهَا حَمْلُكِ هَذَا مِنَ الرَّاعِی الَّذِی طَلَبْتِ مِنْهُ الزَّادَ فَقَالَ لَكِ لَا أَبِیعُ الزَّادَ وَ لَكِنْ مَكِّنِینِی مِنْ نَفْسِكِ وَ خُذِی لِحَاجَتِكِ فَفَعَلْتِ ذَلِكِ وَ أَخَذْتِ الزَّادَ وَ هُوَ كَذَا وَ كَذَا قَالَتْ صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَضَجَّ الْعَالَمُ فَسَكَّتَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ لَهَا فَلَمَّا خَرَجْتِ عَنِ الرَّاعِی عَرَضَ لَكِ شَیْخٌ صِفَتُهُ كَذَا وَ كَذَا وَ قَالَ لَكِ یَا فُلَانَةُ فَإِنَّكِ حَامِلٌ مِنَ الرَّاعِی فَصَرَخْتِی وَ قُلْتِی وَا فَضِیحَتَاهْ فَقَالَ لَا بَأْسَ عَلَیْكِ قُولِی لِلْوَفْدِ اسْتَنَامَنِی وَ وَاقَعَنِی وَ قَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ فَصَدَّقُوكِ لِمَا ظَهَرَ مِنْ سَرِقَتِهِ فَفَعَلْتِ مَا قَالَ الشَّیْخُ فَقَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام أَ تَعْرِفِینَ ذَلِكِ الشَّیْخَ قَالَتْ لَا قَالَ هُوَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَتَعَجَّبَ الْقَوْمُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تُرِیدُ أَنْ تَفْعَلَ بِهَا قَالَ اصْبِرُوا حَتَّی تَضَعَ حَمْلَهَا وَ تَجِدُوا مَنْ تُرْضِعُهُ یُحْفَرْ لَهَا فِی مَقَابِرِ الْیَهُودِ وَ تُدْفَنْ إِلَی نِصْفِهَا وَ تُرْجَمْ بِالْحِجَارَةِ فَفُعِلَ بِهَا مَا قَالَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَمَّا الْمَقْدِسِیُّ فَلَمْ یَزَلْ مُلَازِمُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَنْ تُوُفِّیَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ هُوَ یَقُولُ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ انْصَرَفَ النَّاسُ وَ قَدْ تَعَجَّبُوا مِنْ حُكُومَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).
«40»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مِیثَمٍ التَّمَّارِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی جَامِعِ الْكُوفَةِ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ بَیْنَ الْكَوَاكِبِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ طَوِیلٌ عَلَیْهِ قَبَاءُ خَزٍّ أَدْكَنُ (2) وَ قَدِ اعْتَمَّ بِعِمَامَةٍ صَفْرَاءَ وَ هُوَ مُتَقَلِّدٌ بِسَیْفَیْنِ فَدَخَلَ وَ بَرَكَ (3) بِغَیْرِ سَلَامٍ وَ لَمْ یَنْطِقْ بِكَلَامٍ فَتَطَاوَلَتْ إِلَیْهِ الْأَعْنَاقُ وَ نَظَرُوا إِلَیْهِ بِالْآمَاقِ (4) وَ قَدْ وَقَفَ عَلَیْهِ النَّاسُ مِنْ جَمِیعِ الْآفَاقِ وَ مَوْلَانَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا یَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَلَمَّا هَدَأَتْ مِنَ النَّاسِ الْحَوَاسُّ أَفْصَحَ عَنْ لِسَانِهِ كَأَنَّهُ حُسَامٌ
ص: 274
جُذِبَ عَنْ غِمْدِهِ أَیُّكُمُ الْمُجْتَبَی فِی الشَّجَاعَةِ وَ الْمُعَمَّمُ بِالْبَرَاعَةِ(1) أَیُّكُمُ الْمَوْلُودُ فِی الْحَرَمِ وَ الْعَالِی فِی الشِّیَمِ وَ الْمَوْصُوفُ بِالْكَرَمِ أَیُّكُمُ الْأَصْلَعُ الرَّأْسِ وَ الْبَطَلُ الدَّعَّاسُ (2) وَ الْمُضَیِّقُ لِلْأَنْفَاسِ وَ الْآخِذُ بِالْقِصَاصِ أَیُّكُمْ غُصْنُ أَبِی طَالِبٍ الرَّطِیبُ وَ بَطَلُهُ الْمَهِیبُ وَ الْمُسَهَّمُ الْمُصِیبُ وَ الْقِسْمُ النَّجِیبُ (3) أَیُّكُمْ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی نَصَرَهُ فِی زَمَانِهِ وَ اعْتَزَّ بِهِ سُلْطَانُهُ وَ عَظُمَ بِهِ شَأْنُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا لَكَ یَا بَا سَعْدِ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ نَجِیبَةَ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَعْرَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ أَبِی السَّمْعِ الرُّومِیِّ- اسْأَلْ عَمَّا شِئْتَ أَنَا عَیْبَةُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ قَالَ قَدْ بَلَغَنَا عَنْكَ أَنَّكَ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی قَوْمِهِ بَعْدَهُ وَ أَنَّكَ مُحِلُّ الْمُشْكِلَاتِ وَ أَنَا رَسُولٌ إِلَیْكَ مِنْ سِتِّینَ أَلْفَ رَجُلٍ یُقَالُ لَهُمْ الْعَقِیمَةُ وَ قَدْ حَمَّلُونِی مَیِّتاً قَدْ مَاتَ مِنْ مُدَّةٍ وَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِی سَبَبِ مَوْتِهِ وَ هُوَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فَإِنْ أَحْیَیْتَهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ صَادِقٌ نَجِیبُ الْأَصْلِ وَ تَحَقَّقْنَا أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی قَوْمِهِ وَ إِنْ لَمْ تَقْدِرْ عَلَی ذَلِكَ رَدَدْنَاهُ إِلَی قَوْمِهِ وَ عَلِمْنَا أَنَّكَ تَدَّعِی غَیْرَ الصَّوَابِ وَ تُظْهِرُ مِنْ نَفْسِكَ مَا لَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا مِیثَمُ ارْكَبْ بَعِیرَكَ وَ نَادِ فِی شَوَارِعِ الْكُوفَةِ وَ مَحَالِّهَا مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلِیّاً أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ زَوْجَ ابْنَتِهِ مِنَ الْعِلْمِ الرَّبَّانِیِّ فَلْیَخْرُجْ إِلَی النَّجَفِ فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَی النَّجَفِ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام یَا مِیثَمُ هَاتِ الْأَعْرَابِیَّ وَ صَاحِبَهُ فَخَرَجْتُ وَ رَأَیْتُهُ رَاكِباً تَحْتَ الْقُبَّةِ الَّتِی فِیهَا الْمَیِّتُ فَأَتَیْتُ بِهِمَا إِلَی النَّجَفِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قُولُوا فِینَا مَا تَرَوْنَ مِنَّا وَ ارْوُوا عَنَّا مَا تُشَاهِدُونَهُ مِنَّا ثُمَّ قَالَ یَا أَعْرَابِیُّ أَبْرِكِ الْجَمَلَ وَ أَخْرِجْ صَاحِبَكَ أَنْتَ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ قَالَ مِیثَمٌ فَأَخْرَجْتُ تَابُوتاً وَ فِیهِ وَطْءُ دِیبَاجٍ أَخْضَرَ وَ فِیهَا غُلَامٌ أَوَّلُ
ص: 275
مَا تَمَّ عِذَارُهُ عَلَی خَدِّهِ بِذَوَائِبَ كَذَوَائِبِ الِامْرَأَةِ الْحَسْنَاءِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَمْ لِمَیِّتِكُمْ قَالَ أَحَدٌ وَ أَرْبَعُونَ یَوْماً قَالَ وَ مَا سَبَبُ مَوْتِهِ فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ یَا فَتَی إِنَّ أَهْلَهُ یُرِیدُونَ أَنْ تُحْیِیَهُ لِیُخْبِرَهُمْ مَنْ قَتَلَهُ لِأَنَّهُ بَاتَ سَالِماً وَ أَصْبَحَ مَذْبُوحاً مِنْ أُذُنِهِ إِلَی أُذُنِهِ وَ یُطَالِبُ بِدَمِهِ خَمْسُونَ رَجُلًا یَقْصِدُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَاكْشِفْ الشَّكَّ وَ الرَّیْبَ یَا أَخَا مُحَمَّدٍ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَتَلَهُ عَمُّهُ لِأَنَّهُ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ فَخَلَّاهَا وَ تَزَوَّجَ بِغَیْرِهَا فَقَتَلَهُ حَنَقاً(1) عَلَیْهِ قَالَ الْأَعْرَابِیُّ لَسْنَا نَقْنَعُ بِقَوْلِكَ فَإِنَّا نُرِیدُ أَنْ یَشْهَدَ لِنَفْسِهِ عِنْدَ أَهْلِهِ لِتَرْتَفِعَ الْفِتْنَةُ وَ السَّیْفُ وَ الْقِتَالُ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ قَالَ یَا أَهْلَ الْكُوفَةِ مَا بَقَرَةُ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِأَجَلَّ عِنْدَ اللَّهِ مِنِّی قَدْراً وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ إِنَّهَا أَحْیَتْ مَیِّتاً بَعْدَ سَبْعَةِ أَیَّامٍ ثُمَّ دَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنَ الْمَیِّتِ وَ قَالَ إِنَّ بَقَرَةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ ضُرِبَ بِبَعْضِهَا الْمَیِّتُ فَعَاشَ وَ أَنَا أَضْرِبُ هَذَا الْمَیِّتَ بِبَعْضِی لِأَنَّ بَعْضِی خَیْرٌ مِنَ الْبَقَرَةِ كُلِّهَا ثُمَّ هَزَّهُ بِرِجْلِهِ وَ قَالَ لَهُ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ یَا مُدْرِكَ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ غَسَّانَ بْنِ بَحِیرِ بْنِ فِهْرِ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ الطَّیِّبِ بْنِ الْأَشْعَثِ فَهَا قَدْ أَحْیَاكَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی یَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ مِیثَمٌ التَّمَّارُ فَنَهَضَ غُلَامٌ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ أَضْعَافاً وَ مِنَ الْقَمَرِ أَوْصَافاً فَقَالَ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ یَا حُجَّةَ اللَّهِ عَلَی الْأَنَامِ الْمُتَفَرِّدَ بِالْفَضْلِ وَ الْإِنْعَامِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ یَا غُلَامُ مَنْ قَتَلَكَ قَالَ قَتَلَنِی عَمِّی الْحَارِثُ بْنُ غَسَّانَ قَالَ لَهُ الْإِمَامُ علیه السلام انْطَلِقْ إِلَی قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ بِذَلِكَ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ لَا حَاجَةَ لِی إِلَیْهِمْ أَخَافُ أَنْ یَقْتُلُونِی مَرَّةً أُخْرَی وَ لَا یَكُونَ عِنْدِی مَنْ یُحْیِیَنِی قَالَ فَالْتَفَتَ الْإِمَامُ إِلَی صَاحِبِهِ وَ قَالَ لَهُ امْضِ إِلَی أَهْلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ قَالَ یَا مَوْلَایَ وَ اللَّهِ لَا أُفَارِقُكَ بَلْ أَكُونُ مَعَكَ حَتَّی یَأْتِیَ اللَّهُ بِأَجَلِی مِنْ عِنْدِهِ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ اتَّضَحَ لَهُ الْحَقُّ وَ جَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَقِّ سِتْراً وَ لَمْ یَزَلْ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی قُتِلَ بِصِفِّینَ ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَجَعُوا إِلَی الْكُوفَةِ
ص: 276
وَ اخْتَلَفُوا أَقْوَالًا فِیهِ علیه السلام(1).
«41»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنِ الزَّمَخْشَرِیِّ مَرْفُوعاً إِلَی الْحَسَنِ علیه السلام: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أُتِیَ بِامْرَأَةٍ مَجْنُونَةٍ حُبْلَی قَدْ زَنَتْ فَأَرَادَ أَنْ یَرْجُمَهَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا عُمَرُ أَ مَا سَمِعْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ مَا قَالَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّی یَبْرَأَ وَ عَنِ الْغُلَامِ حَتَّی یُدْرِكَ وَ عَنِ النَّائِمِ حَتَّی یَسْتَیْقِظَ قَالَ فَخَلَّی عَنْهَا.
وَ مِنْهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَانَ فِی وِلَایَةِ عُمَرَ أُتِیَ بِامْرَأَةٍ حَامِلَةٍ(2) فَسَأَلَهَا عُمَرُ فَاعْتَرَفَتْ بِالْفُجُورِ فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فَلَقِیَهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ مَا بَالُ هَذِهِ فَقَالُوا أَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فَرَدَّهَا عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَمَرْتَ بِهَا أَنْ تُرْجَمَ فَقَالَ نَعَمْ اعْتَرَفَتْ عِنْدِی بِالْفُجُورِ فَقَالَ هَذَا سُلْطَانُكَ عَلَیْهَا فَمَا سُلْطَانُكَ عَلَی مَا فِی بَطْنِهَا ثُمَّ قَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَعَلَّكَ انْتَهَرْتَهَا أَوْ أَخَفْتَهَا فَقَالَ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ أَ وَ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا حَدَّ عَلَی مُعْتَرِفٍ بَعْدَ بَلَاءٍ إِنَّهُ مَنْ قَیَّدْتَ أَوْ حَبَسْتَ أَوْ تَهَدَّدْتَ فَلَا إِقْرَارَ لَهُ فَخَلَّی عُمَرُ سَبِیلَهَا ثُمَّ قَالَ عَجَزَتِ النِّسَاءُ أَنْ تَلِدَ مِثْلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْضَی أُمَّتِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(3).
«42»- یل، [الفضائل لابن شاذان] فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالا: كُنَّا بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ یَوْمُ الْإِثْنَیْنِ لِسَبْعَةَ عَشَرَ خَلَتْ مِنْ صَفَرٍ وَ إِذَا بِزَعْقَةٍ(4) عَظِیمَةٍ أَمْلَأَتِ الْمَسَامِعَ وَ كَانَ عَلَی دَكَّةِ الْقَضَاءِ فَقَالَ یَا عَمَّارُ ائْتِنِی بِذِی الْفَقَارِ وَ كَانَ وَزْنُهُ سَبْعَةَ أَمْنَانٍ وَ ثُلُثَیْ مَنٍّ مَكِّیٍّ فَجِئْتُ بِهِ فَانْتَضَاهُ (5) مِنْ غِمْدِهِ فَتَرَكَهُ
ص: 277
عَلَی فَخِذِهِ وَ قَالَ یَا عَمَّارُ هَذَا یَوْمٌ أَكْشِفُ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ الْغُمَّةَ لِیَزْدَادَ الْمُؤْمِنُ وِفَاقاً وَ الْمُخَالِفُ نِفَاقاً یَا عَمَّارُ ائْتِ بِمَنْ عَلَی الْبَابِ قَالَ عَمَّارٌ فَخَرَجْتُ وَ إِذَا عَلَی الْبَابِ امْرَأَةٌ فِی قُبَّةٍ عَلَی جَمَلٍ وَ هِیَ تَشْتَكِی وَ تَصِیحُ یَا غِیَاثَ الْمُسْتَغِیثِینَ وَ یَا بُغْیَةَ الطَّالِبِینَ وَ یَا كَنْزَ الرَّاغِبِینَ وَ یَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِینَ وَ یَا مُطْعِمَ الْیَتِیمِ وَ یَا رَازِقَ الْعَدِیمِ وَ یَا مُحْیِیَ كُلِّ عَظْمٍ رَمِیمٍ وَ یَا قَدِیمُ سَبَقَ قِدَمُهُ كُلَّ قَدِیمٍ وَ یَا عَوْنَ مَنْ لَیْسَ لَهُ عَوْنٌ وَ لَا مُعِینٌ یَا طَوْدَ مَنْ لَا طَوْدَ لَهُ یَا كَنْزَ مَنْ لَا كَنْزَ لَهُ إِلَیْكَ تَوَجَّهْتُ وَ بِوَلِیِّكَ تَوَسَّلْتُ وَ خَلِیفَةَ رَسُولِكَ قَصَدْتُ فَبَیِّضْ وَجْهِی وَ فَرِّجْ عَنِّی كُرْبَتِی قَالَ عَمَّارٌ وَ حَوْلَهَا أَلْفُ فَارِسٍ بِسُیُوفٍ مَسْلُولَةٍ قَوْمٌ لَهَا وَ قَوْمٌ عَلَیْهَا فَقُلْتُ أَجِیبُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَجِیبُوا عَیْبَةَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ قَالَ فَنَزَلَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الْقُبَّةِ وَ نَزَلَ الْقَوْمُ مَعَهَا وَ دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَوَقَفَتِ الْمَرْأَةُ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَتْ یَا مَوْلَایَ یَا إِمَامَ الْمُتَّقِینَ إِلَیْكَ أَتَیْتُ وَ إِیَّاكَ قَصَدْتُ فَاكْشِفْ كُرْبَتِی وَ مَا بِی مِنْ غَمَّةٍ فَإِنَّكَ قَادِرٌ عَلَی ذَلِكَ وَ عَالِمٌ بِمَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ یَا عَمَّارُ نَادِ فِی الْكُوفَةِ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَلْیَأْتِ الْمَسْجِدَ قَالَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّی امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ سَلُونِی مَا بَدَا لَكُمْ یَا أَهْلَ الشَّامِ فَنَهَضَ مِنْ بَیْنِهِمْ شَیْخٌ قَدْ شَابَ عَلَیْهِ بُرْدَةٌ یَمَانِیَّةٌ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَا كَنْزَ الطَّالِبِینَ یَا مَوْلَایَ هَذِهِ الْجَارِیَةُ ابْنَتِی قَدْ خَطَبَهَا مُلُوكُ الْعَرَبِ وَ قَدْ نَكَسَتْ رَأْسِی بَیْنَ عَشِیرَتِی وَ أَنَا مَوْصُوفٌ بَیْنَ الْعَرَبِ وَ قَدْ فَضَحَتْنِی فِی أَهْلِی وَ رِجَالِی لِأَنَّهَا عَاتِقٌ حَامِلٌ وَ أَنَا فَلِیسُ بْنُ عِفْرِیسٍ لَا تُخْمَدُ لِی نَارٌ وَ لَا یُضَامُ (1) لِی جَارٌ وَ قَدْ بَقِیتُ حَائِراً فِی أَمْرِی فَاكْشِفْ لِی هَذِهِ الْغُمَّةَ فَإِنَّ الْإِمَامَ خَبِیرٌ بِالْأَمْرِ فَهَذِهِ غُمَّةٌ عَظِیمَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا وَ لَا أَعْظَمَ مِنْهَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا تَقُولِینَ یَا جَارِیَةُ فِیمَا قَالَ أَبُوكَ قَالَتْ یَا مَوْلَایَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی عَاتِقٌ صَدَقَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی حَامِلٌ فَوَحَقِّكَ یَا مَوْلَایَ مَا عَلِمْتُ
ص: 278
مِنْ نَفْسِی خِیَانَةً قَطُّ وَ إِنِّی أَعْلَمُ أَنَّكَ أَعْلَمُ بِی مِنِّی وَ إِنِّی مَا كَذَبْتُ فِیمَا قُلْتُ فَفَرِّجْ عَنِّی یَا مَوْلَایَ قَالَ عَمَّارٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ الْإِمَامُ ذَا الْفَقَارِ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً ثُمَّ قَالَ علیه السلام عَلَیَّ بِدَایَةِ(1) الْكُوفَةِ فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ تُسَمَّی لَبْنَاءَ وَ هِیَ قَابِلَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ لَهَا اضْرِبِی بَیْنَكِ وَ بَیْنَ النَّاسِ حِجَاباً وَ انْظُرِی هَذِهِ الْجَارِیَةَ عَاتِقٌ حَامِلٌ أَمْ لَا فَفَعَلَتْ مَا أَمَرَ بِهِ ثُمَّ خَرَجَتْ وَ قَالَتْ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ هِیَ عَاتِقٌ حَامِلٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ الْإِمَامُ إِلَی أَبِی الْجَارِیَةِ وَ قَالَ یَا أَبَا الْغَضَبِ أَ لَسْتَ مِنْ قَرْیَةِ كَذَا وَ كَذَا مِنْ أَعْمَالِ دِمَشْقَ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الْقَرْیَةُ قَالَ هِیَ قَرْیَةٌ تُسَمَّی أَسْعَارَ قَالَ بَلَی یَا مَوْلَایَ قَالَ وَ مَنْ مِنْكُمْ یَقْدِرُ عَلَی قِطْعَةِ ثَلْجٍ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ قَالَ یَا مَوْلَایَ الثَّلْجُ فِی بِلَادِنَا كَثِیرٌ وَ لَكِنْ مَا نَقْدِرُ عَلَیْهِ هَاهُنَا فَقَالَ علیه السلام بَیْنَنَا وَ بَیْنَكُمْ مِائَتَانِ وَ خَمْسُونَ فَرْسَخاً قَالَ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ انْظُرُوا إِلَی مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلِیّاً مِنَ الْعِلْمِ النَّبَوِیِّ وَ الَّذِی أَوْدَعَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنَ الْعِلْمِ الرَّبَّانِیِّ قَالَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَمَدَّ یَدَهُ علیه السلام مِنْ أَعْلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ رَدَّهَا وَ إِذَا فِیهَا قِطْعَةٌ مِنَ الثَّلْجِ یَقْطُرُ الْمَاءُ مِنْهَا فَعِنْدَ ذَلِكَ ضَجَّ النَّاسُ وَ مَاجَ الْجَامِعُ بِأَهْلِهِ فَقَالَ علیه السلام اسْكُتُوا فَلَوْ شِئْتُ أَتَیْتُ بِجِبَالِهَا ثُمَّ قَالَ یَا دَایَةُ خُذِی هَذِهِ الْقِطْعَةَ مِنَ الثَّلْجِ وَ اخْرُجِی بِالْجَارِیَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ اتْرُكِی تَحْتَهَا طَشْتاً وَ ضَعِی هَذِهِ الْقِطْعَةَ مِمَّا یَلِی الْفَرْجَ فَسَتَرَی عَلَقَةً وَزْنُهَا سَبْعُمِائَةٍ وَ خَمْسُونَ دِرْهَماً وَ دَانِقَانِ فَقَالَتْ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لَكَ یَا مَوْلَایَ ثُمَّ أَخَذَتْهَا وَ خَرَجَتْ بِهَا مِنَ الْجَامِعِ فَجَاءَتْ بِطَسْتٍ فَوَضَعَتِ الثَّلْجَ عَلَی الْمَوْضِعِ كَمَا أَمَرَهَا علیه السلام فَرَمَتْ عَلَقَةً وَزَنَتْهَا الدَّایَةُ فَوَجَدَتْهَا كَمَا قَالَ علیه السلام فَأَقْبَلَتِ الدَّایَةُ وَ الْجَارِیَةُ فَوَضَعَتِ الْعَلَقَةَ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْغَضَبِ خُذِ ابْنَتَكَ فَوَ اللَّهِ مَا زَنَتْ وَ إِنَّمَا دَخَلَتِ الْمَوْضِعَ الَّذِی فِیهِ الْمَاءُ فَدَخَلَتْ هَذِهِ الْعَلَقَةُ فِی جَوْفِهَا وَ هِیَ بِنْتُ عَشْرِ سِنِینَ وَ كَبِرَتْ إِلَی الْآنَ فِی بَطْنِهَا فَنَهَضَ أَبُوهَا وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّكَ تَعْلَمُ مَا فِی الْأَرْحَامِ وَ مَا فِی الضَّمَائِرِ وَ أَنْتَ بَابُ الدِّینِ وَ عَمُودُهُ
ص: 279
قَالَ فَضَجَّ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَنَا الْیَوْمَ خَمْسُ سِنِینَ لَمْ تُمْطِرِ السَّمَاءُ عَلَیْنَا وَ قَدْ أَمْسَكَ عَنِ الْكُوفَةِ هَذِهِ الْمُدَّةَ وَ قَدْ مَسَّنا وَ أَهْلَنَا الضُّرُّ فَاسْتَسْقِ لَنَا یَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ فِی الْحَالِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ قِبَلَ السَّمَاءِ فَسَالَ الْغَیْثُ حَتَّی بَقِیَتِ الْكُوفَةُ غُدْرَاناً(1) فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كُفِینَا وَ رَوِینَا فَتَكَلَّمْ بِكَلَامٍ فَمَضَی الْغَیْثُ وَ انْقَطَعَ الْمَطَرُ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَلَعَنَ اللَّهُ الشَّاكَّ فِی فَضْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام(2).
بیان: جاریة عاتق أی شابة أول ما أدركت فخدرت فی بیت أهلها و لم تبن إلی زوج.
«43»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ: قَضَی عَلِیٌّ علیه السلام قَضِیَّةً فِی زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالُوا إِنَّهُ اجْتَازَ عَبْدٌ مُقَیَّدٌ عَلَی جَمَاعَةٍ فَقَالَ أَحَدُهُمْ إِنْ لَمْ یَكُنْ فِی قَیْدِهِ كَذَا وَ كَذَا فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثاً فَقَالَ الْآخَرُ إِنْ كَانَ فِیهِ كَمَا قُلْتَ فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثاً قَالَ فَقَامَا فَذَهَبَا مَعَ الْعَبْدِ إِلَی مَوْلَاهُ فَقَالا لَهُ إِنَّا حَلَفْنَا بِالطَّلَاقِ ثَلَاثاً عَلَی قِیدِ هَذَا الْعَبْدِ فَحُلَّهُ نَزِنْهُ فَقَالَ سَیِّدُهُ امْرَأَتُهُ طَالِقٌ ثَلَاثاً إِنْ حَلَّ قَیْدَهُ فَطَلَّقَ الثَّلَاثَةُ نِسَاءَهُمْ (3) فَارْتَفَعُوا إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ قَصُّوا عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ عُمَرُ مَوْلَاهُ أَحَقُّ بِهِ فَاعْتَزَلُوا نِسَاءَهُمْ قَالَ فَخَرَجُوا وَ قَدْ وَقَعُوا فِی حَیْرَةٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ اذْهَبُوا بِنَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام لَعَلَّهُ أَنْ یَكُونَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ فِی هَذَا فَأَتَوْهُ فَقَصُّوا عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ لَهُمْ مَا أَهْوَنَ هَذَا ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام أَخْرَجَ جَفْنَةً وَ أَمَرَ أَنْ یَحُطَّ الْعَبْدُ رِجْلَهُ فِی الْجَفْنَةِ(4) وَ أَنْ یُصَبَّ الْمَاءُ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَ ارْفَعُوا قَیْدَهُ مِنَ الْمَاءِ فَرُفِعَ قَیْدُهُ وَ هَبَطَ الْمَاءُ فَأَرْسَلَ
ص: 280
عِوَضَهُ زُبُراً(1) مِنَ الْحَدِیدِ إِلَی أَنْ صَعِدَ الْمَاءُ إِلَی مَوْضِعٍ كَانَ فِیهِ الْقَیْدُ ثُمَّ قَالَ أَخْرِجُوا هَذَا الْحَدِیدَ وَ زِنُوهُ فَإِنَّهُ وَزْنُ الْقَیْدِ قَالَ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ وَ انْفَصَلُوا وَ حَلَّتْ نِسَاؤُهُمْ عَلَیْهِمْ خَرَجُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ نَشْهَدُ أَنَّكَ عَیْبَةُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ وَ بَابُ مَدِینَةِ عِلْمِهِ فَعَلَی مَنْ جَحَدَ حَقَّكَ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ (2).
یه، [من لا یحضره الفقیه] فِی رِوَایَةِ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ غَالِبٍ الْأَسَدِیِّ: رَفَعَ الْحَدِیثَ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ مَعَ تَغْیِیرٍ وَ نَقْصٍ (3).
«44»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل لابن شاذان] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َعلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِب علیهما السلام وَ هُوَ یَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ إِذْ جَاءَهُ جَمَاعَةٌ مَعَهُمْ أَسْوَدُ مَشْدُودُ الْأَكْتَافِ فَقَالُوا هَذَا سَارِقٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ یَا أَسْوَدُ سَرَقْتَ قَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنْ قُلْتَهَا ثَانِیَةً قَطَعْتُ یَدَكَ قَالَ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ قَالَ وَیْلَكَ انْظُرْ مَا ذَا تَقُولُ سَرَقْتَ قَالَ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اقْطَعُوا یَدَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَیْهِ الْقَطْعُ قَالَ فَقُطِعَ یَمِینُهُ فَأَخَذَهَا بِشِمَالِهِ وَ هِیَ تَقْطُرُ دَماً فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَقَالَ یَا أَسْوَدُ مَنْ قَطَعَ یَمِینَكَ قَالَ قَطَعَ یَمِینِی سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِمَامُ الْهُدَی وَ زَوْجُ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی أَبُو الْحَسَنِ الْمُجْتَبَی وَ أَبُو الْحُسَیْنِ الْمُرْتَضَی السَّابِقُ إِلَی جَنَّاتِ النَّعِیمِ مُصَادِمُ الْأَبْطَالِ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الْجُهَّالِ مُعْطِی الزَّكَاةِ مَنِیعُ الصِّیَانَةِ مِنْ هَاشِمٍ الْقَمْقَامِ ابْنُ عَمِّ الرَّسُولِ الْهَادِی إِلَی الرَّشَادِ وَ النَّاطِقُ بِالسَّدَادِ شُجَاعٌ مَكِّیٌّ جَحْجَاحٌ (4)
ص: 281
وَفِیٌّ بَطِینٌ أَنْزَعُ أَمِینٌ مِنْ آلِ حم وَ یس وَ طه وَ الْمَیَامِینَ مُحِلِّی الْحَرَمَیْنِ (1) وَ مُصَلِّی الْقِبْلَتَیْنِ خَاتَمُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَصِیُّ صَفْوَةِ الْأَنْبِیَاءِ الْقَسْوَرَةُ الْهُمَامُ وَ الْبَطَلُ الضِّرْغَامُ الْمُؤَیَّدُ بِجَبْرَائِیلَ الْأَمِینِ وَ الْمَنْصُورُ بِمِیكَائِیلَ الْمُبِینِ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ الْمُطْفِئُ نِیرَانَ الْمُوقِدِینَ وَ خَیْرُ مَنْ نَشَأَ مِنْ قُرَیْشٍ أَجْمَعِینَ الْمَحْفُوفُ بِجُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام َلَی رَغْمِ أَنْفِ الرَّاغِبِینَ (2) وَ مَوْلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَیْلَكَ یَا أَسْوَدُ قَطَعَ یَمِینَكَ وَ أَنْتَ تُثْنِی عَلَیْهِ هَذَا الثَّنَاءَ كُلَّهُ قَالَ وَ مَا لِی لَا أُثْنِی عَلَیْهِ وَ قَدْ خَالَطَ حُبُّهُ لَحْمِی وَ دَمِی وَ اللَّهِ مَا قَطَعَنِی إِلَّا بِحَقٍّ أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیَّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقُلْتُ سَیِّدِی رَأَیْتُ عَجَباً قَالَ وَ مَا رَأَیْتَ قَالَ صَادَفْتُ أَسْوَداً قُطِعَتْ یَمِینُهُ وَ أَخَذَهَا بِشِمَالِهِ وَ هِیَ تَقْطُرُ دَماً فَقُلْتُ لَهُ یَا أَسْوَدُ مَنْ قَطَعَ یَمِینَكَ قَالَ سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَعَدْتُ عَلَیْهِ (3) فَقُلْتُ لَهُ وَیْحَكَ قَطَعَ یَمِینَكَ وَ أَنْتَ تُثْنِی عَلَیْهِ هَذَا الثَّنَاءَ كُلَّهُ فَقَالَ وَ مَا لِی لَا أُثْنِی عَلَیْهِ وَ قَدْ خَالَطَ حُبُّهُ لَحْمِی وَ دَمِی وَ اللَّهِ مَا قَطَعَنِی إِلَّا بِحَقٍّ أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَیَّ قَالَ فَالْتَفَتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی وَلَدِهِ الْحَسَنِ وَ قَالَ قُمْ هَاتِ عَمَّكَ الْأَسْوَدَ قَالَ فَخَرَجَ الْحَسَنُ علیه السلام فِی طَلَبِهِ فَوَجَدَهُ فِی مَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ كِنْدَةُ وَ أَتَی بِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا أَسْوَدُ قَطَعْتُ یَمِینَكَ وَ أَنْتَ تُثْنِی عَلَیَّ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا لِی لَا أُثْنِی عَلَیْكَ وَ قَدْ خَالَطَ حُبُّكَ دَمِی وَ لَحْمِی وَ اللَّهِ مَا قَطَعْتَ إِلَّا بِحَقٍّ كَانَ عَلَیَّ مِمَّا یُنْجِی مِنْ عِقَابِ الْآخِرَةِ فَقَالَ علیه السلام هَاتِ یَدَكَ فَنَاوَلَهُ فَأَخَذَهَا وَ وَضَعَهَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی قُطِعَتْ مِنْهُ ثُمَّ غَطَّاهَا بِرِدَائِهِ فَقَامَ وَ صَلَّی علیه السلام وَ دَعَا بِدُعَاءٍ سَمِعْنَاهُ یَقُولُ فِی آخِرِ دُعَائِهِ آمِینَ ثُمَّ شَالَ (4) الرِّدَاءَ وَ قَالَ اضْبِطِی أَیَّتُهَا
ص: 282
الْعُرُوقُ كَمَا كُنْتِ وَ اتَّصِلِی فَقَامَ الْأَسْوَدُ وَ هُوَ یَقُولُ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ بِعَلِیٍّ- الَّذِی رَدَّ الْیَدَ الْقَطْعَاءَ بَعْدَ تَخْلِیَتِهَا مِنَ الزَّنْدِ ثُمَّ انْكَبَّ عَلَی قَدَمَیْهِ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا وَارِثَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ(1).
بیان: القمقام السید و كذا الجحجاح و القسورة الأسد و الهمام بالضم الملك العظیم الهمة و الضرغام بالكسر 9 الأسد.
«45»- مِنْ كِتَابِ صَفْوَةِ الْأَخْبَارِ(2) قَالَ: قَامَ ابْنُ كَوَّاءَ الْیَشْكُرِیُّ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ بَصِیرٍ بِاللَّیْلِ وَ عَنْ بَصِیرٍ بِالنَّهَارِ وَ عَنْ بَصِیرٍ بِالنَّهَارِ أَعْمَی بِاللَّیْلِ وَ عَنْ بَصِیرٍ بِاللَّیْلِ أَعْمَی بِالنَّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلْ عَمَّا یَعْنِیكَ وَ دَعْ مَا لَا یَعْنِیكَ أَمَّا بَصِیرٌ بِاللَّیْلِ بَصِیرٌ بِالنَّهَارِ فَهَذَا رَجُلٌ آمَنَ بِالرُّسُلِ الَّذِینَ مَضَوْا وَ أَدْرَكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَآمَنَ بِهِ فَأَبْصَرَ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ أَمَّا أَعْمَی بِاللَّیْلِ بَصِیرٌ بِالنَّهَارِ فَرَجُلٌ جَحَدَ الْأَنْبِیَاءَ الَّذِینَ مَضَوْا وَ الْكُتُبَ وَ أَدْرَكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَآمَنَ بِهِ فَعَمِیَ بِاللَّیْلِ وَ أَبْصَرَ بِالنَّهَارِ وَ أَمَّا أَعْمَی بِالنَّهَارِ بَصِیرٌ بِاللَّیْلِ فَرَجُلٌ آمَنَ بِالْأَنْبِیَاءِ وَ الْكُتُبِ وَ جَحَدَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَبْصَرَ بِاللَّیْلِ وَ عَمِیَ بِالنَّهَارِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ آیَةً قَدْ أَفْسَدَتْ قَلْبِی وَ شَكَّكَتْنِی فِی دِینِی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ عَدِمَتْكَ قَوْمُكَ مَا هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سُورَةِ النُّورِ وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (3) مَا هَذَا الطَّیْرُ وَ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ وَ التَّسْبِیحُ فَقَالَ وَیْحَكَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فِی صُوَرٍ شَتَّی أَلَا وَ إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً فِی صُورَةِ دِیكٍ أَنَجَ (4) أَشْعَثَ
ص: 283
بَرَاثِنُهُ (1) فِی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ عُرْفُهُ (2) تَحْتَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ لَهُ جَنَاحٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ فِی الْمَغْرِبِ فَالَّذِی فِی الْمَشْرِقِ مِنْ نَارٍ وَ الَّذِی فِی الْمَغْرِبِ مِنْ ثَلْجٍ فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ عَلَی بَرَاثِنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ثُمَّ صَفَقَ بِجَنَاحَیْهِ كَمَا تَصْفِقُ الدِّیكُ فِی مَنَازِلِكُمْ بِنَحْوٍ مِنْ قَوْلِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ مِنَ الدِّیَكَةِ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَمَا قَوْلُهُ تَعَالَی بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ(3) قَالَ هُوَ عِمَامَةُ مُوسَی وَ عَصَاهُ وَ رَضْرَاضُ (4) الْأَلْوَاحِ وَ إِبْرِیقٌ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَمَنِ الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ(5) قَالَ هُمُ الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَیْشٍ بَنُو أُمَیَّةَ وَ بَنُو الْمُغِیرَةِ فَأَمَّا بَنُو الْمُغِیرَةِ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَمَّا بَنُو أُمَیَّةَ فَمُتِّعُوا حَتَّی حِینٍ قَالَ فَمَا بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالًا إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی صُنْعاً(6) قَالَ أَهْلُ حَرُورَاءَ قَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ أَ نَبِیُّ هُوَ أَمْ مَلَكٌ قَالَ لَا نَبِیٌّ وَ لَا مَلَكٌ كَانَ عَبْداً لِلَّهِ صَالِحاً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ وَ نَصَحَ لِلَّهِ فَنَصَحَ اللَّهُ لَهُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَی قَوْمٍ فَضُرِبَ عَلَی قَرْنِهِ الْأَیْمَنِ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ ظَهَرَ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ الْأَیْسَرِ فَغَابَ عَنْهُمْ ثُمَّ رُدَّ الثَّالِثَةَ فَمَكَّنَهُ اللَّهُ فِی الْأَرْضِ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ یَعْنِی نَفْسَهُ.
وَ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ أَتَی ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ خَبِّرْنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ كَلَّمَ أَحَداً مِنْ وُلْدِ آدَمَ قَبْلَ مُوسَی علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام
ص: 284
قَدْ كَلَّمَ اللَّهُ جَمِیعَ خَلْقِهِ بَرَّهُمْ وَ فَاجِرَهُمْ وَ رَدُّوا عَلَیْهِ الْجَوَابَ فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَی ابْنِ الْكَوَّاءِ وَ لَمْ یَعْرِفْهُ فَقَالَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَ وَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ إِذْ یَقُولُ لِنَبِیِّهِ فِیكُمْ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی شَهِدْنا(1) فَقَدْ أَسْمَعَهُمْ كَلَامَهُ وَ رَدُّوا الْجَوَابَ عَلَیْهِ كَمَا تَسْمَعُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قالُوا بَلی وَ قَالَ لَهُمْ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ فَأَقَرُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ الرُّبُوبِیَّةِ وَ بَیَّنَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ وَ الْأَوْصِیَاءَ وَ أَمَرَ الْخَلْقَ بِطَاعَتِهِمْ فَأَقَرُّوا بِذَلِكَ فِی الْمِیثَاقِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ إِقْرَارِهِمْ بِذَلِكَ شَهِدْنا عَلَیْكُمْ یَا بَنِی آدَمَ أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا الدِّینِ وَ هَذَا الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ غافِلِینَ وَ قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْخُنْثَی وَ هِیَ الَّتِی یَكُونُ لَهَا مَا لِلرِّجَالِ وَ مَا لِلنِّسَاءِ إِنْ بَالَتْ مِنَ الْفَرْجِ فَلَهَا مِیرَاثُ النِّسَاءِ وَ إِنْ بَالَتْ مِنَ الذَّكَرِ فَلَهُ مِیرَاثُ الذَّكَرِ وَ إِنْ بَالَتْ مِنْ كِلَیْهِمَا عُدَّ أَضْلَاعُهُ فَإِنْ زَادَتْ وَاحِدَةٌ عَلَی أَضْلُعِ الرَّجُلِ فَهِیَ امْرَأَةٌ وَ إِنْ نَقَصَتْ فَهِیَ رَجُلٌ وَ قَضَی أَیْضاً فِی الْخُنْثَی فَقَالَ یُقَالُ لِلْخُنْثَی أَلْزِقْ بَطْنَكَ بِالْحَائِطِ وَ بُلْ فَإِنْ أَصَابَ بَوْلُهُ الْحَائِطَ فَهُوَ ذَكَرٌ وَ إِنِ انْتَكَصَ كَمَا یَنْتَكِصُ (2) الْبَعِیرُ فَهُوَ امْرَأَةٌ وَ قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی رَجُلٍ ادَّعَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ عِنِّینٌ فَأَنْكَرَ الزَّوْجُ ذَلِكَ فَأَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ [یَحْشُونَ] فَرْجَ الِامْرَأَةِ بِالْخَلُوقِ (3) وَ لَمْ یُعْلَمْ زَوْجُهَا بِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِزَوْجِهَا ائْتِهَا فَإِنْ تَلَطَّخَ الذَّكَرُ بِالْخَلُوقِ فَلَیْسَ بِعِنِّینٍ وَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ هَذَا مَمْلُوكِی تَزَوَّجَ بِغَیْرِ إِذْنِی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرِّقْ بَیْنَهُمَا أَنْتَ فَالْتَفَتَ الرَّجُلُ إِلَی مَمْلُوكِهِ
ص: 285
وَ قَالَ یَا خَبِیثُ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْعَبْدِ إِنْ شِئْتَ فَطَلِّقْ وَ إِنْ شِئْتَ فَأَمْسِكْ.
قال كان قول المالك للعبد طلق امرأتك رضاه بالتزویج فصار الطلاق عند ذلك للعبد.
رَوَی أَبُو الْمَلِیحِ الْهُذَلِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الرُّومِ قَالَ لَهُ أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّی أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْیَاءَ فَإِنْ خَرَجْتَ إِلَیَّ مِنْهَا آمَنْتُ بِكَ وَ صَدَّقْتُ نَبِیَّكَ مُحَمَّداً قَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ یَا كَافِرُ قَالَ أَخْبِرْنِی عَمَّا لَا یَعْلَمُهُ اللَّهُ وَ عَمَّا لَیْسَ لِلَّهِ وَ عَمَّا لَیْسَ عِنْدَ اللَّهِ قَالَ عُمَرُ مَا أَتَیْتَ یَا كَافِرُ إِلَّا كُفْراً إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لِعُمَرَ أَرَاكَ مُغْتَمّاً فَقَالَ وَ كَیْفَ لَا أَغْتَمُّ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ هَذَا الْكَافِرُ یَسْأَلُنِی عَمَّا لَا یَعْلَمُهُ اللَّهُ وَ عَمَّا لَیْسَ لِلَّهِ وَ عَمَّا لَیْسَ عِنْدَ اللَّهِ فَهَلْ لَكَ فِی هَذَا شَیْ ءٌ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ وَ إِلَّا وَ قَدْ تَصَدَّعَ قَلْبِی فَقَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ یَدْخُلَ الْمَدِینَةَ فَلْیَقْرَعِ الْبَابَ فَقَالَ أَمَّا مَا لَا یَعْلَمُهُ اللَّهُ فَلَا یَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّ لَهُ شَرِیكاً وَ لَا وَزِیراً وَ لَا صَاحِبَةً وَ لَا وَلَداً وَ شَرَحَهُ فِی الْقُرْآنِ قُلْ أَ تُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا یَعْلَمُ (1) وَ أَمَّا مَا لَیْسَ عِنْدَ اللَّهِ فَلَیْسَ عِنْدَهُ ظُلْمٌ لِلْعِبَادِ وَ أَمَّا مَا لَیْسَ لِلَّهِ فَلَیْسَ لَهُ ضِدٌّ وَ لَا نِدٌّ وَ لَا شَبَهٌ وَ لَا مِثْلٌ قَالَ فَوَثَبَ عُمَرٌ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مِنْكُمْ أَخَذْنَا الْعِلْمَ وَ إِلَیْكُمْ یَعُودُ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ فَمَا بَرِحَ النَّصْرَانِیُّ حَتَّی أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ قَضَی بِالْبَصْرَةِ لِقَوْمٍ حَدَّادِینَ اشْتَرَوْا بَابَ حَدِیدٍ مِنْ قَوْمٍ فَقَالَ أَصْحَابُ الْبَابِ كَذَا وَ كَذَا مَنّاً فَصَدَّقُوهُمْ وَ ابْتَاعُوهُ فَلَمَّا حَمَلُوا الْبَابَ عَلَی أَعْنَاقِهِمْ قَالُوا لِلْمُشْتَرِی مَا فِیهِ مَا ذَكَرُوهُ مِنَ الْوَزْنِ فَسَأَلُوهُمُ الْحَطِیطَةَ(2) فَأَبَوْا فَارْتَجَعُوا عَلَیْهِمْ فَصَارُوا
ص: 286
إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَدُلُّكُمْ احْمِلُوهُ إِلَی الْمَاءِ فَحُمِلَ فَطُرِحَ فِی زَوْرَقٍ صَغِیرٍ وَ عُلِّمَ عَلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی بَلَغَهُ الْمَاءُ ثُمَّ قَالَ أَرْجِعُوا مَكَانَهُ تَمْراً مَوْزُوناً فَمَا زَالُوا یَطْرَحُونَ شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ مَوْزُوناً حَتَّی بَلَغَ الْغَایَةَ قَالَ كَمْ طَرَحْتُمْ قَالُوا كَذَا وَ كَذَا مَنّاً وَ رِطْلًا قَالَ علیه السلام وَزْنُهُ هَذَا وَ قَضَی فِی رَجُلٍ كِنْدِیٍّ أَمَرَ بِقَطْعِ یَدِهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ سَرَقَ وَ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَنْظَفِهِمْ ثَوْباً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا أَرَی مِنْ حُسْنِ وَجْهِكَ وَ نَظَافَةِ ثَوْبِكَ وَ مَكَانِكَ مِنَ الْعَرَبِ تَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا الْفِعْلِ فَنَكَسَ الْكِنْدِیُّ ثُمَّ قَالَ اللَّهَ اللَّهَ فِی أَمْرِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ- فَلَا وَ اللَّهِ مَا سَرَقْتُ شَیْئاً قَطُّ غَیْرَ هَذِهِ الدَّفْعَةِ فَقَالَ لَهُ وَیْحَكَ قَدْ عَسَی أَنَّ اللَّهَ الْعَلِیَّ الْكَرِیمَ لَا یُؤَاخِذُكَ بِذَنْبٍ وَاحِدٍ أَذْنَبْتَهُ إِنْ شَاءَ فَبَكَی الْكِنْدِیُّ فَأَطْرَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ مَا أَجِدُ یَسَعُنِی إِلَّا قَطْعُكَ فَاقْطَعُوهُ فَبَكَی الْكِنْدِیُّ وَ تَعَلَّقَ بِثَوْبِهِ وَ قَالَ اللَّهَ اللَّهَ فِی عِیَالِی فَإِنَّكَ إِنْ قَطَعْتَ یَدِی هَلَكْتُ وَ هَلَكَ عِیَالِی وَ إِنِّی أَعُولُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عِیَالًا مَا لَهُمْ غَیْرِی فَأَطْرَقَ مَلِیّاً یَنْكُتُ الْأَرْضَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا أَجِدُ یَسَعُنِی إِلَّا قَطْعُكَ أَخْرِجُوهُ فَاقْطَعُوا یَدَهُ فَلَمَّا وَقَعَتْ یَدُهُ الْمَقْطُوعَةُ بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ الْكِنْدِیُّ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَرَقْتُ تِسْعاً وَ تِسْعِینَ مَرَّةً وَ إِنَّ هَذِهِ تَمَامُ الْمِائَةِ كُلُّ ذَلِكَ یَسْتُرُ اللَّهُ عَلَیَّ قَالَ فَقَالَ النَّاسُ لَهُ فَمَا كَانَ لَكَ فِی طُولِ هَذِهِ الْمُدَّةِ زَاجِرٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَقَدْ فَرَّجَ عَنِّی قَدْ كُنْتُ مَغْمُوماً بِمَقَالَتِكَ الْأَوَّلَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ حَلِیمٌ كَرِیمُ لَا یُعَجِّلُ عَلَیْكَ إِنْ شَاءَ فِی أَوَّلِ ذَنْبٍ فَوَثَبَ النَّاسُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا وَفَّقَكَ اللَّهُ فَمَا أَبْقَاكَ لَنَا فَنَحْنُ بِخَیْرٍ وَ نِعْمَةٍ.
بیان: قوله فی صورة دیك أنج لعله من النج بمعنی الإسراع و هو بعید و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و الحاء المهملة من البحوحة و هی غلظة الصوت و فی بعض ما أوردنا من الروایات فی ذلك فی كتاب السماء و العالم أملح و هو الذی بیاضه أكثر من سواده و قیل هو النقی البیاض.
«46»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ
ص: 287
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ بِالْكُوفَةِ بِقَوْمٍ وَ هُمْ یَأْكُلُونَ (1) بِالنَّهَارِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَكَلْتُمْ وَ أَنْتُمْ مُفْطِرُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَ یَهُودُ أَنْتُمْ قَالُوا لَا قَالَ فَنَصَارَی قَالُوا لَا قَالَ فَعَلَی شَیْ ءٍ(2) مِنْ هَذِهِ الْأَدْیَانِ مُخَالِفِینَ لِلْإِسْلَامِ قَالُوا بَلْ مُسْلِمُونَ قَالَ فَسَفْرٌ أَنْتُمْ قَالُوا لَا قَالَ فِیكُمْ عِلَّةٌ اسْتَوْجَبْتُمُ الْإِفْطَارَ وَ لَا نَشْعُرُ بِهَا فَإِنَّكُمْ أَبْصَرُ بِأَنْفُسِكُمْ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ(3) قَالُوا بَلْ أَصْبَحْنَا مَا بِنَا عِلَّةٌ قَالَ فَضَحِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَا نَعْرِفُ مُحَمَّداً قَالَ فَإِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا لَا نَعْرِفُهُ بِذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ أَعْرَابِیٌّ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ إِنْ أَقْرَرْتُمْ وَ إِلَّا قَتَلْتُكُمْ (4) قَالُوا وَ إِنْ فَعَلْتَ فَوَكَّلَ بِهِمْ شُرْطَةَ الْخَمِیسِ وَ خَرَجَ بِهِمْ إِلَی الظَّهْرِ ظَهْرِ الْكُوفَةِ وَ أَمَرَ أَنْ یُحْفَرَ حَفِیرَتَانِ حُفِرَ أَحَدُهُمَا إِلَی جَنْبِ الْأُخْرَی ثُمَّ خَرَقَ فِیمَا بَیْنَهُمَا كُوَّةً ضَخْمَةً شِبْهَ الْخَوْخَةِ وَ قَالَ لَهُمْ إِنِّی وَاضِعُكُمْ فِی أَحَدِ هَذَیْنِ الْقَلِیبَیْنِ وَ أُوقِدُ فِی الْأُخْرَی النَّارَ فَأَقْتُلُكُمْ بِالدُّخَانِ قَالُوا وَ إِنْ فَعَلْتَ فَ إِنَّما تَقْضِی هذِهِ الْحَیاةَ الدُّنْیا فَوَضَعَهُمْ فِی إِحْدَی الْجُبَّیْنِ وَضْعاً رَفِیقاً ثُمَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَأُوقِدَتْ فِی الْجُبِّ الْآخَرِ ثُمَّ جَعَلَ یُنَادِیهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مَا تَقُولُونَ فَیُجِیبُونَهُ اقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ حَتَّی مَاتُوا قَالَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَسَارَ بِفِعْلِهِ الرُّكْبَانُ (5) وَ تَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ فَبَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ قَدِمَ عَلَیْهِ یَهُودِیٌّ مِنْ أَهْلِ یَثْرِبَ قَدْ أَقَرَّ لَهُ مَنْ فِی یَثْرِبَ مِنَ الْیَهُودِ أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ وَ كَذَلِكَ كَانَتْ آبَاؤُهُ مِنْ قَبْلُ قَالَ وَ قَدِمَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ
ص: 288
بِالْكُوفَةِ أَنَاخُوا رَوَاحِلَهُمْ ثُمَّ وَقَفُوا عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ وَ أَرْسَلُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّا قَوْمٌ مِنَ الْیَهُودِ قَدِمْنَا مِنَ الْحِجَازِ وَ لَنَا إِلَیْكَ حَاجَةٌ فَهَلْ تَخْرُجُ إِلَیْنَا أَمْ نَدْخُلُ إِلَیْكَ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ وَ هُوَ یَقُولُ سَیَدْخُلُونَ وَ یَسْتَأْنِفُونَ بِالْیَمِینِ (1) فَمَا حَاجَتُكُمْ فَقَالَ لَهُ عَظِیمُهُمْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا هَذِهِ الْبِدْعَةُ الَّتِی أَحْدَثْتَ فِی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ وَ أَیَّةُ بِدْعَةٍ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ زَعَمَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ أَنَّكَ عَمَدْتَ إِلَی قَوْمٍ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُقِرُّوا أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ (2) فَقَتَلْتَهُمْ بِالدُّخَانِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَشَدْتُكَ بِالتِّسْعِ آیَاتٍ (3) الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَی مُوسَی بِطُورِ سَیْنَاءَ وَ بِحَقِّ الْكَنَائِسِ الْخَمْسِ الْقُدْسِ وَ بِحَقِّ الصَّمَدِ(4) الدَّیَّانِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ أُتِیَ بِقَوْمٍ بَعْدَ وَفَاةِ مُوسَی علیه السلام شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُقِرُّوا أَنَّ مُوسَی (5) رَسُولُ اللَّهِ فَقَتَلَهُمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِتْلَةِ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ نَعَمْ أَشْهَدُ أَنَّكَ نَامُوسُ مُوسَی قَالَ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ تَحْتَ قَبَائِهِ كِتَاباً فَدَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَفَضَّهُ وَ نَظَرَ فِیهِ وَ بَكَی فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ مَا یُبْكِیكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ إِذَا نَظَرْتَ (6) فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ هُوَ كِتَابٌ سُرْیَانِیٌّ وَ أَنْتَ رَجُلٌ عَرَبِیٌّ فَهَلْ تَدْرِی مَا هُوَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ نَعَمْ هَذَا اسْمِی مُثْبَتٌ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ فَأَرِنِی اسْمَكَ فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ أَخْبِرْنِی مَا اسْمُكَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ قَالَ فَأَرَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اسْمَهُ فِی الصَّحِیفَةِ وَ قَالَ اسْمِی إِلْیَا فَقَالَ الْیَهُودِیُّ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِیُّ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ مِنْ
ص: 289
بَعْدِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَایَعُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ أَكُنْ عِنْدَهُ مَنْسِیّاً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَثْبَتَنِی عِنْدَهُ فِی صَحِیفَةِ الْأَبْرَارِ(1).
«47»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ أَوْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مُجِحٌّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی طَهَّرَكَ اللَّهُ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْیَا أَیْسَرُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ فَقَالَ لَهَا مِمَّا أُطَهِّرُكِ فَقَالَتْ إِنِّی زَنَیْتُ فَقَالَ لَهَا ذَاتُ بَعْلٍ (2) أَنْتِ أَمْ غَیْرُ ذَلِكِ قَالَتْ بَلْ ذَاتُ بَعْلٍ فَقَالَ لَهَا أَ فَحَاضِراً كَانَ بَعْلُكِ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ أَمْ غَائِباً كَانَ عَنْكِ فَقَالَتْ بَلْ حَاضِراً فَقَالَ لَهَا انْطَلِقِی فَضَعِی مَا فِی بَطْنِكِ ثُمَّ ائْتِنِی أُطَهِّرْكِ فَلَمَّا وَلَّتْ عَنْهُ الْمَرْأَةُ فَصَارَتْ حَیْثُ لَا تَسْمَعُ كَلَامَهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا شَهَادَةٌ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ أَتَتْهُ فَقَالَتْ قَدْ وَضَعْتُ فَطَهِّرْنِی قَالَ فَتَجَاهَلَ عَلَیْهَا فَقَالَ أُطَهِّرُكِ یَا أَمَةَ اللَّهِ مِمَّا ذَا فَقَالَتْ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ وَ ذَاتُ بَعْلٍ أَنْتِ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ فَكَانَ زَوْجُكِ حَاضِراً أَمْ غَائِباً قَالَتْ بَلْ حَاضِراً قَالَ فَانْطَلِقِی فَأَرْضِعِیهِ (3) حَوْلَیْنِ كَامِلَیْنِ كَمَا أَمَرَكِ اللَّهُ قَالَ فَانْصَرَفَتِ الْمَرْأَةُ فَلَمَّا صَارَتْ مِنْهُ حَیْثُ (4) لَا تَسْمَعُ كَلَامَهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا(5) شَهَادَتَانِ قَالَ فَلَمَّا مَضَی حَوْلَانِ أَتَتِ الْمَرْأَةُ فَقَالَتْ قَدْ أَرْضَعْتُهُ حَوْلَیْنِ فَطَهِّرْنِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَتَجَاهَلَ عَلَیْهَا وَ قَالَ أُطَهِّرُكِ مِمَّا ذَا قَالَتْ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ وَ ذَاتُ بَعْلٍ أَنْتِ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ فَقَالَتْ نَعَمْ قَالَ وَ بَعْلُكِ غَائِبٌ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ أَوْ حَاضِرٌ قَالَتْ بَلْ حَاضِرٌ قَالَ انْطَلِقِی فَاكْفُلِیهِ حَتَّی یَعْقِلَ أَنْ
ص: 290
یَأْكُلَ وَ یَشْرَبَ وَ لَا یَتَرَدَّی مِنْ سَطْحٍ وَ لَا یَتَهَوَّرَ فِی بِئْرٍ قَالَ فَانْصَرَفَتْ وَ هِیَ تَبْكِی فَلَمَّا وَلَّتْ فَصَارَتْ حَیْثُ لَا تَسْمَعُ كَلَامَهُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا ثَلَاثُ شَهَادَاتٍ قَالَ فَاسْتَقْبَلَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ الْمَخْزُومِیُّ فَقَالَ لَهَا مَا یُبْكِیكِ یَا أَمَةَ اللَّهِ وَ قَدْ رَأَیْتُكِ تَخْتَلِفِینَ إِلَی عَلِیٍّ تَسْأَلِینَهُ أَنْ یُطَهِّرَكِ فَقَالَتْ إِنِّی أَتَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَأَلْتُهُ أَنْ یُطَهِّرَنِی (1) قَالَ اكْفُلِی وَلَدَكِ حَتَّی یَعْقِلَ أَنْ یَأْكُلَ وَ یَشْرَبَ وَ لَا یَتَرَدَّی مِنْ سَطْحٍ وَ لَا یَتَهَوَّرَ فِی بِئْرٍ وَ قَدْ خِفْتُ أَنْ یَأْتِیَ عَلَیَّ الْمَوْتُ وَ لَمْ یُطَهِّرْنِی فَقَالَ لَهَا عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ ارْجِعِی إِلَیْهِ فَأَنَا أَكْفُلُهُ فَرَجَعَتْ فَأَخْبَرَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِقَوْلِ عَمْرٍو فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ مُتَجَاهِلٌ عَلَیْهَا وَ لِمَ یَكْفُلُ عَمْرٌو وَلَدَكِ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ وَ ذَاتُ بَعْلٍ أَنْتِ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ قَالَتْ نَعَمْ قَالَ أَ فَغَائِباً كَانَ بَعْلُكِ إِذْ فَعَلْتِ مَا فَعَلْتِ أَمْ حَاضِراً قَالَتْ (2) بَلْ حَاضِراً قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ لَكَ عَلَیْهَا أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ وَ إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ لِنَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا أَخْبَرْتَهُ بِهِ مِنْ دِینِكَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ عَطَّلَ حَدّاً مِنْ حُدُودِی فَقَدْ عَانَدَنِی وَ طَلَبَ بِذَلِكَ مُضَادَّتِی اللَّهُمَّ فَإِنِّی غَیْرُ مُعَطِّلٍ حُدُودَكَ وَ لَا طَالِبٍ مُضَادَّتَكَ وَ لَا مُضَیِّعٍ لِأَحْكَامِكَ بَلْ مُطِیعٌ لَكَ وَ مُتَّبِعٌ سُنَّةَ نَبِیِّكَ- قَالَ فَنَظَرَ إِلَی عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ (3) وَ كَأَنَّمَا الرُّمَّانُ یُفْقَأُ فِی وَجْهِهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی ذَلِكَ عَمْرٌو(4) قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّنِی إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَكْفُلَهُ إِذْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُحِبُّ ذَلِكَ فَأَمَّا إِذَا كَرِهْتَهُ فَإِنِّی لَسْتُ أَفْعَلُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَ بَعْدَ أَرْبَعِ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ لَتَكْفُلَنَّهُ وَ أَنْتَ صَاغِرٌ فَصَعِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمِنْبَرَ فَقَالَ یَا قَنْبَرُ نَادِ فِی النَّاسِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَنَادَی قَنْبَرٌ فِی النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا حَتَّی غَصَّ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ وَ قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَحَمِدَ اللَّهَ وَ
ص: 291
أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ إِمَامَكُمْ خَارِجٌ بِهَذِهِ الْمَرْأَةِ إِلَی هَذَا الظَّهْرِ لِیُقِیمَ عَلَیْهَا الْحَدَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَعَزَمَ عَلَیْكُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَمَّا خَرَجْتُمْ وَ أَنْتُمْ مُتَنَكِّرُونَ وَ مَعَكُمْ أَحْجَارُكُمْ لَا یَتَعَرَّفُ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَی أَحَدٍ(1) حَتَّی تَنْصَرِفُوا إِلَی مَنَازِلِكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ نَزَلَ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ بُكْرَةً خَرَجَ بِالْمَرْأَةِ وَ خَرَجَ النَّاسُ مُتَنَكِّرِینَ مُتَلَثِّمِینَ بِعَمَائِمِهِمْ وَ بِأَرْدِیَتِهِمْ وَ الْحِجَارَةُ فِی أَرْدِیَتِهِمْ وَ فِی أَكْمَامِهِمْ حَتَّی انْتَهَی بِهَا وَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَی الظَّهْرِ بِالْكُوفَةِ فَأَمَرَ أَنْ یُحْفَرَ لَهَا حَفِیرَةٌ ثُمَّ دَفَنَهَا فِیهِ (2) ثُمَّ رَكِبَ بَغْلَتَهُ وَ أَثْبَتَ رِجْلَهُ (3) فِی غَرْزِ الرِّكَابِ ثُمَّ وَضَعَ إِصْبَعَیْهِ السَّبَّابَتَیْنِ فِی أُذُنَیْهِ ثُمَّ نَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَهِدَ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهْداً عَهِدَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ بِأَنَّهُ لَا یُقِیمُ الْحَدَّ مَنْ لِلَّهِ عَلَیْهِ حَدٌّ فَمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَلَیْهِ مِثْلُ مَا لَهُ عَلَیْهَا(4) فَلَا یُقِیمُ عَلَیْهَا الْحَدَّ قَالَ فَانْصَرَفَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ كُلُّهُمْ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَأَقَامَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ عَلَیْهَا الْحَدَّ یَوْمَئِذٍ وَ مَا مَعَهُمْ غَیْرُهُمْ قَالَ وَ انْصَرَفَ فِیمَنِ انْصَرَفَ یَوْمَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (5).
بیان: المجح بالجیم ثم الحاء المهملة الحامل التی قرب وضع حملها و عظم بطنها و تهور الرجل وقع فی الأمر بقلة مبالاة و الفق ء الشق و المنزل غاص بأهله أی ممتلئ بهم.
«48»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی قَالَ مِمَّنْ أَنْتَ قَالَ مِنْ مُزَیْنَةَ قَالَ أَ تَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ شَیْئاً قَالَ بَلَی قَالَ
ص: 292
فَاقْرَأْ فَقَرَأَ فَأَجَادَ فَقَالَ أَ بِكَ جِنَّةٌ قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ حَتَّی نَسْأَلَ عَنْكَ فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِ بَعْدُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی زَنَیْتُ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ أَ لَكَ زَوْجَةٌ قَالَ بَلَی قَالَ فَمُقِیمَةٌ مَعَكَ فِی الْبَلَدِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَمَرَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَذَهَبَ وَ قَالَ حَتَّی نَسْأَلَ عَنْكَ فَبَعَثَ إِلَی قَوْمِهِ فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَحِیحُ الْعَقْلِ فَرَجَعَ إِلَیْهِ الثَّالِثَةَ فَقَالَ (1) مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ حَتَّی نَسْأَلَ عَنْكَ فَرَجَعَ إِلَیْهِ الرَّابِعَةَ فَلَمَّا أَقَرَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ لِقَنْبَرٍ احْتَفِظْ بِهِ ثُمَّ غَضِبَ ثُمَّ قَالَ مَا أَقْبَحَ بِالرَّجُلِ مِنْكُمْ أَنْ یَأْتِیَ بَعْضَ هَذِهِ الْفَوَاحِشِ فَیَفْضَحَ نَفْسَهُ عَلَی رُءُوسِ الْمَلَإِ أَ فَلَا تَابَ فِی بَیْتِهِ فَوَ اللَّهِ لَتَوْبَتُهُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ إِقَامَتِی عَلَیْهِ الْحَدَّ ثُمَّ أَخْرَجَهُ وَ نَادَی فِی النَّاسِ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ (2) اخْرُجُوا لِیُقَامَ عَلَی هَذَا الرَّجُلِ الْحَدُّ وَ لَا یَعْرِفَنَّ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ فَأَخْرَجَهُ إِلَی الْجَبَّانِ (3) فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُصَلِّی رَكْعَتَیْنِ (4) فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ وَضَعَهُ فِی حُفْرَتِهِ وَ اسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ یَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ هَذِهِ حُقُوقُ اللَّهِ (5) فَمَنْ كَانَ لِلَّهِ فِی عُنُقِهِ حَقٌّ فَلْیَنْصَرِفْ وَ لَا یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ مَنْ فِی عُنُقِهِ حَدٌّ(6) فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَ بَقِیَ هُوَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ أَخَذَ(7) حَجَراً فَكَبَّرَ ثَلَاثَ تَكْبِیرَاتٍ ثُمَّ رَمَاهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ فِی كُلِّ حَجَرٍ ثَلَاثُ تَكْبِیرَاتٍ ثُمَّ رَمَاهُ الْحَسَنُ مِثْلَ مَا رَمَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ رَمَاهُ الْحُسَیْنُ فَمَاتَ الرَّجُلُ فَأَخْرَجَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَرَ فَحُفِرَ لَهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ دَفَنَهُ فَقِیلَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا تُغَسِّلُهُ فَقَالَ قَدِ اغْتَسَلَ بِمَا هُوَ
ص: 293
طَاهِرٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَقَدْ صَبَرَ عَلَی أَمْرٍ عَظِیمٍ (1).
«49»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سَیْفِ بْنِ الْحَارِثِ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بِرَجُلٍ قَدْ نُكِحَ فِی دُبُرِهِ فَهَمَّ أَنْ یَجْلِدَهُ فَقَالَ لِلشُّهُودِ رَأَیْتُمُوهُ یُدْخِلُهُ كَمَا یُدْخَلُ الْمِیلُ فِی الْمُكْحُلَةِ فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا تَرَی فِی هَذَا فَطَلَبَ الْفَحْلَ الَّذِی نَكَحَهُ فَلَمْ یَجِدْهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَرَی فِیهِ أَنْ تُضْرَبَ عُنُقُهُ قَالَ أَمَرَ بِهِ (3) فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ ثُمَّ قَالَ خُذُوهُ فَقَدْ بَقِیَتْ لَهُ عُقُوبَةٌ أُخْرَی قَالَ (4) وَ مَا هِیَ قَالَ ادْعُ بِطُنٍ (5) مِنْ حَطَبٍ فَدَعَا بِطُنٍّ مِنْ حَطَبٍ فَلُفَّ فِیهِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ فَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً لَهُمْ فِی أَصْلَابِهِمْ أَرْحَامٌ كَأَرْحَامِ النِّسَاءِ قَالَ فَمَا لَهُمْ لَا یَحْمِلُونَ فِیهَا قَالَ لِأَنَّهَا مَنْكُوسَةٌ فِی أَدْبَارِهِمْ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِیرِ فَإِذَا هَاجَتْ هَاجُوا وَ إِذَا سَكَنَتْ سَكَنُوا(6).
«50»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: وُجِدَ رَجُلٌ مَعَ رَجُلٍ فِی إِمَارَةِ عُمَرَ فَهَرَبَ أَحَدُهُمَا وَ أُخِذَ الْآخَرُ فَجِی ءَ بِهِ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ لِلنَّاسِ مَا تَرَوْنَ قَالَ فَقَالَ هَذَا اصْنَعْ كَذَا وَ قَالَ هَذَا اصْنَعْ كَذَا قَالَ فَمَا تَقُولُ (7) یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ اضْرِبْ عُنُقَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ قَالَ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یَحْمِلَهُ فَقَالَ مَهْ إِنَّهُ قَدْ بَقِیَ مِنْ حُدُودِهِ شَیْ ءٌ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ
ص: 294
بَقِیَ قَالَ ادْعُ بِحَطَبٍ قَالَ فَدَعَا عُمَرُ بِحَطَبٍ فَأَمَرَ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَحْرَقَهُ بِهِ (1).
«51»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَلَإٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أَوْقَبْتُ (2) عَلَی غُلَامٍ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا امْضِ إِلَی مَنْزِلِكَ لَعَلَّ مِرَاراً هَاجَ بِكَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ عَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أَوْقَبْتُ عَلَی غُلَامٍ فَطَهِّرْنِی فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا امْضِ إِلَی مَنْزِلِكَ لَعَلَّ مِرَاراً هَاجَ بِكَ حَتَّی فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً بَعْدَ مَرَّتِهِ الْأُولَی فَلَمَّا كَانَ فِی الرَّابِعَةِ قَالَ لَهُ یَا هَذَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَكَمَ فِی مِثْلِكَ بِثَلَاثَةِ أَحْكَامٍ فَاخْتَرْ أَیَّهُنَّ شِئْتَ قَالَ وَ مَا هُنَّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ضَرْبَةٌ بِالسَّیْفِ فِی عُنُقِكَ بَالِغَةً مَا بَلَغَتْ أَوْ دَهْدَاهٌ (3) مِنْ جَبَلٍ مَشْدُودَ الْیَدَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ أَوْ إِحْرَاقٌ بِالنَّارِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَیُّهُنَّ أَشَدُّ عَلَیَّ قَالَ الْإِحْرَاقُ بِالنَّارِ قَالَ فَإِنِّی قَدِ اخْتَرْتُهَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَخُذْ لِذَلِكَ أُهْبَتَكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَامَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ جَلَسَ فِی تَشَهُّدِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ أَتَیْتُ مِنَ الذَّنْبِ مَا قَدْ عَلِمْتَهُ وَ إِنَّنِی (4) تَخَوَّفْتُ مِنْ ذَلِكَ فَجِئْتُ إِلَی وَصِیِّ رَسُولِكَ وَ ابْنِ عَمِّ نَبِیِّكَ فَسَأَلْتُهُ أَنْ یُطَهِّرَنِی فَخَیَّرَنِی بَیْنَ ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ مِنَ الْعَذَابِ اللَّهُمَّ فَإِنِّی قَدِ اخْتَرْتُ أَشَدَّهَا اللَّهُمَّ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِی وَ أَنْ لَا تُحْرِقَنِی بِنَارِكَ فِی آخِرَتِی ثُمَّ قَامَ وَ هُوَ بَاكٍ ثُمَّ جَلَسَ (5) فِی الْحُفْرَةِ الَّتِی حَفَرَهَا لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَرَی النَّارَ تَتَأَجَّجُ (6) حَوْلَهُ قَالَ فَبَكَی
ص: 295
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ بَكَی أَصْحَابُهُ جَمِیعاً فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُمْ یَا هَذَا فَقَدْ أَبْكَیْتَ مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ وَ مَلَائِكَةَ الْأَرْضِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَابَ عَلَیْكَ فَقُمْ لَا تُعَاوِدَنَّ شَیْئاً مِمَّا قَدْ فَعَلْتَ (1).
«52»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَ عَلَی عَهْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُتَوَاخِیَانِ (2) فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَاتَ أَحَدُهُمَا وَ أَوْصَی إِلَی الْآخَرِ فِی حِفْظِ بُنَیَّةٍ كَانَتْ لَهُ فَحَفِظَهَا الرَّجُلُ وَ أَنْزَلَهَا مَنْزِلَةَ وَلَدِهِ فِی اللُّطْفِ وَ الْإِكْرَامِ وَ التَّعَاهُدِ لَهَا ثُمَّ حَضَرَهُ سَفَرٌ فَخَرَجَ وَ أَوْصَی امْرَأَتَهُ فِی الصَّبِیَّةِ فَأَطَالَ السَّفَرَ حَتَّی أَدْرَكَتِ (3) الصَّبِیَّةُ وَ كَانَ لَهَا جَمَالٌ وَ كَانَ الرَّجُلُ یَكْتُبُ فِی حِفْظِهَا وَ التَّعَاهُدِ لَهَا فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ امْرَأَتُهُ خَافَتْ أَنْ یَقْدَمَ فَیَرَاهَا قَدْ بَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ فَیُعْجِبَهُ جَمَالُهَا فَیَتَزَوَّجَهَا فَعَمَدَتْ إِلَیْهَا هِیَ وَ نِسْوَةٌ مَعَهَا قَدْ كَانَتْ أَعَدَّتْهُنَّ فَأَمْسَكْنَهَا لَهَا ثُمَّ افْتَرَعَتْهَا بِإِصْبَعِهَا فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ وَ صَارَ فِی مَنْزِلِهِ دَعَا الْجَارِیَةَ فَأَبَتْ أَنْ تُجِیبَهُ اسْتِحْیَاءً مِمَّا صَارَتْ إِلَیْهِ فَأَلَحَّ عَلَیْهَا فِی الدُّعَاءِ(4) كُلَّ ذَلِكَ تَأْبَی أَنْ تُجِیبَهُ فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَیْهَا قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ دَعْهَا فَإِنَّهَا تَسْتَحْیِی أَنْ تَأْتِیَكَ مِنْ ذَنْبٍ كَانَتْ فَعَلَتْهُ قَالَ لَهَا وَ مَا هُوَ قَالَتْ كَذَا وَ كَذَا وَ رَمَتْهَا بِالْفُجُورِ فَاسْتَرْجَعَ الرَّجُلُ ثُمَّ قَامَ إِلَی الْجَارِیَةِ فَوَبَّخَهَا فَقَالَ لَهَا(5) وَیْحَكِ أَ مَا عَلِمْتِ مَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِكِ مِنَ الْأَلْطَافِ وَ اللَّهِ مَا كُنْتُ أُعِدُّكِ إِلَّا لِبَعْضِ وُلْدِی و [أَوْ] إِخْوَانِی (6) وَ إِنْ كُنْتِ لَابْنَتِی فَمَا دَعَاكِ إِلَی مَا صَنَعْتِ فَقَالَتْ لَهُ الْجَارِیَةُ أَمَّا إِذَا قِیلَ لَكَ مَا قِیلَ فَوَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ الَّذِی رَمَتْنِی بِهِ امْرَأَتُكَ وَ لَقَدْ كَذَبَتْ عَلَیَّ وَ إِنَّ الْقِصَّةَ لَكَذَا وَ كَذَا وَ وَصَفَتْ لَهُ مَا صَنَعَتْ بِهَا امْرَأَتُهُ قَالَ
ص: 296
فَأَخَذَ الرَّجُلُ بِیَدِ امْرَأَتِهِ وَ یَدِ الْجَارِیَةِ فَمَضَی بِهِمَا حَتَّی أَجْلَسَهُمَا بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ كُلِّهَا وَ أَقَرَّتِ الْمَرْأَةُ بِذَلِكَ قَالَ وَ كَانَ الْحَسَنُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِیهِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اقْضِ فِیهَا فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام نَعَمْ عَلَی الْمَرْأَةِ الْحَدُّ لِقَذْفِهَا الْجَارِیَةَ وَ عَلَیْهَا الْقِیمَةُ لِافْتِرَاعِهَا إِیَّاهَا قَالَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ أَمَا لَوْ كُلِّفَ الْجَمَلُ الطَّحْنَ لَفَعَلَ (1).
بیان: الافتراع إزالة البكارة و قوله علیه السلام أما لو كلف الجمل الطحن لفعل تمثیل لاضطرار الجاریة و أنها معذورة فی ذلك أو لأن كل من له قوة علی أمر إذا كلف ذلك یتأتی منه فالحسن علیه السلام لما كان قویا علی أمر القضاء لو كلف لفعل.
«53»- كا، [الكافی] یُونُسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: الْحَدُّ فِی الْخَمْرِ إِنْ شَرِبَ مِنْهَا قَلِیلًا أَوْ كَثِیراً قَالَ ثُمَّ قَالَ أُتِیَ عُمَرُ بِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ وَ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ وَ قَامَتْ عَلَیْهِ الْبَیِّنَةُ فَسَأَلَ عَلِیّاً علیه السلام فَأَمَرَهُ أَنْ یَجْلِدَهُ ثَمَانِینَ فَقَالَ قُدَامَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَیْسَ عَلَیَّ حَدٌّ أَنَا مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآیَةِ لَیْسَ عَلَی الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِیما طَعِمُوا(2) قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا إِنَّ طَعَامَ أَهْلِهَا لَهُمْ حَلَالٌ لَیْسَ یَأْكُلُونَ وَ لَا یَشْرَبُونَ إِلَّا مَا أَحَلَّ اللَّهُ (3) لَهُمْ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ الشَّارِبَ إِذَا شَرِبَ لَمْ یَدْرِ مَا یَأْكُلُ وَ لَا مَا یَشْرَبُ فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِینَ جَلْدَةً(4).
«54»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ(5) عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِالنَّجَاشِیِّ الشَّاعِرِ
ص: 297
قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَضَرَبَهُ ثَمَانِینَ ثُمَّ حَبَسَهُ لَیْلًا(1) ثُمَّ دَعَا بِهِ مِنَ الْغَدِ فَضَرَبَهُ عِشْرِینَ سَوْطاً فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا ضَرَبْتَنِی ثَمَانِینَ فِی شُرْبِ الْخَمْرِ(2) وَ هَذِهِ الْعِشْرُونَ مَا هِیَ فَقَالَ هَذَا لِتَجَرِّیكَ عَلَی شُرْبِ الْخَمْرِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ (3).
«55»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شَرِبَ رَجُلٌ الْخَمْرَ عَلَی عَهْدِ أَبِی بَكْرٍ فَرُفِعَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ أَ شَرِبْتَ خَمْراً قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ لِمَ وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ (4) إِنِّی أَسْلَمْتُ وَ حَسُنَ إِسْلَامِی وَ مَنْزِلِی بَیْنَ ظَهْرَانَیْ قَوْمٍ یَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَ یَسْتَحِلُّونَ (5) وَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهَا حَرَامٌ اجْتَنَبْتُهَا فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِی أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ عُمَرُ مُعْضِلَةٌ وَ لَیْسَ لَهَا إِلَّا أَبُو الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ادْعُ لَنَا عَلِیّاً فَقَالَ عُمَرُ یُؤْتَی الْحَكَمُ فِی بَیْتِهِ فَقَامَا وَ الرَّجُلُ مَعَهُمَا وَ مَنْ حَضَرَهُمَا مِنَ النَّاسِ حَتَّی أَتَوْا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخْبَرَاهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ وَ قَصَّ الرَّجُلُ قِصَّتَهُ قَالَ ابْعَثُوا(6) مَعَهُ مَنْ یَدُورُ بِهِ عَلَی مَجَالِسِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مَنْ كَانَ تَلَا عَلَیْهِ آیَةَ التَّحْرِیمِ فَلْیَشْهَدْ عَلَیْهِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ (7) فَلَمْ یَشْهَدْ عَلَیْهِ أَحَدٌ بِأَنَّهُ قَرَأَ عَلَیْهِ آیَةَ التَّحْرِیمِ فَخَلَّی عَنْهُ وَ قَالَ لَهُ إِنْ شَرِبْتَ بَعْدَهَا أَقَمْنَا عَلَیْكَ الْحَدَّ(8).
بیان: قال الجوهری الحكم بالتحریك الحاكم و فی المثل فی بیته یؤتی
ص: 298
الحكم (1) و قال المیدانی فی مجمع الأمثال و شارح اللباب و غیرهما هذا مما زعمت العرب عن ألسن البهائم قالوا إن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها فانطلقا یختصمان إلی الضب فقالت الأرنب یا أبا الحسل فقال سمیعا دعوت قالت أتیناك لنختصم إلیك قال عادلا حكمتما قالت فاخرج إلینا قال فی بیته یؤتی الحكم قالت وجدت (2) تمرة قالت حلوة فكلیها قالت فاختلسها الثعلب قال لنفسه بغی الخیر قالت فلطمته قال بحقك أخذت قالت فلطمنی قال حر انتصر قالت فاقض بیننا قال حدث حدیثین امرأة فإن أبت فأربعة فذهبت أقواله كلها أمثالا انتهی (3).
«56»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِقَضِیَّةٍ مَا قَضَی بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ وَ كَانَتْ أَوَّلَ قَضِیَّةٍ قَضَی بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَفْضَی الْأَمْرُ إِلَی أَبِی بَكْرٍ أُتِیَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ أَ شَرِبْتَ الْخَمْرَ فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ فَقَالَ وَ لِمَ شَرِبْتَهَا وَ هِیَ مُحَرَّمَةٌ فَقَالَ إِنَّنِی أَسْلَمْتُ (4) وَ مَنْزِلِی بَیْنَ ظَهْرَانَیْ قَوْمٍ یَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَ یَسْتَحِلُّونَهَا وَ لَمْ أَعْلَمْ (5) أَنَّهَا حَرَامٌ فَأَجْتَنِبَهَا قَالَ فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ مَا تَقُولُ یَا أَبَا حَفْصٍ فِی أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مُعْضِلَةٌ وَ أَبُو الْحَسَنِ لَهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا غُلَامُ ادْعُ لَنَا عَلِیّاً فَقَالَ عُمَرُ بَلْ یُؤْتَی الْحَكَمُ فِی مَنْزِلِهِ فَأَتَوْهُ وَ مَعَهُ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّةِ الرَّجُلِ فَاقْتَصَّ عَلَیْهِ قِصَّتَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِأَبِی بَكْرٍ ابْعَثْ مَعَهُ مَنْ یَدُورُ بِهِ عَلَی مَجَالِسِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَمَنْ كَانَ تَلَا
ص: 299
عَلَیْهِ آیَةَ التَّحْرِیمِ فَلْیَشْهَدْ عَلَیْهِ فَإِنْ لَمْ یَكُنْ تَلَا عَلَیْهِ آیَةَ التَّحْرِیمِ فَلَا شَیْ ءَ عَلَیْهِ فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ بِالرَّجُلِ مَا قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَمْ یَشْهَدْ عَلَیْهِ أَحَدٌ فَخَلَّی سَبِیلَهُ فَقَالَ سَلْمَانُ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَقَدْ أَرْشَدْتَهُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُجَدِّدَ تَأْكِیدَ هَذِهِ الْآیَةِ فِیَّ وَ فِیهِمْ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (1).
بیان: قال الجزری فی النهایة العضل المنع و الشدة یقال أعضل بی الأمر إذا ضاقت علیك فیه الحیل و منه حدیث عمر أعوذ باللّٰه من كل مُعْضِلَةٍ لیس لها أبو حسن و روی مُعَضِّلَةٍ أراد المسألة الصعبة أو الخطبة(2) الضیقة المخارج من الإعضال و التعضیل و یرید بأبی الحسن علی بن أبی طالب علیهما السلام(3)
شا، [الإرشاد] روی من رجال الخاصة و العامة: مثله (4).
«57»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی قَوْمٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالُوا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَبَّنَا فَاسْتَتَابَهُمْ فَلَمْ یَتُوبُوا فَحَفَرَ لَهُمْ حَفِیرَةً وَ أَوْقَدَ فِیهَا نَاراً وَ حَفَرَ حَفِیرَةً إِلَی جَانِبِهَا أُخْرَی (5) وَ أَفْضَی بَیْنَهُمَا فَلَمَّا لَمْ یَتُوبُوا أَلْقَاهُمْ فِی الْحَفِیرَةِ وَ أَوْقَدَ فِی الْحَفِیرَةِ الْأُخْرَی حَتَّی مَاتُوا(6).
كا، [الكافی] علی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (7)
ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الحسین بن إبراهیم القزوینی عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهیم
ص: 300
عن الحسن بن علی الزعفرانی عن البرقی عن أبیه عن ابن أبی عمیر: مثله (1).
«58»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِرَجُلٍ مِنْ بَنِی ثَعْلَبَةَ قَدْ تَنَصَّرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَشَهِدُوا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا تَقُولُ (2) هَؤُلَاءِ الشُّهُودُ قَالَ صَدَقُوا وَ أَنَا أَرْجِعُ إِلَی الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَمَا لَوْ أَنَّكَ كَذَّبْتَ (3) الشُّهُودَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ وَ قَدْ قَبِلْتُ مِنْكَ فَلَا تَعُدْ فَإِنَّكَ إِنْ رَجَعْتَ لَمْ أَقْبَلْ مِنْكَ رُجُوعاً بَعْدَهُ (4).
«59»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ كِرْدِینٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَتَاهُ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الزُّطِّ(5) فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ كَلَّمُوهُ بِلِسَانِهِمْ فَرَدَّ عَلَیْهِمْ بِلِسَانِهِمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ إِنِّی لَسْتُ كَمَا قُلْتُمْ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ فَأَبَوْا عَلَیْهِ وَ قَالُوا أَنْتَ هُوَ فَقَالَ لَهُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا وَ تَرْجِعُوا عَمَّا قُلْتُمْ إِلَی اللَّهِ (6) لَأَقْتُلَنَّكُمْ فَأَبَوْا أَنْ یَرْجِعُوا وَ یَتُوبُوا فَأَمَرَ أَنْ یُحْفَرَ لَهُمْ آبَاراً(7) فَحُفِرَتْ ثُمَّ خَرَقَ بَعْضَهَا إِلَی بَعْضٍ ثُمَّ قَذَفَهُمْ فِیهَا ثُمَّ خَمَّرَ رُءُوسَهَا ثُمَّ أُلْهِبَتِ النَّارُ فِی بِئْرٍ مِنْهَا لَیْسَ فِیهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ فَدَخَلَ الدُّخَانُ عَلَیْهِمْ فَمَاتُوا(8).
«60»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ
ص: 301
قَالَ: دَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ عُیَیْنَةَ وَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَیْلٍ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلَاهُ عَنْ شَاهِدٍ وَ یَمِینٍ فَقَالَ قَضَی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَضَی عَلِیٌ (1) عِنْدَكُمْ بِالْكُوفَةِ فَقَالا هَذَا خِلَافُ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَ أَیْنَ وَجَدْتُمُوهُ خِلَافَ الْقُرْآنِ فَقَالا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (2) فَقَالَ هُوَ لَا تَقْبَلُوا شَهَادَةَ وَاحِدٍ وَ یمین (3) [یَمِیناً] ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ قَاعِداً فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَمَرَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُفْلٍ التَّمِیمِیُّ وَ مَعَهُ دِرْعُ طَلْحَةَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام هَذِهِ دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُفْلٍ فَاجْعَلْ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ قَاضِیَكَ الَّذِی رَضِیتَهُ لِلْمُسْلِمِینَ فَجَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ شُرَیْحاً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَذِهِ دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهُ شُرَیْحٌ هَاتِ عَلَی مَا تَقُولُ بَیِّنَةً فَأَتَاهُ الْحَسَنُ (4) فَشَهِدَ أَنَّهَا دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ هَذَا شَاهِدٌ(5) فَلَا أَقْضِی بِشَهَادَةِ شَاهِدٍ حَتَّی یَكُونَ مَعَهُ آخَرُ قَالَ فَدَعَا قَنْبَراً فَشَهِدَ أَنَّهَا دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقَالَ شُرَیْحٌ هَذَا مَمْلُوكٌ وَ لَا أَقْضِی بِشَهَادَةِ مَمْلُوكٍ قَالَ فَغَضِبَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ خُذْهَا(6) فَإِنَّ هَذَا قَضَی بِجَوْرٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ فَتَحَوَّلَ شُرَیْحٌ ثُمَّ قَالَ لَا أَقْضِی بَیْنَ اثْنَیْنِ حَتَّی تُخْبِرَنِی مِنْ أَیْنَ قَضَیْتُ بِجَوْرٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ لَهُ وَیْلَكَ أَوْ وَیْحَكَ إِنِّی لَمَّا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهَا دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقُلْتَ هَاتِ عَلَی مَا تَقُولُ بَیِّنَةً وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ مَا وُجِدَ غُلُولٌ أُخِذَ بِغَیْرِ بَیِّنَةٍ فَقُلْتَ رَجُلٌ لَمْ یَسْمَعِ الْحَدِیثَ فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ أَتَیْتُكَ بِالْحَسَنِ فَشَهِدَ فَقُلْتَ هَذَا وَاحِدٌ وَ لَا أَقْضِی بِشَهَادَةِ وَاحِدٍ حَتَّی یَكُونَ مَعَهُ آخَرُ وَ قَدْ قَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِشَهَادَةِ وَاحِدٍ وَ یَمِینٍ فَهَذِهِ
ص: 302
ثِنْتَانِ ثُمَّ أَتَیْتُكَ بِقَنْبَرٍ فَشَهِدَ أَنَّهَا دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولًا یَوْمَ الْبَصْرَةِ فَقُلْتَ هَذَا مَمْلُوكٌ وَ لَا أَقْضِی بِشَهَادَةِ مَمْلُوكٍ وَ مَا بَأْسٌ بِشَهَادَةِ مَمْلُوكٍ إِذَا كَانَ عَدْلًا ثُمَّ قَالَ وَیْلَكَ أَوْ وَیْحَكَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ یُؤْمَنُ مِنْ أُمُورِهِمْ عَلَی مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا(1).
«61»- كا، [الكافی] یب، [تهذیب الأحكام] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الْمُعَلَّی (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِامْرَأَةٍ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَانَتْ تَهْوَاهُ وَ لَمْ تَقْدِرْ(3) عَلَی حِیلَةٍ فَذَهَبَتْ وَ أَخَذَتْ بَیْضَةً فَأَخْرَجَتْ مِنْهَا الصُّفْرَةَ وَ صَبَّتِ الْبَیَاضَ عَلَی ثِیَابِهَا وَ بَیْنَ فَخِذَیْهَا(4) ثُمَّ جَاءَتْ إِلَی عُمَرَ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ،إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَخَذَنِی (5) فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَفَضَحَنِی فَقَالَ (6) فَهَمَّ عُمَرُ أَنْ یُعَاقِبَ الْأَنْصَارِیَّ فَجَعَلَ الْأَنْصَارِیُّ یَحْلِفُ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ جَالِسٌ وَ یَقُولُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ تَثَبَّتْ فِی أَمْرِی فَلَمَّا أَكْثَرَ الْفَتَی قَالَ عُمَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَرَی فَنَظَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی بَیَاضٍ عَلَی ثَوْبِ الْمَرْأَةِ وَ بَیْنَ فَخِذَیْهَا فَاتَّهَمَهَا أَنْ تَكُونَ احْتَالَتْ لِذَلِكَ قَالَ (7) ائْتُونِی بِمَاءٍ حَارٍّ قَدْ أُغْلِیَ غَلَیَاناً شَدِیداً فَفَعَلُوا فَلَمَّا أُتِیَ بِالْمَاءِ أَمَرَهُمْ فَصَبُّوا عَلَی مَوْضِعِ الْبَیَاضِ فَاشْتَوَی ذَلِكَ الْبَیَاضُ فَأَخَذَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَلْقَاهُ فِی فِیهِ فَلَمَّا عَرَفَ طَعْمَهُ أَلْقَاهُ مِنْ فِیهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی الْمَرْأَةِ حَتَّی أَقَرَّتْ بِذَلِكَ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنِ الْأَنْصَارِ عُقُوبَةَ عُمَرَ(8).
ص: 303
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مرسلا: مثله (1).
«62»- یب، [تهذیب الأحكام] كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عِیسَی یُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَرَابَةٌ لِسُوَیْدِ بْنِ سَعِیدٍ الْأَهْوَازِیِ (2) قَالَ حَدَّثَنِی سُوَیْدُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ زُهَیْرٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ غُلَاماً بِالْمَدِینَةِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِینَ احْكُمْ بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمِّی فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ یَا غُلَامُ لِمَ تَدْعُو عَلَی أُمِّكَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهَا حَمَلَتْنِی فِی بَطْنِهَا تِسْعاً(3) وَ أَرْضَعَتْنِی حَوْلَیْنِ كَامِلَیْنِ (4) فَلَمَّا تَرَعْرَعْتُ وَ عَرَفْتُ الْخَیْرَ مِنَ الشَّرِّ وَ یَمِینِی عَنْ شِمَالِی طَرَدَتْنِی وَ انْتَفَتْ مِنِّی وَ زَعَمَتْ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُنِی فَقَالَ عُمَرُ أَیْنَ تَكُونُ الْوَالِدَةُ قَالَ فِی سَقِیفَةِ بَنِی فُلَانٍ فَقَالَ عُمَرُ عَلَیَّ بِأُمِّ الْغُلَامِ قَالَ فَأَتَوْا بِهَا مَعَ أَرْبَعَةِ إِخْوَةٍ لَهَا وَ أَرْبَعِینَ قَسَامَةً یَشْهَدُونَ لَهَا أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ الصَّبِیَّ وَ أَنَّ هَذَا الْغُلَامَ (5) مُدَّعٍ ظَلُومٌ غَشُومٌ (6) یُرِیدُ أَنْ یَفْضَحَهَا فِی عَشِیرَتِهَا وَ أَنَّ هَذِهِ جَارِیَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ لِأَنَّهَا بِخِتَامِ رَبِّهَا(7) فَقَالَ عُمَرُ یَا غُلَامُ مَا تَقُولُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذِهِ وَ اللَّهِ أُمِّی حَمَلَتْنِی فِی بَطْنِهَا تِسْعاً وَ أَرْضَعَتْنِی حَوْلَیْنِ كَامِلَیْنِ فَلَمَّا تَرَعْرَعْتُ وَ عَرَفْتُ الْخَیْرَ وَ الشَّرَّ(8) وَ یَمِینِی مِنْ شِمَالِی طَرَدَتْنِی وَ انْتَفَتْ مِنِّی وَ زَعَمَتْ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُنِی فَقَالَ عُمَرُ یَا هَذِهِ مَا یَقُولُ الْغُلَامُ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الَّذِی احْتَجَبَ بِالنُّورِ فَلَا عَیْنَ تَرَاهُ وَ حَقِّ مُحَمَّدٍ وَ مَا وَلَدَ مَا أَعْرِفُهُ وَ لَا
ص: 304
أَدْرِی (1) مِنْ أَیِّ النَّاسِ هُوَ وَ إِنَّهُ غُلَامٌ یُرِیدُ(2) أَنْ یَفْضَحَنِی فِی عَشِیرَتِی وَ أَنَا(3) جَارِیَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ لَمْ أَتَزَوَّجْ قَطُّ وَ إِنِّی بِخَاتَمِ رَبِّی فَقَالَ عُمَرُ أَ لَكِ شُهُودٌ فَقَالَتْ نَعَمْ هَؤُلَاءِ فَتَقَدَّمَ الْأَرْبَعُونَ قَسَامَةً(4) فَشَهِدُوا عِنْدَ عُمَرَ أَنَّ الْغُلَامَ مُدَّعٍ یُرِیدُ أَنْ یَفْضَحَهَا فِی عَشِیرَتِهَا وَ أَنَّ هَذِهِ جَارِیَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ لَمْ تَتَزَوَّجْ قَطُّ وَ أَنَّهَا بِخَاتَمِ رَبِّهَا فَقَالَ عُمَرُ خُذُوا بِیَدِ الْغُلَامِ (5) وَ انْطَلِقُوا بِهِ إِلَی السِّجْنِ حَتَّی نَسْأَلَ عَنِ الشُّهُودِ فَإِنْ عُدِّلَتْ شَهَادَتُهُمْ جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِی فَأَخَذُوا بِیَدِ الْغُلَامِ وَ انْطَلَقُوا(6) بِهِ إِلَی السِّجْنِ فَتَلَقَّاهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ فَنَادَی الْغُلَامُ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی غُلَامٌ مَظْلُومٌ فَأَعَادَ(7) عَلَیْهِ الْكَلَامَ الَّذِی تَكَلَّمَ بِهِ عُمَرَ(8) ثُمَّ قَالَ وَ هَذَا عُمَرُ قَدْ أَمَرَ بِی إِلَی السِّجْنِ (9) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام رُدُّوهُ إِلَی عُمَرَ فَلَمَّا رَدُّوهُ قَالَ لَهُمْ عُمَرُ أَمَرْتُ بِهِ إِلَی السِّجْنِ فَرَدَدْتُمُوهُ إِلَیَّ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَمَرَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَنْ نَرُدَّهُ إِلَیْكَ فَسَمِعْنَاكَ تَقُولُ أَنْ لَا تَعْصُوا(10) لِعَلِیٍّ أَمْراً فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ عَلَیَّ بِأُمِّ الْغُلَامِ فَأَتَوْا بِهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا غُلَامُ مَا تَقُولُ فَأَعَادَ الْكَلَامَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِعُمَرَ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَقْضِیَ بَیْنَهُمْ فَقَالَ عُمَرُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ كَیْفَ لَا وَ قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ:
ص: 305
أَعْلَمُكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ لِلْمَرْأَةِ یَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ أَ لَكِ شُهُودٌ(1) قَالَتْ نَعَمْ فَتَقَدَّمَ الْأَرْبَعُونَ قَسَامَةً فَشَهِدُوا بِالشَّهَادَةِ الْأُولَی فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَأَقْضِیَنَّ الْیَوْمَ بَیْنَكُمْ بِقَضِیَّةٍ(2) هِیَ مَرْضَاةُ الرَّبِّ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ عَلَّمَنِیهَا حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهَا(3) أَ لَكِ وَلِیٌّ قَالَتْ نَعَمْ هَؤُلَاءِ إِخْوَتِی فَقَالَ لِإِخْوَتِهَا أَمْرِی فِیكُمْ وَ فِی أُخْتِكُمْ جَائِزٌ قَالُوا نَعَمْ یَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ أَمْرُكَ فِینَا وَ فِی أُخْتِنَا جَائِزٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أُشْهِدُ اللَّهَ وَ أُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ أَنِّی قَدْ زَوَّجْتُ هَذَا الْغُلَامَ مِنْ هَذِهِ الْجَارِیَةِ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ النَّقْدُ مِنْ مَالِی یَا قَنْبَرُ عَلَیَّ بِالدَّرَاهِمِ فَأَتَاهُ قَنْبَرٌ بِهَا فَصَبَّهَا فِی یَدِ الْغُلَامِ قَالَ خُذْهَا فَصُبَّهَا فِی حَجْرِ امْرَأَتِكَ وَ لَا تَأْتِنَا إِلَّا وَ بِكَ أَثَرُ الْعُرْسِ یَعْنِی الْغُسْلَ فَقَامَ الْغُلَامُ فَصَبَّ الدَّرَاهِمَ فِی حَجْرِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ تَلَبَّبَهَا وَ قَالَ لَهَا قُومِی فَنَادَتِ الْمَرْأَةُ النَّارَ النَّارَ یَا ابْنَ عَمِّ مُحَمَّدٍ أَ تُرِیدُ أَنْ تُزَوِّجَنِی مِنْ وَلَدِی هَذَا وَ اللَّهِ وَلَدِی زَوَّجَنِی إِخْوَتِی هَجِیناً فَوَلَدْتُ مِنْهُ هَذَا(4) فَلَمَّا تَرَعْرَعَ وَ شَبَّ أَمَرُونِی أَنْ أَنْتَفِیَ مِنْهُ وَ أَطْرُدَهُ وَ هَذَا وَ اللَّهِ وَلَدِی وَ فُؤَادِی یَتَغَلَّی (5) أَسَفاً عَلَی وَلَدِی قَالَ ثُمَّ أَخَذَتْ بِیَدِ الْغُلَامِ وَ انْطَلَقَتْ وَ نَادَی عُمَرُ وَا عُمَرَاهْ لَوْ لَا عَلِیٌّ لَهَلَكَ عُمَرَ(6).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] حدائق أبی تراب الخطیب: مثله (7)
بیان: ترعرع الصبی أی تحرك و نشأ(8) و تقول لببت الرجل تلبیبا إذا جمعت ثیابه عند صدره و نحره فی الخصومة ذكره الجوهری (9) و قال الهجنة فی
ص: 306
الناس و الخیل إنما تكون من قبل الأم فإذا كان الأب عتیقا و الأم لیست كذلك كان الولد هجینا(1).
«63»- یب، [تهذیب الأحكام] كا، [الكافی] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ(2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بِامْرَأَةٍ وَ زَوْجُهَا(3) شَیْخٌ فَلَمَّا أَنْ وَاقَعَهَا مَاتَ عَلَی بَطْنِهَا فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ فَادَّعَی بَنُوهُ أَنَّهَا فَجَرَتْ وَ تَشَاهَدُوا عَلَیْهَا فَأَمَرَ بِهَا عُمَرُ أَنْ تُرْجَمَ فَمَرَّ بِهَا عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِی حُجَّةً فَقَالَ (4) هَاتِی حُجَّتَكِ فَدَفَعَتْ إِلَیْهِ كِتَاباً فَقَرَأَهُ فَقَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ تُعْلِمُكُمْ بِیَوْمَ زَوَّجَهَا(5) وَ یَوْمَ وَاقَعَهَا وَ كَیْفَ كَانَ جِمَاعُهُ لَهَا رُدُّوا الْمَرْأَةَ فَلَمَّا كَانَ (6) مِنَ الْغَدِ دَعَا بِصِبْیَانٍ أَتْرَابٍ وَ دَعَا بِالصَّبِیِّ مَعَهُمْ فَقَالَ الْعَبُوا(7) حَتَّی إِذَا أَلْهَاهُمُ اللَّعِبُ فَقَالَ لَهُمْ (8) اجْلِسُوا حَتَّی إِذَا تَمَكَّنُوا صَاحَ بِهِمْ بِأَنْ قُومُوا فَقَامَ الصِّبْیَانُ وَ قَامَ الْغُلَامُ فَاتَّكَأَ عَلَی رَاحَتَیْهِ فَدَعَا بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَوَرَّثَهُ مِنْ أَبِیهِ وَ جَلَدَ إِخْوَتَهُ حَدّاً(9) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ كَیْفَ صَنَعْتَ قَالَ عَرَفْتُ ضَعْفَ الشَّیْخِ فِی اتِّكَاءِ الْغُلَامِ عَلَی رَاحَتَیْهِ (10).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مرسلا: مثله (11).
ص: 307
«64»- یب، [تهذیب الأحكام] كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَجُلًا أَقْبَلَ عَلَی عَهْدِ عَلِیٍّ علیه السلام مِنَ الْجَبَلِ حَاجّاً وَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ فَأَذْنَبَ فَضَرَبَهُ مَوْلَاهُ فَقَالَ مَا أَنْتَ مَوْلَایَ بَلْ أَنَا مَوْلَاكَ قَالَ فَمَا زَالَ ذَا یَتَوَاعَدُ ذَا(1) وَ ذَا یَتَوَاعَدُ ذَا وَ یَقُولُ كَمَا أَنْتَ حَتَّی نَأْتِیَ الْكُوفَةَ یَا عَدُوَّ اللَّهِ فَأَذْهَبَ بِكَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا أَتَیَا الْكُوفَةَ أَتَیَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ الَّذِی ضَرَبَ الْغُلَامَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ هَذَا غُلَامٌ لِی وَ إِنَّهُ أَذْنَبَ فَضَرَبْتُهُ فَوَثَبَ عَلَیَّ وَ قَالَ الْآخَرُ هُوَ وَ اللَّهِ غُلَامٌ لِی أَرْسَلَنِی أَبِی (2) مَعَهُ لِیُعَلِّمَنِی وَ إِنَّهُ وَثَبَ عَلَیَّ یَدَّعِینِی لِیَذْهَبَ بِمَالِی قَالَ فَأَخَذَ هَذَا یَحْلِفُ وَ هَذَا یَحْلِفُ وَ ذَا یُكَذِّبُ هَذَا وَ ذَا یُكَذِّبُ هَذَا قَالَ فَقَالَ فَانْطَلِقَا فَتَصَادَقَا فِی لَیْلَتِكُمْ (3) هَذِهِ وَ لَا تَجِیئَانِی إِلَّا بِحَقٍّ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ لِقَنْبَرٍ اثْقُبْ فِی الْحَائِطِ ثَقْبَیْنِ قَالَ وَ كَانَ إِذَا أَصْبَحَ عَقَّبَ حَتَّی تَصِیرَ الشَّمْسُ عَلَی رُمْحٍ یُسَبِّحُ فَجَاءَ الرَّجُلَانِ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَقَالُوا لَقَدْ وَرَدَتْ عَلَیْنَا قَضِیَّةٌ مَا وَرَدَ عَلَیْنَا مِثْلُهَا(4) لَا یَخْرُجُ مِنْهَا(5) فَقَالَ لَهُمَا قُومَا(6) فَإِنِّی لَسْتُ أَرَاكُمَا تَصْدُقَانِ ثُمَّ قَالَ لِأَحَدِهِمَا أَدْخِلْ رَأْسَكَ فِی هَذَا الثَّقْبِ ثُمَّ قَالَ لِلْآخَرِ أَدْخِلْ رَأْسَكَ فِی هَذَا الثَّقْبِ ثُمَّ قَالَ یَا قَنْبَرُ عَلَیَّ بِسَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَجِّلْ أَضْرِبْ رَقَبَةَ الْعَبْدِ مِنْهُمَا قَالَ فَأَخْرَجَ الْغُلَامُ رَأْسَهُ مُبَادِراً وَ مَكَثَ الْآخَرُ فِی الثَّقْبِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلْغُلَامِ أَ لَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَسْتَ بِعَبْدٍ قَالَ بَلَی وَ لَكِنَّهُ
ص: 308
ضَرَبَنِی وَ تَعَدَّی عَلَیَّ قَالَ فَتَوَثَّقَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَفَعَهُ إِلَیْهِ (1).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مرسلا: مثله (2).
«65»- یب، [تهذیب الأحكام] كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِجَارِیَةٍ قَدْ شَهِدُوا عَلَیْهَا أَنَّهَا بَغَتْ وَ كَانَ مِنْ قِصَّتِهَا أَنَّهَا كَانَتْ یَتِیمَةً عِنْدَ رَجُلٍ وَ كَانَ الرَّجُلُ كَثِیراً مَا یَغِیبُ عَنْ أَهْلِهِ فَشَبَّتِ الْیَتِیمَةُ فَتَخَوَّفَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ یَتَزَوَّجَهَا زَوْجُهَا فَدَعَتْ بِنِسْوَةٍ حَتَّی أَمْسَكْنَهَا فَأَخَذَتْ عُذْرَتَهَا بِإِصْبَعِهَا فَلَمَّا قَدِمَ زَوْجُهَا مِنْ غَیْبَتِهِ رَمَتِ الْمَرْأَةُ الْیَتِیمَةَ بِالْفَاحِشَةِ فَأَقَامَتِ (3) الْبَیِّنَةَ مِنْ جَارَاتِهَا اللَّاتِی سَاعَدْنَهَا عَلَی ذَلِكَ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَی عُمَرَ فَلَمْ یَدْرِ كَیْفَ یَقْضِی فِیهَا ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ ائْتِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ اذْهَبْ بِنَا إِلَیْهِ فَأَتَوْا عَلِیّاً علیه السلام وَ قَصُّوا عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ لِامْرَأَةِ الرَّجُلِ أَ لَكِ بَیِّنَةٌ أَوْ بُرْهَانٌ قَالَتْ لِی شُهُودٌ هَؤُلَاءِ جَارَاتِی یَشْهَدُونَ عَلَیْهَا بِمَا أَقُولُ وَ أَحْضَرَتْهُنَ (4) فَأَخْرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام السَّیْفَ مِنْ غِمْدِهِ فَطَرَحَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ أَمَرَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَأُدْخِلَتْ بَیْتاً ثُمَّ دَعَا امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَأَدَارَهَا بِكُلِّ وَجْهٍ فَأَبَتْ أَنْ تَزُولَ عَنْ قَوْلِهَا فَرَدَّهَا إِلَی الْبَیْتِ الَّذِی كَانَتْ فِیهِ وَ دَعَا إِحْدَی الشُّهُودِ وَ جَثَی عَلَی رُكْبَتَیْهِ ثُمَّ قَالَ تَعْرِفِینِی أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هَذَا سَیْفِی وَ قَدْ قَالَتِ امْرَأَةُ الرَّجُلِ مَا قَالَتْ وَ رَجَعَتْ إِلَی الْحَقِّ فَأَعْطَیْتُهَا الْأَمَانَ وَ إِنْ لَمْ تَصْدُقِینِی لَأُمَكِّنَنَ (5) السَّیْفَ مِنْكِ فَالْتَفَتَتْ إِلَی عُمَرَ فَقَالَتْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الْأَمَانَ عَلَی (6) الصِّدْقِ فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام
ص: 309
فَاصْدُقِی فَقَالَتْ لَا وَ اللَّهِ إِنَّهَا رَأَتْ (1) جَمَالًا وَ هَیْئَةً فَخَافَتْ فَسَادَ زَوْجِهَا(2) فَسَقَتْهَا الْمُسْكِرَ وَ دَعَتْنَا فَأَمْسَكْنَاهَا فَافْتَضَّتْهَا بِإِصْبَعِهَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اللَّهُ أَكْبَرُ أَنَا أَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَیْنَ الشُّهُودِ(3) إِلَّا دَانِیَالَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَلْزَمَهُنَّ عَلِیٌّ علیه السلام بِحَدِّ الْقَاذِفِ (4) وَ أَلْزَمَهُنَّ جَمِیعاً الْعُقْرَ(5) وَ جَعَلَ عُقْرَهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَ أَمَرَ الْمَرْأَةَ أَنْ تُنْفَی مِنَ الرَّجُلِ وَ یُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا وَ زَوَّجَهُ الْجَارِیَةَ وَ سَاقَ عَنْهُ عَلِیٌّ علیه السلام(6) فَقَالَ عُمَرُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَحَدِّثْنَا بِحَدِیثِ دَانِیَالَ علیه السلام قَالَ إِنَّ دَانِیَالَ كَانَ یَتِیماً لَا أُمَّ لَهُ وَ لَا أَبَ وَ إِنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ عَجُوزاً كَبِیرَةً ضَمَّتْهُ فَرَبَّتْهُ وَ إِنَّ مَلَكاً مِنْ مُلُوكِ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ لَهُ قَاضِیَانِ وَ كَانَ لَهُمَا صَدِیقٌ وَ كَانَ رَجُلًا صَالِحاً وَ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ هَیْئَةٍ جَمِیلَةٍ(7) وَ كَانَ یَأْتِی الْمَلِكَ فَیُحَدِّثُهُ فَاحْتَاجَ الْمَلِكُ إِلَی رَجُلٍ یَبْعَثُهُ فِی بَعْضِ أُمُورِهِ فَقَالَ لِلْقَاضِیَیْنِ اخْتَارَا رَجُلًا أُرْسِلْهُ فِی بَعْضِ أُمُورِی فَقَالا فُلَانٌ فَوَجَّهَهُ الْمَلِكُ فَقَالَ الرَّجُلُ لِلْقَاضِیَیْنِ أُوصِیكُمَا بِامْرَأَتِی خَیْراً فَقَالا نَعَمْ فَخَرَجَ الرَّجُلُ فَكَانَ الْقَاضِیَانِ یَأْتِیَانِ بَابَ الصَّدِیقِ فَعَشِقَا امْرَأَتَهُ فَرَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ فَقَالا لَهَا وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِی لَنَشْهَدَنَّ عَلَیْكِ عِنْدَ الْمَلِكِ بِالزِّنَا ثُمَّ لَیَرْجُمَنَّكِ (8) فَقَالَتْ افْعَلَا مَا أَحْبَبْتُمَا فَأَتَیَا الْمَلِكَ فَأَخْبَرَاهُ وَ شَهِدَا عِنْدَهُ أَنَّهَا بَغَتْ فَدَخَلَ الْمَلِكَ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِیمٌ وَ اشْتَدَّ بِهَا غَمُّهُ وَ كَانَ بِهَا مُعْجَباً فَقَالَ لَهُمَا إِنَّ قَوْلَكُمَا مَقْبُولٌ وَ لَكِنِ ارْجُمُوهَا بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ وَ نَادَی فِی الْبَلَدِ الَّذِی هُوَ فِیهِ احْضُرُوا
ص: 310
قَتْلَ فُلَانَةَ الْعَابِدَةِ فَإِنَّهَا قَدْ بَغَتْ وَ إِنَّ الْقَاضِیَیْنِ قَدْ شَهِدَا عَلَیْهَا بِذَلِكَ وَ أَكْثَرَ(1) النَّاسُ فِی ذَلِكَ وَ قَالَ الْمَلِكُ لِوَزِیرِهِ مَا عِنْدَكَ فِی هَذَا مِنْ حِیلَةٍ فَقَالَ مَا عِنْدِی فِی ذَلِكَ مِنْ شَیْ ءٍ فَخَرَجَ الْوَزِیرُ یَوْمَ الثَّالِثِ وَ هُوَ آخِرُ أَیَّامِهَا فَإِذَا هُوَ بِغِلْمَانٍ عُرَاةٍ یَلْعَبُونَ وَ فِیهِمْ دَانِیَالُ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُهُ فَقَالَ دَانِیَالُ یَا مَعْشَرَ الصِّبْیَانِ تَعَالَوْا حَتَّی أَكُونَ أَنَا الْمَلِكَ وَ تَكُونَ أَنْتَ یَا فُلَانُ الْعَابِدَةَ وَ یَكُونَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ الْقَاضِیَیْنِ الشَّاهِدَیْنِ عَلَیْهَا ثُمَّ جَمَعَ تُرَاباً وَ جَعَلَ سَیْفاً مِنْ قَصَبٍ وَ قَالَ لِلصِّبْیَانِ خُذُوا بِیَدِ هَذَا فَنَحُّوهُ إِلَی مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا وَ خُذُوا بِیَدِ هَذَا فَنَحُّوهُ إِلَی مَكَانِ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ دَعَا بِأَحَدِهِمَا فَقَالَ لَهُ قُلْ حَقّاً فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَقُلْ حَقّاً قَتَلْتُكَ بِمَ تَشْهَدُ وَ الْوَزِیرُ قَائِمٌ یَسْمَعُ وَ یَنْظُرُ(2) فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّهَا بَغَتْ قَالَ مَتَی قَالَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ مَعَ مَنْ قَالَ مَعَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ قَالَ وَ أَیْنَ قَالَ مَوْضِعَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ رُدُّوهُ إِلَی مَكَانِهِ وَ هَاتُوا الْآخَرَ فَرَدُّوهُ إِلَی مَكَانِهِ وَ جَاءُوا بِالْآخَرِ فَقَالَ لَهُ بِمَ تَشْهَدُ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّهَا بَغَتْ قَالَ مَتَی قَالَ یَوْمَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ مَعَ مَنْ قَالَ مَعَ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ قَالَ وَ أَیْنَ قَالَ مَوْضِعَ كَذَا وَ كَذَا فَخَالَفَ صَاحِبَهُ (3) فَقَالَ دَانِیَالُ اللَّهُ أَكْبَرُ شَهِدَا بِزُورٍ یَا فُلَانُ نَادِ فِی النَّاسِ أَنَّمَا شَهِدَا(4) عَلَی فُلَانَةَ بِزُورٍ فَاحْضُرُوا قَتْلَهُمَا فَذَهَبَ الْوَزِیرُ إِلَی الْمَلِكِ مُبَادِراً فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَبَعَثَ الْمَلِكُ إِلَی الْقَاضِیَیْنِ فَاخْتَلَفَا كَمَا اخْتَلَفَ الْغُلَامَانِ فَنَادَی الْمَلِكُ فِی النَّاسِ وَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمَا(5).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مرسلا: مثله (6).
«66»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ
ص: 311
بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ: كَانَتْ فِی زَمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام امْرَأَةٌ صِدْقٌ یُقَالُ لَهَا أُمُّ قَیَّانَ فَأَتَاهَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهَا قَالَ فَرَآهَا مُهْتَمَّةً فَقَالَ مَا لِی أَرَاكِ مُهْتَمَّةً فَقَالَتْ مَوْلَاةٌ لِی دَفَنْتُهَا فَنَبَذَتْهَا الْأَرْضُ مَرَّتَیْنِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ إِنَّ الْأَرْضَ لَتَقْبَلُ الْیَهُودِیَّ وَ النَّصْرَانِیَّ فَمَا لَهَا أَنْ لَا تَكُونَ تُعَذَّبُ بِعَذَابِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَوْ أُخِذَ(1) تُرْبَةٌ مِنْ قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَأُلْقِیَ عَلَی قَبْرِهَا لَقَرَّتْ قَالَ فَأَتَیْتُ أُمَّ قَیَّانَ فَأَخْبَرْتُهَا فَأَخَذُوا تُرْبَةً مِنْ قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَأُلْقِیَ عَلَی قَبْرِهَا فَقَرَّتْ فَسَأَلْتُ عَنْهَا مَا كَانَتْ حَالُهَا فَقَالُوا كَانَتْ شَدِیدَةَ الْحُبِّ لِلرِّجَالِ وَ لَا تَزَالُ قَدْ وَلَدَتْ فَأَلْقَتْ وَلَدَهَا فِی التَّنُّورِ(2).
«67»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِقُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ وَ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَشَهِدَ عَلَیْهِ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا خَصِیٌّ وَ هُوَ عَمْرٌو التَّمِیمِیُّ وَ الْآخَرُ الْمُعَلَّی بْنُ جَارُودٍ فَشَهِدَ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ رَآهُ یَشْرَبُ وَ شَهِدَ الْآخَرُ أَنَّهُ رَآهُ یَقِی ءُ الْخَمْرَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَی أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَا تَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنَّكَ الَّذِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص (3) أَنْتَ أَعْلَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَقْضَاهَا بِالْحَقِّ فَإِنَّ هَذَیْنِ قَدِ اخْتَلَفَا فِی شَهَادَتِهِمَا قَالَ مَا اخْتَلَفَا فِی شَهَادَتِهِمَا وَ مَا قَاءَهَا حَتَّی شَرِبَهَا فَقَالَ هَلْ تَجُوزُ شَهَادَةُ الْخَصِیِّ فَقَالَ وَ مَا ذَهَابُ لِحْیَتِهِ إِلَّا كَذَهَابِ بَعْضِ أَعْضَائِهِ (4).
«68»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
ص: 312
صَالِحٍ الثَّوْرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَمَرَ قَنْبَراً أَنْ یَضْرِبَ رَجُلًا حَدّاً فَغَلِطَ قَنْبَرٌ فَزَادَ (1) ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ فَأَقَادَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ قَنْبَرٍ ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ(2) .
«69»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَحْیَی (3) الثَّوْرِیِّ عَنْ هَیْثَمِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی رَوْحٍ:(4) أَنَّ امْرَأَةً تَشَبَّهَتْ بِأَمَةٍ لِرَجُلٍ وَ كَانَ ذَلِكَ لَیْلًا فَوَاقَعَهَا وَ هُوَ یَرَی أَنَّهَا جَارِیَتُهُ فَرُفِعَ إِلَی عُمَرَ فَأَرْسَلَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ اضْرِبِ الرَّجُلَ حَدّاً فِی السِّرِّ وَ اضْرِبِ الْمَرْأَةَ حَدّاً فِی الْعَلَانِیَةِ(5).
بیان: لعله إنما أمر بحد الرجل لأنه علم أنه عرفها و لم یظهر ذلك و أخفاه فلذا أمر بحده سرا.
«70»- كا، [الكافی] عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَجُلٍ عَلَی عَهْدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنِّی احْتَلَمْتُ بِأُمِّكَ فَرَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ إِنَّ هَذَا افْتَرَی عَلَیَ (6) فَقَالَ لَهُ وَ مَا قَالَ لَكَ قَالَ زَعَمَ أَنَّهُ احْتَلَمَ بِأُمِّی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْعَدْلِ إِنْ شِئْتَ أَقَمْتُهُ لَكَ فِی الشَّمْسِ فَأَجْلِدَ ظِلَّهُ فَإِنَّ الْحُلُمَ مِثْلُ الظِّلِّ وَ لَكِنَّا(7) سَنَضْرِبُهُ حَتَّی لَا یَعُودَ یُؤْذِی الْمُسْلِمِینَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی قَالَ: ضَرَبَهُ ضَرْباً وَجِیعاً(8).
قب، [المناقب لابن شهرآشوب] مُرْسَلًا: مِثْلَهُ وَ فِیهِ أَنَّهُ كَانَ فِی زَمَنِ أَبِی بَكْرٍ فَتَحَیَّرَ فَحَكَمَ علیه السلام بِذَلِكَ (9).
ص: 313
«71»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِرْدَاسٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحَبَشِیٍّ وَ هُوَ یَسْتَقِی (1) بِالْمَدِینَةِ وَ إِذَا هُوَ أَقْطَعُ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ قَطَعَكَ فَقَالَ قَطَعَنِی خَیْرُ النَّاسِ إِنَّا أُخِذْنَا فِی سَرِقَةٍ وَ نَحْنُ ثَمَانِیَةُ نَفَرٍ فَذُهِبَ بِنَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَأَقْرَرْنَا بِالسَّرِقَةِ فَقَالَ لَنَا تَعْرِفُونَ أَنَّهَا حَرَامٌ قُلْنَا نَعَمْ فَأَمَرَ بِنَا فَقُطِعَتْ أَصَابِعُنَا مِنَ الرَّاحَةِ وَ خُلِّیَتِ الْإِبْهَامُ ثُمَّ أَمَرَ بِنَا فَحُبِسْنَا فِی بَیْتٍ یُطْعِمُنَا فِیهِ السَّمْنَ وَ الْعَسَلَ حَتَّی بَرَأَتْ أَیْدِینَا فَأَخْرَجَنَا(2) وَ كَسَانَا فَأَحْسَنَ كِسْوَتَنَا ثُمَّ قَالَ لَنَا إِنْ تَتُوبُوا وَ تَصْلُحُوا فَهُوَ خَیْرٌ لَكُمْ یُلْحِقْكُمُ اللَّهُ بِأَیْدِیكُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ إِنْ لَا تَفْعَلُوا یُلْحِقْكُمُ اللَّهُ بِأَیْدِیكُمْ فِی النَّارِ(3).
«72»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَضَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی رَجُلٍ جَاءَ بِهِ رَجُلَانِ وَ قَالا إِنَّ هَذَا سَرَقَ دِرْعاً فَجَعَلَ الرَّجُلُ یُنَاشِدُهُ لَمَّا نَظَرَ فِی الْبَیِّنَةِ وَ جَعَلَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَطَعَ یَدِی أَبَداً قَالَ وَ لِمَ قَالَ یُخْبِرُهُ رَبُّهُ أَنِّی بَرِی ءٌ فَیُبَرِّؤُنِی بِبَرَاءَتِی فَلَمَّا رَأَی مُنَاشَدَتَهُ إِیَّاهُ دَعَا الشَّاهِدَیْنِ وَ قَالَ اتَّقِیَا اللَّهَ وَ لَا تَقْطَعَا یَدَ الرَّجُلِ ظُلْماً وَ نَاشَدَهُمَا ثُمَّ قَالَ لِیَقْطَعْ أَحَدُكُمَا یَدَهُ وَ یُمْسِكُ الْآخَرُ یَدَهُ فَلَمَّا تَقَدَّمَا إِلَی الْمِصْطَبَّةِ(4) لِیُقْطَعَ یَدُهُ ضَرَبَ النَّاسُ حَتَّی اخْتَلَطُوا فَلَمَّا اخْتَلَطُوا أَرْسَلَا الرَّجُلَ فِی غُمَارِ النَّاسِ (5) حَتَّی اخْتَلَطَا بِالنَّاسِ فَجَاءَ الَّذِی شَهِدَا عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ شَهِدَ عَلَیَّ الرَّجُلَانِ ظُلْماً فَلَمَّا ضَرَبَ النَّاسُ وَ اخْتَلَطُوا
ص: 314
أَرْسَلَانِی وَ فَرَّا وَ لَوْ كَانَا صَادِقَیْنِ لَمْ یُرْسِلَانِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَنْ یَدُلُّنِی عَلَی هَذَیْنِ أُنَكِّلُهُمَا(1).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مرسلا: مثله (2).
«73»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِرَجُلٍ وُجِدَ فِی خَرِبَةٍ وَ بِیَدِهِ سِكِّینٌ مُلَطَّخَةٌ(3) بِالدَّمِ وَ إِذَا رَجُلٌ مَذْبُوحٌ یَتَشَحَّطُ فِی دَمِهِ (4) فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا تَقُولُ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا قَتَلْتُهُ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ فَأَقِیدُوهُ (5) بِهِ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ لِیَقْتُلُوهُ بِهِ أَقْبَلَ رَجُلٌ مُسْرِعٌ (6) فَقَالَ لَا تَعْجَلُوا وَ رُدُّوهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرَدُّوهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا صَاحِبَهُ أَنَا قَتَلْتُهُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْأَوَّلِ مَا حَمَلَكَ عَلَی إِقْرَارِكَ عَلَی نَفْسِكَ (7) فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا كُنْتُ أَسْتَطِیعُ أَنْ أَقُولَ وَ قَدْ شَهِدَ عَلَیَّ أَمْثَالُ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ وَ أَخَذُونِی وَ بِیَدِی سِكِّینٌ مُلَطَّخَةٌ(8) بِالدَّمِ وَ الرَّجُلُ یَتَشَحَّطُ فِی دَمِهِ وَ أَنَا قَائِمٌ عَلَیْهِ وَ خِفْتُ الضَّرْبَ فَأَقْرَرْتُ وَ أَنَا رَجُلٌ كُنْتُ ذَبَحْتُ بِجَنْبِ هَذِهِ الْخَرِبَةِ شَاةً وَ أَخَذَنِی الْبَوْلُ فَدَخَلْتُ الْخَرِبَةَ فَرَأَیْتُ الرَّجُلَ یَتَشَحَّطُ فِی دَمِهِ فَقُمْتُ مُتَعَجِّباً فَدَخَلَ عَلَیَّ هَؤُلَاءِ فَأَخَذُونِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خُذُوا هَذَیْنِ فَاذْهَبُوا بِهِمَا إِلَی الْحَسَنِ وَ قُولُوا لَهُ (9) مَا الْحُكْمُ فِیهِمَا قَالَ فَذَهَبُوا إِلَی الْحَسَنِ وَ قَصُّوا عَلَیْهِ قِصَّتَهُمَا فَقَالَ الْحَسَنُ علیه السلام قُولُوا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا إِنْ كَانَ ذَبَحَ ذَلِكَ (10) فَقَدْ أَحْیَا هَذَا وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مَنْ أَحْیاها
ص: 315
فَكَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(1) یُخَلَّی عَنْهُمَا وَ یُخْرَجُ دِیَةُ الْمَذْبُوحِ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ (2).
«74»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام إِلَی الْیَمَنِ فَأَفْلَتَ فَرَسٌ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ وَ مَرَّ بِعَدَدٍ(3) فَمَرَّ بِرَجُلٍ فَنَفَحَهُ بِرِجْلِهِ (4) فَقَتَلَهُ فَجَاءَ أَوْلِیَاءُ الْمَقْتُولِ إِلَی الرَّجُلِ فَأَخَذُوهُ وَ رَفَعُوهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَقَامَ صَاحِبُ الْفَرَسِ الْبَیِّنَةَ(5) أَنَّ فَرَسَهُ أَفْلَتَ مِنْ دَارِهِ وَ نَفَحَ الرَّجُلَ فَأَبْطَلَ عَلِیٌّ علیه السلام دَمَ صَاحِبِهِمْ فَجَاءَ أَوْلِیَاءُ الْمَقْتُولِ مِنَ الْیَمَنِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَلِیّاً ظَلَمَنَا وَ أَبْطَلَ دَمَ صَاحِبِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَلِیّاً لَیْسَ بِظَلَّامٍ وَ لَمْ یُخْلَقْ لِلظُّلْمِ إِنَّ الْوَلَایَةَ لِعَلِیٍّ مِنْ بَعْدِی وَ الْحُكْمَ حُكْمُهُ وَ الْقَوْلَ قَوْلُهُ وَ لَا یَرُدُّ وَلَایَتَهُ وَ قَوْلَهُ وَ حُكْمَهُ إِلَّا كَافِرٌ وَ لَا یَرْضَی وَلَایَتَهُ وَ قَوْلَهُ وَ حُكْمَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ فَلَمَّا سَمِعَ الْیَمَانِیُّونَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ رَضِینَا بِحُكْمِ عَلِیٍّ وَ قَوْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ تَوْبَتُكُمْ مِمَّا قُلْتُمْ (6).
«75»- یه، [من لا یحضره الفقیه] فِی رِوَایَةِ نَضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ یَرْفَعُهُ: أَنَّ رَجُلًا حَلَفَ أَنْ یَزِنَ فِیلًا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُدْخِلُ الْفِیلَ سَفِینَةً ثُمَّ یَنْظُرُ إِلَی مَوْضِعِ مَبْلَغِ الْمَاءِ(7) مِنَ السَّفِینَةِ فَیُعَلِّمُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُخْرِجُ الْفِیلَ وَ یُلْقِی فِی السَّفِینَةِ حَدِیداً أَوْ صُفْراً أَوْ مَا شَاءَ فَإِذَا بَلَغَ الْمَوْضِعَ الَّذِی عَلَّمَ عَلَیْهِ أَخْرَجَهُ وَ وَزَنَهُ (8).
«76»- كا، [الكافی] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْكَاتِبِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ
ص: 316
قَالَ: اسْتَوْدَعَ رَجُلَانِ امْرَأَةً وَدِیعَةً وَ قَالا لَهَا لَا تَدْفَعِیهَا إِلَی وَاحِدٍ مِنَّا حَتَّی نَجْتَمِعَ عِنْدَكِ ثُمَّ انْطَلَقَا فَغَابَا فَجَاءَ أَحَدُهُمَا إِلَیْهَا فَقَالَ أَعْطِینِی وَدِیعَتِی فَإِنَّ صَاحِبِی قَدْ مَاتَ فَأَبَتْ حَتَّی كَثُرَ اخْتِلَافُهُ ثُمَّ أَعْطَتْهُ ثُمَّ جَاءَ الْآخَرُ فَقَالَ هَاتِی وَدِیعَتِی فَقَالَتْ أَخَذَهَا صَاحِبُكَ وَ ذَكَرَ أَنَّكَ قَدْ مِتَّ فَارْتَفَعَا إِلَی عُمَرَ فَقَالَ لَهَا عُمَرُ مَا أَرَاكِ إِلَّا وَ قَدْ ضَمِنْتِ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ اجْعَلْ عَلِیّاً بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَقَالَ عُمَرُ اقْضِ بَیْنَهُمَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَذِهِ الْوَدِیعَةُ عِنْدِی (1) وَ قَدْ أَمَرْتُمَاهَا أَنْ لَا تَدْفَعَهَا إِلَی وَاحِدٍ مِنْكُمَا حَتَّی تَجْتَمِعَا عِنْدَهَا فَأْتِنِی بِصَاحِبِكَ فَلَمْ یُضَمِّنْهَا(2) وَ قَالَ علیه السلام إِنَّمَا أَرَادَا أَنْ یَذْهَبَا بِمَالِ الْمَرْأَةِ(3).
«77»- یه، [من لا یحضره الفقیه] رَوَی عَاصِمُ بْنُ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَی عَهْدِ عَلِیٍّ علیه السلام جَارِیَتَانِ فَوَلَدَتَا جَمِیعاً فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِحْدَاهُمَا ابْناً وَ الْأُخْرَی بِنْتاً فَعَمَدَتْ صَاحِبَةُ الِابْنَةِ فَوَضَعَتِ ابْنَتَهَا فِی الْمَهْدِ الَّذِی فِیهِ الِابْنُ وَ أَخَذَتْ أُمُّ الِابْنَةِ ابْنَهَا فَقَالَتْ صَاحِبَةُ الِابْنَةِ الِابْنُ ابْنِی وَ قَالَتْ صَاحِبَةُ الِابْنِ الِابْنُ ابْنِی فَتَحَاكَمَتَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَرَ أَنْ یُوزَنَ لَبَنُهُمَا وَ قَالَ أَیَّتُهَا كَانَ أَثْقَلَ لَبَنُهَا فَالابْنُ لَهَا(4).
أقول: كتب الأخبار لا سیما أصولنا الأربعة مشحونة بقضایاه صلوات اللّٰه علیه و غرائب أحكامه فلا نطیل الكلام بإیرادها هناك و سیأتی كثیر منها فی أبواب الفروع و الأحكام و فیما أوردناه كفایة لمن له أدنی قطرة لتفضیله علیه السلام علی من تقدم علیه من الجهال الذین كانوا لا یعرفون الحلال من الحرام و لا الشرك من الإسلام.
ص: 317
«1»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ تَزَیَّنِ الْعِبَادُ(1) بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا وَ لَا أَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْهَا الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ ذَلِكَ جَعَلَ الدُّنْیَا لَا تَنَالُ مِنْكَ شَیْئاً وَ جَعَلَ لَكَ مِنْ ذَلِكَ سِیمَاءَ تُعْرَفُ بِهَا(2).
«2»- یج، [الخرائج و الجرائح] مِنْ أَعْلَامِهِ علیه السلام قَوْلُهُ: وَ اعْلَمْ أَنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَی مِنْ دُنْیَاهُ بِطِمْرَیْهِ (3) یَسُدُّ فَوْرَةَ جُوعِهِ بِقُرْصَیْهِ لَا یَطْعَمُ الْفِلْذَةَ فِی حَوْلِهِ إِلَّا فِی ستة [سُنَّةِ] أُضْحِیَّةٍ(4) وَ لَنْ تَقْدِرُوا عَلَی ذَلِكَ فَأَعِینُونِی بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ وَ كَأَنِّی بِقَائِلِكُمْ یَقُولُ إِذَا كَانَ قُوتُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ هَذَا قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ مُبَارَزَةِ الْأَقْرَانِ وَ مُنَازَعَةِ الشُّجْعَانِ وَ اللَّهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَیْبَرَ بِقُوَّةٍ جَسَدَانِیَّةٍ وَ لَا بِحَرَكَةٍ غِذَائِیَّةٍ وَ لَكِنِّی أُیِّدْتُ بِقُوَّةٍ مَلَكِیَّةٍ وَ نَفْسٍ بِنُورِ بَارِئِهَا مُضِیئَةٍ(5).
وَ مِنْهَا أَنَّ كَلَامَهُ الْوَارِدَ فِی الزُّهْدِ وَ الْمَوَاعِظِ وَ التَّذْكِیرِ وَ الزَّوَاجِرِ إِذَا فَكَّرَ فِیهِ الْمُفَكِّرُ وَ لَمْ یَدْرِ أَنَّهُ كَلَامُ عَلِیٍّ علیه السلام لَا یَشُكُّ أَنَّهُ كَلَامُ مَنْ لَا شُغُلَ لَهُ بِغَیْرِ الْعِبَادَةِ
ص: 318
وَ لَا حَظَّ لَهُ فِی غَیْرِ الزَّهَادَةِ وَ هَذِهِ مِنْ مَنَاقِبِهِ الْعَجِیبَةِ الَّتِی جَمَعَ بِهَا بَیْنَ الْأَضْدَادِ(1) بیان الفلذة بالكسر القطعة من الكبد و اللحم.
«3»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: الْمَعْرُوفُونَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْوَرَعِ عَلِیٌّ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَ ابْنُ عُمَرَ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تُوُفِّیَ وَ عَلَیْهِ لِبَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ نَیِّفٌ وَ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ عُمَرُ مَاتَ وَ عَلَیْهِ نَیِّفٌ وَ ثَمَانُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ عُثْمَانُ مَاتَ وَ عَلَیْهِ مَا لَا یُحْصَی كَثْرَةً وَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَاتَ وَ مَا تَرَكَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضْلًا عَنْ عَطَائِهِ أَعَدَّهَا لِخَادِمٍ وَ قَدْ ثَبَتَ مِنْ زُهْدِهِ أَنَّهُ لَمْ یَحْفِلْ بِالدُّنْیَا(2) وَ لَا بِالرِّئَاسَةِ فِیهَا دُونَ أَنِ انْعَكَفَ عَلَی غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَجْهِیزِهِ وَ قَوْلُ أُولَئِكَ مِنَّا أَمِیرٌ وَ مِنْكُمْ أَمِیرٌ إِلَی أَنْ تَقَمَّصَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ (3) وَ قَدْ قَالَ تَعَالَی لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِینَ الَّذِینَ أُخْرِجُوا(4) الْآیَةَ وَ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَی أَنَّهُ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ أَجْمَعُوا عَلَی أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ غَنِیّاً وَ كَانَ علیه السلام جَلِیَّ الصَّفْحَةِ نَقِیَّ الصَّحِیفَةِ نَاصِحَ الْجَیْبِ (5) نَقِیَّ الذَّیْلِ عَذْبَ الْمَشْرَبِ عَفِیفَ الْمَطْلَبِ لَمْ یَتَدَنَّسْ بِحُطَامٍ وَ لَمْ یَتَلَبَّسْ بِآثَامٍ وَ قَدْ شَهِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِزُهْدِهِ بِقَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ لَا یَرْزَأُ مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا تَرْزَأُ الدُّنْیَا مِنْهُ.
أَمَالِی الطُّوسِیِّ فِی حَدِیثِ عَمَّارٍ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ تَزَیَّنِ الْعِبَادُ(6) بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا زَیَّنَكَ بِالزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ (7) حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَجَعَلَكَ تَرْضَی بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ
ص: 319
یَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً(1).
بیان: قال الجزری فیه ما رزأنا(2) من مالك شیئا أی ما نقصنا منه شیئا و لا أخذنا(3).
«4»- قب، [المناقب لابن شهرآشوب] اللُّؤْلُؤِیَّانِ:(4) قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ مَا عَلِمْنَا أَحَداً كَانَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ أَزْهَدَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.
قُوتُ الْقُلُوبِ: قَالَ ابْنُ عُیَیْنَةَ أَزْهَدُ الصَّحَابَةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَمَّا مَنْ طَغی وَ آثَرَ الْحَیاةَ الدُّنْیا(5) هُوَ عَلْقَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ (6) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَافَ فَانْتَهَی عَنِ الْمَعْصِیَةِ وَ نَهَی عَنِ الْهَوَی نَفْسَهُ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِیَ الْمَأْوی خَاصّاً لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ مَنْ كَانَ عَلَی مِنْهَاجِهِ هَكَذَا عَامّاً.
قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفازاً(7) هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سَیِّدُ مَنِ اتَّقَی عَنِ ارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ ثُمَّ سَاقَ التَّفْسِیرَ إِلَی قَوْلِهِ جَزاءً مِنْ رَبِّكَ (8) لِأَهْلِ بَیْتِكَ خَاصّاً لَهُمْ وَ لِلْمُتَّقِینَ عَامّاً.
تَفْسِیرُ أَبِی یُوسُفَ یَعْقُوبَ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ (9) مَنِ اتَّقَی الذُّنُوبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام
ص: 320
فِی ظِلَالٍ مِنَ الشَّجَرِ وَ الْخِیَامِ مِنَ اللُّؤْلُؤِ طُولُ كُلِّ خَیْمَةٍ مَسِیرَةُ فَرْسَخٍ فِی فَرْسَخٍ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ (1) الْمُطِیعِینَ لِلَّهِ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ فِی الْجَنَّةِ وَ جَاءَ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ (2) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
الْحِلْیَةُ قَالَ سَالِمُ بْنُ الْجَعْدِ: رَأَیْتُ الْغَنَمَ تَبْعَرُ(3) فِی بَیْتِ الْمَالِ فِی زَمَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام .
وَ فِیهَا عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَنْضَحُهُ وَ یُصَلِّی فِیهِ.
وَ رَوَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ حَمَّوَیْهِ الْبَصْرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَالِمٍ الْجَحْدَرِیِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أُتِیَ بِمَالٍ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَقَالَ اقْتَسِمُوا هَذَا الْمَالَ فَقَالُوا قَدْ أَمْسَیْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَخِّرْهُ إِلَی غَدٍ فَقَالَ لَهُمْ تَقْبَلُونَ (4) لِی أَنْ أَعِیشَ إِلَی غَدٍ قَالُوا مَا ذَا بِأَیْدِینَا فَقَالَ لَا تُؤَخِّرُوهُ حَتَّی تَقْسِمُوهُ.
وَ یُرْوَی: أَنَّهُ كَانَ یَأْتِی عَلَیْهِ وَقْتٌ لَا یَكُونُ عِنْدَهُ قِیمَةُ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ یَشْتَرِی بِهَا إِزَاراً وَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ ثُمَّ یَقْسِمُ كُلَّ مَا فِی بَیْتِ الْمَالِ عَلَی النَّاسِ ثُمَّ یُصَلِّی فِیهِ فَیَقُولُ (5) الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَخْرَجَنِی مِنْهُ كَمَا دَخَلْتُهُ.
وَ رَوَی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قِیلَ لَهُ أَعْطِ هَذِهِ الْأَمْوَالَ لِمَنْ یُخَافُ عَلَیْهِ مِنَ النَّاسِ وَ فِرَارُهُ إِلَی مُعَاوِیَةَ فَقَالَ علیه السلام أَ تَأْمُرُونِّی أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ لَا وَ اللَّهِ لَا أَفْعَلُ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ مَا لَاحَ فِی السَّمَاءِ نَجْمٌ وَ اللَّهِ لَوْ كَانَ مَالُهُمْ لِی (6) لَوَاسَیْتُ بَیْنَهُمْ وَ كَیْفَ وَ إِنَّمَا هُوَ أَمْوَالُهُمْ
ص: 321
وَ أُتِیَ إِلَیْهِ بِمَالٍ فَكَوَّمَ كُومَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ كُومَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ قَالَ یَا صَفْرَاءُ اصْفَرِّی یَا بَیْضَاءُ ابْیَضِّی وَ غُرِّی غَیْرِی
هَذَا جَنَایَ وَ خِیَارُهُ فِیهِ***وَ كُلُّ جَانٍ یَدُهُ إِلَی فِیهِ
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی خَبَرٍ: وَ لَقَدْ وَلِیَ خَمْسَ سِنِینَ وَ مَا وَضَعَ آجُرَّةً عَلَی آجُرَّةٍ وَ لَا لَبِنَةً عَلَی لَبِنَةٍ وَ لَا أَقْطَعَ قَطِیعاً وَ لَا أَوْرَثَ بَیْضَاءَ وَ لَا حَمْرَاءَ(1).
ابْنُ بَطَّةَ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ: أَنَّ عَیْناً نَبَعَتْ فِی بَعْضِ مَالِهِ فَبُشِّرَ بِذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام بَشِّرِ الْوَارِثَ وَ سَمَّاهَا عَیْنَ یَنْبُعَ.
الْفَائِقُ عَنِ الزَّمَخْشَرِیِّ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام اشْتَرَی قَمِیصاً فَقَطَعَ مَا فَضَلَ عَنْ أَصَابِعِهِ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ حُصْهُ أَیْ خِطْ كَفَافَهُ (2).
بیان: قال الجزری بعد ذكر الحدیث أی خط كفافه حاص الثوب یحوصه حوصا إذا خاطه (3).
«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب خِصَالُ الْكَمَالِ عَنْ أَبِی الْجَیْشِ الْبَلْخِیِّ: أَنَّهُ اجْتَازَ بِسُوقِ الْكُوفَةِ فَتَعَلَّقَ بِهِ كُرْسِیٌّ فَتَخَرَّقَ قَمِیصَهُ فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَی الْخَیَّاطِینَ فَقَالَ خِیطُوا لِی ذَا بَارَكَ اللَّهُ فِیكُمْ.
الْأَشْعَثُ الْعَبْدِیُّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً اغْتَسَلَ فِی الْفُرَاتِ یَوْمَ جُمُعَةٍ ثُمَّ ابْتَاعَ قَمِیصاً كَرَابِیسَ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَصَلَّی بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ وَ مَا خِیطَ جُرُبَّانُهُ بَعْدُ(4).
عَنْ شُبَیْكَةَ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَأْتَزِرُ فَوْقَ سُرَّتِهِ وَ یَرْفَعُ إِزَارَهُ إِلَی أَنْصَافِ سَاقَیْهِ.
الصَّادِقُ علیه السلام: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَلْبَسُ الْقَمِیصَ الزَّابِیَّ ثُمَّ یَمُدُّ یَدَهُ فَیَقْطَعُ مَعَ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ وَ فِی حَدِیثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُذَیْلِ كَانَ إِذَا مَدَّهُ بَلَغَ الظُّفُرَ وَ إِذَا أَرْسَلَهُ
ص: 322
كَانَ مَعَ نِصْفِ الذِّرَاعِ (1).
بیان: الزاب بلد بالأندلس أو كورة و نهر بالموصل و نهر بإربل و نهر بین سوراء و واسط.
«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَلِیُّ بْنُ رَبِیعَةَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَأْتَزِرُ فَرَأَیْتُ عَلَیْهِ ثِیَاباً فَقُلْتُ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ وَ أَیُّ ثَوْبٍ أَسْتَرُ مِنْهُ لِلْعَوْرَةِ وَ لَا أَنْشَفُ لِلْعَرَقِ (2).
وَ فِی فَضَائِلِ أَحْمَدَ: رُئِیَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام إِزَارٌ غَلِیظٌ اشْتَرَاهُ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَ رُئِیَ عَلَیْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام یَقْتَدِی بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ یَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ وَ تَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ وَ یَقْصِدُ بِهِ الْمُبَالِغُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَشْبَهُ بِشِعَارِ الصَّالِحِینَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَحْصَنُ لِفَرْجِی.
وَ فِی رِوَایَةٍ: هَذَا أَبْعَدُ لِی مِنَ الْكِبْرِ وَ أَجْدَرُ أَنْ یَقْتَدِیَ بِهِ الْمُسْلِمُ.
مُسْنَدُ أَحْمَدَ: أَنَّهُ قَالَ الْجَعْدِیُّ بْنُ نَعْجَةَ الْخَارِجِیُّ اتَّقِ اللَّهَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ مَیِّتٌ قَالَ بَلْ وَ اللَّهِ قَتْلًا ضَرْبَةً عَلَی هَذَا قَضَاءً مَقْضِیّاً وَ عَهْداً مَعْهُوداً وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری وَ كَانَ كُمُّهُ لَا یُجَاوِزُ أَصَابِعَهُ وَ یَقُولُ لَیْسَ لِلْكُمَّیْنِ عَلَی الْیَدَیْنِ فَضْلٌ وَ نَظَرَ إِلَی فَقِیرٍ انْخَرَقَ كُمُّ ثَوْبِهِ فَخَرَقَ كُمَّ قَمِیصِهِ وَ أَلْقَاهُ إِلَیْهِ.
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : مَا كَانَ لَنَا إِلَّا إِهَابُ (3) كَبْشٍ أَبِیتُ مَعَ فَاطِمَةَ بِاللَّیْلِ وَ نَعْلِفُ عَلَیْهَا النَّاضِحَ بِالنَّهَارِ(4).
مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ الشَّعْبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَ لَیْلَةَ أُهْدِیَ لِی فَاطِمَةُ علیها السلام شَیْ ءٌ یُنَامُ عَلَیْهِ إِلَّا جِلْدُ كَبْشٍ وَ اشْتَرَی علیه السلام ثَوْباً فَأَعْجَبَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ.
الْغَزَّالِیُّ فِی الْإِحْیَاءِ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَمْتَنِعُ مِنْ بَیْتِ الْمَالِ حَتَّی
ص: 323
یَبِیعُ سَیْفَهُ وَ لَا یَكُونُ لَهُ إِلَّا قَمِیصٌ وَاحِدٌ فِی وَقْتِ الْغَسْلِ لَا یَجِدُ غَیْرَهُ وَ رَأَی عَقِیلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَوْلَانِیُّ عَلِیّاً علیه السلام جَالِساً عَلَی بَرْذَعَةِ(1) حِمَارٍ مُبْتَلَّةٍ فَقَالَ لِأَهْلِهِ فِی ذَلِكَ فَقَالَتْ لَا تَلُومُنِی فَوَ اللَّهِ مَا یَرَی شَیْئاً یُنْكِرُهُ إِلَّا أَخَذَهُ فَطَرَحَهُ فِی بَیْتِ الْمَالِ.
فَضَائِلُ أَحْمَدَ قَالَ زَیْدُ بْنُ مِحْجَنٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: مَنْ یَشْتَرِی سَیْفِی هَذَا فَوَ اللَّهِ لَوْ كَانَ عِنْدِی ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ.
الْأَصْبَغُ وَ أَبُو مَسْعَدَةَ وَ الْبَاقِرُ علیه السلام: أَنَّهُ أَتَی الْبَزَّازِینَ فَقَالَ لِرَجُلٍ بِعْنِی ثَوْبَیْنِ فَقَالَ الرَّجُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عِنْدِی حَاجَتُكَ فَلَمَّا عَرَفَهُ مَضَی عَنْهُ فَوَقَفَ عَلَی غُلَامٍ فَأَخَذَ ثَوْبَیْنِ أَحَدُهُمَا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ الْآخَرُ بِدِرْهَمَیْنِ فَقَالَ یَا قَنْبَرُ خُذِ الَّذِی بِثَلَاثَةٍ فَقَالَ أَنْتَ أَوْلَی بِهِ تَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَ تَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ وَ أَنْتَ شَابٌّ وَ لَكَ شِرَّةُ الشَّبَابِ وَ أَنَا أَسْتَحْیِی مِنْ رَبِّی أَنْ أَتَفَضَّلَ عَلَیْكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ وَ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ فَلَمَّا لَبِسَ الْقَمِیصَ مَدَّ كُمَّ الْقَمِیصِ فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ وَ اتِّخَاذِهِ قَلَانِسَ لِلْفُقَرَاءِ فَقَالَ الْغُلَامُ هَلُمَّ أَكُفَّهُ قَالَ دَعْهُ كَمَا هُوَ فَإِنَّ الْأَمْرَ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ فَجَاءَ أَبُو الْغُلَامِ فَقَالَ إِنَّ ابْنِی لَمْ یَعْرِفْكَ وَ هَذَانِ دِرْهَمَانِ رَبَحَهُمَا فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ قَدْ مَاكَسْتُ وَ مَاكَسَنِی (2) وَ اتَّفَقْنَا عَلَی رِضًی رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ.
عَلِیُّ بْنُ أَبِی عِمْرَانَ قَالَ: خَرَجَ ابْنٌ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ عَلِیٌّ فِی الرَّحْبَةِ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ خَزٍّ وَ طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ ابْنِی هَذَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَدَعَاهُ فَشَقَّهُ عَلَیْهِ وَ أَخَذَ الطَّوْقَ مِنْهُ فَجَعَلَهُ قِطَعاً قِطَعاً.
عَمْرُو بْنُ نَعْجَةَ السَّكُونِیُّ قَالَ: أُتِیَ عَلِیٌّ علیه السلام بِدَابَّةِ دِهْقَانٍ لِیَرْكَبَهَا فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِی الرِّكَابِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ فَلَمَّا وَضَعَ یَدَهُ عَلَی الْقَرَبُوسِ زَلَّتْ یَدُهُ مِنَ
ص: 324
الضَّفَّةِ(1) فَقَالَ أَ دِیبَاجٌ هِیَ قَالَ نَعَمْ فَلَمْ یَرْكَبْ (2).
بیان: الضفة بالفتح و الكسر الجانب.
«7»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْإِحْیَاءُ عَنِ الْغَزَّالِیِّ: أَنَّهُ كَانَ لَهُ سَوِیقٌ فِی إِنَاءٍ مَخْتُومٍ یَشْرَبُ مِنْهُ فَقِیلَ لَهُ أَ تَفْعَلُ هَذَا بِالْعِرَاقِ مَعَ كَثْرَةِ طَعَامِهِ فَقَالَ أَمَا إِنِّی لَا أَخْتِمُهُ بُخْلًا بِهِ وَ لَكِنِّی أَكْرَهُ أَنْ یُجْعَلَ فِیهِ مَا لَیْسَ مِنْهُ وَ أَكْرَهُ أَنْ یُدْخَلَ بَطْنِی غَیْرُ طَیِّبٍ.
مُعَاوِیَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام لَا یَأْكُلُ مِمَّا هُنَا حَتَّی یُؤْتَی بِهِ مِنْ ثَمَّ یَعْنِی الْحِجَازَ.
الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: دَخَلْتُ بِلَادَكُمْ بِأَشْمَالِی هَذِهِ وَ رِحْلَتِی وَ رَاحِلَتِی هَا هِیَ فَإِنْ أَنَا خَرَجْتُ مِنْ بِلَادِكُمْ بِغَیْرِ مَا دَخَلْتُ فَإِنَّنِی مِنَ الْخَائِنِینَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: یَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ مَا تَنْقِمُونَ مِنِّی إِنَّ هَذَا لَمِنْ غَزْلِ أَهْلِی وَ أَشَارَ إِلَی قَمِیصِهِ وَ تَرَصَّدَ غَدَاءَهُ عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ فَأَتَتْ فِضَّةُ بِجِرَابٍ (3) مَخْتُومٍ فَأَخْرَجَ مِنْهُ خُبْزاً مُتَغَیِّراً خَشِناً فَقَالَ عَمْرٌو یَا فِضَّةُ لَوْ نَخَلْتِ هَذَا الدَّقِیقَ وَ طَیَّبْتِیهِ قَالَتْ كُنْتُ أَفْعَلُ فَنَهَانِی وَ كُنْتُ أَضَعُ فِی جِرَابِهِ طَعَاماً طَیِّباً فَخَتَمَ جِرَابَهُ ثُمَّ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَتَّهُ فِی قَصْعَةٍ وَ صَبَّ عَلَیْهِ الْمَاءَ ثُمَّ ذَرَّ عَلَیْهِ الْمِلْحَ وَ حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ یَا عَمْرُو لَقَدْ حَانَتْ هَذِهِ وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی مَحَاسِنِهِ وَ خَسِرَتْ هَذِهِ إِنْ أُدْخِلُهَا النَّارَ مِنْ أَجْلِ الطَّعَامِ وَ هَذَا یُجْزِینِی وَ رَآهُ عَدِیُّ بْنُ حَاتِمٍ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ شَنَّةٌ(4) فِیهَا قَرَاحُ مَاءٍ وَ كَسَرَاتٌ مِنْ خُبْزِ شَعِیرٍ وَ مِلْحٌ فَقَالَ إِنِّی لَا أَرَی لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَتَظَلُّ نَهَارَكَ طَاوِیاً مُجَاهِداً وَ بِاللَّیْلِ سَاهِراً مُكَابِداً ثُمَّ یَكُونَ هَذَا فَطُورَكَ فَقَالَ علیه السلام:
عَلِّلِ النَّفْسَ بِالْقُنُوعِ وَ إِلَّا***طَلَبَتْ مِنْكَ فَوْقَ مَا یَكْفِیهَا
ص: 325
وَ قَالَ سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْمَ عِیدٍ فَإِذَا عِنْدَهُ فَاثُورٌ عَلَیْهِ خُبْزُ السَّمْرَاءِ وَ صفحة [صَحْفَةٌ] فِیهَا خَطِیفَةٌ وَ مِلْبَنَةٌ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَوْمُ عِیدٍ وَ خَطِیفَةٌ فَقَالَ إِنَّمَا هَذَا عِیدُ مَنْ غُفِرَ لَهُ (1).
توضیح: قال الفیروزآبادی الفاثور الطست أو الطشتخان أو الخوان من رخام أو فضة أو ذهب (2).
و قال الجزری فی حدیث علی علیه السلام كان بین یدیه یوم عید فاثور علیه خبز السمراء أی خوان (3) و قال السمراء الحنطة(4) و قال فی حدیث علی علیه السلام فإذا بین یدیه صحفة فیها خطیفة و ملبنة الخطیفة لبن یطبخ بدقیق و یختطف بالملاعق بسرعة(5) و قال الملبنة بالكسر هی الملعقة هكذا شرح و قال الزمخشری الملبنة لبن یوضع علی النار و یترك علیه دقیق و الأول أشبه بالحدیث (6).
«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ عَنْ جُنْدَبٍ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قُدِّمَ إِلَیْهِ لَحْمُ غَثٍ (7) فَقِیلَ لَهُ نَجْعَلُ لَكَ فِیهِ سَمْناً فَقَالَ علیه السلام إِنَّا لَا نَأْكُلُ إِدَامَیْنِ جَمِیعاً وَ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ فِی یَوْمِ عِیدٍ أَطْعِمَةٌ فَقَالَ اجْعَلْهَا بَأْجاً وَ خَلَطَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ فَصَارَ كَلِمَتُهُ مَثَلًا(8).
بیان: قال الفیروزآبادی اجعل البأجات بأجا واحدا أی لونا و ضربا و قد لا یهمز(9).
ص: 326
«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْعُرَنِیُّ: وُضِعَ خِوَانٌ مِنْ فَالُوذَجٍ (1) بَیْنَ یَدَیْهِ فَوَجَأَ(2) بِإِصْبَعِهِ حَتَّی بَلَغَ أَسْفَلَهُ ثُمَّ سَلَّهَا وَ لَمْ یَأْخُذْ مِنْهُ شَیْئاً وَ تَلَمَّظَ(3) بِإِصْبَعِهِ وَ قَالَ طَیِّبٌ طَیِّبٌ وَ مَا هُوَ بِحَرَامٍ وَ لَكِنْ أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِی بِمَا لَمْ أُعَوِّدْهَا.
وَ فِی خَبَرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ مَدَّ یَدَهُ إِلَیْهِ ثُمَّ قَبَضَهَا فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ ذَكَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَمْ یَأْكُلْهُ فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَهُ.
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ قَالُوا لَهُ تُحَرِّمُهُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ أَخْشَی أَنْ تَتُوقَ إِلَیْهِ نَفْسِی ثُمَّ تَلَا أَذْهَبْتُمْ طَیِّباتِكُمْ فِی حَیاتِكُمُ الدُّنْیا(4).
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی خَبَرٍ: كَانَ لَیَطْعَمُ خُبْزَ الْبُرِّ وَ اللَّحْمَ وَ یَنْصَرِفُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ یَأْكُلُ خُبْزَ الشَّعِیرِ وَ الزَّیْتَ وَ الْخَلَّ.
فَضَائِلُ أَحْمَدَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: مَا أَصْبَحَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ إِلَّا نَاعِماً إِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً لَیَأْكُلُ الْبُرَّ وَ یَجْلِسُ فِی الظِّلِّ وَ یَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ.
أَبُو صَادِقٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ تَزَوَّجَ لَیْلَی فَجُعِلَتْ لَهُ حَجَلَةٌ فَهَتَكَهَا وَ قَالَ حَسْبُ آلِ عَلِیٍّ مَا هُمْ فِیهِ.
الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَیٍّ قَالَ: بَلَغَنِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَنَجَّدَتْ (5) لَهُ بَیْتاً فَأَبَی أَنْ یَدْخُلَهُ.
كِلَابُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَامِرِیُّ قَالَ: زُفَّتْ عَمَّتِی إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی حِمَارٍ بِأُكَافٍ (6) تَحْتَهَا قَطِیفَةٌ وَ خَلْفَهَا قُفَّةٌ مُعَلَّقَةٌ(7).
إیضاح: القفة بالضم كهیئة القرعة تتخذ من الخوص.
ص: 327
«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مُجَاهِدٌ وَ قَتَادَةُ: فِی قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ (1) الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ وَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَ سَالِمٍ إِنَّهُمُ اتَّفَقُوا عَلَی أَنْ یَصُومُوا النَّهَارَ وَ یَقُومُوا اللَّیْلَ وَ لَا یَنَامُوا عَلَی الْفُرُشِ وَ لَا یَأْكُلُوا اللَّحْمَ وَ لَا یَقْرَبُوا النِّسَاءَ وَ الطِّیبَ وَ یَلْبَسُوا الْمُسُوحَ وَ یَرْفُضُوا الدُّنْیَا وَ یَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ وَ هَمَّ بَعْضُهُمْ أَنْ یَجُبَّ مَذَاكِیرَهُ فَخَطَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا بَالُ أَقْوَامٍ حَرَّمُوا النِّسَاءَ وَ الطِّیبَ وَ النَّوْمَ وَ شَهَوَاتِ الدُّنْیَا أَمَا إِنِّی لَسْتُ آمُرُكُمْ أَنْ تَكُونُوا قِسِّیسِینَ وَ رُهْبَاناً فَإِنَّهُ لَیْسَ فِی دِینِی تَرْكُ اللَّحْمِ وَ النِّسَاءِ وَ لَا اتِّخَاذُ الصَّوَامِعِ وَ إِنَّ سِیَاحَةَ أُمَّتِی وَ رَهْبَانِیَّتَهُمُ الْجِهَادُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ بِلَالٍ وَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَأَمَّا عَلِیٌّ فَإِنَّهُ حَلَفَ أَنْ لَا یَنَامَ بِاللَّیْلِ أَبَداً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ أَمَّا بِلَالٌ فَإِنَّهُ حَلَفَ أَنْ لَا یُفْطِرَ بِالنَّهَارِ أَبَداً وَ أَمَّا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَإِنَّهُ حَلَفَ أَنْ لَا یَنْكِحَ أَبَداً.
دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ: إِنَّ الْحَاجَّ قَدِ اجْتَمَعُوا لِیَسْمَعُوا مِنْكَ وَ هُوَ یَخْصِفُ نَعْلًا قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ لِی لَهَمّاً أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ أَمْرِكُمْ هَذَا إِلَّا أَنْ أُقِیمَ حَدّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا وَ كَتَبَ علیه السلام إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَمَّا بَعْدُ فَلَا یَكُنْ حَظُّكَ فِی وَلَایَتِكَ مَالًا تَسْتَفِیدُهُ وَ لَا غَیْظاً تَشْتَفِیهِ وَ لَكِنْ إِمَاتَةُ بَاطِلٍ وَ إِحْیَاءُ حَقٍّ.
وَ قَالَ علیه السلام: یَا دُنْیَا یَا دُنْیَا أَ بِی تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَیَّ تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِینُكِ هَیْهَاتَ غُرِّی غَیْرِی لَا حَاجَةَ لِی فِیكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِی فِیكِ
وَ لَهُ علیه السلام :
طَلِّقِ الدُّنْیَا ثَلَاثاً وَ اتَّخِذْ زَوْجاً سِوَاهَا***إِنَّهَا زَوْجَةُ سَوْءٍ لَا تُبَالِی مَنْ أَتَاهَا
جُمَلُ، [أَنْسَابِ الْأَشْرَافِ]: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَرَّ عَلَی قَذِرٍ بِمَزْبَلَةٍ وَ قَالَ هَذَا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ.
وَ یُرْوَی: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ فِی بَعْضِ حِیطَانِ فَدَكَ وَ فِی یَدِهِ مِسْحَاةٌ
ص: 328
فَهَجَمَتْ عَلَیْهِ امْرَأَةٌ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ فَقَالَتْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ إِنْ تَزَوَّجْنِی أُغْنِكَ عَنْ هَذِهِ الْمِسْحَاةِ وَ أَدُلَّكَ عَلَی خَزَائِنِ الْأَرْضِ وَ یَكُونُ لَكَ الْمُلْكُ مَا بَقِیتَ قَالَ لَهَا فَمَنْ أَنْتِ حَتَّی أَخْطُبَكِ مِنْ أَهْلِكِ قَالَتْ أَنَا الدُّنْیَا فَقَالَ علیه السلام ارْجِعِی فَاطْلُبِی زَوْجاً غَیْرِی فَلَسْتِ مِنْ شَأْنِی فَأَقْبَلَ (1) عَلَی مِسْحَاتِهِ وَ أَنْشَأَ:
لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرَّتْهُ دُنْیَا دَنِیَّةٌ***وَ مَا هِیَ إِنْ غَرَّتْ قُرُوناً بِطَائِلٍ
أَتَتْنَا عَلَی زِیِّ الْعَرُوسِ بُثَیْنَةَ***وَ زِینَتُهَا فِی مِثْلِ تِلْكَ الشَّمَائِلِ
فَقُلْتُ لَهَا غُرِّی سِوَایَ فَإِنَّنِی***عَزُوفٌ عَنِ الدُّنْیَا وَ لَسْتُ بِجَاهِلٍ
وَ مَا أَنَا وَ الدُّنْیَا وَ إِنَّ مُحَمَّداً***رَهِینٌ بِقَفْرٍ بَیْنَ تِلْكَ الْجَنَادِلِ
وَ هَبْنَا أَتَتْنِی بِالْكُنُوزِ وَ دُرِّهَا***وَ أَمْوَالِ قَارُونَ وَ مُلْكِ الْقَبَائِلِ (2)
أَ لَیْسَ جَمِیعاً لِلْفَنَاءِ مَصِیرُنَا***وَ یُطْلَبُ مِنْ خُزَّانِهَا بِالطَّوَائِلِ
فَغُرِّی سِوَائِی إِنَّنِی غَیْرُ رَاغِبٍ***لِمَا فِیكِ مِنْ عِزٍّ وَ مُلْكٍ وَ نَائِلٍ
وَ قَدْ قَنِعَتْ نَفْسِی بِمَا قَدْ رُزِقْتُهُ***فَشَأْنَكِ یَا دُنْیَا وَ أَهْلَ الْغَوَائِلِ
فَإِنِّی أَخَافُ اللَّهَ یَوْمَ لِقَائِهِ***وَ أَخْشَی عَذَاباً دَائِماً غَیْرَ زَائِلِ(3).
بیان: الطائل النافع و البثینة علی التصغیر بنت عامر الجحمی كانت یضرب المثل بحسنها و عزفت نفسی عنه زهدت فیه و انصرفت عنه و الجنادل الأحجار و یقال هبنی فعلت أی احسبنی فعلت و اعددنی و الطوائل جمع الطائلة و هی العداوة و الترة و الغوائل الدواهی.
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْبَاقِرُ علیه السلام: أَنَّهُ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرَانِ كِلَاهُمَا لِلَّهِ رِضًی (4) إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَی بَدَنِهِ وَ قَالَ مُعَاوِیَةُ لِضَرَارِ بْنِ ضَمْرَةَ صِفْ لِی عَلِیّاً قَالَ كَانَ وَ اللَّهِ صَوَّاماً بِالنَّهَارِ قَوَّاماً بِاللَّیْلِ یُحِبُّ مِنَ اللِّبَاسِ أَخْشَنَهُ وَ مِنَ الطَّعَامِ أَجْشَبَهُ وَ كَانَ
ص: 329
یَجْلِسُ فِینَا وَ یَبْتَدِئُ إِذَا سَكَتْنَا وَ یُجِیبُ إِذَا سَأَلْنَا یَقْسِمُ بِالسَّوِیَّةِ وَ یَعْدِلُ فِی الرَّعِیَّةِ لَا یَخَافُ الضَّعِیفُ مِنْ جَوْرِهِ وَ لَا یَطْمَعُ الْقَوِیُّ فِی مَیْلِهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُ لَیْلَةً مِنَ اللَّیَالِی وَ قَدْ أَسْدَلَ الظَّلَامُ (1) سُدُولَهُ وَ غَارَتْ نُجُومُهُ وَ هُوَ یَتَمَلْمَلُ فِی الْمِحْرَابِ تَمَلْمُلَ السَّلِیمِ وَ یَبْكِی بُكَاءَ الْحَزِینِ وَ لَقَدْ رَأَیْتُهُ مَسِیلًا لِلدُّمُوعِ عَلَی خَدِّهِ قَابِضاً عَلَی لِحْیَتِهِ یُخَاطِبُ دُنْیَاهُ فَیَقُولُ یَا دُنْیَا أَ بِی تَشَوَّقْتِ وَ لِی تَعَرَّضْتِ لَا حَانَ حِینُكِ فَقَدْ أَبَنْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ لِی فِیكِ فَعَیْشُكِ قَصِیرٌ وَ خَطَرُكِ یَسِیرُ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ وَحْشَةِ الطَّرِیقِ (2).
«12»- سن، [المحاسن] إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَشْبَهَ النَّاسِ طُعْمَةً بِرَسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ (3) الْخُبْزَ وَ الْخَلَّ وَ الزَّیْتَ وَ یُطْعِمُ النَّاسَ الْخُبْزَ وَ اللَّحْمَ (4).
«13»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ هِیَ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنْهَا زَهَّدَكَ فِیهَا وَ بَغَّضَهَا إِلَیْكَ وَ حَبَّبَ إِلَیْكَ الْفُقَرَاءَ فَرَضِیتَ بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَیْكَ وَ الْوَیْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ أَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَیْكَ فَإِخْوَانُكَ فِی دِینِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِی جَنَّتِكَ وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَحَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْ یُقِیمَهُ مَقَامَ الْكَذَّابِینَ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی الْهُذَیْلِ قَالَ: رَأَیْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَمِیصاً زَرِیّاً(5) إِذَا مَدَّهُ بَلَغَ الظُّفُرَ وَ إِذَا أَرْسَلَهُ كَانَ مَعَ نِصْفِ الذِّرَاعِ.
وَ مِنْهُ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ: مَا عَلِمْنَا أَنَّ أَحَداً كَانَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ
ص: 330
النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَزْهَدَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّجِیبِ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِیُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمَرْوَزِیِّ بِهَذَا الْحَدِیثِ عَالِیاً عَنِ الْإِمَامِ الْحَافِظِ سُلَیْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَصْفَهَانِیِّ.
وَ مِنْهُ عَنْ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الْعَصْرَ(1) فَوَجَدْتُهُ جَالِساً بَیْنَ یَدَیْهِ صَحِیفَةً فِیهَا لَبَنٌ حَازِرٌ أَجِدُ رِیحَهُ مِنْ شِدَّةِ حُمُوضَتِهِ وَ فِی یَدِهِ رَغِیفٌ أَرَی قُشَارَ الشَّعِیرِ فِی وَجْهِهِ وَ هُوَ یَكْسِرُ بِیَدِهِ أَحْیَاناً فَإِذَا غَلَبَهُ كَسَرَهُ بِرُكْبَتِهِ وَ طَرَحَهُ فِیهِ فَقَالَ ادْنُ فَأَصِبْ (2) مِنْ طَعَامِنَا هَذَا فَقُلْتُ إِنِّی صَائِمٌ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ مَنَعَهُ الصَّوْمُ مِنْ طَعَامٍ یَشْتَهِیهِ كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُطْعِمَهُ مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ وَ یَسْقِیَهُ مِنْ شَرَابِهَا قَالَ فَقُلْتُ لِجَارِیَتِهِ وَ هِیَ قَائِمَةٌ بِقَرِیبٍ مِنْهُ وَیْحَكِ یَا فِضَّةُ أَلَا تَتَّقِینَ اللَّهَ فِی هَذَا الشَّیْخِ أَلَا تَنْخُلُونَ لَهُ طَعَاماً مِمَّا أَرَی فِیهِ مِنَ النُّخَالَةِ فَقَالَتْ لَقَدْ تَقَدَّمَ إِلَیْنَا أَنْ لَا نَنْخُلَ لَهُ طَعَاماً قَالَ مَا قُلْتُ لَهَا فَأَخْبَرْتُهُ (3) فَقَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ لَمْ یُنْخَلْ لَهُ طَعَامٌ وَ لَمْ یَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ حَتَّی قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (4).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ ابْنِ غَفَلَةَ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَالَ لِعَقَبَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ یَا أَبَا الْجُنْدَبِ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ أَیْبَسَ مِنْ هَذَا وَ یَلْبَسُ أَخْشَنَ مِنْ هَذَا فَإِنْ أَنَا لَمْ آخُذْ بِهِ خِفْتُ أَنْ لَا أَلْحَقَ بِهِ (5).
بیان: الحازر الحامض من اللبن.
«14»- كشف، [كشف الغمة] الْمَنَاقِبُ عَنْ أَبِی مَطَرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَجُلٌ یُنَادِی
ص: 331
مِنْ خَلْفِی ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَبْقَی لِثَوْبِكَ وَ أَتْقَی لَكَ (1) وَ خُذْ مِنْ رَأْسِكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِماً فَمَشَیْتُ مِنْ خَلْفِهِ وَ هُوَ مُؤْتَزِرٌ بِإِزَارٍ وَ مُرْتَدٍ بِرِدَاءٍ وَ مَعَهُ الدِّرَّةُ كَأَنَّهُ أَعْرَابِیٌّ بَدَوِیٌّ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ لِی رَجُلٌ أَرَاكَ غَرِیباً بِهَذَا الْبَلَدِ قُلْتُ أَجَلْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَالَ هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ- حَتَّی انْتَهَی إِلَی دَارِ بَنِی مُعَیْطٍ وَ هُوَ سُوقُ الْإِبِلِ فَقَالَ بِیعُوا وَ لَا تَحْلِفُوا فَإِنَّ الْیَمِینَ یُنَفِّقُ (2) السِّلْعَةَ وَ یَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ثُمَّ أَتَی أَصْحَابَ التَّمْرِ فَإِذَا خَادِمَةٌ تَبْكِی فَقَالَ مَا یُبْكِیكِ قَالَتْ بَاعَنِی هَذَا الرَّجُلُ تَمْراً بِدِرْهَمٍ فَرَدَّهُ مَوَالِیَّ وَ أَبَی أَنْ یَقْبَلَهُ (3) فَقَالَ خُذْ تَمْرَكَ وَ أَعْطِهَا دِرْهَماً فَإِنَّهَا خَادِمٌ لَیْسَ لَهَا أَمْرٌ فَدَفَعَهُ فَقُلْتُ أَ تَدْرِی مَنْ هَذَا قَالَ لَا قُلْتُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَصَبَّ تَمْرَهُ وَ أَعْطَاهَا دِرْهَمَهَا وَ قَالَ أُحِبُّ أَنْ تَرْضَی عَنِّی فَقَالَ مَا أَرْضَانِی عَنْكَ إِذَا وَفَیْتَهُمْ حُقُوقَهُمْ ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازاً بِأَصْحَابِ التَّمْرِ فَقَالَ یَا أَصْحَابَ التَّمْرِ أَطْعِمُوا الْمَسَاكِینَ یَرْبُو كَسْبُكُمْ ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازاً وَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّی أَتَی أَصْحَابَ السَّمَكِ فَقَالَ لَا یُبَاعُ فِی سُوقِنَا طَافٌ (4) ثُمَّ أَتَی دَارَ فُرَاتٍ وَ هُوَ سُوقُ الْكَرَابِیسِ فَقَالَ یَا شَیْخُ أَحْسِنْ بَیْعِی فِی قَمِیصِی بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ یَشْتَرِ مِنْهُ شَیْئاً ثُمَّ أَتَی آخَرَ فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ یَشْتَرِ مِنْهُ شَیْئاً فَأَتَی غُلَاماً حَدَثاً فَاشْتَرَی مِنْهُ قَمِیصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ لَبِسَهُ مَا بَیْنَ الرُّسْغَیْنِ (5) إِلَی الْكَعْبَیْنِ وَ قَالَ حِینَ لَبِسَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی رَزَقَنِی مِنَ الرِّیَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِی النَّاسِ وَ أُوَارِی بِهِ عَوْرَتِی فَقِیلَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا شَیْ ءٌ تَرْوِیهِ عَنْ نَفْسِكَ أَوْ شَیْ ءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بَلْ شَیْ ءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عِنْدَ الْكِسْوَةِ فَجَاءَ أَبُو الْغُلَامِ صَاحِبُ الثَّوْبِ فَقِیلَ یَا فُلَانُ قَدْ بَاعَ ابْنُكَ الْیَوْمَ مِنْ أَمِیرِالْمُؤْمِنِینَ قَمِیصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ قَالَ أَ فَلَا
ص: 332
أَخَذْتَ مِنْهُ دِرْهَمَیْنِ فَأَخَذَ أَبُوهُ دِرْهَماً وَ جَاءَ بِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی بَابِ الرَّحْبَةِ وَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ أَمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا شَأْنُ هَذَا الدِّرْهَمِ قَالَ كَانَ ثَمَنُ قَمِیصِكَ دِرْهَمَیْنِ فَقَالَ بَاعَنِی بِرِضَایَ وَ أَخَذْتُ بِرِضَاهُ.
وَ مِنْهُ عَنْ قَبِیصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: مَا رَأَیْتُ أَزْهَدَ فِی الدُّنْیَا مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
وَ نَقَلْتُ مِنْ كِتَابِ الْیَوَاقِیتِ لِأَبِی عُمَرَ الزَّاهِدِ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَدْ أَمَرَ بِكَنْسِ بَیْتِ الْمَالِ وَ رَشِّهِ فَقَالَ یَا صَفْرَاءُ غُرِّی غَیْرِی یَا بَیْضَاءُ غُرِّی غَیْرِی ثُمَّ تَمَثَّلَ (1):
هَذَا جَنَایَ وَ خِیَارُهُ فِیهِ***إِذْ كُلُّ جَانٍ یَدُهُ إِلَی فِیهِ
وَ عَنْهُ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِیِّ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَخَلَ السُّوقَ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَاشْتَرَی قَمِیصاً بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَ نِصْفٍ فَلَبِسَهُ فِی السُّوقِ فَطَالَ أَصَابِعَهُ فَقَالَ لِلْخَیَّاطِ قُصَّهُ قَالَ فَقَصَّهُ وَ قَالَ الْخَیَّاطُ أَحُوصُهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا وَ مَشَی وَ الدِّرَّةُ عَلَی كَتِفِهِ وَ هُوَ یَقُولُ شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَحَلَّ شَرْعُكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَحَلَ (2).
بیان: قال الجزری فی النهایة فی حدیث علی علیه السلام هذا جنای و خیاره فیه إذ كل جان یده إلی فیه هذا مثل أول من قاله عمرو ابن أخت جذیمة الأبرش كان یجنی الكمأة(3) مع أصحاب له فكانوا إذا وجدوا خیار الكمأة أكلوها و إذا وجدها عمرو جعلها فی كمه حتی یأتی بها خاله فقال هذه الكلمة فصارت مثلا و أراد علی علیه السلام بقوله إنه لم یتلطخ بشی ء من فی ء المسلمین بل وضعه مواضعه یقال جنی و اجتنی و الجنی اسم ما یجتنی من الثمر(4) و قال
ص: 333
و فی حدیث علی علیه السلام شرعك ما بلغك المحلا أی حسبك و كافیك و هو مثل یضرب فی التبلیغ بالیسیر(1) و قال المیدانی فی مجمع الأمثال أی حسبك من الزاد ما بلغك مقصدك (2).
«15»- كشف، [كشف الغمة] وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِسَنَدِهِ فِی حِلْیَتِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا هِیَ زِینَةُ الْأَبْرَارِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی الزُّهْدُ فِی الدُّنْیَا فَجَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنَ الدُّنْیَا شَیْئاً وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ الدُّنْیَا شَیْئاً.
وَ قَالَ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْخَوَرْنَقِ (3) وَ هُوَ یُرْعَدُ تَحْتَ سَمَلِ (4) قَطِیفَةٍ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ جَعَلَ لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ فِی هَذَا الْمَالِ مَا یَعُمُّ وَ أَنْتَ تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ مَا تَصْنَعُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَرْزَؤُكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَیْئاً وَ إِنَّ هَذَا لَقَطِیفَتِیَ الَّتِی خَرَجْتُ بِهَا مِنْ مَنْزِلِی مِنَ الْمَدِینَةِ مَا عِنْدِی غَیْرُهَا وَ خَرَجَ علیه السلام یَوْماً وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ مَرْقُوعٌ فَعُوتِبَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَخْشَعُ الْقَلْبُ بِلُبْسِهِ وَ یَقْتَدِی بِهِ الْمُؤْمِنُ إِذَا رَآهُ عَلَیَّ وَ اشْتَرَی یَوْماً ثَوْبَیْنِ غَلِیظَیْنِ فَخَیَّرَ قَنْبَراً فِیهِمَا فَأَخَذَ وَاحِداً وَ لَبِسَ هُوَ الْآخَرَ وَ رَأَی فِی كُمِّهِ طُولًا عَنْ أَصَابِعِهِ فَقَطَعَهُ
ص: 334
وَ خَرَجَ یَوْماً إِلَی السُّوقِ وَ مَعَهُ سَیْفُهُ لِیَبِیعَهُ فَقَالَ مَنْ یَشْتَرِی مِنِّی هَذَا السَّیْفَ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ لَطَالَ مَا كَشَفْتُ بِهِ الْكَرْبَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَوْ كَانَ عِنْدِی مِنْ إِزَارٍ(1) لَمَا بِعْتُهُ وَ كَانَ علیه السلام قَدْ وَلَّی عَلَی عُكْبَرَا(2) رَجُلًا مِنْ ثَقِیفٍ قَالَ قَالَ لَهُ (3) عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا صَلَّیْتَ الظُّهْرَ غَداً فَعُدْ إِلَیَّ فَعُدْتُ إِلَیْهِ فِی الْوَقْتِ الْمُعَیَّنِ فَلَمْ أَجِدْ عِنْدَهُ حَاجِباً یَحْبِسُنِی دُونَهُ فَوَجَدْتُهُ جَالِساً وَ عِنْدَهُ قَدَحٌ وَ كُوزُ مَاءٍ فَدَعَا بِوِعَاءٍ مَشْدُودٍ مَخْتُومٍ فَقُلْتُ (4) فِی نَفْسِی لَقَدْ أَمِنَنِی حَتَّی یُخْرِجَ إِلَیَّ جَوْهَراً فَكَسَرَ الْخَتْمَ وَ حَلَّهُ فَإِذَا فِیهِ سَوِیقٌ فَأَخْرَجَ مِنْهُ فَصَبَّهُ فِی الْقَدَحِ وَ صَبَّ عَلَیْهِ مَاءً فَشَرِبَ وَ سَقَانِی فَلَمْ أَصْبِرْ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ تَصْنَعُ هَذَا فِی الْعِرَاقِ وَ طَعَامُهُ كَمَا تَرَی فِی كَثْرَتِهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَخْتِمُ عَلَیْهِ بُخْلًا بِهِ وَ لَكِنِّی أَبْتَاعُ قَدْرَ مَا یَكْفِینِی فَأَخَافُ أَنْ یُنْقَصَ (5) فَیُوضَعَ فِیهِ مِنْ غَیْرِهِ وَ أَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُدْخِلَ بَطْنِی إِلَّا طَیِّباً فَلِذَلِكَ أَحْتَرِزُ عَلَیْهِ كَمَا تَرَی فَإِیَّاكَ وَ تَنَاوُلَ مَا لَا تَعْلَمُ حِلَّهُ (6).
«16»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَلِّمُ عَلَی النِّسَاءِ وَ یَرْدُدْنَ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُسَلِّمُ عَلَی النِّسَاءِ وَ كَانَ یَكْرَهُ أَنْ یُسَلِّمَ عَلَی الشَّابَّةِ مِنْهُنَّ وَ یَقُولُ أَتَخَوَّفُ أَنْ تُعْجِبَنِی صَوْتَهَا فَیَدْخُلَ عَلَیَّ أَكْثَرَ مِمَّا أَطْلُبُ مِنَ الْأَجْرِ(7).
بیان: لعله علیه السلام إنما فعل ذلك و قال ما قال تعلیما للأمة.
ص: 335
«17»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حُمَیْدٍ وَ جَابِرٍ الْعَبْدِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِی إِمَاماً لِخَلْقِهِ فَفَرَضَ عَلَیَّ التَّقْدِیرَ فِی نَفْسِی وَ مَطْعَمِی وَ مَشْرَبِی وَ مَلْبَسِی كَضُعَفَاءِ النَّاسِ كَیْ یَقْتَدِیَ الْفَقِیرُ بِفَقْرِی وَ لَا یُطْغِی الْغَنِیَّ غِنَاهُ (1).
«18»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ذَكَرْتَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَانَ یَلْبَسُ الْخَشِنَ یَلْبَسُ الْقَمِیصَ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ نَرَی عَلَیْكَ اللِّبَاسَ الْجَدِیدَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَانَ یَلْبَسُ ذَلِكَ فِی زَمَانٍ لَا یُنْكَرُ وَ لَوْ لُبِسَ مِثْلُ ذَلِكَ الْیَوْمَ شُهِرَ بِهِ فَخَیْرُ لِبَاسِ كُلِّ زَمَانٍ لِبَاسُ أَهْلِهِ غَیْرَ أَنَّ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِذَا قَامَ لَبِسَ ثِیَابَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ سَارَ بِسِیرَةِ عَلِیٍّ علیه السلام(2).
«19»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام بِالْبَصْرَةِ وَ قَدْ دَخَلَ عَلَی الْعَلَاءِ بْنِ زِیَادٍ الْحَارِثِیِّ یَعُودُهُ وَ هُوَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا رَأَی سَعَةَ دَارِهِ قَالَ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِسَعَةِ هَذِهِ الدَّارِ فِی الدُّنْیَا أَمَا أَنْتَ إِلَیْهَا فِی الْآخِرَةِ كُنْتَ أَحْوَجَ وَ بَلَی إِنْ شِئْتَ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ تَقْرِی فِیهَا الضَّیْفَ وَ تَصِلُ مِنْهَا الرَّحِمَ (3) وَ تُطْلِعُ مِنْهَا الْحُقُوقَ مَطَالِعَهَا فَإِذاً أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَا الْآخِرَةَ فَقَالَ لَهُ الْعَلَاءُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَشْكُو إِلَیْكَ أَخِی عَاصِمَ بْنَ زِیَادٍ قَالَ وَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ الْعَبَاءَ وَ تَخَلَّی مِنَ الدُّنْیَا(4) قَالَ عَلَیَّ بِهِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ یَا عُدَیَّ نَفْسِهِ لَقَدِ اسْتَهَامَ بِكَ الْخَبِیثُ أَ مَا رَحِمْتَ أَهْلَكَ وَ وُلْدَكَ أَ تَرَی اللَّهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّیِّبَاتِ وَ هُوَ یَكْرَهُ أَنْ تَأْخُذَهَا أَنْتَ أَهْوَنُ عَلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا أَنْتَ فِی خُشُونَةِ مَلْبَسِكَ وَ جُشُوبَةِ مَأْكَلِكَ قَالَ وَیْحَكَ إِنِّی لَسْتُ كَأَنْتَ إِنَ
ص: 336
اللَّهَ فَرَضَ عَلَی أَئِمَّةِ الْحَقِ (1) أَنْ یُقَدِّرُوا أَنْفُسَهُمْ بِضَعَفَةِ النَّاسِ كَیْلَا یَتَبَیَّغَ بِالْفَقِیرِ فَقْرُهُ (2).
بیان: قوله كنت أحوج كنت هاهنا زائدة مثل قوله تعالی مَنْ كانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا(3) و مطالع الحقوق وجوهها الشرعیة قوله علیه السلام علی به أی أحضره و الأصل اعجل به علی فحذف فعل الأمر و دل الباقی علیه و العدی تصغیر عدو و قیل إنما صغره من جهة حقارة فعله ذلك لكونه عن جهل منه و قیل أرید به الاستعظام لعداوته لها و قیل خرج مخرج التحنن و الشفقة كقولهم یا بنی قوله لقد استهام بك الخبیث أی جعلك الشیطان هائما ضالا و الباء زائدة و طعام جشب أی غلیظ و تبیغ الدم بصاحبه إذا هاج.
«20»- نهج، [نهج البلاغة]: قِیلَ لَهُ علیه السلام كَیْفَ تَجِدُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام كَیْفَ یَكُونُ حَالُ مَنْ یَفْنَی بِبَقَائِهِ یَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ وَ یُؤْتَی مِنْ مَأْمَنِهِ (4).
بیان: الباء فی قوله ببقائه للسببیة فإن البقاء مقرب للأجل موجب لضعف القوی و فی قوله بصحته للملابسة و یمكن الحمل علی السببیة بتكلف فإن الصحة غالبا موجبة لجرأة الإنسان و عدم تحرزه عن الأمور المضرة له و قوله علیه السلام یؤتی من مأمنه أی یأتیه المصائب من الجهة التی لا یتوقع إتیانها منها و فی حال أمنه و غفلته و یحتمل أن یكون المأمن مصدرا فإن أمنه و غفلته من أسباب تركه للحزم و ظفر الأعداء علیه.
«21»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَدُنْیَاكُمْ هَذِهِ أَهْوَنُ فِی عَیْنِی مِنْ عُرَاقِ خِنْزِیرٍ فِی یَدِ مَجْذُومٍ (5).
«22»- نبه، [تنبیه الخاطر] ابْنُ مَحْبُوبٍ یَرْفَعُهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: كُنْتُ عَلَی بَیْتِ مَالِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ كَاتِبَهُ وَ كَانَ فِی بَیْتِهِ عِقْدُ لُؤْلُؤٍ وَ هُوَ كَانَ أَصَابَهُ یَوْمَ الْبَصْرَةِ
ص: 337
قَالَ فَأَرْسَلَتْ إِلَیَّ بِنْتُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَتْ لِی بَلَغَنِی أَنَّ فِی بَیْتِ مَالِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ِقْدَ لُؤْلُؤٍ وَ هُوَ فِی یَدِكَ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ تُعِیرَنِیهِ أَتَجَمَّلُ بِهِ فِی أَیَّامِ عِیدِ الْأَضْحَی فَأَرْسَلْتُ إِلَیْهَا وَ قُلْتُ عَارِیَّةٌ مَضْمُونَةٌ یَا ابْنَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَتْ نَعَمْ عَارِیَّةٌ مَضْمُونَةٌ مَرْدُودَةٌ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهَا وَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ رَآهُ عَلَیْهَا فَعَرَفَهُ فَقَالَ لَهَا مِنْ أَیْنَ صَارَ إِلَیْكِ هَذَا الْعِقْدُ فَقَالَتِ اسْتَعَرْتُهُ مِنِ ابْنِ أَبِی رَافِعٍ (1) خَازِنِ بَیْتِ مَالِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ- لِأَتَزَیَّنَ بِهِ فِی الْعِیدِ ثُمَّ أَرُدَّهُ قَالَ فَبَعَثَ إِلَیَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَجِئْتُهُ فَقَالَ أَ تَخُونُ الْمُسْلِمِینَ یَا ابْنَ أَبِی رَافِعٍ فَقُلْتُ لَهُ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَخُونَ الْمُسْلِمِینَ فَقَالَ كَیْفَ أَعَرْتَ بِنْتَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ الْعِقْدَ الَّذِی فِی بَیْتِ مَالِ الْمُسْلِمِینَ بِغَیْرِ إِذْنِی وَ رِضَاهُمْ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّهَا ابْنَتُكَ وَ سَأَلَتْنِی أَنْ أُعِیرَهَا إِیَّاهُ تَتَزَیَّنُ بِهِ فَأَعَرْتُهَا إِیَّاهُ عَارِیَّةً مَضْمُونَةً مَرْدُودَةً وَ ضَمَّنْتُهُ فِی مَالِی وَ عَلَیَّ أَنْ أَرُدَّهُ مُسَلَّماً إِلَی مَوْضِعِهِ فَقَالَ رُدَّهُ مِنْ یَوْمِكَ وَ إِیَّاكَ أَنْ تَعُودَ لِمِثْلِ هَذَا فَتَنَالَكَ عُقُوبَتِی ثُمَّ أَوْلَی لِابْنَتِی لَوْ كَانَتْ أَخَذَتِ الْعِقْدَ عَلَی غَیْرِ عَارِیَّةٍ مَضْمُونَةٍ مَرْدُودَةٍ لَكَانَتْ إِذَنْ أَوَّلَ هَاشِمِیَّةٍ قُطِعَتْ یَدُهَا فِی سَرِقَةٍ قَالَ فَبَلَغَ مَقَالَتُهُ ابْنَتَهُ فَقَالَتْ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا ابْنَتُكَ وَ بَضْعَةٌ مِنْكَ فَمَنْ أَحَقُّ بِلُبْسِهِ مِنِّی فَقَالَ لَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا بِنْتَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَا تَذْهَبِی بِنَفْسِكِ عَنِ الْحَقِّ أَ كُلُّ نِسَاءِ الْمُهَاجِرِینَ تَتَزَیَّنُ (2) فِی هَذَا الْعِیدِ بِمِثْلِ هَذَا فَقَبَضْتُهُ مِنْهَا وَ رَدَدْتُهُ إِلَی مَوْضِعِهِ (3).
بیان: قال الجوهری قولهم أولی لك تهدد و وعید قال الأصمعی معناه قاربه بما یهلكه أی نزل به (4).
«23»- أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی كَشْفِ الْمَحَجَّةِ، رَأَیْتُ فِی كِتَابِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ الثِّقَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُبِضَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ عَلَیْهِ
ص: 338
دَیْنٌ ثَمَانُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَبَاعَ الْحَسَنَ علیه السلام ضَیْعَةً لَهُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ وَ قَضَاهَا عَنْهُ (1) وَ بَاعَ لَهُ ضَیْعَةً أُخْرَی بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَضَاهَا عَنْهُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَكُنْ یَذَرُ مِنَ الْخُمُسِ شَیْئاً وَ كَانَتْ تَنُوبُهُ نَوَائِبُ (2).
«24»- یب، [تهذیب الأحكام] عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ قَنْبَرٌ مَوْلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِفِطْرِهِ إِلَیْهِ قَالَ فَجَاءَ بِجِرَابٍ فِیهِ سَوِیقٌ عَلَیْهِ خَاتَمٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ (3) یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبُخْلُ تَخْتِمُ عَلَی طَعَامِكَ قَالَ فَضَحِكَ عَلِیٌّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ أَوْ غَیْرُ ذَلِكَ لَا أُحِبُّ أَنْ یَدْخُلَ بَطْنِی إِلَّا شَیْ ءٌ أَعْرِفُ سَبِیلَهُ قَالَ ثُمَّ كَسَرَ الْخَاتَمَ فَأَخْرَجَ سَوِیقاً فَجَعَلَ مِنْهُ فِی قَدَحٍ فَأَعْطَاهُ إِیَّاهُ فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَشْرَبَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنَا وَ عَلَی رِزْقِكَ أَفْطَرْنَا فَتَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (4).
«25»- ما،(5) [الأمالی للشیخ الطوسی] الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكُمْ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَیَجْلِسُ جِلْسَةَ الْعَبْدِ وَ یَأْكُلُ أَكْلَ الْعَبْدِ وَ یُطْعِمُ النَّاسَ الْخُبْزَ وَ اللَّحْمَ وَ یَرْجِعُ إِلَی رَحْلِهِ فَیَأْكُلُ الْخَلَّ وَ الزَّیْتَ وَ إِنْ كَانَ لَیَشْتَرِی الْقَمِیصَیْنِ السُّنْبُلَانِیَّیْنِ ثُمَّ یُخَیِّرُ غُلَامَهُ خَیْرَهُمَا ثُمَّ یَلْبَسُ الْآخَرَ فَإِذَا جَازَ أَصَابِعَهُ قَطَعَهُ وَ إِنْ جَازَ كَعْبَهُ (7) حَذَفَهُ وَ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرَانِ قَطُّ كِلَاهُمَا لِلَّهِ رِضًی إِلَّا أَخَذَ بِأَشَدِّهِمَا عَلَی بَدَنِهِ وَ لَقَدْ وَلِیَ النَّاسَ
ص: 339
خَمْسَ سِنِینَ مَا وَضَعَ آجُرَّةً عَلَی آجُرَّةٍ وَ لَا لَبِنَةً عَلَی لَبِنَةٍ وَ لَا أَقْطَعَ (1) قَطِیعَةً وَ لَا أَوْرَثَ بَیْضَاءَ وَ لَا حَمْرَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ بِهَا لِأَهْلِهِ خَادِماً وَ مَا أَطَاقَ عَمَلَهُ مِنَّا أَحَدٌ وَ إِنْ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَیَنْظُرُ فِی كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَضْرِبُ بِهِ الْأَرْضَ وَ یَقُولُ مَنْ یُطِیقُ هَذَا(2).
«26»- دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِیِّ،: أَكَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ تَمْرِ دَقَلٍ (3) ثُمَّ شَرِبَ عَلَیْهِ الْمَاءَ وَ ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی بَطْنِهِ وَ قَالَ مَنْ أَدْخَلَهُ بَطْنُهُ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ شِعْرٌ:
وَ إِنَّكَ مَهْمَا تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤْلَهُ***وَ فَرْجَكَ نَالا مُنْتَهَی الذَّمِّ أَجْمَعَا
(4).
«27»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ كِتَابٍ لَهُ علیه السلام إِلَی عُثْمَانَ بْنِ حُنَیْفٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ هُوَ عَامِلُهُ عَلَی الْبَصْرَةِ وَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّهُ دُعِیَ إِلَی وَلِیمَةِ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِهَا فَمَضَی إِلَیْهَا أَمَّا بَعْدُ یَا ابْنَ حُنَیْفٍ فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ رَجُلًا مِنْ فِتْیَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ دَعَاكَ إِلَی مَأْدُبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَیْهَا یُسْتَطَابُ (5) لَكَ الْأَلْوَانُ وَ تُنْقَلُ إِلَیْكَ الْجِفَانُ (6) وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِیبُ إِلَی طَعَامِ قَوْمٍ عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ وَ غَنِیُّهُمْ مَدْعُوٌّ فَانْظُرْ إِلَی مَا تَقْضَمُهُ مِنْ هَذَا الْمَقْضَمِ فَمَا اشْتَبَهَ عَلَیْكَ عِلْمُهُ فَالْفِظْهُ وَ مَا أَیْقَنْتَ بِطِیبِ وُجُوهِهِ فَنَلْ مِنْهُ أَلَا وَ إِنَّ لِكُلِّ مَأْمُومٍ إِمَاماً یَقْتَدِی بِهِ وَ یَسْتَضِی ءُ بِنُورِ عِلْمِهِ أَلَا وَ إِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَی مِنْ دُنْیَاهُ بِطِمْرَیْهِ وَ مِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَیْهِ أَلَا وَ إِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَی ذَلِكَ وَ لَكِنْ أَعِینُونِی بِوَرَعٍ وَ اجْتِهَادٍ(7) فَوَ اللَّهِ مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْیَاكُمْ تِبْراً وَ لَا ادَّخَرْتُ مِنْ غنائهما [غَنَائِمِهَا] وَفْراً وَ لَا أَعْدَدْتُ لِبَالِی ثَوْبِی طِمْراً بَلَی كَانَتْ فِی أَیْدِینَا فَدَكٌ مِنْ كُلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ فَشَحَّتْ
ص: 340
عَلَیْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِینَ (1) وَ نِعْمَ الْحَكَمُ اللَّهُ وَ مَا أَصْنَعُ بِفَدَكٍ وَ غَیْرِ فَدَكٍ وَ النَّفْسُ مَظَانُّهَا فِی غَدٍ جَدَثٌ تَنْقَطِعُ فِی ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا وَ تَغِیبُ أَخْبَارُهَا وَ حُفْرَةٌ لَوْ زِیدَ فِی فُسْحَتِهَا وَ أَوْسَعَتْ یَدَا حَافِرِهَا لَأَضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَ الْمَدَرُ وَ سَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ وَ إِنَّمَا هِیَ نَفْسِی أَرُوضُهَا(2) بِالتَّقْوَی لِتَأْتِیَ آمِنَةً یَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ وَ تَثْبُتُ عَلَی جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ (3) وَ لَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَیْتُ الطَّرِیقَ إِلَی مُصَفَّی هَذَا الْعَسَلِ وَ لُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ وَ نَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ وَ لَكِنْ هَیْهَاتَ أَنْ یَغْلِبَنِی هَوَایَ وَ یُقَیِّدَنِی جَشَعِی إِلَی تَخَیُّرِ الْأَطْعِمَةِ وَ لَعَلَّ بالْحِجَازِ أَوْ بِالْیَمَامَةِ(4) مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِی الْقُرْصِ وَ لَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ أَوْ أَنْ أَبِیتَ (5) مِبْطَاناً وَ حَوْلِی بُطُونٌ غَرْثَی وَ أَكْبَادٌ حَرَّی أَ وَ أَكُونُ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَ حَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِیتَ بِبَطْنَةٍ***وَ حَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَی الْقِدِّ(6)
أَ أَقْنَعُ مِنْ نَفْسِی بِأَنْ یُقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا أُشَارِكَهُمْ فِی مَكَارِهِ الدَّهْرِ أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِی جُشُوبَةِ الْعَیْشِ فَمَا خُلِقْتُ لِیَشْغَلَنِی أَكْلُ الطَّیِّبَاتِ كَالْبَهِیمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا أَوِ الْمُرْسَلَةِ شُغُلُهَا تقمهما [تَقَمُّمُهَا] تَكْتَرِشُ مِنْ أَعْلَافِهَا وَ تَلْهُو عَمَّا یُرَادُ بِهَا أَوْ أُتْرَكَ سُدًی أَوْ أُهْمَلَ عَابِثاً أَوْ أَجُرَّ حَبْلَ الضَّلَالَةِ أَوْ أَعْتَسِفَ (7) طَرِیقَ الْمَتَاهَةِ وَ كَأَنِّی بِقَائِلِكُمْ یَقُولُ إِذَا كَانَ هَذَا قُوتُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَدْ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ عَنْ قِتَالِ الْأَقْرَانِ وَ مُنَازَلَةِ الشُّجْعَانِ أَلَا وَ إِنَّ الشَّجَرَةَ الْبَرِّیَّةَ أَصْلَبُ عُوداً وَ الرَّوَاتِعَ الْخَضِرَةَ(8) أَرَقُّ جُلُوداً وَ النَّابِتَاتِ الْعِذْیَةَ(9) أَقْوَی وَقُوداً وَ أَبْطَأُ خُمُوداً وَ
ص: 341
أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَالصِّنْوِ مِنَ الصِّنْوِ وَ الذِّرَاعِ مِنَ الْعَضُدِ وَ اللَّهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَی قِتَالِی لَمَا وَلَّیْتُ عَنْهَا وَ لَوْ أَمْكَنَتِ الْفُرْصَةُ(1) مِنْ رِقَابِهَا لَسَارَعْتُ إِلَیْهَا وَ سَأَجْهَدُ فِی أَنْ أُطَهِّرَ الْأَرْضَ مِنْ هَذَا الشَّخْصِ الْمَعْكُوسِ وَ الْجِسْمِ الْمَرْكُوسِ حَتَّی تَخْرُجَ الْمَدَرَةُ(2) مِنْ بَیْنِ حَبِّ الْحَصِیدِ إِلَیْكِ عَنِّی یَا دُنْیَا فَحَبْلُكِ عَلَی غَارِبِكِ قَدِ انْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ وَ أَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ وَ اجْتَنَبْتُ الذَّهَابَ فِی مَدَاحِضِكِ أَیْنَ الْقُرُونُ الَّذِینَ غَرَرْتِهِمْ بِمَدَاعِبِكِ أَیْنَ الْأُمَمُ الَّذِینَ فَتَنْتِهِمْ بِزَخَارِفِكِ هَا هُمْ رَهَائِنُ الْقُبُورِ وَ مَضَامِینُ اللُّحُودِ وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتِ شَخْصاً مَرْئِیّاً وَ قَالَباً حِسِّیّاً لَأَقَمْتُ عَلَیْكِ حُدُودَ اللَّهِ فِی عِبَادٍ غَرَرْتِهِمْ بِالْأَمَانِیِّ وَ أُمَمٍ أَلْقَیْتِهِمْ فِی الْمَهَاوِی وَ مُلُوكٍ أَسْلَمْتِهِمْ إِلَی التَّلَفِ وَ أَوْرَدْتِهِمْ مَوَارِدَ الْبَلَاءِ إِذْ لَا وِرْدَ وَ لَا صَدَرَ هَیْهَاتَ مَنْ وَطِئَ دَحْضَكِ زَلِقَ وَ مَنْ رَكِبَ لُجَجَكِ غَرِقَ وَ مَنِ ازْوَرَّ عَنْ حِبَالِكِ وُفِّقَ وَ السَّالِمُ مِنْكِ لَا یُبَالِی إِنْ ضَاقَ بِهِ مُنَاخُهُ وَ الدُّنْیَا عِنْدَهُ كَیَوْمٍ حَانَ انْسِلَاخُهُ اعْزُبِی عَنِّی فَوَ اللَّهِ لَا أَذِلُّ لَكِ فَتَسْتَذِلِّینِی وَ لَا أَسْلَسُ لَكِ فَتَقُودِینِی وَ ایْمُ اللَّهِ یَمِیناً أَسْتَثْنِی فِیهَا بِمَشِیئَةِ اللَّهِ لَأَرُوضَنَّ نَفْسِی رِیَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَی الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَیْهِ مَطْعُوماً وَ تَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً وَ لَأَدَعَنَّ مُقْلَتِی كَعَیْنِ مَاءٍ نَضَبَ مَعِینُهَا مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا أَ تَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْیِهَا فَتَبْرُكَ وَ تَشْبَعُ الرَّبِیضَةُ عَنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ وَ یَأْكُلُ عَلِیٌّ مِنْ زَادِهِ فَیَهْجَعَ قَرَّتْ إِذاً عَیْنُهُ إِذَا اقْتَدَی بَعْدَ السِّنِینَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِیمَةِ الْهَامِلَةِ وَ السَّائِمَةِ الْمَرْعِیَّةِ طُوبَی لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَی رَبِّهَا فَرْضَهَا وَ عَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا وَ هَجَرَتْ فِی اللَّیْلِ غُمْضَهَا حَتَّی إِذَا غَلَبَ الْكَرَی عَلَیْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا وَ تَوَسَّدَتْ كَفَّهَا فِی مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُیُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ وَ تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ وَ هَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ وَ تَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ (3) فَاتَّقِ اللَّهَ یَا ابْنَ حُنَیْفٍ وَ لْتَكْفِكَ أَقْرَاصُكَ لِیَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ (4).
ص: 342
إیضاح: المأدبة بضم الدال الطعام یدعی إلیه القوم و العائل الفقیر و الجفاء نقیض الصلة و القضم الأكل بأطراف الأسنان و ظاهر كلامه علیه السلام أن النهی عن إجابة مثل هذه الدعوة من وجهین أحدهما أنه من طعام قوم عائلهم مجفو و غنیهم مدعو فهم من أهل الرئاء و السمعة فالأحری عدم إجابتهم و ثانیهما أنه مظنة المحرمات فیمكن أن یكون النهی عاما علی الكراهة أو خاصا بالولاء فیحتمل أن یكون النهی للتحریم و یمكن أن یستفاد من قوله تستطاب لك الألوان وجه آخر من النهی و هو المنع من إجابة دعوة المسرفین و المبذرین و یحتمل أیضا الكراهة و التحریم و العموم و الخصوص.
و الطمر بالكسر الثوب الخلق و الطمران الإزار و الرداء و القرصان للغداء و العشاء و التبر من الذهب ما كان غیر مضروب و بعضهم یقول للفضة أیضا و القمح البر و الجشع أشد الحرص و المبطان الذی لا یزال عظیم البطن من كثرة الأكل و الغرث الجوع و الحری (1) العطش و الهمزة فی قوله أ و أكون للاستفهام و الواو للعطف و البطنة أن یمتلئ من الطعام امتلاء شدیدا و القد بالكسر سیر یقد من جلد غیر مدبوغ.
قوله علیه السلام و لا أشاركهم معطوف علی أقنع أو یقال أو الواو للحال و طعام جشیب أی غلیظ قوله كالبهیمة هذا تشبیه للأغنیاء لاهتمامهم بالتلذذ بما یحضر عندهم قوله أو المرسلة تشبیه للفقراء الذین یحصلون من كل وجه ما یتلذذون به و لیس همتهم إلا ذلك و التقمم أكل الشاة ما بین یدیها بمقمتها أی بشفتیها قوله علیه السلام تكترش أی تملأ بها كرشه و هو لكل مجتر(2) بمنزلة المعدة للإنسان قوله علیه السلام عما یراد بها أی من الذبح و الاستخدام و المتاهة محل التیه و هو الضلال و الباء فی قعد به للتعدیة.
ص: 343
و قال الفیروزآبادی: النزال بالكسر أن ینزل الفریقان عن إبلهما إلی خیلهما فیضاربوا(1) قوله علیه السلام و الرواتع أی الأشجار الراتعة من قولهم رتع رتوعا أكل و شرب ما شاء فی خصب و العذی بالكسر الزرع لا یسقیه إلا ماء المطر الصنو بالكسر المثل و أصله أن تطلع النخلتان من عرق واحد و فی بعض النسخ كالضوء من الضوء أی كالضوء المنعكس من ضوء آخر كنور القمر المستفاد من ضوء الشمس قوله علیه السلام و الذراع من العضد وجه التشبیه أن العضد أصل للذراع و الذراع وسیلة إلی التصرف و البطش بالعضد و الركس رد الشی ء مقلوبا.
و قال ابن میثم سمی معاویة معكوسا لانعكاس عضدیه و مركوسا لكونه تاركا للفطرة الأصلیة و یحتمل أن یكون تشبیها له بالبهائم قوله علیه السلام حتی یخرج أی حتی یخرج (2) معاویة أو جمیع المنافقین من بین المؤمنین و یخلصهم من وجودهم كما یفعل من یصفی الغلة.
و قال الجوهری الغارب ما بین السنام و العنق و منه قولهم حبلك علی قاربك أی اذهبی حیث شئت و أصله أن الناقة إذا رعت و علیها الخطام ألقی علی غاربها لأنها إذا رأت الخطام لا یهنؤها شی ء انتهی (3).
و المداحض المزالق و الحبائل المصائد و المداعب من الدعابة و هی المزاح و الزخرف الذهب و كمال حسن الشی ء و المهوی و المهواة ما بین الجبلین و الصدر بالتحریك الرجوع عن الماء خلاف الورود و ازور عنه عدل و انحرف و ضیق المناخ كنایة عن شدائد الدنیا كالفقر و المرض و الحبوس و السجون و حان أی قرب و رجل سلس أی منقاد لین و هش أی فرح و استبشر و نضب الماء غار و نفد و ماء معین أی ظاهر علی وجه الأرض و الربیضة جماعة من البقر و الغنم
ص: 344
و ربوض الغنم و البقر و الفرس و الكلب مثل بروك الإبل و الهجوع النوم لیلا و الهمل بالتحریك الإبل بلا راع یقال إبل همل و هاملة قوله و عركت بجنبها یقال یعرك الأذی بجنبه أی یحتمله و یقال ما اكتحلت غمضا أی ما نمت و الكری النعاس قوله علیه السلام و تقشعت أی زالت و ذهبت كما یتقشع السحاب.
«28»- نهج، [نهج البلاغة]: مِنْ خَبَرِ ضِرَارِ بْنِ ضَمْرَةَ الضَّبَائِیِّ عِنْدَ دُخُولِهِ عَلَی مُعَاوِیَةَ وَ مَسْأَلَتِهِ لَهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَیْتُهُ فِی بَعْضِ مَوَاقِفِهِ وَ لَقَدْ أَرْخَی اللَّیْلُ سُدُولَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِی مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَی لِحْیَتِهِ یَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِیمِ وَ یَبْكِی بُكَاءَ الْحَزِینِ وَ یَقُولُ یَا دُنْیَا یَا دُنْیَا إِلَیْكِ عَنِّی أَ بِی تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَیَّ تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِینُكِ هَیْهَاتَ غُرِّی غَیْرِی لَا حَاجَةَ لِی فِیكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ فِیهَا فَعَیْشُكِ قَصِیرٌ وَ خَطَرُكِ یَسِیرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِیرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ طُولِ الطَّرِیقِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ عِظَمِ الْمَوْرِدِ وَ خُشُونَةِ الْمَضْجَعِ (1).
بیان: السدیل ما أسدل علی الهودج و الجمع السدول و یقال هو یتململ علی فراشه إذا لم یستقر من الوجع و السلیم اللدیغ یقال سلمته الحیة أی لدغته و قیل إنما سمی سلیما تفؤلا بالسلامة و إلیك من أسماء الأفعال أی تنح و عنی متعلق بما فیه من معنی الفعل و یقال حان حینه أی قرب وقته و هذا دعاء علیها أی لا قرب وقت انخداعی بك و غرورك لی قوله علیه السلام غری غیری لیس الغرض الأمر بغرور غیره بل بیان أنه علیه السلام لا ینخدع بها بل غیره ینخدع بها قوله علیه السلام و أملك أی ما یؤمل منك و فیك.
«29»- لی، [الأمالی للصدوق] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَسِّنٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام : وَ اللَّهِ مَا دُنْیَاكُمْ عِنْدِی
ص: 345
إِلَّا كَسَفْرٍ عَلَی مَنْهَلٍ (1) حَلُّوا إِذْ صَاحَ بِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا وَ لَا لَذَاذَتُهَا فِی عَیْنِی إِلَّا كَحَمِیمٍ أَشْرَبُهُ غَسَّاقاً وَ عَلْقَمٍ أَتَجَرَّعُهُ (2) زُعَاقاً وَ سَمِّ أَفْعَاةٍ(3) أَسْقَاهُ دِهَاقاً وَ قِلَادَةٍ مِنْ نَارٍ أُوهِقُهَا خِنَاقاً وَ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِی هَذِهِ حَتَّی اسْتَحْیَیْتُ مِنْ رَاقِعِهَا وَ قَالَ لِیَ اقْذِفْ بِهَا قَذْفَ الْأُتُنِ لَا یَرْتَضِیهَا لِیُرَاقِعَهَا فَقُلْتُ لَهُ اعْزُبْ عَنِّی فَعِنْدَ الصَّبَاحِ یَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَی وَ تَنْجَلِی عَنَّا عُلَالاتُ الْكَرَی وَ لَوْ شِئْتُ لَتَسَرْبَلْتُ بِالْعَبْقَرِیِّ الْمَنْقُوشِ مِنْ دِیبَاجِكُمْ وَ لَأَكَلْتُ لُبَابَ هَذَا الْبُرِّ بِصُدُورِ دَجَاجِكُمْ وَ لَشَرِبْتُ الْمَاءَ الزُّلَالَ بِرَقِیقِ زُجَاجِكُمْ وَ لَكِنِّی أُصَدِّقُ اللَّهَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ حَیْثُ یَقُولُ مَنْ كانَ یُرِیدُ الْحَیاةَ الدُّنْیا وَ زِینَتَها نُوَفِّ إِلَیْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِیها وَ هُمْ فِیها لا یُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِینَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ(4) فَكَیْفَ أَسْتَطِیعُ الصَّبْرَ عَلَی نَارٍ لَوْ قَذَفَتْ بِشَرَرَةٍ إِلَی الْأَرْضِ لَأَحْرَقَتْ نَبْتَهَا وَ لَوِ اعْتَصَمَتْ نَفْسٌ بِقُلَّةٍ لَأَنْضَجَهَا وَهْجُ النَّارِ فِی قُلَّتِهَا وَ إِنَّمَا خُیِّرَ(5) لِعَلِیٍّ أَنْ یَكُونَ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مُقَرَّباً أَوْ یَكُونَ فِی لَظَی خَسِیئاً مُبَعَّداً مَسْخُوطاً عَلَیْهِ بِجُرْمِهِ مُكَذَّباً وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِیتَ عَلَی حَسَكِ السَّعْدَانِ مُرَقَّداً وَ تَحْتِی أَطْمَارٌ عَلَی سَفَاهَا مُمَدَّداً أَوْ أُجَرَّ فِی أَغْلَالِی مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ أَلْقَی فِی الْقِیَامَةِ مُحَمَّداً خَائِناً فِی ذِی یَتْمَةٍ أَظْلِمُهُ بِفَلْسِهِ مُتَعَمِّداً(6) وَ لَمْ أَظْلَمِ الْیَتِیمَ وَ غَیْرَ الْیَتِیمِ لِنَفْسٍ تُسْرِعُ إِلَی الْبِلَی قُفُولُهَا وَ یَمْتَدُّ فِی أَطْبَاقِ الثَّرَی حُلُولُهَا وَ إِنْ عَاشَتْ رُوَیْداً فَبِذِی الْعَرْشِ نُزُولُهَا مَعَاشِرَ شِیعَتِی احْذَرُوا فَقَدْ عَضَّتْكُمُ (7) الدُّنْیَا بِأَنْیَابِهَا تَخْتَطِفُ مِنْكُمْ نَفْساً بَعْدَ نَفْسٍ كَذِئَابِهَا وَ هَذِهِ مَطَایَا الرَّحِیلِ قَدْ أُنِیخَتْ لِرُكَّابِهَا أَلَا إِنَّ الْحَدِیثَ ذُو شُجُونٍ
ص: 346
فَلَا یَقُولَنَّ قَائِلُكُمْ إِنَّ كَلَامَ عَلِیٍّ مُتَنَاقِضٌ لِأَنَّ الْكَلَامَ عَارِضٌ وَ لَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُطَّانِ (1) الْمَدَائِنِ تَبِعَ بَعْدَ الْحَنِیفِیَّةِ عُلُوجَهُ وَ لَبِسَ مِنْ نَالَةِ دِهْقَانِهِ مَنْسُوجَهُ وَ تَضَمَّخَ بِمِسْكِ هَذِهِ النَّوَافِجِ صَبَاحَهُ وَ تَبَخَّرَ بِعُودِ الْهِنْدِ رَوَاحَهُ (2) وَ حَوْلَهُ رَیْحَانُ حَدِیقَةٍ یَشَمُّ
تُفَّاحَهُ وَ قَدْ مُدَّ لَهُ مَفْرُوشَاتُ الرُّومِ عَلَی سُرُرِهِ تَعْساً لَهُ بَعْدَ مَا نَاهَزَ السَّبْعِینَ مِنْ عُمُرِهِ وَ حَوْلَهُ شَیْخٌ یَدِبُّ عَلَی أَرْضِهِ مِنْ هَرَمِهِ وَ ذَا یَتْمَةٍ تَضَوَّرَ مِنْ ضُرِّهِ وَ مِنْ قَرْمِهِ فَمَا وَاسَاهُمْ بِفَاضِلَاتٍ مِنْ عَلْقَمِهِ لَئِنْ أَمْكَنَنِی اللَّهُ مِنْهُ لَأَخْضَمَنَّهُ خَضْمَ الْبُرِّ وَ لَأُقِیمَنَّ عَلَیْهِ حَدَّ الْمُرْتَدِّ وَ لَأَضْرِبَنَّهُ الثَّمَانِینَ بَعْدَ حَدٍّ وَ لَأَسُدَّنَّ مِنْ جَهْلِهِ كُلَّ مَسَدٍّ تَعْساً لَهُ أَ فَلَا شَعْرٌ أَ فَلَا صُوفٌ أَ فَلَا وَبَرٌ أَ فَلَا رَغِیفٌ قَفَارُ اللَّیْلِ إِفْطَارٌ مُقَدَّمٌ أَ فَلَا عَبْرَةٌ عَلَی خَدٍّ فِی ظُلْمَةِ لَیَالِی تَنْحَدِرُ وَ لَوْ كَانَ مُؤْمِناً لَاتَّسَقَتْ لَهُ الْحُجَّةُ إِذَا ضَیَّعَ مَا لَا یَمْلِكُ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ عَقِیلًا أَخِی وَ قَدْ أَمْلَقَ حَتَّی اسْتَمَاحَنِی مِنْ بُرِّكُمْ صَاعَةً وَ عَاوَدَنِی فِی عُشْرِ وَسْقٍ مِنْ شَعِیرِكُمْ یُطْعِمُهُ جِیَاعَهُ وَ یَكَادُ یَلْوِی ثَالِثَ أَیَّامِهِ خَامِصاً مَا اسْتَطَاعَهُ وَ رَأَیْتُ أَطْفَالَهُ شُعْثَ الْأَلْوَانِ (3) مِنْ ضُرِّهِمْ كَأَنَّمَا اشْمَأَزَّتْ وُجُوهُهُمْ مِنْ قُرِّهِمْ فَلَمَّا عَاوَدَنِی فِی قَوْلِهِ وَ كَرَّرَهُ أَصْغَیْتُ إِلَیْهِ سَمْعِی فَغَرَّهُ وَ ظَنَّنِی أُوتِغُ دِینِی فَأَتَّبِعُ مَا سَرَّهُ أَحْمَیْتُ لَهُ حَدِیدَةً یَنْزَجِرُ(4) إِذْ لَا یَسْتَطِیعُ مِنْهَا دُنُوّاً وَ لَا یَصْبِرُ ثُمَّ أَدْنَیْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ فَضَجَّ مِنْ أَلَمِهِ ضَجِیجَ ذِی دَنَفٍ یَئِنُّ مِنْ سُقْمِهِ وَ كَادَ یَسُبُّنِی سَفَهاً مِنْ كَظْمِهِ وَ لِحَرْقَةٍ فِی لَظًی أَضْنَی لَهُ مِنْ عُدْمِهِ فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ یَا عَقِیلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِیدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِمَدْعَبِهِ وَ تَجُرُّنِی إِلَی نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا مِنْ غَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَی وَ لَا أَئِنُّ مِنْ لَظَی وَ اللَّهِ لَوْ سَقَطَتِ الْمُكَافَاةُ عَنِ الْأُمَمِ وَ تُرِكَتْ فِی مَضَاجِعِهَا بَالِیَاتٌ فِی الرِّمَمِ لَاسْتَحْیَیْتُ
ص: 347
مِنْ مَقْتِ رَقِیبٍ یَكْشِفُ فَاضِحَاتٍ مِنَ الْأَوْزَارِ تَنَّسِخُ فَصَبْراً عَلَی دُنْیَا تَمُرُّ بِلَأْوَائِهَا كَلَیْلَةٍ بِأَحْلَامِهَا تَنْسَلِخُ كَمْ بَیْنَ نَفْسٍ فِی خِیَامِهَا نَاعِمَةٌ وَ بَیْنَ أَثِیمٍ فِی جَحِیمٍ یَصْطَرِخُ فَلَا تَعَجُّبَ (1) مِنْ هَذَا وَ أَعْجَبُ بِلَا صُنْعٍ مِنَّا مِنْ طَارِقٍ طَرَقَنَا بِمَلْفُوفَاتٍ زَمَّلَهَا فِی وِعَائِهَا وَ مَعْجُونَةٍ بَسَطَهَا فِی إِنَائِهَا فَقُلْتُ لَهُ أَ صَدَقَةٌ أَمْ نَذْرٌ أَمْ زَكَاةٌ وَ كُلُّ ذَلِكَ یَحْرُمُ عَلَیْنَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ عُوِّضْنَا مِنْهُ خُمُسَ ذِی الْقُرْبَی فِی الْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ فَقَالَ لِی لَا ذَاكَ وَ لَا ذَاكَ وَ لَكِنَّهُ هَدِیَّةٌ فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ أَ فَعَنْ دِینِ اللَّهِ تَخْدَعُنِی بِمَعْجُونَةٍ عَرَّقْتُمُوهَا بِقَنْدِكُمْ وَ خَبِیصَةٍ(2) صَفْرَاءَ أَتَیْتُمُونِی بِهَا بِعَصِیرِ تَمْرِكُمْ أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ تَهْجُرُ أَ لَیْسَتِ النُّفُوسُ عَنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مَسْئُولَةً فَمَا ذَا أَقُولُ فِی مَعْجُونَةٍ أَتَزَقَّمُهَا مَعْمُولَةً وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِیتُ الْأَقَالِیمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا وَ اسْتُرِقَّ لِی قُطَّانُهَا مُذْعِنَةً بِأَمْلَاكِهَا عَلَی أَنْ أَعْصِیَ اللَّهَ فِی نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا شَعِیرَةً فَأَلُوكَهَا مَا قَبِلْتُ وَ لَا أَرَدْتُ وَ لَدُنْیَاكُمْ أَهْوَنُ عِنْدِی مِنْ وَرَقَةٍ فِی فِی جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا وَ أَقْذَرُ عِنْدِی مِنْ عُرَاقَةِ خِنْزِیرٍ یَقْذِفُ بِهَا أَجْذَمُهَا وَ أَمَرُّ عَلَی فُؤَادِی مِنْ حَنْظَلَةٍ یَلُوكُهَا ذُو سُقْمٍ فَیَبْشَمُهَا فَكَیْفَ أَقْبَلُ مَلْفُوفَاتٍ (3) عَكَمْتَهَا فِی طَیِّهَا وَ مَعْجُونَةً كَأَنَّهَا عُجِنَتْ بِرِیقِ حَیَّةٍ أَوْ قَیْئِهَا اللَّهُمَّ إِنِّی نَفَرْتُ عَنْهَا نِفَارَ الْمُهْرَةِ مِنْ كَیِّهَا أُرِیهِ السُّهَا وَ یُرِینِی الْقَمَرَ أَ أَمْتَنِعُ مِنْ وَبَرَةٍ مِنْ قَلُوصِهَا سَاقِطَةٍ وَ أَبْتَلِعُ إِبِلًا فِی مَبْرَكِهَا رَابِطَةً أَ دَبِیبَ الْعَقَارِبِ مِنْ وَكْرِهَا أَلْتَقِطُ أَمْ قَوَاتِلَ الرُّقْشِ فِی مَبِیتِی أَرْتَبِطُ فَدَعُونِی أَكْتَفِی مِنْ دُنْیَاكُمْ بِمِلْحِی وَ أَقْرَاصِی فَبِتَقْوَی اللَّهِ أَرْجُو خَلَاصِی مَا لِعَلِیٍّ وَ نَعِیمٍ یَفْنَی وَ لَذَّةٍ تَنْحَتُهَا الْمَعَاصِی سَأَلْقَی وَ شِیعَتِی رَبَّنَا بِعُیُونٍ سَاهِرَةٍ(4) وَ بُطُونٍ خِمَاصٍ لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكافِرِینَ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سَیِّئَاتِ الْأَعْمَالِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (5).
ص: 348
بیان: الغساق بالتخفیف و التشدید ما یسیل من صدید أهل النار و غسالتهم أو ما یسیل من دموعهم و العلقم شجر مر و یقال للحنظل و لكل شی ء مر علقم و السم الزعاق هو الذی یقتل سریعا و الماء الزعاق الملح الغلیظ لا یطاق شربه و الدهاق الممتلئ و الوهق محركة و یسكن الحبل یرمی به فی أنشوطة(1) فیؤخذ به الدابة و الإنسان و المدرعة القمیص قوله قذف الأتن هو بضمتین جمع الأتان و هی الحمارة و التشبیه بقذفها لكونها أشد امتناعا للحمل من غیرها و ربما یقرأ الأبن بالباء الموحدة المفتوحة و ضم الهمزة جمع الأبنة و هی العیب و القبیح فیكون الإضافة إلی المفعول و العلالة بالضم بقیة كل شی ء و الكری النعاس و النوم أی من یسیر باللیل یعرضه فی الیوم نعاس لكن ینجلی عنه بعد النوم فكذلك یذهب مشقة الطاعات بعد الموت و فی بعض النسخ غلالات بالغین المعجمة جمع الغلالة بالكسر و هی شعار تلبس تحت الثوب استعیر لما یشتمل الإنسان من حالة النوم و فی بعض النسخ غیابات الكری كما فی مجمع الأمثال للمیدانی و فی بعضها عمایات كما فی مستقصی الزمخشری قال الجوهری الغیابة كل شی ء أظل الإنسان فوق رأسه مثل السحابة و الغبرة و الظلمة و نحو ذلك (2) و فی النهایة فیه فی عمایة الصبح أی فی بقیة ظلمة اللیل (3).
و قال المیدانی عند الصباح یحمد القوم السری قال المفضل إن أول من قال ذلك خالد بن الولید لما بعث إلیه أبو بكر و هو بالیمامة أن سر إلی العراق فأراد سلوك المفازة(4) فقال له رافع الطائی قد سلكتها فی الجاهلیة هی خمس للإبل الواردة(5) و لا أظنك تقدر علیها إلا أن تحمل الماء(6) فاشتری مائة
ص: 349
شارف (1) فعطشها ثم سقاها الماء حتی رویت ثم كتبها و كعم أفواهها(2) ثم سلك المفازة حتی إذا مضی یومان و خاف العطش علی الناس و الخیل و خشی أن یذهب ما فی بطون الإبل نحر الإبل و استخرج ما فی بطونها من الماء فسقی الناس و الخیل و مضی فلما كان فی اللیلة الرابعة قال رافع انظر هل تری بیدرا(3) عظاما فإن رأیتموها و إلا فهو الهلاك فنظر الناس فرأوا البیدر(4) فأخبروه فكبر و كبر الناس ثم هجموا علی الماء فقال خالد:
لله در رافع أن اهتدی***فوز من قراقر إلی سری (5) خمسا إذا سار به الجیش بكی***ما سارها من قبله أیش تری (6)
عند الصباح یحمد القوم السری***و تنجلی عنهم غیابات الكری
یضرب للرجل یحتمل المشقة رجاء الراحة انتهی (7).
و قال فی المستقصی بعد إیراد المثل إذا أصبح الذین قاسوا كذ السری و قد خلفوا البعد تبجحوا بذلك و حمدوا ما فعلوا یضرب فی الحث علی مزاولة الأمر بالصبر و توطین النفس حتی تحمد عاقبته قال الجلیح:
إنی إذا الجیش علی الكور انثنی***لو سأل الماء فدی لأفتدی
و قال كم أتعبت قلت قد أری***عند الصباح یحمد القوم السری
و تنجلی منهم عمایات الكری (8).
و العبقری هو الدیباج و قیل البسط الوشیة و قیل الطنافس الثخان قوله علیه السلام و لو اعتصمت أی بعد قذف الشررة لو التجأت نفس أی رأس جبل لأنضج
ص: 350
تلك النفس وهج النار بسكون الهاء أی اتقادها و حرها و الضمیر فی قلتها للنفس أو للنار و الإضافة للملابسة(1) و الخسی ء الصاغر و المبعد و السعدان نبت له حسك و هو من أفضل مراعی الإبل و الأطمار جمع طمر بالكسر و هو الثوب الخلق البالی و السفا التراب الذی تسفیه الریح و كل شجر له شوك و الضمیر فی سفاها راجع إلی الأرض بقرینة المقام أو إلی حسك السعدان أی ما ألقته الریاح من تلك الأشجار و قیل الواو للحال عن ضمیر مرقدا قدم للسجع و أطمار بكسر الراء علی حذف یاء المتكلم یرید أطماره الملبوسة له بدون فراش علی حده و الظرف متعلق بممدد و الضمیر فی سفاها لسعدان (2) و ممددا علی صیغة اسم المفعول حال أخری عن ضمیر أبیت و فائدة ذكر هذه الفقرة أن البیتوتة علی حسك السعدان علی قسمین الأول البیتوتة علی الساقط منه و الشدة فیها قلیلة الثانی البیتوتة علیه حین هو علی الشجرة و الشدة فیها عظیمة و لا سیما إذا لم یكن مع فراش و هو المراد هنا.
و فی النهایة قفل یقفل قفولا إذا عاد من سفره و قد یقال للسفر قفول للذهاب و المجی ء انتهی (3) فالمراد هنا رجوعها من الشباب إلی المشیب الذی معد للبلی و الاندراس أو إلی الآخرة فإنها المكان الأصلی و فیها تبلی الأجساد و یحتمل أن یكون جمع قفل بالضم فإنه یجمع علی أقفال و قفول فاستعیر هنا لمفاصل الجسد قوله علیه السلام رویدا أی قلیلا و الضمیر فی قوله كذئابها راجع إلی الدنیا أی كما تخطف الذئاب فی الدنیا الأغنام من القطیع و الشجون الطرق و یقال الحدیث ذو شجون أی یدخل بعضه فی بعض ذكره الجوهری (4).
و المراد بالتناقض هنا عدم التناسب و لقد أبدع من حمله علی ظاهره و أوله
ص: 351
بأن المعنی لا یزعم زاعم أنه مناقض لكلام آخر له مذكور فی الكافی (1) موافقا لقوله تعالی قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ (2) الآیة كما توهمه عاصم بن زیاد و معنی عارض أنه لا یلزم طریقة واحدة بل هو بحسب اقتضاء المقام فإن كان فی مقام بیان حال الأمراء حسن فیه ذم الزینة و أكل الطیبات و إن كان فی مقام بیان حال الرعیة قبح فیه الذم المذكور إلا إذا لم یكن مؤمنا وافیا بحقوق ماله كما سیشیر إلیه انتهی و لا یخفی ما فیه.
و الرجل الذی ذمه یحتمل أن یكون معاویة بل هو الظاهر فالمدائن جمع المدینة لا الناحیة الموسومة بذلك و المراد بعلوجه آباؤه الكفرة شبههم فی كفرهم بالعلوج (3) و النالة جمع النائل و هو العطاء كالقادة و الزادة و النال أیضا العطاء أو هو مصدر بمعنی المفعول یقال نلته أناله نیلا و ناله أی أصبته و الضمیر فی منسوجه راجع إلی الدهقان أو إلی النالة بتأویل أی لیس من عطایا دهقانه أو مما أصاب و أخذ منه ما نسجه الدهقان أو ما كان منسوجا من عطایاه و تضمخ بالطیب تلطخ به و النوافج جمع نافجة معرب نافة و نفح الطیب نفاحا بالضم أی فاح (4) و یقال ناهز الصبی البلوغ أی داناه ذكره الجوهری (5) و قال دب الشیخ أی مشی مشیا رویدا(6) و الضمیر فی أرضه إما راجع إلی الشیخ أو الرجل و قال الجزری فیه أنه دخل علی امرأة و هی تتضور من شدة الحمی أی تتلوی و تصیح و تتقلب ظهرا لبطن (7) و الضر بالضم سوء الحال و القرم شدة شهوة اللحم (8) و العلقم الحنظل و كل شی ء مر و إنما شبه ما یأكله من الحرام بالعلقم
ص: 352
لسوء عاقبته و كثیرا ما یشبه الحرام فی عرف العرب و العجم بسم الحیة و الحنظل و الخضم الأكل بأقصی الأضراس و ضرب الثمانین لشرب الخمر أو قذف المحصنة.
و قوله و لأسدن من جهله كل مسد كنایة عن إتمام الحجة و قطع أعذاره أو تضییق الأمر علیه قوله أ فلا رغیف بالرفع و یجوز فی مثله الرفع و النصب و البناء علی الفتح و القفار بالفتح ما لا إدام معه من الخبز و أضیف إلی اللیل و هو صفة للرغیف و إفطار و مقدم أیضا صفتان له و فی بعض النسخ للیل إفطار معدم فالظرف صفة أخری لرغیف و لیل مضاف إلی الإفطار المضاف إلی المعدم أی الفقیر.
و الاتساق الانتظام و الإملاق الفقر و الاستماحة طلب السماحة و الجود و عاوده بالمسألة أی سأله مرة بعد أخری قوله یكاد یلوی لعله من لی الغریم و هو مطله أی یماطل أولاده فی ثالث الأیام ما استطاع حال كونه خامصا أی جائعا و الشعث انتشار الأمر و الأشعث المغبر الرأس و اشمأز الرجل انقبض و القر بالضم البرد و أوتغ أهلك قوله فأتبع علی صیغة المتكلم أو الغیبة و علی الأخیر لعله إشارة إلی ذهابه إلی معاویة و السفه خفة الحلم استعمل هنا فی مطلق الخفة أو استناده إلی الكظم مجازی أو من تعلیلیة و فیه تقدیر مضاف أی بسبب قلة كظمه للغیظ و قوله لحرقة عطف علی قوله سفها و لما لم یكن الحرقة كالسفه من فعل الساب أتی باللام و أضنی أفعل من قولهم ضنی كرضی ضنا أی مرض مرضا مخامرا كلما ظن برؤه نكس و هو صفة لحرقة أی كاد یسبنی لحرقة كانت أمرض له من عدمه الذی كان به و یمكن أن یقرأ بفتح اللام إی و اللّٰه لحرقة فی جهنم أمض و أمرض له من فقره أو فی هذه النار فكیف نار دار القرار و سجرت التنور أسجره سجرا أحمیته قوله و تركت علی بناء المجهول أی الأمم و الرمم جمع الرمة و هی العظم البالی و فیه تجرید و الحاصل كونها
ص: 353
رمیما و قیل المراد بالرمة هنا الأرضة(1) یعنی أشباهها و الرمة أیضا النملة ذات الجناحین و فی بمعنی مع نحو خرج علی قومه فی زینته (2).
قوله علیه السلام من مقت رقیب قال السید الداماد علی الإضافة إلی المفعول أی مقتی إیاه و لا یخفی ما فیه و قال رحمه اللّٰه تنسخ بفتح تاء المضارعة و تشدید النون إدغاما لنون الانفعال فی نون جوهر الكلمة و هو مطاوع نسخه ینسخه نسخا كمنعه یمنعه منعا إما من النسخ بمعنی إثبات الشی ء و نقل صورته من موضع إلی موضع آخر و منه نسخت الكتاب و انتسخته و استنسخته و فی تنزیل الكریم إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (3) و إما من نسخ الشی ء أو الحكم بمعنی إبطاله و إزالته بشی ء أو حكم آخر یتعقبه و منه ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَیْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها(4) و تنسخ فی قوله متعلقة بفاضحات الأمور و محلها النصب علی الحالیة و أما فی نظائر ذلك كما فی سمعته یقول و رأیته یمشی فیحتمل الحال و التمییز فلیعلم انتهی.
أقول: لعل معناه علی الثانی ذهاب ثمراتها و لذاتها.
قوله علیه السلام فصبرا أی اصبروا صبرا و الفاء للتفریع و الباء فی قوله بلأوائها بمعنی مع و اللأواء الشدة و الأحلام جمع حلم بالضم و بضمتین و هی الرؤیا و الظرف متعلق بتنسلخ و الجملة صفة لیلة و انسلاخ الوقت مضیه قوله علیه السلام كم بین نفس كم للاستفهام التعجبی و الضمیر فی خیامها راجع إلی الجنة لكونها معلومة و إن لم یسبق ذكرها و الاصطراخ الصیاح الشدید للاستغاثة. قوله علیه السلام بلا صنع منا حال عن مفعول أعجب أی أعجب مما صدر من طارق منا من غیر أن یكره منا فیما فعله مدخل و فی بعض النسخ ما صنع مفعول أعجب و منا فاعل صنع أی رجل منا و هذا جائز فی من
ص: 354
التبعیضیة و من فی قوله من طارق بیانیة و یحتمل أن یكون صلة التعجب بدلا من قوله ما صنع ثم أعجب من قائل قرأ ما صنع علی بناء المجهول و منا مصدر من علیه إذا أنعم و قال المصنوع الطعام كالصنیع و منا مفعول له و من طارق صفة منا.
قوله علیه السلام زملها أی لفها قوله علیه السلام أم نذر لعل المراد كفارة النذر و یحتمل أن یكون المراد بالصدقة سائر الكفارات الواجبة و لو كان المراد الصدقة المستحبة ففی التحریم تجوز علی المشهور بین الأصحاب و الزقم اللقم الشدید و الشرب المفرط. قوله علیه السلام مذعنة بأملاكها الضمیر راجع إلی القطان أی معترفة بأنی أملكها و یحتمل إرجاعه إلی الأقالیم أی مذعنة بأنی أملك الأقالیم و لیس لهم فیها حق و قوله أسلبها بدل أعصی أو عطف بیان له و اللوك العلك و هو دون المضغ و قبحه یدل علی قبح العلك بطریق أولی و علی قبح السلب بغیر انتفاع أیضا بطریق أولی لأن النفس قد تنازع إلی السلب فی صورة الانتفاع بخلاف غیرها كما قیل و فی بعض النسخ عرادة مكان جرادة و هی الجرادة الأنثی و العراقة بالضم العظم إذا أكل لحمه و ضمیر بها للجرادة و ضمیر أجذمها للدنیا أو الجرادة بأدنی ملابسة و الجذام هو الداء المعروف المسری و فیه من المبالغات فی الإنكار ما لا یتصور فوقها و كذا فی الحنظلة التی مضغها ذو السقم فبشمها أی لفظها بغضا و عداوة لها فلفظه مع اختلال ذائقته یدل علی كمال مرارته و ملفوظة أقذر من ملفوظ غیره لمرارة فیه و لتوهم سرایة مرضه أیضا.
و عكمت المتاع شددته و المراد بالطی هنا ما یطوی فیه الشی ء أی المطوی علی الشی ء و الضمیر راجع إلی الملفوفات و المهر ولد الفرس قوله علیه السلام أریه السها أی إنی فی وفور العلم و دقة النظر أری الناس خفایا الأمور و هو یعامل معی معاملة من یخفی علیه أوضح الأمور عند إرادة مخادعتی.
قال الزمخشری فی مستقصی الأمثال أریها السها و ترینی القمر السها هو
ص: 355
كوكب صغیر خفی فی بنات النعش و أصله أن رجلا كان یكلم امرأة بالخفی الغامض من الكلام و هی تكلمه بالواضح البین فضرب السها و القمر مثلا لكلامه و كلامها یضرب لمن اقترح علی صاحبه شیئا فأجابه بخلاف مراده. قال الكمیت:
شكونا إلیه خراب السواد***فحرم علینا لحوم البقر
فكنا كما قال من قبلنا***أریها السها و ترینی القمر
الضمیر فی إلیه للحجاج بن یوسف شكا إلیه أهل السواد خراب السواد و ثقل الخراج فقال حرمت علیكم ذبح الثیران أراد بذلك أنها إذا لم تذبح كثرت و إذا كثرت كثرت العمارة و خف الخراج انتهی (1).
أقول: و أتی بهذا المثل فی مجمع الأمثال علی وجه آخر لا یناسب المقام و هو هكذا أریها استها و ترینی القمر قال قال الشرقی بن القطامی كانت فی الجاهلیة امرأة أكملت خلقا و جمالا و كانت تزعم أن أحدا لا یقدر علی جماعها لقوتها و كانت بكرا فخاطبها ابن ألغز الأبادی (2) و كان واثقا بما عنده علی أنه إن غلبها أعطته مائة من الإبل (3) فلما واقعها رأت لمحا باصرا و وهرا شدیدا(4) و أمرا لم تر مثله قط فقال (5) كیف ترین قالت طعنا بالركبة یا ابن ألغز قال انظری إلیه فیك قالت القمر هذا.
فقال أریها استها و ترینی القمر فأرسلها مثلا و ظفر بها فأخذ مائة من الإبل و بعضهم یروی أریها السها و ترینی القمر یضرب لمن یغالط فیما لا یخفی (6).
و القلوص من النوق الشابة و الاستفهام للإنكار أی إنی لزهدی أمتنع
ص: 356
من أخذ وبرة ساقطة من ناقة فكیف أبتلع إبلا كثیرة رابطة فی مرابطها لملاكها و قیل القلوص بفتح القاف من الإبل الباقیة علی السیر خصها بالذكر لأن الوبر الساقط من الإبل حین السیر أهون عند صاحبها من الساقط من الرابطة و منه یظهر فائدة قید الربط فی الأخیر.
قوله علیه السلام: أ دبیب العقارب قال الجوهری كلما مشی علی وجه الأرض دابة و دبیب (1) أی ألتقط العقارب الكبیرة التی تدب من وكرها أی جحرها مجازا فإنها إذا أرید أخذها من جحرها كان أشد للدغها شبه بها الأموال المحرمة المنتزعة من محالها و مما ینبغی شرعا أن یكون فیه لما یترتب علی أخذها من العقوبات الأخرویة و قال بعض الأفاضل الدبیب مصدر دب من باب ضرب إذا مشی و هو مفعول ألتقط و فی الكلام مجاز یقال دبت عقارب فلان علینا أی طعن فی عرضنا فالمقصود أ أجعل عرضی فی عرضه طعن الناس طعنا صادقا لا افتراء فیه و كان طعنهم صدقا و ناشیا من وكره و محله لأن أخذ الرشوة الملفوفات إذا صدر عن التارك لجمیع الدنیا للاحتراز عن معصیته فی نملة من السفاهة بحیث لا یخفی انتهی و الرقش بالضم جمع الرقشاء و هی الأفعی سمیت بذلك لترقیش فی ظهرها و هی خطوط و نقط و الارتباط شد الفرس و نحوه للانتفاع به قوله تنتجها المعاصی أی تفیدها و فی بعض النسخ تنحتها من النحت و هو بری النبل و نحوه ففیه استعارة.
أقول: سیجی ء تفسیر بعض الفقرات فیما سیأتی فی باب جوامع المكارم و إنما أطنبنا الكلام فی هذه الخطبة و كررنا إیرادها لكثرة فوائدها و احتیاجها إلی الشرح.
ص: 357
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد و آله الطاهرین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم أجمعین.
و بعد: فإنّ اللّٰه المنّان قد وفّقنا لتصحیح هذا الجزء و هو الجزء السادس من أجزاء المجلّد التاسع من الأصل و الجزء المكمل للأربعین حسب تجزءتنا- من كتاب بحار الأنوار و تخریج أحادیثه و مقابلتها علی ما بأیدینا من المصادر و بذلنا فی ذلك غایة جهدنا علی ما یراه المطالع البصیر و قد راجعنا فی تصحیح الكتاب و تحقیقه و مقابلته نسخاً مطبوعة و مخطوطة إلیك تفصیلها:
«1»- النسخة المطبوعة بطهران فی سنة 1307 بأمر الواصل إلی رحمة اللّٰه و غفرانه الحاجّ محمّد حسن الشهیر ب «كمپانیّ» و رمزنا إلی هذه النسخة ب (ك) و هی تزید علی جمیع النسخ التی عندنا كما أشار إلیه العلّامة الفقید الحاجّ میرزا محمّد القمیّ المتصدّی لتصحیحها فی خاتمة الكتاب، فجعلنا الزیادات التی وقفنا علیها بین معقوفین هكذا [...] و ربّما أشرنا إلیها فی ذیل الصفحات.
«2»- النسخة المطبوعة بتبریز فی سنة 1297 بأمر الفقید السعید الحاجّ إبراهیم التبریزیّ و رمزنا إلیها ب (ت).
«3»- نسخة كاملة مخطوطة بخطّ النسخ الجیّد علی قطع كبیر تاریخ كتابتها 1280 و رمزنا إلیها ب (م).
«4»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع كبیر و قد سقط منها من أواسط الباب 98: «باب زهده علیه السلام و تقواه» و رمزنا إلیها ب (ح).
ص: 358
«5»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع متوسط و هذه الأخیرة أصحّها و أتقنها و فی هامش صحیفة منها خطّ المؤلّف قدسّ سرّه و تصریحه بسماعه إیّاها فی سنة 1109 و لكنّها أیضاً ناقصة من أواسط الباب 96: «باب ما علّمه الرسول صّلی الّله علیه و آله عند وفاته» و رمزنا إلیها ب (د).
و هذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الأستاذ السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر بالمحدّث لا زال موفّقاً لمرضاة اللّٰه.
و قد اعتمدنا فی تخریج أحادیث الكتاب و ما نقلناه المصنّف فی بیاناته أو ما علّقناه و ذیّلناه فی فهم غرائب ألفاظه و مشكلاته علی كتب أوعزنا إلیها فی المجلّد التاسع و الثلاثین لا نطیل الكلام بذكرها هنا فمن أرادها فلیرجع هناك.
فنسأل اللّٰه التوفیق لإنجاز هذا المشروع و نرجو من فضله أن یجعله ذخرا لنا لیوم تشخص فیه الأبصار.
رمضان المبارك 1381
یحیی العابدیّ الزنجانیّ السیّد كاظم الموسوی المیامویّ
ص: 359
بسمه تعالی و له الحمد
إلی هنا انتهی الجزء المكمل للأربعین من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء السادس من المجلّد التاسع فی تاریخ أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه و سلامه علیه حسب تجزءة المصنّف أعلی اللّٰه مقامه یحوی زهاء ألف حدیث فی ثمانیة أبواب غیر ما حوی من المباحث العلمیّة و الكلامیّة.
و لقد بذلنا الجهد عند طبعها فی التصحیح و المقابلة فخرج بعون اللّٰه و فضله نقیّاً من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر.
محمد باقر البهبودی
ص: 360
الموضوع/ الصفحه
الباب 91 جوامع مناقبه صلوات اللّٰه علیه و فیه كثیر من النصوص 116- 1
الباب 92 ما جری من مناقبه و مناقب الأئمّة من ولده علیهم السلام علی لسان أعدائهم 126- 117
أبواب كرائم خصاله و محاسن أخلاقه و أفعاله صلوات اللّٰه علیه و علی آله
الباب 93 علمه علیه السلام و أنّ النبیّ صّلی الّله علیه و آله علّمه ألف باب و أنّه كان محدّثا 200- 127
الباب 94 أنّه علیه السلام باب مدینة العلم و الحكمة 207- 200
الباب 95 أنّه صلوات اللّٰه علیه كان شریك النبی صّلی الّله علیه و آله فی العلم دون النبوّة و أنّه علم كلّ ما علم صّلی الّله علیه و آله و أنّه أعلم من سائر الأنبیاء علیهم السلام 212- 208
الباب 96 ما علمه الرسول صّلی الّله علیه و آله عند وفاته و بعده و ما أعطاه من الاسم الأكبر و آثار علم النوّة و فیه بعض النصوص 218- 213
الباب 97 قضایاه صلوات اللّٰه علیه و ما هدی قومه إلیه ممّا أشكل علیهم من مصالحهم و قد أوردنا كثیرا من قضایاه فی باب علمه علیه السلام 317- 218
الباب 98 زهده و تقواه و ورعه علیه السلام 357- 318
ص: 361
ص: 362
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام
ضا: لفقه الرضا علیه السلام
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 363