بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الأطهار المجلد 39

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 39: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب تاریخ أمیر المؤمنین علیه السلام

تتمة أبواب فضائله و مناقبه صلوات اللّٰه علیه و هی مشحونة بالنصوص

باب 70 ما ظهر من فضله صلوات اللّٰه علیه یوم الخندق

«1»- یف، [الطرائف] رَوَی أَبُو هِلَالٍ الْعَسْكَرِیُّ فِی كِتَابِ الْأَوَائِلِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَلِیٌّ علیه السلام لَمَّا دَعَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ إِلَی الْبِرَازِ یَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ لَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ لِی قَالَ إِنَّهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ قَالَ وَ أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فَقَتَلَهُ وَ أَخَذَ النَّاسُ مِنْهُ.

وَ مِنْ غَیْرِ كِتَابِ الْأَوَائِلِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَذِنَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی لِقَاءِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ وَ خَرَجَ إِلَیْهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَرَزَ الْإِیمَانُ كُلُّهُ إِلَی الْكُفْرِ كُلِّهِ (1).

وَ مِنْ كِتَابِ صَدْرِ الْأَئِمَّةِ عِنْدَهُمْ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَكِّیُّ أَخْطَبُ خَوَارِزْمَ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمُبَارَزَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

أَقُولُ: رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حَیْدَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ وَ فِیهِ مِنْ عَمَلِ أُمَّتِی.

و روی صاحب كتاب الأربعین عن الأربعین عن إسحاق بن بشیر القرشی عن وهب بن الحكم عن أبیه عن جده عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله

وَ قَالَ الْعَلَّامَةُ فِی شَرْحِهِ عَلَی التَّجْرِیدِ قَالَ حُذَیْفَةُ: لَمَّا دَعَا عَمْرٌو إِلَی الْمُبَارَزَةِ أَحْجَمَ


1- 1. فی المصدر: إلی الشرك كله.
2- 2. الطرائف: 16، و فیه: أفضل من عبادة امتی.

الْمُسْلِمُونَ (1) كَافَّةً مَا خَلَا عَلِیّاً فَإِنَّهُ بَرَزَ إِلَیْهِ فَقَتَلَهُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ وَ الَّذِی نَفْسُ حُذَیْفَةَ بِیَدِهِ لَعَمَلُهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ عَمَلِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ كَانَ الْفَتْحُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی یَدِ عَلِیٍّ علیه السلاموَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَضَرْبَةُ عَلِیٍّ خَیْرٌ مِنْ عِبَادَةِ الثَّقَلَیْنِ. و ذكره القوشجی أیضا فی شرحه من غیر تفاوت.

وَ رَوَی الشَّیْخُ أَمِینُ الدِّینِ الطَّبْرِسِیُّ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ عِنْدَ سِیَاقِ هَذِهِ الْقِصَّةِ بِرِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: فَجَزَّ عَلِیٌّ علیه السلام رَأْسَهُ وَ أَقْبَلَ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَجْهُهُ یَتَهَلَّلُ (2) قَالَ حُذَیْفَةُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَلَوْ وُزِنَ الْیَوْمَ عَمَلُكَ بِعَمَلِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَرَجَحَ عَمَلُكَ بِعَمَلِهِمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَبْقَ بَیْتٌ مِنْ بُیُوتِ الْمُشْرِكِینَ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَهُ وَهْنٌ بِقَتْلِ عَمْرٍو وَ لَمْ یَبْقَ بَیْتٌ مِنْ بُیُوتِ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَهُ عِزٌّ بِقَتْلِ عَمْرٍو.

وَ رَوَی السَّیِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیُّ عَنِ الْحَاكِمِ أَبِی الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ زُبَیْدٍ الشَّامِیِّ عَنْ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: وَ كَانَ یَقْرَأُ وَ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ الْقِتَالَ بِعَلِیٍ (3).

أقول: و قال السید ابن طاوس فی كتاب سعد السعود: قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَضَرْبَةُ عَلِیٍّ لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

رواه موفق (4) بن أحمد المكی أخطب خطباء خوارزم فی كتاب المناقب و أبو هلال العسكری فی كتاب الأوائل (5).

و قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة فأما الجراحة التی جرحها یوم الخندق إلی عمرو بن عبد ود فإنها أجل من أن یقال جلیلة و أعظم من أن یقال عظیمة و ما هی إلا كما قال شیخنا أبو الهذیل و قد سأله سائل أیما أعظم منزلة عند اللّٰه علی أم أبو بكر فقال یا ابن أخی و اللّٰه لمبارزة علی عمرا یوم الخندق یعدل

ص: 2


1- 1. احجم عن الشی ء: كف أو نكص هیبة.
2- 2. أی یتلالا.
3- 3. مجمع البیان 8: 343.
4- 4. فی المصدر: و قد روی ذلك منهم اه.
5- 5. سعد السعود: 139.

أعمال المهاجرین و الأنصار و طاعاتهم كلها و تربی علیها فضلا عن أبی بكر وحده.

وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ مَا یُنَاسِبُ هَذَا بَلْ مَا هُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ رَوَی قَیْسُ بْنُ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ مَالِكٍ السَّعْدِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ حُذَیْفَةَ بْنَ الْیَمَانِ فَقُلْتُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ لَیَتَحَدَّثُونَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَنَاقِبِهِ فَیَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ الْبَصِیرَةِ إِنَّكُمْ لَتُفَرِّطُونَ فِی تَقْرِیظِ هَذَا الرَّجُلِ فَهَلْ أَنْتَ مُحَدِّثِی بِحَدِیثٍ عَنْهُ أَذْكُرُهُ لِلنَّاسِ فَقَالَ یَا رَبِیعَةُ وَ مَا الَّذِی تَسْأَلُنِی عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا الَّذِی أُحَدِّثُكَ بِهِ عَنْهُ وَ الَّذِی نَفْسُ حُذَیْفَةَ بِیَدِهِ لَوْ وُضِعَ جَمِیعُ أَعْمَالِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كِفَّةِ الْمِیزَانِ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی مُحَمَّداً إِلَی یَوْمِ النَّاسِ هَذَا وَ وُضِعَ عَمَلُ وَاحِدٍ مِنْ أَعْمَالِ عَلِیٍّ فِی الْكِفَّةِ الْأُخْرَی لَرَجَحَ عَلَی أَعْمَالِهِمْ كُلِّهَا فَقَالَ رَبِیعَةُ هَذَا الْمَدْحُ الَّذِی لَا یُقَامُ لَهُ وَ لَا یَعْقِدُ وَ لَا یُحْمَلُ إِنِّی لَأَظُنُّهُ إِسْرَافاً یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ حُذَیْفَةُ یَا لُكَعُ (1) وَ كَیْفَ لَا یُحْمَلُ وَ أَیْنَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ یَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ قَدْ عَبَرَ إِلَیْهِمْ عَمْرٌو وَ أَصْحَابُهُ فَمَلَكَهُمْ الْهَلَعُ (2) وَ الْجَزَعُ وَ دَعَا إِلَی الْمُبَارَزَةِ فَأَحْجَمُوا عَنْهُ حَتَّی بَرَزَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَتَلَهُ وَ الَّذِی نَفْسُ حُذَیْفَةَ بِیَدِهِ لَعَمَلُهُ ذَلِكَ الْیَوْمِ أَعْظَمُ أَجْراً مِنْ أَعْمَالِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ إِلَی هَذَا الْیَوْمِ وَ إِلَی أَنْ تَقُومَ الْقِیَامَةُ.

وَ جَاءَ فِی الْحَدِیثِ الْمَرْفُوعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَلِكَ الْیَوْمَ حِینَ بَرَزَ إِلَیْهِ: بَرَزَ الْإِیمَانُ كُلُّهُ إِلَی الشِّرْكِ كُلِّهِ.

و قال أبو بكر بن عیاش لقد ضرب علی بن أبی طالب علیه السلام ضربة ما كان فی الإسلام أیمن منها ضربته عمرا یوم الخندق و لقد ضرب علی ضربة ما كان أشأم منها(3) یعنی ضربة ابن ملجم لعنه اللّٰه

وَ فِی الْحَدِیثِ الْمَرْفُوعِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا بَارَزَ عَلِیٌّ عَمْراً مَا زَالَ رَافِعاً یَدَیْهِ مُقْمِحاً رَأْسَهُ قِبَلَ السَّمَاءِ دَاعِیاً رَبَّهُ قَائِلًا اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخَذْتَ مِنِّی عُبَیْدَةَ یَوْمَ بَدْرٍ وَ حَمْزَةَ یَوْمَ أُحُدٍ فَاحْفَظْ عَلَیَّ الْیَوْمَ عَلِیّاً رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ.

ص: 3


1- 1. اللكع: اللئیم. الاحمق.
2- 2. الهلع: الجبن عند اللقاء.
3- 3. فی المصدر: ما كان فی الإسلام أشأم منها.

و قال جابر بن عبد اللّٰه الأنصاری و اللّٰه ما شبهت یوم الأحزاب قتل علی عمرا و تخاذل المشركین بعده إلا بما قصه تعالی قصة داود(1) و جالوت فی قوله فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ (2)

وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ عزهر(3) عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا قَتَلَ عَمْراً جَزَّ رَأْسَهُ وَ حَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَبَّلَا رَأْسَهُ وَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُهَلِّلَ فَقَالَ هَذَا النَّصْرُ أَوْ قَالَ هَذَا أَوَّلُ النَّصْرِ.

وَ فِی الْحَدِیثِ الْمَرْفُوعِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَوْمَ قَتْلِ عَمْرٍو ذَهَبَ رِیحُهُمْ وَ لَا یَغْزُونَنَا بَعْدَ الْیَوْمِ وَ نَحْنُ نَغْزُوهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

وَ یَنْبَغِی أَنْ یُذْكَرَ مُلَخَّصُ هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنْ مَغَازِی الْوَاقِدِیِّ وَ ابْنُ إِسْحَاقَ قَالا: خَرَجَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ یَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ قَدْ كَانَ شَهِدَ بَدْراً فَارْتُثَّ جَرِیحاً وَ لَمْ یَشْهَدْ أُحُداً فَحَضَرَ الْخَنْدَقَ شَاهِراً نَفْسَهُ مُعْلِماً مُدِلًّا بِشَجَاعَتِهِ وَ بَأْسِهِ وَ خَرَجَ مَعَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ الْفِهْرِیُّ وَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِی جَهْلٍ وَ هُبَیْرَةُ بْنُ أَبِی وَهْبٍ وَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الْمَخْزُومِیُّونَ فَطَافُوا بِخُیُولِهِمْ عَلَی الْخَنْدَقِ إِصْعَاداً وَ انْحِدَاراً یَطْلُبُونَ مَوْضِعاً ضَیِّقاً یَعْبُرُونَهُ حَتَّی وَقَفُوا عَلَی أَضْیَقِ مَوْضِعٍ فِیهِ فَأَكْرَهُوا خَیْلَهُمْ (4) عَلَی الْعُبُورِ فَعَبَرَتْ وَ صَارُوا مَعَ الْمُسْلِمِینَ عَلَی أَرْضِ وَاحِدَةٍ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ وَ أَصْحَابُهُ قِیَامٌ عَلَی رَأْسِهِ فَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ فَدَعَا إِلَی الْبِرَازِ مِرَاراً فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَلَمَّا أَكْثَرَ قَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَنَا أُبَارِزُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَمَرَ(5) بِالْجُلُوسِ وَ أَعَادَ عَمْرٌو النِّدَاءَ وَ النَّاسُ سُكُوتٌ عَلَی رُءُوسِهِمُ الطَّیْرُ(6) فَقَالَ عَمْرٌو أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ قَتْلَاكُمْ فِی الْجَنَّةِ وَ قَتْلَانَا فِی النَّارِ أَ فَمَا یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یُقْدِمَ عَلَی الْجَنَّةِ أَوْ یُقْدِمَ عَدُّواً لَهُ إِلَی النَّارِ فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام دَفْعَةً

ص: 4


1- 1. فی المصدر: إلّا بما قصه اللّٰه تعالی من قصة داود.
2- 2. سورة البقرة: 251.
3- 3. كذا فی النسخ، و فی المصدر: و روی عمرو بن أزهر.
4- 4. فی المصدر: خیولهم.
5- 5. فی المصدر: فأمره.
6- 6. فی المصدر: كأن علی رءوسهم الطیر.

ثَانِیَةً وَ قَالَ أَنَا لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ فَجَالَ عَمْرٌو بِفَرَسِهِ مُقْبِلًا وَ مُدْبِراً إِذْ جَاءَتْ (1) عُظَمَاءُ الْأَحْزَابِ فَوَقَفَتْ مِنْ وَرَاءِ الْخَنْدَقِ وَ مَدَّتْ أَعْنَاقَهَا تَنْظُرُ فَلَمَّا رَأَی عَمْرٌو أَنَّ أَحَداً لَا یُجِیبُهُ قَالَ:

وَ لَقَدْ بَحَحْتُ مِنَ النِّدَاءِ بِجَمْعِهِمْ هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ***وَ وَقَفْتُ إِذْ جَبُنَ الشُّجَاعُ مَوْقِفَ الْقَرْنِ الْمُنَاجِزِ(2)

إِنِّی كَذَلِكَ لَمْ أَزَلْ مُتَسَرِّعاً قَبْلَ الْهَزَاهِزِ(3)***إِنَّ الشَّجَاعَةَ فِی الْفَتَی وَ الْجُودَ مِنْ خَیْرِ الْغَرَائِزِ.

فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِی فِی مُبَارَزَتِهِ فَقَالَ ادْنُ فَدَنَا فَقَلَّدَهُ سَیْفَهُ وَ عَمَّمَهُ بِعِمَامَتِهِ وَ قَالَ امْضِ لِشَأْنِكَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَیْهِ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ قَالَ لَهُ مُجِیباً إِیَّاهُ مِنْ شِعْرِهِ:

لَا تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَاكَ مُجِیبُ صَوْتِكَ غَیْرَ عَاجِزٍ***ذُو نِیَّةٍ وَ بَصِیرَةٍ یَرْجُو بِذَاكَ نَجَاةَ فَائِزٍ

إِنِّی لَآمِلٌ أَنْ أُقِیمَ عَلَیْكَ نَائِحَةَ الْجَنَائِزِ***مِنْ ضَرْبَةٍ فَوْهَاءَ یَبْقَی ذِكْرُهَا عِنْدَ الْهَزَاهِزِ(4).

فَقَالَ عَمْرٌو مَنْ أَنْتَ وَ كَانَ عَمْرٌو شَیْخاً كَبِیراً قَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِینَ وَ كَانَ نَدِیمَ أَبِی طَالِبٍ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَانْتَسَبَ عَلِیٌّ علیه السلام لَهُ وَ قَالَ أَنَا ابْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ أَجَلْ لَقَدْ كَانَ أَبُوكَ نَدِیماً لِی وَ صَدِیقاً فَارْجِعْ فَإِنِّی لَا أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ كَانَ شَیْخُنَا أَبُو الْخَیْرِ مُصَدِّقُ بْنُ شَبِیبٍ النَّحْوِیُّ یَقُولُ إِذَا مَرَرْنَا فِی الْقِرَاءَةِ عَلَیْهِ بِهَذَا الْمَوْضِعِ وَ اللَّهِ مَا أَمَرَهُ بِالرُّجُوعِ إِبْقَاءً عَلَیْهِ بَلْ خَوْفاً مِنْهُ فَقَدْ عَرَفَ قَتْلَاهُ بِبَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ عَلِمَ أَنَّهُ إِنْ نَاهَضَهُ قَتَلَهُ فَاسْتَحْیَا أَنْ یُظْهِرَ الْفَشَلَ فَأَظْهَرَ الْإِبْقَاءَ وَ الْإِرْعَاءَ وَ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ فِیهَا قَالُوا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَكِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَكَ فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی

ص: 5


1- 1. فی المصدر: و جاءت.
2- 2. المناجز: المبارز.
3- 3. الفوه- محركة-: سعة الفم.
4- 4. الهزائز: الحروب و الشدائد.

إِنِّی لَأَكْرَهُ أَنْ أَقْتُلَ الرَّجُلَ الْكَرِیمَ مِثْلَكَ فَارْجِعْ وَرَاءَكَ خَیْراً لَكَ (1) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ قُرَیْشاً یَتَحَدَّثُ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَا یَدْعُونِی أَحَدٌ إِلَی ثَلَاثٍ إِلَّا أُجِیبُ (2) وَ لَوْ إِلَی وَاحِدَةٍ مِنْهَا قَالَ أَجَلْ قَالَ فَإِنِّی أَدْعُوكَ إِلَی الْإِسْلَامِ قَالَ دَعْ هَذِهِ قَالَ فَإِنِّی أَدْعُوكَ إِلَی أَنْ تَرْجِعَ بِمَنْ یَتَّبِعُكَ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَی مَكَّةَ قَالَ إِذًا تَتَحَدَّثَ نِسَاءُ قُرَیْشٍ عَنِّی أَنَّ غُلَاماً خَدَعَنِی قَالَ فَإِنِّی أَدْعُوكَ إِلَی الْبِرَازِ رَاجِلًا فَحَمِیَ عَمْرٌو(3) وَ قَالَ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَداً مِنَ الْعَرَبِ یَرُومُهَا مِنِّی ثُمَّ نَزَلَ فَعَقَرَ فَرَسَهُ وَ قِیلَ ضَرَبَ وَجْهَهُ فَفَرَّ وَ تَجَاوَلَا فَثَارَتْ لَهُمَا غَبَرَةٌ وَارَتْهُمَا عَنِ الْعُیُونِ إِلَی أَنْ سَمِعَ النَّاسُ التَّكْبِیرَ عَالِیاً مِنْ تَحْتِ الْغَبَرَةِ فَعَلِمُوا أَنَّ عَلِیّاً قَتَلَهُ وَ انْجَلَتِ الْغَبَرَةُ عَنْهُمَا وَ عَلِیٌّ رَاكِبٌ صَدْرَهُ یَجُزُّ رَأْسَهُ وَ فَرَّ أَصْحَابُهُ لِیَعْبُرُوا الْخَنْدَقَ فَظَفِرَتْ بِهِمْ خَیْلُهُمْ إِلَّا نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّهُ قَصُرَ فَرَسُهُ فَوَقَعَ فِی الْخَنْدَقِ فَرَمَاهُ الْمُسْلِمُونَ بِالْحِجَارَةِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ أَكْرِمُوا مِنْ هَذِهِ (4) فَنَزَلَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَتَلَهُ وَ أَدْرَكَ الزُّبَیْرُ هُبَیْرَةَ بْنَ أَبِی وَهْبٍ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ قَرَبُوسَهُ (5) وَ سَقَطَتْ دِرْعٌ كَانَ حَمَلَهَا مِنْ وَرَائِهِ فَأَخَذَهُ الزُّبَیْرُ وَ أَلْقَی عِكْرِمَةُ رُمْحَهُ وَ نَاوَشَ عُمَرُ(6) بْنُ الْخَطَّابِ ضِرَارَ بْنَ عَمْرٍو(7) فَحَمَلَ عَلَیْهِ ضِرَارٌ حَتَّی إِذَا وَجَدَ عُمَرُ مَسَّ الرُّمْحِ رَفَعَهُ عَنْهُ وَ قَالَ إِنَّهَا لَنِعْمَةٌ مَشْكُورَةٌ فَاحْفَظْهَا یَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنِّی كُنْتُ آلَیْتُ أَنْ لَا یَمْتَلِئَ یَدَایَ (8) مِنْ قَتْلِ قُرَشِیٍّ فَأَقْتُلَهُ فَانْصَرَفَ ضِرَارٌ رَاجِعاً إِلَی أَصْحَابِهِ؛ و قد كان جری له معه

ص: 6


1- 1. فی المصدر: خیر لك.
2- 2. فی المصدر: إلّا أجبت.
3- 3. حمی من الشی ء: أنف أن یفعله.
4- 4. كذا فی( ك)، و فی غیره من النسخ: اكرم من هذا. و فی المصدر: فقال: یا معاشر الناس قتلة أكرم من هذه:
5- 5. فی المصدر: فقطع ثفر فرسه. و هو السیر الذی فی مؤخر السرج.
6- 6. ناوش فلانا: تناوله لیأخذ برأسه و لحیته.
7- 7. كذا فی النسخ و المصدر، و هو سهو، فان ضرار كان ابن الخطّاب و أخا عمر، و قد أمر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله عمر بن الخطّاب أن یبارز ضرار بن الخطّاب، راجع المجلد السادس من طبعة أمین الضرب باب غزوة الأحزاب.
8- 8. فی المصدر: أن لا تمكننی یدای.

مثل هذه فی یوم أحد و قد ذكرناها ذكر القصتین (1) معا محمد بن عمرو الواقدی فی كتاب المغازی (2).

توضیح: التقریظ مدح الحی و وصفه و ارتث فلان علی بناء المجهول حمل من المعركة جریحا و قد مر مرارا أن كون الطیر علی رءوسهم كنایة عن سكونهم و عدم تحركهم للخوف فإن الطیر لا یقع إلا علی شی ء ساكن ثم اعلم أن تفصیل القصة و شرحها و سائر ما یتعلق بها مذكورة فی كتاب النبوة و إنما ذكرنا هاهنا قلیلا منها لمناسبتها لأبواب المناقب و لا یخفی علی أحد أن من كان عمل من أعماله معادلا لأعمال الثقلین إلی یوم القیامة و بضربة منه تشید أركان الدین لا ینبغی أن یكون رعیة لمن امتن علیه ضرار فأعتقه و أمثاله من المنافقین.

باب 71 ما ظهر من فضله صلوات اللّٰه علیه فی غزوة خیبر

«1»- یف، [الطرائف] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ طَرِیقاً فَمِنْهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: حَاضَرْنَا(3) خَیْبَرَ فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَانْصَرَفَ وَ لَمْ یُفْتَحْ لَهُ ثُمَّ أَخَذَهَا مِنَ الْغَدِ عُمَرُ فَرَجَعَ وَ لَمْ یُفْتَحْ لَهُ ثُمَّ أَخَذَهَا عُثْمَانُ وَ لَمْ یُفْتَحْ لَهُ وَ أَصَابَ النَّاسَ یَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَ جُهْدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی دَافِعٌ الرَّایَةَ غَداً إِلَی رَجُلٍ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ وَ بِتْنَا طِیبَةَ أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْتَحَ غَداً ثُمَّ قَامَ قَائِماً وَ دَعَا بِاللِّوَاءِ وَ النَّاسُ عَلَی مَصَافِّهِمْ وَ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام وَ هُوَ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِی عَیْنِهِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ اللِّوَاءَ وَ فُتِحَ لَهُ (4).

و رواه البخاری فی صحیحه فی أواخر الجزء الثالث منه عن سلمة بن الأكوع:

ص: 7


1- 1. فی المصدر: و قد ذكر هاتین القصتین اه.
2- 2. شرح النهج 4: 462- 464.
3- 3. فی المصدر: حضرنا.
4- 4. فی المصدر: و فتح اللّٰه له.

و رواه أیضا البخاری فی الجزء المذكور عن سهل، و رواه أیضا البخاری فی الجزء الرابع فی رابع كراس من النسخة المنقول منها و رواه أیضا فی الجزء الرابع فی ثلثه الأخیر من صحیحه فی مناقب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام، و رواه البخاری فی الجزء الخامس من صحیحه فی رابع كراس من أوله من النسخة المنقولة منها، و رواه مسلم أیضا(1) فی صحیحه فی أواخر كراس من الجزء المذكور من النسخة المشار إلیها:

فَمِنْ رِوَایَةِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْلِمٍ فِی صحیحهما [صَحِیحَیْهِمَا] مِنْ بَعْضِ طُرُقِهِمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی یَوْمِ الْخَیْبَرِ(2) لَأُعْطِیَنَّ هَذِهِ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ یَدُوكُونَ (3) لَیْلَتَهُمْ أَیُّهُمْ یُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غُدُوّاً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّهُمْ یَرْجُونَ (4) أَنْ یُعْطَاهَا فَقَالَ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَشْتَكِی عَیْنَیْهِ قَالَ فَأَرْسِلُوا إِلَیْهِ فَأُتِیَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَیْنِهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ یَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّایَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّی یَكُونُوا مِثْلَنَا فَقَالَ انْفُذْ عَلَی رِسْلِكَ (5) حَتَّی تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ فَأَخْبِرْهُمْ بِمَا یَجِبُ عَلَیْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَی فِیهِ فَوَ اللَّهِ لَأَنْ یَهْدِیَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَیْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ.

و رووه فی الجمع بین الصحاح الستة من جزء الثالث فی غزوة خیبر من صحیح الترمذی، و رواه فی الجمع بین الصحیحین للحمیدی فی مسند سهل بن سعد و فی مسند سعد بن أبی وقاص و فی مسند أبی هریرة و فی مسند سلمة بن الأكوع، و رواه الفقیه

ص: 8


1- 1. فی المصدر: و رواه مسلم فی صحیحه فی الجزء الرابع فی نصف الكراس الأول من النسخة المنقول منها، و رواه مسلم أیضا اه.
2- 2. فی المصدر: قال یوم خیبر.
3- 3. سیأتی معناه فی البیان. و فی غیر( ك) من النسخ و كذا المصدر: یذكرون.
4- 4. فی المصدر: كلهم یرجو.
5- 5. أی علی التمهل و التؤدة.

الشافعی ابن المغازلی أیضا من طرق جماعة:

فَمِنْ رِوَایَاتِ الشَّافِعِیِّ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ إِلَی خَیْبَرَ فَلَمْ یُفْتَحْ لَهُ ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ فَلَمْ یُفْتَحْ لَهُ فَقَالَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَدَعَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ أَرْمَدُ الْعَیْنِ فَتَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ كَأَنَّهُ لَمْ یَرْمَدْ قَطُّ فَقَالَ خُذْ هَذِهِ الرَّایَةَ فَامْضِ بِهَا حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْكَ فَخَرَجَ یُهَرْوِلُ وَ أَنَا خَلْفَ أَثَرِهِ حَتَّی رَكَزَ رَایَتَهُ (1) فِی أَصْلِهِمْ تَحْتَ الْحِصْنِ فَاطَّلَعَ رَجُلٌ یَهُودِیٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَالْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ غُلِبْتُمْ وَ الَّذِی أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَی مُوسَی قَالَ فَمَا رَجَعَ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ.

وَ رَوَاهُ عُلَمَاءُ التَّارِیخِ مِثْلُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَزْدِیِّ وَ ابْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ وَ الْوَاقِدِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ أَبِی بِكْرٍ الْبَیْهَقِیِّ فِی دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَ أَبِی نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْأُشْنُهِیِّ فِی الِاعْتِقَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بِكْرٍ بِرَایَتِهِ مَعَ الْمُهَاجِرِینَ هِیَ رَایَتُهُ الْبَیْضَاءُ(2) فَعَادَ یُؤَنِّبُ قَوْمَهُ وَ یُؤَنِّبُونَهُ (3) ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ مِنْ بَعْدِهِ فَرَجَعَ یُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ یُجَبِّنُونَهُ حَتَّی سَاءَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (4) كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَأَعْطَاهَا عَلِیّاً فَفُتِحَ عَلَی یَدَیْهِ (5).

وَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِیُّ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَهْدِیَكَ صِراطاً مُسْتَقِیماً وَ یَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِیزاً(6) وَ ذَلِكَ فِی فَتْحِ خَیْبَرَ قَالَ حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَهْلَ خَیْبَرَ حَتَّی

ص: 9


1- 1. ركز الرمح و نحوه: غرزه و أثبته فی الأرض.
2- 2. فی المصدر: و هی رایة بیضاء.
3- 3. أنبه: عنفه و لامه.
4- 4. فی المصدر: یحب اللّٰه و رسوله و یحبه اللّٰه و رسوله.
5- 5. فی المصدر: حتی فتح اللّٰه علی یده.
6- 6. سورة الفتح: 2- 3.

أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِیدَةٌ وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطَی اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ نَهَضَ مَنْ نَهَضَ مَعَهُ مِنَ النَّاسِ فَلَقُوا أَهْلَ خَیْبَرَ فَانْكَشَفَ عُمَرُ وَ أَصْحَابُهُ وَ رَجَعُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُجَبِّنُهُ أَصْحَابُهُ وَ یُجَبِّنُهُمْ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَخَذَتْهُ الشَّقِیقَةُ فَلَمْ یَخْرُجْ إِلَی النَّاسِ فَأَخَذَ أَبُو بِكْرٍ رَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ نَهَضَ فَقَاتَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَأَخَذَهَا عُمَرُ فَقَاتَلَ ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَنَا وَ اللَّهِ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ یَأْخُذُهَا عَنْوَةً وَ لَیْسَ ثَمَّ عَلِیٌّ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ تَطَاوَلَ إِلَیْهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ رِجَالٌ مِنْ قُرَیْشٍ رَجَاءَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ یَكُونَ هُوَ صَاحِبَ ذَلِكَ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَجَاءَهُ عَلَی بَعِیرٍ لَهُ حَتَّی أَنَاخَ قَرِیباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ أَرْمَدُ قَدْ عَصَّبَ عَیْنَیْهِ بِشِقَّةِ بُرْدٍ قِطْرِیٍّ قَالَ سَلَمَةُ فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَكَ قَالَ رَمِدْتُ قَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَتَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ فَمَا شَكَا وَجَعَهَا بَعْدُ حَتَّی مَضَی لِسَبِیلِهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّایَةَ فَنَهَضَ بِالرَّایَةِ.

ثُمَّ ذَكَرَ الثَّعْلَبِیُّ صُورَةَ حَالِ الْحَرْبِ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ بَیْنَ مَرْحَبٍ: وَ كَانَ عَلَی رَأْسِ مَرْحَبٍ مِغْفَرٌ مُصْفَرٌّ وَ حَجَرٌ قَدْ ثَقَبَهُ مِثْلَ الْبَیْضَةِ عَلَی رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَیْنِ فَبَدَرَهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِضَرْبَةٍ فَقَدَّ الْحَجَرَ وَ الْمِغْفَرَ وَ فَلَقَ رَأْسَهُ حَتَّی أَخَذَ السَّیْفُ فِی الْأَضْرَاسِ وَ أَخَذَ الْمَدِینَةَ وَ كَانَ الْفَتْحُ عَلَی یَدِهِ.

قَالَ السَّیِّدُ وَ رَأَیْتُ فِی الْحَدِیثِ الَّذِی رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی أَوَاخِرِ كُرَّاسٍ مِنَ الْجُزْءِ الرَّابِعِ زِیَادَةٌ: وَ هِیَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ فَتَشَاوَقْتُ لَهَا(1) رَجَاءَ أَنْ أُدْعَی لَهَا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَعْطَاهُ الرَّایَةَ(2) وَ قَالَ امْشِ وَ لَا تَلْتَفِتْ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْكَ قَالَ فَسَارَ عَلِیٌّ شَیْئاً ثُمَّ وَقَفَ وَ لَمْ یَلْتَفِتْ فَصَرَخَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَی مَا ذَا أُقَاتِلُ قَالَ قَاتِلْهُمْ حَتَّی یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً

ص: 10


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر، و سیأتی فی البیان توضیحه.
2- 2. فی المصدر: فأعطاه إیاها.

رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ حِسَابُهُمْ عَلَی اللَّهِ.انتهی كلام السید(1)

أَقُولُ: وَ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنِ الْبَرَاءِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَی الْیَمَنِ جَیْشَیْنِ وَ أَمَّرَ عَلَی أَحَدِهِمَا عَلِیّاً وَ عَلَی الْآخَرِ خَالِداً فَقَالَ إِذَا كَانَ الْقِتَالُ فَعَلِیٌّ قَالَ فَفَتَحَ عَلِیٌّ حِصْناً فَأَخَذَ مِنْهُ جَارِیَةً قَالَ فَكَتَبَ مَعِی خَالِدٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَبَرِهِ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَرَأَ الْكِتَابَ رَأَیْتُهُ یَتَغَیَّرُ لَوْنُهُ فَقَالَ مَا تَرَی فِی رَجُلٍ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ وَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ فَسَكَتَ.

وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنَ التِّرْمِذِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَنِی بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ یُحِبُّهُمْ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِّهِمْ لَنَا قَالَ عَلِیٌّ مِنْهُمْ یَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ سَلْمَانُ أَمَرَنِی بِحُبِّهِمْ وَ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ یُحِبُّهُمْ.

وَ رُوِیَ مِنْ صَحِیحَیْ مُسْلِمٍ وَ التِّرْمِذِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَتَطَاوَلْنَا(2) فَقَالَ ادْعُوا لِی عَلِیّاً فَأُتِیَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِی عَیْنِهِ وَ دَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ (3).

وَ رُوِیَ مِنَ الصَّحِیحَیْنِ عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَیْبَرَ وَ كَانَ رَمِداً فَقَالَ أَنَا أَتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ عَلِیٌّ فَلَحِقَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَ مَسَاءٌ اللَّیْلَةِ الَّتِی فَتَحَهَا اللَّهُ فِی صَبَاحِهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ أَوْ لَیَأْخُذَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَوْ قَالَ

ص: 11


1- 1. الطرائف: 14- 16.
2- 2. فی تیسیر الوصول: قال: فتطاول الناس لها.
3- 3. أخرج هذه الروایة فی تیسیر الوصول 3: 237.

یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِیٍّ وَ مَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِیٌّ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ.

وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنَ الصَّحِیحَیْنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَبَاتَ النَّاسُ یَدُوكُونَ لَیْلَتَهُمْ أَیُّهُمْ یُعْطَاهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ كُلُّهُمْ یَرْجُو أَنْ یُعْطَاهَا فَقَالَ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقِیلَ هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَشْتَكِی عَیْنَیْهِ قَالَ فَأَرْسَلُوا إِلَیْهِ فَأُتِیَ بِهِ فَبَصَقَ فِی عَیْنِهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَرَأَ حَتَّی كَانَ كَأَنْ لَمْ یَكُنْ بِهِ وَجَعٌ فَأَعْطَاهُ الرَّایَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّی یَكُونُوا مِثْلَنَا قَالَ انْفِذْ عَلَی رِسْلِكَ حَتَّی تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ أَخْبِرْهُمْ بِمَا یَجِبُ عَلَیْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ فَوَ اللَّهِ لَأَنْ یَهْدِیَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِداً خَیْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ.

وَ رُوِیَ مِنَ الصَّحِیحَیْنِ عَنِ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ هَذِهِ الرَّایَةَ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ قَالَ فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَی لَهَا قَالَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَعْطَاهُ إِیَّاهَا وَ قَالَ امْشِ وَ لَا تَلْتَفِتْ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْكَ قَالَ فَسَارَ عَلِیٌّ شَیْئاً ثُمَّ وَقَفَ وَ لَمْ یَلْتَفِتْ فَصَرَخَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مَا ذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ قَالَ قَاتِلْهُمْ حَتَّی یَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَ حِسَابُهُمْ عَلَی اللَّهِ (1).

وَ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یُفْتَحَ عَلَیْهِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ (2).

بیان: قال فی النهایة فی حدیث خیبر لأعطین الرایة غدا رجلا یحبه اللّٰه و رسوله و یحب اللّٰه و رسوله یفتح اللّٰه علی یدیه فبات الناس یدوكون تلك اللیلة

ص: 12


1- 1. مخطوط.
2- 2. مخطوط.

أی یخوضون و یموجون فیمن یدفعها إلیه یقال وقع الناس فی دوكة و دوكة أی فی خوض و اختلاط(1) و قال القطری أی بالكسر ضرب من البرود فیه حمرة و لها أعلام فیها بعض الخشونة و قیل هی حلل جیاد تحمل من قبل البحرین و قال الأزهری فی أعراض البحرین قریة یقال لها قطر و أحسب الثیاب القطریة نسبت إلیها فكسروا القاف للنسبة و خففوا(2) و كأن المراد بالمصفر المذهب و فی القاموس اشتاف تطاول و نظر و تشوف إلی الخبر تطلع و من السطح تطاول و نظر و أشرف (3) و بالراء معناه قریب من ذلك و الأظهر فتساورت قال فی النهایة فی الحدیث فتساورت لها أی رفعت لها شخصی (4) و التطاول أیضا قریب منه أی كل منهم یمد عنقه لیراه النبی صلی اللّٰه علیه و آله رجاء أن یعطاها(5).

«2»- مد، [العمدة] بِالْإِسْنَادِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ ابْنِ لَیْلَی عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی (6) قَالَ: كَانَ أَبِی یَسْمُرُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَلْبَسُ ثِیَابَ الصَّیْفِ فِی الشِّتَاءِ وَ ثِیَابَ الشِّتَاءِ فِی الصَّیْفِ فَقِیلَ لَهُ لَوْ سَأَلْتَهُ عَنْ هَذَا فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا(7) فَقَالَ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَیَّ وَ أَنَا أَرْمَدُ یَوْمَ خَیْبَرَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِی عَیْنِی وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْقُرَّ فَمَا وَجَدْتُ حَرّاً وَ لَا بَرْداً قَالَ وَ قَالَ لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَیْسَ بِفَرَّارٍ قَالَ فَتَشَوَّفَ لَهَا النَّاسُ فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام(8).

ص: 13


1- 1. النهایة 2: 35.
2- 2. النهایة 3: 262.
3- 3. القاموس المحیط 3: 160.
4- 4. النهایة 2: 191.
5- 5. هذا البیان من مختصات( ك) فقط.
6- 6. فی المصدر: عن ابن أبی لیلی.
7- 7. فی المصدر: فسألته عن هذا.
8- 8. العمدة: 68.

أقول:روی ابن بطریق ما مر من الأخبار من مسند أحمد بن حنبل باثنی عشر طریقا آخر عن أبی سعید الخدری و سعید بن المسیب و بریدة و أبی هریرة و سهل بن سعد و أبی لیلی و سعد بن أبی وقاص و من صحیح مسلم بستة طرق عن سلمة بن الأكوع و سهل بن سعد و من صحیح مسلم (1) بستة طرق عن عمر بن الخطاب و ابن عباس و أبی هریرة و سهل بن سعد و سلمة بن الأكوع و من مناقب ابن المغازلی باثنی عشر طریقا عن سلمة و أبی موسی الأشعری و عمران بن حصین و أبی هریرة و أبی سعید الخدری و سعد و بریدة و عامر بن سعد و من الجمع بین الصحاح الستة مما رواه من صحیح الترمذی بسندین عن سلمة و سعد و من تفسیر الثعلبی مثل ما مر و ساق الحدیث إلی أن قال ثم أعطاه الرایة فنهض بالرایة و علیه حلة أرجوانیة حمراء قد أخرج كمیها فأتی مدینة خیبر فخرج مرحب صاحب الحصن و علیه مغفر مصفر(2) و حجر قد ثقبه مثل البیضة و وضعه علی رأسه و هو یرتجز و یقول:

قد علمت خیبر أنی مرحب***شاك السلاح بطل مجرب

أطعن أحیانا و حینا أضرب***إذ الحروب أقبلت تلهب

كان حمای كالحمی لا تقرب

فبرز إلیه علی صلوات اللّٰه علیه فقال:

أَنَا الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی حَیْدَرَةَ***كَلَیْثِ غَابَاتٍ شَدِیدَ الْقَسْوَرَةِ

أَكِیلُكُمْ بِالسَّیْفِ كَیْلَ السَّنْدَرَةِ.

فاختلفا ضربتین فبدره علی علیه السلام بضربة فقد الحجر و المغفر و فلق رأسه حتی أخذ السیف فی الأضراس و أخذ المدینة و كان الفتح علی یدیه.

ثم قال ابن بطریق قال أبو محمد عبد اللّٰه بن مسلم سألت بعض آل أبی طالب عن قوله: أنا الذی سمتنی أمی حیدرة فذكر أن أم علی علیه السلام كانت فاطمة بنت أسد ولدت علیا علیه السلام و

ص: 14


1- 1. كذا فی النسخ، و الصحیح: و من صحیح البخاریّ.
2- 2. فی المصدر« معصفر» أی المصبوغ بالعصفر، و هو صبغ اصفر اللون.

أبو طالب غائب فسمته أسدا باسم أبیها فلما قدم أبو طالب كره هذا الاسم الذی سمته به أمه و سماه علیا فلما رجز علی علیه السلام یوم خیبر ذكر الاسم الذی سمته أمه فقال حیدرة اسم من أسماء الأسد و السندرة شجرة یعمل منها القسی و فی الحدیث یحتمل أن یكون مكیالا یتخذ من هذه الشجرة و یحتمل أن یكون السندرة أیضا امرأة تكیل كیلا وافیا(1).

أقول: قد مضت الأخبار المعتبرة فی ذلك فی أنواع ما ظهر من إعجازه صلوات اللّٰه علیه فی تلك الغزوة فی باب قصة خیبر و إنما أوردنا هاهنا قلیلا من الأخبار من طرق المخالفین إلزاما علیهم.

وَ رَوَی السَّیِّدُ الْمُرْتَضَی فِی كِتَابِ الشَّافِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْسَلَ عُمَرَ إِلَی خَیْبَرَ فَانْهَزَمَ وَ مَنْ مَعَهُ فَقَدِمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ یُجَبِّنُونَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّ مَبْلَغٍ فَبَاتَ لَیْلَتَهُ مَهْمُوماً فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَ إِلَی النَّاسِ وَ مَعَهُ الرَّایَةُ فَقَالَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ الْیَوْمَ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ فَتَعَرَّضَ لَهَا جَمِیعُ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْنَ عَلِیٌّ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ أَرْمَدُ فَبَعَثَ إِلَیْهِ أَبَا ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ فَجَاءَا بِهِ یُقَادُ لَا یَقْدِرُ عَلَی فَتْحِ عَیْنَیْهِ مِنَ الرَّمَدِ فَلَمَّا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ وَ انْصُرْهُ عَلَی عَدُوِّهِ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ یُحِبُّكَ وَ یُحِبُّ رَسُولَكَ غَیْرَ فَرَّارٍ(2) ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ الرَّایَةَ وَ اسْتَأْذَنَهُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَنْ یَقُولَ فِیهِ شِعْراً فَأَذِنَ (3) فَأَنْشَأَ یَقُولُ:

وَ كَانَ عَلِیٌّ أَرْمَدَ الْعَیْنِ یَبْتَغِی***دَوَاءً فَلَمَّا لَمْ یُحِسَّ مُدَاوِیاً

شَفَاهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُ بِتَفْلَةٍ***فَبُورِكَ مَرْقِیّاً وَ بُورِكَ رَاقِیاً

ص: 15


1- 1. العمدة: 75. و توجد روایات الباب فی( ص) 68- 79 من الكتاب المذكور.
2- 2. فی المصدر: كرار غیر فرار.
3- 3. فی المصدر: قال قل.

وَ قَالَ سَأُعْطِی الرَّایَةَ الْیَوْمَ صَارِماً***كَمِیّاً مُحِبّاً لِلرَّسُولِ مُوَالِیاً(1)

یُحِبُّ إِلَهِی وَ الْإِلَهُ یُحِبُّهُ***بِهِ یَفْتَحُ اللَّهُ الْحُصُونَ الأَوَابِیَا

فَأَصْفَی بِهَا دُونَ الْبَرِیَّةِ كُلِّهَا***عَلِیّاً وَ سَمَّاهُ الْوَزِیرَ الْمُوَاخِیَا.

وَ یُقَالُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ یَجِدْ بَعْدَ ذَلِكَ أَذَی حَرٍّ وَ بَرْدٍ(2).

وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا الْخَبَرَ عَلَی وَجْهٍ آخَرَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ إِلَی خَیْبَرَ فَرَجَعَ وَ قَدِ انْهَزَمَ وَ انْهَزَمَ النَّاسُ مَعَهُ ثُمَّ بَعَثَ مِنَ الْغَدِ عُمَرَ فَرَجَعَ وَ قَدْ جُرِحَ فِی رِجْلَیْهِ وَ انْهَزَمَ النَّاسُ مَعَهُ فَهُوَ یُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ أَصْحَابُهُ یُجَبِّنُونَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَیْسَ بِفَرَّارٍ وَ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَصْبَحْنَا مُتَشَوِّقِینَ نُرَائِی وُجُوهَنَا رَجَاءَ أَنْ یَكُونَ یُدْعَی رَجُلٌ مِنَّا فَدَعَا 14 رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ هُوَ أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ الرَّایَةَ فَفُتِحَ بَابُهُ عَلَیْهِ (3).

ثم قال السید: فهذه الأخبار و جمیع ما روی فی هذه القصة و كیفیة ما جرت علیه یدل علی غایة التفضیل و التقدیم لأنه لو لم یفد القول إلا المحبة التی هی حاصلة فی الجماعة و موجودة فیهم لما قصدوا لدفع الرایة و تشوقوا إلی دعائهم إلیها و لا غبط أمیر المؤمنین بها و لا مدحته الشعراء و لا افتخرت له بذلك المقام و فی مجموع القصة و تفصیلها إذا تأملت ما یكاد یضطر إلی غایة التفضیل و نهایة التقدیم.

ثم ذكر عن بعض الأصحاب استدلالا وثیقا علی أن ما ذكره النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی شأنه بعد فرار أبی بكر و عمر و سخطه علیهما فی ذلك یدل علی أنهما لم یكونا متصفین بشی ء من تلك الصفات و قال إنهم لم یرجعوا فی نفی الصفة عن غیره إلی مجرد

ص: 16


1- 1. الكمی: الشجاع.
2- 2. فی المصدر: و لا برد.
3- 3. فی المصدر: ففتح اللّٰه علیه.

إثباتها له و إنما استدلوا بكیفیة ما جری فی الحال علی ذلك لأنه لا یجوز أن یغضب من فرار من فر و ینكره ثم یقول إنی أدفع الرایة إلی من عنده كذا و كذا و ذلك عند من تقدم أ لا تری أن بعض الملوك لو أرسل رسولا إلی غیره ففرط فی أداء رسالته و حرفها و لم یوردها(1) علی حقها فغضب لذلك و أنكر فعله و قال لأرسلن رسولا حسن القیام بأداء رسالتی مضطلعا(2) بها لكنا نعلم (3) أن الذی أثبته منفی عن الأول و قال كما انتفی عمن تقدم فتح الحصن علی أیدیهم و عدم فرارهم كذلك یجب أن ینتفی سائر ما أثبت له لأن الكل خرج مخرجا واحدا أورد علی طریقة واحدة انتهی.

أقول: لا یخفی متانة هذا الكلام علی من راجع وجدانه و جانب تعسفه و عدوانه فیلزم منه عدم كون الشخصین محبین لله و لرسوله و من لم یحبهما فقد أبغضهما و من أبغضهما فقد كفر و یلزم منه أن لا یحبهما اللّٰه و رسوله و لا ریب فی أن من كان مؤمنا صالحا یحبه اللّٰه و رسوله بل یكفی الإیمان فی ذلك و قد قال تعالی وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (4) و قال قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (5) و یلزم منه أن لا یقبل اللّٰه منهما شیئا من الطاعات لأن اللّٰه تعالی یقول إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الَّذِینَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِهِ صَفًّا(6) إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ التَّوَّابِینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِینَ (7) فلو كان اللّٰه تعالی قبل منهما الجهاد لكان یحبهما و لو كان قبل منهما توبتهما عن الشرك لكان یحبهما و لو كانا متطهرین لكان یحبهما و یلزم أن لا یكونا من الصَّابِرِینَ

ص: 17


1- 1. فی المصدر: و لم یؤدها.
2- 2. اضطلع تحمله: نهض به و قوی علیه.
3- 3. جواب قوله:« أ لا تری».
4- 4. سورة البقرة: 165.
5- 5. سورة آل عمران: 31.
6- 6. سورة الصف: 4.
7- 7. سورة البقرة: 222.

و لا من الْمُتَّقِینَ و لا من الْمُتَوَكِّلِینَ و لا من الْمُحْسِنِینَ و لا من الْمُقْسِطِینَ لأن اللّٰه بین حبه لهم فی آیات كثیرة و أن اللّٰه إنما نسب عدم حبه إلی الْخائِنِینَ و الظَّالِمِینَ و الْكافِرِینَ و الْفَرِحِینَ و الْمُسْتَكْبِرِینَ و الْمُسْرِفِینَ و الْمُعْتَدِینَ و الْمُفْسِدِینَ و كُلَّ كَفَّارٍ أَثِیمٍ و كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ و أمثالهم كما لا یخفی علی من تدبر فی الآیات الكریمة و من كان بهذه المثابة كیف یستحق الخلافة و الإمامة و التقدم علی جمیع الأمة لا سیما خیرهم و أفضلهم علی بن أبی طالب علیه السلام و أیضا یدل علی أن قوله تعالی یُحِبُّهُمْ وَ یُحِبُّونَهُ (1) نازل فیه صلوات اللّٰه علیه لا فی أبی بكر كما زعمه إمامهم الرازی فی تفسیره إذ لا یجوز أن ینفی الرسول عنه ما أثبته اللّٰه له.

وَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ فَضْلِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ الطَّبْرِسِیُّ فِی كِتَابِ إِعْلَامِ الْوَرَی مِنْ كِتَابِ الْمَعْرِفَةَ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِ (2) وَ كَانَ صَالِحاً عَنْ كَادِحِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَجَلِیِّ وَ كَانَ مِنَ الْأَبْدَالِ عَنْ لَهِیعَةَ(3) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَتْحِ خَیْبَرَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیكَ الْیَوْمَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تُرَابِ رِجْلَیْكَ وَ مِنْ فَضْلِ طَهُورِكَ یَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِی وَ أَرِثُكَ وَ أَنَّكَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنَّكَ تُبْرِئُ ذِمَّتِی وَ تُقَاتِلُ عَلَی سُنَّتِی وَ أَنَّكَ فِی الْآخِرَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّی وَ أَنَّكَ غَداً عَلَی الْحَوْضِ خَلِیفَتِی وَ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ غَداً وَ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی مَعِی وَ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِی وَ أَنَّ شِیعَتَكَ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِی أَشْفَعُ لَهُمْ وَ یَكُونُونَ فِی الْجَنَّةِ جِیرَانِی وَ أَنَّ حَرْبَكَ حَرْبِی وَ أَنَّ سِلْمَكَ سِلْمِی وَ

ص: 18


1- 1. سورة المائدة: 54.
2- 2. فی المصدر: المغربی.
3- 3. فی المصدر: عن أبی لهیعة.

أَنَّ سِرَّكَ سِرِّی وَ أَنَّ عَلَانِیَتَكَ عَلَانِیَتِی وَ أَنَّ سَرِیرَةَ صَدْرِكَ كَسَرِیرَةِ صَدْرِی وَ أَنَّ وُلْدَكَ وُلْدِی وَ أَنَّكَ تُنْجِزُ عِدَاتِی (1) وَ أَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ أَنَّ الْحَقَّ عَلَی لِسَانِكَ وَ فِی قَلْبِكَ وَ بَیْنَ عَیْنَیْكَ وَ أَنَّ الْإِیمَانَ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ أَنَّهُ لَا یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لَنْ یَغِیبَ عَنْهُ مُحِبٌّ لَكَ غَداً حَتَّی یَرِدَ الْحَوْضَ مَعَكَ فَخَرَّ عَلِیٌّ علیه السلام سَاجِداً(2) ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِالْإِسْلَامِ وَ عَلَّمَنِی الْقُرْآنَ وَ حَبَّبَنِی إِلَی خَیْرِ الْبَرِیَّةِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ إِحْسَاناً مِنْهُ إِلَیَّ وَ فَضْلًا مِنْهُ عَلَیَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ ذَلِكَ لَوْ لَا أَنْتَ یَا عَلِیُّ لَمْ یُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی (3).

لی، [الأمالی] للصدوق الحافظ عن عبد اللّٰه بن یزید عن محمد بن ثواب عن إسحاق بن منصور عن كادح البجلی عن عبد اللّٰه بن لهیعة: مثله (4).

باب 72 أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أمر بسد الأبواب الشارعة إلی المسجد إلا بابه صلوات اللّٰه علیه

«1»- لی، [الأمالی للصدوق] الْحَافِظُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ خَلَفِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ غُنْدَرٍ عَنْ عَوْفٍ عَنْ مَیْمُونٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ یَوْماً سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ فَتَكَلَّمَ فِی ذَلِكَ النَّاسُ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُمِرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ فِیهِ قَائِلُكُمْ وَ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا سَدَدْتُ شَیْئاً وَ لَا

ص: 19


1- 1. فی المصدر: و أنك تؤدی عنی و أنك منجز عدتی.
2- 2. فی المصدر: فخر علی للّٰه ساجدا.
3- 3. إعلام الوری: 188- 189.
4- 4. أمالی الصدوق: 59- 60.

فَتَحْتُهُ وَ لَكِنِّی أُمِرْتُ بِشَیْ ءٍ فَاتَّبَعْتُهُ (1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی للصدوق] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یُجْنِبَ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِی فَإِنَّهُمْ مِنِّی (2).

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: سُدُّوا الْأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍ (3).

«4»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ مِسْكِینِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی بَلْحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَسُدَّتْ إِلَّا بَابَ عَلِیٍ (4).

«5»- لی، [الأمالی] للصدوق الدِّینَوَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَبِی أَنِیسَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: سُدُّوا الْأَبْوَابَ إِلَی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍ (5).

«6»- لی، [الأمالی] للصدوق ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] فِیمَا بَیَّنَ الرِّضَا علیه السلام مِنْ فَضَائِلِ الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ قَالَ: فَأَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِخْرَاجُهُ النَّاسَ مِنْ مَسْجِدِهِ مَا خَلَا الْعِتْرَةَ حَتَّی تَكَلَّمَ النَّاسُ فِی ذَلِكَ وَ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ عَلِیّاً وَ أَخْرَجْتَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنَا تَرَكْتُهُ وَ أَخْرَجْتُكُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَرَكَهُ وَ أَخْرَجَكُمْ وَ فِی هَذَا تِبْیَانُ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی قَالَتِ الْعُلَمَاءُ وَ أَیْنَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ أُوجِدُكُمْ فِی ذَلِكَ قُرْآناً أَقْرَؤُهُ عَلَیْكُمْ قَالُوا هَاتِ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا

ص: 20


1- 1. أمالی الصدوق: 201.
2- 2. أمالی الصدوق: 201.
3- 3. عیون الأخبار: 221. أمالی الصدوق: 201.
4- 4. عیون الأخبار: 225. أمالی الصدوق: 201.
5- 5. أمالی الصدوق: 201.

بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً(1) فَفِی هَذِهِ الْآیَةِ مَنْزِلَةُ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ فِیهَا أَیْضاً مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَ هَذَا دَلِیلٌ ظَاهِرٌ فِی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ قَالَ أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا یَحِلُّ لِجُنُبٍ إِلَّا لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (2).

بیان: اختلف المفسرون فی تفسیر الآیة فقیل لما دخل موسی مصر أمروا باتخاذ مساجد و أن یجعلوا مساجدهم نحو القبلة أی الكعبة و كانت قبلتهم إلی الكعبة و قیل إن فرعون أمر بتخریب مساجد بنی إسرائیل فأمروا أن یتخذوا مساجد فی بیوتهم و به وردت روایة عن إبراهیم (3) و قیل معناه اجعلوا بیوتكم یقابل بعضها بعضا و یحتمل أن یكون علی تأویله علیه السلام المعنی قولا لسائر بنی إسرائیل أن یتخذوا لأنفسهم بیوتا و یخرجوا من المسجد وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ أی بیوت موسی و هارون و ذریتهما مسجدا لا یبیت فیها غیركم و یحتمل أن یكون الاستشهاد بالآیة لبیان اختصاص هارون بموسی حیث ضمهما فی الخطاب و نسب القوم إلیهما فیدل قوله صلی اللّٰه علیه و آله أنت منی بمنزلة هارون من موسی بتوسط الآیة علی ذلك الاختصاص و من لوازم هذا الاختصاص كونهما مختصین بدخول المسجد جنبا دون سائر الناس.

«7»- ع، [علل الشرائع] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیُ (4) عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا سَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ إِلَی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ ضَجَّ أَصْحَابُهُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ سَدَدْتَ أَبْوَابَنَا وَ تَرَكْتَ بَابَ هَذَا الْغُلَامِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَرَنِی بِسَدِّ أَبْوَابِكُمْ وَ تَرْكِ بَابِ عَلِیٍّ فَإِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ لِمَا یُوحَی إِلَیَّ مِنْ رَبِّی (5).

ص: 21


1- 1. سورة یونس: 87.
2- 2. أمالی الصدوق: 314. عیون الأخبار: 128.
3- 3. الظاهر أن المراد منه أبو رافع مولی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله، راجع الكنی و الألقاب 1: 75. و جامع الرواة 2: 385.
4- 4. السنانی ظ.
5- 5. علل الشرائع: 78.

«8»- ع، [علل الشرائع] الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نُصَیْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُخَوَّلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ وَ عَمِّهِ عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ مُوسَی وَ هَارُونَ أَنْ یَبْنِیَا لِقَوْمِهِمَا بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ أَمَرَهُمَا أَنْ لَا یَبِیتَ فِی مَسْجِدِهِمَا جُنُبٌ وَ لَا یَقْرَبَ فِیهِ النِّسَاءَ إِلَّا هَارُونُ وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَلَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یَقْرَبَ النِّسَاءَ فِی مَسْجِدِی وَ لَا یَبِیتُ فِیهِ جُنُبٌ إِلَّا عَلِیٌّ وَ ذُرِّیَّتُهُ فَمَنْ شَاءَ ذَلِكَ فَهَاهُنَا وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ (1).

شی، [تفسیر العیاشی] عن أبی رافع: مثله (2)

بیان: الإشارة نحو الشام لبیان أن آثارهما هاهنا موجودة و یظهر منها أن أبواب بیوت موسی و هارون شارعة إلی المسجد دون سائر الناس و فیه أن موسی و هارون علی المشهور لم یدخلا الشام فكیف بنیا فیه البیوت و یمكن أن یكون یوشع علیه السلام بنی بیوت ذریة هارون بجنب بیت المقدس و فتح أبوابها إلی المسجد بأمر موسی علیه السلام.

ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ نُصَیْرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمِیرَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ قَالَ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ خَطِیباً فَقَالَ إِنَّ رِجَالًا لَا یَجِدُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ أَنْ أُسْكِنَ عَلِیّاً فِی الْمَسْجِدِ وَ أُخْرِجَهُمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی فِی رِوَایَةِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِ (3).

«9»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا بَنَی مَسْجِدَهُ بِالْمَدِینَةِ وَ أَشْرَعَ بَابَهُ (4) وَ أَشْرَعْ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ أَبْوَابَهُمْ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِبَانَةَ

ص: 22


1- 1. علل الشرائع: 78.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ مخطوط. و أورده فی البرهان 2: 193.
3- 3. علل الشرائع: 78.
4- 4. فی المصدر: و أشرع فیه بابه.

مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَفْضَلِینَ بِالْفَضِیلَةِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَنِ اللَّهِ بِأَنْ سُدُّوا الْأَبْوَابَ عَنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابَ فَأَوَّلُ مَنْ بَعَثَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُهُ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ (1) الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ كَانَ الرَّسُولُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ثُمَّ مَرَّ الْعَبَّاسُ بِفَاطِمَةَ علیها السلام فَرَآهَا قَاعِدَةً عَلَی بَابِهَا وَ قَدْ أَقْعَدَتِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام فَقَالَ لَهَا مَا بَالُكِ قَاعِدَةً انْظُرُوا إِلَیْهَا كَأَنَّهَا لَبُؤَةٌ بَیْنَ یَدَیْهَا جِرَاؤُهَا تَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْرِجُ عَمَّهُ وَ یُدْخِلُ ابْنَ عَمِّهِ فَمَرَّ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا مَا بَالُكِ قَاعِدَةً فَقَالَتْ أَنْتَظِرُ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَدِّ الْأَبْوَابِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَهُمْ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ وَ اسْتَثْنَی مِنْهُمْ رَسُولَهُ وَ أَنْتُمْ نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَاءَ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّ النَّظَرَ إِلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا مَرَرْتُ إِلَی مُصَلَّاكَ فَأْذَنْ لِی فِی خَوْخَةٍ(2) أَنْظُرْ إِلَیْكَ مِنْهَا فَقَالَ قَدْ أَبَی اللَّهُ ذَلِكَ فَقَالَ فَمِقْدَارَ مَا أَضَعُ عَلَیْهِ وَجْهِی قَالَ قَدْ أَبَی اللَّهُ ذَلِكَ قَالَ فَمِقْدَارَ مَا أَضَعُ عَلَیْهِ عَیْنِی فَقَالَ قَدْ أَبَی اللَّهُ ذَلِكَ وَ لَوْ قُلْتَ قَدْرَ طَرَفِ إِبْرَةٍ لَمْ آذَنْ لَكَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ (3) مَا أَنَا أَخْرَجْتُكُمْ وَ لَا أَدْخَلْتُهُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُمْ وَ أَخْرَجَكُمْ ثُمَّ قَالَ لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یَبِیتُ (4) فِی هَذَا الْمَسْجِدِ جُنُباً إِلَّا مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمُنْتَجَبُونَ مِنْ آلِهِمُ الطَّیِّبُونَ مِنْ أَوْلَادِهِمْ قَالَ علیه السلام فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَرَضُوا وَ أَسْلَمُوا(5) وَ أَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَاغْتَاظُوا لِذَلِكَ وَ أَنِفُوا وَ مَشَی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ یَقُولُونَ فِیمَا بَیْنَهُمْ أَ لَا تَرَوْنَ مُحَمَّداً لَا یَزَالُ یَخُصُّ بِالْفَضْلِ (6) ابْنَ عَمِّهِ لِیُخْرِجَنَا مِنْهَا صُفْراً(7) وَ اللَّهِ لَئِنْ أَنْفَذْنَا لَهُ فِی حَیَاتِهِ لَنَتَأَبَّیَنَ

ص: 23


1- 1. الصحیح كما فی المصدر: یأمره بسد بابه.
2- 2. فی المصدر: فی فرجة.
3- 3. فی المصدر: و الذی نفس محمّد بیده.
4- 4. فی المصدر: أن یبیت.
5- 5. فی المصدر: فقد رضوا.
6- 6. فی المصدر: بالفضائل.
7- 7. فی المصدر: الصفر مثلثة الخالی، یقال« هو صفر الید» أی لیس فی یده شی ء.

عَلَیْهِ (1) بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ جَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیٍّ یُصْغِی إِلَی مَقَالَتِهِمْ فَیَغْضَبُ تَارَةً وَ یَسْكُنُ أُخْرَی فَیَقُولُ لَهُمْ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله لَمُتَأَلِّهٌ فَإِیَّاكُمْ وَ مُكَاشَفَتَهُ فَإِنَّ مَنْ كَاشَفَ الْمُتَأَلِّهَ انْقَلَبَ خَاسِئاً حَسِیراً وَ تَنَغَّصُ عَلَیْهِ عَیْشُهُ وَ إِنَّ الْفَطِنَ اللَّبِیبَ مَنْ تَجَرَّعَ عَلَی الْغُصَّةِ لِیَنْتَهِزَ الْفُرْصَةَ فَبَیْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ عَلَیْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یُقَالُ لَهُ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ فَقَالَ لَهُمْ یَا أَعْدَاءَ اللَّهِ أَ بِاللَّهِ تُكَذِّبُونَ وَ عَلَی رَسُولِهِ تَطْعُنُونَ وَ اللَّهَ وَ دِینَهُ تَكِیدُونَ (2) لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِكُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیٍّ وَ الْجَمَاعَةُ وَ اللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتَهُ بِنَا لَنُكَذِّبَنَّكَ وَ لَنَحْلِفَنَّ لَهُ فَإِنَّهُ إِذًا یُصَدِّقُنَا ثُمَّ وَ اللَّهِ لَنُقِیمَنَ (3) مَنْ یَشْهَدُ عَلَیْكَ عِنْدَهُ بِمَا یُوجِبُ قَتْلَكَ أَوْ قَطَعَكَ أَوْ حَدَّكَ قَالَ فَأَتَی زَیْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسَرَّ إِلَیْهِ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ وَ أَصْحَابِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا تُطِعِ الْكافِرِینَ (4) الْمُجَاهِدِینَ لَكَ یَا مُحَمَّدُ فِیمَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ مِنَ الْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ الْمُوَالاةِ لَكَ وَ لِأَوْلِیَائِكَ وَ الْمُعَادَاةِ لِأَعْدَائِكَ وَ الْمُنافِقِینَ الَّذِینَ یُطِیعُونَكَ فِی الظَّاهِرِ وَ یُخَالِفُونَك فِی الْبَاطِنِ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ مَا یَكُونُ مِنْهُمْ مِنَ الْقَوْلِ السَّیِّئِ فِیكَ وَ فِی ذَوِیكَ وَ تَوَكَّلْ عَلَی اللَّهِ فِی تَمَامِ أَمْرِكَ (5) وَ إِقَامَةِ حُجَّتِكَ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ هُوَ الظَّاهِرُ وَ إِنْ غُلِبَ فِی الدُّنْیَا لِأَنَّ الْعَاقِبَةَ لَهُ لِأَنَّ غَرَضَ الْمُؤْمِنِینَ فِی كَدْحِهِمْ فِی الدُّنْیَا إِنَّمَا هُوَ الْوُصُولُ إِلَی نَعِیمِ الْأَبَدِ فِی الْجَنَّةِ وَ ذَلِكَ حَاصِلٌ لَكَ وَ لِآلِكَ وَ أَصْحَابِكَ وَ شِیعَتِهِمْ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَلْتَفِتْ إِلَی مَا بَلَغَهُ عَنْهُمْ وَ أَمَرَ الرَّجُلَ (6) زَیْداً فَقَالَ لَهُ إِنْ أَرَدْتَ أَلَّا یُصِیبَكَ شَرُّهُمْ وَ لَا یَنَالَكَ مَكْرُوهُهُمْ (7) فَقُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ فَإِنَّ اللَّهَ یُعِیذُكَ مِنْ شَرِّهِمْ فَإِنَّهُمْ شَیَاطِینُ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی

ص: 24


1- 1. تأبی الشی ء: لم یرضه. و فی المصدر: لتأبین.
2- 2. كذا فی النسخ، و فی المصدر: و علی دینه تكیدون؟.
3- 3. فی المصدر: لنقیمن علیك.
4- 4. سورة الأحزاب: 48.
5- 5. فی المصدر: فی إتمام أمرك.
6- 6. لیست كلمة« الرجل» فی المصدر.
7- 7. فی المصدر: مكرهم.

بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ یُؤْمِنَكَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْغَرَقِ وَ الْحَرَقِ وَ السَّرَقِ فَقُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا یَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا یَسُوقُ الْخَیْرَ إِلَّا اللَّهُ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ مَا یَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَإِنَّ مَنْ قَالَهَا ثَلَاثاً إِذَا أَصْبَحَ أَمِنَ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ وَ السَّرَقِ حَتَّی یُمْسِیَ وَ مَنْ قَالَهَا ثَلَاثاً إِذَا أَمْسَی أَمِنَ مِنَ الْحَرَقِ وَ الْغَرَقِ وَ السَّرَقِ حَتَّی یُصْبِحَ وَ إِنَّ الْخَضِرَ وَ إِلْیَاسَ علیهما السلام یَلْتَقِیَانِ فِی كُلِّ مَوْسِمٍ فَإِذَا تَفَرَّقَا تَفَرَّقَا عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ إِنَّ ذَلِكَ شِعَارُ شِیعَتِی وَ بِهِ یَمْتَازُ أَعْدَائِی مِنْ أَوْلِیَائِی یَوْمَ خُرُوجِ قَائِمِهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام لَمَّا أُمِرَ الْعَبَّاسُ (1) بِسَدِّ الْأَبْوَابِ وَ أُذِنَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِتَرْكِ بَابِهِ جَاءَ الْعَبَّاسُ وَ غَیْرُهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ عَلِیٍّ یَدْخُلُ وَ یَخْرُجُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ فَسَلِّمُوا لَهُ حُكْمَهُ (2) هَذَا جَبْرَئِیلُ جَاءَنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ ثُمَّ أَخَذَهُ مَا كَانَ یَأْخُذُهُ إِذَا نَزَلَ الْوَحْیُ فَسُرِّیَ عَنْهُ فَقَالَ یَا عَبَّاسُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ جَبْرَئِیلَ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّ عَلِیّاً لَمْ یُفَارِقْكَ فِی وَحْدَتِكَ وَ آنَسَكَ فِی وَحْشَتِكَ فَلَا تُفَارِقْهُ فِی مَسْجِدِكَ لَوْ رَأَیْتَ عَلِیّاً وَ هُوَ یَتَضَوَّرُ(3) عَلَی فِرَاشِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَاقِیاً رُوحَهُ بِرُوحِهِ مُتَعَرِّضاً لِأَعْدَائِهِ مُسْتَسْلِماً لَهُمْ أَنْ یَقْتُلُوهُ كَافِیاً شَرَّ قَتْلِهِ لَعَلِمْتَ أَنَّهُ یَسْتَحِقُّ مِنْ مُحَمَّدٍ الْكَرَامَةَ وَ التَّفْضِیلَ وَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی التَّعْظِیمَ وَ التَّبْجِیلَ إِنَّ عَلِیّاً قَدِ انْفَرَدَ عَنِ الْخَلْقِ بِالْبَیْتُوتَةِ(4) عَلَی فِرَاشِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وِقَایَةِ رُوحِهِ بِرُوحِهِ فَأَفْرَدَهُ اللَّهُ تَعَالَی دُونَهُمْ بِسُلُوكِهِ فِی مَسْجِدِهِ وَ لَوْ رَأَیْتَ عَلِیّاً یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَظِیمَ مَنْزِلَتِهِ عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ شَرِیفَ مَحَلِّهِ عِنْدَ مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ عَظِیمَ شَأْنِهِ فِی أَعْلَی

ص: 25


1- 1. فی المصدر: لما أمر العباس و غیره.
2- 2. فی المصدر: فسلموا اللّٰه حكمه.
3- 3. متضور خ ل.
4- 4. فی المصدر: فی المبیت.

عِلِّیِّینَ لَاسْتَقْلَلْتَ مَا تَرَاهُ لَهُ هَاهُنَا إِیَّاكَ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ أَنْ تَجِدَ لَهُ فِی قَلْبِكَ مَكْرُوهاً فَتَصِیرَ كَأَخِیكَ أَبِی لَهَبٍ فَإِنَّكُمَا شَقِیقَانِ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ لَوْ أَبْغَضَ عَلِیّاً أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ لَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ بِبُغْضِهِ وَ لَوْ أَحَبَّهُ الْكُفَّارُ أَجْمَعُونَ لَأَثَابَهُمُ اللَّهُ عَنْ مَحَبَّتِهِ بِالْخِلْقَةِ الْمَحْمُودَةِ(1) بِأَنْ یُوَفِّقَهُمْ لِلْإِیمَانِ ثُمَّ یُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ شَأْنَ عَلِیٍّ عَظِیمٌ إِنَّ حَالَ عَلِیٍّ جَلِیلٌ إِنَّ وَزْنَ عَلِیٍّ ثَقِیلٌ مَا وُضِعَ حُبُّ عَلِیٍّ فِی مِیزَانِ أَحَدٍ إِلَّا رَجَحَ عَلَی سَیِّئَاتِهِ وَ لَا وُضِعَ بُغْضُهُ فِی مِیزَانِ أَحَدٍ إِلَّا رَجَحَ عَلَی حَسَنَاتِهِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ قَدْ سَلَّمْتُ وَ رَضِیتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمِّ انْظُرْ إِلَی السَّمَاءِ فَنَظَرَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ مَا ذَا تَرَی قَالَ أَرَی شَمْساً طَالِعَةً نَقِیَّةً مِنْ سَمَاءٍ صَافِیَةٍ جَلِیَّةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَبَّاسُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ حُسْنَ تَسْلِیمِكَ لِمَا وَهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِعَلِیٍّ مِنَ الْفَضِیلَةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذِهِ الشَّمْسِ فِی هَذِهِ السَّمَاءِ وَ عِظَمَ بَرَكَةِ هَذَا التَّسْلِیمِ عَلَیْكَ أَكْثَرُ مِنْ عَظِیمِ (2) بَرَكَةِ هَذَا الشَّمْسِ عَلَی النَّبَاتِ وَ الْحُبُوبِ وَ الثِّمَارِ حَیْثُ تُنْضِجُهَا وَ تُنْمِیهَا وَ تُرَبِّیهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ صَافَاكَ بِتَسْلِیمِكَ لِعَلِیٍّ فَضِیلَتَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ(3) الْمُقَرَّبِینَ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ وَ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ رَمْلِ عَالِجٍ وَ عَدَدِ شُعُورِ الْحَیَوَانَاتِ وَ أَصْنَافِ النَّبَاتِ (4) وَ عَدَدِ خُطَی ابْنِ آدَمَ (5) وَ أَنْفَاسِهِمْ وَ أَلْفَاظِهِمْ وَ أَلْحَاظِهِمْ كُلٌّ یَقُولُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی الْعَبَّاسِ عَمِّ نَبِیِّكَ فِی تَسْلِیمِهِ لِنَبِیِّكَ فَضْلَ أَخِیهِ عَلِیٍّ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ فَلَقَدْ عَظُمَ رِبْحُكَ (6) وَ جَلَّتْ رُتْبَتُكَ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ (7).

بیان: اللبؤة بفتح و ضم الباء أنثی الأسد و اللبوة ساكنة الباء غیر مهموز

ص: 26


1- 1. فی المصدر: بالعاقبة المحمودة.
2- 2. فی المصدر: أعظم و أكبر من عظیم اه.
3- 3. فی المصدر: بتسلیمك لعلی قبیلة من الملائكة.
4- 4. فی المصدر: و اصناف النباتات.
5- 5. فی المصدر: بنی آدم. و الخطی جمع الخطوة: القدم.
6- 6. فی المصدر: فلقد عظم اللّٰه ربحك.
7- 7. تفسیر الإمام: 5- 7.

لغة و الجراء جمع الجرو و هو ولد السبع و الخوخة بالفتح كوة فی الجدار تؤدی الضوء.

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حَدِیثُ سَدِّ الْأَبْوَابِ رَوَاهُ نَحْوُ ثَلَاثِینَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ وَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ أَبُو الطُّفَیْلِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ وَ أَبُو حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ العَلَاءُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَ شُعْبَةُ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَخِیهِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ جَابِرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام وَ قَدْ تَدَاخَلَتِ الرِّوَایَاتُ بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ: إِنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَی الْمَدِینَةِ بَنَوْا حَوَالَیْ مَسْجِدِهِ بُیُوتاً فِیهَا أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ نَامَ بَعْضُهُمْ فِی الْمَسْجِدِ فَأَرْسَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَنَادَی إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكُمْ أَنْ تَسُدُّوا أَبْوَابَكُمْ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ فَأَطَاعُوهُ إِلَّا رَجُلٌ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ.

ثُمَّ قَالَ مَا حَدَّثَنِی بِهِ أَبُو الْحَسَنِ الْعَاصِمِیُّ الْخُوارِزْمِیُّ عَنْ أَبِی الْبَیْهَقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُمِرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ فَقَالَ فِیهِ قَائِلُكُمْ وَ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا سَدَدْتُ شَیْئاً وَ لَا فَتَحْتُهُ وَ لَكِنْ أُمِرْتُ بِشَیْ ءٍ فَاتَّبَعْتُهُ- ذَكَرَهُ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ.

مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ: أَنَا مَا فَتَحْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ فَتَحَهُ.

خَصَائِصُ الْعَلَوِیَّةِ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَا أَنَا سَدَدْتُهَا وَ مَا أَنَا فَتَحْتُهَا بَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَدَّهَا ثُمَّ قَرَأَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی إِلَی قَوْلِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی.

مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِطَرِیقَیْنِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سُدُّوا أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ كُلَّهَا إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ. وَ فِی رِوَایَةٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ الْعَذَابُ.

تَارِیخُ بَغْدَادَ فِیمَا أَسْنَدَهُ الْخَطِیبُ إِلَی زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَخِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام

ص: 27

أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: سُدُّوا الْأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی بَابِ عَلِیٍّ.

الْفِرْدَوْسُ عَنِ الْكِیَاشِیرَوَیْهِ (1): سُدُّوا الْأَبْوَابَ كُلَّهَا إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِی بَلْجٍ یَحْیَی بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ.

مُسْنَدُ الْعَشَرَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّقِیمِ الْكِنَانِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ (2) فَلَقِیَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ یَقُولُ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِی الْمَسْجِدِ وَ تَرَكَ بَابَ عَلِیٍّ.

تَارِیخُ الْبَلَاذُرِیِّ وَ مُسْنَدُ أَحْمَدَ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَیْمُونٍ فِی خَبَرٍ: خَلَا ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَامَ یَقُولُ أُفٍّ أُفٍّ وَقَعُوا فِی رَجُلٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ قَالَ لَهُ مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ فَعَلِیٌّ وَلِیُّهُ وَ قَالَ لَهُ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی الْخَبَرَ وَ قَالَ لَهُ لَأَدْفَعَنَّ الرَّایَةَ غَداً إِلَی رَجُلٍ الْخَبَرَ وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ وَ نَامَ مَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ الْغَارِ وَ بَعَثَ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ أَرْسَلَ عَلِیّاً فَأَخَذَهَا.

الْإِبَانَةُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْعُكْبَرِیِّ وَ الْمُسْنَدُ عَنْ أَبِی یَعْلَی وَ أَحْمَدَ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ شَرَفُ الْمُصْطَفَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ النَّیْسَابُورِیِّ وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: ثَلَاثَةُ أَشْیَاءَ لَوْ كَانَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ أَحَدُهَا إِعْطَاءُ الرَّایَةِ إِیَّاهُ یَوْمَ خَیْبَرَ وَ تَزْوِیجُهُ فَاطِمَةَ إِیَّاهُ وَ سَدُّ الْأَبْوَابِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ.

قَالُوا: فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ یَبْكِی وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجْتَ عَمَّكَ وَ أَسْكَنْتَ ابْنَ عَمِّكَ فَقَالَ مَا أَخْرَجْتُكَ وَ لَا أَسْكَنْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَسْكَنَهُ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام انْظُرُوا إِلَیْهَا كَأَنَّهَا لَبُؤَةٌ بَیْنَ یَدَیْهَا جِرَاؤُهَا تَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ یُخْرِجُ عَمَّهُ وَ یُدْخِلُ ابْنَ عَمِّهِ وَ جَاءَهُ حَمْزَةُ یَبْكِی وَ یَجُرُّ عَبَاءَهُ الْأَحْمَرَ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لِلْعَبَّاسِ فَقَالَ

ص: 28


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر.
2- 2. أی زمن حرب الجمل.

عُمَرُ دَعْ لِی خَوْخَةً أَطَّلِعُ مِنْهَا إِلَی الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَا وَ لَا بِقَدْرِ إِصْبَعَةٍ فَقَالَ أَبُو بِكْرٍ دَعْ لِی كُوَّةً أَنْظُرْ إِلَیْهَا فَقَالَ وَ لَا رَأْسَ إِبْرَةٍ فَسَأَلَ عُثْمَانُ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَبَی.

الْفَائِقُ عَنِ الزَّمَخْشَرِیِّ قَالَ سَعْدٌ: لَمَّا نُودِیَ لِیَخْرُجْ مَنْ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا آلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آلَ عَلِیٍّ خَرَجْنَا نَجُرُّ قِلَاعَنَا.

هو جمع قلع و هو الكنف (1)

بیان: قال فی النهایة فی حدیث سعد قال لما نودی لیخرج من فی المسجد إلا آل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و آل علی خرجنا من المسجد نجر قلاعنا أی كنفنا و أمتعتنا واحدها قلع بالفتح و هو الكنف یكون فیه زاد الراعی و متاعه (2).

«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ رَوَی جَابِرٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ مَا قَوْلُكَ فِی عَلِیٍّ وَ عُثْمَانَ فَقَالَ أَمَّا عُثْمَانُ فَكَأَنَّ اللَّهُ قَدْ عَفَا عَنْهُ فَكَرِهْتُمْ أَنْ یَعْفُوَ عَنْهُ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَتَنُهُ وَ هَذَا بَیْتُهُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی بَیْتِهِ حَیْثُ تَرَوْنَ أَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِیَّهُ أَنْ یَبْنِیَ مَسْجِدَهُ فَبَنَی فِیهِ عَشَرَةَ أَبْیَاتٍ تِسْعَةٌ لِبَنِیهِ وَ أَزْوَاجِهِ وَ عَاشِرُهَا وَ هُوَ مُتَوَسِّطُهَا لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام وَ كَانَ ذَلِكَ فِی أَوَّلِ سَنَةِ الْهِجْرَةِ وَ قَالُوا كَانَ فِی آخِرِ عُمُرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَوَّلُ أَصَحُّ وَ أَشْهَرُ وَ بَقِیَ عَلَی كَوْنِهِ فَلَمْ یَزَلْ عَلِیٌّ وَ وُلْدُهُ فِی بَیْتِهِ إِلَی أَیَّامِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَعَرَفَ الْخَبَرَ فَحَسَدَ الْقَوْمُ عَلَی ذَلِكَ وَ اغْتَاظَ وَ أَمَرَ بِهَدْمِ الدَّارِ وَ تَظَاهَرَ أَنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یُزَادَ(3) فِی الْمَسْجِدِ وَ كَانَ فِیهَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ فَقَالَ لَا أَخْرُجُ وَ لَا أُمَكِّنُ مِنْ هَدْمِهَا فَضُرِبَ بِالسِّیَاطِ وَ تَسَابِیحِ النَّاسِ (4) وَ أُخْرِجَ عِنْدَ ذَلِكَ وَ هُدِّمَتِ الدَّارُ وَ زِیدَ فِی الْمَسْجِدِ. وَ رَوَی عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ دَارَ فَاطِمَةَ علیها السلام حَوْلَ تُرْبَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَهُمَا حَوْضٌ.

وَ فِی مِنْهَاجِ الْكَرَاجُكِیِّ: أَنَّهُ مَا بَیْنَ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَ الْبَابِ الْمُحَاذِی لِزُقَاقِ الْبَقِیعِ (5)

ص: 29


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 370- 371.
2- 2. النهایة 3: 273.
3- 3. فی المصدر: ان یزداد.
4- 4. كذا فی( ك)، و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: و تصایح الناس.
5- 5. الزقاق: السكة. الطریق الضیق.

فُتِحَ لَهُ (1) بَابٌ وَ سُدَّ عَلَی سَائِرِ الْأَصْحَابِ مَنْ قَلَعَ الْبَابَ (2) كَیْفَ یُسَدُّ عَلَیْهِ الْبَابُ قَلَعَ بَابَ الْكُفْرِ مِنَ التُّخُومِ فُتِحَ لَهُ أَبْوَابٌ مِنَ الْعُلُومِ.

وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ إِنَّ رِجَالًا یَجِدُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ أَنْ سَكَنَ عَلِیٌّ فِی الْمَسْجِدِ وَ خَرَجُوا وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ إِلَّا عَنْ أَمْرِ رَبِّی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی أَنْ یَسْكُنَ مَسْجِدَهُ فَلَا یَدْخُلْ جُنُبٌ غَیْرُهُ وَ غَیْرُ أَخِیهِ هَارُونَ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ عَلِیّاً مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ لَوْ كَانَ كَانَ عَلِیّاً.

جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كُنَّا نَنَامُ فِی الْمَسْجِدِ وَ مَعَنَا عَلِیٌّ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قُومُوا فَلَا تَنَامُوا فِی الْمَسْجِدِ فَقُمْنَا لِنَخْرُجَ فَقَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا عَلِیُّ فَنَمْ (3) فَقَدْ أُذِنَ لَكَ.

أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینِ وَ أَبُو الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ الْهَمْدَانِیُّ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ بِأَعْلَی صَوْتِهِ (4): أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا یَحِلُّ لِجُنُبٍ وَ لَا حَائِضٍ إِلَّا لِلنَّبِیِّ وَ أَزْوَاجِهِ وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ أَلَا بَیَّنْتُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا مَرَّتَیْنِ (5).

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یُجْنِبَ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ غَیْرِی وَ غَیْرُكَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ: یَا عَلِیُّ لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ غَیْرِی وَ غَیْرِكَ.

وَ فِی رِوَایَةٍ: وَ لَا یَحِلُّ أَنْ یَدْخُلَ مَسْجِدِی جُنُبٌ غَیْرِی وَ غَیْرُهُ وَ غَیْرُ ذُرِّیَّتِهِ فَمَنْ شَاءَ فَهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ لَقَدْ ضَلَّ وَ غَوَی فِی أَمْرِ خَتَنِهِ فَنَزَلَ ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی (6).

ص: 30


1- 1. أی لأمیر المؤمنین علیه السلام.
2- 2. أی باب خیبر.
3- 3. فی المصدر: فنم یا علی.
4- 4. رافعا صوته خ ل.
5- 5. أی قالها مرتین.
6- 6. مناقب آل أبی طالب 1: 371- 373.

«12»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ یَوْماً سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ فَتَكَلَّمَ فِی ذَلِكَ أُنَاسٌ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُمِرْتَ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ فَقَالَ فِیهِ قَائِلُكُمْ وَ اللَّهِ مَا سَدَدْتُ شَیْئاً وَ لَا فَتَحْتُهُ وَ لَكِنِّی أُمِرْتُ بِشَیْ ءٍ فَاتَّبَعْتُهُ.

وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ سُهَیْلِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: لَقَدْ أُوتِیَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثَلَاثاً لَأَنْ أَكُونَ أُوتِیتُهَا أَحَبُّ إِلَیَّ أَنْ أُعْطَی (1) حُمْرَ النَّعَمِ جِوَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ فِی الْمَسْجِدِ وَ الرَّایَةُ یَوْمَ خَیْبَرَ وَ الثَّالِثَةُ نَسِیَهَا سُهَیْلٌ.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ خَیْرُ النَّاسِ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ وَ لَقَدْ أُوتِیَ ابْنُ أَبِی طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَأَنْ یَكُونَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ زَوَّجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِنْتَهُ وَ وَلَدَتْ لَهُ وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ فِی الْمَسْجِدِ وَ أَعْطَاهُ الرَّایَةَ یَوْمَ خَیْبَرَ.

وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْفَقِیهِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَسْجِدِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی نَبِیِّهِ مُوسَی أَنِ ابْنِ لِی مَسْجِداً طَاهِراً لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا مُوسَی وَ هَارُونُ وَ ابْنَا هَارُونَ وَ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أَبْنِیَ مَسْجِداً طَاهِراً لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ ابْنَا عَلِیٍّ.

وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَصْحَابُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَدِینَةَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ بُیُوتٌ فَكَانُوا یَبِیتُونَ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَبِیتُوا فِی الْمَسْجِدِ فَتَحْتَلِمُوا ثُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ بَنَوْا بُیُوتاً حَوْلَ الْمَسْجِدِ وَ جَعَلُوا أَبْوَابَهَا إِلَی الْمَسْجِدِ وَ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ إِلَیْهِمْ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَنَادَی أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ تَسُدَّ بَابَكَ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً فَسَدَّ بَابَهُ وَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْمُرُكَ أَنْ

ص: 31


1- 1. فی المصدر: من أن اعطی.

تَسُدَّ بَابَكَ الَّذِی فِی الْمَسْجِدِ وَ تَخْرُجَ مِنْهُ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ غَیْرَ أَنِّی أَرْغَبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی خَوْخَةٍ فِی الْمَسْجِدِ فَأَبْلَغَهُ مُعَاذٌ مَا قَالَهُ عُمَرُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی عُثْمَانَ وَ عِنْدَهُ رُقَیَّةُ فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً فَسَدَّ بَابَهُ وَ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی حَمْزَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَدَّ بَابَهُ وَ قَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی ذَلِكَ مُتَرَدِّدٌ لَا یَدْرِی أَ هُوَ فِیمَنْ یُقِیمُ أَوْ فِیمَنْ یَخْرُجُ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ بَنَی لَهُ فِی الْمَسْجِدِ بَیْتاً بَیْنَ أَبْیَاتِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اسْكُنْ طَاهِراً مُطَهَّراً فَبَلَغَ حَمْزَةَ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تُخْرِجُنَا وَ تُمْسِكُ غِلْمَانَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ نَبِیُّ اللَّهِ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَیَّ مَا جَعَلْتُ دُونَكُمْ مِنْ أَحَدٍ وَ اللَّهِ مَا أَعْطَاهُ إِیَّاهُ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّكَ لَعَلَی خَیْرٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَبْشِرْ فَبَشَّرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُتِلَ یَوْمَ أُحُدٍ شَهِیداً وَ نَفِسَ ذَلِكَ (1) رِجَالٌ عَلَی عَلِیٍّ فَوَجَدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ وَ تَبَیَّنَ فَضْلُهُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی غَیْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ خَطِیباً فَقَالَ إِنَّ رِجَالًا یَجِدُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ فِی أَنْ أُسْكِنَ عَلِیّاً فِی الْمَسْجِدِ وَ أُخْرِجَهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَخْرَجْتُهُمْ وَ لَا أَسْكَنْتُهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی مُوسَی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ(2) وَ أَمَرَ مُوسَی أَنْ لَا یَسْكُنَ مَسْجِدَهُ وَ لَا یَنْكِحَ فِیهِ وَ لَا یَدْخُلَهُ إِلَّا هَارُونُ وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ إِنَّ عَلِیّاً بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ هُوَ أَخِی دُونَ أَهْلِی وَ لَا یَحِلُّ مَسْجِدِی لِأَحَدٍ یَنْكِحُ فِیهِ النِّسَاءَ إِلَّا عَلِیٌّ وَ ذُرِّیَّتُهُ فَمَنْ شَاءَهُ (3) فَهَاهُنَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: كَانَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَنَاقِبُ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ كَانَ یَبِیتُ فِی الْمَسْجِدِ وَ أَعْطَاهُ الرَّایَةَ یَوْمَ خَیْبَرَ وَ سَدَّ الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ لِنَفَرٍ مِنَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْوَابٌ شَارِعَةٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ قَالَ فَتَكَلَّمَ فِی ذَلِكَ أُنَاسٌ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ

ص: 32


1- 1. نفس بالشی ء: ضن به. نفس علی فلان بخیر: حسده علیه.
2- 2. سورة یونس: 87.
3- 3. فی المصدر:« فمن ساءه» و هو الأصحّ.

ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أُمِرْتُ بِسَدِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ فَقَالَ قَائِلُكُمْ مَا سَدَدْتُ شَیْئاً وَ لَا فَتَحْتُهُ وَ لَكِنِّی أُمِرْتُ بِشَیْ ءٍ فَاتَّبَعْتُهُ.

وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ سَعِیدٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِالْأَبْوَابِ (1) فَسُدَّتْ وَ تَرَكَ بَابَ عَلِیٍّ فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَدَدْتَ أَبْوَابَنَا وَ تَرَكْتَ بَابَ عَلِیٍّ فَقَالَ مَا أَنَا فَتَحْتُهَا وَ لَا سَدَدْتُهَا(2).

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَیْضاً(3): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا فَسُدَّتْ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام.

وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَی ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ مَنْ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا أَنْتَ وَ ذَاكَ لَا أُمَّ لَكَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَ قَالَ خَیْرُهُمْ بَعْدَهُ مَنْ كَانَ یَحِلُّ لَهُ مَا یَحِلُّ لَهُ وَ یَحْرُمُ عَلَیْهِ مَا یَحْرُمُ عَلَیْهِ قُلْتُ مَنْ هُوَ قَالَ عَلِیٌّ سَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ وَ تَرَكَ بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ لَكَ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ مَا لِی وَ عَلَیْكَ فِیهِ مَا عَلَیَّ وَ أَنْتَ وَارِثِی وَ وَصِیِّی تَقْضِی دَیْنِی وَ تُنْجِزُ عِدَاتِی وَ تُقْتَلُ عَلَی سُنَّتِی كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُبْغِضُكَ وَ یُحِبُّنِی (4).

یف، [الطرائف] ابن المغازلی بإسناده إلی نافع: مثله (5).

«13»- نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی مُوسَی علیه السلام أَنِ ابْنِ مَسْجِداً طَاهِراً لَا یَكُونُ فِیهِ إِلَّا مُوسَی وَ هَارُونُ وَ ابْنَا هَارُونَ شَبَّرُ وَ شَبِیرٌ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أَبْنِیَ مَسْجِداً لَا یَكُونُ فِیهِ غَیْرِی وَ غَیْرُ أَخِی عَلِیٍّ وَ ابْنَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

ص: 33


1- 1. فی المصدر: أمر بسد الأبواب.
2- 2. فی المصدر: و لا أنا سددتها.
3- 3. سقطت روایة من هنا كما یستفاد من كلمة« أیضا» و فی المصدر: و بالاسناد عن ابن عبّاس أن النبیّ صلی اللّٰه علیه و آله سد أبواب المسجد غیر باب علی. و بالاسناد عن ابن عبّاس أیضا اه.
4- 4. كشف الغمّة: 98.
5- 5. الطرائف: 32.

«14»- یف، [الطرائف] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَوَی أَبُو زَكَرِیَّا بْنُ مَنْدَةَ الْأَصْفَهَانِیُّ الْحَافِظُ فِی مَسَانِیدِ الْمَأْمُونِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ الْجَوْهَرِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی الْمَأْمُونُ قَالَ حَدَّثَنِی الرَّشِیدُ قَالَ حَدَّثَنِی الْمَهْدِیُّ قَالَ حَدَّثَنِی الْمَنْصُورُ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ وَارِثِی وَ قَالَ إِنَّ مُوسَی سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُطَهِّرُ لَهُ مَسْجِداً لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا مُوسَی وَ هَارُونُ وَ ابْنَا هَارُونَ وَ إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُطَهِّرَ مَسْجِداً لَكَ وَ لِذُرِّیَّتِكَ

مِنْ بَعْدِكَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ أَنْ سُدَّ بَابَكَ فَاسْتَرْجَعَ وَ قَالَ فَعَلَ هَذَا بِغَیْرِی فَقِیلَ لَا فَقَالَ سَمْعاً وَ طَاعَةً فَسَدَّ بَابَهُ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَی عُمَرَ فَقَالَ سُدَّ بَابَكَ فَاسْتَرْجَعَ وَ قَالَ فَعَلَ هَذَا بِغَیْرِی فَقِیلَ بِأَبِی بِكْرٍ فَقَالَ إِنَّ فِی أَبِی بَكْرٍ أُسْوَةً حَسَنَةً فَسَدَّ بَابَهُ ثُمَّ ذَكَرَ رَجُلًا آخَرَ فَسَدَّ النَّبِیُّ بَابَهُ وَ ذَكَرَ كَلَاماً لَهُ ثُمَّ قَالَ فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَقَالَ مَا أَنَا سَدَدْتُ أَبْوَابَكُمْ وَ لَا فَتَحْتُ (1) بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَكِنَّ اللَّهَ سَدَّ أَبْوَابَكُمْ وَ فَتَحَ بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام. وَ رَوَاهُ الشَّافِعِیُّ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ ثَمَانِیَةِ طُرُقٍ فَمِنْهَا عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَصْحَابُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(2) الْمَدِینَةَ لَمْ یَكُنْ لَهُمْ بُیُوتٌ یَسْكُنُونَ فِیهَا وَ كَانُوا یَبِیتُونَ فِی الْمَسْجِدِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(3).

بیان: هذا الخبر من المتواترات و رواه ابن بطریق فی العمدة من مسند أحمد بن حنبل بثلاثة أسانید عن زید بن أرقم و عمر بن الخطاب و ابنه و من مناقب ابن المغازلی بثمانیة طرق عن عدی بن ثابت و حذیفة بن أسید و سعد بن أبی وقاص و البراء بن عازب و سعید و نافع و ابن عباس بسندین (4) و هو یدل علی فضیلة جلیلة و منقبة نبیلة تستلزم الإمامة و الخلافة و العصمة و الطهارة و لذا احتج صلوات اللّٰه علیه

ص: 34


1- 1. فی المصدر: و لا أنا فتحت.
2- 2. فی المصدر: لما قدم النبیّ و أصحاب النبیّ.
3- 3. الطرائف: 16.
4- 4. راجع العمدة: 88- 93.

به فی الشوری و أی فضیلة أسنی من إدخاله بعد إخراج حمزة سید الشهداء مع كبر سنه و تقادم عهده و تجویز أن یجنب هو فی المسجد و یمر فیه جنبا دون غیره و هل یكون مثل هذا إلا لبیان استحقاقه للرئاسة العظمی و الخلافة الكبری؟

باب 73 أن فیه علیه السلام خصال الأنبیاء و اشتراكه مع نبینا فی جمیع الفضائل سوی النبوة

اشارة

«1»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْمُفِیدُ عَنِ الْجُبَّائِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی عَنْ مِسْعَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِساً فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی حِكْمَتِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).

«2»- لی، [الأمالی للصدوق] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام قَدْ أَقْبَلَ وَ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَنْ أَحَبَ (2) أَنْ یَنْظُرَ إِلَی یُوسُفَ فِی جَمَالِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی سَخَائِهِ وَ إِلَی سُلَیْمَانَ فِی بَهْجَتِهِ وَ إِلَی دَاوُدَ فِی حِكْمَتِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا(3).

«3»- ك، [إكمال الدین] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی

ص: 35


1- 1. أمالی الشیخ: 264.
2- 2. فی المصدر: من أراد.
3- 3. أمالی الصدوق، 391.

سِلْمِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی فِطْنَتِهِ (1) وَ إِلَی دَاوُدَ فِی زُهْدِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا فَنَظَرْنَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2) قَدْ أَقْبَلَ كَالْمَاءِ یَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ (3).

«4»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْعِجْلِیِّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ یَحْیَی النَّهْدِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام نَحْوَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی خَلْقِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی حِكْمَتِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(5).

«5»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیُ (6) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَنْبَسَةَ(7) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْمَلَطِیِّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ وَ دَارِمُ بْنُ قَبِیصَةَ جَمِیعاً عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَا سَأَلْتُ رَبِّی شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ غَیْرَ أَنَّهُ قَالَ لَا نُبُوَّةَ بَعْدَكَ (8) أَنْتَ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیٌّ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ (9).

«6»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنِی وَ رَجُلًا مَعِی مِنْ ظَهْرٍ إِلَی ظَهْرٍ(10) مِنْ

ص: 36


1- 1. فی المصدر: فی فطانته.
2- 2. فی المصدر: قال: فنظرنا فإذا علیّ بن أبی طالب: علیه السلام.
3- 3. كمال الدین: 16- 17.
4- 4. فی المصدر: سلم. و الظاهر: محمّد بن عمر بن سلام، راجع جامع الرواة 2: 163.
5- 5. أمالی المفید: 7- 8.
6- 6. فی المصدر: محمّد بن أحمد بن الحسین البغدادیّ.
7- 7. فی المصدر: عیینة.
8- 8. فی المصدر: غیر أنّه لا نبوة بعدی.
9- 9. عیون الأخبار: 229.
10- 10. فی المصدر: من طهر إلی طهر.

صلب آدم حتی خرجنا من صلب أبینا، و سبقته بفضل هذه علی هذه- وضمّ بین السبابة و الوسطی و هو النبوة، فقیل له: من هو یا رسول اللّٰه؟ قال: علی بن أبیطالب.

«7»- لی، [الأمالی للصدوق] أَبِی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمْرُوسٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْقَحْطَبِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَیْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ: عَلِیٌّ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ كَالشَّمْسِ بِالنَّهَارِ فِی الْأَرْضِ وَ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا كَالْقَمَرِ بِاللَّیْلِ فِی الْأَرْضِ أَعْطَی اللَّهُ عَلِیّاً مِنَ الْفَضْلِ جُزْءاً لَوْ قُسِمَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ وَ أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْفَهْمِ لَوْ قُسِمَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَسِعَهُمْ شَبَّهْتُ لِینَهُ بِلِینِ لُوطٍ وَ خُلُقَهُ بِخُلُقِ یَحْیَی وَ زُهْدَهُ بِزُهْدِ أَیُّوبَ وَ سَخَاءَهُ بِسَخَاءِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَهْجَتَهُ بِبَهْجَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ قُوَّتَهُ بِقُوَّةِ دَاوُدَ وَ لَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ عَلَی كُلِّ حِجَابٍ فِی الْجَنَّةِ بَشَّرَنِی بِهِ رَبِّی وَ كَانَتْ لَهُ الْبِشَارَةُ عِنْدِی عَلِیٌّ مَحْمُودٌ عِنْدَ الْحَقِّ مُزَكَّی عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ وَ خَاصَّتِی وَ خَالِصَتِی وَ ظَاهِرَتِی وَ مِصْبَاحِی وَ جُنَّتِی وَ رَفِیقِی آنَسَنِی بِهِ رَبِّی فَسَأَلْتُ رَبِّی أَنْ لَا یَقْبِضَهُ قَبْلِی وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَقْبِضَهُ شَهِیداً(1) أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ حُورَ عَلِیٍّ أَكْثَرَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ قُصُورَ عَلِیٍّ كَعَدَدِ الْبَشَرِ عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً فَقَدْ تَوَلَّانِی حُبُّ عَلِیٍّ نِعْمَةٌ وَ اتِّبَاعُهُ فَضِیلَةٌ دَانَ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَ حَفَّتْ بِهِ الْجِنُّ الصَّالِحُونَ لَمْ یَمْشِ عَلَی الْأَرْضِ مَاشٍ بَعْدِی إِلَّا كَانَ هُوَ أَكْرَمَ مِنْهُ عِزّاً وَ فَخْراً وَ مِنْهَاجاً لَمْ یَكُ فَظّاً عَجُولًا وَ لَا مُسْتَرْسِلًا لِفَسَادٍ وَ لَا مُتَعَنِّداً حَمَلَتْهُ الْأَرْضُ فَأَكْرَمَتْهُ لَمْ یَخْرُجْ مِنْ بِطْنِ أُنْثَی بَعْدِی أَحَدٌ كَانَ أَكْرَمَ خُرُوجاً مِنْهُ وَ لَمْ یَنْزِلْ مَنْزِلًا إِلَّا كَانَ مَیْمُوناً أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْحِكْمَةَ وَ رَدَّاهُ (2) بِالْفَهْمِ تُجَالِسُهُ

ص: 37


1- 2. فی المصدر: شهیدا بعدی.
2- 3. رداه: ألبسه الرداء.

الْمَلَائِكَةُ وَ لَا یَرَاهَا وَ لَوْ أُوحِیَ إِلَی أَحَدٍ بَعْدِی لَأُوْحِیَ إِلَیْهِ فَزَیَّنَ اللَّهُ بِهِ الْمَحَافِلَ وَ أَكْرَمَ بِهِ الْعَسَاكِرَ وَ أَخْصَبَ بِهِ الْبِلَادَ وَ أَعَزَّ بِهِ الْأَجْنَادَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ یُزَارُ وَ لَا یَزُورُ وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ الْقَمَرِ إِذَا طَلَعَ أَضَاءَ الظُّلْمَةَ وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ الشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ أَنَارَتِ الدُّنْیَا وَصَفَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ مَدَحَهُ بِآیَاتِهِ وَ وَصَفَ فِیهِ آثَارَهُ وَ أَجْرَی مَنَازِلَهُ فَهُوَ الْكَرِیمُ حَیّاً وَ الشَّهِیدُ مَیِّتاً(1).

«8»- یر، [بصائر الدرجات] ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ فِی عَلِیٍّ سُنَّةُ أَلْفِ نَبِیٍ (2).

«9»- فض، [كتاب الروضة] أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: بَیْنَمَا ذَاتَ یَوْمٍ مِنَ الْأَیَّامِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ قَامَ وَ رَكَعَ وَ سَجَدَ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ یَا جُنْدَبُ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی فَهْمِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی خَلَّتِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی مُنَاجَاتِهِ وَ إِلَی عِیسَی فِی سِیَاحَتِهِ (3) وَ إِلَی أَیُّوبَ فِی صَبْرِهِ وَ بَلَائِهِ (4) فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ الْمُقَابِلِ (5) الَّذِی هُوَ كَالشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ السَّارِی وَ الْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ أَشْجَعُ النَّاسِ قَلْباً وَ أَسْخَی النَّاسِ كَفّاً(6) فَعَلَی مُبْغِضِهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ قَالَ فَالْتَفَتَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ مِنْ هَذَا الْمُقْبِلِ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ (7).

«10»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

ص: 38


1- 1. أمالی الصدوق: 6- 7.
2- 2. بصائر الدرجات: 31.
3- 3. ساح سیاحة: ذهب فی الأرض للعبادة و الترهب.
4- 4. فی المصدر: فی بلائه و صبره.
5- 5. فی المصدر: المقبل.
6- 6. فی المصدر: الذی أشجع الناس قلبا و أسخاهم كفا.
7- 7. الروضة: 3- 4.

صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی فَهْمِهِ وَ إِلَی یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا فِی زُهْدِهِ وَ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فِی بَطْشِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْبَیْهَقِیُّ لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

وَ قَدْ رَوَی الْبَیْهَقِیُّ فِی كِتَابِهِ الْمُصَنَّفِ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی تَقْوَاهُ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی حِلْمِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی هَیْبَتِهِ وَ إِلَی عِیسَی فِی عِبَادَتِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ صَاحِبِ رَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی جَمْعٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ أُرِیكُمْ آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ نُوحاً فِی فَهْمِهِ وَ إِبْرَاهِیمَ فِی حِكْمَتِهِ فَلَمْ یَكُنْ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ طَلَعَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ قِسْتَ رَجُلًا بِثَلَاثَةٍ مِنَ الرُّسُلِ بَخْ بَخْ لِهَذَا الرَّجُلِ مَنْ هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا تَعْرِفُهُ یَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَخْ بَخْ لَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَیْنَ مِثْلُكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ (1).

فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بالإسناد إلی الحارث: مثله (2).

«11»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ(3) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ فَیْرُوزَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی عِلْمِ آدَمَ وَ فِقْهِ نُوحٍ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(4).

«12»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ عَلَی الْمِنْبَرِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ أَ نَبِیّاً كَانَ أَمْ مَلَكاً؟

ص: 39


1- 1. كشف الغمّة: 33- 34.
2- 2. الروضة: 17. الفضائل: 102- 103.
3- 3. فی المصدر بعد ذلك: عن إبراهیم بن مهدیّ الابلی اه.
4- 4. العمدة: 192- 193.

وَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَرْنِهِ أَ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ فَقَالَ لَهُ لَمْ یَكُنْ نَبِیّاً وَ لَا مَلَكاً وَ لَمْ یَكُنْ قَرْنَاهُ مِنْ ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ(1) وَ لَكِنَّهُ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ وَ نَصَحَ لِلَّهِ وَ نَصَحَهُ اللَّهُ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ ذَا الْقَرْنَیْنِ لِأَنَّهُ دَعَا قَوْمَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ فَغَابَ عَنْهُمْ حِیناً ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِمْ فَضَرَبَ عَلَی قَرْنِهِ الْآخَرِ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ (2).

بیان: قوله و فیكم مثله یعنی نفسه علیه السلام و قد اشتهر فی الحدیث: أنه ذو قرنی هذه الأمة، و فیه وجوه:

أحدها أنه عاش قرنین قرنا مع الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و قرنا بعده و هذا الخبر لا یحتمله (3).

و ثانیها أنه یشبهه فی كونه عبدا صالحا مؤیدا ملهما بإلهام اللّٰه تعالی مطاعا للخلق بإذنه تعالی مع كونه غیر نبی و علیه تدل الأخبار الكثیرة التی أوردناها فی كتاب الإمامة فی باب مفرد.

و ثالثها أنه یشبهه فی أنه ضرب علی قرنیه.

و رابعها أنه صاحب القوتین العظیمتین فی الدنیا و الدین.

و خامسها أنه یشبهه فی أنه دعاهم فضربوه علی قرنه و سیرجع إلی الدنیا و ینقاد له شرق الأرض و غربها.

و سادسها أنه خلق اللّٰه تعالی له طرفی الأرض شرقها و غربها و سیملكهما إیاه و خلق له طرفی الجنة فهو قسیمها.

و قال الجزری فی النهایة فیه أنه قال لعلی علیه السلام إن لك بیتا فی الجنة و إنك ذو قرنیها أی طرفی الجنة و جانبیها قال أبو عبید و أنا أحسب أنه أراد

ص: 40


1- 1. فی المصدر: و لا من فضة.
2- 2. علل الشرائع: 25. و قد مضت الروایة فی المجلد 12 ص180 عن تفسیر العیّاشیّ و عن الاحتجاج: 122 و عن كمال الدین: 220.
3- 3. لان الغیبة لم تتوسط بین هذین القرنین و لم یضرب علیه السلام بقرنه عندئذ. و أنت خبیر بأن أقوی المحتملات و ارجحها هو الاحتمال الخامس بل هو المتعین.

ذو قرنی الأمة فأضمر و قیل أراد الحسن و الحسین علیهما السلام و أرضاهما(1) و منه حدیث علی علیه السلام و ذكر قصة ذی القرنین ثم قال و فیكم مثله فیری أنه إنما عنی نفسه لأنه ضرب علی رأسه ضربتین إحداهما یوم الخندق و الأخری ضربة ابن ملجم، لعنه اللّٰه انتهی (2) و سیأتی ذكر الوجوه الأخر.

«13»- مع، [معانی الأخبار] الْأُشْنَانِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ التَّیْمِیِ (3) عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ إِنَّ لَكَ كَنْزاً فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا فَلَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ فِی الصَّلَاةِ(4) فَإِنَّ لَكَ الْأُولَی وَ لَیْسَتْ لَكَ الْأَخِیرَةُ.

قال الصدوق رضی اللّٰه عنه معنی قوله صلی اللّٰه علیه و آله إن لك كنزا فی الجنة یعنی مفتاح نعمها(5) و ذلك أن الكنز فی المتعارف لا یكون إلا المال من ذهب أو فضة

ص: 41


1- 1. لیست هذه الكلمة فی المصدر المطبوع، و لعلها كانت فی نسخة المصنّف، و معناها أن أبا عبید أرضی كلا المعنیین، و فی الدر النثیر المطبوع بهامش النهایة كذلك: و قال لعلی« إن لك بیتا فی الجنة و إنك ذو قرنیها» أی طرفی الجنة و جانبیها، و قیل: أراد الحسن و الحسین، قال أبو عبید: و أنا أحسب أنّه أراد ذو قرنی هذه الأمة فأضمر، لان علیا ذكر قصة ذی القرنین و أنه ضرب علی رأسه مرتین ثمّ قال:« و فیكم مثله» فتری أنّه انما عنی نفسه، لانه ضرب علی رأسه ضربتین: احداهما یوم الخندق و الأخری ضربة ابن ملجم.
2- 2. النهایة 3: 247- 248.
3- 3. فی المصدر: التمیمی.
4- 4. فی المصدر: فلا تتبع النظرة بالنظرة فی الصلاة: و الظاهر أن الجملة ناظرة إلی قول رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی النظر إلی الاجنبیة:« لا تتبع النظرة النظر فلیس لك إلّا أول نظرة» كما رواه المؤلّف( فی المجلد 23: 100 من الطبع الحجری الكمبانیّ) عن كتاب عیون الاخبار، و توجد الروایة فیه 224، و روایة اخری لأمیر المؤمنین علیه السلام نقلها المصنّف فی الموضع المذكور عن كتاب الخصال، و هی قطعة من الروایة المفصلة المعروفة بالاربعمائة« لیس فی البدن شی ء أقل شكرا من العین فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر اللّٰه» راجع الخصال 2: 166.
5- 5. فی المصدر: نعیمها.

و لا یكنز إلا خیفة الفقر(1) و لا یصلحان إلا للإنفاق فی أوقات الافتقار إلیهما و لا حاجة فی الجنة و لا فقر و لا فاقة لأنها دار السلام من جمیع ذلك و من الآفات كلها و فیها ما تشتهی الأنفس و تلذ الأعین و هذا الكنز هو المفتاح و ذلك أنه علیه السلام قسیم الجنة و إنما صار علیه السلام قسیم الجنة و النار لأن قسمة الجنة و النار إنما هی علی الإیمان و الكفر وَ قَدْ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیٌّ حُبُّكَ إِیمَانٌ وَ بُغْضُكَ نِفَاقٌ وَ كُفْرٌ.

فهو علیه السلام بهذا الوجه قسیم الجنة و النار و قد سمعت بعض المشایخ یذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن علیه السلام و هو السقط الذی ألقته فاطمة علیها السلام لما ضغطت بین البابین و احتج علی ذلك (2) بما روی فی السقط أنه یكون محبنطئا علی باب الجنة فیقال له ادخل الجنة فیقول لا حتی یدخل أبوای قبلی و

ما روی: أن اللّٰه تعالی كفل سارة و إبراهیم أولاد المؤمنین یغذونهم بشجر فی الجنة لها أظلاف كأظلاف البقر(3) فإذا كان یوم القیامة ألبسوا و طیبوا و أهدوا إلی آبائهم فهم فی الجنة ملوك مع آبائهم.

أما قوله صلی اللّٰه علیه و آله و أنت ذو قرنیها فإن قرنیها(4) الحسن و الحسین علیهما السلام لَمَّا رُوِیَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُزَیِّنُ بِهِمَا جَنَّتَهُ كَمَا تُزَیِّنُ الْمَرْأَةُ بِقِرْطَیْهَا(5).

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: یُزَیِّنُ اللَّهُ بِهِمَا عَرْشَهُ.

و فی وجه آخر معنی قوله صلی اللّٰه علیه و آله و أنت ذو قرنیها أی أنك صاحب قرنی الدنیا و أنك الحجة علی شرق الدنیا و غربها و صاحب الأمر فیها و النهی فیها،

ص: 42


1- 1. فی المصدر: من ذهب و فضة و لا یكنز الا لخیفة الفقر.
2- 2. فی المصدر: و احتج فی ذلك بما روی فی السقط من أنّه اه.
3- 3. الصحیح كما فی المصدر« لها أخلاف كأخلاف البقر» و الخلف- بالكسر-: الضرع لكل ذات خف و ظلف، و قیل: هو مقبض ید الحالب من الضرع. و قد روی الروایة فی مجمع البحرین فی« خلف».
4- 4. فی المصدر: فان قرنی الجنة.
5- 5. القرط- بالضم-: ما یعلق فی شحمة الاذن من درة و نحوها.

و كل ذی قرن فی الشاهد إذا أخذ بقرنه فقد أخذ به و قد یعبر عن الملك بالآخذ بالناصیة كما قال عز و جل ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِیَتِها(1) و معناه علی هذا أنه علیه السلام مالك حكم الدنیا فی إنصاف المظلومین و الأخذ علی أیدی الظالمین و فی إقامة الحدود إذا وجبت و تركها إذا لم تجب و فی الحل و العقد و فی النقض و الإبرام و فی الحظر و الإباحة و فی الأخذ و الإعطاء و فی الحبس و الإطلاق و فی الترغیب و الترهیب.

و فی وجه آخر معناه أنه علیه السلام ذو قرنی هذه الأمة كما كان ذو القرنین لأهل وقته و ذلك أن ذا القرنین ضرب علی قرنه الأیمن فغاب ثم حضر فضرب علی قرنه الآخر و تصدیق ذلك

قول الصادق علیه السلام: إن ذا القرنین لم یكن نبیا و لا ملكا و إنما كان عبدا أحب اللّٰه فأحبه اللّٰه و نصح لله فنصحه اللّٰه و فیكم مثله یعنی بذلك أمیر المؤمنین علیه السلام. و هذه المعانی كلها صحیحة یتناولها ظاهر قوله صلی اللّٰه علیه و آله لك كنز فی الجنة و أنت ذو قرنیها(2).

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو عُبَیْدٍ فِی غَرِیبِ الْحَدِیثِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ لَكَ (3) بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ وَ إِنَّكَ لَذُو قَرْنَیْهَا.

سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ وَ أَبُو الطُّفَیْلِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ ذَا الْقَرْنَیْنِ كَانَ مَلِكاً عَادِلًا فَأَحَبَّهُ اللَّهُ وَ نَاصَحَ لِلَّهِ فَنَصَحَهُ اللَّهُ أَمَرَ قَوْمَهُ بِتَقْوَی اللَّهِ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ بِالسَّیْفِ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِمْ فَدَعَاهُمْ إِلَی اللَّهِ فَضَرَبُوهُ عَلَی قَرْنِهِ الْآخَرِ بِالسَّیْفِ فَذَلِكَ قَرْنَاهُ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ یَعْنِی نَفْسَهُ لِأَنَّهُ ضُرِبَ عَلَی رَأْسِهِ ضَرْبَتَیْنِ أَحَدُهُمَا یَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ الثَّانِی ضَرْبَةُ ابْنِ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ.

الرضی فی مجازات الآثار النبویة عنی رأس الأمة أن القرنین إنما یكونان فیه و هذا یدل علی أنه كان رأس أمته و رئیس أسرته و یقال: أی

ص: 43


1- 1. سورة هود: 56.
2- 2. معانی الأخبار: 205- 207.
3- 3. فی المصدر:( لی) ظ.

كذی القرنین أی الإسكندر الرومی و یدل أیضا علی سیادته لأنه كان قد أخذ بأزمة الملوك و إن أراد اسم نبی من الأنبیاء فهو أفضل أهل زمانه كما كان ذو القرنین فی زمانه و قال ثعلب كان وصفه ببلوغ غایات المثابین فی الجنة كأنه أخذ طرفی الجنة و قال ثعلب أیضا أی ذو جبلیها یعنی الحسن و الحسین علیهما السلام و قال أی طرفی الأمة أی أنت إمام فی الابتداء و المهدی ولدك إمام

فی الانتهاء و یجوز من قولهم عصرت الفرس قرنا أو قرنین أی استخرجت عرقه بالجری مرة أو مرتین و كأنه ذو اقتباس العلم الظاهر و استخراج العلم الباطن (1).

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: لِنَبِیِّهِ آمَنَ الرَّسُولُ (2) وَ لَهُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِینَ (3) وَ قَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِیدٌ(4) وَ لِنَبِیِّهِ أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ (5) وَ لَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ(6) وَ قَالَ لِنَفْسِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ لِنَبِیِّهِ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً(7) وَ لَهُ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (8) وَ قَالَ لِنَفْسِهِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ (9) وَ لِنَبِیِّهِ لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِیزٌ(10) وَ لَهُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ قَالَ لِنَفْسِهِ وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (11) وَ لِنَبِیِّهِ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ (12)

ص: 44


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 569- 570.
2- 2. سورة البقرة: 285.
3- 3. سورة التحریم: 4.
4- 4. سورة البروج: 12.
5- 5. سورة البقرة: 165.
6- 6. سورة الفتح: 29.
7- 7. سورة الأنبیاء: 107.
8- 8. سورة یونس: 58.
9- 9. سورة الزمر: 1. سورة الجاثیة: 2. سورة الاحقاف: 2.
10- 10. سورة التوبة: 127.
11- 11. سورة البقرة: 255. سورة الشوری: 4.
12- 12. سورة القلم: 4.

وَ لَهُ عَمَّ یَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِیمِ (1) وَ قَالَ لِنَفْسِهِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) وَ لِنَبِیِّهِ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ(3) وَ لَهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (4) ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَمَّی عَلِیّاً مِثْلَ مَا سَمَّی بِهِ كُتُبَهُ قَالَ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً (5) وَ لِعَلِیٍ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(6) وَ قَالَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ(7) وَ لِلْقُرْآنِ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (8) وَ لِعَلِیٍ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ (9) وَ قَالَ یَحْكُمُ بِهَا

النَّبِیُّونَ (10) وَ لِعَلِیٍ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ (11) وَ قَالَ صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (12) وَ لِعَلِیٍ الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ (13) وَ الْكِتَابُ أَكْبَرُ وَ قَالَ فِی الْقُرْآنِ وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (14) وَ لَهُ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (15) وَ فِی الْقُرْآنِ هذا بَیانٌ لِلنَّاسِ (16) وَ لَهُ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ (17) وَ فِی الْقُرْآنِ هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ (18) وَ لَهُ قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ(19) وَ

ص: 45


1- 1. سورة النبأ: 1.
2- 2. سورة النور: 35.
3- 3. سورة المائدة: 15.
4- 4. سورة الأعراف: 157.
5- 5. سورة المائدة: 44.
6- 6. سورة الرعد: 7.
7- 7. سورة المائدة: 46.
8- 8. سورة الأعراف: 157.
9- 9. سورة الشوری: 52.
10- 10. سورة المائدة: 44.
11- 11. سورة الزخرف: 4.
12- 12. سورة الأعلی: 19.
13- 13. سورة البقرة: 2.
14- 14. سورة یس: 12.
15- 15. سورة بنی إسرائیل: 71.
16- 16. سورة آل عمران: 138.
17- 17. سورة هود: 17. و سورة محمد: 14.
18- 18. سورة الجاثیة: 20.
19- 19. سورة یوسف: 108.

فِی الْقُرْآنِ یَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ (1) وَ لَهُ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ(2) وَ فِی الْقُرْآنِ هُدیً وَ بُشْری (3) وَ لَهُ لَهُمُ الْبُشْری (4) وَ فِی الْقُرْآنِ سَنُلْقِی عَلَیْكَ قَوْلًا ثَقِیلًا(5) وَ لَهُ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ الْخَبَرَ وَ فِی الْقُرْآنِ وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ (6) وَ لَهُ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِ (7) وَ فِی الْقُرْآنِ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ(8) وَ لَهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَنَا خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ فِی الْقُرْآنِ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ(9) وَ لَهُ وَ أَنْزَلْنا إِلَیْكَ الذِّكْرَ(10) وَ فِی الْقُرْآنِ وَ لا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ(11) وَ لَهُ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (12) وَ

فِی الْقُرْآنِ وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ (13) وَ لَهُ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (14) وَ فِی الْقُرْآنِ تَفْصِیلَ كُلِّ شَیْ ءٍ(15) وَ لَهُ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (16) وَ فِی الْقُرْآنِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَیِّماً(17) وَ لَهُ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ (18) وَ فِی الْقُرْآنِ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِیثِ (19) وَ لَهُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ(20)

ص: 46


1- 1. سورة البقرة: 121.
2- 2. سورة هود: 17.
3- 3. سورة البقرة: 97. سورة النمل: 2.
4- 4. سورة یونس: 64. سورة الزمر: 17.
5- 5. سورة المزّمّل: 5.
6- 6. سورة الزخرف: 44.
7- 7. سورة یونس: 35.
8- 8. سورة الأنعام: 149.
9- 9. سورة الحجر: 9.
10- 10. سورة النحل: 44.
11- 11. سورة البقرة: 283.
12- 12. سورة الرعد: 43.
13- 13. سورة الزمر: 33.
14- 14. سورة التوبة: 119.
15- 15. سورة یوسف: 111.
16- 16. سورة الطارق: 13.
17- 17. سورة الكهف: 1- 2.
18- 18. سورة التوبة: 36. سورة یوسف: 40. سورة الروم: 30.
19- 19. سورة الزمر: 23.
20- 20. سورة الأنعام: 160. سورة النحل: 89. سورة القصص: 84.

وَ فِی الْقُرْآنِ قالُوا خَیْراً(1) وَ لَهُ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(2) وَ فِی الْقُرْآنِ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ (3) وَ لَهُ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً(4) وَ فِی الْقُرْآنِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ (5) وَ لَهُ وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدی (6) وَ فِی الْقُرْآنِ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ (7) وَ لَهُ وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ (8) أَیْ عَالٍ فِی الْبَلَاغَةِ وَ عَلَا عَلَی كُلِّ كِتَابٍ لِكَوْنِهِ مُعْجِزاً وَ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ كَذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ثُمَّ قَالَ حَكِیمٌ أَیْ مُظْهِرٌ لِلْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ بِمَنْزِلَةِ حَكِیمٍ یَنْطِقُ بِالصَّوَابِ وَ هَذَا(9) فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هَاتَانِ الصِّفَتَانِ لَهُ خَلِیقَةٌ لِأَنَّهُمَا مِنْ صِفَاتِ الْحَیِّ وَ فِی الْقُرْآنِ عَلَی سَبِیلِ التَّوَسُّعِ ثُمَّ قَالَ لِلْقُرْآنِ أَ فَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ(10) وَ لَهُ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ(11)

وَ فِی الْقُرْآنِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ (12) وَ عِلْمُ هَذَا الْكِتَابِ عِنْدَهُ لِقَوْلِهِ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (13) وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْإِسْلَامُ یَعْلُو وَ لَا یُعْلَی وَ قَالَ تَعَالَی وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیا(14) وَ بَیَانُهُ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (15).

فی مساواته علیه السلام مع آدم، و إدریس و نوح علیهم السلام

ساواه مع آدم فی أشیاء فی العلم وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها(16) و له أنا مدینة العلم و علی بابها.

و التزویج لأنه جری تزویجهما فی الجنة و أنزل الحدید علی آدم و أنزل علی علی علیه السلام ذا الفقار و آدم أبو الآدمیین و علی أبو العلویین و اعتذر

ص: 47


1- 1. سورة النحل: 30.
2- 2. سورة البینة: 7.
3- 3. سورة لقمان: 27.
4- 4. سورة الزخرف: 28.
5- 5. سورة البقرة: 2.
6- 6. سورة القصص: 57.
7- 7. سورة یس: 1.
8- 8. سورة الزخرف: 4.
9- 9. فی المصدر. و هكذا.
10- 10. سورة الزخرف: 5.
11- 11. سورة النحل: 43. سورة الأنبیاء: 7.
12- 12. سورة الأنعام: 59.
13- 13. سورة الرعد: 43.
14- 14. سورة التوبة: 40.
15- 15. سورة الزخرف: 28.
16- 16. سورة البقرة: 31.

عن آدم فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً(1) و شكر عن علی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(2) و آمن آدم فی قوله ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ (3) و كذلك لعلی علیه السلام فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ (4) و كان آدم خلیفة اللّٰه إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً(5) و علی خلیفة اللّٰه قوله علیه السلام من لم یقل إنی رابع الخلفاء الخبر.

خلق آدم من التراب فكان ترابیا فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ (6) و سمی النبی علیا أبا تراب و قال آدم وقت خلقته و قد عطس الحمد لله فقال اللّٰه رحمك اللّٰه و لهذا خلقتك سبقت رحمتی غضبی فهو أول كلمة قالها و علی علیه السلام لما ولد سجد لله علی الأرض و حمده و آدم خلق بین مكة و الطائف و علی ولد فی الكعبة و اصطفی اللّٰه آدم إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ (7) و لعلی وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (8) و الأنبیاء كلهم من صلب آدم و أوصیاء النبی صلی اللّٰه علیه و آله من صلب علی رفع آدم (9) علی مناكب الملائكة و رفع جنازة علی علی مناكبهم أیضا نسب أولاد آدم إلیه فقالوا آدمی و نسب أولاد النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلیه فقالوا علوی أمر اللّٰه الملائكة بالسجود لآدم و علی أمر بأن یؤتی إلیه، رَوَی الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ الْكَعْبَةِ تُؤْتَی وَ لَا تَأْتِی. آدم باع الجنة بحبات حنطة فأمر بالخروج منها قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِیعاً(10) و علی اشتری الجنة بقرص فأذن له بالدخول فیها وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً(11) وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها(12) و كان اسم علی و أسماء أولاده علیهم السلام فعلم اللّٰه آدم أسماءهم، أَخْبَرَنِی مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِإِسْنَادِهِ

ص: 48


1- 1. سورة طه: 115.
2- 2. سورة الإنسان: 7.
3- 3. سورة طه: 122.
4- 4. سورة الإنسان: 11.
5- 5. سورة البقرة: 30.
6- 6. سورة الحجّ: 5.
7- 7. سورة آل عمران: 33.
8- 8. سورة آل عمران: 33.
9- 9.« جنازة آدم خ ل.
10- 10. سورة البقرة: 38.
11- 11. سورة الإنسان: 12.
12- 12. سورة البقرة: 31.

عَنْ زَیْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَفْتَخِرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ آدَمُ بِابْنِهِ شِیثٍ وَ أَفْتَخِرُ أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

المفجع:

كان فی علمه لآدم إذ علم شرح الأسماء و المكنیا.

و ساواه مع إدریس علیه السلام بأشیاء أطعم إدریس بعد وفاته من طعام الجنة و أطعم علی فی حیاته من طعامها مرارا و سمی إدریس لأنه درس الكتب كلها و قوله تعالی فی علی علیه السلام وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) و إدریس أول من وضع الخط و علی أول من وضع النحو و الكلام.

و ساواه مع نوح علیه السلام فی خمسة عشر موضعا فی المیثاق وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ (2) وَ لِعَلِیٍّ مَا رُوِیَ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَخَذَ مِیثَاقِی عَلَی النُّبُوَّةِ وَ مِیثَاقَ اثْنَیْ عَشَرَ بَعْدِی. و خص بطول العمر فلبث فیهم ألف سنة و طول عمر ولده القائم علیه السلام وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا(3) الآیة و نوح شیخ المرسلین و علی شیخ الأئمة و قیل لنوح یا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا(4) و لعلی فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ (5) و نبع الماء لنوح من بین النار وَ فارَ التَّنُّورُ(6) و هوی النجم لعلی من بئر الدار وَ النَّجْمِ إِذا هَوی (7) أجیبت دعوة نوح فهطلت (8) له السماء بالعقوبة و أجیبت لعلی بالرحمة فنبعت له الأرض فی أرض بلقع و یمنی السواد و غیرهما ذكر اللّٰه نوحا فی كتابه فی اثنین و أربعین موضعا أوله قوله إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً(9) و آخره وَ قالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ(10) و ذكر علیا فی تسعة و ثمانین موضعا أنه أمیر المؤمنین

ص: 49


1- 1. سورة الرعد: 43.
2- 2. سورة الأحزاب: 7.
3- 3. سورة القصص: 5.
4- 4. سورة هود: 32.
5- 5. سورة آل عمران: 61.
6- 6. سورة هود: 40. سورة المؤمنون: 27.
7- 7. سورة النجم: 1.
8- 8. هطل المطر: نزل متتابعا متفرقا عظیم القطر.
9- 9. سورة آل عمران، 33.
10- 10. سورة نوح: 26.

و سمی نوحا لكثرة نوحه و زهادته و قال لعلی أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (1) و سماه شكورا إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(2) و سمی علیا باسمه وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا(3) و أهلك جمیع الخلق بالطوفان سوی قومه فَأَنْجَیْناهُ وَ الَّذِینَ مَعَهُ فِی الْفُلْكِ (4) و أهلك أعداء علی فی طوفان النصب فیلقی فی جهنم و یفوز أحباؤه إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ مَفازاً(5) نوح أب ثانی و علی أبو الأئمة و السادات و اشتق لنوح اسمه من صفته لما ناح و اشتق اسم علی من صفته لأنه علا قِیلَ یا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا(6) و قیل لعلی سلام علی آل یس (7) و حمله علی السفینة عند طوفان الماء وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ(8) و قیل لعلی مثل أهل بیتی كسفینة نوح الخبر فسفینة علی نجاة من النار.

المفجع:

و كنوح نجا من الهلك من س-***ی-رفی الفلك إذ علا الجودیا.

فی مساواته مع إبراهیم و إسماعیل و إسحاق علیهم السلام.

ساوی علیا مع إبراهیم علیه السلام فی ثلاثین خصلة الاجتباء اجْتَباهُ وَ هَداهُ (9) و لعلی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ (10) و فی الهدی وَ هَداهُ إِلی صِراطٍ(11) و لعلی علیه السلام وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(12) و فی الحسنة وَ آتَیْناهُ فِی الدُّنْیا حَسَنَةً(13) و لعلی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ(14) و فی البركة وَ بارَكْنا عَلَیْهِ (15) و لعلی وَ بَرَكاتُهُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ (16) و فی البشارة وَ بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ (17) و لعلی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ

ص: 50


1- 1. سورة الزمر: 9.
2- 2. سورة الإسراء: 3.
3- 3. سورة مریم: 50.
4- 4. سورة الأعراف: 64.
5- 5. سورة النبأ: 31.
6- 6. سورة هود: 48.
7- 7. سورة الصافّات: 130.
8- 8. سورة القمر: 13.
9- 9. سورة النحل: 121.
10- 10. سورة آل عمران: 33.
11- 11. سورة النحل: 121.
12- 12. سورة الرعد: 7.
13- 13. سورة النحل: 122.
14- 14. سورة الأنعام: 160.
15- 15. سورة الصافّات: 113.
16- 16. سورة هود: 73.
17- 17. سورة الصافّات: 113.

مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً(1) و فی السلام سَلامٌ عَلی إِبْراهِیمَ (2) و لعلی سلام علی آل یاسین (3) و فی الخلة وَ اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِیمَ خَلِیلًا(4) و لعلی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (5) و فی الثناء الحسن وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا(6) و لعلی وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ (7) و فی المقام وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِیمَ مُصَلًّی (8) و لعلی و هو أول من صلی مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.

و فی الإمامة إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً(9) و لعلی وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (10) و جعل مثابته قبلة للخلق وَ إِذْ جَعَلْنَا الْبَیْتَ مَثابَةً(11) و لعلی حب علی إیمان و بناؤه طواف المؤمنین وَ طَهِّرْ بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ (12) و لعلی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (13) و أمر إبراهیم بتطهیر البیت وَ طَهِّرْ بَیْتِیَ (14) و اللّٰه تعالی طهر بیت علی وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(15) و ملوك الروم من نسل إبراهیم و الأئمة الاثنا عشر من صلب علی و أثنی اللّٰه علیه إن إبراهیم كان أمة لأنه كان وحیدا فی زمانه بالتوحید و علی أول من أسلم و قال إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ (16) و لعلی أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (17) و قال له وَ لكِنْ كانَ حَنِیفاً مُسْلِماً(18) و لعلی علی ملة إبراهیم و دین محمد و منهاج علی حنیفا مسلما و قال له شاكِراً لِأَنْعُمِهِ (19) و لعلی الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ (20) و قال وَ إِبْراهِیمَ

ص: 51


1- 1. سورة الفرقان: 54.
2- 2. سورة الصافّات: 109.
3- 3. سورة الصافّات: 130.
4- 4. سورة النساء: 125.
5- 5. سورة المائدة: 55.
6- 6. سورة مریم: 50.
7- 7. سورة الحدید: 19.
8- 8. سورة البقرة: 125.
9- 9. سورة البقرة: 124.
10- 10. سورة یس: 12.
11- 11. سورة البقرة: 125.
12- 12. سورة الحجّ: 26.
13- 13. سورة الأحزاب: 33.
14- 14. سورة الحجّ: 26.
15- 15. سورة الأحزاب: 33.
16- 16. سورة النحل: 120.
17- 17. سورة الزمر: 9.
18- 18. سورة آل عمران: 67.
19- 19. سورة النحل: 121.
20- 20. سورة آل عمران: 191.

الَّذِی وَفَّی (1) و لعلی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(2) و قال وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ (3) و لعلی وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِینَ (4) و قال إِنَّ إِبْراهِیمَ لَحَلِیمٌ أَوَّاهٌ مُنِیبٌ (5) و لعلی یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ (6) و كان إبراهیم مؤذنا للحج وَ أَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِ (7) و علی مؤذن لله وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (8) و إبراهیم فارق قومه وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (9) فأخرج اللّٰه من نسله سبعین ألف نبی وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (10) و علی فارق قریشا فجعله اللّٰه فی أفضلها و هم بنو هاشم و أعطاه النسل الطیب و عادی إبراهیم قومه فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِی إِلَّا رَبَّ الْعالَمِینَ (11) و عادت قریش علیا فأبادهم (12) بالسیف و قال إبراهیم إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِینُ (13) و قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنا ابن الذبیحین یعنی إسماعیل و عبد اللّٰه و ابتلاء علی أكثر و رمی إبراهیم مشدودا علی المنجنیق (14) و هو مكره و رمی علی علی المنجنیق فی ذات السلاسل و هو مختار و قال فی حق إبراهیم فَأَلْقُوهُ فِی الْجَحِیمِ (15) و ألقی علی نفسه فی وادی الجن و حاربهم و صارت نار الدنیا علی إبراهیم بردا و سلاما قُلْنا یا نارُ كُونِی بَرْداً وَ سَلاماً(16) و تصیر نار الآخرة علی محبی علی علیه السلام بردا و سلاما حتی تنادی الجحیم جز یا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبی ادعی فی محبة إبراهیم خلق فقال فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (17) و ادعی فی محبة علی خلق فقال اللّٰه إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ (18) الآیة

ص: 52


1- 1. سورة النجم: 37. و فی المصدر: و قال فی إبراهیم « الَّذِی وَفَّی» .
2- 2. سورة الإنسان: 7.
3- 3. سورة البقرة: 130. سورة النحل: 122.
4- 4. سورة التحریم: 4.
5- 5. سورة هود: 75.
6- 6. سورة الزمر: 9.
7- 7. سورة الحجّ: 27.
8- 8. سورة التوبة: 3.
9- 9. سورة مریم: 48.
10- 10. سورة الأنعام: 84.
11- 11. سورة الشعراء: 77.
12- 12. أی أهلكهم.
13- 13. سورة سورة الصافّات: 106.
14- 14. فی المصدر« عن المنجنیق» فی الموضعین.
15- 15. سورة الصافّات: 97.
16- 16. سورة الأنبیاء: 69.
17- 17. سورة إبراهیم: 36.
18- 18. سورة آل عمران: 68.

و إبراهیم أوجس فی نفسه خیفة من الملائكة و تكلم علی معهم و سائر الأنبیاء بعد إبراهیم من نسله مِلَّةَ أَبِیكُمْ إِبْراهِیمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِینَ (1) و سائر الأوصیاء من ولد علی وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ (2) إبراهیم أسس الكعبة إِنَّ أَوَّلَ بَیْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ (3) و علی أظهر الإسلام و طهر الكعبة من الأزلام و إبراهیم كسر أصناما قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا(4) یعنی أفلون (5) و علی كسر ثلاثمائة و ستین صنما أكبرها هبل ابتلی اللّٰه إبراهیم بقربان الولد إِنِّی أَری فِی الْمَنامِ أَنِّی أَذْبَحُكَ (6) و أبات أبو طالب علیا علی فراش رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كل لیلة فی الشعب و أباته النبی صلی اللّٰه علیه و آله لیلة الهجرة و بین الفداءین فروق و ربما یشفق الوالد علی ولده فلا یذبحه و علی كان علی یقین من الكفار و یقوی فی ظن ولده أن أباه یمتحنه فی طاعته فیزول كثیر من الخوف و یرجو السلامة و علی خائف بلا رجاء و أمره مسند إلی الوحی فیجب الانقیاد و علی علی غیر ذلك (7) و أثنی اللّٰه علی إبراهیم فی خمسة و ستین موضعا أوله ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ (8) و آخره صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (9) و أنزل اللّٰه ربع القرآن فی علی. إسحاق و إسماعیل علیهما السلام.

المفجع البصری:

و له من صفات إسحاق حال***صار فی فضلها لإسحاق سیا

صبره إذ تل للذبح حتی***ظل بالكبش عندها مفدیا

ص: 53


1- 1. سورة الحجّ: 78.
2- 2. سورة الطور: 21.
3- 3. سورة آل عمران: 96.
4- 4. الآیة كذلك « قالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا یا إِبْراهِیمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِیرُهُمْ هذا» راجع سورة الأنبیاء: 62- 63.
5- 5. كذا فی النسخ و المصدر، و الظاهر أنّه اسم الصنم الكبیر.
6- 6. سورة الصافّات: 102.
7- 7. أی و أمر علیّ علی غیر هذا النهج.
8- 8. سورة البقرة: 124.
9- 9. سورة الأعلی: 19.

و كذا استسلم الوصی لأسی-***اف قریش إذ بیتوه عتیا(1)

فوقی لیلة الفراش أخاه***بأبی ذاك واقیا و ولیا

و له من أبیه ذی الأید إس-***ماعیل شبه ما كان عنی خفیا

إنه عاون الخلیل علی الكع-***بة إذ شاد ركنها المبنیا(2)

و لقد عاون الوصی حبیب ال--ّ***له أن یغسلان منه الصفیا(3)

كان مثل الذبیح فی الصبر و التس-***لیم سمحا بالنفس ثم سخیا.

فی مساواته یعقوب و یوسف علیهما السلام

كان لیعقوب اثنا عشر ابنا أحبهم إلیه یوسف و یامین (4) و كان لعلی سبعة عشر ابنا أحبهم إلیه الحسن و الحسین و كان أصغر أولاده لاوی لأنه أخذ بعقب عیص (5) فصارت النبوة له و لأولاده ألقی له یوسف فی غیابة الجب و ذبح لعلی الحسین علیه السلام(6) و ابتلی یعقوب بفراق یوسف و ابتلی علی بذبح الحسین علیه السلام لم یرتفع یوسف من یعقوب و إن بعد عنه و لم ترتفع الخلافة عن علی و إن بعدت عنه أیاما كان لیعقوب بیت الأحزان و لآل النبی علیهم السلام كربلاء و یعقوب ارتد بصیرا بقمیص ابنه و كان لعلی قمیص من غزل فاطمة علیها السلام یتقی به نفسه فی الحروب و كلم ذئب یعقوب و قال لحوم الأنبیاء علینا حرام و كلم ثعبان علیا علی المنبر و كلمه ذئب و أسد أیضا.

المرزكی:

و كیعقوب كلم الذئب لما***حل فی الجب یوسف الصدیق.

ص: 54


1- 1. فی المصدر: عشیا خ ل.
2- 2. شاد البناء: رفعه.
3- 3. الظاهر أنّه بضم الصاد او كسرها جمع الصفاة: الحجر الصلد الضخم. أی أعان أمیر المؤمنین علیه السلام رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی تطهیر البیت عن الأصنام، فان أكثرها كانت من الاحجار أو ما شابهه.
4- 4. بنیامین ظ.
5- 5. قد خطّ فی المصدر بما بین العلامتین. و هو زائد قطعا لان الجملة ناظرة إلی وجه تسمیة یعقوب علیه السلام كما سیأتی، و الظاهر زیادة قوله« و كان اصغر» إلی قوله« و لاولاده».
6- 6. فی المصدر: ابنه الحسین.

سمّی یعقوب لأنه أخذ بعقب أخیه عیص و سمی علیا لأنه علا فی حسبه و نسبه و علمه و زهده و غیر ذلك و كان لیعقوب اثنا عشر ولدا منهم مطیع و منهم عاص و لعلی اثنا عشر ولدا كلهم معصومون مطهرون.

المفجع

و له من نعوت یعقوب نعت***لم أكن فیه ذا شكوك عتیا

كان أسباطه كأسباط یعق-***وب و إن كان نجرهم نبویا(1)

أشبهوهم فی البأس و العدة و العل-***م فافهم إن كنت ندبا ذكیا(2)

كلهم فاضل و جاز حسین (3)***و أخوه بالسبق فضلا سنیا.

و ساواه مع یوسف علیه السلام فی أشیاء قال یوسف رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْكِ (4) و قال فی علی علیه السلام وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً(5) و لما رأی إخوته زیادة النعمة و كمال الشفقة حسدوه كذلك حال علی أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) فزادهما علوا و شرفا وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلی بَعْضٍ (7) و قال إخوة یوسف فی الظاهر وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (8) و عادوه فی الباطن فقال اللّٰه تعالی إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ (9) إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ (10) و كذلك حال علی نصحوه ظاهرا و مقتوه باطنا و قال لیوسف:

ص: 55


1- 1. النجر: الأصل. الحسب.
2- 2. العدة- بالضم- الاستعداد، ما أعددته لحوادث الدهر من مال و سلاح. الندب: السریع الی الفضائل. الظریف النجیب. الذكی: سریع الفطنة.
3- 3. فی المصدر: و حاز حسین.
4- 4. سورة یوسف: 101.
5- 5. سورة الإنسان: 20.
6- 6. سورة النساء: 54.
7- 7. سورة النساء: 32.
8- 8. سورة یوسف 11 و 12.
9- 9. سورة یوسف: 70.
10- 10. سورة یوسف: 79.

أَیُّهَا الصِّدِّیقُ (1) و قال علی علیه السلام أنا الصدیق الأكبر إخوة یوسف وافقوه باللسان و خالفوه بالجنان أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً(2) و كذلك حال المنافقین مع علی علیه السلام(3) فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ (4) و قالوا عند أبیه إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (5) و هم مضیعوه و قالت المنافقون علی مولانا و ظلموه بعد وفاته أَمْ حَسِبَ الَّذِینَ اجْتَرَحُوا السَّیِّئاتِ (6).

سلّم یعقوب إلیهم یوسف بالأمانة إِنِّی لَیَحْزُنُنِی أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ (7) و المصطفی صلی اللّٰه علیه و آله قال إنی تارك فیكم الثقلین الخبر و قال یعقوب یا أَسَفی عَلی یُوسُفَ (8) و قال المصطفی ما أوذی نبی مثل ما أوذیت و قال اللّٰه تعالی وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً(9) و أوتی علی حكمة فی صغره بأشیاء كما تقدم أطعم یوسف لأهل مصر و أطعم علی الملائكة وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ (10) الجائع كان یشبع بلقاء یوسف و المؤمن ینجو بلقاء علی من النار أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ (11) مدح یوسف نفسه فقال إِنِّی حَفِیظٌ عَلِیمٌ (12) و قوله أَ لا تَرَوْنَ أَنِّی أُوفِی الْكَیْلَ (13) و قد مدح علیا وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ (14) یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(15) وجد یعقوب رائحة قمیص یوسف من مسیرة شهر و ستجد شیعة علی رائحة الجنة من فوق سبع سماوات فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ (16). ادعوا فی یوسف أربعة دعاوی قال یعقوب یا بُنَیَّ لا تَقْصُصْ رُؤْیاكَ (17) و قال العزیز عَسی أَنْ یَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً(18) و استرقه إخوته وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ

ص: 56


1- 1. سورة یوسف: 46.
2- 2. سورة یوسف: 12.
3- 3. فی المصدر: مع النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.
4- 4. فی المصدر محمد: 22.
5- 5. سورة یوسف: 12.
6- 6. سورة الجاثیة: 20.
7- 7. سورة یوسف: 13.
8- 8. سورة یوسف: 84.
9- 9. سورة یوسف: 22.
10- 10. سورة الإنسان: 8.
11- 11. سورة ق: 24.
12- 12. سورة یوسف: 55.
13- 13. سورة یوسف: 59.
14- 14. سورة الإنسان: 8.
15- 15. سورة الإنسان: 7.
16- 16. سورة الواقعة: 88.
17- 17. سورة یوسف: 5.
18- 18. سورة یوسف: 21.

و اتخذته زلیخا معشوقا قَدْ شَغَفَها حُبًّا(1) و قال اللّٰه تعالی فی علی إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ (2) و

قال المصطفی صلی اللّٰه علیه و آله: علی أخی. و أنكره جماعة یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ (3) و اعتقدت الشیعة إمامته رِجالٌ صَدَقُوا(4) و سموا یوسف ولدا و أخا و عبدا و معشوقا كذلك علی قالت الغلاة هو اللّٰه و قالت الخوارج هو كافر و قال المرجئة(5) هو المؤخر و قالت الشیعة هو معصوم مطهر. نظر فی یوسف ثمانیة(6) نظر یعقوب بالمحبة فحرم لقاؤه یا أَسَفی عَلی یُوسُفَ (7) و مالك بن الذعر(8) بالحرمة فصار ملكا أَكْرِمِی مَثْواهُ و العزیز بالفتوة فوجد منه الصیانة قالَتْ هَیْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ (9) و زلیخا بالشهوة فسخر منها وَ قالَ نِسْوَةٌ فِی الْمَدِینَةِ(10) و المؤمنون بالنبوة یُوسُفُ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ (11) و كذلك نظر فی علی علیه السلام ثمانیة نظر الكفار بالعداوة فالنار مأواهم ذلِكَ لَهُمْ خِزْیٌ و المنافقون بالحسد فخسروا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِینَ أَعْمالًا(12) و المصطفی بالوصیة و الإمامة و النظارة فصار ختنه و صاحب جیشه وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً(13) و سلمان و أبو ذر و المقداد بالشفقة فصاروا خواص الصحابة و سرور

ص: 57


1- 1. سورة یوسف: 30.
2- 2. سورة الزخرف: 59.
3- 3. سورة الصف: 8.
4- 4. سورة الأحزاب: 23.
5- 5. فی المصدر: و قالت المرجئة.
6- 6. فی المصدر: نظر فی یوسف ثمانیة( نفر خ ل) نظر یعقوب اه.
7- 7. سورة یوسف: 84.
8- 8. فی المصدر« مالك بن الزعر» و فی القاموس« مالك بن دعر» بالدال المهملة. و لا یخفی ان هذا لا یناسب بما جاء فی تفسیر الآیات، فان المستفاد منه أن مالك بن دعر هو الذی باع یوسف علیه السلام و اشتراه العزیز و نظر إلیه بالحرمة و قال لامرأته: أكرمی مثواه. راجع مجمع البیان 5: 221.
9- 9. سورة یوسف: 24.
10- 10. سورة یوسف: 30.
11- 11. سورة یوسف: 46. و لا یخفی أن المقام لا یخلو عن سقط، فانه قد ذكرت خمسة أنظار من الانظار الثمانیة.
12- 12. سورة الكهف: 104.
13- 13. سورة الفرقان: 54.

الشیعة وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (1) و النواصب بالحقارة فضلوا إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا(2) و الغلاة بالمحال فصاروا من الضلال وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً(3) و الملاحدة بالكذب فصاروا مبتدعین إِنَّ الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی آیاتِنا(4) و الشیعة بالدیانة فصاروا مقربین انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ (5).

المفجع:

ابن راحیل یوسف و أخوه (6)فضلا القوم ناشئا و فتیا

و مقال النبی فی ابنیه یحكی***فی ابن راحیل قوله المرویا

كان ذاك الكریم و ابناه سادا***كل من حل فی الجنان نجیا.

فی مساواته مع موسی علیه السلام

ربی موسی فی حجر عدو اللّٰه فرعون و ربی علی فی حجر حبیب اللّٰه محمد صلی اللّٰه علیه و آله و هو موسی بن عمران و علی آل عمران و قالوا إن اسم أبی طالب عمران و حفظ اللّٰه موسی فی صغره من فرعون و فی كبره من البحر و حفظ علیا فی صغره من الحیة حین قتلها و فی كبره من الفرات حین أغارها و كان لموسی علیه السلام انفلاق البحر و هو نیل مصر اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ(7) و انشق نهروان بإشارة علی حین یبس ضرب موسی بعصاه علی البحر و قال اخرجی أیتها الضفادع فخرجت و أطاعت الحیة و الثعبان علیا و ذلك أهول و سخر لموسی الجراد و القمل و سخر لعلی علیه السلام حیتان نهروان إذ نطقت معه و سلمت علیه و سخر لموسی الدم آیاتٍ مُفَصَّلاتٍ (8) و علی أراق دماء الكفار حتی سموه الموت الأحمر و كان موسی صاحب تسع آیات بینات و علی صاحب كذا و كذا معجزات و أحیا اللّٰه بدعاء موسی قوما ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ

ص: 58


1- 1. سورة الواقعة: 10.
2- 2. سورة البقرة: 166.
3- 3. سورة آل عمران: 85.
4- 4. سورة فصلت: 40.
5- 5. سورة الحدید: 13.
6- 6. فی المصدر: كابن راحیل یوسف و أخیه.
7- 7. سورة الشعراء: 63.
8- 8. سورة الأعراف: 133.

بَعْدِ مَوْتِكُمْ (1) و أحیا بدعاء علی سام بن نوح و أصحاب الكهف و بوادی صرصر و غیرها و ذكر اللّٰه موسی فی كتابه فی مائة و ثلاثین موضعا و سمی علیا فی كتابه فی ثلاثمائة موضع و قیل لموسی وَ قَرَّبْناهُ نَجِیًّا(2) و قیل لعلی وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا(3) وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً و علی علمه اللّٰه تعلیما الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ (4) و سخرت الأرض لموسی حتی خسف بقارون و دمر علی علی أعداء النبی فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (5) و قال موسی اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی هارُونَ أَخِی (6) و فی آیة أخری اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی (7) و قال اللّٰه قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَكَ یا مُوسی (8) و قال اللّٰه لیلة المعراج أخلف علیا و قال صلی اللّٰه علیه و آله: انت منی بمنزلة هارون من موسی؛ و سقی اللّٰه موسی من الحجر «فانفجرت منه اثنتا عشرة عینا» و علی «هوالذی خلق من الماء بشرا» اثنا عشر اماما.

و أخو المصطفی الذی قلب الصخ-***رة عن مشرب هناك رویا

بعد أن رام قلبها الجیش جمعا***فرأوا قلبها علیهم أبیا

و أنزل اللّٰه علی موسی المن و السلوی و علی أعطاه النبی من تفاح الجنة و رمانها و عنبها و غیر ذلك خاصم موسی و هارون مع فرعون فی كثرة خیله قال الطبری كان الذهلی و البوقی (9) أربعة آلاف رجل و ظفرا بهم و إن محمدا و علیا خاصما الیهود و النصاری و المجوس و المشركین و الزنادقة و قد ظفرا علیهم هُوَ الَّذِی

ص: 59


1- 1. سورة البقرة: 56.
2- 2. سورة مریم: 52.
3- 3. سورة مریم: 50.
4- 4. سورة الرحمن: 1- 4.
5- 5. سورة الزخرف: 41.
6- 6. سورة طه 29- 30.
7- 7. سورة الأعراف: 142.
8- 8. سورة الأعراف 36.
9- 11. ذهل بن شیبان أبو قبیلة من العرب، و النسبة إلیه« ذهلی». و بوق: كورة ببغداد، و بوقة: من قری انطاكیة و فی المصدر« و البرقی» و برقاء: قریة علی شرقیّ النیل فی الصعید الادنی. و البرقاء: أیضا فی البادیة، و یضاف إلی أماكن ذكر بعضها فی المراصد ج 1 185- 186.

أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ (1). و كان خصم موسی و هارون فرعون و هامان و قارون و جنودهما و خصماء محمد و علی عدد النحل و الرمل من الأولین و الآخرین و أغرق اللّٰه أعداءهما فی البحر وَ أَنْجَیْنا مُوسی وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِینَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِینَ (2) و سیلقی اللّٰه أعداء محمد و علی فی جهنم أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(3) و ینجیهما و أحباءهما اللّٰه ثُمَّ نُنَجِّی الَّذِینَ اتَّقَوْا(4) عدو موسی برص و من عادی علیا برص قال أنس هذه دعوة علی خاف موسی من الحیة فی كبره فقیل خُذْها وَ لا تَخَفْ (5) و مزق علی الحیة فی صغره و تقول العامة من هذا الوجه حیدر خاف موسی و هارون من الاستهزاء فقال لا تَخافا إِنَّنِی مَعَكُما(6) و لم یخف محمد و علی منه اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (7). خاف موسی من عصاه خُذْها وَ لا تَخَفْ (8) و لم یخف علی من الثعبان و كلمه كان لموسی عصا و لعلی سیف و كان فی عصا موسی عجائب عجزت السحرة عنها و فی سیف علی عجائب عجزت الكفرة عنها و فی عصا موسی أربعة أحوال هِیَ عَصایَ (9) ثم تحركت حَیَّةٌ تَسْعی (10) ثم كبرت فَإِذا هِیَ ثُعْبانٌ (11) ثم لقفت فَإِذا هِیَ تَلْقَفُ (12) و فی سیف علی أربعة أحوال مذكورة فی بابه نزل جبرئیل بعصا موسی فأعطاها شعیبا و أعطاها شعیب موسی ثم أنزل ذا الفقار فأعطی محمد(13) و أعطاه محمد علیا و كان عصا موسی من اللوز المر و شجرة طوبی فی دار فاطمة و علی علیهما السلام و كان رأسها

ص: 60


1- 1. سورة الأنفال: 62.
2- 2. سورة الشعراء: 65- 66. و فی النسخ و المصدر تقدیم و تأخیر بین الآیتین.
3- 3. سورة ق: 24.
4- 4. سورة مریم: 72.
5- 5. سورة طه: 21.
6- 6. سورة طه: 46.
7- 7. سورة البقرة: 15.
8- 8. سورة طه: 21.
9- 9. سورة طه: 18.
10- 10. سورة طه: 20.
11- 11. سورة الأعراف: 107 و سورة الشعراء: 32.
12- 12. سورة الأعراف: 117. و سورة الشعراء: 45 و لقف الشی ء: تناوله بسرعة.
13- 13. كذا فی النسخ.

ذا شعبتین و كان ذو الفقار ذا شعبتین و عین اسم علی ذو شعبتین موسی قذفته أمه فی تنور مسجور و قذف علی من منجنیق إن ابتلی موسی بفرعون فقد ابتلی علی بفراعنة و كان لموسی اثنا عشر سبطا و لعلی اثنا عشر إماما(1) و قیل لموسی فَاخْلَعْ نَعْلَیْكَ (2) و أمر علی أن یضع رجله علی كتف محمد صلی اللّٰه علیه و آله و كان موطأ موسی حجرا و موطأ علی منكب محمد صلی اللّٰه علیه و آله ارتفع موسی علی الطور و ارتفع علی علی كتف الرسول و قال لموسی وَ أَلْقَیْتُ عَلَیْكَ مَحَبَّةً مِنِّی (3) فكان كل من رآه أحبه و فرض حب علی علی الخلق و حبه یمیز بین الحق و الباطل لا یحبك إلا مؤمن تقی الخبر و قال لموسی وَ أَنَا اخْتَرْتُكَ (4) و لعلی وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ یَخْتارُ(5) و قال لموسی وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِی (6) و لعلی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (7) الآیة و قال لموسی إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً(8) و لعلی إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (9). وَ إِذْ قالَ مُوسی لِفَتاهُ (10) و كان فتی موسی یوشع و فتی محمد علی و لا فتی إلا علی و كان لموسی شبر و شبیر و لعلی شبیر و شبر(11) و كان ولایة موسی فی أولاد هارون و ولایة محمد صلی اللّٰه علیه و آله فی أولاد علی

عبدوا العجل و تركوا هارون (12) عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ(13) و تركوا علیا و عبدوا بنی أمیة إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (14) موسی ساقی بنات شعیب وَ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَیْنِ تَذُودانِ (15) و علی ساقی المؤمنین فی القیامة

ص: 61


1- 1. لا یخفی ما فیه.
2- 2. سورة طه. 12.
3- 3. سورة طه: 39.
4- 4. سورة طه: 13.
5- 5. سورة القصص: 68.
6- 6. سورة القصص: 41.
7- 7. سورة المائدة: 55.
8- 8. سورة مریم: 51.
9- 9. سورة الإنسان: 9.
10- 10. سورة الكهف: 60.
11- 11. فی المصدر: حسن و حسین ظ.
12- 12. فی المصدر: تركوا هارون و عبدوا العجل.
13- 13. سورة الأعراف: 148 و سورة طه: 88.
14- 14. سورة الزخرف: 57.
15- 15. سورة القصص: 23.

و الولدان سقاة أهل الجنة و المولی (1) ساقی علی و سقاهم و وقاهم و لقاهم و جزاهم (2) و جر موسی الحجر من رأس البئر و كان یجرونه أربعون رجلا وَ لَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْیَنَ (3) و علی جر الحجر من عین زاحوما و كانت مائة رجل عجزت عن قلعه.

المفجع:

كان فیه من الكلیم خلال***لم یكن عنك علمها مطویا

كلم اللّٰه لیلة الطور موسی***و اصطفاه علی الأنام نجیا

و أبان النبی فی لیلة الط-***ائف أن الإله ناجی علیا

و له منه عفوة عن أناس***عكفوا یعبدون عجلا حلیا

حرق العجل ثم من علیهم***إذ أنابوا و أمهل السامریا

و علی فقد عفا عن أناس***شرعوا نحوه القنا الزاعبیا.

فی مساواته مع هارون و یوشع و لوط علیهم السلام

قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله یوم بیعة العشیرة و یوم أحد و یوم تبوك و غیرها یا علی أنت منی بمنزلة هارون من موسی فالمؤمنون أحبوا علیا كما أحب أصحاب هارون هارون و لم یكن لأحد منزلة عند موسی كمنزلة هارون و لا لأحد عند النبی صلی اللّٰه علیه و آله كمنزلة علی و كان هارون خلیفة موسی و علی خلیفة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و لما دخل موسی علی فرعون و دعاه إلی اللّٰه قال و من یشهد لك بذلك قال هذا القائم علی رأسك یعنی هارون فسأله عن ذلك قال أشهد أنه صادق (4) و أنه رسول اللّٰه إلیك قال أما إنی لا أعاقبه إلا بإخراجه من تكرمتی و إلحاقه بدرجتك فدعا له بجبة صوف و ألبسه إیاه و جاء بعصا فوضعها فی یده فعوضه اللّٰه من ذلك أن ألبسه قمیص الحیاة

ص: 62


1- 1. أی اللّٰه تعالی.
2- 2. كل كلمة إشارة إلی آیة من آیات سورة الدهر.
3- 3. سورة القصص: 23.
4- 4. فی المصدر: اشهد اللّٰه أنّه صادق.

فكان هارون آمنا فی سربه ما دام علیه ذلك و كذلك ألبس اللّٰه علیا قمیص الأمن بقول النبی صلی اللّٰه علیه و آله إن من المحتوم أن لا تموت إلا بعد ثلاثین سنة بعد أن تؤمر و تقاتل الناكثین و القاسطین و المارقین ثم یخضب لحیته من دم رأسه (1) وقت كذا فكان هارون إذا نزع القمیص مخوفا و كان علی علیه السلام آمنا علی كل حال و كان أول من صدق بموسی هارون و هكذا أول من صدق بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله علی و لما ولد الحسن سماه علی حربا فقال النبی صلی اللّٰه علیه و آله سمه حسنا فلما ولد الحسین علیه السلام سماه أیضا حربا فقال صلی اللّٰه علیه و آله لا هو الحسین كأولاد هارون شبر و شبیر.

المفجع:

إن هارون كان یخلف موسی***و كذا استخلف النبی الوصیا

و كذا استضعف القبائل هارو ***ن و راموا له الحمام الوحیا(2)

نصبوا للوصی كی یقتلوه***و لقد كان ذا محال قویا

و أخو المصطفی كما كان هارو***ن أخا لابن أمه لا دعیا

و ساواه مع یوشع بن نون علی بن مجاهد فی تاریخه مسندا قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله عند وفاته أنت منی بمنزلة یوشع من موسی.

المفجع:

و له من صفات یوشع عندی***رتب لم أكن لهن نسیا

كان هذا لما دعا الناس موسی***سابقا قادحا زنادا وریا

و علی قبل البریة صلی***خائفا حیث لا یعاین ربا

كان سبقا مع النبی یصلی***ثانی اثنین لیس یخشی ثویا

و ساواه مع أیوب علیه السلام فأیوب أصبر الأنبیاء و علی أصبر الأوصیاء صبر أیوب ثلاث سنین فی البلایا و علی صبر فی الشعب مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثلاث سنین ثم صبر

ص: 63


1- 1. كذا فی النسخ، و الصحیح كما فی المصدر: ثم تخضب لحیتك من دم رأسك.
2- 2. الحمام- بكسر الحاء-: الموت. و الوحیّ: السریع. أی قصدوه بالموت السریع و كادوا یقتلونه، كما یستفاد من الآیة « إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِی وَ كادُوا یَقْتُلُونَنِی» الأعراف: 150.

بعده ثلاثین سنة و قد وصف اللّٰه صبر أیوب إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً(1) و قال لعلی علیه السلام الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ(2) و قال وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ (3).

و ساواه مع لوط علیه السلام و قد ذكره اللّٰه فی كتابه فی ستة و عشرین موضعا و ذكر علیا فی كذا موضعا.

المفجع:

و دعا قومه فآمن لوط***أقرب الناس منه رحما و ریا

و علیا لما دعاه أخوه***سبق الحاضرین و البدویا.

فی مساواته مع أیوب و جرجیس و یونس و زكریا و یحیی علیهم السلام

قال فی أیوب: مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ (4) و لعلی نصب من نواصب و عداوة شیاطین الإنس و قال لأیوب ارْكُضْ بِرِجْلِكَ (5) و لعلی بوادی بلقع و غیره و لأیوب إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً(6) و لعلی وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا(7) و قال أیوب إِنَّما أَشْكُوا بَثِّی وَ حُزْنِی إِلَی اللَّهِ (8) و قال علی علیه السلام إلی كم أغضی الجفون علی القذی؟(9).

ص: 64


1- 1. سورة ص: 44.
2- 2. سورة البقرة: 156.
3- 3. سورة البقرة: 177. و لا یخفی أن ما ذكر هنا من مساواته مع أیوب علیهما السلام لیس فی محله، و المقایسة بینهما یأتی بعد ذلك.
4- 4. سورة ص: 41.
5- 5. سورة ص: 42.
6- 6. سورة ص: 44.
7- 7. سورة الإنسان: 12.
8- 8. سورة یوسف: 86. و أنت خبیر بأن هذا لیس من كلام أیوب بل من كلام یعقوب علیهما السلام.
9- 9. أغضی علی الامر: سكت و صبر، یقال« أغضی علی القذی» إذا صبر و أمسك عنه عفوا. و القذی: ما یقع فی العین من تبنة و نحوها.

المفجع:

و له من عزاء أیوب و الصب-***ر نصیب ما كان بردا ندیا

جرجیس علیه السلام صبر فی المحن و علی صبر فی المحن و الفتن و لم یقبل قوله الحق و قتل فی الحق و علی كان علی الحق و قتل فی الحق للحق و عذب جرجیس بأنواع العذاب و عذب علی بأنواع الحروب كسر جرجیس صنما و كسر علی علیه السلام ثلاثمائة و ستین فی الكعبة سوی ما كسره فی غیرها أهلك اللّٰه أعداء جرجیس بالنار و سیهلك أعداء علی بنار جهنم أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ (1).

یونس علیه السلام إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً(2) فذهب علی مجاهدا محاربا فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِیمٌ (3) و سلمت الحیتان علی علی علیه السلام و شتان بین الغالب و المغلوب و سماه اللّٰه ذا النون و سمی النبی صلی اللّٰه علیه و آله علیا ذا الریحانتین و قال فی یونس إِذْ أَبَقَ إِلَی الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (4) و علی علیه السلام فلك مشحون من العلم أنا مدینة العلم الخبر و قیل لیونس لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَ هُوَ مَذْمُومٌ (5) و فی موضع وَ هُوَ مُلِیمٌ (6) و علی تركوه و خذلوه و لعنوه ألف شهر و فی حق یونس وَ أَنْبَتْنا عَلَیْهِ شَجَرَةً مِنْ یَقْطِینٍ (7) و أطعم علی علیه السلام من فواكه الجنة و قال وَ أَرْسَلْناهُ إِلی مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (8) و علی إمام الإنس و الجن و إنه عبد اللّٰه فی مكان ما عبده فیه بشر(9) و علی ولد فی موضع ما ولد فیه قبله و لا بعده أحد.

زكریا بشر زكریا بیحیی فی المحراب و علی بشر بالحسن و الحسین علیهما السلام و سأل زكریا رَبِّ هَبْ لِی مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّیَّةً طَیِّبَةً(10) و قیل للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بلا سؤال:

ص: 65


1- 1. سورة ق: 24.
2- 2. سورة الأنبیاء: 87.
3- 3. سورة الصافّات: 142.
4- 4. سورة الصافّات: 140.
5- 5. سورة القلم: 49.
6- 6. سورة القلم: 142.
7- 7. سورة الصافّات: 146.
8- 8. سورة الصافّات: 147.
9- 9. و هو بطن الحوت.
10- 10. سورة آل عمران: 38.

ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (1) و قالت امرأة عمران إِنِّی نَذَرْتُ لَكَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً(2) و قال للمرتضی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(3) و قالت رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی (4) و قال اللّٰه تعالی فی زوجة علی وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (5) أجاب اللّٰه دعاء زكریا رَبِّ لا تَذَرْنِی فَرْداً(6) الآیة و أجاب علیا من غیر سؤال فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ (7) نشر زكریا فی الشجر و جز رأس یحیی فی الطشت و قتل علی فی المحراب و ذبح الحسین علیه السلام بكربلاء و ذكره اللّٰه فی كتابه فی سبعة عشر موضعا أولها البقرة و آخرها فی ص و ذكر علیا فی كذا

موضع أوله صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ (8) و آخره وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ (9) و قالت إِنِّی أُعِیذُها بِكَ وَ ذُرِّیَّتَها(10) و قال المصطفی صلی اللّٰه علیه و آله للحسن و الحسین علیهما السلام أعیذكما من شر السامة و الهامة و من شر كل عین لامة(11) و زكریا كان واعظ بنی إسرائیل و كافل مریم و علی كان مفتی الأمة و كافل فاطمة علیها السلام.

المفجع:

و له خلتان من زكریا***و هما غاظتا الحسود الغویا

كفل اللّٰه ذاك مریم إذ ك-ا***ن تقیا و كان برا حفیا

فرأی عندها و قد دخل المح-***راب من ذی الجلال رزقا هنیا

و كذا كفل الإله علیا***خیرة اللّٰه و ارتضاه كفیا

خیرة بنت خیر رضی اللّٰه***لها الخیر و الإمام الرضیا

و رأی جفنة تفور لدیها***من طعام الجنان لحما طریا

ص: 66


1- 1. سورة آل عمران: 34.
2- 2. سورة آل عمران: 35.
3- 3. سورة الإنسان: 7.
4- 4. سورة الإنسان: 36.
5- 5. سورة آل عمران: 61.
6- 6. سورة الأنبیاء: 89.
7- 7. سورة آل عمران: 195.
8- 8. سورة الحمد: 7.
9- 9. سورة العصر: 3.
10- 10. سورة آل عمران: 36.
11- 11. السامة: ذو السم. و الهامة أیضا ما كان له سم. و اللامّة: العین المصیبة بسوء.

یحیی علیه السلام قال اللّٰه لیحیی وَ سَلامٌ عَلَیْهِ یَوْمَ وُلِدَ وَ یَوْمَ یَمُوتُ وَ یَوْمَ یُبْعَثُ حَیًّا(1) و قال لعلی سلام علی آل یاسین (2) و قال لیحیی وَ بَرًّا بِوالِدَیْهِ (3) و لعلی إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ (4).

الحمیری:

أ لم یؤت الهدی و الحكم طفلا***كیحیی یوم أوتیه صبیا

المفجع:

و له من صفات یحیی محل***لم أغادره مهملا منسیا

إن رجسا من النساء بغیا***كفلت قتله كفورا شقیا

و كذاك ابن ملجم، فرض اللّٰه***له اللعن بكرة و عشیا

ذو القرنین قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله إنك لذو قرنیها و قد شرحناه و إنه قد سد علی یأجوج و مأجوج و سد اللّٰه علی الشیعة كید الشیاطین و إنه قد كان یعرف لغات الخلق و علی علم منطق الطیر و الدواب و الوحش و الجن و الإنس و الملائكة طلب ذو القرنین عین الحیاة و لم یجدها و علی علیه السلام عین الحیاة من أحبه لم یمت قلبه قط. و لقمان ظهرت الحكمة منه و علی استفاضت العلوم كلها منه و قال اللّٰه تعالی وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ(5) و قال لعلی علیه السلام الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ (6).

المفجع (7):

نظیر الخضر فی العلماء فینا***و ذاك له بلا كذب نظیر

و هو فینا كذی القرنین فیهم***برجعته له لون نضیر(8)

ص: 67


1- 1. سورة مریم: 15.
2- 2. سورة الصافّات: 130.
3- 3. سورة مریم: 14.
4- 4. سورة الإنسان: 5.
5- 5. سورة لقمان: 12.
6- 6. سورة الرحمن: 1- 2.
7- 7. كذا فی النسخ، و الظاهر أنّه سهو، و لم یذكر فی المصدر قائل الشعر.
8- 8. نضر الوجه أو اللون: نعم و حسن و كان جمیلا.

شعیب علیه السلام

المفجع:

و كما آجر الكلیم شعیبا***نفسه فاصطفی فتی عبقریا

و كذاك النبی كان مدی الأی_***ام مستأجرا أخاه التقیا

فوفی فی سنین عشر بما ع_***اهد عفوا و لم یجده عصیا

فحباه بخیرة اللّٰه فی النس_***وان عرسا و حبة و صفیا(1)

و شعیبا كان الخطیب إذا ما***حضر القوم محفلا أو ندیا

و علی خطیب فهم إذا المن_***طق أعیا المفوه اللوذعیا(2).

فی مساواته مع داود و طالوت و سلیمان علیهم السلام

قال اللّٰه تعالی یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ (3) و علی علیه السلام قال من لم یقل إنی رابع الخلفاء الخبر و قال وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ (4) و قتل علی عمرا و مرحبا و كان له حجر فیه سبب قتل جالوت و لعلی سیف یدمر الكفار و قال لداود بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ (5) و لعلی و ولده بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ (6) و بقیة اللّٰه خیر من بقیة موسی و لداود سلسلة الحكومة و علی فلاق الأغلاق (7) أقضاكم علی و قال داود الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا علی العالمین (8) و هذا دعوی و قال اللّٰه لعلی فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ (9) و هذا دلیل و قال اللّٰه لداود وَ الطَّیْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (10) و قوله یا جِبالُ أَوِّبِی مَعَهُ (11) و كان علی یسبح بالحصی و یسبحن معه و قال اللّٰه لداود عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ(12)

ص: 68


1- 1. الحبة: المحبوب و المحبوبة.
2- 2. المفوه: المنطیق البلیغ الكلام و اللوذعی: الذكی الذهن الحدید الفؤاد.
3- 3. سورة ص: 26.
4- 4. سورة البقرة: 251.
5- 5. سورة البقرة: 248.
6- 6. سورة هود: 86.
7- 7. فلق الشی: شقه. و الاغلاق جمع الغلق: المشكل و ما یصعب فهمه.
8- 8. لیست الآیة كذلك، و هی « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی فَضَّلَنا عَلی كَثِیرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِینَ» راجع سورة النحل: 15.
9- 9. سورة النساء: 95.
10- 10. سورة ص: 19.
11- 11. سورة سبأ: 10.
12- 12. سورة النمل: 16.

و كان لعلی صوت یمیت الشجعان و تكلمه مع الطیر فی الهواء و قال لداود وَ آتَیْناهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ (1) و قال لعلی علیه السلام قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) و قال وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَیْدِ(3) و قال فی علی هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ (4) و داود خطیب الأنبیاء و علی أوتی فصل الخطاب و قال فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ (5) و علی هزم جنود الكفر و البغی.

المفجع:

كان داود سیف طالوت حتی***هزم الخیل و استباح العدیا(6)

و علی سیف النبی یسلع (7)***یوم أهوی بعمرو المشرفیا

فتولی الأحزاب عنه و خلوا***كبشهم ساقطا یخال كریا(8)

أنبأ الوحی أن داود قد كا***ن بكفیه صانعا هالكیا(9)

و علی من كسب كفیه قد أع-***تق ألفا بذاك كان جزیا

و قال داود إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّی یَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَیْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ یُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ (10) و لما أقام النبی صلی اللّٰه علیه و آله علیا مقامه قالوا نحن (11) فقال النبی علی مع الحق و قال فی طالوت إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ (12) و قال فی علی وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (13) و قال فی طالوت وَ اللَّهُ یُؤْتِی مُلْكَهُ مَنْ یَشاءُ(14) و قال لعلی وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ یَخْتارُ(15)

ص: 69


1- 1. سورة ص: 20.
2- 2. سورة الرعد: 43.
3- 3. سورة ص: 17.
4- 4. سورة الأنفال: 62.
5- 5. سورة البقرة: 251.
6- 6. العدیّ: جماعة القوم یعدون للقتال.
7- 7. سلع الرأس: شقه.
8- 8. الكبش: سید القوم الكریّ: الناعس.
9- 9. الهالكی: الحداد.
10- 10. سورة البقرة: 247.
11- 11. أی قالوا« نحن أحق بالملك منه إلخ» و فی المصدر الطبعة الحروفیة: قالوا نحوه.
12- 12. سورة البقرة: 247.
13- 13. سورة آل عمران: 33.
14- 14. سورة البقرة: 247.
15- 15. سورة القصص: 68.

و قال فی طالوت وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (1) و كان علی أعلم الأمة و أشجعهم و عطش بنو إسرائیل فی غزاة جالوت فقال طالوت إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِیكُمْ بِنَهَرٍ(2) و هو نهر فلسطین فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَیْسَ مِنِّی ... فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِیلًا مِنْهُمْ (3) و كانوا أربعمائة رجل و قیل ثلاثمائة و ثلاثة عشر من جملة ثلاثین ألفا فقال (4) لم تطیعونی فی شربة ماء فكیف تطیعوننی فی الحرب فخلفهم و علی أتوه فقالوا امدد یدك نبایعك فقال إن كنتم صادقین فاغدوا علی غدا محلقین الخبر قصد جالوت إلی قلع بیت داود فقتل داود جالوت و استقر الملك علیه و طلب أعداء علی قهره فقتلهم أو ماتوا قبله و بقیت الإمامة له و لأولاده یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ (5).

سلیمان علیه السلام سأل خاتم الملك هَبْ لِی مُلْكاً(6) و علی أعطی خاتم الملك یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (7) و الید العلیا خیر من الید السفلی فكان سلیمان سائلا و علی معطیا سلیمان قال هَبْ لِی مُلْكاً(8) و علی قال یا صفراء یا بیضاء غری غیری سلیمان سأل ملكا لا ینبغی لأحد من بعده فأعطی و كان فانیا و أعطی علی ملكا باقیا بلا سؤال نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً(9) سلیمان لما سأل خاتم الملك أعطی غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ(10) و حبا المرتضی خاتم الملك فأعطی السیادة فی الدنیا إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (11) الآیة و الملك فی العقبی وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ (12) و قال عن سلیمان عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ(13) كما أخبر عن الهدهد و عن النملة

وَ رَوَی جَابِرٌ لِعَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِلطَّیْرِ أَحْسَنْتَ أَیُّهَا الطَّیْرُ. و قال لسلیمان إِذْ عُرِضَ عَلَیْهِ بِالْعَشِیِّ الصَّافِناتُ الْجِیادُ(14) و كانت من غنیمة دمشق ألف فرس فلما رآه اللّٰه (15) تعالی فاتت صلاته رد الشمس علیه فصلی إذا

ص: 70


1- 1. سورة البقرة: 247.
2- 2. سورة البقرة: 249.
3- 3. سورة البقرة: 249.
4- 4. فی المصدر: فقال لهم.
5- 5. فی المصدر: الصف: 8.
6- 6. سورة ص: 35.
7- 7. سورة المائدة: 55.
8- 8. سورة ص: 35.
9- 9. سورة الإنسان: 20.
10- 10. سورة سبأ: 12.
11- 11. سورة المائدة: 55.
12- 12. سورة الإنسان: 20.
13- 13. سورة النمل: 16.
14- 14. سورة ص: 31.
15- 15. فی المصدر: فلما رأی اللّٰه.

و قد ردت الشمس لعلی علیه السلام غیر مرة و قال لسلیمان فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّیحَ (1) و علی قلب الریاح (2) فی بئر ذات العلم و أطاعته وقت خروجه إلی أصحاب الكهف و قال فی سلیمان وَ حُشِرَ لِسُلَیْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّیْرِ(3) و سخر علی الجن و الإنس بسیفه و قال له رسول الجن لو أن الإنس أحبوك كحبنا الخبر و قال فی سلیمان عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّیْرِ(4) و قال فی علی علیه السلام وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (5) و أضاف الناس سلیمان و عجز عن ضیافتهم و علی قد وقعت ضیافته موقع القبول وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ (6) و تزوج سلیمان من بلقیس بالعنف و زوج اللّٰه علیا من فاطمة باللطف و قال فی سلیمان وَ مَنْ یَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا(7) الآیة و قال فی علی وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (8) الآیة و قال فی سلیمان فَفَهَّمْناها سُلَیْمانَ (9) فكان یحكم بالغرائب و فی علی فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ(10). صالح سماه الخلق صالحا و سمی الخالق علیا صالِحُ الْمُؤْمِنِینَ و أخرج صالح ناقة اللّٰه من الجبل و أخرج علی من الجبل مائة ناقة و قضی دین النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

فی مساواته مع عیسی علیه السلام

خلقه اللّٰه روحانیا فَنَفَخْنا فِیهِ مِنْ رُوحِنا(11) و خلق علیا من نور و عیسی خرجت أمه وقت الولادة فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِیًّا(12) و دخلت أم علی فی الكعبة وقت ولادته و عیسی قرأ التوراة و الإنجیل فی بطن أمه حتی سمعته أمه و كان علی یتكلم فی بطن أمه و تخر له الأصنام و قال عیسی فی مهده إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ

ص: 71


1- 1. سورة ص: 36.
2- 2. فی المصدر: الریح.
3- 3. سورة النمل: 17.
4- 4. سورة النمل: 16.
5- 5. سورة یس: 12.
6- 6. سورة الإنسان: 8.
7- 7. سورة سبأ: 12.
8- 8. سورة المائدة: 5.
9- 9. سورة الأنبیاء: 79.
10- 10. سورة النحل: 43 و سورة الأنبیاء: 7.
11- 11. سورة التحریم: 12.
12- 12. سورة مریم: 22.

آتانِیَ الْكِتابَ (1) و علی علیه السلام آمن فی صغره و قال عیسی وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ (2) و علی سمته ظئره میمونا و مباركا و قال أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ(3) و علی صلی و زكی فی حالة واحدة إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (4) الآیة و قال وَ السَّلامُ عَلَیَّ یَوْمَ وُلِدْتُ (5) و قال لعلی سلام علی آل یاسین (6) و كان أمه بتولا و زوجة علی بتول عیسی قدم الإقرار لیبطل قول من یدعی فیه الربوبیة و كان اللّٰه تعالی قد أنطقه بذلك لعلمه بما تتقوله الغالون فیه و كذا حكم علی علیه السلام لما ولد فی الكعبة شهد الشهادتین لیتبرأ من قول الغلاة فیه و قال فی عیسی وَ یُكَلِّمُ النَّاسَ فِی الْمَهْدِ(7) و علی تكلم فی صغره مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قال عیسی إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ (8) و هو أول من تكلم بهذا و قال علی أنا عبد اللّٰه و أخو رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنزل اللّٰه علیه الوحی فی ثلاثین سنة و كانت إمامة علی ثلاثین سنة و قال عیسی رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَیْنا مائِدَةً(9) و لعلی علیه السلام أنزل موائد و لعیسی وَ یُعَلِّمُهُ الْكِتابَ (10) و لعلی وَ مَنْ

عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (11) و خص عیسی بالخط حتی قالوا الخط عشرة أجزاء فتسعة لعیسی و جزء لجمیع الخلق و لعلی كانت علوم الكتب و الصحف و قال لعیسی وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ (12) و علی طبیب القلوب فی الدنیا و فی العقبی إِلَّا مَنْ أَتَی اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ (13) و قال عیسی وَ أُحْیِ الْمَوْتی بِإِذْنِ اللَّهِ (14) و علی أحیا بإذن اللّٰه سام (15) و أصحاب الكهف و قال لعیسی بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ (16) و لعلی وَ یُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ (17)

ص: 72


1- 1. سورة مریم: 30.
2- 2. سورة مریم: 31.
3- 3. سورة مریم: 31.
4- 4. سورة المائدة: 55.
5- 5. سورة مریم: 33.
6- 6. سورة الصافّات: 130.
7- 7. سورة آل عمران: 46.
8- 8. سورة مریم: 30.
9- 9. سورة المائدة: 114.
10- 10. سورة آل عمران: 48.
11- 11. سورة الرعد: 43.
12- 12. سورة المائدة: 110.
13- 13. سورة الشعراء: 89.
14- 14. سورة آل عمران: 49.
15- 15. فی المصدر: ساما.
16- 16. سورة عمران: 45.
17- 17. سورة یونس: 82.

و لعیسی وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ(1) و لعلی سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ (2) و قال عیسی وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَیًّا(3) و لم تكن الزكاة علیه واجبة و لعلی علیه السلام إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (4) الآیة و لم تكن الزكاة علیه واجبة و قال عیسی وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ یَأْتِی مِنْ بَعْدِی اسْمُهُ أَحْمَدُ(5) و علی ناصره و وصیه و ختنه و ابن عمه و أخوه و تكلم الأموات مع عیسی و تكلم مع علی جماعة من الموتی و إن اللّٰه تعالی حفظه من الیهود قال وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (6) و حفظ علیا علی فراش الرسول (7) من المشركین وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ (8) و قال لعیسی وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (9) و قال لمحمد و علی وَ أَیَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها(10) و عیسی ولد لستة أشهر و علی ولده الحسین علیه السلام مثله و سلمته أمه إلی المعلم فقرأ التوراة علیه و قال علی لو ثنیت لی الوسادة الخبر و أحیا اللّٰه الموتی بدعاء عیسی و القلب المیت یحیا بذكر علی علیه السلام أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ (11) و قال له المعلم قل أبجد فقال ما معناه فزجره فقال عیسی أنا أفسر لك تفسیره و علی استكتب من بعض أهل الأنبار(12) فوجده أكتب منه و كان عیسی ینبئ الصبیان بالمدخر فی بیوتهم و الصبیان یطالبون أمهاتهم به و علی علیه السلام أخبر بالغیب كما تقدم و سلمته أمه مریم إلی صباغ فقال الصباغ هذا للأحمر و هذا للأصفر و هذا للأسود فجعلها عیسی فی حب فصرخ الصباغ فقال لا بأس أخرج منه كما ترید فأخرج كما أراد فقال الصباغ أنا لا أصلح أن تكون تلمیذی و علی قد عجزت قریش عن أفعاله و أقواله و كان عیسی زاهدا فقیرا، وَ سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ وَ أَفْقَرُهُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ وَصِیِّی وَ ابْنُ عَمِّی وَ أَخِی وَ حَیْدَرِی وَ كَرَّارِی وَ

ص: 73


1- 1. سورة مریم: 31.
2- 2. سورة الفتح: 29.
3- 3. سورة مریم: 31.
4- 4. سورة المائدة: 55.
5- 5. سورة الصف: 6.
6- 6. سورة النساء: 157.
7- 7. فی المصدر: فی فراش رسول اللّٰه.
8- 8. سورة البقرة: 207.
9- 9. سورة البقرة: 87 و 253.
10- 10. سورة التوبة: 40.
11- 11. سورة الأنعام: 122.
12- 12. راجع المراصد 1: 120.

صَمْصَامِی وَ أَسَدِی وَ أَسَدُ اللَّهِ. و اختلفوا فی عیسی قالت الیعقوبیة(1) هو اللّٰه و قالت النسطوریة(2) هو ابن اللّٰه و قالت الإسرائیلیة هو ثالث ثلاثة و قالت الیهود هو كذاب ساحر و قالت المسلمون هو عبد اللّٰه كما قال عیسی إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ (3) و اختلفت الأمة فی علی علیه السلام فقالت الغلاة إنه المعبود و قالت الخوارج إنه كافر و قالت المرجئة إنه المؤخر و قالت الشیعة إنه المقدم وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ أَشْبَهُ الْخَلْقِ بِعِیسَی علیه السلام فَدَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَضَحِكُوا مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَنَزَلَ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (4) الْآیَاتِ.

مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ فِیكَ مَثَلٌ مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَبْغَضَتْهُ الْیَهُودُ حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارَی حَتَّی أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِی لَیْسَتْ لَهُ.

المفجع:

و له من مراتب الروح عیسی***رتب زادت الوصی مزیا

مثل ما ضل فی ابن مریم ضربان***من المسرفین جهلا و غیا.

فی مساواته مع النبی علیهما الصلوة و السلام

النبی صلی اللّٰه علیه و آله له الكتاب و لعلی السیف و القلم و للنبی معجزان عظیمان كلام اللّٰه و سیف علی و للنبی صلی اللّٰه علیه و آله انشقاق القمر و لعلی انشقاق النهروان و أوجب اللّٰه علی جمیع الأنبیاء الإقرار به وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ (5) و قال فی علی وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا(6) جعله اللّٰه إمام الأنبیاء لیلة المعراج و جعل علیا إمام الأوصیاء لیلة الفراش و یوم الغدیر و غیرهما ركب النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی البراق و ركب علی علیه السلام

ص: 74


1- 1. هم أصحاب یعقوب البرذعانی و كان راهبا بالقسطنطینیة.
2- 2. هم أصحاب نسطور الحكیم الذی ظهر فی زمان المأمون و تصرف فی الاناجیل بحكم رأیه.
3- 3. سورة مریم: 30.
4- 4. سورة الزخرف: 57.
5- 5. سورة آل عمران: 81.
6- 6. سورة الزخرف: 45.

علی عاتق النبی و قال فیه بِالْمُؤْمِنِینَ رَؤُفٌ رَحِیمٌ (1) و قال فی علی وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا(2) قال للنبی صلی اللّٰه علیه و آله لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ(3) و قال لعلی علیه السلام فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ (4) و أقسم بنبیه وَ الضُّحی وَ اللَّیْلِ إِذا سَجی (5) و أقسم بعلی وَ الْفَجْرِ وَ لَیالٍ عَشْرٍ(6) سماه وَ النَّجْمِ إِذا هَوی (7) و لعلی وَ عَلاماتٍ وَ بِالنَّجْمِ هُمْ یَهْتَدُونَ (8) و قال فیه أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ (9) و فی علی وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ (10) و قال فیه یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَها(11) و فی علی وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی (12) و قال فیه اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (13) و فی علی یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ (14) و فیه وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً(15) و فی علی قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (16) و قال فیه ذِكْراً رَسُولًا(17) و فی علی وَ أَنْزَلْنا إِلَیْكَ الذِّكْرَ(18) و قال فیه عَلی رَجُلٍ مِنْكُمْ (19) و فی علی رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ(20) و قال فیه ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی (21) و كان صلی اللّٰه علیه و آله یجد شبه علی فی معراجه و كانت علامة النبوة بین كتفیه و علامة الشجاعة فی ساعدی علی نزلت الملائكة یوم بدر بنصرته یُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ (22) و كان جبرئیل یقاتل عن یمین علی و میكائیل عن یساره و ملك الموت قدامه أرسله اللّٰه إلی الناس كافة و علی إمام الخلق كلهم كان النبی من أكرم العناصر(23) الَّذِی یَراكَ حِینَ تَقُومُ وَ تَقَلُّبَكَ

ص: 75


1- 1. سورة التوبة: 128.
2- 2. سورة مریم: 50.
3- 3. سورة الفتح: 2.
4- 4. سورة الفتح: 11.
5- 5. سورة الضحی: 1- 2.
6- 6. سورة الإنسان: 1- 2.
7- 7. سورة النجم: 1.
8- 8. سورة النحل: 16.
9- 9. سورة النساء: 54.
10- 10. سورة البقرة: 207.
11- 11. سورة النحل: 83.
12- 12. سورة المائدة: 3.
13- 13. سورة النور: 35.
14- 14. سورة الصف: 8.
15- 15. سورة الأنبیاء: 107.
16- 16. سورة یونس: 58.
17- 17. سورة الطلاق: 10- 11.
18- 18. سورة النحل: 44.
19- 19. سورة الأعراف: 63 و 69.
20- 20. سورة النور: 37.
21- 21. سورة النجم: 8.
22- 22. سورة آل عمران: 125.
23- 23. فی المصدر: كان النبیّ أكرم العناصر.

فِی السَّاجِدِینَ (1) و علی منه وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً(2) و قال فیه وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ (3) و قال لعلی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ(4) و قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله نصرت بالرعب و قال یا علی الرعب معك یقدمك أینما كنت.

سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِینَارٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ خَاتَمُ الْأَوْلِیَاءِ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: خَتَمَ مُحَمَّدٌ أَلْفَ نَبِیٍّ وَ إِنِّی خَتَمْتُ أَلْفَ وَصِیٍّ وَ إِنِّی كُلِّفْتُ مَا لَمْ یُكَلَّفُوا.

ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَعْطَانِی اللَّهُ خَمْساً وَ أَعْطَی عَلِیّاً خَمْساً أَعْطَانِی جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً جَوَامِعَ الْكَلَامِ وَ جَعَلَنِی نَبِیّاً وَ جَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَعْطَانِی الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِیلَ وَ أَعْطَانِی الْوَحْیَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَی بِی إِلَیْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبَ.

عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ تِسْعاً ثَلَاثَةً فِی الدُّنْیَا وَ ثَلَاثَةً فِی الْآخِرَةِ وَ اثْنَتَانِ أَرْجُوهُمَا لَهُ وَ وَاحِدَةً أَخَافُهَا عَلَیْهِ فَأَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّتِی فِی الدُّنْیَا فَسَاتِرُ عَوْرَتِی وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِ أَهْلِی وَ وَصِیِّی فِیهِمْ وَ أَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّتِی فِی الْآخِرَةِ فَإِنِّی أُعْطَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَأَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَیَحْمِلُهُ عَنِّی وَ أَعْتَمِدُ عَلَیْهِ فِی مَقَامِ الشَّفَاعَةِ وَ یُعِینُنِی عَلَی مَفَاتِیحِ الْجَنَّةِ وَ أَمَّا اللَّتَانِ أَرْجُوهُمَا لَهُ فَإِنَّهُ لَا یَرْجِعُ مِنْ بَعْدِی ضَالًّا وَ لَا كَافِراً وَ أَمَّا الَّتِی أَخَافُهَا عَلَیْهِ فَغَدَرُ قُرَیْشٍ بِهِ مِنْ بَعْدِی.

الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ وَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَهْرَوَیْهِ الْقَزْوِینِیُّ وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أُعْطِیْتَ ثَلَاثاً لَمْ أُعْطَهَا أُعْطِیتَ صِهْراً

ص: 76


1- 1. سورة الشعراء: 218- 219.
2- 2. سورة الفرقان: 54.
3- 3. سورة التوبة: 61.
4- 4. سورة الحاقة: 12.

مِثْلِی وَ أُعْطِیْتَ مِثْلَ زَوْجَتِكَ فَاطِمَةَ وَ أُعْطِیتَ مِثْلَ وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

المفجع:

كان مثل النبی زهدا و علما***و سریعا إلی الوغی أحوذیا(1).

فی المساواة مع سائر الأنبیاء علیهم السلام

سمی اللّٰه تعالی (2) سبعة نفر ملكا ملك التدبیر لیوسف رَبِّ قَدْ آتَیْتَنِی مِنَ الْمُلْكِ (3) و ملك الحكم و النبوة لإبراهیم فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْكاً عَظِیماً(4) و ملك العزة و القوة لداود(5) وَ شَدَدْنا مُلْكَهُ (6) و قوله وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِیدَ(7) و ملك الرئاسة لطالوت إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً(8) و ملك الكنوز لذی القرنین إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِی الْأَرْضِ (9) و ملك الدنیا لسلیمان وَ هَبْ لِی مُلْكاً(10) و ملك الآخرة لعلی وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً(11). و قد سمی اللّٰه تعالی ستة نفر صدیقین یُوسُفُ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ (12) وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِدْرِیسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّیقاً(13) وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِبْراهِیمَ إِنَّهُ كانَ صدیقا(14) واذكر فی الكتاب اسماعیل انه كان صادق الوعد(15) و أمّه صدیقة (16) یعنی مریم والذی جاء بالصدق(17) [یعنی محمدا صلی اللّٰه علیه وآله] و صدق به (18) یعنی علیا

ص: 77


1- 1. الوغی: الحرب. الأحوذی: الحاذق. السریع فی كل ما أخذ به.
2- 2. كذا فی النسخ و المصدر، و الظاهر: أعطی اللّٰه تعالی.
3- 3. سورة یوسف: 101.
4- 4. سورة النساء: 54.
5- 5. فی المصدر: و ملك العزة و القدرة و القوّة.
6- 6. سورة ص: 20.
7- 7. سورة سبأ: 10.
8- 8. سورة البقرة: 247.
9- 9. سورة الكهف: 84.
10- 10. سورة ص: 35.
11- 11. سورة الإنسان: 20.
12- 12. سورة یوسف: 46.
13- 13. سورة مریم: 56.
14- سورة مریم:41
15- سورة مریم:54
16- سورة المائدة:75
17- سورة الزمر:33
18- سورة الزمر:33

و كذلك قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ (1).

و إخوة یوسف عادوه فصاروا له منقادین و أحبه أبوه فبشر به فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِیرُ(2) و عادی إدریس قومه فرفعه اللّٰه إلیه و إبراهیم عاداه نمرود فهلك و أحبته سارة فبشرت فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ (3) و عادت الیهود مریم فلعنت و أحبها زكریا فبشر یا زَكَرِیَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ (4) و عادت النواصب علیا فلعنهم اللّٰه فی الدنیا و الآخرة و أحبته الشیعة فبشرهم بالجنة یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ (5).

و خمسة نفر فارقوا قومهم فی اللّٰه قال نوح یا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَیْكُمْ مَقامِی (6) و قال هود حین قالوا إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ(7) إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ (8) و قال إبراهیم وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (9) الآیات و قال محمد صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی نُهِیتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (10)

وَ قَالَ عَلِیٌّ: فَأَغْضَیْتُ عَلَی الْقَذَی وَ شَرِبْتُ عَلَی الشَّجَا وَ صَبَرْتُ عَلَی أَخْذِ الْكَظَمِ وَ عَلَی أَمْرٍ مِنَ الْعَلْقَمِ (11).

و خمسة من الأنبیاء وجدوا خمسة أشیاء فی المحراب وجد سلیمان ملك سنة بعد موته ما دَلَّهُمْ عَلی مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ (12) و وجد داود العفو فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ راكِعاً وَ أَنابَ (13) و وجدت مریم طعام الجنة كُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَكَرِیَّا

ص: 78


1- 1. سورة الحدید: 19.
2- 2. سورة یوسف: 96.
3- 3. سورة هود: 71.
4- 4. سورة مریم: 7.
5- 5. سورة التوبة: 21.
6- 6. سورة یونس: 71.
7- 7. سورة هود: 54.
8- 8. سورة هود: 54.
9- 9. سورة مریم: 48.
10- 10. سورة الأنعام: 56 و سورة المؤمن: 66.
11- 11. فی نهج البلاغة( عبده ط مصر 1: 464) كذا: فأغضیت علی القذی، و جرعت ریقی علی الشجی، و صبرت من كظم الغیظ علی أمر من العلقم اه. و العلقم: الحنظل و كل شی ء مرّ.
12- 12. سورة سبأ: 14.
13- 13. سورة ص: 24.

الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً(1) و وجد زكریا بشارة یحیی فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَ هُوَ قائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمِحْرابِ (2) و وجد علی الإمامة إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (3) الآیة.

و قد ساواه اللّٰه تعالی مع نوح فی الشكر إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً(4) و قال لعلی علیه السلام لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً(5) و بالصبر مع أیوب إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً(6) و فی علی وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا(7) و بالملك مع سلیمان وَ هَبْ لِی مُلْكاً(8) و قال فی علی وَ مُلْكاً كَبِیراً(9) و بالبر مع یحیی وَ بَرًّا بِوالِدَیْهِ (10) و قال فی علی إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ (11) و بالوفاء مع إبراهیم وَ إِبْراهِیمَ الَّذِی وَفَّی (12) و قال فی علی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(13) و بالإخلاص مع موسی إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً(14) و قال فی علی إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (15) الآیة و بالزكاة مع عیسی وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ(16) و قال فی علی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (17) الآیة و بالأمن مع محمد لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ (18) و قال فی علی فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ (19) و بالخوف مع الملائكة یَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ (20) و قال فی علی إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا(21) و بالجود مع نفسه وَ هُوَ یُطْعِمُ وَ لا یُطْعَمُ (22) و قال فیه إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (23).

ص: 79


1- 1. سورة آل عمران: 37.
2- 2. سورة آل عمران: 39.
3- 3. سورة المائدة: 55.
4- 4. سورة الإسراء: 3.
5- 5. سورة الإنسان: 9.
6- 6. سورة ص: 44.
7- 7. سورة الإنسان: 12.
8- 8. سورة ص: 35.
9- 9. سورة الإنسان: 20.
10- 10. سورة مریم: 15.
11- 11. سورة الإنسان: 5.
12- 12. سورة النجم: 37.
13- 13. سورة الإنسان: 7.
14- 14. سورة مریم: 51.
15- 15. سورة الإنسان: 9.
16- 16. سورة مریم: 31.
17- 17. سورة المائدة: 55.
18- 18. سورة الفتح: 2.
19- 19. سورة الإنسان: 10.
20- 20. سورة النحل: 50.
21- 21. سورة الإنسان: 10.
22- 22. سورة الأنعام: 14.
23- 23. سورة الإنسان: 9.

و خمس فضائل فی خمسة من الأنبیاء و قد استجمع فی علی كلها هَلْ أَتاكَ حَدِیثُ ضَیْفِ إِبْراهِیمَ (1) وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَكْلِیماً(2) ما هذا بَشَراً(3) یعنی یوسف وَ كَأَیِّنْ مِنْ نَبِیٍّ قاتَلَ مَعَهُ (4) یعنی زكریا و یحیی فَیَسْتَحْیِی مِنْكُمْ (5) یعنی محمدا صلی اللّٰه علیه و آله و قال فی علی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ (6) و قد كلمه الجان و الشمس و الأسد و الذئب و الطیر وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً(7) و قتل فی المحراب و سم الحسن و ذبح الحسین علیه السلام.

و كان یونس فی بطن الحوت محبوسا فَنادی فِی الظُّلُماتِ (8) و یوسف فی الجب مطروحا وَ أَلْقُوهُ فِی غَیابَتِ الْجُبِ (9) و موسی فی التابوت مقذوفا فَاقْذِفِیهِ فِی الْیَمِ (10) و نوح فی السفینة راكبا أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ (11) و علی فی السقیفة مظلوما الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا(12) فظفر اللّٰه جمیعهم و أهلك عدوهم.

أربعة أشیاء تخافه كل أحد حتی الأنبیاء الشیطان، و الحیة و القتل و الجوع بیانه وَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّیاطِینِ (13) فَأَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً(14) إِنِّی قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً(15) و قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا(16) و علی حارب الشیطان، و كلم الثعبان و قاتل الكفار و أطعم المسكین و الیتیم و الأسیر. و قد وضع اللّٰه خمسة أنوار فی خمسة مواضع فأثمرت خمسة أشیاء: فی عارض إبراهیم فأثمر الرحمة و فی وجه یوسف فأثمر المحبة و فی ید موسی فأثمر المعجز و فی جبین محمد صلی اللّٰه علیه و آله فأثمر الهیبة قوله صلی اللّٰه علیه و آله نصرت بالرعب و فی ساعد علی فأثمر الإسلام هُوَ الَّذِی أَیَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ (17).

ص: 80


1- 1. سورة الذاریات: 24.
2- 2. سورة النساء: 164.
3- 3. سورة یوسف: 31.
4- 4. سورة آل عمران: 146.
5- 5. سورة الأحزاب: 53.
6- 6. سورة الإنسان: 8.
7- 7. سورة الفرقان: 54.
8- 8. سورة الأنبیاء: 87.
9- 9. سورة یوسف: 11.
10- 10. سورة طه: 39.
11- 11. سورة المؤمنون: 27.
12- 12. سورة العنكبوت: 2.
13- 13. سورة المؤمنون: 97.
14- 14. سورة طه: 67.
15- 15. سورة القصص: 33.
16- 16. سورة الكهف: 62.
17- 17. سورة الأنفال: 62.

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی حِلْمِهِ وَ إِلَی نُوحٍ فِی فَهْمِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی مُنَاجَاتِهِ وَ إِلَی إِدْرِیسَ فِی تَمَامِهِ وَ كَمَالِهِ وَ جَمَالِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ الْمُقْبِلِ قَالَ فَتَطَاوَلَ النَّاسُ فَإِذَا هُمْ بِعَلِیٍّ علیه السلام كَأَنَّمَا یَنْقَلِبُ (1) فِی صَبَبٍ وَ یَنْحَطُّ مِنْ جَبَلٍ: تَابَعَهُمَا أَنَسٌ (2) إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی خَلَّتِهِ وَ إِلَی یَحْیَی فِی زُهْدِهِ وَ إِلَی مُوسَی فِی بَطْشِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ رُوِیَ: أَنَّهُ نَظَرَ ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی یُوسُفَ فِی جَمَالِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی سَخَائِهِ وَ إِلَی سُلَیْمَانَ فِی بَهْجَتِهِ وَ إِلَی دَاوُدَ فِی قُوَّتِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا.

وَ فِی خَبَرٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: شَبَّهْتُ لِینَهُ بِلِینِ لُوطٍ وَ خُلُقَهُ بِخُلُقِ یَحْیَی وَ زُهْدَهُ بِزُهْدِ أَیُّوبَ وَ سَخَاءَهُ بِسَخَاءِ إِبْرَاهِیمَ وَ بَهْجَتَهُ بِبَهْجَةِ سُلَیْمَانَ وَ قُوَّتَهُ بِقُوَّةِ دَاوُدَ علیهم السلام.

النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَلِیٍّ الْحَدَّادُ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَشَجِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اسْمَكَ فِی دِیوَانِ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ لَمْ یُوحَ إِلَیْهِمْ.

و قال اللّٰه تعالی لسائر الأنبیاء إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً(3) الآیة و لعلی خاصة اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ (4) و قال فی قصة موسی وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ(5) و من للتبعیض و قال فی قصة عیسی علیه السلام وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ (6) بلفظة البعض و قال فی قصة علی علیه السلام

ص: 81


1- 1. فی المصدر: كانما ینفلت.
2- 2. أی تابع أبا هریرة و ابن عبّاس انس بن مالك فیما رویاه.
3- 3. سورة آل عمران: 33.
4- 4. سورة الحجّ: 75.
5- 5. سورة الأعراف: 145.
6- 6. سورة الزخرف: 63.

وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (1) و قال اللّٰه تعالی فی حق الملائكة یَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ (2) و فی حق علی علیه السلام إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا(3). سأل جبرئیل الخاتم فحباه إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ (4) و سأل میكائیل الطعام فأعطاه وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ (5) و سأل المصطفی الروح ففداه وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ(6) و سأل اللّٰه السر و العلانیة فأتاه الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ (7) الآیة.

فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ جَابِرٌ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُبَاهِی بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كُلَّ یَوْمٍ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ حَتَّی یَقُولُوا بَخْ بَخْ هَنِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ.

قال جبرئیل أنا منكما یا محمد و النبی قال أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (8) و قال جبرئیل وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (9) و مقام علی أشرف و هو منكب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و جبرئیل جاوز بلحظة واحدة سبع سماوات و سبع حجب حتی وصل إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله من عند العرش ما كان لم یقطع فی خمسین ألف سنة و علی رآه النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی معراجه فی أعلی مكان و علی علیه السلام فی المكانة و الأمانة عند النبی صلی اللّٰه علیه و آله كجبرئیل و میكائیل فی المكانة و الأمانة عند اللّٰه تعالی.

فی المفردات

(10)

علی أول هاشمی ولد من هاشمیین و أول من ولد فی الكعبة و أول من آمن و أول من صلی و أول من بایع و أول من جاهد و أول من تعلم من النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أول من صنف و أول من ركب البغلة فی الإسلام بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و لذلك أخوات كثیرة(11) و علی أخو الأوصیاء و آخر من آخی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و آخر من

ص: 82


1- 1. سورة یس: 12.
2- 2. سورة النحل: 50.
3- 3. سورة الإنسان: 10.
4- 4. سورة المائدة: 55.
5- 5. سورة الإنسان: 8.
6- 6. سورة البقرة: 207.
7- 7. سورة البقرة: 274.
8- 8. سورة آل عمران: 61.
9- 9. سورة الصافّات: 164.
10- 10. أی فی المفردات من مناقبه علیه السلام.
11- 11. فی المصدر: و لذلك اخرات كثیرة.

فارقه عند موته و آخر من وسده فی قبره و خرج.

و من نوادر الدنیا هاروت و ماروت فی الملائكة و عزیر فی بنی آدم و ولادة سارة فی الكبر و كون عیسی بلا أب و نطق یحیی و عیسی فی صغرهما و القرآن فی الكلام و شجاعة علی بین الناس. و من العجائب كلب أصحاب الكهف و حمار عزیر و عجل السامری و ناقة صالح و كبش إسماعیل و حوت یونس (1) و هدهد سلیمان و نملته و غراب نوح و ذئب أوس بن أهنان (2) و سیف علی. و قد من اللّٰه علی المؤمنین بثلاثة بنفسه یَمُنُّونَ عَلَیْكَ أَنْ أَسْلَمُوا(3) و بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ إِذْ بَعَثَ فِیهِمْ رَسُولًا(4) الآیة و بعلی قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (5). و قد سمی اللّٰه ستة أشیاء رحمة فَانْظُرْ إِلی آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (6) المطر وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ (7) التوفیق یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ (8) الإسلام وَ آتانِی

ص: 83


1- 1. فی المصدر: و سمك یونس.
2- 2. كذا فی النسخ، و الصحیح« اهبان بن أنس» قال المحدث القمّیّ فی السفینة( 1 55 مادة أهب): روی أن ذئبا شد علی غنم لاهبان بن أنس، فأخذ منها شاة، فصاح به فخلاها، ثمّ نطق الذئب فقال: أخذت منی رزقا رزقنیه اللّٰه، فقال اهبان: سبحان اللّٰه ذئب یتكلم! فقال الذئب: أعجب من كلامی أن محمّدا صلّی اللّٰه علیه و آله یدعو الناس إلی التوحید بیثرب و لا یجاب، فساق اهبان غنمه و أتی المدینة، فأخبر رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله بما رآه، فقال: هذه غنمی طعمة لاصحابك، فقال: أمسك علیك غنمك، فقال: لا و اللّٰه لا اسرحها أبدا بعد یومی هذا فقال صلّی اللّٰه علیه و آله: اللّٰهمّ بارك علیه و بارك لی فی طعمته، فأخذها أهل المدینة فلم یبق فی المدینة بیت إلّا ناله منها. انتهی. و قال فی القاموس( 1: 37 مادة أهب): اهبان كعثمان صحابی. و ترجم له ابن حجر فی الإصابة 1: 91 و نقل ملخص هذه القضیة.
3- 3. سورة الحجرات: 17.
4- 4. سورة آل عمران: 164.
5- 5. سورة یونس: 58.
6- 6. سورة الروم: 50.
7- 7. سورة النساء: 83. و سورة النور: 10 و 14 و 20 و 21.
8- 8. سورة الشوری: 8. و سورة الإنسان: 31.

مِنْهُ رَحْمَةً(1) الإیمان وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً(2) النبی صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (3) علی.

و قد مدح اللّٰه حركاته و سكناته فقال لصلاته إِلَّا الْمُصَلِّینَ (4) و لقنوته أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (5) و لصومه وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا(6) و لزكاته وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ(7) و لصدقاته الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ (8) و لحجه وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (9) و لجهاده أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ

الْحاجِ (10) و لصبره الَّذِینَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِیبَةٌ(11) و لدعائه الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ (12) و لوفائه یُوفُونَ بِالنَّذْرِ(13) و لضیافته إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (14) و لتواضعه إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(15) و لصدقه وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (16) و لآبائه وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ (17) و لأولاده إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ (18) و لإیمانه السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (19) و لعلمه وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (20).

قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَا عَرَفَ اللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ غَیْرِی وَ غَیْرُكَ وَ مَا عَرَفَكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ غَیْرُ اللَّهِ وَ غَیْرِی.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ فِی السَّمَاءِ كَالشَّمْسِ فِی النَّهَارِ فِی الْأَرْضِ وَ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا كَالْقَمَرِ بِاللَّیْلِ فِی الْأَرْضِ.

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُهُ كَمَثَلِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ یُزَارُ وَ لَا یَزُورُ وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ

ص: 84


1- 1. سورة هود: 63.
2- 2. سورة الأنبیاء: 107.
3- 3. سورة یونس: 58.
4- 4. سورة المعارج: 22.
5- 5. سورة الزمر: 9.
6- 6. سورة الإنسان: 12.
7- 7. سورة المائدة: 55.
8- 8. سورة البقرة: 274.
9- 9. سورة التوبة: 3.
10- 10. سورة التوبة: 19.
11- 11. سورة البقرة: 156.
12- 12. سورة آل عمران: 191.
13- 13. سورة الإنسان: 7.
14- 14. سورة الإنسان: 9.
15- 15. سورة فاطر: 28.
16- 16. سورة التوبة: 119.
17- 17. سورة الشعراء: 219.
18- 18. سورة الأحزاب: 33.
19- 19. سورة الواقعة: 10.
20- 20. سورة الرعد: 43.

الْقَمَرِ إِذَا طَلَعَ أَضَاءَ الظُّلْمَةَ وَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ الشَّمْسِ إِذَا طَلَعَتْ أَنَارَتْ.

وَ كَانَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَلِیفَتَانِ فِی الْخَبَرِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَكَی عِنْدَ مَوْتِهِ فَجَاءَ جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ لِمَ تَبْكِی قَالَ لِأَجْلِ أُمَّتِی مَنْ لَهُمْ بَعْدِی فَرَجَعَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ أَنَا خَلِیفَتُكَ فِی أُمَّتِكَ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ تُبَلِّغُ عَنِّی رِسَالاتِی قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ مَا بَلَّغْتَ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ تُبَلِّغُ عَنِّی تَأْوِیلَ الْكِتَابِ.

خلفه لیلة الفراش و یوم تبوك لحفظ الأولیاء و تخویف الأعداء فكانت دلالة علی إمامته أنت منی بمنزلة هارون من موسی أقامه مقامه بالنهار و أنامه منامه باللیل و قدمه للإخاء و المباهلة و الغدیر و غیرها من كنت مولاه فعلی مولاه. قوله تعالی وَ إِذْ

أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ (1) كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله مقدما فی الخلق مؤخرا فی البعث و منه قوله نحن الآخرون السابقون یوم القیامة و قوله خلقت أنا و علی من نور واحد الخبر فكنا مقدمین فی الابتداء مؤخرین فی الانتهاء فلم یزد محمد إلا حمدا و لا علی إلا علوا. منعوا حقه فعوضه اللّٰه الجنة وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً(2) عزلوه عن الملك فملكه اللّٰه الآخرة وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً وَ مُلْكاً كَبِیراً(3) أطعم قرصه فأثنی اللّٰه علیه بثمان عشرة آیة من قوله إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ (4) إلی قوله مَشْكُوراً(5) و أنزل فی شأن المتكلفین وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ (6) أطعم الطعام علی حبه فأوجب حبه علی الناس و بذل النفس علی رضاه فجعل اللّٰه رضاه فی رضاه. قال الشیخ ولیتكم و لست بخیركم و قال اللّٰه فی علی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(7). الماء علی ضربین طاهر و نجس فعلی طاهر لقوله وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً(8)

ص: 85


1- 1. سورة الأحزاب: 7.
2- 2. سورة الإنسان: 12.
3- 3. سورة الإنسان: 20.
4- 4. سورة الإنسان: 5.
5- 5. سورة الإنسان: 22.
6- 6. سورة التوبة: 54.
7- 7. سورة البینة: 7.
8- 8. سورة الفرقان: 54.

و عدوه نجس إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ (1) الطهور طاهر و مطهر و النجس نجس عینه كیف یطهر غیره فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَیَمَّمُوا(2) فمحمد الطهور و علی الصعید لأن محمدا أبو الطاهر و علی أبو التراب.

قوله تعالی «أ و من أ فمن أم من» فی القرآن فی عشرة مواضع و كلها فی أمیر المؤمنین و فی أعدائه أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً(3) أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (4) أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ(5) أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (6) أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ (7) أَ فَمَنْ یَمْشِی مُكِبًّا عَلی وَجْهِهِ (8) أَ فَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ (9) و قد تقدم شرح جمیعها قال الصادق علیه السلام أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً(10) عنا فَأَحْیَیْناهُ بنا.

أَبُو مُعَاوِیَةَ الضَّرِیرُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ قَوْلُهُ أَ فَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً(11) فِی حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ وَ عَلِیٍّ.

مُجَاهِدٌ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ یُلْقی فِی النَّارِ خَیْرٌ(12) یَعْنِی الْوَلِیدَ بْنَ الْمُغِیرَةِ أَمْ مَنْ یَأْتِی آمِناً(13) مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ أَوْعَدَ أَعْدَاءَهُ فَقَالَ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ (14) الْآیَةَ.

الأغانی كان إبراهیم بن المهدی شدید الانحراف عن أمیر المؤمنین علیه السلام فحدث المأمون یوما قال رأیت علیا فی النوم فمشیت معه حتی جئنا قنطرة(15) فذهب یتقدمنی لعبورها فأمسكته و قلت له إنما أنت رجل تدعی هذا الأمر بامرأة(16) و نحن أحق به منك فما رأیته بلیغا فی الجواب قال و أی شی ء قال لك قال

ص: 86


1- 1. سورة التوبة: 28.
2- 2. سورة النساء: 43. و سورة المائدة: 6.
3- 3. سورة السجدة: 18.
4- 4. سورة الزمر: 9.
5- 5. سورة هود: 17 و سورة محمد: 14.
6- 6. سورة هود: 22.
7- 7. سورة الرعد: 19.
8- 8. سورة الملك: 22.
9- 9. سورة فاطر: 8.
10- 10. سورة الأنعام: 122.
11- 11. سورة القصص: 61.
12- 12. سورة فصلت: 40.
13- 13. سورة فصلت: 40.
14- 14. سورة فصلت: 40.
15- 15. القنطرة: ما یبنی علی الماء للعبور.
16- 16. یعنی فاطمة علیها السلام.

ما زادنی علی أن قال سلاما سلاما فقال المأمون قد و اللّٰه أجابك أبلغ جواب قال كیف قال عرفك أنك جاهل لا تجاب قال اللّٰه عز و جل وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً(1).

أبو منصور الثعالبی فی كتاب الاقتباس من كلام رب الناس أنه رأی المتوكل فی منامه علیا بین نار موقدة ففرح بذلك لنصبه فاستفتی معبرا فقال المعبر ینبغی أن یكون هذا الذی رآه أمیر المؤمنین نبیا أو وصیا قال من أین قلت هذا قال من قوله تعالی أَنْ بُورِكَ مَنْ فِی النَّارِ وَ مَنْ حَوْلَها(2). الحریری فی درة الغواص أنه ذكر شریك بن عبد اللّٰه النخعی فضائل علی علیه السلام فقال أموی نعم الرجل علی فغضب و قال العلی یقال نعم الرجل فقال یا عبد اللّٰه أ لم یقل اللّٰه فی الإخبار عن نفسه فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (3) و قال فی أیوب إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ(4) و قال فی سلیمان وَ وَهَبْنا لِداوُدَ سُلَیْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ(5) أ فلا ترضی لعلی ما رضی اللّٰه لنفسه و لأنبیائه فاستحسن منه و قال بعض النحاة هذا الجواب لیس بصواب و ذلك أن نعم من اللّٰه تعالی ثناء علی حقیقة الوصف له تقریبا علی فهم السامعین لمكان إنعامه علیهم و فی حق أنبیائه تشریفا لهم فأما من الآدمی فی حق الأعلی فهو یقرب من الذم و إن كان مدحا فی اللفظ كما یقال فی حق النبی صلی اللّٰه علیه و آله محمد فیه خیر فهو صادق إلا أنه مقصر.

و كان أبو بكر الهروی یلعب بالشطرنج فسأله جبلی عن الإمام بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله فوضع الهروی شاه و أربع بیاذق فقال هذا نبی و هذه الأربعة خلفاؤه فقال الجبلی الذی فی جنبه ابنه قال لا و لم یبق له سوی بنت قال فهذا ختنه قال لا و إنما هو ذاك الأخیر قال هذا أقربهم إلیه أو أشجعهم أو أعلمهم أو أزهدهم قال لا إنما ذلك هو الأخیر قال فما یصنع هذا بجنبه؟

ص: 87


1- 1. سورة الفرقان: 63.
2- 2. سورة النمل: 8.
3- 3. سورة المرسلات: 23.
4- 4. سورة ص: 44.
5- 5. سورة ص: 3.
فی الشواذ

(1)

إن اللّٰه تعالی ذكر الجوارح فی كتابه و عنی به علیا علیه السلام نحو قوله وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ (2)

قَالَ الرِّضَا علیه السلام: عَلَی خَوْفِهِمْ بِهِ.

قَوْلُهُ: وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّكَ (3) فَقَالَ الصَّادِقُ علیه السلام نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ الْآیَاتُ وَ نَحْنُ الْبَیِّنَاتُ وَ نَحْنُ حُدُودُ اللَّهِ.

أَبُو الْمَضَا(4) عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: فِی قَوْلِهِ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (5) قَالَ عَلِیٌّ.

قوله تعالی تَجْرِی بِأَعْیُنِنا(6)

الْأَعْمَشُ: جَاءَ رَجُلٌ مَشْجُوجُ الرَّأْسِ (7) یَسْتَعْدِی عُمَرَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ عَلِیٌّ مَرَرْتُ بِهَذَا وَ هُوَ یُقَاوِمُ امْرَأَةً فَسَمِعْتُ مَا كَرِهْتُ فَقَالَ عُمَرُ إِنَّ لِلَّهِ عُیُوناً وَ إِنَّ عَلِیّاً مِنْ عُیُونِ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ.

وَ فِی رِوَایَةِ الْأَصْمَعِیِّ أَنَّهُ قَالَ علیه السلام: رَأَیْتُهُ یَنْظُرُ فِی حَرَمِ اللَّهِ إِلَی حَرِیمِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ اذْهَبْ وَقَعَتْ عَلَیْكَ عَیْنٌ مِنْ عُیُونِ اللَّهِ وَ حِجَابٌ مِنْ حُجُبِ اللَّهِ تِلْكَ یَدُ اللَّهِ الْیُمْنَی یَضَعُهَا حَیْثُ یَشَاءُ.

أَبُو ذَرٍّ فِی خَبَرٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَبَا ذَرٍّ یُؤْتَی بِجَاحِدِ عَلِیٍّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَعْمَی أَبْكَمَ یَتَكَبْكَبُ (8) فِی ظُلُمَاتِ الْقِیَامَةِ یُنَادِی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (9)

ص: 88


1- 1. أی فی الشواذ من مناقبه.
2- 2. سورة آل عمران: 28 و 30.
3- 3. سورة الرحمن: 27.
4- 4. غیر مذكور فیما بأیدینا من كتب الرجال.
5- 5. سورة البقرة: 115.
6- 6. سورة القمر: 14.
7- 7. شج الرأس: جرحه و كسره.
8- 8. أی یتلفف.
9- 9. سورة الزمر: 56.

وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنَ النَّارِ.

الصَّادِقُ وَ الْبَاقِرُ وَ السَّجَّادُ وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ (1) جَنْبُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

الرِّضَا علیه السلام: فِی جَنْبِ اللَّهِ قَالَ فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ (2).

باب 74 قول الرسول صلی اللّٰه علیه و آله لعلی علیه السلام: «أعطیت ثلاثا لم أعط»

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّكَ أُعْطِیتَ ثَلَاثَةً لَمْ أُعْطَ(3) قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُعْطِیتُ فَقَالَ أُعْطِیتَ صِهْراً مِثْلِی وَ لَمْ أُعْطَ وَ أُعْطِیتَ زَوْجَتَكَ فَاطِمَةَ وَ لَمْ أُعْطَ وَ أُعْطِیتَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ لَمْ أُعْطَ(4).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّكَ أُعْطِیتَ ثَلَاثاً لَمْ أُعْطَهَا(5) قُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی وَ مَا أُعْطِیتُ قَالَ أُعْطِیتَ صِهْراً مِثْلِی وَ أُعْطِیتَ مِثْلَ زَوْجَتِكَ وَ أُعْطِیتَ مِثْلَ وَلَدَیْكَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ (6).

ص: 89


1- 1. فی المصدر: قالوا.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 30- 55.
3- 3. فی المصدر: لم اعط أنا.
4- 4. أمالی الشیخ: 219. و فیه: و اعطیت مثل الحسن و الحسین.
5- 5. فی المصدر: یا علی إنك اعطیت ثلاثا لم یعطها أحد من قبلك.
6- 6. عیون الأخبار: 212.

صح: عنه علیه السلام مثله.(1)

قب: الخركوشیّ فی شرف النبیّ و ابوالحسن بن مهرویه القزوینیّ عن الرضا علیه السلام مثله.(2)

«3»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] رُوِیَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِیتُ ثَلَاثاً وَ عَلِیٌّ مُشَارِكِی فِیهَا وَ أُعْطِیَ عَلِیٌّ ثَلَاثاً وَ لَمْ أُشَارِكْهُ فِیهَا فَقِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثُ الَّتِی شَارَكَكَ فِیهَا عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ لِی لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ عَلِیٌّ حَامِلُهُ وَ الْكَوْثَرُ لِی وَ عَلِیٌّ سَاقِیهِ وَ لِیَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ وَ عَلِیٌّ قَسِیمُهُمَا وَ أَمَّا الثَّلَاثُ الَّتِی أُعْطِیَهَا عَلِیٌ (3) وَ لَمْ أُشَارِكْهُ فِیهَا فَإِنَّهُ أُعْطِیَ ابْنَ عَمٍّ مِثْلِی (4) وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهُ وَ أُعْطِیَ زَوْجَتَهُ فَاطِمَةَ وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهَا وَ أُعْطِیَ وَلَدَیْهِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ لَمْ أُعْطَ مِثْلَهُمَا(5).

باب 75 فضله علیه السلام علی سائر الأئمة علیهم السلام

«1»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ (6) عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا(7).

ص: 90


1- صحیفة الرضا :27
2- مناقب آل ابی طالب2:47
3- 3. فی الروضة: اعطی علی.
4- 4. فی الروضة: فانه أعطی حموا مثلی. و فی الفضائل: فانه أعطی رسول اللّٰه صهرا. و الحمو: أبو امرأة الرجل.
5- 5. الفضائل: 116- 117. الروضة: 8.
6- 6. الراوی للحدیث هو الحسن بن ظریف- بالمعجمة- و ابن طریف- بالمهملة- هو سعد بن طریف كما بینه المصنّف فی الفصل الرابع من مقدمات الكتاب، راجع الجزء الأول: 61. فلا یخلو السند من تصحیف.
7- 7. قرب الإسناد: 53.

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بالأسانید الثلاثة عن الرضا عن آبائه علیهم السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (1)

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (2).

«2»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام: فِیمَا كَتَبَ إِلَیْهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ الْإِیمَانَ حَتَّی یَعْرِفَ أَنَّهُ یَجْرِی لِآخِرِهِمْ مَا یَجْرِی لِأَوَّلِهِمْ فِی الْحُجَّةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ سَوَاءً وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَضْلَهُمَا(3).

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدِی وَ بَعْدَ أَبِیهِمَا(4).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ فَاخْتَارَنِی ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ بَعْدِی فَجَعَلَكَ الْقَیِّمَ بِأَمْرِ أُمَّتِی بَعْدِی (5) وَ لَیْسَ أَحَدٌ بَعْدَنَا مِثْلَنَا(6).

«5»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (7) قَالَ إِیَّانَا عَنَی وَ عَلِیٌّ أَوَّلُنَا وَ أَفْضَلُنَا(8) وَ خَیْرُنَا بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(9).

یر، [بصائر الدرجات] محمد بن الحسین و ابن یزید عن ابن أبی عمیر عن برید: مثله (10)

ص: 91


1- 1. عیون الأخبار: 201.
2- 2. صحیفة الرضا: 31.
3- 3. قرب الإسناد: 153. و لیست كلمة« سواء» فیه. و فیه: و لأمیر المؤمنین.
4- 4. عیون الأخبار: 222.
5- 5. فی المصدر: من بعدی.
6- 6. عیون الأخبار: 225.
7- 7. سورة الرعد: 43.
8- 8. فی المصدر: و علی أفضلنا.
9- 9. بصائر الدرجات: 57.
10- 10. بصائر الدرجات: 58.

یر، [بصائر الدرجات] بعض أصحابنا عن الحسن بن موسی عن عبد الرحمن بن كثیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام: مثله (1).

«6»- مل، [كامل الزیارات] أَبِی وَ الْكُلَیْنِیُّ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی وَهْبٍ الْقَصْرِیِ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ وَ لَهُ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ وَ عَلَی قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فُضِّلُوا(3).

«7»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ فِی الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ نَجْرِی مَجْرَی وَاحِدٍ(4) فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ فَلَهُمَا فَضْلُهُمَا(5).

باب 76 حب الملائكة له و افتخارهم بخدمته صلوات اللّٰه علیه و علیهم أجمعین

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَعَاشِرَ النَّاسِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَانِی عَلَی جَمِیعِ الْبَرِیَّةِ مَا نَصَبْتُ عَلِیّاً

ص: 92


1- 1. بصائر الدرجات: 57.
2- 2. فی المصدر« البصری» لكنه سهو، راجع جامع الرواة 2. 421.
3- 3. كامل الزیارات: 38.
4- 4. فی المصدر: تجری مجری واحدا.
5- 5. بصائر الدرجات: 140.

عَلَماً لِأُمَّتِی فِی الْأَرْضِ حَتَّی نَوَّهَ اللَّهُ (1) بِاسْمِهِ فِی سَمَاوَاتِهِ وَ أَوْجَبَ وَلَایَتَهُ عَلَی مَلَائِكَتِهِ (2).

أَقُولُ أَثْبَتْنَا الْخَبَرَ بِتَمَامِهِ فِی بَابِ أَخْبَارِ الْغَدِیرِ وَ سَیَأْتِی فِی بَابِ تَزْوِیجِ فَاطِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِمَحَبَّتِهِ.

«2»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عَرُوبَةَ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی مَعْشَرٍ وَ أَبِی طَالِبِ بْنِ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَیْفٍ الْحَرَّانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْمَاجِشُونِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اسْتَبْشَرَتِ الْمَلَائِكَةُ یَوْمَ بَدْرٍ وَ حُنَیْنٍ بِكَشْفِ عَلِیٍّ الْأَحْزَابَ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ لَمْ یَسْتَبْشِرْ بِرُؤْیَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (3).

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِی صَفِیَّةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا عَنْ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ سَیِّدِ الْأَوْصِیَاءِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ أَنَا الْمُصْطَفَی لِلنُّبُوَّةِ وَ أَنْتَ الْمُجْتَبَی لِلْإِمَامَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ التَّنْزِیلِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ التَّأْوِیلِ وَ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی وَ أَبُو وُلْدِی شِیعَتُكَ شِیعَتِی وَ أَنْصَارُكَ أَنْصَارِی وَ أَوْلِیَاؤُكَ أَوْلِیَائِی وَ أَعْدَاؤُكَ أَعْدَائِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ صَاحِبِی عَلَی الْحَوْضِ غَداً وَ أَنْتَ صَاحِبِی فِی الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الْآخِرَةِ كَمَا أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا لَقَدْ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ شَقِیَ مَنْ عَادَاكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ تَقَدَّسَ ذِكْرُهُ بِمَحَبَّتِكَ وَ وَلَایَتِكَ وَ اللَّهِ إِنَّ أَهْلَ مَوَدَّتِكَ فِی السَّمَاءِ لَأَكْثَرُ مِنْهُمْ فِی الْأَرْضِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِینُ أُمَّتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَیْهَا بَعْدِی قَوْلُكَ قَوْلِی وَ أَمْرُكَ أَمْرِی وَ طَاعَتُكَ طَاعَتِی وَ زَجْرُكَ

ص: 93


1- 1. نوه ذكره: مدحه و عظمه.
2- 2. أمالی الصدوق: 76- 77.
3- 3. أمالی الصدوق: 147.

زَجْرِی وَ نَهْیُكَ نَهْیِی وَ مَعْصِیَتُكَ مَعْصِیَتِی وَ حِزْبُكَ حِزْبِی وَ حِزْبِی حِزْبُ اللَّهِ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (1).

«4»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (2) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نُوحٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ خَلِیفَةَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: غَزَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله غَزَاةً فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام تَخَلَّفَ عَلَی أَهْلِهِ فَقَسَمَ الْمَغْنَمَ (3) فَدَفَعَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام سَهْمَیْنِ فَقَالَ النَّاسُ یَا رَسُولَ اللَّهِ دَفَعْتَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَهْمَیْنِ وَ هُوَ بِالْمَدِینَةِ مُتَخَلِّفٌ فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ أَ لَمْ تَرَوْا إِلَی الْفَارِسِ الَّذِی حَمَلَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ مِنْ یَمِینِ الْعَسْكَرِ فَهَزَمَهُمْ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ لِی مَعَكَ سَهْماً وَ قَدْ جَعَلْتُهُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ جَبْرَئِیلُ مَعَاشِرَ النَّاسِ نَاشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ هَلْ رَأَیْتُمُ الْفَارِسَ الَّذِی حَمَلَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ مِنْ یَسَارِ الْعَسْكَرِ ثُمَّ رَجَعَ فَكَلَّمَنِی وَ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّ لِی مَعَكَ سَهْماً وَ قَدْ جَعَلْتُهُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ مِیكَائِیلُ فَوَ اللَّهِ مَا دَفَعْتُ إِلَی عَلِیٍّ إِلَّا سَهْمَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ علیهما السلام فَكَبَّرَ النَّاسُ بِأَجْمَعِهِمْ (4).

ع، [علل الشرائع] القطان عن عبد الرحمن بن محمد الحسنی عن فرات: مثله (5).

«5»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ طَرِیفٍ (6) عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

ص: 94


1- 1. أمالی الصدوق: 200. و الآیة فی سورة المائدة: 56.
2- 2. روی الروایة فی العلل عن أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمن بن محمّد الحسنی عن فرات بن إبراهیم. ثم قال بعد تمام الروایة: و حدّثنی بهذا الحدیث الحسن بن محمّد الهاشمی الكوفیّ عن فرات بن إبراهیم بإسناده مثله سواء. و المصنّف قد عكس كما لا یخفی.
3- 3. فی العلل: قسم المغنم.
4- 4. علل الشرائع: 68. أمالی الصدوق: 219- 220. و أورده فی المناقب 1: 404.
5- 5. علل الشرائع: 68.
6- 6. راجع ما ذیلناه ذیل الحدیث الأول من الباب السابق.

قَالَ: انْتَدَبَ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ لَیْلَةَ بَدْرٍ إِلَی الْمَاءِ فَانْتَدَبَ عَلِیٌّ علیه السلام فَخَرَجَ وَ كَانَتْ لَیْلَةً بَارِدَةً ذَاتَ رِیحٍ وَ ظُلْمَةٍ فَخَرَجَ بِقِرْبَتِهِ فَلَمَّا كَانَ إِلَی الْقَلِیبِ لَمْ یَجِدْ دَلْواً فَنَزَلَ إِلَی الْجُبِ (2) تِلْكَ السَّاعَةَ فَمَلَأَ قِرْبَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ رِیحٌ شَدِیدَةٌ فَجَلَسَ حَتَّی مَضَتْ ثُمَّ قَامَ ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ أُخْرَی فَجَلَسَ حَتَّی مَضَتْ ثُمَّ قَامَ ثُمَّ مَرَّتْ بِهِ أُخْرَی فَجَلَسَ حَتَّی مَضَتْ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَبَسَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ لَقِیتُ رِیحاً ثُمَّ رِیحاً ثُمَّ رِیحاً شَدِیدَةً فَأَصَابَتْنِی قَشْعَرِیرَةٌ(3) فَقَالَ أَ تَدْرِی مَا كَانَ ذَاكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ لَا

فَقَالَ ذَاكَ جَبْرَئِیلُ فِی أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَلَّمَ (4) عَلَیْكَ وَ سَلَّمُوا ثُمَّ مَرَّ مِیكَائِیلُ فِی أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَسَلَّمَ عَلَیْكَ وَ سَلَّمُوا ثُمَّ مَرَّ إِسْرَافِیلُ فِی أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَسَلَّمَ عَلَیْكَ وَ سَلَّمُوا(5).

بیان: قال الفیروزآبادی ندبه إلی الأمر كنصره دعاه و حثه و وجهه و انتدب اللّٰه لمن خرج فی سبیله أجابه إلی غفرانه أو ضمن و تكفل أو سارع بثوابه و حسن جزائه (6).

«6»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی الرَّسِّ الْمَكِّیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا وَجَّهْتُ عَلِیّاً قَطُّ فِی سَرِیَّةٍ إِلَّا وَ نَظَرْتُ إِلَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فِی سَبْعِینَ أَلْفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ یَمِینِهِ وَ إِلَی مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ إِلَی مَلَكِ الْمَوْتِ أَمَامَهُ وَ إِلَی سَحَابَةٍ تُظِلُّهُ حَتَّی یُرْزَقَ حُسْنَ الظَّفَرِ(7).

ص: 95


1- 1. فی المصدر: استندب.
2- 2. فی المصدر و( د): فنزل فی الجب.
3- 3. اقشعر الشعر: قام و انتصب من فزع أو برد.
4- 4. فی المصدر و( د): فسلم.
5- 5. قرب الإسناد: 53.
6- 6. القاموس المحیط 1: 131.
7- 7. تفحصنا المصدر و لم نجده فیه.

«7»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْقُمِّیِّ عَنْ نُعْمَانَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ حِینَ نَاشَدَ الْقَوْمَ نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ هَلْ فِیكُمْ أَحَدٌ سَلَّمَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ إِسْرَافِیلُ فِی ثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ یَوْمَ بَدْرٍ غَیْرِی قَالُوا اللَّهُمَّ لَا(1).

«8»- شف، [كشف الیقین] مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوارِزْمِیُّ عَنْ شَهْرَدَارَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِ (2) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَعْلَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِهِ فَغَدَا عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بِالْغَدَاةِ وَ كَانَ یُحِبُّ أَنْ لَا یَسْبِقَهُ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَدَخَلَ فَإِذَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صَحْنِ الدَّارِ وَ إِذَا رَأْسُهُ فِی حَجْرِ دِحْیَةَ بْنِ خَلِیفَةَ الْكَلْبِیِّ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ كَیْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِخَیْرٍ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَقَالَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَهْلَ بَیْتٍ خَیْراً قَالَ لَهُ دِحْیَةُ إِنِّی أُحِبُّكَ وَ إِنَّ لَكَ عِنْدِی مِدْحَةً أَزُفُّهَا إِلَیْكَ (3) أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ أَنْتَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ مَا خَلَا النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حِزْبِهِ إِلَی الْجِنَانِ زَفّاً قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَسِرَ مَنْ تَخَلَّاكَ مُحِبُّ مُحَمَّدٍ مُحِبُّكَ وَ مُبْغِضُ مُحَمَّدٍ مُبْغِضُكَ لَنْ یَنَالَهُ (4) شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ادْنُ مِنِّی صَفْوَةَ اللَّهِ فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَضَعَهُ فِی حَجْرِهِ فَانْتَبَهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ فَأَخْبَرَهُ: الْحَدِیثَ فَقَالَ: لَمْ یَكُنْ هُوَ الْكَلْبِیَ (5) كَانَ جَبْرَئِیلُ سَمَّاكَ بِاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ بِهِ

ص: 96


1- 1. بصائر الدرجات: 26.
2- 2. فی المصدر: عن الفضل بن محمّد الجعفری.
3- 3. أی أهدیها إلیك.
4- 4. فی المصدر: لن ینال.
5- 5. فی المصدر: لم یكن دحیة الكلبی.

وَ هُوَ الَّذِی أَلْقَی مَحَبَّتَكَ فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَهْبَتَكَ فِی صُدُورِ الْكَافِرِینَ (1).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جماعة عن أبی المفضل عن عبد اللّٰه بن سلیمان عن إسحاق بن إبراهیم عن زكریا بن یحیی: مثله قال بعد إتمام الروایة قال أبو المفضل سمعت عبد اللّٰه بن أبی داود قبل أن یبنی له المنبر یعتذر إلی أبی عبد اللّٰه المستملی من النصب ثم أملی ذلك المجلس كله من حفظه فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام و هذا الحدیث أول ما بدأ به (2).

بیان: فی قوله علیه السلام تخلاك حذف و إیصال أی تخلی منك و من ولایتك یقال تخلی منه و عنه أی تركه و فی روایة الشیخ خلاك. أقول قد مضی مثله بأسانید فی باب أنه علیه السلام أمیر المؤمنین و سیأتی فی باب جوامع المناقب و غیره.

«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَحَادِیثُ عَلِیِّ بْنِ الْجَعْدَةِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ تَرَی الْمَلائِكَةَ حَافِّینَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ (3) الْآیَةَ قَالَ أَنَسٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا كَانَتْ لَیْلَةُ الْمِعْرَاجِ نَظَرْتُ تَحْتَ الْعَرْشِ أَمَامِی فَإِذَا أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَائِماً أَمَامِی تَحْتَ الْعَرْشِ یُسَبِّحُ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُهُ قُلْتُ یَا جَبْرَائِیلُ سَبَقَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لَكِنِّی أُخْبِرُكَ (4) اعْلَمْ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُكْثِرُ مِنَ الثَّنَاءِ وَ الصَّلَاةِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوْقَ عَرْشِهِ فَاشْتَاقَ الْعَرْشُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَخَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الْمَلَكَ عَلَی صُورَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام تَحْتَ عَرْشِهِ لِیَنْظُرَ إِلَیْهِ الْعَرْشُ فَیَسْكُنَ شَوْقُهُ وَ جَعَلَ تَسْبِیحَ هَذَا الْمَلَكِ وَ تَقْدِیسَهُ وَ تَمْجِیدَهُ ثَوَاباً لِشِیعَةِ أَهْلِ بَیْتِكَ یَا مُحَمَّدُ الْخَبَرَ.

طَاوُسٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ صِرْتُ أَنَا وَ جَبْرَئِیلُ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَوْضِعِی ثُمَّ زُخَ

ص: 97


1- 1. الیقین: 24 و 25.
2- 2. أمالی ابن الشیخ: 31.
3- 3. سورة الزمر: 75.
4- 4. فی المصدر و( م): قال لا لكنی اخبرك.

بِی فِی النُّورِ زَخَّةً فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَی فِی صُورَةِ عَلِیٍّ علیه السلام اسْمُهُ عَلِیٌّ سَاجِدٌ تَحْتَ الْعَرْشِ یَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَلِیٍّ وَ ذُرِّیَّتِهِ وَ مُحِبِّیهِ وَ أَشْیَاعِهِ وَ أَتْبَاعِهِ وَ الْعَنْ مُبْغِضِیهِ وَ أَعَادِیَهُ وَ حُسَّادَهُ إِنَّكَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ(1).

إیضاح: قال فی النهایة فیه مثل أهل بیتی مثل سفینة نوح من تخلف عنها زخ به فی النار أی دفع و رمی (2).

«10»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُجَاهِدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ رَأَی مَلَكاً عَلَی صُورَةِ عَلِیٍّ حَتَّی لَا یُفَاوِتُ مِنْهُ شَیْئاً فَظَنَّهُ عَلِیّاً فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ سَبَقْتَنِی إِلَی هَذَا الْمَكَانِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لَیْسَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ هَذَا مَلَكٌ عَلَی صُورَتِهِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ اشْتَاقُوا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَسَأَلُوا رَبَّهُمْ أَنْ یَكُونَ مَنْ عَلَی صُورَتِهِ فَیَرَوْنَهُ.

وَ فِی حَدِیثِ حُذَیْفَةَ: أَنَّهُ رَآهُ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ.

الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (3) قَالَ كَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام جَالِساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ یَمِینِهِ إِذَا أَقْبَلَ (4) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَضَحِكَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَدْ أَقْبَلَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ وَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ یَعْرِفُونَهُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ لَأَشَدُّ مَعْرِفَةً لَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ مَا كَبَّرَ تَكْبِیرَةً فِی غَزْوَةٍ إِلَّا كَبَّرْنَا مَعَهُ وَ لَا حَمَلَ حَمْلَةً إِلَّا حَمَلْنَا مَعَهُ وَ لَا ضَرَبَ بِسَیْفٍ إِلَّا ضَرَبْنَا مَعَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنِ اشْتَقْتَ إِلَی وَجْهِ عِیسَی وَ عِبَادَتِهِ وَ زُهْدِ یَحْیَی وَ طَاعَتِهِ وَ مُلْكِ سُلَیْمَانَ (5)، وَ سَخَاوَتِهِ فَانْظُرْ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی

ص: 98


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 400.
2- 2. النهایة 2: 123.
3- 3. سورة الزخرف: 57.
4- 4. فی المصدر و( م): إذ أقبل.
5- 5. فی المصدر: و میراث سلیمان.

وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا یَعْنِی شَبَهاً لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ شَبَهاً لِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ یَعْنِی یَضْحَكُونَ وَ یَعْجَبُونَ.

تَفْسِیرُ أَبِی یُوسُفَ یَعْقُوبَ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ لَمَّا تَمَثَّلَ إِبْلِیسُ لِكُفَّارِ مَكَّةَ یَوْمَ بَدْرٍ عَلَی صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ وَ كَانَ سَابِقَ عَسْكَرِهِمْ (1) إِلَی قِتَالِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فَهَبَطَ عَلَی

رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) وَ مَعَهُ أَلْفٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَامَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَكَانَ إِذَا حَمَلَ عَلِیٌّ علیه السلام حَمَلَ مَعَهُ جَبْرَئِیلُ فَبَصُرَ بِهِ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَوَلَّی هَارِباً وَ قَالَ إِنِّی أَرَی مَا لَا تَرَوْنَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ اللَّهِ مَا هَرَبَ إِبْلِیسُ إِلَّا حِینَ رَأَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَخَافَ أَنْ یَأْخُذَهُ وَ یَسْتَأْسِرَهُ وَ یَعْرِفَهُ النَّاسُ فَهَرَبَ وَ كَانَ أَوَّلَ مُنْهَزِمٍ وَ قالَ ... إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ (3) فِی قِتَالِهِ وَ اللَّهُ شَدِیدُ الْعِقابِ لِمَنْ حَارَبَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنِ ابْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا أَبَا ذَرٍّ عَلِیٌّ أَخِی وَ صِهْرِی وَ عَضُدِی إِنَّ اللَّهَ لَا یَقْبَلُ فَرِیضَةً إِلَّا بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا أَبَا ذَرٍّ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَرَرْتُ بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَی سَرِیرٍ مِنْ نُورٍ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ إِحْدَی رِجْلَیْهِ فِی الْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی فِی الْمَغْرِبِ بَیْنَ یَدَیْهِ لَوْحٌ یَنْظُرُ فِیهِ (4) وَ الدُّنْیَا كُلُّهَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ الْخَلْقُ بَیْنَ رُكْبَتَیْهِ وَ یَدُهُ تَبْلُغُ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا فَمَا رَأَیْتُ فِی مَلَائِكَةِ(5) رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ أَعْظَمَ خَلْقاً مِنْهُ قَالَ هَذَا عِزْرَائِیلُ مَلَكُ الْمَوْتِ ادْنُ فَسَلِّمْ عَلَیْهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ سَلَامٌ عَلَیْكَ حَبِیبِی مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَحْمَدُ مَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّكَ

ص: 99


1- 1. فی المصدر: و كان سائق عسكرهم.
2- 2. فی المصدر: إلی رسول اللّٰه.
3- 3. سورة الأنفال: 48.
4- 4. فی المصدر: و بین یدیه نور ینظر إلیه.
5- 5. فی المصدر و( د) من ملائكة ربی.

عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقُلْتُ وَ هَلْ تَعْرِفُ ابْنَ عَمِّی قَالَ وَ كَیْفَ لَا أَعْرِفُهُ وَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَكَلَنِی بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ مَا خَلَا رُوحَكَ وَ رُوحَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ یَتَوَفَّاكُمَا بِمَشِیَّتِهِ.

كِتَابَیِ الْخَطِیبِ الْخُوارِزْمِیِّ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ النَّطَنْزِیِّ قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ أَنَّ قَوْماً تَنَقَّصُوا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ حَدَّثَنِی غَزَالُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِیُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَنَادَاهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً فَلَمَّا سُرِّیَ عَنْهُ قُلْتُ مَا أَضْحَكَكَ قَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّهُ مَرَّ بِعَلِیٍّ وَ هُوَ یَرْعَی ذَوْداً لَهُ (1) وَ هُوَ نَائِمٌ قَدْ أُبْدِیَ بَعْضُ جَسَدِهِ قَالَ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ ثَوْبَیْهِ فَوَجَدْتُ بَرْدَ إِیمَانِهِ وَ قَدْ وَصَلَ (2) إِلَی قَلْبِی.

وَ فِی رِوَایَةِ الْأَصْبَغِ: أَنَّ عَلِیّاً مَضَی مِنَ الْمَدِینَةِ وَحْدَهُ فَأَتَی عَلَیْهِ سَبْعَةُ أَیَّامٍ فَرُئِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَبْكِی وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ رُدَّ إِلَیَّ عَلِیّاً قُرَّةَ عَیْنِی وَ قُوَّةَ رُكْنِی وَ ابْنَ عَمِّی وَ مُفَرِّجَ الْكَرْبِ عَنْ وَجْهِی ثُمَّ ضَمِنَ الْجَنَّةَ لِمَنْ أَتَی بِخَبَرِ عَلِیٍّ فَرَكِبَ النَّاسُ فِی كُلِّ طَرِیقٍ فَوَجَدَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَبَشَّرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِقُدُومِهِ فَاسْتَقْبَلَهُ فَمَا زَالَ یُفَتِّشُ عَنْ یَمِینِ عَلِیٍّ وَ عَنْ یَسَارِهِ وَ عَنْ رَأْسِهِ وَ عَنْ بَدَنِهِ (3) فَقُلْتُ

تُفَتِّشُ عَلِیّاً كَأَنَّهُ (4) كَانَ فِی الْحَرْبِ فَأَخْبَرَنِی عَنْ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَنَّ أَقْوَاماً مِنَ الْمُشْرِكِینَ یَقْصِدُونَكَ مِنَ الشَّامِ فَأَخْرِجْ إِلَیْهِمْ عَلِیّاً وَحْدَهُ فَخَرَجَ مَعَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی أَلْفِ مَلَكٍ وَ مِیكَائِیلُ علیه السلام فِی أَلْفِ مَلَكٍ وَ رَأَیْتُ مَلَكَ الْمَوْتِ یُقَاتِلُ دُونَ عَلِیٍّ.

أَرْبَعِینُ الْخَطِیبِ وَ شَرْحُ ابْنِ الْفَیَّاضِ وَ أَخْبَارُ أَبِی رَافِعٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ حُذَیْفَةَ

ص: 100


1- 1. قال فی القاموس 1: 293: الذود ثلاثة أبعرة إلی العشرة أو خمس عشرة أو عشرین أو ثلاثین.
2- 2. فی المصدر: قد وصل.
3- 3. فی المصدر: و عن بدنه و عن رأسه.
4- 4. فی( ك) فانه.

بْنِ الْیَمَانِ: أَنَّهُ دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَرِیضٌ فَإِذَا رَأْسُهُ فِی حَجْرِ رَجُلٍ أَحْسَنِ الْخَلْقِ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله نَائِمٌ فَقَالَ الرَّجُلُ ادْنُ إِلَی ابْنِ عَمِّكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنِّی فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِی حَجْرِهِ فَلَمَّا اسْتَیْقَظَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاكَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام كَانَ یُحَدِّثُنِی حَتَّی خَفَّ عَنِّی وَجَعِی.

وَ فِی خَبَرٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُمْلِی عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ فَقَامَ (1) صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ بِكِتَابَةِ الْوَحْیِ.

مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا عَصَانِی قَوْمٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ إِلَّا رَمَیْتُهُمْ بِسَهْمِ اللَّهِ قِیلَ وَ مَا سَهْمُ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَا بَعَثْتُهُ فِی سَرِیَّةٍ وَ لَا أَبْرَزْتُهُ لِمُبَارَزَةٍ إِلَّا رَأَیْتُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ وَ مَلَكَ الْمَوْتِ عَنْ أَمَامِهِ وَ سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ حَتَّی یُعْطِیَهُ اللَّهُ خَیْرَ النَّصْرِ وَ الظَّفَرِ.

و روی مشاهدته لجبرئیل علیه السلام علی صورة دحیة الكلبی حین سماه بتلك الأسامی و حین وضع رأس رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی حجره و قال أنت أحق به منی و حین كان یملی الوحی و نعس النبی صلی اللّٰه علیه و آله و حین اشتری الناقة من الأعرابی بمائة درهم و باعها من آخر بمائة و ستین و حین غسل النبی صلی اللّٰه علیه و آله و غیر ذلك و روی نحوا منه أحمد فی الفضائل و قد خدمه جبرئیل علیه السلام فی عدة مواضع

رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ (2) قَالَ لَقَدْ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعَ رَمَضَانَاتٍ وَ صَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مَعَهُ فَكَانَ كُلَّ لَیْلَةِ الْقَدْرِ یَنْزِلُ فِیهَا جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی عَلِیٍّ فَیُسَلِّمُ عَلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ.

وَ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی خَبَرٍ یَذْكُرُ فِیهِ وَفَاةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ أَتَاهُمْ آتٍ لَا یَرَوْنَهُ

ص: 101


1- 1. فی المصدر: فنام صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. سورة القدر: 4.

وَ یَسْمَعُونَ كَلَامَهُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فِی اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ وَ نَجَاةٌ مِنْ كُلِّ هَلَكَةٍ وَ دَرَكٌ لِمَا فَاتَ كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ (1) الْآیَةَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اصْطَفَاكُمْ وَ فَضَّلَكُمْ وَ طَهَّرَكُمْ وَ جَعَلَكُمْ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّهِ وَ أَوْدَعَكُمْ حُكْمَهُ وَ أَوْرَثَكُمْ كِتَابَهُ وَ جَعَلَكُمْ تَابُوتَ عِلْمِهِ وَ عَصَا عِزِّهِ وَ ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ نُورِهِ (2) وَ عَصَمَكُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ فَتَعَزَّوْا بِعَزَاءِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَنْزِعُ عَنْكُمْ نِعْمَتَهُ وَ لَا یُزِیلُ عَنْكُمْ بَرَكَتَهُ فِی كَلَامٍ طَوِیلٍ فَقِیلَ لِلْبَاقِرِ علیه السلام مِمَّنْ كَانَتِ التَّعْزِیَةُ فَقَالَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی لِسَانِ جَبْرَئِیلَ علیه السلام.

و قد روی: نحوا من ذلك: سفیان بن عیینة عن الصادق علیه السلام:

وَ قَدِ احْتَجَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَوْمَ الشُّورَی فَقَالَ: هَلْ فِیكُمْ مَنْ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ غَیْرِی وَ جَبْرَئِیلُ یُنَاجِینِی وَ أَجِدُ حِسَّ یَدِهِ مَعِی.

حَدَّثَ أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شِمْرٍ(3) عَنْ أَبِی الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كَانَ عَلَی مُقَدِّمَةِ جَیْشِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ حُنَیْنٍ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَدِدْتُ أَنَّ عَلِیّاً قَالَ مَنْ دَخَلَ الرجل [الرَّحْلَ](4) فَهُوَ آمِنٌ قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ مَنْ دَخَلَ الرجل [الرَّحْلَ] فَهُوَ آمِنٌ قَالَ فَضَحِكَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَبُو عَوَانَةَ وَ ذَكَرَ حَدِیثاً لَمْ أَحْفَظْهُ ثُمَّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِی مَا یُجِیبُنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ وَ هُوَ جَبْرَئِیلُ یُجِیبُكَ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی.

خلقة الملائكة علی صورته و مجیئهم إلی زیارته و نصرته و إذنهم فی مكالمته و كونهم فی خدمته یدل علی أنه أكرم خلیقته بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله(5).

ص: 102


1- 1. سورة آل عمران: 185 سورة الأنبیاء: 35 سورة العنكبوت: 57.
2- 2. فی المصدر: من دونه.
3- 3. إبراهیم بن شهر خ ل.
4- 4. فی المصدر« الرحل» فی الموضعین. و هو المنزل و المأوی.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 1: 400- 409.

«11»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا عَطِشَ الْقَوْمُ یَوْمَ بَدْرٍ انْطَلَقَ عَلِیٌّ بِالْقِرْبَةِ یَسْتَقِی وَ هُوَ عَلَی الْقَلِیبِ إِذْ جَاءَتْ رِیحٌ شَدِیدَةٌ ثُمَّ مَضَتْ فَلَبِثَ مَا بَدَا لَهُ ثُمَّ جَاءَتْ رِیحٌ أُخْرَی ثُمَّ مَضَتْ ثُمَّ جَاءَتْهُ أُخْرَی كَادَتْ أَنْ تَشْغَلَهُ وَ هُوَ عَلَی الْقَلِیبِ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّی مَضَی فَلَمَّا رَجَعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا الرِّیحُ الْأُولَی فِیهَا جَبْرَئِیلُ مَعَ أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الثَّانِیَةُ فِیهَا مِیكَائِیلُ مَعَ أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الثَّالِثَةُ فِیهَا إِسْرَافِیلُ مَعَ أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَلَّمُوا عَلَیْكَ وَ هُمْ مَدَدٌ لَنَا وَ هُمُ الَّذِینَ رَآهُمْ إِبْلِیسُ فَ نَكَصَ (1) عَلی عَقِبَیْهِ یَمْشِی الْقَهْقَرَی حِینَ یَقُولُ إِنِّی أَری ما لا تَرَوْنَ إِنِّی أَخافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِیدُ الْعِقابِ (2).

«12»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام(3): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی ذَمَّ الْیَهُودَ فِی بُغْضِهِمْ لِجَبْرَئِیلَ الَّذِی كَانَ یُنَفِّذُ قَضَاءَ اللَّهِ فِیهِمْ بِمَا یَكْرَهُونَ وَ ذَمَّهُمْ أَیْضاً وَ ذَمَّ النَّوَاصِبَ فِی بُغْضِهِمْ لِجَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ مَلَائِكَةِ اللَّهِ النَّازِلِینَ لِتَأْیِیدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی الْكَافِرِینَ حَتَّی أَذَلَّهُمْ بِسَیْفِهِ الصَّارِمِ فَقَالَ قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِیلَ (4) مِنَ الْیَهُودِ لِرَفْعِهِ (5) مِنْ بُخْتَ نَصَّرَ أَنْ یَقْتُلَهُ دَانِیَالُ مِنْ غَیْرِ ذَنْبٍ كَانَ جَنَاهُ بُخْتَ نَصَّرُ حَتَّی بَلَغَ كِتَابُ اللَّهِ فِی الْیَهُودِ أَجَلَهُ وَ حَلَّ بِهِمْ مَا جَرَی فِی سَابِقِ عِلْمِهِ وَ مَنْ كَانَ أَیْضاً عَدُوّاً لِجَبْرَئِیلَ مِنْ سَائِرِ الْكَافِرِینَ وَ مِنْ أَعْدَاءِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ النَّاصِبِینَ (6) لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَعَثَ جَبْرَئِیلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مُؤَیِّداً وَ لَهُ عَلَی أَعْدَائِهِ نَاصِراً وَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجَبْرَئِیلَ لِمُظَاهَرَتِهِ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ مُعَاوَنَتِهِ لَهُمَا وَ انْقِیَادِهِ (7) لِقَضَاءِ

ص: 103


1- 1. نكص عن الامر: أحجم عنه.
2- 2. تفسیر العیّاشیّ مخطوط. و أورده فی البرهان 2: 90. و الآیة فی سورة الأنفال: 48.
3- 3. فی المصدر: قال الحسن بن علیّ بن أبی طالب علیه السلام.
4- 4. سورة البقرة: 97.
5- 5. فی المصدر: لدفعه.
6- 6. فی المصدر: المنافقین.
7- 7. فی المصدر: و إنفاذه.

رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی إِهْلَاكِ أَعْدَائِهِ عَلَی یَدِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَإِنَّهُ یَعْنِی جَبْرَئِیلَ نَزَّلَهُ یَعْنِی نَزَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ عَلی قَلْبِكَ یَا مُحَمَّدُ بِإِذْنِ اللَّهِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ هُوَ كَقَوْلِهِ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِینُ عَلی قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِینَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ (1) مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ نَزَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ جَبْرَئِیلُ عَلَی قَلْبِكَ یَا مُحَمَّدُ مُصَدِّقاً مُوَافِقاً لِمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ كُتُبِ شِیثٍ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ(2) ثُمَّ قَالَ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ (3) لِإِنْعَامِهِ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ وَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ بَلَغَ مِنْ جَهْلِهِمْ أَنْ قَالُوا نَحْنُ نُبْغِضُ اللَّهَ الَّذِی أَكْرَمَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً بِمَا یَدَّعِیَانِ وَ جِبْرِیلَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِیلَ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ ظَهِیراً(4) لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ عَلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ ظَهِیراً لِسَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ كَذَلِكَ وَ مَلائِكَتِهِ یَعْنِی وَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِمَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمَبْعُوثِینَ لِنُصْرَةِ دِینِ اللَّهِ وَ تَأْیِیدِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ بَعْضِ النُّصَّابِ وَ الْمُعَانِدِینَ بَرِئْتُ مِنْ جَبْرَئِیلَ النَّاصِرِ لِعَلِیٍّ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ رُسُلِهِ وَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِرُسُلِ اللَّهِ مُوسَی وَ عِیسَی وَ سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ دَعَوْا إِلَی إِمَامَةِ عَلِیٍّ علیه السلام(5) ثُمَّ قَالَ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیكالَ وَ مَنْ كَانَ (6) عَدُوّاً لِجَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ ذَلِكَ كَقَوْلِ مَنْ قَالَ مِنَ النَّوَاصِبِ (7) لَمَّا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ وَ إِسْرَافِیلُ خَلْفَهُ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ أَمَامَهُ وَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ نَاظِرٌ بِالرِّضْوَانِ إِلَیْهِ نَاصِرُهُ قَالَ بَعْضُ النَّوَاصِبِ فَأَنَا أَبْرَأُ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ جَبْرَئِیلَ

ص: 104


1- 1. سورة الشعراء: 193- 195.
2- 2. قد أسقط المصنّف هنا قطعة من الحدیث لا تناسب المقام.
3- 3. سورة البقرة: 98.
4- 4. فی المصدر: لان جعله اللّٰه ظهیرا.
5- 5. فی المصدر: الذین دعوا إلی نبوة محمّد و امامة علی، و ذلك قول النواصب: برئنا من هؤلاء الرسل الذین دعوا إلی إمامة علی.
6- 6. فی المصدر: أی من كان.
7- 7. فی المصدر: من النصاب.

وَ مِیكَائِیلَ وَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ حَالُهُمْ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام مَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِهَؤُلَاءِ تَعَصُّباً عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِینَ فَاعِلٌ بِهِمْ مَا یَفْعَلُ الْعَدُوُّ بِالْعَدُوِّ مِنْ إِحْلَالِ النَّقِمَاتِ وَ تَشْدِیدِ الْعُقُوبَاتِ وَ كَانَ سَبَبُ نُزُولِ هَاتَیْنِ الْآیَتَیْنِ مَا كَانَ مِنَ الْیَهُودِ أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ قَوْلٍ سَیِّئٍ فِی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ كَانَ (1) مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ النُّصَّابِ مِنْ قَوْلٍ أَسْوَأَ مِنْهُ فِی اللَّهِ وَ فِی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ سَائِرِ مَلَائِكَةِ اللَّهِ: أَمَّا مَا كَانَ مِنَ النُّصَّابِ فَهُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا كَانَ لَا یَزَالُ یَقُولُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام الْفَضَائِلَ الَّتِی خَصَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا وَ الشَّرَفَ الَّذِی أَهَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ وَ كَانَ فِی ذَلِكَ (2) یَقُولُ أَخْبَرَنِی بِهِ جَبْرَئِیلُ عَنِ اللَّهِ وَ یَقُولُ فِی بَعْضِ ذَلِكَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ یَفْتَخِرُ(3) جَبْرَئِیلُ عَلَی مِیكَائِیلَ فِی أَنَّهُ عَنْ یَمِینِ عَلِیٍّ الَّذِی هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْیَسَارِ كَمَا یَفْتَخِرُ نَدِیمُ مَلِكٍ عَظِیمٍ فِی الدُّنْیَا یُجْلِسُهُ الْمَلِكُ عَنْ یَمِینِهِ عَلَی النَّدِیمِ الْآخَرِ الَّذِی یُجْلِسُهُ عَلَی یَسَارِهِ وَ یَفْتَخِرَانِ عَلَی إِسْرَافِیلَ الَّذِی خَلْفَهُ بِالْخِدْمَةِ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ الَّذِی أَمَامَهُ بِالْخِدْمَةِ وَ إِنَّ الْیَمِینَ وَ الشِّمَالَ أَشْرَفُ مِنْ ذَلِكَ كَافْتِخَارِ حَاشِیَةِ الْمَلِكِ (4) عَلَی زِیَادَةِ قُرْبِ مَحَلِّهِمْ مِنْ مَلِكِهِمْ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی بَعْضِ أَحَادِیثِهِ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ أَشْرَفُهَا عِنْدَ اللَّهِ أَشَدُّهَا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حُبّاً وَ إِنَّهُ (5) قَسَمُ الْمَلَائِكَةِ فِیمَا بَیْنَهَا وَ الَّذِی شَرَّفَ عَلِیّاً عَلَی جَمِیعِ الْوَرَی بَعْدَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَی وَ یَقُولُ مَرَّةً إِنَّ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبِ یَشْتَاقُونَ (6) إِلَی رُؤْیَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ كَمَا تَشْتَاقُ الْوَالِدَةُ الشَّفِیقَةُ إِلَی وَلَدِهَا الْبَارِّ الشَّفِیقِ الْآخِرِ مَنْ بَقِیَ عَلَیْهَا(7) بَعْدَ عَشَرَةٍ دَفَنَتْهُمْ فَكَانَ هَؤُلَاءِ النُّصَّابُ یَقُولُونَ:

ص: 105


1- 1. فی المصدر: و میكائیل و سائر ملائكة اللّٰه و ما كان اه.
2- 2. فی المصدر: كان فی كل ذلك.
3- 3. فی المصدر: و یفتخر.
4- 4. فی المصدر: خاصّة الملك.
5- 5. الضمیر للشأن. و فی المصدر: و إن قسم الملائكة فیما بینهم اه.
6- 6. فی المصدر: إن ملائكة السماوات لیشتاقون.
7- 7. فی المصدر: آخر من یبقی علیها.

إِلَی مَتَی یَقُولُ مُحَمَّدٌ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ الْمَلَائِكَةَ كُلُّ ذَلِكَ تَفْخِیمٌ لِعَلِیٍّ وَ تَعْظِیمٌ لِشَأْنِهِ وَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی لِعَلِیٍّ خَاصٌّ مِنْ دُونِ سَائِرِ الْخَلْقِ بَرِئْنَا مِنْ رَبٍّ وَ مِنْ مَلَائِكَةٍ وَ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ هُمْ لِعَلِیٍّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ مُفَضِّلُونَ وَ بَرِئْنَا مِنْ رُسُلِ اللَّهِ الَّذِینَ هُمْ لِعَلِیٍّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ مُفَضِّلُونَ وَ أَمَّا مَا قَالَهُ الْیَهُودُ.

أقول: أوردنا تتمة الخبر فی باب احتجاج الرسول صلی اللّٰه علیه و آله علی الیهود و لنذكر هاهنا ما یناسب الباب.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا سَلْمَانُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ صَدَّقَ قَوْلَكَ وَ وَفَّقَكَ رَأْیَكَ وَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ (1) عَنِ اللَّهِ تَعَالَی یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ أَخَوَانِ مُتَصَافِیَانِ فِی وِدَادِكَ وَ وِدَادِ عَلِیٍّ أَخِیكَ وَ وَصِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ هُمَا فِی أَصْحَابِكَ كَجَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ فِی الْمَلَائِكَةِ عَدُوَّانِ لِمَنْ أَبْغَضَ أَحَدَهُمَا وَلِیَّانِ (2) لِمَنْ وَالاهُمَا وَ وَالَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً عَدُوَّانِ لِمَنْ عَادَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ أَوْلِیَاءَهُمَا وَ لَوْ أَحَبَّ أَهْلُ الْأَرْضِ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ كَمَا یُحِبُّهُمَا مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْعَرْشِ لِمَحْضِ وِدَادِهِمَا لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مُوَالاتِهِمَا لِأَوْلِیَائِهِمَا وَ مُعَادَاتِهِمَا لِأَعْدَائِهِمَا لَمَا عَذَّبَ اللَّهُ أَحَداً مِنْهُمْ بِعَذَابٍ الْبَتَّةَ.

قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ سُرَّ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ وَ انْقَادُوا وَ سَاءَ ذَلِكَ الْمُنَافِقِینَ فَعَانَدُوا وَ عَابُوا وَ قَالُوا یَمْدَحُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَبَاعِدَ وَ یَتْرُكُ الْأَدْنَیْنَ مِنْ أَهْلِهِ لَا یَمْدَحُهُمْ وَ لَا یَذْكُرُهُمْ فَاتَّصَلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ مَا لَهُمْ لَحَاهُمُ اللَّهُ یَبْغُونَ لِلْمُسْلِمِینَ السُّوءَ وَ هَلْ نَالَ أَصْحَابِی مَا نَالُوهُ مِنْ دَرَجَاتِ الْفَضْلِ إِلَّا بِحُبِّهِمْ لِی وَ لِأَهْلِ بَیْتِی وَ الَّذِی بَعَثَنِی (3) بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّكُمْ لَمْ تُؤْمِنُوا حَتَّی یَكُونَ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ أَحَبَّ إِلَیْكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وَ أَهَالِیكُمْ (4) وَ أَمْوَالِكُمْ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ

ص: 106


1- 1. فی المصدر: صدق قیلك و وثق رأیك فان جبرئیل اه.
2- 2. فی المصدر: و ولیان.
3- 3. فی المصدر: و الذی بعث محمّدا.
4- 4. فی المصدر: و أهلیكم.

جَمِیعاً ثُمَّ دَعَا بِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَعَمَّهُمْ بِعَبَایَتِهِ الْقَطَوَانِیَّةِ ثُمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ خَمْسَةٌ لَا سَادِسَ لَهُمْ مِنَ الْبَشَرِ ثُمَّ قَالَ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ فَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَرَفَعَتْ جَانِبَ الْعَبَاءِ لِتَدْخُلَ (1) فَكَفَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لَسْتِ هُنَاكِ وَ أَنْتِ فِی خَیْرٍ(2) وَ إِلَی خَیْرٍ فَانْقَطَعَ عَنْهَا طَمَعُ الْبَشَرِ وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ مَعَهُمْ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا سَادِسُكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَعَمْ وَ أَنْتَ سَادِسُنَا فَارْتَقَی السَّمَاوَاتِ وَ قَدْ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ زِیَادَةِ الْأَنْوَارِ مَا كَادَتِ الْمَلَائِكَةُ لَا تَثَبَّتُهُ (3) حَتَّی قَالَ بَخْ بَخْ مَنْ مِثْلِی أَنَا جَبْرَئِیلُ سَادِسُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَذَلِكَ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ جَبْرَئِیلَ عَلَی سَائِرِ الْمَلَائِكَةِ فِی

الْأَرَضِینَ وَ السَّمَاوَاتِ قَالَ ثُمَّ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَسَنَ بِیَمِینِهِ وَ الْحُسَیْنَ بِشِمَالِهِ فَوَضَعَ هَذَا عَلَی كَاهِلِهِ (4) الْأَیْمَنِ وَ هَذَا عَلَی كَاهِلِهِ الْأَیْسَرِ ثُمَّ وَضَعَهُمَا فِی الْأَرْضِ فَمَشَی بَعْضُهُمَا إِلَی بَعْضٍ یَتَجَاذَبَانِ ثُمَّ اصْطَرَعَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِلْحَسَنِ إِیهاً أَبَا مُحَمَّدٍ(5) فَیَقْوَی الْحَسَنُ فَیَكَادُ(6) یَغْلِبُ الْحُسَیْنَ ثُمَّ یَقْوَی الْحُسَیْنُ فَیُقَاوِمُهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تُشَجِّعُ الْكَبِیرَ عَلَی الصَّغِیرِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ أَمَا إِنَّ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كُلَّمَا قُلْتُ لِلْحَسَنِ إِیهاً أَبَا مُحَمَّدٍ قَالا لِلْحُسَیْنِ إِیهاً أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلِذَلِكَ قَامَا وَ تَسَاوَیَا أَمَا إِنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ لَمَّا كَانَ (7) یَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیهاً أَبَا مُحَمَّدٍ وَ یَقُولُ جَبْرَئِیلُ إِیهاً أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ رَامَ كُلُّ وَاحِدٍ

ص: 107


1- 1. فی المصدر: لتدخله.
2- 2. فی المصدر: و إن كنت فی خیر.
3- 3. فی المصدر: لا تبینه.
4- 4. الكاهل: أعلی الظهر ممّا یلی العنق.
5- 5. فی النهایة 1: 54: ایه كلمة یراد بها الاستزادة.
6- 6. فی المصدر: و یكاد.
7- 7. فی المصدر: حین كان.

مِنْهُمَا حَمْلَ الْأَرْضِ بِمَا عَلَیْهَا مِنْ جِبَالِهَا وَ بِحَارِهَا وَ تِلَالِهَا وَ سَائِرِ مَا عَلَی ظَهْرِهَا لَكَانَ أَخَفَّ عَلَیْهِمَا مِنْ شَعْرَةٍ عَلَی أَبْدَانِهِمَا وَ إِنَّمَا تَقَاوَمَا لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَظِیرُ الْآخَرِ هَذَانِ قُرَّتَا عَیْنِی وَ ثَمَرَتَا فُؤَادِی هَذَانِ سَنَدَا ظَهْرِی هَذَانِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا وَ جَدُّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ خَیْرُهُمْ أَجْمَعِینَ.

قَالَ علیه السلام فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتِ الْیَهُودُ وَ النَّوَاصِبُ إِلَی الْآنَ كُنَّا نُبْغِضُ جَبْرَئِیلَ وَحْدَهُ وَ الْآنَ قَدْ صِرْنَا أَیْضاً نُبْغِضُ مِیكَائِیلَ (1) لِادِّعَائِهِمَا لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ إِیَّاهُمَا وَ لِوَلَدَیْهِ فَقَالَ تَعَالَی مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِیلَ وَ مِیكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِینَ (2).

بیان: لحاهم اللّٰه أی قبحهم و لعنهم و قال الجزری القطوانیة عباءة بیضاء قصیره الخمل و النون زائدة(3).

«13»- یل، [الفضائل] لابن شاذان رُوِیَ: أَنَّهُ علیه السلام كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ إِذْ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی سَلُونِی عَنْ طُرُقِ السَّمَاوَاتِ فَإِنِّی أَعْرَفُ بِهَا مِنْ طُرُقِ الْأَرْضِ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ وَسْطِ الْقَوْمِ وَ قَالَ لَهُ أَیْنَ جَبْرَئِیلُ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَرَمَقَ (4) بِطَرْفِهِ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ رَمَقَ بِطَرْفِهِ إِلَی الْمَشْرِقِ ثُمَّ رَمَقَ بِطَرْفِهِ إِلَی الْمَغْرِبِ فَلَمْ یَجِدْ مَوْطِناً فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا ذَا الشَّیْخُ أَنْتَ جَبْرَائِیلُ قَالَ فَصَفَقَ طَائِراً مِنْ بَیْنِ النَّاسِ فَضَجَّ الْحَاضِرُونَ (5) وَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَقّاً(6).

ص: 108


1- 1. فی المصدر: قد صرنا نبغض میكائیل أیضا.
2- 2. تفسیر الإمام: 182- 187.
3- 3. النهایة 2: 265.
4- 4. رمقه: لحظه لحظا خفیفا. أطال النظر إلیه.
5- 5. فی المصدر: فضج عند ذلك الحاضرون.
6- 6. الفضائل: 102.

«14»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصْرِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ سَمِعْتُ جَدِّی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَیْلَةَ أَسْرَی بِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ رَأَیْتُ فِی بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَلَكاً بِیَدِهِ سَیْفٌ مِنْ نُورٍ یَلْعَبُ بِهِ كَمَا یَلْعَبُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِذِی الْفَقَارِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ إِذَا اشْتَاقُوا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1) نَظَرُوا إِلَی وَجْهِ ذَلِكَ الْمَلَكِ فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَذَا أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنُ عَمِّی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا مَلَكٌ خَلَقْتُهُ عَلَی صُورَةِ عَلِیٍّ علیه السلام یَعْبُدُنِی فِی بُطْنَانِ عَرْشِی تُكْتَبُ حَسَنَاتُهُ وَ تَسْبِیحُهُ وَ تَقْدِیسُهُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(2).

«15»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرَرْتُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ جَالِسٍ عَلَی مِنْبَرٍ مِنْ نُورٍ وَ الْمَلَائِكَةُ تَحْدِقُ بِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذَا المَلَكُ قَالَ ادْنُ مِنْهُ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا أَنَا بِأَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ سَبَقَنِی عَلِیٌّ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ لَا وَ لَكِنَّ الْمَلَائِكَةَ شَكَتْ حُبَّهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام فَخَلَقَ اللَّهُ هَذَا الْمَلَكَ مِنْ نُورٍ عَلَی صُورَةِ عَلِیٍّ فَالْمَلَائِكَةُ تَزُورُهُ فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ وَ یَوْمِ جُمُعَةٍ سَبْعِینَ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ یُهْدُونَ ثَوَابَهُ لِمُحِبِّ عَلِیٍّ علیه السلام(3).

«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أُمَاشِی (4) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْفُرَاتِ إِذْ خَرَجَتْ مَوْجَةٌ عَظِیمَةٌ فَغَطَّتْهُ حَتَّی اسْتَتَرَ عَنِّی ثُمَّ انْحَسَرَتْ عَنْهُ (5) وَ لَا رُطُوبَةَ

ص: 109


1- 1. فی المصدر: إلی وجه علیّ بن أبی طالب.
2- 2. عیون الأخبار: 272.
3- 3. كشف الغمّة: 40.
4- 4. ماشاه مماشاة: مشی معه.
5- 5. حسر عنه: انكشف.

عَلَیْهِ فَوَجَمْتُ لِذَلِكَ وَ تَعَجَّبْتُ وَ سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ وَ رَأَیْتَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّمَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِالْمَاءِ فَرِحَ (1) فَسَلَّمَ عَلَیَّ وَ اعْتَنَقَنِی (2).

توضیح: قال الفیروزآبادی وجم كوعد وجما و وجوما سكت علی غیظ و الشی ء كرهه و لم أجم عنه لم أسكت فزعا(3) قوله علیه السلام فرح أی بقدومه إلی شاطئ النهر.

«17»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَخاً مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ إِسْرَافِیلُ ثُمَّ مِیكَائِیلُ (4) ثُمَّ جَبْرَائِیلُ وَ أَوَّلُ مَنْ أَحَبَّهُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجِنَانِ ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ یَتَرَحَّمُ عَلَی مُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَمَا یَتَرَحَّمُ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام(5).

وَ مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا بَعَثْتُ عَلِیّاً فِی سَرِیَّةٍ إِلَّا رَأَیْتُ جَبْرَئِیلَ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ وَ السَّحَابَةَ تُظِلُّهُ حَتَّی یَرْزُقَهُ اللَّهُ الظَّفَرَ(6).

«18»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَصْبَاهَانَ بْنِ أسبوزن الدَّیْلَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْكَابِی عَنِ الْقَعْنَبِیِ (7) عَنْ مُوسَی بْنِ وَرْدَانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعِ (8)

ص: 110


1- 1. فی المصدر: خرج.
2- 2. أمالی الشیخ: 187.
3- 3. القاموس المحیط 4: 185.
4- 4. المصدر: و میكائیل.
5- 5. كشف الغمّة: 30.
6- 6. كشف الغمّة: 113.
7- 7. فی المصدر: عن محمّد بن عیسی البكای: عن العقینی.
8- 8. فی المصدر: إلی السماء الرابعة.

رَأَیْتُ صُورَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ هَذَا عَلِیٌ (1) فَأُوحِیَ إِلَیَّ بِأَنَّ هَذَا مَلَكٌ خَلَقَهُ اللَّهُ فِی صُورَةِ(2) عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَزُورُهُ كُلَّ یَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ یُسَبِّحُونَ وَ یُكَبِّرُونَ وَ ثَوَابُهُمْ لِمُحِبِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(3).

«19»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ مُعَنْعَناً عَنِ الْحَسَنِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ یَقُولُ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلی أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوكُمْ (4) انْجَفَلَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ وَ لَمْ یَبْقَ مَعَهُ غَیْرُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ قَدْ صَنَعَ النَّاسُ مَا تَرَی (5) فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَسْأَلُ (6) عَنْكَ الْخَبَرَ مِنْ وَرَاءُ ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا لَا فَاحْمِلْ عَلَی هَذِهِ الْكَتِیبَةِ(7) فَحَمَلَ عَلَیْهَا فَفَضَّهَا(8) فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ(9) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی مِنْهُ وَ هُوَ مِنِّی فَقَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا مِنْكُمَا.

ثم أقبل و قال ما ضیعت (10) من الحدیث ما حدثت بهذا الحدیث منذ سمعته عن ابن عباس رضی اللّٰه عنه مع حدیث آخر سمعتهما من علی بن أبی طالب علیه السلام(11)

ص: 111


1- 1. فی المصدر: هذا أخی علی.
2- 2. فی المصدر: علی صورة.
3- 3. بشارة المصطفی: 196.
4- 4. سورة آل عمران: 153.
5- 5. أی اصنع أنت أیضا ما صنعه الناس.
6- 6. كذا فی( ك) و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: لا أسأل.
7- 7. الكتیبة: القطعة من الجیش.
8- 8. فض القوم: فرقهم.
9- 9. فی المصدر: إن هذه المواساة.
10- 10. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: ما صنعت. و الجملة لا تخلو عن اضطراب و إجمال.
11- 11. فی المصدر: فی علیّ بن أبی طالب.

و ما حدثت بهذین الحدیثین منذ سمعتهما و ما أقر لأحد من الناس أن یكون أشد حبا لعلی منی و لا أعرف بفضله منی و لكنی أكره أن یسمع هذا منی هؤلاء الذین یغلون و یفرطون فیزدادوا شرا فلم أزل به أنا و أبو خلیفة صاحب منزله نطلب إلیه حتی أخذ علینا أن لا نحدث به ما دام حیا. فَأَقْبَلَ فَقَالَ: حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلِیّاً فَقَالَ یَا عَلِیُّ احْفَظْ عَلَیَّ الْبَابَ فَلَا یَدْخُلَنَّ أَحَدٌ الْیَوْمَ (1) فَإِنَّ مَلَائِكَةً مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ یَتَحَدَّثُوا لِیَ الْیَوْمَ إِلَی اللَّیْلِ فَاقْعُدْ فَقَعَدَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی الْبَابِ فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَرَدَّهُ ثُمَّ جَاءَ وَسَطَ النَّهَارِ فَرَدَّهُ ثُمَّ جَاءَ عِنْدَ الْعَصْرِ فَرَدَّهُ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَأْذَنَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سِتُّونَ وَ ثَلَاثُمِائَةِ مَلَكٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ عُمَرُ غَدَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ وَ مَا عَلَّمَكَ أَنَّهُ قَدِ اسْتَأْذَنَ عَلَیَّ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ مَلَكٍ فَقَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا مِنْهُمْ مَلَكٌ اسْتَأْذَنَ عَلَیْكَ إِلَّا وَ أَنَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ بِأُذُنِی وَ أَعْقِدُ بِیَدِی حَتَّی عَقَدْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ قَالَ صَدَقْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ حَتَّی أَعَادَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثاً(2).

بیان: انجفل القوم أی انقلعوا كلهم و مضوا قوله علیه السلام لأسأل عنك الخبر أی لأدعك فی هذا الموضع و أرجع فلا أعلم حالك و ما نابك فأسأل خبرك عن الناس وراءك.

«20»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ فَقَالَ اكْتُبْ فَكَتَبْتُ حَتَّی انْتَهَی (3) إِلَی هَذِهِ الْآیَةِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ

ص: 112


1- 1. فی المصدر: فلا یدخلن الیوم أحد.
2- 2. تفسیر فرات: 22 و 23.
3- 3. فی المصدر: حتی انتهیت.

آمَنُوا(1) ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَفَقَ بِرَأْسِهِ (2) كَأَنَّهُ نَائِمٌ وَ هُوَ یُمْلِی بِلِسَانِهِ حَتَّی فَرَغَ مِنْ آخِرِ السُّورَةِ(3) ثُمَّ انْتَبَهَ فَقَالَ لِیَ اكْتُبْ فَأَمْلَی عَلِیٌّ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّتِی خَفَقَ عِنْدَهَا فَقُلْتُ أَ لَمْ تُمْلِ عَلَیَّ حَتَّی خَتَمْتُهَا فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ ذَلِكَ الَّذِی أَمْلَی عَلَیْكَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَمْلَی عَلَیَ (4) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتِّینَ آیَةً وَ أَمْلَی عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ أَرْبَعاً وَ سِتِّینَ آیَةً(5).

بیان: هذا الخبر یخالف المشهور بوجهین الأول أنه علی المشهور عدد الآیات مائة و عشرون و فی الخبر زید أربع و الثانی أن آیة الولایة هی الخامسة و الخمسون لا الستون لكن لا اعتماد علی ما هو المشهور فی ذلك و أمثاله.

«21»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ فِی حَدِیثِ لَیْلَةِ بَدْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یَسْتَقِی لَنَا مِنَ الْمَاءِ فَأَحْجَمَ النَّاسُ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاحْتَضَنَ قِرْبَةً ثُمَّ أَتَی بِئْراً بَعِیدَةَ الْقَعْرِ مُظْلِمَةً فَانْحَدَرَ فِیهَا فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ تَأَهَّبُوا(6) لِنُصْرَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حِزْبِهِ فَهَبَطُوا مِنَ السَّمَاءِ لَهُمْ لَغَطٌ یُذْعَرُ مَنْ سَمِعَهُ فَلَمَّا حَاذُوا الْبِئْرَ سَلَّمُوا عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ عَنْ آخِرِهِمْ إِكْرَاماً وَ تَبْجِیلًا(7).

توضیح: أحجم عن الأمر كف و احتضن الشی ء جعله فی حضنه و هو بالكسر ما دون الإبط إلی الكشح و اللغط بالتحریك الصوت و الجلبة.

«22»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی مِصْبَاحِ الْأَنْوَارِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَفْرِ الْخَنْدَقِ وَ قَدْ حَفَرَ النَّاسُ وَ حَفَرَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی مَنْ یَحْفِرُ وَ جَبْرَئِیلُ یَكْنُسُ التُّرَابَ

ص: 113


1- 1. سورة المائدة: 55.
2- 2. خفق برأسه: حركه و هو ناعس. و فی المصدر: ثم أتی رسول اللّٰه خفق برأسه.
3- 3. فی المصدر: من آخر المائدة.
4- 4. فی المصدر: فأملی علیّ منها اه.
5- 5. تفسیر فرات: 37.
6- 6. أهب للامر: تهیأ و استعد.
7- 7. الطرائف: 19.

بَیْنَ یَدَیْهِ وَ یُعِینُهُ مِیكَائِیلُ وَ لَمْ یَكُنْ یُعِینَ قَبْلَهُ أَحَداً مِنَ الْخَلْقِ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ احْفِرْ فَغَضِبَ عُثْمَانُ وَ قَالَ لَا یَرْضَی مُحَمَّدٌ أَنْ أَسْلَمْنَا عَلَی یَدِهِ حَتَّی أَمَرَنَا بِالْكَدِّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ یَمُنُّونَ عَلَیْكَ أَنْ أَسْلَمُوا الْآیَةَ(1).

باب 77 نزول الماء لغسله علیه السلام من السماء

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق صَالِحُ بْنُ عِیسَی الْعِجْلِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَةَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ جَرِیرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی سُفْیَانَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِهِ فِی لَیْلَةٍ ظَلْمَاءَ مُكْفَهِرَّةٍ(2) إِذْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتُوا بَابَ عَلِیٍّ فَأَتَیْنَا بَابَ عَلِیٍّ علیه السلام فَنَقَرَ أَحَدُنَا الْبَابَ نَقْراً خَفِیّاً إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مُسْتَزِرٌّ(3) بِإِزَارٍ مِنْ صُوفٍ مُرْتَدٍ بِمِثْلِهِ فِی كَفِّهِ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَنَا أَ حَدَثَ حَدَثٌ فَقُلْنَا خَیْرٌ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نَأْتِیَ بَابَكَ وَ هُوَ بِالْأَثَرِ إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ أَخْبِرْ أَصْحَابِی بِمَا أَصَابَكَ الْبَارِحَةَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَأَسْتَحْیِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَتْنِی جَنَابَةٌ الْبَارِحَةَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَطَلَبْتُ فِی الْبَیْتِ مَاءً فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ فَبَعَثْتُ الْحَسَنَ كَذَا وَ الْحُسَیْنَ كَذَا فَأَبْطَئَا عَلَیَّ فَاسْتَلْقَیْتُ عَلَی قَفَایَ فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ مِنْ سَوَادِ الْبَیْتِ قُمْ یَا عَلِیُّ وَ خُذِ السَّطْلَ وَ اغْتَسِلْ فَإِذَا أَنَا بِسَطْلٍ مِنْ مَاءٍ مَمْلُوءٍ عَلَیْهِ مِنْدِیلٌ مِنْ سُنْدُسٍ فَأَخَذْتُ السَّطْلَ وَ اغْتَسَلْتُ وَ مَسَحْتُ بَدَنِی بِالْمِنْدِیلِ

ص: 114


1- 1. كنز جامع الفوائد مخطوط، و أورده فی البرهان 4: 215. و الآیة فی سورة الحجرات: 17.
2- 2. اكفهر اللیل: اشتد ظلامه.
3- 3. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ« متزر» و فی المصدر: متزرا.

وَ رَدَدْتُ الْمِنْدِیلَ عَلَی رَأْسِ السَّطْلِ فَقَامَ السَّطْلُ فِی الْهَوَاءِ فَسَقَطَ مِنَ السَّطْلِ جُرْعَةٌ فَأَصَابَتْ هَامَتِی فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَی فُؤَادِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَخْ بَخْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ أَصْبَحْتَ وَ خَادِمُكَ جَبْرَئِیلُ أَمَّا الْمَاءُ فَمِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ وَ أَمَّا السَّطْلُ وَ الْمِنْدِیلُ فَمِنَ الْجَنَّةِ كَذَا أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ كَذَا أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ كَذَا أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ (1).

یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی سُفْیَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فِی لَیْلَةٍ مُكْفَهِرَّةٍ فَقَالَ لَهُمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُومَا فَأْتِیَا بَابَ حُجْرَةِ عَلِیٍّ فَذَهَبَا فَنَقَرَا الْبَابَ نَقْراً خَفِیّاً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ(2).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَ حُمَیْدٌ الطَّوِیلُ عَنْ أَنَسٍ قَالا: صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَكَعَ أَبْطَأَ فِی رُكُوعِهِ حَتَّی ظَنَنَّا أَنَّهُ نُزِّلَ عَلَیْهِ وَحْیٌ فَلَمَّا سَلَّمَ وَ اسْتَنَدَ إِلَی الْمِحْرَابِ نَادَی أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ كَانَ فِی آخِرِ الصَّفِّ یُصَلِّی فَأَتَاهُ فَقَالَ یَا عَلِیُّ لَحِقْتَ الْجَمَاعَةَ فَقَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ عَجَّلَ بِلَالٌ الْإِقَامَةَ فَنَادَیْتُ الْحَسَنَ بِوَضُوءٍ(3) فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ یَهْتِفُ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَقْبِلْ عَنْ یَمِینِكَ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِقُدَسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ أَخْضَرَ مُعَلَّقاً فَرَأَیْتُ مَاءً أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَطْیَبَ رِیحاً مِنَ الْمِسْكِ فَتَوَضَّأَتُ وَ شَرِبْتُ وَ قَطَرَتْ عَلَی رَأْسِی قَطْرَةٌ وَجَدْتُ بَرْدَهَا عَلَی فُؤَادِی وَ مَسَحْتُ وَجْهِی بِالْمِنْدِیلِ بَعْدَ مَا كَانَ الْمَاءُ یُصَبُّ عَلَی یَدَیَّ وَ مَا أَرَی شَخْصاً ثُمَّ جِئْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ وَ لَحِقْتُ الْجَمَاعَةَ فَقَالَ

ص: 115


1- 1. أمالی الصدوق: 136 و 137.
2- 2. لم نجده فی الخرائج المطبوع، و الظاهر أن نسخة المصنّف كانت أكمل منها، لعدم وجود أكثر ما رواها عن الخرائج فی المطبوع منه، و قال العلامة الطهرانیّ فی كتاب« الذریعة» و رأیت نسخة بعنوان الخرائج فی مكتبة( سلطان العلماء) لكنها تخالف المطبوع، و ذكر كاتبها أنّه كتبها عن نسخة خطّ السیّد مهنا ابن سنان بن عبد الوهاب الحسینی الذی فرغ من كتابه نسخته( 748) راجع المجلد السابع: 146- 148.
3- 3. بفتح الواو: الماء الذی یتوضأ به.

النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْقُدَسُ مِنْ أَقْدَاسِ الْجَنَّةِ وَ الْمَاءُ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ الْقَطْرَةُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ وَ الْمِنْدِیلُ مِنَ الْوَسِیلَةِ وَ الَّذِی جَاءَ بِهِ جَبْرَئِیلُ وَ الَّذِی نَاوَلَكَ الْمِنْدِیلَ مِیكَائِیلُ وَ مَا زَالَ جَبْرَئِیلُ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی رُكْبَتَیَّ یَقُولُ یَا مُحَمَّدُ قِفْ قَلِیلًا حَتَّی یَجِی ءَ عَلِیٌّ فَیُدْرِكَ مَعَكَ الْجَمَاعَةَ(1).

بیان: قال الفیروزآبادی القدس كصرد و كتب قدح نحو الغمر و كجبل السطل (2).

«3»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] مِنْ فَضَائِلِهِ علیه السلام: أَنَّهُ كَانَ فِی بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَ قَدْ دَنَتِ الْفَرِیضَةُ وَ لَمْ یَجِدْ مَاءً یُسْبِغُ بِهِ الْوُضُوءَ(3) فَرَمَقَ السَّمَاءَ بِطَرْفِهِ وَ الْخَلْقُ قِیَامٌ (4) یَنْظُرُونَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ علیهما السلام وَ مَعَ جَبْرَئِیلَ سَطْلٌ فِیهِ مَاءٌ وَ مَعَ مِیكَائِیلَ مِنْدِیلٌ فَوُضِعَ السَّطْلُ وَ الْمِنْدِیلُ (5) بَیْنَ یَدَیْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ(6) وَ مَسَحَ وَجْهَهُ الْكَرِیمَ بِالْمِنْدِیلِ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَجَا إِلَی السَّمَاءِ وَ الْخَلْقُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِمَا(7).

«4»- یف، [الطرائف] أَخْطَبُ خُوارِزْمَ فِی الْمَنَاقِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقِ عَنْ أَبِی الْمُظَفَّرِ وَ ابْنِ إِبْرَاهِیمَ السَّیْفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَجَّاجٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَیْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكَفَرْتُوثِیِّ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْعَصْرِ وَ أَبْطَأَ فِی رُكُوعِهِ حَتَّی ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ سَهَا وَ غَفَلَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ أَوْجَزَ فِی صَلَاتِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ فِی وَسْطِ

ص: 116


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 407.
2- 2. القاموس 2: 239.
3- 3. فی الروضة: یسبغ منه الوضوء.
4- 4. فی المصدرین: و الناس قیام.
5- 5. فی الروضة: فوضعا السطل و المندیل.
6- 6. فی الفضائل: فأسبغ الوضوء من ذلك الماء.
7- 7. الفضائل: 116، و فیه: و الخلق ینظر إلیهما. الروضة: 8.

النُّجُومِ ثُمَّ جَثَا عَلَی رُكْبَتَیْهِ (1) وَ بَسَطَ قَامَتَهُ حَتَّی تَلَأْلَأَ الْمَسْجِدُ بِنُورِ وَجْهِهِ ثُمَّ رَمَی بِطَرْفِهِ إِلَی الصَّفِّ الْأَوَّلِ یَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ رَجُلًا رَجُلًا ثُمَّ رَمَی نَظَرَهُ إِلَی الصَّفِّ الثَّانِی ثُمَّ رَمَی نَظَرَهُ إِلَی الصَّفِّ الثَّالِثِ یَتَفَقَّدُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ كَثُرَتِ الصُّفُوفُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ مَا لِی لَا أَرَی ابْنَ عَمِّی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَأَجَابَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ آخِرِ الصُّفُوفِ وَ هُوَ یَقُولُ لَبَّیْكَ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَادَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَعْلَی صَوْتِهِ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ فَمَا زَالَ یَتَخَطَّی (2) رِقَابَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ حَتَّی دَنَا الْمُرْتَضَی مِنَ الْمُصْطَفَی وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الَّذِی خَلَّفَكَ عَنِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ قَالَ شَكَكْتُ أَنَّنِی عَلَی غَیْرِ طُهْرٍ فَأَتَیْتُ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَنَادَیْتُ یَا حَسَنُ یَا حُسَیْنُ یَا فِضَّةُ فَلَمْ یُجِبْنِی أَحَدٌ فَإِذَا بِهَاتِفٍ یَهْتِفُ مِنْ وَرَائِی وَ هُوَ یُنَادِی یَا أَبَا الْحَسَنِ یَا ابْنَ عَمِّ النَّبِیِّ الْتَفِتْ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَطْلٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِیهِ مَاءٌ وَ عَلَیْهِ مِنْدِیلٌ فَأَخَذْتُ الْمِنْدِیلَ فَوَضَعْتُهُ عَلَی مَنْكِبِیَ الْأَیْمَنِ وَ أَوْمَأْتُ إِلَی الْمَاءِ فَإِذَا الْمَاءُ یُفِیضُ عَلَی كَفِّی فَتَطَهَّرْتُ وَ أَسْبَغْتُ الطُّهْرَ وَ لَقَدْ وَجَدْتُهُ فِی لِینِ الزُّبْدِ وَ طَعْمِ الشَّهْدِ وَ رَائِحَةِ الْمِسْكِ ثُمَّ الْتَفَتُّ وَ لَا أَدْرِی مَنْ أَخَذَهُ فَتَبَسَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی وَجْهِهِ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ لَا أُبَشِّرُكَ إِنَّ السَّطْلَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْمَاءَ وَ الْمِنْدِیلَ مِنَ الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی وَ الَّذِی هَیَّأَكَ لِلصَّلَاةِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ الَّذِی مَنْدَلَكَ مِیكَائِیلُ علیه السلام وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ مَا زَالَ إِسْرَافِیلُ قَابِضاً بِیَدِی عَلَی رُكْبَتَیَّ حَتَّی لَحِقْتَ مَعِی الصَّلَاةَ وَ أَدْرَكْتَ ثَوَابَ ذَلِكَ أَ فَیَلُومُنِی النَّاسُ عَلَی حُبِّكَ وَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَلَائِكَتُهُ یُحِبُّونَكَ مِنْ فَوْقِ السَّمَاءِ(3).

«5»- مد، [العمدة] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی مَنَاقِبِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرَّاوِی بِالْبَصْرَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَةَ الْأَصْفَهَانِیِ

ص: 117


1- 1. أی جلس علی ركبتیه. و فی المصدر« حثا» و هو تصحیف.
2- 2. فی المصدر: فجعل یتخطی.
3- 3. الطرائف: 22.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ(1) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی سُفْیَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ امْضِیَا إِلَی عَلِیٍّ حَتَّی یُحَدِّثَكُمَا مَا كَانَ مِنْهُ فِی لَیْلَتِهِ وَ أَنَا عَلَی أَثَرِكُمَا قَالَ أَنَسٌ فَمَضَیَا وَ مَضَیْتُ مَعَهُمَا فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ عَلَی عَلِیٍّ فَخَرَجَ إِلَیْهِمَا فَقَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ حَدَثَ شَیْ ءٌ قَالَ لَا وَ مَا یَحْدُثُ إِلَّا خَیْرٌ قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِعُمَرَ أَیْضاً امْضِیَا إِلَی عَلِیٍّ یُحَدِّثُكُمَا مَا كَانَ مِنْهُ فِی لَیْلَتِهِ فَجَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ حَدِّثْهُمَا مَا كَانَ مِنْكَ فِی اللَّیْلِ فَقَالَ أَسْتَحْیِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ حَدِّثْهُمَا إِنَّ اللَّهَ لَا یَسْتَحْیِی مِنَ الْحَقِّ فَقَالَ عَلِیٌّ أَرَدْتُ الْمَاءَ لِلطَّهَارَةِ وَ أَصْبَحْتُ وَ خِفْتُ أَنْ تَفُوتَنِی الصَّلَاةُ فَوَجَّهْتُ الْحَسَنَ فِی طَرِیقٍ وَ الْحُسَیْنَ فِی طَرِیقٍ فِی طَلَبِ الْمَاءِ فَأَبْطَئَا عَلَیَّ فَأَحْزَنَنِی ذَلِكَ فَرَأَیْتُ السَّقْفَ قَدِ انْشَقَّ وَ نَزَلَ عَلَیَّ مِنْهُ سَطْلٌ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ فَلَمَّا صَارَ فِی الْأَرْضِ نَحَّیْتُ الْمِنْدِیلَ عَنْهُ وَ إِذَا فِیهِ مَاءٌ فَتَطَهَّرْتُ لِلصَّلَاةِ وَ اغْتَسَلْتُ وَ صَلَّیْتُ ثُمَّ ارْتَفَعَ السَّطْلُ وَ الْمِنْدِیلُ وَ الْتَأَمَ السَّقْفُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا السَّطْلُ فَمِنَ الْجَنَّةِ وَ أَمَّا الْمَاءُ فَمِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ وَ أَمَّا الْمِنْدِیلُ فَمِنْ إِسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ مَنْ مِثْلُكَ یَا عَلِیُّ فِی لَیْلَتِكَ وَ جَبْرَئِیلُ یَخْدُمُكَ (2).

یف، [الطرائف] ابن المغازلی بإسناده إلی أنس: مثله (3).

باب 78 تحف اللّٰه تعالی و هدایاه و تحیاته إلی رسول اللّٰه و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما و علی آلهما

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی غَزْوَةِ الطَّائِفِ فَبَیْنَمَا نَحْنُ بِغَمَامَةٍ فَأَدْخَلَ یَدَهُ تَحْتَهَا فَأَخْرَجَ رُمَّاناً فَجَعَلَ یَأْكُلُ وَ یُطْعِمُ عَلِیّاً ثُمَّ قَالَ

ص: 118


1- 1. فی المصدر: عن محمّد بن حمید الدانی، عن جریر بن عبد الحمید.
2- 2. العمدة: 195 و 196.
3- 3. الطرائف: 22.

لِقَوْمٍ رَمَقُوهُ بِأَبْصَارِهِمْ هَكَذَا یَفْعَلُ كُلُّ نَبِیٍّ بِوَصِیِّهِ. وَ فِی رِوَایَةِ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَصَّهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ فَمَصَّهَا حَتَّی لَمْ یَتْرُكْ مِنْهَا شَیْئاً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ لَا یَذُوقُهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ.

مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ زُرَارَةُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِرُمَّانَتَیْنِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَعْطَاهُمَا إِیَّاهُ فَأَكَلَ وَاحِدَةً وَ كَسَرَ الْأُخْرَی وَ أَعْطَی عَلِیّاً نِصْفَهَا فَأَكَلَهُ ثُمَّ قَالَ الرُّمَّانَةُ الَّتِی أَكَلْتُهَا فَهِیَ النُّبُوَّةُ لَیْسَ لَكَ فِیهَا شَیْ ءٌ وَ أَمَّا الْأُخْرَی فَهِیَ الْعِلْمُ فَأَنْتَ شَرِیكِی فِیهَا.

عِیسَی بْنُ الصَّلْتِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرٍ: فَأَتَوْا جَبَلَ ذُبَابٍ (1) فَجَلَسُوا عَلَیْهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأْسَهُ فَإِذَا رُمَّانَةٌ مُدْلَاةٌ فَتَنَاوَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَلَقَهَا فَأَكَلَ وَ أَطْعَمَ عَلِیّاً مِنْهَا ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا بِكْرٍ هَذِهِ رُمَّانَةٌ مِنْ رُمَّانِ الْجَنَّةِ لَا یَأْكُلُهَا فِی الدُّنْیَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ.

أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ أَنَّهُ قَالَصلی اللّٰه علیه و آله:یَا فُلَانُ مَا أَنَا مَنَعْتُكَ مِنْ هَذِهِ الرُّمَّانَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَتْحَفَنِی بِهَا وَ وَصِیِّی وَ حَرَّمَهَا عَلَی غَیْرِ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیٍّ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَسَلِّمْ لِأَمْرِ رَبِّكَ تُطْعَمْ فِی الْآخِرَةِ إِنْ قَبِلْتَ وَ صَدَّقْتَ وَ إِنْ كَذَّبْتَ وَ جَحَدْتَ فَ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ إِنَّ عَلِیّاً وَ شِیعَتَهُ فِی ظِلالٍ وَ عُیُونٍ (2) إِلَی قَوْلِهِ وَیْلٌ یَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِینَ بِهَذَا.

و قد روینا من حدیث الرمان عند الخروج إلی العقیق فإن نزول المندیل من السماء فیه رمان معجز ثم فقد الرمان من كمه عند مشاهدة الثانی (3) معجز ثان ثم وجدانه بعد ذلك معجز ثالث.

أُمُّ فَرْوَةَ: كَانَتْ لَیْلَتِی مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرَأَیْتُهُ یَلْقُطُ مِنَ الْحُجْرَةِ حَبَ

ص: 119


1- 1. بكسر أوله جبل بالمدینة.
2- 2. سورة المرسلات: 41.
3- 3. أی الخلیفة الثانی.

طَعَامٍ مِنْ طَعَامٍ قَدْ نُثِرَ وَ یَقُولُ یَا آلَ عَلِیٍّ قَدْ سَبَقْتُمْ (1).

أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْأَزْدِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ فِی السَّمَاوَاتِ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ اقْرَأْ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مِنِّی السَّلَامَ (2).

الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ الْمُصْطَفَی عَنْ زَیْنَبَ بِنْتِ حُصَیْنٍ فِی خَبَرٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام غَدَاةً مِنَ الْغَدَوَاتِ فَقَالَتْ یَا أَبَتَاهْ قَدْ أَصْبَحْنَا وَ لَیْسَ عِنْدَنَا شَیْ ءٌ فَقَالَ هَاتِی ذَیْنِكِ الطَّیْرَیْنِ فَالْتَفَتَتْ فَإِذَا طَیْرَانِ خَلْفَهَا فَوَضَعَتْهُمَا عِنْدَهُ فَقَالَ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ فَبَیْنَمَا هُمْ یَأْكُلُونَ إِذْ جَاءَهُمْ سَائِلٌ فَقَامَ عَلَی الْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَرَدَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُطْعِمُكَ اللَّهُ یَا عَبْدَ اللَّهِ فَمَكَثَ غَیْرَ بَعِیدٍ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام یَا أَبَتَاهْ سَائِلٌ فَقَالَ یَا بِنْتَاهْ هَذَا هُوَ الشَّیْطَانُ جَاءَ لِیَأْكُلَ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیُطْعِمَهُ هَذَا مِنْ طَعَامِ الْجَنَّةِ(3).

أقول: أوردنا بعض الأخبار فی ذلك فی باب نزول هَلْ أَتی.

«2»- فض، [كتاب الروضة] حَضَرْتُ الْجَامِعَ بِوَاسِطٍ وَ تَاجُ الدِّینِ نَقِیبُ الْهَاشِمِیِّینَ یَخْطُبُ بِالنَّاسِ عَلَی أَعْوَادِهِ فَقَالَ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَ الثَّنَاءِ عَلَیْهِ (4) وَ ذِكْرِ الْخُلَفَاءِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ فِی حَقِّ عَلِیٍّ علیه السلام: إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِیَدِهِ أُتْرُجَّةٌ فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَقُّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ قَدْ أَتْحَفْتُ ابْنَ عَمِّكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِهَذِهِ التُّحْفَةِ فَسَلِّمْهَا إِلَیْهِ فَسَلَّمَهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَخَذَهَا بِیَدِهِ وَ شَقَّهَا نِصْفَیْنِ فَطَلَعَ فِی نِصْفٍ مِنْهَا حَرِیرَةٌ مِنْ سُنْدُسِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهَا تُحْفَةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (5).

ص: 120


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 398.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 1: 397.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 2: 125 و 126.
4- 4. فی المصدر: و الشكر له.
5- 5. الروضة: 1. و توجد الروایة فی الفضائل ایضا: 96.

«3»- فض، [كتاب الروضة] عَنِ الْقَارُونِیِّ حِكَایَةً عَنْهُ قِیلَ إِنَّهُ كَانَ یَوْماً عَلَی مِنْبَرِهِ وَ مَجْلِسِهِ یَوْمَئِذٍ مَمْلُوءٌ بِالنَّاسِ فِی جُمَادَی الْآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَیْنِ وَ خَمْسِینَ وَ سِتِّمِائَةٍ بِوَاسِطٍ فَرُوِیَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَجْلِسِهِ وَ مَسْجِدِهِ (1) وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِذْ نَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ الْحَقُّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ أَحْضِرْ عَلِیّاً وَ اجْعَلْ وَجْهَكَ مُقَابِلَ وَجْهِهِ (2) ثُمَّ عَرَجَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِلَی السَّمَاءِ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَأَحْضَرُوهُ وَ جَعَلَ وَجْهَهُ مُقَابِلَ وَجْهِهِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ ثَانِیاً وَ مَعَهُ طَبَقٌ فِیهِ رُطَبٌ فَوَضَعَهُ بَیْنَهُمَا ثُمَّ قَالَ كُلَا فَأَكَلَا ثُمَّ أَحْضَرَ طَشْتاً وَ إِبْرِیقاً وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ وَ آلِكَ قَدْ أَمَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَصُبَّ الْمَاءَ عَلَی یَدَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَ لِمَا أَمَرَنِی بِهِ رَبِّی ثُمَّ أَخَذَ الْإِبْرِیقَ وَ قَامَ یَصُبُّ الْمَاءَ عَلَی یَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَوْلَی أَنْ أَصُبَّ الْمَاءَ عَلَی یَدِكَ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی أَمَرَنِی بِذَلِكَ وَ كَانَ كُلَّمَا صَبَّ الْمَاءَ عَلَی یَدِ عَلِیٍ (3) لَمْ یَقَعْ مِنْهُ قَطْرَةٌ فِی الطَّشْتِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَمْ أَرَ شَیْئاً مِنَ الْمَاءِ یَقَعُ فِی الطَّشْتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ یَتَسَابَقُونَ عَلَی أَخْذِ الْمَاءِ الَّذِی یَقَعُ مِنْ یَدِكَ فَیَغْسِلُونَ بِهِ وُجُوهَهُمْ یَتَبَرَّكُونَ بِهِ (4).

«4»- یل، [الفضائل] لابن شاذان رُوِیَ: أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِجَامٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِیهِ فَاكِهَةٌ كَثِیرَةٌ فَدَفَعَ (5) إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَبَّحَ الْجَامُ وَ كَبَّرَ وَ هَلَّلَ فِی یَدِهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَبَّحَ الْجَامُ وَ كَبَّرَ وَ هَلَّلَ فِی یَدِهِ (6) ثُمَّ قَالَ الْجَامُ إِنِّی

ص: 121


1- 1. فی المصدر: كان رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله فی مسجده.
2- 2. فی المصدر: و اجعل وجهه مقابل وجهك.
3- 3. فی المصدر: علی یدی علی.
4- 4. الروضة: 1 و 2. و توجد الروایة فی الفضائل ایضا: 96 و 97.
5- 5. فی المصدر: فدفعه.
6- 6. فی المصدر بعد ذلك: ثم دفعه إلی أبی بكر فسكت الجام، ثمّ دفعه إلی عمر فسكت الجام اه.

أُمِرْتُ أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ إِلَّا فِی یَدِ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیٍّ ثُمَّ عَرَجَ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ یَسْمَعُهُ كُلُّ أَحَدٍ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(1).

«5»- ب، [قرب الإسناد] ابْنُ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَسِیرُ(2) فِی جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ عَلِیٌّ مَعَهُ إِذْ نَزَلَتْ عَلَیْهِ ثَمَرَةٌ فَمَدَّ یَدَهُ فَأَخَذَهَا فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَی مَا بَقِیَ مِنْهَا فَدَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَكَلَهُ قَالَ فَسُئِلَ مَا تِلْكَ الثَّمَرَةُ فَقَالَ أَمَّا اللَّوْنُ فَلَوْنُ الْبِطِّیخِ وَ أَمَّا الرِّیحُ فَرِیحُ الْبِطِّیخِ (3).

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُطَاعٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَوَّاصِ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ یَوْمٍ بَغْلَتَهُ فَانْطَلَقَ إِلَی جَبَلِ آلِ فُلَانٍ وَ قَالَ یَا أَنَسُ خُذِ الْبَغْلَةَ وَ انْطَلِقْ إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا تَجِدْ عَلِیّاً جَالِساً یُسَبِّحُ بِالْحَصَی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ احْمِلْهُ عَلَی الْبَغْلَةِ وَ أْتِ بِهِ إِلَیَّ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ عَلِیّاً كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمَلْتُهُ عَلَی الْبَغْلَةِ فَأَتَیْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(5) قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اجْلِسْ (6) فَإِنَّ هَذَا مَوْضِعٌ قَدْ جَلَسَ فِیهِ سَبْعُونَ نَبِیّاً مُرْسَلًا مَا جَلَسَ فِیهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ أَحَدٌ إِلَّا وَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ وَ قَدْ جَلَسَ فِی مَوْضِعِ كُلِّ نَبِیٍّ أَخٌ لَهُ مَا جَلَسَ مِنَ الْإِخْوَةِ أَحَدٌ إِلَّا وَ أَنْتَ خَیْرٌ مِنْهُ قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرْتُ

ص: 122


1- 1. الفضائل: 73.
2- 2. فی المصدر: یسیر.
3- 3. قرب الإسناد: 56.
4- 4. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ: القواس. و فی المصدر: عن أحمد بن الحبر القواس.
5- 5. فی المصدر: فلما أن بصر به رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
6- 6. لیست هذه الكلمة فی المصدر.

إِلَی سَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْهُمَا وَ دَنَتْ مِنْ رُءُوسِهِمَا فَمَدَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی السَّحَابَةِ فَتَنَاوَلَ عُنْقُودَ عِنَبٍ فَجَعَلَهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ كُلْ یَا أَخِی فَهَذِهِ هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَیَّ ثُمَّ إِلَیْكَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُوكَ قَالَ نَعَمْ عَلِیٌّ أَخِی قُلْتُ (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لِی كَیْفَ عَلِیٌّ أَخُوكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مَاءً تَحْتَ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَسْكَنَهُ فِی لُؤْلُؤَةٍ خَضْرَاءَ فِی غَامِضِ عِلْمِهِ إِلَی أَنْ خَلَقَ آدَمَ فَلَمَّا أَنْ خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ مِنَ اللُّؤْلُؤَةِ فَأَجْرَاهُ فِی صُلْبِ آدَمَ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ اللَّهُ ثُمَّ نَقَلَهُ فِی صُلْبِ شِیثٍ (2) فَلَمْ یَزَلْ ذَلِكَ الْمَاءُ یَنْتَقِلُ مِنْ ظَهْرٍ إِلَی ظَهْرٍ(3) حَتَّی صَارَ فِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ شَقَّهُ اللَّهُ عَزَّوَ جَلَّ نِصْفَیْنِ (4) فَصَارَ نِصْفُهُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ نِصْفٌ فِی أَبِی طَالِبٍ فَأَنَا مِنْ نِصْفِ الْمَاءِ وَ عَلِیٌّ مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ فَعَلِیٌّ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً(5).

«7»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیِّ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَمِیلٍ الرَّقِّیِّ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً فِی مَحْفِلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِینَا فَرَأَیْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَشَارَ بِطَرْفِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَنَظَرْنَا فَرَأَیْنَا سَحَابَةً قَدْ أَقْبَلَتْ فَقَالَ لَهَا أَقْبِلِی فَأَقْبَلَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا أَقْبِلِی فَأَقْبَلَتْ ثُمَّ قَالَ لَهَا أَقْبِلِی فَأَقْبَلَتْ فَرَأَیْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ قَامَ قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ فَأَدْخَلَ یَدَیْهِ إِلَی السَّحَابِ حَتَّی اسْتَبَانَ لَنَا بَیَاضَ إِبْطَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْتَخْرَجَ مِنْ ذَلِكَ السَّحَابِ جَامَةً بَیْضَاءَ مَمْلُوءَةً رُطَباً فَأَكَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَامِ وَ سَبَّحَ الْجَامُ فِی

ص: 123


1- 1. فی المصدر: فقلت.
2- 2. فی المصدر: إلی صلب شیث.
3- 3. فی المصدر: من طهر إلی طهر.
4- 4. فی المصدر: بنصفین.
5- 5. أمالی الشیخ: 197 و 198. و الآیة فی سورة الفرقان: 54.

كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَاوَلَهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَكَلَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنَ الْجَامِ وَ سَبَّحَ الْجَامُ فِی كَفِّ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ رَجُلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلْتَ مِنَ الْجَامِ وَ نَاوَلْتَهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَأَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَامَ وَ هُوَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِقُ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورِ اعْلَمُوا مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنِّی هَدِیَّةُ الصَّادِقِ إِلَی نَبِیِّهِ النَّاطِقِ وَ لَا یَأْكُلُ مِنِّی إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍ (1).

«8»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الزَّعْزَاعِ عَنْ أَبِی ثَابِتٍ الْخَزَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَزَرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُوعاً شَدِیداً فَأَتَی الْكَعْبَةَ فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِهَا فَقَالَ رَبِّ مُحَمَّدٍ لَا تُجِعْ مُحَمَّداً أَكْثَرَ مِمَّا أَجَعْتَهُ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَعَهُ لَوْزَةٌ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ اللَّهُ السَّلَامُ وَ مِنْهُ السَّلَامُ وَ إِلَیْهِ یَعُودُ السَّلَامُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنْ هَذِهِ اللَّوْزَةِ فَفَكَّ عَنْهَا فَإِذَا فِیهَا وَرَقَةٌ خَضْرَاءُ نَضِرَةٌ مَكْتُوبَةٌ عَلَیْهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُ مُحَمَّداً بِعَلِیٍّ وَ نَصَرْتُهُ بِهِ مَا أَنْصَفَ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ فِی قَضَائِهِ وَ اسْتَبْطَأَهُ فِی رِزْقِهِ (2).

«9»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا حَبِیبُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ أَتْعَبَ نَفْسَهُ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الشُّكْرِ لِنِعَمِهِ فِی الطَّوَافِ بِالْبَیْتِ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ فَلَمَّا غَشِیَهُمُ اللَّیْلُ انْطَلَقَا إِلَی الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ یُرِیدَانِ السَّعْیَ قَالَ فَلَمَّا هَبَطَا مِنَ الصَّفَا إِلَی الْمَرْوَةِ وَ صَارَا فِی الْوَادِی دُونَ الْعَلَمِ الَّذِی رَأَیْتَ غَشِیَهُمَا مِنَ السَّمَاءِ نُورٌ فَأَضَاءَتْ لَهُمَا جِبَالُ مَكَّةَ وَ خَشَعَتْ أَبْصَارُهُمَا قَالَ فَفَزِعَا لِذَلِكَ فَزَعاً شَدِیداً قَالَ فَمَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی ارْتَفَعَ عَنِ الْوَادِی

ص: 124


1- 1. أمالی الصدوق: 295.
2- 2. أمالی الصدوق: 330 و 331.

وَ تَبِعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ بِرُمَّانَتَیْنِ عَلَی رَأْسِهِ قَالَ فَتَنَاوَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ إِنَّهَا مِنْ قُطُفِ الْجَنَّةِ(1) فَلَا یَأْكُلْ مِنْهَا(2) إِلَّا أَنْتَ وَ وَصِیُّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَدَهُمَا وَ أَكَلَ عَلِیٌّ علیه السلام الْأُخْرَی الْخَبَرَ(3).

«10»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ فِی یَدِهِ سَفَرْجَلٌ فَجَعَلَ یَأْكُلُ وَ یُطْعِمُنِی وَ یَقُولُ كُلْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّهَا هَدِیَّةُ الْجَبَّارِ إِلَیَّ وَ إِلَیْكَ قَالَ فَوَجَدْتُ فِیهَا كُلَّ لَذَّةٍ فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ مَنْ أَكَلَ السَّفَرْجَلَ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ عَلَی الرِّیقِ (4) صَفَا ذِهْنُهُ وَ امْتَلَأَ جَوْفُهُ حِلْماً وَ عِلْماً وَ وُقِیَ مِنْ كَیْدِ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ (5).

«11»- یج، [الخرائج و الجرائح] رَوَتْ عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام یَوْماً فِی حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی حُجْرَتِی فَلَمَّا دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ بَابِ الْحُجْرَةِ اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی وَسَطٍ وَاسِعٍ مِنَ الْحُجْرَةِ وَ عَانَقَهُ وَ أَظَلَّتْهُمَا غَمَامَةٌ سَتَرَتْهُمَا عَنِّی ثُمَّ زَالَتْ عَنْهُمَا فَرَأَیْتُ فِی یَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عُنْقُودَ عِنَبٍ أَبْیَضَ وَ هُوَ یَأْكُلُ وَ یُطْعِمُ عَلِیّاً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْكُلُ وَ تُطْعِمُ عَلِیّاً وَ لَا تُطْعِمُنِی قَالَ إِنَّ هَذَا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ لَا یَأْكُلُهُ إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ فِی الدُّنْیَا(6).

«12»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَارَ مَلِیّاً وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ سَایَرْتُهُ مَاشِیاً فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْكَبْ كَمَا رَكِبْتُ أَوْ أَمْشِی كَمَا مَشَیْتَ فَقُلْتُ بَلْ تَرْكَبُ وَ أَمْشِی فَسَارَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ

ص: 125


1- 1. القطف: العنقود.
2- 2. فی المصدر« فلا تأكل منها» علی صیغة النهی.
3- 3. علل الشرائع: 102.
4- 4. الریق: لعاب الفم. و یقال« انی علی الریق» أی لم آكل و لم أشرب بعد شیئا. و یقال« شربت- أو أكلت- علی الریق» أی قبل أن آكل شیئا.
5- 5. عیون الأخبار: 229 و 230.
6- 6. لم نجده فی المصدر المطبوع.

یَا عَلِیُّ ارْكَبْ كَمَا رَكِبْتُ أَوْ أَمْشِی كَمَا مَشَیْتَ فَأَنْتَ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ زَوْجُ ابْنَتِی وَ أَبُو سِبْطَیَّ فَقُلْتُ بَلْ تَرْكَبُ وَ أَمْشِی فَسَارَ مَلِیّاً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا عَلِیُّ بَلَغْنَا(1) إِلَی عَیْنِ مَاءٍ فَثَنَّی رِجْلَهُ مِنَ الرِّكَابِ فَنَزَلَ (2) وَ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ أَسْبَغْتُ الْوُضُوءَ مَعَهُ ثُمَّ صَفَّ قَدَمَیْهِ وَ صَلَّی وَ صَفَفْتُ قَدَمَیَّ وَ صَلَّیْتُ حِذَاهُ فَبَیْنَمَا أَنَا سَاجِدٌ إِذْ قَالَ یَا عَلِیُّ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ إِلَی هَدِیَّةِ اللَّهِ إِلَیْكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا أَنَا بِنَشْرٍ مِنَ الْأَرْضِ (3) وَ إِذَا عَلَیْهِ فَرَسٌ بِسَرْجِهِ وَ لِجَامِهِ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا هَدِیَّةُ اللَّهِ إِلَیْكَ ارْكَبْهُ فَرَكِبْتُهُ وَ سِرْتُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(4).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فی حدیث الحسن بن كردان القادسی: مثله (5).

«13»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام عَنْ قَنْبَرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مَوْلَایَ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَنَزَعَ قَمِیصَهُ وَ نَزَلَ إِلَی الْمَاءِ فَجَاءَتْ مَوْجَةٌ فَأَخَذَتِ الْقَمِیصَ فَإِذَا هَاتِفٌ (6) یَهْتِفُ یَا أَبَا الْحَسَنِ انْظُرْ عَنْ یَمِینِكَ وَ خُذْ مَا تَرَی فَإِذَا مِنْدِیلٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ فِیهَا قَمِیصٌ مَطْوِیٌّ فَأَخَذَهُ وَ لَبِسَهُ وَ إِذَا فِی جَیْبِهِ رُقْعَةٌ فِیهَا مَكْتُوبٌ هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ (7) إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ هَذَا قَمِیصُ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ كَذلِكَ وَ أَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِینَ (8).

«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَمَالِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ النَّیْسَابُورِیِّ: أَنَّهُ دَخَلَ الْكَاظِمُ عَلَی الصَّادِقِ وَ الصَّادِقُ

ص: 126


1- 1. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: فسار ملیا حتّی بلغنا اه.
2- 2. فی المصدر: و نزل.
3- 3. فی المصدر: بنبش.
4- 4. الخرائج و الجرائح: 82.
5- 5. مناقب آل أبی طالب: 1- 397.
6- 6. فی المصدر: بهاتف.
7- 7. فی المصدر: من العزیز الحكیم.
8- 8. الخرائج و الجرائح: 85. و الآیة فی سورة الدخان: 28.

عَلَی الْبَاقِرِ وَ الْبَاقِرُ عَلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلَی الشَّهِیدِ علیه السلام وَ كُلُّهُمْ فَرِحُونَ وَ قَائِلُونَ إِنَّهُ نَاوَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً تُفَّاحَةً فَسَقَطَ مِنْ یَدَیْهِ وَ صَارَتْ بِنِصْفَیْنِ فَخَرَجَ فِی وَسَطِهِ مَكْتُوبٌ فِیهِ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

كِتَابُ الْخَطِیبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ أُتْرُجَّةٌ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ هَذِهِ هَدِیَّةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَدَعَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَفَعَهَا فَلَمَّا صَارَتْ فِی كَفِّهِ انْفَلَقَتِ الْأُتْرُجَّةُ فَإِذَا فِیهَا حَرِیرَةٌ خَضْرَاءُ(1) مَكْتُوبٌ فِیهَا سَطْرَانِ نَضِرَةٌ(2) هَدِیَّةٌ مِنَ الطَّالِبِ الْغَالِبِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یُقَالُ (3) كَانَ ذَلِكَ لَمَّا قَتَلَ عَمْراً.

الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی سُفْیَانَ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: نَزَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَارِی فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنَ السَّمَاءِ بِجَامٍ مِنْ فِضَّةٍ فِیهِ سِلْسِلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِیهِ مَاءٌ مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ فَنَاوَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ عَلِیّاً علیه السلام فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ الْحَسَنَ علیه السلام فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ الْحُسَیْنَ علیه السلام فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَشَرِبَتْ (4) ثُمَّ نَاوَلَ الْأَوَّلَ الْأَوَّلَ فَانْضَمَّ الْكَأْسُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی لا یَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ وَ فِی ذلِكَ فَلْیَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (5).

«15»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی صَعْصَعَةَ بْنِ صُوحَانَ قَالَ: أُمْطِرَتِ الْمَدِینَةُ مَطَراً ثُمَّ صَحَتْ (6) فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی صَحْرَائِهَا وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا خَرَجَا فَإِذَا بِعَلِیٍّ مُقْبِلٌ فَلَمَّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَرْحَباً بِالْحَبِیبِ الْقَرِیبِ ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ

ص: 127


1- 1. فی المصدر: حریرة نضرة خضراء.
2- 2. لیست هذه الكلمة فی المصدر.
3- 3. فی المصدر: و یقال.
4- 4. ذكرت هذه الجملة فی المصدر قبل قوله ثمّ ناول الحسن علیه السلام فشرب.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 1: 397 و 398. و الآیة الأولی فی سورة الواقعة: 79. و الثانیة فی سورة المطففین: 26.
6- 6. فی المصدر: مطرا شدیدا ثمّ صحت. و صحا الیوم: صفا و لم یكن فیه غیم.

الْآیَةَ(1) وَ هُدُوا إِلی صِراطِ الْحَمِیدِ(2) أَنْتَ یَا عَلِیُّ مِنْهُمْ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْهَوَاءِ وَ إِذَا بِرُمَّانَةٍ تَهْوِی عَلَیْهِ (3) مِنَ السَّمَاءِ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَطْیَبَ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ (4) فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَصَّهَا حَتَّی رُوِیَ ثُمَّ نَاوَلَهَا عَلِیّاً علیه السلام فَمَصَّهَا(5) ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ قَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ لَوْ لَا أَنَّ طَعَامَ الْجَنَّةِ لَا یَأْكُلُهُ إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ كُنَّا أَطْعَمْنَاكَ مِنْهَا(6).

«16»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ الْوَهَّابِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْفَارِسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْبَلْخِیِ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَتَمَاشَی حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی بَقِیعِ الْغَرْقَدِ(8) فَإِذَا نَحْنُ بِسِدْرَةٍ عَارِیَةٍ لَا نَبَاتَ عَلَیْهَا فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَحْتَهَا فَأَوْرَقَتِ الشَّجَرَةُ وَ أَثْمَرَتْ وَ اسْتَظَلَّتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ یَا أَنَسُ ادْعُ لِی عَلِیّاً فَعَدَوْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَإِذَا أَنَا بِعَلِیٍّ یَتَنَاوَلُ شَیْئاً مِنَ الطَّعَامِ قُلْتُ لَهُ (9) أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِخَیْرٍ أُدْعَی فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَجَعَلَ عَلِیٌّ علیه السلام یَمْشِی وَ یُهَرْوِلُ عَلَی أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ حَتَّی مَثُلَ

ص: 128


1- 1. فی المصدر: ثم تلا.
2- 2. سورة الحجّ: 24.
3- 3. فی المصدرین: تهوی إلیه.
4- 4. فی الفضائل: و أطیب رائحة من المسك، و فی الروضة: و أعظم رائحة من المسك.
5- 5. فی المصدرین: فمصها حتّی روی.
6- 6. الفضائل: 176. الروضة 38 و 39.
7- 7. فی المصدر: عن أحمد بن یعقوب البلخیّ.
8- 8. قال فی المراصد( 1: 213): أصل البقیع فی اللغة: الموضع فیه اروم الشجر من ضروب شتی. و الغرقد: كبار العوسج. و هو مقبرة أهل المدینة.
9- 9. فی المصدر: فقلت له.

بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَذَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَنْبِهِ فَرَأَیْتُهُمَا یَتَحَدَّثَانِ وَ یَضْحَكَانِ وَ رَأَیْتُ وَجْهَ عَلِیٍّ قَدِ اسْتَنَارَ فَإِذَا أَنَا بِجَامٍ مِنْ ذَهَبٍ مُرَصَّعٍ بِالْیَاقُوتِ وَ الْجَوَاهِرِ(1) وَ لِلْجَامِ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ مِنْهُ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلَی الرُّكْنِ الثَّانِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَلِیُّ اللَّهِ وَ سَیْفُهُ عَلَی النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ عَلَی الرُّكْنِ الثَّالِثِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ عَلَی الرُّكْنِ الرَّابِعِ نَجَا اللَّهُ الْمُعْتَقِدِینَ (2) لِدِینِ اللَّهِ الْمُوَالِینَ لِأَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِذَا فِی الْجَامِ رُطَبٌ وَ عِنَبٌ وَ لَمْ یَكُنْ أَوَانُ الْعِنَبِ وَ لَا أَوَانُ الرُّطَبِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ وَ یُطْعِمُ عَلِیّاً حَتَّی إِذَا شَبِعَا ارْتَفَعَ الْجَامُ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَنَسُ أَ تَرَی هَذِهِ السِّدْرَةَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ قَعَدَ(3) تَحْتَهَا ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ نَبِیّاً وَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَصِیّاً مَا فِی النَّبِیِّینَ نَبِیٌّ أَوْجَهُ مِنِّی (4) وَ لَا فِی الْوَصِیِّینَ وَصِیٌّ أَوْجَهُ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَا أَنَسُ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی آدَمَ فِی عِلْمِهِ وَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فِی وَقَارِهِ وَ إِلَی سُلَیْمَانَ، فِی قَضَائِهِ وَ إِلَی یَحْیَی فِی زُهْدِهِ وَ إِلَی أَیُّوبَ فِی صَبْرِهِ وَ إِلَی إِسْمَاعِیلَ فِی صِدْقِهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَا أَنَسُ مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَ قَدْ خَصَّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِوَزِیرٍ(5) وَ قَدْ خَصَّنِی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِأَرْبَعَةٍ اثْنَیْنِ فِی السَّمَاءِ وَ اثْنَیْنِ فِی الْأَرْضِ فَأَمَّا اللَّذَانِ فِی السَّمَاءِ فَجَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ أَمَّا اللَّذَانِ فِی الْأَرْضِ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ عَمِّی حَمْزَةُ(6).

«17»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ لِلسَّیِّدِ الْمُرْتَضَی، ذُكِرَ الْجَامُ فِی رِوَایَةِ الْعَامَّةِ وَ عَنِ

ص: 129


1- 1. فی المصدر: بالیواقیت و الجواهر.
2- 2. فی المصدر: نجا المعتقدون لدین اللّٰه.
3- 3. فی المصدر: قال قد قعد.
4- 4. فی المصدر: أشرف منی.
5- 5. فی المصدر: بوزیره.
6- 6. بشارة المصطفی: 100- 102.

الْخَاصَّةِ إِبْرَاهِیمُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْهَمَدَانِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّ جَبْرَئِیلَ نَزَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِجَامٍ مِنَ الْجَنَّةِ فِیهِ فَاكِهَةٌ كَثِیرَةٌ مِنْ فَوَاكِهِ الْجَنَّةِ فَدَفَعَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَبَّحَ الْجَامُ وَ كَبَّرَ وَ هَلَّلَ فِی یَدِهِ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فَسَكَتَ الْجَامُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی عُمَرَ فَسَكَتَ الْجَامُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فَسَبَّحَ الْجَامُ وَ هَلَّلَ وَ كَبَّرَ فِی یَدِهِ ثُمَّ قَالَ الْجَامُ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ لَا أَتَكَلَّمُ إِلَّا فِی یَدِ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیٍّ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی مِنْ كِتَابِ الْأَنْوَارِ: أَنَّ الْجَامَ مِنْ كَفِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عُرِجَ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ سَمِعَهُ كُلُّ أَحَدٍ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(1) وَ فِی ذَلِكَ قَالَ الْعَوْنِیُّ شِعْراً:

عَلِیٌّ كَلِیمُ الْجَامِ إِذْ جَاءَهُ بِهِ***كَرِیمَانِ فِی الْأَمْلَاكِ مُصْطَفَیَانِ

وَ قَالَ أَیْضاً غَیْرُهُ:

إِمَامِی كَلِیمُ الْجَانِّ وَ الْجَامِ بَعْدَهُ***فَهَلْ لِكَلِیمِ الْجَانِّ وَ الْجَامِ مِنْ مَثَلٍ (2).

أقول: قد مضی كثیر من الأخبار فی أبواب معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی ذلك.

باب 79 أن الخضر كان یأتیه علیهما السلام و كلامه مع الأوصیاء

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَلَّامٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُصَلِّی عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ السَّابِعَةِ مِنْ بَابِ الْفِیلِ مِمَّا یَلِی الصَّحْنَ

ص: 130


1- 1. سورة الأحزاب: 33.
2- 2. مخطوط، و لم نظفر بنسخته.

إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ عَلَیْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ وَ لَهُ عَقِیصَتَانِ (1) سَوْدَاوَانِ أَبْیَضَ اللِّحْیَةِ فَلَمَّا سَلَّمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ صَلَاتِهِ أَكَبَّ عَلَیْهِ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ فَأَخْرَجَهُ مِنْ بَابِ كِنْدَةَ قَالَ فَخَرَجْنَا مُسْرِعِینَ خَلْفَهُمَا وَ لَمْ نَأْمَنْ عَلَیْهِ فَاسْتَقْبَلَنَا صلی اللّٰه علیه و آله فِی چارسوقِ كِنْدَةَ قَدْ أَقْبَلَ رَاجِعاً فَقَالَ مَا لَكُمْ فَقُلْنَا لَمْ نَأْمَنْ عَلَیْكَ هَذَا الْفَارِسَ فَقَالَ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ أَ لَمْ تَرَوْا حَیْثُ أَكَبَّ عَلَیَّ قُلْنَا بَلَی فَقَالَ إِنَّهُ قَالَ لِی إِنَّكَ فِی مَدَرَةٍ لَا یُرِیدُهَا جَبَّارٌ بِسُوءٍ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ وَ احْذَرِ النَّاسَ فَخَرَجْتُ مَعَهُ لِأُشَیِّعَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الظُّهْرَ(2).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ: مِثْلَهُ: وَ رَوَی خَرُورٌ وَ سَعْدُ بْنُ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ: أَنَّهُ جَاءَهُ ثَانِیَةً فَإِذَا مِیثَمٌ یُصَلِّی إِلَی تِلْكَ الْأُسْطُوَانَةِ فَقَالَ یَا صَاحِبَ السَّارِیَةِ أَقْرِئْ صَاحِبَ الدَّارِ السَّلَامَ یَعْنِی عَلِیّاً وَ أَعْلِمْهُ أَنِّی بَدَأْتُ بِهِ فَوَجَدْتُهُ نَائِماً(3).

بیان: قال الجزری مدرة الرجل بلدته.

«3»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ شَیْخاً بِالنُّخَیْلَةِ-(4) فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ جَاءَنِی یَسْأَلُنِی عَمَّا بَقِیَ مِنَ الدُّنْیَا وَ سَأَلْتُهُ عَمَّا مَضَی مِنَ الدُّنْیَا فَأَخْبَرَنِی وَ أَنَا أَعْلَمُ بِمَا سَأَلْتُهُ مِنْهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأُتِینَا بِطَبَقِ رُطَبٍ مِنَ السَّمَاءِ فَأَمَّا الْخَضِرُ فَرَمَی بِالنَّوَی وَ أَمَّا أَنَا فَجَمَعْتُهُ فِی كَفِّی قَالَ الْحَارِثُ وَ قُلْتُ فَهَبْهُ لِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَوَهَبَهُ (5) فَغَرَسْتُهُ فَخَرَجَ مُشَاناً جَیِّداً بَالِغاً عَجَباً لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ(6).

ص: 131


1- 1. العقیصة: ضفیرة الشعر.
2- 2. أمالی الشیخ: 32.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 409.
4- 4. مصغرا، موضع قرب الكوفة علی سمت الشام.
5- 5. فی غیر( ك) فوهبه لی.
6- 6. مخطوط.

بیان: المشان كغراب و كتاب من أطیب الرطب.

«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَ آتٍ یَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَ لَا یَرَوْنَ شَخْصَهُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فِی اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِیبَةٍ وَ خَلَفٌ مِنْ كُلِّ هَالِكٍ وَ دَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ فَبِاللَّهِ فَثِقُوا وَ إِیَّاهُ فَارْجُوا فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ وَ السَّلَامُ.

فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام تَدْرُونَ مَنْ هَذَا هَذَا الْخَضِرُ علیه السلام.

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی قَالَ: بَیْنَا عَلِیٌّ یَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَسْتَارِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ یَا مَنْ لَا یُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ یَا مَنْ لَا یَتَبَرَّمُ بِإِلْحَاحِ الْمُلِحِّینَ أَذِقْنِی بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ (1) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ دُعَاؤُكَ هَذَا

قَالَ وَ قَدْ سَمِعْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَادْعُ بِهِ فِی دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَوَ الَّذِی نَفْسُ الْخَضِرِ بِیَدِهِ لَوْ كَانَ عَلَیْكَ مِنَ الذُّنُوبِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ قَطْرِهَا وَ حَصْبَاءِ الْأَرْضِ (2) وَ تُرَابِهَا لَغُفِرَ لَكَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَیْنٍ.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام(3): كَانَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ یَوْماً فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّیْلُ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابِ الْفِیلِ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بِیضٌ فَجَاءَ الْحَرَسُ وَ شُرْطَةُ الْخَمِیسِ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا تُرِیدُونَ فَقَالُوا رَأَیْنَا هَذَا الرَّجُلَ أَقْبَلَ إِلَیْنَا فَخَشِینَا أَنْ یَغْتَالَكَ فَقَالَ كَلَّا فَانْصَرِفُوا(4) رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَ تَحْفَظُونِی مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَنْ یَحْفَظُنِی مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ مَكَثَ الرَّجُلُ عِنْدَهُ مَلِیّاً یَسْأَلُهُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَلْبَسْتَ الْخِلَافَةَ بَهَاءً وَ زِینَةً وَ كَمَالًا وَ لَمْ تُلْبِسْكَ وَ لَقَدِ افْتَقَرَتْ إِلَیْكَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا افْتَقَرْتَ إِلَیْهَا وَ لَقَدْ تَقَدَّمَكَ قَوْمٌ

ص: 132


1- 1. فی المصدر: و حلاوة مغفرتك.
2- 2. الحصباء: الحصی.
3- 3. كذا فی النسخ و المصدر. و الظاهر: عن أبیه، عن جده أن أمیر المؤمنین علیه السلام اه.
4- 4. فی المصدر: كلا انصرفوا.

وَ جَلَسُوا مَجْلِسَكَ فَعَذَابُهُمْ عَلَی اللَّهِ وَ إِنَّكَ لَزَاهِدٌ فِی الدُّنْیَا وَ عَظِیمٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ لَكَ فِی الْآخِرَةِ لَمَوَاقِفَ كَثِیرَةً تَقَرُّ بِهَا عُیُونُ شِیعَتِكَ وَ إِنَّكَ لَسَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَخُوكَ سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ ذَكَرَ الْأَئِمَّةَ الِاثْنَیْ عَشَرَ وَ انْصَرَفَ (1)

وَ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ تَعْرِفَانِهِ قَالا وَ مَنْ هُوَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هَذَا أَخِی الْخَضِرُ علیه السلام.

وَ فِی الْخَبَرِ: أَنَّ خَضِراً وَ عَلِیّاً علیهما السلام قَدِ اجْتَمَعَا فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام قُلْ كَلِمَةَ حِكْمَةٍ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِیَاءِ لِلْفُقَرَاءِ قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَحْسَنُ مِنْ ذَلِكَ تِیهُ الْفُقَرَاءِ(2) عَلَی الْأَغْنِیَاءِ ثِقَةً بِاللَّهِ فَقَالَ الْخَضِرُ لِیُكْتَبْ هَذَا بِالذَّهَبِ.

أَمَالِی الْمُفِیدِ النَّیْسَابُورِیِّ وَ تَارِیخُ بَغْدَادَ قَالَ الْفَتْحُ بْنُ شخرف (3) رَأَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ الْخَضِرَ علیهما السلام فِی الْمَنَامِ فَسَأَلَهُ نَصِیحَةً قَالَ فَأَرَانِی كَفَّهُ فَإِذَا فِیهَا مَكْتُوبٌ بِالْخُضْرَةِ.

قَدْ كُنْتَ مَیِّتاً فَصِرْتَ حَیّاً***وَ عَنْ قَلِیلٍ تَعُودُ مَیِّتاً

فَابْنِ لِدَارِ الْبَقَاءِ بَیْتاً***وَ دَعْ لِدَارِ الْفَنَاءِ بَیْتاً(4)

«5»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّوْلِیِّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَلَیْهِ الرَّحْمَةُ قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَطُوفُ بِالْبَیْتِ إِذَا رَجُلٌ مُتَعَلِّقٌ بِالْأَسْتَارِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا مَنْ لَا یَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ یَا مَنْ لَا یُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ یَا مَنْ لَا یُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ

ص: 133


1- 1. فی المصدر: فانصرف.
2- 2. التیه: الصلف و الكبر. و فی المصدر« نیه الفقراء» یقال: ناهت نفسه عن الشی ء أی انتهت و أبت فتركته.
3- 3. فی المصدر: شنجرف.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 1: 409- 410.

الْمُلِحِّینَ أَذِقْنِی بَرْدَ عَفْوِكَ وَ حَلَاوَةَ رَحْمَتِكَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذَا دُعَاؤُكَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ وَ قَدْ سَمِعْتَهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَادْعُ بِهِ فِی دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ فَوَ اللَّهِ مَا یَدْعُو بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی أَدْبَارِ الصَّلَاةِ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ قَطْرِهَا وَ حَصْبَاءِ الْأَرْضِ وَ ثَرَاهَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِلْمُ ذَلِكَ (1) عِنْدِی وَ اللَّهُ وَاسِعٌ كَرِیمٌ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ (2) وَ هُوَ الْخَضِرُ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ (3).

«6»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ رَثُّ الْهَیْئَةِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُقْبِلٌ عَلَیْهِ یُكَلِّمُهُ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هَذَا الَّذِی شَغَلَكَ عَنَّا(4) قَالَ هَذَا وَصِیُّ مُوسَی علیه السلام(5).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن عبایة: مثله (6).

«7»- یر، [بصائر الدرجات] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ الْهَاشِمِیِّ مَوْلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالنَّاسِ یُرِیدُ صِفِّینَ حَتَّی عَبَرَ الْفُرَاتَ وَ كَانَ (7) قَرِیباً مِنَ الْجَبَلِ بِصِفِّینَ إِذْ حَضَرَتْ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ فَأَمْعَنَ بَعِیداً ثُمَّ تَوَضَّأَ وَ أَذَّنَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ انْفَلَقَ الْجَبَلُ عَنْ هَامَّةٍ بَیْضَاءَ بِلِحْیَةٍ بَیْضَاءَ وَ وَجْهٍ أَبْیَضَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مَرْحَباً بِوَصِیِّ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ الْأَغَرِّ الْمَأْثُورِ وَ الْفَاضِلِ وَ الْفَائِقِ بِثَوَابِ الصِّدِّیقِینَ وَ سَیِّدِ الْوَصِیِّینَ قَالَ لَهُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخِی

ص: 134


1- 1. فی المصدر: إن علم ذلك.
2- 2. فی المصدر: فقال له ذلك.
3- 3. أمالی الشیخ المفید: 54.
4- 4. فی المصدر: أشغلك عنا.
5- 5. بصائر الدرجات: 80.
6- 6. مناقب آل أبی طالب 1: 409.
7- 7. فی المصدر: فكان.

شَمْعُونَ بْنَ حَمُّونَ وَصِیَّ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ رُوحِ الْقُدُسِ كَیْفَ حَالُكَ قَالَ بِخَیْرٍ یَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَا مُنْتَظِرُ رُوحِ اللَّهِ یَنْزِلُ فَلَا أَعْلَمُ أَحَداً أَعْظَمَ فِی اللَّهِ بَلَاءً وَ لَا أَحْسَنَ غَداً ثَوَاباً وَ لَا أَرْفَعَ مَكَاناً مِنْكَ اصْبِرْ یَا أَخِی عَلَی مَا أَنْتَ عَلَیْهِ حَتَّی تَلْقَی الْحَبِیبَ غَداً فَقَدْ رَأَیْتُ أَصْحَابَكَ بِالْأَمْسِ لَقُوا مَا لَقُوا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ (1) نَشَرُوهُمْ بِالْمَنَاشِیرِ وَ حَمَلُوهُمْ عَلَی الْخُشُبِ فَلَوْ تَعْلَمُ هَذِهِ الْوُجُوهُ الْعَزِیزَةُ الشَّائِهَةُ(2) مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ وَ سُوءِ نَكَالِهِ لَأَقْصَرُوا وَ لَوْ تَعْلَمُ هَذِهِ الْوُجُوهُ الْمُضِیئَةُ مَا ذَا لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ فِی طَاعَتِكَ لَتَمَنَّتْ أَنَّهَا قُرِضَتْ بِالْمَقَارِیضِ وَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ الْتَأَمَ الْجَبَلُ عَلَیْهِ وَ خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی قِتَالِهِ (3) فَسَأَلَهُ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ وَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ وَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ وَ قَیْسُ بْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِیُّ وَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِیُّ وَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ عَنِ الرَّجُلِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ وَصِیُّ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ سَمِعُوا كَلَامَهُمَا فَازْدَادُوا بَصِیرَةً فَقَالَ لَهُ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَ أَبُو أَیُّوبَ لَا یَهْلَعَنَ (4) قَلْبُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِأُمَّهَاتِنَا وَ آبَائِنَا نَفْدِیكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَوَ اللَّهِ لَنَنْصُرَنَّكَ كَمَا نَصَرْنَا أَخَاكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا یَتَخَلَّفُ عَنْكَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ إِلَّا شَقِیٌ (5) فَقَالَ لَهُمَا مَعْرُوفاً وَ ذَكَرَهُمَا بِخَیْرٍ(6).

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عن عبد الرحمن: مثله (7) بیان الشائهة البعیدة و الهلع أفحش الجزع.

أقول: قد أثبتنا إتیان الخضر إلیه علیه السلام فی أبواب النصوص و باب قوله علیه السلام سلونی و باب وصیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سیأتی كلام سام بن نوح علیهما السلام معه و إقراره بولایته فی باب استجابة دعواته.

ص: 135


1- 1. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: لقوا ما لاقوا.
2- 2. شاه الوجه: قبح. و قوله« العزیزة» كذا فی النسخ، و لا یناسب المقام.
3- 3. فی المصدر: إلی عسكره.
4- 4. هلع: جزع. و فی المصدر: لاهلعن.
5- 5. كذا. و لعلّ الصحیح:« إلا شفی» أی إلّا قلیل( ب).
6- 6. بصائر الدرجات: 79.
7- 7. مناقب آل أبی طالب 1: 409.

باب 80 أن اللّٰه تعالی أقدره علی سیر الآفاق و سخر له السحاب و هیأ له الأسباب و فیه ذهابه صلوات اللّٰه علیه إلی أصحاب الكهف

«1»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا جَابِرُ هَلْ لَكَ مِنْ حِمَارٍ یَسِیرُ بِكَ فَبَلَغَ بِكَ مِنَ الْمَطْلِعِ (1) إِلَی الْمَغْرِبِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ قَالَ قُلْتُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ

وَ أَنَّی لِی هَذَا قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَتَبْلُغَنَّ الْأَسْبَابَ وَ اللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ السَّحَابَ (2).

«2»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام مَلَكَ مَا فِی الْأَرْضِ وَ مَا تَحْتَهَا فَعُرِضَتْ لَهُ السَّحَابَانِ الصَّعْبُ وَ الذَّلُولُ فَاخْتَارَ الصَّعْبَ وَ كَانَ فِی الصَّعْبِ مُلْكُ مَا تَحْتَ الْأَرْضِ وَ فِی الذَّلُولِ مُلْكُ مَا فَوْقَ الْأَرْضِ وَ اخْتَارَ الصَّعْبَ عَلَی الذَّلُولِ فَدَارَتْ بِهِ سَبْعَ أَرَضِینَ فَوَجَدَ ثَلَاثَ خَرَابٍ وَ أَرْبَعَ عَوَامِرَ(3).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن أبی بصیر: مثله (4).

«3»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ قَاضٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام وَ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ إِلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَقَالَ ائْتُوهُمْ فَأَبْلِغُوهُمْ مِنِّی السَّلَامَ

ص: 136


1- 1. فی المصدر: یسیر بك من المطلع.
2- 2. بصائر الدرجات: 117.
3- 3. بصائر الدرجات: 120.
4- 4. لم نجده فی المصدر المطبوع.

فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِیٍّ أَ تَدْرِی أَیْنَ هُمْ فَقَالَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَنَا(1) إِلَی مَكَانٍ إِلَّا هَدَانَا اللَّهُ لَهُ فَلَمَّا أَوْقَفَهُمْ عَلَی بَابِ الْكَهْفِ قَالَ یَا أَبَا بَكْرٍ سَلِّمْ فَإِنَّكَ أَسَنُّنَا فَسَلَّمَ فَلَمْ یُجَبْ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا حَفْصٍ سَلِّمَ فَإِنَّكَ أَسَنُّ مِنِّی فَسَلَّمَ فَلَمْ یُجَبْ قَالَ فَسَلَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَدُّوا السَّلَامَ وَ حَیَّوْهُ وَ أَبْلَغَهُمْ سَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَدُّوا عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ سَلْهُمْ مَا لَهُمْ سَلَّمْنَا عَلَیْهِمْ فَلَمْ یُجِیبُوا قَالَ سَلْهُمْ أَنْتَ فَسَأَلَهُمْ فَلَمْ یُكَلِّمُوهُ ثُمَّ سَأَلَهُمْ عُمَرُ فَلَمْ یُكَلِّمُوهُ فَقَالا یَا أَبَا الْحَسَنِ سَلْهُمْ أَنْتَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ صَاحِبَیَّ هَذَیْنِ سَأَلَانِی أَنْ أَسْأَلَكُمْ لِمَ رَدَدْتُمْ عَلَیَّ وَ لَمْ تَرُدُّوا عَلَیْهِمَا قَالُوا إِنَّا لَا نُكَلِّمُ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍ (2).

«4»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ الصَّحَابَةَ سَأَلُوا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَأْمُرَ الرِّیحَ فَتَحْمِلَهُمْ إِلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَفَعَلَ فَلَمَّا نَزَلُوا هُنَاكَ سَلَّمَ عَلَیْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ فَلَمْ یَرُدُّوا عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَامَ الْقَوْمُ الْآخَرُونَ كُلُّهُمْ فَسَلَّمُوا فَلَمْ یَرُدُّوا عَلَیْهِمْ أَیْضاً فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ الَّذِینَ كانُوا مِنْ آیاتِنا عَجَباً فَقَالُوا وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ مَا لَنَا سَلَّمْنَا عَلَیْهِمْ فَلَمْ یُجِیبُوا فَسَأَلَهُمْ عَلِیٌّ فَقَالُوا إِنَّا لَا نُكَلِّمُ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ وَ أَنْتَ وَصِیُّ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَإِذَا نَحْنُ فِی الْهَوَاءِ فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رِیحُ ضَعِینَا ثُمَّ قَامَ فَرَكَضَ بِرِجْلِهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَیْنِ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَ قَالَ تَوَضَّئُوا فَإِنَّكُمْ مُدْرِكُونَ بَعْضَ صَلَاةِ الصُّبْحِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِینَا، فَأَدْرَكْنَا آخِرَ رَكْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا أَنْ قَضَیْنَا مَا سَبَقْنَا بِهِ الْتَفَتَ إِلَیْنَا وَ أَمَرَنَا بِالْإِتْمَامِ فَلَمَّا فَرَغْنَا قَالَ یَا أَنَسُ وَ أُحَدِّثُكُمْ أَوْ تُحَدِّثُونَّا قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ فِیكَ أَحْسَنُ فَحَدَّثَنَا كَأَنَّهُ كَانَ مَعَنَا ثُمَّ قَالَ اشْهَدْ بِهَذَا لِعَلِیٍّ یَا أَنَسُ

ص: 137


1- 1. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ: یبعثنا.
2- 2. لم نجده فی المصدر: المطبوع.

فَاسْتَشْهَدَنِی عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ عَلَی الْمِنْبَرِ فَدَاهَنْتُ فِی الشَّهَادَةِ قَالَ إِنْ كُنْتَ كَتَمْتَهَا مُدَاهَنَةً مِنْ بَعْدِ وَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَبْرَصَكَ اللَّهُ وَ أَعْمَی عَیْنَیْكَ وَ أَظْمَأَ جَوْفَكَ فَلَمْ أَبْرَحْ مِنْ مَكَانِی حَتَّی عَمِیتُ وَ بَرِصْتُ وَ كَانَ أَنَسٌ لَا یَسْتَطِیعُ الصَّوْمَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَا فِی غَیْرِهِ مِنْ شِدَّةِ الظَّمَاءِ وَ كَانَ یُطْعِمُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ كُلَّ یَوْمٍ مِسْكِینَیْنِ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا مِنْ دَعْوَةِ عَلِیٍ (1).

أقول: قد أوردنا نحوه مع زیادة فی باب استجابة دعواته علیه السلام.

«5»- شف، [كشف الیقین] رُوِّینَا مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ رَأَیْنَا مِنْ طُرُقِهِمْ وَ تَصَانِیفِهِمْ فِی مَوَاضِعَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ نَحْنُ فِی مَسْجِدِهِ فَقَالَ مَنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ اذْهَبْ فَادْعُ لِی مَوْلَاكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبَ سَلْمَانُ یَبْتَدِرُ بِهِ حَتَّی أَخْرَجَ عَلِیّاً مِنْ مَنْزِلِهِ فَلَمَّا دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ فَخَلَا بِهِ وَ أَطَالَ مُنَاجَاتَهُ وَ رَسُولُ اللَّهُ یَقْطُرُ عَرَقاً كَهَیْئَةِ اللُّؤْلُؤِ وَ یَتَهَلَّلُ حُسْناً(2) ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مُنَاجَاتِهِ وَ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ أَ سَمِعْتَ یَا عَلِیُّ وَ وَعَیْتَ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ جَابِرٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا جَابِرُ ادْعُ لِی أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ الزُّهْرِیَّ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبْتُ مُسْرِعاً فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَ یَا سَلْمَانُ اذْهَبْ إِلَی مَنْزِلِ أُمِّكَ أُمِّ سَلَمَةَ فَأْتِنِی بِبِسَاطِ الشَّعْرِ الْخَیْبَرِیِّ قَالَ جَابِرٌ فَذَهَبَ سَلْمَانُ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِالْبِسَاطِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلْمَانَ فَبَسَطَهُ ثُمَّ قَالَ لِأَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ اجْلِسُوا عَلَی الْبِسَاطِ فَجَلَسُوا كَمَا أَمَرَهُمْ ثُمَّ خَلَا رَسُولُ اللَّهِ سَلْمَانَ فَلَمَّا جَاءَهُ أَسَرَّ إِلَیْهِ شَیْئاً ثُمَّ قَالَ لَهُ اجْلِسْ فِی الزَّاوِیَةِ الرَّابِعَةِ فَجَلَسَ سَلْمَانُ ثُمَّ أَمَرَ عَلِیّاً علیه السلام أَنْ یَجْلِسَ فِی وَسَطِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ قُلْ مَا أَمَرْتُكَ

ص: 138


1- 1. لم نجده فی المصدر المطبوع.
2- 2. فی المصدر: و یتهلل حقا.

فَوَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ شِئْتُ قُلْتُ عَلَی الْجَبَلِ لَسَارَ فَحَرَّكَ عَلِیٌّ علیه السلام شَفَتَیْهِ قَالَ جَابِرٌ فَاخْتَلَجَ الْبِسَاطُ فَمَرَّ بِهِمْ.

قَالَ جَابِرٌ: فَسَأَلْتُ سَلْمَانَ فَقُلْتُ أَیْنَ مَرَّ بِكُمُ الْبِسَاطُ قَالَ وَ اللَّهِ مَا شَعُرْنَا بِشَیْ ءٍ حَتَّی انْقَضَّ بِنَا الْبِسَاطُ فِی ذِرْوَةِ جَبَلٍ شَاهِقٍ وَ صِرْنَا إِلَی بَابِ كَهْفٍ قَالَ سَلْمَانُ فَقُمْتُ وَ قُلْتُ لِأَبِی بَكْرٍ یَا أَبَا بَكْرٍ أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ نَصْرُخَ فِی هَذَا الْكَهْفِ بِالْفِتْیَةِ الَّذِینَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَصَرَخَ بِهِمْ بِأَعْلَی صَوْتِهِ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ قُلْتُ لِعُمَرَ قُمْ فَاصْرُخْ فِی هَذَا الْكَهْفِ كَمَا صَرَخَ أَبُو بَكْرٍ فَصَرَخَ عُمَرُ(1) فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ قُمْ فَاصْرُخْ فِیهِ (2) كَمَا صَرَخَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَامَ وَ صَرَخَ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ ثُمَّ قُمْتُ أَنَا وَ صَرَخْتُ بِهِمْ بِأَعْلَی صَوْتِی فَلَمْ یُجِبْنِی أَحَدٌ ثُمَّ قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قُمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ اصْرُخْ فِی هَذَا الْكَهْفِ فَإِنَّهُ أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ أَنْ آمُرَكَ كَمَا أَمَرْتُهُمْ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَصَاحَ بِهِمْ بِصَوْتٍ خَفِیٍّ فَانْفَتَحَ بَابُ الْكَهْفِ وَ نَظَرْنَا إِلَی دَاخِلِهِ یَتَوَقَّدُ نُوراً وَ یَأْتَلِقُ (3) إِشْرَاقاً وَ سَمِعْنَا ضَجَّةً(4) وَ وَجْبَةً شَدِیدَةً فَمُلِئْنَا رُعْباً وَ وَلَّی الْقَوْمُ هَارِبِینَ فَنَادَاهُمْ مَهْلًا یَا قَوْمِ وَ ارْجِعُوا فَرَجَعُوا وَ قَالُوا مَا هَذَا یَا سَلْمَانُ قُلْتُ هَذَا الْكَهْفُ الَّذِی وَصَفَهُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ فِی كِتَابِهِ وَ الَّذِینَ نَرَاهُمْ هُمُ الْفِتْیَةُ الَّذِینَ ذَكَرَهُمُ عَزَّ وَ جَلَ (5) هُمُ الْفِتْیَةُ الْمُؤْمِنُونَ وَ عَلِیٌّ علیه السلام وَاقِفٌ یُكَلِّمُهُمْ فَعَادُوا إِلَی مَوْضِعِهِمْ قَالَ سَلْمَانُ وَ أَعَادَ عَلِیٌّ علیه السلام(6) فَقَالُوا كُلُّهُمْ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَاتَمِ النُّبُوَّةِ مِنَّا السَّلَامُ أَبْلِغْهُ مِنَّا السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ قَدْ شَهِدُوا لَكَ بِالنُّبُوَّةِ الَّتِی أُمِرْنَا قَبْلَ وَقْتِ مَبْعَثِكَ (7) بِأَعْوَامٍ كَثِیرَةٍ وَ لَكَ یَا عَلِیُ

ص: 139


1- 1. فی المصدر: ثم قلت لعمر: أن تصرخ بهم، فقام فصرخ بأعلی صوته اه.
2- 2. فی المصدر: فاصرخ بهم.
3- 3. ألق البرق: لمع.
4- 4. فی المصدر: صیحة.
5- 5. فی المصدر: ذكرهم اللّٰه عزّ و جلّ.
6- 6. فی المصدر: و أعاد علیّ علیه السلام فسلم علیهم اه.
7- 7. فی المصدر: قبل مبعثك.

بِالْوَصِیَّةِ فَأَعَادَ عَلِیٌّ علیه السلام سَلَامَهُ عَلَیْهِمْ فَقَالُوا كُلُّهُمْ وَ عَلَیْكَ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ مِنَّا السَّلَامُ نَشْهَدُ بِأَنَّكَ مَوْلَانَا وَ مَوْلَی كُلِّ مَنْ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله. قَالَ سَلْمَانُ فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ أَخَذُوا بِالْبُكَاءِ وَ فَزِعُوا وَ اعْتَذَرُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَامُوا كُلُّهُمْ إِلَیْهِ یَقْبَلُونَ رَأْسَهُ وَ یَقُولُونَ قَدْ عَلِمْنَا مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ وَ مَدُّوا أَیْدِیَهُمْ وَ بَایَعُوهُ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ شَهِدُوا لَهُ بِالْوَلَایَةِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَلَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مَكَانَهُ مِنَ الْبِسَاطِ وَ جَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی وَسَطِهِ ثُمَّ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ فَاخْتَلَجَ الْبِسَاطُ فَلَمْ نَدْرِ كَیْفَ مَرَّ بِنَا فِی الْبَرِّ أَمْ فِی الْبَحْرِ حَتَّی انْقَضَّ بِنَا عَلَی بَابِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ كَیْفَ رَأَیْتُمْ أَبَا بَكْرٍ(1) قَالُوا نَشْهَدُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَمَا شَهِدَ أَهْلُ الْكَهْفِ وَ نُؤْمِنُ كَمَا آمَنُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُ أَكْبَرُ لَا تَقُولُوا سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ وَ لَا تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِینَ وَ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَتَهْتَدُونَ وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا تَخْتَلِفُوا وَ مَنْ وَفَی وَفَی اللَّهُ لَهُ وَ مَنْ یَكْتُمْ مَا سَمِعَهُ فَعَلَی عَقِبَیْهِ یَنْقَلِبُ وَ لَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً أَ فَبَعْدَ الْحُجَّةِ وَ الْمَعْرِفَةِ وَ الْبَیِّنَةِ خَلَفٌ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ أُمِرْتُ أَنْ آمُرَكُمْ بِبَیْعَتِهِ وَ طَاعَتِهِ فَبَایِعُوهُ وَ أَطِیعُوهُ بَعْدِی ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَایَعْنَاهُ وَ شَهِدَ عَلَیْنَا أَهْلُ الْكَهْفِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله. إِنْ صَدَقْتُمْ فَقَدْ أُسْقِیتُمْ مَاءً غَدَقاً وَ أَكَلْتُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ یَلْبِسَكُمْ شِیَعاً(3) وَ تَسْلُكُونَ طَرِیقَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَمَنْ تَمَسَّكَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ لَقِیَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنَا عَنْهُ رَاضٍ.

قَالَ سَلْمَانُ وَ الْقَوْمُ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَ لَمْ یَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَ نَجْواهُمْ وَ أَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ (4) قَالَ سَلْمَانُ

ص: 140


1- 1. فی المصدر: كیف رأیتم یا أبا بكر.
2- 2. سورة النساء: 59.
3- 3. أی و إن لم تصدقوا یلبسكم شیعا.
4- 4. سورة التوبة: 78.

فَاصْفَرَّتْ وُجُوهُهُمْ یَنْظُرُ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَی صَاحِبِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ یَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْیُنِ وَ ما تُخْفِی الصُّدُورُ وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِ (1) فَكَانَ ذَهَابُهُمْ إِلَی الْكَهْفِ وَ مَجِیئُهُمْ مِنْ زَوَالِ الشَّمْسِ إِلَی وَقْتِ الْعَصْرِ(2).

«6»- أَقُولُ: رَوَی السَّیِّدُ هَذَا الْخَبَرَ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ، مِنْ بَعْضِ الْكُتُبِ الْمُعْتَبَرَةِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَیْنِهِ (3) وَ رَوَی مِنْ تَفْسِیرِ أَبِی إِسْحَاقَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِینِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الدِّینَوَرِیِ (4) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُهْدِیَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَاطٌ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا بهندف (5) فَقَعَدَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ الزُّبَیْرُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ سَعْدٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ قُلْ یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَحَمَلَتْهُمْ حَتَّی أَتَوْا أَصْحَابَ الْكَهْفِ فَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَلَمْ یَرُدُّوا عَلَیْهِمَا السَّلَامَ ثُمَّ قَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَسَلَّمَ فَرَدُّوا عَلَیْهِ السَّلَامَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا عَلِیُّ مَا بَالُهُمْ رَدُّوا عَلَیْكَ وَ مَا رَدُّوا عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالُوا إِنَّا لَا نَرُدُّ بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَّا عَلَی نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَحَمَلَتْنَا ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ ضَعِینَا فَوَضَعَتْنَا فَوَكَزَ(6) بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَتَوَضَّأَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ تَوَضَّأْنَا ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَحَمَلَتْنَا فَوَافَیْنَا الْمَدِینَةَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صَلَاةِ الْغَدَاةِ وَ هُوَ یَقْرَأُ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ كانُوا مِنْ آیاتِنا عَجَباً(7) فَلَمَّا

ص: 141


1- 1. سورة المؤمن: 19 و 20.
2- 2. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 133- 135.
3- 3. سعد السعود: 113- 116.
4- 4. فی المصدر و( د): محمّد بن أبی یعقوب الدینوری.
5- 5. قال فی المراصد( 1: 235) بهندف- بفتحتین و نون ساكنة و بفتح الدال المهملة و بكسر و فاء- بلید من نواحی بغداد فی آخر النهروان.
6- 6. وكزه: دفعه و ضربه. و فی المصدر: فركز. و الصحیح: فركض.
7- 7. سورة الكهف: 9.

قَضَی النَّبِیُّ الصَّلَاةَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَخْبِرُونِی (1) عَنْ مَصِیرِكُمْ أَمْ تُحِبُّونَ أَنْ أُخْبِرَكُمْ قَالُوا بَلْ تُخْبِرُنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَسٌ فَقَصَّ الْقِصَّةَ كَأَنَّهُ مَعَنَا.

قال السید یحتمل أن یكون روایة واحدة فرواها أنس مختصرة و جابر مشروحة و یحتمل أن یكون حمل البساط لهم دفعتین روی كل واحد ما رآه (2).

«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَخَلَ الْمَسْجِدَ بِالْمَدِینَةِ غَدَاةَ یَوْمٍ وَ قَالَ رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لِی (3) إِنَّ سَلْمَانَ تُوُفِّیَ وَ وَصَّانِی بِغُسْلِهِ وَ تَكْفِینِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ دَفْنِهِ وَ هَا أَنَا خَارِجٌ إِلَی الْمَدَائِنِ لِذَلِكَ فَقَالَ عُمَرُ خُذِ الْكَفَنَ فِی بَیْتِ الْمَالِ (4) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ذَلِكَ مَكْفِیٌّ مَفْرُوغٌ مِنْهُ فَخَرَجَ وَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَی ظَاهِرِ الْمَدِینَةِ ثُمَّ خَرَجَ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ ظَهِیرَةٍ رَجَعَ (5) وَ قَالَ دَفَنْتُهُ وَ أَكْثَرُ النَّاسِ لَمْ یُصَدِّقُوا(6) حَتَّی كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ وَصَلَ مِنَ الْمَدَائِنِ مَكْتُوباً أَنَّ سَلْمَانَ تُوُفِّیَ فِی یَوْمِ كَذَا وَ دَخَلَ عَلَیْنَا أَعْرَابِیٌّ فَغَسَّلَهُ وَ كَفَّنَهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ دَفَنَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَعَجَّبَ النَّاسُ كُلُّهُمْ (7).

«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ غَسَقٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ بْنِ یَعْقُوبَ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عِیسَی بْنِ سَلَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: بَیْنَمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَتِ الرِّیحُ الدَّبُورُ(8) فَقَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّتُهَا الرِّیحُ الدَّبُورُ أَسْتَوْدِعُكِ إِخْوَانَنَا فَرُدِّیهِمْ إِلَیْنَا قَالَتْ قَدْ أُمِرْتُ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَةِ لَكَ

ص: 142


1- 1. فی المصدر: أ تخبرونی.
2- 2. سعد السعود: 112- 113.
3- 3. فی المصدر: فقال لی.
4- 4. فی المصدر: من بیت المال.
5- 5. فی المصدر: قبل ظهیرة ذلك الیوم رجع.
6- 6. فی المصدر: لم یصدقوه.
7- 7. الخرائج و الجرائح: 85.
8- 8. الدبور: الریح الغربیة. تقابل الصبا، و هی الریح الشرقیة.

فَدَعَا بِبِسَاطٍ كَانَ أُهْدِیَ إِلَیْهِ فَبَسَطَهُ ثُمَّ دَعَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَجْلَسَهُ عَلَیْهِ ثُمَّ دَعَا بِأَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ وَ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیِّ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ وَ أَجْلَسَهُمْ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَائِرُونَ إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ مَاءٌ فَانْزِلُوا وَ تَوَضَّئُوا وَ صَلُّوا رَكْعَتَیْنِ وَ أَدُّوا الرِّسَالَةَ كَمَا یُؤَدِّی إِلَیْكُمْ ثُمَّ قَالَ أَیَّتُهَا الرِّیحُ اسْتَعْلِی بِإِذْنِ اللَّهِ فَحَمَلَتْهُمْ حَتَّی رَمَتْهُمْ فِی بِلَادِ الرُّومِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَنَزَلُوا وَ تَوَضَّئُوا وَ صَلَّوْا فَأَوَّلُ مَنْ تَقَدَّمَ إِلَی بَابِ الْكَهْفِ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ فَلَمْ یَرُدُّوا ثُمَّ عُمَرُ فَسَلَّمَ فَلَمْ یَرُدُّوا ثُمَّ تَقَدَّمَ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ یُسَلِّمُ فَلَمْ یَرُدُّوا ثُمَّ قَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَفَاضَ عَلَیْهِ الْمَاءَ وَ صَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ مَشَی إِلَی بَابِ الْغَارِ فَسَلَّمَ بِأَحْسَنِ مَا یَكُونُ مِنَ السَّلَامِ فَانْصَدَعَ الْكَهْفُ ثُمَّ قَامُوا إِلَیْهِ فَصَافَحُوهُ وَ قَالُوا یَا بَقِیَّةَ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ رُدَّ الْكَهْفُ كَمَا كَانَ فَحَمَلَتْهُمُ الرِّیحُ وَ جَاءَتْ بِهِمْ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَصَلَّوْا مَعَهُ (1).

«9»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب كِتَابُ ابْنِ بَابَوَیْهِ وَ أَبِی الْقَاسِمِ الْبَسْتِیِّ وَ الْقَاضِی أَبُو عَمْرِو بْنِ أَحْمَدَ عَنْ جَابِرٍ وَ أَنَسٍ: أَنَّ جَمَاعَةً تَنَقَّصُوا عَلِیّاً عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ سَلْمَانُ أَ وَ مَا تَذْكُرُ یَا عُمَرُ الْیَوْمَ الَّذِی كُنْتَ فِیهِ وَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَنَا وَ أَبُو ذَرٍّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَسَطَ لَنَا شَمْلَةً وَ أَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَی طَرَفٍ وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَجْلَسَهُ فِی وَسَطِهَا ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا أَبَا بَكْرٍ وَ سَلِّمْ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِالْإِمَامَةِ وَ خِلَافَةِ الْمُسْلِمِینَ وَ هَكَذَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا عَلِیُّ وَ سَلِّمْ عَلَی هَذَا النُّورِ یَعْنِی الشَّمْسَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیَّتُهَا الْآیَةُ الْمُشْرِقَةُ السَّلَامُ عَلَیْكِ فَأَجَابَتْهُ الْقُرْصَةُ وَ ارْتَعَدَتْ وَ قَالَتْ عَلَیْكَ السَّلَامُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْطَیْتَ لِأَخِی سُلَیْمَانَ، صَفِیِّكَ مُلْكاً وَ رِیحاً غُدُوُّها شَهْرٌ وَ رَواحُها شَهْرٌ اللَّهُمَّ أَرْسِلْ تِلْكَ لِتَحْمِلَهُمْ إِلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَ أَمَرَنَا أَنْ نُسَلِّمَ عَلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَإِذَا نَحْنُ فِی الْهَوَاءِ فَسِرْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ ضَعِینَا فَوَضَعَتْنَا عِنْدَ الْكَهْفِ فَقَامَ كُلُ

ص: 143


1- 1. لم نجده فی المصدر المطبوع.

وَاحِدٍ مِنَّا وَ سَلَّمَ فَلَمْ یَرُدُّوا الْجَوَابَ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْكَهْفِ فَسَمِعْنَا وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا وَصِیَّ مُحَمَّدٍ إِنَّا قَوْمٌ مَحْبُوسُونَ هَاهُنَا فِی زَمَنِ دَقْیَانُوسَ فَقَالَ (1) لِمَ لَمْ تَرُدُّوا سَلَامَ الْقَوْمِ فَقَالُوا نَحْنُ فِتْیَةٌ لَا نَرُدُّ إِلَّا عَلَی نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ وَ أَنْتَ وَصِیُّ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ خَلِیفَةُ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ ثُمَّ قَالَ خُذُوا مَجَالِسَكُمْ فَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَإِذَا نَحْنُ فِی الْهَوَاءِ فَسِرْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ ضَعِینَا فَوَضَعَتْنَا ثُمَّ رَكَضَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَنَبَعَتْ عَیْنُ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَ تَوَضَّأْنَا ثُمَّ قَالَ سَتُدْرِكُونَ الصَّلَاةَ مَعَ النَّبِیِّ أَوْ بَعْضَهَا ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِینَا ثُمَّ قَالَ ضَعِینَا فَوَضَعَتْنَا فَإِذَا نَحْنُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ صَلَّی مِنَ الْغَدَاةِ رَكْعَةً فَقَالَ أَنَسٌ فَاسْتَشْهَدَنِی عَلِیٌّ وَ هُوَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَدَاهَنْتُ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَتَمْتَهَا مُدَاهَنَةً بَعْدَ وَصِیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِیَّاكَ فَرَمَاكَ اللَّهُ بِبَیَاضٍ فِی جِسْمِكَ وَ لَظَی فِی جَوْفِكَ وَ عَمًی فِی عَیْنَیْكَ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّی بَرِصْتُ وَ عَمِیتُ فَكَانَ أَنَسٌ لَا یُطِیقُ الصِّیَامَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَا غَیْرِهِ وَ الْبِسَاطُ أَهْدَوْهُ أَهْلُ هربوق وَ الْكَهْفُ فِی بِلَادِ رُومٍ فِی مَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ اركدی وَ كَانَ فِی مُلْكِ باهندق وَ هُوَ الْیَوْمَ اسْمُ الضیقة [الضَّیْعَةِ](2).

وَ فِی خَبَرٍ: أَنَّ الْكِسَاءَ أَتَی بِهِ حطی بْنُ الْأَشْرَفِ أَخُو كَعْبٍ فَلَمَّا رَأَی مُعْجِزَاتِ عَلِیٍّ علیه السلام أَسْلَمَ وَ سَمَّاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُحَمَّداً(3).

«10»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالُوا مَا بَالُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ (4) تُفَضِّلُ عَلَیْنَا عَلِیّاً فِی كُلِّ حَالٍ قَالَ مَا أَنَا فَضَّلْتُهُ بَلِ اللَّهُ تَعَالَی فَضَّلَهُ فَقَالُوا وَ مَا الدَّلِیلُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله:

ص: 144


1- 1. فی المصدر: من زمن دقیانوس، فقال لهم اه.
2- 2. الصحیح كما فی المصدر: اسم الضیعة.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 474- 475.
4- 4. فی المصدر: یا رسول اللّٰه ما بالك.

إِذَا لَمْ تَقْبَلُوا(1) مِنِّی فَلَیْسَ مِنَ الْمَوْتَی عِنْدَكُمْ أَصْدَقَ مِنْ أَهْلِ الْكَهْفِ وَ أَنَا أَبْعَثُكُمْ وَ عَلِیّاً فَأَجْعَلُ (2) سَلْمَانَ شَاهِداً عَلَیْكُمْ إِلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ حَتَّی تُسَلِّمُوا عَلَیْهِمْ فَمَنْ أَحْیَاهُمُ اللَّهُ لَهُ وَ أَجَابُوهُ كَانَ الْأَفْضَلَ قَالُوا رَضِینَا فَأَمَرَ فَبَسَطَ بِسَاطاً(3) لَهُ وَ دَعَا بِعَلِیٍّ علیه السلام فَأَجْلَسَهُ وَسَطَ الْبِسَاطِ وَ أَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ(4) عَلَی قُرْنَةٍ مِنَ الْبِسَاطِ وَ أَجْلَسَ سَلْمَانَ عَلَی الْقُرْنَةِ الرَّابِعَةِ(5) ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِیهِمْ إِلَی أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَ رُدِّیهِمْ إِلَیَّ قَالَ سَلْمَانُ فَدَخَلَتِ الرِّیحُ تَحْتَ الْبِسَاطِ وَ سَارَتْ بِنَا وَ إِذَا نَحْنُ بِكَهْفٍ عَظِیمٍ فَحَطَّتْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا سَلْمَانُ هَذَا الْكَهْفُ وَ الرَّقِیمُ فَقُلْ لِلْقَوْمِ یَتَقَدَّمُونَ أَوْ نَتَقَدَّمُ فَقَالُوا نَحْنُ نَتَقَدَّمُ فَقَامَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا وَ نَادَی یَا أَصْحَابَ الْكَهْفِ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَهُمْ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا وَ نَادَی یَا أَصْحَابَ الْكَهْفِ فَصَاحَ الْكَهْفُ (6) وَ صَاحَ الْقَوْمُ مِنْ دَاخِلِهِ بِالتَّلْبِیَةِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْفِتْیَةُ الَّذِینَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ فَزَادَهُمْ هُدًی فَقَالُوا وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیَّهُ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْنَا الْعَهْدَ بِإِیمَانِنَا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِالْوَلَایَةِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَكَ (7) إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَوْمَ الدِّینِ فَسَقَطَ الْقَوْمُ عَلَی وُجُوهِهِمْ وَ قَالُوا لِسَلْمَانَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رُدَّنَا فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ إِلَیَ (8) فَقَالُوا یَا أَبَا الْحَسَنِ رُدَّنَا

ص: 145


1- 1. فی المصدر: إذ لم تقبلوا.
2- 2. فی المصدر: و أجعل.
3- 3. فی المصدر: فبسط له بساط.
4- 4. فی المصدر: كل واحد منهم.
5- 5. القرنة- بضم القاف-: الطرف الشاخص من كل شی ء.
6- 6. فی المصدر: فقام كل واحد منهم و صلی و دعا و قال: السلام علیكم یا أصحاب الكهف، فلم یجبهم أحد، فقام أمیر المؤمنین علیه السلام فصلی ركعتین و دعا و نادی: یا أصحاب الكهف، فصاح الكهف اه.
7- 7. فی المصدر: بعد ایماننا باللّٰه و برسوله محمّد صلّی اللّٰه علیه و آله لك یا أمیر المؤمنین بالولاء.
8- 8. فی المصدر: و ما ذلك لی.

فَقَالَ علیه السلام یَا رِیحُ رُدِّینَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمَلَتْنَا فَإِذَا نَحْنُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَصَّ عَلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّ مَا جَرَی وَ قَالَ هَذَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَخْبَرَنِی بِهِ فَقَالُوا الْآنَ عَلِمْنَا أَنَّ فَضْلَ عَلِیٍّ عَلَیْنَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا مِنْكَ (1).

«11»- عُیُونُ الْمُعْجِزَاتِ لِلسَّیِّدِ الْمُرْتَضَی، حَدَّثَنِی أَبُو عَلِیٍّ یَرْفَعُهُ إِلَی الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: جَرَی بِحَضْرَةِ السَّیِّدِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ذِكْرُ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیهما السلام وَ الْبِسَاطِ وَ حَدِیثِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَ أَنَّهُمْ مَوْتَی أَوْ غَیْرُ مَوْتَی فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ یَنْظُرَ بَابَ الْكَهْفِ وَ یُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ نَحْنُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَصَاحَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا درجانَ بْنَ مَالِكٍ وَ إِذَا بِشَابٍّ قَدْ دَخَلَ بِثِیَابٍ عَطِرَةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتِنَا بِبِسَاطِ سُلَیْمَانَ علیه السلام فَذَهَبَ وَ وَافَی بَعْدَ لَحْظَةٍ وَ مَعَهُ بِسَاطٌ طُولُهُ أَرْبَعُونَ فِی أَرْبَعِینَ مِنَ الشَّعْرِ الْأَبْیَضِ فَأَلْقَی فِی صَحْنِ الْمَسْجِدِ وَ غَابَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِبِلَالٍ وَ ثَوْبَانَ مَوْلَیَیْهِ أَخْرِجَا هَذَا الْبِسَاطَ إِلَی بَابِ الْمَسْجِدِ وَ ابْسُطَاهُ فَفَعَلَا ذَلِكَ وَ قَامَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لِأَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سَلْمَانَ قُومُوا وَ لْیَقْعُدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَی طَرَفٍ مِنَ الْبِسَاطِ وَ لْیَقْعُدْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی وَسَطِهِ فَفَعَلُوا وَ نَادَی یَا منشبةُ فَإِذَا بِرِیحٍ دَخَلَتْ تَحْتَ الْبِسَاطِ فَرَفَعَتْهُ حَتَّی وَضَعَتْهُ بِبَابِ الْكَهْفِ الَّذِی فِیهِ أَصْحَابُ الْكَهْفِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِأَبِی بَكْرٍ تَقَدَّمْ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّكَ شَیْخُ قُرَیْشٍ فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا أَقُولُ فَقَالَ علیه السلام قُلِ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَیُّهَا الْفِتْیَةُ الَّذِینَ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا نُجَبَاءَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی الْكَهْفِ وَ هُوَ مَسْدُودٌ فَنَادَی بِمَا قَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ فَجَاءَ وَ جَلَسَ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا أَجَابُونِی فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُمْ یَا عُمَرُ ثُمَّ قُلْ كَمَا قَالَهُ صَاحِبُكَ فَقَامَ وَ قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ یُجِبْ أَحَدٌ مَقَالَتَهُ فَجَاءَ وَ جَلَسَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِعُثْمَانَ قُمْ أَنْتَ وَ قُلْ مِثْلَ قَوْلِهِمَا فَقَامَ وَ قَالَ فَلَمْ یُكَلِّمْهُ أَحَدٌ فَجَاءَ وَ جَلَسَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِسَلْمَانَ تَقَدَّمْ أَنْتَ وَ سَلِّمْ عَلَیْهِمْ فَقَامَ وَ تَقَدَّمَ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَةِ الثَّلَاثَةِ

ص: 146


1- 1. إرشاد القلوب 2: 78- 80.

وَ إِذَا بِقَائِلٍ یَقُولُ مِنْ دَاخِلِ الْكَهْفِ أَنْتَ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَكَ بِالْإِیمَانِ وَ أَنْتَ مِنْ خَیْرٍ وَ إِلَی خَیْرٍ وَ لَكِنَّا أُمِرْنَا أَنْ لَا نَرُدَّ إِلَّا عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ فَجَاءَ وَ جَلَسَ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا نُجَبَاءَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ الْوَافِینَ بِعَهْدِهِ نِعْمَ الْفِتْیَةُ أَنْتُمْ وَ إِذَا بِأَصْوَاتِ جَمَاعَةٍ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدَ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ فَازَ وَ اللَّهِ مَنْ وَالاكَ وَ خَابَ مَنْ عَادَاكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِمَ لَمْ تُجِیبُوا أَصْحَابِی فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّا نَحْنُ أَحْیَاءٌ مَحْجُوبُونَ عَنِ الْكَلَامِ وَ لَا نُجِیبُ إِلَّا الْأَنْبِیَاءَ أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ عَلَی الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِكَ حَتَّی یَظْهَرَ حَقُّ اللَّهِ عَلَی أَیْدِیهِمْ ثُمَّ سَكَتُوا وَ أَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام المنشبةَ فَحَمَلَتِ الْبِسَاطَ ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ هُمْ عَلَیْهِ كَمَا كَانُوا وَ أَخْبَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا جَرَی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِذْ أَوَی الْفِتْیَةُ إِلَی الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَیِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً(1).

«12»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زَكَرِیَّا الزُّجَاجِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ فِیمَا وُلِّیَ بِمَنْزِلَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ قَالَ لَهُ سُبْحَانَهُ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (2).

«13»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ رَحِیمٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: افْتَقَدْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لَمْ أَرَهُ بِالْمَدِینَةِ أَیَّاماً فَغَلَبَنِی الشَّوْقُ فَجِئْتُ فَأَتَیْتُ أُمَّ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِیَّةَ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ فَخَرَجَتْ وَ هِیَ تَقُولُ مَنْ بِالْبَابِ فَقُلْتُ أَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ مَا حَاجَتُكَ یَا أَخَا الْأَنْصَارِیَّ فَقُلْتُ إِنِّی فَقَدْتُ (3) سَیِّدِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ أَرَهُ بِالْمَدِینَةِ مُذْ أَیَّامٍ فَغَلَبَنِی الشَّوْقُ إِلَیْهِ أَتَیْتُكِ لِأَسْأَلَكِ مَا فَعَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَتْ یَا جَابِرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی السَّفَرِ فَقُلْتُ فِی أَیِ

ص: 147


1- 1. مخطوط، و لم نظفر بنسخته. و الآیة فی سورة الكهف: 10.
2- 2. مخطوط، و الآیة فی سورة ص: 39.
3- 3. فی المصدر: فقالت ما حاجتك؟ قلت: إنی فقدت اه. و فی( م) و( د): فقالت: یا جابر ما حاجتك؟.

سَفَرٍ؟ فَقَالَتْ یَا جَابِرُ عَلِیٌّ فِی برحات (1) مُنْذُ ثَلَاثٍ فَقُلْتُ فِی أَیِّ برحات فَأَجَافَتِ الْبَابَ (2) دُونِی فَقَالَتْ یَا جَابِرُ ظَنَنْتُكَ أَعْلَمَ مِمَّا أَنْتَ (3) صِرْ إِلَی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّكَ سَتَرَی عَلِیّاً فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِسَاجِدٍ مِنْ نُورٍ وَ سَحَابٍ مِنْ نُورٍ وَ لَا أَرَی عَلِیّاً فَقُلْتُ یَا عَجَباً غَرَّتْنِی أُمُّ سَلَمَةَ فَتَلَبَّثْتُ قَلِیلًا إِذْ تَطَامَنَ السَّحَابُ وَ انْشَقَّتْ وَ نَزَلَ مِنْهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فِی كَفِّهِ سَیْفٌ یَقْطُرُ دَماً فَقَامَ إِلَیْهِ السَّاجِدُ فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِی نَصَرَكَ عَلَی أَعْدَائِكَ وَ فَتَحَ عَلَی یَدِكَ (4) لَكَ إِلَیَّ حَاجَةٌ قَالَ حَاجَتِی إِلَیْكَ أَنْ تَقْرَأَ مَلَائِكَةَ السَّمَاوَاتِ مِنِّی السَّلَامَ وَ تُبَشِّرُهُمْ بِالنَّصْرِ ثُمَّ رَكِبَ السَّحَابَ فَطَارَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ أَرَكَ بِالْمَدِینَةِ أَیَّاماً فَغَلَبَنِی الشَّوْقُ إِلَیْكَ فَأَتَیْتُ أُمَّ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِیَّةَ لِأَسْأَلَهَا عَنْكَ فَوَقَفْتُ بِالْبَابِ فَخَرَجَتْ تَقُولُ (5) مَنْ بِالْبَابِ فَقُلْتُ أَنَا جَابِرٌ فَقَالَتْ مَا حَاجَتُكَ یَا أَخَا الْأَنْصَارِ فَقُلْتُ إِنِّی فَقَدْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَمْ أَرَهُ بِالْمَدِینَةِ فَأَتَیْتُكِ لِأَسْأَلَكِ مَا فَعَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَتْ یَا جَابِرُ اذْهَبْ إِلَی الْمَسْجِدِ سَتَرَاهُ (6) فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِسَاجِدٍ مِنْ نُورٍ وَ سَحَابٍ مِنْ نُورٍ وَ لَا أَرَاكَ فَلَبِثْتُ قَلِیلًا إِذْ تَطَامَنَ السَّحَابُ وَ انْشَقَّتْ وَ نَزَلَتْ وَ فِی یَدِكَ سَیْفٌ یَقْطُرُ دَماً فَأَیْنَ كُنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ یَا جَابِرُ كُنْتُ فِی برحات مُنْذُ ثَلَاثٍ فَقُلْتُ وَ أَیْشٍ (7) صَنَعْتَ فِی برحات فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ مَا أَغْفَلَكَ

أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ وَلَایَتِی عُرِضَتْ عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِیهَا وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ مَنْ فِیهَا فَأَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْجِنِّ وَلَایَتِی فَبَعَثَنِی حَبِیبِی مُحَمَّدٌ بِهَذَا السَّیْفِ فَلَمَّا وَرَدَتِ الْجِنُّ افْتَرَقَتِ الْجِنُّ ثَلَاثَ

ص: 148


1- 1. فی المصدر:« برجات» فی الموضعین و كذا فیما یأتی.
2- 2. أجاف الباب: رده.
3- 3. فی المصدر: مما أنت فیه.
4- 4. فی المصدر: علی یدیك.
5- 5. فی المصدر: فخرجت و هی تقول.
6- 6. فی المصدر: فانك ستراه.
7- 7. أی و أی شی ء.

فِرَقٍ فِرْقَةً طَارَتْ بِالْهَوَاءِ فَاحْتَجَبَتْ مِنِّی وَ فِرْقَةٌ آمَنَتْ بِی وَ هِیَ الْفُرْقَةُ الَّتِی نُزِّلَ (1) فِیهَا الْآیَةُ مِنْ قُلْ أُوحِیَ وَ فِرْقَةٌ جَحَدَتْنِی حَقِّی فَجَادَلْتُهَا بِهَذَا السَّیْفِ سَیْفِ حَبِیبِی مُحَمَّدٍ حَتَّی قَتَلْتُهَا عَنْ آخِرِهَا فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَنْ كَانَ السَّاجِدَ قَالَ أَكْرَمُ الْمَلَائِكَةِ(2) عَلَی اللَّهِ صَاحِبُ الْحُجُبِ وَكَّلَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِی إِذَا كَانَ أَیَّامُ الْجُمُعَةِ یَأْتِینِی بِأَخْبَارِ السَّمَاوَاتِ وَ السَّلَامِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ یَأْخُذُ السَّلَامَ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ إِلَیَ (3).

بیان: البرحات كأنه جمع البراح و هو المتسع من الأرض لا زرع بها و لا شجر و هو غیر موافق للقیاس و فی بعض النسخ بالجیم و كأنه أیضا جمع البرج علی غیر القیاس و لعل فیه تصحیفا و التطامن الانخفاض.

«14»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُهْدِیَ لِرَسُولِ اللَّهِ بِسَاطٌ مِنْ خَنْدَقٍ فَقَالَ لِی یَا أَنَسُ ابْسُطْهُ فَبَسَطْتُهُ ثُمَّ قَالَ ادْعُ الْعَشَرَةَ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَیْهِ أَمَرَهُمْ بِالْجُلُوسِ عَلَی الْبِسَاطِ ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام وَ نَاجَاهُ طَوِیلًا ثُمَّ رَجَعَ عَلِیٌّ عَلَی الْبِسَاطِ(4) ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَحَمَلَتْنَا الرِّیحُ قَالَ فَإِذَا الْبِسَاطُ یَدُفُّ بِنَا دَفّاً(5) ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ ضَعِینَا ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ أَ تَدْرُونَ فِی أَیِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ قُلْنَا لَا قَالَ هَذَا مَوْضِعُ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ قُومُوا فَسَلِّمُوا عَلَی إِخْوَانِكُمْ قَالَ أَنَسٌ فَقُمْنَا رَجُلًا رَجُلًا فَسَلَّمْنَا عَلَیْهِمْ فَلَمْ یَرُدُّوا عَلَیْنَا السَّلَامَ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا مَعْشَرَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ فَقَالُوا وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ فَقُلْتُ مَا بَالُهُمْ رَدُّوا عَلَیْكَ وَ لَمْ یَرُدُّوا عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُمْ مَا بَالُكُمْ لَمْ تَرُدُّوا عَلَی إِخْوَانِی فَقَالُوا إِنَّا مَعْشَرَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ

ص: 149


1- 1. فی المصدر: نزلت.
2- 2. فی المصدر: فقال لی: یا جابر إن الساجد أكرم الملائكة اه.
3- 3. تفسیر فرات: 192 و 193.
4- 4. فی المصدر: ثم رجع فجلس علی البساط.
5- 5. دف الطائر: حرك جناحیه كالحمام. و فی المصدر:« یذف بنا ذفا» و ذف الامر: أسرع.

لَا نُكَلِّمُ بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیّاً قَالَ (1) یَا رِیحُ احْمِلِینَا فَحَمَلَتْنَا تَدُفُّ بِنَا دَفّاً(2) ثُمَّ قَالَ یَا رِیحُ ضَعِینَا فَوَضَعَتْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِالْحَرَّةِ قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نُدْرِكُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی آخِرِ رَكْعَةٍ فَتَوَضَّأْنَا وَ أَتَیْنَاهُ وَ إِذَا النَّبِیُّ یَقْرَأُ فِی آخِرِ رَكْعَةٍ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِیمِ كانُوا مِنْ آیاتِنا عَجَباً(3).

وَ زَادَ الثَّعْلَبِیُّ فِی هَذَا الْحَدِیثِ عَلَی ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ: قَالَ فَصَارُوا إِلَی رَقْدَتِهِمْ (4) إِلَی آخِرِ الزَّمَانِ عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِیِّ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ الْمَهْدِیَّ یُسَلِّمُ عَلَیْهِمْ فَیُحْیِیهِمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ ثُمَّ یَرْجِعُونَ إِلَی رَقْدَتِهِمْ فَلَا یَقُومُونَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(5).

مد، [العمدة] بإسناده عن ابن المغازلی عن أبی طاهر محمد بن علی البغدادی عن أبی بكر أحمد بن جعفر الجبلی عن عمر بن أحمد عن عمر بن الحسن بن إدریس عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن أبان عن أنس بن مالك: مثله (6).

«15»- ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زِیَادِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَتَیْتُ فَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا فَقُلْتُ لَهَا أَیْنَ بَعْلُكِ فَقَالَتْ عَرَجَ بِهِ جَبْرَئِیلُ إِلَی السَّمَاءِ فَقُلْتُ فِیمَا ذَا فَقَالَتْ إِنَّ نَفَراً مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَشَاجَرُوا فِی شَیْ ءٍ فَسَأَلُوا حَكَماً مِنَ الْآدَمِیِّینَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ أَنْ تَخَیَّرُوا فَاخْتَارُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(7).

ص: 150


1- 1. فی المصدر: ثم قال.
2- 2. فی المصدر: تذف بنا ذفا.
3- 3. سورة الكهف: 9.
4- 4. الرقدة: النومة.
5- 5. الطرائف: 21.
6- 6. العمدة: 194 و 195.
7- 7. الاختصاص: 213.

باب 81 أن اللّٰه تعالی ناجاه صلوات اللّٰه علیه و أن الروح یلقی إلیه و جبرئیل أملی علیه

«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَجْلَحِ (1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَاجَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ طَائِفٍ فَأَطَالَ مُنَاجَاتَهُ فَرُئِیَ الْكَرَاهَةُ فِی وُجُوهِ رِجَالٍ فَقَالُوا قَدْ أَطَالَ مُنَاجَاتَهُ مُنْذُ الْیَوْمِ فَقَالَ مَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ (2).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابن الصلت عن ابن عقدة عن أحمد بن یحیی بن زكریا عن إسماعیل بن أبان عن عبد اللّٰه بن المسلم الملائی عن الأجلح: مثله (3).

«2»- خص، [منتخب البصائر] مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیُّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَّهَ عَلِیّاً علیه السلام إِلَی الْیَمَنِ لِیَقْضِیَ بَیْنَهُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَا وَرَدَتْ عَلَیَّ قَضِیَّةٌ إِلَّا حَكَمْتُ فِیهَا بِحُكْمِ اللَّهِ وَ حُكْمِ رَسُولِهِ فَقَالَ صَدَقُوا فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ وَ لَمْ یَكُنْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَائِباً فَقَالَ كَانَ یَتَلَقَّاهُ بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (4).

«3»- خص، [منتخب البصائر] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ حَرِیشٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام:

ص: 151


1- 1. بتقدیم المعجمة علی المهملة، وثقه ثقة ابن معین و غیره و ضعفه النسائی، و هو شیعی مات سنة 145.
2- 2. أمالی الشیخ: 163. و فیه: ما أنا انتجیته و لكن اللّٰه عزّ و جلّ انتجاه.
3- 3. أمالی الشیخ: 211.
4- 4. مختصر بصائر الدرجات: 1. و فیه: یتلقی به روح القدس.

إِنَّ الْأَوْصِیَاءَ مُحَدَّثُونَ یُحَدِّثُهُمْ رُوحُ الْقُدُسِ وَ لَا یَرَوْنَهُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَعْرِضُ عَلَی رُوحِ الْقُدُسِ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ فَیُوجِسُ (1) فِی نَفْسِهِ أَنْ قَدْ أَصَبْتَ الْجَوَابَ فَیُخْبِرُ بِهِ فَیَكُونُ كَمَا قَالَ (2).

«4»- ختص، [الإختصاص] عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُمْلِی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام صَحِیفَةً فَلَمَّا بَلَغَ نِصْفَهَا وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ رَأْسَهُ فِی حِجْرِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ كَتَبَ عَلِیٌّ علیه السلام حَتَّی امْتَلَأَتِ الصَّحِیفَةُ فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ رَأْسَهُ قَالَ مَنْ أَمْلَی عَلَیْكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بَلْ أَمْلَی عَلَیْكَ جَبْرَئِیلُ (3).

«5»- ختص، [الإختصاص] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ دَعَا بِدَفْتَرٍ فَأَمْلَی عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَطْنَهُ وَ أُغْمِیَ عَلَیْهِ فَأَمْلَی عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ ظَهْرَهُ فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَنْ أَمْلَی عَلَیْكَ هَذَا یَا عَلِیُّ فَقَالَ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا أَمْلَیْتُ عَلَیْكَ بَطْنَهُ وَ جَبْرَئِیلُ أَمْلَی عَلَیْكَ ظَهْرَهُ وَ كَانَ قُرْآناً یُمْلِی عَلَیْهِ (4).

«6»- ختص، [الإختصاص] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ(5) عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ كَرَّامٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّا نَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ وَ یُوقَرُ فِی صَدْرِهِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً فَلَمَّا أَرَانِی قَدْ كَبُرَ عَلَیَّ قَالَ (6) إِنَّ عَلِیّاً یَوْمَ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ كَانَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ یُحَدِّثَانِهِ (7).

ص: 152


1- 1. أوجس الرجل: أحس و أضمر. و فی المصدر: فیوجس عن نفسه.
2- 2. مختصر بصائر الدرجات: 1 و 2.
3- 3. الاختصاص: 275.
4- 4. الاختصاص: 275.
5- 5. الصحیح كما فی المصدر« الحسن بن علیّ بن عبد اللّٰه بن المغیرة» و یوجد ترجمته مع الاعظام و التبجیل و التفصیل فی جامع الرواة 1: 212 و سائر كتب التراجم.
6- 6. فی المصدر: و لما رآنی قد كبر علیّ قوله فقال اه.
7- 7. الاختصاص: 286.

«7»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْفَضَالَةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أُدَیْمٍ أَخِی أَیُّوبَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ بَلَغَنِی أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ نَاجَی عَلِیّاً علیه السلام قَالَ أَجَلْ قَدْ كَانَ بَیْنَهُمَا مُنَاجَاةٌ بِالطَّائِفِ نَزَلَ بَیْنَهُمَا جَبْرَئِیلُ (1).

ختص، [الإختصاص] أَحْمَدُ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ رَسُولَهُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ التَّأْوِیلَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیّاً ذَلِكَ كُلَّهُ (2).

«8»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ سَلَمَةَ بْنَ كُهَیْلٍ یَرْوِی فِی عَلِیٍّ علیه السلام شَیْئاً(3) قَالَ مَا هِیَ قُلْتُ حَدَّثَنِی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ مُحَاصِراً أَهْلَ الطَّائِفِ وَ أَنَّهُ خَلَا بِعَلِیٍّ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَجَباً لِمَا نَحْنُ فِیهِ مِنَ الشِّدَّةِ وَ إِنَّهُ یُنَاجِی هَذَا الْغُلَامَ مُنْذُ الْیَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنَا بِمُنَاجِی لَهُ (4) إِنَّمَا یُنَاجِی رَبَّهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّمَا هَذِهِ أَشْیَاءُ تُعْرَفُ (5) بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (6).

بیان: لعل مراده علیه السلام أن فضائله و مناقبه یشهد بعضها لبعض بالصحة ففیه تصدیق مع برهان أو المعنی أن هذه المناقب تدل علی إمامته.

«9»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ صَفْوَانَ وَ مُحَمَّدٌ عَنْ

ص: 153


1- 1. بصائر الدرجات: 82. و فیه: و نزل بینهما جبرئیل.
2- 2. الاختصاص: 327. و الزیادة لیست فیه بل هی فی بصائر الدرجات. و الظاهر وقوع الاشتباه بین الرمزین.
3- 3. فی الاختصاص: أشیاء كثیرة.
4- 4. فی الاختصاص: ما أنا بمناجیه.
5- 5. فی الاختصاص: نعم إنّما هذه اشیاء یعرف اه.
6- 6. فی الاختصاص: 327. بصائر الدرجات: 120.

مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ(1) عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَزْوَةِ الطَّائِفِ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَنَاجَاهُ فَقَالَ النَّاسُ وَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ نَاجَاهُ (2) دُونَنَا فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنِّی نَاجَیْتُ عَلِیّاً إِنِّی وَ اللَّهِ مَا نَاجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ نَاجَاهُ قَالَ فَعَرَضْتُ هَذَا الْحَدِیثَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَیُقَالُ (3).

«10»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ الطَّائِفِ نَاجَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ انْتَجَیْتَهُ دُونَنَا فَقَالَ مَا انْتَجَیْتُهُ بَلِ اللَّهُ نَاجَاهُ (4).

«11»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّیْشَابُورِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیُّ عَنْ مَنِیعٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً یَوْمَ خَیْبَرَ فَتَفَلَ فِی عَیْنَیْهِ قَالَ لَهُ إِذَا أَنْتَ فَتَحْتَهَا فَقِفْ بَیْنَ النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِذَلِكَ قَالَ أَبُو رَافِعٍ فَمَضَی عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَنَا مَعَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ افْتَتَحَ خَیْبَرَ وَ وَقَفَ بَیْنَ النَّاسِ وَ أَطَالَ الْوُقُوفَ فَقَالَ النَّاسُ إِنَّ عَلِیّاً یُنَاجِی رَبَّهُ فَلَمَّا مَكَثَ سَاعَةً أَمَرَ بِانْتِهَابِ الْمَدِینَةِ الَّتِی فَتَحَهَا قَالَ أَبُو رَافِعٍ فَأَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ إِنَّ عَلِیّاً وَقَفَ بَیْنَ النَّاسِ كَمَا أَمَرْتَهُ قَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ نَاجَاهُ فَقَالَ نَعَمْ یَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ اللَّهَ نَاجَاهُ یَوْمَ الطَّائِفِ وَ یَوْمَ عَقَبَةِ تَبُوكَ وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ (5).

ص: 154


1- 1. فی الاختصاص: عن صفوان بن یحیی عن معاویة بن عمار. و فی البصائر: عن صفوان و محمّد بن معاویة بن عمار. لكنه سهو.
2- 2. فی الاختصاص: انتجاء.
3- 3. الاختصاص: 199 و 200 بصائر الدرجات: 120.
4- 4. بصائر الدرجات: 120 و 121. و رواه فی الاختصاص: 200. و الظاهر سقوط الرمز عند النسخ.
5- 5. بصائر الدرجات: 121. و رواه فی الاختصاص: 327 و 328. و فیه: فسمعت قوما منهم یقولون اه.

«12»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مَنِیعٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ تَتْرُكُ مَنْ نَاجَیْتُهُ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ تَبْعَثُ مَنْ لَمْ أُنَاجِهِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ أَوْصِنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ یُوصِیكَ وَ یُنَاجِیكَ قَالَ فَنَاجَاهُ یَوْمَ بَرَاءَةَ قَبْلَ صَلَاةِ الْأُولَی إِلَی صَلَاةِ الْعَصْرِ(1).

«13»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مَنِیعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی نَاجَی عَلِیّاً یَوْمَ غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(2).

«14»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ الطَّائِفِ نَاجَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ نَاجَاهُ دُونَنَا فَقَالَ مَا أَنَا أُنَاجِی بَلِ اللَّهُ نَاجَاهُ (3).

«15»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَاجَی عَلِیّاً یَوْمَ الطَّائِفِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ نَاجَیْتَ عَلِیّاً مِنْ بَیْنِنَا وَ هُوَ أَحْدَثُنَا سِنّاً فَقَالَ مَا أَنَا أُنَاجِیهِ بَلِ اللَّهُ یُنَاجِیهِ (4).

«16»- ختص، [الإختصاص] یر، [بصائر الدرجات] بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مَنِیعٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَهْلِ الطَّائِفِ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی یَفْتَحُ اللَّهُ بِهِ الْخَیْبَرَ سَوْطُهُ سَیْفُهُ (5) فَیُشْرِفُ النَّاسُ لَهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ اذْهَبْ بِالطَّائِفِ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَرْحَلَ إِلَیْهَا بَعْدَ أَنْ رَحَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام(6) فَلَمَّا صَارَ إِلَیْهَا كَانَ عَلِیٌّ رَأْسَ الْجَبَلِ (7) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 155


1- 1. الاختصاص: 200. بصائر الدرجات: 121.
2- 2. الاختصاص: 200. بصائر الدرجات: 121.
3- 3. أورد الروایة تحت الرقم العاشر، و قد أشرنا انها مرویة فی الاختصاص ایضا: 200.
4- 4. الاختصاص: 200. بصائر الدرجات: 121.
5- 5. فی المصدرین: سیفه سوطه.
6- 6. فی الاختصاص: بعد دخول علیّ علیه السلام.
7- 7. فی الاختصاص: كان علیّ علی رأس الجبل.

اثْبُتْ فَثَبَتَ فَسَمِعْنَا مِثْلَ صَرِیرِ الزَّجَلِ فَقِیلَ (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا قَالَ إِنَّ اللَّهَ یُنَاجِی عَلِیّاً علیه السلام(2).

«17»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَقُولُ وَجَّهَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ وَ الْوَحْیُ یَنْزِلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمَدِینَةِ فَحَكَمْتُ بَیْنَهُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ حَتَّی لَقَدْ كَانَ الْحُكْمُ یَزْهَرُ فَقَالَ صَدَقُوا قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا وَرَدَتْ عَلَیْهِ قَضِیَّةٌ لَمْ یَنْزِلِ الْحُكْمُ فِیهَا فِی كِتَابِ اللَّهِ تَلَقَّاهُ بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (4).

«18»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوَارِزْمِیِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً یَوْمَ الطَّائِفِ فَانْتَجَاهُ فَقَالَ النَّاسُ لَقَدْ طَالَ نَجْوَاهُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اللَّهِ مَا أَنَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ.

وَ ذَكَرَهُ النَّسَائِیُّ فِی صَحِیحِهِ وَ أَوْرَدَهُ التِّرْمِذِیُّ أَیْضاً فِی صَحِیحِهِ وَ ذَكَرَ بَعْدُ: وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ یَعْنِی أَنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی (5).

یف، [الطرائف] ابن المغازلی من عدة طرق بأسانیدها: مثله (6).

«19»- مد، [العمدة] مَنَاقِبُ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ الدُّهْنِیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَاجَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الطَّائِفِ عَلِیّاً علیه السلام وَ طَالَ نَجْوَاهُ فَقَالَ

ص: 156


1- 1. الزجل: صوت الرعد. و فی المصدرین: فقال.
2- 2. الاختصاص: 200- 201. بصائر الدرجات: 121.
3- 3. فی المصدر: او عمن رواه محمّد بن الحسین.
4- 4. بصائر الدرجات: 133.
5- 5. كشف الغمّة: 85.
6- 6. الطرائف: 20.

أَحَدُ الرَّجُلَیْنِ لَقَدْ طَالَ نَجْوَاهُ لِابْنِ عَمِّهِ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا أَنَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ (1).

بیان: رواه عن ابن المغازلی بستة أسانید(2) اقتصرنا منها علی واحد و رواه ابن الأثیر فی جامع الأصول من صحیح الترمذی عن جابر(3) فقد ثبت بنقل الفریقین هذا الخبر بأسانید متعددة صحته و تواتره و هذه درجة تضاهی النبوة بل تربی (4) علی درجة بعض الأنبیاء الذین كان نبوتهم بالنوم و مثل هذا لا یكون رعیة لمن لا ینتجیه إلا الشیطان، باعترافه (5) و قد مضی أخبار روح القدس فی كتاب الإمامة و سیأتی كونه علیه السلام محدثا وَ قَالَ الْجَزَرِیُّ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام: دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الطَّائِفِ فَانْتَجَاهُ فَقَالَ النَّاسُ لَقَدْ طَالَ نَجْوَاهُ فَقَالَ مَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ. أی إن اللّٰه أمرنی أن أناجیه انتهی (6).

أقول: أیّد الخبر بنقله و لا حجة له علی تأویله سوی التعصب و العناد مع أن فیما ذكره أیضا فضل عظیم لا یخفی علی من له عقل سلیم.

ص: 157


1- 1. العمدة: 189.
2- 2. راجع العمدة: 189- 190.
3- 3. راجع التیسیر 3: 238.
4- 4. أربی علیه: زاد علیه.
5- 5. إشارة إلی قول أبی بكر:« أما و اللّٰه ما أنا بخیركم، و لقد كنت لمقامی هذا كارها و لوددت أن فیكم من یكفینی، أ فتظنون أنی أعمل فیكم بسنة رسول اللّٰه؟ إذن لا أقوم بها إن رسول اللّٰه كان یعصم بالوحی، و كان معه ملك، و إن لی شیطانا یعترینی اه» راجع طبقات ابن سعد 3: 151، الإمامة و السیاسة 1: 16، تاریخ الطبریّ 3: 210، الصفوة 1: 99، شرح نهج البلاغة 3: 8 و- 4: 167، كنز العمّال 3: 126.
6- 6. النهایة 4: 130.

باب 82 إراءته علیه السلام ملكوت السماوات و الأرض و عروجه إلی السماء

«1»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ جَالِسٌ إِذْ قَالَ یَا عَلِیُّ أَ لَمْ أُشْهِدْكَ مَعِی سَبْعَةَ مَوَاطِنَ حَتَّی ذَكَرَ الْمَوَاطِنَ الثالثة [الثَّلَاثَةَ](1) وَ الْمَوَاطِنَ الرابعة [الْأَرْبَعَةَ] لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ أُرِیتُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ رُفِعْتُ إِلَی هُنَاكَ حَتَّی نَظَرْتُ فِیهَا(2) وَ اشْتَقْتُ إِلَیْكَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی وَ لَمْ أَرَ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَهُ (3).

یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ أَوْ غَیْرِهِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ بَشَّارٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ رُفِعَتْ لِی حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی مَا فِیهَا(4).

«2»- یج، [الخرائج و الجرائح] سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ زَكَرِیَّا بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤْمِنِ عَنْ حَسَّانَ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْهَدَكَ مَعِی سَبْعَةَ مَوَاطِنَ ذَكَرَهَا(5) حَتَّی ذَكَرَ الْمَوْطِنَ الثَّانِیَ فَقَالَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَأَسْرَی بِی إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ أَیْنَ أَخُوكَ قُلْتُ وَدَّعْتُهُ (6) خَلْفِی فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ یَأْتِكَ بِهِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی وَ كُشِطَ(7)

ص: 158


1- 1. فی المصدر: الثلاثة.
2- 2. فی المصدر: حتی نظرت ما فیها.
3- 3. الخرائج: 142 و 143.
4- 4. بصائر الدرجات: 29 و 30.
5- 5. فی المصدر: فذكرها.
6- 6. فی المصدر: أودعته.
7- 7. كشط الغطاء عن الشی ء: نزعه و كشف عنه.

لِی عَنِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ فِیهَا فَلَمْ أَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَهُ كَمَا رَأَیْتُهُ (1).

یر، [بصائر الدرجات] محمد بن عیسی عن أبی عبد اللّٰه المؤمن عن علی بن حسان عن أبی داود السبیعی عن بریدة: مثله (2).

«3»- یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَعْطَانِیَ اللَّهُ تَعَالَی خَمْساً وَ أَعْطَی عَلِیّاً خَمْساً أَعْطَانِی جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً جَوَامِعَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَنِی نَبِیّاً وَ جَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَعْطَانِی الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِیلَ وَ أَعْطَانِی الْوَحْیَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَی بِی إِلَیْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبَ حَتَّی نَظَرَ إِلَیَّ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهِ قَالَ ثُمَّ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنِی بِهِ رَبِّی قَالَ یَا مُحَمَّدُ انْظُرْ تَحْتَكَ فَنَظَرْتُ إِلَی الْحُجُبِ قَدِ انْخَرَقَتْ وَ إِلَی أَبْوَابِ السَّمَاءِ قَدِ انْفَتَحَتْ وَ نَظَرْتُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَكَلَّمْتُهُ وَ كَلَّمَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَا كَلَّمَكَ رَبُّكَ قَالَ لِی (4) یَا مُحَمَّدُ إِنِّی جَعَلْتُ عَلِیّاً وَصِیَّكَ وَ وَزِیرَكَ وَ خَلِیفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ فَأَعْلِمْهُ فَهَا هُوَ یَسْمَعُ كَلَامَكَ فَأَعْلَمْتُهُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ لِی قَدْ قَبِلْتَ وَ أَطَعْتَ فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی الْمَلَائِكَةَ یَتَبَاشَرُونَ بِهِ وَ مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ إِلَّا هَنَّأَنِی (5) وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ دَخَلَ السُّرُورُ عَلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ بِاسْتِخْلَافِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ابْنَ عَمِّكَ وَ رَأَیْتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ قَدْ نَكَسُوا رُءُوسَهُمْ إِلَی الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَ نَكَسُوا حَمَلَةُ الْعَرْشِ رُءُوسَهُمْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا مِنْ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا وَ قَدْ نَظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام اسْتِبْشَاراً بِهِ

ص: 159


1- 1. الخرائج: 143. و فیه: إلّا و قد رأیته انت.
2- 2. بصائر الدرجات: 29.
3- 3. قد رویت الروایة فی الفضائل و كذا الروضة عن ابن عبّاس و ابن مسعود.
4- 4. الصحیح: قال قال لی.
5- 5. الظاهر: هنئونی.

مَا خَلَا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَإِنَّهُمْ اسْتَأْذَنُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَنَظَرُوا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَلَمَّا هَبَطْتُ جَعَلْتُ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ وَ هُوَ یُخْبِرُنِی فَعَلِمْتُ أَنِّی لَمْ أُوطِئْ مَوْطِئاً إِلَّا وَ قَدْ كُشِفَ لِعَلِیٍّ عَنْهُ حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ عَلَیْكَ بِمَوَدَّةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَقْبَلُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ عَبْدٍ حَسَنَةً حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ یَقُولُ اعْلَمْ فَمَنْ مَاتَ عَلَی وَلَایَتِهِ قُبِلَ عَمَلُهُ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ یَأْتِ بِوَلَایَتِهِ لَا یُقْبَلُ مِنْ عَمَلِهِ شَیْ ءٌ ثُمَّ یُؤْمَرُ بِهِ إِلَی النَّارِ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ النَّارَ لَأَشَدُّ غَضَباً عَلَی مُبْغِضِ عَلِیٍّ مِنْهُمْ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَلَداً یَا ابْنَ عَبَّاسٍ لَوْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْمُرْسَلِینَ اجْتَمَعُوا عَلَی بُغْضِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مَعَ مَا یَقَعُ مِنْ عِبَادَتِهِمْ فِی السَّمَاوَاتِ لَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی فِی النَّارِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ یُبْغِضُهُ أَحَدٌ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ نَعَمْ یُبْغِضُهُ قَوْمٌ یَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ بُغْضِهِمْ لَهُ تَفْضِیلَهُمْ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ عَلَیْهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی وَ لَا وَصِیّاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْ وَصِیِّی قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمْ أَزَلْ لَهُ كَمَا أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْصَانِی بِالصَّلَاةِ وَ أَوْصَانِی بِمَوَدَّتِهِ وَ إِنَّهُ لَأَكْبَرُ عَمَلِی عِنْدِی.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ مَضَی مِنَ الزَّمَانِ مَا مَضَی وَ حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ الْوَفَاةُ قُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ فَمَا تَأْمُرُنِی قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ عَلِیّاً وَ لَا تَكُونَنَّ لَهُمْ ظَهِیراً وَ لَا وَلِیّاً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَ لَا تَأْمُرُ النَّاسَ بِتَرْكِ مُخَالَفَتِهِ قَالَ فَبَكَی صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ سَبَقَ فِیهِمْ عِلْمُ رَبِّی وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَخْرُجُ أَحَدٌ خَالَفَهُ مِنَ الدُّنْیَا وَ أَنْكَرَ حَقَّهُ حَتَّی یُغَیِّرَ اللَّهُ تَعَالَی مَا بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَی اللَّهَ تَعَالَی وَ هُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَاسْلُكْ طَرِیقَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مِلْ مَعَهُ حَیْثُ مَالَ وَ ارْضَ بِهِ إِمَاماً وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ احْذَرْ أَنْ یَدْخُلَكَ شَكٌ

ص: 160

فِیهِ فَإِنَّ الشَّكَّ فِی عَلِیٍّ كُفْرٌ بِاللَّهِ تَعَالَی (1).

«4»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الدُّورِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی مَنْزِلِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ (2) یَا مُحَمَّدُ إِنَّ مَلَأً مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ یُجَادِلُونَ فِی شَیْ ءٍ حَتَّی كَثُرَ بَیْنَهُمُ الْجِدَالُ فِیهِمْ وَ هُمْ مِنَ الْجِنِّ مِنْ قَوْمِ إِبْلِیسَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ إِلَّا إِبْلِیسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (3) فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی الْمَلَائِكَةِ قَدْ كَثُرَ جِدَالُكُمْ فَتَرَاضَوْا بِحَكَمٍ مِنَ الْآدَمِیِّینَ یَحْكُمُ بَیْنَكُمْ قَالُوا قَدْ رَضِینَا بِحَكَمٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ قَالُوا رَضِینَا(4) بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَهْبَطَ اللَّهُ مَلَكاً مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ الدُّنْیَا بِبِسَاطٍ وَ أَرِیكَتَیْنِ فَهَبَطَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِی جَاءَ فِیهِ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَقْعَدَهُ عَلَی الْبِسَاطِ وَ وَسَّدَهُ بِالْأَرِیكَتَیْنِ ثُمَّ تَفَلَ فِی فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ثَبَّتَ اللَّهُ قَلْبَكَ وَ نَوَّرَ حُجَّتَكَ (5) بَیْنَ عَیْنَیْكَ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَلَمَّا نَزَلَ (6) قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِی عِلْمٍ عَلِیمٌ (7).

ص: 161


1- 1. الفضائل: 177 و 178. و رواه فی الروضة: 39.
2- 2. فی المصدر: فی بیت أمّ سلمة فقال له.
3- 3. سورة الكهف: 50.
4- 4. فی المصدر: قد رضینا.
5- 5. فی المصدر: و صیر حجتك.
6- 6. فی المصدر: فاذا أنزل.
7- 7. تفسیر فرات: 70 و 71. و الآیة فی سورة یوسف: 76.

باب 83 ما وصف إبلیس لعنه اللّٰه و الجن من مناقبه علیه السلام و استیلائه علیهم و جهاده معهم

«1»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَبَّاسِیِّ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ مِرْدَاسٍ الدَّوْلَقِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ الْمَكِّیِّ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الْمَسْعُودِیِّ رَفَعَهُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: مَرَّ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ بِنَفَرٍ یَتَنَاوَلُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَوَقَفَ أَمَامَهُمْ فَقَالَ الْقَوْمُ مَنِ الَّذِی وَقَفَ أَمَامَنَا فَقَالَ أَنَا أَبُو مُرَّةَ فَقَالُوا یَا أَبَا مُرَّةَ أَ مَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا فَقَالَ سَوْأَةً لَكُمْ تَسُبُّونَ مَوْلَاكُمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا لَهُ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ مَوْلَانَا فَقَالَ مِنْ قَوْلِ نَبِیِّكُمْ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ فَقَالُوا لَهُ فَأَنْتَ مِنْ مَوَالِیهِ وَ شِیعَتِهِ فَقَالَ مَا أَنَا مِنْ مَوَالِیهِ وَ لَا مِنْ شِیعَتِهِ وَ لَكِنِّی أُحِبُّهُ وَ مَا یُبْغِضُهُ أَحَدٌ إِلَّا شَارَكْتُهُ فِی الْمَالِ وَ الْوَلَدِ فَقَالُوا لَهُ یَا أَبَا مُرَّةَ فَتَقُولُ فِی عَلِیٍّ شَیْئاً فَقَالَ لَهُمْ اسْمَعُوا مِنِّی مَعَاشِرَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ عَبَدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْجَانِّ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ أَلْفَ سَنَةٍ فَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ الْجَانَّ شَكَوْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَحْدَةَ فَعَرَجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَعَبَدْتُ اللَّهَ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا اثْنَتَیْ عَشْرَةَ أَلْفَ سَنَةٍ أُخْرَی فِی جُمْلَةِ الْمَلَائِكَةِ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نُسَبِّحُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نُقَدِّسُهُ إِذْ مَرَّ بِنَا نُورٌ شَعْشَعَانِیٌّ فَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ لِذَلِكَ النُّورِ سُجَّداً فَقَالُوا سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ نُورُ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَوْ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ لَا نُورُ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ لَا نَبِیٍّ مُرْسَلٍ هَذَا نُورُ طِینَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (1).

ص: 162


1- 1. علل الشرائع: 59. أمالی الصدوق: 209.

بیان: لعل إبلیس لعنه اللّٰه إنما بین لهم من مناقبه علیه السلام لتأكید الحجة علیهم مع علمه بأنهم لا یرجعون عما هم علیه فیكون عذابهم أشد.

«2»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی الدَّهَّانِ قَالَ: كُنْتُ بِبَغْدَادَ عِنْدَ قَاضِی بَغْدَادَ وَ اسْمُهُ سَمَاعَةُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ بَغْدَادَ فَقَالَ لَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِیَ إِنِّی حَجَجْتُ فِی السِّنِینَ الْمَاضِیَةِ فَمَرَرْتُ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلْتُ فِی مَرْجِعِی إِلَی مَسْجِدِهَا فَبَیْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِی الْمَسْجِدِ أُرِیدُ الصَّلَاةَ إِذَا أَمَامِی امْرَأَةٌ أَعْرَابِیَّةٌ بَدَوِیَّةٌ مُرْخِیَةُ الذَّوَائِبِ عَلَیْهَا شَمْلَةٌ وَ هِیَ تُنَادِی وَ تَقُولُ یَا مَشْهُوراً فِی السَّمَاوَاتِ یَا مَشْهُوراً فِی الْأَرَضِینَ یَا مَشْهُوراً فِی الْآخِرَةِ یَا مَشْهُوراً فِی الدُّنْیَا جَهَدَتِ الْجَبَابِرَةُ وَ الْمُلُوكُ عَلَی إِطْفَاءِ نُورِكَ وَ إِخْمَادِ ذِكْرِكَ فَأَبَی اللَّهُ لِذِكْرِكَ إِلَّا عُلُوّاً وَ لِنُورِكَ إِلَّا ضِیَاءً وَ تَمَاماً وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ قَالَ فَقُلْتُ یَا أَمَةَ اللَّهِ وَ مَنْ هَذَا الَّذِی تَصِفِینَهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ قَالَتْ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا أَیُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ هُوَ قَالَتْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی لَا یَجُوزُ التَّوْحِیدُ إِلَّا بِهِ وَ بِوَلَایَتِهِ قَالَ فَالْتَفَتُّ إِلَیْهَا فَلَمْ أَرَ أَحَداً(1).

«3»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ إِذْ أَقْبَلَ ثُعْبَانٌ مِنْ نَاحِیَةِ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَهَمَّ النَّاسُ أَنْ یَقْتُلُوهُ فَأَرْسَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنْ كُفُّوا فَكَفُّوا وَ أَقْبَلَ الثُّعْبَانُ یَنْسَابُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْمِنْبَرِ فَتَطَاوَلَ فَسَلَّمَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَشَارَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَیْهِ أَنْ یَقِفَ حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ وَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ أَقْبَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ خَلِیفَتِكَ عَلَی الْجِنِّ وَ إِنَّ أَبِی مَاتَ وَ أَوْصَانِی أَنْ آتِیَكَ وَ أَسْتَطْلِعَ (2) رَأْیَكَ وَ قَدْ أَتَیْتُكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَا تَأْمُرُنِی بِهِ وَ مَا تَرَی فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أُوصِیكَ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ أَنْ تَنْصَرِفَ وَ تَقُومَ (3)

ص: 163


1- 1. أمالی الصدوق: 245 و 246.
2- 2. فی المصدر: فأستطلع.
3- 3. فی المصدر: فتقوم.

مَقَامَ أَبِیكَ فِی الْجِنِّ فَإِنَّكَ خَلِیفَتِی عَلَیْهِمْ قَالَ فَوَدَّعَ عَمْرٌو أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ انْصَرَفَ وَ هُوَ(1) خَلِیفَتُهُ عَلَی الْجِنِّ فَقُلْتُ لَهُ (2) جُعِلْتُ فِدَاكَ فَیَأْتِیكَ عَمْرٌو وَ ذَاكَ الْوَاجِبُ عَلَیْهِ قَالَ نَعَمْ (3).

یج، [الخرائج و الجرائح] عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (4).

«4»- یر، [بصائر الدرجات] إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ بَیْنَ جِبَالِ تِهَامَةَ إِذَا رَجُلٌ عَلَی عُكَّازَةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لُغَةُ جِنِّیٍّ وَ وَطْؤُهُمْ (5) مِنْ جِبَالِ تِهَامَةَ فَقَالَ مَنِ الرَّجُلُ قَالَ أَنَا هَامُ بْنُ هِیمِ بْنِ لَاقِیسَ السَّلِیمِ بْنِ إِبْلِیسَ قَالَ لَیْسَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ إِبْلِیسَ غَیْرُ أَبَوَیْنِ قَالَ لَا قَالَ أَكَلْتُ عَامَّةَ عُمُرِ الدُّنْیَا(6) قَالَ عَلَی ذَلِكَ كَمْ أَتَی عَلَیْكَ قَالَ كُنْتُ أَیَّامَ قَتْلِ قَابِیلَ هَابِیلَ أَخَاهُ غُلَاماً أَعْلُو الْآكَامَ وَ أَنْهَی عَنِ الِاعْتِصَامِ وَ آمُرُ بِفَسَادِ الطَّعَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ عَمَلُ الشَّیْخِ الْمُتَوَسِّمِ وَ الشَّابِّ الْمُؤَمِّلِ فَقَالَ دَعْ یَا مُحَمَّدُ عَنْكَ اللَّوْمَ وَ الْهَتْكَ فَقَدْ جِئْتُكَ تَائِباً وَ إِنِّی أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّی أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَقَالَ لِی إِنْ لَقِیتَ عِیسَی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ عِیسَی فَقَالَ لِی إِنْ لَقِیتَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ عَلَّمَنِی الْإِنْجِیلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی عِیسَی السَّلَامُ مَا دَامَتِ الدُّنْیَا وَ عَلَیْكَ یَا هَامَةُ بِمَا أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ هَاتِ حَاجَتَكَ قَالَ عَلِّمْنِی مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ فَأَمَرَ عَلِیّاً علیه السلام أَنْ یُعَلِّمَهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی أَمَرْتَنِی أَنْ أَتَعَلَّمَ مِنْهُ؟

ص: 164


1- 1. فی المصدر: فهو.
2- 2. یعنی أبا جعفر علیه السلام.
3- 3. أصول الكافی( الجزء الأول من الطبعة الحدیثة) 1: 396.
4- 4. لم نجده فی الخرائج المطبوع.
5- 5. اللغة: نطق اللسان و لعله مصحف« لغط» و هو الصوت و الضجة لا یفهم معناها و الوطء وقع القدم و الحافر( ب).
6- 6. الظاهر وقوع السقط.

قَالَ یَا هَامَةُ مَنْ كَانَ وَصِیُّ آدَمَ قَالَ كَانَ شِیثٌ قَالَ مَنْ كَانَ وَصِیَّ نُوحٍ قَالَ كَانَ سَامٌ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ هُودٍ قَالَ ذَاكَ یَاسِرُ بْنُ هُودٍ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ عِیسَی قَالَ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ الصَّفَا ابْنُ عَمِّ مَرْیَمَ علیها السلام ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا هَامُ وَ لِمَ كَانُوا هَؤُلَاءِ أَوْصِیَاءَ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَزْهَدَ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَ أَرْغَبَ النَّاسِ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ قَالَ هَامُ ذَاكَ إِلْیَا ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَهُوَ عَلِیٌّ وَ هُوَ وَصِیِّی وَ أَخِی وَ هُوَ أَزْهَدُ أُمَّتِی فِی الدُّنْیَا وَ أَرْغَبُ إِلَی اللَّهِ فِی الْآخِرَةِ قَالَ فَسَلَّمَ هَامٌ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَعَلَّمَ مِنْهُ سُوَراً ثُمَّ قَالَ أَخْبِرْنِی (1) بِهَذِهِ السُّوَرِ أُصَلِّی بِهَا قَالَ لَهُ نَعَمْ یَا هَامُ قَلِیلُ الْقُرْآنِ كَثِیرٌ فَسَلَّمَ هَامٌ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ انْصَرَفَ فَلَمْ یَلْقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ الْهَرِیرِ أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی حَرْبِهِ فَقَالَ لَهُ یَا وَصِیَّ مُحَمَّدٍ إِنَّا وَجَدْنَا فِی كُتُبِ الْأَنْبِیَاءِ أَنَّ الْأَصْلَعَ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ خَیْرُ النَّاسِ اكْشِفْ رَأْسَكَ فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ مِغْفَرَهُ فَقَالَ (2) أَنَا وَ اللَّهِ ذَاكَ یَا هَامُ (3).

یج، [الخرائج و الجرائح] سعد بإسناده: مثله (4)

بیان: قال الجوهری العكازة عصا ذات زج (5) قوله صلی اللّٰه علیه و آله لغة جنی لعله إنما قال ذلك علی سبیل التعجب أی لغته لغة جنی فكیف وطئ جبال تهامة قوله عن الاعتصام أی بحبل اللّٰه و دینه قوله و الشاب المؤمل علی بناء الفاعل أی الراجی للأمور العظیمة أو لطول البقاء أو لإضلال الخلق أو علی بناء المفعول أی تجعل الناس بحیث یأملون منك الخیر و فی كتاب السماء و العالم بروایة علی بن إبراهیم بئس لعمری الشاب المؤمل و الكهل المؤمر و قال

ص: 165


1- 1. فی المصدر: أخبرنی یا علی.
2- 2. فی المصدر: و قال.
3- 3. بصائر الدرجات: 28.
4- 4. الخرائج و الجرائح: 140 و 141.
5- 5. الصحاح: 884.

الزمخشری فی الفائق إن رجلا من الجن أتاه فی صورة شیخ فقال إنی كنت آمر بإفساد الطعام و قطع الأرحام و إنی تائب إلی اللّٰه فقال بئس لعمر اللّٰه عمل الشیخ المتوسم و الشاب المتلوم قالوا المتوسم المتحلی بسمة الشیوخ و المتلوم المتعرض للأئمة بالفعل القبیح و یجوز أن یكون المتوسم المتفرس یقال توسمت فیه الخیر إذا تفرسته فیه و رأیت فیه وسمه أی أثره و علامته و المتلوم المنتظر لقضاء اللؤمة و هی الحاجة أو المسرع المتهافت من قول الأصمعی أسرع و أغذ و تلوم بمعنی (1).

«5»- سن، [المحاسن] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ أَبِی هَدِیَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً عَلَی بَابِ الدَّارِ وَ مَعَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ شَیْخٌ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ تَعْرِفُ الشَّیْخَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا إِبْلِیسُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَوْ عَلِمْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً بِالسَّیْفِ فَخَلَّصْتُ أُمَّتَكَ مِنْهُ، قَالَ: فَانْصَرَفَ إِبْلِیسُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ ظَلَمْتَنِی یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(2) فَوَ اللَّهِ مَا شَرِكْتُ أَحَداً أَحَبَّكَ فِی أُمِّهِ (3).

«6»- سن، [المحاسن] عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِیُّ رَفَعَ الْحَدِیثَ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْجِنِّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَآمَنَتْ بِهِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهَا فَجَعَلَتْ تَجِیئُهُ فِی كُلِّ أُسْبُوعٍ فَغَابَتْ عَنْهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ أَتَتْهُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِكِ یَا جِنِّیَّةُ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَیْتُ الْبَحْرَ الَّذِی هُوَ مُحِیطٌ بِالدُّنْیَا فِی أَمْرٍ أَرَدْتُهُ فَرَأَیْتُ عَلَی شَطِّ ذَلِكَ الْبَحْرِ صَخْرَةً خَضْرَاءَ وَ عَلَیْهَا رَجُلٌ جَالِسٌ قَدْ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا مَا غَفَرْتَ

ص: 166


1- 1. الفائق 3: 161.
2- 2. سورة بنی إسرائیل: 64.
3- 3. لم نجده فی المصدر المطبوع.

لِی فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا إِبْلِیسُ فَقُلْتُ وَ مِنْ أَیْنَ تَعْرِفُ هَؤُلَاءِ قَالَ إِنِّی عَبَدْتُ رَبِّی فِی الْأَرْضِ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً وَ عَبَدْتُ رَبِّی فِی السَّمَاءِ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً مَا رَأَیْتُ فِی السَّمَاءِ أُسْطُوَانَةً إِلَّا وَ عَلَیْهَا مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَیَّدْتُهُ بِهِ (1).

«7»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: اجْتَمَعْنَا یَوْماً فَقَالَ نَفَرٌ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ آخَرُونَ لَمْ یَكُنْ وَصِیّاً لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُمْنَا فَأَتَیْنَا أَبَا حَمْزَةَ الثُّمَالِیَّ فَقُلْنَا جَرَی بَیْنَنَا الْكَلَامُ عَلَی كَذَا وَ كَذَا فَغَضِبَ أَبُو حَمْزَةَ وَ قَالَ لَقَدْ شَهِدَتِ الْجِنُّ فَضْلًا عَنِ الْإِنْسِ أَنَّ عَلِیّاً كَانَ وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَنِی أَبُو خَیْثَمَةَ التَّمِیمِیُّ لَمَّا كَانَ بَیْنَ الْحَكَمَیْنِ مَا كَانَ قُلْتُ لَا أَكُونُ مَعَ عَلِیٍّ وَ لَا عَلَیْهِ فَخَرَجْتُ أُرِیدُ أَرْضَ الرُّومِ فَبَیْنَمَا أَنَا مَارٌّ عَلَی شَاطِئِ نَهْرٍ بِمَیَّافَارِقِینَ (2) إِذَا أَنَا بِصَوْتٍ مِنْ وَرَائِی وَ هُوَ یَقُولُ:

یَا أَیُّهَا السَّارِی بِشَطٍّ فَارِقٍ***مُفَارِقٌ لِلْحَقِّ دِیْنِ الْخَالِقِ

مُتَّبِعٌ بِهِ رَئِیسَ مَارِقٍ***ارْجِعْ إِلَی وَصِیِّ النَّبِیِّ الصَّادِقِ

فَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَقُلْتُ:

أَنَا أَبُو خَیْثَمَةَ التَّمِیمِیُ***لَمَّا رَأَیْتُ الْقَوْمَ فِی الْخُصُومِ

تَرَكْتُ أَهْلِی غَازِیاً لِلرُّومِ***حَتَّی یَكُونَ الْأُمَّةُ فِی الضَّمِیمِ

فَإِذَا بِصَوْتٍ وَ هُوَ یَقُولُ:

اسْمَعْ مَقَالِی وَ ارْعَ قَوْلِی تُرْشَدَا***ارْجِعْ إِلَی عَلِیٍّ الْخِضَمِّ الْأَصْیَدَا(3)

إِنَّ عَلِیّاً هُوَ وَصِیُّ أَحْمَدَا

قَالَ أَبُو خَیْثَمَةَ فَرَجَعْتُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام(4).

«8»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام بَیْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَی الْمِنْبَرِ إِذْ أَقْبَلَتْ حَیَّةٌ مِنْ

ص: 167


1- 1. لم نجده فی المصدر المطبوع.
2- 2. بفتح اوله و تشدید ثانیه: أشهر مدینة بدیار بكر( المراصد 3: 1341).
3- 3. الخضم- بتشدید المیم-: السیّد الجواد المعطاء. الاصید: الملك.
4- 4. لم نجده فی المصدر المطبوع. و سیأتی مثل الحدیث عن المناقب تحت الرقم 23.

بَابِ الْفِیلِ مِثْلُ الْبُخْتِیِّ الْعَظِیمِ فَنَادَاهُمْ عَلِیٌّ افْرِجُوا لَهَا فَإِنَّ هَذَا رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ فَجَاءَتْ حَتَّی وَضَعَتْ فَاهاً عَلَی أُذُنِهِ وَ إِنَّهَا لَتَنِقُّ كَمَا یَنِقُّ الضِّفْدِعُ (1) وَ كَلَّمَهَا بِكَلَامٍ شَبِیهٍ بِنِقِّهَا ثُمَّ وَلَّتِ الْحَیَّةُ فَقَالَ النَّاسُ مَا حَالُهَا قَالَ هُوَ رَسُولُ قَوْمٍ مِنَ الْجِنِّ أَخْبَرَنِی أَنَّهُ وَقَعَ بَیْنَ بَنِی عَامِرٍ وَ غَیْرِهِمْ شَرٌّ وَ قِتَالٌ فَبَعَثُوهُ لِآتِیَهُمْ فَأُصْلِحَ بَیْنَهُمْ فَوَعَدْتُهُمْ أَنِّی آتِیهِمُ اللَّیْلَةَ فَقَالُوا أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ قَالَ مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ فَلَمَّا صَلَّی بِهِمُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ انْطَلَقَ بِهِمْ حَتَّی أَتَی ظَهْرَ الْكُوفَةِ قَبْلَ الْغَرِیِّ فَخَطَّ حَوْلَهُمْ خَطَّةً ثُمَّ قَالَ إِیَّاكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا مِنْ هَذِهِ الْخَطَّةِ فَإِنَّهُ إِنْ یَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الْخَطَّةِ یُخْتَطَفْ فَقَعَدُوا فِی الْخَطَّةِ یَنْظُرُونَ وَ قَدْ نُصِبَ لَهُ مِنْبَرٌ فَصَعِدَ عَلَیْهِ فَخَطَبَ خُطْبَةً لَمْ یَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ مِثْلَهَا ثُمَّ لَمْ یَبْرَحْ حَتَّی أَصْلَحَ ذَاتَ بَیْنِهِمْ وَ قَدْ بَرِئَ بِأَمْرِهِمْ (2) بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ كَانَ الْجِنُّ أَشْبَهَ شَیْ ءٍ بِالزُّطِّ(3).

«9»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ لِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ أَبِی الْفَوَارِسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الطُّوسِیِّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَزْنَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنِ الطَّبَرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی الْفَزَارِیِّ عَنْ تِلْمِیذِ بْنِ سُلَیْمَانَ (4)، عَنْ أَبِی الْجَحَّافِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً بِالْأَبْطَحِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَیْنَا بِالْحَدِیثِ إِذْ نَظَرَ إِلَی زَوْبَعَةَ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَأَثَارَتِ الْغُبَارَ وَ مَا زَالَتْ

تَدْنُو وَ الْغُبَارُ تَعْلُو إِلَی أَنْ وَقَعَتْ بِحِذَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَخْصٌ فِیهَا ثُمَّ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی وَافِدُ قَوْمِی (5) وَ قَدِ اسْتَجَرْنَا بِكَ فَأَجِرْنَا

ص: 168


1- 1. نقّ الضفدع: صات.
2- 2. الكلمة موجودة فی( ك) فقط و الصحیح« بأمره».
3- 3. لم نجده فی المصدر المطبوع.
4- 4. فی المصدر: عن تلید بن سلیمان.
5- 5. فی المصدر: انی وافد و قومی.

وَ ابْعَثْ مَعِی مِنْ قِبَلِكَ مَنْ یُشْرِفُ عَلَی قَوْمِنَا فَإِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ بَغَوْا عَلَیْنَا لِیَحْكُمَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ كِتَابِهِ وَ خُذْ عَلَیَّ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ الْمُؤَكَّدَةَ أَنِّی أَرُدُّهُ إِلَیْكَ سَالِماً فِی غَدَاةٍ إِلَّا أَنْ یَحْدُثَ عَلَیَّ حَادِثَةٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ قَوْمُكَ قَالَ أَنَا عُرْفُطَةُ بْنُ سمراخ (1) أَحَدُ بَنِی كَاخٍ مِنَ الْجِنِّ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِی كُنَّا نَسْتَرِقُّ السَّمْعَ فَلَمَّا مُنِعْنَا ذَلِكَ وَ بَعَثَكَ اللَّهُ نَبِیّاً آمَنَّا بِكَ وَ صَدَّقْنَا قَوْلَكَ وَ قَدْ خَالَفَنَا بَعْضُ الْقَوْمِ وَ أَقَامُوا عَلَی مَا كَانُوا عَلَیْهِ فَوَقَعَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمُ الْخِلَافُ وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنَّا عَدَداً وَ قُوَّةً وَ قَدْ غَلَبُوا عَلَی الْمَاءِ وَ الْمَرَاعِی وَ أَضَرُّوا بِنَا وَ بِدَوَابِّنَا فَابْعَثْ مَعِی مَنْ یَحْكُمُ بَیْنَنَا بِالْحَقِّ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اكْشِفْ لَنَا عَنْ وَجْهِكَ حَتَّی نَرَاكَ عَلَی هَیْئَتِكَ الَّتِی أَنْتَ عَلَیْهَا فَكَشَفَ لَنَا عَنْ صُورَتِهِ فَنَظَرْنَا إِلَی شَخْصٍ عَلَیْهِ شَعْرٌ كَثِیرٌ وَ إِذَا رَأْسُهُ طَوِیلٌ طَوِیلُ الْعَیْنَیْنِ عَیْنَاهُ فِی طُولِ رَأْسِهِ صَغِیرُ الْحَدَقَتَیْنِ فِی فِیهِ أَسْنَانٌ كَأَسْنَانِ السِّبَاعِ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ عَلَیْهِ الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ عَلَی أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهِ مِنْ غَدٍ(2) مَنْ یَبْعَثُ مَعَهُ بِهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ ذَلِكَ الْتَفَتَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ قَالَ سِرْ مَعَ أَخِینَا عُرْفُطَةَ وَ تُشْرِفُ عَلَی قَوْمِهِ وَ تَنْظُرُ(3) إِلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ فَاحْكُمْ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَیْنَ هُمْ قَالَ هُمْ تَحْتَ الْأَرْضِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ كَیْفَ أُطِیقُ النُّزُولَ فِی الْأَرْضِ وَ كَیْفَ أَحْكُمُ بَیْنَهُمْ وَ لَا أُحْسِنُ كَلَامَهُمْ فَالْتَفَتَ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ قَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِی بَكْرٍ فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ اسْتَدْعَی بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ سِرْ مَعَ أَخِینَا عُرْفُطَةَ وَ تُشْرِفُ عَلَی قَوْمِهِ وَ تَنْظُرُ إِلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ وَ تَحْكُمُ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ عُرْفُطَةَ وَ قَدْ تَقَلَّدَ سَیْفَهُ وَ تَبِعَهُ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ قَالا نَحْنُ اتَّبَعْنَاهُمَا إِلَی أَنْ صَارُوا إِلَی وَادٍ فَلَمَّا تَوَسَّطَاهُ نَظَرَ إِلَیْنَا

ص: 169


1- 1. فی المصدر: شمر أخ.
2- 2. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: فی غد.
3- 3. تنظره: تأمله بعینه. تأنی علیه و انتظره فی مهلة.

عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ قَدْ شَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی سَعْیَكُمَا فَارْجِعُوا(1) فَقُمْنَا نَنْظُرُ إِلَیْهِمَا فَانْشَقَّتِ الْأَرْضُ وَ دَخَلَا فِیهَا وَ عَادَتْ إِلَی مَا كَانَتْ وَ رَجَعْنَا وَ قَدْ تَدَاخَلَنَا مِنَ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ كُلُّ ذَلِكَ تَأَسُّفاً عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَصْبَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلَّی بِالنَّاسِ الْغَدَاةَ ثُمَّ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ حَفَّ بِهِ أَصْحَابُهُ وَ تَأَخَّرَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَ أَكْثَرَ النَّاسُ الْكَلَامَ إِلَی أَنْ زَالَتِ الشَّمْسُ وَ قَالُوا: إِنَّ الْجِنِّیَّ احْتَالَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَرَاحَنَا اللَّهُ مِنْ أَبِی تُرَابٍ وَ ذَهَبَ عَنَّا افْتِخَارُهُ بِابْنِ عَمِّهِ عَلَیْنَا وَ أَكْثَرُوا الْكَلَامَ إِلَی أَنْ صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْأُولَی وَ عَادَ إِلَی مَكَانِهِ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ مَا زَالَ أَصْحَابُهُ فِی الْحَدِیثِ إِلَی أَنْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ وَ أَكْثَرَ الْقَوْمُ الْكَلَامَ وَ أَظْهَرُوا الْیَأْسَ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ صَلَّی بِنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْعَصْرِ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ عَلَی الصَّفَا وَ أَظْهَرَ الْفِكْرَ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ ظَهَرَتْ شَمَاتَةُ الْمُنَافِقِینَ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ وَ تَیَقَّنَ الْقَوْمُ أَنَّهُ هَلَكَ إِذَا انْشَقَّ الصَّفَا وَ طَلَعَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْهُ وَ سَیْفُهُ یَقْطُرُ دَماً وَ مَعَهُ عُرْفُطَةُ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ جَبِینَیْهِ فَقَالَ لَهُ مَا الَّذِی حَبَسَكَ عَنِّی إِلَی هَذَا الْوَقْتِ فَقَالَ صِرْتُ إِلَی خَلْقٍ كَثِیرٍ قَدْ بَغَوْا عَلَی عُرْفُطَةَ وَ قَوْمَهُ الْمُوَافِقِینَ (2) وَ دَعَوْتُهُمْ إِلَی ثَلَاثِ خِصَالٍ فَأَبَوْا عَلَیَّ ذَلِكَ دَعَوْتُهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِاللَّهِ تَعَالَی وَ الْإِقْرَارِ بِنُبُوَّتِكَ وَ رِسَالَتِكَ فَأَبَوْا فَدَعَوْتُهُمْ إِلَی الْجِزْیَةِ فَأَبَوْا وَ سَأَلْتُهُمْ أَنْ یُصَالِحُوا عُرْفُطَةَ وَ قَوْمَهُ فَیَكُونَ بَعْضُ الْمَرْعَی لِعُرْفُطَةَ وَ قَوْمِهِ وَ كَذَلِكَ الْمَاءُ فَأَبَوْا فَوَضَعْتُ سَیْفِی فِیهِمْ وَ قَتَلْتُ مِنْهُمْ رَهْطاً ثَمَانِینَ أَلْفاً فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَی مَا حَلَّ بِهِمْ طَلَبُوا الْأَمَانَ وَ الصُّلْحَ ثُمَّ آمَنُوا وَ صَارُوا إِخْوَاناً وَ زَالَ الْخِلَافُ وَ مَا زِلْتُ مَعَهُمْ إِلَی السَّاعَةِ فَقَالَ عُرْفُطَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ جَزَاكَ اللَّهُ وَ عَلِیّاً خَیْراً وَ انْصَرَفَ (3).

یل، [الفضائل] لابن شاذان عن سلمان رضی اللّٰه عنه: مثله (4)

ص: 170


1- 1. كذا فی النسخ، و الصحیح كما فی المصدر: فارجعا.
2- 2. فی المصدر و( م): و قومه المنافقین.
3- 3. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 68- 70.
4- 4. الفضائل: 63- 65.

فض، [كتاب الروضة] عن أبی سعید: مثله (1)

إیضاح: قال الفیروزآبادی الزوبعة اسم شیطان أو رئیس للجن و منه سمی الإعصار زوبعة(2).

«10»- شف، [كشف الیقین] مِنْ أَرْبَعِینِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْفَارِسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الرَّازِیِّ عَنْ عَمِّهِ زَیْنِ الدِّینِ عَبْدِ الْجَلِیلِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَكٍ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَحْیَی بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَالَ: بَیْنَا نَحْنُ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَنَا إِذْ خَرَجَ عَلَیْنَا مِمَّا یَلِی الرُّكْنَ الْیَمَانِیَّ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ كَأَعْظَمِ مَا یَكُونُ مِنَ الْفِیَلَةِ فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لُعِنْتَ أَوْ خَزِیتَ شَكَّ سَعْدٌ فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ مَا هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ وَ مَا تَعْرِفُهُ یَا عَلِیُّ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا إِبْلِیسُ فَوَثَبَ عَلِیٌّ مِنْ مَكَانِهِ وَ أَخَذَ بِنَاصِیَتِهِ وَ جَذَبَهُ عَنْ مَكَانِهِ ثُمَّ قَالَ أَقْتُلُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ وَ مَاعَلِمْتَ یَا عَلِیُّ أَنَّهُ قَدْ أُجِّلَ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَجَذَبَهُ مِنْ یَدِهِ وَ وَقَفَ وَ قَالَ مَا لِی وَ مَا لَكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ اللَّهِ مَا یُبْغِضُكَ أَحَدٌ إِلَّا وَ قَدْ شَارَكْتُ أَبَاهُ فِیهِ (4).

«11»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الشَّهِیدِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَخْطُبُ بِالنَّاسِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ سُمِعَ وَجْبَةٌ عَظِیمَةٌ(5) وَ عَدَوُا الرِّجَالُ یَتَوَاقَعُونَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا بَالُكُمْ یَا قَوْمِ قَالُوا ثُعْبَانٌ عَظِیمٌ قَدْ دَخَلَ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ كَأَنَّهُ النَّخْلَةُ السَّحُوقُ وَ نَحْنُ نَفْزَعُ مِنْهُ وَ نُرِیدُ أَنْ نَقْتُلَهُ فَلَا نَقْدِرُ عَلَیْهِ فَقَالَ:

ص: 171


1- 1. الروضة 34 و 35.
2- 2. القاموس 3: 33.
3- 3. فی المصدر: عن ابی عبد الوهاب. و فی( م): عن أبیه ابی عبد الوهاب.
4- 4. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 71.
5- 5. الوجبة: السقطة مع الهدة أو صوت الساقط.

لَا تَقْرَبُوهُ وَ طَرِّقُوا لَهُ فَإِنَّهُ رَسُولٌ إِلَیَّ قَدْ جَاءَنِی فِی حَاجَةٍ قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ فَرَّجُوا لَهُ فَمَا زَالَ یَخْتَرِقُ الصُّفُوفَ إِلَی أَنْ وَصَلَ إِلَی عَیْبَةِ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَعَلَ یَنِقُّ نَقِیقاً فَجَعَلَ الْإِمَامُ علیه السلام یَنِقُّ مِثْلَ مَا نَقَّ لَهُ ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَ انْسَلَّ مِنَ الْجَمَاعَةِ فَمَا كَانَ أَسْرَعَ أَنْ غَابَ فَلَمْ یَرَوْهُ فَقَالَتِ الْجَمَاعَةُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الثُّعْبَانُ قَالَ هَذَا دُرْجَانُ بْنُ مَالِكٍ خَلِیفَتِی عَلَی الْجِنِّ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ اخْتُلِفَ عَلَیْهِمْ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ دِینِهِمْ فَأَنْفَذُوهُ إِلَیَّ لِیَسْأَلَنِی عَنْهُ فَأَجَبْتُهُ فَاسْتَعْلَمَ جَوَابَهَا ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِمْ (1).

بیان: قال الجزری فیه كالنخلة السحوق أی الطویلة التی بعد ثمرها علی المجتنی (2) و قال فیه فانسللت بین یدیه أی مضیت و خرجت بتأن و تدریج (3).

«12»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ إِذَا نَظَرَ إِلَی حَیَّةٍ كَأَنَّهَا بَعِیرٌ فَهَمَّ عَلِیٌّ أَنْ یَضْرِبَهَا بِالْعَصَا فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ إِبْلِیسُ وَ إِنِّی قَدْ أَخَذْتُ عَلَیْهِ شُرُوطاً مَا یُبْغِضُكَ مُبْغِضٌ إِلَّا شَارَكَ (4) فِی رَحِمِ أُمِّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(5).

«13»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ یَحْیَی الْأَزْرَقِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: احْتَفَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِئْراً فَرَمَوْا فِیهَا فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ فَجَاءَ حَتَّی وَقَفَ عَلَیْهَا فَقَالَ لَتَكُفُّنَّ أَوْ لَأُسْكِنَنَّهَا الْحَمَامَ ثُمَّ قَالَ (6) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ حَفِیفَ أَجْنِحَتِهَا یَطْرُدُ الشَّیَاطِینَ (7).

«14»- مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ لِلْبُرْسِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ

ص: 172


1- 1. الروضة: 148. الفضائل: 73 و 74.
2- 2. النهایة 2: 150.
3- 3. النهایة 2: 176.
4- 4. فی المصدر: إلّا شاركه.
5- 5. تفسیر فرات: 86 و 87. و الآیة فی سورة بنی إسرائیل: 64.
6- 6. فی المصدر: قال: قال أبو عبد اللّٰه علیه السلام.
7- 7. فروع الكافی( الجزء السادس من الطبعة الحدیثة): 548.

مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ یَخْطُبُ وَ حَوْلَهُ النَّاسُ فَجَاءَ ثُعْبَانٌ یَنْفُخُ فِی النَّاسِ وَ هُمْ یَتَحَاوَدُونَ عَنْهُ (1) فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَسِّعُوا لَهُ فَأَقْبَلَ حَتَّی رَقَا الْمِنْبَرَ وَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَبَّلَ أَقْدَامَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ جَعَلَ یَتَمَرَّغُ عَلَیْهَا(2) وَ نَفَخَ ثَلَاثَ نَفَخَاتٍ ثُمَّ نَزَلَ وَ انْسَابَ (3) وَ لَمْ یَقْطَعْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خُطْبَتَهُ فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ ذَكَرَ أَنَّ وَلَدَهُ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ اسْمُهُ جَابِرُ بْنُ سُبَیْعٍ عِنْدَ خَفَّانَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَتَعَرَّضَ لَهُ بِسُوءٍ وَ قَدِ اسْتَوْهَبْتُ دَمَ وَلَدِهِ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ طَوِیلٌ بَیْنَ النَّاسِ وَ قَالَ أَنَا الرَّجُلُ الَّذِی قَتَلْتُ الْحَیَّةَ فِی الْمَكَانِ الْمَذْكُورِ(4) وَ إِنِّی مُنْذُ قَتَلْتُهَا لَا أَقْدِرُ أَسْتَقِرُّ(5) فِی مَكَانٍ مِنَ الصِّیَاحِ وَ الصُّرَاخِ فَهَرَبْتُ إِلَی الْجَامِعِ وَ إِنِّی مُنْذُ سَبْعَةِ أَیَّامٍ (6) هَاهُنَا فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خُذْ جَمَلَكَ وَ اعْقِرْهُ فِی مَوْضِعٍ (7) قَتَلْتَ الْحَیَّةَ وَ امْضِ لَا بَأْسَ عَلَیْكَ (8).

«15»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَإِذَا شَیْخٌ مُحْدَوْدِبٌ (9) قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ مِنْ شِدَّةِ الْكِبَرِ وَ فِی یَدِهِ عُكَّازَةٌ وَ عَلَی رَأْسِهِ بُرْنُسٌ أَحْمَرُ وَ عَلَیْهِ مِدْرَعَةٌ مِنَ الشَّعْرِ فَدَنَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ النَّبِیُّ مُسْنَدٌ ظَهْرَهُ عَلَی الْكَعْبَةِ(10) فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ

ص: 173


1- 1. حاد عنه: مال.
2- 2. تمرغ فی التراب: تقلب.
3- 3. انسابت الحیة: جرت و تدافعت فی مشیها.
4- 4. فی المصدر: فی المكان المشار إلیه.
5- 5. فی المصدر: أن استقر.
6- 6. فی المصدر: و أنا منذ سبع لیال.
7- 7. فی المصدر: فی مكان.
8- 8. مشارق الأنوار: 93.
9- 9. حدب الرجل: خرج ظهره و دخل صدره و بطنه.
10- 10. فی المصدر: و هو مسند ظهره إلی الكعبة.

ادْعُ لِی بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1) خَابَ سَعْیُكَ یَا شَیْخُ وَ ضَلَّ عَمَلُكَ فَلَمَّا تَوَلَّی الشَّیْخُ قَالَ لِی یَا أَبَا الْحَسَنِ أَ تَعْرِفُهُ فَقُلْتُ (2) لَا قَالَ ذَلِكَ اللَّعِینُ إِبْلِیسُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَعَدَوْتُ خَلْفَهُ حَتَّی لَحِقْتُهُ وَ صَرَعْتُهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ جَلَسْتُ عَلَی صَدْرِهِ وَ وَضَعْتُ یَدِی فِی حَلْقِهِ لِأَخْنُقَهُ فَقَالَ لِی لَا تَفْعَلْ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَإِنِّی مِنَ الْمُنْظَرِینَ إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ وَ اللَّهِ (3) یَا عَلِیُّ إِنِّی لَأُحِبُّكَ جِدّاً وَ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلَّا شَرِكْتُ أَبَاهُ فِی أُمِّهِ فَصَارَ وَلَدَ زِنًا فَضَحِكْتُ وَ خَلَّیْتُ سَبِیلَهُ (4).

«16»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ(5) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّمْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنَّا بِمِنًی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ بَصُرْنَا بِرَجُلٍ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ مُتَضَرِّعٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ صَلَاتَهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ الَّذِی أَخْرَجَ أَبَاكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ فَمَضَی إِلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام غَیْرَ مُكْتَرِثٍ (6) فَهَزَّهُ هَزَّةً أَدْخَلَ أَضْلَاعَهُ الْیُمْنَی فِی الْیُسْرَی وَ الْیُسْرَی فِی الْیُمْنَی ثُمَّ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَنْ تَقْدِرَ عَلَی ذَلِكَ إِلَی أَجَلٍ مَعْلُومٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّی مَا لَكَ تُرِیدُ قَتْلِی فَوَ اللَّهِ مَا أَبْغَضَكَ أَحَدٌ إِلَّا سَبَقَتْ نُطْفَتِی إِلَی رَحِمِ أُمِّهِ قَبْلَ نُطْفَةِ أَبِیهِ وَ لَقَدْ شَارَكْتُ مُبْغِضِیكَ فِی الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلَادِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(7).

ص: 174


1- 1. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: فقال النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- 2. فی المصدر: قلت اللّٰهمّ لا.
3- 3. فی المصدر: و و اللّٰه.
4- 4. عیون الأخبار: 229.
5- 5. فی النسخ« معتمر» لكنه سهو، راجع جامع الرواة 2: 158.
6- 6. اكترث للامر: بالی به یقال: هو لا یكترث لهذا الامر أی لا یعبأ به و لا یبالیه. و الهز: التحریك.
7- 7. علل الشرائع: 58 و 59. و الآیة فی سورة بنی إسرائیل: 64.

«17»- یج، [الخرائج و الجرائح] رُوِیَ عَنْ مُقَرِّنٍ قَالَ: دَخَلْنَا جَمَاعَةً عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِأُمِّ سَلَمَةَ إِذَا جَاءَ أَخِی فَمُرِیهِ أَنْ یَمْلَأَ هَذِهِ الشَّكْوَةَ مِنَ الْمَاءِ وَ یَلْحَقَنِی بِهَا بَیْنَ الْجَبَلَیْنِ وَ مَعَهُ سَیْفُهُ فَلَمَّا جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَتْ لَهُ قَالَ أَخُوكَ امْلَأْ هَذِهِ الشَّكْوَةَ مِنَ الْمَاءِ وَ الْحَقْهُ بِهَا بَیْنَ الْجَبَلَیْنِ قَالَتْ فَمَلَأَهَا وَ انْطَلَقَ حَتَّی إِذَا دَخَلَ بَیْنَ الْجَبَلَیْنِ اسْتَقْبَلَهُ طَرِیقَانِ فَلَمْ یَدْرِ فِی أَیِّهِمَا یَأْخُذُ فَرَأَی رَاعِیاً عَلَی الْجَبَلِ فَقَالَ یَا رَاعِی هَلْ مَرَّ بِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الرَّاعِی مَا لِلَّهِ مِنْ رَسُولٍ فَأَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام جَنْدَلَةً(1) فَصَرَخَ الرَّاعِی فَإِذَا الْجَبَلُ قَدِ امْتَلَأَ بِالْخَیْلِ وَ الرَّجِلِ فَمَا زَالُوا یَرْمُونَهُ بِالْجَنْدَلِ وَ اكْتَنَفَهُ طَائِرِانِ أَبْیَضَانِ فَمَا زَالَ یَمْضِی وَ یَرْمُونَهُ حَتَّی لَقِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا لَكَ مُنْهَزِماً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ وَ هَلْ تَدْرِی مَنِ الرَّاعِی وَ مَا الطَّائِرَانِ قَالَ لَا قَالَ أَمَّا الرَّاعِی فَإِبْلِیسُ وَ أَمَّا الطَّائِرَانِ فَجَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ خُذْ سَیْفِی هَذَا وَ امْضِ بَیْنَ هَذَیْنِ الْجَبَلَیْنِ وَ لَا تَلْقَ أَحَداً إِلَّا قَتَلْتَهُ وَ لَا تَهِیبُهُ فَأَخَذَ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَخَلَ بَیْنَ الْجَبَلَیْنِ فَرَأَی رَجُلًا عَیْنَاهُ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَ أَسْنَانُهُ كَالْمِنْجَلِ (2) یَمْشِی فِی شَعْرِهِ فَشَدَّ عَلَیْهِ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً فَلَمْ یَبْلُغْ شَیْئاً ثُمَّ ضَرَبَهُ أُخْرَی فَقَطَعَهُ بَیْنَ اثْنَیْنِ ثُمَّ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قَتَلْتُهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثاً هَذَا یَغُوثُ وَ لَا یَدْخُلُ فِی صَنَمٍ یُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ(3).

بیان: قال الفیروزآبادی الشكوة وعاء من أدم للماء و اللبن (4).

«18»- یج، [الخرائج و الجرائح] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شا، [الإرشاد] مِنْ مُعْجِزَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا تَظَاهَرَ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ بِعْثَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ إِلَی وَادِی الْجِنِّ وَ قَدْ أَخْبَرَهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام أَنَّ طَوَائِفَ

ص: 175


1- 1. الجندلة: الصخر العظیم.
2- 2. المنجل: آلة من حدید عكفاء یقضب بها الزرع و نحوه.
3- 3. لم نجده فی المصدر المطبوع.
4- 4. القاموس 4. 349.

مِنْهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا لِكَیْدِهِ فَأَغْنَی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ بِهِ كَیْدَهُمْ وَ دَفَعَهُمْ عَنِ الْمُسْلِمِینَ بِقُوَّتِهِ الَّتِی بَانَ بِهَا عَنْ جَمَاعَتِهِمْ فَرَوَی (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی السَّرِیِّ التَّمِیمِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَبَرَةَ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَنِی الْمُصْطَلِقِ جَنَّبَ عَنِ الطَّرِیقِ فَأَدْرَكَهُ اللَّیْلُ فَنَزَلَ بِقُرْبِ وَادٍ وَعِرٍ(2) فَلَمَّا كَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَیْهِ (3) یُخْبِرُهُ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ كُفَّارِ الْجِنِّ قَدِ اسْتَبْطَنُوا الْوَادِیَ یُرِیدُونَ كَیْدَهُ وَ إِیقَاعَ الشَّرِّ بِأَصْحَابِهِ عِنْدَ سُلُوكِهِمْ إِیَّاهُ فَدَعَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ إِلَی هَذَا الْوَادِی فَسَیَعْرِضُ لَكَ مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْجِنِّ مَنْ یُرِیدُكَ فَادْفَعْهُ بِالْقُوَّةِ الَّتِی أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِیَّاهَا وَ تَحَصَّنْ مِنْهُمْ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّتِی خَصَّكَ بِعِلْمِهَا(4) وَ أَنْفَذَ مَعَهُ مِائَةَ رَجُلٍ مِنْ أَخْلَاطِ النَّاسِ (5) وَ قَالَ لَهُمْ كُونُوا مَعَهُ وَ امْتَثِلُوا أَمْرَهُ فَتَوَجَّهَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی الْوَادِی فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ شَفِیرِهِ أَمَرَ الْمِائَةَ الَّذِینَ صَحِبُوهُ أَنْ یَقِفُوا بِقُرْبِ الشَّفِیرِ وَ لَا یُحْدِثُوا شَیْئاً حَتَّی یُؤْذِنَ لَهُمْ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَوَقَفَ عَلَی شَفِیرِ الْوَادِی وَ تَعَوَّذَ بِاللَّهِ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ سَمَّی اللَّهَ عَزَّ اسْمُهُ وَ أَوْمَأَ إِلَی الْقَوْمِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ أَنْ یَقْرُبُوا مِنْهُ فَقَرُبُوا وَ كَانَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ فُرْجَةٌ مَسَافَتُهَا غَلْوَةٌ(6) ثُمَّ رَامَ الْهُبُوطَ إِلَی الْوَادِی فَاعْتَرَضَتْ رِیحٌ عَاصِفٌ كَادَ أَنْ تَقَعَ الْقَوْمُ عَلَی وُجُوهِهِمْ لِشِدَّتِهَا وَ لَمْ تَثْبُتْ أَقْدَامُهُمْ عَلَی الْأَرْضِ مِنْ هَوْلِ الْخَصْمِ وَ مِنْ هَوْلِ مَا لَحِقَهُمْ فَصَاحَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ابْنُ عَمِّهِ اثْبُتُوا إِنْ شِئْتُمْ فَظَهَرَ لِلْقَوْمِ أَشْخَاصٌ عَلَی صُوَرِ الزُّطِّ یُخَیَّلُ فِی أَیْدِیهِمْ

ص: 176


1- 1. إلی هنا لا یوجد فی الإرشاد فقط.
2- 2. الوعر: المكان الصلب و المخیف الوحش. و قال فی القاموس: الوعر جبل.
3- 3. فی الإرشاد و المناقب: هبط علیه جبرئیل.
4- 4. فی الإرشاد و المناقب: خصك بها و بعلمها.
5- 5. أی من أصناف الناس.
6- 6. الغلوة: مسافة یسیرها السهم عند الرمی.

شُعَلُ النِّیرَانِ قَدِ اطْمَأَنُّوا وَ أَطَافُوا بِجَنَبَاتِ الْوَادِی فَتَوَغَّلَ (1) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَطْنَ الْوَادِی وَ هُوَ یَتْلُو الْقُرْآنَ وَ هُوَ یوئی [یُومِئُ](2) بِسَیْفِهِ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَمَا لَبِثَ الْأَشْخَاصُ حَتَّی صَارَتْ كَالدُّخَانِ الْأَسْوَدِ وَ كَبَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ صَعِدَ مِنْ حَیْثُ انْهَبَطَ فَقَامَ مَعَ الْقَوْمِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ حَتَّی اصْفَرَّ الْمَوْضِعُ عَمَّا اعْتَرَاهُ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَقِیتَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَلَقَدْ كِدْنَا أَنْ نَهْلِكَ خَوْفاً وَ أَشْفَقْنَا عَلَیْكَ أَكْثَرَ مِمَّا لَحِقَنَا فَقَالَ علیه السلام لَهُمْ إِنَّهُ لَمَّا تَرَاءَی لِیَ الْعَدُوُّ جَهَرْتُ فِیهِمْ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی فَتَضَاءَلُوا(3) وَ عَلِمْتُ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ فَتَوَغَّلْتُ الْوَادِیَ غَیْرَ خَائِفٍ مِنْهُمْ وَ لَوْ بَقُوا عَلَی هَیْئَتِهِمْ لَأَتَیْتُ عَلَی أَنْفُسِهِمْ (4) وَ قَدْ كَفَی اللَّهُ كَیْدَهُمْ وَ كَفَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ شَرَّهُمْ (5) وَ سَتَسْبِقُنِی بَقِیَّتُهُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ انْصَرَفَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَنْ مَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَسُرِّیَ عَنْهُ وَ دَعَا لَهُ بِخَیْرٍ وَ قَالَ لَهُ كَیْفَ قَدْ سَبَقَكَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَخَافَهُ اللَّهُ بِكَ وَ أَسْلَمَ (6) وَ قُبِلَتْ إِسْلَامُهُ ثُمَّ ارْتَحَلَ بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ حَتَّی قَطَعُوا الْوَادِیَ آمِنِینَ غَیْرَ خَائِفِینَ وَ هَذَا الْحَدِیثُ قَدْ رَوَتْهُ الْعَامَّةُ كَمَا رَوَتْهُ الْخَاصَّةُ وَ لَمْ یَتَنَاكَرُوا شَیْئاً مِنْهُ (7).

«19»- أَقُولُ رَوَی الشَّیْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی الْمُهَذَّبِ وَ غَیْرُهُ فِی غَیْرِهِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَوْمُ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی وَجَّهَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام إِلَی وَادِی الْجِنِّ فَأَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ (8).

ص: 177


1- 1. توغل فی البلاد: ذهب و أبعد.
2- 2. فی الإرشاد و المناقب: و یومئ.
3- 3. تضاءل: صغر و ضعف.
4- 4. فی الإرشاد: علی آخرهم.
5- 5. الصحیح كما فی الإرشاد: و كفی المسلمین شرهم.
6- 6. فی الإرشاد: و قال له: قد سبقك یا علی إلیّ من أخافه اللّٰه بك فأسلم.
7- 7. مناقب آل أبی طالب 1: 298. الإرشاد للمفید: 160 و 161. و لم نجده فی الخرائج و قد نقل المصنّف الروایة من الإرشاد و ما فی المناقب یضاهیها.
8- 8. مخطوط.

«20»- شا، [الإرشاد] رَوَی حَمَلَةُ الْآثَارِ وَ رُوَاةُ الْأَخْبَارِ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَخْطُبُ (1) عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ ظَهَرَ ثُعْبَانٌ مِنْ جَانِبِ الْمِنْبَرِ وَ جَعَلَ یَرْقَی حَتَّی دَنَا مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَارْتَاعَ النَّاسُ لِذَلِكَ وَ هَمُّوا بِقَصْدِهِ وَ دَفْعِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَوْمَأَ إِلَیْهِمْ بِالْكَفِّ عَنْهُ فَلَمَّا صَارَ عَلَی الْمِرْقَاةِ الَّتِی عَلَیْهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَائِمٌ انْحَنَی إِلَی الثُّعْبَانِ وَ تَطَاوَلَ الثُّعْبَانُ إِلَیْهِ حَتَّی الْتَقَمَ أُذُنَهُ (2) وَ سَكَتَ النَّاسُ وَ تَحَیَّرُوا لِذَلِكَ وَ نَقَّ نَقِیقاً سَمِعَهُ كَثِیرٌ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّهُ زَالَ عَنْ مَكَانِهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُحَرِّكُ شَفَتَیْهِ وَ الثُّعْبَانُ كَالْمُصْغِی إِلَیْهِ ثُمَّ انْسَابَ وَ كَأَنَّ الْأَرْضَ ابْتَلَعَتْهُ وَ عَادَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی خُطْبَتِهِ فَتَمَّمَهَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا وَ نَزَلَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ یَسْأَلُونَهُ عَنْ حَالِ الثُّعْبَانِ وَ الْأُعْجُوبَةِ فِیهِ فَقَالَ لَهُمْ لَیْسَ ذَلِكَ كَمَا ظَنَنْتُمْ إِنَّمَا هُوَ حَاكِمٌ مِنْ حُكَّامِ الْجِنِّ الْتَبَسَتْ عَلَیْهِ قَضِیَّةٌ فَصَارَ إِلَیَّ أَنْ یَسْتَفْهِمَنِی (3) عَنْهَا فَأَفْهَمْتُهُ إِیَّاهَا وَ دَعَا لِی بِخَیْرٍ وَ انْصَرَفَ (4).

«21»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ ائْتِ الْوَادِیَ فَدَخَلَ الْوَادِیَ وَ دَارَ فِیهِ فَلَمْ یَرَ أَحَداً حَتَّی إِذَا صَارَ عَلَی بَابِهِ لَقِیَهُ شَیْخٌ فَقَالَ مَا تَصْنَعُ هُنَا قَالَ أَرْسَلَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ تَعْرِفُنِی قَالَ یَنْبَغِی أَنْ تَكُونَ أَنْتَ الْمَلْعُونَ فَقَالَ مَا تَرَی أُصَارِعُكَ فَصَارَعَهُ فَصَرَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ قُمْ عَنِّی حَتَّی أُبَشِّرَكَ فَقَامَ عَنْهُ فَقَالَ بِمَ تُبَشِّرُنِی یَا مَلْعُونُ قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ صَارَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِ الْعَرْشِ یُعْطُونَ شِیعَتَهُمُ الْجَوَازَ مِنَ النَّارِ فَقَامَ إِلَیْهِ فَقَالَ أُصَارِعُكَ مَرَّةً أُخْرَی قَالَ نَعَمْ فَصَرَعَهُ مَرَّةً أُخْرَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ قُمْ عَنِّی حَتَّی أُبَشِّرَكَ فَقَامَ عَنْهُ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ أَخْرَجَ ذُرِّیَّتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ (5) مِثْلَ الذَّرِّ فَأَخَذَ مِیثَاقَهُمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا

ص: 178


1- 1. فی المصدر: كان ذات یوم یخطب.
2- 2. أی ساره.
3- 3. فی المصدر: فصار إلی یستفهمنی.
4- 4. الإرشاد للمفید: 165 و 166.
5- 5. فی المصدر: من ظهره. و فی( م) و( د): علی ظهره.

بَلی فَأَشْهَدَهُمْ عَلَی أَنْفُسِهِمْ فَأَخَذَ مِیثَاقَ مُحَمَّدٍ وَ مِیثَاقَكَ فَعَرَّفَ وَجْهَكَ الْوُجُوهَ وَ رُوحَكَ الْأَرْوَاحَ فَلَا یَقُولُ لَكَ أَحَدٌ یُحِبُّكَ (1) إِلَّا عَرَفْتُهُ وَ لَا یَقُولُ لَكَ أَحَدٌ أَبْغَضَكَ إِلَّا عَرَفْتُهُ قَالَ قُمْ صَارِعْنِی ثَالِثَةً قَالَ نَعَمْ فَصَارَعَهُ فَاعْتَنَقَهُ ثُمَّ صَارَعَهُ فَصَرَعَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ یَا عَلِیُّ لَا تَنْقُضْنِی قُمْ عَنِّی حَتَّی أُبَشِّرَكَ فَقَالَ أَبْرَأُ مِنْكَ (2) وَ أَلْعَنُكَ قَالَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا أَحَدٌ یُبْغِضُكَ إِلَّا شَرِكْتُ أَبَاهُ فِی رَحِمِ أُمِّهِ وَ وُلْدِهِ وَ مَالِهِ أَ مَا قَرَأْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ الْآیَةَ(3).

فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] إسماعیل بن إسحاق بن إبراهیم الفارسی معنعنا عن أبی جعفر علیه السلام: مثله (4).

«22»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ كِتَابُ النَّطَنْزِیِّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ بِإِسْنَادِ الْخَطِیبِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (5) عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ فِی إِبَانَةِ الْخَرْكُوشِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَدْ رَوَاهُ الْقَاضِی أَبُو الْحَسَنِ الْأُشْنَانِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ وَ رَوَی مِنْ أَصْحَابِنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَابَوَیْهِ فِی الِامْتِحَانِ وَ لَفْظُ الْحَدِیثِ لِلْخَرْكُوشِیِّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنْتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ إِذْ أَقْبَلَ شَخْصٌ عَظِیمٌ مِمَّا یَلِی الرُّكْنَ الْیَمَانِیَّ كَفِیلٍ فَتَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لُعِنْتَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ وَ مَا تَعْرِفُهُ ذَاكَ إِبْلِیسُ اللَّعِینُ فَوَثَبَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَخَذَ بِنَاصِیَتِهِ وَ خُرْطُومِهِ وَ جَذَبَهُ فَأَزَالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ وَ قَالَ لَأَقْتُلَنَّهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا عَلِمْتَ یَا عَلِیُّ أَنَّهُ قَدْ أُجِّلَ لَهُ إِلَی یَوْمِ

ص: 179


1- 1. فی المصدر: فلا یقول لك أحد: احبك.
2- 2. كذا فی( ك) و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: قال بلی و أبرأ منك.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 411.
4- 4. تفسیر فرات: 40.
5- 5. فی المصدر: عن أبی عبد اللّٰه.

الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ؟ فَتَرَكَهُ فَوَقَفَ إِبْلِیسُ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ دَعْنِی أُبَشِّرْكَ فَمَا لِی عَلَیْكَ وَ لَا عَلَی شِیعَتِكَ سُلْطَانٌ وَ اللَّهِ مَا یُبْغِضُكَ أَحَدٌ إِلَّا شَارَكْتُ أَبَاهُ فِیهِ كَمَا هُوَ فِی الْقُرْآنِ وَ شارِكْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعْهُ یَا عَلِیُّ فَتَرَكَهُ.

كِتَابُ إِبْرَاهِیمَ رَوَی أَبُو سَارَةَ الشَّامِیُّ بِإِسْنَادِهِ وَ كِتَابُ ابْنِ فَیَّاضٍ رَوَی إِسْمَاعِیلُ بْنُ أَبَانٍ بِإِسْنَادِهِ كِلَاهُمَا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ مَعَهُ بِلَالٌ یَقْفُوَانِ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَیَا إِلَی الْجَبَلِ فَانْقَطَعَ الْأَثَرُ عَنْهُمَا فَبَیْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ رُفِعَ لَهُمَا(1) رَجُلٌ مُتَّكِئٌ عَلَی عَصًا لَهُ كِسَاءٌ عَلَی عَاتِقِهِ كَأَنَّهُ رَاعِی (2) مِنْ هَذِهِ الرُّعَاةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا بِلَالُ اجْلِسْ حَتَّی آتِیَكَ بِالْخَبَرِ وَ تَوَجَّهَ قِبَلَ الرَّجُلِ حَتَّی إِذَا كَانَ قَرِیباً مِنْهُ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ هَلْ لِلَّهِ مِنْ رَسُولٍ فَغَضِبَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ تَنَاوَلَ حَجَراً وَ رَمَاهُ فَأَصَابَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَصَاحَ صَیْحَةً فَإِذَا الْأَرْضُ كُلُّهَا سَوَادٌ بَیْنَ خَیْلٍ وَ رَجِلٍ حَتَّی أَطَافُوا بِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ طَائِرَانِ مِنْ قِبَلِ الْجَبَلِ فَأَخَذَ أَحَدُهُمَا یَمْنَةً وَ الْآخَرُ یَسْرَةً فَمَا زَالا یَضْرِبَانِهِمْ بِأَجْنِحَتِهِمَا حَتَّی ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوَادُ وَ رَجَعَ الطَّائِرَانِ حَتَّی أُخِذَا فِی الْجَبَلِ فَقَالَ لِبِلَالٍ انْطَلِقْ حَتَّی نَتَّبِعَ هَذَیْنِ الطَّائِرَیْنِ فَصَعِدَ عَلِیٌّ علیه السلام الْجَبَلَ وَ بِلَالٌ فَإِذَا هُمَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ خَلْفِ الْجَبَلِ فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا لِی أَرَاكَ مَذْعُوراً(3) فَقَصَّ عَلَیْهِ الْخَبَرَ فَقَالَ تَدْرِی (4) مَا الطَّائِرَانِ قَالَ لَا قَالَ ذَاكَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ كَانَا عِنْدِی یُحَدِّثَانِی فَلَمَّا سَمِعَا الصَّوْتَ عَرَفَا أَنَّهُ إِبْلِیسُ فَأَتَیَاكَ یَا عَلِیُّ لِیُعِینَاكَ (5).

ص: 180


1- 1. فی المصدر و( د): إذ وقع لهما.
2- 2. كذا فی النسخ و المصدر و الصحیح: كأنّه راع.
3- 3. ذعر: خاف، فهو مذعور.
4- 4. فی المصدر: و تدری.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 1: 411 و 412.

«23»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِیِّ: أَنَّهُ لَقِیَ إِبْلِیسَ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا مِنْ وُلْدِ آدَمَ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَنْتَ مِنْ قَوْمٍ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ یُحِبُّونَ اللَّهَ وَ یَعْصُونَهُ وَ یُبْغِضُونَ إِبْلِیسَ وَ یُطِیعُونَهُ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا صَاحِبُ الْمِیسَمِ (1) وَ الِاسْمِ الْكَبِیرِ وَ الطَّبْلِ الْعَظِیمِ وَ أَنَا قَاتِلُ هَابِیلَ وَ أَنَا الرَّاكِبُ مَعَ نُوحٍ فِی الْفُلْكِ أَنَا عَاقِرُ نَاقَةِ صَالِحٍ أَنَا صَاحِبُ نَارِ إِبْرَاهِیمَ أَنَا مُدَبِّرُ قَتْلِ یَحْیَی أَنَا مُمَكِّنُ قَوْمِ فِرْعَوْنَ مِنَ النِّیلِ أَنَا مُخَیِّلُ السِّحْرِ وَ قَائِدُهُ إِلَی مُوسَی أَنَا صَانِعُ الْعِجْلِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَا صَاحِبُ مِنْشَارِ زَكَرِیَّا أَنَا السَّائِرُ مَعَ أَبْرَهَةَ إِلَی الْكَعْبَةِ بِالْفِیلِ أَنَا الْمُجْمِعُ لِقِتَالِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ وَ حُنَیْنٍ أَنَا مُلْقِی الْحَسَدِ یَوْمَ السَّقِیفَةِ فِی قُلُوبِ الْمُنَافِقِینَ أَنَا صَاحِبُ الْهَوْدَجِ یَوْمَ الْبَصْرَةِ وَ الْبَعِیرِ أَنَا الْوَاقِفُ بَیْنَ عَسْكَرِ صِفِّینَ (2) أَنَا الشَّامِتُ یَوْمَ كَرْبَلَاءَ بِالْمُؤْمِنِینَ أَنَا إِمَامُ الْمُنَافِقِینَ أَنَا مُهْلِكُ الْأَوَّلِینَ أَنَا مُضِلُّ الْآخِرِینَ أَنَا شَیْخُ النَّاكِثِینَ أَنَا رُكْنُ الْقَاسِطِینَ أَنَا ظِلُّ الْمَارِقِینَ أَنَا أَبُو مُرَّةَ مَخْلُوقٌ مِنْ نَارٍ لَا مِنْ طِینٍ أَنَا الَّذِی غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِ رَبُّ الْعَالَمِینَ (3) فَقَالَ الصُّوفِیُّ بِحَقِّ اللَّهِ عَلَیْكَ إِلَّا دَلَلْتَنِی عَلَی عَمَلٍ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَی اللَّهِ وَ أَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی نَوَائِبِ دَهْرِی فَقَالَ اقْنَعْ مِنْ دُنْیَاكَ بِالْعَفَافِ وَ الْكَفَافِ وَ اسْتَعِنْ عَلَی الْآخِرَةِ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ بُغْضِ أَعْدَائِهِ فَإِنِّی عَبَدْتُ اللَّهَ فِی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ وَ عَصَیْتُهُ فِی سَبْعِ أَرَضِیهِ فَلَا وَجَدْتُ مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا إِلَّا وَ هُوَ یَتَقَرَّبُ بِحُبِّهِ قَالَ ثُمَّ غَابَ عَنْ بَصَرِی فَأَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِهِ فَقَالَ علیه السلام آمَنَ الْمَلْعُونُ بِلِسَانِهِ وَ كَفَرَ بِقَلْبِهِ.

مَنَاقِبُ أَبِی إِسْحَاقَ الطَّبَرِیِّ وَ إِبَانَةُ الْفَلَكِیِّ قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یُقَالُ لَهُ خَیْثَمَةُ فَلَمَّا حَكَمُوا الْحَكَمَیْنِ خَرَجَ هَارِباً نَحْوَ الْجَزِیرَةِ فَمَرَّ بِوَادٍ مُخِیفٍ یُقَالُ لَهُ مَیَّافَارِقِینَ فَهَتَفَ بِهِ مِنَ الْوَادِی:

ص: 181


1- 1. المیسم: الحدیدة او الآلة التی یوسم بها.
2- 2. فی المصدر: أنا صاحب المواقف فی عسكر صفّین.
3- 3. فی المصدر: غضب علیه ربّ العالمین.

یَا أَیُّهَا السَّارِی بامیا فارق [بِمَیَّافَارِقٍ](1)***مُخَالِفاً لِلْحَقِّ دِینِ الصَّادِقِ

تَابَعْتَ دِیناً لَیْسَ دِینَ الْخَالِقِ***بَلْ دِینُ كُلِّ أَحْمَقٍ مُنَافِقٍ

فَقَالَ خَیْثَمَةُ:

لَمَّا رَأَیْتُ الْقَوْمَ فِی الْخُصُومِ***فَارَقْتُ دِینَ أَحْمَقٍ لَئِیمٍ

حَتَّی یَعُودَ الدِّینُ فِی الصَّمِیمِ

فَقَالَ:

اسْمَعْ لِقَوْلِی ثُمَّ تُرْشَدُ(2)***إِنَّ عَلِیّاً كَالْحُسَامِ الْأَصْیَدِ

مِنْهَاجُهُ دِینُ النَّبِیِّ الْمُهْتَدِی***فَارْجِعْ إِلَی دِینِ وَصِیِّ أَحْمَدَ

فَخَالِفِ الْمَرَاقَ فِیهِ وَ اشْهَدْ(3)

فَرَجَعَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ حَتَّی قُتِلَ.

وَ فِی بَعْضِ كُتُبِ الْأَخْبَارِ عَنْ بَعْضِ صَالِحَاتِ الْجِنِّ مِمَّنْ كَانَتْ تَدْخُلُ عَلَی أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَیْتُ إِبْلِیسَ عَلَی صَخْرَةِ جَزِیرَةٍ مَاثِلًا وَ هُوَ یَقُولُ:

شَفِیعِی إِلَی اللَّهِ أَهْلُ الْعَبَاءِ***وَ إِنْ لَمْ یَكُونُوا شَفِیعِی فَمَنْ

شَفِیعِی النَّبِیُّ شَفِیعِی الْوَصِیُ***شَفِیعِی الْحُسَیْنُ شَفِیعِی الْحَسَنُ

شَفِیعِی الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا***فَصَلَّی عَلَیْهِمْ إِلَهُ الْمِنَنِ.

و هذه من عجائبه علیه السلام لأن الخلائق یخافون من إبلیس و جنوده و یتعوذون منه و هم یخافون من علی بن أبی طالب علیه السلام و یحبونه و یتوسلون به لعلو شأنه و سمو مكانه (4).

الْمُعْجِزَاتُ وَ الرَّوْضَةُ وَ دَلَائِلُ ابْنِ عُقْدَةَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِیعِیُّ وَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ:

ص: 182


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر: و الصحیح« بمیافارق».
2- 2. كذا فی( ك). و فی( م) و( د): اسمع لقولی ثمّ عه ترشد. و فی المصدر: ثم رعه. و علی أی فلا یخلو من تحریف راجع ص 167.
3- 3. المراق جمع المارق: الخارج من الدین.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 1: 413 و 414.

رَأَیْنَا شَیْخاً بَاكِیاً وَ هُوَ یَقُولُ أَشْرَفْتُ عَلَی الْمِائَةِ وَ مَا رَأَیْتُ الْعَدْلَ إِلَّا سَاعَةً فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ أَنَا هَجَرٌ الْحِمْیَرِیُّ وَ كُنْتُ یَهُودِیّاً أَبْتَاعُ الطَّعَامَ قَدِمْتُ یَوْماً نَحْوَ الْكُوفَةِ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْقُبَّةِ بِالْمَسْجِدِ فَقَدْتُ حَمِیرِی (1) فَدَخَلْتُ الْكُوفَةَ عَلَی الْأَشْتَرِ(2) فَوَجَّهَنِی إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا رَآنِی قَالَ یَا أَخَا الْیَهُودِ إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا مَا كَانَ أَوْ یَكُونُ أُخْبِرُكَ أَمْ تُخْبِرُنِی بِمَا ذَا جِئْتَ فَقُلْتُ بَلْ تُخْبِرُنِی فَقَالَ اخْتَلَسَتِ الْجِنُّ مَالَكَ فِی الْقُبَّةِ فَمَا تَشَاءُ قُلْتُ إِنْ تَفَضَّلْتَ عَلَیَّ آمَنْتُ بِكَ فَانْطَلَقَ مَعِی حَتَّی إِذَا أَتَی الْقُبَّةَ صَلَّی (3) رَكْعَتَیْنِ وَ دَعَا بِدُعَاءٍ وَ قَرَأَ یُرْسَلُ عَلَیْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (4) الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ یَا عُبَیْدَ اللَّهِ مَا هَذَا الْعَبَثُ وَ اللَّهِ مَا عَلَی هَذَا بَایَعْتُمُونِی وَ عَاهَدْتُمُونِی یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ فَرَأَیْتُ مَالِی یُخْرَجُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً وَلِیُّ اللَّهِ ثُمَّ إِنِّی لَمَّا قَدِمْتُ الْآنَ وَجَدْتُهُ مَقْتُولًا.

قال ابن عقدة إن الیهود(5) من سورات المدینة(6).

كِتَابُ هَوَاتِفِ الْجِنِّ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ فِی خَبَرٍ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَوْمٍ مَطِیرٍ وَ نَحْنُ مُلْتَفِتُونَ نَحْوَهُ فَهَتَفَ هَاتِفٌ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلَامَ وَ قَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ عُرْفُطَةُ بْنُ شِمْرَاخٍ أَحَدُ بَنِی نَجَاحٍ قَالَ اظْهَرْ لَنَا رَحِمَكَ اللَّهُ فِی صُورَتِكَ قَالَ سَلْمَانُ فَظَهَرَ لَنَا شَیْخٌ أَذَبُّ أَشْعَرُ قَدْ لَبِسَ وَجْهَهُ شَعْرٌ غَلِیظٌ مُتَكَاثِفٌ قَدْ وَارَاهُ وَ عَیْنَاهُ مَشْقُوقَتَانِ طُولًا وَ فَمُهُ فِی صَدْرِهِ فِیهِ أَنْیَابٌ بَادِیَةٌ طِوَالٌ وَ أَظْفَارُهُ كَمَخَالِبِ

ص: 183


1- 1. فی المصدر: فقدت حمری.
2- 2. فی المصدر: إلی الأشتر.
3- 3. فی المصدر: و صلی.
4- 4. سورة الرحمن: 35.
5- 5. فی المصدر و( م) و( د): إن الیهودی.
6- 6. مناقب آل أبی طالب 1: 452.

السِّبَاعِ فَقَالَ الشَّیْخُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ ابْعَثْ مَعِی مَنْ یَدْعُو قَوْمِی إِلَی الْإِسْلَامِ وَ أَنَا أَرُدُّهُ إِلَیْكَ سَالِماً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّكُمْ یَقُومُ مَعَهُ فَیَبْلُغَ الْجِنَّ عَنِّی وَ لَهُ الْجَنَّةُ فَلَمْ یَقُمْ أَحَدٌ فَقَالَ ثَانِیَةً وَ ثَالِثَةً فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْتَفَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الشَّیْخِ فَقَالَ وَافِنِی إِلَی الْحَرَّةِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ أَبْعَثُ مَعَكَ رَجُلًا یَفْصِلُ حُكْمِی وَ یَنْطِقُ بِلِسَانِی وَ یَبْلُغُ الْجِنَّ عَنِّی قَالَ فَغَابَ الشَّیْخُ ثُمَّ أَتَی فِی اللَّیْلِ وَ هُوَ عَلَی بَعِیرٍ كَالشَّاةِ وَ مَعَهُ بَعِیرٌ آخَرُ كَارْتِفَاعِ الْفَرَسِ فَحَمَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام عَلَیْهِ وَ حَمَلَنِی خَلْفَهُ وَ عَصَبَ عَیْنَیَّ وَ قَالَ لَا تَفْتَحْ عَیْنَیْكَ حَتَّی تَسْمَعَ عَلِیّاً یُؤَذِّنُ وَ لَا یَرُوعُكَ مَا تَسْمَعُ (1) وَ إِنَّكَ آمِنٌ فَثَارَ الْبَعِیرُ(2) فَدَفَعَ سَائِراً یَدُفُّ كَدَفِیفِ النَّعَامِ وَ عَلِیٌّ یَتْلُو الْقُرْآنَ فَسِرْنَا لَیْلَتَنَا حَتَّی إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ أَذَّنَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَنَاخَ الْبَعِیرَ وَ قَالَ انْزِلْ یَا سَلْمَانُ فَحَلَلْتُ عَیْنَیَّ وَ نَزَلْتُ فَإِذَا أَرْضٌ قَوْرَاءُ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَ صَلَّی بِنَا وَ لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ الْحِسَّ حَتَّی إِذَا سَلَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام الْتَفَتَ فَإِذَا خَلْقٌ عَظِیمٌ وَ أَقَامَ عَلِیٌّ یُسَبِّحُ رَبَّهُ حَتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ قَامَ خَطِیباً فَخَطَبَهُمْ فَاعْتَرَضَتْهُ مَرَدَةٌ مِنْهُمْ فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَ بِالْحَقِّ تُكَذِّبُونَ وَ عَنِ الْقُرْآنِ تَصْدِفُونَ وَ بِآیَاتِ اللَّهِ تَجْحَدُونَ ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ بِالْكَلِمَةِ الْعُظْمَی وَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَی وَ الْعَزَائِمِ الْكُبْرَی وَ الْحَیَّ الْقَیُّومَ وَ مُحْیِیَ الْمَوْتَی وَ مُمِیتَ الْأَحْیَاءِ وَ رَبَّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ یَا حَرَسَةَ الْجِنِّ وَ رَصَدَةَ الشَّیَاطِینِ وَ خُدَّامَ اللَّهِ الشرهالیین (3) وَ ذَوِی الْأَرْوَاحِ الطَّاهِرَةِ(4) اهْبِطُوا بِالْجَمْرَةِ الَّتِی لَا تُطْفَأُ وَ الشِّهَابِ الثَّاقِبِ وَ الشُّوَاظِ الْمُحْرِقِ وَ النُّحَاسِ الْقَاتِلِ بِ كهیعص وَ الطَّوَاسِینَ وَ

الْحَوَامِیمَ وَ یس وَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ وَ الذَّارِیاتِ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی وَ الطُّورِ وَ كِتابٍ مَسْطُورٍ فِی رَقٍّ مَنْشُورٍ وَ الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ وَ الْأَقْسَامِ (5) الْعِظَامِ وَ مَوَاقِعِ

ص: 184


1- 1. فی المصدر: و لا یر وعك ما تری.
2- 2. فی المصدر: فسار البعیر.
3- 3. كذا فی النسخ و المصدر، و لم نفهم المراد.
4- 4. فی المصدر: و ذوی الارحام الطاهرة.
5- 5. جمع القسم: الیمین. و فی المصدر« الاقتام» و لا معنی له.

النُّجُومِ لَمَّا أَسْرَعْتُمُ الِانْحِدَارَ إِلَی الْمَرَدَةِ الْمُتَوَلِّعِینَ الْمُتَكَبِّرِینَ الْجَاحِدِینَ آثَارَ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ سَلْمَانُ فَأَحْسَسْتُ بِالْأَرْضِ مِنْ تَحْتِی تَرْتَعِدُ وَ سَمِعْتُ فِی الْهَوَاءِ دَوِیّاً شَدِیداً ثُمَّ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ صَعِقَ كُلُّ مَنْ رَآهَا مِنَ الْجِنِّ وَ خَرَّتْ عَلَی وُجُوهِهَا مَغْشِیّاً عَلَیْهَا وَ سَقَطْتُ أَنَا عَلَی وَجْهِی فَلَمَّا أَفَقْتُ إِذَا دُخَانٌ یَفُورُ مِنَ الْأَرْضِ فَصَاحَ بِهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَقَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ الظَّالِمِینَ ثُمَّ عَادَ إِلَی خُطْبَتِهِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ وَ الْغِیلَانِ وَ بَنِی شِمْرَاخٍ وَ آلَ نَجَاحٍ وَ سُكَّانَ الْآجَامِ وَ الرِّمَالِ وَ الْقِفَارِ وَ جَمِیعَ شَیَاطِینِ الْبُلْدَانِ اعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ قَدْ مُلِئَتْ عَدْلًا كَمَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً جَوْراً هَذَا هُوَ الْحَقُ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ فَقَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ رَسُولِ رَسُولِهِ فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَدِینَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا ذَا صَنَعْتَ قَالَ أَجَابُوا وَ أَذْعَنُوا وَ قَصَّ عَلَیْهِ خَبَرَهُمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَزَالُونَ كَذَلِكَ هَائِبِینَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(1)

وَ أَخَذَ الْبَیْعَةَ عَلَی الْجِنِّ بِوَادِی الْعَقِیقِ بِأَنْ لَا یَظْهَرُوا فِی رِحَالاتِنَا وَ جَوَادِ الْمُسْلِمِینَ (2) وَ قَضَی مِنْهُ وَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(3) فَشَكَتِ الْجِنُّ مَأْكَلَهُمْ فَقَالَ أَ وَ لَیْسَ قَدْ أَبَحْتُ لَكُمُ النَّثِیلَ (4) وَ الْعِظَامَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَنْ لَا یَسْتَجْمِرَ بِهَا فَقَالَ لَكُمْ ذَلِكَ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَضُرُّ بَأَطْفَالِنَا فَأَمَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الشَّمْسَ أَنْ تَرْجِعَ فَرَجَعَتْ وَ أَخَذَ عَلَیْهَا الْعَهْدَ أَنْ لَا تَضُرَّ بِأَوْلَادِ الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ (5).

توضیح: الأذب الطویل و قال الجزری فیه إنه دفع من عرفات

ص: 185


1- 1. مناقب آل أبی طالب 1: 454.
2- 2. فی المصدر« فی رحالتنا» و الرحال جمع الرحل: المنزل و المأوی و جواد جمع الجادة: الطریق.
3- 3. فی المصدر بعد ذلك« و ضلت مائة ناقة حمراء تنظر فی سواد و ترعی فی سواد» و لا تخلو العبارة عن تحریف و تصحیف.
4- 4. النثیل: الروث.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 1: 456.

أی ابتدأ السیر و دفع نفسه منها و نحاها أو دفع ناقته و حملها علی السیر(1) و قال فیه إن فی الجنة لنجائب تدف بركبانها أی تسیر بهم سیرا لینا(2) انتهی و فی بعض النسخ یزف كزفیف النعام أی یسرع و القوراء الواسعة.

«24»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ لَیْلَةٍ مِنَ اللَّیَالِی وَ هِیَ لَیْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَ لِی خُذْ سَیْفَكَ وَ مُرَّ فِی جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ فَكُلَّ مَنْ رَأَیْتَهُ عَلَی رَأْسِهِ فَاضْرِبْهُ بِهَذَا السَّیْفِ فَقَصَدْتُ الْجَبَلَ فَلَمَّا عَلَوْتُهُ وَجَدْتُ عَلَیْهِ رَجُلًا أَسْوَدَ هَائِلَ الْمَنْظَرِ كَأَنَّ عَیْنَیْهِ جَمْرَتَانِ فَهَالَنِی مَنْظَرُهُ فَقَالَ لِی یَا عَلِیُّ فَدَنَوْتُ إِلَیْهِ وَ ضَرَبْتُهُ بِالسَّیْفِ فَقَطَعْتُهُ نِصْفَیْنِ فَسَمِعْتُ الضَّجِیجَ مِنْ بُیُوتِ مَكَّةَ بِأَجْمَعِهَا ثُمَّ أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ بِمَنْزِلِ خَدِیجَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ أَ تَدْرِی مَنْ قَتَلْتَ یَا عَلِیُّ قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ قَتَلْتَ اللَّاتَ وَ الْعُزَّی وَ اللَّهِ لَا عَادَتْ عُبِدَتْ بَعْدَهَا أَبَداً(3).

«25»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْغَدَاةَ وَ اسْتَنَدَ إِلَی مِحْرَابِهِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ مِنْهُمُ الْمِقْدَادُ وَ حُذَیْفَةُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ سَلْمَانُ وَ إِذَا بِأَصْوَاتٍ عَالِیَةٍ قَدْ مَلَأَتِ الْمَسَامِعَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا حُذَیْفَةُ انْظُرْ مَا الْخَبَرُ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ إِذَا هُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا عَلَی رَوَاحِلِهِمْ بِأَیْدِیهِمُ الرِّمَاحُ الْخَطِّیَّةُ عَلَی رُءُوسِ الرِّمَاحِ أَسِنَّةٌ مِنَ الْعَقِیقِ الْأَحْمَرِ وَ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ ضَرْبَةٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ وَ عَلَی رُءُوسِهِمْ قَلَانِسُ مَرْصُوعَةٌ بِالدُّرِّ وَ الْجَوَاهِرِ یَقْدُمُهُمْ غُلَامٌ لَا نَبَاتَ بِعَارِضَیْهِ كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ وَ هُمْ یُنَادُونَ الْحِذَارَ الْحِذَارَ الْبِدَارَ الْبِدَارَ إِلَی مُحَمَّدٍ الْمُخْتَارِ الْمَبْعُوثِ فِی الْأَرْضِ قَالَ حُذَیْفَةُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ قَالَ یَا حُذَیْفَةُ انْطَلِقْ إِلَی حُجْرَةِ كَاشِفِ الْكُرُوبِ وَ عَبْدِ عَلَّامِ الْغُیُوبِ وَ اللَّیْثِ الْهَصُورِ(4) وَ اللِّسَانِ الشَّكُورِ وَ الْهِزَبْرِ الْغَیُورِ وَ الْبَطَلِ الْجَسُورِ وَ الْعَالِمِ الصَّبُورِ الَّذِی حَوَی اسْمَهُ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ

ص: 186


1- 1. النهایة 2: 26.
2- 2. النهایة 2: 26.
3- 3. الروضة: 3. الفضائل: 101.
4- 4. الهصور: الأسد لانه یهصر فریسته أی یكسرها.

وَ الزَّبُورُ انْطَلِقْ إِلَی حُجْرَةِ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ ائْتِنِی بِبَعْلِهَا عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

قَالَ: فَمَضَیْتُ وَ إِذَا بِهِ قَدْ تَلْقَانِی قَالَ لِی یَا حُذَیْفَةُ جِئْتَ لَتُخْبِرَنِی عَنْ قَوْمٍ أَنَا عَالِمٌ بِهِمْ مُنْذُ خُلِقُوا وَ مُنْذُ وُلِدُوا وَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ جَاءُوا فَقَالَ حُذَیْفَةُ فَقُلْتُ زَادَكَ اللَّهُ عِلْماً وَ فَهْماً یَا مَوْلَایَ ثُمَّ أَقْبَلَ علیه السلام إِلَی الْمَسْجِدِ وَ الْقَوْمُ حَافُّونَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَأَوْهُ نَهَضُوا قِیَاماً عَلَی أَقْدَامِهِمْ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُونُوا عَلَی مَجَالِسِكُمْ فَقَعَدُوا فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِهِمُ الْمَجْلِسُ قَامَ الْغُلَامُ الْأَمْرَدُ قَائِماً دُونَ أَصْحَابِهِ وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَیُّكُمُ الرَّاهِبُ إِذَا انْسَدَلَ اللَّیْلُ الظَّلَامُ أَیُّكُمْ مُكَسِّرُ الْأَصْنَامِ أَیُّكُمْ سَاتِرُ عَوْرَاتِ النِّسْوَانِ أَیُّكُمْ الشَّاكِرُ لِمَا أَوْلَاهُ الْمَنَّانُ أَیُّكُمُ الضَّارِبُ یَوْمَ الضَّرْبِ وَ الطَّعَّانِ أَیُّكُمْ مُكَسِّرُ رُءُوسِ الْفُرْسَانِ أَیُّكُمْ مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الْإِیمَانِ أَیُّكُمْ وَصِیُّهُ الَّذِی یَنْصُرُ بِهِ دَیْنَهُ عَلَی سَائِرِ الْأَدْیَانِ أَیُّكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَجِبِ الْغُلَامَ الَّذِی هُوَ فِی وَصْفِهِ غُلَامٌ وَ قُمْ لِحَاجَتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام ادْنُ مِنِّی یَا غُلَامُ إِنِّی أُعْطِیكَ سُؤْلَكَ وَ الْمَرَامَ وَ أَشْفِی عَلَیْكَ الْأَسْقَامَ بِعَوْنِ رَبِّ الْأَنَامِ فَانْطَلِقْ بِحَاجَتِكَ (1) فَأَنَا أُبَلِّغُكَ أُمْنِیَّتَكَ لِتَعْلَمَ الْمُسْلِمُونَ أَنِّی سَفِینَةُ النَّجَاةِ وَ عَصَا مُوسَی وَ الْكَلِمَةُ الْكُبْرَی وَ النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ صِرَاطُهُ الْمُسْتَقِیمُ فَقَالَ الْغُلَامُ إِنَّ مَعِی أَخِی وَ كَانَ مُولَعاً بِالصَّیْدِ فَخَرَجَ فِی بَعْضِ أَیَّامِهِ مُتَصَیِّداً فَعَارَضَتْهُ بَقَرَاتُ وَحْشٍ عَثَرَ(2) فَرَمَی إِحْدَاهُنَّ فَقَتَلَهَا فَفَلَجَ (3) نِصْفَهُ فِی الْوَقْتِ وَ الْحَالِ وَ قَلَّ كَلَامَهُ حَتَّی لَایُكَلِّمَنَا إِلَّا إِیمَاءً وَ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ صَاحِبَكُمْ یَدْفَعُ عَنْهُ مَا یَجِدُهُ فَإِنْ شَفَی صَاحِبُكُمْ عِلَّتَهُ آمَنَّا بِهِ فَنَحْنُ بَنِی النَّجْدَةِ وَ الْبَأْسِ وَ الْقُوَّةِ وَ الْمِرَاسِ (4) وَ لَنَا الذَّهَبُ وَ الْفِضَّةُ وَ الْخَیْلُ وَ الْإِبِلُ وَ الْمَضَارِبُ الْعَالِیَةُ وَ نَحْنُ سَبْعُونَ أَلْفاً بِخُیُولٍ جِیَادٍ وَ سَوَاعِدَ شِدَادٍ وَ نَحْنُ بَقَایَا قَوْمِ عَادٍ.

ص: 187


1- 1. فی المصدرین و( د) فانطق بحاجتك.
2- 2. كذا فی النسخ. و فی المصدرین: بقرات وحش عشر.
3- 3. فلج الرجل: أصابه الفالج و هو داء یحدث فی أحد شقی البدن فیبطل إحساسه و حركته.
4- 4. المراس- بكسر المیم- الشدة و القوّة.

فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَیْنَ أَخُوكَ عَجَّاجُ بْنُ الْحَلَاحِلِ بْنِ أَبِی الغضب بْنِ سَعْدِ بْنِ الْمُقْنِعِ بْنِ عِمْلَاقِ بْنِ ذَهَبِ بْنِ سَعْدٍ الْعَادِیُّ فَلَمَّا سَمِعَ الْغُلَامُ نَسَبَهُ قَالَ هَا هُوَ فِی هَوْدَجٍ سَیَأْتِی مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَّا یَا مَوْلَایَ فَإِنْ شَفَیْتَ عِلَّتَهُ رَجَعْنَا عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ اتَّبَعْنَا ابْنَ عَمِّكَ صَاحِبَ الْبُرْدَةِ وَ الْقَضِیبِ وَ الْغَمَامِ قَالَ فَبَیْنَمَا هُمْ فِی الْكَلَامِ إِذَا قَدْ أَقْبَلَتْ عَجُوزٌ فَوْقَ جَمَلٍ عَلَیْهِ مَحْمِلٌ قَدْ أَبْرَكَتْهُ بِبَابِ الْمُصْطَفَی قَالَ الْغُلَامُ جَاءَ أَخِی یَا فَتَی فَنَهَضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَنَا مِنَ الْمَحْمِلِ وَ إِذَا فِیهِ غُلَامٌ لَهُ وَجْهٌ صَبِیحٌ فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ فَنَظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَبَكَی وَ قَالَ بِلِسَانٍ ضَعِیفٍ وَ قَلْبٍ حَزِینٍ إِلَیْكُمُ الْمُشْتَكَی وَ الْمُلْتَجَی یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام لَا بَأْسَ عَلَیْكَ بَعْدَ الْیَوْمِ ثُمَّ نَادَی أَیُّهَا النَّاسُ اخْرُجُوا هَذِهِ اللَّیْلَةَ إِلَی الْبَقِیعِ سَتَرَوْنَ مِنْ عَلِیٍّ عَجَباً قَالَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ مِنَ الْعَصْرِ بِالْبَقِیعِ إِلَی أَنْ هَدَأَ اللَّیْلُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْهِمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعَهُ ذُو الْفَقَارِ فَقَالَ اتَّبِعُونِی حَتَّی أُرِیَكُمْ عَجَباً فَتَبِعُوهُ فَإِذَا هُوَ بِنَارَیْنِ مُتَفَرِّقَةٍ نَارٌ كَثِیرَةٌ وَ نَارٌ قَلِیلَةٌ فَدَخَلَ فِی النَّارِ الْقَلِیلَةِ فَأَقْبَلَهَا عَلَی النَّارِ الْكَثِیرَةِ قَالَ حُذَیْفَةُ فَسَمِعْتُ زَمْجَرَةً كَزَمْجَرَةِ الرَّعْدِ وَ قَدْ قَلَبَ النَّارُ بَعْضَهَا فِی بَعْضٍ ثُمَّ دَخَلَ فِیهَا وَ نَحْنُ بِالْبُعْدِ مِنْهُ وَ قَدْ تَدَاخَلَنَا الرُّعْبُ مِنْ كَثْرَةِ الزَّمْجَرَةِ وَ نَحْنُ نَنْتَظِرُ مَا یُصْنَعُ بِالنَّارِ فَلَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ إِلَی أَنْ أَسْفَرَ الصَّبَاحُ ثُمَّ خَمَدَتِ النَّارُ فَطَلَعَ مِنْهَا وَ قَدْ كُنَّا آیَسْنَا مِنْهُ فَوَصَلَ إِلَیْنَا وَ بِیَدِهِ رَأْسٌ فِیهِ ذِرْوَةٌ لَهُ أَحَدَ عَشَرَ إِصْبَعاً وَ لَهُ عَیْنٌ وَاحِدَةٌ فِی جَبْهَتِهِ وَ هُوَ مَاسِكٌ بِشَعْرِهِ وَ لَهُ شَعْرٌ كَالدُّبِّ فَقُلْنَا لَهُ أَعَانَ اللَّهُ عَلَیْكَ ثُمَّ أَتَی بِهِ إِلَی الْمَحْفِلِ الَّذِی فِیهِ الْغُلَامُ وَ قَالَ قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ یَا غُلَامُ فَمَا بَقِیَ عَلَیْكَ بَأْسٌ فَنَهَضَ الْغُلَامُ وَ یَدَاهُ صَحِیحَتَانِ وَ رِجْلَاهُ سَلِیمَتَانِ فَانْكَبَّ عَلَی رِجْلِ الْإِمَامِ یُقَبِّلُهَا وَ هُوَ یَقُولُ مُدَّ یَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ نَاصِرُ دِینِهِ ثُمَّ أَسْلَمَ الْقَوْمُ الَّذِینَ كَانُوا مَعَهُ.

قَالَ: وَ بَقِیَ النَّاسُ مُتَحَیِّرِینَ قَدْ بُهِتُوا لَمَّا رَأَوُا الرَّأْسَ وَ خِلْقَتَهُ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ هَذَا رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْأَخْیَلِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ اللَّعِینِ

ص: 188

كَانَ فِی اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ فَیْلَقٍ مِنَ الْجِنِّ وَ هُوَ الَّذِی فَعَلَ بِالْغُلَامِ مَا شَاهَدْتُمُوهُ فَضَرَبْتُهُمْ بِسَیْفِی هَذَا وَ قَاتَلْتُهُمْ بِقَلْبِی هَذَا فَمَاتُوا كُلُّهُمْ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی كَانَ عَلَی عَصَا مُوسَی الَّذِی ضَرَبَ بِهَا الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ اثْنَا عَشَرَ فَرْقاً فَاعْتَصِمُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ تَرْشُدُوا(1).

بیان: الخط موضع بالیمامة تنسب إلیه الرماح الخطیة. و الزمجرة: الصیاح و الصخب و الفیلق كصیقل الجیش و الرجل العظیم.

«26»- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ: قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الْأَعْظَمَ بِالْكُوفَةِ فَإِذَا أَنَا بِشَیْخٍ أَبْیَضِ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ لَا أَعْرِفُهُ مُسْتَنِداً إِلَی أُسْطُوَانَةٍ وَ هُوَ یَبْكِی وَ دُمُوعُهُ تَسِیلُ عَلَی خَدَّیْهِ فَقُلْتُ یَا شَیْخُ مَا یُبْكِیكَ فَقَالَ لِی أَتَی عَلَیَ (2) نَیِّفٌ وَ مِائَةُ سَنَةٍ لَمْ أَرَ فِیهَا عَدْلًا وَ لَا حَقّاً وَ لَا عِلْماً ظَاهِراً إِلَّا سَاعَتَیْنِ مِنْ لَیْلٍ وَ سَاعَتَیْنِ مِنْ نَهَارٍ وَ أَنَا أَبْكِی لِذَلِكَ فَقُلْتُ وَ مَا تِلْكَ السَّاعَةُ وَ اللَّیْلَةُ وَ الْیَوْمُ الَّذِی رَأَیْتَ فِیهِ الْعَدْلَ قَالَ إِنِّی رَجُلٌ مِنَ الْیَهُودِ وَ كَانَ لِی ضَیْعَةٌ بِنَاحِیَةِ سُورَاءَ(3) وَ كَانَ لَنَا جَارٌ فِی الضَّیْعَةِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یُقَالُ لَهُ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِیُّ وَ كَانَ رَجُلًا مُصَابَ الْعَیْنِ وَ كَانَ لِی صَدِیقاً وَ خَلِیطاً وَ إِنِّی دَخَلْتُ الْكُوفَةَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ وَ مَعِی طَعَامٌ عَلَی أَحْمِرَةٍ لِی أُرِیدُ بَیْعَهَا(4) بِالْكُوفَةِ فَبَیْنَمَا أَنَا أَسُوقُ الْأَحْمِرَةَ وَ قَدْ صِرْتُ فِی مَسْبَخَةِ الْكُوفَةِ(5) وَ ذَلِكَ بَعْدَ عِشَاءِ الْآخِرَةِ فَافْتَقَدْتُ حَمِیرِی فَكَأَنَّ الْأَرْضَ ابْتَلَعَتْهَا أَوِ السَّمَاءَ تَنَاوَلَتْهَا وَ كَأَنَّ الْجِنَّ اخْتَطَفَتْهَا وَ طَلَبْتُهَا یَمِیناً وَ شِمَالًا

ص: 189


1- 1. الروضة: 35 و 36. الفضائل: 168- 170. و بینهما و بین الكتاب اختلافات جزئیة كثیرة لم نشر إلیها لعدم الجدوی.
2- 2. فی المصدر: فقال: انه أتت علی اه.
3- 3. بضم السین ممدودا اسم موضع إلی جنب بغداد و قیل: بغداد نفسها. و مقصورا موضع من ارض بابل و مدینة تحت الحلّة و كورة قریبة من الفرات( مراصد الاطلاع 2: 753 و 754).
4- 4. فی المصدر: أرید بیعه.
5- 5. فی المصدر: فی سبخة الكوفة. و السبخة: ارض ذات نزو ملح. و فی( د) فی مسجد الكوفة.

فَلَمْ أَجِدْهَا فَأَتَیْتُ مَنْزِلَ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ مِنْ سَاعَتِی أَشْكُو إِلَیْهِ مَا أَصَابَنِی وَ أَخْبَرْتُهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی نُخْبِرَهُ فَانْطَلَقْنَا إِلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ(1) فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَارِثِ انْصَرِفْ إِلَی مَنْزِلِكَ وَ خَلِّنِی وَ الْیَهُودِیَّ فَأَنَا ضَامِنٌ لِحَمِیرِهِ وَ طَعَامِهِ حَتَّی أَرُدَّهَا لَهُ (2) فَمَضَی الْحَارِثُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِیَدِی حَتَّی أَتَیْنَا الْمَوْضِعَ الَّذِی افْتَقَدْتُ حَمِیرِی وَ طَعَامِی فَحَوَّلَ وَجْهَهُ عَنِّی وَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ وَ لِسَانَهُ بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا عَلَی هَذَا بَایَعْتُمُونِی یَا مَعْشَرَ الْجِنِ (3) وَ ایْمُ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَرُدُّوا عَلَی الْیَهُودِیِّ حَمِیرَهُ وَ طَعَامَهُ لَأَنْقُضَنَّ عَهْدَكُمْ وَ لَأُجَاهِدَنَّكُمْ فِی اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا فَرَغَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ كَلَامِهِ حَتَّی رَأَیْتُ حَمِیرِی وَ طَعَامِی بَیْنَ یَدَیَ (4) ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اخْتَرْ یَا یَهُودِیُّ إِحْدَی خَصْلَتَیْنِ إِمَّا أَنْ تَسُوقَ حَمِیرَكَ وَ أَحُثُّهَا عَلَیْكَ أَوْ أَسُوقُهَا أَنَا وَ تَحُثُّهَا عَلَیَّ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ بَلْ أَسُوقُهَا وَ أَنَا أَقْوَی عَلَی حَثِّهَا وَ تَقَدَّمُ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَامَهَا إِلَی الرَّحْبَةِ(5) فَقَالَ یَا یَهُودِیُّ إِنَّ عَلَیْكَ بَقِیَّةً مِنَ اللَّیْلِ فَاحْفَظْ حَمِیرَكَ حَتَّی تُصْبِحَ وَ حُطَّ أَنْتَ عَنْهَا أَوْ أَحُطُّ أَنَا عَنْهَا وَ تَحْفَظُ أَنْتَ (6) فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا قَوِیٌ (7) عَلَی حَطِّهَا وَ أَنْتَ عَلَی حِفْظِهَا حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَلِّنِی وَ إِیَّاهَا وَ نَمْ أَنْتَ حَتَّی یَطْلُعَ الْفَجْرُ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ انْتَبَهْتُ فَقَالَ قُمْ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ فَاحْفَظْ حَمِیرَكَ وَ لَیْسَ عَلَیْكَ بَأْسٌ وَ لَا تَغْفُلْ عَنْهَا حَتَّی أَعُودَ إِلَیْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

ص: 190


1- 1. فی المصدر: فاخبرناه الخبر.
2- 2. فی المصدر: حتی أردها علیه.
3- 3. فی المصدر بعد ذلك: و عاهدتمونی.
4- 4. فی المصدر: بین یدیه.
5- 5. فی المصدر: و اتبعته بالحمیر حتّی انتهی بها إلی الرحبة.
6- 6. فی المصدر بعد ذلك: حتی تصبح.
7- 7. فی المصدر و( د): أنا اقوی.

ثُمَّ انْطَلَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَصَلَّی بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فَلَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَتَانِی وَ قَالَ افْتَحْ بِرَّكَ عَلَی بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَی وَ سَعِّرْ طَعَامَكَ (1) فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ اخْتَرْ مِنِّی خَصْلَةً مِنْ خَصْلَتَیْنِ إِمَّا أَنْ أَبِیعَ أَنَا وَ تَسْتَوْفِیَ أَنْتَ الثَّمَنَ أَوْ تَبِیعُ أَنْتَ وَ أَسْتَوْفِی أَنَا لَكَ الثَّمَنَ فَقُلْتُ بَلْ أَبِیعُ أَنَا وَ تَسْتَوْفِی أَنْتَ الثَّمَنَ فَقَالَ افْعَلْ فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ بَیْعِی سَلَّمَ إِلَیَّ الثَّمَنَ وَ قَالَ لِی لَكَ حَاجَةٌ فَقُلْتُ نَعَمْ أُرِیدُ أَدْخُلُ السُّوقَ فِی شِرَاءِ حَوَائِجَ قَالَ فَانْطَلِقْ حَتَّی أُعِینَكَ فَإِنَّكَ ذِمِّیٌّ فَلَمْ یَزَلْ مَعِی حَتَّی فَرَغْتُ مِنْ حَوَائِجِی ثُمَّ وَدَّعَنِی فَقُلْتُ عِنْدَ الْفَرَاغِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَیْرَ الْجَزَاءِ ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَی ضَیْعَتِی فَأَقَمْتُ بِهَا شُهُوراً وَ نَحْوَ ذَلِكَ فَاشْتَقْتُ إِلَی رُؤْیَتِهِ فَقَدِمْتُ وَ سَأَلْتُ عَنْهُ فَقِیلَ قَدْ قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاسْتَرْجَعْتُ وَ صَلَّیْتُ عَلَیْهِ صَلَاةً كَثِیرَةً وَ قُلْتُ عِنْدَ فِرَاقِی ذَهَبَ الْعِلْمُ وَ كَانَ أَوَّلَ عَدْلٍ رَأَیْتُهُ مِنْهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ وَ آخِرَ عَدْلٍ رَأَیْتُهُ مِنْهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ فَمَا لِی لَا أَبْكِی وَ كَانَ هَذَا مِنْ دَلَائِلِهِ علیه السلام(2).

«27»- ختص، [الإختصاص] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: خَرَجْتُ ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی ظَهْرِ الْكُوفَةِ وَ بَیْنَ یَدَیَّ قَنْبَرٌ فَقُلْتُ لَهُ یَا قَنْبَرُ تَرَی مَا أَرَی فَقَالَ قَدْ ضَوَّأَ اللَّهُ لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَمَّا عَمِیَ عَنْهُ بَصَرِی فَقُلْتُ یَا أَصْحَابَنَا تَرَوْنَ مَا أَرَی فَقَالُوا لَا قَدْ ضَوَّأَ اللَّهُ لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَمَّا عَمِیَ عَنْهُ أَبْصَارُنَا فَقُلْتُ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَتَرَوْنَهُ كَمَا أَرَاهُ وَ لَتَسْمَعُنَّ كَلَامَهُ كَمَا أَسْمَعُ فَمَا لَبِثْنَا أَنْ طَلَعَ شَیْخٌ عَظِیمُ الْهَامَةِ مَدِیدُ الْقَامَةِ لَهُ عَیْنَانِ بِالطُّولِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ

ص: 191


1- 1. فی المصدر: و سائر طعامك.
2- 2. الإرشاد للدیلمیّ 2: 86- 89.

فَقُلْتُ مِنْ أَیْنَ أَقْبَلْتَ یَا لَعِینُ قَالَ مِنَ الْآثَامِ (1) فَقُلْتُ وَ أَیْنَ تُرِیدُ قَالَ الْآثَامَ فَقُلْتُ بِئْسَ الشَّیْخُ أَنْتَ فَقَالَ لِمَ تَقُولُ هَذَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَوَ اللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ عَنِّی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا بَیْنَنَا ثَالِثٌ فَقُلْتُ یَا لَعِینُ عَنْكَ عَنِ اللَّهِ مَا بَیْنَكُمَا ثَالِثٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ لَمَّا هَبَطْتُ بِخَطِیئَتِی إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَادَیْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَا أَحْسَبُكَ خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَشْقَی مِنِّی فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَیَّ بَلَی قَدْ خَلَقْتُ مَنْ هُوَ أَشْقَی مِنْكَ فَانْطَلِقْ إِلَی مَالِكٍ یُرِیكَهُ فَانْطَلَقْتُ إِلَی مَالِكٍ وَ قُلْتُ السَّلَامُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَرِنِی مَنْ هُوَ أَشْقَی مِنِّی فَانْطَلَقَ بِی مَالِكٌ إِلَی النَّارِ فَرَفَعَ الطَّبَقَ الْأَعْلَی فَخَرَجَتْ نَارٌ سَوْدَاءُ ظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ أَكَلَتْنِی وَ أَكَلَتْ مَالِكاً فَقَالَ لَهَا اهْدِئِی فَهَدَأَتْ ثُمَّ انْطَلَقَ مِنْهُ إِلَی الطَّبَقِ الثَّانِی (2) فَخَرَجَتْ نَارٌ هِیَ أَشَدُّ مِنْ تِلْكَ سَوَاداً وَ أَشَدُّ حَمًی فَقَالَ لَهَا اخْمُدِی فَخَمَدَتْ إِلَی أَنِ انْطَلَقَ بِی إِلَی السَّابِعِ (3) وَ كُلُّ نَارٍ تَخْرُجُ مِنْ طَبَقٍ فَهِیَ أَشَدُّ مِنَ الْأُولَی فَخَرَجَتْ نَارٌ ظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ أَكَلَتْنِی وَ أَكَلَتْ مَالِكاً وَ جَمِیعَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی عَیْنِی وَ قُلْتُ مُرْهَا یَا مَالِكُ تَخْمُدْ(4) وَ إِلَّا خَمَدْتُ فَقَالَ إِنَّكَ لَنْ تَخْمُدَ إِلَی الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ فَأَمَرَهَا فَخَمَدَتْ فَرَأَیْتُ رَجُلَیْنِ فِی أَعْنَاقِهِمَا سَلَاسِلُ النِّیرَانِ مُعَلَّقَیْنِ بِهَا إِلَی فَوْقُ وَ عَلَی رُءُوسِهِمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ مَقَامِعُ النِّیرَانِ یَقْمَعُونَهُمَا بِهَا فَقُلْتُ یَا مَالِكُ مَنْ هَذَانِ فَقَالَ وَ مَا قَرَأْتَ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ وَ كُنْتُ قَبْلُ قَرَأْتُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ الدُّنْیَا بِأَلْفَیْ عَامٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ بِعَلِیٍّ فَقَالَ هَذَانِ عَدُوَّا أُولَئِكَ وَ ظَالِمَاهُمْ (5).

أقول: قد مضی بعض الأخبار فی باب حبه علیه السلام و بعضها فی باب أن الجن تأتیهم علیه السلام فی كتاب الإمامة و سیأتی قصة بئر العلم و غیرها فی باب شجاعته صلوات اللّٰه علیه.

ص: 192


1- 1. الظاهر أنّه جمع الاثم: الخطیئة، و قد أقر اللعین بقوله هذا أنی كنت فیما مضی و فیما یأتی آثما. و فی المصدر:« الأنام» فی الموضعین و لا معنی له یناسب المقام.
2- 2. فی المصدر: ثم انطلق بی.
3- 3. فی المصدر: إلی الطبق السابع.
4- 4. فی المصدر: أن تخمد.
5- 5. الاختصاص: 108 و 109. و فیه: هذان من أعداء أولئك أو ظالمیهم- الوهم من صاحب الحدیث-

باب 84 أنه علیه السلام قسیم الجنة و النار و جواز الصراط

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِكَ یَا عَلِیُّ عَلَی عَجَلَةٍ(1) مِنَ نُورٍ وَ عَلَی رَأْسِكَ تَاجٌ لَهُ أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ عَلَی كُلِّ رُكْنٍ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ تُعْطَی مَفَاتِیحُ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُوضَعُ لَكَ كُرْسِیٌّ یُعْرَفُ بِكُرْسِیِّ الْكَرَامَةِ فَتَقْعُدُ عَلَیْهِ ثُمَّ یُجْمَعُ لَكَ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ فَتَأْمُرُ بِشِیعَتِكَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ بِأَعْدَائِكَ إِلَی النَّارِ فَأَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ قَسِیمُ النَّارِ وَ لَقَدْ فَازَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَسِرَ مَنْ عَادَاكَ فَأَنْتَ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَمِینُ اللَّهِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ الْوَاضِحَةُ(2).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ إِنَّكَ قَسِیمُ النَّارِ(3) وَ إِنَّكَ لَتَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ وَ تَدْخُلُهَا بِلَا حِسَابٍ (4).

صح: عنه علیه السلام مثله.(5)

«3»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ یَوْماً لِلرِّضَا علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ أَخْبِرْنِی عَنْ جَدِّكَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِأَیِّ وَجْهٍ هُوَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ بِأَیِّ مَعْنَی فَقَدْ كَثُرَ فِكْرِی فِی ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَمْ تُرْوَ عَنْ أَبِیكَ عَنْ آبَائِهِ

ص: 193


1- 1. العجلة: الآلة التی تحمل علیها الاثقال.
2- 2. أمالی الصدوق: 397 و 398.
3- 3. فی المصدر: انك قسیم الجنة و النار.
4- 4. عیون الأخبار: 196.
5- صحیفة الرضا علیه السلام:196

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ حُبُّ عَلِیٍّ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ فَقَالَ بَلَی فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام فَقِسْمَةُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ عَلَی حُبِّهِ وَ بُغْضِهِ فَهُوَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ الْمَأْمُونِ لَا أَبْقَانِیَ اللَّهُ بَعْدَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَارِثُ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله. قَالَ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِیُّ فَلَمَّا انْصَرَفَ الرِّضَا إِلَی مَنْزِلِهِ أَتَیْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ مَا أَجَبْتَ بِهِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ لِی الرِّضَا علیه السلام إِنَّمَا كَلَّمْتُهُ مِنْ حَیْثُ هُوَ(1) وَ لَقَدْ سَمِعْتُ أَبِی یُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَقُولُ لِلنَّارِ هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ (2).

«4»- ما، [الأمالی للشیخ الطوسی] الْفَحَّامُ عَنْ عَمِّهِ عَمْرِو بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُبْدُوسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَهَارٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ جَابِرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَجَلَسْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَا وَجَدْتَ إِلَّا فَخِذِی أَوْ فَخِذَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله؟ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَهْ یَا عَائِشَةُ لَا تُؤْذِینِی فِی عَلِیٍّ فَإِنَّهُ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ أَخِی فِی الْآخِرَةِ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یُجْلِسُهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ فَیُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ(3).

«5»- ع، [علل الشرائع] الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ علیه السلام لِمَ صَارَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَسِیمَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَالَ لِأَنَّ حُبَّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضَهُ كُفْرٌ وَ إِنَّمَا خُلِقَتِ الْجَنَّةُ لِأَهْلِ الْإِیمَانِ وَ خُلِقَتِ النَّارُ لِأَهْلِ الْكُفْرِ فَهُوَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ فَالْجَنَّةُ لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا أَهْلُ مَحَبَّتِهِ وَ النَّارُ لَا یَدْخُلُهَا إِلَّا أَهْلُ بُغْضِهِ قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَالْأَنْبِیَاءُ

ص: 194


1- 1. فی المصدر: فقال الرضا علیه السلام: یا أبا الصلت انما كلمته حیث هو.
2- 2. عیون الأخبار: 239.
3- 3. أمالی الشیخ: 18.

وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ أَوْلِیَاؤُهُمْ كَانُوا یُحِبُّونَهُ وَ أَعْدَاؤُهُمْ كَانُوا یُبْغِضُونَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَكَیْفَ ذَلِكَ قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَدَفَعَ الرَّایَةَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَفَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی یَدَیْهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُتِیَ بِالطَّائِرِ الْمَشْوِیِّ قَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ وَ إِلَیَّ یَأْكُلُ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّائِرِ وَ عَنَی بِهِ عَلِیّاً علیه السلام قُلْتُ بَلَی قَالَ فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ لَا یُحِبَّ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ رُسُلُهُ وَ أَوْصِیَاؤُهُمْ رَجُلًا یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقُلْتُ لَهُ لَا قَالَ فَهَلْ یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ أُمَمِهِمْ لَا یُحِبُّونَ حَبِیبَ اللَّهِ وَ حَبِیبَ رَسُولِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ علیهم السلام قُلْتُ لَا قَالَ فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ جَمِیعَ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ جَمِیعَ الْمَلَائِكَةِ وَ جَمِیعَ الْمُؤْمِنِینَ كَانُوا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مُحِبِّینَ وَ ثَبَتَ أَنَّ أَعْدَاءَهُمْ وَ الْمُخَالِفِینَ لَهُمْ كَانُوا لَهُمْ وَ لِجَمِیعِ أَهْلِ مَحَبَّتِهِمْ مُبْغِضِینَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَحَبَّهُ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَبْغَضَهُ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَهُوَ إِذَنْ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ قَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ فَزِدْنِی مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ قَالَ سَلْ یَا مُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یُدْخِلُ مُحِبَّهُ الْجَنَّةَ وَ مُبْغِضَهُ النَّارَ أَوْ رِضْوَانُ وَ مَالِكٌ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَعَثَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ رُوحٌ إِلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ هُمْ أَرْوَاحٌ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ بِأَلْفَیْ عَامٍ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ دَعَاهُمْ إِلَی تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَ وَعَدَهُمُ الْجَنَّةَ عَلَی ذَلِكَ وَ أَوْعَدَ مَنْ خَالَفَ مَا أَجَابُوا إِلَیْهِ وَ أَنْكَرَهُ النَّارَ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ وَ لَیْسَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ضَامِناً لِمَا وَعَدَ وَ أَوْعَدَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ وَ لَیْسَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام خَلِیفَتَهُ وَ إِمَامَ أُمَّتِهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ وَ لَیْسَ رِضْوَانُ وَ مَالِكٌ مِنْ جُمْلَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ الْمُسْتَغْفِرِینَ لِشِیعَتِهِ النَّاجِینَ بِمَحَبَّتِهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذاً قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رِضْوَانُ وَ مَالِكٌ صَادِرَانِ عَنْ أَمْرِهِ

ص: 195

بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَا مُفَضَّلُ خُذْ هَذَا فَإِنَّهُ مِنْ مَخْزُونِ الْعِلْمِ وَ مَكْنُونِهِ لَا تُخْرِجْهُ إِلَّا إِلَی أَهْلِهِ (1).

«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْجَوْهَرِیِّ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ تَمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی جَهَنَّمَ لَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ جَوَازٌ فِیهِ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2) یَعْنِی عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام. قَالَ قَالَ الْفَحَّامُ وَ فِی هَذَا الْمَعْنَی حَدَّثَنِی أَبُو الطَّیِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرْحَانِ الدُّورِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ فُرَاتٍ الدَّهَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْیَانُ بْنُ وَكِیعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِی وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(3).

«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْأَنْمَاطِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِی قَالَ: حَضَرْتُ الْأَعْمَشَ فِی عِلَّتِهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا فَبَیْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی (4) وَ أَبُو حَنِیفَةَ فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ فَذَكَرَ ضَعْفاً شَدِیداً وَ

ص: 196


1- 1. علل الشرائع: 65.
2- 2. سورة الصافّات: 24.
3- 3. أمالی الشیخ: 182. و الآیة فی سورة ق: 24. و فی المصدر تقدیم و تأخیر بین الروایتین.
4- 4. ابن شبرمة هو عبد اللّٰه بن شبرمة البجلیّ الضبی الكوفیّ، كان قاضیا لابی جعفر المنصور علی سواد الكوفة، و كان شاعرا، توفّی سنة 144. و یظهر من الروایات ذمه و أنّه كان یعمل بالرأی و القیاس. و ابن أبی لیلی هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبی لیلی، عده الشیخ من أصحاب الصادق علیه السلام، كان بینه و بین ابی حنیفة منافرات، و یظهر من بعض كتب التراجم توثیقه، راجع الكنی و الألقاب 1: 198 و 199.

ذَكَرَ مَا یَتَخَوَّفُ مِنْ خَطِیئَاتِهِ وَ أَدْرَكَتْهُ رَنَّةٌ فَبَكَی فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّقِ اللَّهَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ فَإِنَّكَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الْآخِرَةِ وَ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِأَحَادِیثَ لَوْ رَجَعْتَ عَنْهَا كَانَ خَیْراً لَكَ قَالَ الْأَعْمَشُ مِثْلُ مَا ذَا یَا نُعْمَانُ قَالَ مِثْلُ حَدِیثِ عَبَایَةَ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ قَالَ أَ وَ لِمِثْلِی تَقُولُ یَا یَهُودِیُّ أَقْعِدُونِی سَنِّدُونِی أَقْعِدُونِی حَدَّثَنِی وَ الَّذِی إِلَیْهِ مَصِیرِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ وَ لَمْ أَرَ أَسَدِیّاً كَانَ خَیْراً مِنْهُ قَالَ سَمِعْتُ عَبَایَةَ بْنَ رِبْعِیٍّ إِمَامَ الْحَیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی دَعِیهِ وَ هَذَا عَدُوِّی خُذِیهِ وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی فِی إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ وَ كَانَ یَشْتِمُ عَلِیّاً شَتْماً مُقْذِعاً(1) یَعْنِی الْحَجَّاجَ لَعَنَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَقْعُدُ أَنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یُقَالُ لَنَا أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَحَبَّكُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ كَفَرَ بِی وَ أَبْغَضَكُمَا قَالَ أَبُو سَعِیدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا آمَنَ بِاللَّهِ مَنْ لَمْ یُؤْمِنْ بِی وَ لَمْ یُؤْمِنْ بِی مَنْ لَمْ یَتَوَلَّ أَوْ قَالَ لَمْ یُحِبَّ عَلِیّاً وَ تَلَا أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ قَالَ فَجَعَلَ أَبُو حَنِیفَةَ إِزَارَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ قُومُوا بِنَا لَا یُجِیبُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بِأَطَمَّ مِنْ هَذَا(2) قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَعِیدٍ قَالَ لِی شَرِیكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَمَا أَمْسَی یَعْنِی الْأَعْمَشَ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا(3).

«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِیَّا الْبَصْرِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْبُرْسِیِ (4) عَنِ النَّضْرِ عَنِ

ص: 197


1- 1. قذعه: شتمه و رماه بالفحش و سوء القول.
2- 2. طم الاناء: ملاه.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 43 و 44. و تأتی هذه القضیة عن المناقب تحت الرقم 23.
4- 4. فی المصدر: النرسی.

ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام(1) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: كَیْفَ بِكَ یَا عَلِیُّ إِذَا وَقَفْتَ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ وَ قَدِمْتَ الصِّرَاطَ وَ قِیلَ لِلنَّاسِ جُوزُوا وَ قُلْتَ لِجَهَنَّمَ هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ أُولَئِكَ فَقَالَ أُولَئِكَ شِیعَتُكَ مَعَكَ حَیْثُ كُنْتَ (2).

«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ فَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلَائِقِ دَفَعَ الْخَالِقُ عَزَّ وَ جَلَّ مَفَاتِیحَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ إِلَیَّ فَأَدْفَعُهَا إِلَیْكَ فَأَقُولُ لَكَ (3) احْكُمْ قَالَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ إِنَّ لِلْجَنَّةِ إِحْدَی وَ سَبْعِینَ بَاباً یَدْخُلُ مِنْ سَبْعِینَ مِنْهَا شِیعَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی وَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ سَائِرُ النَّاسِ (4).

«10»- ع، [علل الشرائع] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُضِعَ مِنْبَرٌ یَرَاهُ جَمِیعُ الْخَلَائِقِ یَقِفُ عَلَیْهِ رَجُلٌ یَقُومُ مَلَكٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ مَلَكٌ عَنْ یَسَارِهِ فَیُنَادِی الَّذِی عَنْ یَمِینِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُدْخِلُ الْجَنَّةَ مَنْ شَاءَ وَ یُنَادِی الَّذِی عَنْ یَسَارِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام صَاحِبُ النَّارِ یُدْخِلُهَا مَنْ شَاءَ(5).

یر، [بصائر الدرجات] ابن أبی الخطاب: مثله (6).

«11»- ع، [علل الشرائع] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ (7).

ص: 198


1- 1. فی المصدر بعد ذلك: عن آبائه.
2- 2. أمالی الشیخ: 58.
3- 3. فی المصدر فیقول لك ظ.
4- 4. أمالی الشیخ: 234 و 235.
5- 5. علل الشرائع: 66.
6- 6. بصائر الدرجات: 122.
7- 7. علل الشرائع: 66.

«12»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِكَ یَا عَلِیُّ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ وَ عَلَی رَأْسِكَ تَاجٌ قَدْ أَضَاءَ نُورُهُ وَ كَادَ یَخْطِفُ أَبْصَارَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَیْنَ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَتَقُولُ هَا أَنَا ذَا قَالَ فَیُنَادِی (1) یَا عَلِیُّ أَدْخِلْ مَنْ أَحَبَّكَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ عَادَاكَ النَّارَ فَأَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ قَسِیمُ النَّارِ(2).

«13»- فس، [تفسیر القمی] أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ: فِی قَوْلِهِ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(3) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا جَمَعَ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ كُنْتُ أَنَا وَ أَنْتَ یَوْمَئِذٍ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِی وَ لَكَ قُومَا فَأَلْقِیَا مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ كَذَّبَكُمَا فِی النَّارِ(4).

«14»- یر، [بصائر الدرجات] مُوسَی بْنُ عُمَرَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُوسَی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ: أَنَا قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ أُدْخِلُ أَوْلِیَائِی الْجَنَّةَ وَ أُدْخِلُ أَعْدَائِی النَّارَ(5).

«15»- یر، [بصائر الدرجات] عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرِّیَاحِیُّ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ الْحُلْوَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهُمَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَ (6) وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(7).

ص: 199


1- 1. فی المصدر: فینادی المنادی.
2- 2. أمالی الصدوق: 217.
3- 3. سورة ق: 24.
4- 4. تفسیر القمّیّ: 644. و فیه: و عاداكما فی النار.
5- 5. بصائر الدرجات: 122.
6- 6. فی المصدر: إلّا علی قسمین.
7- 7. بصائر الدرجات: 122.

«16»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَدَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهُمَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیْنِ وَ إِنَّهُ الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(1).

«17»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وُضِعَ مِنْبَرٌ یَرَاهُ الْخَلَائِقُ یَصْعَدُهُ رَجُلٌ یَقُومُ مَلَكٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ مَلَكٌ عَنْ شِمَالِهِ یُنَادِی الَّذِی عَنْ یَمِینِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَاحِبُ الْجَنَّةِ یُدْخِلُهَا مَنْ یَشَاءُ وَ یُنَادِی الَّذِی عَنْ یَسَارِهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صَاحِبُ النَّارِ یُدْخِلُهَا مَنْ یَشَاءُ(2).

«18»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوسَی بْنِ طَرِیفٍ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا قَسِیمُ النَّارِ(3).

«19»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُوسَی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أُدْخِلُ أَوْلِیَائِی الْجَنَّةَ وَ أَعْدَائِی النَّارَ(4).

«20»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا قَسِیمٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ (5).

«21»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَیْبَةَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ: دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ عَائِشَةُ فَجَلَسَ قَرِیباً مِنْهَا فَقَالَتْ مَا وَجَدْتَ

ص: 200


1- 1. بصائر الدرجات: 122.
2- 2. بصائر الدرجات: 122.
3- 3. بصائر الدرجات: 122.
4- 4. بصائر الدرجات: 122.
5- 5. بصائر الدرجات: 122.

یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَقْعَداً إِلَّا فَخِذِی فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی ظَهْرِهَا فَقَالَ یَا عَائِشَةُ لَا تُؤْذِینِی فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (1) یُقْعِدُهُ اللَّهُ غَداً یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ فَیُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ(2).

«22»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الثَّقَفِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَلَكَیْنِ یَقْعُدَانِ عَلَی الصِّرَاطِ فَلَا یَجُوزُ أَحَدٌ إِلَّا بِبَرَاءَةِ(3) أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرِهِ (4) فِی النَّارِ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ قُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَعْنِی بَرَاءَةَ(5) أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ (6).

«23»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَ (7) لَا یُعَذِّبُ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ لَا یُعَذَّبُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ نُورُهُمْ یَسْعی یُضِی ءُ عَلَی الصِّرَاطِ لِعَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِثْلَ الدُّنْیَا سَبْعِینَ مَرَّةً فَیَسْعَی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ یَسْعَی عَنْ أَیْمَانِهِمْ وَ هُمْ یَتَّبِعُونَهَا فَیَمْضِی أَهْلُ بَیْتِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ زُمْرَةً عَلَی الصِّرَاطِ مِثْلَ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ الرِّیحِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ عَدْوِ الْفَرَسِ ثُمَّ یَمْضِی قَوْمٌ مِثْلَ الْمَشْیِ ثُمَّ قَوْمٌ مِثْلَ الْحَبْوِ ثُمَّ قَوْمٌ

ص: 201


1- 1. فی المصدر: و قائد الغر المحجلین.
2- 2. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 42. و یوجد مثل الروایة فی ص 39 و 161 منه.
3- 3. البراءة: المنشور. الاجازة و فی( ك): الا ببراة أمیر المؤمنین.
4- 4. فی المصدر: و من لم یكن له براءة أمیر المؤمنین اكبه اللّٰه علی منخریه.
5- 5. فی المصدر: ببراءة.
6- 6. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 57.
7- 7. سورة التحریم: 8 و ما بعدها ذیلها.

مِثْلَ الزَّحْفِ وَ یَجْعَلُهُ اللَّهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ عَرِیضاً وَ عَلَی الْمُذْنِبِینَ دَقِیقاً قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا حَتَّی نَجْتَازَ بِهِ عَلَی الصِّرَاطِ قَالَ فَیَجُوزُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی هَوْدَجٍ مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ وَ مَعَهُ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی نَجِیبٍ مِنَ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ حَوْلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ حَوْرَاءَ(1) كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ.

ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَنَسٌ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی جَهَنَّمَ لَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ جَوَازٌ فِیهِ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (2).

وَ حَدَّثَنِی أَبِی شَهْرَآشُوبَ بِإِسْنَادٍ لَهُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:لِكُلِّ شَیْ ءٍ جَوَازٌ وَ جَوَازُ الصِّرَاطِ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

تَارِیخُ الْخَطِیبِ: لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قُلْتُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا رَسُولَ اللَّهِ لِلنَّاسِ جَوَازٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ فِی حَدِیثِ وَكِیعٍ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ: یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَی بَرَاءَةِ عَلِیٍّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ.

وَ سَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَبْرَئِیلَ كَیْفَ تَجُوزُ أُمَّتِی الصِّرَاطَ فَمَضَی وَ عَادَ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ إِنَّكَ تَجُوزُ الصِّرَاطَ بِنُورِی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَجُوزُ الصِّرَاطَ بِنُورِكَ وَ أُمَّتُكَ تَجُوزُ الصِّرَاطَ بِنُورِ عَلِیٍّ فَنُورُ أُمَّتِكَ مِنْ نُورِ عَلِیٍّ وَ نُورُ عَلِیٍّ مِنْ نُورِكَ وَ نُورُكَ مِنْ نُورِ اللَّهِ.

وَ فِی خَبَرٍ: وَ هُوَ الصِّرَاطُ الَّذِی یَقِفُ عَلَی یَمِینِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی شِمَالِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یَأْتِیهِمَا النِّدَاءُ مِنَ اللَّهِ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(3).

الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ: وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی

ص: 202


1- 1. فی المصدر: حور.
2- 2. سورة الصافّات: 24.
3- 3. سورة ق: 24.

كُرْسِیٍّ مِنْ نُورٍ یَعْنِی عَلِیّاً یَجْرِی بَیْنَ یَدَیْهِ التَّسْنِیمُ لَا یَجُوزُ أَحَدٌ الصِّرَاطَ إِلَّا وَ لَهُ بَرَاةٌ(1) بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ أَهْلِ بَیْتِهِ یُشْرِفُ عَلَی الْجَنَّةِ وَ یُدْخِلُ مُحِبِّیهِ الْجَنَّةَ وَ مُبْغِضِیهِ النَّارَ.

الْبَاقِرُ علیه السلام: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ الْآیَةَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا جَمَعَ النَّاسَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ كُنْتُ أَنَا وَ أَنْتَ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ (2) وَ یَقُولُ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ قُومَا وَ أَلْقِیَا مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ خَالَفَكُمَا وَ كَذَّبَكُمَا فِی النَّارِ.

الرِّضَا علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:نَزَلَتْ فِیَّ وَ فِی عَلِیٍّ هَذِهِ الْآیَةُ.

شَرِیكٌ الْقَاضِی وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: حَضَرْتُ الْأَعْمَشَ فِی عِلَّتِهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا وَ عِنْدَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَ ابْنُ أَبِی لَیْلَی وَ أَبُو حَنِیفَةَ فَقَالَ أَبُو حَنِیفَةَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اتَّقِ اللَّهَ وَ انْظُرْ لِنَفْسِكَ فَإِنَّكَ فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا وَ أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الْآخِرَةِ وَ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ فِی عَلِیٍّ بِأَحَادِیثَ لَوْ تُبْتَ عَنْهَا كَانَ خَیْراً لَكَ قَالَ الْأَعْمَشُ مِثْلُ مَا ذَا قَالَ مِثْلُ حَدِیثِ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ أَنَّ عَلِیّاً قَسِیمُ النَّارِ قَالَ أَقْعِدُونِی سَنِّدُونِی (3) حَدَّثَنِی وَ الَّذِی إِلَیْهِ مَصِیرِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ إِمَامُ بَنِی أَسَدٍ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ إِمَامِ الْحَیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی دَعِیهِ وَ هَذَا عَدُوِّی خُذِیهِ وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِی فِی إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْمُرُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَقْعُدُ أَنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی الصِّرَاطِ وَ یُقَالُ لَنَا أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَحَبَّكُمَا وَ أَدْخِلَا النَّارَ مَنْ كَفَرَ بِی وَ أَبْغَضَكُمَا.

وَ فِی رِوَایَةٍ(4): أَلْقِیَا فِی النَّارِ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ أَدْخِلَا الْجَنَّةَ مَنْ أَحَبَّكُمَا. وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِمَا وَ حَدَّثَنِی أَبُو وَائِلٍ

ص: 203


1- 1. فی المصدر: إلّا و معه براءة.
2- 2. فی المصدر: علی یمین العرش.
3- 3. فی المصدر: و سندونی.
4- 4. فی( م) و( د): و فی لفظ.

قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1): إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْمُرُ اللَّهُ عَلِیّاً أَنْ یَقْسِمَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَیَقُولُ لِلنَّارِ خُذِی ذَا عَدُوِّی وَ ذَرِی ذَا وَلِیِّی قَالَ فَجَعَلَ أَبُو حَنِیفَةَ إِزَارَهُ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ قُومُوا بِنَا لَا یَجِی ءُ أَبُو مُحَمَّدٍ بِأَعْظَمَ مِنْ هَذَا قَالَ فَمَا أَمْسَی الْأَعْمَشُ حَتَّی تُوُفِّیَ (2).

شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ قَالَ حُذَیْفَةُ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ قَسِیمُ النَّارِ.

الصَّفْوَانِیُّ فِی الْإِحَنِ وَ الْمِحَنِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:وَ یَنْزِلُ الْمَلَكَانِ یَعْنِی رِضْوَانُ وَ مَالِكٌ فَیَقُولُ مَالِكٌ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِلُطْفِهِ وَ مَنِّهِ أَنْ أَسْعَرَ النِّیرَانَ فَسَعَرْتُهَا وَ أَنْ أَغْلَقَ أَبْوَابَهَا فَغَلَقْتُهَا وَ أَنْ آتِیَكَ بِمَفَاتِیحِهَا فَخُذْهَا یَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّی فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَنَّ بِهِ عَلَیَّ ثُمَّ أَدْفَعُهَا إِلَی عَلِیٍّ ثُمَّ یَقُولُ رِضْوَانُ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِمَنِّهِ وَ لُطْفِهِ أَنْ أُزَخْرِفَ الْجِنَانَ فَزَخْرَفْتُهَا وَ أَنْ أَغْلَقَ أَبْوَابَهَا فَغَلَقْتُهَا وَ أَنْ آتِیَكَ بِمَفَاتِیحِهَا فَخُذْهَا یَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ قَدْ قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْ رَبِّی فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَی مَا مَنَّ بِهِ عَلَیَّ ثُمَّ أَدْفَعُهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَیَنْزِلُ عَلِیٌّ وَ فِی یَدِهِ مَفَاتِیحُ الْجَنَّةِ وَ مَقَالِیدُ النَّارِ فَیَقِفُ عَلِیٌّ بِحُجْزَتِهَا وَ یَأْخُذُ بِزِمَامِهَا وَ قَدْ تَطَایَرَ شَرَرُهَا وَ عَلَا زَفِیرُهَا وَ تَلَاطَمَتْ أَمْوَاجُهَا فَتُنَادِیهِ النَّارُ جُزْنِی یَا عَلِیُّ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِی فَیَقُولُ لَهَا عَلِیٌّ اتْرُكِی هَذَا وَلِیِّی وَ خُذِی هَذَا عَدُوِّی وَ إِنَّ جَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ لَأَطْوَعُ لِعَلِیٍّ مِنْ غُلَامِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ.

وَ قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْفَائِقِ (3) مَعْنَی قَوْلِ عَلِیٍّ: أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أَیْ مُقَاسِمُهَا وَ مُسَاهِمُهَا یَعْنِی أَنَّ الْقَوْمَ عَلَی شَطْرَیْنِ مُهْتَدُونَ وَ ضَالُّونَ فَكَأَنَّهُ قَاسِمُ النَّارِ إِیَّاهُمْ فَشَطْرٌ لَهَا وَ شَطْرٌ مَعَهُ فِی الْجَنَّةِ.

وَ لَقَدْ صَنَّفَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ(4) كِتَابَ مَنْ رَوَی فِی عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَسِیمُ النَّارِ.

ص: 204


1- 1. فی المصدر: قال: قال رسول اللّٰه.
2- 2. مرت القضیة تحت الرقم السابع من الباب.
3- 3. راجع ج 2: 346.
4- 4. فی المصدر: محمّد بن سعید.

قَالَ عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ: اجْتَمَعَ الْكَلْبِیُّ وَ الْأَعْمَشُ فَقَالَ الْكَلْبِیُّ أَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ مَا سَمِعْتَ فِی مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام(1) فَحَدَّثَ بِحَدِیثِ عَبَایَةَ أَنَّهُ قَسِیمُ النَّارِ فَقَالَ الْكَلْبِیُّ وَ عِنْدِی أَعْظَمُ مِمَّا عِنْدَكَ أَعْطَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كِتَاباً(2) فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ.

عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ بَشِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ یَذْكُرُ فِیهِ حَدِیثَ الْإِسْرَاءِ ثُمَّ قَالَ: فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی قَالَ دَفَعَ إِلَیْهِ كِتَاباً یَعْنِی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ أَسْمَاءُ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَأَخَذَ كِتَابَ الْیَمِینِ بِیَمِینِهِ وَ نَظَرَ إِلَیْهِ فَإِذَا فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ (3) الْآیَةَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا(4) فَقَالَ تَعَالَی قَدْ فَعَلْتُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ فَعَلْتُ ثُمَّ طَوَی الصَّحِیفَةَ فَأَمْسَكَهَا بِیَمِینِهِ وَ فَتَحَ صَحِیفَةَ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَإِذَا فِیهَا أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ ثُمَّ سَاقَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام الْكَلَامَ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصَّحِیفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْغَلَابِیِّ وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ: أَنَّ رِضْوَانَ یُنَادِی إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِیحَ الْجِنَانِ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ مُحَمَّداً أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَاشْهَدُوا لِی عَلَیْهِ (5) ثُمَّ یَقُومُ خَازِنُ جَهَنَّمَ وَ یُنَادِی أَلَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَ مَفَاتِیحَ جَهَنَّمَ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مُحَمَّداً أَمَرَنِی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَی

ص: 205


1- 1. فی المصدر: من مناقب علی.
2- 2. فی المصدر: أعطی رسول اللّٰه علیا كتابا.
3- 3. سورة البقرة: 285. و فی المصدر: « آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ» فقال النبیّ: « وَ الْمُؤْمِنُونَ ...» .
4- 4. سورة البقرة: 286 و ما بعدها ذیلها.
5- 5. فی المصدر« هاك فاشهدوا لی علیه» فی الموضعین.

عَلِیٍّ فَقَالَ اشْهَدُوا لِی عَلَیْهِ فَیَأْخُذُ(1) مَفَاتِیحَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ تَأْخُذُ حُجْزَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِكَ یَأْخُذُونَ حُجْزَتَكَ وَ شِیعَتُكَ یَأْخُذُونَ حُجْزَةَ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ فَصَفَقْتُ بكلتی [بِكِلْتَا] یَدَیَ (2) وَ قُلْتُ إِلَی الْجَنَّةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ.

مُحَمَّدٌ الْفَتَّالُ فِی رَوْضَةِ الْوَاعِظِینَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:حَلْقَةُ بَابِ الْجَنَّةِ ذَهَبٌ فَإِذَا دُقَّتِ الْحَلْقَةُ عَلَی الصَّفِیحَةِ طَنَّتْ وَ قَالَتْ یَا عَلِیُّ.

خَصَائِصُ النَّطَنْزِیِّ قَیْسُ بْنُ أَبِی حَازِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ حَلْقَةٌ مُعَلَّقَةٌ بِبَابِ الْجَنَّةِ مَنْ تَعَلَّقَ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ(3).

«24»- جا، [المجالس] للمفید الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ غَانِمِ بْنِ مُغَفَّلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِیّاً دُونَ مَا رَفَعَهُ اللَّهُ وَ لَا تَرْفَعُوا عَلِیّاً فَوْقَ مَا جَعَلَ اللَّهُ كَفَی عَلِیّاً أَنْ یُقَاتِلَ أَهْلَ الْكَرَّةِ وَ أَنْ یُزَوِّجَ أَهْلَ الْجَنَّةِ(4).

«25»- جا، [المجالس] للمفید الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَلِیُّكَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ یَا عَلِیُّ أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكَ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكَ یَا عَلِیُّ لَكَ كَنْزٌ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا یَا عَلِیُّ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكَ وَ عَرَفْتَهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكَ وَ أَنْكَرْتَهُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِكَ (5) عَلَی الْأَعْرَافِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ

ص: 206


1- 1. كذا فی النسخ، و الصحیح كما فی المصدر: فتأخذ.
2- 2. الصحیح: بكلتا یدی.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 346- 350.
4- 4. أمالی المفید: 5. و الكرة: الحملة.
5- 5. فی المصدر: و الأئمّة من بعدك.

تَعْرِفُ الْمُجْرِمِینَ بِسِیمَاهُمْ وَ الْمُؤْمِنِینَ بِعَلَامَاتِهِمْ یَا عَلِیُّ لَوْلَاكَ لَمْ یُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی (1).

«26»- بشا، [بشارة المصطفی] وَالِدِی أَبُو الْقَاسِمِ الْفَقِیهُ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ وَلَدُهُ سَعْدُ بْنُ عَمَّارٍ جَمِیعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ نَصْرٍ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ مِنْ كِتَابِهِ بِخَطِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(2) مَدِینَةَ خَیْبَرَ قَدِمَ جَعْفَرٌ علیه السلام مِنَ الْحَبَشَةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَدْرِی أَنَا بِأَیِّهِمَا أُسَرُّ بِفَتْحِ خَیْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ وَ كَانَتْ مَعَ جَعْفَرٍ علیه السلام جَارِیَةٌ فَأَهْدَاهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَدَخَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بَیْتَهَا فَإِذَا رَأْسُ عَلِیٍّ فِی حَجْرِ الْجَارِیَةِ فَلَحِقَهَا مِنَ الْغَیْرَةِ مَا یَلْحَقُ الْمَرْأَةَ عَلَی زَوْجِهَا فَتَبَرْقَعَتْ بِبُرْقِعِهَا وَ وَضَعَتْ خِمَارَهَا عَلَی رَأْسِهَا تُرِیدُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله تَشْكُو إِلَیْهِ عَلِیّاً فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ اللَّهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ (3) وَ یَقُولُ لَكَ هَذِهِ فَاطِمَةُ أَتَتْكَ (4) تَشْكُو عَلِیّاً فَلَا تَقْبَلَنَّ مِنْهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام قَالَ لَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ارْجِعِی إِلَی بَعْلِكِ وَ قُولِی لَهُ رَغِمَ أَنْفِی لِرِضَاكَ فَرَجَعَتْ فَاطِمَةُ عَلَیْهَا السَّلَامُ فَقَالَتْ یَا ابْنَ عَمِّ رَغِمَ أَنْفِی لِرِضَاكَ رَغِمَ أَنْفِی لِرِضَاكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا فَاطِمَةُ شَكَوْتِینِی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَا حَیَاءَاهْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُشْهِدُكِ یَا فَاطِمَةُ أَنَّ هَذِهِ الْجَارِیَةَ حُرَّةٌ لِوَجْهِ اللَّهِ فِی مَرْضَاتِكِ وَ كَانَ مَعَ عَلِیٍّ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ فَقَالَ وَ هَذِهِ الْخَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ صَدَقَةٌ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فِی مَرْضَاتِكِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اللَّهُ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ (5) وَ یَقُولُ بَشِّرْ

ص: 207


1- 1. أمالی المفید: 124.
2- 2. فی المصدر: لما فتح اللّٰه علی نبیه.
3- 3. فی المصدر: ان اللّٰه یقرؤك السلام.
4- 4. فی المصدر: تأتیك.
5- 5. فی المصدر: اللّٰه یقرؤك السلام.

عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِأَنِّی قَدْ وَهَبْتُ لَهُ الْجَنَّةَ بِحَذَافِیرِهَا بِعِتْقِهِ (1) الْجَارِیَةَ فِی مَرْضَاةِ فَاطِمَةَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقِفُ عَلِیٌّ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ فَیُدْخِلُ مَنْ یَشَاءُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِی وَ یَمْنَعُ مِنْهَا مَنْ یَشَاءُ بِغَضَبِی وَ قَدْ وَهَبْتُ لَهُ النَّارَ بِحَذَافِیرِهَا بِصَدَقَتِهِ الْخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ عَلَی الْفُقَرَاءِ فِی مَرْضَاةِ فَاطِمَةَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقِفُ عَلَی بَابِ النَّارِ فَیُدْخِلُ مَنْ یَشَاءُ النَّارَ بِغَضَبِی وَ یَمْنَعُ مِنْهَا مَنْ یَشَاءُ مِنْهَا بِرَحْمَتِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: بَخْ بَخْ مَنْ مِثْلُكَ یَا عَلِیُّ وَ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ(2).

«27»- بشا، [بشارة المصطفی] یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوَّانِیُّ عَنْ جَامِعِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهِسْتَانِیِ (3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (4) عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَقْعَدَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ وَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه وآله وَ لَا یَجُوزُ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ (5) مَعَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(6).

«28»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِیِّ عَنْ ذِی النُّونِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ فَلَا یُجَاوِزُ(8) إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(9).

ص: 208


1- 1. فی المصدر: لعتقه.
2- 2. بشارة المصطفی: 122 و 123.
3- 3. فی المصدر: الدهشانی.
4- 4. فی المصدر: عن أحمد بن عبد اللّٰه بن محمّد بن إبراهیم.
5- 5. فی المصدر: الا من كان معه.
6- 6. بشارة المصطفی: 147 و 148.
7- 7. كذا فی النسخ، و الصحیح كما فی المصدر: عن أبیه عن جده.
8- 8. فی المصدر: فلا یجاوزه.
9- 9. بشارة المصطفی: 177.

«29»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی السَّمَیْدَعِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُرَشِیِّ عَنْ مُعَاذٍ الْحِمَّانِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ النَّوْفَلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عَائِشَةُ فَقَعَدْتُ بَیْنَهُمَا فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا وَجَدْتَ مَكَاناً غَیْرَ هَذَا فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخِذَهَا وَ قَالَ لَا تُؤْذِینِی فِی أَخِی فَإِنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ یُقْعِدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الصِّرَاطِ فَیُدْخِلُ أَوْلِیَاءَهُ الْجَنَّةَ وَ أَعْدَاءَهُ النَّارَ(1).

«30»- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الطَّیِّبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (2).

«31»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ إِنَّكَ تَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ وَ تُدْخِلُهَا بِغَیْرِ حِسَابٍ (3).

«32»- أَقُولُ قَالَ الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، رَوَی الرَّازِیُّ فِی كِتَابِهِ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مَالِكاً أَنْ یُسَعِّرَ النَّارَ وَ أَمَرَ رِضْوَانَ أَنْ یُزَخْرِفَ الْجَنَّةَ ثُمَّ یُمَدُّ الصِّرَاطُ وَ یُنْصَبُ مِیزَانُ الْعَدْلِ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ یُنَادِی مُنَادٍ یَا مُحَمَّدُ قَرِّبْ أُمَّتَكَ إِلَی الْحِسَابِ ثُمَّ یُمَدُّ عَلَی الصِّرَاطِ سَبْعُ قَنَاطِرَ بُعْدُ كُلِّ قَنْطَرَةٍ سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ وَ عَلَی كُلِّ قَنْطَرَةٍ مَلَائِكَةٌ یَتَخَطَّفُونَ النَّاسَ (4) فَلَا یَمُرُّ عَلَی هَذِهِ الْقَنَاطِرِ إِلَّا مَنْ وَالَی عَلِیّاً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفُوهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْهُمْ سَقَطَ فِی النَّارِ عَلَی أُمِّ رَأْسِهِ وَ لَوْ كَانَ مَعَهُ عَمَلُ سَبْعِینَ أَلْفَ عَابِدٍ(5).

و قال عبد الحمید بن أبی الحدید فی شرح قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: نَحْنُ الشِّعَارُ

ص: 209


1- 1. بشارة المصطفی: 180 و 181.
2- 2. بشارة المصطفی: 201.
3- 3. الطرائف: 19.
4- 4. تخطف الشی: استلبه. اجتذبه و انتزعه. و فی المصدر: یتحفظون الناس.
5- 5. مشارق الأنوار. 79. و فیه: عبادة سبعین ألف عابد.

وَ الْأَصْحَابُ وَ الْخَزَنَةُ وَ الْأَبْوَابُ. یشیر إلی نفسه و هو أبدا یأتی بلفظ الجمع و مراده الواحد و الشعار ما یلی الجسد من الثیاب فهو أقرب من سائرها إلیه و مراده الاختصاص برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الخزنة و الأبواب یمكن أن یعنی به خزنة العلم و أبواب العلم بقول (1) رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أنا مدینة العلم و علی بابها فمن أراد الحكمة فلیأت الباب و قوله فلیأت خازن علمی (2) و قال تارة أخری عیبة علمی و یمكن أن یرید به خزنة الجنة و أبواب الجنة أی لا یدخل الجنة إلا من وافی بولایتنا فقد جاء فی حقه الشائع المستفیض (3) أنه قسیم النار و الجنة و ذكر أبو عبید الهروی فی الجمع بین الغریبین أن قوما من أئمة العربیة فسروه فقالوا لأنه لما كان محبه من أهل الجنة و مبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسیم النار و الجنة قال أبو عبید و قال غیر هؤلاء بل هو قسیمها بنفسه علی الحقیقة یدخل قوما إلی الجنة و قوما إلی النار و هذا الذی ذكره أبو عبید أخیرا هو یطابق الأخبار الواردة فیه یقول للنار هذا لی فدعیه و هذا لك فخذیه (4).

و قال ابن الأثیر فی النهایة فی حدیث علی علیه السلام أنا قسیم النار أراد أن الناس فریقان فریق معی فهم علی هدی و فریق علی فهم علی ضلال فنصف معی فی الجنة و نصف علی فی النار و قسیم فعیل بمعنی مفاعل انتهی (5).

أقول: قد مضی ما یدل علی ذلك فی الأبواب السالفة و سیأتی فی الأبواب اللاحقة و قد أوردنا جلها فی كتاب المعاد و لا شك فی تواترها و لا یریب عاقل فی أن من كان قسیم الجنة و النار لا یكون تابعا لغیره و كیف یجوز عاقل أن یكون الإمام محتاجا فی دخول الجنة إلی إذن أحد من رعیته مع أنه لا یخفی علی منصف تتبع الآثار أن من تقدم علیه كانوا أعداءه و قد اشتمل تلك الأخبار علی أنه یدخل أعداءه النار فالحمد لله الذی رزقنا ولایته و ولایة الأئمة من ذریته الأخیار.

ص: 210


1- 1. فی المصدر: لقول.
2- 2. فی المصدر: و قوله فیه:« خازن علمی».
3- 3. فی المصدر: الخبر الشائع المستفیض.
4- 4. شرح النهج 2: 676.
5- 5. النهایة 3: 253.

باب 85 أنه علیه السلام ساقی الحوض و حامل اللواء و فیه أنه علیه السلام أول من یدخل الجنة

«1»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی مَنْ أَحَبَّكَ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَبْغَضَنِی (1).

«2»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمَظْلُومُ مِنْ بَعْدِی فَوَیْلٌ لِمَنْ ظَلَمَكَ وَ اعْتَدَی عَلَیْكَ وَ طُوبَی لِمَنْ تَبِعَكَ وَ لَمْ یَخْتَرْ عَلَیْكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمُقَاتِلُ بَعْدِی فَوَیْلٌ لِمَنْ قَاتَلَكَ وَ طُوبَی لِمَنْ قَاتَلَ مَعَكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الَّذِی تَنْطِقُ بِكَلَامِی وَ تَتَكَلَّمُ بِلِسَانِی (2) بَعْدِی فَوَیْلٌ لِمَنْ رَدَّ عَلَیْكَ وَ طُوبَی لِمَنْ قَبِلَ كَلَامَكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدِی وَ أَنْتَ إِمَامُهَا وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا مَنْ فَارَقَكَ فَارَقَنِی (3) یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَانَ مَعَكَ كَانَ مَعِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ أَعَانَنِی عَلَی أَمْرِی وَ جَاهَدَ مَعِی عَدُوِّی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعِی وَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ فِی غَفْلَةِ الْجَهَالَةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُبْعَثُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَجُوزُ الصِّرَاطَ مَعِی وَ إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ (4) أَنَّهُ لَا یَجُوزُ عَقَبَةَ الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ

ص: 211


1- 1. عیون الأخبار: 162. و فیه: من احبك فقد احبنی و من ابغضك فقد ابغضنی.
2- 2. فی المصدر: انت الذی ینطق بكلامی و یتكلم بلسانی.
3- 3. فی المصدر: فقد فارقنی.
4- 4. فی المصدر: بعزته و جلاله.

وُلْدِكَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَرِدُ حَوْضِی تَسْقِی مِنْهُ أَوْلِیَاءَكَ وَ تَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَكَ وَ أَنْتَ صَاحِبِی إِذَا قُمْتَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَ نَشْفَعُ لِمُحِبِّینَا فَنُشَفَّعُ فِیهِمْ (1) وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ بِیَدِكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ شَجَرَةِ طُوبَی فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِكَ وَ أَغْصَانُهَا فِی دُورِ شِیعَتِكَ وَ مُحِبِّیكَ (2).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَعْلَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ سَیَابَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی حَرْبِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ الدُؤَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَأَذُودَنَّ بِیَدِی هَاتَیْنِ الْقَصِیرَتَیْنِ عَنْ حَوْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْدَاءَنَا وَ لَیَرِدَنَّهُ أَحِبَّاؤُنَا(3).

«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی أَخْبَارِ أَبِی رَافِعٍ مِنْ خَمْسَةِ طُرُقٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ تَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ (4) رِوَاءً مَرْوِیِّینَ وَ یَرِدُ عَلَیْكَ عَدُوُّكَ ظِمَاءً مُقْمَحِینَ.

وَ جَاءَ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ سَقاهُمْ رَبُّهُمْ (5) یَعْنِی سَیِّدَهُمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الرَّبَّ بِمَعْنَی السَّیِّدِ قَوْلُهُ تَعَالَی اذْكُرْنِی عِنْدَ رَبِّكَ (6).

الْفَائِقُ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ الذَّائِدُ عَنْ حَوْضِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ تَذُودُ عَنْهُ الرِّجَالُ كَمَا یُذَادُ الْأَصْیَدُ الْبَعِیرُ الصَّادِی (7) أَیِ الَّذِی بِهِ الصَّیْدُ وَ الصَّیْدُ(8) دَاءٌ یَلْوِی عُنُقَهُ (9).

ص: 212


1- 1. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: تشفع لمحبینا فتشفع فیهم.
2- 2. عیون الأخبار: 168 و 169.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 108. و فیه: و لاوردنه احباءنا.
4- 4. فی المصدر: ترد علی الحوض شیعتك.
5- 5. سورة الإنسان: 21.
6- 6. سورة یوسف: 42.
7- 7. كذا فی النسخ و المصدر، و فی الفائق( 1: 47): كما یذاد البعیر الصاد.
8- 8. بفتح الصاد و الیاء.
9- 9. مناقب آل أبی طالب 1: 350.

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُقَاتِلٌ وَ الضَّحَّاكُ وَ عَطَاءٌ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مِنْهُمْ أَیْ مِنَ الْمُنَافِقِینَ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْكَ (1) وَ أَنْتَ تَخْطُبُ عَلَی مِنْبَرِكَ وَ تَقُولُ إِنَّ حَامِلَ لِوَاءِ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ تَفَرَّقُوا عَنْكَ وَ قَالُوا ما ذا قالَ آنِفاً عَلَی الْمِنْبَرِ اسْتِهْزَاءً بِذَلِكَ كَأَنَّهُمْ لَمْ یَسْمَعُوا ثُمَّ قَالَ أُولئِكَ الَّذِینَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ.

أَبُو الْفَتْحِ الْحَفَّارُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2): أَنَّهُ سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِیماً(3) قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ عُقِدَ لِوَاءٌ مِنْ نُورٍ أَبْیَضَ وَ نَادَی مُنَادٍ لِیَقُمْ سَیِّدُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَعَهُ الَّذِینَ آمَنُوا بَعْدَ بَعْثِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُومُ عَلِیٌّ علیه السلام فَیُعْطَی لِوَاءٌ مِنَ النُّورِ الْأَبْیَضِ بِیَدِهِ تَحْتَهُ جَمِیعُ السَّابِقِینَ الْأَوَّلِینَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ لَا یُخَالِطُهُمْ غَیْرُهُمْ حَتَّی یَجْلِسَ عَلَی مِنْبَرٍ مِنْ نُورِ رَبِّ الْعِزَّةِ الْخَبَرَ(4).

الْمُنْتَهَی فِی الْكَمَالِ عَنِ ابْنِ طَبَاطَبَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَإِذَا حَكَمَ اللَّهُ بَیْنَ الْعِبَادِ أَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ اللِّوَاءَ وَ هُوَ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ الْخَلْقُ تَحْتَ اللِّوَاءِ إِلَی أَنْ یَدْخُلُوا الْجَنَّةَ.

اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ یَحْمِلُ رَایَتَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ قَالَ وَ مَنْ عَسَی یَحْمِلُهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَنْ كَانَ یَحْمِلُهَا فِی الدُّنْیَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.

الْأَرْبَعِینُ عَنِ الْخَطِیبِ وَ الْفَضَائِلُ عَنْ أَحْمَدَ فِی خَبَرٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:آدَمُ وَ جَمِیعُ

ص: 213


1- 1. سورة محمد: 16 و ما بعدها ذیلها.
2- 2. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: بالاسناد عن جابر و ابن عبّاس.
3- 3. سورة الفتح: 29.
4- 4. رواه الشیخ فی الأمالی: 240.

خَلْقِ اللَّهِ یَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ لِوَائِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ طُولُهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ سِنَانُهُ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ قَضِیبُهُ فِضَّةٌ بَیْضَاءُ زُجُّهُ (1) دُرَّةٌ خَضْرَاءُ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ دُرٍّ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ الثَّالِثَةُ وَسَطَ الدُّنْیَا مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الثَّانِی الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ طُولُ كُلِّ سَطْرٍ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ وَ عَرْضُهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ وَ تَسِیرُ بِلِوَائِی یَعْنِی عَلِیّاً وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِكَ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِكَ حَتَّی تَقِفَ (2) بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ ثُمَّ تُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ.

وَ أَخْبَرَنِی أَبُو الرَّضِیِّ الْحُسَیْنِیُّ الرَّاوَنْدِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَأْتِینِی جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَنَا عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ كَرَاسِیِّ الرِّضْوَانِ فَوْقَ مِنْبَرٍ مِنْ مَنَابِرِ الْقُدْسِ فَآخُذُهُ وَ أَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوَثَبَ عُمَرُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ یُطِیقُ عَلِیٌّ حَمْلَ اللِّوَاءِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُعْطِی اللَّهُ تَعَالَی عَلِیّاً مِنَ الْقُوَّةِ مِثْلَ قُوَّةِ جَبْرَئِیلَ وَ مِنَ النُّورِ مِثْلَ نُورِ آدَمَ وَ مِنَ الْحِلْمِ مِثْلَ حِلْمِ رِضْوَانَ وَ مِنَ الْجَمَالِ مِثْلَ جَمَالِ یُوسُفَ الْخَبَرَ.

وَ نَبَّأَنِی أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَامَ إِلَیْهِ أَبُو دُجَانَةَ فَقَالَ لَهُ أَ لَمْ تُخْبِرْنَا أَنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ حَتَّی تَدْخُلَهَا أَنْتَ وَ عَلَی الْأُمَمِ حَتَّی تَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ حَامِلَ لِوَاءِ الْحَمْدِ أَمَامَهُمْ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ یَدَیَّ یَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَ أَنَا عَلَی أَثَرِهِ الْخَبَرَ.

أَبُو هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یُقْبِلُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَیَقُولُ أَهْلُ الْمَوْقِفِ هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌ

ص: 214


1- 1. بضم أوله: الحدیدة التی فی اسفل الرمح.
2- 2. فی المصدر: ثم تقف.

مُرْسَلٌ فَیُنَادِی مُنَادٍ هَذَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ جَاءَ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ صلوات اللّٰه علیهم عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا رَأَی أَبُو فُلَانٍ وَ فُلَانٍ مَنْزِلَ عَلِیٍّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا دَفَعَ اللَّهُ لِوَاءَ الْحَمْدِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَحْتَهُ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ حَتَّی یَدْفَعُهُ إِلَی عَلِیٍ سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا وَ قِیلَ هذَا الْیَوْمُ الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (1) أَیْ بِاسْمِهِ تُسَمُّونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (2).

عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ بن [عَنْ] قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (3) قَالَ لِی یَا أَنَسُ أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَخْرُجُ وَ یَكْسُونِی جَبْرَئِیلُ سَبْعَ حُلَلٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ طُولُ كُلِّ حُلَّةٍ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ وَ یَضَعُ عَلَی رَأْسِی تَاجَ الْكَرَامَةِ وَ رِدَاءَ الْجَمَالِ وَ یُجْلِسُنِی عَلَی الْبُرَاقِ وَ یُعْطِینِی لِوَاءَ الْحَمْدِ طُولُهُ مَسِیرَةُ مِائَةِ عَامٍ فِیهِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ حُلَّةً مِنَ الْحَرِیرِ الْأَبْیَضِ مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَلِیُّ اللَّهِ فَآخُذُهُ بِیَدِی وَ أَنْظُرُ یَمْنَةً وَ یَسْرَةً فَلَا أَرَی أَحَداً فَأَبْكِی وَ أَقُولُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا فَعَلَ أَهْلُ بَیْتِی وَ أَصْحَابِی (4) فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوَّلُ مَنْ أَحْیَا الْیَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنْتَ فَانْظُرْ كَیْفَ یُحْیِی اللَّهُ بَعْدَكَ أَهْلُ بَیْتِكَ وَ أَصْحَابُكَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَقُومُ مِنْ قَبْرِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَكْسُوهُ جَبْرَئِیلُ حُلَلًا مِنَ الْجَنَّةِ وَ یَضَعُ عَلَی رَأْسِهِ تَاجَ الْوَقَارِ وَ رِدَاءَ الْكَرَامَةِ وَ یُجْلِسُهُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أُعْطِیهِ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَیَحْمِلُهُ بَیْنَ یَدَیَّ وَ نَأْتِی جَمِیعاً وَ نَقُومُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ بَعْدِی (5).

ص: 215


1- 1. سورة الملك: 27.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 23 و 24.
3- 3. سورة النمل: 89.
4- 4. فی المصدر: ما فعل باهل بیتی و أصحابی.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 2: 21 و 22.

«6»- عم، [إعلام الوری] رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی تَرَافُعِ مَنَاكِبِ أُمَّتِی عَلَی الْحَوْضِ فَیَقُولُ الْوَارِدُ لِلصَّادِرِ هَلْ شَرِبْتَ فَیَقُولُ نَعَمْ وَ اللَّهِ لَقَدْ شَرِبْتُ وَ یَقُولُ بَعْضُهُمْ لَا وَ اللَّهِ مَا شَرِبْتُ فَیَا طُولَ عَطَشَاهْ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ وَ الَّذِی نَبَّأَ مُحَمَّداً وَ أَكْرَمَهُ إِنَّكَ الذَّائِدُ عَنْ حَوْضِی تَذُودُ عَنْهُ رِجَالًا كَمَا تُذَادُ(1) الْبَعِیرُ الصَّادِی عَنِ الْمَاءِ بِیَدِكَ عَصًا مِنْ عَوْسَجٍ كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی مُقَامِكَ مِنْ حَوْضِی.

وَ عَنْ طَارِقٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: وَ رَبِّ الْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ وَ السَّبْعِ الشِّدَادِ لَأَذُودَنَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنِ الْحَوْضِ بِیَدَیَّ هَاتَیْنِ الْقَصِیرَتَیْنِ قَالَ وَ بَسَطَ یَدَیْهِ.

وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَأَقْمَعَنَّ بِیَدَیَّ هَاتَیْنِ عَنِ الْحَوْضِ أَعْدَاءَنَا وَ لَأُورِدَنَّهُ أَحِبَّاءَنَا(2).

«7»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ إِنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ فَاخْتَارَنِی ثُمَّ اطَّلَعَ إِلَیْهَا(3) فَاخْتَارَكَ أَنْتَ أَبُو وُلْدِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ الْمُنْجِزُ عِدَاتِی وَ أَنْتَ غَداً عَلَی حَوْضِی طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ (4).

«8»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو أَحْمَدَ یَحْیَی بْنُ عُبَیْدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْقَزْوِینِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ (5) قَالَ: صَلَّی بِنَا النَّبِیُّ صَلَاةَ الْفَجْرِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ الْحَسَنِ وَ أَثْنَی عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ أَخْرُجُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَمَامِی وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ شِقَّتَانِ شِقَّةٌ مِنَ السُّنْدُسِ وَ شِقَّةٌ مِنَ الْإِسْتَبْرَقِ فَوَثَبَ إِلَیْهِ رَجُلٌ أَعْرَابِیٌّ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ كِلَابِ بْنِ رَبِیعَةَ فَقَالَ

ص: 216


1- 1. فی المصدر: كما یذاد.
2- 2. إعلام الوری: 189 و 190.
3- 3. فی المصدر: ثم اطلع إلیها ثانیة.
4- 4. بشارة المصطفی: 200.
5- 5. فی المصدر: عن سعد بن أبی وقاص.

قَدْ أَرْسَلُونِی إِلَیْكَ لِأَسْأَلَكَ فَقَالَ قُلْ یَا أَخَا الْبَادِیَةِ قَالَ مَا تَقُولُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَدْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ فِیهِ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً فَقَالَ یَا أَعْرَابِیُّ وَ لِمَ كَثُرَتِ الِاخْتِلَافُ فِیهِ عَلِیٌّ مِنِّی كَرَأْسِی مِنْ بَدَنِی وَ زِرِّی مِنْ قَمِیصِی فَوَثَبَ الْأَعْرَابِیُّ مُغْضَباً ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَشَدُّ مِنْ عَلِیٍّ بَطْشاً فَهَلْ یَسْتَطِیعُ عَلِیٌّ أَنْ یَحْمِلَ لِوَاءَ الْحَمْدِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَهْلًا یَا أَعْرَابِیُّ فَقَدْ أَعْطَاهُ اللَّهُ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ خِصَالًا شَتَّی حُسْنَ یُوسُفَ وَ زُهْدَ یَحْیَی وَ صَبْرَ أَیُّوبَ وَ طُولَ آدَمَ وَ قُوَّةَ جَبْرَئِیلَ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ كُلُّ الْخَلَائِقِ تَحْتَ اللِّوَاءِ وَ تَحُفُّ بِهِ الْأَئِمَّةُ وَ الْمُؤَذِّنُونَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ الْأَذَانِ وَ هُمُ الَّذِینَ لَا یتدودون [یَتَبَدَّدُونَ] فِی قُبُورِهِمْ فَوَثَبَ الْأَعْرَابِیُّ مُغْضَباً وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنْ یَكُنْ مَا قَالَ مُحَمَّدٌ حَقّاً فَأَنْزِلْ عَلَیَّ حَجَراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرینَ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ (2).

«9»- ع، [علل الشرائع] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ الصُّوفِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ التَّمِیمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ(3) فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخُلُهَا قَبْلَكَ قَالَ نَعَمْ لِأَنَّكَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الْآخِرَةِ كَمَا أَنَّكَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ حَامِلُ اللِّوَاءِ هُوَ الْمُتَقَدِّمُ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ كَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ وَ بِیَدِكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ تَحْتَهُ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ (4).

ص: 217


1- 1. فی المصدر: فقد أعطی علی.
2- 2. تفسیر فرات: 191 و 192.
3- 3. الصحیح كما فی المصدر: أنت أول من یدخل الجنة.
4- 4. علل الشرائع: 68 و 69.

«10»- ل، [الخصال] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: شَكَوْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَسَدَ مَنْ یَحْسُدُنِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ أَوَّلَ أَرْبَعَةٍ(1) یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ ذَرَارِیُّنَا خَلْفَ ظُهُورِنَا وَ شِیعَتُنَا عَنْ أَیْمَانِنَا وَ شَمَائِلِنَا(2).

«11»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَیْنُ (3) مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَذَاكَرَ أَصْحَابُنَا الْجَنَّةَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَوَّلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا فِی الْجَنَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ الْأَنْصَارِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَیْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ حَتَّی تَدْخُلَهَا وَ عَلَی الْأُمَمِ حَتَّی یَدْخُلَهَا أُمَّتُكَ قَالَ بَلَی یَا أَبَا دُجَانَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ لِوَاءً مِنْ نُورٍ وَ عَمُودُهُ مِنْ یَاقُوتٍ مَكْتُوبٌ عَلَی ذَلِكَ اللِّوَاءِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ وَ صَاحِبُ اللِّوَاءِ أَمَامَ الْقَوْمِ قَالَ فَسُرَّ بِذَلِكَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِی أَكْرَمَنَا وَ شَرَّفَنَا بِكَ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ یُحِبُّكَ وَ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَكَ إِلَّا بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَعَنَا ثُمَّ قَرَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الْمُتَّقِینَ فِی جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ(4).

«12»- یف، [الطرائف] مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مَخْدُوجِ بْنِ زَیْدٍ الْهُذَلِیِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی ثُمَّ قَالَ بَعْدَ كَلَامٍ ذَكَرَهُ فِی وَصْفِ حَالِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَلَا وَ إِنِّی

أُخْبِرُكَ یَا عَلِیُّ أَنَّ أُمَّتِی أَوَّلُ الْأُمَمِ یُحَاسَبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی بِكَ لِقَرَابَتِكَ وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدِی وَ یُدْفَعُ إِلَیْكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَتَسِیرُ

ص: 218


1- 1. فی المصدر: أن أول أربعة اه.
2- 2. الخصال 1: 121.
3- 3. كذا فی النسخ، و فی المصدر: ابو القاسم الحسینی.
4- 4. تفسیر فرات: 175 و 176. و الآیة فی سورة القمر: 54 و 55.

بَیْنَ السِّمَاطَیْنِ آدَمَ وَ جَمِیعِ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَی یَسْتَظِلُّونَ بِهِ ثُمَّ ذَكَرَ صِفَةَ اللِّوَاءِ ثُمَّ قَالَ فَتَسِیرُ بِاللِّوَاءِ وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِكَ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِكَ حَتَّی تَقِفَ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی ظِلِّ الْعَرْشِ (1) ثُمَّ تُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ تُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ تُدْعَی إِذَا دُعِیتُ وَ تُحَیَّا إِذَا حُیِّیتُ (2).

مد، [العمدة] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ وَ الصَّبَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَیْسِ بْنِ رَبِیعٍ عَنْ سَعْدٍ الْجَحَّافِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ مَخْدُوجِ بْنِ زَیْدٍ الْهُذَلِیِّ وَ ذَكَرَ: الْحَدِیثَ بِتَمَامِهِ مِثْلَ مَا مَرَّ فِی بَابِ الْأُخُوَّةِ بِرِوَایَةِ الْخُوارِزْمِیِ (3).

«13»- مد، [العمدة] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ خَمْسَ خِصَالٍ هِیَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا أَمَّا وَاحِدَةٌ فَهُوَ ذَابٌ (4) بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی یَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِیَدِهِ وَ آدَمُ علیه السلام وَ مَنْ وَلَدَ تَحْتَهُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَوَاقِفٌ عَلَی عُقْرِ حَوْضِی (5) یَسْقِی مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِی وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَسَاتِرُ عَوْرَتِی وَ مُسَلِّمِی إِلَی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَلَسْتُ أَخْشَی عَلَیْهِ أَنْ یَرْجِعَ زَانِیاً بَعْدَ إِحْصَانٍ وَ لَا كَافِراً بَعْدَ إِیمَانٍ (6).

أقول: أثبت عمدة أخبار هذا الباب فی كتاب المعاد و إنما أوردت منها هاهنا نزرا منها لئلا یخلو منها هذا المجلد و قد مضی و سیأتی بعضها فی الأبواب السالفة و الآتیة و أی فضل یضاهی كونه صلوات اللّٰه علیه ساقی الحوض و حامل اللواء و أول من یدخل الجنة و كیف یجوز أن یتقدم علیه من لم یكن له فضل یدانیها؟

ص: 219


1- 1. فی المصدر: فی ظلل العرش.
2- 2. الطرائف: 18.
3- 3. العمدة: 118 و 119.
4- 4. فی المصدر: فهو كابّ.
5- 5. العقر- بضم العین- مؤخر الحوض أو مقام الشارب منه.
6- 6. العمدة: 119.

باب 86 سائر ما یعاین من فضله و رفعة درجاته صلوات اللّٰه علیه عند الموت و فی القبر و قبل الحشر و بعده

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَمَالِی ابْنِ خُشَیْشٍ التَّمِیمِیِ (1) وَ تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عُلَیْمٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ وَ فِی فِرْدَوْسِ شِیرَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ فِی رِوَایَةِ جَمَاعَةٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی صَادِقٍ وَ عَنْ سَلْمَانَ وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ: أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وُرُوداً عَلَی نَبِیِّهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَوَّلُهُمْ إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ نَبِیِّكُمْ.

تَارِیخُ بَغْدَادَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ رُوِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ مُتَّكِئاً عَلَی عَلِیٍّ.

حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (2) بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ خَمْساً أَمَّا إِحْدَاهَا فَیُوَارِی عَوْرَتِی وَ الثَّانِی یَقْضِی دَیْنِی وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ مُتَّكَایَ فِی طُولِ الْقِیَامَةِ وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِنَّهُ عَوْنِی عَلَی حَوْضِی وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ فَإِنِّی لَا أَخَافُ عَلَیْهِ أَنْ یَرْجِعَ كَافِراً بَعْدَ إِیمَانٍ وَ لَا زَانِیاً بَعْدَ إِحْصَانٍ.

الطَّبَرِیُّ التَّارِیخِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِبْرَاهِیمُ بِخُلَّتِهِ وَ أَنَا بِصَفْوَتِی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَزِفُّ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ زَفّاً إِلَی الْجَنَّةِ.

ص: 220


1- 1. قال فی القاموس( 2: 272): محمّد بن خشیش بن خشیة- بضمهما- من الرواة.
2- 2. فی المصدر: سلمان بن عبد اللّٰه التتری.

سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ إِبْرَاهِیمُ (1) بِخُلَّتِهِ مِنَ اللَّهِ ثُمَّ مُحَمَّدٌ لِأَنَّهُ صَفْوَةُ اللَّهِ ثُمَّ عَلِیٌّ یَزِفُّ بَیْنَهُمَا إِلَی الْجِنَانِ (2) ثُمَّ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ (3) قَالَ عَلِیٌّ وَ أَصْحَابُهُ.

شَرَفُ الْمُصْطَفَی عَنِ الْخَرْكُوشِیِّ زَاذَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:أَ مَا تَرْضَی أَنَّ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَ اللَّهِ یُدْعَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَیُقَامُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَیُكْسَی ثُمَّ أُدْعَی فَأُكْسَی ثُمَّ تُدْعَی فَتُكْسَی.

وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ: أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یُكْسَی مَعِی (4).

وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یُؤْتَی بِكَ یَا عَلِیُّ عَلَی نَجِیبٍ مِنْ نُورٍ وَ عَلَی رَأْسِكَ تَاجٌ قَدْ أَضَاءَ نُورُهُ وَ كَادَ یَخْطِفُ أَبْصَارَ أَهْلِ الْمَوْقِفِ فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَیْنَ خَلِیفَةُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ عَلِیٌّ هَا أَنَا ذَا(5) فَیُنَادِی الْمُنَادِی أَدْخِلْ مَنْ أَحَبَّكَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ عَادَاكَ النَّارَ وَ أَنْتَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ قَسِیمُ النَّارِ.

وَ فِی خَبَرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ علیه السلام: فَیَأْتِی النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلْیَتَعَلَّقْ بِحَبْلِهِ هَذَا الْیَوْمَ یَسْتَضِی ءُ بِنُورِهِ وَ لْیَتَّبِعْهُ إِلَی الدَّرَجَاتِ الْعُلَی (6) مِنَ الْجِنَانِ الْخَبَرَ.

الْفَلَكِیُّ الْمُفَسِّرُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (7) فِینَا وَ اللَّهِ نَزَلَتْ أَهْلِ بَدْرٍ وَ نَزَلَتْ فِیهِ قَوْلُهُ مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ (8).

ص: 221


1- 1. فی المصدر: أول من یكسی یوم القیامة إبراهیم إه.
2- 2. فی المصدر: إلی الجنة.
3- 3. سورة التحریم: 8.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 2: 22.
5- 5. فی المصدر: فتقول ها أنا ذا.
6- 6. فی المصدر: فی الدرجات العلی.
7- 7. سورة الحجر: 47.
8- 8. سورة الكهف: 31 سورة الإنسان: 13.

الطَّبَرِیُّ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی كِتَابَیْهِمَا بِالْإِسْنَادِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ ضُرِبَتْ لِی قُبَّةٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ وَ ضُرِبَ لِإِبْرَاهِیمَ قُبَّةٌ خَضْرَاءَ عَلَی یَسَارِ الْعَرْشِ وَ ضُرِبَ فِیمَا بَیْنَهُمَا لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ بَیْضَاءَ فَمَا ظَنُّكُمْ بِحَبِیبٍ بَیْنَ خَلِیلَیْنِ.

أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِیُّ وَ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی الصَّحِیحِ وَ الْحِلْیَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُصِبَ لِی مِنْبَرٌ طُولُهُ ثَلَاثُونَ مِیلًا ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَیْنَ مُحَمَّدٌ فَأُجِیبُ فَیُقَالُ لِی ارْقَ فَأَكُونُ فِی أَعْلَاهُ ثُمَّ یُنَادِی الثَّانِیَةَ أَیْنَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَیَكُونُ دُونِی بِمِرْقَاةٍ فَیَعْلَمُ جَمِیعُ الْخَلَائِقِ بِأَنَّ مُحَمَّداً سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ وَ أَنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ یُبْغِضُ عَلِیّاً بَعْدَ هَذَا فَقَالَ یَا أَخَا الْأَنْصَارِ لَا یُبْغِضُهُ مِنَ قُرَیْشٍ إِلَّا سَفَحِیٌ (1) وَ لَا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا یَهُودِیٌّ وَ لَا مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَعِیٌ (2) وَ لَا مِنْ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا شَقِیٌّ.

وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا سَلَقْلَقِیَّةٌ(3)

قَوْلُهُ تَعَالَی فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(4). عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ نَقْدِرُ عَلَی رُؤْیَتِكَ فِی الْجَنَّةِ كُلَّمَا أَرَدْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ رَفِیقاً وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ مِنْ أُمَّتِهِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ.

عَبَّادُ بْنُ صُهَیْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ قِیلَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَمْ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ عَلِیٍّ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی قَالَ فِتْرٌ أَوْ أَقَلُّ مِنْ فِتْرٍ(5) أَنَا عَلَی سَرِیرٍ مِنْ نُورِ عَرْشِ رَبِّنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ نُورِ كُرْسِیِ

ص: 222


1- 1. أی من ولد من الزنا.
2- 2. الدعی: المتهم فی نسبه.
3- 3. أی المرأة التی تحیض من دبرها.
4- 4. سورة النساء: 69.
5- 5. الفتر- بالكسر فالسكون-: ما بین طرف الإبهام و طرف السبابة إذا فتحتهما.

رَبِّنَا لَا یُدْرَی أَیُّنَا أَقْرَبُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

السُّدِّیُّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِینَ (1) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَصْحَابِهِ.

وَ رَوَی الْأَعْمَشُ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ(2) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْسَ فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا وَ نَحْنُ أَرْبَعَةٌ أَنَا عَلَی دَابَّةِ اللَّهِ الْبُرَاقِ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ الَّتِی عُقِرَتْ وَ عَمِّی حَمْزَةُ عَلَی نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءِ وَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیِ الْعَرْشِ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ فَیَقُولُ الْآدَمِیُّونَ مَا هَذَا إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَیُجِیبُهُمْ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مَا هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا حَامِلُ عَرْشٍ هَذَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.وَ قَدْ رَوَاهُ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی أَمَالِیهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی هَارُونَ الرَّشِیدِ عَنِ الْمَهْدِیِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ یَذْكُرَا حَمْزَةَ وَ قَالا فِی مَوْضِعِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام: قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَها تَفْجِیراً(3) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ یُطافُ عَلَیْهِمْ بِآنِیَةٍ مِنْ فِضَّةٍ(4) إِلَی قَوْلِهِ سَلْسَبِیلًا(5) النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ أَنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ یَشْرَبُ السَّلْسَبِیلَ وَ الزَّنْجَبِیلَ وَ أَنَّ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ شِیعَتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی مَكَاناً یَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ.

ص: 223


1- 1. سورة الواقعة: 88.
2- 2. الصحیح« ابن لهیعة» كسفینة. و هو أبو عبد الرحمن عبد اللّٰه بن لهیعة الحضرمی المصری كان كثیر الروایة فی الحدیث و الاخبار، راجع الكنی و الألقاب 1: 391 و 392.
3- 3. سورة الإنسان: 5 و 6.
4- 4. سورة الإنسان: 15- 18.
5- 5. سورة الإنسان: 15- 18.

جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:یَا عَلِیُّ إِنَّ عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ لَمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ وَ مَوَائِدَ مِنْ نُورٍ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جِئْتَ وَ شِیعَتُكَ یَجْلِسُونَ عَلَی تِلْكَ الْمَنَابِرِ یَأْكُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ النَّاسُ فِی الْمَوْقِفِ یُحَاسَبُونَ.

تَفْسِیرُ أَبِی صَالِحٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِی نَعِیمٍ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ (1) إِلَی قَوْلِهِ الْمُقَرَّبُونَ (2) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ علیه السلام وَ فَضْلُهُمْ فِیهَا بَاهِرٌ.

الزَّجَّاجُ وَ مُقَاتِلٌ وَ الْكَلْبِیُّ وَ الضَّحَّاكُ وَ السُّدِّیُّ وَ الْقُشَیْرِیُّ وَ الثَّعْلَبِیُّ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام جَاءَ فِی نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ نَحْوَ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ وَ بِلَالٍ وَ خَبَّابٍ وَ صُهَیْبٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَخِرَ بِهِمْ أَبُو جَهْلٍ وَ الْمُنَافِقُونَ فَضَحِكُوا وَ تَغَامَزُوا ثُمَّ قَالُوا لِأَصْحَابِهِمْ رَأَیْنَا الْیَوْمَ الْأَصْلَعَ فَضَحِكْنَا مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ (3) السُّورَةَ فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا(4) یَعْنِی عَلِیّاً وَ أَصْحَابَهُ مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ یَعْنِی أَبَا جَهْلٍ وَ أَصْحَابَهُ إِذَا رَأَوْهُمْ فِی النَّارِ وَ هُمْ عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ.

كِتَابُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِیِّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الَّذِینَ آمَنُوا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا مُنَافِقُو قُرَیْشٍ.

الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ: أَنَّهُ سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ (5) وَ سُئِلَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ فَقَالَ نَحْنُ أُولَئِكَ الرِّجَالُ عَلَی الصِّرَاطِ مَا بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَمَنْ عَرَفْنَاهُ وَ عَرَفَنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنَا وَ لَمْ نَعْرِفْهُ أُدْخِلَ النَّارَ.

إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ كَشْفُ الثَّعْلَبِیِّ وَ تَفْسِیرُ الْفَلَكِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ

ص: 224


1- 1. سورة المطففین: 22- 28.
2- 2. سورة المطففین: 22- 28.
3- 3. سورة المطففین: 29.
4- 4. سورة المطففین: 34 و ما بعدها ذیلها.
5- 5. سورة الأعراف: 46.

عَاصِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْمُفَسِّرِ عَنْ جُوَیْرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْأَعْرَافُ مَوْضِعٌ عَالٍ مِنَ الصِّرَاطِ عَلَیْهِ الْعَبَّاسُ وَ حَمْزَةُ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ جَعْفَرٌ ذُو الْجَنَاحَیْنِ یَعْرِفُونَ مُحِبِّیهِمْ بِبَیَاضِ الْوُجُوهِ وَ مُبْغِضِیهِمْ بِسَوَادِ الْوُجُوهِ.

وَ رُوِّینَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ وُلْدِكَ أَعْرَافُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ وَ لَا یَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا مَنْ أَنْكَرَكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ.

وَ سَأَلَ سُفْیَانُ بْنُ مُصْعَبٍ الْعَبْدِیُّ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْهَا فَقَالَ: هُمُ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلوات اللّٰه علیهم الِاثْنَا عَشَرَ لَا یَعْرِفُ اللَّهَ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمْ قَالَ فَمَا الْأَعْرَافُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ كَثَائِبُ مِنَ الْمِسْكِ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ الْأَوْصِیَاءُ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ فَأَنْشَأَ سُفْیَانُ یَقُولُ:

وَ أَنْتُمْ وُلَاةُ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ وَ الْجَزَاءِ***وَ أَنْتُمْ لِیَوْمِ الْمَفْزَعِ الْهَوْلِ مَفْزَعٌ

وَ أَنْتُمْ عَلَی الْأَعْرَافِ وَ هِیَ كَثَائِبُ***مِنَ الْمِسْكِ رِیَّاهَا بِكُمْ یَتَضَوَّعُ (1)

ثَمَانِیَةٌ بِالْعَرْشِ إِذْ یَحْمِلُونَهُ***وَ مَنْ بَعْدَهُمْ فِی الْأَرْضِ هَادُونَ أَرْبَعٌ

و أما قول العامة: إن أصحاب الأعراف من لا یستحق الجنة و لا النار محال و ما جعل اللّٰه فی الآخرة غیر منزلتین إما للثواب و إما للعقاب و كیف یكون أصحاب الأعراف بهذه الحالة و قد أخبر اللّٰه أنهم یعرفون الناس یومئذ بسیماهم و أنهم یوقفون أهل النار علی ذنوبهم و یقولون لهم ما أَغْنی عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ (2) الآیة و ینادون أهل الجنة أَنْ سَلامٌ عَلَیْكُمْ (3) الآیة.

أَبَانُ بْنُ عَیَّاشٍ عَنْ أَنَسٍ وَ الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ وَ شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ وَ الْحَسَنُ عَنْ جَابِرٍ وَ الثَّعْلَبِیُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (4) قَالَ نَزَلَتْ فِی

ص: 225


1- 1. الریا: الریح الطیبة.
2- 2. الأعراف: 48.
3- 3. الأعراف: 46.
4- 4. سورة الرعد: 29.

عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ طُوبَی شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْجَنَّةِ وَ لَیْسَ مِنَ الْجَنَّةِ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَ فِی دَارِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْهَا غُصْنٌ.

وَ فِی الْكَشْفِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَنِ الْحَاكِمِ الْحَسْكَانِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ طُوبَی فَقَالَ شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِی وَ فَرْعُهَا عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْهَا ثَانِیَةً فَقَالَ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ وَ فَرْعُهَا عَلَی أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ دَارِی وَ دَارَ عَلِیٍّ غَداً وَاحِدَةٌ.

سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ یَا عُمَرُ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا مَنْزِلٌ وَ لَا مَجْلِسٌ إِلَّا وَ فِیهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ أَصْلُ تِلْكَ الشَّجَرَةِ فِی دَارِی.

ثُمَّ مَضَی عَلَی ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ ثُمَّ قَالَ یَا عُمَرُ إِنَّ فِی الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً مَا فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ وَ لَا دَارٌ وَ لَا مَنْزِلٌ وَ لَا مَجْلِسٌ إِلَّا وَ فِیهِ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ وَ أَصْلُ تِلْكَ الشَّجَرَةِ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ عُمَرُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عُمَرُ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْزِلِی وَ مَنْزِلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی الْجَنَّةِ وَاحِدٌ؟

الْفَلَكِیُّ الْمُفَسِّرُ قَالَ ابْنُ سِیرِینَ: طُوبَی شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِ عَلِیٍّ وَ سَائِرُ أَغْصَانِهَا فِی سَائِرِ الْجَنَّةِ.

السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:أَوَّلُ مَنْ یَأْكُلُ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی عَلِیٌّ.

أُمُّ أَیْمَنَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله:وَ لَقَدْ نَحَلَ اللَّهُ طُوبَی فِی مَهْرِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَجَعَلَهَا فِی مَنْزِلِ عَلِیٍّ.

أَبُو الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الْمُؤَذِّنُ.

وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ لِعَلِیٍّ علیه السلام آیَةً فِی كِتَابِ اللَّهِ لَا یَعْرِفُهَا

ص: 226

النَّاسُ قَوْلُهُ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ (1) یَقُولُ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الَّذِینَ كَذَّبُوا بِوَلَایَتِی وَ اسْتَخَفُّوا بِحَقِّی.

أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: وَ نادی أَصْحابُ الْجَنَّةِ(2) الْآیَةَ قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

فِی خُطْبَةِ الِافْتِخَارِ: وَ أَنَا أَذَانُ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا وَ مُؤَذِّنُهُ فِی الْآخِرَةِ یَعْنِی قَوْلَهُ تَعَالَی وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (3) فِی حَدِیثِ بَرَاءَةَ وَ قَوْلَهُ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ وَ أَنَّهُ لَمَّا صَارَ فِی الدُّنْیَا مُنَادِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَعْدَائِهِ صَارَ مُنَادِی اللَّهِ فِی الْأُخْرَی (4) عَلَی أَعْدَائِهِ.

زُرَارَةُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِیئَتْ وُجُوهُ الَّذِینَ كَفَرُوا(5) الْآیَةَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَصْحَابِهِ الَّذِینَ عَمِلُوا مَا عَمِلُوا یَرَوْنَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَغْبَطِ الْأَمَاكِنِ لَهُمْ فَیَسُوءُ وُجُوهُهُمْ وَ یُقَالُ لَهُمْ هذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (6) الَّذِی انْتَحَلْتُمُ اسْمَهُ. وَ فِی رِوَایَةٍ عَنْهُمْ علیهم السلام: هَذَا الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ عَنْهُ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:فِی قَوْلِهِ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ(7) الْآیَاتِ قَالَ فَیُعْطَی نَاقَةً فَیُقَالُ اذْهَبْ فِی الْقِیَامَةِ حَیْثُ مَا شِئْتَ فَإِنْ شَاءَ وَقَفَ فِی الْحِسَابِ وَ إِنْ شَاءَ وَقَفَ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ وَ إِنْ شَاءَ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ إِنَّ خَازِنَ النَّارِ یَقُولُ یَا هَذَا مَنْ أَنْتَ أَ نَبِیٌّ أَمْ وَصِیٌّ فَیَقُولُ أَنَا مِنْ شِیعَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَیَقُولُ ذَلِكَ لَكَ.

الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله :مَنْ أَحَبَّنِی وَ أَحَبَّ ذُرِّیَّتِی أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ

ص: 227


1- 1. سورة الأعراف: 44.
2- 2. سورة الأعراف: 44.
3- 3. سورة التوبة: 3.
4- 4. فی المصدر: فی الآخرة.
5- 5. سورة الملك: 27.
6- 6. سورة الملك: 27.
7- 7. سورة الأنبیاء: 103.

إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ فَلَا یَمُرُّ بِهَوْلٍ إِلَّا أَجَازَهُ إِیَّاهُ الْخَبَرَ.

تَارِیخُ بَغْدَادَ سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ عَائِشَةَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام حَسْبُكَ مَا لِمُحِبِّكَ حَسْرَةٌ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ لَا وَحْشَةٌ فِی قَبْرِهِ وَ لَا فَزَعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

أَمَالِی الطُّوسِیِّ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحُجْزَةٍ مِنْ ذِی الْعَرْشِ وَ أَخَذْتَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَتْ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَتْ شِیعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُمْ فَمَا ذَا یَصْنَعُ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَ مَا یَصْنَعُ نَبِیُّهُ بِوَصِیِّهِ خُذْهَا إِلَیْكَ یَا حَارِ قَصِیرَةً مِنْ طَوِیلَةٍ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ (1) وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتَ.

قَوْلُهُ تَعَالَی: فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً(2) زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ حُشِرَ النَّاسُ فِی الْمَحْشَرِ وَجَدْتُمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَتَلَأْلَأُ نُوراً كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّیِّ.

شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ وَ یَحْیَی بْنُ الْحُسَیْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَیَزْهَرُ فِی الْجَنَّةِ كَكَوْكَبِ الصُّبْحِ لِأَهْلِ الدُّنْیَا(3).

«2»-:(4) وَ سُئِلَ الْقَارُونِیُّ ذَاتَ یَوْمٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (5) فَقَالَ اقْعُدْ یَا هَذَا الرَّجُلُ فَمَا هَذَا مَوْضِعُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَقَالَ لَهُ:

ص: 228


1- 1. فی المصدر: أنت و من أحببت.
2- 2. سورة الإنسان: 11.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 2: 24- 30.
4- 4. هذه الروایة و ما بعدها قد ذكرتا فی غیر نسخة( م) عقیب روایة المناقب من دون رمز بحیث یظن القارئ انهما أیضا منقولتان عن المناقب، كما أنا اتعبنا جدا فی تنقیبهما منه و لم نظفر علیهما، ثمّ عثرنا علی نسخة( م) حیث رمز فیها ب( یل، فض).
5- 5. سورة الصافّات: 24.

لَا بُدَّ مِنْ تَفْسِیرِ هَذِهِ الْآیَةِ وَ یُؤَدِّی (1) فِیهِ الْأَمَانَةَ فَقَالَ لَهُ اعْلَمْ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ تُحْشَرُ الْخَلْقُ حَوْلَ الْكُرْسِیِّ كُلٌّ عَلَی طَبَقَاتِهِمْ الْأَنْبِیَاءُ علیهم السلام وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ سَائِرُ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام فَیُؤْمَرُ الْخَلْقُ بِالْحِسَابِ فَیُنَادِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله یُسْأَلُ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ نَعَمْ وَ مُحَمَّدٌ یُسْأَلُ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).

«3»- وَ رَوَی أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ سَمِعْتُ بِأُذُنَیَّ هَاتَیْنِ وَ إِلَّا صَمَّتَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی حَقِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: عُنْوَانُ صَحِیفَةِ الْمُؤْمِنِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(3).

«4»- كشف، [كشف الغمة] نَقَلَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی كِتَابِ رَبِیعِ الْأَبْرَارِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام رَفَعَهُ: لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ(4) أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی وَ أَقْعَدَنِی عَلَی دُرْنُوكٍ مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ ثُمَّ نَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَأَنَا أَقْلِبُهَا فَإِذَا انْفَلَقَتْ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِیَةٌ حَوْرَاءُ لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا فَقَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ مَنْ أَنْتِ قَالَتْ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ أَسْفَلِی مِنْ مِسْكٍ وَ وَسَطِی مِنْ كَافُورٍ وَ أَعْلَایَ مِنْ عَنْبَرٍ عَجَّنَنِی مِنْ مَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ الْجَبَّارُ كُونِی فَكُنْتُ خَلَقَنِی لِأَخِیكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (5).

ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بالأسانید الثلاثة عن الرضا عن آبائه علیهم السلام عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله (6)

صح، [صحیفة الرضا علیه السلام] عن الرضا عن آبائه علیهم السلام: مثله (7).

ص: 229


1- 1. فی( م) و( د): و تؤدی، و فی الروضة: لانا نؤدی فیها الأمانة.
2- 2. الروضة: 9 و 10 و لم نجده فی الفضائل.
3- 3. الروضة: 10. الفضائل: 119. و یوجد مثل الروایة فی المناقب 1: 343.
4- 4. فی المصدر: رفعه إلی النبیّ قال: لما اسری بی الی السماء.
5- 5. كشف الغمّة: 40.
6- 6. عیون الأخبار: 196.
7- 7. صحیفة الرضا علیه السلام: 6 و 7.

«5»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ یَقْعُدُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی الْفِرْدَوْسِ وَ هُوَ جَبَلٌ قَدْ عَلَا عَلَی الْجَنَّةِ وَ فَوْقَهُ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ مِنْ سَفْحِهِ تَنْفَجِرُ(1) أَنْهَارُالْجَنَّةِ وَ تَتَفَرَّقُ فِی الْجَنَّةِ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی كُرْسِیٍّ مِنْ نُورٍ تَجْرِی (2) بَیْنَ یَدَیْهِ التَّسْنِیمُ لَا یَجُوزُ أَحَدٌ الصِّرَاطَ إِلَّا وَ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَایَتِهِ وَ وَلَایَةِ أَهْلِ بَیْتِهِ یُشْرِفُ عَلَی الْجَنَّةِ(3) فَیُدْخِلُ مُحِبِّیهِ الْجَنَّةَ وَ مُبْغِضِیهِ النَّارَ(4).

«6»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ وَجْهَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَزْهَرُ فِی الْجَنَّةِ كَمَا یَزْهَرُ كَوْكَبُ الصُّبْحِ لِأَهْلِ الدُّنْیَا(5).

«7»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَامَ فِینَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بِعَضُدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام حَتَّی رُئِیَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ ابْتَدَأَنِی فِیكَ بِسَبْعِ خِصَالٍ قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا السَّبْعُ الَّتِی ابْتَدَأَكَ اللَّهُ بِهِنَّ قَالَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَخْرُجُ مِنْ قَبْرِهِ وَ عَلِیٌّ مَعِی وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَجُوزُ الصِّرَاطَ وَ عَلِیٌّ مَعِی وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ وَ عَلِیٌّ مَعِی وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَسْكُنُ عِلِّیِّینَ وَ عَلِیٌّ مَعِی وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ وَ عَلِیٌّ مَعِی وَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یُسْقَی مِنَ الرَّحِیقِ الْمَخْتُومِ الَّذِی خِتامُهُ مِسْكٌ وَ عَلِیٌّ مَعِی (6).

«8»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ نادی

ص: 230


1- 1. سفح الجبل: أصله و أسفله. و فی المصدر: تتفجر.
2- 2. فی المصدر: یجری.
3- 3. فی المصدر: علی الجنة( و النار خ ل).
4- 4. كشف الغمّة: 30.
5- 5. الفضائل: 177. و لم نجده فی الروضة.
6- 6. الكنز مخطوط. و سقط من الحدیث خصلة.

أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ(1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).

«9»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو عَمْرٍو الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ جَمَاعَةٌ مَعَهُ قَالَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَیْنَ شَجَرَةُ طُوبَی قَالَ فِی دَارِی فِی الْجَنَّةِ قَالَ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ الْأَوَّلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَأَلْتُكَ آنِفاً فَقُلْتَ فِی دَارِی ثُمَّ قُلْتَ فِی دَارِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ إِنَّ دَارِی وَ دَارَهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فِی مَكَانٍ [وَاحِدٍ] واحدة إِلَّا إِذَا هَمَمْنَا بِالنِّسَاءِ اسْتَتَرْنَا بِبُیُوتٍ (3).

«10»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (4) شَجَرَةٌ فِی الْجَنَّةِ غَرَسَهَا اللَّهُ بِیَدِهِ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ تُنْبِتُ الْحُلِیَّ وَ الْحُلَلَ وَ الثِّمَارَ مُتَدَلِّیَةً عَلَی أَفْوَاهِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ إِنَّ أَغْصَانَهَا لَتُرَی مِنْ وَرَاءِ سُورِ الْجَنَّةِ وَ فِی مَنْزِلِ (5) عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَنْ یُحْرَمَهَا وَلِیُّهُ وَ لَنْ یَنَالَهَا عَدُوُّهُ (6).

«11»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (7) شَجَرَةٌ(8) أَصْلُهَا فِی دَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْجَنَّةِ وَ فِی دَارِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْهَا غُصْنٌ یُقَالُ لَهَا طُوبَی فَذَلِكَ قَوْلُهُ طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ بِحُسْنِ الْمَرْجِعِ (9).

ص: 231


1- 1. سورة الأعراف: 44.
2- 2. تفسیر فرات: 47.
3- 3. تفسیر فرات: 75 و 76. و فیه: فی مكان واحد، إلّا أنا إذا هممنا بالنساء استترنا بالبیوت.
4- 4. سورة الرعد: 29.
5- 5. فی المصدر: و هی فی منزل اه.
6- 6. تفسیر فرات: 76.
7- 7. سورة الرعد: 29.
8- 8. فی المصدر: قال شجرة.
9- 9. تفسیر فرات: 76.

«12»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (1) قَالَ جَنْبُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَ هُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ خُزَّانَ جَهَنَّمَ (2) أَنْ یَدْفَعَ مَفَاتِیحَ جَهَنَّمَ إِلَی عَلِیٍّ فَیُدْخِلَ مَنْ یُرِیدُ وَ یُنْجِیَ مَنْ یُرِیدُ وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ یَا عَلِیُّ إِنَّ لِوَاءَ الْحَمْدِ مَعَكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ تُقَدِّمُ بِهِ قُدَّامَ أُمَّتِی وَ الْمُؤَذِّنُونَ عَنْ یَمِینِكَ وَ عَنْ شِمَالِكَ (3).

«13»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] زَیْدُ بْنُ حَمْزَةَ مُعَنْعَناً عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِیكُمْ مِثْلُ النَّجْمِ الزَّاهِرِ فِی السَّمَاءِ إِذَا طَلَعَ أَضَاءَ مَا حَوْلَهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنِّی إِنَّمَا قُلْتُ هَذَا لِأَتَقَدَّمَ إِلَیْكُمْ لِیَوْمِ الْوَعِیدِ(4) مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ حُشِرَ النَّاسُ فِی صَعِیدٍ وَاحِدٍ وَ حُشِرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی وَسَطِ الْفَوْجِ فَأَنَا(5) فِی أَوَّلِهِ وَ وُلْدُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی آخِرِ الْفَوْجِ مَعَاشِرَ النَّاسِ فَهَلْ رَأَیْتُمْ عَبْداً یَسْبِقُ مَوْلَاهُ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ لَا یَنْجُو فِی ذَلِكَ الْمَوْقِفِ (6) إِلَّا كُلُّ ضَامِرٍ مَهْزُولٍ (7) مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنَّ وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَرْضٌ عَلَیْكُمْ أَحْفَظَهُ اللَّهُ عَلَیْكُمْ وَ هُوَ قَوْلُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام هَبَطَ بِهِ إِلَیَّ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنَّهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ

ص: 232


1- 1. سورة الزمر: 56.
2- 2. فی المصدر: علی خزان جهنم.
3- 3. تفسیر فرات: 132 و 133.
4- 4. فی المصدر: لا تقدم علیكم الیوم الوعید.
5- 5. فی المصدر: و أنا.
6- 6. فی المصدر: من ذلك الموقف.
7- 7. ضمر: هزل و دق و قل لحمه. و لعلّ المراد كل من ضمر و هزل من خشیة اللّٰه.

وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(1). قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: وَ اللَّهِ لَا أَشْرَكْتُ فِی حُبِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَعَهُ غَیْرَهُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(2) اعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ فَمِنَ الْیَمِینِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ عَلَی الشَّمَالِ شَیْطَانٌ (3) إِنِ اتَّبَعْتُمُوهُ أَضَلَّكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُ أَدْخَلَكُمُ النَّارَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِنِ اتَّبَعْتُمُوهُ هَدَاكُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُ أَدْخَلَكُمُ الْجَنَّةَ فَوَثَبَ إِلَیْهِ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَكَیْفَ قُلْتَ ذَا قَالَ لِأَنَّهُ یَأْمُرُ بِالتُّقَی وَ یَعْمَلُ بِهَا وَ الشَّیْطَانُ یَأْمُرُ بِالْمُنْكَرِ وَ یَعْمَلُ بِالْفَحْشَاءِ(4).

«14»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ (5) إِلَّا مَنْ أَتَی (6) بِوَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَا یَفِرُّ مِمَّنْ وَالاهُ (7) وَ لَا یُعَادِی مَنْ أَحَبَّهُ وَ لَا یُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ لَا یَوَدُّ مَنْ عَادَاهُ وَ عَلِیٌّ لَهُ فِی الْجَنَّةِ قَصْرٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ أَسْفَلُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ وَ أَعْلَاهَا مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ وَسَطُهَا أَحْمَرُ وَ ثُلُثَا الْقَصْرِ مُرَصَّعٌ بِأَنْوَاعِ الْیَاقُوتِ وَ الْجَوْهَرِ عَلَیْهِ شُرَفٌ (8) یُعْرَفُ بِتَسْبِیحِهِ وَ تَقْدِیسِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ لَهُ یَا أَبَا هُرَیْرَةَ مَا هُوَ قَالَ أَبُو هُرَیْرَةَ مَا أَدْرِی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُوَ الْعَرْشُ وَ أَرْضُهُ الزَّعْفَرَانُ قَالَ لَهُ الرَّحْمَنُ كُنْ فَكَانَ لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا عَلِیٌّ وَ أَصْحَابُهُ وَ أَنَا وَ عَلِیٌّ فِی دَارٍ وَاحِدَةٍ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ غَیْرُهُ مَعَ الْبَاطِلِ (9).

ص: 233


1- 1. سورة الحشر: 7.
2- 2. فی المصدر: ثم قال: قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
3- 3. فی المصدر: الشیطان.
4- 4. تفسیر فرات: 182 و 183.
5- 5. سورة عبس: 34- 36.
6- 6. فی المصدر: إلّا من تولی.
7- 7. فی المصدر: من والاه.
8- 8. جمع الشرفة: ما أشرف من بناء القصر.
9- 9. تفسیر فرات: 203.

«15»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی مَنَاقِبِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یُضْرَبُ (1) لِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قُبَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ حَمْرَاءَ وَ یُضْرَبُ لِإِبْرَاهِیمَ (2) قُبَّةٌ مِنْ ذَهَبٍ حَمْرَاءَ وَ یُضْرَبُ لِعَلِیٍّ علیه السلام قُبَّةٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ خَضْرَاءَ فَمَا ظَنُّكَ بِحَبِیبٍ بَیْنَ خَلِیلَیْنِ؟(3). وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ بِأَسَانِیدِهَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَعْنَی مُتَقَارِبٌ فِیهَا أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ نُصِبَ الصِّرَاطُ عَلَی شَفِیرِ جَهَنَّمَ لَمْ یَجُزْ عَلَیْهِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ كِتَابٌ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام. وَ فِی بَعْضِ رِوَایَاتِهِمْ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ بِأَسَانِیدِهَا إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمْ یَجُزْ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ جَوَازٌ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام(4).

«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَاهَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِی مَخْلَدٍ(5) عَنْ قَیْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَجْثُو بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لِلْخُصُومَةِ(6).

«17»- یف، [الطرائف] ذَكَرَ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ رَبِیعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا فِی الْقِیَامَةِ رَاكِبٌ غَیْرُنَا نَحْنُ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَمَّا أَنَا فَعَلَی الْبُرَاقِ فَوَصَفَهَا صلی اللّٰه علیه و آله بِوَصْفٍ طَوِیلٍ قَالَ الْعَبَّاسُ ثُمَّ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی صَالِحٌ عَلَی نَاقَةِ اللَّهِ تَعَالَی الَّتِی عَقَرَهَا قَوْمُهُ قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ عَمِّی حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِهِ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ عَلَی نَاقَتِی قَالَ الْعَبَّاسُ وَ مَنْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ أَخِی عَلِیٌّ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ زِمَامُهَا مِنْ لُؤْلُؤٍ رَطْبٍ

ص: 234


1- 1. فی المصدر: یضرب اللّٰه.
2- 2. فی المصدر: و یضرب اللّٰه لابی إبراهیم.
3- 3. الطرائف: 19.
4- 4. الطرائف: 21.
5- 5. فی المصدر: عن ابی مجلز.
6- 6. أمالی الشیخ: 52.

عَلَیْهَا مَحْمِلٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ أَحْمَرَ قُضْبَانُهَا مِنَ الدُّرِّ الْأَبْیَضِ عَلَی رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ لِذَلِكَ التَّاجِ سَبْعُونَ رُكْناً مَا مِنْ رُكْنٍ إِلَّا وَ فِیهِ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ(1) عَلَیْهِ حُلَّتَانِ خَضْرَاوَانِ بِیَدِهِ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ یُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَیَقُولُ الْخَلَائِقُ مَا هَذَا إِلَّا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ حَامِلُ عَرْشٍ فَیُنَادِی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لَیْسَ هَذَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ لَا حَامِلَ عَرْشٍ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (2).

«18»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُنْذِرٍ الشَّعْرَانِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی قُنْبُلٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَی صَفَائِحِ الذَّهَبِ فَإِذَا دُقَّتِ الْحَلْقَةُ عَلَی الصَّفْحَةِ طَنَّتْ وَ قَالَتْ یَا عَلِیُ (3).

«19»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ.

وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ حِذَاءَ مَنْزِلِی كَمَنْزِلِ الْأَخَوَیْنِ.

وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ قَالَ لِلْعَبَّاسِ: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ حُورَ عَلِیٍّ أَكْثَرَ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ وَ قُصُورَ عَلِیٍّ بِعَدَدِ الْبَشَرِ(4).

«20»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَیْسُورٍ الْخَادِمِ (5) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بِلَالٍ (6) عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِیِ

ص: 235


1- 1. فی المصدر بعد ذلك: یضی ء للراكب المحث.
2- 2. الطرائف: 26.
3- 3. أمالی الصدوق: 351.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 1: 345.
5- 5. فی المصدر: عن جعفر بن میسور الخادم.
6- 6. فی المصدر: عن إبراهیم بن محمّد عن بلال.

عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ طُوبَی شَجَرَةٌ فِی دَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْجَنَّةِ لَیْسَ فِی الْجَنَّةِ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا(2).

«21»- شف، [كشف الیقین] أَبُو بَكْرٍ الْخُوارِزْمِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ شَابُورَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ هَیْثَمِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ نُوراً ضَرَبَ بِهِ وَجْهِی فَقُلْتُ لِجَبْرَئِیلَ مَا هَذَا النُّورُ الَّذِی رَأَیْتُهُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ لَیْسَ هَذَا نُورُ الشَّمْسِ وَ لَا نُورُ الْقَمَرِ وَ لَكِنْ جَارِیَةٌ مِنْ جَوَارِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام طَلَعَتْ مِنْ قُصُورِهَا(3) فَنَظَرَتْ إِلَیْكَ وَ ضَحِكَتْ فَهَذَا النُّورُ خَرَجَ مِنْ فِیهَا وَ هِیَ تَدُورُ فِی الْجَنَّةِ إِلَی أَنْ یَدْخُلَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام(4).

شف، [كشف الیقین] محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان عن أحمد بن طلحة النیسابوری عن شابور بن عبد الرحمن: مثله (5)

شف، [كشف الیقین] من كفایة الطالب عن محمد بن طرحان الدمشقی عن الحسن بن أحمد العطار عن الحسن بن محمد عن علی الوشاء عن محمد بن أحمد عن علی بن حسن بن شاذان عن طلحة بن أحمد: مثله (6)

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب شعبة بن الحجاج: مثله (7).

ص: 236


1- 1. سورة الرعد: 29.
2- 2. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 62.
3- 3. فی المصدر: من قصرها.
4- 4. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 20 و 21.
5- 5. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 61 و 62.
6- 6. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 164 و 165.
7- 7. تفحصنا المصدر و لم نتمكن من تخریجه.

«22»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ جَرِیرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ ضُرِبَ لِی عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ قُبَّةٌ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ ضُرِبَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ قُبَّةٌ مِنْ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ وَ بَیْنَهُمَا قُبَّةٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَمَا ظَنُّكُمْ بِحَبِیبٍ بَیْنَ خَلِیلَیْنِ؟(1).

«23»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ حَتَّی تَرَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً علیه السلام یَدْخُلَانِ جَمِیعاً عَلَی الْمُؤْمِنِ فَیَجْلِسُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ رَأْسِهِ وَ عَلِیٌّ عِنْدَ رِجْلَیْهِ فَیُكِبُّ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَبْشِرْ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِنِّی خَیْرٌ لَكَ مِمَّا تَرَكْتَ مِنَ الدُّنْیَا ثُمَّ یَنْهَضُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُومُ عَلِیٌّ علیه السلام حَتَّی یُكِبَّ عَلَیْهِ فَیَقُولُ یَا وَلِیَّ اللَّهِ أَبْشِرْ أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی كُنْتَ تُحِبُ (2) أَمَا لَأَنْفَعَنَّكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا فِی كِتَابِ اللَّهِ فَقُلْتُ أَیْنَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ (3) قَالَ فِی یُونُسَ (4) الَّذِینَ آمَنُوا وَ كانُوا یَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْری فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ لا تَبْدِیلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِیمُ (5).

«24»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ یَسَارٍ: أَنَّهُ حَضَرَ أَحَدَ ابْنَیْ سَابُورَ(6) وَ كَانَ لَهُمَا فَضْلٌ

ص: 237


1- 1. أمالی الشیخ: 314.
2- 2. فی المصدر: تحته.
3- 3. فی المصدر: این جعلنی اللّٰه فداك هذا من كتاب اللّٰه؟.
4- 4. فی المصدر بعد ذلك: قول اللّٰه عزّ و جلّ فیها.
5- 5. فروع الكافی( الجزء الثالث من الكافی الطبعة الحدیثة): 128 و 129. و قد أسقط قطعة من صدر الحدیث لعدم المناسبة بالمقام، و الآیة فی سورة یونس: 64.
6- 6. ابنا سابور أحدهما زكریا و الآخر یحیی، و یمكن أن یكون المراد بسطام أو زیاد أو حفص. قال النجاشیّ( 80): بسطام بن سابور الزیات أبو الحسین الواسطی مولی ثقة، و اخوته زكریا و زیاد و حفص ثقاة كلهم: رووا عن أبی عبد اللّٰه و ابی الحسن علیهما السلام.

وَ وَرَعٌ وَ إِخْبَاتٌ فَمَرِضَ أَحَدُهُمَا وَ لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا زَكَرِیَّا بْنَ سَابُورَ قَالَ فَحَضَرْتُ (1) عِنْدَ مَوْتِهِ فَبَسَطَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْیَضَّتْ یَدِی یَا عَلِیُّ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ ظَنَنْتُ أَنَّ مُحَمَّداً یُخْبِرُهُ بِخَبَرِ الرَّجُلِ فَأَتْبَعَنِی بِرَسُولٍ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِی حَضَرْتَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ أَیَّ شَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ یَقُولُ قَالَ قُلْتُ بَسَطَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ ابْیَضَّتْ یَدِی یَا عَلِیُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَآهُ وَ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ رَآهُ وَ اللَّهِ (2).

«25»- كا، [الكافی] مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حَدَّثَنِی صَالِحُ بْنُ مِیثَمٍ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُنِی عَبْدٌ أَبَداً یَمُوتُ عَلَی بُغْضِی إِلَّا رَآنِی عِنْدَ مَوْتِهِ حَیْثُ یَكْرَهُ وَ لَا یُحِبُّنِی عَبْدٌ أَبَداً فَیَمُوتُ عَلَی حُبِّی إِلَّا رَآنِی عِنْدَ مَوْتِهِ حَیْثُ یُحِبُّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ وَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْیَمِینِ (3).

«26»- كا، [الكافی] الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْعَبْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: كَانَ خَطَّابٌ الْجُهَنِیُّ خَلِیطاً لَنَا وَ كَانَ شَدِیدَ النَّصْبِ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ یَصْحَبُ نَجْدَةَ الْحَرُورِیَ (4) قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ أَعُودُهُ لِلْخُلْطَةِ وَ التَّقِیَّةِ فَإِذَا هُوَ مُغْمًی عَلَیْهِ فِی حَدِّ الْمَوْتِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ مَا لِی وَ لَكَ یَا عَلِیُّ فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ رَآهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ(5).

ص: 238


1- 1. فی المصدر: فحضرته.
2- 2. فروع الكافی( الجزء الثالث من الكافی الطبعة الحدیثة): 130.
3- 3. فروع الكافی( الجزء الثالث من الكافی الطبعة الحدیثة): 132 و 133.
4- 4. فی المصدر: نجدة الحروریة، و الحروریة طائفة من الخوارج منسوبة إلی حروراء و هی قریة بالكوفة، رئیسهم نجدة.
5- 5. فروع الكافی( الجزء الثالث من الكافی الطبعة الحدیثة): 133 و 134.

«27»- كا، [الكافی] أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْمُسْتَهِلِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ بَعْضِ شِیعَتِكَ وَ مَوَالِیكَ یَرْوِیهِ عَنْ أَبِیكَ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ أَغْبَطُ مَا یَكُونُ امْرُؤٌ بِمَا نَحْنُ عَلَیْهِ إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ فِی هَذِهِ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَتَاهُ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَتَاهُ عَلِیٌّ وَ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ وَ أَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ علیه السلام فَیَقُولُ ذَلِكَ الْمَلَكُ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ فُلَاناً كَانَ مُوَالِیاً لَكَ وَ لِأَهْلِ بَیْتِكَ فَیَقُولُ نَعَمْ كَانَ یَتَوَلَّانَا وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ عَدُوِّنَا فَیَقُولُ ذَلِكَ نَبِیُّ اللَّهِ لِجَبْرَئِیلَ علیه السلام فَیَرْفَعُ ذَلِكَ جَبْرَئِیلُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«28»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَهْدِیٍّ الْكِنْدِیِّ الْعَطَّارِ وَ غَیْرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ صَالِحٍ (2) عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْكَابُلِیِّ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِیُّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی نَفَرٍ مِنَ الشِّیعَةِ وَ كُنْتُ فِیهِمْ فَجَعَلَ یَعْنِی الْحَارِثَ یَتَأَوَّدُ فِی مَشْیِهِ وَ یَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ (3) وَ كَانَ مَرِیضاً فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ فَقَالَ كَیْفَ تَجِدُكَ یَا حَارِ قَالَ نَالَ الدَّهْرُ مِنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ زَادَنِی أُوَاراً وَ غَلِیلًا(4) اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ قَالَ وَ فِیمَ خُصُومَتُهُمْ قَالَ فِی شَأْنِكَ وَ الْبَلِیَّةِ مِنْ قِبَلِكَ فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَ مُقْتَصِدٍ أَقَالَ (5) وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا یَدْرِی أَ یُقْدِمُ أَوْ یُحْجِمُ قَالَ فَحَسْبُكَ یَا أَخَا هَمْدَانَ أَلَا إِنَّ خَیْرَ شِیعَتِی النَّمَطُ الْأَوْسَطُ إِلَیْهِمْ یَرْجِعُ الْغَالِی وَ بِهِمْ یَلْحَقُ التَّالِی قَالَ لَوْ كَشَفْتَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی الرَّیْنَ عَنْ

ص: 239


1- 1. فروع الكافی( الجزء الثالث من الكافی الطبعة الحدیثة): 134 و 135.
2- 2. الصحیح كما فی المصدر: عن جمیل بن صالح. راجع جامع الرواة 1: 167.
3- 3. تأود: اعوج و انحنی. و تأوده الامر: ثقل علیه و شق. خبط الشی ء: وطئه شدیدا. و المحجن: العصا المنعطفة الرأس.
4- 4. الاوار- بضم أوله- و كذا الغلیل: العطش الشدید.
5- 5. أی أقال البیعة. و فی( م) و( د): قال.

قُلُوبِنَا وَ جَعَلْتَنَا فِی ذَلِكَ عَلَی بَصِیرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ (1) قَالَ قَدْكَ فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَیْكَ إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُعْرَفُ بِالرِّجَالِ بَلْ بِآیَةِ الْحَقِّ فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ یَا حَارِ إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِیثِ وَ الصَّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرْعِنِی سَمْعَكَ ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَصَانَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَلَا إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ صِدِّیقُهُ الْأَوَّلُ قَدْ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَیْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ ثُمَّ إِنِّی صِدِّیقُهُ الْأَوَّلُ فِی أُمَّتِكُمْ حَقّاً فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ أَلَا وَ أَنَا خَاصَّتُهُ یَا حَارِ وَ خَالِصَتُهُ وَ صِنْوُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ وَلِیُّهُ وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرِّهِ أُوتِیتُ فَهْمَ الْكِتَابِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ عِلْمَ الْقُرُونِ وَ الْأَسْبَابِ وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ یَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ یُفْضِی كُلُّ بَابٍ إِلَی أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ وَ أُیِّدْتُ أَوْ قَالَ أُمْدِدْتُ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا وَ إِنَّ ذَلِكَ لَیَجْرِی لِی وَ مَنِ اسْتُحْفِظَ مِنْ ذُرِّیَّتِی مَا جَرَی اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّی یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا وَ أُبَشِّرُكَ یَا حَارِ لَیَعْرِفُنِی وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَلِیِّی وَ عَدُوِّی فِی مَوَاطِنَ شَتَّی لَیَعْرِفُنِی عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ فَقَالَ وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ یَا مَوْلَایَ قَالَ مُقَاسَمَةُ النَّارِ أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صِحَاحاً أَقُولُ هَذَا وَلِیِّی وَ هَذَا عَدُوِّی.

ثُمَّ أَخَذَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِیَدِ الْحَارِثِ وَ قَالَ یَا حَارِ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِی (2) فَقَالَ لِی وَ اشْتَكَیْتُ إِلَیْهِ حَسَدَةَ قُرَیْشٍ وَ الْمُنَافِقِینَ لِی إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ أَخَذْتُ بِحَبْلٍ أَوْ بِحُجْزَةٍ یَعْنِی عِصْمَةً مِنْ ذِی الْعَرْشِ تَعَالَی وَ أَخَذْتَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ بِحُجْزَتِی وَ أَخَذَ ذُرِّیَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِیعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُمْ فَمَا ذَا یَصْنَعُ اللَّهُ بِنَبِیِّهِ وَ مَا یَصْنَعُ (3) نَبِیُّهُ بِوَصِیِّهِ خُذْهَا إِلَیْكَ یَا حَارِ قَصِیرَةً مِنْ طَوِیلَةٍ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ أَوْ قَالَ مَا اكْتَسَبْتَ قَالَهَا ثَلَاثاً فَقَالَ الْحَارِثُ:

ص: 240


1- 1. فی المصدر: من أمرنا.
2- 2. كذا فی( ك). و فی غیره من النسخ و كذا المصدر: أخذت بیدك كما أخذ رسول اللّٰه بیدی. و الظاهر أن یكون كذلك: أخذ رسول اللّٰه بیدی كما أخذت بیدك.
3- 3. فی المصدر: و ما ذا یصنع.

وَ قَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ جَذَلًا(1) مَا أُبَالِی وَ رَبِّی بَعْدَ هَذَا مَتَی لَقِیتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِیَنِی قَالَ جَمِیلُ بْنُ صَالِحٍ فَأَنْشَدَنِی السَّیِّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِی كِتَابِهِ:

قَوْلُ عَلِیٍّ لِحَارِثٍ عَجَبٌ***كَمْ ثَمَّ أُعْجُوبَةً لَهُ حَمَلَا

یَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ یَمُتْ یَرَنِی***مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلًا

یَعْرِفُنِی طَرْفُهُ وَ أَعْرِفُهُ***بِنَعْتِهِ وَ اسْمِهِ وَ مَا فَعَلَا

وَ أَنْتَ عِنْدَ الصِّرَاطِ تَعْرِفُنِی***فَلَا تَخَفْ عَثْرَةً وَ لَا زَلَلًا

أَسْقِیكَ مِنْ بَارِدٍ عَلَی ظِمَاءٍ***تَخَالُهُ فِی الْحَلَاوَةِ الْعَسَلَا

أَقُولُ لِلنَّارِ حِینَ تُعْرَضُ لِلْعَرْضِ***دَعِیهِ لَا تَقْبَلِی الرَّجُلَا

دَعِیهِ لَا تَقْرَبِیهِ إِنَّ لَهُ***حَبْلًا بِحَبْلِ الْوَصِیِّ مُتَّصِلًا(2)

«29»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَرْبٍ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَوْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی السَّیِّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَائِداً فِی عِلَّتِهِ الَّتِی مَاتَ فِیهَا فَوَجَدْتُهُ یُسَاقُ بِهِ وَ وَجَدْتُ عِنْدَهُ جَمَاعَةً مِنْ جِیرَانِهِ وَ كَانُوا عُثْمَانِیَّةً وَ كَانَ السَّیِّدُ جَمِیلَ الْوَجْهِ رَحْبَ الْجَبْهَةِ عَرِیضَ مَا بَیْنَ السَّالِفَتَیْنِ (3) فَبَدَتْ فِی وَجْهِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ مِثْلُ النُّقْطَةِ مِنَ الْمِدَادِ ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تَزِیدُ وَ تَنْمِی حَتَّی طَبَّقَتْ وَجْهَهُ یَعْنِی اسْوِدَاداً

فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ مَنْ حَضَرَ(4) مِنَ الشِّیعَةِ وَ ظَهَرَ مِنَ النَّاصِبَةِ سُرُورٌ وَ شَمَاتَةٌ فَلَمْ یَلْبَثْ بِذَلِكَ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی بَدَتْ فِی ذَلِكَ الْمَكَانِ مِنْ وَجْهِهِ لُمْعَةٌ بَیْضَاءُ فَلَمْ تَزَلْ تَزِیدُ أَیْضاً وَ تَنْمِی حَتَّی أَسْفَرَ وَجْهُهُ وَ أَشْرَقَ وَ افْتَرَّ(5) السَّیِّدُ ضَاحِكاً وَ أَنْشَأَ یَقُولُ

كَذَبَ الزَّاعِمُونَ أَنَّ عَلِیّاً***لَنْ یُنَجِّیَ مُحِبَّهُ مِنْ هَنَاةٍ(6)

ص: 241


1- 1. جذل: فرح.
2- 2. أمالی ابن الشیخ: 41 و 42.
3- 3. السالفة: صفحة العنق عند معلق القرط.
4- 4. فی المصدر: من حضره.
5- 5. أفتر الرجل: ضعفت جفونه فانكسر طرفه.
6- 6. الهناة: الداهیة.

قَدْ وَ رَبِّی دَخَلْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ***وَ عَفَا لِیَ الْإِلَهُ عَنْ سَیِّئَاتٍ

فَأَبْشِرُوا الْیَوْمَ أَوْلِیَاءَ عَلِیٍ***وَ تَوَلَّوْا عَلِیّاً حَتَّی الْمَمَاتِ (1)

ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ تَوَلَّوْا بَنِیهِ***وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ بِالصِّفَاتِ

ثُمَّ أَتْبَعَ قَوْلَهُ هَذَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَقّاً حَقّاً أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً حَقّاً وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ أَغْمَضَ عَیْنَهُ لِنَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا كَانَتْ رُوحُهُ زُبَالَةً(2) طَفِئَتْ أَوْ حَصَاةً سَقَطَتْ.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ لِی أَبِی الْحُسَیْنُ بْنُ عَوْنٍ وَ كَانَ أُذَیْنَةُ حَاضِراً فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ مَا مَنْ شَهِدَ كَمَنْ لَمْ یَشْهَدْ أَخْبَرَنِی وَ إِلَّا فَصَمَّتَا الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُمَا قَالا: حَرَامٌ عَلَی رُوحٍ أَنْ تُفَارِقَ جَسَدَهَا حَتَّی تَرَی الْخَمْسَةَ حَتَّی تَرَی مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً علیهم السلام بِحَیْثُ تَقَرُّ عَیْنُهَا أَوْ تَسْخَنُ عَیْنُهَا فَانْتَشَرَ هَذَا القَوْلُ فِی النَّاسِ فَشَهِدَ جِنَازَتَهُ وَ اللَّهِ الْمُوَافِقُ وَ الْمُفَارِقُ (3).

«30»- فس، [تفسیر القمی] قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: قَالَ رَجُلٌ لِعَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ قَدْ أَفْسَدَتْ قَلْبِی وَ شَكَّكَتْنِی قَالَ عَمَّارٌ وَ أَیَّةُ آیَةٍ هِیَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (4) الْآیَةَ فَأَیَّةُ دَابَّةٍ هَذِهِ قَالَ عَمَّارٌ وَ اللَّهِ مَا أَجْلِسُ وَ لَا آكُلُ وَ لَا أَشْرَبُ حَتَّی أُرِیَكَهَا فَجَاءَ عَمَّارٌ مَعَ الرَّجُلِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَأْكُلُ تَمْراً وَ زُبْداً فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ هَلُمَّ فَجَلَسَ عَمَّارٌ وَ أَقْبَلَ یَأْكُلُ مَعَهُ فَتَعَجَّبَ الرَّجُلُ مِنْهُ فَلَمَّا قَامَ عَمَّارٌ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ حَلَفْتَ (5) أَنَّكَ لَا تَأْكُلُ وَ لَا تَشْرَبُ وَ لَا تَجْلِسُ حَتَّی تُرِیَنِیهَا قَالَ عَمَّارٌ قَدْ أَرَیْتُكَهَا إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ (6).

ص: 242


1- 1. كذا فی النسخ و المصدر، و الظاهر: و تولوا علیا.
2- 2. الزبالة: القلیل من الماء.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 42 و 43.
4- 4. سورة النمل: 82.
5- 5. فی المصدر: أ ما حلفت.
6- 6. تفسیر القمّیّ: 480. و فیه: لو كنت تعقل.

«31»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: انْتَهَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ نَائِمٌ فِی الْمَسْجِدِ قَدْ جَمَعَ رَمْلًا وَ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَیْهِ فَحَرَّكَهُ بِرِجْلِهِ ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا دَابَّةَ اللَّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ یُسَمِّی بَعْضُنَا بَعْضاً بِهَذَا الِاسْمِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا لَهُ خَاصَّةً وَ هُوَ دَابَّةُ الْأَرْضِ الَّذِی ذَكَرَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (1) ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِذَا كَانَ آخِرُ الزَّمَانِ أَخْرَجَكَ اللَّهُ فِی أَحْسَنِ صُورَةٍ وَ مَعَكَ مِیسَمٌ (2) تَسِمُ بِهِ أَعْدَاءَكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْعَامَّةَ یَقُولُونَ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّمَا هِیَ تَكْلِمُهُمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَلَمَهُمُ اللَّهُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ إِنَّمَا هُوَ یُكَلِّمُهُمْ مِنَ الْكَلَامِ (3).

بیان: كانوا یقرءونه علی بناء المجرد من الكلم بمعنی الجرح و سیأتی شرحه فی كتاب الغیبة.

«32»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام یَوْماً فَقَالَ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ. وَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ یَعْقُوبَ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكَ ثَلَاثاً قَبْلَ أَنْ یَدْخُلَ عَلَیَّ وَ عَلَیْكَ دَاخِلٌ قُلْتُ بَلَی فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ صِدْقُهَا وَ عَدْلُهَا وَ أَخُو نَبِیِّهَا أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَنْفِ الْمَهْدِیِّ وَ عَیْنِهِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ أَنَا.

وَ قَالَ: عُبَیْدُ بْنُ نَاصِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ

ص: 243


1- 1. سورة النمل: 82.
2- 2. المیسم: الحدیدة أو الآلة التی یوسم بها.
3- 3. تفسیر القمّیّ: 479 و 480.

نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَأْكُلُ خُبْزاً وَ خَلًّا وَ زَیْتاً فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (1) فَمَا هَذِهِ الدَّابَّةُ قَالَ هِیَ دَابَّةٌ تَأْكُلُ خُبْزاً وَ خَلًّا وَ زَیْتاً.

وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ لِی مُعَاوِیَةُ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ تَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِیّاً دَابَّةُ الْأَرْضِ قُلْتُ نَحْنُ نَقُولُ وَ الْیَهُودُ یَقُولُونَ قَالَ فَأَرْسَلَ إِلَی رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ وَیْحَكَ تَجِدُونَ دَابَّةَ الْأَرْضَ عِنْدَكُمْ مَكْتُوبَةً فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ وَ مَا هِیَ أَ تَدْرِی مَا اسْمُهَا قَالَ نَعَمْ اسْمُهَا إِیلِیَا قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ وَیْحَكَ یَا أَصْبَغُ مَا أَقْرَبَ إِیلِیَا مِنْ عَلِیّاً(2).

«33»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب قَالَ الرِّضَا علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ قَالَ عَلِیٌّ.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیُّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا دَابَّةُ الْأَرْضِ (3).

أقول: جل أخبار هذا الباب فی كتاب الجنائز و كتاب المعاد و أبواب تأویل الآیات من هذا المجلد و سیأتی فی كثیر من الأبواب.

و قال ابن أبی الحدید فی شرح قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَایَنْتُمْ مَا قَدْ عَایَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَ وَهِلْتُمْ وَ سَمِعْتُمْ وَ أَطَعْتُمْ وَ لَكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَایَنُوا وَ قَرِیبٌ مَا یُطْرَحُ الْحِجَابُ. قال یمكن أن یعنی ما كان یقوله علیه السلام عن نفسه أنه لا یموت میت حتی یشاهده حاضرا عنده و الشیعة تذهب إلی هذا القول و تعتقده وَ تَرْوِی عَنْهُ شِعْراً قَالَهُ لِلْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِ (4):

ص: 244


1- 1. سورة النمل: 82.
2- 2. الكنز مخطوط. و أوردها فی البرهان 3: 310.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 579.
4- 4. لا یخفی أن الشیعة لا تنسب الشعر إلیه علیه السلام، كیف و انتساب الشعر إلی الحمیری مشهور مأثور و قد مر فی ص 241 فراجع.

یَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ یَمُتْ یَرَنِی***مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلًا

یَعْرِفُنِی طَرْفُهُ وَ أَعْرِفُهُ***بِعَیْنِهِ وَ اسْمِهِ وَ مَا فَعَلَا

أَقُولُ لِلنَّارِ وَ هِیَ تُوقَدُ لِلْعَرْضِ***ذَرِیهِ لَا تَقْرَبِی الرَّجُلَا

ذَرِیهِ لَا تَقْرَبِیهِ إِنَّ لَهُ***حَبْلًا بِحَبْلِ الْوَصِیِّ مُتَّصِلًا

و لیس هذا بمنكر إن صح أنه علیه السلام قاله عن نفسه ففی الكتاب العزیز ما یدل علی أن أهل الكتاب ما یموت (1) منهم میت حتی یصدق بعیسی ابن مریم علیهما السلام و ذلك قوله تعالی وَ إِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَیُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَكُونُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً(2) قال كثیر من المفسرین یعنی بذلك (3) أن كل میت من الیهود و غیرهم من أهل الكتب السالفة إذا احتضر رأی المسیح عنده فیصدق به من لم یكن فی أوقات التكلیف مصدقا به انتهی (4).

أقول: وَ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَی ثَلَاثَةٍ عَلِیٍّ وَ عَمَّارٍ وَ سَلْمَانَ.

وَ رُوِیَ مِنْ سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ وَ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ بِأَسَانِیدَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ زَیْدٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ فِی الْجَنَّةِ(5).

ص: 245


1- 1. فی المصدر: لا یموت.
2- 2. سورة النساء: 159.
3- 3. فی المصدر: معنی ذلك.
4- 4. شرح النهج 1: 116.
5- 5. مخطوط. و لم یذكر الروایتین فی التیسیر.

باب 87 حبه و بغضه صلوات اللّٰه علیه و أن حبه إیمان و بغضه كفر و نفاق و أن ولایته ولایة اللّٰه و رسوله و أن عداوته عداوة اللّٰه و رسوله و أن ولایته علیه السلام حصن من عذاب الجبار و أنه لو اجتمع الناس علی حبه ما خلق اللّٰه النار

«1»- جع، [جامع الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مع، [معانی الأخبار] الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْفَزَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحْرٍ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنْ مِیكَائِیلَ عَنْ إِسْرَافِیلَ عَنِ اللَّوْحِ عَنِ الْقَلَمِ قَالَ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حِصْنِی فَمَنْ دَخَلَ حِصْنِی أَمِنَ مِنْ عَذَابِی (1).

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ جَنَاحٍ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُهَیْلٍ (3) عَنْ هَارُونَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی سَلَامٍ مَوْلَی قَیْسٍ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ مَوْلَایَ قَیْسٍ إِلَی الْمَدَائِنِ قَالَ سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ حُذَیْفَةَ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبِی حُذَیْفَةَ یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ وَ لَا أَمَةٍ

ص: 246


1- 1. جامع الأخبار: 15. أمالی الصدوق: 142. عیون الأخبار: 276. معانی الأخبار: 371 و فی غیر العیون: أمن ناری.
2- 2. فی المصدر: عن نذیرین جناح.
3- 3. فی المصدر: كلیب.

یَمُوتُ وَ فِی قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ (1) مِنْ حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْجَنَّةَ(2).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَافَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنْ مِیكَائِیلَ عَنْ إِسْرَافِیلَ عَنِ اللَّوْحِ عَنِ الْقَلَمِ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ وَلَایَةُ عَلِیٍّ حِصْنِی مَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ نَارِی (3).

«4»- لی، [الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ مَا خَلَقْتُ النَّارَ(4).

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ یَقُولُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: حَرُمَتِ النَّارُ عَلَی مَنْ آمَنَ بِی وَ أَحَبَّ عَلِیّاً وَ تَوَلَّاهُ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَارَی عَلِیّاً وَ نَاوَاهُ عَلِیٌّ مِنِّی كَجِلْدَةِ مَا بَیْنَ الْعَیْنِ وَ الْحَاجِبِ (5).

«6»- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یُجَاوِرَ الْجَلِیلَ فِی دَارِهِ وَ یَأْمَنَ حَرَّ نَارِهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ (6).

«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ آمَنَ بِی وَ بِنَبِیِّی وَ تَوَلَّی عَلِیّاً أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ

ص: 247


1- 1. فی المصدر و( د): من خردل.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 210.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 225.
4- 4. أمالی الصدوق: 390.
5- 5. أمالی الطوسیّ: 185.
6- 6. أمالی الطوسیّ: 185.

عَلَی مَا كَانَ مِنْ عَمَلِهِ (1).

«8»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْفِرْدَوْسُ طَاوُسٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ النَّاسَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَمَا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ(2).

«9»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِیهِ الطَّبَرِیِّ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ اجْتَمَعَتِ الْخَلَائِقُ عَلَی وَلَایَتِكَ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ وَ لَكِنْ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(3).

«10»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ عَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَیِّئَةٌ وَ بُغْضُهُ سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ(4).

وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّارَ(5).

«11»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَقَفْتُ عَنْ رَبِّی كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی سَمِعْتُ النِّدَاءَ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ یَا مُحَمَّدُ مَنْ تُحِبُّ مِمَّنْ مَعَكَ فِی الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا رَبِّ أُحِبُّ مَنْ تُحِبُّهُ وَ تَأْمُرُنِی بِمَحَبَّتِهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَحِبَّ عَلِیّاً فَإِنِّی أُحِبُّهُ وَ أُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ تَلَقَّانِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی مَا قَالَ لَكَ رَبُّ الْعِزَّةِ وَ مَا قُلْتَ لَهُ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ قَالَ لِی كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ قُلْتُ لَهُ كَیْتَ وَ كَیْتَ قَالَ فَبَكَی جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ یُحِبُّونَ عَلِیّاً كَمَا یُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ نَاراً یُعَذِّبُ بِهَا أَحَداً(6).

ص: 248


1- 1. أمالی الطوسیّ: 233.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 30.
3- 3. الروضة: 11. الفضائل: 117.
4- 4. كشف الغمّة: 28.
5- 5. كشف الغمّة: 29.
6- 6. الروضة: 39 و 40. و لم نجده فی الفضائل.

«12»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْفَقِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّیْبَانِیِ (1) عَنْ یَحْیَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ(2).

«13»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنِّی لَأَرْجُو لِأُمَّتِی فِی حُبِّ عَلِیٍّ كَمَا أَرْجُو فِی قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (3).

«14»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنِ الْمَرْضِیَّةِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: بَیْنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ یَخْطُبُ إِذْ أَقْبَلَ ثُعْبَانٌ (4) مِنْ آخِرِ الْمَسْجِدِ فَوَثَبَ إِلَیْهِ النَّاسُ بِنِعَالِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام مَهْلًا یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْهَا فَأَقْبَلَ الثُّعْبَانُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام حَتَّی وَضَعَ فَاهُ عَلَی أُذُنِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَقُولَ ثُمَّ إِنَّ الثُّعْبَانَ نَزَلَ وَ تَبِعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ النَّاسُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا تُخْبِرُنَا بِمَقَالَةِ هَذَا الثُّعْبَانِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّهُ رَسُولُ الْجِنِّ قَالَ لِی أَنَا وَصِیُّ الْجِنِّ وَ رَسُولُهُمْ إِلَیْكَ یَقُولُ الْجِنُّ لَوْ أَنَّ الْإِنْسَ أَحَبُّوكَ كَحُبِّنَا إِیَّاكَ وَ أَطَاعُوكَ كَطَاعَتِنَا لَمَا عَذَّبَ اللَّهُ أَحَداً مِنَ الْإِنْسِ بِالنَّارِ(5).

«15»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ: یَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً

ص: 249


1- 1. فی المصدر بعد ذلك عن الحسن بن علیّ، عن محمّد بن منصور.
2- 2. بشارة المصطفی: 91.
3- 3. بشارة المصطفی: 177 و 178.
4- 4. فی المصدر: علی منبر الكوفة إذ أقبل علیه ثعبان.
5- 5. بشارة المصطفی: 201 و 202.

إِنَّ النَّارَ لَأَشَدُّ غَضَباً عَلَی مُبْغِضِی عَلِیٍّ مِنْهَا عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَلَداً.

أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِی رَبِّهِمْ فَالَّذِینَ كَفَرُوا(1) بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ(2).

تَارِیخُ بَغْدَادَ وَ شَرَفُ الْمُصْطَفَی وَ شَرْحُ الألكانی [اللَّالِكَائِیِ] عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ نَظَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَنْتَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ (4).

«16»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] رُوِیَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنَّا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِهِ وَ قَدْ صَلَّی بِالنَّاسِ صَلَاةَ الظُّهْرِ وَ اسْتَنَدَ إِلَی مِحْرَابِهِ كَأَنَّهُ الْبَدْرُ فِی تَمَامِهِ وَ أَصْحَابُهُ حَوْلَهُ إِذْ نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ وَ أَطَالَ النَّظَرَ إِلَیْهَا وَ نَظَرَ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَطَالَ النَّظَرَ إِلَیْهَا ثُمَّ نَظَرَ سَهْلًا وَ جَبَلًا وَ قَالَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ أَنْصِتُوا یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ فِی جَهَنَّمَ وَادِیاً یُعْرَفُ بِوَادِی الضِّبَاعِ وَ فِی ذَلِكَ الْوَادِی بِئْرٌ وَ فِی تِلْكَ الْبِئْرِ(5) حَیَّةٌ فَشَكَتْ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِی إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شَكَا الْوَادِی مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ وَ شَكَا تِلْكُ الْبِئْرُ مِنْ تِلْكَ الْحَیَّةِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی كُلِّ یَوْمٍ سَبْعِینَ مَرَّةً فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِمَنْ هَذَا الْعَذَابُ الْمُضَاعَفُ الَّذِی یَشْكُو بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ قَالَ هُوَ لِمَنْ یَأْتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ غَیْرُ مُلْتَزِمٍ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(6).

«17»- فض، [كتاب الروضة] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ یَرْفَعُهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ لَا تُبَالِ بِمَنْ مَاتَ وَ هُوَ مُبْغِضٌ لَكَ فَمَنْ مَاتَ عَلَی بُغْضِكَ مَاتَ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً.

ص: 250


1- 1. سورة الحجّ: 19.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 30.
3- 3. كذا فی النسخ، و فی المصدر: عن عبد اللّٰه عن النبیّ و الظاهر: عن عبد اللّٰه بن عبّاس عن النبیّ.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 1: 520.
5- 5. فی( د): و فی ذلك البئر.
6- 6. الروضة: 9. و لم نجده فی الفضائل.

وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَأَحَبُّ إِلَیْنَا مِنْ أَوْلَادِنَا وَ أَنْفُسِنَا فَدَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ إِلَیَّ یَا أَبَا الْحَسَنِ لَقَدْ كَذَبَ الَّذِی یَزْعُمُ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ (1).

وَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقاً لَا هُمْ مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْإِنْسِ یَلْعَنُونَ مُبْغِضَ عَلِیٍّ علیه السلام قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الْقَنَابِرُ یُنَادُونَ فِی السَّحَرِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْجَارِ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی مُبْغِضِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (2).

مد، [العمدة] روی ابن المغازلی عن أبی نصر الطحان عن القاضی أبی الفرج الحنوطی عن أحمد بن الحسن عن محمد بن الحسن عن المقدام بن داود عن الأسد بن موسی عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: مثله (3).

«18»- ع، [علل الشرائع] الْحُسَیْنُ بْنُ یَحْیَی الْبَجَلِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَوَانَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِذَا رَأَیْتَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ یُبْغِضُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَاعْلَمْ أَنَّ أَصْلَهُ یَهُودِیٌ (4).

«19»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا عَلَی الْمُنَافِقِ صَبّاً مَا أَحَبَّنِی وَ لَوْ ضَرَبْتُ بِسَیْفِی هَذَا خَیْشُومَ الْمُؤْمِنِ لَأَحَبَّنِی وَ ذَلِكَ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا عَلِیُّ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (5).

«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی رُشَیْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ بَشَّارٍ(6) عَنْ عِمْرَانَ

ص: 251


1- 1. رواه فی العمدة: 147.
2- 2. الروضة: 12.
3- 3. العمدة: 87.
4- 4. علل الشرائع: 160.
5- 5. أمالی الطوسیّ: 129. و سیأتی عن نهج البلاغة تحت الرقم 97.
6- 6. فی المصدر: عن الولید بن یسار.

بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ (1): سَمِعْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ یَقُولُ یَا حَسَنُ فَقَالَ الْحَسَنُ لَبَّیْكَ یَا أَبَتَاهْ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ أَبِیكَ عَلَی بُغْضِ كُلِّ مُنَافِقٍ وَ فَاسِقٍ وَ أَخَذَ مِیثَاقَ كُلِّ مُنَافِقٍ وَ فَاسِقٍ عَلَی بُغْضِ أَبِیكَ (2).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أبو منصور السكری عن جده علی بن عمر عن محمد بن محمد الباغندی عن هاشم بن ناجیة عن عطاء بن مسلم: مثله (3) بیان لعل معنی أخذ میثاقهم علی البغض أنه لما أخذ اللّٰه میثاق ولایته عنهم أنكروه فی ذلك الیوم و أبغضوه.

«21»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ ثَلَاثَ سِنِینَ فَكَانَ مِمَّا عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ لَا یُبْغِضَنِی مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبَّنِی كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ وَ لَا ضَلَلْتُ وَ لَا ضُلَّ بِی وَ لَا نَسِیتُ مِمَّا عَهِدَ إِلَیَ (4).

«22»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ زِیَادِ بْنِ خَیْثَمَةَ وَ زُهَیْرِ بْنِ مُعَاوِیَةَ مَعاً عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِیمَا عَهِدَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ لَا یُحِبَّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضَكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (5).

«23»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ سَوَّارِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ(6) عَنْ یَحْیَی بْنِ

ص: 252


1- 1. فی المصدر: قال: قال.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 154.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 194. و سیأتی ذكر الحدیث عنه تحت الرقم 111.
4- 4. أمالی الطوسیّ: 163 و 164. و فیه: و لا نسیت ما عهد إلی.
5- 5. أمالی الطوسیّ: 162 و فیه: و لا یبغضك إلّا كافر.
6- 6. فی المصدر: عن الحكم بن عیینة. لكنه سهو راجع جامع الرواة 1: 266.

الْخَزَّارِ(1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ آمَنَ بِی وَ بِمَا جِئْتُ بِهِ وَ هُوَ یُبْغِضُ عَلِیّاً فَهُوَ كَاذِبٌ لَیْسَ بِمُؤْمِنٍ (2).

«24»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ دَاوُدَ بْنِ كَثِیرٍ أَبِی خَالِدٍ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَوْ لَا أَنِّی أَسْتَحْیِی مِنْ عَبْدِیَ الْمُؤْمِنِ مَا تَرَكْتُ عَلَیْهِ خِرْقَةً یَتَوَارَی بِهَا وَ إِذَا كَمَلَتْ (3) لَهُ الْإِیمَانُ ابْتَلَیْتُهُ بِضَعْفٍ فِی قُوَّتِهِ وَ قِلَّةٍ فِی رِزْقِهِ فَإِنْ هُوَ حرج [جَزِعَ] أَعَدْتُ عَلَیْهِ فَإِنْ صَبَرَ(4) بَاهَیْتُ بِهِ مَلَائِكَتِی أَلَا وَ قَدْ جَعَلْتُ عَلِیّاً عَلَماً لِلنَّاسِ فَمَنْ تَبِعَهُ كَانَ هَادِیاً وَ مَنْ تَرَكَهُ كَانَ ضَالًّا لَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ (5) إِلَّا مُنَافِقٌ (6).

«25»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَلْقِیا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِیدٍ(7) قَالَ نَزَلَتْ فِیَّ وَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ شَفَّعَنِی رَبِّی وَ شَفَّعَكَ (8) وَ كَسَانِی وَ كَسَاكَ یَا عَلِیُّ ثُمَّ قَالَ لِی وَ لَكَ یَا عَلِیُّ أَلْقِیَا فِی جَهَنَّمَ كُلَّ مَنْ أَبْغَضَكُمَا وَ أَدْخِلَا فِی الْجَنَّةِ كُلَّ مَنْ أَحَبَّكُمَا فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْمُؤْمِنُ (9).

«26»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ صَبَّاحِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی عَنْ

ص: 253


1- 1. كذا فی النسخ، و فی المصدر: عن یحیی بن الجزار. و كلاهما سهو، و الصحیح« یحیی بن الجرار» راجع جامع الرواة 2: 326.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 156.
3- 3. فی المصدر: و إذا أكملت.
4- 4. فی المصدر: و إن صبر.
5- 5. لا یبغضه إلّا كافر، خ ل.
6- 6. أمالی الطوسیّ: 192.
7- 7. سورة ق: 24.
8- 8. فی المصدر: و شفعك یا علی.
9- 9. أمالی الطوسیّ: 234.

عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّ ابْنَیْ فَاطِمَةَ یَشْتَرِكُ فِی حبهم [حُبِّهِمَا] الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ(1) وَ إِنِّی كُتِبَ لِی أَنْ یُحِبَّنِی كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ یُبْغِضَنِی كُلُّ مُنَافِقٍ (2).

«27»- سن، [المحاسن] أَبِی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ رِیَاحِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ جَالِساً فِی مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَامَ فَزِعاً فَاسْتَقْبَلَ جَنَازَةً عَلَی أَرْبَعَةِ رِجَالٍ مِنَ الْحَبَشِ فَقَالَ ضَعُوهُ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ أَیُّكُمْ یَعْرِفُ هَذَا فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عَبْدُ بَنِی رِیَاحٍ مَا اسْتَقْبَلَنِی قَطُّ إِلَّا قَالَ وَ اللَّهِ أَنَا أُحِبُّكَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاشْهَدْ مَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا كَافِرٌ وَ إِنَّهُ قَدْ شَیَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَبِیْلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كُلُّ قَبِیلٍ عَلَی سَبْعِینَ أَلْفَ قَبِیلٍ قَالَ ثُمَّ أَطْلَقَهُ مِنْ جَرِیدِهِ وَ غَسَّلَهُ وَ كَفَّنَهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ قَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُضَایِقُ بِهِ الطَّرِیقَ وَ إِنَّمَا فُعِلَ بِهِ هَذَا لِحُبِّهِ إِیَّاكَ یَا عَلِیُ (3).

بیان: قوله ثم أطلقه من جریدة لعله تصغیر الجرد و هو الثوب الخلق أی نزع ثیابه البالیة.

«28»- سن، [المحاسن] أَبِی عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ قَدْ خَلَصَ وُدِّی إِلَی قَلْبِهِ وَ مَا خَلَصَ وُدِّی إِلَی قَلْبِ أَحَدٍ إِلَّا وَ قَدْ خَلَصَ وُدُّ عَلِیٍّ إِلَی قَلْبِهِ كَذَبَ یَا عَلِیُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ قَالَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ لَقَدْ فُتِنَ رَسُولُ اللَّهِ بِهَذَا الْغُلَامِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَسَتُبْصِرُ وَ یُبْصِرُونَ بِأَیِّكُمُ الْمَفْتُونُ (4) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَیُدْهِنُونَ وَ لا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِینٍ (5) قَالَ نَزَلَتْ فِیهِمَا إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(6).

ص: 254


1- 1. فی المصدر: ان ابنی فاطمة یشترك فی حبهما.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 213.
3- 3. المحاسن: 150 و 151.
4- 4. سورة القلم: 5 و 6.
5- 5. سورة القلم: 9 و 10.
6- 6. المحاسن: 151.

«29»- سن، [المحاسن] ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ (1): إِنَّ ابْنَیْ فَاطِمَةَ اشْتَرَكَ فِی حُبِّهِمَا الْبَرُّ وَ الْفَاجِرُ وَ إِنَّهُ كُتِبَ لِی أَنْ لَا یُحِبَّنِی كَافِرٌ وَ لَا یُبْغِضَنِی مُؤْمِنٌ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری (2).

«30»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الدِّهْقَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِیُّ إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ شَقِیٌ (3).

بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ عِیسَی الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ الْقُرَشِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْأَعْمَشِ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ وَ تَرَدَّی بِالْعَظَمَةِ(4).

«31»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْبَغَوِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقَوَارِیرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَدْ جَاءَ ذَاتَ یَوْمٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ قَضَاءٌ قَضَاهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری (5).

«32»- شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْبَزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْبَرْبَرِیِ

ص: 255


1- 1. فی المصدر: یقول: قال رسول اللّٰه اه.
2- 2. المحاسن: 151.
3- 3. الإرشاد للمفید: 17 و 18.
4- 4. بشارة المصطفی: 77 و 78.
5- 5. الإرشاد للمفید: 18.

عَنْ خَلَفِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: عَهِدَ إِلَیَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (1).

بشا، [بشارة المصطفی] إسماعیل بن أبی القاسم الدیلمی عن نصر بن عبد الجبار عن أبی محمد الجوهری عن أبی بكر القطیفی عن الحسین بن عمر عن إسماعیل الثقفی عن أسباط بن محمد عن الأعمش: مثله (2).

«33»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً(3) فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

تفسیر [تَفْسِیرَا] الثَّعْلَبِیِّ وَ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً(4) قَالَ الْمَوَدَّةُ لِآلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.

الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: الْحَسَنَةُ حُبُّ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام.

أَبُو تُرَابٍ فِی الْحَدَائِقِ وَ الْخُوارِزْمِیُّ فِی الْأَرْبَعِینِ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ أَنَسٍ وَ الدَّیْلَمِیُّ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ مُعَاذٍ وَ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَیِّئَةٌ وَ بُغْضُهُ سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ.

كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ مِثْلَ مَا قَامَ (5) نُوحٌ فِی قَوْمِهِ وَ كَانَ لَهُ مِثْلُ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ حَتَّی حَجَّ أَلْفَ عَامٍ عَلَی قَدَمَیْهِ ثُمَّ قُتِلَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ مَظْلُوماً ثُمَّ لَمْ یُوَالِكَ یَا عَلِیُّ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَ لَمْ یَدْخُلْهَا(6).

ص: 256


1- 1. الإرشاد للمفید: 18.
2- 2. بشارة المصطفی: 91.
3- 3. سورة التوبة: 16.
4- 4. سورة الشوری: 23.
5- 5. فی المصدر: مثل ما دام.
6- 6. مناقب آل أبی طالب 2: 2.

أقول: روی ابن شیرویه فی الفردوس عن علی علیه السلام: مثله.

«34»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی تَارِیخِ النَّسَائِیِّ وَ شَرَفِ الْمُصْطَفَی وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَی بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ أَلْفَ عَامٍ وَ لَمْ یَكُنْ یُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَأَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرِهِ فِی النَّارِ.

حَنَانُ بْنُ سَدِیرٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: مَا ثَبَّتَ اللَّهُ حُبَّ عَلِیٍّ فِی قَلْبِ أَحَدٍ فَزَلَّتْ لَهُ قَدَمٌ إِلَّا ثَبَّتَهَا اللَّهُ وَ ثَبَّتَ لَهُ قَدَمٌ أُخْرَی.

الْفِرْدَوْسُ وَ الرِّسَالَةُ الْقَوَامِیَّةُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَأْكُلُ الذُّنُوبَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.

كِتَابُ خَطِیبِ الْخُوارِزْمِیِّ وَ شِیرَوَیْهِ الدَّیْلَمِیِّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِوَرَقَةِ آسٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٌ فِیهَا بِبَیَاضٍ إِنِّی افْتَرَضْتُ مَحَبَّةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی خَلْقِی فَبَلِّغْ ذَلِكَ عَنِّی.

مُعْجَمُ الطَّبَرَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمْ وَ غَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ غَیْرَ هَائِبٍ لِقَوْمِی وَ لَا مُحَابٍّ لِقَرَابَتِی هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی أَنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ أَنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ.

حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ: أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَی الْخَلْقِ خَمْسَةً فَأَخَذُوا أَرْبَعَةً وَ تَرَكُوا وَاحِداً فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ الصَّلَاةُ وَ الزَّكَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ الْحَجُّ قَالُوا فَمَا الْوَاحِدُ الَّذِی تَرَكُوا قَالَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالُوا هِیَ وَاجِبَةٌ مِنَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً الْآیَاتِ (1).

رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ فِی خَبَرٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْماً لِأَصْحَابِهِ أَیُّكُمْ یَصُومُ الدَّهْرَ وَ یُحْیِی اللَّیْلَ وَ یَخْتِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ سَلْمَانُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَغَضِبَ بَعْضُهُمْ وَ قَالَ

ص: 257


1- 1. سورة الأعراف: 37.

إِنَّ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنَ الْفُرْسِ یُرِیدُ أَنْ یَفْتَخِرَ عَلَیْنَا مَعَاشِرَ قُرَیْشٍ وَ هُوَ یَكْذِبُ فِی جَمِیعِ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَهْ یَا فُلَانُ أَنَّی لَكَ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِیمِ سَلْهُ فَإِنَّهُ یُنَبِّئُكَ فَقَالَ رَأَیْتُكَ فِی أَكْثَرِ أَیَّامِكَ تَأْكُلُ وَ أَكْثَرِ لَیَالِیكَ نَائِماً وَ أَكْثَرِ أَیَّامِكَ صَامِتاً فَقَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنِّی أَصُومُ الثَّلَاثَةَ فِی الشَّهْرِ وَ قَالَ اللَّهُ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها(1) وَ أُوصِلُ رَجَبَ وَ شَعْبَانَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَ ذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ بَاتَ عَلَی طُهْرٍ فَكَأَنَّمَا أَحْیَا اللَّیْلَ وَ أَنَا أَبِیتُ عَلَی طُهْرٍ وَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَثَلُكَ فِی أُمَّتِی مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَدْ خَتَمَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثَا الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ نَصَرَكَ بِیَدِهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِیمَانَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً یَا عَلِیُّ لَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ الْأَرْضِ كَمَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ لَمَا عُذِّبَ أَحَدٌ بِالنَّارِ وَ أَنَا أَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ كُلَّ یَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ كَأَنَّهُ أُلْقِمَ حَجَراً(2).

وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ یَهُودِیٌّ یُحِبُّ عَلِیّاً حُبّاً شَدِیداً فَمَاتَ وَ لَمْ یُسْلِمْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَیَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَمَّا جَنَّتِی فَلَیْسَ لَهُ فِیهَا نَصِیبٌ وَ لَكِنْ یَا نَارُ لَا تَهِیدِیهِ أَیْ لَا تُزْعِجِیهِ.

فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیٍّ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ أَنْشَدَ:

حُبُّ عَلِیٍّ جُنَّةٌ لِلْوَرَی***احْطُطْ بِهِ یَا رَبِّ أَوْزَارِی

لَوْ أَنَّ ذِمِّیّاً نَوَی حُبَّهُ***حُصِّنَ فِی النَّارِ مِنَ النَّارِ.

وَ فِی فِرْدَوْسِ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ أَبُو صَالِحٍ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ الْوَفَاةُ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَتَقَرَّبُ إِلَیْكَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

ص: 258


1- 1. سورة الأنعام: 16.
2- 2. یقال: ألقمه الحجر أی أسكته عند الخصام.

حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ قَالَ یَحْیَی بْنُ كَثِیرٍ الضَّرِیرُ: رَأَیْتُ زُبَیْدَ بْنَ الْحَارِثِ النَّامِیَ فِی النَّوْمِ فَقُلْتُ لَهُ إِلَی مَا صِرْتَ یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ قُلْتُ فَأَیَّ الْعَمَلِ وَجَدْتَ أَفْضَلَ قَالَ الصَّلَاةَ وَ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ: یَا مُحَمَّدُ اللَّهُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ قَالَ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ رَحْمَتِی وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ حُجَّتِی لَا أُعَذِّبُ مَنْ وَالاهُ وَ إِنْ عَصَانِی وَ لَا أَرْحَمُ مَنْ عَادَاهُ وَ إِنْ أَطَاعَنِی.

حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ خَصَائِصُ النَّطَنْزِیِّ رَوَی زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مِیتَتِی وَ یَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِی وَعَدَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ غَرَسَ قُضْبَانَهَا بِیَدِهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنَّهُ لَمْ یُخْرِجْكُمْ مِنْ هُدًی وَ لَنْ یُدْخِلَكُمُ فِی ضَلَالَةٍ.

وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِی هُرَیْرَةَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مِیتَتِی وَ یَدْخُلَ جَنَّةَ عَدْنٍ مَنْزِلِی مِنْهَا غَرَسَهُ رَبِّی ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَكَانَ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَلِیّاً ثُمَّ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ وُلْدِهِ فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِی خُلِقُوا مِنْ طِینَتِی الْخَبَرَ. وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی: تَشَاجَرَ رَجُلَانِ فِی الْإِمَامَةِ فَتَرَاضَیَا بِشَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَجَاءَا إِلَیْهِ فَقَالَ شَرِیكٌ حَدَّثَنِی الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِیقٍ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ عَلِیّاً قَضِیباً مِنَ الْجَنَّةِ فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ الرَّجُلُ وَ قَالَ هَذَا حَدِیثٌ مَا سَمِعْنَاهُ نَأْتِی ابْنَ دَرَّاجٍ فَأَتَیَاهُ فَأَخْبَرَاهُ بِقِصَّتِهِمَا فَقَالَ أَ تَعْجَبَانِ مِنْ هَذَا حَدَّثَنِی الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ قَضِیباً مِنْ نُورٍ فَعَلَّقَهُ بِبُطْنَانِ عَرْشِهِ لَا یَنَالُهُ إِلَّا عَلِیٌّ وَ مَنْ تَوَلَّاهُ مِنْ شِیعَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ هَذِهِ أُخْتُ تِلْكَ نَمْضِی إِلَی وَكِیعٍ فَمَضَیَا إِلَیْهِ فَأَخْبَرَاهُ بِالْقِصَّةِ فَقَالَ وَكِیعٌ أَ تَعْجَبَانِ مِنْ هَذَا حَدَّثَنِی الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَرْكَانَ الْعَرْشِ لَا یَنَالُهَا أَحَدٌ إِلَّا عَلِیٌّ وَ مَنْ تَوَلَّاهُ مِنْ شِیعَتِهِ قَالَ فَاعْتَرَفَ الرَّجُلُ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.

ص: 259

ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینِ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی وَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی رَبِیعِ الْمَذْكُورِینَ (1) بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ اللَّفْظُ لِزَیْدٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْقَضِیبِ الْأَحْمَرِ الَّذِی غَرَسَهُ اللَّهُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ بِیَمِینِهِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).

«35»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ عُقْدَةَ وَ ابْنُ جَرِیرٍ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْخُدْرِیِّ وَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِینَ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (3) بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

قَالَ الرَّبِیعُ بْنُ سُلَیْمَانَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَمَرَرْتُ بِمَجْنُونٍ فَقَرَأْتُ عَلَیْهِ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَی اللَّهِ تَفْتَرُونَ (4) قَالَ مَا عَلَی اللَّهِ یَفْتَرِی وَ لَكِنْ یُبْغِضُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

جَابِرٌ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی فَالَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5) فَقَالَ علیه السلام فَإِنَّهُمْ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ مُسْتَكْبِرُونَ فَقَالَ (6) لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَعِیداً مِنْهُ لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ یَعْلَمُ ما یُسِرُّونَ وَ ما یُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا یُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِینَ (7) عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّا كَفَیْناكَ الْمُسْتَهْزِئِینَ (8) أَعْدَاؤُهُ وَ أَوْلِیَاؤُهُ وَ مَنْ كَانَ یَهْزَأُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُمُ الَّذِینَ قَالُوا هَذَا صَفِیُّ مُحَمَّدٍ مِنْ بَیْنِ أَهْلِهِ

ص: 260


1- 1. فی( م) و( د): ربیع المذكرین.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 2- 5.
3- 3. سورة محمد: 30.
4- 4. سورة یونس: 59.
5- 5. سورة النحل: 22.
6- 6. فی المصدر: فقال اللّٰه.
7- 7. سورة النحل: 23.
8- 8. سورة الحجر: 95.

وَ كَانُوا یَتَغَامَزُونَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ یَضِیقُ صَدْرُكَ بِما یَقُولُونَ (1).

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (2) الْآیَةَ نَزَلَتْ فِیهِمْ وَ ذَلِكَ حِینَ اجْتَمَعُوا فَقَالُوا لَئِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ لَمْ نَسْمَعْ لِعَلِیٍّ وَ لَا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ.

ذَكَرَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ أُمَّتِی أَبْغَضُوكَ لَأَكَبَّهُمُ اللَّهُ عَلَی مَنَاخِرِهِمْ فِی النَّارِ.

عَطِیَّةُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَهُوَ مُنَافِقٌ.

ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ آمَنَ بِمَا جِئْتُ بِهِ وَ هُوَ یُبْغِضُ (3) عَلِیّاً فَهُوَ كَاذِبٌ لَیْسَ بِمُؤْمِنٍ.

النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِی قَلْبِهِ بُغْضُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ یَهُودِیٌّ.

ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ سَلْمَانُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَسٌ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ هَذَا.

تاریخ الخطیب (4) و كتاب ابن المؤذن و اللفظ له أنه رئی یزید بن هارون فی المنام فقیل ما فعل بك فقال عاتبنی فقال أ تحدث عن جریر بن عثمان قال قلت یا رب ما علمت إلا خیرا قال یا یزید إنه كان یبغض علی بن أبی طالب علیه السلام.

ص: 261


1- 1. سورة الحجر: 97.
2- 2. سورة آل عمران: 31.
3- 3. فی المصدر: و هو مبغض.
4- 4. فی( ك): تاریخ الطبریّ.

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ (1) بِمُوَالاةِ عَلِیٍ فَفَرِیقاً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كَذَّبْتُمْ وَ فَرِیقاً تَقْتُلُونَ.

الصَّادِقُ علیه السلام: سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ إِنِّی لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً(2) فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَعَا النَّاسَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ فَكَرِهَ ذَلِكَ قَوْمٌ وَ قَالُوا فِیهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ قُلْ إِنِّی لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَ لا رَشَداً قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ(3) إِنْ عَصَیْتُهُ فِیمَا أَمَرَنِی بِهِ الْآیَاتِ.

هِلْقَامٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ فَاصْبِرْ عَلی ما یَقُولُونَ (4) قَالَ دَفْعِهِمْ وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.

ابْنُ بَطَّةَ مِنْ سِتَّةِ طُرُقٍ وَ ابْنُ مَاجَهْ وَ التِّرْمِذِیُّ وَ مُسْلِمٌ وَ الْبُخَارِیُّ وَ أَحْمَدُ وَ ابْنُ الْبَیِّعِ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْأَصْفَهَانِیُّ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ وَكِیعٍ وَ أَبُو مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ.

الْحِلْیَةُ وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ الْعُكْبَرِیُّ وَ شَرْحُ الألكانی [اللَّالِكَائِیِ] وَ تَارِیخُ بَغْدَادَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: عَهِدَ إِلَیَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ. و قد رواه كثیر النواء و سالم بن أبی حفصة.

جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ.

أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِ النِّسَاءِ الصَّحَابِیَّاتِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَ كِتَابُ إِبْرَاهِیمَ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَبْشِرْ فَإِنَّهُ لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ.

ص: 262


1- 1. سورة البقرة: 87. و بعده « اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِیقاً اه».
2- 2. سورة الجن: 21 و 22.
3- 3. سورة الجن: 21 و 22.
4- 4. سورة طه: 130.

وَ فِی الْخَبَرِ: یَا عَلِیُّ حُبُّكَ تَقْوَی وَ إِیمَانٌ وَ بُغْضُكَ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ.

الصَّادِقُ علیه السلام: وَ لَیَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی بِوَلَایَةِ عَلِیٍ وَ لَیَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِینَ (1) یَعْنِی الَّذِینَ أَنْكَرُوا وَلَایَتَهُ.

رَبِیعُ الْمَذْكُورِینَ (2) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَوْلَاكَ لَمَا عُرِفَ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی.

الْبَلاذُرِیُّ وَ التِّرْمِذِیُّ وَ السَّمْعَانِیُّ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ: كُنَّا لَنَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ كِتَابُ ابْنِ عُقْدَةَ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ بِأَسَانِیدِهِمْ أَنَّ جَابِراً وَ الْخُدْرِیَّ قَالا: كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً.

إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ شَرْحُ الألكانی [اللَّالِكَائِیِ] قَالَ جَابِرٌ وَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ وَ نَحْنُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً.

الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ لا تُلْقُوا بِأَیْدِیكُمْ إِلَی التَّهْلُكَةِ(3) قَالَ لَا تَعْدِلُوا عَنْ وَلَایَتِنَا فَتَهْلِكُوا فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.

أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ سَمِعْتُ الشَّافِعِیَّ یَقُولُ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ یَقُولُ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الرَّجُلَ لِغَیْرِ أَبِیهِ إِلَّا بِبُغْضِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

أَنَسٌ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْ بَعْدِ یَوْمِ خَیْبَرَ یَحْمِلُ وَلَدَهُ عَلَی عَاتِقِهِ ثُمَّ یَقِفُ عَلَی طَرِیقِ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِذَا نَظَرَ إِلَیْهِ أَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ یَا بُنَیَّ تُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَبِلَهُ وَ إِنْ قَالَ لَا خَرَقَ بِهِ الْأَرْضَ وَ قَالَ لَهُ الْحَقْ بِأُمِّكَ.

الْهَرَوِیُّ فِی الْغَرِیبَیْنِ قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ: كُنَّا نَسْبُرُ(4) أَوْلَادَنَا بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِذَا رَأَیْنَا أَحَدَهُمْ لَا یُحِبُّهُ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِغَیْرِ رِشْدَةٍ.

ص: 263


1- 1. سورة العنكبوت: 11.
2- 2. فی( م) و( د): ربیع المذكرین.
3- 3. سورة البقرة: 195.
4- 4. سبره: جربه و اختبره.

الطَّبَرِیُّ فِی الْوَلَایَةِ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَا یُحِبُّنِی ثَلَاثَةٌ وَلَدُ زِنًا وَ مُنَافِقٌ وَ رَجُلٌ حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِی بَعْضِ حَیْضِهَا.

وَ رَوَی عُبَادَةُ بْنُ یَعْقُوبَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ: أَنَّهُ كَانَ جَالِساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یَتَوَالانِی وَ یُحِبُّنِی وَ هُوَ یُعَادِی هَذَا وَ یُبْغِضُهُ وَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُهُ وَ یُعَادِیهِ إِلَّا كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ أَوْ وَلَدُ زَنْیَةٍ(1).

شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّمَا رَفَعَ اللَّهُ الْقَطْرَ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِسُوءِ رَأْیِهِمْ فِی أَنْبِیَائِهِمْ وَ إِنَّ اللَّهَ یَرْفَعُ الْقَطْرَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ فِی رِوَایَةٍ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ یُبْغِضُ عَلِیّاً أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ الْقُعُودُ عَنْ نُصْرَتِهِ بُغْضٌ (2).

«36»- جا، [المجالس] للمفید عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ السَّبِیعِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ كَثِیرٍ النَّوَّاءِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْخَوْلَانِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ بِیَدِی وَ قَالَ مَنْ تَابَعَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَ ثُمَّ مَاتَ وَ هُوَ یُحِبُّكَ فَقَدْ قَضی نَحْبَهُ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ فَقَدْ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً یُحَاسَبُ بِمَا یَعْمَلُ (3) فِی الْإِسْلَامِ وَ مَنْ عَاشَ بَعْدَكَ وَ هُوَ یُحِبُّكَ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ حَتَّی یَرِدَ عَلَیَّ الْحَوْضَ (4).

بیان: هؤلاء الخمس أی الصلوات الخمس و قوله فقد قضی نحبه إشارة إلی قوله تعالی فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا(5).

ص: 264


1- 1. مناقب آل أبی طالب 2: 7- 10.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 14.
3- 3. فی المصدر: بما عمل.
4- 4. أمالی المفید: 5.
5- 5. سورة الأحزاب: 23.

«37»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطُّوسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُكَیْمٍ الْأَوْدِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی زُرْعَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ الْجَعْدِ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ وَ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَی عَیْنَیْهِ فَقِیلَ لَهُ أَخْبِرْنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَرَفَعَ حَاجِبَیْهِ بِیَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ ذَاكَ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ(1).

«38»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ النَّهْشَلِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَبْغَضَكَ أَمَاتَهُ اللَّهُ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ حَاسَبَهُ بِمَا عَمِلَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).

«39»- جا، [المجالس] للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ عَرَفَةَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ بَاهَی بِكُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ لِیَغْفِرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ یَغْفِرَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً ثُمَّ قَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ فَدَنَا مِنْهُ فَأَخَذَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَطَاعَكَ وَ تَوَلَّاكَ مِنْ بَعْدِی وَ إِنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ حَقَّ الشَّقِیِّ مَنْ عَصَاكَ وَ نَصَبَ لَكَ عَدَاوَةً مِنْ بَعْدِی (3).

«40»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جا، [المجالس] للمفید الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْقَطَّانِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَسَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَعَاشِرَ النَّاسِ أَحِبُّوا عَلِیّاً فَإِنَّ لَحْمَهُ لَحْمِی وَ دَمَهُ دَمِی لَعَنَ اللَّهُ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِی ضَیَّعُوا فِیهِ عَهْدِی وَ نَسُوا فِیهِ

ص: 265


1- 1. أمالی المفید: 38 و 39.
2- 2. أمالی المفید: 45.
3- 3. أمالی المفید: 95.

وَصِیَّتِی مَا لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلَاقٍ (1).

«41»- جا، [المجالس] للمفید الْجِعَابِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَالِسَیْنِ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام جَالِسٌ إِلَی جَنْبِهِ إِذْ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَ إِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (2) قَالَ فَانْتَفَضَ عَلِیٌّ علیه السلام انْتِفَاضَةَ الْعُصْفُورِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا شَأْنُكَ تَجْزَعُ فَقَالَ مَا لِی لَا أَجْزَعُ وَ اللَّهُ یَقُولُ إِنَّهُ یَجْعَلُنَا خُلَفَاءَ الْأَرْضِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَجْزَعْ فَوَ اللَّهِ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (3).

كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی جَنْبِهِ أَمَّنْ یُجِیبُ إِلَی قَوْلِهِ فَوَ اللَّهِ لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ كَافِرٌ(4).

«42»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یُحْرِقُ الذُّنُوبَ كَمَا تُحْرِقُ النَّارُ الْحَطَبَ. وَ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَیِّئَةٌ وَ بُغْضُهُ سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ. وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ فَمُحِبِّی مُحِبُّ عَلِیٍّ وَ مُبْغِضِی مُبْغِضُ عَلِیٍ (5).

ص: 266


1- 1. أمالی المفید: 173. أمالی الشیخ: 42.
2- 2. سورة النمل: 62.
3- 3. أمالی المفید: 181. و أورده الشیخ الطوسیّ أیضا فی امالیه: 47.
4- 4. الكنز مخطوط، و أورده فی البرهان 3: 207. و المتن مطابق لنسخة( ك) و فی غیره من النسخ: عن ابی داود عن بریدة مثله.
5- 5. الفضائل: 100. الروضة: 2 و 3.

«43»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ مِمَّا رُفِعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَهْلُ الدُّنْیَا مَا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ.

وَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْقَضِیبِ الْأَحْمَرِ الْمَغْرُوسِ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ فَلْیَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).

«44»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمِمَّا عَهِدَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ وَ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ.

وَ مِنْ كِتَابِ الْآلِ لِابْنِ خَالَوَیْهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِقَصَبَةِ الْیَاقُوتِ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا كُونِی فَكَانَتْ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِنْ بَعْدِی.

وَ مِثْلُهُ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مِیتَتِی وَ یَتَمَسَّكَ بِالْقَصَبَةِ الْیَاقُوتَةِ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهَا كُونِی فَكَانَتْ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِنْ بَعْدِی.

قلت: رواه الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء و تفرد به بشر عن شریك.

وَ مِنْ كِتَابِ ابْنِ خَالَوَیْهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام حُبُّكَ إِیمَانٌ وَ بُغْضُكَ نِفَاقٌ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ مُحِبُّكَ وَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ مُبْغِضُكَ وَ قَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَهْلًا لِذَلِكَ فَأَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَ لَا نَبِیَّ بَعْدِی. وَ مِنْهُ أَیْضاً عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ(2) قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْتِ زَیْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ حَتَّی أَتَی بَیْتَ أُمِّ سَلَمَةَ فَجَاءَ دَاقٌّ وَ دَقَّ الْبَابَ فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ قُومِی فَافْتَحِی لَهُ قَالَتْ فَقُلْتُ وَ مَنْ هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِی بَلَغَ مِنْ خَطَرِهِ أَنْ أَفْتَحَ لَهُ الْبَابَ وَ أَتَلَقَّاهُ بِمَعَاصِمِی (3) وَ قَدْ نَزَلَتْ فِیَّ بِالْأَمْسِ آیَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّ طَاعَةَ

ص: 267


1- 1. الفضائل: 117. الروضة: 8.
2- 2. فی المصدر: عن عبد اللّٰه بن مسعود.
3- 3. جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

الرَّسُولِ طَاعَةُ اللَّهِ وَ إِنَّ مَعْصِیَةَ الرَّسُولِ مَعْصِیَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّ بِالْبَابِ لَرَجُلًا لَیْسَ بِنَزِقٍ وَ لَا خَرِقٍ (1) وَ مَا كَانَ لِیَدْخُلَ مَنْزِلًا حَتَّی لَا یَسْمَعَ حِسّاً هُوَ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَتْ فَفَتَحْتُ الْبَابَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ ثُمَّ جِئْتُ حَتَّی دَخَلْتُ الْخِدْرَ(2) فَلَمَّا أَنْ لَمْ یَسْمَعْ وَطْئِی دَخَلَ ثُمَّ سَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنْ وَرَاءِ الْخِدْرِ أَ تَعْرِفِینَ هَذَا قُلْتُ نَعَمْ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ هُوَ أَخِی سَجِیَّتُهُ سَجِیَّتِی وَ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ هَذَا قَاضِی عِدَاتِی مِنْ بَعْدِی فَاسْمَعِی وَ اشْهَدِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ هَذَا وَلِیِّی مِنْ بَعْدِی فَاسْمَعِی وَ اشْهَدِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ سَنَةٍ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ وَ لَقِیَ اللَّهَ مُبْغَضاً لِهَذَا أَكَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی وَجْهِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ (3). وَ قَدْ رَوَاهُ الْخَطِیبُ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ وَ فِیهِ زِیَادَةٌ: وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ هُوَ عَیْبَةُ عِلْمِی اسْمَعِی وَ اشْهَدِی هُوَ قَاتِلُ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ مِنْ بَعْدِی اسْمَعِی وَ اشْهَدِی هُوَ وَ اللَّهِ مُحْیِی سُنَّتِی اسْمَعِی وَ اشْهَدِی لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ مِنْ بَعْدِ أَلْفِ عَامٍ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ ثُمَّ لَقِیَ اللَّهَ مُبْغِضاً لِعَلِیٍّ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ.

«45»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ بِیَدِ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ وَ قَالَ مَنْ أَحَبَّنِی وَ أَحَبَّ هَذَیْنِ وَ أَبَاهُمَا وَ أُمَّهُمَا كَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ. و هذا الحدیث نقله أحمد فی مواضع من مسنده.

وَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَمَا إِنَّكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ شِیعَتَكَ فِی الْجَنَّةِ.

وَ مِنْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

ص: 268


1- 1. نزق الرجل: نشط و طاش و خف عند الغضب. خرق الرجل- من باب ضرب یضرب أو نصر ینصر-: كذب و لعب لعب الصبیان بالمخاریق. و من باب علم یعلم: حمق و لم یحسن عمله.
2- 2. الخدر: ستر یمد للجاریة فی ناحیة البیت. كل ما تتواری به.
3- 3. كشف الغمّة: 27.

وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: أَقْبَلْتُ ذَاتَ یَوْمٍ قَاصِداً إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا أَبَا سَعِیدٍ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ لِلَّهِ عَمُوداً تَحْتَ الْعَرْشِ یُضِی ءُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا تُضِی ءُ الشَّمْسُ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَا یَنَالُهُ إِلَّا عَلِیٌّ وَ مُحِبُّوهُ.

وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرُونَ بِمَا هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام ثُمَّ قَالَ (1) هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ غَرَسَ قَضِیباً فِی الْجَنَّةِ ثُلُثُهُ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ ثُلُثُهُ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ وَ ثُلُثُهُ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ رَطْبَةٍ ضَرَبَ عَلَیْهَا طَاقَاتٍ (2) جَعَلَ بَیْنَ الطَّاقَاتِ غُرَفاً وَ جَعَلَ فِی كُلِّ غُرْفَةٍ شَجَرَةً وَ جَعَلَ حَمْلَهَا الْحُورَ الْعِینَ وَ أَجْرَی عَلَیْهِ عَیْنَ السَّلَامِ ثُمَّ أَمْسَكَ فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَنْ ذَلِكَ الْقَضِیبُ فَقَالَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِذَلِكَ الْقَضِیبِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ فَقُلْتُ حُبِّی لَكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ یَا حَارِثُ أَ تُحِبُّنِی فَقُلْتُ نَعَمْ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ أَمَا لَوْ بَلَغَتْ نَفْسُكَ الْحُلْقُومَ لَرَأَیْتَنِی حَیْثُ تُحِبُّ وَ لَوْ رَأَیْتَنِی وَ أَنَا أَذُودُ الرِّجَالَ عَنِ الْحَوْضِ ذَوْدَ غَرِیبَةِ الْإِبِلِ لَرَأَیْتَنِی حَیْثُ تُحِبُ (3).

«46»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ سُلَیْمَانَ الرَّفَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ هُوَ یُبْغِضُكَ (4).

ص: 269


1- 1. فی المصدر: أ تدرون بما هبط بی جبرئیل؟ قلنا: اللّٰه و رسوله أعلم، ثمّ قال اه.
2- 2. جمع الطاق: ما عطف من الأبنیة.
3- 3. كشف الغمّة: 39- 41.
4- 4. أمالی ابن الشیخ: 31.

«47»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ الْأَسَدِیِّ عَنِ السَّیِّدِ بْنِ عِیسَی الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كَانَتْ أَمَارَةُ الْمُنَافِقِینَ بُغْضَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَبَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ ذَاتَ یَوْمٍ فِی نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ كُنْتُ فِیهِمْ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَتَخَطَّی الْقَوْمَ (2) حَتَّی جَلَسَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ هُنَاكَ مَجْلِسُهُ الَّذِی یُعْرَفُ بِهِ فَسَارَّ رَجُلٌ رَجُلًا وَ كَانَا یُرْمَیَانِ بِالنِّفَاقِ فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَرَادَا فَغَضِبَ غَضَباً شَدِیداً حَتَّی الْتُمِعَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا یَدْخُلُ عَبْدٌ الْجَنَّةَ حَتَّی یُحِبَّنِی أَلَا وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ هُوَ یُبْغِضُ هَذَا وَ أَخَذَ بِكَفِّ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآیَةَ فِی شَأْنِهِمَا یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا تَناجَیْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِیَةِ الرَّسُولِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ(3).

«48»- مع، [معانی الأخبار] الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ نُوحِ بْنِ شُعَیْبٍ (4) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ حَبِیبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَوْماً یَا أَبَا الْحَسَنِ مَثَلُكَ فِی أُمَّتِی مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثاً فَقَدْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثَا الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَ قَلْبِهِ وَ نَصَرَكَ بِیَدِهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِیمَانَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ یَا عَلِیُّ لَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ الْأَرْضِ كَمَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ لَكَ لَمَا عُذِّبَ أَحَدٌ بِالنَّارِ الْخَبَرِ(5).

كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة أخطب خوارزم یرفعه إلی ابن عباس: مثله (6)

ص: 270


1- 1. فی المصدر: عن عبد الحكیم بن عبد الرحمن.
2- 2. تخطاه إلی كذا: تجاوزه و سبقه.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 31 و 32. و الآیة فی سورة المجادلة: 9.
4- 4. فی المصدر و فی( م) و( د): عن نوح بن شعیب عن شعیب عن ابی بصیر.
5- 5. معانی الأخبار: 234 و 235. و ما نقله قطعة من الحدیث.
6- 6. مخطوط.

بیان: (1) قال السید الداماد قدس سره إنا نحن قد تلونا علی أسماع المتعلمین و أملینا علی قلوب المتبصرین فی كتبنا العقلیة و صحفنا الحكمیة لا سیما تقویم الإیمان أن جملة الممكنات أی النظام الجملی لعوالم الوجود علی الإطلاق المعبر عنه ألسنة أكارم الحكماء بالإنسان الكبیر كتاب اللّٰه (2) المبین الغیر المغادر صغیرة و لا كبیرة إلا أحصاها فإن روعیت أعمیة الصنف بالقیاس إلی الشخص المندرج تحته و شموله إیاه و كذلك النوع بالقیاس إلی الصنف و الجنس بالقیاس إلی النوع قیل الشخصیات و الأشخاص بمنزلة الحروف و الكلمات المفردة و الأصناف بمنزلة أفراد الكلام و الجمل و الأنواع بمنزلة الآیات و الأجناس بمنزلة السور و القوی و اللوازم و الأوصاف بمنزلة التشدید و المد و الإعراب و إن لوحظ تركب النوع من الجنس و الفصل و الصنف من النوع و اللواحق المصنفة و الشخص من الحقیقة الصنفیة و العوارض المشخصة عكس فقیل الأجناس العالیة و الفصول بمنزلة حروف المبانی و الأنواع الإضافیة المتوسطة بمنزلة الكلمات و الأنواع الحقیقیة السافلة بمنزلة الجمل و الأصناف بمنزلة الآیات و الأشخاص بمنزلة السور و علی هذا فتكون النفس الناطقة البشریة البالغة فی جانبی العلم و العمل قصیا درجات الاستكمال بحسب أقصی مراتب العقل المستفاد لكونها وحدها فی حد مرتبتها تلك عالما عقلیا هو نسخة عالم الوجود بالأسر و مضاهیته فی الاستجماع و الاستیعاب كتابا مبینا جامعا مثابته فی جامعیته مثابة مجموع الكتاب الجملی الذی هو نظام عوالم الوجود قضها و قضیضتها(3) علی الإطلاق قاطبة و من هناك یقال للإنسان العارف العالم الصغیر و لمجموع العالم الإنسان الكبیر بل للإنسان العارف العالم الكبیر و لمجموع العالم الإنسان الصغیر و إذ قد هدیناك سبیلی النسبتین المتعاكستین فیما ینتظم منه العالم و ما یأتلف منه الكتاب فاعلمن أن لكل

ص: 271


1- 1. هذا البیان من مختصات( ك).
2- 2. خبر« أنّ».
3- 3. یقال: جاء القوم قضهم و قضیضهم أی جمیعهم.

من الاعتبارین درجة من التحقیق و قسطا من التحصیل فإذن بالاعتبار الأول ینزع فقه إطلاق الكلمات علی أشخاص المعلولات و منه ما قال جل سلطانه فی التنزیل الكریم إِنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِیحُ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ (1) و بالاعتبار الثانی یظهر سر قول رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله مثل علی بن أبی طالب فیكم مثل قل هو اللّٰه أحد فی القرآن و طی مطاویه سر عظیم یكشف عنه قوله صلی اللّٰه علیه و آله مثل علی بن أبی طالب فی هذه الأمة مثل عیسی ابن مریم فی بنی إسرائیل و قد روته العامة و الخاصة من طرق مختلفة ثم إن تخصیص التشبیه بقل هو اللّٰه أحد فیه بعد روم التنبیه علی قصیا الجلالة و أقصی المنزلة رعایة الانطباق علی حال علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیه فی درجة الإخلاص لله سبحانه و معرفة حقائق التوحید فهو علیه السلام ینطق بلسان حاله بما تنطق به قل هو اللّٰه أحد بلسان ألفاظها و لسان الحال أفصح و بیانه أبلغ و من هناك انبزغ عن لسانه صلوات اللّٰه علیه ذلك الكتاب الصامت و أنا الكتاب الناطق فعلی صلوات اللّٰه علیه سورة الإخلاص و التوحید فی كتاب العالم و هو أیضا كتاب عقلی مبین مضاه لكتاب نظام الوجود و أسرار الآیات مفاتیحها عند اللّٰه العلیم الحكیم و رموز الأحادیث و مصابیحها فی مشكاة كما قال رسوله الكریم و ما الفضل إلا بید اللّٰه و ما الفوز إلا فی اتباع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و التمسك بأهل بیته الأطهرین صلوات اللّٰه علیهم و تسلیماته علیه و علیهم أجمعین.

«49»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِی وَ إِلَّا صَمَّتَا یَا عَلِیُّ مُحِبُّكَ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُكَ مُبْغِضِی (2).

«50»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا سَیِّدٌ(3) فِی الْآخِرَةِ مَنْ

ص: 272


1- 1. سورة آل عمران: 45.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 175.
3- 3. فی المصدر: و سید.

أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«51»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یُونُسَ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ جَدِّهِ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُبْغِضُكَ وَ یُحِبُّنِی (2).

«52»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَلَا إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَتَانِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یَأْمُرُكَ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ یَأْمُرُكَ بِوَلَایَتِهِ (3).

«53»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: جَاءَنِی ابْنُ عَمِّكَ كَأَنَّهُ أَعْرَابِیٌّ مَجْنُونٌ وَ عَلَیْهِ إِزَارٌ وَ طَیْلَسَانٌ وَ نَعْلَاهُ فِی یَدِهِ فَقَالَ لِی إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ فِیكَ قُلْتُ لَهُ أَ لَسْتَ عَرَبِیّاً قَالَ بَلَی فَقُلْتُ إِنَّ الْعَرَبَ لَا تُبْغِضُ عَلِیّاً علیه السلام ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَعَلَّكَ مِمَّنْ یُكَذِّبُ بِالْحَوْضِ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ أَبْغَضْتَهُ ثُمَّ وَرَدْتَ عَلَی الْحَوْضِ لَتَمُوتَنَّ عَطَشاً(4).

سن، [المحاسن] ابن مهران: مثله (5).

«54»- كشف، [كشف الغمة] مِنَ الْأَحَادِیثِ الَّتِی جَمَعَهَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ.

وَ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخِذاً بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام

ص: 273


1- 1. أمالی الطوسیّ: 195.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 225.
3- 3. بصائر الدرجات: 21.
4- 4. ثواب الأعمال: 202.
5- 5. المحاسن: 89 و 90.

وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ وَلِیِّی وَ أَنَا وَلِیُّكَ وَ مُعَادِی مَنْ عَادَاكَ وَ مُسَالِمُ مَنْ سَالَمَكَ.

وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی عَلْقَمَةَ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ قَالَ: صَلَّی بِنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الصُّبْحَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْنَا فَقَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی رَأَیْتُ الْبَارِحَةَ عَمِّی حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخِی جَعْفَرَ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْنَ أَیْدِیهِمَا طَبَقٌ مِنْ نَبِقٍ (1) فَأَكَلَا سَاعَةً ثُمَّ تَحَوَّلَ النَّبِقُ عِنَباً فَأَكَلَا سَاعَةً ثُمَّ تَحَوَّلَ الْعِنَبُ رُطَباً فَأَكَلَا سَاعَةً فَدَنَوْتُ مِنْهُمَا وَ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتُمَا(2) أَیُّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتُمَا أَفْضَلَ قَالا فَدَیْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ وَجَدْنَا أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةَ عَلَیْكَ وَ سَقْیَ الْمَاءِ وَ حُبَّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام. وَ قَدْ أَوْرَدَهُ الْخُوارِزْمِیُّ فِی مَنَاقِبِهِ.

وَ رَوَی الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِیُّ فِی كِتَابِهِ مَرْفُوعاً إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَتْ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمْ وَ غَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ غَیْرَ مُحَابٍ لِقَرَابَتِی إِنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ.

قَالَ كَهْمَسٌ (3) قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: یَهْلِكُ فِیَّ ثَلَاثَةٌ وَ یَنْجُو فِیَّ ثَلَاثَةٌ اللَّاعِنُ وَ الْمُسْتَمِعُ وَ الْمُفْرِطُ(4) وَ الْمَلِكُ الْمُتْرَفُ یُتَقَرَّبُ إِلَیْهِ بِلَعْنِی وَ یُتَبَرَّأُ إِلَیْهِ مِنْ دِینِی وَ یُقْضَبُ (5) عِنْدَهُ حَسَبِی وَ إِنَّمَا دِینِی دِینُ رَسُولِ اللَّهِ وَ حَسَبِی حَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَنْجُو فِیَّ ثَلَاثَةٌ الْمُحِبُّ وَ الْمُوَالِی لِمَنْ وَالانِی وَ الْمُعَادِی لِمَنْ عَادَانِی فَإِنْ أَحَبَّنِی مُحِبٌّ أَحَبَّ مُحِبِّی وَ أَبْغَضَ مُبْغِضِی وَ شَایَعَ مُشَایِعِی فَلْیَمْتَحِنْ أَحَدُكُمْ قَلْبَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَجْعَلْ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ فَیُحِبَّ بِأَحَدِهِمَا وَ یُبْغِضَ بِالْآخَرِ.

ص: 274


1- 1. النبق: دقیق حلو یخرج من لب جذع النخلة.
2- 2. فی المصدر: بأبی انتما[ و امی].
3- 3. قال فی القاموس( 2: 247): كهمس الهلالی صحابی.
4- 4. یمكن ان یقرأ بالتخفیف و التشدید.
5- 5. قضب الشی ء: قطعه.

وَ مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ لِلْحَافِظِ أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ مُطَرِّفٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ رُبَّمَا لَمْ یُذْكَرْ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مِیتَتِی وَ یَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِی وَعَدَنِی رَبِّی فَإِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ غَرَسَ قُضْبَانَهَا بِیَدِهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنَّهُ لَنْ یُخْرِجَكُمْ مِنْ هُدًی وَ لَنْ یُدْخِلَكُمْ فِی ضَلَالَةٍ.

وَ نَقَلْتُ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قِنْوُ مَوْزٍ(1) فَجَعَلَ یُقَشِّرُ الْمَوْزَةَ وَ یَجْعَلُهَا فِی فَمِی فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُحِبُّ عَلِیّاً قَالَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ.

وَ مِنْهُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِوَرَقَةِ آسٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٌ فِیهَا بِبَیَاضٍ إِنِّی افْتَرَضْتُ مَحَبَّةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی خَلْقِی فَبَلِّغْهُمْ ذَلِكَ عَنِّی.

وَ مِنْهُ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی ذَرٍّ وَ هُوَ جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام یُصَلِّی أَمَامَهُ فَقَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ أَ لَا تُحَدِّثُنِی بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَیْكَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَبَّهُمْ إِلَیْكَ أَحَبُّهُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَجَلْ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ أَحَبَّهُمْ إِلَیَّ أَحَبُّهُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ ذَاكَ الشَّیْخُ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام.

وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ أَیْضاً: قَالَ رَجُلٌ لِسَلْمَانَ مَا أَشَدَّ حُبَّكَ لِعَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فَقَدْ أَبْغَضَنِی.

وَ مِنْهُ قَالَ أَنْبَأَنِی الْإِمَامُ الْحَافِظُ صَدْرُ الْحُفَّاظِ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَطَّارُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَلَقَ اللَّهُ مِنْ نُورِ وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَ لِمُحِبِّیهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

ص: 275


1- 1. القنو: العذق، و هو من النخل و الموز كالعنقود من العنب.

وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ آمَنَ بِی وَ بِمَا جِئْتُ بِهِ وَ هُوَ یُبْغِضُ عَلِیّاً فَهُوَ كَاذِبٌ لَیْسَ بِمُؤْمِنٍ.

وَ مِنْهُ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْقَضِیبِ الْأَحْمَرِ الَّذِی غَرَسَهُ اللَّهُ فِی جَنَّةِ عَدْنٍ بِیَمِینِهِ فَلْیَتَمَسَّكْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1).

«55»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ قَالَ مِنَ الْمَرَاسِیلِ فِی مُعْجَمِ الطَّبَرَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَاهَی وَ غَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ غَیْرَ هَائِبٍ لِقَوْمِی وَ لَا مُحَابٍ لِقَرَابَتِی هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی أَنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ أَنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ (2).

«56»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَبْغَضْتُ عَلِیّاً بُغْضاً لَمْ أُبْغِضْهُ أَحَداً قَطُّ وَ أَحْبَبْتُ (3) رَجُلًا مِنْ قُرَیْشٍ لَمْ أُحِبَّهُ إِلَّا عَلَی بُغْضِهِ عَلِیّاً قَالَ فَبُعِثَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَی خَیْلٍ فَصَحِبْتُهُ مَا أَصْحَبُهُ إِلَّا عَلَی بُغْضِهِ عَلِیّاً قَالَ فَأَصَبْنَا سَبْیاً قَالَ فَكُتِبَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْعَثْ إِلَیْنَا(4) مَنْ یُخَمِّسُهُ قَالَ فَبَعَثَ إِلَیْنَا عَلِیّاً علیه السلام وَ فِی السَّبْیِ وَصِیفَةٌ هِیَ مِنْ أَفْضَلِ السَّبْیِ قَالَ وَ قَسَمَ (5) فَخَرَجَ وَ رَأْسُهُ یَقْطُرُ قُلْنَا یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا هَذَا قَالَ أَ لَمْ تَرَوْا إِلَی الْوَصِیفَةِ الَّتِی كَانَتْ فِی السَّبْیِ فَإِنِّی قَسَمْتُ وَ خَمَّسْتُ فَصَارَتْ فِی الْخُمُسِ ثُمَّ صَارَتْ فِی أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ ثُمَّ صَارَتْ فِی آلِ عَلِیٍّ وَ وَقَعْتُ بِهَا قَالَ فَكَتَبَ الرَّجُلُ إِلَی نَبِیِّ اللَّهِ

ص: 276


1- 1. كشف الغمّة: 28- 31.
2- 2. كشف الغمّة: 31.
3- 3. فی المصدر: قال و أجبت.
4- 4. فی المصدر: لنا.
5- 5. فی المصدر:[ فخمس] و قسم.

فَقُلْتُ ابْعَثْنِی مُصَدِّقاً قَالَ فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ الْكِتَابَ وَ أَقُولُ صَدَقَ قَالَ فَأَمْسَكَ یَدِی وَ الْكِتَابَ قَالَ أَ تُبْغِضُ عَلِیّاً قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَلَا تُبْغِضْهُ وَ إِنْ كُنْتَ تُحِبُّهُ فَازْدَدْ لَهُ حُبّاً فَوَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَنَصِیبُ عَلِیٍّ فِی الْخُمُسِ أَفْضَلُ مِنْ وَصِیفَةٍ قَالَ فَمَا كَانَ مِنَ النَّاسِ (1) بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عَلِیٍّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَوَ الَّذِی لَا إِلَهَ غَیْرُهُ مَا بَیْنِی وَ بَیْنَ النَّبِیِّ فِی هَذَا الْحَدِیثِ غَیْرُ أَبِی بُرَیْدَةَ(2).

«57»- أَقُولُ: رَوَی جَمَالُ الدِّینِ یُوسُفُ بْنُ حَاتِمٍ الْفَقِیهُ الشَّامِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ عَنِ الْأَرْبَعِینِ فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ حَمَّادِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّرَّاجِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ فَمَا بَالُ قَوْمٍ یُنْكِرُونَ مَنْ لَهُ مَنْزِلَةٌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَنْزِلَتِی أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ كَافَاهُ الْجَنَّةَ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً یَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاتَهُ وَ صِیَامَهُ وَ قِیَامَهُ وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً اسْتَغْفَرَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ یَدْخُلُ مِنْ أَیِّ بَابٍ شَاءَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یَشْرَبَ مِنَ الْكَوْثَرِ وَ یَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ طُوبَی وَ یَرَی مَكَانَهُ مِنَ الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَعْطَاهُ اللَّهُ فِی الْجَنَّةِ بِعَدَدِ كُلِّ عِرْقٍ فِی بَدَنِهِ حُوراً وَ یُشَفِّعُ فِی ثَمَانِینَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ فِی بَدَنِهِ مَدِینَةٌ فِی الْجَنَّةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً بَعَثَ اللَّهُ مَلَكَ الْمَوْتِ إِلَیْهِ بِرِفْقٍ وَ دَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ هَوْلَ مُنْكَرٍ وَ نَكِیرٍ وَ نَوَّرَ قَلْبَهُ (3) وَ بَیَّضَ وَجْهَهُ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً أَثْبَتَ اللَّهُ الْحُكْمَ فِی قَلْبِهِ وَ أَجْرَی عَلَی لِسَانِهِ الصَّوَابَ وَ فَتَحَ اللَّهُ لَهُ أَبْوَابَ الرَّحْمَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً سُمِّیَ فِی السَّمَاوَاتِ أَسِیرَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً نَادَاهُ مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ أَنْ یَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً جَاءَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ

ص: 277


1- 1. فی المصدر: فما كان من الناس أحد اه.
2- 2. كشف الغمّة: 84.
3- 3. فی( م) و( د): و نور قبره.

لَیْلَةَ الْبَدْرِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَضَعَ اللَّهُ عَلَی رَأْسِهِ تَاجَ الْكَرَامَةِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً مَرَّ عَلَی الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً وَ تَوَلَّاهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَ جَوَازاً عَلَی الصِّرَاطِ وَ أَمَاناً مِنَ الْعَذَابِ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً لَا یُنْشَرُ لَهُ دِیوَانٌ وَ لَا یُنْصَبُ لَهُ مِیزَانٌ وَ یُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ أَلَا وَ مَنْ أَحَبَّ آلَ مُحَمَّدٍ أَمِنَ مِنَ الْحِسَابِ وَ الْمِیزَانِ وَ الصِّرَاطِ وَ مَنْ أَحَبَّ آلَ مُحَمَّدٍ صَافَحَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَ زَارَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ وَ قُضِیَ لَهُ كُلُّ حَاجَةٍ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَلَا وَ مَنْ مَاتَ عَلَی حُبِّ آلِ مُحَمَّدٍ فَأَنَا كَفِیلُهُ بِالْجَنَّةِ قَالَهُ ثَلَاثاً. قال قتیبة بن سعید بن رجاء كان حماد بن زید یفتخر بهذا الحدیث و یقول هو الأصل لمن یقر به (1)

أقول: رواه الصدوق محمد بن بابویه رحمه اللّٰه فی كتاب فضائل الشیعة(2) عن أبیه عن عبد اللّٰه بن الحسین المؤدب عن أحمد بن علی الأصفهانی عن محمد بن أسلم الطوسی عن أبی رجاء قتیبة بن سعید عن نافع عن ابن عمر: مثله.

«58»- بشا، [بشارة المصطفی] یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوَّانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الدَّاعِی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ الْعَدْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَبَّارِ عَنْ لَیْثِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ قَالَتْ فَأَیْنَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ قَالَ لَهَا أَیْ بُنَیَّةِ تِلْكَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا وَ أَنْتِ سَیِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ (3) وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَیِّداً فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّداً فِی الْآخِرَةِ فَلَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ (4).

«59»- بشا، [بشارة المصطفی] أَبُو عَلِیِّ ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْخَوْلَانِیِّ عَنْ زَاذَانَ قَالَ سَمِعْتُ

ص: 278


1- 1. مخطوطان و لم نظفر بنسختهما.
2- 2. مخطوطان و لم نظفر بنسختهما.
3- 3. الصحیح كما فی المصدر و( م): و انت سیدة نساء العالمین.
4- 4. بشارة المصطفی: 84.

سَلْمَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ یَقُولُ: لَا أَزَالُ أُحِبُّ عَلِیّاً علیه السلام فَإِنِّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَضْرِبُ فَخِذَهُ وَ یَقُولُ مُحِبُّكَ لِی مُحِبٌّ وَ مُحِبِّی لِلَّهِ مُحِبٌّ وَ مُبْغِضُكَ لِی مُبْغِضٌ وَ مُبْغِضِی لِلَّهِ مُبْغِضٌ (1).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَوْدِیِّ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الرُّمَّانِیِّ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ زَاذَانَ قَالَ: قَالَ لِی سَلْمَانُ یَا زَاذَانُ أَحِبَّ عَلِیّاً إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ(2).

«60»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ جَعْفَرٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْبَارِیِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو نُعَیْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَیْنٍ بَغْدَادَ فَنَزَلَ الرُّمَیْلَةَ وَ هِیَ مَحَلَّةٌ بِهَا فَاجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ وَ نَصَبُوا لَهُ كُرْسِیّاً صَعِدَ عَلَیْهِ وَ أَخَذَ یَعِظُ النَّاسَ وَ یُذَكِّرُهُمْ وَ یَرْوِی لَهُمْ الْأَحَادِیثَ وَ كَانَتْ أَیَّاماً صَعْبَةً فِی التَّقِیَّةِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْمَجْلِسِ وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا نُعَیْمٍ أَ تَتَشَیَّعُ قَالَ فَكَرِهَ الشَّیْخُ مَقَالَتَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْهُ (3) وَ تَمَثَّلَ بِهَذَیْنِ الْبَیْتَیْنِ:

وَ مَا زَالَ بِی حُبِّیكِ حَتَّی كَأَنَّنِی***بِرَدِّ جَوَابِ السَّائِلِی عَنْكِ أَعْجَمُ

لِأَسْلَمَ مِنْ قَوْلِ الْوُشَاةِ وَ تَسْلَمِی***سَلِمْتُ وَ هَلْ حَیٌّ مِنَ النَّاسِ یَسْلَمُ (4)

قَالَ فَلَمْ یَفْطُنِ الرَّجُلُ بِمُرَادِهِ وَ عَادَ إِلَی السُّؤَالِ وَ قَالَ یَا أَبَا نُعَیْمٍ أَ تَتَشَیَّعُ فَقَالَ یَا هَذَا كَیْفَ بُلِیتُ بِكَ وَ أَیُّ رِیحٍ هَبَّتْ بِكَ إِلَیَّ نَعَمْ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ

ص: 279


1- 1. بشارة المصطفی: 89.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 225.
3- 3. فی المصدر: و أعرض عنه بوجهه.
4- 4. الشعر لنصیب كما یستفاد من الأغانی 14: 10. و قد أورد فیه القضیة بعینها إلّا أن فی البیت الأول اختلافا و فیه هكذا: و ما زال بی الكتمان حتّی كأننی برجع جواب السائلی عنك اعجم .

صالح بن حی یقول: سمعت جعفر بن محمد یقول: حب علی عبادة و خیر العبادة ما كتمت.(1)

«61»- بشا، [بشارة المصطفی] أَبُو عَلِیِّ بْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَدِّهِ مَسْعَدَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَا یَهْلِكُ هَالِكٌ عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَّا رَآهُ فِی أَحَبِّ الْمَوَاطِنِ إِلَیْهِ وَ لَا یَهْلِكُ هَالِكٌ عَلَی بُغْضِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَّا رَآهُ فِی أَبْغَضِ الْمَوَاطِنِ إِلَیْهِ (2).

«62»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابُورَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ هِشَامٍ (3) عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ مِثْلَ مَا قَامَ نُوحٌ فِی قَوْمِهِ وَ كَانَ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مُدَّ فِی عُمُرِهِ حَتَّی حَجَّ أَلْفَ حَجَّةٍ ثُمَّ قُتِلَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ ثُمَّ لَمْ یُوَالِكَ یَا عَلِیُّ لَمْ یَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَ لَمْ یَدْخُلْهَا أَ مَا عَلِمْتَ یَا عَلِیُّ أَنَّ حُبَّكَ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَیِّئَةٌ وَ بُغْضَكَ سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا طَاعَةٌ یَا عَلِیُّ لَوْ نَثَرْتَ الدُّرَّ عَلَی الْمُنَافِقِ مَا أَحَبَّكَ وَ لَوْ ضَرَبْتَ خَیْشُومَ الْمُؤْمِنِ مَا أَبْغَضَكَ لِأَنَّ حُبَّكَ إِیمَانٌ وَ بُغْضَكَ نِفَاقٌ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِیٌّ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ شَقِیٌ (4).

«63»- بشا، [بشارة المصطفی] ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أُوصِی مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی بِالْوَلَایَةِ لِعَلِیٍّ فَإِنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ تَوَلَّانِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فَقَدْ تَوَلَّی اللَّهَ

ص: 280


1- بشارة المصطفی: 104
2- 2. بشارة المصطفی: 112.
3- 3. فی المصدر: عبید بن هاشم.
4- 4. بشارة المصطفی: 114.

وَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی أَبْغَضَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).

«64»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْعَبَّاسِ الْجُوَیْنِیِ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْهَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ(3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: مِثْلَهُ (4).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عبد الواحد عن ابن عقدة: مثله (5).

«65»- بشا، [بشارة المصطفی] الْحَسَنُ بْنُ حُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ عَنِ الْقَنْدِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كُلُّ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ إِنَّ عَدَاوَتَنَا تَلْحَقُ (6) بِالْیَهُودِیِّ وَ النَّصْرَانِیِّ إِنَّكُمْ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّی تُحِبُّونِی وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ هَذَا یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام(7).

«66»- بشا، [بشارة المصطفی] ابْنُ شَیْخِ الطَّائِفَةِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ سَعَّادٍ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ

ص: 281


1- 1. بشارة المصطفی: 146.
2- 2. فی المصدر: الجوانی.
3- 3. فی المصدر: عن علیّ بن الهاشم البرید.
4- 4. بشارة المصطفی: 192. و یوجد مثل الحدیث أیضا فی ص 184 و 185 من المصدر بغیر هذا السند.
5- 5. أمالی الطوسیّ: 156.
6- 6. من باب الافعال أی عداوتنا تلحق الإنسان بالیهودی و النصرانی و ان قال« لا إله الا اللّٰه».
7- 7. بشارة المصطفی: 146.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَحْدَهُ وَ جَمَعَهُمَا فَقَالَ إِذَا اجْتَمَعْتُمَا فَعَلَیْكُمْ عَلِیٌّ قَالَ فَأَخَذْنَا یَمِیناً وَ یَسَاراً قَالَ فَأَخَذَ عَلِیٌّ فَأَبْعَدَ فَأَصَابَ شَیْئاً فَأَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ قَالَ بُرَیْدَةُ وَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ بُغْضاً لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ فَأَتَی رَجُلٌ خَالِداً فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ فَقَالَ مَا هَذَا ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ عَلَی ذَلِكَ فَدَعَانِی خَالِدٌ فَقَالَ یَا بُرَیْدَةُ قَدْ عَرَفْتَ الَّذِی صَنَعَ فَانْطَلِقْ بِكِتَابِی هَذَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبِرْهُ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِهِ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَأَمْسَكَهُ بِشِمَالِهِ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَكْتُبُ وَ لَا یَقْرَأُ وَ كُنْتُ رَجُلًا إِذَا تَكَلَّمَتُ طَأْطَأْتُ رَأْسِی (1) حَتَّی أَفْرُغَ مِنْ حَاجَتِی فَطَأْطَأْتُ أَوْ فَتَكَلَّمْتُ (2) فَوَقَعْتُ فِی عَلِیٍّ حَتَّی فَرَغْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِی فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ غَضِبَ غَضَباً لَمْ أَرَهُ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ إِلَّا یَوْمَ قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا بُرَیْدَةُ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیُّكُمْ بَعْدِی فَأَحِبَّ عَلِیّاً فَإِنَّمَا یَفْعَلُ مَا یُؤْمَرُ(3) قَالَ فَقُمْتُ وَ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْهُ. وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثْتُ أَنَا حَرْبَ بْنَ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ فَقَالَ: كَتَمَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَیْدَةَ بَعْضَ الْحَدِیثِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ أَ نَافَقْتَ بَعْدِی یَا بُرَیْدَةُ(4).

«67»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَسْفَرَایِینِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَادِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: رَأَیْتُ زُبَیْدَ الأیامی [الْیَامِیِ](5) فِی الْمَنَامِ فَقُلْتُ إِلَی مَا صِرْتَ یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ إِلَی رَحْمَةِ اللَّهِ

ص: 282


1- 1. طأطأ رأسه: خفضه.
2- 2. فی المصدر: فطأطأت فتكلمت.
3- 3. فی المصدر: ما یؤمر به.
4- 4. بشارة المصطفی: 146 و 147.
5- 5. قال فی القاموس فی« أیم»: زبید بن الحرث محدث.

عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ قُلْتُ فَأَیُّ عَمَلٍ وَجَدْتَ أَفْضَلَ قَالَ الصَّلَاةُ وَ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1).

«68»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی تُرَابٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ الْبُرَیْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله نَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ مِنْ بَعْدِی.

قال أبو زكریا قال لی أبو تراب الأعمش سمعت أحمد بن یوسف السلمی یقول رأیت هذا فی كتاب عبد الرزاق و كان یمتنع لا یحدث به فحدث أبو الأزهر بهذا الحدیث فأعرضوه علی یحیی بن معن فصاح یحیی و كان أبو الأزهر حاضرا فقال من الكذاب الذی یحدث بهذا الكذب علی عبد الرزاق فقام أبو الأزهر فقال أنا یا سیدی بسلامة صدری (2).

«69»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی غَسَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْأَحْمَرِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِنَّ فِیمَا عَهِدَ إِلَیَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ (3).

«70»- بشا، [بشارة المصطفی] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الجری [الحبرمی](4) عَنْ عَتِیقِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَصَبَةَ بْنِ ذُوَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَقْضَی أُمَّتِی بِكِتَابِ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَلَا مَنْ یُحِبُّنِی (5) فَلْیُحِبَّهُ فَإِنَّ الْعَبْدَ لَا یَنَالُ وَلَایَتِی إِلَّا بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (6).

ص: 283


1- 1. بشارة المصطفی: 179.
2- 2. بشارة المصطفی: 179.
3- 3. بشارة المصطفی: 181.
4- 4. فی المصدر« الحبرمی» و فی( م) و( د): الحمیری.
5- 5. فی المصدر: ألا من أحبنی.
6- 6. بشارة المصطفی: 182.

«71»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغِطْرِیفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدَانَ عَنْ حَبِیبِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمَازِنِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ فَاطِمَةَ الصُّغْرَی عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ علیهم السلام قَالَتْ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشِیَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ فَغَفَرَ لَكُمْ عَامَّةً وَ غَفَرَ لِعَلِیٍّ خَاصَّةً وَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ غَیْرَ هَائِبٍ لِقَوْمِی وَ لَا مُحَابٍّ لِقَرَابَتِی هَذَا جَبْرَئِیلُ یُخْبِرُنِی (1) أَنَّ السَّعِیدَ كُلَّ السَّعِیدِ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی (2).

«72»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ لَوْ ضَرَبْتُ أَنْفَ الْمُؤْمِنِینَ بِسَیْفِی هَذَا مَا أَبْغَضُونِی أَبَداً وَ لَوْ أَعْطَیْتُ الْمُنَافِقِینَ هَكَذَا وَ هَكَذَا مَا أَحَبُّونِی أَبَداً(3).

«73»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی النُّعْمَانِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عُنْوَانُ صَحِیفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (4).

«74»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَجَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

ص: 284


1- 1. فی المصدر: أخبرنی.
2- 2. بشارة المصطفی: 182 و 183.
3- 3. بشارة المصطفی: 185 و 186.
4- 4. بشارة المصطفی: 189.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَأْمُرُكَ أَنْ تُحِبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ عَلِیّاً وَ یُحِبُّ مَنْ یُحِبُّهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ یُبْغِضُ عَلِیّاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَحْمِلُ النَّاسَ عَلَی عَدَاوَتِهِ (1).

«75»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عِصَامِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ الْكِلَابِیِّ وَ عُمَرَ بْنِ سُلَیْمَانَ (2) وَ أَبِی الرَّبِیعِ الْأَعْرَجِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ زَیْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ الْأَمْنَ وَ الْإِیمَانَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَ مَا غَرَبَتْ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً وَ حُوسِبَ بِمَا عَمِلَ (3).

«76»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ الرَّجَائِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی هَاشِمٍ صَاحِبِ الرُّمَّانِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ مُحِبُّكَ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُكَ مُبْغِضِی (4).

«77»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزْدَادَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ یَحْیَی الْحِمَّانِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عَمَّارِ بْنِ زُرَیْقٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مَوْتِی وَ یَسْكُنَ جَنَّةَ الْخُلْدِ الَّتِی وَعَدَنِی رَبِّی وَ غَرَسَ قُضْبَانَهَا بِیَدِهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(5).

ص: 285


1- 1. بشارة المصطفی: 191 و 192.
2- 2. فی المصدر: عن عمرو بن سلیمان.
3- 3. بشارة المصطفی: 193 و 194.
4- 4. بشارة المصطفی: 194.
5- 5. بشارة المصطفی: 194 و 195.

«78»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ حَبِیبُكَ حَبِیبِی وَ حَبِیبِی حَبِیبُ اللَّهِ وَ بَغِیضُكَ بَغِیضِی وَ بَغِیضِی بَغِیضُ اللَّهِ فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ بَعْدِی (1).

كشف، [كشف الغمة] مِنَ الْأَحَادِیثِ الَّتِی جَمَعَهَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ فَالْوَیْلُ لِمَنْ أَبْغَضَكَ بَعْدِی (2).

«79»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الخرور [الْحَزَوَّرِ] عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ كَذَّبَكَ وَ كَذَبَ فِیكَ (3).

«80»- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیِّ عَنِ الْعِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ زِیَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا تَلُومَنَّ النَّاسَ عَلَی حُبِّكَ فَإِنَّ حُبَّكَ مَخْزُونٌ تَحْتَ الْعَرْشِ لَا یَنَالُ حُبَّكَ مَنْ یُرِیدُ إِنَّمَا یُنْزَلُ مِنَ السَّمَاءِ بِقَدَرٍ(4).

«81»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الشَّعْبِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی جَنْبِهِ إِذْ قَرَأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّنْ یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَ یَكْشِفُ السُّوءَ وَ یَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ (5)

ص: 286


1- 1. بشارة المصطفی: 196.
2- 2. كشف الغمّة: 28.
3- 3. بشارة المصطفی: 197.
4- 4. بشارة المصطفی: 202 و 203.
5- 5. سورة النمل: 62.

قَالَ فَارْتَعَدَ عَلِیٌّ علیه السلام فَضَرَبَ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ عَلَی كَتِفِهِ وَ قَالَ مَا لَكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَرَأْتَ هَذِهِ الْآیَةَ فَخَشِیتُ أَنْ نَبْتَلِیَ بِهَا فَأَصَابَنِی مَا رَأَیْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(1).

«82»- كَشْفُ الْیَقِینِ، لِلْعَلَّامَةِ قُدِّسَ سِرُّهُ: كَانَ لِأَبِی دُلَفَ وَلَدٌ فَتَحَادَثَ أَصْحَابُهُ فِی حُبِّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ بُغْضِهِ فَرَوَی بَعْضُهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ یَا عَلِیُّ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِیٌ (2) وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا وَلَدُ زَنْیَةٍ أَوْ حَیْضَةٍ فَقَالَ وَلَدُ أَبِی دُلَفَ مَا تَقُولُونَ فِی الْأَمِیرِ هَلْ یُؤْتَی فِی أَهْلِهِ فَقَالُوا لَا فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَشَدُّ النَّاسِ بُغْضاً لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَخَرَجَ أَبُوهُ وَ هُمْ فِی التَّشَاجُرِ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْخَبَرَ لَحَقٌّ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَوَلَدُ زَنْیَةٍ وَ حَیْضَةٍ مَعاً إِنِّی كُنْتُ مَرِیضاً فِی دَارِ أَخِی فِی حُمَّی ثَلَاثٍ فَدَخَلَتْ عَلَیَّ جَارِیَةٌ لِقَضَاءِ حَاجَةٍ فَدَعَتْنِی نَفْسِی إِلَیْهَا فَأَبَتْ وَ قَالَتْ إِنِّی حَائِضٌ فَكَابَرْتُهَا عَلَی نَفْسِهَا فَوَطِئْتُهَا فَحَمَلَتْ بِهَذَا الْوَلَدِ فَهُوَ لِزَنْیَةٍ وَ حَیْضَةٍ مَعاً.

وَ حَكَی وَالِدِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: اجْتَزْتُ یَوْماً فِی بَعْضِ دُرُوبِ (3) بَغْدَادَ مَعَ أَصْحَابِی فَأَصَابَنِی عَطَشٌ فَقُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِی اطْلُبْ مَاءً مِنْ بَعْضِ الدُّرُوبِ فَمَضَی یَطْلُبُ الْمَاءَ وَ وَقَفْتُ أَنَا وَ بَاقِی أَصْحَابِی نَنْتَظِرُ الْمَاءَ وَ صَبِیَّانِ یَلْعَبَانِ أَحَدُهُمَا یَقُولُ الْإِمَامُ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْآخَرُ یَقُولُ إِنَّهُ أَبُو بَكْرٍ فَقُلْتُ صَدَقَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا وَلَدُ حَیْضَةٍ(4) فَخَرَجَتِ الْمَرْأَةُ بِالْمَاءِ فَقَالَتْ بِاللَّهِ عَلَیْكَ یَا سَیِّدِی أَسْمِعْنِی مَا قُلْتَ فَقُلْتُ حَدِیثٌ رَوَیْتُهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا حَاجَةَ إِلَی ذِكْرِهِ فَكَرَّرَتِ السُّؤَالَ فَرَوَیْتُهُ لَهَا فَقَالَتْ وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی إِنَّهُ لَخَبَرُ صِدْقٍ إِنَّ هَذَیْنِ وَلَدَایَ الَّذِی یُحِبُّ عَلِیّاً وَلَدُ طُهْرٍ وَ الَّذِی یُبْغِضُهُ حَمَلْتُهُ فِی الْحَیْضِ جَاءَ وَالِدُهُ إِلَیَّ فَكَابَرَنِی عَلَی نَفْسِی حَالَةَ الْحَیْضِ فَنَالَ مِنِّی فَحَمَلْتُ

ص: 287


1- 1. الكنز مخطوط. و أورده فی البرهان 3: 208.
2- 2. فی المصدر: نقی.
3- 3. اجتاز: سلك. مر. عبر. و الدروب جمع الدرب: باب السكة الواسع. الطریق.
4- 4. فی المصدر: الا كافر.

بِهَذَا الَّذِی یُبْغِضُ عَلِیّاً(1).

«83»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَجْبٍ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَهَرٍ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَ كَذَلِكَ أَنْتَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ كَانَ لَهُ ثُلُثُ ثَوَابِ الْعِبَادِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ كَانَ لَهُ ثُلُثَا ثَوَابِ الْعِبَادِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْعِبَادِ أَجْمَعُ (2).

«84»- وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ أَیْضاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ وَ كَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ عَلِیّاً بِقَلْبِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثُلُثَ ثَوَابِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّهُ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثُلُثَیْ ثَوَابِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّهُ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلِّهَا(3).

«85»- وَ یَعْضُدُهُ أَیْضاً مَا رَوَاهُ أَیْضاً عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَیْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ ثُلُثِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ ثُلُثَیْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ أَعَانَكَ بِلِسَانِهِ وَ نَصَرَكَ بِسَیْفِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ(4).

ص: 288


1- 1. كشف الیقین: 166 و 167.
2- 2. الكنز مخطوط. و أوردها فی البرهان 4: 521 و 522.
3- 3. الكنز مخطوط. و أوردها فی البرهان 4: 521 و 522.
4- 4. الكنز مخطوط. و أوردها فی البرهان 4: 521 و 522.

«86»- وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَلَأٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ إِذَا أَسْوَدُ تَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الزُّنُوجِ مَلْفُوفٌ فِی كِسَاءٍ یَمْضُونَ بِهِ إِلَی قَبْرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ بِالْأَسْوَدِ فَوُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَكُشِفَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ هَذَا رَبَاحٌ غُلَامُ آلِ النَّجَّارِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ اللَّهِ مَا رَآنِی قَطُّ إِلَّا وَ حُجِلَ فِی قُیُودِهِ (1) وَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنِّی أُحِبُّكَ قَالَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِغُسْلِهِ وَ كَفَّنَهُ فِی ثَوْبٍ مِنْ ثِیَابِهِ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ شَیَّعَهُ وَ الْمُسْلِمُونَ إِلَی قَبْرِهِ وَ سَمِعَ النَّاسُ دَوِیّاً شَدِیداً فِی السَّمَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ قَدْ شَیَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ قَبِیلٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كُلُّ قَبِیلٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَ اللَّهِ مَا نَالَ ذَلِكَ إِلَّا بِحُبِّكَ یَا عَلِیُّ قَالَ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی لَحْدِهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ سَوَّی عَلَیْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَاكَ قَدْ أَعْرَضْتَ عَنِ الْأَسْوَدِ سَاعَةَ سَوَّیْتَ عَلَیْهِ اللَّبِنَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا عَطْشَاناً فَتَبَادَرَ إِلَیْهِ أَزْوَاجُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِینِ بِشَرَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَ وَلِیُّ اللَّهِ غَیُورٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أَحْزُنَهُ بِالنَّظَرِ إِلَی أَزْوَاجِهِ فَأَعْرَضْتُ عَنْهُ.

«87»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدٌ عَنْ عَوْنِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا مَنْدَلٌ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَلْمَانَ عَنْ أَبِی عُمَرَ الْأَسَدِیِّ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا(2) قَالَ لَا تَلَقَی مُؤْمِناً إِلَّا وَ فِی قَلْبِهِ وُدٌّ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام(3).

«88»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 289


1- 1. قال فی النهایة( 1: 204): فی الحدیث« انه علیه السلام قال لزید: أنت مولانا، فحجل» الحجل: أن یرفع رجلا و یقفز علی الأخری من الفرح، و قد یكون بالرجلین إلّا أنه قفز، و قیل: الخجل: مشی المقید.
2- 2. سورة مریم: 96.
3- 3. تفسیر فرات: 88.

قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً وَ اجْعَلْ لِی فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مَوَدَّةً فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا(1) قَالَ لَا تَلْقَی رَجُلًا مُؤْمِناً إِلَّا وَ فِی قَلْبِهِ حُبٌّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیهم السلام(2).

«89»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدِی وَ یَدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَعَلَا بِنَا عَلَی ثَبِیرٍ ثُمَّ صَلَّی رَكَعَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَكَ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ تَحْلُلَ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِی لِیَفْقَهُوا قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ مُنَادِیاً یُنَادِی یَا أَحْمَدُ قَدْ أُوتِیتَ مَا سَأَلْتَ (3) قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْفَعْ یَدَكَ إِلَی السَّمَاءِ فَادْعُ رَبَّكَ وَ سَلْهُ یُعْطِكَ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَتَلاهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَصْحَابِهِ فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِكَ عَجَباً شَدِیداً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَ تَعْجَبُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ أَرْبَعَةُ أَرْبَاعٍ رُبُعٌ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ خَاصَّةً وَ رُبُعٌ فِی أَعْدَائِنَا وَ رُبُعٌ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ رُبُعٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَرَائِمَ الْقُرْآنِ (5).

«90»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قُرَیْشٌ فِی حَدِیثٍ لَهُمْ فَلَمَّا رَأَوْهُ سَكَتُوا فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَجَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَتَلْتُ بَیْنَ یَدَیْكَ سَبْعِینَ رَجُلًا

ص: 290


1- 1. سورة مریم: 96.
2- 2. تفسیر فرات: 89.
3- 3. فی المصدر: قد اوتیت سؤلك.
4- 4. سورة مریم: 96.
5- 5. تفسیر فرات: 89.

صَبْراً مِمَّا تَأْمُرُنِی بِقَتْلِهِ وَ ثَمَانِینَ رَجُلًا مُبَارَزَةً فَمَا أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَا مِنْ وُجُوهِ الْعَرَبِ إِلَّا وَ قَدْ دَخَلَ عَلَیْهِمْ بُغْضٌ لِی فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَ لِی مَحَبَّةً فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ فِیكَ آیَةً مِنْ كِتَابِهِ وَ جَعَلَ لَكَ فِی قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَحَبَّةً (1)

«91»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ دَلِیلٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءُوا سِتَّةُ نَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ فِی زَمَانِ أَبِی بَكْرٍ فَقَالُوا لَهُ یَا أَبَا سَعِیدٍ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِی یُكْثَرُ فِیهِ وَ یُقَلُّ قَالَ عَمَّنْ تَسْأَلُونَ قَالُوا نَسْأَلُكَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِّی عَنْ رَجُلٍ أَمَرَّ مِنَ الدِّفْلَی وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَخَفَّ مِنَ الرِّیشَةِ وَ أَثْقَلَ مِنَ الْجَبَلِ أَمَا وَ اللَّهِ مَا حَلَا إِلَّا عَلَی أَلْسِنَةِ الْمُتَّقِینَ وَ لَا خَفَّ إِلَّا عَلَی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ مَا مَرَّ عَلَی لِسَانِ أَحَدٍ قَطُّ إِلَّا عَلَی لِسَانِ كَافِرٍ وَ لَا ثَقُلَ عَلَی قَلْبِ أَحَدٍ إِلَّا عَلَی قَلْبِ مُنَافِقٍ وَ لَا زَوَی عَنْهُ أَحَدٌ وَ لَا صَدَفَ وَ لَا الْتَوَی وَ لَا كَذَبَ وَ لَا احْوَالَّ وَ لَا ازْوَارَّ عَنْهُ (2) وَ لَا فَسَقَ وَ لَا عَجِبَ وَ لَا تَعَجَّبَ وَ هِیَ (3) سَبْعَةَ عَشَرَ حَرْفاً إِلَّا حَشَرَهُ اللَّهُ مُنَافِقاً مِنَ الْمُنَافِقِینَ وَ لَا عَلِیٌّ إِلَّا أُرِیدَ وَ لَا أُرِیدَ إِلَّا عَلِیٌ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (4).

بیان: یكثر فیه و یقل علی بناء المجهول فیهما أی بعض الناس یكثرون و یبالغون فی حبه و بعضهم یقلون و یقصرون فی ذلك و یمكن أن یقرأ الأول علی بناء المخاطب و الثانی علی التكلم أی أنت تكثر فی مدحه و نحن نقلل فیه و الدفلی بكسر الدال و سكون الفاء و فتح اللام نبت مر یكون واحدا و جمعا ذكره

ص: 291


1- تفسیر فرات: 89 و 90
2- 3. زوی عنه حقه: منعه إیاه. صدف عنه: اعرض و صد. التوی عن الامر: تثاقل عنه. احوالّ عنه: انصرف عنه إلی غیره. ازوار عنه: عدل و انحرف.
3- 4. أی ما قاله أبو سعید.
4- 5. تفسیر فرات: 111.

الجوهری (1) قوله و لا علی إلا أرید أی كأنه علیه السلام لیس إلا لیتعرض الناس له بالكلام و سوء القول فیه و لا یرید الناس إلا إیاه و لعل فیه تصحیفا.

«92»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ مُعَنْعَناً عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةُ فی [مِنْ] طس النَّمْلِ (2) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَ جَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً إِلَی قَوْلِهِ قَلِیلًا ما تَذَكَّرُونَ (3) قَالَ انْتَفَضَ (4) عَلِیٌّ انْتِفَاضَ الْعُصْفُورِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَكَ یَا عَلِیُّ قَالَ عَجِبْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ كُفْرِهِمْ وَ جُرْأَتِهِمْ عَلَی اللَّهِ وَ حِلْمِ اللَّهِ عَنْهُمْ فَمَسَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَارَكَ ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ فَإِنَّهُ لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ وَ لَوْ لَا أَنْتَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ وَ لَا حِزْبُ رَسُولِهِ (5).

«93»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِالْحَسَنَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَمِنَ مِنْ فَزَعِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ حُبُّنَا(6) أَهْلَ الْبَیْتِ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِالسَّیِّئَةِ الَّتِی مَنْ جَاءَ بِهَا أَكَبَّهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی وَجْهِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ بُغْضُنَا(7) أَهْلَ الْبَیْتِ ثُمَّ تَلَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها وَ هُمْ مِنْ فَزَعٍ یَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِی النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8).

«94»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی خُطْبَتِهِ: أَیُّهَا النَّاسُ لَا تَسُبُّوا عَلِیّاً وَ لَا تَحْسُدُوهُ فَإِنَّهُ

ص: 292


1- 1. راجع الصحاح ص 1698.
2- 2. فی المصدر: هذه الآیات من طس النمل.
3- 3. سورة النمل: 61 و 62.
4- 4. أی دهش و اضطرب.
5- 5. تفسیر فرات: 115.
6- 6. فی المصدر: قلت: بلی، قال: حبنا اه.
7- 7. فی المصدر: قلت: بلی، قال: بغضنا اه.
8- 8. تفسیر فرات: 115 و 116. و الآیة فی سورة النمل: 89 و 90.

وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ بَعْدِی فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّی (1) وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی وَ أَطِیعُوهُ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ اسْتَرْشِدُوهُ تَوَفَّقُوا وَ تَرْشُدُوا فَإِنَّهُ الدَّلِیلُ لَكُمْ عَلَی اللَّهِ بَعْدِی فَقَدْ بَیَّنْتُ لَكُمْ أَمْرَ عَلِیٍّ فَاعْقِلُوهُ وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ (2).

«95»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْأَشَجِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ یُونُسَ بْنِ حُبَابٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: حُبُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ نِفَاقٌ ثُمَّ قَرَأَ وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ إِلَی قَوْلِهِ نِعْمَةً(3).

«96»- یف، [الطرائف] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ وَ الْحُمَیْدِیُّ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ فِی مُسْنَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی الْحَدِیثِ التَّاسِعِ مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ وَ رَوَاهُ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی فِی بَابِ مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ وَ مِنَ الْبَابِ الْمَذْكُورِ أَیْضاً مِنْ صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ وَ یَلِیهِ أَیْضاً مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ. وَ فِی بَعْضِ رِوَایَاتِهِمْ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: إِنَّا كُنَّا نَعْرِفُ مُنَافِقِی الْأَنْصَارِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً. وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام: یَا عَلِیُّ طُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ فِیكَ (4).

مد، [العمدة] عن عبد اللّٰه بن أحمد عن أبیه عن سعید بن محمد الوراق عن علی بن خرور عن أبی مریم الثقفی عن عمار: مثله (5).

«97»- یف، [الطرائف] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی الْبَصْرِیِّ عَنْ مُغِیرَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ

ص: 293


1- 1. فی المصدر: بحبی ایاه.
2- 2. تفسیر فرات: 118.
3- 3. تفسیر فرات: 162. و الآیة فی سورة الحجرات: 7 و 8.
4- 4. لم نجده فی المصدر المطبوع.
5- 5. العمدة: 110.

عَبَّاسٍ یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: مَنْ لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی وَ هُوَ جَاحِدٌ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَقِیَ اللَّهَ وَ هُوَ عَلَیْهِ غَضْبَانُ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ شَیْئاً مِنْ أَعْمَالِهِ فَیُوَكِّلُ بِهِ سَبْعُونَ مَلَكاً یَتْفُلُونَ فِی وَجْهِهِ وَ یَحْشُرُهُ اللَّهُ أَسْوَدَ الْوَجْهِ أَزْرَقَ الْعَیْنِ قُلْنَا یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَ یَنْفَعُ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْآخِرَةِ قَالَ قَدْ تَنَازَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حُبِّهِ حَتَّی سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ دَعُونِی حَتَّی أَسْأَلَ الْوَحْیَ فَلَمَّا هَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام سَأَلَهُ فَقَالَ أَسْأَلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ هَذَا فَرَجَعَ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَحِبَّ عَلِیّاً فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی یَا مُحَمَّدُ حَیْثُ تَكُنْ یَكُنْ عَلِیٌّ وَ حَیْثُ یَكُنْ عَلِیٌّ یَكُنْ مُحِبُّوهُ وَ إِنِ اجْتَرَحُوا وَ إِنِ اجْتَرَحُوا(1).

فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بالأسانید یرفعه إلی ابن عباس: مثله (2).

«98»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ إِنَّ أَعْدَاءَنَا تَلْحَقُ بِالْیَهُودِ وَ النَّصَارَی إِنَّكُمْ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّی تُحِبُّونِی وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ هَذَا یَعْنِی عَلِیّاً علیهم السلام(3).

أَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی الْمُجَلَّدِ الثَّامِنِ مِنْ شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ فِی الْخَبَرِ الصَّحِیحِ الْمُتَّفَقِ عَلَیْهِ: أَنَّهُ لَا یُحِبُّهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا مُنَافِقٌ. و حسبك بهذا الخبر ففیه وحده كفایة(4).

وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ شَیْخُنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِیُّ قَدِ اتَّفَقَتِ الْأَخْبَارُ الصَّحِیحَةُ الَّتِی لَا رَیْبَ عِنْدَ الْمُحَدِّثِینَ فِیهَا: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا

ص: 294


1- 1. لم نجده فی المصدر المطبوع. و الجملة الأخیرة توجد فی( ك) فقط.
2- 2. الروضة: 17. و لم نجده فی الفضائل. و فی غیر( ك) من النسخ قد ذكرت جملة« و ان اجترحوا و ان اجترحوا» هنا.
3- 3. لم نجده فی المناقب، و قد مضی مثل الحدیث تحت الرقم 63.
4- 4. شرح النهج 2: 485.

مُنَافِقٌ وَ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ. قَالَ وَ رَوَی حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَخَذَ مِیثَاقَ كُلِّ مُؤْمِنٍ عَلَی حُبِّی وَ مِیثَاقَ كُلِّ مُنَافِقٍ عَلَی بُغْضِی فَلَوْ ضَرَبْتُ وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالسَّیْفِ مَا أَبْغَضَنِی وَ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا عَلَی الْمُنَافِقِ مَا أَحَبَّنِی. وَ رَوَی عَبْدُ الْكَرِیمِ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَسْلَمَ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: لَوْ ضَرَبْتُ خَیَاشِیمَ الْمُؤْمِنِ بِالسَّیْفِ مَا أَبْغَضَنِی وَ لَوْ صَبَبْتُ (1) عَلَی الْمُنَافِقِ ذَهَباً وَ فِضَّةً مَا أَحَبَّنِی إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ الْمُؤْمِنِینَ بِحُبِّی وَ مِیثَاقَ الْمُنَافِقِینَ بِبُغْضِی فَلَا یُبْغِضُنِی مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّنِی مُنَافِقٌ أَبَداً. قَالَ الشَّیْخُ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِیُّ قَدْ رَوَی كَثِیرٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِبُغْضِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهم السلام(2).

وَ قَالَ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ رَوَی أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِیُّ قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ مِنَ الشِّیعَةِ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فِی الرَّحْبَةِ وَ هُوَ عَلَی حَصِیرٍ خَلَقٍ فَقَالَ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا حُبُّكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ مَنْ أَحَبَّنِی رَآنِی حَیْثُ یُحِبُّ أَنْ یَرَانِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی رَآنِی حَیْثُ یَكْرَهُ أَنْ یَرَانِی ثُمَّ قَالَ مَا عَبَدَ اللَّهَ أَحَدٌ قَبْلِی إِلَّا نَبِیُّهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ هَجَمَ (3) أَبُو طَالِبٍ عَلَیْنَا وَ أَنَا وَ هُوَ سَاجِدَانِ فَقَالَ أَ وَ فَعَلْتُمُوهَا ثُمَّ قَالَ لِی وَ أَنَا غُلَامٌ وَیْحَكَ انْصُرْ ابْنَ عَمِّكَ وَیْحَكَ لَا تَخْذُلْهُ وَ جَعَلَ یَحُثُّنِی عَلَی مُؤَازَرَتِهِ وَ مُكَانَفَتِهِ. وَ رَوَی جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: مَنْ أَحَبَّنِی كَانَ مَعِی أَمَا إِنَّكَ لَوْ صُمْتَ الدَّهْرَ كُلَّهُ وَ قُمْتَ اللَّیْلَ كُلَّهُ ثُمَّ قُتِلْتَ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ أَوْ قَالَ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْمَقَامِ لَمَا بَعَثَكَ اللَّهُ إِلَّا مَعَ هَوَاكَ بَالِغاً مَا بَلَغَ إِنْ فِی جَنَّةٍ فَفِی جَنَّةٍ وَ إِنْ فِی نَارٍ فَفِی نَارٍ. وَ رَوَی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیَسْتَعِدَّ عُدَّةً لِلْبَلَاءِ. وَ رَوَی أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِی حَیَّانَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: یَهْلِكُ فِیَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَالٍ. وَ رَوَی حَمَّادُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ

ص: 295


1- 1. فی المصدر: و لو نثرت.
2- 2. شرح النهج 1: 476.
3- 3. هجم علیه: انتهی إلیه بغتة علی غفلة منه.

أَیُّوبَ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ (1) عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: یَهْلِكُ فِیَّ ثَلَاثَةٌ اللَّاعِنُ وَ الْمُسْتَمِعُ الْمُقِرُّ وَ حَامِلُ الْوِزْرِ وَ هُوَ الْمَلِكُ الْمُتْرَفُ (2) الَّذِی یُتَقَرَّبُ إِلَیْهِ بِلَعْنِی وَ یُبْرَأُ عِنْدَهُ مِنْ دِینِی وَ یُنْتَقَصُ عِنْدَهُ حَسَبِی وَ إِنَّمَا حَسَبِی حَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ وَ دِینِی دِینُهُ وَ یَنْجُو فِیَّ ثَلَاثَةٌ مَنْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّ مُحِبِّی وَ مَنْ عَادَی عَدُوِّی فَمَنْ أَشْرَبَ قَلْبَهُ بُغْضِی أَوْ أَلَّبَ (3) عَلَیَّ أَوِ انْتَقَصَنِی فَلْیَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ (4) وَ جِبْرِیلَ وَ اللَّهُ عَدُوُّ الْكَافِرِینَ.

قَالَ وَ رَوَی النَّاسُ كَافَّةً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ: هَذَا وَلِیِّی وَ أَنَا وَلِیُّهُ عَادَیْتُ مَنْ عَادَاهُ وَ سَالَمْتُ مَنْ سَالَمَهُ: أَوْ نَحْوَ هَذَا اللَّفْظِ. وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. وَ رَوَی الْعَبَادِلَةُ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَا یُحِبُّنِی كَافِرٌ وَ لَا وَلَدُ زِنَاءٍ. وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كُنَّا نَخْتَبِرُ أَوْلَادَنَا بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَنْ أَحَبَّهُ عَرَفْنَا أَنَّهُ مِنَّا(5).

«99»- نهج، [نهج البلاغة] قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَوْ ضَرَبْتُ خَیْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَیْفِی هَذَا عَلَی أَنْ یُبْغِضَنِی مَا أَبْغَضَنِی وَ لَوْ صَبَبْتُ الدُّنْیَا بِجَمَّاتِهَا(6) عَلَی الْمُنَافِقِ عَلَی أَنْ یُحِبَّنِی مَا أَحَبَّنِی وَ ذَلِكَ أَنَّهُ قَضَی فَانْقَضَی عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ أَنَّهُ قَالَ لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ (7).

قال ابن أبی الحدید مراده علیه السلام من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فیه

ص: 296


1- 1. الصحیح كما فی المصدر« كهمس» راجع ذیل الروایة 52.
2- 2. فی المصدر: المسرف.
3- 3. ألب: تجمع و تحشد. و فی المصدر: أو ألب علی بغضی.
4- 4. فی المصدر: ان اللّٰه عدوه و خصمه.
5- 5. شرح النهج 1: 486- 489.
6- 6. أی بأجمعها.
7- 7. نهج البلاغة( عبده ط مصر) 2: 154 و 155. و فیه: یا علی لا یبغضك اه.

رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو مروی فی الصحاح بغیر هذا اللفظ لا یحبك إلا مؤمن و لا یبغضك إلا منافق (1).

«100»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُوسَی الطَّوِیلِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام: مُحِبُّكَ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُكَ مُبْغِضِی (2).

«101»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الْمُنْتَجِعِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ وَ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِوَرَقَةِ آسٍ خَضْرَاءَ مَكْتُوبٌ فِیهَا بِبَیَاضٍ إِنِّی افْتَرَضْتُ مَحَبَّةَ عَلِیٍّ عَلَی خَلْقِی فَبَلِّغْهُمْ ذَلِكَ عَنِّی (3).

«102»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَزَّازِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ مِنْ قِبَلِ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ بَشِّرْ أَخَاكَ عَلِیّاً بِأَنِّی لَا أُعَذِّبُ مَنْ تَوَلَّاهُ وَ لَا أَرْحَمُ مَنْ عَادَاهُ (4).

«103»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ وَاصِلٍ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خرور [حَزَوَّرٍ] عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَمَّارِ

ص: 297


1- 1. شرح النهج 4: 358.
2- 2. بشارة المصطفی: 194.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 38.
4- 4. أمالی الصدوق: 25.

بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَیَّنَكَ بِزِینَةٍ لَمْ یُزَیِّنِ الْعِبَادَ بِزِینَةٍ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهَا زَیَّنَكَ بِالزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا وَ جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ مِنْهَا شَیْئاً وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ شَیْئاً وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ فَجَعَلَكَ تَرْضَی بِهِمْ أَتْبَاعاً وَ یَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَأَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ فِیكَ فَأُولَئِكَ جِیرَانُكَ فِی دَارِكَ وَ شُرَكَاؤُكَ فِی جَنَّتِكَ وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُوقِفَهُ مَوْقِفَ الْكَذَّابِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).

كشف، [كشف الغمة] من كتاب كفایة الطالب عن أبی مریم السلولی عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله: مثله- و ذكره ابن مردویه فی مناقبه (2).

«104»- ما الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُفْیَانَ بَیَّاعِ الْحَرِیرِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ مَنْ كَانَ أَبَرَّ النَّاسِ (3) عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا رَأَیْتَ قَالَ مَا رَأَیْتُ أَحَداً بِمَنْزِلَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ كَانَ یَبْغِیهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ (4) فَیَسْتَخْلِی بِهِ حَتَّی یُصْبِحَ هَذَا كَانَ لَهُ عِنْدَهُ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا قَالَ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَنَسُ تُحِبُّ عَلِیّاً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّهُ لِحُبِّكَ إِیَّاهُ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ إِنْ أَحْبَبْتَهُ أَحَبَّكَ اللَّهُ وَ إِنْ أَبْغَضْتَهُ أَبْغَضَكَ اللَّهُ وَ إِنْ أَبْغَضَكَ اللَّهُ أَوْلَجَكَ فِی النَّارِ(5).

«105»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ الْفَحَّامُ وَ حَدَّثَنِی

ص: 298


1- 1. أمالی الطوسیّ: 113.
2- 2. كشف الغمّة: 49.
3- 3. فی المصدر: من كان آثر الناس.
4- 4. فی المصدر: كان یبعثنی فی جوف اللیل إلیه.
5- 5. أمالی الطوسیّ: 145.

عَمِّی عُمَیْرُ بْنُ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیِّ عَنْ أَبِی عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ قَالَ سَمِعْتُ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ حَدَّثَنِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا مِنْ جَانِبٍ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ جَانِبٍ إِذْ أَقْبَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ قَدْ تَلَبَّبَ بِهِ (1) فَقَالَ مَا بَالُهُ قَالَ حَكَی عَنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ قُلْتَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ هَذَا إِذَا سَمِعَتْهُ النَّاسُ فَرَّطُوا فِی الْأَعْمَالِ أَ فَأَنْتَ قُلْتَ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ إِذَا تَمَسَّكَ بِمَحَبَّةِ هَذَا وَ وَلَایَتِهِ (2).

«106»- جا، [المجالس] للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِی لُزَیْبَةَ(3) عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أَعْطَیْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَا هُوَ الْكَوْثَرُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَهَرٌ أَكْرَمَنِیَ اللَّهُ بِهِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ هَذَا النَّهَرَ شَرِیفٌ فَانْعَتْهُ لَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ الْكَوْثَرُ نَهَرٌ یَجْرِی تَحْتَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَ أَحْلَی مِنَ الْعَسَلِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزَّبَدِ حَصَاهُ الزَّبَرْجَدُ وَ الْیَاقُوتُ وَ الْمَرْجَانُ حَشِیشُهُ الزَّعْفَرَانُ تُرَابُهُ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ قَوَاعِدُهُ تَحْتَ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ عَلَی جَنْبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا النَّهَرَ لِی وَ لَكَ وَ لِمُحِبِّیكَ مِنْ بَعْدِی (4).

«107»- فض، [كتاب الروضة] قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام: وَلَایَتِی لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ وِلَادَتِی مِنْهُ لِأَنَّ وَلَایَتِی لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَرْضٌ وَ وِلَادَتِی مِنْهُ فَضْلٌ (5).

«108»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 299


1- 1. تلبب الرجلان: أخذ كل منهما بتلبیب صاحبه، و هو الطوق.
2- 2. أمالی الطوسیّ: 176 و 177.
3- 3. كذا فی النسخ، و فی المصدر: عن ابی رزین.
4- 4. أمالی المفید: 173.
5- 5. لم نجده فی المصدر المطبوع.

وَ نَحْنُ جُلُوسٌ ذَاتَ یَوْمٍ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَا تَزُولُ قَدَمُ عَبْدٍ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَتَّی یَسْأَلَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِیمَ أَفْنَاهُ وَ عَنْ جَسَدِهِ فِیمَ أَبْلَاهُ وَ عَنْ مَالِهِ مِمَّا اكْتَسَبَهُ (1) وَ فِیمَ أَنْفَقَهُ وَ عَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَمَا آیَةُ حُبِّكُمْ مِنْ بَعْدِكَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ إِلَی جَانِبِهِ فَقَالَ إِنَّ حُبِّی مِنْ بَعْدِی حُبُّ هَذَا(2).

«109»- ج، [الإحتجاج] رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: یَا عَلِیُّ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مَنْ خَبُثَتْ وِلَادَتُهُ وَ لَا یُوَالِیكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُعَادِیكَ إِلَّا كَافِرٌ(3).

«110»- ع، [علل الشرائع] لی، [الأمالی] للصدوق (4) ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ (5) عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ الْمَكِّیِّ قَالَ: رَأَیْتُ جَابِراً مُتَوَكِّئاً عَلَی عَصَاهُ وَ هُوَ یَدُورُ فِی سِكَكِ الْأَنْصَارِ وَ مَجَالِسِهِمْ وَ هُوَ یَقُولُ عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَدِّبُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَی حُبِّ عَلِیٍّ علیه السلام فَمَنْ أَبَی فَانْظُرُوا فِی شَأْنِ أُمِّهِ (6).

«111»- ع، [علل الشرائع] الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَدَوِیِّ عَنْ حَفْصٍ الْمَقْدِسِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَعَاشِرَ النَّاسِ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ خَلْقاً لَیْسَ هُمْ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ یَلْعَنُونَ مُبْغِضِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ وَ مَنْ هَذَا الْخَلْقُ قَالَ الْقَنَابِرُ تَقُولُ فِی السَّحَرِ اللَّهُمَّ الْعَنْ مُبْغِضِی عَلِیٍّ اللَّهُمَّ أَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ وَ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ (7).

ص: 300


1- 1. فی المصدر: مما كسبه.
2- 2. كشف الغمّة: 31.
3- 3. الاحتجاج للطبرسیّ: 43.
4- 4. فی النسخ« مع، لی» و هو سهو فان الروایة لا توجد فی المعانی.
5- 5. فی المصدر و( د). عن فضل بن عثمان.
6- 6. علل الشرائع: 58. أمالی الصدوق: 47.
7- 7. علل الشرائع: 59.

«112»- ع، [علل الشرائع] مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ نَفِیسٍ الْمِصْرِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ أَخِی شَبَابٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْهُذَیْلِ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْفَتْحِ بْنِ قُرَّةَ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ(1) عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیُّ: اعْرِضُوا حُبَّ عَلِیٍّ عَلَی أَوْلَادِكُمْ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَهُوَ مِنْكُمْ وَ مَنْ لَمْ یُحِبَّهُ فَاسْأَلُوا أُمَّهُ مِنْ أَیْنَ جَاءَتْ بِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ أَوْ وَلَدُ زِنْیَةٍ أَوْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَ هِیَ طَامِثٌ (2).

«113»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَاغَنْدِیِّ عَنْ هَاشِمِ بْنِ نَاجِیَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: شَهِدْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا حَسَنُ قَالَ الْحَسَنُ لَبَّیْكَ یَا أَبَتَاهْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَخَذَ مِیثَاقَ أَبِیكَ وَ رُبَّمَا قَالَ أَعْطَی مِیثَاقِی وَ مِیثَاقَ كُلِّ مُؤْمِنٍ عَلَی بُغْضِ كُلِّ مُنَافِقٍ وَ فَاسِقٍ وَ أَخَذَ مِیثَاقَ كُلِّ مُنَافِقٍ وَ فَاسِقٍ عَلَی بُغْضِ أَبِیكَ (3).

«114»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: وَ اللَّهِ مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ فِی زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(4).

«115»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیهم السلام لَا یُبْغِضُكَ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَّا مَنْ كَانَ أَصْلُهُ یَهُودِیّاً. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ

ص: 301


1- 1. فی( د): عن ابی لهیعة.
2- 2. علل الشرائع: 59.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 194.
4- 4. قرب الإسناد: 14.

وَ لَا یُبْغِضُنِی إِلَّا مُنَافِقٌ. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: بُغْضُ عَلِیٍّ كُفْرٌ وَ بُغْضُ بَنِی هَاشِمٍ (1).

وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِیكَ مَثَلٌ مِنْ عِیسَی أَحَبَّهُ النَّصَارَی حَتَّی كَفَرُوا وَ أَبْغَضَهُ الْیَهُودُ حَتَّی كَفَرُوا فِی بُغْضِهِ. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مُحِبُّكَ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُكَ مُبْغِضِی وَ مُبْغِضِی مُبْغِضُ اللَّهِ. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُحِبُّ عَلِیّاً إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُهُ إِلَّا كَافِرٌ. وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً وَ وُلْدَهُ (2).

«116»- ثو، [ثواب الأعمال] ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عُتَیْبَةَ بَیَّاعِ الْقَصَبِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ صلوات اللّٰه علیهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ وَ یَشْتَدُّ ضَوْؤُهَا لِأَحِبَّاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُمْ فِی الدُّنْیَا قَبْلَ أَنْ یَدْخُلُوهَا وَ إِنَّ النَّارَ لَتَغِیظُ وَ یَشْتَدُّ زَفِیرُهَا عَلَی أَعْدَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُمْ فِی الدُّنْیَا قَبْلَ أَنْ یَدْخُلُوهَا(3).

«117»- سن، [المحاسن] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ النُّعْمَانِ (4) عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَاصِمٍ السِّجِسْتَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلًی لِبَنِی أُمَیَّةَ یُحَدِّثُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ: مَنْ أَبْغَضَ عَلِیّاً دَخَلَ النَّارَ ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ فِی عُنُقِهِ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ مِنْهَا شَیْطَانٌ یَبْزُقُ فِی وَجْهِهِ وَ یَكْلَحُ (5).

«118»- سن، [المحاسن] ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ حَمِیدَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: التَّارِكُونَ وَلَایَةَ

ص: 302


1- 1. عیون الأخبار: 221. و فیه: و بغض بنی هاشم نفاق.
2- 2. عیون الأخبار: 223.
3- 3. ثواب الأعمال: 200.
4- 4. فی المصدر: عن علیّ بن النعمان.
5- 5. المحاسن: 186.

عَلِیٍّ الْمُنْكِرُونَ لِفَضْلِهِ الْمُظَاهِرُونَ أَعْدَاءَهُ خَارِجُونَ عَنِ الْإِسْلَامِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ عَلَی ذَلِكَ (1).

«119»- مد، [العمدة] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِیِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: عَهِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ.

وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُ مُنَافِقِی الْأَنْصَارِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً علیه السلام.

وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السُّلَمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ مُنَافِقِینَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ إِلَّا بِبُغْضِهِمْ عَلِیّاً.

وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی نَصْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُسَاوِرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام لَا یُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.

و عنه عن أبیه عن عثمان عن محمد بن أبی شیبة(2) عن محمد بن فضیل: مثله.

وَ عَنْهُ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ كَیْفَ كَانَ عَلِیٌّ فِیكُمْ قَالَ ذَاكَ مِنْ خَیْرِ الْبَشَرِ مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ إِلَّا بِبُغْضِهِمْ إِیَّاهُ.

وَ عَنْهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ حُبَابٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَیْرِ: أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِمَحْضَرٍ مِنْ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ تَعْرِفُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَا تَذْكُرْ عَلِیّاً إِلَّا بِخَیْرٍ فَإِنَّكَ إِنْ أَبْغَضْتَهُ آذَیْتَ هَذَا فِی قَبْرِهِ.

ص: 303


1- 1. المحاسن: 186.
2- 2. فی المصدر: عن عثمان بن محمّد بن أبی شیبة.

وَ مِنَ الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ لِلْحُمَیْدِیِّ مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ بِالْإِسْنَادِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَعَهِدَ النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ إِلَیَّ أَنْ لَا یُحِبَّنِی إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضَنِی إِلَّا مُنَافِقٌ. و روی من سنن أبی داود عن ابن حبیش: مثله.

وَ مِنَ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ لِلْعَبْدَرِیِّ مِنْ سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: إِنَّا كُنَّا لَنَعْرِفُ الْمُنَافِقِینَ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(1).

أَقُولُ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ: مِثْلَ مَا مَرَّ عَنِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْلِمٍ وَ أَبِی دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِیِّ لَا نُعِیدُهَا حَذَراً مِنَ التَّكْرَارِ.

«120»- وَ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا دَفَعَ اللَّهُ الْقَطْرَ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِسُوءِ رَأْیِهِمْ فِی أَنْبِیَائِهِمْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَدْفَعُ الْقَطْرَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أُوصِیكُمْ بِهَذَیْنِ خَیْراً یَعْنِی عَلِیّاً وَ الْعَبَّاسَ لَا یَكُفُّ عَنْهُمَا أَحَدٌ وَ لَا یَحْفَظُهُمَا لِی إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ نُوراً یَرِدُ بِهِ عَلَیَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرَاحِیلَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ انْصُرْ مَنْ نَصَرَ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَكْرِمْ مَنْ أَكْرَمَ عَلِیّاً اللَّهُمَّ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَ عَلِیّاً.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ أَعِنْهُ وَ أَعِنْ بِهِ وَ ارْحَمْهُ وَ ارْحَمْ بِهِ وَ انْصُرْهُ وَ انْصُرْ بِهِ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام.

وَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حُبُّ عَلِیٍّ یُخْمِدُ النِّیرَانَ.

وَ عَنْ مُعَاذٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَسَنَةٌ لَا تَضُرُّ مَعَهَا سَیِّئَةٌ وَ بُغْضُهُ سَیِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَةٌ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَأْكُلُ الذُّنُوبَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.

ص: 304


1- 1. العمدة: 110 و 111.

وَ عَنْ عُمَرَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیٍّ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ.

وَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

وَ عَنْ أَنَسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عُنْوَانُ صَحِیفَةِ الْمُؤْمِنِ حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَی حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَمَا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ رَأَیْتُ فِی سَاقِ الْعَرْشِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ بِأَخِیهِ عَلِیٍّ.

وَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حبدة عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ مَاتَ وَ فِی قَلْبِهِ بُغْضُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَلْیَمُتْ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ (1) وَ الْأَنْصَارِ أَحِبُّوا عَلِیّاً بِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی وَ اللَّهِ مَا قُلْتُ لَكُمْ هَذَا مِنْ قِبَلِی وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِذَلِكَ.

وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ لَا یُبْغِضُكَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَ هِیَ حَائِضٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا السَّلَقْلَقِیُّ السَّلَقْلَقِیُّ الَّتِی تَحِیضُ مِنْ دُبُرِهَا.

وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یُحْشَرُ الشَّاكُّ فِی عَلِیٍّ مِنْ قَبْرِهِ وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ نَارٍ فِیهِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ شَیْطَانٌ یُلَطِّخُ فِی وَجْهِهِ حَتَّی یُوقَفَ مَوْقِفَ الْحِسَابِ انْتَهَی (2).

«121»- وَ رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِیمَا وُصِلَ إِلَیْنَا مِنْ كِتَابٍ أَلَّفَهُ فِی فَضَائِلِ الشِّیعَةِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا ثَبَتَ حُبُّكَ فِی قَلْبِ امْرِئٍ مُؤْمِنٍ فَزَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا ثَبَتَتْ لَهُ قَدَمٌ أُخْرَی حَتَّی یُدْخِلَهُ اللَّهُ بِحُبِّكَ الْجَنَّةَ.

ص: 305


1- 1. فی( د): یا معاشر المهاجرین.
2- 2. الفردوس مخطوط و لم نظفر بنسخته.

«122»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِإِبْلِیسَ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ (1) فَمَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِینَ هُمْ أَعْلَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ كُنَّا فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ لِتَسْبِیحِنَا قَبْلَ أَنْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ یَسْجُدُوا لَهُ وَ لَمْ یَأْمُرْنَا بِالسُّجُودِ فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ إِلَّا إِبْلِیسَ فَإِنَّهُ أَبَی وَ لَمْ یَسْجُدْ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ أَیْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسِ الْمَكْتُوبِ أَسْمَاؤُهُمْ فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ بِنَا یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ نَارَهُ وَ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ.

«123»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَیُّوبَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: حُبُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَأْكُلُ السَّیِّئَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ.

«124»- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِینِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی الْأَرْضِ فَرَضِیتَ بِهِمْ إِخْوَاناً وَ رَضُوا بِكَ إِمَاماً فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَّقَ عَلَیْكَ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَّبَ عَلَیْكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِهَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ أَحَبَّكَ فَازَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ هَلَكَ یَا عَلِیُّ أَنَا الْمَدِینَةُ وَ أَنْتَ بَابُهَا فَهَلْ تُؤْتَی الْمَدِینَةُ إِلَّا مِنْ بَابِهَا یَا عَلِیُّ أَهْلُ مَوَدَّتِكَ كُلُّ أَوَّابٍ حَفِیظٍ وَ كُلُّ ذِی طِمْرٍ(2) لَوْ أَقْسَمَ عَلَی اللَّهِ لَبَرَّ قَسَمَهُ یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ كُلُّ طَاوٍ(3) وَ زَاكٍ مُجْتَهِدٍ یُحِبُّ فِیكَ وَ یُبْغِضُ فِیكَ مُحْتَقِرٌ عِنْدَ الْخَلْقِ عَظِیمُ الْمَنْزَلَةِ عِنْدَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ مُحِبُّوكَ جِیرَانُ اللَّهِ فِی دَارِ الْفِرْدَوْسِ

ص: 306


1- 1. سورة ص: 75.
2- 2. أی الذی لا یملك شیئا.
3- 3. الطاوی: الكاتم للحدیث. و الجائع.

لَا یَتَأَسَّفُونَ عَلَی مَا خَلَّفُوا مِنَ الدُّنْیَا یَا عَلِیُّ أَنَا وَلِیٌّ لِمَنْ وَالَیْتَ وَ أَنَا عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَیْتَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ الذُّبُلُ الشِّفَاهِ (1) تُعْرَفُ الرَّهْبَانِیَّةُ فِی وُجُوهِهِمْ یَا عَلِیُّ إِخْوَانُكَ یَفْرَحُونَ فِی ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ عِنْدَ خُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ وَ أَنَا شَاهِدُهُمْ وَ أَنْتَ وَ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ فِی قُبُورِهِمْ وَ عِنْدَ الْعَرْضِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ إِذْ سُئِلَ سَائِرُ الْخَلْقِ عَنْ إِیمَانِهِمْ فَلَمْ یُجِیبُوا یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ حَرْبِی حَرْبُ اللَّهِ مَنْ سَالَمَكَ فَقَدْ سَالَمَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ بَشِّرْ إِخْوَانَكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ رَضِیَ عَنْهُمْ إِذْ رَضِیَكَ لَهُمْ قَائِداً وَ رَضُوا بِكَ وَلِیّاً یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ.

یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الْمُنْتَجَبُونَ وَ لَوْ لَا أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ مَا قَامَ لِلَّهِ دِینٌ وَ لَوْ لَا مَنْ فِی الْأَرْضِ مِنْكُمْ لَمَا أَنْزَلَتِ السَّمَاءُ قَطْرَهَا یَا عَلِیُّ لَكَ كَنْزٌ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنْتَ ذُو قَرْنَیْهَا شِیعَتُكَ تُعْرَفُ بِحِزْبِ اللَّهِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ الْقَائِمُونَ بِالْقِسْطِ وَ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ یَا عَلِیُّ أَنَا أَوَّلُ مَنْ یَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ أَنْتَ مَعِی ثُمَّ سَائِرُ الْخَلْقِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ عَلَی الْحَوْضِ تَسْقُونَ مَنْ أَحْبَبْتُمْ وَ تَمْنَعُونَ مَنْ كَرِهْتُمْ وَ أَنْتُمُ الْآمِنُونَ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ یَفْزَعُ النَّاسُ وَ لَا تَفْزَعُونَ وَ یَحْزَنُ النَّاسُ وَ لَا تَحْزَنُونَ فِیكُمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا یَوْمُكُمُ الَّذِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (2)

یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تُطْلَبُونَ فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتُمْ فِی الْجِنَانِ تَتَنَعَّمُونَ یَا عَلِیُّ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْخُزَّانَ یَشْتَاقُونَ إِلَیْكُمْ وَ إِنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ لَیَخُصُّونَكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ یَسْأَلُونَ اللَّهَ لِمُحِبِّیكُمْ (3) وَ یَفْرَحُونَ لِمَنْ قَدِمَ عَلَیْهِمْ مِنْهُمْ كَمَا یَفْرَحُ الْأَهْلُ بِالْغَائِبِ الْقَادِمِ بَعْدَ طُولِ الْغَیْبَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَخَافُونَ اللَّهَ فِی

ص: 307


1- 1. ذبل لسانه أو شفته: جف. و الجملة كنایة عن ضعفهم و هزا لهم لكثرة اشتغالهم بالعبادة و الذكر.
2- 2. سورة الأنبیاء: 101- 103.
3- 3. كذا فی النسخ، و الظاهر: لمجیئكم.

السِّرِّ وَ یَنْصَحُونَهُ فِی الْعَلَانِیَةِ یَا عَلِیُّ شِیعَتُكَ الَّذِینَ یَتَنَافَسُونَ فِی الدَّرَجَاتِ لِأَنَّهُمْ یَلْقَوْنَ اللَّهَ وَ مَا عَلَیْهِمْ مِنْ ذَنْبٍ یَا عَلِیُّ إِنَّ أَعْمَالَ شِیعَتِكَ تُعْرَضُ عَلَیَّ كُلَّ یَوْمِ جُمُعَةٍ فَأَفْرَحُ بِصَالِحِ مَا یَبْلُغُنِی مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ أَسْتَغْفِرُ لِسَیِّئَاتِهِمْ یَا عَلِیُّ ذِكْرُكَ فِی التَّوْرَاةِ وَ ذِكْرُ شِیعَتِكَ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقُوا بِكُلِّ خَیْرٍ وَ كَذَلِكَ فِی الْإِنْجِیلِ فَاسْأَلْ أَهْلَ الْإِنْجِیلِ وَ أَهْلَ الْكِتَابِ یُخْبِرُوكَ عَنْ إِلْیَا مَعَ عِلْمِكَ بِالتَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ مَا أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ وَ إِنَّ أَهْلَ الْإِنْجِیلِ لَیَتَعَاظَمُونَ إِلْیَا وَ مَا یَعْرِفُونَ شِیعَتَهُ (1) وَ إِنَّمَا یَعْرِفُونَهُمْ بِمَا یَجِدُونَهُ فِی كُتُبِهِمْ.

یَا عَلِیُّ إِنَّ أَصْحَابَكَ ذِكْرُهُمْ فِی السَّمَاءِ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَهُمْ بِالْخَیْرِ فَلْیَفْرَحُوا بِذَلِكَ وَ لْیَزْدَادُوا اجْتِهَاداً یَا عَلِیُّ أَرْوَاحُ شِیعَتِكَ تَصْعَدُ إِلَی السَّمَاءِ فِی رُقَادِهِمْ (2) فَتَنْظُرُ الْمَلَائِكَةُ إِلَیْهَا كَمَا یَنْظُرُ النَّاسُ إِلَی الْهِلَالِ شَوْقاً إِلَیْهِمْ وَ لِمَا یَرَوْنَ مِنْ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ قُلْ لِأَصْحَابِكَ الْعَارِفِینَ بِكَ یَتَنَزَّهُونَ عَنِ الْأَعْمَالِ الَّتِی تَعْرِفُهَا یُفَارِقُهَا عَدُوُّهُمْ (3) فَمَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ تَغْشَاهُمْ فَلْیَجْتَنِبُوا الدَّنَسَ یَا عَلِیُّ اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَی مَنْ قَلَاهُمْ (4) وَ بَرِئَ مِنْكَ وَ مِنْهُمْ وَ اسْتَبْدَلَ بِكَ وَ بِهِمْ وَ مَالَ إِلَی عَدُوِّكَ وَ تَرَكَكَ وَ شِیعَتَكَ وَ اخْتَارَ الضَّلَالَ وَ نَصَبَ الْحَرْبَ لَكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ أَبْغَضَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَبْغَضَ مَنْ وَالاكَ وَ نَصَرَكَ وَ اخْتَارَكَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ وَ مَالَهُ فِینَا یَا عَلِیُّ أَقْرِئْهُمْ مِنِّی السَّلَامَ مَنْ رَآنِی مِنْهُمْ وَ مَنْ لَمْ یَرَنِی وَ أَعْلِمْهُمْ أَنَّهُمْ إِخْوَانِیَ الَّذِینَ أَشْتَاقُ إِلَیْهِمْ فَلْیُلْقُوا عِلْمِی إِلَی مَنْ یَبْلُغُ الْقُرُونَ مِنْ بَعْدِی وَ لْیَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِ اللَّهِ وَ لْیَعْتَصِمُوا بِهِ وَ لْیَجْتَهِدُوا فِی الْعَمَلِ فَإِنَّا لَا نُخْرِجُهُمْ مِنْ هُدًی إِلَی ضَلَالَةٍ وَ أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ عَنْهُمْ رَاضٍ وَ أَنَّهُمْ یُبَاهِی بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ فِی كُلِّ جُمُعَةٍ بِرَحْمَةٍ وَ یَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لَهُمْ

ص: 308


1- 1. فی( م) و( د): و ما یعرفونه و ما یعرفون شیعته.
2- 2. الرقاد: النوم.
3- 3. الصحیح كما فی( د): یقارفها عدوهم. أی یدانیها.
4- 4. أی أبغضهم.

یَا عَلِیُّ لَا تَرْغَبْ عَنْ نَصْرِ قَوْمٍ یَبْلُغُهُمْ أَوْ یَسْمَعُونَ أَنِّی أُحِبُّكَ فَأَحَبُّوكَ لِحُبِّی إِیَّاكَ وَ دَانُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ وَ أَعْطَوْكَ صَفْوَ الْمَوَدَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ اخْتَارُوكَ عَلَی الْآبَاءِ وَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَوْلَادِ وَ سَلَكُوا طَرِیقَكَ وَ قَدْ حُمِلُوا عَلَی الْمَكَارِهِ فِینَا فَأَبَوْا إِلَّا نَصْرَنَا وَ بَذَلُوا الْمُهَجَ فِینَا مَعَ الْأَذَی وَ سُوءِ الْقَوْلِ وَ مَا یُقَاسُونَهُ مِنْ مَضَاضَةِ ذَلِكَ (1) فَكُنْ بِهِمْ رَحِیماً وَ اقْنَعْ بِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ اخْتَارَهُمْ بِعِلْمِهِ لَنَا مِنْ بَیْنِ الْخَلْقِ وَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِینَتِنَا وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّنَا وَ أَلْزَمَ قُلُوبَهُمْ مَعْرِفَةَ حَقِّنَا وَ شَرَحَ صُدُورَهُمْ وَ جَعَلَهُمْ مُتَمَسِّكِینَ بِحَبْلِنَا لَا یُؤْثِرُونَ عَلَیْنَا مَنْ خَالَفَنَا مَعَ مَا یَزُولُ مِنَ الدُّنْیَا عَنْهُمْ وَ مَیْلِ الشَّیْطَانِ بِالْمَكَارِهِ عَلَیْهِمْ أَیَّدَهُمُ اللَّهُ وَ سَلَكَ بِهِمْ طَرِیقَ الْهُدَی فَاعْتَصَمُوا بِهِ وَ النَّاسُ فِی غَمْرَةِ الضَّلَالِ مُتَحَیِّرِینَ فِی الْأَهْوَاءِ عَمُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ(2) وَ مَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَهُمْ یُمْسُونَ وَ یُصْبِحُونَ فِی سَخَطِ اللَّهِ وَ شِیعَتُكَ عَلَی مِنْهَاجِ الْحَقِّ وَ الِاسْتِقَامَةِ لَا یَسْتَأْنِسُونَ إِلَی مَنْ خَالَفَهُمْ لَیْسَتِ الدُّنْیَا مِنْهُمْ وَ لَیْسُوا مِنْهَا أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی أُولَئِكَ مَصَابِیحُ الدُّجَی (3).

«125»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ الْخَطِیبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْخَلَّالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَبَسَ قَطْرَ الْمَطَرِ عَنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ بِسُوءِ رَأْیِهِمْ فِی أَنْبِیَائِهِمْ وَ إِنَّهُ حَابِسٌ قَطْرَ الْمَطَرِ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِبُغْضِهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.

وَ عَنِ السُّلَمِیِّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمَرْوَزِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَی نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُبْغِضُ عَلِیّاً فَرَفَعَ

ص: 309


1- 1. مض الجرح فلانا: آلمه و أوجعه. مض مضاضة: ألم من وجع المصیبة.
2- 2. فی( د): عن الحجة.
3- 3. مخطوط و لم نظفر بنسخته.

ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ فَقَالَ أَبْغَضَكَ اللَّهُ أَ تُبْغِضُ وَیْحَكَ رَجُلًا سَابِقَةٌ مِنْ سَوَابِقِهِ خَیْرٌ مِنَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا؟

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّامِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْقَطَّانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَدْرِی مَنْ هَذَا قُلْتُ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا الْبَحْرُ الزَّاخِرُ هَذَا الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ أَسْخَی مِنَ الْفُرَاتِ كَفّاً وَ أَوْسَعُ مِنَ الدُّنْیَا قَلْباً فَمَنْ أَبْغَضَهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (1).

وَ عَنْ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنْبَلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی الْبَرْبَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یُبْغِضُ عَلِیّاً إِلَّا فَاسِقٌ أَوْ مُنَافِقٌ أَوْ صَاحِبُ بَدَائِعَ.

بیان: لا یخفی علی متأمل أن أكثر أخبار هذا الباب نص (2) فی الإمامة و بعضها ظاهر إذ كون محبة رجل واحد من بین جمیع الأمة علامة للإیمان و بغضه علامة للنفاق لا یكون إلا لكونه إماما و خلیفة من اللّٰه و كون ولایته من أركان الإیمان و إلا فسائر المؤمنین و إن بلغوا الدرجة القصوی من الإیمان لا یدخل حبهم أحدا فی الإیمان و لا یخرج بغضهم عن الإیمان إلی الكفر و النفاق بل غایة الأمر أن یكون بغضهم من الكبائر و ذلك لا یقتضی الكفر و مع قطع النظر عن ذلك مثل هذا الفضل و الامتیاز یمنع تقدم غیره علیه عند أولی الألباب ثم اعلم أن أكثر أخبار هذا الباب متفرقة فی سائر الأبواب لا سیما أبواب حبهم و بغضهم علیه السلام فی كتاب الإمامة و أبواب فضائل الشیعة فی كتاب الإیمان و الكفر و باب ذم عائشة و حفصة فی كتاب النبوة و باب استیلائه علیه السلام علی الشیاطین و باب جوامع المناقب من هذا المجلد و اللّٰه الموفق.

ص: 310


1- 1. كنز الكراجكیّ: 62 و 63. و لم نجد الروایة الأخیرة فیه.
2- 2. فی( د): صریح نص.

باب 88 كفر من سبه أو تبرأ منه صلوات اللّٰه علیه و ما أخبر بوقوع ذلك بعد و ما ظهر من كرامته عنده

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَرَّ بِمَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَیْشٍ وَ هُمْ یَسُبُّونَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لِقَائِدِهِ مَا یَقُولُ هَؤُلَاءِ قَالَ یَسُبُّونَ عَلِیّاً قَالَ قَرِّبْنِی إِلَیْهِمْ فَلَمَّا أَنْ وَقَفَ عَلَیْهِمْ قَالَ أَیُّكُمُ السَّابُّ اللَّهَ قَالُوا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَنْ یَسُبَّ اللَّهَ فَقَدْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ قَالَ فَأَیُّكُمُ السَّابُّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا وَ مَنْ یَسُبَّ رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ قَالَ فَأَیُّكُمُ السَّابُّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ قَالُوا قَدْ كَانَ ذَلِكَ قَالَ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ وَ أَشْهَدُ لِلَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی وَ مَنْ سَبَّنِی فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ مَضَی فَقَالَ لِقَائِدِهِ فَهَلْ قَالُوا شَیْئاً حِینَ قُلْتُ لَهُمْ مَا قُلْتُ قَالَ مَا قَالُوا شَیْئاً قَالَ كَیْفَ رَأَیْتَ وُجُوهَهُمْ قَالَ:

نَظَرُوا إِلَیْكَ بِأَعْیُنٍ مُحْمَرَّةٍ***نَظَرَ التُّیُوسِ إِلَی شِفَارِ الْجَازِرِ(1)

قَالَ: زِدْنِی فِدَاكَ أَبُوكَ قَالَ:

خُزْرُ الْحَوَاجِبِ نَاكِسُو أَذْقَانِهِمْ***نَظَرَ الذَّلِیلِ إِلَی الْعَزِیزِ الْقَاهِرِ

قَالَ زِدْنِی فِدَاكَ أَبُوكَ قَالَ مَا عِنْدِی غَیْرُ هَذَا قَالَ لَكِنَّ عِنْدِی:

أَحْیَاؤُهُمْ خِزْیٌ عَلَی أَمْوَاتِهِمْ***وَ الْمَیِّتُونَ فَضِیحَةٌ لِلْغَابِرِ(2)

قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الطبری فی الولایة و العكبری فی الإبانة عن ابن عباس: مثله (3)

ص: 311


1- 1. التیوس جمع التیس: الذكر من المعز و الظباء. و الشفار جمع الشفرة: السكین العظیمة العریضة. و الجازر: القصاب.
2- 2. أمالی الصدوق: 60.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 2، 19.

كشف، [كشف الغمة] من كتاب كفایة الطالب عنه: مثله (1) بیان خزر(2) العیون ضیقها و لعله إنما نسبه إلی الحاجب بإطلاق الحاجب علی العین مجازا أو نسب إلی الحاجب لأن تضییق العین یستلزم تضییقها.

«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ أَ یُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیكُمْ فَقُلْتُ مَعَاذَ اللَّهِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ سَبِّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی (3).

«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ: كَانَ عِصَابَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ فِی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ انْتَهَكُوا مِنْهُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِلٌ (4) فِی بَیْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأُتِیَ بِقَوْلِهِمْ فَثَارَ(5) مِنْ نَوْمِهِ فِی إِزَارٍ لَیْسَ عَلَیْهِ غَیْرُهُ فَقَصَدَ نَحْوَهُمْ وَ رَأَوُا الْغَضَبَ فِی وَجْهِهِ فَقَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَ غَضَبِ رَسُولِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَكُمْ وَ لِعَلِیٍّ أَ لَا تَدَعُونَ عَلِیّاً(6) أَلَا إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی (7).

«4»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَبَّ عَلِیّاً فَقَدْ سَبَّنِی وَ مَنْ سَبَّنِی فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ.

«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَفْسِیرُ الْقُشَیْرِیِّ: نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی قَدْ كانَتْ آیاتِی تُتْلی عَلَیْكُمْ

ص: 312


1- 1. كشف الغمّة: 32.
2- 2. بالمعجمتین ثمّ المهملة.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 52 و 53.
4- 4. قال یقیل قیلا: نام فی القائلة أی منتصف النهار.
5- 5. أی هاج.
6- 6. فی المصدر: ما بالكم و لعلی أ ما تدعون علیا؟.
7- 7. أمالی الطوسیّ: 83.

فَكُنْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ مُسْتَكْبِرِینَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (1) أَیْ تَهْذُونَ مِنَ الْهَذَیَانِ فِی مَلَإٍ مِنْ قُرَیْشٍ سَبُّوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ سَبُّوا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالُوا فِی الْمُسْلِمِینَ هُجْراً.

الْحِلْیَةُ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَسُبُّوا عَلِیّاً فَإِنَّهُ مَمْسُوسٌ فِی ذَاتِ اللَّهِ (2).

بیان: أی یمسه الأذی و الشدة فی رضاء اللّٰه تعالی و قربه أو هو لشدة حبه لله و اتباعه لرضاه كأنه ممسوس أی مجنون كما ورد فی صفات المؤمن یحسبهم القوم أنهم قد خولطوا و یحتمل أن یكون المراد بالممسوس المخلوط و الممزوج مجازا أی خالط حبه تعالی لحمه و دمه.

«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَ یُسَبُّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتُمْ أَحْیَاءٌ قُلْتُ وَ أَنَّی ذَلِكَ قَالَتْ أَ لَیْسَ یُسَبُّ عَلِیٌّ وَ مَنْ یُحِبُّ عَلِیّاً وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُحِبُّهُ (3).

«7»- جا، [المجالس] للمفید عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی صَادِقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: دِینِی دِینُ رَسُولِ اللَّهِ وَ حَسَبِی حَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ فَمَنْ تَنَاوَلَ دِینِی وَ حَسَبِی فَقَدْ تَنَاوَلَ دِینَ رَسُولِ اللَّهِ وَ حَسَبَهُ (4).

«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثٍ اللَّیْثِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَیْسَانَ قَالَ: سَمِعَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ وَ كَانَ مِنْ عُقَلَاءِ قُرَیْشٍ ابْناً لَهُ یَنْتَقِصُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام

ص: 313


1- 1. سورة المؤمنون: 66 و 67.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 18 و 19.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 2: 19.
4- 4. أمالی المفید: 52.

فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ لَا تَنْتَقِصْ عَلِیّاً فَإِنَّ الدِّینَ لَمْ یَبْنِ شَیْئاً فَاسْتَطَاعَتِ الدُّنْیَا أَنْ تَهْدِمَهُ وَ إِنَّ الدُّنْیَا لَمْ تَبْنِ شَیْئاً إِلَّا هَدَمَهُ الدِّینُ یَا بُنَیَّ إِنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَهِجُوا بِسَبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی مَجَالِسِهِمْ وَ لَعَنُوهُ عَلَی مَنَابِرِهِمْ فَكَأَنَّمَا یَأْخُذُونَ وَ اللَّهِ بِضَبْعَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ مَدّاً وَ إِنَّهُمْ لَهِجُوا بِتَقْرِیظِ(1) ذَوِیهِمْ وَ أَوَائِلِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ فَكَأَنَّمَا یَكْشِفُونَ مِنْهُمْ عَنْ أَنْتَنَ مِنْ بُطُونِ الْجِیَفِ فَأَنْهَاكَ عَنْ سَبِّهِ (2).

«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی یَعْلَی مُحَمَّدِ بْنِ زُهَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَیْمَنَ الطَّهُورِیِّ عَنْ مُصَبِّحِ بْنِ هِلْقَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی أُمَیَّةَ الطَّرَسُوسِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: كَانَ أَبِی یَنَالُ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأُتِیَ فِی الْمَنَامِ فَقِیلَ لَهُ أَنْتَ السَّابُّ عَلِیّاً فَخُنِقَ حَتَّی أَحْدَثَ فِی فِرَاشِهِ ثَلَاثاً یَعْنِی صُنِعَ بِهِ ذَلِكَ فِی الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَیَالٍ (3).

«10»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنِ ابْنِ دُرَیْدٍ عَنِ الرَّوَّاسِیِ (4) عَنْ عُمَرَ بْنِ بُكَیْرٍ عَنِ ابْنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی مِخْنَفٍ عَنْ كَثِیرِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: جَمَعَ زِیَادُ بْنُ مَرْجَانَةَ النَّاسَ بِرَحْبَةِ الْكُوفَةِ لِیَعْرِضَهُمْ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فِی كَرْبٍ عَظِیمٍ فَأُغْفِیتُ (5) فَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ قَدْ سَدَّ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ أُرْسِلْتُ إِلَی

ص: 314


1- 1. فی( ك): بتقریض ذویهم. و كلاهما بمعنی المدح و التمجید. و المراد من هذا الكلام أن تنقیصهم أمیر المؤمنین علیه السلام لم یزدده إلّا الجلالة و العظمة، و مدحهم بنی أمیّة لم یزددهم إلا خسارا و تبارا « إِنْ یَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَ إِنْ یَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ» .
2- 2. أمالی ابن الشیخ: 23.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 38 و 39. و لعلّ المراد أنّه أحدث فی فراشه ثلاث لیال كما یستفاد من روایة المناقب الآتیة، راجع ص 320.
4- 4. فی المصدر: عن الرقاشی.
5- 5. أی نعست.

صَاحِبِ الْقَصْرِ فَانْتَبَهْتُ مَذْعُوراً وَ إِذَا غُلَامٌ لِزِیَادٍ قَدْ خَرَجَ إِلَی النَّاسِ فَقَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ الْأَمِیرَ عَنْكُمْ مَشْغُولٌ وَ سَمِعْنَا الصِّیَاحَ مِنْ دَاخِلِ الْقَصْرِ فَقُلْتُ فِی ذَلِكَ:

مَا كَانَ مُنْتَهِیاً عَمَّا أَرَادَ بِنَا***حَتَّی تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ

فَأَسْقَطَ الشَّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةً ثَبَتَتْ***كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبَ الرَّحَبَةِ(1).

كنز الكراجكی، عن أسد بن إبراهیم الحرانی عن عمر بن علی العتكی عن أحمد بن محمد بن سلیمان الجوهری عن أبیه عن محمد بن السری عن هشام بن محمد السائب عن أبیه عن عبد الرحمن بن السائب عن أبیه: مثله (2).

«11»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ بُكَیْرِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام: سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی وَ تُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَمُدُّوا الرِّقَابَ فَإِنِّی عَلَی الْفِطْرَةِ(3).

«12»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ سَعْداً(4) فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ قَالَ أَمَا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثاً قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِی وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهُ وَ قَدْ خَلَّفَهُ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِی مَعَ النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ(5) بَعْدِی وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ (6) یَوْمَ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ رَجُلًا

ص: 315


1- 1. أمالی الطوسیّ: 164.
2- 2. كنز الكراجكیّ: 61 و 62.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 131.
4- 4. الصحیح كما فی المصدر: أمر معاویة بن أبی سفیان سعدا بسب علیّ بن أبی طالب فامتنع فقال اه.
5- 5. فی المصدر: لا نبی بعدی.
6- 6. فی المصدر: یقول له.

یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِی عَلِیّاً فَأُتِیَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِی عَیْنِهِ وَ دَفَعَ الرَّایَةَ إِلَیْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ (1) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی. هكذا رواه مسلم فی صحیحه و غیره من الحفاظ قال محمد بن یوسف الكنجی نعوذ باللّٰه من الحور بعد الكور(2)

و من مناقب الخوارزمی بالإسناد عن الترمذی عن عامر بن سعد بن أبی وقاص عن أبیه: مثله (3).

«13»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَلَا إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَی سَبِّی فَإِنْ خِفْتُمْ عَلَی أَنْفُسِكُمْ فَسُبُّونِی أَلَا وَ إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَفْعَلُوا فَإِنِّی عَلَی الْفِطْرَةِ(4).

«14»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَرْوُونَ أَنَّ عَلِیّاً قَالَ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ علیه السلام مَا أَكْثَرَ مَا یَكْذِبُ النَّاسُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا قَالَ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی وَ إِنِّی لَعَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ وَ لَمْ یَقُلْ وَ لَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ أَ رَأَیْتَ إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ مَا لَهُ إِلَّا مَا مَضَی عَلَیْهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ حَیْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (5) فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهَا یَا عَمَّارُ إِنْ عَادُوا فَعُدْ فَقَدْ

ص: 316


1- 1. سورة آل عمران: 61.
2- 2. كشف الغمّة: 32. قال فی النهایة( 1: 269): فیه« نعوذ باللّٰه من الحور بعد الكور» أی من النقصان بعد الزیادة، و قیل: من فساد امورنا بعد صلاحها.
3- 3. كشف الغمّة: 43 و 44.
4- 4. أمالی الطوسیّ: 232.
5- 5. سورة النحل: 106.

أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَكَ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَعُودَ إِنْ عَادُوا(1).

«15»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ(2).

«16»- شا، [الإرشاد] مِنْ مُعْجِزَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا اسْتَفَاضَ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ: إِنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ مِنْ بَعْدِی عَلَی سَبِّی فَسُبُّونِی فَإِنْ عُرِضَ عَلَیْكُمُ الْبَرَاءَةُ(3) مِنِّی فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی وُلِدْتُ عَلَی الْإِسْلَامِ فَمَنْ عُرِضَ عَلَیْهِ الْبَرَاءَةُ فَلْیَمْدُدْ عُنُقَهُ فَمَنْ تَبَرَّأَ مِنِّی فَلَا دُنْیَا لَهُ وَ لَا آخِرَةَ وَ كَانَ الْأَمْرُ فِی ذَلِكَ كَمَا قَالَ علیه السلام(4).

«17»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ عَنْ طَاوُسٍ الْیَمَانِیِّ أَنَّهُ قَالَ علیه السلام لِحُجْرٍ الْبَدْرِیِّ: یَا حُجْرُ كَیْفَ بِكَ إِذَا أُوقِفْتَ عَلَی مِنْبَرِ صَنْعَاءَ وَ أُمِرْتَ بِسَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی قَالَ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ كَائِنٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَسُبَّنِی وَ لَا تَبَرَّأْ مِنِّی فَإِنَّهُ مَنْ تَبَرَّأَ مِنِّی فِی الدُّنْیَا بَرِئْتُ مِنْهُ فِی الْآخِرَةِ قَالَ طَاوُسٌ فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ عَلَی أَنْ یَسُبَّ عَلِیّاً فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَمِیرَكُمْ هَذَا أَمَرَنِی أَنْ أَلْعَنَ عَلِیّاً أَلَا فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ (5).

«18»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْمَكِّیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْكِسَائِیِّ عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ الْقَاضِی عَنِ ابْنِ

ص: 317


1- 1. أصول الكافی( الجزء الثانی من الكافی الطبعة الحدیثة): 219. و لا یخفی انه لا یستفاد من الروایة جواز التبری مطلقا عند التقیة: فان التبری أعمّ من القلب و اللسان، و التبری بالقلب لا یجوز، بل و لا یجبر الإنسان بالامر القلبی أصلا، و أمّا التبری باللسان دون القلب فعند التقیة یجوز، و بما ذكرنا یجمع بین روایات الباب الناظرة إلی جواز السب و التبری و عدم جوازهما.
2- 2. عیون الأخبار: 223.
3- 3. فی المصدر: علیه البراءة منی.
4- 4. الإرشاد للمفید: 152.
5- 5. مناقب آل أبی طالب 1: 426.

أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا بِالشَّرَاةِ(1) قَاصٌّ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِصَصِهِ ذَكَرَ عَلِیّاً فَشَتَمَهُ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا تَرَكَ ذَلِكَ یَوْماً وَ مِنَ الْغَدِ فَقَالُوا نَسِیَ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ تَرَكَهُ أَیْضاً فَقَالُوا لَهُ أَوْ سَأَلُوهُ (2) فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَذْكُرُهُ بِشَتِیمَةٍ أَبَداً بَیْنَا أَنَا نَائِمٌ وَ النَّاسُ قَدْ جَمَعُوا فَیَأْتُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ لِرَجُلٍ اسْقِهِمْ حَتَّی وَرَدْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ اسْقِهِ فَطَرَدَنِی فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْهُ فَلْیَسْقِنِی فَقَالَ اسْقِهِ فَسَقَانِی قَطِرَاناً فَأَصْبَحْتُ وَ أَنَا أَتَجَشَّأُ(3).

«19»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب زِیَادُ بْنُ كُلَیْبٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً فِی نَفَرٍ فَمَرَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَفْوَانَ مَعَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ فَدَخَلَا الْمَسْجِدَ ثُمَّ رَجَعَا إِلَیْنَا وَ قَدْ ذَهَبَ عَیْنَا مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ فَقُلْنَا مَا شَأْنُهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَامَ فِی الْمِحْرَابِ وَ قَالَ إِنَّهُ مَنْ لَمْ یَسُبَّ عَلِیّاً بِنِیَّةٍ فَإِنَّهُ (4) یَسُبُّهُ بِنِیَّةٍ فَطَمَسَ اللَّهُ بَصَرَهُ. وَ قَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی مَعْشَرٍ.

الْبَلاذُرِیِّ وَ السَّمْعَانِیِّ وَ الْمَامَطِیرِیِّ وَ النَّطَنْزِیِّ وَ الْفَلَكِیِّ: أَنَّهُ مَرَّ بِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٌ یَشْتِمُ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ وَیْحَكَ مَا تَقُولُ قَالَ أَقُولُ مَا تَسْمَعُ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَهْلِكْهُ فَخَبَطَهُ جَمَلٌ بُخْتِیٌ (5) فَقَتَلَهُ.

ابْنُ الْمُسَیَّبِ: صَعِدَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ وَ ذَكَرَ عَلِیّاً علیه السلام فَشَتَمَهُ قَالَ سَعِیدٌ

ص: 318


1- 1. الشراة جبل شامخ مرتفع من دون عسفان، تأویه القرود لبنی لیث، عن یسار عسفان، و به عقبة تذهب إلی ناحیة الحجاز لمن سلك عسفان، یقال له الخریطة، و الخریطة تلی الشراة جبل صلد لا ینبت شیئا.
2- 2. فی المصدر: و سألوه.
3- 3. أمالی ابن الشیخ: 39. و القطران- بالفتح فالكسر-: سیال دهنی یطلی به الإبل التی فیها الجرب: فیحرق بحدته و حرارته الجرب. و تجشأ الرجل: أخرج من فمه الجشاء، و هو ریح یخرج من الفم مع صوت عند الشبع.
4- 4. الضمیر فی قوله« فانه» یرجع إلی محمّد بن صفوان، أی قال: من لا یفعل هذا الامر فانی أفعله، و مثل هذا شائع.
5- 5. خبطه: ضربه ضربا شدیدا. وطئه شدیدا.

فَهَوَّمَتْ عَیْنَایَ (1) فَرَأَیْتُ كَفّاً فِی مَنَامِی خَرَجَتْ مِنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَاقِدَةً عَلَی ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ وَ سَمِعْتُ قَائِلًا یَقُولُ یَا أُمَوِیُّ یَا شَقِیُّ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِی خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا قَالَ فَمَا مَرَّتْ بِمَرْوَانَ إِلَّا ثَلَاثٌ حَتَّی مَاتَ.

مَنَاقِبُ إِسْحَاقَ الْعَدْلِ: أَنَّهُ كَانَ فِی خِلَافَةِ هِشَامٍ خَطِیبٌ یَلْعَنُ عَلِیّاً عَلَی الْمِنْبَرِ قَالَ فَخَرَجَتْ كَفٌّ مِنْ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُرَی الْكَفُّ وَ لَا یُرَی الذِّرَاعُ عَاقِدَةً عَلَی ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ وَ إِذَا كَلَامٌ مِنْ قَبْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلَكَ مِنْ أُمَوِیٍ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِی خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا وَ أَلْقَتْ مَا فِیهَا وَ إِذَا دُخَانٌ أَزْرَقُ قَالَ فَمَا نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ إِلَّا وَ هُوَ أَعْمَی یُقَادُ قَالَ وَ مَا مَضَتْ لَهُ ثَلَاثَةُ أَیَّامٍ حَتَّی مَاتَ (2).

بیان: علی حساب العقود العقد علی ثلاث و ستین هو أن یثنی الخنصر و البنصر و الوسطی و یأخذ ظفر الإبهام بباطن العقدة الثانیة من السبابة فأشار بعقد الثلاثة إلی أنه لا یعیش أكثر منها.

«20»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رَوَی عُلَمَاءُ وَاسِطٍ: أَنَّهُ لَمَّا رَفَعُوا اللَّعَائِنَ جَعَلَ خَطِیبُ وَاسِطٍ یَلْعَنُ فَإِذَا هُوَ بِثَوْرٍ عَبَرَ الشَّطَّ وَ شَقَّ السُّورَ وَ دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ أَتَی الْجَامِعَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ نَطَحَ (3) الْخَطِیبَ فَقَتَلَهُ بِهَا وَ غَابَ عَنْ أَعْیُنِ النَّاسِ فَسَدُّوا الْبَابَ الَّذِی دَخَلَ مِنْهُ وَ أَثَرُهُ ظَاهِرٌ وَ سَمَّوْهُ بَابَ الثَّوْرِ.

وَ قَالَ هَاشِمِیٌّ: رَأَیْتُ رَجُلًا بِالشَّامِ قَدِ اسْوَدَّ نِصْفُ وَجْهِهِ وَ هُوَ یُغَطِّیهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ قَدْ جَعَلْتُ عَلَیَّ أَنْ لَا یَسْأَلَنِی أَحَدٌ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا أَخْبَرْتُهُ كُنْتُ شَدِیدَ الْوَقِیعَةِ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ كَثِیرَ الذِّكْرِ لَهُ بِالْمَكْرُوهِ فَبَیْنَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ أَتَانِی آتٍ فِی مَنَامِی فَقَالَ أَنْتَ صَاحِبُ الْوَقِیعَةِ فِی عَلِیٍّ فَضَرَبَ شَقَّ وَجْهِی فَأَصْبَحْتُ وَ شَقُّ وَجْهِی أَسْوَدُ كَمَا تَرَی.

ص: 319


1- 1. هوّم الرجل: نام قلیلا.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 1: 478 و 479.
3- 3. نطحه الثور: أصابه بقرنه.

شَمَرُ بْنُ عَطِیَّةَ قَالَ: كَانَ أَبِی یَنَالُ مِنْ عَلِیٍّ فَأُتِیَ فِی الْمَنَامِ فَقِیلَ لَهُ أَنْتَ السَّابُّ عَلِیّاً فَخُنِقَ حَتَّی أَحْدَثَ فِی فِرَاشِهِ ثَلَاثَ لَیَالٍ.

أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ: كَانَ قَاصٌّ إِذَا فَرَغَ مِنْ قِصَصِهِ ذَكَرَ عَلِیّاً فَشَتَمَهُ فَبَیْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ تَرَكَ ذَلِكَ فَسُئِلَ عَنْ سَبَبِهِ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَا أَذْكُرُ لَهُ شَتِیمَةً أَبَداً بَیْنَا أَنَا نَائِمٌ وَ النَّاسُ قَدْ جَمَعُوا فَیَأْتُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ لِرَجُلٍ اسْقِهِمْ حَتَّی وَرَدْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ اسْقِهِ فَطَرَدَنِی فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اسْقِهِ فَسَقَانِی قَطَرَاتٍ (1) وَ أَصْبَحْتُ وَ أَنَا أَتَجَشَّاهُ وَ أَبُولُهُ.

الْأَعْمَشُ أَنَّهُ حَدَّثَهُ الْمَنْصُورُ: وَقَعَ عِمَامَةُ رَجُلٍ فَإِذَا رَأْسُهُ رَأْسُ خِنْزِیرٍ فَسَأَلَهُ عَنْ قِصَّتِهِ فَقَالَ كُنْتُ مُؤَذِّناً ثَلَاثِینَ سَنَةً وَ كُنْتُ أَلْعَنُ عَلِیّاً بَیْنَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ مِائَةَ مَرَّةٍ كُلَّ یَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ مَرَّةٍ وَ لَعَنْتُهُ لَیْلَةَ جُمُعَةٍ أَلْفَ لَعْنَةٍ فَبَیْنَمَا أَنَا نَائِمٌ وَ قَدْ لَحِقَنِی الْعَطَشُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَقُلْتُ لِلْحَسَنَیْنِ علیهما السلام اسْقِیَانِی فَلَمْ یُكَلِّمَانِی فَدَنَوْتُ مِنْ عَلِیٍّ وَ قُلْتُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اسْقِنِی وَ لَمْ یَسْقِنِی وَ لَمْ یُكَلِّمْنِی فَدَنَوْتُ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ اسْقِنِی فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَبَصُرَ بِی وَ قَالَ أَنْتَ اللَّاعِنُ عَلِیّاً فِی كُلِّ یَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ مَرَّةٍ وَ قَدْ لَعَنْتَهُ الْبَارِحَةَ أَلْفَ مَرَّةٍ فَلَمْ أُحِرْ إِلَیْهِ جَوَاباً فَتَفَلَ فِی وَجْهِی وَ قَالَ اخْسَأْ یَا خِنْزِیرُ فَوَ اللَّهِ مَا أَصْبَحَ إِلَّا وَجْهُهُ وَ رَأْسُهُ كَخِنْزِیرٍ.

الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: كَانَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ الْمَخْزُومِیُّ وَالِیاً عَلَی الْمَدِینَةِ وَ كَانَ یَجْمَعُنَا كُلَّ یَوْمِ جُمُعَةٍ قَرِیباً مِنَ الْمِنْبَرِ وَ یَشْتِمُ عَلِیّاً فَلَصِقْتُ بِالْمِنْبَرِ فَأَغْفَیْتُ فَرَأَیْتُ الْقَبْرَ قَدِ انْفَرَجَ وَ خَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ عَلَیْهِ ثِیَابٌ بِیضٌ فَقَالَ لِی یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا یَحْزُنُكَ مَا یَقُولُ هَذَا قُلْتُ بَلَی وَ اللَّهِ قَالَ افْتَحْ عَیْنَیْكَ انْظُرْ مَا یَصْنَعُ اللَّهُ بِهِ وَ إِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ عَلِیّاً فَرُمِیَ بِهِ مِنْ فَوْقِ الْمِنْبَرِ فَمَاتَ.

عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ السِّجِسْتَانِیُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ قَالَ: كَانَ فِی جِوَارِی صَالِحٌ فَرَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنَامِهِ عَلَی شَفِیرِ الْحَوْضِ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَسْقِیَانِ الْأُمَّةَ

ص: 320


1- 1. فی المصدر( قطرانا خ ل) و هو الأظهر كما مضی.

قَالَ فَاسْتَسْقَیْتُ أَنَا فَأَبَیَا عَلَیَّ فَأَتَیْتُ النَّبِیَّ أَسْأَلُهُ فَقَالَ لَا تَسْقُوهُ فَإِنَّ فِی جِوَارِكَ رَجُلًا یَلْعَنُ عَلِیّاً فَلَمْ تَمْنَعْهُ فَدَفَعَ إِلَیَّ سِكِّیناً وَ قَالَ اذْهَبْ فَاذْبَحْهُ قَالَ فَخَرَجْتُ وَ ذَبَحْتُهُ وَ دَفَعْتُ السِّكِّینَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا حُسَیْنُ اسْقِهِ فَسَقَانِی وَ أَخَذْتُ الْكَأْسَ بِیَدِی وَ لَا أَدْرِی أَشَرِبْتُ أَمْ لَا فَانْتَبَهْتُ وَ إِذَا أَنَا بِوَلْوَلَةٍ وَ یَقُولُونَ فُلَانٌ ذُبِحَ عَلَی فِرَاشِهِ وَ أَخَذَ الشُّرَطُ(1) الْجِیرَانَ فَقُمْتُ إِلَی الْأَمِیرِ فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ هَذَا أَنَا فَعَلْتُهُ وَ الْقَوْمُ بُرَآءُ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الرُّؤْیَا فَقَالَ اذْهَبْ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً.

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ وَ كَثِیرُ بْنُ الصَّلْتِ قَالا: جَمَعَ زِیَادُ بْنُ أَبِیهِ أَشْرَافَ الْكُوفَةِ فِی مَسْجِدِ الرَّحْبَةِ لِیَحْمِلَهُمْ عَلَی سَبِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَأَغْفَیْتُ فَإِذَا أَنَا بِشَخْصٍ طَوِیلِ الْعُنُقِ أَهْدَلَ أَهْدَبَ قَدْ سَدَّ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ طَاعُونٌ بُعِثْتُ إِلَی زِیَادٍ فَانْتَبَهْتُ فَزِعاً وَ سَمِعْنَا الْوَاعِیَةَ عَلَیْهِ وَ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:

قَدْ جَشَّمَ النَّاسَ أَمْراً ضَاقَ ذَرْعُهُمْ***یَحْمِلُهُمْ حِینَ أَدَّاهُمْ إِلَی الرَّحَبَةِ

یَدْعُو عَلَی نَاصِرِ الْإِسْلَامِ دَامَ لَهُ***عَلَی الْمُشْرِكِینَ الطَّوْلُ وَ الْغَلَبَةُ(2)

مَا كَانَ مُنْتَهِیاً عَمَّا أَرَادَ بِهِ***حَتَّی تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ

فَأَسْقَطَ الشِّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةً عَجَباً***كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبَ الرَّحَبَةِ(3).

أَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِیٍّ الْجَوْزِیُّ فِی كِتَابِ الْمُنْتَظَمِ: أَنَّ زِیَاداً لَمَّا حَصَبَهُ (4) أَهْلُ الْكُوفَةِ وَ هُوَ یَخْطُبُ عَلَی الْمِنْبَرِ قَطَعَ أَیْدِی ثَمَانِینَ مِنْهُمْ وَ هَمَّ أَنْ یُخَرِّبَ دُورَهُمْ وَ یُجَمِّرَ نَخْلَهُمْ فَجَمَعَهُمْ حَتَّی مَلَأَ بِهِمُ الْمَسْجِدَ وَ الرَّحْبَةَ لِیَعْرِضَهُمْ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَلِمَ أَنَّهُمْ سَیَمْتَنِعُونَ فَیَحْتَجُّ بِذَلِكَ عَلَی اسْتِئْصَالِهِمْ وَ إِخْرَابِ بَلَدِهِمْ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ الْأَنْصَارِیُّ فَإِنِّی لَمَعَ

ص: 321


1- 1. جمع الشرطی.
2- 2. الظرف متعلق بقوله: دام. و الطول فاعله.
3- 3. مناقب آل أبی طالب 1: 479 و 480.
4- 4. حصبه: رماه بالحصباء.

نَفَرٍ مِنْ قَوْمِی وَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ فِی أَمْرٍ عَظِیمٍ إِذْ هَوَّمْتُ تَهْوِیمَةً فَرَأَیْتُ شَیْئاً أَقْبَلَ طَوِیلَ الْعُنُقِ مِثْلَ عُنُقِ الْبَعِیرِ أَهْدَرَ أَهْدَلَ فَقُلْتُ مَا أَنْتَ فَقَالَ أَنَا النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ بُعِثْتُ إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْقَصْرِ فَاسْتَیْقَظْتُ فَزِعاً فَقُلْتُ لِأَصْحَابِی هَلْ رَأَیْتُمْ مَا رَأَیْتُ قَالُوا لَا فَأَخْبَرْتُهُمْ وَ خَرَجَ عَلَیْنَا خَارِجٌ مِنَ الْقَصْرِ فَقَالَ انْصَرِفُوا فَإِنَّ الْأَمِیرَ یَقُولُ لَكُمْ إِنِّی عَنْكُمُ الْیَوْمَ مَشْغُولٌ وَ إِذَا الطَّاعُونُ قَدْ ضَرَبَهُ فَكَانَ یَقُولُ إِنِّی لَأَجِدُ فِی النِّصْفِ مِنْ جَسَدِی حَرَّ النَّارِ حَتَّی مَاتَ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ السَّائِبِ:

مَا كَانَ مُنْتَهِیاً عَمَّا أَرَادَ بِنَا***حَتَّی تَنَاوَلَهُ النَّقَّادُ ذُو الرَّقَبَةِ

فَأَثْبَتَ الشِّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةً عَظُمَتْ***كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبَ الرَّحَبَةِ

انتهی (1).

بیان: فی النهایة التهویم أول النوم و هو دون النوم الشدید(2) و قال أهدب الأشفار أی طویل شعر الأجفان و منه حدیث زیاد طویل العنق أهدب (3) و قال الأهدل المسترخی الشفة السفلی الغلیظها و منه حدیث زیاد أهدب أهدل (4) و الأهدر كأنه من هدیر البعیر و هو تردید صوته فی حنجرته.

و أقول سیأتی أمثالها فی باب ما ظهر من معجزاته صلی اللّٰه علیه و آله فی المنام.

«21»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ مَعْمَرِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ یَرْوُونَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنْ دُعِیتُمْ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ دُعِیتُمْ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مَا أَكْثَرَ مَا یَكْذِبُونَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّمَا قَالَ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَی سَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنْ دُعِیتُمْ إِلَی سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ دُعِیتُمْ إِلَی الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَقُلْ فَلَا تَتَبَرَّءُوا مِنِّی قَالَ

ص: 322


1- 1. شرح النهج 1: 363.
2- 2. النهایة 4: 258.
3- 3. النهایة 4: 241.
4- 4. النهایة 4: 242.

قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِنْ أَرَادَ رَجُلٌ یَمْضِی عَلَی الْقَتْلِ وَ لَا یَتَبَرَّأُ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا عَلَی الَّذِی مَضَی عَلَیْهِ عَمَّارٌ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (1).

أقول: قد أوردنا نحوه بأسانید فی باب التقیة.

«22»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: الْأَصْلُ فِی سَبِّهِ علیه السلام مَا صَحَّ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ مُعَاوِیَةَ أَمَرَ بِلَعْنِهِ عَلَی الْمَنَابِرِ فَتَكَلَّمَ فِیهِ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ هَیْهَاتَ هَذَا أَمْرُ دِینٍ لَیْسَ إِلَی تَرْكِهِ سَبِیلٌ أَ لَیْسَ الْغَاشَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الشَّتَّامَ لِأَبِی بَكْرٍ الْمُعَیِّرَ عُمَرَ الْخَاذِلَ عُثْمَانَ قَالَ أَ تَسُبُّهُ عَلَی الْمَنَابِرِ وَ هُوَ بَنَاهَا بِسَیْفِهِ قَالَ لَا أَدَعُ ذَلِكَ حَتَّی یَمُوتَ عَلَیْهِ الْكَبِیرُ(2) وَ یَشِبَّ عَلَیْهِ الصَّغِیرُ فَبَقِیَ ذَلِكَ إِلَی أَنْ وُلِّیَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ فَجَعَلَ بَدَلَ اللَّعْنَةِ فِی الْخُطْبَةِ قَوْلَهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِیتاءِ ذِی الْقُرْبی (3) فَقَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَیْبٍ وَیْلٌ لِلْأُمَّةِ رُفِعَتِ الْجُمُعَةُ وَ تُرِكَتِ اللَّعْنَةُ وَ ذَهَبَتِ السُّنَّةُ(4).

«23»- جا، [المجالس] للمفید الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی التَّمِیمِیِّ عَنْ كَبِیرٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْخَوْلَانِیِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: أَمَا إِنَّكُمْ تُعْرَضُونَ عَلَی لَعْنِی وَ دُعَائِی كَذَّاباً فَمَنْ لَعَنَنِی كَارِهاً مُكْرَهاً یَعْلَمُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ مُكْرَهاً وَرَدْتُ أَنَا وَ هُوَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَعاً وَ مَنْ أَمْسَكَ لِسَانَهُ فَلَمْ یَلْعَنِّی سَبَقَنِی كَرَمْیَةِ سَهْمٍ أَوْ لَمْحَةٍ بِالْبَصَرِ وَ مَنْ لَعَنَنِی مُنْشَرِحاً صَدْرُهُ بِلَعْنَتِی فَلَا حِجَابَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ وَ لَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا إِنَّ مُحَمَّداً أَخَذَ بِیَدِی یَوْماً فَقَالَ مَنْ بَایَعَ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَ ثُمَّ مَاتَ وَ هُوَ یُحِبُّكَ فَقَدْ قَضی نَحْبَهُ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً یُحَاسَبُ بِمَا عَمِلَ فِی الْإِسْلَامِ (5).

بیان: قوله فلا حجاب بینه و بین اللّٰه أی لا یحجبه شی ء عن عذاب اللّٰه

ص: 323


1- 1. تفسیر العیّاشیّ مخطوط، و أورده فی البرهان 2: 385. و الآیة فی سورة النحل: 106.
2- 2. فی المصدر: حتی یموت فیه الكبیر.
3- 3. سورة النحل: 89.
4- 4. مناقب آل أبی طالب 2: 19.
5- 5. أمالی المفید: 70.

و هؤلاء الخمس إشارة إلی أصابعه صلی اللّٰه علیه و آله و فی بعض النسخ بالتاء المثناة(1) فالمراد الصلوات الخمس.

«24»- كش، [رجال الكشی] رَوَی یَعْقُوبُ بْنُ شَیْبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَیْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِی لَیْلَی وَ قَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ حَتَّی اسْوَدَّ كَتِفَاهُ ثُمَّ أَقَامَهُ لِلنَّاسِ عَلَی سَبِّ عَلِیٍّ وَ الْجَلَاوِزَةِ(2) مَعَهُ یَقُولُونَ سُبَّ الْكَذَّابِینَ فَجَعَلَ یَقُولُ أَلْعَنُ الْكَذَّابِینَ عَلِیٌّ وَ الزُّبَیْرُ(3) وَ الْمُخْتَارُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ یَقُولُ أَصْحَابُ الْعَرَبِیَّةِ سَمْعُكَ یَعْلَمُ مَا یَقُولُ لِقَوْلِهِ عَلِیٌّ أَیْ هُوَ ابْتِدَاءُ الْكَلَامِ (4).

«25»- كش، [رجال الكشی] یَعْقُوبُ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا حُجْرُ بْنُ عَدِیٍّ قَالَ قَالَ لِی عَلِیٌّ علیه السلام كَیْفَ تَصْنَعُ أَنْتَ إِذَا ضُرِبْتَ وَ أُمِرْتَ بِلَعْنَتِی قُلْتُ لَهُ كَیْفَ أَصْنَعُ قَالَ الْعَنِّی وَ لَا تَبَرَّأْ مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ اللَّهِ قَالَ وَ لَقَدْ ضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ یُوسُفَ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلْعَنَ عَلِیّاً وَ أَقَامَهُ عَلَی بَابِ مَسْجِدِ صَنْعَاءَ قَالَ فَقَالَ إِنَّ الْأَمِیرَ أَمَرَنِی أَنْ أَلْعَنَ عَلِیّاً فَالْعَنُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَرَأَیْتُ مُجَوِّزاً مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلًا فَهِمَهَا وَ سَلِمَ (5).

«26»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ مَتَّوَیْهِ الْوَاسِطِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عِیسَی عَنْ رَحْمَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی رَجَاءٍ الْعُطَارِدِیِّ قَالَ: لَا تَسُبُّوا هَذَا

ص: 324


1- 1. الظاهر أن المراد كلمة« بایع» و علی ذلك فاللازم أن یقال: بالتاء المثناة و الباء الموحدة، فتكون الكلمة« تابع».
2- 2. جمع الجلواز: الشرطی.
3- 3. فی المصدر: و ابن الزبیر.
4- 4. معرفة أخبار الرجال: 67.
5- 5. معرفة أخبار الرجال: 67. و لم نفهم المراد من قوله« فرأیت مجوزا» و فی المصدر« محواذا» و لعله من« الأحوذی» أی الحاذق السریع، و المعنی علی ذلك واضح. و فی المصدر إلّا رجلا واحدا اه.

الرَّجُلَ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام فَإِنَّ رَجُلًا سَبَّهُ فَرَمَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِكَوْكَبَیْنِ (1) فِی عَیْنَیْهِ.

وَ عَنِ السُّلَمِیِّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی زُرْعَةَ الرَّازِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ ابْنِ أَبِی فُدَیْكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: كُنْتُ مُسْتَنِداً إِلَی الْمَقْصُورَةِ وَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَی الْمِنْبَرِ یَخْطُبُ وَ هُوَ یُؤْذِی عَلِیّاً فِی خُطْبَتِهِ فَذَهَبَ بِیَ النَّوْمُ (2) فَرَأَیْتُ الْقَبْرَ قَدِ انْفَرَجَ فَاطَّلَعَ مِنْهُ مُطَّلِعٌ فَقَالَ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَكَ اللَّهُ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَعَنَكَ اللَّهُ (3).

«27»- نهج، [نهج البلاغة] مِنْ كَلَامٍ لَهُ علیه السلام لِأَصْحَابِهِ: أَمَا إِنَّهُ سَیَظْهَرُ عَلَیْكُمْ بَعْدِی رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ یَأْكُلُ مَا یَجِدُ وَ یَطْلُبُ مَا لَا یَجِدُ فَاقْتُلُوهُ وَ لَنْ تَقْتُلُوهُ أَلَا وَ إِنَّهُ سَیَأْمُرُكُمْ بِسَبِّی وَ الْبَرَاءَةِ مِنِّی فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِی فَإِنَّهُ لِی زَكَاةٌ وَ لَكُمْ نَجَاةٌ وَ أَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلَا تَبَرَّءُوا مِنِّی فَإِنِّی وُلِدْتُ عَلَی الْفِطْرَةِ وَ سَبَقْتُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ الْهِجْرَةِ(4).

أقول: قال ابن أبی الحدید مندحق البطن بارزها و الدحوق من النوق التی یخرج رحمها بعد الولادة و سیظهر سیغلب و رحب البلعوم واسعه و كثیر من الناس یذهب إلی أنه علیه السلام عنی زیادا و كثیر منهم یقول إنه عنی الحجاج و قال قوم إنه عنی المغیرة بن شعبة و الأشبه عندی أنه عنی معاویة لأنه كان موصوفا بالنهم و كثرة الأكل و كان بطنا(5).

ثم قال: وَ رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الْغَارَاتِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ كُلَیْبٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ

ص: 325


1- 1. الكوكب: نقطة بیضاء تحدث فی العین.
2- 2. فی المصدر: فذهب بی النعاس.
3- 3. كنز الكراجكیّ: 62. و الروایتان توجدان فی( ك) و( د) فقط.
4- 4. نهج البلاغة( عبده ط مصر) 1: 114 و 115.
5- 5. شرح النهج 1: 462.

یَحْیَی بْنِ سُلَیْمَانَ الْعَدَوِیِ (1) عَنْ أَبِی مَرْیَمَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فَقَالَ سَیُعْرَضُ عَلَیْكُمْ سَبِّی وَ سَتُذْبَحُونَ عَلَیْهِ فَإِنْ عُرِضَ عَلَیْكُمْ سَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ عُرِضَ عَلَیْكُمُ الْبَرَاءَةُ مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

و لم یقل فلا تبرءوا منی

وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: لَیُذْبَحُنَ (2) عَلَی سَبِّی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ ثُمَّ قَالَ فَإِنْ أَمَرُوكُمْ بَسَبِّی فَسُبُّونِی وَ إِنْ أَمَرُوكُمْ أَنْ تَتَبَرَّءُوا(3) مِنِّی فَإِنِّی عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله. و لم ینههم عن إظهار البراءة ثم قال إنه أباح لهم سبه عند الإكراه لأن اللّٰه تعالی قد أباح عند الإكراه التلفظ بكلمة الكفر فقال إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (4) و أما قوله فإنه لی زكاة و لكم نجاة فمعناه أنكم تنجون من القتل إذا أظهرتم ذلك و معنی الزكاة یحتمل أمرین أحدهما ما ورد فی الأخبار النبویة أن سب المؤمن زكاة له و زیادة فی حسناته الثانی أن یرید أن سبهم لی لا ینقص فی الدنیا من قدری بل أزید به شرفا و علو قدر و شیاع ذكر فالزكاة بمعنی النماء و الزیادة.: فإن قیل فأی فرق بین السب و البراءة و كیف أجاز لهم السب و منعهم من التبری (5) و السب أفحش من التبری فالجواب أما الذی یقوله أصحابنا فی ذلك فإنه لا فرق عندهم بین السب و التبری منه فی أن كلا منهما فسق و حرام و كبیرة و أن المكره علیهما یجوز له فعلهما عند خوفه علی نفسه كما یجوز له إظهار كلمة الكفر عند الخوف و یجوز أن لا یفعلهما و إن قتل إذا قصد بذلك إعزاز الدین كما

ص: 326


1- 1. فی المصدر: العبدی.
2- 2. فی المصدر: و اللّٰه لتذبحن.
3- 3. فی المصدر: أن تبرءوا.
4- 4. سورة النحل: 106.
5- 5. فی المصدر: عن التبری.

یجوز له أن یسلم نفسه للقتل و لا یظهر كلمة الكفر إعزازا للدین و إنما استفحش علیه السلام البراءة لأن هذه اللفظة ما وردت فی القرآن العزیز إلا من المشركین أ لا تری إلی قوله تعالی بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ (1) و قال اللّٰه تعالی أَنَّ اللَّهَ بَرِی ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ رَسُولُهُ (2) فقد صارت بحكم العرف الشرعی مطلقة علی المشركین خاصة فإذن یحمل هذا النهی علی ترجیح تحریم لفظ البراءة علی تحریم لفظ السب و إن كان حكمهما واحدا أ لا تری أن إلقاء المصحف فی العذرة(3) أفحش من إلقائه فی دن الشراب و إن كانا جمیعا محرمین و كان حكمهما واحدا فَأَمَّا الْإِمَامِیَّةُ فَتَرْوِی عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا عُرِضْتُمْ عَلَی الْبَرَاءَةِ مِنَّا فَمُدُّوا الْأَعْنَاقَ. و یقولون إنه لا یجوز التبری عنه و إن كان الحالف صادقا و أن علیه الكفارة و یقولون إن للبراءة من اللّٰه و من الرسول و من إحدی الأئمة حكما واحدا و یقولون الإكراه علی السب یبیح إظهاره و لا یجوز الاستسلام للقتل و یجوز أن یظهر التبری (4) و الأولی أن یستسلم للقتل.

فإن قیل كیف علل نهیه لهم من البراءة منه بقوله فإنی ولدت علی الفطرة فإن هذا التعلیل لا یختص به لأن كل ولد یولد علی الفطرة و إنما أبواه یهودانه و ینصرانه و الجواب أنه علل نهیه لهم عن البراءة منه بمجموع أمور و هو كونه ولد علی الفطرة و سبق إلی الإیمان و الهجرة و لم یعلل بآحاد هذا المجموع و مراده هنا بالولادة علی الفطرة أنه لم یولد فی الجاهلیة لأنه ولد لثلاثین عاما مضت من عام الفیل و النبی أرسل لأربعین مضت من عام الفیل و قد جاء فی الأخبار الصحیحة أنه مكث قبل الرسالة سنین عشرا یسمع الصوت و یری الضوء و لا یخاطبه أحد و كان ذلك إرهاصا لرسالته (5) فحكم تلك السنین العشر حكم أیام رسالته صلی اللّٰه علیه وآله

ص: 327


1- 1. سورة التوبة: 1.
2- 2. سورة التوبة: 3.
3- 3. فی المصدر: فی القذر.
4- 4. فی المصدر: و أمّا الاكراه علی البراءة فانه یجوز معه الاستسلام للقتل و یجوز أن یظهر التبری.
5- 5. أرهص الحائط: بنی رهصه. و هو أول من الطبن الذی یبنی علیه.

فالمولود فیها إذا كان فی حجره و هو المتولی لتربیته مولود فی أیام كأیام النبوة و لیس بمولود فی جاهلیة محضة ففارقت حاله حال من یدعی له من الصحابة مماثلته فی الفضل و قد روی أن السنة التی ولد فیها هذه السنة التی بدئ فیها رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فأسمع الهتاف من الأحجار و الأشجار و كشف عن بصره فشاهد أنوارا و أشخاصا و لم یخاطب منها(1) بشی ء و هذه السنة هی السنة التی ابتدأ فیها بالتبتل و الانقطاع و العزلة فی جبل حراء فلم یزل به حتی كوشف بالرسالة و أنزل علیه الوحی و كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یتیمن بتلك السنة و بولادة علی علیه السلام فیها و یسمیها سنة الخیر و سنة البركة و قال لأهله لیلة ولادته و فیها شاهد ما شاهد من الكرامات و القدرة الإلهیة و لم یكن من قبلها شاهد من ذلك شیئا لقد ولد لنا(2) مولود یفتح اللّٰه علینا به أبوابا كثیرة من النعمة و الرحمة و كان كما قال صلوات اللّٰه علیه فإنه كان ناصره و المحامی عنه و كاشف الغم عن وجهه و بسیفه ثبت دین الإسلام و رست (3) دعائمه و تمهدت قواعده.

و فی المسألة تفصیل آخر و هو أن یعنی بقوله فإنی ولدت علی الفطرة التی لم تتغیر و لم تحل و ذلك أن معنی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: كُلُّ مَوْلُودٍ یُولَدُ عَلَی الْفِطْرَةِ.

أن كل مولود فإن اللّٰه تعالی قد هیأه بالعقل الذی خلقه فیه و بصحة الحواس و المشاعر لأن یتعلم التوحید و العدل و لم یجعل فیه مانعا یمنعه من ذلك و لكن التربیة و العقیدة فی الوالدین و الإلف لاعتقادهما و حسن الظن فیهما یصده عما فطر علیه و أمیر المؤمنین علیه السلام دون غیره ولد علی الفطرة التی لم تحل و لم یصد عن مقتضاها مانع لا من جانب الأبوین و لا من جهة غیرهما و غیره ولد علی الفطرة و لكنه حال عن مقتضاها و زال عن موجبها.

ص: 328


1- 1. فی المصدر: و لم یخاطب فیها.
2- 2. فی المصدر: لقد ولد لنا اللیلة.
3- 3. رسا الشی ء و أرسی: ثبت و رسخ.

و یمكن أن یفسر أنه أراد بالفطرة العصمة و أنه منذ ولد لم یواقع قبیحا و لا كان كافرا طرفة عین و لا مخطئا و لا غالطا فی شی ء من الأشیاء المتعلقة بالدین و هذا تفسیر الإمامیة انتهی كلامه (1).

و أقول: الأخبار فی البراءة من طرق الخاصة و العامة مختلفة و الأظهر فی الجمع بینها أن یقال بجواز التكلم بها عند الضرورة الشدیدة و جواز الامتناع عنه و تحمل ما تترتب علیه و أما أن أیهما أولی ففیه إشكال بل لا یبعد القول بذلك فی السب أیضا و ذهب إلی ما ذكرناه فی البراءة جماعة من علمائنا و أما ما نسبه ابن أبی الحدید إلیهم جمیعا من تحریم القول بالبراءة فلعله اشتبه علیه ما ذكروه من تحریم الحلف بالبراءة اختیارا فإنهم قطعوا بتحریم ذلك و إن كان صادقا و لا تعلق له بأحكام المضطر.

و قال الشیخ الشهید فی قواعده التقیة تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة فالواجب إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنین و المستحب إذا كان لا یخاف ضررا عاجلا و یتوهم ضررا آجلا أو ضررا سهلا أو كان تقیة فی المستحب كالترتیب فی تسبیح الزهراء علیها السلام و ترك بعض فصول الأذان و المكروه التقیة فی المستحب حیث لا ضرر عاجلا و لا آجلا و یخاف منه الالتباس علی عوام المذهب و الحرام التقیة حیث یؤمن الضرر عاجلا و آجلا أو فی قتل مسلم؛قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِیَّةُ لِیُحْقَنَ بِهَا الدِّمَاءُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِیَّة. و المباح التقیة فی بعض المباحات التی رجحها العامة(2) و لا یصل بتركها ضرر(3).

ثم قال رحمه اللّٰه التقیة یبیح كل شی ء حتی إظهار كلمة الكفر و لو تركها حینئذ أثم إلا فی هذا المقام و مقام التبری من أهل البیت علیهم السلام فإنه لا یأثم بتركها بل صبره إما مباح أو مستحب و خصوصا إذا كان ممن یقتدی به (4).

ص: 329


1- 1. شرح النهج 1: 487- 492.
2- 2. فی المصدر: یرجحها العامّة و فی( م) و( د): ریجها العامّة.
3- 3. فی المصدر: و لا یصیر تركها ضررا.
4- 4. القواعد و الفوائد: 261.

و قال الشیخ أمین الدین الطبرسی قال أصحابنا التقیة جائزة فی الأحوال كلها(1) عند الضرورة و ربما وجب فیها لضرب من اللطف و الاستصلاح و لیس یجوز من الأفعال فی قتل المؤمن و لا فیما یعلم أو یغلب علی الظن أنه استفساد فی الدین قال المفید رضی اللّٰه عنه إنها قد تجب أحیانا و تكون فرضا و تجوز أحیانا من غیر وجوب و تكون فی وقت أفضل من تركها و قد یكون تركها أفضل و إن كان فاعلها معذورا و معفوا عنه متفضلا علیه بترك اللوم علیها و قال الشیخ أبو جعفر الطوسی رحمه اللّٰه ظاهر الروایات یدل علی أنها واجبة عند الخوف علی النفس و قد روی رخصته فی جواز الإفصاح بالحق عنده انتهی (2).

أقول: سیأتی تمام القول فی ذلك فی باب التقیة إن شاء اللّٰه تعالی.

باب 89 كفر من آذاه أو حسده أو عانده و عقابهم

«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْوَاحِدِیُّ فِی أَسْبَابِ النُّزُولِ وَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَیْرِیُّ فِی تَفْسِیرِهِمَا(3): أَنَّهُ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ (4) الْآیَةَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّ نَفَراً مِنَ الْمُنَافِقِینَ كَانُوا یُؤْذُونَهُ وَ یَسْمَعُونَهُ وَ یَكْذِبُونَ عَلَیْهِ. وَ فِی رِوَایَةِ مُقَاتِلٍ: وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ یَعْنِی عَلِیّاً وَ الْمُؤْمِناتِ یَعْنِی فَاطِمَةَ فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَرْسَلَ عَلَیْهِمُ الْجَرَبَ فِی جَهَنَّمَ فَلَا یَزَالُونَ یَحْتَكُّونَ حَتَّی تُقْطَعَ أَظْفَارُهُمْ ثُمَّ یَحْتَكُّونَ حَتَّی تَنْسَلِخَ جُلُودُهُمْ ثُمَّ یَحْتَكُّونَ حَتَّی تَبْدُوَ لُحُومَهُمْ ثُمَّ یَحْتَكُّونَ

ص: 330


1- 1. فی المصدر: فی الأقوال كلها.
2- 2. مجمع البیان 2: 430.
3- 3. فی المصدر: فی تفسیریهما.
4- 4. سورة الأحزاب: 58.

حَتَّی تَظْهَرَ عِظَامُهُمْ وَ یَقُولُونَ مَا هَذَا الْعَذَابُ الَّذِی نَزَلَ بِنَا فَیَقُولُونَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْأَشْقِیَاءِ هَذَا عُقُوبَةٌ لَكُمْ بِبُغْضِكُمْ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.

تَفْسِیرَیِ الضَّحَّاكِ وَ مُقَاتِلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (1) وَ ذَلِكَ حِینَ قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّ مُحَمَّداً مَا یُرِیدُ مِنَّا إِلَّا أَنْ نَعْبُدَ أَهْلَ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَقَالَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ بِالنَّارِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً فِی جَهَنَّمَ.

وَ فِی تَفَاسِیرَ كَثِیرَةٍ: أَنَّهُ نَزَلَ فِی حَقِّهِ لَئِنْ لَمْ یَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِی الْمَدِینَةِ لَنُغْرِیَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا یُجاوِرُونَكَ فِیها إِلَّا قَلِیلًا(2) یَعْنِی یُهْلِكُهُمْ ثُمَّ قَالَ مَلْعُونِینَ أَیْنَما ثُقِفُوا یَعْنِی بَعْدَكَ یَا مُحَمَّدُ أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِیلًا فَوَ اللَّهِ لَقَدْ قَتَلَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ سُنَّةَ اللَّهِ فِی الَّذِینَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ الْآیَةَ.

مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ رَفَعَهُ إِلَیْهِمْ علیه السلام: لَا تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ فِی عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ كَالَّذِینَ آذَوْا مُوسی فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا.

كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ أَبِی الْمُظَفَّرِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ فِی الْخَصَائِصِ عَنِ النَّطَنْزِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ كُلِّهِمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ أَجْفُو عَلِیّاً فَلَقِیَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّكَ آذَیْتَنِی یَا عُمَرُ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ أَذَی رَسُولِهِ قَالَ إِنَّكَ قَدْ آذَیْتَ عَلِیّاً وَ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی.

الْعُكْبَرِیُّ فِی الْإِبَانَةِ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ رَجُلَانِ فِی الْمَسْجِدِ فَنِلْنَا مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَقْبَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُغْضَباً فَقَالَ مَا لَكُمْ وَ لِی مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی.

ص: 331


1- 1. سورة الأحزاب: 57.
2- 2. سورة الأحزاب: 60.

الْحَاكِمُ الْحَافِظُ فِی أَمَالِیهِ وَ أَبُو سَعِیدٍ الْوَاعِظُ فِی شَرَفِ الْمُصْطَفَی وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ بِأَسَانِیدِهِمْ أَنَّهُ حَدَّثَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ (1) قَالَ حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ: حَدَّثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ فَقَالَ مَنْ آذَی أَبَا حَسَنٍ فَقَدْ آذَانِی حَقّاً وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. وَ فِی رِوَایَةٍ: وَ مَنْ آذَی اللَّهَ لَعَنَهُ اللَّهُ مِلْ ءَ السَّمَاوَاتِ وَ مِلْ ءَ الْأَرْضِ.

التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ وَ الْبُخَارِیُّ فِی الصَّحِیحِ وَ الْمَوْصِلِیُّ فِی الْمُسْنَدِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ وَ الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ بُرَیْدٍ: أَنَّهُ رَغِبَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنَ الْغَنَائِمِ فِی جَارِیَةٍ فَزَایَدَهُ حَاطِبُ بْنُ أَبِی بَلْتَعَةَ وَ بُرَیْدَةُ الْأَسْلَمِیُّ فَلَمَّا بَلَغَ قِیمَتُهَا قِیمَةَ عَدْلٍ فِی یَوْمِهَا أَخَذَهَا بِذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعُوا وَقَفَ بُرَیْدَةُ قُدَّامَ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ شَكَا مِنْ عَلِیٍّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَاءَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَشْكُو فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ إِلَی بَیْنِ یَدَیْهِ فَقَالَهَا فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ تَرَبَّدَ وَجْهُهُ (2) وَ انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَ قَالَ مَا لَكَ یَا بُرَیْدَةُ مَا آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ مُنْذُ الْیَوْمِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً(3) أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ أَنَّ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُؤْذِیَهُ بِأَلِیمِ عَذَابِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ یَا بُرَیْدَةُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ أَعْلَمُ أَمْ قُرَّاءُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَعْلَمُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ مَلَكُ الْأَرْحَامِ أَعْلَمُ أَنْتَ أَعْلَمُ یَا بُرَیْدَةُ أَمْ حَفَظَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ بَلْ حَفَظَتُهُ قَالَ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ أَخْبَرَنِی عَنْ حَفَظَةِ عَلِیٍّ أَنَّهُمْ مَا كَتَبُوا قَطُّ عَلَیْهِ خَطِیئَةً مُنْذُ وُلِدَ ثُمَّ حَكَی عَنْ مَلَكِ الْأَرْحَامِ وَ قُرَّاءِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ(4) وَ فِیهَا مَا تُرِیدُونَ مِنْ عَلِیٍّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ

ص: 332


1- 1. فی المصدر بعد ذلك: قال: حدّثنی علیّ بن الحسین و هو آخذ بشعره اه.
2- 2. تربد الرجل: تعبس. تربد اللون تغیر.
3- 3. سورة الأحزاب: 57.
4- 4. أی حكی رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله عن ملك الارحام و قراء اللوح المحفوظ أن علیا لم یعص اللّٰه قط منذ خلق و یمكن أن یكون فاعل« حكی» جبرئیل علیه السلام.

ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی. وَ فِی رِوَایَةِ أَحْمَدَ: دَعُوا عَلِیّاً(1).

«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ سِیرِینَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حَسَدَ عَلِیّاً فَقَدْ حَسَدَنِی وَ مَنْ حَسَدَنِی فَقَدْ كَفَرَ.

وَ فِی خَبَرٍ: وَ مَنْ حَسَدَنِی فَقَدْ دَخَلَ النَّارَ(2).

«3»- فض، [كتاب الروضة] بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بِكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ آذُونِی فِیكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُغْضَبٌ وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ مِنْكُمْ آذَی عَلِیّاً فَإِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَی عَلِیّاً بَعَثَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ نَعَمْ وَ إِنْ شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ یَا جَابِرُ(3).

«4»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِهِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی مَنَاقِبِهِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی. وَ زَادَ فِیهِ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَی عَلِیّاً بُعِثَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَهُودِیّاً أَوْ نَصْرَانِیّاً فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ یَا جَابِرُ كَلِمَةٌ یَحْتَجِزُونَ بِهَا أَنْ لَا تُسْفَكَ دِمَاؤُهُمْ وَ تُؤْخَذَ أَمْوَالُهُمْ وَ أَنْ لَا یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صَاغِرُونَ.

وَ رَوَی أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِیِّ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَیْبِیَةِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام(4) إِلَی الْیَمَنِ فَجَفَانِی فِی سَفَرِی ذَلِكَ حَتَّی وَجَدْتُ

ص: 333


1- 1. مناقب آل أبی طالب 2: 10- 12.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 2: 13.
3- 3. الروضة: 12.
4- 4. فی المصدر: خرجت.

عَلَیْهِ فِی نَفْسِی فَلَمَّا قَدِمْتُ أَظْهَرْتُ شِكَایَتَهُ فِی الْمَسْجِدِ حَتَّی بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ غَدَاةً غَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا رَآنِی حَدَّدَ إِلَیَّ النَّظَرَ حَتَّی إِذَا جَلَسْتُ قَالَ یَا عَمْرُو أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ آذَیْتَنِی فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُوذِیَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ بَلَی مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی (1).

«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَسِیحِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِیرِینَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ حَسَدَ عَلِیّاً فَقَدْ حَسَدَنِی وَ مَنْ حَسَدَنِی فَقَدْ كَفَرَ(2).

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ (3) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِیرِینَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ حَسَدَ عَلِیّاً حَسَدَنِی وَ مَنْ حَسَدَنِی دَخَلَ النَّارَ وَ أَنْشَدَنِی الْعُرَنِیُ:

إِنِّی حُسِدْتُ فَزَادَ اللَّهُ فِی حَسَدِی***لَا عَاشَ مَنْ عَاشَ یَوْماً غَیْرَ مَحْسُودٍ

مَا یُحْسَدُ الْمَرْءُ إِلَّا مِنْ فَضَائِلِهِ***بِالْعِلْمِ وَ الظَّفَرِ أَوْ بِالْبَأْسِ وَ الْجُودِ(4).

ص: 334


1- 1. الطرائف: 19.
2- 2. أمالی ابن الشیخ: 40.
3- 3. الصحیح كما فی المصدر: عن الحسین بن الحكم.
4- 4. أمالی ابن الشیخ: 40 و 41.

باب 90 ما بین من مناقب نفسه القدسیة

«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ غَزْوَانَ الضَّبِّیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَنَا خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ وَ أَنَا خَازِنُ عِلْمِ اللَّهِ وَ أَنَا الْمُؤْتَمَنُ عَلَی سِرِّ اللَّهِ وَ أَنَا إِمَامُ الْبَرِیَّةِ بَعْدَ خَیْرِ الْخَلِیقَةِ مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ صلی اللّٰه علیه وآله.(1)

«2»- لی، [الأمالی] للصدوق الْمُكَتِّبُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعُلَی عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَزِیرُهُ وَ وَارِثُهُ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ حَبِیبُهُ أَنَا صَفِیُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ صَاحِبُهُ أَنَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ وَ أَبُو وُلْدِهِ أَنَا سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَصِیُّ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ أَنَا الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْآیَةُ الْكُبْرَی وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ بَابُ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی أَنَا الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ أَمِینُ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَی أَهْلِ الدُّنْیَا(2).

«3»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی صَادِقٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: دِینِی دِینُ النَّبِیِّ وَ حَسَبِی حَسَبُ النَّبِیِّ فَمَنْ تَنَاوَلَ دِینِی وَ حَسَبِی فَإِنَّمَا یَتَنَاوَلُ رَسُولَ اللَّهِ (3).

«4»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ

ص: 335


1- أمالی الصدوق: 22
2- 2. أمالی الصدوق: 24.
3- 3. أمالی الصدوق: 249.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ أَیُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِی وَ اعْقِلُوهُ عَنِّی فَإِنَّ الْفِرَاقَ قَرِیبٌ أَنَا إِمَامُ الْبَرِیَّةِ وَ وَصِیُّ خَیْرِ الْخَلِیقَةِ وَ زَوْجُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَبُو الْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ وَ الْأَئِمَّةِ الْهَادِیَةِ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ وَلِیُّهُ وَ وَزِیرُهُ وَ صَاحِبُهُ وَ صَفِیُّهُ وَ حَبِیبُهُ وَ خَلِیلُهُ أَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ حَرْبِی حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمِی سِلْمُ اللَّهِ وَ طَاعَتِی طَاعَةُ اللَّهِ وَ وَلَایَتِی وَلَایَةُ اللَّهِ وَ شِیعَتِی أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَنْصَارِی أَنْصَارُ اللَّهِ وَ الَّذِی خَلَقَنِی وَ لَمْ أَكُ شَیْئاً لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ مَلْعُونُونَ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَری (1).

«5»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ یَزْدَادَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِیَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تِسْعَةَ أَشْیَاءَ لَمْ یُعْطِهَا أَحَداً قَبْلِی مَا خَلَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ فُتِحَتْ لِیَ السُّبُلُ وَ عُلِّمْتُ الْأَنْسَابَ وَ أُجْرِیَ لِیَ السَّحَابُ وَ عُلِّمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فِی الْمَلَكُوتِ بِإِذْنِ رَبِّی فَمَا غَابَ عَنِّی مَا كَانَ قَبْلِی وَ لَا یَكُونُ مَا فَاتَنِی مِنْ بَعْدِی (2) وَ مَا یَأْتِی بَعْدِی وَ إِنَّ بِوَلَایَتِی أَكْمَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ دِینَهُمْ وَ أَتَمَّ عَلَیْهِمُ النِّعَمَ وَ رَضِیَ لَهُمْ إِسْلَامَهُمْ إِذْ یَقُولُ یَوْمَ الْوَلَایَةِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْهُمْ أَنِّی أَكْمَلْتُ لَهُمُ الْیَوْمَ دِینَهُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْهِمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِیناً كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَنِّ اللَّهِ عَلَیَّ فَلَهُ الْحَمْدُ(3).

یر، [بصائر الدرجات] أحمد بن الحسین: مثله (4)

ص: 336


1- 1. أمالی الصدوق: 360 و 361.
2- 2. هذه الجملة التی من مختصات( ك) فقط توجد فی البصائر و لیست فی الخصال.
3- 3. الخصال 2: 42 و 43.
4- 4. بصائر الدرجات: 54.

بیان: المراد بفتح السبل كشف طرق العلوم و المعارف أو سبل السماوات كما مر و إجراء السحاب معناه ما مر و سیأتی أنه تعالی سخر لهم السحاب یذهب بهم حیث یشاءون.

و قال البیضاوی فی قوله تعالی: وَ آتَیْناهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ (1) أی فصل الخصام بتمییز الحق عن الباطل أو الكلام المخلص الذی ینبه المخاطب علی المقصود من غیر التباس یراعی فیه مظان الفصل و الوصل و العطف و الاستئناف و الإضمار و الإظهار و الحذف و التكرار و نحوها و إنما سمی به أما بعد لأنه یفصل المقصود عما سبق مقدمة له من الحمد و الصلاة و قیل هو الخطاب القصد الذی لیس فیه اختصار مخل و لا إشباع ممل كما جاء فی وصف كلام الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فصل لا نزر و لا هذر(2).

«6»- ل، [الخصال] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مَقْبُرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ خِصَالٍ مَا أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ لِی بِإِحْدَاهُنَ (3) مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ لِی أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ مِنِّی فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتَ الْوَزِیرُ وَ الْوَصِیُّ وَ الْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ أَنْتَ آخِذُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنَّكَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ (4).

«7»- ل، [الخصال] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِی عَشْرٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَمْ یُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یُعْطَاهُنَّ أَحَدٌ بَعْدِی قَالَ لِی یَا عَلِیُ

ص: 337


1- 1. سورة ص: 20.
2- 2. تفسیر البیضاوی 2: 139.
3- 3. فی المصدر: ما أحبّ أنّ لی باحداهن.
4- 4. الخصال 2: 50.

أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ أَخِی فِی الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّی مَوْقِفاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْزِلِی وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ مُتَوَاجِهَانِ كَمَنْزِلِ الْأَخَوَیْنِ وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ وَ أَنْتَ الْوَلِیُّ وَ أَنْتَ الْوَزِیرُ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ وَ وَلِیُّكَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ (1).

لی، [الأمالی] للصدوق الحسن بن محمد بن یحیی العلوی عن جده یحیی بن الحسن عن إبراهیم بن علی و الحسن بن یحیی معا عن نصر بن مزاحم: مثله (2)

ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی المفید عن الحسن بن محمد بن یحیی عن جده عن إبراهیم و الحسن بن یحیی جمیعا عن نصر بن مزاحم عن أبی خالد الواسطی: مثله (3).

«8»- ل، [الخصال] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ علیه السلام: كَانَتْ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرُ خِصَالٍ مَا یَسُرُّنِی بِإِحْدَاهُنَّ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ مَا غَرَبَتْ فَقَالَ (4) بَعْضُ أَصْحَابِهِ بَیِّنْهَا لَنَا یَا عَلِیُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْوَصِیُّ وَ أَنْتَ الْوَزِیرُ وَ أَنْتَ الْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَلِیُّكَ وَلِیِّی وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ أَنْتَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ مِنْ بَعْدِی وَ أَنْتَ أَخِی وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ مِنِّی فِی الْمَوْقِفِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(5).

«9»- ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرٌ مَا یَسُرُّنِی بِالْوَاحِدَةِ مِنْهُنَّ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّی مَوْقِفاً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْزِلُكَ تُجَاهَ مَنْزِلِی

ص: 338


1- 1. الخصال 2: 50.
2- 2. أمالی الصدوق: 48.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 85.
4- 4. فی المصدر: فقال له.
5- 5. الخصال 2: 50.

فِی الْجَنَّةِ كَمَا یَتَوَاجَهُ الْإِخْوَانُ فِی اللَّهِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ خَلِیفَتِی فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْمُسْلِمِینَ (1) فِی كُلِّ غَیْبَةٍ شَفَاعَتُكَ شَفَاعَتِی وَ وَلِیُّكَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ (2).

«10»- ید، [التوحید] مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَتِهِ: أَنَا الْهَادِی أَنَا الْمُهْتَدِی وَ أَنَا أَبُو الْیَتَامَی وَ الْمَسَاكِینِ وَ زَوْجُ الْأَرَامِلِ وَ أَنَا مَلْجَأُ كُلِّ ضَعِیفٍ وَ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَ أَنَا قَائِدُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ أَنَا حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ أَنَا عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ كَلِمَةُ التَّقْوَی (3) وَ أَنَا عَیْنُ اللَّهِ وَ لِسَانُهُ الصَّادِقُ وَ یَدُهُ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ الَّذِی یَقُولُ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (4) وَ أَنَا یَدُ اللَّهِ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا بَابُ حِطَّةٍ مَنْ عَرَفَنِی وَ عَرَفَ حَقِّی فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ لِأَنِّی وَصِیُّ نَبِیِّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ لَا یُنْكِرُ هَذَا إِلَّا رَادٌّ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ (5).

بیان: قوله علیه السلام أنا حبل اللّٰه إشارة إلی قوله تعالی وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً(6) و إنما شبه بالحبل لأنه وسیلة الخلق إذ به و بولایته و متابعته یصلون إلی قرب اللّٰه و حبه و كرامته و جنته فكأنه حبل ممدود بین اللّٰه و بین الخلق قال الجزری فیه هو حبل اللّٰه المتین أی نور هداه و قیل عهده و أمانه الذی یؤمن من العذاب و الحبل العهد و المیثاق (7) قوله علیه السلام و أنا عروة اللّٰه الوثقی

ص: 339


1- 1. فی المصدر و( م) و( د): و للمسلمین.
2- 2. الخصال 2: 50 و 51.
3- 3. فی المعانی: و كلمة اللّٰه التقوی.
4- 4. سورة الزمر: 56.
5- 5. التوحید: 155 و 156. معانی الأخبار: 17 و 18.
6- 6. سورة آل عمران 103.
7- 7. النهایة 1: 197.

إشارة إلی قوله تعالی فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقی (1) و العروة ما یتمسك به و كلمة التقوی إشارة إلی قوله تعالی وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی (2) و قد مر بیانها قوله علیه السلام و أنا عین اللّٰه أی شاهده علی عباده من العین بمعنی الباصرة أو الجاسوس و قال الجزری: فِی حَدِیثِ عُمَرَ: إِنَّ رَجُلًا كَانَ یَنْظُرُ فِی الطَّوَافِ إِلَی حَرَمِ (3) الْمُسْلِمِینَ فَلَطَمَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَاسْتَعْدَی عَلَیْهِ (4) فَقَالَ ضَرَبَكَ بِحَقٍّ أَصَابَتْهُ عَیْنٌ مِنْ عُیُونِ اللَّهِ. أراد خاصة من خواص اللّٰه و ولیا من أولیاء اللّٰه (5).

و شبه علیه السلام باللسان لأن اللسان یعبر و یظهر ما یرید الرجل إظهاره و هو صلوات اللّٰه علیه یبین علومه تعالی و أسراره و الید النعمة و الرحمة و هو مجاز شائع و المراد بالجنب إما الجانب و الناحیة و هو صلوات اللّٰه علیه الناحیة التی أمر اللّٰه الخلق بالتوجه إلیها أو هو كنایة عن قربهم من جنابه تعالی و أن قربه تعالی لا یحصل إلا بالتقرب بهم كما أن من أراد أن یقرب من الملك یجلس بجنبه و من یجلس بجنبه فهو أقرب الخلق إلیه و أعزهم إلیه.

قال الكفعمی قال الباقر علیه السلام(6) معناه أنه لیس شی ء أقرب إلی اللّٰه تعالی من رسوله و لا أقرب إلی رسوله من وصیه فهو فی القرب كالجنب و قد بین اللّٰه تعالی ذلك فی كتابه فی قوله أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (7) یعنی فی ولایة أولیائه و قال الطبرسی فی مجمعه الجنب القرب أی یا حسرتی علی ما فرطت فی قرب اللّٰه و جواره و فلان فی جنب فلان أی فی قربه و جواره و منه

ص: 340


1- 1. سورة البقرة: 256.
2- 2. سورة الفتح: 26.
3- 3. بضم الأول و فتح الثانی جمع الحرمة، حرم الرجل و أهله.
4- 4. فی المصدر: فاستعدی علیه عمر.
5- 5. النهایة 3: 145. و فیه: و ولیا من أولیائه.
6- 6. فی المصدر: قال الصادق علیه السلام.
7- 7. سورة الزمر: 56.

قوله تعالی وَ الصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ (1).

«11»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (2) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رُشَیْدٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ حِزْبُنَا حِزْبُ اللَّهِ وَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ حِزْبُ الشَّیْطَانِ مَنْ سَاوَی بَیْنَنَا وَ بَیْنَ عَدُوِّنَا فَلَیْسَ مِنَّا(3).

بیان: الفرط بالتحریك الذی یتقدم الواردة و منه قیل للطفل إذا مات أنه فرط فالمعنی أن أولادنا أولاد الأنبیاء أو المعنی أن من یموت منا یتقدم الأنبیاء و یسبقهم إلی المراتب العالیة كما قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ.

«12»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَنَا سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَصِیُّ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ أَنَا إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْمُتَّقِینَ وَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ وَ زَوْجُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ أَنَا الْمُتَخَتِّمُ بِالْیَمِینِ وَ الْمُعَفِّرُ لِلْجَبِینِ أَنَا الَّذِی هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَیْنِ وَ بَایَعْتُ الْبَیْعَتَیْنِ أَنَا صَاحِبُ بَدْرٍ وَ حُنَیْنٍ أَنَا الضَّارِبُ بِالسَّیْفَیْنِ وَ الْحَامِلُ عَلَی فَرَسَیْنِ أَنَا وَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْعَالَمِینَ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ أَهْلُ مُوَالاتِی مَرْحُومُونَ وَ أَهْلُ عَدَاوَتِی مَلْعُونُونَ وَ لَقَدْ كَانَ حَبِیبِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَثِیراً مَا یَقُولُ یَا عَلِیُّ حُبُّكَ تَقْوَی وَ إِیمَانٌ وَ بُغْضُكَ كُفْرٌ وَ نِفَاقٌ وَ أَنَا بَیْتُ الْحِكْمَةِ وَ أَنْتَ مِفْتَاحُهُ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ (4).

بیان: قوله علیه السلام أنا الضارب بالسیفین أی بسیف التنزیل فی حیاة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و بسیف التأویل بعده أو أنه أخذ بسیفین فی بعض الغزوات معا أو سیفا بعد سیف

ص: 341


1- 1. مصباح الكفعمیّ: 478 و ما نقله عن الطبرسیّ یوجد فی تفسیره: 8: 505. و الآیة الأخیرة فی سورة النساء: 36.
2- 2. فی المصدر بعد ذلك: عن إسحاق بن برید، عن سعد بن صارم اه.
3- 3. أمالی الطوسیّ: 170.
4- 4. أمالی الصدوق: 17.

كما كان فی غزوة أحد أعطاه النبی صلی اللّٰه علیه و آله ذا الفقار بعد تكسر سیفه أو إشارة إلی ما هو المشهور من أن ذا الفقار كان ذا شعبتین قوله علیه السلام و الحامل علی فرسین أی فارسین أو أنه ركب فی بعض الغزوات علی فرس بعد فرس و فی بعض النسخ قوسین و یجری فیه أكثر الاحتمالات المذكورة فی السیفین و یحتمل أن یكون المراد التعرض لرامیین دفعة واحدة.

«13»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی الْحِجَازِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَتَمَ مِائَةَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ نَبِیٍّ وَ خَتَمْتُ أَنَا مِائَةَ أَلْفِ وَصِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ وَصِیٍّ وَ كُلِّفْتُ مَا تُكُلِّفَ الْأَوْصِیَاءُ قَبْلِی وَ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ فَإِنَ (1) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی مَرَضِهِ لَسْتُ أَخَافُ عَلَیْكَ أَنْ تَضِلَّ بَعْدَ الْهُدَی وَ لَكِنْ أَخَافُ عَلَیْكَ فُسَّاقَ قُرَیْشٍ وَ عَادِیَتَهُمْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ عَلَی أَنَّ ثُلُثَیِ الْقُرْآنِ فِینَا وَ فِی شِیعَتِنَا فَمَا كَانَ مِنْ خَیْرٍ فَلَنَا وَ لِشِیعَتِنَا وَ ثُلُثَ الْبَاقِی أَشْرَكْنَا فِیهِ النَّاسَ فَمَا كَانَ مِنْ شَرٍّ(2) فَلِعَدُوِّنَا ثُمَّ قَالَ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ (3) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَنَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ شِیعَتُنَا أُولُوا الْأَلْبابِ وَ الَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ عَدُوُّنَا وَ شِیعَتُنَا هُمُ الْمُهْتَدُونَ (4).

«14»- یر، [بصائر الدرجات] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ أَبِی الْحُصَیْنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَاتَ لَیْلَةٍ بَعْدَ عَتَمَةٍ(5) وَ هُوَ یَقُولُ هَمْهَمَةٌ وَ لَیْلَةٌ مُظْلِمَةٌ خَرَجَ عَلَیْكُمُ الْإِمَامُ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ آدَمَ وَ فِی یَدِهِ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ عَصَا مُوسَی علیه السلام(6).

ص: 342


1- 1. فی المصدر: و إن.
2- 2. فی المصدر: فما كان فیه من شر.
3- 3. سورة الزمر: 9.
4- 4. بصائر الدرجات: 33.
5- 5. العتمة- بالفتحات-: الثلث الأول من اللیل. و فی المصدر و( م): بعد عتمة.
6- 6. بصائر الدرجات: 47.

«15»- یر، [بصائر الدرجات] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: الْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الْمُقَدَّمُ عَلَی الْخَلْقِ جَمِیعاً لَا یَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ وَ عَلِیٌّ علیه السلام الْمُتَقَدِّمُ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْمُتَقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْ عَلِیٍّ علیه السلام كَالْمُتَقَدِّمِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَلِكَ یَجْرِی لِلْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ (1) وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِیدَ بِأَهْلِهَا وَ رَابِطِیهِ عَلَی سَبِیلِ هُدَاهُ لَا یَهْتَدِی هَادٍ مِنْ ضَلَالَةٍ إِلَّا بِهِمْ وَ لَا یَضِلُّ خَارِجٌ مِنْ هُدًی إِلَّا بِتَقْصِیرٍ عَنْ حَقِّهِمْ وَ أُمَنَاءُ اللَّهِ عَلَی مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ (2) أَوْ عُذْرٍ أَوْ نُذْرٍ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَی مَنْ فِی الْأَرْضِ جَرَی لِآخِرِهِمْ مِنَ اللَّهِ مِثْلُ الَّذِی أَوْجَبَ لِأَوَّلِهِمْ فَمَنِ اهْتَدَی بِسَبِیلِهِمْ وَ سَلَّمَ لِأَمْرِهِمْ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ وَ عُرْوَةِ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ لَا یَصِلُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ أَنَا قَسِیمٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهَا أَحَدٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَّ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(3) وَ قَرْنٌ مِنْ حَدِیدٍ وَ بَابُ الْإِیمَانِ وَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ لَا یَتَقَدَّمُنِی أَحَدٌ إِلَّا أَحْمَدُ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیُدْعَی فَیُكْسَی ثُمَّ أُدْعَی فَأُكْسَی ثُمَّ یُدْعَی فَیُسْتَنْطَقُ فَیَنْطِقُ ثُمَّ أُدْعَی فَأَنْطِقُ عَلَی حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِی جَمِیعُ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْأَنْبِیَاءِ بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ بِهِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ أُعْطِیْتُ السَّبْعَ الَّتِی لَمْ یَسْبِقْنِی إِلَیْهَا أَحَدٌ عُلِّمْتُ الْأَسْمَاءَ وَ الْحُكُومَةَ بَیْنَ الْعِبَادِ وَ تَفْسِیرَ الْكِتَابِ وَ قِسْمَةَ الْحَقِّ مِنَ الْمَغَانِمِ بَیْنَ بَنِی آدَمَ فَمَا شَذَّ عَنِّی مِنَ الْعِلْمِ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمَنِیهِ الْمُبَارَكُ وَ لَقَدْ أُعْطِیْتُ حَرْفاً یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ وَ لَقَدْ أُعْطِیَتْ زَوْجَتِی مُصْحَفاً فِیهِ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ یَسْبِقْهَا إِلَیْهِ أَحَدٌ خَاصَّةً مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (4).

بیان: قوله و رابطیه علی سبیل هداه أی ربطوا أنفسهم لهدایة الخلق و الرابط أیضا الراهب و الزاهد و الحكیم و القرن الحصن شبه علیه السلام نفسه

ص: 343


1- 1. فی المصدر: من بعده.
2- 2. فی المصدر: علی ما أهبط اللّٰه من علم.
3- 3. فی المصدر و( م) و( د): و إنّی الفاروق الأكبر.
4- 4. بصائر الدرجات: 53 و 54.

بالحصن من الحدید لمناعته و رزانته و حمایته للخلق و قد مر تفسیره.

«16»- یر(1)، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ: فَضْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا جَاءَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ علیه السلام أَخَذَ بِهِ وَ مَا نَهَی عَنْهُ انْتَهَی عَنْهُ (2) جَرَی لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرَی لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِمُحَمَّدٍ الْفَضْلُ عَلَی جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ الْمُتَعَقِّبُ عَلَیْهِ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُتَعَقِّبِ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ الرَّادُّ عَلَیْهِ فِی صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ عَلَی حَدِّ الشِّرْكِ بِاللَّهِ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَابَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُؤْتَی إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِیلَهُ الَّذِی مَنْ سَلَكَ بِغَیْرِهِ هَلَكَ وَ كَذَلِكَ جَرَی لِأَئِمَّةِ الْهُدَی (3) وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِیدَ بِأَهْلِهَا وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلَی مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَی وَ قَالَ علیه السلام كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَثِیراً مَا یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ وَ لَقَدْ أَقَرَّتْ لِی جَمِیعُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ وَ الرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ حُمِّلْتُ عَلَی مِثْلِ حَمُولَتِهِ وَ هِیَ حَمُولَةُ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ یُدْعَی فَیُكْسَی وَ یُسْتَنْطَقُ فَیَنْطِقُ ثُمَّ أُدْعَی فَأُكْسَی فَأُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ عَلَی حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِی إِلَیْهَا أَحَدٌ قَبْلِی عُلِّمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ فَلَمْ یَفُتْنِی مَا سَبَقَنِی وَ لَمْ یَعْزُبْ عَنِّی مَا غَابَ عَنِّی أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ (4) وَ أُؤَدِّی عَنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مَنّاً مِنَ اللَّهِ مَكَّنَنِی فِیهِ بِعِلْمِهِ (5).

بیان: قوله و لمحمد الفضل علی جمیع من خلق اللّٰه أی فلی أیضا الفضل علی جمیعهم بضم المقدمة السابقة و یحتمل أن یكون المراد تفضیله علیه السلام علی نفسه

ص: 344


1- 1. فی بعض النسخ« سن» و هو وهم و لا توجد الروایة فیه.
2- 2. فی الكافی: ما جاء عن أمیر المؤمنین یؤخذ به و ما نهی عنه ینتهی عنه.
3- 3. فی المصدر: و كذلك جری الأئمّة علی الهدی.
4- 4. فی المصدر: انشر باذن اللّٰه.
5- 5. بصائر الدرجات: 54. و توجد الروایة فی أصول الكافی( الجزء الأول من الطبعة الحدیثة): 197.

أی له الفضل علی جمیع الخلق حتی علی و لی الفضل علی من سواه و قال الفیروزآبادی تعقبه أخذه بذنب كان منه و عن الخبر شك فیه و عاد للسؤال عنه و تعقبه طلب عورته أو عثرته (1).

أقول: لعل المعنی من شك فی شی ء من أحكامه بأن یكون علی بمعنی عن أو من عاب علیه و اعترض بتضمین معنی الطعن و الاعتراض أو المتقدم علیه فی شی ء بأن یجعله عقبه و خلفه و أراد التقدم علیه أو بأن یجعل حكمه عقبه و وراء ظهره فلا یعمل به و فی روایة سلیمان بن خالد و سعید الأعرج علی ما فی أكثر نسخ الكافی المعیب (2) قوله فی صغیرة أو كبیرة صفتان للكلمة أو الخصلة أو المسألة أو نحوها قوله أن تمید أی كراهة أن تمید و المید التحرك و الاضطراب و سمی علیه السلام بالفاروق لأنه فرق بین الحق و الباطل أو هو أول من أظهر الإسلام ففرق بین الإیمان و الكفر و قوله أنا صاحب العصا و المیسم إشارة إلی أنه صلوات اللّٰه علیه دابة الأرض وَ قَدْ رَوَی الْعَامَّةُ عَنْ حُذَیْفَةَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ دَابَّةُ الْأَرْضِ طُولُهَا سَبْعُونَ (3) ذِرَاعاً لَا یَفُوتُهَا هَارِبٌ فَتَسِمُ الْمُؤْمِنَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَسِمُ الْكَافِرَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ مَعَهَا عَصَا مُوسَی وَ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا وَ تَخْتِمُ (4) أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ حَتَّی یُقَالَ یَا مُؤْمِنُ وَ یَا كَافِرُ(5). و سیأتی تفصیل القول فی ذلك فی باب الرجعة من كتاب الغیبة و الحمولة بالضم الأحمال و المراد أعباء النبوة و أسرار الخلافة و التكالیف الشاقة التی تختص بهم.

«17»- یر، [بصائر الدرجات] أَبُو الْفَضْلِ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: عِنْدِی عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا

ص: 345


1- 1. القاموس 1: 106 و 107.
2- 2. علی صیغة الفاعل من التعییب.
3- 3. فی( م) و( د): ستون ذراعا.
4- 4. فی( ك) و( ت). و تخطم.
5- 5. أورد الطبرسیّ هذه الروایة فی تفسیره 7: 234. و الزمخشریّ أیضا فی الكشّاف 2: 370.

وَ الْوَصَایَا وَ الْأَنْسَابِ وَ الْأَسْبَابِ (1) وَ فَصْلِ الْخِطَابِ وَ مَوْلِدِ الْإِسْلَامِ وَ مَوَارِدِ الْكُفْرِ وَ أَنَا صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةُ الدُّوَلِ فَاسْأَلُونِی عَمَّا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ عَمَّا كَانَ عَلَی عَهْدِ كُلِّ نَبِیٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ (2).

بیان: قوله علیه السلام و مولد الإسلام أی من یعلم اللّٰه وقت ولادته أنه یموت علی الإسلام و كذا مورد الكفر قوله علیه السلام و أنا صاحب الكرات أی الرجعات إلی الدنیا أو الحملات فی الحروب و الدولة الغلبة أی أنا صاحب الغلبة علی أهل الغلبة فی الحروب أو المعنی أنه كان دولة كل ذی دولة من الأنبیاء و الأوصیاء بسبب أنوارنا أو كان غلبتهم علی الأعادی بالتوسل بنا كما دلت علیه الأخبار الكثیرة أو المعنی أن لی علم كل كرة و علم كل دولة و التفریع یؤید الأخیر.

«18»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُرَیْدٍ(3) عَنْ سَهْلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ غَایَةُ السَّابِقِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ الْوُرَّاثِ (4) أَنَا قَسِیمُ النَّارِ وَ خَازِنُ الْجِنَانِ وَ صَاحِبُ الْحَوْضِ وَ لَیْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ عَالِمٌ بِجَمِیعِ أَهْلِ وَلَایَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ(5).

بیان: قوله و غایة السابقین أی لا یسبقنی سابق فإن كل سابق إنما یسبق إلی الغایة فی المضمار و لا یتعداها.

«19»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: تَذَاكَرُوا الْفَخْرَ عِنْدَ عُمَرَ فَأَنْشَأَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام

ص: 346


1- 1. لیست كلمة« و الأسباب» فی المصدر.
2- 2. بصائر الدرجات: 54.
3- 3. فی المصدر: إسحاق بن یزید.
4- 4. فی المصدر: و وارث النبیین.
5- 5. الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین: 189. و الآیة فی سورة الرعد: 7.

اللَّهُ أَكْرَمَنَا بِنَصْرِ نَبِیِّهِ***وَ بِنَا أَقَامَ دَعَائِمَ الْإِسْلَامِ

وَ بِنَا أَعَزَّ نَبِیَّهُ وَ كِتَابَهُ***وَ أَعَزَّنَا بِالنَّصْرِ وَ الْإِقْدَامِ

فِی كُلِّ مُعْتَرَكٍ تَطِیرُ سُیُوفُنَا***مِنْهُ الْجَمَاجِمُ عَنْ فِرَاخِ الْهَامِ (1)

وَ یَزُورُنَا جِبْرِیلُ فِی أَبْیَاتِنَا***بِفَرَائِضِ الْإِسْلَامِ وَ الْأَحْكَامِ

فَتَكُونُ أَوَّلَ مُسْتَحِلٍّ حِلَّهُ***وَ مُحَرِّمٌ لِلَّهِ كُلَّ حَرَامٍ

نَحْنُ الْخِیَارُ مِنَ الْبَرِیَّةِ كُلِّهَا***وَ نِظَامُهَا وَ زِمَامُ كُلِّ زِمَامٍ (2)

«20»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَیْفَ أَصْبَحْتَ فَقَالَ أَصْبَحْتُ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ(3) وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ وَ أَنَا وَصِیُّ خَیْرِ الْبَشَرِ وَ أَنَا الْأَوَّلُ وَ أَنَا الْآخِرُ وَ أَنَا الْبَاطِنُ وَ أَنَا الظَّاهِرُ وَ أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ وَ أَنَا عَیْنُ اللَّهِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا أَمِینُ اللَّهِ عَلَی الْمُرْسَلِینَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ نَحْنُ خُزَّانُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ سَمَائِهِ وَ أَنَا أُحْیِی وَ أَنَا أُمِیتُ (4) وَ أَنَا حَیٌّ لَا أَمُوتُ فَتَعَجَّبَ الْأَعْرَابِیُّ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ علیه السلام أَنَا الْأَوَّلُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا الْآخِرُ آخِرُ مَنْ نَظَرَ فِیهِ لَمَّا كَانَ فِی لَحْدِهِ وَ أَنَا الظَّاهِرُ ظَاهِرُ الْإِسْلَامِ وَ أَنَا الْبَاطِنُ بَطِینٌ مِنَ الْعِلْمِ وَ أَنَا بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فَإِنِّی عَلِیمٌ بِكُلِّ شَیْ ءٍ أَخْبَرَ اللَّهُ بِهِ نَبِیَّهُ فَأَخْبَرَنِی بِهِ فَأَمَّا عَیْنُ اللَّهِ فَأَنَا عَیْنُهُ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْكَفَرَةِ وَ أَمَّا جَنْبُ اللَّهِ فَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ وَ مَنْ فَرَّطَ فِیَّ فَقَدْ فَرَّطَ فِی اللَّهِ وَ لَمْ یَجُزْ لِنَبِیٍّ نُبُوَّةً حَتَّی یَأْخُذَ خَاتَماً مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلِذَلِكَ سُمِّیَ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ مُحَمَّدٌ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَا سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ أَمَّا خُزَّانُ اللَّهِ

ص: 347


1- 1. المعترك: موضع القتال و قوله« تطیر» من باب الافعال و فرخ الرأس: الدماغ. و الهام جمع الهامة: رأس كل شی ء. و فی المصدر« و بكل معترك» و فی الدیوان المنسوب إلیه علیه السلام« منها الجماجم».
2- 2. مناقب آل أبی طالب 1: 356. و یقال: هو زمام قومه أی سیدهم.
3- 3. فی( م) و( د) و كذا المصدر: و أنا الصدیق الأول.
4- 4. فی المصدر: و أنا أحیی و امیت.

فِی أَرْضِهِ فَقَدْ عَلِمْنَا مَا عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَوْلٍ صَادِقٍ وَ أَنَا أُحْیِی أُحْیِی سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَنَا أُمِیتُ أُمِیتُ الْبِدْعَةَ وَ أَنَا حَیٌّ لَا أَمُوتُ لِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ (1).

كِتَابُ أَبِی بَكْرٍ الشِّیرَازِیِّ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَطَبَ فِی جَامِعِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ فِیهَا مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَثْنَی عَلَی نَفْسِهِ فَقَالَ هُوَ الْأَوَّلُ یَعْنِی قَبْلَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْآخِرُ یَعْنِی بَعْدَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الظَّاهِرُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْباطِنُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ سَوَاءٌ عِلْمُهُ عَلَیْهِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَأَنَا الْأَوَّلُ وَ أَنَا الْآخِرُ إِلَی آخِرِ كَلَامِهِ فَبَكَی أَهْلُ الْبَصْرَةِ كُلُّهُمْ وَ صَلَّوْا عَلَیْهِ.

وَ قَالَ علیه السلام أَنَا دَحَوْتُ أَرْضَهَا وَ أَنْشَأْتُ جِبَالَهَا وَ فَجَّرْتُ عُیُونَهَا وَ شَقَقْتُ أَنْهَارَهَا وَ غَرَسْتُ أَشْجَارَهَا وَ أَطْعَمْتُ ثِمَارَهَا وَ أَنْشَأْتُ سَحَابَهَا وَ أَسْمَعْتُ رَعْدَهَا وَ نَوَّرْتُ بَرْقَهَا وَ أَضْحَیْتُ شَمْسَهَا وَ أَطْلَعْتُ قَمَرَهَا وَ أَنْزَلْتُ قَطْرَهَا وَ نَصَبْتُ نُجُومَهَا وَ أَنَا الْبَحْرُ الْقَمْقَامُ الزَّاخِرُ وَ سَكَّنْتُ أَطْوَادَهَا وَ أَنْشَأْتُ جَوَارِیَ الْفُلْكِ فِیهَا وَ أَشْرَقْتُ شَمْسَهَا وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ وَ قَلْبُ اللَّهِ وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً أَغْفِرْ لَكُمْ خَطَایَاكُمْ وَ أَزِیدُ الْمُحْسِنِینَ وَ بِی وَ عَلَی یَدِی تَقُومُ السَّاعَةُ وَ فِیَّ یَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ وَ أَنَا الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ وَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیْمٌ (2)

شُرِحَ ذَلِكَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَا دَحَوْتُ أَرْضَهَا یَقُولُ أَنَا وَ ذُرِّیَّتِی الْأَرْضُ الَّتِی یُسْكَنُ إِلَیْهَا وَ أَنَا أَرْسَیْتُ جِبَالَهَا(3) یَعْنِی الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِی هُمُ الْجِبَالُ الرَّوَاكِدُ الَّتِی لَا تَقُومُ إِلَّا بِهِمْ وَ فَجَّرْتُ عُیُونَهَا یَعْنِی الْعِلْمَ الَّذِی ثَبَتَ فِی قَلْبِهِ وَ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ وَ شَقَقْتُ أَنْهَارَهَا یَعْنِی مِنْهُ انْشَعَبَ الَّذِی مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا وَ أَنَا غَرَسْتُ أَشْجَارَهَا یَعْنِی الذُّرِّیَّةَ الطَّیِّبَةَ وَ أَطْعَمْتُ ثِمَارَهَا یَعْنِی أَعْمَالَهُمُ الزَّكِیَّةَ وَ أَنَا أَنْشَأْتُ سَحَابَهَا یَعْنِی ظِلَّ مَنِ اسْتَظَلَّ بِبِنَائِهَا وَ أَنَا أَنْزَلْتُ قَطْرَهَا یَعْنِی حَیَاةً

ص: 348


1- 1. سورة آل عمران: 169.
2- 2. فی المصدر: و أنا بكل شی ء علیم.
3- 3. لا یخفی أن المذكور فی الروایة« و أنشأت جبالها».

وَ رَحْمَةً وَ أَنَا أَسْمَعْتُ رَعْدَهَا یَعْنِی لِمَا یُسْمِعُ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ نَوَّرْتُ بَرْقَهَا یَعْنِی بِنَا اسْتَنَارَتِ الْبِلَادُ وَ أَضْحَیْتُ شَمْسَهَا یَعْنِی الْقَائِمَ مِنَّا نُورٌ عَلَی نُورٍ سَاطِعٌ وَ أَطْلَعْتُ قَمَرَهَا یَعْنِی الْمَهْدِیَّ مِنْ ذُرِّیَّتِی وَ أَنَا نَصَبْتُ نُجُومَهَا یُهْتَدَی بِنَا وَ یُسْتَضَاءُ بِنُورِنَا وَ أَنَا الْبَحْرُ الْقَمْقَامُ الزَّاخِرُ یَعْنِی أَنَا إِمَامُ الْأَئِمَّةِ(1) وَ عَالِمُ الْعُلَمَاءِ وَ حَاكِمُ الْحُكَمَاءِ وَ قَائِدُ الْقَادَةِ یَفِیضُ عِلْمِی ثُمَّ یَعُودُ إِلَیَّ كَمَا أَنَّ الْبَحْرَ یَفِیضُ مَاؤُهُ عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ ثُمَّ یَعُودُ إِلَیْهِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَنَا أَنْشَأْتُ جَوَارِیَ الْفُلْكِ فِیهَا یَقُولُ أَعْلَامُ الْخَیْرِ وَ أَئِمَّةُ الْهُدَی مِنِّی وَ سَكَّنْتُ أَطْوَادَهَا یَقُولُ فَقَأْتُ عَیْنَ الْفِتْنَةِ وَ أَقْتُلُ أُصُولَ الضَّلَالَةِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ وَ أَنَا قَلْبُ اللَّهِ یَعْنِی أَنَا سِرَاجُ عِلْمِ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ یَعْنِی مَنْ تَوَجَّهَ بِی إِلَی اللَّهِ غُفِرَ لَهُ وَ قَوْلُهُ بِی وَ عَلَی یَدِی تَقُومُ السَّاعَةُ یَعْنِی الرَّجْعَةَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ یَنْصُرُ اللَّهُ فِی ذُرِّیَّتِی الْمُؤْمِنِینَ وَ لِی الْمَقَامُ الْمَشْهُودُ(2).

«21»- كش، [رجال الكشی] طَاهِرُ بْنُ عِیسَی قَالَ وَجَدْتُ فِی بَعْضِ الْكُتُبِ عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ الْخَفَّافِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَا وَجْهُ اللَّهِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا الْأَوَّلُ وَ أَنَا الْآخِرُ وَ أَنَا الظَّاهِرُ وَ أَنَا الْبَاطِنُ وَ أَنَا وَارِثُ الْأَرْضِ وَ أَنَا سَبِیلُ اللَّهِ وَ بِهِ عَزَمْتُ عَلَیْهِ. فقال معروف بن خربوذ و لها تفسیر غیر ما یذهب فیها أهل الغلو(3).

بیان: و به عزمت علیه أی باللّٰه أقسمت علی اللّٰه عند سؤال الحوائج عنه.

«22»- فض، [كتاب الروضة] مِنْ قَوْلِ عَلِیٍّ علیه السلام:

أَنَا لِلْحَرْبِ أَلِیهَا وَ بِنَفْسِی أَصْطَلِیهَا***نِعْمَةً مِنْ خَالِقِ الْعَرْشِ بِهَا قَدْ خَصَّنِیهَا

وَ أَنَا حَامِلُ لِوَاءِ الْحَمْدِ یَوْماً أَحْتَوِیهَا***وَ لِیَ السُّبْقَةُ فِی الْإِسْلَامِ طِفْلًا وَ وَجِیهاً(4)

وَ لِیَ الْفَضْلُ عَلَی النَّاسِ بِفَاطِمَ وَ بَنِیهَا***ثُمَّ فَخْرِی بِرَسُولِ اللَّهِ إِذْ زَوَّجَنِیهَا

ص: 349


1- 1. فی المصدر: إمام الأمة.
2- 2. مناقب آل أبی طالب 1: 512- 514.
3- 3. معرفة أخبار الرجال: 138.
4- 4. كذا فی النسخ و المصدر. و فی الدیوان« و أنا الحامل للرایة حقا أحتوبها» و توجد اختلافات اخری ایضا، راجع ص 149 و 150 من الدیوان.

وَ إِذَا أَنْزَلَ رَبِّی آیَةً عَلَّمَنِیهَا***وَ لَقَدْ زَقَّنِیَ الْعِلْمَ لِكَیْ صِرْتُ فَقِیهاً(1)

«23»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْخُرَاسَانِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِیثَمٍ الْمِیثَمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام: أَنَا أُوَرِّثُ (2) مِنَ النَّبِیِّینَ إِلَی الْوَصِیِّینَ وَ مِنَ الْوَصِیِّینَ إِلَی النَّبِیِّینَ وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ أَنَا أَقْضِی دِینَهُ وَ أُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَ لَقَدِ اصْطَفَانِی رَبِّی بِالْعِلْمِ وَ الظَّفَرِ وَ لَقَدْ وَفَدْتُ إِلَی رَبِّی اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وِفَادَةً فَعَرَّفَنِی نَفْسَهُ وَ أَعْطَانِی مَفَاتِیحَ الْغَیْبِ ثُمَّ قَالَ أَنَا الْفَارُوقُ الَّذِی أُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَنَا أُدْخِلُ أَوْلِیَائِی الْجَنَّةَ وَ أَعْدَائِی النَّارَ(3) أَنَا الَّذِی قَالَ اللَّهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِكَةُ وَ قُضِیَ الْأَمْرُ وَ إِلَی اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ(4).

«24»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِیمِیُّ الْبَزَّازُ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ كَانَ فِیمَا قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَدَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الدِّینِ وَ قَسِیمٌ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ(5) لَا یَدْخُلُهَا الدَّاخِلُ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَّ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ(6) وَ إِنَّ جَمِیعَ الرُّسُلِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ الْأَرْوَاحِ خُلِقُوا لِخَلْقِنَا وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ التِّسْعَ الَّذِی لَمْ یَسْبِقْنِی إِلَیْهَا أَحَدٌ عُلِّمْتُ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ بُصِّرْتُ سَبِیلَ الْكِتَابِ وَ أُزْجَلُ إِلَی السَّحَابِ وَ عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ بِی كَمَالُ الدِّینِ وَ أَنَا النِّعْمَةُ الَّتِی أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ كُلُّ ذَلِكَ مَنٌّ مِنَ اللَّهِ مَنَّ بِهِ عَلَیَ (7) وَ مِنَّا الرَّقِیبُ عَلَی خَلْقِ اللَّهِ وَ نَحْنُ قَسِیمُ اللَّهِ (8) وَ حُجَّتُهُ بَیْنَ الْعِبَادِ إِذْ یَقُولُ اللَّهُ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ

ص: 350


1- 1. الروضة: 37.
2- 2. فی المصدر: أنا أؤدی.
3- 3. فی المصدر: إلی النار و فی( د) فی النار.
4- 4. تفسیر فرات: 13. و الآیة فی سورة البقرة: 210.
5- 5. فی المصدر: و قسیم الجنة و النار.
6- 6. فی المصدر و( د): و انی الفاروق الأكبر.
7- 7. فی المصدر: من من اللّٰه به علی.
8- 8. فی المصدر و( م): و نحن قسم اللّٰه.

وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَیْكُمْ رَقِیباً(1) فَنَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ عَصَمَنَا اللَّهُ مِنْ أَنْ نَكُونَ فَتَّانِینَ أَوْ كَذَّابِینَ أَوْ سَاحِرِینَ أَوْ زَیَّانِینَ (2) فَمَنْ كَانَ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَا نَحْنُ مِنْهُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ طَهَّرَنَا اللَّهُ مِنْ كُلِّ نَجَسٍ نَحْنُ الصَّادِقُونَ إِذَا نَطَقْنَا وَ الْعَالِمُونَ إِذَا سُئِلْنَا أَعْطَانَا اللَّهُ عَشْرَ خِصَالٍ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ قَبْلَنَا وَ لَا یَكُونُ لِأَحَدٍ بَعْدَنَا الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ اللُّبَّ وَ النُّبُوَّةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ السَّخَاوَةَ وَ الصَّبْرَ وَ الصِّدْقَ وَ الْعَفَافَ وَ الطَّهَارَةَ فَنَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ سَبِیلُ الْهُدَی وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحَقُّ الَّذِی أَقَرَّ اللَّهُ بِهِ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ (3).

بیان: قال الفیروزآبادی زجله و به رماه و دفعه و بالرمح زجه و الحمام أرسلها(4).

«25»- نهج، [نهج البلاغة]: فَقُمْتُ بِالْأَمْرِ حِینَ فَشِلُوا وَ تَطَلَّعْتُ حِینَ تَعْتَعُوا(5) وَ مَضَیْتُ بِنُورِ اللَّهِ حِینَ وَقَفُوا وَ كُنْتُ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ فَوْتاً فَطِرْتُ بِعِنَانِهَا وَ اسْتَبْدَدْتُ بِرِهَانِهَا كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْقَوَاصِفُ وَ لَا تُزِیلُهُ الْعَوَاصِفُ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ فِیَّ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِیَّ مَغْمَزٌ الذَّلِیلُ عِنْدِی عَزِیزٌ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ لَهُ وَ الْقَوِیُّ عِنْدِی ضَعِیفٌ حَتَّی آخُذَ الْحَقَّ مِنْهُ رَضِینَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ أَ تَرَانِی

ص: 351


1- 1. سورة النساء: 1.
2- 2. كذا فی النسخ، و فی المصدر« زیافین» و هو الأصحّ و الزیف. الغش.
3- 3. تفسیر فرات: 61 و 62.
4- 4. القاموس 3: 388.
5- 5. فی المصدر: و تطلعت حین تقبعوا: و نطقت حین تعیوا اه. و قال الشیخ محمّد عبده فی شرحه: التقبع: الاختباء، و التطلع ضده، و یقال:« امرأة طلعة قبعة» تطلع ثمّ تقبع رأسها أی تدخله كما یقبع القنفذ أی یدخل رأسه فی جلده، و قبع الرجل: أدخل رأسه فی قمیصه، أی أنّه ظهر فی اعزاز الحق و التنبیه علی مواقع الصواب حین كان یختبئی القوم من الرهبة. و یقال: تقبع فلان فی كلامه إذا تردد من عی أو حصر، فقد كان علیه السلام ینطق بالحق و یستقیم به لسانه و القوم یترددون و لا یبینون.

أَكْذِبُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَأَنَا أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَهُ فَلَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَیْهِ فَنَظَرْتُ فِی أَمْرِی فَإِذَا طَاعَتِی قَدْ سَبَقَتْ بَیْعَتِی وَ إِذَا الْمِیثَاقُ فِی عُنُقِی لِغَیْرِی (1).

بیان: التعتعة الاضطراب فی الكلام من حصر أو عی و الفوت السبق إلی الشی ء و الضمیران فی عنانها و رهانها راجعان إلی الفضیلة بقرینة المقام و الاستبداد الانفراد قوله علیه السلام فإذا طاعتی قد سبقت بیعتی أی طاعتی لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیما أمرنی به من ترك القتال معهم إذا غصبوا خلافتی و لم أجد ناصرا سبقت بیعتی و صارت سببا لها و میثاق الرسول (2) فی ذلك كان فی عنقی أو المعنی لما أطاعنی الناس لم أجد بدا من قبول بیعتهم لی فصار میثاق بیعتهم فی عنقی أو طاعتی لغیری سبقت و غلبت بیعة الناس لی فی زمن الرسول و صار الأمر ظاهرا بالعكس فحصل لغیری من خلفاء الجور فی عنقی المیثاق كذا خطر بالبال و هو عندی أظهر و قیل المراد بالطاعة طاعته لله و لرسوله و بالمیثاق بالبیعة بیعته للخلفاء أی لا یضرنی بیعتی لهم و لا یلزمنی القیام بلوازمها فإن طاعتی لله قد سبقت بیعتی فإنی أول من أطاع اللّٰه و آمن به و برسوله فلا یلزمنی مبایعتی لهم مع كونها خلاف ما أمر اللّٰه و رسوله به.

«26»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ رَوَی ابْنُ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: كَانَتْ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ خِصَالٍ مَا یَسُرُّنِی بِإِحْدَاهُنَّ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ وَ مَا غَرَبَتْ فَقِیلَ لَهُ سَمِّهَا(3) لَنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ الْأَخُ (4) وَ أَنْتَ الْخَلِیلُ وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ وَ أَنْتَ الْوَزِیرُ وَ أَنْتَ الْخَلِیفَةُ فِی الْأَهْلِ وَ الْمَالِ فِی كُلِّ غَیْبَةٍ أَغِیبُهَا وَ مَنْزِلَتُكَ مِنِّی كَمَنْزِلَتِی مِنْ رَبِّی وَ أَنْتَ الْخَلِیفَةُ فِی أُمَّتِی وَلِیُّكَ وَلِیِّی وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ مِنْ بَعْدِی

ص: 352


1- 1. نهج البلاغة( عبده ط مصر) 1: 97 و 98.
2- 2. فی( م) و( د): و میثاق رسول اللّٰه.
3- 3. فی المصدر: بینها.
4- 4. فی المصدر: یا علی أنت الأخ.

ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الصَّحَابَةِ وَ اللَّهِ مَا تَقَدَّمْتُ عَلَی أَمْرٍ إِلَّا مَا عَهِدَ إِلَیَّ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَطُوبَی لِمَنْ رَسَخَ حُبُّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فِی قَلْبِهِ (1) فَوَ اللَّهِ مَا ذَكَرَ الْعَالِمُونَ ذِكْراً أَحَبَّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنِّی وَ صَلَّی الْقِبْلَتَیْنِ كَصَلَاتِی (2) صَلَّیْتُ صَبِیّاً وَ لَمْ أَرْهَقْ حُلُماً وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا بَضْعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ تَحْتِی هِیَ فِی زَمَانِهَا كَمَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فِی زَمَانِهَا وَ إِنَ (3) الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا مِنْ مُحَمَّدٍ كَمَكَانِ الْعَیْنَیْنِ مِنَ الرَّأْسِ وَ أَمَّا أَنَا فَكَمَكَانِ الْیَدِ(4) مِنَ الْبَدَنِ وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَكَمَكَانِ الْقَلْبِ مِنَ الْجَسَدِ مَثَلُنَا مَثَلُ سَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ (5).

كلمة المصحّح

بسمه تعالی و له الحمد إلی هنا انتهی الجزء التاسع و الثلاثون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء الخامس من المجلّد التاسع فی تاریخ أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه حسب تجزءة المصنّف أعلی اللّٰه مقامه یحوی زهاء ألف حدیث فی أحد عشرین بابا غیر ما حوی من المباحث العلمیّة و الكلامیّة.

و لقد بذلنا الجهد عند طبعها فی التصحیح (إلّا من صفحة 1- إلی- 48) فخرج بعون اللّٰه و مشیّته نقیّاً من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر.

محمد باقر البهبودی.

ص: 353


1- 1. فی المصدر بعد ذلك: لیكون الایمان أثبت فی قلبه من جبل أحد فی مكانه، و من لم تصر مودتنا فی قلبه انماث الایمان فی قلبه كانمیاث الملح فی الماء، و اللّٰه ما ذكر فی العالم ذكر اه.
2- 2. أی و اللّٰه ما صلی أحد إلی القبلتین كصلاتی. و فی المصدر: و لا صلی القبلتین.
3- 3. فی المصدر: و أقول لكم الثالثة إن الحسن اه.
4- 4. فی المصدر: الیدین.
5- 5. كتاب سلیم بن قیس: 153 و 154.

مراجع التصحیح و التخریج و التعلیق

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم

الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد و آله الطاهرین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم أجمعین.

و بعد: فإنّ اللّٰه المنّان قد وفّقنا لتصحیح هذا الجزء و هو الجزء الخامس من أجزاء المجلّد التاسع من الأصل و الجزء التاسع و الثلاثون حسب تجزءتنا من كتاب بحار الأنوار و تخریج أحادیثه و مقابلتها علی ما بأیدینا من المصادر و بذلنا فی ذلك غایة جهدنا علی ما یراه المطالع البصیر و قد راجعنا فی تصحیح الكتاب و تحقیقه و مقابلته نسخاً مطبوعة و مخطوطة إلیك تفصیلها:

«1»- النسخة المطبوعة بطهران فی سنة 1307 بأمر الواصل إلی رحمة اللّٰه و غفرانه الحاجّ محمّد حسن الشهیر ب «كمپانیّ» و رمزنا إلی هذه النسخة ب (ك) و هی تزید علی جمیع النسخ التی عندنا كما أشار إلیه العلّامة الفقید الحاجّ میرزا محمّد القمیّ المتصدّی لتصحیحها فی خاتمة الكتاب، فجعلنا الزیادات التی وقفنا علیها بین معقوفین هكذا [...] و ربّما أشرنا إلیها فی ذیل الصفحات.

«2»- النسخة المطبوعة بتبریز فی سنة 1297 بأمر الفقید السعید الحاجّ إبراهیم التبریزیّ و رمزنا إلیها ب (ت).

«3»- نسخة كاملة مخطوطة بخطّ النسخ الجیّد علی قطع كبیر تاریخ كتابتها 1280 و رمزنا إلیها ب (م).

«4»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع كبیر و قد سقط منها من أواسط الباب التاسع و التسعین: «باب زهده علیه السلام و تقواه» و رمزنا إلیها ب (ح).

ص: 354

«5»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع متوسط و هذه الأخیرة أصحّها و أتقنها و فی هامش صحیفة منها خطّ المؤلّف قدسّ سرّه و تصریحه بسماعه إیّاها فی سنة 1109 و لكنّها أیضاً ناقصة من أواسط الباب السابع و التسعین: «باب ما علّمه الرسول صّلی الّله علیه و آله عند وفاته» و رمزنا إلیها ب (د).

و هذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الأستاذ السیّد جلال الدین الحسینیّ الأرمویّ الشهیر بالمحدّث لا زال موفّقاً لمرضاة اللّٰه.

ثمّ إنّه قد اعتمدنا فی تخریج أحادیث الكتاب و ما نقله المصنّف فی بیاناته أو ما علّقناه و ذیّلناه علی هذه الكتب التی نسرد أسامیها:

«1»- الأتقان للسیوطیّ طبعة مصر سنة 1370

«2»- الإحتجاج للطبرسیّ طبعة النجف 1350

«3»- إحقاق الحق و إزهاق الباطل طبعة إیران-

«4»- الإختصاص للمفید طبعة طهران طبعة إیران سنة 1379

«5»- الأربعین فی أصول الدین للرازیّ طبعة حیدر آباد كن سنة 1353

«6»- إرشاد القلوب للدیلمیّ طبعة النجف-

«7»- الإرشاد للشیخ المفید طبعة: إیران 1377

«8»- أساس البلاغة للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1372

«9»- أسباب النزول للواحدیّ طبعة مصر سنة 1315

«10»- أسد الغابة للجزریّ طبعة إیران سنة-

«11»- إعلام الوری للطبرسیّ طبعة إیران 1378

«12»- إقبال الأعمال لابن طاوس طبعة إیران 1312.

«13»- الأمالی للشیخ المفید طبعة: النجف سنة 1351

«14»- الأمالی للشیخ الصدوق طبعة: إیران 1300

«15»- الأمالی للشیخ الطوسیّ طبعة: إیران 1313

«16»- بشارة المصطفی طبعة النجف سنة 1369

ص: 355

«17»- بصائر الدرجات للصفّار طبعة إیران 1285

«18»- تاریخ الطبریّ طبعة مصر سنة 1358

«19»- تحف العقول لابن شعبة طبعة: إیران 1376

«20»- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسكریّ علیه السلام طبعة: إیران 1315

«21»- تفسیر البرهان للبحرانیّ طبعة إیران سنة 1375

«22»- تفسیر البیضاویّ طبعة مصر سنة 1355

«23»- تفسیر التبیان للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1365

«24»- تفسیر الدرّ المنثور للسیوطیّ طبعة إیران سنة 1377

«25»- تفسیر فرات الكوفیّ بالنجف-.

«26»- تفسیر القمیّ طبعة: إیران 1313

«27»- تفسیر الكشّاف للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1318

«28»- تفسیر مجمع البیان للطبرسیّ طبعة إیران سنة 1373

«29»- تفسیر مفاتیح الغیب للرازیّ طبعة مصر سنة 1308

«30»- تفسیر النیسابوریّ طبعة إیران سنة-

«31»- تنبیه الخواطر و نزهة النواظر إیران سنة 1376

«32»- تهذیب الأحكام طبعة إیران 1317

«33»- التوحید للصدوق طبعة: الهند 1321

«34»- تیسیر الوصول إلی جامع الأصول طبعة مصر سنة 1352

«35»- ثواب الأعمال للصدوق طبعة إیران سنة 1375

«36»- جامع الأخبار للصدوق طبعة إیران سنة 1354

«37»- جامع الرواة للأردبیلی طبعة إیران سنة 1334

«38»- الحجة علی الذاهب إلی تكفیر أبی طالب طبعة النجف سنة 1351

«39»- الخرائج و الجرائح للراوندیّ طبعة: إیران 1301

«40»- الخصال للصدوق طبعة: إیران 1302

ص: 356

«41»- الدیوان المنسوب إلی أمیر المؤمنین علیه السلام طبعة الهند سنة 1310

«42»- الرجال للنجاشیّ طبعة الهند سنة 1317

«43»- الرجال للكشیّ طبعة: الهند 1317

«44»- الروضة فی الفضائل طبعة إیران 1321

«45»- روضة الواعظین للفتّال طبعة إیران طبعة إیران سنة-

«46»- سر العالمین للغزالی طبعة إیران سنة 1305

«47»- سعد السعود لابن طاوس طبعة النجف سنة 1369

«48»- الشافی للسیّد المرتضی طبعة إیران سنة 1310

«49»- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید طبعة بیروت سنة 1374

«50»- صحاح اللغة للجوهریّ طبعة إیران سنة-

«51»- صحیح البخاریّ طبعة مصر سنة 1346

«52»- صحیح مسلم طبعة الهند سنة 1334

«53»- صحیفة الرضا علیه السلام طبعة إیران 1377

«54»- الصواعق المحرقة لابن حجر طبعة مصر سنة 1375

«55»- الطرائف للسیّد ابن طاوس طبعة إیران سنة 1302

«56»- علل الشرائع للصدوق طبعة: إیران 1321

«57»- العمدة لابن بطریق طبعة إیران سنة 1309

«58»- عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب طبعة الهند سنة 1318

«59»- عیون الأخبار للصدوق طبعة: إیران 1318

«60»- الغدیر للعلامة الأمینیّ طبعة إیران سنة 1372

«61»- الغیبة للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1323

«62»- الغیبة للنعمانیّ طبعة: إیران 1318

«63»- الفائق للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1364

«64»- فتح الباری فی شرح البخاریّ طبعة مصر سنة 1301

ص: 357

«65»- الفصول المختارة من العیون و المحاسن طبعة النجف سنة-

«66»- الفصول المهمّة لابن الصباغ طبعة النجف سنة-

«67»- فقه الرضا علیه السلام طبعة إیران سنة 1374

«68»- القاموس المحیط للفیروز آبادیّ طبعة مصر سنة 1354

«69»- قرب الأسناد للحمیریّ طبعة إیران 1370

«70»- القوائد و الفوائد للشهید طبعة إیران سنة 1380 71- الكافی للكلینیّ الاصول و الروضة طبعة إیران سنة 1375

«72»- الكافی للكلینیّ الفروع طبعة إیران سنة 1312

«73»- الكامل لابن الأثیر طبعة مصر سنة 1312

«74»- كامل الزیارات لابن قولویه طبعة النجف 1356.

«75»- كتاب سلیم بن قیس طبعة النجف سنة-

«76»- كشف الحقّ للعلامة طبعة بغداد سنة 1344

«77»- كشف الغمّة للإربلیّ طبعة إیران 1294

«78»- كشف الیقین للعلّامة طبعة النجف 1371

«79»- كمال الدین للصدوق طبعة إیران سنة 1301

«80»- كنز الفوائد للكراجكیّ طبعة: إیران 1322

«81»- الكنی و الألقاب للمحدث القمیّ طبعة النجف سنة 1376

«82»- المحاسن للبرقی طبعة إیران سنة 1331

«83»- المحتضر للحسن بن سلیمان الحلیّ طبعة النجف 1370

«84»- مختصر بصائر الدرجات له أیضا طبعة النجف 1370

«85»- مراصد الإطلاع طبعة مصر سنة 1313

«86»- مشارق الأنوار للبرسی طبعة الهند سنة 1303

«87»- مشكاة المصابیح طبعة الهند سنة 1300

«88»- مصابیح الكفعمیّ طبعة إیران سنة 1321

ص: 358

«89»- مصباح المتهجّد للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1338

«90»- مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعیّ طبعة النجف سنة 1346

«91»- معانی الأخبار للصدوق طبعة إیران سنة 1372

«92»- المصباح المنیر للفیّومیّ طبعة مصر سنة 1305

«93»- المفردات فی غریب القرآن للراغب الأصبهانیّ طبعة إیران سنة 1373

«94»- مكارم الأخلاق للطبرسیّ طبعة إیران سنة 1376

«95»- الملل و النحل للشهرستانیّ طبعة مصر سنة 1368

«96»- مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب طبعة إیران سنة 1313

«97»- مناقب علی بن أبی طالب للخوارزمیّ طبعة إیران سنة 1313

«98»- النهایة لابن الأثیر طبعة مصر سنة 1311

«99»- نهج البلاغة للرضیّ و فی ذیله شرحه لابن (عبده)-

«100»- الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین علیه السلام لابن طاوس طبعة النجف 1369

و قد اعتمدنا فی تعیین مواضع الآیات إلی المصحف الشریف الذی وفّق لطبعه المكتبة العلمیّة الإسلامیّة فی شهر جمادی الأخری 1377 ه

نسأل اللّٰه التوفیق لإنجاز هذا المشروع و نرجو من فضله أن یجعله ذخراً لنا لیوم تشخص فیه الأبصار.

جمادی الثانیة 1380.

یحیی العابدی الزنجانی. السید كاظم الموسوی المیاموی.

ص: 359

فهرس ما فی هذا الجزء من الأبواب

الموضوع/ الصفحه

الباب 70 ما ظهر من فضله صلوات اللّٰه علیه یوم الخندق 1- 7

الباب 71 ما ظهر من فضله صلوات اللّٰه علیه فی غزوة خیبر 7- 19

الباب 72 أنّ النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله أمر بسد الأبواب الشارعة إلی المسجد إلّا بابه صلوات اللّٰه علیه 19- 35

الباب 73 أنّ فیه علیه السلام خصال الأنبیاء و اشتراكه مع نبیّنا صّلی الّله علیه و آله فی جمیع الفضائل سوی النبوّة 35- 89

الباب 74 قول الرسول صّلی الّله علیه و آله لعلیّ علیه السلام أعطیت ثلاثاً لم أعط 89- 90

الباب 75 فضله علیه السلام علی سائر الأئمة علیهم السلام 90- 92

الباب 76 حبّ الملائكة له و افتخارهم بخدمته صلوات اللّٰه علیه و علیهم أجمعین 92- 114

الباب 77 نزول الماء لغسله علیه السلام من السماء 114- 118

الباب 78 تحف اللّٰه تعالی و هدایاه و تحیاته إلی رسول اللّٰه و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما و علی آلهما 118- 130

الباب 79 أنّ الخضر كان یأتیه علیهما السلام و كلامه مع الأوصیاء 130- 135

الباب 80 أنّ اللّٰه تعالی أقدره علی سیر الآفاق و سخّر له السحاب و هیّأ له الأسباب و فیه ذهابه صلوات اللّٰه علیه إلی أصحاب الكهف 136- 150

الباب 81 أنّ اللّٰه تعالی ناجاه صلوات اللّٰه علیه و أنّ الروح یلقی إلیه و جبرئیل أملی علیه 151- 157

الباب 82 إراءته علیه السلام ملكوت السماوات و الأرض و عروجه إلی السماء 158- 161

الباب 83 ما وصف إبلیس لعنه اللّٰه و الجنّ من مناقبه علیه السلام و استیلائه علیهم و جهاده معهم 162- 192

ص: 360

الباب 84 أنّه علیه السلام قسیم الجنّة و النار و جوّاز الصراط 193- 210

الباب 85 أنّه علیه السلام ساقی الحوض و حامل اللواء و فیه أنّه علیه السلام أوّل من یدخل الجنّة 211- 219

الباب 86 سائر ما یعاین من فضله و رفعة درجاته صلوات اللّٰه علیه عند الموت و فی القبر و قبل الحشر و بعده 220- 245

الباب 87 حبّه و بغضه صلوات اللّٰه علیه و أنّ حبّه إیمان و بغضه كفر و نفاق و أنّ ولایته ولایة اللّٰه و رسوله و أنّ عداوته عداوة اللّٰه و رسوله و أنّ ولایته علیه السلام حصن من عذاب الجبّار و أنّه لو اجتمع الناس علی حبّه ما خلق اللّٰه النار 246- 310

الباب 88 كفر من سبّه أو تبرّأ منه صلوات اللّٰه علیه و ما أخبر بوقوع ذلك بعد و ما ظهر من كرامته عنده 311- 330

الباب 89 كفر من آذاه أو حسده أو عانده و عقابهم 330- 334

الباب 90 ما بیّن من مناقب نفسه القدسیة علیه الصلاة و السلام 335- 353

ص: 361

ص: 362

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا علیه السلام

ضا: لفقه الرضا علیه السلام

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 363

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.