بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 38: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الطَّبَرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ: أَنَّهُ قَالَ عَلِیٌّ لِأَصْحَابِ الشُّورَی (1) أُنَاشِدُكُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَصِیّاً غَیْرِی قَالُوا اللَّهُمَّ لَا.
سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ خَیْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی یُنْجِزُ مَوْعِدِی وَ یَقْضِی دَیْنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
الطَّبَرِیُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ یَكُنْ نَبِیٌّ إِلَّا وَ لَهُ وَصِیٌّ فَمَنْ وَصِیُّكَ قَالَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ خَیْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی مُؤَدِّی دَیْنِی وَ مُنْجِزُ عِدَاتِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
مُطَیْرُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَنَسٍ وَ قَیْسُ بْنُ ماناه وَ عُبَادَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَلْمَانَ كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا سَلْمَانُ سَأَلْتَنِی مَنْ وَصِیِّی مِنْ أُمَّتِی فَهَلْ تَدْرِی مَنْ كَانَ (2) أَوْصَی إِلَیْهِ مُوسَی قُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَوْصَی إِلَی یُوشَعَ لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ أُمَّتِهِ وَ وَصِیِّی وَ أَعْلَمُ أُمَّتِی بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ رَوَی قَرِیباً مِنْهُ أَحْمَدُ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ
أَبُو رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غُشِیَ عَلَیْهِ فَأَخَذْتُ بِقَدَمَیْهِ أُقَبِّلُهُمَا وَ أَبْكِی فَأَفَاقَ وَ أَنَا أَقُولُ مَنْ لِی وَ لِوُلْدِی بَعْدَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ إِلَیَّ رَأْسَهُ وَ قَالَ اللَّهُ بَعْدِی وَ وَصِیِّی صالِحُ الْمُؤْمِنِینَ.
زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ لَقِیَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ أَشْهَدُ لَكَ بِالْوَلَاءِ وَ الْإِخَاءِ(1) وَ الْوَصِیَّةِ.
و روی أبو بكر بن مردویه مثل ذلك: سلمان و المقداد و عمار.
عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَبْرَئِیلَ نَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ فَقَالَ هَذَا وَصِیُّكَ.
الْأَعْمَشُ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ وَ عِنْدَهُ عَلِیٌّ فَقَالَ هَذَا خَیْرُ الْوَصِیِّینَ (2).
الْمَسْعُودِیُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ زِیَادٍ الْبَاهِلِیِّ عَنْ شَرِیكِ بْنِ الْفُضَیْلِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِی طَالِبٍ قَالَتْ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّی یُؤْذِینِی تَعْنِی عَلِیّاً فَقَالَ النَّبِیُّ إِنَّ عَلِیّاً لَا یُؤْذِی مُؤْمِناً إِنَّ اللَّهَ طَبَعَهُ یَوْمَ طَبَعَهُ عَلَی خُلُقِی (3) یَا أُمَّ هَانِئٍ إِنَّهُ أَمِیرٌ فِی الْأَرْضِ أَمِیرٌ فِی السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیّاً فَشِیثٌ وَصِیُّ آدَمَ وَ یُوشَعُ وَصِیُّ مُوسَی وَ آصَفُ وَصِیُّ سُلَیْمَانَ وَ شَمْعُونُ وَصِیُّ عِیسَی وَ عَلِیٌّ وَصِیِّی وَ هُوَ خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنَا صَاحِبُ الشَّفَاعَةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنَا الدَّاعِی وَ هُوَ الْمُؤَدِّی.
حِلْیَةُ أَبِی نُعَیْمٍ وَ وَلَایَةُ الطَّبَرِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا أَنَسُ اسْكُبْ لِی وَضُوءاً ثُمَّ قَالَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ قَالَ یَا أَنَسُ یَدْخُلُ عَلَیْكَ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ قَالَ أَنَسٌ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَ كَتَمْتُهُ إِذْ جَاءَ عَلِیٌّ فَقَالَ مَنْ هَذَا یَا أَنَسُ قُلْتُ عَلِیٌّ فَقَامَ مُسْتَبْشِراً وَ اعْتَنَقَهُ ثُمَّ جَعَلَ یَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُكَ صَنَعْتَ بِی شَیْئاً مَا صَنَعْتَهُ
ص: 2
بِی قَبْلُ قَالَ وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنْتَ تُؤَدِّی عَنِّی وَ تُسْمِعُهُمْ صَوْتِی وَ تُبَیِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ وَ هَذَا مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَیِّنَ لَهُمُ الَّذِی اخْتَلَفُوا فِیهِ (1) فَأَقَامَ عَلِیّاً لِبَیَانِ ذَلِكَ.
و قد تقدم حدیث الوصیة فی بیعة العشیرة بالاتفاق.
وَ مِنْ كَلَامِ الصَّاحِبِ: صِنْوُهُ (2) الَّذِی وَاخَاهُ وَ أَجَابَهُ حِینَ دَعَاهُ وَ صَدَّقَهُ قَبْلَ النَّاسِ وَ لَبَّاهُ وَ سَاعَدَهُ وَ وَاسَاهُ وَ شَیَّدَ الدِّینَ وَ بَنَاهُ وَ هَزَمَ الشِّرْكَ وَ أَخْزَاهُ وَ بِنَفْسِهِ عَلَی الْفِرَاشِ فَدَاهُ وَ مَانَعَ عَنْهُ وَ حَمَاهُ وَ أَرْغَمَ مَنْ عَانَدَهُ و قَلَاهُ (3) وَ غَسَّلَهُ وَ وَارَاهُ وَ أَدَّی دَیْنَهُ وَ قَضَاهُ وَ قَامَ بِجَمِیعِ مَا أَوْصَاهُ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ لَا سِوَاهُ.
وَ الْإِجْمَاعُ فِی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَبَّاسُ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ تَقْبَلُ وَصِیَّتِی وَ تُنْجِزُ عِدَتِی وَ تَقْضِی دَیْنِی فَقَالَ الْعَبَّاسُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَمُّكَ شَیْخٌ كَبِیرٌ ذُو عِیَالٍ كَثِیرٍ وَ أَنْتَ تُبَارِی الرِّیحَ سَخَاءً وَ كَرَماً(4) وَ عَلَیْكَ وَعْدٌ لَا یَنْهَضُ بِهِ عَمُّكَ فَأَقْبَلَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ تَقْبَلُ وَصِیَّتِی وَ تُنْجِزُ عِدَتِی وَ تَقْضِی دَیْنِی فَقَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ وَ ضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ یَدِهِ وَ قَالَ لَهُ خُذْ هَذَا فَضَعْهُ فِی یَدِكَ وَ دَعَا بِسَیْفِهِ وَ دِرْعِهِ وَ یُرْوَی أَنَّ جَبْرَئِیلَ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ(5) فَجِی ءَ بِهَا إِلَیْهِ فَدَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ اقْبِضْ هَذَا فِی حَیَاتِی وَ دَفَعَ إِلَیْهِ بَغْلَتَهُ وَ سَرْجَهَا وَ قَالَ امْضِ عَلَی اسْمِ اللَّهِ إِلَی مَنْزِلِكَ ثُمَّ أُغْمِیَ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ.
ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِی الْعِقْدِ بَلْ رَوَتْهُ الْأُمَّةُ بِأَجْمَعِهَا عَنْ أَبِی رَافِعٍ وَ غَیْرِهِ: أَنَّ عَلِیّاً نَازَعَ الْعَبَّاسَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فِی بُرْدِ النَّبِیِ (6) وَ سَیْفِهِ وَ فَرَسِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَیْنَ كُنْتَ یَا عَبَّاسُ حِینَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَنْتَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ أَیُّكُمْ یُوَازِرُنِی فَیَكُونَ وَصِیِّی
ص: 3
وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یُنْجِزَ مَوْعِدِی وَ یَقْضِیَ دَیْنِی فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ فَمَا أَقْعَدَكَ مَجْلِسَكَ هَذَا تَقَدَّمْتَهُ وَ تَأَمَّرْتَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَ غَدْراً یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَ قَالَ مُتَكَلِّمٌ لِهَارُونَ الرَّشِیدِ أُرِیدُ أَنْ أُقَرِّرَ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ بِأَنَّ عَلِیّاً كَانَ ظَالِماً فَقَالَ لَهُ إِنْ فَعَلْتَ فَلَكَ كَذَا وَ كَذَا فَأَمَرَ بِهِ (1) فَلَمَّا حَضَرَ فَقَالَ الْمُتَكَلِّمُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَوَتِ الْأُمَّةُ بِأَجْمَعِهَا أَنَّ عَلِیّاً نَازَعَ الْعَبَّاسَ إِلَی أَبِی بَكْرٍ فِی بُرْدِ النَّبِیِّ وَ سَیْفِهِ وَ فَرَسِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَیُّهُمَا الظَّالِمُ لِصَاحِبِهِ فَخَافَ مِنَ الرَّشِیدِ فَقَالَ لَمْ یَكُنْ فِیهِمَا ظَالِمٌ قَالَ فَیَخْتَصِمُ اثْنَانِ فِی أَمْرٍ وَ هُمَا جَمِیعاً مُحِقَّانِ قَالَ نَعَمْ اخْتَصَمَ الْمَلَكَانِ إِلَی دَاوُدَ وَ لَیْسَ فِیهِمَا ظَالِمٌ وَ إِنَّمَا أَرَادَا أَنْ یُنَبِّهَاهُ عَلَی الْحُكْمِ كَذَلِكَ هَذَانِ تَحَاكَمَا إِلَی أَبِی بَكْرٍ لِیُعَرِّفَاهُ ظُلْمَهُ (2).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق ل، [الخصال] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ نَبِیٍّ أَنَا أَكْرَمُهُمْ عَلَی اللَّهِ وَ لَا فَخْرَ وَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِائَةَ أَلْفِ وَصِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ وَصِیٍّ فَعَلِیٌّ أَكْرَمُهُمْ عَلَی اللَّهِ وَ أَفْضَلُهُمْ (3).
«14»- لی، [الأمالی] للصدوق ل، [الخصال] بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (4) أقول الأبواب مشحونة من أخبار هذا المطلوب.
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ أَنْتَ خَیْرُ الْبَشَرِ وَ لَا یَشُكُّ فِیكَ إِلَّا كَافِرٌ(5).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ (6) عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ
ص: 4
وَ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ فِی الْأَرْبَعِینِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ: لَمَّا زَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَتْ زَوَّجْتَنِی لِعَائِلٍ لَا مَالَ لَهُ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ وَ اخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَ الْآخَرُ بَعْلُكِ (1).
«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَطَوَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَنَسٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَتَاكُمْ أَخِی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْكَعْبَةِ فَضَرَبَهَا بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ هَذَا وَ شِیعَتَهُ لَهُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً مَعِی وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْوَمُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَعْدَلُكُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً قَالَ فَنَزَلَتْ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(2) قَالَ فَكَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالُوا قَدْ جَاءَ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(3).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عُمَرَ التَّمَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلْقَامٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ وَ عُبَیْدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ ذَاكَ خَیْرُ الْبَشَرِ(4).
«7»- لی، [الأمالی] للصدوق یَعْقُوبُ بْنُ یُوسُفَ الْفَقِیهُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَتْ ذَاكَ خَیْرُ الْبَشَرِ وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ(5).
«8»- لی، [الأمالی] للصدوق یَعْقُوبُ بْنُ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَیْطِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَزْدِیِ
ص: 5
عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ حُذَیْفَةَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ ذَاكَ خَیْرُ الْبَشَرِ وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا مُنَافِقٌ (1).
«9»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی الْخَیْرِ قَالَ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یُونُسَ الْبَصْرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ وَ أَبِی الْخَیْرِ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی بَكْرٍ النَّخَعِیِ (2) عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی وَائِلٍ عَنْ حُذَیْفَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَیْرُ الْبَشَرِ وَ مَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ(3).
«14»- یف، [الطرائف] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ كَامِلٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ: مِثْلَهُ (4).
«10»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ الْمَكِّیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ الْخَبَرَ(5).
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْمَسْعُودِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَفْضَلُ أُمَّتِی عَلِیٌّ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَفْضَلُ أُمَّتِی.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْیَانَ عَنْ أَفْضَلِ الصَّحَابَةِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام(6).
«12»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ الْهَجَرِیِ (7) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَوَّلَ وَصِیٍّ كَانَ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ آدَمَ وَ مَا مِنْ نَبِیٍّ مَضَی إِلَّا وَ لَهُ وَصِیٌّ كَانَ عَدَدُ جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ مِائَةَ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ أَرْبَعَةً وَ عِشْرِینَ أَلْفَ نَبِیٍّ خَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُولُو الْعَزْمِ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَ مُحَمَّدٌ علیهم السلام
ص: 6
وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ (1) هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ كَمَا أَنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ عَلَی قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ حَمْزَةُ أَسَدُ اللَّهِ وَ أَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ وَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ فِی زَوَایَا الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ عَنْ یَمِینِ رَبِّهَا وَ كِلْتَا یَدَیْهِ یَمِینٌ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَهَذِهِ حُجَّتُنَا عَلَی مَنْ أَنْكَرَ حَقَّنَا وَ جَحَدَنَا مِیرَاثَنَا وَ مَا نَاصَفَنَا مِنَ الْكَلَامِ فَأَیُّ حُجَّةٍ تَكُونُ أَبْلَغَ مِنْ هَذَا(2).
«13»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب ابْنُ مُجَاهِدٍ فِی التَّارِیخِ وَ الطَّبَرِیُّ فِی الْوَلَایَةِ وَ الدَّیْلَمِیُّ فِی الْفِرْدَوْسِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ وَ الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی وَائِلٍ وَ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ عَائِشَةَ وَ قَیْسٌ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ وَ مَنْ رَضِیَ فَقَدْ شَكَرَ.
أَبُو الزُّبَیْرِ وَ عَطِیَّةُ الْعَوْفِیُّ وَ جَوَّابٌ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ: رَأَیْتُ جَابِراً یَتَوَكَّأُ عَلَی عَصَاهُ وَ هُوَ یَدُورُ فِی سِكَكِ الْمَدِینَةِ وَ مَجَالِسِهِمْ وَ هُوَ یَرْوِی هَذَا الْخَبَرَ ثُمَّ یَقُولُ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ أَدِّبُوا أَوْلَادَكُمْ عَلَی حُبِّ عَلِیٍّ فَمَنْ أَبَی فَلْیَنْظُرْ فِی شَأْنِ أُمِّهِ.
الدَّارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ جُمَیْعٍ التَّیْمِیِّ كِلَیْهِمَا(3) عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا لَمَّا رَوَتْ هَذَا الْخَبَرَ قِیلَ لَهَا فَلِمَ حَارَبْتَهُ (4) قَالَتْ مَا حَارَبْتُهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِی إِلَّا حَمَلَنِی طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَمْرٌ قُدِّرَ وَ قَضَاءٌ غَلَبَ.
أَبُو وَائِلٍ وَ وَكِیعٌ وَ أَبُو مُعَاوِیَةَ وَ الْأَعْمَشُ وَ شَرِیكٌ وَ یُوسُفُ الْقَطَّانُ بِأَسَانِیدِهِمْ: أَنَّهُ سُئِلَ جَابِرٌ وَ حُذَیْفَةُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالا عَلِیٌّ خَیْرُ الْبِشْرِ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ.
وَ رَوَی عَطَاءٌ عَنْ عَائِشَةَ: مِثْلَهُ وَ رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ الْجَعْدِ(5) عَنْ جَابِرٍ بِأَحَدَ عَشَرَ طَرِیقاً.
الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ: أَنَّ الْمَأْمُونَ أَظْهَرَ الْقَوْلَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَ تَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام
ص: 7
وَ قَالَ هُوَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی شَهْرِ(1) رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَیْ عَشَرَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قَالَ الْبَغْدَادِیُّونَ وَ أَكْثَرُ الْبَصْرِیِّینَ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ اخْتِیَارُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِیِّ.
أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِیُّ عَنِ الشَّعْبِیِّ: أَنَّ رَجُلًا أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِی شَیْئاً یَنْفَعُنِی اللَّهُ بِهِ قَالَ عَلَیْكَ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنَّهُ یَنْفَعُكَ فِی عَاجِلِ دُنْیَاكَ وَ آخِرَتِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَاطِمَةُ تَدْعُوكَ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ الرَّجُلُ مَنْ هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا مِنَ الَّذِینَ یَقُولُ اللَّهُ فِیهِمْ (2) إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(3).
ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَبُو بَرْزَةَ وَ ابْنُ شَرَاجِیلَ وَ الْبَاقِرُ علیه السلام: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ مُبْتَدِئاً إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ وَ مِیعَادِی وَ مِیعَادُكُمُ الْحَوْضُ إِذَا حُشِرَ النَّاسُ جِئْتَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ.
أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِالْإِسْنَادِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ لَا نُقَاسُ بِالنَّاسِ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَتَی ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ عَلِیٌّ علیه السلام أَ وَ لَیْسَ النَّبِیُّ لَا یُقَاسُ بِالنَّاسِ وَ قَدْ نَزَلَ فِی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ.
أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِ نُزُولِ الْقُرْآنِ فِی شَأْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ حَدَّثَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام صَدَّقَ أَوَّلَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ تَمَسَّكُوا بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ یَعْنِی عَلِیّاً أَفْضَلَ الْخَلِیقَةِ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.
الْأَعْمَشُ عَنْ عَطِیَّةَ عَنِ الْخُدْرِیِّ وَ رَوَی الْخَطِیبُ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ
ص: 8
قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ.
وَ فِی رِوَایَةِ جَابِرٍ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَقْبَلَ عَلِیٌّ قَالُوا جَاءَ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ.
الْبَلَاذُرِیُّ فِی التَّارِیخِ قَالَ عَطِیَّةُ قُلْنَا لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ كَانَ خَیْرَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
ابْنُ عُبْدُوسٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ الْخَطِیبُ الْخُوارِزْمِیُّ فِی كِتَابَیْهِمَا بِالْإِسْنَادِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَیْرَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
تَارِیخُ الْخَطِیبِ رَوَی الْأَعْمَشُ عَنْ عَدِیٍّ عَنْ زِرٍّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ لَمْ یَقُلْ عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ.
وَ عَنْهُ فِی التَّارِیخِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ رِجَالِكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ خَیْرُ شَبَابِكُمُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ خَیْرُ نِسَائِكُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ.
الطَّبَرِیَّانِ فِی الْوَلَایَةِ وَ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَ الْخَلِیقَةِ یَقْتُلُهُمْ خَیْرُ الْخَلْقِ وَ الْخَلِیقَةِ وَ أَقْرَبُهُمْ إِلَی اللَّهِ وَسِیلَةً أَیِ الْمُخْدَجُ وَ أَصْحَابُهُ.
وَ دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ عَلَی مُعَاوِیَةَ بَعْدَ مُصَالَحَةِ الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ مُعَاوِیَةُ مَرْحَباً بِمَنْ لَا یَعْرِفُ حَقّاً فَیَتَّبِعَهُ وَ لَا بَاطِلًا فَیَجْتَنِبَهُ فَقَالَ أَرَدْتَ أَنْ أُعِینَكَ عَلَی عَلِیٍّ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ أَنْتِ خَیْرُ النَّاسِ أَباً وَ بَعْلًا.
وَ رُوِیَ عَنْ سَلْمَانَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِینَ (1) بَدَأَ بِالْحَسَنِ وَ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام فَمَلَأَ حَجْرَهُمَا مِنَ الْمَالِ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ تُقَدِّمُهُمَا عَلَیَّ وَ لِی صُحْبَةٌ وَ هِجْرَةٌ دُونَهُمَا فَقَالَ عُمَرُ اسْكُتْ
ص: 9
لَا أُمَّ لَكَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْ أَبِیكَ وَ أُمُّهُمَا خَیْرٌ مِنْ أُمِّكَ (1).
«14»- جا، [المجالس] للمفید الْمَرَاغِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الرَّاسِبِیِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الشَّاكُّ فِی فَضْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یُحْشَرُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ قَبْرِهِ وَ فِی عُنُقِهِ طَوْقٌ مِنْ نَارٍ فِیهِ ثَلَاثُمِائَةِ شُعْبَةٍ عَلَی كُلِّ شُعْبَةٍ مِنْهَا شَیْطَانٌ یَكْلَحُ فِی وَجْهِهِ وَ یَتْفُلُ فِیهِ (2).
«15»- فض، [كتاب الروضة] عَنْ أَبِی بَكْرٍ قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ خَیْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِی (3).
«16»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَخْصِمُكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِی وَ تَخْصِمُ النَّاسَ بِسَبْعٍ وَ لَا یُحَاجُّكَ فِیهِنَّ أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَنْتَ أَوَّلُهُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ وَ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْدَلُهُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَبْصَرُهُمْ فِی الْقَضِیَّةِ وَ أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَزِیَّةً.
قال صاحب كفایة الطالب هذا حدیث حسن عال رواه الحافظ أبو نعیم فی حلیة الأولیاء(4).
«17»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْخُدْرِیَّ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ شَهِدْتَ بَدْراً قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ أَلَا تُحَدِّثُنِی بِشَیْ ءٍ سَمِعْتَهُ (5) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ وَ فَضْلِهِ فَقَالَ بَلَی أُخْبِرُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرِضَ مَرْضَةً نَقِهَ مِنْهَا فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ فَاطِمَةُ علیها السلام تَعُودُهُ وَ أَنَا جَالِسٌ عَنْ یَمِینِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا رَأَتْ مَا بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الضَّعْفِ خَنَقَتْهَا الْعَبْرَةُ حَتَّی بَدَتْ دُمُوعُهَا عَلَی خَدِّهَا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكِ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ أَخْشَی الضَّیْعَةَ یَا
ص: 10
رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهَا أَبَاكِ (1) ثُمَّ اطَّلَعَ ثَانِیَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَأَوْحَی إِلَیَّ فَأَنْكَحْتُهُ وَ اتَّخَذْتُهُ وَصِیّاً أَ مَا عَلِمْتِ أَنَّكِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ إِیَّاكِ زَوَّجَكِ أَعْلَمَهُمْ عِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ حِلْماً وَ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً فَضَحِكَتْ وَ اسْتَبْشَرَتْ فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَزِیدَهَا مَزِیدَ الْخَیْرِ كُلِّهِ الَّذِی قَسَمَهُ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ وَ لِعَلِیٍّ ثَمَانِیَةُ أَضْرَاسٍ یَعْنِی مَنَاقِبَ إِیمَانٌ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ حِكْمَتُهُ وَ زَوْجَتُهُ وَ سِبْطَاهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَمْرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْكَرِ یَا فَاطِمَةُ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أُعْطِینَا سِتَّ خِصَالٍ لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ لَا یُدْرِكُهَا أَحَدٌ مِنَ الْآخِرِینَ غَیْرُنَا نَبِیُّنَا خَیْرُ
الْأَنْبِیَاءِ وَ هُوَ أَبُوكِ وَ وَصِیُّنَا خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ هُوَ بَعْلُكِ وَ شَهِیدُنَا خَیْرُ الشُّهَدَاءِ وَ هُوَ حَمْزَةُ عَمُّ أَبِیكِ وَ مِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ هُمَا ابْنَاكِ وَ مِنَّا مَهْدِیُّ الْأُمَّةِ(2) الَّذِی یُصَلِّی عِیسَی خَلْفَهُ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَی مَنْكِبِ الْحُسَیْنِ فَقَالَ مِنْ هَذَا مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
قال محمد بن یوسف بن محمد الكنجی الشافعی هكذا أخرجه الدارقطنی صاحب الجرح و التعدیل قلت أورده الحافظ أبو نعیم فی كتاب الأربعین فی أخبار المهدی علیه السلام أذكره هناك إن شاء اللّٰه و هو أبسط من هذا.
وَ نَقَلْتُ مِنْ مَنَاقِبِ الْحَافِظِ أَبِی بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ مَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ.
وَ عَنْ حُذَیْفَةَ أَیْضاً: مِثْلَهُ.
وَ مِنْهُ قَالَ: سُئِلَ حُذَیْفَةُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ خَیْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِیِّهَا وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا مُنَافِقٌ.
وَ مِنْهُ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (3) خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ: رَآنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَادَانِی فَقُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ أُشْهِدُكَ الْیَوْمَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَیْرُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیٌّ فَمَنْ وَصِیُّكَ
ص: 11
فَسَكَتَ عَنِّی فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ رَآنِی فَقَالَ یَا سَلْمَانُ فَأَسْرَعْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لَبَّیْكَ (1) قَالَ تَعْلَمُ مَنْ وَصِیُّ مُوسَی قُلْتُ نَعَمْ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ لِمَ قُلْتُ لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَهُمْ یَوْمَئِذٍ قَالَ فَإِنَّ وَصِیِّی وَ مَوْضِعَ سِرِّی وَ خَیْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی وَ یُنْجِزُ عِدَتِی وَ یَقْضِی دَیْنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِی سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَیْرَ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ رَوَاهُ صَدِیقُنَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ مَرْفُوعاً إِلَی أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ خَیْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی.
وَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّنْ نَأْخُذُ بَعْدَكَ وَ بِمَنْ نَثِقُ قَالَ فَسَكَتَ عَنِّی حَتَّی سَأَلْتُ عَشْراً ثُمَّ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَیْرَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُؤَدِّی عَنِّی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی.
وَ مِنْهُ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ تَدْرِی مَنْ كَانَ وَصِیُّ مُوسَی قُلْتُ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ فَإِنَّ وَصِیِّی فِی أَهْلِی وَ خَیْرَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ خَیْرُ أُمَّتِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ مِنْهُ عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ مَنْ یَمْشِی عَلَی الْأَرْضِ (2) بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ خَیْرُ مَنْ تَرَكْتُ بَعْدِی.
وَ مِنْهُ عَنْ أَنَسٍ أَیْضاً عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ خَلِیلِی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی وَ خَیْرُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَطِیَّةَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ فَقُلْنَا أَخْبِرْنَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَرَفَعَ حَاجِبَیْهِ ثُمَّ قَالَ ذَاكَ مِنْ خَیْرِ الْبَشَرِ.
ص: 12
وَ مِنْهُ عَنْ عَطِیَّةَ: مِثْلَهُ.
بِعِدَّةِ رِوَایَاتٍ وَ مِنْهُ: سُئِلَ جَابِرٌ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ كَانَ خَیْرَ الْبَشَرِ(1).
وَ فِی رِوَایَةٍ: فَقِیلَ لَهُ وَ مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ یُبْغِضُ عَلِیّاً قَالَ مَا یُبْغِضُ عَلِیّاً إِلَّا كَافِرٌ.
وَ مِنْهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ قَالَ: تَذَاكَرُوا فَضْلَ عَلِیٍّ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ وَ تَشُكُّونَ فِیهِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ إِنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ قَالَ وَ مَا یَشُكُ (2) فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ أَوْ مُنَافِقٌ.
وَ فِی رِوَایَةٍ قَالَ: كَانَ خَیْرَ الْبَشَرِ قُلْتُ یَا جَابِرُ كَیْفَ تَقُولُ فِیمَنْ یُبْغِضُ عَلِیّاً قَالَ مَا یُبْغِضُهُ إِلَّا كَافِرٌ.
وَ مِنْهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَعَثَ النَّبِیُّ الْوَلِیدَ بْنَ عُقْبَةَ إِلَی بَنِی وَلِیعَةَ وَ كَانَ بَیْنَهُمْ شَحْنَاءُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ فَلَمَّا بَلَغَ بَنِی وَلِیعَةَ اسْتَقْبَلُوهُ لِیَنْظُرُوا مَا فِی نَفْسِهِ قَالَ فَخَشِیَ الْقَوْمَ فَرَجَعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ بَنِی وَلِیعَةَ أَرَادُوا قَتْلِی وَ مَنَعُوا الصَّدَقَةَ فَلَمَّا بَلَغَ بَنِی وَلِیعَةَ الَّذِی قَالَ عَنْهُمُ الْوَلِیدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبَ الْوَلِیدُ وَ لَكِنَّهُ قَدْ كَانَتْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ شَحْنَاءُ فَخَشِینَا أَنْ یُعَاقِبَنَا بِالَّذِی كَانَ بَیْنَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَتَنْتَهُنَّ یَا بَنِی وَلِیعَةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا عِنْدِی كَنَفْسِی یَقْتُلُ مُقَاتِلَكُمْ (3) وَ یَسْبِی ذَرَارِیَّكُمْ وَ هُوَ هَذَا خَیْرُ مَنْ تَرَوْنَ وَ ضَرَبَ عَلَی كَتِفِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ أَنْزَلَ اللَّهُ فِی الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ(4) إِلَی آخِرِهَا.
وَ مِنْهُ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ ذَاكَ مِنْ خَیْرِ الْبَرِیَّةِ وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ.
وَ مِنْهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام إِنَّ زَوْجَكِ خَیْرُ أُمَّتِی أَقْدَمُهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً.
وَ مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنِ ابْنِ التَّیْمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: فَضْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی سَائِرِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمِائَةِ مَنْقَبَةٍ وَ شَارَكَهُمْ فِی مَنَاقِبِهِمْ (5).
ص: 13
«18»- یف، [الطرائف] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1).
وَ رُوِیَ عَنْ عَطِیَّةَ قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیٍّ قَالَ ذَاكَ خَیْرُ الْبَشَرِ وَ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا مُنَافِقٌ.
وَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ: حَیْثُ سُئِلَتْ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ(2).
«19»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ (3) عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ فَضَّلَ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِی عَلَی عَلِیٍّ فَقَدْ كَفَرَ(4).
لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (5).
«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ دَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَیْرِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُضَادُّوا بِعَلِیٍّ أَحَداً فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُفَضِّلُوا عَلَیْهِ أَحَداً فَتَرْتَدُّوا(6).
«21»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فَضْلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَفَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَی سَائِرِ الشُّهُورِ وَ فَضْلُ عَلِیٍّ عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَفَضْلِ لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلَی سَائِرِ اللَّیَالِی وَ فَضْلُ عَلِیٍّ عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَفَضْلِ لَیْلَةِ الْجُمُعَةِ عَلَی سَائِرِ اللَّیَالِی (7) فَطُوبَی لِمَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَ
ص: 14
بِوَلَایَتِهِ وَ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ جَحَدَهُ وَ جَحَدَ حَقَّهُ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُحَرِّمَهُ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«22»- كشف، [كشف الغمة] رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ فِی حِلْیَتِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ادْعُ لِی سَیِّدَ الْعَرَبِ یَعْنِی عَلِیّاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَلَمَّا جَاءَهُ أَرْسَلَ إِلَی الْأَنْصَارِ فَأَتَوْهُ فَقَالَ لَهُمْ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا عَلِیٌّ فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام أَمَرَنِی بِالَّذِی قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ عَلَا(3).
«23»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام: أَنَّهُ سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ- عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ ذَاكَ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ بَوَارُ الْكَافِرِینَ وَ قَاتِلُ الْقَاسِطِینَ وَ النَّاكِثِینَ وَ الْمَارِقِینَ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ بَعْدِی خَیْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ شَكَّ فِیهِ فَقَدْ كَفَرَ(4).
«24»- أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ فِی كِتَابِ صِفِّینَ لِلْمَدَائِنِیِّ عَنْ مَسْرُوقٍ: أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَهُ لَمَّا عَرَفَتْ أَنَّ عَلِیّاً قَتَلَ ذَا الثُّدَیَّةِ لَعَنَ اللَّهُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَإِنَّهُ كَتَبَ إِلَیَّ یُخْبِرُنِی أَنَّهُ قَتَلَهُ بِالْإِسْكَنْدَرِیَّةِ أَلَا إِنَّهُ لَیْسَ یَمْنَعُنِی مَا فِی نَفْسِی أَنْ أَقُولَ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَقْتُلُهُ خَیْرُ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی.
وَ فِی مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ لِی عَائِشَةُ إِنَّكَ مِنْ وُلْدِی وَ مِنْ أَحَبِّهِمْ إِلَیَّ فَهَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنَ الْمُخْدَجِ فَقُلْتُ نَعَمْ قَتَلَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی نَهَرٍ
ص: 15
یُقَالُ لِأَعْلَاهُ تَامَرَّا(1) وَ لِأَسْفَلِهِ النَّهْرَوَانُ بَیْنَ الخافیق [لَخَاقِیقَ] وَ طَرْفَاءَ(2) قَالَتِ ابْغِنِی (3) عَلَی ذَلِكَ بَیِّنَةً فَأَقَمْتُ رِجَالًا شَهِدُوا عِنْدَهَا بِذَلِكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا سَأَلْتُكَ بِصَاحِبِ الْقَبْرِ مَا الَّذِی سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فِیهِمْ قَالَتْ نَعَمْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّهُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَ الْخَلِیقَةِ یَقْتُلُهُمْ خَیْرُ الْخَلْقِ وَ الْخَلِیقَةِ وَ أَقْرَبُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَسِیلَةً(4).
«25»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التَّاجِرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ بَدْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ خَیْرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ أَدْنَی النَّاسِ مَنْزِلَةً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ فَدَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا لِی لَا أَقُولُ هَذَا یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی وَ الْمُوفِی بِذِمَّتِی وَ الْمُؤَدِّی عَنِّی دَیْنِی (5).
«26»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ عَنْ بَرْدَعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی الْخَلِیلِ عَنْ سَلْمَانَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَفْضَلُ مَنْ تَرَكْتُ بَعْدِی (6).
«27»- لی، [الأمالی] للصدوق بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَحَبُّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ وَ أَفْضَلُ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (7).
«28»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْفَضَائِلِ لِعُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَّاكِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ
ص: 16
الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هِلَالٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ قَاعِداً مَعَ أَصْحَابِهِ فَرَأَی عَلِیّاً فَقَالَ هَذَا خَیْرُ الْوَصِیِّینَ وَ أَمِیرُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (1).
«29»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الزُّجَاجِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ یَعْفُورٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لِی یَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ یَدْخُلُ عَلَیَّ رَجُلٌ إِمَامُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ فَضُرِبَ الْبَابُ فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَدَخَلَ یَعْرَقُ فَجَعَلَ النَّبِیُّ یَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَ یَقُولُ أَنْتَ تُؤَدِّی عَنِّی أَوْ تُبَلِّغُ عَنِّی فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ وَ لَمْ تُبَلِّغْ رِسَالاتِ رَبِّكَ قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ أَنْتَ تُعَلِّمُ النَّاسَ (2).
«30»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحِلْیَةُ قَالَ الشَّعْبِیُّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَرْحَباً بِسَیِّدِ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامِ الْمُتَّقِینَ الْخَبَرَ.
وَ فِی الْخَبَرِ الْمُسْنَدِ: أَنَا سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ.
وَ فِی الْخَبَرِ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام: أَنْتَ السَّیِّدُ وَ ابْنُ السَّیِّدِ وَ أَخُو السَّیِّدِ(3).
«31»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَلَّسِ (4) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ خَاقَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَیِّدُ الْعَرَبِ قَالُوا أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ (5).
«32»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الصُّوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَیْنَا(6) أَنَا أُوَضِّئُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَجَعَلَ یَأْخُذُ مِنْ وَضُوئِهِ
ص: 17
فَیَغْسِلُ بِهِ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَ سَیِّدُ الْعَرَبِ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْعَرَبِ (1).
بیان: لعله صلی اللّٰه علیه و آله إنما خص سیادته بالعرب لئلا یتوهم كونه أفضل منه أو حذرا من إنكار القوم.
«33»- یف، [الطرائف] أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ نَبِیّاً وَ اخْتَارَ لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیّاً فَأَنَا نَبِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ عَلِیٌّ وَصِیِّی فِی عِتْرَتِی وَ أَهْلِ بَیْتِی وَ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی فَهَذَا مَا شَهِدْتُ مِنْ عَلِیٍّ الْآنَ یَا أَبَتِ فَسُبَّهُ أَوْ دَعْهُ فَأَقْبَلَ أَبُوهَا یُنَاجِی اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِی مَا جَهِلْتُ مِنْ أَمْرِ عَلِیٍّ فَأَنَا وَلِیُّ وَلِیِّ عَلِیٍّ وَ عَدُوُّ عَدُوِّ عَلِیٍّ وَ تَابَ الْمَوْلَی تَوْبَةً نَصُوحاً وَ أَقْبَلَ فِیمَا بَقِیَ مِنْ دَهْرِهِ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَغْفِرَ لَهُ (2).
أقول: سیأتی تمامه فی باب أنه صلی اللّٰه علیه و آله أخص الناس بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله.
«34»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (3) عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِیُّكَ مِنْ أُمَّتِكَ فَإِنَّهُ لَمْ یُبْعَثْ نَبِیٌّ إِلَّا كَانَ لَهُ وَصِیٌّ مِنْ أُمَّتِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یُبَیَّنْ لِی بَعْدُ فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَنَادَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا سَلْمَانُ سَأَلْتَنِی عَنْ وَصِیِّی مِنْ أُمَّتِی فَهَلْ تَدْرِی مَنْ كَانَ وَصِیُّ مُوسَی مِنْ أُمَّتِهِ فَقُلْتُ كَانَ وَصِیُّهُ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ فَتَاهُ فَقَالَ هَلْ تَدْرِی لِمَ كَانَ أَوْصَی إِلَیْهِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ أَوْصَی إِلَیْهِ لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَمَ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ وَ وَصِیِّی وَ أَعْلَمُ أُمَّتِی بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (4).
ص: 18
«35»- مد، [العمدة] بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ هَیْثَمِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الدُّورِیِّ عَنْ شَاذَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَیْدٍ(1) عَنْ مَطَرٍ عَنْ أَنَسٍ یَعْنِی ابْنَ مَالِكٍ قَالَ: قُلْنَا لِسَلْمَانَ سَلِ النَّبِیَ (2) مَنْ وَصِیُّهُ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِیُّكَ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ مَنْ كَانَ وَصِیُّ مُوسَی فَقَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ قَالَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی مَنْ یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (3).
«14»- یف، [الطرائف] مُسْنَدُ أَحْمَدَ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ: مِثْلَهُ (4).
«36»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: قُمْ یَا بُرَیْدَةُ(5) نعود [نَعُدْ] فَاطِمَةَ فَلَمَّا أَنْ دَخَلْنَا عَلَیْهَا وَ أَبْصَرَتْ أَبَاهَا دَمَعَتْ عَیْنَاهَا قَالَ مَا یُبْكِیكِ یَا بِنْتِی قَالَتْ قِلَّةُ الطُّعْمِ وَ كَثْرَةُ الْهَمِّ وَ شِدَّةُ السُّقْمِ قَالَ لَهَا أَمَا وَ اللَّهِ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لَكِ مَا تَرْغَبِینَ إِلَیْهِ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ زَوَّجْتُكِ (6) خَیْرَ أُمَّتِی أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً وَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَیْكِ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
وَ قَرِیبٌ مِنْهُ مَا نَقَلَهُ مِنْ كِتَابِ الذُّرِّیَّةِ الطَّاهِرَةِ لِلدُّولَابِیِّ بِخَطِّ الشَّیْخِ ابْنِ وَضَّاحٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ فَاطِمَةَ تَزْوِیجُهَا بِعَلِیٍّ بَكَتْ فَدَخَلَ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا لَكِ یَا فَاطِمَةُ تَبْكِینَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَنْكَحْتُكِ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً وَ أَوَّلَهُمْ سِلْماً.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ: وَضَّأْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِی فَاطِمَةَ نعودها [نَعُدْهَا] فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَامَ مُتَوَكِّئاً عَلَیَّ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَحْمِلُ ثِقْلَهَا غَیْرُكَ وَ یَكُونُ أَجْرُهَا لَكَ قَالَ فَكَأَنَّهُ لَمْ یَكُنْ عَلَیَّ شَیْ ءٌ حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ كَیْفَ تَجِدِینَكِ قَالَتْ وَ اللَّهِ قَدِ اشْتَدَّ حُزْنِی وَ اشْتَدَّتْ فَاقَتِی وَ طَالَ سُقْمِی.
ص: 19
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ أَبِی بِخَطِّ یَدِهِ فِی هَذَا الْحَدِیثِ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ وَ مَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَ أُمَّتِی سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً(1).
بیان: قد ظهر من أخبار هذا الباب أنه علیه السلام وصی النبی و سید الأوصیاء و أكثرها مصرحة بأن المراد بالوصایة الخلافة العظمی و سائرها تورث مزیة توجب تقدیمه علی غیره و تبین أنه خیر البشر و هو مخصص بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله بالإجماع فبقی غیره من سائر الخلق داخلا تحت البشر فیثبت فضله علیهم و هذه درجة أرفع من الخلافة و الإمامة و لا یشك عاقل فی استلزامها لهما و كیف یجوِّز عاقل أن یكون من لیس بنبی و لا إمام أفضل من الأنبیاء و تبین من سائر الأخبار أنه أفضل من جمیع الصحابة و جمیع الأمة و العقل الصحیح یمنع تقدیم غیر الأفضل علی الأفضل و أكثر الأخبار الموردة فی الباب مشتملة علی ما یدل علی
الإمامة بعضها تصریحا و بعضها تلویحا و الخوض فیها یوجب طول الكلام و قد اعترف بوصایته علیه السلام أكثر المخالفین. قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ:
وَ مِمَّا رُوِّینَاهُ مِنَ الشِّعْرِ الْمَقُولِ فِی صَدْرِ الْإِسْلَامِ الْمُتَضَمِّنِ كَوْنَهُ علیه السلام وَصِیَّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ بْنِ حَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
وَ مِنَّا عَلِیٌّ ذَاكَ صَاحِبُ خَیْبَرَ***وَ صَاحِبُ بَدْرٍ یَوْمَ شَالَتْ كَتَائِبُهُ (2)
وَصِیُّ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی وَ ابْنُ عَمِّهِ***فَمَنْ ذَا یُدَانِیهِ وَ مَنْ ذَا یُقَارِبُهُ.
وَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُعَیْلٍ:
لَعَمْرِی لَقَدْ بَایَعْتُمْ ذَا حَفِیظَةٍ***عَلَی الدِّینِ مَعْرُوفَ الْعَفَافِ مُوَفَّقاً
عَلِیّاً وَصِیَّ الْمُصْطَفَی وَ ابْنَ عَمِّهِ***وَ أَوَّلَ مَنْ صَلَّی أَخَا الدِّینِ وَ التُّقَی.
قَالَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ وَ كَانَ بَدْرِیّاً:
قُلْ لِلزُّبَیْرِ وَ قُلْ لِطَلْحَةَ إِنَّنَا***نَحْنُ الَّذِینَ شِعَارُنَا الْأَنْصَارُ
نَحْنُ الَّذِینَ رَأَتْ قُرَیْشٌ فِعْلَنَا***یَوْمَ الْقَلِیبِ أُولَئِكَ الْكُفَّارُ
ص: 20
كُنَّا شِعَارَ نَبِیِّنَا وَ دِثَارَهُ***نَفْدِیهِ مِنَّا الرُّوحُ وَ الْأَبْصَارُ(1)
إِنَّ الْوَصِیَّ إِمَامُنَا وَ وَلِیُّنَا***بَرِحَ الْخَفَاءُ وَ بَاحَتِ الْأَسْرَارُ(2).
وَ قَالَ عُمَرُ بْنُ حَارِثَةَ الْأَنْصَارِیُّ وَ كَانَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ یَوْمَ الْجَمَلِ وَ قَدْ لَامَهُ أَبُوهُ علیه السلام لَمَّا أَمَرَهُ بِالْحَمْلَةِ فَتَقَاعَسَ:(3)
أَبَا حَسَنٍ أَنْتَ فَصْلُ الْأُمُورِ***یَبِینُ بِكَ الْحِلُّ وَ الْمُحْرِمُ
جَمَعْتَ الرِّجَالَ عَلَی رَایَةٍ***بِهَا ابْنُكَ یَوْمَ الْوَغَی مُقْحَمٌ (4)
وَ لَمْ یَنْكُصِ الْمَرْءُ مِنْ خِیفَةٍ***وَ لَكِنْ تَوَالَتْ بِهِ أَسْهُمٌ (5)
فَقَالَ رُوَیْداً وَ لَا تَعْجَلُوا***فَإِنِّی إِذَا رَشَقُوا مُقْدِمٌ (6)
فَأَعْجَلْتَهُ وَ الْفَتَی مُجْمِعٌ***بِمَا یَكْرَهُ الْوَجِلُ الْمُحْجِمُ
سَمِیُّ النَّبِیِّ وَ شِبْهُ الْوَصِیِ***وَ رَایَتُهُ لَوْنُهَا الْعَنْدَمُ (7).
وَ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ یَوْمَ الْجَمَلِ:
هَذَا عَلِیٌّ وَ هُوَ الْوَصِیُ***آخَاهُ یَوْمَ النَّجْوَةِ النَّبِیُ
وَ قَالَ هَذَا بَعْدِیَ الْوَلِیُ***وَعَاهُ وَاعٍ وَ نَسِیَ الشَّقِیُّ.
وَ خَرَجَ یَوْمَ الْجَمَلِ غُلَامٌ مِنْ بَنِی ضَبَّةَ شَابٌّ مُعْلِمٌ مِنْ عَسْكَرِ عَائِشَةَ وَ هُوَ یَقُولُ:
نَحْنُ بَنُو ضَبَّةَ أَعْدَاءُ عَلِیٍ***ذَاكَ الَّذِی یُعْرَفُ قِدْماً بِالْوَصِیِ
وَ فَارِسِ الْخَیْلِ عَلَی عَهْدِ النَّبِیِ***مَا أَنَا عَنْ فَضْلِ عَلِیٍّ بِالْعَمِیِ
لكنت أفعی [لَكِنَّنِی أَنعَی] ابْنَ عَفَّانَ التَّقِیَ (8)***إِنَّ الْوَلِیَّ طَالِبٌ ثَارَ الْوَلِیِّ.
ص: 21
وَ قَالَ سَعِیدُ بْنُ قَیْسٍ الْهَمْدَانِیُّ یَوْمَ الْجَمَلِ وَ كَانَ فِی عَسْكَرِ عَلِیٍّ علیه السلام:
أَیَّةُ حَرْبٍ أُضْرِمَتْ نِیرَانُهَا***وَ كُسِرَتْ یَوْمَ الْوَغَی مُرَّانُهَا(1)
قُلْ لِلْوَصِیِّ أَقْبَلَتْ قَحْطَانُهَا***فَادْعُ بِهَا تَكْفِیكَهَا هَمْدَانُهَا
هُمُ بَنُوهَا وَ هُمُ إِخْوَانُهَا.
وَ قَالَ زِیَادُ بْنُ لَبِیدٍ الْأَنْصَارِیُّ یَوْمَ الْجَمَلِ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام:
كَیْفَ تَرَی الْأَنْصَارَ فِی یَوْمِ الْكَلَبِ***إِنَّا أُنَاسٌ لَا نُبَالِی مِنْ عَطَبٍ
وَ لَا نُبَالِی فِی الْوَصِیِّ مِنْ غَضَبٍ***وَ إِنَّمَا الْأَنْصَارُ جِدٌّ لَا لَعِبٌ
هَذَا عَلِیٌّ وَ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ***نَنْصُرُهُ الْیَوْمَ عَلَی مَنْ قَدْ كَذَبَ
مَنْ یَكْسِبُ الْبَغْیَ فَبِئْسَ مَا اكْتَسَبَ.
وَ قَالَ حُجْرُ بْنُ عَدِیٍّ الْكِنْدِیُّ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَیْضاً:
یَا رَبَّنَا سَلِّمْ لَنَا عَلِیّاً***سَلِّمْ لَنَا الْمُبَارَكَ الْمُضِیَّا
الْمُؤْمِنَ الْمُوَحِّدَ التَّقِیَّا***لَا خَطِلَ الرَّأْیِ وَ لَا غَوِیّاً
بَلْ هَادِیاً مُوَفَّقاً مَهْدِیّاً***وَ احْفَظْهُ رَبِّی وَ احْفَظِ النَّبِیَّا
فِیهِ فَقَدْ كَانَ لَهُ وَلِیّاً***ثُمَّ ارْتَضَاهُ بَعْدَهُ وَصِیّاً
وَ قَالَ خُزَیْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِیُّ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ وَ كَانَ بَدْرِیّاً فِی یَوْمِ الْجَمَلِ أَیْضاً:
لَیْسَ بَیْنَ الْأَنْصَارِ فِی حَجْمَةِ الْحَرْبِ (2)***وَ بَیْنَ الْعُدَاةِ إِلَّا الطِّعَانُ
وَ قِرَاعُ الْكُمَاةِ بِالْقُضُبِ الْبَیْضِ***إِذَا مَا تَحَطَّمَ الْمُرَّانُ (3)
فَادْعُهَا تُسْتَجَبْ فَلَیْسَ مِنَ الْخَزْرَجِ***وَ الْأَوْسِ یَا عَلِیُّ جَبَانٌ
یَا وَصِیَّ النَّبِیِّ قَدْ أَجَلَّتِ الْحَرْبُ***الْأَعَادِی وَ سَارَتِ الْأَظْعَانُ
وَ اسْتَقَامَتْ لَكَ الْأُمُورُ سِوَی الشَّامِ*** وَ فِی الشَّامِ تَظْهَرُ الْأَضْغَانُ
ص: 22
حَسْبُهُمْ مَا رَأَوْا وَ حَسْبُكَ مِنَّا***هَكَذَا نَحْنُ حَیْثُ كُنَّا وَ كَانُوا.
وَ قَالَ خُزَیْمَةُ أَیْضاً فِی یَوْمِ الْجَمَلِ:
أَ عَائِشَ خَلِّی عَنْ عَلِیٍّ وَ عَیْبِهِ***بِمَا لَیْسَ فِیهِ إِنَّمَا أَنْتِ وَالِدَةٌ
وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ***
وَ أَنْتِ عَلَی مَا كَانَ مِنْ ذَاكِ شَاهِدَةٌ(1).
وَ قَالَ ابْنُ بَدِیلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِیِّ یَوْمَ الْجَمَلِ أَیْضاً:
یَا قَوْمِ لَلْخُطَّةُ الْعُظْمَی الَّتِی حَدَثَتْ***حَرْبُ الْوَصِیِّ وَ مَا لِلْحَرْبِ مِنْ آسِی
الْفَاصِلُ الْحُكْمِ بِالتَّقْوَی إِذَا ضُرِبَتْ***تِلْكَ الْقَبَائِلُ أَخْمَاساً لِأَسْدَاسٍ.
وَ قَالَ عَمْرُو بْنُ أُحَیْحَةَ یَوْمَ الْجَمَلِ فِی خُطْبَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام بَعْدَ خُطْبَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ:
حَسَنُ الْخَیْرِ یَا شَبِیهَ أَبِیهِ***قُمْتَ فِینَا مَقَامَ خَیْرِ خَطِیبٍ
قُمْتَ بِالْخُطْبَةِ الَّتِی صَدَعَ اللَّهُ***بِهَا عَنْ أَبِیكَ أَهْلَ الْعُیُوبِ
وَ كَشَفْتَ الْقِنَاعَ فَاتَّضَحَ الْأَمْرُ***وَ أَصْلَحْتَ فَاسِدَاتِ الْقُلُوبِ
لَسْتَ كَابْنِ الزُّبَیْرِ لَجْلَجَ فِی الْقَوْ***لِ وَ طَأْطَأَ عِنَانَ قِیلٍ مُرِیبٍ (2)
وَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَقُومَ بِمَا قَامَ***بِهِ ابْنُ الْوَصِیِّ وَ ابْنُ النَّجِیبِ
إِنَّ شَخْصاً بَیْنَ النَّبِیِّ لَكَ الْخَیْ-***رُ وَ بَیْنَ الْوَصِیِّ غَیْرُ مَشُوبٍ.
وَ قَالَ زَحْرُ بْنُ قَیْسٍ الْجُعْفِیُّ یَوْمَ الْجَمَلِ أَیْضاً:
أَضْرِبُكُمْ حَتَّی تُقِرُّوا لِعَلِیٍ***خَیْرِ قُرَیْشٍ كُلِّهَا بَعْدَ النَّبِیِ
مَنْ زَانَهُ اللَّهُ وَ سَمَّاهُ الْوَصِیَ***إِنَّ الْوَلِیَّ حَافِظٌ ظَهْرَ الْوَلِیِ
كَمَا الْغَوِیُّ تَابِعٌ أَمْرَ الْغَوِیِّ.
ص: 23
ذَكَرَ هَذِهِ الْأَشْعَارَ وَ الْأَرَاجِیزَ بِأَجْمَعِهَا أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ یَحْیَی فِی كِتَابِ وَقْعَةِ الْجَمَلِ وَ أَبُو مِخْنَفٍ مِنَ الْمُحَدِّثِینَ وَ مِمَّنْ یَرَی صِحَّةَ الْإِمَامَةِ بِالاخْتِیَارِ(1) وَ لَیْسَ مِنَ الشِّیعَةِ وَ لَا مَعْدُوداً مِنْ رِجَالِهَا.
وَ مِمَّا رُوِّینَاهُ مِنْ أَشْعَارِ صِفِّینَ الَّتِی تَتَضَمَّنُ تَسْمِیَتَهُ علیه السلام بِالْوَصِیِّ مَا ذَكَرَهُ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمِ بْنِ یَسَارٍ الْمِنْقَرِیُّ فِی كِتَابِ صِفِّینَ وَ هُوَ مِنْ رِجَالِ الْحَدِیثِ أَیْضاً قَالَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ قَالَ زَحْرُ بْنُ قَیْسٍ الْجُعْفِیُ:
فَصَلَّی الْإِلَهُ عَلَی أَحْمَدَ***رَسُولِ الْمَلِیكِ تَمَامِ النِّعَمِ
رَسُولِ الْمَلِیكِ وَ مِنْ بَعْدِهِ***خَلِیفَتُنَا الْقَائِمُ الْمُدَعَّمُ
عَلِیّاً عَنَیْتُ وَصِیَّ النَّبِیِ***تُجَالَدُ عَنْهُ غُوَاةُ الْأُمَمِ.
قَالَ نَصْرٌ وَ مِنَ الشِّعْرِ الْمَنْسُوبِ إِلَی الْأَشْعَثِ بْنِ الْقَیْسِ:
أَتَانَا الرَّسُولُ رَسُولُ الْأَنَامِ***فَسُرَّ بِمَقْدَمِهِ الْمُسْلِمُونَا
رَسُولُ الْوَصِیِّ وَصِیُّ النَّبِیِ***لَهُ السَّبْقُ وَ الْفَضْلُ فِی الْمُؤْمِنِینَا.
وَ مِنَ الشِّعْرِ الْمَنْسُوبِ إِلَی الْأَشْعَثِ أَیْضاً:
أَتَانَا الرَّسُولُ رَسُولُ الْوَصِیِ***عَلِیُّ الْمُهَذَّبُ مِنْ هَاشِمٍ
وَزِیرُ النَّبِیِّ وَ ذِی صِهْرِهِ***وَ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ وَ الْعَالَمِ.
وَ قَالَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ وَ مِنْ شِعْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی صِفِّینَ:
یَا عَجَباً لَقَدْ سَمِعْتُ مُنْكَراً***كِذْباً عَلَی اللَّهِ یُشِیبُ الشَّعَرَا
مَا كَانَ یَرْضَی أَحْمَدُ لَوْ أُخْبِرَا***أَنْ یَقْرِنُوا وَصِیَّهُ وَ الْأَبْتَرَا
شَانِیَ الرَّسُولِ وَ اللَّعِینَ الْأَخْزَرَا***إِنِّی إِذَا الْمَوْتُ دَنَا وَ حَضَرَا(2)
شَمَّرْتُ ثَوْبِی وَ دَعَوْتُ قَنْبَراً***قَدِّمْ لِوَائِی لَا تُؤَخِّرْ حَذَراً
ص: 24
لَا یَدْفَعُ الْحِذَارُ مَا قَدْ قُدِّرَا***لَوْ أَنَّ عِنْدِی یَا ابْنَ حَرْبٍ جَعْفَراً
أَوْ حَمْزَةَ الْقَرْمَ الْهُمَامَ الْأَزْهَرَا***رَأَتْ قُرَیْشٌ نَجْمَ لَیْلٍ ظَهَرَا(1).
وَ قَالَ جَرِیرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیُّ كَتَبْتُ بِهَذَا الشِّعْرِ إِلَی شَرْجِیلِ (2) بْنِ السِّمْطِ الْكِنْدِیِّ رَئِیسِ الثَّمَانِیَةِ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِیَةَ:
نَصَحْتُكَ یَا ابْنَ السِّمْطِ لَا تَتْبَعِ الْهَوَی***فَمَا لَكَ فِی الدُّنْیَا مِنَ الدِّینِ مِنْ بَدَلٍ
وَ لَا تَكُ كَالْمُجْرِی إِلَی شَرِّ غَایَةٍ***فَقَدْ خُرِقَ السِّرْبَالُ وَ اسْتَنْوَقَ الْجَمَلُ
مَقَالُ ابْنِ هِنْدٍ فِی عَلِیٍّ عَضِیهَةٌ***وَ لِلَّهِ فِی صَدْرِ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ أَجَلٌ (3)
وَ مَا كَانَ إِلَّا لَازِماً قَعْرَ بَیْتِهِ***إِلَی أَنْ أَتَی عُثْمَانَ فِی بَیْتِهِ الْأَجَلُ
وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ***وَ فَارِسُهُ الْحَامِی بِهِ یُضْرَبُ الْمَثَلُ.
وَ قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ عَجْلَانَ الْأَنْصَارِیُ:
كَیْفَ التَّفَرُّقُ وَ الْوَصِیُّ إِمَامُنَا***لَا كَیْفَ إِلَّا حَیْرَةً وَ تَخَاذُلًا
لَا تَسْفَهَنَّ عُقُولُكُمْ لَا خَیْرَ فِیمَ-***نْ لَمْ یَكُنْ عِنْدَ الْبَلَابِلِ عَاقِلًا
وَ ذَرُوا مُعَاوِیَةَ الْغَوِیَّ وَ تَابِعُوا***دِینَ الْوَصِیِّ لِتَحْمَدُوهُ آجِلًا.
وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذُوَیْبٍ الْأَسْلَمِیُ:(4)
أَ لَا أَبْلِغْ مُعَاوِیَةَ بْنَ حَرْبٍ***فَمَا لَكَ لَا تَهَشُّ إِلَی الضِّرَابِ
فَإِنْ تَسْلَمْ وَ تبقی [تَبْقَ] الدَّهْرَ یَوْماً***یَذَرْكَ بِجَحْفَلٍ عَدَدَ التُّرَابِ (6)
یَقُودُهُمُ الْوَصِیُّ إِلَیْكَ حَتَّی***یَرُدَّكَ عَنْ ضَلَالٍ وَ ارْتِیَابٍ.
وَ قَالَ الْمُغِیرَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
یَا عُصْبَةَ الْمَوْتِ صَبْراً لَا یَهُولُكُمْ***جَیْشُ ابْنِ حَرْبٍ فَإِنَّ الْحَقَّ قَدْ ظَهَرَا
ص: 25
وَ أَیْقِنُوا أَنَّ مَنْ أَضْحَی یُخَالِفُكُمْ***أَضْحَی شَقِیّاً وَ أَمْسَی نَفْسَهُ خَسِرَا
فِیكُمْ وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ قَائِدُكُمْ***وَ صِهْرُهُ وَ كِتَابُ اللَّهِ قَدْ نَشَرَا.
وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ***وَ فَارِسُهُ إِنْ قِیلَ هَلْ مِنْ مُنَازِلٍ
فَدُونَكَهُ إِنْ كُنْتَ تَبْغِی مُهَاجِراً***أَشَمُّ كَنَصْلِ السَّیْفِ غیر [عَیْرَ] حَلَاحِلَ (1).
وَ الْأَشْعَارُ الَّتِی تَتَضَمَّنُ هَذِهِ اللَّفْظَةَ كَثِیرَةٌ جِدّاً وَ لَكِنَّا ذَكَرْنَا مِنْهَا هَاهُنَا بَعْضَ مَا قِیلَ فِی هَاتَیْنِ الْحَرْبَیْنِ فَأَمَّا مَا عَدَاهُمَا فَإِنَّهُ یَجِلُّ عَنِ الْحَصْرِ وَ یَعْظُمُ عَنِ الْإِحْصَاءِ وَ الْعَدِّ وَ لَوْ لَا خَوْفُ الْمَلَالَةِ وَ الْإِضْجَارِ لَذَكَرْنَا مِنْ ذَلِكَ مَا یَمْلَأُ أَوْرَاقاً كَثِیرَةً انْتَهَی كَلَامُ ابْنِ أَبِی الْحَدِیدِ(2).
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَنِ الْبَاقِرَیْنِ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ یَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَیْكَ (3) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ فِی قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَ الَّذِی أَنْزَلَ عَلَیْكَ الْكِتَابَ هُوَ الْحَقُّ وَ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یُؤْمِنُ بِهِ وَ مِنَ الْأَحْزابِ مَنْ یُنْكِرُ بَعْضَهُ أَنْكَرُوا مِنْ تَأْوِیلِهِ مَا أُنْزِلَ فِی عَلِیٍّ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ آمَنُوا بِبَعْضِهِ وَ أَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَأَنْكَرُوا كُلَّهُ.
مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنِ السُّدِّیِّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی
ص: 26
قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ (1) قَالَ عَلِیٌ كَمَنْ هُوَ أَعْمی قَالَ الْأَوَّلُ.
أَبُو الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَیْراً لَكُمْ (2) یَعْنِی بِوَلَایَةِ عَلِیٍ وَ إِنْ تَكْفُرُوا بِوَلَایَتِهِ فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ.
الْبَاقِرُ علیه السلام: وَ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ (3) یَعْنِی بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ وَ یَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ(4) یَسْأَلُونَكَ یَا مُحَمَّدُ عَلِیٌّ وَصِیُّكَ قُلْ إِی وَ رَبِّی إِنَّهُ لَوَصِیِّی.
وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ (5) مَنْ عَادَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ تَكْتُمُونَ الْحَقَ الَّذِی أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام.
زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ (6) كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُسْأَلُ وَ لَا یَسْأَلُ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُ (7) یَعْنِی عَلِیّاً إِنْ لَمْ یَكُنْ مَعْصُوماً.
الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ(8)
ص: 27
یَعْنِی أَبَا جَهْلٍ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ذُكِرَ عَلِیٌّ وَ سَلْمَانُ.
وَ یُرْوَی: أَنَّهُ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍ الْعَصْرِ إِلَی آخِرِهَا.
أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ: نَزَلَتْ وَ الْعَصْرِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَعْدَائِهِ بَیَانُهُ إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا لِقَوْلِهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا(1) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لِقَوْلِهِ تَعَالَی یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ(2) وَ قَوْلُهُ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِ لِقَوْلِهِ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ لِقَوْلِهِ وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ (3).
وَ أَخْبَرَنَا الْحَدَّادُ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
تَفْسِیرُ الثُّمَالِیِّ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی طسم تِلْكَ آیاتُ الْكِتابِ (4) إِنَّ مِنَ الْآیَاتِ مُنَادِیاً یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ أَلَا إِنَّ الْحَقَّ مَعَ عَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ.
مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: مَرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَقُّ مَعَ ذَا الْحَقُّ مَعَ ذَا وَ سُئِلَ أَبُو ذَرٍّ عَنِ اخْتِلَافِ النَّاسِ عَنْهُ فَقَالَ عَلَیْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ وَ عَلَی لِسَانِهِ وَ الْحَقُّ یَدُورُ حَیْثُمَا دَارَ عَلِیٌّ وَ سَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی بَكْرٍ یَوْمَ الْجَمَلِ عَلَی عَائِشَةَ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ فَقَالَ أَسْأَلُكِ بِاللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَ لَا سَمِعْتُكِ تَقُولِینَ الْزَمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ قَالَتْ بَلَی قَدْ
ص: 28
سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَتَی عَبْدُ اللَّهِ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا بُدَیْلٍ إِلَی عَائِشَةَ وَ نَاشَدَاهَا بِذَلِكَ فَاعْتَرَفَتْ.
وَ قَدْ ذَكَرَ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ الْخَبَرَ.
اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ رَوَی سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ الْحَقُّ یَدُورُ حَیْثُمَا دَارَ عَلِیٌّ.
وَ رَوَی عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَلِیفُ بَنِی أُمَیَّةَ: أَنَّ مُعَاوِیَةَ قَالَ لِسَعْدٍ أَنْتَ الَّذِی لَا تَعْرِفُ حَقَّنَا مِنْ بَاطِلِ غَیْرِنَا فَتَكُونَ مَعَنَا أَوْ عَلَیْنَا فَجَرَی بَیْنَهُمَا كَلَامٌ فَرَوَی سَعْدٌ هَذَا الْخَبَرَ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ لَتَجِیئُنِی بِمَنْ سَمِعَهُ مَعَكَ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ قَالَ أُمُّ سَلَمَةَ فَدَخَلُوا عَلَیْهَا قَالَتْ صَدَقَ فِی بَیْتِی قَالَهُ.
وَ رَوَی مَالِكُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْعُرَنِیُّ: نَحْوَ هَذَا.
الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ عَنْ ثَابِتٍ مَوْلَی أَبِی ذَرٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ فَرَأَیْتُهَا تَبْكِی وَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
الْأَصْبَغُ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ وَیْلٌ لِمَنْ جَهِلَ مَعْرِفَتِی وَ لَمْ یَعْرِفْ حَقِّی أَلَا إِنَّ حَقِّی هُوَ حَقُّ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حَقَّ اللَّهِ هُوَ حَقِّی.
و استدلت المعتزلة بهذا الخبر فی تفضیل علی علیه السلام و قالت الإمامیة ظاهر الخبر یقتضی عصمته و وجوب الاقتداء به لأنه صلی اللّٰه علیه و آله لا یجوز أن یخبر علی الإطلاق بأن الحق معه و القبیح (1) جائز وقوعه منه لأنه إذا وقع كان الخبر كذبا و ذلك لا یجوز علیه (2).
«2»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مُجَاهِدٌ قَالَ أَبُو ذَرٍّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ أَطَاعَنِی فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِی وَ مَنْ عَصَانِی فَقَدْ عَصَی اللَّهَ.
السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تُضَادُّوا عَلِیّاً فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُفَضِّلُوا عَلَیْهِ فَتَرْتَدُّوا.
ص: 29
أَبُو ذَرٍّ وَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ فَارَقَ عَلِیّاً فَقَدْ فَارَقَنِی وَ مَنْ فَارَقَنِی فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ.
وَ فِی رِوَایَةِ ابْنِ عُمَرَ: یَا عَلِیُّ مَنْ خَالَفَكَ فَقَدْ خَالَفَنِی وَ مَنْ خَالَفَنِی فَقَدْ خَالَفَ اللَّهَ (1).
«3»- فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادِ: أَنَّهُمْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ مُسْتَرْشِدٌ فِی زَمَانِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ هُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَجَلَسَ لَدَیْهِمْ مُسْتَرْشِداً فَقَالُوا عَلَیْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ فَالْزَمْهُ وَ عَلَیْكَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ مَعَ الْكِتَابِ لَا یُفَارِقُهُ فَإِنَّا نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ یَدُورُ كَیْفَمَا دَارَ بِهِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی وَ یُقَاتِلُ عَلَی سُنَّتِی فَقَالَ لَهُمُ الرَّجُلُ مَا بَالُ النَّاسِ یُسَمُّونَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّیقَ وَ عُمَرَ الْفَارُوقَ فَقَالُوا لَهُ النَّاسُ تَجْهَلُ حَقَّ عَلِیٍّ كَمَا جهلا [جَهِلُوا] خِلَافَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جهلا [جَهِلُوا] حَقَّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَا هُمَا لَهُمَا بِاسْمٍ لِأَنَّهُمَا اسْمُ غَیْرِهِمَا وَ اللَّهِ إِنَّ عَلِیّاً هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَزْهَرُ وَ إِنَّهُ خَلِیفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَمَرَنَا وَ أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ فَسَلَّمْنَا إِلَیْهِ جَمِیعاً وَ هُمَا مَعاً بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ (2).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رَجَاءِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ الْعُرَنِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جُنْدَبٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ خَادِماً لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ عَلِیّاً رَأَیْتُ السُّرُورَ فِی وَجْهِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَلَسَ فَذَكَرَ عَلِیّاً علیه السلام فَجَعَلَ یَنَالُ مِنْهُ وَ جَعَلَ وَجْهُ النَّبِیِّ یَتَغَیَّرُ فَمَا لَبِثَ أَنْ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ وَ الْحَقُّ مَعاً هَكَذَا وَ أَشَارَ بِإِصْبَعَیْهِ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ یَا عَلِیُّ حَاسِدُكَ حَاسِدِی وَ حَاسِدِی حَاسِدُ اللَّهِ وَ حَاسِدُ اللَّهِ فِی النَّارِ(3).
ص: 30
«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی الْعَالِیَةِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ نَبِیِّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَنْ فَارَقَنِی فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ وَ مَنْ فَارَقَ عَلِیّاً فَقَدْ فَارَقَنِی (1).
كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ: مِثْلَهُ (2).
«6»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُخْتَارٍ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی حَیَّانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً فَقَدْ تَوَلَّانِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فَقَدْ تَوَلَّی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (3).
«7»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَارِثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام حِینَ خَلَّفَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ یَكُونَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ أَنَّ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ وَ وَلِیَّكَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ (4).
«8»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْوَاعِظِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ الْكَرِیمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مَنْ تَوَلَّاهُ فَقَدْ تَوَلَّانِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فَقَدْ تَوَلَّی اللَّهَ وَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (5).
«9»- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ ابْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلَایَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حُبُّهُ عِبَادَةُ اللَّهِ وَ اتِّبَاعُهُ فَرِیضَةُ
ص: 31
اللّٰه، و اولیاؤه اولیاء اللّٰه و اعداؤه اعداء اللّٰه و حربه حرب اللّٰه و سلمه سلم اللّٰه عز و جل (1).
«10»- كشف، [كشف الغمة] نَقَلْتُ مِنَ الْمَنَاقِبِ لِلْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَبِی لَیْلَی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَیَكُونُ مِنْ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ.
وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ فَارَقَ عَلِیّاً فَارَقَنِی وَ مَنْ فَارَقَنِی فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله(2) یَقُولُ لِعَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ وَ أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ یَا عَمَّارُ إِذَا رَأَیْتَ عَلِیّاً سَلَكَ وَادِیاً وَ سَلَكَ النَّاسُ وَادِیاً غَیْرَهُ فَاسْلُكْ مَعَ عَلِیٍّ وَ دَعِ النَّاسَ إِنَّهُ لَنْ یُدْلِیَكَ فِی رَدًی وَ لَنْ یُخْرِجَكَ مِنَ الْهُدَی یَا عَمَّارُ إِنَّهُ مَنْ تَقَلَّدَ سَیْفاً أَعَانَ بِهِ عَلِیّاً عَلَی عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وِشَاحاً مِنْ دُرٍّ وَ مَنْ تَقَلَّدَ سَیْفاً أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِیٍّ قَلَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وِشَاحاً مِنْ نَارٍ(3).
وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ مَرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ الْحَقُّ مَعَ ذَا.
وَ مِنْهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَقُّ مَعَ ذَا(4) یَزُولُ مَعَهُ حَیْثُمَا زَالَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی ذَرٍّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ لَنْ یَزَولَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِ (5) مَنِ اتَّبَعَهُ اتَّبَعَ الْحَقَّ وَ مَنْ تَرَكَهُ تَرَكَ الْحَقَّ عَهْداً مَعْهُوداً قَبْلَ یَوْمِهِ هَذَا.
ص: 32
وَ مِنْهُ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِیِّ قَالَ: حَجَّ مُعَاوِیَةُ فَأَتَی الْمَدِینَةَ وَ أَصْحَابُ النَّبِیِّ مُتَوَافِرُونَ فَجَلَسَ فِی حَلْقَةٍ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی فَخِذِ ابْنِ عَبَّاسٍ ثُمَّ قَالَ أَ مَا كُنْتُ أَحَقَّ وَ أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ بِمَ قَالَ لِأَنِّی ابْنُ عَمِّ الْخَلِیفَةِ الْمَقْتُولِ ظُلْماً قَالَ هَذَا إِذاً یَعْنِی ابْنَ عُمَرَ أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنْكَ لِأَنَّ أَبَا هَذَا قُتِلَ قَبْلَ ابْنِ عَمِّكَ قَالَ فَانْصَاعَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَقْبَلَ عَلَی سَعْدٍ وَ قَالَ وَ أَنْتَ یَا سَعْدُ الَّذِی لَمْ یَعْرِفْ حَقَّنَا مِنْ بَاطِلِ غَیْرِنَا فَتَكُونَ مَعَنَا أَوْ عَلَیْنَا قَالَ سَعْدٌ إِنِّی لَمَّا رَأَیْتُ الظُّلْمَةَ قَدْ غَشِیَتِ الْأَرْضَ قُلْتُ لِبَعِیرِی هِیخْ فَأَنَخْتُهُ حَتَّی إِذَا أَسْفَرَتْ مَضَیْتُ قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ قَرَأْتُ الْمُصْحَفَ یَوْماً بَیْنَ الدَّفَّتَیْنِ مَا وَجَدْتُ فِیهِ هِیخْ فَقَالَ أَمَّا إِذَا أَبَیْتَ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ قَالَ لَتَجِیئُنِی بِمَنْ سَمِعَهُ مَعَكَ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ قَالَ أُمُّ سَلَمَةَ قَالَ فَقَامَ وَ قَامُوا مَعَهُ حَتَّی دَخَلُوا عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ فَبَدَأَ مُعَاوِیَةُ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ الْكَذَّابَةَ قَدْ كَثُرَتْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَهُ فَلَا یَزَالُ قَائِلٌ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَمْ یَقُلْ وَ إِنَّ سَعْداً رَوَی
حَدِیثاً زَعَمَ أَنَّكَ سَمِعْتِهِ مَعَهُ قَالَتْ فَمَا هُوَ قَالَ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ أَنْتَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ قَالَتْ صَدَقَ فِی بَیْتِی قَالَهُ فَأَقْبَلَ عَلَی سَعْدٍ فَقَالَ الْآنَ أَلْوَمُ مَا كُنْتَ عِنْدِی وَ اللَّهِ لَوْ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مَا زِلْتُ خَادِماً لِعَلِیٍّ حَتَّی أَمُوتَ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ مَنِ اتَّبَعَهُ اتَّبَعَ الْحَقَّ وَ مَنْ تَرَكَهُ تَرَكَ الْحَقَّ عَهْدٌ مَعْهُودٌ قَبْلَ مَوْتِهِ.
وَ مِنْهُ عَنْهَا وَ قَدْ تَقَدَّمَ: مِثْلُهُ قَالَتْ وَ اللَّهِ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَعَلَی الْحَقِّ قَبْلَ الْیَوْمِ عَهْداً مَعْهُوداً وَ قَضَاءً مَقْضِیّاً.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی الْبَشِیرِ(1) عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ مَنْ قَتَلَ الْخَوَارِجَ
ص: 33
فَقُلْتُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (1) فَقَالَتْ كَذَبْتَ فَقُلْتُ مَا كَانَ أَغْنَانِی یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ أَنْ تُكَذِّبِینِی قَالَ فَدَخَلَ مَسْرُوقٌ فَقَالَتْ مَنْ قَتَلَ الْخَوَارِجَ فَقَالَ قَتَلَهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَكَرُوا ذَا الثُّدَیَّةِ فَقَالَتْ مَا یَمْنَعُنِی أَنْ أَقُولَ الَّذِی سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ.
وَ مِنْهُ عَنْ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ الْحَقُّ عَلَی لِسَانِكَ وَ فِی قَلْبِكَ وَ بَیْنَ عَیْنَیْكَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّهُ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهَا بِیَوْمِ الْجَمَلِ فَقَالَتْ إِلَی أَیْنَ طَارَ قَلْبُكَ إِذْ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا قَالَ كُنْتُ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَتْ أَحْسَنْتَ وَ أَصَبْتَ أَمَا إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ أَشْیَاعُهُ وَ الْحَقُّ مَعَهُمْ لَا یُفَارِقُونَهُ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی رَافِعٍ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا أَبَا رَافِعٍ كَیْفَ أَنْتَ وَ قَوْمٌ یُقَاتِلُونَ عَلِیّاً وَ هُوَ عَلَی الْحَقِّ وَ هُمْ عَلَی الْبَاطِلِ یَكُونُ حَقّاً فِی اللَّهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِیَدِهِ فَیُجَاهِدُهُمْ بِلِسَانِهِ فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَیُجَاهِدُهُمْ بِقَلْبِهِ لَیْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قُلْتُ ادْعُ لِی (2) إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ أَنْ یُعِینَنِی وَ یُقَوِّیَنِی عَلَی قِتَالِهِمْ فَلَمَّا بَایَعَ النَّاسُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ خَالَفَهُ مُعَاوِیَةُ وَ سَارَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ إِلَی الْبَصْرَةِ قُلْتُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ الَّذِینَ قَالَ فِیهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَالَ فَبَاعَ أَرْضَهُ بِخَیْبَرَ وَ دَارَهُ بِالْمَدِینَةِ وَ تَقَوَّی بِهَا هُوَ وَ وُلْدُهُ ثُمَّ خَرَجَ
مَعَ عَلِیٍّ بِجَمِیعِ أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ كَانَ مَعَهُ حَتَّی اسْتُشْهِدَ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَجَعَ إِلَی الْمَدِینَةِ مَعَ الْحَسَنِ وَ لَا أَرْضَ لَهُ بِالْمَدِینَةِ وَ لَا دَارَ فَأَقْطَعَهُ الْحَسَنُ علیه السلام أَرْضاً بِیَنْبُعَ (3) مِنْ صَدَقَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَعْطَاهُ دَاراً.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی مُوسَی الْأَشْعَرِیِّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ الْحَقَّ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَكِنْ مَالَتِ الدُّنْیَا بِأَهْلِهَا وَ لَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مَعَ
ص: 34
الْحَقِّ وَ الْحَقُّ بَعْدِی مَعَكَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی حَیَّانَ التَّیْمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ.
وَ مِنْهُ: أَنَّ عَائِشَةَ لَمَّا عُقِرَ جَمَلُهَا وَ دَخَلَتْ دَاراً بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ لَهَا أَخُوهَا 14 مُحَمَّدٌ أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ أَ تَذْكُرِینَ یَوْمَ حَدَّثْتِینِی عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ الْحَقُّ لَنْ یَزَالَ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ لَنْ یَخْتَلِفَا وَ لَنْ یَفْتَرِقَا فَقَالَتْ نَعَمْ.
وَ مِنْهُ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلَتْنِی عَائِشَةُ عَنْ أَصْحَابِ النَّهْرِ عَنْ ذِی الثُّدَیَّةِ فَأَخْبَرْتُهَا فَقَالَتْ یَا مَسْرُوقُ أَ تَسْتَطِیعُ أَنْ تَأْتِیَنِی بِأُنَاسٍ مِمَّنْ شَهِدُوا فَأَتَیْتُهَا مِنْ كُلِّ سَبْعٍ بِرَجُلٍ (1) فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ رَأَوْهُ وَ شَهِدُوهُ فَقَالَتْ رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً إِنَّهُ كَانَ عَلَی الْحَقِّ وَ لَكِنِّی كُنْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَحْمَاءِ.
وَ مِنْهُ: لَمَّا أُصِیبَ زَیْدُ بْنُ صُوحَانَ یَوْمَ الْجَمَلِ أَتَاهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ بِهِ رَمَقٌ فَوَقَفَ عَلَیْهِ وَ هُوَ لِمَا بِهِ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا زَیْدُ فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ إِلَّا خَفِیفَ الْمَئُونَةِ كَثِیرَ الْمَعُونَةِ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ وَ أَنْتَ فَرَحِمَكَ اللَّهُ فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُكَ إِلَّا بِاللَّهِ عَالِماً وَ بِآیَاتِهِ عَارِفاً وَ اللَّهِ مَا قَاتَلْتُ مَعَكَ مِنْ جَهْلٍ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ حُذَیْفَةَ بْنَ الْیَمَانِ یَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْبَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الْفَجَرَةِ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ أَلَا وَ إِنَّ الْحَقَّ مَعَهُ یَتْبَعُهُ أَلَا فَمِیلُوا مَعَهُ.
وَ مِنْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ مِنْهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَ عَلِیٍّ وَ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ بِالْإِسْنَادِ: لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
وَ مِنْهُ قَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقِیلَ مَنْ أَنْتَ قَالَ
ص: 35
أَنَا أَبُو ثَابِتٍ مَوْلَی أَبِی ذَرٍّ قَالَتْ مَرْحَباً بِأَبِی ثَابِتٍ ادْخُلْ فَدَخَلَ فَرَحَّبَتْ بِهِ وَ قَالَتْ أَیْنَ طَارَ قَلْبُكَ حِینَ طَارَتِ الْقُلُوبُ مَطَائِرَهَا قَالَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَتْ وُفِّقْتَ وَ الَّذِی نَفْسُ أُمِّ سَلَمَةَ بِیَدِهِ إِنِّی لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَ عَلِیٍّ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ لَقَدْ بَعَثْتُ ابْنِی عُمَرَ وَ ابْنَ أَخِی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِی أُمَیَّةَ وَ أَمَرْتُهُمَا أَنْ یُقَاتِلَا مَعَ عَلِیٍّ مَنْ قَاتَلَهُ وَ لَوْ لَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَنَا أَنْ نَقِرَّ فِی حِجَالِنَا وَ فِی بُیُوتِنَا لَخَرَجْتُ حَتَّی أَقِفَ فِی صَفِّ عَلِیٍ (1).
وَ مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ بِالْإِسْنَادِ إِلَی حُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ السَّاعِدِیِّ التِّرْمِذِیِّ: رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ(2).
بیان: انصاع انفتل راجعا مسرعا و قال الفیروزآبادی هیخ بالكسر یقال عند إناخة البعیر(3) و قوله ما وجدت فیه هیخ أی لا یظهر فی القرآن التوقف و ترك القتال و یحتمل أن یكون قال ذلك علی سبیل الاستهزاء و الأحماء جمع الحمو و هو قریب الزوج أو الزوجة و الجمع الحمیم أیضا و الأول لا یناسب المقام إلا بتجوز.
أقول: روی السید حدیث زید بن صوحان من مناقب ابن مردویه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة(4).
«11»- فض، [كتاب الروضة] یل،(5) [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ إِلَی حُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ السَّاعِدِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ یُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ الْمَائِلِینَ عَنِ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ فَمَنِ اسْتَبْدَلَ بِعَلِیٍّ غَیْرَهُ هَلَكَ وَ فَاتَتْهُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةُ.
«12»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی الْغِفَارِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ
ص: 36
رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1) سَتَكُونُ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَرَانِی (2) وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ مَعِی فِی السَّمَاءِ الْعَلْیَاءِ وَ هُوَ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ.
قال هذا حدیث حسن عال رواه الحافظ فی أمالیه (3).
«13»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدِ قَالا: أَتَیْنَا أَبَا أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیَّ فَقُلْنَا یَا أَبَا أَیُّوبَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَكْرَمَكَ بِنَبِیِّكَ حَیْثُ كَانَ ضَیْفاً لَكَ صلی اللّٰه علیه و آله فَضِیلَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَكَ بِهَا فَأَخْبِرْنَا عَنْ مَخْرَجِكَ مَعَ عَلِیٍّ تُقَاتِلُ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ أَبُو أَیُّوبَ فَإِنِّی أُقْسِمُ لَكُمْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعِی فِی هَذَا الْبَیْتِ الَّذِی أَنْتُمْ مَعِی فِیهِ وَ مَا فِی الْبَیْتِ غَیْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعِی وَ عَلِیٌّ جَالِسٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ أَنَا جَالِسٌ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذْ حُرِّكَ الْبَابُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَنَسُ انْظُرْ مَنْ بِالْبَابِ فَخَرَجَ أَنَسٌ فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله افْتَحْ لِعَمَّارٍ الطَّیِّبِ فَدَخَلَ عَمَّارٌ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَحَّبَ بِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ یَا عَمَّارُ إِنَّهُ سَیَكُونُ بَعْدِی فِی أُمَّتِی هَنَاةٌ(4) حَتَّی یَخْتَلِفَ السَّیْفُ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ حَتَّی یَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ حَتَّی یَتَبَرَّأَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِكَ فَعَلَیْكَ بِهَذَا الْأَصْلَعِ عَنْ یَمِینِی یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنْ سَلَكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَادِیاً وَ سَلَكَ عَلِیٌّ وَادِیاً فَاسْلُكْ وَادِیَ عَلِیٍّ وَ خَلِّ عَنِ النَّاسِ یَا عَمَّارُ إِنَّ عَلِیّاً لَا یَرُدُّكَ عَنْ هُدًی وَ لَا یَدُلُّكَ عَلَی رَدًی یَا عَمَّارُ طَاعَةُ عَلِیٍّ طَاعَتِی وَ طَاعَتِی طَاعَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (5).
ص: 37
«14»- یف، [الطرائف] رَوَی أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْآجُرِّیُّ تِلْمِیذُ أَبِی بَكْرٍ وَلَدُ أَبِی دَاوُدَ السِّجِسْتَانِیِّ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ كِتَابِ الشَّرِیعَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلْقَمَةَ بْنِ زَیْدٍ(1) وَ الْأَسْوَدِ بْنِ یَزِیدَ: مِثْلَهُ.
ثُمَّ قَالَ وَ رَوَی الْعَبْدَرِیُّ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ فِی الْجُزْءِ الثَّالِثِ فِی بَابِ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی بْنِ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ فَمِنْهَا بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَتْنِی عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ مِنْهَا فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ أَیْضاً لِابْنِ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی ثَابِتٍ مَوْلَی أَبِی ذَرٍّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.
وَ ذَكَرَ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ مَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ عَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدَ كَرَّرَا مُعَاتَبَةَ أَبِی أَیُّوبَ عَلَی نُصْرَتِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام فَزَادَهُمَا أَیْضاً حَالَ عُذْرِهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْخَطِیبُ: إِنَّ الْعَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدَ أَتَیَا أَبَا أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیَّ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّینَ فَقَالا لَهُ یَا أَبَا أَیُّوبَ إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَكَ بِنُزُولِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِكَ وَ بِمَجِی ءِ نَاقَتِهِ تَفَضُّلًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِكْرَاماً لَكَ حَتَّی أَنَاخَتْ بِبَابِكَ دُونَ النَّاسِ جَمِیعاً ثُمَّ جِئْتَ بِسَیْفِكَ عَلَی عَاتِقِكَ تَضْرِبُ أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ یَا هَذَا إِنَّ الرَّائِدَ(2) لَا یَكْذِبُ أَهْلَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَمَرَنَا بِقِتَالِ ثَلَاثَةٍ مَعَ عَلِیٍّ بِقِتَالِ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْنَاهُمْ وَ هُمْ أَهْلُ الْجَمَلِ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَهَذَا مُنْصَرَفُنَا عَنْهُمْ یَعْنِی مُعَاوِیَةَ وَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَ أَمَّا الْمَارِقُونَ فَهُمْ أَهْلُ الطَّرْفَاوَاتِ وَ أَهْلُ السَّقِیفَاتِ وَ أَهْلُ النُّخَیْلَاتِ وَ أَهْلُ النَّهْرَوَانَاتِ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَیْنَ هُمْ وَ لَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ قِتَالِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِیَةُ وَ أَنْتَ إِذْ ذَاكَ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَكَ
ص: 38
یَا عَمَّارُ إِنْ رَأَیْتَ عَلِیّاً قَدْ سَلَكَ وَادِیاً وَ سَلَكَ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَادِیاً فَاسْلُكْ مَعَ عَلِیٍّ فَإِنَّهُ لَنْ یُدْلِیَكَ فِی رَدًی وَ لَنْ یُخْرِجَكَ مِنْ هُدًی یَا عَمَّارُ مَنْ تَقَلَّدَ سَیْفاً وَ أَعَانَ بِهِ عَلِیّاً عَلَی عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وِشَاحَیْنِ مِنْ دُرٍّ وَ مَنْ تَقَلَّدَ سَیْفاً أَعَانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِیٍّ قَلَّدَهُ اللَّهُ تَعَالَی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وِشَاحَیْنِ مِنْ نَارٍ قُلْنَا یَا هَذَا حَسْبُكَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ حَسْبُكَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ (1).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً اللَّهُمَّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ(2).
وَ مِنْ كِتَابِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ (3).
وَ رَوَی الْعَلَّامَةُ فِی كَشْفِ الْحَقِ (4) عَنِ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ وَ مَنَاقِبِ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ وَ غَیْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الْمُخَالِفِینَ: مِثْلَ مَا مَرَّ.
«15»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِحْنَةٌ لِلْعَالِمِ بِهِ یُمَیِّزُ اللَّهُ الْمُنَافِقِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (5).
«16»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَمَا إِنَّكَ (6) الْمُبْتَلَی وَ الْمُبْتَلَی بِكَ أَمَا إِنَّكَ الْهَادِی لِمَنِ اتَّبَعَكَ وَ مَنْ خَالَفَ طَرِیقَكَ ضَلَّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ(7).
«17»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَزْرَةَ الْقَطَّانِ عَنْ مَسْعُودٍ الْخَلَّادِیِّ عَنْ تَلِیدٍ عَنْ أَبِی الْحَجَّافِ عَنْ أَبِی إِدْرِیسَ عَنْ
ص: 39
مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِی یَا عَلِیُّ مَنْ فَارَقَكَ فَقَدْ فَارَقَنِی وَ مَنْ فَارَقَنِی فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (1).
«18»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ جَدِّهِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ عَنْ مُوسَی بْنِ قَیْسٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عِیَاضٍ (2) وَ كَانَ مِنْ خِیَارِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ عَنْ مَالِكِ بْنِ جَعْوَنَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ وَ هُوَ آخِذٌ بِكَفِّ عَلِیٍّ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ یَدُورُ مَعَهُ حَیْثُ دَارَ(3).
بیان: كونه صلی اللّٰه علیه و آله مع الحق و أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله بالكون معه یدل علی عصمته كما مر و قد تواترت الأخبار من طرق الخاصة و العامة بأن أمیر المؤمنین علیه السلام كان شاكیا عمن تقدمه و لم یكن راضیا بفعالهم و قد أثبتنا ذلك فی كتاب الفتن فثبت عدم كونهم علی الحق و أما تواتر الخبر و صحته فقد اعترف به أكثر المخالفین أیضا
قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَیْشٍ غُرِسُوا فِی هَذَا الْبَطْنِ مِنْ هَاشِمٍ لَا تَصْلُحُ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ (4) وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ مِنْ غَیْرِهِمْ.
قَالَ فَإِنْ قُلْتَ إِنَّكَ شَرَحْتَ هَذَا الْكِتَابَ عَلَی مَذَاهِبِ الْمُعْتَزِلَةِ(5) فَمَا قَوْلُكَ فِی هَذَا الْكَلَامِ وَ هُوَ تَصْرِیحٌ بِأَنَّ الْإِمَامَةَ لَا تَصْلُحُ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا فِی بَنِی هَاشِمٍ خَاصَّةً وَ لَیْسَ ذَلِكَ بِمَذْهَبِ الْمُعْتَزِلَةِ(6) قُلْتُ هَذَا الْمَوْضِعُ مُشْكِلٌ وَ فِیهِ نَظَرٌ(7) وَ إِنْ صَحَّ أَنَّ عَلِیَّاً قَالَهُ قُلْتُ كَمَا قَالَ لِأَنَّهُ ثَبَتَ عِنْدِی أَنَ
النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّهُ مَعَ الْحَقِّ وَ أَنَّ الْحَقَّ یَدُورُ مَعَهُ حَیْثُمَا دَارَ(8).
ص: 40
«1»- ك، [إكمال الدین] الْقَطَّانُ وَ ابْنُ مُوسَی وَ الشَّیْبَانِیُّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هَرْثَمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا فَارَقَهُ بَحِیرَاءُ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً وَ أَخَذَ یَقُولُ یَا ابْنَ آمِنَةَ كَأَنِّی بِكَ وَ قَدْ رَمَتْكَ الْعَرَبُ بِوَتَرِهَا وَ قَدْ قَطَعَكَ الْأَقَارِبُ وَ لَوْ عَلِمُوا لَكُنْتَ لَهُمْ (1) بِمَنْزِلَةِ الْأَوْلَادِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا عَمِّ فَارْعَ فِیهِ قَرَابَتَكَ الْمَوْصُولَةَ وَ احْفَظْ فِیهِ وَصِیَّةَ أَبِیكَ فَإِنَّ قُرَیْشاً سَتَهْجُرُكَ فِیهِ فَلَا تُبَالِ فَإِنِّی أَعْلَمُ أَنَّكَ لَا تُؤْمِنُ بِهِ وَ لَكِنْ سَیُؤْمِنُ (2) بِهِ وَلَدٌ تَلِدُهُ وَ سَیَنْصُرُهُ نَصْراً عَزِیزاً اسْمُهُ فِی السَّمَاوَاتِ الْبَطَلُ الْهَاصِرُ(3) وَ الشُّجَاعُ الْأَقْرَعُ (4) مِنْهُ الْفَرْخَانِ الْمُسْتَشْهَدَانِ وَ هُوَ سَیِّدُ الْعَرَبِ وَ رَئِیسُهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا(5) وَ هُوَ فِی الْكُتُبِ أَعْرَفُ مِنْ أَصْحَابِ عِیسَی علیه السلام فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ قَدْ رَأَیْتُ وَ اللَّهِ كُلَّ الَّذِی وَصَفَ بَحِیرَاءُ وَ أَكْثَرَ(6).
ص: 41
«2»- ك، [إكمال الدین] الْقَطَّانُ وَ ابْنُ مُوسَی وَ السِّنَانِیُّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ قَیْسِ بْنِ سَعْدٍ الدُّؤَلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِیرٍ الْفَقْعَسِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْجَعِیِّ عَنْ آبَائِهِ قَالُوا: خَرَجَ سَنَةَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الشَّامِ عَبْدُ مَنَاةِ بْنِ كِنَانَةَ وَ نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِیَةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ صَخْرِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ عَدِیٍّ تُجَّاراً إِلَی الشَّامِ فَلَقِیَهُمَا أَبُو الْمُوَیْهِبِ الرَّاهِبُ فَقَالَ لَهُمَا مَنْ أَنْتُمَا قَالا نَحْنُ تُجَّارٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالَ لَهُمَا مِنْ أَیِّ قُرَیْشٍ فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ
لَهُمَا هَلْ قَدِمَ مَعَكُمَا مِنْ قُرَیْشٍ غَیْرُكُمَا قَالا نَعَمْ شَابٌّ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ أَبُو الْمُوَیْهِبِ الرَّاهِبُ إِیَّاهُ وَ اللَّهِ أَرَدْتُ فَقَالا وَ اللَّهِ مَا فِی قُرَیْشٍ أَخْمَلُ مِنْهُ ذِكْراً(1) إِنَّمَا یُسَمُّونَهُ بِیَتِیمِ قُرَیْشٍ وَ هُوَ أَجِیرٌ لِامْرَأَةٍ مِنَّا یُقَالُ لَهَا خَدِیجَةُ فَمَا حَاجَتُكَ إِلَیْهِ فَأَخَذَ یُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَ یَقُولُ هُوَ هُوَ فَقَالَ لَهُمَا تَدُلَّانِّی عَلَیْهِ فَقَالا تَرَكْنَاهُ فِی سُوقِ بُصْرَی (2) فَبَیْنَا فِی الْكَلَامِ إِذْ طَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(3) فَقَالَ هُوَ هَذَا فَخَلَا بِهِ سَاعَةً یُنَاجِیهِ وَ یُكَلِّمُهُ ثُمَّ أَخَذَ یُقَبِّلُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ أَخْرَجَ شَیْئاً مِنْ كُمِّهِ لَا نَدْرِی مَا هُوَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْبَی أَنْ یَقْبَلَهُ فَلَمَّا فَارَقَهُ قَالَ لَنَا تَسْمَعَانِ مِنِّی هَذَا وَ اللَّهِ نَبِیُّ آخِرِ الزَّمَانِ وَ اللَّهِ سَیَخْرُجُ إِلَی قَرِیبٍ یَدْعُو النَّاسَ إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا رَأَیْتُمْ ذَلِكَ فَاتَّبِعُوهُ ثُمَّ قَالَ هَلْ وُلِدَ لِعَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ وَلَدٌ یُقَالُ لَهُ عَلِیٌّ فَقُلْنَا لَا فَقَالَ إِمَّا أَنْ یَكُونَ قَدْ وُلِدَ أَوْ یُولَدُ فِی سَنَتِهِ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یُؤْمِنُ بِهِ نَعْرِفُهُ (4) وَ إِنَّا لَنَجِدُ صِفَتَهُ عِنْدَنَا بِالْوَصِیَّةِ كَمَا نَجِدُ صِفَةَ مُحَمَّدٍ بِالنُّبُوَّةِ وَ إِنَّهُ سَیِّدُ الْعَرَبِ وَ رَبَّانِیُّهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا یُعْطِی السَّیْفَ حَقَّهُ اسْمُهُ فِی الْمَلَإِ عَلِیٌ (5) وَ هُوَ أَعْلَی الْخَلْقِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ ذِكْراً
ص: 42
وَ تُسَمِّیهِ الْمَلَائِكَةُ الْبَطَلَ الْأَزْهَرَ الْمُفْلِحَ لَا یَتَوَجَّهُ إِلَی وَجْهٍ إِلَّا أَفْلَحَ وَ ظَفِرَ وَ اللَّهِ هُوَ أَعْرَفُ بَیْنَ أَصْحَابِهِ (1) فِی السَّمَاءِ مِنَ الشَّمْسِ الطَّالِعَةِ(2).
«3»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رَوَی الْكَلْبِیُّ عَنِ الشَّرْقِیِّ بْنِ الْقُطَامِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ وَعْلَةَ الْمُرِّیِّ عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْعَبْدِیِّ وَ كَانَ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمَ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ أَنْشَدَ شِعْراً یَقُولُ:
یَا نَبِیَّ الْهُدَی أَتَتْكَ رجالا [رِجَالٌ]***قَطَعَتْ فَدْفَداً وَ آلًا فَآلًا(3)
جَابَتِ الْبِیدَ وَ الْمَهَامِهَ حَتَّی***غَالَهَا مِنْ طَوَی السُّرَی مَا غَالا
أَنْبَأَ الْأَوَّلُونَ بِاسْمِكَ فِینَا***وَ بِأَسْمَاءٍ بَعْدَهُ تَتَتَالَی (4)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ فِیكُمْ مَنْ یَعْرِفُ قُسَّ بْنَ سَاعِدَةَ الْإِیَادِیَّ فَقَالَ الْجَارُودُ كُلُّنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ نَعْرِفُهُ غَیْرَ أَنِّی مِنْ بَیْنِهِمْ عَارِفٌ بِخَبَرِهِ وَاقِفٌ عَلَی أَثَرِهِ فَقَالَ أَخْبِرْنَا فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ قُسّاً وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ نَادٍ مِنْ أَنْدِیَةِ إِیَادٍ إِلَی ضَحْضَحِ ذِی قَتَادٍ وَ سَمُرٍ وَ غِیَادٍ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ بِنِجَادٍ فَوَقَفَ فِی إِضْحِیَانِ لَیْلٍ كَالشَّمْسِ رَافِعاً إِلَی السَّمَاءِ وَجْهَهُ وَ إِصْبَعَهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ الْأَرْفِعَةِ وَ الْأَرَضِینَ الْمُمْرِعَةِ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ الثَّلَاثَةِ الْمَحَامِیدِ مَعَهُ وَ الْعَلِیِّینَ الْأَرْبَعَةِ وَ فَاطِمَ وَ الحسنان [الْحَسَنَیْنِ] الْأَبْرِعَةِ(5) وَ جَعْفَرٍ وَ مُوسَی التَّبِعَةِ سَمِیِّ الْكَلِیمِ الضَّرَعَةِ(6) أُولَئِكَ النُّقَبَاءُ الشَّفَعَةُ وَ الطَّرِیقُ الْمَهْیَعَةُ دَاسَةُ الْأَنَاجِیلِ وَ مُحَاةُ الْأَضَالِیلِ وَ نُفَاةُ الْأَبَاطِیلِ الصَّادِقُو الْقِیلِ عَدَدُ نُقَبَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَهُمْ أَوَّلُ الْبِدَایَةِ وَ عَلَیْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ بِهِمْ تُنَالُ الشَّفَاعَةُ وَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَرْضُ الطَّاعَةِ اسْقِنَا غَیْثاً مُغِیثاً ثُمَّ قَالَ لَیْتَنِی مُدْرِكُهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ لَأْیٍ مِنْ عُمُرِی وَ مَحْیَایَ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ
أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً لَیْسَ بِهِ مُكْتَتِماً***لَوْ عَاشَ أَلْفَیْ سَنَةٍ لَمْ یَلْقَ مِنْهَا سَأَماً
ص: 43
حَتَّی یُلَاقِیَ أَحْمَداً وَ النُّجَبَاءَ الْحُكَمَا***هُمْ أَوْصِیَاءُ أَحْمَدَ أَفْضَلُ مَنْ تَحْتَ السَّمَا
یَعْمَی الْأَنَامُ عَنْهُمْ وَ هُمْ ضِیَاءٌ لِلْعَمَی***لَسْتُ بِنَاسٍ ذِكْرَهُمْ حَتَّی أَحَلَّ الرَّجَمَا
قَالَ الْجَارُودُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِی أَنْبَأَكَ اللَّهُ بِخَبَرِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَمْ نَشْهَدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قُسٌّ ذِكْرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ یَا جَارُودُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنْ سَلْ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَی مَا بُعِثُوا قُلْتُ عَلَی مَا بُعِثُوا قَالَ بَعَثْتُهُمْ عَلَی نُبُوَّتِكَ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْكُمَا ثُمَّ عَرَّفَنِی اللَّهُ تَعَالَی بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْجَارُودِ أَسْمَاءَهُمْ وَاحِداً وَاحِداً إِلَی الْمَهْدِیِّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ قَالَ لِیَ الرَّبُّ تَعَالَی هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ هَذَا الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی یَعْنِی الْمَهْدِیَّ فَقَالَ الْجَارُودُ:
أَتَیْتُكَ یَا ابْنَ آمِنَةَ الرَّسُولَا***لِكَیْ بِكَ أَهْتَدِیَ النَّهْجَ السَّبِیلَا
فَقُلْتَ وَ كَانَ قَوْلُكَ قَوْلَ حَقٍّ***وَ صِدْقٍ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُولَا
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَی مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ***وَ كَلًّا كَانَ مِنْ عَمَهٍ ظَلِیلًا(1)
وَ أَنْبَأْنَاكَ عَنْ قُسِّ الْإِیَادِیِّ***مَقَالًا أَنْتَ ظِلْتَ بِهِ جَدِیلًا
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ***إِلَی عِلْمٍ وَ كُنْتُ بِهَا جَهُولًا
و قد ذكر صاحب الروضة أن هذا الاستسقاء كان قبل النبوة بعشر سنین و شهادة سلمان الفارسی بمثل ذلك مشهور.
و قال الشعبی قال لی عبد الملك بن مروان وجد وكیلی فی مدینة الصفر التی بناها سلیمان بن داود علی سورها أبیاتا منها:
إن مقالید أهل الأرض قاطبة***و الأوصیاء له أهل المقالید
هم الخلائف اثنتا عشرة حججا***من بعده الأوصیاء السادة الصید
حتی یقوم بأمر اللّٰه قائمهم***من السماء إذا ما باسمه نودی
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلزُّهْرِیِّ هَلْ عَلِمْتَ مِنْ أَمْرِ الْمُنَادَی بِاسْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ شَیْئاً قَالَ الزُّهْرِیُّ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنَّ هَذَا الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ كَذَبْتُمَا ذَاكَ
ص: 44
رَجُلٌ مِنَّا یَا زُهْرِیُّ هَذَا الْقَوْلُ لَا یَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنْكَ (1).
مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ: قَالَ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ یَعْرِفُ الْأَئِمَّةَ فَقَالَ نَعَمْ وَ نُوحٌ ثُمَّ تَلَا شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً الْآیَةَ(2).
بیان: الفدفد الأرض المستویة و الآل جمع الآلة و هی الحالة أی توالت علیها أحوال مختلفة و الآل أیضا خشبات تبنی علیها الخیمة و الآل أیضا السراب كما ذكره فی النهایة(3) و الجوب القطع و البید بالكسر جمع البیداء و هی المفازة و المهامه جمع المهمه و هو المفازة البعیدة و غاله الشی ء أخذه من حیث لم یدر و یقال غالته غول إذا وقع فی مهلكة و الطوی الجوع و السری بالضم السیر باللیل و الضحضح الماء الیسیر و القتاد كسحاب شجر صلب له شوك كالإبر و السمر بضم المیم شجر معروف و قال الفیروزآبادی الأغید(4) من النبات الناعم المتثنی و المكان الكثیر النبات (5) و النجاد ككتاب حمائل السیف و جمع النجد و هو ما ینجد به البیت من بسط و فرش و وسائد و لیلة إضحیانة بالكسر مضیئة.
قوله و الحسنان الأبرعة كذا فی النسخ و الأظهر الحسنین علی المجرور(6) لیشمل العسكری و یؤیده تأنیث الأبرعة باعتبار الجماعة أی كل منهم أبرع الخلق و أعلاهم فی الكمال و علی ما فی النسخ لعل التثنیة باعتبار اللفظ و التوصیف لرعایة المعنی (7) و التبعة لعله مبالغة فی التابع و كذلك الضرعة و طریق مهیع كمقعد
ص: 45
بین. قوله داسة الأناجیل أی یدوسونها كنایة عن محوها و نسخها و اللأی كالسعی الإبطاء و الاحتباس و الشدة و الرجم بالتحریك القبر قوله جدیلا أی مخاصما مجادلا و قال الجوهری الصید بالتحریك مصدر الأصید و هو الذی یرفع رأسه و منه قیل للملك أصید(1).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب دَاوُدُ الرَّقِّیُّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: یَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ ائْتِنِی تِلْكَ الصَّحِیفَةَ فَأَتَاهُ بِصَحِیفَةٍ بَیْضَاءَ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ قَالَ اقْرَأْ هَذِهِ قَالَ فَقَرَأْتُهَا فَإِذَا فِیهَا سَطْرَانِ السَّطْرُ الْأَوَّلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ السَّطْرُ الثَّانِی إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِی كِتابِ اللَّهِ یَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی قَوْلِهِ وَ الْخَلَفُ الصَّالِحُ مِنْهُمُ الْحُجَّةُ لِلَّهِ ثُمَّ قَالَ لِی یَا دَاوُدُ أَ تَدْرِی أَیْنَ كَانَ وَ مَتَی كَانَ مَكْتُوباً قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنْتُمْ قَالَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (2).
أَبُو الْقَاسِمِ الْكُوفِیُّ فِی الرَّدِّ عَلَی أَهْلِ التَّبْدِیلِ: أَنَّ حُسَّادَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (3) شَكَوْا فِی مَقَالَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی فَضَائِلِ عَلِیٍّ علیه السلام فَنَزَلَ فَإِنْ كُنْتَ فِی شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ (4) یَعْنِی فِی عَلِیٍ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ یَعْنِی أَهْلَ الْكِتَابِ عَمَّا فِی كُتُبِهِمْ مِنْ ذِكْرِ وَصِیِّ مُحَمَّدٍ فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ ذَلِكَ فِی كُتُبِهِمْ مَذْكُوراً ثُمَّ قَالَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِینَ وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِینَ كَذَّبُوا بِآیاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِینَ یَعْنِی بِالْآیَاتِ هَاهُنَا الْأَوْصِیَاءَ الْمُتَقَدِّمِینَ وَ الْمُتَأَخِّرِینَ.
الْكَافِی مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: وَلَایَةُ عَلِیٍّ مَكْتُوبَةٌ فِی صُحُفِ جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِلَّا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَصِیَّةِ عَلِیٍّ.
صَاحِبُ شَرْحِ الْأَخْبَارِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ وَصَّی بِها إِبْراهِیمُ
ص: 46
بَنِیهِ وَ یَعْقُوبُ یا بَنِیَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی لَكُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (1) بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ.
وَ فِی بَعْضِ الْأُصُولِ قَالَ سَلْمَانُ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ بِفَضْلِ عَلِیٍّ علیه السلام فِی التَّوْرَاةِ لَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَ لَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُخْرَی اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَاتِلِ سَلْمَانَ.
رَوْضَةُ الْوَاعِظِینَ عَنِ النَّیْسَابُورِیِّ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ حَضَرَتْ وِلَادَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الصُّبْحِ قَالَتْ لِأَبِی طَالِبٍ رَأَیْتُ اللَّیْلَةَ عَجَباً یَعْنِی حُضُورَ الْمَلَائِكَةِ وَ غَیْرَهَا فَقَالَ انْتَظِرِی سَبْتاً تَأْتِینَ بِمِثْلِهِ فَوَلَدَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ ثَلَاثِینَ سَنَةً.
كِتَابُ مَوْلِدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ: أَنَّهُ رَقَدَ أَبُو طَالِبٍ فِی الْحِجْرِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّ بَاباً انْفَتَحَ عَلَیْهِ مِنَ السَّمَاءِ فَنَزَلَ مِنْهُ نُورٌ فَشَمِلَهُ فَانْتَبَهَ لِذَلِكَ وَ أَتَی رَاهِبَ الْجُحْفَةِ فَقَصَّ عَلَیْهِ فَأَنْشَأَ الرَّاهِبُ یَقُولُ:
أَبْشِرْ أَبَا طَالِبٍ عَنْ قَلِیلٍ***بِالْوَلَدِ الْحُلَاحِلِ النَّبِیلِ
یَا لَقُرَیْشٍ فَاسْمَعُوا تَأْوِیلِی***هَذَانِ نُورَانِ عَلَی سَبِیلٍ
كَمِثْلِ مُوسَی وَ أَخِیهِ السُّؤْلِ
فَرَجَعَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ طَافَ حَوْلَهَا وَ أَنْشَدَ:
أَطُوفُ لِلْإِلَهِ حَوْلَ الْبَیْتِ***أَدْعُوكَ بِالرَّغْبَةِ مُحْیِی الْمَیْتِ
بِأَنْ تُرِیَنِی السِّبْطَ قَبْلَ الْمَوْتِ***أَغَرَّ نُوراً یَا عَظِیمَ الصَّوْتِ
مُنْصَلِتاً یَقْتُلُ أَهْلَ الْجِبْتِ***وَ كُلَّ مَنْ دَانَ بِیَوْمِ السَّبْتِ
ثُمَّ عَادَ إِلَی الْحِجْرِ فَرَقَدَ فِیهِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ كَأَنَّهُ أُلْبِسَ إِكْلِیلًا مِنْ یَاقُوتٍ وَ سِرْبَالًا مِنْ عَبْقَرِیٍّ وَ كَأَنَّ قَائِلًا یَقُولُ أَبَا طَالِبٍ (2) قَرَّتْ عَیْنَاكَ وَ ظَفِرَتْ یَدَاكَ وَ حَسُنَتْ رُؤْیَاكَ فَأُتِیَ لَكَ بِالْوَلَدِ وَ مَالِكِ الْبَلَدِ وَ عَظِیمِ التَّلْدِ عَلَی رَغْمِ الْحُسَّدِ فَانْتَبَهَ فَرَحاً فَطَافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ قَائِلًا
ص: 47
أَدْعُوكَ رَبَّ الْبَیْتِ وَ الطَّوَافِ***وَ الْوَلَدِ الْمَحْبُوِّ بِالْعَفَافِ
تُعِینُنِی بِالْمِنَنِ اللِّطَافِ***دُعَاءَ عَبْدٍ بِالذُّنُوبِ وَافِی
یَا سَیِّدَ السَّادَاتِ وَ الْأَشْرَافِ
ثُمَّ عَادَ إِلَی الْحِجْرِ فَرَقَدَ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ عَبْدَ مَنَافٍ یَقُولُ مَا یُثْبِتُكَ عَنِ ابْنَةِ أَسَدٍ فِی كَلَامٍ لَهُ فَلَمَّا انْتَبَهَ تَزَوَّجَ بِهَا وَ طَافَ بِالْكَعْبَةِ قَائِلًا:
قَدْ صُدِّقَتْ رُؤْیَاكَ بِالتَّعْبِیرِ***وَ لَسْتَ بِالْمُرْتَابِ فِی الْأُمُورِ
أَدْعُوكَ رَبَّ الْبَیْتِ وَ النُّذُورِ***دُعَاءَ عَبْدٍ مُخْلِصٍ فَقِیرٍ
فَأَعْطِنِی یَا خَالِقَ السُّرُورِ***بِالْوَلَدِ الْحُلَاحِلِ الْمَذْكُورِ
یَكُونُ لِلْمَبْعُوثِ كَالْوَزِیرِ***یَا لَهُمَا یَا لَهُمَا مِنْ نُورٍ
قَدْ طَلَعَا مِنْ هَاشِمِ الْبُدُورِ***فِی فَلَكٍ عَالٍ عَلَی الْبُحُورِ
فَیَطْحَنُ الْأَرْضَ عَلَی الْكُرُورِ***طَحْنَ الرَّحَی لِلْحَبِّ بِالتَّدْوِیرِ
إِنَّ قُرَیْشاً بَاتَ بِالتَّكْبِیرِ***مَنْهُوكَةً بِالْغَیِّ وَ الثُّبُورِ
وَ مَا لَهَا مِنْ مَوْئِلٍ مُجِیرٍ***مِنْ سَیْفِهِ الْمُنْتَقِمِ الْمُبِیرِ
وَ صَفْوَةُ النَّامُوسِ فِی السَّفِیرِ***حُسَامُهُ الْخَاطِفُ لِلْكَفُورِ
إِبْرَاهِیمُ النَّخَعِیُّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ أُتِیَ بِرَاهِبِ قِرقِیسِیَاءَ(1) إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا رَآهُ قَالَ مَرْحَباً بِبَحِیرَاءَ الْأَصْغَرِ أَیْنَ كِتَابُ شَمْعُونَ الصَّفَا قَالَ وَ مَا یُدْرِیكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ وَ عِلْمَ جَمِیعِ تَفْسِیرِ الْمَعَانِی فَأَخْرَجَ الْكِتَابَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَاقِفٌ فَقَالَ علیه السلام أَمْسِكِ الْكِتَابَ مَعَكَ ثُمَّ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ قَضَی فِیمَا قَضَی وَ
سَطَرَ فِیمَا كَتَبَ (2) أَنَّهُ بَاعِثٌ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِنْهُمْ یُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ یَدُلُّهُمْ عَلَی سَبِیلِ اللَّهِ لَا فَظٌّ وَ لَا غَلِیظٌ وَ ذَكَرَ مِنْ صِفَاتِهِ وَ اخْتِلَافِ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ یَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ
ص: 48
یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ ذَكَرَ مِنْ سِیرَتِهِ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الْعَبْدَ الصَّالِحَ فَلْیَنْصُرْهُ فَإِنَّ نُصْرَتَهُ عِبَادَةٌ وَ الْقَتْلَ مَعَهُ شَهَادَةٌ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یَجْعَلْنِی عِنْدَهُ مَنْسِیّاً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی ذَكَرَ عَبْدَهُ فِی كُتُبِ الْأَبْرَارِ فَقُتِلَ الرَّجُلُ فِی صِفِّینَ (1).
بیان: الحلاحل بالضم السید الركین و السؤل بالهمز و بغیر الهمز ما یسأله الإنسان و لعله إشارة إلی قوله تعالی بعد أن طلب موسی وزیرا من أهله قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَكَ یا مُوسی (2) و السبط ولد الولد و إنما عبر عنه بالسبط لأنه سبط إبراهیم أو عبد المطلب و یحتمل أن یكون السبط بالفتح یقال رجل سبط الجسم أی حسن القد و الاستواء و یقال رجل منصلت إذا كان ماضیا فی الأمور و العبقری الكامل من كل شی ء و ضرب من البسط و التلد بالفتح و الضم و التحریك ما ولد عندك من مالك أو نتج و خلق متلد كمعظم قدیم و التلد محركة من ولد بالعجم فحمل صغیرا فنبت بدار الإسلام و تلد كنصر و فرح أقام و تطبیقه علی أحد المعانی یحتاج إلی تكلف إما لفظا أو معنی و نهكه كمنعه غلبه.
«5»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَمَالِی أَبِی الْفَضْلِ الشَّیْبَانِیِّ وَ أَعْلَامُ النُّبُوَّةِ عَنِ الْمَاوَرْدِیِّ وَ الْفُتُوحُ عَنِ الْأَعْصَمِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمَّا نَزَلَ بَلِیخَ مِنْ جَانِبِ الْفُرَاتِ نَزَلَ إِلَیْهِ شَمْعُونُ بْنُ یُوحَنَّا وَ قَرَأَ عَلَیْهِ كِتَاباً مِنْ إِمْلَاءِ الْمَسِیحِ علیه السلام وَ ذَكَرَ بِعْثَةَ النَّبِیِّ وَ صِفَتَهُ ثُمَّ قَالَ فَإِذَا تَوَفَّاهُ اللَّهُ اخْتَلَفَتْ أُمَّتُهُ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ لِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اخْتَلَفَتْ عَلَی عَهْدِ ثَالِثِهِمْ فَقُتِلَ قَتْلًا ثُمَّ یَصِیرُ أَمْرُهُمْ إِلَی وَصِیِّ نَبِیِّهِمْ فَیَبْغُونَ عَلَیْهِ وَ تُسَلُّ السُّیُوفُ مِنْ أَغْمَادِهَا وَ ذَكَرَ مِنْ سِیرَتِهِ وَ زُهْدِهِ ثُمَّ قَالَ فَإِنَّ طَاعَتَهُ لِلَّهِ طَاعَةٌ ثُمَّ قَالَ وَ لَقَدْ عَرَفْتُكَ وَ نَزَلْتُ إِلَیْكَ فَسَجَدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سُمِعَ مِنْهُ یَقُولُ شُكْراً لِلْمُنْعِمِ شُكْراً عَشْراً ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُخْمِلْنِی ذِكْراً وَ لَمْ یَجْعَلْنِی عِنْدَهُ مَنْسِیّاً فَأُصِیبَ الرَّاهِبُ لَیْلَةَ الْهَرِیرِ.
ص: 49
و المبشرون به باب یطول ذكره نحو سلمی و قس بن ساعدة و تبع الملك و عبد المطلب و أبو طالب و أبو الحارث بن أسعد الحمیری و هو القائل قبل البعثة بسبعمائة سنة:
شهدت علی أحمد أنه***رسول من اللّٰه باری النسم
فلو مد عمری إلی عمره***لكنت وزیرا له و ابن عم
و كنت عذابا علی المشركین***أسقیهم كأس حتف و غم.
و له:
حاله حالة هارون لموسی فافهماها***ذكره فی كتب اللّٰه دراها من دراها
أمتا موسی و عیسی قد تلتها فاسألاها.
و ذكر الخبر فی الكتب السالفة لا یكون إلا للأولیاء الأصفیاء و لا یعنی به الأمور الدنیاویة فإذا قد صح لعلی الأمور الدینیة كلها و ذلك لا تصح إلا لنبی أو إمام و إذا لم یكن نبیا لا بد أن یكون إماما(1).
«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ وَ عَمْرُو بْنُ حُرَیْثٍ وَ أَبُو أَیُّوبَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: أَنَّهُ لَمَّا رَجَعَ مِنْ وَقْعَةِ الْخَوَارِجِ نَزَلَ یُمْنَی السَّوَادِ فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ لَا یَنْزِلُ هَاهُنَا إِلَّا وَصِیُّ نَبِیٍّ یُقَاتِلُ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَنَا سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَصِیُّ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ فَإِذَا أَنْتَ أَصْلَعُ قُرَیْشٍ وَصِیُّ مُحَمَّدٍ خُذْ عَلَی الْإِسْلَامِ إِنِّی وَجَدْتُ فِی الْإِنْجِیلِ نَعْتَكَ وَ أَنْتَ تَنْزِلُ مَسْجِدَ بَرَاثَا بَیْتَ مَرْیَمَ وَ أَرْضَ عِیسَی علیه السلام قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاجْلِسْ یَا حُبَابُ قَالَ وَ هَذِهِ دَلَالَةٌ أُخْرَی ثُمَّ قَالَ فَانْزِلْ یَا حُبَابُ مِنْ هَذِهِ الصَّوْمَعَةِ وَ ابْنِ هَذَا الدَّیْرَ مَسْجِداً فَبَنَی حُبَابٌ الدَّیْرَ مَسْجِداً وَ لَحِقَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْكُوفَةِ فَلَمْ یَزَلْ بِهَا مُقِیماً حَتَّی قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَعَادَ حُبَابٌ إِلَی مَسْجِدِهِ بِبَرَاثَا.
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّ الرَّاهِبَ قَالَ: قَرَأْتُ أَنَّهُ یُصَلِّی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ إِیلِیَا وَصِیُّ الْبَارِقْلِیطَا مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الْأُمِّیِّینَ الْخَاتَمِ لِمَنْ سَبَقَهُ مِنْ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ فِی كَلَامٍ كَثِیرٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْیَتَّبِعِ النُّورَ الَّذِی جَاءَ بِهِ أَلَا وَ إِنَّهُ یُغْرَسُ فِی هَذِهِ الْأَیَّامِ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ شَجَرَةٌ لَا تَفْسُدُ ثَمَرَتُهَا.
وَ فِی رِوَایَةِ زَاذَانَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ مِنْ أَیْنَ شُرْبُكَ قَالَ مِنْ دِجْلَةَ قَالَ وَ لِمَ
ص: 50
لَمْ تَحْفِرْ عَیْناً تَشْرَبُ مِنْهَا قَالَ قَدْ حَفَرْتُهَا فَخَرَجَتْ مَالِحَةً قَالَ فَاحْتَفِرِ الْآنَ بِئْراً أُخْرَی فَاحْتَفَرَ فَخَرَجَ مَاؤُهَا عَذْباً فَقَالَ یَا حُبَابُ لِیَكُنْ شُرْبُكَ مِنْ هَاهُنَا وَ لَا یَزَالُ هَذَا الْمَسْجِدُ مَعْمُوراً فَإِذَا خَرَّبُوهُ وَ قَطَعُوا نَخْلَهُ حَلَّتْ بِهِمْ أَوْ قَالَ بِالنَّاسِ دَاهِیَةٌ(1).
«7»- جا، [المجالس] للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَمَّامِ بْنِ سَابِقٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سار [یَسَارٍ] عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی هَمَّامٍ عَنْ كَعْبِ الْخَیْرِ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا اسْمُ عَلِیٍّ فِیكُمْ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ إِنَّا لَنَجِدُ فِی التَّوْرَاةِ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ الْحُجَّةِ(2).
«8»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ صِفِّینَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَنَزَلَ الْعَسْكَرُ قَرِیباً مِنْ دَیْرِ نَصْرَانِیٍّ فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنَ الدَّیْرِ شَیْخٌ كَبِیرٌ جَمِیلُ الْوَجْهِ حَسَنُ الْهَیْئَةِ وَ السَّمْتِ (3) وَ مَعَهُ كِتَابٌ فِی یَدِهِ قَالَ فَجَعَلَ یَتَصَفَّحُ النَّاسَ حَتَّی أَتَی عَلِیّاً علیه السلام فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْخِلَافَةِ ثُمَّ قَالَ إِنِّی رَجُلٌ مِنْ نَسْلِ رَجُلٍ مِنْ حَوَارِیِّ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ حَوَارِیِّهِ الِاثْنَیْ عَشَرَ وَ أَحَبِّهِمْ إِلَیْهِ وَ أَبَرِّهِمْ عِنْدَهُ وَ إِلَیْهِ أَوْصَی عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ وَ أَعْطَاهُ كُتُبَهُ وَ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَلَمْ تَزَلْ أَهْلُ بَیْتِهِ مُتَمَسِّكِینَ بِمِلَّتِهِ وَ لَمْ تُبَدَّلْ وَ لَمْ تُزَدْ وَ لَمْ تُنْقَصْ (4) وَ تِلْكَ الْكُتُبُ عِنْدِی إِمْلَاءُ عِیسَی وَ خَطُّ الْأَنْبِیَاءِ(5) فِیهِ كُلُّ شَیْ ءٍ تَفْعَلُهُ النَّاسُ مَلِكٌ مَلِكٌ وَ كَمْ یَمْلِكُ (6) وَ كَمْ یَكُونُ فِی زَمَانِ كُلِّ مَلِكٍ مِنْهُمْ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ
ص: 51
تَعَالَی یَبْعَثُ مِنَ الْعَرَبِ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ مِنْ أَرْضِ تِهَامَةَ مِنْ قَرْیَةٍ یُقَالُ لَهَا مَكَّةُ نَبِیٌّ یُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ لَهُ اثْنَا عَشَرَ وَصِیّاً وَ ذَكَرَ مَوْلِدَهُ وَ مَبْعَثَهُ وَ مُهَاجَرَتَهُ وَ مَنْ یُقَاتِلُهُ وَ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ مَنْ یُعَاوِنُهُ وَ مَنْ یُعَادِیهِ وَ كَمْ یَعِیشُ وَ مَا تَلْقَی أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ مِنَ الْفُرْقَةِ وَ الِاخْتِلَافِ وَ فِیهِ تَسْمِیَةُ كُلِّ إِمَامِ هُدًی وَ كُلِّ إِمَامِ ضَلَالٍ إِلَی أَنْ یَنْزِلَ الْمَسِیحُ مِنَ السَّمَاءِ وَ فِی ذَلِكَ الْكِتَابِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ اسْماً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَحَبِّهِمْ إِلَیْهِ اللَّهُ وَلِیُّ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَدُوُّ مَنْ عَادَاهُمْ فَمَنْ أَطَاعَهُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فَقَدِ اهْتَدَی وَ اعْتَصَمَ طَاعَتُهُمْ لِلَّهِ رِضًی وَ مَعْصِیَتُهُمْ لِلَّهِ مَعْصِیَةٌ مَكْتُوبِینَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ نَسَبِهِمْ وَ نُعُوتِهِمْ وَ كَمْ یَعِیشُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بَعْدَ وَاحِدٍ وَ كَمْ رَجُلٍ یَسْتَسِرُّ بِدِینِهِ وَ یَكْتُمُهُ مِنْ قَوْمِهِ وَ مَنْ یُظْهِرُهُ مِنْهُمْ وَ مَنْ یَمْلِكُ وَ یَنْقَادُ لَهُ النَّاسُ حَتَّی یَنْزِلَ عِیسَی عَلَی آخِرِهِمْ فَیُصَلِّیَ عِیسَی خَلْفَهُ فِی الصَّفِّ أَوَّلُهُمْ أَفْضَلُهُمْ وَ آخِرُهُمْ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ وَ أُجُورِ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ اهْتَدَی بِهُدَاهُمْ أَوَّلُهُمْ أَحْمَدُ رَسُولُ اللَّهِ وَ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ یس وَ طه وَ نُونٌ وَ الْفَاتِحُ وَ الْخَاتَمُ وَ الْحَاشِرُ وَ الْعَاقِبُ وَ السَّابِحُ وَ الْعَابِدُ وَ هُوَ نَبِیُّ اللَّهِ وَ خَلِیلُ اللَّهِ وَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ صَفْوَتُهُ وَ خِیَرَتُهُ وَ یَرَاهُ اللَّهُ بِعَیْنِهِ وَ یُكَلِّمُهُ بِلِسَانِهِ فَیُتْلَی بِذِكْرِهِ إِذَا ذُكِرَ وَ هُوَ أَكْرَمُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَی اللَّهِ وَ أَحَبُّهُمْ إِلَی اللَّهِ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا مِنْ عَصْرِ آدَمَ إِلَیْهِ أَحَبَّ إِلَی اللَّهِ مِنْهُ یُقْعِدُهُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَیْنَ یَدَیْ عَرْشِهِ وَ لَیُشَفِّعُهُ (1) فِی كُلِّ مَنْ یَشْفَعُ فِیهِ بِاسْمِهِ جَرَی الْقَلَمُ فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فِی
أُمِّ الْكِتَابِ وَ بِذِكْرِهِ مُحَمَّدٌ صَاحِبُ اللِّوَاءِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَوْمَ الْحَشْرِ الْأَكْبَرِ وَ أَخُوهُ وَ وَصِیُّهُ وَ خَلِیفَتُهُ فِی أُمَّتِهِ وَ أَحَبُّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَیْهِ بَعْدَهُ عَلِیُّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ بَعْدَهُ ثُمَّ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدٍ مِنِ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام أَوَّلُ وَلَدِهِمْ مِثْلُ ابْنَیْ مُوسَی وَ هَارُونَ (2) شَبَّرَ وَ شَبِیرٍ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِهِمْ أَصِفُهُمْ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ آخِرُهُمْ الَّذِی یَؤُمُّ بِعِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ فِیهِ تَسْمِیَةُ أَنْصَارِهِمْ وَ مَنْ یُظْهِرُ مِنْهُمْ ثُمَّ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا وَ یَمْلِكُونَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ حَتَّی یُظْهِرَهُمُ اللَّهُ عَلَی الْأَدْیَانِ كُلِّهَا
ص: 52
فَلَمَّا بُعِثَ هَذَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَتَاهُ أَبِی وَ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ كَانَ شَیْخاً كَبِیراً فَلَمَّا أَدْرَكَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِی إِنَّ خَلِیفَةَ مُحَمَّدٍ فِی هَذَا الْكِتَابِ بِعَیْنِهِ (1) سَیَمُرُّ بِكَ إِذَا مَضَی ثَلَاثَةُ أَئِمَّةٍ مِنْ أَئِمَّةِ الضَّلَالِ وَ الدُّعَاةِ إِلَی النَّارِ وَ هُمْ عِنْدِی مُسَمَّوْنَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ وَ هُمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ كَمْ یَمْلِكُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَإِذَا جَاءَ بَعْدَهُمُ الَّذِی لَهُ الْحَقُّ عَلَیْهِمْ فَاخْرُجْ إِلَیْهِ وَ بَایِعْهُ وَ قَاتِلْ مَعَهُ فَإِنَّ الْجِهَادَ مَعَهُ مِثْلُ الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُوَالِی لَهُ كَالْمُوَالِی لِلَّهِ وَ الْمُعَادِی لَهُ كَالْمُعَادِی لِلَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مُدَّ یَدَكَ فَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّكَ خَلِیفَتُهُ فِی أُمَّتِهِ وَ شَاهِدُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ خَلِیفَتُهُ فِی الْأَرْضِ وَ أَنَّ الْإِسْلَامَ دِینُ اللَّهِ وَ أَنِّی أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ خَالَفَ دِینَ الْإِسْلَامِ وَ أَنَّهُ دِیْنُ اللَّهِ الَّذِی اصْطَفَاهُ وَ ارْتَضَاهُ لِأَوْلِیَائِهِ وَ أَنَّ دِیْنَ الْإِسْلَامِ دِیْنُ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ الَّذِینَ دَانَ لَهُمْ مَنْ مَضَی مِنْ آبَائِهِ وَ أَنِّی أَتَوَالَی وَلِیَّكَ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكَ وَ أَتَوَالَی الْأَئِمَّةَ الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِكَ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ وَ جَحَدَ حَقَّهُمْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عِنْدَ ذَلِكَ (2) نَاوَلَهُ یَدَهُ وَ بَایَعَهُ فَقَالَ نَاوِلْنِی كِتَابَكَ فَنَاوَلَهُ إِیَّاهُ فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قُمْ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ (3) فَانْظُرْ لَهُ تَرْجُمَاناً یَفْهَمُ كَلَامَهُ فَیَنْسَخُهُ بِالْعَرَبِیَّةِ مُفَسَّراً فَائْتِنِی بِهِ مَكْتُوباً بِالْعَرَبِیَّةِ فَلَمَّا أَنْ أَتَوْا بِهِ قَالَ علیه السلام لِوَلَدِهِ الْحُسَیْنِ ایتِنِی بِذَلِكَ الْكِتَابِ الَّذِی دَفَعْتُهُ إِلَیْكَ فَأَتَی بِهِ قَالَ اقْرَأْهُ وَ انْظُرْ أَنْتَ یَا فُلَانُ فِی هَذَا الْكِتَابِ فَإِنَّهُ خَطِّی بِیَدِی أَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ فَقَرَأَهُ فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً مَا فِیهِ تَأْخِیرٌ وَ لَا تَقْدِیمٌ كَأَنَّهُ أَمْلَاهُ رَجُلٌ وَاحِدٌ عَلَی رَجُلٍ وَاحِدٍ فَعِنْدَ ذَلِكَ حَمِدَ اللَّهَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ ذِكْرِی عِنْدَهُ وَ عِنْدَ أَوْلِیَائِهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ وَ لَمْ یَجْعَلْنِی مِنْ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ وَ حِزْبِهِ قَالَ فَفَرِحَ عِنْدَ ذَلِكَ مَنْ حَضَرَ مِنْ شِیعَتِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَاءَ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُنَافِقِینَ حَتَّی ظَهَرَ فِی وُجُوهِهِمْ وَ أَلْوَانِهِمْ (4).
ص: 53
أقول: وجدته فی أصل كتاب سلیم (1) مع زیادات أوردتها فی كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
«9»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: بَیْنَا أَنَا ذَاتَ یَوْمٍ جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ طَوِیلٌ كَأَنَّهُ النَّخْلَةُ فَلَمَّا قَلَعَ رِجْلَهُ عَنِ الْأُخْرَی تَفَرْقَعَا(2) فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ علیه السلام أَمَّا هَذَا فَلَیْسَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ یَكُونُ أَحَدٌ مِنْ غَیْرِ وُلْدِ آدَمَ قَالَ نَعَمْ هَذَا أَحَدُهُمْ فَدَنَا الرَّجُلُ فَسَلَّمَ عَلَی النَّبِیِّ فَقَالَ مَنْ تَكُونُ قَالَ أَنَا الْهَامُ بْنُ الْهِیمِ بْنِ لَاقِیسَ بْنِ إِبْلِیسَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَكَ وَ بَیْنَ إِبْلِیسَ أَبَوَانِ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ كَمْ تَعُدُّ مِنَ السِّنِینَ قَالَ لَمَّا قَتَلَ قَابِیلُ هَابِیلَ كُنْتُ غُلَاماً بَیْنَ الْغِلْمَانِ أَفْهَمُ الْكَلَامَ وَ أَدُورُ الْآجَامَ (3) وَ آمُرُ بِقَطِیعَةِ الْأَرْحَامِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله بِئْسَ السِّیرَةُ الَّتِی تَذْكُرُ إِنْ بَقِیتَ عَلَیْهَا فَقَالَ كَلَّا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَمُؤْمِنٌ تَائِبٌ قَالَ وَ عَلَی یَدِ مَنْ تُبْتَ وَ جَرَی إِیمَانُكَ قَالَ عَلَی یَدِ نُوحٍ وَ عَاتَبْتُهُ (4) عَلَی مَا كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَی قَوْمِهِ قَالَ إِنِّی عَلَی ذَلِكَ مِنَ النَّادِمِینَ وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ وَ صَاحَبْتُ بَعْدَهُ هُوداً علیه السلام فَكُنْتُ أُصَلِّی بِصَلَاتِهِ وَ أَقْرَأُ الصُّحُفَ الَّتِی عَلَّمَنِیهَا مِمَّا أُنْزِلَ عَلَی جَدِّهِ إِدْرِیسَ فَكُنْتُ مَعَهُ إِلَی أَنْ بَعَثَ اللَّهُ الرِّیحَ الْعَقِیمَ عَلَی قَوْمِهِ فَنَجَّاهُ وَ نَجَّانِی مَعَهُ وَ صَحِبْتُ صَالِحاً مِنْ بَعْدِهِ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ إِلَی أَنْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَی قَوْمِهِ الرَّاجِفَةَ فَنَجَّاهُ وَ نَجَّانِی مَعَهُ وَ لَقِیتُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَاكَ إِبْرَاهِیمَ فَصَحِبْتُهُ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُعَلِّمَنِی مِنَ الصُّحُفِ الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَیْهِ فَعَلَّمَنِی وَ كُنْتُ أُصَلِّی بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَادَهُ قَوْمُهُ وَ أَلْقَوْهُ فِی النَّارِ جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً فَكُنْتُ لَهُ مُونِساً حَتَّی تُوُفِّیَ فَصَحِبْتُ بَعْدَهُ وَلَدَیْهِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَعْقُوبَ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَ أَخِیكَ یُوسُفَ فِی الْجُبِّ مُونِساً وَ جَلِیساً حَتَّی أَخْرَجَهُ اللَّهُ وَ وَلَّاهُ مِصْرَ وَ رَدَّ عَلَیْهِ أَبَوَاهُ وَ لَقِیتُ أَخَاكَ مُوسَی وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُعَلِّمَنِی مِنَ التَّوْرَاةِ الَّتِی
ص: 54
أُنْزِلَتْ عَلَیْهِ فَعَلَّمَنِی فَلَمَّا تُوُفِّیَ صَحِبْتُ وَصِیَّهُ یُوشَعَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّی تُوُفِّیَ وَ لَمْ أَزَلْ مِنْ نَبِیٍّ إِلَی نَبِیٍّ إِلَی أَخِیكَ دَاوُدَ وَ أَعَنْتُهُ عَلَی قَتْلِ الطَّاغِیَةِ جَالُوتَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُعَلِّمَنِی مِنَ الزَّبُورِ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْهِ فَعُلِّمْتُ مِنْهُ وَ صَحِبْتُ بَعْدَهُ سُلَیْمَانَ وَ صَحِبْتُ بَعْدَهُ وَصِیَّهُ آصَفَ بْنَ بَرْخِیَا بْنِ سمعیا وَ لَقَدْ لَقِیتُ نَبِیّاً بَعْدَ نَبِیٍّ فَكُلٌّ یُبَشِّرُنِی وَ یَسْأَلُنِی أَنْ أَقْرَأَ عَلَیْكَ السَّلَامَ حَتَّی صَحِبْتُ عِیسَی وَ أَنَا أُقْرِئُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّنْ لَقِیتُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ السَّلَامَ وَ مِنْ عِیسَی خَاصَّةً أَكْثَرَ سَلَامِ اللَّهِ وَ أَتَمَّهُ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ عَلَی أَخِی عِیسَی مِنِّی السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ عَلَیْكَ یَا هَامُ السَّلَامُ وَ لَقَدْ حَفِظْتَ الْوَصِیَّةَ وَ أَدَّیْتَ الْأَمَانَةَ فَاسْأَلْ حَاجَتَكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِی أَنْ تَأْمُرَ أُمَّتَكَ أَنْ لَا یُخَالِفُوا أَمْرَ الْوَصِیِّ فَإِنِّی رَأَیْتُ الْأُمَمَ الْمَاضِیَةَ إِنَّمَا هَلَكَتْ بِتَرْكِهَا أَمْرَ الْوَصِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَلْ تَعْرِفُ وَصِیِّی یَا هَامُ قَالَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَیْهِ عَرَفْتُهُ بِصِفَتِهِ وَ اسْمِهِ الَّتِی قَرَأْتُهُ فِی الْكُتُبِ قَالَ انْظُرْ هَلْ تَرَاهُ مِمَّنْ حَضَرَ فَالْتَفَتَ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَقَالَ لَیْسَ هُوَ فِیهِمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ یَا هَامُ مَنْ كَانَ وَصِیُّ آدَمَ قَالَ شِیثٌ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ شِیثٍ قَالَ أَنُوشُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ أَنُوشَ قَالَ قینان قَالَ فَوَصِیُّ قینان قَالَ
مَهْلَائِیلُ قَالَ فَوَصِیُّ مَهْلَائِیلَ قَالَ برد قَالَ فَوَصِیُّ برد قَالَ النَّبِیُّ الْمُرْسَلُ إِدْرِیسُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ إِدْرِیسَ قَالَ مَتُوشَلَخُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ مَتُوشَلَخَ قَالَ لَمَكُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ لَمَكَ قَالَ أَطْوَلُ الْأَنْبِیَاءِ عُمُراً وَ أَكْثَرُهُمْ لِرَبِّهِ شُكْراً وَ أَعْظَمُهُمْ أَجْراً ذَاكَ أَبُوكَ نُوحٌ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ نُوحٍ قَالَ سَامٌ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ سَامٍ قَالَ أَرْفَحْشَذُ(1) قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ أَرْفَحْشَذَ(2) قَالَ عَابَرُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ عَابَرَ قَالَ شَالَخُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ شَالَخَ قَالَ قالع قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ قالع قَالَ أشروغ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ أشروغ قَالَ روغا قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ روغا قَالَ نَاخُورُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ نَاخُورَ قَالَ تَارُخُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ تَارُخَ قَالَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَصِیٌّ بَلْ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلَ اللَّهِ قَالَ صَدَقْتَ یَا هَامُ فَمَنْ وَصِیُّ إِبْرَاهِیمَ
ص: 55
قَالَ إِسْمَاعِیلُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّهُ قَالَ نبت قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ نبت قَالَ حمل قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ حمل قَالَ قَیْدَارُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ قَیْدَارَ قَالَ لَمْ یَكُنْ لَهُ وَصِیٌّ حَتَّی خَرَجَ مِنْ إِسْحَاقَ یَعْقُوبُ قَالَ صَدَقْتَ یَا هَامُ لَقَدْ صَدَّقْتَ الْأَنْبِیَاءَ(1) وَ الْأَوْصِیَاءَ فَمَنْ وَصِیُّ یَعْقُوبَ قَالَ یُوسُفُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ یُوسُفَ قَالَ مُوسَی قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ مُوسَی قَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ یُوشَعَ قَالَ دَاوُدُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ دَاوُدَ قَالَ سُلَیْمَانُ قَالَ فَمَنْ وَصِیُّ سُلَیْمَانَ قَالَ آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا قَالَ وَ وَصِیُّ عِیسَی شَمْعُونُ بْنُ الصَّفَا قَالَ هَلْ وَجَدْتَ صِفَةَ وَصِیِّی وَ ذِكْرَهُ فِی الْكُتُبِ قَالَ نَعَمْ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ اسْمَكَ فِی التَّوْرَاةِ میدمید وَ اسْمُ وَصِیِّكَ إِلْیَا وَ اسْمُكَ فِی الْإِنْجِیلِ حِمْیَاطَا وَ اسْمُ وَصِیِّكَ فِیهَا هیدار وَ اسْمُكَ فِی الزَّبُورِ ماح ماح مُحِیَ بِكَ كُلُّ كُفْرٍ وَ شِرْكٍ وَ اسْمُ وَصِیِّكَ قاروطیا قَالَ فَمَا مَعْنَی اسْمِ وَصِیِّی فِی التَّوْرَاةِ إِلْیَا قَالَ إِنَّهُ الْوَلِیُّ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ فَمَا مَعْنَی اسْمِهِ فِی الْإِنْجِیلِ هیدار قَالَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ قَالَ فَمَا مَعْنَی اسْمِهِ فِی الزَّبُورِ قاروطیا قَالَ حَبِیبُ رَبِّهِ قَالَ یَا هَامُ إِذَا رَأَیْتَهُ تَعْرِفُهُ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَهُوَ مُدَوَّرُ الْهَامَةِ مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ بَعِیدٌ مِنَ الدَّمَامَةِ عَرِیضُ الصَّدْرِ ضِرْغَامَةٌ(2) كَبِیرُ الْعَیْنَیْنِ آنِفُ الْفَخِذَیْنِ أَخْمَصُ السَّاقَیْنِ عَظِیمُ الْبَطْنِ سَوِیُّ الْمَنْكِبَیْنِ قَالَ یَا سَلْمَانُ ادْعُ لَنَا عَلِیّاً فَجَاءَ حَتَّی دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ الْهَامُ وَ قَالَ هَا هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی هَذَا وَ اللَّهِ وَصِیُّكَ فَأَوْصِ أُمَّتَكَ أَنْ لَا یُخَالِفُوهُ فَإِنَّهُ هَلَكَ الْأُمَمُ بِمُخَالَفَةِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ یَا هَامُ فَهَلْ مِنْ حَاجَةٍ فَإِنِّی أُحِبُّ قَضَاءَهَا لَكَ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ تُعَلِّمَنِی مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیْكَ تَشْرَحُ لِی سُنَّتَكَ وَ شَرَائِعَكَ لِأُصَلِّیَ بِصَلَاتِكَ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ ضُمَّهُ إِلَیْكَ وَ عَلِّمْهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَعَلَّمْتُهُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَ الْمُعَوِّذَتَیْنِ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ آیَةَ الْكُرْسِیِّ وَ آیَاتٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ وَ الْأَنْعَامِ وَ الْأَعْرَافِ وَ الْأَنْفَالِ وَ ثَلَاثِینَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ ثُمَّ إِنَّهُ غَابَ فَلَمْ
ص: 56
یُرَ إِلَّا یَوْمَ صِفِّینَ فَلَمَّا كَانَ لَیْلَةُ الْهَرِیرِ نَادَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اكْشِفْ عَنْ رَأْسِكَ فَإِنِّی أَجِدُهُ فِی الْكِتَابِ أَصْلَعاً قَالَ أَنَا ذَلِكَ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ وَ قَالَ أَیُّهَا الْهَاتِفُ أَظْهِرْ لِی رَحِمَكَ اللَّهُ قَالَ فَظَهَرَ لَهُ فَإِذَا هُوَ الْهَامُ بْنُ الْهِیمِ قَالَ مَنْ تَكُونُ قَالَ أَنَا الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِكَ رَبِّی وَ عَلَّمْتَنِی كِتَابَ اللَّهِ وَ آمَنْتُ بِكَ وَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَعِنْدَ ذَلِكَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ جَعَلَ یُحَادِثُهُ وَ یَسْأَلُهُ ثُمَّ قَاتَلَ إِلَی الصُّبْحِ ثُمَّ غَابَ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ فَسَأَلْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ ذَلِكَ عَنْهُ قَالَ قُتِلَ الْهَامُ بْنُ الْهِیمِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ (1).
بیان: الدمامة قبح الخلقة و حقارتها و الآنف القریب.
«10»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] سَعِیدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مَالِكٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ (2) قَالَ قَضَی بِخِلَافَةِ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ لَمْ أَدَعْ (3) نَبِیّاً مِنْ غَیْرِ وَصِیٍّ وَ إِنِّی بَاعِثٌ نَبِیّاً عَرَبِیّاً وَ جَاعِلٌ وَصِیَّهُ عَلِیّاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِ (4).
فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِیهِ فِی الْوِصَایَةِ وَ حَدَّثَهُ بِمَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ قَدْ حَدَّثَ نَبِیَّهُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ حَدَّثَهُ بِاخْتِلَافِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَاتَ بِغَیْرِ وَصِیَّةٍ فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ وَ جَهَّلَ نَبِیَّهُ (5).
«11»- یف، [الطرائف] ذَكَرَ شَیْخُ الْمُحَدِّثِینَ بِبَغْدَادَ فِی تَقْدِیمِهِ عَلَی تَارِیخِ الْخَطِیبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِیِّ قَالَ: خَیَّرَنِی هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ إِلَی أَرْضِ الشَّامِ فَاخْتَرْتُ
ص: 57
الْبَلْقَاءَ(1) فَوَجَدْتُ فِیهَا جَبَلًا أَسْوَدَ مَكْتُوباً عَلَیْهِ بِالْأَنْدَرِ مَا هُوَ مِنْ سلب آلِ عِمْرَانَ (2) فَسَأَلْتُ عَمَّنْ یَقْرَؤُهُ فَجَاءُوا بِشَیْخٍ قَدْ كَبِرَتْ سِنُّهُ قَالَ مَا أَعْجَبَ مَا عَلَیْهِ بِالْعِبْرَانِیِّ مَكْتُوبٌ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ جَاءَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ كَتَبَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ بِیَدِهِ (3).
أَقُولُ قَالَ ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ قَالَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ رَوَی حَبَّةُ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا نَزَلَ إِلَی الرَّقَّةِ(4) نَزَلَ بِمَوْضِعٍ یُقَالُ لَهُ الْبَلِیخُ عَلَی جَانِبِ الْفُرَاتِ فَنَزَلَ رَاهِبٌ هُنَاكَ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَقَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا كِتَاباً تَوَارَثْنَاهُ عَنْ آبَائِنَا كَتَبَهُ أَصْحَابُ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ أَعْرِضُهُ عَلَیْكَ قَالَ نَعَمْ فَقَرَأَ الرَّاهِبُ الْكِتَابَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ الَّذِی قَضَی فِیمَا قَضَی وَ سَطَرَ فِیمَا كَتَبَ أَنَّهُ بَاعِثٌ فِی الْأُمِّیِّینَ رَسُولًا مِنْهُمْ یُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ یَدُلُّهُمْ عَلَی سَبِیلِ اللَّهِ لَا فَظٌّ وَ لَا غَلِیظٌ وَ لَا صَخَّابٌ فِی الْأَسْوَاقِ (5) وَ لَا یَجْزِی بِالسَّیِّئَةِ السَّیِّئَةَ بَلْ یَعْفُو وَ یَصْفَحُ أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ الَّذِینَ یَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَی كُلِّ نَشْرٍ وَ فِی كُلِّ صُعُودٍ وَ هُبُوطٍ تَذِلُّ أَلْسِنَتُهُمْ بِالتَّكْبِیرِ وَ التَّهْلِیلِ وَ التَّسْبِیحِ وَ یَنْصُرُهُ اللَّهُ عَلَی مَنْ نَاوَاهُ فَإِذَا تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اخْتَلَفَ (6) أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ اجْتَمَعَتْ فَلَبِثَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اخْتَلَفَتْ فَیَمُرُّ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ بِشَاطِئِ هَذَا الْفُرَاتِ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ لَا یَرْكُسُ الْحُكْمَ (7) الدُّنْیَا أَهْوَنُ عَلَیْهِ مِنَ الرَّمَادِ فِی یَوْمٍ عَاصِفَةٍ بِهِ الرِّیحُ (8) وَ الْمَوْتُ أَهْوَنُ عِنْدَهُ (9) مِنْ شُرْبِ الْمَاءِ عَلَی الظَّمَإِ
ص: 58
یَخَافُ اللَّهَ فِی السِّرِّ وَ یَنْصَحُ لَهُ فِی الْعَلَانِیَةِ لَا یَخَافُ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْبِلَادِ فَآمَنَ بِهِ كَانَ ثَوَابُهُ رِضْوَانِی وَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الْعَبْدَ الصَّالِحَ فَلْیَنْصُرْهُ فَإِنَّ الْقَتْلَ مَعَهُ شَهَادَةٌ ثُمَّ قَالَ أَنَا مُصَاحِبُكَ فَلَا أُفَارِقُكَ حَتَّی یُصِیبَنِی مَا أَصَابَكَ فَبَكَی علیه السلام ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ أَكُنْ عِنْدَهُ مَنْسِیّاً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی ذَكَرَنِی عِنْدَهُ فِی كُتُبِ الْأَبْرَارِ فَمَضَی الرَّاهِبُ مَعَهُ فَكَانَ فِیمَا ذَكَرُوا یَتَغَدَّی مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَتَعَشَّی حَتَّی أُصِیبَ یَوْمَ صِفِّینَ فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ یَدْفِنُونَ قَتْلَاهُمْ قَالَ علیه السلام اطْلُبُوهُ فَلَمَّا وَجَدُوهُ صَلَّی عَلَیْهِ وَ دَفَنَهُ وَ قَالَ هَذَا مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ مِرَاراً.
روی هذا الخبر نصر بن مزاحم فی كتاب صفین عن عمر بن سعد عن مسلم الأعور عن حبة العرنی و رواه أیضا عن إبراهیم بن دیزیل الهمدانی بهذا الإسناد عن حبة أیضا فی كتاب صفین (1).
«12»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ الشَّرِیفِ طَاهِرِ بْنِ مُوسَی الْحُسَیْنِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الطِّهْرَانِیِّ أَبِی الْحَسَنِ قَالَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّمَّارِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنِ الطِّهْرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ(2) قَالَ: أَشْخَصَنِی (3) هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَرْضِ الْحِجَازِ إِلَی الشَّامِ زَائِراً
لَهُ فَسِرْتُ فَلَمَّا أَتَیْتُ أَرْضَ الْبَلْقَاءِ رَأَیْتُ جَبَلًا أَسْوَدَ وَ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ أَحْرُفاً لَمْ أَعْلَمْ مَا هِیَ فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ دَخَلْتُ عُمَانَ قَصَبَةَ الْبَلْقَاءِ فَسَأَلْتُ عَنْ رَجُلٍ یَقْرَأُ مَا عَلَی الْقُبُورِ وَ الْجِبَالِ فَأُرْشِدَ إِلَیَّ شَیْخٌ كَبِیرٌ(4) فَعَرَّفْتُهُ مَا رَأَیْتُ فَقَالَ اطْلُبْ شَیْئاً أَرْكَبْهُ لِأَخْرُجَ مَعَكَ فَحَمَلْتُهُ مَعِی عَلَی رَاحِلَتِی وَ خَرَجْنَا إِلَی الْجَبَلِ وَ مَعِی مِحْبَرَةٌ(5) وَ بَیَاضٌ فَلَمَّا قَرَأَ قَالَ لِی مَا أَعْجَبَ مَا عَلَیْهِ بِالْعِبْرَانِیَّةِ فَنَقَلْتُهُ بِالْعَرَبِیَّةِ فَإِذَا هُوَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ جَاءَ الْحَقُّ مِنْ
ص: 59
رَبِّكَ بِلِسانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ كَتَبَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ بِیَدِهِ (1).
«13»- كا، [الكافی] عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ جَالِسٌ فِی الْمَسْجِدِ بِالْكُوفَةِ بِقَوْمٍ وَجَدُوهُمْ یَأْكُلُونَ بِالنَّهَارِ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ لَهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَكَلْتُمْ وَ أَنْتُمْ مُفْطِرُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَ یَهُودُ أَنْتُمْ قَالُوا لَا قَالَ فَنَصَارَی قَالُوا لَا قَالَ فَعَلَی شَیْ ءٍ(2) مِنْ هَذِهِ الْأَدْیَانِ الْمُخَالِفِینَ لِلْإِسْلَامِ قَالُوا بَلْ مُسْلِمُونَ قَالَ فَسَفْرٌ أَنْتُمْ قَالُوا لَا قَالَ فِیكُمْ عِلَّةٌ اسْتَوْجَبْتُمُ الْإِفْطَارَ وَ لَا نَشْعُرُ بِهَا(3) فَإِنَّكُمْ أَبْصَرُ بِأَنْفُسِكُمْ مِنَّا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَةٌ(4) قَالُوا بَلْ أَصْبَحْنَا مَا بِنَا مِنْ عِلَّةٍ قَالَ فَضَحِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا لَا نَعْرِفُهُ بِذَلِكَ (5) إِنَّمَا هُوَ أَعْرَابِیٌّ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ إِنْ أَقْرَرْتُمْ وَ إِلَّا قَتَلْتُكُمْ (6) قَالُوا وَ إِنْ فَعَلْتَ فَوَكَّلَ بِهِمْ شُرْطَةَ الْخَمِیسِ وَ خَرَجَ بِهِمْ إِلَی الظَّهْرِ ظَهْرِ الْكُوفَةِ وَ أَمَرَ أَنْ یَحْفِرَ حُفْرَتَیْنِ وَ حُفِرَ إِحْدَاهُمَا إِلَی جَنْبِ الْأُخْرَی ثُمَّ خُرِقَ فِیمَا بَیْنَهُمَا كُوَّةٌ ضَخْمَةٌ شِبْهُ الْخَوْخَةِ(7) فَقَالَ لَهُمْ إِنِّی وَاضِعُكُمْ فِی أَحَدِ(8) هَذَیْنِ الْقَلِیبَیْنِ وَ أُوقِدُ فِی الْآخَرِ(9) النَّارَ فَأَقْتُلُكُمْ بِالدُّخَانِ قَالُوا وَ إِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّمَا تَقْضِی هَذِهِ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا فَوَضَعَهُمْ فِی أَحَدِ الْجُبَّیْنِ (10) وَضْعاً رَفِیقاً ثُمَّ أَمَرَ بِالنَّارِ فَأُوقِدَتْ فِی
ص: 60
الْجُبِّ الْآخَرِ ثُمَّ جَعَلَ یُنَادِیهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مَا تَقُولُونَ فَیُجِیبُونَ فَاقْضِ (1) مَا أَنْتَ قَاضٍ حَتَّی مَاتُوا قَالَ ثُمَّ انْصَرَفَ فَسَارَ بِفِعْلِهِ الرُّكْبَانُ (2) وَ تَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ فَبَیْنَمَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ قَدِمَ عَلَیْهِ یَهُودِیٌّ مِنْ أَهْلِ یَثْرِبَ قَدْ أَقَرَّ لَهُ مَنْ فِی یَثْرِبَ مِنَ الْیَهُودِ أَنَّهُ أَعْلَمُهُمْ وَ كَذَلِكَ كَانَتْ آبَاؤُهُ مِنْ قَبْلُ قَالَ وَ قَدِمَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ بِالْكُوفَةِ أَنَاخُوا رَوَاحِلَهُمْ ثُمَّ وَقَفُوا عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ وَ أَرْسَلُوا إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّا قَوْمٌ مِنَ الْیَهُودِ قَدِمْنَا مِنَ الْحِجَازِ وَ لَنَا إِلَیْكَ حَاجَةٌ فَهَلْ تَخْرُجُ إِلَیْنَا أَمْ نَدْخُلُ إِلَیْكَ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ وَ هُوَ یَقُولُ سَیَدْخُلُونَ وَ یَسْتَأْنِفُونَ (3) بِالْیَمِینِ فَمَا حَاجَتُكُمْ (4) فَقَالَ لَهُ عَظِیمُهُمْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ مَا هَذِهِ الْبِدْعَةُ الَّتِی أَحْدَثْتَ فِی دِینِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَهُ وَ أَیَّةُ بِدْعَةٍ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ زَعَمَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ أَنَّكَ عَمَدْتَ إِلَی قَوْمٍ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُقِرُّوا أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُهُ فَقَتَلْتَهُمْ بِالدُّخَانِ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَشَدْتُكَ بِالتِّسْعِ الْآیَاتِ الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَی مُوسَی علیه السلام بِطُورِ سَیْنَاءَ وَ بِحَقِّ الْكَنَائِسِ الْخَمْسِ الْقُدْسِ وَ بِحَقِّ السَّمْتِ (5) الدَّیَّانِ هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ أُتِیَ بِقَوْمٍ بَعْدَ وَفَاةِ مُوسَی شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ لَمْ یُقِرُّوا أَنَّ مُوسَی رَسُولُ اللَّهِ فَقَتَلَهُمْ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقِتْلَةِ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ نَعَمْ أَشْهَدُ أَنَّكَ نَامُوسُ مُوسَی (6) قَالَ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ قَبَائِهِ كِتَاباً فَدَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَفَضَّهُ وَ نَظَرَ فِیهِ وَ بَكَی فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُّ مَا یُبْكِیكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ إِنَّمَا نَظَرْتَ فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ هُوَ كِتَابٌ سُرْیَانِیٌّ وَ أَنْتَ رَجُلٌ عَرَبِیٌّ فَهَلْ تَدْرِی مَا هُوَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَعَمْ هَذَا اسْمِی مُثْبَتٌ فَقَالَ لَهُ الْیَهُودِیُ
ص: 61
فَأَرِنِی اسْمَكَ فِی هَذَا الْكِتَابِ وَ أَخْبِرْنِی مَا اسْمُكَ بِالسُّرْیَانِیَّةِ قَالَ فَأَرَاهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ اسْمَهُ فِی الصَّحِیفَةِ وَ قَالَ اسْمِی إِلْیَا فَقَالَ الْیَهُودِیُّ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَصِیُّ مُحَمَّدٍ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله(1) وَ بَایَعُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ أَكُنْ عِنْدَهُ مَنْسِیّاً الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَثْبَتَنِی عِنْدَهُ فِی صَحِیفَةِ الْأَبْرَارِ(2).
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: نَزَلَتْ فِیهِ بِالْإِجْمَاعِ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(3).
الْفِرْدَوْسُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّا أَوَّلُ أَهْلِ بَیْتٍ قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنَّا الْفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ.
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (4) فَانْتَهَتِ الدَّعْوَةُ إِلَیَّ وَ إِلَی عَلِیٍّ.
وَ فِی خَبَرٍ: أَنَا دَعْوَةُ إِبْرَاهِیمَ وَ إِنَّمَا عَنَی بِذَلِكَ الطَّاهِرِینَ لِقَوْلِهِ نُقِلْتُ مِنْ أَصْلَابِ الطَّاهِرِینَ إِلَی أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ لَمْ یَمْسَسْنِی سِفَاحُ الْجَاهِلِیَّةِ(5) وَ أَهْلُ الْجَاهِلِیَّةِ كَانُوا یُسَافِحُونَ وَ أَنْسَابُهُمْ غَیْرُ صَحِیحَةٍ وَ أُمُورُهُمْ مَشْهُورَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ.
یَزِیدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ جَرِیرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی
ص: 62
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ عَلَیَّ نَذْراً أَنْ أُعْتِقَ نَسَمَةً(1) مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَثِقُ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ وَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2) فَإِنَّهُمْ مِنْ شَجَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ هُمْ بَنُو أَبِی وَ اجْتَمَعَ أَهْلُ الْبَیْتِ بِأَدِلَّةٍ قَاطِعَةٍ وَ بَرَاهِینَ سَاطِعَةٍ بِأَنَّهُ مَعْصُومٌ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ أَنَّهُ لَمْ یَشْرَكْ قَطُّ وَ أَنَّهُ بَایَعَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی صِغَرِهِ وَ تَرَكَ أَبَوَیْهِ.
تَارِیخُ الْخَطِیبِ أَنَّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لَمْ یَكْفُرُوا بِالْوَحْیِ طَرْفَةَ عَیْنٍ مُؤْمِنُ آلِ یس وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آسِیَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
تَفْسِیرُ وَكِیعٍ حَدَّثَنَا سُفْیَانُ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ (3) قَالَ وَ اللَّهِ مَا عَمِلَ بِهَذَا غَیْرُ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ نَحْنُ ذَكَرْنَا اللَّهَ فَلَا نَنْسَاهُ وَ نَحْنُ شَكَرْنَاهُ فَلَا نَكْفُرُهُ وَ
نَحْنُ أَطَعْنَاهُ فَلَا نَعْصِیهِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَتِ الصَّحَابَةُ لَا نُطِیقُ ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (4) قَالَ وَكِیعٌ یَعْنِی مَا أَطَقْتُمْ ثُمَّ قَالَ وَ اسْمَعُوا مَا تُؤْمَرُونَ بِهِ وَ أَطِیعُوا یَعْنِی أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ فِیمَا یَأْمُرُونَكُمْ بِهِ.
وَ وَجَدْنَا الْعَامَّةَ إِذَا ذَكَرُوا عَلِیّاً فِی كُتُبِهِمْ أَوْ أَجْرَوْا ذِكْرَهُ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ قَالُوا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ یَعْنُونَ بِذَلِكَ عَنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ اعْتَرَفَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُحْصَنٌ أَنَّهُ قَدْ زَنَی مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَ هُوَ یَتَجَاهَلُ حَتَّی اعْتَرَفَ الرَّابِعَةَ فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ ثُمَّ نَادَی فِی النَّاسِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ بِالْغَلَسِ (5) ثُمَّ حَفَرَ لَهُ حَفِیرَةً وَ وَضَعَهُ فِیهَا نَادَی أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ حُقُوقُ اللَّهِ لَا یَطْلُبُهَا مَنْ كَانَ عَلَیْهِ مِثْلُهُ فَانْصَرَفُوا مَا خَلَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ ابْنَیْهِ فَرَجَمَهُ ثُمَّ صَلَّی عَلَیْهِ.
وَ فِی التَّهْذِیبِ:
ص: 63
أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّةِ كَانَ مِمَّنْ رَجَعَ (1)
وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ مِمَّنْ وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی قَوْلِهِ وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (2) ثُمَّ قَالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (3) فَنَظَرْنَا فِی أَمْرِ الظَّالِمِ فَإِذَا الْأُمَّةُ قَدْ فَسَّرُوهُ أَنَّهُ عَابِدُ الْأَصْنَامِ وَ أَنَّ مَنْ عَبَدَهَا فَقَدْ لَزِمَهُ الذُّلُّ وَ قَدْ نَفَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ الظَّالِمُ خَلِیفَةً بِقَوْلِهِ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (4) ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ یَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ وَ لَمْ یَأْكُلْ مَا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَ غَیْرُ ذَلِكَ مِنَ الْفُسُوقِ وَ قُرَیْشٌ مُلَوَّثُونَ بِهَا وَ كَذَلِكَ یَقُولُ الْقُصَّاصُ أَبُو فُلَانٍ فُلَانٌ وَ الطَّاهِرُ عَلِیٌّ.
تَفْسِیرُ الْقَطَّانِ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سَعِیدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ قَالَ: اجْتَمَعَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَ أَبُو طَلْحَةَ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ وَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَ سُهَیْلُ بْنُ بیضا [بَیْضَاءَ] وَ أَبُو دُجَانَةَ فِی مَنْزِلِ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ فَأَكَلُوا شَیْئاً ثُمَّ قَدَّمَ إِلَیْهِمْ شَیْئاً مِنَ الْفَضِیخِ (5) فَقَامَ عَلِیٌّ وَ خَرَجَ مِنْ بَیْنِهِمْ فَقَالَ عُثْمَانُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَ اللَّهِ لَا أَشْرَبُ شَیْئاً یَذْهَبُ بِعَقْلِی وَ یَضْحَكُ بِی مَنْ رَآنِی وَ أُزَوِّجُ كَرِیمَتِی مَنْ لَا أُرِیدُ وَ خَرَجَ مِنْ بَیْنِهِمْ فَأَتَی الْمَسْجِدَ وَ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا
یَعْنِی هَؤُلَاءِ الَّذِینَ اجْتَمَعُوا فِی مَنْزِلِ سَعْدٍ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَیْسِرُ(6) الْآیَةَ فَقَالَ عَلِیٌّ تَبّاً لَهَا وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ بَصَرِی فِیهَا نَافِذاً مُنْذُ كُنْتُ صَغِیراً.
قال الحسن و اللّٰه الذی لا إله إلا هو ما شربها قبل تحریمها و لا ساعة قط.
ثم إنه علیه السلام لم یأت بفاحشة قط و نزلت فیه قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (7) الآیات.
فِی التَّارِیخِ مِنْ ثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ وَ ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ بِطُرُقٍ كَثِیرَةٍ عَنْ بُرَیْدَةَ
ص: 64
الْأَسْلَمِیِّ فِی حَدِیثِهِ أَنَّهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ حَفَظَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ تَفْتَخِرُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ أَنَّهَا لَمْ تَكْتُبْ عَلَی عَلِیٍّ خَطِیئَةً مُنْذُ صَحِبْتُهُ (1).
«2»- فس، [تفسیر القمی] أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی سَیَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی كَتِفِ الْعَبَّاسِ فَاسْتَقْبَلَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَعَانَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ سَلَّمَ الْعَبَّاسُ عَلَی عَلِیٍّ فَرَدَّ عَلَیْهِ رَدّاً خَفِیفاً فَغَضِبَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا یَدَعُ عَلِیٌّ زَهْوَهُ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَبَّاسُ لَا تَقُلْ ذَلِكَ فِی عَلِیٍّ فَإِنِّی لَقِیتُ جَبْرَئِیلَ آنِفاً فَقَالَ لِی لَقِیَنِی الْمَلَكَانِ الْمُوَكَّلَانِ بِعَلِیٍّ السَّاعَةَ فَقَالا مَا كَتَبْنَا عَلَیْهِ ذَنْباً مُنْذُ یَوْمَ وُلِدَ إِلَی هَذَا الْیَوْمِ (3).
«3»- ع، [علل الشرائع] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَكَمِ الْبَرَاجِمِیِّ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ الْعَامِرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ حَافِظَیْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ لَیَفْتَخِرَانِ عَلَی جَمِیعِ الْحَفَظَةِ لِكَیْنُونَتِهِمَا مَعَ عَلِیٍّ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ یَصْعَدَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ یُسْخِطُ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (4).
«14»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ عِدَّةِ طُرُقٍ بِأَسَانِیدِهَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (5).
«4»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ أُسَیْدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ عَنْ أَبِیهَا صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنْ كَاتِبَیْ عَلِیٍّ أَنَّهُمَا لَمْ یَكْتُبَا عَلَی عَلِیٍّ ذَنْباً مُذْ صَحِبَاهُ (6).
ص: 65
«5»- ل، [الخصال] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِیرَةِ الشَّهْرَزُورِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثَلَاثَةٌ لَمْ یَكْفُرُوا بِالْوَحْیِ طَرْفَةَ عَیْنٍ مُؤْمِنُ آلِ یَاسِینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آسِیَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ (1).
«6»- م، [تفسیر الإمام علیه السلام] قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ النُّطْفَةَ تَثْبُتُ فِی الرَّحِمِ (2) أَرْبَعِینَ یَوْماً نُطْفَةً ثُمَّ تَصِیرُ عَلَقَةً أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ مُضْغَةً أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ بَعْدَهُ عَظْماً(3) ثُمَّ یُكْسَی لَحْماً ثُمَّ یُلْبِسُ اللَّهُ فَوْقَهُ جِلْداً ثُمَّ یُنْبِتُ عَلَیْهِ شَعْراً ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ مَلَكَ الْأَرْحَامِ وَ یُقَالُ لَهُ اكْتُبْ أَجَلَهُ وَ عَمَلَهُ وَ رِزْقَهُ وَ شَقِیّاً یَكُونُ أَوْ سَعِیداً فَیَقُولُ الْمَلَكُ یَا رَبِّ أَنَّی لِی بِعِلْمِ ذَلِكَ فَقَالَ (4) اسْتَمْلِ ذَلِكَ مِنْ قُرَّاءِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَیَسْتَمْلِیهِ مِنْهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ مَنْ كُتِبَ أَجَلُهُ وَ عَمَلُهُ وَ رِزْقُهُ وَ سَعَادَةُ خَاتِمَتِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (5) كَتَبُوا [كُتِبَ] مِنْ عَمَلِهِ أَنَّهُ لَا یَعْمَلُ ذَنْباً أَبَداً إِلَی أَنْ یَمُوتَ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ شَكَاهُ بُرَیْدَةُ(6) وَ ذَاكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ جَیْشاً ذَاتَ یَوْمٍ لِغَزَاةٍ أَمَّرَ عَلَیْهِمْ عَلِیّاً صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا بَعَثَ جَیْشاً قَطُّ فِیهِمْ عَلِیٌّ إِلَّا جَعَلَهُ أَمِیرَهُمْ فَلَمَّا
ص: 66
غَنِمُوا رَغِبَ عَلِیٌّ فِی أَنْ یَشْتَرِیَ مِنْ جُمْلَةِ الْغَنَائِمِ جَارِیَةً فَجَعَلَ (1) ثَمَنَهَا فِی جُمْلَةِ الْغَنَائِمِ فَكَایَدَهُ فِیهَا حَاطِبُ بْنُ أَبِی بَلْتَعَةَ وَ بُرَیْدَةُ الْأَسْلَمِیُّ وَ زَایَدَاهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمَا یُكَایِدَانِهِ نَظَرَ إِلَیْهَا(2) إِلَی أَنْ بَلَغَتْ قِیمَتُهَا قِیمَةَ عَدْلٍ فِی یَوْمِهَا فَأَخَذَهَا بِذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعَا(3) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَوَاطَئَا عَلَی أَنْ یَقُولَ ذَلِكَ بُرَیْدَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَقَفَ بُرَیْدَةُ قُدَّامَ رَسُولِ اللَّهِ (4) فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی ابْنِ أَبِی طَالِبٍ (5) أَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْمَغْنَمِ دُونَ الْمُسْلِمِینَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَاءَ عَنْ یَمِینِهِ فَقَالَهَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ فَجَاءَ عَنْ یَسَارِهِ فَقَالَهَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ جَاءَ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَهَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ عَادَ إِلَی بَیْنِ یَدَیْهِ فَقَالَهَا فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ غَضَباً لَمْ یُرَ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ غَضَبٌ مِثْلُهُ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ مَا لَكَ آذَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ مُنْذُ الْیَوْمِ إِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ (6) عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِیناً وَ الَّذِینَ یُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَیْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِیناً(7) قَالَ بُرَیْدَةُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُنِی (8) قَصَدْتُكَ بِأَذًی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ وَ تَظُنُّ یَا بُرَیْدَةُ أَنَّهُ لَا یُؤْذِینِی إِلَّا مَنْ قَصَدَ ذَاتَ نَفْسِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ أَنَّ مَنْ آذَی عَلِیّاً فَقَدْ آذَانِی وَ مَنْ آذَانِی فَقَدْ آذَی اللَّهَ وَ مَنْ آذَی اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُؤْذِیَهُ بِأَلِیمِ عَذَابِهِ فِی نَارِ جَهَنَّمَ یَا بُرَیْدَةُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ قُرَّاءُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ مَلَكُ الْأَرْحَامِ قَالَ بُرَیْدَةُ بَلِ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ قُرَّاءُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَعْلَمُ وَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ أَعْلَمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 67
فَأَنْتَ أَعْلَمُ یَا بُرَیْدَةُ أَمْ حَفَظَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ بَلْ حَفَظَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَیْفَ تُخَطِّئُهُ وَ تَلُومُهُ وَ تُوَبِّخُهُ وَ تُشَنِّعُ عَلَیْهِ فِی فِعْلِهِ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ أَخْبَرَنِی عَنْ حَفَظَةِ عَلِیٍّ أَنَّهُمْ مَا كَتَبُوا عَلَیْهِ قَطُّ خَطِیئَةً مُنْذُ وُلِدَ وَ هَذَا مَلَكُ الْأَرْحَامِ حَدَّثَنِی أَنَّهُمْ كَتَبُوا قَبْلَ أَنْ یُولَدَ حِینَ اسْتَحْكَمَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَنَّهُ لَا یَكُونُ مِنْهُ خَطِیئَةٌ أَبَداً وَ هَؤُلَاءِ قُرَّاءُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَخْبَرُونِی لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِی اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ عَلِیٌّ الْمَعْصُومُ مِنْ كُلِّ خَطَإٍ وَ زَلَّةٍ فَكَیْفَ تُخَطِّئُهُ أَنْتَ یَا بُرَیْدَةُ وَ قَدْ صَوَّبَهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ یَا بُرَیْدَةُ لَا تَعَرَّضْ لِعَلِیٍّ بِخِلَافِ الْحَسَنِ الْجَمِیلِ فَإِنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ سَیِّدُ الصَّالِحِینَ وَ فَارِسُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ یَقُولُ (1) هَذَا لِی وَ هَذَا لَكِ ثُمَّ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ أَ تَرَی لِعَلِیٍ (2) مِنَ
الْحَقِّ عَلَیْكُمْ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ أَلَّا تُكَایِدُوهُ وَ لَا تُعَانِدُوهُ وَ لَا تُزَایِدُوهُ هَیْهَاتَ إِنَّ قَدْرَ عَلِیٍّ عِنْدَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ قَدْرِهِ عِنْدَكُمْ أَ وَ لَا أُخْبِرُكُمْ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَقْوَاماً یَمْتَلِئُ مِنْ جِهَةِ السَّیِّئَاتِ مَوَازِینُهُمْ فَیُقَالُ لَهُمْ هَذِهِ السَّیِّئَاتُ فَأَیْنَ الْحَسَنَاتُ وَ إِلَّا فَقَدْ عَصَیْتُمْ فَیَقُولُونَ یَا رَبَّنَا مَا نَعْرِفُ لَنَا حَسَنَاتٍ فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَئِنْ لَمْ تَعْرِفُوا لِأَنْفُسِكُمْ عِبَادِی حَسَنَاتٍ فَإِنِّی أَعْرِفُهَا لَكُمْ وَ أُوَفِّرُهَا عَلَیْكُمْ ثُمَّ یَأْتِی بِرُقْعَةٍ صَغِیرَةٍ یَطْرَحُهَا(3) فِی كِفَّةِ حَسَنَاتِهِمْ فَتَرْجَحُ بِسَیِّئَاتِهِمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا بَیْنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ (4) فَیُقَالُ لِأَحَدِهِمْ خُذْ بِیَدِ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ إِخْوَانِكَ وَ أَخَوَاتِكَ وَ خَاصَّتِكَ وَ قَرَابَاتِكَ وَ أَخْدَامِكَ وَ مَعَارِفِیكَ (5) فَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ فَیَقُولُ أَهْلُ الْمَحْشَرِ یَا رَبِ (6) أَمَّا الذُّنُوبُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا فَمَا ذَا كَانَتْ حَسَنَاتُهُمْ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عِبَادِی مَشَی أَحَدُهُمْ بِبَقِیَّةِ دَیْنٍ لِأَخِیهِ إِلَی
ص: 68
أَخِیهِ (1) فَقَالَ خُذْهَا فَإِنِّی أُحِبُّكَ بِحُبِّكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ قَدْ تَرَكْتُهَا لَكَ بِحُبِّكَ لِعَلِیٍّ وَ لَكَ مِنْ مَالِی مَا شِئْتَ فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ لَهُمَا فَحَطَّ بِهِ خَطَایَاهُمَا وَ جَعَلَ ذَلِكَ فِی حَشْوِ صَحِیفَتِهِمَا وَ مَوَازِینِهِمَا وَ أَوْجَبَ لَهُمَا وَ لِوَالِدَیْهِمَا الْجَنَّةَ(2) ثُمَّ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ إِنَّ مَنْ یَدْخُلُ النَّارَ بِبُغْضِ عَلِیٍّ أَكْثَرُ مِنْ حَصَی الْخَذْفِ (3) الَّذِی یُرْمَی عِنْدَ الْجَمَرَاتِ فَإِیَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِی خَلَقَكُمْ (4) اعْبُدُوهُ بِتَعْظِیمِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی خَلَقَكُمْ نَسَماً وَ سَوَّاكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَالَ وَ خَلَقَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ سَائِرِ أَصْنَافِ النَّاسِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (5).
«7»- یب، [تهذیب الأحكام] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ إِذَا أَرَادَ قَضَاءَ الْحَاجَةِ وَقَفَ عَلَی بَابِ الْمَذْهَبِ ثُمَّ الْتَفَتَ یَمِیناً وَ شِمَالًا إِلَی مَلَكَیْهِ فَیَقُولُ أَمِیطَا عَنِّی (6) فَلَكُمَا اللَّهُ عَلَی أَنْ لَا أُحْدِثَ حَدَثاً حَتَّی أَخْرُجَ إِلَیْكُمَا(7).
أَقُولُ قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ: نَصَّ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَتَّوَیْهِ فِی كِتَابِ الْكِفَایَةِ عَلَی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام مَعْصُومٌ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ وَاجِبَ الْعِصْمَةِ وَ لَا الْعِصْمَةُ شَرْطٌ فِی الْإِمَامَةِ لَكِنَّ أَدِلَّةَ النُّصُوصِ قَدْ دَلَّتْ عَلَی عِصْمَتِهِ وَ الْقَطْعِ عَلَی بَاطِنِهِ وَ مَغِیبِهِ وَ أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ اخْتَصَّ هُوَ بِهِ دُونَ غَیْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ الْفَرْقُ ظَاهِرٌ بَیْنَ قَوْلِنَا
ص: 69
زَیْدٌ مَعْصُومٌ وَ قَوْلِنَا(1) زَیْدٌ وَاجِبُ الْعِصْمَةِ لِأَنَّهُ إِمَامٌ وَ مِنْ شَرْطِ الْإِمَامِ أَنْ یَكُونَ مَعْصُوماً فَالاعْتِبَارُ الْأَوَّلُ مَذْهَبُنَا وَ الِاعْتِبَارُ الثَّانِی مَذْهَبُ الْإِمَامِیَّةِ(2).
أقول: قد مر أكثر أخبار الباب مع سائر القول فی ذلك مما یناسب الكتاب فی باب وجوب عصمة الإمام و قد مضی و سیأتی ما یدل علی ذلك فی أخبار كثیرة لا یمكن جمعها فی باب واحد و من أراد الدلائل العقلیة علی ذلك فلیرجع إلی الكتب الكلامیة لا سیما الشافی.
جعل أمر نسائه إلیه فی حیاته و بعد وفاته صلی اللّٰه علیه و آله
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَدَاءِ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ عَزَلَ بِهِ أَبَا بَكْرٍ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِینَ وَ نَقَلَةِ الْأَخْبَارِ(3) أَقُولُ: قَدْ مَضَی شَرْحُهُ مُسْتَوْفًی. ثُمَّ قَالَ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ (4)
ص: 70
وَ أَجْمَعَ أَهْلُ السِّیَرِ وَ قَدْ ذَكَرَهُ التَّارِیخِیُّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ خَالِداً إِلَی الْیَمَنِ یَدْعُوهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ فِیهِمُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ فَأَقَامَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ فَسَاءَ ذَلِكَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَهُ (1) أَنْ یَعْزِلَ خَالِداً فَلَمَّا بَلَغَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْقَوْمَ صَلَّی بِهِمُ الْفَجْرَ ثُمَّ قَرَأَ عَلَی الْقَوْمِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَسْلَمَ هَمْدَانُ كُلُّهَا فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ وَ تَبَایَعَ أَهْلُ الْیَمَنِ عَلَی الْإِسْلَامِ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَی هَمْدَانَ السَّلَامُ عَلَی هَمْدَانَ.
وَ مِنْ أَبْیَاتٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی یَوْمِ صِفِّینَ:
وَ لَوْ أَنَّ یَوْماً كُنْتُ بَوَّابَ جَنَّةٍ***لَقُلْتُ لِهَمْدَانَ ادْخُلُوا بِسَلَامٍ
وَ اسْتَنَابَهُ لَمَّا أَنْفَذَهُ إِلَی الْیَمَنِ قَاضِیاً عَلَی مَا أَطْبَقَ عَلَیْهِ الْوَلِیُّ وَ الْعَدُوُّ عَلَی قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ ضَرَبَ عَلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ سَدِّدْهُ وَ لَقِّنْهُ فَصْلَ الْخِطَابِ قَالَ فَلَمَا شَكَكْتُ (2) فِی قَضَاءٍ بَیْنَ اثْنَیْنِ بَعْدَ ذَلِكَ الْیَوْمِ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو یَعْلَی فِی مُسْنَدَیْهِمَا وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ مِنْ أَرْبَعَةِ طُرُقٍ.
وَ اسْتَنَابَهُ حِینَ أَنْفَذَهُ إِلَی الْمَدِینَةِ لِمُهِمٍّ شَرْعِیٍّ ذَكَرَهُ- أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ وَ الْفَضَائِلِ وَ أَبُو یَعْلَی فِی الْمُسْنَدِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْفَائِقِ وَ اللَّفْظُ لِأَحْمَدَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِی جَنَازَةٍ فَقَالَ مَنْ یَأْتِی الْمَدِینَةَ فَلَا یَدَعُ قَبْراً إِلَّا سَوَّاهُ وَ لَا صُورَةً إِلَّا لَطَخَهَا(3) وَ لَا وَثَناً إِلَّا كَسَرَهُ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا ثُمَّ هَابَ أَهْلَ الْمَدِینَةِ فَجَلَسَ فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَدَعْ بِالْمَدِینَةِ قَبْراً إِلَّا سَوَّیْتَهُ وَ لَا صُورَةً إِلَّا لَطَخْتُهَا وَ لَا وَثَناً إِلَّا كَسَرْتُهُ قَالَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ عَادَ فَصَنَعَ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ الْخَبَرَ:.
وَ اسْتَنَابَهُ فِی ذَبْحِ بَاقِی إِبِلِهِ فِیمَا زَادَ عَلَی ثَلَاثَةٍ وَ سِتِّینَ- رَوَی إِسْمَاعِیلُ الْبُخَارِیُّ وَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِیُّ وَ الْبَلاذُرِیُّ وَ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْأَصْفَهَانِیُ
ص: 71
فِی التَّرْغِیبِ وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنْ جَابِرٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَی رَسُولُ اللَّهِ مِائَةَ بَدَنَةٍ(1) فَقَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنَ الْمَدِینَةِ فَأَشْرَكَهُ فِی بُدْنِهِ بِالثُّلُثِ فَنَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِتّاً وَ سِتِّینَ بَدَنَةً وَ أَمَرَ عَلِیّاً فَنَحَرَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ وَ أَمَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ كُلِّ جَزُورٍ(2) بِبَضْعَةٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَا مِنَ اللَّحْمِ وَ حَسَیَا مِنَ الْمَرَقِ (3).
وَ فِی رِوَایَةِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أَقُومَ عَلَی الْبُدْنِ قَالَ فَإِذَا نَحَرْتَهَا فَتَصَدَّقْ بِجُلُودِهَا وَ بِجِلَالِهَا(4) وَ بِشُحُومِهَا وَ فِی رِوَایَةٍ أَنْ لَا أُعْطِیَ الْجَازِرَ مِنْهَا قَالَ نَحْنُ نُعْطِیهِ مِنْ عِنْدِنَا(5).
كَافِی الْكُلَیْنِیِّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتِّینَ وَ نَحَرَ عَلِیٌّ مَا غَبَرَ(6).
تَهْذِیبُ الْأَحْكَامِ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَرَغَ مِنَ السَّعْیِ قَالَ هَذَا جَبْرَئِیلُ یَأْمُرُنِی بِأَنْ آمُرَ مَنْ لَمْ یَسُقْ هَدْیاً أَنْ یُحِلَّ وَ لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِی مَا اسْتَدْبَرْتُ لَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا أَمَرْتُكُمْ وَ لَكِنِّی سُقْتُ الْهَدْیَ وَ كَانَ صلی اللّٰه علیه و آله سَاقَ الْهَدْیَ سِتّاً وَ سِتِّینَ أَوْ أَرْبَعاً وَ سِتِّینَ.
وَ جَاءَ عَلِیٌّ مِنَ الْیَمَنِ بِأَرْبَعٍ وَ ثَلَاثِینَ أَوْ سِتٍّ وَ ثَلَاثِینَ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ بِمَا أَهْلَلْتَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِهْلَالًا كَإِهْلَالِ النَّبِیِّ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْ عَلَی إِحْرَامِكَ مِثْلِی وَ أَنْتَ شَرِیكِی فِی هَدْیِی فَلَمَّا رَمَی الْجَمْرَةَ نَحَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهَا سِتّاً وَ سِتِّینَ وَ نَحَرَ عَلِیٌّ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِینَ وَ اسْتَنَابَهُ فِی التَّضَحِّی.
الْحَاكِمُ بْنُ الْبَیِّعِ فِی مَعْرِفَةِ عُلُومِ الْحَدِیثِ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ سَهْلٌ الْفَقِیهُ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَبِیبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی الْحَسْنَاءِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ یُضَحِّی بِكَبْشَیْنِ بِكَبْشٍ عَنِ النَّبِیِّ وَ بِكَبْشٍ عَنْ نَفْسِهِ
ص: 72
وَ قَالَ كَانَ أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أُضَحِّیَ عَنْهُ فَأَنَا أُضَحِّی عَنْهُ أَبَداً. وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ.
وَ اسْتَنَابَهُ فِی إِصْلَاحِ مَا أَفْسَدَهُ خَالِدٌ- رَوَی الْبُخَارِیُّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ خَالِداً فِی سَرِیَّةٍ فَأَغَارَ عَلَی حَیِّ أَبِی زَاهِرٍ الْأَسَدِیِّ وَ فِی رِوَایَةِ الطَّبَرِیِّ أَنَّهُ أَمَرَ بِكَتْفِهِمْ (1) ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی السَّیْفِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ قَتَلَ فَأَتَوْا بِالْكِتَابِ الَّذِی أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَاناً لَهُ وَ لِقَوْمِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا جَمِیعاً إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ وَ فِی رِوَایَةِ الْخُدْرِیِّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ مِنْ خَالِدٍ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ أَمَّا مَتَاعُكُمْ فَقَدْ ذَهَبَ فَاقْتَسَمَهُ الْمُسْلِمُونَ وَ لَكِنِّی أَرُدُّ عَلَیْكُمْ مِثْلَ مَتَاعِكُمْ ثُمَّ إِنَّهُ قُدِّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثُ رِزَمٍ (2) مِنْ مَتَاعِ الْیَمَنِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ فَاقْضِ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ ذِمَّةَ رَسُولِهِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ الرِّزَمَ الثَّلَاثَ فَأَمَرَ عَلِیٌّ بِنُسْخَةِ مَا أُصِیبَ لَهُمْ فَكَتَبُوا فَقَالَ خُذُوا هَذِهِ الرِّزْمَةَ فَقَوِّمُوهَا بِمَا أُصِیبَ لَكُمْ فَقَالُوا سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا أَكْبَرُ مِمَّا أُصِیبَ لَنَا فَقَالَ خُذُوا هَذِهِ الثَّانِیَةَ فَاكْسُوا عِیَالَكُمْ وَ خَدَمَكُمْ لِیَفْرَحُوا بِقَدْرِ مَا حَزِنُوا وَ خُذُوا الثَّالِثَةَ بِمَا عَلِمْتُمْ وَ مَا لَا تَعْلَمُوا لِتَرْضَوْا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا قَدِمَ عَلِیٌّ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَهُ بِالَّذِی مِنْهُ (3) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَ قَالَ أَدَّی اللَّهُ عَنْ ذِمَّتِكَ كَمَا أَدَّیْتَ عَنْ ذِمَّتِی وَ نَحْوُ ذَلِكَ رُوِیَ أَیْضاً فِی بَنِی جَذِیمَةَ(4) الْحِمْیَرِیُّ:
مَنْ ذَا الَّذِی أَوْصَی إِلَیْهِ مُحَمَّدٌ***یَقْضِی الْعِدَاتِ فَأَنْفَذَ الْأَقْضَاءَ
وَ قَدْ وَلَّاهُ فِی رَدِّ الْوَدَائِعِ لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ اسْتَخْلَفَ عَلِیّاً صلی اللّٰه علیه و آله فِی آلِهِ وَ مَالِهِ فَأَمَرَهُ أَنْ یُؤَدِّیَ عَنْهُ كُلَّ دَیْنٍ وَ كُلَّ وَدِیعَةٍ وَ أَوْصَی إِلَیْهِ بِقَضَاءِ دُیُونِهِ-.
الطَّبَرِیُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ عَبَّادٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ یُؤَدِّی عَنِّی دَیْنِی وَ یَقْضِی عِدَاتِی وَ یَكُونُ مَعِی فِی الْجَنَّةِ قُلْتُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ.
ص: 73
فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ سَلْمَانُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُنْجِزُ عِدَاتِی وَ یَقْضِی دَیْنِی.
أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ عَنِ ابْنِ آدَمَ السَّلُولِیِّ وَ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِیِّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ لَا یَقْضِی عَنِّی دَیْنِی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ.
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ وَعْدِی.
وَ قَوْلُهُ: أَنْتَ قَاضِی دَیْنِی.
فِی رِوَایَاتٍ كَثِیرَةٍ
قَتَادَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام نَادَی ثَلَاثَةَ أَعْوَامٍ بِالْمَوْسِمِ مَنْ كَانَ لَهُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ(1) فَلْیَأْتِنَا نَقْضِی عَنْهُ.
وَ رَوَتِ الْعَامَّةُ عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ: أَنَّهُ أَتَی رَجُلٌ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَعَدَنِی أَنْ یَحْثُوَ لِی ثَلَاثَ حَثَیَاتٍ (2) مِنْ تَمْرٍ فَقَالَ یَا عَلِیُّ فَاحْثُهَا لَهُ فَعَدَّهَا أَبُو بَكْرٍ فَوَجَدَ فِی كُلِّ حَثْیَةٍ سِتِّینَ تَمْرَةً فَقَالَ صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ یَا أَبَا بَكْرٍ كَفِّی وَ كَفُّ عَلِیٍّ فِی الْعَدَدِ سَوَاءٌ وَ دَیْنُ النَّبِیِّ إِنَّمَا كَانَ عِدَاتُهُ وَ هِیَ ثَمَانُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَدَّاها.
وَ مِمَّا قَضَی عَنْهُ الدَّیْنَ دَیْنُ اللَّهِ الَّذِی هُوَ أَعْظَمُ وَ ذَلِكَ مَا كَانَ افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَیْهِ فَقُبِضَ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ أَنْ یَقْضِیَهُ وَ أَوْصَی عَلِیَّاً بِقَضَائِهِ عَنْهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّبِیُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِینَ (3) فَجَاهَدَ الْكُفَّارَ فِی حَیَاتِهِ وَ أَمَرَ عَلِیّاً بِجِهَادِ الْمُنَافِقِینَ بَعْدَ وَفَاتِهِ فَجَاهَدَ النَّاكِثِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ قَضَی بِذَلِكَ دَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ الَّذِی كَانَ لِرَبِّهِ عَلَیْهِ.
وَ إِنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ إِلَیْهِ
أَبُو الدرعل الْمُرَادِیُّ وَ صَالِحٌ مَوْلَی التومة عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ إِلَی عَلِیٍّ.
الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: بَعَثَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الْجَمَلِ إِلَی عَائِشَةَ ارْجِعِی وَ إِلَّا تَكَلَّمْتُ بِكَلَامٍ تَبَرَّیْنَ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِلْحَسَنِ اذْهَبْ إِلَی فُلَانَةَ فَقُلْ لَهَا قَالَ لَكِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ(4) وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَئِنْ لَمْ تَرْحَلِی السَّاعَةَ لَأَبْعَثَنَ
ص: 74
إِلَیْكِ بِمَا تَعْلَمِینَ فَلَمَّا أَخْبَرَهَا الْحَسَنُ بِمَا قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَامَتْ ثُمَّ قَالَتْ خَلُّونِی (1) فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنَ الْمَهَالِبَةِ أَتَاكِ ابْنُ عَبَّاسٍ شَیْخُ بَنِی هَاشِمٍ وَ حَاوَرْتِیهِ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِكِ مُغْضَباً وَ أَتَاكِ غُلَامٌ فَأَقْلَعْتِ قَالَتْ إِنَّ هَذَا الْغُلَامَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی مُقْلَتَیْ (2) رَسُولِ اللَّهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی هَذَا الْغُلَامِ وَ قَدْ بَعَثَ إِلَیَّ بِمَا عَلِمْتِ قَالَتْ فَأَسْأَلُكِ بِحَقِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْكِ إِلَّا أَخْبَرْتِینَا بِالَّذِی بَعَثَ إِلَیْكِ قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ بِیَدِ عَلِیٍّ فَمَنْ طَلَّقَهَا فِی الدُّنْیَا بَانَتْ مِنْهُ فِی الْآخِرَةِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: كَانَ النَّبِیُّ یَقْسِمُ نَفْلًا(3) فِی أَصْحَابِهِ فَسَأَلْنَاهُ أَنْ یُعْطِیَنَا مِنْهُ شَیْئاً وَ أَلْحَحْنَا عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ فَلَامَنَا عَلِیٌّ فَقَالَ حَسْبُكُنَّ مَا أَضْجَرْتُنَّ رَسُولَ اللَّهِ فَتَهَجَّمْنَاهُ فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّا اسْتَقْبَلْنَا بِهِ عَلِیّاً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ طَلَاقَهُنَّ إِلَیْكَ فَمَنْ طَلَّقْتَهَا مِنْهُنَّ فَهِیَ بَائِنَةٌ وَ لَمْ یُوَقِّتِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذَلِكَ وَقْتاً فِی حَیَاةٍ وَ لَا مَوْتٍ فَهِیَ تِلْكَ الْكَلِمَةُ فَأَخَافُ أَنْ أَبِینَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ.
خطیب خوارزم:
علی فی النساء له وصی***أمین لم یمانع بالحجاب.
و استنابه فی مبیته علی فراشه لیلة الغار و استنابه فی نقل الحرم إلی المدینة بعد ثلاثة أیام و استنابه فی خاصة أمره و حفظ سره مثل حدیث ماریة لما قرفوها(4) و استنابه علی المدینة لما خرج إلی تبوك و استنابه فی قتل الصنادید من قریش و ولاه علیهم عند هزیمتهم و ولاه حین بعثه إلی فدك و ولاه الخروج إلی بنی زهرة و ولاه یوم أحد فی أخذ الرایة و كان صاحب رایته دونهم و ولاه علی نفسه عند وفاته و علی غسله و تكفینه و الصلاة علیه و دفنه و قد روی عنه: إنا أهل بیت النبوة و الرسالة و الإمامة و إنه لا یجوز أن یقبلنا عند ولادتنا القوابل.
و إن الإمام لا یتولی ولادته و تغمیضه (5) و غسله و دفنه
ص: 75
إلا إمام مثله فتولی ولادته رسول اللّٰه و تولی وفاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی و تولی أمیر المؤمنین ولادة الحسن و الحسین و تولیاه وفاته و وصی إلیه أمر الأمة علی ما یأتی بیانه إن شاء اللّٰه.
و قد استنابه یوم الفتح فی أمر عظیم فإنه وقف حتی صعد علی كتفیه و تعلق بسطح البیت و صعد و كان یقلع الأصنام بحیث یهتز حیطان البیت و یرمی بها فتنكسر
وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ فِی مُسْنَدَیْهِمَا وَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ وَ الْخَطِیبُ الْخُوارِزْمِیُّ فِی أَرْبَعِینِهِ وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ وَ أَبُو الْمَضَاءِ صَبِیحٌ مَوْلَی الرِّضَا علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یُحَدِّثُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ رَفَعْناهُ مَكاناً عَلِیًّا(1) قَالَ نَزَلَتْ فِی صُعُودِ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی ظَهْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِقَلْعِ الصَّنَمِ.
أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی نُزُولِ الْقُرْآنِ فِی شَأْنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: قَالَ لِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلْنَا مَعَ النَّبِیِّ مَكَّةَ وَ فِی الْبَیْتِ وَ حَوْلَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ صَنَماً فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُلْقِیَتْ كُلُّهَا لِوُجُوهِهَا وَ كَانَ عَلَی الْبَیْتِ صَنَمٌ طَوِیلٌ یُقَالُ لَهُ هُبَلُ فَنَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ وَ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ تَرْكَبُ عَلَیَّ أَوْ أَرْكَبُ عَلَیْكَ لِأُلْقِیَ هُبَلَ عَنْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ تَرْكَبُنِی فَلَمَّا جَلَسَ عَلَی ظَهْرِی لَمْ أَسْتَطِعْ حَمْلَهُ لِثِقْلِ الرِّسَالَةِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلْ أَرْكَبُكَ فَضَحِكَ وَ نَزَلَ وَ طَأْطَأَ لِی ظَهْرَهُ (2) وَ اسْتَوَیْتُ عَلَیْهِ فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَمْسِكَ السَّمَاءَ لَمَسَكْتُهَا بِیَدِی فَأَلْقَیْتُ هُبَلَ عَنْ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (3).
وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِیبُ فِی كِتَابَیْهِمَا بِالْإِسْنَادِ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ حُكَیْمٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو مَرْیَمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: انْطَلَقَ بِی رَسُولُ اللَّهِ
ص: 76
صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْأَصْنَامِ فَقَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ إِلَی جَنْبِ الْكَعْبَةِ ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَی مَنْكِبِی ثُمَّ قَالَ لِی انْهَضْ بِی إِلَی الصَّنَمِ فَنَهَضْتُ بِهِ فَلَمَّا رَأَی ضَعْفِی عَنْهُ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ وَ أَنْزَلْتُهُ عَنِّی وَ جَلَسَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ لِیَ اصْعَدْ یَا عَلِیُّ فَصَعِدْتُ عَلَی
مَنْكِبِهِ ثُمَّ نَهَضَ بِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا نَهَضَ بِی خُیِّلَ لِی أَنِّی لَوْ شِئْتُ نِلْتُ السَّمَاءَ وَ صَعِدْتُ عَلَی الْكَعْبَةِ وَ تَنَحَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَلْقَیْتُ صَنَمَهُمُ الْأَكْبَرَ صَنَمَ قُرَیْشٍ وَ كَانَ مِنْ نُحَاسٍ مُوَتَّداً بِأَوْتَادٍ مِنْ حَدِیدٍ إِلَی الْأَرْضِ الْخَبَرَ.
وَ فِی رِوَایَةِ الْخَطِیبِ: فَإِنَّهُ یُخَیَّلُ إِلَیَ (1) أَنِّی لَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ إِلَی أُفُقِ السَّمَاءِ.
وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَاصِمِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْبَیْهَقِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْمِلْنِی لِنَطْرَحَ الْأَصْنَامَ عَنِ الْكَعْبَةِ فَلَمْ أُطِقْ حَمْلَهُ فَحَمَلَنِی فَلَوْ شِئْتُ أَتَنَاوَلُ السَّمَاءَ فَعَلْتُ.
وَ فِی خَبَرٍ: وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَنَالَ السَّمَاءَ بِیَدِی لَنِلْتُهَا.
وَ رَوَی الْقَاضِی أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ شُیُوخٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قُمْ بِنَا إِلَی الصَّنَمِ فِی أَعْلَی الْكَعْبَةِ لِنَكْسِرَهُ فَقَامَا جَمِیعاً فَلَمَّا أَتَیَاهُ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قُمْ عَلَی عَاتِقِی (2) حَتَّی أَرْفَعَكَ عَلَیْهِ فَأَعْطَاهُ عَلِیٌّ ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَاتِقِهِ ثُمَّ رَفَعَهُ حَتَّی وَضَعَهُ عَلَی الْبَیْتِ فَأَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام الصَّنَمَ وَ هُوَ مِنْ نُحَاسٍ فَرَمَی بِهِ مِنْ فَوْقِ الْكَعْبَةِ فَنَادَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْزِلْ فَوَثَبَ مِنْ أَعْلَی الْكَعْبَةِ كَأَنَّمَا كَانَ لَهُ جَنَاحَانِ وَ یُقَالُ إِنَّ عُمَرَ كَانَ تَمَنَّی ذَلِكَ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ الَّذِی عَبَدَهُ لَا یَقْلَعُهُ وَ لَمَّا صَعِدَ أَبُو بَكْرٍ الْمِنْبَرَ نَزَلَ مِرْقَاةً فَلَمَّا صَعِدَ عُمَرُ نَزَلَ مِرْقَاةً فَلَمَّا صَعِدَ عُثْمَانُ نَزَلَ مِرْقَاةً(3) فَلَمَّا صَعِدَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ صَعِدَ إِلَی مَوْضِعٍ یَجْلِسُ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسُمِعَ مِنَ النَّاسِ ضَوْضَاءٌ(4) فَقَالَ مَا هَذَا الَّذِی أَسْمَعُهَا قَالُوا لِصُعُودِكَ إِلَی مَوْضِعِ
ص: 77
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِی لَمْ یَصْعَدْهُ الَّذِی تَقَدَّمَكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ قَامَ مَقَامِی وَ لَمْ یَعْمَلْ بِعَمَلِی أَكَبَّهُ اللَّهُ فِی النَّارِ وَ أَنَا وَ اللَّهِ الْعَامِلُ بِعَمَلِهِ الْمُمْتَثِلُ قَوْلَهُ الْحَاكِمُ بِحُكْمِهِ فَلِذَلِكَ قُمْتُ هُنَا ثُمَّ ذَكَرَ فِی خُطْبَتِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ قُمْتُ مَقَامَ أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی لِأَنَّهُ أَعْلَمَنِی بِسِرِّی وَ مَا یَكُونُ مِنِّی فَكَأَنَّهُ قَالَ أَنَا الَّذِی وَضَعْتُ قَدَمِی عَلَی خَاتَمِ النُّبُوَّةِ فَمَا هَذِهِ الْأَعْوَادُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنِّی وَ قَالَ علیه السلام فِی خُطْبَةِ الِافْتِخَارِ أَنَا كَسَرْتُ الْأَصْنَامَ أَنَا رَفَعْتُ الْأَعْلَامَ أَنَا بَنَیْتُ الْإِسْلَامَ وَ قَالَ ابْنُ نُبَاتَةَ حَتَّی شُدَّ بِهِ أَطْنَابُ
الْإِسْلَامِ وَ هُدَّ بِهِ أَحْزَابُ الْأَصْنَامِ فَأَصْبَحَ الْإِیمَانُ فَاشِیاً بِإِقْبَالِهِ (1) وَ الْبُهْتَانُ مُتَلَاشِیاً بِصِیَالِهِ (2) وَ لِمَقَامِ إِبْرَاهِیمَ شَرَفٌ عَلَی كُلِّ حَجَرٍ لِكَوْنِهِ مَقَاماً لِقَدَمِ إِبْرَاهِیمَ فَیَجِبُ أَنْ یَكُونَ قَدَمُ عَلِیٍّ أَكْرَمَ مِنْ رُءُوسِ أَعْدَائِهِ لِأَنَّ مَقَامَهُ كَتِفُ النُّبُوَّةِ.
مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی أَبُو مَرْیَمَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: انْطَلَقْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ لَیْلًا حَتَّی أَتَیْنَا الْكَعْبَةَ فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مَنْكِبِی ثُمَّ نَهَضْتُ بِهِ فَلَمَّا رَأَی ضَعْفِی عَنْهُ قَالَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ لِی وَ قَالَ اصْعَدْ عَلَی مَنْكِبِی ثُمَّ صَعِدْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ نَهَضَ بِی حَتَّی إِنَّهُ لَیُخَیَّلُ إِلَیَّ لَوْ شِئْتُ نِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ وَ صَعِدْتُ عَلَی الْبَیْتِ فَأَتَیْتُ صَنَمَ قُرَیْشٍ وَ هُوَ بِمِثَالِ رَجُلٍ مِنْ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ الْحَدِیثَ.
وَ رَوَی إِسْمَاعِیلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیُّ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ صَنَمٌ لِخُزَاعَةَ مِنْ فَوْقِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ انْطَلِقْ بِنَا نُلْقِی هَذَا الصَّنَمَ عَنِ الْبَیْتِ فَانْطَلَقَا لَیْلًا فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْقَ عَلَی ظَهْرِی وَ كَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ أَرْبَعِینَ ذِرَاعاً فَحَمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ انْتَهَیْتَ یَا عَلِیُّ قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ هَمَمْتُ أَنْ أَمَسَّ الْسَمَاءَ بِیَدِی لَمَسِسْتُهَا وَ احْتَمَلَ الصَّنَمَ وَ جَلَدَ بِهِ الْأَرْضَ (3) فَتَقَطَّعَ قِطَعاً ثُمَّ تَعَلَّقَ بِالْمِیزَابِ وَ تَخَلَّی بِنَفْسِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَلَمَّا سَقَطَ ضَحِكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا
ص: 78
یُضْحِكُكَ یَا عَلِیُّ أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ قَالَ ضَحِكْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَعَجُّباً مِنْ أَنِّی رَمَیْتُ بِنَفْسِی مِنْ فَوْقِ الْبَیْتِ إِلَی الْأَرْضِ فَمَا أَلِمْتُ وَ لَا أَصَابَنِی وَجَعٌ فَقَالَ كَیْفَ تَأْلَمُ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَوْ یُصِیبُكَ وَجَعٌ إِنَّمَا رَفَعَكَ مُحَمَّدٌ وَ أَنْزَلَكَ جَبْرَئِیلُ.
وَ فِی أَرْبَعِینِ الْخُوارِزْمِیِّ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَشِینَا أَنْ یَرَانَا أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ أَوْ غَیْرِهِمْ فَقَذَفْتُهُ فَتَكَسَّرَ وَ نَزَوْتُ (1) مِنْ فَوْقِ الْكَعْبَةِ.
فهذه دلالات ظاهرة علی أنه أقرب الناس إلیه و أخصهم لدیه و أنه ولی عهده و وصیه علی أمته من بعده و أنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یستنب المشایخ فی شی ء إلا ما روی فی أبی بكر أنه استنابه فی الحج و فی قول عائشة مروا أبا بكر لیصلی بالناس و كلا الموضعین فیه خلاف و لعلی بن أبی طالب مزایا فإنه لم یول علیه أحدا و ما أخرجه إلی موضع و لا تركه فی قوم إلا ولاه علیهم و كان الشیخان تحت ولایة أسامة و عمرو بن العاص و غیرهما(2).
«2»- مع، [معانی الأخبار] ع، [علل الشرائع] أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُكَتِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ بَشِیرِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ قِیلَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ كَثِیرٍ التَّمِیمِیِّ الْیَمَانِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَرْبٍ الْهِلَالِیَّ أَمِیرَ الْمَدِینَةِ یَقُولُ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فِی نَفْسِی مَسْأَلَةٌ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِمَسْأَلَتِكَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَاسْأَلْ (3) قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تَعْرِفُ مَا فِی نَفْسِی قَبْلَ سُؤَالِی فَقَالَ (4) بِالتَّوَسُّمِ وَ التَّفَرُّسِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (5) وَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی بِمَسْأَلَتِی قَالَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ لِمَ لَمْ یُطِقْ حَمْلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ حَطِّ الْأَصْنَامِ (6) مِنْ سَطْحِ الْكَعْبَةِ مَعَ قُوَّتِهِ وَ شِدَّتِهِ وَ مَعَ مَا ظَهَرَ مِنْهُ
ص: 79
فِی قَلْعِ بَابِ الْقَوْمِ بِخَیْبَرَ(1) وَ الرَّمْیِ بِهِ إِلَی وَرَائِهِ أَرْبَعِینَ ذِرَاعاً وَ كَانَ لَا یُطِیقُ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرْكَبُ النَّاقَةَ وَ الْفَرَسَ وَ الْحِمَارَ(2) وَ رَكِبَ الْبُرَاقَ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَ كُلُّ ذَلِكَ دُونَ عَلِیٍّ فِی الْقُوَّةِ وَ الشِّدَّةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ عَنْ هَذَا وَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً بِرَسُولِ اللَّهِ تَشَرَّفَ (3) وَ بِهِ ارْتَفَعَ وَ بِهِ وَصَلَ إِلَی أَنْ أَطْفَأَ نَارَ الشِّرْكِ وَ أَبْطَلَ كُلَّ مَعْبُودٍ(4) مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ عَلَاهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَطِّ الْأَصْنَامِ لَكَانَ بِعَلِیٍّ مُرْتَفِعاً وَ شَرِیفاً وَاصِلًا إِلَی حَطِّ الْأَصْنَامِ وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ أَفْضَلَ مِنْهُ (5) أَ لَا تَرَی أَنَّ عَلِیّاً قَالَ لَمَّا عَلَوْتُ ظَهْرَ رَسُولِ اللَّهِ شُرِّفْتُ وَ ارْتَفَعْتُ حَتَّی لَوْ شِئْتُ أَنْ أَنَالَ السَّمَاءَ لَنِلْتُهَا أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمِصْبَاحَ هُوَ الَّذِی یُهْتَدَی بِهِ فِی الظُّلْمَةِ وَ انْبِعَاثُ فَرْعِهِ مِنْ أَصْلِهِ وَ قَدْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا مِنْ أَحْمَدَ كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا كَانَا نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ بِأَلْفَیْ عَامٍ (6) وَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ لَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ النُّورَ رَأَتْ لَهُ أَصْلًا قَدْ تَشَعَّبَ مِنْهُ (7) شُعَاعٌ لَامِعٌ فَقَالَتْ إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا مَا هَذَا النُّورُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَی إِلَیْهِمْ هَذَا نُورٌ مِنْ نُورِی أَصْلُهُ نُبُوَّةٌ وَ فَرْعُهُ إِمَامَةٌ أَمَّا النُّبُوَّةُ فَلِمُحَمَّدٍ عَبْدِی وَ رَسُولِی
ص: 80
وَ أَمَّا الْإِمَامَةُ فَلِعَلِیٍّ حُجَّتِی وَ وَلِیِّی وَ لَوْلَاهُمَا مَا خَلَقْتُ خَلْقِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَفَعَ یَدَ عَلِیٍّ علیه السلام(1) بِغَدِیرِ خُمٍّ حَتَّی نَظَرَ النَّاسُ إِلَی بَیَاضِ إِبْطَیْهِمَا فَجَعَلَهُ وَلِیَّ الْمُسْلِمِینَ (2) وَ إِمَامَهُمْ وَ قَدِ احْتَمَلَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام یَوْمَ حَظِیرَةِ بَنِی النَّجَّارِ فَلَمَّا قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ نَاوِلْنِی أَحَدَهُمَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نِعْمَ الرَّاكِبَانِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا(3) وَ أَنَّهُ كَانَ یُصَلِّی بِأَصْحَابِهِ فَأَطَالَ سَجْدَةً مِنْ سَجَدَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قِیلَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَطَلْتَ هَذِهِ السَّجْدَةَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ ابْنِی ارْتَحَلَنِی فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَاجِلَهُ (4) حَتَّی یَنْزِلَ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِكَ رَفْعَهُمْ وَ تَشْرِیفَهُمْ فَالنَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِمَامٌ نَبِیٌ (5) وَ عَلِیٌّ إِمَامٌ لَیْسَ بِنَبِیٍّ وَ لَا رَسُولٍ فَهُوَ غَیْرُ مُطِیقٍ لِأَثْقَالِ النُّبُوَّةِ-(6) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْهِلَالِیُّ فَقُلْتُ لَهُ زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّكَ لَأَهْلُ الزِّیَادَةِ(7) إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَمَلَ عَلِیّاً عَلَی ظَهْرِهِ یُرِیدُ بِذَلِكَ أَنَّهُ أَبُو وُلْدِهِ وَ إِمَامَةُ الْأَئِمَّةِ مِنْ صُلْبِهِ (8) كَمَا حَوَّلَ رِدَاءَهُ فِی صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ وَ أَرَادَ أَنْ یُعْلِمَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ تَحَوَّلَ الْجَدْبُ خِصْباً(9) قَالَ قُلْتُ لَهُ زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ احْتَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً یُرِیدُ بِذَلِكَ أَنْ یُعْلِمَ قَوْمَهُ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی یُخَفِّفُ عَنْ ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ مَا عَلَیْهِ مِنَ الدَّیْنِ وَ الْعِدَاتِ وَ الْأَدَاءِ عَنْهُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زِدْنِی فَقَالَ احْتَمَلَهُ (10) لِیُعْلِمَ بِذَلِكَ أَنَّهُ قَدِ احْتَمَلَهُ وَ مَا حَمَلَ إِلَّا لِأَنَّهُ مَعْصُومٌ لَا یَحْمِلُ
ص: 81
وِزْراً(1) فَتَكُونُ أَفْعَالُهُ عِنْدَ النَّاسِ حِكْمَةً وَ ثَوَاباً وَ قَدْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَمَلَنِی ذُنُوبَ شِیعَتِكَ ثُمَّ غَفَرَهَا لِی وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لِیَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ(2) وَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (3) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّهَا النَّاسُ عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا یَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَیْتُمْ وَ عَلِیٌّ نَفْسِی وَ أَخِی أَطِیعُوا عَلِیّاً فَإِنَّهُ مُطَهَّرٌ مَعْصُومٌ لَا یَضِلُّ وَ لَا یَشْقَی ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ قُلْ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَیْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَیْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِیعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ (4) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْهِلَالِیُّ ثُمَّ قَالَ (5) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَیُّهَا الْأَمِیرُ لَوْ أَخْبَرْتُكَ بِمَا فِی حَمْلِ النَّبِیِّ عَلِیّاً عِنْدَ حَطِّ الْأَصْنَامِ مِنْ سَطْحِ الْكَعْبَةِ مِنَ الْمَعَانِی الَّتِی أَرَادَهَا بِهِ لَقُلْتَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَمَجْنُونٌ فَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ سَمِعْتَ (6) فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ یَدَیْهِ وَ قُلْتُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسالَتَهُ (7).
بیان: قوله علیه السلام و انبعاث فرعه هو مبتدأ و الظرف خبره یعنی أن فرع المصباح أی النور المتصاعد منه سوی ما یخلط بالفتیلة أو المصباح الآخر الذی یقتبس منه مع انبعاثه عن أصله و كونه أدون منه مرتفع علیه و یكون فوقه فكذلك رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله المصباح الذی یهتدی به فی ظلمات الضلالة و الجهالة و أمیر المؤمنین صلی اللّٰه علیه و آله فرعه و لذا علاه و ركبه و علی هذا یكون وجها آخر و هو الظاهر و یحتمل أن یكون المراد أن أمیر المؤمنین علیه السلام فرع النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلو صار النبی صلی اللّٰه علیه و آله به مرتفعا لكان علی أفضل
ص: 82
منه فیلزم زیادة الفرع علی الأصل فیكون تتمة للوجه الأول قوله علیه السلام فالنبی إمام نبی أقول یحتمل وجهین.
الأول أن یكون من تتمة الوجوه السابقة فالمعنی أن علیا لما لم یطق ما یطیقه النبی صلی اللّٰه علیه و آله(1) و لم یكن له طاقة تلك المرتبة العظمی من النبوة فلو كان رفع النبی صلی اللّٰه علیه و آله به كان أفضل منه لأنه حینئذ كان مبینا لفضل النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله به مشرفا و مرتفعا و هو كان غیر بالغ رتبته فكیف یكون أفضل منه.
الثانی أن یكون علة أخری لأصل المطلوب و هی أنه علیه السلام لم یكن لیقدر علی حمله لكونه حاملا لما لا یطیق حمله من أعباء النبوة و لما كان جواب ما اعترض به السائل من ركوبه علی الناقة و البراق ظاهرا فی نفسه و قد تبین فی عرض الكلام أیضا لم یتعرض له إذ هذا الثقل لم یكن من قبیل ثقل الأجسام لیظهر علی غیر ذوی العقول بل لا یظهر إلا لمن كان عارفا بتلك الدرجة القصوی حق معرفتها مدانیا لها و یكون حمله الجسمانی مقرونا بالحمل الروحانی و یكون لتجرده و تقدسه و روحانیته واجدا
لثقل الرتب و المعانی فیكون الحمل علیه كالانتقاش علی العقول و النفوس المجردة و بالجملة هذا من الأسرار التی لا یطلع علیها إلا من كان عالما بغرائب أحوالهم.
قوله علیه السلام إنه أبو ولده أی لما كانت الذریة فی صلب الإنسان و رفعه النبی صلی اللّٰه علیه و آله فوق صلبه عرف الناس أنه عال علی الذریة و والدهم و إمامهم قوله و قد قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله أقول ما سیذكر بعد ذلك یحتمل وجوها الأول أن یكون مؤیدات لما دل علیه الحمل من عصمته لأنه قال النبی صلی اللّٰه علیه و آله حملنی ذنوب شیعتك و لو كان له ذنب لكان ذنبه أولی بالحمل فیدل علی أنه علیه السلام كان معصوما الثانی أن یكون علیه السلام ذكر بعض فضائله استطرادا أو تأییدا لفضائله و لم یكن المراد إثبات العصمة الثالث أن یكون وجها آخر للحمل و هو أنه لما كان حمل علی مستلزما لحمل ذنوب شیعته و لم یكن هذا لائقا بعصمته (2) غفرها اللّٰه تعالی فصار هذا الحمل سببا لغفران ذنوب شیعة
ص: 83
علی و لذا نسب اللّٰه الذنوب إلیه فی قوله تعالی ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ لأنه بالحمل صار كأنها ذنبه.
قوله صلی اللّٰه علیه و آله و علی نفسی أی یلزمنی ملازمته و محافظته و بیان فضله لقوله تعالی عَلَیْكُمْ أَنْفُسَكُمْ قوله تعالی فَإِنَّما عَلَیْهِ ما حُمِّلَ یدخل فیه ذنوب الشیعة علی تفسیره علیه السلام فلا تغفل.
«3»- عم، [إعلام الوری]: مِنْ خَصَائِصِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله حَمَلَهُ فَطَرَحَ الْأَصْنَامَ (1) مِنَ الْكَعْبَةِ.
فَرَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ أَبِی هِنْدٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْمِلْنِی لِنَطْرَحَ الْأَصْنَامَ مِنَ الْكَعْبَةِ فَلَمْ أُطِقْ حَمْلَهُ فَحَمَلَنِی فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَتَنَاوَلَ السَّمَاءَ فَعَلْتُ.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ طَوِیلٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: فَحَمَلَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَالَجْتُ ذَلِكَ حَتَّی قَذَفْتُ بِهِ وَ نَزَلْتُ (2) أَوْ قَالَ نَزَوْتُ الشَّكُّ مِنَ الرَّاوِی (3).
وَ مِنْهَا(4): أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَجَدَ فِیهِ ثَلَاثَمِائَةٍ وَ سِتِّینَ صَنَماً بَعْضُهَا مَشْدُودٌ بِبَعْضٍ فَقَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَعْطِنِی یَا عَلِیُّ كَفّاً مِنَ الْحَصَی فَقَبَضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَهُ كَفّاً مِنَ الْحَصَی فَرَمَاهَا بِهِ وَ هُوَ یَقُولُ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً(5) فَمَا بَقِیَ مِنْهَا صَنَمٌ إِلَّا خَرَّ لِوَجْهِهِ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ مِنَ الْمَسْجِدِ فَكُسِرَتْ (6).
«4»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ بِمَنْزِلِ خَدِیجَةَ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَیْهِ قَالَ اتْبَعْنِی یَا عَلِیُّ فَمَا زَالَ یَمْشِی وَ أَنَا خَلْفَهُ وَ نَحْنُ نَخْرِقُ
ص: 84
دُرُوبَ (1) مَكَّةَ حَتَّی أَتَیْنَا الْكَعْبَةَ وَ قَدْ أَنَامَ اللَّهُ كُلَّ عَیْنٍ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اصْعَدْ عَلَی كَتِفِی یَا عَلِیُّ قَالَ ثُمَّ انْحَنَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَعِدْتُ عَلَی كَتِفِهِ فَأَلْقَیْتُ الْأَصْنَامَ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ خَرَجْنَا مِنَ الْكَعْبَةِ(2) شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَی حَتَّی أَتَیْنَا مَنْزِلَ خَدِیجَةَ فَقَالَ لِی إِنَّ أَوَّلَ مَنْ كَسَرَ الْأَصْنَامَ جَدُّكَ إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ أَنْتَ یَا عَلِیُّ آخِرُ مَنْ كَسَرَ الْأَصْنَامَ فَلَمَّا أَصْبَحُوا(3) أَهْلُ مَكَّةَ وَجَدُوا الْأَصْنَامَ مَنْكُوسَةً مَكْبُوبَةً عَلَی رُءُوسِهَا فَقَالُوا مَا فَعَلَ هَذَا إِلَّا مُحَمَّدٌ(4) وَ ابْنُ عَمِّهِ ثُمَّ لَمْ یَقُمْ بَعْدَهَا فِی الْكَعْبَةِ صَنَمٌ (5).
«5»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَتَیْنَا الْكَعْبَةَ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ اجْلِسْ وَ صَعِدَ عَلَی مَنْكِبَیَّ فَنَهَضْتُ بِهِ فَرَأَی (6) مِنِّی ضَعْفاً فَنَزَلَ وَ جَلَسَ لِی نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ اصْعَدْ عَلَی مَنْكِبَیَّ فَصَعِدْتُ عَلَی مَنْكِبَیْهِ قَالَ فَنَهَضَ لِی (7) قَالَ فَإِنَّهُ تُخُیِّلَ إِلَیَّ أَنِّی لَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ حَتَّی صَعِدْتُ عَلَی الْبَیْتِ وَ عَلَیْهِ تِمْثَالُ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ فَجَعَلْتُ أُزَاوِلُهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ (8) وَ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّی إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اقْذِفْ بِهِ فَقَذَفْتُ بِهِ فَتَكَسَّرَ كَمَا تَنْكَسِرُ الْقَوَارِیرُ(9) ثُمَّ نَزَلْتُ وَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ نَسْتَبِقُ
ص: 85
حَتَّی تَوَارَیْنَا بِالْبُیُوتِ خَشْیَةَ أَنْ یَلْقَانَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ (1).
أَقُولُ رَوَی الشَّیْخُ أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی الْمُهَذَّبِ وَ غَیْرُهُ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَوْمُ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی حَمَلَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مَنْكِبِهِ حَتَّی رَمَی أَصْنَامَ الْقُرَیْشِ مِنْ فَوْقِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ هَشَمَهَا(2).
«6»- مد، [العمدة] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی الطَّحَّانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحَنُوطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ هَدِیَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ مَا تَرَی هَذَا الصَّنَمَ یَا عَلِیُّ عَلَی الْكَعْبَةِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَحْمِلُكَ تَتَنَاوَلُهُ قَالَ بَلْ أَنَا أَحْمِلُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَوْ أَنَّ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ جَهَدُوا أَنْ یَحْمِلُوا مِنِّی بَضْعَةً وَ أَنَا حَیٌّ مَا قَدَرُوا وَ لَكِنْ قِفْ یَا عَلِیُّ قَالَ فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ یَدَیْهِ إِلَی سَاقَیْ عَلِیٍّ علیه السلام فَوْقَ الْقَرَبُوسِ ثُمَّ اقْتَلَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ بِیَدِهِ فَرَفَعَهُ حَتَّی تَبَیَّنَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ مَا تَرَی یَا عَلِیُّ قَالَ أَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ شَرَّفَنِی بِكَ حَتَّی لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ بِیَدِی لَمَسِسْتُهَا فَقَالَ لَهُ تَنَاوَلِ الصَّنَمَ یَا عَلِیُّ فَتَنَاوَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَمَی بِهِ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ تَحْتِ عَلِیٍّ وَ تَرَكَ رِجْلَیْهِ فَسَقَطَ عَلَی الْأَرْضِ فَضَحِكَ فَقَالَ لَهُ مَا أَضْحَكَكَ یَا عَلِیُّ فَقَالَ سَقَطْتُ مِنْ أَعْلَی الْكَعْبَةِ فَمَا أَصَابَنِی شَیْ ءٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ یُصِیبُكَ وَ إِنَّمَا حَمَلَكَ مُحَمَّدٌ وَ أَنْزَلَكَ جَبْرَئِیلُ (3).
یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ إِلَی قَوْلِهِ: فَرَمَی بِهِ.
ثم قال و روی هذا الحدیث الحافظ عندهم محمد بن موسی فی كتابه الذی استخرجه من التفاسیر الاثنی عشر فی تفسیر قوله تعالی قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً(4) بأتم من هذه الألفاظ و المعانی و أرجح فی تعظیم علی بن أبی طالب علیه السلام و ذكر محمد بن علی المازندرانی فی كتاب البرهان فی أسباب نزول القرآن تخصیص النبی صلی اللّٰه علیه و آله لعلی علیه السلام بحمله علی
ص: 86
ظهره و رمیه الأصنام و تشریفه بذلك علی غیره من سائر الأنام رواه أحمد بن حنبل و أبو یعلی الموصلی فی مسندیهما و أبو بكر الخطیب فی تاریخ بغداد و محمد بن صباح الزعفرانی فی الفضائل و الحافظ أبو بكر البیهقی و القاضی أبو عمر و عثمان بن أحمد فی كتابیهما و الثعلبی فی تفسیره و ابن مردویه فی المناقب و ابن مندة فی المعرفة و النطنزی فی الخصائص و الخطیب الخوارزمی فی الأربعین و أبو أحمد الجرجانی فی التاریخ و رواه شعبة عن قتادة عن الحسن و قد صنف فی صحته أبو عبد اللّٰه
الجعل و أبو القاسم الحسكانی و أبو الحسن شاذان مصنفات و اجتمع أهل البیت علیهم السلام علی صحتها هذا آخر لفظ ما ذكره محمد بن علی المازندرانی فی كتابه المذكور فی هذا المعنی و جمیع هؤلاء من علماء الأربعة المذاهب (1).
«7»- یف، [الطرائف] مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ مَنِیعٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَتَنْتَهِیَنَّ بَنُو وَلِیعَةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْهِمْ رَجُلًا یَمْضِی فِیهِمْ أَمْرِی یَقْتُلُ الْمُقَاتِلَةَ وَ یَسْبِی الذُّرِّیَّةَ قَالَ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ فَمَا رَاعَنِی إِلَّا بَرْدُ كَفِّ عُمَرَ فِی حُجْزَتِی (2) مِنْ خَلْفِی قَالَ مَنْ تَرَاهُ یَعْنِی قُلْتُ مَا یَعْنِیكَ بِهِ وَ لَكِنْ خَاصِفَ النَّعْلِ یَعْنِی عَلِیّاً(3).
«8»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْكُوفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَیْخِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُمَرَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی مَسْرُوقٍ الْأَجْدَعِ فَإِذَا عِنْدَهُ ضَیْفٌ لَهُ لَا نَعْرِفُهُ وَ هُمَا یَطْعَمَانِ مِنْ طَعَامٍ لَهُمَا فَقَالَ الضَّیْفُ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِحُنَیْنٍ فَلَمَّا قَالَ (4) عَرَفْنَا أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ جَاءَتْ صَفِیَّةُ بِنْتُ حُیَیِّ بْنِ أَخْطَبَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی لَسْتُ كَأَحَدِ نِسَائِكَ قَتَلْتَ الْأَبَ
ص: 87
وَ الْأَخَ وَ الْعَمَّ فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ (1) فَإِلَی مَنْ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(2).
«9»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفٍ عَنْ حَسَّانَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ شَرْجِیلٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام هَذَا أَفْضَلُكُمْ حِلْماً وَ أَعْلَمُكُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمُكُمْ سِلْماً قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ فُضِّلْنَا بِالْخَیْرِ كُلِّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا عُلِّمْتُ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ وَ مَا أُعْطِیتُ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَعْطَیْتُهُ وَ لَا اسْتُودِعْتُ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدِ اسْتَوْدَعْتُهُ قَالُوا فَأَمْرُ نِسَائِكَ إِلَیْهِ قَالَ نَعَمْ قَالُوا فِی حَیَاتِكَ قَالَ نَعَمْ مَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَانِی وَ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِی فَإِنْ دَعَاكُمْ فَاشْهَدُوا(3).
«10»- ك، [إكمال الدین] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَحْرِ بْنِ سَهْلٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الْحُجَّةَ الْقَائِمَ فَقُلْتُ مَوْلَانَا وَ ابْنَ مَوْلَانَا إِنَّا رُوِّینَا عَنْكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ طَلَاقَ نِسَائِهِ بِیَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی أَرْسَلَ یَوْمَ الْجَمَلِ إِلَی عَائِشَةَ(4) إِنَّكِ قَدْ أَرْهَجْتِ (5) عَلَی الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ بِفِتْنَتِكِ وَ وردت [أَوْرَدْتِ] بَنِیكِ حِیَاضَ الْهَلَكَةِ(6) بِجَهْلِكِ فَإِنْ كَفَفْتِ عَنِّی عَزَّ بِكِ (7) وَ إِلَّا طَلَّقْتُكِ وَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ كَانَ طَلَّقَهُنَّ وَفَاتُهُ (8) قَالَ مَا الطَّلَاقُ قُلْتُ تَخْلِیَةُ السَّبِیلِ قَالَ فَإِذَا كَانَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ خَلَّی (9) لَهُنَّ السَّبِیلَ فَلِمَ لَا یَحِلُّ لَهُنَّ الْأَزْوَاجُ قُلْتُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَرَّمَ الْأَزْوَاجَ
ص: 88
عَلَیْهِنَّ قَالَ وَ كَیْفَ وَ قَدْ خَلَّی الْمَوْتُ سَبِیلَهُنَّ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی یَا ابْنَ مَوْلَایَ عَنْ مَعْنَی الطَّلَاقِ الَّذِی فَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُكْمَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَظَّمَ شَأْنَ نِسَاءِ النَّبِیِّ فَخَصَّهُنَّ بِشَرَفِ الْأُمَّهَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا الشَّرَفَ بَاقٍ لَهُنَّ مَا دُمْنَ لِلَّهِ عَلَی الطَّاعَةِ فَأَیَّتُهُنَّ عَصَتِ اللَّهَ بَعْدِی بِالْخُرُوجِ عَلَیْكَ فَأَطْلِقْ لَهَا فِی الْأَزْوَاجِ وَ أَسْقِطْهَا مِنْ شَرَفِ أُمُومَةِ الْمُؤْمِنِینَ (1).
ج، [الإحتجاج] عَنْ سَعْدٍ: مِثْلَهُ (2) أقول قال عبد الحمید بن أبی الحدید فی شرح ما
كتب أمیر المؤمنین إلی معاویة: و أقسم باللّٰه لو لا بعض الاستبقاء لوصلت إلیك منی قوارع تقرع العظم و تنهس اللحم (3).
قال قد قیل إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فوض إلیه أمر نسائه بعد موته و جعل إلیه أن یقطع عصمة أیتهن شاء إذا رأی ذلك و له من الصحابة جماعة یشهدون له بذلك فقد كان قادرا علی أن یقطع عصمة أم حبیبة و یبیح نكاحها للرجال عقوبة لها و لمعاویة أخیها فإنها
كانت تبغض علیا كما یبغضه أخوها و لو فعل ذلك لانتهس لحمه و هذا قول الإمامیة و قد رووا عن رجالهم أنه علیه السلام تهدد عائشة بضرب من ذلك و أما نحن فلا نصدق هذا الخبر و نفسر كلامه علی وجه آخر إلی آخر ما قال (4).
أقول: یظهر من كلامه أن هذا من المشهورات بین الشیعة حتی وقف علیه مخالفوهم و نسبوهم إلیه.
أقول: سیأتی الأخبار الكثیرة المناسبة لهذا الباب فی باب اختصاصه علیه السلام بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله و غیره من الأبواب.
ص: 89
«1»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الرَّمْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَقْدَمُ أُمَّتِی سِلْماً وَ أَكْثَرُهُمْ عِلْماً وَ أَصَحُّهُمْ دِیناً وَ أَفْضَلُهُمْ یَقِیناً وَ أَحْلَمُهُمْ حِلْماً وَ أَسْمَحُهُمْ كَفّاً وَ أَشْجَعُهُمْ قَلْباً وَ هُوَ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدِی (1).
«2»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّكَ لَأَفْضَلُ الْخَلِیقَةِ بَعْدِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ إِمَامُ أُمَّتِی مَنْ أَطَاعَكَ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاكَ عَصَانِی (2).
«3»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: الْمُخَالِفُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بَعْدِی كَافِرٌ وَ الْمُشْرِكُ بِهِ مُشْرِكٌ وَ الْمُحِبُّ لَهُ مُؤْمِنٌ وَ الْمُبْغِضُ لَهُ مُنَافِقٌ وَ الْمُقْتَفِی لِأَثَرِهِ لَاحِقٌ وَ الْمُحَارِبُ لَهُ مَارِقٌ وَ الرَّادُّ عَلَیْهِ زَاهِقٌ عَلِیٌّ نُورُ اللَّهِ فِی بِلَادِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ عَلِیٌّ سَیْفُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ وَارِثُ عِلْمِ أَنْبِیَائِهِ عَلِیٌّ كَلِمَةُ اللَّهِ الْعُلْیَا وَ كَلِمَةُ أَعْدَائِهِ السُّفْلَی عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَصِیُّ سَیِّدِ الْأَنْبِیَاءِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ
ص: 90
قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ الْإِیمَانَ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ طَاعَتِهِ (1).
بیان: مارق أی خارج عن الدین و المارق أیضا بمعنی الفاسد
قال الجزری فی حدیث الخوارج: یمرقون من الدین مروق السهم من الرمیة.
أی یجوزونه و یخرقونه و یتعدونه كما یمرق السهم (2) الشی ء المرمی به و یخرج منه و منه
حدیث علی: أمرت بقتال المارقین یعنی الخوارج.
انتهی (3) و الزاهق الهالك و یحتمل أن یكون المراد غیر المصیب فإن الزاهق السهم الذی یقع وراء الهدف و لا یصیب و قال الجزری فیه غر محجلون من آثار الوضوء الغر جمع الأغر من الغرة بیاض الوجه یرید بیاض وجوههم بنور الوضوء(4) و قال فی المحجل من الخیل هو الذی یرتفع البیاض فی قوائمه إلی موضع القید(5) و یجاوز الأرساغ (6) و لا یجاوز الركبتین و منه أمتی الغر المحجلون أی بیض مواضع الوضوء من الأیدی و الأقدام (7) استعار أثر الوضوء فی الوجه و الیدین و الرجلین للإنسان من البیاض الذی یكون فی وجه الفرس و یدیه و رجلیه (8).
«4»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَرَضَ عَلَیْكُمْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَتِی وَ أَوْجَبَ عَلَیْكُمْ اتِّبَاعَ أَمْرِی وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ طَاعَةِ عَلِیٍّ بَعْدِی مَا فَرَضَهُ مِنْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ مِنْ
ص: 91
مَعْصِیَتِهِ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ مِنْ مَعْصِیَتِی وَ جَعَلَهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ هُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ حُبُّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ وَ مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ هُوَ مَوْلَی مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ وَ أَنَا وَ إِیَّاهُ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ(1).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَرْكَبَ سَفِینَةَ النَّجَاةِ وَ یَسْتَمْسِكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی وَ یَعْتَصِمَ بِحَبْلِ اللَّهِ الْمَتِینِ فَلْیُوَالِ عَلِیّاً بَعْدِی وَ لْیُعَادِ عَدُوَّهُ وَ لْیَأْتَمَّ بِالْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ وُلْدِهِ فَإِنَّهُمْ خُلَفَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ بَعْدِی وَ سَادَةُ أُمَّتِی وَ قَادَةُ الْأَتْقِیَاءِ إِلَی الْجَنَّةِ حِزْبُهُمْ حِزْبِی وَ حِزْبِی حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ أَعْدَائِهِمْ حِزْبُ الشَّیْطَانِ (2).
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ الْمَكِّیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اصْطَفَانِی وَ اخْتَارَنِی وَ جَعَلَنِی رَسُولًا وَ أَنْزَلَ عَلَیَّ سَیِّدَ الْكُتُبِ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی إِنَّكَ أَرْسَلْتَ مُوسَی إِلَی فِرْعَوْنَ فَسَأَلَكَ أَنْ تَجْعَلَ مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِیراً تَشُدُّ بِهِ عَضُدَهُ وَ تُصَدِّقُ بِهِ قَوْلَهُ وَ إِنِّی أَسْأَلُكَ یَا سَیِّدِی وَ إِلَهِی أَنْ تَجْعَلَ لِی مِنْ أَهْلِی وَزِیراً تَشُدُّ بِهِ عَضُدِی فَجَعَلَ اللَّهُ لِی عَلِیّاً وَزِیراً وَ أَخاً وَ جَعَلَ الشَّجَاعَةَ فِی قَلْبِهِ وَ أَلْبَسَهُ الْهَیْبَةَ عَلَی عَدُوِّهِ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی وَ أَوَّلُ مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ مَعِی وَ إِنِّی سَأَلْتُ ذَلِكَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَأَعْطَانِیهِ فَهُوَ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ اللُّحُوقُ بِهِ سَعَادَةٌ وَ الْمَوْتُ فِی طَاعَتِهِ شَهَادَةٌ وَ اسْمُهُ فِی التَّوْرَاةِ مَقْرُونٌ إِلَی اسْمِی وَ زَوْجَتُهُ الصِّدِّیقَةُ الْكُبْرَی ابْنَتِی وَ ابْنَاهُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ابْنَایَ وَ هُوَ وَ هُمَا وَ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُمْ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ بَعْدَ النَّبِیِّینَ وَ هُمْ أَبْوَابُ الْعِلْمِ فِی أُمَّتِی مَنْ تَبِعَهُمْ نَجَا مِنَ النَّارِ وَ مَنِ اقْتَدَی بِهِمْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ لَمْ یَهَبِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَحَبَّتَهُمْ لِعَبْدٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ(3).
ص: 92
«7»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ قِیلًا وَ أَصْدَقُ مِنْهُ حَدِیثاً مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ رَبَّكُمْ جَلَّ جَلَالُهُ أَمَرَنِی أَنْ أُقِیمَ لَكُمْ عَلِیّاً عَلَماً وَ إِمَاماً وَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً وَ أَنْ أَتَّخِذَهُ أَخاً وَ وَزِیراً مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً بَابُ الْهُدَی بَعْدِی وَ الدَّاعِی إِلَی رَبِّی وَ هُوَ صَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعا إِلَی اللَّهِ وَ عَمِلَ صالِحاً وَ قالَ إِنَّنِی مِنَ الْمُسْلِمِینَ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وُلْدُهُ وُلْدِی وَ هُوَ زَوْجُ حَبِیبَتِی أَمْرُهُ أَمْرِی وَ نَهْیُهُ نَهْیِی مَعَاشِرَ النَّاسِ عَلَیْكُمْ بِطَاعَتِهِ وَ اجْتِنَابِ مَعْصِیَتِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ مُحَدَّثُهَا إِنَّهُ هَارُونُهَا وَ یُوشَعُهَا وَ آصَفُهَا وَ شَمْعُونُهَا إِنَّهُ بَابُ حِطَّتِهَا وَ سَفِینَةُ نَجَاتِهَا إِنَّهُ طَالُوتُهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّهُ مِحْنَةُ الْوَرَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْآیَةُ الْكُبْرَی وَ إِمَامُ أَهْلِ الدُّنْیَا وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ وَ عَلَی لِسَانِهِ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً قَسِیمُ النَّارِ لَا یَدْخُلُ النَّارَ وَلِیٌّ لَهُ وَ لَا یَنْجُو مِنْهَا عَدُوٌّ لَهُ وَ إِنَّهُ قَسِیمُ الْجَنَّةِ لَا یَدْخُلُهَا عَدُوٌّ لَهُ وَ لَا یُزَحْزِحُ (1) عَنْهَا وَلِیٌّ لَهُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی قَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ وَ بَلَّغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّی وَ لكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِینَ أَقُولُ قَوْلِی هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ (2).
«8»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ أَبِی بَشِیرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا سَیِّدُ الْعَرَبِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَقُلْتُ وَ مَا السَّیِّدُ قَالَ مَنِ افْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِی (3).
مع، [معانی الأخبار] السِّنَانِیُّ عَنِ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ
ص: 93
عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ: مِثْلَهُ (1).
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَقَالَتْ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ أَ لَسْتَ أَنْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله اسْكُتِی أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدُ الْعَرَبِ (2).
بیان: لعله صلی اللّٰه علیه و آله إنما اقتصر فی سیادته علی العرب تدریجا فی بیان فضله و حذرا من تكذیب المنافقین و شك الضعفاء من المسلمین.
«10»- لی، [الأمالی] للصدوق الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعُرَنِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِنْبَرَ فَخَطَبَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنِّی مَقْبُوضٌ وَ أَنَّ ابْنَ عَمِّی عَلِیّاً مَقْتُولٌ وَ إِنِّی أَیُّهَا النَّاسُ أُخْبِرُكُمْ خَبَراً إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ سَلِمْتُمْ وَ إِنْ تَرَكْتُمُوهُ هَلَكْتُمْ إِنَّ ابْنَ عَمِّی عَلِیّاً هُوَ أَخِی وَ هُوَ وَزِیرِی وَ هُوَ خَلِیفَتِی وَ هُوَ الْمُبَلِّغُ عَنِّی وَ هُوَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِنِ اسْتَرْشَدْتُمُوهُ أَرْشَدَكُمْ وَ إِنْ تَبِعْتُمُوهُ نَجَوْتُمْ وَ إِنْ خَالَفْتُمُوهُ ضَلَلْتُمْ وَ إِنْ أَطَعْتُمُوهُ فَاللَّهَ أَطَعْتُمْ وَ إِنْ عَصَیْتُمُوهُ فَاللَّهَ عَصَیْتُمْ وَ إِنْ بَایَعْتُمُوهُ فَاللَّهَ بَایَعْتُمْ وَ إِنْ نَكَثْتُمْ بَیْعَتَهُ فَبَیْعَةَ اللَّهِ نَكَثْتُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ عَلَیَّ الْقُرْآنَ وَ هُوَ الَّذِی مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ وَ مَنِ ابْتَغَی عِلْمَهُ عِنْدَ غَیْرِ عَلِیٍّ هَلَكَ أَیُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِی وَ اعْرِفُوا حَقَّ نَصِیحَتِی وَ لَا تَخْلُفُونِی فِی أَهْلِ بَیْتِی إِلَّا بِالَّذِی أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ حِفْظِهِمْ فَإِنَّهُمْ حَامَّتِی وَ قَرَابَتِی وَ إِخْوَتِی وَ أَوْلَادِی وَ إِنَّكُمْ مَجْمُوعُونَ وَ مُسَاءَلُونَ عَنِ الثَّقَلَیْنِ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونِّی فِیهِمَا إِنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتِی فَمَنْ آذَاهُمْ آذَانِی وَ مَنْ ظَلَمَهُمْ ظَلَمَنِی وَ مَنْ أَذَلَّهُمْ أَذَلَّنِی وَ مَنْ أَعَزَّهُمْ أَعَزَّنِی وَ مَنْ
أَكْرَمَهُمْ أَكْرَمَنِی وَ مَنْ نَصَرَهُمْ نَصَرَنِی وَ مَنْ خَذَلَهُمْ خَذَلَنِی وَ مَنْ طَلَبَ الْهُدَی فِی غَیْرِهِمْ فَقَدْ كَذَّبَنِی أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ انْظُرُوا مَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ إِذَا لَقِیتُمُوهُ فَإِنِّی خَصْمٌ لِمَنْ آذَاهُمْ وَ مَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ أَقُولُ قَوْلِی هَذَا وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ (3).
ص: 94
بیان: قوله و هو الذی من خالفه الضمیر فیه راجع إلی القرآن و قال الجزری فیه اللّٰهم هؤلاء أهل بیتی و حامتی أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا حامة الإنسان خاصته و من یقرب منه (1) و قال الفیروزآبادی خاصمه فخصمه غلبه (2).
«11»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی الْعَبْسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السُّلَمِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ أَنَّهُ قَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: إِنَّ فِی عَلِیٍّ خِصَالًا لَوْ كَانَتْ وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِی جَمِیعِ النَّاسِ لَاكْتَفَوْا بِهَا فَضْلًا(3) قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی كَهَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی كَنَفْسِی طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُ مَعْصِیَتِی وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْبُ عَلِیٍّ حَرْبُ اللَّهِ وَ سِلْمُ عَلِیٍّ سِلْمُ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَلِیُّ عَلِیٍّ وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ عَلِیٍّ عَدُوُّ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ حُجَّةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حُبُّ عَلِیٍّ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله حِزْبُ عَلِیٍّ حِزْبُ اللَّهِ وَ حِزْبُ أَعْدَائِهِ حِزْبُ الشَّیْطَانِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ فَارَقَ عَلِیّاً فَقَدْ فَارَقَنِی وَ مَنْ فَارَقَنِی فَقَدْ فَارَقَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله شِیعَةُ عَلِیٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(4).
«12»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْقِبْطِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام: أَغْفَلَ النَّاسُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَوْمَ مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ كَمَا أَغْفَلُوا قَوْلَهُ فِیهِ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ عِنْدَهُ أَصْحَابُهُ إِذْ جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَلَمْ یُفْرِجُوا لَهُ فَلَمَّا
ص: 95
رَآهُمْ لَا یُفْرِجُونَ لَهُ قَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ هَذَا أَهْلُ بَیْتِی تَسْتَخِفُّونَ بِهِمْ وَ أَنَا حَیٌّ بَیْنَ ظَهْرَانَیْكُمْ (1) أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ غِبْتُ عَنْكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا یَغِیبُ عَنْكُمْ إِنَّ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ وَ الْبِشْرَ وَ الْبِشَارَةُ لِمَنِ ائْتَمَّ بِعَلِیٍّ وَ تَوَلَّاهُ وَ سَلَّمَ لَهُ وَ لِلْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِهِ (2) حَقّاً عَلَیَّ أَنْ
أُدْخِلَهُمْ فِی شَفَاعَتِی لِأَنَّهُمْ أَتْبَاعِی فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی سُنَّةٌ جَرَتْ فِیَّ مِنْ إِبْرَاهِیمَ لِأَنِّی مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ إِبْرَاهِیمُ مِنِّی وَ فَضْلِی لَهُ فَضْلٌ وَ فَضْلُهُ فَضْلِی وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنْهُ تَصْدِیقُ قَوْلِ رَبِّی (3) ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (4) وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَثِئَتْ رِجْلُهُ فِی مَشْرَبَةِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ حَتَّی عَادَهُ النَّاسُ (5).
إیضاح: قال الجزری فیه فوثئت رجلی أی أصابها وهن دون الخلع و الكسر یقال وثئت رجله فهی موثوءة و وثأتها أنا و قد یترك الهمز(6).
«13»- لی، [الأمالی] للصدوق الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَیْهِ خَمِیصَةٌ قَدِ اشْتَمَلَ بِهَا فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ كَسَاكَ هَذِهِ الْخَمِیصَةَ فَقَالَ كَسَانِی حَبِیبِی وَ صَفِیِّی وَ خَاصَّتِی وَ خَالِصَتِی وَ الْمُؤَدِّی عَنِّی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ أَخِی وَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصُهُمْ إِیمَاناً وَ أَسْمَحُ النَّاسِ كَفّاً سَیِّدُ النَّاسِ بَعْدِی قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ إِمَامُ أَهْلِ الْأَرْضِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمْ یَزَلْ یَبْكِی حَتَّی ابْتَلَّ الْحَصَی مِنْ دُمُوعِهِ شَوْقاً إِلَیْهِ (7).
توضیح: قال الجزری الخمیصة ثوب خز أو صوف معلم و قیل لا تسمی
ص: 96
خمیصة إلا أن یكون سوداء معلمة(1).
«14»- لی، [الأمالی] للصدوق أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ عَنْ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِی عَمْرَةَ الْخُرَاسَانِیِّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا حُذَیْفَةُ إِنَّ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَیْكُمْ بَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الْكُفْرُ بِهِ كُفْرٌ بِاللَّهِ وَ الشِّرْكُ بِهِ شِرْكٌ بِاللَّهِ وَ الشَّكُّ فِیهِ شَكٌّ فِی اللَّهِ وَ الْإِلْحَادُ فِیهِ إِلْحَادٌ فِی اللَّهِ وَ الْإِنْكَارُ لَهُ إِنْكَارٌ لِلَّهِ وَ الْإِیمَانُ بِهِ إِیمَانٌ بِاللَّهِ لِأَنَّهُ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ إِمَامُ أُمَّتِهِ وَ مَوْلَاهُمْ وَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها وَ سَیَهْلِكُ فِیهِ اثْنَانِ وَ لَا
ذَنْبَ لَهُ (2) مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُقَصِّرٌ یَا حُذَیْفَةُ لَا تُفَارِقَنَّ عَلِیّاً فَتُفَارِقَنِی وَ لَا تُخَالِفَنَّ عَلِیّاً فَتُخَالِفَنِی إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ مَنْ أَسْخَطَهُ فَقَدْ أَسْخَطَنِی وَ مَنْ أَرْضَاهُ فَقَدْ أَرْضَانِی (3).
«15»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَسْنِیمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ذَاتَ یَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَأْمُرُكُمْ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الِاقْتِدَاءِ بِهِ فَهُوَ وَلِیُّكُمْ وَ إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِی لَا تُخَالِفُوهُ فَتَكْفُرُوا وَ لَا تُفَارِقُوهُ فَتَضِلُّوا إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ جَعَلَ عَلِیّاً عَلَماً بَیْنَ الْإِیمَانِ وَ النِّفَاقِ فَمَنْ أَحَبَّهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَبْغَضَهُ كَانَ مُنَافِقاً إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ جَعَلَ عَلِیّاً وَصِیِّی وَ مَنَارَ الْهُدَی بَعْدِی فَهُوَ مَوْضِعُ سِرِّی وَ عَیْبَةُ عِلْمِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی إِلَی اللَّهِ أَشْكُو ظَالِمِیهِ مِنْ أُمَّتِی (4).
«16»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ
ص: 97
عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَجُوزَ عَلَی الصِّرَاطِ كَالرِّیحِ الْعَاصِفِ وَ یَلِجَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ فَلْیَتَوَلَّ وَلِیِّی وَ وَصِیِّی وَ صَاحِبِی وَ خَلِیفَتِی عَلَی أَهْلِی وَ أُمَّتِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَلِجَ النَّارَ فَلْیَتْرُكْ وَلَایَتَهُ فَوَ عِزَّةِ رَبِّی وَ جَلَالِهِ إِنَّهُ لَبَابُ اللَّهِ الَّذِی لَا یُؤْتَی إِلَّا مِنْهُ وَ إِنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ إِنَّهُ الَّذِی یَسْأَلُ اللَّهَ عَنْ وَلَایَتِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).
«17»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ ابْنِ أَخِی یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ النَّهْشَلِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ جَبْرَئِیلَ عَنْ مِیكَائِیلَ عَنْ إِسْرَافِیلَ عَنِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا خَلَقْتُ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِی فَاخْتَرْتُ مِنْهُمْ مَنْ شِئْتُ مِنْ أَنْبِیَائِی وَ اخْتَرْتُ مِنْ جَمِیعِهِمْ مُحَمَّداً حَبِیباً وَ خَلِیلًا وَ صَفِیّاً فَبَعَثْتُهُ رَسُولًا إِلَی خَلْقِی وَ اصْطَفَیْتُ لَهُ عَلِیّاً فَجَعَلْتُهُ لَهُ أَخاً وَ وَصِیّاً وَ وَزِیراً وَ مُؤَدِّیاً عَنْهُ بَعْدَهُ (2) إِلَی خَلْقِی وَ خَلِیفَتِی عَلَی عِبَادِی لِیُبَیِّنَ لَهُمْ كِتَابِی وَ یَسِیرَ فِیهِمْ بِحُكْمِی وَ جَعَلْتُهُ الْعَلَمَ الْهَادِیَ مِنَ الضَّلَالَةِ وَ بَابِیَ الَّذِی أُوتَی مِنْهُ وَ بَیْتِیَ الَّذِی مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً مِنْ نَارِی وَ حِصْنِیَ الَّذِی مَنْ لَجَأَ إِلَیْهِ حَصَّنَهُ مِنْ مَكْرُوهِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وَجْهِیَ الَّذِی مَنْ تَوَجَّهَ إِلَیْهِ لَمْ أَصْرِفْ وَجْهِی عَنْهُ وَ حُجَّتِی فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ فِیهِنَّ مِنْ خَلْقِی لَا أَقْبَلُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْهُمْ إِلَّا بِالْإِقْرَارِ بِوَلَایَتِهِ مَعَ نُبُوَّةِ أَحْمَدَ رَسُولِی وَ هُوَ یَدِیَ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِی وَ هُوَ النِّعْمَةُ الَّتِی أَنْعَمْتُ بِهَا عَلَی مَنْ أَحْبَبْتُهُ مِنْ
عِبَادِی فَمَنْ أَحْبَبْتُهُ مِنْ عِبَادِی وَ تَوَلَّیْتُهُ عَرَّفْتُهُ وَلَایَتَهُ وَ مَعْرِفَتَهُ (3) وَ مَنْ أَبْغَضْتُهُ مِنْ عِبَادِی أَبْغَضْتُهُ لِانْصِرَافِهِ عَنْ مَعْرِفَتِهِ وَ وَلَایَتِهِ فَبِعِزَّتِی حَلَفْتُ وَ بِجَلَالِی أَقْسَمْتُ أَنَّهُ لَا یَتَوَلَّی عَلِیّاً عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی إِلَّا زَحْزَحْتُهُ عَنِ النَّارِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ وَ لَا یُبْغِضُهُ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِی وَ یُعْدَلُ عَنْ وَلَایَتِهِ إِلَّا أَبْغَضْتُهُ وَ أَدْخَلْتُهُ النَّارَ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ(4).
ص: 98
«18»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَوْحَی إِلَی الدُّنْیَا أَنْ أَتْعِبِی مَنْ خَدَمَكِ وَ اخْدُمِی مَنْ رَفَضَكِ (1) وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّی بِسَیِّدِهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ نَاجَاهُ (2) أَثْبَتَ اللَّهُ النُّورَ فِی قَلْبِهِ فَإِذَا قَالَ یَا رَبِّ یَا رَبِّ نَادَاهُ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ لَبَّیْكَ عَبْدِی سَلْنِی أُعْطِكَ وَ تَوَكَّلْ عَلَیَّ أَكْفِكَ ثُمَّ یَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ مَلَائِكَتِی (3) انْظُرُوا إِلَی عَبْدِی فَقَدْ تَخَلَّی بِی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ الْبَطَّالُونَ لَاهُونَ وَ الْغَافِلُونَ نِیَامٌ اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْكُمْ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ الْعِبَادَةِ وَ ازْهَدُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا الزَّاهِدَةِ فِیكُمْ فَإِنَّهَا غَرَّارَةٌ دَارُ فَنَاءٍ وَ زَوَالٍ كَمْ مِنْ مُغْتَرٍّ فِیهَا قَدْ أَهْلَكَتْهُ وَ كَمْ مِنْ وَاثِقٍ بِهَا قَدْ خَانَتْهُ وَ كَمْ مِنْ مُعْتَمِدٍ عَلَیْهَا قَدْ خَدَعَتْهُ وَ أَسْلَمَتْهُ وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَمَامَكُمْ طَرِیقٌ مَهُولٌ وَ سَفَرٌ بَعِیدٌ وَ مَمَرَّكُمْ عَلَی الصِّرَاطِ وَ لَا بُدَّ لِلْمُسَافِرِ مِنْ زَادٍ فَمَنْ لَمْ یَتَزَوَّدْ وَ سَافَرَ عَطَبَ (4) وَ هَلَكَ وَ خَیْرُ الزَّادِ التَّقْوَی ثُمَّ اذْكُرُوا وُقُوفَكُمْ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَإِنَّهُ الْحَكَمُ الْعَدْلُ وَ اسْتَعِدُّوا لِجَوَابِهِ إِذَا سَأَلَكُمْ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ سَائِلُكُمْ عَمَّا عَمِلْتُمْ بِالثَّقَلَیْنِ مِنْ بَعْدِی كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی فَانْظُرُوا أَنْ لَا تَقُولُوا أَمَّا الْكِتَابَ فَغَیَّرْنَا وَ حَرَّفْنَا وَ أَمَّا الْعِتْرَةَ فَفَارَقْنَا وَ قَتَلْنَا فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا یَكُونُ جَزَاؤُكُمْ إِلَّا النَّارَ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ یَتَخَلَّصَ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ الْیَوْمِ فَلْیَتَوَلَّ وَلِیِّی وَ لْیَتَّبِعْ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُ حَوْضِی یَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَهُ وَ یَسْقِی أَوْلِیَاءَهُ فَمَنْ لَمْ یُسْقَ مِنْهُ لَمْ یَزَلْ عَطْشَاناً وَ لَمْ یَرْوَ أَبَداً وَ مَنْ سُقِیَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ یَشْقَ وَ لَمْ یَظْمَأْ أَبَداً وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ لَصَاحِبُ لِوَائِی فِی الْآخِرَةِ كَمَا كَانَ صَاحِبَ لِوَائِی فِی الدُّنْیَا وَ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ لِأَنَّهُ یَقْدُمُنِی وَ بِیَدِهِ لِوَائِی تَحْتَهُ آدَمُ وَ مَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ(5).
ص: 99
«19»- لی، [الأمالی] للصدوق السِّنَانِیُّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ أَنْتَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّةُ اللَّهِ بَعْدِی عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَصِیُّ سَیِّدِ النَّبِیِّینَ یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ مِنْهَا إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی وَ مِنْهَا إِلَی حُجُبِ النُّورِ وَ أَكْرَمَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ بِمُنَاجَاتِهِ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ
تَعَالَیْتَ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورٌ لِمَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَ مِنْ قَدْرِی حَتَّی إِنِّی أُذْكَرُ هُنَاكَ فَقَالَ نَعَمْ یَا عَلِیُّ فَاشْكُرْ رَبَّكَ فَخَرَّ عَلِیٌّ سَاجِداً شُكْراً لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ارْفَعْ رَأْسَكَ یَا عَلِیُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَاهَی بِكَ مَلَائِكَتَهُ (1).
«20»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبَدَةَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ كَامِلِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ صَاحِبُ حَوْضِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی وَ مُنْجِزُ عِدَاتِی وَ حَبِیبُ قَلْبِی وَ وَارِثُ عِلْمِی وَ أَنْتَ مُسْتَوْدَعُ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْتَ أَمِینُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی بَرِیَّتِهِ وَ أَنْتَ رُكْنُ الْإِیمَانِ وَ أَنْتَ مِصْبَاحُ الدُّجَی وَ أَنْتَ مَنَارُ الْهُدَی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ الْمَرْفُوعُ لِأَهْلِ الدُّنْیَا مَنْ تَبِعَكَ نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ هَلَكَ وَ أَنْتَ الطَّرِیقُ الْوَاضِحُ وَ أَنْتَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ أَنْتَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ مَوْلَی مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا طَاهِرُ الْوِلَادَةِ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا خَبِیثُ الْوِلَادَةِ وَ مَا عَرَجَ بِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی السَّمَاءِ قَطُّ وَ كَلَّمَنِی رَبِّی إِلَّا قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ عَلِیّاً مِنِّی السَّلَامَ وَ عَرِّفْهُ أَنَّهُ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ أَهْلِ طَاعَتِی فَهَنِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ هَذِهِ الْكَرَامَةُ(2).
«21»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ
ص: 100
قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ غَزْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ (1) قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ حَتَّی أَتَیْنَا بَابَ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَعَدَ أَنَسٌ عَلَی الْبَابِ وَ دَخَلْتُ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ وَ هُوَ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّاهْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَقَالَتْ لَهُ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ یَا بُنَیَّ قَالَ أَنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ فَقَالَتْ فِیمَا جِئْتَ یَا حَسَنُ فَقَالَ لَهَا جِئْتُ لِتُحَدِّثِینِی بِحَدِیثٍ سَمِعْتِیهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ اللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ سَمِعَتْهُ أُذُنَایَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ إِلَّا فَصَمَّتَا وَ رَأَتْهُ عَیْنَایَ وَ إِلَّا فَعَمِیَتَا وَ وَعَاهُ قَلْبِی وَ إِلَّا فَطَبَعَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَخْرَسَ لِسَانِی إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ مَا مِنْ عَبْدٍ لَقِیَ اللَّهَ یَوْمَ یَلْقَاهُ جَاحِداً لِوَلَایَتِكَ إِلَّا لَقِیَ اللَّهَ بِعِبَادَةِ صَنَمٍ أَوْ وَثَنٍ قَالَ فَسَمِعْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِیَّ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً مَوْلَایَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَا لِی أَرَاكَ تُكَبِّرُ قَالَ سَأَلْتُ أُمَّنَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُحَدِّثَنِی بِحَدِیثٍ سَمِعَتْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ فَقَالَتْ لِی كَذَا وَ كَذَا فَقُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ قَالَ فَسَمِعْتُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَوْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ (2).
«22»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مُوسَی عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً إِلَی الْیَمَنِ فَانْفَلَتَ (3) فَرَسٌ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَنَفَحَ رَجُلًا(4) بِرِجْلِهِ فَقَتَلَهُ وَ أَخَذَهُ أَوْلِیَاءُ الْمَقْتُولِ فَرَفَعُوهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَقَامَ صَاحِبُ الْفَرَسِ الْبَیِّنَةَ أَنَّ الْفَرَسَ انْفَلَتَ مِنْ دَارِهِ فَنَفَحَ الرَّجُلَ بِرِجْلِهِ فَأَبْطَلَ عَلِیٌّ علیه السلام دَمَ الرَّجُلِ فَجَاءَ أَوْلِیَاءُ الْمَقْتُولِ مِنَ الْیَمَنِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَشْكُونَ عَلِیّاً فِیمَا حَكَمَ عَلَیْهِمْ فَقَالُوا إِنَّ عَلِیّاً ظَلَمَنَا وَ أَبْطَلَ دَمَ صَاحِبِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَلِیّاً لَیْسَ بِظَلَّامٍ وَ لَمْ یُخْلَقْ عَلِیٌّ لِلظُّلْمِ وَ إِنَّ الْوَلَایَةَ مِنْ بَعْدِی
ص: 101
لِعَلِیٍّ وَ الْحُكْمَ حُكْمُهُ وَ الْقَوْلَ قَوْلُهُ لَا یَرُدُّ حُكْمَهُ وَ قَوْلَهُ وَ وَلَایَتَهُ إِلَّا كَافِرٌ وَ لَا یَرْضَی بِحُكْمِهِ وَ قَوْلِهِ وَ وَلَایَتِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ فَلَمَّا سَمِعَ الْیَمَانِیُّونَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ رَضِینَا بِقَوْلِ عَلِیٍّ وَ حُكْمِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ تَوْبَتُكُمْ مِمَّا قُلْتُمْ (1).
«23»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ قُبَاءَ وَ الْأَنْصَارُ مُجْتَمِعُونَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ إِمَامُ أُمَّتِی بَعْدِی وَالَی اللَّهُ مَنْ وَالاكَ وَ عَادَی اللَّهُ مَنْ عَادَاكَ وَ أَبْغَضَ اللَّهُ مَنْ أَبْغَضَكَ وَ نَصَرَ مَنْ نَصَرَكَ وَ خَذَلَ مَنْ خَذَلَكَ (2) یَا عَلِیُّ أَنْتَ زَوْجُ ابْنَتِی وَ أَبُو وُلْدِی یَا عَلِیُّ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی فِیكَ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«24»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ مَتِّیلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیَّ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَنْزِلِ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا مَعْشَرَ النَّاسِ أَقْبَلَ إِلَیْكُمْ خَیْرُ النَّاسِ بَعْدِی وَ هُوَ مَوْلَاكُمْ طَاعَتُهُ مَفْرُوضَةٌ كَطَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُ مُحَرَّمَةٌ كَمَعْصِیَتِی مَعَاشِرَ النَّاسِ أَنَا دَارُ الْحِكْمَةِ وَ عَلِیٌّ مِفْتَاحُهَا وَ لَنْ یُوصَلَ إِلَی الدَّارِ إِلَّا بِالْمِفْتَاحِ وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُ عَلِیّاً(4).
«25»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا
ص: 102
أَخُوكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أُمَّتِی بَعْدِی لَقَدْ سَعِدَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ شَقِیَ مَنْ عَادَاكَ (1).
«26»- لی، [الأمالی] للصدوق الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی وَ أَنْتَ مِنِّی كَشِیثٍ مِنْ آدَمَ وَ كَسَامٍ مِنْ نُوحٍ وَ كَإِسْمَاعِیلَ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ كَیُوشَعٍ مِنْ مُوسَی وَ كَشَمْعُونَ مِنْ عِیسَی یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ غَاسِلُ جُثَّتِی وَ أَنْتَ الَّذِی تُوَارِینِی فِی حُفْرَتِی وَ تُؤَدِّی دَیْنِی وَ تُنْجِزُ عِدَاتِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُتَّقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ زَوْجُ سَیِّدَةِ النِّسَاءِ فَاطِمَةَ ابْنَتِی وَ أَبُو سِبْطَیَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ ذُرِّیَّةَ كُلِّ نَبِیٍّ مِنْ صُلْبِهِ وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتِی مِنْ صُلْبِكَ یَا عَلِیُّ مَنْ أَحَبَّكَ وَ وَالاكَ أَحْبَبْتُهُ وَ وَالَیْتُهُ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ وَ عَادَاكَ أَبْغَضْتُهُ وَ عَادَیْتُهُ لِأَنَّكَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ طَهَّرَنَا وَ اصْطَفَانَا لَمْ یَلْتَقِ لَنَا أَبَوَانِ عَلَی سِفَاحٍ قَطُّ مِنْ لَدُنْ آدَمَ فَلَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَتْ وِلَادَتُهُ یَا عَلِیُّ أَبْشِرْ بِالسَّعَادَةِ فَإِنَّكَ مَظْلُومٌ بَعْدِی وَ مَقْتُولٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِی قَالَ فِی سَلَامَةٍ مِنْ دِینِكَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ لَمْ تَضِلَّ وَ لَنْ تَزِلَ (2) وَ لَوْلَاكَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ بَعْدِی (3).
«27»- لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَقُولُ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ(4) أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی أَبَداً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا عَلِیٌّ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی وَ خَلِیفَتِی إِمَامُكُمْ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی أَنْ أَقُولَهُ لَكُمْ (5).
ص: 103
«28»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوِیَّةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكِنْدِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَالِبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنِ اسْتَدْلَلْتُمْ بِهِ
لَمْ تَهْلِكُوا وَ لَمْ تَضِلُّوا قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ إِمَامَكُمْ وَ وَلِیَّكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَوَازِرُوهُ وَ نَاصِحُوهُ وَ صَدِّقُوهُ فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی بِذَلِكَ (1).
«29»- مع، [معانی الأخبار] لی، [الأمالی] للصدوق الْحَافِظُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ السَّكُونِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی الْمُطَهَّرِ الْمَذَارِیِّ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَهِدَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ عَهْداً قُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی قَالَ اسْمَعْ قُلْتُ قَدْ سَمِعْتُ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی (2).
«30»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَقُولُ فِیهِ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَسْرَی بِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ قَدِ انْقَضَتْ نُبُوَّتُكَ وَ انْقَطَعَ أَكْلُكَ فَمَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَطْوَعَ لِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَمَنْ لِأُمَّتِكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ إِنِّی قَدْ بَلَوْتُ خَلْقَكَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَشَدَّ حُبّاً لِی مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِی یَا مُحَمَّدُ فَأَبْلِغْهُ أَنَّهُ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورٌ لِمَنْ أَطَاعَنِی (3).
فس، [تفسیر القمی] خَالِدٌ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْأَسَدِیِ (4) عَنْ
ص: 104
إِسْمَاعِیلَ الْجُعْفِیِّ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِی مَعَ مَا أَنِّی أَخْتَصُّهُ بِمَا لَمْ أَخُصَّ بِهِ أَحَداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی فَقَالَ إِنَّهُ أَمْرٌ قَدْ سَبَقَ إِنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ مَعَ مَا أَنِّی قَدْ نَحَلْتُهُ وَ نَحَلْتُهُ وَ نَحَلْتُهُ (1) وَ نَحَلْتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْیَاءَ عَقَدَهَا بِیَدِهِ لَا یُفْصِحُ بِهَا عَقْدَهَا(2).
أقول: فی أول الخبر بهذه الروایة زیادة أوردناها فی باب المعراج (3)
«31»- لی، [الأمالی] للصدوق الحافظ عن محمد بن عمرو بن رفیع عن أبی غسان عن عبد الملك بن صباح عن عمران بن جریر عن الحسن قال قال عمران: لا أدری (4) فی القوم أحدا أحری أن یحملهم علی كتاب اللّٰه و سنة نبیه منه یعنی علی بن أبی طالب (5).
«32»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ كَلَّمَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً حُجَّتِی بَعْدَكَ عَلَی خَلْقِی وَ إِمَامُ أَهْلِ طَاعَتِی مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی فَانصِبْهُ عَلَماً لِأُمَّتِكَ یَهْتَدُونَ بِهِ بَعْدَكَ (6).
«33»- لی، [الأمالی] للصدوق ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ یَمْشِی فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَ إِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ تَرْكَبَ إِذَا رَكِبْتُ وَ تَمْشِیَ إِذَا مَشَیْتُ وَ تَجْلِسَ إِذَا جَلَسْتُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ حَدّاً مِنْ حُدُودِ اللَّهِ لَا بُدَّ لَكَ مِنَ الْقِیَامِ وَ الْقُعُودِ فِیهِ
ص: 105
وَ مَا أَكْرَمَنِیَ اللَّهُ بِكَرَامَةٍ إِلَّا وَ قَدْ أَكْرَمَكَ بِمِثْلِهَا وَ خَصَّنِی (1) بِالنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ وَ جَعَلَكَ وَلِیِّی فِی ذَلِكَ تَقُومُ فِی حُدُودِهِ وَ فِی صَعْبِ أُمُورِهِ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا آمَنَ بِی مَنْ أَنْكَرَكَ وَ لَا أَقَرَّ بِی مَنْ جَحَدَكَ وَ لَا آمَنَ بِاللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِكَ وَ إِنَّ فَضْلَكَ لَمِنْ فَضْلِی وَ إِنَّ فَضْلِی لَكَ لَفَضْلُ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (2) فَفَضْلُ اللَّهِ نُبُوَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَبِذلِكَ قَالَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الْوَلَایَةِ فَلْیَفْرَحُوا یَعْنِی الشِّیعَةَ هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ یَعْنِی مُخَالِفِیهِمْ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْمَالِ وَ الْوَلَدِ فِی دَارِ الدُّنْیَا وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ مَا خُلِقْتَ إِلَّا لِیُعْبَدَ رَبُّكَ وَ لِیُعْرَفَ بِكَ مَعَالِمُ الدِّینِ وَ یُصْلَحَ بِكَ دَارِسُ السَّبِیلِ وَ لَقَدْ ضَلَّ مَنْ ضَلَّ عَنْكَ وَ لَنْ یَهْتَدِیَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ لَمْ یَهْتَدِ إِلَیْكَ وَ إِلَی وَلَایَتِكَ وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (3) یَعْنِی إِلَی وَلَایَتِكَ وَ لَقَدْ أَمَرَنِی رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ أَفْتَرِضَ مِنْ حَقِّكَ مَا أَفْتَرِضُهُ مِنْ حَقِّی وَ إِنَّ حَقَّكَ لَمَفْرُوضٌ عَلَی مَنْ آمَنَ بِی وَ لَوْلَاكَ لَمْ یُعْرَفْ حِزْبُ اللَّهِ وَ بِكَ یُعْرَفُ عَدُوُّ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ یَلْقَهُ بِوَلَایَتِكَ لَمْ یَلْقَهُ بِشَیْ ءٍ وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ (4) یَعْنِی فِی وَلَایَتِكَ یَا عَلِیُ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ لَوْ لَمْ أُبَلِّغْ مَا أُمِرْتُ بِهِ مِنْ وَلَایَتِكَ لَحَبِطَ عَمَلِی وَ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِغَیْرِ وَلَایَتِكَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَعْداً یُنْجِزُ لِی وَ مَا أَقُولُ إِلَّا قَوْلَ رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ إِنَّ الَّذِی أَقُولُ لَمِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَهُ فِیكَ (5).
«34»- لی، [الأمالی] للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: كُنَّا ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ
ص: 106
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ قُبَاءَ وَ نَحْنُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ مَعَاشِرَ أَصْحَابِی یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ قَالَ فَنَظَرُوا وَ كُنْتُ فِیمَنْ نَظَرَ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَدْ طَلَعَ فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَاسْتَقْبَلَهُ وَ عَانَقَهُ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ جَاءَ بِهِ حَتَّی أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ فَقَالَ هَذَا إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِی طَاعَتُهُ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُ مَعْصِیَتِی وَ طَاعَتِی طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْصِیَتِی مَعْصِیَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ (1).
«35»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّهُ جَاعِلٌ لِی مِنْ أُمَّتِی أَخاً وَ وَارِثاً وَ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً فَقُلْتُ یَا رَبِّ مَنْ هُوَ فَأَوْحَی إِلَیَّ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ إِمَامُ أُمَّتِكَ وَ حُجَّتِی عَلَیْهَا بَعْدَكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ مَنْ هُوَ فَأَوْحَی إِلَیَّ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ ذَاكَ مَنْ أَحَبَّهُ وَ یُحِبُّنِی ذَاكَ الْمُجَاهِدُ فِی سَبِیلِی وَ الْمُقَاتِلُ لِنَاكِثِی عَهْدِی وَ الْقَاسِطِینَ فِی حُكْمِی وَ الْمَارِقِینَ مِنْ دِینِی ذَاكَ وَلِیِّی حَقّاً زَوْجُ ابْنَتِكَ وَ أَبُو وُلْدِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (2).
«36»- لی، [الأمالی] للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عَوَانَةَ عَنْ أَبِی بِشْرٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَنَا سَیِّدُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ هُوَ أَخِی وَ وَارِثِی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی وَ وَلَایَتُهُ فَرِیضَةٌ وَ اتِّبَاعُهُ فَضِیلَةٌ وَ مَحَبَّتُهُ إِلَی اللَّهِ وَسِیلَةٌ فَحِزْبُهُ حِزْبُ اللَّهِ وَ شِیعَتُهُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَ أَوْلِیَاؤُهُ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَعْدَاؤُهُ أَعْدَاءُ اللَّهِ وَ هُوَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ أَمِیرُهُمْ بَعْدِی (3).
«37»- لی، [الأمالی] للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ الْقَصْرِیِ (4) عَنْ سُلَیْمَانَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ
ص: 107
علیه السلام قَالَ: لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(1) وَ انْتَهَی إِلَی حَیْثُ أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی نَاجَاهُ رَبُّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَلَمَّا أَنْ هَبَطَ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ نَادَاهُ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ (2) قَالَ لَهُ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ أُمَّتِكَ یَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ لَكَ خَلِیفَةً قَالَ اخْتَرْ لِی ذَلِكَ فَتَكُونَ أَنْتَ الْمُخْتَارَ لِی فَقَالَ لَهُ اخْتَرْتُ لَكَ خِیَرَتَكَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ (3).
«38»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ شَیْخٍ مِنْ ثُمَالَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی امْرَأَةٍ مِنْ تَمِیمٍ عَجُوزٍ كَبِیرَةٍ وَ هِیَ تُحَدِّثُ النَّاسَ فَقُلْتُ لَهَا یَرْحَمُكِ اللَّهُ حَدِّثِینِی فِی بَعْضِ فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ أُحَدِّثُكَ وَ هَذَا شَیْخٌ كَمَا تَرَی بَیْنَ یَدَیَّ نَائِمٌ فَقُلْتُ لَهَا وَ مَنْ هَذَا فَقَالَتْ أَبُو الْحَمْرَاءِ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسْتُ إِلَیْهِ فَلَمَّا سَمِعَ حِسِّی (4) اسْتَوَی جَالِساً فَقَالَ مَهْ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ حَدِّثْنِی بِمَا رَأَیْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَصْنَعُهُ (5) بِعَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ یَسْأَلُكَ عَنْهُ فَقَالَ عَلَی الْخَبِیرِ وَقَعْتَ أَمَّا مَا رَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَصْنَعُهُ بِعَلِیٍّ علیه السلام فَإِنَّهُ قَالَ لِی ذَاتَ یَوْمٍ یَا أَبَا الْحَمْرَاءِ انْطَلِقْ فَادْعُ لِی مِائَةً مِنَ الْعَرَبِ وَ خَمْسِینَ رَجُلًا مِنَ الْعَجَمِ وَ ثَلَاثِینَ رَجُلًا مِنَ الْقِبْطِ وَ عِشْرِینَ رَجُلًا مِنَ الْحَبَشَةِ فَأَتَیْتُ بِهِمْ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَفَّ الْعَرَبُ ثُمَّ صَفَّ الْعَجَمُ خَلْفَ الْعَرَبِ وَ صَفَّ الْقِبْطُ خَلْفَ الْعَجَمِ وَ صَفَّ الْحَبَشَةُ خَلْفَ الْقِبْطِ ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ مَجَّدَ اللَّهَ بِتَمْجِیدٍ لَمْ یَسْمَعِ الْخَلَائِقُ بِمِثْلِهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ وَ الْقِبْطِ وَ الْحَبَشَةِ أَقْرَرْتُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً(6) عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً فَقَالَ فِی الثَّالِثَةِ أَقْرَرْتُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیُّ أَمْرِهِمْ مِنْ بَعْدِی فَقَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ
ص: 108
فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ انْطَلِقْ فَأْتِنِی بِصَحِیفَةٍ وَ دَوَاةٍ فَدَفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ اكْتُبْ فَقَالَ وَ مَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَقَرَّتْ بِهِ الْعَرَبُ وَ الْعَجَمُ وَ الْقِبْطُ وَ الْحَبَشَةُ أَقَرُّوا بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیُّ أَمْرِهِمْ مِنْ بَعْدِی ثُمَّ خَتَمَ الصَّحِیفَةَ وَ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَمَا رَأَیْتُهَا إِلَی السَّاعَةِ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ زِدْنِی فَقَالَ نَعَمْ خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ عَرَفَةَ وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَاهَی بِكُمْ فِی هَذَا الْیَوْمِ لِیَغْفِرَ لَكُمْ عَامَّةً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ وَ غَفَرَ لَكَ یَا عَلِیُّ خَاصَّةً وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ إِنَّ السَّعِیدَ حَقَّ السَّعِیدِ مَنْ أَحَبَّكَ وَ أَطَاعَكَ وَ إِنَّ الشَّقِیَّ كُلَّ الشَّقِیِّ مَنْ عَادَاكَ وَ نَصَبَ لَكَ وَ أَبْغَضَكَ یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ یَا عَلِیُّ مَنْ حَارَبَكَ فَقَدْ حَارَبَنِی وَ مَنْ حَارَبَنِی فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا عَلِیُّ مَنْ أَبْغَضَكَ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَ أَتْعَسَ اللَّهُ جَدَّهُ وَ أَدْخَلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ (1).
بیان: التعس الهلاك و العثار و السقوط و الجد الحظ و الغناء و البخت.
«39»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَنْكَرَ إِمَامَةَ عَلِیٍّ بَعْدِی كَانَ كَمَنْ أَنْكَرَ نُبُوَّتِی فِی حَیَاتِی وَ مَنْ أَنْكَرَ نُبُوَّتِی كَانَ كَمَنْ أَنْكَرَ رُبُوبِیَّةَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ (2).
«40»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ قَاتَلَ اللَّهُ مَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً لَعَنَ اللَّهُ
ص: 109
مَنْ خَالَفَ عَلِیّاً عَلِیٌّ إِمَامُ الْخَلِیقَةِ بَعْدِی مَنْ تَقَدَّمَ عَلِیّاً(1) فَقَدْ تَقَدَّمَ عَلَیَّ وَ مَنْ فَارَقَهُ فَقَدْ فَارَقَنِی وَ مَنْ آثَرَ عَلَیْهِ فَقَدْ آثَرَ عَلَیَّ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُ وَ وَلِیٌّ لِمَنْ وَالاهُ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ (2).
«41»- ب، [قرب الإسناد] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: وَقَفَ النَّبِیُّ بِمَعْرَجٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدَكَ مُوسَی دَعَاكَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَ أَلْقَیْتَ عَلَیْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَ طَلَبَ مِنْكَ أَنْ تَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ وَ تُیَسِّرَ لَهُ أَمْرَهُ وَ تَجْعَلَ لَهُ وَزِیراً
مِنْ أَهْلِهِ وَ تَحِلَّ الْعُقْدَةَ مِنْ لِسَانِهِ وَ أَنَا أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ (3) مُوسَی أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ تَجْعَلَ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیّاً أَخِی (4).
«42»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْمُجَاوِرُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (5) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْحَابُ الْجَنَّةِ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بَعْدِی وَ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِ وَ أَصْحَابُ النَّارِ مَنْ سَخِطَ الْوَلَایَةَ وَ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ قَاتَلَهُ بَعْدِی (6).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام: مِثْلَهُ (7).
«43»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَصِیرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْحَاسِبِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ نَصْرِ بْنِ نُصَیْرٍ الْبَحْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا قَالُوا لِمَنِ السَّمْعُ وَ الطَّاعَةُ بَعْدَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لِأَخِی وَ ابْنِ عَمِّی وَ وَصِیِّی
ص: 110
عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَعَصَوْهُ وَ اللَّهِ وَ خَالَفُوا أَمْرَهُ وَ حَمَلُوا عَلَیْهِ السُّیُوفَ (1).
«44»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِیّاً حَتَّی أَمَرَهُ أَنْ یُوصِیَ إِلَی عَشِیرَتِهِ مِنْ عَصَبَتِهِ (2) وَ أَمَرَنِی أَنْ أُوصِیَ فَقُلْتُ إِلَی مَنْ یَا رَبِّ فَقَالَ أَوْصِ یَا مُحَمَّدُ إِلَی ابْنِ عَمِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی قَدْ أَثْبَتُّهُ فِی الْكُتُبِ السَّالِفَةِ وَ كَتَبْتُ فِیهَا أَنَّهُ وَصِیُّكَ وَ عَلَی ذَلِكَ أَخَذْتُ مِیثَاقَ الْخَلَائِقِ وَ مَوَاثِیقَ أَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی أَخَذْتُ مَوَاثِیقَهُمْ لِی بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لَكَ یَا مُحَمَّدُ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بِالْوَلَایَةِ(3).
«45»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] الْحَافِظُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُمَتِّعِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُوسَی علیه السلام عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ ابْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ إِمَامُ كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِی (4).
«46»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] حَمْزَةُ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَنْتَ بَابُ اللَّهِ وَ أَنْتَ الطَّرِیقُ إِلَی اللَّهِ وَ أَنْتَ النَّبَأُ الْعَظِیمُ وَ أَنْتَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ أَنْتَ الْمَثَلُ الْأَعْلی یَا عَلِیُّ أَنْتَ إِمَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ وَ سَیِّدُ الصِّدِّیقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ وَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ یَا عَلِیُّ أَنْتَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی وَ أَنْتَ قَاضِی دَیْنِی وَ أَنْتَ مُنْجِزُ عِدَاتِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمَظْلُومُ بَعْدِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمُفَارِقُ بَعْدِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمَهْجُورُ بَعْدِی أُشْهِدُ اللَّهَ تَعَالَی وَ مَنْ حَضَرَ مِنْ أُمَّتِی أَنَّ حِزْبَكَ حِزْبِی وَ حِزْبِی حِزْبُ اللَّهِ وَ أَنَّ حِزْبَ أَعْدَائِكِ حِزْبُ الشَّیْطَانِ (5).
ص: 111
«47»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] مَاجِیلَوَیْهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ الْهَمَذَانِیُّ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ خَالِدٍ(1) عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ أُمَّةٍ صِدِّیقٌ وَ فَارُوقٌ وَ صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِنَّ عَلِیّاً سَفِینَةُ نَجَاتِهَا(2) وَ بَابُ حِطَّتِهَا إِنَّهُ یُوشَعُهَا وَ شَمْعُونُهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ عَلِیّاً خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ بَعْدِی وَ إِنَّهُ لَأَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ مَنْ نَازَعَهُ فَقَدْ نَازَعَنِی وَ مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدْ ظَلَمَنِی وَ مَنْ غَالَبَهُ فَقَدْ غَالَبَنِی وَ مَنْ بَرَّهُ فَقَدْ بَرَّنِی وَ مَنْ جَفَاهُ فَقَدْ جَفَانِی وَ مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَانِی وَ مَنْ وَالاهُ فَقَدْ وَالانِی وَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ مَخْلُوقٌ مِنْ طِینَتِی وَ كُنْتُ أَنَا وَ إِیَّاهُ نُوراً وَاحِداً(3).
«48»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ تُبْرِئُ ذِمَّتِی وَ أَنْتَ خَلِیفَتِی عَلَی أُمَّتِی (4).
«49»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ فَعَلِیٌّ وَلِیُّهُ وَ مَنْ كُنْتُ إِمَامَهُ فَعَلِیٌّ إِمَامَهُ (5).
«50»- ل، [الخصال] الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ السَّكُونِیُ (6) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أُمَیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی كَثِیرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ بِثَلَاثٍ أَنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (7).
«51»- جا، [المجالس] للمفید ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ الْحَسَنِ الْجَرْمِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ
ص: 112
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ جَبْرَئِیلَ نَزَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تَقُومَ بِتَفْضِیلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خَطِیباً عَلَی أَصْحَابِكَ لِیُبَلِّغُوا مَنْ بَعْدَهُمْ ذَلِكَ عَنْكَ وَ یَأْمُرَ جَمَیعَ الْمَلَائِكَةِ أَنْ یَسْمَعَ مَا تَذْكُرُهُ (1) وَ اللَّهُ یُوحِی إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ أَنَّ مَنْ خَالَفَكَ فِی أَمْرِهِ فَلَهُ النَّارُ وَ مَنْ أَطَاعَكَ فَلَهُ الْجَنَّةُ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مُنَادِیاً فَنَادَی الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ حَتَّی عَلَا الْمِنْبَرَ فَكَانَ (2) أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّیْطَانِ الرَّجِیمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا الْبَشِیرُ وَ أَنَا النَّذِیرُ وَ أَنَا النَّبِیُّ الْأُمِّیُّ إِنِّی مُبَلِّغُكُمْ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَمْرِ رَجُلٍ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ هُوَ عَیْبَةُ الْعِلْمِ وَ هُوَ الَّذِی انْتَجَبَهُ اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ اصْطَفَاهُ وَ هَدَاهُ وَ تَوَلَّاهُ وَ خَلَقَنِی وَ إِیَّاهُ وَ فَضَّلَنِی بِالرِّسَالَةِ وَ فَضَّلَهُ بِالتَّبْلِیغِ عَنِّی وَ جَعَلَنِی مَدِینَةَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَهُ الْبَابَ وَ جَعَلَهُ خَازِنَ الْعِلْمِ (3) وَ الْمُقْتَبَسَ مِنْهُ الْأَحْكَامُ وَ خَصَّهُ بِالْوَصِیَّةِ وَ أَبَانَ أَمْرَهُ وَ خَوَّفَ مِنْ عَدَاوَتِهِ وَ أَزْلَفَ (4) مَنْ وَالاهُ وَ غَفَرَ لِشِیعَتِهِ وَ أَمَرَ النَّاسَ جَمِیعاً بِطَاعَتِهِ وَ إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ مَنْ عَادَاهُ عَادَانِی وَ مَنْ وَالاهُ وَالانِی وَ مَنْ نَاصَبَهُ نَاصَبَنِی وَ مَنْ خَالَفَهُ خَالَفَنِی وَ مَنْ عَصَاهُ عَصَانِی وَ مَنْ آذَاهُ آذَانِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَحَبَّهُ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَرَادَهُ أَرَادَنِی وَ مَنْ كَادَهُ كَادَنِی وَ مَنْ نَصَرَهُ نَصَرَنِی یَا أَیُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا مَا آمُرُكُمْ بِهِ وَ أَطِیعُوهُ فَإِنِّی أُخَوِّفُكُمْ عِقَابَ اللَّهِ یَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَها وَ بَیْنَهُ أَمَداً بَعِیداً وَ یُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ (5) ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ هَذَا مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ حُجَّةُ
ص: 113
اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ أَجْمَعِینَ (1) وَ الْمُجَاهِدُ لِلْكَافِرِینَ اللَّهُمَّ إِنِّی قَدْ بَلَّغْتُ وَ هُمْ عِبَادُكَ وَ أَنْتَ الْقَادِرُ عَلَی صَلَاحِهِمْ فَأَصْلِحْهُمْ بِرَحْمَتِكَ یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ.
ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ جَزَاكَ اللَّهُ عَنْ تَبْلِیغِكَ خَیْراً(2) فَقَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاتِ رَبِّكَ وَ نَصَحْتَ لِأُمَّتِكَ وَ أَرْضَیْتَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَرْغَمْتَ الْكَافِرِینَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ یَا مُحَمَّدُ قُلْ فِی كُلِّ أَوْقَاتِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (3).
یل، [الفضائل] لابن شاذان عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام: مِثْلَهُ (4).
«52»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حرام [حِزَامٍ] قَالَ: أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِیُّكَ قَالَ وَ أَمْسَكَ (5) عَنِّی عَشْراً لَا یُجِیبُنِی ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ أَ لَا أُخْبِرُكَ عَمَّا سَأَلْتَنِی فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَكَتَّ عَنِّی حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّكَ وَجَدْتَ عَلَیَ (6) فَقَالَ مَا وَجَدْتُ عَلَیْكَ یَا جَابِرُ وَ لَكِنْ كُنْتُ أَنْتَظِرُ مَا یَأْتِینِی مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَانِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یَقُولُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَصِیُّكَ وَ خَلِیفَتُكَ عَلَی أَهْلِكَ وَ أُمَّتِكَ وَ الذَّائِدُ عَنْ حَوْضِكَ وَ هُوَ صَاحِبُ لِوَائِكَ یَتَقَدَّمُكَ إِلَی الْجَنَّةِ فَقُلْتُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِهَذَا أَقْتُلُهُ قَالَ نَعَمْ یَا جَابِرُ مَا وُضِعَ هَذَا الْمَوْضِعُ إِلَّا لِیُبَایَعَ عَلَیْهِ فَمَنْ بَایَعَهُ (7) كَانَ
ص: 114
مَعِی غَداً وَ مَنْ خَالَفَهُ لَمْ یَرِدْ عَلَیَّ الْحَوْضَ أَبَداً(1).
جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ: مِثْلَهُ (2).
«53»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِی الْجَوْزَاءِ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ (3) عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أَتَّخِذَكَ أَخاً وَ وَصِیّاً فَأَنْتَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَی أَهْلِی فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ مَوْتِی مَنْ تَبِعَكَ فَقَدْ تَبِعَنِی وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكَ فَقَدْ تَخَلَّفَ عَنِّی وَ مَنْ كَفَرَ بِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِی وَ مَنْ ظَلَمَكَ فَقَدْ ظَلَمَنِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ یَا عَلِیُّ لَوْ لَا أَنْتَ لَمَا قُوتِلَ أَهْلُ النَّهْرِ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ أَهْلُ النَّهْرِ قَالَ قَوْمٌ یَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا یَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِیَّةِ(4).
«54»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ: یَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی أَبَداً قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا عَلِیٌّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی وَ خَلِیفَتِی إِمَامُكُمْ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی أَنْ أَقُولَ لَكُمْ مَا قُلْتُ (5).
«55»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ سَعَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَحْدَهُ وَ جَمَعَهُمَا فَقَالَ إِذَا اجْتَمَعْتُمَا فَعَلَیْكُمْ عَلِیٌّ قَالَ فَأَخَذْنَا یَمِیناً أَوْ یَسَاراً قَالَ فَأَخَذَ عَلِیٌّ فَأَبْعَدَ
ص: 115
فَأَصَابَ شَیْئاً(1) فَأَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ (2) قَالَ بُرَیْدَةُ وَ كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بُغْضاً لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ فَأَتَی رَجُلٌ خَالِداً فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعَتِ الْأَخْبَارُ عَلَی ذَلِكَ فَدَعَانِی خَالِدٌ فَقَالَ یَا بُرَیْدَةُ قَدْ عَرَفْتَ الَّذِی صَنَعَ فَانْطَلِقْ بِكِتَابِی هَذَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبِرْهُ وَ كَتَبَ إِلَیْهِ فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِهِ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ الْكِتَابَ فَأَمْسَكَهُ بِشِمَالِهِ وَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَكْتُبُ وَ لَا یَقْرَأُ وَ كُنْتُ رَجُلًا إِذَا تَكَلَّمْتُ طَأْطَأْتُ رَأْسِی (3) حَتَّی أَفْرُغَ مِنْ حَاجَتِی فَطَأْطَأْتُ وَ تَكَلَّمْتُ فَوَقَعْتُ فِی عَلِیٍ (4) حَتَّی فَرَغْتُ ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِی فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ غَضِبَ غَضَباً(5) لَمْ أَرَهُ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ إِلَّا یَوْمَ قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ فَنَظَرَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا بُرَیْدَةُ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیُّكُمْ بَعْدِی فَأَحِبَّ عَلِیّاً فَإِنَّمَا یَفْعَلُ مَا
یُؤْمَرُ قَالَ فَقُمْتُ وَ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْهُ وَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثْتُ بِذَلِكَ أَنَا حَارِثَ بْنَ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ فَقَالَ كَتَمَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَیْدَةَ بَعْضَ الْحَدِیثِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ (6) أَ نَافَقْتَ بَعْدِی یَا بُرَیْدَةُ(7).
«56»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عِیسَی عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَیَّ عَهْداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی قَالَ اسْمَعْ قُلْتُ سَمِعْتُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی بَعْدَكَ وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمَهَا اللَّهُ الْمُتَّقِینَ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی
ص: 116
وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ (1).
«57»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو مَنْصُورٍ السُّكَّرِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ مَهْدِیِّ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مِینَا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَیْلَةً لِلْحَسَنِ (2) قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا ابْنَ مَسْعُودٍ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ أَبَا بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ مَسْعُودٍ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی قُلْتُ اسْتَخْلِفْ قَالَ مَنْ قُلْتُ عُمَرَ فَأَعْرَضَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ مَسْعُودٍ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی قُلْتُ اسْتَخْلِفْ قَالَ مَنْ قُلْتُ عَلِیّاً قَالَ أَمَا إِنْ أَطَاعُوهُ (3) دَخَلُوا الْجَنَّةَ أَجْمَعُونَ أَكْتَعُونَ (4).
«58»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (5) قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصْحَابُ النَّارِ قَالَ مَنْ قَاتَلَ عَلِیّاً بَعْدِی فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ مَعَ الْكُفَّارِ فَقَدْ كَفَرُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ أَلَا وَ إِنَّ عَلِیّاً بَضْعَةٌ مِنِّی فَمَنْ حَارَبَهُ فَقَدْ حَارَبَنِی وَ أَسْخَطَ رَبِّی ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً فَقَالَ یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی بَعْدِی (6).
«59»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی عَلِیُّ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ زُرْعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ عَلِیّاً عَلَماً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ لَیْسَ بَیْنَهُمْ عَلَمٌ غَیْرُهُ فَمَنْ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ جَحَدَهَا(7) كَانَ كَافِراً وَ مَنْ جَهِلَهُ كَانَ ضَالًّا وَ مَنْ نَصَبَ مَعَهُ كَانَ مُشْرِكاً وَ مَنْ جَاءَ
ص: 117
بِوَلَایَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ أَنْكَرَهَا دَخَلَ النَّارَ(1).
«60»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الزُّرَارِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الرُّكَیْنِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ قَبِیصَةَ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ فِی خُطْبَتِهِ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی فَلْیَتَوَلَّ عَلِیّاً بَعْدِی (2) فَإِنَّ وَلَایَتَهُ وَلَایَتِی وَ وَلَایَتِی وَلَایَةُ اللَّهِ أَمَرَ عَهْدَهُ إِلَیَّ رَبِّی وَ أَمَرَنِی أَنْ أُبَلِّغَكُمُوهُ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ فَقَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ قَالَ أَمَا إِنَّكُمْ تَقُولُونَ نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ یُنَازِعُهُ حَقَّهُ وَ یَحْمِلُ النَّاسَ عَلَی كَتِفِهِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ سَمِّهِمْ لَنَا قَالَ أُمِرْتُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ وَ كَفَی بِالْمَرْءِ مِنْكُمْ مَا یَجِدُ لِعَلِیٍّ فِی نَفْسِهِ (3).
«61»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْقَیْسِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یَزِیدَ الطَّائِیِّ عَنْ هَاشِمِ بْنِ یَزِیدَ(4) عَنْ أَبِی سَعِیدٍ التَّیْمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ثَابِتٍ مَوْلَی أَبِی ذَرٍّ یَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَرَضِهِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ یَقُولُ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الْحُجْرَةُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَیُّهَا النَّاسُ یُوشِكُ أَنْ أُقْبَضَ قَبْضاً سَرِیعاً فَیُنْطَلَقَ بِی وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْكُمُ الْقَوْلَ مَعْذِرَةً إِلَیْكُمْ أَلَا إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیكُمْ كِتَابَ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَ (5) وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَرَفَعَهَا فَقَالَ هَذَا عَلِیٌّ مَعَ الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ مَعَ عَلِیٍّ خَلِیفَتَانِ بَصِیرَانِ لَا یَفْتَرِقَانِ حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَأَسْأَلَهُمَا مَا ذَا خُلِّفْتُ فِیهِمَا(6).
«62»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ عَطِیَّةَ بْنِ سَعْدٍ
ص: 118
عَنْ مَخْدُوجٍ الذُّهْلِیِ (1): فَكَانَ فِی وَفْدِ قَوْمِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ لا یَسْتَوِی أَصْحابُ النَّارِ وَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (2) قَالَ فَقُلْنَا(3) یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ قَالَ مَنْ أَطَاعَنِی وَ سَلَّمَ لِهَذَا مِنْ بَعْدِی قَالَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِكَفِّ عَلِیٍّ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ إِلَی جَنْبِهِ فَرَفَعَهَا فَقَالَ (4) أَلَا إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَمَنْ حَادَّهُ فَقَدْ حَادَّنِی وَ مَنْ حَادَّنِی أَسْخَطَ اللَّهَ (5) عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی قَالَ عَطِیَّةُ فَدَخَلْتُ عَلَی زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ مَنْزِلَهُ (6) فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِیثَ مَخْدُوجِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ بَقِیَ مِمَّنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ هَذَا غَیْرِی أَشْهَدُ لَقَدْ حَدَّثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(7) ثُمَّ قَالَ لَقَدْ حَادَّهُ رِجَالٌ سَمِعُوا رَسُولَ اللَّهِ قَوْلَهُ هَذَا وَ قَدْ وَرَدُوا(8).
بیان: أی وردوا علی عملهم أو الجحیم.
«63»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِ (9) عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ زُرْعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَصَبَ عَلِیّاً عَلَماً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ فَمَنْ عَرَفَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ أَنْكَرَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ جَهِلَهُ كَانَ ضَالًّا وَ مَنْ عَدَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ غَیْرِهِ كَانَ مُشْرِكاً وَ مَنْ جَاءَ بِوَلَایَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ جَاءَ بِعَدَاوَتِهِ دَخَلَ النَّارَ(10).
ص: 119
«64»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ أَمَا إِنَّكَ الْمُبْتَلَی وَ الْمُبْتَلَی بِكَ أَمَا إِنَّكَ الْهَادِی مَنِ اتَّبَعَكَ وَ مَنْ خَالَفَ طَرِیقَكَ فَقَدْ ضَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(1).
«65»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ حُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سَابُورَ الترجمی [الْبُرْجُمِیِ](2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ بُرَیْدَةَ بْنِ حُصَیْبٍ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَهِدَ إِلَیَّ رَبِّی تَعَالَی عَهْداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اسْمَعْ عَلِیٌّ رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِینَ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ أَجْلِ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَةَ الْإِیمَانِ فِی قَلْبِهِ (3) قَالَ فَقَدْ فَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ إِنِّی مُسْتَخِصُّهُ بِبَلَاءٍ لَمْ یُصِبْ أَحَداً مِنْ أُمَّتِی (4) قَالَ قُلْتُ أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ سَبَقَ مِنِّی إِنَّهُ مُبْتَلًی وَ مُبْتَلًی بِهِ (5).
«66»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَاسِینَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَامِلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ یَحْیَی بْنِ یَعْلَی عَنْ عَمَّارِ بْنِ زُرَیْقٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ زِیَادِ بْنِ مُطَرِّفٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَحْیَا حَیَاتِی وَ یَمُوتَ مَوْتِی وَ یَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِی وَعَدَنِی رَبِّی فَلْیَتَوَلَّ عَلِیّاً بَعْدِی فَإِنَّهُ لَنْ یُخْرِجَكُمْ مِنْ هُدًی وَ لَا یُدْخِلُكُمْ فِی رَدًی (6).
ص: 120
«67»- مع، [معانی الأخبار] الْحَافِظُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ إِمَامُ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی (1).
«68»- مع، [معانی الأخبار] مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ أَحَبَّ أَنْ یَتَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصَامَ لَهَا فَلْیَتَمَسَّكْ بِوَلَایَةِ أَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ لَا یَهْلِكُ مَنْ أَحَبَّهُ وَ تَوَلَّاهُ وَ لَا یَنْجُو مَنْ أَبْغَضَهُ وَ عَادَاهُ (2).
«69»- شف، [كشف الیقین] مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً مَا اسْتَقَرَّ الْكُرْسِیُّ وَ الْعَرْشُ وَ لَا دَارَ الْفَلَكُ وَ لَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا بِأَنْ كُتِبَ عَلَیْهَا(3) لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا عَرَجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ اخْتَصَّنِی اللَّطِیفُ بِنِدَائِهِ (4) قَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّیْكَ
رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ قَالَ أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنْتَ مُحَمَّدٌ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنِ اسْمِی وَ فَضَّلْتُكَ عَلَی جَمِیعِ بَرِیَّتِی فَانْصِبْ أَخَاكَ عَلِیّاً عَلَماً لِعِبَادِی یَهْدِیهِمْ إِلَی دِینِی یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَنْ تَأَمَّرَ عَلَیْهِ لَعَنْتُهُ وَ مَنْ خَالَفَهُ عَذَّبْتُهُ وَ مَنْ أَطَاعَهُ قَرَّبْتُهُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ عَلِیّاً إِمَامَ الْمُسْلِمِینَ فَمَنْ تَقَدَّمَ عَلَیْهِ أَخْزَیْتُهُ وَ مَنْ عَصَاهُ أَسْجَنْتُهُ إِنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ حُجَّتِی عَلَی الْخَلِیقَةِ أَجْمَعِینَ (5).
«70»- شف، [كشف الیقین] نَقَلْنَا مِنْ نُسْخَةٍ عَتِیقَةٍ مِنْ كُتُبِ الْمُخَالِفِینَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام مَا هَذَا لَفْظُهُ: هَاتُوا مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ كَأَنِّی مَعَهُ الْآنَ وَ هُوَ
ص: 121
یَقُولُ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُومِی فَافْتَحِی (1) فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی بَلَغَ مِنْ خَطَرِهِ مَا أَفْتَحُ لَهُ الْبَابَ وَ قَدْ نَزَلَ فِینَا قُرْآنٌ بِالْأَمْسِ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ (2) فَمَنْ هَذَا الَّذِی بَلَغَ مِنْ خَطَرِهِ أَنْ أَسْتَقْبِلَهُ بِمَحَاسِنِی وَ مَعَاصِمِی (3) فَقَالَ كَهَیْئَةِ الْمُغْضَبِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ قُومِی فَافْتَحِی الْبَابَ فَإِنَّ بِالْبَابِ رجل [رَجُلًا] لَیْسَ بِالْخَرِقِ وَ لَا بِالنَّزِقِ (4) یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ آخِذٌ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ (5) لَیْسَ بِفَتَّاحِ الْبَابِ (6) وَ لَا بِدَاخِلِ الدَّارِ حَتَّی یَغِیبَ عَنْهُ الْوَطِی ءُ(7) إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَمْشِی نَحْوَ الْبَابِ وَ هِیَ لَا تَثَبَّتُ (8) مَنْ فِی الْبَابِ غَیْرَ أَنَّهَا قَدْ حَفِظَتِ النَّعْتَ وَ الْوَصْفَ وَ هِیَ تَقُولُ بَخْ بَخْ لِرَجُلٍ یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَفَتَحَتِ الْبَابَ فَأَخَذْتُ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً(9) حَتَّی غَابَ الْوَطِی ءُ فَدَخَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ خِدْرَهَا(10) وَ دَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ (11) عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ سَلَمَةَ هَلْ تَعْرِفِینَهُ قَالَ نَعَمْ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هَنِیئاً
لَهُ (12) قَالَ صَدَقْتِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ بَلْ هَنِیئاً لَهُ هَذَا لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی شُدَّ بِهِ أَزْرِی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی
ص: 122
یَا أُمَّ سَلَمَةَ اسْمَعِی وَ اشْهَدِی هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ الدِّینِ وَ هُوَ الْوَصِیُّ عَلَی الْأَمْوَاتِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ الْخَلِیفَةُ عَلَی الْأَحْیَاءِ مِنْ أُمَّتِی أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ قَرِینِی فِی الْآخِرَةِ وَ مَعِی فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی اشْهَدِی عَلَیَّ یَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ صَاحِبُ حَوْضِی یَذُودُ عَنِّی كَمَا یَذُودُ الرَّاعِی عَنِ الْحَوْضِ اشْهَدِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ قَرِینِی فِی الْآخِرَةِ وَ قُرَّةُ عَیْنِی وَ ثَمَرَةُ قَلْبِی اشْهَدِی أَنَّ زَوْجَتَهُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنِّی عَلَی الْمِیزَانِ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ إِنَّهُ عَلَی نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ تُسَمَّی مُحْتَوِیَةَ تُزَاحِمُنِی (2) بِرِكَابِهَا لَا یُزَاحِمُنِی غَیْرُهَا اشْهَدِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ أَنَّهُ سَیُقَاتِلُ بَعْدِی النَّاكِثِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ الْقَاسِطِینَ وَ أَنَّهُ یَقْتُلُ شَیْطَانَ الرَّدْهَةِ وَ أَنَّهُ یُقْتَلُ شَهِیداً أَوْ یَقْدَمَ عَلَیَّ حَیّاً طَرِیّاً(3).
بیان: شیطان الردهة هو ذو الثدیة و سیأتی علة تسمیته بذلك.
«71»- شف، [كشف الیقین] الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی هَارُونَ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ أُبَیُّ بْنُ كَعْبٍ یَوْمَ جُمُعَةٍ وَ كَانَ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِینَ الَّذِینَ هَاجَرُوا وَ اتَّبَعُوا مَرْضَاةَ الرَّحْمَنِ (4) وَ أَثْنَی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِی الْقُرْآنِ وَ یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ الَّذِینَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَ الْإِیمَانَ وَ یَا مَنْ أَثْنَی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِی الْقُرْآنِ تَعَاشَیْتُمْ (5) أَمْ نَسِیتُمْ أَمْ بَدَّلْتُمْ أَمْ غَیَّرْتُمْ أَمْ خَذَلْتُمْ أَمْ عَجَزْتُمْ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فِینَا مَقَاماً أَقَامَ لَنَا عَلِیّاً فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ مَنْ كُنْتُ نَبِیَّهُ فَهَذَا أَمِیرُهُ أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی طَاعَتُكَ وَاجِبَةٌ عَلَی مَنْ بَعْدِی أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُوصِیكُمْ بِأَهْلِ بَیْتِی خَیْراً فَقَدِّمُوهُمْ وَ لَا تَقَدَّمُوهُمْ (6) وَ أَمِّرُوهُمْ وَ لَا تَأَمَّرُوا عَلَیْهِمْ أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَ
ص: 123
رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَهْلُ بَیْتِی الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِی أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَهْلُ بَیْتِی مَنَارُ الْهُدَی وَ الْمَدْلُولُونَ عَلَی اللَّهِ (1) أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْهَادِی لِمَنْ ضَلَّ أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلِیٌّ الْمُحْیِی لِسُنَّتِی وَ مُعَلِّمُ أُمَّتِی وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِی وَ خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی وَ سَیِّدُ أَهْلِ بَیْتِی وَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَیَّ طَاعَتُهُ مِنْ بَعْدِی كَطَاعَتِی عَلَی أُمَّتِی أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ یُوَلِّ عَلَی عَلِیٍّ أَحَداً مِنْكُمْ وَ وَلَّاهُ فِی كُلِّ غَیْبَةٍ عَلَیْكُمْ أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُمَا كَانَ مَنْزِلَتُهُمَا وَاحِداً وَ أَمْرُهُمَا وَاحِداً أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ إِذَا غِبْتُ عَنْكُمْ خَلَّفْتُ فِیكُمْ عَلِیّاً فَقَدْ خَلَّفْتُ فِیكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی أَ وَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَمَعَنَا قَبْلَ مَوْتِهِ فِی بَیْتِ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ لَنَا إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُوسَی أَنِ اتَّخِذْ أَخاً مِنْ أَهْلِكَ وَ أَجْعَلَهُ نَبِیّاً وَ أَجْعَلَ أَهْلَهُ لَكَ وُلْداً وَ أُطَهِّرَهُمْ مِنَ الْآفَاتِ وَ أَخْلَعَهُمْ (2) مِنَ الذُّنُوبِ فَاتَّخَذَ مُوسَی هَارُونَ وَ وُلْدَهُ وَ كَانُوا أَئِمَّةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ مِنْ بَعْدِهِ وَ الَّذِینَ یَحِلُّ لَهُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ مَا یَحِلُّ لِمُوسَی أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أَتَّخِذَ عَلِیّاً أَخاً كَمُوسَی اتَّخَذَ هَارُونَ أَخاً وَ أَتَّخِذَ وُلْدَهُ وُلْداً كَمَا اتَّخَذَ وُلْدَ هَارُونَ وُلْداً فَقَدْ طَهَّرْتُهُمْ كَمَا طُهِّرَ وُلْدُ هَارُونَ أَلَا وَ إِنِّی خَتَمْتُ بِكَ النَّبِیِّینَ فَلَا نَبِیَّ بَعْدَكَ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ(3) وَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ یَوْماً فَأَلْفَیْتُهُ (4) یُكَلِّمُ رَجُلًا أَسْمَعُ كَلَامَهُ وَ لَا أَرَی وَجْهَهُ فَقَالَ فِیمَا یُخَاطِبُهُ یَا مُحَمَّدُ مَا أَنْصَحَهُ لَكَ وَ لِأُمَّتِكَ وَ أَعْلَمَهُ بِسُنَّتِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَ فَتَرَی أُمَّتِی تَنْقَادُ لَهُ بَعْدَ وَفَاتِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تَتْبَعُهُ مِنْ أُمَّتِكَ أَبْرَارُهَا وَ یُخَالِفُ عَلَیْهِ مِنْ أُمَّتِكَ فُجَّارُهَا وَ كَذَلِكَ أَوْصِیَاءُ النَّبِیِّینَ مِنْ قَبْلُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ أَوْصَی إِلَی یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَ كَانَ أَعْلَمَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَطْوَعَهُمْ لَهُ فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ یَتَّخِذَهُ وَصِیّاً كَمَا اتَّخَذْتَ عَلِیّاً وَصِیّاً وَ كَمَا أُمِرْتَ بِذَلِكَ فَسَخِطَ بَنُو إِسْرَائِیلَ سِبْطُ مُوسَی خَاصَّةً فَلَعَنُوهُ وَ شَتَمُوهُ وَ عَنَفُوهُ وَ وَضَعُوا لَهُ أَمْرَهُ فَإِنْ أَخَذَتْ أُمَّتُكَ كَسَنَنِ بَنِی إِسْرَائِیلَ كَذَّبُوا وَصِیَّكَ وَ جَحَدُوا
ص: 124
أَمْرَهُ وَ نَبَذُوا خِلَافَتَهُ وَ غَالَطُوهُ فِی عِلْمِهِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ رَبِّی یُنْبِئُ أَنَّ أُمَّتِی تَخْتَلِفُ عَلَی أَخِی وَ وَصِیِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ إِنِّی أُوصِیكَ یَا أُبَیُّ بِوَصِیَّةٍ إِنْ أَنْتَ حَفِظْتَهَا لَمْ تَزَلْ بِخَیْرٍ یَا أُبَیُّ عَلَیْكَ بِعَلِیٍّ فَإِنَّهُ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ النَّاصِحُ لِأُمَّتِی الْمُحْیِی لِسُنَّتِی وَ هُوَ إِمَامُكُمْ بَعْدِی فَمَنْ رَضِیَ بِذَلِكَ لَقِیَنِی عَلَی مَا فَارَقْتُهُ عَلَیْهِ وَ مَنْ غَیَّرَ وَ بَدَّلَ لَقِیَنِی نَاكِثاً لِبَیْعَتِی عَاصِیاً لِأَمْرِی جَاحِداً لِنُبُوَّتِی لَا أَشْفَعُ لَهُ عِنْدَ رَبِّی وَ لَا أَسْقِیهِ مِنْ حَوْضِی فَقَامَتْ إِلَیْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا اقْعُدْ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَدْ أَدَّیْتَ مَا سَمِعْتَ وَ وَفَیْتَ بِعَهْدِكَ (1).
بیان: التعاشی التجاهل و الحدیث مختصر و تمامه فی كتاب الفتن.
«72»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ أَبِی الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّشِیدِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْفَارِسِیِّ عَنْ فَارُوقٍ الْخَطَّابِیِّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ مِیلَادِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ آهِ آهِ لَقَدْ سَأَلْتَ یَا جَابِرُ عَنْ خَیْرِ مَوْلُودٍ فِی شِبْهِ الْمَسِیحِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ عَلِیّاً نُوراً مِنْ نُورِی وَ خَلَقَنِی نُوراً مِنْ نُورِهِ وَ كِلَانَا مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ ثُمَّ شَرَحَ صلی اللّٰه علیه و آله مَبْدَأَ وِلَادَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَنَّ رَجُلًا كَانَ یُسَمَّی الْمُبْرَمَ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ مِائَتَیْ سَنَةٍ وَ سَبْعِینَ سَنَةً أَسْكَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قَلْبِهِ الْحِكْمَةَ وَ أَلْهَمَهُ بِحُسْنِ طَاعَةِ رَبِّهِ وَ أَنَّهُ بَشَّرَ أَبَا طَالِبٍ بِمَا هَذَا لَفْظُهُ أَبْشِرْ یَا هَذَا بِأَنَّ الْعَلِیَّ الْأَعْلَی أَلْهَمَنِی إِلْهَاماً فِیهِ بِشَارَتُكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ یُولَدُ مِنْ ظَهْرِكَ وَلَدٌ هُوَ وَلِیُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الْوَلَدَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ الْمُبْرَمَ یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ بِهِ یَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَ بِعَلِیٍّ یَتِمُّ الْوَصِیَّةُ.
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِهِ وَ هَذَا مَا أَرَدْنَا مِنْهُ (2).
ص: 125
«73»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«74»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ مُخْتَصَرِ الْأَرْبَعِینِ لِیُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَغْدَادِیِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ.
قال أبو القاسم الطائی سألت أحمد بن یحیی عن الیعسوب فقال هو الذكر من النحل الذی یقدمها و یحامی عنها(2).
«75»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ أَسْمَاءِ مَوْلَانَا عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ وَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَیْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِی الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) قَالَ یَدْعُونَ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ وَ كِتَابِ رَبِّهِمْ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِمْ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (4).
«76»- شف، [كشف الیقین] الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّطَنْزِیُّ مِنْ كِتَابِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ شُجَاعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَصِیِّی وَ إِمَامُ أُمَّتِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا بَعْدِی وَ مِنْ وُلْدِهِ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی یَمْلَأُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَ ظُلْماً وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ بَشِیراً وَ نَذِیراً إِنَّ الثَّابِتِینَ عَلَی الْقَوْلِ بِهِ فِی زَمَانِ غَیْبَتِهِ لَأَعَزُّ مِنَ الْكِبْرِیتِ الْأَحْمَرِ فَقَامَ
ص: 126
إِلَیْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لِلْقَائِمِ مِنْ وُلْدِكَ غَیْبَةٌ قَالَ إِی وَ رَبِّی وَ لِیُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَمْحَقَ الْكافِرِینَ (1) یَا جَابِرُ إِنَّ هَذَا أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سِرٌّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ عِلْمُهُ مَطْوِیٌّ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ إِیَّاكَ وَ الشَّكَّ فِیهِ فَإِنَّ الشَّكَّ فِی أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُفْرٌ(2).
«77»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْقَاضِی عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْحَافِظِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ عَدِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَهَا مِنْكُمْ فَعَلَیْهِ بِخَصْلَتَیْنِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ بَابِیَ الَّذِی أُوتَی مِنْهُ وَ هُوَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی (3).
مع، [معانی الأخبار] ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ: مِثْلَهُ (4).
«78»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِی یَا أَنَسُ اسْكُبْ لِی وَضُوءاً قَالَ فَعَمَدْتُ فَسَكَبْتُ لِلنَّبِیِّ وَضُوءاً فَأَعْلَمْتُهُ فَخَرَجَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ عَادَ إِلَی الْبَیْتِ إِلَی مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ یَا أَنَسُ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ عَلَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِی قَالَ فَإِذَا أَنَا بِبَابِ الدَّارِ یُقْرَعُ فَخَرَجْتُ فَفَتَحْتُ فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَدَخَلَ فَتَمَشَّی فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ رَآهُ وَثَبَ عَلَی قَدَمَیْهِ مُسْتَبْشِراً فَلَمْ یَزَلْ قَائِماً وَ عَلِیٌّ یَتَمَشَّی حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ الْبَیْتَ فَاعْتَنَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْسَحُ بِكَفِّهِ وَجْهَهُ فَیَمْسَحُ
ص: 127
بِهِ وَجْهَ عَلِیٍّ وَ یَمْسَحُ عَنْ وَجْهِ عَلِیٍّ بِكَفِّهِ فَیَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ یَعْنِی وَجْهَ نَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَنَعْتَ بِیَ الْیَوْمَ شَیْئاً مَا صَنَعْتَ بِی قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا یَمْنَعُنِی وَ أَنْتَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ الَّذِی یُبَیِّنُ لَهُمْ مَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ بَعْدِی وَ تُسْمِعُهُمْ نُبُوَّتِی (1).
«79»- جا، [المجالس] للمفید عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مِینَا مَوْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ قَالَ فَحَطَّ عُلَی (2) ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمَّا رَجَعَ تَنَفَّسَ وَ قَالَ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ أَبَا بَكْرٍ قَالَ فَمَشَی سَاعَةً ثُمَّ تَنَفَّسَ وَ قَالَ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عُمَرَ فَسَكَتَ ثُمَّ مَشَی سَاعَةً وَ تَنَفَّسَ وَ قَالَ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عُثْمَانَ فَسَكَتَ ثُمَّ مَشَی سَاعَةً فَقَالَ نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی یَا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ اسْتَخْلِفْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ قُلْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَتَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَئِنْ أَطَاعُوهُ لَیَدْخُلُنَّ الْجَنَّةَ أَجْمَعِینَ أَكْتَعِینَ (3).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ مُحَمَّدٌ السَّمْعَانِیُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: مِثْلَهُ (4).
«80»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ فِطْرٍ الْإِسْكَافِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ خَیْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی یَقْضِی
ص: 128
دَیْنِی وَ یُنْجِزُ وَعْدِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (1).
«81»- مع، [معانی الأخبار] أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْقُرَشِیِّ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الزَّهْرَانِیِّ عَنْ جَرِیرٍ(2) عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ (3) وَ اللَّهِ لَقَدْ خَرَجَ
آدَمُ مِنَ الدُّنْیَا وَ قَدْ عَاهَدَ عَلَی الْوَفَاءِ(4) لِوَلَدِهِ شِیثٍ فَمَا وُفِیَ لَهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ نُوحٌ مِنَ الدُّنْیَا وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ سَامٍ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِیمُ مِنَ الدُّنْیَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ إِسْمَاعِیلَ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ خَرَجَ مُوسَی مِنَ الدُّنْیَا وَ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ لَقَدْ رُفِعَ عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَدْ عَاهَدَ قَوْمَهُ عَلَی الْوَفَاءِ لِوَصِیِّهِ شَمْعُونَ بْنِ حَمُّونَ الصَّفَا فَمَا وَفَتْ أُمَّتُهُ وَ إِنِّی مُفَارِقُكُمْ عَنْ قَرِیبٍ وَ خَارِجٌ مِنْ بَیْنِ أَظْهُرِكُمْ وَ قَدْ عَهِدْتُ إِلَی أُمَّتِی فِی عَهْدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (5) وَ إِنَّهَا لَرَاكِبَةٌ(6) سَنَنَ مَنْ قَبْلَهَا مِنَ الْأُمَمِ فِی مُخَالَفَةِ وَصِیِّی وَ عِصْیَانِهِ أَلَا وَ إِنِّی مُجَدِّدٌ عَلَیْكُمْ عَهْدِی فِی عَلِیٍ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما یَنْكُثُ عَلی نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفی بِما عاهَدَ عَلَیْهُ اللَّهَ فَسَیُؤْتِیهِ أَجْراً عَظِیماً یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ عَلِیّاً إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ وَ هُوَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ أَخِی وَ نَاصِرِی وَ زَوْجُ ابْنَتِی وَ أَبُو وُلْدِی وَ صَاحِبُ شَفَاعَتِی وَ حَوْضِی وَ لِوَائِی مَنْ أَنْكَرَهُ فَقَدْ أَنْكَرَنِی وَ مَنْ أَنْكَرَنِی فَقَدْ أَنْكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَقَرَّ بِإِمَامَتِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِنُبُوَّتِی وَ مَنْ أَقَرَّ بِنُبُوَّتِی فَقَدْ أَقَرَّ بِوَحْدَانِیَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَصَی عَلِیّاً فَقَدْ عَصَانِی وَ مَنْ عَصَانِی فَقَدْ عَصَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَطَاعَ عَلِیّاً فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ أَطَاعَنِی فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ رَدَّ عَلَی عَلِیٍّ فِی قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ رَدَّ عَلَیَّ وَ مَنْ رَدَّ عَلَیَّ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ فَوْقَ
ص: 129
عَرْشِهِ أَیُّهَا النَّاسُ مَنِ اخْتَارَ مِنْكُمْ عَلَی عَلِیٍّ إِمَاماً فَقَدِ اخْتَارَ عَلَیَّ نَبِیّاً وَ مَنِ اخْتَارَ عَلَیَّ نَبِیّاً فَقَدِ اخْتَارَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَبّاً یَا أَیُّهَا النَّاسُ (1) إِنَّ عَلِیّاً سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَلِیُّهُ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَیُّهَا النَّاسُ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ فِی عَلِیٍّ یُوفَ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ(2).
«82»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ جَرِیرِ بْنِ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُعَاوِیَةَ(3) وَ قَدْ نَزَلَ بِذِی طُوًی (4) فَجَاءَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ مُعَاوِیَةُ یَا أَهْلَ الشَّامِ هَذَا سَعْدٌ(5) وَ هُوَ صَدِیقٌ لِعَلِیٍّ قَالَ فَطَأْطَأَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ وَ سَبُّوا عَلِیّاً
فَبَكَی سَعْدٌ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِیَةُ مَا الَّذِی أَبْكَاكَ قَالَ وَ لِمَ لَا أَبْكِی لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَبُّ عِنْدَكَ وَ لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أُغَیِّرَ وَ قَدْ كَانَ فِی عَلِیٍّ خِصَالٌ لَأَنْ تَكُونَ فِیَّ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا أَحَدُهَا أَنَّ رَجُلًا كَانَ بِالْیَمَنِ فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(6) فَقَالَ لَأَشْكُوَنَّكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَدِمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُ عَنْ عَلِیٍّ فَشَنَأَ عَلَیْهِ (7) فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَ عَلَیَّ الْكِتَابَ وَ اخْتَصَّنِی بِالرِّسَالَةِ أَ عَنْ سَخَطٍ تَقُولُ مَا تَقُولُ فِی عَلِیٍّ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ لَا تَعْلَمُ أَنِّی أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ الثَّانِیَةُ أَنَّهُ بَعَثَ یَوْمَ خَیْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَی الْقِتَالِ فَهُزِمَ وَ أَصْحَابُهُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَأُعْطِیَنَّ غَداً الرَّایَةَ(8) إِنْسَاناً یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَغَدَا الْمُسْلِمُونَ وَ عَلِیٌّ علیه السلام
ص: 130
أَرْمَدُ فَدَعَاهُ فَقَالَ خُذِ الرَّایَةَ فَقَالَ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَیْنِی كَمَا تَرَی فَتَفَلَ فِیهَا فَقَامَ فَأَخَذَ الرَّایَةَ ثُمَّ مَضَی بِهَا حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الثَّالِثَةُ خَلَّفَهُ فِی بَعْضِ مَغَازِیهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِی مَعَ النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ الرَّابِعَةُ سَدَّ الْأَبْوَابَ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ وَ الْخَامِسَةُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(1) فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً(2).
«83»- ع، [علل الشرائع] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْكَنْدَرَانِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ نَاصِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ سَلْمَانُ: یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیّاً فَمَنْ وَصِیُّكَ قَالَ فَسَكَتَ عَنِّی فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ رَآنِی مِنْ بَعِیدٍ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ قُلْتُ لَبَّیْكَ وَ أَسْرَعْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ تَعْلَمُ مَنْ كَانَ وَصِیُّ مُوسَی قُلْتُ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ ثُمَّ قَالَ ذَاكَ لِأَنَّهُ یَوْمَئِذٍ خَیْرُهُمْ وَ أَعْلَمُهُمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنِّی أَشْهَدُ الْیَوْمَ أَنَّ عَلِیّاً خَیْرُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ وَ هُوَ وَلِیِّی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی (3).
«84»- ید، [التوحید] مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَارِسِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَیْحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْعُقَیْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَزْهَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی بَعْضِ خُطَبِهِ: مَنِ الَّذِی حَضَرَ سجت (4) الْفَارِسِیَّ وَ هُوَ یُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ الْقَوْمُ مَا حَضَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ
ص: 131
فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَكِنِّی كُنْتُ مَعَهُ وَ قَدْ جَاءَهُ سجت وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ وَ كَانَ ذَرِباً فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِلَی مَا تَدْعُو فَقَالَ أَدْعُو إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (1) وَ قُلْتُ أَنَا أَیْضاً أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا خَیْرُ أَهْلِی وَ أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنِّی لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ رُوحُهُ مِنْ رُوحِی وَ هُوَ الْوَزِیرُ مِنِّی فِی حَیَاتِی وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدَ وَفَاتِی كَمَا كَانَ هَارُونُ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَاسْمَعْ لَهُ وَ أَطِعْ فَإِنَّهُ عَلَی الْحَقِّ ثُمَّ سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ (2).
«85»- یر، [بصائر الدرجات] عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ قَالَتْ: أَقْعَدَ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیّاً فِی بَیْتِی ثُمَّ دَعَا بِجِلْدِ شَاةٍ فَكَتَبَ فِیهِ حَتَّی مَلَأَ أَكَارِعَهُ (3) ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ مَنْ جَاءَكِ مِنْ بَعْدِی بِآیَةِ كَذَا وَ كَذَا فَادْفَعِیهِ إِلَیْهِ فَأَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حَتَّی تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلِیَ أَبُو بَكْرٍ أَمْرَ النَّاسِ بَعَثَتْنِی فَقَالَتْ اذْهَبْ وَ انْظُرْ مَا صَنَعَ هَذَا الرَّجُلُ فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ فِی النَّاسِ حَتَّی خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَیْتَهُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا فَأَقَامَتْ حَتَّی إِذَا وَلِیَ عُمَرُ بَعَثَتْنِی فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ صَاحِبُهُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّی وَلِیَ عُثْمَانُ فَبَعَثَتْنِی فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ صَاحِبَاهُ فَأَخْبَرْتُهَا ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّی وَلِیَ عَلِیٌّ فَأَرْسَلَتْنِی فَقَالَتِ انْظُرْ مَا یَصْنَعُ هَذَا الرَّجُلُ فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ فِی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام نَزَلَ فَرَآنِی فِی النَّاسِ فَقَالَ اذْهَبْ فَاسْتَأْذِنْ عَلَی أُمِّكَ قَالَ فَخَرَجْتُ
ص: 132
حَتَّی جِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا وَ قُلْتُ قَالَ لِیَ اسْتَأْذِنْ عَلَی أُمِّكَ وَ هُوَ خَلْفِی یُرِیدُكِ قَالَتْ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أُرِیدُهُ فَاسْتَأْذَنَ عَلِیٌّ فَدَخَلَ فَقَالَ (1) أَعْطِینِی الْكِتَابَ الَّذِی دُفِعَ إِلَیْكِ بِآیَةِ كَذَا وَ كَذَا كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی أُمَّتِی حَتَّی قَامَتْ إِلَی تَابُوتٍ لَهَا فِی جَوْفِهِ تَابُوتٌ لَهَا
ص: 12234343
أقول: قد مضی مثله بأسانید فی باب جهات علومهم علیه السلام.
«86»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنِ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رُمَیْحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: مَنِ الَّذِی حَضَرَ سجت الْفَارِسِیَّ وَ هُوَ یُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ الْقَوْمُ مَا حَضَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَكِنِّی كُنْتُ مَعَهُ وَ قَدْ جَاءَهُ سجت وَ كَانَ رَجُلًا مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ وَ كَانَ دربا [ذَرِباً](2) فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ أَیْنَ اللَّهُ قَالَ هُوَ فِی كُلِّ مَكَانٍ وَ رَبُّنَا لَا یُوصَفُ بِمَكَانٍ وَ لَا یَزُولُ بَلْ لَمْ یَزَلْ بِلَا مَكَانٍ وَ لَا یَزَالُ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَتَصِفُ رَبّاً عَلِیماً عَظِیماً بِلَا كَیْفٍ فَكَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ أَنَّهُ أَرْسَلَكَ فَلَمْ یَبْقَ بِحَضْرَتِنَا ذَلِكَ الْیَوْمَ حَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ وَ لَا جَبَلٌ وَ لَا شَجَرٌ إِلَّا قَالَ مَكَانَهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ قُلْتُ لَهُ أَیْضاً(3) أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا قَالَ هُوَ خَیْرُ أَهْلِی وَ أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنِّی لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ رُوحُهُ مِنْ رُوحِی وَ هُوَ الْوَزِیرُ مِنِّی فِی حَیَاتِی وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدَ وَفَاتِی كَمَا كَانَ هَارُونُ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَاسْمَعْ لَهُ وَ أَطِعْ فَإِنَّهُ عَلَی الْحَقِّ ثُمَّ سَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ (4).
ص: 133
«87»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الصَّیْدَلَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی الْخَزَّازِ عَنْ بَلِیدِ بْنِ سُلَیْمَانَ أَبِی إِدْرِیسَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَیْنَا أَنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ قَالَ الْآنَ یَدْخُلُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ خَیْرُ الْوَصِیِّینَ وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّبِیِّینَ إِذَا طَلَعَ (1) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْسَحُ الْعَرَقَ مِنْ جَبْهَتِهِ وَ وَجْهِهِ وَ یَمْسَحُ بِهِ وَجْهَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ یَمْسَحُ الْعَرَقَ مِنْ وَجْهِ عَلِیٍّ وَ یَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی تَقْضِی دَیْنِی وَ تُنْجِزُ وَعْدِی وَ تُبَیِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ بَعْدِی وَ تُعَلِّمُهُمْ مِنْ تَأْوِیلِ الْقُرْآنِ مَا لَمْ یَعْلَمُوا وَ تُجَاهِدُهُمْ عَلَی التَّأْوِیلِ كَمَا جَاهَدْتُهُمْ عَلَی التَّنْزِیلِ (2).
«88»- شف، [كشف الیقین] بِالْأَسَانِیدِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ شَهْرِیَارَ الْخَازِنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ نُوحِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی حُصَیْنٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مَیْسَرَةَ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ سُلَیْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ وَ خَیْرُ الصِّدِّیقِینَ وَ أَفْضَلُ السَّابِقِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ زَوْجُ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ خَلِیفَةُ خَیْرِ الْمُرْسَلِینَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مَوْلَی الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحُجَّةُ بَعْدِی عَلَی النَّاسِ أَجْمَعِینَ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ اسْتَحَقَّ دُخُولَ النَّارِ مَنْ عَادَاكَ یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَانِی عَلَی جَمِیعِ الْبَرِیَّةِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ أَلْفَ عَامٍ مَا قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ بِذَلِكَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَكْفُرْ(3).
ص: 134
«89»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَبْدُ اللَّهِ بْنُ التَّخَیُّرِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ بَعْدِی (1).
«90»- جا، [المجالس] للمفید الْمَرْزُبَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْمَكِّیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَعْلَی بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ یَعْلَی قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَلِیُّ النَّاسِ مِنْ بَعْدِی فَمَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِی (2).
«91»- جا، [المجالس] للمفید الْكَاتِبُ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَشْرُ خِصَالٍ هُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ إِلَیَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ مُوَاجِهُ مَنْزِلِی كَمَا یَتَوَاجَهُ مَنْزِلُ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ الْوَارِثُ عَنِّی وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ مِنْ بَعْدِی فِی عِدَاتِی وَ أَمْرِی وَ أَنْتَ الْحَافِظُ لِی فِی أَهْلِی عِنْدَ غَیْبَتِی وَ أَنْتَ الْإِمَامُ لِأُمَّتِی وَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ فِی رَعِیَّتِی وَ أَنْتَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ (3).
«92»- فض، [كتاب الروضة] عَنِ الْأَعْمَشِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَازَعَ عَلِیّاً فِی الْخِلَافَةِ بَعْدِی فَهُوَ كَافِرٌ وَ قَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ شَكَّ فِی عَلِیٍّ فَهُوَ كَافِرٌ(4).
«93»- فض، [كتاب الروضة] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی الثِّقَاتِ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی بَرْزَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ (5): إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَهِدَ إِلَیَّ فِی
ص: 135
عَلِیٍّ عَهْداً فَقُلْتُ یَا رَبِّ بَیِّنْهُ لِی قَالَ إِنَّ عَلِیّاً رَایَةُ الْهُدَی وَ إِمَامُ أَوْلِیَائِی وَ نُورُ مَنْ أَطَاعَنِی وَ هُوَ الْكَلِمَةُ الَّتِی الْتَزَمَ بِهَا الْمُتَّقُونَ (1) مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ فَلَمَّا سَمِعَ عَلِیٌّ علیه السلام ذَلِكَ قَالَ (2) أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ فِی قَبْضَتِهِ فَإِنْ یُعَذِّبْنِی فَبِذُنُوبِی لَمْ یَظْلِمْنِی وَ إِنْ یُتِمَّ الَّذِی بَشَّرَنِی بِهِ فَاللَّهُ أَوْلَی بِهِ (3) مِنِّی وَ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَعْدِنُهُ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ أَجْلِ قَلْبَهُ وَ اجْعَلْ رَبِیعَهُ الْإِیمَانَ بِكَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی جَعَلْتُ ذَلِكَ (4) ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَهِدَ إِلَیَّ أَنِّی مُخْتَصُّهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ أَخْتَصَّ بِهِ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِكَ فَقُلْتُ یَا رَبِّ أَخِی وَ جَنَاحِی (5) فَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّ هَذَا أَمْرٌ قَدْ سَبَقَ إِنَّهُ مُبْتَلًی بِهِ وَ مُبْتَلًی (6).
مد، [العمدة] مَنَاقِبُ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْبَزَّازِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ السَّلُولِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ السَّلُولِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِی الْمُطَهَّرِ الرَّازِیِّ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِیِّ: مِثْلَهُ (7).
«94»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ قَالَ السَّاعَةَ یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ مِنَ الْبَابِ رَجُلٌ هُوَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ قِبْلَةُ الْعَارِفِینَ (8) وَ یَعْسُوبُ الدِّینِ وَ نُورُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِیِّینَ قَالَ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا بِهِ (9) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَدْ أَقْبَلَ (10).
«95»- كشف، [كشف الغمة] عَنْ أَنَسٍ مِمَّا خَرَّجَهُ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ
ص: 136
النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَشْهَدُ لَكَ بِالْوَلَایَةِ وَ الْإِخَاءِ وَ زَادَ الْحُكْمَ وَ الْوَصِیَّةَ(1).
وَ مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مَنْ تَوَلَّاهُ فَقَدْ تَوَلَّانِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فَقَدْ تَوَلَّی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (2).
«96»- بشا، [بشارة المصطفی] بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ حُجَّتِی وَ بَابُ اللَّهِ وَ بَابِی وَ صَفِیُّ اللَّهِ وَ صَفِیِّی وَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ حَبِیبِی وَ خَلِیلُ اللَّهِ وَ خَلِیلِی وَ سَیْفُ اللَّهِ وَ سَیْفِی وَ هُوَ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ وَلِیُّهُ وَلِیِّی وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّی وَ حَرْبُهُ حَرْبِی وَ سِلْمُهُ سِلْمِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ زَوْجَتُهُ ابْنَتِی وَ وُلْدُهُ وُلْدِی وَ هُوَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ خَیْرُ أُمَّتِی أَجْمَعِینَ (3).
«97»- فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ (4) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ عَلَی مِنْبَرِهِ وَ قَدْ أَقَامَ عَلِیّاً عَلَی جَانِبِهِ (5) وَ حَطَّ یَدَهُ الْیُمْنَی عَلَی یَدِهِ (6) حَتَّی بَانَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِمَا وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ اللَّهَ رَبِّی وَ رَبُّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ نَبِیُّكُمْ وَ الْإِسْلَامُ دِینُكُمْ وَ عَلِیٌّ هَادِیكُمْ وَ هُوَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا ذَرٍّ عَلِیٌّ أَخِی (7) وَ أَمِینِی عَلَی وَحْیِ رَبِّی وَ مَا أَعْطَانِی رَبِّی فَضِیلَةً إِلَّا وَ قَدْ خَصَّ عَلِیّاً بِمِثْلِهَا(8) یَا أَبَا ذَرٍّ لَنْ یَقْبَلَ اللَّهُ
ص: 137
لِعَبْدٍ فَرْضاً(1) إِلَّا بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَا أَبَا ذَرٍّ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ انْتَهَیْتُ إِلَی الْعَرْشِ فَإِذَا أَنَا بِحِجَابٍ مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ إِذَا مُنَادٍ یُنَادِی یَا مُحَمَّدُ ارْفَعِ الْحِجَابَ فَرَفَعْتُهُ وَ إِذَا أَنَا بِمَلَكٍ وَ الدُّنْیَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ لَوْحٌ یَنْظُرُ فِیهِ فَقُلْتُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَا هَذَا الْمَلَكُ (2) الَّذِی لَمْ أَرَ فِی مَلَائِكَةِ رَبِّی مَلَكاً أَعْظَمَ مِنْهُ خِلْقَةً(3) قَالَ یَا مُحَمَّدُ سَلِّمْ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ عِزْرَائِیلُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا حَبِیبِی مَلَكَ الْمَوْتِ فَقَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا خَاتَمَ النَّبِیِّینَ كَیْفَ ابْنُ عَمِّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقُلْتُ حَبِیبِی مَلَكَ الْمَوْتِ أَ تَعْرِفُهُ فَقَالَ كَیْفَ لَا أَعْرِفُهُ یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً وَ اصْطَفَاكَ رَسُولًا إِنِّی أَعْرِفُ ابْنَ عَمِّكَ وَصِیّاً كَمَا أَعْرِفُكَ نَبِیّاً وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ ذَلِكَ وَ قَدْ وَكَّلَنِیَ اللَّهُ بِقَبْضِ أَرْوَاحِ الْخَلَائِقِ مَا خَلَا رُوحَكَ وَ رُوحَ ابْنِ عَمِّكَ عَلِیٍّ فَإِنَّ اللَّهَ یَتَوَلَّاهُمَا بِمَشِیَّتِهِ كَیْفَ یَشَاءُ وَ یَخْتَارُ(4).
«98»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ لِلْحَافِظِ أَبِی بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا وَ عَلِیٌّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ.
قُلْتُ وَ قَدْ أَوْرَدَ: مِثْلَهُ: الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُ (5).
وَ مِنْ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا تَسْتَخْلِفُ عَلِیّاً قَالَ إِنْ تَوَلَّوْا عَلِیّاً تَجِدُوهُ هَادِیاً مَهْدِیّاً یَسْلُكُ بِكُمُ الطَّرِیقَ الْمُسْتَقِیمَ.
قال هذا حدیث حسن عال (6).
«99»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَافِظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
ص: 138
مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ انْتُهِیَ بِی إِلَی حُجُبِ النُّورِ كَلَّمَنِی رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ وَ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ بَلِّغْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ حُجَّتِی بَعْدَكَ عَلَی
خَلْقِی بِهِ أَسْقِی الْعِبَادَ الْغَیْثَ وَ بِهِ أَدْفَعُ عَنْهُمُ السُّوءَ وَ بِهِ أَحْتَجُّ عَلَیْهِمْ یَوْمَ یَلْقَوْنِی فَإِیَّاهُ فَلْیُطِیعُوا وَ لِأَمْرِهِ فَلْیَأْتَمِرُوا وَ عَنْ نَهْیِهِ فَلْیَنْتَهُوا أَجْعَلُهُمْ عِنْدِی فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ وَ أُبِیحُ لَهُمْ جِنَانِی وَ إِنْ لَا یَفْعَلُوا أَسْكَنْتُهُمْ نَارِی مَعَ الْأَشْقِیَاءِ مِنْ أَعْدَائِی ثُمَّ لَا أُبَالِی (1).
«100»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُنِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ الْحَنْظَلِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أُوصِی مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَنْ تَوَلَّاهُ فَقَدْ تَوَلَّانِی وَ مَنْ تَوَلَّانِی فَقَدْ تَوَلَّی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَحَبَّنِی فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی وَ مَنْ أَبْغَضَنِی فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ (2).
«101»- بشا، [بشارة المصطفی] وَالِدِی وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ وَلَدُهُ سَعْدٌ جَمِیعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ نَصْرٍ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَخِیهِ الصَّدُوقِ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی الْمُجَاوِرِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ رَزِینٍ ابْنِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْمَظْلُومُ بَعْدِی فَوَیْلٌ لِمَنْ قَاتَلَكَ وَ طُوبَی لِمَنْ قَاتَلَ مَعَكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ الَّذِی تَنْطِقُ بِكَلَامِی وَ تَتَكَلَّمُ بِلِسَانِی بَعْدِی فَوَیْلٌ لِمَنْ رَدَّ عَلَیْكَ وَ طُوبَی لِمَنْ قَبِلَ كَلَامَكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ سَیِّدُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدِی وَ أَنْتَ إِمَامُهَا وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا مَنْ فَارَقَكَ فَارَقَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ مَنْ كَانَ مَعَكَ كَانَ مَعِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی وَ أَوَّلُ مَنْ أَعَانَنِی عَلَی أَمْرِی وَ جَاهَدَ مَعِی عَدُوِّی
ص: 139
وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعِی وَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ فِی غَفْلَةِ الْجَهَالَةِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُبْعَثُ مَعِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَجُوزُ الصِّرَاطَ مَعِی وَ إِنَّ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ لَا یَجُوزُ عَقَبَةَ الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ(1) بِوَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَرِدُ حَوْضِی تَسْقِی مِنْهُ أَوْلِیَاءَكَ وَ تَذُودُ عَنْهُ أَعْدَاءَكَ وَ أَنْتَ صَاحِبِی إِذَا قُمْتُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ تَشْفَعُ لِمُحِبِّینَا فَتُشَفَّعُ فِیهِمْ (2) وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَ بِیَدِكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ هُوَ سَبْعُونَ شِقَّةً الشِّقَّةُ مِنْهُ أَوْسَعُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ أَنْتَ صَاحِبُ شَجَرَةِ طُوبَی فِی الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِی دَارِكَ وَ أَغْصَانُهَا فِی دُورِ شِیعَتِكَ وَ مُحِبِّیكَ (3).
«102»- بشا، [بشارة المصطفی] الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِیهِ الْحَسَنِ عَنْ عَمِّهِ الصَّدُوقِ عَنْ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَضَّلَنِی بِالنُّبُوَّةِ وَ فَضَّلَ عَلِیّاً بِالْإِمَامَةِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُزَوِّجَهُ ابْنَتِی فَهُوَ أَبُ وُلْدِی وَ غَاسِلُ جُثَّتِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ وَلِیُّهُ وَلِیِّی وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّی (4).
بیان: قرأ المحقق الطوسی نصیر الملة و الدین و العلامة و جماعة من علمائنا رضی اللّٰه عنهم قاضی دینی بكسر الدال و أنكره السید المرتضی و لا حاجة فی تكلف ذلك لتواتر العبارات و النصوص الصریحة من الجانبین.
«103»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] إِبْرَاهِیمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْهَمْدَانِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَاقِفاً بِمَكَّةَ مُسْتَقْبِلًا بِثَبِیرٍ مُسْتَدْبِراً حِرَاءَ(5) وَ هُوَ یَقُولُ إِنِّی أَقُولُ
ص: 140
الْیَوْمَ (1) كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً(2).
«104»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَكَثَ جَبْرَئِیلُ أَرْبَعِینَ یَوْماً لَمْ یَنْزِلْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَبِّ قَدِ اشْتَدَّ شَوْقِی إِلَی نَبِیِّكَ صلی اللّٰه علیه و آله فَأْذَنْ لِی فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ وَ قَالَ (3) یَا جَبْرَئِیلُ اهْبِطْ إِلَی حَبِیبِی وَ نَبِیِّی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَخْبِرْهُ أَنِّی خَصَصْتُهُ بِالنُّبُوَّةِ وَ فَضَّلْتُهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَقْرِئْ وَصِیَّهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ أَخْبِرْهُ أَنِّی خَصَصْتُهُ بِالْوَصِیَّةِ وَ فَضَّلْتُهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَانَ إِذَا هَبَطَ وُضِعَتْ لَهُ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِیفٌ فَجَلَسَ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یُخْبِرُكَ أَنَّهُ خَصَّكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ فَضَّلَكَ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَقْرَأُ وَصِیَّكَ السَّلَامَ وَ یُخْبِرُكَ أَنَّهُ خَصَّهُ بِالْوَصِیَّةِ وَ فَضَّلَهُ عَلَی جَمِیعِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ فَبَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَعَاهُ فَأَخْبَرَهُ (4) بِمَا قَالَ جَبْرَئِیلُ قَالَ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا یَسْلُبَنِی دِینِی وَ لَا یَنْزِعَ مِنِّی كَرَامَتَهُ وَ أَنْ یُعْطِیَنِی مَا وَعَدَنِی فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُعَذِّبَ عَلِیّاً وَ لَا أَحَداً تَوَلَّاهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مَا كَانَ
مِنْهُمْ أَوْ كُلُّهُمْ نَاجٍ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ نَجَا مَنْ تَوَلَّی شِیثاً بِشِیثٍ وَ نَجَا شِیثٌ بِآدَمَ وَ نَجَا آدَمُ بِاللَّهِ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی سَاماً بِسَامٍ وَ نَجَا سَامٌ بِنُوحٍ وَ نَجَا نُوحٌ بِاللَّهِ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی آصَفَ بِآصَفَ وَ نَجَا آصَفُ بِسُلَیْمَانَ وَ نَجَا سُلَیْمَانُ بِاللَّهِ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی یُوشَعَ بِیُوشَعَ وَ نَجَا یُوشَعُ بِمُوسَی وَ نَجَا مُوسَی بِاللَّهِ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی شَمْعُونَ بِشَمْعُونَ وَ نَجَا شَمْعُونُ بِعِیسَی وَ نَجَا عِیسَی بِاللَّهِ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً بِعَلِیٍّ وَ نَجَا عَلِیٌ
ص: 141
بِكَ وَ نَجَوْتَ أَنْتَ بِاللَّهِ وَ إِنَّمَا كُلُّ شَیْ ءٍ بِاللَّهِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ الْحَفَظَةَ لَیَفْخَرُونَ عَلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ لِصُحْبَتِهَا إِیَّاهُ قَالَ فَجَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ یَسْمَعُ كَلَامَ جَبْرَئِیلَ وَ لَا یَرَی شَخْصَهُ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الَّذِی كَانَ مِنْ حَدِیثِهِمْ إِذَا اجْتَمَعُوا قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمْ تَبْلُغْ عَظَمَتَهُ ثُمَّ ذَكَرُوا فَضْلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلْمِهِ (1) وَ قَلَّدَهُ مِنْ رِسَالَتِهِ ثُمَّ ذَكَرُوا أَمْرَ شِیعَتِنَا وَ الدُّعَاءَ لَهُمْ وَ خَتَمَهُمْ بِالْحَمْدِ وَ الثَّنَاءِ عَلَی اللَّهِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَعْرِفُنَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ كَیْفَ لَا یَعْرِفُونَكُمْ وَ قَدْ وُكِّلُوا بِالدُّعَاءِ لَكُمْ وَ الْمَلَائِكَةُ حَافِّینَ (2) مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا مَا اسْتِغْفَارُهُمْ إِلَّا لَكُمْ دُونَ هَذَا الْعَالَمِ (3).
«105»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یُوسُفَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَزَالُ یُخْرِجُ لَهُمْ (4) حَدِیثاً فِی فَضْلِ وَصِیِّهِ حَتَّی نَزَلَتْ عَلَیْهِ هَذِهِ السُّورَةُ(5) فَاحْتَجَّ عَلَیْهِمْ عَلَانِیَةً حِینَ أُعْلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَوْتِهِ وَ نُعِیَتْ إِلَیْهِ نَفْسُهُ فَقَالَ فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ یَقُولُ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ نُبُوَّتِكَ فَانْصَبْ عَلِیّاً مِنْ بَعْدِكَ وَ عَلِیٌّ وَصِیُّكَ فَأَعْلِمْهُمْ فَضْلَهُ عَلَانِیَةً فَقَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا یُرَاوِدُ النَّاسَ بِفَضْلِ عَلِیٍّ بِالتَّعْرِیضِ فَقَالَ أَبْعَثُ رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَیْسَ بِفَرَّارٍ یُعَرِّضُ (6) وَ قَدْ كَانَ یَبْعَثُ غَیْرَهُ فَیَرْجِعُ یُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ یُجَبِّنُونَهُ
ص: 142
وَ یَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ مِثْلَ غَیْرِهِ مِمَّنْ رَجَعَ یُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ یُجَبِّنُونَهُ وَ قَالَ قَبْلَ ذَلِكَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَمُودُ الْإِیمَانِ (1) وَ هُوَ یَضْرِبُ النَّاسَ مِنْ بَعْدِی عَلَی الْحَقِّ وَ عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ مَا زَالَ عَلِیٌّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ فَكَانَ حَقُّهُ الْوَصِیَّةَ الَّتِی جُعِلَتْ لَهُ الِاسْمُ الْأَكْبَرُ وَ مِیرَاثُ الْعِلْمِ (2).
«106»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُعَنْعَناً عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِإِزَاءِ ثَبِیرٍ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْرِقْ ثَبِیرُ أَشْرِقْ ثَبِیرُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ مَا سَأَلَكَ أَخِی مُوسَی أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ أَنْ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ أَنْ تَحِلَ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیٌ (3) أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً(4).
«107»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَنَسٍ وَ غَیْرِهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَی عَلِیٌّ مُقْبِلًا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ هَذَا حُجَّةٌ عَلَی أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ(5).
«108»- یف، [الطرائف] بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا دَعْوَةُ أَبِی إِبْرَاهِیمَ قَالَ قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ صِرْتَ دَعْوَةَ أَبِیكَ إِبْرَاهِیمَ قَالَ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً(6) فَاسْتَخَفَّ إِبْرَاهِیمَ (7) الْفَرَحُ قَالَ یَا رَبِّ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی أَئِمَّةً مِثْلِی فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ إِنِّی لَا أُعْطِیكَ عَهْداً لَا أَفِی بِهِ (8) قَالَ یَا رَبِّ مَا الْعَهْدُ الَّذِی لَا تَفِی بِهِ قَالَ لَا أُعْطِیكَ الظالم [لِظَالِمٍ] مِنْ ذُرِّیَّتِكَ عَهْداً قَالَ إِبْرَاهِیمُ عِنْدَهَا یَا رَبِّ وَ مَنِ الظَّالِمُ مِنْ ذُرِّیَّتِی قَالَ لَهُ مَنْ یَسْجُدُ لِلصَّنَمِ مِنْ دُونِی
ص: 143
یَعْبُدُهَا قَالَ إِبْرَاهِیمُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی وَ مَنْ عَصانِی فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (1) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْتَهَتِ الدَّعْوَةُ إِلَیَّ وَ إِلَی عَلِیٍّ لَمْ یَسْجُدْ أَحَدُنَا لِصَنَمٍ قَطُّ فَاتَّخَذَنِی نَبِیّاً وَ اتَّخَذَ عَلِیّاً وَصِیّاً(2).
«109»- ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ عِدَّةِ طُرُقِ بِأَسَانِیدِهَا وَ مَعْنَاهَا وَاحِدٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«110»- یف، [الطرائف] مُسْنَدُ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِی مُوسَی اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیّاً اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً(4).
«111»- مد، [العمدة] مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (5) قَالَ أَخْبَرَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ مَیْسَرَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (6) وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَأْكُلُ الْمُسِنَّةَ وَ یَشْرَبُ الْعُسَ (7) فَأَمَرَ عَلِیّاً أَنْ یُدْخِلَ شَاةً(8) فَأَدَمَهَا ثُمَّ قَالَ ادْنُوا بِسْمِ اللَّهِ فَدَنَا
ص: 144
الْقَوْمُ فَأَكَلُوا(1) حَتَّی صَدَرُوا ثُمَّ دَعَا بِقَعْبٍ (2) مِنْ لَبَنٍ فَجَرَعَ مِنْهُ جُرْعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُمُ اشْرَبُوا بِسْمِ اللَّهِ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا فَبَدَرَهُمْ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ بِهِ الرَّجُلُ فَسَكَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَئِذٍ فَلَمْ یَتَكَلَّمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ مِنَ الْغَدِ عَلَی مِثْلِ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ
ثُمَّ أَنْذَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَا النَّذِیرُ(3) إِلَیْكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْبَشِیرُ لِمَا لَمْ یَجِئْ بِهِ أَحَدٌ جِئْتُكُمْ بِالدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَأَسْلِمُوا وَ أَطِیعُونِی تَهْتَدُوا وَ مَنْ یُوَاخِینِی وَ یُوَازِرُنِی وَ یَكُونُ وَلِیِّی وَ وَصِیِّی بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یَقْضِی دَیْنِی فَسَكَتَ الْقَوْمُ وَ أَعَادَ ذَلِكَ ثَلَاثاً كُلُّ ذَلِكَ یَسْكُتُ الْقَوْمُ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَامَ الْقَوْمُ وَ هُمْ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ أَطِعْ ابْنَكَ فَقَدْ أُمِّرَ عَلَیْكَ (4).
أقول: قد مضی مثله بأسانید جمة فی باب البعثة.
«112»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ مُقَاتِلٍ عَنْ عَطَاءٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْكِتابَ (5) كَانَ فِی التَّوْرَاةِ یَا مُوسَی إِنِّی اخْتَرْتُكَ وَ اخْتَرْتُ لَكَ وَزِیراً(6) هُوَ أَخُوكَ یَعْنِی هَارُونَ لِأَبِیكَ وَ أُمِّكَ كَمَا اخْتَرْتُ لِمُحَمَّدٍ إِلْیَا هُوَ أَخُوهُ وَ وَزِیرُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ طُوبَی لَكُمَا مِنْ أَخَوَیْنِ وَ طُوبَی لَهُمَا مِنْ أَخَوَیْنِ إِلْیَا أَبُو السِّبْطَیْنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ مُحَسِّنٌ الثَّالِثُ مِنْ وُلْدِهِ كَمَا جَعَلْتُ لِأَخِیكَ هَارُونَ شبرا [شَبَّرَ] وَ شَبِیراً وَ مبشرا [مُشَبِّراً](7).
وَ فِی مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام تَصْنِیفِ أَبِی نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیِ (8) وَ
ص: 145
خَصَائِصِ الْعَلَوِیَّةِ عَنِ النَّطَنْزِیِّ مَا رَوَی شُعْبَةُ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ بِمَكَّةَ بِیَدِی وَ بِیَدِ عَلِیٍّ فَصَعِدَ بِنَا إِلَی ثَبِیرٍ ثُمَّ صَلَّی بِنَا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ سَأَلَكَ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ تُیَسِّرَ أَمْرِی وَ تَحُلَ (1) عُقْدَةً مِنْ لِسَانِی لِیُفْقَهَ قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَسَمِعْتُ مُنَادِیاً یُنَادِی یَا أَحْمَدُ قَدْ أُوتِیتَ مَا سَأَلْتَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخِی (2) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی الْآیَاتِ.
تَفْسِیرُ الْقَطَّانِ وَ وَكِیعُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِیُّ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ أَنَّهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَقُولُ كَمَا قَالَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی یَكُونُ لِی صِهْراً وَ خَتَناً.
السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مَطَرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ خَلِیلِی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ خَیْرَ مَنْ أَتْرُكُ بَعْدِی مَنْ یُنْجِزُ مَوْعِدِی وَ یَقْضِی دَیْنِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ فِی أَمَالِی أَبِی الصَّلْتِ الْأَهْوَازِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ فِی خَبَرٍ: أَنْتَ الْإِمَامُ بَعْدِی وَ الْأَمِیرُ وَ أَنْتَ الصَّاحِبُ لِی وَ الْوَزِیرُ وَ مَا لَكَ فِی أُمَّتِی مِنْ نَظِیرٍ(3).
«113»- مد، [العمدة] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (4) جَمَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَهْلَ بَیْتِهِ فَاجْتَمَعَ
ص: 146
ثَلَاثُونَ (1) فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ لَهُمْ مَنْ یَضْمَنُ عَنِّی دَیْنِی وَ مَوَاعِیدِی وَ یَكُونُ خَلِیفَتِی وَ یَكُونُ مَعِی فِی الْجَنَّةِ(2) فَقَالَ رَجُلٌ لَمْ یُسَمِّهِ شَرِیكٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ كُنْتَ تَجِدُ مَنْ یَقُومُ بِهَذَا قَالَ ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ یَعْرِضُ ذَلِكَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا قَالَ أَنْتَ.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمَّانِیِّ عَنْ شَرِیكٍ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ یَقْضِی دَیْنِی عَنِّی وَ یُنْجِزُ مَوَاعِیدِی (3).
«114»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّمْشَاطِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ الْعِجْلِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عِیَاضٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ
زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ حَبِیبِی مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُسَبِّحُ اللَّهَ ذَلِكَ النُّورُ وَ یُقَدِّسُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمْ نَزَلْ (4) فِی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ حَتَّی افْتَرَقْنَا فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَفِیَّ النُّبُوَّةُ وَ فِی عَلِیٍّ الْخِلَافَةُ.
وَ مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ لِابْنِ شِیرَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَلْمَانَ: مِثْلَهُ (5).
«115»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الطَّحَّانِ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ الْحَنُوطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ الرَّازِیِّ عَنْ سَلَمِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی رَبِیعَةَ الْإِیَادِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیٌّ وَ وَارِثٌ وَ إِنَّ وَصِیِّی وَ وَارِثِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (6).
ص: 147
وَ عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (1).
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْبَیِّعِ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْحَافِظِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُدَیْسٍ عَنْ جَعْفَرٍ الْأَحْمَرِ عَنْ هِلَالٍ الصَّوَّافِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِیرٍ أَوْ كَثِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخْطَبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَمَّا كَانَ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ إِذَا قَصْرٌ أَحْمَرُ مِنْ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ یَتَلَأْلَأُ نُوراً فَأُوحِیَ إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (3).
أَقُولُ: وَ رُوِیَ عَنْهُ بِسَنَدٍ آخَرَ أَیْضاً: مِثْلَهُ.
«116»- مد، [العمدة] بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدَةَ عَنِ ابْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ بُرَیْدَةَ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَی مَجْلِسٍ وَ هُمْ یَنَالُونَ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَوَقَفَ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ إِنَّهُ كَانَ فِی نَفْسِی عَلَی عَلِیٍّ شَیْ ءٌ وَ كَانَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ كَذَلِكَ فَبَعَثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَرِیَّةٍ عَلَیْهَا عَلِیٌّ فَأَصَبْنَا سَبْیاً فَأَخَذَ عَلِیٌّ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ خَالِدُ بْنُ
الْوَلِیدِ دُونَكَ قَالَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ أُحَدِّثُهُ (4) بِمَا كَانَ ثُمَّ قُلْتُ إِنَّ عَلِیّاً أَخَذَ جَارِیَةً مِنَ الْخُمُسِ وَ كُنْتُ رَجُلًا مِكْبَاباً فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ تَغَیَّرَ فَقَالَ مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ فَعَلِیٌّ وَلِیُّهُ (5).
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَابِسٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ خَثْعَمٍ یَقُولُ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَیْسٍ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَقُولُ كَمَا قَالَ أَخِی مُوسَی اللَّهُمَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیّاً اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی
ص: 148
كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً(1).
«117»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الطَّحَّانِ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحَنُوطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّوسِیِّ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ أَبِی مَطَرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَتَی عَلِیٌّ مُقْبِلًا فَقَالَ أَنَا وَ هَذَا حُجَّةٌ عَلَی أُمَّتِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
وَ عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ غَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ الطَّائِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْلَاكَ مَا عُرِفَ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدِی.
وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی (2) عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ رَزِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی النَّسَّاجِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَتَانِی جَبْرَئِیلُ بِدُرْنُوكٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَجَلَسْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی كَلَّمَنِی وَ نَاجَانِی فَمَا عُلِّمْتُ شَیْئاً إِلَّا عَلَّمْتُهُ عَلِیّاً فَهُوَ بَابُ مَدِینَةِ(3) عِلْمِی ثُمَّ دَعَاهُ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ حَرْبُكَ حَرْبِی وَ أَنْتَ الْعَلَمُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ أُمَّتِی بَعْدِی (4).
«118»- أَقُولُ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ، مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَیْشاً وَ اسْتَعْمَلَ عَلَیْهِمْ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَمَضَی فِی السَّرِیَّةِ فَأَصَابَ جَارِیَةً فَأَنْكَرُوا عَلَیْهِ وَ تَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا إِذَا لَقِینَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرْنَاهُ بِمَا صَنَعَ عَلِیٌّ وَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا رَجَعُوا مِنْ سَفَرٍ بَدَءُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَی رِحَالِهِمْ فَلَمَّا قَدِمَتِ السَّرِیَّةُ فَسَلَّمُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَنَعَ كَذَا وَ كَذَا فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ الثَّانِی فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ
ص: 149
إِلَیْهِ الثَّالِثُ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ الرَّابِعُ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالُوا فَأَقْبَلَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْغَضَبُ یُعْرَفُ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ مَا تُرِیدُونَ مِنْ عَلِیٍّ مَا تُرِیدُونَ مِنْ عَلِیٍّ مَا تُرِیدُونَ مِنْ عَلِیٍّ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی.
وَ رُوِیَ مِنْهُ أَیْضاً عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌ (1).
«119»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی الْغُنْدِجَانِیِ (2) عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَرِیرٍ(3) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ التَّیْمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَاصَبَ عَلِیّاً لِلْخِلَافَةِ بَعْدِی فَهُوَ كَافِرٌ قَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ شَكَّ فِی عَلِیٍّ فَهُوَ كَافِرٌ(4).
«120»- أَقُولُ رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ عَامٍ فَلَمَّا خُلِقَ آدَمُ رُكِّبَ ذَلِكَ النُّورُ فِی صُلْبِهِ فَلَمْ نَزَلْ فِی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ حَتَّی افْتَرَقْنَا فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَفِیَّ النُّبُوَّةُ وَ فِی عَلِیٍّ الْخِلَافَةُ(5).
«121»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ كِتَابُ الطَّبَرَانِیِّ وَ النَّطَنْزِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ادْعُوا إِلَیَّ سَیِّدَ الْعَرَبِ یَعْنِی عَلِیّاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَ لَسْتَ سَیِّدَ الْعَرَبِ قَالَ أَنَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْعَرَبِ فَلَمَّا جَاءَ أَرْسَلَ إِلَی الْأَنْصَارِ فَقَالَ (6) مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ أَدُلُّكُمْ عَلَی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذَا عَلِیٌّ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی بِالَّذِی قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ رَوَاهُ
ص: 150
أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَائِشَةَ فِی كِتَابِ السُّؤْدُدِ وَ فِی رِوَایَةٍ: فَقَالَتْ عَائِشَةُ وَ مَا السَّیِّدُ قَالَ مَنِ افْتُرِضَتْ طَاعَتُهُ كَمَا افْتُرِضَتْ طَاعَتِی.
أَبُو حَنِیفَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُ إِلَی أُمِّ هَانِئٍ (1): قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ أَنْتَ سَیِّدُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدُ النَّاسِ فِی الْآخِرَةِ.
«122»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ وَ كَانَ مُشْتَهِراً بِالْعِنَادِ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَ الْمُخَالَفَةِ لَهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَبِّی لَا إِمَارَةَ لِی مَعَهُ وَ أَنَا رَسُولُ رَبِّی وَ لَا إِمَارَةَ مَعِی (2) وَ عَلِیٌّ وَلِیُّ مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ وَ لَا إِمَارَةَ مَعَهُ (3).
«123»- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَتَّوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ حُجَّتِی وَ بَابُ اللَّهِ وَ بَابِی وَ صَفِیُّ اللَّهِ وَ صَفِیِّی وَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ حَبِیبِی وَ خَلِیلُ اللَّهِ وَ خَلِیلِی وَ سَیْفُ اللَّهِ وَ سَیْفِی وَ هُوَ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ وَلِیُّهُ وَلِیِّی وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّی وَ زَوْجَتُهُ ابْنَتِی وَ وُلْدُهُ وُلْدِی وَ حَرْبُهُ حَرْبِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ هُوَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ خَیْرُ أُمَّتِی (4).
«124»- وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنْ خَالِ أُمِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَتِی وَ أَوْجَبَ عَلَیْكُمُ اتِّبَاعَ
ص: 151
أَمْرِی وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ طَاعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1) بَعْدِی كَمَا فَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَتِی (2) وَ جَعَلَهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ هُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ حُبُّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ وَ مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ هُوَ مَوْلَی مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ وَ أَنَا وَ هُوَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ(3).
«125»- وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ مَا أَقَلَّتِ (4) الْغَبْرَاءُ بَعْدِی أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّهُ إِمَامُ أُمَّتِی وَ أَمِیرُهَا وَ إِنَّهُ لَوَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا مَنِ اقْتَدَی بِهِ بَعْدِی اهْتَدَی وَ مَنِ اهْتَدَی بِغَیْرِهِ ضَلَّ وَ غَوَی إِنِّی أَنَا النَّبِیُّ الْمُصْطَفَی مَا أَنْطِقُ بِفَضْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنِ الْهَوَی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحَی نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْمُجْتَبَی عَنِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری (5).
«126»- وَ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَاصِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَالِكِ (6) بْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ الضُّبَعِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: سُئِلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَیْكُمْ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ مَوْلَاكُمْ فَأَحِبُّوهُ وَ كَبِیرُكُمْ فَاتَّبِعُوهُ وَ عَالِمُكُمْ فَأَكْرِمُوهُ وَ قَائِدُكُمْ إِلَی الْجَنَّةِ فَعَزِّرُوهُ (7) وَ إِذَا دَعَاكُمْ فَأَجِیبُوهُ (8) وَ
ص: 152
إِذَا أَمَرَكُمْ فَأَطِیعُوهُ أَحِبُّوهُ لِحُبِّی وَ أَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِی مَا قُلْتُ لَكُمْ فِی عَلِیٍّ إِلَّا مَا أَمَرَنِی بِهِ رَبِّی (1).
«127»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَفْسِیرَیْ أَبِی عُبَیْدَةَ وَ عَلِیِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِیِّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: الْخُلَفَاءُ أَرْبَعَةٌ آدَمُ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً(2) وَ دَاوُدُ یا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِیفَةً فِی الْأَرْضِ (3) یَعْنِی بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ هَارُونُ قَالَ مُوسَی اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی (4) وَ عَلِیٌ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (5) یَعْنِی عَلِیّاً لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ آدَمَ وَ دَاوُدَ وَ هَارُونَ وَ لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ یَعْنِی الْإِسْلَامَ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْنِی أَهْلَ مَكَّةَ یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ یَعْنِی الْعَاصِینَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: مَنْ لَمْ یَقُلْ إِنِّی رَابِعُ الْخُلَفَاءِ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْمَعْنَی.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُودِیَ أَیْنَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ دَاوُدُ فَیُقَالُ لَسْنَا أَرَدْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَیَقُومُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَیَأْتِی النِّدَاءُ یَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ فَمَنْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِهِ فِی دَارِ الدُّنْیَا فَلْیَتَعَلَّقْ (6) بِحَبْلِهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ لِیَسْتَضِی ءَ بِنُورِهِ وَ یُشَیِّعَهُ إِلَی الْجَنَّةِ.
و نهی هارون الرشید أن یقال لعلی علیه السلام خلیفة قال أبو معاویة الضریر یا أمیر المؤمنین قالت تیم منا خلیفة رسول اللّٰه و قالت بنو أمیة منا خلیفة الخلفاء فأین
ص: 153
حظكم یا بنی هاشم من الخلافة و اللّٰه ما حظكم منها إلا علی بن أبی طالب فرجع الرشید عما كان یقول.
مُعْجَمُ الطَّبَرَانِیِّ، عَنْ عُلَیْمٍ الْجُهَنِیِّ وَ فِی أَخْبَارِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَیْلَةَ أَسْرَی بِی رَبِّی فَأَوْحَی إِلَیَّ فِی عَلِیٍّ بِثَلَاثٍ أَنَّهُ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ (1) وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ.
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی الصَّلْتِ الْأَهْوَازِیِّ: یَا عَلِیُّ إِنَّكَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ (2) وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ.
یُوسُفُ الْقَطَّانُ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) قَالَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دَعَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَئِمَّةَ الْهُدَی وَ مَصَابِیحَ الدُّجَی وَ أَعْلَامَ التُّقَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام ثُمَّ یُقَالُ لَهُمْ جُوزُوا الصِّرَاطَ أَنْتُمْ وَ شِیعَتُكُمْ وَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ ثُمَّ یَدْعُو أَئِمَّةَ الْفِسْقِ قَالَ وَ اللَّهِ (4) یَزِیدُ مِنْهُمْ فَیُقَالُ لَهُ خُذْ بِیَدِ شِیعَتِكَ إِلَی النَّارِ بِغَیْرِ حِسَابٍ.
أَنْبَأَنِی الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی رَبِیعَةَ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیٌّ وَ وَارِثٌ وَ إِنَّ عَلِیّاً وَصِیِّی وَ وَارِثِی.
فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَبِی أَوْفَی قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ: وَ أَنْتَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنْتَ أَخِی وَ وَارِثِی قَالَ وَ مَا أَرِثُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا وَرِثَ الْأَنْبِیَاءُ قَبْلِی قَالَ وَ مَا وَرِثَ الْأَنْبِیَاءُ قَبْلَكَ قَالَ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّةَ نَبِیِّهِ.
زُرَارَةُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَرِثَ عَلِیٌّ علیه السلام عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَرِثَتْ فَاطِمَةُ
ص: 154
علیها السلام تَرِكَتَهُ. وَ الْخَبَرُ الْمَشْهُورُ: أَنْتَ وَارِثُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ (1).
«128»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ نَاصَبَ عَلِیّاً عَلَی الْخِلَافَةِ بَعْدِی فَهُوَ كَافِرٌ وَ قَدْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ مَنْ شَكَّ فِی عَلِیٍّ فَهُوَ كَافِرٌ(2).
«129»- ثو، [ثواب الأعمال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ عَلِیّاً عَلَماً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ لَیْسَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ عَلَمٌ غَیْرُهُ فَمَنْ تَبِعَهُ كَانَ مُؤْمِناً وَ مَنْ جَحَدَهُ كَانَ كَافِراً وَ مَنْ شَكَّ فِیهِ كَانَ مُشْرِكاً(3).
«130»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ خِصَالٍ لَهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الْخَلَائِقِ إِلَیَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ مُوَاجِهُ مَنْزِلِی كَمَا یَتَوَاجَهُ مَنَازِلُ الْإِخْوَانِ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ الْوَارِثُ مِنِّی وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ مِنْ بَعْدِی فِی عِدَاتِی وَ أُسْرَتِی وَ أَنْتَ الْحَافِظُ لِی فِی أَهْلِی عِنْدَ غَیْبَتِی وَ أَنْتَ الْإِمَامُ لِأُمَّتِی وَ أَنْتَ الْقَائِمُ بِالْقِسْطِ فِی رَعِیَّتِی وَ أَنْتَ وَلِیِّی وَ وَلِیِّی وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّكَ عَدُوِّی وَ عَدُوِّی عَدُوُّ اللَّهِ (4).
«131»- یف، [الطرائف] مِنْ كِتَابِ شَوَاهِدِ التَّنْزِیلِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِیدُ الْعِقابِ (5) قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ ظَلَمَ عَلِیّاً مَقْعَدِی هَذَا بَعْدَ وَفَاتِی فَكَأَنَّمَا
ص: 155
جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِیَاءِ قَبْلِی.
وَ مِنْ كِتَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ السَّرَّاجِ فِی تَأْوِیلِ هَذِهِ الْآیَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّهُ قَدْ نَزَلَتْ عَلَیَّ آیَةُ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً الْآیَةَ وَ أَنَا مُسْتَوْدِعُكَهَا(1) فَكُنْ لِمَا أَقُولُ وَاعِیاً وَ عَنِّی لَهُ مُؤَدِّیاً مَنْ ظَلَمَ عَلِیّاً مَجْلِسِی هَذَا كَمَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ نُبُوَّةَ مَنْ كَانَ قَبْلِی فَقَالَ لَهُ الرَّاوِی یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ فَكَیْفَ وَلَّیْتَ الظَّالِمِینَ قَالَ لَا جَرَمَ جَلَبْتُ عُقُوبَةَ عَمَلِی وَ ذَلِكَ أَنِّی لَمْ أَسْتَأْذِنْ إِمَامِی كَمَا اسْتَأْذَنَهُ جُنْدَبٌ وَ عَمَّارٌ وَ سَلْمَانُ وَ أَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّی وَ أَتُوبُ إِلَیْهِ (2).
«132»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ الْإِحَنُ وَ الْمِحَنُ رَوَی أَنَسٌ: أَنَّهُ نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَنَا وَ هَذَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ.
الْفِرْدَوْسُ عَنِ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا وَ عَلِیٌّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ (3).
أَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عُمَرَ فِی أَوَّلِ خِلَافَتِهِ وَ قَدْ أُلْقِیَ لَهُ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَلَی خَصَفَةٍ(4) فَدَعَانِی إِلَی الْأَكْلِ فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَاحِدَةً وَ أَقْبَلَ یَأْكُلُ حَتَّی أَتَی عَلَیْهِ ثُمَّ شَرِبَ مِنْ جَرَّةٍ(5) كَانَ عِنْدَهُ وَ اسْتَلْقَی عَلَی مِرْفَقَةٍ(6) لَهُ وَ طَفِقَ بِحَمْدِ اللَّهِ (7) یُكَرِّرُ ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ مِنْ أَیْنَ جِئْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ كَیْفَ خَلَّفْتَ بَنِی عَمِّكَ (8) فَظَنَنْتُهُ یَعْنِی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ یَلْعَبُ مَعَ أَتْرَابِهِ (9) قَالَ لَمْ أَعْنِ ذَلِكَ إِنَّمَا عَنَیْتُ
ص: 156
عَظِیمَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قُلْتُ خَلَّفْتُهُ یَمْتَحُ بِالْغَرْبِ عَلَی نَخِیلَاتٍ مِنْ فَدَّانٍ (1) وَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَیْكَ دِمَاءُ الْبُدْنِ إِنْ كَتَمْتَنِیهَا هَلْ بَقِیَ فِی نَفْسِهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الْخِلَافَةِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَ یَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ نَصَّ عَلَیْهِ قُلْتُ نَعَمْ وَ أَزِیدُكَ سَأَلْتُ أَبِی عَمَّا
یَدَّعِیهِ فَقَالَ صَدَقَ فَقَالَ عُمَرُ لَقَدْ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَمْرِهِ ذَرْوٌ مِنْ قَوْلٍ لَا یُثْبِتُ حُجَّةً وَ لَا یَقْطَعُ عُذْراً وَ لَقَدْ كَانَ یَزِیغُ (2) فِی أَمْرِهِ وَقْتاً مَا وَ لَقَدْ أَرَادَ فِی مَرَضِهِ أَنْ یُصَرِّحَ بِاسْمِهِ فَمَنَعْتُ مِنْ ذَلِكَ إِشْفَاقاً وَ حِیطَةً عَلَی الْإِسْلَامِ لَا وَ رَبِّ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ لَا تَجْتَمِعُ عَلَیْهِ قُرَیْشٌ أَبَداً وَ لَوْ وَلِیَهَا لَانْتَقَضَتْ عَلَیْهِ الْعَرَبُ مِنْ أَقْطَارِهَا فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی عَلِمْتُ مَا فِی نَفْسِهِ فَأَمْسَكَ وَ أَبَی اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حُتِمَ.
ذَكَرَ هَذَا الْخَبَرَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی طَاهِرٍ صَاحِبُ كِتَابِ تَارِیخِ بَغْدَادَ فِی كِتَابِهِ مُسْنَداً:(3).
«133»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَعْطَانِی اللَّهُ تَعَالَی خَمْساً وَ أَعْطَی عَلِیّاً خَمْساً أَعْطَانِی جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَ أَعْطَی عَلِیّاً جَوَامِعَ الْعِلْمِ وَ جَعَلَنِی نَبِیّاً وَ جَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَعْطَانِی الْكَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ السَّلْسَبِیلَ وَ أَعْطَانِی الْوَحْیَ وَ أَعْطَاهُ الْإِلْهَامَ وَ أَسْرَی بِی إِلَیْهِ وَ فَتَحَ لَهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَ الْحُجُبَ حَتَّی نَظَرَ إِلَیَّ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهِ قَالَ ثُمَّ بَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ مَا یُبْكِیكَ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی فَقَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ أَوَّلَ مَا كَلَّمَنِی بِهِ أَنْ قَالَ یَا مُحَمَّدُ انْظُرْ تَحْتَكَ فَنَظَرْتُ إِلَی الْحُجُبِ قَدِ انْخَرَقَتْ وَ إِلَی أَبْوَابِ السَّمَاءِ قَدْ فُتِحَتْ وَ نَظَرْتُ إِلَی عَلِیٍّ وَ هُوَ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَكَلَّمَنِی وَ كَلَّمْتُهُ وَ كَلَّمَنِی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَ كَلَّمَكَ رَبُّكَ قَالَ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنِّی جَعَلْتُ عَلِیّاً وَصِیَّكَ وَ وَزِیرَكَ وَ خَلِیفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ فَأَعْلِمْهُ فَهَا هُوَ یَسْمَعُ كَلَامَكَ فَأَعْلَمْتُهُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لِی قَدْ قَبِلْتُ وَ أَطَعْتُ
ص: 157
فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَفَعَلَتْ فَرَدَّ عَلَیْهِمُ السَّلَامَ وَ رَأَیْتُ الْمَلَائِكَةَ یَتَبَاشَرُونَ بِهِ وَ مَا مَرَرْتُ بِمَلَائِكَةٍ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ إِلَّا هَنَّئُونِی وَ قَالُوا لِی یَا مُحَمَّدُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ دَخَلَ السُّرُورُ عَلَی جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ بِاسْتِخْلَافِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَكَ ابْنَ عَمِّكَ وَ رَأَیْتُ حَمَلَةَ الْعَرْشِ قَدْ نَكَسُوا رُءُوسَهُمْ إِلَی الْأَرْضِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَ نَكَسَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ رُءُوسَهُمْ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا مِنْ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا وَ قَدْ نَظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ اسْتِبْشَاراً بِهِ مَا خَلَا حَمَلَةَ الْعَرْشِ فَإِنَّهُمْ اسْتَأْذَنُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ أَنْ یَنْظُرُوا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَنَظَرُوا إِلَیْهِ فَلَمَّا هَبَطْتُ جَعَلْتُ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ وَ هُوَ یُخْبِرُنِی بِهِ فَعَلِمْتُ أَنِّی لَمْ أَطَأْ مَوْطِئاً إِلَّا وَ قَدْ كُشِفَ لِعَلِیٍّ عَنْهُ حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِی فَقَالَ عَلَیْكَ بِمَوَدَّةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ عَبْدٍ حَسَنَةً حَتَّی یَسْأَلَهُ عَنْ حُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ تَعَالَی أَعْلَمُ فَإِنْ جَاءَهُ بِوَلَایَتِهِ قَبِلَ عَمَلَهُ عَلَی مَا كَانَ مِنْهُ وَ إِنْ لَمْ یَأْتِ بِوَلَایَتِهِ لَمْ یَسْأَلْهُ عَنْ شَیْ ءٍ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ إِلَی النَّارِ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ النَّارَ لَأَشَدُّ غَضَباً عَلَی مُبْغِضِ عَلِیٍّ مِنْهَا عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ لِلَّهِ وَلَداً یَا ابْنَ عَبَّاسٍ لَوْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ وَ الْأَنْبِیَاءَ الْمُرْسَلِینَ اجْتَمَعُوا عَلَی (1) بُغْضِهِ وَ لَنْ یَفْعَلُوا لَعَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِالنَّارِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ هَلْ یُبْغِضُهُ أَحَدٌ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ نَعَمْ یُبْغِضُهُ قَوْمٌ یَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّتِی لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ بُغْضِهِمْ لَهُ تَفْضِیلَهُمْ مَنْ هُوَ دُونَهُ عَلَیْهِ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِ (2) مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی وَ لَا وَصِیّاً أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنْ وَصِیِّی عَلِیٍّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَمْ أَزَلْ كَمَا أَمَرَنِی (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَوْصَانِی (4) بِمَوَدَّتِهِ وَ إِنَّهُ لَأَكْبَرُ عَمَلِی عِنْدِی قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ثُمَّ مَضَی مِنَ الزَّمَانِ مَا مَضَی وَ حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ
ص: 158
الْوَفَاةُ حَضَرْتُهُ فَقُلْتُ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ دَنَا أَجَلُكَ فَمَا تَأْمُرُنِی فَقَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ خَالِفْ مَنْ خَالَفَ عَلِیّاً وَ لَا تَكُونَنَّ لَهُ (1) ظَهِیراً وَ لَا وَلِیّاً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ لَا تَأْمُرُ النَّاسَ بِتَرْكِ مُخَالَفَتِهِ قَالَ فَبَكَی صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أُغْمِیَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ سَبَقَ (2) فِیهِمْ عِلْمُ رَبِّی وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَا یَخْرُجُ أَحَدٌ مِمَّنْ خَالَفَهُ وَ أَنْكَرَ حَقَّهُ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی یُغَیِّرَ اللَّهُ تَعَالَی مَا بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَی اللَّهَ وَ هُوَ عَنْكَ رَاضٍ فَاسْلُكْ طَرِیقَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مِلْ مَعَهُ حَیْثُ مَالَ وَ ارْضَ بِهِ إِمَاماً وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ وَالِ مَنْ وَالاهُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ احْذَرْ أَنْ یَدْخُلَكَ شَكٌّ فِیهِ فَإِنَّ الشَّكَّ فِی عَلِیٍّ كُفْرٌ بِاللَّهِ تَعَالَی (3).
فض، [كتاب الروضة] یل، [الفضائل] لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ (4)
ل، [الخصال] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَرْزَمِیِّ: مِثْلَهُ مَعَ اخْتِصَارٍ ثُمَّ قَالَ وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٌ (5).
«134»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ مِنْ كَلَامِهِ علیه السلام لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ قَدْ سَأَلَهُ كَیْفَ دَفَعَكُمْ قَوْمُكُمْ عَنْ هَذَا الْمَقَامِ وَ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ فَقَالَ یَا أَخَا بَنِی أَسَدٍ إِنَّكَ لَقَلِقُ الْوَضِینِ تُرْسِلُ فِی غَیْرِ سَدَدٍ وَ لَكَ بَعْدُ ذِمَامَةُ الصِّهْرِ وَ حَقُّ الْمَسْأَلَةِ وَ قَدِ اسْتَعْلَمْتَ فَاعْلَمْ أَمَّا الِاسْتِبْدَادُ عَلَیْنَا بِهَذَا الْمَقَامِ وَ نَحْنُ الْأَعْلَوْنَ نَسَباً وَ الْأَشَدُّونَ بِالرَّسُولِ نَوْطاً فَإِنَّهَا كَانَتْ أَثَرَةً شَحَّتْ عَلَیْهَا نُفُوسُ قَوْمٍ وَ سَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِینَ وَ الْحَكَمُ اللَّهُ (6) وَ الْمَعْوَدُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ
وَ دَعْ عَنْكَ نَهْباً صِیحَ فِی حَجَرَاتِهِ***وَ لَكِنْ حَدِیثاً مَا حَدِیثُ الرَّوَاحِلِ
وَ هَلُمَّ الْخَطْبَ فِی ابْنِ أَبِی سُفْیَانَ فَلَقَدْ أَضْحَكَنِی الدَّهْرُ بَعْدَ إِبْكَائِهِ وَ لَا غَرْوَ وَ اللَّهِ فَیَا لَهُ خَطْباً یَسْتَفْرِغُ الْعَجَبَ وَ یُكْثِرُ الْأَوَدَ حَاوَلَ الْقَوْمُ إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ مِنْ مِصْبَاحِهِ وَ سَدَّ
ص: 159
فَوَّارِهِ مِنْ یَنْبُوعِهِ وَ جَدَحُوا بَیْنِی وَ بَیْنَهُمْ شِرْباً وَبِیئاً فَإِنْ تَرْتَفِعْ عَنَّا وَ عَنْهُمْ مِحَنُ الْبَلْوَی أَحْمِلْهُمْ مِنَ الْحَقِّ عَلَی مَحْضِهِ وَ إِنْ تَكُنِ الْأُخْرَی فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِما یَصْنَعُونَ.
قال عبد الحمید بن أبی الحدید الوضین بطان القتب و حزام السرج (1) و یقال للرجال المضطرب فی أموره إنه لقلق الوضین و ذلك أن الوضین إذا قلق اضطرب القتب أو الهودج أو السرج و من علیه و ترسل فی غیر سدد أی تتكلم فی غیر قصد و فی غیر صواب و السدد و السداد الاستقامة و الصواب و ذمامة الصهر بالكسر أی حرمته و إنما قال ذلك لأن زینب بنت جحش زوج رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كانت أسدیة و كانت بنت عمة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أما حق المسألة فلأن للسائل علی المسئول حقا حیث أهله (2) لأن یستفید منه و الاستبداد بالشی ء التفرد به و النوط الالتصاق و كان أثرة أی استیثارا بالأمر و استبدادا به قال
النبی صلی اللّٰه علیه و آله: للأنصار ستلقون بعدی أثرة.
و شحت بخلت و سخت جادت و یعنی بالنفوس التی سخت نفسه و بالنفوس التی شحت أما علی قولنا فإنه یعنی نفوس أهل الشوری بعد مقتل عمر و أما علی قول الإمامیة فنفوس أهل السقیفة و لیس فی الخبر ما یقتضی صرف ذلك إلیهم فالأولی أن نحمله علی ما ظهر منه عن تألمه من عبد الرحمن بن عوف و میله إلی عثمان ثم قال إن الحكم هو اللّٰه و إن الوقت الذی یعود الناس كلهم إلیه هو یوم القیامة و روی یوم بالنصب علی أنه ظرف و العامل فیه المعود علی أن یكون مصدرا.
و أما البیت فهو لإمرئ القیس بن حجر الكندی و روی أن أمیر المؤمنین علیه السلام لم یستشهد إلا بصدره فقط و أتمه الرواة(3) و كان من قصة هذا الشعر أن امرأ القیس لما تنقل فی أحیاء(4) العرب بعد قتل ابنه (5) نزل علی رجل من جدیلة طیئ یقال له ظریف
ص: 160
فأجاره و أكرمه و أحسن إلیه فمدحه و أقام عنده ثم إنه لم یر له نصیبا فی الجبلین أجا و سلمی (1) فخاف أن لا یكون له منعة(2) فتحول فنزل علی خالد بن سدوس بن أصمع التیهانی فأغارت بنو جدیلة علی إمرئ القیس و هو فی جوار خالد بن سدوس فذهبوا بإبله و كان الذی أغار علیه منهم باعث بن حویص فلما أتی إمرأ القیس الخبر ذكر ذلك لجاره (3) فقال له أعطنی رواحلك ألحق علیها القوم فأرد علیك إبلك ففعل فركب خالد فی أثر القوم حتی أدركهم فقال یا بنی جدیلة أغرتم علی إبل جاری قالوا ما هو لك بجار قال بلی و اللّٰه و هذه رواحله قالوا كذلك قال نعم فرجعوا إلیه فأنزلوه عنهن و ذهبوا بهن و بالإبل و قیل بل انطوی خالد علی الإبل فذهب بها فأنشد إمرؤ القیس هذه القصیدة.
و حجراته: نواحیه الواحدة حجرة مثل جمرات و جمرة و صیح فی حجراته أی صیاح الغارة و الرواحل جمع راحلة و هی الناقة التی تصلح لأن یشد الرحل (4) علی ظهرها و یقال للبعیر راحلة و انتصب حدیثا بإضمار فعل أی هات حدیثا أو حدثنی حدیثا و یروی و لكن حدیث أی و لكن مرادی أو غرضی حدیث فحذف المبتدأ و ما هاهنا یحتمل أن یكون إبهامیة و هی التی إذا اقترنت باسم نكرة زادته إبهاما و شیاعا كقولك أعطنی كتابا ما ترید أی كتاب كان و یحتمل أن یكون صلة مؤكدة كالتی فی قوله تعالی فَبِما نَقْضِهِمْ مِیثاقَهُمْ (5) و أما حدیث الثانی فقد ینصب و قد یرفع فمن نصب أبدله عن حدیث الأول و من رفع جاز أن یجعل ما موصولة بمعنی الذی و صلتها الجملة أی الذی هو حدیث الرواحل ثم حذف صدر الجملة كما حذف فی تَماماً عَلَی الَّذِی أَحْسَنَ (6) و یجوز أن یرفع بجعلها استفهامیة(7) بمعنی أی.
ص: 161
ثم قال: و هلم الخطب هذا یقوی روایة من یروی عنه علیه السلام أنه لم یستشهد إلا بصدر البیت لأنه قال دع عنك ما مضی و هلم ما نحن الآن فیه من أمر معاویة فجعل هلم ما نحن الآن فیه من أمر معاویة قائما مقام قول إمرئ القیس و لكن حدیثا ما حدیث الرواحل و هلم لفظ یستعمل لازما و متعدیا فاللازم بمعنی تعال و أما المتعدی فهی بمعنی هات تقول هلم كذا و كذا قال اللّٰه تعالی هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ (1) یقول و لكن هات ذكر الخطب فحذف المضاف و الخطب الحادث الجلیل یعنی الأحوال التی أدت إلی أن صار معاویة منازعا له فی الرئاسة قائما عند كثیر من الناس مقامه صالحا لأن یقع فی مقابلته و أن یكون ندا له ثم قال فلقد أضحكنی الدهر بعد إبكائه یشیر إلی ما كان عنده من الكآبة لتقدم من سلف علیه فلم یقنع الدهر له بذلك حتی جعل معاویة نظیرا له فضحك مما یحكم به الأوقات و یقتضیه تصرف الدهر و تقلبه و ذلك ضحك تعجب و اعتبار.
ثم قال و لا غرو و اللّٰه أی و لا عجب و اللّٰه ثم فسر ذلك فقال یا له خطبا یستفرغ العجب أی یستنفده و یفنیه یقول قد صار العجب لا عجب لأن هذا الخطب استغرق التعجب فلم یبق منه ما یطلق علیه لفظ التعجب و هذا من باب الإغراق و المبالغة فی المبالغة و الأود العوج.
ثم ذكر تمالؤ قریش علیه فقال حاول القوم إطفاء نور اللّٰه من مصباحه یعنی ما تقدم من منابذة طلحة و الزبیر و أصحابهما له و ما شفع ذلك من معاویة و عمرو و شیعتهما و فوار الینبوع ثقب البئر قوله و جدحوا بینی و بینهم شربا أی خلطوه و مزجوه و أفسدوه و الوبی ء ذو الوباء و المرض و هذا استعارة كأنه جعل الحال التی كانت بینه و بینهم قد أفسدها القوم و جعلوها مظنة الوباء و السقم كالشرب الذی یخلط بالسم أو بالصبر فیفسد و یوبئ ثم قال فإن كشف اللّٰه تعالی هذه المحن التی یحصل منها ابتلاء الصابرین و المجاهدین و حصل لی التمكن من الأمر حملتهم علی الحق المحض الذی لا یمازجه باطل كاللبن المحض الذی لا یخالطه شی ء من الماء و إن تكن الأخری أی
ص: 162
و إن لم یكشف اللّٰه تعالی هذه الغمة و مت أو قتلت و الأمور علی ما هی علیه من الفتنة و دولة الضلالة فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ و الآیة من القرآن العزیز(1).
و سألت أبا جعفر یحیی بن محمد العلوی نقیب البصرة وقت قراءتی علیه عن هذا الكلام و كان رحمه اللّٰه علی ما یذهب إلیه من مذاهب العلویة منصفا وافر العقل فقلت له من یعنی علیه السلام بقوله كانت أثرة شحت علیها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرین و من القوم الذین عناهم الأسدی بقوله كیف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به هل المراد یوم السقیفة أو یوم الشوری فقال یوم السقیفة فقلت إن نفسی لا تتابعنی (2) أن أنسب إلی الصحابة عصیان الرسول و دفع النص فقال و أنا فلا تسامحنی أیضا أن أنسب الرسول إلی إهمال أمر الإمامة و أن یترك الناس سدی (3) مهملین و قد كان لا یغیب عن المدینة إلا و یؤمر علیها أمیرا و هو حی لیس بالبعید عنها فكیف لا یؤمر و هو میت لا یقدر علی استدراك ما یحدث.
ثم قال لیس یشك أحد من الناس أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان عاقلا كامل العقل أما المسلمون فاعتقادهم فیه معلوم و أما الیهود و النصاری و الفلاسفة فیزعمون (4) أنه حكیم تام الحكمة سدید الرأی أقام ملة و شرع شریعة و استجد ملكا عظیما بعقله و تدبیره و هذا الرجل العاقل الكامل یعرف طباع العرب و غرائزهم و طلبهم بالثارات و الذحول (5) و لو بعد الأزمان المتطاولة و یقتل الرجل من القبیلة رجلا من بیت آخر فلا یزال أهل ذلك المقتول و أقاربه یتطلبون القاتل لیقتلوه حتی یدركوا ثارهم منه فإن لم
یظفروا به قتلوا بعض أقاربه و أهله فإن لم یظفروا بأحدهم قتلوا واحدا أو جماعة من تلك القبیلة به و إن لم یكونوا رهطه الأدنین و الإسلام لم یحل طبائعهم و لا غیر هذه السجیة المركوزة فی
ص: 163
أخلاقهم (1) فكیف یتوهم لبیب أن هذا العاقل الكامل وتر العرب (2) و علی الخصوص قریشا و ساعده علی سفك الدماء و إزهاق الأنفس و تقلد الضغائن ابن عمه الأدنی و صهره و هو یعلم أنه سیموت كما یموت الناس و یتركه بعده و عند ابنته و له منها ابنان یجریان عنده مجری ابنین من ظهره حنوا علیهما و محبة لهما یعدل عنه فی الأمر بعده و لا ینص علیه و لا یستخلفه فیحقن دمه و دم بنیه و أهله باستخلافه.
أ لا یعلم هذا العاقل الكامل أنه إذا تركه و ترك بنیه و أهله سوقة و رعیة فقد عرض دماءهم للإراقة بعده بل یكون هو علیه السلام الذی قتلهم و أشاط(3) بدمائهم لأنهم لا یعتصمون بعده بأمیر یحمیهم و إنما یكونون مضغة للأكل و فریسة للمفترس (4) یتخطفهم الناس و یبلغ فیهم الأغراض (5) فأما إذا جعل السلطان فیهم و الأمر إلیهم فإنه یكون قد عصمهم و حقن دماءهم بالرئاسة التی یصولون بها(6) و یرتدع الناس عنهم لأجلها و مثل هذا معلوم بالتجربة أ لا تری أن ملك بغداد أو غیرها من البلاد لو قتل الناس و وترهم و أبقی (7) فی نفوسهم الأحقاد العظیمة علیه ثم أهمل أمر ولده و ذریته من بعده و فسح للناس أن یقیموا ملكا من عرضهم واحدا منهم و جعل بنیه سوقة كبعض العامة لكان بنوه بعده قلیلا بقاؤهم سریعا هلاكهم و لوثب علیهم الناس و ذوو الأحقاد و الترات (8) من كل جهة یقتلونهم و یشردونهم كل مشرد(9) و لو أنه عین ولدا من أولاده للملك و قام خاصته و خدمه و خوله (10) بأمره بعده لحقنت دماء أهل بیته
ص: 164
و لم تطل ید أحد من الناس إلیهم لناموس الملك و أبهة السلطنة و قوة الرئاسة و حرمة الإمارة.
أ فتری ذهب عن رسول اللّٰه هذا المعنی أم أحب أن یستأصل أهله و ذریته من بعده و أین موضع الشفقة علی فاطمة العزیزة عنده الحبیبة إلی قلبه أ تقول إنه أحب أن یجعلها كواحدة من فقراء المدینة تتكفف الناس (1) و أن یجعل علیا المكرم المعظم عنده الذی كانت حاله معه معلومة كأبی هریرة الدوسی و أنس بن مالك الأنصاری یحكم الأمراء فی دمه و عرضه و نفسه و ولده فلا یستطیع الامتناع و علی رأسه مائة ألف سیف مسلول تتلظی أكباد أصحابها علیه و یودون أن یشربوا دمه بأفواههم و یأكلوا لحمه بأسنانهم قد قتل أبناءهم و إخوانهم و آباءهم و أعمامهم و العهد لم یطل و القروح لم تتعرف (2) و الجروح لم تندمل (3).
فقلت لقد أحسنت فیما قلت إلا أنه لفظه علیه السلام یدل علی أنه لم یكن نص علیه أ لا تراه یقول و نحن الأعلون نسبا و الأشدون بالرسول نوطا فجعل الاحتجاج بالنسب و شدة القرب فلو كان علیه نص لقال عوض ذلك و أنا المنصوص علی المخطوب باسمی فقال رحمه اللّٰه إنما أتاه من حیث تعلم [یعلم] لا من حیث تجهل [یجهل] أ لا تری أنه سأله فقال كیف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به فهو إنما سأل عن دفعهم عنه و هم أحق به من جهة اللحمة و القرابة و لم یكن الأسدی یتصور النص و لا یعتقده و لا یخطر بباله لأنه لو كان هذا فی نفسه لقال له لم دفعك الناس عن هذا المقام و قد نص علیك رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لم یقل هذا فإنما قال كلاما عاما لبنی هاشم كافة كیف دفعكم قومكم عن هذا و أنتم أحق به أی باعتبار الهاشمیة و القربی فأجابه بجواب أعاد قبله المعنی الذی تعلق به الأسدی بعینه تمهیدا للجواب فقال إنما فعلوا ذلك مع أنا أقرب إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من غیرنا لأنهم استأثروا علینا و لو
ص: 165
قال له أنا المنصوص علی (1) أو المخطوب باسمی فی حیاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لما كان قد أجابه لأنه ما سأله هل أنت منصوص علیك أم لا و لا هل نص رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بالخلافة علی أحد أم لا و إنما قال لم دفعكم قومكم من الأمر و أنتم أقرب إلی ینبوعه و معدنه منهم فأجابه جوابا ینطبق علی السؤال و یلائمه و أیضا فلو أخذ یصرح له بالنص و یعرفه تفاصیل باطن الأمر لنفر عنه و اتهمه و لم یقبل قوله و لم یتحدب (2) إلی تصدیقه فكان أولی الأمور فی حكم السیاسة و تدبیر الناموس (3) أن یجیب بما لا نفرة منه و لا مطعن علیه فیه (4).
أقول: إنما أطنبت بإیراد هذا الكلام لمتانته و قوته و لعمری إنه یكفی للمنصف التدبر فیه للعلم ببطلان قول أهل الخلاف و اللّٰه الموفق و المعین.
أقول: أخبار النصوص علیه صلوات اللّٰه علیه مذكورة مسطورة فی أكثر الأبواب السابقة و اللاحقة من هذا المجلد لا سیما فی أبواب الآیات و أبواب المناقب و الفضائل و باب ما أهدی إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السلام و باب جوامع معجزات أمیر المؤمنین علیه السلام و قد أوردتها أیضا فی باب فضائل شهر رمضان و باب بدء خلق أرواح الأئمة علیهم السلام و باب الركبان یوم القیامة و باب عصمة الإمام و باب جوامع معجزات الرسول صلی اللّٰه علیه و آله.
ص: 166
«1»- ل، [الخصال] أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ الرَّائِدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ حَدَّثَنَا یَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِیُّ عَنْ مُوسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ عَمْرُو بْنُ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَتَی رَأْسُ الْیَهُودِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ وَقْعَةِ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْیَاءَ لَا یَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ قَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ یَا أَخَا الْیَهُودِ قَالَ إِنَّا نَجِدُ فِی الْكِتَابِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا بَعَثَ نَبِیّاً أَوْحَی إِلَیْهِ أَنْ یَتَّخِذَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ مَنْ یَقُومُ بِأَمْرِ أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْ یَعْهَدَ إِلَیْهِمْ فِیهِ عَهْداً یُحْتَذَی عَلَیْهِ (1) وَ یُعْمَلُ بِهِ فِی أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَمْتَحِنُ الْأَوْصِیَاءَ فِی حَیَاةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ یَمْتَحِنُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ فَأَخْبِرْنِی كَمْ یَمْتَحِنُ اللَّهُ الْأَوْصِیَاءَ فِی حَیَاةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ كَمْ یَمْتَحِنُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ مِنْ مَرَّةٍ وَ إِلَی مَا یَصِیرُ آخِرُ أَمْرِ الْأَوْصِیَاءِ إِذَا رَضِیَ مِحْنَتَهُمْ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ غَیْرُهُ الَّذِی فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَی مُوسَی لَئِنْ أَخْبَرْتُكَ بِحَقٍّ عَمَّا تَسْأَلُ عَنْهُ لَتُقِرَّنَّ بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْبَحْرَ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَی مُوسَی لَئِنْ أَجَبْتُكَ لَتُسْلِمَنَّ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَمْتَحِنُ الْأَوْصِیَاءَ فِی حَیَاةِ الْأَنْبِیَاءِ فِی سَبْعَةِ
ص: 167
مَوَاطِنَ لِیَبْتَلِیَ طَاعَتَهُمْ فَإِذَا رَضِیَ طَاعَتَهُمْ وَ مِحْنَتَهُمْ أَمَرَ الْأَنْبِیَاءَ أَنْ یَتَّخِذُوهُمْ أَوْلِیَاءَ فِی حَیَاتِهِمْ وَ أَوْصِیَاءَ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ وَ یَصِیرُ طَاعَةُ الْأَوْصِیَاءِ فِی أَعْنَاقِ الْأُمَمِ مِمَّنْ یَقُولُ بِطَاعَةِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام ثُمَّ یَمْتَحِنُ الْأَوْصِیَاءَ بَعْدَ وَفَاةِ الْأَنْبِیَاءِ فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ لِیَبْلُوَ صَبْرَهُمْ فَإِذَا رَضِیَ مِحْنَتَهُمْ خَتَمَ لَهُمْ بِالسَّعَادَةِ لِیُلْحِقَهُمْ بِالْأَنْبِیَاءِ وَ قَدْ أَكْمَلَ لَهُمُ السَّعَادَةَ قَالَ لَهُ رَأْسُ الْیَهُودِ صَدَقْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَأَخْبِرْنِی كَمِ امْتَحَنَكَ اللَّهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ مَرَّةٍ وَ كَمِ امْتَحَنَكَ بَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْ مَرَّةٍ وَ إِلَی مَا یَصِیرُ آخِرُ أَمْرِكَ فَأَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ قَالَ انْهَضْ بِنَا أُنْبِئْكَ بِذَلِكَ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَقَامَ إِلَیْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْبِئْنَا بِذَلِكَ مَعَهُ فَقَالَ إِنِّی أَخَافُ أَنْ لَا تَحْتَمِلَهُ قُلُوبُكُمْ قَالُوا وَ لِمَ ذَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لِأُمُورٍ بَدَتْ لِی مِنْ كَثِیرٍ مِنْكُمْ فَقَامَ إِلَیْهِ الْأَشْتَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْبِئْنَا بِذَلِكَ فَوَ اللَّهِ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّهُ مَا عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ وَصِیُّ نَبِیٍّ سِوَاكَ وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَا یَبْعَثُ بَعْدَ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیّاً سِوَاهُ وَ إِنَّ طَاعَتَكَ لَفِی أَعْنَاقِنَا مَوْصُولَةٌ بِطَاعَةِ نَبِیِّنَا فَجَلَسَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَقْبَلَ عَلَی الْیَهُودِیِّ فَقَالَ لَهُ یَا أَخَا الْیَهُودِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ امْتَحَنَنِی فِی حَیَاةِ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ فَوَجَدَنِی فِیهِنَّ مِنْ غَیْرِ تَزْكِیَةٍ لِنَفْسِی بِنِعْمَةِ اللَّهِ لَهُ مُطِیعاً(1) قَالَ وَ فِیمَ وَ فِیمَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی نَبِیِّنَا وَ حَمَلَهُ الرِّسَالَةَ وَ أَنَا أَحْدَثُ أَهْلِ بَیْتِی سِنّاً أَخْدُمُهُ فِی بَیْتِهِ وَ أَسْعَی بَیْنَ یَدَیْهِ (2) فِی أَمْرِهِ فَدَعَا صَغِیرَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ كَبِیرَهُمْ إِلَی شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ أَنْكَرُوهُ عَلَیْهِ وَ هَجَرُوهُ وَ نَابَذُوهُ (3) وَ اعْتَزَلُوهُ وَ اجْتَنَبُوهُ وَ سَائِرُ النَّاسِ مُقْصِینَ لَهُ وَ مُبْغِضِینَ وَ مُخَالِفِینَ عَلَیْهِ قَدِ اسْتَعْظَمُوا مَا أَوْرَدَهُ عَلَیْهِمْ مِمَّا لَمْ یَحْتَمِلْهُ قُلُوبُهُمْ وَ تُدْرِكْهُ عُقُولُهُمْ فَأَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَحْدِی إِلَی مَا دَعَا إِلَیْهِ مُسْرِعاً مُطِیعاً مُوقِناً لَمْ یَتَخَالَجْنِی فِی ذَلِكَ شَكٌّ فَمَكَثْنَا بِذَلِكَ ثَلَاثَ حِجَجٍ وَ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ خَلْقٌ یُصَلِّی أَوْ یَشْهَدُ لِرَسُولِ اللَّهِ بِمَا آتَاهُ اللَّهُ غَیْرِی (4) وَ غَیْرُ ابْنَةِ خُوَیْلِدٍ رَحِمَهَا اللَّهُ وَ قَدْ فَعَلَ ثُمَ
ص: 168
أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (1) فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ قُرَیْشاً لَمْ تَزَلْ تَخَیَّلَ الْآرَاءَ وَ تَعَمَّلَ الْحِیَلَ فِی قَتْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی كَانَ آخِرُ مَا اجْتَمَعَتْ فِی ذَلِكَ یَوْمَ الدَّارِ دَارِ النَّدْوَةِ وَ إِبْلِیسُ الْمَلْعُونُ حَاضِرٌ فِی صُورَةِ أَعْوَرِ ثَقِیفٍ (2) فَلَمْ تَزَلْ تَضْرِبُ أَمْرَهَا ظَهْراً لِبَطْنٍ حَتَّی اجْتَمَعَتْ آرَاؤُهَا عَلَی أَنْ یَنْتَدِبَ مِنْ كُلِ (3) فَخِذٍ مِنْ قُرَیْشٍ رَجُلٌ ثُمَّ یَأْخُذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ سَیْفَهُ ثُمَّ یَأْتِیَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ نَائِمٌ عَلَی فِرَاشِهِ فَیَضْرِبُونَهُ جَمِیعاً بِأَسْیَافِهِمْ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَیَقْتُلُوهُ فَإِذَا قَتَلُوهُ مَنَعَتْ قُرَیْشٌ رِجَالَهَا وَ لَمْ تُسَلِّمْهَا فَیَمْضِی دَمُهُ هَدَراً فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْبَأَهُ بِذَلِكَ وَ أَخْبَرَهُ بِاللَّیْلَةِ الَّتِی یَجْتَمِعُونَ فِیهَا وَ السَّاعَةِ الَّتِی یَأْتُونَ فِرَاشَهُ فِیهَا وَ أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ فِی الْوَقْتِ الَّذِی خَرَجَ فِیهِ إِلَی الْغَارِ فَأَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْخَبَرِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أَضْطَجِعَ فِی مَضْجَعِهِ وَ أَقِیَهُ بِنَفْسِی فَأَسْرَعْتُ إِلَی ذَلِكَ مُطِیعاً لَهُ مَسْرُوراً لِنَفْسِی بِأَنْ أُقْتَلَ دُونَهُ فَمَضَی لِوَجْهِهِ وَ اضْطَجَعْتُ فِی مَضْجَعِهِ وَ أَقْبَلَتْ رِجَالاتُ قُرَیْشٍ مُوقِنَةً فِی أَنْفُسِهَا أَنْ تَقْتُلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا اسْتَوَی بِی وَ بِهِمُ الْبَیْتُ الَّذِی أَنَا فِیهِ نَاهَضْتُهُمْ بِسَیْفِی فَدَفَعْتُهُمْ عَنْ نَفْسِی بِمَا قَدْ عَلِمَهُ اللَّهُ وَ النَّاسُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ ابْنَیْ رَبِیعَةَ وَ ابْنَ عُتْبَةَ(4) كَانُوا فُرْسَانَ قُرَیْشٍ دَعَوْا إِلَی الْبِرَازِ یَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ یَبْرُزْ لَهُمْ خَلْقٌ مِنْ قُرَیْشٍ فَأَنْهَضَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ صَاحِبَیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَ قَدْ فَعَلَ وَ أَنَا أَحْدَثُ أَصْحَابِی سِنّاً وَ أَقَلُّهُمْ
لِلْحَرْبِ تَجْرِبَةً فَقَتَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِی وَلِیداً وَ شَیْبَةَ سِوَی مَنْ قَتَلْتُ مِنْ جَحَاجِحَةِ قُرَیْشٍ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ سِوَی مَنْ أَسَرْتُ وَ كَانَ مِنِّی أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِی وَ اسْتُشْهِدَ ابْنُ
ص: 169
عَمِّی فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ أَقْبَلُوا إِلَیْنَا عَلَی بَكْرَةِ أَبِیهِمْ قَدِ اسْتَحَاشُوا(1) مَنْ یَلِیهِمْ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ وَ قُرَیْشٍ طَالِبِینَ بِثَأْرِ مُشْرِكِی قُرَیْشٍ فِی یَوْمِ بَدْرٍ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْبَأَهُ بِذَلِكَ فَذَهَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَسْكَرَ بِأَصْحَابِهِ فِی سَدِّ أُحُدٍ وَ أَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ إِلَیْنَا فَحَمَلُوا عَلَیْنَا حَمْلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ مَنِ اسْتُشْهِدَ وَ كَانَ مِمَّنْ بَقِیَ مَا كَانَ مِنَ الْهَزِیمَةِ وَ بَقِیتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَضَی الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ إِلَی مَنَازِلِهِمْ مِنَ الْمَدِینَةِ كُلٌّ یَقُولُ قُتِلَ النَّبِیُّ وَ قُتِلَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ ضَرَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وُجُوهَ الْمُشْرِكِینَ وَ قَدْ جُرِحْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَیِّفاً وَ سَبْعِینَ جَرْحَةً مِنْهَا هَذِهِ وَ هَذِهِ ثُمَّ أَلْقَی رِدَاءَهُ وَ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی جِرَاحَاتِهِ وَ كَانَ مِنِّی فِی ذَلِكَ مَا عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَوَابُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ قُرَیْشاً وَ الْعَرَبَ تَجَمَّعَتْ وَ عَقَدَتْ بَیْنَهَا عَقْداً وَ مِیثَاقاً لَا تَرْجِعُ مِنْ وَجْهِهَا حَتَّی تَقْتُلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَقْتُلَنَا مَعَهُ مَعَاشِرَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِحَدِّهَا وَ حَدِیدِهَا حَتَّی أَنَاخَتْ عَلَیْنَا بِالْمَدِینَةِ وَاثِقَةً بِأَنْفُسِهَا فِیمَا تَوَجَّهَتْ لَهُ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَنْبَأَهُ بِذَلِكَ فَخَنْدَقَ (2) عَلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَدِمَتْ قُرَیْشٌ فَأَقَامَتْ عَلَی الْخَنْدَقِ مُحَاصِرَةً لَنَا تَرَی فِی أَنْفُسِهَا الْقُوَّةَ وَ فِینَا الضَّعْفَ تُرْعِدُ وَ تُبْرِقُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُوهَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُنَاشِدُهَا بِالْقَرَابَةِ وَ الرَّحِمِ فَتَأْبَی وَ لَا یَزِیدُهَا ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً وَ فَارِسُهَا وَ فَارِسُ الْعَرَبِ یَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ یَهْدِرُ كَالْبَعِیرِ الْمُغْتَلِمِ یَدْعُو إِلَی الْبِرَازِ وَ یَرْتَجِزُ وَ یَخْطِرُ بِرُمْحِهِ مَرَّةً وَ بِسَیْفِهِ مَرَّةً لَا یُقْدِمُ عَلَیْهِ
ص: 170
مُقْدِمٌ وَ لَا یَطْمَعُ فِیهِ طَامِعٌ وَ لَا حَمِیَّةٌ تُهَیِّجُهُ وَ لَا بَصِیرَةٌ تُشَجِّعُهُ فَأَنْهَضَنِی إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَمَّمَنِی بِیَدِهِ وَ أَعْطَانِی سَیْفَهُ هَذَا وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی ذِی الْفَقَارِ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ وَ نِسَاءُ أَهْلِ الْمَدِینَةِ بَوَاكٍ إِشْفَاقاً عَلَیَّ مِنِ ابْنِ عَبْدِ وُدٍّ فَقَتَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِی وَ الْعَرَبُ لَا تَعُدُّ لَهَا(1) فَارِساً غَیْرَهُ وَ ضَرَبَنِی هَذِهِ الضَّرْبَةَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی هَامَتِهِ فَهَزَمَ اللَّهُ قُرَیْشاً وَ الْعَرَبَ بِذَلِكَ وَ بِمَا كَانَ مِنِّی فِیهِمْ مِنَ النِّكَایَةِ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا السَّادِسَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّا وَرَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مَدِینَةَ أَصْحَابِكَ خَیْبَرَ عَلَی رِجَالٍ مِنَ الْیَهُودِ وَ فُرْسَانِهَا مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهَا فَتَلَقَّوْنَا بِأَمْثَالِ الْجِبَالِ مِنَ الْخَیْلِ وَ الرِّجَالِ وَ السِّلَاحِ وَ هُمْ فِی أَمْنَعِ دَارٍ(2) وَ أَكْثَرِ عَدَدٍ كُلٌّ یُنَادِی وَ یَدْعُو وَ یُبَادِرُ إِلَی الْقِتَالِ فَلَمْ یَبْرُزْ إِلَیْهِمْ مِنْ أَصْحَابِی أَحَدٌ إِلَّا قَتَلُوهُ حَتَّی إِذَا احْمَرَّتِ الْحَدَقُ وَ دُعِیتُ إِلَی النِّزَالِ وَ أَهَمَّتْ كُلَّ امْرِئٍ نَفْسُهُ وَ الْتَفَتَ بَعْضُ أَصْحَابِی إِلَی بَعْضٍ وَ كُلٌّ یَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ انْهَضْ فَأَنْهَضَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی دَارِهِمْ فَلَمْ یَبْرُزْ إِلَیَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا قَتَلْتُهُ وَ لَا یَثْبُتُ لِی فَارِسٌ إِلَّا طَحَنْتُهُ ثُمَّ شَدَدْتُ عَلَیْهِمْ شِدَّةَ اللَّیْثِ عَلَی فَرِیسَتِهِ حَتَّی أَدْخَلْتُهُمْ جَوْفَ مَدِینَتِهِمْ مُسَدَّداً عَلَیْهِمْ فَاقْتَلَعْتُ بَابَ حِصْنِهِمْ بِیَدِی حَتَّی دَخَلْتُ عَلَیْهِمْ مَدِینَتَهُمْ وَحْدِی أَقْتُلُ مَنْ یَظْهَرُ فِیهَا مِنْ رِجَالِهَا وَ أَسْبِی مَنْ أَجِدُ مِنْ نِسَائِهَا حَتَّی افْتَتَحْتُهَا وَحْدِی وَ لَمْ یَكُنْ لِی فِیهَا مُعَاوِنٌ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ وَ أَمَّا السَّابِعَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَوَجَّهَ لِفَتْحِ مَكَّةَ أَحَبَّ أَنْ یُعْذِرَ إِلَیْهِمْ وَ یَدْعُوَهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آخِراً كَمَا دَعَاهُمْ أَوَّلًا فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ كِتَاباً یُحَذِّرُهُمْ فِیهِ وَ یُنْذِرُهُمْ عَذَابَ اللَّهِ وَ یَعْهَدُهُمُ الصَّفْحَ وَ یُمَنِّیهِمْ مَغْفِرَةَ رَبِّهِمْ وَ نَسَخَ لَهُمْ فِی آخِرِهِ سُورَةَ بَرَاءَةَ لِتَقْرَأَ عَلَیْهِمْ ثُمَّ عَرَضَ عَلَی جَمِیعِ أَصْحَابِهِ الْمُضِیَّ بِهِ فَكُلُّهُمْ یَرَی التَّثَاقُلَ فِیهِ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ نَدَبَ مِنْهُمْ رَجُلًا فَوَجَّهَهُ بِهِ فَأَتَاهُ- جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَأَنْبَأَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ وَجَّهَنِی بِكِتَابِهِ وَ رِسَالَتِهِ إِلَی
ص: 171
مَكَّةَ(1) فَأَتَیْتُ مَكَّةَ وَ أَهْلُهَا مَنْ قَدْ عَرَفْتُمْ لَیْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ لَوْ قَدَرَ أَنْ یَضَعَ عَلَی كُلِّ جَبَلٍ مِنِّی إِرْباً لَفَعَلَ وَ لَوْ أَنْ یَبْذُلَ فِی ذَلِكَ نَفْسَهُ وَ أَهْلَهُ وَ وُلْدَهُ وَ مَالَهُ فَبَلَّغْتُهُمْ رِسَالَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَرَأْتُ عَلَیْهِمْ كِتَابَهُ فَكُلُّهُمْ یَلْقَانِی بِالتَّهَدُّدِ وَ الْوَعِیدِ وَ یُبْدِی إِلَیَّ الْبَغْضَاءَ(2) وَ یُظْهِرُ الشَّحْنَاءَ مِنْ رِجَالِهِمْ وَ نِسَائِهِمْ فَكَانَ فِی ذَلِكَ مَا قَدْ رَأَیْتُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ: فَقَالَ علیه السلام یَا أَخَا الْیَهُودِ هَذِهِ الْمَوَاطِنُ الَّتِی امْتَحَنَنِی فِیهِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ مَعَ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدَنِی فِیهَا كُلِّهَا بِمَنِّهِ مُطِیعاً لَیْسَ لِأَحَدٍ فِیهَا مِثْلُ الَّذِی لِی وَ لَوْ شِئْتُ لَوَصَفْتُ ذَلِكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَهَی عَنِ التَّزْكِیَةِ فَقَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْفَضِیلَةَ بِالْقَرَابَةِ مِنْ نَبِیِّنَا وَ أَسْعَدَكَ بِأَنْ جَعَلَكَ أَخَاهُ تَنْزِلُ مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ فَضَّلَكَ بِالْمَوَاقِفِ الَّتِی بَاشَرْتَهَا وَ الْأَحْوَالِ الَّتِی رَكِبْتَهَا وَ ذَخَرَ لَكَ الَّذِی ذَكَرْتَ وَ أَكْثَرَ مِنْهُ مِمَّا لَمْ تَذْكُرْهُ وَ مِمَّا لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ مِثْلُهُ یَقُولُ ذَلِكَ مَنْ شَهِدَكَ مِنَّا مَعَ نَبِیِّنَا وَ مَنْ شَهِدَكَ بَعْدَهُ فَأَخْبِرْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا امْتَحَنَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ بَعْدَ نَبِیِّنَا فَاحْتَمَلْتَهُ وَ صَبَرْتَ عَلَیْهِ فَلَوْ شِئْنَا أَنْ نَصِفَ ذَلِكَ لَوَصَفْنَاهُ عِلْماً مِنَّا بِهِ وَ ظُهُوراً مِنَّا عَلَیْهِ إِلَّا أَنَّا نُحِبُّ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ ذَلِكَ كَمَا سَمِعْنَا مِنْكَ مَا امْتَحَنَكَ اللَّهُ بِهِ فِی حَیَاتِهِ فَأَطَعْتَهُ فِیهِ فَقَالَ علیه السلام یَا أَخَا الْیَهُودِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ امْتَحَنَنِی بَعْدَ وَفَاةِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ فَوَجَدَنِی فِیهِنَّ مِنْ غَیْرِ تَزْكِیَةٍ لِنَفْسِی بِمَنِّهِ وَ نِعْمَتِهِ صَبُوراً أَمَّا أَوَّلُهُنَّ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّهُ لَمْ یَكُنْ لِی خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِینَ عَامَّةً أَحَدٌ آنَسُ بِهِ أَوْ أَعْتَمِدُ عَلَیْهِ أَوْ أَسْتَنِیمُ إِلَیْهِ أَوْ أَتَقَرَّبُ بِهِ غَیْرُ رَسُولِ اللَّهِ هُوَ رَبَّانِی صَغِیراً وَ بَوَّأَنِی كَبِیراً وَ كَفَانِی
الْعَیْلَةَ وَ جَبَرَنِی مِنَ الْیُتْمِ وَ أَغْنَانِی عَنِ الطَّلَبِ وَ وَقَانِیَ الْمَكْسَبَ وَ عَالَ لِیَ النَّفْسَ وَ الْوَلَدَ وَ الْأَهْلَ هَذَا فِی تَصَارِیفِ أَمْرِ الدُّنْیَا مَعَ مَا خَصَّنِی بِهِ مِنَ الدَّرَجَاتِ الَّتِی قَادَتْنِی إِلَی مَعَالِی الْحُظْوَةِ(3)
ص: 172
عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَزَلَ بِی مِنْ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ الْجِبَالَ لَوْ حُمِّلَتْهُ عَنْوَةً كَانَتْ تَنْهَضُ بِهِ فَرَأَیْتُ النَّاسَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی مَا بَیْنَ جَازِعٍ لَا یَمْلِكُ جَزَعَهُ وَ لَا یَضْبِطُ نَفْسَهُ وَ لَا یَقْوَی عَلَی حَمْلِ فَادِحِ مَا نَزَلَ بِهِ قَدْ أَذْهَبَ الْجَزَعُ صَبْرَهُ وَ أَذْهَلَ عَقْلَهُ وَ حَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْفَهْمِ وَ الْإِفْهَامِ وَ الْقَوْلِ وَ الِاسْتِمَاعِ وَ سَائِرَ النَّاسِ مِنْ غَیْرِ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَیْنَ مُعَزٍّ یَأْمُرُ بِالصَّبْرِ وَ بَیْنَ مُسَاعِدٍ بَاكٍ لِبُكَائِهِمْ جَازِعٍ لِجَزَعِهِمْ وَ حَمَلْتُ نَفْسِی عَلَی الصَّبْرِ عِنْدَ وَفَاتِهِ بِلُزُومِ الصَّمْتِ وَ الِاشْتِغَالِ بِمَا أَمَرَنِی بِهِ مِنْ تَجْهِیزِهِ وَ تَغْسِیلِهِ وَ تَحْنِیطِهِ وَ تَكْفِینِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ وَ وَضْعِهِ فِی حُفْرَتِهِ وَ جَمْعِ كِتَابِ اللَّهِ وَ عَهْدِهِ إِلَی خَلْقِهِ لَا یَشْغَلُنِی عَنْ ذَلِكَ بَادِرُ دَمْعَةٍ وَ لَا هَائِجُ زَفْرَةٍ وَ لَا لَاذِعُ حُرْقَةٍ وَ لَا جَزِیلُ مُصِیبَةٍ حَتَّی أَدَّیْتُ فِی ذَلِكَ الْحَقَّ الْوَاجِبَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ وَ بَلَّغْتُ مِنْهُ الَّذِی أَمَرَنِی بِهِ وَ احْتَمَلْتُهُ صَابِراً مُحْتَسِباً ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّرَنِی فِی حَیَاتِهِ عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِهِ وَ أَخَذَ عَلَی جَمِیعِ مَنْ حَضَرَهُ مِنْهُمُ الْبَیْعَةَ وَ السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ لِأَمْرِی وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ذَلِكَ فَكُنْتُ الْمُؤَدِّیَ إِلَیْهِمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْرَهُ إِذَا حَضَرْتُهُ وَ الْأَمِیرَ عَلَی مَنْ حَضَرَنِی مِنْهُمْ إِذَا فَارَقْتُهُ لَا تَخْتَلِجُ فِی نَفْسِی مُنَازَعَةُ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ لِی فِی شَیْ ءٍ مِنَ الْأَمْرِ فِی حَیَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا بَعْدَ وَفَاتِهِ ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِتَوْجِیهِ الْجَیْشِ الَّذِی وَجَّهَهُ مَعَ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ عِنْدَ الَّذِی أَحْدَثَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْمَرَضِ الَّذِی تَوَفَّاهُ فِیهِ فَلَمْ یَدَعِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَداً مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ (1) وَ لَا مِنَ الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ وَ غَیْرِهِمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ مِمَّنْ یَخَافُ عَلَی نَقْضِهِ وَ مُنَازَعَتِهِ وَ لَا أَحَداً مِمَّنْ یَرَانِی بِعَیْنِ الْبَغْضَاءِ مِمَّنْ قَدْ وَتَرْتُهُ بِقَتْلِ أَبِیهِ أَوْ أَخِیهِ أَوْ حَمِیمِهِ إِلَّا وَجَّهَهُ فِی ذَلِكَ الْجَیْشِ وَ لَا مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ غَیْرِهِمْ وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ الْمُنَافِقِینَ لِتَصْفُوَ قُلُوبُ مَنْ یَبْقَی مَعِی بِحَضْرَتِهِ وَ لِئَلَّا یَقُولَ قَائِلٌ شَیْئاً مِمَّا أَكْرَهُهُ وَ لَا یَدْفَعُنِی دَافِعٌ مِنَ الْوَلَایَةِ وَ الْقِیَامِ بِأَمْرِ رَعِیَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ كَانَ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِهِ أَنْ یَمْضِیَ جَیْشُ أُسَامَةَ وَ لَا یَخْتَلِفَ (2)
ص: 173
عَنْهُ أَحَدٌ مِمَّنْ أَنْهَضَ مَعَهُ وَ تَقَدَّمَ فِی ذَلِكَ أَشَدَّ التَّقَدُّمِ وَ أَوْعَزَ فِیهِ أَبْلَغَ الْإِیعَازِ وَ أَكَّدَ فِیهِ أَكْثَرَ التَّأْكِیدِ فَلَمْ أَشْعُرْ بَعْدَ أَنْ قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا بِرِجَالٍ مِنْ بَعْثِ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ وَ أَهْلِ عَسْكَرِهِ قَدْ تَرَكُوا مَرَاكِزَهُمْ وَ أَخَلُّوا بِمَوَاضِعِهِمْ (1) وَ خَالَفُوا أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا أَنْهَضَهُمْ لَهُ وَ أَمَرَهُمْ بِهِ وَ تَقَدَّمَ إِلَیْهِمْ مِنْ مُلَازَمَةِ أَمِیرِهِمْ وَ السَّیْرِ مَعَهُ تَحْتَ لِوَائِهِ حَتَّی یُنْفَذَ لِوَجْهِهِ الَّذِی أَنْفَذَهُ إِلَیْهِ فَخَلَّفُوا أَمِیرَهُمْ مُقِیماً فِی عَسْكَرِهِ وَ أَقْبَلُوا یَتَبَادَرُونَ عَلَی الْخَیْلِ رَكْضاً(2) إِلَی حَلِّ عُقْدَةٍ عَقَدَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِی وَ رَسُولُهُ (3) فِی أَعْنَاقِهِمْ فَحَلُّوهَا وَ عَهْدٍ عَاهَدُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَنَكَثُوهُ وَ عَقَدُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَقْداً ضَجَّتْ بِهِ أَصْوَاتُهُمْ وَ اخْتَصَّتْ بِهِ آرَاؤُهُمْ مِنْ غَیْرِ مُنَاظَرَةٍ لِأَحَدٍ مِنَّا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ مُشَارَكَةٍ فِی رَأْیٍ أَوِ اسْتِقَالَةٍ(4) لِمَا فِی أَعْنَاقِهِمْ مِنْ بَیْعَتِی فَعَلُوا ذَلِكَ وَ أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ مَشْغُولٌ وَ بِتَجْهِیزِهِ عَنْ سَائِرِ الْأَشْیَاءِ مَصْدُودٌ(5) فَإِنَّهُ كَانَ أَهَمَّهَا وَ أَحَقَّ مَا بُدِئَ بِهِ مِنْهَا فَكَانَ هَذَا یَا أَخَا الْیَهُودِ أَقْرَحَ (6) مَا وَرَدَ عَلَی قَلْبِی مَعَ الَّذِی أَنَا فِیهِ مِنْ عَظِیمِ الرَّزِیَّةِ وَ فَاجِعِ الْمُصِیبَةِ وَ فَقْدِ مَنْ لَا خَلَفَ مِنْهُ إِلَّا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَصَبَرْتُ عَلَیْهَا إِذْ أَتَتْ بَعْدَ أُخْتِهَا عَلَی تَقَارُبِهَا وَ سُرْعَةِ اتِّصَالِهَا ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ الْقَائِمَ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَلْقَانِی مُعْتَذِراً فِی كُلِّ أَیَّامِهِ وَ یُلْزِمُ غَیْرَهُ (7) مَا ارْتَكَبَهُ مِنْ أَخْذِ حَقِّی وَ نَقْضِ بَیْعَتِی وَ یَسْأَلُنِی تَحْلِیلَهُ فَكُنْتُ أَقُولُ تَنْقَضِی أَیَّامُهُ ثُمَّ یَرْجِعُ إِلَیَّ حَقِّیَ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ لِی عَفْواً هَنِیئاً مِنْ غَیْرِ أَنْ أُحْدِثَ فِی الْإِسْلَامِ مَعَ حُدُوثِهِ وَ قُرْبِ عَهْدِهِ بِالْجَاهِلِیَّةِ حَدَثاً فِی طَلَبِ حَقِّی بِمُنَازَعَةٍ لَعَلَّ فُلَاناً یَقُولُ فِیهَا نَعَمْ وَ فُلَاناً یَقُولُ لَا فَیَئُولُ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ إِلَی الْفِعْلِ وَ
ص: 174
جَمَاعَةٌ مِنْ خَوَاصِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْرِفُهُمْ بِالنُّصْحِ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِكِتَابِهِ وَ دِینِهِ الْإِسْلَامِ یَأْتُونِّی عَوْداً وَ بَدْءاً(1) وَ عَلَانِیَةً وَ سِرّاً فَیَدْعُونِّی إِلَی أَخْذِ حَقِّی وَ یَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ فِی نُصْرَتِی لِیُؤَدُّوا إِلَیَّ بِذَلِكَ بَیْعَتِی فِی أَعْنَاقِهِمْ فَأَقُولُ رُوَیْداً وَ صَبْراً قَلِیلًا لَعَلَّ اللَّهَ یَأْتِینِی بِذَلِكَ عَفْواً بِلَا مُنَازَعَةٍ وَ لَا إِرَاقَةِ الدِّمَاءِ فَقَدِ ارْتَابَ كَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ طَمِعَ فِی الْأَمْرِ بَعْدَهُ مَنْ لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ فَقَالَ كُلُّ قَوْمٍ مِنَّا أَمِیرٌ وَ مَا طَمِعَ الْقَائِلُونَ فِی ذَلِكَ إِلَّا لِتَنَاوُلِ غَیْرِی الْأَمْرَ فَلَمَّا دَنَتْ وَفَاةُ الْقَائِمِ (2) وَ انْقَضَتْ أَیَّامُهُ صَیَّرَ الْأَمْرَ بَعْدَهُ لِصَاحِبِهِ فَكَانَتْ هَذِهِ أُخْتَ أُخْتِهَا وَ مَحَلُّهَا مِنِّی مِثْلُ مَحَلِّهَا وَ أَخَذَا مِنِّی مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لِی فَاجْتَمَعَ إِلَیَّ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَضَی رَحِمَهُ اللَّهُ وَ مَنْ بَقِیَ (3) مِمَّنْ أَخَّرَهُ اللَّهُ مَنِ اجْتَمَعَ فَقَالُوا لِی فِیهَا مِثْلَ الَّذِی قَالُوا فِی أُخْتِهَا فَلَمْ یَعْدُ قَوْلِیَ
الثَّانِی قَوْلِیَ الْأَوَّلَ صَبْراً وَ احْتِسَاباً وَ یَقِیناً وَ إِشْفَاقاً مِنْ أَنْ تَفْنَی عُصْبَةٌ تَأَلَّفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِاللِّینِ مَرَّةً وَ بِالشِّدَّةِ أُخْرَی وَ بِالْبَذْلِ مَرَّةً(4) وَ بِالسَّیْفِ أُخْرَی حَتَّی لَقَدْ كَانَ مِنْ تَأَلُّفِهِ لَهُمْ أَنْ كَانَ النَّاسُ فِی الْكَرِّ وَ الْفِرَارِ(5) وَ الشِّبَعِ وَ الرِّیِّ وَ اللِّبَاسِ وَ الْوِطَاءِ وَ الدِّثَارِ(6) وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَا سُقُوفَ لِبُیُوتِنَا وَ لَا أَبْوَابَ وَ لَا سُتُورَ إِلَّا الْجَرَائِدُ وَ مَا أَشْبَهَهَا وَ لَا وِطَاءَ لَنَا وَ لَا دِثَارَ عَلَیْنَا وَ یَتَدَاوَلُ الثَّوْبَ الْوَاحِدَ فِی الصَّلَاةِ أَكْثَرُنَا وَ تَطْوِی (7) اللَّیَالِیَ وَ الْأَیَّامَ جُوعاً عَامَّتُنَا وَ رُبَّمَا أَتَانَا الشَّیْ ءُ مِمَّا أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ صَیَّرَهُ لَنَا خَاصَّةً دُونَ غَیْرِنَا وَ نَحْنُ عَلَی مَا وَصَفْتُ مِنْ حَالِنَا فَیُؤْثِرُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَابَ النِّعَمِ وَ الْأَمْوَالِ تَأَلُّفاً مِنْهُ لَهُمْ فَكُنْتُ أَحَقَّ مَنْ لَمْ یُفَرِّقْ هَذِهِ الْعُصْبَةَ الَّتِی أَلَّفَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَحْمِلْهَا عَلَی الْخُطَّةِ(8) الَّتِی لَا خَلَاصَ لَهَا مِنْهَا
ص: 175
دُونَ بُلُوغِهَا أَوْ فَنَاءِ آجَالِهَا لِأَنِّی لَوْ نَصَبْتُ نَفْسِی فَدَعَوْتُهُمْ إِلَی نُصْرَتِی كَانُوا مِنِّی وَ فِی أَمْرِی عَلَی أَحَدِ مَنْزِلَتَیْنِ إِمَّا مُتَّبِعٌ مُقَاتِلٌ وَ إِمَّا مَقْتُولٌ إِنْ لَمْ یَتَّبِعِ الْجَمِیعَ وَ إِمَّا خَاذِلٌ یَكْفُرُ بِخِذْلَانهِ إِنْ قَصَّرَ فِی نُصْرَتِی أَوْ أَمْسَكَ عَنْ طَاعَتِی وَ قَدْ عَلِمَ (1) أَنَّنِی مِنْهُ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی یَحُلُّ بِهِ فِی مُخَالَفَتِی وَ الْإِمْسَاكِ عَنْ نُصْرَتِی مَا أَحَلَّ قَوْمُ مُوسَی بِأَنْفُسِهِمْ فِی مُخَالَفَةِ هَارُونَ وَ تَرْكِ طَاعَتِهِ وَ رَأَیْتُ تَجَرُّعَ الْغُصَصِ وَ رَدَّ أَنْفَاسِ الصُّعَدَاءِ وَ لُزُومَ الصَّبْرِ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ أَوْ یَقْضِیَ بِمَا أَحَبَّ أَزْیَدَ(2) لِی فِی حَظِّی وَ أَرْفَقَ بِالْعِصَابَةِ الَّتِی وَصَفْتُ أَمْرَهُمْ وَ كانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً وَ لَوْ لَمْ أَتَّقِ هَذِهِ الْحَالَةَ یَا أَخَا الْیَهُودِ ثُمَّ طَلَبْتُ حَقِّی لَكُنْتُ أَوْلَی مِمَّنْ طَلَبَهُ لِعِلْمِ مَنْ مَضَی مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ بِحَضْرَتِكَ مِنْهُمْ بِأَنِّی كُنْتُ أَكْثَرَ عَدَداً وَ أَعَزَّ عَشِیرَةً وَ أَمْنَعَ رِجَالًا وَ أَطْوَعَ أَمْراً وَ أَوْضَحَ حُجَّةً وَ أَكْثَرَ فِی هَذَا الدِّینِ مَنَاقِبَ وَ آثَاراً لِسَوَابِقِی وَ قَرَابَتِی وَ وِرَاثَتِی فَضْلًا عَنِ اسْتِحْقَاقِی ذَلِكَ بِالْوَصِیَّةِ الَّتِی لَا مَخْرَجَ لِلْعِبَادِ مِنْهَا وَ الْبَیْعَةُ الْمُتَقَدِّمَةُ فِی أَعْنَاقِهِمْ مِمَّنْ تَنَاوَلَهَا وَ لَقَدْ قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ وَلَایَةَ الْأُمَّةِ فِی یَدِهِ وَ فِی بَیْتِهِ لَا فِی یَدِ الْأُولَی (3) [الَّذِینَ] تَنَاوَلُوهَا وَ لَا فِی بُیُوتِهَا وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَیْرِهِمْ فِی جَمِیعِ الْخِصَالِ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ: فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ الْقَائِمَ بَعْدَ صَاحِبِهِ كَانَ یُشَاوِرُنِی فِی مَوَارِدِ الْأُمُورِ فَیُصْدِرُهَا عَنْ أَمْرِی وَ یُنَاظِرُنِی فِی غَوَامِضِهَا فَیُمْضِیهَا عَنْ رَأْیِی لَا أَعْلَمُ أَحَداً وَ لَا یَعْلَمُهُ أَصْحَابِی یُنَاظِرُهُ (4) فِی ذَلِكَ غَیْرِی وَ لَا یَطْمَعُ فِی الْأَمْرِ بَعْدَهُ سِوَایَ فَلَمَّا أَنْ أَتَتْهُ (5) مَنِیَّتُهُ عَلَی فَجْأَةٍ بِلَامَرَضٍ كَانَ قَبْلَهُ وَ لَا أَمْرٍ كَانَ أَمْضَاهُ فِی صِحَّةٍ مِنْ بَدَنِهِ لَمْ أَشُكَّ أَنِّی قَدِ اسْتَرْجَعْتُ حَقِّی فِی عَافِیَةٍ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِی كُنْتُ أَطْلُبُهَا وَ الْعَاقِبَةِ الَّتِی كُنْتُ أَلْتَمِسُهَا وَ إِنَّ اللَّهَ سَیَأْتِی بِذَلِكَ عَلَی أَحْسَنِ مَا رَجَوْتُ وَ أَفْضَلِ مَا أَمَّلْتُ فَكَانَ مِنْ فِعْلِهِ أَنْ خُتِمَ أَمْرُهُ
ص: 176
بِأَنْ سَمَّی قَوْماً أَنَا سَادِسُهُمْ وَ لَمْ یَسْتَوِ فِیَ (1) بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَ لَا ذَكَرَ لِی حَالًا فِی وِرَاثَةِ الرَّسُولِ وَ لَا قَرَابَةٍ وَ لَا صِهْرٍ وَ لَا نَسَبٍ وَ لَا لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ سَابِقَةٍ مِنْ سَوَابِقِی وَ لَا أَثَرٍ مِنْ آثَارِی وَ صَیَّرَهَا شُورَی بَیْنَنَا وَ صَیَّرَ ابْنَهُ فِیهَا حَاكِماً عَلَیْنَا وَ أَمَرَهُ أَنْ یَضْرِبَ أَعْنَاقَ النَّفَرِ السِّتَّةِ الَّذِینَ صَیَّرَ الْأَمْرَ فِیهِمْ إِنْ لَمْ یُنْفِذُوا أَمْرَهُ وَ كَفَی بِالصَّبْرِ عَلَی هَذَا یَا أَخَا الْیَهُودِ صَبْراً فَمَكَثَ الْقَوْمُ أَیَّامَهُمْ كُلٌّ یَخْطُبُ لِنَفْسِهِ وَ أَنَا مُمْسِكٌ عَنْ أَنْ سَأَلُونِی عَنْ أَمْرِی (2) فَنَاظَرْتُهُمْ فِی أَیَّامِی وَ أَیَّامِهِمْ وَ آثَارِی وَ آثَارِهِمْ وَ أَوْضَحْتُ لَهُمْ مَا لَمْ یَجْهَلُوهُ مِنْ وُجُوهِ اسْتِحْقَاقِی لَهَا دُونَهُمْ وَ ذَكَرْتُهُمْ عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَیْهِمْ وَ تَأْكِیدَ مَا أَكَّدَهُ مِنَ الْبَیْعَةِ لِی فِی أَعْنَاقِهِمْ دَعَاهُمْ حُبُّ الْإِمَارَةِ وَ بَسْطُ الْأَیْدِی وَ الْأَلْسُنِ فِی الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ الرُّكُونِ إِلَی الدُّنْیَا وَ الِاقْتِدَاءِ بِالْمَاضِینَ قَبْلَهُمْ إِلَی تَنَاوُلِ مَا لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُمْ فَإِذَا خَلَوْتُ بِالْوَاحِدِ ذَكَّرْتُهُ أَیَّامَ اللَّهِ وَ حَذَّرْتُهُ مَا هُوَ قَادِمٌ عَلَیْهِ وَ صَائِرٌ إِلَیْهِ الْتَمَسَ مِنِّی شَرْطاً أَنْ أُصَیِّرَهَا لَهُ بَعْدِی فَلَمَّا لَمْ یَجِدُوا عِنْدِی إِلَّا الْمَحَجَّةَ الْبَیْضَاءَ وَ الْحَمْلَ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَصِیَّةِ الرَّسُولِ وَ إِعْطَاءَ كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُ وَ مَنَعَهُ مَا لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ أَزَالَهَا عَنِّی إِلَی ابْنِ عَفَّانَ رَجُلٌ لَمْ یَسْتَوِ بِهِ وَ بِوَاحِدٍ مِمَّنْ حَضَرَهُ حَالٌ قَطُّ فَضْلًا عَمَّنْ دُونَهُمْ لَا یَبْدُرُ الَّتِی هِیَ سَنَامُ فَخْرِهِمْ وَ لَا غَیْرُهَا مِنَ الْمَآثِرِ الَّتِی أَكْرَمَ اللَّهُ بِهَا رَسُولَهُ وَ مَنِ اخْتَصَّهُ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ لَمْ أَعْلَمِ الْقَوْمَ أَمْسَوْا مِنْ یَوْمِهِمْ ذَلِكَ حَتَّی ظَهَرَتْ نَدَامَتُهُمْ وَ نَكَصُوا عَلَی أَعْقَابِهِمْ وَ أَحَالَ (3) بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ كُلٌّ یَلُومُ نَفْسَهُ وَ یَلُومُ أَصْحَابَهُ ثُمَّ لَمْ تَطُلِ الْأَیَّامُ بِالْمُسْتَبِدِّ بِالْأَمْرِ ابْنِ عَفَّانَ حَتَّی أَكْفَرُوهُ وَ تَبَرَّءُوا مِنْهُ وَ مَشَی إِلَی أَصْحَابِهِ خَاصَّةً وَ سَائِرُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی هَذِهِ یَسْتَقِیلُهُمْ مِنْ بَیْعَتِهِ وَ یَتُوبُ إِلَی اللَّهِ مِنْ فَلْتَتِهِ فَكَانَتْ هَذِهِ یَا أَخَا الْیَهُودِ أَكْبَرَ مِنْ أُخْتِهَا وَ أَفْظَعَ (4) وَ أَحْرَی أَنْ لَا یُصْبَرَ عَلَیْهَا فَنَالَنِی مِنْهَا الَّذِی لَا یُبْلَغُ وَصْفُهُ وَ لَا یُحَدُّ وَقْتُهُ وَ لَمْ یَكُنْ عِنْدِی فِیهَا إِلَّا الصَّبْرُ عَلَی مَا أَمَضُّ وَ أَبْلَغُ مِنْهَا وَ لَقَدْ
ص: 177
أَتَانِی الْبَاقُونَ مِنَ السِّتَّةِ مِنْ یَوْمِهِمْ كُلٌّ رَاجِعٌ عَمَّا كَانَ رَكِبَ مِنِّی یَسْأَلُنِی خَلْعَ ابْنِ عَفَّانَ وَ الْوُثُوبَ عَلَیْهِ وَ أَخْذَ حَقِّی وَ یُؤْتِینِی صَفْقَتَهُ وَ بَیْعَتَهُ عَلَی الْمَوْتِ تَحْتَ رَایَتِی أَوْ یَرُدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیَّ حَقِّی فَوَ اللَّهِ یَا أَخَا الْیَهُودِ مَا مَنَعَنِی إِلَّا الَّذِی مَنَعَنِی مِنْ أُخْتَیْهَا قَبْلَهَا وَ رَأَیْتُ الْإِبْقَاءَ عَلَی مَنْ بَقِیَ مِنَ الطَّائِفَةِ أَبْهَجَ لِی وَ آنَسَ لِقَلْبِی مِنْ فَنَائِهَا وَ عَلِمْتُ أَنِّی إِنْ حَمَلْتُهَا عَلَی دَعْوَةِ الْمَوْتِ رَكِبْتُهُ فَأَمَّا نَفْسِی فَقَدْ عَلِمَ مَنْ حَضَرَ مِمَّنْ تُرَی وَ مَنْ غَابَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ الْمَوْتَ عِنْدِی بِمَنْزِلَةِ الشَّرْبَةِ الْبَارِدَةِ فِی الْیَوْمِ الشَّدِیدِ الْحَرِّ مِنْ ذِی الْعَطَشِ الصَّدَی وَ لَقَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولَهُ أَنَا وَ عَمِّی حَمْزَةُ وَ أَخِی جَعْفَرٌ وَ ابْنُ عَمِّی عُبَیْدَةُ عَلَی أَمْرٍ وَفَیْنَا بِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ فَتَقَدَّمَنِی أَصْحَابِی وَ تَخَلَّفْتُ بَعْدَهُمْ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِینَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا(1) حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ عُبَیْدَةُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ الْمُنْتَظَرُ یَا أَخَا الْیَهُودِ وَ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِیلًا وَ مَا سَكَتَنِی عَنْ أَبِی عَفَّانَ وَ حَثَّنِی عَلَی الْإِمْسَاكِ إِلَّا أَنِّی عَرَفْتُ مِنْ أَخْلَاقِهِ فِیمَا اخْتَبَرْتُ مِنْهُ بِمَا لَنْ یَدَعَهُ حَتَّی یَسْتَدْعِیَ الْأَبَاعِدَ إِلَی قَتْلِهِ وَ خَلْعِهِ فَضْلًا عَنِ الْأَقَارِبِ وَ أَنَا فِی عُزْلَةٍ فَصَبَرْتُ حَتَّی كَانَ ذَلِكَ (2) لَمْ أَنْطِقْ فِیهِ بِحَرْفٍ مِنْ لَا وَ لَا نَعَمْ ثُمَّ أَتَانِی الْقَوْمُ وَ أَنَا عَلِمَ اللَّهُ كَارِهٌ لِمَعْرِفَتِی بِمَا تَطَاعَمُوا بِهِ مِنِ اعْتِقَالِهِ الْأَمْوَالَ وَ الْمَرَحَ فِی الْأَرْضِ (3) وَ عِلْمَهُمْ بِأَنَّ تِلْكَ لَیْسَتْ لَهُمْ عِنْدِی وَ شَدِیدٌ عَادَةٌ مُنْتَزِعَةٌ فَلَمَّا لَمْ یَجِدُوا عِنْدِی تَعَلَّلُوا الْأَعَالِیلَ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ فَقَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا الْخَامِسَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ الْمُتَابِعِینَ لِی لَمَّا لَمْ یَطْمَعُوا فِی تِلْكَ (4) مِنِّی وَثَبُوا بِالْمَرْأَةِ عَلَیَّ وَ أَنَا وَلِیُّ أَمْرِهَا وَ الْوَصِیُّ عَلَیْهَا فَحَمَلُوهَا عَلَی الْجَمَلِ وَ شَدُّوهَا عَلَی الرِّحَالِ وَ أَقْبَلُوا بِهَا تَخْبِطُ الْفَیَافِیَ وَ تَقْطَعُ الْبَرَارِیَ وَ تَنْبَحُ عَلَیْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ (5)
ص: 178
وَ تَظْهَرُ لَهُمْ عَلَامَاتُ النَّدَمِ فِی كُلِّ سَاعَةٍ وَ عِنْدَ كُلِّ حَالٍ فِی عُصْبَةٍ قَدْ بَایَعُونِی ثَانِیَةً بَعْدَ بَیْعَتِهِمُ الْأُوْلَی فِی حَیَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَتَتْ أَهْلَ بَلْدَةٍ قَصِیرَةٍ أَیْدِیهِمْ طَوِیلَةٍ لِحَاهُمْ قَلِیلَةٍ عُقُولُهُمْ عَازِبَةٍ آرَاؤُهُمْ جِیرَانَ بَدْوٍ وَ وُرَّادَ بَحْرٍ فَأَخْرَجْتُهُمْ یَخْبِطُونَ بِسُیُوفِهِمْ مِنْ غَیْرِ عِلْمٍ وَ یَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ بِغَیْرِ فَهْمٍ فَوَقَفْتُ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَی اثْنَتَیْنِ كِلْتَاهُمَا فِی مَحَلَّةِ الْمَكْرُوهِ مِمَّنْ إِنْ كَفَفْتُ لَمْ یَرْجِعْ وَ لَمْ یَعْقِلْ وَ إِنْ أَقَمْتُ كُنْتُ قَدْ صِرْتُ إِلَی الَّتِی كَرِهْتُ فَقَدَّمْتُ الْحُجَّةَ بِالْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ وَ دَعَوْتُ الْمَرْأَةَ إِلَی الرُّجُوعِ إِلَی بَیْتِهَا وَ الْقَوْمَ الَّذِینَ حَمَلُوهَا عَلَی الْوَفَاءِ بِبَیْعَتِهِمْ لِی وَ التَّرْكِ لِنَقْضِهِمْ عَهْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیَّ وَ أَعْطَیْتُهُمْ مِنْ نَفْسِی كُلَّ الَّذِی قَدَرْتُ عَلَیْهِ وَ نَاظَرْتُ بَعْضَهُمْ فَرَجَعَ وَ ذَكَّرْتُ فَذَكَرَ ثُمَّ أَقْبَلْتُ عَلَی النَّاسِ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَلَمْ یَزْدَادُوا إِلَّا جَهْلًا وَ تَمَادِیاً وَ غَیّاً فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا هِیَ رَكِبْتُهَا مِنْهُمْ فَكَانَتْ عَلَیْهِمُ الدَّبَرَةُ وَ بِهِمُ الْهَزِیمَةُ وَ لَهُمُ الْحَسْرَةُ وَ فِیهِمُ الْفَنَاءُ وَ الْقَتْلُ وَ حَمَلْتُ نَفْسِی عَلَی الَّتِی لَمْ أَجِدْ مِنْهَا بُدّاً وَ لَمْ یَسَعْنِی إِذْ فَعَلْتُ ذَلِكَ وَ أَظْهَرْتُهُ آخِراً مِثْلَ الَّذِی وَسِعَنِی مِنْهُ أَوَّلًا مِنَ الْإِغْضَاءِ وَ الْإِمْسَاكِ وَ رَأَیْتُنِی إِنْ أَمْسَكْتُ كُنْتُ مُعِیناً لَهُمْ عَلَیَّ بِإِمْسَاكِی عَلَی مَا صَارُوا إِلَیْهِ وَ طَمِعُوا فِیهِ مِنْ تَنَاوُلِ الْأَطْرَافِ وَ سَفْكِ الدِّمَاءِ وَ قَتْلِ الرَّعِیَّةِ وَ تَحْكِیمِ النِّسَاءِ النَّوَاقِصِ الْعُقُولِ وَ الْحُظُوظِ عَلَی كُلِّ حَالٍ كَعَادَةِ بَنِی الْأَصْفَرِ وَ مَنْ مَضَی مِنْ مُلُوكِ سَبَإٍ وَ الْأُمَمِ الْخَالِیَةِ فَأَصِیرُ إِلَی مَا كَرِهْتُ أَوَّلًا [وَ] آخِراً وَ أَهْمَلْتُ (1) الْمَرْأَةَ وَ جُنْدَهَا یَفْعَلُونَ مَا وَصَفْتُ بَیْنَ الْفَرِیقَیْنِ مِنَ النَّاسِ وَ لَمْ أَهْجُمْ عَلَی الْأَمْرِ إِلَّا بَعْدَ مَا قَدَّمْتُ وَ أَخَّرْتُ وَ تَأَنَّیْتُ وَ رَاجَعْتُ وَ أَرْسَلْتُ وَ سَافَرْتُ وَ أَعْذَرْتُ وَ أَنْذَرْتُ وَ أَعْطَیْتُ الْقَوْمَ كُلَّ شَیْ ءٍ الْتَمَسُوهُ بَعْدَ أَنْ أَعْرَضْتُ عَلَیْهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ لَمْ یَلْتَمِسُوهُ فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا تِلْكَ أَقْدَمْتُ عَلَیْهَا فَبَلَغَ اللَّهُ بِی وَ بِهِمْ مَا أَرَادَ وَ كَانَ لِی عَلَیْهِمْ بِمَا كَانَ مِنِّی إِلَیْهِمْ شَهِیداً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ: فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا السَّادِسَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَتَحْكِیمُهُمْ وَ مُحَارَبَةُ ابْنِ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ وَ هُوَ طَلِیقُ بْنُ طَلِیقٍ مُعَانِدٌ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ الْمُؤْمِنِینَ مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَكَّةَ عَنْوَةً فَأُخِذَتْ بَیْعَتُهُ وَ بَیْعَةُ أَبِیهِ لِی مَعَهُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ فِی ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ بَعْدَهُ وَ أَبُوهُ بِالْأَمْسِ أَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَیَّ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ جَعَلَ یَحُثُّنِی عَلَی النُّهُوضِ
ص: 179
فِی أَخْذِ حَقِّی مِنَ الْمَاضِینَ قَبْلِی وَ یُجَدِّدُ لِی بَیْعَتَهُ كُلَّمَا أَتَانِی وَ أَعْجَبُ الْعَجَبِ أَنَّهُ لَمَّا رَأَی رَبِّی تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ رَدَّ إِلَیَّ حَقِّی وَ أَقَرَّهُ فِی مَعْدِنِهِ وَ انْقَطَعَ طَمَعُهُ أَنْ یَصِیرَ فِی دِینِ اللَّهِ رَابِعاً وَ فِی أَمَانَةٍ حُمِّلْنَاهَا حَاكِماً كَرَّ عَلَی الْعَاصِی بْنِ الْعَاصِ (1) فَاسْتَمَالَهُ فَمَالَ إِلَیْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ بِهِ بَعْدَ إِذْ أَطْمَعَهُ مِصْرَ(2) وَ حَرَامٌ عَلَیْهِ أَنْ یَأْخُذَ مِنَ الْفَیْ ءِ دُونَ قِسْمِهِ دِرْهَماً وَ حَرَامٌ عَلَی الرَّاعِی إِیصَالُ دِرْهَمٍ إِلَیْهِ فَوْقَ حَقِّهِ فَأَقْبَلَ یَخْبِطُ الْبِلَادَ بِالظُّلْمِ وَ یَطَؤُهَا بِالْغَشْمِ فَمَنْ بَایَعَهُ أَرْضَاهُ وَ مَنْ خَالَفَهُ نَاوَاهُ ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَیَّ نَاكِثاً عَلَیْنَا مُغَیِّراً فِی الْبِلَادِ شَرْقاً وَ غَرْباً وَ یَمِیناً وَ شِمَالًا وَ الْأَنْبَاءُ تَأْتِینِی وَ الْأَخْبَارُ تَرِدُ عَلَیَّ بِذَلِكَ فَأَتَانِی أَعْوَرُ ثَقِیفٍ فَأَشَارَ عَلَیَّ أَنْ أُوَلِّیَهُ الْبِلَادَ الَّتِی هُوَ بِهَا لِأُدَارِیَهُ بِمَا أُوَلِّیهِ مِنْهَا وَ فِی الَّذِی أَشَارَ بِهِ الرَّأْیَ فِی أَمْرِ الدُّنْیَا لَوْ وَجَدْتُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَوْلِیَتِهِ لِی مَخْرَجاً وَ أَصَبْتُ لِنَفْسِی فِی ذَلِكَ عُذْراً فَأَعْلَمْتُ الرَّأْیَ فِی ذَلِكَ وَ شَاوَرْتُ مَنْ أَثِقُ بِنَصِیحَتِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِی وَ لِلْمُؤْمِنِینَ فَكَانَ رَأْیُهُ فِی ابْنِ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ كَرَأْیِی یَنْهَانِی عَنْ تَوْلِیَتِهِ وَ یُحَذِّرُنِی أَنْ أُدْخِلَ فِی أَمْرِ الْمُسْلِمِینَ یَدَهُ وَ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَرَانِی أَتَّخِذُ الْمُضِلِّینَ عَضُداً فَوَجَّهْتُ إِلَیْهِ أَخَا بَجِیلَةَ مَرَّةً وَ أَخَا الْأَشْعَرِیِّینَ مَرَّةً كِلَاهُمَا رَكَنَ إِلَی الدُّنْیَا وَ تَابَعَ هَوَاهُ فِیمَا أَرْضَاهُ فَلَمَّا لَمْ أَرَهُ یَزْدَادُ فِیمَا انْتُهِكَ (3) مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ إِلَّا تَمَادِیاً شَاوَرْتُ مَنْ مَعِی مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْبَدْرِیِّینَ وَ الَّذِینَ ارْتَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْرَهُمْ وَ رَضِیَ عَنْهُمْ بَعْدَ بَیْعَتِهِمْ وَ غَیْرِهِمْ مِنْ صُلَحَاءِ الْمُسْلِمِینَ وَ التَّابِعِینَ فَكُلٌّ یُوَافِقُ رَأْیُهُ رَأْیِی فِی غَزْوِهِ وَ مُحَارَبَتِهِ وَ مَنْعِهِ مِمَّا نَالَتْ یَدُهُ وَ إِنِّی نَهَضْتُ إِلَیْهِ بِأَصْحَابِی أُنْفِذُ إِلَیْهِ مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ كُتُبِی وَ أُوَجِّهُ إِلَیْهِ رُسُلِی أَدْعُوهُ إِلَی الرُّجُوعِ عَمَّا هُوَ فِیهِ وَ الدُّخُولِ فِیمَا فِیهِ النَّاسُ مَعِی فَكَتَبَ یَتَحَكَّمُ عَلَیَّ وَ یَتَمَنَّی عَلَیَّ الْأَمَانِیَّ وَ یَشْتَرِطُ عَلَیَّ شُرُوطاً لَا یَرْضَاهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولُهُ وَ لَا الْمُسْلِمُونَ وَ یَشْتَرِطُ فِی بَعْضِهَا أَنْ أَدْفَعَ إِلَیْهِ أَقْوَاماً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْرَاراً فِیهِمْ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ أَیْنَ مِثْلُ عَمَّارٍ وَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُنَا مَعَ النَّبِیِ
ص: 180
وَ مَا تَقَدَّمَنَا خَمْسَةٌ(1) إِلَّا كَانَ سَادِسَهُمْ وَ لَا أَرْبَعَةٌ إِلَّا كَانَ خَامِسَهُمْ اشْتَرَطَ دَفْعَهُمْ إِلَیْهِ لِیَقْتُلَهُمْ وَ یَصْلِبَهُمْ وَ انْتَحَلَ دَمَ عُثْمَانَ وَ لَعَمْرُ اللَّهِ مَا أَلَّبَ (2) عَلَی عُثْمَانَ وَ لَا جَمَعَ النَّاسَ عَلَی قَتْلِهِ إِلَّا هُوَ وَ أَشْبَاهُهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ فِی الْقُرْآنِ فَلَمَّا لَمْ أُجِبْ إِلَی مَا اشْتَرَطَ مِنْ ذَلِكَ كَرَّ مُسْتَعْلِیاً فِی نَفْسِهِ بِطُغْیَانِهِ وَ بَغْیِهِ بِحَمِیرٍ لَا عُقُولَ لَهُمْ وَ لَا بَصَائِرَ فَمَوَّهَ لَهُمْ (3) أَمْراً فَاتَّبَعُوهُ وَ أَعْطَاهُمْ مِنَ الدُّنْیَا مَا أَمَالَهُمْ بِهِ إِلَیْهِ فَنَاجَزْنَاهُمْ وَ حَاكَمْنَاهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ الْإِعْذَارِ وَ الْإِنْذَارِ فَلَمَّا لَمْ یَزِدْهُ ذَلِكَ إِلَّا تَمَادِیاً وَ بَغْیاً لَقِینَاهُ بِعَادَةِ اللَّهِ الَّتِی عَوَّدَنَا مِنَ النَّصْرِ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ عَدُوِّنَا وَ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَیْدِینَا لَمْ یَزَلِ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَفُلُّ حِزْبَ الشَّیْطَانِ بِهَا حَتَّی یَقْضِیَ الْمَوْتَ عَلَیْهِ وَ هُوَ مُعَلِّمُ رَایَاتِ أَبِیهِ الَّتِی لَمْ أَزَلْ أُقَاتِلُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ الْمَوَاطِنِ فَلَمْ یَجِدْ مِنَ الْمَوْتِ مَنْجًی إِلَّا الْهَرَبَ فَرَكِبَ فَرَسَهُ وَ قَلَبَ رَایَتَهُ لَا یَدْرِی كَیْفَ یَحْتَالُ فَاسْتَعَانَ بِرَأْیِ ابْنِ الْعَاصِ فَأَشَارَ إِلَیْهِ بِإِظْهَارِ الْمَصَاحِفِ وَ رَفْعِهَا عَلَی الْأَعْلَامِ وَ الدُّعَاءِ إِلَی مَا فِیهَا وَ قَالَ إِنَّ ابْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ حِزْبَهُ أَهْلُ بَصَائِرَ وَ رَحْمَةٍ وَ بقیا(4) وَ قَدْ دَعَوْكَ إِلَی كِتَابِ اللَّهِ أَوَّلًا وَ هُمْ مُجِیبُوكَ إِلَیْهِ آخِراً فَأَطَاعَهُ فِیمَا أَشَارَ بِهِ عَلَیْهِ إِذْ رَأَی أَنَّهُ لَا مَنْجَی لَهُ مِنَ الْقَتْلِ أَوْ الْهَرَبِ غَیْرُهُ فَرَفَعَ الْمَصَاحِفَ یَدْعُو إِلَی مَا فِیهَا بِزَعْمِهِ فَمَالَتْ إِلَی الْمَصَاحِفِ قُلُوبُ مَنْ بَقِیَ مِنْ أَصْحَابِی بَعْدَ فَنَاءِ خِیَارِهِمْ وَ جَهْدِهِمْ فِی جِهَادِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَعْدَائِهِمْ عَلَی بَصَائِرِهِمْ فَظَنُّوا أَنَّ ابْنَ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ لَهُ الْوَفَاءُ بِمَا دَعَا إِلَیْهِ فَأَصْغَوْا إِلَی دَعْوَتِهِ وَ أَقْبَلُوا بِأَجْمَعِهِمْ فِی إِجَابَتِهِ فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ مِنْهُ مَكْرٌ وَ مِنِ ابْنِ الْعَاصِ مَعَهُ وَ إِنَّهُمَا إِلَی النَّكْثِ أَقْرَبُ مِنْهُمَا إِلَی الْوَفَاءِ فَلَمْ یَقْبَلُوا قَوْلِی وَ لَمْ یُطِیعُوا أَمْرِی وَ أَبَوْا إِلَّا إِجَابَتَهُ كَرِهْتُ أَمْ هَوِیتُ شِئْتُ أَوْ أَبَیْتُ حَتَّی أَخَذَ بَعْضُهُمْ یَقُولُ لِبَعْضٍ إِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَأَلْحِقُوهُ بِابْنِ عَفَّانَ وَ ادْفَعُوهُ إِلَی ابْنِ هِنْدٍ بِرُمَّتِهِ (5) فَجَهَدْتُ عَلِمَ اللَّهُ جَهْدِی
ص: 181
وَ لَمْ أَدَعْ عِلَّةً فِی نَفْسِی إِلَّا بَلَّغْتُهَا فِی أَنْ یُخَلُّونِی وَ رَأْیِی فَلَمْ یَفْعَلُوا وَ رَاوَدْتُهُمْ عَلَی الصَّبْرِ عَلَی مِقْدَارِ فُوَاقِ النَّاقَةِ أَوْ رَكْضَةِ الْفَرَسِ فَلَمْ یُجِیبُوا مَا خَلَا هَذَا الشَّیْخَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَشْتَرِ وَ عُصْبَةً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَوَ اللَّهِ مَا مَنَعَنِی أَنْ أَمْضِیَ عَلَی بَصِیرَتِی إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ یُقْتَلَ هَذَانِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَیَنْقَطِعَ نَسْلُ رَسُولِ اللَّهِ وَ ذُرِّیَّتُهُ مِنْ أُمَّتِهِ وَ مَخَافَةُ أَنْ یُقْتَلَ هَذَا وَ هَذَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَإِنِّی أَعْلَمُ لَوْ لَا مَكَانِی لَمْ یَقِفَا ذَلِكَ الْمَوْقِفَ فَلِذَلِكَ صَبَرْتُ عَلَی مَا أَرَادَ الْقَوْمُ مَعَ مَا سَبَقَ فِیهِ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا رَفَعْنَا عَنِ الْقَوْمِ سُیُوفَنَا تَحَكَّمُوا فِی الْأُمُورِ وَ تَخَیَّرُوا الْأَحْكَامَ وَ الْآرَاءَ وَ تَرَكُوا الْمَصَاحِفَ وَ مَا دَعَوْا إِلَیْهِ مِنْ حُكْمِ الْقُرْآنِ وَ مَا كُنْتُ أُحَكِّمُ فِی دِینِ اللَّهِ أَحَداً إِذْ كَانَ التَّحْكِیمُ فِی ذَلِكَ الْخَطَأَ الَّذِی لَا شَكَّ فِیهِ وَ لَا امْتِرَاءَ فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا ذَلِكَ أَرَدْتُ أَنْ أُحَكِّمَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ أَرْضَی رَأْیَهُ وَ عَقْلَهُ وَ أَثِقُ بِنَصِیحَتِهِ وَ مَوَدَّتِهِ وَ دِینِهِ وَ أَقْبَلْتُ لَا أُسَمِّی أَحَداً إِلَّا امْتَنَعَ مِنْهُ ابْنُ هِنْدٍ وَ لَا أَدْعُوهُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا أَدْبَرَ عَنْهُ وَ أَقْبَلَ
ابْنُ هِنْدٍ یُسَوِّمُنَا عَسْفاً(1) وَ مَا ذَلِكَ إِلَّا بِاتِّبَاعِ أَصْحَابِی لَهُ عَلَی ذَلِكَ فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا غَلَبَتِی عَلَی التَّحَكُّمِ تَبَرَّأْتُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُمْ وَ فَوَّضْتُ ذَلِكَ إِلَیْهِمْ فَقَلَّدُوهُ امْرَأً فَخَدَعَهُ ابْنُ الْعَاصِ خَدِیعَةً ظَهَرَتْ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا وَ أَظْهَرَ الْمَخْدُوعُ عَلَیْهَا نَدَماً ثُمَّ أَقْبَلَ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ: فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا السَّابِعَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ عَهِدَ إِلَیَّ أَنْ أُقَاتِلَ فِی آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ أَیَّامِی قَوْماً مِنْ أَصْحَابِی یَصُومُونَ النَّهَارَ وَ یَقُومُونَ اللَّیْلَ وَ یَتْلُونَ الْكِتَابَ یَمْرُقُونَ بِخِلَافِهِمْ عَلَیَّ وَ مُحَارَبَتِهِمْ إِیَّایَ مِنَ الدِّینِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِیَّةِ فِیهِمْ ذُو الثُّدَیَّةِ یُخْتَمُ لِی بِقَتْلِهِمْ بِالسَّعَادَةِ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَی مَوْضِعِی هَذَا یَعْنِی بَعْدَ الْحَكَمَیْنِ أَقْبَلَ بَعْضُ الْقَوْمِ عَلَی بَعْضٍ بِاللَّائِمَةِ فِیمَا صَارُوا إِلَیْهِ مِنْ تَحْكِیمِ الْحَكَمَیْنِ فَلَمْ یَجِدُوا لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ ذَلِكَ مَخْرَجاً إِلَّا أَنْ قَالُوا كَانَ یَنْبَغِی لِأَمِیرِنَا أَنْ لَا یُتَابِعَ مَنْ أَخْطَأَ وَ أَنْ یَقْضِیَ بِحَقِیقَةِ رَأْیِهِ عَلَی قَتْلِ نَفْسِهِ وَ قَتْلِ مَنْ خَالَفَهُ مِنَّا فَقَدْ كَفَرَ بِمُتَابَعَتِهِ إِیَّانَا وَ طَاعَتِهِ لَنَا فِی الْخَطَاءِ وَ أُحِلَّ لَنَا بِذَلِكَ قَتْلُهُ وَ سَفْكُ دَمِهِ فَتَجَمَّعُوا عَلَی ذَلِكَ وَ خَرَجُوا رَاكِبِینَ
ص: 182
رُءُوسَهُمْ یُنَادُونَ بِأَعْلَی أَصْوَاتِهِمْ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ثُمَّ تَفَرَّقُوا فِرْقَةٌ بِالنُّخَیْلَةِ وَ أُخْرَی بِحَرُورَاءَ وَ أُخْرَی رَاكِبَةٌ رَأْسَهَا تَخْبِطُ الْأَرْضَ شَرْقاً حَتَّی عَبَرَتْ دِجْلَةَ فَلَمْ تَمُرَّ بِمُسْلِمٍ إِلَّا امْتَحَنَتْهُ فَمَنْ تَابَعَهَا اسْتَحْیَتْهُ وَ مَنْ خَالَفَهَا قَتَلَتْهُ فَخَرَجْتُ إِلَی الْأُولَیَیْنِ وَاحِدَةً بَعْدَ أُخْرَی أَدْعُوهُمْ إِلَی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الرُّجُوعِ إِلَیْهِ فَأَبَیَا إِلَّا السَّیْفَ لَا یَقْنَعُهَا غَیْرُ ذَلِكَ فَلَمَّا أَعْیَتِ الْحِیلَةُ فِیهِمَا حَاكَمْتُهُمَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَتَلَ اللَّهُ هَذِهِ وَ هَذِهِ وَ كَانُوا یَا أَخَا الْیَهُودِ لَوْ لَا مَا فَعَلُوا لَكَانُوا رُكْناً قَوِیّاً وَ سَدّاً مَنِیعاً فَأَبَی اللَّهُ إِلَّا مَا صَارُوا إِلَیْهِ ثُمَّ كَتَبْتُ إِلَی الْفِرْقَةِ الثَّالِثَةِ وَ وَجَّهْتُ رُسُلِی تَتْرَی (1) وَ كَانُوا مِنْ جُلَّةِ أَصْحَابِی وَ أَهْلِ التَّعَبُّدِ مِنْهُمْ وَ الزُّهْدِ فِی الدُّنْیَا فَأَبَتْ إِلَّا اتِّبَاعَ أُخْتَیْهَا وَ الِاحْتِذَاءَ عَلَی مِثَالِهِمَا وَ شَرَعَتْ (2) فِی قَتْلِ مَنْ خَالَفَهَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ تَتَابَعَتْ إِلَیَّ الْأَخْبَارُ بِفِعْلِهِمْ فَخَرَجْتُ حَتَّی قَطَعْتُ إِلَیْهِمْ دِجْلَةَ أُوَجِّهُ السُّفَرَاءَ وَ النُّصَحَاءَ وَ أَطْلُبُ الْعُتْبَی بِجُهْدِی (3) بِهَذَا مَرَّةً وَ بِهَذَا مَرَّةً وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَشْتَرِ وَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَیْسٍ وَ سَعِیدِ بْنِ قَیْسٍ الْأَرْحَبِیِّ وَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ الْكِنْدِیِّ فَلَمَّا أَبَوْا إِلَّا تِلْكَ رَكِبْتُهَا مِنْهُمْ فَقَتَلَهُمُ اللَّهُ یَا أَخَا الْیَهُودِ عَنْ آخِرِهِمْ وَ هُمْ أَرْبَعَةُ آلَافٍ أَوْ یَزِیدُونَ حَتَّی لَمْ یُفْلِتْ (4) مِنْهُمْ مُخْبِرٌ فَاسْتَخْرَجْتُ ذَا الثُّدَیَّةِ مِنْ قَتْلَاهُمْ بِحَضْرَةِ مَنْ تَرَی لَهُ ثَدْیٌ كَثَدْیِ الْمَرْأَةِ ثُمَّ الْتَفَتَ علیه السلام إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام قَدْ وَفَیْتُ سَبْعاً وَ سَبْعاً یَا أَخَا الْیَهُودِ وَ بَقِینَ الْأُخْرَی وَ أُوشِكُ بِهَا فَكَانَ قَدْ(5) فَبَكَی أَصْحَابُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ بَكَی رَأْسُ الْیَهُودِ وَ قَالُوا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنَا بِالْأُخْرَی فَقَالَ الْأُخْرَی أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی لِحْیَتِهِ مِنْ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی هَامَتِهِ قَالَ وَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ النَّاسِ فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالضَّجَّةِ وَ الْبُكَاءِ حَتَّی لَمْ یَبْقَ بِالْكُوفَةِ دَارٌ إِلَّا خَرَجَ أَهْلُهَا فَزِعاً وَ أَسْلَمَ رَأْسُ الْیَهُودِ عَلَی یَدَیْ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ سَاعَتِهِ وَ لَمْ یَزَلْ مُقِیماً حَتَّی
ص: 183
قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أُخِذَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَأَقْبَلَ رَأْسُ الْیَهُودِ حَتَّی وَقَفَ عَلَی الْحَسَنِ علیه السلام وَ النَّاسُ حَوْلَهُ وَ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ اقْتُلْهُ قَتَلَهُ اللَّهُ فَإِنِّی رَأَیْتُ فِی الْكُتُبِ الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَی مُوسَی علیه السلام أَنَّ هَذَا أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جُرْماً مِنِ ابْنِ آدَمَ قَاتِلِ أَخِیهِ وَ مِنَ الْقُدَارِ(1) عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ(2).
ختص، [الإختصاص] جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْجَعْفَرِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ الْكُوفِیِّ: مِثْلَهُ (3) بیان ندبه الأمر فانتدب له أی دعاه له فأجاب و قال الجزری الجحاجحة جمع جحجاح السید الكریم و الهاء فیه لتأكید الجمع (4) و قال فیه جاءت هوازن علی بكرة أبیها هذه كلمة للعرب یریدون بها الكثرة و توفر العدد و أنهم جاءوا جمیعا لم یتخلف منهم أحد و لیس هناك بكرة فی الحقیقة و هی التی یستقی علیها الماء فاستعیرت فی هذا الموضع و قد تكررت فی الحدیث (5) و قال الفیروزآبادی حاش الصید جاءه من حوالیه لیصرفه إلی الحبالة كأحاشه و أحوشه و الإبل جمعها و ساقها و التحویش التجمیع و حاوشته علیه حرضته (6) و قال الجزری یقال رعد و برق و أرعد و أبرق إذا توعد و تهدد(7) و قال الهدیر تردید صوت البعیر فی حنجرته (8) و قال الفیروز آبادی اغتلم البعیر هاج من شهوة الضراب (9) و قال خطر الرجل بسیفه و رمحه یخطر بالكسر رفعه مرة و وضعه أخری (10) و قال الجزری یقال نكیت فی العدو أنكی نكایة فأنا ناك إذا أكثرت فیهم الجراح و القتل فوهنوا لذلك انتهی (11) و الإرب بالكسر
ص: 184
العضو و استنام إلیه سكن و الحظوة بالضم و الكسر المكانة و المنزلة و العنوة القهر و الفادح الثقیل.
قوله علیه السلام بادر دمعة أی الدمعة التی تبدر بغیر اختیار و الزفرة بالفتح و قد یضم النفس الطویل و لذع الحب قلبه آلمه و النار الشی ء لفحته و أوعز إلیه فی كذا أی تقدم.
قوله علیه السلام و یلزم غیره أی كان یقول لم یكن هذا منی بل كان من عمر و العفو السهل المتیسر و لعل الكر و الفر كنایة عن الأخذ و الجر و یحتمل أن یكون تصحیف الكزم و القزم بالمعجمتین و الكزم بالتحریك شدة الأكل و القزم اللوم و الشح و الصعداء بضم الصاد و فتح العین تنفس ممدود و یقال دلوت الدلو أی نزعتها و أدلیتها أی أرسلتها فی البئر و دلوت الرجل و دالیته رفقت به و داریته.
قوله علیه السلام لم أشك أنی قد استرجعت أقول أمثال هذا الكلام إنما صدر عنه علیه السلام بناء علی ظاهر الأمر مع قطع النظر عما كان یعلمه بإخبار اللّٰه و رسوله من استیلاء هؤلاء الأشقیاء و حاصل الكلام أن حق المقام كان یقتضی أن لا یشك فی ذلك كما قیل فی قوله تعالی لا رَیْبَ فِیهِ (1) قوله علیه السلام و مشی إلی أصحابه ظاهره یدل أن عثمان فی أول الأمر لما علم ندامة القوم استقالهم من بیعته و لم ینقل ذلك و یحتمل أن یكون المراد ما كان منه بعد حصره و إرادة قتله و أمض أوجع و الصدی مخففة الیاء العطشان قوله علیه السلام بما تطاعموا به أی بما أوصل كل منهم إلی صاحبه فی دولة الباطل طعمه و لذته من اعتقال الأموال أی اكتسابها و ضبطها من قولهم عقل البعیر و اعتقله إذا شد یدیه و فی بعض النسخ بالدال و یئول إلیه فی المعنی یقال اعتقد ضیعة و مالا أی اقتناها.
قوله علیه السلام و شدید عادة منتزعة كذا فیما عندنا من النسخ و لعل قوله عادة مبتدأ و شدید خبره أی انتزاع العادة و سلبها شدید و خبط البعیر الأرض بیده خبطا ضربها و منه قیل خبط عشواء و هی الناقة التی فی بصرها ضعف إذا مشت لا تتوقی
ص: 185
شیئا و خبطه ضربه شدیدا و القوم بسیفه جلدهم و الشجرة شدها ثم نفض ورقها و الدبرة بالتحریك الهزیمة و قال الجزری فیه اغزوا تغنموا بنات الأصفر یعنی الروم لأن أباهم الأول كان أصفر اللون و هو روم بن عیص بن إسحاق بن إبراهیم (1).
قوله علیه السلام و جعل یحثنی أی أبو سفیان فی أول خلافة أبی بكر و أعور ثقیف هو المغیرة بن شعبة الثقفی و شرح تلك الفقرات مع ما مضی و غیرها مثبت فی كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله و كتاب الفتن و المناجزة المبارزة و المقاتلة و فللت الجیش هزمته و الفواق الوقت ما بین الحلبتین لأنها تحلب ثم تترك سویعة(2) یرضعها الفصیل لتدر ثم تحلب و العتبی الرجوع عن الإساءة إلی المسرة قوله علیه السلام فكان قد أی فكان قد وقعت.
«1»- عم، [إعلام الوری]: قَدْ ثَبَتَ بِالدِّلَالَةِ الْقَاطِعَةِ وُجُوبُ الْإِمَامَةِ فِی كُلِّ زَمَانٍ لِكَوْنِهَا لُطْفاً فِی فَعْلِ الْوَاجِبَاتِ وَ الِامْتِنَاعِ عَنِ الْمُقَبَّحَاتِ فَإِنَّا نَعْلَمُ ضَرُورَةً أَنَّ عِنْدَ وُجُودِ الرَّئِیسِ الْمَهِیبِ یَكْثُرُ الصَّلَاحُ مِنَ النَّاسِ وَ یَقِلُّ الْفَسَادُ وَ عِنْدَ عَدَمِهِ یَكْثُرُ الْفَسَادُ وَ یَقِلُّ
الصَّلَاحُ مِنْهُمْ بَلْ یَجِبُ ذَلِكَ عِنْدَ ضَعْفِ أَمْرِهِ مَعَ وُجُودِ عَیْنِهِ (3) وَ ثَبَتَ أَیْضاً وُجُوبُ كَوْنِهِ مَعْصُوماً مَقْطُوعاً عَلَی عِصْمَتِهِ لِأَنَّ جِهَةَ الْحَاجَةِ إِلَی هَذَا الرَّئِیسِ هِیَ ارْتِفَاعُ الْعِصْمَةِ عَنِ النَّاسِ وَ جَوَازُ فِعْلِ الْقَبِیحِ مِنْهُمْ فَإِنْ كَانَ هُوَ غَیْرَ مَعْصُومٍ وَجَبَ أَنْ یَكُونَ مُحْتَاجاً إِلَی رَئِیسٍ آخَرَ(4) لِأَنَّ عِلَّةَ الْحَاجَةِ إِلَیْهِ قَائِمَةٌ فِیهِ وَ الْكَلَامُ فِی رَئِیسِهِ كَالْكَلَامِ فِیهِ فَیُؤَدِّی إِلَی وُجُوبِ مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَوِ الِانْتِهَاءِ إِلَی إِمَامٍ مَعْصُومٍ وَ هُوَ الْمَطْلُوبُ فَإِذَا ثَبَتَ وُجُوبُ عِصْمَةِ الْإِمَامِ وَ الْعِصْمَةُ لَا یُمْكِنُ مَعْرِفَتُهَا إِلَّا بِإِعْلَامِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الْعَالِمِ بِالسَّرَائِرِ وَ الضَّمَائِرِ وَ لَا طَرِیقَ إِلَی ذَلِكَ سِوَاهُ فَیَجِبُ
ص: 186
النَّصُّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی عَلَیْهِ عَلَی لِسَانِ نَبِیٍّ مُؤَیَّدٍ بِالْمُعْجِزَاتِ أَوْ إِظْهَارُ مُعْجِزٍ دَالٍّ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ إِذَا ثَبَتَ هَذِهِ الْجُمْلَةُ الْقَرِیبَةُ الَّتِی لَا یَحْتَاجُ فِیهَا إِلَی تَدْقِیقِ كَثِیرٍ سَبَرْنَا(1) أَحْوَالَ الْأُمَّةِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدْنَاهُمُ اخْتَلَفُوا فِی الْإِمَامِ بَعْدَهُ عَلَی أَقْوَالٍ ثَلَاثَةٍ فَقَالَتِ الشِّیعَةُ الْإِمَامُ بَعْدَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالنَّصِّ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ قَالَتِ الْعَبَّاسِیَّةُ الْإِمَامُ بَعْدَهُ الْعَبَّاسُ بِالنَّصِّ أَوِ الْمِیرَاثِ وَ قَالَ الْبَاقُونَ مِنَ الْأُمَّةِ الْإِمَامُ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ كُلُّ مَنْ قَالَ بِإِمَامَةِ أَبِی بَكْرٍ وَ الْعَبَّاسِ أَجْمَعُوا عَلَی أَنَّهُمَا لَمْ یَكُونَا مَقْطُوعاً عَلَی عِصْمَتِهِمَا فَخَرَجَا بِذَلِكَ مِنَ الْإِمَامَةِ لِمَا قَدَّمْنَاهُ فَوَجَبَ أَنْ یَكُونَ الْإِمَامُ بَعْدَهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالنَّصِّ الْحَاصِلِ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِ وَ الْإِشَارَةِ إِلَیْهِ وَ إِلَّا كَانَ الْحَقُّ خَارِجاً عَنْ أَقْوَالِ جَمِیعِ الْأُمَّةِ وَ ذَلِكَ غَیْرُ جَائِزٍ بِالاتِّفَاقِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ مُخَالِفِینَا وَ هَذَا هُوَ الدَّلِیلُ الْعَقْلِیُّ عَلَی كَوْنِهِ مَنْصُوصاً عَلَیْهِ وَ أَمَّا الْأَدِلَّةُ السَّمْعِیَّةُ عَلَی ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَوْفَاهَا أَصْحَابُنَا رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَدِیماً وَ حَدِیثاً فِی كُتُبِهِمْ لَا سِیَّمَا مَا ذَكَرَهُ سَیِّدُنَا الْأَجَلُّ الْمُرْتَضَی عَلَمُ الْهُدَی ذُو الْمَجْدَیْنِ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ الْعَزِیزَ فِی كِتَابِ الشَّافِی فِی الْإِمَامَةِ فَقَدِ اسْتَوْلَی عَلَی الْأَمَدِ وَ غَارَ فِی ذَلِكَ وَ أَنْجَدَ(2) وَ صَوَّبَ وَ صَعِدَ(3) وَ بَلَغَ غَایَةَ الِاسْتِیفَاءِ وَ الِاسْتِقْصَاءِ وَ أَجَابَ عَنْ شُبَهِ الْمُخَالِفِینَ الَّتِی عَوَّلُوا عَلَی اعْتِمَادِهَا وَ اجْتَهَدُوا فِی إِیرَادِهَا أَحْسَنَ اللَّهُ عَنِ الدِّینِ وَ كَافَّةِ الْمُؤْمِنِینَ جَزَاءَهُ وَ نَحْنُ نَذْكُرُ الْكَلَامَ فِی ذَلِكَ عَلَی سَبِیلِ الِاخْتِصَارِ وَ الْإِجْمَالِ دُونَ الْبَسْطِ وَ الْإِكْمَالِ فَنَقُولُ إِنَّ الَّذِی یَدُلُ (4) عَلَی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله نَصَّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْإِمَامَةِ بَعْدَهُ بِلَا فَصْلٍ وَ دَلَّ عَلَی فَرْضِ طَاعَتِهِ عَلَی كُلِّ مُكَلَّفٍ قِسْمَانِ أَحَدُهُمَا یَرْجِعُ إِلَی الْفِعْلِ وَ إِنْ كَانَ یَدْخُلُ فِیهِ أَیْضاً الْقَوْلُ وَ الْآخَرُ یَرْجِعُ إِلَی الْقَوْلِ فَأَمَّا النَّصُّ الدَّالُّ عَلَی إِمَامَتِهِ بِالْفِعْلِ وَ الْقَوْلِ فَهُوَ أَفْعَالُ نَبِیِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله(5) الْمُبَیِّنَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ جَمِیعِ الْأُمَّةِ الدَّالَّةِ عَلَی اسْتِحْقَاقِهِ التَّعْظِیمَ وَ الْإِجْلَالَ وَ التَّقْدِیمَ الَّتِی لَمْ تَحْصُلْ وَ لَا بَعْضُهَا لِأَحَدٍ سِوَاهُ وَ
ص: 187
ذَلِكَ مِثْلُ إِنْكَاحِهِ ابْنَتَهُ الزَّهْرَاءَ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ مُوَاخَاتِهِ إِیَّاهُ بِنَفْسِهِ وَ أَنَّهُ لَمْ یَنْدَبْهُ لِأَمْرٍ مُهِمٍّ وَ لَا بَعَثَهُ فِی جَیْشٍ قَطُّ إِلَی آخِرِ عُمُرِهِ إِلَّا كَانَ هُوَ الْوَالِیَ عَلَیْهِ الْمُقَدَّمَ فِیهِ وَ لَمْ یُوَلِّ عَلَیْهِ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِهِ وَ أَقْرَبِیهِ وَ أَنَّهُ لَمْ یَنْقِمْ (1) عَلَیْهِ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِ مَعَ طُولِ صُحْبَتِهِ إِیَّاهُ وَ لَا أَنْكَرَ مِنْهُ فِعْلًا وَ لَا اسْتَبْطَأَهُ وَ لَا اسْتَزَادَهُ فِی صَغِیرٍ مِنَ الْأُمُورِ وَ لَا كَبِیرٍ هَذَا مَعَ كَثْرَةِ مَا عَاتَبَ سِوَاهُ مِنْ أَصْحَابِهِ إِمَّا تَصْرِیحاً وَ إِمَّا تَلْوِیحاً وَ أَمَّا مَا یَجْرِی فِی هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنَ الْأَقْوَالِ الصَّادِرَةِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله الدَّالَّةِ عَلَی تَمَیُّزِهِ مِمَّنْ سِوَاهُ الْمُنَبِّئَةِ عَنْ كَمَالِ عِصْمَتِهِ وَ عُلُوِّ رُتْبَتِهِ فَكَثِیرَةٌ
مِنْهَا قَوْلُهُ یَوْمَ أُحُدٍ: وَ قَدِ انْهَزَمَ النَّاسَ وَ بَقِیَ عَلِیٌّ علیه السلام یُقَاتِلُ الْقَوْمَ حَتَّی فَضَّ جَمْعَهُمْ (2) وَ انْهَزَمُوا فَقَالَ جَبْرَئِیلُ إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لِجَبْرَئِیلَ عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا مِنْكُمَا.
فَأَجْرَاهُ مَجْرَی نَفْسِهِ كَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَفْسَ النَّبِیِّ فِی آیَةِ الْمُبَاهَلَةِ بِقَوْلِهِ وَ أَنْفُسَنا(3)
وَ مِنْهَا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِبُرَیْدَةَ: یَا بُرَیْدَةُ لَا تُبْغِضْ عَلِیّاً فَإِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ إِنَّ النَّاسَ خُلِقُوا مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّی وَ خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَ مِنْهَا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مَعَ الْحَقِّ وَ الْحَقُّ مَعَ عَلِیٍّ یَدُورُ حَیْثُمَا دَارَ.
وَ مِنْهَا مَا اشْتَهَرَتْ بِهِ الرِّوَایَةُ مِنْ حَدِیثِ الطَّائِرِ
وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلُ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّائِرِ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام.
وَ مِنْهَا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: لِابْنَتِهِ الزَّهْرَاءِ لَمَّا عَیَّرَتْهَا نِسَاءُ قُرَیْشٍ بِفَقْرِ عَلِیٍّ أَ مَا تَرْضَیْنَ یَا فَاطِمَةُ أَنِّی زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اطَّلَعَ إِلَی أَهْلِ الْأَرْضِ (4) اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِیّاً وَ اطَّلَعَ عَلَیْهِمْ ثَانِیَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَجَعَلَهُ وَصِیّاً وَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أُنْكِحَكِهِ أَ مَا عَلِمْتِ یَا فَاطِمَةُ أَنَّكِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ إِیَّاكِ زَوَّجْتُكِ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً فَضَحِكَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ اسْتَبْشَرَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ إِنَّ لِعَلِیٍّ ثَمَانِیَةَ أَضْرَاسٍ قَوَاطِعَ لَمْ تُجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ
ص: 188
وَ الْآخِرِینَ هُوَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ لَیْسَ ذَلِكِ لِغَیْرِهِ مِنَ النَّاسِ وَ أَنْتِ یَا فَاطِمَةُ سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتُهُ وَ سِبْطَا الرَّحْمَةِ سِبْطَایَ وُلْدُهُ وَ أَخُوهُ الْمُزَیَّنُ بِالْجَنَاحَیْنِ فِی الْجَنَّةِ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ آخِرُ النَّاسِ عَهْداً بِی وَ هُوَ وَصِیِّی وَ وَارِثُ الْوَصِیِّینَ.
وَ مِنْهَا قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ: أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْیَأْتِ الْبَابَ (1).
وَ مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: اسْتَدْعَی عَلِیّاً علیه السلام فَخَلَا بِهِ فَلَمَّا خَرَجَ إِلَیْنَا سَأَلْنَاهُ مَا الَّذِی عَهِدَ إِلَیْكَ قَالَ عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْعِلْمِ فُتِحَ لِی بِكُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ مَحَبَّتَهُ عَلَماً عَلَی الْإِیمَانِ وَ بُغْضَهُ عَلَماً عَلَی النِّفَاقِ
بِقَوْلِهِ فِیهِ: لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ وَلَایَتَهُ عَلَماً عَلَی طِیبِ الْمَوْلِدِ وَ عَدَاوَتَهُ عَلَماً عَلَی خُبْثِ الْمَوْلِدِ
بِقَوْلِهِ بُورُوا(2) أَوْلَادَكُمْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَنْ أَحَبَّهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لِرِشْدَةٍ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ لِغَیَّةٍ- رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ عَنْهُ.
وَ رَوَی عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ أَ لَا أَسُرُّكَ أَ لَا أَمْنَحُكَ أَ لَا أُبَشِّرُكَ فَقَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا شِیعَتَنَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ سِوَی شِیعَتِنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوْلِدِهِمْ.
وَ رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ كَانَ یَدُورُ فِی سِكَكِ الْأَنْصَارِ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ فَمَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ بُورُوا أَوْلَادَكُمْ بِحُبِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَمَنْ أَبَی فَانْظُرُوا فِی شَأْنِ أُمِّهِ.
وَ رَوَی ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ كُلُّهُمْ بِأَسْمَاءِ أُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَا شِیعَتَنَا فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوَالِیدِهِمْ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ جَعَلَهُ وَ شِیعَتَهُ الْفَائِزِینَ بِقَوْلِهِ
رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: یَدْخُلُ
ص: 189
الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِی سَبْعُونَ أَلْفاً لَا حِسَابَ عَلَیْهِمْ وَ لَا عَذَابَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هُمْ شِیعَتُكَ وَ أَنْتَ إِمَامُهُمْ.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله سَدَّ الْأَبْوَابَ فِی الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَهُ علیه السلام (1)
رَوَی أَبُو رَافِعٍ قَالَ: خَطَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ أَنْ یَبْنِیَ مَسْجِداً طَاهِراً لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا هُوَ وَ هَارُونُ وَ ابْنَا هَارُونَ شَبَّرُ وَ شَبِیرٌ وَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أَبْنِیَ مَسْجِداً لَا یَسْكُنُهُ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ (2) إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ فَخَرَجَ حَمْزَةُ یَبْكِی فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرَجْتَ عَمَّكَ وَ أَسْكَنْتَ ابْنَ عَمِّكَ فَقَالَ مَا أَنَا أَخْرَجْتُكَ وَ أَسْكَنْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ أَسْكَنَهُ فَقَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ(3) وَ قِیلَ هُوَ أَبُو بَكْرٍ دَعْ لِی كُوَّةً أَنْظُرْ فِیهَا قَالَ لَا وَ لَا رَأْسَ إِبْرَةٍ.
وَ رَوَی زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: سَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَ عَلِیٍّ.
وَ إِلَی هَذَا أَشَارَ السَّیِّدُ الْحِمْیَرِیُّ فِی قَصِیدَتِهِ الْمُذَهَّبَةِ:(4)
صِهْرُ النَّبِیِّ وَ جَارُهُ فِی مَسْجِدٍ***طُهْرٌ بِطِیبَةٍ لِلرَّسُولِ مُطَیَّبٍ
سِیَّانِ فِیهِ عَلَیْهِ غَیْرَ مُذَمَّمٍ***مَمْشَاهُ إِنْ جُنِبَا وَ إِنْ لَمْ یُجْنَبْ
وَ أَمْثَالُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْأَمْثَالِ وَ الْأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ الَّتِی جَاءَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ الْمُتَظَاهِرَةُ(5) وَ لَا یُخَالِفُ فِیهَا وَلِیُّ وَ لَا عَدُوٌّ كَثِیرَةٌ یَطُولُ الْكِتَابُ بِذِكْرِهَا وَ إِنَّمَا شَهِدَتْ هَذِهِ الْأَفْعَالُ وَ الْأَقْوَالُ بِاسْتِحْقَاقِهِ علیه السلام الْإِمَامَةَ وَ دَلَّتْ عَلَی أَنَّهُ علیه السلام أَحَقُّ بِمَقَامِ الرَّسُولِ وَ أَوْلَی بِالْإِمَامَةِ وَ الْخِلَافَةِ مِنْ جِهَةِ أَنَّهَا إِذَا دَلَّتْ عَلَی الْفَضْلِ الْأَكِیدِ وَ الِاخْتِصَاصِ الشَّدِیدِ وَ عُلُوِّ الدَّرَجَةِ وَ كَمَالِ الْمَرْتَبَةِ عَلِمَ ضَرُورَةً أَنَّهَا أَقْوَی الْأَسْبَابِ وَ الْوَصَلَاتِ إِلَی أَشْرَفِ الْوَلَایَاتِ لِأَنَّ الظَّاهِرَ فِی الْعَقْلِ أَنَّ مَنْ كَانَ أَبْهَرَ فَضْلًا(6) وَ أَجَلَّ شَأْناً وَ أَعْلَی فِی الدِّینِ مَكَاناً فَهُوَ
ص: 190
أَوْلَی بِالتَّقْدِیمِ وَ أَحَقُّ بِالتَّعْظِیمِ وَ الْإِمَامَةِ وَ خِلَافَةِ الرَّسُولِ هِیَ أَعْلَی مَنَازِلِ الدِّینِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ فَمَنْ كَانَ أَجَلُّ قَدْراً فِی الدِّینِ وَ أَفْضَلُ وَ أَشْرَفُ عَلَی الْیَقِینِ وَ أَثْبَتُ قَدَماً وَ أَوْفَرُ حَظّاً فِیهِ فَهُوَ أَوْلَی بِهَا وَ مَنْ دَلَّ عَلَی ذَلِكَ مِنْ حَالِهِ دَلَّ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ لِأَنَّ الْعَادَةَ قَدْ جَرَتْ فِیمَنْ یُرَشَّحُ لَجَلِیلِ الْوِلَایَاتِ وَ یُؤَهَّلُ لِعَظِیمِ الدَّرَجَاتِ أَنْ یُصْنَعَ بِهِ بَعْضُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ یُبَیِّنُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ الْمُلُوكِ لَوْ تَابَعَ بَیْنَ أَفْعَالٍ وَ أَقْوَالٍ فِی بَعْضِ أَصْحَابِهِ طُولَ عُمُرِهِ وَ وَلَایَتِهِ تَدُلُّ عَلَی فَضْلٍ شَدِیدٍ وَ قُرْبٍ مِنْهُ فِی الْمَوَدَّةِ وَ الْمُخَالَصَةِ(1) وَ الِاتِّحَادِ لَكَانَ عِنْدَ أَرْبَابِ الْعَادَاتِ بِهَذِهِ الْأَفْعَالِ مُرَشِّحاً لَهُ لِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ وَ أَعْلَی الْمَرَاتِبِ بَعْدَهُ وَ دَالًّا عَلَی اسْتِحْقَاقِهِ لِذَلِكَ وَ قَدْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِنَّ دَلَالَةَ الْفِعْلِ رُبَّمَا كَانَتْ آكَدَ مِنْ دَلَالَةِ الْقَوْلِ لِأَنَّهَا أَبْعَدُ مِنَ الشُّبْهَةِ وَ أَوْضَحُ فِی الْحُجَّةِ مِنْ حَیْثُ إِنَّ مَا یَخْتَصُّ بِالْفِعْلِ لَا یَدْخُلُهُ الْمَجَازُ وَ لَا یَحْتَمِلُ التَّأْوِیلَ وَ أَمَّا الْقَوْلُ فَیَحْتَمِلُ ضُرُوباً مِنَ التَّأْوِیلِ وَ یَدْخُلُهُ الْمَجَازُ(2).
«2»- یف، [الطرائف]: وَ إِنِّی لَأَسْتَطْرِفُ مِنَ الْأَرْبَعَةِ الْمَذَاهِبِ إِقْدَامُهُمْ تَارَةً عَلَی تَرْكِ الْعَمَلِ بِوَصَایَا نَبِیِّهِمْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الَّتِی تَضَمَّنَتْهَا أَخْبَارُهُمُ الصِّحَاحُ الْمُقَدَّمُ ذِكْرُ بَعْضِهَا وَ إِقْدَامُهُمْ تَارَةً أُخْرَی عَلَی تَقْبِیحِ ذِكْرِ نَبِیِّهِمْ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا نَسَبُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ إِلَی إِهْمَالِ رَعِیَّتِهِ (3) وَ أَنَّهُ تُوُفِّیَ وَ تَرَكَهُمْ بِغَیْرِ وَصِیَّةٍ بِالْكُلِّیَّةِ
وَ قَدْ رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ فِی الْجُزْءِ الثَّالِثِ مِنَ الْأَجْزَاءِ السِّتَّةِ فِی الثُّلُثِ الْأَخِیرِ مِنْهُ فِی كِتَابِ الْفَرَائِضِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَیْ ءٌ یُوصِی فِیهِ یَبِیتُ ثَلَاثَ لَیَالٍ إِلَّا وَ وَصِیَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ(4).
وَ رُوِیَ نَحْوُ ذَلِكَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ فَكَیْفَ تَقْبَلُ الْعُقُولُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَا لَا یَفْعَلُ وَ قَدْ تَضَمَّنَ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَی أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (5) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی عَمَّنْ هُوَ دُونَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ
ص: 191
الْأَنْبِیَاءِ وَ ما أُرِیدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلی ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ (1) فَكَیْفَ یَأْمُرُ نَبِیُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله بِالْوَصِیَّةِ وَ لَوْ فِی الشَّیْ ءِ الْیَسِیرِ وَ یَتْرُكُهَا هُوَ فِی الْأَمْرِ الْكَبِیرِ وَ الْجَمِّ الْغَفِیرِ لَا سِیَّمَا وَ قَدْ رَوَوْا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَرَّفَهُ مَا یَحْدُثُ فِی أُمَّتِهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ الْعَظِیمِ وَ سَیَأْتِی أَخْبَارُهُمْ بِبَعْضِ ذَلِكَ فِی هَذَا الْكِتَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی مَا هَكَذَا تَقْتَضِی صِفَاتُ السِّیَاسَةِ الْمَرْضِیَّةِ وَ عُمُومُ الرَّحْمَةِ الْإِلَهِیَّةِ وَ ثُبُوتُ الشَّفَقَةِ الْمُحَمَّدِیَّةِ وَ كَیْفَ یُصَدِّقُ عَاقِلٌ أَوْ جَاهِلٌ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یَتْرُكُ الْأُمَّةَ بِأَسْرِهَا كَبِیرِهَا وَ صَغِیرِهَا غَنِیِّهَا وَ فَقِیرِهَا عَالِمِهَا وَ جَاهِلِهَا فِی ظُلْمَةِ الْحَیْرَةِ وَ الِاخْتِلَافِ وَ الْإِهْمَالِ وَ الضَّلَالِ وَ لَقَدْ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الْحَالِ وَ لَقَدْ نَسَبُوهُ إِلَی غَیْرِ صِفَاتِهِ الشَّرِیفَةِ وَ مَا عَرَفُوا أَوْ عَرَفُوا وَ جَحَدُوا حُقُوقَ ذَاتِهِ الْمُعَظَّمَةِ الْمُنِیفَةِ وَ مِنَ الْحَوَادِثِ الَّتِی حَدَّثَتْ بِطَرِیقِ ذَلِكَ الْقَوْلِ وَ بِطَرِیقٍ یَلْزَمُ الْأَرْبَعَةَ الْمَذَاهِبَ فِی الْإِمَامَةِ بِالاخْتِیَارِ مِنْ بَعْضِ الْأُّمَّةِ أَنَّ النَّاسَ لَمَّا أَرَادُوا دَفْعَ بَنِی هَاشِمٍ عَنْ حُقُوقِهِمْ وَ مَقَامِ نَبِیِّهِمْ وَ اطِّرَاحِ وَصَایَا النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِمْ تَعَصَّبَ قَوْمٌ لِآلِ حَرْبٍ وَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ اخْتَارُوا مِنْهُمْ خُلَفَاءَ وَ بَایَعُوهُمْ وَ تَأَسَّوْا فِی ذَلِكَ عَلَی مَنْ جَعَلَ الْخِلَافَةَ بِالاخْتِیَارِ فَكَانَ ذَلِكَ أَیْضاً سَبَبَ وُصُولِ الْخِلَافَةِ إِلَی مُعَاوِیَةَ الَّذِی قَاتَلَ خَلِیفَةَ الْمُسْلِمِینَ وَ وَصِیَّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ قَاتَلَ وُجُوهَ بَنِی هَاشِمٍ وَ الصَّحَابَةَ وَ التَّابِعِینَ وَ فَعَلَ مَا فَعَلَ وَ كَانَ ذَلِكَ أَیْضاً سَبَبَ وُصُولِ الْخِلَافَةِ إِلَی یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ الَّذِی قَتَلَ فِی أَوَّلِ خِلَافَتِهِ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ وَ ابْنَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَحَدَ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِی رِوَایَاتِهِمْ مِنْ كُتُبِهِمُ الصِّحَاحِ بَعْضُ مَا أَثْبَتُوهُ مِنْ وَصَایَا النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ وَ فِی أَخِیهِ وَ أَبِیهِ وَ تَعْظِیمِ اللَّهِ لَهُمْ وَ دَلَالَتِهِ عَلَیْهِمْ مَا لَا حَاجَةَ إِلَی تَكْرَارِهِ وَ بَلَغَ یَزِیدُ بْنُ مُعَاوِیَةَ إِلَی مَنْعِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ حَرَمِهِ عَلَی یَدِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ مِنْ شُرْبِ مَاءِ الْفُرَاتِ وَ قَتْلِ خَوَاصِّهِ وَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ علیه السلام بَعْدَهُ وَ نَهَبَ رِحَالَهُ وَ سَلَبَ عِیَالَهُ وَ حَمَلَ رَأْسَهُ عَلَی رِمَاحِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ سَیَّرَ حَرَمَ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَی الشَّامِ عَلَی الْأَقْتَابِ (2) مَكْشُوفَاتِ الْوُجُوهِ (3) بَیْنَ الْأَعْدَاءِ وَ بَیْنَ أَهْلِ الِارْتِیَابِ وَ أَتْبَعَ یَزِیدُ ذَلِكَ بِنَهْبِ مَدِینَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه وآله
فَقَدْ رَوَوْا فِی صِحَاحِهِمْ
ص: 192
فِی مُسْنَدِ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ غَیْرِهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَعَنَ مَنْ یُحْدِثُ فِی الْمَدِینَةِ حَدَثاً وَ جَعَلَهَا حَرَماً.
وَ كَانَ ذَلِكَ النَّهْبُ عَلَی یَدِ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ نَائِبَهُ الَّذِی نَفَذَهُ إِلَیْهِمْ وَ سَبَی أَهْلَ الْمَدِینَةِ وَ بَایَعَهُمْ عَلَی أَنَّهُمْ عَبِیدٌ قِنٌ (1) لِیَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَةَ وَ أَبَاحَهَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ حَتَّی ذَكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ التَّوَارِیخِ أَنَّهُ وُلِدَ مِنْهُمْ فِی تِلْكَ الْمُدَّةِ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَوْلُودٍ لَا یُعْرَفُ لَهُمْ أَبٌ وَ كَانَ فِی الْمَدِینَةِ وُجُوهُ بَنِی هَاشِمٍ وَ الصَّحَابَةِ وَ التَّابِعِینَ وَ حَرَمُ خَلْقٍ عَظِیمٍ (2) مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ أَتْبَعَ یَزِیدُ ذَلِكَ فِی وَصِیَّتِهِ لِمُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ بِإِنْفَاذِ الْحُصَیْنِ بْنِ نُمَیْرٍ السَّكُونِیِّ لِقِتَالِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ بِمَكَّةَ فَرَمَی الْكَعْبَةَ بِخِرَقِ الْحَیْضِ وَ الْحِجَارَةِ(3) وَ هَتَكَ حُرْمَةَ حَرَمِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حَرَمِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَجَاهَرَ بِالْفَسَادِ فِی الْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ وَ كَانَ ذَلِكَ الِاخْتِیَارُ سَبَبَ وُصُولِ الْخِلَافَةِ إِلَی سُفَهَاءِ بَنِی أُمَیَّةَ وَ إِلَی هَرَبِ بَنِی هَاشِمٍ مِنْهُمْ خَوْفاً عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ إِلَی قَتْلِ الصَّالِحِینَ وَ الْأَخْیَارِ وَ إِلَی إِحْیَاءِ سُنَنِ الْجَبَابِرَةِ وَ الْأَشْرَارِ حَتَّی وَصَلَ الْأَمْرُ إِلَی خِلَافَةِ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ الزِّنْدِیقِ الَّذِی تَفَأَّلَ یَوْماً مِنَ الْمُصْحَفِ (4) فَخَرَجَ وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ(5) فَرَمَی الْمُصْحَفَ مِنْ یَدِهِ وَ أَمَرَ أَنْ یُجْعَلَ هَدَفاً وَ رَمَاهُ بِالنُّشَّابِ (6) وَ أَنْشَدَ نَظْمٌ (7)
تُهَدِّدُنِی بِجَبَّارٍ عَنِیدٍ***فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِیدٌ
إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ یَوْمَ حَشْرٍ***فَقُلْ یَا رَبِّ مَزَّقَنِی الْوَلِیدُ
ص: 193
وَ لَوْ كَانَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ قَنَعُوا بِاخْتِیَارِ اللَّهِ تَعَالَی وَ رَسُولِهِ لَهُمْ وَ مَا نَصَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ تَعْیِینِ الْخِلَافَةِ فِی عِتْرَتِهِ مَا وَقَعَ هَذَا الْخَلَلُ وَ الِاخْتِلَافُ فِی أُمَّتِهِ وَ شَرِیعَتِهِ (1) أَقُولُ لَیْسَ شَأْنُنَا فِی هَذَا الْكِتَابِ ذِكْرُ الدَّلَائِلِ الْعَقْلِیَّةِ وَ الْبَرَاهِینِ الْجَلِیَّةِ وَ الْخَوْضُ فِیهَا فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ فَلْیَرْجِعْ إِلَی كِتَابِ الشَّافِی وَ تَقْرِیبِ الْمَعَارِفِ وَ غَیْرِهِمَا مِمَّا هُوَ مَوْضُوعٌ لِذَلِكَ وَ نَحْنُ بِحَمْدِ اللَّهِ قَدْ أَوْرَدْنَا مِنَ الْأَخْبَارِ مَا فِی عُشْرٍ مِنْ أَعْشَارِهِ كِفَایَةٌ لِمَنْ أَرَادَ اللَّهُ هِدَایَتَهُ وَ اللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِكُلِّ خَیْرٍ.
ص: 194
«1»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عِیسَی بْنِ مُوسَی الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْقُرَشِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِیِّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ(1).
بیان: قال الجزری فی النهایة
فِی حَدِیثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
قیل معناه أن علیا كان إذا برز قال الناس لا إله إلا اللّٰه ما أشرف هذا الفتی لا إله إلا اللّٰه ما أكرم هذا الفتی لا إله إلا اللّٰه ما أعلم هذا الفتی (2) لا إله إلا اللّٰه ما أشجع هذا الفتی فكانت رؤیته تحملهم علی كلمة التوحید(3).
أقول: أراد هذا الناصب أن ینفی عنه منقبة فأثبت له أضعافها و ما الباعث علی ذلك و أی استبعاد فی أن یكون محض النظر إلیه صلوات اللّٰه علیه عبادة.
ص: 195
«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ(1) عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی الْعَالِمِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْإِمَامِ الْمُقْسِطِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْأَخِ (2) تَوَدُّهُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَةٌ(3).
«3»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِیهِ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ حُجْرٍ الْمَذْرِیِّ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ وَ بِهَا أَبُو ذَرٍّ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ وَ قَدِمَ فِی ذَلِكَ الْعَامِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجّاً وَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَبَیْنَا أَنَا فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَعَ أَبِی ذَرٍّ(4) جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِنَا عَلِیٌّ وَ وَقَفَ یُصَلِّی بِإِزَائِنَا فَرَمَاهُ أَبُو ذَرٍّ بِبَصَرِهِ فَقُلْتُ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَمَا تُقْلِعُ عَنْهُ قَالَ إِنِّی أَفْعَلُ ذَلِكَ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ فِی الصَّحِیفَةِ یَعْنِی صَحِیفَةَ الْقُرْآنِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ(5).
«4»- لی، [الأمالی] للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ لِأَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَضَائِلَ لَا یُحْصِی عَدَدَهَا غَیْرُهُ فَمَنْ ذَكَرَ فَضِیلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ مُقِرّاً بِهَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ لَوْ وَافَی الْقِیَامَةَ بِذُنُوبِ الثَّقَلَیْنِ وَ مَنْ كَتَبَ فَضِیلَةً مِنْ فَضَائِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا بَقِیَ لِتِلْكَ الْكِتَابَةِ رَسْمٌ وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَی فَضِیلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِی اكْتَسَبَهَا بِالاسْتِمَاعِ وَ مَنْ نَظَرَ إِلَی كِتَابِهِ
ص: 196
فِی فَضَائِلِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِی اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عِبَادَةٌ وَ ذِكْرُهُ عِبَادَةٌ وَ لَا یُقْبَلُ إِیمَانُ عَبْدٍ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ (1).
كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: مِثْلَهُ (2)
كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة الْخُوارِزْمِیُّ فِی كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: مِثْلَهُ (3) أَقُولُ- رَوَی الْعَلَّامَةُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ: مِثْلَهُ.
عَنْ أَخْطَبِ خُوارِزْمَ وَ رَوَی عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ أَنَّ الرِّیَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (4).
«5»- لی، [الأمالی] للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسْتَرْآبَادِیُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ مَا رَأَیْتَ فُلَاناً رَكِبَ الْبَحْرَ(5) بِبِضَاعَةٍ یَسِیرَةٍ وَ خَرَجَ إِلَی الصِّینِ فَأَسْرَعَ الْكَرَّةَ(6) وَ أَعْظَمَ الْغَنِیمَةَ حَتَّی قَدْ حَسَدَهُ أَهْلُ وُدِّهِ وَ أَوْسَعُ قَرَابَاتِهِ وَ جِیرَانِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مَالَ الدُّنْیَا كُلَّمَا ازْدَادَ كَثْرَةً وَ عِظَماً ازْدَادَ صَاحِبَهُ بَلَاءً فَلَا تَغْتَبِطُوا أَصْحَابَ الْأَمْوَالِ إِلَّا بِمَنْ جَادَ بِمَالِهِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَكِنْ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ أَقَلُّ مِنْ صَاحِبِكُمْ بِضَاعَةً وَ أَسْرَعُ مِنْهُ كَرَّةً وَ أَعْظَمُ مِنْهُ غَنِیمَةً وَ مَا أُعِدَّ لَهُ مِنَ الْخَیْرَاتِ مَحْفُوظٌ لَهُ فِی خَزَائِنِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْظُرُوا إِلَی هَذَا الْمُقْبِلِ إِلَیْكُمْ فَنَظَرْنَا فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَثُّ الْهَیْئَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذَا لَقَدْ صَعِدَ لَهُ فِی هَذَا الْیَوْمِ إِلَی الْعُلْوِ مِنَ الْخَیْرَاتِ وَ الطَّاعَاتِ مَا لَوْ قُسِمَ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَكَانَ نَصِیبُ أَقَلِّهِمْ مِنْهُ غُفْرَانَ ذُنُوبِهِ وَ وُجُوبَ
ص: 197
الْجَنَّةِ لَهُ قَالُوا بِمَا ذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ سَلُوهُ یُخْبِرْكُمْ عَمَّا صَنَعَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالُوا لَهُ هَنِیئاً لَكَ مَا بَشَّرَكَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا ذَا صَنَعْتَ فِی یَوْمِكَ هَذَا حَتَّی كُتِبَ لَكَ مَا كُتِبَ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا أَعْلَمُ أَنِّی صَنَعْتُ شَیْئاً غَیْرَ أَنِّی خَرَجْتُ مِنْ بَیْتِی وَ أَرَدْتُ حَاجَةً كُنْتُ أَبْطَأْتُ عَنْهَا فَخَشِیتُ أَنْ تَكُونَ فَاتَتْنِی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَأَعْتَاضَنَّ مِنْهَا النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِی وَ اللَّهِ عِبَادَةٌ وَ أَیُّ عِبَادَةٍ إِنَّكَ یَا عَبْدَ اللَّهِ ذَهَبْتَ تَبْتَغِی أَنْ تَكْتَسِبَ دِینَاراً لِقُوتِ عِیَالِكَ فَفَاتَكَ ذَلِكَ فَاعْتَضْتَ مِنْهُ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ وَ أَنْتَ لَهُ
مُحِبٌّ وَ لِفَضْلِهِ مُعْتَقِدٌ وَ ذَلِكَ خَیْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ لَوْ كَانَتِ الدُّنْیَا كُلُّهَا لَكَ ذَهَبَةً حَمْرَاءَ فَأَنْفَقْتَهَا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لَتَشْفَعَنَّ بِعَدَدِ كُلِّ نَفَسٍ تَنَفَّسْتَهُ فِی مَصِیرِكَ إِلَیْهِ (1) فِی أَلْفِ رَقَبَةٍ یُعْتِقُهُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَتِكَ (2).
«6»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ وَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی رَبِیعِ الْأَبْرَارِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الرِّسَالَةِ الْقِوَامِیَّةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ الْخُدْرِیِّ وَ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی الْقَطَّانِ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَ اللَّفْظُ لِعَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ یُدِیمُ النَّظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
الْإِبَانَةُ عَنِ ابْنِ بَطَّةَ رَوَی أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: رَأَیْتُ مُعَاذاً یُدِیمُ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ تُدِیمُ النَّظَرَ إِلَیْهِ كَأَنَّكَ لَمْ تَرَهُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ.
وَ هُوَ فِی أَكْثَرِ الرِّوَایَاتِ وَ فِی رِوَایَاتِ عَمَّارٍ وَ مُعَاذٍ وَ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ وَ ذِكْرُهُ عِبَادَةٌ وَ لَا یُقْبَلُ إِیمَانُ عَبْدٍ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ.
ص: 198
شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ قَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: ذِكْرُ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّهُ كَانَ النَّاسُ یُصَلُّونَ وَ أَبُو ذَرٍّ یَنْظُرُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْوَالِدَیْنِ بِرَأْفَةٍ وَ رَحْمَةٍ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ فِی الْمُصْحَفِ عِبَادَةٌ وَ النَّظَرُ إِلَی الْكَعْبَةِ عِبَادَةٌ.
أَبُو ذَرٍّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَثَلُ عَلِیٍّ فِیكُمْ أَوْ قَالَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ الْكَعْبَةِ الْمَسْتُورَةِ النَّظَرُ إِلَیْهَا عِبَادَةٌ وَ الْحَجُّ إِلَیْهَا فَرِیضَةٌ(1).
«7»- یل، [الفضائل] لابن شاذان فض، [كتاب الروضة] بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِینَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَا قَوْمٌ اجْتَمَعُوا یَذْكُرُونَ فَضْلَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَّا هَبَطَتْ عَلَیْهِمْ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ حَتَّی تَحُفَّ بِهِمْ فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَی السَّمَاءِ فَیَقُولُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّا نَشَمُّ مِنْ رَائِحَتِكُمْ مَا لَا نَشَمُّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ نَرَ رَائِحَةً أَطْیَبَ مِنْهَا فَیَقُولُونَ كُنَّا عِنْدَ قَوْمٍ یَذْكُرُونَ مُحَمَّداً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَعَلِقَ فِینَا مِنْ رِیحِهِمْ فَتَعَطَّرْنَا فَیَقُولُونَ اهْبِطُوا بِنَا إِلَیْهِمْ فَیَقُولُونَ تَفَرَّقُوا وَ مَضَی كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَی مَنْزِلِهِ فَیَقُولُونَ اهْبِطُوا بِنَا حَتَّی نَتَعَطَّرَ بِذَلِكَ الْمَكَانِ (2).
«8»- بشا، [بشارة المصطفی] عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الرَّازِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُلْوَانِیِّ عَنِ الشَّرِیفِ الْمُرْتَضَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُوسَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله زَیِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِذِكْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (3).
«9»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ الْمُعَافَی عَنْ وَكِیعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ
ص: 199
عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذِكْرُ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ الْعَدْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ یَحْیَی (1) عَنْ سَوَّارِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: النَّظَرُ إِلَی عَلِیٍ (2) عِبَادَةٌ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی مُسْلِمٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ خَالِدِ بْنِ طَلِیقٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ السَّقَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (3) عَنْ یَحْیَی بْنِ صَابِرٍ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْبَغْدَادِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ یَرْفَعُهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْحَرَشِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْدِیٍّ یَرْفَعُهُ إِلَی وَاثِلَةَ بْنِ الْأَصْقَعِ عَنْهُ علیه السلام: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ الظَّهْرَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ
ص: 200
الزُّهْرِیِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَیْتُ أَبَا بَكْرٍ یُكْثِرُ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ فَقُلْتُ (1) یَا أَبَتِ أَرَاكَ تُكْثِرُ النَّظَرَ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.
وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَزَّازِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: مِثْلَهُ- وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی الْبَرَكَاتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَاسِطِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّیْدَلَانِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ.
وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْبَخْتَرِیِ (2) عَنْ أَبِی الْعَوْفِ الزُّهْرِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِی أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ زَیِّنُوا مَجَالِسَكُمْ بِذِكْرِ عَلِیٍّ علیه السلام(3).
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِیُّ وَ أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی كِتَابَیْهِمَا فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی أَصْحَابُنَا عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ (4) نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُمَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی وَ رَكَعَ.
ص: 201
الْمَرْزُبَانِیُّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (1) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ خَاصَّةً وَ هُوَ أَوَّلُ مُؤْمِنٍ وَ أَوَّلُ مُصَلٍّ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.
تَفْسِیرُ السُّدِّیِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ رَبَّكَ یَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنی مِنْ ثُلُثَیِ اللَّیْلِ وَ نِصْفَهُ وَ ثُلُثَهُ وَ طائِفَةٌ مِنَ الَّذِینَ مَعَكَ (2) فَأَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
تَفْسِیرُ الْقَطَّانِ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الْمُدَّثِّرُ(3) یَعْنِی مُحَمَّداً ادَّثَّرَ بِثِیَابِهِ قُمْ فَأَنْذِرْ أَیْ فَصَلِّ وَ ادْعُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ إِلَی الصَّلَاةِ مَعَكَ وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ مِمَّا تَقُولُ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ.
تَفْسِیرُ یَعْقُوبَ بْنِ سُفْیَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَمِیدِیُّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی النَّجِیحِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی خَبَرٍ یَذْكُرُ فِیهِ كَیْفِیَّةَ بِعْثَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ قَائِمٌ یُصَلِّی مَعَ خَدِیجَةَ إِذْ طَلَعَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مَا هَذَا یَا مُحَمَّدُ قَالَ هَذَا دِینُ اللَّهِ فَآمِنْ بِهِ وَ صَدِّقْهُ ثُمَّ كَانَا یُصَلِّیَانِ وَ یَرْكَعَانِ وَ یَسْجُدَانِ فَأَبْصَرَهُمَا أَهْلُ مَكَّةَ فَفَشَا الْخَبَرُ فِیهِمْ أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ جُنَّ فَنَزَلَ ن وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (4).
شَرَفُ النَّبِیِّ عَنِ الْخَرْكُوشِیِّ قَالَ: وَ جَاءَ جَبْرَئِیلُ بِأَعْلَی مَكَّةَ وَ عَلَّمَهُ الصَّلَاةَ فَانْفَجَرَتْ مِنَ الْوَادِی عَیْنٌ حَتَّی تَوَضَّأَ جَبْرَئِیلُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهُ الطَّهَارَةَ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ عَلِیّاً علیه السلام.
تاریخ [تَارِیخَا] الطَّبَرِیِّ وَ الْبَلَاذُرِیِّ وَ جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ وَ أَحَادِیثُ أَبِی بَكْرِ بْنِ مَالِكٍ وَ فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ شُعْبَةَ
ص: 202
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ مُسْنَدُ أَحْمَدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعِی عَلِیٌّ.
تَارِیخُ النَّسَوِیِّ قَالَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ.
جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَنَسٍ وَ تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ عَنْ جَابِرٍ قَالا: بُعِثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.
أَبُو یُوسُفَ النَّسَوِیُّ فِی الْمَعْرِفَةِ وَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ إِسْحَاقَ فِی أَخْبَارِ أَبِی رَافِعٍ مِنْ عِشْرِینَ طَرِیقاً عَنْ أَبِی رَافِعٍ: صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلَ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّتْ خَدِیجَةُ آخِرَ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ مِنَ الْغَدِ.
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِ الْعَشَرَةِ وَ فِی الْفَضَائِلِ أَیْضاً وَ النَّسَوِیُّ فِی الْمَعْرِفَةِ وَ التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
ابْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِ الْعَشَرَةِ وَ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ أَیْضاً عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: اللَّهُمَّ لَا أَعْتَرِفُ أَنَّ عَبْداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِی غَیْرَ نَبِیِّكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْخَبَرَ.
وَ فِی مُسْنَدِ أَبِی یَعْلَی: مَا أَعْلَمُ أَحَداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِیِّهَا عَبَدَ اللَّهَ غَیْرِی الْخَبَرَ.
الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام: فِی قَوْلِهِ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً(1) نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ رَوَی جَمَاعَةٌ: أَنَّهُ نَزَلَ فِیهِ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2).
تَفْسِیرُ الْقَطَّانِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ فِی السُّجُودِ فِی الصَّلَاةِ فَنَزَلَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَی (3) قَالَ فَمَا أَقُولُ فِی الرُّكُوعِ فَنَزَلَ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِیمِ (4) فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ وَ أَنَّهُ صَلَّی قَبْلَ النَّاسِ كُلِّهِمْ سَبْعَ سِنِینَ
ص: 203
وَ أَشْهُراً مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلَّی مَعَ الْمُسْلِمِینَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ بَعْدَ النَّبِیِّ ثَلَاثِینَ سَنَةً.
ابْنُ فَیَّاضٍ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُؤْمِنْ بِی ذَكَرٌ قَبْلَهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِی الْأَرْضِ (1).
وَ فِی رِوَایَةِ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: لَقَدْ مَكَثَتِ الْمَلَائِكَةُ سِنِینَ لَا تَسْتَغْفِرُ إِلَّا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِی وَ فِینَا نَزَلَتْ وَ الْمَلائِكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا رَبَّنا إِلَی قَوْلِهِ الْحَكِیمُ (2).
وَ رَوَی جَمَاعَةٌ عَنْ أَنَسٍ وَ أَبِی أَیُّوبَ وَ رَوَی شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ جَابِرٍ قَالُوا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ قَبْلَ النَّاسِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ یُصَلِّی وَ لَا یُصَلِّی مَعَنَا غَیْرُنَا.
وَ فِی رِوَایَةٍ: لَمْ یُصَلِّ فِیهَا غَیْرِی وَ غَیْرُهُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: لَمْ یُصَلِّ مَعِی رَجُلٌ غَیْرُهُ.
سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ وَ تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ عَلِیّاً صَلَّی مُسْتَخْفِیاً مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ وَ ابْنُ مَاجَهْ قَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ (3): أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَاذِبٌ مُفْتَرٍ صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعَ سِنِینَ.
ص: 204
مُسْنَدَیْ أَحْمَدَ وَ أَبِی یَعْلَی قَالَ حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ النَّاسُ سَبْعاً.
الحمیری:
أ لم یصل علی قبلهم حججا***و وحد اللّٰه رب الشمس و القمر
و هؤلاء و من فی حزب دینهم***قوم صلاتهم للعود و الحجر.
و له:
و كفاه بأنه سبق الناس***بفضل الصلاة و التوحید
حججا قبلهم كوامل سبعا***بركوع لدیه أو بسجود.
و له:
أ لیس علی كان أول مؤمن***و أول من صلی غلاما و وحدا
فما زال فی سر یروح و یغتدی***فیرقی ثبیرا أو حراء مصعدا
یصلی و یدعو ربه فیهما مع المص-***طفی مثنی و إن كان أوحدا(1)
سنین ثلاثا بعد خمس و أشهرا***كوامل صلی قبل أن یتمردا.
و هو أول من صلی القبلتین صلی إلی بیت المقدس أربع عشرة سنة و المحراب الذی كان النبی یصلی و معه علی و خدیجة معروف و هو علی باب مولد النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی شعب بنی هاشم
و قد روینا عن الشیرازی ما رواه عن ابن عباس: فی قوله وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (2) نزلت فی أمیر المؤمنین علیه السلام سبق الناس كلهم بالإیمان و صلی القبلتین و بایع البیعتین.
الحمیری:
و صلی القبلتین و آل تیم***و إخوتها عدی جاحدونا
و صلی (3) إلی الكعبة تسعا و ثلاثین سنة.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ وَ إِبَانَةُ
ص: 205
الْعُكْبَرِیِّ مِنْ أَرْبَعَةِ طُرُقٍ وَ كِتَابُ الْمَبْعَثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ التاریخ [تَارِیخُ] النَّسَوِیِ (1) وَ تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ وَ كِتَابُ الْمَاوَرْدِیِّ وَ مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی الْمَوْصِلِیِّ وَ یَحْیَی بْنُ مَعِینٍ وَ كِتَابُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ عَلْقَمَةَ الْبَجَلِیِّ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِیَاسِ بْنِ عَفِیفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَالَ: رَأَی عَفِیفٌ (2) أَخُو الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ الْكِنْدِیِّ شَابّاً یُصَلِّی ثُمَّ جَاءَ غُلَامٌ فَقَامَ عَنْ یَمِینِهِ ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ خَلْفَهُمَا فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ هَذَا أَمْرٌ عَظِیمٌ قَالَ وَیْحَكَ هَذَا مُحَمَّدٌ وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ هَذِهِ خَدِیجَةُ إِنَّ ابْنَ أَخِی هَذَا حَدَّثَنِی أَنَّ رَبَّهُ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَمَرَ بِهَذَا الدِّینِ وَ اللَّهِ مَا عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ عَلَی هَذَا الدِّینِ غَیْرُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ.
وَ فِی كِتَابِ النَّسَوِیِّ: أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ (3) بَعْدَ إِسْلَامِهِ لَوْ كُنْتُ أَسْلَمْتُ یَوْمَئِذٍ كُنْتُ ثَانِیاً مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
وَ فِی رِوَایَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَفِیفٍ قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ مَكَّةَ إِذَا أَنَا بِشَابٍّ جَمِیلٍ عَلَی فَرَسٍ فَقَالَ یَا عَفِیفُ مَا رَأَیْتَ فِی سَفَرِكَ هَذَا فَقَصَصْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ لَقَدْ صَدَقَكَ الْعَبَّاسُ وَ اللَّهِ إِنَّ دِینَهُ لَخَیْرُ الْأَدْیَانِ وَ إِنَّ أُمَّتَهُ أَفْضَلُ الْأُمَمِ قُلْتُ فَلِمَنِ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ لِابْنِ عَمِّهِ وَ خَتَنِهِ عَلَی بِنْتِهِ یَا عَفِیفُ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ یَمْنَعُهُ حَقَّهُ.
ابْنُ فَیَّاضٍ فِی شَرْحِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِی الْجَحَّافِ (4) عَنْ رَجُلٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ فِی خَبَرٍ: هَجَمَ (5) عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْنِی أَبَا طَالِبٍ وَ نَحْنُ سَاجِدَانِ قَالَ أَ فَعَلْتُمَاهَا(6) ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی فَقَالَ انْظُرْ كَیْفَ تَنْصُرُهُ وَ جَعَلَ یُرَغِّبُنِی فِی ذَلِكَ وَ یَحُضُّنِی عَلَیْهِ الْخَبَرَ.
ص: 206
وَ فِی كِتَابِ الشِّیرَازِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ أَتَی الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَ قَامَ یُصَلِّی فِیهِ فَاجْتَازَ(1) بِهِ عَلِیٌّ وَ كَانَ ابْنَ تِسْعِ سِنِینَ فَنَادَاهُ یَا عَلِیُّ إِلَیَّ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ مُلَبِّیاً قَالَ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكَ خَاصَّةً وَ إِلَی الْخَلْقِ عَامَّةً تَعَالَ یَا عَلِیٍّ فَقِفْ عَنْ یَمِینِی وَ صَلِّ مَعِی فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّی أَمْضِیَ وَ أَسْتَأْذِنَ أَبَا طَالِبٍ وَالِدِی قَالَ اذْهَبْ فَإِنَّهُ سَیَأْذَنُ لَكَ فَانْطَلَقَ یَسْتَأْذِنُ فِی اتِّبَاعِهِ فَقَالَ یَا وَلَدِی تَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّداً وَ اللَّهِ أَمِینٌ مُنْذُ كَانَ امْضِ وَ اتَّبِعْهُ تَرْشُدْ وَ تُفْلِحْ وَ تَشْهَدْ فَأَتَی عَلِیٌّ وَ رَسُولُ اللَّهِ قَائِمٌ یُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ فَقَامَ عَنْ یَمِینِهِ یُصَلِّی مَعَهُ فَاجْتَازَ بِهِمَا أَبُو طَالِبٍ وَ هُمَا یُصَلِّیَانِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا تَصْنَعُ قَالَ أَعْبُدُ إِلَهَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَعِی أَخِی عَلِیٌّ یَعْبُدُ مَا أَعْبُدُ یَا عَمِّ وَ أَنَا أَدْعُوكَ إِلَی عِبَادَةِ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ فَضَحِكَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
وَ اللَّهِ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ بِجَمْعِهِمْ***حَتَّی أَغِیبَ فِی التُّرَابِ دَفِیناً
الْأَبْیَاتِ.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ وَ كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَی شِعَابِ مَكَّةَ وَ خَرَجَ مَعَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مُسْتَخْفِیاً مِنْ قَوْمِهِ فَیُصَلِّیَانِ الصَّلَوَاتِ فِیهَا فَإِذَا أَمْسَیَا رَجَعَا فَمَكَثَا كَذَلِكَ زَمَاناً.
ثُمَّ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ مَعَهُمَا(2): أَنَّ أَبَا طَالِبٍ رَأَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیّاً یُصَلِّیَانِ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ هَذَا دِینُ اللَّهِ وَ دِینُ مَلَائِكَتِهِ وَ دِینُ رُسُلِهِ وَ دِینُ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ فِی كَلَامٍ لَهُ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا أَبَتِ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ صَدَّقْتُهُ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ لِلَّهِ فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنَّهُ لَا یَدْعُو إِلَّا إِلَی خَیْرٍ فَالْزَمْهُ (3).
«2»- ضه، [روضة الواعظین] قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الصَّادِقُ علیه السلام قَالَ: أَوَّلُ جَمَاعَةٍ كَانَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَعَهُ إِذْ مَرَّ أَبُو طَالِبٍ علیه السلام بِهِ وَ جَعْفَرٌ مَعَهُ فَقَالَ یَا بُنَیَ
ص: 207
ص: 31356941
إِنَّ عَلِیّاً وَ جَعْفَراً ثِقَتِی***عِنْدَ مُلِمِّ الزَّمَانِ وَ الْكُرَبِ
وَ اللَّهِ لَا أَخْذُلُ النَّبِیَّ وَ لَا***یَخْذُلُهُ مِنْ بَنِیَّ ذُو حَسَبٍ
أَجْعَلُهُمَا عُرْضَةَ الْعِدَی وَ إِذَا***أُتْرَكُ مَیِّتاً أُنْمَی إِلَی حَسَبِی
لَا تَخْذُلَا وَ انْصُرَا ابْنَ عَمِّكُمَا***أَخِی لِأُمِّی مِنْ بَیْنِهِمْ وَ أَبِی (1)
«3»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أُمَّتِی عُرِضَ عَلَیَّ فِی الْمِیثَاقِ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِی عَلِیٌّ وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَنِی حِینَ بُعِثْتُ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (2).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَحْمَدَ الْقِیرَاطِیِّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمِ الْمُحَارِبِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَسْنِیمٍ الْوَرَّاقِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خونعة بْنِ حَمْزَةَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمْنَا وَفْدَ عَبْدِ الْقَیْسِ فِی إِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَسَأَلَهُ رَجُلَانِ مِنَّا عَنْ طَلَاقِ الْأَمَةِ فَقَامَ مَعَهَا وَ قَالَ انْطَلِقَا فَجَاءَ إِلَی حَلْقَةٍ فِیهَا أَصْلَعُ (3) فَقَالَ یَا أَصْلَعُ كَمْ طَلَاقُ الْأَمَةِ قَالَ فَأَشَارَ(4) بِإِصْبَعَیْهِ هَكَذَا یَعْنِی اثْنَتَیْنِ قَالَ فَالْتَفَتَ عُمَرُ إِلَی الرَّجُلَیْنِ فَقَالَ طَلَاقُهَا اثْنَتَانِ فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا سُبْحَانَ اللَّهِ جِئْنَاكَ وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَسَأَلْنَاكَ فَجِئْتَ إِلَی رَجُلٍ وَ اللَّهِ مَا كَلَّمَكَ فَقَالَ عُمَرُ وَیْلَكَ أَ تَدْرِی مَنْ هَذَا هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وُضِعَتَا فِی كِفَّةٍ وَ وُضِعَ إِیمَانُ عَلِیٍّ فِی
ص: 208
كِفَّةٍ لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍ (1).
«5»- ج، [الإحتجاج] بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ النَّاسِ إِسْلَاماً بُعِثَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ وَ بَقِیتُ مَعَهُ أُصَلِّی سَبْعَ سِنِینَ حَتَّی دَخَلَ نَفَرٌ فِی الْإِسْلَامِ الْخَبَرَ(2).
«6»- ل، [الخصال] ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ أَسْمَعَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عُبَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ (3): أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ (4).
«7»- ل، [الخصال]: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی جَوَابِ الْیَهُودِیِّ الَّذِی سَأَلَ عَمَّا فِیهِ مِنْ خِصَالِ الْأَوْصِیَاءِ یَا أَخَا الْیَهُودِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ امْتَحَنَنِی فِی حَیَاةِ نَبِیِّنَا مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَبْعَةِ مَوَاطِنَ فَوَجَدَنِی فِیهِنَّ مِنْ غَیْرِ تَزْكِیَةٍ لِنَفْسِی بِنِعْمَةِ اللَّهِ لَهُ مُطِیعاً قَالَ وَ فِیمَ وَ فِیمَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی نَبِیِّنَا وَ حَمَلَهُ الرِّسَالَةَ وَ أَنَا أَحْدَثُ أَهْلِ بَیْتِی سِنّاً أَخْدُمُهُ فِی بَیْتِهِ وَ أَسْعَی بَیْنَ یَدَیْهِ (5) فِی أَمْرِهِ فَدَعَا صَغِیرَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ كَبِیرَهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِكَ وَ أَنْكَرُوهُ عَلَیْهِ وَ هَجَرُوهُ وَ نَابَذُوهُ وَ اعْتَزَلُوهُ وَ اجْتَنَبُوهُ وَ سَائِرُ النَّاسِ مُقْصِینَ لَهُ وَ مُخَالِفِینَ عَلَیْهِ قَدِ اسْتَعْظَمُوا مَا أَوْرَدَهُ عَلَیْهِمْ مِمَّا لَمْ یَحْتَمِلْهُ قُلُوبُهُمْ وَ تُدْرِكُهُ عُقُولُهُمْ فَأَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَحْدِی إِلَی مَا دَعَا إِلَیْهِ مُسْرِعاً مُطِیعاً مُوقِناً لَمْ یَتَخَالَجْنِی فِی ذَلِكَ شَكٌّ فَمَكَثْنَا بِذَلِكَ ثَلَاثَ حِجَجٍ وَ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ خَلْقٌ یُصَلِّی أَوْ یَشْهَدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا آتَاهُ اللَّهُ غَیْرِی (6) وَ غَیْرُ ابْنَةِ خُوَیْلِدٍ رَحِمَهَا اللَّهُ وَ قَدْ فَعَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا
ص: 209
بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنِ اتَّبَعَنِی وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُهُ الْحَقُ (2).
بیان: مصافحة الحق كنایة عن بدو إحسانه (3) و غایة امتنانه فی القیامة كما أن من یلقی غیره یبدأ بمصافحته و بها یظهر غایة لطفه و مودته.
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِیِّ عَنْ مُخَلَّدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَ سَلْمَانُ فَنَزَلْنَا بِأَبِی ذَرٍّ فَكُنَّا عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا حَانَ مِنَّا خُفُوقٌ قُلْتُ یَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّی أَرَی أُمُوراً قَدْ حَدَثَتْ وَ إِنِّی خَائِفٌ (4) أَنْ یَكُونَ فِی النَّاسِ اخْتِلَافٌ فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فَمَا تَأْمُرُنِی قَالَ الْزَمْ كِتَابَ اللَّهِ وَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ أَشْهَدُ أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (5).
بیان: الخفوق كنایة عن الخروج و السفر من خفق الطائر و هو طیرانه أو من الخفق بمعنی الاضطراب و الحركة أو من أخفق النجوم تولت للمغیب.
«10»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْفَضَائِلِ لِعُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ السَّمَّاكِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ الرَّازِیِّ عَنْ أَبِی بِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جَمَالٍ عَنْ أَبِی أُسَیْدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ النُّمَیْرِیِّ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجاً مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ فَلَمَّا انْتَهَیْنَا إِلَی الرَّحْبَةِ مِلْتُ إِلَی أَبِی ذَرٍّ فَقَعَدْنَا إِلَیْهِ فَبَیْنَا هُوَ یُحَدِّثُنَا(6)
ص: 210
إِذْ قَالَ إِنَّهُ سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَإِنْ أَدْرَكْتُمَا فَعَلَیْكُمَا بِاثْنَیْنِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَإِنِّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ بِیَدِهِ وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی (1) وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (2).
شا، [الإرشاد] مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ حَسَّانَ (3) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مَوْلًی لِبَنِی هَاشِمٍ (4) عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ خَرَجْتُ أَنَا وَ عَمَّارٌ حَاجَّیْنِ (5).
«11»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ كَامِلِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ عُلَیْمٍ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وُرُوداً عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُهَا إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (6).
ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَحْمَسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِیهِ: مِثْلَهُ (7).
«12»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْجُعْفِیِ (8) عَنْ جَابِرِ بْنِ الْحُرِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ یَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الرِّجَالِ عَلِیٌّ وَ مِنَ النِّسَاءِ خَدِیجَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (9).
ص: 211
«13»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَاقِرِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَی: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ (1).
أَقُولُ قَدْ مَرَّ فِی بَابِ النُّصُوصِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِیِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّهُ قَالَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ صِدِّیقٌ وَ فَارُوقٌ وَ صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
«14»- لی، [الأمالی] للصدوق الْهَمَذَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمَةَ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ عِیسَی الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِیبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ یَاسِینَ الَّذِی یَقُولُ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِینَ اتَّبِعُوا مَنْ لا یَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (2) وَ خرقیل [حِزْقِیلُ](3) مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ (4).
كشف، [كشف الغمة] مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی لَیْلَی: مِثْلَهُ (5)
فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عُبَیْدُ بْنُ غَنَّامٍ مُعَنْعَناً عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (6)
فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحَضْرَمِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله: مِثْلَهُ (7).
«15»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّوْلِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی السَّاجِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی السُّدِّیِ (8) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ أَبِی سُخَیْلَةَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام
ص: 212
فَقَالَ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ (1) مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ (2).
كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ: مِثْلَهُ (3).
«16»- شف، [كشف الیقین] مِنْ تَفْسِیرِ الْحَافِظِ مُحَمَّدِ بْنِ مُؤْمِنٍ الشِّیرَازِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَ الَّذِینَ آمَنُوا یَعْنِی صَدَّقُوا بِاللَّهِ أَنَّهُ وَاحِدٌ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ جَعْفَرٌ الطَّیَّارُ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ (4) قَالَ صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ الْخَبَرَ(5).
«17»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْحَافِظِ أَحْمَدَ بْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنْتَ الْفَارُوقُ (6) تُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْكَفَرَةِ(7).
شف، [كشف الیقین] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ (8)
شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ لِفَضْلِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ أَبِی الثَّوْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ: مِثْلَهُ (9).
ص: 213
«18»- شف، [كشف الیقین] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَإِنْ أَدْرَكَهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ فَعَلَیْهِ بِخَصْلَتَیْنِ كِتَابِ اللَّهِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ بَابِیَ الَّذِی أُوتَی مِنْهُ (1).
«19»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابٍ عَتِیقٍ تَارِیخُهُ سَنَةُ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِینَ هِجْرِیَّةٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام(2) ثُمَّ قَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ: وَ أَنَا كُنْتُ مَعَهُ یَوْمٌ قَالَ یَأْتِی تِسْعُ نَفَرٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ (3) فَیُسْلِمُ
مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَ لَا یُسْلِمُ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ فَوَقَعَ فِی قُلُوبِ كَثِیرٍ مِنْ كَلَامِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَقَعَ فَقُلْتُ أَنَا صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ هُوَ كَمَا قُلْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامُهُمْ وَ تَرَی مَا أَرَی وَ تَعْلَمُ مَا أَعْلَمُ وَ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً وَ كَذَلِكَ خَلَقَكَ اللَّهُ وَ نَزَعَ مِنْكَ الشَّكَّ وَ الضَّلَالَ فَأَنْتَ الْهَادِی الثَّانِی وَ الْوَزِیرُ الصَّادِقُ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ قَعَدَ فِی مَجْلِسِهِ ذَلِكَ وَ أَنَا عَنْ یَمِینِهِ إِذْ أَقْبَلَ التِّسْعَةُ رَهْطٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ حَتَّی دَنَوْا مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمُوا فَرَدَّ عَلَیْهِمُ السَّلَامَ وَ قَالُوا یَا مُحَمَّدُ اعْرِضْ عَلَیْنَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ وَ لَمْ یُسْلِمِ الثَّلَاثَةُ فَانْصَرَفُوا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلثَّلَاثَةِ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَسَتَمُوتُ بِصَاعِقَةٍ مِنَ السَّمَاءِ وَ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَسَیَضْرِبُكَ أَفْعًی فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا وَ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ فَإِنَّكَ تَخْرُجُ فِی طَلَبِ مَاشِیَةٍ وَ إِبِلٍ لَكَ فَیَسْتَقْبِلُكَ نَاسٌ مِنْ كَذَا فَیَقْتُلُونَكَ فَوَقَعَ (4) فِی قُلُوبِ الَّذِینَ أَسْلَمُوا فَرَجَعُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكُمُ الثَّلَاثَةُ الَّذِینَ تَوَلَّوْا عَنِ الْإِسْلَامِ
ص: 214
وَ لَمْ یُسْلِمُوا فَقَالُوا وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا جَاوَزُوا مِمَّا قُلْتَ (1) وَ كُلٌّ مَاتَ بِمَا قُلْتَ وَ إِنَّا جِئْنَاكَ لِنُجَدِّدَ الْإِسْلَامَ وَ نَشْهَدَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّكَ الْأَمِینُ (2) عَلَی الْأَحْیَاءِ وَ الْأَمْوَاتِ بَعْدَ هَذَا وَ هَذِهِ (3).
بیان: قوله بعد هذا و هذه متعلق بقوله نجدد و نشهد و المراد ما شاهدوا من معجزاته أولا و أخیرا أو أخیرا فقط.
«20»- شف، [كشف الیقین] مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: بَیْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ ذَاتَ یَوْمٍ بِبَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَنْتَظِرُ خُرُوجَهُ إِلَیْنَا إِذْ خَرَجَ فَقُمْنَا لَهُ تَفْخِیماً وَ تَعْظِیماً وَ فِینَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَامَ فِیمَنْ قَامَ فَأَخَذَ النَّبِیُّ بِیَدِهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنِّی أُحَاجُّكَ فَدَمَعَتْ عَیْنَاهُ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فِیمَ تُحَاجُّنِی وَ قَدْ تَعْلَمُ أَنِّی لَمْ أُعَاتِبْكَ فِی شَیْ ءٍ قَطُّ قَالَ أُحَاجُّكَ بِالنُّبُوَّةِ وَ تُحَاجُّ النَّاسَ مِنْ بَعْدِی بِإِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ وَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْقِسْمَةِ بِالسَّوِیَّةِ وَ إِقَامَةِ الْحُدُودِ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَنِی وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ الَّذِی یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ ضِیَاءٌ فِی ظُلْمَةِ الضَّلَالِ (4).
«21»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب عَلِیُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ (5) قَالَ صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ ثُمَّ
قَالَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ هُمْ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ فَهُمْ صِدِّیقُونَ وَ هُمْ شُهَدَاءُ الرُّسُلِ عَلَی أُمَمِهِمْ إِنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا الرِّسَالَةَ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ عَلَی التَّصْدِیقِ بِالنُّبُوَّةِ وَ نُورُهُمْ عَلَی الصِّرَاطِ.
ص: 215
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَیٍّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ (1) یَعْنِی مُحَمَّداً وَ الصِّدِّیقِینَ یَعْنِی عَلِیّاً وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَدَّقَهُ وَ الشُّهَداءِ یَعْنِی عَلِیّاً وَ جَعْفَراً وَ حَمْزَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام النَّبِیُّونَ كُلُّهُمْ صِدِّیقُونَ وَ لَیْسَ كُلُّ صِدِّیقٍ نَبِیّاً وَ الصِّدِّیقُونَ كُلُّهُمْ صَالِحُونَ وَ لَیْسَ كُلُّ صَالِحٍ صِدِّیقاً وَ لَا كُلُّ صِدِّیقٍ شَهِیدٌ وَ قَدْ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صِدِّیقاً شَهِیداً صَالِحاً فَاسْتَحَقَّ مَا فِی الْآیَتَیْنِ مِنْ وَصْفٍ سِوَی النُّبُوَّةِ.
وَ كَانَ أَبُو ذَرٍّ یُحَدِّثُ شَیْئاً فَكَذَّبُوهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ الْخَبَرَ فَدَخَلَ وَقْتَئِذٍ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَا إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ الْمُقْبِلَ فَإِنَّهُ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ.
ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ وَ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ یَعْنِی خرقیل [حِزْقِیلَ].
وَ فِی رِوَایَةٍ: وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ ذَكَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مِرَاراً: أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ.
ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ عَلِیّاً صِدِّیقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ فَارُوقُهَا وَ مُحَدَّثُهَا وَ إِنَّهُ هَارُونُهَا وَ یُوشَعُهَا وَ آصَفُهَا وَ شَمْعُونُهَا إِنَّهُ بَابُ حِطَّتِهَا وَ سَفِینَةُ نَجَاتِهَا إِنَّهُ طَالُوتُهَا وَ ذُو قَرْنَیْهَا.
كَعْبٌ الْحِبْرُ: إِنَّهُ سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ یَا مُحَمَّدُ مَا اسْمُ عَلِیٍّ فِیكُمْ قَالَ عِنْدَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ إِنَّا لَنَجِدُ فِی التَّوْرَاةِ مُحَمَّدٌ نَبِیُّ الرَّحْمَةِ وَ عَلِیٌّ مُقِیمُ الْحُجَّةِ أَنْشَدَ
أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَ بِهِ***وَ هُوَ مُجَلِّی كَرْبِهِ
الْحَسَنُ عَنْ أَبِی لَیْلَی الْغِفَارِیِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا
ص: 216
كَانَ كَذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ الْفَارُوقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ اسْتَخْرَجَهُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ.
و سمی فاروقا لأنه یفرق بین الجنة و النار و قیل لأن ذكره یفرق بین محبیه و مبغضیه (1).
«22»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاعِظِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْمَعْقِلِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی لَیْلَی الْغِفَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: سَتَكُونُ مِنْ بَعْدِی فِتْنَةٌ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَرَانِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَفْرُقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْمُنَافِقِینَ (2).
«23»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْعَةٌ عَامَّةٌ وَ بَیْعَةٌ خَاصَّةٌ فَالْخَاصَّةُ بَیْعَةُ الْجِنِّ وَ لَمْ یَكُنْ لِلْإِنْسِ فِیهَا نَصِیبٌ وَ بَیْعَةُ الْأَنْصَارِ وَ لَمْ یَكُنْ لِلْمُهَاجِرِینَ فِیهَا نَصِیبٌ وَ بَیْعَةُ الْعَشِیرَةِ ابْتِدَاءً وَ بَیْعَةُ الْغَدِیرِ انْتِهَاءً وَ قَدْ تَفَرَّدَ عَلِیٌّ علیه السلام بِهِمَا وَ أَخَذَ بِطَرَفَیْهِمَا وَ أَمَّا الْبَیْعَةُ الْعَامَّةُ فَهِیَ بَیْعَةُ الشَّجَرَةِ وَ هِیَ سَمُرَةٌ أَوْ أَرَاكٌ عِنْدَ بِئْرِ الْحُدَیْبِیَةِ وَ یُقَالُ لَهَا بَیْعَةُ الرِّضْوَانِ لِقَوْلِهِ لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ (3) وَ الموضوع [الْمَوْضِعُ] مَجْهُولٌ وَ الشَّجَرَةُ مَفْقُودَةٌ فَیُقَالُ إِنَّهَا بِرَوْحَاءَ فَلَا یُدْرَی أَ رَوْحَاءُ مَكَّةَ عِنْدَ الْحَمَّامِ أَوْ رَوْحَاءُ فِی طَرِیقِهَا وَ قَالُوا الشَّجَرَةُ ذَهَبَتِ السُّیُولُ بِهَا وَ قَدْ سَبَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الصَّحَابَةَ كُلَّهُمْ فِی هَذِهِ الْبَیْعَةِ أَیْضاً بِأَشْیَاءَ مِنْهَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ السَّابِقِینَ فِیهِ
ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ قَامَ لِلْبَیْعَةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ أَبُو سِنَانٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْأَسَدِیُّ ثُمَّ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ.
وَ فِی أَخْبَارِ اللَّیْثِ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ بَایَعَ عَمَّارٌ یَعْنِی بَعْدَ عَلِیٍّ.
ص: 217
ثُمَّ إِنَّهُ أَوْلَی النَّاسِ بِهَذِهِ الْآیَةِ لِأَنَّ حُكْمَ الْبَیْعَةِ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَیْهِ حَقًّا فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ (1) الْآیَةَ
وَ رَوَوْا جَمِیعاً عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ أَنَّهُ قَالَ: بَایَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْمَوْتِ.
وَ فِی مَعْرِفَةِ النَّسَوِیِّ: أَنَّهُ سُئِلَ سَلَمَةُ عَلَی أَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتُمْ تُبَایِعُونَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ عَلَی الْمَوْتِ.
وَ فِی أَحَادِیثِ الْبَصْرِیِّینَ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ یَسَارٍ: إِنَّ أَهْلَ الْحُدَیْبِیَةِ بَایَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَنْ لَا یَفِرُّوا.
وَ قَدْ صَحَّ أَنَّهُ لَمْ یَفِرَّ فِی مَوْضِعٍ قَطُّ وَ لَمْ یَصِحَّ ذَلِكَ لِغَیْرِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَلَّقَ الرِّضَی فِی الْآیَةِ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ كَانَ أَصْحَابُ الْبَیْعَةِ أَلْفاً وَ ثَلَاثَمِائَةٍ عَنِ ابْنِ أَوْفَی وَ أَلْفاً وَ أَرْبَعَمِائَةٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ وَ أَلْفاً وَ خَمْسَمِائَةٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَیَّبِ وَ أَلْفاً وَ سِتَّمِائَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ لَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ فِیهِمْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ مِثْلُ جَدِّ بْنِ قَیْسٍ (2) وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَلَّقَ الرِّضَی فِی الْآیَةِ بِالْمُؤْمِنِینَ الْمَوْصُوفِینَ بِأَوْصَافٍ قَوْلُهُ فَعَلِمَ ما فِی قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِینَةَ عَلَیْهِمْ (3) وَ لَمْ یُنْزِلِ السَّكِینَةَ عَلَی أَبِی بَكْرٍ فِی آیَةِ الْغَارِ قَوْلُهُ
ص: 218
فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِینَتَهُ عَلَیْهِ (1) قَالَ السُّدِّیُّ وَ مُجَاهِدٌ فَأَوَّلُ مَنْ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مِمَّنْ بَایَعَهُ عَلِیٌّ فَعَلِمَ بِمَا فِی قَلْبِهِ مِنَ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ ثُمَّ إِنَّ مِنْ حُكْمِ الْبَیْعَةِ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَ لا تَنْقُضُوا الْأَیْمانَ بَعْدَ تَوْكِیدِها وَ قَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَیْكُمْ كَفِیلًا(2) وَ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَكَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللَّهَ یَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَیْدِیهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما یَنْكُثُ عَلی نَفْسِهِ (3) وَ إِنَّمَا سُمِّیَتْ بَیْعَةً لِأَنَّهَا عُقِدَتْ عَلَی بَیْعِ أَنْفُسِهِمْ بِالْجَنَّةِ لِلُزُومِهِمْ فِی الْحَرْبِ إِلَی النَّصْرِ وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَحْتَ شَجَرَةِ السَّمُرَةِ بَیْعَتَهُمْ عَلَی أَنْ لَا یَفِرُّوا.
وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَّا نَقَضَ عَهْدَهُ فِی الظَّاهِرِ بِفِعْلٍ أَمْ بِقَوْلٍ وَ قَدْ ذَمَّهُمُ اللَّهُ فَقَالَ فِی یَوْمِ الْخَنْدَقِ وَ لَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا یُوَلُّونَ الْأَدْبارَ(4) وَ فِی یَوْمِ حُنَیْنٍ وَ ضاقَتْ عَلَیْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ (5) وَ یَوْمِ أُحُدٍ إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلی أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ یَدْعُوكُمْ فِی أُخْراكُمْ (6) وَ انْهَزَمَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فِی یَوْمِ خَیْبَرَ بِالْإِجْمَاعِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی وَفَائِهِ اتِّفَاقٌ فَإِنَّهُ لَمْ یَفِرَّ قَطُّ وَ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی نَزَلَتْ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (7) وَ لَمْ یَقُلْ كُلُّ الْمُؤْمِنِینَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ یَعْنِی حَمْزَةَ وَ جعفر [جَعْفَراً] وَ عُبَیْدَةَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ یَعْنِی عَلِیّاً ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِیباً(8) یَعْنِی فَتَحَ خَیْبَرَ وَ كَانَ عَلَی یَدِ عَلِیٍّ بِالاتِّفَاقِ وَ قَدْ وَجَدْنَا النَّكْثَ فِی أَكْثَرِهِمْ خَاصَّةً فِی الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی لَمَّا قَصَدُوا فِی
ص: 219
تِلْكَ السَّنَةِ إِلَی بِلَادِ خَیْبَرَ فَانْهَزَمَ الشَّیْخَانِ ثُمَّ انْهَزَمُوا كُلُّهُمْ فِی یَوْمِ حُنَیْنٍ فَلَمْ یَثْبُتْ مِنْهُمْ تَحْتَ رَایَةِ عَلِیٍّ إِلَّا ثَمَانِیَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ ذَكَرَهُمُ ابْنُ قُتَیْبَةَ فِی الْمَعَارِفِ قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ(1) وَ هُمُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ یَمِینِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ یَسَارِهِ وَ أَبُو سُفْیَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُمْسِكٌ بِسَرْجِهِ عِنْدَ بَغْلَتِهِ (2) وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بَیْنَ یَدَیْهِ یُقَاتِلُ بِسَیْفِهِ وَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ رَبِیعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَیْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ عُتْبَةُ وَ مُعَتِّبٌ ابْنَا أَبِی لَهَبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَوْلَهُ وَ قَالَ الْعَبَّاسُ:
نَصَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ فِی الْحَرْبِ تِسْعَةً***وَ مَنْ فَرَّ قَدْ فَرَّ مِنْهُمْ فَأَقْشَعُوا(3)
مَالِكُ بْنُ عُبَادَةَ:
لَمْ یُوَاسِ النَّبِیَّ غَیْرُ بَنِی هَاشِمٍ***عِنْدَ السُّیُوفِ یَوْمَ حُنَیْنٍ
هَرَبَ النَّاسُ غَیْرَ تِسْعَةِ رَهْطٍ***فَهُمْ یَهْتِفُونَ بِالنَّاسِ أَیْنَ
وَ التَّاسِعُ أَیْمَنُ بْنُ عُبَیْدٍ قُتِلَ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله العونی:
وَ هَلْ بَیْعَةُ الرِّضْوَانِ إِلَّا أَمَانَةٌ***فَأَوَّلُ مَنْ قَدْ خَانَهَا السَّلَفَانِ
ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا كَانَ یَأْخُذُ الْبَیْعَةَ لِنَفْسِهِ وَ لِذُرِّیَّتِهِ
وَ رَوَی الْحَافِظُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی كِتَابِهِ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام قَالَ أَشْهَدُ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عن الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا جَاءَتِ الْأَنْصَارُ تَبَایَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْعَقَبَةِ قَالَ قُمْ یَا عَلِیُّ فَقَالَ عَلِیٌّ عَلَی مَا أُبَایِعُهُمْ
ص: 220
یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ عَلَی أَنْ یُطَاعَ اللَّهُ فَلَا یُعْصَی وَ عَلَی أَنْ یَمْنَعُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ ذُرِّیَّتَهُ مِمَّا یَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَهُمْ وَ ذَرَارِیَّهُمْ.
ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام كَانَ الَّذِی كَتَبَ الْكِتَابَ بَیْنَهُمْ
ذَكَرَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنِ الزُّهْرِیِّ: أَنَّ كَاتِبَ الْكِتَابِ یَوْمَ الْحُدَیْبِیَةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ ذَكَرَ الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ قَیْسٍ النَّخَعِیِّ وَ ذَكَرَ الْقَطَّانُ وَ وَكِیعٌ وَ الثَّوْرِیُّ وَ السُّدِّیُّ وَ مُجَاهِدٌ فِی تَفَاسِیرِهِمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: مَا كَتَبْتَ یَا عَلِیُّ حَرْفاً إِلَّا وَ جَبْرَئِیلُ یَنْظُرُ إِلَیْكَ وَ یَفْرَحُ وَ یَسْتَبْشِرُ بِكَ.
وَ أَمَّا بَیْعَةُ الْعَشِیرَةِ- قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: بُعِثْتُ إِلَی أَهْلِ بَیْتِی خَاصَّةً وَ إِلَی النَّاسِ عَامَّةً وَ قَدْ كَانَ بَعْدَ مَبْعَثِهِ بِثَلَاثِ سِنِینَ عَلَی مَا ذَكَرَهُ الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِی كِتَابِهِ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (1) جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی هَاشِمٍ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَ أَمَرَ عَلِیّاً أَنْ یُنْضِجَ رِجْلَ شَاةٍ وَ خَبَزَ لَهُمْ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ وَ جَاءَ بِعُسٍّ مِنْ لَبَنِ ثُمَّ جَعَلَ یُدْخِلُ إِلَیْهِ عَشَرَةً عَشَرَةً حَتَّی شَبِعُوا وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ (2).
وَ فِی رِوَایَةِ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: وَ قَدْ رَأَیْتُمْ هَذِهِ الْآیَةَ مَا رَأَیْتُمْ.
وَ فِی رِوَایَةِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَدَرَهُمْ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ بِهِ الرَّجُلُ ثُمَّ قَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی بُعِثْتُ إِلَی الْأَسْوَدِ(3) وَ الْأَبْیَضِ وَ الْأَحْمَرِ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أَنْذِرَ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبِینَ وَ إِنِّی لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً إِلَّا أَنْ تَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْهُ فَنَزَلَتْ تَبَّتْ یَدا أَبِی لَهَبٍ وَ تَبَ ثُمَّ دَعَاهُمْ دَفْعَةً ثَانِیَةً وَ أَطْعَمَهُمْ وَ سَقَاهُمْ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَطِیعُونِی تَكُونُوا مُلُوكَ الْأَرْضِ وَ حُكَّامَهَا وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ وَصِیّاً أَخاً وَ وَزِیراً فَأَیُّكُمْ یَكُونُ
ص: 221
أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ قَاضِی دَیْنِی. وَ فِی رِوَایَةِ الطَّبَرِیِّ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَأَیُّكُمْ یُؤَازِرُنِی عَلَی هَذَا الْأَمْرِ عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ (1).
وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی بَكْرٍ الشِّیرَازِیِّ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ فِی مُسْنَدِ الْعَشَرَةِ وَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنْ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فَأَیُّكُمْ یُبَایِعُنِی عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ صَاحِبِی فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ أَحَدٌ وَ كَانَ عَلِیٌّ أَصْغَرَ الْقَوْمِ یَقُولُ أَنَا فَقَالَ فِی الثَّالِثَةِ أَجَلْ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی یَدِ [یَدَیْ] أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ.
وَ فِی تَفْسِیرِ الْخَرْكُوشِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ جُبَیْرٍ وَ أَبِی مَالِكٍ وَ فِی تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ أَنْتَ فَلِذَلِكَ كَانَ وَصِیَّهُ قَالُوا فَقَامَ الْقَوْمُ وَ هُمْ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ أَطِعْ ابْنَكَ فَقَدْ أُمِّرَ عَلَیْكَ.
وَ مِنْ تَارِیخِ الطَّبَرِیِ (2): فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ فَقَالَ عَلِیٌّ أَنَا یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَكُونُ وَزِیرَكَ عَلَیْهِ فَأَخَذَ بِرَقَبَتِی ثُمَّ قَالَ هَذَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا قَالَ فَقَامَ الْقَوْمُ یَضْحَكُونَ فَیَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ قَدْ أَمَرَ أَنْ تَسْمَعَ لِابْنِكَ وَ تُطِیعَ.
وَ فِی رِوَایَةِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ وَ أَبِی رَافِعٍ وَ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام: فَقُلْتُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتَ وَ أَدْنَانِی إِلَیْهِ وَ تَفَلَ فِی فِیَّ فَقَامُوا یَتَضَاحَكُونَ وَ یَقُولُونَ بِئْسَ مَا حَبَا(3) ابْنَ عَمِّهِ إِذِ اتَّبَعَهُ وَ صَدَّقَهُ.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِیٍّ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِمَ وَرِثْتَ ابْنَ عَمِّكَ دُونَ عَمِّكَ فَقَالَ علیه السلام بَعْدَ كَلَامٍ ذَكَرَ فِیهِ حَدِیثَ الدَّعْوَةِ فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ وَ كُنْتُ مِنْ أَصْغَرِ الْقَوْمِ (4) قَالَ فَقَالَ اجْلِسْ ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَیْهِ فَیَقُولُ لِی اجْلِسْ حَتَّی كَانَ فِی الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی یَدِی قَالَ فَبِذَلِكَ وَرِثْتُ ابْنَ عَمِّی دُونَ عَمِّی.
ص: 222
وَ فِی حَدِیثِ أَبِی رَافِعٍ: أَنَّهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلْعَبَّاسِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَمَعَكُمْ (1) وَ قَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّهُ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ وَزِیراً وَ أَخاً وَ وَصِیّاً وَ خَلِیفَةً فِی أَهْلِهِ فَمَنْ یَقُمْ (2) مِنْكُمْ یُبَایِعْنِی عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی فَبَایَعَهُ عَلِیٌّ عَلَی مَا شَرَطَ لَهُ.
وَ إِذَا صَحَّ هَذِهِ الْجُمْلَةُ وَجَبَتْ إِمَامَتُهُ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِلَا فَصْلٍ (3).
«24»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ الْبَجَلِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ(4) وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (5) دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أُنْذِرَ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبِینَ فَضِقْتُ بِذَلِكَ ذَرْعاً وَ عَرَفْتُ أَنِّی مَتَی أُبَادِئُهُمْ (6) بِهَذَا الْأَمْرِ أَرَی مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ فَصَمَتُّ حَتَّی جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ إِنْ لَا تَفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ بِهِ یُعَذِّبْكَ رَبُّكَ فَاصْنَعْ لَنَا صَاعاً مِنْ طَعَامٍ وَ اجْعَلْ عَلَیْهِ رِجْلَ شَاةٍ وَ امْلَأْ لَنَا عُسّاً مِنْ لَبَنٍ وَ اجْمَعْ لِی بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّی أُعْلِمَهُمْ وَ أُبَلِّغَهُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی بِهِ ثُمَّ دَعَوْتُهُمْ لَهُ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا یَزِیدُونَ أَوْ یَنْقُصُونَ فِیهِمْ أَعْمَامُهُ أَبُو طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ وَ الْعَبَّاسُ وَ أَبُو لَهَبٍ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَیْهِ دَعَا بِالطَّعَامِ الَّذِی صَنَعْتُ لَهُمْ فَجِئْنَا بِهِ فَلَمَّا وَضَعْتُهُ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ جَذْرَةَ(7) لَحْمٍ فَشَقَّهَا بِأَسْنَانِهِ ثُمَّ أَلْقَاهَا فِی نَوَاحِی الصَّحْفَةِ(8) ثُمَّ قَالَ خُذُوا(9) بِسْمِ اللَّهِ فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّی مَا لَهُمْ بِشَیْ ءٍ مِنْ حَاجَةٍ وَ لَا أَرَی إِلَّا مَوَاضِعَ
ص: 223
أَیْدِیهِمْ وَ ایْمُ الَّذِی (1) نَفْسُ عَلِیٍّ بِیَدِهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَیَأْكُلُ مِثْلَ مَا قَدَّمْتُ لِجَمِیعِهِمْ ثُمَّ قَالَ اسْقِ الْقَوْمَ فَجِئْتُهُمْ بِذَلِكَ الْعُسِّ فَشَرِبُوا مِنْهُ حَتَّی رَوُوا جَمِیعاً(2) وَ ایْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ یَشْرَبُ مِثْلَهُ فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُكَلِّمَهُمْ بَدَرَهُمْ (3) أَبُو لَهَبٍ إِلَی الْكَلَامِ فَقَالَ لَهَدَّ مَا سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ وَ لَمْ یُكَلِّمْهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْغَدَ یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَبَقَنِی إِلَی مَا سَمِعْتَ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ قَبْلَ أَنْ أُكَلِّمَهُمْ فَأَعِدَّ لَنَا مِنَ الطَّعَامِ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ ثُمَّ اجْمَعْهُمْ لِی فَفَعَلْتُ ثُمَّ جَمَعْتُهُمْ لَهُ ثُمَّ دَعَا بِالطَّعَامِ فَقَرَّبْتُهُ لَهُمْ (4) فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ بِالْأَمْسِ وَ أَكَلُوا حَتَّی مَا لَهُمْ بِشَیْ ءٍ مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ قَالَ اسْقِهِمْ فَأَتَیْتُهُمْ بِذَلِكَ الْعُسِّ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا مِنْهُ جَمِیعاً ثُمَّ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ شَابّاً فِی الْعَرَبِ جَاءَ قَوْمَهُ بِأَفْضَلَ مِمَّا جِئْتُكُمْ بِهِ إِنِّی قَدْ جِئْتُكُمْ بِخَیْرِ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَدْ أَمَرَنِیَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَنْ أَدْعُوَكُمْ فَأَیُّكُمْ یُؤَازِرُنِی عَلَی أَمْرِی عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ عَنْهَا(5) جَمِیعاً قَالَ قُلْتُ وَ إِنِّی لَأَحْدَثُهُمْ سِنّاً وَ أَرْمَضُهُمْ (6) عَیْناً وَ أَعْظَمُهُمْ بَطْناً وَ أَحْمَشُهُمْ سَاقاً(7) قُلْتُ أَنَا یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَكُونُ وَزِیرَكَ عَلَیْهِ فَأَخَذَ بِرَقَبَتِی ثُمَّ قَالَ هَذَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِیكُمْ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا فَقَامَ الْقَوْمُ یَضْحَكُونَ وَ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ قَدْ أَمَرَكَ أَنْ تَسْمَعَ لِعَلِیٍّ وَ تُطِیعَ (8).
بیان: قال الجزری فیه إن أبا لهب قال لهد ما سحركم صاحبكم لهد كلمة یتعجب بها یقال لهد الرجل أی ما أجلده و یقال إنه لهد الرجل أی
ص: 224
لنعم الرجل و ذلك إذا أثنی علیه بجلد و شدة و اللام للتأكید(1).
«25»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2) قَالَ سَابِقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«26»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ (4) قَالَ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ ابْنُ آدَمَ الْمَقْتُولُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ یَاسِینَ (5) وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(6).
«27»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَی رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ (7) قَالَ هُمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ صَاحِبُ مَدِینَةِ الْأَنْطَاكِیَّةِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (8).
«28»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ هَذَا كِتَابُ جَدِّی عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَرَأْتُ فِیهِ أَخْبَرَنِی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی أَبُو الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهما السلام: أَنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ (9).
«29»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً(10) قَالَ أَسْلَمَتِ الْمَلَائِكَةُ فِی
ص: 225
السَّمَاوَاتِ وَ الْمُؤْمِنُونَ فِی الْأَرْضِ طَوْعاً أَوَّلُهُمْ وَ سَابِقُهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ سَابِقٌ وَ أَسْلَمَ الْمُنَافِقُونَ كَرْهاً وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَوَّلَ الْأُمَّةِ إِسْلَاماً وَ أَوَّلَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِلْمُشْرِكِینَ قِتَالًا وَ قَاتَلَ مِنْ بَعْدِهِ الْمُنَافِقِینَ وَ مَنْ أَسْلَمَ كَرْهاً(1).
«30»- یر، [بصائر الدرجات] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نُعْمَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ أُمَّتِی عُرِضَتْ عَلَیَّ عِنْدَ الْمِیثَاقِ وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی عَلِیٌّ علیه السلام وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی حِینَ بُعِثْتُ فَهُوَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ(2).
«31»- شا، [الإرشاد] أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَهْلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُرْفَعْ إِلَی السَّمَاءِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (3) إِلَّا مِنِّی وَ مِنْ عَلِیٍ (4).
عم، [إعلام الوری] عَنْ أَنَسٍ: مِثْلَهُ (5).
«32»- شا، [الإرشاد] بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِسْحَاقَ عَنْ نُوحِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاذَةَ الْعَدَوِیَّةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ عَلَی مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ یُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ (6).
قب، [المناقب] لابن شهرآشوب مَعَارِفُ الْقُتَیْبِیِّ وَ فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ مَعْرِفَةُ النَّسَوِیِّ عَنْ مُعَاذَةَ: مِثْلَهُ (7).
ص: 226
«33»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ مِنْ كِتَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِیَّ یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنْتَ الْفَارُوقُ الَّذِی یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ(1).
شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ تَأْلِیفِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ دَاهِرٍ عَنِ الْبَیْهَقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَسْفَرَایِینِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَذْكُورِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ: مِثْلَهُ (2)
شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ تَأْلِیفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَكٍ عَنْ أَبِی رشیق الْعَدْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَیْقٍ عَنْ أَبِی حُسَیْنٍ سُفْیَانَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ (3)
«34»- شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِمُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْفَرَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْكُفَّارِ(4).
شف، [كشف الیقین] مِنْ كِتَابٍ عَتِیقٍ فِی الْمَنَاقِبِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ وَ فِیهِ الْمَالُ یَعْسُوبُ الْكَافِرِینَ (5).
شف، [كشف الیقین] مِنَ الْكِتَابِ الْعَتِیقِ قَالَ أَخْبَرَنِی یَحْیَی بْنُ صَالِحٍ الْجَرِیرِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ: مِثْلَهُ (6)
بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الرَّازِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ
ص: 227
ابْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی رشیق الْعَدْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زُرَیْقٍ: مِثْلَهُ (1).
«35»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: استفاضت الروایة أن أول من أسلم علی ثم خدیجة ثم جعفر ثم زید ثم أبو ذر ثم عمرو بن عنبسة السلمی ثم خالد بن سعید بن العاص ثم سمیة أم عمار ثم عبیدة بن الحارث ثم حمزة ثم خباب بن الأرت ثم سلمان ثم المقداد ثم عمار ثم عبد اللّٰه بن مسعود فی جماعة ثم أبو بكر و عثمان و طلحة و الزبیر و سعد بن أبی وقاص و عبد الرحمن بن عوف و سعید بن زید(2) و صهیب و بلال تاریخ الطبری إن عمر أسلم بعد خمسة و أربعین رجلا و إحدی و عشرین امرأة
أنساب الصحابة عن الطبری التاریخی و المعارف عن القتیبی (3): إن أول من أسلم خدیجة ثم علی ثم زید ثم أبو بكر.
یعقوب النسوی فی التاریخ قال الحسن بن زید كان أبو بكر الرابع فی الإسلام و قال القرظی أسلم علی قبل أبی بكر و اعترف الجاحظ فی العثمانیة بعد ما كر و فر أن زیدا و خبابا أسلما قبل أبی بكر و لم یقل أحد أنهما أسلما قبل علی علیه السلام و قد شهد أبو بكر لعلی علیه السلام بالسبق إلی الإسلام
روی أبو ذرعة الدمشقی و أبو إسحاق الثعلبی فی كتابیهما أنه قال أبو بكر: یا أسفی علی ساعة تقدمنی فیها علی بن أبی طالب علیه السلام فلو سبقته لكان لی سابقة الإسلام.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ قَتَادَةُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی أَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَوَّلَكُمْ إِسْلَاماً فَقَالَ لَا وَ لَقَدْ أَسْلَمَ قَبْلَهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسِینَ رَجُلًا وَ لَكِنْ كَانَ أَفْضَلَنَا إِسْلَاماً.
وَ قَالَ عُثْمَانُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: إِنَّكَ إِنْ تَرَبَّصْتَ بِی (4) فَقَدْ تَرَبَّصْتَ بِمَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی وَ مِنْكَ قَالَ وَ مَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنِّی قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَ كَذَبْتَ أَنَا خَیْرٌ مِنْكَ وَ مِنْهُمَا عَبَدْتُ اللَّهَ قَبْلَكُمْ وَ عَبَدْتُهُ بَعْدَكُمْ.
فَأَمَّا شِعْرُ حَسَّانَ بِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ فَهُوَ شَاعِرٌ وَ عِنَادُهُ لِعَلِیٍّ ظَاهِرٌ وَ أَمَّا رِوَایَةُ أَبِی هُرَیْرَةَ فَهُوَ مِنَ
ص: 228
الْخَاذِلِینَ وَ قَدْ ضَرَبَهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ لِكَثْرَةِ رِوَایَتِهِ وَ قَالَ إِنَّهُ كَذُوبٌ وَ أَمَّا رِوَایَةُ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ فَإِنَّهُ نَاصِبِیٌّ جِدّاً تَخَلَّفَ عَنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ خَرَجَ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ فِی جَیْشِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ إِلَی خُرَاسَانَ وَ كَانَ یَقُولُ لَا خَیْرَ إِلَّا فِی النَّبِیذِ الصُّلْبِ وَ أَمَّا الرِّوَایَاتُ فِی أَنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلَاماً فَقَدْ صُنِّفَ فِیهِ كُتُبٌ مِنْهَا
مَا رَوَاهُ السُّدِّیُّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (1) فَقَالَ سَابِقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَبَقَ وَ اللَّهِ كُلَّ أَهْلِ الْإِیمَانِ إِلَی الْإِیمَانِ ثُمَّ قَالَ وَ السَّابِقُونَ كَذَلِكَ یَسْبِقُ الْعِبَادَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْجَنَّةِ.
كِتَابُ أَبِی بَكْرٍ الشِّیرَازِیِّ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَیٍّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (2) نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَبَقَ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِالْإِیمَانِ وَ صَلَّی إِلَی الْقِبْلَتَیْنِ وَ بَایَعَ الْبَیْعَتَیْنِ بَیْعَةَ بَدْرٍ وَ بَیْعَةَ الرِّضْوَانِ وَ هَاجَرَ الْهِجْرَتَیْنِ مَعَ جَعْفَرٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَی الْحَبَشَةِ وَ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَی الْمَدِینَةِ.
و روی عن جماعة من المفسرین: أنها نزلت فی علی علیه السلام:
و قد ذكر فی خمسة عشر كتابا فیما نزل فی أمیر المؤمنین بل فی أكثر التفاسیر: أنه ما أنزل اللّٰه تعالی فی القرآن آیة یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إلا و علی أمیرها لأنه أول الناس إسلاما
النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ الْعَلَوِیَّةِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْمَأْمُونِ عَنِ الرَّشِیدِ عَنِ الْمَهْدِیِّ عَنِ الْمَنْصُورِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُسْلِمِینَ إِسْلَاماً وَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً.
أَبُو یُوسُفَ النَّسَوِیُّ فِی الْمَعْرِفَةِ وَ التَّارِیخِ رَوَی السُّدِّیُّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
ص: 229
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ صَدَّقَنِی.
أَبُو نُعَیْمٍ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْخُدْرِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ ضَرَبَ یَدَهُ بَیْنَ كَتِفَیْهِ یَا عَلِیُّ سَبْعُ خِصَالٍ لَا یُحَاجُّكَ فِیهِنَّ أَحَدٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ إِیمَاناً وَ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْوَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْلَمُهُمْ بِالْقَضِیَّةِ وَ أَعْظَمُهُمْ مَزِیَّةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
أَرْبَعِینُ الْخَطِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ فَضَائِلُ أَحْمَدَ وَ كَشْفُ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ قَالا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ سُبَّاقَ الْأُمَّةِ ثَلَاثَةٌ لَمْ یَكْفُرُوا طَرْفَةَ عَیْنٍ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ صَاحِبُ یَاسِینَ (1) وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ فَهُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ عَلِیٌّ أَفْضَلُهُمْ.
فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ (2) هُمَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
مُحَمَّدُ بْنُ فُرَاتٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: فِی هَذِهِ الْآیَةِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ (3) ابْنُ آدَمَ الْمَقْتُولُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ (4) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
شَرَفُ النَّبِیِّ عَنِ الْخَرْكُوشِیِّ: أَنَّهُ أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَلَا إِنَّ هَذَا أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ هَذَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ هَذَا فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ هَذَا یَعْسُوبُ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّالِمِینَ.
جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ تاریخی [تَارِیخَا] الْخَطِیبِ وَ الطَّبَرِیِّ أَنَّهُ قَالَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ عُلَیْمٌ الْكِنْدِیُّ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِی كِتَابِ الطَّبَقَاتِ وَ أَحْمَدُ فِی الْمُسْنَدِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ خَدِیجَةَ عَلِیٌّ.
ص: 230
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ وَ أَرْبَعِینُ الْخُوارِزْمِیِّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: أَوَّلُ ذَكَرٍ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَلَّی مَعَهُ وَ صَدَّقَهُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَلِیٌّ.
مَرْوَانُ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ التَّمِیمِیُّ قَالا: مَكَثَ الْإِسْلَامُ سَبْعَ سِنِینَ لَیْسَ فِیهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ خَدِیجَةُ وَ عَلِیٌّ.
فَضَائِلُ الصَّحَابَةِ عَنِ الْعُكْبَرِیِّ وَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ عَلِیٌّ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ.
كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ الْأَصْفَهَانِیِّ وَ الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِیِّ وَ أَمَالِی سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ أَبِی ذَرٍّ وَ أَنَسٍ وَ اللَّفْظُ لِأَبِی ذَرٍّ أَنَّهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ صَلَّتْ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ بَشَرٌ.
تَارِیخُ بَغْدَادَ وَ الرِّسَالَةُ الْقِوَامِیَّةُ وَ مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ وَ خَصَائِصُ النَّطَنْزِیِّ أَنَّهُ قَالَ حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: بُعِثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ أَسْلَمْتُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ وَ تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ أَنَّهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَ رَبِیعَةُ بْنُ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ أَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِیُّ وَ قَتَادَةُ وَ مُجَاهِدٌ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَ شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ.
وَ قَدْ رَوَی وُجُوهُ الصَّحَابَةِ وَ خِیَارُ التَّابِعِینَ وَ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِینَ ذَلِكَ مِنْهُمْ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ وَ عَمَّارٌ وَ زَیْدُ بْنُ صُوحَانَ وَ حُذَیْفَةُ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ وَ خُزَیْمَةُ وَ أَبُو أَیُّوبَ وَ الْخُدْرِیُّ وَ أُبَیٌّ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ أُمُّ سَلَمَةَ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ وَ أَبُو مُوسَی الْأَشْعَرِیُّ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَ أَبُو الطُّفَیْلِ وَ جُبَیْرُ بْنُ مُطْعِمٍ وَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ وَ حَبَّةُ الْعُرَنِیُّ وَ جَابِرٌ الْحَضْرَمِیُّ وَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ وَ عَبَایَةُ الْأَسَدِیُّ وَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَیْرِثِ وَ قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَ سَعِیدُ بْنُ الْقَیْسِ (1) وَ مَالِكٌ الْأَشْتَرُ وَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَ ابن مجاز [أَبُو مِجْلَزٍ](2) وَ الشَّعْبِیُّ وَ الْحَسَنُ الْبَصْرِیُّ وَ أَبُو الْبَخْتَرِیِّ وَ الْوَاقِدِیُّ وَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَ مَعْمَرٌ وَ السُّدِّیُّ وَ الْكُتُبُ بِرِوَایَاتِهِمْ مَشْحُونَةٌ
ص: 231
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام:
صَدَّقْتُهُ وَ جَمِیعُ النَّاسِ فِی بُهْمٍ***مِنَ الضَّلَالَةِ وَ الْإِشْرَاكِ وَ النَّكَدِ
وَ لَقَدْ كَانَ إِسْلَامُهُ عَنْ فِطْرَةٍ وَ إِسْلَامُهُمْ عَنْ كُفْرٍ وَ مَا یَكُونُ عَنِ الْكُفْرِ لَا یَصْلُحُ لِلنُّبُوَّةِ وَ مَا یَكُونُ مِنَ الْفِطْرَةِ یَصْلُحُ لَهَا وَ لِهَذَا
قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ لَوْ كَانَ لَكُنْتُهُ.
وَ لِذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُمْ وَ قَدْ سُئِلَ مَتَی أَسْلَمَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ وَ مَتَی كَفَرَ أَلَا إِنَّهُ جَدَّدَ الْإِسْلَامَ
تَفْسِیرُ قَتَادَةَ وَ كِتَابُ الشِّیرَازِیِّ رَوَی ابْنُ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَ اللَّهِ مَا مِنْ عَبْدٍ آمَنَ بِاللَّهِ إِلَّا وَ قَدْ عَبَدَ الصَّنَمَ فَقَالَ وَ هُوَ الْغَفُورُ لِمَنْ تَابَ مِنْ عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ إِلَّا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَإِنَّهُ آمَنَ بِاللَّهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ عَبَدَ صَنَماً فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ(1) یَعْنِی الْمُحِبَّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِذْ آمَنَ بِهِ مِنْ غَیْرِ شِرْكٍ.
سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا یَا مُحَمَّدُ الَّذِینَ صَدَّقُوا بِالتَّوْحِیدِ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ (2) أَیْ وَ لَمْ یَخْلِطُوا نَظِیرَهَا لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ (3) یَعْنِی الشِّرْكَ لِقَوْلِهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (4) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ اللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَسْلَمَ بَعْدَ شِرْكٍ مَا خَلَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (5) یَعْنِی عَلِیّاً.
الْكَافِی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُمَا قَالا: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا كَذَّبُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِهَلَاكِ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا عَلِیّاً فَمَا سِوَاهُ بِقَوْلِهِ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (6) ثُمَّ بَدَا لَهُ فَرَحِمَ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ ص وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (7).
ص: 232
وَ قَدْ رَوَی الْمُخَالِفُ وَ الْمُؤَالِفُ عَنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْهَا عَنْ أَبِی صَبْرَةَ(1) وَ مَصْقَلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَوْ وُزِنَ إِیمَانُ عَلِیٍّ بِإِیمَانِ أُمَّتِی وَ فِی رِوَایَةٍ وَ إِیمَانُ أُمَّتِی لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍّ عَلَی إِیمَانِ أُمَّتِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.
وَ سَمِعَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِیُّ قَوْماً یَسُبُّونَ عَلِیّاً فَقَالَ: مَهْلًا وَیْلَكُمْ أَ تَسُبُّونَ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ابْنَ عَمِّهِ وَ أَوَّلَ مَنْ صَدَّقَهُ وَ آمَنَ بِهِ وَ اللَّهِ (2) لَمُقَامُ عَلِیٍّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ خَیْرٌ مِنْ أَعْمَارِكُمْ بِأَجْمَعِهَا.
الْعَبْدِیُ:
أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ قَالَ لَنَا***مُحَمَّدٌ وَ الْقَوْلُ مِنْهُ مَا خَفِیَ
لَوْ أَنَّ إِیمَانَ جَمِیعِ الْخَلْقِ مِمَّ-**نْ سَكَنَ الْأَرْضَ وَ مَنْ حَلَّ السَّمَا
یُجْعَلُ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ لِكَیْ***یُوفَی بِإِیمَانِ عَلِیٍّ مَا وَفَی
وَ إِنَّهُ مَقْطُوعٌ عَلَی بَاطِنِهِ لِأَنَّهُ وَلِیُّ اللَّهِ بِمَا ثَبَتَ فِی آیَةِ التَّطْهِیرِ وَ آیَةِ الْمُبَاهَلَةِ وَ غَیْرِهِمَا وَ إِسْلَامُهُمْ عَلَی الظَّاهِرِ
الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِ النُّزُولِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام صَدَّقَ وَ هُوَ أَوَّلُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَبَرَ.
الْوَاحِدِیُّ فِی أَسْبَابِ نُزُولِ الْقُرْآنِ: فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (3) نَزَلَتْ فِی حَمْزَةَ وَ عَلِیٍ فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ أَبُو لَهَبٍ وَ أَوْلَادُهُ.
الْبَاقِرُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ (4) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَیْهِ راجِعُونَ (5)
ص: 233
نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَ عَمَّارٍ وَ أَصْحَابٍ لَهُمْ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ(1) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ هُوَ أَوَّلُ مُؤْمِنٍ وَ أَوَّلُ مُصَلٍّ.
رَوَاهُ الْفَلَكِیُّ فِی إِبَانَةِ مَا فِی التَّنْزِیلِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّما یَسْتَجِیبُ الَّذِینَ یَسْمَعُونَ وَ الْمَوْتی یَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَیْهِ یُرْجَعُونَ (2) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ وَ الْمَیِّتُ الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِینَ إِذا دُعُوا إِلَی اللَّهِ (3) إِنَّ الْمَعْنِیَّ بِالْآیَةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
الشِّیرَازِیُّ فِی نُزُولِ الْقُرْآنِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْوَاحِدِیُّ فِی الْأَسْبَابِ وَ النُّزُولِ (4) وَ فِی الْوَسِیطِ أَیْضاً عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ حَكَمٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْخَطِیبُ فِی تَارِیخِهِ عَنْ نُوحِ بْنِ خَلَفٍ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ عَنْ أَنَسٍ وَ الْقُشَیْرِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ الزَّجَّاجُ فِی مَعَانِیهِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ وَ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ(5) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنْ أَبِی الْعَالِیَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ كُلِّهِمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَدْ رَوَی صَاحِبُ الْأَغَانِی وَ صَاحِبُ تَاجِ التَّرَاجِمِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَتَادَةَ وَ رُوِیَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ: أَنَّهُ قَالَ الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنَا أَحَدُّ مِنْكَ سِنَاناً وَ أَبْسَطُ لِسَاناً وَ أَمْلَأُ حَشْواً لِلْكَتِیبَةِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَیْسَ كَمَا قُلْتَ یَا فَاسِقُ وَ فِی رِوَایَاتٍ كَثِیرَةٍ اسْكُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ فَنَزَلَتِ الْآیَاتُ أَ فَمَنْ
ص: 234
كانَ مُؤْمِناً(1) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ كَمَنْ كانَ فاسِقاً الْوَلِیدُ لا یَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ الْآیَةَ أُنْزِلَتْ فِی عَلِیٍ وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا أُنْزِلَتْ فِی الْوَلِیدِ.
فَأَنْشَأَ حَسَّانُ:
أَنْزَلَ اللَّهُ وَ الْكِتَابُ عَزِیزٌ***فِی عَلِیٍّ وَ فِی الْوَلِیدِ قُرْآناً
فَتَبَوَّأَ الْوَلِیدُ مِنْ ذَاكَ فِسْقاً***وَ عَلِیٌّ مُبَوَّأٌ إِیمَاناً
لَیْسَ مَنْ كَانَ مُؤْمِناً عَرَفَ اللَّهَ***كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً خَوَّاناً
سَوْفَ یُجْزَی الْوَلِیدُ خِزْیاً وَ نَاراً***وَ عَلِیٌّ لَا شَكَّ یُجْزَی جِنَاناً
وَ إِنَّهُ علیه السلام بَقِیَ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثِینَ سَنَةً فِی خَیْرَاتِهِ مِنَ الْأَوْقَاتِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ الصِّیَامِ وَ الصَّلَاةِ وَ التَّضَرُّعِ وَ الدَّعَوَاتِ وَ جِهَادِ الْبُغَاةِ وَ بَثَّ الْخُطَبَ وَ الْمَوَاعِظَ وَ بَیَّنَ السِّیَرَ وَ الْأَحْكَامَ وَ فَرَّقَ الْعُلُومَ فِی الْعَالَمِ وَ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَزَایَا إِیمَانِهِ
تَفْسِیرُ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی الْقَطَّانِ وَ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ وَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِیِّ أَنَّهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ آمَنُوا صَدَّقُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا(2) یَعْنِی لَمْ یَشُكُّوا فِی إِیمَانِهِمْ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ وَ حَمْزَةَ وَ جاهَدُوا الْأَعْدَاءَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فِی طَاعَتِهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ (3) أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ فِی إِیمَانِهِمْ فَشَهِدَ اللَّهُ لَهُمْ بِالصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ.
قَالَ الضَّحَّاكُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِی قَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ یَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (4) ذَهَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِشَرَفِهَا.
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ رَجُلَیْنِ كَانَا مُتَوَاخِیَیْنِ فَمَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ فَصَلَّی عَلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ مَاتَ الْآخَرُ فَمَثَّلَ النَّاسُ بَیْنَهُمَا فَقَالَ علیه السلام فَأَیْنَ صَلَاةُ هَذَا مِنْ صَلَاتِهِ وَ صِیَامُهُ بَعْدَ صِیَامِهِ لَمَا بَیْنَهُمَا كَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
قال ابن البیع فی معرفة أصول الحدیث لا أعلم خلافا بین أصحاب التواریخ أن علی بن أبی طالب علیه السلام أول الناس إسلاما و إنما اختلفوا فی بلوغه فأقول هذا طعن
ص: 235
منهم علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إذ كان قد دعاه إلی الإسلام و قبل منه و هو بزعمهم غیر مقبول منه و لا واجب علیه بل إیمانه فی صغره من فضائله و كان بمنزلة عیسی علیه السلام و هو ابن ساعة یقول فی المهد إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ (1) و بمنزلة یحیی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا(2) و الحكم درجة بعد الإسلام و قد رویتم فی حكم سلیمان و هو صبی و فی دانیال و صاحب جریح و شاهد یوسف و صبی الأخدود و صبی العجوز و صبی مشاطة بنت فرعون و أخذتم الحدیث عن عبد اللّٰه بن عمر و أمثاله من الصحابة
و أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال لوفد: لیؤمكم أقرؤكم فقدموا عمرو بن سلمة.
و هو ابن ثمان سنین قال و كانت علی بردة إذا سجدت انكشفت (3) فقالت امرأة من القوم واروا سوأة إمامكم و كان أمیر المؤمنین علیه السلام ابن تسع فی قول الكلبی و قال الشافعی حكمنا بإسلامه لأن أقل البلوغ تسع سنین و قال مجاهد و محمد بن إسحاق و زید بن أسلم و جابر الأنصاری كان ابن عشر بیانه أنه عاش بقول العامة ثلاثا و ستین سنة فعاش مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله ثلاثا و عشرین سنة و بقی بعده تسعا و عشرین سنة و ستة أشهر و قال بعضهم ابن إحدی عشرة سنة و قال أبو طالب الهارونی ابن اثنتی عشرة سنة و قالوا ابن ثلاث عشرة سنة
و قال أبو طیب الطبری وجدت فی فضائل الصحابة عن أحمد بن حنبل أن قتادة: روی أن علیا أسلم و له خمس عشرة سنة.
و رواه النسوی فی التاریخ و قد روی نحوه عن الحسن البصری قال قتادة أما بیته غلاما ما بلغت أوان حلمی إنما قال قد بلغت (4).
«36»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَخْبِرْنَا بِأَفْضَلِ مَنَاقِبِكَ قَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَنَا وَ عَبَّاسٌ وَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِی شَیْبَةَ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِی شَیْبَةَ أَعْطَانِی رَسُولُ اللَّهِ الْخِزَانَةَ یَعْنِی مَفَاتِیحَ الْكَعْبَةِ وَ قَالَ الْعَبَّاسُ أَعْطَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السِّقَایَةَ وَ هِیَ زَمْزَمُ وَ لَمْ یُؤْتِكَ شَیْئاً یَا عَلِیُّ قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِی
ص: 236
سَبِیلِ اللَّهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ (1).
«37»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا: فِی قَوْلِ اللَّهِ أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ وَ الْعَبَّاسِ وَ شَیْبَةَ إِنَّهُمْ فَخَرُوا فِی السِّقَایَةِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِ إِلَی قَوْلِهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ الْآیَةَ فَكَانَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْعَبَّاسُ علیهم السلام الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ جَاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ (2).
«38»- ضه، [روضة الواعظین] قَالَ عِیسَی بْنُ سَوَادِ بْنِ الْجَعْدِ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَ رَبِیعَةُ بْنُ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ أَبُو حَازِمٍ وَ الْكَلْبِیُّ قَالُوا: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ.
قَالَ الْكَلْبِیُّ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِینَ.
وَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: كَانَ أَوَّلُ ذَكَرٍ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ مَعَهُ وَ صَدَّقَهُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (3) عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِینَ وَ كَذَلِكَ قَالَ مُجَاهِدٌ.
وَ قَالَ جَابِرٌ بُعِثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.
وَ قِیلَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ قِیلَ ابْنُ إِحْدَی عَشْرَةَ سَنَةً وَ قِیلَ اثْنَتَیْ عَشْرَةَ وَ هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَ كَانَ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(4) قَبْلَ الْإِسْلَامِ فَحَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جُبَیْرٍ(5) قَالَ كَانَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ وَ أَرَادَهُ بِهِ مِنَ الْخَیْرِ أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ شَدِیدَةٌ(6) وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِیَالٍ كَثِیرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ وَ كَانَ مِنْ أَسَنِّ بَنِی هَاشِمٍ یَا عَبَّاسُ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ قَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَی مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ بِنَا فَلْنُخَفِّفْ (7) عَنْهُ مِنْ عِیَالِهِ آخُذُ
ص: 237
مِنْ بَنِیهِ رَجُلًا وَ تَأْخُذُ أَنْتَ رَجُلًا(1) فَنَكْفِیهِمَا عَنْهُ قَالَ الْعَبَّاسُ نَعَمْ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالا إِنَّا نُرِیدُ أَنْ نُخَفِّفَ عَنْكَ مِنْ عِیَالِكَ حَتَّی یَنْكَشِفَ عَنِ النَّاسِ مَا هُمْ فِیهِ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو طَالِبٍ إِنْ تَرَكْتُمَا لِی عَقِیلًا فَاصْنَعَا مَا شِئْتُمَا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ ضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ أَخَذَ عَبَّاسٌ جَعْفَراً فَضَمَّهُ إِلَیْهِ فَلَمْ یَزَلْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَعَثَهُ نَبِیّاً وَ اتَّبَعَهُ عَلِیٌّ فَآمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ لَمْ یَزَلْ جَعْفَرٌ عِنْدَ الْعَبَّاسِ (2) حَتَّی أَسْلَمَ وَ اسْتَغْنَی عَنْهُ (3).
كشف، [كشف الغمة] أَبُو الْمُؤَیَّدِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ: مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ الْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ(4).
«39»- ضه، [روضة الواعظین] عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی سَیْفٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِیَةُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ لِی فَضَائِلَ كَثِیرَةً كَانَ أَبِی سَیِّداً فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ صِرْتُ مَلِكاً فِی الْإِسْلَامِ وَ أَنَا صِهْرُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَالُ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَاتِبُ الْوَحْیِ فَلَمَّا قَرَأَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كِتَابَهُ قَالَ أَ بِالْفَضَائِلِ یَفْخَرُ عَلَیَّ ابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبَادِ یَا غُلَامُ اكْتُبْ وَ أَمْلَی عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام
مُحَمَّدٌ النَّبِیُّ أَخِی وَ صِهْرِی***وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّی
وَ جَعْفَرٌ الَّذِی یُضْحِی وَ یُمْسِی***یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّی
وَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِی وَ عِرْسِی***مَشُوبٌ لَحْمُهَا بِدَمِی وَ لَحْمِی
وَ سِبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَایَ مِنْهَا***فَمَنْ مِنْكُمْ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِی
سَبَقْتُكُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ طُرّاً***غُلَاماً مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِی
وَ أَوْجَبَ لِی وَلَایَتَهُ عَلَیْكُمْ***رَسُولُ اللَّهِ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍ (5)
ص: 238
فَلَمَّا قَرَأَهُ مُعَاوِیَةُ قَالَ مَزِّقْهُ یَا غُلَامُ لَا یَقْرَأْهُ أَهْلُ الشَّامِ فَیَمِیلُونَ نَحْوَ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).
أَقُولُ: رَوَی صَاحِبُ الدِّیوَانِ تِلْكَ الْأَبْیَاتَ وَ زَادَ بَعْدَهَا:
وَ أَوْصَانِی النَّبِیُّ عَلَی اخْتِیَارٍ***لِأُمَّتِهِ رِضًی مِنْكُمْ بِحُكْمِی
أَلَا مَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ بِهَذَا***وَ إِلَّا فَلْیَمُتْ كَمَداً بِغَمٍ
أَنَا الْبَطَلُ الَّذِی لَمْ یُنْكِرُوهُ***لِیَوْمِ كَرِیهَةٍ وَ لِیَوْمِ سِلْمٍ (2).
«40»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (3) قَالَ سَبَقَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَی مُوسَی وَ سَبَقَ صَاحِبُ آلِ یَاسِینَ إِلَی عِیسَی وَ سَبَقَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَقُولُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَاذِبٌ مُفْتَرٍ وَ لَقَدْ صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ (4).
وَ قَالَ أَبُو الْمُؤَیَّدِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ سَلْمَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: أَوَّلُ النَّاسِ وُرُوداً عَلَیَّ الْحَوْضَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَوَّلُهُمْ إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ قِیلَ وَ لِمَ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَمْ یَكُنْ مَعِی مِنَ الرِّجَالِ غَیْرُهُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ أَیْضاً قَالَ: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یَرْتَفِعْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَی السَّمَاءِ إِلَّا مِنِّی وَ مِنْ عَلِیٍّ.
وَ قَدْ أَوْرَدَهُ الطَّبَرِیُ (5) صَاحِبُ الْخَصَائِصِ وَ قَالَ إِلَّا مِنْهُ وَ مِنِّی وَ نُقِلَتْ مِنْ كِتَابِ الْیَوَاقِیتِ لِأَبِی عُمَرَ الزَّاهِدِ عَنْ لَیْلَی الْغِفَارِیَّةِ قَالَتْ: كُنْتُ امْرَأَةً
ص: 239
أَخْرُجُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُدَاوِی الْجَرْحَی فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ الْجَمَلِ أَقْبَلْتُ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلْتُ عَلَی زَیْنَبَ عَشِیَّةً فَقُلْتُ حَدِّثِینِی هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی هَذَا الرَّجُلِ شَیْئاً قَالَتْ نَعَمْ دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ وَ عَائِشَةُ عَلَی فِرَاشٍ وَ عَلَیْهِمَا قَطِیفَةٌ فَأَتَی عَلِیٌّ فَأَقْعَی (1) كَجِلْسَةِ الْأَعْرَابِیِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ هَذَا أَوَّلُ النَّاسِ إِیمَاناً وَ أَوَّلُ النَّاسِ لِقَاءً لِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ آخِرُ النَّاسِ لِی عَهْداً عِنْدَ الْمَوْتِ.
وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی وُجُوهِ النَّاسِ فَقَالَ إِنِّی لَأَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ وَزِیرُهُ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّی أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ دَخَلْتُمْ بَعْدِی (2) فِی الْإِسْلَامِ رَسَلًا رَسَلًا(3) وَ إِنِّی لَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخُوهُ وَ شَرِیكُهُ فِی نَسَبِهِ وَ أَبُو وُلْدِهِ وَ زَوْجُ سَیِّدَةِ وُلْدِهِ وَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ لَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّا مَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَخْرَجاً قَطُّ إِلَّا رَجَعْنَا وَ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَیْهِ وَ أَوْثَقُكُمْ فِی نَفْسِهِ وَ أَشَدُّكُمْ نِكَایَةً لِلْعَدُوِّ وَ أَثَراً فِی الْعَدُوِّ وَ لَقَدْ رَأَیْتُمْ بِعْثَتَهُ إِیَّایَ بِبَرَاءَةَ وَ وَقْفَتَهُ لِی یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ وَ قِیَامَهُ إِیَّایَ مَعَهُ وَ رَفْعَهُ بِیَدِی وَ لَقَدْ آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ فَمَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحَداً(4) غَیْرِی وَ لَقَدْ قَالَ لِی أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَقَدْ أَخْرَجَ النَّاسَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَ تَرَكَنِی وَ لَقَدْ قَالَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی.
وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لِعَلِیٍّ علیه السلام أَرْبَعُ خِصَالٍ لَیْسَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَیْرَهُ وَ هُوَ أَوَّلُ عَرَبِیٍّ وَ عَجَمِیٍّ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الَّذِی كَانَ لِوَاؤُهُ مَعَهُ فِی كُلِّ زَحْفٍ وَ هُوَ الَّذِی صَبَرَ مَعَهُ یَوْمَ الْمِهْرَاسِ (5) وَ هُوَ الَّذِی غَسَّلَهُ وَ أَدْخَلَهُ قَبْرَهُ صلی اللّٰه علیهما.
ص: 240
وَ نُقِلَتْ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَعْرِفُ أَنَّ عَبْداً لَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِی غَیْرَ نَبِیِّكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَقَدْ صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ النَّاسُ سَبْعاً.
وَ مِنْهُ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ: إِنِّی لَجَالِسٌ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ قَالُوا یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا وَ إِمَّا أَنْ تَخْلُوَنَا یَا هَؤُلَاءِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بَلْ أَقُومُ مَعَكُمْ قَالَ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ صَحِیحٌ لَمْ یَعْمَ قَالَ فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا فَلَا نَدْرِی مَا قَالُوا فَجَاءَ یَنْفُضُ (1) ثَوْبَهُ وَ هُوَ یَقُولُ أُفٍّ وَ تُفٍ (2) وَقَعُوا فِی رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ وَقَعُوا فِی رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا یُخْزِیهِ اللَّهُ أَبَداً یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (3) قَالَ فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنِ اسْتَشْرَفَ قَالَ أَیْنَ عَلِیٌّ قَالُوا هُوَ فِی الرَّحْلِ یَطْحَنُ قَالَ وَ مَا كَانَ أَحَدُكُمْ یَطْحَنُ قَالَ فَجَاءَ وَ هُوَ أَرْمَدُ لَا یَكَادُ أَنْ یُبْصِرَ قَالَ فَنَفَثَ (4) فِی عَیْنِهِ ثُمَّ هَزَّ الرَّایَةَ ثَلَاثاً فَأَعْطَاهَا إِیَّاهُ فَجَاءَ بِصَفِیَّةَ بِنْتِ حُیَیٍ (5) قَالَ (6) ثُمَّ بَعَثَ فُلَاناً بِسُورَةِ التَّوْبَةِ فَبَعَثَ عَلِیّاً خَلْفَهُ فَأَخَذَهَا مِنْهُ قَالَ لَا یَذْهَبْ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ هُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ
ص: 241
قَالَ وَ قَالَ لِبَنِی عَمِّهِ أَیُّكُمْ یُوَالِینِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ عَلِیٌّ جَالِسٌ مَعَهُمْ فَأَبَوْا فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا أُوَالِیكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ فَتَرَكَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ أَیُّكُمْ یُوَالِینِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَأَبَوْا قَالَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا أُوَالِیكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ
فَقَالَ أَنْتَ وَلِیِّی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ وَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِیجَةَ قَالَ وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ علیهم السلام فَقَالَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً(1) قَالَ وَ شَرَی عَلِیٌّ نَفْسَهُ لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ قَالَ وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ یَرْمُونَ رَسُولَ اللَّهِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَ عَلِیٌّ نَائِمٌ وَ أَبُو بَكْرٍ یَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِیُّ اللَّهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ إِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَیْمُونٍ فَأَدْرِكْهُ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ قَالَ وَ جُعِلَ عَلِیٌّ یُرْمَی بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ یُرْمَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَضَوَّرُ(2) قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِی الثَّوْبِ لَا یُخْرِجُهُ حَتَّی أَصْبَحَ ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ فَقَالُوا إِنَّكَ لَلَئِیمٌ كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِیهِ لَا یَتَضَوَّرُ وَ أَنْتَ تَتَضَوَّرُ وَ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ قَالَ وَ خَرَجَ النَّاسُ (3) فِی غَزَاةِ تَبُوكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام أَخْرُجُ مَعَكَ فَقَالَ لَهُ نَبِیُّ اللَّهِ لَا فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ لَا یَنْبَغِی أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَ أَنْتَ خَلِیفَتِی قَالَ وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ وَلِیِّی فِی كُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ بَعْدِی قَالَ وَ سَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَیْرَ بَابِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ فَیَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُباً وَ هُوَ طَرِیقُهُ لَیْسَ لَهُ طَرِیقٌ غَیْرَهُ قَالَ وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله(4) مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِیٌ
ص: 242
قَالَ وَ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ قَدْ رَضِیَ عَنْهُمْ عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِی قُلُوبِهِمْ هَلْ حَدَّثَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ سَخِطَ عَلَیْهِمْ بَعْدُ.
وَ مِنَ الْمُسْنَدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ خَدِیجَةَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ مَرَّةً أَسْلَمَ.
قَالَ أَبُو الْمُؤَیَّدِ وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: السُّبَّقُ ثَلَاثَةٌ فَالسَّابِقُ إِلَی مُوسَی یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ السَّابِقُ إِلَی عِیسَی صَاحِبُ یس وَ السَّابِقُ إِلَی مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ شَیْ ءٍ عَلِمْتُهُ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدِمْتُ مَكَّةَ(1) فِی عُمُومَةٍ لِی فَأَرْشَدُونَا إِلَی الْعَبَّاسِ (2) بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَانْتَهَیْنَا إِلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ إِلَی مَنْ ثَمَّ فَجَلَسْنَا إِلَیْهِ فَبَیْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذَ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَابِ الصَّفَا تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ وَ لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدَةٌ إِلَی أَنْصَافِ أُذُنَیْهِ أَقْنَی الْأَنْفِ بَرَّاقُ الثَّنَایَا أَدْعَجُ الْعَیْنَیْنِ (3) كَثُّ اللِّحْیَةِ(4) دَقِیقُ الْمَسْرُبَةِ(5) شَثْنُ
الْكَفَّیْنِ (6) حَسَنُ الْوَجْهِ مَعَهُ مُرَاهِقٌ (7) أَوْ مُحْتَلِمٌ تَقْفُوهُ امْرَأَةٌ قَدْ سَتَرَتْ مَحَاسِنَهَا حَتَّی قَصَدُوا نَحْوَ الْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ اسْتَلَمَهُ الْغُلَامُ ثُمَّ اسْتَلَمَتْهُ الْمَرْأَةُ ثُمَّ طَافَ بِالْبَیْتِ سَبْعاً وَ الْغُلَامُ وَ الْمَرْأَةُ یَطُوفَانِ مَعَهُ فَقُلْنَا یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ هَذَا الدِّینَ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُهُ فِیكُمْ أَ وَ شَیْ ءٌ حَدَثَ قَالَ هَذَا ابْنُ أَخِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْغُلَامُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْمَرْأَةُ امْرَأَتُهُ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ مَا عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ یَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَی بِهَذَا الدِّینِ إِلَّا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ.
وَ مِثْلُهُ عَنْ عَفِیفٍ الْكِنْدِیِّ قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِراً فَقَدِمْتُ الْحَجَّ فَأَتَیْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ وَ كَانَ امْرَأً تَاجِراً فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَعِنْدَهُ بِمِنًی إِذْ
ص: 243
خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِیبٍ مِنْهُ فَنَظَرَ إِلَی الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا قَدْ مَالَتْ قَامَ یُصَلِّی قَالَ ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْخِبَاءِ الَّذِی خَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْهُ (1) فَقَامَتْ خَلْفَهُ فَصَلَّتْ ثُمَّ خَرَجَ غُلَامٌ حِینَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ فَقَامَ مَعَهُ فَصَلَّی قَالَ فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ مَنْ هَذَا یَا عَبَّاسُ قَالَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِی قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ قَالَ امْرَأَتُهُ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ قَالَ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الْفَتَی قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ علیه السلام قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا الَّذِی یَصْنَعُ قَالَ یُصَلِّی وَ هُوَ یَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِیٌّ وَ لَمْ یَتَّبِعْهُ عَلَی أَمْرِهِ إِلَّا امْرَأَتُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَی وَ هُوَ یَزْعُمُ أَنَّهُ سَتُفْتَحُ عَلَیْهِ كُنُوزُ كِسْرَی وَ قَیْصَرَ وَ كَانَ عَفِیفٌ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ یَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ قَدْ أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ لَوْ كَانَ اللَّهُ رَزَقَنِی الْإِسْلَامَ (2) یَوْمَئِذٍ فَأَكُونَ ثَانِیاً مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام.
و قد رواه بطوله أحمد بن حنبل فی مسنده نقلته من الذی اختاره و جمعه عز الدین المحدث و تمامه من الخصائص (3): بعد قوله: ثم استقبل الركن و رفع یدیه فكبر و قام الغلام و رفع یدیه و كبر و رفعت المرأة یدیها و كبرت و ركع و ركعا و سجد و سجدا و قنت و قنتا فرأینا شیئا لم نعرفه أ و شی ء(4) حدث بمكة فأنكرنا ذلك و أقبلنا علی العباس فقلنا یا أبا الفضل الحدیث بتمامه (5).
شا، [الإرشاد] المظفر بن محمد البلخی عن محمد بن أحمد بن أبی الثلج عن أحمد بن القاسم عن عبد الرحمن بن صالح الأزدی عن سعید بن خیثم عن أسد بن عبیدة عن یحیی بن عفیف عن أبیه: مثله (6)
ضه، [روضة الواعظین] روی محمد بن إسحاق بإسناده عن عفیف: مثله (7).
ص: 244
«41»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلَ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّتْ خَدِیجَةُ آخِرَ یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ مِنَ الْغَدِ وَ صَلَّی مُسْتَخْفِیاً قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ مَعَ النَّبِیِ (1) سَبْعَ سِنِینَ وَ أَشْهُراً.
قال الخوارزمی هذا الحدیث إن صح فتأویله صلی (2) مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله قبل جماعة تأخر إسلامهم لا أنه صلی سبع سنین قبل عبد الرحمن بن عوف و عثمان و سعد بن أبی وقاص و طلحة و الزبیر فإن المدة بین إسلام هؤلاء و إسلام علی علیه السلام لا تمتد إلی هذه الغایة عند أصحاب السیر و التواریخ كلهم.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَسْلَمَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانِ سِنِینَ.
و لبعض أهل الكوفة فی أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام فی أیام صفین:
أنت الإمام الذی نرجو بطاعته***یوم النشور من الرحمن غفرانا
أوضحت من دیننا ما كان مشتبها***جزاك ربك عنا فیه إحسانا(3)
نفسی فداء لخیر الناس كلهم***بعد النبی علی الخیر مولانا
أخی النبی و مولی المؤمنین معا***و أول الناس تصدیقا و إیمانا
وَ نَقَلْتُ مِنْ أَحَادِیثَ نَقَلَهَا صَدِیقُنَا عِزُّ الدِّینِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ الرَّسْغَنِیُّ الْأَصْلِ الْمَوْصِلِیُّ الْمَنْشَإِ وَ كَانَ رَجُلًا فَاضِلًا أَدِیباً حَسَنَ الْمُعَاشَرَةِ حُلْوَ الْحَدِیثِ فَصِیحَ الْعِبَارَةِ اجْتَمَعْتُ بِهِ فِی الْمَوْصِلِ وَ تَجَارَیْنَا فِی أَحَادِیثَ فَقُلْتُ لَهُ یَا عِزَّ الدِّینِ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَیْ ءٍ وَ تُنْصِفَنِی فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ هَلْ یَجُوزُ أَنْ تُلْزِمُونَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ بِمَا فِی صِحَاحِكُمْ
وَ مِنْ رِجَالِهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَ مُعَاوِیَةُ بْنُ أَبِی سُفْیَانَ وَ عِمْرَانُ بْنُ الْحِطَّانِ وَ كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ كَانَ مُنْصِفاً رَحِمَهُ اللَّهُ وَ قُتِلَ فِی سَنَةِ أَخْذِ الْمَوْصِلِ وَ هِیَ سَنَةُ سِتِّینَ وَ سِتِّمِائَةٍ.
عَنْ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام
ص: 245
إِنَّكَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ مَعِی إِیمَاناً وَ أَعْلَمُهُمْ بِآیَاتِ اللَّهِ وَ أَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً.
وَ مِمَّا أَخْرَجَهُ الْمَذْكُورُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مِنْ حَدِیثِ مَعْقِلِ بْنِ یَسَارٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام أَ لَا تَرْضَیْنَ أَنِّی زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَ أُمَّتِی سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً.
وَ مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ(1) قَالَ الثَّعْلَبِیُّ قَدِ اتَّفَقَتِ الْعُلَمَاءُ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بَعْدَ خَدِیجَةَ مِنَ الذُّكُورِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ وَ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَ رَبِیعَةِ الرَّأْیِ وَ أَبِی الْجَارُودِ وَ الْمُزَنِیِّ وَ قَالَ الْكَلْبِیُّ أَسْلَمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ هُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِینَ.
وَ مِنَ الْخَصَائِصِ لِلنَّطَنْزِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: نَزَلَتْ عَلَیَّ النُّبُوَّةُ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ مَعِی یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.
وَ مِنَ الْخَصَائِصِ: فِی قَوْلِهِ وَ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ (2) قَالَ إِنَّمَا نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ خَاصَّةً لِأَنَّهُمَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی وَ رَكَعَ.
وَ مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ یَقُولُ: كُفُّوا عَنْ ذِكْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی عَلِیٍّ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَدِدْتُ أَنْ یَكُونَ لِی (3) وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَوَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ ضَرَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی كَتِفِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُسْلِمِینَ إِسْلَاماً وَ أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ إِیمَاناً وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی كَذَبَ یَا عَلِیُّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ.
ص: 246
وَ مِنْ تَفْسِیرِ ابْنِ الْجَحَّامِ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ (1) الْآیَةَ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَزُورَكَ فِی الْجَنَّةِ كُلَّمَا أَرَدْنَا قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ رَفِیقاً أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أُمَّتِهِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً(2) فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ بَیَانَ مَا سَأَلْتَ فَجَعَلَكَ رَفِیقِی لِأَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ وَ أَنْتَ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ.
وَ مِنْ كِتَابِ الْمُسْتَرْشِدِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدِی أَوَّلُهَا إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام(3).
«42»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ رِبْعِیِّ بْنِ خِرَاشٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ: اجْتَمَعَتْ قُرَیْشٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِیهِمْ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ أَرِقَّاؤُنَا نَزَلُوا بِكَ (4) فَارْدُدْهُمْ عَلَیْنَا فَغَضِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی رُئِیَ الْغَضَبُ فِی وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ لَتَنْتَهُنَّ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ أَوْ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ عَلَیْكُمْ رَجُلًا مِنْكُمْ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ (5) یَضْرِبُ رِقَابَكُمْ عَلَی الدِّینِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ قَالَ لَا فَقِیلَ عُمَرُ قَالَ لَا لَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ الَّذِی فِی الْحُجْرَةِ قَالَ فَاسْتَقْطَعَ النَّاسُ ذَلِكَ مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام(6) فَقَالَ أَمَا إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَا تَكْذِبُوا عَلَیَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً یَلِجُ النَّارَ.
وَ مِنْهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ فَتَحْتُ خَیْبَرَ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ عَلَی مَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تُرَابِ رِجْلَیْكَ وَ فَضْلِ طَهُورِكَ یَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنَّ حَسْبَكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِی وَ أَرِثُكَ وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا
ص: 247
أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنْتَ تُؤَدِّی دَیْنِی وَ تُقَاتِلُ عَلَی سُنَّتِی وَ أَنْتَ فِی الْآخِرَةِ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنِّی وَ إِنَّكَ غَداً عَلَی الْحَوْضِ خَلِیفَتِی تَذُودُ عَنْهُ الْمُنَافِقِینَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ أَنْتَ أَوَّلُ دَاخِلِ الْجَنَّةِ مِنْ أُمَّتِی وَ إِنَّ شِیعَتَكَ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ رِوَاءً مرویون [مَرْوِیِّینَ] مُبْیَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِی أَشْفَعُ لَهُمْ فَیَكُونُونَ غَداً فِی الْجَنَّةِ جِیرَانِی وَ إِنَّ عَدُوَّكَ غَداً ظِمَاءٌ مُظْمَئُونَ مُسْوَدَّةٌ وُجُوهُهُمْ مُفْحَمُونَ (1) حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ سِرُّكَ سِرِّی وَ عَلَانِیَتُكَ عَلَانِیَتِی وَ سَرِیرَةُ صَدْرِكَ كَسَرِیرَةِ صَدْرِی وَ أَنْتَ بَابُ عِلْمِی وَ إِنَّ وُلْدَكَ وُلْدِی وَ لَحْمَكَ لَحْمِی وَ دَمَكَ دَمِی وَ إِنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وَ الْحَقَّ عَلَی لِسَانِكَ وَ فِی قَلْبِكَ وَ بَیْنَ
عَیْنَیْكَ وَ الْإِیمَانَ مُخَالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَمَا خَالَطَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ أُبَشِّرَكَ أَنَّكَ وَ عِتْرَتَكَ فِی الْجَنَّةِ وَ أَنَّ عَدُوَّكَ فِی النَّارِ لَا یَرِدُ عَلَیَّ الْحَوْضَ مُبْغِضٌ لَكَ وَ لَا یَغِیبُ عَنْهُ مُحِبٌّ لَكَ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی سَاجِداً وَ حَمِدْتُهُ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ مِنَ الْإِسْلَامِ وَ الْقُرْآنِ وَ حَبَّبَنِی إِلَی خَاتَمِ النَّبِیِّینَ وَ سَیِّدِ الْمُرْسَلِینَ.
وَ مِنْهُ: قَالَ بَلَغَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ أَنَّ قَوْماً تَنَقَّصُوا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ (2) فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ عَلِیّاً وَ فَضْلَهُ وَ سَابِقَتَهُ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِی عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِیُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَنَادَاهُ (3) فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَاحِكاً فَلَمَّا سُرِّیَ عَنْهُ (4) قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَضْحَكَكَ فَقَالَ أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ أَنَّهُ مَرَّ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ یَرْعَی ذَوْداً لَهُ وَ هُوَ نَائِمٌ قَدْ أُبْدِیَ بَعْضُ جَسَدِهِ قَالَ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ ثَوْبَهُ فَوَجَدْتُ بَرْدَ إِیمَانِهِ قَدْ وَصَلَ إِلَی قَلْبِی.
وَ مِنْهُ عَنْ فَخْرِ خُوارِزْمَ أَبِی الْقَاسِمِ مَحْمُودِ بْنِ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِیِّ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلَانِ إِلَی عُمَرَ فَقَالا لَهُ مَا تَرَی فِی طَلَاقِ الْأَمَةِ فَقَامَ إِلَی حَلْقَةٍ فِیهَا رَجُلٌ أَصْلَعُ فَقَالَ مَا تَرَی
ص: 248
فِی طَلَاقِ الْأَمَةِ فَقَالَ (1) اثْنَتَانِ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمَا فَقَالَ اثْنَتَانِ فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا جِئْنَاكَ وَ أَنْتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَسَأَلْنَاكَ عَنْ طَلَاقِ الْأَمَةِ فَجِئْتَ إِلَی رَجُلٍ فَسَأَلْتَهُ فَوَ اللَّهِ مَا كَلَّمَكَ فَقَالَ عُمَرُ وَیْلَكَ أَ تَدْرِی مَنْ هَذَا هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وُضِعَتْ فِی كِفَّةٍ وَ وُضِعَ إِیمَانُ عَلِیٍ (2) لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍّ.
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ وَ وُضِعَ إِیمَانُ عَلِیٍّ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ لَرَجَحَ إِیمَانُ عَلِیٍّ.
وَ مِنْهَا قَالَ: رَأَی أَبُو طَالِبٍ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَتْفُلُ فِی فِیِّ عَلِیٍّ فَقَالَ مَا هَذَا یَا مُحَمَّدُ قَالَ إِیمَانٌ وَ حِكْمَةٌ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِعَلِیٍّ یَا بُنَیَّ انْصُرْ ابْنَ عَمِّكَ وَ آزِرْهُ (3).
بیان: الذود من الإبل ما بین الثنتین إلی التسع و قیل ما بین الثلاث إلی العشر.
«43»- كنز، [كنز جامع الفوائد] و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَیْدَانَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِیِّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ قَالا حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ هَاشِمٍ السِّمْسَارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی رَافِعٍ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَمَعَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِی الشِّعْبِ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ وُلْدُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَوْلَادُهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَصَنَعَ لَهُمْ رِجْلَ شَاةٍ وَ ثَرَدَ لَهُمْ ثُرْدَةً وَ صَبَّ عَلَیْهَا ذَلِكَ الْمَرَقَ وَ اللَّحْمَ ثُمَّ قَدَّمَهَا إِلَیْهِمْ فَأَكَلُوا مِنْهَا حَتَّی تَضَلَّعُوا ثُمَّ سَقَاهُمْ عُسّاً وَاحِداً مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبُوا كُلُّهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْعُسِّ حَتَّی رَوُوا مِنْهُ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ وَ اللَّهِ إِنَّ هُنَا لَنَفَراً یَأْكُلُ أَحَدُهُمُ الْجَفْنَةَ وَ لَا تَكَادُ تُشْبِعُهُ وَ یَشْرَبُ الظَّرْفَ مِنَ النَّبِیذِ فَمَا یُرْوِیهِ وَ إِنَّ ابْنَ أَبِی كَبْشَةَ دَعَانَا فَجَمَعَنَا عَلَی رِجْلِ شَاةٍ وَ عُسٍّ مِنْ شَرَابٍ فَشَبِعْنَا وَ رَوِینَا مِنْهَا إِنَّ هَذَا لَهُوَ السِّحْرُ الْمُبِینُ قَالَ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أُنْذِرَ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطِیَ الْمُخْلَصِینَ وَ أَنْتُمْ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبُونَ وَ رَهْطِیَ الْمُخْلَصُونَ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ مِنْ أَهْلِهِ أَخاً وَ وَارِثاً وَ وَزِیراً وَ وَصِیّاً فَأَیُّكُمْ یَقُومُ یُبَایِعُنِی عَلَی أَنَّهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی
ص: 249
دُونَ أَهْلِی وَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یَكُونُ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَیَقُومَنَّ قَائِمُكُمْ أَوْ لَیَكُونَنَّ فِی غَیْرِكُمْ ثُمَّ لَتَنْدَمُنَّ قَالَ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ كُلُّهُمْ فَبَایَعَهُ وَ أَجَابَهُ إِلَی مَا دَعَاهُ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ افْتَحْ فَاكَ فَفَتَحَهُ فَنَفَثَ فِیهِ مِنْ رِیقِهِ وَ تَفَلَ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ بَیْنَ ثَدْیَیْهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ لَبِئْسَ مَا جَزَیْتَ بِهِ ابْنَ عَمِّكَ أَجَابَكَ لِمَا دَعَوْتَهُ إِلَیْهِ فَمَلَأْتَ فَاهُ وَ وَجْهَهُ بُزَاقاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَلْ مَلَأْتُهُ عِلْماً وَ حِلْماً وَ فِقْهاً(1).
«44»- أَقُولُ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ وَ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ الْحُدَیْبِیَةِ خَرَجَ إِلَیْنَا نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ مِنْهُمْ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو وَ أُنَاسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُشْرِكِینَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَرَجَ إِلَیْكَ نَاسٌ مِنْ أَبْنَائِنَا وَ إِخْوَانِنَا وَ أَرِقَّائِنَا وَ لَیْسَ لَهُمْ فِقْهٌ فِی الدِّینِ وَ إِنَّمَا خَرَجُوا فِرَاراً مِنْ أَمْوَالِنَا وَ ضِیَاعِنَا فَارْدُدْهُمْ إِلَیْنَا فَإِنْ لَمْ یَكُنْ فِقْهٌ فِی الدِّینِ سَنُفَقِّهُهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ إِلَیْكُمْ مَنْ یَضْرِبُ رِقَابَكُمْ بِالسَّیْفِ عَلَی الدِّینِ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ (2) عَلَی الْإِیمَانِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ مَنْ هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هُوَ خَاصِفُ النَّعْلِ وَ كَانَ قَدْ أَعْطَی عَلِیّاً علیه السلام نَعْلَهُ یَخْصِفُهَا.
وَ رَوَی مِنَ التِّرْمِذِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ.
وَ مِنَ التِّرْمِذِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی عَلِیٌّ.
وَ مِنْهُ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ عَلِیٌ (3).
أقول: أخبار هذا الباب متفرقة منتشرة فی سائر أبواب الكتاب لا سیما باب النصوص و باب جوامع المناقب و أبواب الاحتجاجات و أبواب تأویل الآیات.
«45»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ.
وَ رَوَاهُ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ رَوَی ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ الشَّافِعِیُّ فِی الْمَنَاقِبِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی
ص: 250
تَفْسِیرِهِ وَ رَوَی أَیْضاً أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله(1) عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
و رواه أیضا الثعلبی و ابن المغازلی و روی أیضا أحمد بن حنبل فی مسنده: أن علیا صلی مع رسول اللّٰه (2) سبع سنین قبل أن یصلی معه أحد.
وَ رَوَی ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ مَعِی أَحَدٌ غَیْرُهُ.
وَ رَوَاهُ أَیْضاً ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی الْمَنَاقِبِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعاً وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُرْفَعْ إِلَی السَّمَاءِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا مِنِّی وَ مِنْهُ.
وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ: أَنَّ أَوَّلَ ذَكَرٍ آمَنَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ الثَّعْلَبِیُّ وَ هُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ جَابِرٍ وَ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَ رَبِیعَةِ الرَّأْیِ وَ أَبِی حَیَّانَ وَ الْمُزَنِیِّ.
وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِعَلِیٍّ أَیْ بُنَیَّ مَا هَذَا الدِّینُ الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ قَالَ یَا أَبَتِ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ صَدَّقْتُهُ فِیمَا جَاءَ بِهِ وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ لِلَّهِ تَعَالَی فَقَالَ لَهُ أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً لَا یَدْعُو إِلَّا إِلَی خَیْرٍ فَالْزَمْهُ.
وَ رَوَی ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ: فِی قَوْلِهِ وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ (3) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَبَقَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَی مُوسَی وَ صَاحِبُ یَاسِینَ إِلَی عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله(4).
«46»- یف، [الطرائف] الثَّعْلَبِیُّ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ (5) یَرْفَعُ الْحَدِیثَ إِلَی الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا الرَّجُلُ مِنْهُمْ یَأْكُلُ الْمُسِنَّةَ وَ یَشْرَبُ الْعُسَ
ص: 251
فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُدْخَلَ (1) شَاةٌ فَأَدَمَهَا(2) ثُمَّ قَالَ ادْنُوا بِسْمِ اللَّهِ فَدَنَا الْقَوْمُ عَشَرَةً عَشَرَةً فَأَكَلُوا حَتَّی صَدَرُوا ثُمَّ دَعَا بِقَعْبٍ (3) مِنْ لَبَنٍ فَجَرَعَ مِنْهُ جُرْعَةً ثُمَّ قَالَ لَهُمُ اشْرَبُوا بِسْمِ اللَّهِ فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا فَبَدَرَهُمْ أَبُو لَهَبٍ فَقَالَ هَذَا مَا سَحَرَكُمْ بِهِ الرَّجُلُ فَسَكَتَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ یَتَكَلَّمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ مِنَ الْغَدِ عَلَی مِثْلِ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ ثُمَّ أَنْذَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی أَنَا النَّذِیرُ إِلَیْكُمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْبَشِیرُ بِمَا لَمْ یَجِئْ أَحَدٌ بِهِ جِئْتُكُمْ بِالدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَأَسْلِمُوا وَ أَطِیعُوا تَهْتَدُوا وَ مَنْ یُؤَاخِینِی وَ یُؤَازِرُنِی وَ یَكُونُ وَلِیِّی وَ وَارِثِی وَ وَصِیِّی بَعْدِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ یَقْضِی دَیْنِی فَسَكَتَ الْقَوْمُ وَ أَعَادَ ذَلِكَ ثَلَاثاً وَ فِی الْكُلِّ یَسْكُتُ الْقَوْمُ وَ یَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا فَقَالَ أَنْتَ فَقَامَ الْقَوْمُ وَ هُمْ یَقُولُونَ لِأَبِی طَالِبٍ أَطِعْ ابْنَكَ فَقَدْ أُمِّرَ عَلَیْكَ (4).
«47»- یف، [الطرائف] رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ یَرْفَعُ الْحَدِیثَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ جَمَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ (5) فَاجْتَمَعُوا ثَلَاثِینَ فَأَكَلُوا وَ شَرِبُوا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ لَهُمْ مَنْ یَضْمَنُ عَلَیَّ دَیْنِی (6) وَ مَوَاعِیدِی وَ یَكُونُ مَعِی فِی الْجَنَّةِ وَ یَكُونُ خَلِیفَتِی (7) فَقَالَ رَجُلٌ لَمْ یُسَمِّهِ شَرِیكٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ (8) تَجِدُ مَنْ یَقُومُ بِهَذَا ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ یُعْرَضُ ذَلِكَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا فَقَالَ أَنْتَ.
وَ رَوَاهُ أَیْضاً أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ:(9).
«48»- یف، [الطرائف] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْنَا مَنْ أَحَبُّ أَصْحَابِكَ إِلَیْكَ فَإِنْ كَانَ أَمْرٌ كُنَّا مَعَهُ
ص: 252
وَ إِنْ كَانَ نَائِبَةٌ(1) كُنَّا مِنْ دُونِهِ فَقَالَ هَذَا عَلِیٌّ أَقْدَمُكُمْ سِلْماً وَ إِسْلَاماً(2).
«49»- یف، [الطرائف] الثَّعْلَبِیُّ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ-(3) عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ مُفْتَرٍ صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ (4).
تتمیم: أقول لا یخفی علی من شم رائحة الإنسانیة و ترقی عن دركات البهیمیة و العصبیة أن سبق إسلامه صلوات اللّٰه علیه مع ورود تلك الأخبار المتواترة من طرق الخاصة و العامة من أوضح الواضحات و الشاك فیه كالمنكر لأجلی البدیهیات و أن من تمسك بأن إیمانه كان فی الطفولیة و لم یكن معتبرا فقد نسب الجهل إلی سید المرسلین حیث كلفه ذلك و مدحه به فی كل موطن و به أظهر فضله علی العالمین و إلی أشرف الوصیین (5) حیث تمدح و افتخر و احتج به فی مجامع المسلمین و إلی الصحابة و التابعین حیث لم ینكروا علیه ذلك مع كون أكثرهم من المنافقین و المعاندین ثم اعلم أنا قد تركنا كثیرا من الروایات و ما یمكن ذكره من التأییدات فی هذا المطلب حذرا من التكرار و الإسهاب (6) و الإطالة و الإطناب فقد روی ابن بطریق فی كتاب العمدة(7) فی سبق إسلامه و صلاته من مسند أحمد بن حنبل ثلاثة عشر حدیثا و من تفسیر الثعلبی أربعة و من مناقب ابن المغازلی سبعة و روی فی المستدرك أیضا أخبارا كثیرة فی ذلك و رواه صاحب الصراط المستقیم بأسانید من طرقهم و العلامة فی كشف الحق (8) و كشف الیقین (9) و غیرهما بأسانید من كتبهم و قد تركنا إیرادها مع كثیر مما أورده المفید فی الإرشاد(10) و النیسابوری فی
ص: 253
روضة الواعظین (1) و الطبرسی فی إعلام الوری (2) و ابن الصباغ فی الفصول المهمة(3) و غیرها من الأصول و الكتب التی عندنا و إنما نورد لتأیید هذا المقصد الأقصی و المطلب الأسنی مع وضوحه و ظهوره كشمس الضحی حسما(4) لشبه المباهتین ما أورد عبد الحمید ابن أبی الحدید من مشاهیر المخالفین و الشیخ المفید من أفاخم علمائنا الإمامیة رضوان اللّٰه علیهم أجمعین فأما ابن أبی الحدید فقد قال فی شرح نهج البلاغة.
اختلف فی سن علی علیه السلام حین أظهر النبی صلی اللّٰه علیه و آله الدعوة إذ تكامل له صلی اللّٰه علیه و آله أربعون سنة فالأشهر فی الروایات أنه كان ابن عشر و كثیر من أصحابنا المتكلمین یقولون إنه كان ابن ثلاث عشرة سنة ذكر ذلك شیخنا أبو القاسم البلخی و غیره من شیوخنا و الأولون یقولون إنه قتل و هو ابن ثلاث و ستین (5) و هؤلاء یقولون ابن ست و ستین و الروایات فی ذلك مختلفة و من الناس من یزعم أن سنه كان دون العشر و الأكثر الأظهر خلاف ذلك
وَ ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْبَلاذُرِیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْأَصْفَهَانِیُّ: أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهَا أَزْمَةٌ وَ قَحْطٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَمَّیْهِ حَمْزَةَ وَ الْعَبَّاسِ أَ لَا نَحْمِلُ ثِقْلَ أَبِی طَالِبٍ فِی هَذَا الْمَحْلِ (6) فَجَاءُوا إِلَیْهِ وَ سَأَلُوهُ أَنْ یَدْفَعَ إِلَیْهِمْ وُلْدَهُ لِیَكْفُوهُ أَمْرَهُمْ فَقَالَ دَعُوا لِی عَقِیلًا وَ خُذُوا مَنْ شِئْتُمْ وَ كَانَ شَدِیدَ الْحُبِّ لِعَقِیلٍ فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ طَالِباً وَ أَخَذَ حَمْزَةُ جَعْفَراً وَ أَخَذَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ قَالَ لَهُمْ قَدِ اخْتَرْتُ مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ لِی عَلَیْكُمْ عَلِیّاً.
قالوا و كان علی فی حجر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله منذ كان عمره ست سنین و كان ما یسدی إلیه (7) من شفقته و إحسانه و بره و حسن تربیته كالمكافأة و المعاوضة لصنیع أبی طالب به
ص: 254
حیث مات عبد المطلب و جعله فی حجره و هذا یطابق أقواله (1) علیه السلام لقد عبدت اللّٰه قبل أن یعبده أحد من هذه الأمة سبع سنین و قوله كنت أسمع الصوت و أبصر الضوء سنین سبعا و رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله حینئذ صامت ما أذن له فی الإنذار و التبلیغ و ذلك لأنه إذا كان عمره یوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة و تسلیمه إلی رسول اللّٰه من أبیه و هو ابن ست فقد صح أنه كان یعبد اللّٰه قبل
الناس بأجمعهم سبع سنین و ابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمییز علی أن عبادة مثله هی التعظیم و الإجلال و خشوع القلب و استخذاء الجوارح (2) إذا شاهد شیئا من جلال اللّٰه سبحانه و آیاته الباهرة و مثل هذا موجود فی الصبیان (3).
و قال فی شرح
قَوْلُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ: إِنِّی وُلِدْتُ عَلَی الْفِطْرَةِ وَ سَبَقْتُ إِلَی الْإِیمَانِ وَ الْهِجْرَةِ.
فإن قیل كیف قال و سبقت إلی الإیمان و قد قال من الناس إن أبا بكر سبق و قد قال قوم إن زید بن حارثة سبقه و الجواب أن أكثر أهل الحدیث و أكثر المحققین من أهل السیرة رووا أنه علیه السلام أول من أسلم و نحن نذكر كلام أبی عمر یوسف بن عبد البر(4) فی كتابه المعروف بالاستیعاب قال أبو عمر فی ترجمة علی علیه السلام.
المروی عن سلمان و أبی ذر و المقداد و خباب و جابر و أبی سعید الخدری و زید بن أرقم أن علیا علیه السلام أول من أسلم و فضله هؤلاء علی غیره قال أبو عمر و قال ابن إسحاق أول من آمن باللّٰه و بمحمد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی بن أبی طالب و هو قول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعد خدیجة
و قال أبو عمر حدثنا أحمد بن محمد قال أخبرنا(5) أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جریر قال أخبرنا علی بن عبد اللّٰه الدهقان قال أخبرنا محمد بن صالح عن السماك بن الحرب عن عكرمة عن ابن عباس:
ص: 255
قال لعلی علیه السلام أربع خصال لیست لأحد غیره هو أول عربی و عجمی صلی مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو الذی كان لواه معه فی كل زحف و هو الذی صبر معه یوم فر عنه (1) و هو الذی غسله و أدخله قبره.
قال أبو عمر و روی عن سلمان الفارسی أنه قال: أول هذه الأمة ورودا علی نبیها الحوض أولها إسلاما علی بن أبی طالب.
وَ قَدْ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ مَرْفُوعاً عَنْ سَلْمَانَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وُرُوداً عَلَیَّ الْحَوْضَ أَوَّلُهَا إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ وَ رَفْعُهُ أَوْلَی لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا یُدْرَكُ بِالرَّأْیِ
قَالَ أَبُو عُمَرَ فَأَمَّا إِسْنَادُهُ الْمَرْفُوعُ فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ قَاسِمٍ حَدَّثَنَا قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِی أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنَا یَحْیَی بْنُ هَاشِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْیَانُ الثَّوْرِیُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ جَیْشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ عُلَیْمٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُكُمْ وُرُوداً عَلَیَّ الْحَوْضَ أَوَّلُكُمْ إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
قال أبو عمر و روی أبو داود الطیالسی قال حدثنا ابن عوانة(2) عن أبی بلخ عن عمرو بن میمون عن ابن عباس أنه قال: أول من صلی مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله بعد خدیجة علی بن أبی طالب.
قال أبو عمر و حدثنا ابن عوانة(3) عن أبی بلخ عن عمرو بن میمون عن ابن عباس قال: كان علی أول من آمن من الناس بعد خدیجة.
قال أبو عمر هذا إسناد(4) لا مطعن فیه لأحد لصحته و ثقة نقلته.
و قد عورض ما ذكرنا فی هذا الباب بما روی فی أبی بكر عن ابن عباس و الصحیح فی أمر أبی بكر أنه أول من أظهر إسلامه كذا قال مجاهد و غیره قالوا و منعه قومه.
ص: 256
قال أبو عمر اتفق ابن شهاب و عبد اللّٰه بن محمد بن عقیل و قتادة و ابن إسحاق علی أن أول من آمن (1) من الرجال علی و علی أن خدیجة أول من آمن باللّٰه و رسوله و صدقه فیما جاء به ثم علی بعدها و روی علی بن نافع (2) مثل ذلك.
قال أبو عمر و حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهیر قال حدثنا عبد السلام بن صالح قال حدثنا عبد العزیز بن محمد الدراوردی قال حدثنا عمر و مولی عفرة قال: سئل محمد بن كعب القرظی عن أول من أسلم علی أم أبو بكر
فقال سبحان اللّٰه علی أولهما إسلاما و إنما شبه علی الناس لأن علیا أخفی إسلامه من أبی طالب و أسلم أبو بكر فأظهر إسلامه.
قال أبو عمر و لا شك عندنا أن علیا أولهما إسلاما
ذكر عبد الرزاق فی جامعه عن معمر عن قتادة عن الحسین و غیره قالوا: أول من أسلم بعد خدیجة علی بن أبی طالب علیه السلام.
و روی معمر عن عثمان الجزری عن مقسم عن ابن عباس قال: أول من أسلم علی بن أبی طالب علیه السلام.
قال أبو عمر وَ رَوَی ابْنُ فُضَیْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِ (3) قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ: لَقَدْ عَبَدْتُ اللَّهَ قَبْلَ أَنْ یَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ سِنِینَ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ وَ رُوِیَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
قال أبو عمر و قد روی سالم بن أبی الجعد: قال قلت لابن الحنفیة أبو بكر كان أولهم إسلاما قال لا.
قال أبو عمر
ص: 257
و روی الملائی (1) عن أنس بن مالك: قال بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله(2) یوم الإثنین و صلی علی یوم الثلاثاء.
قال أبو عمر و قال زید بن أرقم: أول من آمن باللّٰه بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی بن أبی طالب علیه السلام.
قال و قد روی حدیث زید بن أرقم من وجوه ذكرها النسائی و أسلم ابن موسی و غیرهما منها ما
حدثنا به عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهیر قال حدثنا علی بن الجعد قال حدثنا شعبة قال أخبرنی عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة الأنصاری قال سمعت زید بن أرقم یقول: أول من صلی مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی بن أبی طالب علیه السلام.
قال أبو عمر و حدثنا أبی قال حدثنا یعقوب بن إبراهیم بن سعد قال حدثنا ابن إسحاق قال حدثنا یحیی بن الأشعث عن إسماعیل بن إیاس عن عفیف عن أبیه عن جده قال: قدمت الحج (3) فأتیت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة و كان امرأ تاجرا فو اللّٰه إنی لعنده بمنی إذ خرج رجل من خباء قریب منه فنظر إلی الشمس فلما رآها قد مالت قام یصلی ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذی خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلی ثم خرج غلام حین راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه (4) فقلت للعباس من هذا قال محمد بن عبد اللّٰه بن عبد المطلب ابن أخی قلت من هذا المرأة قال امرأته خدیجة بنت خویلد قلت من الفتی قال علی بن أبی طالب ابن عمه قلت ما هذا الذی یصنع قال یصلی و یزعم (5) أنه نبی و لم یتبعه إلا امرأته و ابن عمه هذا و یزعم (6) أنه سیفتح علی أمته كنوز كسری و قیصر قال فكان عفیف الكندی یقول و قد أسلم (7) و حسن إسلامه لو كان اللّٰه رزقنی الإسلام یومئذ فكنت أكون ثانیا
ص: 258
مع علی علیه السلام.
قال أبو عمر و قد ذكرنا هذا الحدیث من طرق فی باب عفیف الكندی من هذا الكتاب
قال أبو عمر: و لقد قال علی صلیت مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كذا و كذا لا یصلی معه غیری إلا خدیجة.
فهذه الأخبار و الروایات كلها ذكرها أبو عمر یوسف بن عبد البر فی الكتاب المذكور(1) و هی كما تراها تكاد تكون إجماعا قال أبو عمر و إنما الاختلاف فی كمیة سنه یوم أسلم
ذكر الحسن بن علی بن الحلوانی فی كتاب المعرفة قال حدثنا عبد اللّٰه بن صالح قال حدثنا اللیث بن سعد عن أبی الأسود محمد بن عبد الرحمن: أنه بلغه أن علیا و الزبیر أسلما و هما ابنا ثمانی سنین كذا یقول أبو الأسود بن عروة.
و ذكر أیضا ابن أبی خیثمة عن قتیبة بن سعید عن اللیث بن سعد عن أبی الأسود و ذكره عمر بن شبة عن الخزاعی عن ابن وهب عن اللیث عن أبی الأسود قال اللیث: و هاجرا و هما ابنا ثمان عشرة سنة.
قال أبو عمر: و روی الحسن بن علی الحلوانی قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن: قال أسلم (2) و هو ابن خمس عشرة سنة.
قال أبو عمر و أخبرنا أبو القاسم خلف بن قاسم بن سهل قال حدثنا أبو الحسن علی بن محمد و إسماعیل الطوسی قالا أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهیم السراج قال حدثنا محمد بن مسعود قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن الحسن قال: أسلم علی و هو أول من أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة.
قال أبو عمر و قال ابن إسحاق: هو أول ذكر أسلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة.
و قیل ابن خمس عشرة سنة و قیل ابن ست عشرة سنة و قیل ابن عشر و قیل ابن ثمان.
قال أبو عمر و ذكر عمر بن شبة عن المدائنی عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال: أسلم و هو ابن ثلاث عشرة سنة.
قال و أخبرنا إبراهیم بن المنذر الحزامی قال حدثنا محمد بن طلحة قال حدثنی جدی إسحاق بن یحیی بن طلحة قال: كان
ص: 259
علی بن أبی طالب و الزبیر بن العوام و طلحة بن عبید اللّٰه و سعد بن أبی وقاص أعذارا واحدا(1).
قال و أخبرنا عبد اللّٰه بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا إسماعیل بن علی الخطبی قال حدثنا عبد اللّٰه بن أحمد بن حنبل قال حدثنی أبی قال حدثنا یحیی أبو عمرو قال حدثنا حبان عن معروف عن أبی معشر قال: كان علی و طلحة و الزبیر فی سن واحد.
قال و روی عبد الرزاق عن الحسن و غیره: أن أول من أسلم بعد خدیجة علی بن أبی طالب و هو ابن خمس عشرة سنة(2).
قال أبو عمر و روی أبو زید عمر بن شبة قال حدثنا شریح بن نعمان قال حدثنا الفرات بن السائب عن میمون بن مهران عن ابن عمر قال: أسلم علی و هو ابن ثلاث عشرة سنة و توفی و هو ابن ثلاث و ستین سنة.
قال أبو عمر هذا أصح ما قیل فی ذلك و اللّٰه أعلم انتهی كلام أبی عمر.
و فی كتاب الإستیعاب و اعلم أن شیوخنا المتكلمین لا یكادون یختلفون فی أن أول الناس إسلاما علی بن أبی طالب علیه السلام إلا من عساه خالف فی ذلك من أوائل البصریین فأما الذی تقررت المقالة علیه الآن فهو القول بأنه أسبق الناس إلی الإیمان لا نكاد نجد الیوم (3) فی تصانیفهم و عند متكلمیهم و المحققین منهم خلافا فی ذلك و اعلم أن أمیر المؤمنین علیه السلام ما زال یدعی ذلك لنفسه و یفتخر به و یجعله حجة فی أفضلیته و یصرح بذلك و قد
قال غیر مرة: أنا الصدیق الأكبر و الفاروق الأول أسلمت قبل إسلام أبی بكر و صلیت قبل صلاته.
و روی عنه هذا الكلام بعینه أبو محمد بن قتیبة فی كتاب المعارف و هو غیر متهم فی أمره و من الشعر المروی عنه فی هذا المعنی الأبیات التی أولها
محمد النبی أخی و صنوی (4)***و حمزة سید الشهداء عمی.
و من جملتها:
سبقتكم إلی الإسلام طرا***غلاما ما بلغت أوان حلمی.
و الأخبار الواردة فی هذا الباب كثیرة جدا لا یتسع هذا الكتاب لذكرها فلتطلب
ص: 260
من مظانها و من تأمل كتب السیر و التواریخ عرف من ذلك ما قلناه فأما الذاهبون إلی أن أبا بكر أقدمهما إسلاما فنفر قلیلون و نحن نذكر ما أورده ابن عبد البر فی كتاب الإستیعاب فی ترجمة أبی بكر
قال أبو عمر حدثنی خالد بن قاسم قال حدثنا أحمد بن محبوب قال حدثنا محمد بن عبدوس قال حدثنا أبو بكر بن أبی شیبة قال حدثنا شیخ لنا قال أخبرنا مجالد عن الشعبی قال: سألت ابن عباس أو سئل أی الناس كان أسبق إسلاما فقال أ ما سمعت قول حسان بن ثابت
إذا تذكرت شجوا من أخی ثقة(1)***فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خیر البریة أتقاها و أعدلها***بعد النبی و أوفاها بما حملا
و الثانی التالی المحمود مشهده***و أول الناس منهم صدق الرسلا.
وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِحَسَّانَ هَلْ قُلْتَ فِی أَبِی بَكْرٍ(2) قَالَ نَعَمْ وَ أُنْشِدُهُ هَذِهِ الْأَبْیَاتَ وَ فِیهَا بَیْتٌ رَابِعٌ وَ هُوَ:
وَ ثَانِیَ اثْنَیْنِ فِی الْغَارِ الْمُنِیفَ وَ قَدْ(3)***طَافَ الْعَدُوُّ بِهِ إِذْ صَعِدُوا الْجَبَلَا
فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ أَحْسَنْتَ یَا حَسَّانُ.
و قد روی منها خامس (4)
و كان حزب رسول اللّٰه قد علموا(5)
من البریة لم یعدل به رجلا.
قال أبو عمر: و روی شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهیم النخعی قال: أو من أسلم أبو بكر
قال: و روی الحریری عن أبی نضرة قال: قال أبو بكر لعلی أنا أسلمت قبلك فی حدیث ذكره فلم ینكره علیه.
قال أبو عمر و قال فیه أبو محجن الثقفی:
و سمیت صدیقا و كنت مهاجرا***سواك یسمی باسمه غیر منكر
سبقت إلی الإسلام و اللّٰه شاهد***و كنت جلیسا بالعریش المسهر(6)
ص: 261
و بالغار إذ سمیت بالغار صاحبا(1)***و كنت رفیقا للنبی المطهر.
قَالَ أَبُو عُمَرَ وَ رُوِّینَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی عَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ قَالَ: أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظَ(2) فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ حُرٌّ وَ عَبْدٌ أَبُو بَكْرٍ وَ بِلَالٌ فَأَسْلَمْتُ (3) عِنْدَ ذَلِكَ وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ.
هذا مجموع ما ذكره أبو عمر بن عبد البر فی هذا الباب فی ترجمة أبی بكر و معلوم أنه لا نسبة لهذه الروایات إلی الروایات التی ذكرها فی ترجمة علی الدالة علی سبقه و لا ریب أن الصحیح ما ذكره أبو عمر و أن علیا كان هو السابق و أن أبا بكر أظهر إسلامه (4) فظن أن السبق له.
و أما زید بن حارثة فإن أبا عمر بن عبد البر ذكر فی كتاب الإستیعاب أیضا فی ترجمة زید بن حارثة قال ذكر معمر فی جامعه عن الزهری أنه قال ما علمنا أحدا أسلم قبل زید بن حارثة قال عبد الرزاق و ما أعلم أحدا ذكره غیر الزهری و لم یذكر صاحب الإستیعاب ما یدل علی سبق زید إلا هذه الروایة و استغربها فدل مجموع ما ذكرنا علی أن علیا أول الناس إسلاما و أن المخالف فی ذلك شاذ و الشاذ لا یعتد به انتهی كلامه (5).
و أما الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فقد قال فی كتاب الفصول اجتمعت الأمة(6) علی أن أمیر المؤمنین علیه السلام أول ذكر أجاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله(7) و لم یختلف فی ذلك أحد من أهل العلم إلا أن العثمانیة طعنت فی إیمان أمیر المؤمنین علیه السلام بصغر سنه (8)
ص: 262
فی حال الإجابة و قالوا إنه لم یك فی تلك الحال بالغا فیقع إیمانه علی وجه المعرفة و إن إیمان أبی بكر حصل منه مع الكمال فكان علی الیقین و المعرفة و الإقرار من جهة التقلید و التلقین غیر مساو للإقرار بالمعلوم المعروف بالدلالة فلم یحصل خلاف من القوم فی تقدم الإقرار من أمیر المؤمنین علیه السلام للجماعة و الإجابة منه للرسول علیه و آله السلام و إنما خالفوا فیما ذكرناه و أنا أبین عن غلطهم فیما ذهبوا إلیه من توهین إقرار أمیر المؤمنین و حملهم إیاه علی وجه التلقین دون المعرفة و الیقین بعد أن أذكر خلافا حدث بعد الإجماع من بعض المتكلمین و الناصبة من أصحاب الحدیث.
و ذلك أن هاهنا طائفة تنسب إلی العثمانیة تزعم أن أبا بكر سبق أمیر المؤمنین علیه السلام إلی الإقرار و تعتل فی ذلك بأحادیث مولدة ضعاف منها
أنهم رووا عن أبی نضرة(1) قال: أبطأ علی علیه السلام و الزبیر عن بیعة أبی بكر قال فلقی أبو بكر علیا فقال له أبطأت عن بیعتی و أنا أسلمت قبلك و لقی الزبیر فقال أبطأت عن بیعتی و أنا أسلمت قبلك.
و منها حدیث أبی أمامة عن عمر بن عنبسة قال: أتیت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أول ما بعث و هو بمكة و هو حینئذ مستخف فقلت من أنت فقال أنا نبی قلت و ما النبی قال رسول اللّٰه قلت اللّٰه أرسلك قال نعم قلت له بما أرسلك (2) قال بأن نعبد اللّٰه عز و جل و نكسر الأصنام و نوصل الأرحام قلت نعم ما أرسلك به من تبعك (3) علی هذا الأمر قال حر و عبد(4) یعنی أبا بكر و بلالا و كان عمر یقول لقد رأیتنی و أنا رابع الإسلام قال فأسلمت و قلت أبایعك یا رسول اللّٰه.
و منها حدیث الشعبی قال: سألت ابن عباس أول من أسلم فقال أبو بكر ثم قال أ ما سمعت قول حسان
إذا تذكرت شجوا من أخی ثقة***فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
ص: 263
خیر البریة أعطاها و أعدلها(1)***بعد النبی و أوفاها بما حملا
الثانی التالی المحمود مشهده***و أول الناس منهم صدق الرسلا.
و منها حدیث رووه عن منصور عن مجاهد قال: إن أول من أظهر الإسلام سبعة رسول اللّٰه و أبو بكر و خباب و صهیب و بلال و عمار و سمیة.
و منها حدیث رووه عن عمرو بن مرة قال: ذكرت لإبراهیم النخعی حدیثا فأنكره و قال أبو بكر أول من أسلم.
قال الشیخ أدام اللّٰه عزه فیقال لهم أما الحدیث الأول فإنه رواه أبو نضرة و هذا أبو نضرة مشهور بعداوة أمیر المؤمنین علیه السلام و قد ضمنه ما ینقص أصلا لهم فی الإمامة و لو ثبت لكان أرجح من تقدم إسلام أبی بكر و هو أن أمیر المؤمنین علیه السلام و الزبیر أبطئا عن بیعة أبی بكر و إذا ثبت أنهما أبطئا عن بیعته و تأخرا نقض ذلك قولهم إن الأمة اجتمعت علیه و لم یكن من أمیر المؤمنین علیه السلام كراهیة لأمره فإذا ثبت أن أمیر المؤمنین علیه السلام قد كان متأخرا عن بیعته علی وجه الكراهة لها بدلالة ما رووه من قول أبی بكر له أبطأت عن بیعتی و أنا أسلمت قبلك علی وجه الحجة علیه فی كونه أولی بالإمامة منه ثبت بطلان إمامة أبی بكر لأن أمیر المؤمنین لا یجوز أن یكره الحق و لا أن یتأخر عن الهدی و قد أجمعت الأمة علی أنه لم یوقع خطأ بعد الرسول یعثر علیه طول مدة أبی بكر و عمر و عثمان و إنما ادعت الخوارج الخطأ منه فی آخر أیامه علیه السلام بالتحكیم و ذهبت عن وجه الحق فی ذلك فإذا لم یجز من أمیر المؤمنین علیه السلام التأخر عن الهدی و الكراهة للحق و الجهل بموضع الأفضل بطل هذا الحدیث و ما زلنا نجتهد فی إثبات الخلاف لأمره و الناصبة تحید(2) عن قبول ذلك و تدفعه أشد دفع حتی صاروا یسلمونه طوعا و اختیارا و ینظمونه فی احتجاجهم لفضل صاحبهم و هكذا یفعل اللّٰه تعالی بأهل الباطل یخیبهم و یسلبهم التوفیق حتی یدخلوا فیما یكرهون من حیث لا یشعرون.
علی أن بإزاء هذا الحدیث عن أبی بكر حدیثا(3) ینقضه من طریق أوضح من
ص: 264
طریق أبی نضرة و هو
ما رواه علی بن مسلم الطوسی عن زافر بن سلیمان عن الصلت بن بهرام عن الشعبی قال: مر علی بن أبی طالب علیه السلام و معه أصحابه علی أبی بكر فسلم و مضی فقال أبو بكر من سره أن ینظر إلی أول الناس فی الإسلام سبقا و أقرب الناس من نبینا رحما و أعظمهم دلالة علیه و أفضلهم فداء عنه بنفسه فلینظر إلی علی بن أبی طالب.
و هذا یبطل ما ادعوه علی أبی بكر و أضافه أبو نضرة إلیه.
و أما حدیث عمر بن عنبسة فإنه من طریق أبی أمامة و لا خلاف أن أبا أمامة كان من المنحرفین عن أمیر المؤمنین و المتحیرین عنه (1) و أنه كان فی حیز معاویة(2) ثم فیه عن عمر(3) بأنه شهد لنفسه أنه كان رابع الإسلام و شهادة المرء لنفسه غیر مقبولة إلا أن یكون معصوما أو یدل دلیل علی صدقه و إذا لم یثبت شهادته لنفسه بطل الحدیث بأسره مع أن الروایة قد اختلفت عن عمر من طریق أبی أمامة
فَرُوِیَ عَنْهُ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَاءٍ یُقَالُ لَهُ عُكَاظُ فَقُلْتُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ تَابَعَكَ (4) عَلَی هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ مِنْ بَیْنِ حُرٍّ وَ عَبْدٍ فَأُقِیمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّیْتُ خَلْفَهُ أَنَا وَ أَبُو بَكْرٍ وَ بِلَالٌ وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ رَابِعُ الْإِسْلَامِ.
فاختلف اللفظ و المعنی فی هذین الحدیثین و الواسطة واحد فتارة یذكر مكة و تارة یذكر عكاظ و تارة یذكر أنه وجده مستخفیا بمكة و تارة یذكر أنه كان ظاهرا یقیم الصلاة و یصلی بالناس معه (5) و الحدیث واحد من طریق واحد و هذا أدل دلیل علی فساده.
و أما حدیث الشعبی فقد قابله الحدیث عنه من طریق الصلت بن بهرام المتضمن لضده و فی ذلك إسقاطه مع أنه قد عزاه إلی ابن عباس و المشهور عن ابن عباس ضد ذلك و خلافه أَ لَا تَرَی إِلَی
مَا رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ هَذَانِ أَصْدَقُ عَلَی ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الشَّعْبِیِّ لِأَنَّ أَبَا صَالِحٍ مَعْرُوفٌ بِعِكْرِمَةَ وَ عِكْرِمَةُ مَعْرُوفٌ بِابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
ص: 265
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ قَالُوا وَ لِمَ ذَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَمْ یَكُنْ مَعِی مِنَ الرِّجَالِ غَیْرُهُ.
وَ مِنْ طَرِیقِ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(1): أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِیجَةَ بِنْتِ خُوَیْلِدٍ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ صلوات اللّٰه علیه.
و أما قول حسان فإنه لیس بحجة من قبل أن حسانا كان شاعرا و قصد الدولة و السلطان و قد كان فیه (2) بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله انحراف شدید عن أمیر المؤمنین علیه السلام و كان عثمانیا و حرض الناس علی علی بن أبی طالب علیه السلام و كان یدعو إلی نصرة معاویة و ذلك مشهور عنه فی نظمه أ لا تری إلی قوله:
یا لیت شعری و لیت الطیر تخبرنی***ما كان بین علی و ابن عفانا
ضجوا بأشمط عنوان السجود به (3)***یقطع اللیل تسبیحا و قرآنا
لیسمعن وشیكا فی دیارهم (4)***اللّٰه أكبر یا ثارات عثمانا.
فإن جعلت الناصبة شعر حسان حجة فی تقدیم إیمان أبی بكر فلتجعله حجة فی قتل أمیر المؤمنین عثمان و القطع علی أنه أحض الناس بقتله و أن ثاراته یجب أن یطلب منه فإن قالوا إن حسان غلط فی ذلك قلنا لهم كذلك غلط فی قوله فی أبی بكر و إن قالوا لا یجوز غلطه فی باب أبی بكر لأنه شهد به بحضرة الصحابة فلم یردوا علیه قیل لهم لیس عدم إظهارهم الرد علیه دلیلا علی رضاهم به لأن الجمهور كانوا شیعة أبی بكر و كان المخالفون له فی تقیة من الجهر بالنكیر علیه فی ذلك مخافة الفرقة و الفتنة مع أن قول حسان یحتمل أن یكون أبو بكر من المتقدمین فی الإسلام و الأولین دون أن یكون أول الأولین و لسنا ندفع أن أبا بكر ممن یعد فی المظهرین للإسلام أولا و إنما ننكر أن یكون أول الأولین فلما احتمل قول حسان ما وصفناه لم ینكر المسلمون
ص: 266
علیه ذلك مع أن حسان أیضا قد حرض علی أمیر المؤمنین ظاهرا و دعا إلی مطالبته بثأرات عثمان جهرا فلم ینكر علیه فی الحال (1) فیجب أن یكون مصیبا فی ذلك فإن قالوا هذا شی ء قاله فی مكان دون مكان فلما ظهر عنه أنكره جماعة من الصحابة قیل لهم فإن قنعتم بذلك و اقترحتم فی الدعوی فاقنعوا منا بمثله فیما اعتقدتموه من شعره فی أبی بكر و هذا ما لا فضل فیه (2) علی أن حسان بن ثابت قد شهد فی شعره بإمامة أمیر المؤمنین نصا و ذكر ذلك بحضرة النبی صلی اللّٰه علیه و آله فجزاه خیرا فی قوله:
ینادیهم یوم الغدیر نبیهم***بخم و أسمع بالرسول منادیا.
فی أبیات سأذكرها فی موضعها إن أشاء اللّٰه و شهد أیضا لأمیر المؤمنین علیه السلام بسبق قریش إلی الإیمان حیث یقول:
جزی اللّٰه خیرا و الجزاء بكفه***أبا حسن عنا و من كأبی حسن
سبقت قریشا بالذی أنت أهله***فصدرك مشروح و قلبك ممتحن
فشهد بتقدیم إیمان أمیر المؤمنین علیه السلام الجماعة و هذا مقابل لما تقدم و مسقط له فإن زعموا أن هذا محتمل قیل لهم أما فی تفضیله إیاه علی الكل فلیس بمحتمل و أما فی تقدم الإسلام فإن الظاهر منه یوجبه و إن احتمل (3) فكذلك ما ذكرتموه عنه أیضا محتمل.
و أما روایتهم عن مجاهد فإنها مقصورة علی مذهبه و رأیه و مقاله و بإزاء مجاهد عالم من التابعین ینكرون علیه (4) و یذهبون إلی خلافه فی ذلك و أن أمیر المؤمنین أول الناس إیمانا و هذا القدر كاف فی إبطال قول مجاهد علی أن الثابت عن مجاهد خلاف ما ادعاه هؤلاء القوم و أضافوه إلیه و ضده نقیضه
رَوَی ذَلِكَ مِنْهُمْ مَنْ لَا یُتَّهَمُ عَلَیْهِ سُفْیَانُ بْنُ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ أَثَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:
ص: 267
السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ سَبَقَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ صَاحِبُ یس إِلَی عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ سَبَقَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ.
وَ نَسِیَ النَّاقِلُ عَنْ سُفْیَانَ الْآخَرَ و قد ذكرت فی حدیث غیر هذا أنه مؤمن آل فرعون و هذا یسقط تعلقهم بما ادعوه علی مجاهد.
و أما حدیث عمرو بن مرة عن إبراهیم فهو أیضا نظیر قول مجاهد و إنما أخبر عمرو عن مذهب إبراهیم و الغلط جائز علی إبراهیم و من فوقه و بإزاء إبراهیم من هو فوقه و أجل قدرا منه یدفع قوله و یكذبه فی دعواه كأبی جعفر الباقر و أبی عبد اللّٰه الصادق علیه السلام و من غیر أهل البیت قتادة و الحسن و غیرهما ممن لا یحصی كثرة و فی هذا أیضا غنی عن غیره.
قال الشیخ أدام اللّٰه عزه فهذا جملة ما اعتمد القوم فیما ادعوه من خلافنا فی تقدیم إیمان أمیر المؤمنین علیه السلام و تعلقوا به و قد بینت عوارها(1) و أوضحت حالها و أنا ذاكر طرفا من أسماء من روی أن أمیر المؤمنین علیه السلام كان أسبق الخلق إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أولهم من الذكور إجابة له و إیمانا به
فَمِنْ ذَلِكَ الرِّوَایَةُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ نَفْسَهُ مِنْ طَرِیقِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: اللَّهُمَّ لَا أَعْرِفُ عَبْداً لَكَ عَبَدَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَبْلِی غَیْرَ نَبِیِّهَا صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لَقَدْ صَلَّیْتُ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ أَحَدٌ سَبْعاً.
وَ مِنْ طَرِیقِ الْمِنْهَالِ عَنْ عَبَایَةَ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ.
وَ مِنْ طَرِیقِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَ سِنِینَ وَ لَمْ یُصَلِّ أَحَدٌ غَیْرِی.
وَ مِنْ طَرِیقِ نُوحِ بْنِ قَیْسٍ الطَّاحِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ أَبِی فَاطِمَةَ عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِیَّةِ قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَخْطُبُ عَلَی مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ آمَنْتُ قَبْلَ أَنْ یُؤْمِنَ أَبُو بَكْرٍ وَ أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ یُسْلِمَ.
ص: 268
وَ طَرِیقُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِ سِنِینَ.
وَ مِنْ طَرِیقِ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ خَالِدٍ الْخَفَّافِ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَ هُمْ یَقُولُونَ وَقَعَ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ عُثْمَانَ كَلَامٌ فَقَالَ عُثْمَانُ وَ اللَّهِ أَبُو بَكْرٍ(1) وَ عُمَرُ خَیْرٌ مِنْكَ فَقَالَ كَذَبْتَ وَ اللَّهِ لَأَنَا خَیْرٌ مِنْكَ وَ مِنْهُمَا عَبَدْتُ اللَّهَ قَبْلَهُمَا وَ عَبَدْتُ اللَّهَ بَعْدَهُمَا.
وَ مِنْ طَرِیقِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أَعْتَرِفُ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِكَ عَبَدَكَ قَبْلِی.
وَ قَالَ علیه السلام: قَبْلَ لَیْلَةِ الْهَرِیرِ بِیَوْمٍ وَ هُوَ یُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَی أَهْلِ الشَّامِ أَنَا أَوَّلُ ذَكَرٍ صَلَّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ رَأَیْتُنِی أَضْرِبُ بِسَیْفِی قُدَّامَهُ وَ هُوَ یَقُولُ لَا سَیْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَی إِلَّا عَلِیٌّ حَیَاتُكَ حَیَاتِی وَ مَوْتُكَ مَوْتِی.
وَ قَالَ علیه السلام: وَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ قَوْماً(2) یَطْعَنُونَ عَلَیْهِ فِی الْإِخْبَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ كَلَامٍ خَطَبَهُ بَلَغَنِی أَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنَّ عَلِیّاً یَكْذِبُ فَعَلَی مَنْ أَكْذِبُ أَ عَلَی اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ عَبَدَهُ وَ وَحَّدَهُ أَمْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ نَصَرَهُ.
وَ قَالَ علیه السلام: لَمَّا بَلَغَهُ افْتِخَارُ مُعَاوِیَةَ عِنْدَ أَهْلِ الشَّامِ (3) شِعْرَهُ الْمَشْهُورَ الَّذِی یَقُولُ فِیهِ:
سَبَقْتُكُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ طُرّاً***صَغِیراً مَا بَلَغْتُ أَوَانَ حُلْمِی
وَ أَنَا أَذْكُرُ الشِّعْرَ بِأَسْرِهِ فِی مَوْضِعٍ غَیْرِ هَذَا عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَیْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو أَیُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَیْدٍ الْأَنْصَارِیُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(4) مِنْ طَرِیقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُصَلِّ مَعِی رَجُلٌ غَیْرُهُ.
ص: 269
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ طَرِیقِ عُلَیْمٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُكُمْ وُرُوداً عَلَیَّ الْحَوْضَ أَوَّلُكُمْ إِسْلَاماً عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ طَرِیقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ.
وَ رَوَی أَبُو سُخَیْلَةَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ أَیْضاً قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ آخِذٌ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام یَقُولُ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ.
وَ قَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ أَیْضاً عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ: أَتَیْتُهُ أُوَدِّعُهُ فَقَالَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَعَلَیْكَ بِالشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ تَسْلِیمِهِ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی.
و من ذلك مارواه حذیفة بن الیمان رحمة اللّٰه علیه من طریق قیس بن مسلم عن ربعی بن خراش قال: سألت حذیفة بن الیمان عن علی بن أبی طالب صلی اللّٰه علیه و آله(1) فقال ذاك أقدم الناس سلما و أرجح الناس حلما(2).
و من ذلك مارواه جابر بن عبد اللّٰه الأنصاری رحمة اللّٰه علیه من طریق شریك عن عبد اللّٰه بن محمد بن عقیل عن جابر قال: بعث رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یوم الإثنین و أسلم علی یوم الثلاثاء.
و من ذلك مارواه زید بن أرقم من طریق عمرو بن مرة عن أبی حمزة مولی الأنصار قال سمعت زید بن أرقم یقول: أول من یصلی مع النبی علی بن أبی طالب علیه السلام.
و من ذلك مارواه زید بن صوحان العبدی من طریق عبد اللّٰه بن هشام عن أبیه عن طریف بن عیسی الغنوی: أن زید بن صوحان خطب فی مسجد الكوفة فقال سیروا إلی أمیر المؤمنین و سید المسلمین و أول المؤمنین إیمانا.
و من ذلك ماروته أم سلمة زوج النبی صلی اللّٰه علیه و آله من طریق مساور الحمیری عن أمه
ص: 270
قالت قالت أم سلمة: و اللّٰه لقد أسلم علی بن أبی طالب علیه السلام أول الناس و ما كان كافرا فی حدیث طویل.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ طَرِیقِ أَبِی صَالِحٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ قَالُوا وَ لِمَ ذَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَمْ یَكُنْ مَعِی مِنَ الرِّجَالِ غَیْرُهُ.
وَ مِنْ طَرِیقِ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنْهُ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَ رَوَی مُجَاهِدٌ عَنْهُ أَیْضاً مِثْلَ ذَلِكَ وَ قَدْ سَلَفَ لَنَا فِیمَا مَضَی.
و من ذلك مارواه قثم بن العباس بن عبد المطلب من طریق قیس بن أبی حازم عن أبی إسحاق قال: دخلت علی قثم بن العباس فسألته عن علی علیه السلام فقال كان أولنا برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لحوقا و أشدنا به لصوقا.
و من ذلك مارواه مالك الأشتر رحمة اللّٰه علیه من طریق الفضل بن أدهم المدنی قال سمعت مالك بن الحارث الأشتر فی خطبة خطبها بصفین: معنا ابن عم نبینا و سیف من سیوف اللّٰه علی بن أبی طالب علیه السلام صلی مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله صغیرا و لم یسبقه بالصلاة ذكر و جاهد حتی صار شیخا كبیرا.
و من ذلك مارواه سعید بن قیس من طریق مالك بن قدامة الأرحبی: أن سعید بن قیس خطب الناس بصفین فقال معنا ابن عم نبینا صدق و صلی صغیرا و جاهد مع نبیكم كبیرا.
و من ذلك ما رواه عمرو بن الحمق الخزاعی من طریق عبد اللّٰه بن شریك العامری قال: قام عمرو بن الحمق بصفین فقال یا أمیر المؤمنین أنت ابن عم نبینا و أول المسلمین (1) إیمانا باللّٰه عز و جل.
و من ذلك مارواه هاشم بن عتبة بن أبی وقاص یوم صفین (2): نجاهد فی طاعة اللّٰه
ص: 271
مع ابن عم رسول اللّٰه و أول من آمن باللّٰه و أفقه الناس فی دین اللّٰه (1).
و من ذلك مارواه محمد بن كعب من طریق عمر مولی عفرة عن محمد بن كعب قال: أول من أسلم علی بن أبی طالب علیه السلام.
و من ذلك مارواه مالك بن حویرث من طریق مالك بن الحسن بن مالك قال أخبرنی أبی عن جدی مالك بن حویرث قال: أول من أسلم من الرجال علی بن أبی طالب علیه السلام.
و من ذلك مارواه أبو بكر عتیق بن أبی قحافة و عمر بن الخطاب و أنس بن مالك و عمرو بن العاص و أبو موسی الأشعری و الذی رواه أبو بكر من طریق زافر بن سلیمان عن الصلت بن بهرام عن الشعبی قال: مر علی بن أبی طالب علیه السلام علی أبی بكر و معه أصحابه فسلم علیهم و مضی فقال أبو بكر من سره أن ینظر إلی أول الناس فی الإسلام سبقا و أقرب الناس برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قرابة فلینظر إلی علی بن أبی طالب الحدیث.
و قدمناه فیما مضی.
وَ أَمَّا عُمَرُ فَإِنَّ أَبَا حَازِمٍ مَوْلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ یَقُولُ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كُفُّوا عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ خِصَالًا قَالَ إِنَّكَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ بَعْدِی إِیمَاناً.
و ساق الحدیث.
و أما عمرو بن العاص فإن تمیم بن جدیم الناحی قال: أنا مع أمیر المؤمنین علیه السلام بصفین إذ خرج علیه (2) عمرو بن العاص فأراد أن یكلمه فقال عمرو تكلم فإنك أول من أسلم فاهتدی و وحد فصلی.
«1»- وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو مُوسَی الْأَشْعَرِیُّ مِنْ طَرِیقِ یَحْیَی بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِیهِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ أَبُو مُوسَی الْأَشْعَرِیُّ: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ طَرِیقِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
ص: 272
مَالِكٍ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ سَبْعَ سِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ یُرْفَعْ إِلَی السَّمَاءِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا مِنِّی وَ مِنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ مِنْ طَرِیقِ قَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ السَّدُوسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ یَقُولُ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام صَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلَ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَیَّ وَ عَلَی عَلِیٍّ سَبْعَ سِنِینَ.
و من ذلك ماروی عن قتادة من طریق سعید بن أبی عروبة قال سمعت قتادة یقول: أول من صلی من الرجال علی بن أبی طالب علیه السلام.
و من ذلك ماروی عن أبی إسحاق (1) من طریق یونس بن بكیر عن محمد بن إسحاق قال: كان أول ذكر آمن و صدق علی بن أبی طالب علیه السلام و هو ابن عشر سنین ثم أسلم بعده زید بن حارثة.
و من ذلك ماروی عن الحسن بن زید من طریق إسماعیل بن عبد اللّٰه بن أبی یونس (2) قال أخبرنی أبی عن الحسن بن زید: أن علیا كان أول ذكر أسلم.
فأما الروایة عن آل أبی طالب فی ذلك فإنها أكثر من أن تحصی و قد أجمع بنو هاشم و خاصة آل علی علیهم السلام لا تنازع بینهم علی أن أول من أجاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من الذكور علی بن أبی طالب علیه السلام و نحن أغنیاء بشهرة ذلك عن ذكر طرقه و وجوهه.
فأما الأشعار التی تؤثر عن الصحابة فی الشهادة له علیه السلام بتقدم الإیمان و أنه أسبق الخلق إلیه (3) فقد وردت عن جماعة منهم و ظهرت عنهم علی وجه یوجب العلم و یزیل الارتیاب و لم یختلف فیها من أهل العلم بالنقل و الآثار اثنان فمن ذلك قول خزیمة بن ثابت ذی الشهادتین رحمة اللّٰه علیه
إذا نحن بایعنا علیا فحسبنا***أبو حسن مما یخاف من الفتن (4)
ص: 273
وجدناه أولی الناس بالناس إنه***أطب قریش بالكتاب و بالسنن (1)
و إن قریشا لا یشق غباره***إذا ما جری یوما علی الضمر البدن (2)
ففیه الذی فیهم من الخیر كله***و ما فیهم مثل الذی فیه من حسن
و وصی رسول اللّٰه من دون أهله***و فارسه قد كان فی سالف الزمن
و أول من صلی من الناس كلهم***سوی خیرة النسوان و اللّٰه ذو منن (3)
و صاحب كبش القوم فی كل وقعة(4)***یكون لها نفس الشجاع لدی الذقن
فذاك الذی یثنی الخناصر باسمه***إمامهم حتی أغیب فی الكفن.
و منه قول كعب بن زهیر:
صهر النبی و خیر الناس كلهم***فكل من رامه بالفخر مفخور
صلی الصلاة مع الأمی أولهم***قبل العباد و رب الناس مكفور.
و منه قول حسان بن ثابت جزی اللّٰه خیرا و الجزاء بكفه و قدمنا البیتین فیما سلف و منه قول ربیعة بن الحارث بن عبد المطلب حیث یقول عند بیعة أبی بكر(5).
ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلا(6)***عن هاشم ثم منها عن أبی حسن
أ لیس أول من صلی لقبلتهم***و أعلم الناس بالآثار و السنن
و آخر الناس عهدا بالنبی و من***جبریل عون له فی الغسل و الكفن
من فیه ما فیهم لا یمترون به***و لیس فی القوم ما فیه من الحسن
ما ذا الذی ردكم عنه فنعلمه***ها إن بیعتكم من أول الفتن.
ص: 274
و فی هذا الشعر قطع من قائله علی إبطال إمامة أبی بكر و إثبات الإمامة لأمیر المؤمنین و منه قول الفضل بن عتبة بن أبی لهب فیما رد به علی الولید بن عقبة فی مدیحه لعثمان و مرثیته له و تحریضه علی أمیر المؤمنین فی قصیدته التی یقول فی أولها
ألا إن خیر الناس بعد ثلاثة***قتیل التجوبی الذی جاء من مصر(1).
فقال الفضل:
ألا إن خیر الناس بعد محمد***مهیمنه التالیه فی العرف و النكر
و خیرته فی خیبر و رسوله***بنبذ عهود الشرك فوق أبی بكر(2)
و أول من صلی و صنو نبیه***و أول من أردی الغواة لدی بدر
فذاك علی الخیر من ذا یفوقه***أبو حسن خلف القرابة و الصهر(3)
و فی هذا الشعر دلیل علی تقدم إیمان أمیر المؤمنین علیه السلام و علی أنه كان الأمیر فی سنة تسع علی الجماعة و كان فی جملة رعیته (4) أبو بكر علی خلاف ما ادعاه الناصبة من قولهم إن أبا بكر كان الأمیر علی الجماعة و إن أمیر المؤمنین علیه السلام كان تابعا له.
و منه قول مالك بن عبادة الغافقی حلیف حمزة بن عبد المطلب.
رأیت علیا لا یلبث قرنه***إذا ما دعاه حاسرا أو مسربلا
ص: 275
فهذا و فی الإسلام أول مسلم***و أول من صلی و صام و هللا.
و منه قول عبد اللّٰه بن أبی سفیان بن الحارث بن عبد المطلب:
و كان ولی الأمر بعد محمد***علی و فی كل المواطن صاحبه
وصی رسول اللّٰه حقا و جاره***و أول من صلی و من لان جانبه.
و فی هذا الشعر أیضا دلیل علی اعتقاد هذا الرجل فی أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه أنه كان الخلیفة لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بلا فصل.
و منه قول النجاشی بن الحارث بن كعب:
فقل للمضلل من وائل***و من جعل الغث یوما سمینا
جعلت ابن هند و أشیاعه***نظیر علی أ ما تستحونا
إلی أول الناس بعد الرسول***أجاب الرسول من العالمینا.
و منه قول جریر بن عبد اللّٰه البجلی:
فصلی الإله علی أحمد***رسول الملیك تمام النعم
و صلی علی الطهر من بعده***خلیفتنا القائم المدعم
علیا عنیت وصی النبی***یجالد عنه غواة الأمم
له الفضل و السبق و المكرما***ت و بیت النبوة لا المهتضم.
و فی هذا الشعر أیضا تصریح من قائله بإمامة أمیر المؤمنین علیه السلام بعد الرسول و أنه كان الخلیفة دون من تقدم.
و منه قول عبد اللّٰه بن الحكیم التمیمی (1):
دعانا الزبیر إلی بیعة***و طلحة من بعد ما أنقلا(2)
فقلنا صفقنا بأیماننا***فإن شئتما فخذا الأشملا(3)
نكثتم علیا علی بیعة***و إسلامه فیكم أولا.
و منه قول عبد اللّٰه بن جبل (4) حلیف بنی جمح
ص: 276
لعمری لئن بایعتم ذا حفیظة***علی الدین معروف العفاف موفقا
عفیفا عن الفحشاء أبیض ماجدا***صدوقا و للجبار قدما مصدقا
أبا حسن فارضوا به و تبایعوا***فلیس كمن فیه لدی العیب منطقا(1)
علی وصی المصطفی و وزیره***و أول من صلی لذی العرش و اتقی.
و منه قول أبی الأسود الدؤلی:
و إن علیا لكم مفخر***یشبه بالأسد الأسود
أما إنه ثانی العابدین***بمكة و اللّٰه لم یعبد.
و منه قول زفر بن زید بن حذیفة الأسدی:
فحوطوا علیا و احفظوه فإنه***وصی و فی الإسلام أول أول.
و منه قول قیس بن سعد بن عبادة بصفین:
هذا علی و ابن عم المصطفی***أول من أجابه ممن دعا
هذا الإمام لا نبالی من غوی.
و منه قول هاشم بن عتبة بن أبی وقاص بصفین:
أشلهم بذی الكعوب شلا***مع ابن عم أحمد تجلی
أول من صدقه و صلی
قال الشیخ أدام اللّٰه عزه فأما قول الناصبة إن إیمان أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه لم یقع علی وجه المعرفة و إنما كان علی وجه التقلید و التلقین و ما كان بهذه المنزلة لم یستحق صاحبه المدحة و لم یجب له به الثواب و ادعاؤهم أن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كان فی تلك الحال ابن سبع سنین و من كان هذه سنه لم یكن كامل العقل و لا مكلفا فإنه یقال لهم إنكم قد
جهلتم فی ادعائكم أنه كان وقت مبعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله ابن سبع سنین و قلتم قولا لا برهان علیه یخالف المشهور و یضاد المعروف و ذلك أن جمهور الروایات جاءت بأنه علیه السلام قبض و له خمس و ستون سنة و جاء فی بعضها أن سنه كانت عند وفاته ثلاثا
ص: 277
و ستین سنة(1) فأما سوی هاتین الروایتین فشاذ مطروح قد یعرف فی صحیح النقل و لا یقبله أحد من أهل الروایة و العقل و قد علمنا أن أمیر المؤمنین علیه السلام صحب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ثلاثا و عشرین سنة منها ثلاث عشرة قبل الهجرة و عشر بعدها و عاش بعده ثلاثین سنة و كانت وفاته فی سنة أربعین من الهجرة فإذا حكمنا فی سنه علی خمس و ستین بما تواترت به الأخبار كانت سنه عند مبعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله اثنتی عشرة سنة و إن حكمنا علی ثلاث و ستین كانت سنه عند المبعث عشر سنین و كیف یخرج من هذا الحساب أن یكون سنه عند المبعث سبع سنین اللّٰهم إلا أن یقول قائل إن سنه كانت عند وفاته ستین سنة فیصح ذلك له إلا أنه یكون دافعا للمتواتر من الأخبار منكرا للمشهور من الآثار معتمدا علی الشاذ من الروایات و من صار إلی ذلك كان الأولی فی مناظرته البیان له عن وجه الكلام فی الأخبار و التوقیف علی طرق الفاسد من الصحیح فیها دون المجازفة فی المقالة و كیف یمكن عاقلا سمع الأخبار أو نظر فی شی ء من الآثار أن یدعی أن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه توفی و له ستون سنة مع قوله الشائع عنه الذائع (2) فی الخاص و العام عند ما بلغه من إرجاف (3) أعدائه به فی التدبیر و الرأی:
بَلَغَنِی أَنَّ قَوْماً یَقُولُونَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ شُجَاعٌ لَكِنْ لَا بَصِیرَةَ لَهُ بِالْحَرْبِ
ص: 278
لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَ هَلْ فِیهِمْ أَحَدٌ أَبْصَرُ بِهَا مِنِّی لَقَدْ قُمْتُ فِیهَا(1) وَ مَا بَلَغْتُ الْعِشْرِینَ وَ هَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَی السِّتِّینَ (2) وَ لَكِنْ لَا رَأْیَ لِمَنْ لَا یُطَاعُ (3).
فخبر علیه السلام بأنه قد نیف علی الستین (4) فی وقت عاش بعده دهرا طویلا و ذلك فی أیام صفین و هذا یكذب قول من زعم أنه صلوات اللّٰه و سلامه علیه توفی و له ستون سنة مع أن الروایات قد جاءت مستفیضة ظاهرة بأن سنه علیه السلام كانت عند وفاته بضعا و ستین سنة و فی مجیئها بذلك علی الانتشار دلیل علی بطلان مقال من أنكر ذلك فممن روی ما ذكرناه علی بن عمرو بن أبی سبرة عن عبد اللّٰه بن محمد بن عقیل قال سمعت محمد بن الحنفیة یقول: فی سنة الجحاف (5) حین دخلت سنة إحدی و ثمانین هذه لی خمس و ستون سنة و قد جاوزت سن أبی قلت و كم كان سنه یوم قتل قال ثلاثا و ستین سنة.
و منهم أبو القاسم نعیم قال حدثنا شریك عن أبی إسحاق قال: توفی علی علیه السلام و هو ابن ثلاث و ستین سنة.
و منهم یحیی بن أبی كثیر عن سلمة قال سمعت أبا سعید الخدری یقول: و قد سئل عن سن أمیر المؤمنین صلی اللّٰه علیه و آله یوم قبض كان قد نیف علی الستین.
و منهم ابن عائشة من طریق أحمد بن زكریا قال سمعته یقول: بعث رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و علی علیه السلام ابن عشر سنین و قتل علی و له ثلاث و ستون سنة(6).
و منهم الولید بن هاشم الفخدمی من طریق أبی عبد اللّٰه الكواسجی قال أخبرنا
ص: 279
الولید بأسانید مختلفة: أن علیا صلوات اللّٰه علیه قتل بالكوفة یوم الجمعة لتسع عشرة لیلة خلت من شهر رمضان سنة أربعین و هو ابن خمس و ستین سنة.
فأما من روی أن سنه علیه السلام كانت عند البعثة أكثر من عشر سنین فغیر واحد منهم
عبد اللّٰه بن مسعود من طریق عثمان بن المغیرة عن وهب عنه قال: إن أول شی ء علمته من أمر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أنی قدمت مكة(1) فأرشدونا إلی العباس بن عبد المطلب فانتهینا إلیه و هو جالس إلی زمزم فبینا نحن جلوس إذ أقبل رجل من باب الصفا علیه ثوبان أبیضان علی یمینه غلام مراهق أو محتلم تتبعه امرأة قد سترت محاسنها حتی قصدوا الحجر فاستلمه و الغلام و المرأة ثم طاف بالبیت سبعا و الغلام و المرأة یطوفان معه ثم استقبل الكعبة و قام فرفع یدیه و كبر و قام الغلام علی یمینه و كبر و قامت المرأة خلفهما فرفعت یدیها فكبرت فأطال القنوت (2) ثم ركع فركع الغلام و المرأة معه ثم رفع رأسه فأطال القنوت ثم سجد و یصنعان ما صنع (3) فلما رأینا شیئا ننكره لا نعرف بمكة(4) أقبلنا علی العباس فقلنا یا أبا الفضل إن هذا الدین ما كنا نعرفه قال أجل و اللّٰه ما تعرفون هذا قلنا ما نعرف (5) قال هذا ابن أخی محمد بن عبد اللّٰه و هذا علی بن أبی طالب و هذه المرأة خدیجة بنت خویلد و اللّٰه ما علی وجه الأرض أحد یعبد اللّٰه بهذا الدین إلا هؤلاء الثلاثة.
و روی قتادة عن الحسن و غیره قال: كان أول من آمن علی بن أبی طالب علیه السلام و هو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة.
و روی شداد بن أوس قال: سألت خباب بن الأرت عن إسلام علی بن أبی طالب علیه السلام قال أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة و لقد رأیته یصلی مع النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو یومئذ بالغ مستحكم البلوغ.
ص: 280
و روی علی بن زید عن أبی نضرة قال: أسلم علی علیه السلام و هو ابن أربع عشرة سنة و كان له یومئذ ذؤابة یختلف إلی الكتاب.
و روی عبد اللّٰه بن زیاد عن محمد بن علی قال: أول من آمن باللّٰه علی بن أبی طالب علیه السلام و هو ابن إحدی عشرة سنة.
و روی الحسن بن زید قال: أول من أسلم علی بن أبی طالب علیه السلام و هو ابن خمس عشرة.و قد قال عبد اللّٰه بن أبی سفیان:
و صلی علی مخلصا بصلاته***لخمس و عشر من سنیه كوامل
و خلی أناسا بعده یتبعونه***له عمل أفضل به صنع عامل.
و روی سلمة بن كهیل عن أبیه عن حبة بن جوین العرنی قال: أسلم علی صلوات اللّٰه علیه و كان له ذؤابة یختلف إلی الكتاب.
علی أنا لو سلمنا لخصومنا ما ادعوه من أنه علیه السلام كان له عند المبعث سبع سنین لم یدل ذلك علی صحة ما ذهبوا إلیه من أن إیمانه علی وجه التلقین (1) دون المعرفة و الیقین و ذلك أن صغر السن لا ینافی كمال العقل (2) و لیس دلیل وجوب التكلیف بلوغ الحلم فیراعی ذلك هذا باتفاق أهل النظر و العقول و إنما یراعی بلوغ الحلم فی الأحكام الشرعیة دون العقلیة و قد قال سبحانه فی قصة یحیی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا(3) و قال فی قصة عیسی فَأَشارَتْ إِلَیْهِ قالُوا كَیْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا قالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا وَ جَعَلَنِی مُبارَكاً أَیْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَیًّا(4) فلم ینف صغر سن هذین النبیین علیهما السلام كمال عقلهما أو الحكمة التی آتاهما اللّٰه سبحانه و لو كانت العقول تحیل ذلك لإحالته فی كل أحد(5) و علی كل حال و قد أجمع أهل التفسیر إلا من شذ عنهم فی قوله تعالی وَ شَهِدَ
ص: 281
شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِیصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَ هُوَ مِنَ الْكاذِبِینَ وَ إِنْ كانَ قَمِیصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَ هُوَ مِنَ الصَّادِقِینَ (1) أنه كان طفلا صغیرا فی المهد أنطقه اللّٰه عز و جل حتی برأ یوسف من الفحشاء و أزال عنه التهمة.
و الناصبة إذا سمعت هذا الاحتجاج قالت إن هذا الذی ذكرتموه (2) فیمن عددتموه كان معجزا لخرقه العادة و دلالة لنبی من أنبیاء اللّٰه عز و جل فلو كان أمیر المؤمنین علیه السلام مشاركا لمن وصفتموه فی خرق العادة لكان معجزا له علیه السلام و للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و لیس یجوز أن یكون المعجز له و لو كان للنبی لجعله فی معجزاته و احتج به فی جملة بیناته و لجعله المسلمون فی آیاته فلما لم یجعله رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لنفسه علما و لا عده المسلمون فی معجزاته علمنا أنه لم یجر فیه الأمر علی ما ذكرتموه فیقال لهم لیس كل ما خرق اللّٰه به العادة وجب أن یكون علما و لا لزم أن یكون معجزا و لا شاع علمه فی العالم و لا عرف من جهة الاضطرار و إنما المعجز العلم هو خرق العادة عند دعوة داع أو براءة معروف (3) یجری براءته مجری التصدیق له فی مقاله بل هی تصدیق فی المعنی و إن لم یكن تصدیقا بنفس اللفظ و القول و كلام عیسی علیه السلام إنما كان معجزا لتصدیقه له فی قوله إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِی نَبِیًّا مع كونه خرقا للعادة و شاهدا لبراءة أمه من الفاحشة و لصدقها فیما ادعته من الطهارة و كانت حكمة یحیی علیه السلام فی حال صغره تصدیقا له فی دعوته فی الحال و لدعوة أبیه زكریا فصارت مع كونها خرق العادة(4) دلیلا و معجزا و كلام الطفل فی براءة یوسف إنما كان معجزا لخرق العادة بشهادته لیوسف علیه السلام للصدق فی براءة ساحته و یوسف علیه السلام نبی مرسل فثبت أن الأمر علی ما ذكرناه و لم یك كمال عقل أمیر المؤمنین علیه السلام شاهدا فی شی ء مما ادعاه (5) و لا استشهد
ص: 282
هو علیه السلام به فیكون مع كونه خرقا للعادة معجزا و لو استشهد به علیه السلام أو شهد علی حد ما شهد الطفل لیوسف و كلام عیسی له و لأمه و كلام یحیی لأبیه بما یكون فی المستقبل و الحال لكان لخصومنا وجه للمطالبة بذكر ذلك فی المعجزات لكن لا وجه له علی ما بیناه.
علی أن كمال عقل أمیر المؤمنین لم یكن ظاهرا للحواس و لا معلوما باضطرار فیجری مجری كلام المسیح و حكمة یحیی و كلام شاهد یوسف فیمكن الاعتماد علیه فی المعجزات و إنما كان طریق العلم به مقال الرسول صلی اللّٰه علیه و آله(1) و الاستدلال الشاق بالنظر الثاقب و السبر(2) لحاله علیه السلام و علی مرور الأوقات بسماع كلامه و التأمل لاستدلالاته و النظر فیما یؤدی إلی معرفته و فطنته ثم لا یحصل ذلك إلا لخاص من الناس (3) و من عرف وجوه الاستنباطات و ما جری هذا المجری فارق حكمه حكم ما سلف للأنبیاء من المعجزات و ما كان لنبینا صلی اللّٰه علیه و آله من الأعلام إذ تلك بظواهرها تقدح (4) فی القلوب أسباب الیقین و تشترك الجمیع فی علم الحال الظاهرة منها المنبئة عن خرق العادات دون أن تكون مقصورة علی ما ذكرناه من البحث الطویل و الاستقراء للأحوال علی مرور الأوقات أو الرجوع فیه إلی نفس قول الرسول صلی اللّٰه علیه و آله الذی یحتاج فی العلم به إلی النظر فی معجز غیره و الاعتماد علی ما سواه من البینات فلا ینكر أن یكون الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إنما عدل عن ذكر ذلك و احتجاجه به فی جملة آیاته لما وصفناه.
و شی ء آخر و هو أنه لا ینكر(5) أن یكون اللّٰه سبحانه علم من مصلحة خلقه الكف من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عن الاحتجاج بذلك و الدعاء إلی النظر فیه و أن اعتماده علی ما ظاهره خرق العادة أولی فی مصلحة الدین و شی ء آخر و هو أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و إن لم یحتج به علی التفصیل و التعیین فقد فعل ما یقوم مقام الاحتجاج به علی البصیرة و الیقین فابتدأ
ص: 283
علیا علیه السلام بالدعوة قبل الذكور كلهم ممن ظاهره البلوغ و افتتح بدعوته قبل أداء رسالته و اعتمد علیه فی إیداعه سره و أودعه ما كان خائفا من ظهوره عنه فدل باختصاصه بذلك علی ما یقوم مقام قوله صلی اللّٰه علیه و آله إنه معجز له و إن بلوغ عقله علم علی صدقه ثم جعل ذلك من مفاخره و جلیل مناقبه و عظیم فضائله و نوه بذكره و شهره بین أصحابه و احتج له به فی اختصاصه و كذلك فعل أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه فی ادعائه له فاحتج به علی خصومه و تمدح به بین أولیائه و أعدائه و فخر به علی جمیع أهل زمانه و ذلك هو معنی النطق بالشهادة بالمعجز له بل هو الحجة فی كونه نائبا بالقوم (1) بما خصه اللّٰه تعالی منه و نفس الاحتجاج بعلمه و دلیل اللّٰه و برهانه و هذا یسقط ما اعتمدوه: و مما یدل علی أن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كان عند بعثة النبی صلی اللّٰه علیه و آله بالغا مكلفا و أن إیمانه به كان بالمعرفة و الاستدلال و أنه وقع علی أفضل الوجوه و آكدها فی استحقاق عظیم الثواب أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله مدحه به و جعله من فضائله و ذكره فی مناقبه و لم یك بالذی یفضل بما لیس بفضل و یجعل فی المناقب ما لا یدخل فی جملتها و یمدح علی ما لا یستحق علیه الثواب فلما مدح رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أمیر المؤمنین علیه السلام بتقدمه الإیمان فیما ذكرناه آنفا من قوله لفاطمة علیها السلام: أ ما ترضین أنی زوجتك أقدمهم سلما.
وقوله فی روایة سلمان: أول هذه الأمة ورودا علی نبیها الحوض أولها إسلاما علی بن أبی طالب.
وقوله: لقد صلت الملائكة علی و علی علی سبع سنین و ذلك أنه لم یكن من الرجال أحد یصلی غیری و غیره.
و إذا كان الأمر علی ما وصفناه فقد ثبت أن إیمانه علیه السلام وقع بالمعرفة و الیقین دون التقلید و التلقین لا سیما و قد سماه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إیمانا و إسلاما و ما یقع من الصبیان علی وجه التلقین لا یسمی علی الإطلاق الدینی إیمانا و إسلاما.
و یدل علی ذلك أیضا أن أمیر المؤمنین علیه السلام قد تمدح به و جعله من مفاخره و احتج به علی أعدائه و كرره فی غیر مقام من مقاماته حیث
یقول: اللّٰهم إنی لا أعرف عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلی.
وقوله علیه السلام: أنا الصدیق الأكبر
ص: 284
آمنت قبل أن یؤمن أبو بكر و أسلمت قبل أن یسلم.
و قوله صلی اللّٰه علیه و آله لعثمان: أنا خیر منك و منهما عبدت اللّٰه قبلهما و عبدت اللّٰه بعدهما.
و قوله: أنا أول ذكر صلی.
و قوله صلی اللّٰه علیه و آله: علی من أكذب أ علی اللّٰه فأنا أول من آمن به.
و عبده فلو كان إیمانه علی ما ذهبت إلیه الناصبة من جهة التلقین و لم یكن له معرفة و لا علم بالتوحید لما جاز منه علیه السلام أن یتمدح بذلك و لا أن یسمیه عبادة و لا أن یفخر به (1) علی القوم و لا أن یجعله تفضیلا له علی أبی بكر و عمر و لو أنه فعل من ذلك ما لا یجوز لرده علیه مخالفوه و اعترضه فیه مضادوه و حاجه فی بطلانه مخاصموه و فی عدول القوم عن الاعتراض علیه فی ذلك و تسلیم الجماعة له ذلك دلیل علی ما ذكرناه و برهان علی فساد قول الناصبة الذی حكیناه و لیس یمكن أن یدفع ما رویناه فی هذا الباب من الأخبار لشهرتها و إجماع الفریقین من الناصبة و الشیعة علی روایتها و من تعرض للطعن فیها مع ما شرحناه لم یمكنه الاعتماد علی تصحیح خبر وقع فی تأویله الاختلاف و فی ذلك إبطال جمهور الأخبار و إفساد عامة الآثار و هب من لا یعرف الحدیث و لا خالط أهل العلم (2) یقدم علی إنكار بعض ما رویناه أو یعاند فیه بعض العارفین به و یغتنم الفرصة بكونه خاصا فی أهل العلم كیف یمكن دفع شعر أمیر المؤمنین علیه السلام فی ذلك و قد شاع من شهرته علی حد یرتفع فیه الخلاف و انتشر حتی صار مسموعا من العامة فضلا عن الخواص (3)
فِی قَوْلِهِ علیه السلام:
مُحَمَّدٌ النَّبِیُّ أَخِی وَ صِنْوِی***وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ عَمِّی
وَ جَعْفَرٌ الَّذِی یُضْحِی وَ یُمْسِی***یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ ابْنُ أُمِّی
وَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ سَكَنِی وَ عِرْسِی***مُسَاطٌ لَحْمُهَا بِدَمِی وَ لَحْمِی (4)
وَ سِبْطَا أَحْمَدَ وَلَدَایَ مِنْهَا***فَمَنْ فِیكُمْ لَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِی (5)
ص: 285
سَبَقْتُكُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ طُرّاً***عَلَی مَا كَانَ مِنْ عِلْمِی وَ فَهْمِی (1)
وَ أَوْجَبَ لِیَ الْوَلَاءَ مَعاً عَلَیْكُمْ***خَلِیلِی یَوْمَ دَوْحِ غَدِیرِ خُمٍ (2).
و فی هذا الشعر كفایة فی البیان عن تقدم إیمانه علیه السلام و أنه وقع مع المعرفة بالحجة و البیان و فیه أیضا أنه كان الإمام بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بدلیل المقال الظاهر فی یوم الغدیر الموجب للاستخلاف (3).
وَ مِمَّا یُؤَیِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَسْوَدِ الْبَكْرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ صَلَّتْ خَدِیجَةُ مَعَهُ وَ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام إِلَی الصَّلَاةِ مَعَهُ یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ فَقَالَ لَهُ أَنْظِرْنِی حَتَّی أَلْقَی أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهَا أَمَانَةٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَإِنْ كَانَتْ أَمَانَةً فَقَدْ أَسْلَمْتُ لَكَ فَصَلَّی مَعَهُ وَ هُوَ ثَانِی یَوْمِ الْبَعْثِ.
وَ رَوَی الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مِثْلَهُ وَ قَالَ فِی حَدِیثِهِ إِنَّ هَذَا دِینٌ یُخَالِفُ دِینَ أَبِی حَتَّی أَنْظُرَ فِیهِ وَ أُشَاوِرَ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ انْظُرْ وَ اكْتُمْ قَالَ فَمَكَثَ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ بَلْ أَجَبْتُكَ وَ أُصَدِّقُ بِكَ فَصَدَّقَهُ وَ صَلَّی مَعَهُ.
و روی هذا المعنی بعینه و هذا المقال من أمیر المؤمنین علیه السلام علی اختلاف فی اللفظ و اتفاق فی المعنی كثیرة(4) من حملة الآثار و هو یدل علی أن أمیر المؤمنین علیه السلام كان مكلفا عارفا فی تلك الحال بتوقفه و استدلاله و تمییزه بین مشورة أبیه و بین الإقدام علی القبول و الطاعة للرسول من غیر فكرة و لا تأمل ثم خوفه إن ألقی ذلك إلی أبیه أن یمنعه منه مع أنه حق فیكون قد صد
عن الحق فعدل عن ذلك إلی القبول و عدل إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع أمانته و ما كان یعرفه من صدقه فی مقاله و ما سمعه من القرآن الذی نزل علیه و أراه اللّٰه من برهانه أنه رسول محق
ص: 286
فآمن به و صدقه و هذا بعد أن میز بین الأمانة و غیرها و عرف حقها و كره أن یفشی سر الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و قد ائتمنه علیه و هذا لا یقع باتفاق من صبی لا عقل له و لا یحصل ممن لا تمییز معه.
و یؤید أیضا ما ذكرناه أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله بدأ به فی الدعوة قبل الذكور كلهم و إنما أرسله اللّٰه تعالی إلی المكلفین فلو لم یعلم أنه عاقل مكلف لما افتتح به أداء رسالته و قدمه فی الدعوة علی جمیع من بعث إلیه لأنه لو كان الأمر علی ما ادعته الناصبة لكان صلی اللّٰه علیه و آله قد عدل عن الأولی و تشاغل بما لم یكلفه عن أداء ما كلفه و وضع فعله فی غیر موضعه و رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یجل عن ذلك.
و شی ء آخر و هو أنه صلی اللّٰه علیه و آله دعا علیا علیه السلام فی حال كان مستترا فیها بدینه (1) كاتما لأمره خائفا إن شاع من عدوه فلا یخلو أن یكون قد كان واثقا من أمیر المؤمنین علیه السلام بكتم سره و حفظ وصیته و امتثال أمره و حمله من الدین ما حمله أو لم یكن واثقا بذلك فإن كان واثقا فلم یثق به إلا و هو فی نهایة كمال العقل و علی غایة الأمانة و صلاح السریرة و العصمة و الحكمة و حسن التدبیر لأن الثقة بما وصفنا دلیل جمیع ما شرحناه علی الحال التی قدمنا وصفها(2) و إن كان غیر واثق من أمیر المؤمنین علیه السلام بحفظ سره و غیر آمن من تضییعه و إذاعة أمره فوضعه عنده من التفریط(3) و ضد الحزم و الحكمة و التدبیر حاشی الرسول من ذلك و من كل صفة نقص و قد أعلی اللّٰه عز و جل رتبته و أكذب مقال من ادعی ذلك فیه و إذا كان الأمر علی ما بیناه فما تری الناصبة قصدت بالطعن فی إیمان أمیر المؤمنین علیه السلام إلا عیب الرسول و الذم لأفعاله و وصفه بالعبث و التفریط و وضع الأشیاء غیر مواضعها و الإزراء علیه (4) فی تدبیراته و ما أراد مشایخ القوم و من ألقی هذا المذهب إلیهم إلا ما ذكرناه وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (5).
ص: 287
أقول: إنما لم نبال بإیراد هذا الكلام الطویل الذیل لكثرة طائله و وثاقة دلائله و علو شأن قائله حشره اللّٰه تعالی مع أئمته علیه السلام و ذكر الشیخ أبو الفتح الكراجكی فی كنز الفوائد(1) كلاما مشبعا فی ذلك و أورد أخبارا كثیرة تركناها حذرا من الإسهاب و حجم الكتاب.
1 قب، المناقب لابن شهرآشوب الهجرة و أولها إلی الشعب و هو شعب أبی طالب و عبد المطلب و الإجماع أنهم كانوا بنی هاشم و قال اللّٰه تعالی فیهم وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ(2).
و ثانیها هجرة الحبشة فی معرفة النسوی قال: أمرنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أن ننطلق مع جعفر إلی أرض النجاشی فخرج فی اثنین و ثمانین رجلا.
الواحدی نزل فیهم إِنَّما یُوَفَّی الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَیْرِ حِسابٍ (3) حین لم یتركوا دینهم و لما اشتد علیهم الأمر صبروا و هاجروا.
و ثالثها للأنصار الأولین و هم العقبیون بإجماع أهل الأثر و كانوا سبعین رجلا و أول من بایع فیه أبو الهیثم بن التیهان و رابعها للمهاجرین إلی المدینة و السابق فیه مصعب بن عمیر و عمار بن یاسر و أبو سلمة المخزومی و عامر بن ربیعة و عبد اللّٰه بن جحش و ابن أم مكتوم و بلال و سعد ثم ساروا أرسالا(4) قال ابن عباس نزل فیهم وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ
ص: 288
حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ (1) ذكر المؤمنین ثم المهاجرین ثم المجاهدین و فضل علیهم كلهم فقال وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فعلی علیه السلام سبقهم بالإیمان ثم بالهجرة إلی الشعب ثم بالجهاد ثم سبقهم بعد هذه الثلاثة الرتب بكونه من ذوی الأرحام.
فأما أبو بكر فقد هاجر إلی المدینة إلا أن لعلی مزایا فیها علیه و ذلك أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله أخرجه مع نفسه أو خرج هو لعلة و ترك علیا للمبیت باذلا مهجته فبذل النفس أعظم من الاتقاء علی النفس فی الهرب إلی الغار
و قد روی أبو المفضل الشیبانی (2) بإسناده عن مجاهد قال: فخرت عائشة بأبیها و مكانه مع رسول اللّٰه فی الغار فقال عبد اللّٰه بن شداد بن الهاد فأین أنت من علی بن أبی طالب حیث نام فی مكانه و هو یری أنه یقتل فسكتت و لم تحر جوابا.
و شتان بین قوله وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (3) و بین قوله لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا(4) و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله معه یقوی قلبه و لم یكن مع علی و هو لم یصبه وجع و علی یرمی بالحجارة و هو مختف فی الغار و علی ظاهر للكفار و استخلفه الرسول لرد الودائع لأنه كان أمینا فلما أداها قام علی الكعبة فنادی بصوت رفیع یا أیها الناس هل من صاحب أمانة هل من صاحب وصیة هل من صاحب عدة له قبل رسول اللّٰه فلما لم یأت أحد لحق بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله.
و كان ذلك (5) دلالة علی خلافته و أمانته و شجاعته.
و حمل نساء الرسول خلفه بعد ثلاثة أیام و فیهن عائشة فله المنة علی أبی بكر بحفظ ولده و لعلی علیه السلام المنة علیه فی هجرته و علی ذو الهجرتین و الشجاع البائت بین
ص: 289
أربع مائة سیف و إنما أباته علی فراشه ثقة بنجدته فكانوا محدقین به إلی طلوع الفجر لیقتلوه ظاهرا فیذهب دمه بمشاهدة بنی هاشم قاتلیه من جمیع القبائل قال ابن عباس فكان من بنی عبد شمس عتبة و شیبة ابنا ربیعة بن هشام و أبو سفیان و من بنی نوفل طعمة بن عدی و جبیر بن مطعم و الحارث بن عامر و من بنی عبد الدار النضر بن الحارث و من بنی أسد أبو البختری و زمعة بن الأسود و حكیم بن حزام و من بنی مخزوم أبو جهل و من بنی سهم نبیه و منبه ابنا الحجاج و من بنی جمح أمیة بن خلف ممن لا یعد من قریش و وصی إلیه فی ماله و أهله و ولده فأنامه منامه و أقامه مقامه و هذا دلالة(1) علی أنه وصیه.
تاریخی [تَارِیخَا] الْخَطِیبِ وَ الطَّبَرِیِّ وَ تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ وَ الْقَزْوِینِیِّ: فِی قَوْلِهِ وَ إِذْ یَمْكُرُ بِكَ الَّذِینَ كَفَرُوا(2) وَ الْقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ جَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ لَا تَبِتْ هَذِهِ اللَّیْلَةَ عَلَی فِرَاشِكَ الَّذِی كُنْتَ تَبِیتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا كَانَ الْعَتَمَةُ(3) اجْتَمَعُوا عَلَی بَابِهِ یَرْصُدُونَهُ فَقَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام نَمْ عَلَی فِرَاشِی وَ اتَّشِحْ بِبُرْدِیَ الْحَضْرَمِیِّ الْأَخْضَرِ وَ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَرَفُوهُ فَقَالُوا أَیْنَ صَاحِبُكَ فَقَالَ لَا أَدْرِی أَ وَ رَقِیباً كُنْتُ عَلَیْهِ أَمَرْتُمُوهُ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ.
أَخْبَارُ أَبِی رَافِعٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِی بِالْهِجْرَةِ وَ إِنِّی آمُرُكَ أَنْ تَبِیتَ عَلَی فِرَاشِی وَ إِنَّ قُرَیْشاً إِذَا رَأَوْكَ لَمْ یَعْلَمُوا بِخُرُوجِی.
الطبری و الخطیب و القزوینی و الثعلبی و نجی اللّٰه رسوله من مكرهم و كان مكر اللّٰه تعالی بیات علی علی فراشه.
عمار و أبو رافع و هند بن أبی هالة: أن أمیر المؤمنین علیه السلام وثب و شد علیهم بسیفه فانحازوا عنه.
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: وَ مَضَی رَسُولُ اللَّهِ وَ اضْطَجَعْتُ
ص: 290
فِی مَضْجَعِهِ أَنْتَظِرُ مَجِی ءَ الْقَوْمِ إِلَیَّ حَتَّی دَخَلُوا عَلَیَّ فَلَمَّا اسْتَوَی بِی وَ بِهِمُ الْبَیْتُ نَهَضْتُ إِلَیْهِمْ بِسَیْفِی فَدَفَعْتُهُمْ عَنْ نَفْسِی بِمَا قَدْ عَلِمَهُ النَّاسُ.
فلما أصبح علیه السلام امتنع ببأسه و له عشرون سنة و أقام بمكة وحده مراغما لأهلها(1) حتی أدی إلی كل ذی حق حقه.
مُحَمَّدٌ الْوَاقِدِیُّ وَ أَبُو الْفَرَجِ النَّجْدِیُّ وَ أَبُو الْحَسَنِ الْبَكْرِیُّ وَ إِسْحَاقُ الطَّبَرَانِیُّ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا عَزَمَ عَلَی الْهِجْرَةِ قَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ إِنَّ مُحَمَّداً مَا خَرَجَ إِلَّا خَفِیّاً وَ قَدْ طَلِبَتْهُ قُرَیْشٌ أَشَدَّ طَلَبٍ وَ أَنْتَ تَخْرُجُ جِهَاراً فِی أَثَاثٍ (2) وَ هَوَادِجَ وَ مَالٍ وَ رِجَالٍ وَ نِسَاءٍ تَقْطَعُ بِهِمُ السَّبَاسِبَ (3) وَ الشِّعَابَ مِنْ بَیْنِ قَبَائِلِ قُرَیْشٍ مَا أَرَی لَكَ أَنْ تَمْضِیَ إِلَّا فِی خَفَارَةِ خُزَاعَةَ(4) فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام:
إِنَّ الْمَنِیَّةَ شَرْبَةٌ مَوْرُودَةٌ***لَا تَجْزَعَنَّ وَ شُدَّ لِلتَّرْحِیلِ
إِنَّ ابْنَ آمِنَةَ النَّبِیَّ مُحَمَّداً***رَجُلٌ صَدُوقٌ قَالَ عَنْ جِبْرِیلَ
أَرْخِ الزِّمَامَ وَ لَا تَخَفْ مِنْ عَائِقٍ***فَاللَّهُ یُرْدِیهِمْ عَنِ التَّنْكِیلِ
إِنِّی بِرَبِّی وَاثِقٌ وَ بِأَحْمَدَ***وَ سَبِیلُهُ مُتَلَاحِقٌ بِسَبِیلِی
قَالُوا فَكَمَنَ مهلع غُلَامُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِی سُفْیَانَ فِی طَرِیقِهِ بِاللَّیْلِ فَلَمَّا رَآهُ سَلَّ سَیْفَهُ وَ نَهَضَ إِلَیْهِ فَصَاحَ عَلِیٌّ صَیْحَةً خَرَّ عَلَی وَجْهِهِ وَ جَلَّلَهُ بِسَیْفِهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا شَارَفَ ضَجْنَانَ (5) أَدْرَكَهُ الطُّلَّبُ بِثَمَانِیَةِ فَوَارِسَ وَ قَالُوا یَا غُدَرُ ظَنَنْتَ أَنَّكَ نَاجٍ بِالنِّسْوَةِ الْقِصَّةَ.
و كان اللّٰه تعالی قد فرض علی الصحابة الهجرة و علی علی علیه السلام المبیت ثم الهجرة.
إنه تعالی (6) قد كان امتحنه بمثل ما امتحن به إبراهیم بإسماعیل و عبد المطلب بعبد اللّٰه
ص: 291
ثم إن التفدیة كانت دابة فی الشعب فإن كان بات أبو بكر فی الغار ثلاث لیال فإن علیا علیه السلام بات علی فراش النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی الشعب ثلاث سنین و فی روایة أربع سنین.
الْعُكْبَرِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ الْفَنْجَكِرْدِیُ (1) فِی سَلْوَةِ الشِّیعَةِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ:
وَقَیْتُ بِنَفْسِی خَیْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَی***وَ مَنْ طَافَ بِالْبَیْتِ الْعَتِیقِ وَ بِالْحِجْرِ
مُحَمَّدٌ لَمَّا خَافَ أَنْ یَمْكُرُوا بِهِ***فَوَقَاهُ رَبِّی ذُو الْجَلَالِ مِنَ الْمَكْرِ
وَ بِتُّ أُرَاعِیهِمْ وَ مَا یَلْبَثُونَنِی (2)***وَ قَدْ صَبَرْتُ نَفْسِی عَلَی الْقَتْلِ وَ الْأَسْرِ
وَ بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ فِی الْغَارِ آمِناً***وَ ذَلِكَ فِی حِفْظِ الْإِلَهِ وَ فِی سَتْرٍ
أَرَدْتُ بِهِ نَظَرَ الْإِلَهِ تَبَتُّلًا(3)***وَ أَضْمَرْتُهُ حَتَّی أُوَسَّدَ فِی قَبْرِی
و كلما كانت المحنة أغلظ كان الأجر أعظم و أدل علی شدة الإخلاص و قوة البصیرة و الفارس یمكنه الكر و الفر و الروغان (4) و الجولان و الراجل قد ارتبط روحه و أوثق نفسه و بدنه (5) محتسبا صابرا علی مكروه الجراح و فراق المحبوب فكیف النائم علی الفراش بین الثیاب و الریاش (6).
أقول: أوردنا أكثر أخبار هذا الباب فی باب أنه نزل فیه علیه السلام وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِی و فی باب الهجرة.
و قال عبد الحمید بن أبی الحدید فی شرح قول أمیر المؤمنین صلی اللّٰه علیه و آله: فلا تبرءوا منی فإنی ولدت علی الفطرة و سبقت إلی الإیمان و الهجرة(7).
فإن قیل كیف
ص: 292
قال إنه سبق إلی الهجرة و معلوم أن جماعة من المسلمین هاجروا قبله منهم عثمان بن مظعون و غیره و قد هاجروا فی صحبة النبی صلی اللّٰه علیه و آله(1) و تخلف علی علیه السلام فبات علی فراش رسول اللّٰه و مكث أیاما یرد الودائع التی كانت عنده ثم هاجر بعد ذلك و الجواب أنه لم یقل و سبقت كل الناس و إنما قال و سبقت فقط و لا یدل ذلك علی سبقه للناس كافة و لا شبهة أنه سبق معظم المهاجرین إلی الهجرة و لم یهاجر قبله أحد إلا نفر یسیر جدا و أیضا فقد قلنا إنه علل أفضلیته و تحریم البراءة منه مع الإكراه بمجموع أمور منها ولادته علی الفطرة و منها سبقه إلی الإیمان و منها سبقه إلی الهجرة و هذه الأمور الثلاثة لم تجتمع لأحد غیره فكان بمجموعها متمیزا كل أحد من الناس و أیضا فإن اللام فی الهجرة یجوز أن لا تكون للمعهود السابق بل تكون للنجس و أمیر المؤمنین علیه السلام سبق أبا بكر و غیره إلی الهجرة التی قبل هجرة المدینة فإن النبی صلی اللّٰه علیه و آله هاجر من مكة مرارا یطوف علی أحیاء العرب و ینتقل من أرض قوم إلی غیرها و كان علی معه دون غیره أما هجرته إلی بنی شیبان فما اختلف أحد من أهل السیرة أن علیا كان معه و أبو بكر و أنهم غابوا عن مكة ثلاثة عشر یوما و عادوا إلیها لما لم یجدوا عند بنی شیبان ما أرادوه من النصرة و روی المدائنی فی كتاب الأمثال عن المفضل الضبی: أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لما خرج عن مكة یعرض نفسه علی قبائل العرب خرج إلی ربیعة و معه علی و أبو بكر.
فأما هجرته إلی الطائف فكان معه علی علیه السلام و زید بن حارثة فی روایة أبی الحسن المدائنی و لم یكن معهم أبو بكر و أما روایة
محمد بن إسحاق فإنه قال: كان معه زید بن حارثة وحده و غاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إلی بنی عامر بن صعصعة(2) و إخوانهم من قیس و غیلان و إنه لم یكن معه إلا علی وحده و ذلك عقیب وفاة أبی طالب أوحی إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله اخرج منها فقد مات ناصرك فخرج إلی بنی عامر بن صعصعة و معه علی وحده فعرض نفسه علیهم و سألهم النصرة و تلا علیهم القرآن فلم یجیبوه فعاد
ص: 293
علیه السلام إلی مكة.
و كانت مدة غیبته فی هذه الهجرة عشرة أیام و هی أول هجرة هاجرها صلی اللّٰه علیه و آله بنفسه فأما أول هجرة هاجرها أصحابه و لم یهاجر بنفسه فهجرة الحبشة هاجر فیها كثیر من أصحابه إلی بلاد الحبشة منهم فی البحر(1) جعفر بن أبی طالب فغابوا عنه سنین ثم قدم علیه منهم من سلم و طالت مدته (2) و كان قدوم جعفر علیه عام فتح خیبر
فقال صلی اللّٰه علیه و آله: ما أدری بأیهما أنا أسر بقدوم جعفر أم بفتح خیبر(3).
كیفیة معاشرتهما و بیان حاله فی حیاة الرسول و فیه أنه علیه السلام یذكر متی ما ذكر النبی صلی اللّٰه علیه و آله
«1»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب: كَانَ أَبُو طَالِبٍ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ رَبَّیَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَبَّی النَّبِیُّ وَ خَدِیجَةُ لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.
وَ سَمِعْتُ مُذَاكَرَةً: أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ عَلِیٌّ علیه السلام لَمْ یَفْتَحْ عَیْنَیْهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامِ فَجَاءَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ وَ نَظَرَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ خَصَّنِی بِالنَّظَرِ وَ خَصَصْتُهُ بِالْعِلْمِ.
تاریخی [تَارِیخَا] الطَّبَرِیِّ وَ الْبَلاذُرِیِّ وَ تفسیر [تَفْسِیرَا] الثَّعْلَبِیِّ وَ الْوَاحِدِیِّ وَ شَرَفُ النَّبِیِّ وَ أَرْبَعِینُ الْخُوارِزْمِیِّ وَ دَرَجَاتُ مَحْفُوظِ الْبُسْتِیِّ وَ مَغَازِی مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَ مَعْرِفَةُ أَبِی یُوسُفَ النَّسَوِیِّ أَنَّهُ قَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ شَدِیدَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِیَالٍ كَثِیرَةٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَمْزَةَ وَ الْعَبَّاسِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ قَدْ
ص: 294
أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَوْنَ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ بِنَا(1) نُخَفِّفْ مِنْ عِیَالِهِ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ طَلَبُوهُ بِذَلِكَ فَقَالَ إِذَا تَرَكْتُمْ لِی عَقِیلًا فَافْعَلُوا مَا شِئْتُمْ فَبَقِیَ عَقِیلٌ عِنْدَهُ إِلَی أَنْ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ ثُمَّ بَقِیَ وَحْدَهُ (2) إِلَی أَنْ أُخِذَ یَوْمَ بَدْرٍ وَ أَخَذَ حَمْزَةُ جَعْفَراً فَلَمْ یَزَلْ مَعَهُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ الْإِسْلَامِ إِلَی أَنْ قُتِلَ حَمْزَةُ وَ أَخَذَ الْعَبَّاسُ طَالِباً وَ كَانَ مَعَهُ إِلَی یَوْمِ بَدْرٍ ثُمَّ فُقِدَ فَلَمْ یُعْرَفْ لَهُ خَبَرٌ وَ أَخَذَ
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ هُوَ ابْنُ سِتِّ سِنِینَ كَسِنِّهِ یَوْمَ أَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ فَرَبَّتْهُ خَدِیجَةُ وَ الْمُصْطَفَی إِلَی أَنْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَ تَرْبِیَتُهُمَا أَحْسَنُ مِنْ تَرْبِیَةِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فَكَانَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَنْ مَضَی وَ بَقِیَ عَلِیٌّ بَعْدَهُ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: اخْتَرْتُ مَنِ اخْتَارَ اللَّهُ لِی عَلَیْكُمْ عَلِیّاً.
وَ ذَكَرَ أَبُو الْقَاسِمِ فِی أَخْبَارِ أَبِی رَافِعٍ مِنْ ثَلَاثَةِ طُرُقٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ تَزَوَّجَ خَدِیجَةَ قَالَ لِعَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ تَدْفَعَ إِلَیَّ بَعْضَ وُلْدِكَ یُعِینُنِی عَلَی أَمْرِی وَ یَكْفِینِی وَ أَشْكُرَ لَكَ بَلَاءَكَ عِنْدِی فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ خُذْ أَیَّهُمْ شِئْتَ فَأَخَذَ عَلِیّاً علیه السلام.
فمن استقی عروقه من منبع النبوة و رضعت شجرته ثدی الرسالة و تهدلت أغصانه (3) عن نبعة الإمامة و نشأ فی دار الوحی و ربی فی بیت التنزیل و لم یفارق النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی حال حیاته إلی حال وفاته لا یقاس بسائر الناس و إذا كان علیه السلام فی أكرم أرومة(4) و أطیب مغرس و العرق الصالح ینمی و الشهاب الثاقب یسری و تعلیم الرسول ناجع (5) و لم یكن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله لیتولی تأدیبه و یتضمن حضانته و حسن تربیته إلا علی ضربین إما علی التفرس فیه أو بالوحی من اللّٰه تعالی فإن كان بالتفرس فلا تخطأ فراسته و لا یخیب ظنه و إن كان
ص: 295
بالوحی فلا منزلة أعلی و لا حال أدل علی الفضیلة و الإمامة منه (1).
«2»- قب، المناقب لابن شهرآشوب لقد عمی من قال إن قوله تعالی وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ (2) أراد به نفسه لأن من المحال أن یدعو الإنسان نفسه فالمراد به من یجری مجری أنفسنا و لو لم یرد علیا و قد حمله مع نفسه لكان للكفار أن یقولوا حملت من لم نشترط(3) و خالفت شرطك و إنما یكون للكلام معنی أن یرید به مجری أنفسنا و أما شبهة الواحدی فی الوسیط أن أحمد بن حنبل قال أراد بالأنفس ابن العم و العرب تخبر من بنی العم بأنه نفس ابن عمه و قال اللّٰه تعالی وَ لا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ (4) أراد إخوانكم من المؤمنین ضعیفة لأنه لا یحمل علی المجاز إلا لضرورة و إن سلمنا ذلك فإنه كان للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بنو الأعمام فما اختار منهم علیا إلا لخصوصیة فیه (5) دون غیره و قد كان أصحاب العباء نفس (6) واحدة و قد تبین بكلمات أخر
قَالَ ابْنُ سِیرِینَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ.
فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ وَ تَارِیخُ الْخَطِیبِ وَ فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ عَنِ الْبَرَاءِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ اللَّفْظُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: عَلِیٌّ مِنِّی مِثْلُ رَأْسِی مِنْ بَدَنِی.
وَ قَوْلُهُ: أَنْتَ مِنِّی كَرُوحِی مِنْ جَسَدِی.
وَ قَوْلُهُ: أَنْتَ مِنِّی كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ.
وَ قَوْلُهُ: أَنْتَ زِرِّی (7) مِنْ قَمِیصِی.
وَ سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فَذَكَرَ فِیهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فَعَلِیٌّ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا سَأَلْتَنِی عَنِ النَّاسِ وَ لَمْ تَسْأَلْنِی عَنْ نَفْسِی.
وَ فِیهِ حَدِیثُ بُرَیْدَةَ وَ حَدِیثُ بَرَاءٍ وَ حَدِیثُ جَبْرَئِیلَ وَ أَنَا مِنْكُمَا.
الْبُخَارِیُّ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ.
فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ
ص: 296
وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی.وَ قَدْ رَوَی نَحْوَهُ عَنِ ابْنِ مَیْمُونٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ..
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِوَفْدٍ لَتُقِیمُنَّ الصَّلَاةَ وَ تُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ عَلَیْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی.
أَبَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَلَایَتَهُ وَ أَنَّهُ وَلِیُّ الْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ
كِتَابُ الْحَدَائِقِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَرَادَ أَنْ یَشْهَرَ عَلِیّاً فِی مَوْطِنٍ أَوْ مَشْهَدٍ عَلَا عَلَی رَاحِلَتِهِ (1) وَ أَمَرَ النَّاسَ أَنْ یَتَخَفَّضُوا دُونَهُ.
و فی شرف المصطفی: أنه كان للنبی صلی اللّٰه علیه و آله عمامة یعتم بها یقال لها السحاب و كان یلبسها فكساها بعد علی بن أبی طالب علیه السلام فكان ربما اطلع علی فیها فیقال أتاكم علی فی السحاب.
الْبَاقِرُ علیه السلام: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ وَ هُوَ رَاكِبٌ وَ خَرَجَ عَلِیٌّ وَ هُوَ یَمْشِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ وَ إِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ ثُمَّ ذَكَرَ مَنَاقِبَهُ.
أَبُو رَافِعٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ إِذَا جَلَسَ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یَقُومَ لَا یَأْخُذُهُ بِیَدِهِ غَیْرُ عَلِیٍّ وَ إِنَّ أَصْحَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانُوا یَعْرِفُونَ ذَلِكَ لَهُ فَلَا یَأْخُذُ بِیَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَیْرُهُ.
الجمانی [الْحِمَّانِیُ] فِی حَدِیثِهِ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا جَلَسَ اتَّكَأَ عَلَی عَلِیٍّ.
سِرُّ الْأَدَبِ عَنْ أَبِی مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِیِّ: أَنَّهُ عَوَّذَ عَلِیّاً حِینَ رَكِبَ وَ صَفَنَ ثِیَابَهُ فِی سَرْجِهِ (2).
بیان: قال الجزری فی النهایة فیه أنه عوذ علیا حین ركب و صفن ثیابه فی سرجه أی جمعها فیه (3)
«3»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب وَ رُوِیَ: أَنَّهُ سَافَرَ وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ عَائِشَةُ فَكَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَنَامُ بَیْنَهُمَا فِی لِحَافٍ.
حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ وَ مُسْنَدُ أَبِی یَعْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی وَضَعَ رِجْلَهُ بَیْنِی وَ بَیْنَ فَاطِمَةَ.
أَنْسَابُ الْأَشْرَافِ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ حَدِّثْنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ:
ص: 297
تُرِیدُ أَنْ تَعْلَمَ مَا كَانَتْ مَنْزِلَتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْظُرْ إِلَی بَیْتِهِ مِنْ بُیُوتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
الْبُخَارِیُّ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: هُوَ ذَاكَ بَیْتُهُ أَوْسَطُ بُیُوتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله.
خَصَائِصُ النَّطَنْزِیِّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا مَنْزِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا مَنْزِلُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِهَذَا الْمَنْزِلِ فِیهِ صَاحِبُهُ.
وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا عَطَسَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْلَی اللَّهُ كَعْبَكَ (1) یَا عَلِیُّ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا غَضِبَ لَمْ یَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ یُكَلِّمَهُ غَیْرُ عَلِیٍّ وَ أَتَاهُ یَوْماً فَوَجَدَهُ نَائِماً فَمَا أَیْقَظَهُ.
لا شك أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان أكبر سنا و أكثر جاها من علی فلما كان یحترمه هذا الاحترام إما أنه كان من اللّٰه تعالی أو من قبل نفسه و علی الحالین جمیعا أظهر للناس درجته عند اللّٰه تعالی و منزلته عند رسول اللّٰه
وَ مِنْ تَحَنُّنِهِ مَا جَاءَ فِی أَمَالِی الطُّوسِیِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَ كَفُّهُ فِی كَفِّ عَلِیٍّ وَ هُوَ یُقَبِّلُهَا فَقُلْتُ مَا مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ مِنْكَ قَالَ مَنْزِلَتِی مِنَ اللَّهِ.
وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْتَزَمَ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَبَّلَهُ وَ یَقُولُ بِأَبِی الْوَحِیدُ الشَّهِیدُ بِأَبِی الْوَحِیدُ الشَّهِیدُ.
وَ قَدْ ذَكَرَهُ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ فِی الْمُسْنَدِ عَنِ ابْنِ مِینَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ:
أَبُو بَصِیرٍ فِی حَدِیثِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: أَنَّهُ أَخَذَ یَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِ عَلِیٍّ وَ یَمْسَحُ بِهِ وَجْهَهُ.
أَبُو الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قِنْوُ مَوْزٍ(2) فَجَعَلَ یُقَشِّرُ الْمَوْزَةَ وَ یَجْعَلُهَا فِی فَمِی فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ إِنَّكَ تُحِبُّ عَلِیّاً قَالَ أَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ.
تَارِیخُ الْخَطِیبِ: فُقِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَقْتَ انْصِرَافِهِ مِنْ بَدْرٍ فَنَادَتِ الرِّفَاقُ بَعْضُهُمْ
ص: 298
بَعْضاً أَ فِیكُمْ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّی جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَقَالَ إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ وَجَدَ مَغْصاً(1) فِی بَطْنِهِ فَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ عَلَیْهِ.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ جَرَحَ رَأْسَهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ یَوْمَ الْخَنْدَقِ فَجَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَشَدَّهُ وَ نَفَثَ فِیهِ فَبَرَأَ وَ قَالَ أَیْنَ أَكُونُ إِذَا خُضِبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ.
وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَنَامُ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی سَفَرِهِ فَأَسْهَرَتْهُ الْحُمَّی لَیْلَةً أَخَذَتْهُ فَسَهَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَهَرِ عَلِیٍّ فَبَاتَ لَیْلَتَهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ مُصَلَّاهُ یُصَلِّی ثُمَّ یَأْتِیهِ فَیَسْأَلُهُ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ حَتَّی أَصْبَحَ بِأَصْحَابِهِ الْغَدَاةَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْفِ عَلِیّاً وَ عَافِهِ فَإِنَّهُ أَسْهَرَنِی اللَّیْلَةَ مِمَّا بِهِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: قُمْ یَا عَلِیُّ فَقَدْ بَرَأْتَ وَ قَالَ مَا سَأَلْتُ رَبِّی شَیْئاً إِلَّا أَعْطَانِیهِ وَ مَا سَأَلْتُ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُهُ لَكَ.
أَبُو الزُّبَیْرِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِی خَلْفَ حِمَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُكَلِّمُ الْحِمَارَ وَ الْحِمَارُ یُكَلِّمُهُ وَ هُوَ یُرِیدُ الْغَابَةَ وَ الْغَیْضَةَ(2) فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمَا قَالَ اللَّهُمَّ أَرِنِی إِیَّاهُ اللَّهُمَّ أَرِنِی إِیَّاهُ وَ قَالَ فِی الرَّابِعَةِ اللَّهُمَّ أَرِنِی وَجْهَهُ فَإِذَا عَلِیٌّ قَدْ خَرَجَ مِنْ بَیْنِ النَّخْلِ فَانْكَبَّ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ انْكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ یُقَبِّلُهُ الْخَبَرَ-.
وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِذَا لَمْ یَلْقَ عَلِیّاً أَیْنَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ حَبِیبُ رَسُولِهِ.
فَضَائِلُ أَحْمَدَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ: كُنَّا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَصَنَعَتْ لَهُ طَعَاماً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَرَأَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُ رَأْسَهُ تَحْتَ الْوَادِی وَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَحَوِّلْهُ عَلِیّاً فَدَخَلَ عَلِیٌّ فَهَنَّأَهُ.
جَامِعُ التِّرْمِذِیِّ وَ إِبَانَةُ الْعُكْبَرِیِّ وَ مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ فَضَائِلُهُ وَ كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أُمِّ عَطِیَّةَ وَ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَلِیّاً فِی سَرِیَّةٍ قَالَ فَرَأَیْتُهُ رَافِعاً یَدَیْهِ یَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِی حَتَّی تُرِیَنِی عَلِیّاً(3).
ص: 299
كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ البالسی عَنْ أَبِی عَاصِمٍ النِّیلِیِّ عَنِ ابْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ جَابِرِ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ أُمِّ شَرْجِیلٍ عَنْ أُمِّ عَطِیَّةَ: مِثْلَهُ (1).
«4»- الْأَرْبَعِینُ عَنِ الْخَطِیبِ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَوْمَ الْخَنْدَقِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخَذْتَ مِنِّی عُبَیْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ یَوْمَ أُحُدٍ وَ هَذَا عَلِیٌّ فَلَا تَدَعْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ.
وَ مِنْ إِفْشَائِهِ الْأَسْرَارَ عَلَیْهِ مَا رَوَی شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: صَاحِبُ سِرِّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
التِّرْمِذِیُّ فِی الْجَامِعِ وَ أَبُو یَعْلَی فِی الْمُسْنَدِ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی الْأَمَالِی وَ الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ مُسْنَداً إِلَی جَابِرٍ قَالَ: نَاجَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الطَّائِفِ عَلِیّاً فَأَطَالَ نَجْوَاهُ فَقَالَ أَحَدُ الرَّجُلَیْنِ لِلْآخَرِ لَقَدْ أَطَالَ نَجْوَاهُ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ- وَ فِی رِوَایَةِ التِّرْمِذِیِّ: فَقَالَ النَّاسُ لَقَدْ أَطَالَ نَجْوَاهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی رِوَایَةِ غَیْرِهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ أَ تُنَاجِیهِ دُونَنَا فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا انْتَجَیْتُهُ وَ لَكِنَّ اللَّهَ انْتَجَاهُ ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِیُّ أَیْ أَمَرَ رَبِّی أَنْتَجِی مَعَهُ.
الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خُطْبَةِ الْوَدَاعِ: سَمَّوْنِی أُذُناً وَ زَعَمُوا أَنَّهُ لِكَثْرَةِ مُلَازَمَتِهِ إِیَّایَ وَ إِقْبَالِی عَلَیْهِ وَ قَبُولِهِ مِنِّی حَتَّی أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ (2).
وَ دَخَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَلَسَ عِنْدَ یَمِینِهِ فَتَنَاجَی عِنْدَ ذَلِكَ اثْنَانِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یَتَنَاجَی اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ فَإِنَّ ذَلِكَ یُؤْذِی الْمُؤْمِنَ فَنَزَلَ إِذا تَناجَیْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِیَةِ الرَّسُولِ (3) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ لِیَحْزُنَ الَّذِینَ آمَنُوا(4)
ص: 300
وَ أَمَرَهُ علیه السلام أَنْ لَا یُفَارِقَهُ عِنْدَ وَفَاتِهِ ذَكَرَهُ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی الصَّحِیحِ. وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَزَلْ یَحْتَضِنُهُ حَتَّی قُبِضَ یَعْنِی عَلِیّاً(1).
الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ الْهَمْدَانِیِّ وَ سَلْمَانُ قَالا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجْرِ عَلِیٍّ علیه السلام.
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَیَّاشٍ وَ ابْنُ الْجَحَّافِ وَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِیدٍ كُلُّهُمْ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: وَ لَقَدْ سَالَتْ نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كَفِّ عَلِیٍّ فَرَدَّهَا إِلَی فِیهِ.
وَ عَنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أُمِّ مُوسَی عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: وَ الَّذِی أَحْلِفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِیٌّ لَأَقْرَبَ النَّاسِ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ ذَكَرَتْ بَعْدَ كَلَامٍ قَالَتْ فَانْكَبَّ عَلَیْهِ عَلِیٌّ فَجَعَلَ یُسَارُّهُ وَ یُنَاجِیهِ.
و من ذلك أنه قسم له النبی صلی اللّٰه علیه و آله حنوطه الذی نزل به جبرئیل علیه السلام من السماء.
و كان من الثقة به جعله لمصالح حرمه
روی التاریخی فی تاریخه و الأصفهانی فی حلیته عن محمد بن الحنفیة: أن الذی قذفت به ماریة هو خصی اسمه مأبور و كان المقوقس أهداه مع الجاریتین إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فبعث رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علیا و أمره بقتله فلما رأی علیا و ما یرید به تكشف حتی بین لعلی علیه السلام أنه أجب (2) لا شی ء معه مما یكون مع الرجال فكف عنه علیه السلام.
حِلْیَةُ الْأَوْلِیَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِإِسْنَادِهِ فِی خَبَرٍ: أَنَّهُ كَانَ ابْنُ عَمٍّ لَهَا یَزُورُهَا فَأَنْفَذَ عَلِیّاً لِیَقْتُلَهُ فَقُلْتُ (3) یَا رَسُولَ اللَّهِ أَكُونُ فِی أَمْرِكَ إِذَا أَرْسَلْتَنِی كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ وَ فِی رِوَایَةٍ كَالْمِسْمَارِ الْمُحْمَی (4) فِی الْوَبَرِ وَ لَا یُثْنِینِی (5) شَیْ ءٌ حَتَّی أَمْضِیَ لِمَا أَرْسَلْتَنِی بِهِ أَوِ الشَّاهِدُ
ص: 301
یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ فَقَالَ بَلِ الشَّاهِدُ قَدْ یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ فَأَقْبَلْتُ مُوَشِّحاً السَّیْفَ (1) فَوَجَدْتُهُ عِنْدَهَا فَاخْتَرَطْتُ السَّیْفَ (2) فَلَمَّا أَقْبَلْتُ نَحْوَهُ عَرَفَ أَنِّی أُرِیدُهُ فَأَتَی نَخْلَةً فَرَقِیَ فِیهَا(3) ثُمَّ رَمَی بِنَفْسِهِ عَلَی قَفَاهُ وَ شَغَرَ بِرِجْلَیْهِ (4) فَإِذَا هُوَ أَجَبُّ أَمْسَحُ مَا لَهُ مِمَّا لِلرَّجُلِ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ فَأَغْمَدْتُ سَیْفِی ثُمَّ أَتَیْتُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی یَصْرِفُ عَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ الِامْتِحَانَ (5).
عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی آخِرِ احْتِجَاجِهِ عَلَی أَبِی بَكْرٍ بِثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ خَصْلَةً نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ عَلِمْتُمْ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ إِبْرَاهِیمَ لَیْسَ مِنْكَ وَ إِنَّهُ مِنْ فُلَانٍ الْقِبْطِیِّ فَقَالَ یَا عَلِیُّ فَاذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا بَعَثْتَنِی أَكُونُ كَالْمِسْمَارِ الْمُحْمَی فِی الْوَبَرِ لِمَا أَمَرْتَنِی الْمَعْنِیُّ سَوَاءٌ(6).
الْبُخَارِیُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِیِّ: وَ كَانَتْ فَاطِمَةُ تَغْسِلُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَ عَلِیٌّ یَأْتِی بِالْمَاءِ یَرُشُّهُ (7) فَأَخَذَ حَصِیراً فَحَرَقَ فَحَشَا بِهِ یَعْنِی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ أُحُدٍ.
تَارِیخُ الطَّبَرِیِّ: لَمَّا كَانَ مِنْ وَقْعَةِ أُحُدٍ مَا قَدْ كَانَ بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ اخْرُجْ فِی آثَارِ الْقَوْمِ فَانْظُرْ مَا یَصْنَعُونَ وَ مَا ذَا یُرِیدُونَ فِی كَلَامٍ لَهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَخَرَجْتُ فِی آثَارِ الْقَوْمِ أَنْظُرُ مَا یَصْنَعُونَ فَلَمَّا جَنَبُوا الْخَیْلَ وَ امْتَطُوا الْإِبِلَ (8) وَ تَوَجَّهُوا إِلَی مَكَّةَ أَقْبَلْتُ أَصِیحُ یَعْنِی بِانْصِرَافِهِمْ.
المفسرون فی قوله تعالی وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ(9) أنه لما سحر النبی صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 302
لبید بن أعصم الیهودی فی بئر ذروان (1) فمرض النبی صلی اللّٰه علیه و آله فجاء إلیه ملكان و أخبراه بالرمز فأنفذ صلی اللّٰه علیه و آله علیا علیه السلام و الزبیر و عمارا فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الجذاء(2) ثم رفعوا الصخرة و أخرجوا الجف فإذا فیه مشاطة رأس و أسنان مشطة و إذا وتر معقود فیه إحدی عشرة عقدة مغروزة(3) فحلها علی علیه السلام فبرأ النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
إن صح هذا الخبر فلیتأول و إلا فلیطرح (4) بیان النقاعة بالضم ما ینقع فیه الشی ء و الجف قشر الطلع و المشاطة بالضم هی الشعر الذی یسقط من الرأس و اللحیة عند التسریح بالمشط و الوتر هو وتر القوس.
قب، المناقب لابن شهرآشوب و من ذلك ما دعا له علیه السلام فی مواضع كثیرة منها
یوم الغدیر قوله: اللّٰهم وال من والاه الخبر.
و دعا له یوم خیبر: اللّٰهم قه الحر و البرد.
و دعا له یوم المباهلة: اللّٰهم هؤلاء أهل بیتی و خاصتی فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا.
و دعا له علیه السلام لما مرض: اللّٰهم عافه و اشفه.
و غیر ذلك و دعاؤه له علیه السلام بالنصر و الولایة لا یجوز إلا لولی الأمر فبان بذلك إمامته و كان علیه السلام یكتب الوحی و العهد و كاتب الملك أخص إلیه لأنه قلبه و لسانه و یده فلذلك أمره النبی صلی اللّٰه علیه و آله بجمع القرآن بعده و كتب له الأسرار كتب یوم الحدیبیة بالاتفاق
و قال أبو رافع: إن علیا علیه السلام كان كاتب النبی صلی اللّٰه علیه و آله إلی من عاهد و وادع (5) و إن صحیفة أهل نجران كان هو كاتبها و عهود النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا توجد قط إلا بخط علی علیه السلام.
و من ذلك ما
رواه أبو رافع: أن علیا علیه السلام كانت له من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ساعة من
ص: 303
اللیل بعد العتمة(1) لم تكن لأحد غیره.
تاریخ البلاذری: أنه كانت لعلی علیه السلام دخلة لم تكن لأحد من الناس.
مُسْنَدُ الْمَوْصِلِیِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ یَحْیَی عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاعَةٌ مِنَ السَّحَرِ آتِیهِ فِیهَا فَكُنْتُ إِذَا أَتَیْتُ اسْتَأْذَنْتُ فَإِنْ وَجَدْتُهُ یُصَلِّی سَبَّحَ فَقُلْتُ أَدْخُلُ.
مُسْنَدُ أَحْمَدَ وَ سُنَنُ ابْنِ مَاجَهْ وَ كِتَابُ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَیَّاشٍ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَدْخَلَانِ مدخلا [مَدْخَلٌ] بِاللَّیْلِ وَ مدخلا [مَدْخَلٌ] بِالنَّهَارِ(2) وَ كُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ یُصَلِّی تَنَحْنَحَ لِی.
وَ قَالَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیُّ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ مَنْ كَانَ آثَرَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا رَأَیْتُ أَحَداً بِمَنْزِلَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ كَانَ یَبْعَثُ إِلَیْهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَیَسْتَخْلِی بِهِ حَتَّی یُصْبِحَ هَكَذَا عِنْدَهُ (3) إِلَی أَنْ فَارَقَ الدُّنْیَا.
وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا تَجْمَعُوا بَیْنَ اسْمِی وَ كُنْیَتِی أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ اللَّهُ یُعْطِی وَ أَنَا أَقْسِمُ.
وَ فِی خَبَرٍ: سَمُّوا بِاسْمِی وَ كَنُّوا بِكُنْیَتِی وَ لَا تَجْمَعُوا بَیْنَهُمَا ثُمَّ إِنَّهُ رَخَّصَ فِی ذَلِكَ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ لِابْنِهِ.
الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی رِسَالَتِهِ وَ ابْنُ الْبَیِّعِ فِی أُصُولِ الْحَدِیثِ وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ وَ الْخَطِیبُ وَ الْبَلَاذُرِیُّ فِی تَارِیخَیْهِمَا وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِنَّ وَلَدَكَ غُلَامٌ (4) نَحَلْتُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتِی.
وَ فِی رِوَایَةِ السَّمْعَانِیِّ وَ أَحْمَدَ: فَسَمِّهِ بِاسْمِی وَ كَنِّهِ بِكُنْیَتِی وَ هُوَ لَهُ رُخْصَةٌ دُونَ النَّاسِ.
وَ لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَمَعَ عَلِیٌّ لِوَلَدِهِ بَیْنَ اسْمِ رَسُولِ اللَّهِ وَ كُنْیَتِهِ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام بِمَنْ یَشْهَدُ لَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَخَّصَ لِعَلِیٍّ وَحْدَهُ فِی ذَلِكَ وَ حَرَّمَهَا عَلَی
ص: 304
أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ. وَ كَذَلِكَ رَخَّصَ فِی ذَلِكَ لِلْمَهْدِیِّ علیه السلام لَمَّا اشْتَهَرَ
قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله: لَوْ لَمْ یَبْقَ مِنَ الدُّنْیَا إِلَّا یَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْیَوْمَ حَتَّی یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِی اسْمُهُ اسْمِی وَ كُنْیَتُهُ كُنْیَتِی.
ثُمَّ إِنَّهُ كَانَ ذَخِیرَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْمُهِمَّاتِ
قَالَ أَنَسٌ: بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً إِلَی قَوْمٍ عَصَوْهُ فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَ سَبَی الذُّرِّیَّةَ وَ انْصَرَفَ بِهَا فَبَلَغَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قُدُومُهُ فَتَلَقَّاهُ خَارِجاً مِنَ الْمَدِینَةِ فَلَمَّا لَقِیَهُ اعْتَنَقَهُ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ شَدَّ اللَّهُ بِهِ عَضُدِی كَمَا شَدَّ عَضُدَ مُوسَی بِهَارُونَ.
وَ فِی حَدِیثِ جَابِرٍ: أَنَّهُ قَالَ لِوَفْدِ هَوَازِنَ أَمَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَیُقِیمُنَّ الصَّلَاةَ وَ لَیُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْهِمْ رَجُلًا هُوَ مِنِّی كَنَفْسِی فَلَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلِیهِمْ وَ لَیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّهُمْ هُوَ هَذَا وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا أَقَرُّوا بِمَا شُرِطَ عَلَیْهِمْ قَالَ مَا اسْتَعْصَی عَلَیَّ أَهْلُ مَمْلَكَةٍ وَ لَا أُمَّةٌ إِلَّا رَمَیْتُهُمْ بِسَهْمِ اللَّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ مَا بَعَثْتُهُ فِی سَرِیَّةٍ إِلَّا رَأَیْتُ جَبْرَئِیلَ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلَ عَنْ یَسَارِهِ وَ مَلَكاً أَمَامَهُ وَ سَحَابَةً تُظِلُّهُ حَتَّی یُعْطِیَ اللَّهُ حَبِیبِیَ النَّصْرَ وَ الظَّفَرَ.
وَ رَوَی الْخَطِیبُ فِی الْأَرْبَعِینِ: نَحْواً مِنْ ذَلِكَ.
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِوَفْدِ ثَقِیفٍ الْخَبَرَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: أَنَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ لِبَنِی وَلِیعَةَ ثُمَّ إِنَّهُ علیه السلام كَانَ عَیْبَةَ سِرِّهِ.
رَوَی الْمُوَفِّقُ الْمَكِّیُّ فِی كِتَابِهِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّهُ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُخَلِّلٌ (1) أَصَابِعَهُ فِی أَصَابِعِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ اخْرُجِی مِنَ الْبَیْتِ وَ أَخْلِیهِ فَخَرَجْتُ وَ أَقْبَلَا یَتَنَاجَیَانِ بِكَلَامٍ لَا أَدْرِی مَا هُوَ فَأَقْبَلْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَسْتَأْذِنُ أَنْ أَلِجَ (2) وَ النَّبِیُّ یَأْبَی وَ أَذِنَ فِی الرَّابِعَةِ وَ عَلِیٌّ وَاضِعٌ یَدَیْهِ عَلَی رُكْبَتَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَدْنَی فَاهُ مِنْ أُذُنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَمُ النَّبِیِّ عَلَی أُذُنِ عَلِیٍّ یَتَسَارَّانِ وَ عَلِیٌّ یَقُولُ أَ فَأَمْضِی وَ أَفْعَلُ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ نَعَمْ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تَلُومِینِی فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَانِی مِنَ اللَّهِ یَأْمُرُ أَنْ أُوصِیَ بِهِ عَلِیّاً مِنْ بَعْدِی وَ كُنْتُ بَیْنَ جَبْرَئِیلَ وَ عَلِیٍّ وَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِی فَأَمَرَنِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام
ص: 305
أَنْ آمُرَ عَلِیّاً بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الْخَبَرَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطَاهُ دِرْعَهُ وَ جَمِیعَ سِلَاحِهِ وَ بَغْلَتَهُ وَ سَیْفَهُ وَ قَضِیبَهُ وَ بُرْدَهُ وَ غَیْرَ ذَلِكَ (1).
«6»- شی، [تفسیر العیاشی] عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام: فِی قَوْلِ اللَّهِ الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الصَّدَقاتِ (2) قَالَ ذَهَبَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَآجَرَ نَفْسَهَ عَلَی أَنْ یَسْتَقِیَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرٍ یَخْتَارُهَا فَجَمَعَ تَمْراً فَأَتَی بِهِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ عَلَی الْبَابِ فَلَمَزَ أَیْ وَقَعَ فِیهِ فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ الَّذِینَ یَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الصَّدَقاتِ إِلَی قَوْلِهِ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّةً فَلَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (3).
«7»- جا، [المجالس] للمفید مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْجَوَّانِیُّ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ سُوَیْدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنِ ابْنِ مِینَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَسْتَأْذِنُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمْ آذَنْ لَهُ (4) فَاسْتَأْذَنَ دَفْعَةً أُخْرَی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ادْخُلْ یَا عَلِیُّ فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْتَنَقَهُ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ بِأَبِی الْوَحِیدُ الشَّهِیدُ بِأَبِی الْوَحِیدُ الشَّهِیدُ(5).
«8»- عم، [إعلام الوری] عَبَّادُ بْنُ یَعْقُوبَ وَ یَحْیَی بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحِمَّانِیُّ قَالا حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا جَلَسَ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یَقُومَ لَا یَأْخُذُهُ بِیَدِهِ غَیْرُ عَلِیٍّ وَ إِنَّ أَصْحَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانُوا یَعْرِفُونَ ذَلِكَ لَهُ فَلَا یَأْخُذُ بِیَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَدٌ غَیْرُهُ. وَ قَالَ الْحِمَّانِیُ
ص: 306
فِی حَدِیثِهِ: كَانَ إِذَا جَلَسَ اتَّكَأَ عَلَی عَلِیٍّ وَ إِذَا قَامَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام(1).
«9»- كشف، [كشف الغمة] نَقَلْتُ مِنَ الْأَحَادِیثِ الَّتِی جَمَعَهَا الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ رَوَی الْمَنْصُورُ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبِی الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ جَالِسَیْنِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّلَامَ وَ بَشِرَ بِهِ (2) وَ قَامَ إِلَیْهِ وَ اعْتَنَقَهُ وَ قَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ أَجْلَسَهُ عَنْ یَمِینِهِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ أَ تُحِبُّ هَذَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ وَ اللَّهِ اللَّهُ أَشَدُّ حُبّاً(3) لَهُ مِنِّی إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ ذُرِّیَّةَ كُلِّ نَبِیٍّ فِی صُلْبِهِ وَ جَعَلَ ذُرِّیَّتِی فِی صُلْبِ هَذَا.
وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: اجْتَمَعَ عَلَیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَالَ جَعْفَرٌ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ عَلِیٌّ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ زَیْدٌ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَسْأَلَهُ قَالَ أُسَامَةُ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا عِنْدَهُ قَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ فَخَرَجْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ هَذَا جَعْفَرٌ وَ عَلِیٌّ وَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ یَسْتَأْذِنُونَ قَالَ ائْذَنْ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْنَا نَسْأَلُكَ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَیْكَ قَالَ فَاطِمَةُ قَالُوا إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ قَالَ أَمَّا أَنْتَ یَا جَعْفَرُ فَیُشْبِهُ خَلْقُكَ خَلْقِی وَ خُلُقُكَ خُلُقِی وَ أَنْتَ آلِی (4) وَ مِنْ شَجَرَتِی وَ أَمَّا أَنْتَ یَا عَلِیُّ فَخَتَنِی وَ أَبُو وُلْدِی وَ مِنِّی وَ آلِی وَ أَحَبُّ الْقَوْمِ إِلَیَّ.
وَ قَرِیبٌ مِنْهُ مَا نَقَلْتُهُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ حِینَ اخْتَصَمَ عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ زِیدٌ فِی ابْنَةِ حَمْزَةَ وَ قَضَی بِهَا لِخَالَتِهَا: قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَ قَالَ لِجَعْفَرٍ أَشْبَهْتَ خَلْقِی وَ خُلُقِی وَ قَالَ لِزَیْدٍ أَنْتَ أَخُونَا وَ مَوْلَانَا.
ص: 307
وَ مِنْهُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله الْتَزَمَ عَلِیّاً وَ قَبَّلَهُ وَ یَقُولُ بِأَبِی الْوَحِیدُ الشَّهِیدُ.
مِنْهُ عَنْ أُمِّ عَطِیَّةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ عَلِیّاً فِی سَرِیَّةٍ قَالَتْ فَرَأَیْتُهُ رَافِعاً یَدَیْهِ یَقُولُ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِی حَتَّی تُرِیَنِی عَلِیّاً.
و مثله: فی كتاب الیواقیت لأبی عمر الزاهد: حتی ترینی وجه علی (1).
وَ مِنَ الْمَنَاقِبِ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِیثِ عَالِیاً الْإِمَامُ الْحَافِظُ سُلَیْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْأَصْفَهَانِیُّ مَرْفُوعاً إِلَی عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ هُوَ فِی بَیْتِی لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ادْعُوا لِی حَبِیبِی فَدَعَوْتُ أَبَا بَكْرٍ فَنَظَرَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِی حَبِیبِی فَقُلْتُ وَیْلَكُمْ ادْعُوا لَهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوَ اللَّهِ مَا یُرِیدُ غَیْرَهُ فَلَمَّا رَآهُ فَرَّجَ لَهُ الثَّوْبَ الَّذِی (2) كَانَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِیهِ فَلَمْ یَزَلْ یَحْتَضِنُهُ حَتَّی قُبِضَ وَ یَدُهُ عَلَیْهِ.
وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ یَوْمٍ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أُحِبَّ أَرْبَعَةً مِنْ أَصْحَابِی أَخْبَرَنِی أَنَّهُ یُحِبُّهُمْ قَالَ فَقُلْنَا مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنَّ مِنْهُمْ عَلِیّاً ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی مِثْلَ مَا قَالَ فِی الْیَوْمِ الْأَوَّلِ فَقُلْنَا مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً مِنْهُمْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فَقُلْنَا مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً مِنْهُمْ وَ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِیَّ وَ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیَّ وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ (3).
وَ مِنْهُ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِوَفْدِ ثَقِیفٍ حِینَ جَاءُوهُ لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَیَبْعَثَنَّ اللَّهُ رَجُلًا مِنِّی أَوْ قَالَ مِثْلَ نَفْسِی فَلَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ وَ لَیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّكُمْ وَ لَیَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَ اللَّهِ مَا تَمَنَّیْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ جَعَلْتُ أَنْصِبُ صَدْرِی لَهُ رَجَاءَ أَنْ یَقُولَ هُوَ هَذَا قَالَ فَالْتَفَتَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی
ص: 308
طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ فَقَالَ هُوَ هَذَا هُوَ هَذَا.
وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَلِیٌّ مِنِّی مِثْلُ رَأْسِی مِنْ جَسَدِی (1).
وَ مِنْهُ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَرِضْتُ مَرَضاً فَعَادَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ عَلَیَّ وَ أَنَا مُضْطَجِعٌ فَأَتَی إِلَی جَنْبِی ثُمَّ سَجَّانِی بِثَوْبِهِ فَلَمَّا رَآنِی قَدْ ضَعُفْتُ قَامَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّی فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ جَاءَ فَرَفَعَ الثَّوْبَ عَنِّی ثُمَّ قَالَ قُمْ یَا عَلِیُّ فَقَدْ بَرَأْتَ فَقُمْتُ كَأَنِّی مَا اشْتَكَیْتُ قَبْلَ ذَلِكَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله مَا سَأَلْتُ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَانِی وَ مَا سَأَلْتُ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ.
وَ مِنْهُ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ النَّاسُ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّی.
وَ مِنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْخَنْدَقِ اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَخَذْتَ مِنِّی عُبَیْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ یَوْمَ أُحُدٍ وَ هَذَا عَلِیٌّ فَ لا تَذَرْنِی فَرْداً وَ أَنْتَ خَیْرُ الْوارِثِینَ.
وَ مِنْهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ كَانَتْ أَلْطَفَ نِسَائِهِ وَ أَشَدَّهُنَّ لَهُ حُبّاً قَالَ وَ كَانَ لَهَا مَوْلًی یَحْضُنُهَا وَ رَبَّاهَا وَ كَانَ لَا یُصَلِّی صَلَاةً إِلَّا سَبَّ عَلِیّاً وَ شَتَمَهُ فَقَالَتْ یَا أَبَتِ مَا حَمَلَكَ عَلَی سَبِّ عَلِیٍّ قَالَ لِأَنَّهُ قَتَلَ عُثْمَانَ وَ شَرَكَ فِی دَمِهِ قَالَتْ أَمَا إِنَّهُ لَوْ لَا أَنَّكَ مَوْلَایَ وَ رَبَّیْتَنِی وَ أَنَّكَ عِنْدِی بِمَنْزِلَةِ وَالِدِی مَا حَدَّثْتُكَ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَكِنِ اجْلِسْ حَتَّی أُحَدِّثَكَ عَنْ عَلِیٍّ وَ مَا رَأَیْتُهُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ یَوْمِی وَ إِنَّمَا كَانَ یُصِیبُنِی (2) فِی تِسْعَةِ أَیَّامٍ یَوْمٌ وَاحِدٌ فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُخَلِّلٌ أَصَابِعَهُ فِی أَصَابِعِ عَلِیٍّ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ اخْرُجِی مِنَ الْبَیْتِ وَ أَخْلِیهِ لَنَا فَخَرَجْتُ وَ أَقْبَلَا یَتَنَاجَیَانِ فَأَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ لَا أَدْرِی مَا یَقُولَانِ حَتَّی إِذَا قُلْتُ قَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَ أَقْبَلْتُ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَلِجُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَلِجِی وَ ارْجِعِی مَكَانَكِ ثُمَّ تَنَاجَیَا طَوِیلًا حَتَّی قَامَ عَمُودُ الظُّهْرِ فَقُلْتُ ذَهَبَ یَوْمِی وَ شَغَلَهُ عَلِیٌّ فَأَقْبَلْتُ أَمْشِی حَتَّی وَقَفْتُ عَلَی الْبَابِ فَقُلْتُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَلِجُ فَقَالَ النَّبِیُّ
ص: 309
ص: 21324384
یف، [الطرائف] أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِیِّ: وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً(1).
«10»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ قَالَ: كُنَّا ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جُلُوساً فَجَاءَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ اتَّفَقَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قِیَامٌ فَلَمَّا رَأَی عَلِیّاً جَلَسَ فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ أَ تَعْلَمُ لِمَ جَلَسْتُ قَالَ اللَّهُمَّ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَتَمْتُ أَنَا النَّبِیِّینَ وَ خَتَمْتَ أَنْتَ الْوَصِیِّینَ فَحَقٌّ لِلَّهِ أَنْ لَا
ص: 310
یَقِفَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام مَوْقِفاً إِلَّا وَقَفَ مَعَهُ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ إِنِّی أَقِفُ وَ تُوقَفُ وَ أُسْأَلُ وَ تُسْأَلُ فَأَعِدَّ الْجَوَابَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّمَا أَنْتَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِی تَزُولُ أَیْنَمَا زُلْتُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الَّذِی تُسْأَلُ حَتَّی أَهْتَدِیَ فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ یُضْلِلْهُ فَلا هادِیَ لَهُ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقِی وَ مِیثَاقَكَ وَ أَهْلَ مَوَدَّتِكَ وَ شِیعَتَكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِیكُمْ شَفَاعَتِی ثُمَّ قَرَأَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (1) هُمْ شِیعَتُكَ یَا عَلِیُ (2).
«11»- كا، [الكافی] عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اشْتَكَی عَیْنَهُ (3) فَعَادَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ یَصِیحُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ جَزَعاً أَمْ وَجَعاً(4) فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا وَجِعْتُ وَجَعاً قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ لِقَبْضِ رُوحِ الْكَافِرِ نَزَلَ مَعَهُ سَفُّودٌ مِنَ النَّارِ فَنَزَعَ رُوحَهُ بِهِ (5) فَتَصِیحُ جَهَنَّمُ فَاسْتَوَی عَلِیٌّ علیه السلام جَالِساً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَعِدْ عَلَیَّ حَدِیثَكَ فَلَقَدْ أَنْسَانِی وَجَعِی مَا قُلْتَ ثُمَّ قَالَ هَلْ یُصِیبُ ذَلِكَ أَحَداً مِنْ أُمَّتِكَ قَالَ نَعَمْ حَاكِمٌ جَائِرٌ وَ آكِلُ مَالِ الْیَتِیمِ ظُلْماً وَ شَاهِدُ زُورٍ(6).
«12»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: وَ الَّذِی أَحْلِفُ بِهِ إِنَّ عَلِیّاً كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ عَهْداً بِرَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ إِنِّی سَمِعْتُ (7) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ یَقُولُ جَاءَ عَلِیٌّ مِرَاراً قُلْتُ فَاطِمَةُ أَظُنُّهُ (8) كَانَ بَعَثَهُ فِی حَاجَةٍ قَالَتْ فَجَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَتْ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ إِلَیْهِ حَاجَةً فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَیْتِ
ص: 311
فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ وَ كُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ إِلَی الْبَابِ فَأَكَبَّ عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَجَعَلَ یُسَارُّهُ وَ یُنَاجِیهِ ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَهُ ذَلِكَ فَكَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِهِ عَهْداً(1).
«13»- یف، [الطرائف] ابْنُ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَلْقَمَةَ وَ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَیْتِی لَمَّا حَضَرَتْهُ الْمَوْتُ ادْعُوا لِی حَبِیبِی فَدَعَوْتُ أَبَا بَكْرٍ فَنَظَرَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ ادْعُوا لِی حَبِیبِی فَقُلْتُ وَیْلَكُمْ ادْعُوا لَهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَوَ اللَّهِ مَا یُرِیدُ غَیْرَهُ فَلَمَّا رَآهُ فَرَّجَ لَهُ الثَّوْبَ الَّذِی كَانَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِیهِ فَلَمْ یَزَلْ یَحْتَضِنُهُ حَتَّی قُبِضَ وَ یَدُهُ عَلَیْهِ.
وَ رَوَی أَیْضاً هَذَا الْحَدِیثَ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ مِنْهُمُ الطَّبَرِیُّ فِی كِتَابِ الْوَلَایَةِ وَ الدَّارَقُطْنِیُّ فِی صَحِیحِهِ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ وَ مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ خَطِیبُ خُوارِزْمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَ عَنْ عَائِشَةَ:
وَ رَوَی بَعْضُهُمْ (2) فِی الْحَدِیثِ: أَنَّ عُمَرَ دَخَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ دُخُولِ أَبِی بَكْرٍ فَلَمْ یَلْتَفِتِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله(3) وَ فَعَلَ مَعَهُ مِنَ الْإِعْرَاضِ عَنْهُ كَمَا فَعَلَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ(4).
«14»- یف، [الطرائف] رَوَی أَخْطَبُ خُوارِزْمَ عَنِ الْمُهَذَّبِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ الرَّازِیِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ سُئِلَ بِأَیِّ لُغَةٍ خَاطَبَكَ رَبُّكَ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ قَالَ خَاطَبَنِی بِلُغَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَلْهَمَنِی أَنْ قُلْتُ یَا رَبِّ أَنْتَ خَاطَبْتَنِی أَمْ عَلِیٌّ قَالَ یَا أَحْمَدُ أَنَا شَیْ ءٌ لَا كَالْأَشْیَاءِ لَا أُقَاسُ بِالنَّاسِ وَ لَا أُوصَفُ بِالشُّبُهَاتِ بِالْأَشْیَاءِ خَلَقْتُكَ مِنْ نُورِی وَ خَلَقْتُ عَلِیّاً مِنْ نُورِكَ فَاطَّلَعْتُ عَلَی سَرَائِرِ قَلْبِكَ فَلَمْ أَجِدْ إِلَی قَلْبِكَ أَحَبَّ إِلَیْكَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَخَاطَبْتُكَ بِلِسَانِهِ كَیْمَا تَطْمَئِنَّ قَلْبُكَ (5).
ص: 312
كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مِثْلَهُ (1).
«15»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی مَنَاقِبِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَائِشَةَ: أَنَّهَا سُئِلَتْ مَنْ كَانَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَقُلْتُ إِنَّمَا سَأَلْتُكِ عَنِ الرِّجَالِ قَالَتْ زَوْجُهَا وَ مَا یَمْنَعُهُ وَ اللَّهِ إِنْ كَانَ (2) عَلِیٌّ صَوَّاماً قَوَّاماً وَ لَقَدْ سَالَتْ نَفْسُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی یَدِهِ فَرَدَّهَا إِلَی فِیهِ.
وَ رُوِیَ أَیْضاً بَعْدَهُ طُرُقٌ مِنْهَا عَنْ أَبِی السَّائِبِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَا یَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ یَرَی مُجَرَّدِی أَوْ عَوْرَتِی إِلَّا عَلِیٌ (3).
«16»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَقَدْ أُعْطِیتُ فِی عَلِیٍّ خَمْسَ خِصَالٍ هِیَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا ثُمَّ ذَكَرَ ثَلَاثَةً وَ قَالَ وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَسَاتِرُ عَوْرَتِی وَ مُسَلِّمِی إِلَی رَبِّی (4).
«17»- الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ مِنْ كِتَابِ الْمَقَامَاتِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِی إِذْ طُرِقَ الْبَابُ فَقَالَ قُومِی فَافْتَحِی الْبَابَ لِأَبِیكَ یَا عَائِشَةُ فَقُمْتُ وَ فَتَحْتُ لَهُ فَجَاءَ وَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ فَرَدَّ السَّلَامَ وَ لَمْ یَتَحَرَّكْ لَهُ ثُمَّ طُرِقَ الْبَابُ (5) فَقَالَ قُومِی فَافْتَحِی الْبَابَ لِعُمَرَ فَقُمْتُ وَ فَتَحْتُ لَهُ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ أَبِی فَجَاءَ فَسَلَّمَ وَ جَلَسَ فَرَدَّ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَتَحَرَّكْ لَهُ فَجَلَسَ قَلِیلًا وَ طُرِقَ الْبَابُ فَقَالَ قُومِی فَافْتَحِی الْبَابَ لِعُثْمَانَ فَقُمْتُ وَ فَتَحْتُ فَسَلَّمَ فَرَدَّ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَتَحَرَّكْ لَهُ وَ جَلَسَ ثُمَّ طُرِقَ الْبَابُ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَدَخَلَ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَجْلَسَهُ وَ نَاجَاهُ طَوِیلًا ثُمَّ خَرَجَ وَ تَبِعَهُ إِلَی الْبَابِ فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبِی فَمَا قُمْتَ لَهُ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ فَلَمْ تُوَقِّرْهُمَا وَ لَمْ تَقُمْ لَهُمَا ثُمَّ جَاءَ عَلِیٌّ فَوَثَبْتَ إِلَیْهِ قَائِماً وَ فَتَحْتَ لَهُ الْبَابَ أَنْتَ فَقَالَ یَا عَائِشَةُ لَمَّا جَاءَ أَبُوكَ كَانَ جَبْرَئِیلُ بِالْبَابِ وَ هَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ فَمَنَعَنِی وَ لَمَّا جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام وَثَبَتِ الْمَلَائِكَةُ تَخْتَصِمُ فِی فَتْحِ الْبَابِ لَهُ فَقُمْتُ فَأَصْلَحْتُ بَیْنَهُمْ وَ فَتَحْتُ
ص: 313
الْبَابَ لَهُ وَ أَجْلَسْتُهُ وَ قَرَّبْتُهُ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ فحدثنی [فَحَدِّثِی] عَنِّی هَذَا الْحَدِیثَ (1) وَ اعْلَمِی أَنَّ مَنْ أَحْیَاهُ اللَّهُ (2) مُتَّبِعاً لِسُنَّتِی عَامِلًا بِكِتَابِ اللَّهِ مُوَالِیاً لِعَلِیٍّ حَتَّی یَتَوَفَّاهُ اللَّهُ لَقِیَ اللَّهَ وَ لَا حِسَابَ عَلَیْهِ وَ كَانَ فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی مَعَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ (3).
«18»- أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ، قَالَ أَبَانٌ قَالَ سُلَیْمٌ: سَأَلْتُ الْمِقْدَادَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ أَنْ یَأْمُرَ نِسَاءَهُ بِالْحِجَابِ وَ هُوَ یَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَهُ خَادِمٌ غَیْرُهُ وَ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِحَافٌ لَیْسَ لَهُ لِحَافٌ غَیْرُهُ وَ مَعَهُ عَائِشَةُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَنَامُ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ عَائِشَةَ لَیْسَ عَلَیْهِمْ لِحَافٌ غَیْرُهُ فَإِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ اللَّیْلِ یُصَلِّی حَطَّ بِیَدِهِ اللِّحَافَ مِنْ وَسَطِهِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَائِشَةَ حَتَّی یَمَسَّ اللِّحَافُ الْفِرَاشَ الَّذِی تَحْتَهُمْ وَ یَقُومُ رَسُولُ اللَّهِ فَیُصَلِّی فَأَخَذَتْ عَلِیّاً علیه السلام الْحُمَّی فَأَسْهَرَتْهُ (4) فَسَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِسَهَرِهِ فَبَاتَ لَیْلَهُ مَرَّةً یُصَلِّی وَ مَرَّةً یَأْتِی عَلِیّاً علیه السلام یُسَلِّیهِ وَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ حَتَّی أَصْبَحَ فَلَمَّا صَلَّی بِأَصْحَابِهِ الْغَدَاةَ قَالَ اللَّهُمَّ اشْفِ عَلِیّاً وَ عَافِهِ فَإِنَّهُ قَدْ أَسْهَرَنِی مِمَّا بِهِ مِنَ الْوَجَعِ فَعُوفِیَ فَكَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ (5) مَا بِهِ مِنْ عِلَّةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَبْشِرْ یَا أَخِی قَالَ ذَلِكَ وَ أَصْحَابُهُ حَوْلَهُ یَسْمَعُونَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَیْرٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ جَعَلَنِی فِدَاكَ قَالَ إِنِّی لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ اللَّیْلَةَ شَیْئاً إِلَّا أَعْطَانِیهِ وَ لَمْ أَسْأَلْ لِنَفْسِی شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یُؤَاخِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْعَلَكَ وَلِیَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ إِذَا أَلْبَسَنِی ثَوْبَ النُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ أَنْ یُلْبِسَكَ ثَوْبَ الْوَصِیَّةِ وَ الشَّجَاعَةِ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْعَلَكَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ خَازِنَ عِلْمِی فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُهُ أُقْسِمُ بِاللَّهِ أَنْ یَجْعَلَكَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ أَنْ یَشُدَّ بِكَ أَزْرِی وَ یُشْرِكَكَ فِی أَمْرِی فَفَعَلَ إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَرَضِیتُ
ص: 314
وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یُزَوِّجَكَ ابْنَتِی وَ یَجْعَلَكَ أَبَا وُلْدِی فَفَعَلَ فَقَالَ رَجُلٌ لِصَاحِبِهِ أَ رَأَیْتَ مَا سَأَلَ فَوَ اللَّهِ لَوْ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُنْزِلَ عَلَیْهِ مَلَكاً یُعِینُهُ عَلَی عَدُوِّهِ أَوْ یَفْتَحَ لَهُ كَنْزاً یُنْفِقُهُ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَإِنَّ بِهِ حَاجَةً كَانَ خَیْراً لَهُ مِمَّا سَأَلَ وَ قَالَ الْآخَرُ وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ خَیْرٌ مِمَّا سَأَلَ (1).
«19»- ع، [علل الشرائع] أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الطَّلْحِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَانِئٍ مَوْلَی بَنِی مَخْزُومٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِی ابْنُ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِی الْحَجَّاجِ قَالَ: كَانَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ وَ أَرَادَ بِهِ مِنَ الْخَیْرِ أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ شَدِیدَةٌ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ فِی عِیَالٍ كَثِیرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَمِّهِ الْعَبَّاسِ وَ كَانَ مِنْ أَیْسَرِ بَنِی هَاشِمٍ یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ قَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَی مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَیْهِ فَنُخَفِّفَ عَنْهُ عِیَالَهُ آخُذُ مِنْ بَنِیهِ رَجُلًا وَ تَأْخُذُ رَجُلًا فَنَكْفُلُهُمَا عَنْهُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ قُمْ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالا إِنَّا نُرِیدُ أَنْ نُخَفِّفَ عَنْكَ عِیَالَكَ حَتَّی یَنْكَشِفَ عَنِ النَّاسِ مَا هُمْ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ
فَقَالَ لَهُمَا أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكْتُمَا لِی عَقِیلًا فَاصْنَعَا مَا شِئْتُمَا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ أَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَراً فَلَمْ یَزَلْ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیّاً فَآمَنَ بِهِ وَ اتَّبَعَهُ وَ صَدَّقَهُ وَ لَمْ یَزَلْ جَعْفَرٌ مَعَ الْعَبَّاسِ حَتَّی أَسْلَمَ وَ اسْتَغْنَی عَنْهُ (2).
«20»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِی الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سُفْیَانَ بَیَّاعِ الْحَرِیرِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ مَنْ كَانَ آثَرَ النَّاسِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا رَأَیْتَ قَالَ مَا رَأَیْتُ أَحَداً بِمَنْزِلَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ كَانَ یَبْعَثُهُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ (3) فَیَسْتَخْلِی بِهِ حَتَّی یُصْبِحَ هَذَا كَانَ لَهُ عِنْدَهُ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا قَالَ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَنَسُ تُحِبُّ عَلِیّاً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّهُ لِحُبِّكَ إِیَّاهُ فَقَالَ أَمَا إِنَّكَ إِنْ أَحْبَبْتَهُ أَحَبَّكَ اللَّهُ وَ إِنْ أَبْغَضْتَهُ أَبْغَضَكَ اللَّهُ وَ إِنْ أَبْغَضَكَ اللَّهُ أَوْلَجَكَ فِی النَّارِ(4).
ص: 315
«21»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَلِیٍّ السَّدُوسِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَمِّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانٍ وَ مُعَاوِیَةَ بْنِ رَیَّانَ جَمِیعاً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَبِی أُمَامَةَ الْبَاهِلِیِّ قَالَ: كُنَّا ذَاتَ یَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ جُلُوساً فَأَتَی عَلِیٌّ علیه السلام فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ وَافَقَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قِیَاماً فَلَمَّا رَأَی عَلِیّاً علیه السلام جَلَسَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّكَ أَتَیْتَ وَ وَافَقَ مِنِّی قِیَاماً فَجَلَسْتُ لَكَ أَ فَلَا أُخْبِرُكَ بِبَعْضِ مَا فَضَّلَكَ اللَّهُ بِهِ أُخْبِرُكَ أَنِّی خَتَمْتُ النَّبِیِّینَ وَ خَتَمْتَ (1) یَا عَلِیُّ الْوَصِیِّینَ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَا یُوقَفَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ علیه السلام مَوْقِفاً إِلَّا وَقَفَ مَعَهُ (2) وَصِیُّهُ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَ إِنِّی أَقِفُ وَ تُوقَفُ وَ أُسْأَلُ وَ تُسْأَلُ فَأَعْدِدْ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ جَوَاباً فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنِّی تَزُولُ أَیْنَمَا زُلْتُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا نَبِیَّ اللَّهِ فَمَا ذَا الَّذِی تُبَیِّنُهُ لِی لِأَهْتَدِیَ بِهُدَاكَ لِی فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَنْ یَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَ مَنْ یُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِیَ لَهُ وَ إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَادِیكَ وَ مُعَلِّمُكَ وَ حَقٌّ لَكَ أَنَّ تَعِیَ لَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقِی وَ مِیثَاقَكَ وَ مِیثَاقَ شِیعَتِكَ وَ أَهْلَ مَوَدَّتِكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَهُمْ شِیعَتِی وَ ذَوُو مَوَدَّتِی وَ هُمْ ذَوُو الْأَلْبَابِ یَا عَلِیُّ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُنْزِلَهُمْ فِی جَنَّاتِهِ وَ یُسْكِنَهُمْ مَسَاكِنَ الْمُلُوكِ وَ حَقٌّ لَهُمْ أَنْ یَطِیبُوا(3).
«22»- ك، [إكمال الدین] أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی غَیْبَةٍ لَمْ یَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ(4).
«23»- ضا، [فقه الرضا علیه السلام] نَرْوِی: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا عَطَسَ رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ وَ قَدْ فَعَلَ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا عَطَسَ أَعْلَی اللَّهُ كَعْبَكَ وَ قَدْ فَعَلَ (5).
ص: 316
«24»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُفَضَّلٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ أَخِیهِ أَسْنَدَهُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ الْوَحْیُ یَنْزِلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلًا فَلَا یُصْبِحُ حَتَّی یُعْلِمَهُ عَلِیّاً علیه السلام وَ یَنْزِلُ الْوَحْیُ نَهَاراً فَلَا یُمْسِی حَتَّی یُعْلِمَهُ عَلِیّاً علیه السلام(1).
«25»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ (2) قَالَ ذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام كَانَ مُهَاجِراً ذَا رَحِمٍ.
تَفْسِیرُ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْإِمَامِ: أَثْبَتَ اللَّهُ تَعَالَی بِهَذِهِ (3) وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لِأَنَّ عَلِیّاً كَانَ أَوْلَی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ غَیْرِهِ لِأَنَّهُ كَانَ أخوه [أَخَاهُ](4) فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ لِأَنَّهُ حَازَ مِیرَاثَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ مَتَاعَهُ وَ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ وَ جَمِیعَ مَا تَرَكَ وَ وَرِثَ كِتَابَهُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا(5) وَ هُوَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ یُعَلِّمُ النَّاسَ مِنْ بَعْدِ النَّبِیِّ وَ لَمْ یُعَلِّمْهُ أَحَدٌ وَ كَانَ یُسْأَلُ وَ لَا یَسْأَلُ أَحَداً عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی كِنَانَةَ مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِیلَ وَ اصْطَفَی قُرَیْشاً مِنْ كِنَانَةَ وَ اصْطَفَی هَاشِماً مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَمْ یَكُنْ لِلْمَشَایِخِ فِی الَّذِی هُوَ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ نَصِیبٌ ثُمَّ إِنَّهُ هَاشِمِیٌّ مِنْ هَاشِمِیَّیْنِ وَ لَمْ یَكُنْ فِی زَمَانِهِ غَیْرُهُ وَ غَیْرُ أَخَوَیْهِ (6) وَ غَیْرُ ابْنَیْهِ أَبُوهُ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ.
وَ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ اختلف [اخْتَلَطَتْ](7) أُمُّهُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَی مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ [مِنْ] ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ قَرَابَةً(8) تَتَّصِلُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ جِهَةِ الْأُمَّهَاتِ وَ لَا أَحَدٌ یُشَارِكُ فِی ذَلِكَ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنُ
ص: 317
عَمِّهِ مِنْ وَجْهَیْنِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ مِنْ أَبِی طَالِبٍ وَ مِنِ اتِّصَالِ أُمِّهِ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ تِلْكَ الْجِهَاتِ (1) فِی الْأُمَّهَاتِ وَ صَارَ عَلِیٌّ ابْنَهُ مِنْ وَجْهَیْنِ أَوَّلُهُمَا أَنَّهُ رَبَّاهُ حَتَّی قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ كُنْتُ مَرِیضَةً فَكَانَ مُحَمَّدٌ یُمِصُّ عَلِیّاً لِسَانَهُ فِی فِیهِ فَیَرْضَعُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ الثَّانِی أَنَّ خَتَنَ الرَّجُلِ ابْنُهُ وَ لِهَذَا یُهَنَّأُ الرَّجُلُ إِذَا وُلِدَتْ لَهُ بِنْتٌ فَیُقَالُ هَنَّأَكَ الْخَتَنُ.
نَهْجُ الْبَلَاغَةِ: وَ قَالَ قَائِلٌ إِنَّكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ لَحَرِیصٌ فَقُلْتُ بَلْ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَحْرَصُ وَ أَبْعَدُ وَ أَنَا أَخَصُّ وَ أَقْرَبُ وَ إِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِی وَ أَنْتُمْ تَحُولُونَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ تَضْرِبُونَ وَجْهِی دُونَهُ فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ فِی الْمَلَإِ الْحَاضِرِینَ بُهِتَ لَا یَدْرِی مَا یُجِیبُنِی.
العزة عن الجاحظ: أربعة رأوا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی نسق عبد المطلب و أبو طالب و علی و الحسن (2).
«26»- ص، [قصص الأنبیاء علیهم السلام] الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ یَزِیدَ الْكُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ تَبْقَی الْأَرْضُ یَا أَبَا خَالِدٍ یَوْماً وَاحِداً بِغَیْرِ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَی النَّاسِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علیه السلام قُلْتُ أَ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ حُجَّةً مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی (3) هَذِهِ الْأُمَّةِ فِی حَیَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ وَ كَانَتْ طَاعَتُهُ وَاجِبَةً عَلَی النَّاسِ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَ لَكِنَّهُ صَمَتَ وَ لَمْ یَتَكَلَّمْ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَتِ الطَّاعَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أُمَّتِهِ وَ عَلَی عَلِیٍّ مَعَهُمْ فِی حَالِ حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ عَلِیٌّ حَكِیماً عَالِماً(4).
أَقُولُ قَدْ مَرَّ فِی بَابِ كِتَابَةِ أَسْمَائِهِمْ علیهم السلام عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ غَیْرِهِمَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَلْیَقُلْ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَلِیُّ اللَّهِ.
«27»- فض، [كتاب الروضة] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
ص: 318
تَفَتَّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَ مَنْ تَلَاهَا بِمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ تَهَلَّلَ (1) وَجْهُ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَ اسْتَبْشَرَ بِذَلِكَ وَ مَنْ تَلَاهَا بِعَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ كَانَتْ بِعَدَدِ قَطْرِ الْمَطَرِ(2).
«28»- لی، [الأمالی] للصدوق ابْنُ الْمُغِیرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَحَبُّ إِخْوَانِی إِلَیَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَحَبُّ أَعْمَامِی إِلَیَّ حَمْزَةُ(3).
«29»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو وَ ابْنُ الصَّلْتِ مَعاً عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی هَارُونَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ وَ أَنَا مِنْكُمَا(4).
«30»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الرُّمَّانِیِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ رَأْسِی مِنْ بَدَنِی (5).
«31»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیٍّ عَنْ أَبِی عَرُوبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مَخْلَدٍ(6) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَفُّهُ فِی كَفِّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ هُوَ یُقَبِّلُهُ (7) فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ مِنْكَ فَقَالَ كَمَنْزِلَتِی مِنَ اللَّهِ (8).
«32»- نهج، [نهج البلاغة]: وَ لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی لَمْ أَرُدَّ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ وَ لَقَدْ وَاسَیْتُهُ بِنَفْسِی فِی الْمَوَاطِنِ الَّتِی تَنْكُصُ (9) فِیهَا الْأَبْطَالُ وَ تَتَأَخَّرُ الْأَقْدَامُ
ص: 319
نَجْدَةٌ أَكْرَمَنِی اللَّهُ بِهَا وَ لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ رَأْسَهُ لَعَلَی صَدْرِی وَ قَدْ سَالَتْ نَفْسُهُ فِی كَفِّی فَأَمْرَرْتُهَا عَلَی وَجْهِی وَ لَقَدْ وُلِّیتُ غُسْلَهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمَلَائِكَةُ أَعْوَانِی فَضَجَّتِ الدَّارُ وَ الْأَفْنِیَةُ مَلَأٌ یَهْبِطُ وَ مَلَأٌ یَعْرُجُ وَ مَا فَارَقَتْ سَمْعِی هَیْنَمَةٌ مِنْهُمْ یُصَلُّونَ عَلَیْهِ
حَتَّی وَارَیْنَاهُ فِی ضَرِیحِهِ فَمَنْ ذَا أَحَقُّ بِهِ مِنِّی حَیّاً وَ مَیِّتاً فَانْفُذُوا عَلَی بَصَائِرِكُمْ وَ لْتَصْدُقْ نِیَّاتُكُمْ فِی جِهَادِ عَدُوِّكُمْ فَوَ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّی لَعَلَی جَادَّةِ الْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَعَلَی مَزَلَّةِ الْبَاطِلِ أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِی وَ لَكُمْ (1).
توضیح: المستحفظون الضابطون لأحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله المطلعون علی سیرته أو علماء الصحابة لأنهم استحفظوا الكتاب و السنة و النجدة الشجاعة و الهینمة الكلام الخفی لا یفهم.
«33»- نهج، [نهج البلاغة]: أَنَا وَضَعْتُ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ (2) وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْقَرَابَةِ الْقَرِیبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِیصَةِ وَضَعَنِی فِی حَجْرِهِ وَ أَنَا وَلِیدٌ(3) یَضُمُّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ یَكْنُفُنِی فِی فِرَاشِهِ (4) وَ یُمِسُّنِی جَسَدَهُ وَ یُشِمُّنِی عَرْفَهُ وَ كَانَ یَمْضَغُ الشَّیْ ءَ ثُمَّ یُلْقِمُنِیهِ وَ مَا وَجَدَ لِی كَذْبَةً فِی قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِی فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ لَدُنْ كَانَ فَطِیماً(5) أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ یَسْلُكُ بِهِ طَرِیقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِیلِ أَثَرَ أُمِّهِ یَرْفَعُ لِی فِی كُلِّ یَوْمٍ عَلَماً مِنْ أَخْلَاقِهِ (6) وَ یَأْمُرُنِی بِالاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ یُجَاوِرُ فِی كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا یَرَاهُ غَیْرِی وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْتٌ وَاحِدٌ یَوْمَئِذٍ فِی الْإِسْلَامِ غَیْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَی نُورَیِ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشَمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیْطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّیْطَانُ
ص: 320
قَدْ أَیِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَی مَا أَرَی إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ وَ لَكِنَّكَ وَزِیرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَی خَیْرٍ وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ فَقَالُوا لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَیْتَ عَظِیماً لَمْ یَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَیْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَجَبْتَنَا إِلَیْهِ وَ أَرَیْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِیٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمْ وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّی تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَیْنَ یَدَیْكَ فَقَالَ ص إِنَّ اللَّهَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ إِنْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ لَكُمْ (1) أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّی سَأُرِیكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِیئُونَ إِلَی خَیْرٍ وَ أَنَّ فِیكُمْ مَنْ یُطْرَحُ فِی الْقَلِیبِ (2) وَ مَنْ یُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَیَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِینَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِی بِعُرُوقِكِ حَتَّی تَقِفِی بَیْنَ یَدَیَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَوَ الَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِیٌّ شَدِیدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ
أَجْنِحَةِ الطَّیْرِ حَتَّی وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَی مَنْكِبِی وَ كُنْتُ عَنْ یَمِینِهِ فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَی ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْیَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ یَبْقَی نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِیّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْیَرْجِعْ إِلَی نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّی أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی تَصْدِیقاً لِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِیبُ السِّحْرِ خَفِیفٌ فِیهِ وَ هَلْ یُصَدِّقُكَ فِی أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا یَعْنُونَنِی وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِیمَاهُمْ سِیمَاءُ الصِّدِّیقِینَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّیْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ یُحْیُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا یَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا یَعْلُونَ وَ لَا یَغُلُّونَ (3) وَ لَا یُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِی الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ
ص: 321
فِی الْعَمَلِ (1).
بیان: الكلاكل الصدور الواحدة كلكل و المعنی أنی أذللتهم و صرعتهم إلی الأرض أو أنختهم للحمل علیهم و نجم النبت أی طلع و ظهر قال عبد الحمید بن أبی الحدید فی شرح هذه الخطبة فإن قلت أما قهره لمضر فمعلوم فما حال ربیعة و لم یعرف (2) أنه قتل منهم أحدا قلت بلی قد قتل بیده و بجیشه كثیرا من رؤسائهم فی صفین و الجمل و قد تقدم ذكر أسمائهم من قبل و هذه الخطبة خطب بها بعد انقضاء أمر النهروان و العرف بالفتح الریح الطیبة و مضغ الشی ء یمضغه بفتح الضاد و الخطلة فی الفعل الخطأ فیه و إیقاعه علی غیر وجهه و حراء(3) جبل بمكة معروف و الرنة الصوت و القرابة القریبة بینه و بین رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و المنزلة الخصیصة أنه ابن عمه دنیا(4) و أن أبویهما أخوان لأب و أم دون غیرهما من بنی عبد المطلب إلا الزبیر ثم إن أباه كفل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله دون غیره من الأعمام و رباه من بنی هاشم ثم ما كان بینهما من المصاهرة التی أفضت إلی النسل الأطهر دون غیره من الأصهار و نحن نذكر ما ذكره أرباب السیرة من معانی هذا الفصل.
روی الطبری فی تاریخه قال حدثنا ابن حمید قال حدثنا سلمة قال حدثنی محمد بن إسحاق قال حدثنی عبد اللّٰه بن نجیح عن مجاهد قال: كان من نعمة اللّٰه عز و جل علی علی بن أبی طالب علیه السلام و ما صنع اللّٰه له و أراد به من الخیر أن قریشا أصابتهم أزمة شدیدة و ساق الحدیث إلی آخر ما مر بروایة الصدوق.
ثُمَّ قَالَ قَالَ الطَّبَرِیُّ ابْنُ حُمَیْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَی شِعَابِ مَكَّةَ وَ خَرَجَ مَعَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مُسْتَخْفِیاً مِنْ عَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ وَ مِنْ جَمِیعِ أَعْمَامِهِ وَ سَائِرِ قَوْمِهِ فَیُصَلِّیَانِ الصَّلَوَاتِ فِیهَا فَإِذَا أَمْسَیَا رَجَعَا
ص: 322
فَمَكَثَا(1) مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْكُثَا ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ عَثَرَ عَلَیْهِمَا یَوْماً وَ هُمَا یُصَلِّیَانِ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا ابْنَ أَخِی مَا هَذَا الَّذِی أَرَاكَ تَدِینُ بِهِ قَالَ یَا عَمِّ هَذَا دِینُ اللَّهِ وَ دِینُ مَلَائِكَتِهِ وَ دِینُ رُسُلِهِ وَ دِینُ أَبِینَا إِبْرَاهِیمَ أَوْ كَمَا قَالَ بَعَثَنِیَ اللَّهُ بِهِ رَسُولًا إِلَی الْعِبَادِ وَ أَنْتَ یَا عَمِّ أَحَقُّ مَنْ بَذَلْتُ لَهُ النَّصِیحَةَ وَ دَعَوْتُهُ إِلَی الْهُدَی وَ أَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِی إِلَیْهِ وَ أَعَانَنِی عَلَیْهِ أَوْ كَمَا قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ یَا ابْنَ أَخِی إِنِّی لَا أَسْتَطِیعُ أَنْ أُفَارِقَ دِینِی وَ دِینَ آبَائِی وَ مَا كَانُوا عَلَیْهِ وَ لَكِنْ لَا یَخْلُصُ إِلَیْكَ شَیْ ءٌ تَكْرَهُهُ مَا بَقِیتُ.
قَالَ الطَّبَرِیُّ وَ قَدْ رَوَی هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورُونَ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا بُنَیَّ مَا هَذَا الَّذِی أَنْتَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا أَبَتِ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ صَدَّقْتُ بِمَا جَاءَ وَ صَلَّیْتُ لِلَّهِ مَعَهُ قَالَ فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ لَهُ أَمَا إِنَّهُ لَا یَدْعُو إِلَّا إِلَی خَیْرٍ فَالْزَمْهُ.
وَ رَوَی الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ أَیْضاً قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ التِّرْمِذِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی قَالَ أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَاذِبٌ مُفْتَرٍ صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِینَ.
وَ فِی غَیْرِ رِوَایَةِ الطَّبَرِیِّ: أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَوَّلُ وَ أَسْلَمْتُ قَبْلَ إِسْلَامِ أَبِی بَكْرٍ وَ صَلَّیْتُ قَبْلَ صَلَاتِهِ سَبْعَ سِنِینَ.
كَأَنَّهُ علیه السلام لَمْ یَرْتَضِ أَنْ یَذْكُرَ عُمَرَ وَ لَا رَآهُ أَهْلًا لِلْمُقَایَسَةِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ إِسْلَامَ عُمَرَ كَانَ مُتَأَخِّراً
وَ رَوَی الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِی عَنْ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ الذُّكُورِ أَیُّهُمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ أَشَدَّ حُبّاً فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ بَنِیهِ فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ عَلَیْهِ مِنْ بَنِیهِ جَمِیعاً وَ أَرْأَفَ مَا رَأَیْنَاهُ زَایَلَهُ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ مُنْذُ كَانَ طِفْلًا إِلَّا أَنْ یَكُونَ فِی سَفَرٍ لِخَدِیجَةَ وَ مَا رَأَیْنَا أَباً أَبَرَّ بِابْنٍ مِنْهُ لِعَلِیٍّ وَ لَا ابْناً أَطْوَعَ لِأَبٍ مِنْ عَلِیٍّ لَهُ.
وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ زَیْداً أَبِی یَقُولُ كَانَ
ص: 323
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمْضَغُ اللَّحْمَةَ وَ التَّمْرَةَ حَتَّی تَلِینَ فَیَجْعَلُهَا(1) فِی فَمِ عَلِیٍّ وَ هُوَ صَغِیرٌ فِی حَجْرِهِ.
و روی جبیر بن مطعم قال: قال أبی لنا و نحن صبیان بمكة أ لا ترون حب هذا الغلام یعنی علیا لمحمد و اتباعه له دون أبیه و اللات و العزی لوددت أنه ابنی بفتیان بنی نوفل جمیعا(2).
«34»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ كَثِیرِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: وَ قَدْ قَدِمَ عَلَیْهِ وَفْدُ أَهْلِ الطَّائِفِ یَا أَهْلَ الطَّائِفِ وَ اللَّهِ لَتُقِیمُنَّ الصَّلَاةَ وَ لَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ عَلَیْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ یَقْصَعُكُمْ (3) بِالسَّیْفِ فَتَطَاوَلَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَشَالَهَا(4) ثُمَّ قَالَ هُوَ هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ مَا رَأَیْنَا كَالْیَوْمِ فِی الْفَضْلِ قَطُّ(5).
«35»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْبَاغَنْدِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ نَاجِیَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَزْهَرِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ: أَنَّهُ ذَكَرَ عَلِیّاً فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَنْزِلَةٍ خَاصَّةٍ وَ لَقَدْ كَانَتْ لَهُ عَلَیْهِ دَخْلَةٌ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ (6).
«36»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ یَحْیَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ (7) عَنْ هَارُونَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَكَّارٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله:
ص: 324
یَا عَلِیُّ خَلَقَ اللَّهُ النَّاسَ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّی وَ خَلَقَنِی وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا فَطُوبَی لِعَبْدٍ تَمَسَّكَ بِأَصْلِهَا وَ أَكَلَ مِنْ فَرْعِهَا(1).
«37»- یف، الطرائف رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ أَخْبَاراً كَثِیرَةً فِی قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ.
مِنْهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطِیبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِوَفْدِ ثَقِیفٍ حِینَ جَاءَتْهُ (2): لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا مِنِّی أَوْ قَالَ مِثْلَ نَفْسِی فَلَیَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَكُمْ وَ لَیَسْبِیَنَّ ذَرَارِیَّكُمْ وَ لَیَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ قَالَ عُمَرُ فَوَ اللَّهِ مَا اشْتَهَیْتُ الْإِمَارَةَ إِلَّا یَوْمَئِذٍ فَجَعَلْتُ أَنْصِبُ صَدْرِی لَهُ رَجَاءَ أَنْ یَقُولَ هَذَا لِی فَالْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأَخَذَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ هُوَ هَذَا هُوَ هَذَا مَرَّتَیْنِ.
وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَیْضاً عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ زَادَ فِیهِ: إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِیُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِی.
وَ رَوَاهُ أَیْضاً أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِیِّ مِنْ طَرِیقَیْنِ یَقُولُ فِی أَحَدِهِمَا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ.
وَ رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ وَ رَوَی أَیْضاً أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ عَلِیٌّ علیه السلام أَصْحَابَ الْأَلْوِیَةِ یَوْمَ أُحُدٍ قَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَهِیَ الْمُوَاسَاةُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ قَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا مِنْكُمَا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَوَاهُ أَیْضاً مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ.
وَ رَوَی أَیْضاً فِی مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْثَیْنِ عَلَی أَحَدِهِمَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ عَلَی الْآخَرِ خَالِدُ بْنُ وَلِیدٍ فَقَالَ إِذَا لَقِیتُمْ (3) فَعَلِیٌّ عَلَی النَّاسِ وَ إِذَا افْتَرَقْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَی جُنْدِهِ فَلَقِینَا بَنِی زَیْدٍ مِنَ الْیَمَنِ فَاقْتَتَلْنَا فَظَفِرَ الْمُسْلِمُونَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ فَقَتَلْنَا الْمُقَاتِلَةَ وَ سَبَیْنَا الذُّرِّیَّةَ فَاصْطَفَی عَلِیٌّ علیه السلام مِنَ السُّبِیِ (4) امْرَأَةً لِنَفْسِهِ قَالَ بُرَیْدَةُ وَ كَتَبَ مَعِی خَالِدُ بْنُ الْوَلِیدِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ یُخْبِرُهُ
ص: 325
بِذَلِكَ فَلَمَّا أَتَیْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله دَفَعْتُ الْكِتَابَ إِلَیْهِ فَقُرِئَ عَلَیْهِ فَرَأَیْتُ الْغَضَبَ فِی وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا مَكَانُ الْعَائِذِ بِكَ بَعَثْتَنِی مَعَ رَجُلٍ وَ أَمَرْتَنِی أَنْ أُطِیعَهُ فَبَلَّغْتُ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بُرَیْدَةُ لَا تَقَعْ فِی عَلِیٍّ فَإِنَّهُ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِیُّكُمْ بَعْدِی.
وَ رَوَی أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ هُوَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُخَالِفِینَ هَذَا الْحَدِیثَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ
وَ فِی رِوَایَةِ بُرَیْدَةَ لَهُ زِیَادَةٌ وَ هِیَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِبُرَیْدَةَ إِیهِ عَنْكَ یَا بُرَیْدَةُ فَقَدْ أَكْثَرْتَ الْوُقُوعَ بِعَلِیٍّ فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَقَعُ بِرَجُلٍ هُوَ أَوْلَی النَّاسِ بِكُمْ بَعْدِی.
وَ فِی الْحَدِیثِ زِیَادَةٌ أُخْرَی: أَنَّ بُرَیْدَةَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِی فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَأْتِیَ عَلِیٌّ فَلَمَّا جَاءَ عَلِیٌّ طَلَبَ بُرَیْدَةُ أَنْ یَسْتَغْفِرَ لَهُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُ أَسْتَغْفِرْ لَهُ فَاسْتَغْفَرَ لَهُ.
وَ فِی الْحَدِیثِ زِیَادَةٌ أُخْرَی: أَنَّ بُرَیْدَةَ امْتَنَعَ مِنْ مُبَایَعَةِ أَبِی بِكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَبِعَ عَلِیّاً لِأَجْلِ مَا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ نَصِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْوَلَایَةِ بَعْدَهُ.
وَ رَوَی مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرٍ فِی صَحِیحِ السِّجِسْتَانِیِّ رِوَایَةَ بُرَیْدَةَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ فِی بَعْضِهَا زِیَادَاتٌ مُهِمَّاتٌ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ بُرَیْدَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا سَمِعَ ذَمَّ عَلِیٍّ غَضِبَ غَضَباً لَمْ أَرَهُ غَضِبَ مِثْلَهُ قَطُّ إِلَّا یَوْمَ قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ إِنَّ عَلِیّاً وَلِیُّكُمْ بَعْدِی فَأَحِبَّ عَلِیّاً فَقُمْتُ وَ مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْهُ.
وَ مِنْ ذَلِكَ زِیَادَةٌ أُخْرَی: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ حَدَّثَ بِذَلِكَ حَرْبُ بْنُ سُوَیْدِ بْنِ غَفَلَةَ فَقَالَ كَتَمَكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَیْدَةَ بَعْضَ الْحَدِیثِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَ نَافَقْتَ بَعْدِی یَا بُرَیْدَةُ.
وَ مِنْ ذَلِكَ زِیَادَةٌ أَیْضاً مَعْنَاهَا: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِیدِ أَمَرَ بُرَیْدَةَ فَأَخَذَ كِتَابَهُ یَقْرَأُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقَعُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام [قَالَ یَا بُرَیْدَةُ مَا هَذَا كِتَابُهُ یَقْرَأُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ یَقَعُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام](1) قَالَ بُرَیْدَةُ فَجَعَلْتُ أَقْرَأُ وَ أَذْكُرُ عَلِیّاً علیه السلام فَتَغَیَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ یَا بُرَیْدَةُ وَیْحَكَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ عَلِیّاً وَلِیُّكُمْ بَعْدِی.
وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ فِی صَحِیحِهِ فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ أَجْزَاءٍ ثَمَانِیَةٍ فِی ثُلُثِهِ الْأَخِیرِ فِی
ص: 326
بَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ (1) یَعْنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ.
وَ رَوَاهُ أَیْضاً الْبُخَارِیُّ فِی صَحِیحِهِ فِی الْجُزْءِ الْخَامِسِ فِی رَابِعِ كُرَّاسٍ مِنْ أَوَّلِهِ مِنَ النُّسْخَةِ الْمَنْقُولَةِ مِنْهَا وَ رَوَاهُ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ بَابِ مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ
فَمِنْهَا عَنْ أَبِی جُنَادَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ.
وَ رَوَاهُ الشَّافِعِیُّ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ وَ زَادَ فِی مَدَائِحِهِ فِی هَذَا الْمَعْنَی عَلَی كَثِیرٍ مِنَ الرِّوَایَاتِ
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ بِأَسَانِیدِهَا فِی كِتَابِهِ بِمَعْنًی وَاحِدٍ فَمِنْهَا قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ مِنِّی مِثْلُ رَأْسِی مِنْ بَدَنِی (2).
«38»- مد، [العمدة] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِی الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی بَكْرِ بْنِ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ حُبْشِیِّ بْنِ جُنَادَةَ(3) وَ كَانَ قَدْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ لَا یَقْضِی دَیْنِی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ قَالَ ابْنُ آدَمَ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ.
وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَافًی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُبَاتَةَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِیهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَمَّا أَنْتَ یَا عَلِیُّ فَخَتَنِی وَ أَبُو وُلْدِی وَ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ (4).
أقول: روی الأخبار التی أوردها السید بأسانیده من صحیح البخاری و مسند أحمد و الجمع بین الصحاح الستة و سنن أبی داود و صحیح الترمذی و مناقب ابن المغازلی (5).
ص: 327
«39»- وَ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ، عَنِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْلِمٍ بِسَنَدَیْهِمَا عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ذِی الْقَعْدَةِ فَأَبَی أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ یَدَعُوهُ یَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّی قَاضَاهُمْ عَلَی أَنْ یَدْخُلَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ یُقِیمُ فِیهَا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالُوا لَا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ وَ لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام امْحُ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَداً فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْسَ یُحْسِنُ یَكْتُبُ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَی عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَا یُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّیْفَ فِی الْقِرَابِ (1) وَ أَنْ لَا یَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ یَتْبَعَهُ وَ أَنْ لَا یَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً إِنْ أَرَادَ أَنْ یُقِیمَ بِهَا فَلَمَّا دَخَلَهَا وَ مَضَی الْأَجَلُ أَتَوْا عَلِیّاً علیه السلام فَقَالُوا قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَی الْأَجَلُ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِی یَا عَمِّ یَا عَمِّ فَتَنَاوَلَهَا عَلِیٌّ فَأَخَذَ بِیَدِهَا وَ قَالَ لِفَاطِمَةَ علیها السلام دُونَكَ بِنْتُ عَمِّكَ فَحَمَلَتْهَا فَاخْتَصَمَ فِیهَا عَلِیٌّ وَ زَیْدٌ وَ جَعْفَرٌ قَالَ عَلِیٌّ أَنَا أَخَذْتُهَا قَالَ الْحُمَیْدِیُّ أَنَا أَحَقُّ بِهَا وَ هِیَ بِنْتُ عَمِّی وَ قَالَ جَعْفَرٌ بِنْتُ عَمِّی وَ خَالَتُهَا فِی بَیْتِی تَحْتِی وَ قَالَ زَیْدٌ بِنْتُ أَخِی فَقَضَی بِهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِخَالَتِهَا وَ قَالَ الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَ قَالَ لِجَعْفَرٍ أَشْبَهْتَ خَلْقِی وَ خُلُقِی وَ قَالَ لِزَیْدٍ أَنْتَ أَخُونَا وَ مَوْلَانَا(2).
أَقُولُ رَوَی صَاحِبُ كِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ عَنِ ابْنِ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ فِی رِوَایَةِ الْخُدْرِیِّ: عَلِیٌّ مِنِّی كَخَاتَمِی مِنْ ظَهْرِی مَنْ جَحَدَ مَا بَیْنَ ظَهْرِی مِنَ النُّبُوَّةِ فَقَدْ كَفَرَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی: عَلِیٌّ مِنِّی مِثْلُ رَأْسِی مِنْ بَدَنِی.
«40»- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، عَنْ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَابِسٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَیْسٍ
ص: 328
قَالَتْ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ بِثَبِیرٍ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْرِقْ ثَبِیرُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلَكَ بِهِ أَخِی مُوسَی أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ أَنْ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ أَنْ تَحُلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ أَنْ تَجْعَلَ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی عَلِیّاً(1) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی كَیْ نُسَبِّحَكَ كَثِیراً وَ نَذْكُرَكَ كَثِیراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِیراً(2).
«41»- وَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْمَعْرُوفِ بِالدِّهْقَانِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُقْدَةَ وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْعَلَوِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَعْضِ حُجُرَاتِهِ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لِی فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بَیْتِی بَیْتُكَ فَمَا لَكَ تَسْتَأْذِنُ عَلَیَّ قَالَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْبَبْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَحْبَبْتَ مَا أَحَبَّ اللَّهُ وَ أَخَذْتَ بِآدَابِ اللَّهِ یَا عَلِیُ (3) أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّكَ أَخِی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ أَبَی خَالِقِی وَ رَازِقِی أَنْ یَكُونَ لِی سِرٌّ دُونَكَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ وَصِیِّی مِنْ بَعْدِی وَ أَنْتَ الْمَظْلُومُ الْمُضْطَهَدُ بَعْدِی یَا عَلِیُّ الثَّابِتُ عَلَیْكَ كَالْمُقِیمِ مَعِی وَ مُفَارِقُكَ مُفَارِقِی یَا عَلِیُّ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ یُحِبُّنِی وَ یُبْغِضُكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ إِیَّاكَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ(4).
ص: 329
«1»- مد، [العمدة] بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ أَبِی یَعْلَی حَمْزَةَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ رَبِیعٍ عَنْ كَادِخِ بْنِ رَحْمَةَ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: رَأَیْتُ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُوهُ.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْرَائِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زَكَرِیَّا عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَشْعَثَ ابْنِ عَمِّ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: مَكْتُوبٌ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ بِأَلْفَیْ عَامٍ.
وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی: مِثْلَهُ (1)
أَقُولُ: رَوَی ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ.
«2»- وَ مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ الرَّازِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَظَرَ عَلِیٌّ فِی وُجُوهِ النَّاسِ فَقَالَ إِنِّی لَأَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَزِیرُهُ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّی أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ تَعَالَی وَ بِرَسُولِهِ ثُمَّ دَخَلْتُمْ بَعْدِی فِی الْإِسْلَامِ وَ أَنَا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخُوهُ وَ شَرِیكُهُ فِی نَسَبِهِ وَ أَبُو وَلَدَیْهِ وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ لَقَدْ عَرَفْتُمْ أَنَّا مَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَخْرَجاً إِلَّا رَجَعْنَا وَ أَنَا أَحَبُّكُمْ إِلَیْهِ وَ أَوْثَقُكُمْ فِی نَفْسِهِ وَ أَشَدُّ نِكَایَةً فِی الْعَدُوِّ وَ آثَرُ وَ لَقَدْ رَأَیْتُمْ بَعْثَهُ إِیَّایَ مَرَّاتٍ وَ وَقْفَتَهُ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ وَ قِیَامِی مَعَهُ وَ رَفْعَهُ بِیَدِی وَ لَقَدْ آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ
ص: 330
فَمَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحَداً غَیْرِی وَ لَقَدْ قَالَ لِی أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ لَقَدْ أَخْرَجَ النَّاسَ وَ تَرَكَنِی وَ لَقَدْ قَالَ لِی أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی (1).
«3»- وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِیعَةَ عَنْ جَرِیرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الرَّحِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی مَرَضِهِ ادْعُوا لِی أَخِی عَلِیّاً فَدُعِیَ لَهُ عَلِیٌّ فَسَتَرَهُ بِثَوْبِهِ وَ أَكَبَّ عَلَیْهِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قِیلَ لَهُ مَا قَالَ لَكَ قَالَ عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ یُفْتَحُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ (2).
أقول: قال السید المرتضی قدس اللّٰه روحه فی كتاب الشافی النصر من النبی صلی اللّٰه علیه و آله علی ضربین منه ما یدل بلفظه و صریحه علی الإمامة و منه ما یدل فعلا كان أو قولا علیها بضرب من الترتیب و الترسل (3) و قد بینا أن كل أمر وقع منه صلی اللّٰه علیه و آله من قول أو فعل یدل علی تمیز أمیر المؤمنین علیه السلام من الجماعة و اختصاصه من الرتب (4) و المنازل السامیة بما لیس لهم فهو دال علی النص بالإمامة من حیث كان دالا علی عظم منزلته و قوة فضله و الإمامة هی أعلی منازل الدین بعد النبوة فمن كان أفضل فی الدین و أعظم قدرا و أثبت صدقا(5) فی منازله فهو أولی بها و كان من دل علی ذلك من حاله قد دل علی إمامته و یبین ذلك أن بعض الملوك لو تابع بین أقوال و أفعال طول عمره و ولایته بما یدل فی بعض أصحابه علی فضل شدید و اختصاص وكید و قرب منه فی المودة و النصرة(6) لكان ذلك عند ذوی العادات بهذه الأفعال مرشحا له لأعلی المنازل بعده (7) و كالدال علی استحقاقه لأفضل الرتب و ربما كانت دلالة هذه الأفعال أقوی من دلالة الأقوال لأن الأقوال یدخلها المجاز الذی لا یدخل هذه الأفعال و قد دللنا علی أن الإمام لا بد
ص: 331
أن یكون الأفضل و أنه لا یجوز أن یكون مفضولا و المواخاة من جملة تلك الأفعال التی تدل علی غایة الفضل و الاختصاص.
ثم قال بعد رد اعتراضات أوردت علی ذلك و الذی یدل علی أن هذه المواخاة كانت تقتضی تفضیلا و تعظیما و إنها لم تكن علی سبیل المعونة و المواساة فظاهر الخبر(1) عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی غیر مقام بقوله مفتخرا متبجحا(2) أنا عبد اللّٰه و أخو رسوله لا یقوله بعدی إلا كذاب مفتر فلو لا أن فی الأخوة تفضیلا عظیما لم یفتخر بها و لا أمسك معاندوه عن أنه لا مفخر فیها و یشهد أیضا بأن هذه المواخاة ذریعة(3) قویة إلی الإمامة و سبب وكید لاستحقاقها أنه یوم الشوری لما عدد فضائله و مناقبه و ذرائعه إلی استحقاق الإمامة قال فی جملة ذلك أ فیكم من آخی (4) رسول اللّٰه بینه و بین نفسه غیری وَ یَشْهَدُ أَیْضاً بِاقْتِضَاءِ الْمُوَاخَاةِ الْفَضِیلَةَ الْبَاهِرَةَ وَ الْمَزِیَّةَ الظَّاهِرَةَ مَا
رَوَاهُ عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: سَأَلْتُ رَبِّی فِیكَ خَمْساً فَمَنَعَنِی وَاحِدَةً وَ أَعْطَانِی أَرْبَعاً سَأَلْتُهُ أَنْ یَجْمَعَ عَلَیْكَ أُمَّتِی فَأَبَی وَ أَعْطَانِی فِیكَ أَنِّی أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَنْتَ مَعِی وَ مَعِی لِوَاءُ الْحَمْدِ وَ أَنْتَ تَحْمِلُهُ بَیْنَ یَدَیَّ تَسُوقُ بِهِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَعْطَانِی أَنَّكَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنَّ بَیْتَكَ مُقَابِلُ بَیْتِی فِی الْجَنَّةِ وَ أَعْطَانِی أَنَّكَ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ بَعْدِی.
وَ رَوَی حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ عَلَی الْمِنْبَرِ بِالْكُوفَةِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَتْ لِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ عَشْرُ خِصَالٍ هُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنِّی یَوْمَ الْقِیَامَةِ فِی الْمَوْقِفِ بَیْنَ یَدَیِ الْجَبَّارِ وَ مَنْزِلُكَ فِی الْجَنَّةِ یُوَاجِهُ مَنْزِلِی كَمَا یَتَوَاجَهُ مَنَازِلُ الْإِخْوَانِ
ص: 332
فِی اللَّهِ وَ أَنْتَ الْوَارِثُ مِنِّی وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ مِنِّی فِی عِدَاتِی وَ أَمْرِی وَ فِی كُلِّ غَیْبَةٍ یَعْنِی بِذَلِكَ حِفْظَهُ فِی أَزْوَاجِهِ.
وَ رَوَی كَثِیرُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَیْرٍ التَّمِیمِیِ (1) قَالَ: أَتَیْتُ ابْنَ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا مَنْزِلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذَا مَنْزِلُهُ (2) وَ إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ حَتَّی بَقِیَ عَلِیٌّ وَحْدَهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ فَمَنْ أَخِی قَالَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ بَلَی (3).
و كل هذا الذی أوردناه و إن كان قلیلا من كثیر صریح فی دلالة المواخاة علی الفضل و بطلان قول من خالف فی ذلك انتهی كلامه (4).
«4»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(5) آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ فَآخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ بَیْنَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ حَتَّی آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ أَجْمَعِهِمْ عَلَی قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ (6).
«5»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنِ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْأَنْصَارِ وَ الْمُهَاجِرِینَ أُخُوَّةَ
الدِّینِ فَكَانَ یُؤَاخِی بَیْنَ الرَّجُلِ وَ نَظِیرِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا أَخِی قَالَ حُذَیْفَةُ فَرَسُولُ اللَّهِ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ (7) لَیْسَ لَهُ فِی الْأَنَامِ شِبْهٌ وَ لَا نَظِیرٌ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَخُوهُ (8).
ص: 333
«6»- لی، [الأمالی] للصدوق سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِیُّ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُوسَی بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نسی ء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَوْفَی قَالَ: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ وَ تَرَكَ عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ آخَیْتَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ تَرَكْتَنِی فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی أَنْتَ أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی قَالَ مَا أَرِثُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَوْرَثَ النَّبِیُّونَ قَبْلِی أَوْرَثُوا كِتَابَ رَبِّهِمْ وَ سُنَّةَ نَبِیِّهِمْ وَ أَنْتَ وَ ابْنَاكَ مَعِی فِی قَصْرِی فِی الْجَنَّةِ(1).
یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنِ زَیْدِ بْنِ أَبِی أَوْفَی مِنْ طَرِیقَیْنِ: مِثْلَهُ (2).
«7»- فس، [تفسیر القمی]: لَمَّا هَاجَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ آخَی بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ آخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ بَیْنَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ بَیْنَ سَلْمَانَ وَ أَبِی ذَرٍّ وَ بَیْنَ الْمِقْدَادِ وَ عَمَّارٍ وَ تَرَكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَاغْتَمَّ مِنْ ذَلِكَ غَمّاً شَدِیداً وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی لَمْ تُؤَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ فَقَالَ یَا عَلِیُّ مَا حَبَسْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ وَ أَنْتَ وَصِیِّی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی تَقْضِی دَیْنِی وَ تُنْجِزُ عِدَاتِی وَ تَتَوَلَّی غُسْلِی وَ لَا یَلِیهِ غَیْرُكَ وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَاسْتَبْشَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِذَلِكَ (3).
«8»- ن، [عیون أخبار الرضا علیه السلام] بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ (4).
«9»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمَرَاغِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَبِیحٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عُقْبَةَ الْهَجَرِیِّ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی الْمِنْبَرِ وَ هُوَ یَقُولُ لَأَقُولَنَّ الْیَوْمَ قَوْلًا لَمْ یَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَقُولُهُ أَحَدٌ بَعْدِی إِلَّا كَاذِبٌ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ نَكَحْتُ سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْأُمَّةِ(5).
ص: 334
«10»- قب، المناقب لابن شهرآشوب: صارا أخوین من ثلاثة أوجه أولها لقوله علیه السلام فما زال ینقله من الآباء الأخایر الخبر و الثانی أن فاطمة بنت أسد ربته حتی قال هذه أمی و كان عند أبی طالب من أعز أولاده رباه فی صغره و حماه فی كبره و نصره باللسان و المال و السیف و الأولاد و الهجرة و الأب أبوان أب ولادة و أب إفادة ثم إن العم والد قوله تعالی حكایة عن یعقوب ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِی (1) الآیة و إسماعیل كان عمه و قوله تعالی حكایة عن إبراهیم وَ إِذْ قالَ إِبْراهِیمُ لِأَبِیهِ آزَرَ(2) قال الزجاج أجمع النسابة أن اسم أبی إبراهیم تارخ و الثالث آخاه فی عدة مواضع یوم بیعة العشیرة حین لم یبایعه أحد بایعه علی علی أن یكون له أخا فی الدارین و قال فی مواضع كثیرة منها یوم خیبر: أنت أخی و وصیی.
و فی یوم المواخاة ما ظهر عند الخاص و العام صحته و قد رواه ابن بطة من ستة طرق.
وَ رُوِیَ: أَنَّهُ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّخَیْلَةِ وَ حَوْلَهُ سَبْعُمِائَةٍ وَ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی آخَی بَیْنَ الْمَلَائِكَةِ بَیْنِی وَ بَیْنَ مِیكَائِیلَ وَ بَیْنَ إِسْرَافِیلَ وَ بَیْنَ عِزْرَائِیلَ وَ بَیْنَ دَرْدَائِیلَ وَ بَیْنَ رَاحِیلَ فَآخَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ.
وَ رَوَی خَطِیبُ خُوارِزْمَ فِی كِتَابِهِ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام أَخاً إِسْرَافِیلُ ثُمَّ جَبْرَائِیلُ الْخَبَرَ.
تَارِیخُ الْبَلَاذُرِیِّ وَ السَّلَامِیِّ وَ غَیْرِهِمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ غَیْرِهِ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(3) آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْأَشْكَالِ وَ الْأَمْثَالِ فَآخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ بَیْنَ عُثْمَانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ بَیْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ وَ سَعِیدِ بْنِ زَیْدٍ وَ بَیْنَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ بَیْنَ أَبِی عُبَیْدَةَ وَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَ بَیْنَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَیْرٍ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ وَ بَیْنَ أَبِی ذَرٍّ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ بَیْنَ سَلْمَانَ وَ حُذَیْفَةَ وَ بَیْنَ حَمْزَةَ وَ زَیْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَ بَیْنَ أَبِی الدَّرْدَاءِ
ص: 335
وَ بِلَالٍ وَ بَیْنَ جَعْفَرٍ الطَّیَّارِ وَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَ بَیْنَ الْمِقْدَادِ وَ عَمَّارٍ وَ بَیْنَ عَائِشَةَ وَ حَفْصَةَ وَ بَیْنَ زَیْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَ مَیْمُونَةَ وَ بَیْنَ أُمِّ سَلَمَةَ وَ صَفِیَّةَ حَتَّی آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ بِأَجْمَعِهِمْ عَلَی قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ یَا عَلِیُّ.
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: آخَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ أَخَوَیْنِ أَخَوَیْنِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ قَالَ هَذَا أَخِی.
تَارِیخُ الْبَلاذُرِیِّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ تَرَكْتَنِی فَقَالَ أَنْتَ أَخِی أَ مَا تَرْضَی أَنْ تُدْعَی إِذَا دُعِیتُ وَ تُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِذَا دَخَلْتُ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ.
التِّرْمِذِیُّ وَ السَّمْعَانِیُّ وَ النَّطَنْزِیُّ أَنَّهُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَ زَیْدُ بْنُ أَبِی أَوْفَی: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ عَلِیٌّ تَدْمَعُ عَیْنَاهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ لَمْ تُوَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(1).
یف، [الطرائف] فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ وَ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مِثْلَهُ وَ رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ خَمْسِ طُرُقٍ (2).
«11»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب فِی فَضَائِلِ أَحْمَدَ: إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِی أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ.
وَ فِیهِ بِرِوَایَةِ زَیْدِ بْنِ أَبِی أَوْفَی: وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی الْخَبَرَ.
الْأَرْبَعِینُ عَنِ الْخُوارِزْمِیِّ قَالَ أَبُو رَافِعٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْتَفَتَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی.
اعْتِقَادُ أَهْلِ السُّنَّةِ رَوَی مَخْدُوجُ بْنُ زَیْدٍ الذُّهْلِیُّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ فَوَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی الْخَبَرَ.
ص: 336
شَیْخُ السُّنَّةِ الْقَاضِی أَبُو عَمْرٍو بِإِسْنَادِهِ عَنْ شَرْجِیلٍ فِی خَبَرٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ: فَأَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَخِی قَالَ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُودِیَتْ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ یَا مُحَمَّدُ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
فَضَائِلُ السَّمْعَانِیِّ رَوَی أَبُو الصَّلْتِ الْأَهْوَازِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ طَاوُسٍ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رَأَی عَلِیّاً فَقَالَ هَذَا أَخِی وَ صَاحِبِی وَ مَنْ بَاهَی اللَّهُ بِهِ مَلَائِكَتَهُ وَ مَنْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.
فِرْدَوْسُ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ حُذَیْفَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: عَلِیٌّ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی.
الْمَنَاقِبُ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْعَدْلِ قَالَ أَبُو یَحْیَی: مَا جَلَسَ عَلِیٌّ عَلَی الْمِنْبَرِ إِلَّا قَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ.
الصَّادِقُ علیه السلام: وَ لَمَّا آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الصَّحَابَةِ وَ تَرَكَ عَلِیّاً فَقَالَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّمَا أَخَّرْتُكَ لِنَفْسِی أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَبَكَی عَلِیٌّ عِنْدَ ذَلِكَ وَ قَالَ:
أَقِیكَ بِنَفْسِی أَیُّهَا الْمُصْطَفَی الَّذِی***هَدَانَا بِهِ الرَّحْمَنُ مِنْ عَمَهِ الْجَهْلِ
وَ أَفْدِیكَ حَوْبَائِی وَ مَا قَدْرُ مُهْجَتِی***لِمَنْ أَنْتَمِی مِنْهُ إِلَی الْفَرْعِ وَ الْأَصْلِ
وَ مَنْ ضَمَّنِی مُذْ كُنْتُ طِفْلًا وَ یَافِعاً***وَ أَنْعَشَنِی بِالْبِرِّ وَ الْعَلِّ وَ النَّهَلِ
وَ مَنْ جَدُّهُ جَدِّی وَ مَنْ عَمُّهُ عَمِّی***وَ مَنْ أَهْلُهُ أُمِّی وَ مَنْ بِنْتُهُ أَهْلِی
وَ مَنْ حِینَ آخَی بَیْنَ مَنْ كَانَ حَاضِراً***دَعَانِی وَ آخَانِی وَ بَیَّنَ مِنْ فَضْلِی
لَكَ الْفَضْلُ إِنِّی مَا حَیِیتُ لَشَاكِرٌ***لِإِتْمَامِ مَا أَولَیْتَ یَا خَاتَمَ الرُّسُلِ (1)
بیان: الحوباء بالفتح و المد روح القلب و قیل هی النفس و الانتماء الانتساب و المراد بالفرع الحسنان و أولادهما أو الأعم لیشمل سائر الكمالات و الفضائل و یفع الغلام راهق العشرین و فی الدیوان المنسوب إلیه و أنعشنی بالعل منه و بالنهل
ص: 337
و نعشه و أنعشه رفعه و العل الشربة الثانیة و الشرب بعد الشرب تباعا و النهل أول الشرب و هذا كنایة عن غایة الاهتمام بتربیته علیه السلام فی جمیع الأمور و علی جمیع الأحوال و فی الدیوان و من عمه أبی و من نجله نجلی و من بنته أهلی و فیه لإحسان ما أولیت.
أقول: وَ رَوَاهُ الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ عَنِ الْقَاضِی أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَصِّیصِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ تَرَكْتَنِی فَرْداً لَا أَخَ لِی فَقَالَ إِنَّمَا اخْتَرْتُكَ (1) لِنَفْسِی أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَقُمْتُ وَ أَنَا أَبْكِی مِنَ الْجَدَلِ وَ السُّرُورِ فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ أَقِیكَ بِنَفْسِی إِلَی آخِرِ الْأَبْیَاتِ (2).
«12»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب الْفَنْجَكِرْدِیُّ فِی سَلْوَةِ الشِّیعَةِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یُنْشِدُ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ:
أَنَا أَخُو الْمُصْطَفَی لَا شَكَّ فِی نَسَبِی***مَعَهُ رُبِّیتُ وَ سِبْطَاهُ هُمَا وَلَدِی
جَدِّی وَ جَدُّ رَسُولِ اللَّهِ مُنْفَرِدٌ***وَ فَاطِمُ زَوْجَتِی لَا قَوْلُ ذِی فَنَدٍ
وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ شُكْراً لَا شَرِیكَ لَهُ***الْبِرُّ بِالْعَبْدِ وَ الْبَاقِی بِلَا أَمَدٍ
قَالَ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ صَدَقْتَ (3).
بیان: الفند بالتحریك الكذب و بعد ذلك فی الدیوان
صدقته و جمیع الناس فی ظلم***من الضلالة و الإشراك و النكد
فالحمد لله فردا لا شریك له
قب، المناقب لابن شهرآشوب محمد بن إسحاق فبقی الناس ما شاء اللّٰه یتوارثون فی المدینة بعقد الأخوة
ص: 338
دون أولی الأرحام و أنزل اللّٰه فیهم إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ(1) و بقی میراث من لم یهاجر من المؤمنین بمكة علی القرابة حتی أنزل اللّٰه وَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ (2) فصار المیراث لأهل الأرحام (3).
تَفْسِیرُ الْقَطَّانِ وَ تَفْسِیرُ وَكِیعٍ عَنْ سُفْیَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّاسَ كَانُوا یَتَوَارَثُونَ بِالْأُخُوَّةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ (4) وَ هُمُ الَّذِینَ آخَی بَیْنَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ وَ عَلَیْهِ دَیْنٌ فَإِلَیَّ قَضَاؤُهُ وَ مَنْ مَاتَ وَ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ فَنَسَخَ هَذَا الْأَوَّلَ فَصَارَتِ الْمَوَارِیثُ لِلْقَرَابَاتِ الْأَدْنَی فَالْأَدْنَی ثُمَّ قَالَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِكُمْ مَعْرُوفاً(5) الْوَصِیَّةُ مِنْ ثُلُثِ مَالِ الْیَتِیمِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ نُزُولِهَا أَ لَسْتُ أَوْلَی بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا وَلِیُّ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ الدُّعَاءَ أَلَا مَنْ تَرَكَ دَیْناً أَوْ ضَیْعَةً فَإِلَیَّ وَ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ.
تَفْسِیرُ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ: فَكَانَتْ لِعَلِیٍّ علیه السلام مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَلَایَةُ فِی الدِّینِ وَ الْوَلَایَةُ فِی الرَّحِمِ فَهُوَ وَارِثُهُ كَمَا قَالَ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ وَارِثِی.
السَّمْعَانِیُّ فِی الْفَضَائِلِ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله: لِكُلِّ نَبِیٍّ وَصِیٌّ وَ وَارِثٌ وَ إِنَّ عَلِیّاً وَصِیِّی وَ وَارِثِی.
و قالوا: و أما العباس فلم یرث لقوله تعالی وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ(6) و بالاتفاق أنه لم یهاجر العباس
ص: 339
ابن بطة فی الإبانة: أنه قیل لقثم بن العباس بأی شی ء ورث علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله دون العباس قال لأنه كان أشدنا به لصوقا و أسرعنا به لحوقا.
لم یكونا أخوین من النسب تحقیقا و إنما قال ذلك فیه إبانة لمنزلته و فضله و إمامته علی سائر المسلمین لئلا یتقدمه أحد منهم و لا یتأمر علیه بعد ما آخی بینهم أجمعین الأشكال و جعله شكلا لنفسه و العرب تقول للشی ء إنه أخو الشی ء إذا أشبهه أو قاربه أو وافق معناه و منه قوله تعالی إِنَّ هذا أَخِی لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً(1) و كانا جبرئیل و میكائیل و كذا قوله تعالی یاأُخْتَ هارُونَ (2) فلما كان علی وصی رسول اللّٰه فی أمته كان أقرب الناس شبها فی المنزلة به و الأخوة لا توجب ذلك لأنه قد یكون المؤمن أخا للكافر و المنافق فثبتت إمامته (3).
«14»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غشمة [عشمة] الْعَدْلُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ أَنْتَ أَخِی وَ صَاحِبِی.
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی خُطْبَةِ الْبَصْرَةِ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ لَا یَقُولُهُ غَیْرِی إِلَّا كَذَّابٌ.
فَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَی مَعْنَی الِافْتِخَارِ
كَمَا قَالَ: كَفَی لِی فَخْراً أَنْ أَكُونَ لَكَ عَبْداً(4).
«15»- كِتَابُ الْبَیَانِ، لِابْنِ شَهْرَآشُوبَ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ(5) آخَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الصَّحَابَةِ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ.
ذكره الترمذی و أحمد و محمد بن إسحاق و البلاذری و السمعانی و وكیع و الأفلیس (6) و ابن الصخر و القطان و السلامی و شیرویه فی مناقب الطبری و الأربعین للخوارزمی (7).
ص: 340
«16»- عم، [إعلام الوری] عَنِ أَبِی هُرَیْرَةَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ وَ بَیْنَ الْأَنْصَارِ وَ الْمُهَاجِرِینَ فَبَدَأَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَخَذَ بِیَدِهِ وَ قَالَ هَذَا أَخِی.
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ: أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(1).
«17»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَخِی وَ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی أَ مَا عَلِمْتَ یَا عَلِیُّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ یُدْعَی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدْعَی بِی قَالَ فَأَقُومُ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فِی ظِلِّهِ فَأُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ أَلَا وَ إِنِّی أُخْبِرُكَ یَا عَلِیُّ أَنَّ أُمَّتِی أَوَّلُ الْأُمَمِ یُحَاسَبُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَنْتَ
أَوَّلُ مَنْ یُدْعَی لِقَرَابَتِكَ مِنِّی وَ مَنْزِلَتِكَ عِنْدِی وَ یُدْفَعُ إِلَیْكَ لِوَائِی وَ هُوَ لِوَاءُ الْحَمْدِ فَتَسِیرُ بِهِ بَیْنَ السِّمَاطَیْنِ (2) آدَمُ وَ جَمِیعُ الْخَلْقِ یَسْتَظِلُّونَ بِظِلِّ لِوَائِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ طُولُهُ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ سِنَانُهُ یَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ قَضِیبُهُ فِضَّةٌ بَیْضَاءُ زُجُّهُ (3) دُرَّةٌ خَضْرَاءُ وَ لَهُ ثَلَاثُ ذَوَائِبَ مِنْ نُورٍ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ ذُؤَابَةٌ فِی الْمَغْرِبِ وَ الثَّالِثَةُ وَسَطَ الدُّنْیَا مَكْتُوبٌ عَلَیْهِ ثَلَاثَةُ أَسْطُرٍ الْأَوَّلُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ الثَّانِی الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ الثَّالِثُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ طُولُ كُلِّ سَطْرٍ مَسِیرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ وَ تَسِیرُ بِلِوَائِی وَ الْحَسَنُ عَنْ یَمِینِكَ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَسَارِكَ حَتَّی تَقِفَ بَیْنِی وَ بَیْنَ إِبْرَاهِیمَ فِی ظِلِّ الْعَرْشِ ثُمَّ تُكْسَی حُلَّةً خَضْرَاءَ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ یُنَادِی مُنَادٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیٌّ أَبْشِرْ یَا عَلِیُّ إِنَّكَ تُكْسَی إِذَا كُسِیتُ وَ تُدْعَی إِذَا دُعِیتُ وَ تُحَیَّا إِذَا حُیِّیتُ.
وَ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی.
وَ قَالَ: یَا أُمَّ سَلَمَةَ اشْهَدِی وَ اسْمَعِی (4) هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْمُسْلِمِینَ وَ عَیْبَةُ عِلْمِی
ص: 341
وَ بَابِیَ الَّذِی أُوتَی مِنْهُ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ خِدْنِی فِی الْآخِرَةِ وَ مَعِی فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی (1).
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ (2) فَبَقِیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عَلِیٌّ فَآخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله آخَی بَیْنَ النَّاسِ وَ تَرَكَ عَلِیّاً حَتَّی بَقِیَ آخِرَهُمْ لَا یَرَی لَهُ أَخاً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ النَّاسِ وَ تَرَكْتَنِی قَالَ وَ لِمَنْ تَرَانِی تَرَكْتُكَ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِی أَنْتَ أَخِی وَ أَنَا أَخُوكَ فَإِنْ ذَاكَرَكَ أَحَدٌ فَقُلْ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ لَا یَدَّعِیهَا بَعْدَكَ إِلَّا كَذَّابٌ (3).
یف، [الطرائف] رَوَاهُ أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِهِ مِنْ أَكْثَرَ مِنْ سِتَّةِ طُرُقٍ فَمِنْهَا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ وَ ذَكَرَ: مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا كَذَّابٌ (4).
«18»- كشف، [كشف الغمة] وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَبِی أَوْفَی (5) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَذَكَرَ قِصَّةَ مُؤَاخَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قَالَ عَلِیٌّ لَقَدْ ذَهَبَ رُوحِی وَ انْقَطَعَ ظَهْرِی حِینَ رَأَیْتُكَ فَعَلْتَ بِأَصْحَابِكَ مَا فَعَلْتَ غَیْرِی فَإِنْ كَانَ هَذَا مِنْ سَخَطٍ عَلَیَّ فَلَكَ الْعُتْبَی وَ الْكَرَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا اخْتَرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی فَأَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَارِثِی قَالَ قَالَ وَ مَا أَرِثُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا وَرَّثَ الْأَنْبِیَاءُ قَبْلَكَ (6) كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّةَ نَبِیِّهِمْ وَ أَنْتَ مَعِی فِی قَصْرِی فِی الْجَنَّةِ مَعَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ أَنْتَ أَخِی وَ رَفِیقِی ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (7) الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ.
ص: 342
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَلِیّاً كَانَ یَقُولُ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ (1) لَأُقَاتِلَنَّ عَلَی مَا قَاتَلَ عَلَیْهِ حَتَّی أَمُوتَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَخُوهُ وَ وَلِیُّهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَارِثُهُ وَ مَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنِّی.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: طَلَبَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدَنِی فِی حَائِطٍ نَائِماً فَضَرَبَنِی بِرِجْلِهِ وَ قَالَ قُمْ وَ اللَّهِ لَأُرْضِیَنَّكَ أَنْتَ أَخِی وَ أَبُو وُلْدِی تُقَاتِلُ عَلَی سُنَّتِی مَنْ مَاتَ عَلَی عَهْدِی فَهُوَ فِی كَنْزِ كَنَفِ اللَّهِ وَ مَنْ مَاتَ عَلَی عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَی نَحْبَهُ وَ مَنْ مَاتَ یُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ یَخْتِمُ اللَّهُ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ.
وَ عَنْ جَابِرٍ: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ عَلِیٌّ أَخِی وَ صَاحِبُ لِوَائِی.
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام بِالْإِسْنَادِ قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِیهِمْ رَهْطٌ یَأْكُلُ الْجَذَعَةَ(2) وَ یَشْرَبُ الْفَرَقَ قَالَ فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا قَالَ وَ بَقِیَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ یُمَسَّ ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ(3) فَشَرِبُوا حَتَّی رَوُوا وَ بَقِیَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ یُشْرَبْ مِنْهُ وَ لَمْ یُمَسَّ فَقَالَ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی بُعِثْتُ إِلَیْكُمْ خَاصَّةً وَ إِلَی النَّاسِ عَامَّةً وَ قَدْ رَأَیْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآیَةِ مَا رَأَیْتُمْ فَأَیُّكُمْ یُبَایِعُنِی عَلَی أَنْ یَكُونَ أَخِی وَ صَاحِبِی قَالَ فَلَمْ یَقُمْ إِلَیْهِ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَ فِی الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی یَدِی.
وَ مِنْ مَنَاقِبِ الْفَقِیهِ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ یَوْمُ الْمُبَاهَلَةِ آخَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَلِیٌّ وَاقِفٌ یَرَاهُ وَ یَعْرِفُ مَكَانَهُ وَ لَمْ یُوَاخِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَحَدٍ فَانْصَرَفَ عَلِیٌّ بَاكِیَ الْعَیْنِ فَافْتَقَدَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا فَعَلَ أَبُو الْحَسَنِ قَالُوا انْصَرَفَ بَاكِیَ الْعَیْنِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَا بِلَالُ اذْهَبْ فَأْتِنِی بِهِ فَمَضَی بِلَالٌ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ دَخَلَ مَنْزِلَهُ بَاكِیَ الْعَیْنِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ
علیه السلام مَا یُبْكِیكَ لَا أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَیْكَ قَالَ یَا فَاطِمَةُ آخَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَنَا وَاقِفٌ یَرَانِی وَ یَعْرِفُ مَكَانِی وَ لَمْ یُوَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَالَتْ علیها السلام لَا یَحْزُنْكَ اللَّهُ لَعَلَّهُ إِنَّمَا ذَخَرَكَ (4) لِنَفْسِهِ فَقَالَ بِلَالٌ
ص: 343
یَا عَلِیُّ أَجِبِ النَّبِیَّ فَأَتَی عَلِیٌّ النَّبِیَّ فَقَالَ النَّبِیُّ مَا یُبْكِیكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ وَاخَیْتَ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا وَاقِفٌ تَرَانِی وَ تَعْرِفُ مَكَانِی وَ لَمْ تُوَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَالَ إِنَّمَا ذَخَرْتُكَ لِنَفْسِی أَ لَا یَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ أَخَا نَبِیِّكَ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّی لِی بِذَلِكَ فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَأَرْقَاهُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَذَا مِنِّی (1) وَ أَنَا مِنْهُ أَلَا إِنَّهُ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ قَالَ فَانْصَرَفَ عَلِیٌّ قَرِیرَ الْعَیْنِ فَاتَّبَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ بَخْ بَخْ یَا أَبَا الْحَسَنِ أَصْبَحْتَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُسْلِمٍ (2).
فض، [كتاب الروضة] عَنِ أَبِی الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَطَّارِ یَرْفَعُهُ إِلَی حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ إِلَی أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ ثُمَّ نَزَلَ وَ قَدْ سُرَّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَجَعَلَ النَّاسُ یُبَایِعُونَهُ وَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ یَقُولُ بَخْ بَخْ لَكَ یَا ابْنَ أَبِی طَالِبٍ أَصْبَحْتَ مَوْلَایَ وَ مَوْلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ زَوْجَةُ مَنْ یُعَادِیكَ طَالِقَةٌ طَالِقَةٌ طَالِقَةٌ(3).
«19»- كشف، [كشف الغمة] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی مُوَاخٍ بَیْنَكُمْ كَمَا آخَی اللَّهُ بَیْنَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی وَ رَفِیقِی ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (4) الْأَخِلَّاءُ فِی اللَّهِ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ.
وَ عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: خَیْرُ إِخْوَانِی عَلِیٌّ.
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَوْمَ الْمُوَاخَاةِ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
ص: 344
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ كَانَ یُوَاخِی بَیْنَ الرَّجُلِ وَ نَظِیرِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا أَخِی قَالَ حُذَیْفَةُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِینَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ شَبِیهٌ وَ لَا نَظِیرٌ وَ عَلِیٌّ أَخُوهُ
شِعْرٌ
یَمِیلُ الْعَدُوُّ وَ الصِّدِّیقُ وَ إِنَّمَا(1)***یُعَادِی الْفَتَی أَمْثَالَهُ وَ یُصَادِقُ
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ رَأَیْتُ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ الْأَیْمَنِ أَنَا وَحْدِی لَا إِلَهَ غَیْرِی غَرَسْتُ جَنَّةَ عَدْنٍ بِیَدِی مُحَمَّدٌ صَفْوَتِی أَیَّدْتُهُ بِعَلِیٍّ.
وَ مِنَ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ (2) لِرَزِینٍ الْعَبْدَرِیِّ فِی بَابِ مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ مِنْ سُنَنِ أَبِی دَاوُدَ وَ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ جَاءَهُ عَلِیٌّ علیه السلام تَدْمَعُ عَیْنَاهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ آخَیْتَ بَیْنَ أَصْحَابِكَ وَ لَمْ تُوَاخِ بَیْنِی وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَالَ فَسَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنْتَ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ(3).
أَقُولُ: رُوِیَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنَ التِّرْمِذِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مِثْلُهُ (4).
«20»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ كِتَابِ كِفَایَةِ الطَّالِبِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ نُودِیَتْ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ نِعْمَ الْأَبُ أَبُوكَ إِبْرَاهِیمُ خَلِیلُ الرَّحْمَنِ وَ نِعْمَ الْأَخُ أَخُوكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (5).
«21»- فر، [تفسیر فرات بن إبراهیم] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ زَكَرِیَّا مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَوْفَی قَالَ: خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ فَقَامَ وَ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ فَقَالَ إِنِّی مُحَدِّثُكُمْ
ص: 345
حَدِیثاً فَاحْفَظُوهُ وَ عُوهُ وَ لْیُحَدَّثْ مَنْ بَعْدَكُمْ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی لِرِسَالَتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ (1) أَسْكَنَهُمُ الْجَنَّةَ وَ إِنِّی مُصْطَفِی مِنْكُمْ مَنْ أُحِبُّ أَنْ أَصْطَفِیَهُ وَ أُوَاخِی بَیْنَكُمْ كَمَا آخَی اللَّهُ بَیْنَ الْمَلَائِكَةِ فَذَكَرَ كَلَاماً فِیهِ طُولٌ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام لَقَدِ انْقَطَعَ ظَهْرِی وَ ذَهَبَ رُوحِی عِنْدَ مَا صَنَعْتَ بِأَصْحَابِكَ فَإِنْ كَانَ مِنْ سَخْطَةٍ بِكَ عَلَیَّ فَلَكَ الْعُتْبَی (2) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ مَا أَنْتَ مِنِّی إِلَّا بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ مَا أَخَّرْتُكَ إِلَّا لِنَفْسِی فَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنْتَ أَخِی وَ وَارِثِی قَالَ وَ مَا الَّذِی أَرِثُ مِنْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا وَرَّثَتِ الْأَنْبِیَاءُ مِنْ قَبْلِی قَالَ وَ مَا وَرَّثَتِ الْأَنْبِیَاءُ مِنْ قَبْلِكَ قَالَ كِتَابَ رَبِّهِمْ وَ سُنَّةَ نَبِیِّهِمْ أَنْتَ مَعِی یَا عَلِیُّ فِی قَصْرِی فِی الْجَنَّةِ مَعَ فَاطِمَةَ بِنْتِی هِیَ زَوْجَتُكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ أَنْتَ رَفِیقِی ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ ص إِخْواناً عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3) الْمُتَحَابُّونَ فِی اللَّهِ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ (4).
«22»- یف، [الطرائف] ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِأَسَانِیدِهِ إِلَی حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ: آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ فَكَانَ یُوَاخِی بَیْنَ الرَّجُلِ وَ نَظِیرِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ هَذَا أَخِی قَالَ حُذَیْفَةُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیِّدُ الْمُرْسَلِینَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِینَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ شِبْهٌ وَ لَا نَظِیرٌ وَ عَلِیٌّ أَخُوهُ (5).
بیان: أخبار هذا الباب متفرقة فی سائر الأبواب، و روی ابن بطریق فی العمدة ما مر من الأخبار من مسند أحمد بن حنبل بستة أسانید عن سعید بن المسیب و عن عمر بن عبد اللّٰه عن أبیه عن جده و عن زید بن أبی أوفی و عن ابن عباس و عن أمیر المؤمنین علیه السلام بروایة أبی المغیرة و ربیعة بن ناجد: و من مناقب ابن المغازلی بثمانیة أسانید عن أنس و زید بن أرقم و ابن عباس و ابن عمر بروایتین و حذیفة بن الیمان و أبی الحمراء:
ص: 346
و من صحیح الترمذی و سنن أبی داود عن ابن عمر(1).
و روی فی الطرائف بأكثر تلك الأسانید(2).
وَ رَوَی ابْنُ الصَّبَّاغِ الْمَالِكِیُّ فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ مِنْ مَنَاقِبِ ضِیَاءِ الدِّینِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا آخَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ آخَی بَیْنَ أَبِی بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ آخَی بَیْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَ آخَی بَیْنَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَیْرِ وَ آخَی بَیْنَ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ وَ الْمِقْدَادِ وَ لَمْ یُوَاخِ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَخَرَجَ عَلِیٌّ مُغْضَباً حَتَّی أَتَی جَدْوَلًا مِنَ الْأَرْضِ وَ تَوَسَّدَ ذِرَاعَهُ وَ نَامَ فِیهِ تَسْفِی الرِّیحُ عَلَیْهِ فَطَلَبَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدَهُ عَلَی تِلْكَ الصِّفَةِ فَرَكَزَهُ بِرِجْلِهِ وَ قَالَ لَهُ قُمْ فَمَا صَلُحْتَ أَنْ تَكُونَ إِلَّا أَبَا تُرَابٍ أَ غَضِبْتَ حِینَ آخَیْتُ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ لَمْ أُوَاخِ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی أَلَا مَنْ أَحَبَّكَ فَقَدْ حُفَّ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَمَاتَهُ اللَّهُ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً(3).
ص: 347
«1»- ج، [الإحتجاج] جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ بَعْدَ أَنْ صَلَّی الْفَجْرَ ثُمَّ نَهَضَ وَ نَهَضْتُ مَعَهُ وَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَتَّجِهَ إِلَی مَوْضِعٍ أَعْلَمَنِی بِذَلِكَ فَكَانَ إِذَا أَبْطَأَ فِی الْمَوْضِعِ صِرْتُ إِلَیْهِ لِأَعْرِفَ خَبَرَهُ لِأَنَّهُ لَا یَتَقَارُّ(1) قَلْبِی عَلَی فِرَاقِهِ سَاعَةً(2) فَقَالَ لِی أَنَا مُتَّجِهٌ إِلَی بَیْتِ عَائِشَةَ فَمَضَی وَ مَضَیْتُ إِلَی بَیْتِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمْ أَزَلْ مَعَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ هِیَ وَ أَنَّا مَسْرُورَانِ بِهِمَا ثُمَّ إِنِّی نَهَضْتُ وَ صِرْتُ إِلَی بَابِ عَائِشَةَ فَطَرَقْتُ الْبَابَ فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ لَهَا أَنَا عَلِیٌّ فَقَالَتْ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رَاقِدٌ فَانْصَرَفْتُ ثُمَّ قُلْتُ النَّبِیُّ رَاقِدٌ وَ عَائِشَةُ فِی الدَّارِ فَرَجَعْتُ وَ طَرَقْتُ الْبَابَ فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا عَلِیٌّ فَقَالَتْ إِنَّ النَّبِیَّ عَلَی حَاجَةٍ فَانْثَنَیْتُ (3) مُسْتَحْیِیاً مِنْ دَقِّیَ الْبَابَ وَ وَجَدْتُ فِی صَدْرِی مَا لَا أَسْتَطِیعُ عَلَیْهِ صَبْراً فَرَجَعْتُ مُسْرِعاً فَدَقَقْتُ الْبَابَ دَقّاً عَنِیفاً(4) فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا عَلِیٌّ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهَا یَا عَائِشَةُ افْتَحِی لَهُ الْبَابَ فَفَتَحَتْ فَدَخَلْتُ فَقَالَ لِیَ اقْعُدْ یَا أَبَا الْحَسَنِ أُحَدِّثْكَ بِمَا أَنَا فِیهِ أَوْ تُحَدِّثْنِی بِإِبْطَائِكَ عَنِّی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَدِّثْنِی فَإِنَّ حَدِیثَكَ أَحْسَنُ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ كُنْتُ فِی أَمْرٍ كَتَمْتُهُ مِنْ أَلَمِ الْجُوعِ فَلَمَّا دَخَلْتُ بَیْتَ عَائِشَةَ وَ أَطَلْتُ الْقُعُودَ لَیْسَ عِنْدَهَا شَیْ ءٌ تَأْتِی بِهِ مَدَدْتُ یَدِی وَ سَأَلْتُ اللَّهَ الْقَرِیبَ الْمُجِیبَ فَهَبَطَ عَلَیَّ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ مَعَهُ هَذَا الطَّیْرُ وَ وَضَعَ إِصْبَعَهُ عَلَی طَائِرٍ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 348
أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ آخُذَ هَذَا الطَّیْرَ وَ هُوَ أَطْیَبُ طَعَامٍ فِی الْجَنَّةِ فَأَتَیْتُكَ بِهِ (1) یَا مُحَمَّدُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ كَثِیراً وَ عَرَجَ جَبْرَئِیلُ فَرَفَعْتُ یَدِی إِلَی السَّمَاءِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ یَسِّرْ عَبْداً یُحِبُّكَ وَ یُحِبُّنِی یَأْكُلْ مَعِی هَذَا الطَّائِرَ(2) فَمَكَثْتُ مَلِیّاً فَلَمْ أَرَ أَحَداً یَطْرُقُ الْبَابَ فَرَفَعْتُ یَدِی ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ یَسِّرْ عَبْداً یُحِبُّكَ وَ یُحِبُّنِی وَ تُحِبُّهُ وَ أُحِبُّهُ یَأْكُلْ مَعِی هَذَا الطَّائِرَ(3) فَسَمِعْتُ طَرْقَكَ لِلْبَابِ وَ ارْتِفَاعَ صَوْتِكَ
فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ أَدْخِلِی عَلِیّاً فَدَخَلْتَ فَلَمْ أَزَلْ حَامِداً لِلَّهِ حَتَّی بَلَغْتَ إِلَیَّ إِذْ كُنْتَ تُحِبُّ اللَّهَ وَ تُحِبُّنِی وَ یُحِبُّكَ اللَّهُ وَ أُحِبُّكَ فَكُلْ یَا عَلِیُّ فَلَمَّا أَكَلْتُ أَنَا وَ النَّبِیُّ الطَّائِرَ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ حَدِّثْنِی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَزَلْ مُنْذُ فَارَقْتُكَ أَنَا وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مَسْرُورِینَ جَمِیعاً ثُمَّ نَهَضْتُ أُرِیدُكَ فَجِئْتُ فَطَرَقْتُ الْبَابَ فَقَالَتْ لِی عَائِشَةُ مَنْ هَذَا فَقُلْتُ لَهَا أَنَا عَلِیٌّ فَقَالَتْ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله رَاقِدٌ فَانْصَرَفْتُ فَلَمَّا صِرْتُ (4) إِلَی الطَّرِیقِ الَّذِی سَلَكْتُهُ رَجَعْتُ فَقُلْتُ النَّبِیُّ رَاقِدٌ وَ عَائِشَةُ فِی الدَّارِ لَا یَكُونُ هَذَا فَجِئْتُ فَطَرَقْتُ الْبَابَ فَقَالَتْ لِی مَنْ هَذَا فَقُلْتُ أَنَا عَلِیٌّ فَقَالَتْ إِنَّ النَّبِیَّ عَلَی حَاجَةٍ فَانْصَرَفْتُ مُسْتَحْیِیاً فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی رَجَعْتُ مِنْهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَجَدْتُ فِی قَلْبِی مَا لَمْ أَسْتَطِعْ (5) عَلَیْهِ صَبْراً وَ قُلْتُ النَّبِیُّ عَلَی حَاجَةٍ وَ عَائِشَةُ فِی الدَّارِ فَرَجَعْتُ فَدَقَقْتُ الْبَابَ الدَّقَّ الَّذِی سَمِعْتَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَمِعْتُكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ تَقُولُ لَهَا أَدْخِلِی عَلِیّاً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَیْتِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ (6) الْأَمْرُ هَكَذَا یَا حُمَیْرَاءُ مَا حَمَلَكِ عَلَی هَذَا فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ اشْتَهَیْتُ أَنْ یَكُونَ أَبِی یَأْكُلُ مِنَ الطَّیْرِ(7) فَقَالَ لَهَا مَا هُوَ بِأَوَّلِ ضِغْنٍ بَیْنَكِ وَ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ قَدْ وَقَفْتُ عَلَی مَا فِی قَلْبِكِ لِعَلِیٍّ إِنَّكِ لَتُقَاتِلِینَهُ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ تَكُونُ النِّسَاءُ یُقَاتِلْنَ الرِّجَالَ فَقَالَ لَهَا یَا عَائِشَةُ إِنَّكِ
ص: 349
لَتُقَاتِلِینَ عَلِیّاً وَ یَصْحَبُكِ وَ یَدْعُوكِ إِلَی هَذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِی (1) فَیَحْمِلُونَكِ عَلَیْهِ وَ لَیَكُونَنَّ فِی قِتَالِكِ لَهُ أَمْرٌ تَتَحَدَّثُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ وَ عَلَامَةُ ذَلِكِ أَنَّكِ تَرْكَبِینَ الشَّیْطَانَ ثُمَّ تُبْتَلَیْنَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغِی إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُقْصَدُ بِكِ إِلَیْهِ فَتَنْبَحُ عَلَیْكِ كِلَابُ الْحَوْأَبِ فَتَسْأَلِینَ الرُّجُوعَ فَیَشْهَدُ عِنْدَكِ قَسَامَةُ(2) أَرْبَعِینَ رَجُلًا مَا هِیَ كِلَابُ الْحَوْأَبِ فَتَصِیرِینَ (3) إِلَی بَلَدٍ أَهْلُهُ أَنْصَارُكِ هُوَ أَبْعَدُ بِلَادٍ عَلَی الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ(4) وَ أَقْرَبُهَا إِلَی الْمَاءِ وَ لَتَرْجِعِینَ وَ أَنْتِ صَاغِرَةٌ غَیْرُ بَالِغَةٍ إِلَی مَا تُرِیدِینَ وَ یَكُونُ هَذَا الَّذِی یَرُدُّكِ مَعَ مَنْ یَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ إِنَّهُ لَكِ خَیْرٌ مِنْكِ لَهُ وَ لَیُنْذِرَنَّكِ مَا یَكُونُ (5) الْفِرَاقُ بَیْنِی وَ بَیْنَكِ فِی الْآخِرَةِ وَ كُلُّ مَنْ فَرَّقَ عَلِیٌّ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ بَعْدَ وَفَاتِی فَفِرَاقُهُ جَائِزٌ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْتَنِی مِتُّ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ مَا تَعِدُنِی فَقَالَ لَهَا هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَیَكُونَنَّ مَا قُلْتُ حَتَّی كَأَنِّی أَرَاهُ ثُمَّ قَالَ لِی قُمْ یَا عَلِیُّ فَقَدْ وَجَبَتْ صَلَاةُ الظُّهْرِ حَتَّی آمُرَ بِلَالًا بِالْأَذَانِ فَأَذَّنَ بِلَالٌ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ صَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ وَ لَمْ نَزَلْ فِی الْمَسْجِدِ(6).
«2»- ما، [الأمالی] للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ عَدِیٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أُهْدِیَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَائِرٌ فَوَضَعَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَدَقَّ الْبَابَ فَقُلْتُ مَنْ ذَا فَقَالَ أَنَا عَلِیٌّ فَقُلْتُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حَاجَةٍ حَتَّی فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَجَاءَ الرَّابِعَةَ فَضَرَبَ الْبَابَ بِرِجْلِهِ فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَبَسَكَ قَالَ قَدْ جِئْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَمَلَكَ عَلَی ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یَكُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِی (7).
ص: 350
«3»- شف، [كشف الیقین] أَحْمَدُ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ زِیَادٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَبِی إِدْرِیسَ عَنْ رَافِعٍ (1) مَوْلَی عَائِشَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلَاماً أَخْدُمُهَا فَكُنْتُ إِذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهَا أَكُونُ قَرِیباً أُعَاطِیهَا(2) قَالَ فَبَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهَا ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَدَقَّ الْبَابَ قَالَ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا جَارِیَةٌ مَعَهَا إِنَاءٌ مُغَطًّی قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَی عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا قَالَتْ أَدْخِلْهَا فَدَخَلْتُ فَوَضَعْتُهُ بَیْنَ یَدَیْ عَائِشَةَ فَوَضَعَتْهُ عَائِشَةُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَعَلَ یَأْكُلُ وَ خَرَجَتِ الْجَارِیَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْتَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدَ الْمُسْلِمِینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ عِنْدِی یَأْكُلُ مَعِی فَجَاءَ جَاءٍ فَدَقَّ الْبَابَ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ هَذَا عَلِیٌّ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْخِلْهُ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَرْحَباً وَ أَهْلًا لَقَدْ تَمَنَّیْتُكَ مَرَّتَیْنِ حَتَّی لَوْ أَبْطَأْتَ عَلَیَّ لَسَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَأْتِیَ بِكَ اجْلِسْ فَكُلْ مَعِی (3).
بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی حَامِدٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَبَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْبَزَّازِ: مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَاتَلَ اللَّهُ مَنْ قَاتَلَكَ وَ عَادَی مَنْ عَادَاكَ مَرَّتَیْنِ أَوْ ثَلَاثاً(4).
«4»- قب، [المناقب] لابن شهرآشوب رَوَی حَدِیثَ الطَّیْرِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ التِّرْمِذِیُّ فِی جَامِعِهِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی حِلْیَةِ الْأَوْلِیَاءِ وَ الْبَلاذُرِیُّ فِی تَارِیخِهِ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ الْمُصْطَفَی وَ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ الطَّبَرِیُّ فِی الْوَلَایَةِ وَ ابْنُ الْبَیِّعِ فِی الصَّحِیحِ وَ أَبُو یَعْلَی فِی الْمُسْنَدِ وَ أَحْمَدُ فِی الْفَضَائِلِ وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْإِخْتِصَاصِ (5) وَ قَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْأَزْدِیُّ وَ سَعِیدٌ
ص: 351
وَ الْمَازِنِیُّ وَ ابْنُ شَاهِینٍ وَ السُّدِّیُّ وَ أَبُو بَكْرٍ الْبَیْهَقِیُّ وَ مَالِكٌ وَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ وَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَیْرٍ وَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِیُّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ أَنَسٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أُمِّ أَیْمَنَ وَ رَوَاهُ ابْنُ بَطَّةَ فِی الْإِبَانَةِ مِنْ طَرِیقَیْنِ وَ الْخَطِیبُ وَ أَبُو بَكْرٍ فِی تَارِیخِ بَغْدَادَ مِنْ سَبْعَةِ طُرُقٍ: وَ قَدْ صَنَّفَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ كِتَابَ الطَّیْرِ وَ قَالَ الْقَاضِی أَحْمَدُ قَدْ صَحَّ عِنْدِی حَدِیثُ الطَّیْرِ(1) وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِیُّ إِنَّ طَرِیقَةَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجُبَّائِیِّ فِی تَصْحِیحِ الْأَخْبَارِ یَقْتَضِی الْقَوْلَ بِصِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ لِإِیرَادِهِ یَوْمَ الشُّورَی فَلَمْ یُنْكَرْ قَالَ الشَّیْخُ قَدِ اسْتَدَلَّ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی فَضْلِهِ فِی قِصَّةَ شُورَی بِمَحْضَرٍ مِنْ أَهْلِهَا فَمَا كَانَ فِیهِمْ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُ وَ أَقَرَّ بِهِ وَ الْعِلْمُ بِذَلِكَ كَالْعِلْمُ بِالشُّورَی نَفْسَهَا فَصَارَ مُتَوَاتِراً وَ لَیْسَ فِی الْأُمَّةِ عَلَی اخْتِلَافِهَا مَنْ دَفَعَ هَذَا الْخَبَرَ- وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْعَزِیزِ كَادِشٌ الْعُكْبَرِیُّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْحَرْبِیِّ الْعُشَارِیِّ عَنِ ابْنِ شَاهِینٍ الْوَاعِظِ فِی كِتَابِهِ مَا قَرُبَ سَنَدُهُ قَالَ حَدَّثَنِی نَصْرُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الْفَرَائِضِیُّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الْجَوْهَرِیُ (2) قَالَ قَالَ نُعَیْمُ بْنُ سَالِمِ بْنِ قَنْبَرٍ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْخَبَرَ: وَ قَدْ أَخْرَجَهُ- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی كِتَابِ قُرْبِ الْإِسْنَادِ: وَ قَدْ رَوَاهُ خَمْسَةٌ وَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَنَسٍ وَ عَشَرَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ صَحَّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَ النَّبِیَّ یُحِبَّانِهِ وَ مَا صَحَّ ذَلِكَ لِغَیْرِهِ فَیَجِبُ الِاقْتِدَاءُ بِهِ وَ مَنْ عَزَی (3) خَبَرَ الطَّائِرِ إِلَیْهِ قَصَّرَ الْإِمَامَةَ عَلَیْهِ وَ مَجْمَعُ الْحَدِیثِ أَنَّ أَنَساً تَعَصَّبَ بِعِصَابَةٍ فَسُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ هَذِهِ دَعْوَةُ عَلِیٍّ قِیلَ وَ كَیْفَ ذَلِكَ قَالَ أُهْدِیَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَائِرٌ مَشْوِیٌّ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی هَذَا الطَّیْرَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْكَ مَشْغُولٌ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِی فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَانِیاً فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ عَنْكَ مَشْغُولٌ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَالِثاً فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْكَ مَشْغُولٌ فَرَفَعَ عَلِیٌّ صَوْتَهُ وَ قَالَ وَ مَا یَشْغَلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِّی وَ سَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا أَنَسُ مَنْ هَذَا قُلْتُ
ص: 352
عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ ائْذَنْ لَهُ فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ إِنِّی قَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ یَأْتِیَنِی بِأَحَبِّ خَلْقِهِ إِلَیْهِ وَ إِلَیَّ أَنْ یَأْكُلَ مَعِی هَذَا الطَّیْرَ وَ لَوْ لَمْ تَجِئْنِی فِی الثَّالِثَةِ لَدَعَوْتُ اللَّهَ بِاسْمِكَ أَنْ یَأْتِیَنِی بِكَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی قَدْ جِئْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ یَرُدُّنِی أَنَسٌ وَ یَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ عَنْكَ مَشْغُولٌ فَقَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا حَمَلَكَ عَلَی هَذَا قُلْتُ أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِی فَرَفَعَ عَلِیٌّ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْمِ أَنَساً بِوَضَحٍ لَا یَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ: لَا تُوَارِیهِ الْعِمَامَةُ(1) ثُمَّ كَشَفَ الْعِمَامَةَ عَنْ رَأْسِهِ فَقَالَ هَذِهِ دَعْوَةُ عَلِیٍّ هَذِهِ دَعْوَةُ عَلِیٍ (2).
لی، [الأمالی] للصدوق أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُدْبَةَ(3) قَالَ: رَأَیْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ مَعْصُوباً بِعِصَابَةٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ هِیَ دَعْوَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقُلْتُ لَهُ وَ كَیْفَ كَانَ ذَلِكَ (4) وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ مَا مَرَّ.
وَ فِی بَعْضِ النُّسَخِ: فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ الدَّارِ اسْتَشْهَدَنِی (5) عَلِیٌّ علیه السلام فَكَتَمْتُهُ فَقُلْتُ إِنِّی أُنْسِیتُهُ فَرَفَعَ (6) عَلِیٌّ یَدَهُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ(7).
5 قب، المناقب لابن شهرآشوب: أنه علیه السلام كان أحب الخلق إلی اللّٰه و إلی رسوله لوجوه منها
قوله صلی اللّٰه علیه و آله: اللّٰهم ائتنی بأحب الخلق إلیك و إلی یأكل معی من هذا الطائر.
و منها قوله صلی اللّٰه علیه و آله: لأعطین الرایة غدا رجلا یحب اللّٰه و رسوله و یحبه اللّٰه و رسوله.
و منها ادعوا إلی خلیلی فدعوا لفلان و فلان (8) فأعرض.
فإذا ثبت أن علیا علیه السلام كان أحب الخلق إلی اللّٰه و إلی رسوله فلا یجوز لغیره أن یتقدم علیه و قد قال اللّٰه تعالی:
ص: 353
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (1)
إبانة ابن بطة و فضائل أحمد فی خبر عن عكرمة عن ابن عباس قال: و لقد عاتب اللّٰه أصحاب محمد صلی اللّٰه علیه و آله فی غیر آی من القرآن و ما ذكر علیا إلا بخیر و ذلك نحو قوله وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ(2) و قوله تعالی وَ یَوْمَ حُنَیْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ (3) الآیة و قوله تعالی فی آیة المناجاة فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ (4).
البخاری: توفی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو عنه راض یعنی عن علی علیه السلام.
و قد ذكرنا أنه أولی الناس لقوله تعالی لَقَدْ رَضِیَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ إِذْ یُبایِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ(5) لأنه قد صح أنه لم یفر قط من زحف و ما ثبت ذلك لغیره (6).
«6»- كشف، [كشف الغمة] مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارِزْمِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله طَیْرٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی هَذَا الطَّیْرَ فَجَاءَ(7) عَلِیٌّ علیه السلام فَأَكَلَ مَعَهُ.
وَ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُتِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِطَائِرٍ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ فَجَاءَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ وَالِهِ.
أبو عیسی الترمذی هذا الحدیث فی جامعه و ذكره النسائی فی حدیثه (8).
«7»- بشا، [بشارة المصطفی] مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْفَارِسِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ قُرْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أُتِیَ بِطَیْرٍ فَقَالَ:
ص: 354
اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ (1).
«8»- یف، [الطرائف] أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی سَفِینَةِ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ أَهْدَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَیْرَیْنِ بَیْنَ رَغِیفَیْنِ فَقَدَّمَتْ إِلَیْهِ الطَّیْرَیْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ وَ إِلَی رَسُولِكَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَرَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ هَذَا قُلْتُ عَلِیٌّ قَالَ افْتَحْ لَهُ فَفَتَحْتُ لَهُ فَأَكَلَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی فَنِیَا.
وَ مِمَّا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ هَذَا الْمَعْنَی قَدْ تَكَرَّرَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عِدَّةِ أَطْیَارٍ وَ عِدَّةِ مَجَالِسَ مَا رَوَوْهُ مِنْ غَیْرِ هَذَا الطَّرِیقِ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ مِنَ الْجُزْءِ الثَّالِثِ فِی بَابِ مَنَاقِبِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ(2) وَ هُوَ كِتَابُ السُّنَنِ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله طَائِرٌ قَدْ طُبِخَ لَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَكَلَ مَعَهُ مِنْهُ.
وَ رَوَاهُ الشَّافِعِیُّ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی كِتَابِهِ مِنْ نَحْوِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِینَ طَرِیقاً فَمِنْهَا مَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ ذَلِكَ قَدْ وَقَعَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی طَائِرٍ آخَرَ قَالَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ عَدِیٍ (3) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِیَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَیْرٌ مَشْوِیٌّ فَلَمَّا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ حَتَّی یَأْكُلَ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّیْرِ(4) قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَرَعَ الْبَابَ قَرْعاً خَفِیفاً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقَالَ عَلِیٌّ فَقُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ الثَّانِیَةَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّیْرِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی (5) اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَرَعَ
ص: 355
الْبَابَ فَقُلْتُ أَ لَمْ أُخْبِرْكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حَاجَةٍ فَانْصَرَفَ فَرَجَعْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ الثَّالِثَةَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّیْرِ قَالَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْباً شَدِیداً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله افْتَحْ افْتَحْ افْتَحْ قَالَ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُمَّ وَ إِلَیَّ اللَّهُمَّ وَ إِلَیَّ اللَّهُمَّ وَ إِلَیَ (1) قَالَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَكَلَ مَعَهُ مِنَ الطَّیْرِ.
وَ فِی بَعْضِ رِوَایَاتِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَا أَبْطَأَكَ قَالَ هَذِهِ ثَالِثَةٌ وَ یَرُدُّنِی أَنَسٌ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَنَسُ مَا حَمَلَكَ عَلَی مَا صَنَعْتَ قَالَ رَجَوْتُ أَنْ یَكُونَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لِی یَا أَنَسُ أَ وَ فِی الْأَنْصَارِ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ أَ وَ فِی الْأَنْصَارِ أَفْضَلُ مِنْ عَلِیٍ (2).
«9»- مد، [العمدة] مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ السِّمْسَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحَنُوطِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّبِیبِ (3) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ (4) الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ النَّحْوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّحَّانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُعَدِّلِ عَنْ أَسْلَمَ بْنِ سَهْلٍ الْبَزَّازِ عَنْ وَهْبِ بْنِ بَقِیَّةَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یُوسُفَ الْأَزْرَقِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدِیثاً لَیْسَ بَیْنَكَ وَ بَیْنَهُ فِیهِ أَحَدٌ فَقُلْتُ تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِیثَ ذُو شُجُونٍ (5) یَجُرُّ بَعْضُهُ بَعْضاً فَذَكَرَ أَنَسٌ حَدِیثاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِی تُرَابٍ تُحَدِّثُنَا(6) دَعْنَا مِنْ أَبِی تُرَابٍ فَغَضِبَ أَنَسٌ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ تَقُولُ هَذَا(7) أَمَا وَ اللَّهِ إِذْ قُلْتَ هَذَا فَلَأُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِیثٍ فِیهِ
ص: 356
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُهْدِیَتْ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله یَعَاقِیبُ (1) فَأَكَلَ مِنْهَا وَ فَضَلَتْ فَضْلَةٌ وَ شَیْ ءٌ مِنْ خُبْزٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَیْتُهُ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتِنِی (2) بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّائِرِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ فَرَجَوْتُ أَنْ یَكُونَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیٍّ علیه السلام فَقُلْتُ أَ لَیْسَ إِنَّمَا جِئْتَ السَّاعَةَ فَرَجَعْتَ (3) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی مِنْ هَذَا الطَّائِرِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَضَرَبَ الْبَابَ فَإِذَا بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام فَسَمِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُمَّ وَ إِلَیَّ اللَّهُمَّ وَ إِلَیَّ.
قال أسلم (4) روی هذا الحدیث عن أنس بن مالك یوسف بن إبراهیم الواسطی و إسماعیل سلیمان (5) الأزرق و إسماعیل السدی (6) و إسحاق بن عبد اللّٰه بن أبی طلحة و یمامة(7) بن عبد اللّٰه بن أنس و سعید بن زربی قال ابن سمعان سعید بن زربی إنما حدث به عن أنس:- و قد روی جماعة عن أنس منهم سعید بن المسیب و عبد الملك بن عمیر و مسلم الملائی و سلیمان بن الحجاج الطائفی و ابن أبی الرجاء الكوفی و إسماعیل بن عبد اللّٰه بن جعفر و نعیم بن سالم و غیرهم (8): أقول روی- ابن بطریق هذا الخبر بعبارات قریبة المضامین من مسند أحمد بسند و من مناقب ابن المغازلی بأربعة و عشرین سندا و من سنن أبی داود بسندین (9).
و قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی كتاب الفصول عند اعتراض السائل بأن هذا الخبر من أخبار الآحاد لأنه إنما رواه أنس بن مالك وحده فأجاب بأن الأمة
ص: 357
بأجمعها قد تلقته بالقبول و لم یروا أن أحدا رده علی أنس و لا أنكر صحته عند روایته فصار الإجماع علیه هو الحجة فی صوابه (1) مع أن التواتر قد ورد بأن
أمیر المؤمنین علیه السلام احتج به فی مناقبه یوم الدار فقال: أنشدكم اللّٰه (2) هل فیكم أحد قال له رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله اللّٰهم ائتنی بأحب خلقك إلیك یأكل معی من هذا الطائر فجاء أحد غیری قالوا اللّٰهم لا قال اللّٰهم اشهد.
فاعترف الجمیع بصحته و لم یكن أمیر المؤمنین علیه السلام لیحتج بباطل (3) لا سیما و هو فی مقام المنازعة و التوصل بفضائله (4) إلی أعلی الرتب التی هی الإمامة و الخلافة للرسول صلی اللّٰه علیه و آله و إحاطة علمه بأن الحاضرین معه فی الشوری یریدون الأمر دونه مع
قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله: علی مع الحق و الحق مع علی یدور حیثما دار(5).
وَ رَوَی الْعَلَّامَةُ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِابْنِ مَرْدَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْنَا مَنْ أَحَبُّ أَصْحَابِكَ إِلَیْكَ وَ إِنْ كَانَ أَمْرٌ كُنَّا مَعَهُ وَ إِنْ كَانَ نَائِبَةٌ كُنَّا دُونَهُ (6) قَالَ هَذَا عَلِیٌّ أَقْدَمُكُمْ سِلْماً وَ إِسْلَاماً انْتَهَی (7).
وَ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَیْرٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ ائْتِنِی بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَیْكَ یَأْكُلْ مَعِی هَذَا الطَّیْرَ فَجَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَكَلَ مَعَهُ.
وَ قَالَ رَزِینٌ قَالَ أَبُو عِیسَی فِی هَذَا الْحَدِیثِ قِصَّةً وَ فِی آخِرِهَا: أَنَّ أَنَساً قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام اسْتَغْفِرْ لِی وَ لَكَ عِنْدِی بِشَارَةٌ فَفَعَلَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله(8).
تنقیح اعلم أن تلك الأخبار مع تواترها و اتفاق الفریقین علی صحتها تدل علی كونه صلوات اللّٰه علیه أفضل الخلق و أحق بالخلافة بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أما دلالتها علی
ص: 358
كونه أفضل فلأن حب اللّٰه تعالی لیس إلا كثرة الثواب و التوفیق و الهدایة المترتبة علی كثرة الطاعة و الاتصاف بالصفات الحسنة كما برهن فی محله أنه تعالی منزه عن الانفعالات و التغیرات و إنما اتصافه بالحب و البغض و أمثالهما باعتبار الغایات و قد مر تحقیق ذلك فی كتاب التوحید و أنه لیس إثباته تعالی و إكرامه بدون فضیلة و خصلة كریمة و أعمال حسنة توجب ذلك لحكم العقل بقبح تفضیل الناقص علی الكامل و العاصی علی المطیع و الجاهل علی العالم و الفائق فی الكمالات علی القاصر فیها و قد قال تعالی قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِی یُحْبِبْكُمُ اللَّهُ (1) فظهر أن حبه تعالی إنما یترتب علی متابعة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فثبت أنه صلی اللّٰه علیه و آله أفضل من جمیع الخلق و إنما خص الرسول بالإجماع و بقرینة أنه كان هو القائل لذلك فالظاهر أن مراده أحب سائر الخلق إلیه تعالی.
و أما كونه أحق بالخلافة فلأن من كان أفضل من جمیع الصحابة بل من سائر الأنبیاء و الأوصیاء لا یجوز العقل تقدم غیره علیه لا سیما تقدم من لا یثبت له فضیلة واحدة إلا بروایات المعاندین التی تظهر علیها أمارات الوضع و الافتراء و اختیار رضی سلاطین الجور علی طاعة رب الأرض و السماء.
و قد نوقش فی دلالة الخبر علی أفضلیته صلی اللّٰه علیه و آله بوجهین الأول أنه یحتمل أن یكون أراد صلی اللّٰه علیه و آله أحب خلق اللّٰه إلیه فی أكل هذا الطیر لا أحب الخلق إلیه مطلقا و الجواب عنه و إن كان لوهنه و ركاكته لا یحتاج إلی الجواب و قائله لا یستحق الخطاب هو أن قوله صلی اللّٰه علیه و آله یأكل جواب للأمر و لا یفهم أحد له أدنی أنس بكلام العرب منه سوی هذا المعنی فلو خصص الحب بذلك (2) لكان
تخصیصا من غیر قرینة تدل علیه و برهان یدعو إلیه و لو جعل یأكل قیدا للحب فمع بعده محتاج إلی تقدیر فی أن یأكل و هو خلاف الأصل لا یصار إلیه إلا بدلیل علی أن فی بعض الروایات لیس یأكل أصلا و فی بعضها حتی یأكل و هما لا یحتملان ذلك.
ص: 359
و أجاب الشیخ المفید عن ذلك بوجه آخر و هو أنه لو كان الكلام یحتمل ذلك لما كان فیه فضل فلم یكن أنس یرده مرتین لیكون ذلك الفضل للأنصار و لما قرره الرسول صلی اللّٰه علیه و آله علی ذلك و أیضا لو كان محتملا لذلك لم یكن أمیر المؤمنین علیه السلام یحتج بذلك یوم الدار و لا قبل الحاضرون ذلك منه و لقالوا إن ذلك لا یدل علی فضیلة توجب الإمامة و الخلافة(1).
الثانی أنه یحتمل أن یكون فی ذلك الوقت أحب الخلق و أفضلهم فلم لا یجوز أن یصیر بعض الصحابة بعد ذلك أفضل منه و الجواب أن ذلك أیضا خلاف عموم اللفظ و إطلاقه فإن الظاهر من اللفظ أحب جمیع الخلق فی جمیع الأحوال و الأزمنة و لو كان مراده غیر ذلك لقیده بشی ء منها و لم یدل دلیل من خارج الكلام علی التخصیص.
و أجاب الشیخ بوجهین أیضا الأول أن هذا خرق للإجماع المركب لأن الأمة بأسرها بین قولین إما تفضیله فی جمیع الأحوال و الأوقات أو تفضیل غیره علیه كذلك فما ذكرت قول لم یقل به أحد و الثانی أن احتجاجه صلوات اللّٰه علیه بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بذلك و تسلیم القوم له ذلك مما یدفع هذا الاحتمال (2).
ص: 360
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد و آله الطاهرین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم أجمعین.
و بعد: فإنّ اللّٰه المنّان قد وفّقنا لتصحیح هذا الجزء و هو الجزء الرابع من أجزاء المجلّد التاسع من الأصل و الجزء الثامن و الثلاثون حسب تجزءتنا من كتاب بحار الأنوار و تخریج أحادیثه و مقابلتها علی ما بأیدینا من المصادر و بذلنا فی ذلك غایة جهدنا علی ما یراه المطالع البصیر و قد راجعنا فی تصحیح الكتاب و تحقیقه و مقابلته نسخاً مطبوعة و مخطوطة إلیك تفصیلها:
«1»- النسخة المطبوعة بطهران فی سنة 1307 بأمر الواصل إلی رحمة اللّٰه و غفرانه الحاجّ محمّد حسن الشهیر ب «كمپانیّ» و رمزنا إلی هذه النسخة ب (ك) و هی تزید علی جمیع النسخ التی عندنا كما أشار إلیه العلّامة الفقید الحاجّ میرزا محمّد القمیّ
المتصدّی لتصحیحها فی خاتمة الكتاب، فجعلنا الزیادات التی وقفنا علیها بین معقوفین هكذا [...] و ربّما أشرنا إلیها فی ذیل الصفحات.
«2»- النسخة المطبوعة بتبریز فی سنة 1297 بأمر الفقید السعید الحاجّ إبراهیم التبریزیّ و رمزنا إلیها ب (ت).
«3»- نسخة كاملة مخطوطة بخطّ النسخ الجیّد علی قطع كبیر تاریخ كتابتها 1280 و رمزنا إلیها ب (م).
«4»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع كبیر و قد سقط منها من أواسط الباب 99: «باب زهده علیه السلام و تقواه» و رمزنا إلیها ب (ح).
ص: 361
«5»- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع متوسط و هذه الأخیرة أصحّها و أتقنها و فی هامش صحیفة منها خطّ المؤلّف قدسّ سرّه و تصریحه بسماعه إیّاها فی سنة 1109 و لكنّها أیضاً ناقصة من أواسط الباب 97: «باب ما علّمه الرسول صّلی الّله علیه و آله عند وفاته» و رمزنا إلیها ب (د).
و هذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الأستاذ السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر بالمحدّث لا زال موفّقاً لمرضاة اللّٰه.
و قد اعتمدنا فی تخریج أحادیث الكتاب و ما نقلناه المصنّف فی بیاناته أو ما علّقناه و ذیّلناه فی فهم غرائب ألفاظه و مشكلاته علی كتب أوعزنا إلیها فی المجلّد السابع و الثلاثون لا نطیل الكلام بذكرها هنا فمن أرادها فلیرجع هناك.
فنسأل اللّٰه التوفیق لإنجاز هذا المشروع و نرجو من فضله أن یجعله ذخرا لنا لیوم تشخص فیه الأبصار. جمادی الثانیة 1380
یحیی العابدیّ الزنجانیّ /السیّد كاظم الموسوی المیامویّ
ص: 362
بسمه تعالی و له الحمد
إلی هنا انتهی الجزء الثامن و الثلاثون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء الرابع من المجلّد التاسع فی تاریخ أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه حسب تجزءة المصنّف أعلی اللّٰه مقامه یحوی زهاء أربعمائة حدیث فی أربعة عشر باباً غیر ما حوی من المباحث العلمیّة و الكلامیّة.
و لقد بذلنا الجهد عند طبعها فی التصحیح مقابلة و بالغنا فی التحقیق مطالعة فخرج بعون اللّٰه و مشیّته نقیّاً من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر.
اللّٰهم ما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شریك لك فأتمم علینا نعمتك و آتنا ما وعدتنا علی رسلك إنّك لا تخلف المیعاد.
محمد باقر البهبودی.
ص: 363
الموضوع/ الصفحه
الباب 56 فی أنّه صلوات اللّٰه علیه الوصیّ و سیّد الأوصیاء و خیر الخلق بعد النبی صّلی الّله علیه و آله و أنّ من أبی ذلك أو شكّ فیه فهو كافر 1- 26
الباب 57 فی أنّه علیه السلام مع الحقّ و الحقّ معه و أنّه یجب طاعته علی الخلق و أنّ ولایته ولایة اللّٰه عزّ وجلّ 26- 40
الباب 58 فی ذكره فی الكتب السماویة و ما بشّر السابقون به و بأولاده المعصومین علیهم السلام 41- 62
الباب 59 فی طهارته و عصمته علیه السلام 62- 70
الباب 60 فی الاستدلال بولایته و استنابته فی الأمور علی إمامته و خلافته و فیه أخبار كثیرة من الأبواب السابقة و اللاحقة و فیه ذكر صعوده علی ظهر الرسول صّلی الّله علیه و آله لحطّ الأصنام و جعل أمر نسائه إلیه فی حیاته و بعد وفاته صّلی الّله علیه و آله 70- 89
الباب 61 فی جوامع الأخبار الدالّة علی إمامته علیه السلام من طرق الخاصّة و العامّة 90- 166
الباب 62 باب نادر فیما امتحن اللّٰه به أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه فی حیاة النبی صّلی الّله علیه و آله و بعد وفاته 167- 186
الباب 63 فی النوادر 186- 194
أبواب فضائله و مناقبه صلوات اللّٰه علیه و هی مشحونة بالنصوص
الباب 64 فی ثواب ذكر فضائله و النظر إلیها و استماعها و أنّ النظر إلیه و إلی الأئمّة من ولده صلوات اللّٰه علیهم عبادة 195- 201
ص: 364
الباب 65 فی أنّه صلوات اللّٰه علیه سبق الناس فی الإسلام و الإیمان و البیعة و الصلوات زماناً و رتبةً و أنّه الصدّیق و الفاروق و فیه كثیر من النصوص و المناقب 201- 288
الباب 66 فی مسابقته صلوات اللّٰه علیه فی الهجرة علی سائر الصحابة 288- 294
الباب 67 فی أنّه علیه السلام كان أخصّ الناس بالرسول صّلی الّله علیه و آله و أحبّهم إلیه و كیفیّة معاشرتهما و بیان حاله فی حیاة الرسول و فیه أنّه علیه السلام یذكر متی ما ذكر النبی صّلی الّله علیه و آله 294- 329
الباب 68 فی الأخوّة و فیه كثیر من النصوص 330- 347
الباب 69 فی خبر الطیر و أنّه أحبّ الخلق إلی اللّٰه 348- 360
ص: 365
ص: 366
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام
ضا: لفقه الرضا علیه السلام
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 367