بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 35: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
الحمد لله الذی شید أساس الدین و نور مناهج الیقین بمحمد سید المرسلین و علی أمیر المؤمنین و الأبرار من عترتهما الغر المیامین صلوات اللّٰه علیهما و علیهم أبد الآبدین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم دهر الداهرین.
أما بعد فیقول خادم أخبار الأئمة الطاهرین و تراب أقدام شیعة مولی المؤمنین محمد باقر بن محمد تقی غفر اللّٰه لهما بشفاعة موالیهما المنتجبین هذا هو المجلد التاسع من كتاب بحار الأنوار فی بیان فضائل سید الأخیار و إمام الأبرار و حجة الجبار و قسیم الجنة و النار (1) و أشرف الوصیین و وصی سید النبیین و یعسوب المسلمین علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین و مناقبه و معجزاته و مكارم أخلاقه و تواریخ أحواله و الآیات النازلة فی شأنه و النصوص علیه صلوات اللّٰه و سلامه علیه و علی أولاده الأطیبین.
1- قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ إِسْحَاقَ وَ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ كَتَبَ حِلْیَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ ثُبَیْتٍ الْخَادِمِ (1) فَأَخَذَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزَمَّ بِأَنْفِهِ وَ قَطَعَهَا (2) وَ كَتَبَ أَنَّ أَبَا تُرَابٍ كَانَ شَدِیدَ الْأُدْمَةِ عَظِیمَ الْبَطْنِ حَمْشَ السَّاقَیْنِ وَ نَحْوَ ذَلِكَ فَلِذَا وَقَعَ الْخِلَافُ فِی حِلْیَتِهِ.
وَ ذَكَرَ فِی كِتَابِ الصِّفِّینِ وَ نَحْوِهِ عَنْ جَابِرٍ وَ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ أَنَّهُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام رَجُلًا دَحْدَاحاً رَبْعَ الْقَامَةِ أَذَجَّ الْحَاجِبَیْنِ أَدْعَجَ الْعَیْنَیْنِ أَنْجَلَ تَمِیلُ إِلَی الشُّهْلَةِ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ حُسْناً وَ هُوَ إِلَی السُّمْرَةِ أَصْلَعُ لَهُ حِفَافٌ مِنْ خَلْفِهِ كَأَنَّهُ إِكْلِیلٌ وَ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِیقُ فِضَّةٍ وَ هُوَ أَرْقَبُ ضَخْمُ الْبَطْنِ أَقْرَأُ الظَّهْرِ عَرِیضُ الصَّدْرِ مَحْضُ الْمَتْنِ شَثْنُ الْكَفَّیْنِ ضَخْمُ الْكُسُورِ- لَا یَبِینُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً عَبْلُ الذِّرَاعَیْنِ عَرِیضُ الْمَنْكِبَیْنِ عَظِیمُ الْمُشَاشَیْنِ كَمُشَاشِ السَّبُعِ الضَّارِی لَهُ لِحْیَةٌ قَدْ زَانَتْ صَدْرَهُ غَلِیظَ الْعَضَلَاتِ حَمْشَ السَّاقَیْنِ.
قَالَ الْمُغِیرَةُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی هَیْئَةِ الْأَسَدِ غَلِیظاً مِنْهُ مَا اسْتَغْلَظَ دَقِیقاً مِنْهُ مَا اسْتَدَقَّ.
بیان: أحمش الساقین أی دقیقهما و یقال حمش الساقین أیضا بالتسكین و الدحداح القصیر السمین و المراد هنا غیر الطویل أو السمین فقط بقرینة ما بعده و الزجج تقوّس فی الحاجب مع طول فی طرفه و امتداده و الدعج شدّة السواد فی العین أو شدّة سوادها فی شدّة بیاضها و النجل سعة العین و الشهلة بالضمّ أقلّ من الزرقة فی الحدقة و أحسن منه أو أن تشرب الحدقة حمرة لیست خطوطا كالشكلة و لعل المراد هنا الثانی
ص: 2
و الصَّلَع انحسار شعر مقدّم الرأس و الحفاف ككتاب الطرّة حول رأس الأصلع و الإكلیل شبه عصابة تزیّن بالجوهر و الأرقب الغلیظ الرقبة.
و قال الجوهری و القراء الظهر و ناقة قرواء طویلة السنام و یقال الشدیدة الظهر بیّنة القری و لا یقال جمل أقری (1).
و قال الفیروزآبادی المقروری الطویل الظهر و المحض الخالص و متنا الظهر مكتنفا الصلب (2) عن یمین و شمال من عصب و لحم و لعله كنایة عن الاستواء أو عن اندماج الأجزاء بحیث لا یبین فیه المفاصل و یری قطعة واحدة.
و قال الجزریّ فی صفته شثن الكفین و القدمین.
أی أنّهما یمیلان إلی الغلظ و القصر و قیل هو أن یكون فی أنامله غلظ بلا قصر و یحمد ذلك فی الرجال لأنه أشدّ لقبضهم و یذمّ فی النساء (3).
و قال الفیروزآبادی الكسر و یكسر الجزء من العضو أو العضو الوافر أو نصف العظم بما علیه من اللحم أو عظم لیس علیه كثیر لحم و الجمع أكسار و كسور و العبل الضخم من كل شی ء (4).
و قال الجزری فی صفته جلیل المشاش.
أی عظیم رءوس العظام كالمرفقین و الكتفین و الركبتین و قال الجوهری هی رءوس العظام اللیّنة التی یمكن مضغها (5).
أقول لعل المراد هنا منتهی عظم العضد من جانب المنكب.
و السبع الضاری هو الذی اعتاد بالصید لا یصبر عنه.
قوله ما استغلظ أی من الأسد أو من الإنسان أی كلما كان فی غیره غلیظا ففیه كان أغلظ و كذا العكس.
ص: 3
2- كشف، كشف الغمة قَالَ الْخَطِیبُ أَبُو الْمُؤَیَّدِ الْخُوارَزْمِیُّ (1) عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ قَالَ: لَقَدْ رَأَیْتُ عَلِیّاً أَبْیَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ ضَخْمَ الْبَطْنِ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ و ذكر ابن مندة: أنه كان شدید الأدمة ثقیل العینین عظیمهما ذا بطن و هو إلی القصر أقرب أبیض الرأس و اللحیة: و زاد محمد بن حبیب البغدادی صاحب المحبر الكبیر فی صفاته: آدم اللون حسن الوجه ضخم الكرادیس و اشتهر علیه السلام بالأنزع البطین.
- أما فی الصورة فیقال رجل أنزع بین النزع و هو الذی انحسر الشعر عن جانبی جبهته و موضعه النزعة و هما النزعتان و لا یقال لامرأة نزعاء و لكن زعراء و البطین الكبیر البطن و أما المعنی فإن نفسه نزعت یقال نزع إلی أهله ینزع نزاعا اشتاق و نزع عن الأمور نزوعا انتهی عنها (2) عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها و نزعت إلی اجتناب السیئات فسد علیها مذهبها (3) و نزعت إلی اكتساب الطاعات فأدركها حین طلبها و نزعت إلی استصحاب الحسنات فارتدی بها و تجلببها و امتلأ علما فلقب بالبطین و أظهر بعضا و أبطن بعضا حسبما اقتضاه علمه الذی عرف به الحق الیقین أما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح و أسیر فی الآفاق من سری الریاح و أما ما بطن
فقد قال بل اندمجتُ علی مكنونِ علم لو بُحتُ به لاضطربتم اضطراب الأرشیة فی الطویِّ البعیدة (4)
.
ص: 4
وَ مِمَّا وَرَدَ فِی صِفَتِهِ علیه السلام مَا أَوْرَدَهُ صَدِیقُنَا الْعِزُّ (1) الْمُحَدِّثُ وَ ذَلِكَ حِینَ طَلَبَ مِنْهُ السَّعِیدُ بَدْرُ الدِّینِ لُؤْلُؤٌ صَاحِبُ الْمَوْصِلِ أَنْ یُخْرِجَ أَحَادِیثَ صِحَاحاً وَ شَیْئاً مِمَّا وَرَدَ فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ صِفَاتِهِ علیه السلام وَ كَتَبَ عَلَی أَتْوَارِ الشَّمْعِ (2) الِاثْنَیْ عَشَرَ الَّتِی حُمِلَتْ إِلَی مَشْهَدِهِ علیه السلام وَ أَنَا رَأَیْتُهَا قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ أَدْعَجَ الْعَیْنَیْنِ حَسَنَ الْوَجْهِ كَأَنَّهُ الْقَمَرُ لَیْلَةَ الْبَدْرِ حُسْناً ضَخْمَ الْبَطْنِ عَرِیضَ الْمَنْكِبَیْنِ شَثْنَ الْكَفَّیْنِ أَغْیَدَ كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِیقُ فِضَّةٍ أَصْلَعُ كَثُّ اللِّحْیَةِ لِمَنْكِبِهِ مُشَاشٌ كَمُشَاشِ السَّبُعِ الضَّارِی- لَا یَبِینُ عَضُدُهُ مِنْ سَاعِدِهِ وَ قَدْ أُدْمِجَتْ إِدْمَاجاً إِنْ أَمْسَكَ بِذِرَاعِ رَجُلٍ أَمْسَكَ بِنَفَسِهِ فَلَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَتَنَفَّسَ شَدِیدُ السَّاعِدِ وَ الْیَدِ إِذَا مَشَی إِلَی الْحَرْبِ هَرْوَلَ ثَبْتُ الْجَنَانِ قَوِیٌّ شُجَاعٌ مَنْصُورٌ عَلَی مَنْ لَاقَاهُ (3).
بیان- ذكر كمال الدین بن طلحة مثل ذلك فی كتاب مطالب السئول (4)
و الظاهر أن علیّ بن عیسی نقل عنه و كذا ذكره صاحب الفصول المهمّة سوی ما ذكر فی تفسیر الأنزع البطین (5) و رجل ربعة أی مربوع الخلق لا طویل و لا قصیر و الكرادیس جمع الكردوس و هو كل عظمین التقیا فی مفصل المنكبین و الركبتین و الوركین و الغید النعومة و كثّ الشی ء أی كثف.
3- یب، التهذیب: وُلِدَ علیه السلام بِمَكَّةَ فِی الْبَیْتِ الْحَرَامِ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ رَجَبٍ بَعْدَ عَامِ الْفِیلِ بِثَلَاثِینَ سَنَةً وَ قُبِضَ علیه السلام قَتِیلًا بِالْكُوفَةِ- لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ لِتِسْعِ لَیَالٍ بَقِینَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعِینَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ ثَلَاثٌ وَ سِتُّونَ سَنَةً وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوَّلُ هَاشِمِیٍّ وُلِدَ فِی الْإِسْلَامِ مِنْ هَاشِمِیَّیْنِ وَ قَبْرُهُ بِالْغَرِیِّ مِنْ نَجَفِ الْكُوفَةِ (6).
ص: 5
بیان: قوله أول هاشمی لیس بسدید إذ إخوته كانوا كذلك و كانوا أكبر منه كما سیأتی و قوله ولد فی الإسلام لا ینفع فی ذلك بل هو أیضا لا یستقیم إذ لو كان مراده بعد البعثة فولادته علیه السلام كان قبله و لو كان مراده بعد ولادة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فإخوته أیضا كذلك مع أن هذا الاصطلاح غیر معهود و الأصوب أن یقول كما قال شیخه المفید رحمه اللّٰه (1) و یمكن أن تحمل الأولیّة علی الإضافیّة.
4- كا، الكافی: وُلِدَ علیه السلام بَعْدَ عَامِ الْفِیلِ بِثَلَاثِینَ سَنَةً و أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَوَّلُ هَاشِمِیٍّ وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرَّتَیْنِ (2).
5- كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ جَاءَتْ إِلَی أَبِی طَالِبٍ لِتُبَشِّرَهُ بِمَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ اصْبِرِی سَبْتاً آتِیكِ أُبَشِّرُكِ بِمِثْلِهِ (3) إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ قَالَ السَّبْتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَلَاثُونَ سَنَةً (4).
6- كا، الكافی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فُتِحَ لِآمِنَةَ بَیَاضُ فَارِسَ وَ قُصُورُ الشَّامِ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِلَی أَبِی طَالِبٍ ضَاحِكَةً مُسْتَبْشِرَةً فَأَعْلَمَتْهُ مَا قَالَتْ آمِنَةُ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ وَ تَتَعَجَّبِینَ مِنْ هَذَا إِنَّكِ تَحْبَلِینَ (5) وَ تَلِدِینَ بِوَصِیِّهِ وَ وَزِیرِهِ (6).
7- مصبا، المصباحین ذكر ابن عیاش: أن الیوم الثالث عشر من رجب كان مولد أمیر المؤمنین
ص: 6
علیه السلام فی الكعبة قبل النبوة باثنتی عشرة سنة (1).
و روی عن عتّاب بن أسید (2) أنه قال: ولد أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام- بمكة فی بیت اللّٰه الحرام یوم الجمعة لثلاث عشرة لیلة خلت من رجب و للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ثمان و عشرون سنة- قبل النبوة باثنتی عشرة سنة (3).
وَ رَوَی صَفْوَانُ الْجَمَّالُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: وُلِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی یَوْمِ الْأَحَدِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ (4).
8- قل، إقبال الأعمال: رُوِیَ أَنَّ یَوْمَ ثَالِثَ عَشَرَ شَهْرِ رَجَبٍ كَانَ مَوْلِدَ مَوْلَانَا أَبِی الْحَسَنِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی الْكَعْبَةِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِاثْنَتَیْ عَشَرَةَ سَنَةً (5).
9- أَقُولُ قَالَ الشَّهِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی الدُّرُوسِ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ وَ أَبُو طَالِبٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ أَخَوَانِ لِلْأَبَوَیْنِ وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَ هُوَ وَ إِخْوَتُهُ أَوَّلُ هَاشِمِیٍّ وُلِدَ بَیْنَ هَاشِمِیَّیْنِ وُلِدَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَالِثَ عَشَرَ شَهْرِ رَجَبٍ وَ رُوِیَ سَابِعَ شَهْرِ شَعْبَانَ بَعْدَ مَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِثَلَاثِینَ سَنَةً انْتَهَی (6).
10- أقول: و قد قیل إنه علیه السلام ولد فی الثالث و العشرین من شعبان.
-و قال علی بن محمد المالكی فی الفصول المهمة كان ولد أبو طالب طالبا و لا عقب له و عقیلا و جعفرا و علیا و كل واحد أسن من الآخر بعشر سنین و أم هانئ و اسمها فاختة و أمهم جمیعا فاطمة بنت أسد هكذا ذكر موفق بن أحمد الخوارزمی فی كتاب المناقب ولد بمكة
ص: 7
المشرفة داخل البیت الحرام فی یوم الجمعة الثالث عشر من شهر اللّٰه الأصم رجب سنة ثلاثین من عام الفیل قبل الهجرة بثلاث و عشرین سنة و قیل بخمس و عشرین و قبل المبعث (1) باثنتی عشرة سنة و قیل بعشر سنین و لم یولد فی بیت الحرام قبله أحد سواه و هی فضیلة خصه اللّٰه تعالی بها إجلالا له و إعلاء لمرتبته و إظهارا لكرامته (2) و كان هاشمیا من هاشمیین و أول من ولده هاشم مرتین و كان مولده بعد أن دخل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بخدیجة بثلاث سنین و كان عمر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یوم ولادة علی ثمانی و عشرین سنة انتهی كلام المالكی (3).
11- ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار نی، الغیبة للنعمانی الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ قَالَ قَالَ یَزِیدُ بْنُ قَعْنَبٍ كُنْتُ جَالِساً مَعَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ فَرِیقٍ مِنْ عَبْدِ الْعُزَّی (4) بِإِزَاءِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ إِذْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتْ حَامِلَةً (5) بِهِ لِتِسْعلیه السلامَةِ أَشْهُرٍ وَ قَدْ أَخَذَهَا الطَّلْقُ فَقَالَتْ رَبِّ إِنِّی مُؤْمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ مِنْ رُسُلٍ وَ كُتُبٍ وَ إِنِّی مُصَدِّقَةٌ بِكَلَامِ جَدِّی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ وَ إِنَّهُ بَنَی الْبَیْتَ الْعَتِیقَ فَبِحَقِّ الَّذِی بَنَی هَذَا الْبَیْتَ (6) وَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ الَّذِی فِی بَطْنِی لَمَّا یَسَّرْتَ عَلَیَّ وِلَادَتِی قَالَ یَزِیدُ بْنُ قَعْنَبٍ فَرَأَیْنَا الْبَیْتَ وَ قَدِ انْفَتَحَ عَنْ ظَهْرِهِ (7) وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فِیهِ (8) وَ غَابَتْ عَنْ أَبْصَارِنَا وَ الْتَزَقَ الْحَائِطُ فَرُمْنَا أَنْ یَنْفَتِحَ لَنَا قُفْلُ الْبَابِ فَلَمْ یَنْفَتِحْ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ
ص: 8
جَلَّ (1) ثُمَّ خَرَجَتْ بَعْدَ الرَّابِعِ وَ بِیَدِهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ قَالَتْ: إِنِّی فُضِّلْتُ عَلَی مَنْ تَقَدَّمَنِی مِنَ النِّسَاءِ لِأَنَّ آسِیَةَ بِنْتَ مُزَاحِمٍ عَبَدَتِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سِرّاً فِی مَوْضِعٍ لَا یُحِبُّ (2) أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ فِیهِ إِلَّا اضْطِرَاراً وَ إِنَّ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ هَزَّتِ النَّخْلَةَ الْیَابِسَةَ بِیَدِهَا حَتَّی أَكَلَتْ مِنْهَا رُطَباً جَنِیًّا وَ إِنِّی دَخَلْتُ بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ فَأَكَلْتُ (3) مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ أرواقها (4) [أَرْزَاقِهَا] فَلَمَّا أَرَدْتُ (5) أَنْ أَخْرُجَ هَتَفَ بِی هَاتِفٌ یَا فَاطِمَةُ سَمِّیهِ عَلِیّاً فَهُوَ عَلِیٌّ وَ اللَّهُ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقُولُ إِنِّی شَقَقْتُ اسْمَهُ مِنِ اسْمِی وَ أَدَّبْتُهُ بِأَدَبِی وَ وَقَفْتُهُ عَلَی غَامِضِ عِلْمِی (6) وَ هُوَ الَّذِی یَكْسِرُ الْأَصْنَامَ فِی بَیْتِی وَ هُوَ الَّذِی یُؤَذِّنُ فَوْقَ ظَهْرِ بَیْتِی وَ یُقَدِّسُنِی وَ یُمَجِّدُنِی فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ أَطَاعَهُ وَ وَیْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُ وَ عَصَاهُ (7).
ضه: عَنْ یَزِیدَ بْنِ قَعْنَبٍ مِثْلَهُ (8) بیان: وقفته علی ذنبه -علی بناء المجرد - أی أطلعته علیه.
أَقُولُ: رَوَی الْعَلَّامَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كَشْفِ الْیَقِینِ (9) وَ كَشْفِ الْحَقِّ (10) هَذِهِ الرِّوَایَةَ مِنْ كِتَابِ بَشَائِرِ الْمُصْطَفَی (11) عَنْ یَزِیدَ بْنِ قَعْنَبٍ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَتْ فَوَلَدْتُ عَلِیّاً وَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ أَحَبَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُبّاً شَدِیداً وَ قَالَ لَهَا اجْعَلِی مَهْدَهُ بِقُرْبِ فِرَاشِی وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلِی (12) أَكْثَرَ تَرْبِیَتِهِ وَ كَانَ یُطَهِّرُ عَلِیّاً فِی وَقْتِ غَسْلِهِ
ص: 9
وَ یُوجِرُهُ اللَّبَنَ (1) عِنْدَ شُرْبِهِ وَ یُحَرِّكُ مَهْدَهُ عِنْدَ نَوْمِهِ وَ یُنَاغِیهِ فِی یَقَظَتِهِ وَ یَحْمِلُهُ عَلَی صَدْرِهِ وَ یَقُولُ هَذَا أَخِی وَ وَلِیِّی وَ نَاصِرِی وَ صَفِیِّی وَ ذُخْرِی وَ كَهْفِی وَ ظَهْرِی وَ ظَهِیرِی (2) وَ وَصِیِّی وَ زَوْجُ كَرِیمَتِی وَ أَمِینِی عَلَی وَصِیَّتِی وَ خَلِیفَتِی وَ كَانَ یَحْمِلُهُ دَائِماً وَ یَطُوفُ بِهِ جِبَالَ مَكَّةَ وَ شِعَابَهَا وَ أَوْدِیَتَهَا.
12- ضه: قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ مِیلَادِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ آهِ آهِ لَقَدْ سَأَلْتَنِی عَنْ خَیْرِ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعدِی عَلَی سُنَّةِ الْمَسِیحِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ عَلِیّاً مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ- قَبْلَ أَنْ خَلَقَ الْخَلْقَ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ عَامٍ فَكُنَّا نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ نُقَدِّسُهُ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ قَذَفَ بِنَا فِی صُلْبِهِ وَ اسْتَقْرَرْتُ أَنَا فِی جَنْبِهِ الْأَیْمَنِ وَ عَلِیٌّ فِی الْأَیْسَرِ ثُمَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِهِ فِی الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَاتِ إِلَی الْأَرْحَامِ الطَّیِّبَةِ فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی أَطْلَعَنِیَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاسْتَوْدَعَنِی خَیْرَ رَحِمٍ وَ هِیَ آمِنَةُ ثُمَّ أَطْلَعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلِیّاً مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبٍ وَ اسْتَوْدَعَهُ خَیْرَ رَحِمٍ وَ هِیَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ وَقَعَ عَلِیٌّ فِی بَطْنِ أُمِّهِ كَانَ فِی زَمَانِهِ رَجُلٌ عَابِدٌ رَاهِبٌ یُقَالُ لَهُ المثرم بْنُ دعیب بْنِ الشیقتام (3) وَ كَانَ مَذْكُوراً فِی الْعِبَادَةِ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ مِائَةً وَ تِسْعِینَ سَنَةً وَ لَمْ یَسْأَلْهُ حَاجَةً فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُرِیَهُ وَلِیّاً لَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِأَبِی طَالِبٍ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ بِهِ المثرم قَامَ إِلَیْهِ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ أَجْلَسَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ تِهَامَةَ فَقَالَ مِنْ أَیِّ تِهَامَةَ قَالَ مِنْ مَكَّةَ قَالَ مِمَّنْ قَالَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَ مِنْ أَیِّ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَوَثَبَ إِلَیْهِ الرَّاهِبُ وَ قَبَّلَ (4) رَأْسَهُ ثَانِیاً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَعْطَانِی مَسْأَلَتِی وَ لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی أَرَانِی وَلِیَّهُ ثُمَّ قَالَ (5) أَبْشِرْ یَا هَذَا فَإِنَّ الْعَلِیَّ الْأَعْلَی قَدْ أَلْهَمَنِی إِلْهَاماً فِیهِ بِشَارَتُكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ
ص: 10
وَ مَا هُوَ؟ قَالَ وَلَدٌ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ وَلِیُّ اللَّهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَ تَعَالَی ذِكْرُهُ وَ هُوَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (1) فَإِنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الْوَلَدَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ المثرم یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ (2) وَ هُوَ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّكَ وَصِیُّهُ حَقّاً- بِمُحَمَّدٍ یَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَ بِكَ یَتِمُّ الْوَصِیَّةُ (3) قَالَ فَبَكَی أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ لَهُ: مَا اسْمُ هَذَا الْمَوْلُودِ؟ قَالَ اسْمُهُ عَلِیٌّ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنِّی لَا أَعْلَمُ حَقِیقَةَ مَا تَقُولُهُ إِلَّا بِبُرْهَانٍ بَیِّنٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم فَمَا تُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ لَكَ أَنْ یُعْطِیَكَ فِی مَكَانِكَ مَا یَكُونُ دَلَالَةً لَكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِیدُ طَعَاماً مِنَ الْجَنَّةِ فِی وَقْتِی هَذَا فَدَعَا الرَّاهِبُ بِذَلِكَ فَمَا اسْتَتَمَّ دُعَاؤُهُ حَتَّی أُتِیَ بِطَبَقٍ عَلَیْهِ مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ (4) رُطَبَةٌ وَ عِنَبَةٌ وَ رُمَّانٌ فَتَنَاوَلَ أَبُو طَالِبٍ مِنْهُ رُمَّانَةً وَ نَهَضَ فَرِحاً مِنْ سَاعَتِهِ حَتَّی رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَكَلَهَا فَتَحَوَّلَتْ مَاءً فِی صُلْبِهِ فَجَامَعَ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ فَحَمَلَتْ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ ارْتَجَّتِ الْأَرْضُ وَ زَلْزَلَتْ بِهِمْ أَیَّاماً حَتَّی لَقِیَتْ قُرَیْشٌ مِنْ ذَلِكَ شِدَّةً وَ فَزِعُوا وَ قَالُوا قُومُوا بِآلِهَتِكُمْ إِلَی ذِرْوَةِ أَبِی قُبَیْسٍ حَتَّی نَسْأَلَهُمْ أَنْ یُسَكِّنُوا مَا نَزَلَ بِكُمْ وَ حَلَّ بِسَاحَتِكُمْ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عَلَی ذِرْوَةِ جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ فَجَعَلَ یَرْتَجُّ ارْتِجَاجاً حَتَّی (5) تَدَكْدَكَتْ بِهِمْ صُمُّ الصُّخُورِ وَ تَنَاثَرَتْ وَ تَسَاقَطَتِ الْآلِهَةُ عَلَی وَجْهِهَا فَلَمَّا بَصُرُوا بِذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِمَا حَلَّ بِنَا فَصَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الْجَبَلَ وَ هُوَ غَیْرُ مُكْتَرِثٍ بِمَا هُمْ فِیهِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ (6) إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ أَحْدَثَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ حَادِثَةً وَ خَلَقَ (7) فِیهَا خَلْقاً إِنْ لَمْ تُطِیعُوهُ وَ لَمْ تُقِرُّوا بِوَلَایَتِهِ وَ تَشْهَدُوا بِإِمَامَتِهِ لَمْ یُسَكَّنْ مَا بِكُمْ وَ لَا یَكُونُ لَكُمْ بِتِهَامَةَ مُسَكِّنٌ فَقَالُوا:
ص: 11
یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَی أَبُو طَالِبٍ وَ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1) وَ قَالَ:« إِلَهِی وَ سَیِّدِی أَسْأَلُكَ بِالْمُحَمَّدِیَّةِ الْمَحْمُودَةِ وَ بِالْعَلَوِیَّةِ الْعَالِیَةِ وَ بِالْفَاطِمِیَّةِ الْبَیْضَاءِ إِلَّا تَفَضَّلْتَ عَلَی تِهَامَةَ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ» فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ تَكْتُبُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَتَدْعُو بِهَا عِنْدَ شَدَائِدِهَا فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ هِیَ لَا تَعْلَمُهَا وَ لَا تَعْرِفُ حَقِیقَتَهَا. فَلَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی وُلِدَ (2) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَشْرَقَتِ السَّمَاءُ بِضِیَائِهَا وَ تَضَاعَفَ نُورُ نُجُومِهَا وَ أَبْصَرَتْ مِنْ ذَلِكَ قُرَیْشٌ عَجَباً فَهَاجَ (3) بَعْضُهَا فِی بَعْضٍ وَ قَالُوا قَدْ أُحْدِثَ فِی السَّمَاءِ حَادِثَةٌ وَ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ (4) یَتَخَلَّلُ سِكَكَ مَكَّةَ وَ أَسْوَاقَهَا وَ یَقُولُ یَا أَیُّهَا النَّاسُ تَمَّتْ حُجَّةُ اللَّهِ وَ أَقْبَلَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ عَنْ عِلَّةِ مَا یَرَوْنَهُ مِنْ إِشْرَاقِ السَّمَاءِ وَ تَضَاعُفِ نُورِ النُّجُومِ فَقَالَ لَهُمْ (5) أَبْشِرُوا فَقَدْ ظَهَرَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ یُكَمِّلُ اللَّهُ فِیهِ خِصَالَ الْخَیْرِ وَ یَخْتِمُ بِهِ الْوَصِیِّینَ وَ هُوَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ نَاصِرُ الدِّینِ وَ قَامِعُ الْمُشْرِكِینَ وَ غَیْظُ الْمُنَافِقِینَ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ إِمَامُ هُدًی وَ نَجْمُ عُلًا وَ مِصْبَاحُ دُجًی (6) وَ مُبِیدُ الشِّرْكِ وَ الشُّبُهَاتِ وَ هُوَ نَفْسُ الْیَقِینِ وَ رَأْسُ الدِّینِ فَلَمْ یَزَلْ یُكَرِّرُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ وَ الْأَلْفَاظَ إِلَی أَنْ أَصْبَحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَابَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً. قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللَّهِ (7) إِلَی أَیْنَ غَابَ؟ قَالَ: إِنَّهُ مَضَی یَطْلُبُ المثرم، كَانَ (8) وَ قَدْ مَاتَ فِی جَبَلِ اللُّكَامِ فَاكْتُمْ یَا جَابِرُ فَإِنَّهُ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ الْمَكْنُونَةِ (9) وَ عُلُومِهِ
ص: 12
الْمَخْزُونَةِ إِنَّ المثرم (1) كَانَ وَصَفَ لِأَبِی طَالِبٍ كَهْفاً فِی جَبَلِ اللُّكَامِ (2) وَ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَجِدُنِی هُنَاكَ (3) حَیّاً أَوْ مَیِّتاً فَلَمَّا مَضَی أَبُو طَالِبٍ إِلَی ذَلِكَ الْكَهْفِ وَ دَخَلَ إِلَیْهِ وَجَدَ المثرم مَیِّتاً جَسَداً مَلْفُوفَةً مِدْرَعَةً (4) مُسَجًّی بِهَا إِلَی قِبْلَتِهِ فَإِذَا هُنَاكَ حَیَّتَانِ إِحْدَاهُمَا بَیْضَاءُ وَ الْأُخْرَی سَوْدَاءُ، وَ هُمَا یَدْفَعَانِ عَنْهُ الْأَذَی، فَلَمَّا بَصُرَتَا بِأَبِی طَالِبٍ غَرَبَتَا فِی الْكَهْفِ وَ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَیْهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا وَلِیَّ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَأَحْیَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بِقُدْرَتِهِ المثرم فَقَامَ قَائِماً یَمْسَحُ وَجْهَهُ وَ هُوَ یَقُولُ:« أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّ عَلِیّاً وَلِیُّ اللَّهِ وَ الْإِمَامُ بَعْدَ نَبِیِّ اللَّهِ». فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَبْشِرْ فَإِنَّ عَلِیّاً فَقَدْ طَلَعَ إِلَی الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا كَانَتْ عَلَامَةُ اللَّیْلَةِ الَّتِی طَلَعَ فِیهَا؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: لَمَّا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ الثُّلُثُ أخذت [أَخَذَ] فَاطِمَةُ (5) مَا یَأْخُذُ النِّسَاءَ عِنْدَ الْوِلَادَةِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا بَالُكِ (6) یَا سَیِّدَةَ النِّسَاءِ؟ قَالَتْ: إِنِّی أَجِدُ وَهَجاً فَقَرَأْتُ عَلَیْهَا الِاسْمَ الَّذِی فِیهِ النَّجَاةُ فَسَكَنَتْ فَقُلْتُ لَهَا إِنِّی أَنْهَضُ فَآتِیكِ بِنِسْوَةٍ مِنْ صَوَاحِبِكِ یُعِنَّكِ (7) عَلَی أَمْرِكِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَقَالَتْ (8) رَأْیَكَ یَا أَبَا طَالِبٍ فَلَمَّا قُمْتُ لِذَلِكَ إِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ هَتَفَ مِنْ زَاوِیَةِ الْبَیْتِ وَ هُوَ یَقُولُ أَمْسِكْ یَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ لَا تَمَسُّهُ یَدٌ نَجِسَةٌ وَ إِذَا أَنَا بِأَرْبَعِ نِسْوَةٍ یَدْخُلْنَ (9) عَلَیْهَا وَ عَلَیْهِنَّ ثِیَابٌ كَهَیْئَةِ الْحَرِیرِ الْأَبْیَضِ وَ إِذَا رَائِحَتُهُنَّ أَطْیَبُ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَقُلْنَ لَهَا: السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا وَلِیَّةَ اللَّهِ فَأَجَابَتْهُنَّ ثُمَّ جَلَسْنَ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ مَعَهُنَّ جُؤْنَةٌ (10) مِنْ فِضَّةٍ وَ أَنِسْنَهَا (11) حَتَّی وُلِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 13
فَلَمَّا وُلِدَ انْتَهَیْتُ إِلَیْهِ (1) فَإِذَا هُوَ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ وَ قَدْ سَجَدَ عَلَی الْأَرْضِ وَ هُوَ یَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (2) وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً وَصِیُّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِمُحَمَّدٍ یَخْتِمُ اللَّهُ النُّبُوَّةَ وَ بِی یُتِمُّ الْوَصِیَّةَ وَ أَنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ: فَأَخَذَتْهُ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ مِنَ الْأَرْضِ وَ وَضَعَتْهُ فِی حَجْرِهَا فَلَمَّا نَظَرَ عَلِیٌّ فِی وَجْهِهَا نَادَاهَا بِلِسَانٍ ذَلِقٍ ذَرِبٍ: السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّاهْ فَقَالَتْ وَ عَلَیْكَ یَا بُنَیَّ (3) فَقَالَ مَا خَبَرُ وَالِدِی؟ قَالَتْ: فِی نِعَمِ اللَّهِ یَنْقَلِبُ وَ صُحْبَتِهِ یَتَنَعَّمُ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ لَمَا تَمَالَكْتُ (4) أَنْ قُلْتُ یَا بُنَیَّ أَ لَسْتُ بِأَبِیكَ قَالَ بَلَی وَ لَكِنِّی وَ إِیَّاكَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ وَ هَذِهِ أُمِّی حَوَّاءُ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ غَطَّیْتُ رَأْسِی بِرِدَائِی وَ أَلْقَیْتُ نَفْسِی فِی زَاوِیَةِ الْبَیْتِ حَیَاءً مِنْهَا ثُمَّ دَنَتْ أُخْرَی وَ مَعَهَا جُؤْنَةٌ فَأَخَذَتْ عَلِیّاً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی وَجْهِهَا قَالَ: السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُخْتِی قَالَتْ وَ عَلَیْكِ السَّلَامُ یَا أَخِی قَالَ فَمَا خَبَرُ عَمِّی قَالَتْ خَیْرٌ وَ هُوَ یَقْرَأُ (5) عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقُلْتُ: یَا بُنَیَّ أَیُّ أُخْتٍ هَذِهِ وَ أَیُّ عَمٍّ هَذَا قَالَ هَذِهِ مَرْیَمُ ابْنَةُ (6) عِمْرَانَ وَ عَمِّی عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ وَ طَیَّبَتْهُ بِطِیبٍ كَانَ فِی الْجُؤْنَةِ فَأَخَذَتْهُ أُخْرَی مِنْهُنَّ فَأَدْرَجَتْهُ فِی ثَوْبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلْتُ لَوْ طَهَّرْنَاهُ لَكَانَ أَخَفَّ عَلَیْهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تُطَهِّرُ أَوْلَادَهَا (7) فَقَالَتْ یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهَّراً- لَا یُذِیقُهُ حَرُّ الْحَدِیدِ فِی الدُّنْیَا إِلَّا عَلَی یَدِ رَجُلٍ (8) یُبْغِضُهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْبِحَارُ (9) وَ تَشْتَاقُ إِلَیْهِ النَّارُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ فَقُلْنَ ابْنُ مُلْجَمٍ الْمُرَادِیُّ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ هُوَ قَاتِلُهُ فِی الْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِینَ مِنْ وَفَاةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله،
ص: 14
[قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنْتُ فِی اسْتِمَاعِ قَوْلِهِنَّ ثُمَّ أَخَذَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِی مِنْ یَدِهِنَّ وَ وَضَعَ یَدَهُ فِی یَدِهِ وَ تَكَلَّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَخَاطَبَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام بِأَسْرَارٍ كَانَتْ بَیْنَهُمَا](1) ثُمَّ غِبْنَ النِّسْوَةُ فَلَمْ أَرَهُنَّ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَوْ عَرَفْتُ الْمَرْأَتَیْنِ الْأُخْرَیَیْنِ فَأَلْهَمَ اللَّهُ عَلِیّاً فَقَالَ یَا أَبِی أَمَّا الْمَرْأَةُ الْأُولَی فَكَانَتْ حَوَّاءَ وَ أَمَّا الَّتِی أَحْضَنَتْنِی فَهِیَ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ- الَّتِی أَحْصَنَتْ فَرْجَها وَ أَمَّا الَّتِی أَدْرَجَتْنِی فِی الثَّوْبِ فَهِیَ آسِیَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ وَ أَمَّا صَاحِبَةُ الْجُؤْنَةِ فَهِیَ أُمُّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَالْحَقْ بِالْمُثْرِمِ الْآنَ وَ بَشِّرْهُ وَ خَبِّرْهُ بِمَا رَأَیْتَ فَإِنَّهُ فِی كَهْفِ كَذَا فِی مَوْضِعِ كَذَا (2) فَخَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُكَ وَ إِنَّهُ وَصَفَ الْحَیَّتَیْنِ [فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْمُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمَّدٍ ابْنِ أَخِی وَ مِنْ مُنَاظَرَتِی عَادَ إِلَی طُفُولِیَّتِهِ الْأُولَی] (3) فَقُلْتُ أَتَیْتُكَ أُبَشِّرُكَ بِمَا عَایَنْتُهُ وَ شَاهَدْتُ مِنِ ابْنِی عَلِیٍّ علیه السلام فَبَكَی المثرم ثُمَّ سَجَدَ شُكْراً لِلَّهِ ثُمَّ تَمَطَّی فَقَالَ غَطِّنِی بِمِدْرَعَتِی فَغَطَّیْتُهُ فَإِذَا أَنَا بِهِ مَیِّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمْتُ ثَلَاثاً أُكَلِّمُ فَلَا أُجَابُ (4) فَاسْتَوْحَشْتُ لِذَلِكَ وَ خَرَجَتِ الْحَیَّتَانِ فَقَالَتَا لِی: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَا طَالِبٍ فَأَجَبْتُهُمَا ثُمَّ قَالَتَا لِی: الْحَقْ بِوَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِصِیَانَتِهِ وَ حِفْظِهِ مِنْ غَیْرِكَ فَقُلْتُ لَهُمَا مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالَتَا نَحْنُ عَمَلُهُ الصَّالِحُ خَلَقَنَا اللَّهُ مِنْ خَیْرَاتِ عَمَلِهِ فَنَحْنُ نَذُبُّ عَنْهُ الْأَذَی إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ (5) كَانَ أَحَدُنَا قَائِدَهُ وَ الْآخَرُ سَائِقَهُ (6) وَ دَلِیلَهُ إِلَی الْجَنَّةِ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی مَكَّةَ. قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ! النَّاسُ یَقُولُونَ : أَبَا طَالِبٍ (7) مَاتَ كَافِراً! قَالَ یَا جَابِرُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْغَیْبِ، إِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی أُسْرِیَ بِی فِیهَا إِلَی السَّمَاءِ انْتَهَیْتُ إِلَی الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ أَرْبَعَةَ أَنْوَارٍ فَقُلْتُ: إِلَهِی مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ؟ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذَا عَبْدُ
ص: 15
الْمُطَّلِبِ وَ هَذَا أَبُو طَالِبٍ (1) وَ هَذَا أَبُوكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ هَذَا أَخُوكَ طَالِبٌ فَقُلْتُ إِلَهِی وَ سَیِّدِی فَبِمَا نَالُوا (2) هَذِهِ الدَّرَجَةَ؟ قَالَ بِكِتْمَانِهِمُ الْإِیمَانَ وَ إِظْهَارِهِمُ الْكُفْرَ وَ صَبْرِهِمْ عَلَی ذَلِكَ حَتَّی مَاتُوا (3).
یل، الفضائل لابن شاذان: الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْفَارِسِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَوْقٍ الْخَطَّابِیِّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ (4) عَنْ سَالِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ (5)- جع، جامع الأخبار: بِالْإِسْنَادِ الصَّحِیحِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ. (6) بیان: قوله «بعدی» أی بحسب الرتبة، و یحتمل الزمان. و قوله:« علی سنة المسیح» إما لخفاء ولادته و كون من حضر عند ذلك الحوریات و النساء المقدسات أو لما سیأتی من أنه یقال فیه ما قیل فی عیسی ابن مریم. قولها «وهجا» بالفتح و التحریك أی توقدا و حرارة و الجؤنة بالضم سفط مغشی بجلد ظرف لطیب العطار، أصله الهمز و یلین.
و قوله:« لا یذیقه حر الحدید» أی فی غیر المحاربة أو غیر ما یختار سببه لوجه الل.ه قوله «و إنه وصف» أی أمیر المؤمنین، و یحتمل أبا طالب. ثم إنه ینبغی أن یحمل الخبر علی أنه وقعت تلك الغرائب فی جوف الكعبة لئلا ینافی الأخبار الأخر، و إن كان بعیدا. و أما ذكر طالب و كونه أخا للرسول صلی اللّٰه علیه و آله فهو أغرب و لعل المراد به أخا أمیر المؤمنین علیه السلام فإنه سیأتی فی بعض الأخبار أنه مات مسلما، فالأخوة مجازیة و فی جوامع الأخبار مكان هذه الفقرة:« و هذا ابن عمك جعفر بن أبی طالب» و فیه أیضا إشكال لأنه لم یكن یظهر الكفر بعد إسلامه.
13- عم، إعلام الوری شا، الإرشاد: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ سَیِّدُ
ص: 16
الْوَصِیِّینَ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَوَاتِ وَ السَّلَامِ كُنْیَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ، وُلِدَ بِمَكَّةَ فِی الْبَیْتِ الْحَرَامِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثِینَ مِنْ عَامِ الْفِیلِ وَ لَمْ یُولَدْ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ مَوْلُودٌ فِی بَیْتِ اللَّهِ سِوَاهُ إِكْرَاماً مِنَ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ لَهُ بِذَلِكَ وَ إِجْلَالًا لِمَحَلِّهِ فِی التَّعْظِیمِ وَ أُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِخْوَتُهُ أَوَّلَ مَنْ وَلَدَهُ هَاشِمٌ مَرَّتَیْنِ وَ حَازَ بِذَلِكَ مَعَ النُّشُوءِ فِی حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ التَّأَدُّبِ بِهِ الشَّرَفَیْنِ (1).
أقول: ذكر العلامة فی كشف الیقین نحوه (2).
14- قب، المناقب لابن شهرآشوب شَیْخُ السُّنَّةِ الْقَاضِی أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ رَأَتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْكُلُ تَمْراً لَهُ رَائِحَةٌ تَزْدَادُ عَلَی كُلِّ الْأَطَایِبِ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعَنْبَرِ مِنْ نَخْلَةٍ لَا شَمَارِیخَ لَهَا فَقَالَتْ نَاوِلْنِی، أَنَلْ مِنْهَا قَالَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا أَنْ تَشْهَدِی مَعِی أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنِّی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَشَهِدَتِ الشَّهَادَتَیْنِ فَنَاوَلَهَا فَأَكَلَتْ فَازْدَادَتْ رَغْبَتُهَا وَ طَلَبَتْ أُخْرَی لِأَبِی طَالِبٍ فَعَاهَدَهَا أَنْ لَا تُعْطِیَهُ إِلَّا بَعْدَ الشَّهَادَتَیْنِ فَلَمَّا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ اشْتَمَّ أَبُو طَالِبٍ نَسِیماً (3) مَا اشْتَمَّ مِثْلَهُ قَطُّ فَأَظْهَرَتْ مَا مَعَهَا فَالْتَمَسَهُ مِنْهَا فَأَبَتْ عَلَیْهِ إِلَّا أَنْ یَشْهَدَ الشَّهَادَتَیْنِ فَلَمْ یَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَیْنِ غَیْرَ أَنَّهُ سَأَلَهَا أَنْ تَكْتُمَ عَلَیْهِ لِئَلَّا تُعَیِّرَهُ قُرَیْشٌ فَعَاهَدَتْهُ عَلَی ذَلِكَ فَأَعْطَتْهُ مَا مَعَهَا وَ آوَی إِلَی زَوْجَتِهِ فَعَلِقَتْ بِعَلِیٍّ علیه السلام فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ وَ لَمَّا حَمَلَتْ بِعَلِیٍّ علیه السلام ازْدَادَ حُسْنُهَا فَكَانَ یَتَكَلَّمُ فِی بَطْنِهَا فَكَانَتْ فِی الْكَعْبَةِ فَتَكَلَّمَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ جَعْفَرٍ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَالْتَفَّتِ الْأَصْنَامُ خَرَّتْ عَلَی وُجُوهِهَا فَمَسَحَتْ عَلَی بَطْنِهَا وَ قَالَتْ یَا قُرَّةَ الْعَیْنِ سَجَدَتْكَ الْأَصْنَامُ (4) دَاخِلًا فَكَیْفَ شَأْنُكَ خَارِجاً؟ وَ ذَكَرَتْ لِأَبِی طَالِبٍ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ الَّذِی قَالَ لِی أَسَدٌ فِی طَرِیقِ الطَّائِفِ (5).
وَ فِی رِوَایَةِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ رِوَایَةِ الْحَسَنِ
ص: 17
ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ أَنَّهُ انْفَتَحَ الْبَیْتُ مِنْ ظَهْرِهِ وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فِیهِ ثُمَّ عَادَتِ الْفَتْحَةُ وَ الْتَصَقَتْ وَ بَقِیَتْ فِیهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَأَكَلَتْ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَلَمَّا خَرَجَتْ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام: السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَهْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ تَنَحْنَحَ وَ قَالَ:« بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» الْآیَاتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَفْلَحُوا بِكَ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَمِیرُهُمْ تَمِیرُهُمْ مِنْ عِلْمِكَ فَیَمْتَارُونَ وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ دَلِیلُهُمُ وَ بِكَ وَ اللَّهِ یَهْتَدُونَ وَ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَانَهُ فِی فِیهِ- فَانْفَجَرَتْ (1) اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً قَالَ فَسُمِّیَ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ التَّرْوِیَةِ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدِهِ وَ بَصُرَ عَلِیٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِهِ وَ جَعَلَ یُشِیرُ إِلَیْهِ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَرَفَهُ فَسُمِّیَ ذَلِكَ الْیَوْمُ عَرَفَةَ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ وَ كَانَ یَوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ ذِی الْحَجَّةِ أَذَّنَ أَبُو طَالِبٍ فِی النَّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ هَلُمُّوا [إِلَی وَلِیمَةِ ابْنِی عَلِیٍّ وَ نَحَرَ ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ وَ أَلْفَ رَأْسٍ مِنَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ اتَّخَذُوا وَلِیمَةً وَ قَالَ هَلُمُّوا] وَ طُوفُوا بِالْبَیْتِ سَبْعاً وَ ادْخُلُوا وَ سَلِّمُوا عَلَی عَلِیٍّ وَلَدِی فَفَعَلَ النَّاسُ ذَلِكَ وَ جَرَتْ بِهِ السُّنَّةُ وَضَعَتْهُ (2) أُمُّهُ بَیْنَ یَدَیِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَتَحَ فَاهُ بِلِسَانِهِ وَ حَنَّكَهُ وَ أَذَّنَ فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ أَقَامَ فِی الْیُسْرَی (3) فَعَرَفَ الشَّهَادَتَیْنِ وَ وُلِدَ عَلَی الْفِطْرَةِ (4).
أَبُو عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ (5) رَفَعَهُ أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ عَلِیٌّ علیه السلام أَخَذَ أَبُو طَالِبٍ بِیَدِ فَاطِمَةَ -وَ عَلِیٌّ عَلَی صَدْرِهِ- وَ خَرَجَ إِلَی الْأَبْطَحِ وَ نَادَی:
یَا رَبِّ یَا ذَا الْغَسَقِ الدَّجِیِّ*** وَ الْقَمَرِ الْمُبْتَلِجِ الْمُضِیِّ
بَیِّنْ لَنَا مِنْ حُكْمِكَ الْمَقْضِیِّ*** مَا ذَا تَرَی فِی اسْمِ ذَا الصَّبِیِّ
قَالَ: فَجَاءَ شَیْ ءٌ یَدِبُّ عَلَی الْأَرْضِ كَالسَّحَابِ حَتَّی حَصَلَ فِی صَدْرِ أَبِی طَالِبٍ
ص: 18
فَضَمَّهُ مَعَ عَلِیٍّ إِلَی صَدْرِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا هُوَ بِلَوْحٍ أَخْضَرَ فِیهِ مَكْتُوبٌ:
خُصِّصْتُمَا بِالْوَلَدِ الزَّكِیِّ*** وَ الطَّاهِرِ الْمُنْتَجَبِ الرَّضِیِّ
فَاسْمُهُ مِنْ شَامِخٍ عَلِیٍّ*** عَلِیٌّ اشْتُقَّ مِنَ الْعَلِیِّ
قَالَ: فَعَلَّقُوا اللَّوْحَ فِی الْكَعْبَةِ وَ مَا زَالَ هُنَاكَ حَتَّی أَخَذَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
- فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْبَیْتِ فِی الزَّاوِیَةِ الْأَیْمَنِ عَنْ نَاحِیَةِ الْبَیْتِ (1) فَالْوَلَدُ الطَّاهِرُ مِنَ النَّسْلِ الطَّاهِرِ وُلِدَ فِی الْمَوْضِعِ الطَّاهِرِ فَأَیْنَ تُوجَدُ هَذِهِ الْكَرَامَةُ لِغَیْرِهِ؟ فَأَشْرَفُ الْبِقَاعِ الْحَرَمُ وَ أَشْرَفُ الْحَرَمِ الْمَسْجِدُ وَ أَشْرَفُ بِقَاعِ الْمَسْجِدِ الْكَعْبَةُ وَ لَمْ یُولَدْ فِیهِ مَوْلُودٌ سِوَاهُ فَالْمَوْلُودُ فِیهِ یَكُونُ فِی غَایَةِ الشَّرَفِ وَ لَیْسَ الْمَوْلُودُ فِی سَیِّدِ الْأَیَّامِ یَوْمِ الْجُمُعَةِ فِی الشَّهْرِ الْحَرَامِ فِی الْبَیْتِ الْحَرَامِ سِوَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).
15- فض، كتاب الروضة ضه، روضة الواعظین: رُوِیَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِی عَمْرٍو وَ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالا: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ دَخَلَ سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ وَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ وَ حُذَیْفَةُ بْنُ الْیَمَانِ وَ أَبُو الْهَیْثَمِ بْنُ التَّیِّهَانِ وَ خُزَیْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ ذُو الشَّهَادَتَیْنِ وَ أَبُو الطُّفَیْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ فَجَثَوْا (3) بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4) وَ الْحُزْنُ ظَاهِرٌ فِی وُجُوهِهِمْ فَقَالُوا فَدَیْنَاكَ بِالْآبَاءِ وَ الْأُمَّهَاتِ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْمَعُ مِنْ قَوْمٍ فِی أَخِیكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ مَا یَحْزُنُنَا وَ إِنَّا نَسْتَأْذِنُكَ فِی الرَّدِّ عَلَیْهِمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله (5) وَ مَا عَسَاهُمْ یَقُولُونَ فِی أَخِی وَ ابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ؟ فَقَالُوا یَقُولُونَ أَیُّ فَضْلٍ لِعَلِیٍّ فِی سَبْقِهِ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ إِنَّمَا أَدْرَكَهُ الْإِسْلَامُ طِفْلًا؟ وَ نَحْوَ هَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَذَا یَحْزُنُكُمْ؟ (6) قَالُوا: إِی وَ اللَّهِ فَقَالَ: بِاللَّهِ أَسْأَلُكُمْ هَلْ عَلِمْتُمْ مِنَ الْكُتُبِ السَّالِفَةِ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ هَرَبَ بِهِ أَبُوهُ مِنَ
ص: 19
الْمَلِكِ الطَّاغِی فَوَضَعَتْ (1) بِهِ أُمُّهُ بَیْنَ أَثْلَالٍ (2) بِشَاطِئِ نَهَرٍ یَتَدَفَّقُ یُقَالُ لَهُ حزران مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَی إِقْبَالِ اللَّیْلِ (3) فَلَمَّا وَضَعَتْهُ وَ اسْتَقَرَّ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ قَامَ مِنْ تَحْتِهَا یَمْسَحُ وَجْهَهُ وَ رَأْسَهُ وَ یُكْثِرُ مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْباً وَ اتَّشَحَ (4) بِهِ وَ أُمُّهُ تَرَاهُ فَذُعِرَتْ مِنْهُ ذُعْراً (5) شَدِیداً ثُمَّ هَرْوَلَ (6) بَیْنَ یَدَیْهَا مَادّاً عَیْنَیْهِ (7) إِلَی السَّمَاءِ فَكَانَ مِنْهُ مَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ:« وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ- فَلَمَّا جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ رَأی كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّی إِلَی قَوْلِهِ إِنِّی بَرِی ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ» وَ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ كَانَ فِرْعَوْنُ فِی طَلَبِهِ یَبْقُرُ بُطُونَ النِّسَاءِ الْحَوَامِلِ وَ یَذْبَحُ الْأَطْفَالَ لِیَقْتُلَ مُوسَی فَلَمَّا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ أَمَرَهَا (8) أَنْ تَأْخُذَهُ مِنْ تَحْتِهَا وَ تَقْذِفَهُ فِی التَّابُوتِ وَ تُلْقِیَ التَّابُوتَ فِی الْیَمِّ فَقَالَتْ -وَ هِیَ ذَعِرَةٌ مِنْ كَلَامِهِ-: یَا بُنَیَّ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْكَ الْغَرَقَ فَقَالَ: لَا تَحْزَنِی إِنَّ اللَّهَ یَرُدُّنِی إِلَیْكِ فَبَقِیَتْ حَیْرَانَةً حَتَّی كَلَّمَهَا مُوسَی وَ قَالَ لَها: یَا أُمِّ اقْذِفِینِی فِی التَّابُوتِ وَ أَلْقِی التَّابُوتَ فِی الْیَمِّ (9) فَقَالَ فَفَعَلَتْ مَا أُمِرَتْ بِهِ فَبَقِیَ فِی الْیَمِّ (10) إِلَی أَنْ قَذَفَهُ فِی السَّاحِلِ وَ رَدَّهُ إِلَی أُمِّهِ بِرُمَّتِهِ (11)- لَا یَطْعَمُ طَعَاماً وَ لَا یَشْرَبُ شَرَاباً مَعْصُوماً وَ رُوِیَ أَنَّ الْمُدَّةَ كَانَتْ سَبْعِینَ یَوْماً وَ رُوِیَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی حَالِ طُفُولِیَّتِهِ
ص: 20
«وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی إِذْ تَمْشِی أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلی مَنْ یَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلی أُمِّكَ كَیْ تَقَرَّ عَیْنُها وَ لا تَحْزَنَ» الْآیَةَ. وَ هَذَا عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ:« فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا تَحْزَنِی قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِیًّا إِلَی قَوْلِهِ إِنْسِیًّا فَكَلَّمَ أُمَّهُ وَقْتَ مَوْلِدِهِ وَ قَالَ حِینَ أَشَارَتْ إِلَیْهِ فَقالُوا كَیْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا- :«إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْكِتابَ» إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَتَكَلَّمَ علیه السلام فِی وَقْتِ وِلَادَتِهِ، وَ أُعْطِیَ الْكِتَابَ وَ النُّبُوَّةَ وَ أُوصِیَ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ فِی ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ مِنْ مَوْلِدِهِ وَ كَلَّمَهُمْ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی مِنْ مَوْلِدِهِ. وَ قَدْ عَلِمْتُمْ جَمِیعاً أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی وَ عَلِیّاً مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ (1) إِنَّا كُنَّا فِی صُلْبِ آدَمَ نُسَبِّحُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ نَقَلَنَا إِلَی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ یُسْمَعُ تَسْبِیحُنَا فِی الظُّهُورِ وَ الْبُطُونِ فِی كُلِّ عَهْدٍ وَ عَصْرٍ إِلَی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ إِنَّ نُورَنَا كَانَ یَظْهَرُ فِی وُجُوهِ آبَائِنَا وَ أُمَّهَاتِنَا حَتَّی تَبَیَّنَ أَسْمَاؤُنَا مَخْطُوطَةً بِالنُّورِ عَلَی جِبَاهِهِمْ ثُمَّ افْتَرَقَ نُورُنَا فَصَارَ نِصْفُهُ فِی عَبْدِ اللَّهِ وَ نِصْفُهُ فِی أَبِی طَالِبٍ عَمِّی فَكَانَ (2) یُسْمَعُ تَسْبِیحُنَا مِنْ ظُهُورِهِمَا وَ كَانَ أَبِی وَ عَمِّی إِذَا جَلَسَا فِی مَلَإٍ مِنْ قُرَیْشٍ تَلَأْلَأَ نُورٌ فِی وُجُوهِهِمَا مِنْ دُونِهِمْ حَتَّی إِنَّ الْهَوَامَّ وَ السِّبَاعَ یُسَلِّمَانِ عَلَیْهِمَا لِأَجْلِ نُورِهِمَا إِلَی أَنْ خَرَجْنَا مِنْ أَصْلَابِ أَبَوَیْنَا وَ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا وَ لَقَدْ هَبَطَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ فِی وَقْتِ وِلَادَةِ عَلِیٍّ فَقَالَ (3) یَا حَبِیبَ اللَّهِ الْعَلِیُّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یُهَنِّئُكَ بِوِلَادَةِ أَخِیكَ عَلِیٍّ وَ یَقُولُ هَذَا أَوَانُ ظُهُورِ نُبُوَّتِكَ وَ إِعْلَانِ وَحْیِكَ وَ كَشْفِ رِسَالَتِكَ إِذْ أَیَّدْتُكَ بِأَخِیكَ وَ وَزِیرِكَ وَ صِنْوِكَ وَ خَلِیفَتِكَ وَ مَنْ شَدَدْتُ بِهِ أَزْرَكَ وَ أَعْلَنْتُ (4) بِهِ ذِكْرَكَ فَقُمْ إِلَیْهِ وَ اسْتَقْبِلْهُ بِیَدِكَ الْیُمْنَی فَإِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ شِیعَتُهُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ فَقُمْتُ مُبَادِراً فَوَجَدْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ أُمَّ عَلِیٍّ وَ قَدْ جَاءَ لَهَا الْمَخَاضُ (5) وَ هِیَ بَیْنَ النِّسَاءِ وَ الْقَوَابِلُ حَوْلَهَا فَقَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ نُسْجِفُ (6) بَیْنَهَا وَ بَیْنَكَ
ص: 21
سِجْفاً فَإِذَا وَضَعَتْ بِعَلِیٍّ تَتَلَقَّاهُ (1) فَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ لِی امْدُدْ یَدَكَ یَا مُحَمَّدُ (2) فَمَدَدْتُ یَدِیَ الْیُمْنَی نَحْوَ أُمِّهِ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیٍّ عَلَی یَدِی (3) وَاضِعاً یَدَهُ الْیُمْنَی فِی أُذُنِهِ الْیُمْنَی وَ هُوَ یُؤَذِّنُ وَ یُقِیمُ بِالْحَنِیفِیَّةِ وَ یَشْهَدُ بِوَحْدَانِیَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِرِسَالاتِی (4) ثُمَّ انْثَنَی إِلَیَّ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ (5) ثُمَّ قَالَ لِی یَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرَأُ قُلْتُ اقْرَأْ فَوَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَقَدْ ابْتَدَأَ بِالصُّحُفِ الَّتِی أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی آدَمَ فَقَامَ بِهَا ابْنُهُ (6) شَیْثٌ فَتَلاهَا مِنْ أَوَّلِ حَرْفٍ فِیهَا إِلَی آخِرِ حَرْفٍ فِیهَا حَتَّی لَوْ حَضَرَ (7) شَیْثٌ لَأَقَرَّ لَهُ أَنَّهُ أَحْفَظُ لَهُ مِنْهُ ثُمَّ تَلَا صُحُفَ نُوحٍ ثُمَّ صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ قَرَأَ تَوْرَاةَ مُوسَی حَتَّی لَوْ حَضَرَ (8) مُوسَی لَأَقَرَّ لَهُ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ ثُمَّ قَرَأَ زَبُورَ دَاوُدَ حَتَّی لَوْ حَضَرَ (9) دَاوُدُ لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ ثُمَّ قَرَأَ إِنْجِیلَ عِیسَی حَتَّی لَوْ حَضَرَ (10) عِیسَی لَأَقَرَّ بِأَنَّهُ أَحْفَظُ لَهَا مِنْهُ ثُمَّ قَرَأَ الْقُرْآنَ الَّذِی أَنْزَلَ اللَّهُ (11) عَلَیَّ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَی آخِرِهِ فَوَجَدْتُهُ یَحْفَظُ كَحِفْظِی لَهُ السَّاعَةَ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْمَعَ مِنْهُ آیَةً؛ ثُمَّ خَاطَبَنِی وَ خَاطَبْتُهُ بِمَا یُخَاطِبُ الْأَنْبِیَاءُ الْأَوْصِیَاءَ ثُمَّ عَادَ إِلَی حَالِ طُفُولِیَّتِهِ وَ هَكَذَا أَحَدَ عَشَرَ إِمَاماً مِنْ نَسْلِهِ (12) فَلِمَ تَحْزَنُونَ؟ وَ مَا ذَا عَلَیْكُمْ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الشَّكِّ وَ الشِّرْكِ بِاللَّهِ؟ (13) هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّی أَفْضَلُ النَّبِیِّینَ؟ وَ
ص: 22
أَنَّ وَصِیِّی أَفْضَلُ الْوَصِیِّینَ؟ وَ أَنَّ أَبِی آدَمَ لَمَّا رَأَی اسْمِی وَ اسْمَ عَلِیٍّ وَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَسْمَاءَ أَوْلَادِهِمْ مَكْتُوبَةً عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ بِالنُّورِ قَالَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی هَلْ خَلَقْتَ خَلْقاً هُوَ أَكْرَمُ عَلَیْكَ مِنِّی فَقَالَ یَا آدَمُ لَوْ لَا هَذِهِ الْأَسْمَاءُ لَمَا خَلَقْتُ سَمَاءً مَبْنِیَّةً وَ لَا أَرْضاً مَدْحِیَّةً وَ لَا مَلَكاً مُقَرَّباً وَ لَا نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ لَا خَلَقْتُكَ یَا آدَمُ فَلَمَّا عَصَی آدَمُ رَبَّهُ وَ سَأَلَهُ بِحَقِّنَا أَنْ یَتَقَبَّلَ تَوْبَتَهُ وَ یَغْفِرَ خَطِیئَتَهُ فَأَجَابَهُ وَ كُنَّا الْكَلِمَاتِ تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَتابَ عَلَیْهِ وَ غَفَرَ لَهُ فَقَالَ لَهُ یَا آدَمُ أَبْشِرْ فَإِنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ وُلْدِكَ فَحَمِدَ آدَمُ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ افْتَخَرَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ بِنَا (1) وَ إِنَّ هَذَا مِنْ فَضْلِنَا وَ فَضْلِ اللَّهِ عَلَیْنَا فَقَامَ سَلْمَانُ وَ مَنْ مَعَهُ وَ هُمْ یَقُولُونَ نَحْنُ الْفَائِزُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) أَنْتُمُ الْفَائِزُونَ وَ لَكُمْ خُلِقَتِ الْجَنَّةُ وَ لِأَعْدَائِنَا وَ أَعْدَائِكُمْ خُلِقَتِ النَّارُ (3).
بیان: السجف بالفتح و الكسر الستر و أسجفت الستر أی أرسلته.
16- قب، المناقب لابن شهرآشوب: وُلِدَ علیه السلام فِی الْبَیْتِ الْحَرَامِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْ رَجَبٍ بَعْدَ عَامِ الْفِیلِ بِثَلَاثِینَ سَنَةً وَ رَوَی ابْنُ هَمَّامٍ بَعْدَ تِسْعٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً (4).
17- ضه، روضة الواعظین رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ وَ هِیَ فِی الطَّوَافِ فَدَخَلَتِ الْكَعْبَةَ فَوَلَدَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیهَا قال عمرو بن عثمان (5): ذكرت هذا الحدیث لسلمة بن الفضیل فقال: حدثنی محمد بن إسحاق عن عمه موسی بن بشار أن علی بن أبی طالب علیه السلام ولد فی الكعبة (6).
ص: 23
أقول: سیأتی بعض أخبار حلیته فی الباب الآتی.
18- یف، الطرائف رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ حَبِیبِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ (1) نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ- قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ قَسَّمَ ذَلِكَ النُّورَ جُزْءَیْنِ فَجُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ.
وَ رَوَی هَذَا الْحَدِیثَ ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی الْمَنَاقِبِ قَالا فِیهِ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ رَكَّبَ ذَلِكَ النُّورَ فِی صُلْبِهِ فَلَمْ یَزَلْ فِی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ حَتَّی افْتَرَقَا فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَفِیَّ النُّبُوَّةُ وَ فِی عَلِیٍّ الْخِلَافَةُ.
وَ رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ أَیْضاً فِی طَرِیقٍ آخَرَ (2) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ فِی آخِرِهِ: حَتَّی قَسَمَهُ جُزْءَیْنِ فَجَعَلَ جُزْءاً فِی صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَ جُزْءاً فِی صُلْبِ أَبِی طَالِبٍ فَأَخْرَجَنِی نَبِیّاً وَ أَخْرَجَ عَلِیّاً (3) وَصِیّاً (4).
- فض، كتاب الروضة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ سَلْمَانَ مِثْلَ رِوَایَةِ الْفِرْدَوْسِ (5) أقول أورد العلامة رحمه اللّٰه تلك الروایات بتلك الأسانید فی كتاب كشف الحق (6).
19- یف، الطرائف رَوَی الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ مَا صَنَعَ اللَّهُ لَهُ وَ زَادَهُ مِنَ الْخَیْرِ أَنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهُمْ أَزْمَةٌ (7) شَدِیدَةٌ وَ أَبَا طَالِبٍ (8) كَانَ ذَا عِیَالٍ كَثِیرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ص: 24
صلی اللّٰه علیه و آله لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ وَ كَانَ مِنْ أَیْسَرِ بَنِی هَاشِمٍ یَا عَبَّاسُ أَخُوكَ أَبُو طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ وَ قَدْ أَصَابَ النَّاسَ مَا تَرَی مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ فَانْطَلِقْ بِنَا فَلْنُخَفِّفْ عَنْهُ عِیَالَهُ (1) آخُذُ أَنَا مِنْ بَنِیهِ رَجُلًا وَ تَأْخُذُ أَنْتَ مِنْ بَنِیهِ (2) رَجُلًا فَنَكْفِیهِمَا عَنْهُ مِنْ عِیَالِهِ قَالَ الْعَبَّاسُ نَعَمْ فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالا نُرِیدُ أَنْ نُخَفِّفَ عَنْكَ عِیَالَكَ حَتَّی یَنْكَشِفَ عَنِ النَّاسِ مَا هُمْ فِیهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنْ تَرَكْتُمَا لِی عَقِیلًا فَاصْنَعَا مَا شِئْتُمَا فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ أَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَراً فَضَمَّهُ إِلَیْهِ فَلَمْ یَزَلْ عَلِیٌّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَعَثَهُ اللَّهُ نَبِیّاً وَ اتَّبَعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَآمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ لَمْ یَزَلْ جَعْفَرٌ عِنْدَ الْعَبَّاسِ حَتَّی أَسْلَمَ وَ اسْتَغْنَی عَنْهُ (3).
20- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی دَارِمٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ خُلِقَ النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّی وَ خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ أَنَا أَصْلُهَا وَ أَنْتَ فَرْعُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَغْصَانُهَا وَ شِیعَتُنَا وَرَقُهَا (4) فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ (5).
14، 1- 21- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ (6) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام عَنْ جَابِرٍ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ (7) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام: أَ لَا أُبَشِّرُكَ؟ أَ لَا أَمْنَحُكَ؟ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنِّی خُلِقْتُ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَفَضَلَتْ مِنْهَا فَضْلَةٌ (8) فَخُلِقَ مِنْهَا شِیعَتُنَا فَإِذَا (9) كَانَ
ص: 25
یَوْمُ الْقِیَامَةِ دُعِیَ النَّاسُ بِأُمَّهَاتِهِمْ إِلَّا شِیعَتَكَ فَإِنَّهُمْ یُدْعَوْنَ بِأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لِطِیبِ مَوْلِدِهِمْ (1).
22- شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَسِّنٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ كَامِلٍ ابْنِ عَمِّ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَانَ قَبْلَ الدَّوْلَةِ كَالْمُنْقَطِعِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی عَهْدِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ عَنْ سَجْدَةِ الشُّكْرِ الَّتِی سَجَدَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا كَانَ سَبَبُهَا فَحَدَّثَنِی عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) وَجَّهَهُ فِی أَمْرٍ مِنْ أُمُورِهِ فَحَسُنَ فِیهِ بَلَاؤُهُ وَ عَظُمَ عَنَاؤُهُ (3) فَلَمَّا قَدِمَ مِنْ وَجْهِهِ (4) ذَلِكَ أَقْبَلَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ خَرَجَ یُصَلِّی الصَّلَاةَ فَصَلَّی مَعَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ أَقْبَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاعْتَنَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ مَسِیرِهِ ذَلِكَ وَ مَا صَنَعَ فِیهِ فَجَعَلَ عَلِیٌّ علیه السلام یُحَدِّثُهُ وَ أَسَارِیرُ رَسُولِ اللَّهِ تَلْمَعُ سُرُوراً بِمَا حَدَّثَهُ، فَلَمَّا أَتَی علیه السلام عَلَی حَدِیثِهِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
أَلَا أُبَشِّرُكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ؟ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی فَكَمْ مِنْ خَیْرٍ بَشَّرْتَ بِهِ قَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ هَبَطَ عَلَیَّ فِی وَقْتِ الزَّوَالِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ عَلِیٌّ وَارِدٌ عَلَیْكَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبْلَی الْمُسْلِمِینَ بِهِ بَلَاءً حَسَناً وَ إِنَّهُ كَانَ مِنْ صُنْعِهِ كَذَا وَ كَذَا فَحَدَّثَنِی بِمَا أَنْبَأْتَنِی بِهِ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّهُ نَجَا مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ مَنْ تَوَلَّی شَیْثَ بْنَ آدَمَ وَصِیَّ أَبِیهِ آدَمَ بِشَیْثٍ وَ نَجَا شَیْثٌ بِأَبِیهِ آدَمَ وَ نَجَا آدَمُ بِاللَّهِ یَا مُحَمَّدُ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی سَامَ بْنَ نُوحٍ وَصِیَّ أَبِیهِ نُوحٍ بِسَامٍ وَ نَجَا سَامٌ بِنُوحٍ وَ نَجَا نُوحٌ بِاللَّهِ یَا مُحَمَّدُ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی إِسْمَاعِیلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ وَصِیَّ أَبِیهِ إِبْرَاهِیمَ بِإِسْمَاعِیلَ وَ نَجَا إِسْمَاعِیلُ بِإِبْرَاهِیمَ وَ نَجَا إِبْرَاهِیمُ بِاللَّهِ یَا مُحَمَّدُ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی یُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَصِیَّ مُوسَی بِیُوشَعَ وَ نَجَا یُوشَعُ بِمُوسَی وَ نَجَا مُوسَی بِاللَّهِ
ص: 26
یَا مُحَمَّدُ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی شَمْعُونَ الصَّفَا وَصِیَّ عِیسَی بِشَمْعُونَ وَ نَجَا شَمْعُونُ بِعِیسَی وَ نَجَا عِیسَی بِاللَّهِ یَا مُحَمَّدُ وَ نَجَا مَنْ تَوَلَّی عَلِیّاً وَزِیرَكَ فِی حَیَاتِكَ وَ وَصِیَّكَ عِنْدَ وَفَاتِكَ بِعَلِیٍّ وَ نَجَا عَلِیٌّ بِكَ وَ نَجَوْتَ أَنْتَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَكَ سَیِّدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَعَلَ عَلِیّاً سَیِّدَ الْأَوْصِیَاءِ وَ خَیْرَهُمْ وَ جَعَلَ الْأَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّیَّتِكُمَا إِلَی أَنْ یَرِثَ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْها فَسَجَدَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ جَعَلَ یُقَبِّلُ الْأَرْضَ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَی وَ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام أَشْبَاحاً یُسَبِّحُونَهُ وَ یُمَجِّدُونَهُ وَ یُهَلِّلُونَهُ بَیْنَ یَدَیْ عَرْشِهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ آلَافِ عَامٍ فَجَعَلَهُمْ نُوراً یَنْقُلُهُمْ فِی ظُهُورِ الْأَخْیَارِ مِنَ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ الْخَیْرَاتِ الْمُطَهَّرَاتِ وَ الْمُهَذَّبَاتِ مِنَ النِّسَاءِ مِنْ عَصْرٍ إِلَی عَصْرٍ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُبَیِّنَ لَنَا فَضْلَهُمْ وَ یُعَرِّفَنَا مَنْزِلَتَهُمْ وَ یُوجِبَ عَلَیْنَا حَقَّهُمْ أَخَذَ ذَلِكَ النُّورَ فَقَسَمَهُ قِسْمَیْنِ جَعَلَ قِسْماً فِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَكَانَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ خَاتَمُ الْمُرْسَلِینَ وَ جَعَلَ فِیهِ النُّبُوَّةَ وَ جَعَلَ الْقِسْمَ الثَّانِیَ فِی عَبْدِ مَنَافٍ وَ هُوَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَكَانَ مِنْهُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ جَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَلِیَّهُ وَ وَصِیَّهُ وَ خَلِیفَتَهُ وَ زَوْجَ ابْنَتِهِ وَ قَاضِیَ دَیْنِهِ وَ كَاشِفَ كُرْبَتِهِ وَ مُنْجِزَ وَعْدِهِ وَ نَاصِرَ دِینِهِ (1).
توضیح: قال الجوهری السرر واحد أسرار الكهف و الجبهة و هی خطوطها و جمع الجمع أساریر و فی الحدیث تبرق أساریر وجهه (2).
23- یج، الخرائج و الجرائح مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ الْبَرْمَكِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاهِرٍ عَنِ الْحَمَّامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدَانَ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 27
كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ آلافٍ [أَلْفَ] سَنَةٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ جُزْءَیْنِ وَ رَكَّبَهُ فِی صُلْبِ آدَمَ وَ أَهْبَطَهُ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ حَمَلَهُ فِی السَّفِینَةِ فِی صُلْبِ نُوحٍ ثُمَّ قَذَفَهُ فِی النَّارِ فِی صُلْبِ إِبْرَاهِیمَ فَجُزْءٌ أَنَا وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ وَ النُّورُ الْحَقُّ یَزُولُ مَعَنَا حَیْثُ زُلْنَا (1).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ عَنْ سَلْمَانَ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ جُزْءٌ عَلِیٌّ (2)
. 24- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍعلیهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ مِنِ اخْتِرَاعِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ جَلَالِهِ وَ هُوَ نُورُ لَاهُوتِیَّتِهِ الَّذِی تَبَدَّی (3) وَ تَجَلَّی لِمُوسَی علیه السلام فِی طُورِ سَیْنَاءَ فَمَا اسْتَقَرَّ لَهُ وَ لَا أَطَاقَ مُوسَی لِرُؤْیَتِهِ وَ لَا ثَبَتَ لَهُ حَتَّی خَرَّ صَعِقاً مَغْشِیّاً عَلَیْهِ وَ كَانَ ذَلِكَ النُّورُ نُورَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ مُحَمَّداً مِنْهُ قَسَمَ ذَلِكَ النُّورَ شَطْرَیْنِ فَخَلَقَ مِنَ الشَّطْرِ الْأَوَّلِ مُحَمَّداً وَ مِنَ الشَّطْرِ الْآخَرِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ لَمْ یَخْلُقْ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ غَیْرَهُمَا خَلَقَهُمَا بِیَدِهِ وَ نَفَخَ فِیهِمَا بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ وَ صَوَّرَهُمَا عَلَی صُورَتِهِمَا وَ جَعَلَهُمَا أُمَنَاءَ لَهُ وَ شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِهِ وَ خُلَفَاءَ عَلَی خَلِیقَتِهِ وَ عَیْناً لَهُ عَلَیْهِمْ وَ لِسَاناً لَهُ إِلَیْهِمْ قَدِ اسْتَوْدَعَ فِیهِمَا عِلْمَهُ وَ عَلَّمَهُمَا الْبَیَانَ وَ اسْتَطْلَعَهُمَا عَلَی غَیْبِهِ وَ بِهِمَا فَتَحَ بَدْءَ الْخَلَائِقِ وَ بِهِمَا یَخْتِمُ الْمُلْكَ وَ الْمَقَادِیرَ ثُمَّ اقْتَبَسَ مِنْ نُورِ مُحَمَّدٍ فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ كَمَا اقْتَبَسَ نُورَهُ مِنَ الْمَصَابِیحِ هُمْ خُلِقُوا مِنَ الْأَنْوَارِ وَ انْتَقَلُوا مِنْ ظَهْرٍ إِلَی ظَهْرٍ وَ صُلْبٍ إِلَی صُلْبٍ وَ مِنْ رَحِمٍ إِلَی رَحِمٍ فِی الطَّبَقَةِ الْعُلْیَا (4) مِنْ غَیْرِ نَجَاسَةٍ بَلْ نَقْلٍ بَعْدَ نَقْلٍ- لَا مِنْ مَاءٍ مَهِینٍ وَ لَا نُطْفَةٍ خَشِرَةٍ كَسَائِرِ خَلْقِهِ بَلْ أَنْوَارٌ انْتَقَلُوا مِنْ أَصْلَابِ الطَّاهِرِینَ إِلَی أَرْحَامِ الطَّاهِرَاتِ لِأَنَّهُمْ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ اصْطَفَاهُمْ لِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ لَا یُرَی وَ لَا یُدْرَكُ وَ لَا تُعْرَفُ كَیْفِیَّتُهُ وَ لَا إِنِّیَّتُهُ فَهَؤُلَاءِ النَّاطِقُونَ الْمُبَلِّغُونَ عَنْهُ الْمُتَصَرِّفُونَ فِی أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ فَبِهِمْ تَظْهَرُ قُدْرَتُهُ وَ مِنْهُمْ تُرَی آیَاتُهُ وَ مُعْجِزَاتُهُ وَ بِهِمْ وَ مِنْهُمْ
ص: 28
عِبَادَةُ نَفْسِهِ وَ بِهِمْ یُطَاعُ أَمْرُهُ وَ لَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللَّهُ وَ لَا یُدْرَی كَیْفَ یُعْبَدُ الرَّحْمَنُ فَاللَّهُ یَجْرِی أَمْرَهُ كَیْفَ یَشَاءُ (1) فِیمَا یَشَاءُ- لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (2).
بیان: الخُشارة الردی ء من كل شی ء.
25- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَرْفُوعاً إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ مِهْرَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی:«وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَبَسَّمَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ آدَمَ بِأَرْبَعِینَ أَلْفَ عَامٍ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ؟ قَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ وَ خَلَقَ نُوراً فَقَسَمَهُ نِصْفَیْنِ فَخَلَقَنِی مِنْ نِصْفِهِ وَ خَلَقَ عَلِیّاً مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ كُلِّهَا ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ فَكَانَتْ مُظْلِمَةً (3) فَنُورُهَا مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرْنَا فَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ فَكَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِیمِی وَ تَعْلِیمِ عَلِیٍّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا یَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لِی وَ لِعَلِیٍّ وَ لَا یَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لِی وَ لِعَلِیٍّ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ اللُّجَیْنِ (4) مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَاءِ الْحَیَاةِ مِنَ الْفِرْدَوْسِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرُ الْوَالِدَیْنِ تَقِیٌّ نَقِیٌّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ أَبُو أَحَدِهِمْ أَنْ یُوَاقِعَ أَهْلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ (5) فَیَطْرَحُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِی آنِیَتِهِ الَّتِی یَشْرَبُ مِنْهَا فَیَشْرَبُ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ وَ یُنْبِتُ الْإِیمَانَ فِی قَلْبِهِ كَمَا یُنْبِتُ الزَّرْعَ فَهُمْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مِنْ نَبِیِّهِمْ وَ مِنْ وَصِیِّهِمْ عَلِیٍّ وَ مِنِ ابْنَتِیَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ الْحَسَنِ ثُمَّ الْحُسَیْنِ ثُمَّ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنِ الْأَئِمَّةُ قَالَ إِحْدَی عَشْرَةَ مِنِّی وَ أَبُوهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ
ص: 29
ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مَحَبَّةَ عَلِیٍّ وَ الْإِیمَانَ سَبَبَیْنِ (1).
26- مد، العمدة مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ التَّبِیعِ (2) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَوْحٍ السَّاجِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْمَكِّیِّ الدَّارِمِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِی وَ نَحْنُ نَزُورُ (3) قَبْرَ جَدِّنَا علیه السلام وَ هُنَاكَ نِسْوَانٌ كَثِیرَةٌ إِذْ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ فَقُلْتُ لَهَا مَنْ أَنْتِ رَحِمَكِ اللَّهُ؟ قَالَتْ أَنَا زَیْدَةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ (4) مِنْ بَنِی سَاعِدَةَ فَقُلْتُ لَهَا فَهَلْ عِنْدَكِ شَیْ ءٌ تُحَدِّثِینَّا بِهِ؟ قَالَتْ (5) إِی وَ اللَّهِ حَدَّثَتْنِی أُمِّی أُمُّ عُمَارَةَ بِنْتُ عُبَادَةَ بْنِ فَضْلِ بْنِ مَالِكِ (6) بْنِ الْعَجْلَانِ السَّاعِدِیِّ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ یَوْمٍ فِی نِسَاءٍ مِنَ الْعَرَبِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو طَالِبٍ كَئِیباً حَزِیناً فَقُلْتُ (7) مَا شَأْنُكَ یَا أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ فِی شِدَّةِ الْمَخَاضِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ فَبَیْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ مَا شَأْنُكَ یَا عَمِّ فَقَالَ إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ تَشْتَكِی الْمَخَاضَ فَأَخَذَهُ بِیَدِهِ وَ جَاءَا وَ قُمْنَ مَعَهُ (8) فَجَاءَ بِهَا إِلَی الْكَعْبَةِ فَأَجْلَسَهَا فِی الْكَعْبَةِ ثُمَّ قَالَ اجْلِسِی عَلَی اسْمِ اللَّهِ قَالَتْ فَطَلِقَتْ طَلْقَةً فَوَلَدَتْ غُلَاماً مَسْرُوراً نَظِیفاً مُنَظَّفاً لَمْ أَرَ كَحُسْنِ وَجْهِهِ فَسَمَّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِیّاً وَ حَمَلَهُ النَّبِیُّ حَتَّی إِذَا أَدَّاهُ (9) إِلَی مَنْزِلِهَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَوَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِشَیْ ءٍ قَطُّ إِلَّا وَ هَذَا أَحْسَنُ مِنْهُ (10).
ص: 30
یف، الطرائف مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ مُرْسَلًا مِثْلَهُ (1)-
أَقُولُ وَ رَوَی فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ (2)
مِثْلَهُ وَ زَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ فَسَمَّاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلِیّاً وَ قَالَ:
سَمَّیْتُهُ بِعَلِیٍّ كَیْ یَدُومَ لَهُ*** عِزُّ الْعُلُوِّ وَ فَخْرُ الْعِزِّ أَدْوَمُهُ
. 27- ما، الأمالی للشیخ الطوسی جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ وَ رِزْقِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْمَازِدِیِّ (3) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مِینَا مَوْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا الشَّجَرَةُ وَ فَاطِمَةُ فَرْعُهَا وَ عَلِیٌّ لِقَاحُهَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثَمَرُهَا وَ زَادَ رِزْقُ اللَّهِ وَ شِیعَتُنَا وَرَقُهَا الشَّجَرَةُ أَصْلُهَا فِی جَنَّةِ عَدْنٍ وَ الْفَرْعُ وَ الْوَرَقُ وَ الثَّمَرُ فِی الْجَنَّةِ (4).
28- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَحْمَرِ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ حُمَیْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ عَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ جَعَلَنَا فِی صُلْبِهِ ثُمَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبٍ إِلَی صُلْبٍ فِی أَصْلَابِ الطَّاهِرِینَ وَ أَرْحَامِ الْمُطَهَّرَاتِ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَسَمَنَا قِسْمَیْنِ فَجَعَلَ فِی عَبْدِ اللَّهِ نِصْفاً وَ فِی أَبِی طَالِبٍ نِصْفاً وَ جَعَلَ النُّبُوَّةَ وَ الرِّسَالَةَ فِیَّ وَ جَعَلَ الْوَصِیَّةَ وَ الْقَضِیَّةَ فِی عَلِیٍّ ثُمَّ اخْتَارَ لَنَا اسْمَیْنِ اشْتَقَّهُمَا مِنْ أَسْمَائِهِ فَاللَّهُ مَحْمُودٌ (5) وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ اللَّهُ الْعَلِیُّ وَ هَذَا عَلِیٌّ فَأَنَا لِلنُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ وَ عَلِیٌّ لِلْوَصِیَّةِ وَ الْقَضِیَّةِ (6).
29- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ حَشِیشٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُطَاعٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنٍ الْقَوَّاسِ (7) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ
ص: 31
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ بَغْلَتَهُ فَانْطَلَقَ إِلَی جَبَلِ آلِ فُلَانٍ وَ قَالَ یَا أَنَسُ خُذِ الْبَغْلَةَ وَ انْطَلِقْ إِلَی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا تَجِدْ عَلِیّاً جَالِساً یُسَبِّحُ بِالْحَصَی فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ احْمِلْهُ عَلَی الْبَغْلَةِ وَ أْتِ بِهِ إِلَیَّ قَالَ أَنَسٌ فَذَهَبْتُ فَوَجَدْتُ عَلِیّاً علیه السلام كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَمَلْتُهُ عَلَی الْبَغْلَةِ فَأَتَیْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَلَمَّا أَنْ بَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَبَا الْحَسَنِ اجْلِسْ (2) فَإِنَّ هَذَا مَوْضِعٌ قَدْ جَلَسَ فِیهِ سَبْعُونَ نَبِیّاً مُرْسَلًا مَا جَلَسَ فِیهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ أَحَدٌ إِلَّا وَ أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ وَ قَدْ جَلَسَ فِی مَوْضِعِ كُلِّ نَبِیٍّ أَخٌ لَهُ مَا جَلَسَ مِنَ الْإِخْوَةِ أَحَدٌ إِلَّا وَ أَنْتَ خَیْرٌ مِنْهُ قَالَ أَنَسٌ فَنَظَرْتُ إِلَی سَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْهُمَا وَ دَنَتْ مِنْ رُءُوسِهِمَا فَمَدَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی السَّحَابَةِ فَتَنَاوَلَ عُنْقُودَ عِنَبٍ فَجَعَلَهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ عَلِیٍّ وَ قَالَ كُلْ یَا أَخِی فَهَذِهِ هَدِیَّةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِلَیَّ ثُمَّ إِلَیْكَ قَالَ أَنَسٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِیٌّ أَخُوكَ قَالَ نَعَمْ عَلِیٌّ أَخِی قُلْتُ (3) یَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لِی كَیْفَ عَلِیٌّ أَخُوكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مَاءً تَحْتَ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِثَلَاثَةِ آلَافِ عَامٍ وَ أَسْكَنَهُ فِی لُؤْلُؤَةٍ خَضْرَاءَ فِی غَامِضِ عِلْمِهِ (4) إِلَی أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ فَلَمَّا أَنْ خَلَقَ آدَمَ نَقَلَ ذَلِكَ الْمَاءَ مِنَ اللُّؤْلُؤَةِ فَأَجْرَاهُ فِی صُلْبِ آدَمَ إِلَی أَنْ قَبَضَهُ اللَّهُ ثُمَّ نَقَلَهُ فِی (5) صُلْبِ شَیْثٍ فَلَمْ یَزَلْ ذَلِكَ الْمَاءُ یَنْتَقِلُ مِنْ ظَهْرٍ إِلَی ظَهْرٍ (6) حَتَّی صَارَ فِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ شَقَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نِصْفَیْنِ (7) فَصَارَ نِصْفُهُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ نِصْفُهُ فِی أَبِی طَالِبٍ فَأَنَا مِنْ نِصْفِ الْمَاءِ وَ عَلِیٌّ مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ فَعَلِیٌّ أَخِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ
ص: 32
الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً (1).
30- ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ (2) عَنْ آبَائِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَرْبَعَةِ (3) آلَافِ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ سَلَكَ ذَلِكَ النُّورَ فِی صُلْبِهِ فَلَمْ یَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَنْقُلُهُ مِنْ صُلْبٍ إِلَی صُلْبٍ حَتَّی أَقَرَّهُ فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ أَخْرَجَهُ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَسَمَهُ قِسْمَیْنِ فَصَیَّرَ قِسْمِی فِی صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَ قِسْمَ عَلِیٍّ فِی صُلْبِ أَبِی طَالِبٍ- فَعَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ لَحْمُهُ مِنْ لَحْمِی وَ دَمُهُ مِنْ دَمِی فَمَنْ أَحَبَّنِی فَبِحُبِّی أَحَبَّهُ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَبِبُغْضِی أَبْغَضَهُ (4).
كشف، كشف الغمة مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام مِثْلَهُ (5).
31- ع، علل الشرائع أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ النَّیْسَابُورِیُّ وَ مَا لَقِیتُ أَنْصَبَ مِنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْرَائِیلَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ: خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبِّحُ اللَّهَ یَمْنَةَ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا أَنْ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِی صُلْبِهِ وَ لَقَدْ سَكَنَ الْجَنَّةَ وَ نَحْنُ فِی صُلْبِهِ وَ لَقَدْ هَمَّ بِالْخَطِیئَةِ وَ نَحْنُ فِی صُلْبِهِ وَ لَقَدْ رَكِبَ نُوحٌ فِی السَّفِینَةِ وَ نَحْنُ فِی صُلْبِهِ وَ قَدْ قُذِفَ إِبْرَاهِیمُ فِی النَّارِ وَ نَحْنُ فِی صُلْبِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَنْقُلُنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَصْلَابٍ طَاهِرَةٍ إِلَی أَرْحَامٍ طَاهِرَةٍ حَتَّی انْتَهَی بِنَا إِلَی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [لَمْ یُلِمَّنِی السِّفَاحُ قَطُّ] فَقَسَمَنَا بِنِصْفَیْنِ فَجَعَلَنِی فِی صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَ جَعَلَ
ص: 33
عَلِیّاً فِی صُلْبِ أَبِی طَالِبٍ وَ جَعَلَ فِیَّ النُّبُوَّةَ وَ الْبَرَكَةَ وَ جَعَلَ فِی عَلِیٍّ الْفَصَاحَةَ وَ الْفُرُوسِیَّةَ (1) وَ شَقَّ لَنَا اسْمَیْنِ مِنْ أَسْمَائِهِ فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ اللَّهُ الْأَعْلَی وَ هَذَا عَلِیٌّ (2).
32- ع، علل الشرائع إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَارُونَ الْهَیْثَمِیُّ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ (4) عَنْ عِیسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُنْذِرٍ الشراك عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُلَیَّةَ عَنْ أَسْلَمَ بْنِ مَیْسَرَةَ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنِی وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الدُّنْیَا بِسَبْعَةِ آلَافِ عَامٍ قُلْتُ فَأَیْنَ كُنْتُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُدَّامَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نُحَمِّدُهُ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُمَجِّدُهُ قُلْتُ عَلَی أَیِّ مِثَالٍ قَالَ أَشْبَاحِ نُورٍ حَتَّی إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَخْلُقَ صُوَرَنَا صَیَّرَنَا عَمُودَ نُورٍ ثُمَّ قَذَفَنَا فِی صُلْبِ آدَمَ ثُمَّ أَخْرَجَنَا إِلَی أَصْلَابِ الْآبَاءِ وَ أَرْحَامِ الْأُمَّهَاتِ وَ لَا یُصِیبُنَا نَجَسُ الشِّرْكِ وَ لَا سِفَاحُ الْكُفْرِ یَسْعَدُ بِنَا قَوْمٌ وَ یَشْقَی بِنَا آخَرُونَ فَلَمَّا صَیَّرَنَا إِلَی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخْرَجَ ذَلِكَ النُّورَ فَشَقَّهُ نِصْفَیْنِ فَجَعَلَ نِصْفَهُ فِی عَبْدِ اللَّهِ وَ نِصْفَهُ فِی أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ أَخْرَجَ النِّصْفَ الَّذِی لِی إِلَی آمِنَةَ وَ النِّصْفَ الَّذِی لِعَلِیٍّ إِلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فَأَخْرَجَتْنِی آمِنَةُ وَ أَخْرَجَتْ فَاطِمَةُ عَلِیّاً ثُمَّ أَعَادَ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَمُودَ إِلَیَّ فَخَرَجَتْ مِنِّی فَاطِمَةُ ثُمَّ أَعَادَ عَزَّ وَ جَلَّ الْعَمُودَ إِلَی عَلِیٍّ فَخَرَجَ مِنْهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَعْنِی مِنَ النِّصْفَیْنِ جَمِیعاً فَمَا كَانَ مِنْ نُورِ عَلِیٍّ فَصَارَ فِی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ مَا كَانَ مِنْ نُورِی فَصَارَ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَهُوَ یَنْتَقِلُ فِی الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (5).
33- ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام لی، الأمالی للصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خُلِقْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ (6).
ص: 34
34- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام النَّاسُ مِنْ أَشْجَارٍ شَتَّی وَ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ (1).
35- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنِی وَ رَجُلًا مَعِی مِنْ ظَهْرٍ إِلَی ظَهْرٍ (2) مِنْ صُلْبِ آدَمَ حَتَّی خَرَجْنَا مِنْ صُلْبِ أَبِینَا فَسَبَقْتُهُ بِفَضْلِ هَذِهِ عَلَی هَذِهِ وَ ضَمَّ بَیْنَ السَّبَّابَةِ وَ الْوُسْطَی وَ هُوَ النُّبُوَّةُ فَقِیلَ لَهُ مَنْ هُوَ یَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (3).
36- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ خَلَقَنِیَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَنْتَ مِنْ نُورِهِ حِینَ خَلَقَ آدَمَ فَأَفْرَغَ ذَلِكَ النُّورَ فِی صُلْبِهِ فَأَفْضَی بِهِ إِلَی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ افْتَرَقَا مِنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَا فِی عَبْدِ اللَّهِ وَ أَنْتَ فِی أَبِی طَالِبٍ، لَا تَصْلُحُ النُّبُوَّةُ إِلَّا لِی وَ لَا تَصْلُحُ الْوَصِیَّةُ إِلَّا لَكَ فَمَنْ جَحَدَ وَصِیَّتَكَ جَحَدَ نُبُوَّتِی وَ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِی أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَی مَنْخِرَیْهِ فِی النَّارِ (4).
أقول: أوردت بعض أخبار نوره فی باب بدء خلقهم و باب مناقب أصحاب الكساء و باب فضائل النبی صلی اللّٰه علیه و آله و باب أحوال أبی طالب و باب أن دعاء الأنبیاء استجیب بالتوسل بهم صلوات اللّٰه علیهم.
37- ما، (5) الأمالی للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ
ص: 35
عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ (1) الْقَاضِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی حَبِیبَةَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ ابْنُ شَاذَانَ: وَ حَدَّثَنِی سَهْلُ (2) بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الرَّبِیعِیِّ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؛ قَالَ ابْنُ شَاذَانَ وَ حَدَّثَنِی إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَلِیٍّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ یَزِیدُ بْنُ قَعْنَبٍ جَالِسَیْنِ مَا بَیْنَ فَرِیقِ بَنِی هَاشِمٍ إِلَی فَرِیقِ عَبْدِ الْعُزَّی بِإِزَاءِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ إِذْ أَتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتْ حَامِلَةً بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ تِسْعَةَ (3) أَشْهُرٍ وَ كَانَ یَوْمَ التَّمَامِ قَالَ: فَوَقَفَتْ بِإِزَاءِ الْبَیْتِ الْحَرَامِ وَ قَدْ أَخَذَهَا الطَّلْقُ فَرَمَتْ بِطَرْفِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ وَ قَالَتْ أَیْ رَبِّ إِنِّی مُؤْمِنَةٌ بِكَ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِكَ الرَّسُولُ وَ بِكُلِّ نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ بِكُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ وَ إِنِّی مُصَدِّقَةٌ بِكَلَامِ جَدِّی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ وَ إِنَّهُ بَنَی بَیْتَكَ الْعَتِیقَ فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الْبَیْتِ وَ مَنْ بَنَاهُ وَ بِهَذَا الْمَوْلُودِ الَّذِی فِی أَحْشَائِی الَّذِی یُكَلِّمُنِی وَ یُؤْنِسُنِی بِحَدِیثِهِ وَ أَنَا مُوقِنَةٌ أَنَّهُ إِحْدَی آیَاتِكَ وَ دَلَائِلِكَ لَمَّا یَسَّرْتَ عَلَیَّ وِلَادَتِی قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ یَزِیدُ بْنُ قَعْنَبٍ فَلَمَّا تَكَلَّمَتْ (4) فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ وَ دَعَتْ بِهَذَا الدُّعَاءِ رَأَیْنَا الْبَیْتَ قَدِ انْفَتَحَ مِنْ ظَهْرِهِ وَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فِیهِ وَ غَابَتْ عَنْ أَبْصَارِنَا (5) ثُمَّ عَادَتِ الْفَتْحَةُ وَ الْتَزَقَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَرُمْنَا (6) أَنْ نَفْتَحَ الْبَابَ لِتَصِلَ (7) إِلَیْهَا بَعْضُ نِسَائِنَا فَلَمْ یَنْفَتِحِ الْبَابُ فَعَلِمْنَا أَنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی وَ بَقِیَتْ فَاطِمَةُ فِی الْبَیْتِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ قَالَ وَ أَهْلُ مَكَّةَ یَتَحَدَّثُونَ بِذَلِكَ فِی أَفْوَاهِ السِّكَكِ وَ تَتَحَدَّثُ
ص: 36
الْمُخَدَّرَاتُ فِی خُدُورِهِنَّ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ انْفَتَحَ الْبَیْتُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِی كَانَتْ دَخَلَتْ فِیهِ فَخَرَجَتْ فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی یَدَیْهَا ثُمَّ قَالَتْ مَعَاشِرَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ اخْتَارَنِی مِنْ خَلْقِهِ وَ فَضَّلَنِی عَلَی الْمُخْتَارَاتِ مِمَّنْ كُنَّ قَبْلِی (1) وَ قَدِ اخْتَارَ اللَّهُ آسِیَةَ بِنْتَ مُزَاحِمٍ وَ إِنَّهَا (2) عَبَدَتِ اللَّهَ سِرّاً فِی مَوْضِعٍ لَا یَجِبُ (3) أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ فِیهَا إِلَّا اضْطِرَاراً وَ إِنَّ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ اخْتَارَهَا اللَّهُ حَیْثُ یَسَّرَ عَلَیْهَا وِلَادَةَ عِیسَی فَهَزَّتِ الْجِذْعَ الْیَابِسَ مِنَ النَّخْلَةِ فِی فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّی تُسَاقِطَ عَلَیْهَا رُطَباً جَنِیًّا وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اخْتَارَنِی وَ فَضَّلَنِی عَلَیْهِمَا وَ عَلَی كُلِّ مَنْ مَضَی قَبْلِی مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ لِأَنِّی وَلَدْتُ فِی بَیْتِهِ الْعَتِیقِ وَ بَقِیتُ فِیهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ آكُلُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَ أرواقها (4) [أَرْزَاقِهَا] فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ وَ وَلَدِی عَلَی یَدَیَّ هَتَفَ بِی هَاتِفٌ وَ قَالَ یَا فَاطِمَةُ سَمِیِّهِ عَلِیّاً فَأَنَا الْعَلِیُّ الْأَعْلَی وَ إِنِّی خَلَقْتُهُ مِنْ قُدْرَتِی وَ عِزِّ جَلَالِی (5) وَ قِسْطِ عَدْلِی وَ اشْتَقَقْتُ اسْمَهُ مِنِ اسْمِی وَ أَدَّبْتُهُ بِأَدَبِی وَ فَوَّضْتُ إِلَیْهِ أَمْرِی وَ وَقْفْتُهُ عَلَی غَامِضِ عِلْمِی وَ وُلِدَ فِی بَیْتِی وَ هُوَ أَوَّلُ مَنْ یُؤَذِّنُ فَوْقَ بَیْتِی وَ یَكْسِرُ الْأَصْنَامَ وَ یَرْمِیهَا عَلَی وَجْهِهَا وَ یُعَظِّمُنِی وَ یُمَجِّدُنِی وَ یُهَلِّلُنِی وَ هُوَ الْإِمَامُ بَعْدَ حَبِیبِی وَ نَبِیِّی وَ خِیَرَتِی مِنْ خَلْقِی مُحَمَّدٍ رَسُولِی وَ وَصِیُّهُ فَطُوبَی لِمَنْ أَحَبَّهُ وَ نَصَرَهُ وَ الْوَیْلُ لِمَنْ عَصَاهُ وَ خَذَلَهُ وَ جَحَدَ حَقَّهُ قَالَ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ سُرَّ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَهْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ قَالَ دَخَلَ (6) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا دَخَلَ اهْتَزَّ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ ثُمَّ تَنَحْنَحَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ قَالَ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ- الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ إِلَی آخِرِ الْآیَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَفْلَحُوا بِكَ وَ قَرَأَ تَمَامَ الْآیَاتِ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ
ص: 37
الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ وَ اللَّهِ أَمِیرُهُمْ [أَمِیرُالْمُؤْمِنِینَ]تَمِیرُهُمْ مِنْ عُلُومِهِمْ (1) فَیَمْتَارُونَ وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ دَلِیلُهُمُ وَ بِكَ یَهْتَدُونَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ: اذْهَبِی إِلَی عَمِّهِ حَمْزَةَ فَبَشِّرِیهِ بِهِ فَقَالَتْ وَ إِذَا خَرَجْتُ (2) أَنَا فَمَنْ یُرَوِّیِهِ؟ قَالَ أَنَا أُرَوِّیهِ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: أَنْتَ تُرَوِّیهِ قَالَ: نَعَمْ فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِسَانَهُ فِی فِیهِ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَیْناً قَالَ فَسُمِّیَ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ التَّرْوِیَةِ فَلَمَّا أَنْ رَجَعَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ رَأَتْ نُوراً قَدِ ارْتَفَعَ مِنْ عَلِیٍّ إِلَی أَعْنَانِ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ شَدَّتْهُ وَ قَمَّطَتْهُ بِقِمَاطٍ فَبَتَرَ الْقِمَاطَ (3) قَالَ فَأَخَذَتْ فَاطِمَةُ قِمَاطاً جَیِّداً فَشَدَّتْهُ بِهِ فَبَتَرَ الْقِمَاطَ ثُمَّ جَعَلَتْهُ فِی قِمَاطَیْنِ فَبَتَرَهُمَا فَجَعَلَتْهُ ثَلَاثَةً فَبَتَرَهَا فَجَعَلَتْهُ (4) أَرْبَعَةَ أَقْمِطَةٍ مِنْ رَقِّ (5) مِصْرَ لِصَلَابَتِهِ، فَبَتَرَهَا، فَجَعَلَتْهُ خَمْسَةَ أَقْمِطَةِ دِیبَاجٍ لِصَلَابَتِهِ فَبَتَرَهَا كُلَّهَا فَجَعَلَتْهُ سِتَّةً مِنْ دِیبَاجٍ وَ وَاحِداً مِنَ الْأَدَمِ، فَتَمَطَّی فِیهَا فَقَطَعَهَا كُلَّهَا بِإِذْنِ اللَّهِ؛ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: یَا أُمَّهْ لَا تَشُدِّی یَدَیَّ فَإِنِّی أَحْتَاجُ أَنْ أُبَصْبِصَ (6) لِرَبِّی بِإِصْبَعَیَّ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّهُ سَیَكُونُ لَهُ شَأْنٌ وَ نَبَأٌ قَالَ (7) فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَی فَاطِمَةَ فَلَمَّا بَصُرَ عَلِیٌّ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ ضَحِكَ فِی وَجْهِهِ وَ أَشَارَ إِلَیْهِ أَنْ خُذْنِی إِلَیْكَ وَ اسْقِنِی بِمَا سَقَیْتَنِی بِالْأَمْسِ قَالَ فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: عَرَفَهُ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ فَلِكَلَامِ فَاطِمَةَ سُمِّیَ ذَلِكَ الْیَوْمُ یَوْمَ عَرَفَةَ یَعْنِی (8) أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ -وَ كَانَ الْعَاشِرَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ- أَذَّنَ أَبُو طَالِبٍ فِی النَّاسِ أَذَاناً جَامِعاً وَ قَالَ: هَلُمُّوا إِلَی وَلِیمَةِ ابْنِی عَلِیٍّ قَالَ وَ نَحَرَ
ص: 38
ثَلَاثَمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ وَ أَلْفَ رَأْسٍ مِنَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ اتَّخَذَ وَلِیمَةً عَظِیمَةً وَ قَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ أَلَا مَنْ أَرَادَ مِنْ طَعَامِ عَلِیٍّ وَلَدِی فَهَلُمُّوا وَ طُوفُوا بِالْبَیْتِ سَبْعاً سَبْعاً (1) وَ ادْخُلُوا وَ سَلِّمُوا عَلَی وَلَدِی عَلِیٍّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَّفَهُ وَ لِفِعْلِ أَبِی طَالِبٍ شُرِّفَ یَوْمُ النَّحْرِ (2).
بیان: لا یخفی مخالفة هذا الخبر لما مر من التواریخ و یمكن حمله علی النسی ء (3) الذی كانت قریش ابتدعوه فی الجاهلیة بأن یكون ولادته علیه السلام فی رجب أو شعبان و هم أوقعوا الحج فی تلك السنة فی أحدهما و بشعبان أوفق و اللّٰه یعلم (4).
38- كَنْزُ الْكَرَاجُكِیِّ، رَوَی الْمُحَدِّثُونَ وَ سَطَرَ الْمُصَنِّفُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ وَ امْرَأَتَهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا لَمَّا كَفَلَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5) اسْتَبْشَرَا بِغُرَّتِهِ
ص: 39
وَ اسْتَسْعَدَا بِطَلْعَتِهِ وَ اتَّخَذَاهُ وَلَداً لِأَنَّهُمَا لَمْ یَكُونَا رُزِقَا مِنَ الْوَلَدِ أَحَداً ثُمَّ إِنَّهُ نَشَأَ أَحْسَنَ نُشُوءٍ (1) وَ أَحْسَنَهُ وَ أَفْضَلَهُ وَ أَیْمَنَهُ فَرَأَی فَاطِمَةَ وَ رَغْبَتَهَا فِی الْوَلَدِ فَقَالَ لَهَا یَا أُمَّهْ قَرِّبِی قُرْبَاناً (2) لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی خَالِصاً وَ لَا تُشْرِكِی مَعَهُ أَحَداً فَإِنَّهُ یَرْضَاهُ مِنْكِ وَ یَتَقَبَّلُهُ وَ یُعْطِیكِ طَلِبَتَكِ وَ یُعَجِّلُهُ فَامْتَثَلَتْ فَاطِمَةُ أَمْرَهُ وَ قَرَّبَتْ قُرْبَاناً (3) لِلَّهِ تَعَالَی خَالِصاً وَ سَأَلَتْهُ أَنْ یَرْزُقَهَا وَلَداً ذَكَراً (4) فَأَجَابَ اللَّهُ تَعَالَی دُعَاءَهَا وَ بَلَّغَ مُنَاهَا وَ رَزَقَهَا مِنَ الْأَوْلَادِ خَمْسَةً: عَقِیلًا ثُمَّ طَالِباً ثُمَّ جَعْفَراً ثُمَّ عَلِیّاً ثُمَّ أُخْتَهُمْ فَاخِتَةَ الْمَعْرُوفَةَ بِأُمِّ هَانِئٍ فَمِمَّا جَاءَ مِنْ حَدِیثِهَا قَبْلَ أَنْ تُرْزَقَ أَوْلَادَهَا أَنَّهَا جَلَسَتْ یَوْماً تَتَحَدَّثُ مَعَ عَجَائِزِ الْعَرَبِ وَ الْفَوَاطِمِ مِنْ قُرَیْشٍ مِنْهُمْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ جَدَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِیهِ وَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ أُمُّ خَدِیجَةَ وَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِزَامٍ وَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحَارِثِ (5) وَ تَمَامُ الْفَوَاطِمِ الَّتِی انْتَمَی إِلَیْهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُمُّ قُصَیٍّ وَ هِیَ ابْنَةُ نَضْرٍ فَإِنَّهُنَّ لَجُلُوسٌ إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِنُورِهِ الْبَاهِرِ وَ سَعْدِهِ الظَّاهِرِ وَ قَدْ تَبِعَهُ بَعْضُ الْكُهَّانِ (6) یَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ یُطِیلُ فِرَاسَتَهُ فِیهِ إِلَی أَنْ أَتَی إِلَیْهِنَّ فَسَأَلَهُنَّ عَنْهُ فَقُلْنَ: هَذَا مُحَمَّدٌ ذُو الشَّرَفِ الْبَاذِخِ (7) وَ الْفَضْلِ الشَّامِخِ فَأَخْبَرَهُنَّ الْكَاهِنُ بِمَا یَعْلَمُهُ مِنْ رَفِیعِ قَدْرِهِ وَ بَشَّرَهُنَّ بِمَا سَیَكُونُ مِنْ مُسْتَقْبَلِ أَمْرِهِ وَ أَنَّهُ سَیُبْعَثُ نَبِیّاً وَ یَنَالُ مَنَالًا عَلِیّاً قَالَ وَ إِنَّ الَّتِی تَكْفُلُهُ مِنْكُنَّ فِی صِغَرِهِ سَیَكْفُلُ لَهَا وَلَداً یَكُونُ عُنْصُرُهُ مِنْ عُنْصُرِهِ (8) یَخْتَصُّهُ
ص: 40
بِسِرِّهِ وَ بِصُحْبَتِهِ وَ یَحْبُوهُ بِمُصَافَاتِهِ (1) وَ أُخُوَّتِهِ فَقَالَتْ لَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهَا: أَنَا الَّتِی كَفَلْتُهُ وَ أَنَا زَوْجَةُ عَمِّهِ الَّذِی یَرْجُوهُ وَ یُؤَمِّلُهُ فَقَالَ إِنْ كُنْتِ صَادِقَةً فَسَتَلِدِینَ غُلَاماً عَلَّاماً مِطْوَاعاً لِرَبِّهِ هُمَاماً (2) اسْمُهُ عَلَی ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، یَلِی (3) هَذَا النَّبِیَّ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ یَنْصُرُهُ فِی قَلِیلِهِ وَ كَثِیرِهِ حَتَّی یَكُونَ سَیْفَهُ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ بَابَهُ لِأَوْلِیَائِهِ یُفَرِّجُ عَنْ وَجْهِهِ الْكُرُبَاتِ وَ یَجْلُو عَنْهُ حِنْدِسَ (4) الظُّلُمَاتِ تَهَابُ صَوْلَتَهُ أَطْفَالُ الْمِهَادِ وَ تَرْتَعِدُ مِنْ خِیفَتِهِ الْفَرَائِصُ عَنِ الْجِلَادِ (5) لَهُ فَضَائِلُ شَرِیفَةٌ وَ مَنَاقِبُ مَعْرُوفَةٌ وَ صِلَةٌ مَنِیعَةٌ وَ مَنْزِلَةٌ رَفِیعَةٌ یُهَاجِرُ إِلَی النَّبِیِّ فِی طَاعَتِهِ وَ یُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ فِی نُصْرَتِهِ وَ هُوَ وَصِیُّهُ الدَّافِنُ لَهُ فِی حُجْرَتِهِ قَالَتْ أُمُّ عَلِیٍّ علیها السلام فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِی قَوْلِ الْكَاهِنِ فَلَمَّا كَانَ اللَّیْلُ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنَّ جِبَالَ الشَّامِ قَدْ أَقْبَلَتْ تَدِبُّ وَ عَلَیْهَا جَلَابِیبُ (6) الْحَدِیدِ وَ هِیَ تَصِیحُ مِنْ صُدُورِهَا بِصَوْتٍ مَهُولٍ فَأَسْرَعَتْ فَأَقْبَلَتْ نَحْوَهَا جِبَالُ مَكَّةَ وَ أَجَابَتْهَا بِمِثْلِ صِیَاحِهَا وَ أَهْوَلَ وَ هِیَ تَتَهَیَّجُ (7) كَالشَّرَدِ الْمُحْمَرِّ وَ أَبُو قُبَیْسٍ یَنْتَفِضُ (8) كَالْفَرَسِ وَ فِصَالُهُ تَسْقُطُ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ یَلْتَقِطُونَ ذَلِكَ (9) فَلَقَطْتُ مَعَهُمْ أَرْبَعَةَ أَسْیَافٍ وَ بَیْضَةً (10) حَدِیدَةً مُذَهَّبَةً فَأَوَّلَ
ص: 41
مَا دَخَلْتُ مَكَّةَ سَقَطَتْ مِنْهَا سَیْفٌ فِی مَاءٍ فَغَیَّرَ (1) وَ طَارَ وَ الثَّانِی فِی الْجَوِّ فَاسْتَمَرَّ وَ سَقَطَ الثَّالِثُ إِلَی الْأَرْضِ فَانْكَسَرَ وَ بَقِیَ الرَّابِعُ فِی یَدِی مَسْلُولًا (2) فَبَیْنَا أَنَا بِهِ أَصُولُ إِذَا صَارَ السَّیْفُ شِبْلًا (3) فَتَبَیَّنْتُهُ فَصَارَ لَیْثاً مَهُولًا فَخَرَجَ عَنْ یَدِی وَ مَرَّ نَحْوَ الْجِبَالِ یَجُوبُ بَلَاطِحَهَا وَ یَخْرِقُ صَلَاطِحَهَا وَ النَّاسُ مِنْهُ مُشْفِقُونَ وَ مِنْ خَوْفِهِ حَذِرُونَ إِذْ أَتَی مُحَمَّدٌ فَقَبَضَ عَلَی رَقَبَتِهِ فَانْقَادَ لَهُ كَالظَّبْیَةِ الْأَلُوفِ فَانْتَبَهْتُ وَ قَدْ رَاعَنِی الزَّمَعُ وَ الْفَزَعُ فَالْتَمَسْتُ الْمُفَسِّرِینَ وَ طَلَبْتُ الْقَائِفِینَ (4) وَ الْمُخْبِرِینَ فَوَجَدْتُ كَاهِناً زَجَرَ لِی (5) بِحَالِی وَ أَخْبَرَنِی بِمَنَامِی وَ قَالَ لِی أَنْتِ تَلِدِینَ أَرْبَعَةَ أَوْلَادٍ ذُكُورٍ وَ بِنْتاً بَعْدَهُمْ وَ إِنَّ أَحَدَ الْبَنِینَ یُغْرَقُ وَ الْآخَرُ یُقْتَلُ فِی الْحَرْبِ وَ الْآخَرُ یَمُوتُ وَ یَبْقَی لَهُ عَقِبٌ وَ الرَّابِعُ یَكُونُ إِمَاماً لِلْخَلْقِ صَاحِبَ سَیْفٍ وَ حَقٍّ ذَا فَضْلٍ وَ بَرَاعَةٍ (6) یُطِیعُ النَّبِیَّ الْمَبْعُوثَ أَحْسَنَ طَاعَةٍ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ فَلَمْ أَزَلْ مُفَكِّرَةً فِی ذَلِكَ وَ رُزِقْتُ بَنِیَّ الثَّلَاثَةَ عَقِیلًا وَ طَالِباً وَ جَعْفَراً ثُمَّ حَمَلْتُ بِعَلِیٍّ علیه السلام فِی عَشْرِ ذِی الْحِجَّةِ فَلَمَّا كَانَ الشَّهْرُ الَّذِی وَلَدْتُهُ فِیهِ وَ كَانَ شَهْرَ رَمَضَانَ رَأَیْتُ فِی مَنَامِی كَأَنَّ عَمُودَ حَدِیدٍ قَدِ انْتُزِعَ مِنْ أُمِّ رَأْسِی ثُمَّ سَطَعَ فِی الْهَوَاءِ حَتَّی بَلَغَ السَّمَاءَ ثُمَّ رُدَّ إِلَیَّ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقِیلَ لِی هَذَا قَاتِلُ أَهْلِ الْكُفْرِ وَ صَاحِبُ مِیثَاقِ النَّصْرِ بَأْسُهُ شَدِیدٌ یُفْزَعُ مِنْ خِیفَتِهِ وَ هُوَ مَعُونَةُ اللَّهِ لِنَبِیِّهِ وَ تَأْیِیدُهُ عَلَی عَدُوِّهِ قَالَتْ فَوَلَدْتُ عَلِیّاً.
ص: 42
وَ جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّهَا دَخَلَتِ الْكَعْبَةَ عَلَی مَا جَرَتْ بِهِ عَادَتُهَا فَصَادَفَ دُخُولُهَا وَقْتَ وِلَادَتِهَا فَوَلَدَتْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دَاخِلَهَا وَ كَانَ ذَلِكَ فِی النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثُونَ سَنَةً عَلَی الْكَمَالِ فَتَضَاعَفَ ابْتِهَاجُهُ بِهِ وَ تَمَامُ مَسَرَّتِهِ وَ أَمَرَهَا أَنْ تَجْعَلَ مَهْدَهُ جَانِبَ فرشته (1) [فِرَاشِهِ] وَ كَانَ یَلِی أَكْثَرَ تَرْبِیَتِهِ وَ یُرَاعِیهِ فِی نَوْمِهِ وَ یَقَظَتِهِ وَ یَحْمِلُهُ عَلَی صَدْرِهِ وَ كَتِفِهِ وَ یَحْبُوهُ بِأَلْطَافِهِ وَ تُحَفِهِ وَ یَقُولُ هَذَا أَخِی وَ صَفِیِّی وَ نَاصِرِی وَ وَصِیِّی فَلَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَدِیجَةَ أَخْبَرَهَا بِوَجْدِهَا بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ مَحَبَّتِهِ فَكَانَتْ تَسْتَزِیدُهُ وَ تُزَیِّنُهُ وَ تُحَلِّیهِ وَ تُلْبِسُهُ وَ تُرْسِلُهُ مَعَ وَلَائِدِهَا (2) وَ یَحْمِلُهُ خَدَمُهَا فَیَقُولُ النَّاسُ هَذَا أَخُو مُحَمَّدٍ وَ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیْهِ وَ قُرَّةُ عَیْنِ خَدِیجَةَ وَ مَنِ اشْتَمَلَتِ السَّعَادَةُ عَلَیْهِ وَ كَانَتْ أَلْطَافُ خَدِیجَةَ تُطْرِقُ مَنْزِلَ أَبِی طَالِبٍ لَیْلًا وَ نَهَاراً وَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً ثُمَّ إِنَّ قُرَیْشاً أَصَابَتْهَا أَزْمَةٌ مُهْلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجْدِبَةٌ مُنْهِكَةٌ (3) وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ذَا مَالٍ یَسِیرٍ وَ عِیَالٍ كَثِیرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَیْشاً مِنَ الْعُدْمِ وَ الْإِضَافَةِ وَ الْجُهْدِ وَ الْفَاقَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِیرُ الْعِیَالِ مُخْتَلُّ الْحَالِ ضَعِیفُ النَّهْضَةِ وَ الْعَزْمَةِ وَ قَدْ نَالَهُ مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ وَ ذُو الْأَرْحَامِ أَحَقُّ بِالرِّفْدِ وَ أَوْلَی مَنْ حَمَلَ الْكَلَّ (4) فِی سَاعَةِ الْجَهْدِ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَیْهِ لِنُعِینَهُ عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ فَلِنَحْمِلَ عَنْهُ بَعْضَ أَثْقَالِهِ وَ نُخَفِّفَ عَنْهُ مِنْ عِیَالِهِ یَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً مِنْ بَنِیهِ یَسْهُلُ عَلَیْهِ بِذَلِكَ مَا هُوَ فِیهِ (5) فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ نِعْمَ مَا رَأَیْتَ وَ الصَّوَابُ فِیمَا أَتَیْتَ هَذَا وَ اللَّهِ الْفَضْلُ الْكَرِیمُ وَ الْوَصْلُ الرَّحِیمُ
ص: 43
فَلَقِیَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبَّرَاهُ وَ لِفَضْلِ آبَائِهِ ذَكَّرَاهُ وَ قَالا لَهُ: إِنَّا نُرِیدُ أَنْ نَحْمِلَ عَنْكَ بَعْضَ الْحَالِ فَادْفَعْ إِلَیْنَا مِنْ أَوْلَادِكَ مَنْ یَخِفُّ عَنْكَ بِهِ الْأَثْقَالُ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكْتُمَا لِی عَقِیلًا وَ طَالِباً فَافْعَلَا مَا شِئْتُمَا فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَانْتَجَبَهُ لِنَفْسِهِ وَ اصْطَفَاهُ لِمُهِمِّ أَمْرِهِ وَ عَوَّلَ عَلَیْهِ فِی سِرِّهِ وَ جَهْرِهِ وَ هُوَ مُسَارِعٌ لِمَرْضَاتِهِ مُوَفَّقٌ لِلسَّدَادِ (1) فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی ابْتِدَاءِ طُرُوقِ الْوَحْیِ إِلَیْهِ كُلَّمَا هَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ أَوْ سَمِعَ مِنْ حَوْلِهِ رَجْفَةَ رَاجِفٍ (2) أَوْ رَأَی رُؤْیَا أَوْ سَمِعَ كَلَاماً یُخْبِرُ بِذَلِكَ خَدِیجَةَ وَ عَلِیّاً علیهما السلام وَ یَسْتَسِرُّهُمَا هَذِهِ الْحَالَ فَكَانَتْ خَدِیجَةُ تُثَبِّتُهُ وَ تُصَبِّرُهُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُهَنِّئُهُ وَ یُبَشِّرُهُ وَ یَقُولُ لَهُ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ عَمِّ مَا كَذَبَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِیكَ وَ لَقَدْ صَدَقَتِ الْكُهَّانُ فِیمَا نَسَبَتْهُ إِلَیْكَ وَ لَمْ یَزَلْ كَذَلِكَ إِلَی أَنْ أُمِرَ صلی اللّٰه علیه و آله بِالتَّبْلِیغِ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ خَدِیجَةَ وَ مِنَ الذُّكُورِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ عُمُرُهُ یَوْمَئِذٍ عَشْرُ سِنِینَ (3).
بیان: الشرد جمع شارد و هو البعیر النافر و المحمر (4) الناقة یلتوی (5) فی بطنها ولدها و جاب یجوب جوبا خرق و قطع و البلطح المكان الواسع و كذا الصلطح و صلاطح بلاطح أتباع و الزمع -محركة- شبه الرعدة تأخذ الإنسان و الدهش و الخوف و الزجر العیافة و التكهن.
ص: 44
1- مع، معانی الأخبار الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنَ النَّهْرَوَانِ وَ بَلَغَهُ أَنَّ مُعَاوِیَةَ یَسُبُّهُ وَ یَلْعَنُهُ وَ یَقْتُلُ أَصْحَابَهُ فَقَامَ خَطِیباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ وَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَوْ لَا آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ مَا ذَكَرْتُ مَا أَنَا ذَاكِرُهُ فِی مَقَامِی هَذَا یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَی نِعَمِكَ الَّتِی لَا تُحْصَی وَ فَضْلِكَ الَّذِی لَا یُنْسَی یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ بَلَغَنِی مَا بَلَغَنِی وَ إِنِّی أَرَانِی قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلِی وَ كَأَنِّی بِكُمْ وَ قَدْ جَهِلْتُمْ أَمْرِی وَ أَنَا (1) تَارِكٌ فِیكُمْ مَا تَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی وَ هِیَ عِتْرَةُ الْهَادِی إِلَی النَّجَاةِ خَاتَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ سَیِّدِ النُّجَبَاءِ وَ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی یَا أَیُّهَا النَّاسُ لَعَلَّكُمْ لَا تَسْمَعُونَ قَائِلًا یَقُولُ مِثْلَ قَوْلِی بَعْدِی إِلَّا مُفْتَرٍ وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ سَیْفُ نَقِمَتِهِ وَ عِمَادُ نُصْرَتِهِ وَ بَأْسُهُ وَ شِدَّتُهُ أَنَا رَحَی جَهَنَّمَ الدَّائِرَةُ وَ أَضْرَاسُهَا الطَّاحِنَةُ أَنَا مُوتِمُ الْبَنِینَ وَ الْبَنَاتِ أَنَا قَابِضُ الْأَرْوَاحِ وَ بَأْسُ اللَّهِ الَّذِی لَا یَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِینَ أَنَا مُجَدِّلُ الْأَبْطَالِ وَ قَاتِلُ الْفُرْسَانِ وَ مُبِیدُ (2) مَنْ كَفَرَ بِالرَّحْمَنِ وَ صِهْرُ خَیْرِ الْأَنَامِ أَنَا سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ وَصِیُّ خَیْرِ الْأَنْبِیَاءِ أَنَا بَابُ مَدِینَةِ الْعِلْمِ وَ خَازِنُ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ وَ وَارِثُهُ وَ أَنَا زَوْجُ الْبَتُولِ سَیِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ فَاطِمَةَ التَّقِیَّةِ الزَّكِیَّةِ الْبَرَّةِ (3) الْمَهْدِیَّةِ حَبِیبَةِ حَبِیبِ اللَّهِ وَ خَیْرِ بَنَاتِهِ وَ سُلَالَتِهِ وَ رَیْحَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سِبْطَاهُ خَیْرُ الْأَسْبَاطِ وَ وَلَدَایَ خَیْرُ الْأَوْلَادِ هَلْ أَحَدٌ یُنْكِرُ مَا أَقُولُ؟
ص: 45
أَیْنَ مُسْلِمُو أَهْلِ الْكِتَابِ؟ أَنَا اسْمِی فِی الْإِنْجِیلِ إِلْیَا وَ فِی التَّوْرَاةِ بری ء وَ فِی الزَّبُورِ أری وَ عِنْدَ الْهِنْدِ كبكر وَ عِنْدَ الرُّومِ بطریسا وَ عِنْدَ الْفُرْسِ حَبْتَرٌ (1) وَ عِنْدَ التُّرْكِ بثیر وَ عِنْدَ الزِّنْجِ حیتر وَ عِنْدَ الْكَهَنَةَ بوی ء وَ عِنْدَ الْحَبَشَةِ بثریك وَ عِنْدَ أُمِّی حَیْدَرَةُ وَ عِنْدَ ظِئْرِی (2) مَیْمُونٌ وَ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلِیٌّ وَ عِنْدَ الْأَرْمَنِ فریق وَ عِنْدَ أَبِی ظَهِیرٌ أَلَا وَ إِنِّی مَخْصُوصٌ فِی الْقُرْآنِ بِأَسْمَاءٍ احْذَرُوا أَنْ تَغْلِبُوا عَلَیْهَا فَتَضِلُّوا فِی دِینِكُمْ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّادِقِینَ أَنَا ذَلِكَ الصَّادِقُ وَ أَنَا الْمُؤَذِّنُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ« فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَیْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الظَّالِمِینَ» أَنَا ذَلِكَ الْمُؤَذِّنُ وَ قَالَ «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ» فَأَنَا ذَلِكَ الْأَذَانُ وَ أَنَا الْمُحْسِنُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِینَ وَ أَنَا ذُو الْقَلْبِ فَیَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «إِنَّ فِی ذلِكَ لَذِكْری لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ» وَ أَنَا الذَّاكِرُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «الَّذِینَ یَذْكُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ» وَ نَحْنُ أَصْحابُ الْأَعْرافِ أَنَا وَ عَمِّی وَ أَخِی وَ ابْنُ عَمِّی وَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَ النَّوَی لَا یَلِجُ النَّارَ لَنَا مُحِبٌّ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَنَا مُبْغِضٌ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ عَلَی الْأَعْرافِ رِجالٌ یَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِیماهُمْ» وَ أَنَا الصِّهْرُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً» وَ أَنَا الْأُذُنُ الْوَاعِیَةُ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ» وَ أَنَا السَّلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ «وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ» وَ مِنْ وُلْدِی مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ. أَلَا وَ قَدْ جُعِلْتُ مِحْنَتَكُمْ بِبُغْضِی یُعْرَفُ الْمُنَافِقُونَ وَ بِمَحَبَّتِی امْتَحَنَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا عَهْدُ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ إِلَیَّ أَنَّهُ لَا یُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا یُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ أَنَا صَاحِبُ لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَطِی وَ أَنَا فَرَطُ شِیعَتِی (3) وَ اللَّهُ لَا عَطِشَ مُحِبِّی وَ لَا خَافَ وَلِیِّی أَنَا وَلِیُّ (4) الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهُ وَلِیِّی حَسْبُ مُحِبِّی أَنْ یُحِبُّوا مَا أَحَبَ
ص: 46
اللَّهُ وَ حَسْبُ مُبْغِضِی أَنْ یُبْغِضُوا مَا أَحَبَّ اللَّهُ أَلَا وَ إِنَّهُ بَلَغَنِی أَنَّ مُعَاوِیَةَ سَبَّنِی وَ لَعَنَنِی اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَیْهِ وَ أَنْزِلِ اللَّعْنَةَ عَلَی الْمُسْتَحِقِّ آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ رَبَّ إِسْمَاعِیلَ وَ بَاعِثَ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ ثُمَّ نَزَلَ عَنْ أَعْوَادِهِ فَمَا عَادَ إِلَیْهَا حَتَّی قَتَلَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ. قَالَ جَابِرٌ سَنَأْتِی عَلَی تَأْوِیلِ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَسْمَائِهِ أَمَّا قَوْلُهُ أَنَا اسْمِی فِی الْإِنْجِیلِ إِلْیَا فَهُوَ عَلِیٌّ بِلِسَانِ الْعَرَبِ وَ فِی التَّوْرَاةِ بری ء قَالَ بَرِی ءٌ مِنَ الشِّرْكِ وَ عِنْدَ الْكَهَنَةَ بوی ء فَهُوَ مَنْ تَبَوَّأَ مَكَاناً وَ بَوَّأَ غَیْرَهُ مَكَاناً وَ هُوَ الَّذِی یُبَوِّئُ الْحَقَّ مَنَازِلَهُ وَ یُبْطِلُ الْبَاطِلَ وَ یُفْسِدُهُ وَ فِی الزَّبُورِ أری وَ هُوَ السَّبُعُ الَّذِی یَدُقُّ الْعَظْمَ وَ یَفْرِسُ اللَّحْمَ (1) وَ عِنْدَ الْهِنْدِ كبكر قَالَ یَقْرَءُونَ فِی كُتُبٍ عِنْدَهُمْ فِیهَا ذِكْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذُكِرَ فِیهَا أَنَّ نَاصِرَهُ كبكر وَ هُوَ الَّذِی إِذَا أَرَادَ شَیْئاً لَجَّ فِیهِ فَلَمْ یُفَارِقْهُ (2) حَتَّی یَبْلُغَهُ وَ عِنْدَ الرُّومِ بطریسا قَالَ هُوَ مُخْتَلِسُ الْأَرْوَاحِ (3) وَ عِنْدَ الْفُرْسِ حبتر وَ هُوَ الْبَازِی الَّذِی یَصْطَادُ وَ عِنْدَ التُّرْكِ بثیر قَالَ هُوَ النَّمِرُ الَّذِی إِذَا وَضَعَ مِخْلَبَهُ فِی شَیْ ءٍ هَتَكَهُ وَ عِنْدَ الزِّنْجِ حیتر قَالَ هُوَ الَّذِی یَقْطَعُ الْأَوْصَالَ وَ عِنْدَ الْحَبَشَةِ بثریك قَالَ هُوَ الْمُدَمِّرُ عَلَی كُلِّ شَیْ ءٍ أَتَی عَلَیْهِ وَ عِنْدَ أُمِّی حَیْدَرَةُ قَالَ هُوَ الْحَازِمُ الرَّأْیِ الْخَیْرُ النِّقَابُ (4) النَّظَّارُ فِی دَقَائِقِ الْأَشْیَاءِ وَ عِنْدَ ظِئْرِی مَیْمُونٌ قَالَ جَابِرٌ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ كَانَتْ ظِئْرُ عَلِیٍّ علیه السلام الَّتِی أَرْضَعَتْهُ امْرَأَةً مِنْ بَنِی هِلَالٍ خَلَّفَتْهُ فِی خِبَائِهَا (5) وَ مَعَهُ أَخٌ لَهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَ كَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ سِنّاً بِسَنَةٍ إِلَّا أَیَّاماً وَ كَانَ عِنْدَ الْخِبَاءِ قَلِیبٌ (6) فَمَرَّ الصَّبِیُّ نَحْوَ الْقَلِیبِ
ص: 47
وَ نَكَسَ رَأْسَهُ فِیهِ، فَحَبَا (1) عَلِیٌّ علیه السلام خَلْفَهُ فَتَعَلَّقَتْ رِجْلُ عَلِیٍّ علیه السلام بِطُنُبِ الْخَیْمَةِ فَجَرَّ الْحَبْلَ حَتَّی أَتَی عَلَی أَخِیهِ فَتَعَلَّقَ بِفَرْدِ قَدَمَیْهِ وَ فَرْدِ یَدَیْهِ أَمَّا الْیَدُ فَفِی فِیهِ وَ أَمَّا الرِّجْلُ فَفِی یَدِهِ فَجَاءَتْهُ أُمُّهُ فَأَدْرَكَتْهُ فَنَادَتْ یَا لَلْحَیِّ یَا لَلْحَیِّ یَا لَلْحَیِّ (2) مِنْ غُلَامٍ مَیْمُونٍ أَمْسَكَ عَلَی وَلَدِی فَأَخَذُوا الطِّفْلَ (3) مِنْ عِنْدِ رَأْسِ الْقَلِیبِ وَ هُمْ یَعْجَبُونَ مِنْ قُوَّتِهِ عَلَی صِبَاهُ وَ لِتَعَلُّقِ رِجْلِهِ بِالطُّنُبِ وَ لِجَرِّهِ الطِّفْلَ حَتَّی أَدْرَكُوهُ فَسَمَّتْهُ أُمُّهُ مَیْمُوناً أَیْ مُبَارَكاً فَكَانَ الْغُلَامُ فِی بَنِی هِلَالٍ یُعْرَفُ بِمُعَلَّقِ مَیْمُونٍ وَ وُلْدُهُ إِلَی الْیَوْمِ (4) وَ عِنْدَ الْأَرْمَنِ فَرِیقٌ قَالَ الْفَرِیقُ الْجَسُورُ الَّذِی یَهَابُهُ النَّاسُ وَ عِنْدَ أَبِی ظَهِیرٌ قَالَ كَانَ أَبُوهُ یَجْمَعُ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ إِخْوَتِهِ ثُمَّ یَأْمُرُهُمْ بِالصِّرَاعِ (5) وَ ذَلِكَ خُلُقٌ فِی الْعَرَبِ فَكَانَ (6) عَلِیٌّ علیه السلام یَحْسِرُ (7) عَنْ سَاعِدَیْنِ لَهُ غَلِیظَیْنِ قَصِیرَیْنِ وَ هُوَ طِفْلٌ ثُمَّ یُصَارِعُ كِبَارَ إِخْوَتِهِ وَ صِغَارَهُمْ وَ كِبَارَ بَنِی عَمِّهِ وَ صِغَارَهُمْ فَیَصْرَعُهُمْ فَیَقُولُ أَبُوهُ ظَهَرَ عَلِیٌّ (8) فَسَمَّاهُ ظَهِیراً وَ عِنْدَ الْعَرَبِ عَلِیٌّ قَالَ جَابِرٌ اخْتَلَفَ النَّاسُ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ لِمَ سُمِّیَ عَلِیٌّ عَلِیّاً فَقَالَتْ طَائِفَةٌ لَمْ یُسَمَّ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ آدَمَ قَبْلَهُ بِهَذَا الِاسْمِ فِی الْعَرَبِ وَ لَا فِی الْعَجَمِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَرَبِ یَقُولُ ابْنِی هَذَا عَلِیٌّ یُرِیدُ بِهِ مِنَ الْعُلُوِّ لَا أَنَّهُ اسْمُهُ وَ إِنَّمَا تُسَمَّی النَّاسُ بِهِ بَعْدَهُ وَ فِی وَقْتِهِ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ سُمِّیَ عَلِیٌّ عَلِیّاً لِعُلُوِّهِ عَلَی كُلِّ مَنْ بَارَزَهُ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ سُمِّیَ عَلِیٌّ عَلِیّاً لِأَنَّ دَارَهُ فِی الْجِنَانِ تَعْلُو حَتَّی تُحَاذِیَ مَنَازِلَ
ص: 48
الْأَنْبِیَاءِ (1) وَ لَیْسَ نَبِیٌّ یَعْلُو مَنْزِلُهُ مَنْزِلَ عَلِیٍّ (2) وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ سُمِّیَ عَلِیٌّ عَلِیّاً لِأَنَّهُ عَلَا عَلَی ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَدَمَیْهِ طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمْ یَعْلُ أَحَدٌ عَلَی ظَهْرِ نَبِیٍّ غَیْرُهُ عِنْدَ حَطِّ الْأَصْنَامِ مِنْ سَطْحِ الْكَعْبَةِ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ وَ إِنَّمَا سُمِّیَ عَلِیّاً (3) لِأَنَّهُ زُوِّجَ فِی أَعْلَی السَّمَاوَاتِ وَ لَمْ یُزَوَّجْ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ غَیْرُهُ وَ قَالَتْ طَائِفَةٌ إِنَّمَا سُمِّیَ عَلِیٌّ عَلِیّاً (4) لِأَنَّهُ كَانَ أَعْلَی النَّاسِ عِلْماً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
ع، علل الشرائع بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ قَوْلِهِ اخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (6) بیان قوله أنا رحی جهنم أی صاحبها و الحاكم علیها و موصل الكفار إلیها و یحتمل أن یكون علی الاستعارة أی أنا فی شدتی علی الكفار شبیه بها قوله أنا قابض الأرواح أی أقتلها فأصیر سببا لقبضها أو أحضر عند قبضها و یكون بإذنی و یحتمل الحقیقة و الأوسط أظهر و یقال طعنه فجدله أی رماه بالأرض و الأبطال جمع البطل بالتحریك و هو الشجاع قوله أن تغلبوا علیها علی بناء المعلوم أی تغلبونی علیها بأن تدعوا أن ذلك لكم أو علی بناء المجهول أی یغلبكم الناس فی المحاجة فتزعموا أنی لست صاحبها فتضلوا و قال الجزری الوطء فی الأصل الدوس بالقدم فسمی به الغزو و القتل لأن من یطأ علی الشی ء برجله فقد استقصی فی هلاكه و إهانته و منه
الحدیث اللّٰهم اشدد وطأتك علی مضر.
أی خذهم أخذا شدیدا. (7) ثم اعلم أن الأسماء كلها سوی علی و بوی ء و ظهیر و میمون و حیدرة معانیها علی غیر لغة العرب و أما بری ء فلعله من باب الاشتراك بین اللغتین قولها من غلام أی تعجبوا من غلام.
2- ع، علل الشرائع الْحُسَیْنُ بْنُ یَحْیَی بْنِ ضُرَیْسٍ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِی عُوَانَةَ عَنْ
ص: 49
مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ وَ هِشَامٌ الزواعی (1) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَخْلِ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ یَطْلُبُ عَلِیّاً إِذَا انْتَهَی إِلَی حَائِطٍ فَاطَّلَعَ فِیهِ (2) فَنَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ یَعْمَلُ فِی الْأَرْضِ وَ قَدِ اغْبَارَّ فَقَالَ مَا أَلُومُ النَّاسَ (3) فِی أَنْ یَكْنُوكَ أَبَا تُرَابٍ فَلَقَدْ رَأَیْتُ عَلِیّاً تَمَغَّرَ وَجْهُهُ (4) وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَیْهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ لَا أُرْضِیكَ یَا عَلِیُّ قَالَ نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَقَالَ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ خَلِیفَتِی بَعْدِی فِی أَهْلِی تَقْضِی دَیْنِی وَ تُبْرِئُ ذِمَّتِی مَنْ أَحَبَّكَ فِی حَیَاةٍ مِنِّی فَقَدْ قُضِیَ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ فِی حَیَاةٍ مِنْكَ بَعْدِی خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بَعْدَكَ وَ لَمْ یَرَكَ خَتَمَ اللَّهُ لَهُ بِالْأَمْنِ وَ الْإِیمَانِ وَ آمَنَهُ یَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُبْغِضُكَ یَا عَلِیُّ مَاتَ مِیتَةَ الْجَاهِلِیَّةِ یُحَاسِبُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا عَمِلَ فِی الْإِسْلَامِ (5).
3- ع، علل الشرائع الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: صَلَّی بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْفَجْرَ ثُمَّ قَامَ بِوَجْهٍ كَئِیبٍ (6) وَ قُمْنَا مَعَهُ حَتَّی صَارَ إِلَی مَنْزِلِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَأَبْصَرَ عَلِیّاً نَائِماً بَیْنَ یَدَیِ الْبَابِ عَلَی الدَّقْعَاءِ فَجَلَسَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَ یَقُولُ قُمْ فِدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا أَبَا تُرَابٍ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ دَخَلَا مَنْزِلَ فَاطِمَةَ فَمَكَثْنَا [فَمَكَثَا] هُنَیْئَةً ثُمَّ سَمِعْنَا ضَحِكاً عَالِیاً ثُمَّ خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِوَجْهٍ مُشْرِقٍ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلْتَ بِوَجْهٍ كَئِیبٍ وَ خَرَجْتَ بِخِلَافِهِ فَقَالَ كَیْفَ لَا أَفْرَحُ وَ قَدْ أَصْلَحْتُ بَیْنَ اثْنَیْنِ أَحَبِّ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَی أَهْلِ السَّمَاءِ (7).
بیان: الدقعاء: التراب.
ص: 50
4- ع، علل الشرائع الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ لِمَ كَنَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَبَا تُرَابٍ قَالَ لِأَنَّهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی أَهْلِهَا بَعْدَهُ وَ بِهِ بَقَاؤُهَا وَ إِلَیْهِ سُكُونُهَا وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّهُ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ وَ رَأَی الْكَافِرُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِشِیعَةِ عَلِیٍّ مِنَ الثَّوَابِ وَ الزُّلْفَی (1) وَ الْكَرَامَةِ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی كُنْتُ تُرَابِیّاً أَیْ یَا لَیْتَنِی مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَقُولُ الْكافِرُ یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً (2).
مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی قَتَادَةَ الْقُمِّیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ وَ قَالَ- حَدَّثَنَا الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا إِلَی آخِرِ مَا رَوَیْنَا (3) بیان: یمكن أن یكون ذكر الآیة لبیان وجه آخر لتسمیته علیه السلام بأبی تراب لأن شیعته لكثرة تذللهم له و انقیادهم لأوامره سموا ترابا كما فی الآیة الكریمة و لكونه علیه السلام صاحبهم و قائدهم و مالك أمورهم سمی أبا تراب و یحتمل أن یكون استشهادا لتسمیته علیه السلام بأبی تراب أو لأنه وصف به علی جهة المدح لا علی ما یزعمه النواصب لعنهم اللّٰه حیث كانوا یصفونه علیه السلام به استخفافا فالمراد فی الآیة یا لیتنی كنت أبا ترابیا و الأب یسقط فی النسبة مطردا و قد یحذف الیاء أیضا كما یقال تمیم و قریش لبنیهما علی أنه یحتمل أن یكون فی مصحفهم علیهم السلام ترابیا كما فی بعض نسخ الروایة یا لیتنی كنت ترابیا.
5- لی، الأمالی للصدوق مع، معانی الأخبار عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْمُجَاوِرُ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ ثُوَیْرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ قَالَ: صَعِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْبَرَ الْبَصْرَةِ (4) فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ انْسُبُونِی فَمَنْ عَرَفَنِی فَلْیَنْسُبْنِی وَ إِلَّا فَأَنَا أَنْسُبُ نَفْسِی (5)
ص: 51
أَنَا زَیْدُ بْنُ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ زَیْدِ بْنِ كِلَابٍ فَقَامَ إِلَیْهِ ابْنُ الْكَوَّاءِ فَقَالَ لَهُ یَا هَذَا (1) مَا نَعْرِفُ لَكَ نَسَباً غَیْرَ أَنَّكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَیِّ بْنِ كِلَابٍ فَقَالَ لَهُ یَا لُكَعُ إِنَّ أَبِی سَمَّانِی زَیْداً بِاسْمِ جَدِّهِ قُصَیٍّ وَ إِنَّ اسْمَ أَبِی عَبْدُ مَنَافٍ فَغَلَبَتِ الْكُنْیَةُ عَلَی الِاسْمِ وَ إِنَّ اسْمَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَامِرٌ فَغَلَبَ اللَّقَبُ عَلَی الِاسْمِ وَ اسْمُ هَاشِمٍ عَمْرٌو فَغَلَبَ اللَّقَبُ عَلَی الِاسْمِ وَ اسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ الْمُغِیرَةُ فَغَلَبَ اللَّقَبُ عَلَی الِاسْمِ وَ إِنَّ اسْمَ قُصَیٍّ زَیْدٌ فَسَمَّتْهُ الْعَرَبُ مُجَمِّعاً لِجَمْعِهِ إِیَّاهَا مِنَ الْبَلَدِ الْأَقْصَی إِلَی مَكَّةَ فَغَلَبَ اللَّقَبُ عَلَی الِاسْمِ (2).
مع، معانی الأخبار أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مِهْرَانَ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْهُذَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ الْبَصْرِیِّ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَ وَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَشَرَةُ أَسْمَاءٍ مِنْهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ شَیْبَةُ وَ عَامِرٌ (3).
بیان قوله لجمعه إیاها كأنه إشارة إلی سبب التسمیة بقصی أیضا (4).
6- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ وَ لِأَهْلِكَ وَ لِشِیعَتِكَ وَ مُحِبِّی شِیعَتِكَ وَ مُحِبِّی مُحِبِّی شِیعَتِكَ فَأَبْشِرْ فَإِنَّكَ الْأَنْزَعُ الْبَطِینُ مَنْزُوعٌ مِنَ الشِّرْكِ بَطِینٌ مِنَ الْعِلْمِ (5).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَنْ آبَائِهِمْ علیهم السلام مِثْلَهُ (6) بیان قال الجزری الأنزع الذی ینحسر شعر مقدم رأسه مما فوق الجبین
ص: 52
و فی صفة علی: الأنزع البطین كان أنزع الشعر له بطن و قیل معناه الأنزع من الشرك المملوء البطن من العلم و الإیمان (1).
7- ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار: الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنِ الْأَنْزَعِ الْبَطِینِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَیُّهَا الرَّجُلُ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ رَجُلٍ مَا وَطِئَ الْحَصَی (2) بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ مِنْهُ وَ إِنَّهُ لَأَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی أُمَّتِهِ وَ إِنَّهُ لَأَنْزَعُ مِنَ الشِّرْكِ بَطِینٌ (3) مِنَ الْعِلْمِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ مَنْ أَرَادَ النَّجَاةَ غَداً فَلْیَأْخُذْ بِحُجْزَةِ هَذَا الْأَنْزَعِ یَعْنِی عَلِیّاً (4).
توضیح: قال الجزری أصل الحجزة موضع شد الإزار ثم قیل للإزار حجزة للمجاورة و احتجز الرجل بالإزار إذا شده علی وسطه فاستعیر للاعتصام و منه الحدیث و النبی آخذ بحجزة اللّٰه أی بسبب منه (5).
8- ع، علل الشرائع أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ لَمْ أَحْفَظْهُ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً رَمَاهُ بِالصَّلَعِ فَتَحَاتُّ الشَّعْرُ عَنْ رَأْسِهِ وَ هَا أَنَا ذَا.
إیضاح: تحاتّ الورق: سقطت.
9- ع (6)، علل الشرائع الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ العدی [الْعَدَوِیِ (7) عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ صُهَیْبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 53
فَقَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ هُنَّ فِیكَ أَسْأَلُكَ عَنْ قِصَرِ خَلْقِكَ وَ كِبَرِ بَطْنِكَ وَ عَنْ صَلَعِ رَأْسِكَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقَنِی طَوِیلًا وَ لَمْ یَخْلُقَنِی قَصِیراً وَ لَكِنْ خَلَقَنِی مُعْتَدِلًا أَضْرِبُ الْقَصِیرَ فَأَقُدُّهُ وَ أَضْرِبُ الطَّوِیلَ فَأَقُطُّهُ (1) وَ أَمَّا كِبَرُ بَطْنِی فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَنِی بَاباً مِنَ الْعِلْمِ فَفَتَحَ لِی (2) ذَلِكَ الْبَابُ أَلْفَ بَابٍ فَازْدَحَمَ فِی بَطْنِی فَنَفَجَتْ عَنْ ضُلُوعِی (3).
ل، الخصال مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ فَنَفَجَتْ (4) عَنْهُ عُضْوِی وَ أَمَّا صَلَعُ رَأْسِی فَمِنْ إِدْمَانِ لُبْسِ الْبَیْضِ وَ مُجَالَدَةِ الْأَقْرَانِ (5).
بیان: القد: الشق طولا و القط القطع عرضا و انتفج جنبا البعیر إذا ارتفعا و عظما خلقه و نفجت الشی ء فانتفج أی رفعته و عظمته كل ذلك ذكرها الفیروزآبادی (6) و أما كون كثرة العلم سببا لذلك فیحتمل أن یكون لكثرة السرور و الفرح بذلك فإنه علیه السلام لما كان مع كثرة ریاضاته فی الدین و مقاساته للشدائد و قلة أكله و نومه و ما یلقاه من أعدائه من الآلام الجسمانیة و الروحانیة بطینا لم یكن سببه إلا ما یلحقه و یدركه من الفرح بحصول الفیوض القدسیة و المعارف الربانیة و یمكن أن یكون توفر العلوم و الأسرار التی لا یمكن إظهارها سببا لذلك و لعل التجربة أیضا شاهدة به و اللّٰه یعلم.
10- یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَنَا عِنْدَهُ یَوْمَئِذٍ إِذْ قَالَ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَجُلٌ شِبْهُ النَّخْلَةِ طَوِیلٌ ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِیثِ هَامٍ قَالَ فَقَالَ (7) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام عَلِّمْهُ وَ ارْفُقْ بِهِ فَقَالَ
ص: 54
هَامٌ: (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِی أَمَرْتَهُ أَنْ یُعَلِّمَنِی وَ نَحْنُ مَعْشَرَ الْجِنِّ أُمِرْنَا أَنْ لَا نُطِیعَ إِلَّا نَبِیّاً أَوْ وَصِیَّ نَبِیٍّ قَالَ النَّبِیُّ یَا هَامُ مَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ آدَمَ قَالَ شَیْثُ بْنُ آدَمَ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ نُوحٍ قَالَ ذَاكَ سَامُ بْنُ نُوحٍ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ هُودٍ قَالَ ذَاكَ یَاسِرُ بْنُ هُودٍ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ إِبْرَاهِیمَ قَالَ ذَاكَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ مُوسَی قَالَ ذَاكَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ قَالَ فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ عِیسَی قَالَ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ الصَّفَا ابْنُ عَمِّ مَرْیَمَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا هَامُ وَ لِمَ كَانُوا هَؤُلَاءِ أَوْصِیَاءَ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَزْهَدَ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَ أَرْغَبَهُمْ (2) إِلَی اللَّهِ فِی الْآخِرَةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ وَجَدْتُمْ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَهُ هَامٌ ذَاكَ إِلْیَا ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ فَقَالَ هُوَ عَلِیٌّ وَ هُوَ وَصِیِّی وَ أَخِی وَ هُوَ أَزْهَدُ النَّاسِ فِی الدُّنْیَا وَ أَرْغَبُهُمْ إِلَی اللَّهِ فِی الْآخِرَةِ (3) قَالَ فَسَلَّمَ هَامٌ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ تَعَلَّمَ مِنْهُ سُوَراً ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَخْبِرْنِی بِهَذِهِ السُّوَرِ أُصَلِّی بِهَا قَالَ نَعَمْ یَا هَامُ قَلِیلُ الْقُرْآنِ كَثِیرٌ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ انْصَرَفَ وَ لَمْ یُرَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی قُبِضَ فَلَمَّا كَانَ یَوْمُ الْهَرِیرِ أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی حَرْبِهِ فَقَالَ لَهُ (4) یَا وَصِیَّ مُحَمَّدٍ إِنَّا وَجَدْنَا فِی كُتُبِ الْأَنْبِیَاءِ أَنَّ الْأَصْلَعَ وَصِیَّ مُحَمَّدٍ خَیْرُ النَّاسِ اكْشِفْ رَأْسَكَ فَكَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ مِغْفَرَهُ وَ قَالَ أَنَا وَ اللَّهِ ذَلِكَ یَا هَامُ (5).
11- قب، المناقب لابن شهرآشوب تَارِیخُ الْبَلاذُرِیِّ قَالَ أَبُو سُخَیْلَةَ مَرَرْتُ أَنَا وَ سَلْمَانُ بِالرَّبَذَةِ (6) عَلَی أَبِی ذَرٍّ فَقَالَ إِنَّهُ سَیَكُونُ فِتْنَةٌ فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهَا فَعَلَیْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ: عَلِیٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِی وَ أَوَّلُ مَنْ یُصَافِحُنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ
ص: 55
وَ هُوَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ. وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَنْتَ یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّالِمِینَ (1).
أغانی أبی الفرج: (2) فی حدیث أن المعلی بن طریف قال ما عندكم فی قوله تعالی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ فقال بشار النحل المعهود قال هیهات یا أبا معاذ النحل بنو هاشم، یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِیهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ یعنی العلم.
الرِّضَا علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ أَمِیرُهَا فَسُمِّیَ أَمِیرَ النَّحْلِ وَ یُقَالُ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَّهَ عَسْكَراً إِلَی قَلْعَةِ بَنِی تغل [ثُعَل] (3) فَحَارَبَهُمْ أَهْلُ الْقَلْعَةِ حَتَّی نَفِدَ (4) أَسْلِحَتُهُمْ فَأَرْسَلُوا إِلَیْهِمْ كِوَارَ (5) النَّحْلِ فَعَجَزَ عَسْكَرُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْهَا فَجَاءَ عَلِیٌّ فَذَلَّتِ النَّحْلُ لَهُ فَلِذَلِكَ سُمِّیَ أَمِیرَ النَّحْلِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ وُجِدَ فِی غَارِ نَحْلٍ فَلَمْ یُطِیقُوا بِهِ فَقَصَدَهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ شَارَ (6) مِنْهُ عَسَلًا كَثِیراً فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ النَّحْلِ وَ الْیَعْسُوبَ وَ یُقَالُ هُوَ یَعْسُوبُ الْآخِرَةِ وَ هَذَا فِی الشَّرَفِ فِی أَقْصَی ذِرْوَتِهِ وَ الْیَعْسُوبُ ذَكَرُ النَّحْلِ وَ سَیِّدُهَا وَ یَتْبَعُهُ سَائِرُ النَّحْلِ (7).
بیان: قال الجزری الیعسوب السید و الرئیس و المقدم و أصله فحل النحل (8). 12 قب، المناقب لابن شهرآشوب: رأیت فی مصحف ابن مسعود ثمانیة مواضع اسم علی و رأیت فی كتاب الكافی عشرة مواضع فیها اسمه، تفصیلها:
ص: 56
أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی:« وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فِی (وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ) فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِیماً» هَكَذَا نَزَلَتْ (1).
أَبُو بَصِیرٍ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ: «فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ» یَا مَعْشَرَ الْمُكَذِّبِینَ حَیْثُ أَتَاكُمْ رِسَالَةُ رَبِّی فِی عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ هَكَذَا أُنْزِلَتْ (2).
أَبُو بَصِیرٍ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ :«سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِینَ (بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ) لَیْسَ لَهُ دَافِعٌ» ثُمَّ قَالَ لَهُ: وَ اللَّهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
عَمَّارُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا :«یَا أَیُّهَا الَّذِینَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا عَلَی عَبْدِنَا (فِی عَلِیٍّ) نُوراً مُبِیناً» (4).
جَابِرٌ عَنْهُ علیه السلام نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله هَكَذَا :«وَ إِنْ كُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَی عَبْدِنَا (فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ) فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» (5).
أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا :«فَأَبَی أَكْثَرُ النَّاسِ( بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ) إِلَّا كُفُوراً» (6).
جَابِرٌ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: هَكَذَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ :«وَ لَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا یُوعَظُونَ بِهِ (فِی عَلِیٍّ) لَكَانَ خَیْراً لَهُمْ» (7).
وَ عَنْهُ علیه السلام وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا :«وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ (فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ) فَمَنْ شَاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شَاءَ فَلْیَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِینَ (لآِلِ مُحَمَّدٍ) نَاراً» (8).
وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا «إِنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا (آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ)
ص: 57
لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیَغْفِرَ لَهُمْ وَ لَا لِیَهْدِیَهُمْ طَرِیقاً إِلَّا طَرِیقَ جَهَنَّمَ خَالِدِینَ فِیهَا أَبَداً وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیراً» ثُمَّ قَالَ: یَا أَیُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ (فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ) فَآمِنُوا خَیْراً لَكُمْ فَإِنْ تَكْفُرُوا (بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ) فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِی السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ (1).
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فِی قَوْلِهِ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ (بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ) مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ هَكَذَا فِی الْكِتَابِ مَخْطُوطَةً (2).
أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَیْكَ الْقُرْءَانَ (بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ) تَنْزِیلًا.
وَ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ الْمُنَزَّلِ- الْبَاقِرُ علیه السلام بِئْسَ مَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ یَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی عَلِیٍّ.
وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذَا قِیلَ لَهُمْ مَا ذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ (فِی عَلِیٍّ) قَالُوا أَسَاطِیرُ الْأَوَّلِینَ.
وَ عَنْهُ علیه السلام وَ الَّذِینَ كَفَرُوا (بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ) أَوْلِیَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ كَذَا.
وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَیِّنَاتِ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَةِ هَكَذَا.
عیسی بن عبد اللّٰه عن أبیه عن جده فی قوله یا أیها الرسول بلغ ما أنزل إلیك فی علی و إن لم تفعل عذبتك عذابا ألیما فطرح عدوی اسم علی.
: التهذیب و المصباح فی دعاء الغدیر: و أشهد أن الإمام الهادی الرشید أمیر المؤمنین الذی ذكرته فی كتابك فقلت: وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ (3).
وَ رَوَی الصَّادِقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَوْماً الثَّانِی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لَا تَزَالُ تَقُولُ لِعَلِیٍّ أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ هَارُونَ فِی أُمِّ الْقُرْآنِ
ص: 58
وَ لَمْ یَذْكُرْ عَلِیّاً فَقَالَ یَا غَلِیظُ یَا جَاهِلُ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ :هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ.
مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ.
وَ قُرِئَ مِثْلُهُ فِی رِوَایَةِ جَابِرٍ.
أبو بكر الشیرازی فی كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال سمعت الحسن البصری یقرأ هذا الحرف: هذا صراط علی مستقیم قلت ما معناه؟ قال هذا طریق علی بن أبی طالب و دینه طریق دین مستقیم فاتبعوه و تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فیه.
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ إِلَیْنا إِیابَهُمْ إِنَّ إِلَیْنَا إِیَابَ هَذَا الْخَلْقِ وَ عَلَیْنا حِسابَهُمْ
أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام فِی خَبَرٍ أَنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام كَانَ قَدْ دَعَا اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَ لَهُ لِسانَ صِدْقٍ فِی الْآخِرِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنا نَبِیًّا وَ وَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِیًّا یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ فِی مُصْحَفِ ابْنِ مَسْعُودٍ حَقِیقٌ عَلَی عَلِیٍّ أَنْ لَا یَقُولَ عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ.
و قیل لم یسم أحد من ولد آدم بهذا الاسم إلا أن الرجل من العرب كان یقول إن ابنی هذا علی یرید به العلو لا أنه اسمه و قیل لأنه علا من ساطه (1) فی الحرب من قوله وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ و العلی الفرس الشدید الجری و الشدید من كل شدید.
أقول: ذكر الوجوه التی مرت فی روایة جابر ثم قال: و قیل لأنه مشتق من اسم اللّٰه قوله تعالی وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ و قیل لأن له علوا فی كل شی ء علی النسب علی الإسلام علی العلم علی الزهد علی السخاء علی الجهاد علی الأهل علی الولد علی الصهر.
وَ فِی خَبَرٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله سَمَّاهُ الْمُرْتَضَی لِأَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام هَبَطَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدِ ارْتَضَی عَلِیّاً لِفَاطِمَةَ علیها السلام وَ ارْتَضَی فَاطِمَةَ علیها السلام لِعَلِیٍّ علیه السلام.
ص: 59
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ علیا [عَلِیٌ] علیه السلام یَتَّبِعُ فِی جَمِیعِ أَمْرِهِ مَرْضَاةَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَلِذَلِكَ سُمِّیَ الْمُرْتَضَی.
وَ قَالَ جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ الْحَیْدَرُ هُوَ الْحَازِمُ النَّظَّارُ فِی دَقَائِقِ الْأَشْیَاءِ وَ قِیلَ هُوَ الْأَسَدُ وَ قَالَ علیه السلام:
أَنَا الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی حَیْدَرَةَ.
ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَكَلَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ مُقَارَعَةِ (1) طَلْحَةَ الْعَبْدَوِیِّ تَقَدَّمَ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ طَلْحَةُ مَنْ أَنْتَ فَحَسَرَ عَنْ لِثَامِهِ (2) فَقَالَ أَنَا الْقُضَمُ (3) أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
وَ رَأَیْتُ فِی كِتَابِ الرَّدِّ عَلَی أَهْلِ التَّبْدِیلِ أَنَّ فِی مُصْحَفِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا لَیْتَنِی كُنْتُ تُرَابِیّاً (4) یَعْنِی مِنْ أَصْحَابِ عَلِیٍّ علیه السلام.
و فی كتاب ما نزل فی أعداء آل محمد: فی قوله وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ رجل من بنی عدی و یعذبه علی علیه السلام فیعض علی یدیه و یقول العاض (5) و هو رجل من بنی تمیم (6)- یا لَیْتَنِی كُنْتُ تُراباً أی شیعیا.
البخاری و مسلم (7) و الطبری و ابن البیع و أبو نعیم و ابن مردویه أنه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد سب علیا فأبی فقال أما إذا أبیت فقل لعن اللّٰه أبا تراب فقال و اللّٰه إنه إنما سماه رسول اللّٰه بذلك و هو أحب الأسماء إلیه.
الْبُخَارِیُّ وَ الطَّبَرِیُّ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ ابْنُ شَاهِینَ وَ ابْنُ الْبَیِّعِ فِی حَدِیثٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام غَضِبَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ خَرَجَ فَوَجَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ (8).
ص: 60
الطَّبَرِیُّ وَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ أَنَّهُ قَالَ عَمَّارٌ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِیِّ فِی غَزْوَةِ الْعُشَیْرَةِ (1) فَلَمَّا نَزَلْنَا مَنْزِلًا نِمْنَا فَمَا نَبَّهَنَا إِلَّا كَلَامُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَبَا تُرَابٍ لَمَّا رَآهُ سَاجِداً مُعَفِّراً (2) وَجْهَهُ فِی التُّرَابِ أَ تَعْلَمُ مَنْ أَشْقَی النَّاسِ أَشْقَی النَّاسِ اثْنَانِ أُحَیْمِرُ ثَمُودَ الَّذِی عَقَرَ النَّاقَةَ وَ أَشْقَاهَا الَّذِی یَخْضِبُ هَذِهِ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی لِحْیَتِهِ.
وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یُبَاهِی بِمَنْ یَصْنَعُ كَصَنِیعِكَ الْمَلَائِكَةَ وَ الْبِقَاعُ تَشْهَدُ لَهُ قَالَ فَكَانَ علیه السلام یُعَفِّرَ خَدَّیْهِ وَ یَطْلُبُ الْغَرِیبَ مِنَ الْبِقَاعِ لِتَشْهَدَ لَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَكَانَ إِذَا رَآهُ وَ التُّرَابُ فِی وَجْهِهِ یَقُولُ یَا أَبَا تُرَابٍ افْعَلْ كَذَا وَ یُخَاطِبُهُ بِمَا یُرِیدُ.
وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی حَدِیثٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام خَرَجَ مُغْضَباً فَتَوَسَّدَ ذِرَاعَهُ (3) فَطَلَبَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی وَجَدَهُ فَوَكَزَهُ بِرِجْلِهِ فَقَالَ قُمْ فَمَا صَلَحْتَ أَنْ تَكُونَ إِلَّا أَبَا تُرَابٍ أَ غَضِبْتَ عَلَیَّ حِینَ آخَیْتُ بَیْنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ لَمْ أُوَاخِ بَیْنَكَ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی الْخَبَرَ.
وَ جَاءَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ كُنِّیَ علیه السلام بِأَبِی تُرَابٍ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا عَلِیُّ أَوَّلُ مَنْ یَنْفُضُ (4) التُّرَابَ مِنْ رَأْسِهِ أَنْتَ.
وَ رُوِیَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ إِنَّا كُنَّا نَمْدَحُ عَلِیّاً إِذَا قُلْنَا لَهُ أَبَا تُرَابٍ وَ سَمَّوْهُ أَصْلَعَ قُرَیْشٍ مِنْ كَثْرَةِ لُبْسِ الْخُوَذِ عَلَی الرَّأْسِ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا سَیْفُ اللَّهِ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ رَحْمَتُهُ عَلَی أَوْلِیَائِهِ.
ابْنُ الْبَیِّعِ فِی أُصُولِ الْحَدِیثِ وَ الْخَرْكُوشِیُّ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ وَ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ -وَ اللَّفْظُ لَهُ- بِأَسَانِیدِهِمْ أَنَّهُ كَانَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُوَانِهِ
ص: 61
یَا أَبَهْ وَ یَقُولُ الْحَسَنُ لِأَبِیهِ یَا أَبَا الْحُسَیْنِ وَ الْحُسَیْنُ یَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَلَمَّا تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَوَاهُ یَا أَبَانَا.
وَ فِی رِوَایَةٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا سَمَّانِی الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ یَا أَبَهْ حَتَّی تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
و قیل: أبو الحسن مشتق من اسم الحسن.
النطنزی فی الخصائص قال داود بن سلیمان رأیت شیخا علی بغلة قد احتوشته الناس فقلت من هذا؟ قالوا هذا شاه العرب (1) هذا علی بن أبی طالب علیه السلام (2).
: قال صاحب كتاب الأنوار: إن له فی كتاب اللّٰه ثلاثمائة اسم فأما فی الأخبار فاللّٰه أعلم بذلك و یسمونه أهل السماء شمساطیل (3) و فی الأرض حمحائیل (4) و علی اللوح (5) قنسوم و علی القلم منصوم و علی العرش معین (6) و عند رضوان أمین و عند الحور العین أصب و فی صحف إبراهیم حزبیل و بالعبرانیة بلقیاطیس و بالسریانیة شروحیل و فی التوراة إیلیا و فی الزبور إریا و فی الإنجیل بریا و فی الصحف حجر العین و فی القرآن علیا و عند النبی ناصرا و عند العرب ملیا و عند الهند كبكرا و یقال لنكرا و عند الروم بطریس و عند الأرمن فریق و قیل أطفاروس و عند الصقلاب فیروق و عند الفرس خیر و قیل فیروز و عند الترك ثبیرا و عنیرا و قیل راج و عند الخزر برین و عند النبط كریا و عند الدیلم بنی و عند الزنج حنین و عند الحبشة بتریك و قالوا كرقنا و عند الفلاسفة یوشع و عند الكهنة بوی ء و عند الجن حبین و عند الشیاطین مدمر و عند المشركین الموت الأحمر و عند المؤمنین السحابة البیضاء و عند والده حرب
ص: 62
و قیل ظهیر و عند أمه حیدرة و قیل أسد و عند ظئره میمون و عند اللّٰه علی.
و سأل المتوكل زید بن حارثة البصری المجنون عن علی علیه السلام فقال علی حروف الهجاء علی هو الآمر عن اللّٰه بالعدل و الإحسان الباقر لعلوم الأدیان التالی لسور القرآن الثاقب (1) لحجاب الشیطان الجامع لأحكام القرآن (2) الحاكم بین الإنس و الجان الخلی من كل زور و بهتان الدلیل لمن طلب البیان الذاكر ربه فی السر و الإعلان الراهب (3) ربه فی اللیالی إذا اشتد الظلام الرائد الراجح بلا نقصان الساتر لعورات النسوان الشاكر لما أولی (4) الواحد المنان الصابر یوم الضرب و الطعان (5) الضارب بحسامه (6) رءوس الأقران الطالب بحق اللّٰه غیر متوان (7) و لا خوان الظاهر علی أهل الكفر و الطغیان العالی علمه علی أهل الزمان الغالب بنصر اللّٰه للشجعان الفالق (8) للرءوس و الأبدان القوی الشدید الأركان الكامل الراجح بلا نقصان اللازم لأوامر الرحمن المزوج بخیر النسوان النامی ذكره فی القرآن الولی لمن والاه بالإیمان الهادی إلی الحق لمن طلب البیان الیسر السهل لمن طلبه بالإحسان (9).
13- یف، الطرائف رَوَی الْحُمَیْدِیُّ فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ فِی الْحَدِیثِ الْحَادِی وَ الْعِشْرِینَ مِنَ الْمُتَّفَقِ عَلَیْهِ مِنْ مُسْنَدِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فَقَالَ هَذَا فُلَانٌ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ یَذْكُرُ عَلِیّاً علیه السلام عِنْدَ الْمِنْبَرِ قَالَ فَیَقُولُ مَا ذَا قَالَ یَقُولُ لَهُ أَبَا تُرَابٍ
ص: 63
فَضَحِكَ وَ قَالَ مَا سَمَّاهُ بِهِ إِلَّا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْهُ فَاسْتَعْظَمْتُ الْحَدِیثَ وَ قُلْتُ یَا أَبَا عَبَّاسٍ كَیْفَ كَانَ ذَلِكَ قَالَ دَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِی الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَبَّلَ رَأْسَهَا وَ نَحْرَهَا وَ قَالَ لَهَا أَیْنَ ابْنُ عَمِّكِ قَالَتْ فِی الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَجَدَ رِدَاءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ وَ خُلِطَ (1) التُّرَابُ إِلَی ظَهْرِهِ فَجَعَلَ یَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ وَ یَقُولُ اجْلِسْ أَبَا تُرَابٍ مَرَّتَیْنِ (2).
14- مد، العمدة مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بَحْرٍ عَنْ عِیسَی بْنِ یُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَیْثَمٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَیْثَمِ بْنِ زَیْدٍ (3) عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ علیه السلام رَفِیقَیْنِ فِی غَزَاةِ ذِی الْعَشِیرَةِ فَلَمَّا نَزَلَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقَامَ بِهَا رَأَیْنَا نَاساً مِنْ بَنِی مَذْحِجٍ (4) یَعْمَلُونَ فِی عَیْنٍ لَهُمْ فِی نَخْلٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا أَبَا الْیَقْظَانِ هَلْ لَكَ أَنْ نَأْتِیَ هَؤُلَاءِ فَنَنْظُرَ (5) كَیْفَ یَعْمَلُونَ فَجِئْنَاهُمْ فَنَظَرْنَا إِلَی عَمَلِهِمْ سَاعَةً ثُمَّ غَشِیَنَا النَّوْمُ فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ فَاضْطَجَعْنَا فِی صَوْرِ النَّخْلِ (6) ثُمَّ جَمَعْنَا (7) مِنَ التُّرَابِ فَنِمْنَا فَوَ اللَّهِ مَا أَهَبَّنَا (8) إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُحَرِّكُنَا بِرِجْلِهِ وَ یَبْرِینَا (9) مِنْ تِلْكَ الدَّقْعَاءِ فَیَوْمَئِذٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا أَبَا تُرَابٍ لِمَا عَلَیْهِ (10) مِنَ التُّرَابِ قَالَ أَ لَا أُحَدِّثُكُمَا (11) بِأَشْقَی النَّاسِ رَجُلَیْنِ؟
ص: 64
قُلْنَا: بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَخُو ثَمُودَ الَّذِی عَقَرَ النَّاقَةَ وَ الَّذِی یَضْرِبُكَ یَا عَلِیُّ عَلَی هَذِهِ -یَعْنِی قَرْنَهُ- حَتَّی تَبُلَّ مِنْهُ هَذِهِ یَعْنِی لِحْیَتَهُ.
وَ مِنَ الْجُزْءِ الْأَوَّلِ مِنْ صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ (1) عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ عَنْ أَبِی حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ مِثْلَ مَا مَرَّ فِی رِوَایَةِ السَّیِّدِ عَنِ الْحُمَیْدِیِّ.
وَ مِنْ صَحِیحِ الْبُخَارِیِّ (2) أَیْضاً فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنَ الْأَجْزَاءِ الثَّمَانِیَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ مِثْلَهُ.
-وَ مِنْ صَحِیحِ مُسْلِمٍ (3) فِی ثَالِثِ كُرَّاسٍ مِنَ الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنْ أَجْزَاءٍ سِتَّةٍ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ أَبِی حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ اسْتُعْمِلَ رَجُلٌ عَلَی الْمَدِینَةِ (4) مِنْ آلِ مَرْوَانَ فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَ أَمَرَهُ (5) أَنْ یَشْتِمَ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ فَأَبَی سَهْلٌ فَقَالَ أَمَّا (6) إِذَا أَبَیْتَ فَقُلْ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا تُرَابٍ فَقَالَ سَهْلٌ مَا كَانَ لِعَلِیٍّ علیه السلام اسْمٌ أَحَبَّ إِلَیْهِ مِنْ أَبِی تُرَابٍ وَ إِنْ كَانَ لَیَفْرَحُ إِذَا دُعِیَ بِهَا فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنَا عَنْ فَضِیلَتِهِ لِمَ سُمِّیَ أَبَا تُرَابٍ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ یَجِدْ عَلِیّاً فِی الْبَیْتِ فَقَالَ أَیْنَ ابْنُ عَمِّكِ فَقَالَتْ كَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ شَیْ ءٌ فَغَاضَبَنِی (7) فَخَرَجَ وَ لَمْ یَقِلْ (8) عِنْدِی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِإِنْسَانٍ انْظُرْ أَیْنَ هُوَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ یَمْسَحُهُ عَنْهُ وَ یَقُولُ قُمْ أَبَا تُرَابٍ (9)-
وَ لَوْ أَنْصَفَتْ فِی حُكْمِهَا أُمُّ مَالِكٍ*** إِذاً لَرَأَتْ تِلْكَ الْمَسَاوِیَ مَحَاسِنَا
.
ص: 65
و من مناقب الفقیه أبی الحسن بن المغازلی روی الخبر الأول الذی من مسند ابن حنبل (1) عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب یرفعه إلی عمار و الثانی الذی رواه من البخاری موافقا لروایة السید عن الحمیدی فإنه رواه عن یحیی بن أبی طالب عن محمد بن الصلت و الثالث الذی رواه من صحیح مسلم فإنه روی عن القاضی أبو یوسف بن رباح یرفعه إلی سهل بن سعد. (2)
أقول: روی ابن الأثیر فی جامع الأصول، عن الصحیحین مثل ما مر بروایة الحمیدی فی تسمیة أبی تراب.
بیان: فی القاموس الصور النخل الصغار أو المجتمع و أصل النخل (3) و قال: الدقعاء التراب (4).
و قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة، هو أبو الحسن علی بن أبی طالب و اسمه عبد مناف بن عبد المطلب و اسمه شیبة بن هاشم و اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصی و الغالب علیه من الكنیة أبو الحسن و كان ابنه الحسن علیه السلام یدعوه فی حیاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله أبا الحسین و یدعوه الحسین علیه السلام أبا الحسن و یدعوان رسول اللّٰه أباهما فلما توفی النبی صلی اللّٰه علیه و آله دعواه بأبیهما و كناه رسول اللّٰه أبا تراب وجده نائما فی تراب قد سقط عنه رداؤه و أصاب التراب جسده فجاء حتی جلس عند رأسه و أیقظه و جعل یمسح التراب عن ظهره و یقول له اجلس إنما أنت أبو تراب فكانت من أحب كناه صلوات اللّٰه علیه إلیه و كان یفرح إذا دعی بها فدعت بنو أمیة خطباءها یسبوه بها علی المنابر و جعلوها نقیصة له و وصمة (5) علیه فكأنما كسوه بها الحلی و الحلل كما قال الحسن البصری.
ص: 66
و كان اسمه الأول الذی سمته به أمه حیدرة باسم أبیها أسد بن هاشم و الحیدرة الأسد فغیر أبوه اسمه و سماه علیا و قیل إن حیدرة اسم كانت قریش تسمیه به و القول الأول أصح یَدُلُّ عَلَیْهِ خَبَرُهُ یَوْمَ بَرَزَ إِلَیْهِ مَرْحَبٌ وَ ارْتَجَزَ عَلَیْهِ فَقَالَ
أَنَا الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی مَرْحَباً
فَأَجَابَهُ
أَنَا الَّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی حَیْدَرَةَ
و تزعم الشیعة أنه خوطب فی حیاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بأمیر المؤمنین خاطبه بذلك جملة المهاجرین و الأنصار و لم یثبت ذلك فی أخبار المحدثین (1) إلا أنهم قد رووا ما یعطی هذا المعنی و إن لم یكن اللفظ بعینه وَ هُوَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) أَنْتَ یَعْسُوبُ الدِّینِ وَ الْمَالُ یَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی هَذَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ و الیعسوب ذكر النحل و أمیرها، روی هاتین الروایتین أحمد بن حنبل فی المسند و فی كتابه فضائل الصحابة و رواهما أبو نعیم الحافظ فی حلیة الأولیاء و دعی بعد وفاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بوصی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لوصایته إلیه بما أراده و أصحابنا لا ینكرون ذلك و لكن یقولون إنها لم تكن وصیته بالخلافة (3) بل بكثیر من المتجددات بعده أفضی بها إلیه (4).
ص: 67
أقول: قد مر بعض فضائلهما فی باب أحوال عبد المطلب و باب أحوال عبد اللّٰه و آمنة.
1- لی، الأمالی للصدوق: ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی ثَابِتٍ رَفَعَهُ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی عَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ مُسَجًّی فَقَالَ یَا عَمِّ كَفَّلْتَ یَتِیماً وَ رَبَّیْتَ صَغِیراً وَ نَصَرْتَ كَبِیراً فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّی خَیْراً ثُمَّ أَمَرَ عَلِیّاً بِغُسْلِهِ (1).
2- لی، الأمالی للصدوق: الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجُرْجَانِیِّ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَوَّلُ جَمَاعَةٍ كَانَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مَعَهُ إِذْ مَرَّ أَبُو طَالِبٍ بِهِ وَ جَعْفَرٌ مَعَهُ قَالَ یَا بُنَیَّ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَلَمَّا أَحَسَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَقَدَّمَهُمَا وَ انْصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ مَسْرُوراً وَ هُوَ یَقُولُ:
إِنَّ عَلِیّاً وَ جَعْفَراً ثِقَتِی*** عِنْدَ مُلِمِّ الزَّمَانِ وَ الْكُرَبِ
وَ اللَّهِ لَا أَخْذُلُ النَّبِیَّ وَ لَا*** یَخْذُلُهُ مِنْ بَنِیَّ ذُو حَسَبٍ
لَا تَخْذُلَا وَ انْصُرَا ابْنَ عَمِّكُمَا*** أَخِی لِأُمِّی مِنْ بَیْنِهِمْ وَ أَبِی
قَالَ: فَكَانَتْ أَوَّلُ جَمَاعَةٍ جُمِّعَتْ ذَلِكَ الْیَوْمَ (2).
أَقُولُ: رَوَی السَّیِّدُ فِی الطَّرَائِفِ عَنْ أَبِی هِلَالٍ الْعَسْكَرِیِّ مِنْ كِتَابِ الْأَوَائِلِ مِثْلَهُ (3)
ص: 68
بیان:« صل جناح ابن عمك» كأنه بالتخفیف أمرا من تصل أی تمم جناحه فإن أمیر المؤمنین علیه السلام كان أحد جناحیه و به كان یتم الجناحان و یحتمل التشدید أیضا فإن الجناح یكون بمعنی الجانب و الكنف و الناحیة و الأول أبلغ و أظهر.
3- ج، الإحتجاج: عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فِی الرَّحْبَةِ وَ النَّاسُ حَوْلَهُ مُجْتَمِعُونَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْتَ بِالْمَكَانِ الَّذِی أَنْزَلَكَ اللَّهُ بِهِ وَ أَبُوكَ مُعَذَّبٌ فِی النَّارِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مَهْ (1) فَضَّ اللَّهُ فَاكَ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ شَفَعَ أَبِی فِی كُلِّ مُذْنِبٍ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ لَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِیهِمْ أَبِی مُعَذَّبٌ فِی النَّارِ وَ ابْنُهُ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً إِنَّ نُورَ أَبِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلَائِقِ (2) إِلَّا خَمْسَةَ أَنْوَارٍ نُورَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نُورِی وَ نُورَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ (3) وَ نُورَ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَإِنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا الَّذِی (4) خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (5).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی: الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْهَمَدَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (6) بیان
فی روایة الشیخ بعد قوله و نوری و نور فاطمة.
و علی هذا فالخمسة إما مبنی إلی اتحاد نوری محمد و علی صلوات اللّٰه علیهما أو اتحاد نوری الحسنین علیهما السلام بقرینة عدم توسط النور فی البین و یحتمل أن یكون قوله و نور تسعة معطوفا علی
ص: 69
الخمسة (1).
4- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بَاكِیاً وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَهْ (2) یَا عَلِیُّ فَقَالَ عَلِیٌّ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَاتَتْ أُمِّی فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ قَالَ فَبَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ أُمَّكَ یَا عَلِیُّ أَمَا إِنَّهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ أُمّاً فَقَدْ كَانَتْ لِی أُمّاً خُذْ عِمَامَتِی هَذِهِ وَ خُذْ ثَوْبَیَّ هَذَیْنِ فَكَفِّنْهَا فِیهِمَا وَ مُرِ النِّسَاءَ فَلْیُحْسِنَّ غُسْلَهَا وَ لَا تُخْرِجْهَا حَتَّی أَجِی ءَ فَإِلَیَّ أَمْرُهَا قَالَ وَ أَقْبَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ سَاعَةٍ وَ أُخْرِجَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِیٍّ علیها السلام فَصَلَّی عَلَیْهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةً لَمْ یُصَلِّ عَلَی أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ ثُمَّ كَبَّرَ عَلَیْهَا أَرْبَعِینَ تَكْبِیرَةً ثُمَّ دَخَلَ إِلَی الْقَبْرِ فَتَمَدَّدَ فِیهِ فَلَمْ یُسْمَعْ لَهُ أَنِینٌ وَ لَا حَرَكَةٌ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْخُلْ یَا حَسَنُ ادْخُلْ فَدَخَلَا الْقَبْرَ فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا احْتَاجَ إِلَیْهِ قَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ اخْرُجْ یَا حَسَنُ اخْرُجْ فَخَرَجَا ثُمَّ زَحَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی صَارَ عِنْدَ رَأْسِهَا ثُمَّ قَالَ یَا فَاطِمَةُ أَنَا مُحَمَّدٌ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ لَا فَخْرَ فَإِنْ أَتَاكِ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ فَسَأَلَاكِ مَنْ رَبُّكِ فَقُولِی اللَّهُ رَبِّی وَ مُحَمَّدٌ نَبِیِّی وَ الْإِسْلَامُ دِینِی وَ الْقُرْآنُ كِتَابِی وَ ابْنِی إِمَامِی وَ وَلِیِّی ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ ثَبِّتْ فَاطِمَةَ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهَا وَ حَثَا عَلَیْهَا حَثَیَاتٍ (3) ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی الْیُسْرَی فَنَفَضَهُمَا ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ لَقَدْ سَمِعَتْ فَاطِمَةُ تَصْفِیقَ یَمِینِی عَلَی شِمَالِی فَقَامَ إِلَیْهِ عَمَّارُ بْنُ یَاسِرٍ فَقَالَ فَدَاكَ أَبِی وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَلَّیْتَ عَلَیْهَا صَلَاةً
ص: 70
لَمْ تُصَلِّ عَلَی أَحَدٍ قَبْلَهَا مِثْلَ تِلْكَ الصَّلَاةِ فَقَالَ یَا أَبَا الْیَقْظَانِ وَ أَهْلُ ذَلِكَ هِیَ مِنِّی لَقَدْ كَانَ لَهَا (1) مِنْ أَبِی طَالِبٍ وَلَدٌ كَثِیرٌ وَ لَقَدْ كَانَ خَیْرُهُمْ كَثِیراً وَ كَانَ خَیْرُنَا قَلِیلًا فَكَانَتْ تُشْبِعُنِی وَ تُجِیعُهُمْ وَ تَكْسُونِی وَ تُعْرِیهِمْ وَ تُدَهِّنُنِی وَ تُشَعِّثُهُمْ قَالَ فَلِمَ كَبَّرْتَ عَلَیْهَا أَرْبَعِینَ تَكْبِیرَةً یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ یَا عَمَّارُ الْتَفَتُّ عَنْ یَمِینِی فَنَظَرْتُ إِلَی أَرْبَعِینَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَكَبَّرْتُ لِكُلِّ صَفٍّ تَكْبِیرَةً قَالَ فَتَمَدُّدُكَ فِی الْقَبْرِ وَ لَمْ یُسْمَعْ لَكَ أَنِینٌ وَ لَا حَرَكَةٌ قَالَ إِنَّ النَّاسَ یُحْشَرُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عُرَاةً وَ لَمْ أَزَلْ أَطْلُبُ إِلَی رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَبْعَثَهَا سَتِیرَةً وَ الَّذِی نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِیَدِهِ مَا خَرَجْتُ مِنْ قَبْرِهَا حَتَّی رَأَیْتُ مِصْبَاحَیْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ رَأْسِهَا وَ مِصْبَاحَیْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ یَدَیْهَا وَ مِصْبَاحَیْنِ مِنْ نُورٍ عِنْدَ رِجْلَیْهَا وَ مَلَكَیْهَا الْمُوَكَّلَیْنِ بِقَبْرِهَا یَسْتَغْفِرَانِ لَهَا إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ (2).
ضه، روضة الواعظین عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
قَالَ وَ رُوِیَ فِی خَبَرٍ آخَرَ طَوِیلٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا عَمَّارُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ مَلَأَتِ الْأُفُقَ وَ فُتِحَ لَهَا بَابٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ مُهِّدَ لَهَا مِهَادٌ مِنْ مِهَادِ الْجَنَّةِ وَ بُعِثَ إِلَیْهَا بِرَیْحَانٍ مِنْ رَیَاحِینِ الْجَنَّةِ فَهِیَ فِی رَوْحٍ وَ رَیْحَانٍ وَ جَنَّةٍ وَ نَعِیمٍ وَ قَبْرُهَا رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ (3).
بیان: الزحف العدو (4) و الأشعث المغبر الرأس.
5- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ (5) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا ابْنَ أَخِ اللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَرِنِی آیَةً قَالَ ادْعُ لِی تِلْكَ الشَّجَرَةَ فَدَعَاهَا فَأَقْبَلَتْ حَتَّی سَجَدَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ انْصَرَفَتْ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ
ص: 71
أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ یَا عَلِیُّ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ (1).
قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ مِثْلَهُ (2).
6- لی، الأمالی للصدوق: ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّیلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ دِینَارٍ الثُّمَالِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ أَبِی طَالِبٍ هَلْ كَانَ مُسْلِماً فَقَالَ (3) وَ كَیْفَ لَمْ یَكُنْ مُسْلِماً وَ هُوَ الْقَائِلُ:
وَ قَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ*** لَدَیْنَا وَ لَا یَعْبَأُ بِقَوْلِ الْأَبَاطِلِ
إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ حِینَ أَسَرُّوا الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ (4).
أقول: رواه السید فخار بن معد الموسوی عن شاذان بن جبرئیل بإسناده إلی ابن الولید (5)
.7- لی، الأمالی للصدوق: الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: مَثَلُ أَبِی طَالِبٍ مَثَلُ أَهْلِ الْكَهْفِ حِینَ أَسَرُّوا الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ (6).
كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (7).
ص: 72
8- كا، الكافی: مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أُمَیَّةَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ أَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مَحْجُوجاً بِأَبِی طَالِبٍ؟ فَقَالَ علیه السلام لَا وَ لَكِنْ (1) كَانَ مُسْتَوْدَعاً لِلْوَصَایَا فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الْوَصَایَا عَلَی أَنَّهُ مَحْجُوجٌ بِهِ فَقَالَ لَوْ كَانَ مَحْجُوجاً بِهِ مَا دَفَعَ إِلَیْهِ الْوَصِیَّةَ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا كَانَ حَالُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ أَقَرَّ بِالنَّبِیِّ وَ بِمَا جَاءَ بِهِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ الْوَصَایَا وَ مَاتَ مِنْ یَوْمِهِ (2).
بیان: أی هل كان أبو طالب حجة علی رسول اللّٰه إماما له فأجاب علیه السلام بنفی ذلك معللا بأنه كان مستودعا للوصایا دفعها إلیه لا علی أنه أوصی إلیه و جعله خلیفة له
ص: 73
لیكون حجة علیه بل كما یوصل المستودع الودیعة إلی صاحبها فلم یفهم السائل ذلك و أعاد السؤال و قال دفع الوصایا مستلزم لكونه حجة علیه؟ فأجاب علیه السلام بأنه دفع إلیه الوصایا علی وجه المذكور و هذا لا یستلزم كونه حجة بل ینافیه (1).
و قوله علیه السلام: «مات من یومه» أی یوم الدفع لا یوم الإقرار و یحتمل تعلقه بهما و یكون المراد الإقرار الظاهر الذی اطلع علیه غیره صلی اللّٰه علیه و آله هذا أظهر الوجوه عندی فی حل الخبر و یحتمل وجوها أخر:
منها أن یكون المعنی: هل كان الرسول محجوجا مغلوبا فی الحجة بسبب أبی طالب حیث قصر فی هدایته إلی الإیمان و لم یؤمن فقال علیه السلام لیس الأمر كذلك لأنه كان قد آمن و أقر و كیف لا یكون كذلك و الحال أن أبا طالب كان من الأوصیاء و كان أمینا علی وصایا الأنبیاء و حاملا لها إلیه صلی اللّٰه علیه و آله فقال السائل هذا موجب لزیادة الحجة علیهما (2) حیث علم نبوته بذلك و لم یقر فأجاب علیه السلام بأنه لو لم یكن مقرا لم یدفع الوصایا إلیه.
و منها أن المعنی لو كان محجوجا به و تابعا له لم یدفع الوصیة إلیه بل كان ینبغی أن تكون عند أبی طالب فالوصایا التی ذكرت بعد غیر الوصیة الأولی و اختلاف التعبیر یدل علیه فدفع الوصیة كان سابقا علی دفع الوصایا و إظهار الإقرار و إن دفعها كان فی غیر وقت ما یدفع الحجة إلی المحجوج بأن كان متقدما علیه أو أنه بعد دفعها اتفق موته و الحجة یدفع إلی المحجوج عند العلم بموته أو دفع بقیة الوصایا فأكمل الدفع یوم موته.
9- ع، علل الشرائع ل، الخصال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ (3)
ص: 74
بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ جَدِّهِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُوسُفَ الْمَقْدِسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ رُسْتُمَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ السَّكُونِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَقِیلٍ إِنِّی لَأُحِبُّكَ یَا عَقِیلُ حُبَّیْنِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبِّ أَبِی طَالِبٍ لَكَ (1).
10- ما، الأمالی للشیخ الطوسی قَدْ مَرَّ فِی خَبَرِ الِاسْتِسْقَاءِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا دَعَا فَاسْتُجِیبَ لَهُ ضَحِكَ وَ قَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَبِی طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَیّاً لَقَرَّتْ عَیْنَاهُ مَنْ یُنْشِدُنَا قَوْلَهُ؟ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ عَسَی أَرَدْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ:
وَ مَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ ظَهْرِهَا*** أَبَرَّ وَ أَوْفَی ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدٍ-
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله: لَیْسَ هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِی طَالِبٍ هَذَا مِنْ قَوْلِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ (2) فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ:
وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ*** رَبِیعُ الْیَتَامَی عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
تَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ*** فَهُمْ عِنْدَهُ فِی نِعْمَةٍ وَ فَوَاضِلِ
كَذَبْتُمْ وَ بَیْتِ اللَّهِ یُبْزَی مُحَمَّدٌ*** وَ لَمَّا نُمَاصِعْ دُونَهُ وَ نُقَاتِلُ
وَ نُسْلِمُهُ حَتَّی نُصْرَعَ حَوْلَهُ*** وَ نَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَ الْحَلَائِلِ
(3).
بیان: الهلاك الفقراء جمع الهالك و قال الجزری فی قصیدة أبی طالب یعاتب قریشا فی أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله
كذبتم و بیت اللّٰه یبزی محمد*** و لمّا نطاعن دونه و نناضل
یبزی أی یقهر و یغلب أراد: لا یبزی فحذف لا من جواب القسم و هی مرادة
ص: 75
أی لا یقهر و لم نقاتل عنه و ندافع (1) و قال المماصعة المجادلة و المضاربة (2).
11- ما، الأمالی للشیخ الطوسی: أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْبَدٍ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ قَالَ لَهُ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمِّ قُلْ كَلِمَةً وَاحِدَةً أَشْفَعْ لَكَ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ« لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» فَقَالَ لَوْ لَا أَنْ یَكُونَ عَلَیْكَ وَ عَلَی بَنِی أَبِیكَ غَضَاضَةٌ لَأَقْرَرْتُ عَیْنَیْكَ (3) وَ لَوْ سَأَلْتَنِی هَذِهِ فِی الْحَیَاةِ لَفَعَلْتُ قَالَ وَ عِنْدَهُ جَمِیلَةُ بِنْتُ حَرْبٍ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ وَ هِیَ تَقُولُ لَهُ یَا أَبَا طَالِبٍ مِتَّ عَلَی دِینِ الْأَشْیَاخِ قَالَ فَلَمَّا خَفَتَ صَوْتُهُ فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَالَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ قَالَ الْعَبَّاسُ (4) وَ أَصْغَیْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ قَوْلًا خَفِیفاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا ابْنَ أَخِی قَدْ وَ اللَّهِ قَالَ الَّذِی سَأَلْتَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ أَسْمَعْهُ (5).
بیان: الغضاضة -بالفتح- الذلة و المنقصة. أقول: لعل المنقصة من أجل أنه یقال كان فی تمام عمره علی الباطل و لما كان عند الموت رجع عنه و لعله علی تقدیر صحة الخبر إنما كلفه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله إظهار الإسلام مع علمه بتحققه لیعلم القوم أنه مسلم و امتناعه من ذلك كان خوفا من أن یعیش بعد ذلك و لا یمكنه نصره و إعانته فلما أیس من ذلك أظهر الإیمان.
12- ع، علل الشرائع الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَفَنَ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ -وَ كَانَتْ مُهَاجِرَةً مُبَایِعَةً- بِالرَّوْحَاءِ مُقَابِلَ حَمَّامِ أَبِی قُطَیْعَةَ قَالَ وَ كَفَّنَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَمِیصِهِ وَ نَزَلَ فِی قَبْرِهَا وَ تَمَرَّغَ فِی لَحْدِهَا فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ أَبِی (6) هَلَكَ
ص: 76
وَ أَنَا صَغِیرٌ فَأَخَذَتْنِی هِیَ وَ زَوْجُهَا فَكَانَا یُوَسِّعَانِ عَلَیَّ وَ یُؤْثِرَانِّی عَلَی أَوْلَادِهِمَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ یُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَیْهَا قَبْرَهَا (1).
13- ع، علل الشرائع: الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أَوْصَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَبِلَ وَصِیَّتَهَا فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَرَدْتُ أَنْ أُعْتِقَ جَارِیَتِی هَذِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَدَّمْتِ مِنْ خَیْرٍ فَسَتَجِدِینَهُ فَلَمَّا مَاتَتْ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهَا نَزَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَمِیصَهُ وَ قَالَ كَفِّنُوهَا فِیهِ وَ اضْطَجَعَ فِی لَحْدِهَا فَقَالَ أَمَّا قَمِیصِی فَأَمَانٌ لَهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَمَّا اضْطِجَاعِی فِی قَبْرِهَا فَلِیُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَیْهَا (2).
14- مع، معانی الأخبار ابْنُ مُوسَی عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِی حَنِیفَةَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ رَحِمَهَا اللَّهُ جَاءَتْ إِلَی أَبِی طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تُبَشِّرُهُ (3) بِمَوْلِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ اصْبِرِی لِی سَبْتاً آتِیكِ بِمِثْلِهِ إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ قَالَ السَّبْتُ ثَلَاثُونَ سَنَةً وَ كَانَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَلَاثُونَ سَنَةً (4).
بیان: قال الفیروزآبادی السبت الدهر (5).
15- مع، معانی الأخبار الْمُكَتِّبُ (6) وَ الْوَرَّاقُ وَ الْهَمْدَانِیُّ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام آمَنَ (7) أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ
ص: 77
وَ عَقَدَ بِیَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتِّینَ (1) ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ مَثَلَ أَبِی طَالِبٍ مَثَلُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ أَسَرُّوا الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ (2).
16- كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ قَالَ بِكُلِّ لِسَانٍ (3).
17- كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (4) عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَسْلَمَ أَبُو طَالِبٍ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ وَ عَقَدَ بِیَدِهِ ثَلَاثاً وَ سِتِّینَ (5).
18- قب، المناقب لابن شهرآشوب: تَفْسِیرُ الْوَكِیعِ قَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ: وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّی أَسْلَمَ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ وَ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ تَفْقَهُ الْحَبَشَةَ قَالَ یَا عَمِّ إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَنِی جَمِیعَ الْكَلَامِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ اسدن لمصافا قاطالاها یَعْنِی أَشْهَدُ مُخْلِصاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَبَكَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَقَرَّ عَیْنِی بِأَبِی طَالِبٍ (6).
بیان: هذا الخبر یدل علی أن قوله علیه السلام فی الخبر السابق بكل لسان رد لما یتوهم من ظاهر هذا الخبر أنه إنما أسلم بلسان الحبشة فقط و نفی ذلك فقال بل أسلم بكل لسان و یمكن حمل هذا الخبر علی أنه أظهر إسلامه فی بعض المواطن لبعض المصالح بتلك اللغة فلا ینافی كونه أظهر الإسلام بلغة أخری أیضا فی مواطن أخر.
19- ك، إكمال الدین مع: معانی الأخبار أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ نَفِیسٍ الْمِصْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّاوُدِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَوْحٍ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ مَا
ص: 78
مَعْنَی قَوْلِ الْعَبَّاسِ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَمَّكَ أَبَا طَالِبٍ قَدْ أَسْلَمَ بِحِسَابِ الْجُمَّلِ وَ عَقَدَ بِیَدِهِ ثَلَاثَةً وَ سِتِّینَ فَقَالَ عَنَی بِذَلِكَ إِلَهٌ أَحَدٌ جَوَادٌ وَ تَفْسِیرُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ اللَّامَ ثَلَاثُونَ وَ الْهَاءَ خَمْسَةٌ وَ الْأَلِفَ وَاحِدٌ وَ الْحَاءَ ثَمَانِیَةٌ وَ الدَّالَ أَرْبَعَةٌ وَ الْجِیمَ ثَلَاثَةٌ وَ الْوَاوَ سِتَّةٌ وَ الْأَلْفَ وَاحِدٌ وَ الدَّالَ أَرْبَعَةٌ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَ سِتُّونَ (1).
بیان: لعل المعنی أن أبا طالب أظهر إسلامه للنبی صلی اللّٰه علیه و آله أو لغیره بحساب العقود بأن أظهر الألف أولا بما یدل علی الواحد ثم اللام بما یدل علی الثلاثین و هكذا و ذلك لأنه كان یتقی من قریش كما عرفت و قیل یحتمل أن یكون العاقد هو العباس حین أخبر النبی صلی اللّٰه علیه و آله بذلك فظهر علی التقدیرین أن إظهار إسلامه كان بحساب الجمل إذ بیان ذلك بالعقود لا یتم إلا بكون كل عدد مما یدل علیه العقود دالا علی حرف من الحروف بذلك الحساب.
و قد قیل فی حل أصل الخبر وجوه أخر: منها أنه أشار بإصبعه المسبحة لا إله إلا اللّٰه محمد رسول اللّٰه فإن عقد الخنصر و البنصر و عقد الإبهام علی الوسطی یدل علی الثلاث و الستین علی اصطلاح أهل العقود و كأن المراد بحساب الجمل هذا و الدلیل علی ما ذكرته.
مَا وَرَدَ فِی رِوَایَةِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ نَنْقُلُ مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ وَ هُوَ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَكَی وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَخْرُجُ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا لِی غَمٌّ إِلَّا غَمُّكَ إِلَی أَنْ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمِّ إِنَّكَ تَخَافُ عَلَیَّ أَذَی أَعَادِیَّ وَ لَا تَخَافُ عَلَی نَفْسِكَ عَذَابَ رَبِّی فَضَحِكَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ دَعَوْتَنِی وَ كُنْتَ قُدْماً أَمِیناً وَ عَقَدَ بِیَدِهِ عَلَی ثَلَاثٍ وَ سِتِّینَ عَقَدَ الْخِنْصِرَ وَ الْبِنْصِرَ وَ عَقَدَ الْإِبْهَامَ عَلَی إِصْبَعِهِ الْوُسْطَی وَ أَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ (2) یَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ شَفَّعَكَ فِی عَمِّكَ وَ هَدَاهُ بِكَ فَقَامَ جَعْفَرٌ وَ قَالَ لَقَدْ سُدْتَنَا فِی الْجَنَّةِ یَا شَیْخِی كَمَا سُدْتَنَا فِی الدُّنْیَا فَلَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی :«یا عِبادِیَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِی واسِعَةٌ فَإِیَّایَ فَاعْبُدُونِ» (3).
رواه
ص: 79
ابن شهرآشوب فی المناقب (1)
و هذا حل متین لكنه لم یعهد إطلاق الجمل علی حساب العقود.
و منها: أنه أشار إلی كلمتی لا و إلا و المراد كلمة التوحید فإن العمدة فیها و الأصل النفی و الإثبات.
و منها أن أبا طالب و أبا عبد اللّٰه علیه السلام (2) أمرا بالإخفاء اتقاء فأشار بحساب العقود إلی كلمة سبح من التسبیحة و هی التغطیة أی غط و استر فإنه من الأسرار و هذا هو المروی عن شیخنا البهائی طاب رمسه.
و منها أنه إشارة إلی أنه أسلم بثلاث و ستین لغة و علی هذا كان الظرف فی مرفوعة محمد بن عبد اللّٰه (3) متعلقا بالقول.
و منها أن المراد أن أبا طالب علم نبوة نبینا صلی اللّٰه علیه و آله قبل بعثته بالجفر و المراد (4) بسبب حساب مفردات الحروف بحساب الجمل.
و منها أنه إشارة إلی سن أبی طالب حین أظهر الإسلام و لا یخفی ما فی تلك الوجوه من التعسف و التكلف سوی الوجهین الأولین المؤیدین بالخبرین و الأول منهما أوثق و أظهر لأن المظنون أن الحسین بن روح لم یقل ذلك إلا بعد سماعه من الإمام علیه السلام و أقول فی روایة السید فخار كما سیأتی بكلام الجمل و هو یقرب التأویل الثانی.
20- فس، تفسیر القمی نَزَلَتِ النُّبُوَّةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ وَ أَسْلَمَ عَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَ الثَّلَاثَاءِ ثُمَّ أَسْلَمَتْ خَدِیجَةُ بِنْتُ خُوَیْلِدٍ زَوْجَةُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی وَ عَلِیٌّ بِجَنْبِهِ وَ كَانَ مَعَ أَبِی طَالِبٍ جَعْفَرٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَوَقَفَ جَعْفَرٌ عَلَی یَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَبَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنِهِمَا فَكَانَ یُصَلِّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ زَیْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَ خَدِیجَةُ إِلَی أَنْ أَنْزَلَ اللَّهُ (5)
ص: 80
عَلَیْهِ«فاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ» الْآیَةَ (1).
21- ك، إكمال الدین: ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی سَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَظْهَرَ الشِّرْكَ (2) وَ أَسَرَّ الْإِیمَانَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اخْرُجْ مِنْهَا فَلَیْسَ لَكَ بِهَا نَاصِرٌ فَهَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ (3).
22- ك، إكمال الدین: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِیِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا عَبَدَ أَبِی وَ لَا جَدِّی عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ لَا هَاشِمٌ وَ لَا عَبْدُ مَنَافٍ صَنَماً قَطُّ قِیلَ (4) فَمَا كَانُوا یَعْبُدُونَ قَالَ كَانُوا یُصَلُّونَ إِلَی الْبَیْتِ عَلَی دِینِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام مُتَمَسِّكِینَ بِهِ (5).
23- یر، بصائر الدرجات: إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ جَنَاحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیها السلام جَاءَ عَلِیٌّ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا لَكَ قَالَ أُمِّی مَاتَتْ قَالَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أُمِّی وَ اللَّهِ ثُمَّ بَكَی وَ قَالَ وَا أُمَّاهْ ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام هَذَا قَمِیصِی یكفنها [فَكَفِّنْهَا] فِیهِ وَ هَذَا رِدَائِی فَكَفِّنْهَا فِیهِ فَإِذَا فَرَغْتُمْ فَأْذَنُونِی فَلَمَّا أُخْرِجَتْ صَلَّی عَلَیْهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةً لَمْ یُصَلِّ قَبْلَهَا وَ لَا بَعْدَهَا عَلَی أَحَدٍ مِثْلَهَا ثُمَّ نَزَلَ عَلَی قَبْرِهَا فَاضْطَجَعَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ فَهَلْ وَجَدْتِ مَا وَعَدَ رَبُّكِ حَقّاً قَالَتْ نَعَمْ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَیْرَ جَزَاءٍ (6) وَ طَالَتْ مُنَاجَاتُهُ فِی الْقَبْرِ فَلَمَّا خَرَجَ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَنَعْتَ بِهَا شَیْئاً فِی تَكْفِینِكَ إِیَّاهَا ثِیَابَكَ (7) وَ دُخُولِكَ فِی قَبْرِهَا وَ طُولِ
ص: 81
مُنَاجَاتِكَ وَ طُولِ صَلَاتِكَ مَا رَأَیْنَاكَ صَنَعْتَهُ (1) بِأَحَدٍ قَبْلَهَا قَالَ أَمَّا تَكْفِینِی إِیَّاهَا فَإِنِّی لَمَّا قُلْتُ لَهَا یُعْرَضُ النَّاسُ عُرَاةً یَوْمَ یُحْشَرُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ فَصَاحَتْ وَ قَالَتْ وَا سَوْأَتَاهْ فَأَلْبَسْتُهَا ثِیَابِی وَ سَأَلْتُ اللَّهَ فِی صَلَاتِی عَلَیْهَا أَنْ لَا یُبْلِیَ أَكْفَانَهَا حَتَّی تَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَأَجَابَنِی إِلَی ذَلِكَ وَ أَمَّا دُخُولِی فِی قَبْرِهَا فَإِنِّی قُلْتُ لَهَا یَوْماً إِنَّ الْمَیِّتَ إِذَا أُدْخِلَ (2) قَبْرَهُ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَیْهِ مَلَكَانِ مُنْكَرٌ وَ نَكِیرٌ فَیَسْأَلَانِهِ فَقَالَتْ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ فَمَا زِلْتُ أَسْأَلُ رَبِّی فِی قَبْرِهَا حَتَّی فُتِحَ لَهَا رَوْضَةٌ مِنْ قَبْرِهَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ رَوْضَةٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّةِ (3).
24- ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام: تُوُفِّیَ أَبُو طَالِبٍ عَمُّ النَّبِیِّ وَ لَهُ صلی اللّٰه علیه و آله سِتٌّ وَ أَرْبَعُونَ سَنَةً وَ ثَمَانِیَةُ أَشْهُرٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ یَوْماً وَ الصَّحِیحُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ تُوُفِّیَ فِی آخِرِ السَّنَّةِ الْعَاشِرَةِ مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ تُوُفِّیَتْ خَدِیجَةُ بَعْدَ أَبِی طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَسَمَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ الْعَامَ عَامَ الْحُزْنِ (4).
25- یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا رَجَعَ مِنَ السُّرَی (5) نَزَلَ عَلَی أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِی طَالِبٍ فَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی وَ اللَّهِ لَئِنْ أَخْبَرْتَ النَّاسَ بِهَذَا لَیُكَذِّبَنَّكَ مَنْ صَدَّقَكَ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَدْ فَقَدَهُ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَجَعَلَ یَطْلُبُهُ وَ جَمَعَ بَنِی هَاشِمٍ ثُمَّ أَعْطَاهُمُ الْمُدَی وَ قَالَ إِذَا رَأَیْتُمُونِی أَدْخُلُ وَ لَیْسَ مَعِی مُحَمَّدٌ فَلْتَضْرِبُوا وَ لْیَضْرِبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جَلِیسَهُ وَ اللَّهِ لَا نَعِیشُ نَحْنُ وَ لَا هُمْ وَ قَدْ قَتَلُوا مُحَمَّداً فَخَرَجَ فِی طَلَبِهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا لَهَا عَظِیمَةً إِنْ لَمْ یُوَافِ رَسُولَ اللَّهِ مَعَ الْفَجْرِ فَتَلَقَّاهُ عَلَی بَابِ أُمِّ هَانِئٍ حِینَ نَزَلَ مِنَ الْبُرَاقِ فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی انْطَلِقْ فَادْخُلْ فِی بَیْنِ یَدَیَّ الْمَسْجِدَ وَ سَلَّ سَیْفَهُ عِنْدَ الْحَجَرِ وَ قَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ أَخْرِجُوا مُدَاكُمْ فَقَالَ لَوْ لَمْ أَرَهُ مَا بَقِیَ مِنْكُمْ سَفْرٌ وَ لَا عِشْنَا فَاتَّقَتْهُ قُرَیْشٌ مُنْذُ یَوْمِ أَنْ
ص: 82
یَغْتَالُوهُ (1) ثُمَّ حَدَّثَهُمْ مُحَمَّدٌ فَقَالُوا صِفْ لَنَا بَیْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ إِنَّمَا أُدْخِلْتُهُ لَیْلًا فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ انْظُرْ إِلَی هُنَاكَ فَنَظَرَ إِلَی الْبَیْتِ فَوَصَفَهُ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیْهِ ثُمَّ نَعَتَ لَهُمْ مَا كَانَ لَهُمْ مِنْ عَیْرٍ (2) مَا بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الشَّامِ.
بیان: المدی بضم المیم و كسرها جمع المدیة -مثلثة- و هی السكین العظیم قوله ما بقی منكم سفر أی من یسافر فی البلاد.
26- یج، الخرائج و الجرائح: رُوِیَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ أَنَّهُ لَمَّا ظَهَرَتْ أَمَارَةُ وَفَاةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِأَوْلَادِهِ مَنْ یَكْفُلُ مُحَمَّداً قَالُوا (3) هُوَ أَكْیَسُ مِنَّا فَقُلْ لَهُ یَخْتَارُ لِنَفْسِهِ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ یَا مُحَمَّدُ جَدُّكَ عَلَی جَنَاحِ السَّفَرِ إِلَی الْقِیَامَةِ أَیَّ عُمُومَتِكَ وَ عَمَّاتِكَ تُرِیدُ أَنْ یَكْفُلَكَ فَنَظَرَ فِی وُجُوهِهِمْ ثُمَّ زَحَفَ إِلَی عِنْدِ أَبِی طَالِبٍ (4) فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ یَا أَبَا طَالِبٍ إِنِّی قَدْ عَرَفْتُ دِیَانَتَكَ وَ أَمَانَتَكَ فَكُنْ لَهُ كَمَا كُنْتُ لَهُ قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّیَ (5) أَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ كُنْتُ أَخْدُمُهُ وَ كَانَ یَدْعُونِی الْأُمَّ وَ قَالَتْ وَ كَانَ فِی بُسْتَانِ دَارِنَا نَخَلَاتٌ وَ كَانَ أَوَّلُ إِدْرَاكِ الرُّطَبِ (6) وَ كَانَ أَرْبَعُونَ صَبِیّاً مِنْ أَتْرَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْخُلُونَ عَلَیْنَا كُلَّ یَوْمٍ فِی الْبُسْتَانِ وَ یَلْتَقِطُونَ مَا یَسْقُطُ (7) فَمَا رَأَیْتُ قَطُّ مُحَمَّداً یَأْخُذُ رُطَبَةً مِنْ یَدِ صَبِیٍّ سَبَقَ إِلَیْهَا وَ الْآخَرُونَ یَخْتَلِسُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ كُنْتُ كُلَّ یَوْمٍ أَلْتَقِطُ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله حَفْنَةً (8) فَمَا فَوْقَهُ وَ كَذَلِكَ جَارِیَتِی فَاتَّفَقَ یَوْماً (9) أَنْ نَسِیتُ أَنْ أَلْتَقِطَ لَهُ شَیْئاً وَ نَسِیَتْ جَارِیَتِی وَ كَانَ مُحَمَّدٌ نَائِماً وَ دَخَلَ الصِّبْیَانُ وَ أَخَذُوا كُلَّ مَا سَقَطَ مِنَ الرُّطَبِ وَ انْصَرَفُوا فَنِمْتُ فَوَضَعْتُ الْكُمَّ عَلَی وَجْهِی حَیَاءً مِنْ مُحَمَّدٍ
ص: 83
إِذَا انْتَبَهَ قَالَتْ فَانْتَبَهَ مُحَمَّدٌ وَ دَخَلَ الْبُسْتَانَ فَلَمْ یَرَ رُطَبَةً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ (1) فَانْصَرَفَ فَقَالَتْ لَهُ الْجَارِیَةُ إِنَّا نَسِینَا أَنْ نَلْتَقِطَ شَیْئاً وَ الصِّبْیَانُ دَخَلُوا وَ أَكَلُوا جَمِیعَ مَا كَانَ قَدْ سَقَطَ قَالَتْ فَانْصَرَفَ مُحَمَّدٌ إِلَی الْبُسْتَانِ وَ أَشَارَ إِلَی نَخْلَةٍ وَ قَالَ أَیَّتُهَا الشَّجَرَةُ أَنَا جَائِعٌ (2) قَالَتْ فَرَأَیْتُ الشَّجَرَةَ (3) قَدْ وَضَعَتْ أَغْصَانَهَا الَّتِی عَلَیْهَا الرُّطَبُ (4) حَتَّی أَكَلَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ مَا أَرَادَ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ إِلَی مَوْضِعِهَا قَالَتْ فَاطِمَةُ فَتَعَجَّبْتُ وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَدْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ وَ كُلَّ یَوْمٍ إِذَا رَجَعَ وَ قَرَعَ الْبَابَ كُنْتُ أَقُولُ لِلْجَارِیَةِ حَتَّی (5) تَفْتَحَ الْبَابَ فَقَرَعَ أَبُو طَالِبٍ (6) فَعَدَوْتُ حَافِیَةً إِلَیْهِ وَ فَتَحْتُ الْبَابَ وَ حَكَیْتُ لَهُ مَا رَأَیْتُ فَقَالَ هُوَ إِنَّمَا یَكُونُ نَبِیّاً وَ أَنْتِ (7) تَلِدِینَ لَهُ وَزِیراً بَعْدَ یَأْسٍ فَوَلَدْتُ عَلِیّاً علیه السلام كَمَا قَالَ (8).
27- قب، المناقب لابن شهرآشوب كَانَتِ السِّبَاعُ تَهْرُبُ مِنْ أَبِی طَالِبٍ فَاسْتَقْبَلَهُ أَسَدٌ فِی طَرِیقِ الطَّائِفِ وَ بَصْبَصَ لَهُ وَ تَمَرَّغَ قِبَلَهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ بِحَقِّ خَالِقِكَ أَنْ تُبَیِّنَ لِی حَالَكَ فَقَالَ الْأَسَدُ إِنَّمَا أَنْتَ أَبُو أَسَدِ اللَّهِ نَاصِرُ نَبِیِّ اللَّهِ وَ مُرَبِّیهِ فَازْدَادَ أَبُو طَالِبٍ فِی حُبِّ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِیمَانِ بِهِ وَ الْأَصْلُ فِی ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَنَا خُلِقْتُ وَ عَلِیٌّ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ نُسَبِّحُ اللَّهَ یَمْنَةَ الْعَرْشِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ؛ الْخَبَرَ.
28- قب، المناقب لابن شهرآشوب: الْقَاضِی الْمُعْتَمَدُ فِی تَفْسِیرِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ وَقَعَ بَیْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْنَ یَهُودِیٍّ كَلَامٌ وَ هُوَ بِالشَّامِ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ: لِمَ تَفْخَرُ عَلَیْنَا وَ ابْنُ أَخِیكَ بِمَكَّةَ یَسْأَلُ النَّاسَ فَغَضِبَ أَبُو طَالِبٍ وَ تَرَكَ تِجَارَتَهُ وَ قَدِمَ مَكَّةَ فَرَأَی غِلْمَاناً یَلْعَبُونَ وَ مُحَمَّدٌ فِیهِمْ مُخْتَلُّ الْحَالِ فَقَالَ لَهُ: یَا غُلَامُ مَنْ أَنْتَ وَ مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَا یَتِیمٌ لَا أَبَ لِی وَ لَا أُمَ
ص: 84
فَعَانَقَهُ أَبُو طَالِبٍ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ أَلْبَسَهُ جُبَّةً مِصْرِیَّةً وَ دَهَنَ رَأْسَهُ وَ شَدَّ دِینَاراً فِی رِدَائِهِ وَ نَشَرَ قِبَلَهُ تَمْراً فَقَالَ: یَا غِلْمَانُ هَلُمُّوا فَكُلُوا ثُمَّ أَخَذَ أَرْبَعَ تَمَرَاتٍ إِلَی أُمِّ كَبْشَةَ وَ قَصَّ عَلَیْهَا (1) فَقَالَتْ فَلَعَلَّهُ أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِی رَأَیْتُ شَیْخاً بَارّاً إِذْ مَرَّ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَتْ یَا مُحَمَّدُ كَانَ هَذَا؟ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ هَذَا أَبُوكَ أَبُو طَالِبٍ فَأَسْرَعَ إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَعَلَّقَ بِهِ وَ قَالَ: یَا أَبَهْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَرَانِیكَ، لَا تُخَلِّفْنِی فِی هَذِهِ الْبِلَادِ فَحَمَلَهُ أَبُو طَالِبٍ (2).
29- قب، المناقب لابن شهرآشوب: الْأَوْزَاعِیُّ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَجْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمَّا أَتَی عَلَیْهِ اثْنَانِ وَ مِائَةُ سَنَةٍ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنُ ثَمَانِ سِنِینَ جَمَعَ بَنِیهِ وَ قَالَ مُحَمَّدٌ یَتِیمٌ فآوُوهُ وَ عَائِلٌ فَأَغْنُوهُ احْفَظُوا وَصِیَّتِی فِیهِ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ كُفَّ شَرَّكَ عَنْهُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنْتَ غَضْبَانُ لَعَلَّكَ تُؤْذِیهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَنَا لَهُ فَقَالَ أَنْتَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ أَطِعْ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَهْ لَا تَحْزَنْ فَإِنَّ لِی رَبّاً لَا یُضِیعُنِی فَأَمْسَكَهُ أَبُو طَالِبٍ فِی حَجْرِهِ وَ قَامَ بِأَمْرِهِ یَحْمِیهِ بِنَفْسِهِ وَ مَالِهِ وَ جَاهِهِ فِی صِغَرِهِ مِنَ الْیَهُودِ الْمُرْصِدَةِ لَهُ بِالْعَدَاوَةِ وَ مِنْ غَیْرِهِمْ مِنْ بَنِی أَعْمَامِهِ وَ مِنَ الْعَرَبِ قَاطِبَةً الَّذِینَ یَحْسِدُونَهُ عَلَی مَا آتَاهُ اللَّهُ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ أَنْشَأَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ:
أُوصِیكَ یَا عَبْدَ مَنَافٍ بَعْدِی*** بِمُوحَدٍ بَعْدَ أَبِیهِ فَرْدٍ-
وَ قَالَ:
وَصَّیْتُ مَنْ كَفَیْتُهُ بِطَالِبٍ*** عَبْدِ مَنَافٍ وَ هْوَ ذُو تَجَارِبٍ
یَا ابْنَ الْحَبِیبِ أَكْرَمَ الْأَقَارِبِ*** یَا ابْنَ الَّذِی قَدْ غَابَ غَیْرَ آئِبٍ
فَتَمَثَّلَ أَبُو طَالِبٍ وَ كَانَ سَمِعَ عَنِ الرَّاهِبِ وَصْفَهُ:
لَا تُوصِنِی بِلَازِمٍ وَ وَاجِبٍ*** إِنِّی سَمِعْتُ أَعْجَبَ الْعَجَائِبِ
ص: 85
مِنْ كُلِّ حَبْرٍ عَالِمٍ وَ كَاتِبٍ*** بَانَ بِحَمْدِ اللَّهِ قَوْلُ الرَّاهِبِ
(1).
30- قب، المناقب لابن شهرآشوب: أَبُو سَعِیدٍ الْوَاعِظُ فِی كِتَابِ شَرَفِ الْمُصْطَفَی أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ الْوَفَاةُ دَعَا ابْنَهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ قَدْ عَلِمْتَ شِدَّةَ حُبِّی لِمُحَمَّدٍ وَ وَجْدِی بِهِ انْظُرْ كَیْفَ تَحْفَظُنِی فِیهِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ یَا أَبَهْ لَا تُوصِنِی بِمُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ ابْنِی وَ ابْنُ أَخِی فَلَمَّا تُوُفِّیَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ كَانَ أَبُو طَالِبٍ یُؤْثِرُهُ بِالنَّفَقَةِ وَ الْكِسْوَةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِهِ (2).
31- قب، المناقب لابن شهرآشوب الطَّبَرِیُّ وَ الْبَلاذُرِیُّ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ صَدَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَادَی قَوْمَهُ بِالْإِسْلَامِ فَلَمَّا نَزَلَ إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ الْآیَاتِ أَجْمَعُوا عَلَی خِلَافِهِ فَحَدِبَ عَلَیْهِ أَبُو طَالِبٍ وَ مَنَعَهُ فَقَامَ عُتْبَةُ وَ الْوَلِیدُ وَ أَبُو جَهْلٍ وَ الْعَاصُ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا إِنَّ ابْنَ أَخِیكَ قَدْ سَبَّ آلِهَتَنَا وَ عَابَ دِینَنَا وَ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا وَ ضَلَّلَ آبَاءَنَا فَإِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنَّا وَ إِمَّا أَنْ تُخَلِّیَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ قَوْلًا رَقِیقاً وَ رَدَّهُمْ رَدّاً جَمِیلًا فَمَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ یُظْهِرُ دِینَ اللَّهِ وَ یَدْعُو إِلَیْهِ وَ أَسْلَمَ بَعْضُ النَّاسِ فَاهْتَمَشُوا إِلَی أَبِی طَالِبٍ مَرَّةً أُخْرَی فَقَالُوا إِنَّ لَكَ سِنّاً وَ شَرَفاً وَ مَنْزِلَةً وَ إِنَّا قَدِ اشْتَهَیْنَاكَ (3) أَنْ تَنْهَی ابْنَ أَخِیكَ فَلَمْ یَنْتَهِ وَ إِنَّا وَ اللَّهِ لَا نَصْبِرُ عَلَی هَذَا مِنْ شَتْمِ آبَائِنَا وَ تَسْفِیهِ أَحْلَامِنَا وَ عَیْبِ آلِهَتِنَا حَتَّی تَكُفَّهُ عَنَّا أَوْ نُنَازِلَهُ فِی ذَلِكَ حَتَّی یَهْلِكَ أَحَدُ الْفَرِیقَیْنِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا بَالُ أَقْوَامِكَ یَشْكُونَكَ؟ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی أُرِیدُهُمْ عَلَی كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ یَقُولُونَهَا تَدِینُ لَهُمْ (4) بِهَا الْعَرَبُ وَ تُؤَدِّی إِلَیْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْیَةَ فَقَالُوا كَلِمَةً وَاحِدَةً نَعَمْ وَ أَبِیكَ عَشْراً قَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ أَیُّ كَلِمَةٍ هِیَ یَا ابْنَ أَخِی قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَامُوا یَنْفُضُونَ ثِیَابَهُمْ وَ یَقُولُونَ «أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ» إِلَی قَوْلِهِ عَذابِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لَهُ فِی السِّرِّ- لَا تَحْمِلْنِی مِنَ الْأَمْرِ مَا لَا أُطِیقُ فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ وَ أَنَّهُ خَاذِلُهُ وَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ عَنْ
ص: 86
نُصْرَتِهِ فَقَالَ یَا عَمَّاهْ لَوْ وُضِعَتِ الشَّمْسُ فِی یَمِینِی وَ الْقَمَرُ فِی شِمَالِی مَا تَرَكْتُ هَذَا الْقَوْلَ حَتَّی أُنْفِذَهُ أَوْ أُقْتَلَ دُونَهُ ثُمَّ اسْتَعْبَرَ (1) فَبَكَی ثُمَّ قَامَ یُوَلِّی فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ امْضِ لِأَمْرِكَ فَوَ اللَّهِ لَا أَخْذُلُكَ أَبَداً وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أَدْعُوَ إِلَی دِینِهِ الْحَنِیفِیَّةِ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ وَ طَیَّبَ قَلْبَهُ (2) وَ وَعَدَهُ بِالنَّصْرِ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
وَ اللَّهِ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ بِجَمْعِهِمْ***حَتَّی أُوَسَّدَ فِی التُّرَابِ دَفِیناً
فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَیْكَ غَضَاضَةٌ*** وَ أَبْشِرْ (3) بِذَاكَ وَ قَرَّ مِنْكَ عُیُوناً-
وَ دَعَوْتَنِی وَ زَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحٌ*** فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَ كُنْتَ قُدْماً أَمِیناً (4)-
وَ عَرَضْتَ دِیناً قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ*** مِنْ خَیْرِ أَدْیَانِ الْبَرِیَّةِ دِیناً
لَوْ لَا الْمَخَافَةُ أَنْ یَكُونَ مَعَرَّةً*** لَوَجَدْتَنِی سَمِحاً بِذَاكَ مُبِیناً
الطَّبَرِیُّ وَ الْوَاحِدِیُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ السُّدِّیِّ وَ رَوَی ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی كِتَابِ النُّبُوَّةِ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ علیه السلام أَنَّهُ اجْتَمَعَتْ قُرَیْشٌ إِلَی أَبِی طَالِبٍ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهُ فَقَالُوا نَسْأَلُكَ مِنِ ابْنِ أَخِیكَ النَّصَفَ (5) قَالَ وَ مَا النَّصَفُ مِنْهُ؟ قَالُوا یَكُفُّ عَنَّا وَ نَكُفُّ عَنْهُ فَلَا یُكَلِّمُنَا وَ لَا نُكَلِّمُهُ وَ لَا یُقَاتِلُنَا وَ لَا نُقَاتِلُهُ إِلَّا أَنَّ هَذِهِ الدَّعْوَةَ قَدْ بَاعَدَتْ بَیْنَ الْقُلُوبِ وَ زَرَعَتِ الشَّحْنَاءَ (6) وَ أَنْبَتَتِ الْبَغْضَاءَ فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی أَ سَمِعْتَ قَالَ یَا عَمِّ لَوْ أَنْصَفَنِی بَنُو عَمِّی لَأَجَابُوا دَعْوَتِی وَ قَبِلُوا نَصِیحَتِی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أَدْعُوَ إِلَی دِینِهِ الْحَنِیفِیَّةِ مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ فَمَنْ أَجَابَنِی فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ الرِّضْوَانُ وَ الْخُلُودُ فِی الْجِنَانِ وَ مَنْ عَصَانِی قَاتَلْتُهُ حَتَّی یَحْكُمَ اللَّهُ بَیْنَنا وَ هُوَ خَیْرُ الْحاكِمِینَ
ص: 87
فَقَالُوا: قُلْ لَهُ یَكُفَّ عَنْ شَتْمِ آلِهَتِنَا فَلَا یَذْكُرْهَا بِسُوءٍ فَنَزَلَ أَ فَغَیْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّی أَعْبُدُ قَالُوا إِنْ كَانَ صَادِقاً فَلْیُخْبِرْنَا مَنْ یُؤْمِنُ مِنَّا وَ مَنْ یَكْفُرُ فَإِنْ وَجَدْنَاهُ صَادِقاً آمَنَّا بِهِ فَنَزَلَ ما كانَ اللَّهُ لِیَذَرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالُوا وَ اللَّهِ لَنَشْتُمَنَّكَ وَ إِلَهَكَ فَنَزَلَ وَ انْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ قَالُوا قُلْ لَهُ فَلْیَعْبُدْ مَا نَعْبُدُ وَ نَعْبُدُ مَا یَعْبُدُ فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْكَافِرِینَ فَقَالُوا قُلْ لَهُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَیْنَا خَاصَّةً أَمْ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً قَالَ بَلْ إِلَی النَّاسِ أُرْسِلْتُ كَافَّةً إِلَی الْأَبْیَضِ وَ الْأَسْوَدِ وَ مَنْ عَلَی رُءُوسِ الْجِبَالِ وَ مَنْ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ وَ لَأَدْعُوَنَّ السَّنَةَ فَارِسَ وَ الرُّومَ- یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ جَمِیعاً فَتَجَبَّرَتْ قُرَیْشٌ وَ اسْتَكْبَرَتْ وَ قَالَتْ وَ اللَّهِ لَوْ سَمِعَتْ بِهَذَا فَارِسُ وَ الرُّومُ لَاخْتَطَفَتْنَا (1) مِنْ أَرْضِنَا وَ لَقَلَعَتِ الْكَعْبَةَ حَجَراً حَجَراً فَنَزَلَ وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدی مَعَكَ وَ قَوْلُهُ أَ لَمْ تَرَ كَیْفَ فَعَلَ رَبُّكَ فَقَالَ المُطْعِمُ بْنُ عَدِیٍّ وَ اللَّهِ یَا بَا طَالِبٍ لَقَدْ أَنْصَفَكَ قَوْمُكَ وَ جَهَدُوا عَلَی أَنْ یَتَخَلَّصُوا مِمَّا تَكْرَهُهُ فَمَا أَرَاكَ تُرِیدُ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ شَیْئاً فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ اللَّهِ مَا أَنْصَفُونِی وَ لَكِنَّكَ قَدْ أَجْمَعْتَ (2) عَلَی خِذْلَانِی وَ مُظَاهَرَةِ الْقَوْمِ عَلَیَّ فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ فَوَثَبَ (3) كُلُّ قَبِیلَةٍ عَلَی مَا فِیهَا مِنَ الْمُسْلِمِینَ یُعَذِّبُونَهُمْ وَ یَفْتِنُونَهُمْ عَنْ دِینِهِمْ وَ الِاسْتِهْزَاءِ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِعَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ مِنْهُمْ وَ قَدْ قَامَ أَبُو طَالِبٍ حِینَ رَأَی قُرَیْشاً تَصْنَعُ مَا تَصْنَعُ فِی بَنِی هَاشِمٍ فَدَعَاهُمْ إِلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ مِنْ مَنْعِ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْقِیَامِ دُونَهُ إِلَّا أَبَا لَهَبٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَ لَیَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ یَنْصُرُهُ وَ قَدِمَ قَوْمٌ مِنْ قُرَیْشٍ مِنَ الطَّائِفِ وَ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَ وَقَعَتْ فِتْنَةٌ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُسْلِمِینَ أَنْ یَخْرُجُوا إِلَی أَرْضِ الْحَبَشَةِ.
ابْنُ عَبَّاسٍ دَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْكَعْبَةَ وَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ مَنْ یَقُومُ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ فَیُفْسِدَ عَلَیْهِ صَلَاتَهُ فَقَامَ ابْنُ الزِّبَعْرَی وَ تَنَاوَلَ فَرْثاً وَ دَماً وَ أَلْقَی ذَلِكَ عَلَیْهِ فَجَاءَ أَبُو طَالِبٍ وَ قَدْ سَلَّ سَیْفَهُ فَلَمَّا رَأَوْهُ جَعَلُوا یَنْهَضُونَ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَئِنْ قَامَ أَحَدٌ جَلَّلْتُهُ
ص: 88
بِسَیْفِی؛ ثُمَّ قَالَ: یَا ابْنَ أَخِی مَنِ الْفَاعِلُ بِكَ؟ قَالَ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ (1) فَأَخَذَ أَبُو طَالِبٍ فَرْثاً وَ دَماً وَ أَلْقَی عَلَیْهِ.
وَ فِی رِوَایَةٍ مُتَوَاتِرَةٍ أَنَّهُ أَمَرَ عَبِیدَهُ أَنْ یُلْقُوا السَّلَی (2) عَنْ ظَهْرِهِ وَ یَغْسِلُوهُ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ یَأْخُذُوهُ فَیُمِرُّوا عَلَی أَسْبِلَةِ (3) الْقَوْمِ بِذَلِكَ.
الطَّبَرِیُّ وَ الْبَلاذُرِیُّ وَ الضَّحَّاكُ قَالَ: لَمَّا رَأَتْ قُرَیْشٌ حَمِیَّةَ قَوْمِهِ وَ ذَبَّ عَمِّهِ أَبِی طَالِبٍ عَنْهُ جَاءُوا إِلَیْهِ وَ قَالُوا جِئْنَاكَ بِفَتَی قُرَیْشٍ جَمَالًا وَ جُوداً وَ شَهَامَةً عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِیدِ نَدْفَعُهُ إِلَیْكَ یَكُونُ نَصْرُهُ وَ مِیرَاثُهُ لَكَ وَ مَعَ ذَلِكَ مِنْ عِنْدِنَا مَالٌ وَ تَدْفَعُ إِلَیْنَا ابْنَ أَخِیكَ الَّذِی فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا فَنَقْتُلَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا أَنْصَفْتُمُونِی أَ تُعْطُونَنِی ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ وَ تَأْخُذُونَ ابْنِی تَقْتُلُونَهُ هَذَا وَ اللَّهِ مَا لَا یَكُونُ أَبَداً أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّاقَةَ إِذَا فَقَدَتْ وَلَدَهَا لَا تَحِنُّ (4) إِلَی غَیْرِهِ ثُمَّ نَهَرَهُمْ فَهَمُّوا بِاغْتِیَالِهِ فَمَنَعَهُمْ أَبُو طَالِبٍ مِنْ ذَلِكَ وَ قَالَ فِیهِ.
حَمَیْتُ الرَّسُولَ رَسُولَ الْإِلَهِ*** بِبَیْضٍ تَلَأْلَأُ مِثْلَ الْبُرُوقِ
أَذُبُّ وَ أَحْمِی رَسُولَ الْإِلَهِ*** حِمَایَةَ عَمٍّ عَلَیْهِ شَفُوقٌ (5)
وَ أَنْشَدَ:
یَقُولُونَ لِی دَعْ نَصْرَ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَی*** وَ غَالِبْ لَنَا غَلَّابَ كُلِّ مُغَالِبِ
وَ سَلِّمْ إِلَیْنَا أَحْمَدَ وَ اكْفُلَنَّ لَنَا*** بَنِینَا وَ لَا تَحْفِلْ بِقَوْلِ الْمُعَاتِبِ
فَقُلْتُ لَهُمُ اللَّهُ رَبِّی وَ نَاصِرِی*** عَلَی كُلِّ بَاغٍ مِنْ لُؤَیِّ بْنِ غَالِبِ
مقاتل: لما رأت قریش یعلو أمره قالوا: لا نری محمدا یزداد إلا كبرا و تكبرا و إن هو إلا ساحر أو مجنون و توعدوه و تعاقدوا لئن مات أبو طالب لیجمعن قبائل قریش
ص: 89
كلها علی قتله و بلغ ذلك أبا طالب فجمع بنی هاشم و أحلافهم من قریش فوصاهم برسول اللّٰه و قال إن ابن أخی كما یقول أخبرنا بذلك آباؤنا و علماؤنا أن محمدا نبی صادق و أمین ناطق و أن شأنه أعظم شأن و مكانه من ربه أعلی مكان فأجیبوا دعوته و اجتمعوا علی نصرته و راموا عدوه من وراء حوزته فإنه الشرف الباقی لكم الدهر و أنشأ یقول:
أوصی بنصر النبی الخیر مشهده*** علیا ابنی و عم الخیر عباسا
و حمزة الأسد المخشی صولته*** و جعفرا أن تذودوا دونه الناسا
و هاشما كلها أوصی بنصرته*** أن یأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا -فدی لكم نفسی و ما ولدت-*** من دون أحمد عند الروع أتراسا (1)
بكل أبیض مصقول عوارضه*** تخاله فی سواد اللیل مِقباسا
و حضّ أخاه حمزة علی اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی دار أخته محموما و هی باكیة فقال ما شأنك قالت ذل الحمی یا با عمارة لو لقیت ما لقی ابن أخیك محمد آنفا من أبی الحكم بن هشام و جده هاهنا جالسا فآذاه و سبه و بلغ منه ما یكره فانصرف و دخل المسجد و شج رأسه شجة (2) منكرة فهم قرباؤه بضربه فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة لكیلا یسلم ثم عاد حمزة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قال عز بما صنع بك ثم أخبره بصنیعه فلم یرض النبی صلی اللّٰه علیه و آله (3) و قال یا عم لأنت منهم فأسلم حمزة فعرفت قریش أن رسول اللّٰه قد عز و أن حمزة سیمنعه. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَزَلَ أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ سُرَّ أَبُو طَالِبٍ بِإِسْلَامِهِ وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
صَبْراً أَبَا یَعْلَی عَلَی دِینِ أَحْمَدَ*** وَ كُنْ مُظْهِراً لِلدِّینِ وُفِّقْتَ صَابِراً
ص: 90
وَ حُطْ (1) مَنْ أَتَی بِالدِّینِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ*** بِصِدْقٍ وَ حَقٍّ لَا تَكُنْ حَمْزَ كَافِراً
فَقَدْ سَرَّنِی إِذْ قُلْتَ إِنَّكَ مُؤْمِنٌ*** فَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ فِی اللَّهِ نَاصِراً
فَنَادِ قُرَیْشاً بِالَّذِی قَدْ أَتَیْتَهُ*** جِهَاراً وَ قُلْ مَا كَانَ أَحْمَدُ سَاحِراً
وَ قَالَ لِابْنِهِ طَالِبٍ:
ابْنِی طَالِبُ إِنَّ شَیْخَكَ نَاصِحٌ*** فِیمَا یَقُولُ مُسَدَّدٌ لَكَ رَاتِقٌ (2)
فَاضْرِبْ بِسَیْفِكَ مَنْ أَرَادَ مَسَاءَهُ*** حَتَّی تَكُونَ لِذِی الْمَنِیَّةِ ذَائِقٌ
هَذَا رَجَائِی فِیكَ بَعْدَ مَنِیَّتِی*** لَا زِلْتُ فِیكَ بِكُلِّ رُشْدٍ وَاثِقٌ
فَاعْضُدْ قُوَاهُ یَا بُنَیَّ وَ كُنْ لَهُ*** إِنِّی بِجَدِّكَ لَا مَحَالَةَ لَاحِقٌ
آهاً أُرَدِّدُ حَسْرَةً لِفِرَاقِه*** إِذْ لَمْ أَرَاهُ قَدْ تَطَاوَلَ بَاسِقٌ (3)
أَ تَرَی أَرَاهُ وَ اللِّوَاءُ أَمَامَهُ*** وَ عَلِیٌّ ابْنِی لِلِّوَاءِ مُعَانِقٌ
أَ تَرَاهُ یَشْفَعُ لِی وَ یَرْحَمُ عَبْرَتِی*** هَیْهَاتَ إِنِّی لَا مَحَالَةَ رَاهِقٌ
وَ كَتَبَ إِلَی النَّجَاشِیِّ:
«تَعَلَّمْ أَبَیْتَ اللَّعْنَ أَنَّ مُحَمَّداً»
الْأَبْیَاتَ فَأَسْلَمَ النَّجَاشِیُّ وَ كَانَ قَدْ سَمِعَ مُذَاكَرَةَ جَعْفَرٍ وَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَ نَزَلَ فِیهِ وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَی الرَّسُولِ إِلَی قَوْلِهِ جَزاءُ الْمُحْسِنِینَ.
عِكْرِمَةُ وَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَیْرِ وَ حَدِیثُهُمَا لَمَّا رَأَتْ قُرَیْشٌ أَنَّهُ یَفْشُو أَمْرُهُ فِی الْقَبَائِلِ وَ أَنَّ حَمْزَةَ أَسْلَمَ وَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رُدَّ فِی حَاجَتِهِ عِنْدَ النَّجَاشِیِّ فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَ مَكْرَهُمْ عَلَی أَنْ یَقْتُلُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَانِیَةً فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ جَمَعَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَجْمَعَ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَی أَنْ یُدْخِلُوا رَسُولَ اللَّهِ شِعْبَهُمْ (4) فَاجْتَمَعَ قُرَیْشٌ فِی دَارِ النَّدْوَةِ وَ كَتَبُوا صَحِیفَةً عَلَی بَنِی هَاشِمٍ أَنْ لَا یُكَلِّمُوهُمْ وَ لَا یُزَوِّجُوهُمْ وَ لَا یَتَزَوَّجُوا إِلَیْهِمْ وَ لَا یُبَایِعُوهُمْ
ص: 91
أَوْ یُسَلِّمُوا إِلَیْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَتَمَ عَلَیْهَا أَرْبَعُونَ خَاتَماً وَ عَلَّقُوهَا فِی جَوْفِ الْكَعْبَةِ -وَ فِی رِوَایَةٍ عِنْدَ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ- فَجَمَعَ أَبُو طَالِبٍ بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ (1) فِی شِعْبِهِ وَ كَانُوا أَرْبَعِینَ رَجُلًا مُؤْمِنَهُمْ وَ كَافِرَهُمْ مَا خَلَا أَبَا لَهَبٍ وَ أَبَا سُفْیَانَ فَظَاهَرَاهُمْ عَلَیْهِ فَحَلَفَ أَبُو طَالِبٍ لَئِنْ شَاكَتْ مُحَمَّداً شَوْكَةٌ (2) لَآَتِیَنَّ عَلَیْكُمْ یَا بَنِی هَاشِمٍ وَ حَصَّنَ الشِّعْبَ وَ كَانَ یَحْرُسُهُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ فِی ذَلِكَ یَقُولُ:
أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّداً*** نَبِیّاً كَمُوسَی خُطَّ فِی أَوَّلِ الْكُتُبِ
أَ لَیْسَ أَبُونَا هَاشِمٌ شَدَّ أَزْرَهُ*** وَ أَوْصَی بَنِیهِ بِالطِّعَان وَ بِالضَّرْبِ
وَ إِنَّ الَّذِی عَلَّقْتُمْ مِنْ كِتَابِكُمْ*** یَكُونُ لَكُمْ یَوْماً كَرَاغِیَةِ السَّقْبِ
أَفِیقُوا أَفِیقُوا قَبْلَ أَنْ تُحْفَرَ الزُّبَی*** وَ یُصْبِحَ مَنْ لَمْ یَجْنِ ذَنْباً كَذِی الذَّنْبِ
وَ لَهُ:
وَ قَالُوا خُطَّةً جَوْراً وَ حُمْقاً*** وَ بَعْضُ الْقَوْلِ أَبْلَجُ مُسْتَقِیمٌ
لِتَخْرُجَ هَاشِمٌ فَیَصِیرَ مِنْهَا*** بَلَاقِعُ بَطْنِ مَكَّةَ وَ الْحَطِیمُ
فَمَهْلًا قَوْمَنَا لَا تَرْكَبُونَا*** بِمَظْلِمَةٍ لَهَا أَمْرٌ وَخِیمٌ
فَیَنْدَمَ بَعْضُكُمْ وَ یَذِلَّ بَعْضٌ*** وَ لَیْسَ بِمُفْلِحٍ أَبَداً ظَلُومٌ
فَلَا وَ الرَّاقِصَاتِ بِكُلِّ خَرْقٍ*** إِلَی مَعْمُورِ مَكَّةَ لَا یَرِیمُ
طَوَالَ الدَّهْرِ حَتَّی تَقْتُلُونَا*** وَ نَقْتُلَكُمْ وَ تَلْتَقِیَ الْخُصُومُ
وَ یَعْلَمَ مَعْشَرٌ قَطَعُوا وَ عَقُّوا*** بِأَنَّهُمْ هُمُ الْجَدُّ الظَّلِیمُ
أَرَادُوا قَتْلَ أَحْمَدَ -ظَالِمِیهِ- (3)*** وَ لَیْسَ لِقَتْلِهِ فِیهِمْ زَعِیمٌ
وَ دُونَ مُحَمَّدٍ فِتْیَانُ قَوْمٍ*** هُمُ الْعِرْنِینُ وَ الْعُضْوُ الصَّمِیمُ
وَ كَانَ أَبُو جَهْلٍ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ وَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ وَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ یَخْرُجُونَ إِلَی الطُّرُقَاتِ فَمَنْ رَأَوْهُ مَعَهُ مِیرَةٌ (4) نَهَوْهُ أَنْ یَبِیعَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ شَیْئاً وَ یُحَذِّرُونَهُ
ص: 92
مِنَ النَّهْبِ فَأَنْفَقَتْ خَدِیجَةُ عَلَی النَّبِیِّ فِیهِ مَالًا كَثِیراً وَ مِنْ قَصِیدَةٍ لِأَبِی طَالِبٍ:
فَأَمْسَی ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِینَا مُصَدَّقاً*** عَلَی سَاخِطٍ مِنْ قَوْمِنَا غَیْرِ مُعَتِّبٍ
فَلَا تَحْسَبُونَا خَاذِلِینَ مُحَمَّداً*** لَدَی غُرْبَةٍ مِنَّا وَ لَا مُتَقَرِّبٍ (1)
سَتَمْنَعُهُ مِنَّا یَدٌ هَاشِمِیَّةٌ*** وَ مُرَكَّبُهَا فِی النَّاسِ أَحْسَنُ مُرَكَّبٍ
فَلَا وَ الَّذِی تَخْذَی لَهُ كُلُّ نِضْوَةٍ (2)*** طَلِیحٍ بِجَنْبَیْ نَخْلَةَ فَالْمُحَصَّبِ
یَمِیناً صَدَقْنَا اللَّهَ فِیهَا وَ لَمْ نَكُنْ*** لِنَحْلِفَ بُطْلًا بِالْعَتِیقِ الْمُحَجَّبِ
نُفَارِقُهُ حَتَّی نُصْرَعَ حَوْلَهُ*** وَ مَا بَالُ تَكْذِیبِ النَّبِیِّ الْمُقَرَّبِ
وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَ نَامَتِ الْعُیُونُ جَاءَهُ أَبُو طَالِبٍ فَأَنْهَضَهُ عَنْ مَضْجَعِهِ وَ أَضْجَعَ عَلِیّاً مَكَانَهُ وَ وَكَّلَ عَلَیْهِ وُلْدَهُ وَ وُلْدَ أَخِیهِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا أَبَتَاهْ إِنِّی مَقْتُولٌ ذَاتَ لَیْلَةٍ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ:
اصْبِرَنْ یَا بُنَیَّ فَالصَّبْرُ أَحْجَی*** كُلُّ حَیٍّ مَصِیرُهُ لِشُعُوبٍ
قَدْ بَلَوْنَاكَ وَ الْبَلَاءُ شَدِیدٌ*** لِفَدَاءِ النَّجِیبِ وَ ابْنِ النَّجِیبِ
لِفَدَاءِ الْأَعَزِّ ذِی الْحَسَبِ الثَّا***قِبِ وَ الْبَاعِ وَ الْفَنَاءِ الرَّحِیبِ (3)
إِنْ تُصِبْكَ الْمَنُونُ بِالنَّبْلِ تَتْرَی*** فَمُصِیبٌ مِنْهَا وَ غَیْرُ مُصِیبٍ
كُلُّ حَیٍّ وَ إِنْ تَتَطَاوَلُ عُمُراً*** آخِذٌ مِنْ سِهَامِهَا بِنَصِیبٍ
فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام:
أَ تَأْمُرُنِی بِالصَّبْرِ فِی نَصْرِ أَحْمَدَ*** فَوَ اللَّهِ مَا قُلْتُ الَّذِی قُلْتُ جَازِعاً
وَ لَكِنَّنِی أَحْبَبْتُ أَنْ تَرَ نُصْرَتِی*** وَ تَعْلَمَ أَنِّی لَمْ أَزَلْ لَكَ طَائِعاً
وَ سَعْیِی لِوَجْهِ اللَّهِ فِی نَصْرِ أَحْمَدَ***نَبِیِّ الْهُدَی الْمَحْمُودِ طِفْلًا وَ یَافِعاً
وَ كَانُوا لَا یَأْمَنُونَ إِلَّا فِی مَوْسِمِ الْعُمْرَةِ فِی رَجَبٍ وَ مَوْسِمِ الْحَجِّ فِی ذِی الْحِجَّةِ فَیَشْتَرُونَ وَ یَبِیعُونَ فِیهِمَا وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كُلِّ مَوْسِمٍ یَدُورُ عَلَی قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَیَقُولُ
ص: 93
لَهُمْ: تَمْنَعُونَ لِی جَانِبِی حَتَّی أَتْلُوَ عَلَیْكُمْ كِتَابَ رَبِّی وَ ثَوَابُكُمْ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّةُ؟ وَ أَبُو لَهَبٍ فِی أَثَرِهِ یَقُولُ إِنَّهُ ابْنُ أَخِی وَ هُوَ كَذَّابٌ سَاحِرٌ فَأَصَابَهُمُ الْجَهْدَ وَ بَعَثَتْ قُرَیْشٌ إِلَی أَبِی طَالِبٍ ادْفَعْ إِلَیْنَا مُحَمَّداً حَتَّی نَقْتُلَهُ وَ نُمَلِّكُكَ عَلَیْنَا فَأَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ اللَّامِیَّةَ الَّتِی یَقُولُ فِیهَا:
«وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ»
فَلَمَّا سَمِعُوا هَذِهِ الْقَصِیدَةَ أَیِسُوا مِنْهُ فَكَانَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِیعِ -وَ هُوَ خَتَنُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله- یَجِی ءُ بِالْعِیرِ بِاللَّیْلِ عَلَیْهَا الْبُرُّ وَ التَّمْرُ إِلَی بَابِ الشِّعْبِ ثُمَّ یُصْبِحُ بِهَا فَحَمِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِعْلَهُ فَمَكَثُوا بِذَلِكَ أَرْبَعَ سِنِینَ وَ قَالَ ابْنُ سِیرِینَ ثَلَاثَ سِنِینَ.
وَ فِی كِتَابِ شَرَفِ الْمُصْطَفَی: فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَی صَحِیفَتِهِمُ الْأَرَضَةَ فَلَحِسَهَا (1) فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَأَخْبَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ فَأَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا طَالِبٍ فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ عَلَی قُرَیْشٍ فِی الْمَسْجِدِ فَعَظَّمُوهُ وَ قَالُوا أَرَدْتَ مُوَاصَلَتَنَا وَ أَنْ تُسَلِّمَ ابْنَ أَخِیكَ إِلَیْنَا قَالَ وَ اللَّهِ مَا جِئْتُ لِهَذَا وَ لَكِنِ ابْنُ أَخِی أَخْبَرَنِی وَ لَمْ یَكْذِبْنِی أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَهُ بِحَالِ صَحِیفَتِكُمْ فَابْعَثُوا إِلَیَّ صَحِیفَتِكُمْ فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ ارْجِعُوا عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنَ الظُّلْمِ وَ قَطِیعَةِ الرَّحِمِ وَ إِنْ كَانَ بَاطِلًا دَفَعْتُهُ إِلَیْكُمْ فَأَتَوْا بِهَا وَ فَكُّوا الْخَوَاتِیمَ وَ إِذَا فِیهَا بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ وَ اسْمِ مُحَمَّدٍ فَقَطْ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُفُّوا عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَسَكَتُوا وَ تَفَرَّقُوا فَنَزَلَ ادْعُ إِلی سَبِیلِ رَبِّكَ قَالَ كَیْفَ أَدْعُوهُمْ وَ قَدْ صَالَحُوا عَلَی تَرْكِ الدَّعْوَةِ فَنَزَلَ یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ فَسَأَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا طَالِبٍ الْخُرُوجَ مِنَ الشِّعْبِ فَاجْتَمَعَ سَبْعَةُ نَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ عَلَی نَقْضِهَا (2) وَ هُمْ مَطْعَمُ بْنُ عَدِیِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ الَّذِی أَجَارَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الطَّائِفِ وَ زُهَیْرُ بْنُ أُمَیَّةَ الْمَخْزُومِیُّ خَتَنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی ابْنَتِهِ عَاتِكَةَ وَ هِشَامُ بْنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَیِّ بْنِ غَالِبٍ وَ أَبُو الْبَخْتَرِیِّ بْنُ هِشَامٍ وَ زَمْعَةُ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةُ (3) أَحْرَقَهَا اللَّهُ وَ عَزَمُوا أَنْ یَقْطَعُوا یَمِینَ كَاتِبِهَا وَ هُوَ- مَنْصُورُ بْنُ عِكْرِمَةَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ فَوَجَدُوهَا شَلًّا فَقَالُوا قَطَعَهَا اللَّهُ
ص: 94
فَأَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الدَّعْوَةِ وَ فِی ذَلِكَ یَقُولُ أَبُو طَالِبٍ:
أَلَا هَلْ أَتَی نَجْداً بِنَا صَنَعَ رَبُّنَا*** عَلَی نَأْیِهِمْ وَ اللَّهُ بِالنَّاسِ أَرْفَدُ
فَیُخْبِرَهُمْ أَنَّ الصَّحِیفَةَ مُزِّقَتْ*** وَ أَنَّ كُلَّ مَا لَمْ یَرْضَهُ اللَّهُ یُفْسَدُ
یُرَاوِحُهَا إِفْكٌ وَ سِحْرٌ مُجَمَّعٌ*** وَ لَمْ تَلْقَ سِحْراً آخَرَ الدَّهْرِ یَصْعَدُ
وَ لَهُ أَیْضاً:
وَ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الصَّحِیفَةِ عِبْرَةٌ*** مَتَی مَا یُخْبَرُ غَائِبُ الْقَوْمِ یُعْجِبُ
مَحَا اللَّهُ مِنْهَا كُفْرَهُمْ وَ عُقُوقَهُمْ*** وَ مَا نَقَمُوا مِنْ نَاطِقِ الْحَقِّ مُعْرِبٌ
وَ أَصْبَحَ مَا قَالُوا مِنَ الْأَمْرِ بَاطِلًا*** وَ مَنْ یَخْتَلِقُ مَا لَیْسَ بِالْحَقِّ یَكْذِبُ
وَ أَمْسَی ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِینَا مُصَدَّقاً*** عَلَی سَخَطٍ مِنْ قَوْمِنَا غَیْرِ مُعَتِّبٍ
وَ لَهُ:
تَطَاوَلَ لَیْلِی بِهَمٍّ نَصَبٍ*** وَ دَمْعِی كَسَحِّ السِّقَاءِ السَّرِبِ (1)
لِلَعِبِ قُصَیٍّ بِأَحْلَامِهَا*** (2) وَ هَلْ یَرْجِعُ الْحُلُمُ بَعْدَ اللَّعِبِ
وَ نَفْیِ قُصَیٍّ بَنِی هَاشِمٍ*** كَنَفْیِ الطُّهَاةِ لِطَافَ الْحَطَبِ
وَ قَالُوا لِأَحْمَدَ أَنْتَ امْرُؤٌ*** خُلُوفُ الْحَدِیثِ ضَعِیفُ النَّسَبِ (3)
أَلَا إِنَّ أَحْمَدَ قَدْ جَاءَهُمْ*** بِحَقٍّ وَ لَمْ یَأْتِهِمْ بِالْكَذِبِ
عَلَی أَنَّ إِخْوَانَنَا وَازَرُوا*** بَنِی هَاشِمٍ وَ بَنِی الْمُطَّلِبِ
هُمَا أَخَوَانِ كَعَظْمِ الْیَمِینِ*** أُمِرَّا عَلَیْنَا كَعَقْدِ الْكَرَبِ
فَیَا لِقُصَیٍّ أَ لَمْ تُخْبَرُوا*** بِمَا قَدْ خَلَا مِنْ شُئُونِ الْعَرَبِ
فَلَا تُمْسِكُنَّ بِأَیْدِیكُمْ*** بَعِیدَ الْأُنُوفِ بِعَجْبِ الذَّنَبِ (4)
وَ رُمْتُمْ بِأَحْمَدَ مَا رُمْتُمْ*** عَلَی الْآصِرَاتِ وَ قُرْبِ النَّسَبِ
ص: 95
فَأَنَّی وَ مَا حَجَّ مِنْ رَاكِبٍ*** وَ كَعْبَةُ مَكَّةَ ذَاتُ الْحُجُبِ
تَنَالُونَ أَحْمَدَ أَوْ تَصْطَلُوا*** ظُبَاةَ الرِّمَاحِ وَ حَدَّ الْقُضُبِ (1)
وَ تَقْتَرِفُوا بَیْنَ أَبْیَاتِكُمْ*** صُدُورَ الْعَوَالِی وَ خَیْلًا عُصَبَ (2)
بیان: حدب علیه- بالكسر- أی تعطف ذكره الجوهری (3) و قال: قال ابن السكیت یقال للناس إذا كثروا بمكان فأقبلوا و أدبروا و اختلطوا رأیتهم یهتمشون (4) و قال یقال: قدما كان كذا و كذا و هو اسم من القدم (5) قوله أن یكون معرة المعرة الإثم و الأمر القبیح المكروه و الأذی و لعل المعنی لو لا أن یكون إظهاری للإسلام سببا للفتن و الحروب و عدم تمكنی من نصرتك لأظهرته و الأمراس جمع المرس بفتح الراء أی الحبل أو جمع المرس بكسر الراء و هو الشدید الذی مارس الأمور و جربها و ما فی البیت یحتملهما قوله عوارضه أی نواصیه و صفحاته و المقباس بالكسر شعلة نار تقتبس من معظم النار و القنص بالتحریك الصید قوله ذل الحمی الحمی بالكسر ما یحمی و یدفع عنه و لا یقرب أی ما كان یحمی و یدفع عنه من ساحة عزنا ذل و صار ذلولا من كثرة ورود من لا یراعیه قوله عز بما صنع أی سل و صبر نفسك و فی بعض النسخ تعز و هو أظهر قوله لا محالة راهق الرهق غشیان المحارم و المراد الشفاعة فی القیامة و فی بعض النسخ بالزای المعجمة أی هالك میت فالمراد الشفاعة فی الدنیا حتی یری ما تمنی و هذا أظهر.
قوله و أبا سفیان هو أبو سفیان بن الحارث بن عبد المطلب.
قوله شد أزره أی قواه بأن أوصی بنصره.
قوله كراغیة السقب السقب الولد الذكر من الناقة و لعله تمثیل لعدم
ص: 96
انتفاعهم بتلك الصحیفة كما لا ینتفع برغاء السقب أو لاضطرارهم و جزعهم یوما ما قوله قبل أن تحفر الزبی الزبی جمع الزبیة و هو ما یحفر للأسد و هو كنایة عن تهیؤ الفتن و الشرور لهم و كون من لم یجن ذنبا كذی الذنب إما لتوزع (1) بالهم جمیعا و دهشتهم أو المراد بمن لا ذنب له من ترك النصرة و لم یضر قوله و قالوا خطة القول هنا بمعنی الفعل و الخطة بالضم الأمر و القصة و الجهل قوله و الراقصات أی النوق الراقصة و الخرق بالفتح الأرض الواسعة و قوله لا یریم صفة لمعمور مكة أی لا یبرح و قوله لا نفی لما تقدم أی لا یتهیأ لهم تلك الخطة طول الدهر بحق الراقصات حتی یقتلونا [أو النفی متعلق بیریم و القسم معترض و لا ثانیا تأكید و طول الدهر فاعل یریم و الأصوب أنه لا نریم بصیغة المتكلم كما هو فی سائر النسخ للدیوان و غیره فلا تأكید و طوال منصوب] و الزعیم الكفیل و عرانین القوم سادتهم و صمیم الشی ء خالصه قوله غیر معتب أی لا یتیسر رضاؤه و المركب مصدر میمی أی تركیبها و النضوة الناقة المهزولة. و طلح البعیر إذا عیی فهو طلیح و ناقة طلیح أسفار إذا جهدها السیر و هزلها و النخلة و المحصب اسمان لموضعین.
قوله بطلا أی باطلا و «العتیق المحجب» الكعبة قوله «أحجی» أی أجدر و أولی و الشعوب -بالفتح و الضم- المنیة. قوله بنا صنع ربنا الظرف متعلق بالصنع و فی بعض النسخ نبأ بتقدیم النون قوله و ما نقموا كلمة ما موصولة و معرب خبرها و السح السیلان و السرب الجاری و الطهاة الطباخون و إنهم لا یعتنون بالأحطاب اللطیفة الدقیقة و یرمونها تحت القدر بسهولة قوله كعظم الیمین أی كعظمین متلاصقین تركب منهما الساعد قوله أمرا علینا یقال أمررت الحبل إذا فتلته فتلا شدیدا یقال فلان أمر عقدا من فلان أی أحكم أمرا منه و أوفی ذمة و الكرب بالتحریك الحبل الذی یشد فی وسط العراقی ثم یثنی ثم یثلث لیكون هو الذی یلی الماء فلا یعفن الحبل الكبیر و العجب أصل الذنب كنایة عن الأدانی كما أن الأنوف
ص: 97
كنایة عن الأشراف و الآصرة: ما عطفك علی رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو معروف و قوله فأنی استفهام للإنكار و ما حج قسم معترض أی أنی تنالونه إلا أن تصطلوا نار الحرب و سیف قضیب أی قطاع و الجمع قواضب و قضب.
أقول: روی السید فخار بن معد الموسوی رحمه اللّٰه فیما صنفه فی إیمان أبی طالب قصة إضجاع أمیر المؤمنین علیه السلام مكان الرسول صلی اللّٰه علیه و آله عن السید عبد الحمید بن التقی بإسناده إلی الشریف أبی علی الموضح العلوی إلی آخر ما مر و قصة تحریض حمزة علی الإسلام و أشعاره فی ذلك- عن ابن إدریس بإسناده إلی أبی الفرج الأصفهانی (1)
.32- قب، المناقب لابن شهرآشوب :خَطَبَ أَبُو طَالِبٍ فِی نِكَاحِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ الْمَقَامِ الْكَرِیمِ وَ الْمَشْعَرِ وَ الْحَطِیمِ الَّذِی اصْطَفَانَا أَعْلَاماً وَ سَدَنَةً وَ عُرَفَاءَ خُلَصَاءَ وَ حَجَبَةً بَهَالِیلَ أَطْهَاراً مِنَ الْخَنَی وَ الرَّیْبِ وَ الْأَذَی وَ الْعَیْبِ وَ أَقَامَ لَنَا الْمَشَاعِرَ وَ فَضَّلَنَا عَلَی الْعَشَائِرِ نُحِبُّ[نخب ظ] آلَ إِبْرَاهِیمَ وَ صَفْوَتَهُ وَ زَرْعَ إِسْمَاعِیلَ فِی كَلَامٍ لَهُ ثُمَّ قَالَ وَ قَدْ تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ (2) وَ سُقْتُ الْمَهْرَ وَ نَفَّذْتُ الْأَمْرَ فَاسْأَلُوهُ وَ اشْهَدُوا فَقَالَ أَسَدٌ زَوَّجْنَاكَ وَ رَضِینَا بِكَ ثُمَّ أَطْعَمَ النَّاسَ فَقَالَ أُمَیَّةُ بْنُ الصَّلْتِ:
أَغْمَرَنَا عُرْسُ أَبِی طَالِبٍ*** فَكَانَ عُرْساً لَیِّنَ الْحَالِبِ
إِقْرَاؤُهُ الْبَدْوَ بِأَقْطَارِهِ*** مِنْ رَاجِلِ خُفٍّ وَ مِنْ رَاكِبٍ
فَنَازَلُوهُ سَبْعَةً أُحْصِیَتْ*** أَیَّامُهَا لِلرَّجُلِ الْحَاسِبِ (3)
بیان: السدنة جمع السادن و هو خادم الكعبة و البهلول بالضم الضحاك و السید الجامع لكل خیر قوله نحب لعله علی البناء للمجهول و آل منصوب علی التخصیص كقوله نحن معاشر الأنبیاء و الأظهر أنه نخب بالخاء المعجمة.
ص: 98
33- یل، (1) الفضائل لابن شاذان الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْفَارُوسِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ رَوْقٍ الْخَطَّابِیِّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ مِیلَادِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ آهِ آهِ سَأَلْتَ عَجَباً یَا جَابِرُ عَنْ خَیْرِ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِی شِبْهِ الْمَسِیحِ (2) إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَلِیّاً (3) نُوراً مِنْ نُورِی وَ خَلَقَنِی نُوراً مِنْ نُورِهِ وَ كِلَانَا مِنْ نُورِهِ نُوراً وَاحِداً (4) وَ خَلَقَنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ سَمَاءً مَبْنِیَّةً (5) وَ لَا أَرْضاً مَدْحِیَّةً أَوْ طُولًا أَوْ عَرْضاً أَوْ ظُلْمَةً أَوْ ضِیَاءً أَوْ بَحْراً إِلَی هَوَاءٍ (6) بِخَمْسِینَ أَلْفَ عَامٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ سَبَّحَ نَفْسَهُ فَسَبَّحْنَاهُ وَ قَدَّسَ ذَاتَهُ فَقَدَّسْنَاهُ وَ مَجَّدَ عَظَمَتَهُ فَمَجَّدْنَاهُ فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِكَ لَنَا فَخَلَقَ مِنْ تَسْبِیحِیَ السَّمَاءَ فَسَمَكَهَا (7) وَ الْأَرْضَ فَبَطَحَهَا وَ الْبِحَارَ فَعَمَّقَهَا وَ خَلَقَ مِنْ تَسْبِیحِ عَلِیٍّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ فَكُلَّمَا سَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ مُنْذُ أَوَّلِ یَوْمٍ خَلَقَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةَ فَهُوَ لِعَلِیٍّ وَ شِیعَتِهِ (8) یَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ نَقَلَنَا فَقَذَفَ بِنَا فِی صُلْبِ آدَمَ فَأَمَّا أَنَا فَاسْتَقْرَرْتُ
ص: 99
فِی جَانِبِهِ الْأَیْمَنِ وَ أَمَّا عَلِیٌّ فَاسْتَقَرَّ فِی جَانِبِهِ الْأَیْسَرِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ نَقَلَنَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فِی الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ فَمَا نَقَلَنِی مِنْ صُلْبٍ إِلَّا نَقَلَ عَلِیّاً مَعِی فَلَمْ نَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّی أَطْلَعَنَا اللَّهُ تَعَالَی مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ ظَهْرُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ نَقَلَنِی عَنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ (1) وَ اسْتَوْدَعَنِی خَیْرَ رَحِمٍ وَ هِیَ آمِنَةُ فَلَمَّا أَنْ ظَهَرْتُ (2) ارْتَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ وَ ضَجَّتْ وَ قَالَتْ إِلَهَنَا وَ سَیِّدَنَا مَا بَالُ وَلِیِّكَ عَلِیٍّ لَا نَرَاهُ مَعَ النُّورِ الْأَزْهَرِ یَعْنُونَ بِذَلِكَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَقِرُّوا (3) أَنِّی أَعْلَمُ بِوَلِیِّی وَ أَشْفَقُ عَلَیْهِ مِنْكُمْ فَأَطْلَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلِیّاً مِنْ ظَهْرٍ طَاهِرٍ وَ هُوَ خَیْرُ ظَهْرٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ بَعْدَ أَبِی وَ اسْتَوْدَعَهُ خَیْرَ رَحِمٍ وَ هِیَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ فَمِنْ قَبْلِ أَنْ صَارَ (4) فِی الرَّحِمِ كَانَ رَجُلٌ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ [وَ كَانَ] زَاهِداً عَابِداً یُقَالُ لَهُ المثرم بْنُ رعیب بْنِ الشیقیان (5) وَ كَانَ مِنْ أَحَدِ الْعُبَّادِ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَی مِائَتَیْنِ وَ سَبْعِینَ سَنَةً لَمْ یَسْأَلْهُ حَاجَةً (6) حَتَّی إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَسْكَنَ فِی قَلْبِهِ الْحِكْمَةَ وَ أَلْهَمَهُ لِحُسْنِ (7) طَاعَتِهِ لِرَبِّهِ فَسَأَلَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُرِیَهُ وَلِیّاً لَهُ فَبَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ بِأَبِی طَالِبٍ (8) فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ المثرم (9) قَامَ إِلَیْهِ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ أَجْلَسَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ أَنْتَ یَرْحَمُكَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ تِهَامَةَ فَقَالَ مِنْ أَیِّ تِهَامَةَ (10) فَقَالَ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ فَقَالَ مِنْ أَیِّ عَبْدِ مَنَافٍ؟ قَالَ مِنْ هَاشِمٍ فَوَثَبَ الْعَابِدُ وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ ثَانِیَةً وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی أَرَانِی وَلِیَّهُ
ص: 100
ثُمَّ قَالَ أَبْشِرْ یَا هَذَا فَإِنَّ الْعَلِیَّ الْأَعْلَی أَلْهَمَنِی إِلْهَاماً فِیهِ بِشَارَتُكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ وَ مَا هُوَ قَالَ وَلَدٌ یُولَدُ مِنْ ظَهْرِكَ هُوَ وَلِیُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَإِنْ أَنْتَ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الْوَلَدَ مِنْ ذَلِكَ (1) فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ إِنَّ المثرم یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً (2) رَسُولُ اللَّهِ بِهِ تَتِمُّ النُّبُوَّةُ وَ بِعَلِیٍّ تَتِمُّ الْوَصِیَّةُ قَالَ فَبَكَی أَبُو طَالِبٍ وَ قَالَ فَمَا اسْمُ هَذَا الْمَوْلُودِ (3) قَالَ اسْمُهُ عَلِیٌّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنِّی لَا أَعْلَمُ حَقِیقَةَ مَا تَقُولُ إِلَّا بِبُرْهَانٍ مُبِینٍ وَ دَلَالَةٍ وَاضِحَةٍ قَالَ المثرم مَا تُرِیدُ قَالَ أُرِیدُ أَنْ أَعْلَمَ أَنَّ مَا تَقُولُهُ حَقٌّ وَ أَنَّ رَبَّ الْعَالَمِینَ أَلْهَمَكَ ذَلِكَ قَالَ فَمَا تُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَ لَكَ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُطْعِمَكَ فِی مَكَانِكَ هَذَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ أُرِیدُ طَعَاماً مِنَ الْجَنَّةِ فِی وَقْتِی هَذَا (4) قَالَ فَدَعَا الرَّاهِبُ رَبَّهُ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا اسْتَتَمَّ المثرم الدُّعَاءَ حَتَّی أُتِیَ بِطَبَقٍ عَلَیْهِ فَاكِهَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ وَ عِذْقٌ (5) رَطْبٌ وَ عِنَبٌ وَ رُمَّانٌ فَجَاءَ بِهِ المثرم إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ رُمَّانَةً فَنَهَضَ (6) مِنْ سَاعَتِهِ إِلَی فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ فَلَمَّا أَنْ نَحَی وَ اسْتَوْدَعَهَا (7) النُّورَ ارْتَجَّتِ الْأَرْضُ وَ تَزَلْزَلَتْ بِهِمْ سَبْعَةَ أَیَّامٍ حَتَّی أَصَابَ قُرَیْشاً مِنْ ذَلِكَ شِدَّةٌ فَفَزِعُوا فَقَالُوا مُرُّوا بِآلِهَتِكُمْ إِلَی ذِرْوَةِ جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ حَتَّی نَسْأَلَهُمْ یُسَكِّنُونَ لَنَا مَا قَدْ نَزَلَ بِنَا وَ حَلَّ بِسَاحَتِنَا فَلَمَّا أَنِ اجْتَمَعُوا إِلَی (8) جَبَلِ أَبِی قُبَیْسٍ وَ هُوَ یَرْتَجُّ ارْتِجَاجاً وَ یَضْطَرِبُ اضْطِرَاباً فَتَسَاقَطَتِ الْآلِهَةُ عَلَی وُجُوهِهَا فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَی ذَلِكَ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا بِذَلِكَ ثُمَّ صَعِدَ أَبُو طَالِبٍ الْجَبَلَ وَ قَالَ لَهُمْ أَیُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَحْدَثَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ
ص: 101
حَادِثاً وَ خَلَقَ فِیهَا خَلْقاً إِنْ تُطِیعُوهُ وَ تُقِرُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ تَشْهَدُوا لَهُ بِالْإِمَامَةِ الْمُسْتَحَقَّةِ وَ إِلَّا لَمْ یَسْكُنْ مَا بِكُمْ حَتَّی لَا یَكُونَ بِتِهَامَةَ مَسْكَنٌ (1) قَالُوا یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّا نَقُولُ بِمَقَالَتِكَ فَبَكَی وَ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ قَالَ إِلَهِی وَ سَیِّدِی أَسْأَلُكَ بِالْمُحَمَّدِیَّةِ الْمَحْمُودَةِ وَ الْعَلَوِیَّةِ الْعَالِیَةِ وَ الْفَاطِمِیَّةِ الْبَیْضَاءِ إِلَّا تَفَضَّلْتَ عَلَی تِهَامَةَ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ. قَالَ جَابِرٌ (2) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا اسْتَتَمَّ أَبُو طَالِبٍ الْكَلَامَ حَتَّی سَكَنَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ وَ تَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ فَقَدْ كَانَتِ الْعَرَبُ تَكْتُبُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فَیَدْعُونَ بِهَا عِنْدَ شَدَائِدِهِمْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ هِیَ لَا تَعْلَمُهَا وَ لَا تَعْرِفُ حَقِیقَتَهَا حَتَّی وُلِدَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی وُلِدَ فِیهَا عَلِیٌّ علیه السلام أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ وَ تَضَاعَفَتِ النُّجُومُ فَأَبْصَرَتْ قُرَیْشٌ مِنْ ذَلِكَ عَجَباً فَصَاحَ بَعْضُهُمْ فِی بَعْضٍ وَ قَالُوا إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ فِی السَّمَاءِ حَادِثٌ أَ تَرَوْنَ مِنْ إِشْرَاقِ السَّمَاءِ (3) وَ ضِیَائِهَا وَ تَضَاعُفِ النُّجُومِ بِهَا قَالَ فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ وَ هُوَ یَتَخَلَّلُ سِكَكَ مَكَّةَ وَ مَوَاقِعَهَا وَ أَسْوَاقَهَا وَ هُوَ یَقُولُ لَهُمْ أَیُّهَا النَّاسُ وُلِدَ اللَّیْلَ فِی الْكَعْبَةِ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَی وَ وَلِیُّ اللَّهِ فَبَقِیَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ عَنْ عِلَّةِ مَا یَرَوْنَ مِنْ إِشْرَاقِ السَّمَاءِ فَقَالَ لَهُمْ أَبْشِرُوا فَقَدْ وُلِدَ هَذِهِ اللَّیْلَةَ (4) وَلِیٌّ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْتَمُ بِهِ جَمِیعُ الْخَیْرِ وَ یُذْهَبُ بِهِ جَمِیعُ الشَّرِّ وَ یُتَجَنَّبُ الشِّرْكُ وَ الشُّبُهَاتُ وَ لَمْ یَزَلْ یَلْزَمُ (5) هَذِهِ الْأَلْفَاظَ حَتَّی أَصْبَحَ فَدَخَلَ الْكَعْبَةَ وَ هُوَ یَقُولُ هَذِهِ الْأَبْیَاتَ:
یَا رَبِّ رَبِّ الْغَسَقِ الدَّجِیِّ*** وَ الْقَمَرِ الْمُبْتَلِجِ الْمُضِیِّ
بَیِّنْ لَنَا مِنْ حُكْمِكَ الْمَقْضِیِّ*** مَا ذَا تَرَی لِی فِی اسْمِ ذَا الصَّبِیِّ
قَالَ فَسَمِعَ هَاتِفاً یَقُولُ:
خُصِّصْتُمَا بِالْوَلَدِ الزَّكِیِّ*** وَ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الرَّضِیِّ
ص: 102
إِنَّ اسْمَهُ مِنْ شَامِخٍ عَلِیٍّ*** عَلِیٌّ اشْتُقَّ مِنَ الْعَلِیِ
فَلَمَّا سَمِعَ هَذَا خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ وَ غَابَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَیْكَ السَّلَامُ إِلَی (1) أَیْنَ غَابَ؟ قَالَ مَضَی إِلَی المثرم لِیُبَشِّرَهُ بِمَوْلِدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ كَانَ المثرم (2) قَدْ مَاتَ فِی جَبَلِ لُكَامٍ لِأَنَّهُ عَهِدَ إِلَیْهِ إِذَا وُلِدَ هَذَا الْمَوْلُودُ أَنْ یَقْصِدَ جَبَلَ لُكَامٍ فَإِنْ وَجَدَهُ حَیّاً بَشَّرَهُ وَ إِنْ وَجَدَهُ مَیِّتاً أَنْذَرَهُ فَقَالَ جَابِرٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَیْفَ یَعْرِفُ قَبْرَهُ وَ كَیْفَ یُنْذِرُهُ مَیِّتاً؟ (3) فَقَالَ یَا جَابِرُ اكْتُمْ مَا تَسْمَعُ فَإِنَّهُ مِنْ سَرَائِرِ اللَّهِ تَعَالَی الْمَكْنُونَةِ وَ عُلُومِهِ الْمَخْزُونَةِ إِنَّ المثرم كَانَ قَدْ وَصَفَ لِأَبِی طَالِبٍ كَهْفاً فِی جَبَلِ لُكَامٍ وَ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَجِدُنِی هُنَاكَ حَیّاً أَوْ مَیِّتاً فَلَمَّا أَنْ مَضَی أَبُو طَالِبٍ إِلَی ذَلِكَ الْكَهْفِ وَ دَخَلَهُ فَإِذَا هُوَ بالمثرم مَیِّتاً جَسَدُهُ مَلْفُوفٌ فِی مِدْرَعَتِهِ مُسَجًّی بِهَا (4) وَ إِذَا بِحَیَّتَیْنِ إِحْدَاهُمَا أَشَدُّ بَیَاضاً مِنَ الْقَمَرِ وَ الْأُخْرَی أَشَدُّ سَوَاداً مِنَ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ هُمَا فِی الْكَهْفِ (5) فَدَخَلَ أَبُو طَالِبٍ إِلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ فَأَحْیَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ المثرم فَقَامَ قَائِماً وَ مَسَحَ وَجْهَهُ وَ هُوَ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً وَلِیُّ اللَّهِ هُوَ الْإِمَامُ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ المثرم بَشِّرْنِی یَا أَبَا طَالِبٍ فَقَدْ كَانَ قَلْبِی مُتَعَلِّقاً بِكَ حَتَّی مَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِقُدُومِكَ (6) فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ أَبْشِرْ فَإِنَّ عَلِیّاً قَدْ طَلَعَ إِلَی الْأَرْضِ قَالَ فَمَا كَانَ عَلَامَةُ اللَّیْلَةِ الَّتِی وُلِدَ فِیهَا حَدِّثْنِی بِأَتَمِّ مَا رَأَیْتَ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ نَعَمْ شَاهَدْتُهُ (7) فَلَمَّا مَرَّ مِنَ اللَّیْلِ الثُّلُثُ أَخَذَ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَسَدٍ مَا یَأْخُذُ النِّسَاءَ عِنْدَ الْوِلَادَةِ (8) فَقَرَأْتُ عَلَیْهَا الْأَسْمَاءَ الَّتِی فِیهَا النَّجَاةُ فَسَكَنَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی فَقُلْتُ لَهَا أَنَا آتِیكِ بِنِسْوَةٍ مِنْ
ص: 103
أَحِبَّائِكِ لیعینوك [لِیُعِنَّكِ] (1) عَلَی أَمْرِكِ قَالَتِ الرَّأْیُ لَكَ فَاجْتَمَعَتِ النِّسْوَةُ عِنْدَهَا فَإِذَا أَنَا بِهَاتِفٍ یَهْتِفُ مِنْ وَرَاءِ الْبَیْتِ أَمْسِكْ عَنْهُنَّ یَا أَبَا طَالِبٍ فَإِنَّ وَلِیَّ اللَّهِ لَا تَمَسُّهُ إِلَّا یَدٌ مُطَهَّرَةٌ فَلَمْ یُتِمَّ الْهَاتِفُ فَإِذَا أَنَا بِأَرْبَعِ نِسْوَةٍ فَدَخَلْنَ (2) عَلَیْهَا وَ عَلَیْهِنَّ ثِیَابُ حَرِیرٍ (3) بِیْضٌ وَ إِذَا رَوَائِحُهُنَّ أَطْیَبُ مِنَ الْمِسْكِ الْأَذْفَرِ فَقُلْنَ لَهَا (4) السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا وَلِیَّةَ اللَّهِ فَأَجَابَتْهُنَّ بِذَلِكِ فَجَلَسْنَ بَیْنَ یَدَیْهَا وَ مَعَهُنَّ جُؤْنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِیلٌ حَتَّی وُلِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَلَمَّا أَنْ وُلِدَ أَتَیْتُهُنَّ فَإِذَا أَنَا بِهِ قَدْ طَلَعَ كَأَنَّهُ الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ فَسَجَدَ (5) عَلَی الْأَرْضِ وَ هُوَ یَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنِّی وَصِیُّ نَبِیِّهِ (6) تُخْتَمُ بِهِ النُّبُوَّةُ وَ تُخْتَمُ بِیَ الْوَصِیَّةُ فَأَخَذَتْهُ إِحْدَاهُنَّ مِنَ الْأَرْضِ وَ وَضَعَتْهُ فِی حَجْرِهَا فَلَمَّا وَضَعَتْهُ (7) نَظَرَ إِلَی وَجْهِهَا وَ نَادَی بِلِسَانٍ طَلْقٍ وَ یَقُولُ (8) السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُمَّاهْ فَقَالَتْ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا بُنَیَّ فَقَالَ كَیْفَ وَالِدِی قَالَتْ فِی نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَتَقَلَّبُ وَ فِی خِیَرَتِهِ یَتَنَعَّمُ فَلَمَّا (9) أَنْ سَمِعْتُ ذَلِكَ لَمْ أَتَمَالَكْ أَنْ قُلْتُ یَا بُنَیَّ أَ وَ لَسْتُ أَبَاكَ (10) فَقَالَ بَلَی وَ لَكِنْ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَهَذِهِ أُمِّی حَوَّاءُ فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ غَضَضْتُ وَجْهِی وَ رَأْسِی وَ غَطَّیْتُهُ بِرِدَائِی وَ أَلْقَیْتُ نَفْسِی حَیَاءً مِنْهَا علیها السلام (11) ثُمَّ دَنَتْ أُخْرَی وَ مَعَهَا جُؤْنَةٌ مَمْلُوءَةٌ مِنَ الْمِسْكِ فَأَخَذَتْ عَلِیّاً علیه السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی وَجْهِهَا قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا أُخْتِی فَقَالَتْ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخِی فَقَالَ مَا حَالُ عَمِّی (12) فَقَالَتْ بِخَیْرٍ وَ هُوَ
ص: 104
یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ فَقُلْتُ یَا بُنَیَّ مَنْ هَذِهِ وَ مَنْ عَمُّكَ فَقَالَ هَذِهِ مَرْیَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَ عَمِّی عِیسَی علیه السلام فَضَمَّخَتْهُ بِطِیبٍ كَانَ مَعَهَا فِی الْجُؤْنَةِ مِنَ الْجَنَّةِ ثُمَّ أَخَذَتْهُ أُخْرَی فَأَدْرَجَتْهُ فِی ثَوْبٍ كَانَ مَعَهَا قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَقُلْتُ لَوْ طَهَّرْنَاهُ كَانَ أَخَفَّ عَلَیْهِ وَ ذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تُطَهِّرُ مَوَالِیدَهَا فِی یَوْمِ وِلَادَتِهَا فَقُلْنَ إِنَّهُ وُلِدَ طَاهِراً مُطَهَّراً لِأَنَّهُ لَا یُذِیقُهُ اللَّهُ الْحَدِیدَ (1) إِلَّا عَلَی یَدَیْ رَجُلٍ یُبْغِضُهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَلَائِكَتُهُ وَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ وَ هُوَ أَشْقَی الْأَشْقِیَاءِ فَقُلْتُ لَهُنَّ مَنْ هُوَ قُلْنَ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللَّهُ تَعَالَی وَ هُوَ قَاتِلُهُ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِینَ مِنْ وَفَاةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَبُو طَالِبٍ فَأَنَا كُنْتُ فِی اسْتِمَاعِ قَوْلِهِنَّ إِذْ أَخَذَهُ (2) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِی مِنْ یَدِهِنَّ (3) وَ وَضَعَ یَدَهُ فِی یَدِهِ وَ تَكَلَّمَ مَعَهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَخَاطَبَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام وَ خَاطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِأَسْرَارٍ كَانَتْ بَیْنَهُمَا ثُمَّ غَابَتِ النِّسْوَةُ فَلَمْ أَرَهُنَّ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَنِی كُنْتُ أَعْرِفُ الِامْرَأَتَیْنِ الْأَخِیرَتَیْنِ وَ كَانَ عَلِیٌّ أَعْرَفَ (4) مِنِّی فَسَأَلْتُهُ عَنْهُنَّ فَقَالَ لِی یَا أَبَتِ أَمَّا الْأُولَی فَكَانَتْ أُمِّی حَوَّاءَ وَ أَمَّا الثَّانِیَةُ الَّتِی ضَمَّخَتْنِی بِالطِّیبِ فَكَانَتْ مَرْیَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَ أَمَّا الَّتِی أَدْرَجَتْنِی فِی الثَّوْبِ فَهِیَ آسِیَةُ وَ أَمَّا صَاحِبَةُ الْجُؤْنَةِ فَكَانَتْ أُمَّ مُوسَی علیها السلام ثُمَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام الْحَقْ بالمثرم یَا أَبَا طَالِبٍ وَ بَشِّرْهُ وَ أَخْبِرْهُ بِمَا رَأَیْتَ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ فِی كَهْفِ كَذَا فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْمُنَاظَرَةِ مَعَ مُحَمَّدٍ ابْنِ أَخِی وَ مِنْ مُنَاظَرَتِی عَادَ إِلَی طُفُولِیَّتِهِ الْأُولَی فَأَتَیْتُكَ فَأَخْبَرْتُكَ وَ شَرَحْتُ لَكَ الْقِصَّةَ بِأَسْرِهَا بِمَا عَایَنْتُ وَ شَاهَدْتُ مِنِ ابْنِی عَلِیٍّ یَا مثرم فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فَلَمَّا سَمِعَ المثرم ذَلِكَ مِنِّی بَكَی بُكَاءً شَدِیداً فِی ذَلِكَ وَ فَكَّرَ سَاعَةً ثُمَّ سَكَنَ وَ تَمَطَّی ثُمَّ غَطَّی رَأْسَهُ وَ قَالَ لِی غَطِّنِی بِفَضْلِ مِدْرَعَتِی فَغَطَّیْتُهُ بِفَضْلِ مِدْرَعَتِهِ فَتَمَدَّد فَإِذَا هُوَ مَیِّتٌ كَمَا كَانَ فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ أُكَلِّمُهُ فَلَمْ یُجِبْنِی
ص: 105
فَاسْتَوْحَشْتُ لِذَلِكَ فَخَرَجَتِ الْحَیَّتَانِ وَ قَالَتَا الْحَقْ بِوَلِیِّ اللَّهِ فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِصِیَانَتِهِ وَ كَفَالَتِهِ مِنْ غَیْرِكَ فَقُلْتُ لَهُمَا مَنْ أَنْتُمَا قَالَتَا نَحْنُ عَمَلُهُ الصَّالِحُ خَلَقَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الصُّورَةِ الَّتِی تَرَی وَ نَذُبُّ عَنْهُ الْأَذَی لَیْلًا وَ نَهَاراً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَإِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ كَانَتْ إِحْدَانَا قَائِدَتَهُ وَ الْأُخْرَی سَائِقَتَهُ وَ دَلِیلَهُ (1) إِلَی الْجَنَّةِ ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی مَكَّةَ. قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَرَحْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَنِی وَ وَجَبَ عَلَیْكَ الْحِفْظُ لَهَا فَإِنَّ لِعَلِیٍّ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ الْجَلِیلَةِ وَ الْعَطَایَا الْجَزِیلَةِ مَا لَمْ یُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ لَا الْأَنْبِیَاءِ الْمُرْسَلِینَ وَ حُبُّهُ وَاجِبٌ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ فَإِنَّهُ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ لَا یَجُوزُ أَحَدٌ عَلَی الصِّرَاطِ إِلَّا بِبَرَاءَةٍ مِنْ أَعْدَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام (2).
كِتَابُ غُرَرِ الدُّرَرِ، لِلسَیِّدِ حَیْدَرِ الْحُسَیْنِیِّ عَنِ الشَّیْخِ جَمَالِ الدِّینِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّشِیدِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَطَّارِ الْهَمَدَانِیِّ عَنِ الْإِمَامِ رُكْنِ الدِّینِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْفَارِسِیِّ عَنْ فَارُوقٍ الْخَطَّابِیِّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ الْفَسَوِیِّ عَنْ شَاذَانَ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ مِثْلَهُ (3).
34- ضه، روضة الواعظین قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ (4) جَمَعَ وُجُوهَ قُرَیْشٍ فَأَوْصَاهُمْ فَقَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ أَنْتُمْ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ قَلْبُ الْعَرَبِ وَ أَنْتُمْ خَزَنَةُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ أَهْلُ حَرَمِهِ فِیكُمُ السَّیِّدُ الْمُطَاعُ الطَّوِیلُ الذِّرَاعِ (5) وَ فِیكُمُ الْمُقْدِمُ الشُّجَاعُ الْوَاسِعُ الْبَاعِ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَمْ تَتْرُكُوا لِلْعَرَبِ فِی الْمَفَاخِرِ نَصِیباً إِلَّا حُزْتُمُوهُ (6) وَ لَا شَرَفاً إِلَّا أَدْرَكْتُمُوهُ فَلَكُمْ عَلَی النَّاسِ بِذَلِكَ الْفَضِیلَةُ وَ لَهُمْ بِهِ إِلَیْكُمُ الْوَسِیلَةُ وَ النَّاسُ لَكُمْ حَرْبٌ وَ عَلَی
ص: 106
حَرْبِكُمْ أَلْبٌ وَ إِنِّی مُوصِیكُمْ بِوَصِیَّةٍ فَاحْفَظُوهَا أُوصِیكُمْ بِتَعْظِیمِ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ فَإِنَّ فِیهَا مَرْضَاةَ الرَّبِّ وَ قَوَاماً لِلْمَعَاشِ وَ ثُبُوتاً لِلْوَطْأَةِ وَ صِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَفِی صِلَتِهَا مَنْسَاةٌ فِی الْأَجَلِ وَ زِیَادَةٌ فِی الْعَدَدِ وَ اتْرُكُوا الْعُقُوقَ وَ الْبَغْیَ فَفِیهِمَا هَلَكَتِ الْقُرُونُ قَبْلَكُمْ أَجِیبُوا الدَّاعِیَ وَ أَعْطُوا السَّائِلَ (1) فَإِنَّ فِیهَا شَرَفاً لِلْحَیَاةِ وَ الْمَمَاتِ عَلَیْكُمْ بِصِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِنَّ فِیهِمَا (2) نَفْیاً لِلتُّهَمَةِ وَ جَلَالَةً فِی الْأَعْیُنِ وَ اجْتَنِبُوا (3) الْخِلَافَ عَلَی النَّاسِ وَ تَفَضَّلُوا عَلَیْهِمْ (4) فَإِنَّ فِیهِمَا مَحَبَّةً لِلْخَاصَّةِ وَ مَكْرُمَةً لِلْعَامَّةِ وَ قُوَّةً لِأَهْلِ الْبَیْتِ وَ إِنِّی أُوصِیكُمْ بِمُحَمَّدٍ خَیْراً فَإِنَّهُ الْأَمِینُ فِی قُرَیْشٍ وَ الصِّدِّیقُ فِی الْعَرَبِ وَ هُوَ جَامِعٌ لِهَذِهِ الْخِصَالِ الَّتِی أُوصِیكُمْ بِهَا قَدْ جَاءَكُمْ (5) بِأَمْرٍ قَبِلَهُ الْجَنَانُ وَ أَنْكَرَهُ اللِّسَانُ مَخَافَةَ الشَّنَآنِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی صَعَالِیكِ الْعَرَبِ وَ أَهْلِ الْعِزِّ فِی الْأَطْرَافِ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ مِنَ النَّاسِ قَدْ أَجَابُوا دَعْوَتَهُ وَ صَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَ عَظَّمُوا أَمْرَهُ فَخَاضَ بِهِمْ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ (6) فَصَارَتْ رُؤَسَاءُ (7) قُرَیْشٍ وَ صَنَادِیدُهَا أَذْنَاباً وَ دُورُهَا خَرَاباً وَ ضُعَفَاؤُهَا أَرْبَاباً وَ إِذَا أَعْظَمُهُمْ عَلَیْهِ أَحْوَجُهُمْ إِلَیْهِ وَ أَبْعَدُهُمْ مِنْهُ أَخْطَأُهُمْ لَدَیْهِ قَدْ مَحَّضَتْهُ الْعَرَبُ وِدَادَهَا وَ صَفَّتْ لَهُ (8) بِلَادَهَا وَ أَعْطَتْهُ قِیَادَهَا فَدُونَكُمْ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ ابْنَ أَبِیكُمْ وَ أُمِّكُمْ كُونُوا لَهُ وُلَاةً وَ لِحَرْبِهِ (9) حُمَاةً وَ اللَّهِ لَا یَسْلُكُ أَحَدٌ مِنْكُمْ (10) سَبِیلَهُ إِلَّا رَشَدَ وَ لَا یَأْخُذُ أَحَدٌ بِهُدَاهُ إِلَّا سَعِدَ وَ لَوْ كَانَ لِنَفْسِی مُدَّةٌ وَ فِی أَجَلِی تَأْخِیرٌ لَكَفَیْتُهُ الْكَوَافِیَ وَ لَدَافَعْتُ (11) عَنْهُ الدَّوَاهِیَ
ص: 107
غَیْرَ أَنِّی أَشْهَدُ بِشَهَادَتِهِ وَ أُعَظِّمُ مَقَالَتَهُ (1).
بیان: قال فی القاموس ألب إلیه القوم أتوه من كل جانب و هم علیه ألب و إلب واحد مجتمعون علیه بالظلم و العداوة (2) قوله مخافة الشنآن هو بفتح النون و سكونها البغضاء أی لم أظهره باللسان مخافة عداوة القوم.
و قال الجوهری الصعلوك الفقیر و صعالیك العرب ذؤبانها.
أقول روی بعض أرباب السیر المعتبرة مثله ثم قال و فی لفظ آخر لما حضرته الوفاة دعا بنی عبد المطلب فقال لن تزالوا بخیر ما سمعتم من محمد و ما اتبعتم أمره فأطیعوه ترشدوا.
و أقول ألف السید الفاضل السعید شمس الدین أبو علی فخار بن معد الموسوی كتابا فی إثبات إیمان أبی طالب و أورد فیه أخبارا كثیرة من طرق الخاصة و العامة و هو من أعاظم محدثینا و داخل فی أكثر طرقنا إلی الكتب المعتبرة و سنورد طریقنا إلیه فی المجلد الآخر من هذا الكتاب إن شاء اللّٰه تعالی و استخرجنا من كتابه بعض الأخبار.
35- قَالَ أَخْبَرَنِی شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ طَحَّانٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مِسْمَعِ كُرْدِینٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَبَطَ عَلَیَّ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ شَفَّعَكَ فِی سِتَّةٍ (3) بَطْنٍ حَمَلَتْكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَ صُلْبٍ أَنْزَلَكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ أبو [أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْتٍ آوَاكَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخٍ كَانَ لَكَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِعْلُهُ قَالَ كَانَ سَخِیّاً یُطْعِمُ الطَّعَامَ وَ یَجُودُ بِالنَّوالِ وَ ثَدْیٍ أَرْضَعَتْكَ حَلِیمَةَ بِنْتِ أَبِی ذُؤَیْبٍ (4).
ص: 108
36- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ رِجَالِهِ یَرْفَعُونَهُ إِلَی إِدْرِیسَ وَ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ جَمِیعاً قَالا إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنِّی حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَی صُلْبٍ أَنْزَلَكَ وَ بَطْنٍ حَمَلَكَ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ وَ أَهْلِ بَیْتٍ آوَوْكَ (1)- فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الصُّلْبُ الَّذِی أَخْرَجَهُ (2) وَ الْبَطْنُ الَّذِی حَمَلَهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَ الْحَجْرُ الَّذِی كَفَلَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ وَ أَمَّا أَهْلُ الْبَیْتِ الَّذِینَ آوَوْهُ فَأَبُو طَالِبٍ (3).
37- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْفَرِیَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَیَارَ عَنْ وَالِدِهِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ (4) وَ یَقُولُ لَكَ إِنِّی قَدْ حَرَّمْتُ النَّارَ عَلَی صُلْبٍ أَنْزَلَكَ وَ عَلَی بَطْنٍ حَمَلَكَ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ (5) أَمَّا الصُّلْبُ الَّذِی أَنْزَلَكَ فَصُلْبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَمَّا الْبَطْنُ الَّذِی حَمَلَكَ فَآمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَ أَمَّا الْحَجْرُ الَّذِی كَفَلَكَ- فَعَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ (6).
38- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الطَّرَابُلُسِیِّ عَنِ الْقَاضِی عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ الْكَرَاجُكِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُلَاعِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ جَنْدَلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَرْبِ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ مَا تَرْجُو لِأَبِی طَالِبٍ فَقَالَ كُلَّ خَیْرٍ أَرْجُو
ص: 109
مِنْ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ (1).
39- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْكَرَاجُكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ جَالِساً فِی الرَّحْبَةِ (2) وَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّكَ بِالْمَكَانِ الَّذِی أَنْزَلَكَ اللَّهُ وَ أَبُوكَ مُعَذَّبٌ فِی النَّارِ فَقَالَ مَهْ فَضَّ اللَّهُ فَاكَ (3) وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ شَفَعَ أَبِی فِی كُلِّ مُذْنِبٍ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ لَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِیهِمْ أَبِی مُعَذَّبٌ فِی النَّارِ (4) وَ ابْنُهُ قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ إِنَّ نُورَ أَبِی طَالِبٍ لَیُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلَائِقِ إِلَّا خَمْسَةَ أَنْوَارٍ نُورَ مُحَمَّدٍ وَ نُورَ فَاطِمَةَ وَ نُورَ الْحَسَنِ وَ نُورَ الْحُسَیْنِ وَ نُورَ وُلْدِهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ (5) أَلَا إِنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْلِ خَلْقِ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ (6).
40- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْكَرَاجُكِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ (7) عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُنْجِحٍ الْخَادِمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی الْإِمَامِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی شَكَكْتُ فِی إِیمَانِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَكَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّی أَمَا إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُقِرَّ بِإِیمَانِ أَبِی طَالِبٍ كَانَ مَصِیرُكَ إِلَی النَّارِ (8).
41- وَ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ
ص: 110
بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ عَبْدَ الْعَظِیمِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیَّ كَانَ مَرِیضاً فَكَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَرِّفْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنِ الْخَبَرِ الْمَرْوِیِّ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ (1) یَغْلِی مِنْهُ دِمَاغُهُ فَكَتَبَ إِلَیْهِ الرِّضَا علیه السلام بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ إِنْ شَكَكْتَ فِی إِیمَانِ أَبِی طَالِبِ كَانَ مَصِیرُكَ إِلَی النَّارِ (2).
42- وَ بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْكَرَاجُكِیِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا یُونُسُ مَا یَقُولُ النَّاسُ فِی أَبِی طَالِبٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَقُولُونَ هُوَ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلَانِ مِنْ نَارٍ تَغْلِی مِنْهُمَا أُمُّ رَأْسِهِ فَقَالَ كَذَبَ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً (3).
أقول: روی الكراجكی تلك الأخبار فی كتاب كنز الفوائد مع أشعار كثیرة دالة علی إیمانه تركناها مخافة التطویل و التكرار (4) رجعنا إلی كلام السید.
43- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَیْنِ الْحِلِّیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَعْفَرِیَّةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِیَارَ (5) عَنْ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ فَقَالَ كَذَبُوا مَا بِهَذَا نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ وَ بِمَا نَزَلَ قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ فِی بَعْضِ مَا كَانَ عَلَیْهِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ أَسَرُّوا الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ وَ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسَرَّ الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرَ الشِّرْكَ فَآتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَیْنِ وَ مَا خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی
ص: 111
أَتَتْهُ الْبِشَارَةُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی بِالْجَنَّةِ. ثُمَّ قَالَ علیه السلام كَیْفَ یَصِفُونَهُ بِهَذَا (1) وَ قَدْ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ لَیْلَةَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ عَنْ مَكَّةَ فَمَا لَكَ بِهَا نَاصِرٌ بَعْدَ أَبِی طَالِبٍ (2).
44- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعُرَیْضِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ طَحَّانٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الطُّوسِیِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ لَیْثٍ الْمُرَادِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَیِّدِی إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ یَغْلِی مِنْهُ دِمَاغُهُ قَالَ علیه السلام كَذَبُوا وَ اللَّهِ إِنَّ إِیمَانَ أَبِی طَالِبٍ لَوْ وُضِعَ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ وَ إِیمَانُ هَذَا الْخَلْقِ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ لَرَجَحَ إِیمَانُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی إِیمَانِهِمْ ثُمَّ قَالَ علیه السلام كَانَ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یَأْمُرُ أَنْ یُحَجَّ عَنْ أَبِ النَّبِیِّ وَ أُمِّهِ وَ عَنْ أَبِی طَالِبٍ فِی حَیَاتِهِ وَ لَقَدْ أَوْصَی فِی وَصِیَّتِهِ بِالْحَجِّ عَنْهُمْ بَعْدَ مَمَاتِهِ (3).
ثم قال قدس اللّٰه روحه فهذه الأخبار المختصة بذكر الضحضاح و ما شاكلها من روایات أهل الضلال و موضوعات بنی أمیة و أشیاعهم و أحادیث الضحضاح جمیعها تستند إلی المغیرة بن شعبة و هو رجل ضنین (4) فی حق بنی هاشم لأنه معروف بعداوتهم و روی أنه شرب فی بعض الأیام فلما سكر قیل له ما تقول فی إمامة بنی هاشم فقال و اللّٰه ما أردت لهاشمی قط خیرا و هو مع ذلك فاسق ثم ذكر قصة زناه بالبصرة و تعطیل عمر حده كما ذكرناه فی كتاب الفتن و ذكر وجوها أخر لبطلان هذه الروایة تركناها روما للاختصار ثم قال.
45- وَ أَخْبَرَنِی شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ یَرْفَعُهُ إِلَی دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ لِی عَلَی رَجُلٍ دَیْنٌ وَ قَدْ خِفْتُ تَوَاهُ (5) فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِذَا مَرَرْتَ بِمَكَّةَ فَطُفْ عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ طَوَافاً وَ صَلِّ عَنْهُ رَكْعَتَیْنِ وَ طُفْ عَنْ أَبِی طَالِبٍ طَوَافاً وَ صَلِّ عَنْهُ رَكْعَتَیْنِ وَ طُفْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ طَوَافاً وَ صَلِّ عَنْهُ رَكْعَتَیْنِ
ص: 112
وَ طُفْ عَنْ آمِنَةَ طَوَافاً وَ صَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَیْنِ وَ طُفْ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ طَوَافاً وَ صَلِّ عَنْهَا رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرُدَّ عَلَیْكَ مَالَكَ قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الصَّفَا فَإِذَا غَرِیمِی وَاقِفٌ یَقُولُ یَا دَاوُدُ حَبَسْتَنِی تَعَالَ فَاقْبِضْ حَقَّكَ (1).
46- وَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِی الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ شَهِدَ عِنْدَ الْمَوْتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ (2).
47- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّی أَعْطَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ نَفْسِهِ الرِّضَا (3).
48- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَنَرَی أَنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْلَمَ بِكَلَامِ الْجَمَلِ (4).
أقول: قال السید رضی اللّٰه عنه قوله علیه السلام لنری معناه لنعتقد لأنه یقال فلان یری رأی فلان أی یعتقد اعتقاده و قوله علیه السلام بكلام الجمل یعنی الجمل الذی خاطب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قصته معروفة (5) ثم قال:
49- وَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی سَلَّامِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ أَبِی حِینَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ شَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَنِی فِیهِ بِشَیْ ءٍ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا (6).
50- وَ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ التَّقِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْمُوضِحِ عَنِ الْحَسَنِ السَّكُونِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْمُنْذِرِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی حَبِیبَةَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
ص: 113
قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَبِی قُحَافَةَ یَقُودُهُ (1) وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ أَعْمَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی بَكْرٍ أَلَّا تَرَكْتَ الشَّیْخَ حَتَّی نَأْتِیَهُ فَقَالَ أَرَدْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ یَأْجُرَنِیَ اللَّهُ أَمَا وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَأَنَا كُنْتُ أَشَدَّ فَرَحاً بِإِسْلَامِ عَمِّكَ أَبِی طَالِبٍ مِنِّی بِإِسْلَامِ أَبِی أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ قُرَّةَ عَیْنِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَدَقْتَ.
وَ قَدْ رَوَی هَذَا الْحَدِیثَ أَبُو الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیُّ عَنْ أَبِی بِشْرٍ عَنِ الْغَلَابِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَكَّارٍ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْهُذَلِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِی قُحَافَةَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ الْحَدِیثَ (2).
51- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْمُوضِحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی الصَّیْفِیِّ (3) عَنِ الشَّعْبِیِّ یَرْفَعُهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: كَانَ وَ اللَّهِ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُؤْمِناً مُسْلِماً یَكْتُمُ إِیمَانَهُ مَخَافَةً عَلَی بَنِی هَاشِمٍ أَنْ تُنَابِذَهَا قُرَیْشٌ (4).
قَالَ أَبُو عَلِیٍّ الْمُوضِحُ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی أَبِیهِ یَرْثِیهِ یَقُولُ: (5)
أَبَا طَالِبٍ عِصْمَةَ الْمُسْتَجِیرِ*** وَ غَیْثَ الْمُحُولِ وَ نُورَ الظُّلَمِ (6)
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أَهْلَ الْحِفَاظِ*** فَصَلَّی عَلَیْكَ وَلِیُّ النِّعَمِ
وَ لَقَّاكَ رَبُّكَ رِضْوَانَهُ*** فَقَدْ كُنْتَ لِلطُّهْرِ مِنْ خَیْرِ عَمٍّ (7)
فَلَوْ كَانَ مَاتَ كَافِراً مَا كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَرْثِیهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ یَدْعُو لَهُ بِالرِّضْوَانِ
ص: 114
مِنَ اللَّهِ تَعَالَی (1).
52- وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْمُوضِحِ قَالَ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ بِهَذِهِ الرِّوَایَةِ وَ بِغَیْرِهَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَبِی طَالِبٍ أَ كَانَ مُؤْمِناً فَقَالَ نَعَمْ فَقِیلَ لَهُ إِنَّ هَاهُنَا قَوْماً یَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَافِرٌ فَقَالَ وَا عَجَبَاهْ (2) أَ یَطْعَنُونَ عَلَی أَبِی طَالِبٍ أَوْ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ نَهَاهُ اللَّهُ أَنْ یُقِرَّ مُؤْمِنَةً مَعَ كَافِرٍ فِی غَیْرِ آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ لَا یَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّ بِنْتَ أَسَدٍ (3) مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ السَّابِقَاتِ وَ أَنَّهَا لَمْ تَزَلْ تَحْتَ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (4).
53- وَ أَخْبَرَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُعَیَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورْیَسْتِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ المعیدی [الْعَبْدِیِ] (5) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ أَبُو طَالِبٍ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَحْضَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ لِیُرِیَهُمْ فَضْلَهُ یَا ابْنَ أَخِی اللَّهُ أَرْسَلَكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ لِلْأَنْبِیَاءِ مُعْجِزاً وَ خَرْقَ عَادَةٍ فَأَرِنَا آیَةً قَالَ ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ وَ قُلْ لَهَا یَقُولُ لَكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَقْبِلِی بِإِذْنِ اللَّهِ فَدَعَاهَا فَأَقْبَلَتْ حَتَّی سَجَدَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ أَمَرَهَا بِالانْصِرَافِ فَانْصَرَفَتْ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ ثُمَّ قَالَ لِابْنِهِ عَلِیٍّ یَا بُنَیَّ الْزَمْ ابْنَ عَمِّكَ (6).
54- وَ أَخْبَرَنِی بِالْإِسْنَادِ إِلَی أَبِی الْفَرَجِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یُعْجِبُهُ أَنْ یُرْوَی شِعْرُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنْ یُدَوَّنَ وَ قَالَ تَعَلَّمُوهُ وَ عَلِّمُوهُ أَوْلَادَكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ فِیهِ عِلْمٌ كَثِیرٌ (7).
ص: 115
55- وَ أَخْبَرَنِی أَبُو الْفَضْلِ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ عَنِ الْكَرَاجُكِیِّ عَنْ طَاهِرِ بْنِ مُوسَی (1) عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِیسَی قَالَ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ سَمِعْتُ الْمُهَاجِرَ مَوْلَی بَنِی نَوْفَلٍ یَقُولُ سَمِعْتُ (2) أَبَا طَالِبِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ یَقُولُ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ رَبَّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَ أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ وَ لَا یُعْبَدَ مَعَهُ غَیْرُهُ وَ مُحَمَّدٌ عِنْدِی الصَّادِقُ الْأَمِینُ (3).
56- وَ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ نَصْرُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ ذَاكِرِ بْنِ كَامِلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْحَدَّادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسَ المعبدی [الْبَرْقَعِیدِیِ] (4) عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَرَّاجٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُهَاجِرٍ مَوْلَی بَنِی نَوْفَلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ یَقُولُ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ وَ لَا یُعْبَدَ مَعَهُ غَیْرُهُ وَ مُحَمَّدٌ عِنْدِی الْمُصَدَّقُ الْأَمِینُ (5).
57- وَ أَخْبَرَنَا بِهِ أَیْضاً مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْفَرَجِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ هَارُونَ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ الْمُهَاجِرَ مَوْلَی بَنِی نَوْفَلٍ یَقُولُ سَمِعْنَا أَبَا رَافِعٍ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ یَقُولُ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَبَّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ أَنْ یُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ لَا یُعْبَدَ سِوَاهُ وَ مُحَمَّدٌ الصَّدُوقُ الْأَمِینُ (6).
58- وَ أَخْبَرَنِی یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْغَنَائِمِ عَنِ الشَّرِیفِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُعَافَا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ أَبُو طَالِبِ بْنُ
ص: 116
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُسْلِماً مُؤْمِناً وَ شِعْرُهُ فِی دِیوَانِهِ یَدُلُّ عَلَی إِیمَانِهِ ثُمَّ مَحَبَّتِهِ وَ تَرْبِیَتِهِ وَ نُصْرَتِهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مُوَالاةِ أَوْلِیَائِهِ وَ تَصْدِیقِهِ إِیَّاهُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ رَبِّهِ وَ أَمْرِهِ لِوَلَدَیْهِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ بِأَنْ یُسْلِمَا وَ یُؤْمِنَا بِمَا یَدْعُو إِلَیْهِ وَ أَنَّهُ خَیْرُ الْخَلْقِ وَ أَنَّهُ یَدْعُو إِلَی الْحَقِّ وَ الْمِنْهَاجِ الْمُسْتَقِیمِ وَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَثَبَتَ ذَلِكَ فِی قُلُوبِهِمَا فَحِینَ دَعَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَجَابَاهُ فِی الْحَالِ وَ مَا تَلَبَّثَا لِمَا قَدْ قَرَّرَهُ أَبُوهُمَا عِنْدَهُمَا مِنْ أَمْرِهِ وَ كَانَا یَتَأَمَّلَانِ أَفْعَالَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَجِدَانِهَا كُلَّهَا حَسَنَةً یَدْعُو إِلَی سَدَادٍ وَ اسْتِنَادٍ (1) فَحَسْبُكَ إِنْ كُنْتَ مُنْصِفاً مِنْهُ هَذَا أَنْ یَسْمَحَ بِمِثْلِ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرٍ وَلَدَیْهِ وَ كَانَا مِنْ قَلْبِهِ بِالْمَنْزِلَةِ الْمَعْرُوفَةِ الْمَشْهُورَةِ لِمَا یَأْخُذَانِ بِهِ أَنْفُسَهُمَا مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ وَ الشَّجَاعَةِ وَ قِلَّةِ النَّظِیرِ لَهُمَا أَنْ یُطِیعَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا یَدْعُوهُمَا إِلَیْهِ مِنْ دِینٍ وَ جِهَادٍ وَ بَذْلِ أَنْفُسِهِمَا وَ مُعَادَاةِ مَنْ عَادَاهُ وَ مُوَالاةِ مَنْ وَالاهُ مِنْ غَیْرِ حَاجَةٍ إِلَیْهِ لَا فِی مَالٍ وَ لَا فِی جَاهٍ وَ لَا غَیْرِهِ لِأَنَّ عَشِیرَتَهُ أَعْدَاؤُهُ وَ أَمَّا الْمَالُ فَلَیْسَ لَهُ فَلَمْ یَبْقَ إِلَّا الرَّغْبَةُ فِیمَا جَاءَ بِهِ مِنْ رَبِّهِ (2).
أقول: الظاهر أنه إلی هنا من الروایة لأنه رحمه اللّٰه قال بعد ذلك فهذا الحدیث مروی عن الإمام أبی جعفر الباقر علیه السلام فلقد بین حال أبی طالب فیه أحسن تبیین و نبه علی إیمانه أجل تنبیه و لقد كان هذا الحدیث كافیا (3) فی معرفة إیمان أبی طالب أسكنه اللّٰه جنته (4) لمن كان منصفا لبیبا عاقلا أدیبا و قَدْ كُنْتُ سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِنَا الْعُلَمَاءِ مُذَاكَرَةً یَرْوُونَ
عَنِ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِینَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَنَّهُمْ سُئِلُوا عَنْ قَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَّفَقِ عَلَی رِوَایَتِهِ الْمُجْمَعِ عَلَی صِحَّتِهِ أَنَا وَ كَافِلُ الْیَتِیمِ كَهَاتَیْنِ فِی الْجَنَّةِ فَقَالُوا أَرَادَ بِكَافِلِ الْیَتِیمِ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ لِأَنَّهُ كَفَلَهُ یَتِیماً مِنْ أَبَوَیْهِ وَ لَمْ یَزَلْ شَفِیقاً عَلَیْهِ (5).
ثُمَّ قَالَ قُدِّسَ سِرُّهُ.
ص: 117
59- وَ أَخْبَرَنِی السَّیِّدُ عَبْدُ الْحَمِیدِ عَنْ عَبْدِ السَّمِیعِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصُّوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ یَرْفَعُهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَقِیلِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ أَنَا أُحِبُّكَ یَا عَقِیلُ حُبَّیْنِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِأَبِی طَالِبٍ لِأَنَّهُ كَانَ یُحِبُّكَ (1).
60- وَ أَخْبَرَنِی أَبُو الْفَضْلِ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ عَنِ الْكَرَاجُكِیِّ یَرْفَعُهُ قَالَ: أَصَابَتْ قُرَیْشاً (2) أَزْمَةٌ مُهْلِكَةٌ وَ سَنَةٌ مُجْدِبَةٌ مُنْهِكَةٌ (3) وَ كَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا مَالٍ یَسِیرٍ وَ عِیَالٍ كَثِیرٍ فَأَصَابَهُ مَا أَصَابَ قُرَیْشاً مِنَ الْعُدْمِ وَ الْإِضَاقَةِ وَ الْجَهْدِ وَ الْفَاقَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَمَّهُ الْعَبَّاسَ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْفَضْلِ إِنَّ أَخَاكَ كَثِیرُ الْعِیَالِ مُخْتَلُّ الْحَالِ ضَعِیفُ النَّهْضَةِ وَ الْعَزْمَةِ (4) وَ قَدْ نَزَلَ بِهِ مَا نَزَلَ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ وَ ذَوُو الْأَرْحَامِ أَحَقُّ بِالرِّفْدِ وَ أَوْلَی مَنْ حَمَلَ الْكَلَّ (5) فِی سَاعَةِ الْجَهْدِ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَیْهِ لِنُعِینَهُ عَلَی مَا هُوَ عَلَیْهِ فَلِنَحْمِلَ بَعْضَ أَثْقَالِهِ (6) وَ نُخَفِّفَ عَنْهُ مِنْ عِیَالِهِ یَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً مِنْ بَنِیهِ لِیَسْهُلَ بِذَلِكَ عَلَیْهِ بَعْضُ مَا هُوَ فِیهِ (7) فَقَالَ الْعَبَّاسُ نِعْمَ مَا رَأَیْتَ وَ الصَّوَابُ فِیمَا أَتَیْتَ هَذَا وَ اللَّهِ الْفَضْلُ الْكَرِیمُ وَ الْوَصْلُ الرَّحِیمُ فَلَقِیَا أَبَا طَالِبٍ فَصَبَّرَاهُ وَ لِفَضْلِ آبَائِهِمَا ذَكَّرَاهُ (8) وَ قَالا لَهُ إِنَّا نُرِیدُ أَنْ نَحْمِلَ عَنْكَ بَعْضَ الْحَالِ فَادْفَعْ إِلَیْنَا مِنْ أَوْلَادِكَ مَنْ تَخِفُّ عَنْكَ بِهِ الْأَثْقَالُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا تَرَكْتُمَا لِی عَقِیلًا وَ طَالِباً فَافْعَلَا مَا شِئْتُمَا فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ جَعْفَراً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَانْتَجَبَهُ لِنَفْسِهِ (9) وَ اصْطَفَاهُ لِمُهِمِّ أَمْرِهِ وَ عَوَّلَ عَلَیْهِ فِی سِرِّهِ وَ جَهْرِهِ
ص: 118
وَ هُوَ مُسَارعٌ لِمَوْصُوفَاتِه (1) مُوَفَّقٌ لِلسَّدَادِ فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ.
وَ قَدْ رُوِیَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ جَعْفَراً وَ أَخَذَ حَمْزَةُ طَالِباً وَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً.
وَ رُوِیَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعَبَّاسِ حِینَ سَأَلَاهُ ذَلِكَ إِذَا خَلَّیْتُمَا لِی عَقِیلًا فَخُذَا مَنْ شِئْتُمَا وَ لَمْ یَذْكُرْ طَالِباً (2)
. 61- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ الْفَقِیهُ شَاذَانُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْكَرَاجُكِیِّ یَرْفَعُهُ إِنَّ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ حَجَرٌ یُرِیدُ أَنْ یَرْمِیَهُ بِهِ إِذَا سَجَدَ فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَفَعَ أَبُو جَهْلٍ یَدَهُ فَیَبِسَتْ عَلَی الْحَجَرِ فَرَجَعَ وَ قَدِ الْتَصَقَ الْحَجَرُ بِیَدِهِ فَقَالَ لَهُ أَشْیَاعُهُ مِنَ الْمُشْرِكِینَ أَ خَشِیتَ؟ (3) قَالَ لَا وَ لَكِنِّی رَأَیْتُ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ كَهَیْئَةِ الْفَحْلِ یَخْطِرُ بِذَنَبِهِ (4) فَقَالَ فِی ذَلِكَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ أَرْضَاهُ هَذِهِ الْأَبْیَاتَ:
أَفِیقُوا بَنِی عَمِّنَا وَ انْتَهُوا*** عَنِ الْغَیِّ فِی بَعْضِ ذَا الْمَنْطِقِ
وَ إِلَّا فَإِنِّی إِذاً خَائِفٌ*** بَوَائِقَ فِی دَارِكُمْ تَلْتَقِی (5)
تَكُونُ لِغَابِرِكُمْ عِبْرَةً (6)*** وَ رَبِّ الْمَغَارِبِ وَ الْمَشْرِقِ
كَمَا ذَاقَ مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ*** ثَمُودُ وَ عَادٌ فَمَنْ ذَا بَقِیَ
غَدَاةً أَتَتْهُمْ بِهَا صَرْصَرٌ (7)*** وَ نَاقَةُ ذِی الْعَرْشِ إِذْ تَسْتَقِی
فَحَلَّ عَلَیْهِمْ بِهَا سَخْطَةٌ*** مِنَ اللَّهِ فِی ضَرْبَةِ الْأَزْرَقِ
غَدَاةً یَعَضُّ بِعُرْقُوبِهَا (8)*** حُسَامٌ مِنَ الْهِنْدِ ذُو رَوْنَقٍ
وَ أَعْجَبُ مِنْ ذَاكَ فِی أَمْرِكُمْ*** عَجَائِبُ فِی الْحَجَرِ الْمُلْصَقِ
ص: 119
بِكَفِّ الَّذِی قَامَ مِنْ حِینِهِ (1)*** إِلَی الصَّابِرِ الصَّادِقِ الْمُتَّقِی
فَأَثْبَتَهُ اللَّهُ فِی كَفِّهِ*** عَلَی رَغْمِ ذَا الْخَائِنِ الْأَحْمَقِ (2)
وَ أَقُولُ: رَوَی الْكَرَاجُكِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا الْخَبَرَ بِعَیْنِهِ مُرْسَلًا (3).
62- ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ وَ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الشَّرِیفِ الْمُوضِحِ یَرْفَعُهُ قَالَ: كَانَ أَبُو طَالِبٍ یَحُثَّ ابْنَهُ عَلِیّاً وَ یَحُضُّهُ عَلَی نَصْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ لِی (4) یَا بُنَیَّ الْزَمْ ابْنَ عَمِّكَ فَإِنَّكَ تَسْلَمُ بِهِ مِنْ كُلِّ بَأْسٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ ثُمَّ قَالَ لِی:
إِنَّ الْوَثِیقَةَ فِی لُزُومِ مُحَمَّدٍ*** فَاشْدُدْ بِصُحْبَتِهِ عَلَی یَدَیْكَا
63- وَ أَخْبَرَنِی شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ عَنِ الْكَرَاجُكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ صَخْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صِنْوِ بْنِ صَلْصَالٍ قَالَ: قَالَ كُنْتُ أَنْصُرُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ أَبِی طَالِبٍ قَبْلَ إِسْلَامِی فَإِنِّی یَوْماً لَجَالِسٌ بِالْقُرْبِ مِنْ مَنْزِلِ أَبِی طَالِبٍ فِی شِدَّةِ الْقَیْظِ (5) إِذْ خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَیَّ شَبِیهاً بِالْمَلْهُوفِ فَقَالَ لِی یَا أَبَا الْغَضَنْفَرِ هَلْ رَأَیْتَ هَذَیْنِ الْغُلَامَیْنِ یَعْنِی النَّبِیَّ وَ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَقُلْتُ مَا رَأَیْتُهُمَا مُذْ جَلَسْتُ فَقَالَ قُمْ بِنَا فِی الطَّلَبِ لَهُمَا فَلَسْتُ آمَنُ قُرَیْشاً أَنْ تَكُونَ اغْتَالَتْهُمَا قَالَ فَمَضَیْنَا حَتَّی خَرَجْنَا مِنْ أَبْیَاتِ مَكَّةَ ثُمَّ صِرْنَا إِلَی جَبَلٍ مِنْ جِبَالِهَا فَاسْتَرْقَیْنَا (6) إِلَی قُلَّتِهِ فَإِذاً النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِهِ وَ هُمَا قَائِمَانِ بِإِزَاءِ عَیْنِ الشَّمْسِ یَرْكَعَانِ وَ یَسْجُدَانِ قَالَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعْفَرٍ ابْنِهِ (7) صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَقَامَ إِلَی جَنْبِ عَلِیٍّ فَأَحَسَّ بِهِمَا
ص: 120
النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَقَدَّمَهُمَا وَ أَقْبَلُوا عَلَی أَمْرِهِمْ حَتَّی فَرَغُوا مِمَّا كَانُوا فِیهِ ثُمَّ أَقْبَلُوا نَحْوَنا فَرَأَیْتُ السُّرُورَ یَتَرَدَّدُ فِی وَجْهِ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ انْبَعَثَ یَقُولُ:
إِنَّ عَلِیّاً وَ جَعْفَراً ثِقَتِی*** عِنْدَ مُلِمِّ الزَّمَانِ وَ النُّوَبِ
لَا تَخْذُلَا وَ انْصُرا ابْنَ عَمِّكُمَا*** أَخِی لِأُمِّی مِنْ بَیْنِهِمْ وَ أَبِی
وَ اللَّهِ لَا أَخْذُلُ النَّبِیَّ وَ لَا*** یَخْذُلُهُ مِنْ بَنِیَّ ذُو حَسَبٍ
(1).
64- وَ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ (2) إِلَی عِمْرَانَ بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ: كَانَ وَ اللَّهِ إِسْلَامُ جَعْفَرٍ بِأَمْرِ أَبِیهِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ مَرَّ أَبُو طَالِبٍ وَ مَعَهُ ابْنُهُ جَعْفَرٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3) وَ عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِهِ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ لِجَعْفَرٍ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَجَاءَ جَعْفَرٌ فَصَلَّی مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا قَضَی صَلَاتَهُ قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَعْفَرُ وَصَلْتَ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ إِنَّ اللَّهَ یُعَوِّضُكَ مِنْ ذَلِكَ جَنَاحَیْنِ تَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ فَأَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ یَقُولُ:
إِنَّ عَلِیّاً وَ جَعْفَراً ثِقَتِی***
إِلَی قَوْلِهِ ذُو حَسَبٍ (4)
حَتَّی تَرَوْنَ الرُّءُوسَ طَائِحَةً (5) مِنَّا وَ مِنْكُمْ هُنَاكَ بِالْقُضُبِ
نَحْنُ وَ هَذَا النَّبِیُّ أَنْصُرُهُ (6) نَضْرِبُ عَنْهُ الْأَعْدَاءَ كَالشُّهُبِ
إِنْ نِلْتُمُوهُ بِكُلِّ جَمْعِكُمْ*** فَنَحْنُ فِی النَّاسِ أَلْأَمُ الْعَرَبِ (7)
65- و روی الواقدی بإسناد له أن رسول اللّٰه لما كثر أصحابه فظهر أمره اشتد ذلك علی قریش و أنكر بعضهم علی بعض و قالوا قد أفسد محمد بسحره سفلتنا و أخرجهم
ص: 121
عن دیننا فلتأخذ كل قبیلة من فیها من المسلمین (1) فیأخذ الأخ أخاه و ابن العم ابن عمه فیشده و یوثقه كتافا و یضربه و یخوفه و هم لا یرجعون فأنزل اللّٰه أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِیها (2) فخرج جماعة من المسلمین إلی الحبشة یقدمهم جعفر بن أبی طالب فنزلوا علی النجاشی ملك الحبشة فأقاموا عنده فی كرامة و رفیع منزلة و حسن جوار و عرفت قریش ذلك فأرسلوا إلی النجاشی عمرو بن العاص و عمارة بن الولید بن المغیرة المخزومی [فخرج] (3) فلما قدم عمرو بن العاص و عمارة بن الولید فی رهط من أصحابهما علی النجاشی تقدم عمرو بن العاص فقال أیها الملك إن هؤلاء قوم من سفهائنا صباة قد سحرهم محمد بن عبد اللّٰه بن عبد المطلب فادفعهم عنك فإن صاحبهم یزعم أنه نبی قد جاء بنسخ دینك و محو ما أنت علیه فلم یلتفت النجاشی إلی قوله و لم یحفل (4) بما أرسلت به قریش و جری علی إكرام جعفر و أصحابه و زاد فی الإحسان إلیهم و بلغ أبا طالب ذلك فقال یمدح النجاشی:
ألا لیت شعری كیف فی الناس جعفر*** و عمرو و أعداء النبی الأقارب
و هل نال أفعال النجاشی جعفرا (5)*** و أصحابه أم عاق ذلك شاغب (6)
تعلّم خیار الناس أنك ماجد*** كریم فلا یشقی لدیك المجانب
و تعلم بأن اللّٰه زادك بسطة*** و أسباب خیر كلها لك لازب
فلما بلغت الأبیات النجاشی سر بها سرورا عظیما و لم یكن یطمع أن یمدحه أبو طالب بشعر فزاد فی إكرامهم و أكثر من إعظامهم فلما علم أبو طالب سرور النجاشی قال یدعوه إلی الإسلام و یحثه علی اتباع النبی علیه أفضل الصلاة و السلام:
ص: 122
تعلّم خیار الناس أن محمدا*** وزیر لموسی و المسیح ابن مریم
أتی بالهدی مثل الذی أتیا به*** فكل بأمر اللّٰه یهدی و یعصم
و إنكم تتلونه فی كتابكم*** بصدق حدیث لا حدیث الترجم (1)
فلا تجعلوا لله ندا و أسلموا*** فإن طریق الحق لیس بمظلم
و إنك ما یأتیك منا عصابة*** لقصدك إلا أرجعوا بالتكرم
(2).
66- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْزِیُّ وَ كَانَ مِمَّنْ یَرَی كُفْرَ أَبِی طَالِبٍ وَ یَعْتَقِدُهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْوَاقِدِیِّ قَالَ: كَانَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا یَغِیبُ صَبَاحَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَسَاءَهُ (3) وَ یَحْرُسُهُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَ یَخَافُ أَنْ یَغْتَالُوهُ فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ یَوْمٍ فَقَدَهُ وَ لَمْ یَرَهُ وَ جَاءَ الْمَسَاءَ فَلَمْ یَرَهُ وَ أَصْبَحَ فَطَلَبَهُ فِی مَظَانِّهِ فَلَمْ یَجِدْهُ فَجَمَعَ وِلْدَانَهُ وَ عَبِیدَهُ (4) وَ مَنْ یَلْزَمُهُ فِی نَفْسِهِ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ مُحَمَّداً قَدْ فَقَدْتُهُ فِی أَمْسِنَا وَ یَوْمِنَا هَذَا وَ لَا أَظُنُّ إِلَّا أَنَّ قُرَیْشاً قَدِ اغْتَالَتْهُ وَ كَادَتْهُ وَ قَدْ بَقِیَ هَذَا الْوَجْهُ (5) مَا جِئْتُهُ وَ بَعِیدٌ أَنْ یَكُونَ فِیهِ وَ اخْتَارَ مِنْ عَبِیدِهِ عِشْرِینَ رَجُلًا فَقَالَ امْضُوا وَ أَعِدُّوا سَكَاكِینَ وَ لْیَمْضِ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ وَ لْیَجْلِسْ إِلَی جَنْبِ سَیِّدٍ مِنْ سَادَاتِ قُرَیْشٍ فَإِنْ أَتَیْتُ وَ مُحَمَّدٌ مَعِی فَلَا تُحْدِثُنَّ أَمْراً وَ كُونُوا عَلَی رِسْلِكُمْ (6) حَتَّی أَقِفَ عَلَیْكُمْ وَ إِنْ جِئْتُ وَ مَا مُحَمَّدٌ مَعِی فَلْیَضْرِبْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ الرَّجُلَ الَّذِی إِلَی جَانِبِهِ مِنْ سَادَاتِ قُرَیْشٍ فَمَضَوْا وَ شَحَذُوا سَكَاكِینَهُمْ (7) وَ مَضَی أَبُو طَالِبٍ فِی
ص: 123
الْوَجْهِ الَّذِی أَرَادَهُ وَ مَعَهُ رَهْطٌ مِنْ قَوْمِهِ (1) فَوَجَدَهُ فِی أَسْفَلِ مَكَّةَ قَائِماً یُصَلِّی إِلَی جَانِبِ صَخْرَةٍ (2) فَوَقَعَ عَلَیْهِ وَ قَبَّلَهُ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ قَالَ یَا ابْنَ أَخِ قَدْ كِدْتَ أَنْ تَأْتِیَ عَلَی قَوْمِكَ سِرْ مَعِی فَأَخَذَ بِیَدِهِ وَ جَاءَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ قُرَیْشٌ فِی نَادِیهِمْ جُلُوسٌ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَدْ جَاءَ وَ یَدُهُ فِی یَدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالُوا هَذَا أَبُو طَالِبٍ قَدْ جَاءَكُمْ بِمُحَمَّدٍ إِنَّ لَهُ لَشَأْناً فَلَمَّا وَقَفَ عَلَیْهِمْ وَ الْغَضَبُ یُعْرَفُ فِی وَجْهِهِ قَالَ لِعَبِیدِهِ أَبْرِزُوا مَا فِی أَیْدِیكُمْ فَأَبْرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا فِی یَدِهِ فَلَمَّا رَأَوُا السَّكَاكِینَ قَالُوا مَا هَذَا یَا أَبَا طَالِبٍ قَالَ مَا تَرَوْنَ أَنِّی طَلَبْتُ مُحَمَّداً فَمَا أَرَاهُ (3) مُنْذُ یَوْمَیْنِ فَخِفْتُ أَنْ تَكُونُوا كِدْتُمُوهُ بِبَعْضِ شَأْنِكُمْ فَأَمَرْتُ هَؤُلَاءِ أَنْ یَجْلِسُوا إِلَی حَیْثُ تَرَوْنَ وَ قُلْتُ لَهُمْ إِنْ جِئْتُ وَ مَا مُحَمَّدٌ مَعِی (4) فَلْیَضْرِبْ كُلٌّ مِنْكُمْ صَاحِبَهُ الَّذِی إِلَی جَنْبِهِ وَ لَا یَسْتَأْذِنُنِی فِیهِ وَ لَوْ كَانَ هَاشِمِیّاً فَقَالُوا وَ هَلْ كُنْتَ فَاعِلًا فَقَالَ إِی وَ رَبِّ هَذِهِ وَ أَوْمَأَ إِلَی الْكَعْبَةِ فَقَالَ لَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِیِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَ كَانَ مِنْ أَحْلَافِهِ لَقَدْ كِدْتَ تَأْتِی عَلَی قَوْمِكَ (5) قَالَ هُوَ ذَاكَ وَ مَضَی بِهِ وَ هُوَ یَرْتَجِزُ (6):
اذْهَبْ بُنَیَّ فَمَا عَلَیْكَ غَضَاضَةٌ*** اذْهَبْ وَ قِرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُیُوناً
وَ اللَّهِ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْكَ بِجَمْعِهِمْ*** حَتَّی أُوَسَّدَ فِی التُّرَابِ دَفِیناً
وَ دَعَوْتَنِی وَ عَلِمْتُ أَنَّكَ نَاصِحِی*** وَ لَقَدْ صَدَقْتَ وَ كُنْتَ قَبْلُ أَمِیناً
وَ ذَكَرْتَ دِیناً لَا مَحَالَةَ إِنَّهُ*** مِنْ خَیْرِ أَدْیَانِ الْبَرِیَّةِ دِیناً
قَالَ فَرَجَعَتْ قُرَیْشٌ عَلَی أَبِی طَالِبٍ بِالْعَتْبِ وَ الِاسْتِعْطَافِ وَ هُوَ لَا یَحْفِلُ بِهِمْ وَ لَا یَلْتَفِتُ إِلَیْهِمْ (7).
ص: 124
67- وَ أَخْبَرَنِی مَشَایِخِی مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ أَبُو الْفَضْلِ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ وَ أَبُو الْعِزِّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بِأَسَانِیدِهِمْ إِلَی الشَّیْخِ الْمُفِیدِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ یَرْفَعُهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَآذَنَهُ بِمَوْتِهِ فَتَوَجَّعَ تَوَجُّعاً عَظِیماً وَ حَزِنَ حُزْناً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام امْضِ یَا عَلِیُّ فَتَوَلَّ أَمْرَهُ وَ تَوَلَّ غُسْلَهُ وَ تَحْنِیطَهُ وَ تَكْفِینَهُ فَإِذَا رَفَعْتَهُ عَلَی سَرِیرَتِهِ فَأَعْلِمْنِی فَفَعَلَ ذَلِكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا رَفَعَهُ عَلَی السَّرِیرِ اعْتَرَضَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (1) فَرَقَّ وَ تَحَزَّنَ وَ قَالَ وَصَلْتَ رَحِماً وَ جُزِیْتَ خَیْراً یَا عَمِّ فَلَقَدْ رَبَّیْتَ وَ كَفَلْتَ صَغِیراً وَ نَصَرْتَ وَ آزَرْتَ كَبِیراً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ وَ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَأَشْفَعَنَّ لِعَمِّی شَفَاعَةً یَعْجَبُ بِهَا أَهْلُ الثَّقَلَیْنِ (2).
68- وَ أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْفَرَجِ عَنْ أَبِی بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ قَالَ السَّبِیعِیُّ لَمَّا فَقَدَتْ قُرَیْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی القَبَائِلِ بِالْمَوْسِمِ (3) وَ زَعَمُوا أَنَّهُ سَاحِرٌ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
زَعَمَتْ قُرَیْشٌ أَنَّ أَحْمَدَ سَاحِرٌ*** كَذَبُوا وَ رَبِّ الرَّاقِصَاتِ إِلَی الْحَرَمِ
مَا زِلْتُ أَعْرِفُهُ بِصِدْقِ حَدِیثِهِ*** وَ هُوَ الْأَمِینُ عَلَی الْحَرَائِبِ وَ الْحَرَمِ (4)
لیت شعری إذا كان ما زال یعرفه بصدق الحدیث ما الذی یدعوه إلی تكذیبه أخذ اللّٰه له بحقه من الذین یفترون و ینسبون الكفر إلیه (5).
69- وَ أَخْبَرَنِی عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ التَّقِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِنَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ وَ قَدْ نَحَرُوا جَزُوراً وَ كَانُوا یُسَمُّونَهَا الْفَهِیرَةَ (6) وَ یَجْعَلُونَهَا عَلَی النُّصُبِ فَلَمْ یُسَلِّمْ عَلَیْهِمْ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی دَارِ النَّدْوَةِ
ص: 125
قَالُوا یَمُرُّ بِنَا یَتِیمُ أَبِی طَالِبٍ وَ لَمْ یُسَلِّمْ (1) فَأَیُّكُمْ یَأْتِیهِ فَیُفْسِدُ عَلَیْهِ مُصَلَّاهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَی السَّهْمِیُّ أَنَا أَفْعَلُ فَأَخَذَ الْفَرْثَ وَ الدَّمَ فَانْتَهَی بِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ سَاجِدٌ فَمَلَأَ بِهِ ثِیَابَهُ (2) فَانْصَرَفَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَتَی عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ یَا عَمِّ مَنْ أَنَا فَقَالَ وَ لِمَ یَا ابْنَ أَخِ فَقَصَّ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ فَقَالَ وَ أَیْنَ تَرَكْتَهُمْ فَقَالَ بِالْأَبْطَحِ فَنَادَی فِی قَوْمِهِ یَا آلَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ یَا آلَ هَاشِمٍ یَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ فَأَقْبَلُوا إِلَیْهِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ مُلَبِّینَ فَقَالَ كَمْ أَنْتُمْ فَقَالُوا نَحْنُ أَرْبَعُونَ قَالَ خُذُوا سِلَاحَكُمْ فَأَخَذُوا سِلَاحَهُمْ وَ انْطَلَقَ بِهِمْ حَتَّی انْتَهَی إِلَیْهِمْ (3) فَلَمَّا رَأَتْ قُرَیْشٌ أَبَا طَالِبٍ أَرَادَتْ أَنْ تَتَفَرَّقَ فَقَالَ لَهُمْ وَ رَبِّ الْبَنِیَّةِ لَا یَقُومُ مِنْكُمْ (4) أَحَدٌ إِلَّا جَلَّلْتُهُ بِالسَّیْفِ ثُمَّ أَتَی إِلَی صَفَاةٍ كَانَتْ (5) بِالْأَبْطَحِ فَضَرَبَهَا ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ فَقَطَعَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَنْهَارٍ (6) ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ سَأَلْتَ (7) مَنْ أَنْتَ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ وَ یُومِئُ بِیَدِهِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله:
أَنْتَ النَّبِیُّ مُحَمَّدٌ*** قَرْمٌ أَغَرُّ مُسَوَّدٌ (8)
حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِ الْأَبْیَاتِ ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ أَیُّهُمُ الْفَاعِلُ بِكَ فَأَشَارَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبَعْرَی السَّهْمِیِّ الشَّاعِرِ فَدَعَاهُ أَبُو طَالِبٍ فَوَجَأَ أَنْفَهُ حَتَّی أَدْمَاهَا (9) ثُمَّ أَمَرَ بِالْفَرْثِ وَ الدَّمِ فَأَمَرَّ عَلَی رُءُوسِ الْمَلَإِ كُلِّهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَخِ أَ رَضِیتَ ثُمَّ قَالَ
ص: 126
سَأَلْتَ (1) مَنْ أَنْتَ؟ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ نَسَبَهُ إِلَی آدَمَ علیه السلام (2) ثُمَّ قَالَ أَنْتَ وَ اللَّهِ أَشْرَفُهُمْ حَیّاً (3) وَ أَرْفَعُهُمْ مَنْصَباً یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ مَنْ شَاءَ مِنْكُمْ یَتَحَرَّكُ فَلْیَفْعَلْ أَنَا الَّذِی تَعْرِفُونِّی فَأَنْزَلَ تَعَالَی صَدْراً مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ :«وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْكَ وَ جَعَلْنا عَلی قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ یَفْقَهُوهُ وَ فِی آذانِهِمْ وَقْراً» (4).
وَ رُوِیَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَا رُمِیَ بِالسَّلَی جَاءَتِ ابْنَتُهُ علیها السلام فَأَمَاطَتْ (5) عَنْهُ بِیَدِهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَتْ یَا عَمِّ مَا حَسَبُ أَبِی فِیكُمْ؟ فَقَالَ یَا ابنة (6) أَبُوكِ فِینَا السَّیِّدُ الْمُطَاعُ الْعَزِیزُ الْكَرِیمُ فَمَا شَأْنُكِ فَأَخْبَرَتْهُ بِصُنْعِ الْقَوْمِ فَفَعَلَ مَا فَعَلَ بِالسَّادَاتِ مِنْ قُرَیْشٍ ثُمَّ جَاءَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ هَلْ رَضِیتَ یَا ابْنَ أَخِ ثُمَّ أَتَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ یَا بُنَیَّةِ هَذَا حَسَبُ أَبِیكِ فِینَا (7).
70- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخَانِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ أَبُو الْفَضْلِ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی أَبِی الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَیْفَةَ أَ صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ وَ أَیْنَ الصَّلَاةُ یَوْمَئِذٍ إِنَّمَا فُرِضَتِ الصَّلَاةُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ لَقَدْ حَزِنَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَرَ عَلِیّاً بِالْقِیَامِ بِأَمْرِهِ وَ حَضَرَ جَنَازَتَهُ وَ شَهِدَ لَهُ الْعَبَّاسُ وَ أَبُو بَكْرٍ بِالْإِیمَانِ وَ أَشْهَدُ عَلَی صِدْقِهِمَا لِأَنَّهُ كَانَ یَكْتُمُ الْإِیمَانَ (8) وَ لَوْ عَاشَ إِلَی ظُهُورِ الْإِسْلَامِ لَأَظْهَرَ إِیمَانَهُ (9).
71- وَ ذَكَرَ الشَّرِیفُ النَّسَّابَةُ الْعَلَوِیُّ الْمَعْرُوفُ بِالْمُوضِحِ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا مَاتَ مَا كَانَتْ (10) نَزَلَتِ الصَّلَاةُ عَلَی الْمَوْتَی فَمَا صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْهِ وَ لَا عَلَی خَدِیجَةَ وَ
ص: 127
إِنَّمَا اجْتَازَتْ جَنَازَةُ أَبِی طَالِبٍ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ حَمْزَةُ جُلُوسٌ فَقَامُوا فَشَیَّعُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ نَسْتَغْفِرُ لِمَوْتَانَا وَ أَقَارِبِنَا الْمُشْرِكِینَ ظَنّاً مِنْهُمْ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ مُشْرِكاً لِأَنَّهُ كَانَ یَكْتُمُ إِیمَانَهُ فَنَفَی اللَّهُ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الشِّرْكَ وَ نَزَّهَ نَبِیَّهُ وَ الثَّلَاثَةَ الْمَذْكُورِینَ (1) عَنِ الْخَطَإِ فِی قَوْلِهِ:« ما كانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِینَ وَ لَوْ كانُوا أُولِی قُرْبی» (2).
72- وَ أَخْبَرَنِی شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ أَبِی بِشْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ أُسَیْدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
قُلْ لِمَنْ كَانَ مِنْ كِنَانَةَ فِی الْعِزِّ*** وَ أَهْلِ النَّدَی وَ أَهْلِ الْفِعَالِ (3)
قَدْ أَتَاكُمْ مِنَ الْمَلِیكِ رَسُولٌ*** فَاقْبَلُوهُ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ
وَ انْصُرُوا أَحْمَدَ فَإِنَّ مِنَ اللَّهِ*** رِدَاءً عَلَیْهِ غَیْرَ مُدَالٍ (4)
.73- وَ أَخْبَرَنِی السَّیِّدُ النَّقِیبُ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ وَالِدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْدٍ عَنْ تَاجِ الشَّرَفِ الْعَلَوِیِّ الْبَصْرِیِّ قَالَ أَخْبَرَنِی السَّیِّدُ النَّسَّابَةُ الثِّقَةُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ قَالَ أَنْشَدَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ صَفِیَّةَ الْهَاشِمِیَّةِ مُعَلِّمِی بِالْبَصْرَةِ لِأَبِی طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
لَقَدْ كَرَّمَ اللَّهُ النَّبِیَّ مُحَمَّداً*** فَأَكْرَمُ خَلْقِ اللَّهِ فِی النَّاسِ أَحْمَدُ
وَ شَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِیُجِلَّهُ*** فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَ هَذَا مُحَمَّدٌ (5)
.74- وَ أَخْبَرَنِی الْمَشِیخَةُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ وَ شَاذَانُ بْنُ جَبْرَئِیلَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْفُوَیْقِیِّ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنِ الشَّیْخِ الْمُفِیدِ (6) رَحِمَهُمُ اللَّهُ یَرْفَعُهُ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ
ص: 128
إِلَی بُصْرَی الشَّامِ (1) تَرَكَ رَسُولَ اللَّهِ إِشْفَاقاً عَلَیْهِ وَ لَمْ یَعْمِدْ عَلَی اسْتِصْحَابِهِ فَلَمَّا رَكِبَ تَعَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ بَكَی وَ نَاشَدَهُ فِی إِخْرَاجِهِ فَظَلَّمَتْهُ الْغَمَامُ (2) وَ لَقِیَهُ بَحِیرَاءُ الرَّاهِبُ فَأَخْبَرَهُ بِنُبُوَّتِهِ وَ ذَكَرَ لَهُ الْبِشَارَةَ فِی الْكُتُبِ الْأُولَی بِهِ وَ حَمَلَ لَهُ وَ لِأَصْحَابِهِ الطَّعَامَ وَ النُّزُلَ (3) وَ حَثَّ أَبَا طَالِبٍ عَلَی الرُّجُوعِ بِهِ إِلَی أَهْلِهِ وَ قَالَ لَهُ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْهِ مِنَ الْیَهُودِ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاؤُهُ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ فِی ذَلِكَ:
إِنَّ ابْنَ آمِنَةَ النَّبِیَّ مُحَمَّداً*** عِنْدِی بِمِثْلِ مَنَازِلِ الْأَوْلَادِ (4)
لَمَّا تَعَلَّقَ بِالزِّمَامِ رَحِمْتُهُ*** وَ الْعِیسُ قَدْ قَلَّصْنَ بِالْأَزوَادِ
فَارْفَضَّ مِنْ عَیْنَیَّ دَمْعٌ ذَارِفٌ*** مِثْلَ الْجُمَانِ مُفَرِّقِ الْأَفْرَادِ (5)
رَاعَیْتُ فِیهِ قَرَابَةً مَوْصُولَةً*** وَ حَفِظْتُ فِیهِ وَصِیَّةَ الْأَجْدَادِ
وَ أَمَرْتُهُ بِالسَّیْرِ بَیْنَ عُمُومَةٍ*** بِیضِ الْوُجُوهِ مَصَالِتَ أَنْجَادٍ
سَارُوا لِأَبْعَدِ طِیَّةٍ مَعْلُومَةٍ*** وَ لَقَدْ تَبَاعَدَ طِیَّةُ الْمُرْتَادِ
حَتَّی إِذَا مَا الْقَوْمُ بُصْرَی عَایَنُوا*** لَاقُوا عَلَی شِرْكٍ مِنَ الْمِرْصَادِ (6)
حَبْراً فَأَخْبَرَهُمْ حَدِیثاً صَادِقاً*** عَنْهُ وَ رَدَّ مَعَاشِرُ الْحُسَّادِ:
فأما قوله:
«و حفظت فیه وصیة الأجداد»
فإن أبی معد بن فخار بن أحمد العلوی الموسوی قال: أخبرنی النقیب محمد بن علی بن حمزة العلوی بإسناد له إلی الواقدی قال لما توفی عبد اللّٰه بن عبد المطلب أبو النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو طفل یرضع و روی أن عبد اللّٰه توفی و النبی صلی اللّٰه علیه و آله حمل و هذه الروایة أثبت فلما وضعته أمه كفله جده عبد المطلب ثمانی
ص: 129
سنین ثم احتضر للموت فدعا ابنه أبا طالب فقال له یا بنی تكفل ابن أخیك منی فأنت شیخ قومك و عاقلهم و من أجد فیه الحجی دونهم و هذا الغلام ما تحدثت به الكهان و قد روینا فی الأخبار أنه سیظهر من تهامة نبی كریم و روی فیه علامات قد وجدتها فیه فأكرم مثواه و احفظه من الیهود فإنهم أعداؤه فلم یزل أبو طالب لقول عبد المطلب حافظا و لوصیته راعیا
و قال رحمه اللّٰه أیضا:
أ لم ترنی من بعد هم هممته*** بغزة خیر الوالدین كرام (1)
بأحمد لما أن شددت مطیتی (2)*** لرحل و قد ودعته بسلام
بكی حزنا و العیس قد فصلت لنا*** و جاذب بالكفین فضل زمام (3)
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة (4)*** تفیض علی الخدین ذات سجام
فقلت له رح راشدا فی عمومة*** مواسین فی البأساء غیر لئام
فلما هبطنا أرض بصری تشرفوا*** لنا فوق دور ینظرون جسام
فجاء بحیرا عند ذلك حاسرا*** لنا بشراب طیب و طعام
فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا*** فقلنا جمعنا القوم غیر غلام
یتیم فقال ادعوه أن طعامنا*** كثیر علیه الیوم غیر حرام
فلما رأوه مقبلا نحو داره*** یوقیه حر الشمس ظل غمام
و أقبل ركب یطلبون الذی رأی*** بحیرا من الأعلام وسط خیام
فثار إلیهم خشیة لعرامهم***و كانوا ذوی دهی معا و غرام
دریسا و تماما و قد كان فیهم*** زبیر و كل القوم غیر نیام (5)-
فجاءوا و قد هموا بقتل محمد*** فردهم عنه بحسن خصام
ص: 130
بتأویله التوراة حتی تفرقوا*** و قال لهم ما أنتم بطغام
فذلك من إعلامه و بیانه*** و لیس نهار واضح كظلام (1)
75- وَ أَخْبَرَنِی شَیْخُنَا ابْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِیِّ یَرْفَعُهُ قَالَ: لَمَّا رَأَی أَبُو طَالِبٍ مِنْ قَوْمِهِ مَا یَسُرُّهُ مِنْ جَلَدِهِمْ مَعَهُ وَ حَدَبِهِمْ عَلَیْهِ (2) مَدَحَهُمْ وَ ذَكَرَ قَدِیمَهُمْ وَ ذَكَرَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ:
إِذَا اجْتَمَعَتْ یَوْماً قُرَیْشٌ لِمَفْخَرٍ*** فَعَبْدُ مَنَافٍ سِرُّهَا وَ صَمِیمُهَا
وَ إِنْ حَضَرَتْ أَشْرَافُ عَبْدِ مَنَافِهَا*** فَفِی هَاشِمٍ أَشْرَافُهَا وَ قَدِیمُهَا
فَفِیهِمْ نَبِیُّ اللَّهِ أَعْنِی مُحَمَّداً (3)*** هُوَ الْمُصْطَفَی مِنْ سِرِّهَا وَ كَرِیمِهَا
تَدَاعَتْ قُرَیْشٌ غَثُّهَا وَ سَمِینُهَا*** عَلَیْنَا فَلَمْ تَظْفَرْ وَ طَاشَتْ حُلُومُهَا (4)
76- وَ أَخْبَرَنِی شَیْخِی مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الشَّیْخِ الْمُفِیدِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی رَافِعٍ مَوْلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذَكَرَ حَدِیثاً طَوِیلًا فِی قِصَّةِ بَدْرٍ إِلَی أَنْ قَالَ: فَاحْتُمِلَ عُبَیْدَةُ مِنَ الْمَعْرَكَةِ إِلَی مَوْضِعِ رَحْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ عُبَیْدَةُ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَیّاً لَرَأَی أَنَّهُ صَدَقَ فِی قَوْلِهِ:
وَ نُسْلِمُهُ حَتَّی نُصْرَعَ حَوْلَهُ*** وَ نَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَ الْحَلَائِلِ (5)
77- وَ أَخْبَرَنِی الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِیسَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَیْسَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُومَانَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ الصَّعِقِ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ عُرْفُطَةَ قَالَ: بَیْنَا أَنَا بِأَصْفَاق مَكَّةَ (6) إِذْ أَقْبَلَتْ عِیرٌ مِنْ أَعْلَی نَجْدٍ حَتَّی حَاذَتِ الْكَعْبَةَ وَ إِذَا غُلَامٌ قَدْ رَمَی بِنَفْسِهِ عَنْ عَجُزِ بَعِیرٍ حَتَّی أَتَی الْكَعْبَةَ
ص: 131
وَ تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِهَا ثُمَّ نَادَی: یَا رَبَّ الْبَنِیَّةِ أَجِرْنِی (1) فَقَامَ إِلَیْهِ شَیْخٌ جَسِیمٌ وَسِیمٌ عَلَیْهِ بَهَاءُ الْمُلُوكِ وَ وَقَارُ الْحُكَمَاءِ فَقَالَ خَطْبُكَ یَا غُلَامُ (2) فَقَالَ إِنَّ أَبِی مَاتَ وَ أَنَا صَغِیرٌ وَ إِنَّ هَذَا الشَّیْخَ النَّجْدِیَّ اسْتَعْبَدَنِی (3) وَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ لِلَّهِ بَیْتاً یَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ فَأَتَی النَّجْدِیُّ وَ جَعَلَ یَسْحَبُهُ (4) وَ یُخَلِّصُ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ مِنْ یَدِهِ وَ أَجَارَهُ الْقُرَشِیُّ (5) وَ مَضَی النَّجْدِیُّ وَ قَدْ تَكَنَّعَتْ یَدَاهُ قَالَ عُمَرُ بْنُ خَارِجَةَ فَلَمَّا سَمِعْتُ الْخَبَرَ قُلْتُ إِنَّ لِهَذَا الشَّیْخِ لَشَأْناً فَصَوَّبْتُ رَحْلِی (6) نَحْوَ تِهَامَةَ حَتَّی وَرَدْتُ الْأَبْطَحَ وَ قَدْ أَجْدَبَتِ الْأَنْوَاءُ وَ أَخْلَفَتِ الْعُوَاءُ (7) وَ إِذَا قُرَیْشٌ حِلَقٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءٌ فَقَائِلٌ یَقُولُ اسْتَجِیرُوا بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّی وَ قَائِلٌ یَقُولُ بَلِ اسْتَجِیرُوا بِمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَی فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ جُمْلَتِهِمْ یُقَالُ لَهُ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ عَمُّ خَدِیجَةَ (8) بِنْتِ خُوَیْلِدٍ فَقَالَ فِیكُمْ (9) بَقِیَّةُ إِبْرَاهِیمَ وَ سُلَالَةُ إِسْمَاعِیلَ فَقَالُوا كَأَنَّكَ عَنَیْتَ أَبَا طَالِبٍ قَالَ إِنَّهُ ذَلِكَ (10) فَقَامُوا إِلَیْهِ بِأَجْمَعِهِمْ وَ قُمْتُ مَعَهُمْ (11) فَقَالُوا یَا أَبَا طَالِبٍ قَدْ أَقْحَطَ الْوَادِ وَ أَجْدَبَ الْعِبَادُ فَهَلُمَّ (12) فَاسْتَسْقِ لَنَا فَقَالَ رُوَیْدَكُمْ دُلُوكَ
ص: 132
الشَّمْسِ وَ هُبُوبَ الرِّیحِ فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ وَافَی أَبُو طَالِبٍ (1) قَدْ خَرَجَ وَ حَوْلَهُ أُغَیْلِمَةٌ مِنْ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ فِی وَسَطِهِمْ غُلَامٌ أَیْفَعُ (2) مِنْهُمْ كَأَنَّهُ شَمْسُ دُجًی تَجَلَّتْ عَنْهُ غَمَامَةٌ قَتْمَاءُ (3) فَجَاءَ حَتَّی أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَی الْكَعْبَةِ فِی مُسْتَجَارِهَا وَ لَاذَ بِإِصْبَعِهِ وَ بَصْبَصَتِ الْأُغَیْلِمَةُ حَوْلَهُ وَ مَا فِی السَّمَاءِ قَزَعَةٌ (4) فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَاهُنَا وَ مِنْ هَاهُنَا حَتَّی كَثَّ (5) وَ لَفَّ وَ أَسْحَمَ وَ أَقْتَمَ وَ أَرْعَدَ وَ أَبْرَقَ (6) وَ انْفَجَرَ لَهُ الْوَادِی (7) فَلِذَلِكَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ یَمْدَحُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله:
«وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ»
إِلَی آخِرِ الْأَبْیَاتِ (8).
78- و أخبرنی الشیخ محمد بن إدریس یرفعه قال قیل لتأبط شرا (9) الشاعر و اسمه ثابت بن جابر من سید العرب؟ فقال أخبركم سید العرب أبو طالب بن عبد المطلب و قیل للأحنف بن قیس التمیمی (10) من أین اقتبست هذه الحكم و تعلمت هذا
ص: 133
الحلم؟ قال من حكیم عصره و حلیم دهره- قیس بن عاصم المنقری (1) و لقد قیل لقیس حلم من رأیت فتحلمت؟ و علم من رأیت (2) فتعلمت؟ فقال من الحكیم الذی لم ینفد قط حكمته (3) أكثم بن صیفی التمیمی (4) و لقد قیل لأكثم ممن تعلمت الحكمة و الرئاسة و الحلم و السیادة (5) فقال من حلیف الحلم و الأدب سید العجم و العرب أبی طالب بن عبد المطلب (6).
79- و حدثنی النقیب محمد بن الحسن بن معیة العلوی عن سلار بن حبیش البغدادی
ص: 134
عن الأمیر أبی الفوارس الشاعر قال: حضرت مجلس الوزیر یحیی بن هبیرة و معی یومئذ جماعة من الأماثل و أهل العلم و كان فی جملتهم الشیخ أبو محمد بن الخشاب اللغوی (1) و الشیخ أبو الفرج بن الجوزی و غیرهم فجری حدیث شعر أبی طالب بن عبد المطلب فقال الوزیر ما أحسن شعره لو كان صدر عن إیمان فقلت و اللّٰه لأجیبن الجواب قربة إلی اللّٰه فقلت یا مولانا و من أین لك أنه لم یصدر عن إیمان فقال لو كان صادرا عن إیمان لكان أظهره (2) و لم یخفه فقلت لو كان أظهره لم یكن للنبی صلی اللّٰه علیه و آله ناصر قال فسكت و لم یحر جوابا و كانت لی علیه رسوم فقطعها و كانت لی فیه مدائح فی مسودات فغسلتها جمیعا (3).
بیان: رونق السیف ماؤه و حسنه و الشغب تهییج الشر و المجانب من كان فی جنب الرجل و المباعد ضد و اللزوب اللصوق و حدیث مرجم لا یوقف علی حقیقته و الرجم الظن و الغضاضة الذلة و المنقصة و قوله دینا تمییز مؤكد و استشهدوا بهذا البیت لذلك (4) و حریبة الرجل ماله الذی سلبه أو ماله الذی یعیش به قوله غیر مدال كان المعنی لا یغلب علیه فیؤخذ منه و العیس بالكسر الإبل البیض یخالط بیاضها شقرة و قلصت الناقة قلیصا استمرت فی مضیها و المصلات و المصلت الرجل الماضی فی الحوائج و الأنجاد جمع نجد و هو الشجاع الماضی فیما یعجز غیره و الطیة بالكسر الضمیر و النیة و المنزل الذی انتواه و الشرك بالتحریك جمع شركة و هی كعظم الطریق و وسطه و سجم الدمع سجاما ككتاب سال و عرام الجیش كغراب حدهم و شدتهم و كثرتهم و الغرام الولوع و الشر الدائم و الهلاك و العذاب و الطغام بالفتح أوغار الناس و رذالهم و السر بالكسر جوف كل شی ء و لبه و محض النسب و أفضله كالسرار و الغث المهزول و الطیش النزق و الخفة و ذهاب العقل.
ص: 135
و كنع یده أشلها. و الصوب و التصوب المجی ء من علو و زاغت الشمس أی مالت عن نصف النهار أو كادت أی قربت أن تمیل و الأقتم الأسود كالأسحم (1).
80- كا، الكافی: مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَخِیهِ مُحَمَّدٍ عَنْ دُرُسْتَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وُلِدَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَثَ أَیَّاماً لَیْسَ لَهُ لَبَنٌ فَأَلْقَاهُ أَبُو طَالِبٍ عَلَی ثَدْیِ نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ لَبَناً فَرَضَعَ مِنْهُ أَیَّاماً حَتَّی وَقَعَ أَبُو طَالِبٍ عَلَی حَلِیمَةَ السَّعْدِیَّةِ فَدَفَعَهُ إِلَیْهَا (2).
81- كا، الكافی: الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ إِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ كَافِراً فَقَالَ كَذَبُوا كَیْفَ یَكُونُ كَافِراً وَ هُوَ یَقُولُ:
أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّداً*** نَبِیّاً كَمُوسَی خُطَّ فِی أَوَّلِ الْكُتُبِ
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ كَیْفَ یَكُونُ أَبُو طَالِبٍ كَافِراً وَ هُوَ یَقُولُ:
لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لَا مُكَذَّبٌ*** لَدَیْنَا وَ لَا یَعْبَأُ بِقَوْلِ الْأَبَاطِلِ (3)
وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ*** ثِمَالُ الْیَتَامَی عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ (4)
82- كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ عَلَیْهِ ثِیَابٌ جُدُدٌ (5) فَأَلْقَی الْمُشْرِكُونَ
ص: 136
عَلَیْهِ سَلَی نَاقَةٍ فَمَلَئُوا ثِیَابَهُ بِهَا فَدَخَلَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ فَذَهَبَ إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ یَا عَمِّ كَیْفَ تَرَی حَسَبِی فِیكُمْ فَقَالَ مَا ذَاكَ (1) یَا ابْنَ أَخِی فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَدَعَا أَبُو طَالِبٍ حَمْزَةَ وَ أَخَذَ السَّیْفَ وَ قَالَ لِحَمْزَةَ خُذِ السَّلَی ثُمَّ تَوَجَّهْ إِلَی الْقَوْمِ وَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَهُ فَأَتَی قُرَیْشاً وَ هُمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَرَفُوا الشَّرَّ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ لِحَمْزَةَ (2) أَمِرَّ السَّلَی عَلَی أَسْبِلَتِهِمْ (3) فَفَعَلَ ذَلِكَ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِمْ ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو طَالِبٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی هَذَا حَسَبُكَ فِینَا (4).
83- كا، الكافی: عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو طَالِبٍ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ فَلَیْسَ لَكَ فِیهَا نَاصِرٌ وَ ثَارَتْ (5) قُرَیْشٌ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ هَارِباً حَتَّی جَاءَ إِلَی جَبَلٍ بِمَكَّةَ یُقَالُ لَهُ الْحَجُونُ فَصَارَ إِلَیْهِ (6).
84- كا، الكافی حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ حَیْثُ طُلِقَتْ (7) آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ وَ أَخَذَهَا الْمَخَاضُ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَضَرَتْهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ امْرَأَةُ أَبِی طَالِبٍ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهَا حَتَّی وَضَعَتْ فَقَالَتْ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَی هَلْ تَرَیْنَ مَا أَرَی فَقَالَتْ وَ مَا تَرَیْنَ قَالَتْ هَذَا النُّورَ الَّذِی قَدْ سَطَعَ (8) مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَبَیْنَمَا هُمَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِمَا أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ لَهُمَا مَا لَكُمَا مِنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تَعْجَبَانِ فَأَخْبَرَتْهُ فَاطِمَةُ بِالنُّورِ الَّذِی قَدْ رَأَتْ فَقَالَ لَهَا أَبُو طَالِبٍ أَ لَا أُبَشِّرُكِ فَقَالَتْ بَلَی فَقَالَ أَمَا إِنَّكِ سَتَلِدِینَ غُلَاماً یَكُونُ وَصِیَّ هَذَا الْمَوْلُودِ (9).
ص: 137
بیان: أبو طالب اسمه عبد مناف و قال صاحب كتاب عمدة الطالب قیل إن اسمه عمران و هی روایة ضعیفة رواها أبو بكر محمد بن عبد اللّٰه الطرسوسی النسابة (1) و قیل اسمه كنیته و یروی ذلك عن أبی علی محمد بن إبراهیم بن عبد اللّٰه بن جعفر الأعرج (2) و زعم أنه رأی خط أمیر المؤمنین علیه السلام و كتب علی بن أبو طالب علیهما السلام و لكن حدثنی تاج الدین محمد بن القاسم النسابة و جدی لأمی محمد بن الحسین الأسدی أن الذی كان فی آخر ذلك المصحف علی بن أبی طالب و لكن الیاء مشبهة بالواو فی خط الكوفی (3).
و الصحیح أن اسمه عبد مناف و بذلك نطقت وصیة أبیه عبد المطلب حین أوصی إلیه برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو قوله:
أوصیك یا عبد مناف بعدی*** بواحد بعد أبیه فرد
انتهی (4).
و قد أجمعت الشیعة علی إسلامه و أنه قد آمن بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله فی أول الأمر و لم یعبد صنما قط بل كان من أوصیاء إبراهیم علیه السلام و اشتهر إسلامه من مذهب الشیعة حتی أن المخالفین كلهم نسبوا ذلك إلیهم و تواترت الأخبار من طرق الخاصة و العامة فی ذلك
ص: 138
و صنف كثیر من علمائنا و محدثینا كتابا مفردا فی ذلك كما لا یخفی علی من تتبع كتب الرجال.
و قال ابن الأثیر فی كتاب جامع الأصول و ما أسلم من أعمام النبی صلی اللّٰه علیه و آله غیر حمزة و العباس و أبی طالب عند أهل البیت علیهم السلام و قال الطبرسی رحمه اللّٰه قد ثبت إجماع أهل البیت علیهم السلام علی إیمان أبی طالب و إجماعهم حجة لأنهم أحد الثقلین اللذین أمر النبی صلی اللّٰه علیه و آله بالتمسك بهما ثم نقل عن الطبری و غیره من علمائهم الأخبار و الأشعار الدالة علی إیمانه.
و قال یحیی بن الحسن بن بطریق فی كتاب المستدرك بعد إیراد ما مر ذكره فی أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله من إخبار الأحبار و الرهبان بنبوته صلی اللّٰه علیه و آله و تأیید أبی طالب له فی رسالته و أشعاره فی تلك الأمور ناقلا عن أكابر علمائهم و مؤرخیهم كابن إسحاق صاحب كتاب المغازی و غیره قال فیدل علی إیمانه أشیاء.
منها لما عرفه بحیرا الراهب أمره قال إنه سیكون لابن أخیك هذا شأن فارجع به إلی موضعه و احفظه فلم یزل حافظا له إلی أن أعاده إلی مكة و قد ذكر ذلك فی شعره و قال:
إن ابن آمنة النبی محمدا*** عندی بمثل منازل الأولاد
فأقر بنبوته كما تری.
و منها قوله لما رأی بحیرا الغمامة علی رأس رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فقال فیه:
فلما رآه مقبلا نحو داره*** یوقیه حر الشمس ظل غمام
حنا رأسه شبه السجود و ضمه*** إلی نحره و الصدر أی ضمام
إلی أن قال:
و ذلك من أعلامه و بیانه*** و لیس نهار واضح كظلام
فافتخاره بذلك و جعله من أعلامه دلیل علی إیمانه.
و منها قوله فی رجوعه من عند بحیرا و ذكر الیهود.
فما رجعوا حتی رأوا من محمد*** أحادیث تجلو غم كل فؤاد
ص: 139
و حتی رأوا أحبار كل مدینة*** سجودا له من عصبة و فراد (1).
و هذا من أدل دلیل علی فرحه و سروره بمعجزاته و أخباره.
وَ مِنْهَا أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَیْهِ عَقِیلًا وَ جَاءَ بِهِ فِی شِدَّةِ الْحَرِّ لِمَا شَكَوْا مِنْهُ وَ قَالَ لَهُ إِنَّ بَنِی عَمِّكَ هَؤُلَاءِ قَدْ زَعَمُوا أَنَّكَ تُؤْذِیهِمْ فِی نَادِیهِمْ (2) وَ مَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْهُمْ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمْ أَ تَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ فَقَالُوا نَعَمْ فَقَالَ فَمَا أَنَا بِأَقْدَرَ (3) عَلَی أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَی أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ: وَ اللَّهِ مَا كَذَبَ ابْنُ أَخِی قَطُّ فَارْجِعُوا عَنْهُ.
و هذا غایة التصدیق.
و منها قوله فی جواب ذلك فی أبیاته:
فاصدع بأمرك ما علیك غضاضة *** و أبشر و قر بذاك منك عیونا
و هذا أمر له بإبلاغ ما أمره تعالی به علی أشق وجه و قوله فی تمام الأبیات:
و دعوتنی و زعمت أنك ناصحی*** و لقد صدقت و كنت قبل أمینا
فصدقه فی دعائه له إلی الإیمان و كونه أمینا و هذا غایة فی قبول أمره له و فیها بعد هذا البیت:
و عرضت دینا قد علمت بأنه*** من خیر أدیان البریة دینا
و هذا من أدل الدلیل علی إیمانه.
و منها قوله:
أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا*** نبیا .....
الأبیات و هذا القول إیمان بلا خلاف.
أقول
ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ الصَّحِیفَةِ إِلَی أَنْ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ یَا ابْنَ أَخِی مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخْبَرَنِی رَبِّی بِهَذَا فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ إِنَّ رَبَّكَ الْحَقُّ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ.
.
ص: 140
أقول ثم ذكر إتیانه القوم و إخباره إیاهم بذلك و مباهلته معهم فقال فلو لا تصدیقه لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عما بلغه عن اللّٰه تعالی لما سارع إلی القوم بالمباهلة بالنبی و تصدیقه و ما باهل به إلا و لم یكن عنده شك فی أنه هو المنصور علیهم بما ثبت عنده من آیات الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و صدقه و معجزاته.
و قال (1)
أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا*** نبیا كموسی خط فی أول الكتب
فأقر بنبوته و أكد ذلك بأن شبهه بموسی علیه السلام و زاد فی التأكید بقوله خط فی أول الكتب فاعترف بأنه قد بشر بنبوته كل نبی له كتاب و هذا أمر لا یعترف به إلا من قد سبق له قدم فی الإسلام ثم وكد اعترافه أیضا بقوله:
و إن علیه فی العباد محبة *** و لا خیر ممن خصه اللّٰه بالحب
فاعترف بمحبة الخلق له و بمحبة اللّٰه له و جعله خیر الخلق بقوله و لا خیر إلی آخره یعنی لا یكون أحد خیرا ممن خصه اللّٰه بحبه بل هو خیر من كل أحد.
ثم ذكر الأبیات المتقدمة فی ذلك و استدل بها علی إیمانه و ذكر كثیرا من القصص و الأشعار تركناها إیثارا للاختصار.
85- مد، العمدة: من مسند عبد اللّٰه بن أحمد بن حنبل عن أبیه قال علی بن أبی طالب و اسم أبی طالب عبد مناف بن عبد المطلب و اسم عبد المطلب شیبة الحمد بن هاشم و اسم هاشم عمرو بن عبد مناف و اسم عبد مناف المغیرة بن قصی و اسم قصی زید بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤی بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزیمة بن مدركة بن إلیاس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهمیسع بن یشجب (2) و قیل أشجب بن نبت بن قیدار بن إسماعیل و إسماعیل أول من فتق لسانه بالعربیة المبینة التی نزل بها القرآن و أول من ركب الخیل و كانت وحوشا و هو ابن عرق الثری خلیل اللّٰه إبراهیم بن تارخ بن ناخور و قیل الناخر بن ساروع بن أرغو بن قالع و هو
ص: 141
قاسم الأرض بین أهلها -ابن عامر- و هو هود النبی علیه السلام ابن شالخ بن أرفخشد و هو الرافد بن سام بن نوح بن مالك و هو فی لغة العرب ملكان بن المتوشلخ و هو المثوب بن أخنخ و هو إدریس النبی علیه السلام ابن یرد و هو الیارد بن مهلائیل بن قینان بن أنوش و هو الطاهر بن شیث و هو هبة اللّٰه و یقال أیضا شاث بن آدم أبی البشر علیه السلام (1).
أَقُولُ (2) فِی الدِّیوَانِ الْمَنْسُوبِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی مَرْثِیَةِ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَرِقْتُ لِنَوْحٍ آخِرَ اللَّیْلِ غَرَّدَا*** لِشَیْخِیَ یَنْعَی وَ الرَّئِیسَ الْمُسَوَّدَا
أَبَا طَالِبٍ مَأْوَی الصَّعَالِیكِ ذَا النَّدَی*** وَ ذَا الْحِلْمِ لَا خَلْفاً وَ لَمْ یَكُ قُعْدَداً
أَخَا الْمُلْكِ خَلَّی ثُلْمَةً سَیَسُدُّهَا*** بَنُو هَاشِمٍ أَوْ یُسْتَبَاحُ فَیُمْهَدَا
فَأَمْسَتْ قُرَیْشٌ یَفْرَحُونَ بِفَقْدِهِ*** وَ لَسْتُ أَرَی حَیّاً لِشَیْ ءٍ مُخَلَّداً
أَرَادَتْ أُمُوراً زَیَّنَتْهَا حُلُومُهُمْ*** سَتُورِدُهُمْ یَوْماً مِنَ الْغَیِّ مَوْرِداً
یُرَجُّونَ تَكْذِیبَ النَّبِیِّ وَ قَتْلَهُ*** وَ أَنْ یَفْتَرُوا بَهْتاً عَلَیْهِ وَ مَحْجَداً
كَذَبْتُمْ وَ بَیْتِ اللَّهِ حَتَّی نُذِیقَكُمْ*** صُدُورَ الْعَوَالِی وَ الصَّفِیحَ الْمُهَنَّدَا
وَ یَبْدُوَ مِنَّا مَنْظَرٌ ذُو كَرِیهَةٍ*** إِذَا مَا تَسَرْبَلْنَا (3) الْحَدِیدَ الْمُسَرَّدَا
فَإِمَّا تُبِیدُونَا وَ إِمَّا نُبِیدُكُمْ*** وَ إِمَّا تَرَوْا سِلْمَ الْعَشِیرَةِ أَرْشَدَا
وَ إِلَّا فَإِنَّ الْحَیَّ دُونَ مُحَمَّدٍ*** بَنُو هَاشِمٍ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ مَحْتَداً
وَ إِنَّ لَهُ فِیكُمْ مِنَ اللَّهِ نَاصِراً*** وَ لَسْتُ بِلَاقٍ صَاحِبَ اللَّهِ أَوْحَدَا
نَبِیٌّ أَتَی مِنْ كُلِّ وَحْیٍ بِخُطَّةٍ*** فَسَمَّاهُ رَبِّی فِی الْكِتَابِ مُحَمَّداً
أَغَرَّ كَضَوْءِ الْبَدْرِ صُورَةُ وَجْهِهِ*** جَلَا الْغَیْمَ عَنْهُ ضَوْؤُهُ فَتَوَقَّدَا
أَمِینٌ عَلَی مَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ قَبْلَهُ*** وَ إِنْ كَانَ قَوْلًا كَانَ فِیهِ مُسَدَّداً
(4).
ص: 142
بیان: أرقت بالكسر أی سهرت و الغرد و التغرید التطریب و الصعالیك جمع الصعلوك و هو الفقیر و الندی بالفتح الجود و الخلف بالسكون قوم سوء یخلفون غیرهم و رجل قعدد و قعدد إذا كان قریب الآباء إلی الجد الأكبر و یمدح به من وجه لأن الولاء للكبر و یذم به من وجه لأنه من أولاد الهرمی و ینسب إلی الضعف ذكره الجوهری (1) و الثلمة بالضم الخلل فی الحائط و غیره و فی الأساس أهمد فلان الأمر أماته (2) و فی الصحاح همدت النار تهمد همودا أی طفئت و ذهبت البتة و الهمدة السكتة و همد الثوب بلی و أهمد فی المكان أقام و فی السیر أسرع (3) و البهت البهتان و عالیة الرمح ما دخل السنان إلی ثلثه و الصفیحة السیف العریض و الكریهة الشدة فی الحرب و سرد الدروع إدخال حلقها بعضها فی بعض و كذا التسرید و المحتد الأصل و صاحب اللّٰه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأوحد الذی لیس له ناصر و الخطة بالضم الأمر و القصة و الغرة بیاض فی جبهة الفرس میمون.
وَ مِنْهُ فِی مَرْثِیَةِ خَدِیجَةَ وَ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
أَ عَیْنَیَّ جُودَا بَارَكَ اللَّهُ فِیكُمَا*** عَلَی هَالِكَیْنِ لَا تَرَی لَهُمَا مِثْلًا
عَلَی سَیِّدِ الْبَطْحَاءِ وَ ابْنِ رَئِیسِهَا*** وَ سَیِّدَةِ النِّسْوَانِ أَوَّلِ مَنْ صَلَّی
مُهَذَّبَةٍ قَدْ طَیَّبَ اللَّهُ خِیمَهَا*** مُبَارَكَةٍ وَ اللَّهِ سَاقَ لَهَا الْفَضْلَا
مُصَابُهُمَا أَدْجَی إِلَی الْجَوِّ وَ الْهَوَاءِ*** فَبِتُّ أُقَاسِی مِنْهُمُ الْهَمَّ وَ الثُّكْلَا
لَقَدْ نَصَرَا فِی اللَّهِ دِینَ مُحَمَّدٍ*** عَلَی مَنْ یُعَافِی الدِّینَ قَدْ رَعَیَا إِلًّا (4)
بیان: الخیم بالكسر السجیة و الطبیعة لا واحد له من لفظه و الإل بالكسر العهد.
وَ مِنْهُ فِی مَرْثِیَةِ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَبَا طَالِبٍ عِصْمَةَ الْمُسْتَجِیرِ*** وَ غَیْثَ الْمُحُولِ وَ نُورَ الظُّلَمِ
ص: 143
لَقَدْ هَدَّ فَقْدُكَ أَهْلَ الْحِفَاظِ*** وَ قَدْ كُنْتَ لِلْمُصْطَفَی خَیْرَ عَمٍ
(1).
بیان: روی السید حیدر فی الغرر هاتین المرثیتین و تلك المراثی دلائل علی كمال إیمان أبی طالب رضی اللّٰه عنه فإنه أجل و أتقی من أن یرثی و یمدح كافرا بأمثال تلك المدائح رعایة للنسب بل بعض أبیاتها یدل كونه أفضل من حمزة رضی اللّٰه عنه.
و قال السید بن طاوس فی كتاب الطرائف إنی رأیت المخالفین تظاهروا بالشهادة علی أبی طالب عم نبیهم و كفیله بأنه مات كافرا و كذبوا الأخبار الصحیحة المتضمنة لإیمانه و ردوا شهادة عترة نبیهم صلوات اللّٰه علیهم الذین رووا أنهم لا یفارقون كتاب ربهم و إننی وجدت علماء هذه العترة مجمعین علی إیمان أبی طالب رضی اللّٰه عنه و ما رأیت هؤلاء الأربعة المذاهب كابروا فیمن قیل عنه (2) إنه مسلم مثل هذه المكابرة و ما زال الناس یشهدون بالإیمان لمن یخبر عنه مخبر بذلك أو تری علیه صفة تقتضی الإیمان و سوف أورد لك بعض ما أوردوا فی كتبهم و بروایة رجالهم من الأخبار الدالة لفظا أو معنی تصریحا أو تلویحا بإیمان أبی طالب رضی اللّٰه عنه و یظهر لك أن شهادتهم علیه بالكفر عداوة لولده علی بن أبی طالب علیه السلام أو لبنی هاشم.
فمن ذلك ما ذكروه و رووه فی كتاب أخبار أبی عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد الطبری اللغوی عن أبی العباس أحمد بن یحیی بن تغلب (3) عن ابن الأعرابی ما هذا لفظه و أخبرنا تغلب عن ابن الأعرابی قال العور الردی ء من كل شی ء و الوعر الموضع المخیف الوحش قال ابن الأعرابی و من العور.
خبر ابن عباس قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُرَبِّیهِ وَ عَبِقَ مِنْ سَمْتِهِ وَ كَرَمِهِ وَ خَلَائِقِهِ مَا أَطَاقَ فَقَالَ لِی صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أُنْذِرَ عَشِیرَتِیَ الْأَقْرَبِینَ فَاصْنَعْ لِی طَعَاماً وَ اطْبُخْ لِی لَحْماً (4) قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَعَدَدْتُهُمْ «بَنِی هَاشِمٍ
ص: 144
بَحْتاً» فَكَانُوا أَرْبَعِینَ قَالَ فَصَنَعْتُ الطَّعَامَ طَعَاماً یَكْفِی لِاثْنَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ (1) قَالَ فَقَالَ لِی الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله هَاتِهِ قَالَ فَأَخَذَ شَظِیَّةً (2) مِنَ اللَّحْمِ فَشَظَاهَا بِأَسْنَانِهِ وَ جَعَلَهَا فِی الْجَفْنَةِ (3) قَالَ وَ أَعْدَدْتُ لَهُمْ عُسّاً مِنْ لَبَنٍ قَالَ وَ مَضَیْتُ إِلَی الْقَوْمِ فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنَّهُ قَدْ دَعَاهُمْ لِطَعَامٍ وَ شَرَابٍ قَالَ فَدَخَلُوا وَ أَكَلُوا وَ لَمْ یَسْتَتِمُّوا نِصْفَ الطَّعَامِ حَتَّی تَضَلَّعُوا (4) قَالَ وَ لَعَهْدِی بِالْوَاحِدِ مِنْهُمْ یَأْكُلُ مِثْلَ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَحْدَهُ قَالَ ثُمَّ أَتَیْتُ بِاللَّبَنِ قَالَ فَشَرِبُوا حَتَّی تَضَلَّعُوا قَالَ وَ لَعَهْدِی بِالْوَاحِدِ مِنْهُمْ وَحْدَهُ یَشْرَبُ مِثْلَ ذَلِكَ اللَّبَنِ قَالَ وَ مَا بَلَغُوا نِصْفَ الْعُسِّ قَالَ ثُمَّ قَامَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَتَكَلَّمَ اعْتَرَضَ عَلَیْهِ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقَالَ أَ لِهَذَا دَعَوْتَنَا ثُمَّ أَتْبَعَ كَلَامَهُ بِكَلِمَةٍ ثُمَّ قَالَ قُومُوا فَقَامُوا وَ انْصَرَفُوا كُلُّهُمْ قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَصْلِحْ لِی مِثْلَ ذَلِكَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ قَالَ فَأَصْلَحْتُهُ وَ مَضَیْتُ إِلَیْهِمْ بِرِسَالَتِهِ قَالَ فَأَقْبَلُوا إِلَیْهِ فَلَمَّا أَكَلُوا وَ شَرِبُوا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِیَتَكَلَّمَ فَاعْتَرَضَهُ أَبُو لَهَبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ اسْكُتْ یَا أَعْوَرُ مَا أَنْتَ وَ هَذَا قَالَ ثُمَّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ لَا یَقُومَنَّ أَحَدٌ قَالَ فَجَلَسُوا ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قُمْ یَا سَیِّدِی فَتَكَلَّمْ بِمَا تُحِبُّ وَ بَلِّغْ رِسَالَةَ رَبِّكَ فَإِنَّكَ الصَّادِقُ الْمُصَدَّقُ قَالَ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُمْ أَ رَأَیْتُمْ لَوْ قُلْتُ لَكُمْ إِنَّ وَرَاءَ هَذَا الْجَبَلِ جَیْشاً یُرِیدُ أَنْ یُغِیرَ (5) عَلَیْكُمْ أَ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِّی قَالَ فَقَالُوا كُلُّهُمْ نَعَمْ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْأَمِینُ الصَّادِقُ قَالَ فَقَالَ لَهُمْ فَوَحِّدُوا اللَّهَ الْجَبَّارَ وَ اعْبُدُوهُ وَحْدَهُ بِالْإِخْلَاصِ وَ اخْلَعُوا (6) هَذَا الْأَنْدَادَ الْأَنْجَاسَ وَ أَقِرُّوا وَ اشْهَدُوا بِأَنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْكُمْ وَ إِلَی الْخَلْقِ فَإِنِّی قَدْ جِئْتُكُمْ بِعِزِّ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالَ فَقَامُوا وَ انْصَرَفُوا كُلُّهُمْ وَ كَأَنَّ الْمَوْعِظَةَ قَدْ عَمِلَتْ فِیهِمْ.
هذا آخر لفظة حدیث أبی عمر الزاهد.
ص: 145
قال السید رضی اللّٰه عنه و لو لم یكن لأبی طالب رضی اللّٰه عنه إلا هذا الحدیث و أنه سبب فی تمكین النبی صلی اللّٰه علیه و آله من تأدیة رسالته و تصریحه بقوله و بلغ رسالة ربك فإنك الصادق المصدق لكفاه شاهدا بإیمانه و عظیم حقه علی أهل الإسلام و جلالة أمره فی الدنیا و دار المقام (1) و ما كان لنا حاجة إلی إیراد حدیث سواه و إنما نورد الأحادیث استظهارا فی الحجة لما ذكرناه.
فمن ذلك أیضا ما ذكره الحمیدی فی كتاب الجمع بین الصحیحین فی مسند عبد اللّٰه بن عمر فی الحدیث الحادی عشر من إفراد البخاری تعلیقا قال و قال عمر بن حمزة عن سالم عن أبیه قال ربما ذكرت قول الشاعر و أنا أنظر إلی وجه النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو یستسقی و ما ینزل حتی یجیش كل میزاب فمن ذلك:
و أبیض یستسقی الغمام بوجهه*** ربیع الیتامی عصمة للأرامل
و هو قول أبی طالب رضی اللّٰه عنه. وَ قَدْ أَخْرَجَهُ بِالْإِسْنَادِ مِنْ حَدِیثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِینَارٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ یَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ أَبِی طَالِبٍ حَیْثُ قَالَ وَ ذَكَرَ الْبَیْتَ وَ هِیَ قَصِیدَةٌ مَشْهُورَةٌ بَیْنَ الرُّوَاةِ لِأَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هِیَ هَذِهِ:
لَعَمْرِی لَقَدْ كُلِّفْتُ وَجْداً بِأَحْمَدَ*** وَ أَحْبَبْتُهُ حُبَّ الْحَبِیبِ الْمُوَاصِلِ
إِلَی آخِرِ الْأَبْیَاتِ.
و من ذلك ما رواه الثعلبی فی تفسیره قال فی تفسیر قوله تعالی وَ هُمْ یَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ یَنْأَوْنَ عَنْهُ وَ إِنْ یُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَ ما یَشْعُرُونَ (2) عن عبد اللّٰه بن عباس قال اجتمعت قریش إلی أبی طالب رضی اللّٰه عنه و قالوا له یا أبا طالب سلم إلینا محمدا فإنه قد أفسد أدیاننا و سب آلهتنا و هذه أبناؤنا بین یدیك تبن (3) بأیهم شئت ثم دعوا بعمارة بن الولید و كان مستحسنا فقال لهم هل رأیتم ناقة حنت إلی غیر فصیلها؟ لا كان ذلك أبدا ثم نهض عنهم فدخل علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله (4) فرآه كئیبا و قد علم مقالة قریش (5) فقال رضی اللّٰه
ص: 146
عنه یا محمد لا تحزن ثم قال:
و اللّٰه لن یصلوا إلیك بجمعهم*** حتی أوسد فی التراب دفینا
فاصدع بأمرك ما علیك غضاضة*** و ابشر و قر بذاك منك عیونا
و دعوتنی و ذكرت أنك ناصحی*** و لقد نصحت و كنت قبل أمینا
و ذكرت دینا قد علمت بأنه*** من خیر أدیان البریة دینا
و روی الثعلبی أنه قد اتفق علی صحة نقل هذه الأبیات عن أبی طالب رضی اللّٰه عنه مقاتل و عبد اللّٰه بن عباس و القاسم بن محصرة (1) و عطاء بن دینار.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ فِی كِتَابٍ اسْمُهُ نِهَایَةُ الطَّلُوبِ وَ غَایَةُ السَّئُولِ فِی مَنَاقِبِ آلِ الرَّسُولِ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَ فُقَهَائِهِمْ حَنْبَلِیُّ الْمَذْهَبِ اسْمُهُ إِبْرَاهِیمُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّینَوَرِیُّ یَرْفَعُهُ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِیِّ الْفَقِیهِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْجَزَرِیِّ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَذْكُورُ وَ حَدَّثَنَا أَیْضاً عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْبَرْقِیُّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْجَزَرِیِّ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَةِ یَقُولُ فِیهِ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِلْعَبَّاسِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِی بِإِظْهَارِ أَمْرِی وَ قَدْ أَنْبَأَنِی وَ اسْتَنْبَأَنِی فَمَا عِنْدَكَ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ یَا ابْنَ أَخِی تَعْلَمُ أَنَّ قُرَیْشاً أَشَدُّ النَّاسِ حَسَداً لِوُلْدِ أَبِیكَ وَ إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخَصْلَةُ كَانَتِ الطَّامَّةَ الطَّمَّاءَ وَ الدَّاهِیَةَ الْعَظِیمَةَ (2) وَ رُمِینَا عَنْ قَوْسٍ وَاحِدٍ وَ انْتَسَفُونَا نَسْفاً صَلْتاً (3) وَ لَكِنْ قَرِّبْ إِلَی عَمِّكَ (4) أَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ كَانَ أَكْبَرَ أَعْمَامِكَ إِنْ لَا یَنْصُرْكَ لَا یَخْذُلْكَ وَ لَا یُسْلِمْكَ فَأَتَیَاهُ فَلَمَّا رَآهُمَا أَبُو طَالِبٍ قَالَ إِنَّ لَكُمَا لَظِنَّةً وَ خَبَراً مَا جَاءَ بِكُمَا فِی هَذَا الْوَقْتِ فَعَرَّفَهُ الْعَبَّاسُ مَا قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا أَجَابَهُ بِهِ الْعَبَّاسُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ قَالَ لَهُ اخْرُجْ ابْنَ أَخِی فَإِنَّكَ الرَّفِیعُ كَعْباً (5) وَ الْمَنِیعُ حِزْباً وَ الْأَعْلَی
ص: 147
أَباً وَ اللَّهِ لَا یَسْلُقُكَ لِسَانٌ إِلَّا سَلَقَتْهُ (1) أَلْسُنٌ حِدَادٌ وَ اجْتَذَبَتْهُ سُیُوفٌ حِدَادٌ وَ اللَّهِ لَتَذِلَّنَّ لَكَ الْعَرَبُ (2) ذُلَّ الْبُهْمِ لِحَاضِنِهَا وَ لَقَدْ كَانَ أَبِی یَقْرَأُ الْكِتَابَ جَمِیعاً وَ لَقَدْ قَالَ إِنَّ مِنْ صُلْبِی لَنَبِیّاً لَوَدِدْتُ أَنِّی أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَآمَنْتُ بِهِ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ وُلْدِی فَلْیُؤْمِنْ بِهِ.
ثم ذكر صفة إظهار نبیهم للرسالة عقیب كلام أبی طالب له و صورة شهادته و قد صلی وحده و جاءت خدیجة فصلت معه ثم جاء علی فصلی معه (3)
و زاد الزمخشری فی كتاب الأكتاب بیتا آخر رواه عن أبی طالب رضی اللّٰه عنه:
و عرضت دینا لا محالة إنه*** من خیر أدیان البریة دینا
لو لا الملامة أو حذاری سبه*** لوجدتنی سمحا بذاك مبینا. (4)
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا ذَكَرَهُ الْحَنْبَلِیُّ صَاحِبُ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِیرَةَ بْنِ مُعَقِّبٍ قَالَ: فَقَدَ أَبُو طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَظَنَّ أَنَّ بَعْضَ قُرَیْشٍ اغْتَالَهُ فَقَتَلَهُ فَبَعَثَ إِلَی بَنِی هَاشِمٍ فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ أَظُنُّ أَنَّ بَعْضَ قُرَیْشٍ اغْتَالَ مُحَمَّداً فَقَتَلَهُ فَلْیَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ حَدِیدَةً صَارِمَةً (5) وَ لْیَجْلِسْ إِلَی جَنْبِ عَظِیمٍ
ص: 148
مِنْ عُظَمَاءِ قُرَیْشٍ فَإِذَا قُلْتُ أَبْغِی مُحَمَّداً قَتَلَ (1) كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمُ الرَّجُلَ الَّذِی إِلَی جَانِبِهِ وَ بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَمْعُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ فِی بَیْتٍ عِنْدَ الصَّفَا فَأَتَی أَبَا طَالِبٍ وَ هُوَ فِی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو طَالِبٍ أَخَذَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ فَقَدْتُ مُحَمَّداً فَظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ اغْتَالَهُ فَأَمَرْتُ كُلَّ فَتًی شَهِدَ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ أَنْ یَأْخُذَ حَدِیدَةً وَ یَجْلِسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَی عَظِیمٍ مِنْكُمْ فَإِذَا قُلْتُ أَبْغِی مُحَمَّداً قَتَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الرَّجُلَ الَّذِی إِلَی جَنْبِهِ فَاكْشِفُوا (2) عَمَّا فِی أَیْدِیكُمْ یَا بَنِی هَاشِمٍ فَكَشَفَ بَنُو هَاشِمٍ عَمَّا فِی أَیْدِیهِمْ فَنَظَرَتْ قُرَیْشٌ إِلَی ذَلِكَ فَعِنْدَهَا هَابَتْ قُرَیْشٌ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ یَقُولُ:
أَلَا أَبْلِغْ قُرَیْشاً حَیْثُ حَلَّتْ*** وَ كُلُّ سَرَائِرٍ مِنْهَا غُرُورٌ
فَإِنِّی وَ الضَّوَابِحِ غَادِیَاتٍ*** وَ مَا تَتْلُو السَّفَافِرَةُ الشُّهُورُ (3)
لآِلِ مُحَمَّدٍ رَاعٍ حَفِیظٌ ***وَ وَدَّ الصَّدْرُ مِنِّی وَ الضَّمِیرُ
فَلَسْتُ بِقَاطِعٍ رَحِمِی وَ وُلْدِی*** وَ لَوْ جَرَّتْ مَظَالِمَهَا الْجَزُورُ
أَ یَأْمُرُ جَمْعُهُمْ أَبْنَاءَ فِهْرٍ*** بِقَتْلِ مُحَمَّدٍ وَ الْأَمْرُ زُورٌ
فَلَا وَ أَبِیكَ لَا ظَفِرَتْ قُرَیْشٌ وَ لَا لَقِیَتْ رَشَاداً إِذْ تُشِیرُ
بَنِیَّ أَخِی وَ نُوطَ الْقَلْبِ مِنِّی وَ أَبْیَضُ مَاؤُهُ غَدَقٌ كَثِیرٌ
وَ یَشْرَبُ بَعْدَهُ الْوِلْدَانُ رِیّاً وَ أَحْمَدُ قَدْ تَضَمَّنَهُ الْقُبُورُ
أَیَا ابْنَ الْأَنْفِ أَنْفِ بَنِی قُصَیٍّ (4) كَأَنَّ جَبِینَكَ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ
أقول (5) روی جامع الدیوان نحو هذا الخبر مرسلا ثم ذكر الأشعار هكذا
«أَلَا أَبْلِغْ ...»
إلی قوله:
«و كل سرائر منها غدور».
ص: 149
فإنی و الضوابح غادیات*** و ما تتلو السفافرة الشهور
إلی قوله: جزور.
فیا لله در بنی قصی*** لقد احتل عرصتهم ثبور
عشیة ینتحون بأمر هزل*** و یستهوی حلومهم الغرور
فلا و أبیك إلی قوله إذ تشیر. أ یأمر إلی قوله زور.
أ لا ضلت حلومهم جمیعا*** و أطلق عقل حرب لا تبور
أ یرضی منكم الحلماء هذا*** و ما ذاكم رضا لی أن تبوروا
بنی أخی إلی قوله القبور.
فكیف یكون ذلكم قریشا*** و ما منی الضراعة و الفتور (1).
علی دماء بدن عاطلات*** لئن هدرت بذلكم الهدور
لقام الضاربون بكل ثغر*** بأیدیهم مهندة تمور. (2)
و تلقونی أمام الصف قدما*** أضارب حین تحزمه الأمور
أرادی مرة و أكر أخری*** حذارا أن تغور به الغرور
أذودهم بأبیض مشرفی*** إذا ما حاطه الأمر النكیر
و جمعت الجموع أسود فهر*** و كان النقع فوقهم یثور. (3)
كأن الأفق محفوف بنار*** و حول النار آساد تزیر
بمعترك المنایا فی مكر*** تخال دماءه قدرا تفور
إذا سالت مجلجلة صدوق*** كأن زهاءها رأس كبیر
و شظاها محل الموت حقا*** و حوض الموت فیها یستدیر
هنالك أی بنی یكون منی*** بوادر لا یقوم لها الكثیر
تدهدهت الصخور من الرواسی***إذا ما الأرض زلزلها القدیر
ص: 150
و لا قفل بقیلهم فإنی (1)*** و ما حلت بكعبته النذور.
وفی دون نفسك إن أرادوا*** بها الدهیاء أو سالت بحور
أیا ابن الأنف إلی آخره.
لك اللّٰه الغداة و عهد عم*** تجنبه الفواحش و الفجور
بتحفاظی و نصرة أریحی*** من الأعمام معضاد یصور (2)
ثم قال السید رضی اللّٰه عنه وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْحَنْبَلِیُّ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَایَةِ الطَّلُوبِ وَ غَایَةِ السَّئُولِ بِإِسْنَادِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ ابْنُ أَخِی وَ كَانَ وَ اللَّهِ صَدُوقاً قَالَ قُلْتُ لَهُ بِمَ بُعِثْتَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ بِصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ كِتَابِ نِهَایَةِ الطَّلُوبِ وَ غَایَةِ السَّئُولِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عُرْوَةَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أَخِی الْأَمِینَ یَقُولُ اشْكُرْ تُرْزَقْ وَ لَا تَكْفُرْ فَتُعَذَّبَ.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ الْكِتَابِ الْمَزْبُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ مَرِضَ فَعَادَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَیْضاً الْحَنْبَلِیُّ فِی الْكِتَابِ الْمُشَارِ إِلَیْهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَارَضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جَنَازَةَ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ وَ جَزَاكَ اللَّهُ یَا عَمِّ خَیْراً.
وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ثَابِتٍ الْبُنَانِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرْجُو لِأَبِی طَالِبٍ؟ قَالَ كُلَّ خَیْرٍ أَرْجُوهُ مِنْ رَبِّی.
و من عجیب ما بلغت إلیه العصبیة علی أبی طالب من أعداء أهل البیت علیهم السلام أنهم
ص: 151
زعموا أن المراد بقوله تعالی لنبیه صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ (1) أنها فی أبی طالب رضی اللّٰه عنه و قد ذكر أبو المجد بن رشادة الواعظ الواسطی فی مصنفه كتاب أسباب نزول القرآن ما هذا لفظه قال قال الحسن بن مفضل فی قوله عز و جل إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ كیف یقال إنها نزلت فی أبی طالب رضی اللّٰه عنه و هذه السورة من آخر ما نزل من القرآن بالمدینة و أبو طالب مات فی عنفوان الإسلام (2) و النبی صلی اللّٰه علیه و آله بمكة
و إنما هذه الآیة نزلت فی الحارث بن نعمان بن عبد مناف و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله یحب إسلامه (3) فقال یوما للنبی صلی اللّٰه علیه و آله إنا نعلم أنك علی الحق و أن الذی جئت به حق و لكن یمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا (4) من أرضنا لكثرتهم و قلتنا و لا طاقة لنا بهم فنزلت الآیة و كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله یؤثر إسلامه لمیله إلیه.
قال السید رحمه اللّٰه فكیف استجاز أحد من المسلمین العارفین مع هذه الروایات و مضمون الأبیات أن ینكروا إیمان أبی طالب رضی اللّٰه عنه و قد تقدمت روایتهم لوصیة أبی طالب أیضا لولده أمیر المؤمنین علی علیه السلام بملازمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و قوله رضی اللّٰه عنه إنه لا یدعو إلا إلی خیر و قول نبیهم صلی اللّٰه علیه و آله جزاك اللّٰه یا عم خیرا و قوله صلی اللّٰه علیه و آله لو كان حیا قرت عیناه و لو لم یعلم نبیهم صلی اللّٰه علیه و آله أن أبا طالب رضی اللّٰه عنه مات مؤمنا ما دعا له و لا كانت تقر عینه بنبیهم صلی اللّٰه علیه و آله و لو لم یكن إلا شهادة عترة نبیهم صلی اللّٰه علیه و آله له بالإیمان لوجب تصدیقهم كما شهد نبیهم صلی اللّٰه علیه و آله أنهم لا یفارقون كتاب اللّٰه تعالی و لا ریب أن العترة أعرف بباطن أبی طالب رضی اللّٰه عنه من الأجانب و شیعة أهل البیت علیهم السلام مجمعون علی ذلك و لهم فیه مصنفات و ما رأینا و لا سمعنا أن مسلما أخرجوا فیه إلی مثل ما أخرجوا فی إیمان أبی طالب رضی اللّٰه عنه و الذی نعرفه منهم أنهم یثبتون إیمان الكافر بأدنی سبب و بأدنی خبر واحد و بالتلویح فقد بلغت عداوتهم ببنی هاشم إلی إنكار إیمان أبی طالب
ص: 152
رضی اللّٰه عنه مع تلك الحجج الثواقب إن هذا من جملة العجائب (1) بیان: (2) عبق به الطیب كفرح لزق و الشظیة كل فلقة من شی ء و الجمع شظایا و التشظیة التفریق و العس بالضم القدح العظیم و تضلع من الطعام امتلأ كأنه ملأ أضلاعه و بضع من الماء كمنع روی و فی النهایة لم یكن أبو لهب أعور و لكن العرب تقول للذی لم یكن له أخ من أبیه و أمه أعور و قیل إنهم یقولون للردی ء من كل شی ء من الأمور و الأخلاق أعور (3) و قال فی حدیث الاستسقاء و ما ینزل حتی یجیش كل میزاب أی یتدفق و یجری بالماء (4) ربیع الیتامی أی ینمون و یهتزون به كالنبات ینمو و یهتز فی الربیع و فی بعض النسخ ثمال الیتامی كما فی النهایة و قال الثمال بالكسر الملجأ و الغیاث و قیل هو المطعم فی الشدة (5) و فی القاموس كلف به كفرح أولع و أكلفه غیره و التكلیف الأمر بما یشق علیك (6) و فی النهایة كلفت بهذا الأمر أكلف به إذا ولعت به و أحببته (7) و قال یقال وجدت بفلانة وجدا إذا أحببتها حبا شدیدا (8) و دینا تمییز مؤكد و الطامة الداهیة تغلب ما سواها و نسف البناء ینسفه قلعه من أصله كانتسفه و فی القاموس التقریب ضرب من العدو و الشكایة (9) و الظنة بالكسر التهمة و كأنه هنا مجاز و البهم جمع البهمة بفتحهما و هی أولاد الضأن و المعز و حاضنها مربیها و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة یقال حضن ناقته حمل علیها و عض من بدنها و كمنبر من یهزل
ص: 153
الدواب و یذللها قوله فإنی و الضوابح فی النهایة فی حدیث أبی طالب یمدح النبی صلی اللّٰه علیه وآله:
فإنی و الضوابح كل یوم*** و ما تتلو السفافرة الشهور
الضوابح جمع ضابح یقال ضبح أی صاح یرید القسم بمن یرفع صوته بالقراءة و هو جمع شاذ فی صفة الآدمی كفوارس (1) و السفافرة أصحاب الأسفار و هی الكتب (2) و الشهور أی العلماء واحدهم شهر كذا قال الهروی و الفهر بالكسر أبو قبیلة من قریش و نوط القلب و نیاطه عرق نیط به القلب ینتحون أی یقصدون علی دماء بدن كأنه ألزم علی نفسه دماء البدن و أقسم بها إن لم یكن ما یقوله و العاطلات الحسان أو بلا قلائد و أرسان أو الطویلة الأعناق و المقسم علیه أنه لو هدرت دماء بسببكم لقام الضاربون السیوف بكل ناحیة بأیدیهم مهندة أی سیوف مشحذة تمور أی تضطرب و تتحرك حین تحزمه أی تشده و الضمیر للنبی صلی اللّٰه علیه و آله و لا یبعد أن یكون بالیاء و یقال راداه أی راوده و داراه و عن القوم رمی عنهم بالحجارة أو هو من الردی الهلاك أن تغور به الغرور أی یذهب به إلی الغور أصحاب الغارة و له معان أخر مناسبة و الزئر و الزئیر صوت الأسد من صدره عند غضبه و المجلجل (3)
السید القوی و الجری ء الدفاع المنطیق و الجلجلة شدة الصوت و كان الصدوق بالضم جمع صادق أی فی الحرب و الزهاء العدد الكثیر و كأنه كنایة عن تراكمهم و اجتماعهم و یحتمل التصحیف و شظی القوم خلاف صمیمهم و هم الأتباع و الدخلاء علیهم و البادرة الحدة عند الغضب تدهدهت تدحرجت و ما حلت الواو للقسم و ما بمعنی من و المراد به الرب تعالی و الداهیة الدهیاء البلیة العظیمة أو سالت أو بمعنی إلی أن أو إلا أن لك اللّٰه الغداة أی اللّٰه حافظك فی هذه الغداة و یحفظك عهد عمك تجنبه الأصل تتجنبه و الأریحی الواسع الخلق و المعضاد الكثیر الإعانة یصور أی یصوت كنایة عن
ص: 154
إعلان النصرة أو یهد أركان الخصامة و یحتمل أن یكون بالنون بالفتح أو الضم مبالغة فی النصرة و المراد بهذا العم إما نفسه أو حمزة رضی اللّٰه عنهما.
أقول و قال ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة اختلف الناس فی إسلام أبی طالب فقالت الإمامیة و أكثر الزیدیة ما مات إلا مسلما و قال بعض شیوخنا المعتزلة بذلك منهم الشیخ أبو القاسم البلخی و أبو جعفر الإسكافی و غیرهما و قال أكثر الناس من أهل الحدیث و العامة و من شیوخنا البصریین و غیرهم مات علی دین قومه
وَ یَرْوُونَ فِی ذَلِكَ حَدِیثاً مَشْهُوراً أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ قُلْ یَا عَمِّ كَلِمَةً أَشْهَدْ لَكَ بِهَا غَداً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ لَوْ لَا أَنْ تَقُولَ الْعَرَبُ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ جَزِعَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَیْنَكَ.
و روی أنه قال أنا علی دین الأشیاخ و قیل إنه قال أنا علی دین عبد المطلب و قیل غیر ذلك و روی كثیر من المحدثین أن قوله تعالی ما كانَ لِلنَّبِیِّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا أَنْ یَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِینَ وَ لَوْ كانُوا أُولِی قُرْبی مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِیمِ- وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِیمَ لِأَبِیهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِیَّاهُ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ (1) الآیة أنزلت فی أبی طالب لأن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله استغفر له بعد موته و رووا أن قوله تعالی إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ (2) نزلت فی أبی طالب و
رووا أن علیا علیه السلام جاء إلی رسول اللّٰه بعد موت أبی طالب فقال له إن عمك الضال قد قضی فما الذی تأمرنی فیه.
و احتجوا بأنه لم ینقل أحد عنه أنه رآه یصلی و الصلاة هی المفرقة بین المسلم و الكافر و أن علیا و جعفرا لم یأخذا من تركته شیئا
وَ رَوَوْا عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِی بِتَخْفِیفِ عَذَابِهِ لِمَا صَنَعَ فِی حَقِّی وَ إِنَّهُ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ.
وَ رَوَوْا عَنْهُ أَیْضاً: أَنَّهُ قِیلَ لَهُ لَوِ اسْتَغْفَرْتَ لِأَبِیكَ وَ أُمِّكَ فَقَالَ لَوِ اسْتَغْفَرْتُ لَهُمَا لَاسْتَغْفَرْتُ لِأَبِی طَالِبٍ فَإِنَّهُ صَنَعَ إِلَیَّ مَا لَمْ یَصْنَعَا وَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَ آمِنَةَ وَ أَبَا طَالِبٍ فِی حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرَاتِ جَهَنَّمَ (3).
.
ص: 155
فأما الذین زعموا أنه كان مسلما فقد رووا خلاف ذلك
فَأَسْنَدُوا خَبَراً إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ إِنَّ اللَّهَ مُشَفِّعُكَ فِی سِتَّةٍ بَطْنٍ حَمَلَتْكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَ صُلْبٍ أَنْزَلَكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ حَجْرٍ كَفَلَكَ أَبِی طَالِبٍ وَ بَیْتٍ آوَاكَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ أَخٍ كَانَ لَكَ فِی الْجَاهِلِیَّةِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ فِعْلُهُ قَالَ كَانَ سَخِیّاً یُطْعِمُ الطَّعَامَ وَ یَجُودُ بِالنًوَالِ وَ ثَدْیٍ أَرْضَعَتْكَ حَلِیمَةَ بِنْتِ أَبِی ذُؤَیْبٍ.
قَالُوا وَ قَدْ نَقَلَ النَّاسُ كَافَّةً عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: نُقِلْنَا مِنَ الْأَصْلَابِ.
الطَّاهِرَةِ إِلَی الْأَرْحَامِ الزَّكِیَّةِ.
فوجب بهذا أن یكون آباؤهم كلهم منزهین عن الشرك لأنهم لو كانوا عبدة أصنام لما كانوا طاهرین قالوا و أما ما ذكر فی القرآن من إبراهیم و أبیه آزر و كونه ضالا مشركا فلا یقدح فی مذهبنا لأن آزر كان عم إبراهیم فأما أبوه فتارخ بن ناخور و سمی العم أبا كما قال أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ یَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِیهِ ما تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِی قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ (1) ثم عد فیهم إسماعیل و لیس من آبائه و لكنه عمه.
ثم قال
وَ احْتَجُّوا فِی إِسْلَامِ الْآبَاءِ بِمَا رُوِیَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: یَبْعَثُ اللَّهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ عَلَیْهِ سِیمَاءُ الْأَنْبِیَاءِ وَ بَهَاءُ الْمُلُوكِ.
وَ رُوِیَ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمَدِینَةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَرْجُو لِأَبِی طَالِبٍ فَقَالَ أَرْجُو لَهُ كُلَّ خَیْرٍ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
وَ رُوِیَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ رِجَالِ الشِّیعَةِ وَ هُوَ أَبَانُ بْنُ أَبِی مَحْمُودٍ كَتَبَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی قَدْ شَكَكْتُ فِی إِسْلَامِ أَبِی طَالِبٍ فَكَتَبَ إِلَیْهِ وَ مَنْ یُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُ الْهُدی وَ یَتَّبِعْ غَیْرَ سَبِیلِ الْمُؤْمِنِینَ (2) الْآیَةَ وَ بَعْدَهَا إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُقِرَّ بِإِیمَانِ أَبِی طَالِبِ كَانَ مَصِیرُكَ إِلَی النَّارِ.
وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا یَقُولُهُ النَّاسُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ فِی ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ فَقَالَ لَوْ وُضِعَ إِیمَانُ أَبِی طَالِبٍ فِی كِفَّةِ مِیزَانٍ وَ إِیمَانُ هَذَا الْخَلْقِ فِی
ص: 156
الْكِفَّةِ الْأُخْرَی لَرَجَحَ إِیمَانُهُ ثُمَّ قَالَ أَ لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَأْمُرُ أَنْ یُحَجَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ آمِنَةَ وَ أَبِی طَالِبٍ فِی حَیَاتِهِ ثُمَّ أَوْصَی فِی وَصِیَّتِهِ بِالْحَجِّ عَنْهُمْ.
وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِأَبِی قُحَافَةَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عَامَ الْفَتْحِ یَقُودُهُ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ أَعْمَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلَّا تَرَكْتَ الشَّیْخَ حَتَّی نَأْتِیَهُ فَقَالَ أَرَدْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ یَأْجُرَهُ اللَّهُ أَمَا وَ الَّذِی بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَنَا كُنْتُ أَشَدَّ فَرَحاً بِإِسْلَامِ عَمِّكَ أَبِی طَالِبٍ مِنِّی بِإِسْلَامِ أَبِی أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ قُرَّةَ عَیْنِكَ فَقَالَ صَدَقْتَ.
وَ رُوِیَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سُئِلَ عَنْ هَذَا (1) فَقَالَ وَا عَجَبَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی نَهَی رَسُولَهُ أَنْ یُقِرَّ مُسْلِمَةً عَلَی نِكَاحِ كَافِرٍ وَ قَدْ كَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ مِنَ السَّابِقَاتِ إِلَی الْإِسْلَامِ وَ لَمْ تَزَلْ تَحْتَ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی مَاتَ.
وَ یُرْوَی عَنْ قَوْمٍ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسْنَدَ الْمُحَدِّثُونَ عَنْهُ حَدِیثاً یَنْتَهِی إِلَی أَبِی رَافِعٍ مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ سَمِعْتُ أَبَا طَالِبٍ یَقُولُ بِمَكَّةَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدٌ ابْنُ أَخِی أَنَّ رَبَّهُ بَعَثَهُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَ أَنْ یَعْبُدَهُ وَحْدَهُ لَا یَعْبُدُ مَعَهُ غَیْرَهُ وَ مُحَمَّدٌ عِنْدِیَ الصَّادِقُ الْأَمِینُ.
وَ قَالَ قَوْمٌ : إِنَّ قَوْلَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ كَافِلُ الْیَتِیمِ كَهَاتَیْنِ فِی الْجَنَّةِ.إِنَّمَا عَنَی بِهِ أَبَا طَالِبٍ.
و قالت الإمامیة إن ما یرویه العامة من أن علیا و جعفرا لم یأخذا من تركة أبی طالب شیئا حدیث موضوع و مذهب أهل البیت بخلاف ذلك فإن المسلم عندهم یرث الكافر و لا یرث الكافر المسلم و لو كان أعلی درجة منه فی النسب قالوا و قوله صلی اللّٰه علیه و آله لا توارث بین أهل ملتین.
نقول بموجبه لأن التوارث تفاعل و لا تفاعل عندنا فی میراثهما و اللفظ یستدعی الطرفین كالتضارب لا یكون إلا من اثنین. قالوا و حب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لأبی طالب معلوم مشهور و لو كان كافرا ما جاز له حبه لقوله تعالی لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (2) الآیة قَالُوا وَ قَدِ اشْتَهَرَ وَ اسْتَفَاضَ الْحَدِیثَ وَ هُوَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَقِیلٍ أَنَا أُحِبُّكَ حُبَّیْنِ حُبّاً لَكَ وَ حُبّاً لِحُبِّ أَبِی طَالِبٍ لَكَ فَإِنَّهُ كَانَ یُحِبُّكَ.
قالوا و خطبة النكاح مشهورة خطبها أبو طالب عند نكاح محمد صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 157
خدیجة و هی قوله: الحمد لله الذی جعلنا من ذریة إبراهیم و زرع إسماعیل و جعل لنا بلدا حراما و بیتا محجوجا و روی محجوبا و جعلنا الحكام علی الناس ثم إن محمد بن عبد اللّٰه أخی من لا یوازن به فتی من قریش إلا رجح علیه برا و فضلا و حزما و عقلا و رأیا و نبلا (1) و إن كان فی المال قل (2) فإنما المال ظل زائل و عاریة مسترجعة و له فی خدیجة بنت خویلد رغبة و لها فیه مثل ذلك و ما أحببتم من الصداق فعلی و له و اللّٰه بعد نبأ شائع و خطب (3) جلیل.
قالوا فتراه یعلم نبأه الشائع و خطبه الجلیل ثم یعانده و یكذبه و هو من أولی الألباب هذا غیر سائغ فی العقول.
قَالُوا
وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ أَسَرُّوا الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرُوا الشِّرْكَ (4) فَآتَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ وَ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَسَرَّ الْإِیمَانَ وَ أَظْهَرَ الشِّرْكَ فَآتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَیْنِ.
وَ فِی الْحَدِیثِ الصَّحِیحِ الْمَشْهُورِ (5)
أَنَّ جَبْرَئِیلَ قَالَ لَهُ لَیْلَةَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ اخْرُجْ مِنْهَا فَقَدْ مَاتَ نَاصِرُكَ.
و أما (6) حدیث الضحضاح من النار فإنما یرویه الناس كلهم عن رجل واحد و هو المغیرة بن شعبة و بغضه لبنی هاشم و علی الخصوص لعلی علیه السلام مشهور معلوم و قصته و فسقه غیر خاف.
قَالُوا وَ قَدْ رُوِیَ بِأَسَانِیدَ كَثِیرَةٍ بَعْضُهَا عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ بَعْضُهَا عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی قُحَافَةَ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ مَا مَاتَ حَتَّی قَالَ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
وَ الْخَبَرُ الْمَشْهُورُ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ قَالَ كَلَاماً خَفِیّاً فَأَصْغَی إِلَیْهِ أَخُوهُ الْعَبَّاسُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا ابْنَ أَخِی وَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَهَا عَمُّكَ وَ لَكِنَّهُ ضَعُفَ عَنْ أَنْ یَبْلُغَكَ صَوْتُهُ.
وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: مَا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ حَتَّی أَعْطَی رَسُولَ
ص: 158
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ نَفْسِهِ الرِّضَا.
قالوا و أشعار أبی طالب تدل علی أنه كان مسلما و لا فرق بین الكلام المنظوم و المنثور إذا تضمنا إقرارا بالإسلام أ لا تری أن یهودیا لو توسط جماعة من المسلمین و أنشد شعرا قد ارتجله و نظمه یتضمن الإقرار بنبوة محمد صلی اللّٰه علیه و آله لكنا نحكم بإسلامه كما لو قال أشهد أن محمدا رسول اللّٰه. فمن تلك الأشعار قوله:
یرجون منا خطة دون نیلها*** ضراب و طعن بالوشیج المقوم
یرجون أن نسخی بقتل محمد*** و لم تختضب سن العوالی من الدم (1).
كذبتم و بیت اللّٰه حتی تفلقوا *** جماجم تلقی بالحطیم و زمزم (2).
و تقطع أرحام و تنسی حلیلة*** حلیلا و یغشی محرم بعد محرم
علی ما مضی من مقتكم و عقوقكم*** و غشیانكم فی أمركم كل مأثم
و ظلم نبی جاء یدعو إلی الهدی*** و أمر أتی من عند ذی العرش قیم
فلا تحسبونا مسلمیه فمثله*** إذا كان فی قوم فلیس بمسلم (3).
و من شعر أبی طالب فی أمر الصحیفة التی كتبتها قریش فی قطیعة بنی هاشم:
ألا أبلغا عنی علی ذات بینها*** لؤیا و خصا من لؤی بنی كعب
أ لم تعلموا أنا وجدنا محمدا*** رسولا كموسی خط فی أول الكتب
و أن علیه فی العباد محبة*** و لا حیف فیمن خصه اللّٰه بالحب (4)
و أن الذی رقشتم فی كتابكم *** یكون لكم یوما كراغیة السقب
أفیقوا أفیقوا قبل أن تحفر الزبی*** و یصبح من لم یجن ذنبا كذی الذنب
و لا تتبعوا أمر الغواة و تقطعوا*** أواصرنا بعد المودة و القرب (5)
ص: 159
و تستحلبوا حربا عوانا و ربما*** (1) أمر علی من ذاقه حلب الحرب (2)
فلسنا و بیت اللّٰه نسلم أحمد*** لعراء من عض الزمان و لا كرب (3)
و لما تبن منا و منكم سوالف*** و أید أترت بالمهندة الشهب. (4)
بمعترك ضنك تری قصد القنا*** به و الضباع العرج تعكف كالشرب
كأن عجال الخیل فی حجراته*** (5) و غمغمة الأبطال معركة الحرب
أ لیس أبونا هاشم شد أزره*** و أوصی بنیه بالطعان و بالضرب
و لسنا نمل الحرب حتی نملنا*** و لا نشتكی مما ینوب من النكب (6)
و لكننا أهل الحفائظ و النهی*** إذا طار أرواح الكماة من الرعب
و من ذلك قوله:
فلا تسفهوا أحلامكم فی محمد*** و لا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
تمنیتموا أن تقتلوه و إنما*** أمانیكم هذی كأحلام نائم
و إنكم و اللّٰه لا تقتلونه*** و لما تروا قطف اللحی و الجماجم
زعمتم بأنا مسلمون محمدا*** و لما نقاذف دونه و نزاحم
من القوم مفضال أبی علی العدی *** تمكن فی الفرعین من آل هاشم
أمین حبیب فی العباد مسوم*** بخاتم رب قاهر فی الخواتم
یری الناس برهانا علیه و هیبة*** و ما جاهل فی قومه مثل عالم
نبی أتاه الوحی من عند ربه*** فمن قال لا یقرع بها سن نادم
ص: 160
و من ذلك قوله و قد غضب لعثمان بن مظعون الجمحی (1) حین عذبته قریش و نالت منه:
أ من تذكر دهر غیر مأمون*** أصبحت مكتئبا تبكی كمحزون
أ من تذكر أقوام ذوی سفه*** یغشون بالظلم من یدعو إلی الدین
أ لا ترون أذل اللّٰه جمعكم*** أنا غضبنا لعثمان بن مظعون
و نمنع الضیم من یبغی مضیمتنا*** بكل مطردة فی الكف مسنون
و مرهفات كأن الملح خالطها*** یشفی بها الداء من هام المجانین
حتی تقر رحال لا حلوم لها*** بعد الصعوبة بالإسماح و اللین
أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب*** علی نبی كموسی أو كذی النون
قالوا:و قد جاء فی الخبر أن أبا جهل بن هشام جاء مرة إلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و هو ساجد و بیده حجر یرید أن یرضخ (2) به رأسه فلصق الحجر بكفه فلم یستطع ما أراد فقال أبو طالب فی ذلك من جملة أبیات:
أفیقوا بنی عمنا و انتهوا *** عن الغی من بعض ذا المنطق
و إلا فإنی إذا خائف*** بوائق فی داركم تلتقی (3)
كما ذاق من كان من قبلكم*** هود و عاد و من ذا بقی. (4)
و منها:
و أعجب من ذاك فی أمركم*** عجائب فی الحجر الملصق
بكف الذی قام من خبثه*** إلی الصابر الصادق المتقی
فأثبته اللّٰه فی كفه*** علی رغمة الخائن الأحمق
ص: 161
قالوا: و قد اشتهر عن عبد اللّٰه المأمون أنه كان یقول أسلم أبو طالب و اللّٰه بقوله
نصرت الرسول رسول الملیك*** ببیض تلألأ كلمع البروق
أذب و أحمی رسول الإله*** حمایة حام علیه شفیق
و ما إن أدب لأعدائه*** دبیب البكار حذار الفنیق. (1)
و لكن أزیر لهم سامیا *** كما زار لیث بغیل مضیق
(2) أقول و زاد فی الدیوان بعد البروق:
بضرب یذبب دون النهاب*** حذار الوتائر و الخنفقیق
ثم قال ابن أبی الحدید قالوا و جاء فی السیرة و ذكره أكثر المؤرخین أن عمرو بن العاص لما خرج إلی بلاد الحبشة لیكید جعفر بن أبی طالب و أصحابه عند النجاشی (3) قال
تقول ابنتی أین أین الرحیل*** و ما البین منی بمستنكر
فقلت دعینی فإنی امرؤ*** أرید النجاشی (4) فی جعفر.
لأكویه من عنده كیة*** أقیم بها نحوه الأصعر
و لن أنثنی عن بنی هاشم*** بما اسطعت فی الغیب و المحضر
. و عن عائب اللات فی قوله*** و لو لا رضا اللات لم تمطر
و إنی لأشنا قریش له*** و إن كان كالذهب الأحمر
قالوا: فكان عمرو یسمی الشانئ بن الشانئ لأن أباه كان إذا مر علیه رسول اللّٰه
ص: 162
صلی اللّٰه علیه وآله بمكة یقول (1) و اللّٰه إنی لأشنؤك (2) و فیه أنزل إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ قالوا فكتب أبو طالب إلی النجاشی شعرا یحرضه فیه علی إكرام جعفر و أصحابه و الإعراض عما یقوله عمرو فیه و فیهم من جملته
ألا لیت شعری كیف فی الناس جعفر*** و عمرو و أعداء النبی الأقارب
و هل نال إحسان النجاشی جعفرا*** و أصحابه أم عاق عن ذاك شاغب
.فی أبیات كثیرة. قَالُوا وَ رُوِیَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: قَالَ لِی أَبِی یَا بُنَیَّ الْزَمْ ابْنَ عَمِّكَ فَإِنَّكَ تَسْلَمُ بِهِ مِنْ كُلِّ بَأْسٍ عَاجِلٍ وَ آجِلٍ ثُمَّ قَالَ لِی:
إِنَّ الْوَثِیقَةَ فِی لُزُومِ مُحَمَّدٍ*** فَاشْدُدْ بِصُحْبَتِهِ عَلِیُّ یَدَیْكَا
قالوا و من شعره المناسب بهذا المعنی قوله:
إن علیا و جعفرا ثقتی*** عند ملم الزمان و النوب
لا تخذلا و انصرا ابن عمكما*** أخی لأمی من بینهم و أبی
و اللّٰه لا أخذل النبی و لا*** یخذله من بنی ذو حسب
قَالُوا وَ قَدْ جَاءَتِ الرِّوَایَةُ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا مَاتَ جَاءَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَآذَنَهُ بِمَوْتِهِ فَتَوَجَّعَ عَظِیماً وَ حَزَنَ شَدِیداً ثُمَّ قَالَ (3) امْضِ فَتَوَلَّ غُسْلَهُ فَإِذَا رَفَعْتَهُ عَلَی سَرِیرِهِ فَأَعْلِمْنِی فَفَعَلَ فَاعْتَرَضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَحْمُولٌ عَلَی رُءُوسِ الرِّجَالِ فَقَالَ لَهُ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ یَا عَمِّ وَ جُزِیْتَ خَیْراً فَلَقَدْ رَبَّیْتَ وَ كَفَلْتَ صَغِیراً وَ نَصَرْتَ وَ آزَرْتَ كَبِیراً ثُمَّ تَبِعَهُ إِلَی حُفْرَتِهِ فَوَقَفَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَمَ وَ اللَّهِ (4) لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَ لَأَشْفَعَنَّ فِیكَ شَفَاعَةً یَعْجَبُ لَهَا الثَّقَلَانِ.
قالوا و المسلم لا یجوز أن یتولی غسل الكافر و لا یجوز للنبی أن یرق لكافر و لا أن یدعو له بخیر و لا أن یعده بالاستغفار و الشفاعة و إنما تولی علی غسله لأن طالبا و عقیلا لم یكونا أسلما بعد و كان جعفر بالحبشة و لم تكن صلاة الجنائز شرعت بعد و لا صلی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله علی خدیجة و إنما كان تشییع و رقة و دعاء.
ص: 163
قالوا و من شعر أبی طالب یخاطب أخاه حمزة و كان یكنی أبا یعلی
«فصبرا أبا یعلی علی دین أحمد»
إلی آخر ما مر من الأبیات قالوا و من شعره المشهور:
أنت النبی محمد*** قرم أغر مسود. (1)
لمسودین أكارم*** طابوا و طاب المولد.
نعم الأرومة أصلها*** عمرو الخضم الأوحد. (2)
هشم الربیكة فی الجفا***ن و عیش مكة أنكد.
فجرت بذلك سنة*** فیها الخبیزة تسرد.
و لنا السقایة للحجی***ج بها یماث العنجد.
و المأزمان و ما حوت*** (3) عرفاتها و المسجد.
أنی تضام و لم أمت*** و أنا الشجاع العربد.
و بطاح مكة لا یری*** فیها نجیع أسود.
و بنو أبیك كأنهم*** أسد العرین توقد
. و لقد عهدتك صادقا*** فی القول لا تتزید.
ما زلت تنطق بالصواب*** و أنت طفل أمرد.
قالوا و من شعره المشهور أیضا قوله یخاطب محمدا صلی اللّٰه علیه و آله و یسكن جأشه و یأمره بإظهاره الدعوة
لا یمنعنك من حق تقوم به*** أید تصول و لا سلق بأصوات.
فإن كفك كفی إن بلیت بهم*** و دون نفسك نفسی فی الملمات.
و من ذلك قوله و یقال إنها لطالب بن أبی طالب:
إذا قیل من خیر هذا الوری*** قبیلا و أكرمهم أسرة؟
ص: 164
أناف بعبد مناف أب*** و فضله هاشم الغرة.
لقد حل مجد بنی هاشم*** مكان النعائم و النثرة.
و خیر بنی هاشم أحمد*** رسول الإله علی فترة.
و من ذلك قوله:
لقد أكرم اللّٰه النبی محمدا*** فأكرم خلق اللّٰه فی الناس أحمد.
و شق له من اسمه لیجله *** فذو العرش محمود و هذا محمد.
و قوله أیضا و قد یروی لعلی علیه السلام:
یا شاهد اللّٰه علی فاشهد*** أنی علی دین النبی أحمد
من ضل فی الدین فإنی مهتدی*** یا رب فاجعل فی الجنان موردی (1)
قالوا فكل هذه الأشعار قد جاءت مجی ء التواتر لأنه إن لم یكن آحادها متواترة فمجموعها یدل علی أمر واحد مشترك و هو تصدیق محمد صلی اللّٰه علیه و آله و مجموعها متواتر كما أن كل واحدة من قتلات علی علیه السلام الفرسان منقولة آحادا و مجموعها متواتر یفیدنا العلم الضروری بشجاعته و كذلك القول فیما روی من سخاء حاتم و حلم أحنف و معاویة و ذكاء إیاس و خلاعة أبی نواس (2) و غیر ذلك قالوا و اتركوا هذا كله جانبا ما قولكم فی القصیدة اللامیة التی شهرتها كشهرة قفا نبك و إن جاز الشك فیها أو فی شی ء من أبیاتها جاز الشك فی قفا نبك و فی بعض أبیاتها و نحن نذكر منها هنا قطعة و هی قوله:
أعوذ برب البیت من كل طاعن*** علینا بسوء أو ملح بباطل.
و من فاجر یغتابنا بمغیبه*** و من ملحق فی الدین ما لم یحاول. (3)
كذبتم و بیت اللّٰه نبزی محمدا*** و لما نطاعن دونه و نناضل.
و ننصره حتی نصرع دونه *** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل.
ص: 165
و حتی تری ذا الردع یركب ردعه*** من الطعن فعل الأنكب المتحامل. (1)
و ینهض قوم فی الحدید إلیكم*** نهوض الروایا من طریق جلاجل.
و إنا و بیت اللّٰه إن جد جدنا*** لتلتبسن أسیافنا بالأماثل. (2)
بكل فتی مثل الشهاب سمیدع*** أخی ثقة عند الحفیظة باسل.
و ما ترك قوم لا أبا لك سید*** یحوط الذمار غیر نكس موائل.(3)
و أبیض یستسقی الغمام بوجهه*** ثمال الیتامی عصمة للأرامل.
یلوذ به الهلاك من آل هاشم*** فهم عنده فی نعمة و فواضل.
و میزان صدق لا یخیس شعیرة*** (4) و وزان صدق وزنه غیر غائل.
أ لم تعلموا أن ابننا لا مكذب*** لدینا و لا یعبأ بقول الأباطل. (5)
لعمری لقد كلفت وجدا بأحمد*** و أحببته حب الحبیب المواصل
وجدت بنفسی دونه فحمیته*** و دافعت عنه بالذری و الكواهل. (6)
فلا زال للدنیا جمالا لأهلها*** و شینا لمن عادی و زین المحافل
و أیده رب العباد بنصره*** و أظهر دینا حقه غیر باطل
و ورد فی السیرة و المغازی أن عتبة بن ربیعة أو شیبة لما قطع رجل عبیدة (7)
ص: 166
ابن الحارث بن عبد المطلب یوم بدر أشبل علیه (1) علی و حمزة فاستنقذاه منه و خبطا عتبة بسیفهما حتی قتلاه و احتملا صاحبهما من المعركة إلی العریش فألقیاه بین یدی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و إن مخ ساقه لیسیل فقال یا رسول اللّٰه لو كان أبو طالب حیا لعلم أنه قد صدق فی قوله:
كذبتم و بیت اللّٰه نخلی محمدا*** و لما نطاعن دونه و نناضل
و ننصره حتی نصرع حوله*** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل
فقام رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و استغفر له (2) و لأبی طالب یومئذ و بلغ عبیدة مع النبی صلوات اللّٰه علیه و آله إلی الصفراء (3) و مات فدفن بها.
. قَالُوا وَ قَدْ رُوِیَ أَنَّ أَعْرَابِیّاً جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَامٍ جَدْبٍ فَقَالَ أَتَیْنَاكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ لَمْ یَبْقَ لَنَا صَبِیٌّ یَرْتَضِعُ وَ لَا شَارِفٌ یَجْتَرُّ ثُمَّ أَنْشَدَ:
أَتَیْنَاكَ وَ الْعَذْرَاءُ تُدْمِی لَبَانَهَا*** وَ قَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الرَّضِیعِ عَنِ الطِّفْلِ
وَ أَلْقَی بِكَفَّیْهِ الْفَتَی لِاسْتِكَانَةٍ*** مِنَ الْجُوعِ حَتَّی مَا یُمِرُّ وَ لَا یُحْلِی
وَ لَا شَیْ ءَ مِمَّا یَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا***سِوَی الْحَنْظَلِ الْعَامِیِّ وَ الْعِلْهِزِ الْفَسْلِ (4)
وَ لَیْسَ لَنَا إِلَّا إِلَیْكَ فِرَارُنَا*** وَ أَیْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَی الرُّسُلِ
فَقَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّی صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَیْثاً مُغِیثاً مَرِیئاً هَنِیئاً مَرِیعاً سَحّاً سِجَالًا غَدَقاً طَبَقاً دَائِماً دِرَراً (5) تُحْیِی بِهِ
ص: 167
الْأَرْضَ وَ تُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ وَ تُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ (1) وَ اجْعَلْهُ سُقْیَا نَافِعَةً عَاجِلًا غَیْرَ رَائِثٍ (2) فَوَ اللَّهِ مَا رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی نَحْرِهِ حَتَّی أَلْقَتِ السَّمَاءُ أَرْوَاقَهَا (3) وَ جَاءَ النَّاسُ یَضِجُّونَ الْغَرَقَ الْغَرَقَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ حَوَالَیْنَا وَ لَا عَلَیْنَا فَانْجَابَ السَّحَابُ (4) عَنِ الْمَدِینَةِ حَتَّی اسْتَدَارَ حَوْلَهَا كَالْإِكْلِیلِ (5) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَبِی طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَیّاً لَقَرَّتْ عَیْنُهُ مَنْ یُنْشِدُنَا قَوْلَهُ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّكَ أَرَدْتَ:
وَ أَبْیَضَ یُسْتَسْقَی الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ؟
قَالَ أَجَلْ فَأَنْشَدَهُ أَبْیَاتاً مِنْ هَذِهِ الْقَصِیدَةِ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْتَغْفِرُ لِأَبِی طَالِبٍ عَلَی الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنْ كِنَانَةَ فَأَنْشَدَهُ:
لَكَ الْحَمْدُ وَ الْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرَ*** سُقِینَا بِوَجْهِ النَّبِیِّ الْمَطَرَ
دَعَا اللَّهَ خَالِقَهُ دَعْوَةً*** إِلَیْهِ وَ أَشْخَصَ مِنْهُ الْبَصَرُ
فَمَا كَانَ إِلَّا كَمَا سَاعَةٌ*** أَوْ أَقْصَرُ حَتَّی رَأَیْنَا الدِّرَرَ (6)
دُفَاقَ الْعَزَالَی وَ جَمَّ الْبُعَاقِ*** (7) أَغَاثَ بِهِ اللَّهُ عُلْیَا مُضَرَ
فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ*** أَبُو طَالِبٍ ذُو رُوَاءٍ غُرَرَ
بِهِ یَسَّرَ اللَّهُ صَوْبَ الْغَمَامِ*** فَهَذَا الْعِیَانُ وَ ذَاكَ الْخَبَرُ
فَمَنْ یَشْكُرِ اللَّهَ یَلْقَ الْمَزِیدَ*** وَ مَنْ یَكْفُرِ اللَّهَ یَلْقَ الْغِیَرَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ یَكُنْ شَاعِرٌ أَحْسَنَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ.
قالوا و إنما لم یظهر أبو طالب الإسلام و یجاهر به لأنه لو أظهره لم یتهیأ له من
ص: 168
نصرة النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما تهیأ له و كان كواحد من المسلمین الذین اتبعوه نحو أبی بكر و عبد الرحمن بن عوف و غیرهما ممن أسلم و لم یتمكن من نصرته و القیام دونه حینئذ و إنما تمكن أبو طالب من المحاماة عنه بالثبات فی الظاهر علی دین قریش و إن أبطن الإسلام كما لو أن إنسانا كان یبطن التشیع مثلا و هو فی بلد من بلاد الكرامیة و له فی ذلك البلد وجاهة و قدم و هو یظهر مذهب الكرامیة و یحفظ ناموسه بینهم بذلك و كان فی ذلك البلد نفر یسیر من الشیعة لا یزالون ینالون بالأذی و الضرر من أهل ذلك البلد و رؤسائه فإنه ما دام قادرا علی إظهار مذهب أهل البلد یكون أشد تمكنا من المدافعة و المحاماة عن أولئك النفر فلو أظهر ما یجوز من التشیع و كاشف أهل البلد بذلك صار حكمه حكم واحد من أولئك النفر و لحقه من الأذی و الضر ما یلحقهم و لم یتمكن من الدفاع أحیانا عنهم كما كان أولا.
ثم قال بعد كلام فأما الصلاة و كونه لم ینقل عنه أنه صلی فیجوز أن یكون لأن الصلاة لم تكن بعد قد فرضت و إنما كانت نفلا غیر واجب فمن شاء صلی و من شاء ترك و لم تفرض إلا بالمدینة انتهی كلامه (1).
و أقول: روی السید فخار الأبیات اللامیة بإسناده عن أبی الفرج الأصفهانی و عن الشیخ المفید (2)
و قصة الاستسقاء عن عمید الرؤساء عن علی بن عبد الرحیم اللغوی عن موهوب (3) بن أحمد الجوالیقی عن یحیی بن علی بن خطیب التبریزی عن عبد اللّٰه بن الزبیر عن عائشة (4)
و سائر الأخبار بالأسانید المعتبرة من كتب الفریقین (5).
و لنوضح بعض ما یحتاج إلی بیان الضحضاح الماء الیسیر و الثدی یذكر و یؤنث و الوشیج شجر الرماح و التقویم إزالة العوج و الإصلاح و السمر بالضم جمع أسمر و هو لون بین البیاض و السواد و فی بعض النسخ سم أی الثقب و كأنه
ص: 169
تصحیف. و العوالی جمع العالیة و هی أعلی الرمح أو رأسه أو النصف الذی یلی السنان (1) حتی تفلقوا من التفلیق و هو التشقیق و فی بعض النسخ بالقاف من القلق و هو الانزعاج و فی بعضها بالغین المعجمة و فی بعضها بالمهملة و فیما سوی الأول تكلف و إن كان الأخیر لا یخلو من وجه و فی أكثر الروایات حتی تعرفوا بحذف إحدی التاءین أی تطلبوا لتعرفوا و الحلیل و الحلیلة الزوج و الزوجة و یغشی علی بناء المفعول و المحرم الحرام و غشیان المحارم معروف و یمكن أن یقرأ علی بناء المعلوم و محرم بضم المیم و كسر الراء فإنه یقال لمن نال حرمة محرم و الأول أظهر و الرقش كالنقش و رقش كلامه ترقیشا زوره و زخرفه و العوان كسحاب من الحروب التی قوتل فیها مرة و تستحلبوا أی تطلبوا الحلب و أمر أی صار مرا و الحلب محركة اللبن المحلوب.
قوله لعراء بالمد أی فضاء لا ستر به و هو كنایة عن ترك النصرة قال تعالی لَنُبِذَ بِالْعَراءِ و العری مقصورا الفناء و الساحة و قال الجوهری یقال أعراه صدیقه إذا تباعد منه و لم ینصره و فی بعض النسخ لعزاء بفتح العین و تشدید الزای و هی السنة الشدیدة و السالفة ناحیة مقدم العنق من لدن معلق القرط إلی قلت الترقوة و أید أتدت أی قویت و أحكمت و فی بعض النسخ بالراء أی شدت یقال توتر العصب أی اشتد و كلاهما بقلب الواو ألفا و فی بعض الروایات أبینت بالقساسیة الشهب و فی القاموس القساس كغراب معدن الحدید بإرمینیة و منه السیوف القساسیة (2) و فی الصحاح یقال كتیبة شهباء لبیاض الحدید و النصل الأشهب الذی برد فذهب سواده و الشهاب شعلة من نار ساطعة (3) و المعترك موضع القتال و الضنك الضیق و رمح قصد ككتف متكسر و فی بعض الروایات كسر القنا و الكسرة بالكسر القطعة من الشی ء المكسور و الجمع كسر و العرجاء الضبع و الشرب جمع شارب كصحب و صاحب و یحتمل المهملة و هو القطیع من الوحش و فی بعض الروایات و النسور الطهم
ص: 170
یعكفن و فی القاموس المطهم السمین و التام من كل شی ء و تطهم الطعام كرهه و فلان یتطهم عنا یستوحش (1) و حجرة القوم بالفتح ناحیة دارهم و الجمع حجرات بالتحریك و منه قولهم دع عنك نهبا صیح فی حجراته و الغمغمة أصوات الأبطال فی القتال كالمعمعة و الحفائظ جمع الحفیظة و هی الغضب و الحمیة و الكماة بالضم جمع الكمی و هو الشجاج المتكمی فی سلاحه و الأشائم جمع الأشأم و الهذی التكلم بغیر معقول لمرض أو غیره (2) و القطف قطع العنب عن الشجر استعیر لقطع الرءوس و اللحی إشارة إلی أنه فی غایة السهولة من القوم مفضال مبتدأ و خبر و كل منهما یحتمل كلا أو المبتدأ مقدر أی هو من القوم أبی كفعیل أی یمتنع من المذلة و المغلوبیة و ضمن معنی الغلبة و العلو فعدی بعلی و سوم تسویما جعل علیه سیمة أی علامة و هو إشارة إلی خاتم النبوة و لا یخفی ما فی هذا البیت من اللطف و قرع السن فی الندامة مشهور و المضیمة مصدر میمی من الضیم و هو الظلم و المطرد كمنبر رمح قصیر و سن الرمح ركب فیه سنانه و رهف السیف كمنع رققه كأرهفه و البكار بالكسر جمع البكرة بالفتح و هی الفتیة من الإبل و الغیل بالكسر الأجمة و موضع الأسد و الفنیق كأمیر الفحل المكرم لا یؤذی لكرامته و فی القاموس ذببنا لیلتنا تذبیبا أتعبنا فی السیر و راكب مذبب كمحدث عجل منفرد (3) و النهاب بالكسر جمع النهب و هو الغنیمة و الوتیرة الذحل و هو مكافاة الجنایة و طلب الثأر و فی بعض النسخ بالمثلثة جمع الوثیرة و هی السمینة الموافقة للمضاجعة و هو بعید و الخنفقیق كقندفیر السریعة جدا من النوق و الظلمان و حكایة جری الخیل و هو مشی فی اضطراب كذا فی القاموس (4)
ص: 171
و فی الصحاح الخنفقیق الداهیة و الخفیفة من النساء السریعة الجریئة (1) و قال الصعر المیل فی الخد خاصة و قد صعر خده و صاعره أی أماله من الكبر قال الشاعر
و كنا إذا الجبار صعر خده*** أقمنا له من درئه فتقوما
(2) و حرضه تحریضا حثه و الشغب تهییج (3) و القرم بالفتح السید و الأرومة بالفتح و الضم الأصل و الخضم بكسر الخاء و فتح الضاد و شد المیم السید الحمول المعطاء و البحر و السیف القاطع و فی القاموس الهشم كسر الشی ء الیابس و هاشم أبو عبد المطلب و اسمه عمرو لأنه أول من ثرد الثرید و هشمه (4) و قال ربك الثرید أصلحه و الربیكة عملها و هی أقط بتمر و سمن و ربما صب علیه ماء فشرب (5) و العنجد ضرب من الزبیب و المأزم و یقال المأزمان مضیق بین جمع و عرفة و آخر بین مكة و منی قاله فی القاموس (6) و قال العربد كقرشب و تكسر الباء الشدید من كل شی ء و كزبرج الحیة و الأرض الخشنة (7) و قال النجیع من الدم ما كان إلی السواد أو دم الجوف (8) و العرین كأمیر مأوی الأسد یقال لیث عرینة و التوقد كنایة عن شدة الغضب و التوقد الحدة و المضی فی الأمر و یحتمل الفاء أیضا من التوفد و هو الإشراف و المستوفد المستوفز و فی القاموس الجأش رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع و نفس الإنسان و قد لا یهمز (9) و قال سلقه بالكلام آذاه و فلانا طعنه (10) و الغرة من القوم شریفهم و النعائم من منازل القمر و النثرة
ص: 172
كوكبان بینهما قدر شبر و فیهما لطخ بیاض كأنه قطعة سحاب و هی أنف الأسد و فی الصحاح غلام خلیع بین الخلاعة بالفتح و هو الذی قد خلعه أهله فإن جنی لم یطلبوا بجنایته (1) و بالجیم قلة الحیاء و التكلم بالفحش و الأخیر أنسب و الأول أشهر ما لم یحاول علی المجهول أی لم یقصد و سائر الأبیات قد مر شرح بعضها و سیأتی شرح باقیها إن شاء اللّٰه.
و فی القاموس أشبل علیه عطف و أعانه (2) و قال خبطه یخبطه ضربه شدیدا و القوم بسیفهم جلدهم (3) و قد مضی شرح لغات خبر الاستسقاء فی المجلد السادس (4) و النواجذ بالذال المعجمة أقصی الأضراس.
و قال السید المرتضی فی كتاب الفصول ناقلا عن شیخه المفید قدس سره أنه قال مما یدل علی إیمان أبی طالب إخلاصه فی الود لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و النصرة له بقلبه و یده و لسانه و أمر (5) ولدیه علیا و جعفرا باتباعه و
قول رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فیه عند وفاته وصلتك رحم و جزیت خیرا یا عم.
فدعا له و لیس یجوز أن یدعو بعد الموت لكافر و لا یسأل (6) اللّٰه عز و جل له خیرا ثم أمره علیا علیه السلام خاصة من بین أولاده الحاضرین بتغسیله و تكفینه و توریته (7) دون عقیل ابنه و قد كان حاضرا و دون طالب أیضا و لم یكن من أولاده من قد آمن فی تلك الحال إلا أمیر المؤمنین علیه السلام و جعفر و كان جعفر غائبا فی بلاد الحبشة فلم یحضر من أولاده مؤمن (8) إلا أمیر المؤمنین علیه السلام فأمره بتولی (9) أمره دون من لم یكن علی الإیمان و لو كان كافرا لما أمر ابنه المؤمن بتولیه (10) و لكان الكافر أحق به
ص: 173
مَعَ أَنَّ الْخَبَرَ قَدْ وَرَدَ عَلَی الِاسْتِفَاضَةِ بِأَنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله عِنْدَ مَوْتِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ اخْرُجْ مِنْ مَكَّةَ فَقَدْ مَاتَ نَاصِرُكَ.
و هذا یبرهن عن إیمانه لتحققه بنصرة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله (1).
وَ یَدُلُّ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ لِعَلِیٍّ علیه السلام حِینَ رَآهُ یُصَلِّی مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا هَذَا یَا بُنَیَّ فَقَالَ دِینٌ (2) دَعَانِی إِلَیْهِ ابْنُ عَمِّی فَقَالَ لَهُ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ لَا یَدْعُو (3) إِلَّا إِلَی خَیْرٍ.
فاعترف بصدق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و ذلك حقیقة الإیمان
وَ قَوْلُهُ وَ قَدْ مَرَّ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثَانِیَةً (4) وَ هُوَ یُصَلِّی عَنْ (5) یَمِینِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ جَعْفَرٌ ابْنُهُ فَقَالَ لَهُ یَا بُنَیَّ صِلْ جَنَاحَ ابْنِ عَمِّكَ فَصَلَّی جَعْفَرٌ مَعَهُ وَ تَأَخَّرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَتَّی صَارَ هُوَ وَ جَعْفَرٌ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَتِ الرِّوَایَةُ بِأَنَّهَا (6) أَوَّلُ صَلَاةِ جَمَاعَةٍ صُلِّیَتْ فِی الْإِسْلَامِ ثُمَّ أَنْشَأَ أَبُو طَالِبٍ یَقُولُ
«إِنَّ عَلِیّاً وَ جَعْفَراً ثِقَتِی»
الْأَبْیَاتَ.
فاعترف بنبوة النبی صلی اللّٰه علیه و آله اعترافا صریحا فی قوله و اللّٰه لا أخذل النبی و لا فصل بین أن یصف رسول اللّٰه بالنبوة فی نظمه و بین أن یقر بذلك فی نثر كلامه و یشهد علیه من حضره.
و مما یدل علی ذلك أیضا قوله فی قصیدته اللامیة
أ لم تعلموا أن ابننا لا مكذب
الأبیات فشهد بتصدیق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله شهادة ظاهرة لا تحتمل تأویلا و نفی عنه الكذب علی كل وجه و هذا هو حقیقة الإیمان و منه قوله:
أ لم یعلموا أن النبی محمدا*** رسول أمین خط فی أول الكتب (7).
و هذا إیمان لا شبهة فیه لشهادته له برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله (8) و قد روی أصحاب السیر أن أبا طالب رحمه اللّٰه لما حضرته الوفاة اجتمع إلیه أهله فأنشأ یقول
ص: 174
أوصی بنصر النبی الخیر مشهده*** علیا ابنی و شیخ القوم عباسا
و حمزة الأسد الحامی حقیقته*** و جعفرا أن یذودوا دونه الناسا
كونوا فدی لكم أمی و ما ولدت*** فی نصر أحمد دون الناس أتراسا
فأقر للنبی صلی اللّٰه علیه و آله بالنبوة عند الاحتضار (1) و اعترف له بالرسالة قبل مماته و هذا یزیل الریب (2) فی إیمانه باللّٰه عز و جل و برسوله صلی اللّٰه علیه و آله و تصدیقه له و إسلامه (3) و منه قوله رحمه اللّٰه المشهور عنه بین أهل المعرفة و أنت إذا التمسته وجدته فی غیر موضع من المصنفات و قد ذكره الحسن بن بشر الآمدی فی كتاب ملح القبائل:
ترجون أن نسخی بقتل محمد*** (4). و لم تختضب سن العوالی من الدم.
كذبتم و رب البیت حتی تفلقوا*** (5) جماجم تلقی بالحطیم و زمزم.
و تقطع أرحام و تنسی حلیلة*** حلیلا و یغشی محرم بعد محرم. (6)
و ینهض قوم فی الحدید إلیكم*** (7) یذودون عن أحسابهم كل مجرم
علی ما أتی من بغیكم و ضلالكم*** و غشیانكم فی أمرنا كل مأثم.
بظلم نبی جاء یدعو إلی الهدی*** و أمر أتی من عند ذی العرش مبرم.
فلا تحسبونا مسلمیه و مثله*** إذا كان فی قوم فلیس بمسلم
فهذی معاذیر مقدمة لكم (8) لئلا یكون الحرب قبل التقدم
و هذا أیضا صریح فی الإقرار بنبوة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كالذی قبله علی ما بیناه و قد قال فی قصیدته اللامیة ما تدل علی ما وصفناه فی إخلاصه فی النصرة حیث یقول:
ص: 175
كذبتم و بیت اللّٰه نبزی محمدا*** (1) و لما نطاعن دونه و نقاتل (2)
و نسلمه حتی نصرع دونه*** و نذهل عن أبنائنا و الحلائل.
فإن تعلقوا بما یؤثر عنه من قوله لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله:
و اللّٰه لا وصلوا إلیك بجمعهم*** حتی أغیب فی التراب دفینا
فامض لأمرك ما علیك غضاضة*** (3) أبشر بذاك و قر منك عیونا (4)
لو لا المخافة أن یكون معرة*** لوجدتنی سمحا بذاك قمینا (5)
و دعوتنی و زعمت أنك ناصح*** و لقد صدقت و كنت ثم أمینا
فقالوا هذا الشعر یتضمن أنه لم یؤمن برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لم یسمح له فی الإسلام (6) و الاتباع خوف المعرة و التسفیه و كیف (7) یكون مؤمنا مع ذلك فإنه یقال لهم إن أبا طالب لم یمتنع من الإیمان برسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی الباطن و الإقرار بحقه من طریق الدیانة و إنما امتنع من إظهار ذلك لئلا تسفهه قریش و تذهب رئاسته و یخرج من كان منها متبعا له (8) عن طاعته و ینخرق (9) هیبته عندهم فلا یسمع له قول و لا یمتثل له أمر فیحول ذلك بینه و بین مراده من نصرة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لا یتمكن من غرضه فی الذب عنه فاستسر (10) بالإیمان و أظهر منه ما كان یمكنه إظهاره علی وجه الاستصلاح لیصل بذلك إلی بناء الإسلام و قوام الدعوة و استقامة أمر رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و كان فی ذلك كمؤمنی أهل الكهف الذین أبطنوا الإیمان و أظهروا ضده للتقیة و الاستصلاح
ص: 176
فآتاهم اللّٰه أَجْرَهُمْ مَرَّتَیْنِ و الدلیل علی ما ذكرناه فی أمر أبی طالب رحمه اللّٰه قوله فی هذا الشعر بعینه
و دعوتنی و زعمت أنك ناصح. و لقد صدقت و كنت ثم أمینا.
فشهد بصدقه و اعترف بنبوته و أقر بنصحه و هذا محض الإیمان علی ما قدمناه انتهی كلامه رحمه اللّٰه (1).
و قال السید فخار بعد إیراد الأخبار التی أوردنا بعضها و أما ما ذكره المخالفون من أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یحب عمه أبا طالب و یرید منه أن یؤمن به و هو لا یجیبه إلی ذلك فأنزل اللّٰه تعالی فی شأنه إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ (2) فإنه جهل بأسباب النزول و تحامل (3) علی عم الرسول لأن لهذه الآیة و نزولها عند أهل العلم سببا معروفا و حدیثا مأثورا
وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله ضُرِبَ بِحَرْبَةٍ فِی خَدِّهِ یَوْمَ حُنَیْنٍ فَسَقَطَ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَامَ وَ قَدِ انْكَسَرَتْ رَبَاعِیَتُهُ وَ الدَّمُ یَسِیلُ عَلَی حُرِّ وَجْهِهِ فَمَسَحَ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِی فَإِنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ فَنَزَلَتِ الْآیَةُ.
و وقعة حنین كانت بعد هجرة النبی صلی اللّٰه علیه و آله بثلاث سنین و الهجرة كانت بعد موت أبی طالب رحمه اللّٰه
وَ قَدْ رُوِیَ لِنُزُولِهَا سَبَبٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ قَوْماً مِمَّنْ كَانُوا أَظْهَرُوا الْإِیمَانَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله تَأَخَّرُوا عَنْهُ عِنْدَ هِجْرَتِهِ (4) وَ أَقَامُوا بِمَكَّةَ وَ أَظْهَرُوا الْكُفْرَ وَ الرُّجُوعَ إِلَی مَا كَانُوا عَلَیْهِ فَبَلَغَ خَبَرُهُمْ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُسْلِمِینَ فَاخْتَلَفُوا فِی تَسْمِیَتِهِمْ بِالْإِیمَانِ فَقَالَ فَرِیقٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ هُمْ مُؤْمِنُونَ وَ إِنَّمَا أَظْهَرُوا الْكُفْرَ اضْطِرَاراً إِلَیْهِ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلْ هُمْ كُفَّارٌ وَ قَدْ كَانُوا قَادِرِینَ عَلَی الْهِجْرَةِ وَ الْإِقَامَةِ عَلَی الْإِیمَانِ فَاجْتَمَعُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ أَشْرَافُ الْقَوْمِ یُرِیدُونَ مِنْهُ أَنْ یَحْكُمَ لَهُمْ بِالْإِیمَانِ لِأَرْحَامٍ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُمْ فَأَحَبَّ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ یَنْزِلَ مَا یُوَافِقُ مَحَبَّةَ الْأَشْرَافِ مِنْ قَوْمِهِ لِتَأَلُّفِهِمْ فَلَمَّا سَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِمْ قَالَ حَتَّی یَأْتِیَنِیَ الْوَحْیُ فِی ذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ یُرِیدُ أَنَّكَ لَا
ص: 177
تَحْكُمُ وَ لَا تُسَمِّی وَ لَا تَشْهَدُ بِالْإِیمَانِ لِمَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ یَحْكُمُ لَهُ وَ یُسَمِّیهِ إِذَا كَانَ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَ هَذَا أَیْضاً كَانَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِی طَالِبٍ بِسِنِینَ (1).
و أیضا هذه الآیة إذا تأملها المنصف تبین له أن نزولها فی أبی طالب باطل من وجوه أحدها أنه لا یجوز فی حكمة اللّٰه تعالی أن یكره هدایة أحد من عباده و لا أن یحب له الضلالة كما لا یجوز فی حكمته أن یأمر بالضلال و ینهی عن الهدی و الرشاد.
و الآخر أنه إذا كان اللّٰه تعالی قد أخبر فی كتابه أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یحب عمه أبا طالب فی قوله إِنَّكَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ فقد ثبت حینئذ أن أبا طالب كان مؤمنا لأن اللّٰه تعالی قد نهی عن حب الكافرین فی قوله لا تَجِدُ قَوْماً یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ یُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ (2).
و الآخر أنه إذا ثبت أن هذه الآیة نزلت فی أبی طالب فهی دالة علی فضل أبی طالب و علی مرتبته (3) فی الإیمان و الهدایة و ذلك أن هدایة أبی طالب كانت من اللّٰه تعالی دون غیره من خلقه و هو كان المتولی لها و كان تقدیره أن أبا طالب الذی تحبه لم تهده یا محمد أنت بنفسك بل اللّٰه الذی تولی هدایته فسبقت هدایته الدعوة له و هذا أولی مما ذكروه لعدم اشتماله علی ارتكاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله ما نهی عنه من حب الكافرین (4).
أقول لقد أطنب رحمة اللّٰه علیه فی رد أخبارهم الموضوعة و أجاد و أورد كثیرا من القصص و الأخبار و الأشعار فلیرجع إلی كتابه من أراد و إنما جوزنا هناك بعض التطویل و التكرار لكون هذا المطلوب من مهمات مقاصد الأخبار و لنذكر هنا قصة غریبة أوردها السید فخار رحمه اللّٰه قال و لقد حكی الشیخ أبو الحسن علی بن أبی المجد الواعظ الواسطی بها فی شهر رمضان سنة تسع و تسعین و خمسمائة عن والده قال كنت أروی أبیات أبی طالب رضی اللّٰه عنه هذه القافیة و أنشد قوله فیها.
ص: 178
بكف الذی قام فی حینه*** (1). إلی الصابر الصادق المتقی.
فرأیت فی نومی ذات لیلة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله جالسا علی كرسی و إلی جانبه شیخ علیه من البهاء ما یأخذ بمجامع القلب فدنوت من النبی صلی اللّٰه علیه و آله فقلت السلام علیك یا رسول اللّٰه فرد علی السلام ثم أشار إلی الشیخ و قال ادن من عمی فسلم علیه فقلت أی أعمامك هذا یا رسول اللّٰه فقال هذا عمی أبو طالب فدنوت منه و سلمت علیه ثم قلت له یا عم رسول اللّٰه إنی أروی أبیاتك هذه (2) القافیة و أحب أن تسمعها منی فقال هاتها فأنشدته إیاها إلی أن بلغت:
بكف الذی قام فی حینه*** (3). إلی الصائن الصادق المتقی.
فقال إنما قلت أنا
إلی الصابر الصادق المتقی
بالراء و لم أقل بالنون ثم استیقظت (4).
أقول: قَالَ فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ أُمُّهُ علیه السلام فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ تَجْتَمِعُ هِیَ وَ أَبُو طَالِبٍ فِی هَاشِمٍ ثُمَّ أَسْلَمَتْ وَ هَاجَرَتْ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَتْ مِنَ السَّابِقَاتِ إِلَی الْإِیمَانِ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا مَاتَتْ كَفَّنَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِقَمِیصِهِ وَ أَمَرَ أُسَامَةَ بْنَ زَیْدٍ وَ أَبَا أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیَّ وَ عُمَرَ وَ غُلَاماً أَسْوَدَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا فَلَمَّا بَلَغُوا لَحْدَهَا حَفَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِهِ (5) وَ أَخْرَجَ تُرَابَهُ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (6) اضْطَجَعَ فِیهِ وَ قَالَ اللَّهُ الَّذِی یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمِّی فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ وَ لَقِّنْهَا حُجَّتَهَا وَ وَسِّعْ عَلَیْهَا مُدْخَلَهَا بِحَقِّ نَبِیِّكَ مُحَمَّدٍ وَ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِی فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ فَقِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَیْنَاكَ صَنَعْتَ شَیْئاً لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ (7) بِأَحَدٍ قَبْلَهَا فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَلْبَسْتُهَا (8) قَمِیصِی لِتُلْبَسَ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ وَ اضْطَجَعْتُ فِی قَبْرِهَا لِیُخَفَّفَ
ص: 179
عَنْهَا مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ (1) إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ خَلْقِ اللَّهِ صَنِیعاً إِلَیَّ بَعْدَ أَبِی طَالِبٍ (2).
أقول: قد مضی بعض الأخبار فی فضلهما و أحوالهما فی أبواب كتاب أحوال النبی صلی اللّٰه علیه و آله و باب ولادة أمیر المؤمنین علیه السلام.
یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ (3) أَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام بَاكِیاً (4) فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكَ لَا أَبْكَی اللَّهُ عَیْنَكَ (5) قَالَ تُوُفِّیَتْ وَالِدَتِی (6) یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَلْ وَ وَالِدَتِی (7) یَا عَلِیُّ فَلَقَدْ كَانَتْ تُجَوِّعُ أَوْلَادَهَا وَ تُشْبِعُنِی وَ تُشَعِّثُ أَوْلَادَهَا وَ تُدَهِّنُنِی وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ (8) فِی دَارِ أَبِی طَالِبٍ نَخْلَةٌ فَكَانَتْ تُسَابِقُ إِلَیْهَا مِنَ الْغَدَاةِ لِتَلْتَقِطَ (9) ثُمَّ تَجْنِیَهُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ إِذَا خَرَجُوا (10) بَنُو عَمِّی تُنَاوِلُنِی ذَلِكَ ثُمَّ نَهَضَ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ (11) فِی جَهَازِهَا وَ كَفَّنَهَا بِقَمِیصِهِ وَ كَانَ فِی حَالِ تَشْیِیعِ جَنَازَتِهَا یَرْفَعُ قَدَماً وَ یَتَأَنَّی فِی رَفْعِ الْآخَرِ وَ هُوَ حَافِی الْقَدَمِ فَلَمَّا صَلَّی عَلَیْهَا كَبَّرَ سَبْعِینَ تَكْبِیرَةً ثُمَّ لَحَدَهَا فِی قَبْرِهَا (12) بِیَدِهِ الْكَرِیمَةِ بَعْدَ أَنْ نَامَ فِی قَبْرِهَا وَ لَقَّنَهَا الشَّهَادَةَ (13) فَلَمَّا أُهِیلَ (14) عَلَیْهَا
ص: 180
التُّرَابُ وَ أَرَادَ النَّاسُ الِانْصِرَافَ جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَهَا ابْنُكِ ابْنُكِ لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِیلٌ ابْنُكِ ابْنُكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالُوا (1) یَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلْتَ فِعْلًا مَا رَأَیْنَا مِثْلَهُ قَطُّ مَشْیَكَ حَافِیَ الْقَدَمِ وَ كَبَّرْتَ سَبْعِینَ تَكْبِیرَةً وَ نَوْمَكَ فِی لَحْدِهَا وَ جَعْلَ قَمِیصِكَ كَفَنَهَا (2) وَ قَوْلَكَ لَهَا ابْنُكِ ابْنُكِ لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِیلٌ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا التَّأَنِّی فِی وَضْعِ أَقْدَامِی وَ رَفْعِهَا فِی حَالِ التَّشْیِیعِ لِلْجَنَازَةِ فَلِكَثْرَةِ ازْدِحَامِ الْمَلَائِكَةِ وَ أَمَّا تَكْبِیرِی سَبْعِینَ تَكْبِیرَةً فَإِنَّهَا صَلَّی عَلَیْهَا سَبْعُونَ صَفّاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَمَّا نَوْمِی فِی لَحْدِهَا فَإِنِّی ذَكَرْتُ فِی حَالِ (3) حَیَاتِهَا ضَغْطَةَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ وَا ضَعْفَاهْ فَنِمْتُ فِی لَحْدِهَا لِأَجْلِ ذَلِكَ حَتَّی كَفَیْتُهَا ذَلِكَ وَ أَمَّا تَكْفِینِی لَهَا (4) بِقَمِیصِی فَإِنِّی ذَكَرْتُ لَهَا فِی حَیَاتِهَا الْقِیَامَةَ (5) وَ حَشْرَ النَّاسِ عُرَاةً فَقَالَتْ وَا سَوْأَتَاهْ فَكَفَّنْتُهَا بِهَا (6) لِتَقُومَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَسْتُورَةً وَ أَمَّا قَوْلِی لَهَا ابْنُكِ ابْنُكِ لَا جَعْفَرٌ وَ لَا عَقِیلٌ فَإِنَّهَا لَمَّا نَزَلَ عَلَیْهَا الْمَلَكَانِ وَ سَأَلَاهَا عَنْ رَبِّهَا فَقَالَتْ اللَّهُ رَبِّی وَ قَالا (7) مَنْ نَبِیُّكِ قَالَتْ مُحَمَّدٌ نَبِیِّی فَقَالا (8) مَنْ وَلِیُّكِ وَ إِمَامُكِ فَاسْتَحْیَتْ أَنْ تَقُولَ وَلَدِی فَقُلْتُ لَهَا قُوْلِی ابْنُكِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَقَرَّ اللَّهُ بِذَلِكَ عَیْنَهَا (9).
أقول قال ابن أبی الحدید أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصی أول هاشمیة ولدت لهاشمی كان علی أصغر بنیها و جعفر أسن منه بعشر سنین و عقیل أسن من جعفر بعشر سنین و طالب أسن من عقیل بعشر سنین و فاطمة بنت أسد أمهم جمیعا و أم فاطمة بنت أسد فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معیص بن وهب
ص: 181
بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شهاب بن مهارب بن فهر (1) و أمها عاتكة بنت أبی همهمة و اسمه عبد العزی بن عامر بن عمرو بن ودیعة بن الحارث بن فهر أسلمت بعد عشرة من المسلمین فكانت الحادی عشر و كان رسول اللّٰه یكرمها و یعظمها و یدعوها أمی و أوصت إلیه حین حضرتها الوفاة فقبل وصیتها و صلی علیها و نزل فی لحدها و اضطجع معها فیه بعد أن ألبسها قمیصه و فاطمة أول امرأة بایعت رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من النساء و أم أبی طالب بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخذوم و هی أم عبد اللّٰه والد سیدنا رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أم الزبیر بن عبد المطلب و سائر ولد عبد المطلب بعد لأمهات شتی (2).
ص: 182
(1) فی شأنه ع
1- لی، الأمالی للصدوق: عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الْآیَةَ قَالَ إِنَّ رَهْطاً مِنَ الْیَهُودِ أَسْلَمُوا مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَ أَسَدٌ وَ ثَعْلَبَةُ وَ ابْنُ یَامِینَ وَ ابْنُ صُورِیَا فَأَتَوُا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنَّ مُوسَی أَوْصَی إِلَی یُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَمَنْ وَصِیُّكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ وَلِیُّنَا بَعْدَكَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُومُوا فَقَامُوا فَأَتَوُا الْمَسْجِدَ فَإِذَا سَائِلٌ خَارِجٌ فَقَالَ یَا سَائِلُ أَ مَا أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ هَذَا الْخَاتَمَ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ أَعْطَانِیهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِی یُصَلِّی قَالَ عَلَی أَیِّ حَالٍ أَعْطَاكَ قَالَ كَانَ رَاكِعاً فَكَبَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَبَّرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَلِیُّكُمْ بَعْدِی قَالُوا رَضِینَا بِاللَّهِ رَبّاً وَ بِالْإِسْلَامِ دِیناً وَ بِمُحَمَّدٍ نَبِیّاً وَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَلِیّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (2) فَرُوِیَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِأَرْبَعِینَ خَاتَماً وَ أَنَا رَاكِعٌ لِیَنْزِلَ فِیَّ مَا نَزَلَ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَا نَزَلَ (3).
ص: 183
قب، المناقب لابن شهرآشوب مُرْسَلًا عَنْهُ مِثْلَهُ (1).
2- ج، الإحتجاج فِی رِسَالَةِ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ إِلَی أَهْلِ الْأَهْوَازِ فِی الْجَبْرِ وَ التَّفْوِیضِ قَالَ: وَ أَصَحُّ خَبَرٍ مَا عُرِفَ تَحْقِیقُهُ مِنَ الْكِتَابِ مِثْلُ الْخَبَرِ الْمُجْمَعِ عَلَیْهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ قَالَ إِنِّی مُسْتَخْلِفٌ فِیكُمْ خَلِیفَتَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ وَ اللَّفْظَةُ الْأُخْرَی عَنْهُ فِی هَذَا الْمَعْنَی بِعَیْنِهِ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا فَلَمَّا وَجَدْنَا شَوَاهِدَ هَذَا الْحَدِیثِ نَصّاً فِی كِتَابِ اللَّهِ مِثْلَ قَوْلِهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثُمَّ اتَّفَقَتْ رِوَایَاتُ الْعُلَمَاءِ فِی ذَلِكَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَشَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ وَ أَنْزَلَ الْآیَةَ فِیهِ ثُمَّ وَجَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَبَانَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ یَقْضِی دَیْنِی وَ یُنْجِزُ مَوْعِدِی وَ هُوَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ بَعْدِی وَ قَوْلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ اسْتَخْلَفَهُ عَلَی الْمَدِینَةِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ تُخَلِّفُنِی عَلَی النِّسَاءِ وَ الصِّبْیَانِ فَقَالَ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی فَعَلِمْنَا أَنَّ الْكِتَابَ شَهِدَ بِتَصْدِیقِ هَذِهِ الْأَخْبَارِ وَ تَحْقِیقِ هَذِهِ الشَّوَاهِدِ فَیَلْزَمُ (2) الْأُمَّةَ الْإِقْرَارُ بِهَا إِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْأَخْبَارُ وَافَقَتِ الْقُرْآنَ وَ وَافَقَ الْقُرْآنُ هَذِهِ الْأَخْبَارَ الْخَبَرَ (3).
3- ما، الأمالی للشیخ الطوسی: الْمُفِیدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْیَشْكُرِیِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً وَ هُوَ نَائِمٌ وَ حَیَّةٌ فِی جَانِبِ الْبَیْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهَا فَأُوقِظَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَظَنَنْتُ أَنَّهُ یُوحَی إِلَیْهِ فَاضْطَجَعْتُ (4) بَیْنَهُ وَ بَیْنَ
ص: 184
الْحَیَّةِ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ مِنْهَا سُوءٌ كَانَ إِلَیَّ دُونَهُ فَمَكَثْتُ هُنَیْئَةً فَاسْتَیْقَظَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقْرَأُ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا حَتَّی أَتَی عَلَی (1) آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَتَمَّ لِعَلِیٍّ نِعْمَتَهُ وَ هَنِیئاً لَهُ بِفَضْلِ اللَّهِ الَّذِی آتَاهُ ثُمَّ قَالَ لِی مَا لَكَ هَاهُنَا فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِ الْحَیَّةِ فَقَالَ لِی اقْتُلْهَا فَفَعَلْتُ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا رَافِعٍ كَیْفَ أَنْتَ وَ قَوْمٌ یُقَاتِلُونَ عَلِیّاً وَ هُوَ عَلَی الْحَقِّ وَ هُمْ عَلَی الْبَاطِلِ جِهَادُهُمْ حَقٌّ لِلَّهِ عَزَّ اسْمُهُ فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ (2) وَ لَیْسَ مِنْ وَرَائِهِ شَیْ ءٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِی إِنْ أَدْرَكْتُهُمْ أَنْ یُقَوِّیَنِی عَلَی قِتَالِهِمْ قَالَ فَدَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ أَمِیناً وَ إِنَّ أَمِینِی أَبُو رَافِعٍ الْخَبَرَ (3).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَوْنٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَیْسَ وَرَاءَهُ شَیْ ءٌ.
4- أَقُولُ: وَ رَوَاهُ السَّیُوطِیُّ فِی الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ وَ الطَّبَرَانِیِّ وَ أَبِی نُعَیْمٍ بِأَسَانِیدِهِمْ عَنْ أَبِی رَافِعٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ هَنِیئاً لِعَلِیٍّ بِفَضْلِ اللَّهِ الَّذِی آتَاهُ (4).
ثُمَّ قَالَ:
وَ أَخْرَجَ الْخَطِیبُ فِی الْمُتَّفَقِ وَ الْمُفْتَرَقِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلِیٌّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلسَّائِلِ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا الْخَاتَمَ قَالَ ذَاكَ الرَّاكِعُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ.
-وَ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَ عَبْدُ بْنُ حُمَیْدٍ وَ ابْنُ جَرِیرٍ وَ أَبُو الشَّیْخِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الْآیَةَ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِیُّ فِی الْأَوْسَطِ بِسَنَدٍ فِیهِ مَجَاهِیلُ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ: وَقَفَ لِعَلِیٍّ علیه السلام سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِی صَلَاةِ تَطَوُّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ فَأَتَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْلَمَهُ ذَلِكَ فَنَزَلَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةُ فَقَرَأَهَا
ص: 185
عَلَی أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ.
وَ أَخْرَجَ أَبُو الشَّیْخِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِهِ فَخَرَجَ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ (1) وَ جَاءَ النَّاسُ یُصَلُّونَ بَیْنَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ قَائِمٍ یُصَلِّی فَإِذَا سَائِلٌ فَقَالَ یَا سَائِلُ هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ لَا إِلَّا ذَاكَ الرَّاكِعُ یُشِیرُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَعْطَانِی خَاتَمَهُ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِی حَاتِمٍ وَ أَبُو الشَّیْخِ وَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلِیٌّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَزَلَتِ الْآیَةُ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِیرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ عَنِ السُّدِّیِّ وَ عُتْبَةَ بْنِ حَكِیمٍ مِثْلَهُ انْتَهَتْ أَخْبَارُ السَّیُوطِیِّ أَخَذْنَاهَا مِنْ عَیْنِ كِتَابِهِ (2).
5- فس، تفسیر القمی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الْآیَةَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ بَیْنَمَا (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ مِنَ الْیَهُودِ فِیهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِذْ نَزَلَتْ عَلَیْهِ هَذِهِ الْآیَةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَسْجِدِ فَاسْتَقْبَلَهُ سَائِلٌ فَقَالَ هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ ذَاكَ الْمُصَلِّی فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (4).
6- شف، كشف الیقین: مُحَمَّدُ بْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ عَنِ الْقَاضِی أَبِی الْفَرَجِ الْمُعَافَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِیَّا الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ هِشَامِ بْنِ یُونُسَ النَّهْشَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ (5) عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قَالَ اجْتَازَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَ رَهْطُهُ مَعَهُ (6) بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 186
فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ بُیُوتُنَا قَاصِیَةٌ (1) وَ لَا نَجِدُ مُتَحَدَّثاً دُونَ الْمَسْجِدِ إِنَّ قَوْمَنَا لَمَّا رَأَوْنَا قَدْ صَدَّقْنَا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ تَرَكْنَا دِینَهُمْ أَظْهَرُوا لَنَا الْعَدَاوَةَ وَ الْبَغْضَاءَ وَ أَقْسَمُوا أَنْ لَا یُخَالِطُونَا وَ لَا یُكَلِّمُونَا فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیْنَا فَبَیْنَا هُمْ یَشْكُونَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَیْهِمْ قَالُوا قَدْ رَضِینَا بِمَا رَضِیَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ رَضِینَا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِینَ وَ أَذَّنَ بِلَالٌ الْعَصْرَ وَ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَدَخَلَ وَ النَّاسُ یُصَلُّونَ مَا بَیْنَ رَاكِعٍ وَ سَاجِدٍ وَ قَائِمٍ وَ قَاعِدٍ وَ إِذَا مِسْكِینٌ یَسْأَلُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً فَقَالَ نَعَمْ قَالَ مَا ذَا قَالَ خَاتَمَ فِضَّةٍ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَهُ (2) قَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ الْقَائِمُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (3) عَلَی أَیِّ حَالٍ أَعْطَاكَهُ قَالَ أَعْطَانِیهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَظَرْنَا فَإِذَا هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (4).
7- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ الْمَكِّیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ یَقُولُ وَقَفَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِی صَلَاةِ تَطَوُّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعْطَاهُ السَّائِلَ فَأَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْلَمَهُ بِذَلِكَ فَنَزَلَ عَلَی النَّبِیِّ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْنَا ثُمَّ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ (5).
8- شی، تفسیر العیاشی عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَعْرِضُ عَلَیْكَ دِینِیَ الَّذِی أَدِینُ اللَّهَ بِهِ قَالَ هَاتِهِ قُلْتُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أُقِرُّ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ وَصَفْتُ لَهُ الْأَئِمَّةَ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام
ص: 187
قُلْتُ وَ أَقُولُ فِیكَ مَا أَقُولُ فِیهِمْ فَقَالَ أَنْهَاكَ أَنْ تَذْهَبَ بِاسْمِی فِی النَّاسِ قَالَ أَبَانٌ قَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ قُلْتُ لَهُ مَعَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ (1) وَ أَزْعُمُ أَنَّهُمْ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِی الْقُرْآنِ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ الْآیَةَ الْأُخْرَی فَاقْرَأْ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیَّ آیَةٍ قَالَ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3).
9- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَالِسٌ (4) فِی بَیْتِهِ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْیَهُودِ أَوْ قَالَ خَمْسَةٌ مِنَ الْیَهُودِ فِیهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فَتَرَكَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَنْزِلِهِ وَ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ فَإِذَا بِسَائِلٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ صَدَّقَ عَلَیْكَ أَحَدٌ بِشَیْ ءٍ قَالَ نَعَمْ هُوَ ذَاكَ الْمُصَلِّی فَإِذَا هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام (5).
10- شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا شَقَّ ذَلِكَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَشِیَ أَنْ یُكَذِّبَهُ قُرَیْشٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ (6) الْآیَةَ فَقَامَ بِذَلِكَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ (7).
11- شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام (8).
12- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ أُحِبَّ أَرْبَعَةً: عَلِیّاً وَ أَبَا ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادَ
ص: 188
فَقُلْتُ أَلَا فَمَا كَانَ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ أَ مَا كَانَ أَحَدٌ یَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ فَقَالَ بَلَی ثَلَاثَةٌ قُلْتُ هَذِهِ الْآیَاتُ الَّتِی أُنْزِلَتْ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ قَوْلُهُ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ أَمَا كَانَ أَحَدٌ یَسْأَلُ فِیمَ نَزَلَتْ فَقَالَ مِنْ ثَمَّ أَتَاهُمْ لَمْ یَكُونُوا یَسْأَلُونَ (1).
13- قب، المناقب لابن شهرآشوب: قولُهُ تَعَالَی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ اجتمعت الأمة أن هذه الآیة نزلت فی علی ع لما تصدق بخاتمه و هو راكع- لا خلاف بین المفسرین فی ذلك.
ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِیُّ وَ الْمَاوَرْدِیُّ وَ الْقُشَیْرِیُّ وَ الْقَزْوِینِیُّ وَ الرَّازِیُّ وَ النَّیْسَابُورِیُّ وَ الْفَلَكِیُّ وَ الطُّوسِیُّ وَ الطَّبَرِیُّ (2) فِی تَفَاسِیرِهِمْ عَنِ السُّدِّیِّ وَ الْمُجَاهِدِ وَ الْحَسَنِ وَ الْأَعْمَشِ وَ عُتْبَةِ بْنِ أَبِی حَكِیمٍ وَ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ وَ عَبَایَةَ الرَّبَعِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ وَ ذَكَرَهُ ابْنُ الْبَیِّعِ فِی مَعْرِفَةِ أُصُولِ الْحَدِیثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْوَاحِدِیُّ فِی أَسْبَابِ نُزُولِ الْقُرْآنِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ السَّمْعَانِیُّ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنْ حُمَیْدٍ الطَّوِیلِ عَنْ أَنَسٍ وَ- سَلْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ فِی مُعْجَمِهِ الْأَوْسَطِ عَنْ عَمَّارٍ وَ أَبُو بَكْرٍ الْبَیْهَقِیُّ فِی الْمُقْنَفِ وَ مُحَمَّدٌ الْفَتَّالُ فِی التَّنْوِیرِ وَ فِی الرَّوْضَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَ أَبِی صَالِحٍ وَ الشَّعْبِیِّ وَ الْمُجَاهِدِ وَ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْإِبَانَةِ عَنِ الْفَلَكِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ وَ نَاصِحٍ التَّمِیمِیِّ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ الْكَلْبِیِّ فِی رِوَایَاتٍ مُخْتَلِفَةِ الْأَلْفَاظِ مُتَّفِقَةِ الْمَعَانِی وَ فِی أَسْبَابِ النُّزُولِ عَنِ الْوَاحِدِیِّ (3)
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ أَقْبَلَ وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ وَ شَكَوْا بُعْدَ الْمَنْزِلِ عَنِ الْمَسْجِدِ وَ قَالُوا إِنَّ قَوْمَنَا لَمَّا رَأَوْنَا أَسْلَمْنَا رَفَضُونَا (4) وَ لَا یُكَلِّمُونَّا وَ لَا یُجَالِسُونَّا وَ لَا یُنَاكِحُونَّا
ص: 189
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فَخَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْمَسْجِدِ فَرَأَی سَائِلًا فَقَالَ هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ خَاتَمَ فِضَّةٍ وَ فِی رِوَایَةٍ خَاتَمَ ذَهَبٍ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ أَعْطَانِیهِ هَذَا الرَّاكِعُ.
كِتَابُ أَبِی بَكْرٍ الشِّیرَازِیِّ، أَنَّهُ لَمَّا سَأَلَ السَّائِلُ وَضَعَهَا عَلَی ظَهْرِهِ إِشَارَةً إِلَیْهِ أَنْ یَنْزِعَهَا فَمَدَّ السَّائِلُ یَدَهُ وَ نَزَعَ الْخَاتَمَ مِنْ یَدِهِ وَ دَعَا لَهُ فَبَاهَی اللَّهُ تَعَالَی مَلَائِكَتَهُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ مَلَائِكَتِی أَ مَا تَرَوْنَ عَبْدِی جَسَدُهُ فِی عِبَادَتِی وَ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ عِنْدِی وَ هُوَ یَتَصَدَّقُ بِمَالِهِ طَلَباً لِرِضَایَ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی رَضِیتُ عَنْهُ وَ عَنْ خَلَفِهِ یَعْنِی ذُرِّیَّتَهُ وَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِالْآیَةِ.
وَ فِی الْمِصْبَاحِ (1)، تَصَدَّقَ بِهِ یَوْمَ الرَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ فِی رِوَایَةِ أَبِی ذَرٍّ أَنَّهُ كَانَ فِی صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ رُوِیَ أَنَّهُ كَانَ فِی نَافِلَةِ الظُّهْرِ.
أسباب النزول، عن الواحدی وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ یعنی یحب اللّٰه وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنی عَلِیّاً- فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ یعنی شیعة اللّٰه و رسوله و ولیه- هُمُ الْغالِبُونَ یعنی هم العالون (2) علی جمیع العباد فبدأ فی هذه الآیة بنفسه ثم بنبیه ثم بولیه و كذلك فی الآیة الثانیة و فی الحساب، إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ وزنه محمد المصطفی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و بعده المرتضی علی بن أبی طالب و عترته و عدد حساب كل واحد منهما ثلاثة آلاف و خمسمائة و ثمانون (3).
الْكَافِی (4)، جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ اجْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ مَا تَقُولُونَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّا (5) إِنْ كَفَرْنَا بِهَذِهِ الْآیَةِ لَكَفَرْنَا بِسَائِرِهَا (6)
ص: 190
وَ إِنْ آمَنَّا فَإِنَّ هَذَا ذُلٌّ حِینَ یُسَلَّطُ عَلَیْنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مُحَمَّداً صَادِقٌ فِیمَا یَقُولُ وَ لَكِنْ نَتَوَالاهُ وَ لَا نُطِیعُ عَلِیّاً فِیمَا أَمَرَنَا فَنَزَلَ یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ یُنْكِرُونَها یَعْنِی وَلَایَةَ عَلِیٍّ وَ أَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ.
عَلِیُّ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ أَبی (1) أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی أَمَرْتُ فَلَمْ أُطَعْ فَلَا تَجْزَعْ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتَ فَلَمْ تُطَعْ فِی وَصِیِّكَ.
خُزَیْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ:
فَدَیْتُ عَلِیّاً إِمَامَ الْوَرَی*** سِرَاجَ الْبَرِیَّةِ مَأْوَی التُّقَی
وَصِیَّ الرَّسُولِ وَ زَوْجَ الْبَتُولِ*** إِمَامَ الْبَرِیَّةِ شَمْسَ الضُّحَی
تَصَدَّقَ خَاتَمَهُ رَاكِعاً*** فَأَحْسِنْ بِفِعْلِ إِمَامِ الْوَرَی
فَفَضَّلَهُ اللَّهُ رَبُّ الْعِبَادِ*** وَ أَنْزَلَ فِی شَأْنِهِ هَلْ أَتَی
وَ لَهُ:«أَبَا حَسَنٍ تَفَدَّیْتُ نَفْسِی وَ أُسْرَتِی»
إِلَی آخِرِ مَا سَیَأْتِی عَنْ حَسَّانَ (2).
ثُمَّ قَالَ وَ أَنْشَأَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَ هُوَ فِی دِیوَانِ الْحِمْیَرِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:
عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ أَخُو الْهُدَی*** وَ أَفْضَلُ ذِی نَعْلٍ وَ مَنْ كَانَ حَافِیاً
وَ أَوَّلُ مَنْ أَدَّی الزَّكَاةَ بِكَفِّهِ*** وَ أَوَّلُ مَنْ صَلَّی وَ مَنْ صَامَ طَاوِیاً (3)
فَلَمَّا أَتَاهُ سَائِلٌ مَدَّ كَفَّهُ*** إِلَیْهِ وَ لَمْ یَبْخَلْ وَ لَمْ یَكُ جَافِیاً
فَدَسَّ إِلَیْهِ خَاتَماً وَ هُوَ رَاكِعٌ*** وَ مَا زَالَ أَوَّاهاً إِلَی الْخَیْرِ دَاعِیاً (4)
فَبَشَّرَ جِبْرِیلُ النَّبِیَّ مُحَمَّداً*** بِذَاكَ وَ جَاءَ الْوَحْیُ فِی ذَاكَ ضَاحِیاً (5)
.
ص: 191
14- یل، الفضائل لابن شاذان فض، كتاب الروضة بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ وَرَدَ عَلَیْنَا أَعْرَابِیٌّ أَشْعَثُ الْحَالِ عَلَیْهِ أَثْوَابٌ رَثَّةٌ وَ الْفَقْرُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَلَمَّا دَخَلَ وَ سَلَّمَ قَالَ شِعْراً (1)
أَتَیْتُكَ وَ الْعَذْرَاءُ تَبْكِی بِرَنَّةٍ*** وَ قَدْ ذَهِلَتْ أُمُّ الصَّبِیِّ عَنِ الطِّفْلِ
وَ أُخْتٌ وَ بِنْتَانِ وَ أُمٌّ كَبِیرَةٌ*** وَ قَدْ كِدْتُ مِنْ فَقْرِی أُخَالِطُ فِی عَقْلِی
وَ قَدْ مَسَّنِی فَقْرٌ وَ ذُلٌّ وَ فَاقَةٌ*** وَ لَیْسَ لَنَا شَیْ ءٌ یُمِرُّ وَ لَا یُحْلِی (2)
وَ مَا الْمُنْتَهَی إِلَّا إِلَیْكَ مَفَرُّنَا*** (3)- وَ أَیْنَ مَفَرُّ الْخَلْقِ إِلَّا إِلَی الرُّسُلِ
قَالَ فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذَلِكَ بَكَی بُكَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَبَقَ إِلَیْكُمْ جَزَاءً (4) وَ الْجَزَاءُ مِنَ اللَّهِ غُرَفٌ فِی الْجَنَّةِ تُضَاهِی غُرَفَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ علیه السلام فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ (5) یُوَاسِی هَذَا الْفَقِیرَ فَقَالَ (6) فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ وَ كَانَ فِی نَاحِیَةِ الْمَسْجِدِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یُصَلِّی رَكَعَاتِ التَّطَوُّعِ (7) كَانَتْ لَهُ دَائِماً فَأَوْمَأَ إِلَی الْأَعْرَابِیِّ بِیَدِهِ فَدَنَا مِنْهُ فَرَفَعَ (8) إِلَیْهِ الْخَاتَمَ مِنْ یَدِهِ وَ هُوَ فِی صَلَاتِهِ فَأَخَذَهُ الْأَعْرَابِیُّ وَ انْصَرَفَ وَ هُوَ یَقُولُ بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَی الرَّسُولِ (9)
ص: 192
أَنْتَ مَوْلًی یُرْتَجَی بِهِ مِنَ*** اللَّهِ فِی الدُّنْیَا إِقَامَةُ الدِّینِ
خَمْسَةٌ فِی الْأَنَامِ كُلُّهُمْ*** وَ أَنْتُمُ فِی الْوَرَی مَیَامِینُ
ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ وَ نَادَی (1) السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ اقْرَأْ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ وَ قَالَ مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِینَ أَیُّكُمُ الْیَوْمَ عَمِلَ خَیْراً حَتَّی جَعَلَهُ اللَّهُ وَلِیَّ كُلِّ مَنْ آمَنَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِینَا مَنْ عَمِلَ خَیْراً سِوَی ابْنِ عَمِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَإِنَّهُ تَصَدَّقَ عَلَی الْأَعْرَابِیِّ (2) بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ یُصَلِّی قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَبَتِ الْغُرَفُ لِابْنِ عَمِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَرَأَ (3) عَلَیْهِمُ الْآیَةَ قَالَ فَتَصَدَّقَ النَّاسُ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ عَلَی ذَلِكَ الْأَعْرَابِیِّ (4) فَوَلَّی وَ هُوَ یَقُولُ:
أَنَا مَوْلًی لِخَمْسَةٍ*** أُنْزِلَتْ فِیهِمُ السُّوَرُ
أَهْلِ طه وَ هَلْ أَتَی*** فَاقْرَءُوا یُعْرَفُ الْخَبَرُ (5)
وَ الطَّوَاسِینَ بَعْدَهَا***وَ الْحَوَامِیمَ وَ الزُّمَرَ
أَنَا مَوْلًی لِهَؤُلَاءِ*** وَ عَدُوٌّ لِمَنْ كَفَرَ (6)
بیان: الرثة البذاذة و سوء الحال قوله یمر و لا یحلی هما علی الإفعال من المرارة و الحلاوة أی ما لنا حلو و لا مر قال الجوهری أحلیت الشی ء جعلته حلوا
ص: 193
یقال ما أمر و لا أحلی إذا لم یقل شیئا (1).
15- قب، المناقب لابن شهرآشوب كشف، كشف الغمة الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ قَالَ: بَیْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ عَلَی شَفِیرِ زَمْزَمَ یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مُتَعَمِّمٌ (2) بِعِمَامَةٍ فَجَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا قَالَ الرَّجُلُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ (3) ابْنُ عَبَّاسٍ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ فَكَشَفَ الْعِمَامَةَ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی (4) أَنَا جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ الْبَدْرِیُّ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِهَاتَیْنِ وَ إِلَّا فَصَمَّتَا (5) وَ رَأَیْتُهُ بِهَاتَیْنِ وَ إِلَّا فَعَمِیَتَا (6) یَقُولُ عَلِیٌّ قَائِدُ الْبَرَرَةِ وَ قَاتِلُ الْكَفَرَةِ مَنْصُورٌ مَنْ نَصَرَهُ مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَهُ أَمَا إِنِّی صَلَّیْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ الظُّهْرَ (7) فَسَأَلَ سَائِلٌ فِی الْمَسْجِدِ فَلَمْ یُعْطِهِ أَحَدٌ شَیْئاً (8) فَرَفَعَ السَّائِلُ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ (9) اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّی سَأَلْتُ (10) فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ یُعْطِنِی أَحَدٌ شَیْئاً وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی الصَّلَاةِ (11) رَاكِعاً فَأَوْمَأَ إِلَیْهِ بِخِنْصِرِهِ الْیُمْنَی وَ كَانَ مُتَخَتِّماً (12) فِیهَا فَأَقْبَلَ السَّائِلُ فَأَخَذَ الْخَاتَمَ مِنْ خِنْصِرِهِ وَ ذَلِكَ بِمَرْأًی مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی (13)
ص: 194
فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (1) مِنْ صَلَاتِهِ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ أَخِی مُوسَی سَأَلَكَ فَقَالَ:« رَبِّ اشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی هارُونَ أَخِی اشْدُدْ بِهِ أَزْرِی وَ أَشْرِكْهُ فِی أَمْرِی »فَأَنْزَلْتَ عَلَیْهِ قُرْآناً نَاطِقاً سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِیكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا یَصِلُونَ إِلَیْكُما بِآیاتِنا (2) اللَّهُمَّ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّكَ وَ صَفِیُّكَ اللَّهُمَّ فَاشْرَحْ لِی صَدْرِی وَ یَسِّرْ لِی أَمْرِی- ... وَ اجْعَلْ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی- عَلِیّاً اشْدُدْ بِهِ ظَهْرِی (3) قَالَ أَبُو ذَرٍّ فَمَا اسْتَتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَلَامَهُ (4) حَتَّی نَزَلَ جَبْرَئِیلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (5).
أقول قال السید بن طاوس فی الطرائف قال السدی و عتبة بن أبی حكیم و غالب بن عبد اللّٰه إنما عنی بهذه الآیة علی بن أبی طالب علیهما السلام لأنه مر به سائل و هو راكع فی المسجد فأعطاه خاتمه.
و رواه الثعلبی من عدة طرق فمنها ما رفعه إلی عبایة بن ربعی قال بینا عبد اللّٰه بن عباس جالس و ذكر مثله سواء (6).
و قال الشیخ أمین الدین الطبرسی حدثنا السید أبو الحمد مهدی بن نزار الحسنی عن أبی القاسم الحسكانی عن محمد بن القاسم الفقیه الصیدلانی عن عبد اللّٰه بن محمد الشعرانی عن أحمد بن علی بن رزین الیاشانی (7) عن المظفر بن الحسین الأنصاری عن السندی بن علی الوراق عن یحیی بن عبد الحمید الحمانی عن قیس بن الربیع عن الأعمش عن عبایة مثله ثم قال و روی هذا الخبر الثعلبی فی تفسیره بهذا الإسناد بعینه.
و روی
ص: 195
أبو بكر الرازی فی كتاب أحكام القرآن علی ما حكاه المغربی عنه و الرمانی و الطبری أنها نزلت فی علی علیه السلام حین تصدق بخاتمه و هو راكع و هو قول مجاهد و السدی و هو المروی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهما السلام و جمیع علماء أهل البیت علیهم السلام و قال الكلبی نزل فی عبد اللّٰه بن سلام و أصحابه لما أسلموا فقطعت الیهود (1) فنزلت الآیة و فی روایة عطاء قال عبد اللّٰه بن سلام أنا رأیت (2) علیا علیه السلام تصدق بخاتمه و هو راكع فنحن نتولاه (3).
16- كشف، كشف الغمة نَقَلْتُ مِنْ مَنَاقِبِ أَبِی الْمُؤَیَّدِ الْخُوارَزْمِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ مِمَّنْ قَدْ آمَنُوا بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ (4) یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ مَنَازِلَنَا بَعِیدَةٌ لَیْسَ لَنَا مَجْلِسٌ وَ لَا مُتَحَدَّثٌ دُونَ هَذَا الْمَجْلِسِ وَ إِنَّ قَوْمَنَا لَمَّا رَأَوْنَا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ صَدَّقْنَاهُ رَفَضُونَا وَ آلُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَنْ لَا یُجَالِسُونَا وَ لَا یُنَاكِحُونَا وَ لَا یُكَلِّمُونَا فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَیْنَا فَقَالَ لَهُمُ النَّبِیُّ ص- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ثُمَّ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ النَّاسُ بَیْنَ قَائِمٍ وَ رَاكِعٍ وَ بَصُرَ بِسَائِلٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَعْطَاكَهُ قَالَ ذَاكَ (5) الْقَائِمُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَیِّ حَالٍ أَعْطَاكَ قَالَ أَعْطَانِی وَ هُوَ رَاكِعٌ فَكَبَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَرَأَ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ فَأَنْشَأَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ (6) یَقُولُ
ص: 196
أَبَا حَسَنٍ تَفْدِیكَ نَفْسِی وَ مُهْجَتِی*** وَ كُلُّ بَطِی ءٍ فِی الْهُدَی وَ مُسَارِعٍ
أَ یَذْهَبُ مَدْحِی وَ الْمُحَبِّرُ ضَائِعٌ*** وَ مَا الْمَدْحُ فِی جَنْبِ الْإِلَهِ بِضَائِعٍ
فَأَنْتَ الَّذِی أَعْطَیْتَ إِذْ كُنْتَ رَاكِعاً*** فَدَتْكَ نُفُوسُ الْقَوْمِ یَا خَیْرَ رَاكِعٍ
فَأَنْزَلَ فِیكَ اللَّهُ خَیْرَ وَلَایَةٍ*** وَ بَیْنَهَا فِی مُحْكَمَاتِ الشَّرَائِعِ (1)
بیان: تحبیر الخط و الشعر و غیرهما تحسینه.
فأقول
رواه علی بن عیسی فی كشف الغمة (2) عن ابن مردویه بأسانید عن ابن عباس و روی السیوطی فی الدر المنثور (3) عن ابن مردویه من طریق الكلبی عن أبی صالح عن ابن عباس و روی أیضا ابن بطریق من كتاب ما نزل من القرآن فی أمیر المؤمنین علیه السلام تألیف الحافظ أبی نعیم الأصفهانی بإسناده عن أبی صالح عن ابن عباس و رواه الطبرسی عن السید أبی الحمد عن الحسكانی بإسناده إلی أبی صالح عن ابن عباس مثله إلا أنه قال خاتم من فضة (4).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ هُمُ الْغالِبُونَ وَ زَادَ بَعْدَهُ (5) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَهَا فِیَّ وَ فِی أَهْلِ بَیْتِی (6) قَالَ وَ كَانَ فِی خَاتَمِهِ الَّذِی أَعْطَاهُ السَّائِلَ سُبْحَانَ مَنْ فَخْرِی بِأَنِّی لَهُ عَبْدٌ (7)
17- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ ظَرِیفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُلُوساً صَفَّیْنِ وَ هُوَ عَلَی السَّرِیرِ وَ قَدْ دَرَّ عَلَیْنَا بِالْحَدِیثِ وَ فِینَا مِنَ السُّرُورِ وَ قُرَّةِ الْعَیْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ فَكَأَنَّا
ص: 197
فِی الْجَنَّةِ فَبَیْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذَا بِالْآذِنِ فَقَالَ سَلَّامٌ الْجُعْفِیُّ بِالْبَابِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام ائْذَنْ لَهُ فَدَخَلَنَا هَمٌّ وَ غَمٌّ وَ مَشَقَّةٌ كَرَاهِیَةَ أَنْ یَكُفَّ عَنَّا مَا كُنَّا فِیهِ فَدَخَلَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ أَبُو جَعْفَرٍعَلَیْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ سَلَّامٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ حَدَّثَنِی عَنْكَ خَیْثَمَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی: إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1) قَالَ صَدَقَ خَیْثَمَةُ (2).
18- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
19- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْمِنْهَالِ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی: إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا قَالا فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
20- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یُصَلِّی ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَسْجِدِهِ فَمَرَّ بِهِ فَقِیرٌ (5) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ تُصُدِّقَ عَلَیْكَ بِشَیْ ءٍ قَالَ نَعَمْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ رَاكِعٍ فَأَعْطَانِی خَاتَمَهُ وَ أَشَارَ (6) بِیَدِهِ فَإِذَا هُوَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ وَلِیُّكُمْ مِنْ بَعْدِی.
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَاصَّةً وَ قَوْلُهُ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
21- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم زَیْدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ زِیَادٍ الْقَصَّارُ مُعَنْعَناً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ
ص: 198
عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَنْ أَحَبَّ اللَّهَ أَحَبَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ أَحَبَّ النَّبِیَّ أَحَبَّنَا وَ مَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّ شِیعَتَنَا فَإِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ وَ نَحْنُ فِی الْجَنَّةِ لَا نُبْغِضُ مَنْ یُحِبُّنَا (1) وَ لَا نُحِبُّ مَنْ أَبْغَضَنَا اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ الْحَارِثُ صَدَقَ اللَّهُ مَا نَزَلَتْ إِلَّا فِیهِ (2).
22- یف، الطرائف مِنْ كِتَابِ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ مِنْ صَحِیحِ النَّسَائِیِّ عَنِ ابْنِ سَلَامٍ قَالَ: أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ إِنَّ قَوْمَنَا حَادُّونَا لِمَا صَدَّقْنَا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ أَقْسَمُوا أَنْ لَا یُكَلِّمُونَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الْآیَةَ ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَامَ النَّاسُ یُصَلُّونَ فَمِنْ بَیْنِ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ- وَ سَائِلٌ إِذاً سَأَلَ فَأَعْطَی عَلِیٌّ خَاتَمَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَأَخْبَرَ السَّائِلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَأَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَی قَوْلِهِ الْغالِبُونَ.
وَ رَوَاهُ الشَّافِعِیُّ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِنْ خَمْسِ طُرُقٍ فَمِنْهَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ سَائِلٌ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی یَدِهِ خَاتَمٌ قَالَ مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا الْخَاتَمَ قَالَ ذَاكَ الرَّاكِعُ وَ كَانَ عَلِیٌّ یُصَلِّی فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَهَا فِیَّ وَ فِی أَهْلِ بَیْتِی.
وَ مِنْ رِوَایَاتِ الشَّافِعِیِّ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ فِی الْمَعْنَی یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو مَرْیَمَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ فَقَالَ أَبُو مَرْیَمَ كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً إِذْ مَرَّ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا ابْنُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ صَاحِبُكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الَّذِی نَزَلَتْ فِیهِ آیَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4) إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ.
وَ ذَكَرَ السُّدِّیُّ فِی
ص: 199
تَفْسِیرِهِ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
أقول: روی ابن بطریق فی العمدة (2) ما مر فی روایات السید و غیره بأسانید جمة من صحاحهم فمن أراد تحقیق أسانیدها فلیرجع إلیها.
23- وَ أَقُولُ رُوِیَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ (3) مِنْ صَحِیحِ النَّسَائِیِّ عَنِ ابْنِ سَلَامٍ مِثْلَ الْخَبَرِ الْأَوَّلِ الَّذِی رَوَاهُ السَّیِّدُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أَتَیْتُ (4) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَهْطٌ مِنْ قَوْمِی فَقُلْنَا إِنَّ قَوْمَنَا إِلَی قَوْلِهِ بَیْنَ سَاجِدٍ وَ رَاكِعٍ وَ سَائِلٌ إِذاً سَأَلَ (5) فَأَعْطَاهُ عَلِیٌّ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ.
14، 1- وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ أَیْضاً فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ یَقُولُ وَقَفَ لِعَلِیٍّ سَائِلٌ وَ هُوَ رَاكِعٌ فِی صَلَاةِ تَطَوُّعٍ فَنَزَعَ خَاتَمَهُ فَأَعْطَاهُ فَأَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْلَمَهُ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا یُرِیدُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ ع- الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ عَلَی مُحْتَاجٍ فَنَحْنُ نَتَوَلَّاهُ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَنَزَلَ عَلَیْهِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ الْآیَةَ فَتَوَجَّهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ
ص: 200
فَاسْتَقْبَلَ سَائِلًا فَقَالَ مَنْ تَرَكْتَ فِی الْمَسْجِدِ فَقَالَ لَهُ رَجُلًا تَصَدَّقَ عَلَیَّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَدَخَلَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام.
وَ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی الزُّبَیْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ (1) یَسْأَلُونَ مُجَانَبَةَ الْإِنْسِ إِیَّاهُمْ مُنْذُ أَسْلَمُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْغُوا إِلَیَّ سَائِلًا فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَدَنَا سَائِلٌ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَعْطَاكَ أَحَدٌ شَیْئاً قَالَ نَعَمْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ رَاكِعٍ فَأَعْطَانِی خَاتَمَهُ قَالَ فَاذْهَبْ فَأَرِهِ لِی فَقَالَ فَذَهَبْنَا فَإِذَا عَلِیٌّ قَائِمٌ فَقَالَ هَذَا فَنَزَلَتْ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الْآیَةَ.
وَ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع.
وَ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی مُوسَی بْنِ قَیْسٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلِیٌّ بِخَاتَمِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَنَزَلَتْ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ الْآیَةَ.
24- أَقُولُ قَالَ السَّیِّدُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ رَأَیْتُ فِی تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ أَنَّهُ رَوَی نُزُولَ آیَةِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ تِسْعِینَ طَرِیقاً بِأَسَانِیدَ مُتَّصِلَةٍ كُلُّهَا أَوْ جُلُّهَا مِنْ رِجَالِ الْمُخَالِفِینَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام مِنْهُمْ عَلِیٌّ علیه السلام وَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَ عُثْمَانُ وَ زُبَیْرٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ وَ طَلْحَةُ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ أَبُو رَافِعٍ وَ جَابِرٌ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْخَلِیلُ بْنُ مُرَّةَ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهم السلام وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ مُجَاهِدٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ سَرِیٍّ وَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ (2) وَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ (3) بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ نَائِمٌ أَوْ یُوحَی إِلَیْهِ فَإِذَا حَیَّةٌ فِی جَانِبِ الْبَیْتِ
ص: 201
فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهَا فَأُوقِظَهُ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ یُوحَی إِلَیْهِ فَاضْطَجَعْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَیَّةِ لَئِنْ كَانَ مِنْهَا سُوءٌ یَكُونُ فِی (1) دُونِهِ قَالَ فَاسْتَیْقَظَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتْلُو هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَكْمَلَ لِعَلِیٍّ نِعَمَهُ وَ هَنِیئاً لِعَلِیٍّ بِتَفْضِیلِ اللَّهِ قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ مَا یُضْجِعُكَ هَاهُنَا فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لِی قُمْ إِلَیْهَا فَاقْتُلْهَا (2) ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِی فَقَالَ یَا أَبَا رَافِعٍ لِیَكُونَنَّ عَلِیٌّ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِی غَیْرَ أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی إِنَّهُ سَیُقَاتِلُهُ قَوْمٌ یَكُونُ حَقّاً فِی اللَّهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِیَدِهِ فَجَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ یَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَجَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ لَیْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ وَ هُوَ عَلَی الْحَقِّ وَ هُمْ عَلَی الْبَاطِلِ قَالَ ثُمَّ خَرَجَ وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ كَانَ یُحِبُّ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی أَمِینِی فَهَذَا أَمِینِی یَعْنِی أَبَا رَافِعٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ فَلَمَّا بُویِعَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ سَارَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ إِلَی الْبَصْرَةِ وَ خَالَفَهُ مُعَاوِیَةُ وَ أَهْلُ الشَّامِ قَالَ أَبُو رَافِعٍ هَذَا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ سَیُقَاتِلُ عَلِیّاً قَوْمٌ یَكُونُ حَقّاً فِی اللَّهِ جِهَادُهُمْ فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ جِهَادَهُمْ بِیَدِهِ فَبِلِسَانِهِ وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ لَیْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ فَبَاعَ أَبُو رَافِعٍ دَارَهُ وَ أَرْضَهُ بِخَیْبَرَ ثُمَّ خَرَجَ مَعَ عَلِیٍّ بِقَبِیلَتِهِ وَ عِیَالِهِ وَ هُوَ شَیْخٌ كَبِیرٌ ابْنُ خَمْسٍ وَ ثَمَانِینَ سَنَةً: ثُمَّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (3) لَقَدْ أَصْبَحْتُ وَ مَا أَعْلَمُ أَحَداً بِمَنْزِلَتِی لَقَدْ بَایَعْتُ الْبَیْعَتَیْنِ بَیْعَةَ الْعَقَبَةِ وَ بَیْعَةَ الرِّضْوَانِ وَ لَقَدْ صَلَّیْتُ الْقِبْلَتَیْنِ وَ هَاجَرْتُ الْهِجَرَ الثَّلَاثَ فَقِیلَ لَهُ مَا الْهِجَرُ الثَّلَاثُ قَالَ هِجْرَةٌ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ إِلَی أَرْضِ النَّجَاشِیِّ إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ وَ هِجْرَةٌ إِلَی الْمَدِینَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَذِهِ هِجْرَةٌ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِلَی الْكُوفَةِ ثُمَّ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ حَتَّی اسْتُشْهِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ رَجَعَ أَبُو رَافِعٍ مَعَ الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی الْمَدِینَةِ وَ لَا دَارَ لَهُ وَ لَا أَرْضَ فَقَسَمَ لَهُ الْحَسَنُ علیه السلام دَارَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ نِصْفَیْنِ وَ أَعْطَاهُ بِیَنْبُعَ أَرْضاً أَقْطَعَهَا إِیَّاهُ (4)
ص: 202
فَبَاعَهَا عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی رَافِعٍ بَعْدُ مِنْ مُعَاوِیَةَ بِمِائَتَیْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ سِتِّینَ أَلْفاً.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: كَانَ خَاتَمُ عَلِیٍّ علیه السلام الَّذِی تَصَدَّقَ بِهِ وَ هُوَ رَاكِعٌ حَلْقَةَ فِضَّةٍ فِیهَا مِثْقَالٌ عَلَیْهَا مَنْقُوشٌ الْمُلْكُ لِلَّهِ.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَدِّهِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ مَخْلَدٍ عَنِ الْمُبَارَكِ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخْرَجْتُ مِنْ مَالِ صَدَقَةٍ یُتَصَدَّقُ بِهَا عَنِّی وَ أَنَا رَاكِعٌ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ مَرَّةً عَلَی أَنْ یَنْزِلَ فِیَّ مَا نَزَلَ فِی عَلِیٍّ فَمَا نَزَلَ (1).
تذنیب اعلم أن الاستدلال بالآیة الكریمة علی إمامته صلی اللّٰه علیه و آله یتوقف علی بیان أمور.
الأول أن الآیة خاصة و لیست بعامة لجمیع المؤمنین و بیانه أنه تعالی خص الحكم بالولایة بالمؤمنین المتصفین بإقامة الصلاة و إیتاء الزكاة فی حال الركوع و ظاهر أن تلك الأوصاف غیر شاملة لجمیع المؤمنین و لیس لأحد أن یقول إن المراد بقوله وَ هُمْ راكِعُونَ أن هذه شیمتهم و عادتهم و لا یكون حالا عن إیتاء الزكاة (2) و ذلك لأن قوله یُقِیمُونَ الصَّلاةَ قد دخل فیه الركوع فلو لم یحمل علی الحالیة لكان كالتكرار و التأویل المفید أولی من البعید الذی لا یفید و أما حمل الركوع علی غیر الحقیقة الشرعیة بحمله علی الخضوع من غیر داع إلیه سوی العصبیة فلا یرضی به ذو فطنة رضیة مع أن الآیة علی أی حال تنادی بسیاقها علی الاختصاص.
و قد قیل وجه آخر هو أن قوله تعالی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ خطاب عام لجمیع المؤمنین و دخل فی الخطاب النبی صلی اللّٰه علیه و آله و غیره ثم قال وَ رَسُولُهُ فأخرج النبی صلی اللّٰه علیه و آله من جملتهم لكونهم مضافین إلی ولایته (3) ثم قال وَ الَّذِینَ آمَنُوا
ص: 203
فوجب أن یكون الذی خوطب بالآیة غیر الذی جعلت له الولایة و إلا أدی إلی أن یكون المضاف هو المضاف إلیه بعینه و إلی أن یكون كل واحد من المؤمنین ولی نفسه و ذلك محال و فیه ضعف و الأول أولی.
الثانی: أن المراد بالولی هنا الأولی بالتصرف و الذی یلی تدبیر الأمر كما یقال فلان ولی المرأة و ولی الطفل و ولی الدم و السلطان ولی أمر الرعیة و یقال لمن یقیمه بعده هو ولی (1) عهد المسلمین و قال الكمیت (2) یمدح علیا.
و نعم ولی الأمر بعد ولیه*** و منتجع التقوی و نعم المؤدب
و قال المبرد فی كتاب العبارة عن صفات اللّٰه أصل الولی الذی هو أولی أی أحق و الولی و إن كان یستعمل فی مكان آخر كالمحب و الناصر لكن لا یمكن إرادة غیر الأولی بالتصرف و التدبیر هاهنا لأن لفظة إنما یفید التخصیص و لا یرتاب فیه من تتبع اللغة و كلام الفصحاء و موارد الاستعمالات و تصریحات القوم و التخصیص ینافی حمله علی المعانی الأخر إذ سائر المعانی المحتملة فی بادئ الرأی لا یختص شی ء منها ببعض المؤمنین دون بعض كما قال تعالی وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ و بعض الأصحاب (3) استدل علی ذلك بأن الظاهر من الخطاب أن یكون عاما لجمیع المكلفین من المؤمنین و غیرهم كما فی قوله تعالی كُتِبَ عَلَیْكُمُ الصِّیامُ و غیر ذلك فإذا دخل الجمیع تحته استحال أن یكون المراد باللفظة (4) الموالاة فی الدین لأن هذه الموالاة یختص بها المؤمنون دون غیرهم فلا بد إذا من حملها علی ما یصح دخول الجمیع فیه و هو معنی الإمام و وجوب الطاعة و فیه كلام.
ص: 204
الثالث: أن الآیة نازلة فیه علیه السلام و قد عرفت بما أوردنا من الأخبار تواترها من طریق المخالف و المؤالف مع أن ما تركناه مخافة الإطناب و حجم الكتاب أكثر مما أوردناه و علیه إجماع المفسرین و قد رواها الزمخشری و البیضاوی و الرازی فی تفاسیرهم (1) مع شدة تعصبهم و كثرة اهتمامهم فی إخفاء فضائله علیه السلام إذ كان هذا فی الاشتهار كالشمس فی رائعة النهار (2) فإخفاء ذلك مما یكشف الأستار عن الذی انطوت علیه ضمائرهم الخبیثة من بغض الحیدر الكرار.
و قد روی الرازی عن ابن عباس بروایة عكرمة و عن أبی ذر نحو مما مر من روایتهما و قد عرفت ما نقل فی ذلك أكابر المفسرین و المحدثین من قدماء المخالفین الذین علیهم مدار تفاسیرهم.
و أما إطلاق الجمع علی الواحد تعظیما فهو شائع ذائع فی اللغة و العرف و قد ذكر المفسرون هذا الوجه فی كثیر من الآیات الكریمة كما قال تعالی وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ (3) و إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً (4) و إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ (5) و قوله الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ (6) مع أن القائل كان واحدا و أمثالها كثیرة و من خطاب الملوك و الرؤساء فعلنا كذا و أمرنا بكذا و من الخطاب الشائع فی عرف العرب و العجم إذا خاطبوا واحدا فعلتم كذا و قلتم كذا تعظیما له.
و قال الزمخشری فإن قلت كیف صح أن یكون لعلی و اللفظ لفظ جماعة؟ قلت جی ء به علی لفظ الجمع و إن كان السبب فیه رجلا واحدا لیرغب الناس فی مثل فعله فینالوا مثل ثوابه و لینبه علی أن سجیة المؤمنین تجب أن یكون علی هذه
ص: 205
الغایة من الحرص علی البر و الإحسان و تفقد الفقراء حتی إن لزمهم أمر لا یقبل التأخیر و هم فی الصلاة لم یؤخروه إلی الفراغ منها انتهی (1).
علی أنه یظهر من بعض روایات الشیعة أن المراد به جمیع الأئمة علیهم السلام و أنهم قد وفقوا جمیعا لمثل ذلك الفضیلة و أیضا كل من قال بأن المراد بالولی فی هذه الآیة ما یرجع إلی الإمامة قائل بأن المقصود بها علی علیه السلام و لا قائل بالفرق فإذا ثبت الأول ثبت الثانی هذا ملخص استدلال القوم و أما تفاصیل القول فیه و دفع الشبه الواردة علیه فموكول إلی مظانه كالشافی (2) و غیره و لیس وظیفتنا فی هذا الكتاب إلا نقل الأخبار و لو أردنا التعرض لأمثال ذلك لكان كل باب كتابا و ما أوردته كاف لمن أراد صوابا (3).
1- فس، تفسیر القمی: فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی رَسُولِ
ص: 206
اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام وَ ذَلِكَ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1) دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام ثُمَّ أَلْبَسَهُمْ كِسَاءً لَهُ خَیْبَرِیّاً وَ دَخَلَ مَعَهُمْ فِیهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِیَ الَّذِینَ وَعَدْتَنِی فِیهِمْ مَا وَعَدْتَنِی اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ (2) فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مَعَهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَبْشِرِی یَا أُمَّ سَلَمَةَ فَإِنَّكِ (3) إِلَی خَیْرٍ قَالَ أَبُو الْجَارُودِ وَ قَالَ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِنَّ جُهَّالًا مِنَ النَّاسِ یَزْعُمُونَ (4) أَنَّمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذِهِ الْآیَةِ أَزْوَاجَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ كَذَبُوا وَ أَثِمُوا (5) وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ عَنَی بِهَا أَزْوَاجَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَالَ لِیُذْهِبَ عَنْكُنَّ الرِّجْسَ وَ یُطَهِّرَكُنَّ تَطْهِیراً وَ لَكَانَ الْكَلَامُ مُؤَنَّثاً كَمَا قَالَ- وَ اذْكُرْنَ ما یُتْلی فِی بُیُوتِكُنَّ وَ لا تَبَرَّجْنَ وَ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ (6).
2- فس، تفسیر القمی: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها» (7) فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ أَنْ یَخُصَّ أَهْلَهُ دُونَ النَّاسِ لِیَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ لِأَهْلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً خَاصَّةً لَیْسَتْ لِلنَّاسِ إِذْ أَمَرَهُمْ مَعَ النَّاسِ عَامَّةً ثُمَّ أَمَرَهُمْ خَاصَّةً فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ الْآیَةَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ كُلَّ یَوْمٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّی یَأْتِیَ بَابَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَیَقُولُ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ یَأْخُذُ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ وَ یَقُولُ الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَلَمْ یَزَلْ یَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ یَوْمٍ إِذَا شَهِدَ الْمَدِینَةَ حَتَّی فَارَقَ الدُّنْیَا وَ قَالَ أَبُو الْحَمْرَاءِ خَادِمُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا شَهِدْتُهُ یَفْعَلُ ذَلِكَ (8).
3- جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی بْنِ أَبِی مُوسَی عَنْ
ص: 207
عُبْدُوسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِینَا كُلَّ غَدَاةٍ فَیَقُولُ الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ الصَّلَاةَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (1).
4- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَطِیَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِیدٍ الْخُدْرِیَّ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَ نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام (2).
5- مع، معانی الأخبار أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ نَضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَ الرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ (3).
6- ما، الأمالی للشیخ الطوسی: بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی بَیْتِی وَ فِی یَوْمِی وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی فَدَعَا عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام وَ جَاءَ جَبْرَئِیلُ فَمَدَّ عَلَیْهِمْ كِسَاءً فَدَكِیّاً ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قَالَ جَبْرَئِیلُ وَ أَنَا مِنْكُمْ یَا مُحَمَّدُ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْتَ مِنَّا یَا جَبْرَئِیلُ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ وَ جِئْتُ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ فَقَالَ كُونِی مَكَانَكِ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ نَبِیِّ اللَّهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ اقْرَأْ یَا مُحَمَّدُ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام (4).
7- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ
ص: 208
عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعِینٍ مَوْلَی أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (1) أَنَّهَا قَالَتْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی بَیْتِهَا: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أُرْسِلَ إِلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَلَمَّا أَتَوْهُ اعْتَنَقَ عَلِیّاً بِیَمِینِهِ وَ الْحَسَنَ بِشِمَالِهِ وَ الْحُسَیْنَ عَلَی بَطْنِهِ وَ فَاطِمَةَ عِنْدَ رِجْلَیْهِ ثُمَّ قَالَ (2) اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی وَ عِتْرَتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً (3) قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قُلْتُ فَأَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (4).
8- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ النُّورِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ (5) عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ قَرْمٍ عَنْ أَبِی الْحَجَّافِ وَ سَالِمِ بْنِ أَبِی حَفْصَةَ عَنْ نَقِیعِ بْنِ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله أَرْبَعِینَ صَبَاحاً یَجِی ءُ إِلَی بَابِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام فَیَأْخُذُ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ ثُمَّ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (6).
9- ل، الخصال لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ الْمُؤَدِّبِ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمَّارِ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ أَفْعَی قَالَتْ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی بَیْتِی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ وَ فِی الْبَیْتِ سَبْعَةٌ- رَسُولُ اللَّهِ وَ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام قَالَتْ وَ أَنَا عَلَی الْبَابِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ قَالَ إِنَّكِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ وَ مَا قَالَ إِنَّكِ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ (7).
ص: 209
قال الصدوق رحمة اللّٰه علیه فی الخصال هذا حدیث غریب لا أعرفه إلا بهذا الطریق و المعروف أن أهل البیت الذین نزلت فیهم الآیة خمسة و سادسهم جبرئیل علیه السلام.
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الحسین بن الحكم معنعنا عن أم سلمة مثله (1) أقول روی ابن بطریق فی المستدرك عن أبی نعیم بإسناده عن أم سلمة مثله:
قال: و روی سلیمان بن قرم عن عبد الجبار مثله.
10- لی، الأمالی للصدوق بِالْإِسْنَادِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ الْحَوْشَبِ عَنِ التَّیْمِیِّ (2) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَائِشَةَ فَحَدَّثَتْنَا أَنَّهَا رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً (3).
11- لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ عَلِیّاً وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ زَوْجَتَهُ (4) فَاطِمَةَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ ابْنَتِی وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَدَایَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالانِی وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَانِی وَ مَنْ نَاوَاهُمْ فَقَدْ نَاوَانِی وَ مَنْ جَفَاهُمْ فَقَدْ جَفَانِی وَ مَنْ بَرَّهُمْ فَقَدْ بَرَّنِی وَصَلَ اللَّهُ مَنْ وَصَلَهُمْ وَ قَطَعَ مَنْ قَطَعَهُمْ وَ نَصَرَ مَنْ نَصَرَهُمْ وَ أَعَانَ مَنْ أَعَانَهُمْ وَ خَذَلَ مَنْ خَذَلَهُمْ اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ أَنْبِیَائِكَ وَ رُسُلِكَ ثَقَلٌ وَ أَهْلُ بَیْتٍ فَعَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَهْلُ بَیْتِی وَ ثَقَلِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً (5).
12- شی، تفسیر العیاشی فِی رِوَایَةِ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ لَهُ
ص: 210
إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ لَنَا فَمَا مَنَعَهُ أَنْ یُسَمِّیَ عَلِیّاً وَ أَهْلَ بَیْتِهِ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قُولُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عَلَی رَسُولِهِ الصَّلَاةَ وَ لَمْ یُسَمِّ ثَلَاثاً وَ لَا أَرْبَعاً حَتَّی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ الَّذِی فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ وَ نَزَّلَ عَلَیْهِ الزَّكَاةَ وَ لَمْ یُسَمِّ لَهُمْ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِینَ دِرْهَماً حَتَّی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1) وَ أَنْزَلَ الْحَجَّ فَلَمْ یُنْزِلْ طُوفُوا أُسْبُوعاً حَتَّی فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْزَلَ: أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (2) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام وَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُوصِیكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَهْلِ بَیْتِی إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ لَا یُفَرِّقَ بَیْنَهُمَا حَتَّی یُورِدَهُمَا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَأَعْطَانِی ذَلِكَ فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ إِنَّهُمْ لَنْ یُخْرِجُوكُمْ مِنْ بَابِ هُدًی وَ لَنْ یُدْخِلُوكُمْ فِی بَابِ ضَلَالٍ وَ لَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ وَ لَمْ یُبَیِّنْ أَهْلَهَا لَادَّعَاهَا آلُ عَبَّاسٍ وَ آلُ عَقِیلٍ وَ آلُ فُلَانٍ وَ آلُ فُلَانٍ وَ لَكِنْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَكَانَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ علیهم السلام تَأْوِیلَ هَذِهِ الْآیَةِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَأَدْخَلَهُمْ تَحْتَ الْكِسَاءِ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ ثَقَلًا وَ أَهْلًا فَهَؤُلَاءِ ثَقَلِی وَ أَهْلِی فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ قَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ ثَقَلِی وَ أَهْلِی فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام أَوْلَی النَّاسِ بِهَا لِكِبَرِهِ وَ لِمَا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَقَامَهُ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ فَلَمَّا حُضِرَ عَلِیٌّ علیه السلام لَمْ یَسْتَطِعْ وَ لَمْ یَكُنْ لِیَفْعَلَ أَنْ یُدْخِلَ (3) مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ لَا الْعَبَّاسَ بْنَ عَلِیٍّ وَ لَا أَحَداً مِنْ وُلْدِهِ إِذاً لَقَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِینَا كَمَا أَنْزَلَ فِیكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِنَا كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ فِینَا كَمَا بَلَّغَ فِیكَ وَ أَذْهَبَ عَنَّا الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبَهُ عَنْكَ فَلَمَّا مَضَی عَلِیٌّ علیه السلام كَانَ الْحَسَنُ أَوْلَی بِهَا لِكِبَرِهِ فَلَمَّا حُضِرَ (4) الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ لَمْ یَسْتَطِعْ وَ لَمْ یَكُنْ لِیَفْعَلَ أَنْ یَقُولَ: أُولُوا الْأَرْحامِ
ص: 211
بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ (1) فَیَجْعَلَهَا لِوُلْدِهِ إِذاً لَقَالَ الْحُسَیْنُ أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِیَّ كَمَا أَنْزَلَ فِیكَ وَ فِی أَبِیكَ وَ أَمَرَ بِطَاعَتِی كَمَا أَمَرَ بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ أَبِیكَ وَ أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنِّی كَمَا أَذْهَبَ عَنْكَ وَ عَنْ أَبِیكَ فَلَمَّا أَنْ صَارَتْ إِلَی الْحُسَیْنِ لَمْ یَبْقَ أَحَدٌ یَسْتَطِیعُ أَنْ یَدَّعِیَ كَمَا یَدَّعِی هُوَ عَلَی أَبِیهِ وَ عَلَی أَخِیهِ فَلَمَّا أَنْ صَارَتْ إِلَی الْحُسَیْنِ جَرَی تَأْوِیلُ قَوْلِهِ تَعَالَی- أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ الْحُسَیْنِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ مِنْ بَعْدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الرِّجْسُ هُوَ الشَّكُّ وَ اللَّهِ لَا نَشُكُّ فِی دِینِنَا أَبَداً (2).
13- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ ذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِیثِ وَ قَالَ فِیهِ زِیَادَةً فَنَزَلَتْ عَلَیْهِ الزَّكَاةُ فَلَمْ یُسَمِّ اللَّهُ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِینَ دِرْهَماً دِرْهَماً حَتَّی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ هُوَ الَّذِی فَسَّرَ ذَلِكَ لَهُمْ وَ ذَكَرَ فِی آخِرِهِ فَلَمَّا أَنْ صَارَتْ إِلَی الْحُسَیْنِ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ یَسْتَطِیعُ أَنْ یَدَّعِیَ عَلَیْهِ كَمَا كَانَ هُوَ یَدَّعِی عَلَی أَخِیهِ وَ عَلَی أَبِیهِ لَوْ أَرَادَا أَنْ یَصْرِفَا الْأَمْرَ عَنْهُ وَ لَمْ یَكُونَا لِیَفْعَلَا ثُمَّ صَارَتْ حِینَ أُفْضِیَتْ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ فَجَرَی تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ- وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ الْحُسَیْنِ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَتْ مِنْ بَعْدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ صلوات اللّٰه علیهم (3).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ (4).
14- فض، كتاب الروضة یل، الفضائل لابن شاذان عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً أُنْزِلَتْ (5) فِی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ حِینَ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ ثُمَّ أَدَارَ عَلَیْهِمُ الْكِسَاءَ ثُمَّ قَالَ (6) اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً وَ كَانَتْ أُمُ
ص: 212
سَلَمَةَ قَائِمَةً بِالْبَابِ (1) فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا مِنْهُمْ؟ فَقَالَ (2) وَ أَنْتِ عَلَی خَیْرٍ (3).
15- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْكُوفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: أَتَیْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأُسَلِّمَ عَلَیْهَا فَقُلْتُ أَ مَا رَأَیْتِ هَذِهِ الْآیَةَ یَا أُمَّ الْمُؤْمِنِینَ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ أَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَی مَنَامَةٍ لَنَا تَحْتَ (4) كِسَاءٍ خَیْبَرِیٍّ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ مَعَهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام (5) فَقَالَ أَیْنَ ابْنُ عَمِّكِ قَالَتْ فِی الْبَیْتِ قَالَ فَاذْهَبِی فَادْعِیهِ قَالَتْ فَدَعَتْهُ فَأَخَذَ الْكِسَاءَ مِنْ تَحْتِنَا فَعَطَفَهُ فَأَخَذَ جَمِیعَهُ بِیَدِهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ (6) أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً وَ أَنَا جَالِسَةٌ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَأَنَا قَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ وَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ التَّحِیَّةُ وَ الْإِكْرَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ (7).
16- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی بَابَ عَلِیٍّ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً حَیْثُ بَنَی بِفَاطِمَةَ فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ (8).
بیان: البناء الدخول بالزوجة.
17- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ الثَّقَفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً
ص: 213
فَأَنَا وَ أَهْلُ بَیْتِی مُطَهَّرُونَ مِنَ الْآفَاتِ وَ الذُّنُوبِ أَلَا وَ إِنَّ إِلَهِی اخْتَارَنِی فِی ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی عَلَی جَمِیعِ أُمَّتِی أَنَا سَیِّدُ الثَّلَاثَةِ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لَا فَخْرَ فَقَالَ أَهْلُ السُّدَّةِ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ضَمِنَّا أَنْ نُبَلِّغَ فَسَمِّ لَنَا هَذِهِ الثَّلَاثَةَ نَعْرِفْهُمْ فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَّهُ الْمُبَارَكَةَ الطَّیِّبَةَ ثُمَّ حَلَقَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ اخْتَارَنِی وَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَراً كُنَّا رُقُوداً لَیْسَ مِنَّا إِلَّا مُسَجًّی بِثَوْبِهِ (1)- عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِی وَ جَعْفَرٌ عَنْ یَسَارِی وَ حَمْزَةُ عِنْدَ رِجْلِی فَمَا نَبَّهَنِی عَنْ رَقْدَتِی غَیْرُ حَفِیفِ (2) أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ وَ بَرْدُ (3) ذِرَاعِی تَحْتَ خَدِّی فَانْتَبَهْتُ مِنْ رَقْدَتِی وَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی ثَلَاثَةِ أَمْلَاكٍ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الثَّلَاثَةِ أَمْلَاكٍ أَخْبِرْنَا (4) إِلَی أَیِّهِمْ أُرْسِلْتَ فَضَرَبَنِی بِرِجْلِهِ فَقَالَ إِلَی هَذَا وَ هُوَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ ثُمَّ قَالُوا مَنْ هَذَا یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ لَهُ جَنَاحَانِ خَضِیبَانِ یَطِیرُ بِهِمَا فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ هَذَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ (5).
18- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تِسْعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ عَشَرَةَ أَشْهُرٍ فَأَمَّا التِّسْعَةُ فَلَسْتُ أَشُكُّ فِیهَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَخْرُجُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَیَأْتِی بَابَ فَاطِمَةَ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَیَأْخُذُ بِعِضَادَتَیِ الْبَابِ (6) فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ قَالَ فَیَقُولُونَ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (7).
ص: 214
أَقُولُ: رَوَی الْعَلَّامَةُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ مِثْلَهُ (1).
19- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَیْنَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ قَالَتْ نَزَلَتْ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ لَوْ سَأَلْتَ عَائِشَةَ لَحَدَّثَتْكَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی بَیْتِی قَالَتْ بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ قَالَ لَوْ كَانَ أَحَدٌ یَذْهَبُ فَیَدْعُو لَنَا عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ ابْنَیْهَا قَالَ قُلْتُ مَا أَحَدٌ غَیْرِی (2) قَالَتْ فَدَفَعْتُ (3) فَجِئْتُ بِهِمْ جَمِیعاً فَجَلَسَ عَلِیٌّ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ جَلَسَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ وَ أَجْلَسَ فَاطِمَةَ خَلْفَهُ ثُمَّ تَجَلَّلَ (4) بِثَوْبٍ خَیْبَرِیٍّ ثُمَّ قَالَ نَحْنُ جَمِیعاً إِلَیْكَ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِلَیْكَ لَا إِلَی النَّارِ ذَاتِی وَ عِتْرَتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی مِنْ لَحْمِی وَ دَمِی قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْخِلْنِی مَعَهُمْ قَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّكِ مِنْ صَالِحَاتِ أَزْوَاجِی (5) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (6).
بیان: قال الجزری فیه أنه دفع من عرفات أی ابتدأ السیر أو دفع نفسه منها و نحاها أو دفع ناقته و حملها علی السیر (7).
20- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ (8) قِرَاءَةً عَلَیْهِ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا بَنَی (9) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِفَاطِمَةَ علیها السلام اخْتَلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی بَابِهَا أَرْبَعِینَ صَبَاحاً
ص: 215
كُلَّ غَدَاةٍ یَدُقُّ الْبَابَ ثُمَّ یَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً ثُمَّ قَالَ (1) یَدُقُّ دَقّاً أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ وَ یَقُولُ أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ وَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ (2).
21- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحَسَنُ بْنُ حُبَاشِ بْنِ یَحْیَی الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ عَمْرَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قُلْتُ مَا تَقُولُ فِی هَذَا الَّذِی قَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ فِی شَأْنِهِ مِنْ بَیْنِ حَامِدٍ وَ ذَامٍّ قَالَتْ وَ أَنْتِ مِمَّنْ یَحْمَدُهُ أَوْ یَذُمُّهُ قُلْتُ مِمَّنْ یَحْمَدُهُ قَالَتْ یَكُونُ كَذَلِكَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ عَلَی الْحَقِّ مَا غَیَّرَ وَ مَا بَدَّلَ حَتَّی قُتِلَ وَ سَأَلْتُهَا عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ قَوْلِهِ تَعَالَی: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ نَزَلَتْ فِی بَیْتِی وَ فِی الْبَیْتِ سَبْعَةٌ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ع- جَبْرَئِیلُ یَحْمِلُ عَلَی النَّبِیِّ وَ النَّبِیُّ یَحْمِلُ عَلَی عَلِیٍّ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ (3).
22- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحَسَنُ مُعَنْعَناً عَنْ عَمْرَةَ الْهَمْدَانِیَّةِ قَالَتْ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنْتِ عَمْرَةُ قَالَتْ نَعَمْ (4) قَالَتْ عَمْرَةُ أَ لَا تُخْبِرِینِی عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِی أُصِیبَ بَیْنَ ظَهْرَانَیْكُمْ فَمُحِبٌّ وَ مُبْغِضٌ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَتُحِبِّینَهُ قَالَتْ لَا أُحِبُّهُ وَ لَا أُبْغِضُهُ تُرِیدُ عَلِیّاً قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً وَ مَا فِی الْبَیْتِ إِلَّا جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ أَنَا فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ فَقَالَ مِنْ صَالِحِ نِسَائِی یَا عَمْرَةُ فَلَوْ كَانَ قَالَ نَعَمْ كَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَیْهِ الشَّمْسُ (5).
ص: 216
23- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ فِی بَیْتِی (1) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَلَّلَهُمْ فِی مَسْجِدِهِ بِكِسَاءٍ ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ فَنَصَبَهَا (2) عَلَی الْكِسَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ كَمَا أَذْهَبْتَ عَنْ آلِ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ طَهِّرْهُمْ مِنَ الرِّجْسِ كَمَا طَهَّرْتَ آلَ لُوطٍ وَ آلَ عِمْرَانَ وَ آلَ هَارُونَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَا (3) أَدْخُلُ مَعَكُمْ قَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ (4) وَ إِنَّكِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ (5) قَالَتْ بِنْتُهُ سَمِّیهِمْ یَا أُمَّهْ قَالَتْ فَاطِمَةُ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام (6).
24- یف، الطرائف رَوَی أَحْمَدُ فِی مُسْنَدِهِ وَ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَی شَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ (7) وَ عِنْدَهُ قَوْمٌ فَذَكَرُوا عَلِیّاً فَشَتَمُوهُ فَشَتَمْتُهُ مَعَهُمْ فَلَمَّا قَالُوا قَالَ لِی لِمَ شَتَمْتَ هَذَا الرَّجُلَ قُلْتُ رَأَیْتُ الْقَوْمَ یَشْتُمُونَهُ فَشَتَمْتُهُ مَعَهُمْ فَقَالَ أَ لَا أُخْبِرُكَ بِمَا رَأَیْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَتَیْتُ فَاطِمَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَتْ تَوَجَّهَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُ حَتَّی جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَلَسَ وَ مَعَهُ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام أَخَذَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِیَدِهِ (8) حَتَّی دَخَلَ فَأَدْنَی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ فَأَجْلَسَهُمَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَجْلَسَ حَسَناً وَ حُسَیْناً كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَی فَخِذِهِ ثُمَّ لَفَّ عَلَیْهِمْ ثَوْبَهُ أَوْ قَالَ كِسَاءً ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ
ص: 217
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ أَهْلُ بَیْتِی أَحَقُّ (1).
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ مِثْلَهُ (2) وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ مِثْلَهُ (3).
25- یف، الطرائف: وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی مَا یَدُلُّ (4) عَلَی أَنَّ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ رَأَی ذَلِكَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دَفَعَاتٍ (5) فَمِنْ رِوَایَةِ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ فِی دَفْعَةٍ أُخْرَی مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: طَلَبْتُ عَلِیّاً علیه السلام فِی مَنْزِلِهِ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ ذَهَبَ یَأْتِی بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَاءَا جَمِیعاً (6) فَدَخَلَا وَ دَخَلْتُ مَعَهُمَا فَأَجْلَسَ عَلِیّاً عَنْ یَسَارِهِ وَ فَاطِمَةَ عَنْ یَمِینِهِ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ الْتَفَعَ عَلَیْهِمْ بِثَوْبِهِ (7) وَ قَالَ: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً.
وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی دَفْعَةً أُخْرَی عَنْ وَاثِلَةَ مِمَّا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ وَاثِلَةَ (8) بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: رَأَیْتُنِی ذَاتَ یَوْمٍ وَ قَدْ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَجْلَسَهُ عَلَی فَخِذِهِ الْیُمْنَی (9) وَ قَبَّلَهُ وَ جَاءَ الْحُسَیْنُ فَأَجْلَسَهُ عَلَی فَخِذِهِ الْیُسْرَی وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ جَاءَتْ (10) فَاطِمَةُ فَأَجْلَسَهَا
ص: 218
بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً فَجَاءَ ثُمَّ أَغْدَفَ عَلَیْهِمْ كِسَاءً خَیْبَرَیّاً كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ فَقَالَ (1) إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (2).
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ وَاثِلَةَ مِثْلَ الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَنَفِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ یُونُسَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ أَبِی كَثِیرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَمْرٍو عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ الْحَدِیثِ الثَّانِی (3).
26- یف، الطرائف وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فِی تَعْیِینِ أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4) وَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله ذَكَرَ أَسْمَاءَهُمْ وَ حَقَّقَهُمْ لِأُمَّتِهِ فِی عِدَّةِ مَجَالِسَ وَ عِدَّةِ أَوْقَاتٍ فَمِنْ ذَلِكَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ (5) بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَطِیَّةَ الطُّفَاوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ قَالَتْ بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِی یَوْماً إِذْ قَالَ الْخَادِمُ إِنَّ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ فِی السُّدَّةِ قَالَتْ فَقَالَ لِی قُومِی فَتَنَحَّیْ لِی عَنْ أَهْلِ بَیْتِی قَالَتْ فَقُمْتُ فَتَنَحَّیْتُ فِی الْبَیْتِ قَرِیباً فَدَخَلَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ هُمَا صَبِیَّانِ صَغِیرَانِ قَالَتْ فَأَخَذَ الصَّبِیَّیْنِ فَوَضَعَهُمَا فِی حَجْرِهِ فَقَبَّلَهُمَا (6) وَ اعْتَنَقَ عَلِیّاً بِإِحْدَی یَدَیْهِ وَ فَاطِمَةَ بِالْیَدِ الْأُخْرَی وَ قَبَّلَ فَاطِمَةَ وَ أَغْدَفَ عَلَیْهِمْ خَمِیصَةً سَوْدَاءَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ لَا إِلَی النَّارِ أَنَا وَ أَهْلُ بَیْتِی قَالَتْ قُلْتُ وَ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَی خَیْرٍ (7).
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ الْعَدْلِ عَنْ عَطِیَّةَ مِثْلَهُ (8).
ص: 219
27- یف، الطرائف وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ دَفْعَةً أُخْرَی عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ قَالَ حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی بَیْتِهَا فَأَتَتْ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِیهَا حَرِیرَةٌ فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَیْهِ قَالَ ادْعِی لِی زَوْجَكِ وَ ابْنَیْكِ قَالَتْ (1) فَجَاءَ عَلِیٌّ وَ حَسَنٌ وَ حُسَیْنٌ فَدَخَلُوا وَ جَلَسُوا یَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْحَرِیرَةِ (2) وَ هُوَ وَ هُمْ عَلَی مَنَامَةٍ لَهُ وَ لِی وَ كَانَ تَحْتَهُ كِسَاءٌ خَیْبَرِیٌّ قَالَتْ وَ أَنَا فِی الْحُجْرَةِ أُصَلِّی فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ الْآیَةَ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ وَ كَسَاهُمْ بِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ یَدَهُ فَأَلْوَی بِهَا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ حَامَّتِی (3) اللَّهُمَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِیَ الْبَیْتَ وَ قُلْتُ وَ أَنَا مَعَكُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ لَعَلَی خَیْرٍ إِنَّكِ لَعَلَی خَیْرٍ (4).
أقول: و روی الطبرسی رحمه اللّٰه مثله عن أبی حمزة الثمالی فی تفسیره عن شهر بن حوشب عن أم سلمة (5)
ثم قال السید و روی الثعلبی هذا الحدیث بهذه الألفاظ و المعانی فی تفسیر هذه الآیة غیر الروایة المتقدمة.
28- وَ مِنْ ذَلِكَ مِنْ مُسْنَدِ (6) أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِی الْمَعْنَی قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دَفْعَةً أُخْرَی بِإِسْنَادِهِ إِلَی شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ ایتِینِی بِزَوْجِكِ وَ ابْنَیْكِ فَجَاءَتْ بِهِمْ فَأَلْقَی عَلَیْهِمْ كِسَاءً فَدَكِیّاً ثُمَّ وَضَعَ (7) یَدَهُ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ (8)
ص: 220
إِنَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ فَجَذَبَهُ مِنْ یَدِی وَ قَالَ إِنَّكِ لَعَلَی خَیْرٍ (1).
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ مِثْلَ الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ- ثُمَّ قَالَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ حَدَّثَنِی بِهَا أَبُو سَلَمَةَ مِثْلَ حَدِیثِ عَطَاءٍ وَ حَدَّثَنِی دَاوُدُ بْنُ أَبِی عَوْفِ بْنِ الْحَجَّافِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَ ذَكَرَ مِثْلَ الْحَدِیثِ الثَّانِی (2).
29- یف، الطرائف وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ دَفْعَةً أُخْرَی مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی سَهْلٍ قَالَ: قالت [سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ جَاءَ نَعْیُ (3) الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ لَعَنَتْ أَهْلَ الْعِرَاقِ وَ قَالَتْ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمُ اللَّهُ غَرُّوهُ وَ أَذَلُّوهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَإِنِّی رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ غَدَاةً بِبُرْمَةٍ قَدْ صَنَعَتْ فِیهَا عَصِیدَةً تَحْمِلُهَا فِی طَبَقٍ حَتَّی وَضَعَتْهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهَا أَیْنَ ابْنُ عَمِّكِ قَالَتْ هُوَ فِی الْبَیْتِ قَالَ اذْهَبِی فَادْعِیهِ فَأْتِینِی (4) بِابْنَیْهِ قَالَتْ وَ جَاءَتْ (5) تَقُودُ ابْنَیْهَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِیَدٍ وَ عَلِیٌّ یَمْشِی فِی أَثَرِهَا (6) حَتَّی دَخَلُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَجْلَسَهُمَا فِی حَجْرِهِ وَ جَلَسَ عَلِیٌّ عَنْ یَمِینِهِ وَ جَلَسَتْ فَاطِمَةُ عَنْ یَسَارِهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَاجْتَذَبَ مِنْ تَحْتِی كِسَاءً خَیْبَرِیّاً كَانَ بِسَاطاً لَنَا عَلَی الْمَثَابَةِ فِی الْمَدِینَةِ فَلَفَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخَذَ بِطَرَفَیِ الْكِسَاءِ وَ أَلْوَی بِیَدِهِ الْیُمْنَی إِلَی رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ قَالَ بَلَی قَالَتْ [قُلْتُ فَأَدْخَلَنِی فِی الْكِسَاءِ بَعْدَ مَا قَضَی دُعَاءَهُ لِابْنِ عَمِّهِ- عَلِیٍّ وَ ابْنَتِهِ فَاطِمَةَ وَ ابْنَیْهَا علیهم السلام (7).
ص: 221
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی النَّصْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ سَهْلٍ مِثْلَهُ (1).
30- یف، الطرائف وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی فِی تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی خَمْسَةٍ فِیَّ وَ فِی عَلِیٍّ وَ فِی حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ وَ فَاطِمَةَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً.
وَ رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِیُّ فِی الْجُزْءِ الرَّابِعِ مِنَ التَّفْسِیرِ الْوَسِیطِ بَیْنَ الْمَقْبُوضِ وَ الْبَسِیطِ وَ هُوَ مُعْتَبَرٌ عِنْدَهُمْ عِنْدَ تَفْسِیرِهِ لِآَیَةِ الطَّهَارَةِ وَ هُوَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُخَالِفِینَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی أَیْضاً مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِ (2) هَذِهِ الْآیَةِ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُجَمِّعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَیْمِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أُمِّی عَلَی عَائِشَةَ فَسَأَلَتْهَا أُمِّی قَالَتْ أَ رَأَیْتِ خُرُوجَكِ یَوْمَ الْجَمَلِ قَالَتْ إِنَّهُ كَانَ قَدَراً مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فَسَأَلَتْهَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَتْ سَأَلْتِنِی عَنْ أَحَبِّ النَّاسِ كَانَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3) لَقَدْ رَأَیْتُ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً علیهم السلام وَ قَدْ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ یُغْدِفُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ حَامَّتِی (4) فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً (5).
أَقُولُ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ مِنْ تَفْسِیرِ الثُّمَالِیِّ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَتْ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْ أَهْلِكَ قَالَ تَنَحَّیْ فَإِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ (6).
وَ فِیمَا عِنْدَنَا مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بَعْدَ قَوْلِهَا «كَانَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ» «وَ زَوْجِ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ» إِلَی آخِرِهِ
ثُمَّ قَالَ السَّیِّدُ وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی فِی تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَأْوِیلِ هَذِهِ الْآیَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الطَّیَّارِ قَالَ: لَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الرَّحْمَةِ هَابِطَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ مَنْ یَدْعُو مَرَّتَیْنِ قَالَتْ زَیْنَبُ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ ادْعِی لِی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ قَالَ فَجَعَلَ حَسَناً عَنْ یَمِینِهِ وَ حُسَیْناً عَنْ شِمَالِهِ وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ تُجَاهَهُ
ص: 222
ثُمَّ غَشِیَهُمْ كِسَاءً خَیْبَرِیّاً ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ نَبِیٍّ أَهْلًا وَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَقَالَتْ زَیْنَبُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَا أَدْخُلُ مَعَكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَانَكِ فَإِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی فِی تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ (1) أَیْضاً فِی تَأْوِیلِ هَذِهِ الْآیَةِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی الْحَمْرَاءِ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِینَةِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كَیَوْمٍ وَاحِدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ كُلَّ غَدَاةٍ فَیَقُومُ عَلَی بَابِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام فَیَقُولُ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (2).
وَ مِنْ ذَلِكَ فِی الْمَعْنَی مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ وَ هُوَ مِنْ كِتَابِ السُّنَنِ وَ مُوَطَّإِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَی صَلَاةِ الْفَجْرِ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَرِیباً مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ یَقُولُ الصَّلَاةَ یَا أَهْلَ الْبَیْتِ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً.
أقول: روی ابن بطریق رحمه اللّٰه هذه الأخبار و غیرها مما سیأتی بأسانید جمة فی كتاب العمدة تركنا إیرادها حذرا عن الإكثار و التكرار (3).
34- وَ رَوَی السَّیِّدُ أَیْضاً فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَی عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ التَّمَّارِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِی سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی لَیْلٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ فِی بَیْتِهَا عَلَی مَنَامَةٍ لَهَا عَلَیْهِ كِسَاءٌ خَیْبَرِیٌّ فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِیهَا حَرِیرَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ادْعِی لِی زَوْجَكِ وَ ابْنَیْهِ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَدَعَتْهُمْ فَبَیْنَمَا هُمْ یَأْكُلُونَ إِذْ نَزَلَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ الْآیَةُ: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَضْلِ
ص: 223
الْكِسَاءِ فَغَشِیَهُمْ إِیَّاهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ خَاصَّتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قَالَهَا النَّبِیُّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِی فِی الْكِسَاءِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا مَعَكُمْ فَقَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَیْمَانَ وَ أَبُو لَیْلٍ سَمِعْتُهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِی عَوْفٍ (1) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ (2) قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِی رِیَاحٍ عَمَّنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ أقول روی تخصیص آیة الطهارة لهم علیهم السلام من أحد عشر طریقا من رجال المخالف غیر الأربع الطرق التی أشرنا إلیها (3).
و (4) لنوضح بعض ألفاظ الروایات المتقدمة اللفاع ككتاب الملحفة و الكساء و التفع التحف و فی النهایة فیه أنه أغدف علی علی و فاطمة سترا أی أرسله و أسبله و قال فیه إنه قیل له هذا علی و فاطمة قائمین بالسدة فأذن لهما السدة كالظلة علی باب لتقی الباب من المطر و قیل هی الباب نفسه و قیل هی الساحة بین یدیه و قال الخمیصة ثوب خز أو صوف معلم و قیل لا تسمی خمیصة إلا أن تكون سوداء معلمة و البرمة القدر مطلقا أو من الحجارة.
و فی النهایة الحریرة الحسا المطبوخ من الدقیق و الدسم و الماء و قال:
فی حدیث علی علیه السلام دخل علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنا علی المنامة.
هی هاهنا الدكان التی ینام علیها و فی غیر هذا هی القطیفة و قال فیه إن جبرئیل رفع أرض قوم لوط ثم ألوی بها حتی سمع أهل السماء ضغاء كلابهم أی ذهب بها یقال ألوت به العنقاء أی أطارته و قال العصیدة دقیق یلت بالسمن ثم یطبخ.
و أقول فی أكثر نسخ الطرائف فی حدیث سهل كان بساطا لنا علی المثابة و فی
ص: 224
بعضها علی المنامة و هو أظهر لكن قال بعد إتمام الخبر رأیت فی بعض روایة هذا الحدیث عن أم سلمة و قالت و كنا علی منامة فلا أعلم أیهما أصح منامة أو المثابة انتهی.
و فی النهایة المثابة المنزل و فی الصحاح المثابة الموضع الذی یثاب إلیه أی یرجع إلیه مرة بعد أخری و إنما قیل للمنزل مثابة لأن أهله یتصرفون فی أمورهم ثم یثوبون إلیه و أقول لو كانت الروایة صحیحة استعیر هنا للدكان أو الطنفسة و نحوها.
تتمیم (1) اعلم أن هذه الآیة مما یدل علی عصمة أصحاب الكساء علیهم السلام لأن الأمة بأجمعها اتفقت علی أن المراد بأهل البیت أهل بیت نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و إن اختلف فی تعیینهم فقال عكرمة من المفسرین و كثیر من المخالفین أن المراد بأهل البیت زوجات النبی صلی اللّٰه علیه و آله و ذهب طائفة منهم إلی أن المراد به علی بن أبی طالب و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام و زوجاته و قیل المراد أقارب الرسول صلی اللّٰه علیه و آله ممن تحرم علیهم الصدقة و ذهب أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم و كثیر من الجمهور كما یظهر مما سبق و سیأتی من روایاتهم إلی أنها نزلت فی علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام لا یشاركهم فیها غیرهم فأما ما ینفی سوی ما ذهب إلیه أصحابنا و یثبته فما مر من أخبار الخاصة و العامة و فیها كفایة لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَی السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ و لنذكر لمزید التشیید و التأكید بعض ما استخرجته من كتب المخالفین أو استخرجه أصحابنا من صحاحهم و أصولهم التی علیها مدارهم.
فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ وَ ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ فِی حَرْفِ الْفَاءِ وَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ فِی الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنْ بَابِ فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ خَرَجَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله غَدَاةً وَ عَلَیْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ أَسْوَدُ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَیْنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَدْخَلَهَا ثُمَّ جَاءَ عَلِیٌّ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ قَالَ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ
ص: 225
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (1).
وَ رَوَاهُ فِی الطَّرَائِفِ عَنِ الْبُخَارِیِّ عَنْ عَائِشَةَ (2) وَ عَنِ الْجَمْعِ بَیْنَ الصَّحِیحَیْنِ لِلْحُمَیْدِیِّ فِی الْحَدِیثِ الرَّابِعِ وَ السِّتِّینَ مِنْ إِفْرَادِ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِیقِهِ وَ عَنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ فِی بَابِ مَنَاقِبِ الْحَسَنَیْنِ علیهما السلام وَ مَوْضِعٍ آخَرَ مِثْلَهُ وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبُخَارِیِّ وَ مُسْلِمٍ مِثْلَهُ (3) و قد أشار إلیها ابن الأثیر فی النهایة قال فیه إن رسول اللّٰه خرج ذات غداة و علیه مرط مرحل (4) و قال المرط أی بالكسر كساء یكون من صوف و ربما كان من خز أو غیره و قال المرحل هو الذی قد نقش فیه تصاویر الرحال و قال فی جامع الأصول المرحل الموشی المنقوش و قیل (5) هو إزار خز فیه علم (6).
وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِیُّ فِی صَحِیحِهِ وَ رَوَاهُ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ فِی الْمَوْضِعِ الْمَذْكُورِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ إِنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی بَیْتِهَا- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ وَ أَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ فَقَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ قَالَتْ وَ فِی الْبَیْتِ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً.
قَالَ صَاحِبُ جَامِعِ الْأُصُولِ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله جَلَّلَ عَلَی حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ حَامَّتِی أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ.
قَالَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِیُّ (7) وَ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبِرِّ فِی الْإِسْتِیعَابِ لَمَّا نَزَلَتْ إِنَّما یُرِیدُ
ص: 226
اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً دَعَا رَسُولُ اللَّهِ فَاطِمَةَ وَ عَلِیّاً وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً (1).
وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِیُّ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الْأُصُولِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی سَلَمَةَ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ ص- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا النَّبِیُّ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَ عَلِیٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنْهُمْ یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَی مَكَانِكِ وَ أَنْتِ عَلَی خَیْرٍ.
وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِیُّ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الْأُصُولِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ إِذَا خَرَجَ إِلَی الصَّلَاةِ حِینَ نَزَلَ هَذِهِ الْآیَةُ قَرِیباً مِنْ سِتَّةِ أَشْهُرٍ یَقُولُ الصَّلَاةَ أَهْلَ الْبَیْتِ- إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (2).
وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ وَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ فِی الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنَ الْبَابِ الْمَذْكُورِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی (3).
وَ قَدْ رَوَی هَذِهِ الرِّوَایَةَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی.
قَالَ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِیُّ (4).
وَ رَوَی یَحْیَی بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بِطْرِیقٍ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: نَزَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْوَحْیُ فَدَعَا عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی.
قَالَ وَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ یَرْفَعُهُ إِلَی قُتَیْبَةَ مِثْلَهُ.
قَالَ وَ رَوَی أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی بَیْتِهَا«إِنَّما
ص: 227
یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً» قَالَتْ وَ أَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ بَابِ الْبَیْتِ قَالَتْ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ قَالَ أَنْتِ عَلَی خَیْرٍ أَنْتِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ قَالَتْ وَ رَسُولُ اللَّهِ فِی الْبَیْتِ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ جَاءَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِبُرْمَةٍ لَهَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ صَنَعَتْ لها لَهُ حساة (1) [حَسَاءً] حَمَلَتْهَا عَلَی طَبَقٍ فَوَضَعَتْهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهَا أَیْنَ ابْنُ عَمِّكِ وَ ابْنَاكِ قَالَتْ فِی الْبَیْتِ قَالَ اذْهَبِی فَادْعِیهِمْ فَجَاءَتْ إِلَی عَلِیٍّ فَقَالَتْ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَجَاءَ عَلِیٌّ یَمْشِی آخِذاً بِیَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةُ تَمْشِی مَعَهُمْ فَلَمَّا رَآهُمْ مُقْبِلِینَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی كِسَاءٍ كَانَ عَلَی الْمَنَامَةِ فَبَسَطَهُ فَأَجْلَسَهُمْ عَلَیْهِ فَأَخَذَ أَطْرَافَ الْكِسَاءِ الْأَرْبَعَةَ بِشِمَالِهِ فَضَمَّهُ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ الْیُمْنَی إِلَی رَبِّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَائِشَةَ فَسَأَلْتُهَا عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَتْ ائْتِ أُمَّ سَلَمَةَ ثُمَّ أَتَیْتُ فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ عَائِشَةَ فَقَالَتْ صَدَقَتْ فِی بَیْتِی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ مَنْ یَدْعُو لِی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ ابْنَیْهِمَا الْحَدِیثَ (2).
وَ رَوَی مُوَفَّقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُوارَزْمِیُّ رَفَعَهُ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ ائْتِینِی بِزَوْجِكِ وَ ابْنَیْكِ فَجَاءَتْ بِهِمْ فَأَلْقَی عَلَیْهِمْ كِسَاءً خَیْبَرِیّاً فَدَكِیّاً قَالَتْ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ مُحَمَّدٍ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ فَجَذَبَهُ مِنْ یَدِی وَ قَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ (3).
وَ رَوَی مُسْلِمٌ فِی صَحِیحِهِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ حَیَّانَ وَ رَوَاهُ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ عَنْهُ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَ حُصَیْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَ عُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَی زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَیْهِ قَالَ لَهُ
ص: 228
حُصَیْنٌ لَقَدْ لَقِیتَ یَا زَیْدُ خَیْراً كَثِیراً رَأَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ وَ سَمِعْتَ حَدِیثَهُ وَ غَزَوْتَ مَعَهُ وَ صَلَّیْتَ خَلْفَهُ لَقِیتَ یَا زَیْدُ خَیْراً كَثِیراً حَدِّثْنَا یَا زَیْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ أَخِی لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّی وَ قَدِمَ عَهْدِی وَ نَسِیتُ بَعْضَ الَّذِی كُنْتُ أَعِی (1) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَ مَا لَا أُحَدِّثُكُمْ (2) فَلَا تُكَلِّفُونِیهِ ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِینَا یَوْماً خَطِیباً بِمَاءٍ یُدْعَی خُمّاً بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ وَعَظَ وَ ذَكَرَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ أَلَا یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا (3) أَنَا بَشَرٌ یُوشِكُ أَنْ یَأْتِیَنِی (4) رَسُولُ رَبِّی فَأُجِیبَ وَ إِنِّی (5) تَارِكٌ فِیكُمْ ثَقَلَیْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِیهِ الْهُدَی وَ النُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَ اسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَی كِتَابِ اللَّهِ فَرَغَّبَ فِیهِ (6) ثُمَّ قَالَ وَ أَهْلَ بَیْتِی أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِی أَهْلِ بَیْتِی أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِی أَهْلِ بَیْتِی (7) فَقَالَ لَهُ حُصَیْنٌ وَ مَنْ أَهْلُ بَیْتِهِ یَا زَیْدُ أَ لَیْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ قَالَ (8) أَهْلُ بَیْتِهِ مَنْ حَرُمَ عَلَیْهِ الصَّدَقَةُ بَعْدَهُ (9) قَالَ وَ مَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِیٍّ وَ آلُ عَقِیلٍ وَ آلُ جَعْفَرٍ وَ آلُ عَبَّاسٍ قَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ حَرُمَ عَلَیْهِمُ الصَّدَقَةُ قَالَ نَعَمْ (10).
قال صاحب جامع الأصول (11) و زاد فی روایة كتاب اللّٰه فیه الهدی و النور
ص: 229
من استمسك به و أخذ به كان علی الهدی و من أخطأه ضل.
و فی أخری نحوه غیر أنه قال ألا و إنی تارك فیكم ثقلین أحدهما كتاب اللّٰه و هو حبل اللّٰه من اتبعه كان علی الهدی و من تركه كان علی الضلالة و فیه فقلنا من أهل بیته نساؤه قال لا ایم اللّٰه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر فیطلقها فترجع إلی أبیها و قومها أهل بیته أصله و عصبته الذین حرموا الصدقة بعده قال أخرجه مسلم.
و قد حكی هذه الروایة یحیی بن الحسن بن بطریق عن الجمع بین الصحیحین للحمیدی من الحدیث الخامس من إفراد مسلم من مسند ابن أبی أوفی بإسناده و عن الجمع بین الصحاح الستة لرزین بن معاویة العبدری من صحیح أبی داود السجستانی و صحیح الترمذی عن حصین بن سبرة أنه قال لزید بن أرقم لقد لقیت یا زید خیرا كثیرا الحدیث (1)
وَ رَوَی التِّرْمِذِیُّ فِی صَحِیحِهِ وَ صَاحِبُ جَامِعِ الْأُصُولِ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَاطِمَةُ وَ مِنَ الرِّجَالِ عَلِیٌّ.قَالَ إِبْرَاهِیمُ یَعْنِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ.
وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ فِی صَحِیحِهِ فِی بَابِ مَرَضِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ وَ رَوَاهُ فِی الْمِشْكَاةِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِیِّ عِنْدَهُ فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ مَا تُخْطِئُ مِشْیَتُهَا مِنْ مِشْیَةِ رَسُولِ اللَّهِ شَیْئاً فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا قَالَ مَرْحَباً یَا بِنْتِی ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ یَمِینِهِ ثُمَّ سَارَّهَا (2) فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِیداً فَلَمَّا رَأَی حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِیَةَ فَإِذَا هِیَ تَضْحَكُ فَقُلْتُ لَهَا خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ بَیْنِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِینَ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ سَأَلْتُهَا عَمَّا سَارَّكِ قَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِیَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ سِرَّهُ قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّیَ قُلْتُ عَزَمْتُ عَلَیْكِ بِمَا لِی مِنَ الْحَقِّ عَلَیْكِ لَمَّا أَخْبَرْتِنِی (3) مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ قَالَتْ أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ أَمَّا حِینَ سَارَّنِی فِی الْمَرَّةِ الْأُولَی فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِی أَنَّ جَبْرَئِیلَ كَانَ یُعَارِضُنِی الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَ أَنَّهُ عَارَضَنِی بِهِ الْآنَ مَرَّتَیْنِ وَ
ص: 230
إِنِّی لَا أَرَی الْأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ فَاتَّقِی اللَّهَ وَ اصْبِرِی فَإِنِّی نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَیْتُ بُكَائِیَ الَّذِی رَأَیْتِ فَلَمَّا رَأَی جَزَعِی سَارَّنِی الثَّانِیَةَ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ أَ مَا تَرْضَیْنَ (1) أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ أَوْ سَیِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَذَا فِی جَامِعِ الْأُصُولِ ثُمَّ قَالَ وَ فِی رِوَایَةِ مُسْلِمٍ وَ التِّرْمِذِیِّ أَ مَا تَرْضَیْنَ أَنْ تَكُونِی سَیِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فِی رِوَایَةٍ فَسَارَّنِی فَأَخْبَرَنِی أَنَّهُ یُقْبَضُ فِی وَجَعِهِ فَبَكَیْتُ ثُمَّ سَارَّنِی فَأَخْبَرَنِی أَنِّی أَوَّلُ أَهْلِ بَیْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ.
و قال ابن حجر فی صواعقه إن أكثر المفسرین علی أن الآیة نزلت فی علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام لتذكیر ضمیر عَنْكُمُ (2).
و قال الفخر الرازی فی التفسیر الكبیر اختلف الأقوال فی أهل البیت و الأولی أن یقال هم أولاده و أزواجه و الحسن و الحسین منهم و علی منهم لأنه كان من أهل بیته بسبب معاشرته بیت النبی و ملازمته للنبی صلی اللّٰه علیه و آله (3).
و قال شیخ الطائفة فی التبیان روی أبو سعید الخدری و أنس بن مالك و عائشة و أم سلمة و واثلة بن الأسقع أن الآیة نزلت فی النبی و علی و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام.
قال وَ رُوِیَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ إِنَّ النَّبِیَّ كَانَ فِی بَیْتِی فَاسْتَدْعَی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ جَلَّلَهُمْ بِعَبَاءٍ خَیْبَرِیَّةٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْلَهُ: إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَنَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ؟ فَقَالَ لَا وَ لَكِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ (4).
و قال الشیخ الجلیل أبو علی الطبرسی فی مجمع البیان قال أبو سعید الخدری و أنس بن مالك و واثلة بن الأسقع و عائشة و أم سلمة أن الآیة مختصة برسول اللّٰه و علی و فاطمة
ص: 231
و الحسن و الحسین علیهم السلام.
قال وَ ذَكَرَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی خَمْسَةٍ فِیَّ وَ فِی عَلِیٍّ وَ حَسَنٍ وَ حُسَیْنٍ وَ فَاطِمَةَ.
وَ أَخْبَرَنَا السَّیِّدُ أَبُو الْحَمْدِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ عَنْ أَبِی بَكْرٍ السَّبِیعِیِّ عَنْ أَبِی عُرْوَةَ الْحَرَّانِیِّ عَنِ ابْنِ مُصْغِی عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ سَیَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْسَ فِی الْبَیْتِ إِلَّا فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی.
وَ حَدَّثَنَا السَّیِّدُ أَبُو الْحَمْدِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آیَةُ التَّطْهِیرِ جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِیَّاهُ فِی كِسَاءٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ خَیْبَرِیٍّ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ عِتْرَتِی.
و الروایات فی هذا كثیرة من طرق العامة و الخاصة لو قصدنا إلی إیرادها لطال الكتاب و فیما أوردناه كفایة انتهی (1).
و قد روی روایة البرمة موفق بن أحمد الخوارزمی فی مسنده عن أم سلمة.
وَ قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ إِحْقَاقِ الْحَقِّ رَحِمَهُ اللَّهُ ذَكَرَ سَیِّدُ الْمُحَدِّثِینَ جَمَالُ الْمِلَّةِ وَ الدِّینِ عَطَاءُ اللَّهِ الْحُسَیْنِیُّ فِی كِتَابِ تُحْفَةِ الْأَحِبَّاءِ نَقْلًا عَنْ كِتَابِ الْمَصَابِیحِ فِی بَیَانِ شَأْنِ النُّزُولِ لِأَبِی الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُفَسِّرِ الضَّرِیرِ الْأَسْفَرَایِنِیِّ مَا تَضَمَّنَ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَدْخَلَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ سِبْطَیْهِ فِی الْعَبَاءِ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی وَ أَطْهَارُ عِتْرَتِی وَ أَطَایِبُ أَرُومَتِی (2) مِنْ لَحْمِی وَ دَمِی إِلَیْكَ لَا إِلَی النَّارِ أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً وَ كَرَّرَ هَذَا الدُّعَاءَ ثَلَاثاً قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا مَعَهُمْ قَالَ إِنَّكِ إِلَی خَیْرٍ وَ أَنْتِ مِنْ خَیْرِ أَزْوَاجِی انْتَهَی (3).
.
ص: 232
أَقُولُ: وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ وَ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ: نَزَلَتْ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ الْآیَةَ فِی خَمْسَةٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام.
و قد مضی بعض الأخبار فی باب معنی الآل و العترة و باب المباهلة و سائر أبواب الإمامة و سیأتی فی تضاعیف الأبواب و فیما ذكرناه كفایة.
فأقول: قد ظهر من تلك الأخبار المتواترة من الجانبین بطلان القول بأن أزواج النبی صلی اللّٰه علیه و آله داخلة فی الآیة و كذا القول بعمومها لجمیع الأقارب و لا عبرة بما قاله زید بن أرقم من نفسه (1) مع معارضته بالأخبار المتواترة و یدل أیضا علی بطلان القول بالاختصاص بالأزواج العدول عن خطابهن إلی صیغة الجمع المذكر و سیظهر بطلانه (2) عند تقریر دلالة الآیة علی عصمة من تناولته إذ لم یقل أحد من الأمة بعصمتهن بالمعنی المتنازع فیه (3) و كذا القولان الآخران و هو واضح (4).
إذا تمهد هذا فنقول المراد بالإرادة فی الآیة إما الإرادة المستتبعة للفعل أعنی إذهاب الرجس حتی یكون الكلام فی قوة أن یقال إنما أذهب اللّٰه عنكم الرجس أو الإرادة المحضة التی لا یتبعها الفعل حتی یكون المعنی أمركم اللّٰه باجتناب المعاصی یا أهل البیت فعلی الأول ثبت المدعی و أما الثانی فباطل من وجوه.
الأول أن كلمة إنما تدل علی التخصیص كما قرر فی محله و الإرادة المذكور تعم سائر المكلفین حتی الكفار لاشتراك الجمیع فی التكلیف و قد قال سبحانه وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (5) فلا وجه للتخصیص بأهل البیت علیه السلام.
ص: 233
الثانی: أن المقام یقتضی المدح و التشریف لمن نزلت الآیة فیه حیث جللهم بالكساء و لم یدخل فیه غیرهم و خصصهم بدعائه فقال اللّٰهم هؤلاء أهل بیتی و حامتی علی ما سبق فی الأخبار و كذا التأكید فی الآیة حیث أعاد التطهیر بعد بیان إذهاب الرجس و المصدر بعده منونا بتنوین التعظیم و قد أنصف الرازی فی تفسیره حیث قال فی قوله تعالی لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أی یزیل عنكم الذنوب وَ یُطَهِّرَكُمْ أی یلبسكم خلع الكرامة انتهی (1) و لا مدح و لا تشریف فیما دخل فیه الفساق و الكفار.
الثالث أن الآیة علی ما مر فی بعض الروایات إنما نزلت بعد دعوة النبی لهم و أن یعطیه ما وعده فیهم و قد سأل اللّٰه أن یذهب عنهم الرجس و یطهرهم لا أن یرید ذلك منهم و یكلفهم بطاعته فلو كان المراد هذا النوع من الإرادة لكان نزول الآیة فی الحقیقة ردا لدعوته صلی اللّٰه علیه و آله لا إجابة لها و بطلانه ظاهر.
و أجاب المخالفون عن هذا الدلیل بوجوه الأول أنا لا نسلم أن الآیة نزلت فیهم بل المراد بها أزواجه لكون الخطاب فی سابقها و لاحقها متوجها إلیهن و یرد علیه أن هذا المنع بمجرده بعد ورود تلك الروایات المتواترة من المخالف و المؤالف غیر مسموع و أما السند (2) فمردود بما ستقف علیه فی كتاب القرآن مما سننقل من روایات الفریقین أن ترتیب القرآن الذی بیننا لیس من فعل المعصوم حتی لا یتطرق إلیه الغلط مع أنه
روی البخاری (3) و الترمذی و صاحب جامع الأصول عن ابن شهاب عن خارجة بن زید بن ثابت أنه سمع زید بن ثابت یقول فقدت آیة فی سورة الأحزاب حین نسخت الصحف قد كنت أسمع رسول اللّٰه یقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزیمة بن ثابت الأنصاری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فألحقناها فی سورتها من المصحف.
فلعل آیة التطهیر أیضا وضعوها فی موضع زعموا أنها تناسبه أو أدخلوها فی سیاق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنیویة و قد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن فالاعتماد فی هذا الباب علی النظم و الترتیب ظاهر البطلان.
ص: 234
و لو سلم عدم التغییر فی الترتیب فنقول سیأتی أخبار مستفیضة بأنه سقط من القرآن آیات كثیرة (1) فلعله سقط مما قبل الآیة و ما بعدها آیات لو ثبتت لم یفت الربط الظاهری بینها و قد وقع فی سورة الأحزاب بعینها ما یشبه هذا فإن اللّٰه سبحانه بعد ما خاطب الزوجات بآیات مصدرة بقوله تعالی یا نساء النبی إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَیاةَ الدُّنْیا الآیة عدل إلی مخاطبة المؤمنین بما لا تعلق له بالزوجات بآیات كثیرة ثم عاد إلی الأمر بمخاطبتهن و عیرهن (2) بقوله سبحانه یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِینَ یُدْنِینَ عَلَیْهِنَّ مِنْ جَلَابِیبِهِنَّ و قد عرفت اعتراف الخصم فیما رووا أنه كان قد سقط منها آیة فألحقت فلا یستبعد أن یكون الساقط أكثر من آیة و لم یلحق غیرها.
وَ رَوَی الصَّدُوقُ فِی كِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سُورَةُ الْأَحْزَابِ فِیهَا فَضَائِحُ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ غَیْرِهِمْ یَا ابْنَ سِنَانٍ إِنَّ سُورَةَ الْأَحْزَابِ فَضَحَتْ نِسَاءَ قُرَیْشٍ مِنَ الْعَرَبِ وَ كَانَتْ أَطْوَلَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَ لَكِنْ نَقَصُوهَا وَ حَرَّفُوهَا (3).
و لو سلم عدم السقوط أیضا كما ذهب إلیه جماعة قلنا لا یرتاب من راجع التفاسیر أن مثل ذلك كثیر فی الآیات غیر عزیز إذ قد صرحوا فی مواضع عدیدة فی سورة مكیة أن آیة أو آیتین أو أكثر من بینها مدنیة و بالعكس و إذا لم یكن ترتیب الآیات علی وفق نزولها لم یتم لهم الاستدلال بنظم القرآن علی نزولها فی شأن الزوجات مع أن النظم و السیاق لو كانا حجتین فإنما یكونان حجتین لو بقی الكلام علی أسلوبه السابق و التغییر فیها لفظا و معنی ظاهر إما لفظا فتذكیر الضمیر و إما معنی فلان مخاطبة الزوجات مشوبة بالمعاتبة و التأنیب (4) و التهدید و مخاطبة أهل البیت علیهم السلام محلاة بأنواع التلطف و المبالغة فی الإكرام و لا یخفی بعد إمعان النظر المباینة التامة فی السیاق بینها و بین ما قبلها و ما بعدها علی ذوی الأفهام.
الثانی أن الآیة لا تدل علی أن الرجس قد ذهب بل إنما دل علی أن اللّٰه
ص: 235
سبحانه أراد إذهابه عنهم فلعل ما أراده لم یتحقق و قد عرفت جوابه فی تقریر الدلیل (1) مع أن الإرادة بالمعنی الذی یصح تخلف المراد عنه إذا أطلق علیه تعالی یكون بمعنی رضاه بما یفعله غیره أو تكلیفه إیاه به و هو مجاز لا یصار إلیه إلا بدلیل.
الثالث أن إذهاب الرجس لا یكون إلا بعد ثبوته و أنتم قد قلتم بعصمتهم من أول العمر إلی انقضائه و دفع بأن الإذهاب و الصرف كما یستعمل فی إزالة الأمر الموجود یستعمل فی المنع عن طریان أمر علی محل قابل له كقوله تعالی كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ و تقول فی الدعاء صرف اللّٰه عنك كل سوء و أذهب عنك كل محذور علی أنا نقول إذا سلم الخصم منا دلالة الآیة علی العصمة فی الجملة كفی فی ثبوت مطلوبنا إذ القول بعصمتهم فی بعض الأوقات خرق للإجماع المركب.
الرابع أن لفظة یُرِیدُ من صیغ المضارع فلم تدل علی أن مدلولها قد وقع و أجیب بأن استعمال المضارع فیما وقع غیر عزیز فی الكلام المجید و غیره بل غالب ما استعملت الإرادة علی صیغة المضارع فی أمثاله فی القرآن إنما أرید به ذلك كقوله تعالی یُرِیدُ اللَّهُ بِكُمُ الْیُسْرَ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُخَفِّفَ عَنْكُمْ یُرِیدُونَ أَنْ یُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ إِنَّما یُرِیدُ الشَّیْطانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ یُرِیدُ الشَّیْطانُ أَنْ یُضِلَّهُمْ (2) و غیر ذلك و ظاهر سیاق الآیة النازلة علی وجه التشریف و الإكرام قرینة علیه علی أن الوقوع فی الجملة كاف كما عرفت (3).
الخامس أن قوله تعالی لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ لا یفید العموم لكون المعرف بلام الجنس فی سیاق الإثبات و أجیب بأن الكلام فی قوة النفی إذ لا معنی لإذهاب الرجس إلا رفعه و رفع الجنس یفید نفی جمیع أفراده.
ص: 236
1- لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ: عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ وَاقِدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی الْجَلُودِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ قَالا مَرِضَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام وَ هُمَا صَبِیَّانِ صَغِیرَانِ فَعَادَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا یَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ فِی ابْنَیْكَ نَذْراً إِنِ اللَّهُ عَافَاهُمَا فَقَالَ أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ شُكْراً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذَلِكَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ قَالَ الصَّبِیَّانِ وَ نَحْنُ أَیْضاً نَصُومُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ كَذَلِكَ قَالَتْ جَارِیَتُهُمْ فِضَّةُ فَأَلْبَسَهُمَا اللَّهُ عَافِیَتَهُ فَأَصْبَحُوا صِیَاماً وَ لَیْسَ عِنْدَهُمْ طَعَامٌ فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی جَارٍ لَهُ مِنَ الْیَهُودِ یُقَالُ لَهُ شَمْعُونُ یُعَالِجُ الصُّوفَ فَقَالَ هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِیَنِی جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلُهَا لَكَ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ بِثَلَاثَةِ أَصْوُعٍ (2) مِنْ شَعِیرٍ قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَ الشَّعِیرِ وَ أَخْبَرَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَبِلَتْ وَ أَطَاعَتْ ثُمَّ عَمَدَتْ (3) فَغَزَلَتْ ثُلُثَ الصُّوفِ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِیرِ فَطَحَنَتْهُ وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَی مَنْزِلَهُ فَوُضِعَ الْخِوَانُ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا مِسْكِینٌ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ أَنَا مِسْكِینٌ مِنْ مَسَاكِینِ الْمُسْلِمِینَ أَطْعِمُونِی مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَی مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ اللُّقْمَةَ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ ذَاتَ الْمَجْدِ وَ الْیَقِینِ*** یَا بِنْتَ خَیْرِ النَّاسِ أَجْمَعِینَ
ص: 237
أَ مَا تَرَیْنَ الْبَائِسَ الْمِسْكِینَ*** جَاءَ إِلَی الْبَابِ لَهُ حَنِینٌ (1)
یَشْكُو إِلَی اللَّهِ وَ یَسْتَكِینُ*** یَشْكُو إِلَیْنَا جَائِعاً حَزِینٌ (2)
كُلُّ امْرِئٍ بِكَسْبِهِ رَهِینٌ*** مَنْ یَفْعَلِ الْخَیْرَ یَقِفْ سَمِینٌ
مَوْعِدُهُ فِی جَنَّةٍ دَهِینٌ*** حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَی الضَّنِینِ
وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ یَقِفْ حَزِینٌ*** تَهْوِی بِهِ النَّارُ إِلَی سِجِّینٍ
شَرَابُهُ الْحَمِیمُ وَ الْغِسْلِینُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام تَقُولُ:
أَمْرُكَ سَمْعٌ یَا ابْنَ عَمِّ وَ طَاعَةٌ*** مَا بِیَ مِنْ لُؤْمٍ وَ لَا رَضَاعَةٍ
غَدَّیْتُ بِاللُّبِّ وَ بِالْبَرَاعَةِ (3)*** أَرْجُو إِذَا أَشْبَعْتُ مِنْ مَجَاعَةٍ
أَنْ أَلْحَقَ الْأَخْیَارَ وَ الْجَمَاعَةَ*** وَ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ فِی شَفَاعَةٍ
وَ عَمَدَتْ إِلَی مَا كَانَ عَلَی الْخِوَانِ فَدَفَعَتْهُ إِلَی الْمِسْكِینِ وَ بَاتُوا جِیَاعاً وَ أَصْبَحُوا صِیَاماً لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ ثُمَّ عَمَدَتْ إِلَی الثُّلُثِ الثَّانِی مِنَ الصُّوفِ فَغَزَلَتْهُ ثُمَّ أَخَذَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِیرِ وَ طَحَنَتْهُ (4) وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرِصَةٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّی عَلِیٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَتَی مَنْزِلَهُ فَلَمَّا وُضِعَ الْخِوَانُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا یَتِیمٌ مِنْ یَتَامَی الْمُسْلِمِینَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ (5) أَنَا یَتِیمٌ مِنْ یَتَامَی الْمُسْلِمِینَ أَطْعِمُونِی مِمَّا تَأْكُلُونَ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَی مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَوَضَعَ عَلِیٌّ علیه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ بِنْتَ السَّیِّدِ الْكَرِیمِ*** بِنْتَ نَبِیٍّ لَیْسَ بِالزَّنِیمِ
ص: 238
قَدْ جَاءَنَا اللَّهُ بِذَا الْیَتِیمِ*** مَنْ یَرْحَمِ الْیَوْمَ هُوَ الرَّحِیمُ (1)
مَوْعِدُهُ فِی جَنَّةِ النَّعِیمِ*** حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَی اللَّئِیمِ
وَ صَاحِبُ الْبُخْلِ یَقِفْ ذَمِیمٌ*** تَهْوِی بِهِ النَّارُ إِلَی الْجَحِیمِ
شَرَابُهُ الصَّدِیدُ وَ الْحَمِیمُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ هِیَ تَقُولُ:
فَسَوْفَ أُعْطِیهِ وَ لَا أُبَالِی*** وَ أُوثِرُ اللَّهَ عَلَی عِیَالِی
أَمْسَوْا جِیَاعاً وَ هُمْ أَشْبَالِی*** أَصْغَرُهُمْ (2) یُقْتَلُ فِی الْقِتَالِ
بِكَرْبَلَاءَ یُقْتَلُ بِاغْتِیالٍ*** لِقَاتِلِیهِ الْوَیْلُ مَعْ وَبَالٍ
یَهْوِی بِهِ (3) النَّارُ إِلَی سَفَالٍ*** كُبُولُهُ زَادَتْ عَلَی الْأَكْبَال
ثُمَّ عَمَدَتْ فَأَعْطَتْهُ علیها السلام جَمِیعَ مَا عَلَی الْخِوَانِ وَ بَاتُوا جِیَاعاً لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ (4) وَ أَصْبَحُوا صِیَاماً وَ عَمَدَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام فَغَزَلَتِ الثُّلُثَ الْبَاقِیَ مِنَ الصُّوفِ وَ طَحَنَتِ الصَّاعَ الْبَاقِیَ وَ عَجَنَتْهُ وَ خَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ قُرْصاً وَ صَلَّی عَلِیٌّ علیه السلام الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَتَی مَنْزِلَهُ فَقَرَّبَ إِلَیْهِ الْخِوَانَ وَ جَلَسُوا خَمْسَتُهُمْ فَأَوَّلُ لُقْمَةٍ كَسَرَهَا عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا أَسِیرٌ مِنْ أُسَرَاءِ الْمُشْرِكِینَ قَدْ وَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَ تَشُدُّونَنَا وَ لَا تُطْعِمُونَنَا فَوَضَعَ عَلِیٌّ علیه السلام اللُّقْمَةَ مِنْ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ:
فَاطِمُ یَا بِنْتَ النَّبِیِّ أَحْمَدَ*** بِنْتَ نَبِیٍّ سَیِّدٍ مُسَوَّدٍ
قَدْ جَاءَكِ الْأَسِیرُ لَیْسَ یَهْتَدِی*** مُكَبَّلًا فِی غُلِّهِ مُقَیَّدٌ
یَشْكُو إِلَیْنَا الْجُوعَ قَدْ تَقَدَّدَ*** مَنْ یُطْعِمِ الْیَوْمَ یَجِدْهُ فِی غَدٍ
عِنْدَ الْعَلِیِّ الْوَاحِدِ الْمُوَحَّدِ*** مَا یَزْرَعُ الزَّارِعُ سَوْفَ یَحْصُدُ
فَأَعْطِیهِ لَا تَجْعَلِیهِ یُنْكَدُ
فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام وَ هِیَ تَقُولُ:
ص: 239
لَمْ یَبْقَ مِمَّا كَانَ غَیْرُ صَاعٍ*** قَدْ دَبِرَتْ كَفِّی مَعَ الذِّرَاعِ
شِبْلَایَ وَ اللَّهِ هُمَا جِیَاعٌ*** یَا رَبِّ لَا تَتْرُكْهُمَا ضَیَاعٌ (1)
أَبُوهُمَا لِلْخَیْرِ ذُو اصْطِنَاعٍ*** عَبْلُ الذِّرَاعَیْنِ طَوِیلُ الْبَاعِ (2)
وَ مَا عَلَی رَأْسِیَ مِنْ قِنَاعٍ*** إِلَّا عَبَا نَسَجْتُهَا بِصَاعٍ
وَ عَمَدُوا إِلَی مَا كَانَ عَلَی الْخِوَانِ فَأَعْطَوْهُ وَ بَاتُوا جِیَاعاً وَ أَصْبَحُوا مُفْطِرِینَ وَ لَیْسَ عِنْدَهُمْ شَیْ ءٌ قَالَ شُعَیْبٌ فِی حَدِیثِهِ وَ أَقْبَلَ عَلِیٌّ بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمَا یَرْتَعِشَانِ كَالْفَرْخِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ شَدَّ مَا یَسُوؤُنِی مَا أَرَی بِكُمْ انْطَلِقْ إِلَی ابْنَتِی فَاطِمَةَ فَانْطَلَقُوا إِلَیْهَا وَ هِیَ فِی مِحْرَابِهَا قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَ غَارَتْ عَیْنَاهَا (3) فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَمَّهَا إِلَیْهِ وَ قَالَ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ فِیمَا أَرَی فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ خُذْ مَا هَیَّأَ اللَّهُ لَكَ فِی أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ وَ مَا آخُذُ یَا جَبْرَئِیلُ قَالَ هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ حَتَّی إِذَا بَلَغَ إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ فِی حَدِیثِهِ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی دَخَلَ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَرَأَی مَا بِهِمْ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ انْكَبَّ عَلَیْهِمْ یَبْكِی وَ یَقُولُ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ فِیمَا أَرَی وَ أَنَا غَافِلٌ عَنْكُمْ فَهَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَاتِ- إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً- عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَها تَفْجِیراً قَالَ هِیَ عَیْنٌ فِی دَارِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُفَجَّرُ إِلَی دُورِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ یَعْنِی عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام وَ جَارِیَتَهُمْ: وَ یَخافُونَ یَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً یَكُونُ عَابِساً كَلُوحاً (4) وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ یَقُولُ عَلَی شَهْوَتِهِمْ لِلطَّعَامِ وَ إِیثَارِهِمْ لَهُ
ص: 240
مِسْكِیناً مِنْ مَسَاكِینِ الْمُسْلِمِینَ وَ یَتِیماً مِنْ یَتَامَی الْمُسْلِمِینَ وَ أَسِیراً مِنْ أُسَارَی الْمُشْرِكِینَ وَ یَقُولُونَ إِذَا أَطْعَمُوهُمْ: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً قَالَ وَ اللَّهِ مَا قَالُوا هَذَا لَهُمْ وَ لَكِنَّهُمْ أَضْمَرُوهُ فِی أَنْفُسِهِمْ فَأَخْبَرَ اللَّهُ بِإِضْمَارِهِمْ یَقُولُونَ لَا نُرِیدُ جَزَاءً تُكَافُونَنَا بِهِ وَ لَا شُكُوراً تُثْنُونَ عَلَیْنَا بِهِ وَ لَكِنْ إِنَّمَا أَطْعَمْنَاكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ وَ طَلَبِ ثَوَابِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْیَوْمِ وَ لَقَّاهُمْ نَضْرَةً فِی الْوُجُوهِ وَ سُرُوراً فِی الْقُلُوبِ وَ جَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً یَسْكُنُونَهَا وَ حَرِیراً یَفْتَرِشُونَهُ وَ یَلْبَسُونَهُ مُتَّكِئِینَ فِیها عَلَی الْأَرائِكِ وَ الْأَرِیكَةُ السَّرِیرُ عَلَیْهِ الْحَجَلَةُ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَبَیْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِی الْجَنَّةِ إِذَا رَأَوْا مِثْلَ الشَّمْسِ قَدْ أَشْرَقَتْ لَهَا الْجِنَانُ فَیَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ یَا رَبِّ إِنَّكَ قُلْتَ فِی كِتَابِكَ لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً فَیُرْسِلُ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ إِلَیْهِمْ جَبْرَئِیلَ فَیَقُولُ لَیْسَ هَذِهِ بِشَمْسٍ وَ لَكِنَّ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ ضَحِكَا فَأَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ نُورِ ضَحِكِهِمَا وَ نَزَلَتْ هَلْ أَتی فِیهِمْ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً (1).
2- قب، المناقب لابن شهرآشوب رَوَی أَبُو صَالِحٍ وَ مُجَاهِدٌ وَ الضَّحَّاكُ وَ الْحَسَنُ وَ عَطَاءٌ وَ قَتَادَةُ وَ مُقَاتِلٌ وَ اللَّیْثُ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَ ابْنُ جُبَیْرٍ وَ عَمْرُو بْنُ شُعَیْبٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ وَ النَّقَّاشُ وَ الْقُشَیْرِیُّ وَ الثَّعْلَبِیُّ وَ الْوَاحِدِیُّ فِی تَفَاسِیرِهِمْ وَ صَاحِبُ أَسْبَابِ النُّزُولِ وَ الْخَطِیبُ الْمَكِّیُّ فِی الْأَرْبَعِینَ وَ أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی نُزُولِ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأُشْنَهِیُّ فِی اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ النَّحْوِیُّ فِی الْعَرُوسِ فِی الزُّهْدِ وَ رَوَی أَهْلُ الْبَیْتِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ وَ غَیْرِهِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ ثُمَّ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ وَ أَصْبَحُوا مُفْطِرِینَ لَیْسَ عِنْدَهُمْ شَیْ ءٌ ثُمَّ قَالَ فَرَآهُمْ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله جِیَاعاً فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ مَعَهُ صَحْفَةٌ (2) مِنَ الذَّهَبِ مُرَصَّعَةٌ بِالدُّرِّ وَ الْیَاقُوتِ مَمْلُوءَةٌ مِنَ الثَّرِیدِ وَ عُرَاقٍ یَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَ الْكَافُورِ فَجَلَسُوا وَ أَكَلُوا حَتَّی شَبِعُوا وَ لَمْ تَنْقُصْ مِنْهَا لُقْمَةٌ وَاحِدَةٌ وَ خَرَجَ الْحُسَیْنُ علیه السلام وَ مَعَهُ قِطْعَةُ عُرَاقٍ فَنَادَتْهُ امْرَأَةٌ یَهُودِیَّةٌ یَا أَهْلَ بَیْتِ الْجُوعِ مِنْ أَیْنَ لَكُمْ هَذَا أَطْعِمْنِیهَا فَمَدَّ یَدَهُ الْحُسَیْنُ لِیُطْعِمَهَا فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ وَ أَخَذَهَا مِنْ یَدِهِ وَ رَفَعَ الصَّحْفَةَ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ النَّبِیُ
ص: 241
صلی اللّٰه علیه و علیه لَوْ لَا مَا أَرَادَ الْحُسَیْنُ مِنْ إِطْعَامِ الْجَارِیَةِ تِلْكَ الْقَصْعَةَ لَبَرَكَتْ (1) تِلْكَ الصَّحْفَةُ فِی أَهْلِ بَیْتِی یَأْكُلُونَ مِنْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَا تَنْقُصُ لُقْمَةٌ وَ نَزَلَ (2) یُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ كَانَتِ الصَّدَقَةُ فِی لَیْلَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ نَزَلَ (3) هَلْ أَتَی فِی یَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْهُ (4).
بیان: قال الجوهری الجزة صوف شاة فی السنة انتهی و قوله علیه السلام دهین كنایة عن النضارة و الطراوة كأنه صب علیه الدهن و یقال قوم مدهنون علیهم آثار النعم و اللؤم بالضم مهموزا الشح و قال الجوهری قولهم لئیم راضع أصله زعموا رجل كان یرضع إبله أو غنمه و لا یحلبها لئلا یسمع صوت حلبه فیطلب منه ثم قالوا رضع الرجل بالضم كأنه كالشی ء یطبع علیه و فی بعض الروایات و لا ضراعة و هی الذل و الاستكانة و الضعف و الزنیم اللئیم الذی یعرف بلؤمه و الأشبال جمع الشبل و هو ولد الأسد و الكبل القید و قال الجزری القدید اللحم المملوح المجفف فی الشمس و فی حدیث الأوزاعی لا یسهم من الغنیمة للعبد و الأجیر و لا القدیدیین قیل هو من التقدد التقطع و التفرق لأنهم یتفرقون فی البلاد للحاجة و تمزق ثیابهم و قال الفیروزآبادی نكد عیشهم كفرح اشتد و عسر و البئر قل ماؤها و نكد الغراب كنصر استقصی فی شحیجه و فلانا منعه ما سأله أقول فظهر أنه یمكن أن یقرأ علی المعلوم و المجهول و إن كان الأول أظهر و الدبر الجرح الذی یكون فی ظهر البعیر یقال دبر البعیر بالكسر و المراد هنا الجرح و صلابة الید من العمل و رجل عبل الذراعین أی ضخمهما قوله یقول عابسا كلوحا الكلوح العبوس و لعله كان تفسیر قوله تعالی یَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِیراً فاشتبه علی الراوی و یحتمل أن یكون المراد أن هذا الیوم هو ذلك الیوم الذی سیوصف بعد ذلك بالعبوس قوله علی شهوتهم هذا أحد الوجهین اللذین ذكرهما المفسرون و الوجه الآخر أن یكون المعنی علی
ص: 242
حب اللّٰه؟ و قیل علی حب الإطعام و العراق بالفتح العظم الذی أخذ عنه معظم اللحم و الجمع عراق بالضم و هذا الجمع نادر و لعل المعنی هنا العضو الذی یصیر بعد الأكل عراقا مجازا یقال عرقت اللحم و اعترقته و تعرقته إذا أخذت عنه اللحم بأسنانك.
3- فس، تفسیر القمی: قَوْلُهُ تَعَالَی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عِنْدَ فَاطِمَةَ علیها السلام شَعِیرٌ فَجَعَلُوهُ عَصِیدَةً فَلَمَّا أَنْضَجُوهَا (1) وَ وَضَعُوهَا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ جَاءَ مِسْكِینٌ فَقَالَ الْمِسْكِینُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَطْعِمُونَا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا وَ لَمْ یَلْبَثْ (2) أَنْ جَاءَ یَتِیمٌ فَقَالَ الْیَتِیمُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ (3) فَقَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَعْطَاهُ ثُلُثَهَا ثُمَّ جَاءَ أَسِیرٌ (4) فَقَالَ الْأَسِیرُ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَأَعْطَاهُ عَلِیٌّ علیه السلام الثُّلُثَ الْبَاقِیَ (5) وَ مَا ذَاقُوهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ إِلَی قَوْلِهِ- وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً وَ هِیَ جَارِیَةٌ فِی كُلِّ مُؤْمِنٍ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ (6).
4- یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مَرِضَا فَنَذَرَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام صِیَامَ ثَلَاثَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا عَافَاهُمَا اللَّهُ وَ كَانَ الزَّمَانُ قَحْطاً أَخَذَ عَلِیٌّ مِنْ یَهُودِیٍّ ثَلَاثَ جِزَّاتٍ صُوفاً لِتَغْزِلَهَا فَاطِمَةُ علیها السلام وَ ثَلَاثَةَ أَصْوَاعٍ شَعِیراً فَصَامُوا وَ غَزَلَتْ فَاطِمَةُ جِزَّةً ثُمَّ طَحَنَتْ صَاعاً مِنَ الشَّعِیرِ فَخَبَزَتْهُ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ أَتَی مِسْكِینٌ فَأَعْطَوْهُ طَعَامَهُمْ وَ لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ ثُمَّ غَزَلَتْ جِزَّةً أُخْرَی مِنَ الْغَدِ ثُمَّ طَحَنَتْ صَاعاً فَخَبَزَتْهُ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَسَاءِ (7) أَتَی یَتِیمٌ فَأَعْطَوْهُ وَ لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَزَلَتِ الْجِزَّةَ الْبَاقِیَةَ
ص: 243
ثُمَّ طَحَنَتِ الصَّاعَ وَ خَبَزَتْهُ وَ أَتَی أَسِیرٌ عِنْدَ الْمَسَاءِ فَأَعْطَوْهُ (1) وَ كَانَ مَضَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ أَرْبَعَةُ أَیَّامٍ وَ الْحَجَرُ عَلَی بَطْنِهِ وَ قَدْ عَلِمَ بِحَالِهِمْ فَخَرَجَ وَ دَخَلَ حَدِیقَةَ الْمِقْدَادِ وَ لَمْ یَبْقَ عَلَی نَخَلَاتِهَا ثَمَرَةٌ (2) وَ مَعَهُ عَلِیٌّ فَقَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ خُذِ السَّلَّةَ وَ انْطَلِقْ إِلَی النَّخْلَةِ وَ أَشَارَ إِلَی وَاحِدَةٍ فَقُلْ لَهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلْتُكِ عَنِ اللَّهِ أَطْعِمِینَا مِنْ ثَمَرِكِ (3) قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ لَقَدْ تَطَأْطَأَتْ بِحِمْلٍ (4) مَا نَظَرَ النَّاظِرُونَ إِلَی مِثْلِهَا وَ الْتَقَطْتُ مِنْ أَطَایِبِهَا وَ حَمَلْتُ (5) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَكَلَ وَ أَكَلْتُ فَأَطْعَمَ الْمِقْدَادَ وَ جَمِیعَ عِیَالِهِ وَ حَمَلَ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام مَا كَفَاهُمْ فَلَمَّا بَلَغَ الْمَنْزِلَ إِذَا فَاطِمَةُ علیها السلام یَأْخُذُهَا الصُّدَاعُ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله أَبْشِرِی وَ اصْبِرِی فَلَنْ تَنَالِی مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِالصَّبْرِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ بِهَلْ أَتَی (6).
5- كشف، كشف الغمة رَوَی الْوَاحِدِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام آجَرَ نَفْسَهُ لَیْلَةً إِلَی الصُّبْحِ یَسْقِی نَخْلًا بِشَیْ ءٍ مِنْ شَعِیرٍ فَلَمَّا قَبَضَهُ طَحَنَ ثُلُثَهُ وَ اتَّخَذُوا مِنْهُ طَعَاماً فَلَمَّا تَمَّ (7) أَتَی مِسْكِینٌ فَأَخْرَجُوا إِلَیْهِ الطَّعَامَ وَ عَمِلُوا الثُّلُثَ الثَّانِیَ فَأَتَاهُمْ یَتِیمٌ فَأَخْرَجُوهُ إِلَیْهِ وَ عَمِلُوا الثُّلُثَ الثَّالِثَ فَأَتَاهُمْ أَسِیرٌ فَأَخْرَجُوا الطَّعَامَ إِلَیْهِ وَ طَوَی (8) عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ عَلِمَ اللَّهُ حُسْنَ مَقْصَدِهِمْ وَ صِدْقَ نِیَّاتِهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَرَادُوا بِمَا فَعَلُوهُ وَجْهَهُ وَ طَلَبُوا بِمَا أَتَوْا (9) مَا عِنْدَهُ وَ الْتَمَسُوا الْجَزَاءَ مِنْهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِمْ قُرْآناً وَ أَوْلَاهُمْ
ص: 244
مِنْ لَدُنْهُ إِحْسَاناً وَ نَشَرَ لَهُمْ بَیْنَ الْعَالَمِینَ دِیوَاناً (1) وَ عَوَّضَهُمْ عَمَّا بَذَلُوا جِنَاناً وَ حُوراً وَ وِلْدَاناً فَقَالَ: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً إِلَی آخِرِهَا وَ هَذِهِ مَنْقَبَةٌ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ مَحَلٌّ كَرِیمٌ وَ جُودُهُمْ بِالطَّعَامِ مَعَ شِدَّةِ الْحَاجَةِ إِلَیْهِ أَمْرٌ عَظِیمٌ وَ لِهَذَا تَتَابَعَ فِیهَا وَعْدُهُ سُبْحَانَهُ بِفُنُونِ الْأَلْطَافِ وَ ضُرُوبِ الْإِنْعَامِ وَ الْإسْعَافِ (2).
و قیل إن الضمیر فی حُبِّهِ یعود إلی اللّٰه تعالی و هو الظاهر و قیل إلی الطعام (3).
6- كشف، كشف الغمة مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوارَزْمِیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ قَدْ ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِیُّ وَ غَیْرُهُ مِنْ مُفَسِّرِی الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ یَخافُونَ یَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِیراً قَالَ مَرِضَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَعَادَهُمَا جَدُّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عَادَهُمَا عَامَّةُ الْعَرَبِ فَقَالُوا یَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ نَذَرْتَ عَلَی وَلَدَیْكَ نَذْراً وَ كُلُّ نَذْرٍ لَا یَكُونُ لَهُ وَفَاءٌ فَلَیْسَ بِشَیْ ءٍ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنْ بَرَأَ وَلَدَایَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ (4) ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ شُكْراً وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِنْ بَرَأَ وَلَدَایَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ شُكْراً وَ قَالَتْ جَارِیَةٌ یُقَالُ لَهَا فِضَّةُ إِنْ بَرَأَ سَیِّدَایَ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ (5) ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ شُكْراً فَأُلْبِسَ الْغُلَامَانِ الْعَافِیَةَ وَ لَیْسَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ قَلِیلٌ وَ لَا كَثِیرٌ فَانْطَلَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی شَمْعُونَ الْخَیْبَرِیِّ وَ كَانَ یَهُودِیّاً فَاسْتَقْرَضَ مِنْهُ ثَلَاثَةَ أَصْوَاعٍ مِنْ شَعِیرٍ وَ فِی حَدِیثِ الْمُزَنِیِّ عَنِ ابْنِ مِهْرَانَ الْبَاهِلِیِّ فَانْطَلَقَ إِلَی جَارٍ لَهُ مِنَ الْیَهُودِ یُعَالِجُ الصُّوفَ یُقَالُ لَهُ- شَمْعُونُ بْنُ حَانَا فَقَالَ (6) هَلْ لَكَ أَنْ تُعْطِیَنِی جِزَّةً مِنْ صُوفٍ تَغْزِلُهَا لَكَ بِنْتُ مُحَمَّدٍ بِثَلَاثَةِ أَصْوُعٍ مِنْ شَعِیرٍ قَالَ نَعَمْ فَأَعْطَاهُ فَجَاءَ بِالصُّوفِ وَ الشَّعِیرِ فَأَخْبَرَ فَاطِمَةَ بِذَلِكَ فَقَبِلَتْ وَ أَطَاعَتْ قَالُوا فَقَامَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی صَاعٍ فَطَحَنَتْهُ وَ اخْتَبَزَتْ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْرَاصٍ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قُرْصٌ وَ صَلَّی عَلِیٌّ الْمَغْرِبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَتَی الْمَنْزِلَ
ص: 245
فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذْ أَتَاهُمْ مِسْكِینٌ فَوَقَفَ بِالْبَابِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ مِسْكِینٌ مِنْ مَسَاكِینِ الْمُسْلِمِینَ أَطْعِمُونِی أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ:
فَاطِمُ ذَاتَ الْمَجْدِ وَ الْیَقِینِ*** یَا بِنْتَ خَیْرِ النَّاسِ أَجْمَعِینَ
أَ مَا تَرَیْنَ الْبَائِسَ الْمِسْكِینَ*** قَدْ قَامَ بِالْبَابِ لَهُ حَنِینٌ
یَشْكُو إِلَی اللَّهِ وَ یَسْتَكِینُ*** یَشْكُو إِلَیْنَا جَائِعاً حَزِینٌ
كُلُّ امْرِئٍ بِكَسْبِهِ رَهِینٌ*** وَ فَاعِلُ الْخَیْرَاتِ یَسْتَبِینُ
مَوْعِدُهُ جَنَّةُ عِلِّیِّینَ*** حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَی الضَّنِینِ
وَ لِلْبَخِیلِ مَوْقِفٌ مَهِینٌ*** تَهْوِی بِهِ النَّارُ إِلَی سِجِّینٍ
شَرَابُهُ الْحَمِیمُ وَ الْغِسْلِینُ
فَقَالَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام:
أَمْرُكَ سَمْعٌ یَا ابْنَ عَمِّ وَ طَاعَةٌ*** مَا بِیَ مِنْ لُؤْمٍ وَ لَا ضَرَاعَةٍ
وَ أَعْطَوْهُ الطَّعَامَ وَ مَكَثُوا لَیْلَتَهُمْ (1) لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ (2) فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی طَحَنَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام صَاعاً وَ اخْتَبَزَتْهُ وَ أَتَی عَلِیٌّ علیه السلام مِنَ الصَّلَاةِ وَ وَضَعَ الطَّعَامُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَتَاهُمْ یَتِیمٌ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ یَتِیمٌ مِنْ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِینَ اسْتُشْهِدَ وَالِدِی یَوْمَ الْعَقَبَةِ أَطْعِمُونِی أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَی مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ علیها السلام فَأَعْطَوْهُ الطَّعَامَ وَ مَكَثُوا یَوْمَیْنِ وَ لَیْلَتَیْنِ لَمْ یَذُوقُوا إِلَّا الْمَاءَ الْقَرَاحَ فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ قَامَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی الصَّاعِ الْبَاقِی فَطَحَنَتْهُ وَ اخْتَبَزَتْهُ وَ صَلَّی عَلِیٌّ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمَغْرِبَ ثُمَّ أَتَی الْمَنْزِلَ فَوَضَعَ الطَّعَامَ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذْ أَتَاهُمْ أَسِیرٌ فَوَقَفَ بِالْبَابِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ تَأْسِرُونَنَا وَ لَا تُطْعِمُونَنَا أَطْعِمُونِی فَإِنِّی أَسِیرُ مُحَمَّدٍ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ عَلَی مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَسَمِعَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَتَوْهُ وَ آثَرُوهُ (3) وَ مَكَثُوا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ (4)
ص: 246
لَمْ یَذُوقُوا سِوَی الْمَاءِ.
فَلَمَّا كَانَ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ وَ قَدْ قَضَوْا نَذْرَهُمْ أَخَذَ عَلِیٌّ الْحَسَنَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی وَ الْحُسَیْنَ بِالْیُسْرَی وَ أَقْبَلَ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُمْ یَرْتَعِشُونَ كَالْفِرَاخِ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ مَا أَشَدَّ مَا یَسُوؤُنِی مَا أَرَی بِكُمْ انْطَلِقْ إِلَی ابْنَتِی (1) فَانْطَلَقُوا إِلَیْهَا وَ هِیَ فِی مِحْرَابِهَا تُصَلِّی قَدْ لَصِقَ بَطْنُهَا بِظَهْرِهَا مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ وَ غَارَتْ عَیْنَاهَا فَلَمَّا رَآهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ یَا أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ تَمُوتُونَ جُوعاً فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ خُذْ یَا مُحَمَّدُ هَنَّأَكَ اللَّهُ فِی أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ وَ مَا آخُذُ یَا جَبْرَئِیلُ فَأَقْرَأَهُ هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.
قَالَ الْخَطِیبُ الْخُوارَزْمِیُّ حَاكِیاً عَنْهُ وَ عَنِ الْبَرَاوِیِّ وَ زَادَنِی ابْنُ مِهْرَانَ الْبَاهِلِیُّ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَوَثَبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (2) حَتَّی دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمَّا رَأَی مَا بِهِمْ انْكَبَّ عَلَیْهِمْ یَبْكِی وَ قَالَ أَنْتُمْ مُنْذُ ثَلَاثٍ فِیمَا أَرَی وَ أَنَا غَافِلٌ عَنْكُمْ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَاتِ- إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَیْناً یَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ یُفَجِّرُونَها تَفْجِیراً قَالَ هِیَ عَیْنٌ فِی دَارِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یُفَجِّرُ (3) إِلَی دُورِ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنِینَ.
وَ رَوَی الْخَطِیبُ فِی هَذَا رِوَایَةً أُخْرَی وَ قَالَ فِی آخِرِهَا فَنَزَلَ فِیهِمْ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ أَیْ عَلَی شِدَّةِ شَهْوَةٍ مِسْكِیناً قُرْصَ مَلَّةٍ وَ الْمَلَّةُ (4) الرَّمَادُ وَ یَتِیماً خَزِیرَةً وَ أَسِیراً حِیساً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ یُخْبِرُ عَنْ ضَمَائِرِهِمْ لِوَجْهِ اللَّهِ یَقُولُ إِرَادَةَ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ یَعْنِی فِی الدُّنْیَا جَزاءً ثَوَاباً وَ لا شُكُوراً (5).
ص: 247
بیان: قال علی بن عیسی هذه السورة نزلت فی هذه القضیة بإجماع الأمة لا أعرف أحدا خالف فیها.
أقول قوله قرص ملة أی قرص خبز فی الملة و هی الرماد الحار و الخزیرة شبه عصیدة بلحم (1) و الحیس تمر یخلط بسمن و إقط فیعجن شدیدا ثم یندر (2) منه نواة و ربما جعل فیه سویق.
یف،الطرائف: الثَّعْلَبِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ و ترك فیها الأبیات ثم قال و زاد محمد بن علی الغزالی علی ما ذكره الثعلبی فی كتابه المعروف بالبلغة أنهم نزلت علیهم مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أیام.
قال و حدیث المائدة و نزولها علیهم (3) مذكور فی سائر الكتب- ثم قال السید روی أخطب خوارزم حدیث المائدة فی كتابه و روی الواحدی حدیث نزول السورة كما مر فی تفسیره (4).
أقول و روی الزمخشری أیضا فی الكشاف (5) نحوا من ذلك مع اختصار و كذا البیضاوی (6)
وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیِّ الْعَدْلِ عَنْ أَبِی حَامِدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ مَحْبُوبِ بْنِ حُمَیْدٍ الْقَصْرِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ وَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَامِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
ص: 248
أَحْمَدَ الْبَاهِلِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فَهْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّائِبِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مِهْرَانَ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِیَّا الْبَصْرِیُّ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ وَاقِدٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ بِهَذِهِ الْآیَاتِ ثم قال و زاد محمد بن علی صاحب الغزالی علی ما ذكره الثعلبی فی كتابه المعروف بالبلغة أنهم نزل علیهم مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أیام و نزولها علیهم مذكور فی سائر الكتب (1) ثم ساق الحدیث فی تفسیر الآیات إلی آخر ما مر فی روایة الصدوق رحمه اللّٰه (2)
7- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: مَرِضَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام مَرَضاً شَدِیداً فَعَادَهُمَا سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَادَهُمَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ نَذَرْتَ لِلَّهِ نَذْراً وَاجِباً فَإِنَّ كُلَّ نَذْرٍ لَا یَكُونُ لِلَّهِ فَلَیْسَ فِیهِ وَفَاءٌ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنْ عَافَی اللَّهُ وَلَدَیَّ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَاتٍ وَ قَالَتِ الزَّهْرَاءُ علیها السلام مِثْلَ مَا قَالَ زَوْجُهَا وَ كَانَتْ لَهُمَا جَارِیَةٌ بَرْبَرِیَّةٌ تُدْعَی فِضَّةَ قَالَتْ إِنْ عَافَی اللَّهُ سَیِّدَیَّ مِمَّا بِهِمَا صُمْتُ لِلَّهِ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ إِلَی أَنْ قَالَ وَ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَخَذَ بِیَدِ الْغُلَامَیْنِ وَ هُمَا كَالْفَرْخَیْنِ لَا رِیشَ لَهُمَا یَرْتَعِشَانِ (3) مِنَ الْجُوعِ فَانْطَلَقَ بِهِمَا إِلَی مَنْزِلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله اغْرَوْرَقَتْ (4) عَیْنَاهُ بِالدُّمُوعِ وَ أَخَذَ بِیَدِ الْغُلَامَیْنِ فَانْطَلَقَ بِهِمَا إِلَی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ علیها السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ تَغَیَّرَ لَوْنُهَا وَ إِذَا بَطْنُهَا لَاصِقٌ بِظَهْرِهَا
ص: 249
انْكَبَّ عَلَیْهَا یُقَبِّلُ بَیْنَ عَیْنَیْهَا وَ نَادَتْهُ بَاكِیَةً وَا غَوْثَاهْ بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَ الْجُوعِ قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ (1) إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ أَشْبِعْ آلَ مُحَمَّدٍ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ اقْرَأْ قَالَ وَ مَا أَقْرَأُ قَالَ اقْرَأْ« إِنَّ الْأَبْرارَ یَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً» إِلَی آخِرِ ثَلَاثِ آیَاتٍ ثُمَّ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَضَی مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ (2) حَتَّی أَتَی أَبَا جَبَلَةَ الْأَنْصَارِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا جَبَلَةَ هَلْ مِنْ قَرْضِ دِینَارٍ (3) قَالَ نَعَمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ أَنَّ شَطْرَ مَالِی لَكَ حَلَالٌ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ قَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ إِنْ یَكُ قَرْضاً قَبِلْتُهُ قَالَ فَدَفَعَ إِلَیْهِ دِینَاراً وَ مَرَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَتَخَرَّقُ أَزِقَّةَ (4) الْمَدِینَةِ لِیَبْتَاعَ بِالدِّینَارِ طَعَاماً فَإِذَا هُوَ بِمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِیِّ قَاعِدٌ عَلَی الطَّرِیقِ فَدَنَا مِنْهُ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ (5) وَ قَالَ یَا مِقْدَادُ مَا لِی أَرَاكَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ كَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ أَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ- رَبِّ إِنِّی لِما أَنْزَلْتَ إِلَیَّ مِنْ خَیْرٍ فَقِیرٌ قَالَ وَ مُنْذُ كَمْ یَا مِقْدَادُ قَالَ مُنْذُ أَرْبَعٍ (6) فَرَجَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ آلُ مُحَمَّدٍ مُنْذُ ثَلَاثٍ وَ أَنْتَ یَا مِقْدَادُ أَرْبَعٍ أَنْتَ أَحَقُّ بِالدِّینَارِ مِنِّی قَالَ فَدَفَعَ إِلَیْهِ الدِّینَارَ وَ مَضَی حَتَّی دَخَلَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَآهُ قَدْ سَجَدَ (7) فَلَمَّا انْفَتَلَ (8) رَسُولُ اللَّهِ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی كَتِفِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ انْهَضْ بِنَا إِلَی مَنْزِلِكَ لَعَلَّنَا نُصِیبُ طَعَاماً فَقَدْ بَلَغَنَا أَخْذُكَ الدِّینَارَ مِنْ أَبِی جَبَلَةَ قَالَ فَمَضَی وَ
ص: 250
أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مُسْتَحْیٍ (1) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَابِطٌ (2) عَلَی بَطْنِهِ حَجَراً مِنَ الْجُوعِ حَتَّی قَرَعَا عَلَی فَاطِمَةَ الْبَابَ فَلَمَّا نَظَرَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ أَثَّرَ الْجُوعُ فِی وَجْهِهِ وَلَّتْ هَارِبَةً قَالَتْ وَا سَوْأَتَاهْ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ كَأَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مَا عَلِمَ أَنْ لَمْ یَكُنْ (3) عِنْدَنَا شَیْ ءٌ مُذْ ثَلَاثٍ ثُمَّ دَخَلَ مِخْدَعاً لَهَا فَصَلَّتْ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ نَادَتْ یَا إِلَهَ مُحَمَّدٍ هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِیُّكَ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ نَبِیِّكَ وَ عَلِیٌّ خَتَنُ نَبِیِّكَ (4) وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سِبْطَا نَبِیِّكَ اللَّهُمَّ فَإِنَّ بَنِی إِسْرَائِیلَ سَأَلُوكَ أَنْ تُنْزِلَ عَلَیْهِمْ مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ فَأَنْزَلْتَهَا عَلَیْهِمْ وَ كَفَرُوا بِهَا اللَّهُمَّ فَإِنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا یَكْفُرُونَ بِهَا ثُمَّ الْتَفَتَتْ مُسَلِّمَةً فَإِذَا هِیَ بِصَحْفَةٍ مَمْلُوءَةٍ مِنْ ثَرِیدٍ وَ عُرَاقٍ فَاحْتَمَلَتْهَا وَ وَضَعَتْهَا بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی الصَّحْفَةِ (5) فَسَبَّحَتِ الصَّحْفَةُ وَ الثَّرِیدُ وَ الْعُرَاقُ فَتَلَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنْ مِنْ شَیْ ءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ كُلْ مِنْ جَوَانِبِ الْقَصْعَةِ وَ لَا تَهْدِمُوا ذِرْوَتَهَا (6) فَإِنَّ فِیهَا الْبَرَكَةَ فَأَكَلَ النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ یَأْكُلُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَنْظُرُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام مُتَبَسِّماً وَ عَلِیٌّ یَأْكُلُ وَ یَنْظُرُ إِلَی فَاطِمَةَ مُتَعَجِّباً فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُلْ یَا عَلِیُّ وَ لَا تَسْأَلْ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ عَنْ شَیْ ءٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مَثَلَكَ وَ مَثَلَهَا مَثَلَ مَرْیَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَ زَكَرِیَّا:كُلَّما دَخَلَ عَلَیْها زَكَرِیَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ یا مَرْیَمُ أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ یَا عَلِیُّ هَذَا بِالدِّینَارِ الَّذِی أَقْرَضْتَهُ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللَّیْلَةَ خَمْساً وَ عِشْرِینَ جُزْءاً مِنَ الْمَعْرُوفِ فَأَمَّا جُزْءٌ وَاحِدٌ فَجَعَلَ لَكَ فِی دُنْیَاكَ أَنْ أَطْعَمَكَ مِنْ جَنَّتِهِ وَ أَمَّا أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ جُزْءاً فَذَخَرَهَا لَكَ لآِخِرَتِكَ (7).
ص: 251
8- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ رَبِیعٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَشُدُّ عَلَی بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْغَرَثِ یَعْنِی الْجُوعَ فَظَلَّ یَوْماً صَائِماً لَیْسَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ فَأَتَی بَیْتَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَلَمَّا أَتَی رَسُولُ اللَّهِ تَسَلَّقَا إِلَی مَنْكِبِهِ (1) وَ هُمَا یَقُولَانِ یَا بَابَاهْ قُلْ لِمَامَاهْ تُطْعِمْنَا نَانَاهْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ أَطْعِمِی ابْنَیَّ قَالَتْ مَا فِی بَیْتِی شَیْ ءٌ إِلَّا بَرَكَةُ رَسُولِ اللَّهِ (2) قَالَ فَشَغَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرِیقِهِ حَتَّی شَبِعَا وَ نَامَا فَاقْتَرَضْنَا (3) لِرَسُولِ اللَّهِ ثَلَاثَةَ أَقْرَاصٍ مِنْ شَعِیرٍ فَلَمَّا أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَضَعْنَاهُ بَیْنَ یَدَیْهِ (4) فَجَاءَ سَائِلٌ وَ قَالَ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسَالَةِ أَطْعِمُونِی مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَإِنِّی مِسْكِینٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قَدْ جَاءَكِ الْمِسْكِینُ فَلَهُ حَنِینٌ (5) قُمْ یَا عَلِیُّ وَ أَعْطِهِ (6) قَالَ فَأَخَذْتُ قُرْصاً فَقُمْتُ فَأَعْطَیْتُهُ (7) وَ رَجَعْتُ قَدْ حَبَسَ رَسُولُ اللَّهِ یَدَهُ ثُمَّ جَاءَ ثَانٍ فَقَالَ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسَالَةِ إِنِّی یَتِیمٌ فَأَطْعِمُونِی مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قَدْ جَاءَكِ الْیَتِیمُ وَ لَهُ حَنِینٌ قُمْ یَا عَلِیُّ وَ أَعْطِهِ قَالَ فَأَخَذْتُ قُرْصاً وَ أَعْطَیْتُهُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَ قَدْ حَبَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ (8) قَالَ فَجَاءَ ثَالِثٌ وَ قَالَ یَا أَهْلَ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنَ الرِّسَالَةِ
ص: 252
إِنِّی أَسِیرٌ فَأَطْعِمُونِی مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ أَطْعَمَكُمُ اللَّهُ مِنْ مَوَائِدِ الْجَنَّةِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ قَدْ جَاءَكِ الْأَسِیرُ وَ لَهُ حَنِینٌ قُمْ یَا عَلِیُّ فَأَعْطِهِ قَالَ فَأَخَذْتُ قُرْصاً وَ أَعْطَیْتُهُ وَ بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طَاوِیاً وَ بِتْنَا طَاوِینَ مَجْهُودِینَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً (1).
9- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ (2) عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: صَنَعَ حُذَیْفَةُ طَعَاماً وَ دَعَا عَلِیّاً فَجَاءَ وَ هُوَ صَائِمٌ فَتَحَدَّثَ عِنْدَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ فَبَعَثَ إِلَیْهِ حُذَیْفَةُ بِنِصْفِ الثَّرِیدَةِ (3) فَقَسَمَهَا عَلَی أَثْلَاثٍ (4) ثُلُثٍ لَهُ وَ ثُلُثٍ لِفَاطِمَةَ وَ ثُلُثٍ لِخَادِمِهِمْ (5) ثُمَّ خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَلَقِیَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا یَتَامَی فَشَكَتِ الْحَاجَةَ وَ ذَكَرَتْ حَالَ أَیْتَامِهَا فَدَخَلَ وَ أَعْطَاهَا ثُلُثَهُ لِأَیْتَامِهَا ثُمَّ فَجَأَهُ (6) سَائِلٌ وَ شَكَا إِلَیْهِ الْحَاجَةَ وَ الْجُوعَ فَدَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ وَ قَالَ هَلْ لَكِ فِی الطَّعَامِ وَ هُوَ خَیْرٌ لَكِ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ طَعَامِ الْجَنَّةِ عَلَی أَنْ تُعْطِیَنِی حِصَّتَكِ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ قَالَتْ خُذْهُ فَأَخَذَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَی ذَلِكَ الْمِسْكِینِ ثُمَّ مَرَّ بِهِ أَسِیرٌ یَشْكُو (7) إِلَیْهِ الْحَاجَةَ وَ شِدَّةَ حَالِهِ فَدَخَلَ وَ قَالَ لِخَادِمَتِهِ مِثْلَ الَّذِی قَالَ لِفَاطِمَةَ وَ سَأَلَهَا حِصَّتَهَا مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ قَالَتْ خُذْهُ فَأَخَذَهُ فَدَفَعَهُ إِلَی ذَلِكَ الْأَسِیرِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً إِلَی قَوْلِهِ وَ كانَ سَعْیُكُمْ مَشْكُوراً (8).
10- فر (9)، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی:
ص: 253
وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ جَارِیَةٍ لَهَا (1) وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ زَارُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْطَی كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ صَاعاً مِنَ الطَّعَامِ فَلَمَّا انْصَرَفُوا إِلَی مَنَازِلِهِمْ جَاءَ سَائِلٌ یَسْأَلُ فَأَعْطَی عَلِیٌّ صَاعَهُ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ یَتِیمٌ مِنَ الْجِیرَانِ فَأَعْطَتْهُ فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ علیها السلام صَاعَهَا فَقَالَ لَهَا عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَقُولُ قَالَ اللَّهُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَا یُسَكِّنُ بُكَاءَهُ (2) الْیَوْمَ عَبْدٌ إِلَّا أَسْكَنْتُهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَیْثُ یَشَاءُ ثُمَّ جَاءَ أَسِیرٌ مِنَ أُسَرَاءِ أَهْلِ الشِّرْكِ (3) فِی أَیْدِی الْمُسْلِمِینَ یَسْتَطْعِمُ فَأَمَرَ عَلِیٌّ السَّوْدَاءَ خَادِمَهُمْ (4) فَأَعْطَتْهُ صَاعَهَا فَنَزَلَتْ فِیهِمُ الْآیَةُ وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِیدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً (5).
11- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَوْلُهُ تَعَالَی یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
12- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام أَصْبَحَا وَ عِنْدَهُمْ ثَلَاثَةُ أَرْغِفَةٍ فَأَطْعَمُوا مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً فَبَاتُوا جِیَاعاً فَنَزَلَتْ فِیهِمْ علیهم السلام (7).
13- قب، المناقب لابن شهرآشوب فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام أَنَّ قَوْلَهُ هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ الدَّهْرِ یَعْنِی بِهِ عَلِیّاً علیه السلام وَ تَقْدِیرُ الْكَلَامِ مَا أَتَی عَلَی الْإِنْسَانِ زَمَانٌ مِنَ الدَّهْرِ إِلَّا وَ كَانَ فِیهِ شَیْئاً مَذْكُوراً وَ كَیْفَ لَمْ یَكُنْ مَذْكُوراً وَ إِنَّ اسْمَهُ مَكْتُوبٌ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ
ص: 254
وَ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ وَ الدَّلِیلُ عَلَی هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُهُ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ وَ مَعْلُومٌ أَنَّ آدَمَ علیه السلام لَمْ یُخْلَقْ مِنَ النُّطْفَةِ (1).
14- قل، إقبال الأعمال فِی لَیْلَةِ خَمْسٍ وَ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ تَصَدَّقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةُ علیهما السلام وَ فِی الْیَوْمِ الْخَامِسِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْهُ نَزَلَتْ فِیهِمَا وَ فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام سُورَةُ هَلْ أَتَی ثُمَّ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ فِی خَبَرِ عَلِیِّ بْنِ عِیسَی ثُمَّ رَوَی نُزُولَ الْمَائِدَةِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ وَ الْخُوارَزْمِیِّ ثُمَّ قَالَ وَ ذَكَرَ حَدِیثَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْكَشَّافِ وَ لَكِنَّهُ لَمْ یَذْكُرْ نُزُولَهَا فِی الْوَقْتِ الَّذِی ذَكَرْنَاهُ قَالَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ جَاعَ فِی قَحْطٍ (2) فَأَهْدَتْ لَهُ فَاطِمَةُ علیها السلام رَغِیفَیْنِ وَ بَضْعَةَ لَحْمٍ آثَرَتْهُ بِهَا فَرَجَعَ بِهَا إِلَیْهَا فَقَالَ هَلُمِّی یَا بُنَیَّةِ وَ كَشَفَتْ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوءٌ خُبْزاً وَ لَحْماً فَبُهِتَتْ وَ عَلِمَتْ أَنَّهَا نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله لَهَا أَنَّی لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ یَرْزُقُ مَنْ یَشاءُ بِغَیْرِ حِسابٍ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَكِ شَبِیهَ سَیِّدَةِ نِسَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ ثُمَّ جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ جَمِیعَ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام حَتَّی شَبِعُوا وَ بَقِیَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ وَ أَوْسَعَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام عَلَی جِیرَانِهَا (3).
15- كشف، كشف الغمة: أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ نَزَلَ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام (4).
بیان: أقول بعد ما عرفت من إجماع المفسرین و المحدثین علی نزول هذه السورة فی أصحاب الكساء علیهم السلام علمت أنه لا یریب أریب (5) و لا لبیب فی أن مثل هذا الإیثار لا یتأتی إلا من الأئمة الأخیار و أن نزول هذه السورة مع المائدة علیهم یدل علی جلالتهم و رفعتهم و مكرمتهم لدی العزیز الجبار و أن اختصاصهم بتلك المكرمة مع سائر
ص: 255
المكارم التی اختصوا بها یوجب قبح تقدیم غیرهم علیهم ممن لیس لهم مكرمة واحدة یبدونها عند الفخار و أما تشكیك بعض النواصب بأن هذه السورة مكیة فكیف نزلت عند وقوع القضیة التی وقعت فی المدینة فمدفوع بما ذكره الشیخ أمین الدین الطبرسی قدس اللّٰه روحه بعد أن روی القصة بطولها و نزول الآیة فیها عن ابن عباس و مجاهد و أبی صالح حیث یقول:
قال أبو حمزة الثمالی فی تفسیره حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَنَّهَا مَدَنِیَّةٌ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام السُّورَةُ كُلُّهَا.
ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَمْدِ مَهْدِیُّ بْنُ نَزَارِ الْحُسَیْنِیُّ الْقَائِنِیُّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسْكَانِیِّ عَنْ أَبِی نَصْرٍ الْمُفَسِّرِ عَنْ عَمِّهِ أَبِی حَامِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ السُّلَمِیِّ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَبِی مُوسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ هَارُونَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا أُنْزِلَ بِمَكَّةَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ثُمَّ ذَكَرَ السُّوَرَ الْمَكِّیَّةَ بِتَمَامِهَا خَمْساً وَ ثَمَانِینَ سُورَةً قَالَ ثُمَّ أُنْزِلَتْ بِالْمَدِینَةِ الْبَقَرَةُ ثُمَّ الْأَنْفَالُ ثُمَّ آلُ عِمْرَانَ ثُمَّ الْأَحْزَابُ ثُمَّ الْمُمْتَحِنَةُ ثُمَّ النِّسَاءُ ثُمَّ إِذَا زُلْزِلَتْ ثُمَّ الْحَدِیدُ ثُمَّ سُورَةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ الرَّعْدُ ثُمَّ سُورَةُ الرَّحْمَنِ ثُمَّ هَلْ أَتَی ثُمَّ الطَّلَاقُ ثُمَّ لَمْ یَكُنْ ثُمَّ الْحَشْرُ ثُمَّ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ ثُمَّ النُّورُ ثُمَّ الْحَجُّ ثُمَّ الْمُنَافِقُونَ ثُمَّ الْمُجَادَلَةُ ثُمَّ الْحُجُرَاتُ ثُمَّ التَّحْرِیمُ ثُمَّ الْجُمُعَةُ ثُمَّ التَّغَابُنُ ثُمَّ سُورَةُ الصَّفِّ ثُمَّ الْفَتْحُ ثُمَّ الْمَائِدَةُ ثُمَّ سُورَةُ التَّوْبَةِ فَهَذِهِ ثَمَانِی وَ عِشْرُونَ سُورَةً.
وَ قَدْ رَوَاهُ الْأُسْتَاذُ أَحْمَدُ الزَّاهِدُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی كِتَابِ الْإِیضَاحِ وَ زَادَ فِیهِ وَ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ فَاتِحَةُ سُورَةٍ بِمَكَّةَ كُتِبَتْ بِمَكَّةَ ثُمَّ یَزِیدُ اللَّهُ فِیهَا مَا یَشَاءُ بِالْمَدِینَةِ.
و بإسناده عن عكرمة و الحسن بن أبی الحسن البصری أنهما عدا هل أتی فیما نزلت بالمدینة بعد أربع عشرة سورة.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ثَوَابِ الْقُرْآنِ فَأَخْبَرَنِی بِثَوَابِ سُورَةٍ سُورَةٍ عَلَی نَحْوِ مَا نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ عَدَّ سُورَةَ هَلْ أَتَی فِی السُّوَرِ الْمَدَنِیَّةِ بَعْدَ إِحْدَی عَشَرَةَ سُورَةً.
انتهی. (1)
ص: 256
و أما ما ذكره معاند آخر خذله اللّٰه بأنه هل یجوز أن یبالغ الإنسان فی الصدقة إلی هذا الحد و یجوع نفسه و أهله حتی یشرف علی الهلاك فقد بالغ فی النصب و العناد و فضح نفسه و سیفضحه اللّٰه علی رءوس الأشهاد أ لم یقرأ قوله تعالی وَ یُؤْثِرُونَ عَلی أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (1) أ و لم تكف هذه الأخبار المتواترة فی نزول هذه السورة الكریمة دلیلا علی كون ما صدر عنهم فضیلة لا یساویها فضل و أما ما یعارضها من ظواهر الآیات فسیأتی عن الصادق علیه السلام وجه الجمع بینها حیث قال ما معناه كان صدور مثل ذلك الإیثار و نزول تلك الآیات فی صدر الإسلام ثم نسخت بآیات آخر و سیأتی بسط القول فی ذلك فی كتاب مكارم الأخلاق.
قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْفُصُولِ قَالَ الْمَأْمُونُ یَوْماً لِلرِّضَا علیه السلام أَخْبِرْنِی بِأَكْبَرِ فَضِیلَةٍ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَدُلُّ عَلَیْهَا الْقُرْآنُ قَالَ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام فَضِیلَةٌ (3) فِی الْمُبَاهَلَةِ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهما السلام فَكَانَا ابْنَیْهِ وَ دَعَا فَاطِمَةَ علیها السلام فَكَانَتْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ نِسَاءَهُ وَ دَعَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَكَانَ نَفْسَهُ بِحُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهُ تَعَالَی أَجَلَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَفْضَلَ فَوَاجِبٌ (4) أَنْ لَا یَكُونَ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ بِحُكْمِ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ قَالَ
ص: 257
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَ لَیْسَ قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ الْأَبْنَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَ إِنَّمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنَیْهِ خَاصَّةً وَ ذَكَرَ النِّسَاءَ بِلَفْظِ الْجَمْعِ وَ إِنَّمَا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنَتَهُ وَحْدَهَا فَأَلَّا جَازَ (1) أَنْ یُذْكَرَ الدُّعَاءُ لِمَنْ هُوَ نَفْسُهُ وَ یَكُونَ الْمُرَادُ نَفْسَهُ فِی الْحَقِیقَةِ دُونَ غَیْرِهِ فَلَا یَكُونَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْفَضْلِ قَالَ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام لَیْسَ یَصِحُّ (2) مَا ذَكَرْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّ الدَّاعِیَ إِنَّمَا یَكُونُ دَاعِیاً لِغَیْرِهِ كَمَا أَنَّ الْآمِرَ آمِرٌ لِغَیْرِهِ (3) وَ لَا یَصِحُّ أَنْ یَكُونَ دَاعِیاً لِنَفْسِهِ فِی الْحَقِیقَةِ كَمَا لَا یَكُونُ آمِراً لَهَا فِی الْحَقِیقَةِ وَ إِذَا لَمْ یَدْعُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْمُبَاهَلَةِ رَجُلًا إِلَّا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ نَفْسُهُ الَّتِی عَنَاهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِی كِتَابِهِ وَ جَعَلَ حُكْمَهُ ذَلِكَ فِی تَنْزِیلِهِ قَالَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ إِذَا وَرَدَ الْجَوَابُ سَقَطَ السُّؤَالُ (4).
وَ قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی كِتَابِ الْكَشَّافِ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا دَعَاهُمْ إِلَی الْمُبَاهَلَةِ قَالُوا حَتَّی نَرْجِعَ وَ نَنْظُرَ فَنَأْتِیَكَ غَداً فَلَمَّا تَخَالَوْا (5) قَالُوا لِلْعَاقِبِ وَ كَانَ ذَا رَأْیِهِمْ یَا عَبْدَ الْمَسِیحِ مَا تَرَی فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُمْ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی أَنَّ مُحَمَّداً نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْفَصْلِ مِنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمْ وَ اللَّهِ مَا بَاهَلَ قَوْمٌ نَبِیّاً قَطُّ فَعَاشَ كَبِیرُهُمْ وَ لَا نَبَتَ صَغِیرُهُمْ وَ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَتَهْلِكُنَّ فَإِنْ أَبَیْتُمْ إِلَّا إِلْفَ (6) دِینِكُمْ وَ الْإِقَامَةَ عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَوَادِعُوا الرَّجُلَ وَ انْصَرِفُوا إِلَی بِلَادِكُمْ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ غَدَا مُحْتَضِناً (7) الْحُسَیْنَ آخِذاً بِیَدِ الْحَسَنِ وَ فَاطِمَةُ تَمْشِی خَلْفَهُ وَ عَلِیٌّ خَلْفَهَا وَ هُوَ یَقُولُ إِذَا أَنَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا فَقَالَ أُسْقُفُّ (8)
ص: 258
نَجْرَانَ یَا مَعْشَرَ النَّصَارَی إِنِّی لَأَرَی وُجُوهاً لَوْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ یُزِیلُ جَبَلًا مِنْ مَكَانِهِ لَأَزَالَهُ بِهَا فَلَا تُبَاهِلُوا فَتَهْلِكُوا فَلَمْ یَبْقَ (1) عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ نَصْرَانِیٌّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقَالُوا یَا أَبَا الْقَاسِمِ رَأَیْنَا أَنْ لَا نُبَاهِلَكَ وَ أَنْ نُقِرَّكَ عَلَی دِینِكَ وَ نَثْبُتَ عَلَی دِینِنَا قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا أَبَیْتُمُ الْمُبَاهَلَةَ فَأَسْلِمُوا یَكُنْ لَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِینَ وَ عَلَیْكُمْ مَا عَلَیْهِمْ فَأَبَوْا قَالَ فَإِنِّی أُنَاجِزُكُمْ (2) فَقَالُوا مَا لَنَا بِحَرْبِ الْعَرَبِ طَاقَةٌ وَ لَكِنْ نُصَالِحُكَ عَلَی أَنْ لَا تَغْزُوَنَا وَ لَا تُخِیفَنَا وَ لَا تَرُدَّنَا عَنْ دِینِنَا عَلَی أَنْ نُؤَدِّیَ إِلَیْكَ كُلَّ عَامٍ أَلْفَیْ حُلَّةٍ أَلْفاً فِی صَفَرٍ وَ أَلْفاً (3) فِی رَجَبٍ وَ ثَلَاثِینَ دِرْعاً عَادِیَةً مِنْ حَدِیدٍ فَصَالَحَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی ذَلِكَ وَ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ الْهَلَاكَ قَدْ تَدَلَّی عَلَی أَهْلِ نَجْرَانَ وَ لَوْ لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ وَ لَاضْطَرَمَ (4) عَلَیْهِمَا الْوَادِی نَاراً وَ لَاسْتَأْصَلَ اللَّهُ نَجْرَانَ وَ أَهْلَهُ حَتَّی الطَّیْرَ عَلَی رُءُوسِ الشَّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الْحَوْلُ (5) عَلَی النَّصَارَی كُلِّهِمْ حَتَّی یَهْلِكُوا.
وَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ وَ عَلَیْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ (6) مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَجَاءَ الْحَسَنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ الْحُسَیْنُ فَأَدْخَلَهُ ثُمَّ جَاءَ (7) فَاطِمَةُ ثُمَّ عَلِیٌّ ثُمَّ قَالَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً.
فإن قلت ما كان دعاؤه إلی المباهلة إلا لیتبین الكاذب منه و من خصمه و ذلك أمر یختص به و بمن یكاذبه فما معنی ضم الأبناء و النساء قلت كان (8) ذلك آكد للدلالة علی ثقته بحاله و استیقانه بصدقه حیث استجرأ علی تعریض أعزته و أفلاذ كبده (9)
ص: 259
و أحب الناس إلیه لذلك و لم یقتصر علی تعریض نفسه له و علی ثقته أیضا بكذب خصمه حتی یهلك (1) مع أحبته و أعزته هلاك الاستئصال إن تمت المباهلة و خص الأبناء و النساء لأنهم أعز الأهل و ألصقهم بالقلوب و ربما فداهم الرجل بنفسه و حارب دونهم حتی یقتل و من ثم كانوا یسوقون مع أنفسهم الظعائن (2) فی الحروب لتمنعهم من الهرب و یسمون الذادة عنها حماة الحقائق (3) و قدمهم فی الذكر علی الأنفس لینبه علی لطف مكانهم و قرب منزلتهم و لیؤذن (4) بأنهم مقدمون علی الأنفس مفدون بها و فیه دلیل لا شی ء أقوی منه علی فضل أصحاب الكساء علیهم السلام و فیه برهان واضح علی صحة نبوة النبی صلی اللّٰه علیه و آله لأنه لم یرو أحد من موافق و لا مخالف أنهم أجابوا إلی ذلك انتهی كلام الزمخشری (5).
وَ قَالَ السَّیِّدُ بْنُ طَاوُسٍ فِی الطَّرَائِفِ ذَكَرَ النَّقَّاشُ فِی تَفْسِیرِهِ شِفَاءِ الصُّدُورِ مَا هَذَا لَفْظُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ بِیَدِ الْحَسَنِ وَ حَمَلَ الْحُسَیْنَ علیه السلام عَلَی صَدْرِهِ وَ یُقَالُ بِیَدِهِ الْأُخْرَی وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ وَ فَاطِمَةُ علیها السلام مِنْ وَرَائِهِمْ فَحَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِیلَةُ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مِنْ بَیْنِ جَمِیعِ أَبْنَاءِ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَبْنَاءِ أُمَّتِهِ وَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِیلَةُ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ بَیْنِ بَنَاتِ النَّبِیِّ وَ بَنَاتِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ بَنَاتِ أُمَّتِهِ وَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِیلَةُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ بَیْنِ أَقَارِبِ رَسُولِ اللَّهِ وَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أُمَّتِهِ بِأَنْ جَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَنَفْسِهِ یَقُولُ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ.
جریر عن الأعمش قال كانت المباهلة لیلة إحدی و عشرین من ذی الحجة و كان
ص: 260
تزویج فاطمة لعلی بن أبی طالب علیهما السلام یوم خمسة و عشرین من ذی الحجة و كان یوم غدیر خم یوم ثمانیة عشر من ذی الحجة.
هذا آخر كلام النقاش و قد ذكر الخطیب فی تاریخ بغداد فضل أبی بكر محمد بن الحسن بن زیاد النقاش و كثرة رجاله و أن الدارقطنی و غیره رووا عنه و ذكر أنه قال عند موته لِمِثْلِ هذا فَلْیَعْمَلِ الْعامِلُونَ ثم مات فی الحال.
و من ذلك ما رواه مسلم فی صحیحه (1) من طرق: فمنها فی الجزء الرابع فی باب فضائل أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهما السلام فی ثالث كراس من أوله من الكتاب الذی نقل الحدیث منه فی تفسیر قوله تعالی فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ فَرَفَعَ مُسْلِمٌ الْحَدِیثَ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ طَوِیلٌ یَتَضَمَّنُ عِدَّةَ فَضَائِلَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَاصَّةً یَقُولُ فِی آخِرِهِ وَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی.
و رواه أیضا مسلم فی أواخر الجزء المذكور علی حد كراسین من النسخة المنقول منها و رواه أیضا الحمیدی فی الجمع بین الصحیحین فی مسند سعد بن أبی وقاص فی الحدیث السادس من إفراد مسلم و رواه الثعلبی فی تفسیر هذه الآیة عن مقاتل و الكلبی (2).
أقول: ثم ساق الحدیث مثل ما مر فی الروایة الأولی للزمخشری- ثم قال السید رحمه اللّٰه و رواه أیضا أبو بكر بن مردویه بأجمل من هذه الألفاظ و هذه المعانی عن ابن عباس و الحسن و الشعبی و السدی
وَ فِی رِوَایَةِ الثَّعْلَبِیِّ زِیَادَةٌ فِی آخِرِ حَدِیثِهِ وَ هِیَ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنَّ الْعَذَابَ قَدْ تَدَلَّی عَلَی أَهْلِ نَجْرَانَ وَ لَوْ لَاعَنُوا لَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ وَ لَاضْطَرَمَ عَلَیْهِمُ الْوَادِی نَاراً وَ لَاسْتَأْصَلَ اللَّهُ نَجْرَانَ وَ أَهْلَهُ حَتَّی الطَّیْرَ عَلَی الشَّجَرِ وَ لَمَا حَالَ الْحَوْلُ عَلَی النَّصَارَی كُلِّهِمْ حَتَّی هَلَكُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ
ص: 261
وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ بِالْمُفْسِدِینَ (1)
وَ رَوَاهُ الشَّافِعِیُّ بْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ عَنِ الشَّعْبِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ النَّجْرَانِ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَاقِبُ وَ الطَّیِّبُ فَدَعَاهُمَا إِلَی الْإِسْلَامِ فَقَالا أَسْلَمْنَا یَا مُحَمَّدُ قَبْلَكَ (2) قَالَ كَذَبْتُمَا إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا مَا یَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ قَالا هَاتِ قَالَ حُبُّ الصَّلِیبِ وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ أَكْلُ الْخِنْزِیرِ فَدَعَاهُمَا إِلَی الْمُلَاعَنَةِ فَوَاعَدَاهُ أَنْ یُغَادِیَاهُ بِالْغُدْوَةِ (3) فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا فَأَبَیَا أَنْ یُجِیبَا فَأَقَرَّا بِالْخَرَاجِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَوْ فَعَلَا لَأَمْطَرَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا الْوَادِیَ نَاراً قَالَ جَابِرٌ فِیهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ الْآیَةَ قَالَ الشَّعْبِیُّ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ وَ أَنْفُسَنا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
أَقُولُ:
وَ قَالَ السَّیُوطِیُّ فِی الدُّرِّ الْمَنْثُورِ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَ صَحَّحَهُ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الدَّلَائِلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَاقِبُ وَ السَّیِّدُ فَدَعَاهُمَا إِلَی الْإِسْلَامِ وَ ذَكَرَ نَحْوَ مَا مَرَّ وَ قَالَ فِی آخِرِهِ قَالَ جَابِرٌ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ وَ أَبْناءَنا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ نِساءَنا فَاطِمَةُ علهیم السلام.
قَالَ: وَ أَخْرَجَ الْبَیْهَقِیُّ فِی الدَّلَائِلِ مِنْ طَرِیقِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ یَشُوعَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَتَبَ إِلَی أَهْلِ نَجْرَانَ قَبْلَ أَنْ یَنْزِلَ عَلَیْهِ طس سُلَیْمَانُ (4) بِسْمِ إِلَهِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی أُسْقُفِّ نَجْرَانَ وَ أَهْلِ نَجْرَانَ إِنْ أَسْلَمْتُمْ فَإِنِّی أَحْمَدُ إِلَیْكُمْ إِلَهَ إِبْرَاهِیمَ (5) وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّی أَدْعُوكُمْ إِلَی عِبَادَةِ
ص: 262
اللَّهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِبَادِ وَ أَدْعُوكُمْ إِلَی وَلَایَةِ اللَّهِ مِنْ وَلَایَةِ الْعِبَادِ فَإِنْ أَبَیْتُمْ فَالْجِزْیَةُ وَ إِنْ أَبَیْتُمْ فَقَدْ أُوذِنْتُمْ (1) بِحَرْبٍ وَ السَّلَامُ فَلَمَّا قَرَأَ الْأُسْقُفُّ الْكِتَابَ فَظِعَ بِهِ وَ ذُعِرَ ذُعْراً شَدِیداً (2) فَبَعَثَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ یُقَالُ لَهُ شُرَحْبِیلُ بْنُ وَادِعَةَ (3) فَدَفَعَ إِلَیْهِ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَأَهُ فَقَالَ لَهُ الْأُسْقُفُّ مَا رَأْیُكَ فَقَالَ شُرَحْبِیلُ قَدْ عَلِمْتَ مَا وَعَدَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ فِی ذُرِّیَّةِ إِسْمَاعِیلَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَمَا یُؤْمَنُ مِنْ أَنْ یَكُونَ (4) ذَلِكَ الرَّجُلَ لَیْسَ لِی فِی النُّبُوَّةِ رَأْیٌ لَوْ كَانَ أَمْرٌ (5) مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا أَشَرْتُ عَلَیْكَ فِیهِ وَ جَهَدْتُ لَكَ فَبَعَثَ الْأُسْقُفُّ إِلَی وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ فَكُلُّهُمْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِ شُرَحْبِیلَ فَاجْتَمَعَ رَأْیُهُمْ عَلَی أَنْ یَبْعَثُوا شُرَحْبِیلَ بْنَ وَادِعَةَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شُرَحْبِیلَ وَ جَبَّارَ بْنَ فَیْضٍ فَیَأْتُونَهُمْ بِخَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْطَلَقَ الْوَفْدُ حَتَّی أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُمْ وَ سَأَلُوهُ فَلَمْ تَنْزِلْ بِهِ وَ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّی قَالُوا لَهُ مَا تَقُولُ فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا عِنْدِی فِیهِ شَیْ ءٌ یَوْمِی هَذَا فَأَقِیمُوا حَتَّی أُخْبِرَكُمْ بِمَا یُقَالُ لِی فِی عِیسَی صُبْحَ الْغَدَاةِ (6) فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ إِلَی قَوْلِهِ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ فَأَبَوْا أَنْ یُقِرُّوا بِذَلِكَ فَلَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْغَدَ بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُمْ الْخَبَرَ أَقْبَلَ مُشْتَمِلًا عَلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فِی خَمِیلَةٍ لَهُ وَ فَاطِمَةُ تَمْشِی عِنْدَ ظَهْرِهِ (7) لِلْمُلَاعَنَةِ وَ لَهُ یَوْمَئِذٍ عِدَّةُ نِسْوَةٍ فَقَالَ شُرَحْبِیلُ لِصَاحِبَیْهِ إِنِّی أَرَی امْرَأً مُقْبِلًا إِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ نَبِیّاً مُرْسَلًا فَنُلَاعِنَهُ (8) لَا یَبْقَی عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ مِنَّا شَعْرٌ وَ لَا ظُفُرٌ إِلَّا هَلَكَ فَقَالا لَهُ مَا رَأْیُكَ فَقَالَ رَأْیِی أَنْ أُحَكِّمَهُ (9)
ص: 263
فَإِنِّی أَرَی رَجُلًا مُقْبِلًا لَا یَحْكُمُ شَطَطاً أَبَداً (1) فَقَالَ لَهُ أَنْتَ وَ ذَاكَ فَتَلَقَّی شُرَحْبِیلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنِّی قَدْ رَأَیْتُ خَیْراً مِنْ مُلَاعَنَتِكَ قَالَ وَ مَا هُوَ؟ قَالَ أُحَكِّمُكَ (2) الْیَوْمَ إِلَی اللَّیْلِ وَ لَیْلَتَكَ إِلَی الصَّبَاحِ فَمَهْمَا حَكَمْتَ فِینَا فَهُوَ جَائِزٌ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یُلَاعِنْهُمْ وَ صَالَحَهُمْ عَلَی الْجِزْیَةِ.
وَ أَخْرَجَ أَبُو نُعَیْمٍ فِی الدَّلَائِلِ مِنْ طَرِیقِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ مِنَ النَّصَارَی قَدِمُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ وَ هُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَشْرَافِهِمْ مِنْهُمُ السَّیِّدُ وَ هُوَ الْكَبِیرُ وَ الْعَاقِبُ وَ هُوَ الَّذِی یَكُونُ بَعْدَهُ صَاحِبَ رَأْیِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسْلِمَا قَالا أَسْلَمْنَا قَالَ مَا أَسْلَمْتُمَا قَالا بَلَی قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ قَالَ كَذَبْتُمَا یَمْنَعُكُمَا مِنَ الْإِسْلَامِ ثَلَاثٌ فِیكُمَا عِبَادَتُكُمَا الصَّلِیبَ وَ أَكْلُكُمَا الْخِنْزِیرَ وَ زَعْمُكُمَا أَنَّ لِلَّهِ وَلَداً فَنَزَلَ إِنَّ مَثَلَ عِیسی الْآیَةَ فَلَمَّا قَرَأَهَا عَلَیْهِمْ قَالُوا مَا نَعْرِفُ مَا تَقُولُ فَنَزَلَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ یَقُولُ مَنْ جَادَلَكَ فِی أَمْرِ عِیسَی مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْقُرْآنِ- فَقُلْ تَعالَوْا إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ نَبْتَهِلْ یَقُولُ نَجْتَهِدُ فِی الدُّعَاءِ أَنَّ الَّذِی جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ الَّذِی یَقُولُونَ هُوَ الْبَاطِلُ فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِی إِنْ لَمْ تَقْبَلُوا هَذَا أَنْ أُبَاهِلَكُمْ فَقَالُوا یَا أَبَا الْقَاسِمِ بَلْ نَرْجِعُ فَنَنْظُرُ فِی أَمْرِنَا ثُمَّ نَأْتِیكَ فَخَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فَیُصَادِقُوا (3) فِیمَا بَیْنَهُمْ قَالَ السَّیِّدُ لِلْعَاقِبِ قَدْ وَ اللَّهِ عَلِمْتُمْ أَنَّ الرَّجُلَ نَبِیٌّ فَلَوْ لَاعَنْتُمُوهُ لَاسْتُؤْصِلْتُمْ (4) وَ مَا لَاعَنَ قَوْمٌ قَطُّ نَبِیّاً فَعَاشَ كَبِیرُهُمْ وَ نَبَتَ صَغِیرُهُمْ (5) فَإِنْ أَنْتُمْ لَمْ تَتَّبِعُوهُ وَ أَبَیْتُمْ إِلَّا إِلْفَ دِینِكُمْ فَوَادِعُوهُ وَ ارْجِعُوا إِلَی بِلَادِكُمْ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ وَ مَعَهُ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ علیهم السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ أَنَا دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا أَنْتُمْ فَأَبَوْا أَنْ یُلَاعِنُوهُ وَ صَالَحُوهُ عَلَی الْجِزْیَةِ.
ص: 264
وَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِی شَیْبَةَ وَ سَعِیدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَ عَبْدُ بْنُ حُمَیْدٍ وَ ابْنُ جَرِیرٍ وَ أَبُو نُعَیْمٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی قَوْلِهِ فَوَاعِدُوهُ لِغَدٍ فَغَدَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ علیهم السلام فَأَبَوْا أَنْ یُلَاعِنُوهُ وَ صَالَحُوهُ عَلَی الْجِزْیَةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَتَانِی الْبِشْرُ بِهَلَكَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ حَتَّی الطَّیْرِ عَلَی الشَّجَرِ لَوْ تَمُّوا عَلَی الْمُلَاعَنَةِ
وَ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَ التِّرْمِذِیُّ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَ الْحَاكِمُ وَ الْبَیْهَقِیُّ فِی سُنَنِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِیرٍ عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ الْیَشْكُرِیِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ «قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ» الْآیَةَ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ ابْنَیْهَا (1) الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام وَ دَعَا الْیَهُودَ لِیُلَاعِنَهُمْ فَقَالَ شَابٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَیْحَكُمْ أَ لَیْسَ عَهِدَكُمْ بِالْأَمْسِ إِخْوَانُكُمُ الَّذِینَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِیرَ؟ لَا تُلَاعِنُوا فَانْتَهَوْا (2).
بیان: قطع به علی بناء الفاعل أی جزم بحقیته (3) و یقال قطع كفرح و كرم إذا لم یقدر علی الكلام أو علی بناء المفعول أی عجز أو حیل بینه و بین ما یؤمله و الخمیلة القطیفة و كل ثوب له خمل (4).
أقول: روی ابن بطریق فی العمدة (5) نزول آیة المباهلة فیهم بأسانید من صحیح مسلم و تفسیر الثعلبی و مناقب ابن المغازلی وَ رَوَی ابْنُ الْأَثِیرِ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ مِنْ صَحِیحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی (6).
ص: 265
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه أجمع المفسرون علی أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسین علیهما السلام قال أبو بكر الرازی هذا یدل علی أن الحسن و الحسین ابنا رسول اللّٰه و أن ولد الابنة ابن علی الحقیقة (1) و قال ابن أبی علان و هو أحد أئمة المعتزلة هذا یدل علی أن الحسن و الحسین علیهما السلام كانا مكلفین فی تلك الحال لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغین و قال أصحابنا إن صغر السن و نقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ینافی كمال العقل و إنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحكام الشرعیة و كان سنهم فی تلك الحال سنا لا یمتنع معها أن یكونا كاملی العقل (2) علی أن عندنا یجوز أن یخرق اللّٰه العادات للأئمة و یخصهم بما لا یشركهم فیه غیرهم فلو صح أن كمال العقل غیر معتاد فی تلك السن لجاز ذلك فیهم إبانة لهم عمن سواهم و دلالة علی مكانهم من اللّٰه تعالی و اختصاصهم به
وَ مِمَّا یُؤَیِّدُهُ مِنَ الْأَخْبَارِ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ابْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا.
وَ نِساءَنا اتفقوا علی أن المراد به فاطمة علیها السلام لأنه لم یحضر المباهلة غیرها من النساء و هذا یدل علی تفضیل الزهراء علی جمیع النساء وَ أَنْفُسَنا یعنی علیا خاصة و لا یجوز أن یكون المعنی به النبی صلی اللّٰه علیه و آله لأنه هو الداعی و لا یجوز أن یدعو الإنسان نفسه و إنما یصح أن یدعو غیره و إذا كان قوله وَ أَنْفُسَنا لا بد أن یكون إشارة إلی غیر الرسول وجب أن یكون إشارة إلی علی علیه السلام لأنه لا أحد یدعی دخول غیر أمیر المؤمنین علیه السلام و زوجته و ولدیه علیهما السلام فی المباهلة و هذا یدل علی غایة الفضل و علو الدرجة و البلوغ منه إلی حیث لا یبلغه أحد إذ جعله اللّٰه سبحانه نفس الرسول و هذا ما لا یدانیه أحد و لا یقاربه انتهی (3).
أَقُولُ وَ یَدُلُّ عَلَی كَوْنِ الْمُرَادِ بِأَنْفُسِنَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
مَا رَوَاهُ ابْنُ حَجَرٍ فِی
ص: 266
صَوَاعِقِهِ رِوَایَةً عَنِ الدَّارَقُطْنِیِّ: أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام یَوْمَ الشُّورَی احْتَجَّ عَلَی أَهْلِهَا فَقَالَ لَهُمْ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ هَلْ فِیكُمْ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الرَّحِمِ مِنِّی وَ مَنْ جَعَلَهُ نَفْسَهُ وَ أَبْنَاءَهُ أَبْنَاءَهُ وَ نِسَاءَهُ نِسَاءَهُ غَیْرِی قَالُوا اللَّهُمَّ لَا. انتهی (1)
و لا یخفی أن تخصیص هؤلاء من بین جمیع أقاربه صلی اللّٰه علیه و آله للمباهلة دون عباس و عقیل و جعفر و غیرهم لا یكون إلا لأحد شیئین إما لكونهم أقرب الخلق إلی اللّٰه بعده حیث استعان بهم فی الدعاء علی العدو دون غیرهم و إما لكونهم أعز الخلق علیه حیث عرضهم للمباهلة إظهارا لوثوقه علی حقیته حیث لم یبال بأن یدعو الخصم علیهم مع شدة حبه لهم و ظاهر أن حبه صلی اللّٰه علیه و آله لم یكن من جهة البشریة و الأمور الدنیویة بل لم یكن یحب إلا من یحبه اللّٰه و لم یكن حبه إلا خالصا لله كیف لا و قد ذم اللّٰه تعالی و رسوله ذلك فی كثیر من الآیات و الأخبار و كل من یدعی درجة نازلة من الولایة و المحبة یتبرأ من حب الأولاد و النساء و الأقارب لمحض القربة أو للأغراض الفاسدة و قد نری كثیرا من الناس یذمهم العقلاء بأنهم یحبون بعض أولادهم مع أن غیرهم أعلم و أصلح و أتقی و أورع منهم و أیضا معلوم من سیرته صلی اللّٰه علیه و آله أنه كان یعادی كثیرا من عشائره لكونهم أعداء اللّٰه و یقاتلهم و كان یحب و یقرب الأباعد و من لیس له نسب و لا حسب لكونهم أولیاء اللّٰه
كَمَا قَالَ سَیِّدُ السَّاجِدِینَ وَ وَالَی فِیكَ الْأَبْعَدِینَ وَ عَادَی فِیكَ الْأَقْرَبِینَ (2).
و أیضا استدل المخالفون بخبرهم الموضوع المفتری:
لو كنت متخذا خلیلا لاتخذت أبا بكر خلیلا.
علی فضله و كیف یثبت له فضل لو كانت خلته منوطة بالأغراض الدنیویة (3) فإذا ثبت ذلك فیرجع
ص: 267
هذا أیضا إلی كونهم أقرب الخلق و أحبهم إلی اللّٰه فیكونون أفضل من غیرهم فیقبح عقلا تقدیم غیرهم علیهم و أیضا لما ثبت أنه المقصود بنفس الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی هذه الآیة و لیس المراد النفسیة الحقیقیة لامتناع اتحاد الاثنین و أقرب المجازات إلی الحقیقة اشتراكهما فی الصفات و الكمالات و خرجت النبوة بالدلیل فبقی غیرها و من جملتها وجوب الطاعة و الرئاسة العامة و الفضل علی من سواه و سائر الفضائل و لو تنزلنا عن ذلك فالمجاز الشائع الذائع فی استعمال هذا اللفظ كون الرجل عزیزا علی غیره و أحب الخلق إلیه كنفسه فیدل أیضا علی أفضلیته و إمامته بما مر من التقریر.
(1) أقول و ذكر إمامهم الرازی فی التفسیر و الأربعین (2) الاستدلال بهذه علی كون أمیر المؤمنین علیه السلام أفضل من الأنبیاء و سائر الصحابة عن بعض الإمامیة بما مر لكن علی وجه مبسوط ثم قال فی الجواب (3) كما أن الإجماع انعقد علی أن النبی أفضل من الأنبیاء فكذلك انعقد الإجماع علی أن الأنبیاء أفضل من غیرهم و أعرض عن ذكر الصحابة لأنه لم یكن عنده فیهم جواب و ما ذكره فی الجواب عن الأنبیاء فهو فی غایة الوهن لأن الإجماع الذی ادعاه إن أراد به إجماعهم فحجیته عند الإمامیة ممنوعة و إن أراد إجماع الأمة فتحققه عندهم ممنوع لأن أكثر الإمامیة قائلون بكون أئمتنا علیهم السلام أفضل
ص: 268
من سائر الأنبیاء و أخبارهم الدالة علی ذلك مستفیضة عندهم و لم یتصرف فی سائر المقدمات و لم یتعرض لمنعها و دفعها مع أنه إمام المشككین عندهم لغایة متانتها و وضوحها و لنتعرض لدفع بعض الشبه الواهیة و المنوع الباردة التی یمكن أن یخطر ببال بعض المتعسفین.
فنقول: إن قال قائل یمكن أن تكون الدعوة متعلقة بالنفس مجازا و ما ارتكبتموه من التجوز لیس بأولی من هذا المجاز (1) فنقول یمكن الجواب عنه بوجهین: الأول أن التجوز فی النفس أشهر و أشیع عند العرب و العجم فیقول أحدهم لغیره یا روحی و یا نفسی و فی خصوص هذه المادة وردت روایات كثیرة بهذا المعنی من الجانبین كما سنذكره فی باب اختصاصه علیه السلام به وَ قَدْ وَرَدَ فِی صِحَاحِهِمْ أَنَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ (2) وَ قَالَ عَلِیٌّ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ رَأْسِی مِنْ جَسَدِی وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بِمَنْزِلَةِ رُوحِی مِنْ جَسَدِی وَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِی.
و أمثال ذلك كثیرة فكل ذلك قرینة مرجحة لهذا المجاز.
و الثانی أن نقول الآیة علی جمیع محتملاتها تدل علی فضله علیه السلام و كونه أولی بالإمامة لأن قوله تعالی نَدْعُ بصیغة التكلم (3) إما باعتبار دخول المخاطبین أو للتعظیم أو لدخول الأمة أو الصحابة و علی الأخیرین یكون المعنی ندع أبناءنا و تدعوا أبناءكم و لا یخفی أن الأول أظهر و هو أیضا فی بادئ النظر یحتمل الوجهین الأول أن یكون المعنی یدعو كل منا و منكم أبناءه و نساءه و نفسه الثانی أن یكون المعنی یدعو كل منا و منكم أبناء الجانبین و هكذا و الأول أظهر كما صرح به أكثر المفسرین و هذه الاحتمالات لا مدخل لها فیما نحن بصدده و سیظهر حالها فیما سنورده فی الوجوه الآتیة و أما جمعیة الأبناء و النساء و الأنفس فیحتمل أن تكون للتعظیم أو لدخول الأمة أو
ص: 269
الصحابة فیها أو لدخول المخاطبین فیها فیكون التقدیر أبناءنا و إیاكم و یكون إعادة الأبناء لمرجوحیة العطف علی الضمیر المجرور بدون إعادة الجار أو تكون الجمعیة باعتبار أنه بظاهر الحال كان یحتمل أن یكون من یصلح للمباهلة جماعة من كل صنف فلما لم یجد من یصلح لذلك من جانبه سوی هؤلاء اقتصر علیهم و تعیین الجماعة قبل تحقیق المباهلة لم یكن ضرورا و كذا جمعیة الضمیر فی أَبْناءَنا و نِساءَنا و أَنْفُسَنا تحتمل ما سوی الوجه الثالث و الوجه الثالث فی الأول أیضا بعید جدا لأنه معلوم أن دعوة كل منهما تختص بفریقه.
فنرجع و نقول لو كانت الجمعیة للتعظیم و كان المراد (1) نفس من تصدی للمباهلة و كان المتصدی لها من هذا الجانب الرسول فلا وجه لإدخال أمیر المؤمنین علیه السلام فی ذلك مع أنه كان داخلا باتفاق الفریقین و روایاتهم و كان للنصاری أن یقول لم أتیت به و هو لم یكن داخلا فیمن شرطنا؟ إلا أن یقولوا كان لشدة الاختصاص و التناسب و قرب المنزلة بمنزلة نفسه فلذا أتی به و هو مع بعده لو ارتكبته (2) كان مستلزما لمقصودنا علی أتم وجه بل هو أدعی لمطلوبنا من الوجه الذی دفعتم (3) فقد وقعتم فیما منه فررتم.
و أما الوجه الثانی فنقول لو كانت الأمة و الصحابة داخلین فی المباهلة فلم لم یأت بجمیع من حضر منهم إلا أن یقال إحضار الجمیع لما كان موجبا للغوغاء (4) العام و موهما لعدم اعتماده علی حقیته بل كان اعتماده علی كثرة الناس لیرهب به العدو أو لیتكل علی دعائهم فلذلك (5) أتی بنفسه لأنه كان نبیهم و أولی بهم و ضامنا لصحة معتقدهم و بعلی علیه السلام لأنه كان إمامهم و قائدهم و أولی بهم و الشاهد علی صحة نبوة نبیهم و التالی له فی الفضل و لاتحاد أبنائهما و انتساب فاطمة علیها السلام إلیهما فأتی كل منهما مع
ص: 270
أبنائه و نسائه نیابة عن جمیع الأمة و إلا فلا وجه لتخصیصه علیه السلام من بین سائر الصحابة فهذا أصرح فی مقصودنا و أقوی فی إثبات مطلوبنا و كذا الوجه الرابع (1) یتضمن ثبوت المدعی إذ لو لم یكن فی جمیع الأمة و الصحابة من یصلح للمباهلة غیرهم فهم أقرب الخلق إلی اللّٰه و الرسول و أولی بالإمامة و سائر المنازل الشریفة من سائر الصحابة.
فإن قیل الحمل علی أقرب المجازات إنما یكون متعینا لو لم یكن معنی آخر شائعا و معلوم أن إطلاق النفس علی الغیر فی مقام إظهار غایة المحبة و الاختصاص شائع قلنا ما مر من الأخبار بعد التأمل فیها كانت أقوی القرائن علی هذا المعنی و لو سلم فدلالته علی الأولویة فی الإمامة و الخلافة ثابتة بهذا الوجه أیضا كما عرفت و هو مقصودنا الأهم فی هذا المقام.
و أما الفضل علی الأنبیاء فهو ثابت بأخبارنا المستفیضة و لا حاجة لنا إلی الاستدلال بالآیة و إن كانت عند المنصف ظاهرة الدلالة (2) و فی المقام تحقیقات ظریفة و كلمات شریفة أسلفناها مع جل الأخبار المتعلقة بهذا المطلوب فی كتاب النبوة و إنما أوردنا هاهنا قلیلا من كثیر لئلا یخلو هذا المجلد عن جملة منها وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ
ص: 271
(1) و نزول الكوكب فی داره ع
1- لی، الأمالی للصدوق: ابْنُ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ غِیَاثٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جُوَیْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّیْنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ذَاتَ لَیْلَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ سَیَنْقَضُّ (2) كَوْكَبٌ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَیَسْقُطُ فِی دَارِ أَحَدِكُمْ فَمَنْ سَقَطَ ذَلِكَ الْكَوْكَبُ فِی دَارِهِ فَهُوَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ الْإِمَامُ بَعْدِی فَلَمَّا كَانَ قُرْبُ الْفَجْرِ جَلَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا فِی دَارِهِ یَنْتَظِرُ سُقُوطَ الْكَوْكَبِ فِی دَارِهِ وَ كَانَ أَطْمَعَ الْقَوْمِ فِی ذَلِكَ أَبِی الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ انْقَضَّ الْكَوْكَبُ مِنَ الْهَوَاءِ فَسَقَطَ فِی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ یَا عَلِیُّ وَ الَّذِی بَعَثَنِی بِالنُّبُوَّةِ لَقَدْ وَجَبَتْ لَكَ الْوَصِیَّةُ وَ الْخِلَافَةُ وَ الْإِمَامَةُ بَعْدِی فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیٍّ وَ أَصْحَابُهُ لَقَدْ ضَلَّ مُحَمَّدٌ فِی مَحَبَّةِ ابْنِ عَمِّهِ وَ غَوَی وَ مَا یَنْطِقُ فِی شَأْنِهِ إِلَّا بِالْهَوَی فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَالِقِ النَّجْمِ إِذَا هَوَی- ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ یَعْنِی فِی مَحَبَّةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع- وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ
ص: 272
عَنِ الْهَوی یَعْنِی فِی شَأْنِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی
وَ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ شَیْخٌ لِأَهْلِ الرَّیِّ یُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْهَیْثَمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِی حَدِیثِهِ یَهْوِی كَوْكَبٌ مِنَ السَّمَاءِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَیَسْقُطُ فِی دَارِ أَحَدِكُمْ
وَ حَدَّثَنَا أَیْضاً الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكُوفِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السِّجْزِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحُسَیْنِ الْمَشْهَدِیِّ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ السَّعْدِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ النَّجْمِ إِذا هَوی قَالَ هُوَ النَّجْمُ الَّذِی هَوَی مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَسَقَطَ فِی حُجْرَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ كَانَ أَبِی الْعَبَّاسُ یُحِبُّ أَنْ یَسْقُطَ ذَلِكَ النَّجْمُ فِی دَارِهِ فَیَحُوزَ (1) الْوَصِیَّةَ وَ الْخِلَافَةَ وَ الْإِمَامَةَ وَ لَكِنْ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ ذَلِكَ غَیْرَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ (2).
2- لی، الأمالی للصدوق الْقَطَّانُ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا مَرِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَرَضَهُ الَّذِی قَبَضَهُ اللَّهُ فِیهِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ أَصْحَابُهُ وَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَمَنْ لَنَا بَعْدَكَ وَ مَنِ الْقَائِمُ فِینَا بِأَمْرِكَ فَلَمْ یُجِبْهُمْ جَوَاباً وَ سَكَتَ عَنْهُمْ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّانِی أَعَادُوا عَلَیْهِ الْقَوْلَ فَلَمْ یُجِبْهُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِمَّا سَأَلُوهُ فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ قَالُوا لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَمَنْ لَنَا مِنْ بَعْدِكَ وَ مَنِ الْقَائِمُ فِینَا بِأَمْرِكَ فَقَالَ لَهُمْ إِذَا كَانَ غَداً هَبَطَ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ فِی دَارِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِی فَانْظُرُوا مَنْ هُوَ فَهُوَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ مِنْ بَعْدِی وَ الْقَائِمُ فِیكُمْ بِأَمْرِی وَ لَمْ یَكُنْ فِیهِمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ یَطْمَعُ أَنْ یَقُولَ لَهُ أَنْتَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی فَلَمَّا كَانَ الْیَوْمُ الرَّابِعُ جَلَسَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِی حُجْرَتِهِ یَنْتَظِرُ هُبُوطَ النَّجْمِ إِذَا انْقَضَّ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ قَدْ غَلَبَ نُورُهُ عَلَی ضَوْءِ الدُّنْیَا حَتَّی وَقَعَ فِی حُجْرَةِ
ص: 273
عَلِیٍّ علیه السلام فَهَاجَ الْقَوْمُ وَ قَالُوا وَ اللَّهِ لَقَدْ ضَلَّ هَذَا الرَّجُلُ وَ غَوَی وَ مَا یَنْطِقُ فِی ابْنِ عَمِّهِ إِلَّا بِالْهَوَی فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی ذَلِكَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (1).
قب، المناقب لابن شهرآشوب: عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ ثُمَّ قَالَ وَ یُقَالُ وَ نَزَلَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ (2)
وَ فِی رِوَایَةِ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ أَنَّهُ سَقَطَ فِی مَنْزِلِ عَلِیٍّ نَجْمٌ أَضَاءَتْ لَهُ الْمَدِینَةُ وَ مَا حَوْلَهَا وَ النَّجْمُ كَانَتِ الزُّهَرَةَ وَ قِیلَ بَلِ الثُّرَیَّا (3).
3- یل، الفضائل لابن شاذان قَالَ بَعْضُ الثِّقَاتِ اجْتَمَعَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَامِ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4) إِنَّ مِنْ شَأْنِ الْأَنْبِیَاءِ إِذَا اسْتَقَامَ أَمْرُهُمْ أَنْ یَدُلُّوا عَلَی وَصِیٍّ مِنْ بَعْدِهِمْ یَقُومُ (5) بِأَمْرِهِمْ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَدْ وَعَدَنِی أَنْ یُبَیِّنَ لِی هَذِهِ اللَّیْلَةَ وَصِیّاً (6) مِنْ بَعْدِی وَ الْخَلِیفَةَ الَّذِی یَقُومُ بِأَمْرِی بِآیَةٍ تَنْزِلُ (7) مِنَ السَّمَاءِ فَلَمَّا فَرَغَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ مِنْ تِلْكَ اللَّیْلَةِ وَ دَخَلُوا (8) الْبُیُوتَ وَ كَانَتْ لَیْلَةَ ظَلَامٍ (9) لَا قَمَرٍ فَإِذَا نَجْمٌ قَدْ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِدَوِیٍّ (10) عَظِیمٍ وَ شُعَاعٍ هَائِلٍ حَتَّی وَقَفَ عَلَی ذِرْوَةِ حُجْرَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ صَارَتِ الْحُجْرَةُ كَالنَّهَارِ أَضَاءَتِ الدُّورُ بِشُعَاعِهِ فَفَزِعَ النَّاسُ وَ جَاءُوا یُهْرَعُونَ (11) إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَقُولُونَ إِنَّ الْآیَةَ الَّتِی وَعَدْتَنَا بِهَا قَدْ نَزَلَتْ وَ هُوَ نَجْمٌ
ص: 274
وَ قَدْ نَزَلَ عَلَی ذِرْوَةِ دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَهُوَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِی وَ الْقَائِمُ مِنْ بَعْدِی وَ الْوَصِیُّ مِنْ بَعْدِی وَ الْوَلِیُّ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی فَأَطِیعُوهُ وَ لَا تُخَالِفُوهُ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ الْأَوَّلُ لِلثَّانِی مَا یَقُولُ فِی ابْنِ عَمِّهِ إِلَّا بِالْهَوَی وَ قَدْ رَكِبَتْهُ الْغَوَایَةُ فِیهِ حَتَّی لَوْ یُرِیدُ (1) أَنْ یَجْعَلَهُ نَبِیّاً مِنْ بَعْدِهِ لَفَعَلَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی
وَ قَالَ فِی ذَلِكَ الْعَوْنِیُّ شِعْراً:
مَنْ صَاحِبُ الدَّارِ الَّتِی انْقَضَّ بِهَا*** نَجْمٌ مِنَ الْأُفْقِ فَأَنْكَرْتُمْ لَهَا؟
فض، كتاب الروضة: بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَادِی عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ مِثْلَهُ بِأَدْنَی تَغْیِیرٍ «3»
. 4- فض، كتاب الروضة یل، الفضائل لابن شاذان: بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِیَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَمْسَ خِصَالٍ لَوْ كَانَ لِی وَاحِدَةٌ (3) لَكَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ قَالُوا وَ مَا هِیَ یَا عُمَرُ قَالَ الْأُولَی تَزْوِیجُهُ بِفَاطِمَةَ علیها السلام وَ فَتْحُ بَابِهِ إِلَی الْمَسْجِدِ حِینَ سُدَّتْ أَبْوَابُنَا وَ انْقِضَاضُ النَّجْمِ فِی حُجْرَتِهِ وَ یَوْمَ خَیْبَرَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4) لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (5) یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدِهِ (6) وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ یَكُونَ لِی ذَلِكَ (7).
ص: 275
5- إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا كَثُرَ قَوْلُ الْمُنَافِقِینَ وَ حُسَّادُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِیمَا یُظْهِرُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فَضْلِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ یَنُصُّ عَلَیْهِ وَ یَأْمُرُ بِطَاعَتِهِ وَ یَأْخُذُ الْبَیْعَةَ لَهُ عَلَی كُبَرَائِهِمْ وَ مَنْ لَا یُؤْمِنُ غَدَرَهُ وَ یَأْمُرُهُمْ بِالتَّسْلِیمِ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ یَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی وَ قَاضِی دَیْنِی وَ مُنْجِزُ عِدَتِی وَ الْحُجَّةُ لِلَّهِ (1) عَلَی خَلْقِهِ مِنْ بَعْدِی مَنْ أَطَاعَهُ سَعِدَ وَ مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ وَ شَقِیَ قَالَ (2) الْمُنَافِقُونَ لَقَدْ ضَلَّ مُحَمَّدٌ فِی ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ وَ غَوَی وَ جُنَّ (3) وَ اللَّهِ مَا أَفْتَنَهُ فِیهِ وَ حَبَّبَهُ إِلَیْهِ إِلَّا قَتْلُ الشُّجْعَانِ وَ الْأَقْرَانِ وَ الْفُرْسَانِ یَوْمَ بَدْرٍ وَ غَیْرِهَا مِنْ قُرَیْشٍ وَ سَائِرِ الْعَرَبِ وَ الْیَهُودِ وَ إِنَّ كُلَّ مَا یَأْتِینَا بِهِ وَ یُظْهِرُ فِی عَلِیٍّ مِنْ هَوَاهُ وَ كُلُّ ذَلِكَ یَبْلُغُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی اجْتَمَعَتِ التِّسْعَةُ الْمُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ فِی دَارِ الْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ التَّمِیمِیِّ وَ كَانَ یَسْكُنُهَا فِی ذَلِكَ الْوَقْتِ صُهَیْبٌ الرُّومِیُّ وَ هُمُ التِّسْعَةُ الَّذِینَ إِذَا عُدَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَعَهُمْ كَانَ عِدَّتُهُمْ عَشَرَةً وَ هُمْ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ وَ سَعْدٌ وَ سَعِیدٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الزُّهْرِیُّ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَقَالُوا لَقَدْ أَكْثَرَ مُحَمَّدٌ فِی حَقِّ عَلِیٍّ (4) حَتَّی لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ یَقُولَ لَنَا اعْبُدُوهُ لَقَالَ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ لَیْتَ مُحَمَّداً أَتَانَا فِیهِ بِآیَةٍ مِنَ السَّمَاءِ كَمَا آتَاهُ اللَّهُ فِی نَفْسِهِ مِنَ الْآیَاتِ مِثْلَ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ وَ غَیْرِهِ فَبَاتُوا تِلْكَ لَیْلَتَهُمْ (5) فَنَزَلَ نَجْمٌ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّی صَارَ فِی ذِرْوَةٍ بِجِدَارِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مُتَعَلِّقاً (6) یُضِی ءُ فِی سَائِرِ الْمَدِینَةِ حَتَّی دَخَلَ ضِیَاؤُهُ فِی الْبُیُوتِ وَ فِی الْآبَارِ (7) وَ فِی الْمَغَارَاتِ وَ فِی الْمَوَاضِعِ الْمُظْلِمَةِ مِنْ بُیُوتِ النَّاسِ فَذُعِرَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ ذُعْراً (8) شَدِیداً وَ خَرَجُوا وَ هُمْ لَا یَعْلَمُونَ ذَلِكَ النَّجْمَ عَلَی دَارِ مَنْ نَزَلَ؟ وَ لَا أَیْنَ هُوَ
ص: 276
مُتَعَلِّقٌ؟ وَ لَكِنْ یَرَوْنَهُ عَلَی بَعْضِ مَنَازِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ضَجِیجَ النَّاسِ خَرَجَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ نَادَی فِی النَّاسِ مَا الَّذِی أَرْعَبَكُمْ وَ أَخَافَكُمْ هَذَا النَّجْمُ عَلَی دَارِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالُوا نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَ فَلَا تَقُولُونَ لِمُنَافِقِیكُمُ التِّسْعَةِ الَّذِینَ اجْتَمَعُوا فِی أَمْسِكُمْ فِی دَارِ صُهَیْبٍ الرُّومِیِّ فَقَالُوا فِیَّ وَ فِی عَلِیٍّ أَخِی مَا قَالُوهُ وَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَیْتَ مُحَمَّداً أَتَانَا فِیهِ بِآیَةٍ مِنَ السَّمَاءِ كَمَا أَتَانَا بِآیَةٍ فِی نَفْسِهِ مِنْ شَقِّ الْقَمَرِ وَ غَیْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا النَّجْمَ مُتَعَلِّقاً عَلَی مَشْرَبَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1) وَ بَقِیَ إِلَی أَنْ غَابَ كُلُّ نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ وَ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَاةَ الْفَجْرِ مُغَلِّساً (2) وَ أَقْبَلَ النَّاسُ یَقُولُونَ مَا بَقِیَ نَجْمٌ فِی السَّمَاءِ وَ هَذَا النَّجْمُ مُعَلَّقٌ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هَذَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ قَدْ أَنْزَلَ عَلَی هَذَا النَّجْمِ قُرْآناً تَسْمَعُونَهُ ثُمَّ قَرَأَ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی عَلَّمَهُ شَدِیدُ الْقُوی ثُمَّ ارْتَفَعَ النَّجْمُ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ الشَّمْسُ قَدْ بَزَغَتْ (3) وَ غَابَ النَّجْمُ فِی السَّمَاءِ. فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِینَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَمَرَ هَذِهِ الشَّمْسَ فَنَادَتْ بِاسْمِ عَلِیٍّ وَ قَالَتْ هَذَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَخَبَّرَ النَّبِیَّ بِمَا قَالُوا وَ كَانَ ذَلِكَ فِی لَیْلَةِ الْخَمِیسِ وَ صَبِیحَتِهِ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْكَرِیمِ عَلَی النَّاسِ وَ قَالَ اسْتَدْعُوا لِی عَلِیّاً مِنْ مَنْزِلِهِ فَقَالَ لَهُ (4) یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ قَوْماً مِنْ مُنَافِقِی أُمَّتِی مَا قَنِعُوا بِآیَةِ النَّجْمِ حَتَّی قَالُوا لَوْ شَاءَ مُحَمَّدٌ لَأَمَرَ الشَّمْسَ أَنْ تُنَادِیَ بِاسْمِ عَلِیٍّ وَ یَقُولَ هَذَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَإِنَّكَ یَا عَلِیُّ فِی غَدٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ تَخْرُجُ مَعِی إِلَی بَقِیعِ الْغَرْقَدِ (5) فَقِفْ نَحْوَ مَطْلَعِ الشَّمْسِ فَإِذَا بَزَغَتِ الشَّمْسُ فَادْعُ بِدَعَوَاتٍ
ص: 277
أَنَا أُلَقِّنُكَ إِیَّاهَا وَ قُلْ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِیدَ وَ اسْمَعْ مَا تَقُولُ لَكَ وَ مَا تَرُدُّ عَلَیْكَ وَ انْصَرِفْ إِلَیَّ بِهِ فَسَمِعَ النَّاسُ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَمِعَ التِّسْعَةُ الْمُفْسِدُونَ فِی الْأَرْضِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ (1) لَا تَزَالُونَ تُغْرُونَ مُحَمَّداً بِأَنْ یُظْهِرَ فِی ابْنِ عَمِّهِ عَلِیٍّ كُلَّ آیَةٍ وَ لَیْسَ مِثْلُ مَا قَالَ (2) مُحَمَّدٌ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَقَالَ اثْنَانِ مِنْهُمْ وَ أَقْسَمَا بِاللَّهِ جَهْدَ أَیْمَانِهِمَا وَ هُمَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ إِنَّهُمَا لَیَحْضُرَانِ الْبَقِیعَ حَتَّی یَنْظُرَا وَ یَسْمَعَا مَا یَكُونُ (3) مِنْ عَلِیٍّ وَ الشَّمْسِ فَلَمَّا صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْفَجْرَ (4) وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَعَهُ فِی الصَّلَاةِ أَقْبَلَ عَلَیْهِ وَ قَالَ قُمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَی مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ فَأْتِ الْبَقِیعَ حَتَّی تَقُولَ لِلشَّمْسِ مَا قُلْتُ لَكَ وَ أَسَرَّ إِلَیْهِ سِرّاً كَانَ فِیهِ الدَّعَوَاتُ الَّتِی عَلَّمَهُ إِیَّاهَا فَخَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَسْعَی (5) إِلَی الْبَقِیعِ حَتَّی بَزَغَتِ الشَّمْسُ فَهَمْهَمَ بِذَلِكَ الدُّعَاءِ هَمْهَمَةً (6) لَمْ یَعْرِفُوهَا وَ قَالُوا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ مَا عَلَّمَهُ مُحَمَّدٌ مِنْ سِحْرِهِ وَ قَالَ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِیدَ فَأَنْطَقَهَا اللَّهُ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ وَ قَالَتْ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیَّهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ حَقّاً فَارْتَعَدُوا وَ اخْتَلَطَتْ عُقُولُهُمْ وَ انْكَفَئُوا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُسْوَدَّةً وُجُوهُهُمْ تَفِیضُ أَنْفُسُهُمْ (7) فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا الْعَجَبُ الْعَجِیبُ لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ لَا مِنَ الْمُرْسَلِینَ وَ لَا فِی الْأُمَمِ الْغَابِرَةِ (8) الْقَدِیمَةِ كُنْتَ تَقُولُ لَنَا إِنَّ عَلِیّاً لَیْسَ بِبَشَرٍ وَ هُوَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ
ص: 278
بِمَحْضَرٍ مِنَ النَّاسِ فِی مَسْجِدِهِ تَقُولُونَ مَا قَالَتِ الشَّمْسُ وَ تَشْهَدُونَ بِمَا سَمِعْتُمْ؟ قَالُوا یَحْضُرُ عَلِیٌّ فَیَقُولُ فَنَسْمَعُ (1) وَ نَشْهَدُ بِمَا قَالَ لِلشَّمْسِ وَ مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا بَلْ تَقُولُونَ فَقَالُوا قَالَ عَلِیٌّ لِلشَّمْسِ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا خَلْقَ اللَّهِ الْجَدِیدَ بَعْدَ أَنْ هَمْهَمَ هَمْهَمَةً تَزَلْزَلَتْ مِنْهَا الْبَقِیعُ فَأَجَابَتْهُ الشَّمْسُ وَ قَالَتْ وَ عَلَیْكَ السَّلَامُ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ وَصِیَّهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ (2) حَقّاً فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَصَّنَا بِمَا تَجْهَلُونَ وَ أَعْطَانَا مَا لَا تَعْلَمُونَ ثُمَّ قَالَ قَدْ تَعْلَمُونَ (3) أَنِّی وَاخَیْتُ عَلِیّاً دُونَكُمْ وَ أَشْهَدْتُكُمْ أَنَّهُ وَصِیِّی فَمَا ذَا أَنْكَرْتُمْ عَسَاكُمْ تَقُولُونَ (4) مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ إِنَّكَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ قَالُوا نَعَمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِأَنَّكَ أَخْبَرْتَنَا بِأَنْ اللَّهَ هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ فِی كِتَابِهِ الْمُنْزَلِ عَلَیْكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْحَكُمْ وَ أَنَّی لَكُمْ بِعِلْمِ مَا قَالَتْ لَهُ الشَّمْسُ أَمَّا قَوْلُهَا إِنَّكَ الْأَوَّلُ فَصَدَقَتْ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ مِمَّنْ دَعَوْتُهُ إِلَی الْإِیمَانِ مِنَ الرِّجَالِ وَ خَدِیجَةُ مِنَ النِّسَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الْآخِرُ فَإِنَّهُ آخِرُ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَنَا خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ (5) وَ خَاتَمُ الرُّسُلِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الظَّاهِرُ فَإِنَّهُ ظَهَرَ عَلَی كُلِّ مَا أَعْطَانِیَ اللَّهُ مِنْ عِلْمِهِ (6) فَمَا عَلِمَهُ مَعِی غَیْرُهُ وَ لَا یَعْلَمُهُ بَعْدِی سِوَاهُ وَ مَنِ ارْتَضَاهُ لِسِرِّهِ مِنْ وُلْدِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهَا الْبَاطِنُ فَهُوَ وَ اللَّهِ الْبَاطِنُ عَلَی الْأَوَّلِینَ (7) وَ الْآخِرِینَ وَ سَائِرِ الْكُتُبِ الْمُنْزَلَةِ عَلَی النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ مَا زَادَنِیَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ عِلْمِ مَا لَمْ یَعْلَمُوهُ وَ فَضْلِ مَا لَمْ یُعْطَوْهُ (8) فَمَا ذَا تُنْكِرُونَ فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ نَحْنُ نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ عَلِمْنَا مَا تَعْلَمُ لَسَقَطَ (9) الْإِقْرَارُ بِالْفَضْلِ لَكَ
ص: 279
وَ لِعَلِیٍّ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ وَ هَذَا فِی سُورَةِ الْمُنَافِقِینَ (1) فَهَذَا مِنْ دَلَائِلِهِ علیه السلام (2).
بیان: فی القاموس الغرقد شجر عظام أو هی العوسج إذا عظم و بقیع الغرقد مقبرة المدینة علی ساكنها السلام لأنه كان منبتها و قال انكفأ رجع (3).
6- مد، العمدة مَنَاقِبُ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ: عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّائِیِّ عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ دَاوُدَ عَنْ مَالِكِ بْنِ غَسَّانَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: انْقَضَّ كَوْكَبٌ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْظُرُوا إِلَی هَذَا الْكَوْكَبِ فَمَنِ انْقَضَّ فِی دَارِهِ فَهُوَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِی فَنَظَرُوا فَإِذَا قَدِ انْقَضَّ (4) فِی مَنْزِلِ عَلِیٍّ علیه السلام فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی (5).
7- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ بَیْنَا النَّبِیُّ جَالِسٌ إِذْ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ مَنْ أَخْیَرُ النَّاسِ بَعْدَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَشَارَ إِلَی نَجْمٍ فِی السَّمَاءِ فَقَالَ مَنْ سَقَطَ هَذَا النَّجْمُ فِی دَارِهِ فَقَالَ الْقَوْمُ فَمَا بَرِحْنَا (6) حَتَّی سَقَطَ النَّجْمُ فِی دَارِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ: عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ (7) فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ مَا أَشَدَّ مَا رَفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ عَمِّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
ص: 280
تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آآله وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی أَنَا أَوْحَیْتُهُ إِلَیْهِ (1).
8- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَیْدٍ الْأَسْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: انْقَضَّ نَجْمٌ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ وَقَعَ هَذَا النَّجْمُ فِی دَارِهِ فَهُوَ الْخَلِیفَةُ فَوَقَعَ النَّجْمُ فِی دَارِ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ (2) قُرَیْشٌ ضَلَّ مُحَمَّدٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (3).
9- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: جَاءَتْ جَمَاعَةٌ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ انْصِبْ لَنَا عَلَماً یَكُونُ (4) لَنَا مِنْ بَعْدِكَ لِنَهْتَدِیَ وَ لَا نَضِلَّ كَمَا ضَلَّتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ بَعْدَ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ فَقَدْ قَالَ رَبُّكَ سُبْحَانَهُ إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ وَ لَسْنَا لِنَطْمَعَ (5) أَنْ تُعَمَّرَ فِینَا مَا عُمِّرَ (6) نُوحٌ فِی قَوْمِهِ وَ قَدْ عَرَفْتَ مُنْتَهَی أَجَلِكَ وَ نُرِیدُ أَنْ نَهْتَدِیَ وَ لَا نَضِلَّ قَالَ إِنَّكُمْ قَرِیبُو عَهْدٍ بِالْجَاهِلِیَّةِ وَ فِی قُلُوبِ أَقْوَامٍ أَضْغَانٌ (7) وَ عَسَیْتَ إِنْ فَعَلْتَ أَنْ لَا تَقْبَلُوا (8) وَ لَكِنْ مَنْ كَانَ فِی مَنْزِلِهِ اللَّیْلَةَ آیَةٌ مِنْ غَیْرِ ضَیْرٍ (9) فَهُوَ صَاحِبُ الْحَقِّ قَالَ فَلَمَّا صَلَّی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْعِشَاءَ وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ سَقَطَ فِی مَنْزِلِی نَجْمٌ أَضَاءَتْ لَهُ الْمَدِینَةُ وَ مَا حَوْلَهَا
ص: 281
وَ انْفَلَقَ (1) بِأَرْبَعِ فِلَقٍ وَ انْشَعَبَ فِی كُلِّ شِعْبٍ فِلْقَةٌ مِنْ غَیْرِ ضَیْرٍ (2) قَالَ نَوْفٌ قَالَ لِی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ الْقَوْمَ أَصَرُّوا عَلَی ذَلِكَ وَ أَمْسَكُوا (3) فَلَمَّا أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ أَنِ ارْفَعْ بِضَبْعِ ابْنِ عَمِّكَ قَالَ یَا جَبْرَئِیلُ أَخَافُ مِنْ تَشَتُّتِ قُلُوبِ الْقَوْمِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ- یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ (4) فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِلَالًا أَنْ یُنَادِیَ بِ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ قُرَیْشٍ لَكُمُ الْیَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَكُمُ الْیَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ قَالَ یَا مَعْشَرَ الْمَوَالِی لَكُمُ الْیَوْمَ الشَّرَفُ صُفُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ طِرْسٍ (5) فَأَمَرَ وَ كُتِبَ فِیهِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ شَهِدْتُمْ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَ فَتَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ أَ فَتَعْلَمُونَ أَنَّنِی مَوْلَاكُمْ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ فَقَبَضَ عَلَی ضَبْعِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَرَفَعَهُ فِی النَّاسِ حَتَّی تَبَیَّنَ بَیَاضُ إِبْطَیْهِ (6) ثُمَّ قَالَ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا عَلِیٌّ مَوْلَاهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَ فِیهِ كَلَامٌ (7) أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی فَأَوْحَی إِلَیْهِ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ
ص: 282
بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْكَ مِنْ رَبِّكَ (1).
بیان: الضبع بسكون الباء وسط العضد و الطرس بالكسر الصحیفة.
10- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ فَذَكَرَ كَلَاماً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی لِسَانِ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ لَهُ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی مُنْزِلٌ غَداً ضَحْوَةً (2) نَجْماً مِنَ السَّمَاءِ یَغْلِبُ ضَوْؤُهُ عَلَی ضَوْءِ الشَّمْسِ فَأَعْلِمْ أَصْحَابَكَ أَنَّهُ مَنْ سَقَطَ ذَلِكَ النَّجْمُ فِی دَارِهِ فَهُوَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِكَ وَ أَعْلَمَهُمْ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ یَسْقُطُ غَداً مِنَ السَّمَاءِ نَجْمٌ یَغْلِبُ ضَوْؤُهُ عَلَی (4) ضَوْءِ الشَّمْسِ فَمَنْ سَقَطَ النَّجْمُ فِی دَارِهِ فَهُوَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِی فَجَلَسُوا كُلُّهُمْ (5) فِی مَنْزِلِهِ یَتَوَقَّعُ أَنْ یَسْقُطَ النَّجْمُ فِی مَنْزِلِهِ فَمَا لَبِثُوا أَنْ سَقَطَ النَّجْمُ فِی مَنْزِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ وَ قَالُوا وَ اللَّهِ مَا تَكَلَّمَ فِیهِ إِلَّا بِالْهَوَی فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی إِلَیَّ أَ فَتُمارُونَهُ عَلی ما یَری (6).
11- یف، الطرائف كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة: رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ فِتْیَةٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ عِنْدَ النَّبِیِّ إِذَا انْقَضَّ كَوْكَبٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ انْقَضَّ هَذَا النَّجْمُ فِی مَنْزِلِهِ فَهُوَ الْوَصِیُّ مِنْ بَعْدِی قَالَ فَقَامَ فِتْیَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ فَنَظَرُوا قَدِ انْقَضَّ الْكَوْكَبُ (7) فِی مَنْزِلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَوَیْتَ فِی حُبِّ ابْنِ عَمِّكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَ ما غَوی (8).
ص: 283
مد، العمدة ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الدَّهَّانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِیلِ عَنْ هَیْثَمٍ عَنْ أَبِی بَشِیرٍ عَنْ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (1) فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (2) بیان: روی العلامة نحوه من طریق الجمهور عن ابن عباس (3)
و رواه أبو حامد الشافعی (4) فی كتاب شرف المصطفی علی ما رواه عنه صاحب إحقاق الحق (5)
فقد ثبت بنقل الخاص و العام نزول الآیة فیه و بعض الأخبار صریح فی إمامته و بعضها ظاهر بقرینة سؤال القوم و حسدهم علیه بعد ذلك حتی نسبوا نبیهم إلی الغوایة فإنها تدل علی أن المراد بالوصایة الإمامة علی أنها تدل علی فضل تام یمنع تقدیم غیره علیه.
1- ع، علل الشرائع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زُهَیْرٍ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنْ كَثِیرٍ أَبِی إِسْمَاعِیلَ عَنْ جُمَیْعِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّیْتُ فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَرَأَیْتُ ابْنَ عُمَرَ جَالِساً فَجَلَسْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ حَدِّثْنِی عَنْ عَلِیٍ
ص: 284
فَقَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ فَلَمَّا أَتَی بِهِ ذَا الْحُلَیْفَةِ (1) أَتْبَعَهُ عَلِیّاً فَأَخَذَهَا مِنْهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا عَلِیُّ مَا لِی أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی قَالَ فَرَجَعَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ؟ قَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی قَالَ كَثِیرٌ قُلْتُ لِجُمَیْعٍ تَشْهَدُ (2) عَلَی ابْنِ عُمَرَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ ثَلَاثاً (3).
2- ع، علل الشرائع مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ عَلِیّاً فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ یَا رَسُولَ اللَّهِ حِیفَ (4) فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا إِلَّا أَنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ وَ كَانَ الَّذِی بُعِثَ بِهِ (5) عَلِیٌّ علیه السلام لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَ لَا یَحُجُّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَهْدٌ فَهُوَ إِلَی مُدَّتِهِ (6).
3- ع، علل الشرائع: الطَّالَقَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ قَادِمٍ عَنْ إِسْرَائِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی مَكَّةَ فَلَقِیتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ لَهُ هَلْ سَمِعْتَ لِعَلِیٍّ علیه السلام مَنْقَبَةً قَالَ قَدْ شَهِدْتُ لَهُ أَرْبَعَةً لَأَنْ یَكُونَ لِی إِحْدَاهُنَّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ الدُّنْیَا أَعْمُرُ فِیهَا عُمُرَ نُوحٍ أَحَدُهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَی مُشْرِكِی قُرَیْشٍ فَسَارَ بِهَا یَوْماً وَ لَیْلَةً ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ اتْبَعْ أَبَا بَكْرٍ فَبَلِّغْهَا وَ رُدَّ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ- لَا إِلَّا أَنَّهُ لَا یَبْلُغُ عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی (7).
ص: 285
4- ع، علل الشرائع: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الدِّینَوَرِیُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ بِبَرَاءَةَ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ فَبَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام وَ قَالَ لَا یَبْلُغُهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی (1).
5- ل، الخصال: فِیمَا أَجَابَ بِهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْیَهُودِیَّ السَّائِلَ مِنْ خِصَالِ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ وَ أَمَّا السَّابِعَةُ یَا أَخَا الْیَهُودِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَوَجَّهَ لِفَتْحِ مَكَّةَ أَحَبَّ أَنْ یُعْذِرَ إِلَیْهِمْ وَ یَدْعُوهُمْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ آخِراً كَمَا دَعَاهُمْ أَوَّلًا فَكَتَبَ إِلَیْهِمْ كِتَاباً یُحَذِّرُهُمْ فِیهِ وَ یُنْذِرُهُمْ عَذَابَ اللَّهِ وَ یَعِدُهُمُ الصَّفْحَ وَ یُمَنِّیهِمْ مَغْفِرَةَ رَبِّهِمْ وَ نَسَخَ لَهُمْ فِی آخِرِهِ سُورَةَ بَرَاءَةَ لِتَقْرَأَ عَلَیْهِمْ (2) ثُمَّ عَرَضَ عَلَی جَمِیعِ أَصْحَابِهِ الْمُضِیَّ بِهِ إِلَیْهِمْ فَكُلُّهُمْ یَرَی التَّثَاقُلَ فِیهِمْ فَلَمَّا رَأَی ذَلِكَ نَدَبَ (3) مِنْهُمْ رَجُلًا فَوَجَّهَهُ بِهِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ- لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَأَنْبَأَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ وَجَّهَنِی بِكِتَابِهِ وَ رِسَالَتِهِ إِلَی مَكَّةَ فَأَتَیْتُ مَكَّةَ وَ أَهْلُهَا مَنْ قَدْ عَرَفْتُمْ لَیْسَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ لَوْ قَدَرَ أَنْ یَضَعَ عَلَی كُلِّ جَبَلٍ مِنِّی إِرْباً (4) لَفَعَلَ وَ لَوْ أَنْ یَبْذُلَ فِی ذَلِكَ نَفْسَهُ وَ أَهْلَهُ وَ وُلْدَهُ وَ مَالَهُ فَبَلَّغْتُهُمْ رِسَالَةَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَرَأْتُ عَلَیْهِمْ كِتَابَهُ فَكُلُّهُمْ یَلْقَانِی بِالتَّهَدُّدِ وَ الْوَعِیدِ وَ یُبْدِی لِیَ الْبَغْضَاءَ وَ یُظْهِرُ الشَّحْنَاءَ (5) مِنْ رِجَالِهِمْ وَ نِسَائِهِمْ فَكَانَ مِنِّی فِی ذَلِكَ مَا قَدْ رَأَیْتُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ لَیْسَ كَذَلِكَ قَالُوا بَلَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (6).
6- قل، إقبال الأعمال قَالَ جَدِّی أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ (7)
فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سُورَةَ بَرَاءَةَ حِینَ أُنْزِلَتْ عَلَیْهِ مَعَ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ نَزَلَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ
ص: 286
لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَأَنْفَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً حَتَّی لَحِقَ أَبَا بَكْرٍ فَأَخَذَهَا مِنْهُ وَ رَدَّهُ بِالرَّوْحَاءِ (1) یَوْمَ الثَّالِثِ مِنْهُ ثُمَّ أَدَّاهَا عَنْهُ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ عَرَفَةَ وَ یَوْمَ النَّحْرِ فَقَرَأَهَا عَلَیْهِمْ فِی الْمَوْسِمِ (2).
وَ رَوَی حَسَنُ بْنُ أَشْنَاسَ عَنِ ابْنِ أَبِی الثَّلْجِ الْكَاتِبِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدَكَ الصُّوفِیِّ (3) عَنْ طَرِیفٍ مَوْلَی مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی وَ عُبَیْدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ وَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ عَنْ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ أَحَبَّ أَنْ یُعْذِرَ إِلَیْهِمْ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْواً مِمَّا مَرَّ. ثُمَّ قَالَ وَ أَقُولُ وَ رَوَی الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ فِی حَوَادِثِ سَنَةِ سِتٍّ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَرَادَ النَّبِیُّ الْقَصْدَ لِمَكَّةَ وَ مَنَعَهُ أَهْلُهَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ قَدْ أَمَرَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَمْضِیَ إِلَی مَكَّةَ فَلَمْ یَفْعَلْ وَ اعْتَذَرَ فَقَالَ الطَّبَرِیُّ مَا هَذَا لَفْظُهُ ثُمَّ دَعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لِیَبْعَثَهُ إِلَی مَكَّةَ فَیُبَلِّغَ عَنْهُ أَشْرَافَ قُرَیْشٍ مَا حَالُهُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی أَخَافُ قُرَیْشاً عَلَی نَفْسِی (4).
أقول: فانظر حال مولانا علی علیه السلام من حال من تقدم علیه كیف كان یفدی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بنفسه فی كل ما یشیر به إلیه و كیف كان غیره یؤثر علیه نفسه.
وَ مِنْ ذَلِكَ شَرْحٌ أَبْسَطُ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ رَوَاهُ حَسَنُ بْنُ أَشْنَاسَ فِی كِتَابِهِ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مَالِكِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا سَرَّحَ (5) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِأَوَّلِ سُورَةِ بَرَاءَةَ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ لَا تَبْعَثَ هَذَا وَ أَنْ تَبْعَثَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنَّهُ لَا یُؤَدِّیهَا عَنْكَ غَیْرُهُ فَأَمَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ
ص: 287
أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَلَحِقَهُ فَأَخَذَ (1) مِنْهُ الصَّحِیفَةَ وَ قَالَ ارْجِعْ إِلَی النَّبِیِّ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَلْ حَدَثَ فِیَّ شَیْ ءٌ فَقَالَ سَیُخْبِرُكَ رَسُولُ اللَّهِ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی النَّبِیِّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتَ تَرَی أَنِّی مُؤَدٍّ عَنْكَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَی اللَّهُ أَنْ یُؤَدِّیَهَا إِلَّا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَأَكْثَرَ أَبُو بَكْرٍ عَلَیْهِ مِنَ الْكَلَامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ تُؤَدِّیهَا وَ أَنْتَ صَاحِبِی فِی الْغَارِ (2) قَالَ فَانْطَلَقَ عَلِیٌّ علیه السلام حَتَّی قَدِمَ مَكَّةَ ثُمَّ وَافَی عَرَفَاتٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی جَمْعٍ ثُمَّ إِلَی مِنًی ثُمَّ ذَبَحَ وَ حَلَقَ وَ صَعِدَ عَلَی الْجَبَلِ الْمُشْرِفِ الْمَعْرُوفِ بِالشِّعْبِ فَأَذَّنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَ لَا تَسْمَعُونَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَیْكُمْ ثُمَّ قَالَ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ- فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِی الْكافِرِینَ- وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ تِسْعَ آیَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا ثُمَّ لَمَعَ بِسَیْفِهِ (3) فَأَسْمَعَ النَّاسَ وَ كَرَّرَهَا فَقَالَ النَّاسُ مَنْ هَذَا الَّذِی یُنَادِی فِی النَّاسِ فَقَالُوا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ قَالَ مَنْ عَرَفَهُ مِنَ النَّاسِ هَذَا ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدٍ وَ مَا كَانَ لِیَجْتَرِئَ عَلَی هَذَا غَیْرُ عَشِیرَةِ مُحَمَّدٍ فَأَقَامَ أَیَّامَ التَّشْرِیقِ ثَلَاثَةً یُنَادِی بِذَلِكَ وَ یَقْرَأُ عَلَی النَّاسِ غُدْوَةً وَ عَشِیَّةَ فَنَادَاهُ النَّاسُ مِنَ الْمُشْرِكِینَ أَبْلِغْ ابْنَ عَمِّكَ أَنْ لَیْسَ لَهُ عِنْدَنَا إِلَّا ضَرْباً بِالسَّیْفِ وَ طَعْناً بِالرِّمَاحِ ثُمَّ انْصَرَفَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْصِدُ فِی السَّیْرِ وَ أُبْطِئَ الْوَحْیُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَمْرِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا كَانَ مِنْهُ فَاغْتَمَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِذَلِكَ غَمّاً شَدِیداً حَتَّی رُئِیَ ذَلِكَ فِی وَجْهِهِ وَ كَفَّ عَنِ النِّسَاءِ مِنَ الْهَمِّ وَ الْغَمِّ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ لَعَلَّهُ قَدْ نُعِیَتْ إِلَیْهِ نَفْسُهُ (4) أَوْ عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ فَقَالُوا لِأَبِی ذَرٍّ قَدْ نَعْلَمُ مَنْزِلَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ قَدْ تَرَی
ص: 288
مَا بِهِ فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُعْلِمَ (1) لَنَا أَمْرَهُ فَسَأَلَ أَبُو ذَرٍّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا نُعِیَتْ إِلَیَّ نَفْسِی وَ إِنِّی لَمَیِّتٌ وَ مَا وَجَدْتُ فِی أُمَّتِی إِلَّا خَیْراً وَ مَا بِی مِنْ مَرَضٍ وَ لَكِنْ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِی بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ إِبْطَاءِ الْوَحْیِ عَنِّی فِی أَمْرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانِی فِی عَلِیٍّ علیه السلام تِسْعَ خِصَالٍ ثَلَاثَةً لِدُنْیَایَ وَ اثْنَتَانِ لآِخِرَتِی وَ اثْنَتَانِ أَنَا مِنْهُمَا آمِنٌ وَ اثْنَتَانِ أَنَا مِنْهُمَا خَائِفٌ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا صَلَّی الْغَدَاةَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ إِلَی طُلُوعِ الشَّمْسِ یَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَتَقَدَّمُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَلْفَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَسْتَقْبِلُ النَّاسَ بِوَجْهِهِ فَیَسْتَأْذِنُونَ فِی حَوَائِجِهِمْ وَ بِذَلِكَ أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) فَلَمَّا تَوَجَّهَ عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی ذَلِكَ الْوَجْهِ لَمْ یَجْعَلْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَانَ عَلِیٍّ لِأَحَدٍ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا صَلَّی وَ سَلَّمَ اسْتَقْبَلَ (3) النَّاسَ بِوَجْهِهِ فَأَذِنَ لِلنَّاسِ فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لِی حَاجَةٌ قَالَ انْطَلِقْ فِی حَاجَتِكَ فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ مِنَ الْمَدِینَةِ یَسْتَقْبِلُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِیقِ إِذَا هُوَ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ عَلَی نَاقَتِهِ فَإِذَا هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام فَاسْتَقْبَلَهُ وَ الْتَزَمَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی اقْصِدْ فِی مَسِیرِكَ حَتَّی أَكُونَ أَنَا الَّذِی أُبَشِّرُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَمْرِكَ فِی غَمٍّ شَدِیدٍ وَ هَمٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام نَعَمْ فَانْطَلَقَ أَبُو ذَرٍّ مُسْرِعاً حَتَّی أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْبُشْرَی قَالَ وَ مَا بُشْرَاكَ یَا أَبَا ذَرٍّ قَالَ قَدِمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ لَكَ بِذَلِكَ الْجَنَّةُ ثُمَّ رَكِبَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَكِبَ مَعَهُ النَّاسُ فَلَمَّا رَآهُ أَنَاخَ نَاقَتَهُ (4) وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَلَقَّاهُ وَ الْتَزَمَهُ (5) وَ عَانَقَهُ وَ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ وَ بَكَی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَرِحاً بِقُدُومِهِ وَ بَكَی عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا صَنَعْتَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَإِنَّ الْوَحْیَ أُبْطِئَ عَلَیَّ فِی أَمْرِكَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا صَنَعَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْلَمَ بِكَ مِنِّی حِینَ أَمَرَنِی بِإِرْسَالِكَ.
ص: 289
وَ مِنْ كِتَابِ ابْنِ أَشْنَاسَ الْبَزَّازِ مِنْ طَرِیقِ رِجَالِ أَهْلِ الْخِلَافِ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ لَمَّا وَصَلَ مَوْلَانَا عَلِیٌّ علیه السلام إِلَی الْمُشْرِكِینَ بِآیَاتِ بَرَاءَةَ لَقِیَهُ خِرَاشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخُو عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ الَّذِی قَتَلَهُ عَلِیٌّ علیه السلام مُبَارَزَةً یَوْمَ الْخَنْدَقِ وَ شُعْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخُوهُ فَقَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام عَلَی مَا تُسَیِّرُنَا یَا عَلِیُّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ بَلْ بَرِئْنَا مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ إِنْ شِئْتَ إِلَّا مِنَ الطَّعْنِ وَ الضَّرْبِ وَ قَالَ شُعْبَةُ لَیْسَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ ابْنِ عَمِّكَ إِلَّا السَّیْفُ وَ الرُّمْحُ وَ إِنْ شِئْتَ بَدَأْنَا بِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَجَلْ أَجَلْ إِنْ شِئْتَ فَهَلُمُّوا.
وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ مِنَ الْكِتَابِ قَالَ: وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُنَادِی فِی الْمُشْرِكِینَ بِأَرْبَعٍ- لَا یَدْخُلُ مَكَّةَ مُشْرِكٌ بَعْدَ مَأْمَنِهِ وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَهْدٌ فَعُهْدَتُهُ إِلَی مُدَّتِهِ.
و قال فی حدیث آخر و كانت العرب فی الجاهلیة تطوف بالبیت عراة و یقولون لا یكون علینا ثوب حرام و لا ثوب خالطه إثم و لا نطوف إلا كما ولدتنا أمهاتنا و قال بعض نقلة هذا الحدیث إن قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی الحدیث الثانی لأبی بكر أنت صاحبی فی الغار لما اعتذر عن إنفاذه إلی الكفار و معناه أنك كنت معی فی الغار فجزعت ذلك الجزع حتی أننی (1) سكنتك و قلت لك لا تَحْزَنْ و ما كان قد دنا شر لقاء المشركین و ما كان لك أسوة (2) بنفسی فكیف تقوی علی لقاء الكفار بسورة براءة و ما أنا معك و أنت وحدك؟ و لم یكن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ممن یخاف (3) علی أبی بكر من الكفار أكثر من خوفه علی علی علیه السلام لأن أبا بكر ما كان جری منه أكثر من الهرب منهم و لم یعرف له قتیل فیهم و لا جریح و إنما كان علی علیه السلام هو الذی یحتمل (4) فی المبیت علی الفراش حتی سلم النبی منهم و هو الذی قتل منهم فی كل حرب فكان الخوف علی علی علیه السلام من القتل أقرب إلی العقل (5).
ص: 290
7- فس، تفسیر القمی: أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ بَعْدَ مَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فِی سَنَةِ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ لَمْ یَمْنَعِ الْمُشْرِكِینَ الْحَجَّ فِی تِلْكَ السَّنَةِ وَ كَانَ سُنَّةً مِنَ الْعَرَبِ فِی الْحَجِّ أَنَّهُ مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ وَ طَافَ بِالْبَیْتِ فِی ثِیَابِهِ لَمْ یَحِلَّ لَهُ إِمْسَاكُهَا وَ كَانُوا یَتَصَدَّقُونَ بِهَا وَ لَا یَلْبَسُونَهَا بَعْدَ الطَّوَافِ فَكَانَ مَنْ وَافَی مَكَّةَ یَسْتَعِیرُ ثَوْباً وَ یَطُوفُ فِیهِ ثُمَّ یَرُدُّهُ وَ مَنْ لَمْ یَجِدْ عَارِیَّةً اكْتَرَی ثِیَاباً وَ مَنْ لَمْ یَجِدْ (1) عَارِیَّةً وَ لَا كَرًی (2) وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ طَافَ بِالْبَیْتِ عُرْیَاناً فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسِیمَةً جَمِیلَةً فَطَلَبَتْ ثَوْباً عَارِیَّةً أَوْ كَرًی فَلَمْ تَجِدْهُ فَقَالُوا لَهَا إِنْ طُفْتِ فِی ثِیَابِكِ احْتَجْتِ أَنْ تَتَصَدَّقِی بِهَا فَقَالَتْ وَ كَیْفَ أَتَصَدَّقُ وَ لَیْسَ لِی غَیْرُهَا فَطَافَتْ بِالْبَیْتِ عُرْیَانَةً وَ أَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ فَوَضَعَتْ إِحْدَی یَدَیْهَا عَلَی قُبُلِهَا وَ الْآخَرَ عَلَی دُبُرِهَا وَ قَالَتْ مُرْتَجِزَةً:
الْیَوْمَ یَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ*** فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلَا أُحِلُّهُ
فَلَمَّا فَرَغَتْ مِنَ الطَّوَافِ خَطَبَهَا (3) جَمَاعَةٌ فَقَالَتْ إِنَّ لِی زَوْجاً وَ كَانَتْ سِیرَةُ رَسُولِ اللَّهِ قَبْلَ نُزُولِ سُورَةِ بَرَاءَةَ أَنْ لَا یَقْتُلَ إِلَّا مَنْ قَتَلَهُ (4) وَ لَا یُحَارِبَ إِلَّا مَنْ حَارَبَهُ وَ أَرَادَهُ وَ قَدْ كَانَ نَزَلَ عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ یُقاتِلُوكُمْ وَ أَلْقَوْا إِلَیْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلًا (5) فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُقَاتِلُ أَحَداً قَدْ تَنَحَّی عَنْهُ (6) وَ اعْتَزَلَهُ حَتَّی نَزَلَتْ عَلَیْهِ سُورَةُ بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِینَ مَنِ اعْتَزَلَهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْتَزِلْهُ إِلَّا الَّذِینَ قَدْ كَانَ عَاهَدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إِلَی مُدَّةٍ مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ أُمَیَّةَ وَ سُهَیْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ
ص: 291
الْمُشْرِكِینَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ یُقْتَلُونَ حَیْثُ مَا وُجِدُوا فَهَذِهِ أَشْهُرُ السِّیَاحَةِ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلَ وَ عَشْراً مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخَرِ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْآیَاتُ مِنْ أُولَی بَرَاءَةَ (1) دَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی أَبِی بَكْرٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی مَكَّةَ وَ یَقْرَأَهَا عَلَی النَّاسِ بِمِنًی یَوْمَ النَّحْرِ فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی طَلَبِهِ فَلَحِقَهُ بِالرَّوْحَاءِ فَأَخَذَ مِنْهُ الْآیَاتِ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ؟ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی (2) أَنْ لَا یُؤَدِّیَ عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی.
قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَرَنِی عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا یَطُوفَ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَقْرَبَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُشْرِكٌ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ وَ قَرَأَ عَلَیْهِمْ «بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ» فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَأَجَّلَ اللَّهُ لِلْمُشْرِكِینَ الَّذِینَ حَجُّوا تِلْكَ السَّنَةَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّی یَرْجِعُوا إِلَی مَأْمَنِهِمْ ثُمَّ یُقْتَلُونَ حَیْثُ مَا وُجِدُوا.
قَالَ وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ الْأَذَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كُنْتُ أَنَا الْأَذَانَ فِی النَّاسِ (3).
8- مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُغِیرَةَ النَّصْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ« وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» فَقَالَ اسْمٌ نَحَلَهُ (4) اللَّهُ
ص: 292
عَزَّ وَ جَلَّ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنَ السَّمَاءِ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِی أَدَّی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ بَرَاءَةَ وَ قَدْ كَانَ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِی بَكْرٍ أَوَّلًا فَنَزَلَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لَا یَبْلُغُ عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ ذَلِكَ عَلِیّاً علیه السلام فَلَحِقَ أَبَا بَكْرٍ وَ أَخَذَ الصَّحِیفَةَ مِنْ یَدِهِ وَ مَضَی بِهَا إِلَی مَكَّةَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَی أَذَاناً مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ اسْمٌ نَحَلَهُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ لِعَلِیٍّ علیه السلام (1).
9- ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:«وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» فَقَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كُنْتُ أَنَا الْأَذَانَ (2) قُلْتُ فَمَا مَعْنَی هَذِهِ اللَّفْظَةِ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَالَ إِنَّمَا سُمِّیَ الْأَكْبَرَ لِأَنَّهَا كَانَتْ سَنَةً حَجَّ فِیهِ الْمُسْلِمُونَ وَ الْمُشْرِكُونَ وَ لَمْ یَحُجَّ الْمُشْرِكُونَ بَعْدَ تِلْكَ السَّنَةِ (3).
10- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ حَكِیمِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ الْأَذَانُ عَلِیٌّ علیه السلام (4).
شی، تفسیر العیاشی: عَنْ حَكِیمٍ مِثْلَهُ.
بیان: الأذان الإعلان و یحتمل أن یكون المصدر بمعنی اسم الفاعل أو یكون المعنی أن المؤذن بذلك الأذان كان علیا علیه السلام.
11- فس، تفسیر القمی:« قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشِیرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها» (5) أَیْ كَسَبْتُمُوهَا لَمَّا أَذَّنَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِمَكَّةَ (6) أَنْ لَا یَدْخُلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مُشْرِكٌ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَامِ جَزِعَتْ قُرَیْشٌ جَزَعاً شَدِیداً وَ قَالُوا ذَهَبَتْ تِجَارَتُنَا
ص: 293
وَ ضَاعَتْ عِیَالُنَا وَ خَرِبَتْ دُورُنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ذَلِكَ قُلْ یَا مُحَمَّدُ« إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ» إِلَی قَوْلِهِ «وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الْفاسِقِینَ» (1).
12- یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ تَتْرُكُ مَنْ نَاجَیْتُهُ غَیْرَ مَرَّةٍ وَ تَبْعَثُ مَنْ لَمْ أُنَاجِهِ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخَذَ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ دَفَعَهَا إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ أَوْصِنِی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ یُوصِیكَ وَ یُنَاجِیكَ قَالَ فَنَاجَاهُ یَوْمَ بَرَاءَةَ قَبْلَ صَلَاةِ الْأُولَی إِلَی صَلَاةِ الْعَصْرِ (2).
13- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا وَجَّهَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَمَّارَ بْنَ یَاسِرٍ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ قَالُوا بَعَثَ هَذَا الصَّبِیَّ وَ لَوْ بَعَثَ غَیْرَهُ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ وَ فِی مَكَّةَ صَنَادِیدُ (3) قُرَیْشٍ وَ رِجَالُهَا وَ اللَّهِ الْكُفْرُ أَوْلَی بِنَا مِمَّا نَحْنُ فِیهِ فَسَارُوا وَ قَالُوا لَهُمَا وَ خَوَّفُوهُمَا بِأَهْلِ مَكَّةَ وَ غَلَّظُوا عَلَیْهِمَا الْأَمْرَ فَقَالَ عَلِیٌّ ع- حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ فَمَضَیَا وَ لَمَّا دَخَلَا مَكَّةَ أَخْبَرَ اللَّهُ نَبِیَّهُ بِقَوْلِهِمْ لِعَلِیٍّ وَ بِقَوْلِ عَلِیٍّ لَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ بِأَسْمَائِهِمْ فِی كِتَابِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِیمٍ (4) وَ إِنَّمَا نَزَلَتْ أَ لَمْ تَرَ إِلَی فُلَانٍ وَ فُلَانٍ لَقُوا عَلِیّاً وَ عَمَّاراً فَقَالا إِنَّ أَبَا سُفْیَانَ وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ وَ أَهْلَ مَكَّةَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِیمَاناً وَ قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (5).
14- شی، تفسیر العیاشی عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ الْفَتْحُ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ بَرَاءَةُ فِی سَنَةِ تِسْعَةٍ وَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ فِی سَنَةِ عَشَرٍ (6).
ص: 294
15- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ مَعَ بَرَاءَةَ إِلَی الْمَوْسِمِ لِیَقْرَأَهَا عَلَی النَّاسِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ: لَا یُبَلِّغُ عَنْكَ إِلَّا عَلِیٌّ علیه السلام فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَأَمَرَهُ أَنْ یَرْكَبَ نَاقَتَهُ الْعَضْبَاءَ (1) وَ أَمَرَهُ أَنْ یَلْحَقَ أَبَا بَكْرٍ فَیَأْخُذَ مِنْهُ بَرَاءَةَ وَ یَقْرَأَهُ عَلَی النَّاسِ بِمَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَ سَخْطَةٌ (2) فَقَالَ: لَا إِلَّا أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَیْهِ أَنَّهُ لَا یُبَلِّغُ إِلَّا رَجُلٌ مِنْكَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلِیٌّ علیه السلام مَكَّةَ وَ كَانَ یَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ هُوَ یَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَامَ ثُمَّ قَالَ إِنِّی رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَیْكُمْ فَقَرَأَهَا عَلَیْهِمْ- بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْراً مِنْ رَبِیعٍ الْآخَرِ (3) وَ قَالَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا عُرْیَانَةٌ وَ لَا مُشْرِكٌ أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَمُدَّتُهُ إِلَی هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ.
وَ فِی خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَقَالَ: یَا عَلِیُّ هَلْ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ مُنْذُ فَارَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا وَ لَكِنْ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُبَلِّغَ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُ فَوَافَی الْمَوْسِمَ فَبَلَّغَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ الْمُزْدَلِفَةِ وَ یَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجِمَارِ وَ فِی أَیَّامِ التَّشْرِیقِ كُلِّهَا یُنَادِی بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَا یَطُوفَنَّ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ (4).
16- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَا وَ اللَّهِ مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ لَهْواً كَانَ یَبْعَثُ بِهَا مَعَهُ ثُمَّ یَأْخُذُهَا مِنْهُ (5) وَ لَكِنَّهُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَی الْمَوْسِمِ وَ بَعَثَ بِهَا عَلِیّاً علیه السلام بَعْدَ مَا فَصَلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْمَوْسِمِ فَقَالَ لِعَلِیٍّ حِینَ بَعَثَهُ إِنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ (6).
ص: 295
17- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ النَّاسَ وَ اخْتَرَطَ سَیْفَهُ (1) وَ قَالَ- لَا یَطُوفَنَّ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَحُجَّنَّ بِالْبَیْتِ مُشْرِكٌ وَ لَا مُشْرِكَةٌ وَ مَنْ كَانَتْ لَهُ مُدَّةٌ فَهُوَ إِلَی مُدَّتِهِ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ مُدَّةٌ فَمُدَّتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَ كَانَ خَطَبَ یَوْمَ النَّحْرِ وَ كَانَتْ (2) عِشْرِینَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمَ وَ صَفَرَ وَ شَهْرَ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْراً مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْآخِرِ وَ قَالَ یَوْمُ النَّحْرِ یَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ.
وَ فِی خَبَرِ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْهُ علیه السلام فَبَلَّغَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ الْمُزْدَلِفَةِ وَ عِنْدَ الْجِمَارِ فِی أَیَّامِ الْمَوْسِمِ كُلِّهَا یُنَادِی بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لَا یَطُوفَنَّ عُرْیَانٌ وَ لَا یَقْرَبَنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِنَا هَذَا مُشْرِكٌ (3).
18- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَسَنٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةَ قَالَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ إِنِّی لَسْتُ بِلَسِنٍ (4) وَ لَا بِخَطِیبٍ قَالَ إِمَّا أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ قَالَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا (5) قَالَ فَانْطَلِقْ فَإِنَّ اللَّهَ یُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَ یَهْدِی قَلْبَكَ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فَمِهِ (6) وَ قَالَ انْطَلِقْ فَاقْرَأْهَا عَلَی النَّاسِ وَ قَالَ النَّاسُ سَیَتَقَاضَوْنَ إِلَیْكَ فَإِذَا أَتَاكَ الْخَصْمَانِ فَلَا تَقْضِ لِوَاحِدٍ حَتَّی تَسْمَعَ الْآخَرَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَعْلَمَ الْحَقَّ (7).
19- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَكِیمِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ لِعَلِیٍّ لَاسْماً فِی الْقُرْآنِ مَا یَعْرِفُهُ النَّاسُ قَالَ قُلْتُ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِی وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ مِنَ الْمَوَاقِفِ كُلِّهَا فَكَانَ مَا نَادَی بِهِ أَنْ لَا یَطُوفَ (8) بَعْدَ هَذَا الْعَامِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَقْرَبَ
ص: 296
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ (1).
20- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَرِیزٍ :عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: فِی الْأَذَانِ هُوَ اسْمٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَا یَعْلَمُ ذَلِكَ أَحَدٌ غَیْرِی (2).
21- م، تفسیر الإمام علیه السلام بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ عَشْرَ آیَاتٍ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرِ بْنِ أَبِی قُحَافَةَ فِیهَا ذِكْرُ نَبْذِ الْعَهْدِ (3) إِلَی الْكَافِرِینَ وَ تَحْرِیمُ قُرْبِ مَكَّةَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ وَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ عَلَی الْحَجِّ لِیَحِجَّ بِمَنْ ضَمَّهُ (4) الْمَوْسِمَ وَ یَقْرَأَ عَلَیْهِمُ الْآیَاتِ فَلَمَّا صَدَرَ عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ جَاءَهُ الْمُطَوَّقُ بِالنُّورِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْعَلِیَّ الْأَعْلَی یَقْرَأُ عَلَیْكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ (5) یَا مُحَمَّدُ لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَابْعَثْ عَلِیّاً لِیَتَنَاوَلَ الْآیَاتِ فَیَكُونَ هُوَ الَّذِی یَنْبِذُ الْعُهُودَ وَ یَقْرَأُ الْآیَاتِ وَ قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ بِدَفْعِهَا إِلَی عَلِیٍّ وَ نَزْعِهَا مِنْ أَبِی بَكْرٍ سَهْواً وَ لَا شَكّاً وَ لَا اسْتِدْرَاكاً عَلَی نَفْسِهِ غَلَطاً وَ لَكِنْ أَرَادَ أَنْ یُبَیِّنَ لِضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِینَ أَنَّ الْمَقَامَ الَّذِی یُقَوِّمُهُ أَخُوكَ عَلِیٌّ علیه السلام لَنْ یُقَوِّمَهُ غَیْرُهُ سِوَاكَ یَا مُحَمَّدُ وَ إِنْ جَلَّتْ فِی عُیُونِ هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ مَرْتَبَتُهُ وَ شَرُفَتْ عِنْدَهُمْ مَنْزِلَتُهُ فَلَمَّا انْتَزَعَ عَلِیٌّ علیه السلام الْآیَاتِ مِنْ یَدِهِ لَقِیَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی لِمَوْجِدَةٍ (6) كَانَ نَزْعُ هَذِهِ الْآیَاتِ مِنِّی (7) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا وَ لَكِنَّ الْعَلِیَّ الْعَظِیمَ أَمَرَنِی أَنْ لَا یَنُوبَ عَنِّی إِلَّا مَنْ هُوَ مِنِّی وَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ بِمَا حَمَّلَكَ (8) مِنْ آیَاتِهِ وَ كَلَّفَكَ مِنْ طَاعَاتِهِ الدَّرَجَاتِ الرَّفِیعَةَ وَ الْمَرَاتِبَ الشَّرِیفَةَ أَمَا إِنَّكَ إِنْ دُمْتَ عَلَی مُوَالاتِنَا وَ وَافَیْتَنَا فِی عَرَصَاتِ الْقِیَامَةِ وَفِیّاً بِمَا أَخَذْنَا بِهِ عَلَیْكَ مِنْ الْعُهُودِ وَ الْمَوَاثِیقِ فَأَنْتَ مِنْ خِیَارِ شِیعَتِنَا وَ كِرَامِ أَهْلِ مَوَدَّتِنَا فَسُرِّیَ (9) بِذَلِكَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ
ص: 297
قَالَ فَمَضَی عَلِیٌّ علیه السلام لِأَمْرِ اللَّهِ وَ نَبْذِ الْعُهُودِ إِلَی أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَیِسَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ الدُّخُولِ بَعْدَ عَامِهِمْ ذَلِكَ إِلَی حَرَمِ اللَّهِ وَ كَانُوا عَدَداً كَثِیراً وَ جَمّاً غَفِیراً (1) غَشَّاهُمُ اللَّهُ نُورَهُ وَ كَسَاهُ فِیهِمْ هَیْبَةً (2) وَ جَلَالًا لَمْ یَجْسُرُوا مَعَهَا عَلَی إِظْهَارِ خِلَافٍ وَ لَا قَصْدٍ بِسُوءٍ قَالَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ یُذْكَرَ فِیهَا اسْمُهُ (3) فِی مَسَاجِدِ (4) خِیَارِ الْمُؤْمِنِینَ بِمَكَّةَ لَمَّا مَنَعُوهُمْ مِنَ التَّعَبُّدِ فِیهَا بِأَنْ أَلْجَئُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْخُرُوجِ عَنْ مَكَّةَ «وَ سَعی فِی خَرابِها» خَرَابِ تِلْكَ الْمَسَاجِدِ لِئَلَّا یُقَامَ فِیهَا بِطَاعَةِ اللَّهِ (5) قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ یَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِینَ أَنْ یَدْخُلُوا بِقَاعَ تِلْكَ الْمَسَاجِدِ فِی الْحَرَمِ إِلَّا خَائِفِینَ مِنْ عَذَابِهِ (6) وَ حُكْمِهِ النَّافِذِ عَلَیْهِمْ أَنْ یَدْخُلُوهَا كَافِرِینَ بِسُیُوفِهِ وَ سِیَاطِهِ«لَهُمْ» لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِینَ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ وَ هُوَ طَرْدُهُ إِیَّاهُمْ عَنِ الْحَرَمِ وَ مَنْعُهُمْ أَنْ یَعُودُوا إِلَیْهِ«وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ» (7).
22- كشف، كشف الغمة مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مَرْفُوعاً إِلَی أَبِی بَكْرٍ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ (8) بِبَرَاءَةَ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ- لَا یَحِجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وَ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَی مُدَّتِهِ وَ اللَّهُ بَرِی ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ رَسُولُهُ قَالَ فَسَارَ بِهَا ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ لِعَلِیٍّ الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَیَّ أَبَا بَكْرٍ وَ بَلِّغْهَا أَنْتَ قَالَ فَفَعَلَ قَالَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبُو بَكْرٍ بَكَی فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ حَدَثَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ مَا حَدَثَ فِیكَ شَیْ ءٌ (9) وَ لَكِنْ أُمِرْتُ أَنْ لَا یُبَلِّغَهُ إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی (10).
ص: 298
أَقُولُ وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی بَكْرِ بْنِ مَرْدَوَیْهِ مِثْلَهُ.
23- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ حَمْدُونٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی كِتَابِ اللَّهِ اسْماً وَ لَكِنْ لَا یَعْرِفُونَهُ قَالَ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی:« وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» هُوَ وَ اللَّهِ كَانَ الْأَذَانَ (1).
24- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ الصَّادِقَ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ فَسَارَ حَتَّی بَلَغَ الْجُحْفَةَ فَبَعَثَ (2) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی طَلَبِهِ فَأَدْرَكَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا یُؤَدِّیهِ إِلَّا نَبِیُّهُ أَوْ رَجُلٌ مِنْهُ وَ أَخَذَ عَلِیٌّ علیه السلام الصَّحِیفَةَ وَ أَتَی الْمَوْسِمَ وَ كَانَ یَطُوفُ عَلَی النَّاسِ (3) وَ مَعَهُ السَّیْفُ وَ یَقُولُ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ- فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَلَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ بَعْدَ عَامِهِ هَذَا وَ لَا مُشْرِكٌ (4) فَمَنْ فَعَلَ فَإِنَّ مُعَاتَبَتَنَا إِیَّاهُ بِالسَّیْفِ قَالَ وَ كَانَ یَبْعَثَهُ إِلَی الْأَصْنَامِ فَیُكَسِّرُهَا وَ یَقُولُ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ فَقَالَ لَهُ یَوْمَ لَحِقَهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِالْخَنْدَقِ فِی غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ أَ مَا تَرْضَی أَنْ تَكُونَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَنْتَ خَلِیفَتِی فِی أَهْلِی وَ أَنَّهُ لَا یَصْلُحُ لَهَا إِلَّا أَنَا وَ أَنْتَ (5).
25- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الْبَجَلِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ تَعَالَی بَراءَةٌ مِنَ
ص: 299
اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ یَقُولُ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مِنَ الْعَهْدِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ غَیْرَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَلَمَّا كَانَ بَیْنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَیْنَ الْمُشْرِكِینَ وَلْثٌ مِنْ عُقُودٍ فَأَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْ یَنْبِذَ إِلَی كُلِّ ذِی عَهْدٍ عَهْدَهُمْ إِلَّا مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ آتَی الزَّكَاةَ فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ وَ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ فِی شَهْرِ ذِی الْحِجَّةِ الْحَرَامِ مِنْ مُهَاجَرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَاتُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ فَتَحَ مَكَّةَ لَمْ یُؤْمَرْ أَنْ یَمْنَعَ الْمُشْرِكِینَ أَنْ یَحُجُّوا وَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ یَحُجُّونَ مَعَ الْمُسْلِمِینَ عَلَی سُنَّتِهِمْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ وَ عَلَی أُمُورِهِمُ الَّتِی كَانُوا عَلَیْهَا فِی طَوَافِهِمْ بِالْبَیْتِ عُرَاةً وَ تَحْرِیمِهِمُ الشُّهُورَ الْحُرُمَ وَ الْقَلَائِدَ (1) وَ وُقُوفِهِمْ بِالْمُزْدَلِفَةِ (2) فَأَرَادَ الْحَجَّ فَكَرِهَ أَنْ یَسْمَعَ تَلْبِیَةَ الْعَرَبِ لِغَیْرِ اللَّهِ وَ الطَّوَافَ بِالْبَیْتِ عُرَاةً فَبَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ إِلَی الْمَوْسِمِ وَ بَعَثَ مَعَهُ بِهَؤُلَاءِ الْآیَاتِ (3) مِنْ بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَقْرَأَهَا عَلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَرْفَعَ الْحُمْسَ (4) مِنْ قُرَیْشٍ وَ كِنَانَةَ وَ خُزَاعَةَ إِلَی عَرَفَاتٍ فَسَارَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّی نَزَلَ بِذِی الْحُلَیْفَةِ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ إِنَّهُ لَنْ یُؤَدِّیَ عَنِّی غَیْرُكَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَبَعَثَ النَّبِیُّ عَلِیّاً فِی أَثَرِ أَبِی بَكْرٍ لِیَدْفَعَ إِلَیْهِ هَؤُلَاءِ الْآیَاتِ مِنْ بَرَاءَةَ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُنَادِیَ بِهِنَّ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَ هُوَ یَوْمُ النَّحْرِ وَ أَنْ یُبْرِئَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مِنْ كُلِّ أَهْلِ عَهْدٍ (5) وَ حَمَلَهُ عَلَی نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ.
فَسَارَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَلَی نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَدْرَكَهُ بِذِی
ص: 300
الْحُلَیْفَةِ فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ أَمِیرٌ أَوْ مَأْمُورٌ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام بَعَثَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِتَدْفَعَ إِلَیَّ بَرَاءَةَ قَالَ فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ وَ انْصَرَفَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِی نَزَعْتَ مِنِّی بَرَاءَةَ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ جَبْرَئِیلَ نَزَلَ عَلَیَّ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ اللَّهَ یَأْمُرُنِی أَنَّهُ لَنْ یُؤَدِّیَ عَنِّی غَیْرِی أَوْ رَجُلٌ مِنِّی فَأَنَا وَ عَلِیٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَ النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّی أَ مَا تَرْضَی یَا أَبَا بَكْرٍ أَنَّكَ صَاحِبِی فِی الْغَارِ قَالَ بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ (1) یَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ وَ فَرَغَ النَّاسُ مِنْ رَمْیِ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَی قَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عِنْدَ الْجَمْرَةِ فَنَادَی فِی النَّاسِ فَاجْتَمَعُوا إِلَیْهِ فَقَرَأَ عَلَیْهِمُ الصَّحِیفَةَ بِهَؤُلَاءِ الْآیَاتِ« بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ» إِلَی قَوْلِهِ فَخَلُّوا سَبِیلَهُمْ ثُمَّ نَادَی أَلَا لَا یَطُوفُ (2) بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَحِجَّنَّ مُشْرِكٌ بَعْدَ عَامِهِ هَذَا وَ إِنَّ لِكُلِّ ذِی عَهْدٍ عَهْدَهُ إِلَی مُدَّتِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَا یُدْخِلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ مُسْلِماً وَ إِنَّ أَجَلَكُمْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ إِلَی أَنْ تَبْلُغُوا بُلْدَانَكُمْ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ أَذَّنَ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِالْقِتَالِ إِنْ لَمْ یُؤْمِنُوا فَهُوَ قَوْلُهُ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ قَالَ إِلَی أَهْلِ الْعَهْدِ خُزَاعَةَ وَ بَنِی مُدْلِجٍ (3) وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ غَیْرِهِمْ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَالَ فَالْأَذَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام النِّدَاءُ الَّذِی نَادَی بِهِ قَالَ فَلَمَّا قَالَ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قَالُوا وَ عَلَی مَا تُسَیِّرُنَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَقَدْ بَرِئْنَا مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ إِنْ شِئْتَ الْآنَ الطَّعْنُ وَ الضَّرْبُ ثُمَّ اسْتَثْنَی اللَّهُ مِنْهُمْ فَقَالَ إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ فَقَالَ الْعَهْدُ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَلْثٌ مِنْ عُقُودٍ عَلَی الْمُوَادَعَةِ (4) مِنْ خُزَاعَةَ وَ غَیْرِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ لِكَیْ یَتَفَرَّقُوا (5) عَنْ مَكَّةَ وَ تِجَارَتِهَا فَیَبْلُغُوا إِلَی أَهْلِهِمْ ثُمَّ إِنْ لَقُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ قَتَلُوهُمْ وَ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ فِیهَا دِمَاءَهُمْ عِشْرُونَ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمُ وَ صَفَرُ وَرَبِیعٌ
ص: 301
الْأَوَّلُ وَ عَشْرٌ مِنْ رَبِیعٍ الْآخَرِ فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ الْمُسَیَّحَاتُ مِنْ یَوْمِ قِرَاءَةِ الصَّحِیفَةِ الَّتِی قَرَأَهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
ثُمَّ قَالَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ مُخْزِی الْكافِرِینَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ فَیُظْهِرُ نَبِیَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ قَالَ ثُمَّ اسْتَثْنَی فَنَسَخَ مِنْهَا فَقَالَ:إِلَّا الَّذِینَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ هَؤُلَاءِ بَنُو ضَمْرَةَ وَ بَنُو مُدْلِجٍ حَیَّانَ (1) مِنْ بَنِی كِنَانَةَ كَانُوا حُلَفَاءَ النَّبِیِّ فِی غَزْوَةِ بَنِی الْعُشَیْرَةِ مِنْ بَطْنِ یَنْبُعَ« ثُمَّ لَمْ یَنْقُصُوكُمْ شَیْئاً یَقُولُ لَمْ یَنْقُضُوا عَهْدَهُمْ بِغَدْرٍ» وَ لَمْ یُظاهِرُوا عَلَیْكُمْ أَحَداً قَالَ لَمْ یُظَاهِرُوا عَدُوَّكُمْ عَلَیْكُمْ- فَأَتِمُّوا إِلَیْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلی مُدَّتِهِمْ یَقُولُ أَجَلِهِمُ الَّذِی شَرَطْتُمْ لَهُمْ- إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُتَّقِینَ قَالَ الَّذِینَ یَتَّقُونَ اللَّهَ فِیمَا حَرَّمَ عَلَیْهِمْ وَ یُوفُونَ بِالْعَهْدِ قَالَ فَلَمْ یُعَاهِدِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ هَؤُلَاءِ الْآیَاتِ أَحَداً قَالَ ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ فَأُنْزِلَ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ قَالَ هَذَا الَّذِی ذَكَرْنَا مُنْذُ یَوْمَ قَرَأَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَیْهِمُ الصَّحِیفَةَ یَقُولُ فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ قَاتَلُوا الَّذِینَ انْقَضَی عَهْدُهُمْ فِی الْحِلِّ وَ الْحَرَمِ- حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ ثُمَّ اسْتَثْنَی فَنَسَخَ مِنْهُمْ فَقَالَ- وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّی یَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ قَالَ مَنْ بُعِثَ إِلَیْكَ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ یَسْأَلُكَ لِتُؤْمِنَهُ حَتَّی یَلْقَاكَ فَیَسْمَعَ مَا تَقُولُ وَ یَسْمَعَ مَا أُنْزِلَ إِلَیْكَ فَهُوَ آمِنٌ- فَأَجِرْهُ حَتَّی یَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ وَ هُوَ كَلَامُكَ بِالْقُرْآنِ- ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ یَقُولُ حَتَّی یَبْلُغَ مَأْمَنَهُ مِنْ بِلَادِهِ ثُمَّ قَالَ كَیْفَ یَكُونُ لِلْمُشْرِكِینَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ رَسُولِهِ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَقَالَ هُمَا بَطْنَانِ بَنُو ضَمْرَةَ وَ بَنُو مُدْلِجٍ (2) فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِیهِمْ حِینَ غَدَرُوا ثُمَّ قَالَ تَعَالَی كَیْفَ وَ إِنْ یَظْهَرُوا عَلَیْكُمْ لا یَرْقُبُوا فِیكُمْ إِلًّا وَ لا ذِمَّةً إِلَی ثَلَاثِ آیَاتٍ قَالَ هُمْ قُرَیْشٌ نَكَثُوا عَهْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْمَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ كَانُوا رُءُوسَ الْعَرَبِ فِی كُفْرِهِمْ ثُمَّ قَالَ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِلَی یَنْتَهُونَ (3).
ص: 302
بیان: الولث العهد الغیر الأكید و فی القاموس الحمس الأمكنة الصلبة جمع أحمس و به لقب قریش و كنانة و جدیلة و من تابعهم فی الجاهلیة لتحمسهم فی دینهم أو لالتجائهم بالحمساء و هی الكعبة لأن حجرها أبیض إلی السواد (1) و الإل بالكسر: العهد. و تفسیر الآیات مذكور فی مظانه لا نطیل الكلام بذكره لخروجه عن مقصودنا.
26- قب، المناقب لابن شهرآشوب: وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ فِی أَدَاءِ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ عَزَلَ بِهِ أَبَا بَكْرٍ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِینَ وَ نَقَلَةِ الْأَخْبَارِ وَ رَوَاهُ الطَّبَرِیُّ وَ الْبَلاذُرِیُّ وَ التِّرْمِذِیُّ وَ الْوَاقِدِیُّ وَ الشَّعْبِیُّ وَ السُّدِّیُّ وَ الثَّعْلَبِیُّ وَ الْوَاحِدِیُّ وَ الْقُرَظِیُّ وَ الْقُشَیْرِیُّ وَ السَّمْعَانِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَ ابْنُ بَطَّةَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ أَبُو یَعْلَی الْمَوْصِلِیُّ وَ الْأَعْمَشُ وَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ فِی كُتُبِهِمْ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَیْرِ وَ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ أَنَسٍ وَ أَبِی رَافِعٍ وَ زَیْدِ بْنِ نَقِیعٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ اللَّفْظُ لَهُ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی تِسْعِ آیَاتٍ أَنْفَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ إِلَی مَكَّةَ لِأَدَائِهَا فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ إِنَّهُ لَا یُؤَدِّیهَا إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ارْكَبْ نَاقَتِیَ الْعَضْبَاءَ وَ الْحَقْ أَبَا بَكْرٍ وَ خُذْ بَرَاءَةَ مِنْ یَدِهِ قَالَ وَ لَمَّا رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله جَزِعَ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَهَّلْتَنِی (2) لِأَمْرٍ طَالَتِ الْأَعْنَاقُ فِیهِ فَلَمَّا تَوَجَّهْتُ لَهُ رَدَدْتَنِی عَنْهُ فَقَالَ الْأَمِینُ هَبَطَ إِلَیَّ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ وَ عَلِیٌّ مِنِّی وَ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا عَلِیٌّ.
وَ فِی خَبَرٍ أَنَّ عَلِیّاً قَالَ لَهُ إِنَّكَ خَطِیبٌ وَ أَنَا حَدِیثُ السِّنِّ فَقَالَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَذْهَبَ بِهَا أَوْ أَذْهَبَ بِهَا قَالَ أَمَّا إِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَأَنَا أَذْهَبُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ اذْهَبْ فَسَوْفَ یُثَبِّتُ اللَّهُ لِسَانَكَ وَ یَهْدِی قَلْبَكَ.
أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ عَلِیٌّ النَّاسَ فَاخْتَرَطَ سَیْفَهُ وَ قَالَ: لَا یَطُوفَنَّ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَحُجَّنَّ الْبَیْتَ مُشْرِكٌ وَ مَنْ كَانَ لَهُ مُدَّةٌ فَهُوَ إِلَی مُدَّتِهِ وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ لَهُ مُدَّةٌ فَمُدَّتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ زِیَادَةٌ فِی مُسْنَدِ الْمَوْصِلِیِّ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ وَ هَذَا هُوَ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ إِبْرَاهِیمَ حِینَ قَالَ وَ طَهِّرْ بَیْتِیَ لِلطَّائِفِینَ وَ
ص: 303
الْقائِمِینَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ فَكَانَ اللَّهُ تَعَالَی أَمَرَ إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلَ بِالنِّدَاءِ أَوَّلًا قَوْلُهُ وَ أَذِّنْ فِی النَّاسِ بِالْحَجِّ (1) وَ أَمَرَ الْوَلِیَّ بِالنِّدَاءِ آخِراً قَوْلُهُ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ قَالَ السُّدِّیُّ وَ أَبُو مَالِكٍ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ علیه السلام الْأَذَانُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی نَادَی بِهِ.
تَفْسِیرُ الْقُشَیْرِیِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ یَلْقَی رَسُولَ اللَّهِ فِی بَعْضِ الْأَمْرِ (2) بَعْدَ انْقِضَاءِ الْأَرْبَعَةِ فَلَیْسَ لَهُ عَهْدٌ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام بَلَی لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ- وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ إِلَی آخِرِ الْآیَاتِ.
وَ فِی الْحَدِیثِ عَنِ الْبَاقِرَیْنِ علیهما السلام قَالا قَامَ خِدَاشٌ وَ سَعِیدٌ أَخَوَا عَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ فَقَالا وَ عَلَی مَا تُسَیِّرُنَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ بَلْ بَرِئْنَا مِنْكَ وَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ وَ لَیْسَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ ابْنِ عَمِّكَ إِلَّا السَّیْفُ وَ الرُّمْحُ وَ إِنْ شِئْتَ بَدَأْنَا بِكَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام هَلُمَّ (3) ثُمَّ قَالَ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَیْرُ مُعْجِزِی اللَّهِ إِلَی قَوْلِهِ إِلی مُدَّتِهِمْ.
تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ قَالَ الْمُشْرِكُونَ نَحْنُ نَبْرَأُ مِنْ عَهْدِكَ وَ عَهْدِ ابْنِ عَمِّكَ إِلَّا مِنَ الطَّعْنِ وَ الضَّرْبِ وَ طَفِقُوا (4) یَقُولُونَ اللَّهُمَّ إِنَّا مُنِعْنَا أَنْ نَبَرَّكَ.
وَ فِی رِوَایَةٍ عَنِ النَّسَّابَةِ بْنِ الصُّوفِیِّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ إِنَّ أَخِی مُوسَی نَاجَی رَبَّهُ عَلَی جَبَلِ طُورِ سَیْنَاءَ فَقَالَ فِی آخِرِ الْكَلَامِ امْضِ إِلَی فِرْعَوْنَ وَ قَوْمِهِ الْقِبْطِ وَ أَنَا مَعَكَ لا تَخَفْ فَكَانَ جَوَابُهُ مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی« إِنِّی قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخافُ أَنْ یَقْتُلُونِ» (5) وَ هَذَا عَلِیٌّ قَدْ أَنْفَذْتُهُ لِیَسْتَرْجِعَ بَرَاءَةَ وَ یَقْرَأَهَا عَلَی أَهْلِ مَكَّةَ وَ قَدْ قَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقاً عَظِیماً فَمَا خَافَ وَ لَا تَوَقَّفَ وَ لَمْ تَأْخُذْهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ (6).
ص: 304
وَ فِی رِوَایَةٍ فَكَانَ أَهْلُ الْمَوْسِمِ یَتَلَهَّفُوَن عَلَیْهِ (1) وَ مَا فِیهِمْ إِلَّا مَنْ قَتَلَ أَبَاهُ أَوْ أَخَاهُ أَوْ حَمِیمَهُ (2) فَصَدَّهُمُ اللَّهُ عَنْهُ وَ عَادَ إِلَی الْمَدِینَةِ وَحْدَهُ سَالِماً (3) وَ كَانَ علیه السلام أَنْفَذَهُ أَوَّلَ یَوْمٍ مِنْ ذِی الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ وَ أَدَّاهَا إِلَی النَّاسِ یَوْمَ عَرَفَةَ وَ یَوْمَ النَّحْرِ وَ أَمَّا قَوْلُ الْجَاحِظِ إِنَّهُ كَانَ عَادَةُ الْعَرَبِ فِی عَقْدِ الْحَلْفِ وَ حَلِّ الْعَقْدِ أَنَّهُ كَانَ لَا یَتَوَلَّی ذَلِكَ إِلَّا السَّیِّدُ مِنْهُمْ أَوْ رَجُلٌ مِنْ رَهْطِهِ فَإِنَّهُ أَرَادَ أَنْ یَذُمَّهُ فَمَدَحَهُ (4).
27- یف، الطرائف: رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ مِنْ طُرُقِ جَمَاعَةٍ فَمِنْهَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ فَلَمَّا بَلَغَ إِلَی ذِی الْحُلَیْفَةِ بَعَثَ إِلَیْهِ فَرَدَّهُ فَقَالَ: لَا یَذْهَبُ بِهَا (5) إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَبَعَثَ عَلِیّاً.
وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ حُبَیْشٍ یَرْفَعُهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آیَاتٍ مِنْ سُورَةِ بَرَاءَةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ فَبَعَثَهُ بِهَا لِیَقْرَأَهَا عَلَی أَهْلِ مَكَّةَ ثُمَّ دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ فَحَیْثُ مَا لَحِقْتَهُ فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ فَاذْهَبْ بِهِ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ وَ اقْرَأْهُ عَلَیْهِمْ قَالَ فَلَحِقَهُ بِالْجُحْفَةِ فَأَخَذَ الْكِتَابَ مِنْهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام جَاءَنِی فَقَالَ لَمْ یَكُنْ یُؤَدِّی عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ (6).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ حَبَشٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام مِثْلَهُ.
ص: 305
وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ یَقْرَؤُهَا عَلَی أَهْلِ مَكَّةَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ لَا یُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَلَحِقَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَأَخَذَهَا مِنْهُ.
أقول: و روی ابن بطریق فی الكتاب المذكور ما یؤدی هذا المعنی من أربعة طرق من كتاب فضائل الصحابة للسمعانی و كتاب المغازی لمحمد بن إسحاق و من خمسة طرق من كتاب أحمد بن حنبل و من طریق من صحیح البخاری و طریقین من تفسیر الثعلبی و طریقین من الجمع بین الصحاح الستة لرزین العبدری و طریق من سنن أبی داود و طریق من صحیح الترمذی.
28- یف، الطرائف وَ رَوَی الْبُخَارِیُّ فِی صَحِیحِهِ فِی نِصْفِ الْجُزْءِ الْخَامِسِ فِی بَابِ وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِی ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ رَسُولُهُ حَدِیثَ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ زَادَ فِیهِ فَأَذَّنَ عَلِیٌّ فِی أَهْلِ مِنًی یَوْمَ النَّحْرِ أَلَا لَا یَحِجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ.
وَ رَوَاهُ أَیْضاً فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی فِی تَفْسِیرِ سُورَةِ بَرَاءَةَ مِنْ صَحِیحِ أَبِی دَاوُدَ وَ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ فِی حَدِیثٍ یَرْفَعُونَهُ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یُنَادِیَ فِی الْمَوْسِمِ بِبَرَاءَةَ ثُمَّ أَرْدَفَهُ عَلِیّاً فَبَیْنَا أَبُو بَكْرٍ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِذْ سَمِعَ رُغَاءَ (1) نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَضْبَاءِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَزِعاً فَظَنَّ أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ فَدَفَعَ إِلَیْهِ عَلِیٌّ كِتَاباً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ عَلِیّاً (2) یُنَادِی بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی أَنْ یُبَلِّغَ عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَانْطَلَقَا فَقَامَ عَلِیٌّ أَیَّامَ التَّشْرِیقِ یُنَادِی ذِمَّةُ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ بَرِیئَةٌ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ- فَسِیحُوا فِی الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَا یَحِجَّنَّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ بَعْدَ الْعَامِ عُرْیَانٌ وَ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ.
وَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ فِی تَفْسِیرِ سُورَةِ بَرَاءَةَ وَ شَرَحَ الثَّعْلَبِیُّ كَیْفَ نَقَضَ الْمُشْرِكُونَ الْعَهْدَ الَّذِی عَاهَدَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی الْحُدَیْبِیَةِ ثُمَّ قَالَ الثَّعْلَبِیُّ فِی أَوَاخِرِ حَدِیثِهِ مَا هَذَا
ص: 306
لَفْظُهُ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ فِی تِلْكَ السَّنَةِ عَلَی الْمَوْسِمِ لِیُقِیمَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ وَ بَعَثَ مَعَهُ أَرْبَعِینَ آیَةً مِنْ صَدْرِ بَرَاءَةَ لِیَقْرَأَهَا عَلَی أَهْلِ الْمَوْسِمِ فَلَمَّا سَارَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ اخْرُجْ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ وَ اقْرَأْ عَلَیْهِمْ مِنْ صَدْرِ بَرَاءَةَ وَ أَذِّنْ بِذَلِكَ فِی النَّاسِ إِذَا اجْتَمَعُوا فَخَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَضْبَاءِ حَتَّی أَدْرَكَ أَبَا بَكْرٍ بِذِی الْحُلَیْفَةِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَ نَزَلَ فِی شَأْنِی شَیْ ءٌ فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا یُبَلِّغُ عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی ثُمَّ ذَكَرَ الثَّعْلَبِیُّ صُورَةَ نِدَاءِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِبْلَاغَهُ لِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ (1).
أقول: روی ابن بطریق ما رواه السید و غیره من صحاحهم و تفاسیرهم فی العمدة بأسانیده لا نطیل الكلام بإیرادها (2).
رَوَی السَّیُوطِیُّ فِی الدُّرِّ الْمَنْثُورِ قَالَ أَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِی زَوَائِدِ الْمُسْنَدِ وَ أَبُو الشَّیْخِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آیَاتٍ مِنْ بَرَاءَةَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ مِنْ رِوَایَةِ سِمَاكٍ ثُمَّ قَالَ وَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِی شَیْبَةَ وَ أَحْمَدُ وَ التِّرْمِذِیُّ وَ أَبُو الشَّیْخِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ- لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یُبَلِّغَ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِی فَدَعَا عَلِیّاً فَأَعْطَاهُ إِیَّاهُ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَی أَهْلِ مَكَّةَ ثُمَّ بَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی أَثَرِهِ فَأَخَذَهَا مِنْهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَجَدَ فِی نَفْسِهِ (3) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی.
وَ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَ النَّسَائِیُّ وَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِیٍّ حِینَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی مَكَّةَ بِبَرَاءَةَ فَكَانَ یُنَادِی (4) أَنَّهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ
ص: 307
وَ لَا یَطُوفُ بِالْبَیْتِ عُرْیَانٌ وَ مَنْ كَانَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَهْدٌ فَإِنَّ أَجَلَهُ إِلَی أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرُ فَإِنَّ اللَّهَ بَرِی ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِینَ وَ رَسُولُهُ وَ لَا یَحِجُّ هَذَا الْبَیْتَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِسُورَةِ التَّوْبَةِ وَ بَعَثَ عَلِیّاً علیه السلام عَلَی أَثَرِهِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَمَرَ نَبِیَّهُ سَخَطاً عَلَیَّ فَقَالَ عَلِیٌّ لَا إِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ قَالَ- لَا یَنْبَغِی أَنْ یُبَلِّغَ عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنِّی.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ حَیَّانَ وَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ وَ ذَكَرَ بَعْثَ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی أَثَرِ أَبِی بَكْرٍ وَ رَدَّهُ وَ فِی آخِرِهِ- لَا یُبَلِّغُ غَیْرِی أَوْ رَجُلٌ مِنِّی.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَی الْمَوْسِمِ فَأَتَی جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ لَا یُؤَدِّیهَا (1) عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَبَعَثَ عَلِیّاً فِی أَثَرِهِ (2) حَتَّی لَحِقَهُ بَیْنَ مَكَّةَ وَ الْمَدِینَةِ فَأَخَذَهَا فَقَرَأَ (3) عَلَی النَّاسِ فِی الْمَوْسِمِ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ حَكِیمِ بْنِ حُمَیْدٍ قَالَ قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ لِعَلِیٍّ فِی كِتَابِ اللَّهِ اسْماً وَ لَكِنْ لَا تَعْرِفُونَهُ (4) قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ «وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَی النَّاسِ یَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» هُوَ وَ اللَّهِ الْأَذَانُ.
انْتَهَی مَا نَقَلْنَاهُ عَنِ السَّیُوطِیِّ (5).
و قال صاحب الصراط المستقیم: فی ذكر فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام منها تولیته صلی اللّٰه علیه و آله علی أداء سورة براءة بعد بعث النبی صلی اللّٰه علیه و آله أبا بكر بها فلحقه بالجحفة و أخذها منه و نادی فی الموسم بها- ذكر ذلك أحمد بن حنبل فی مواضع من مسنده و الثعلبی فی تفسیره و الترمذی فی صحیحه و أبو داود فی سننه و مقاتل فی تفسیره و الفراء فی مصابیحه و
ص: 308
الجوزی فی تفسیره و الزمخشری فی كشافه (1) و ذكره البخاری فی الجزء الأول من صحیحه (2) فی باب ما یستر العورة و فی الجزء الخامس فی باب أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ و ذكر الطبری و البلاذری و الواقدی و الشعبی و السدی و الواحدی و القرطی و القشیری و السمعانی و الموصلی و ابن بطة و ابن إسحاق و الأعمش و ابن سماك فی كتبهم انتهی (3)
وَ ذَكَرَ ابْنُ الْأَثِیرِ فِی الْكَامِلِ فِی أَحْدَاثِ سَنَةِ تِسْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ أَنَّ فِیهَا حَجَّ أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ وَ مَعَهُ عِشْرُونَ بَدَنَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ لِنَفْسِهِ خَمْسُ بَدَنَاتٍ (4) وَ كَانَ فِی ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ فَلَمَّا كَانَ بِذِی الْحُلَیْفَةِ أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی أَثَرِهِ عَلِیّاً علیه السلام وَ أَمَرَهُ بِقِرَاءَةِ سُورَةِ بَرَاءَةَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ فَعَادَ أَبُو بَكْرٍ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ شَیْ ءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا یُبَلِّغُ عَنِّی إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی: انْتَهَی.
وَ رَوَی صَاحِبُ جَامِعِ الْأُصُولِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَعَثَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِبَرَاءَةَ مَعَ أَبِی بَكْرٍ ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یُبَلِّغَ هَذَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِی فَدَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَأَعْطَاهُ إِیَّاهُ ثُمَّ قَالَ وَ زَادَ رَزِینٌ وَ هُوَ الْعَبْدَرِیُّ فَإِنَّهُ لَا یَنْبَغِی أَنْ یُبَلِّغَ عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی ثُمَّ اتَّفَقَا وَ انْطَلَقَا انْتَهَی.
أقول: و روی نحوا مما أوردنا من الأخبار الطبرسی رحمه اللّٰه (5) و غیره و فیما أوردته غنی عما تركته.
تتمیم: أقول بعد ما أحطت علما بما تلوت علیك من أخبار الخاص و العام فاعلم أن أصحابنا رضوان اللّٰه علیهم استدلوا بها علی خلافة مولانا أمیر المؤمنین علیه السلام و عدم استحقاق أبی بكر لها فقالوا إن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لم یول أبا بكر شیئا من الأعمال مع أنه كان یولیها
ص: 309
غیره و لما أنفذه لأداء سورة براءة إلی أهل مكة عزله و بعث علیا علیه السلام لیأخذها منه و یقرأها علی الناس فمن لم یستصلح لأداء سورة واحدة إلی بلده كیف یستصلح للرئاسة العامة المتضمنة لأداء جمیع الأحكام إلی عموم الرعایا فی سائر البلاد؟
و بعبارة أخری نقول لا یخلو إما أن یكون بعث أبی بكر أولا بأمر اللّٰه تعالی كما هو الظاهر لقوله تعالی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (1) أو بعثة الرسول بغیر وحی منه تعالی فعلی الأول نقول لا ریب فی أنه تعالی منزه عن العبث و الجهل فلا یكون بعثه و عزله قبل وصوله إلا لبیان رفعة شأن أمیر المؤمنین علیه السلام و فضله و أنه خاصة یصلح للتبلیغ عن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله دون غیره و أن المعزول لا یصلح لهذا و لا لما هو أعلی منه من الخلافة و الرئاسة العامة و لو كان دفع براءة أولا إلی علی علیه السلام لجاز أن یجول بخواطر الناس أن فی الجماعة غیر علی من یصلح لذلك.
و علی الثانی فنقول إن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إما أن یكون لم یتغیر علمه حین بعث أبا بكر أولا و حین عزله ثانیا بحال أبی بكر و ما هو المصلحة فی تلك الواقعة أو تغیر علمه فعلی الأول عاد الكلام الأول بتمامه (2) و علی الثانی فنقول لا یریب عاقل فی أن الأمر المستور أولا لا یجوز أن یكون شیئا من العادات و المصالح الظاهرة لاستحالة أن یكون خفی علی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله مع وفور علمه و علی جمیع الصحابة مثل ذلك فلا بد أن یكون أمرا مستورا لا یطلع علیه إلا بالوحی الإلهی من سوء سریرة أبی بكر و نفاقه أو ما علم اللّٰه من أنه سیدعی الخلافة ظلما فیكون هذا (3) حجة و برهانا علی كذبه و أنه لا یصلح لذلك و لو فرضنا فی الشاهد أن سلطانا من السلاطین بعث رجلا لأمر ثم أرجعه
ص: 310
من الطریق و بعث غیره مكانه لا یخطر ببال العقلاء فی ذلك إلا احتمالان إما أن یكون أولا جاهلا بحال ذلك الشخص و عدم صلاحیته لذلك ثم بعد العلم بدا له فی ذلك أو كان عالما و كان غرضه الإشارة بكمال الثانی و حط منزلة الأول.
و نقول أیضا قد عرفت مرارا أنه إذا اتفقت أخبار الفریقین فی شی ء و تفرد بعض أخبارهم بما یضاده فالتعویل إنما هو علی ما توافقت فیه الروایتان و لا یخفی أنك إذا لاحظت المشترك بین أخبارنا و أخبارهم عرفت أنها دالة بصراحتها علی أن الباعث علی عزل أبی بكر لم یكن إلا نقصه و حط مرتبته عن مثل ذلك و لم یكن السبب لبعث أمیر المؤمنین علیه السلام ثانیا إلا كماله و كون استیهال (1) التبلیغ عن اللّٰه و رسوله و نیابة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و خلافته فی الأمور منحصرا فیه و لا أظنك بعد اطلاعك علی ما قدمناه تحتاج إلی إعادتها و الاستدلال بخصوص كل خبر علی ما ذكرنا.
و أما إنكار بعض متعصبیهم عزل أبی بكر و أنه كان أمیرا للحاج و ذهب إلی ما أمر به فلا ترتاب بعد ما قرع سمعك من الأخبار أن لیس الداعی إلی ذلك إلا الكفر و العصبیة و العناد و قد اعترف قاضی القضاة فی المغنی ببطلان ذلك الإنكار و قال ابن أبی الحدید (2) روی طائفة عظیمة من المحدثین أنه لم یدفعها إلی أبی بكر لكن الأظهر الأكثر أنه دفعها إلیه ثم أتبعه بعلی علیه السلام فانتزعها منه انتهی.
أقول لیت شعری لم لم یذكر أحدا من تلك الطائفة العظیمة لیدفع عن نفسه ظن العصبیة و الكذب.
و أما ما تمسك به بعضهم من لزوم النسخ قبل الفعل فعلی تقدیر عدم جوازه له نظائر كثیرة فكل ما یجری فیها من التأویل فهو جار هاهنا و أما اعتذار الجبائی و الزمخشری و البیضاوی و الرازی و شارح التجرید و غیرهم بأنه كان من عادة العرب أن سیدا من سادات قبائلهم إذا عقد عهدا لقوم فإن ذلك العقد لا ینحل إلا أن یحله هو أو بعض سادات قومه فعدل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عن أبی بكر إلی علی علیه السلام حذرا من أن لا یعتبروا نبذ العهد من
ص: 311
أبی بكر لبعده فی النسب فمردود بأن ذلك كذب صریح و افتراء علی أهل الجاهلیة و العرب و لم یعرف فی زمان من الأزمنة أن یكون الرسول سیما لنبذ العهد من سادات القوم و أقارب العاقد و إنما المعتبر فیه أن یكون موثوقا به و لو بانضمام القرائن و لم ینقل هذه العادة أحد من أرباب السیر و لو كانت موجودة فی روایة أو كتاب لعینوا موضعها كما هو المعهود فی مقام الاحتجاج و قد اعترف ابن أبی الحدید فی شرح نهج البلاغة بأن ذلك غیر معروف من عادة العرب و أنه إنما هو تأویل تعول به متعصبو أبی بكر لانتزاع البراءة منه و لیس بشی ء و قد أشرنا فی تقریر الدلیل إلی بطلان ذلك إذ لو كان إرجاعه لهذه العلة كان لم یخف هذا علی الرسول و جمیع الحاضرین فی أول الأمر (1) مع أن كثیرا من الأخبار صریحة فی خلاف ذلك.
فأما جواب بعضهم عما ذكره الأصحاب من أن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله لم یوله شیئا من الأمور بأن عدم تولیته الأعمال كان لحاجة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إلیه و إلی عمر فی الآراء و التدابیر كما ذكره قاضی القضاة فأجاب السید المرتضی فی الشافی (2) عنه بأنا قد علمنا من العادة أن من یرشح (3) لكبار الأمور لا بد من أن یدرج إلیها (4) بصغارها لأن من یرید بعض الملوك تأهیله للأمر بعده لا بد من أن ینبه علیه بكل قول و فعل یدل علی ترشیحه لتلك المنزلة و یستكفیه من أموره و ولایاته ما یعلم عنده أو یغلب فی الظن صلاحه لما یریده له و أن من یری الملك مع حضوره و امتداد الزمان و تطاوله لا یستكفیه شیئا من الولایات و متی ولاه عزله و إنما یولی غیره و یستكفی سواه لا بد أن یغلب فی الظن أنه لیس بأهل للولایة و إن جوزنا أنه لم یوله بأسباب كثیرة سواه و أما من یدعی أنه
ص: 312
لم یوله لافتقاره إلیه بحضرته و حاجته إلی تدبیره و رأیه ففیه أن النبی لا یستشیر أحدا لحاجة منه إلی رأیه و فقر إلی تعلیمه و توقیفه لأنه صلی اللّٰه علیه و آله الكامل الراجح المعصوم المؤید بالملائكة و إنما كانت مشاورته أصحابه لیعلمهم كیف یعملون فی أمورهم و قد قیل كان یستخرج بذلك دخائلهم (1) و ضمائرهم و بعد فكیف استمرت هذه الحاجة و اتصلت منه إلیهما حتی لم یستغن فی زمان من الأزمان عن حضورهما فیولیهما و هل هذا إلا قدح (2) فی رأی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و نسبة له إلی أنه كان ممن یحتاج إلی أن یلقن و یوقف علی كل شی ء و قد نزهه اللّٰه تعالی عن ذلك.
انتهی ما أردنا إیراده من كلامه قدس اللّٰه روحه و لنقتصر علی ذلك فی توضیح المرام فی هذا المقام و من أراد زیادة الاستبصار فلیرجع إلی ما ألفه فی ذلك و أشباهه علماؤنا الأخیار (3) فإنا محترزون فی كتابنا هذا عن زیادة الإكثار فی غیر نقل الأخبار.
1- مع، معانی الأخبار: ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ:« وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ» قَالَ الصُّدُودُ فِی الْعَرَبِیَّةِ الضَّحِكُ (5).
بیان: لیس فیما عندنا من كتب اللغة المشهورة الصدود بهذا المعنی و لا یبعد أن
ص: 313
یكون صلی اللّٰه علیه و آله عبر عن الضجیج الصادر عن الفرح بلازمه علی أن اللغات كلها غیر محصورة فی كتب اللغة لكن قال فی مصباح اللغة صد عن كذا یصد من باب ضرب ضحك (1) و قال فی مجمع البیان قال بعض المفسرین معنی یَصِدُّونَ یضحكون (2).
2- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یَحْیَی بْنِ عُمَیْرٍ الْحَنَفِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَائِدٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَیْنَمَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ الْآنَ یَدْخُلُ عَلَیْكُمْ نَظِیرُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فِی أُمَّتِی فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ لَا فَدَخَلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالُوا هُوَ هَذَا فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ قَوْمٌ لَعِبَادَةُ اللَّاتِ وَ الْعُزَّی خَیْرٌ مِنْ هَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ الْآیَةَ (3).
3- وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الدِّهْقَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ كَانَ یُحْیِی الْمَوْتَی فَأَحْیِ لَنَا الْمَوْتَی فَقَالَ لَهُمْ مَنْ تُرِیدُونَ فَقَالُوا فُلَانٌ (4) وَ إِنَّهُ قَرِیبُ عَهْدٍ بِمَوْتٍ (5) فَدَعَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَأَصْغَی إِلَیْهِ (6) بِشَیْ ءٍ لَا نَعْرِفُهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ انْطَلِقْ مَعَهُمْ إِلَی الْمَیِّتِ فَادْعُهُ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ فَمَضَی مَعَهُمْ حَتَّی وَقَفَ عَلَی قَبْرِ الرَّجُلِ ثُمَّ نَادَاهُ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فَقَامَ الْمَیِّتُ فَسَأَلُوهُ ثُمَّ اضْطَجَعَ فِی لَحْدِهِ فَانْصَرَفُوا وَ هُمْ یَقُولُونَ إِنَّ هَذَا مِنْ أَعَاجِیبِ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ نَحْوِهِمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ الْآیَةَ (7).
4- وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ شَرِیكٍ
ص: 314
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُمَیْرٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ: قَالَ لِی عَلِیٌّ علیه السلام مَثَلِی فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَغَالُوا فِی حُبِّهِ فَهَلَكُوا وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَهَلَكُوا وَ اقْتَصَدَ فِیهِ قَوْمٌ فَنَجَوْا.
وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الدَّهَّانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعُرَیْضِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ جَنَاحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (1) عَنْ آبَائِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَصْحَابُهُ حَوْلَهُ وَ هُوَ مُقْبِلٌ فَقَالَ أَمَا إِنَّ فِیكَ لَشَبَهاً (2) مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ لَوْ لَا مَخَافَةُ أَنْ تَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیكَ الْیَوْمَ مَقَالًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْكَ التُّرَابَ یَبْتَغُونَ (3) بِهِ الْبَرَكَةَ فَغَضِبَ مَنْ كَانَ حَوْلَهُ وَ تَشَاوَرُوا فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ قَالُوا لَمْ یَرْضَ مُحَمَّدٌ إِلَّا أَنْ یَجْعَلَ ابْنَ عَمِّهِ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ فِی الْقُرْآنِ بَنُو هَاشِمٍ قَالَ مُحِیَتْ وَ اللَّهِ فِیمَا مُحِیَ وَ لَقَدْ قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَی مِنْبَرِ مِصْرَ مُحِیَ مِنَ الْقُرْآنِ أَلْفُ حَرْفٍ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَ أَعْطَیْتُ مِائَتَیْ أَلْفِ دِرْهَمٍ عَلَی أَنْ یُمْحَی- إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ فَقَالُوا لَا یَجُوزُ ذَلِكَ فَكَیْفَ جَازَ ذَلِكَ لَهُمْ وَ لَمْ یَجُزْ لِی فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاوِیَةَ فَكَتَبَ إِلَیْهِ قَدْ بَلَغَنِی مَا قُلْتَ عَلَی مِنْبَرِ مِصْرَ وَ لَسْتَ هُنَاكَ (4).
أَقُولُ: رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ بِإِسْنَادِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ إِلَی رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً یَقُولُ فِیَّ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ:« وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ»
ص: 315
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: سَعِیدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَعْلَی عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ رَبِیعَةَ مِثْلَهُ (1) أَقُولُ: وَ رَوَی السَّیِّدُ حَیْدَرُ فِی الْغُرَرِ مِنْ كِتَابِ مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِینَ لِأَبِی نُعَیْمٍ بِسَنَدَیْنِ عَنْ رَبِیعَةَ مِثْلَهُ.
5- یف، الطرائف: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ عِیسَی أَبْغَضَهُ الْیَهُودُ حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ وَ أَحَبَّهُ النَّصَارَی حَتَّی أَنْزَلُوهُ الْمَنْزِلَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ (2).
6- كشف، كشف الغمة ابْنُ مَرْدَوَیْهِ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ عِیسَی أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَهَلَكُوا وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَهَلَكُوا (3) فِیهِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ أَ مَا رَضِیَ لَهُ مَثَلًا إِلَّا عِیسَی فَنَزَلَتْ (4).
أَقُولُ: وَ رَوَی الْعَلَّامَةُ رَفَعَ اللَّهُ مَقَامَهُ مِثْلَهُ (5).
7- مد، العمدة مِنْ مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ آدَمَ عَنْ مَالِكِ بْنِ مُعَوَّلٍ عَنْ أُكَیْلٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ قَالَ: لَقِیتُ عَلْقَمَةَ قَالَ أَ تَدْرِی مَا مَثَلُ عَلِیٍّ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ قَالَ قُلْتُ وَ مَا مَثَلُهُ قَالَ مَثَلُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ حَتَّی هَلَكُوا فِی حُبِّهِ وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ حَتَّی هَلَكُوا فِی بُغْضِهِ (6).
ص: 316
8- وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْیَانَ عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِیحٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ أَبِی غَیْلَانَ الشَّیْبَانِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ عِیسَی أَبْغَضَتْهُ یَهُودُ خَیْبَرَ حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ (1) وَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارَی حَتَّی أَنْزَلُوهُ الْمَنْزِلَ الَّذِی لَیْسَ لَهُ أَلَا فَإِنَّهُ یَهْلِكُ فِیَّ اثْنَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ یُفْرِطُ بِمَا لَیْسَ فِیَّ (2) وَ مُبْغِضٌ یَحْمِلُهُ شَنَآنِی عَنْ أَنْ یَبْهَتَنِی أَلَا إِنِّی لَسْتُ بِنَبِیٍّ وَ لَا یُوحَی إِلَیَّ وَ لَكِنِّی أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ مَا اسْتَطَعْتُ فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ فَحَقَّ عَلَیْكُمْ طَاعَتِی فِیمَا أَحْبَبْتُمْ أَوْ كَرِهْتُمْ (3).
وَ مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ عَنْ وَكِیعِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِی غَسَّانَ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِثْلَهُ (4).
9- وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ وَكِیعٍ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی الْیَقْظَانِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: مَثَلِی فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّتْهُ طَائِفَةٌ وَ أَفْرَطَتْ فِی حُبِّهِ فَهَلَكَتْ وَ أَبْغَضَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَفْرَطَتْ فِی بُغْضِهِ فَهَلَكَتْ (5).
10- وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ حَمَّادٍ سِجَادَةَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی یَعْلَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَیٍّ وَ جَعْفَرِ بْنِ زِیَادِ بْنِ الْأَحْمَرِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِی الْبَخْتَرِیِّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: یَهْلِكُ فِیَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ (6).
أقول: روی مثله بأسانید سیأتی ذكرها إن شاء اللّٰه.
11 (7)- ل، الخصال: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ فِی احْتِجَاجِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَوْمَ الشُّورَی قَالَ: نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِیكُمْ أَحَدٌ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ احْفَظِ الْبَابَ فَإِنَّ زُوَّاراً مِنَ الْمَلَائِكَةِ
ص: 317
تَزُورُونَنِی فَلَا تَأْذَنْ لِأَحَدٍ فَجَاءَ عُمَرُ فَرَدَدْتُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُحْتَجِبٌ (1) وَ عِنْدَهُ زُوَّارٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ عِدَّتُهُمْ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ أَذِنْتُ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّی جِئْتُ غَیْرَ مَرَّةٍ كُلَّ ذَلِكَ یَرُدُّنِی عَلِیٌّ وَ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ مُحْتَجِبٌ وَ عِنْدَهُ زُوَّارٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ عِدَّتُهُمْ كَذَا وَ كَذَا فَكَیْفَ عَلِمَ بِالْعِدَّةِ أَ عَایَنَهُمْ فَقَالَ لَهُ یَا عَلِیُّ قَدْ صَدَقَ كَیْفَ عَلِمْتَ بِعِدَّتِهِمْ فَقُلْتُ اخْتَلَفَتِ التَّحِیَّاتُ (2) فَسَمِعْتُ الْأَصْوَاتَ فَأَحْصَیْتُ الْعَدَدَ قَالَ صَدَقْتَ فَإِنَّ فِیكَ شَبَهاً (3) مِنْ أَخِی عِیسَی فَخَرَجَ عُمَرُ وَ هُوَ یَقُولُ ضَرَبَهُ لِابْنِ مَرْیَمَ مَثَلًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ قَالَ یَضِجُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ- إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ- وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ غَیْرِی؟ (4) قَالُوا اللَّهُمَّ لَا (5).
12- یب، تهذیب الأحكام عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الدُّعَاءِ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدِیرِ رَبَّنَا أَجَبْنَا دَاعِیَكَ النَّذِیرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدَكَ وَ رَسُولَكَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الَّذِی أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ وَ جَعَلْتَهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَوْلَاهُمْ وَ وَلِیُّهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ یَوْمِ الدِّینِ فَإِنَّكَ قُلْتَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ (6).
13- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ وَ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ مَعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ رَبِیعَةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ فِیكَ شَبَهاً مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّتْهُ النَّصَارَی حَتَّی أَنْزَلُوهُ بِمَنْزِلَةٍ لَیْسَ بِهَا وَ أَبْغَضَهُ الْیَهُودُ
ص: 318
حَتَّی بَهَتُوا أُمَّهُ قَالَ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ بِمَا لَیْسَ فِیَّ وَ مُبْغِضٌ یَحْمِلُهُ شَنَآنِی (1) عَلَی أَنْ یَبْهَتَنِی.وَ أَخْبَرَنِی بِهِ أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ مِثْلَهُ وَ لَمْ یَذْكُرِ الصَّبَّاحَ (2).
مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ شُرَیْحِ بْنِ یُونُسَ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَبَّارِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ مِثْلَهُ (3).
14- ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْحُسَیْنِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِی حُبِّهِ فَهَلَكُوا فِیهِ وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِی بُغْضِهِ فَهَلَكُوا فِیهِ وَ اقْتَصَدَ قَوْمٌ فَنَجَوْا (4).
15- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیكَ مَثَلٌ مِنْ عِیسَی أَحَبَّهُ النَّصَارَی حَتَّی كَفَرُوا وَ أَبْغَضَهُ الْیَهُودُ حَتَّی كَفَرُوا فِی بُغْضِهِ (5).
16- فس، تفسیر القمی: أَبِی عَنْ وَكِیعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ أَبِی الْأَعَزِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ جَالِسٌ فِی أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ إِنَّهُ یَدْخُلُ السَّاعَةَ شَبِیهُ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فَخَرَجَ بَعْضُ مَنْ كَانَ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَیَكُونَ هُوَ الدَّاخِلَ فَدَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ الرَّجُلُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ أَ مَا رَضِیَ (6) مُحَمَّدٌ أَنْ فَضَّلَ عَلِیّاً عَلَیْنَا حَتَّی یُشَبِّهَهُ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ اللَّهِ لَآلِهَتُنَا الَّتِی كُنَّا نَعْبُدُهَا
ص: 319
فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَفْضَلُ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَ لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ یَضِجُّونَ فَحَرَّفُوهَا یَصِدُّونَ وَ قَالُوا أَ آلِهَتُنَا خَیْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ عَلِیٌّ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَیْهِ وَ جَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرَائِیلَ فَمُحِیَ اسْمُهُ وَ كُشِطَ (1) عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ ثُمَّ ذَكَرَ اللَّهُ خَطَرَ (2) أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ: وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَ اتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).
بیان: علی هذا التفسیر الضمیر فی قوله وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ راجع إلی أمیر المؤمنین علیه السلام و هو إشارة إلی أن رجعته علیه السلام من أشراط الساعة و أنه دابة الأرض كما سیأتی و المفسرون أرجعوا الضمیر إلی عیسی لأن حدوثه أو نزوله من أشراط الساعة (4).
17- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام لَمَّا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ لَوْ لَا أَنَّنِی أَخَافُ أَنْ یَقُولَ فِیكَ (5) مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی الْمَسِیحِ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ مَقَالَةً لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمِكَ الْخَبَرَ (6) قَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِیُّ لِقَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ لِابْنِ عَمِّهِ مَثَلًا إِلَّا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ یُوشِكُ أَنْ یَجْعَلَهُ نَبِیّاً مِنْ بَعْدِهِ وَ اللَّهِ إِنَّ آلِهَتَنَا الَّتِی كُنَّا نَعْبُدُ خَیْرٌ مِنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِلَی قَوْلِهِ وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَ اتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِیمٌ وَ فِی رِوَایَةٍ أَنَّهُ نَزَلَ أَیْضاً (7) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ الْآیَةَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا حَارِثُ اتَّقِ اللَّهَ وَ ارْجِعْ عَمَّا قُلْتَ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ إِذَا كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ
ص: 320
وَ عَلِیٌّ وَصِیُّكَ مِنْ بَعْدِكَ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُكَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ابْنَاكَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ حَمْزَةُ عَمُّكَ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ جَعْفَرٌ الطَّیَّارُ ابْنُ عَمِّكَ یَطِیرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِی الْجَنَّةِ وَ السِّقَایَةُ لِلْعَبَّاسِ عَمِّكَ فَمَا تَرَكْتَ لِسَائِرِ قُرَیْشٍ وَ هُمْ وُلْدُ أَبِیكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَیْلَكَ یَا حَارِثُ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ بِبَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَكِنَّ اللَّهَ فَعَلَهُ بِهِمْ فَقَالَ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ الْآیَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ (1) وَ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَارِثَ فَقَالَ إِمَّا أَنْ تَتُوبَ أَوْ تَرْحَلَ عَنَّا قَالَ فَإِنَّ قَلْبِی لَا یُطَاوِعُنِی إِلَی التَّوْبَةِ لَكِنِّی أَرْحَلُ عَنْكَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَلَمَّا أَصْحَرَ (2) أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ طَیْراً مِنَ السَّمَاءِ فِی مِنْقَارِهِ حَصَاةٌ مِثْلُ الْعَدَسَةِ فَأَنْزَلَهَا عَلَی هَامَتِهِ (3) وَ خَرَجَتْ مِنْ دُبُرِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَفَحَصَ بِرِجْلِهِ (4) وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی رَسُولِهِ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكَافِرِینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ قَالَ هَكَذَا نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام (5).
18- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یَحْیَی بْنِ الصَّبَّاحِ الْمُزَنِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً إِلَی شِعْبٍ فَأَعْظَمَ فِیهِ الْعَنَاءُ (6) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَالَ یَا عَلِیُّ قَدْ بَلَغَنِی نَبَؤُكَ وَ الَّذِی صَنَعْتَ وَ أَنَا عَنْكَ رَاضٍ قَالَ فَبَكَی عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ قَالَ (7) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یُبْكِیكَ یَا عَلِیُّ أَ فَرَحٌ أَمْ حُزْنٌ قَالَ بَلْ فَرَحٌ وَ مَا لِی لَا أَفْرَحُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنْتَ عَنِّی رَاضٍ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَا (8) وَ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ عَنْكَ رَاضُونَ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ یَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ
ص: 321
أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنْهُمْ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا إِلَّا قَامُوا إِلَیْكَ یَأْخُذُونَ التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْكَ یَلْتَمِسُونَ فِی ذَلِكَ الْبَرَكَةَ قَالَ فَقَالَ قُرَیْشٌ مَا رَضِیَ حَتَّی جَعَلَهُ مَثَلًا لِابْنِ مَرْیَمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ قَالَ یَضِجُّونَ (1).
19- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ یُوسُفَ عَنْ یُوسُفَ بْنِ مُوسَی بْنِ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: جِئْتُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ فِی مَلَإٍ مِنْ قُرَیْشٍ فَنَظَرَ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّمَا مَثَلُكَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فَضَحِكَ الْمَلَأُ الَّذِینَ عِنْدَهُ وَ قَالُوا انْظُرُوا كَیْفَ یُشَبِّهُ ابْنَ عَمِّهِ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ قَالَ فَنَزَلَ الْوَحْیُ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (2).
20- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَادَةُ یَعْنِی ابْنَ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی صَادِقٍ عَنْ رَبِیعةَ بْنِ نَاجِدٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ فِیكَ مَثَلًا مِنْ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ إِنَّ الْیَهُودَ أَبْغَضُوهُ حَتَّی بَهَتُوهُ وَ إِنَّ النَّصَارَی أَحَبُّوهُ حَتَّی جَعَلُوهُ إِلَهاً وَ یَهْلِكُ فِیكَ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُطْرٍ (3) وَ مُبْغِضٌ مُفْتَرٍ وَ قَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا قَالُوا (4) لَمَّا رَفَعَ بِضَبْعِ ابْنِ عَمِّهِ جَعَلَهُ مَثَلًا لِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ وَ كَیْفَ یَكُونُ هَذَا وَ ضَجُّوا بِمَا قَالُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ أَیْ یَضِجُّونَ قَالَ وَ هِیَ فِی قِرَاءَةِ أُبَیِّ بْنِ كَعْبٍ یَضِجُّونَ (5).
21- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِنْدٍ الْجُعْفِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ الْفُرْقَانِیِّ قَالَ قَالَ
ص: 322
لَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِیُّ قَالَ (1) النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَبِی ذَرٍّ مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ وَ لَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ عَلَی ذِی لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِی ذَرٍّ (2) أَ لَمْ یَكُنِ النَّبِیُّ قَالَ قَالَ بَلَی (3) قَالَ فَمَا الْقِصَّةُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی ذَلِكَ قَالَ كَانَ النَّبِیُّ فِی نَفَرٍ مِنْ قُرَیْشٍ إِذْ قَالَ یَطْلُعُ عَلَیْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ (4) رَجُلٌ یُشْبِهُ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فَاسْتَشْرَفَتْ (5) قُرَیْشٌ لِلْمَوْضِعِ فَلَمْ یَطْلُعْ أَحَدٌ وَ قَامَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِبَعْضِ حَاجَتِهِ إِذَا طَلَعَ مِنْ ذَلِكَ الْفَجِّ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا الِارْتِدَادُ وَ عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ أَیْسَرُ عَلَیْنَا مِمَّا یُشَبِّهُ ابْنَ عَمِّهِ بِنَبِیٍّ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ قَالُوا كَذَا وَ كَذَا فَقَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ كَذَبَ وَ حَلَفُوا عَلَی ذَلِكَ فَجَحَدَ (6) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَبِی ذَرٍّ فَمَا بَرِحَ حَتَّی نَزَلَ عَلَیْهِ الْوَحْیُ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ قَالَ یَضِجُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَی ذِی لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِی ذَرٍّ (7).
22- كا، الكافی: الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذْ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ فِیكَ شَبَهاً مِنْ عِیسَی بْنِ مَرْیَمَ لَوْ لَا (8) أَنْ تَقُولَ فِیكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِی مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ لَقُلْتُ فِیكَ قَوْلًا لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ
ص: 323
تَحْتِ قَدَمَیْكَ یَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ قَالَ فَغَضِبَ الْأَعْرَابِیَّانِ وَ الْمُغِیرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ عِدَّةٌ مِنْ قُرَیْشٍ مَعَهُمْ فَقَالُوا مَا رَضِیَ أَنْ یَضْرِبَ لِابْنِ عَمِّهِ مَثَلًا إِلَّا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ فَقَالَ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَیْهِ وَ جَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِی إِسْرائِیلَ وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ یَعْنِی مِنْ بَنِی هَاشِمٍ- مَلائِكَةً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ قَالَ فَغَضِبَ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْفِهْرِیُّ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ أَنَّ بَنِی هَاشِمٍ یَتَوَارَثُونَ هِرَقْلًا بَعْدَ هِرَقْلٍ (1) فَأَمْطِرْ عَلَیْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِیمٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَقَالَةَ الْحَارِثِ وَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ- وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا عَمْرٍو (2) إِمَّا تُبْتَ وَ إِمَّا رَحَلْتَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ بَلْ تَجْعَلُ لِسَائِرِ قُرَیْشٍ شَیْئاً مِمَّا فِی یَدَیْكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكْرُمَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ ذَلِكَ إِلَیَّ ذَلِكَ إِلَی اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَلْبِی مَا یُتَابِعُنِی عَلَی التَّوْبَةِ وَ لَكِنْ أَرْحَلُ عَنْكَ فَدَعَا بِرَاحِلَتِهِ فَرَكِبَهَا فَلَمَّا سَارَ بِظَهْرِ الْمَدِینَةِ أَتَتْهُ جَنْدَلَةٌ فَرَضَّتْ هَامَتَهُ (3) ثُمَّ أَتَی الْوَحْیُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ لَیْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِی الْمَعارِجِ قَالَ (4) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَكَذَا فَقَالَ هَكَذَا نَزَلَ (5) بِهَا جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَكَذَا هُوَ وَ اللَّهِ مُثْبَتٌ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَنْ حَوْلَهُ مِنَ الْمُنَافِقِینَ انْطَلِقُوا إِلَی صَاحِبِكُمْ فَقَدْ أَتَاهُ مَا اسْتَفْتَحَ بِهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْتَفْتَحُوا وَ خابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ (6).
ص: 324
تذنیب: قال الطبرسی رحمه اللّٰه اختلف فی المراد (1) علی وجوه أحدها أن معناه لما وصف ابن مریم شبیها فی العذاب بالآلهة أی فیما قالوه و علی زعمهم و ذلك أنه لما نزل قوله إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ (2) قال المشركون قد رضینا أن تكون آلهتنا حیث یكون عیسی و ذلك قوله إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ أی یضجون ضجیج المجادلة حیث خاصموك و هو قوله وَ قالُوا أَ آلِهَتُنا خَیْرٌ أَمْ هُوَ أی لیست آلهتنا خیرا من عیسی فإن كان عیسی فی النار بأنه یعبد من دون اللّٰه فكذلك آلهتنا عن ابن عباس و مقاتل.
و ثانیها أن معناه لما ضرب اللّٰه المسیح مثلا بآدم فی قوله إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ (3) أی من قدر علی أن ینشئ آدم من غیر أب و أم قادر علی إنشاء المسیح من غیر أب اعترض علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله بذلك قوم من كفار قریش فنزلت هذه الآیة.
و ثالثها أن معناه أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله لما مدح المسیح و أمه و أنه كآدم فی الخاصیة قالوا إن محمدا یرید أن نعبده كما عبدت النصاری المسیح عن قتادة.
و رابعها ما رواه سادة أهل البیت عن علی علیه السلام ثم ذكر نحوا من الأخبار السابقة (4).
أقول: لا یخفی أن ما روی فی أخبار الخاصة و العامة بطرق متعددة أوثق من المحتملات الغیر المستندة إلی خبر مع أن ما ذكرنا أشد انطباقا علی مجموع الآیة مما ذكروه.
ثم اعلم أنها تدل علی فضل جلیل لا یشبه شیئا من الفضائل و تدل علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مع كثرة ما مدحه و صدع (5) بفضائله صلوات اللّٰه علیه أخفی كثیرا منها خوفا
ص: 325
من غلو الغالین فكیف یجوز أن یتقدم علی من هذا شأنه حثالة (1) من الجاهلین الناقصین الذین لم یعرفوا الغث من السمین (2) و لم یعلموا شیئا من أحكام الدنیا و الدین أعاذنا اللّٰه من عمه العامهین (3) و حشرنا فی الدنیا و الآخرة مع الأئمة الطاهرین.
1- كا، الكافی: أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هِیَ أُذُنُكَ یَا عَلِیُّ (4).
2- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام: بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ (5).
3- یر، بصائر الدرجات: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ وَعَتْ أُذُنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ (6).
4- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو نُعَیْمٍ فِی الْحِلْیَةِ رَوَی عُمَرُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام وَ الْوَاحِدِیُّ فِی أَسْبَابِ نُزُولِ الْقُرْآنِ (7) عَنْ بُرَیْدَةَ وَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِیبٍ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ
ص: 326
زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ اللَّفْظُ لَهُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ضَمَّنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أُدْنِیَكَ وَ لَا أُقْصِیَكَ (2) وَ أَنْ تَسْمَعَ وَ تَعِیَ.
تَفْسِیرُ الثَّعْلَبِیِّ فِی رِوَایَةِ بُرَیْدَةَ وَ أَنْ أُعَلِّمَكَ وَ تَعِیَ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ تَسْمَعَ وَ تَعِیَ فَنَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ
ذَكَرَهُ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ أَخْبَارِ أَبِی رَافِعٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَنِی أَنْ أُدْنِیَكَ وَ لَا أُقْصِیَكَ وَ أَنْ أُعَلِّمَكَ وَ لَا أَجْفُوَكَ (3) وَ حَقٌّ عَلَیَّ أَنْ أُطِیعَ رَبِّی فِیكَ وَ حَقٌّ عَلَیْكَ أَنْ تَعِیَ.
مُحَاضَرَاتُ الرَّاغِبِ: قَالَ الضَّحَّاكُ وَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ فِی أَمَالِی الطُّوسِیِّ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ فِی بَعْضِ كُتُبِ الشِّیعَةِ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالُوا وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ أُذُنُ عَلِیٍّ.
الْبَاقِرُ علیه السلام: قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ اللَّهِ أُذُنَیْكَ یَا عَلِیُّ (4).
كِتَابُ الْیَاقُوتِ عَنْ أَبِی عُمَرَ غُلَامِ ثَعْلَبٍ وَ الْكَشْفُ وَ الْبَیَانُ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فِی كِتَابِ الْكُلَیْنِیِّ وَ اللَّفْظُ لَهُ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِیٍّ فَمَا سَمِعَ شَیْئاً بَعْدَهُ إِلَّا حَفِظَهُ.
سَعِیدُ بْنُ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَا زِلْتُ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی مُنْذُ أُنْزِلَتْ أَنْ تَكُونَ أُذُنَیْكَ یَا عَلِیُّ.
تَفْسِیرُ الْقُشَیْرِیِّ وَ غَرِیبُ الْهَرَوِیِّ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَ هَذِهِ أُذُنَكَ.
جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مَكْحُولٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی
ص: 327
أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا (1) أُذُناً وَاعِیَةً أُذُنَ عَلِیٍّ فَفَعَلَ فَمَا نَسِیتُ شَیْئاً سَمِعْتُهُ بَعْدُ (2).
5- كشف، كشف الغمة مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِهِ یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ قَالَ عَلِیٌّ فَمَا نَسِیتُ شَیْئاً بَعْدَ ذَلِكَ وَ مَا كَانَ لِی أَنْ أَنْسَی (3).
یف، الطرائف الثَّعْلَبِیُّ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِثْلَهُ (4) مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ إِلَی الثَّعْلَبِیِّ عَنِ ابْنِ فَتْحَوَیْهِ عَنْ ابْنِ حَنَانٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ مِثْلَهُ (5).
6- كشف، كشف الغمة وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ وَ الْوَاحِدِیُّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا یَرْفَعُهُ بِسَنَدِهِ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ الْوَاحِدِیُّ فِی تَصْنِیفِهِ الْمَوْسُومِ بِأَسْبَابِ النُّزُولِ إِلَی بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی أَنْ أُدْنِیَكَ وَ لَا أُقْصِیَكَ وَ أَنْ أُعَلِّمَكَ وَ أَنْ تَعِیَ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ تَعِیَ قَالَ فَنَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ (6).
وَ رَوَی أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ بُرَیْدَةَ مِثْلَهُ (7) مد، (8) العمدة: بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنِ ابْنِ فَتْحَوَیْهِ عَنِ ابْنِ حُبْشٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ آدَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ
ص: 328
هَیْثَمٍ عَنْ بُرَیْدَةَ مِثْلَهُ (1).
7- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة قَوْلُهُ تَعَالَی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ أَوْرَدَ فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ثَلَاثِینَ حَدِیثاً عَنِ الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ فَمِمَّا اخْتَرْنَا مَا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْقَطَّانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَیْرٍ الدِّهْقَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَبِی بُرَیْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ رَبِّی أَنْ یَجْعَلَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أُذُناً وَاعِیَةً فَقِیلَ لِی قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ.
8- وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَوْشَبٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مَكْحُولٍ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ: سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَ عَلِیٍّ قَالَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْئاً إِلَّا حَفِظْتُهُ وَ لَمْ أَنْسَهُ.
9- وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمٍ الْأَشَلِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الْأُذُنُ الْوَاعِیَةُ أُذُنُ عَلِیٍّ علیه السلام.
10- وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ فِی مَنْزِلِهِ فَقَالَ یَا عَلِیُّ نَزَلَتْ عَلَیَّ اللَّیْلَةَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ وَ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِیٍّ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِیٍّ فَفَعَلَ (2).
أقول: روی السید فی كتاب سعد السعود (3) من تفسیر محمد بن العباس بن مروان الخبر الثانی و ذكر أنه رواه بثلاثین طریقا.
11- مد، العمدة: الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام
ص: 329
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ أُدْنِیَكَ وَ أُعَلِّمَكَ لِتَعِیَ وَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ فَأَنْتَ الْأُذُنُ الْوَاعِیَةُ.
12- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ.
13- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُذُنُ عَلِیٍّ (1).
كشف، كشف الغمة: ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ مَكْحُولٍ مِثْلَ مَا مَرَّ (2).
14- وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: فَسَأَلْتُ رَبِّی وَ قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِیٍّ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ نَبِیِّ اللَّهِ كَلَاماً إِلَّا وَعَیْتُهُ وَ حَفِظْتُهُ فَلَمْ أَنْسَهُ (3).
أَقُولُ (4) وَجَدْتُ فِی كِتَابِ الْغُرَرِ لِلسَّیِّدِ الْجَلِیلِ حَیْدَرَ الْحُسَیْنِیِّ الْآمُلِیِّ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِینَ لِلْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی أَنْ أُدْنِیَكَ وَ أُعَلِّمَكَ لِتَعِیَ وَ أُنْزِلَتْ عَلَیَّ (5) وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ فَأَنْتَ أُذُنٌ وَاعِیَةٌ لِلْعِلْمِ.
وَ رَوَی الْمَضَامِینَ الْمُتَقَدِّمَةَ بِثَلَاثَةِ أَسَانِیدَ عَنْ مَكْحُولٍ وَ رَوَی أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُذُنِی وَ أُذُنُ عَلِیٍّ.
بیان: نزول هذه الآیة فی أمیر المؤمنین علیه السلام مما قد أجمع علیه المفسرون قال الزمخشری أُذُنٌ واعِیَةٌ من شأنها أن تعی و تحفظ ما سمعت به و لا تضیعه بترك العمل
ص: 330
و كل ما حفظته فی نفسك فقد وعیته و ما حفظته فی غیرك (1) فقد أوعیته كقولك أوعیت الشی ء فی الظرف
وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام عِنْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا أُذُنَكَ یَا عَلِیُّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَا نَسِیتُ شَیْئاً بَعْدُ وَ مَا كَانَ لِی أَنْ أَنْسَی.
فإن قلت لم قیل أُذُنٌ واعِیَةٌ علی التوحید و التنكیر قلت للإیذان بأن الوعاة فیهم قلة (2) و لتوبیخ الناس بقلة من یعی منهم و للدلالة علی أن الأذن الواحدة إذا وعت و عقلت عن اللّٰه فهی السواد الأعظم عند اللّٰه و أن ما سواها لا یبالی بهم و إن ملئوا ما بین الخافقین انتهی (3) و نحو ذلك ذكر الرازی فی تفسیره (4) فدلت الآیة باتفاق الفریقین علی كمال علمه و اختصاصه من بین سائر الصحابة بذلك و لا یریب عاقل فی أن فضل الإنسان بالعلم و أن العمدة فی الخلافة التی هی رئاسة الدین و الدنیا العلم و الآیات و الأخبار المتواترة مشحونة بذلك و قد اعترف المفسران المتعصبان بذلك كما نقلنا آنفا فثبت أنه علیه السلام أولی بالخلافة من سائر الصحابة و أنه لا یجوز تفضیل غیره علیه و سیأتی تمام القول فی ذلك فی باب علمه علیه السلام.
ص: 331
1- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ تَسْنِیمٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ- أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ (2) فَقَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ ذَلِكَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ الْمُقَرَّبُونَ مِنَ اللَّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُمْ (3).
2- كشف، كشف الغمة العز المحدث الحنبلی: قوله تعالی وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ هو علی علیه السلام كان ینشد:
سبقتكم إلی الإسلام طرا*** صغیرا ما بلغت أوان حلمی
(4).
3- فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أُولئِكَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ (5) یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَمْ یَسْبِقْهُ أَحَدٌ (6).
4- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة أَبُو نُعَیْمٍ الْحَافِظُ مَرْفُوعاً إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ سَابِقَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
ص: 332
أَقُولُ: وَ رَوَی السَّیِّدُ حَیْدَرُ مِنْ كِتَابِ مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِینَ لِأَبِی نُعَیْمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ.
5- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَبَقَ النَّاسَ ثَلَاثَةٌ (1) یُوشَعُ صَاحِبُ مُوسَی إِلَی مُوسَی وَ صَاحِبُ یس إِلَی عِیسَی وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
كشف، كشف الغمة ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (3).
6- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الشَّیْخُ الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ خَلَقَهُمْ مِنْ طِینٍ وَ رَفَعَ لَهُمْ نَاراً وَ قَالَ ادْخُلُوهَا فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَهَا مُحَمَّدٌ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ التِّسْعَةُ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام إِمَامٌ بَعْدَ إِمَامٍ ثُمَّ اتَّبَعَهُمْ شِیعَتُهُمْ فَهُمْ وَ اللَّهِ السَّابِقُونَ (4).
7- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ ابْنُ آدَمَ الَّذِی قَتَلَهُ أَخُوهُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ صَاحِبُ یس وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ التَّمِیمِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الصَّرْمِیِّ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ قَالَ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ- وَ ثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
قال الكراجكی و معنی الثلة الجماعة و إنما عبر عنه كذلك تفخیما لشأنه
ص: 333
علیه السلام كما قال تعالی إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً (1) و هو كثیر فی القرآن.
9- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ عَنْ عِیسَی بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَرَضَ اللَّهُ الِاسْتِغْفَارَ لِعَلِیٍّ علیه السلام فِی الْقُرْآنِ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَ لِإِخْوانِنَا الَّذِینَ سَبَقُونا بِالْإِیمانِ (2) وَ هُوَ سَابِقُ الْأُمَّةِ (3).
10- كشف، كشف الغمة ابْنُ مَرْدَوَیْهِ قَالَ: السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ (4).
أقول: روی العلامة رحمه اللّٰه مثله من طرقهم (5) و إن نوقش فی سبق إسلام سلمان فیمكن أن یكون المراد السبق بحسب الرتبة لا بحسب الزمان أو یقال إنه كان مؤمنا بالرسول صلی اللّٰه علیه و آله قبل الوصول إلیه كما مر فی باب أحواله علی أنه قد قیل إنه وصل إلیه و آمن به قبل البعثة و نقل عن بعض الكتب المعتبرة أنه كان واسطة فی تقریب أبی بكر إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی مكة كما ذكره صاحب كتاب إحقاق الحق (6).
11- مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عِیسَی بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْإِمَامِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ وُلْدِهِ علیهم السلام إِنَّ الَّذِینَ هُمْ مِنْ خَشْیَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ بِآیاتِ رَبِّهِمْ یُؤْمِنُونَ- وَ الَّذِینَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا یُشْرِكُونَ- وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلی رَبِّهِمْ راجِعُونَ- أُولئِكَ (7) یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ (8).
12- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ- وَ الَّذِینَ
ص: 334
یُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلی رَبِّهِمْ راجِعُونَ یَقُولُ یُعْطُونَ مَا أَعْطَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ- أُولئِكَ یُسارِعُونَ فِی الْخَیْراتِ وَ هُمْ لَها سابِقُونَ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ لَمْ یَسْبِقْهُ أَحَدٌ (1).
13- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی الْجَارُودِ: فِی تَفْسِیرِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ هُمْ مِنْ خَشْیَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِلَی سابِقُونَ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).
14- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام: بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ نَزَلَتْ فِیَّ (3) وَ قَالَ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیها خالِدُونَ (4) قَالَ فِیَّ نَزَلَتْ (5).
كشف، كشف الغمة عن محمد بن طلحة: قوله تعالی السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ- أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِی جَنَّاتِ النَّعِیمِ قیل هم الذین صلوا إلی القبلتین و قیل السابقون إلی الطاعة و قیل إلی الهجرة و قیل إلی الإسلام و إجابة الرسول و كل ذلك موجود فی أمیر المؤمنین علی علیه السلام علی وجه التمام و الكمال و الغایة التی لا یقاربه فیها أحد من الناس.
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (6) فَقَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ ذَاكَ عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَی الْجَنَّةِ الْمُقَرَّبُونَ مِنَ اللَّهِ بِكَرَامَتِهِ لَهُمْ (7).
بیان: كونه علیه السلام سابق هذه الأمة و أفضل من سباق الأمم و كونه من المقربین بل حصر المقرب فی هذه الأمة فیه لقوله أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ كما صرح به المفسرون یأبی عن تقدیم غیره و تفضیله علیه كما مر مرارا بیانه.
ص: 335
1- فس، تفسیر القمی: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ حَبَّبَ إِلَیْكُمُ الْإِیمانَ وَ زَیَّنَهُ فِی قُلُوبِكُمْ (1) یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَرَّهَ إِلَیْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْیانَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِیَ وَ الثَّالِثَ (2).
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ- أَمْ نَجْعَلُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (3) قَالَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَصْحَابَهُ- كَالْمُفْسِدِینَ فِی الْأَرْضِ حَبْتَرٍ وَ زُرَیْقٍ وَ أَصْحَابِهِمَا- أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِینَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَصْحَابَهُ- كَالْفُجَّارِ حَبْتَرٍ وَ دُلَامٍ وَ أَصْحَابِهِمَا- كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیْكَ مُبارَكٌ لِیَدَّبَّرُوا آیاتِهِ هُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام- وَ لِیَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ فَهُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (4) قَالَ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَفْتَخِرُ بِهَا وَ یَقُولُ مَا أُعْطِیَ أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا بَعْدِی مِثْلَ مَا أُعْطِیتُ (5).
بیان: الحبتر الثعلب و عبر به عن أبی بكر[الاول] لكثرة خدعته و مكره و زریق كنایة عن عمر [الثانی] إما لزرقة عینه أو لأن الزرقة مما یتشاءم به العرب كنایة عن نحوسته و الدلام أیضا كنایة عنه.
ص: 336
قال الفیروزآبادی الدلام كسحاب السواد و الأسود قال الجزری فیه أمیركم رجل طوال أدلم الأدلم الأسود الطویل و منه
الحدیث فجاء رجل أدلم فاستأذن علی النبی صلی اللّٰه علیه و آله.
قیل هو [الثانی .
2- فس، تفسیر القمی: فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ (1) قَالَ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْوَلِیدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ تَشَاجَرَا فَقَالَ الْفَاسِقُ الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ أَنَا وَ اللَّهِ أَبْسَطُ مِنْكَ لِسَاناً وَ أَحَدُّ (2) مِنْكَ سِنَاناً وَ أَمْثَلُ (3) مِنْكَ حَشْواً فِی الْكَتِیبَةِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام اسْكُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ أَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوی نُزُلًا بِما كانُوا یَعْمَلُونَ فَهُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَمَّا الَّذِینَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها أُعِیدُوا فِیها وَ قِیلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِی كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (4).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (5).
3- وَ أَقُولُ (6) وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ مَا نَزَلَ الْقُرْآنُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِأَسَانِیدِ[هِ] عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ذَكَرَ وَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ عَلِیّاً علیه السلام عِنْدَ النَّبِیِّ بِمَا یَكْرَهُ فَقَالَ أَنَا أَحَدُّ مِنْهُ سِنَاناً وَ أَمْلَأُ لِلْكَتِیبَةِ غَنَاءً (7) فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ.
ص: 337
4- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ لَهِیعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِینَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً الْآیَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ أَمَّا الْفَاسِقُ فَعُقْبَةُ بْنُ أَبِی مُعَیْطٍ.
5- وَ عَنِ ابْنِ حَیَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ سُفْیَانَ الْجَرِیرِیِّ عَنْ حَبِیبِ بْنِ أَبِی الْعَالِیَةِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ.
وَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ حَبِیبٍ مِثْلَهُ.
6- وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُنَانٍ عَنْ حُبَیْشِ بْنِ مُبَشِّرٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ الْوَلِیدُ بْنُ عُقْبَةَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنَا أَحَدُّ مِنْكَ سِنَاناً وَ أَبْسَطُ مِنْكَ لِسَاناً وَ أَمْلَأُ لِلْكَتِیبَةِ مِنْكَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام اسْكُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ فَنَزَلَتْ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً الْآیَةَ قَالَ یَعْنِی بِالْمُؤْمِنِ عَلِیّاً علیه السلام وَ بِالْفَاسِقِ الْوَلِیدَ بْنَ عُقْبَةَ.
7- وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ أَبِی حَاتِمٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ مُثَنًّی عَنْ یُونُسَ بْنِ حَبِیبٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو عَنْ تَلْخِیصِ الْآیِ الْمَكِّیِّ وَ الْمَدَنِیِّ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو سَأَلْتُ مُجَاهِداً كَمَا سَأَلْتَنِی فَقَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ذَلِكَ فَقَالَ- الم السَّجْدَةُ نَزَلَتْ بِمَكَّةَ إِلَّا ثَلَاثَ آیَاتٍ مِنْهَا نَزَلَتْ بِالْمَدِینَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ شَجَرَ (1) بَیْنَ عَلِیٍّ وَ الْوَلِیدِ كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ الْوَلِیدُ أَنَا أَذْرَبُ (2) مِنْكَ لِسَاناً وَ أَحَدُّ مِنْكَ سِنَاناً وَ أَدْرَكُ لِلْكَتِیبَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام اسْكُتْ فَإِنَّكَ فَاسِقٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْآیَةَ.
وَ أَقُولُ قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فِی الْكَشَّافِ رُوِیَ فِی نُزُولِهَا أَنَّهُ شَجَرَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْوَلِیدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِی مُعَیْطٍ یَوْمَ بَدْرٍ كَلَامٌ فَقَالَ لَهُ الْوَلِیدُ اسْكُتْ فَإِنَّكَ صَبِیٌ
ص: 338
أَنَا أَشَبُّ مِنْكَ شَبَاباً وَ أَجْلَدُ مِنْكَ جَلَداً (1) وَ أَذْرَبُ مِنْكَ لِسَاناً وَ أَحَدُّ مِنْكَ سِنَاناً وَ أَشْجَعُ مِنْكَ جَنَاناً (2) وَ أَمْلَأُ مِنْكَ لِلْكَتِیبَةِ (3) فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام اسْكُتْ فَإِنَّكَ فَاسِقٌ فَنَزَلَتْ.
وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لِلْوَلِیدِ كَیْفَ تَشْتِمُ عَلِیّاً وَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ مُؤْمِناً فِی عَشْرِ آیَاتٍ وَ سَمَّاكَ فاسِقاً (4).
8- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ رَأْسُهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
9- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ (6) قَالَ ذَلِكَ هُوَ الْحَارِثُ بْنُ قَیْسٍ وَ أُنَاسٌ مَعَهُ كَانُوا إِذَا مَرَّ بِهِمْ عَلِیٌّ علیه السلام قَالُوا انْظُرُوا إِلَی هَذَا الَّذِی اصْطَفَاهُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ اخْتَارَهُ مِنْ بَیْنِ أَهْلِ بَیْتِهِ فَكَانُوا یَسْخَرُونَ وَ یَضْحَكُونَ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ فُتِحَ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ بَابٌ- فَعَلِیٌّ علیه السلام یَوْمَئِذٍ عَلَی الْأَرَائِكِ (7) مُتَّكِئٌ وَ یَقُولُ لَهُمْ هَلُمَّ لَكُمْ فَإِذَا جَاءُوا یُسَدُّ بَیْنَهُمُ الْبَابُ فَهُوَ كَذَلِكَ یَسْخَرُ مِنْهُمْ وَ یَضْحَكُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَالْیَوْمَ الَّذِینَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ یَضْحَكُونَ- عَلَی الْأَرائِكِ یَنْظُرُونَ- هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا یَفْعَلُونَ (8).
10- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
ص: 339
بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ الَّذِینَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا یَضْحَكُونَ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ فِی الَّذِینَ اسْتَهْزَءُوا بِهِ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ ذَلِكَ أَنَّ عَلِیّاً مَرَّ عَلَی قَوْمٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ الْمُنَافِقِینَ فَسَخِرُوا مِنْهُ (1).
11- قب، المناقب لابن شهرآشوب: أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِیاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَی الْإِیمانِ (2) قَالَ فَإِنَّ الْإِیمَانَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
الْبَاقِرُ علیه السلام وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ (3) قَالَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ ع.
الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَی الْإِیمانِ فَتَكْفُرُونَ (4) قَالا إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.
الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ وَ قَدْ رَوَی أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَیٍّ وَ أَصْحَابَهُ تَمَلَّقُوا (5) مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْكَلَامِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُنَافْق فَإِنَّ الْمُنَافِقَ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ مَهْلًا یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ اللَّهِ إِنَّ إِیْمَانَنَا كَإِیمَانِكُمْ ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَیْفَ رَأَیْتُمْ مَا فَعَلْتُ فَأَثْنَوْا عَلَیْهِ فَنَزَلَ وَ إِذا لَقُوا الَّذِینَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا (6) الْآیَةَ.
تفسیر الهذیل و مقاتل عن محمد بن الحنفیة فی خبر طویل و الحدیث مختصر إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (7) بعلی بن أبی طالب و أصحابه فقال اللّٰه تعالی اللَّهُ یَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (8) یعنی یجازیهم فی الآخرة جزاء استهزائهم بأمیر المؤمنین علیه السلام قال ابن عباس و ذلك
ص: 340
أنه إذا كان یوم القیامة أمر اللّٰه الخلق بالجواز (1) علی الصراط فیجوز المؤمنون إلی الجنة و یسقط المنافقون فی جهنم فیقول اللّٰه یا مالك استهزئ بالمنافقین فی جهنم فیفتح مالك بابا فی جهنم إلی الجنة و ینادیهم معشر المنافقین هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنم إلی الجنة فیسیح (2) المنافقون فی نار جهنم سبعین خریفا حتی إذا بلغوا إلی ذلك الباب و هموا بالخروج أغلقه دونهم و فتح لهم بابا إلی الجنة فی موضع آخر فینادیهم من هذا الباب فأخرجوا إلی الجنة فیسیحون مثل الأول فإذا وصلوا إلیه أغلق دونهم و یفتح فی موضع آخر و هكذا أبد الآبدین.
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ (3) قَالَ التَّسْلِیمُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْوَلَایَةِ.
الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ (4) قَالا الدِّینُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
الْبَاقِرُ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ (5)- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ- فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ (6) قَالَ الدِّینُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی لَكُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (7) لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ نَزَلَ فِیهِ ذلِكَ الدِّینُ الْقَیِّمُ (8) وَ قَوْلُهُ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ
ص: 341
مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِیلًا (1) وَ مِنْ سُنَّتِهِمْ (2) إِقَامَةُ الْوَصِیِّ وَ قَالَ شَرِیكٌ وَ أَبُو حِصْنٍ (3) وَ جَابِرٌ- ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً (4) فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.
أَبُو جَعْفَرٍ ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً فِی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام (5).
12- فس، تفسیر القمی ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (6).
13- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْفَحَّامُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ هَارُونَ عَنْ أَبِی عَبْدِ الصَّمَدِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ علیه السلام- وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّیْطانِ (7) وَ لَا تَتَّبِعُوا غَیْرَهُ (8).
قب، المناقب لابن شهرآشوب زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ علیهما السلام مِثْلَهُ (9).
14- فس، تفسیر القمی إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَی قَوْلِهِ لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِیمٌ (10) فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ أَبِی ذَرٍّ وَ سَلْمَانَ وَ الْمِقْدَادِ (11).
15- قب، المناقب لابن شهرآشوب الْحَاكِمُ الْحَسْكَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام
ص: 342
وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (1) قَالَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ السَّالِمُ (2) عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص.
الْعَیَّاشِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: الرَّجُلُ السَّالِمُ حَقّاً عَلِیٌّ وَ شِیعَتُهُ.
الْحَسَنُ بْنُ زَیْدٍ عَنْ آبَائِهِ وَ رَجُلًا سَالِماً لِرَجُلٍ هَذَا مَثَلُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).
16- كشف، كشف الغمة مما خرجه العز الحنبلی: قوله تعالی أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ (4) المؤمن علی و الفاسق الولید قال إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (5) قیل إنها نزلت فی علی علیه السلام.
و روی الحافظ أبو بكر بن مردویه بعدة طرق فی قوله أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً المؤمن علی و الفاسق الولید (6).
و روی الثعلبی و الواحدی أنها نزلت فی علی علیه السلام و فی الولید بن عقبة بن أبی معیط أخی عثمان لأمه و ذلك أنه كان بینهما تنازع فی شی ء فقال الولید لعلی علیه السلام اسكت فإنك صبی و أنا و اللّٰه أبسط منك لسانا و أحد سنانا و أملأ للكتیبة منك فقال له علی علیه السلام اسكت فإنك فاسق فأنزل اللّٰه سبحانه تصدیقا لعلی ع- أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً یعنی بالمؤمن علیا و بالفاسق الولید (7).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی حَبِیبٍ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ الْخَبَرَیْنِ الْأَخِیرَیْنِ
ص: 343
مد، العمدة یف، الطرائف: عَنِ الثَّعْلَبِیِّ مِثْلَهُ (1) بیان: قد ثبت بنقل الخاص و العام نزول الآیة فیه علیه السلام و یدل علی كمال إیمانه حیث قوبل بالفسق فالمراد به الإیمان الذی لم یشب (2) بفسق و یدل علی أنه لا یجوز أن یساوی المؤمن بالفاسق فكیف یجوز أن یقدم الفاسق علیه و لا ریب أن من قدم علیه لم یكونوا معصومین و أنهم كانوا فاسقین و لو قبل الخلافة و قد مر الكلام فیه فی كتاب الإمامة و أیضا یكفی الدلالة علی كمال إیمانه فی ثبوت فضل له و إذا انضم إلی سائر فضائله منع من تقدیم غیره علیه عقلا.
17- كشف، كشف الغمة مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنْ زَیْدِ بْنِ شَرَاحِیلَ الْأَنْصَارِیِّ كَاتِبِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ حَدَّثَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَا مُسْنِدُهُ (3) إِلَی صَدْرِی فَقَالَ أَیْ عَلِیُّ أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (4) أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ (5) وَ مَوْعِدِی وَ مَوْعِدُكُمُ الْحَوْضُ إِذَا جَثَتِ (6) الْأُمَمُ لِلْحِسَابِ تُدْعَوْنَ غُرّاً مُحَجَّلِینَ (7).
بیان: و روی عن ابن مردویه أیضا مثله (8) وَ رَوَی الشَّیْخُ الطَّبْرِسِیُّ طَیَّبَ اللَّهُ رَمْسَهُ مِنْ كِتَابِ شَوَاهِدِ التَّنْزِیلِ لِأَبِی الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیِّ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ بِالْإِسْنَادِ الْمَرْفُوعِ إِلَی زَیْدِ بْنِ شَرَاحِیلَ كَاتِبِ عَلِیٍّ علیه السلام مِثْلَهُ.
قَالَ وَ فِیهِ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ شِیعَتِهِ (9).
ص: 344
وَ قَالَ الْعَلَّامَةُ رَفَعَ اللَّهُ فِی الْآخِرَةِ مَقَامَهُ مِنْ طُرُقِ الْجُمْهُورِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُمْ أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ شِیعَتُكَ تَأْتِی أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَاضِینَ مَرْضِیِّینَ وَ یَأْتِی أَعْدَاؤُكَ غِضَاباً مُقْمَحِینَ: انْتَهَی (1).
و رواه ابن حجر فی الصواعق المحرقة (2)
أقول كونه و شیعته خیر البریة یدل علی فضل عظیم و شرف جسیم علی جمیع الصحابة و غیرهم و العقل یأبی أن یكون تابعا و رعیة لمن هو دونه بمراتب شتی.
18- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَبُو الْقَاسِمِ الْعَلَوِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْخَیْرِ لَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا لَمْ یُقَلْ لِأَحَدٍ (3) قَالَ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ فَعَلِیٌّ وَ اللَّهِ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (4) وَ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَا یَخْتَلِفُ فِیهَا أَحَدٌ (5).
19- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْعَطَّارُ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ یَا عَلِیُّ (6).
20- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ عِیسَی بْنِ هَارُونَ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَدْ أَتَاكُمْ أَخِی ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْكَعْبَةِ فَقَالَ (7) وَ رَبِّ هَذَا الْبَیْتِ إِنَّ هَذَا وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً بِاللَّهِ وَ أَقْوَمُكُمْ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْضَاكُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ
ص: 345
وَ أَقْسَمُكُم بِالسَّوِیَّةِ وَ أَعْدَلُكُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً (1) قَالَ جَابِرٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی هَذِهِ الْآیَةَ: إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ جَابِرٌ فَكَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِذَا أَقْبَلَ (2) قَالَ أَصْحَابُهُ قَدْ أَتَاكُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله خَیْرُ الْبَرِیَّةِ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ رَاضِینَ مَرْضِیِّینَ (4).
21- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی رَافِعٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِی رَافِعٍ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام قَالَ لِأَهْلِ الشُّورَی أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ یَوْمَ أَتَیْتُكُمْ وَ أَنْتُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ هَذَا أَخِی قَدْ أَتَاكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْكَعْبَةِ وَ قَالَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ الْمَبْنِیَّةِ إِنَّ هَذَا وَ شِیعَتَهُ هُمُ الْفَائِزُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْكُمْ وَ قَالَ أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِیمَاناً وَ أَقْوَمُكُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ أَقْضَاكُمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ أَعْدَلُكُمْ فِی الرَّعِیَّةِ وَ أَقْسَمُكُمْ بِالسَّوِیَّةِ (5) وَ أَعْظَمُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَزِیَّةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ فَكَبَّرَ النَّبِیُّ وَ كَبَّرْتُمْ وَ هَنَّأْتُمُونِی بِأَجْمَعِكُمْ فَهَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ.
22- وَ أَقُولُ وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَنْ تَمِیمِ بْنِ حِذْیَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه وآله
ص: 346
لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ تَأْتِی أَنْتَ وَ شِیعَتُكَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ رَاضِینَ مَرْضِیِّینَ وَ یَأْتِی أَعْدَاؤُكَ غِضَاباً (1) مُقْمَحِینَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ عَدُوِّی قَالَ مَنْ تَبَرَّأَ مِنْكَ وَ لَعَنَكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ عَلِیّاً یَرْحَمُهُ اللَّهُ.
23- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شَرِیكٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نَحْنُ أَهْلُ بَیْتٍ لَا یُقَاسُ بِنَا نَاسٌ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَتَی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلِیٌّ أَ وَ لَیْسَ كَالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْقِیَاسِ بِالنَّاسِ (2) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (3).
24- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَنْزِیِّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (4) الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ وَ جَعْفَرٍ وَ عُبَیْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ قَوْلُهُ ارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ (5) نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خَاصَّةً وَ هُمَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّی وَ رَكَعَ (6).
25- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنْ جَعْفَرٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَرْوَانَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ رِیَاحِ بْنِ أَبِی رِیَاحٍ عَنْ شَرِیكٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِی السِّلْمِ كَافَّةً قَالَ فِی وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
26- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْقَاسِمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَ عِیسَی بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نَدِیمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا نَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا كَانَ
ص: 347
عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام رَأْسَهَا وَ أَمِیرَهَا وَ شَرِیفَهَا وَ لَقَدْ عَاتَبَ اللَّهُ أَصْحَابَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَا ذَكَرَ عَلِیّاً إِلَّا بِخَیْرٍ (1).
27- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ حَنَانِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ (2) الْخَاشِعُ الذَّلِیلُ فِی صَلَاتِهِ الْمُقْبِلُ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِیها خالِدُونَ (3) نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خَاصَّةً وَ هُوَ أَوَّلُ مُؤْمِنٍ وَ أَوَّلُ مُصَلٍّ مَعَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
28- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ قَالَ الْإِیمَانُ فِی بَطْنِ الْقُرْآنِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَنْ كَفَرَ بِوَلَایَتِهِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (5).
29- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ (6) مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی كِتَابِ اللَّهِ أَسْمَاءَ لَا یَعْرِفُهَا النَّاسُ قُلْنَا وَ مَا هِیَ قَالَ سَمَّاهُ الْإِیمَانَ فَقَالَ وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (7).
30- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی- الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (8) قَالَ یَا أَبَا مَرْیَمَ هَذِهِ وَ اللَّهِ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خَاصَّةً (9) مَا لَبَسَ
ص: 348
إِیمَانَهُ بِشِرْكٍ وَ لَا ظُلْمٍ وَ لَا كَذِبٍ وَ لَا سَرِقَةٍ وَ لَا خِیَانَةٍ (1).
31- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ تَعَالَی أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ قَالَ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَمَنْ كانَ فاسِقاً یَعْنِی مُنَافِقاً الْوَلِیدَ بْنَ عُقْبَةَ لا یَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ فِی الطَّاعَةِ وَ الثَّوَابِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (2).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ بِإِسْنَادِهِمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (3).
32- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ سَلَمٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام.
33- فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِیهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ (5) فَإِنَّهُ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ شُرَكَائِهِ الَّذِینَ ظَلَمُوهُ وَ غَصَبُوهُ حَقَّهُ قَوْلُهُ مُتَشاكِسُونَ أَیْ مُتَبَاغِضُونَ قَوْلُهُ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَلَمٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ هَلْ یَسْتَوِیانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ (6).
بیان: قال البیضاوی مثل المشرك علی ما یقتضیه مذهبه من أن یدعی كل واحد من معبودیه عبودیته و یتنازعوا فیه بعبد یتشارك فیه جمع یتجاذبونه و یتعاورونه (7) فی المهام المختلفة (8) فی تحیره و توزع (9) قلبه و الموحد (10) بمن خلص لواحد لیس
ص: 349
لغیره علیه سبیل و التشاكس الاختلاف (1).
و قال الطبرسی رحمه اللّٰه قرأ ابن كثیر و أهل البصرة غیر سهل سالما بالألف و الباقون سَلَماً بغیر ألف و اللام مفتوحة و فی الشواذ قراءة سعید بن جبیر سلما بكسر السین و سكون اللام ثم قال
رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ السَّلَمُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الرَّجُلُ السَّلَمُ لِلرَّجُلِ عَلِیٌّ حَقّاً وَ شِیعَتُهُ (2).
أقول: الظاهر أن ما فی الخبر بیان للمشبه به و یحتمل المشبه و سلم أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه للرسول صلی اللّٰه علیه و آله و انقیاده له فی جمیع الأمور لا یحتاج إلی بیان و كذا ثبوت نقیض ذلك لشركائه فإنهم كانوا منافقین یظهرون السلم له ظاهرا و یعبدون أصناما من دون اللّٰه و یطیعون طواغیت من أمثالهم باطنا.
34- كشف، كشف الغمة مما أخرجه العز المحدث الحنبلی قوله تعالی یَوْمَ لا یُخْزِی اللَّهُ النَّبِیَّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ یَسْعی بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ (3) نزلت فی علی و أصحابه (4).
بیان: روی العلامة رفع اللّٰه مقامه فی كشف الحق فی هذه الآیة قال ابن عباس علی و أصحابه (5).
و یدل علی قوة إیمانه و رفعة درجته فی الآخرة و أن المؤمن لیس إلا من تبعه علیه السلام و یكون من أصحابه و هذه فضیلة إذا لوحظت مع غیرها تمنع تقدیم غیره علیه بل إذا لوحظت منفردة أیضا كما لا یخفی علی المنصف.
35- كشف، كشف الغمة مِنَ الْمَنَاقِبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
ص: 350
آیَةً وَ فِیهَا یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ رَأْسُهَا وَ أَمِیرُهَا (1).
36- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ (2) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
37- فس (4)، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ (5) یَعْنِی فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِنَّ الدِّینَ لَواقِعٌ (6) یَعْنِی عَلِیّاً وَ عَلِیٌّ هُوَ الدِّینُ (7).
بیان: الدین الجزاء و لعل المعنی أنه علیه السلام یلی (8) الجزاء و الحساب بأمره تعالی یوم القیامة ففیه تقدیر مضاف أی صاحب الدین أو المعنی أن الدین و الجزاء أنما هو علی ولایته و تركها فالمعنی ولایة علی هو الدین و علی الأخیر یحتمل أن یكون المراد بالدین مرادف الإسلام و الإیمان.
38- فس، تفسیر القمی إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ (9) قَالَ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَهُمْ أَجْرٌ غَیْرُ مَمْنُونٍ أَیْ لَا یُمْتَنُّ (10) عَلَیْهِمْ بِهِ ثُمَّ قَالَ لِنَبِیِّهِ فَما یُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّینِ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَیْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِینَ (11).
بیان: قیل غَیْرُ مَمْنُونٍ أی غیر منقطع.
ص: 351
39- أَقُولُ (1) وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ ضَحَّاكٍ عَنْ عِیسَی بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَزِیمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةً فِی الْقُرْآنِ إِلَّا كَانَ عَلِیٌّ أَمِیرَهَا وَ شَرِیفَهَا وَ لَقَدْ عَاتَبَ اللَّهُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ وَ مَا قَالَ لِعَلِیٍّ إِلَّا خَیْراً.
40- وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْقَوَّامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نُوحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَیْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَیْفَةَ أَنَّ نَاساً تَذَاكَرُوا فَقَالُوا مَا نَزَلَتْ آیَةٌ فِی الْقُرْآنِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا فِی أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ حُذَیْفَةُ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ فِی الْقُرْآنِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا كَانَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لُبُّهَا وَ لُبَابُهَا (2).
41- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَالِبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَیْثَمَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُثْمَانَ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آیَةً فِیهَا یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ رَأْسُهَا وَ أَمِیرُهَا.
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ.
42- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّسَائِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عصر [عُمَرَ] الْعُمَرِیِّ عَنْ عِصَامِ بْنِ طَلِیقٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ آیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ سَیِّدُهَا وَ أَمِیرُهَا وَ شَرِیفُهَا.
43- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَایَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا فِی الْقُرْآنِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ رَأْسُهَا وَ قَائِدُهَا.
44- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ خَلَفِ بْنِ أَحْمَدَ الشِّمْرِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ أَبِی شَیْخٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا نَزَلَ مِنْ آیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ رَأْسُهَا وَ سَیِّدُهَا وَ شَرِیفُهَا.
ص: 352
46- وَ عَنِ ابْنِ حِبَّانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْأَشَجِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ الشَّیْبَانِیِّ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ فِی الْقُرْآنِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ لِعَلِیٍّ سَابِقَةَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ سَبَقَهُمْ إِلَی الْإِسْلَامِ.
47- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا نَزَلَتْ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ سَیِّدُهَا وَ شَرِیفُهَا.
48- وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ النَّسَائِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ عَدِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا مِنْ آیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُهَا وَ شَرِیفُهَا.
49- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ آیَةِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِلَّا وَ عَلِیٌّ أَمِیرُهَا وَ شَرِیفُهَا.
و سیأتی الأخبار الكثیرة فی تأویل تلك الآیات فی أكثر الأبواب لا سیما باب سبق إسلامه و باب أنه خیر الخلق بعد الرسول ص.
1- كا، الكافی: بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ هِیَ الْوُدُّ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی (2).
2- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَمَّارِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله
ص: 353
لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی آخِرِ صَلَاتِهِ رَافِعاً بِهَا صَوْتَهُ یُسْمِعُ النَّاسَ یَقُولُ اللَّهُمَّ هَبْ لِعَلِیٍّ الْمَوَدَّةَ فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْهَیْبَةَ وَ الْعَظَمَةَ فِی صُدُورِ الْمُنَافِقِینَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا إِلَی قَوْلِهِ وُدًّا قَالَ وَلَایَةُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ هِیَ الْوُدُّ الَّذِی قَالَ اللَّهُ- وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا بَنِی أُمَیَّةَ فَقَالَ رُمَعُ (1) وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِی شَنٍّ بَالٍ (2) أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ أَ فَلَا سَأَلَ مَلَكاً یَعْضُدُهُ أَوْ كَنْزاً یَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَی فَاقَتِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ عَشْرَ آیَاتٍ مِنْ هُودٍ أَوَّلُهَا فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما یُوحی إِلَیْكَ (3).
3- فس، تفسیر القمی حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ (4) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا هِیَ الْوُدُّ الَّذِی ذَكَرَهُ اللَّهُ قُلْتُ قَوْلُهُ فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (5) قَالَ إِنَّمَا یَسَّرَ اللَّهُ (6) عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ حِینَ أَقَامَ (7) أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَماً فَبَشَّرَ بِهِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْذَرَ بِهِ الْكَافِرِینَ وَ هُمُ الْقَوْمُ الَّذِینَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ قَوْماً لُدًّا كُفَّاراً (8).
4- فس، تفسیر القمی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ جَالِساً بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ قُلْ یَا عَلِیُّ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وُدّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (9).
5- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو رَوْقٍ عَنِ الضَّحَّاكِ وَ شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ الْأَعْمَشُ عَنْ
ص: 354
سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ وَ الْغُرَیْرِیُّ السِّجِسْتَانِیُّ فِی غَرِیبِ الْقُرْآنِ عَنْ أَبِی عَمْرٍو كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَقَالَ نَزَلَ فِی عَلِیٍّ علیه السلام لِأَنَّهُ مَا مِنْ مُسْلِمٍ إِلَّا وَ لِعَلِیٍّ فِی قَلْبِهِ مَحَبَّةٌ.
أَبُو نُعَیْمٍ الْأَصْفَهَانِیُّ وَ أَبُو الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیُّ وَ ابْنُ بَطَّةَ الْعُكْبَرِیُّ وَ الْإِسْنَادُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ وَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام فِی خَبَرٍ قَالا لَا یُلْفَی مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ فِی قَلْبِهِ وُدٌّ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ علهم السلام.
زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّی أُحِبُّكَ فِی اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ لَعَلَّكَ یَا عَلِیُّ اصْطَنَعْتَ إِلَیْهِ مَعْرُوفاً قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا اصْطَنَعْتُ إِلَیْهِ مَعْرُوفاً فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِینَ تَتُوقُ (1) إِلَیْكَ بِالْمَوَدَّةِ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَاتُ.
وَ رَوَی الشَّعْبِیُّ (2) وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِیُّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ عَبْدُ الْكَرِیمِ الْخَزَّازُ وَ حَمْزَةُ الزَّیَّاتُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وُدّاً فَقَالَهُمَا عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ.
رَوَاهُ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ رَوَاهُ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ عَنِ الْبَرَاءِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ فِی رِوَایَةٍ قَالَ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما یَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِینَ وَ هُوَ عَلِیٌّ (3) وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا قَالَ بَنُو أُمَیَّةَ قَوْماً ظَلَمَةً (4).
6- فض، كتاب الروضة: بِالْأَسَانِیدِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ
ص: 355
أَبِی طَالِبٍ علیه السلام (1) وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فَلَمَّا أسلم [سَلَّمَ] رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ (2) إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ سَأَلَكَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ أَنْ تَشْرَحَ لَهُ صَدْرَهُ وَ تُیَسِّرَ أَمْرَهُ وَ تَحُلَّ (3) عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ یَفْقَهُوا قَوْلَهُ وَ تَجْعَلَ لَهُ وَزِیراً مِنْ أَهْلِهِ تَشُدَّ (4) بِهِ أَزْرَهُ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْرَحَ لِی صَدْرِی وَ تُیَسِّرَ لِی أَمْرِی وَ تَحُلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِی یَفْقَهُوا قَوْلِی وَ تَجْعَلَ لِی وَزِیراً مِنْ أَهْلِی تَشُدَّ بِهِ أَزْرِی (5) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ مُنَادِیاً یُنَادِی مِنَ السَّمَاءِ یَا مُحَمَّدُ قَدْ أُوتِیتَ سُؤْلَكَ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ادْعُ یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْفَعْ یَدَكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ قُلِ (6) اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً (7) فَلَمَّا دَعَا نَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ قَالَ اقْرَأْ یَا مُحَمَّدُ- إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَتَلَاهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَعَجَّبَ النَّاسُ (8) مِنْ سُرْعَةِ الْإِجَابَةِ فَقَالَ اعْلَمُوا أَنَّ الْقُرْآنَ (9) أَرْبَعَةُ أَرْبَاعٍ رُبُعٌ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رُبُعٌ قِصَصٌ وَ أَمْثَالٌ وَ رُبُعٌ فَضَائِلُ وَ إِنْذَارٌ (10) وَ رُبُعٌ أَحْكَامٌ وَ اللَّهُ أَنْزَلَ فِی عَلِیٍّ كَرَائِمَ الْقُرْآنِ (11).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (12).
7- كشف، كشف الغمة مما أخرجه العز المحدث الحنبلی قوله تعالی سَیَجْعَلُ لَهُمُ
ص: 356
الرَّحْمنُ وُدًّا قال ابن عباس نزلت فی علی بن أبی طالب جعل اللّٰه له ودا فی قلوب المؤمنین.
وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ یَا عَلِیُّ قُلِ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً وَ اجْعَلْ لِی فِی صُدُورِ الْمُؤْمِنِینَ مَوَدَّةً فَنَزَلَتْ. وَ قَدْ أَوْرَدَهُ بِذَلِكَ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ (1) فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (2)- وَ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ- مد (3)، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّوَّافِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْفَارِسِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَشِیرٍ الْكُوفِیِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ حَمْزَةَ الزَّیَّاتِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ مِثْلَهُ (4).
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ عَوْنِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِیِّ (5) عَنْ أَبِی رَوْقٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قَالَ مَحَبَّةً فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ (6).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ (7).
9- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِیهِ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ فِی قَلْبِهِ حُبٌّ لِعَلِیٍّ علیه السلام (8).
ص: 357
10- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ أَصْبَحْتُ وَ اللَّهِ یَا عَلِیُّ عَنْكَ رَاضِیاً وَ أَصْبَحَ وَ اللَّهِ رَبُّكَ عَنْكَ رَاضِیاً وَ أَصْبَحَ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَنْكَ رَاضِینَ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ نَعَیْتَ إِلَیَّ نَفْسَكَ (1) فَیَا لَیْتَ نَفْسِی الْمُتَوَفَّاةُ قَبْلَ نَفْسِكَ قَالَ أَبَی اللَّهُ فِی عِلْمِهِ إِلَّا مَا یُرِیدُ قَالَ فَادْعُ اللَّهَ (2) لِی بِدَعَوَاتٍ یُصِینُنِی بَعْدَ وَفَاتِكَ قَالَ یَا عَلِیُّ ادْعُ لِنَفْسِكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَی حَتَّی أُؤَمِّنَ فَإِنَّ تَأْمِینِی لَكَ لَا یُرَدُّ قَالَ فَدَعَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ ثَبِّتْ مَوَدَّتِی فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَقَالَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله آمِینَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ادْعُ فَدَعَا بِتَثْبِیتِ مَوَدَّتِهِ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَتَّی دَعَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّمَا دَعَا دَعْوَةً قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله آمِینَ فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَّقُونَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ شِیعَتُهُ (4).
تتمیم: قال الطبرسی رحمه اللّٰه قیل فیه أقوال أحدها أنها خاصة فی أمیر المؤمنین علیه السلام فما من مؤمن إلا و فی قلبه محبة لعلی علیه السلام عن ابن عباس و فی تفسیر أبی حمزة الثمالی عن الباقر علیه السلام نحو من روایة ابن مردویه (5) و روی نحوه عن جابر بن عبد اللّٰه و الثانی أنها عامة فی جمیع المؤمنین یجعل اللّٰه لهم المحبة و الألفة (6) فی قلوب الصالحین و الثالث أن معناه یجعل اللّٰه لهم محبة فی قلوب أعدائهم و مخالفیهم لیدخلوا فی دینهم و
ص: 358
یتعززوا بهم (1) و الرابع یجعل بعضهم یحب بعضا و الخامس أن معناه سیجعل لهم ودا فی الآخرة فیحب بعضهم بعضا كمحبة الوالد ولده انتهی (2).
أقول ذكر النیسابوری فی تفسیره (3) و ابن حجر فی صواعقه (4) أنها نزلت فیه و قال العلامة فی كشف الحق روی الجمهور عن ابن عباس أنها نزلت فیه (5).
11 (6)- وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِ الْكُوفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَمْرٍو خَادِمِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام عَنْ أَبِیهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ بِمَكَّةَ بِیَدَیْ عَلِیٍّ علیه السلام فَصَلَّی أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عَلَی ثَبِیرٍ (7) ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ لِعَلِیٍّ یَا أَبَا الْحَسَنِ ارْفَعْ یَدَیْكَ إِلَی السَّمَاءِ وَ ادْعُ رَبَّكَ وَ سَلْهُ یُعْطِكَ فَرَفَعَ عَلِیٌّ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ عَهْداً وَ اجْعَلْ لِی عِنْدَكَ وُدّاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَتَلَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی أَصْحَابِهِ فَعَجِبُوا مِنْ ذَلِكَ عَجَباً شَدِیداً فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّ تَعْجَبُونَ إِنَّ الْقُرْآنَ أَرْبَعَةُ أَرْبَاعٍ فَرُبُعٌ فِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رُبُعٌ فِی أَعْدَائِنَا وَ رُبُعٌ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ رُبُعٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِی عَلِیٍّ كَرَائِمَ الْقُرْآنِ.
و سیأتی فی باب حبه علیه السلام أخبار فی ذلك و إذا ثبت بنقل المخالف و المؤالف أنها نزلت فیه دلت علی فضیلة عظیمة له علیه السلام و یمكن الاستدلال بها علی إمامته بوجوه.
ص: 359
الأول أن نزول تلك الآیة بعد هذا الدعاء الذی علمه الرسول صلی اللّٰه علیه و آله یدل علی أنها مودة خاصة به لیس كمودة سائر الصالحین و هذه فضیلة اختص بها لیس لغیره مثلها فهو إمامهم لقبح تفضیل المفضول و أیضا ظواهر أكثر الأخبار فی هذا الباب تدل علی أن حبه علیه السلام من لوازم الإیمان و أركانه و دعائمه.
الثانی أن الصالحات جمع مضاف (1) یفید العموم فیدل علی عصمته ع و هی من لوازم الإمامة.
الثالث أن بغض الفاسقین لفسقهم واجب فكون حبه فی قلوب جمیع المؤمنین و إخباره تعالی أنه سیجعل ذلك علی وجه التشریف یدل علی عصمته و یدل علی إمامته و كل منها و إن سلم أنه لم یصلح لكونه دلیلا فهو یصلح لتأیید الدلائل الأخری.
1- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً قَالَ خَلَقَ اللَّهُ نُطْفَةً بَیْضَاءَ مَكْنُونَةً فَجَعَلَهَا فِی صُلْبِ آدَمَ ثُمَّ نَقَلَهَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ إِلَی صُلْبِ شَیْثٍ وَ مِنْ صُلْبِ شَیْثٍ إِلَی صُلْبِ أَنُوشَ وَ مِنْ صُلْبِ أَنُوشَ إِلَی صُلْبِ قَیْنَانَ حَتَّی تَوَارَثَتْهَا كِرَامُ الْأَصْلَابِ وَ مُطَهَّرَاتُ الْأَرْحَامِ حَتَّی جَعَلَهَا اللَّهُ فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَسَمَهَا نِصْفَیْنِ فَأَلْقَی نِصْفَهَا إِلَی صُلْبِ عَبْدِ اللَّهِ وَ نِصْفَهَا إِلَی صُلْبِ أَبِی طَالِبٍ وَ هِیَ سُلَالَةٌ (2) فَوُلِدَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ أَبِی طَالِبٍ
ص: 360
عَلِیٌّ علیه السلام فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی- وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً زَوْجَ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ فَعَلِیٌّ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ نَسَبٌ وَ عَلِیٌّ الصِّهْرُ (1).
2- مد، العمدة بإسناده عن الثعلبی عن أبی عبد اللّٰه القائنی عن أبی الحسن النصیبی عن أبی بكر السبیعی الحلبی عن علی بن العباس المقانعی عن جعفر بن محمد بن الحسین عن محمد بن عمرو عن حسین الأشقر عن أبی قتیبة التمیمی قال سمعت ابن سیرین فی قوله تعالی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً قال نزلت فی النبی و علی بن أبی طالب علیهما السلام زوج فاطمة علیا علیه السلام و هو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و صهرا (2)- وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً أی قادرا علی ما أراد (3).
3- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُعَمَّرِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً قَالَ نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ زَوَّجَ (4) عَلِیّاً ابْنَتَهُ وَ هُوَ ابْنُ عَمِّهِ فَكَانَ لَهُ نَسَباً وَ صِهْراً (5).
4- وَ قَالَ أَیْضاً حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ یَحْیَی عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجَاءِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ نَائِلِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ خَلَقَ نُطْفَةً مِنَ الْمَاءِ فَمَزَجَهَا ثُمَّ أَباً فَأَباً (6) حَتَّی أَوْدَعَهَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام ثُمَّ أُمّاً فَأُمّاً (7) مِنْ طَاهِرِ الْأَصْلَابِ إِلَی مُطَهَّرَاتِ الْأَرْحَامِ حَتَّی
ص: 361
صَارَتْ إِلَی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَفَرَّقَ ذَلِكَ النُّورَ فِرْقَتَیْنِ فِرْقَةً إِلَی عَبْدِ اللَّهِ فَوَلَدَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِرْقَةً إِلَی أَبِی طَالِبٍ فَوَلَدَ عَلِیّاً علیه السلام ثُمَّ أَلَّفَ اللَّهُ النِّكَاحَ بَیْنَهُمَا فَزَوَّجَ اللَّهُ عَلِیّاً بِفَاطِمَةَ علیها السلام فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً (1).
5- كشف، كشف الغمة مما رواه أبو بكر بن مردویه وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً هو علی و فاطمة علیهما السلام (2).
6- ضه، روضة الواعظین قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نُطْفَةً بَیْضَاءَ مَكْنُونَةً فَنَقَلَهَا مِنْ صُلْبٍ إِلَی صُلْبٍ حَتَّی نُقِلَتِ النُّطْفَةُ إِلَی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجُعِلَ نِصْفَیْنِ فَصَارَ نِصْفُهَا فِی عَبْدِ اللَّهِ وَ نِصْفُهَا فِی أَبِی طَالِبٍ فَأَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ مِنْ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً الْآیَةَ (3).
و أقول: قد مضی فی ذلك أخبار فی باب ولادته و باب أسمائه علیه السلام.
بیان روی العلامة رحمه اللّٰه عن ابن سیرین مثله (4).
و قال الطبرسی برد اللّٰه مضجعه أی خلق من النطفة إنسانا و قیل أراد به آدم علیه السلام فإنه خلق من التراب الذی خلق من الماء و قیل أراد به أولاد آدم علیه السلام فإنهم المخلوقون من الماء فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً أی فجعله ذا نسب و صهر و الصهر حرمة الختونة و قیل النسب الذی لا یحل نكاحه و الصهر الذی یحل نكاحه كبنات العم و الخال عن الفراء و قیل النسب سبعة أصناف و الصهر خمسة ذكرهم اللّٰه فی قوله حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ (5) و قیل النسب البنون و الصهر البنات اللاتی یستفید الإنسان
ص: 362
بهن الأصهار فكأنه قال فجعل منه البنین و البنات
و قال ابن سیرین نزلت فی النبی و علی بن أبی طالب صلوات اللّٰه علیهما زوج فاطمة علیا علیه السلام فهو ابن عمه و زوج ابنته فكان نسبا و صهرا وَ كانَ رَبُّكَ قَدِیراً أی قادرا علی ما أراد (1)
1- فس، تفسیر القمی انْظُرْ كَیْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا یَسْتَطِیعُونَ سَبِیلًا (2) قَالَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ هُوَ السَّبِیلُ- یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا (3) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ عَلِیّاً (4).
2- یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ عَلِیٌّ علیه السلام هُوَ وَ اللَّهِ الصِّرَاطُ وَ الْمِیزَانُ (5).
3- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ- قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ أَنْزَلْنا إِلَیْكُمْ نُوراً مُبِیناً (6) قَالَ الْبُرْهَانُ مُحَمَّدٌ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ وَ النُّورُ عَلِیٌّ علیه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ صِراطاً مُسْتَقِیماً قَالَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ عَلِیٌّ علیه السلام (7).
4- قب، المناقب لابن شهرآشوب الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَضَلُّوا فَلا یَسْتَطِیعُونَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍ
ص: 363
سَبِیلًا وَ عَلِیٌّ هُوَ السَّبِیلُ.
جَعْفَرٌ وَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ إِنَّ الَّذِینَ كَفَرُوا یَعْنِی بَنِی أُمَیَّةَ وَ صَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ (1) عَنْ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ فِی رِوَایَةٍ یَعْنِی بِالسَّبِیلِ عَلِیّاً علیه السلام وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ.
هَارُونُ بْنُ الْجَهْمِ وَ جَابِرٌ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی فَاغْفِرْ لِلَّذِینَ تابُوا (2) مِنْ وَلَایَةِ جَمَاعَةِ بَنِی أُمَیَّةَ- وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ آمَنُوا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عَلِیٌّ هُوَ السَّبِیلُ.
إِبْرَاهِیمُ الثَّقَفِیُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أَبِی بُرْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ (3) سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهَا لِعَلِیٍّ علیه السلام فَفَعَلَ (4).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة: عَنِ الثَّقَفِیِّ مِثْلَهُ (5).
5- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی قَالَ: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ (6) بِوَلَایَةِ وَصِیِّكَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَكاذِبُونَ- اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ السَّبِیلُ هُوَ الْوَصِیُّ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا یَعْمَلُونَ- ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا بِرِسَالَتِكَ وَ كَفَرُوا بِوَلَایَةِ وَصِیِّكَ فَطَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ- وَ إِذا قِیلَ لَهُمْ تَعالَوْا یَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ (7) ارْجِعُوا إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ یَسْتَغْفِرْ لَكُمُ النَّبِیُّ مِنْ ذُنُوبِكُمْ- لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَیْتَهُمْ یَصُدُّونَ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ- وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ عَلَیْهِ.
أَبُو ذَرٍّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی خَبَرٍ فِی قَوْلِهِ وَ اتَّبَعُوا سَبِیلَكَ (8) یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام.
ص: 364
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً (1) الْآیَاتِ أَنَّ سَبِیلَ اللَّهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَوْلُهُ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ (2) فِی الْخَبَرِ هُوَ الْوَصِیُّ بَعْدَ النَّبِیِّ ص.
الْبَاقِرَانِ علیهما السلام اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالا دِینُ اللَّهِ الَّذِی نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ فَهَدَیْتَهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ لَمْ تَغْضَبْ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یَضِلُّوا- غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الشُّكَّاكِ الَّذِینَ لَا یَعْرِفُونَ إِمَامَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَا الضَّالِّینَ عَنْ إِمَامَةِ (3) عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
و قال أبو جعفر الهارونی: فی قوله وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ (4) و أم الكتاب الفاتحة یعنی أن فیها ذكره قوله- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ السورة.
عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِیهِ وَ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ اللَّهُ یَدْعُوا إِلی دارِ السَّلامِ (5) یَعْنِی بِهِ الْجَنَّةَ- وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی بِهِ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ جُبَیْرٍ فِی نُخَبِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُمَا علیهما السلام مِثْلَهُ (7).
6- قب، المناقب لابن شهرآشوب جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله هَیَّأَ أَصْحَابَهُ عِنْدَهُ إِذْ قَالَ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِیمٌ (8) فَاتَّبِعُوهُ الْآیَةَ (9) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَفَاكَ یَا عَدُوِّی (10).
ص: 365
ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْكُمُ وَ عَلِیٌّ بَیْنَ یَدَیْهِ مُقَابَلَتَهُ (1) وَ رَجُلٌ عَنْ یَمِینِهِ وَ رَجُلٌ عَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ الْیَمِینُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِیقُ الْمُسْتَوِی الْجَادَّةُ ثُمَّ أَشَارَ بِیَدِهِ وَ أَنَّ هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ فَاتَّبِعُوهُ.
الْحَسَنُ قَالَ: خَرَجَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَوَعَظَ النَّاسَ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَیْنَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ فَقَالَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ طَرَفُهُ فِی الْجَنَّةِ وَ نَاحِیَتُهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ حَافَتَاهُ دُعَاةٌ (2) فَمَنِ اسْتَقَامَتْ لَهُ الْجَادَّةُ أَتَی مُحَمَّداً وَ مَنْ زَاغَ عَنِ الْجَادَّةِ (3) تَبِعَ الدُّعَاةَ.
الثُّمَالِیُّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (4) قَالَ إِنَّكَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ مَعْنَی ذَلِكَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الصِّرَاطُ إِلَی اللَّهِ كَمَا یُقَالُ فُلَانٌ بَابُ السُّلْطَانِ إِذَا كَانَ یُوصَلُ بِهِ إِلَی السُّلْطَانِ ثُمَّ إِنَّ الصِّرَاطَ هُوَ الَّذِی عَلَیْهِ عَلِیٌّ علیه السلام یَدُلُّكَ وُضُوحاً عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ یَعْنِی نِعْمَةَ الْإِسْلَامِ لِقَوْلِهِ وَ أَسْبَغَ عَلَیْكُمْ نِعَمَهُ (5) وَ الْعِلْمَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ (6) وَ الذُّرِّیَّةَ الطَّیِّبَةَ- إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ (7) الْآیَةَ وَ إِصْلَاحَ الزَّوْجَاتِ لِقَوْلِهِ- فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَ وَهَبْنا لَهُ یَحْیی وَ أَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ (8) فَكَانَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی هَذِهِ النِّعَمِ فِی أَعْلَی ذُرَاهَا (9).
7- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (10).
ص: 366
8- مع، معانی الأخبار الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- صِراطَ الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضَّالِّینَ قَالَ شِیعَةُ عَلِیٍّ علیه السلام الَّذِینَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِمْ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَمْ یَغْضَبْ عَلَیْهِمْ وَ لَمْ یَضِلُّوا (1).
9- فض، كتاب الروضة بِالْأَسَانِیدِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی نَبِیِّهِ- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (2) فَقَالَ إِلَهِی مَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ قَالَ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَعَلِیٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (3).
10- فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ- ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً (4) یَعْنِی عَلِیّاً وَ عَلِیٌّ هُوَ النُّورُ فَقَالَ نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا یَعْنِی عَلِیّاً بِهِ هَدَی مَنْ هَدَی مِنْ خَلْقِهِ وَ قَالَ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ- وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ یَعْنِی أَنَّكَ لَتَأْمُرُ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ تَدْعُو إِلَیْهَا وَ عَلِیٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ صِراطِ اللَّهِ یَعْنِی عَلِیّاً- الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ یَعْنِی عَلِیّاً أَنَّهُ جَعَلَهُ خَازِنَهُ عَلَی مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ ائْتَمَنَهُ عَلَیْهِ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ (5).
بیان: علی هذا التأویل لبطن الآیة الكریمة یمكن أن یكون المراد بالكتاب أو الإیمان أو بهما معا أمیر المؤمنین علیه السلام فتستقیم النظم و إرجاع الضمیر (6) و قد أوردنا
ص: 367
الأخبار الكثیرة فی أنه الكتاب و الإیمان فی بطن القرآن و أیضا علی ما فی الخبر الموصول فی قوله تعالی الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ صفة للصراط و ضمیر له راجع إلیه.
11- فس، تفسیر القمی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآیَتَانِ هَكَذَا (1) قَوْلُ اللَّهِ: حَتَّی إِذَا جَاءَانَا یَعْنِی فُلَاناً وَ فُلَاناً یَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ حِینَ یَرَاهُ- یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ فَبِئْسَ الْقَرِینُ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ قُلْ لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ أَتْبَاعِهِمَا- لَنْ یَنْفَعَكُمُ الْیَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ (2) أَنَّكُمْ فِی الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ- أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِی الْعُمْیَ وَ مَنْ كانَ فِی ضَلالٍ مُبِینٍ- فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ یَعْنِی مِنْ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ فِی عَلِیٍّ إِنَّكَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ (3) یَعْنِی أَنَّكَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (4).
بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه قرأ أهل العراق غیر أبی بكر حَتَّی إِذا جاءَنا علی الواحد و الباقون جاءانا علی الاثنین انتهی (5).
أقول قد مر فی الآیة السابقة (6) وَ مَنْ یَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ (7) و یظهر من بعض الأخبار أن الموصول كنایة عن أبی بكر حیث عمی عن ذكر الرحمن یعنی أمیر المؤمنین و الشیطان المقیض (8) له هو عمر وَ إِنَّهُمْ لَیَصُدُّونَهُمْ أی الناس عَنِ السَّبِیلِ و هو أمیر المؤمنین علیه السلام و ولایته وَ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ثم قال بعد ذلك حتی إذا جاءانا یعنی العامی عن الذكر و شیطانه أبا بكر و عمر قالَ أبو بكر لعمر یا لَیْتَ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَیْنِ وَ یُؤَیِّدُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالشَّیْطَانِ عُمَرُ
مَا رَوَاهُ
ص: 368
عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا یَصُدَّنَّكُمُ الشَّیْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِینٌ (1) قَالَ یَعْنِی الثَّانِیَ عن أمیر المؤمنین علیه السلام (2).
و قد مضت الأخبار فی ذلك فی كتاب الإمامة و غیره و سیأتی بعضها.
12- فس، تفسیر القمی قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی قَوْلِهِ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (3) أَیْ تَدْعُو إِلَی الْإِمَامَةِ الْمُسْتَوِیَةِ ثُمَّ قَالَ صِراطِ اللَّهِ أَیْ حُجَّةِ اللَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ
حدثنی محمد بن همام عن سعید بن محمد عن عباد بن یعقوب عن عبد اللّٰه بن الهیثم عن صلت بن الحر قال كنت جالسا مع زید بن علی فقرأ- إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قال هدی الناس و رب الكعبة إلی علی صلی اللّٰه علیه و آله ضل عنه من ضل و اهتدی به من اهتدی (4).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أحمد بن القاسم عن أحمد بن صبیح عن عبد اللّٰه بن الهیثم مثله (5).
13- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ خَالِدِ بْنِ حَمَّادٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَوْحَی اللَّهُ إِلَی نَبِیِّهِ ص- فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قَالَ إِنَّكَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (6).
14- یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ مَنْ یَكْفُرْ بِالْإِیمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ (7) قَالَ تَفْسِیرُهَا فِی بَطْنِ الْقُرْآنِ وَ مَنْ یَكْفُرْ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ هُوَ الْإِیمَانُ. وَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ وَ كانَ الْكافِرُ عَلی رَبِّهِ ظَهِیراً (8) قَالَ
ص: 369
تَفْسِیرُهَا فِی بَطْنِ الْقُرْآنِ: عَلِیٌّ هُوَ رَبُّهُ فِی الْوَلَایَةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الرَّبُّ هُوَ الْخَالِقُ الَّذِی لَا یُوصَفُ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً آیَةٌ لِمُحَمَّدٍ وَ إِنَّ مُحَمَّداً یَدْعُو إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام أَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ فَوَالَی اللَّهُ مَنْ وَالاهُ وَ عَادَی اللَّهُ مَنْ عَادَاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّكُمْ لَفِی قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (1) فَإِنَّهُ یَعْنِی أَنَّهُ لَمُخْتَلَفٌ عَلَیْهِ (2) قَدِ اخْتَلَفَ هَذِهِ الْأُمَّةُ فِی وَلَایَتِهِ فَمَنِ اسْتَقَامَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ خَالَفَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ دَخَلَ النَّارَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ فَإِنَّهُ یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام مَنْ أُفِكَ عَنْ وَلَایَتِهِ أُفِكَ عَنِ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ یُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (3) إِنَّكَ لَتَأْمُرُ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ تَدْعُو إِلَیْهَا وَ هُوَ عَلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ (4) وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْكَ فِی عَلِیٍّ- إِنَّكَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (5) إِنَّكَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ هُوَ عَلَی الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ (6) وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ (7) یَعْنِی فَلَمَّا تَرَكُوا وَلَایَةَ عَلِیٍّ وَ قَدْ أُمِرُوا بِهَا فَتَحْنا عَلَیْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَیْ ءٍ یَعْنِی دَوْلَتَهُمْ فِی الدُّنْیَا وَ مَا بُسِطَ لَهُمْ فِیهَا (8)
ص: 370
وَ أَمَّا قَوْلُهُ حَتَّی إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ یَعْنِی قِیَامَ الْقَائِمِ علیه السلام (1).
بیان: قوله و الرب هو الخالق الذی لا یوصف أی الرب بدون الإضافة لا یطلق إلا علی اللّٰه و أما معها فقد یطلق علی غیره تعالی كقول یوسف علیه السلام ارْجِعْ إِلی رَبِّكَ (2).
15- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَئِنْ قُتِلْتُمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ (3) قَالَ أَ تَدْرِی یَا جَابِرُ مَا سَبِیلُ اللَّهِ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ سَبِیلُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَ ذُرِّیَّتُهُ فَمَنْ قُتِلَ فِی وَلَایَتِهِ قُتِلَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ مَنْ مَاتَ فِی وَلَایَتِهِ مَاتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ لَیْسَ مَنْ یُؤْمِنُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا وَ لَهُ قِتْلَةٌ وَ مِیتَةٌ قَالَ إِنَّهُ مَنْ قُتِلَ یُنْشَرُ حَتَّی یَمُوتَ وَ مَنْ مَاتَ یُنْشَرُ حَتَّی یُقْتَلَ (4).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ مَاتَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ (5)
. 16- شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ أَنَّ هذا صِراطِی مُسْتَقِیماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ (6) قَالَ أَ تَدْرِی مَا یَعْنِی بِ صِراطِی مُسْتَقِیماً قُلْتُ لَا قَالَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ وَ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ وَ تَدْرِی مَا یَعْنِی فَاتَّبِعُوهُ قُلْتُ لَا قَالَ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ وَ تَدْرِی مَا یَعْنِی وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ قُلْتُ لَا قَالَ وِلَایَةَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ قَالَ وَ تَدْرِی مَا یَعْنِی فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِیلِهِ قَالَ یَعْنِی سَبِیلَ عَلِیٍّ علیه السلام (7).
17- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی قَوْلِهِ
ص: 371
وَ اللَّهُ یَدْعُوا إِلی دارِ السَّلامِ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1) قَالَ إِلَی وَلَایَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
18- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّی أَكْرَهُ أَنْ أَشُقَّ عَلَیْكَ فَإِنْ أَذِنْتَ لِی أَنْ أَسْأَلَكَ سَأَلْتُكَ فَقَالَ سَلْنِی عَمَّا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْقُرْآنِ قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ مَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ- قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلِیٍّ مُسْتَقِیمٌ (2) قَالَ صِرَاطُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقُلْتُ صِرَاطُ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ صِرَاطُ عَلِیٍّ علیه السلام (3).
19- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (4) قَالَ عَنْ وَلَایَتِی (5).
20- فس، تفسیر القمی قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ (6) یَعْنِی
ص: 372
أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَكْتُوبٌ فِی سُورَةِ الْحَمْدِ فِی قَوْلِهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (1).
21- مع، معانی الأخبار أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ قَالَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَعْرِفَتُهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْكِتابِ لَدَیْنا لَعَلِیٌّ حَكِیمٌ وَ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی أُمِّ الْكِتَابِ فِی قَوْلِهِ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (2).
22- فس، تفسیر القمی اللَّهُ الَّذِی أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ الْمِیزانَ (3) قَالَ الْمِیزَانُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُهُ فِی سُورَةِ الرَّحْمَنِ- وَ السَّماءَ رَفَعَها وَ وَضَعَ الْمِیزانَ (4) قَالَ یَعْنِی الْإِمَامَ (5).
23- أَقُولُ قَالَ ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ إِنَّ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنْ وَلَایَتِنَا.
24- یف، الطرائف روی الحافظ محمد بن مؤمن الشیرازی بإسناده إلی قتادة عن الحسن البصری قال كان یقرأ هذا الحرف صراط علی مستقیم فقلت للحسن و ما معناه قال یقول هذا طریق علی بن أبی طالب و دینه طریق و دین مستقیم فاتبعوه و تمسكوا به فإنه واضح لا عوج فیه (6).
25- كشف، كشف الغمة ابْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی- هَلْ یَسْتَوِی هُوَ وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (7) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام (8).
ص: 373
بیان: روی نحوه العلامة رضی اللّٰه عنه فی كشف الحق (1) و علی بن إبراهیم فی تفسیره (2) و أول الآیة وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَیْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا یَقْدِرُ عَلی شَیْ ءٍ وَ هُوَ كَلٌّ عَلی مَوْلاهُ أَیْنَما یُوَجِّهْهُ لا یَأْتِ بِخَیْرٍ هَلْ یَسْتَوِی هُوَ وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ قال البیضاوی أی ولد أخرس لا یفهم و لا ینطق (3) و لا یقدر علی شی ء من الصنائع و التدابیر (4) وَ هُوَ كَلٌّ عیال و ثقل علی من یلی أمره حیثما یرسله مولاه فی أمر لا یأتی بنجح و كفایة مهم ثم قال هذا تمثیل ثان ضربه اللّٰه لنفسه و للأصنام لإبطال المشاركة بینه و بینها أو للمؤمن و الكافر انتهی (5).
أقول لا یبعد أن یكون ظهورها (6) للأصنام الظاهرة التی عبدت من دون اللّٰه و بطنها للأصنام التی نصبوها للخلافة فی مقابل خلیفة اللّٰه فإنه نوع من العبادة و قد سمی اللّٰه طاعة الطواغیت عبادة لهم فی مواضع كما مر مرارا و یظهر من الخبر أن الرجل الأول من كان معارضا لأمیر المؤمنین علیه السلام من عجلهم و سامریهم و أشباههما فإنهم كانوا بكما عن بیان الحق لا یقدرون علی شی ء من الخیر و لا یتأتی منهم شی ء من أمور الدین و هدایة المسلمین هل یستوون وَ مَنْ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ هُوَ فی جمیع الأقوال و الأحوال عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ و قد مضی تحقیق أنهم السبیل و الصراط فی كتاب الإمامة.
ص: 374
(1) الآیة
1- فس، تفسیر القمی: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ یَا مُحَمَّدُ- هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ یَعْنِی أُولِی الْعُقُولِ (2).
2- كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ (3) قَالَ نَزَلَتْ فِی أَبِی الْفَصِیلِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَاحِرٌ وَ إِذَا مَسَّهُ الضُّرُّ یَعْنِی السُّقْمَ دَعا رَبَّهُ مُنِیباً إِلَیْهِ یَعْنِی تَائِباً إِلَیْهِ مِنْ قَوْلِهِ فِی رَسُولِ اللَّهِ سَاحِرٌ فَ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ یَعْنِی الْعَافِیَةَ نَسِیَ ما كانَ یَدْعُوا إِلَیْهِ مِنْ قَبْلُ یَعْنِی التَّوْبَةَ (4) مِمَّا كَانَ یَقُولُ فِی رَسُولِ اللَّهِ بِأَنَّهُ سَاحِرٌ وَ لِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِیلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ یَعْنِی بِإِمْرَتِكَ عَلَی النَّاسِ بِغَیْرِ حَقٍّ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ قَالَ (5) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام یُخْبِرُ بِحَالِهِ وَ فَضْلِهِ عِنْدَهُ فَقَالَ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ أَنَ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ- وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ بَلْ یَقُولُونَ إِنَّهُ ساحِرٌ كَذَّابٌ- إِنَّما یَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ وَ هُمْ شِیعَتُنَا ثُمَّ قَالَ (6) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا تَأْوِیلُهُ یَا عَمَّارُ (7).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّارٍ مِثْلَهُ (8).
ص: 375
1- كشف، كشف الغمة: أورد الثعلبی و الواحدی و غیرهما من علماء التفسیر أن الأغنیاء أكثروا مناجاة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و غلبوا الفقراء علی المجالس عنده حتی كره رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ذلك و استطالة جلوسهم و كثرة مناجاتهم فأنزل اللّٰه تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَیْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ (1) فأمر بالصدقة أمام المناجاة (2) و أما أهل العسرة فلم یجدوا و أما الأغنیاء فبخلوا و خف ذلك علی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و خف ذلك الزحام (3) و غلبوا علی حبه و الرغبة فی مناجاته حب الحطام (4) و اشتد علی أصحابه فنزلت الآیة التی بعدها راشقة (5) لهم بسهام الملام ناسخة بحكمها حیث أحجم (6) من كان دأبه الإقدام.
وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ لآَیَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَعْمَلُ أَحَدٌ بِهَا بَعْدِی (7) وَ هِیَ آیَةُ الْمُنَاجَاةِ فَإِنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ كَانَ لِی دِینَارٌ فَبِعْتُهُ بِدَرَاهِمَ (8) وَ كُنْتُ إِذَا نَاجَیْتُ الرَّسُولَ تَصَدَّقْتُ حَتَّی فَنِیَتْ فَنُسِخَتْ بِقَوْلِهِ- أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (9) الْآیَةَ.
ص: 376
وَ نَقَلَ الثَّعْلَبِیُّ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَمَّا نَزَلَتْ دَعَانِی رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ مَا تَرَی تَرَی دِینَاراً فَقُلْتُ لَا یُطِیقُونَهُ قَالَ فَكَمْ قُلْتُ حَبَّةً أَوْ شَعِیرَةً قَالَ إِنَّكَ لَزَهِیدٌ فَنَزَلَتْ- أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا الزَّهِیدَ الْقَلِیلَ وَ كَأَنَّهُ یُرِیدُ مُقَلِّلٌ (1)
إِذَا انْسَكَبَتْ دُمُوعٌ فِی خُدُودٍ*** تَبَیَّنَ مَنْ بَكَی مِمَّنْ تَبَاكَی
.وَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ ثَلَاثٌ كُنَّ لِعَلِیٍّ علیه السلام لَوْ أَنَّ لِی وَاحِدَةً مِنْهُنَّ كَانَتْ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ (2) تَزْوِیجُهُ بِفَاطِمَةَ وَ إِعْطَاؤُهُ الرَّایَةَ یَوْمَ خَیْبَرَ وَ آیَةُ النَّجْوَی (3).
یف، الطرائف: مِنَ الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ وَ مَنَاقِبِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ وَ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ مُجَاهِدٍ إِلَی آخِرِ الْأَخْبَارِ (4)
أَقُولُ: رَوَی الطَّبْرِسِیُّ مِثْلَ تِلْكَ الْأَخْبَارِ عَلَی هَذَا التَّرْتِیبِ ثُمَّ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ وَ قَتَادَةُ لَمَّا نُهُوا عَنْ مُنَاجَاتِهِ حَتَّی یَتَصَدَّقُوا لَمْ یُنَاجِهِ إِلَّا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَدَّمَ دِینَاراً فَتَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ (5)
. 2- كشف، كشف الغمة العز المحدث الحنبلی: قوله تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً نزلت فی علی علیه السلام (6).
و روی: مثله أبو بكر بن مردویه بعدة طرق (7) أَقُولُ: رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ تِلْكَ الْأَخْبَارَ الْمَاضِیَةَ وَ الْآتِیَةَ بِأَسَانِیدَ كَثِیرَةٍ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ وَ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ وَ رَزِینٍ الْعَبْدَرِیِّ وَ غَیْرِهِمْ (8)
وَ رَوَی فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ قَالَ
ص: 377
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی حَرَّمَ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ یُكَلِّمَهُ تَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ كَلَّمَهُ بِمَا یُرِیدُ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَخِلُوا أَنْ یَتَصَدَّقُوا قَبْلَ كَلَامِهِ قَالَ وَ تَصَدَّقَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ غَیْرُهُ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فَمَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غَیْرِی ثُمَّ نُسِخَتْ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ (1) یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ قَالَ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَقُولُ فِی دِینَارٍ قُلْتُ لَا یُطِیقُونَهُ قَالَ كَمْ قُلْتُ شَعِیرَةً قَالَ إِنَّكَ لَزَهِیدٌ فَنَزَلَتْ أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ الْآیَةَ قَالَ فَبِی خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ یَنْزِلْ فِی أَحَدٍ قَبْلِی وَ لَمْ یَنْزِلْ فِی أَحَدٍ بَعْدِی.
یف، الطرائف: ابْنُ مَرْدَوَیْهِ فِی الْمَنَاقِبِ بِأَرْبَعِ طُرُقٍ أَحَدُهَا یَرْفَعُهُ إِلَی سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام مِثْلَهُ.
3- فس، تفسیر القمی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قَالَ إِذَا سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ حَاجَةً فَتَصَدَّقُوا بَیْنَ یَدَیِ حَاجَتِكُمْ لِیَكُونَ أَقْضَی لِحَوَائِجِكُمْ فَلَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ إِلَّا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ تَصَدَّقَ بِدِینَارٍ وَ نَاجَی رَسُولَ اللَّهِ بِعَشْرِ نَجَوَاتٍ (2).
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قَالَ قَدَّمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَاهُ صَدَقَةً ثُمَّ نَسَخَهَا قَوْلُهُ- أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ.
وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ صَبَّاحٍ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ
ص: 378
عَلَیْهِ إِنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ لآَیَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِی- آیَةَ النَّجْوَی إِنَّهُ كَانَ لِی دِینَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَجَعَلْتُ أُقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْ كُلِّ نَجْوَةٍ (1) أُنَاجیهَا النَّبِیَّ دِرْهَماً قَالَ فَنَسَخَتْهَا قَوْلُهُ- أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ إِلَی قَوْلِهِ وَ اللَّهُ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ (2).
4- عم، إعلام الوری عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام آیَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ یَعْمَلْ أَحَدٌ بِهَا قَبْلِی (3) وَ لَا یَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِی آیَةُ النَّجْوَی كَانَ عِنْدِی دِینَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَكُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُنَاجِیَ النَّبِیَّ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی بِی خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ یَنْزِلْ فِی أَحَدٍ بَعْدِی.
وَ رَوَی السُّدِّیُّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّاسُ یُنَاجُونَ رَسُولَ اللَّهِ فِی الْخَلَإِ (4) إِذَا كَانَتْ لِأَحَدِهِمْ حَاجَةٌ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَی مَنْ نَاجَاهُ سِرّاً أَنْ یَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَكَفُّوا عَنْهُ وَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ (5).
5- یف، الطرائف فِی الْجَمْعِ بَیْنَ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِیُّ قَوْلُهُ تَعَالَی إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً نَسَخَتْهَا آیَةٌ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا عَمِلَ بِهَذِهِ الْآیَةِ غَیْرِی وَ بِی خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرَ هَذِهِ الْآیَةِ (6).
وَ وَجَدْتُ فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ رِوَایَةَ أَبِی عُمَیْرٍ الزَّاهِدِ فِی تَفْسِیرِ كَلَامٍ لِعَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آیَةُ الصَّدَقَةِ مَعَ النَّجْوَی دَعَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فَقَالَ مَا تُقَدِّمُونَ (7) مِنَ الصَّدَقَةِ
ص: 379
بَیْنَ یَدَیِ النَّجْوَی؟ قَالَ یُقَدِّمُ أَحَدُهُمْ حَبَّةً مِنَ الْحِنْطَةِ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ الْمُصْطَفَی صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّكَ لَزَهِیدٌ أَیْ فَقِیرٌ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَجَاءَ عَلِیٌّ فِی حَاجَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ وَ النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا فَوَضَعَ دِینَاراً ثُمَّ تَكَلَّمَ وَ مَا كَانَ یَمْلِكُ غَیْرُهُ قَالَ تَخَلَّی النَّاسُ (1) ثُمَّ خَفَّفَ عَنْهُمْ بِرَفْعِ الصَّدَقَةِ.
6- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ مَعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام خَاصَّةً كَانَ لَهُ دِینَارٌ فَبَاعَهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فَكَانَ كُلَّمَا نَاجَاهُ قَدَّمَ دِرْهَماً حَتَّی نَاجَاهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ یَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ (2).
7- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ نَاجَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ عِنْدِی دِینَارٌ فَصَرَفْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَ كَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُنَاجِیَهُ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَی أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا یَأْلُو مَا یَنْجَشُ لِابْنِ عَمِّهِ (3) حَتَّی نَسَخَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ علیه السلام فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ عَمِلَ بِهَذِهِ الْآیَةِ وَ آخِرَ مَنْ عَمِلَ بِهَا فَلَمْ یَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا بَعْدِی (4).
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَیُّوبَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً قَالَ إِنَّهُ
ص: 380
حَرَّمَ كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ رَخَّصَ لَهُمْ فِی كَلَامِهِ بِالصَّدَقَةِ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ یُكَلِّمَهُ تَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ كَلَّمَهُ بِمَا یُرِیدُ قَالَ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بَخِلُوا أَنْ یَتَصَدَّقُوا قَبْلَ كَلَامِهِ فَتَصَدَّقَ عَلِیٌّ علیه السلام بِدِینَارٍ كَانَ لَهُ فَبَاعَهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِی عَشْرِ كَلِمَاتٍ سَأَلَهُنَّ رَسُولَ اللَّهِ وَ لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ غَیْرُهُ وَ بَخِلَ أَهْلُ الْمَیْسَرَةِ أَنْ یَفْعَلُوا ذَلِكَ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا صَنَعَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی صَنَعَ مِنَ الصَّدَقَةِ إِلَّا أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ یُرَوِّجَ لِابْنِ عَمِّهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَیْرٌ لَكُمْ مِنْ إِمْسَاكِهَا وَ أَطْهَرُ یَقُولُ وَ أَزْكَی لَكُمْ مِنَ الْمَعْصِیَةِ- فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا الصَّدَقَةَ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ- أَ أَشْفَقْتُمْ یَقُولُ الْحَكِیمُ أَ أَشْفَقْتُمْ یَا أَهْلَ الْمَیْسَرَةِ- أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ یَقُولُ قُدَّامَ نَجْوَاكُمْ یَعْنِی كَلَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَدَقَةً عَلَی الْفُقَرَاءِ- فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا یَا أَهْلَ الْمَیْسَرَةِ- وَ تابَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ یَعْنِی تَجَاوَزَ عَنْكُمْ إِذْ لَمْ تَفْعَلُوا- فَأَقِیمُوا الصَّلاةَ یَقُولُ أَقِیمُوا الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ- وَ آتُوا الزَّكاةَ یَعْنِی أَعْطُوا الزَّكَاةَ یَقُولُ تَصَدَّقُوا فَنُسِخَتْ مَا أُمِرُوا بِهِ عِنْدَ الْمُنَاجَاةِ بِإِتْمَامِ الصَّلَاةِ وَ إِیتَاءِ الزَّكَاةِ- وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ بِالصَّدَقَةِ فِی الْفَرِیضَةِ وَ التَّطَوُّعِ- وَ اللَّهُ خَبِیرٌ بِما تَعْمَلُونَ أَیْ بِمَا تُنْفِقُونَ خَبِیرٌ (1).
أقول: قال الشیخ (2) شرف الدین بعد نقل هذه الأخبار اعلم أن محمد بن العباس رحمه اللّٰه ذكر فی تفسیره سبعین حدیثا من طریق الخاصة و العامة یتضمن أن المناجی للرسول هو أمیر المؤمنین علیه السلام دون الناس أجمعین اخترنا منها هذه الثلاثة أحادیث ففیها غنیة و نقلت من مؤلف شیخنا أبو جعفر الطوسی رحمه اللّٰه هذا الحدیث.
ذَكَرَهُ أَنَّهُ فِی جَامِعِ التِّرْمِذِیِّ وَ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلْقَمَةَ الْأَنْمَارِیِّ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: بِی خَفَّفَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِأَنَّ اللَّهَ امْتَحَنَ الصَّحَابَةَ بِهَذِهِ الْآیَةِ فَتَقَاعَسُوا (3)
ص: 381
عَنْ مُنَاجَاةِ الرَّسُولِ وَ كَانَ قَدِ احْتَجَبَ فِی مَنْزِلِهِ مِنْ مُنَاجَاةِ كُلِّ أَحَدٍ إِلَّا مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ وَ كَانَ مَعِی دِینَارٌ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ فَكُنْتُ أَنَا سَبَبَ التَّوْبَةِ مِنَ اللَّهِ عَلَی الْمُسْلِمِینَ حِینَ عَمِلْتُ بِالْآیَةِ وَ لَوْ لَمْ یَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ لَنَزَلَ الْعَذَابُ لِامْتِنَاعِ الْكُلِّ مِنَ الْعَمَلِ بِهَا.
بیان: عمله صلوات اللّٰه علیه بآیة النجوی دون غیره من الصحابة مما أجمع علیه المحدثون و المفسرون و سیأتی الأخبار الكثیرة فی ذلك فی باب سخائه علیه السلام.
9- (1) وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ فِی كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بِسَنَدِهِ عَنِ ابْنِ جَرِیحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا ناجَیْتُمُ الرَّسُولَ الْآیَةَ لَمْ یَكُنْ أَحَدٌ یَقْدِرُ أَنْ یُنَاجِیَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَتَصَدَّقَ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَصَرَفَ دِینَاراً بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَ تَصَدَّقَ بِهَا وَ نَاجَی رَسُولَ اللَّهِ بِعَشَرَةِ كَلِمَاتٍ.
10- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَرَّمَ كَلَامَ الرَّسُولِ فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ یُكَلِّمَهُ تَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ ثُمَّ تَكَلَّمَهُ بِمَا یُرِیدُ فَكَفَّ النَّاسُ عَنْ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ وَ بَخِلُوا أَنْ یَتَصَدَّقُوا قَبْلَ كَلَامِهِ قَالَ وَ تَصَدَّقَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ لَمْ یَفْعَلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِینَ غَیْرُهُ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مَا صَنَعَ عَلِیٌّ الَّذِی صَنَعَ مِنَ الصَّدَقَةِ إِلَّا أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ یُرَوِّجَ لِابْنِ عَمِّهِ.
11- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی الْجَعْدِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالَ لِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَقُولُ فِی دِینَارٍ قُلْتُ لَا یُطِیقُونَهُ قَالَ كَمْ قُلْتُ شَعِیرَةً قَالَ إِنَّهُ لَزَهِیدٌ (2) فَنَزَلَتْ: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ الْآیَةَ قَالَ فَبِی خَفَّفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ تَنْزِلْ فِی أَحَدٍ قَبْلِی وَ لَمْ یَنْزِلْ فِی أَحَدٍ بَعْدِی.
قال و رواه إبراهیم بن أبی اللیث عن الأشجعی و رواه القاسم الحرمی عن الثوری.
12- وَ رَوَی إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِی فَرَائِدِ السِّمْطَیْنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّهُ نَاجَی
ص: 382
رَسُولَ اللَّهِ عَشْرَ مَرَّاتٍ بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَدَّمَهَا عَشْرَ صَدَقَاتٍ فَسَأَلَ فِی الْأُولَی مَا الْوَفَاءُ قَالَ التَّوْحِیدُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ وَ مَا الْفَسَادُ قَالَ الْكُفْرُ وَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ وَ مَا الْحَقُّ قَالَ الْإِسْلَامُ وَ الْقُرْآنُ وَ الْوَلَایَةُ إِذَا انْتَهَتْ إِلَیْكَ قَالَ وَ مَا الْحِیلَةُ قَالَ تَرْكُ الْحِیلَةِ (1) قَالَ وَ مَا عَلَیَّ قَالَ طَاعَةُ اللَّهِ وَ طَاعَةُ رَسُولِهِ قَالَ وَ كَیْفَ أَدْعُو اللَّهَ تَعَالَی قَالَ بِالصِّدْقِ وَ الْیَقِینِ قَالَ وَ مَا أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ الْعَافِیَةَ (2) قَالَ وَ مَا ذَا أَصْنَعُ لِنَجَاةِ نَفْسِی قَالَ كُلْ حَلَالًا وَ قُلْ صِدْقاً قَالَ وَ مَا السُّرُورُ قَالَ الْجَنَّةُ قَالَ وَ مَا الرَّاحَةُ قَالَ لِقَاءُ اللَّهِ تَعَالَی فَلَمَّا فَرَغَ نُسِخَ حُكْمُ الْآیَةِ.
أقول: ثم روی المضامین السابقة بأسانید جمة.
و قال البیضاوی و فی هذا الأمر تعظیم الرسول و إنفاع الفقراء و النهی عن الإفراط فی السؤال و المیز بین المؤمن المخلص و المنافق (3) و محب الآخرة و محب الدنیا و اختلف فی أنه للندب أو للوجوب لكنه منسوخ بقوله أَ أَشْفَقْتُمْ و هو و إن اتصل به تلاوة لم یتصل به نزولا
وَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ فِی كِتَابِ اللَّهِ آیَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ غَیْرِی كَانَ لِی دِینَارٌ فَصَرَفْتُهُ فَكُنْتُ إِذَا نَاجَیْتُهُ تَصَدَّقْتُ بِدِرْهَمٍ.
و هو علی القول بالوجوب لا یقدح فی غیره فلعله لم یتفق للأغنیاء مناجاة فی مدة بقائه إذ روی أنه لم یبق إلا عشرا و قیل إلا ساعة انتهی (4).
أقول لا یخفی أن اختصاصه بتلك الفضیلة الدالة علی غایة حبه للرسول و زهده فی الدنیا و إیثاره الآخرة علیها و مسارعته فی الخیرات و الطاعات یدل علی فضله علی سائر
ص: 383
الصحابة المستلزم لأحقیته للإمامة و قبح تقدیم غیره علیه و یدل علی نقص عظیم و جرم جسیم لمن تقدم علیه فی الخلافة لتقصیرهم فی هذا الأمر الحقیر الذی كان یتأتی بأقل من درهم فاختاروا بذلك مفارقة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و تركوا صحبته الشریفة و تقصیرهم فی ذلك یدل علی تقصیرهم فی الطاعات الجلیلة و الأمور العظیمة بطریق أولی فكم بین من یبذل نفسه لرسول اللّٰه لتحصیل رضاه (1) و بین من یبخل بدرهم لإدراك سعادة نجواه بل یدل ترك إنفاقهم علی نفاقهم كما اعترف به البیضاوی فی أول الأمر (2) و ما اعتذر به أخیرا (3) فلا یخفی بعده و مخالفته لما یدعون من بذلهم الأموال الجزیلة فی سبیل اللّٰه و كیف لا یقدر من یبذل مثل تلك الأموال الجزیلة علی إنفاق بعض درهم بل شق تمرة فی عشرة أیام كما ذكره أكثر مفسریهم كالزمخشری (4) و ابن المرتضی (5) و غیرهما و أعجب من ذلك ما اعتذر به القاضی عبد الجبار بتجویز عدم اتساع الوقت لذلك فإنه مع استحالته فی نفسه عند الأكثر (6) ینافیه أكثر الروایات الواردة فی هذا الباب فإن أكثرها دلت علی أنه ناجاه عشر مرات قبل النسخ مع قطع النظر عن روایة عشرة أیام و أیضا ذكر التوبة بعد ذلك یدل علی تقصیرهم.
و أفحش من ذلك ما ذكره الرازی الناصبی حیث قال سلمنا أن الوقت قد وسع إلا أن الإقدام علی هذا العمل مما یضیق قلب الفقیر الذی لا یجد شیئا و ینفر الرجل الغنی فلم یكن فی تركه معرة (7) لأن الذی یكون سبب الألفة أولی عما یكون سببا للوحشة و أیضا الصدقة عند المناجاة واجبة و أما المناجاة فلیست بواجبة و لا مندوبة بل الأولی ترك المناجاة كما بینا من أنها لو كانت كانت سببا لسأمة النبی صلی اللّٰه علیه و آله انتهی (8).
ص: 384
أقول: لا أظن عاقلا یفهم من كلامه هذا سوی التعصب و العناد أو یحتاج إلی بیان لخطائه لظهور الفساد و لعل النصب أعمی عینه عن سیاق الآیة و ما عاتب اللّٰه تعالی تاركی ذلك بقوله أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ و قوله فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ تابَ اللَّهُ عَلَیْكُمْ و عن افتخار أمیر المؤمنین علیه السلام بذلك إذ علی ما زعمه هذا الشقی كان اللازم علیه صلوات اللّٰه علیه الاعتذار لا الافتخار و عن تمنی ابن صنمه الذی سبق فی الأخبار (1) و عن أنه و إن فرض أنه یضیق قلب فقیر لا یقدر علی الإنفاق فهو یوسع قلب فقیر آخر یصل إلیه هذا المال و یسره (2) و عن أن الأنس برسول ربه یجبر وحشة هذا الغنی (3) المطبوع علی قلبه لو سلم أن فیها مفسدة و لم یتفطن أن ذلك اعتراض علی اللّٰه فی بعث هذا الحكم و الخطاب و بعد أن یسقط (4) بزعمه عن صنمیه و مناتیه (5) اللوم و العتاب لا یبالی بنسبة الخطأ إلی رب الأرباب إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ و لوضوح تعصبه فی هذا الباب تعرض النیسابوری أیضا للجواب و قال هذا الكلام لا یخلو عن تعصب ما و من أین یلزمنا أن نثبت مفضولیة علی علیه السلام فی كل خصلة و لم لا یجوز أن تحصل له فضیلة لم توجد لغیره من أكابر الصحابة ثم ذكر روایة ابن عمر و تمنیه ثبوت هذه الفضیلة له ثم قال و هل یجوز منصف أن مناجاة النبی منقصة (6) علی أنه لم یرد فی الآیة النهی عن المناجاة و إنما ورد تقدیم الصدقة علی المناجاة فمن عمل بالآیة حصلت له الفضیلة من جهتین من جهة سد خلة (7) بعض الفقراء و من جهة محبة نجوی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله ففیها القربة منه و حل المسائل العویصة (8) و إظهار أن نجواه أحب إلی المناجی من المال انتهی (9).
ص: 385
1- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (1) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).
كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ مِثْلَهُ (3).
2- ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِإِسْنَادِ أَخِی دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَی الْمِنْبَرِ یَخْطُبُ (4) فَقَالَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ جَرَتْ عَلَیْهِ الْمَوَاسِی إِلَّا وَ قَدْ نَزَلَتْ فِیهِ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُهُ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا آیَتُكَ الَّتِی نَزَلَتْ فِیكَ فَقَالَ إِذَا سَأَلْتَ فَافْهَمْ وَ لَا عَلَیْكَ أَنْ لَا تَسْأَلَ عَنْهَا غَیْرِی أَ قَرَأْتَ سُورَةَ هُودٍ قَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَ فَسَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (5) قَالَ نَعَمْ قَالَ فَالَّذِی عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْهُ (6) مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی یَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَ هُوَ الشَّاهِدُ وَ هُوَ مِنْهُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَنَا الشَّاهِدُ وَ أَنَا مِنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله (7).
ص: 386
3- فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ (1) عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا نَزَلَتْ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ یَعْنِی عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِمَاماً وَ رَحْمَةً وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَی أُولَئِكَ یُؤْمِنُونَ بِهِ فَقَدَّمُوا وَ أَخَّرُوا فِی التَّأْلِیفِ (2).
4- ج، الإحتجاج: عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3) أَخْبِرْنِی بِأَفْضَلِ مَنْقَبَةٍ لَكَ قَالَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ قَالَ وَ مَا أَنْزَلَ فِیكَ قَالَ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قَالَ (4) أَنَا الشَّاهِدُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْخَبَرَ (5).
5- یر، بصائر الدرجات: مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ كُسِرَتْ لِی وِسَادَةٌ (6) فَقَعَدْتُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ بِقَضَاءٍ یَصْعَدُ إِلَی اللَّهِ یَزْهَرُ (7) وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ فِی لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ فِیمَنْ أُنْزِلَتْ وَ لَا أَحَدٌ مِمَّنْ مَرَّ عَلَی رَأْسِهِ الْمَوَاسِی مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا وَ قَدْ نَزَلَتْ فِیهِ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَسُوقُهُ إِلَی الْجَنَّةِ أَوْ إِلَی النَّارِ فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا الْآیَةُ الَّتِی نَزَلَتْ فِیكَ قَالَ لَهُ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ یَقُولُ- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا
ص: 387
شَاهِدٌ لَهُ فِیهِ وَ أَتْلُوهُ مَعَهُ (1).
بیان: المواسی جمع موسی و هو ما یحلق الشعر.
6- شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: الَّذِی عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الَّذِی تَلَاهُ مِنْ بَعْدِهِ الشَّاهِدُ مِنْهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ثُمَّ أَوْصِیَاؤُهُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ (2).
7- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا وَ قَدْ أُنْزِلَتْ فِیهِ آیَةٌ أَوْ آیَتَانِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَمَا أُنْزِلَ فِیكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ أَ مَا تَقْرَأُ الْآیَةَ الَّتِی فِی هُودٍ- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ (3).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عُبَیْدُ بْنُ كَثِیرٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی مِثْلَهُ (4).
8- قب، المناقب لابن شهرآشوب الطَّبَرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام وَ رَوَی الْأَصْبَغُ وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ وَ الرِّضَا علیهم السلام أَنَّهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صلی اللّٰه علیه و آله أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ مُحَمَّدٌ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ أَنَا.
الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ فِی خَبَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ.
ذَكَرَهُ النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ.
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ قَالَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قَالَ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَانَ وَ اللَّهِ لِسَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه وآله.
كتاب فصیح الخطیب: أنه سأله ابن الكواء فقال و ما أنزل فیك قال قوله أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ.
وَ قَدْ رَوَی زَاذَانُ: نَحْواً مِنْ ذَلِكَ.
ص: 388
الثَّعْلَبِیُّ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ الشَّاهِدُ عَلِیٌّ ع.
وَ قَدْ رَوَاهُ الْقَاضِی أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَ أَبُو نَصْرٍ الْقُشَیْرِیُّ فِی كِتَابَیْهِمَا وَ الْفَلَكِیُّ الْمُفَسِّرُ رَوَاهُ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ الثَّعْلَبِیِّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ حَبِیبِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ زَاذَانَ وَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كِلَیْهِمَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- فَرَسُولُ اللَّهِ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ أَنَا.
- وَ قَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَ فَمَنْ أُوتِیَ عِلْمٌ مِنْ رَبِّهِ (1) وَ یَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ- عَلِیٌّ كَانَ شَاهِدَ النَّبِیِّ عَلَی أُمَّتِهِ بَعْدَهُ فَشَاهِدُ النَّبِیِّ یَكُونُ أَعْدَلَ الْخَلَائِقِ فَكَیْفَ یُتَقَدَّمُ عَلَیْهِ دُونَهُ قَوْلُهُ تَعَالَی فَكَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً (2) فَالْأَنْبِیَاءُ شُهَدَاءُ عَلَی أُمَمِهِمْ وَ نَبِیُّنَا صلی اللّٰه علیه و آله شَهِیدٌ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ شَهِیدٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ صَارَ فِی نَفْسِهِ شَهِیداً (3) قَوْلُهُ تَعَالَی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ (4) الْآیَةَ وَ قَدْ بَیَّنَّا صِحَّتَهُ فِیمَا تَقَدَّمَ.
سُلَیْمُ بْنُ قَیْسٍ الْهِلَالِیُّ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِیَّانَا عَنَی بِقَوْلِهِ شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ (5) فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَاهِدٌ عَلَیْنَا وَ نَحْنُ شُهَدَاءُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ فِی أَرْضِهِ وَ نَحْنُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَی النَّاسِ وَ یَكُونَ الرَّسُولُ عَلَیْكُمْ شَهِیداً (6) وَ یُقَالُ إِنَّهُ الْمَعْنِیُّ بِقَوْلِهِ وَ جِی ءَ بِالنَّبِیِّینَ وَ الشُّهَداءِ (7).
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ سُمَیِّ بْنِ أَبِی صَالِحٍ فِی قَوْلِهِ وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ
ص: 389
مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ (1) قَالَ الشُّهَدَاءُ یَعْنِی عَلِیّاً وَ جَعْفَراً وَ حَمْزَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام هَؤُلَاءِ سَادَاتُ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ یَعْنِی سَلْمَانَ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادَ وَ عَمَّاراً وَ بِلَالًا وَ خَبَّاباً- وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً یَعْنِی فِی الْجَنَّةِ- ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَ كَفی بِاللَّهِ عَلِیماً أَنَّ مَنْزِلَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ مَنْزِلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَاحِدٌ (2).
9- جا، المجالس للمفید عَلِیُّ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَامَ (3) رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قَالَ قَالَ علیه السلام رَسُولُ اللَّهِ الَّذِی كَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْهُ (4) وَ أَنَا الشَّاهِدُ لَهُ وَ مِنْهُ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ مَا أَحَدٌ جَرَتْ عَلَیْهِ الْمَوَاسِی مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ مِنْ كِتَابِهِ طَائِفَةً (5) وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَأَنْ یَكُونُوا یَعْلَمُونَ مَا قَضَی اللَّهُ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَلَی لِسَانِ النَّبِیِّ الْأُمِّیِّ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ مِلْ ءُ هَذِهِ الرَّحْبَةِ (6) ذَهَباً وَ اللَّهِ مَا مَثَلُنَا فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا كَمَثَلِ سَفِینَةِ نُوحٍ وَ كَبَابِ حِطَّةٍ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ (7).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ زَكَرِیَّا الدِّهْقَانُ مُعَنْعَناً عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ (8)- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَهُ (9).
10- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ زَاذَانَ فِی قَوْلِهِ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ
ص: 390
مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الشَّاهِدَ مِنْهُ التَّالِیَ لَهُ (1).
11- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ زَاذَانَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ اللَّهِ مَا مِنْ قُرَیْشٍ رَجُلٌ جَرَتْ عَلَیْهِ الْمَوَاسِی وَ الْقُرْآنُ یَنْزِلُ إِلَّا وَ قَدْ نَزَلَتْ فِیهِ آیَةٌ تَسُوقُهُ إِلَی الْجَنَّةِ أَوْ تَسُوقُهُ إِلَی النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَمَا آیَتُكَ الَّتِی نَزَلَتْ فِیكَ قَالَ أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ: أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- فَرَسُولُ اللَّهِ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ مِنْهُ أَتْبَعُهُ (2).
12- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ مُعَنْعَناً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ أَنَّهُ علیه السلام حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ: أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ أَنَا الَّذِی یَتْلُوهُ (3).
13- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم: الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَأَیْتُ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ جَالِساً فِی نَاحِیَةٍ فَقُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام زَعَمُوا أَنَّ أَبَا هَذَا الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فَقَالَ لَا إِنَّمَا ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام نَزَلَ فِیهِ (4)- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- فَالنَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ شَاهِدٌ مِنْهُ (5).
14- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ زَاذَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ لَوْ ثُنِیَتْ لِیَ الْوِسَادَةُ فَجَلَسْتُ عَلَیْهَا لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ بَیْنَ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِقُرْآنِهِمْ (6) بِقَضَاءٍ یَصْعَدُ إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا نَزَلَتْ آیَةٌ فِی لَیْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَ لَا سَهْلٍ وَ لَا جَبَلٍ وَ لَا بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا وَ قَدْ
ص: 391
عَرَفْتُ أَیَّ سَاعَةٍ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ (1) وَ مَا مِنْ قُرَیْشٍ رَجُلٌ جَرَی عَلَیْهِ الْمَوَاسِی إِلَّا وَ قَدْ نَزَلَتْ فِیهِ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَسُوقُهُ إِلَی الْجَنَّةِ أَوْ تَقُودُهُ إِلَی النَّارِ قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ فَمَا نَزَلَتْ فِیكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- فَمُحَمَّدٌ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ مِنْهُ أَتْلُو آثَارَهُ (2).
15- كشف، كشف الغمة أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ وَ هُوَ عَلَی الْمِنْبَرِ مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا قَدْ نَزَلَتْ فِیهِ آیَةٌ أَوْ آیَتَانِ فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ تَحْتَهُ (3) فَمَا نَزَلَ فِیكَ أَنْتَ فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ أَمَا لَوْ لَمْ تَسْأَلْنِی (4) عَلَی رُءُوسِ الْقَوْمِ مَا حَدَّثْتُكَ وَیْحَكَ هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ ثُمَّ قَرَأَ علیه السلام أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنْهُ (5).
أَقُولُ: قَالَ ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی عَبَّادٍ مِثْلَهُ وَ- رَوَی أَبُو مَرْیَمَ مِثْلَهُ- وَ الصَّبَّاحُ بْنُ یَحْیَی وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو مِثْلَهُ.
16- أَقُولُ وَ رَوَی ابْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ شَرْحِ نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمْرٍو الْبَجَلِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فِی الْمِنْبَرِ (6) مَا أَحَدٌ جَرَتْ عَلَیْهِ الْمَوَاسِی إِلَّا وَ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیهِ قُرْآناً فَقَامَ إِلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ مُبْغِضِیهِ فَقَالَ لَهُ فَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِیكَ فَقَامَ النَّاسُ إِلَیْهِ یَضْرِبُونَهُ فَقَالَ دَعُوهُ أَ تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَرَأَ عَلَیْهِ- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ الَّذِی كَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ مُحَمَّدٌ وَ الشَّاهِدُ الَّذِی یَتْلُوهُ أَنَا (7).
ص: 392
وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنْ كِتَابِ الْغَارَاتِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ مِثْلَهُ و روی موفق بن أحمد الخوارزمی فی مناقبه و صاحب كتاب فرائد السمطین كل منهما بأسانید جمة نزول هذه الآیة فیه علیه السلام و- الحافظ أبو نعیم بإسناده إلی عباد مثله و- روی أبو مریم مثله و- الصباح بن یحیی و عبد اللّٰه بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو مثله.
17- یف، الطرائف ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ عَلِیٌّ الشَّاهِدُ مِنْهُ (1).
18- أَقُولُ رَوَی السَّیُوطِیُّ فِی الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَاتِمٍ وَ ابْنِ مَرْدَوَیْهِ وَ أَبِی نُعَیْمٍ فِی الْمَعْرِفَةِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَیْشٍ إِلَّا نَزَلَ فِیهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ رَجُلٌ مَا نَزَلَ فِیكَ قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ- رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنْهُ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ وَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام فِی الْآیَةِ قَالَ قَالَ علیه السلام رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ أَنَا شَاهِدٌ مِنْهُ.
قَالَ وَ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ (2) عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَنَا وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ عَلِیٌّ (3).
بیان: أقول روی العلامة مثل ذلك من طریق الجمهور (4) و قال السید بن طاوس فی كتاب سعد السعود و قد روی أن المقصود بقوله جل جلاله- شاهِدٌ مِنْهُ هو علی بن أبی طالب ع.
محمد بن العباس بن مروان فی كتابه من ستة و ستین طریقا بأسانیدها (5) و قال الطبرسی رحمه اللّٰه قیل الشاهد منه علی بن أبی طالب علیهما السلام یشهد للنبی صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 393
هو منه و هو المروی عن أبی جعفر و علی بن موسی الرضا علیهما السلام و رواه الطبری بإسناده عن جابر بن عبد اللّٰه عن علی علیه السلام (1).
و قال فخرهم الرازی قد ذكروا فی تفسیر الشاهد وجوها أحدها أنه جبرئیل یقرأ القرآن علی محمد صلی اللّٰه علیه و آله و ثانیها أن ذلك الشاهد لسان محمد صلی اللّٰه علیه و آله و ثالثها أن المراد هو علی بن أبی طالب علیهما السلام و المعنی أنه یتلو تلك البینة و قوله مِنْهُ أی هذا الشاهد من محمد و بعض منه و المراد منه تشریف هذا الشاهد بأنه بعض محمد صلی اللّٰه علیه و آله انتهی (2).
و إذ قد ثبت نزول الآیة فیه علیه السلام فنقول لا ریب أن شاهد النبی علی أمته یكون أعدل الخلق سیما إذا تشرف بكونه بعضا منه كما ذكره الرازی فكیف یتقدم علیه غیره و قوله وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ فیه بیان لكون أمیر المؤمنین علیه السلام تالیا للرسول من غیر فصل فمن جعله تالیا بعد ثلاثة فعلیه الدلالة (3).
1- فس، تفسیر القمی وَ إِنْ یَكادُ الَّذِینَ كَفَرُوا لَیُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ (4) قَالَ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِفَضْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالُوا هُوَ مَجْنُونٌ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- وَ ما هُوَ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِمَجْنُونٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ (5).
ص: 394
2- ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: سَأَلَ الْمَأْمُونُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: الَّذِینَ كانَتْ أَعْیُنُهُمْ فِی غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِی وَ كانُوا لا یَسْتَطِیعُونَ سَمْعاً (1) فَقَالَ علیه السلام إِنَّ غِطَاءَ الْعَیْنِ لَا یَمْنَعُ مِنَ الذِّكْرِ وَ الذِّكْرُ لَا یُرَی بِالْعَیْنِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ شَبَّهَ الْكَافِرِینَ بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِالْعُمْیَانِ (2) لِأَنَّهُمْ كَانُوا یَسْتَثْقِلُونَ قَوْلَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِ وَ لَا یَسْتَطِیعُونَ لَهُ سَمْعاً (3).
3- فس، تفسیر القمی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدَائِنِیُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ غُرَابٍ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ مَنْ یُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ (4) قَالَ ذِكْرُ رَبِّهِ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
4- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ یَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (6) قَالَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ عَلِیٍّ یَسْلُكْهُ الْعَذَابَ الصَّعَدَ وَ هُوَ أَشَدُّ الْعَذَابِ (7).
5- لی، الأمالی للصدوق الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْجَلُودِیِّ عَنِ الْمُغِیرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ وَ مَنْصُورِ بْنِ أَبِی الْأَسْوَدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ آیَةٌ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمْتُ أَیْنَ نَزَلَتْ وَ فِیمَنْ نَزَلَتْ وَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ نَزَلَتْ وَ فِی سَهْلٍ نَزَلَتْ أَمْ فِی جَبَلٍ نَزَلَتْ (8) قِیلَ فَمَا نَزَلَ فِیكَ (9) فَقَالَ لَوْ لَا أَنَّكُمْ سَأَلْتُمُونِی مَا أَخْبَرْتُكُمْ نَزَلَتْ فِیَّ الْآیَةُ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (10)
ص: 395
فَرَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِی إِلَی مَا جَاءَ بِهِ (1).
6- قب، المناقب لابن شهرآشوب الْوَاحِدِیُّ فِی الْوَسِیطِ وَ فِی الْأَسْبَابِ وَ النُّزُولِ (2) قَالَ عَطَاءٌ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (3) نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ- فَوَیْلٌ لِلْقاسِیَةِ قُلُوبُهُمْ فِی أَبِی جَهْلٍ وَ وُلْدِهِ.
أَبُو جَعْفَرٍ وَ جَعْفَرٌ علیه السلام فِی قَوْلِهِ لِیُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ (4) یَقُولُ مِنَ الْكُفْرِ إِلَی الْإِیمَانِ یَعْنِی إِلَی الْوَلَایَةِ لِعَلِیٍّ علیه السلام.
الْبَاقِرُ فِی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ كَفَرُوا (5) بِوَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ- أَوْلِیاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ نَزَلَتْ فِی أَعْدَائِهِ وَ مَنْ تَبِعَهُمْ أَخْرَجُوا النَّاسَ مِنَ النُّورِ وَ النُّورُ وَلَایَةُ عَلِیٍّ علیه السلام فَصَارُوا إِلَی الظُّلْمَةِ وَلَایَةِ أَعْدَائِهِ وَ قَدْ نَزَلَ فِیهِمْ- فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (6) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی- یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (7).
وَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ اللَّهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ.
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما یَسْتَوِی الْأَعْمی (8) أَبُو جَهْلٍ- وَ الْبَصِیرُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا الظُّلُماتُ أَبُو جَهْلٍ- وَ لَا النُّورُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ لَا الظِّلُّ یَعْنِی ظِلَّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْجَنَّةِ- وَ لَا الْحَرُورُ یَعْنِی جَهَنَّمَ ثُمَّ جَمَعَهُمْ جَمِیعاً فَقَالَ- وَ ما یَسْتَوِی الْأَحْیاءُ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ
ص: 396
وَ الْحُسَیْنُ وَ فَاطِمَةُ وَ خَدِیجَةُ علیهم السلام وَ لَا الْأَمْواتُ كُفَّارُ مَكَّةَ.
أَبُو بَكْرٍ الشِّیرَازِیُّ فِی كِتَابِهِ وَ أَبُو صَالِحٍ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ذلِكَ الْكِتابُ (1) یَعْنِی الْقُرْآنَ وَ هُوَ الَّذِی وَعَدَ اللَّهُ مُوسَی وَ عِیسَی أَنَّهُ یَنْزِلُ (2) عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی آخِرِ الزَّمَانِ هُوَ هَذَا- لا رَیْبَ فِیهِ أَیْ لَا شَكَّ فِیهِ أَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ نَزَلَ- هُدیً یَعْنِی تِبْیَاناً وَ نَذِیراً لِلْمُتَّقِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ الَّذِی لَمْ یُشْرِكْ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ أَخْلَصَ لِلَّهِ الْعِبَادَةَ یُبْعَثُ إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ هُوَ وَ شِیعَتُهُ.
أَبُو الْحَسَنِ الْمَاضِی هُوَ الَّذِی أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدی وَ دِینِ الْحَقِّ (3) قَالَ هُوَ الَّذِی أَمَرَ رَسُولَهُ (4) بِالْوَلَایَةِ لِوَصِیِّهِ وَ الْوَلَایَةُ هِیَ دِینُ الْحَقِّ لِیُظْهِرَهُ عَلَی الْأَدْیَانِ عِنْدَ قِیَامِ الْقَائِمِ یَقُولُ اللَّهُ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ (5) وَلَایَةِ الْقَائِمِ- وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ ع.
وَ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدی آمَنَّا بِهِ (6) قَالَ الْهُدَی الْوَلَایَةُ آمَنَّا بِمَوْلَانَا فَمَنْ آمَنَ بِوَلَایَةِ مَوْلَاهُ فَلا یَخافُ بَخْساً وَ لا رَهَقاً
أَبُو الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ شَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَیَّنَ لَهُمُ الْهُدی (7) قَالَ فِی أَمْرِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (8).
كشف، كشف الغمة أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (9) أَقُولُ: رَوَی الْعَلَّامَةُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ طَرِیقِهِمْ مِثْلَهُ (10) و سیأتی- فی روایة علی بن إبراهیم أیضا.
ص: 397
7- قب، المناقب لابن شهرآشوب الزمخشری فی الكشاف (1) و اللالكانی فی شرح حجج أهل السنة یحكی عن الحجاج أنه قال للحسن ما رأیك فی أبی تراب قال إن اللّٰه جعله من المهتدین قال هات لما تقوله برهانا قال إن اللّٰه تعالی یقول فی كتابه- وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی كُنْتَ عَلَیْها (2) إلی قوله- إِلَّا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ فكان علی هو أول من هدی اللّٰه مع النبی صلی اللّٰه علیه وآله:
و روی: أنه نزل فیه وَ قالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدی مَعَكَ (3) و قوله وَ یَزِیدُ اللَّهُ الَّذِینَ اهْتَدَوْا هُدیً (4).
و صنف أحمد بن محمد بن سعید كتابا فی قوله- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (5)- علی أمیر المؤمنین علیه السلام (6).
الْحَسْكَانِیُّ فِی شَوَاهِدِ التَّنْزِیلِ وَ الْمَرْزُبَانِیُّ فِیمَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ أَبُو بَرْزَةَ دَعَا لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِالطَّهُورِ وَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَأَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ بَعْدَ مَا تَطَهَّرَ فَأَلْصَقَهَا بِصَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ ثُمَّ رَدَّهَا إِلَی صَدْرِ عَلِیٍّ ثُمَّ قَالَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ مَنَارُ الْأَنَامِ وَ رَایَةُ الْهُدَی وَ أَمِینُ الْقُرْآنِ وَ أَشْهَدُ عَلَی ذَلِكَ أَنَّكَ كَذَلِكَ.
الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِثَلَاثَةِ طُرُقٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ الْیَمَانِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنْ تَسْتَخْلِفُوا عَلِیّاً وَ مَا أَرَاكُمْ فَاعِلِینَ تَجِدُوهُ هَادِیاً مَهْدِیّاً یَحْمِلُكُمْ عَلَی الْمَحَجَّةِ الْبَیْضَاءِ.
وَ عَنْهُ فِیمَا نَزَلَ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ اللَّفْظُ لِأَبِی نُعَیْمٍ قَالَ
ص: 398
رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ الْهَادِی عَلِیٌّ یَا عَلِیُّ بِكَ یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ.
رواه الفلكی المفسر.
الثَّعْلَبِیُّ فِی الْكَشْفِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی مَنْكِبٍ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ أَنْتَ الْهَادِی یَا عَلِیُّ بِكَ یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ بَعْدِی (1).
كشف، كشف الغمة أَخْرَجَهُ (2) الْعِزُّ الْمُحَدِّثُ الْحَنْبَلِیُّ مِثْلَهُ وَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِعِدَّةِ طُرُقٍ مِثْلَهُ (3)- أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنِ السَّائِبِ مِثْلَهُ.
8- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو هُرَیْرَةَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ الْهَادِی لِكُلِّ قَوْمٍ.
سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ (4) رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ هَذِهِ الْآیَةِ فَقَالَ لِی هَادِی هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
الثَّعْلَبِیُّ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ: الْمُنْذِرُ النَّبِیُّ وَ الْهَادِی رَجُلٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ یَعْنِی نَفْسَهُ.
الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ خَیْرٍ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ الْهَادِی رَجُلٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ.
- وَ فِی الْحِسَابِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ (5) وَزْنُهُ خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ الْحُجَجِ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَی عَدَدُ حُرُوفِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفٌ وَ خَمْسُمِائَةٍ وَ ثَلَاثٌ وَ ثَلَاثُونَ وَ بَاقِی الْآیَةِ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ وَزْنُهُ عَلِیٌّ وَ وُلْدُهُ بَعْدَهُ وَ عَدَدُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَتَانِ وَ اثْنَانِ وَ أَرْبَعُونَ.
أَبُو مُعَاوِیَةَ الضَّرِیرُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ مِمَّنْ
ص: 399
خَلَقْنا أُمَّةٌ (1) یَعْنِی مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَهْدُونَ بِالْحَقِّ یَعْنِی یَدْعُو بَعْدَكَ یَا مُحَمَّدُ إِلَی الْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ فِی الْخِلَافَةِ بَعْدَكَ وَ مَعْنَی الْأُمَّةِ الْعِلْمُ فِی الْخَیْرِ لِقَوْلِهِ إِنَّ إِبْراهِیمَ كانَ أُمَّةً (2).
ثابت البنانی: فی قوله وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی قال إلی ولایة علی و أهل البیت علیهم السلام (3).
9- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ (4) مُعَنْعَناً عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِطَهُورٍ قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَأَلْزَمَهَا بِیَدِهِ (5) ثُمَّ قَالَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ (6) ثُمَّ ضَمَّ یَدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ أَنْتَ أَصْلُ الدِّینِ وَ مَنَارُ الْإِیمَانِ وَ غَایَةُ الْهُدَی وَ أَمِیرُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ (7) أَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ (8).
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ مِثْلَهُ (9).
10- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عِیسَی التَّمِیمِیُّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ الْهَادِی إِلَی أَمْرِی (10).
11- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْجُعْفِیُّ مُعَنْعَناً عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ لَمْ یَكُنْ بَیْنِی وَ بَیْنَ رَبِّی مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ مَا سَأَلْتُ
ص: 400
رَبِّی حَاجَةً إِلَّا أَعْطَانِی (1) خَیْراً مِنْهَا فَوَقَعَ فِی مَسَامِعِی (2) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقُلْتُ إِلَهِی أَنَا الْمُنْذِرُ فَمَنِ الْهَادِی فَقَالَ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ (3) ذَاكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ غَایَةُ الْمُهْتَدِینَ (4) وَ إِمَامُ الْمُتَّقِینَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ مِنْ أُمَّتِكَ (5) بِرَحْمَتِی إِلَی الْجَنَّةِ (6).
12- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُشْرَوَیْهِ (7) الْقَطَّانُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یَخْشَ اللَّهَ وَ یَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (8) قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (9).
13- كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ (10) وَ عَلِیٌّ الْهَادِی یَا بَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْیَوْمَ فَقُلْتُ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنْكُمْ هَادٍ مِنْ بَعْدِ هَادٍ (11) حَتَّی دُفِعَتْ إِلَیْكَ فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ یَا بَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آیَةٌ عَلَی رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآیَةُ مَاتَ الْكِتَابُ لَكِنَّهُ حَیٌّ یَجْرِی فِیمَنْ بَقِیَ كَمَا جَرَی فِیمَنْ مَضَی (12).
14- كا، الكافی بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ (13) وَ عَلِیٌّ الْهَادِی أَمَا وَ اللَّهِ
ص: 401
مَا ذَهَبَتْ بِنَا وَ مَا زَالَتْ فِینَا إِلَی السَّاعَةِ (1).
15- یر، بصائر الدرجات أَبُو یَزِیدَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ وَ بِعَلِیٍّ یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ (2).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَكَمِ مُعَنْعَناً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ مِثْلَهُ (3)- قب، المناقب لابن شهرآشوب عَبْدُ اللَّهِ مِثْلَهُ (4).
16- یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ نَجْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ الْمُنْذِرُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْهَادِی عَلِیٌّ علیه السلام (5).
17- یر، بصائر الدرجات: مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُنْذِرُ وَ عَلِیٌّ الْهَادِی (6).
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ النَّضْرُ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (7) یر،- بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (8).
18- فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ (9) عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ذلِكَ الْكِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ قَالَ الْكِتَابُ عَلِیٌّ لَا شَكَّ فِیهِ هُدیً لِلْمُتَّقِینَ قَالَ علیه السلام تِبْیَانٌ لِشِیعَتِنَا (10).
ص: 402
19- قب، المناقب لابن شهرآشوب أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً (1) أَیْ مَنْ تَرَكَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ أَعْمَاهُ اللَّهُ وَ أَصَمَّهُ عَنِ الْهُدَی.
كِتَابُ ابْنِ رُمَیْحٍ (2)
قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِینَ- إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِینَ (3) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام.
وَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ ذِكْراً رَسُولًا (4) النَّبِیُّ ذِكْرٌ مِنَ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ ذِكْرٌ مِنْ مُحَمَّدٍ كَمَا قَالَ وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ (5).
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدانِی لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِینَ (6) قَالَ لِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِمْ- بَلی قَدْ جاءَتْكَ آیاتِی فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِینَ (7).
20- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِینَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَنْتَ الْهَادِی یَا عَلِیُّ (8).
21- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ قَالَ: كُنْتُ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ الرَّحِیمِ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ إِذْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ عَلِیٌّ الْهَادِی مَنِ الْهَادِی الْیَوْمَ قَالَ فَسَكَتُّ طَوِیلًا ثُمَّ رَفَعْتُ رَأْسِی فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هِیَ فِیكُمْ تَوَارَثُونَهَا رَجُلٌ فَرَجُلٌ حَتَّی انْتَهَتْ إِلَیْكَ فَأَنْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْهَادِی قَالَ صَدَقْتَ یَا عَبْدَ الرَّحِیمِ إِنَّ الْقُرْآنَ حَیٌّ لَا یَمُوتُ وَ الْآیَةَ حَیَّةٌ لَا تَمُوتُ فَلَوْ كَانَتِ الْآیَةُ إِذَا نَزَلَتْ فِی الْأَقْوَامِ مَاتُوا مَاتَتِ الْآیَةُ لَمَاتَ الْقُرْآنُ (9)
ص: 403
وَ لَكِنْ هِیَ جَارِیَةٌ فِی الْبَاقِینَ (1) كَمَا جَرَتْ فِی الْمَاضِینَ وَ قَالَ عَبْدُ الرَّحِیمِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْقُرْآنَ حَیٌّ لَمْ یَمُتْ وَ إِنَّهُ یَجْرِی كَمَا یَجْرِی اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ وَ كَمَا یَجْرِی الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ یَجْرِی عَلَی آخِرِنَا كَمَا یَجْرِی عَلَی أَوَّلِنَا (2).
22- شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ عَلِیٌّ الْهَادِی وَ كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ الَّذِی هُوَ فِیهِ (3).
23- شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ فِی كُلِّ زَمَانٍ إِمَامٌ مِنَّا یَهْدِیهِمْ إِلَی مَا جَاءَ بِهِ نَبِیُّ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِیٌّ وَ الْأَوْصِیَاءُ مِنْ بَعْدِهِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ أَمَا وَ اللَّهِ مَا ذَهَبَتْ مِنَّا وَ لَا زَالَتْ فِینَا إِلَی السَّاعَةِ رَسُولُ اللَّهِ الْمُنْذِرُ وَ بِعَلِیٍّ یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ (4).
24- شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا الْمُنْذِرُ وَ عَلِیٌّ الْهَادِی إِلَی أَمْرِی (5).
25- شی، تفسیر العیاشی عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ أَ وَ مَنْ كانَ مَیْتاً فَأَحْیَیْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً یَمْشِی بِهِ فِی النَّاسِ (6) قَالَ الْمَیِّتُ الَّذِی لَا یَعْرِفُ هَذَا الشَّأْنَ یَعْنِی هَذَا الْأَمْرَ- وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً إِمَاماً یَأْتَمُّ بِهِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ فَقَوْلُهُ كَمَنْ مَثَلُهُ فِی الظُّلُماتِ لَیْسَ بِخارِجٍ مِنْها (7) فَقَالَ (8) بِیَدِهِ هَكَذَا هَذَا الْخَلْقُ الَّذِی لَا یَعْرِفُونَ شَیْئاً (9).
26- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ (10) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام النُّورُ هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام (11).
ص: 404
27- فس، تفسیر القمی أَ فَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلی نُورٍ مِنْ رَبِّهِ (1) قَالَ نَزَلَتْ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).
بیان: قَالَ الْبَیْضَاوِیُّ (3) وَ غَیْرُهُ إِنَّهَا نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ حَمْزَةَ علیهما السلام وَ تَتِمَّةُ الْآیَةِ فِی أَبِی لَهَبٍ وَ وُلْدِهِ.
28- مَنَاقِبُ ابْنِ شَاذَانَ، رُوِیَ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّةِ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ بِی أُنْذِرْتُمْ وَ بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ اهْتَدَیْتُمْ وَ قَرَأَ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ وَ بِالْحَسَنِ أُعْطِیتُمُ الْإِحْسَانَ وَ بِالْحُسَیْنِ تَسْعَدُونَ وَ بِهِ تَشَبَّثُونَ أَلَا وَ إِنَّ الْحُسَیْنَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ مَنْ عَانَدَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ رِیحَ الْجَنَّةِ.
29- فرائد السمطین، بإسناده عن علی بن أحمد الواحدی قال من الآیات التی فیها علی علیه السلام تلو النبی صلی اللّٰه علیه و آله قوله تعالی- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ.
أَقُولُ: وَ رَوَی الْأَخْبَارَ الْمُتَقَدِّمَةَ بِأَسَانِیدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ أَبِی هُرَیْرَةَ وَ- رَوَی الْمَالِكِیُّ فِی الْفُصُولِ الْمُهِمَّةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَ مَا مَرَّ.
وَ أَقُولُ قَالَ ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4) أَ تَدْرِی مَنْ هُمْ یَا ابْنَ أُمِّ سُلَیْمٍ قُلْتُ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ وَ شِیعَتُنَا.
وَ أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِینَ لِلْحَافِظِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ تبیان قال السید رحمه اللّٰه فی كتاب سعد السعود إنه روی الشیخ محمد بن العباس بن مروان فی تفسیره كون الهادی علیا فی قوله تعالی وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ بخمسین طریقا و نحن نذكر منها واحدا (5).
رَوَاهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ وَ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِ
ص: 405
عَنْ أَبِی الْأَسْلَمِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قَالَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ فَقَالَ هَذَا الْهَادِی مِنْ بَعْدِی (1).
و أقول إذا عرفت ذلك فاعلم أن قوله تعالی إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ یحتمل بحسب ظاهر اللفظ وجهین أحدهما أن یكون قوله هاد خبرا لقوله أنت أی أنت هاد لكل قوم (2) و الثانی أن یكون هاد مبتدأ و الظرف خبره فقیل إن المراد بالهادی هو اللّٰه تعالی و قیل (3) المراد كل نبی فی قومه و الحق أن المعنی أن لكل قوم فی كل زمان إمام هاد یهدیهم إلی مراشدهم نزلت فی أمیر المؤمنین علیه السلام ثم جرت فی الأوصیاء بعده كما دلت علیه الأخبار المستفیضة من الخاصة و العامة فی هذا الباب و قد مر كثیر منها فی كتاب الإمامة.
و روی الطبرسی نزوله فی علی علیه السلام عن ابن عباس و قتادة و الزجاج و ابن زید و روی عن أبی القاسم الحسكانی مثل ما مر بروایة ابن شهرآشوب (4) و قال الرازی فی تفسیره ذكروا هاهنا أقوالا إلی أن قال و الثالث المنذر النبی و الهادی علی
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ فَقَالَ أَنَا الْمُنْذِرُ وَ أَوْمَأَ (5) إِلَی مَنْكِبِ عَلِیٍّ وَ قَالَ أَنْتَ الْهَادِی یَا عَلِیُّ بِكَ یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ بَعْدِی.
انتهی (6).
و لا یخفی دلالة الآیة بعد ورود تلك الأخبار علی أنه لا یخلو كل زمان من إمام هاد و أن أمیر المؤمنین علیه السلام هو الهادی و الخلیفة و الإمام بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا غیره بوجوه شتی.
الأول مقابلته للنبی بأنه منذر و علی هاد و لا یریب عاقل عارف بأسالیب (7) الكلام أن هذا یدل علی كونه بعده قائما بما كان یقوم به بل و أكثر لأنه نسب صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 406
محض الإنذار إلی نفسه و الهدایة التی أقوی منه إلیه.
الثانی الحصر المستفاد من قوله صلی اللّٰه علیه و آله أنت الهادی إذ تعریف الخبر باللام یدل علی الحصر و كذا فی قوله علیه السلام و أنا الهادی إلی ما جاء به و كذا فی قوله صلی اللّٰه علیه و آله و الهادی علی فإن تعریف المبتدإ باللام أیضا یدل علیه.
الثالث تقدیم الظرف فی قوله بك یهتدی المهتدون الدال علی الحصر أیضا و كذا أمثاله من الألفاظ السابقة و بهذه الأخبار یظهر أن
حدیث أصحابی كالنجوم بأیهم اقتدیتم اهتدیتم.
من مفتریاتهم كما اعترف بكونه موضوعا شارح الشفاء و ضعف رواته و كذا ابن حزم و الحافظ زین الدین العراقی و سیأتی القول فی ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.
1- قب، المناقب لابن شهرآشوب عُلَمَاءُ أَهْلِ الْبَیْتِ الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ وَ الْكَاظِمُ وَ الرِّضَا علیهم السلام وَ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (1) قَالُوا هُوَ عَلِیٌّ علیه السلام.
وَ رَوَتِ الْعَامَّةُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ السُّدِّیِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ رَوَی عُبَیْدَةُ بْنُ حُمَیْدٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ رَوَی النَّطَنْزِیُّ فِی الْخَصَائِصِ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَ رَوَی الضَّحَّاكُ أَنَّهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جاءَ بِالصِّدْقِ وَ عَلِیٌّ صَدَّقَ بِهِ
الرِّضَا علیه السلام قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ الصِّدْقُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام.
ص: 407
الصَّادِقُ وَ الرِّضَا علیهما السلام قَالا إِنَّهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا.
الْكَلْبِیُّ وَ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (1) أَیْ كُونُوا مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع.
ذَكَرَهُ الثَّعْلَبِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ذَكَرَهُ إِبْرَاهِیمُ الثَّقَفِیُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ السُّدِّیِّ وَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام.
شَرَفُ النَّبِیِّ عَنِ الْخَرْكُوشِیِّ وَ الْكَشْفُ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ قَالا رَوَی الْأَصْمَعِیُّ عَنْ أَبِی عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ قَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ.
وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَنَحْنُ الصَّادِقُونَ عِتْرَتُهُ وَ أَنَا أَخُوهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ.
و فی التفسیر: المراد بالصادقین هم الذین ذكرهم اللّٰه تعالی فی قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (2).
عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فِینَا نَزَلَتْ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَأَنَا وَ اللَّهِ الْمُنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِیلًا.
أَبُو الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ قَالَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ قَالَ عَهْدُهُ وَ هُوَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
و قال المتكلمون و من الدلالة علی إمامة علی علیه السلام قوله یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ فوجدنا علیا بهذه الصفة لقوله وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ یعنی الحرب أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (3)
ص: 408
فوقع الإجماع بأن علیا أولی بالإمامة من غیره لأنه لم یفر من زحف (1) قط كما فر غیره فی غیر موضع (2).
2- فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ (3)- لَا یُغَیِّرُوا أَبَداً (4) فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ أَیْ أَجَلَهُ وَ هُوَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ- وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ أَجَلَهُ (5) یَعْنِی عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا لِیَجْزِیَ اللَّهُ الصَّادِقِینَ بِصِدْقِهِمْ الْآیَةَ (6).
3- كشف، كشف الغمة مما أخرجه العز المحدث الحنبلی قوله وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قال ابن عباس كونوا مع علی و أصحابه قوله تعالی- وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ الذی جاء بالصدق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و الذی صدق به علی بن أبی طالب علیهما السلام قاله مجاهد قوله وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ
ص: 409
أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (1) نزلت فی علی علیه السلام.
وَ رَوَی أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام (2).
4- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الرِّجَالِ الثِّقَاتِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِیبٌ النَّجَّارُ وَ هُوَ مُؤْمِنُ آلِ یس وَ خِرْبِیلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُ الثَّلَاثَةِ.
وَ رَوَی أَیْضاً بِحَذْفِ الْأَسَانِیدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: هَبَطَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ رَأْسٍ فَوَثَبَ (3) النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یُقَبِّلُ یَدَهُ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ مَهْلًا مَهْلًا یَا مُحَمَّدُ فَأَنْتَ وَ اللَّهِ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ الْمَلَكُ یُقَالُ لَهُ مَحْمُودٌ فَإِذَا بَیْنَ مَنْكِبَیْهِ مَكْتُوبٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله حَبِیبِی مَحْمُودٌ مُنْذُ كَمْ هَذَا مَكْتُوبٌ بَیْنَ مَنْكِبَیْكَ قَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ أَبَاكَ بِاثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ (4).
1- 5- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَامِرٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ أَنَا وَ عَمِّی حَمْزَةُ وَ أَخِی جَعْفَرٌ وَ ابْنُ عَمِّی عُبَیْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَی أَمْرٍ وَفَیْنَا بِهِ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَتَقَدَّمَنِی أَصْحَابِی وَ خُلِّفْتُ (5) بَعْدَهُمْ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِینَا- مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ عُبَیْدَةُ- وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا فَأَنَا الْمُنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِیلًا (6).
ص: 410
ل، الخصال عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ فِی خِصَالِ الْأَوْصِیَاءِ الَّتِی یَمْتَحِنُهُمُ اللَّهُ بِهَا فِی حَیَاةِ الْأَنْبِیَاءِ وَ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ قَالَ علیه السلام وَ لَقَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ وَ ذَكَرَ نَحْوَهُ (1)
. 6- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: مَا عَاهَدَ اللَّهَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَنْ لَا یَفِرُّوا فِی زَحْفٍ أَبَداً فَتَمُّوا كُلُّهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآیَةَ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ- حَمْزَةُ اسْتُشْهِدَ یَوْمَ أُحُدٍ وَ جَعْفَرٌ اسْتُشْهِدَ یَوْمَ مُؤْتَةَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ- وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا یَعْنِی الَّذِی عَاهَدُوا عَلَیْهِ (2).
7- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَتِ الْآیَةُ (3) اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ الْتَفَتَ النَّبِیُّ إِلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَ تَدْرُونَ فِیمَنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قَالُوا لَا وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَدْرِی فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا مِنَ الصَّادِقِینَ قَدْ آمَنَّا بِكَ وَ صَدَّقْنَاكَ قَالَ لَا یَا أَبَا دُجَانَةَ هَذِهِ نَزَلَتْ فِی ابْنِ عَمِّی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ وَ هُوَ مِنَ الصَّادِقِینَ (4).
8- أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) قَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ ع.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.
وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (6) جَاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَ بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
ص: 411
قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ- لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ صَلَّیْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِینَ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِیبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ یس وَ خِرْبِیلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ یُرْوَی خِرْقِیلُ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ مِنَ الْجُزْءِ الثَّانِی مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ لِابْنِ شِیرَوَیْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بِلَالٍ مِثْلَهُ سَوَاءً و رواه عن أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق و طریق من الثعلبی و من مناقب ابن المغازلی من ثلاثة طرق أقول روی تلك الأخبار فی العمدة بأسانیدها فإن شئت فراجع إلیه (1)- یف، الطرائف أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِیهِ وَ ابْنُ شِیرَوَیْهِ فِی الْفِرْدَوْسِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ مِثْلَهُ سَوَاءً (2) أَقُولُ- رَوَی الْفَخْرُ الرَّازِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ مِثْلَهُ (3).
9- یف، الطرائف ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام (4).
10- یف، الطرائف روی الحافظ محمد بن مؤمن الشیرازی (5)
فی تفسیر قوله تعالی- وَ الَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ (6) بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس- وَ الَّذِینَ آمَنُوا یعنی صدقوا بِاللَّهِ أنه واحد علی و حمزة بن عبد المطلب و جعفر الطیار- أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّیقُونَ قال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله صدیق هذه الأمة علی بن أبی طالب و هو الصدیق الأكبر و الفاروق الأعظم ثم قال وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال ابن عباس فهم صدیقون و هم
ص: 412
شهداء الرسل علی أنهم قد بلغوا الرسالة ثم قال لَهُمْ أَجْرُهُمْ یعنی ثوابهم علی التصدیق بالنبوة و الرسالة لمحمد صلی اللّٰه علیه و آله وَ نُورُهُمْ یعنی علی الصراط (1).
بیان
قَالَ الْعَلَّامَةُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام (2).
و قد مر فی الأخبار الكثیرة أنه هو الصدیق أی كثیر الصدق فی الأفعال و الأقوال و كثیر التصدیق لما جاءت به الرسل و كل ذلك كان كاملا فی أمیر المؤمنین علیه السلام فكان أولی بالإمامة ممن هو دونه لقبح تفضیل المفضول.
و قال ابن بطریق رحمه اللّٰه فی العمدة اعلم أن الصدق خلاف الكذب و الصدیق الملازم للصدق الدائم فی صدقه و الصدیق من صدق عمله قوله ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوی فی مجمل اللغة و الجوهری فی الصحاح و إذا كان هذا هو معنی الصدیق و الصدیق أیضا یكون ثلاثة أقسام صدیق یكون نبیا و صدیق یكون إماما و صدیق یكون عبدا صالحا لا نبیا و لا إماما فأما ما یدل علی أول الأقسام قوله سبحانه وَ اذْكُرْ فِی الْكِتابِ إِدْرِیسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّیقاً نَبِیًّا (3) و قوله تعالی یُوسُفُ أَیُّهَا الصِّدِّیقُ (4) و أما ما یدل علی كون الصدیق إماما قوله تعالی فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ فذكر النبیین ثم ثنی بالصدیقین لأنه لیس بعد النبیین فی الذكر أخص من الأئمة علیهم السلام و یدل علیه هذه الأخبار لأنه لما ذكره علیه السلام معهما و لم یكونا نبیین و لا إمامین فأراد إفراده عنهما بما لا یكون لهما و هی الإمامة قال صلی اللّٰه علیه و آله و هو أفضلهم و علی ما مر من معنی الصدیق ینبغی اختصاصه به لأنه لم یعص اللّٰه تعالی منذ خلق و لم یشرك باللّٰه تعالی فقد لازم الصدق و دام علیه و صدق عمله قوله (5).
11- ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ
ص: 413
عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
فر، تفسیر فرات بن إبراهیم فُرَاتٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ بْنِ عُتْبَةَ وَ الْقَاسِمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ مُعَنْعَناً عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام مِثْلَهُ (2).
12- فس، تفسیر القمی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (3) یَقُولُ كُونُوا مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ وَ هُوَ حَمْزَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَقُولُ اللَّهُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِیلًا (4).
13- ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِی الدلهاب [الدِّلْهَاثِ (5) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی لَیْلَی قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الصِّدِّیقُونَ ثَلَاثَةٌ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ (6).
أَقُولُ قَالَ السَّیُوطِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ الْمُسَمَّی بِالدُّرِّ الْمَنْثُورِ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (7).
14- كشف، كشف الغمة مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ عن ابن مردویه أنها نزلت فی علی علیه السلام.
و عن ابن مردویه: فی قوله تعالی فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ
ص: 414
إِذْ جاءَهُ (1) عن موسی بن جعفر عن أبیه علیه السلام قال هو من رد قول رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی علی علیه السلام (2).
بیان: روی العلامة رحمه اللّٰه فی كشف الحق (3) من طریقهم مثله و ظاهر أن ولایته علیه السلام من أعظم ما أتی الرسول به صادقا عن اللّٰه تعالی و التكذیب به من أعظم الظلم لأنه عمدة أركان الإیمان و لا یتم شی ء منها إلا به فیحتمل أن تكون الآیة نازلة فیه ثم جری فی كل من كذب شیئا مما نزل من عند اللّٰه تعالی.
15- فس، تفسیر القمی إِنَّكَ مَیِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَیِّتُونَ- ثُمَّ إِنَّكُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (4) یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام و من غصبه حقه ثم ذكر أیضا أعداء آل محمد و من كذب علی اللّٰه و علی رسوله و ادعی ما لم یكن له فقال فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ یعنی لما جاء به رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من الحق و ولایة أمیر المؤمنین علیه السلام ثم ذكر رسول اللّٰه و أمیر المؤمنین علیه السلام فقال: وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ یعنی أمیر المؤمنین علیه السلام أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (5).
16- كشف، كشف الغمة عن أبی بكر بن مردویه: قوله تعالی وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ محمد صلی اللّٰه علیه وآله وَ الذی صَدَّقَ بِهِ علی بن أبی طالب علیهما السلام (6).
17- مد، العمدة: بِإِسْنَادِهِ إِلَی الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ لَیْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِی: قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ قَالَ جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام (7).
ص: 415
بیان
قَالَ الْعَلَّامَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ رَوَی الْجُمْهُورُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
و روی مثل ذلك عن الحافظ أبی نعیم بإسناده عن أبی جعفر علیه السلام و رواه الشیخ الطبرسی رحمه اللّٰه عن مجاهد قال و رواه الضحاك عن ابن عباس و هو المروی عن أئمة الهدی علیهم السلام (2)
.و
روی السیوطی فی الدر المنثور عن ابن عساكر عن مجاهد أنه قال الَّذِی جاءَ بِالصِّدْقِ رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله وَ صَدَّقَ بِهِ علی بن أبی طالب علیهما السلام (3).
أقول فقد صح بنقل المخالف و المؤالف نزول تلك الآیة فی أمیر المؤمنین علیه السلام و لا عبرة بما یتفرد به شاذ من متعصبی المخالفین كالرازی أنها نزلت فی أبی بكر لانتحالهم له لقب الصدیق و قد عرفت بنقل الفریقین أن أمیر المؤمنین علیه السلام هو الصدیق فی هذه الأمة و رأس جمیع الصدیقین و إذا ورد نقل باتفاق الفریقین و آخر تفرد به أحدهما فلا شك فی أن المعول علی ما اتفقا علیه مع أنه سیأتی فی باب سبق إسلامه علیه السلام إثبات أنه لسبق إسلامه أولی بالوصف بالتصدیق و الصدیق ممن عبد الصنم أزید من أربعین سنة من عمره ثم صدق ظاهرا و كان یظهر منه كل یوم شواهد نفاق قلبه و أما تصحیح الآیة علی وجه یوافق الأخبار فبوجهین.
الأول أن یكون المراد بالموصول الجنس فیكون الرسول و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما داخلین فی الموصول و إنما خص الرسول صلی اللّٰه علیه و آله بالجزء الأول من الصلة لكونه فیه أظهر و أقوی و كذا خص الجزء الثانی بأمیر المؤمنین علیه السلام لأنه فیه أحوج إلی البیان (4).
الثانی أن یقدر الموصول فی الثانی (5) كما هو مختار الكوفیین قال الشیخ الرضی
ص: 416
رضی اللّٰه عنه أجاز الكوفیون حذف غیر الألف و اللام من الموصولات الاسمیة خلافا للبصریین قالوا قوله تعالی وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ (1) أی إلا من له مقام معلوم ثم قال و لا وجه لمنع البصریین من ذلك من حیث القیاس إذ قد یحذف بعض حروف الكلمة و لیس الموصول بألزق منها انتهی.
ثم اعلم أن اختصاصه بتلك الكرامة الدالة علی فضله فی الإیمان و التصدیق اللذین كلاهما مناط الشرف و الفضل علی سائر الصحابة یدل علی أنه أولی بالإمامة و الخلافة كما مر تقریره مرارا.
و أما قوله تعالی وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ فقال العلامة رحمه اللّٰه روی الجمهور أنها نزلت فی علی علیه السلام (2).
و قال الشیخ الطبرسی وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ أی الذین یصدقون فی أخبارهم و لا یكذبون و معناه كونوا علی مذهب من یستعمل الصدق فی أقواله و أفعاله و صاحبوهم و رافقوهم كقولك أنا مع فلان فی هذه المسألة أی أقتدی به فیها و قد وصف اللّٰه الصادقین فی سورة البقرة بقوله وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ (3) إلی قوله أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ فأمر اللّٰه سبحانه بالاقتداء بهؤلاء (4) و قیل المراد بالصادقین هم الذین ذكرهم اللّٰه فی كتابه و هو قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ (5) یعنی حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبی طالب وَ مِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ یعنی علی بن أبی طالب علیه السلام
وَ رَوَی الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ مَعَ عَلِیٍّ وَ أَصْحَابِهِ.
رَوَی جَابِرٌ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ قَالَ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام.
و قیل مع النبیین و الصدیقین فی الجنة بالعمل الصالح فی الدنیا عن الضحاك و قیل مع محمد و أصحابه عن نافع و قیل مع الذین صدقت نیاتهم و استقامت قلوبهم و أعمالهم و خرجوا مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لم یتخلفوا عنه عن ابن عباس
ص: 417
و قیل إن معنی مع هاهنا معنی من انتهی (1): أقول الصادق هو من لا یكذب فی قوله و لا فعله و الصدق فی قراءة سورة الحمد فقط یوجب العصمة لأنه یقول فی كل یوم عشر مرات و أكثر إِیَّاكَ نَعْبُدُ و قد سمی اللّٰه طاعة الشیطان عبادة فی مواضع (2) و كل معصیة طاعة للشیطان (3) و قس علی ذلك قوله وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ و سائر ما یقول الإنسان و یدعیه من الإیمان باللّٰه و الیوم الآخر و حب اللّٰه تعالی و الإخلاص له و التوكل علیه و غیر ذلك و أخبار الخاصة و العامة مشحونة بذلك فظهر أن الصادق حقیقة هو المعصوم و سیأتی تحقیق ذلك فی كتاب مكارم الأخلاق و أیضا قد ثبت بما مر فی كتاب الإمامة فی باب أنهم علیهم السلام صادقون و فی هذا الباب من أخبار الفریقین أنهم المراد بالصادقین فی الآیة و لا ریب فی أن المراد بالكون معهم الاقتداء بهم و طاعتهم و متابعتهم إذ ظاهر أن لیس المراد محض الكون معهم بالجسم و البدن فیدل علی إمامتهم إذ لا یجب متابعة غیر الإمام فی كل ما یقول و یفعل بإجماع الأمة.
و قال أبو الصلاح الحلبی فی كتاب تقریب المعارف بعد ذكر الآیة فأمر باتباع المذكورین و لم یخص جهة الكون بشی ء دون شی ء فیجب اتباعهم فی كل شی ء و ذلك یقتضی عصمتهم لقبح الأمر بطاعة الفاسق أو من یجوز منه الفسق و لا أحد ثبتت له العصمة و لا ادعیت فیه غیرهم علیهم السلام فیجب القطع علی إمامتهم و اختصاصهم بالصفة الواجبة للإمامة (4) و لأنه لا أحد فرق بین دعوی العصمة لهم و الإمامة انتهی.
وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی رِجالٌ صَدَقُوا
فَقَدْ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْحَسْكَانِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: فِینَا نَزَلَتْ
ص: 418
رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَأَنَا وَ اللَّهِ الْمُنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلْتُ تَبْدِیلًا (1).
و روی العلامة و مؤلف كتاب تنبیه الغافلین نحو ذلك و النحب النذر الذی عاهدوا علیه فی نصرة الدین و جهاد الكافرین و معاونة سید المرسلین أو الأجل و دلالة الآیة علی فضله علیه السلام من جهات شتی غیر مستور علی أولی النهی.
تتمیم قال السید المرتضی رضوان اللّٰه علیه فی كتاب الفصول سئل الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه عن قوله تعالی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (2) فقیل له فیمن نزلت هذه الآیة فقال فی أمیر المؤمنین علیه السلام و جری حكمها فی الأئمة من ذریته الصادقین علیهما السلام قال الشیخ أدام اللّٰه عزه و قد جاءت آثار كثیرة فی ذلك و یدل علی صحة هذا التأویل ما أنا ذاكره بمشیة اللّٰه و عونه.
قد ثبت أن اللّٰه سبحانه دعا المؤمنین إلی اتباع الصادقین فی هذه الآیة (3) و الكون معهم فیما یقتضیه الدین و ثبت أن المنادی به یجب أن یكون غیر المنادی إلیه لاستحالة أن یدعی الإنسان إلی الكون مع نفسه و اتباعها فلا یخلو أن یكون الصادقون الذین دعا اللّٰه تعالی إلیهم جمیع من صدق و كان صادقا حتی یعمهم اللفظ و یستغرق جنسهم أو أن یكون بعض الصادقین و قد تقدم إفسادنا لمقال من یزعم أنه عم الصادقین لأن كل مؤمن فهو صادق بإیمانه فكان یجب بذلك أن یكون الدعاء للإنسان إلی اتباع نفسه و ذلك محال علی ما ذكرناه و إن كانوا بعض المؤمنین دون بعض فلا یخلو من أن یكونوا معهودین معروفین فتكون الألف و اللام إنما دخلا للمعهود أو یكونوا غیر معهودین فإن كانوا معهودین فیجب أن یكونوا معروفین غیر مختلف فیهم فیأتی الروایات بأسمائهم و الإشارة إلیهم خاصة و أنهم طائفة معروفة عند من سمع الخطاب من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و فی عدم ذلك دلیل علی بطلان مقال من ادعی أن هذه الآیة نزلت فی جماعة غیر من ذكرناه كانوا معهودین و إن كانوا غیر معهودین فلا بد من الدلالة علیهم لیمتازوا (4) ممن یدعی
ص: 419
مقامهم و إلا بطلت الحجة لهم و سقط تكلیف أتباعهم و إذا ثبت أنه لا بد من الدلیل علیهم و لم یدع أحد من الفرق دلالة علی غیر من ذكرناه ثبت أنها فیهم خاصة لفساد خلو الأمة كلها من تأویلها و عدم أن یكون القصد إلی أحد منهم بها.
علی أن الدلیل قائم علی أنها فیمن ذكرناه لأن الأمر ورد باتباعهم علی الإطلاق و ذلك یوجب عصمتهم و براءة ساحتهم و الأمان من زللهم بدلالة إطلاق الأمر باتباعهم و العصمة توجب النص علی صاحبها بلا ارتیاب و إذا اتفق مخالفونا علی نفی العصمة و النص علی من ادعوا (1) له تأویل هذه الآیة فقد ثبت أنها فی الأئمة علیهم السلام لوجود النقل للنص (2) علیهم و إلا خرج الحق عن أمة محمد صلی اللّٰه علیه و آله و ذلك فاسد.
مع أن القرآن دلیل (3) علی ما ذكرناه و هو أن اللّٰه سبحانه قال لَیْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِیِّینَ وَ آتَی الْمالَ عَلی حُبِّهِ ذَوِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ السَّائِلِینَ وَ فِی الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (4) فجمع اللّٰه تبارك و تعالی هذه الخصال كلها ثم شهد لمن كملت فیه بالصدق و التقی علی الإطلاق فكان مفهوم معنی الآیتین الأولی و هذه الثانیة أن اتبعوا الصادقین الذین باجتماع هذه الخصال التی عددناها فیهم استحقوا بالإطلاق اسم الصادقین و لم نجد أحدا من أصحاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله اجتمعت فیه هذه الخصال إلا أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیهما السلام فوجب أنه الذی عناه اللّٰه سبحانه بالآیة و أمر فیها باتباعه و الكون معه فیما یقتضیه الدین و ذلك أنه ذكر الإیمان به جل اسمه و الیوم الآخر و الملائكة و الكتاب و النبیین و كان أمیر المؤمنین علیه السلام أول الناس إیمانا به و بما وصف (5) بالأخبار المتواترة
ص: 420
بأنه أول من أجاب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من الذكور وَ
بِقَوْلِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِفَاطِمَةَ علیها السلام زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرَهُمْ عِلْماً.
وَ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ لَمْ یَقُلْهَا أَحَدٌ قَبْلِی وَ لَا یَقُولُهَا أَحَدٌ بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ مُفْتَرٍ صَلَّیْتُ قَبْلَهُمْ سَبْعَ سِنِینَ.
وَ قَوْلِهِ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنِّی لَا أُقِرُّ لِأَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِی.
وَ قَوْلِهِ علیه السلام وَ قَدْ بَلَغَهُ مِنَ الْخَوَارِجِ مَقَالٌ أَنْكَرَهُ أَمْ یَقُولُونَ إِنَّ عَلِیّاً یَكْذِبُ فَعَلَی مَنْ أَكْذِبُ أَ عَلَی اللَّهِ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ عَبَدَهُ أَمْ عَلَی رَسُولِهِ (1) فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ صَدَّقَهُ وَ نَصَرَهُ.
وَ قَوْلِ الْحَسَنِ علیه السلام صَبِیحَةَ اللَّیْلَةِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَقَدْ قُبِضَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ وَ لَا یُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ.
فی أدلة یطول شرحها علی ذلك.
ثم أردف (2) الوصف الذی تقدم الوصف بإیتاء المال علی حبه ذوی القربی و الیتامی و المساكین و ابن السبیل و السائلین و فی الرقاب و وجدنا ذلك لأمیر المؤمنین علیه السلام بالتنزیل و تواتر الأخبار فیه (3) علی التفصیل قال اللّٰه تعالی وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْكِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً- إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ (4) و اتفقت الرواة من الفریقین الخاصة و العامة علی أن هذه الآیة بل السورة كلها نزلت فی أمیر المؤمنین و زوجته فاطمة علیها السلام (5) و قال سبحانه الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِیَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ لا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (6) و جاءت الروایة أیضا مستفیضة بأن المعنی بهذه أمیر المؤمنین علیه السلام و لا خلاف فی أنه صلوات اللّٰه علیه أعتق من كد یده جماعة لا یحصون كثرة و وقف أراضی كثیرة استخرجها و أحباها (7) بعد موتها فانتظم
ص: 421
الصفات علی ما ذكرناه.
ثم أردف ذلك بقوله وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَی الزَّكاةَ فكان (1) هو المعنی بها بدلالة قوله تعالی إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) و اتفق أهل النقل علی أنه علیه السلام هو المزكی فی حال ركوعه فی الصلاة فطابق هذا الوصف وصفه فی الآیة المتقدمة و شاركه فی معناه.
ثم أعقب ذلك بقوله عز اسمه وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا و لیس أحد من الصحابة إلا من نقض عهده (3) فی الظاهر أو تقول ذلك علیه إلا أمیر المؤمنین علیه السلام فإنه لا یمكن أحدا أن یزعم أنه نقض ما عاهد علیه رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله من النصرة و المواساة فاختص أیضا بهذا الوصف.
ثم قال سبحانه وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِینَ الْبَأْسِ و لم یوجد أحد صبر مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله عند الشدائد غیر أمیر المؤمنین علیه السلام فإنه باتفاق ولیه و عدوه لم یول دبرا و لا فر من قرن و لا هاب (4) فی الحرب خصما فلما استكمل هذه الخصال بأسرها (5) قال سبحانه أُولئِكَ الَّذِینَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ یعنی به أن المدعو إلی اتباعه من جملة الصادقین و هو من دل علی اجتماع الخصال فیه و ذلك أمیر المؤمنین علیه السلام و إنما عبر عنه بحرف الجمع تعظیما له و تشریفا إذ العرب تضع لفظ الجمع علی الواحد إذا أرادت أن تدل علی نباهته (6) و علو قدره و شرفه و محله (7) و إن كان قد یستعمل فیمن لا یراد له ذلك إذا كان الخطاب یتوجه إلیه و یعم غیره بالحكم
ص: 422
و لو جعلنا المعنی فی لفظ الجمع بالعبارة عن علی أمیر المؤمنین علیه السلام لكان ذلك وجها (1) لأنه و إن خص بالذكر فإن الحكم جار فیمن یلیه من الأئمة المهدیین علیهم السلام علی ما شرحناه و هذا بین نسأل اللّٰه توفیقا نصل به إلی الرشاد برحمته (2).
بیان: قوله فطابق هذا الوصف كأنه قدس سره حمل الواو فی قوله وَ آتَی الزَّكاةَ علی الحال لا العطف بقرینة ذكر إیتاء المال الشامل للزكاة سابقا مع ذكر أكثر مصارفها و التأسیس أولی من التأكید و تؤیده هذه الآیة.
1- فس، تفسیر القمی: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (3) قَالَ الْفَضْلُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الرَّحْمَةُ (4) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا قَالَ فَلْیَفْرَحْ شِیعَتُنَا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا أُعْطِیَ (5) أَعْدَاؤُنَا مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ (6).
2- ما، الأمالی للشیخ الطوسی: أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُوسُفَ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ بِفَضْلِ اللَّهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِرَحْمَتِهِ عَلِیٌّ علیه السلام (7).
3- شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ
ص: 423
وَ رَحْمَتُهُ (1) قَالَ الْفَضْلُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحْمَتُهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (2).
كشف، كشف الغمة أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَیْهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (3) أقول: رواه العلامة من طریقهم.
4- فس، تفسیر القمی: وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (4) هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
5- قب، المناقب لابن شهرآشوب: أَبُو الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ یُؤْتِ كُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ- عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع.
وَ كَذَا كَانَ یَقْرَأُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا أَعْدَاؤُهُ وَ أَتْبَاعُهُمْ فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْهِمْ عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیمٍ.
فِی تَارِیخِ بَغْدَادَ أَنَّهُ رَوَی السُّدِّیُّ وَ الْكَلْبِیُّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ یَعْنِی النَّبِیَّ (6) وَ رَحْمَتُهُ عَلِیٌّ علیه السلام.
الْبَاقِرُ علیه السلام فَضْلُ اللَّهِ الْإِقْرَارُ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحْمَتُهُ الْإِقْرَارُ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام.
ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ فَضْلُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحْمَتُهُ عَلِیٌّ علیه السلام وَ قِیلَ فَضْلُ اللَّهِ عَلِیٌّ علیه السلام وَ رَحْمَتُهُ فَاطِمَةُ علیها السلام.
الْبَاقِرُ علیه السلام یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ (7) الرَّحْمَةُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
الْبَاقِرُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ (8) قَدْ عَرَّفَهُمْ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَمَرَهُمْ بِوَلَایَتِهِ ثُمَّ أَنْكَرُوا بَعْدَ وَفَاتِهِ.
مُجَاهِدٌ فِی قَوْلِهِ أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً (9) كَفَرَتْ بَنُو أُمَیَّةَ بِمُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ.
ص: 424
تَفْسِیرُ وَكِیعٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ أَ لَمْ یَجِدْكَ یَتِیماً (1) عِنْدَ أَبِی طَالِبٍ- فَآوی إِلَی أَبِی طَالِبٍ یَحْفَظُكَ وَ یُرَبِّیكَ وَ وَجَدَكَ فِی قَوْمِ ضَلَالٍ فَهَدَاهُمْ بِكَ إِلَی التَّوْحِیدِ- وَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنی بِمَالِ خَدِیجَةَ- فَأَمَّا الْیَتِیمَ فَلا تَقْهَرْ وَ أَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ- وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ أَظْهِرِ الْقُرْآنَ وَ حَدِّثْهُمْ بِمَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْكَ.
قال الحسن وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ یا محمد حدث العباد بمنن أبی طالب علیك و حدثهم بفضائل علی فی كتاب اللّٰه لكی یعتقدوا ولایته (2).
وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْفُتُوحِ الرَّازِیُّ فِی رَوْضِ الْجِنَانِ بِمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (3) نَزَلَتْ فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی عَلِیٍّ ع.
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الْمُرَادُ بِالْفَضْلِ فِیهِ النُّبُوَّةُ وَ فِی عَلِیٍّ الْإِمَامَةُ.
6- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ الْآیَةَ قَالَ فَضْلُ اللَّهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحْمَتُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
7- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْیَفْرَحُوا هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (5) فَقَالَ الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الِائْتِمَامُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُ هَؤُلَاءِ فِی دُنْیَاهُمْ.
8- كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ جُبَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ (6) قَالَ الرَّحْمَةُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام وَ الظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ
ص: 425
9- لی، الأمالی للصدوق بِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِیّاً مَا آمَنَ بِی مَنْ أَنْكَرَكَ وَ لَا أَقَرَّ بِی مَنْ جَحَدَكَ وَ مَا آمَنَ (1) بِاللَّهِ مَنْ كَفَرَ بِكَ إِنَّ فَضْلَكَ لَمِنْ فَضْلِی وَ إِنَّ فَضْلِی لِفَضْلِ اللَّهِ (2) وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ الْآیَةَ فَفَضْلُ اللَّهِ نُبُوَّةُ نَبِیِّكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَلَایَةُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَبِذلِكَ قَالَ بِالنُّبُوَّةِ وَ الْوَلَایَةِ فَلْیَفْرَحُوا یَعْنِی الشِّیعَةَ- هُوَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ یَعْنِی مُخَالِفِیهِمْ مِنَ الْمَالِ وَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ فِی دَارِ الدُّنْیَا (3).
أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ بِإِسْنَادِهِ یَرْفَعُهُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (4) یَعْنِی الْأَمْنَ وَ الصِّحَّةَ وَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام.
وَ أَقُولُ وَجَدْتُ فِی كِتَابِ مَنْقَبَةِ الْمُطَهَّرِینَ لِأَبِی نُعَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَیْنٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الصَّائِغِ (5) عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ.
10- فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی یُدْخِلُ مَنْ یَشاءُ فِی رَحْمَتِهِ قَالَ الرَّحْمَةُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
أَقُولُ رَوَی السَّیُوطِیُّ فِی الدُّرِّ الْمَنْثُورِ عَنِ الْخَطِیبِ وَ ابْنِ عَسَاكِرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِرَحْمَتِهِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
وَ قَالَ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ
ص: 426
الشَّیْطانَ إِلَّا قَلِیلًا (1) رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَ رَحْمَتَهُ النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا (2) وَ قَالَ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ (3) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیه السلام فَضْلُ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَحْمَتُهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام.
و روی ذلك الكلبی عن أبی صالح عن ابن عباس (4)
بیان: لا یخفی علی منصف أن كونه علیه السلام رحمة علی جمیع الأمة لا سیما مع كونه عدلا للرسول فی ذلك و فی إیتاء الفضل الذی یحسدهما علیه الناس و السؤال عن ولایته فی القیامة دلائل علی إمامته.
1- فس، تفسیر القمی: وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (5) أَیْ فِی كِتَابٍ مُبِینٍ فَهُوَ مُحْكَمٌ.
وَ ذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: أَنَا وَ اللَّهِ الْإِمَامُ الْمُبِینُ أُبَیِّنُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ وَرِثْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (6).
2- مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ عَنْ عِیسَی بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَّامٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص- وَ كُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ قَامَ أَبُو بَكْرٍ
ص: 427
وَ عُمَرُ مِنْ مَجْلِسِهِمَا فَقَالا یَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ التَّوْرَاةُ قَالَ لَا قَالا فَهُوَ الْإِنْجِیلُ قَالَ لَا قَالا فَهُوَ الْقُرْآنُ قَالَ لَا قَالَ فَأَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله هُوَ هَذَا إِنَّهُ الْإِمَامُ الَّذِی أَحْصَی اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ عِلْمَ كُلِّ شَیْ ءٍ.
قال الصدوق رضوان اللّٰه علیه سألت أبا بشر اللغوی بمدینة السلام عن معنی الإمام فقال الإمام فی لغة العرب هو المتقدم بالناس و الإمام هو المطمر و هو التر (1) الذی یبنی علیه البناء و الإمام هو الذهب الذی یجعل فی دار الضرب (2) لیؤخذ علیه العیار و الإمام هو الخیط الذی یجمع حباه العقد و الإمام هو الدلیل فی السفر فی ظلمة اللیل و الإمام هو السهم الذی یجعل مثالا یعمل علیه السهام (3).
3- ج، الإحتجاج: فِی خُطْبَةِ الْغَدِیرِ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ أَحْصَاهُ اللَّهُ فِیَّ وَ كُلُّ عِلْمٍ عُلِّمْتُهُ فَقَدْ أَحْصَیْتُهُ فِی الْمُتَّقِینَ مِنْ وُلْدِهِ (4) وَ مَا مِنْ عِلْمٍ إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ (5) عَلِیّاً وَ هُوَ الْإِمَامُ الْمُبِینُ (6).
بیان: ذهب المفسرون إلی أن المراد بالإمام المبین اللوح المحفوظ لأنه إمام لسائر الكتب و ما فی الخبر هو المعتمد.
ص: 428
1- لی، الأمالی للصدوق ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُغَلِّسٍ عَنْ خَلَفِ بْنِ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ (1) عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ (2)- قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (3) قَالَ ذَاكَ وَصِیُّ أَخِی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَقُلْتُ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4) قَالَ ذَاكَ أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
2- فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سُئِلَ عَنِ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَعْلَمُ أَمِ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فَقَالَ مَا كَانَ عِلْمُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ عِنْدَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ إِلَّا بِقَدْرِ مَا یَأْخُذُ بَعُوضَةٌ (6) بِجَنَاحِهَا مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ (7).
3- ج، الإحتجاج ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ السَّمَّانِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَقُولُ النَّاسُ فِی أُولِی الْعَزْمِ وَ صَاحِبِكُمْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ قُلْتُ مَا یُقَدِّمُونَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ أَحَداً قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ لِمُوسَی علیه السلام وَ كَتَبْنا
ص: 429
لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ مَوْعِظَةً (1) وَ لَمْ یَقُلْ كُلَّ شَیْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ قَالَ لِعِیسَی علیه السلام وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ (2) وَ لَمْ یَقُلْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ لِصَاحِبِكُمْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ (3) وَ عِلْمُ هَذَا الْكِتَابِ عِنْدَهُ (4).
4- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
5- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام (6).
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (7) یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ (8) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام مِثْلَهُ
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ نَجْمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (9) وَ زَادَ فِی آخِرِهِ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (10)
6- یر، بصائر الدرجات ابْنُ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ نَجْمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ
ص: 430
عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ صَاحِبُ عِلْمِ الْكِتَابِ عَلِیٌّ علیه السلام (1).
7- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ أُحَدِّثُهُ إِذْ مَرَّ بَعْضُ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا ابْنُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) قَالَ لَا إِنَّمَا ذَلِكَ عَلِیٌّ علیه السلام أُنْزِلَتْ فِیهِ خَمْسُ آیَاتٍ إِحْدَاهَا- قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3).
8- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (4).
یر، بصائر الدرجات: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ حُرٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ النَّضْرِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ النَّضْرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ جَابِرٍ جَمِیعاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (5).
9- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قُلْتُ أَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَمَنْ عَسَی أَنْ یَكُونَ غَیْرَهُ (6).
10- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ یَزْعُمُ أَنَّ أَبَاهُ الَّذِی یَقُولُ اللَّهُ- قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ كَذَبَ ذَاكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (7).
ص: 431
شی، تفسیر العیاشی: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (1).
11- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّهُ عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
یر، بصائر الدرجات: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (3)- شی، تفسیر العیاشی: عَنِ الْفُضَیْلِ مِثْلَهُ (4).
12- یر، بصائر الدرجات أَبُو الْفَضْلِ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِیسَی الْكُرَیْزِیِّ الْبَصْرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی الثَّعْلَبِیِّ عَنْ أَبِی تَمَامٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فَقَالَ أَنَا هُوَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ قَدْ صَدَّقَهُ اللَّهُ وَ أَعْطَاهُ الْوَسِیلَةَ فِی الْوَصِیَّةِ وَ لَا یُخْلِی (5) أُمَّتَهُ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ وَسِیلَتِهِ (6) إِلَیْهِ وَ إِلَی اللَّهِ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ (7) وَ ابْتَغُوا إِلَیْهِ الْوَسِیلَةَ (8).
13- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّ شَیْ ءٍ تَقُولُ الشِّیعَةُ فِی عِیسَی وَ مُوسَی وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّ عِیسَی وَ مُوسَی أَفْضَلُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَقَالَ یَزْعُمُونَ (9) أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ عَلِمَ مَا عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ قُلْتُ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَا یُقَدِّمُونَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أَحَداً قَالَ
ص: 432
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَخَاصِمْهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ وَ فِی أَیِّ مَوْضِعٍ أُخَاصِمُهُمْ (1) قَالَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمُوسَی وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (2) عَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ یَكْتُبْ لِمُوسَی كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِعِیسَی وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ (3) وَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمُحَمَّدٍ ص- وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ (4).
14- یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْكُوفِیِّینَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا یَقُولُ أَصْحَابُكَ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ عِیسَی وَ مُوسَی علیهم السلام أَیُّهُمْ أَعْلَمُ قَالَ قُلْتُ مَا یُقَدِّمُونَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ أَحَداً قَالَ أَمَا إِنَّكَ لَوْ حَاجَجْتَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ لَحَجَجْتَهُمْ قَالَ قُلْتُ وَ أَیْنَ هَذَا فِی كِتَابِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ فِی مُوسَی: وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ مَوْعِظَةً وَ لَمْ یَقُلْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ فِی عِیسَی- وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ وَ لَمْ یَقُلْ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ قَالَ فِی صَاحِبِكُمْ: كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5).
أقول: قد مضی أخبار كثیرة فی باب أنهم أعلم من الأنبیاء علیهم السلام.
15- شی، تفسیر العیاشی: عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ إِیَّانَا عَنَی وَ عَلِیٌّ أَفْضَلُنَا وَ أَوَّلُنَا وَ خَیْرُنَا بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله (6).
16- شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَجْلَانِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ
ص: 433
تَعَالَی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ وَ عَلِیٌّ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1).
17- كشف، كشف الغمة مما أخرجه العز المحدث الحنبلی قوله تعالی قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال محمد بن الحنفیة رضی اللّٰه عنه هو علی بن أبی طالب علیهما السلام (2).
18- مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَائِنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ النَّصِیبِیِّ عَنْ أَبِی بَكْرٍ السَّبِیعِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ جُنَیْدٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْإِسْكَافِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُفَضَّلٍ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ أَبِی عُمَرَ زَاذَانَ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ مِثْلَهُ.
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ السَّبِیعِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَصَّاصِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی الْمَسْجِدِ فَرَأَیْتُ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقُلْتُ هَذَا ابْنُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فَقَالَ إِنَّمَا ذَاكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
أَقُولُ: رَوَی فِی الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ الْحَافِظِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ مِثْلَ الْحَدِیثِ الْأَوَّلِ و- رأیت فی تفسیر الثعلبی روایتی أبی جعفر و ابن الحنفیة بسندیه عن عبد اللّٰه بن عطاء و زاذان عنهما.
19- یف، الطرائف ابْنُ الْمَغَازِلِیُّ یَرْفَعُهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو مَرْیَمَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ أَبُو مَرْیَمَ حَدِّثْ عَلِیّاً بِالْحَدِیثِ الَّذِی حَدَّثْتَنِی بِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً إِذْ مَرَّ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا ابْنُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُ صَاحِبُكُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام الَّذِی نَزَلَ فِیهِ آیَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4)- أَ فَمَنْ كانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ
ص: 434
رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1) إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ (2) الْآیَةَ.
وَ ذَكَرَ السُّدِّیُّ فِی تَفْسِیرِهِ أَنَّ هَذِهِ الْآیَةَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ.
وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ مِنْ طَرِیقَیْنِ أَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ عَلِیٌّ علیه السلام (3).
بیان: قیل الذی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ابن سلام و أضرابه ممن أسلموا من أهل الكتاب و اعترض علیه بأن إثبات النبوة بقول الواحد و الاثنین مع جواز الكذب علی أمثالهما لكونهم غیر معصومین لا یجوز (4) و عن سعید بن جبیر أن السورة مكیة و ابن سلام و أصحابه آمنوا بالمدینة بعد الهجرة كذا فی تفسیر النیسابوری (5)
وَ رَوَی الثَّعْلَبِیُّ بِطَرِیقَیْنِ أَحَدُهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ.
و نحوه روی السیوطی فی كتاب الإتقان و قال قال سعید بن منصور حدثنا أبو عوانة عن أبی بشر قال سألت سعید بن جبیر عن قوله تعالی وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ أ هو عبد اللّٰه بن سلام فقال و كیف و هذه السورة مكیة (6) و كذا رواه البغوی فی معالم التنزیل فإذا ثبت بنقل المؤالف و المخالف نزول الآیة فیه علیه السلام ثبت أنه العالم بعلم القرآن و ما اشتمل علیه من الحلال و الحرام و الفرائض و الأحكام فهو أولی بالخلافة و كونه مفزعا للأمة فیما یستشكل علیهم من القضایا و الأحكام و أیضا قرنه اللّٰه تعالی بنفسه فی الشهادة علی نبوة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هذه منزلة عظیمة لا یدانیها درجة
ص: 435
فبذلك كان أولی بالإمامة و أیضا الاكتفاء بشهادته فی بیان حقیة النبی صلی اللّٰه علیه و آله یدل علی عصمته إذ لا یثبت بالشاهد الواحد غیر المعصوم شی ء و العصمة و الإمامة فیمن یمكن أن یثبت له ذلك متلازمان.
أقول: و قد مضت الأخبار الكثیرة فی باب أنهم علیهم السلام أفضل من الأنبیاء علیهم التحیة و الإكرام و سیأتی أیضا فی باب علمه علیه السلام.
ص: 436
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم
الحمد للّٰه ربّ العالمین و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد و آله الطاهرین و لعنة اللّٰه علی أعدائهم أجمعین.
و بعد: فإنّ اللّٰه المنّان قد وفقنا لتصحیح هذا الجزء و هو الجزء الأول من أجزاء المجلّد التاسع من الأصل و الجزء الخامس و الثلاثون حسب تجزءتنا من كتاب بحار الأنوار و تخریج أحادیثه و مقابلتها علی ما بأیدینا من المصادر و بذلنا فی ذلك غایة جهدنا علی ما یراه المطالع البصیر و قد راجعنا فی تصحیح الكتاب و تحقیقه و مقابلته نسخاً مطبوعة إلیك تفصیلها:
1- النسخة المطبوعة بطهران فی سنة 1307 بأمر الواصل إلی رحمة اللّٰه و غفرانه الحاجّ محمّد حسن الشهیر ب «كمپانیّ» و رمزنا إلی هذه النسخة ب (ك) و هی تزید علی جمیع النسخ التی عندنا كما أشار إلیه العلّامة الفقید الحاجّ میرزا محمّد القمیّ المتصدی لتصحیحها فی خاتمة الكتاب، فجعلنا الزیادات التی وقفنا علیها بین معقوفین هكذا [...] و ربّما أشرنا إلیها فی ذیل الصفحات.
2- النسخة المطبوعة بتبریز فی سنة 1297 بأمر الفقید السعید الحاجّ إبراهیم التبریزیّ و رمزنا إلیها ب (ت).
3- نسخة كاملة مخطوطة بخطّ النسخ الجیّد علی قطع كبیر تاریخ كتابتها 1280 و رمزنا إلیها ب (م).
4- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع كبیر و قد سقط منها من أواسط الباب 99: «باب زهده علیه السلام و تقواه» و رمزنا إلیها ب (ح).
5- نسخة مخطوطة أخری بخطّ النسخ أیضاً علی قطع متوسط و هذه الأخیرة أصحّها و أتقنها و فی هامش صحیفة منها خطّ المؤلّف قدسّ سرّه و تصریحه بسماعه إیّاها فی سنة 1109 و لكنّها أیضاً ناقصة من أواسط الباب 97: «باب ما علّمه الرسول صّلی الّله علیه و آله عند وفاته» و رمزنا إلیها ب (د).
و هذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الأستاذ السیّد جلال الدین الأرمویّ الشهیر بالمحدّث لا زال موفّقاً لمرضاة اللّٰه.
ص: 437
ثمّ إنّه قد اعتمدنا فی تخریج أحادیث الكتاب و ما نقلناه المصنّف فی بیانه أو ما علّقناه و ذیّلناه علی هذه الكتب نسرد أسامیها:
1- الأتقان للسیوطیّ طبعة مصر سنة 1370
2- الإحتجاج للطبرسیّ طبعة النجف 1350
3- إحقاق الحق و إزهاق الباطل طبعة إیران-
4- الإختصاص للمفید طبعة طهران طبعة إیران سنة 1379
5- الأربعین فی أصول الدین للرازیّ طبعة حیدر آباد كن سنة 1353
6- إرشاد القلوب للدیلمیّ طبعة النجف-
7- الإرشاد للشیخ المفید طبعة: إیران 1377
8- أساس البلاغة للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1372
9- أسباب النزول للواحدیّ طبعة مصر سنة 1315
10- أسد الغابة للجزریّ طبعة إیران سنة-
11- إعلام الوری للطبرسیّ طبعة إیران 1378
12- إقبال الأعمال لابن طاوس طبعة إیران 1312.
13- الأمالی للشیخ المفید طبعة: النجف سنة 1351
14- الأمالی للشیخ الصدوق طبعة: إیران 1300
15- الأمالی للشیخ الطوسیّ طبعة: إیران 1313
16- بشارة المصطفی طبعة النجف سنة 1369
17- بصائر الدرجات للصفّار طبعة إیران 1285
18- تاریخ الطبریّ طبعة مصر سنة 1358
19- تحف العقول لابن شعبة طبعة: إیران 1376
20- التفسیر المنسوب إلی الإمام العسكریّ علیه السلام طبعة: إیران 1315
21- تفسیر البرهان للبحرانیّ طبعة إیران سنة 1375
22- تفسیر البیضاویّ طبعة مصر سنة 1355
ص: 438
23- تفسیر التبیان للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1365
24- تفسیر الدرّ المنثور للسیوطیّ طبعة إیران سنة 1377
25- تفسیر فرات الكوفیّ بالنجف-.
26- تفسیر القمیّ طبعة: إیران 1313
27- تفسیر الكشّاف للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1318
28- تفسیر مجمع البیان للطبرسیّ طبعة إیران سنة 1373
29- تفسیر مفاتیح الغیب للرازیّ طبعة مصر سنة 1308
30- تفسیر النیسابوریّ طبعة إیران سنة-
31- تنبیه الخواطر و نزهة النواظر إیران سنة 1376
32- تهذیب الأحكام طبعة إیران 1317
33- التوحید للصدوق طبعة: الهند 1321
34- تیسیر الوصول إلی جامع الأصول طبعة مصر سنة 1352
35- ثواب الأعمال للصدوق طبعة إیران سنة 1375
36- جامع الأخبار للصدوق طبعة إیران سنة 1354
37- جامع الرواة للأردبیلی طبعة إیران سنة 1334
38- الحجة علی الذاهب إلی تكفیر أبی طالب طبعة النجف سنة 1351
39- الخرائج و الجرائح للراوندیّ طبعة: إیران 1301
40- الخصال للصدوق طبعة: إیران 1302
41- الدیوان المنسوب إلی أمیر المؤمنین علیه السلام طبعة الهند سنة 1310
42- الرجال للنجاشیّ طبعة الهند سنة 1317
43- الرجال للكشیّ طبعة: الهند 1317
44- الروضة فی الفضائل طبعة إیران 1321
45- روضة الواعظین للفتّال طبعة إیران طبعة إیران سنة-
46- سر العالمین للغزالی طبعة إیران سنة 1305
ص: 439
47- سعد السعود لابن طاوس طبعة النجف سنة 1369
48- الشافی للسیّد المرتضی طبعة إیران سنة 1310
49- شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید طبعة بیروت سنة 1374
50- صحاح اللغة للجوهریّ طبعة إیران سنة-
51- صحیح البخاریّ طبعة مصر سنة 1346
52- صحیح مسلم طبعة الهند سنة 1334
53- صحیفة الرضا علیه السلام طبعة إیران 1377
54- الصواعق المحرقة لابن حجر طبعة مصر سنة 1375
55- الطرائف للسیّد ابن طاوس طبعة إیران سنة 1302
56- علل الشرائع للصدوق طبعة: إیران 1321
57- العمدة لابن بطریق طبعة إیران سنة 1309
58- عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب طبعة الهند سنة 1318
59- عیون الأخبار للصدوق طبعة: إیران 1318
60- الغدیر للعلامة الأمینیّ طبعة إیران سنة 1372
61- الغیبة للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1323
62- الغیبة للنعمانیّ طبعة: إیران 1318
63- الفائق للزمخشریّ طبعة مصر سنة 1364
64- فتح الباری فی شرح البخاریّ طبعة مصر سنة 1301
65- الفصول المختارة من العیون و المحاسن طبعة النجف سنة-
66- الفصول المهمّة لابن الصباغ طبعة النجف سنة-
67- فقه الرضا علیه السلام طبعة إیران سنة 1374
68- القاموس المحیط للفیروز آبادیّ طبعة مصر سنة 1354
69- قرب الأسناد للحمیریّ طبعة إیران 1370
70- الكافی للكلینیّ الاصول و الروضة طبعة إیران سنة 1375
ص: 440
71- الكافی للكلینیّ الفروع طبعة إیران سنة 1312
72- الكامل لابن الأثیر طبعة مصر سنة 1312
73- كامل الزیارات لابن قولویه طبعة النجف 1356.
74- كتاب سلیم بن قیس طبعة النجف سنة-
75- كشف الحقّ للعلامة طبعة بغداد سنة 1344
76- كشف الغمّة للإربلیّ طبعة إیران 1294
77- كشف الیقین للعلّامة طبعة النجف 1371
78- كمال الدین للصدوق طبعة إیران سنة 1301
79- كنز الفوائد للكراجكیّ طبعة: إیران 1322
80- الكنی و الألقاب للمحدث القمیّ طبعة النجف سنة 1376
81- المحاسن للبرقی طبعة إیران سنة 1331
82- المختصر للحسن بن سلیمان الحلیّ طبعة النجف 1370
83- مختصر بصائر الدرجات له أیضا طبعة النجف 1370
84- مراصد الإطلاع طبعة مصر سنة 1313
85- مشارق الأنوار للبرسی طبعة الهند سنة 1303
86- مشكاة المصابیح طبعة الهند سنة 1300
87- مصباح الكفعمیّ طبعة إیران سنة 1321
88- مصباح المتهجّد للشیخ الطوسیّ طبعة إیران سنة 1338
89- مطالب السؤول لمحمّد بن طلحة الشافعیّ طبعة النجف سنة 1346
90- معانی الأخبار للصدوق طبعة إیران سنة 1372
91- المصباح المنیر للفیّومیّ طبعة مصر سنة 1305
92- المفردات فی غریب القرآن للراغب الأصبهانیّ طبعة إیران سنة 1373
93- مكارم الأخلاق للطبرسیّ طبعة إیران سنة 1376
94- الملل و النحل للشهرستانیّ طبعة مصر سنة 1368
ص: 441
95- مناقب آل أبی طالب لابن شهر آشوب طبعة إیران سنة 1313
96- مناقب علی بن أبی طالب للخوارزمیّ طبعة إیران سنة 1313
97- النهایة لابن الأثیر طبعة مصر سنة 1311
98- نهج البلاغة للرضیّ و فی ذیله شرحه لابن (عبده)--
99- الیقین فی إمرة أمیر المؤمنین علیه السلام لابن طاوس طبعة النجف 1369
و قد اعتمدنا فی تعیین مواضع الآیات إلی المصحف الشریف الذی وفّق لطبعه الحاجّ السیّد (محمود كتابچی) مدیر المكتبة العلمیّة الإسلامیّة فی شهر جمادی الأخری 1377 ه
نسأل اللّٰه التوفیق لإنجاز هذا المشروع و نرجو من فضله أن یجعله ذخرا لنا لیوم تشخص فیه الأبصار. صفر الخیر 1380.
یحیی العابدی الزنجانی. السید كاظم الموسوی المیاموی.
ص: 442
تصویر
ص: 443
بسمه تعالی و له الحمد
إلی هنا انتهی الجزء الخامس و الثلاثون من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفیسة و هو الجزء الأوّل من المجلّد التاسع فی تاریخ أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه حسب تجزءة المصنّف أعلی اللّٰه مقامه یحوی زهاء خمسمائة حدیث فی أربعة و عشرین باباً غیر ما یحوی من المباحث العلمیّة و الكلامیّة.
و لقد بذلنا الجهد عند طبعها فی التصحیح مقابلة و بالغنا فی التحقیق مطالعة فخرج بعون اللّٰه و مشیّته نقیّاً من الأغلاط إلّا نزراً زهیداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر.
اللّٰهم ما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شریك لك فأتمم علینا نعمتك و آتنا ما وعدتنا علی رسلك إنّك لا تخلف المیعاد.
محمد باقر البهبودی.
ص: 444
الموضوع/ الصفحه
الباب 1 فی تاریخ ولادته و حلیته و شمائله صلوات اللّٰه علیه 1- 44
الباب 2 فی أسمائه علیه السلام و عللها 45- 67
الباب 3 فی نسبه و أحوال والدیه علیه و علیهما السلام 68- 182
أبواب الآیات النازلة فی شأنه علیه السلام الدالّة علی فضله و إمامته
الباب 4 فی نزول آیة إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ فی شأنه علیه السلام 183- 206
الباب 5 فی نزول آیة التطهیر 206- 236
الباب 6 فی نزول «هل أتی» 237- 257
الباب 7 فی نزول آیة المباهلة 257- 271
الباب 8 فی قوله تعالی وَ النَّجْمِ إِذا هَوی و نزول الكوكب فی داره علیه السلام 272- 284
الباب 9 فی نزول سورة براءة و قراءة أمیر المؤمنین علیه السلام علی أهل مكّة و ردّ أبی بكر و أنّ علیّاً هو الأذان یوم الحجّ الأكبر 284- 313
الباب 10 فی قوله تعالی وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ 313- 326
الباب 11 فی قوله تعالی وَ تَعِیَها أُذُنٌ واعِیَةٌ 326- 331
الباب 12 فی أنّه علیه السلام السابق فی القرآن و فیه نزلت ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ قَلِیلٌ مِنَ الْآخِرِینَ 332- 335
ص: 445
الباب 13 فی أنّه علیه السلام المؤمن و الإیمان و الدین و الإسلام و السنّة و السلام و خیر البریّة فی القرآن و أعداؤه الكفر و الفسوق و العصیان 336- 353
الباب 14 فی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا 353- 360
0 الباب 15 فی قوله تعالی وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً 360- 363
الباب 16 فی أنه علیه السلام السبیل و الصراط و المیزان فی القرآن 363- 374
الباب 17 فی قوله تعالی أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً الآیة 375
الباب 18 فی آیة النجوی و أنّه لم یعمل بها غیره علیه السلام 376- 385
الباب 19 فی أنّه صلوات اللّٰه علیه الشهید و الشاهد و المشهود 386- 394
الباب 20 فی أنّه نزل فیه صلوات اللّٰه علیه الذكر و النور و الهدی و التقی فی القرآن 394- 407
الباب 21 فی أنّه علیه السلام الصادق و المصدّق و الصدّیق فی القرآن 407- 423
الباب 22 فی أنّه علیه السلام الفضل و الرحمة و النعمة 423- 427
الباب 23 فی أنّه علیه السلام هو الإمام المبین 427- 428
الباب 24 فی أنّه علیه السلام الذی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 429- 436
أصلحوا هذه الألفاظ صفحة: 385 السطر: 8 لفظ الخطاء: الغنیّ الصواب: كذا فی النسخ كلّها و الظاهر أنّها «الغبیّ» من الغباوة.
ص: 446
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص.: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا علیه السلام.
ضا: لفقه الرضا علیه السلام.
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ علیه السلام.
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا علیه السلام.
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 447