بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.
عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 26: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.
عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].
مظهر: ج - عينة.
ملاحظة: عربي.
ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].
ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).
ملاحظة: فهرس.
محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-
عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق
ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح
تصنيف ديوي: 297/212
رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946
ص: 1
«1»-أَقُولُ ذَكَرَ وَالِدِی رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ رَأَی فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ، جَمَعَهُ بَعْضُ مُحَدِّثِی أَصْحَابِنَا فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هَذَا الْخَبَرَ وَ وَجَدْتُهُ أَیْضاً فِی كِتَابٍ عَتِیقٍ مُشْتَمِلٍ عَلَی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ قَالَ رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِیُّ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِالنُّورَانِیَّةِ قَالَ یَا جُنْدَبُ فَامْضِ بِنَا حَتَّی نَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ فَأَتَیْنَاهُ فَلَمْ نَجِدْهُ قَالَ فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّی جَاءَ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَا جَاءَ بِكُمَا قَالا جِئْنَاكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ نَسْأَلُكَ عَنْ مَعْرِفَتِكَ بِالنُّورَانِیَّةِ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مَرْحَباً بِكُمَا مِنْ وَلِیَّیْنِ مُتَعَاهِدَیْنِ لِدِینِهِ لَسْتُمَا بِمُقَصِّرَیْنِ لَعَمْرِی إِنَّ ذَلِكَ الواجب (وَاجِبٌ) عَلَی كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام إِنَّهُ لَا یَسْتَكْمِلُ أَحَدٌ الْإِیمَانَ حَتَّی یَعْرِفَنِی كُنْهَ مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیَّةِ فَإِذَا عَرَفَنِی بِهَذِهِ الْمَعْرِفَةِ فَقَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ صَارَ عَارِفاً مُسْتَبْصِراً وَ مَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ فَهُوَ شَاكٌّ وَ مُرْتَابٌ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیَّةِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 1
وَ مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیَّةِ وَ هُوَ الدِّینُ الْخَالِصُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ حُنَفاءَ وَ یُقِیمُوا الصَّلاةَ وَ یُؤْتُوا الزَّكاةَ (1) وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ یَقُولُ مَا أُمِرُوا إِلَّا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ الدِّینُ الْحَنِیفِیَّةُ الْمُحَمَّدِیَّةُ السَّمْحَةُ وَ قَوْلُهُ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ فَمَنْ أَقَامَ وَلَایَتِی فَقَدْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَ إِقَامَةُ وَلَایَتِی صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَالْمَلَكُ إِذَا لَمْ یَكُنْ مُقَرَّباً لَمْ یَحْتَمِلْهُ وَ النَّبِیُّ إِذَا لَمْ یَكُنْ مُرْسَلًا لَمْ یَحْتَمِلْهُ وَ الْمُؤْمِنُ إِذَا لَمْ یَكُنْ مُمْتَحَناً لَمْ یَحْتَمِلْهُ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنِ الْمُؤْمِنُ وَ مَا نِهَایَتُهُ وَ مَا حَدُّهُ حَتَّی أَعْرِفَهُ قَالَ علیه السلام یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْمُؤْمِنُ الْمُمْتَحَنُ هُوَ الَّذِی لَا یُرَدُّ مِنْ أَمْرِنَا إِلَیْهِ شَیْ ءٌ إِلَّا شُرِحَ صَدْرُهُ لِقَبُولِهِ وَ لَمْ یَشُكَّ وَ لَمْ یَرْتَبْ (2) اعْلَمْ یَا أَبَا ذَرٍّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ لَا تَجْعَلُونَا أَرْبَاباً وَ قُولُوا فِی فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَبْلُغُونَ كُنْهَ مَا فِینَا وَ لَا نِهَایَتَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانَا أَكْبَرَ وَ أَعْظَمَ مِمَّا یَصِفُهُ وَ أَصِفُكُمْ أَوْ یَخْطُرُ عَلَی قَلْبِ أَحَدِكُمْ فَإِذَا عَرَفْتُمُونَا هَكَذَا فَأَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ أَقَامَ وَلَایَتَكَ قَالَ نَعَمْ یَا سَلْمَانُ تَصْدِیقُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی الْكِتَابِ الْعَزِیزِ وَ اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ (3) فَالصَّبْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الصَّلَاةُ إِقَامَةُ وَلَایَتِی فَمِنْهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِنَّها لَكَبِیرَةٌ وَ لَمْ یَقُلْ وَ إِنَّهُمَا لَكَبِیرَةٌ لِأَنَّ الْوَلَایَةَ كَبِیرَةٌ حَمْلُهَا إِلَّا عَلَی الْخَاشِعِینَ وَ الْخَاشِعُونَ هُمُ الشِّیعَةُ الْمُسْتَبْصِرُونَ وَ ذَلِكَ لِأَنَ
ص: 2
أَهْلَ الْأَقَاوِیلِ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَ الْقَدَرِیَّةِ وَ الْخَوَارِجِ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ النَّاصِبِیَّةِ یُقِرُّونَ لِمُحَمَّدٍ (1) صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ بَیْنَهُمْ خِلَافٌ وَ هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِی وَلَایَتِی مُنْكِرُونَ لِذَلِكَ جَاحِدُونَ بِهَا إِلَّا الْقَلِیلُ وَ هُمُ الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ فَقَالَ إِنَّها لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَی الْخاشِعِینَ وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَوْضِعٍ آخَرَ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ فِی نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی وَلَایَتِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ (2) فَالْقَصْرُ مُحَمَّدٌ وَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ وَلَایَتِی عَطَّلُوهَا وَ جَحَدُوهَا وَ مَنْ لَمْ یُقِرَّ بِوَلَایَتِی لَمْ یَنْفَعْهُ الْإِقْرَارُ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا أَنَّهُمَا مَقْرُونَانِ وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ هُوَ إِمَامُ الْخَلْقِ وَ عَلِیٌّ مِنْ بَعْدِهِ إِمَامُ الْخَلْقِ وَ وَصِیُّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا قَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ فَمَنِ اسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِی فَهُوَ عَلَی الدِّینِ الْقَیِّمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ذلِكَ دِینُ الْقَیِّمَةِ (3) وَ سَأُبَیِّنُ ذَلِكَ بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِیقِهِ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ مُحَمَّدٌ نُوراً وَاحِداً مِنْ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ذَلِكَ النُّورَ أَنْ یُشَقَّ فَقَالَ لِلنِّصْفِ كُنْ مُحَمَّداً وَ قَالَ لِلنِّصْفِ كُنْ عَلِیّاً فَمِنْهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیٌّ مِنِّی وَ أَنَا مِنْ عَلِیٍّ وَ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا عَلِیٌّ وَ قَدْ وَجَّهَ أَبَا بَكْرٍ بِبَرَاءَةَ إِلَی مَكَّةَ فَنَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْكَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكَ أَنْ تُؤَدِّیَهَا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ عَنْكَ فَوَجَّهَنِی فِی اسْتِرْدَادِ أَبِی بَكْرٍ فَرَدَدْتُهُ فَوَجَدَ فِی نَفْسِهِ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ نَزَلَ فِیَّ الْقُرْآنُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا یُؤَدِّی إِلَّا أَنَا أَوْ عَلِیٌّ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ قَالَ علیه السلام مَنْ لَا یَصْلُحُ لِحَمْلِ
ص: 3
صَحِیفَةٍ یُؤَدِّیهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَیْفَ یَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ فَأَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُنَّا نُوراً وَاحِداً صَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَی وَ صِرْتُ أَنَا وَصِیَّهُ الْمُرْتَضَی وَ صَارَ مُحَمَّدٌ النَّاطِقَ وَ صِرْتُ أَنَا الصَّامِتَ وَ إِنَّهُ لاَ بُدَّ فِی كُلِّ عَصْرٍ مِنَ الْأَعْصَارِ أَنْ یَكُونَ فِیهِ نَاطِقٌ وَ صَامِتٌ یَا سَلْمَانُ صَارَ مُحَمَّدٌ الْمُنْذِرَ وَ صِرْتُ أَنَا الْهَادِیَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (1)
فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُنْذِرُ وَ أَنَا الْهَادِی اللَّهُ یَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثی وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَ مَنْ جَهَرَ بِهِ وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ (2) قَالَ فَضَرَبَ علیه السلام بِیَدِهِ عَلَی أُخْرَی وَ قَالَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الْجَمْعِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ النَّشْرِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الْجَنَّةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ النَّارِ أَقُولُ لَهَا خُذِی هَذَا وَ ذَرِی هَذَا وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله صَاحِبَ الرَّجْفَةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ الْهَدَّةِ (3) وَ أَنَا صَاحِبُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَلْهَمَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَ مَا فِیهِ نَعَمْ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ (4) وَ صَارَ مُحَمَّدٌ ن وَ الْقَلَمِ (5) وَ صَارَ مُحَمَّدٌ طه ما أَنْزَلْنا عَلَیْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقی (6) وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الدَّلَالاتِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ الْمُعْجِزَاتِ وَ الْآیَاتِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ خَاتَمَ النَّبِیِّینَ وَ صِرْتُ
ص: 4
أَنَا خَاتَمَ الْوَصِیِّینَ وَ أَنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ (1) وَ أَنَا النَّبَأُ الْعَظِیمُ الَّذِی هُمْ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ (2) وَ لَا أَحَدٌ اخْتَلَفَ إِلَّا فِی وَلَایَتِی وَ صَارَ مُحَمَّدٌ صَاحِبَ الدَّعْوَةِ وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ السَّیْفِ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ نَبِیّاً مُرْسَلًا وَ صِرْتُ أَنَا صَاحِبَ أَمْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (3) وَ هُوَ رُوحُ اللَّهِ لَا یُعْطِیهِ وَ لَا یُلْقِی هَذَا الرُّوحَ إِلَّا عَلَی مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَوْ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ أَوْ وَصِیٍّ مُنْتَجَبٍ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ هَذَا الرُّوحَ فَقَدْ أَبَانَهُ مِنَ النَّاسِ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِ الْقُدْرَةَ وَ أَحْیَا الْمَوْتَی وَ عَلِمَ بِمَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ وَ سَارَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ وَ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَی الْمَشْرِقِ فِی لَحْظَةِ عَیْنٍ وَ عَلِمَ مَا فِی الضَّمَائِرِ وَ الْقُلُوبِ وَ عَلِمَ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ وَ صَارَ مُحَمَّدٌ الذِّكْرَ الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا یَتْلُوا عَلَیْكُمْ آیاتِ اللَّهِ (4) إِنِّی أُعْطِیتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ اسْتُودِعْتُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَقَامَ الْحُجَّةَ حُجَّةً لِلنَّاسِ وَ صِرْتُ أَنَا حُجَّةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ اللَّهُ لِی مَا لَمْ یَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ لَا لِنَبِیٍّ مُرْسَلٍ وَ لَا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام أَنَا الَّذِی حَمَلْتُ نُوحاً فِی السَّفِینَةِ بِأَمْرِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَخْرَجْتُ یُونُسَ مِنْ بَطْنِ الْحُوتِ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی جَاوَزْتُ بِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ الْبَحْرَ بِأَمْرِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَخْرَجْتُ إِبْرَاهِیمَ مِنَ النَّارِ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا الَّذِی أَجْرَیْتُ أَنْهَارَهَا وَ فَجَّرْتُ عُیُونَهَا وَ غَرَسْتُ أَشْجَارَهَا بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا عَذَابُ یَوْمِ الظُّلَّةِ وَ أَنَا الْمُنَادِی مِنْ مَكَانٍ قَرِیبٍ قَدْ سَمِعَهُ الثَّقَلَانِ الْجِنُّ وَ الْإِنْسُ وَ فَهِمَهُ قَوْمٌ
ص: 5
إِنِّی لَأَسْمَعُ كُلَّ قَوْمٍ (1) الْجَبَّارِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ بِلُغَاتِهِمْ وَ أَنَا الْخَضِرُ عَالِمُ مُوسَی وَ أَنَا مُعَلِّمُ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ أَنَا ذُو الْقَرْنَیْنِ وَ أَنَا قُدْرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ أَنَا مِنْ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدٌ مِنِّی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَرَجَ الْبَحْرَیْنِ یَلْتَقِیانِ بَیْنَهُما بَرْزَخٌ لا یَبْغِیانِ (2) یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ إِنَّ مَیِّتَنَا لَمْ یَمُتْ وَ غَائِبَنَا لَمْ یَغِبْ وَ إِنَّ قَتْلَانَا لَنْ یُقْتَلُوا یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ علیه السلام أَنَا أَمِیرُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ مِمَّنْ مَضَی وَ مِمَّنْ بَقِیَ وَ أُیِّدْتُ بِرُوحِ الْعَظَمَةِ وَ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِیدِ اللَّهِ لَا تُسَمُّونَا أَرْبَاباً وَ قُولُوا فِی فَضْلِنَا مَا شِئْتُمْ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا مِنْ فَضْلِنَا كُنْهَ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا وَ لَا مِعْشَارَ الْعُشْرِ لِأَنَّا آیَاتُ اللَّهِ وَ دَلَائِلُهُ وَ حُجَجُ اللَّهِ وَ خُلَفَاؤُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ وَ أَئِمَّتُهُ وَ وَجْهُ اللَّهِ وَ عَیْنُ اللَّهِ وَ لِسَانُ اللَّهِ بِنَا یُعَذِّبُ اللَّهُ عِبَادَهُ وَ بِنَا یُثِیبُ وَ مِنْ بَیْنِ خَلْقِهِ طَهَّرَنَا وَ اخْتَارَنَا وَ اصْطَفَانَا وَ لَوْ قَالَ قَائِلٌ لِمَ وَ كَیْفَ وَ فِیمَ لَكَفَرَ وَ أَشْرَكَ لِأَنَّهُ لَا یُسْأَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْأَلُونَ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ علیه السلام مَنْ آمَنَ بِمَا قُلْتُ وَ صَدَّقَ بِمَا بَیَّنْتُ وَ فَسَّرْتُ وَ شَرَحْتُ وَ أَوْضَحْتُ وَ نَوَّرْتُ وَ بَرْهَنْتُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُمْتَحَنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ شَرَحَ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ هُوَ عَارِفٌ مُسْتَبْصِرٌ قَدِ انْتَهَی وَ بَلَغَ وَ كَمَلَ وَ مَنْ شَكَّ وَ عَنَدَ وَ جَحَدَ وَ وَقَفَ وَ تَحَیَّرَ وَ ارْتَابَ فَهُوَ مُقَصِّرٌ وَ نَاصِبٌ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ علیه السلام أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَ مَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمْ بِإِذْنِ رَبِّی وَ أَنَا عَالِمٌ بِضَمَائِرِ قُلُوبِكُمْ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَوْلَادِی علیهم السلام یَعْلَمُونَ وَ یَفْعَلُونَ هَذَا إِذَا أَحَبُّوا وَ أَرَادُوا لِأَنَّا كُلَّنَا وَاحِدٌ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ كُلُّنَا مُحَمَّدٌ
ص: 6
فَلَا تَفَرَّقُوا بَیْنَنَا وَ نَحْنُ إِذَا شِئْنَا شَاءَ اللَّهُ وَ إِذَا كَرِهْنَا كَرِهَ اللَّهُ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ أَنْكَرَ فَضْلَنَا وَ خُصُوصِیَّتَنَا وَ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ رَبُّنَا لِأَنَّ مَنْ أَنْكَرَ شَیْئاً مِمَّا أَعْطَانَا اللَّهُ فَقَدْ أَنْكَرَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَشِیَّتَهُ فِینَا یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ قَالا لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْكَ قَالَ علیه السلام لَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ رَبُّنَا مَا هُوَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَعْلَی وَ أَكْبَرُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ قُلْنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا الَّذِی أَعْطَاكُمْ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ قَالَ قَدْ أَعْطَانَا رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَنَا لِلِاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی لَوْ شِئْنَا خَرَقَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ وَ نَعْرُجُ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ نَهْبِطُ بِهِ الْأَرْضَ وَ نَغْرُبُ وَ نَشْرُقُ وَ نَنْتَهِی بِهِ إِلَی الْعَرْشِ فَنَجْلِسُ (1) عَلَیْهِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُطِیعُنَا كُلُّ شَیْ ءٍ حَتَّی السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبَالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ وَ الْبِحَارُ وَ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ أَعْطَانَا اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ بِالاسْمِ الْأَعْظَمِ الَّذِی عَلَّمَنَا وَ خَصَّنَا بِهِ وَ مَعَ هَذَا كُلِّهِ نَأْكُلُ وَ نَشْرَبُ وَ نَمْشِی فِی الْأَسْوَاقِ وَ نَعْمَلُ هَذِهِ الْأَشْیَاءَ بِأَمْرِ رَبِّنَا وَ نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُكْرَمُونَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَ جَعَلَنَا مَعْصُومِینَ مُطَهَّرِینَ وَ فَضَّلَنَا عَلَی كَثِیرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِینَ فَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِیَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ وَ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَی الْكافِرِینَ أَعْنِی الْجَاحِدِینَ بِكُلِّ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ مِنَ الْفَضْلِ وَ الْإِحْسَانِ یَا سَلْمَانُ وَ یَا جُنْدَبُ فَهَذَا مَعْرِفَتِی بِالنُّورَانِیَّةِ فَتَمَسَّكْ بِهَا رَاشِداً فَإِنَّهُ لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا حَدَّ الِاسْتِبْصَارِ حَتَّی یَعْرِفَنِی بِالنُّورَانِیَّةِ فَإِذَا عَرَفَنِی بِهَا كَانَ مُسْتَبْصِراً بَالِغاً كَامِلًا قَدْ خَاضَ بَحْراً مِنَ الْعِلْمِ وَ ارْتَقَی دَرَجَةً مِنَ الْفَضْلِ وَ اطَّلَعَ عَلَی سِرٍّ مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ مَكْنُونِ خَزَائِنِهِ (2).
بیان: قوله أنا الذی حملت نوحا ،أقول لو صح صدور الخبر عنه علیه السلام
ص: 7
لاحتمل أن یكون المراد به و بأمثاله أن الأنبیاء علیهم السلام بالاستشفاع بنا و التوسل بأنوارنا رفعت (1) عنهم المكاره و الفتن كما دلت علیه الأخبار الصحیحة.
«2»-وَ حَدَّثَنِی وَالِدِی مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْصِلِیُّ قَالَ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ خَالِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ وَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سُلَیْمَانَ أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: لَمَّا أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَی بَنِی أُمَیَّةَ سَفَكُوا فِیهَا الدَّمَ الْحَرَامَ وَ لَعَنُوا فِیهَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی الْمَنَابِرِ أَلْفَ شَهْرٍ وَ تَبَرَّءُوا مِنْهُ وَ اغْتَالُوا (2) الشِّیعَةَ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ وَ اسْتَأْصَلُوا بُنْیَانَهُمْ مِنَ الدُّنْیَا لِحُطَامِ دُنْیَاهُمْ فَخَوَّفُوا النَّاسَ فِی الْبُلْدَانِ وَ كُلُّ مَنْ لَمْ یَلْعَنْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَمْ یَتَبَرَّأْ مِنْهُ قَتَلُوهُ كَائِناً مَنْ كَانَ قَالَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ فَشَكَوْتُ مِنْ بَنِی أُمَیَّةَ وَ أَشْیَاعِهِمْ إِلَی الْإِمَامِ الْمُبِینِ أَطْهَرِ الطَّاهِرِینَ زَیْنِ الْعِبَادِ وَ سَیِّدِ الزُّهَّادِ وَ خَلِیفَةِ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ قَتَلُونَا تَحْتَ كُلِّ حَجَرٍ وَ مَدَرٍ وَ اسْتَأْصَلُوا شَأْفَتَنَا وَ أَعْلَنُوا لَعْنَ مَوْلَانَا أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَلَی الْمَنَابِرِ وَ الْمَنَارَاتِ وَ الْأَسْوَاقِ وَ الطُّرُقَاتِ وَ تَبَرَّءُوا مِنْهُ حَتَّی إِنَّهُمْ لَیَجْتَمِعُونَ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَلْعَنُونَ عَلِیّاً علیه السلام عَلَانِیَةً لَا یُنْكِرُ ذَلِكَ أَحَدٌ وَ لَا یَنْهَرُ (3) فَإِنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنَّا حَمَلُوا عَلَیْهِ بِأَجْمَعِهِمْ وَ قَالُوا هَذَا رَافِضِیٌّ أَبُو تُرَابِیٌّ وَ أَخَذُوهُ إِلَی سُلْطَانِهِمْ وَ قَالُوا هَذَا ذَكَرَ أَبَا تُرَابٍ بِخَیْرٍ فَضَرَبُوهُ ثُمَّ حَبَسُوهُ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَتَلُوهُ فَلَمَّا سَمِعَ الْإِمَامُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ ذَلِكَ مِنِّی نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ سَیِّدِی مَا أَحْلَمَكَ وَ أَعْظَمَ شَأْنَكَ فِی حِلْمِكَ وَ أَعْلَی سُلْطَانَكَ یَا رَبِّ قَدْ أَمْهَلْتَ (4)
ص: 8
عِبَادَكَ فِی بِلَادِكَ حَتَّی ظَنُّوا أَنَّكَ أَمْهَلْتَهُمْ أَبَداً وَ هَذَا كُلُّهُ بِعَیْنِكَ لَا یُغَالَبُ قَضَاؤُكَ وَ لَا یُرَدُّ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِیرِكَ كَیْفَ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ وَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا قَالَ ثُمَّ دَعَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ ابْنَهُ مُحَمَّداً علیه السلام فَقَالَ یَا بُنَیَّ قَالَ لَبَّیْكَ یَا سَیِّدِی قَالَ إِذَا كَانَ غَداً فَاغْدُ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خُذْ مَعَكَ الْخَیْطَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَ جَبْرَئِیلَ عَلَی جَدِّنَا صلی اللّٰه علیه و آله فَحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً لَیِّناً وَ لَا تُحَرِّكْهُ شَدِیداً اللَّهَ اللَّهَ فَیَهْلِكُ النَّاسُ كُلُّهُمْ قَالَ جَابِرٌ فَبَقِیتُ مُتَفَكِّراً مُتَعَجِّباً مِنْ قَوْلِهِ فَمَا أَدْرِی مَا أَقُولُ لِمَوْلَایَ علیه السلام فَغَدَوْتُ إِلَی مُحَمَّدٍ علیه السلام وَ قَدْ بَقِیَ عَلَیَّ لَیْلٌ حِرْصاً أَنْ أَنْظُرَ إِلَی الْخَیْطِ وَ تَحْرِیكِهِ فَبَیْنَمَا أَنَا عَلَی دَابَّتِی إِذْ خَرَجَ الْإِمَامُ علیه السلام فَقُمْتُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلَامَ وَ قَالَ مَا غَدَا بِكَ فَلَمْ تَكُنْ تَأْتِینَا فِی هَذَا الْوَقْتِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَمِعْتُ أَبَاكَ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ بِالْأَمْسِ خُذِ الْخَیْطَ وَ سِرْ إِلَی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً لَیِّناً وَ لَا تُحَرِّكْهُ تَحْرِیكاً شَدِیداً فَتُهْلِكَ النَّاسَ كُلَّهُمْ فَقَالَ یَا جَابِرُ لَوْ لَا الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ وَ الْأَجَلُ الْمَحْتُومُ وَ الْقَدَرُ الْمَقْدُورُ لَخَسَفْتُ وَ اللَّهِ بِهَذَا الْخَلْقِ الْمَنْكُوسِ فِی طَرْفَةِ عَیْنٍ لَا بَلْ فِی لَحْظَةٍ لَا بَلْ فِی لَمْحَةٍ وَ لَكِنَّنَّا عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ قَالَ قُلْتُ لَهُ یَا سَیِّدِی وَ لِمَ تَفْعَلُ هَذَا بِهِمْ قَالَ مَا حَضَرْتَ أَبِی بِالْأَمْسِ وَ الشِّیعَةُ (1) یَشْكُونَ إِلَیْهِ مَا یَلْقَوْنَ مِنَ النَّاصِبِیَّةِ الْمَلاعِینِ وَ الْقَدَرِیَّةِ الْمُقَصِّرِینَ فَقُلْتُ بَلَی یَا سَیِّدِی قَالَ فَإِنِّی أُرْعِبُهُمْ وَ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یَهْلِكَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ وَ یُطَهِّرَ اللَّهُ مِنْهُمُ الْبِلَادَ وَ یُرِیحَ الْعِبَادَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی فَكَیْفَ تُرْعِبُهُمْ وَ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ یُحْصَوْا قَالَ امْضِ بِنَا إِلَی الْمَسْجِدِ لِأُرِیَكَ قُدْرَةَ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ جَابِرٌ فَمَضَیْتُ مَعَهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ فِی التُّرَابِ وَ كَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ خَیْطاً دَقِیقاً یَفُوحُ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَ كَانَ
ص: 9
أَدَقَّ فِی الْمَنْظَرِ مِنْ خَیْطِ الْمَخِیطِ ثُمَّ قَالَ خُذْ إِلَیْكَ طَرَفَ الْخَیْطِ وَ امْشِ رُوَیْداً وَ إِیَّاكَ ثُمَّ إِیَّاكَ أَنْ تُحَرِّكَهُ قَالَ فَأَخَذْتُ طَرَفَ الْخَیْطِ وَ مَشَیْتُ رُوَیْداً فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قِفْ یَا جَابِرُ فَوَقَفْتُ فَحَرَّكَ الْخَیْطَ تَحْرِیكاً لَیِّناً فَمَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ حَرَّكَهُ مِنْ لِینِهِ ثُمَّ قَالَ نَاوِلْنِی طَرَفَ الْخَیْطِ قَالَ فَنَاوَلْتُهُ فَقُلْتُ مَا فَعَلْتَ بِهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ وَیْحَكَ اخْرُجْ إِلَی النَّاسِ وَ انْظُرْ مَا حَالُهُمْ قَالَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا صِیَاحٌ وَ وَلْوَلَةٌ مِنْ كُلِّ نَاحِیَةٍ وَ زَاوِیَةٍ وَ إِذَا زَلْزَلَةٌ وَ هَدَّةٌ وَ رَجْفَةٌ وَ إِذَا الْهَدَّةُ أَخْرَبَتْ عَامَّةَ دُورِ الْمَدِینَةِ وَ هَلَكَ تَحْتَهَا أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِینَ أَلْفَ رَجُلٍ وَ امْرَأَةٍ وَ إِذَا بِخَلْقٍ یَخْرُجُونَ مِنَ السِّكَكِ لَهُمْ بُكَاءٌ وَ عَوِیلٌ وَ ضَوْضَاةٌ وَ رَنَّةٌ شَدِیدَةٌ وَ هُمْ یَقُولُونَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ قَدْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَ هَلَكَ النَّاسُ وَ آخَرُونَ یَقُولُونَ الزَّلْزَلَةُ وَ الْهَدَّةُ وَ آخَرُونَ یَقُولُونَ الرَّجْفَةُ وَ الْقِیَامَةُ هَلَكَ فِیهَا عَامَّةُ النَّاسِ وَ إِذَا أُنَاسٌ قَدْ أَقْبَلُوا یَبْكُونَ یُرِیدُونَ الْمَسْجِدَ وَ بَعْضُهُمْ یَقُولُونَ لِبَعْضٍ كَیْفَ لَا یُخْسَفُ بِنَا وَ قَدْ تَرَكْنَا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ ظَهَرَ الْفِسْقُ وَ الْفُجُورُ وَ كَثُرَ الزِّنَا وَ الرِّبَا وَ شُرْبُ الْخَمْرِ وَ اللِّوَاطَةُ وَ اللَّهِ لَیَنْزِلَنَّ بِنَا مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَ أَعْظَمُ أَوْ نُصْلِحَ أَنْفُسَنَا قَالَ جَابِرٌ فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً أَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ یَبْكُونَ وَ یَصِیحُونَ وَ یُوَلْوِلُونَ وَ یَغْدُونَ زُمَراً إِلَی الْمَسْجِدِ فَرَحِمْتُهُمْ حَتَّی وَ اللَّهِ بَكَیْتُ لِبُكَائِهِمْ وَ إِذَا لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ أُتُوا وَ أُخِذُوا فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْإِمَامِ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ لَهُ وَ هُمْ یَقُولُونَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَرَی مَا نَزَلَ بِنَا بِحَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَ مَاتُوا فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا فَقَالَ لَهُمْ افْزَعُوا إِلَی الصَّلَاةِ وَ الصَّدَقَةِ وَ الدُّعَاءِ ثُمَّ سَأَلَنِی فَقَالَ یَا جَابِرُ مَا حَالُ النَّاسِ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی لَا تَسْأَلْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ خَرِبَتِ الدُّورُ وَ الْقُصُورُ وَ هَلَكَ النَّاسُ وَ رَأَیْتُهُمْ بِغَیْرِ رَحْمَةٍ فَرَحِمْتُهُمْ فَقَالَ
ص: 10
لَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ أَبَداً أَمَا إِنَّهُ قَدْ بَقِیَ عَلَیْكَ بَقِیَّةٌ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا رَحِمْتَ أَعْدَاءَنَا وَ أَعْدَاءَ أَوْلِیَائِنَا ثُمَّ قَالَ علیه السلام سُحْقاً سُحْقاً بُعْداً بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَ اللَّهِ لَوْ حَرَّكْتُ الْخَیْطَ أَدْنَی تَحْرِیكَةٍ لَهَلَكُوا أَجْمَعِینَ وَ جَعَلَ أَعْلَاهَا أَسْفَلَهَا وَ لَمْ یَبْقَ دَارٌ وَ لَا قَصْرٌ وَ لَكِنْ أَمَرَنِی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ أَنْ لَا أُحَرِّكَهُ شَدِیداً ثُمَّ صَعِدَ الْمَنَارَةَ وَ النَّاسُ لَا یَرَوْنَهُ فَنَادَی بِأَعْلَی صَوْتِهِ أَلَا أَیُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ فَخَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ وَ طَارَتْ أَفْئِدَتُهُمْ وَ هُمْ یَقُولُونَ فِی سُجُودِهِمْ الْأَمَانَ الْأَمَانَ فَإِذَا هُمْ یَسْمَعُونَ الصَّیْحَةَ بِالْحَقِّ وَ لَا یَرَوْنَ الشَّخْصَ ثُمَّ أَشَارَ بِیَدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَنَا أَرَاهُ وَ النَّاسُ لَا یَرَوْنَهُ فَزَلْزَلَتِ الْمَدِینَةُ أَیْضاً زَلْزَلَةً خَفِیفَةً لَیْسَتْ كَالْأُولَی وَ تَهَدَّمَتْ فِیهَا دُورَةٌ كَثِیرَةٌ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ذلِكَ جَزَیْناهُمْ بِبَغْیِهِمْ (1) ثُمَّ تَلَا بَعْدَ مَا نَزَلَ فَلَمَّا (2) جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِیَها سافِلَها وَ أَمْطَرْنا(3) عَلَیْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِینٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِینَ (4) وَ تَلَا علیه السلام فَخَرَّ عَلَیْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَیْثُ لا یَشْعُرُونَ (5) قَالَ وَ خَرَجَتِ الْمُخَدَّرَاتُ فِی الزَّلْزَلَةِ الثَّانِیَةِ مِنْ خُدُورِهِنَّ مُكَشَّفَاتِ الرُّءُوسِ وَ إِذَا الْأَطْفَالُ یَبْكُونَ وَ یَصْرُخُونَ فَلَا یَلْتَفِتُ أَحَدٌ فَلَمَّا بَصُرَ الْبَاقِرُ علیه السلام ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الْخَیْطِ فَجَمَعَهُ فِی كَفِّهِ فَسَكَنَتِ الزَّلْزَلَةُ ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ النَّاسُ لَا یَرَوْنَهُ وَ خَرَجْنَا مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا قَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعُوا إِلَی بَابِ حَانُوتِ الْحَدَّادِ وَ هُمْ خَلْقٌ كَثِیرٌ یَقُولُونَ مَا سَمِعْتُمْ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَدَرَةِ (6) مِنَ
ص: 11
الْهِمَّةِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلَی لَهَمْهَمَةٌ كَثِیرَةٌ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلْ وَ اللَّهِ صَوْتٌ وَ كَلَامٌ وَ صِیَاحٌ كَثِیرٌ وَ لَكُنَّا وَ اللَّهِ لَمْ نَقِفْ عَلَی الْكَلَامِ قَالَ جَابِرٌ فَنَظَرَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی قِصَّتِهِمْ ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ دَأْبُنَا وَ دَأْبُهُمْ إِذَا بَطِرُوا وَ أَشِرُوا وَ تَمَرَّدُوا وَ بَغَوْا أَرْعَبْنَاهُمْ وَ خَوَّفْنَاهُمْ فَإِذَا ارْتَدَعُوا وَ إِلَّا أَذِنَ اللَّهُ فِی خَسْفِهِمْ قَالَ جَابِرٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا هَذَا الْخَیْطُ الَّذِی فِیهِ الْأُعْجُوبَةُ قَالَ هَذِهِ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِلَیْنَا یَا جَابِرُ إِنَّ لَنَا عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَ مَكَاناً رَفِیعاً وَ لَوْ لَا نَحْنُ لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ أَرْضاً وَ لَا سَمَاءً وَ لَا جَنَّةً وَ لَا نَاراً وَ لَا شَمْساً وَ لَا قَمَراً وَ لَا بَرّاً وَ لَا بَحْراً وَ لَا سَهْلًا وَ لَا جَبَلًا وَ لَا رَطْباً وَ لَا یَابِساً وَ لَا حُلْواً وَ لَا مُرّاً وَ لَا مَاءً وَ لَا نَبَاتاً وَ لَا شَجَراً اخْتَرَعَنَا اللَّهُ مِنْ نُورِ ذَاتِهِ لَا یُقَاسُ بِنَا بَشَرٌ بِنَا أَنْقَذَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِنَا هَدَاكُمُ اللَّهُ وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ دَلَلْنَاكُمْ عَلَی رَبِّكُمْ فَقِفُوا عَلَی أَمْرِنَا وَ نَهْیِنَا وَ لَا تَرُدُّوا كُلَّ مَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ مِنَّا فَأَنَا أَكْبَرُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَرْفَعُ مِنْ جَمِیعِ مَا یَرِدُ عَلَیْكُمْ مَا فَهِمْتُمُوهُ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ وَ مَا جَهِلْتُمُوهُ فَكِلُوا أَمْرَهُ إِلَیْنَا وَ قُولُوا أَئِمَّتُنَا أَعْلَمُ بِمَا قَالُوا قَالَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُ أَمِیرُ الْمَدِینَةِ رَاكِباً وَ حَوَالَیْهِ حُرَّاسُهُ وَ هُمْ یُنَادُونَ فِی النَّاسِ مَعَاشِرَ النَّاسِ احْضُرُوا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ تَقَرَّبُوا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ لَعَلَّ اللَّهَ یَصْرِفُ عَنْكُمُ الْعَذَابَ فَلَمَّا بَصُرُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ علیهما السلام تَبَادَرُوا نَحْوَهُ وَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ مَا تَرَی مَا نَزَلَ بِأُمَّةِ جَدِّكَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله هَلَكُوا وَ فَنُوا عَنْ آخِرِهِمْ أَیْنَ أَبُوكَ حَتَّی نَسْأَلَهُ أَنْ یَخْرُجَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ نَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَی اللَّهِ لِیَرْفَعَ اللَّهُ بِهِ عَنْ أُمَّةِ جَدِّكَ هَذَا الْبَلَاءَ قَالَ لَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام یَفْعَلُ اللَّهُ تَعَالَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَصْلِحُوا أَنْفُسَكُمْ وَ عَلَیْكُمْ بِالتَّضَرُّعِ وَ التَّوْبَةِ وَ الْوَرَعِ وَ النَّهْیِ عَمَّا أَنْتُمْ عَلَیْهِ فَإِنَّهُ لَا یَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ قَالَ جَابِرٌ فَأَتَیْنَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ هُوَ یُصَلِّی فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ
ص: 12
صَلاَتِهِ وَ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ مَا خَبَرُ النَّاسِ فَقَالَ ذَلِكَ لَقَدْ رَأَی مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لاَ زَالَ مُتَعَجِّباً مِنْهَا قَالَ جَابِرٌ إِنَّ سُلْطَانَهُمْ سَأَلَنَا أَنْ نَسْأَلَكَ أَنْ تَحْضُرَ إِلَی اَلْمَسْجِدِ حَتَّی یَجْتَمِعَ النَّاسُ یَدْعُونَ وَ یَتَضَرَّعُونَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْأَلُونَهُ الْإِقَالَةَ قَالَ فَتَبَسَّمَ علیه السلام ثُمَّ تَلاَ أَ وَ لَمْ تَكُ تَأْتِیكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَیِّنَاتِ قالُوا بَلیَ قَالُوا فَادْعُوا وَ مَا دُعَاءُ الْكَافِرِینَ إِلاَّ فِی ضَلاَلٍ (1)وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَیْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَ كَلَّمَهُمُ الْمَوْتی وَ حَشَرْنا عَلَیْهِمْ كُلَّ شَیْ ءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِیُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ یَجْهَلُونَ (2) فَقُلْتُ سَیِّدِی الْعَجْبُ أَنَّهُمْ لَا یَدْرُونَ مِنْ أَیْنَ أُتُوا قَالَ أَجَلْ ثُمَّ تَلَا فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا وَ ما كانُوا بِآیاتِنا یَجْحَدُونَ (3) وَ هِیَ وَ اللَّهِ آیَاتُنَا وَ هَذِهِ أَحَدُهَا وَ هِیَ وَ اللَّهِ وَلَایَتُنَا یَا جَابِرُ مَا تَقُولُ فِی قَوْمٍ أَمَاتُوا سُنَّتَنَا وَ تَوَالَوْا أَعْدَاءَنَا وَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَنَا (4) فَظَلَمُونَا وَ غَصَبُونَا وَ أَحْیَوْا سُنَنَ الظَّالِمِینَ وَ سَارُوا بِسِیرَةِ الْفَاسِقِینَ قَالَ جَابِرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی مَنَّ عَلَیَّ بِمَعْرِفَتِكُمْ وَ أَلْهَمَنِی فَضْلَكُمْ وَ وَفَّقَنِی لِطَاعَتِكُمْ مُوَالاةَ مَوَالِیكُمْ وَ مُعَادَاةَ أَعْدَائِكُمْ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَا جَابِرُ أَ وَ تَدْرِی مَا الْمَعْرِفَةُ الْمَعْرِفَةُ إِثْبَاتُ التَّوْحِیدِ أَوَّلًا ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِی ثَانِیاً ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَبْوَابِ ثَالِثاً ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَنَامِ (5) رَابِعاً ثُمَّ مَعْرِفَةُ الْأَرْكَانِ خَامِساً ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّقَبَاءِ سَادِساً ثُمَّ مَعْرِفَةُ النُّجَبَاءِ سَابِعاً وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّی لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّی وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (6)
ص: 13
وَ تَلَا أَیْضاً وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (1) یَا جَابِرُ إِثْبَاتُ التَّوْحِیدِ وَ مَعْرِفَةُ الْمَعَانِی أَمَّا إِثْبَاتُ التَّوْحِیدِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ الْقَدِیمِ الْغَائِبِ الَّذِی لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ هُوَ غَیْبٌ بَاطِنٌ سَتُدْرِكُهُ كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَ أَمَّا الْمَعَانِی فَنَحْنُ مَعَانِیهِ وَ مَظَاهِرُهُ فِیكُمْ اخْتَرَعَنَا مِنْ نُورِ ذَاتِهِ وَ فَوَّضَ إِلَیْنَا أُمُورَ عِبَادِهِ فَنَحْنُ نَفْعَلُ بِإِذْنِهِ مَا نَشَاءُ وَ نَحْنُ إِذَا شِئْنَا شَاءَ اللَّهُ وَ إِذَا أَرَدْنَا أَرَادَ اللَّهُ وَ نَحْنُ أَحَلَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْمَحَلَّ وَ اصْطَفَانَا مِنْ بَیْنِ عِبَادِهِ وَ جَعَلَنَا حُجَّتَهُ فِی بِلَادِهِ فَمَنْ أَنْكَرَ شَیْئاً وَ رَدَّهُ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ وَ كَفَرَ بِآیَاتِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ یَا جَابِرُ مَنْ عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَی بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَقَدْ أَثْبَتَ التَّوْحِیدَ لِأَنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ مُوَافِقَةٌ لِمَا فِی الْكِتَابِ الْمُنْزَلِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِكُ الْأَبْصارَ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (2) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (3) قَالَ جَابِرٌ یَا سَیِّدِی مَا أَقَلَّ أَصْحَابِی قَالَ علیه السلام هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ أَ تَدْرِی كَمْ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ أَصْحَابِكَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كُنْتُ أَظُنُّ فِی كُلِّ بَلْدَةٍ مَا بَیْنَ الْمِائَةِ إِلَی الْمِائَتَیْنِ وَ فِی كُلِّ مَا بَیْنَ الْأَلْفِ إِلَی الْأَلْفَیْنِ (4) بَلْ كُنْتُ أَظُنُّ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَ نَوَاحِیهِ قَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ خَالِفْ ظَنَّكَ وَ قَصِّرْ رَأْیَكَ أُولَئِكَ الْمُقَصِّرُونَ وَ لَیْسُوا لَكَ بِأَصْحَابٍ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْمُقَصِّرُ قَالَ الَّذِینَ قَصَّرُوا فِی مَعْرِفَةِ الْأَئِمَّةِ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنْ أَمْرِهِ وَ رُوحِهِ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَا مَعْرِفَةُ رُوحِهِ قَالَ علیه السلام أَنْ یُعْرَفَ كُلُّ مَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالرُّوحِ فَقَدْ فَوَّضَ إِلَیْهِ أَمْرَهُ یَخْلُقُ بِإِذْنِهِ
ص: 14
وَ یُحْیِی بِإِذْنِهِ وَ یَعْلَمُ الْغَیْرَ مَا فِی الضَّمَائِرِ وَ یَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ هَذَا الرُّوحَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی فَمَنْ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَی بِهَذَا الرُّوحِ فَهَذَا كَامِلٌ غَیْرُ نَاقِصٍ یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ بِإِذْنِ اللَّهِ یَسِیرُ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ فِی لَحْظَةٍ وَاحِدَةٍ یَعْرُجُ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ یَنْزِلُ بِهِ إِلَی الْأَرْضِ وَ یَفْعَلُ مَا شَاءَ وَ أَرَادَ قُلْتُ یَا سَیِّدِی أَوْجِدْنِی بَیَانَ هَذَا الرُّوحِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنَّهُ مِنْ أَمْرٍ خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَی بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمِ اقْرَأْ هَذِهِ الْآیَةَ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (1) قَوْلُهُ تَعَالَی أُولئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (2) قُلْتُ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ كَمَا فَرَّجْتَ عَنِّی وَ وَفَّقْتَنِی عَلَی مَعْرِفَةِ الرُّوحِ وَ الْأَمْرِ ثُمَّ قُلْتُ یَا سَیِّدِی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْكَ فَأَكْثَرُ الشِّیعَةِ مُقَصِّرُونَ وَ أَنَا مَا أَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِی عَلَی هَذِهِ الصِّفَةِ وَاحِداً قَالَ یَا جَابِرُ فَإِنْ لَمْ تَعْرِفْ مِنْهُمْ أَحَداً فَإِنِّی أَعْرَفُ مِنْهُمْ نَفَراً قَلَائِلَ یَأْتُونَ وَ یُسَلِّمُونَ وَ یَتَعَلَّمُونَ مِنِّی سِرَّنَا وَ مَكْنُونَنَا وَ بَاطِنَ عُلُومِنَا قُلْتُ إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ أَصْحَابَهُ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الصِّفَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ذَلِكَ أَنِّی سَمِعْتُ مِنْهُمْ سِرّاً مِنْ أَسْرَارِكُمْ وَ بَاطِناً مِنْ عُلُومِكُمْ وَ لَا أَظُنُّ إِلَّا وَ قَدْ كَمَلُوا وَ بَلَغُوا قَالَ یَا جَابِرُ ادْعُهُمْ غَداً وَ أَحْضِرْهُمْ مَعَكَ قَالَ فَأَحْضَرْتُهُمْ مِنَ الْغَدِ فَسَلَّمُوا عَلَی الْإِمَامِ علیه السلام وَ بَجَّلُوهُ وَ وَقَّرُوهُ وَ وَقَفُوا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكَ وَ قَدْ بَقِیَتْ عَلَیْهِمْ بَقِیَّةٌ أَ تُقِرُّونَ أَیُّهَا النَّفَرُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ یَحْكُمُ ما یُرِیدُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ قَالُوا نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ وَ یَحْكُمُ ما یُرِیدُ قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ قَدِ اسْتَبْصَرُوا وَ عَرَفُوا وَ بَلَغُوا قَالَ یَا جَابِرُ لَا تَعْجَلْ بِمَا لَا تَعْلَمُ فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً
ص: 15
فَقَالَ علیه السلام سَلْهُمْ هَلْ یَقْدِرُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَنْ یَصِیرَ صُورَةَ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ قَالَ جَابِرٌ فَسَأَلْتُهُمْ فَأَمْسَكُوا وَ سَكَتُوا قَالَ علیه السلام یَا جَابِرُ سَلْهُمْ هَلْ یَقْدِرُ مُحَمَّدٌ أَنْ یَصِیرَ بِصُورَتِی قَالَ جَابِرٌ فَسَأَلْتُهُمْ فَأَمْسَكُوا وَ سَكَتُوا قَالَ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا جَابِرُ هَذَا مَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُمْ قَدْ بَقِیَ عَلَیْهِمُ بَقِیَّةٌ فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَكُمْ مَا تُجِیبُونَ إِمَامَكُمْ فَسَكَتُوا وَ شَكَوْا فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ وَ قَالَ یَا جَابِرُ هَذَا مَا أَخْبَرْتُكَ بِهِ قَدْ بَقِیَتْ عَلَیْهِمْ بَقِیَّةٌ وَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ یَتَسَاءَلُونَ قَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا عِلْمَ لَنَا فَعَلِّمْنَا قَالَ فَنَظَرَ الْإِمَامُ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ علیه السلام وَ قَالَ لَهُمْ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُكَ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ أَنَا قَالَ أَبُوهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ قَالَ فَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ لَمْ نَفْهَمْ فَإِذَا مُحَمَّدٌ بِصُورَةِ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ إِذَا عَلِیٌّ بِصُورَةِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ قَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَالَ الْإِمَامُ علیه السلام لَا تَعْجَبُوا مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ قَالَ مُحَمَّدٌ یَا قَوْمُ لَا تَعْجَبُوا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَنَا عَلِیٌّ وَ عَلِیٌّ أَنَا وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ وَ رُوحُنَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ وَ كُلُّنَا مُحَمَّدٌ قَالَ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ خَرُّوا لِوُجُوهِهِمْ سُجَّداً وَ هُمْ یَقُولُونَ آمَنَّا بِوَلَایَتِكُمْ وَ بِسِرِّكُمْ وَ بِعَلَانِیَتِكُمْ وَ أَقْرَرْنَا بِخَصَائِصِكُمْ فَقَالَ الْإِمَامُ زَیْنُ الْعَابِدِینَ یَا قَوْمُ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَأَنْتُمُ الْآنَ الْعَارِفُونَ الْفَائِزُونَ الْمُسْتَبْصِرُونَ وَ أَنْتُمُ الْكَامِلُونَ الْبَالِغُونَ اللَّهَ اللَّهَ لَا تُطْلِعُوا أَحَداً مِنَ الْمُقَصِّرِینَ الْمُسْتَضْعَفِینَ عَلَی مَا رَأَیْتُمْ مِنِّی وَ مِنْ مُحَمَّدٍ فَیُشَنِّعُوا عَلَیْكُمْ وَ یُكَذِّبُوكُمْ قَالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا قَالَ علیه السلام فَانْصَرِفُوا رَاشِدِینَ كَامِلِینَ فَانْصَرَفُوا قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ سَیِّدِی وَ كُلُّ مَنْ لَا یَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ عَلَی الْوَجْهِ الَّذِی صَنَعْتَهُ وَ بَیَّنْتَهُ إِلَّا أَنَّ عِنْدَهُ مَحَبَّةً وَ یَقُولُ بِفَضْلِكُمْ وَ یَتَبَرَّأُ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مَا یَكُونُ حَالُهُ قَالَ علیه السلام یَكُونُ فِی خَیْرٍ إِلَی أَنْ یَبْلُغُوا قَالَ جَابِرٌ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ شَیْ ءٌ یُقَصِّرُهُمْ قَالَ علیه السلام نَعَمْ إِذَا قَصَّرُوا فِی حُقُوقِ إِخْوَانِهِمْ وَ لَمْ یُشَارِكُوهُمْ فِی أَمْوَالِهِمْ وَ فِی سِرِّ أُمُورِهِمْ وَ عَلَانِیَتِهِمْ
ص: 16
وَ اسْتَبَدُّوا بِحُطَامِ الدُّنْیَا دُونَهُمْ فَهُنَالِكَ یُسْلَبُ الْمَعْرُوفُ وَ یُسْلَخُ مِنْ دُونِهِ سَلْخاً وَ یُصِیبُهُ مِنْ آفَاتِ هَذِهِ الدُّنْیَا وَ بَلَائِهَا مَا لَا یُطِیقُهُ وَ لَا یَحْتَمِلُهُ مِنَ الْأَوْجَاعِ فِی نَفْسِهِ وَ ذَهَابِ مَالِهِ وَ تَشَتُّتِ شَمْلِهِ لِمَا قَصَّرَ فِی بِرِّ إِخْوَانِهِ قَالَ جَابِرٌ فَاغْتَمَمْتُ وَ اللَّهِ غَمّاً شَدِیداً وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ قَالَ علیه السلام یَفْرَحُ لِفَرَحِهِ إِذَا فَرَحَ وَ یَحْزَنُ لِحُزْنِهِ إِذَا حَزِنَ وَ یُنْفِذُ أُمُورَهُ كُلَّهَا فَیُحَصِّلُهَا وَ لَا یَغْتَمُّ لِشَیْ ءٍ مِنْ حُطَامِ الدُّنْیَا الْفَانِیَةِ إِلَّا وَاسَاهُ حَتَّی یَجْرِیَانِ فِی الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ فِی قَرْنٍ وَاحِدٍ قُلْتُ یَا سَیِّدِی فَكَیْفَ أَوْجَبَ اللَّهُ كُلَّ هَذَا لِلْمُؤْمِنِ عَلَی أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ قَالَ علیه السلام لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو الْمُؤْمِنِ لِأَبِیهِ وَ أُمِّهِ عَلَی هَذَا الْأَمْرِ لَا یَكُونُ أَخَاهُ وَ هُوَ أَحَقُّ بِمَا یَمْلِكُهُ قَالَ جَابِرٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ مَنْ یَقْدِرُ عَلَی ذَلِكَ قَالَ علیه السلام مَنْ یُرِیدُ أَنْ یَقْرَعَ أَبْوَابَ الْجِنَانِ وَ یُعَانِقَ الْحُورَ الْحِسَانَ وَ یَجْتَمِعَ مَعَنَا فِی دَارِ السَّلَامِ قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ هَلَكْتُ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لِأَنِّی قَصَّرْتُ فِی حُقُوقِ إِخْوَانِی وَ لَمْ أَعْلَمْ أَنَّهُ یَلْزَمُنِی عَلَی التَّقْصِیرِ كُلُّ هَذَا وَ لَا عُشْرُهُ وَ أَنَا أَتُوبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِمَّا كَانَ مِنِّی مِنَ التَّقْصِیرِ فِی رِعَایَةِ حُقُوقِ إِخْوَانِیَ الْمُؤْمِنِینَ (1).
بیان: قال الجوهری الشأفة قرحة تخرج فی أسفل القدم فتكوی فتذهب یقال فی المثل استأصل اللّٰه شأفته أی أذهبه اللّٰه كما أذهب تلك القرحة بالكی و فی القاموس أمهله رفق به و مهله تمهیلا أجله و المخیط كمنبر ما خیط به الثوب و قال الضوضاة أصوات الناس و جلبتهم.
أقول: إنما أفردت لهذه الأخبار بابا لعدم صحة أسانیدها و غرابة مضامینها فلا نحكم بصحتها و لا ببطلانها و نرد علمها إلیهم علیهم السلام.
ص: 17
«1»-شا، الإرشاد ج، الإحتجاج كَانَ الصَّادِقُ علیه السلام یَقُولُ عِلْمُنَا غَابِرٌ وَ مَزْبُورٌ وَ نَكْتٌ فِی الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِی الْأَسْمَاعِ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ وَ الْجَفْرَ الْأَبْیَضَ وَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ فِیهَا جَمِیعُ مَا تَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ فَسُئِلَ عَنْ تَفْسِیرِ هَذَا الْكَلَامِ فَقَالَ أَمَّا الْغَابِرُ فَالْعِلْمُ بِمَا یَكُونُ وَ أَمَّا الْمَزْبُورُ فَالْعِلْمُ بِمَا كَانَ وَ أَمَّا النَّكْتُ فِی الْقُلُوبِ فَهُوَ الْإِلْهَامُ وَ أَمَّا النَّقْرُ فِی الْأَسْمَاعِ فَحَدِیثُ الْمَلَائِكَةِ علیهم السلام نَسْمَعُ كَلَامَهُمْ وَ لَا نَرَی أَشْخَاصَهُمْ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ فَوِعَاءٌ فِیهِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَنْ یَخْرُجَ حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ أَمَّا الْجَفْرُ الْأَبْیَضُ فَوِعَاءٌ فِیهِ تَوْرَاةُ مُوسَی وَ إِنْجِیلُ عِیسَی وَ زَبُورُ دَاوُدَ وَ كُتُبُ اللَّهِ الْأُولَی وَ أَمَّا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام فَفِیهِ مَا یَكُونُ مِنْ حَادِثٍ وَ أَسْمَاءُ مَنْ یَمْلِكُ (1) إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَ أَمَّا الْجَامِعَةُ فَهُوَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فَلْقِ فِیهِ وَ خَطُّ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام بِیَدِهِ فِیهِ وَ اللَّهِ جَمِیعُ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ حَتَّی إِنَّ فِیهِ أَرْشَ الْخَدْشِ وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ (2).
بیان: قال الجوهری كلمنی من فلق فیه بالكسر و یفتح أی من شقه.
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ
ص: 18
عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ جَمَاعَةٍ مِنْ رِجَالِهِ وَ غَیْرِهِمْ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الَّذِی یَسْأَلُ عَنْهُ الْإِمَامُ علیه السلام وَ لَیْسَ عِنْدَهُ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَیْنَ یَعْلَمُهُ قَالَ یُنْكَتُ فِی الْقَلْبِ نَكْتاً أَوْ یَنْقُرُ فِی الْأُذُنِ نَقْراً وَ قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا سُئِلَ الْإِمَامُ كَیْفَ یُجِیبُ قَالَ إِلْهَامٌ أَوْ إِسْمَاعٌ (1) وَ رُبَّمَا كَانَا جَمِیعاً (2).
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّلْتِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُؤْتَی فِی مَنَامِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَسْمَعُ الصَّوْتَ مِثْلَ صَوْتِ السِّلْسِلَةِ فِی الطَّشْتِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَأْتِیهِ صُورَةٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنَّا مَنْ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ وَ مِنَّا مَنْ یُقْذَفُ (3) فِی قَلْبِهِ وَ مِنَّا مَنْ یُخَاطَبُ وَ قَالَ علیه السلام إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُعَایِنُ مُعَایَنَةً وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُنْقَرُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ كَیْتَ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَسْمَعُ كَمَا یَقَعُ السِّلْسِلَةُ فِی الطَّشْتِ قَالَ قُلْتُ وَ الَّذِی یُعَایِنُونَ مَا هُوَ قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (4).
بیان: لعل النكت و القذف نوعان من الإلهام و المراد بالمعاینة معاینة روح القدس و هو لیس من الملائكة مع أنه یحتمل أن تكون معاینة فی غیر وقت المخاطبة.
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ إِلَی الرِّضَا علیه السلام عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا یَنْقَلِبُ جَنَاحُ طَائِرٍ فِی الْهَوَاءِ إِلَّا وَ عِنْدَنَا فِیهِ عِلْمٌ (5).
«5»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی صَحِیفَةٍ مِنَ الْحُدُودِ ثُلُثَ
ص: 19
جَلْدَةٍ مَنْ تَعَدَّی ذَلِكَ كَانَ عَلَیْهِ حَدُّ جَلْدَةٍ (1).
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَذْكُرُونَ أَنَّ عِنْدَكُمْ صَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ النَّاسُ وَ أَنَّ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ إِنَّمَا هُوَ أَثَرٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ الْعِلْمَ (2) الَّذِی یَحْدُثُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ (3).
«7»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ بِشْرٍ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَكُمُ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ وَ الزَّبُورُ وَ مَا فِی الصُّحُفِ الْأُولی صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی قَالَ نَعَمْ قُلْتُ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ الْأَكْبَرُ قَالَ یَا حُمْرَانُ لَوْ لَمْ یَكُنْ غَیْرَ مَا كَانَ وَ لَكِنْ مَا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ عِلْمُهُ عِنْدَنَا أَعْظَمُ (4).
بیان: لو لم یكن أی لو لم یكن لنا علم غیر العلم الذی كان للسابقین كان ما ذكر العلم الأكبر و لكن ما یحدث من العلم عندنا أكبر. أقول هاهنا إشكال قوی و هو أنه لما دلت الأخبار الكثیرة علی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان یعلم علم ما كان و ما یكون و جمع الشرائع و الأحكام و قد علم جمیع ذلك علیا علیه السلام و علم علی الحسن علیهما السلام و هكذا فأی شی ء یبقی حتی یحدث لهم باللیل و النهار. و یمكن أن یجاب عنه بوجوه الأول ما قیل إن العلم لیس یحصل بالسماع
ص: 20
و قراءة الكتب و حفظها فإن ذلك تقلید و إنما العلم ما یفیض من عند اللّٰه سبحانه علی قلب المؤمن یوما فیوما و ساعة فساعة فیكشف به من الحقائق ما تطمئن به النفس و ینشرح له الصدر و یتنور به القلب و الحاصل أن ذلك مؤكد و مقرر لما علم سابقا یوجب مزید الإیمان و الیقین و الكرامة و الشرف بإفاضة العلم علیهم بغیر واسطة المرسلین. الثانی أن یفیض علیهم علیهم السلام تفاصیل عندهم مجملاتها و إن أمكنهم استخراج التفاصیل مما عندهم من أصول العلم و مواده.
الثالث أن یكون مبنیا علی البداء فإن فیما علموا سابقا ما یحتمل البداء و التغییر فإذا ألهموا بما غیر من ذلك بعد الإفاضة علی أرواح من تقدم من الحجج أو أكد ما علموا بأنه حتمی لا یقبل التغییر كان ذلك أقوی علومهم أشرفها.
الرابع كما هو (1) أقوی عندی و هو أنهم علیهم السلام فی النشأتین سابقا علی الحیاة البدنی و لاحقا بعد وفاتهم یعرجون فی المعارف الربانیة الغیر المتناهیة علی مدارج الكمال إذ لا غایة لعرفانه تعالی و قربه و یظهر ذلك من كثیر الأخبار. و ظاهر أنهم إذا تعلموا فی بدو إمامتهم علما لا یقفون فی تلك المرتبة و یحصل لهم بسبب مزید القرب و الطاعات زوائد العلم و الحكم و الترقیات فی معرفة الرب تعالی و كیف لا یحصل لهم و یحصل ذلك لسائر الخلق مع نقص قابلیتهم و استعدادهم فهم علیهم السلام أولی بذلك و أحری. و لعل هذا أحد وجوه استغفارهم و توبتهم فی كل یوم سبعین مرة و أكثر إذ عند عروجهم إلی كل درجة رفیعة من درجات العرفان یرون أنهم كانوا فی المرتبة السابقة فی النقصان فیستغفرون منها و یتوبون إلیه تعالی و هذه جملة ما حل فی حل هذا الإشكال ببالی و أستغفر اللّٰه مما لا یرتضیه من قولی و فعالی.
«8»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَمِعْنَاهُ یَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَی
ص: 21
النَّاسِ وَ إِنَّ النَّاسَ لَیَحْتَاجُونَ إِلَیْنَا إِنَّ عِنْدَنَا الصَّحِیفَةَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِخَطِّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا وَ عَلَی أَوْلَادِهِمَا فِیهَا مِنْ كُلِّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَنَا فَتَدْخُلُونَ عَلَیْنَا فَنَعْرِفُ خِیَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ (1).
«9»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَامِعَةِ قَالَ تِلْكَ صَحِیفَةٌ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِی عَرْضِ الْأَدِیمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِیهَا كُلُّ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَیْسَ مِنْ قَضِیَّةٍ إِلَّا هِیَ فِیهَا حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (2).
بیان: الأدیم الجلد أو أحمره أو مدبوغه و الفالج الجمل الضخم ذو السنامین یحمل من السند للفحل.
«10»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام بِیَدِهِ مَا مِنْ حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (3).
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ وَ مَا یُدْرِیهِمْ مَا الْجَامِعَةُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْجَامِعَةُ قَالَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْلَاهُ مِنْ فَلْقِ فِیهِ وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَمِینِهِ فِیهَا كُلُّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ حَتَّی الْأَرْشُ فِی الْخَدْشِ (4).
«12»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَشَارَ إِلَی بَیْتٍ كَبِیرٍ وَ قَالَ یَا
ص: 22
حُمْرَانُ إِنَّ فِی هَذَا الْبَیْتِ صَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِخَطِّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ وَلِینَا النَّاسَ لَحَكَمْنَا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَمْ نَعْدُ مَا فِی هَذِهِ الصَّحِیفَةِ (1).
«13»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً أَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ إِنَّ فِیهَا لَجَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ حَتَّی أَرَشَ الْخَدْشِ (2).
«14»-أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً مِنْ كُتُبِ عَلِیٍّ علیه السلام طُولُهَا سَبْعُونَ ذَرْعاً فَنَحْنُ نَتَّبِعُ مَا فِیهَا لَا نَعْدُوهَا وَ سَأَلْتُهُ عَنْ مِیرَاثِ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ أَ جَوَامِعُ هُوَ مِنَ الْعِلْمِ أَمْ فِیهِ تَفْسِیرُ كُلِّ شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ الَّتِی تَتَكَلَّمُ فِیهِ النَّاسُ مِثْلِ الطَّلَاقِ وَ الْفَرَائِضِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَتَبَ الْعِلْمَ كُلَّهُ الْقَضَاءَ وَ الْفَرَائِضَ فَلَوْ ظَهَرَ أَمْرُنَا لَمْ یَكُنْ شَیْ ءٌ إِلَّا فِیهِ سُنَّةٌ نُمْضِیهَا (3).
«15»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِیفَةً یُقَالُ لَهَا الْجَامِعَةُ مَا مِنْ حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا حَتَّی أَرْشِ الْخَدْشِ (5).
«16»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ (6) قَالَ: أَخْرَجَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام صَحِیفَةً فِیهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْفَرَائِضُ قُلْتُ مَا هَذِهِ قَالَ هَذِهِ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ قَالَ قُلْتُ فَمَا تُبْلَی قَالَ فَمَا یُبْلِیهَا قُلْتُ وَ مَا تُدْرَسُ قَالَ وَ مَا یَدْرُسُهَا قَالَ هِیَ الْجَامِعَةُ (7) أَوْ مِنَ الْجَامِعَةِ.
ص: 23
بیان: قوله علیه السلام فما یبلیها أی أی شی ء یقدر علی إبلائها و اللّٰه حافظها لنا أو لا تقع علیها الأیدی كثیرا حتی تبلی أو تدرس و تمحی.
«17»-یر یَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّازِیُّ الْحَرِیرِیُّ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ (1) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی إِنَّ فِیهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (2).
«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْواً مِنْ سِتِّینَ رَجُلًا قَالَ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا حَتَّی إِنَّ فِیهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (3).
«19»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عِنْدِی لَصَحِیفَةً فِیهَا تِسْعَ عَشْرَةَ صَحِیفَةً قَدْ (4) حَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
«20»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ فِی یَدِهِ صَحِیفَةٌ فَغَطَّاهَا مِنِّی بِطَیْلَسَانِهِ ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَقَرَأَهَا عَلَیَّ إِنَّ مَا یُحَدِّثُ بِهَا الْمُرْسَلُونَ كَصَوْتِ السِّلْسِلَةِ أَوْ كَمُنَاجَاةِ الرَّجُلِ صَاحِبَهُ (6).
بیان: إن ما یحدث إلی آخره هو الذی قرأه علیه السلام من تلك الصحیفة.
«21»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یُونُسَ عَنْ مُعَتِّبٍ قَالَ قَالَ: أَخْرَجَ
ص: 24
إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَحِیفَةً عَتِیقَةً مِنْ صُحُفِ عَلِیٍّ علیه السلام فَإِذَا فِیهَا مَا نَقُولُ إِذَا جَلَسْنَا لِنَتَشَهَّدَ (1).
«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ ذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطِّ عَلِیٍّ علیه السلام فِیهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (2).
«23»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً فِیهَا مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی إِنَّ فِیهَا أَرْشَ الْخَدْشِ (3).
«24»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سُوَیْدٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَدَعَا بِالْجَامِعَةِ فَنَظَرَ فِیهَا جَعْفَرٌ (4) فَإِذَا هُوَ فِیهَا الْمَرْأَةُ تَمُوتُ وَ تَتْرُكُ زَوْجَهَا لَیْسَ لَهَا وَارِثٌ غَیْرُهُ قَالَ فَلَهُ الْمَالُ كُلُّهُ (5).
«25»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ فِی الْبَیْتِ صَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ إِلَّا وَ (هُوَ) فِیهَا حَتَّی أَرْشِ الْخَدْشِ (6).
«26»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ إِمْلَاءُ (7) رَسُولِ اللَّهِ
ص: 25
صلی اللّٰه علیه و آله وَكَتَبَهَا عَلیٌّ بِیَدِهِ صَلَوَاتُ اللّٰهِ عَلَیهِ.(1)
«27»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَدْ فَنِیَتْ أَیَّامُكَ وَ ذَهَبَتْ دُنْیَاكَ وَ احْتَجْتَ إِلَی لِقَاءِ رَبِّكَ فَرَفَعَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ بَاسِطاً وَ قَالَ اللَّهُمَّ عِدَتَكَ الَّتِی وَعَدْتَنِی إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِیعَادَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ ائْتِ أُحُداً أَنْتَ وَ مَنْ تَثِقُ بِهِ فَأَعَادَ الدُّعَاءَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ امْضِ أَنْتَ وَ ابْنُ عَمِّكَ حَتَّی تَأْتِیَ أُحُداً ثُمَّ اصْعَدْ (2) عَلَی ظَهْرِهِ فَاجْعَلِ الْقِبْلَةَ فِی ظَهْرِكَ ثُمَّ ادْعُ وَحْشَ الْجَبَلِ تُجِبْكَ فَإِذَا أَجَابَتْكَ فَاعْمِدْ إِلَی جَفْرَةٍ مِنْهُنَّ أُنْثَی وَ هِیَ (3) تُدْعَی الْجَفْرَةَ حِینَ نَاهَدَ قَرْنَاهَا الطُّلُوعَ وَ تَشْخُبُ أَوْدَاجُهَا دَماً وَ هِیَ الَّتِی لَكَ فَمُرِ ابْنَ عَمِّكَ لِیَقُمْ إِلَیْهَا فَیَذْبَحُهَا (4) وَ یَسْلَخُهَا مِنْ قِبَلِ الرَّقَبَةِ وَ یَقْلِبُ دَاخِلَهَا فَتَجِدُهُ مَدْبُوغاً (5) وَ سَأُنْزِلُ عَلَیْكَ الرُّوحَ (6) وَ جَبْرَئِیلَ مَعَهُ دَوَاةٌ وَ قَلَمٌ وَ مِدَادٌ لَیْسَ هُوَ مِنْ مِدَادِ الْأَرْضِ یَبْقَی الْمِدَادُ وَ یَبْقَی الْجِلْدُ لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ وَ لَا یُبْلِیهِ التُّرَابُ لَا یَزْدَادُ كُلَّمَا یُنْشَرُ إِلَّا جِدَّةً غَیْرَ أَنَّهُ یَكُونُ مَحْفُوظاً مَسْتُوراً فَیَأْتِی وَحْیٌ یُعْلِمُ بِمَا كَانَ (7) وَ مَا یَكُونُ إِلَیْكَ وَ تُمْلِیهِ عَلَی ابْنِ عَمِّكَ وَ لْیَكْتُبْ وَ یَمُدُّ (8) مِنْ تِلْكَ الدَّوَاةِ فَمَضَی صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْجَبَلِ فَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ فَصَادَفَ مَا وَصَفَ لَهُ رَبُّهُ فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِی سَلْخِ الْجَفْرَةِ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ وَ الرُّوحُ الْأَمِینُ وَ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یُحْصِی عَدَدَهُمْ
ص: 26
إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ ثُمَّ وَضَعَ عَلِیٌّ علیه السلام الْجِلْدَ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ جَاءَتْهُ الدَّوَاةُ (1) وَ الْمِدَادُ أَخْضَرَ كَهَیْئَةِ الْبَقْلِ وَ أَشَدَّ خُضْرَةً وَ أَنْوَرَ ثُمَّ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ یُمْلِی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ یَكْتُبُ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَّهُ یَصِفُ كُلَّ زَمَانٍ وَ مَا فِیهِ وَ یُخْبِرُهُ بِالظَّهْرِ وَ الْبَطْنِ وَ خَبَّرَهُ بِكُلِّ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ فَسَّرَ لَهُ أَشْیَاءَ لَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهَا إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فَأَخْبَرَهُ بِالْكَائِنِینَ مِنْ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ أَبَداً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ أَخْبَرَهُ بِكُلِّ عَدُوٍّ یَكُونُ لَهُمْ فِی كُلِّ زَمَانٍ مِنَ الْأَزْمِنَةِ حَتَّی فَهِمَ ذَلِكَ كُلَّهُ وَ كَتَبَهُ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ مَا یَحْدُثُ عَلَیْهِ (2) مِنْ بَعْدِهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا فَقَالَ الصَّبْرَ الصَّبْرَ وَ أَوْصَی إِلَی الْأَوْلِیَاءِ (3) بِالصَّبْرِ وَ أَوْصَی إِلَی أَشْیَاعِهِمْ بِالصَّبْرِ وَ التَّسْلِیمِ حَتَّی یَخْرُجَ الْفَرَجُ وَ أَخْبَرَهُ بِأَشْرَاطِ أَوَانِهِ وَ أَشْرَاطِ وُلْدِهِ (4) وَ عَلَامَاتٍ تَكُونُ فِی مُلْكِ بَنِی هَاشِمٍ فَمِنْ هَذَا الْكِتَابِ اسْتُخْرِجَتْ أَحَادِیثُ الْمَلَاحِمِ كُلُّهَا وَ صَارَ الْوَصِیُّ إِذَا أَفْضَی إِلَیْهِ الْأَمْرُ تَكَلَّمَ بِالْعَجَبِ (5).
بیان: قال الفیروزآبادی الجفر من أولاد الشاء ما عظم و استكرش أو بلغ أربعة أشهر و قال نهد الثدی كمنع و نصر كعب. أقول فی أكثر نسخ البصائر هكذا و هی تدعی الجفرة بأحد قرنیها الطلوع و ما فی الأصل موافق لبصائر سعد و هو الصواب و الجدة كأنه مصدر جد یجد أی صار جدیدا و المد الاستمداد من الدواة.
«28»-قب، المناقب لابن شهرآشوب صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ أُعْطِینَا عِلْمَ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ عِنْدَكُمْ عِلْمُ
ص: 27
الْغَیْبِ فَقَالَ لَهُ وَیْحَكَ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَا فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ النِّسَاءِ وَیْحَكُمْ وَسِّعُوا صُدُورَكُمْ وَ لْتُبْصِرْ أَعْیُنُكُمْ وَ لْتَعِ قُلُوبُكُمْ فَنَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ تَعَالَی فِی خَلْقِهِ وَ لَنْ یَسَعَ ذَلِكَ إِلَّا صَدْرُ كُلِّ مُؤْمِنٍ قَوِیٍّ قُوَّتُهُ كَقُوَّةِ جِبَالِ تِهَامَةَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُحْصِیَ لَكُمْ كُلَّ حَصَاةٍ عَلَیْهَا لَأَخْبَرْتُكُمْ وَ مَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ إِلَّا وَ الْحَصَی تَلِدُ إِیلَاداً كَمَا یَلِدُ هَذَا الْخَلْقُ وَ اللَّهِ لَتَتَبَاغَضُونَ بَعْدِی حَتَّی یَأْكُلَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً (1).
«29»-قب، المناقب لابن شهرآشوب بُكَیْرُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ: قُبِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَی ذِرَاعِ نَفْسِهِ وَ قَالَ یَا بُكَیْرُ هَذَا وَ اللَّهِ جِلْدُ رَسُولِ اللَّهِ وَ هَذِهِ وَ اللَّهِ عُرُوقُ رَسُولِ اللَّهِ وَ هَذَا وَ اللَّهِ لَحْمُهُ وَ هَذَا عَظْمُهُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ أَعْلَمُ مَا فِی الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مَا فِی الدُّنْیَا وَ أَعْلَمُ مَا فِی الْآخِرَةِ فَرَأَی تَغَیُّرَ جَمَاعَةٍ فَقَالَ یَا بُكَیْرُ إِنِّی لَأَعْلَمَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی إِذْ یَقُولُ وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ (2).
«30»-ختص، الإختصاص حَمْزَةُ بْنُ یَعْلَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا جَابِرُ إِنَّا لَوْ كُنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِرَأْیِنَا وَ هَوَانَا لَكُنَّا مِنَ الْهَالِكِینَ وَ لَكِنَّا نُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِیثَ نَكْنِزُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا یَكْنِزُ هَؤُلَاءِ ذَهَبَهُمْ وَ وَرِقَهُمْ (3).
«31»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ ابْنِ دَرَّاجٍ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّنَا بَیَّنَهَا لِنَبِیِّهِ فَبَیَّنَهَا نَبِیُّهُ صلی اللّٰه علیه و آله لَنَا وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكُنَّا كَهَؤُلَاءِ النَّاسِ (4).
«32»-ختص، الإختصاص ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُرَازِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (5).
ص: 28
«33»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ (1) لَهُ إِنَّ الشِّیعَةَ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً بَاباً یُفْتَحُ مِنْهُ أَلْفُ بَابٍ (2) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَّمَ وَ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ یُفْتَحُ (3) لَهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ فَقُلْتُ لَهُ (4) هَذَا وَ اللَّهِ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَیْسَ بِذَاكَ (5).
«34»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام بَاباً یُفْتَحُ مِنْهُ (6) أَلْفُ بَابٍ (7).
«35»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (8).
«36»-ختص، الإختصاص ابْنُ یَزِیدَ وَ ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَقَدْ عَلَّمَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَلْفَ بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ (9).
«37»-ختص، الإختصاص الْیَقْطِینِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: قَالَ
ص: 29
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَنِی أَلْفَ بَابٍ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مِمَّا كَانَ وَ مِمَّا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ كُلُّ بَابٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ فَذَلِكَ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ حَتَّی عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (1).
«38»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ ابْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام (2) قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ حَرْفٍ یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ وَ الْأَلْفُ حَرْفٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ (3).
«39»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام حَرْفاً یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ كُلُّ حَرْفٍ مِنْهَا یَفْتَحُ أَلْفَ حَرْفٍ (4).
«40»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ وَ ابْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: عَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً كَلِمَةً یَفْتَحُ أَلْفَ كَلِمَةٍ وَ الْأَلْفُ كَلِمَةٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ (5).
ختص، الإختصاص ابن یزید و ابن هاشم عن ابن أبی عمیر عن منصور مثله (6).
«41»-ختص، الإختصاص الْحَجَّالُ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الدَّیْلَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام بِأَلْفِ كَلِمَةٍ یَفْتَحُ كُلُّ كَلِمَةٍ أَلْفَ كَلِمَةٍ (7).
«42»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَ
ص: 30
ضِیَاءُ الْأَمْرِ (1).
«43»-ختص، الإختصاص ابْنُ یَزِیدَ وَ الْیَقْطِینِیُّ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَ الْعَامَّةِ مِنْ أَحَادِیثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَیْ ءٌ یَصِحُّ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ النَّاسَ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ (2).
«44»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ ابْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ أَنَالَ یُشِیرُ كَذَا وَ كَذَا وَ عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ أُصُولُ الْعِلْمِ وَ عُرَاهُ وَ ضِیَاؤُهُ وَ أَوَاخِیهِ (3).
بیان: قوله علیه السلام قد أنال أی أعطی و أفاد فی الناس العلوم الكثیرة و فرقها فی الناس یمینا و شمالا و فی سائر الجهات لكل من سأله لكن عند أهل البیت علیهم السلام معیار ذلك و الفصل بین ما هو حق و باطل منها و عندهم شرحها و تفسیرها و بیان ناسخها و منسوخها و عامها خاصها و العروة ما یتمسك به من الحبل و غیره. و الأواخی جمع الأخیة بفتح الهمزة و كسر الخاء و تشدید الیاء و قد یخفف عود فی الحائط یدفن طرفاه و یبرز وسطه تشد فیه الدابة أی عندنا ما یشد به العلم و یحفظ عن الضیاع و التفرق و التشتت.
«45»-ختص، الإختصاص ابْنُ یَزِیدَ وَ ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَجِدُ الشَّیْ ءَ مِنْ أَحَادِیثِنَا فِی أَیْدِی النَّاسِ فَقَالَ لَعَلَّكَ لَا تَرَی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ النَّاسَ وَ أَنَالَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ
ص: 31
الْعِلْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ (1).
«46»-ختص، الإختصاص ابْنُ هِشَامٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ (2).
«47»-ختص، الإختصاص الْیَقْطِینِیُّ عَنْ زَكَرِیَّا الْمُؤْمِنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ وَ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ وَ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَالَ فِی النَّاسِ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا عُرَی الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَ مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ أَوَاخِیهِ فَمَنْ عَرَفَنَا نَفَعَتْهُ مَعْرِفَتُهُ وَ قُبِلَ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنَا لَمْ یَنْفَعْهُ اللَّهُ بِمَعْرِفَةِ مَا عَلِمَ وَ لَمْ یَقْبَلْ مِنْهُ عِلْمَهُ (3).
«48»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ لَمْ یَنْزِلْ بِهِ كِتَابٌ وَ لَا سُنَّةٌ رَجَمَ فَأَصَابَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هِیَ الْمُعْضِلَاتُ (4).
«49»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْقَصِیرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ إِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ أَمْرٌ لَمْ یَجِئْ فِیهِ كِتَابٌ وَ لَمْ یَجْرِ بِهِ سُنَّةٌ رَجَمَ فِیهِ یَعْنِی سَاهَمَ فَأَصَابَ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الرَّحِیمِ وَ تِلْكَ الْمُعْضِلَاتُ (5).
بیان: قد مضی فی أبواب العلم أن المراد بالرجم هنا القول بالإلهام (6) لا الرجم
ص: 32
بالظن و أن القرعة فی مورد الحكم لا فی أصله و إن احتمل أن یكون من خصائصهم القرعة فی أصل الحكم فإن قرعة الإمام لا تخطئ أبدا فهی بمنزلة الوحی و الأول أظهر و أوفق بسائر الأخبار.
«50»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ قَاسِمِ بْنِ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً مِنْ كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام أَوْ مُصْحَفِ عَلِیٍّ علیه السلام طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَنَحْنُ نَتَّبِعُ مَا فِیهَا فَلَا نَعْدُوهَا (1).
«51»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ ذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ فِی فُتْیَا أَفْتَی بِهَا أَیْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ إِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِخَطِّ عَلِیٍّ علیه السلام فِیهَا جَمِیعُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (2).
«52»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی شَیْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ ضَلَّ عِلْمُ ابْنِ شُبْرُمَةَ عِنْدَ الْجَامِعَةِ إِنَّ الْجَامِعَةَ َ لَمْ تَدَعْ لِأَحَدٍ كَلَاما فِیهَا عِلْمُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ إِنَّ أَصْحَابَ الْقِیَاسِ طَلَبُوا الْعِلْمَ بِالْقِیَاسِ فَلَمْ یَزِدْهُمْ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا بُعْداً وَ إِنَّ دِینَ اللَّهِ لَا یُصَابُ بِالْقِیَاسِ (3).
«53»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَتَی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِصَحِیفَةٍ مَخْتُومَةٍ بِسَبْعِ خَوَاتِیمَ مِنْ ذَهَبٍ وَ أُمِرَ إِذَا حَضَرَهُ أَجَلُهُ أَنْ یَدْفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَیَعْمَلُ بِمَا فِیهِ وَ لَا یَجُوزُ إِلَی غَیْرِهِ (4) وَ أَنْ یَأْمُرَ كُلَّ وَصِیٍّ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ یَفُكَّ خَاتَمَهُ وَ یَعْمَلَ بِمَا فِیهِ وَ لَا یَجُوزُ غَیْرَهُ (5).
بیان: لعل السبع من تصحیف النساخ أو تحریف الواقفیة أو من الأخبار
ص: 33
البدائیة مع أنه یحتمل اشتراك بعضهم علیهم السلام مع بعض فی بعض الخواتیم.
«54»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا فُضَیْلُ عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِیٍّ سَبْعُونَ ذِرَاعاً (مَا) عَلَی الْأَرْضِ (1) شَیْ ءٌ یُحْتَاجُ إِلَیْهِ إِلَّا وَ هُوَ فِیهِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ ثُمَّ خَطَّهُ بِیَدِهِ عَلَی إِبْهَامِهِ (2).
«55»-یر، بصائر الدرجات بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ عِنْدَنَا كِتَابُ عَلِیٍّ علیه السلام سَبْعُونَ ذِرَاعاً (3).
«56»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدٌ (4) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْقِیَاسِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَقْبِضْ نَبِیَّهُ حَتَّی أَكْمَلَ لَهُ جَمِیعَ دِینِهِ فِی حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ فَجَاءَكُمْ بِمَا تَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ فِی حَیَاتِهِ وَ تَسْتَغِیثُونَ (5) بِهِ وَ بِأَهْلِ بَیْتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ إِنَّهَا مَخْبِیَّةٌ (6) عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِهِ حَتَّی إِنَّ فِیهِ لَأَرْشَ الْخَدْشِ (7) ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَبَا حَنِیفَةَ مِمَّنْ یَقُولُ قَالَ عَلِیٌّ وَ قُلْتُ أَنَا (8).
«57»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ فِی الْكِتَابِ الَّذِی أَمْلَی (9) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنْ كَانَ فِی شَیْ ءٍ شُومٌ فَفِی (10) النِّسَاءِ (11).
ص: 34
«58»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا جِلْداً سَبْعُونَ ذِرَاعاً أَمْلَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ إِنَّ فِیهِ جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشَ الْخَدْشِ (1).
«59»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام كُلُّ شَیْ ءٍ یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ وَ الْأَرْشُ (2).
«60»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا خَلَقَ اللَّهُ حَلَالًا وَ لَا حَرَاماً إِلَّا وَ لَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الدُّورِ فَمَا كَانَ مِنَ الطَّرِیقِ فَهُوَ مِنَ الطَّرِیقِ وَ مَا كَانَ مِنَ الدُّورِ فَهُوَ مِنَ الدُّورِ (3) حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ وَ مَا سِوَاهُ وَ الْجَلْدَةِ وَ نِصْفِ الْجَلْدَةِ (4).
«61»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ ذَكَرَ ابْنُ شُبْرُمَةَ فِی فُتْیَاهُ فَقَالَ أَیْنَ هُوَ مِنَ الْجَامِعَةِ أَمْلَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ فِیهَا جَمِیعُ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ فِیهِ (5).
«62»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِی حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْكُبْرَی فَاطِمَةَ
ص: 35
فَدَفَعَ إِلَیْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّةً ظَاهِرَةً وَ وَصِیَّةً بَاطِنَةً وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَبْطُوناً لَا یَرَوْنَ إِلَّا لِمَا بِهِ (1) فَدَفَعَتْ فَاطِمَةُ الْكِتَابَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ صَارَ ذَلِكَ الْكِتَابُ إِلَیْنَا فَقُلْتُ فَمَا فِی ذَلِكَ الْكِتَابِ فَقَالَ فِیهِ وَ اللَّهِ جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَی أَنْ تَفْنَی الدُّنْیَا (2).
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ اللَّهِ إِنَّ فِیهِ الْحُدُودَ حَتَّی إِنَّ فِیهِ أَرْشَ الْخَدْشِ
(3).
«63»-یر، بصائر الدرجات وَ عَنْ حَنَانٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ عَلَی ظَهْرِ كَفِّهِ فَمَسَحَهَا عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ عِنْدَنَا لَأَرْشَ هَذَا فَمَا دُونَهُ (4).
«64»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا تَرَكَ عَلِیٌّ علیه السلام شَیْئاً إِلَّا كَتَبَهُ حَتَّی أَرْشَ الْخَدْشِ (5).
«65»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْجَامِعَةِ فَقَالَ تِلْكَ صَحِیفَةٌ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِی عَرْضِ الْأَدِیمِ (6).
«66»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا لَهُمْ وَ لَكُمْ وَ مَا یُرِیدُونَ مِنْكُمْ وَ مَا یَعِیبُونَكُمْ یَقُولُونَ الرَّافِضَةُ نَعَمْ وَ اللَّهِ رَفَضْتُمُ الْكَذِبَ وَ اتَّبَعْتُمُ الْحَقَّ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَی أَحَدٍ وَ النَّاسُ یَحْتَاجُونَ إِلَیْنَا إِنَّ عِنْدَنَا الْكِتَابَ بِإِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا كُلُّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ (7).
ص: 36
«67»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ وَ یَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْسَرَةَ عَنْ أَبِی أَرَاكَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام بِمَسْكِنَ فَحَدَّثْنَا أَنَّ عَلِیّاً وَرِثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله السَّیْفَ وَ بَعْضٌ یَقُولُ الْبَغْلَةَ وَ بَعْضٌ یَقُولُ وَرِثَ صَحِیفَةً فِی حَمَائِلِ السَّیْفِ إِذْ خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ نَحْنُ فِی حَدِیثِهِ فَقَالَ وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ أُنْشِطَ وَ یُؤْذَنُ (1) لَحَدَّثْتُكُمْ حَتَّی یَحُولَ الْحَوْلُ لَا أُعِیدُ حَرْفاً وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِی لصحف (لَصُحُفاً) كَثِیرَةً قَطَائِعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ إِنَّ فِیهَا لَصَحِیفَةً یُقَالُ لَهَا الْعَبِیطَةُ وَ مَا وَرَدَ عَلَی الْعَرَبِ أَشَدُّ عَلَیْهِمْ مِنْهَا وَ إِنَّ فِیهَا لَسِتِّینَ قَبِیلَةً مِنَ الْعَرَبِ بَهْرَجَةً (2) مَا لَهَا فِی دِینِ اللَّهِ مِنْ نَصِیبٍ (3).
بیان: فی القاموس البهرج الباطل الردی و المباح و البهرجة أن یعدل بالشی ء عن الجادة القاصدة إلی غیرها و المبهرج من المیاه المهمل الذی لا یمنع عنه و من الدماء المهدر.
«68»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدِیَ الْجَفْرَ الْأَبْیَضَ قَالَ قُلْنَا وَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِیهِ قَالَ فَقَالَ لِی- زَبُورُ دَاوُدَ وَ تَوْرَاةُ مُوسَی وَ إِنْجِیلُ عِیسَی وَ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ مَا أَزْعُمُ أَنَّ فِیهِ قُرْآناً وَ فِیهِ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْنَا وَ لَا نَحْتَاجُ إِلَی أَحَدٍ حَتَّی إِنَّ فِیهِ الْجَلْدَةَ وَ نِصْفَ الْجَلْدَةِ وَ ثُلُثَ الْجَلْدَةِ وَ رُبُعَ الْجَلْدَةِ وَ أَرْشَ الْخَدْشِ وَ عِنْدِی الْجَفْرُ الْأَحْمَرُ- (4) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِی الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ قَالَ السِّلَاحُ وَ ذَلِكَ
ص: 37
أَنَّهَا یُفْتَحُ لِلدَّمِ یَفْتَحُهُ (1) صَاحِبُ السَّیْفِ لِلْقَتْلِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِی یَعْفُورٍ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَیَعْرِفُ هَذَا بَنُو الْحَسَنِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ كَمَا یُعْرَفُ اللَّیْلُ أَنَّهُ لَیْلٌ وَ النَّهَارُ أَنَّهُ نَهَارٌ وَ لَكِنْ یَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَ طَلَبُ الدُّنْیَا وَ لَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ لَكَانَ خَیْراً لَهُمْ (2).
«69»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام نَحْواً مِنْ سِتِّینَ رَجُلًا وَ هُوَ وَسْطَنَا فَجَاءَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَالَ لَهُ كُنْتُ مَعَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَالِساً فَذَكَرُوا أَنَّكَ تَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا كِتَابَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا تَرَكَ عَلِیٌّ علیه السلام كِتَاباً وَ إِنْ كَانَ تَرَكَ عَلِیٌّ كِتَاباً مَا هُوَ إِلَّا إِهَابَیْنِ وَ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدَ غُلَامِی هَذَا فَمَا أُبَالِی عَلَیْهِ قَالَ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ مَا هُوَ وَ اللَّهِ كَمَا یَقُولُونَ إِنَّهُمَا جَفْرَانِ مَكْتُوبٌ فِیهِمَا لَا وَ اللَّهِ إِنَّهُمَا لَإِهَابَانِ عَلَیْهِمَا أَصْوَافُهُمَا وَ أَشْعَارُهُمَا مَدْحُوسَیْنِ كَتْباً (3) فِی أَحَدِهِمَا وَ فِی الْآخَرِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِلَّا وَ هُوَ فِیهَا حَتَّی إِنَّ فِیهَا أَرْشَ الْخَدْشِ وَ قَالَ بِظُفُرِهِ عَلَی ذِرَاعِهِ فَخَطَّ بِهِ وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا هُوَ بِالْقُرْآنِ (4).
بیان: دحس الشی ء ملأه و ظاهره أن فی جفر السلاح أیضا بعض الكتب.
«70»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی أَسْأَلُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ لَیْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ یَسْمَعُ كَلَامِی قَالَ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سِتْراً بَیْنِی وَ بَیْنَ بَیْتٍ آخَرَ فَاطَّلَعَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الشِّیعَةَ یَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَّمَ عَلِیّاً بَاباً یُفْتَحُ مِنْهُ أَلْفُ بَابٍ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا مُحَمَّدٍ عَلَّمَ وَ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً أَلْفَ بَابٍ
ص: 38
یُفْتَحُ لَهُ مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ قَالَ قُلْتُ لَهُ هَذَا وَ اللَّهِ الْعِلْمُ فَنَكَتَ سَاعَةً فِی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ مَا هُوَ بِذَاكَ قَالَ ثُمَّ قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ وَ مَا یُدْرِیهِمْ مَا الْجَامِعَةُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا الْجَامِعَةُ قَالَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِمْلَاءٍ مِنْ فَلْقِ فِیهِ وَ خَطَّ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَمِینِهِ فِیهَا كُلُّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ حَتَّی الْأَرْشُ فِی الْخَدْشِ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَیَّ فَقَالَ تَأْذَنُ لِی یَا بَا مُحَمَّدٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَا لَكَ (1) اصْنَعْ مَا شِئْتَ فَغَمَزَنِی بِیَدِهِ فَقَالَ حَتَّی أَرْشُ هَذَا كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا وَ اللَّهِ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَیْسَ بِذَاكَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ إِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ وَ مَا یُدْرِیهِمْ مَا الْجَفْرُ مِسْكُ شَاةٍ أَوْ جِلْدُ بَعِیرٍ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا الْجَفْرُ قَالَ وِعَاءٌ أَحْمَرُ وَ أَدِیمٌ أَحْمَرُ فِیهِ عِلْمُ النَّبِیِّینَ وَ الْوَصِیِّینَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ مَا هُوَ بِذَاكَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ وَ مَا یُدْرِیهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ قَالَ فِیهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هَذَا (2) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَ اللَّهِ مَا فِیهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ أَمْلَاهُ اللَّهُ عَلَیْهَا وَ أَوْحَی إِلَیْهَا قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ لَیْسَ بِذَاكَ قَالَ ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ إِنَّ عِنْدَنَا لَعِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا هُوَ وَ اللَّهِ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ وَ مَا هُوَ بِذَاكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ الْعِلْمُ قَالَ مَا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ الْأَمْرُ بَعْدَ الْأَمْرِ وَ الشَّیْ ءُ بَعْدَ الشَّیْ ءِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).
بیان: لعل رفع الستر للمصلحة أو لكون تلك الحالة من الأحوال التی
ص: 39
لا یحضرهم فیها علم بعض الأشیاء (1) و النكت أن تضرب فی الأرض بقضیب فتؤثر فیها.
قوله علیه السلام تأذن یدل علی أن إبراء ما لم یجب نافع قوله كأنه مغضب أی غمز غمزا شدیدا كأنه مغضب قوله و ما یدریهم ما الجفر أی لا یدرون أن الجفر صغیر بقدر مسك شاة أو كبیر علی خلاف العادة بقدر مسك بعیر و كأنه إشارة إلی أنه كبیر قوله إن هذا هو العلم أی العلم الكامل و كل العلم قوله و اللّٰه ما فیه من قرآنكم حرف واحد فیه أی فیه علم ما كان و ما یكون فإن قلت فی القرآن أیضا بعض الأخبار قلت لعله لم یذكر فیه مما فی القرآن. فإن قلت یظهر من بعض الأخبار اشتمال مصحف فاطمة علیها السلام أیضا علی الأحكام قلت لعل فیه ما لیس فی القرآن فإن قلت قد ورد فی كثیر من الأخبار اشتمال القرآن علی جمیع الأحكام و الأخبار مما كان أو یكون قلت لعل المراد به ما نفهم من القرآن ما لا یفهمون منه و لذا قال علیه السلام قرآنكم علی أنه یحتمل أن یكون المراد لفظ القرآن.
ثم الظاهر من أكثر الأخبار اشتمال مصحفها علیها السلام علی الأخبار فقط فیحتمل أن یكون المراد عدم اشتماله علی أحكام القرآن قوله علیه السلام علم ما كان و ما هو كائن أی من غیر جهة مصحف فاطمة علیها السلام أیضا.
«71»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی جَنْبِهِ جَالِساً وَ فِی الْمَجْلِسِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدٌ الطَّیَّارُ وَ شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا جَعَلْتُ فِدَاكَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ یَقُولُ لَنَا فِی هَذَا الْأَمْرِ مَا لَیْسَ لِغَیْرِنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْدَ كَلَامٍ أَ مَا تَعْجَبُونَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ یَزْعُمُ أَنَّ أَبَاهُ عَلِیٌّ مَنْ لَمْ یَكُنْ إِمَاماً وَ یَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَنَا عِلْمٌ وَ صَدَقَ وَ اللَّهِ مَا عِنْدَهُ عِلْمٌ وَ لَكِنْ وَ اللَّهِ
ص: 40
وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ إِنَّ عِنْدَنَا سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَیْفَهُ وَ دِرْعَهُ وَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ مَا فِیهِ آیَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ إِنَّهُ لَإِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ الْجَفْرَ (1) وَ مَا یَدْرُونَ مَا هُوَ مِسْكُ شَاةٍ أَوْ مِسْكُ بَعِیرٍ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَیْنَا وَ قَالَ أَبْشِرُوا أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّكُمْ تَجِیئُونَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذِینَ بِحُجْزَةِ عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«72»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ قَالَ: سَأَلَ أبو (أَبَا) عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ فَقَالَ هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوٌّ عِلْماً فَقَالَ لَهُ مَا الْجَامِعَةُ فَقَالَ تِلْكَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِی عَرْضِ الْأَدِیمِ مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ فِیهَا كُلُّ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَیْسَ مِنْ قَضِیَّةٍ إِلَّا وَ فِیهَا حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ قَالَ لَهُ فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ فَسَكَتَ طَوِیلًا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِیدُونَ وَ عَمَّا لَا تُرِیدُونَ إِنَّ فَاطِمَةَ مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ یَوْماً وَ قَدْ كَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِیدٌ عَلَی أَبِیهَا وَ كَانَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَأْتِیهَا فَیُحْسِنُ عَزَاءَهَا عَلَی أَبِیهَا وَ یُطَیِّبُ نَفْسَهَا وَ یُخْبِرُهَا عَنْ أَبِیهَا وَ مَكَانِهِ وَ یُخْبِرُهَا بِمَا یَكُونُ بَعْدَهَا فِی ذُرِّیَّتِهَا وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَكْتُبُ ذَلِكَ فَهَذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام (3).
بیان: قوله علیه السلام عما تریدون أی عما یعنیكم و یلزمكم إرادته و عما لا یعنیكم و لا تضطرون إلی السؤال عنه.
«73»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا یَحْیَی عَنْ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ أَبَانٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ قَالَ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ثَعْلَبَةَ أَوْ عَلَاءَ بْنَ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِأَقْوَامٍ كَانُوا یَأْتُونَهُ وَ یَسْأَلُونَهُ عَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَفَعَهُ إِلَی عَلِیٍّ وَ عَمَّا خَلَّفَ عَلِیٌّ وَ دَفَعَ إِلَی الْحَسَنِ وَ لَقَدْ خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَنَا جِلْداً مَا هُوَ جِلْدُ جِمَالٍ (4) وَ لَا جِلْدُ ثَوْرٍ وَ لَا جِلْدُ بَقَرَةٍ إِلَّا إِهَابُ شَاةٍ
ص: 41
فِیهَا كُلُّ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ وَ الظُّفُرِ وَ خَلَّفَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام مُصْحَفاً مَا هُوَ قُرْآنٌ وَ لَكِنَّهُ كَلَامٌ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ أَنْزَلَهُ عَلَیْهَا (1) إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام (2).
بیان: قال الفیروزآبادی الإهاب ككتاب الجلد أو ما لم یدبغ و المراد برسول اللّٰه جبرئیل علیه السلام.
«74»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ لَهُ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا لَقِیتَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لَهُ الطَّیَّارُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بَیْنَا أَنَا أَمْشِی فِی بَعْضِ السِّكَكِ إِذَا لَقِیتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَی حِمَارٍ حَوْلَهُ أُنَاسٌ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالَ لِی أَیُّهَا الرَّجُلُ إِلَیَّ إِلَیَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ صَلَّی صَلَاتَنَا وَ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِیحَتَنَا فَذَاكَ الْمُسْلِمُ الَّذِی لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَ ذِمَّةُ رَسُولِهِ مَنْ شَاءَ أَقَامَ وَ مَنْ شَاءَ ظَعَنَ فَقُلْتُ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تَغُرَّنَّكَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ حَوْلَكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِلطَّیَّارِ فَلَمْ تَقُلْ (3) لَهُ غَیْرَهُ قَالَ لَا قَالَ فَهَلَّا قُلْتُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ذَلِكَ وَ الْمُسْلِمُونَ مُقِرُّونَ لَهُ بِالطَّاعَةِ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ انْقَطَعَ ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ یَهْزَأُ وَ یَقُولُ هَذَا فِی جَفْرِكُمُ الَّذِی تَدَّعُونَ فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ یَقُولُ لَیْسَ فِینَا إِمَامٌ صَدَقَ مَا هُوَ بِإِمَامٍ وَ لَا كَانَ أَبُوهُ إِمَاماً یَزْعُمُ (4) أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام لَمْ یَكُنْ إِمَاماً وَ یُرَدِّدَ ذَلِكَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِی الْجَفْرِ فَإِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَذْبُوحٍ كَالْجِرَابِ فِیهِ كُتُبٌ وَ عِلْمُ مَا یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 42
وَ خَطَّ (1) عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ فِیهِ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام مَا فِیهِ آیَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ إِنَّ عِنْدِی خَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعَهُ وَ سَیْفَهُ وَ لِوَاءَهُ وَ عِنْدِی الْجَفْرَ عَلَی رَغْمِ أَنْفِ مَنْ زَعَمَ (2).
یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ وَ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَجَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ (3).
«75»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الَّذِی أَمْلَی جَبْرَئِیلُ (4) عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَ قُرْآنٌ (5) قَالَ لَا (6).
«76»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ فِی الْجَفْرِ الَّذِی یَذْكُرُونَهُ لَمَا یَسُوؤُهُمْ (7) لِأَنَّهُمْ لَا یَقُولُونَ الْحَقَّ وَ الْحَقُّ فِیهِ فَلْیُخْرِجُوا قَضَایَا عَلِیٍّ علیه السلام وَ فَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِینَ وَ سَلُوهُمْ عَنِ الْخَالاتِ وَ الْعَمَّاتِ وَ لْیُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ علیها السلام فَإِنَّ فِیهِ وَصِیَّةَ فَاطِمَةَ علیها السلام أَوْ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ (8).
ص: 43
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن النضر عن هشام بن سالم عن سلیمان بن خالد مثله (1)
- یر، بصائر الدرجات ابن هاشم عن النضر مثله (2)
بیان: الأثارة بقیة من علم یؤثر من كتب الأولین و لا یبعد أن یكون إشارة إلی السلاح بأن تكون كلمة من تعلیلیة.
«77»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ سَنَةَ ثَمَانِیَةٍ وَ عِشْرِینَ وَ مِائَةٍ وَ ذَلِكَ لِأَنِّی نَظَرْتُ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیها السلام قَالَ فَقُلْتُ وَ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا قَبَضَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله دَخَلَ عَلَی فَاطِمَةَ مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَرْسَلَ إِلَیْهَا مَلَكاً یُسَلِّی عَنْهَا غَمَّهَا وَ یُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهَا إِذْ أَحَسْتِ (3) بِذَلِكِ وَ سَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِی (4) لِی فَأَعْلَمَتْهُ فَجَعَلَ یَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتَّی أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً قَالَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ مِنَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَكِنْ فِیهِ عِلْمُ مَا یَكُونُ (5).
بیان: قال فی القاموس أحسست و أحسیت و أحست بسین واحدة و هو من شواذ التخفیف ظننت و وجدت و أبصرت و علمت و الشی ء وجدت حسه.
«78»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ أَوْ غَیْرِهِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَا نَحْتَاجُ إِلَی أَحَدٍ وَ النَّاسُ یَحْتَاجُونَ إِلَیْنَا إِنَّ عِنْدَنَا لَكِتَاباً إِمْلَاءَ (6) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ (7)
ص: 44
عَلِیٌّ علیه السلام صَحِیفَةً (1) فِیهَا كُلُّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ وَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا فَتَسْأَلُونَّا فَنَعْرِفُ (2) إِذَا أَخَذُوا بِهِ وَ نَعْرِفُ إِذَا تَرَكُوهُ (3).
«79»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ علیه السلام قَالَ: عِنْدِی مُصْحَفُ فَاطِمَةَ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ (4).
«80»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَثْنَی عَلَیْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ حَتَّی كَانَ مِنْ قَوْلِهِ وَ أَخْزَی عَدُوَّكَ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَقَدْ كُنَّا وَ عَدُوُّنَا كَثِیرٌ وَ لَقَدْ أَمْسَیْنَا وَ مَا أَحَدٌ أَعْدَی لَنَا مِنْ ذَوِی قَرَابَاتِنَا وَ مَنْ یَنْتَحِلُ حُبَّنَا إِنَّهُمْ لَیَكْذِبُونَ عَلَیْنَا فِی الْجَفْرِ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَ مَا الْجَفْرُ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ مِسْكُ مَاعِزٍ وَ مِسْكُ ضَأْنٍ یَنْطَبِقُ أَحَدُهُمَا بِصَاحِبِهِ فِیهِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْكُتُبُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَزْعُمُ أَنَّهُ قُرْآنٌ.
«81»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ لَهُ وَقِیعَةُ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ ذَكَرْنَا الْجَفْرَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَجِلْدَیْ مَاعِزٍ وَ ضَأْنٍ إِمْلَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِنَّ عِنْدَنَا لَصَحِیفَةً طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً أَمْلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهَا عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ إِنَّ فِیهَا لَجَمِیعَ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی أَرْشَ الْخَدْشِ.
بیان: الوقیعة الذم و الغیبة أی ذكر أن ولد الحسن یذمون الأئمة علیهم السلام فی ادعائهم الجفر و یكذبونهم و یحتمل أن یكون المراد بالوقیعة الصدمة فی الحرب.
«82»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْكُوفِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: ذَكَرَ وُلْدُ الْحَسَنِ الْجَفْرَ فَقَالُوا مَا هَذَا بِشَیْ ءٍ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام
ص: 45
فَقَالَ نَعَمْ هُمَا إِهَابَانِ إِهَابُ مَاعِزٍ وَ إِهَابُ ضَأْنٍ مَمْلُوَّانِ (1) كَتْباً فِیهِمَا كُلُّ شَیْ ءٍ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (2).
«83»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَیْحَكُمْ أَ تَدْرُونَ مَا الْجَفْرُ إِنَّمَا هُوَ جِلْدُ شَاةٍ لَیْسَتْ بِالصَّغِیرَةِ وَ لَا بِالْكَبِیرَةِ فِیهَا خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ فَلْقِ فِیهِ مَا مِنْ شَیْ ءٍ یُحْتَاجُ إِلَیْهِ إِلَّا وَ هُوَ فِیهِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ (3).
«84»-یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ یَزْعُمُ أَنَّهُ لَیْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ فَقَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ الْجَامِعَةَ فِیهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ عِنْدَنَا الْجَفْرُ أَ یَدْرِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ مَا الْجَفْرُ مِسْكُ بَعِیرٍ أَمْ مِسْكُ شَاةٍ وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا فِیهِ حَرْفٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ لَكِنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ (4) صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام كَیْفَ یَصْنَعُ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ یَسْأَلُونَهُ (5).
«85»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (6) قَالَ فِی بَنِی عَمِّهِ لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا سَأَلُوكُمْ وَ احْتَجُّوكُمْ (7) بِالْأَمْرِ كَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ أَنْ تَقُولُوا لَهُمْ إِنَّا لَسْنَا كَمَا یَبْلُغُكُمْ وَ لَكُنَّا قَوْمٌ نَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ عِنْدَ مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَ مَنْ صَاحِبُهُ وَ هُوَ السِّلَاحُ عِنْدَ مَنْ هُوَ وَ هُوَ الْجَفْرُ عِنْدَ مَنْ هُوَ
ص: 46
وَ مَنْ صَاحِبُهُ فَإِنْ یَكُنْ عِنْدَكُمْ فَإِنَّا نُبَایِعُكُمْ وَ إِنْ یَكُنْ عِنْدَ غَیْرِكُمْ فَإِنَّا نَطْلُبُهُ حَتَّی نَعْلَمَ (1).
بیان: الغرض أنه إذا احتججتم علی بنی الحسن أحب أن تقولوا لهم إنا لسنا كما یبلغكم أنا نتابع الناس بغیر حجة و بینة بل نطلب هذه العلامات فإن كانت عندكم فنحن نتعبكم أو لسنا (2) تابعین لجعفر بن محمد كما بلغكم (3) بل نطلب موضع العلم و الآثار فیكون للتقیة و المصلحة.
«86»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَتَّی قَبَضَ مُصْحَفَ فَاطِمَةَ علیها السلام (4).
بیان: حتی قبض أی الصادق أو الباقر علیهما السلام و یمكن أن یقرأ علی بناء التفعیل.
«87»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ حَنَانٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَضَرَبَ یَدَهُ بِإِصْبَعِهِ عَلَی ظَهْرِ كَفِّی فَمَسَحَهَا عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ عِنْدَنَا أَرْشُ هَذَا فَمَا دُونَهُ وَ مَا فَوْقَهُ (5).
«88»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذَكَرُوا وُلْدَ الْحَسَنِ فَذَكَرُوا الْجَفْرَ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِی لَجِلْدَیْ مَاعِزٍ وَ ضَأْنٍ إِمْلَاءَ (6) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ إِنَّ عِنْدِی لَجِلْداً سَبْعِینَ ذِرَاعاً إِمْلَاءَ (7) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطَّهُ عَلِیٌّ علیه السلام بِیَدِهِ وَ إِنَّ فِیهِ لَجَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ حَتَّی أَرْشَ الْخَدْشِ (8).
ص: 47
«89»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام مَا فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ أُلْقِیَ عَلَیْهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا (1).
«90»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ السحالی (2) (السِّنْجَالِیِ) عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عِنْدَنَا الْجَامِعَةُ وَ هِیَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا كُلُّ شَیْ ءٍ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام وَ عِنْدَنَا الْجَفْرُ وَ هُوَ أَدِیمٌ عُكَاظِیٌّ قَدْ كُتِبَ فِیهِ حَتَّی مُلِئَتْ أَكَارِعُهُ فِیهِ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).
بیان: قال فی القاموس العكاظ كغراب سوق بصحراء بین نخلة و الطائف و منه أدیم العكاظی و قال الكراع كغراب من البقر و الغنم هو مستدق الساق و الجمع أكرع و أكارع.
«91»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ وَ یَحْیَی بْنِ مَعْمَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا وَلِیدُ إِنِّی نَظَرْتُ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیها السلام قُبَیْلُ فَلَمْ أَجِدْ لِبَنِی فُلَانٍ فِیهَا إِلَّا كَغُبَارِ النَّعْلِ (4).
«92»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ یَزْعُمُ أَنَّهُ لَیْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ فَقَالَ صَدَقَ وَ اللَّهِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ الْجَامِعَةَ فِیهَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ عِنْدَنَا الْجَفْرُ أَ فَیَدْرِی عَبْدُ اللَّهِ أَ مِسْكُ بَعِیرٍ أَوْ مِسْكُ شَاةٍ وَ عِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ أَمَا وَ اللَّهِ مَا فِیهِ حَرْفٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَ لَكِنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ
ص: 48
صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام كَیْفَ یَصْنَعُ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا جَاءَهُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ فَنٍّ (1) یَسْأَلُونَهُ أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّ تَكُونُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ آخِذِینَ بِحُجْزَتِنَا وَ نَحْنُ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ نَبِیُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّهِ (2).
«93»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَمَّا قَوْلُهُ فِی الْجَفْرِ إِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَدْبُوغٌ كَالْجِرَابِ فِیهِ كُتُبٌ وَ عِلْمُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ إِمْلَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطُّ عَلِیٍّ علیه السلام (3).
«94»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَتْ أَقْعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً فِی بَیْتِی ثُمَّ دَعَا بِجِلْدِ شَاةٍ فَكَتَبَ فِیهِ حَتَّی مَلَأَ أَكَارِعَهُ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ مَنْ جَاءَكِ مِنْ بَعْدِی بِآیَةِ كَذَا وَ كَذَا فَادْفَعِیهِ إِلَیْهِ فَأَقَامَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حَتَّی تُوُفِّیَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وُلِّیَ أَبُو بَكْرٍ أَمْرَ النَّاسِ بَعَثَتْنِی فَقَالَتْ اذْهَبْ وَ انْظُرْ مَا صَنَعَ هَذَا الرَّجُلُ فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ فِی النَّاسِ حَتَّی خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ نَزَلَ فَدَخَلَ بَیْتَهُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا فَأَقَامَتْ حَتَّی إِذَا وُلِّیَ عُمَرُ بَعَثَتْنِی فَصَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعَ صَاحِبُهُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُهَا ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّی وُلِّیَ عُثْمَانُ فَبَعَثَتْنِی فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ صَاحِبَاهُ فَأَخْبَرْتُهَا ثُمَّ أَقَامَتْ حَتَّی وُلِّیَ عَلِیٌّ فَأَرْسَلَتْنِی فَقَالَتِ انْظُرْ مَا یَصْنَعُ (4) هَذَا الرَّجُلُ فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ فِی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا خَطَبَ عَلِیٌّ علیه السلام نَزَلَ فَرَآنِی فِی النَّاسِ فَقَالَ اذْهَبْ فَاسْتَأْذِنْ عَلَی أُمِّكَ قَالَ فَخَرَجْتُ حَتَّی جِئْتُهَا فَأَخْبَرْتُهَا وَ قُلْتُ قَالَ لِی اسْتَأْذِنْ عَلَی أُمِّكَ وَ هُوَ خَلْفِی یُرِیدُكِ قَالَتْ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أُرِیدُهُ فَاسْتَأْذَنَ عَلِیٌّ فَدَخَلَ فَقَالَ أَعْطِینِی الْكِتَابَ الَّذِی دُفِعَ إِلَیْكِ بِآیَةِ كَذَا وَ كَذَا
ص: 49
كَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَی أُمِّی حَتَّی قَامَتْ إِلَی تَابُوتٍ لَهَا فِی جَوْفِهِ تَابُوتٌ لَهَا صَغِیرٌ فَاسْتَخْرَجَتْ مِنْ جَوْفِهِ كِتَاباً فَدَفَعَتْهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَتْ لِی أُمِّی یَا بُنَیَّ الْزَمْهُ فَلَا وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ بَعْدَ نَبِیِّكَ إِمَاماً غَیْرَهُ (1).
«95»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام كُلُّ شَیْ ءٍ یُحْتَاجُ إِلَیْهِ حَتَّی الْخَدْشُ وَ الْأَرْشُ وَ الْهَرْشُ (2).
بیان: لعل المراد بالهرش عض السباع قال الفیروزآبادی هرش الدهر یهرش اشتد و كفرح ساء خلقه و التهریش التحریش بین الكلاب و الإفساد بین الناس.
«96»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیُّ عَنْ سَیْفٍ عَنْ مَنْصُورٍ أَوْ عَنْ یُونُسَ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْجَارُودِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَمَّا حَضَرَ الْحُسَیْنُ مَا حَضَرَ دَعَا فَاطِمَةَ بِنْتَهُ فَدَفَعَ إِلَیْهَا كِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّةً ظَاهِرَةً فَقَالَ یَا بِنْتِی ضَعِی هَذَا فِی أَكَابِرِ وُلْدِی فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ دَفَعَتْهُ إِلَیْهِ وَ هُوَ عِنْدَنَا قُلْتُ مَا ذَاكَ الْكِتَابُ قَالَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْیَا حَتَّی تَفْنَی (3).
«97»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ (4) عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُعَلًّی أَبِی عُثْمَانَ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَلَمَّا سَارَ إِلَی الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ الْكُتُبَ أُمَّ سَلَمَةَ فَلَمَّا مَضَی عَلِیٌّ علیه السلام كَانَتْ عِنْدَ الْحَسَنِ فَلَمَّا مَضَی الْحَسَنُ كَانَتْ عِنْدَ الْحُسَیْنِ فَلَمَّا مَضَی الْحُسَیْنُ علیه السلام كَانَتْ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ أَبِی (5).
ص: 50
«98»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: أَرَانِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بَعْضَ كُتُبِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ لِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ كَتَبَ هَذِهِ الْكُتُبَ قُلْتُ مَا أَبْیَنَ الرَّأْیَ فِیهَا قَالَ هَاتِ قُلْتُ عَلِمَ أَنَّ قَائِمَكُمْ یَقُومُ یَوْماً فَأَحَبَّ أَنَّ یُعْمَلَ بِمَا فِیهَا قَالَ صَدَقْتَ (1).
«99»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام (2) وَ ذُكِرَ عِنْدَهُ الصَّلَاةُ فَقَالَ إِنَّ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام الَّذِی أَمْلَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَا یُعَذِّبُ عَلَی كَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ لَكِنْ یَزِیدُهُ (3) جَزَاءً (4).
«100»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ الْعَابِدِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحُسَیْنِ بْنَ عَلِیٍّ عَمُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ جَاءَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ فَسَأَلَهُ كِتَابَ أَرْضٍ فَقَالَ حَتَّی آخُذَ ذَلِكَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قُلْتُ وَ مَا شَأْنُ ذَلِكَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِنَّهَا وَقَعَتْ عِنْدَ الْحَسَنِ ثُمَّ عِنْدَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ ثُمَّ عِنْدَ جَعْفَرٍ فَكَتَبْنَا عِنْدَهُ (5).
«101»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَعَا أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام بِكِتَابِ عَلِیٍّ فَجَاءَ بِهِ جَعْفَرٌ مِثْلَ فَخِذِ الرَّجُلِ مَطْوِیٍّ فَإِذَا فِیهِ أَنَّ النِّسَاءَ لَیْسَ لَهُنَّ مِنْ عَقَارِ الرَّجُلِ إِذَا هُوَ تُوُفِّیَ عَنْهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَذَا وَ اللَّهِ خَطُّ عَلِیٍّ بِیَدِهِ وَ إِمْلَاءُ (6) رَسُولِ اللَّهِ (7).
«102»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِمْرَانَ الْوَشَّاءِ
ص: 51
عَنْ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كِتَاباً فَدَفَعَهُ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ إِذَا أَنَا قُبِضْتُ فَقَامَ رَجُلٌ عَلَی هَذِهِ الْأَعْوَادِ یَعْنِی الْمِنْبَرَ فَأَتَاكِ یَطْلُبُ هَذَا الْكِتَابَ فَادْفِعِیهِ إِلَیْهِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَ لَمْ یَأْتِهَا وَ قَامَ عُمَرُ وَ لَمْ یَأْتِهَا وَ قَامَ عُثْمَانُ فَلَمْ یَأْتِهَا وَ قَامَ عَلِیٌّ علیه السلام فَنَادَاهَا فِی الْبَابِ فَقَالَتْ مَا حَاجَتُكَ فَقَالَ الْكِتَابُ الَّذِی دَفَعَهُ إِلَیْكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَتْ وَ إِنَّكَ أَنْتَ صَاحِبُهُ فَقَالَتْ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ الَّذِی كَتَبَ لَأَحَبَّ أَنْ یَحْبُوكَ (1) بِهِ فَأَخْرَجَتْهُ إِلَیْهِ فَفَتَحَهُ فَنَظَرَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ فِی هَذَا لَعِلْماً جَدِیداً (2).
«103»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: جَاءَ مَوْلًی لَهُمْ فَطَلَبَ مِنْهُ كِتَاباً (3) فَقَالَ هُوَ عِنْدَ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ وَ لِمَ صَارَ عِنْدَ جَعْفَرٍ قَالَ كَانَ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ كَانَ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ ثُمَّ هُوَ الْیَوْمَ عِنْدَ جَعْفَرٍ (4).
«104»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَا تَرَكَ عَلَی شِیعَتِهِ وَ هُمْ یَحْتَاجُونَ إِلَی أَحَدٍ فِی حَلَالٍ وَ لَا (5) حَرَامٍ حَتَّی إِنَّا وَجَدْنَا فِی كِتَابِهِ أَرْشَ الْخَدْشِ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّكَ إِنْ رَأَیْتَ كِتَابَهُ لَعَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْ كُتُبِ الْأَوَّلِینَ (6).
«105»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ صَفِیِّی وَ وَصِیِّی وَ خَالِصِی مِنْ أَهْلِ بَیْتِی وَ خَلِیفَتِی فِی أُمَّتِی وَ سَأُنَبِّئُكَ فِیمَا یَكُونُ فِیهَا مِنْ بَعْدِی
ص: 52
یَا عَلِیُّ إِنِّی أَحْبَبْتُ (1) لَكَ مَا أُحِبُّهُ لِنَفْسِی وَ أَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُهُ لَهَا فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا مَكْتُوبٌ عِنْدِی فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَكِنْ دَفَعْتُهُ (2) أَمْسِ حِینَ كَانَ هَذَا الْخَوْفُ وَ هُوَ حِینَ صُلِبَ الْمُغِیرَةُ (3).
«106»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام حَتَّی صَارَتِ الْكُتُبُ إِلَیَّ (4).
«107»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عُثْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ فِی بَنِی عَمِّهِ لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا سَأَلُوكُمْ وَ أَجَبْتُمُوهُمْ كَانَ أَحَبَّ إِلَیَّ أَنْ تَقُولُوا لَهُمْ إِنَّا لَسْنَا كَمَا یَبْلُغُكُمْ وَ لَكُنَّا قَوْمٌ نَطْلُبُ هَذَا الْعِلْمَ عِنْدَ مَنْ هُوَ وَ مَنْ صَاحِبُهُ فَإِنْ یَكُنْ عِنْدَكُمْ فَإِنَّا نَتَّبِعُكُمْ إِلَی مَنْ یَدْعُونَا إِلَیْهِ وَ إِنْ یَكُنْ عِنْدَ غَیْرِكُمْ فَإِنَّا نَطْلُبُهُ حَتَّی نَعْلَمَ مَنْ صَاحِبُهُ وَ قَالَ إِنَّ الْكُتُبَ كَانَتْ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا سَارَ إِلَی الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ الْكُتُبَ أُمَّ سَلَمَةَ فَلَمَّا قُتِلَ كَانَتْ عِنْدَ الْحَسَنِ علیه السلام فَلَمَّا هَلَكَ كَانَتْ عِنْدَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ أَبِی ثُمَّ تَزْعُمُ (5) یَسْبِقُونَا إِلَی خَیْرٍ أَمْ هُمْ أَرْغَبُ إِلَیْهِ مِنَّا أَمْ هُمْ أَسْرَعُ إِلَیْهِ مِنَّا وَ لَكُنَّا نَنْتَظِرُ أَمْرَ الْأَشْیَاخِ الَّذِینَ قُبِضُوا قَبْلَنَا أَمَّا أَنَا فَلَا أُحَرِّجُ أَنْ أَقُولَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ فِی كِتَابِهِ لِقَوْمٍ أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ (6) فَمُرْهُمْ فَلْیَدْعُوا عند (7) من (مَنْ عِنْدَهُ) أَثَرَةٌ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كَانُوا صَادِقِینَ (8).
بیان: إلی خیر أی إلی الجهاد أو إلی دعوی الإمامة ننتظر أمر الأشیاخ
ص: 53
أی ننتظر فی الخروج و إظهار أمرنا الوقت الذی أمرنا الأئمة الماضیة علیهم السلام بالخروج فی ذلك الوقت.
«108»-یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ صَبَّاحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ أَعْطَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كِتَاباً فَقَالَ أَمْسِكِی هَذَا فَإِذَا رَأَیْتِ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَعِدَ مِنْبَرِی فَجَاءَ یَطْلُبُ هَذَا الْكِتَابَ فَادْفِعِیهِ إِلَیْهِ قَالَتْ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَعِدَ أَبُو بِكْرٍ الْمِنْبَرَ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمْ یَسْأَلْهَا فَلَمَّا مَاتَ صَعِدَ عُمَرُ فَانْتَظَرْتُهُ یَسْأَلُهَا فَلَمْ یَسْأَلْهَا فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ صَعِدَ عُثْمَانُ فَانْتَظَرْتُهُ فَلَمْ یَسْأَلْهَا فَلَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ صَعِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَلَمَّا صَعِدَ وَ نَزَلَ جَاءَ فَقَالَ یَا أُمَّ سَلَمَةَ أَرِینِی الْكِتَابَ الَّذِی أَعْطَاكِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْطَیْتُهُ فَكَانَ عِنْدَهُ قَالَ قُلْتُ أَیُّ شَیْ ءٍ كَانَ ذَلِكَ قَالَتْ (1) كُلُّ شَیْ ءٍ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ (2).
«109»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَ الْحُسَیْنَ علیه السلام مَا حَضَرَ دَفَعَ وَصِیَّتَهُ إِلَی فَاطِمَةَ ابْنَتِهِ ظَاهِرَةً فِی كِتَابٍ مُدْرَجٍ فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَیْنِ مَا كَانَ دَفَعَتْ ذَلِكَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ قُلْتُ فَمَا فِیهِ یَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْیَا إِلَی أَنْ تَفْنَی (3).
«110»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَشْیَمَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا نُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا فَقَالَ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ یَأْتِیكُمْ قَالَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُعَایِنُ مُعَایَنَةً وَ مِنَّا (4) مَنْ یُنْقَرُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ مِنَّا (5) مَنْ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ فِی الطَّسْتِ
ص: 54
قَالَ قُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ مَنْ یَأْتِیكُمْ بِذَاكَ قَالَ هُوَ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (1).
«111»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رَزِینٍ عَنِ الْوَلِیدِ الطَّائِفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُوقَرُ فِی قَلْبِهِ (2) وَ مِنَّا مَنْ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَ مِنَّا مَنْ یُنْكَتُ وَ أَفْضَلُ مِمَّنْ یَسْمَعُ (3).
«112»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَرَی فِی مَنَامِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَسْمَعُ الصَّوْتَ مِثْلَ صَوْتِ السِّلْسِلَةِ الَّتِی تَقَعُ فِی الطَّسْتِ (4).
«113»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ مَعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَعْمَلُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِیِّهِ فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْهِ الشَّیْ ءُ الْحَادِثُ الَّذِی لَیْسَ فِی الْكِتَابِ وَ لَا فِی السُّنَّةِ أَلْهَمَهُ اللَّهُ الْحَقَّ فِیهِ إِلْهَاماً وَ ذَلِكَ وَ اللَّهِ مِنَ الْمُعْضِلَاتِ (5).
یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن عبد اللّٰه بن هلال عن العلاء عن محمد مثله (6).
«114»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ الْأَئِمَّةُ یَعْلَمُونَ مَا یُضْمِرُ فَقَالَ عَلِمْتُ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَتِ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ ثُمَّ قَالَ لِی أَزِیدُكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ نُزَادُ مَا لَمْ تُزَدِ الْأَنْبِیَاءُ (7).
«115»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِ
ص: 55
بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: حَدَّثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ فِی ذُؤَابَةِ سَیْفِ (1) عَلِیٍّ علیه السلام صَحِیفَةٌ صَغِیرَةٌ وَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام دَعَا إِلَیْهِ الْحَسَنَ فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ وَ دَفَعَ إِلَیْهِ سِكِّیناً وَ قَالَ لَهُ افْتَحْهَا فَلَمْ یَسْتَطِعْ أَنْ یَفْتَحَهَا فَفَتَحَهَا لَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ فَقَرَأَ الْحَسَنُ علیه السلام الْأَلِفَ وَ الْبَاءَ وَ السِّینَ وَ اللَّامَ (2) وَ حَرْفاً بَعْدَ حَرْفٍ ثُمَّ طَوَاهَا فَدَفَعَهَا إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی أَنْ یَفْتَحَهَا فَفَتَحَهَا لَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اقْرَأْ یَا بُنَیَّ فَقَرَأَهَا كَمَا قَرَأَ الْحَسَنُ علیه السلام ثُمَّ طَوَاهَا فَدَفَعَهَا إِلَی ابْنِ الْحَنَفِیَّةِ فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَی أَنْ یَفْتَحَهَا فَفَتَحَهَا لَهُ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ فَلَمْ یَسْتَخْرِجْ مِنْهَا شَیْئاً فَأَخَذَهَا (3) وَ طَوَاهَا ثُمَّ عَلَّقَهَا مِنْ ذُؤَابَةِ السَّیْفِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَیُّ شَیْ ءٍ كَانَ فِی تِلْكَ الصَّحِیفَةِ قَالَ هِیَ الْأَحْرُفُ الَّتِی یَفْتَحُ كُلُّ حَرْفٍ أَلْفَ بَابٍ (4) قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَمَا خَرَجَ مِنْهَا إِلَّا حَرْفَانِ إِلَی السَّاعَةِ (5).
«116»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْعَالِمُ إِذَا شَاءَ أَنْ یَعْلَمَ عَلِمَ (6).
«117»-یر، بصائر الدرجات الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ فَرْقَدٍ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا شَاءَ أَنْ یَعْلَمَ عَلِمَ (7).
«118»-یر، بصائر الدرجات سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ بَدْرِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (8).
ص: 56
«119»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ أَوْ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ عَنِ السَّابَاطِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْإِمَامِ یَعْلَمُ الْغَیْبَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ إِذْ أَرَادَ أَنْ یَعْلَمَ الشَّیْ ءَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ (1).
«120»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ الْإِمَامُ أَنْ یَعْلَمَ شَیْئاً أَعْلَمَهُ اللَّهُ ذَلِكَ (2).
«121»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ الَّذِی یُسْأَلُ عَنْهُ الْإِمَامُ وَ لَیْسَ عِنْدَهُ فِیهِ شَیْ ءٌ مِنْ أَیْنَ یَعْلَمُهُ قَالَ یُنْكَتُ فِی الْقَلْبِ نَكْتاً أَوْ یُنْقَرُ فِی الْأُذُنِ نَقْراً (3).
«122»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ مِثْلَهُ (4).
یر، بصائر الدرجات الحسن بن موسی الخشاب عن إبراهیم بن أبی سماك عن داود مثله (5).
«123»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عِیسَی بْنِ حَمْزَةَ الثَّقَفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَسْأَلُكَ أَحْیَاناً فَتُسْرِعُ فِی الْجَوَابِ وَ أَحْیَاناً تُطْرِقُ ثُمَّ تُجِیبُنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّهُ یُنْكَتُ (6) فِی آذَانِنَا وَ قُلُوبِنَا فَإِذَا نُكِتَ نَطَقْنَا وَ إِذَا أَمْسَكَ عَنَّا أَمْسَكْنَا (7).
«124»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الْعَالِمِ فَقَالَ نَكْتٌ فِی الْقَلْبِ وَ نَقْرٌ فِی
ص: 57
الْأَسْمَاعِ وَ قَدْ یَكُونَانِ مَعاً (1).
«125»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ (2) مُیَسِّرٍ الْمَدَائِنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یَحْیَی الْمَدَائِنِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنِ الْإِمَامِ إِذَا سُئِلَ كَیْفَ یُجِیبُ فَقَالَ إِلْهَامٌ وَ سَمَاعٌ (3) وَ رُبَّمَا كَانَا جَمِیعاً (4).
«126»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا الْعِلْمُ الَّذِی یَعْلَمُهُ عَالِمُكُمْ أَ شَیْ ءٌ یُلْقَی فِی قَلْبِهِ أَوْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَسَكَتَ حَتَّی غَفَلَ الْقَوْمُ ثُمَّ قَالَ ذَاكَ وَ ذَاكَ (5).
یر، بصائر الدرجات علی بن إسماعیل عن محمد بن عمرو عن یونس عن الحارث مثله (6).
«127»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام عِلْمُ عَالِمِكُمْ أَ سَمَاعٌ أَوْ إِلْهَامٌ قَالَ یَكُونُ سَمَاعاً وَ یَكُونُ إِلْهَاماً وَ یَكُونَانِ مَعاً (7).
ختص، الإختصاص ابن أبی الخطاب و الیقطینی عن أحمد بن الحسن مثله (8).
«128»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا عِلْمُ عَالِمِكُمْ جُمْلَةٌ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ أَوْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ قَالَ فَقَالَ وَحْیٌ كَوَحْیِ أُمِّ مُوسَی (9).
«129»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام عِلْمُ عَالِمِكُمْ أَ شَیْ ءٌ یُلْقَی فِی قَلْبِهِ أَوْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَقَالَ نَقْرٌ فِی الْقُلُوبِ
ص: 58
وَ نَكْتٌ فِی الْأَسْمَاعِ وَ قَدْ یَكُونَانِ مَعاً (1).
«130»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَاشِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ فِینَا وَ اللَّهِ مَنْ یُنْقَرُ فِی أُذُنِهِ وَ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ وَ تُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ قُلْتُ كَانَ أَوِ الْیَوْمَ (2) قَالَ بَلِ الْیَوْمَ قُلْتُ كَانَ أَوِ الْیَوْمَ قَالَ بَلِ الْیَوْمَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ النَّجَاشِیِّ حَتَّی قَالَهَا ثَلَاثاً (3).
«131»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ السِّمْطِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو الْخَیْرِ (4) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ فَزَعَمَ أَنْ لَیْسَ فِیكُمْ إِمَامٌ فَقَالَ بَلَی وَ اللَّهِ یَا ابْنَ النَّجَاشِیِّ إِنَّ فِینَا لَمَنْ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ وَ یُوقَرُ فِی أُذُنِهِ وَ یُصَافِحُهُ الْمَلَائِكَةُ قَالَ قُلْتُ فِیكُمْ قَالَ إِی وَ اللَّهِ فِینَا الْیَوْمَ إِی وَ اللَّهِ فِینَا الْیَوْمَ ثَلَاثاً (5).
«132»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیٍّ السَّائِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ مَبْلَغِ عِلْمِهِمْ فَقَالَ مَبْلَغُ عِلْمِنَا ثَلَاثَةُ وُجُوهٍ مَاضٍ وَ غَابِرٌ وَ حَادِثٌ فَأَمَّا الْمَاضِی فَمُفَسَّرٌ وَ أَمَّا الْغَابِرُ فَمَزْبُورٌ وَ أَمَّا الْحَادِثُ فَقَذْفٌ فِی الْقُلُوبِ وَ نَقْرٌ فِی الْأَسْمَاعِ وَ هُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا وَ لَا نَبِیَّ بَعْدَ نَبِیِّنَا (6).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن محمد بن إسماعیل و سلمة عن علی بن میسر عن محمد بن إسماعیل عن حمزة بن بزیع عن علی السائی عن أبی الحسن علیه السلام مثله (7)
بیان: الغابر یطلق علی الماضی و الباقی و المراد به هنا الثانی و لما
ص: 59
كان النكت و النقر مظنة لأن یتوهم السائل فیهم النبوة قال علیه السلام و لا نبی بعد نبینا صلی اللّٰه علیه و آله.
«133»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام رُوِّینَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ وَ مَزْبُورٌ وَ نَكْتٌ فِی الْقَلْبِ وَ نَقْرٌ فِی الْأَسْمَاعِ قَالَ أَمَّا الْغَابِرُ فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا وَ أَمَّا الْمَزْبُورُ فَمَا یَأْتِینَا وَ أَمَّا النَّكْتُ فِی الْقُلُوبِ فَإِلْهَامٌ وَ أَمَّا النَّقْرُ فِی الْأَسْمَاعِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ (1).
«134»-وَ رَوَی زُرَارَةُ مِثْلَ ذَلِكَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ الْمَلَكَ وَ لَا یَخَافُ أَنْ یَكُونَ مِنَ الشَّیْطَانِ إِذَا كَانَ لَا یَرَی الشَّخْصَ قَالَ إِنَّهُ یُلْقَی عَلَیْهِ السَّكِینَةُ فَیَعْلَمُ أَنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ وَ لَوْ كَانَ مِنَ الشَّیْطَانِ اعْتَرَاهُ فَزَعٌ (2) وَ إِنْ كَانَ الشَّیْطَانُ یَا زُرَارَةُ لَا یَتَعَرَّضُ لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ (3).
«135»-یر، بصائر الدرجات أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا حَدَثَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یوم (یَوْماً) بِیَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ (4).
«136»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نُعْمَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ضُرَیْسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی بَصِیرٍ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ بِمَا یَعْلَمُ عَالِمُكُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ عَالِمَنَا لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ لَوْ وَكَلَ اللَّهُ عَالِمَنَا إِلَی نَفْسِهِ كَانَ كَبَعْضِكُمْ وَ لَكِنْ یَحْدُثُ إِلَیْهِ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ (5).
«137»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ شَیْ ءٍ هُوَ الْعِلْمُ عِنْدَكُمْ قَالَ مَا یَحْدُثُ
ص: 60
بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ الْأَمْرُ بَعْدَ الْأَمْرِ وَ الشَّیْ ءُ بَعْدَ الشَّیْ ءِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).
«138»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا الصُّحُفَ الْأَوْلَی صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَقَالَ لَهُ ضُرَیْسٌ أَ لَیْسَتْ هِیَ الْأَلْوَاحَ فَقَالَ بَلَی قَالَ ضُرَیْسٌ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ لَیْسَ هَذَا الْعِلْمَ إِنَّمَا هَذِهِ الْأَثَرَةُ إِنَّ الْعِلْمَ مَا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یوم (یَوْماً) بِیَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ (2).
بیان: قال الفیروزآبادی الأثر محركة بقیة الشی ء و نقل الحدیث و روایته كالأثارة و الأثرة بالضم المكرمة المتوارثة و البقیة من العلم یؤثر كالأثرة و الأثارة.
و قال البیضاوی فی قوله تعالی أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ (3) أی بقیة من علم بقیت علیكم من علوم الأولین و قرئ إثارة بالكسر أی مناظرة و أثرة أی شی ء أوثرتم به و أثرة بالحركات الثلاث فی الهمزة و سكون الثاء فالمفتوحة للمرة من مصدر أثر الحدیث إذا رواه و المكسورة بمعنی الأثرة و المضمومة اسم ما یؤثر (4).
«139»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدَنَا صَحِیفَةً فِیهِ أَرْشُ الْخَدْشِ قَالَ قُلْتُ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ قَالَ إِنَّ هَذَا لَیْسَ بِالْعِلْمِ إِنَّمَا هُوَ أَثَرَةٌ إِنَّمَا الْعِلْمُ الَّذِی یَحْدُثُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (5).
«140»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ حَدَّثَنِی الْعَلَاءُ بْنُ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَنَعْلَمُ مَا فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ (6).
ص: 61
«141»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُتْرَكُ بِغَیْرِ عَالِمٍ قُلْتُ الَّذِی یَعْلَمُ عَالِمُكُمْ مَا هُوَ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِلْمٌ یَسْتَغْنِی بِهِ عَنِ النَّاسِ وَ لَا یَسْتَغْنِی النَّاسُ عَنْهُ قُلْتُ وَ حِكْمَةٌ یُقْذَفُ فِی صَدْرِهِ أَوْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ قَالَ ذَاكَ وَ ذَاكَ (1).
«142»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ أَ حِكْمَةٌ تُقْذَفُ فِی صَدْرِهِ أَوْ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ نَكْتٌ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاكَ وَ ذَاكَ ثُمَّ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عِلْمٌ یَسْتَغْنِی بِهِ عَنِ النَّاسِ وَ لَا یَسْتَغْنِی النَّاسُ عَنْهُ (2).
«143»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قُلْتُ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ یُقْذَفُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ یُنْكَتُ فِی آذَانِهِمْ قَالَ ذَاكَ وَ ذَاكَ (3).
«144»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ الْأَرْضُ لَا تُتْرَكُ إِلَّا بِعَالِمٍ یَعْلَمُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا ذَا قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قُلْتُ أَ حِكْمَةٌ تُلْقَی فِی صَدْرِهِ أَوْ شَیْ ءٌ یُنْقَرُ فِی أُذُنِهِ قَالَ أَوْ ذَاكَ (4).
بیان: أی إما وراثة أو ذاك كما مر و یحتمل أن یكون أو بمعنی بل أی بل هو وراثة فیكون تقیة من غلاة الشیعة و ضعفائهم أو یكون الألف للاستفهام أی أ و یكون ذلك إنكارا للمصلحة و الأول أظهر كما فی الروایات الأخر و
ص: 62
یحتمل أن یكون ذاك أولا سقط من الرواة.
«145»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ فَلَمَّا قَضَی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله نُبُوَّتَهُ وَ اسْتُكْمِلَتْ أَیَّامُهُ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ قَدْ قَضَیْتَ نُبُوَّتَكَ وَ اسْتَكْمَلْتَ أَیَّامَكَ فَاجْعَلِ الْعِلْمَ الَّذِی عِنْدَكَ وَ الْإِیمَانَ وَ الِاسْمَ الْأَكْبَرَ وَ مِیرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ النُّبُوَّةِ فِی الْعَقِبِ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ كَمَا لَمْ أَقْطَعْهَا مِنْ بُیُوتَاتِ الْأَنْبِیَاءِ (1).
«146»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِیُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَنْبَارِیِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ وَ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ السُّدِّیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ (2) قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ نَحْنُ قُعُودٌ فِی الْمَسْجِدِ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ صِفِّینَ وَ قَبْلَ یَوْمِ النَّهْرَوَانَ فَقَعَدَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ احْتَوَشْنَاهُ (3) فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ فَقَالَ سَلْ وَ ذَكَرَ قِصَّةً طَوِیلَةً وَ قَالَ إِنِّی سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ فِی كَلَامٍ لَهُ طَوِیلٍ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِی بِحُبِّ أَرْبَعَةِ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِی وَ أَمَرَنِی أَنْ أُحِبَّهُمْ وَ الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَیْهِمْ فَقِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالُوا مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ ثُمَّ سَكَتَ فَقَالُوا مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِیٌّ وَ ثَلَاثَةٌ مَعَهُ وَ هُوَ إِمَامُهُمْ وَ قَائِدُهُمْ وَ دَلِیلُهُمْ وَ هَادِیهِمْ لَا یَنْثَنُونَ (4) وَ لَا یَضِلُّونَ وَ لَا یَرْجِعُونَ وَ لَا یَطُولُ عَلَیْهِمُ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُهُمْ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ وَ الْمِقْدَادُ فَذَكَرَ قِصَّةً طَوِیلَةً ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِی عَلِیّاً فَأَكَبَّ عَلَیَّ فَأَسَرَّ (5) إِلَیَّ أَلْفَ
ص: 63
بَابٍ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ قَالَ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنِّی لَأَعْلَمُ بِالتَّوْرَاةِ مِنْ أَهْلِ التَّوْرَاةِ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ بِالْإِنْجِیلِ مِنْ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مَا مِنْ فِئَةٍ تَبْلُغُ مِائَةَ رَجُلٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ أَنَا عَارِفٌ بِقَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ سَلُونِی عَنِ الْقُرْآنِ فَإِنَّ فِی الْقُرْآنِ بَیَانَ كُلِّ شَیْ ءٍ فِیهِ عِلْمُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ یَدَعْ لِقَائِلٍ مَقَالًا وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ لَیْسَ بِوَاحِدٍ رَسُولُ اللَّهِ مِنْهُمْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ إِیَّاهُ فَعَلَّمَنِیهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ لَا تَزَالُ فِی عَقِبِنَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ ثُمَّ قَرَأَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ (1) وَ أَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ الْعِلْمُ فِی عَقِبِنَا إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ (2).
«147»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا أَعْطَاهُ مِنَ الْعِلْمِ بَعْضَهُ مَا خَلَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ مِنَ الْعِلْمِ كُلَّهُ فَقَالَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ (3) وَ قَالَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (4) وَ قَالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (5) وَ لَمْ یُخْبِرْ أَنَّ عِنْدَهُ عِلْمَ الْكِتَابِ وَ مَنْ لَا یَقَعُ مِنَ اللَّهِ عَلَی الْجَمِیعِ وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا (6) فَهَذَا الْكُلُّ وَ نَحْنُ الْمُصْطَفَوْنَ
ص: 64
وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِیمَا سَأَلَ رَبَّهُ رَبِّ زِدْنِی عِلْماً (1) فَهِیَ الزِّیَادَةُ الَّتِی عِنْدَنَا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِی لَمْ یَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَوْصِیَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَا ذُرِّیَّةِ الْأَنْبِیَاءِ غَیْرِنَا فَبِهَذَا الْعِلْمِ عَلِمْنَا الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (2).147 وَ مِنْ كِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ، فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ یَا طَلْحَةُ إِنَّ كُلَّ آیَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدِی بِإِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطِّی بِیَدِی وَ تَأْوِیلَ كُلِّ آیَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُلَّ حَلَالٍ وَ حَرَامٍ أَوْ حَدٍّ أَوْ حُكْمٍ تَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ عِنْدِی مَكْتُوبٌ بِإِمْلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَطِّی بِیَدِی حَتَّی أَرْشَ الْخَدْشِ قَالَ طَلْحَةُ كُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ صَغِیرٍ أَوْ كَبِیرٍ أَوْ خَاصٍّ أَوْ عَامٍ أَوْ كَانَ أَوْ یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَكَ قَالَ نَعَمْ وَ سِوَی ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَسَرَّ إِلَیَّ فِی مَرَضِهِ مِفْتَاحَ أَلْفِ بَابٍ فِی الْعِلْمِ یَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ وَ لَوْ أَنَّ الْأُمَّةَ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّبَعُونِی وَ أَطَاعُونِی لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ (3).
أقول: سیأتی تمامه فی كتاب الفتن إن شاء اللّٰه.
«148»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ یَرْفَعُهُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُیِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتی (4) فَقَدْ وَرَّثَنَا اللَّهُ تَعَالَی هَذَا الْقُرْآنَ فَفِیهِ مَا یُسَیَّرُ بِهِ الْجِبَالُ وَ یُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ وَ یُحْیَا بِهِ الْمَوْتَی إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِی السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ (5) وَ قَالَ تَعَالَی ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا (6)
ص: 65
فَنَحْنُ اصْطَفَانَا اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ فَوَرَّثَنَا هَذَا الْكِتَابَ الَّذِی فِیهِ كُلُّ شَیْ ءٍ (1).
«149»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ شَرَاحِیلَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَصْحَابِهِ أَخْبِرُونِی بِأَفْضَلِكُمْ قَالُوا أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَدَقْتُمْ أَنَا أَفْضَلُكُمْ وَ لَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ أَفْضَلِكُمْ أَقْدَمِكُمْ سِلْماً وَ أَكْثَرِكُمْ عِلْماً وَ أَعْظَمِكُمْ حِلْماً عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ اللَّهِ مَا اسْتُودِعْتُ عِلْماً إِلَّا وَ قَدْ أَوْدَعْتُهُ وَ لَا عُلِّمْتُ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ عَلَّمْتُهُ وَ لَا أُمِرْتُ بِشَیْ ءٍ إِلَّا وَ قَدْ أَمَرْتُهُ وَ لَا وُكِلْتُ بِشَیْ ءٍ إِلَّا وَ قَدْ وَكَلْتُهُ بِهِ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُ أَمْرَ نِسَائِی بِیَدِهِ وَ هُوَ خَلِیفَتِی عَلَیْكُمْ بَعْدِی فَإِنِ اسْتَشْهَدَكُمْ فَاشْهَدُوا لَهُ.
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ یَحْیَی الْكَشْحِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ الْأَئِمَّةُ عُلَمَاءُ حُلَمَاءُ صَادِقُونَ مُفَهَّمُونَ مُحَدَّثُونَ (3).
«2»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام مِثْلَهُ (4).
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَنَا أَعْیُنٌ لَا تُشْبِهُ أَعْیُنَ النَّاسِ وَ فِیهَا نُورٌ لَیْسَ لِلشَّیْطَانِ فِیهَا نَصِیبٌ (5).
ص: 66
«4»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ وَ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ مُحَدَّثاً وَ كَانَ سَلْمَانُ مُحَدَّثاً قَالَ قُلْتُ فَمَا آیَةُ الْمُحَدَّثِ قَالَ یَأْتِیهِ مَلَكٌ فَیَنْكُتُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ (1).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن معروف و الأهوازی عن حماد بن عیسی عن الحسین بن مختار مثله (2).
«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ سُوقَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَوْماً فَقَالَ لِی یَا حَكَمُ هَلْ تَدْرِی مَا الْآیَةُ الَّتِی كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَعْرِفُ بِهَا صَاحِبَ قَتْلِهِ وَ یَعْلَمُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِی كَانَ یُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ قَالَ الْحَكَمُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ وَقَفْتُ عَلَی عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ تِلْكَ الْأُمُورَ الْعِظَامَ قَالَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ لَا أَعْلَمُ بِهِ أَخْبِرْنِی بِهَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ (3) وَ لَا مُحَدَّثٍ (4) فَقُلْتُ وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ مُحَدَّثاً قَالَ نَعَمْ وَ كُلُّ إِمَامٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَهُوَ مُحَدَّثٌ.
بیان: قوله و لا محدث لیس فی القرآن و كان فی مصحفهم علیهم السلام (5).
«6»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَهْلِ بَیْتِی اثْنَا عَشَرَ مُحَدَّثاً فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَیْدٍ كَانَ أَخَا عَلِیٍ
ص: 67
لِأُمِّهِ سُبْحَانَ اللَّهُ كَانَ مُحَدَّثاً كَالْمُنْكِرِ لِذَلِكَ (1) فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُمِّكَ بَعْدُ قَدْ كَانَ یَعْرِفُ ذَلِكَ قَالَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ سَكَتَ الرَّجُلُ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هِیَ الَّتِی هَلَكَ فِیهَا أَبُو الْخَطَّابِ لَمْ یَدْرِ تَأْوِیلَ الْمُحَدَّثِ وَ النَّبِیِّ (2).
«7»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: ذَكَرْتُ الْمُحَدَّثَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ إِنَّهُ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّهُ كَلَامُ الْمَلَكِ قَالَ إِنَّهُ یُعْطَی السَّكِینَةَ وَ الْوَقَارَ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّهُ مَلَكٌ (3).
بیان: السكینة اطمئنان القلب و عدم التزلزل و الشك و الوقار الحالة التی بها یعلم أنه وحی.
أَقُولُ قَدْ مَرَّ فِی قِصَصِ ذِی الْقَرْنَیْنِ عَنِ الْأَصْبَغِ أَنَّهُ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ ذِكْرِ قِصَّتِهِ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ
«8»- یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُیَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: (4) إِنَّ عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ وَ كَتَمْنَا الْآیَةَ قَالَ فَكُنَّا نَجْتَمِعُ فَنُدَارِسُ (5) الْقُرْآنَ فَلَا نَعْرِفُ الْآیَةَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ حَدَّثَنَا عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ عِلْمُ عَلِیٍّ علیه السلام فِی آیَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ كَتَمْنَا الْآیَةَ قَالَ اقْرَأْ یَا حُمْرَانُ فَقَرَأْتُ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ (6) وَ لا نَبِیٍ
ص: 68
قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَدَّثاً قَالَ نَعَمْ فَجِئْتُ إِلَی أَصْحَابِنَا فَقُلْتُ قَدْ أَصَبْتُ الَّذِی كَانَ الْحَكَمُ یَكْتُمُنَا قَالَ قُلْتُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَدَّثاً فَقَالُوا لِی مَا صَنَعْتَ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتَهُ مَنْ یُحَدِّثُهُ قَالَ فَبَعْدَ ذَلِكَ إِنِّی أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَ لَیْسَ حَدَّثْتَنِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً قَالَ بَلَی قُلْتُ مَنْ یُحَدِّثُهُ قَالَ مَلَكٌ یُحَدِّثُهُ قَالَ قُلْتُ أَقُولُ (1) إِنَّهُ نَبِیٌّ أَوْ رَسُولٌ قَالَ لَا قَالَ بَلْ مَثَلُهُ مَثَلُ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ وَ مَثَلُ صَاحِبِ مُوسَی وَ مَثَلُهُ مَثَلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ (2).
بیان: المراد بصاحب موسی إما یوشع كما صرح به فی بعض الأخبار أو الخضر علیه السلام كما صرح به فی بعضها فیدل علی عدم نبوة واحد منهما و یمكن أن یكون المراد عدم نبوته فی تلك الحال فلا ینافی نبوته بعد فی الأول و قبل فی الثانی و یحتمل أن یكون التشبیه فی محض متابعة نبی آخر و سماع الوحی لكن التخصیص یأبی عن ذلك كما لا یخفی.
«9»-یر، بصائر الدرجات عَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِی أَنَّ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام كَانُوا مُحَدَّثِینَ قَالَ فَقَالَ كَیْفَ حَدَّثَكَ قُلْتُ حَدَّثَنِی أَنَّهُ كَانَ یُنْكَتُ فِی آذَانِهِمْ قَالَ صَدَقَ أَبِی (3).
«10»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ الْمُغِیرَةُ بْنُ سَعِیدٍ جَالِسَیْنِ فِی الْمَسْجِدِ فَأَتَانَا الْحَكَمُ بْنُ عُیَیْنَةَ فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حَدِیثاً مَا سَمِعَهُ أَحَدٌ قَطُّ فَسَأَلْنَاهُ فَأَبَی أَنْ یُخْبِرَنَا بِهِ فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَقُلْنَا إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ أَخْبَرَنَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْكَ مَا لَمْ یَسْمَعْهُ مِنْكَ
ص: 69
أَحَدٌ قَطُّ فَأَبَی أَنَّ یُخْبِرَنَا بِهِ فَقَالَ نَعَمْ وَجَدْنَا عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (1) فَقُلْنَا لَیْسَتْ هَكَذَا هِیَ فَقَالَ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ إِلَّا إِذَا تَمَنَّی أَلْقَی الشَّیْطَانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ فَقُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الْمُحَدَّثُ فَقَالَ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَیَسْمَعُ طَنِیناً كَطَنِینِ الطَّسْتِ أَوْ یُقْرَعُ عَلَی قَلْبِهِ فَیَسْمَعُ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ عَلَی الطَّسْتِ فَقُلْتُ إِنَّهُ نَبِیٌّ ثُمَّ قَالَ لَا مِثْلُ الْخَضِرِ وَ مِثْلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ (2).
ختص، الإختصاص موسی بن جعفر البغدادی عن ابن أسباط مثله (3).
«11»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً فَخَرَجْتُ إِلَی أَصْحَابِی (4) فَقُلْتُ لَهُمْ جِئْتُكُمْ بِعَجِیبَةٍ قَالُوا مَا هِیَ قُلْتُ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَدَّثاً قَالُوا مَا صَنَعْتَ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتَهُ مَنْ یُحَدِّثُهُ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّی حَدَّثْتُ أَصْحَابِی بِمَا حَدَّثْتَنِی قَالُوا مَا صَنَعْتَ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتَهُ مَنْ یُحَدِّثُهُ فَقَالَ لِی یُحَدِّثُهُ مَلَكٌ قُلْتُ فَتَقُولُ إِنَّهُ نَبِیٌّ قَالَ فَحَرَّكَ یَدَهُ هَكَذَا ثُمَّ قَالَ أَوْ كَصَاحِبِ سُلَیْمَانَ أَوْ كَصَاحِبِ مُوسَی أَوْ كَذِی الْقَرْنَیْنِ أَوْ مَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ قَالَ وَ فِیكُمْ مِثْلُهُ (5).
بیان: قوله هكذا أی حرك یده إلی فوق نفیا لقوله إنه نبی و أو هنا
ص: 70
بمعنی بل كما قیل فی قوله تعالی مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (1) أو المعنی لا تقل إنه نبی بل قل محدث أو كصاحب سلیمان أو المعنی أن تحدیث الملك قد یكون لنبی و قد یكون لغیره كصاحب سلیمان.
«12»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِینَةِ فَلَمَّا شَدُّوا عَلَی دَوَابِّهِمْ وَقَعَ فِی نَفْسِی شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِ الْمُحَدَّثِ فَأَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَاسْتَأْذَنْتُ فَقَالَ مَنْ هَذَا قُلْتُ زُرَارَةُ قَالَ ادْخُلْ ثُمَّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُمْلِی عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَنَامَ نَوْمَةً وَ نَعَسَ نَعْسَةً فَلَمَّا رَجَعَ نَظَرَ إِلَی الْكِتَابِ فَمَدَّ یَدَهُ قَالَ مَنْ أَمْلَی هَذَا عَلَیْكَ قَالَ أَنْتَ قَالَ لَا بَلْ جَبْرَئِیلُ (2).
«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فُلَاناً حَدَّثَنِی أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ علیهما السلام كَانَا مُحَدَّثَیْنِ قَالَ كَیْفَ حَدَّثَكَ قُلْتُ حَدَّثَنِی أَنَّهُ كَانَ یُنْكَتُ فِی آذَانِهِمَا قَالَ صَدَقَ (3).
«14»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَقُولُ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ أَوْ صَدْرِهِ أَوْ فِی أُذُنِهِ فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً قُلْتُ فِیكُمْ مِثْلُهُ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً فَلَمَّا أَنْ كَرَّرْتُ عَلَیْهِ قَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ یَوْمَ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ كَانَ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ یُحَدِّثَانِهِ (4).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ كَانَ عَلِیٌّ وَ اللَّهِ مُحَدَّثاً قَالَ قُلْتُ لَهُ اشْرَحْ لِی ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ یَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكاً یُوقِرُ (5) فِی أُذُنِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ (6)
ص: 71
وَ كَیْتَ (1).
بیان: وقر فی صدره أی سكن فیه و ثبت من الوقار ذكره الجزری و فی القاموس كیت و كیت و یكسر آخرهما أی كذا و كذا و التاء فیهما هاء فی الأصل.
«16»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَشَّابِ عَنِ ابْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِبَاطٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ الِاثْنَا عَشَرَ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ مُحَدَّثٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وُلْدِ عَلِیٍّ- فَرَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ علیه السلام هُمَا الْوَالِدَانِ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَیْدٍ وَ أَنْكَرَ (2) ذَلِكَ وَ كَانَ أَخاً لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ لِأُمِّهِ فَضَرَبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَخِذَهُ فَقَالَ أَمَّا ابْنُ أُمِّكَ كَانَ أَحَدَهُمْ (3).
«17»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مُحَدَّثاً (4).
«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ أَوْ غَیْرِهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَی زُرَارَةَ أَعْلِمِ (5) الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ أَنَّ أَوْصِیَاءَ عَلِیٍّ مُحَدَّثُونَ (6).
«19»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یُونُسَ الْحَجَّالِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ حَسَنٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ كَانَ یَقْرَأُ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (7).
ص: 72
«20»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: أَخْبَرَنِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ عَلِیّاً كَانَ مُحَدَّثاً فَقَالَ أَصْحَابُنَا مَا صَنَعْتَ شَیْئاً إِلَّا سَأَلْتَهُ مَنْ یُحَدِّثُهُ فَقَضَی أَنِّی لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقُلْتُ أَخْبَرْتَنِی أَنَّ عَلِیّاً كَانَ مُحَدَّثاً قَالَ بَلَی قُلْتُ مَنْ كَانَ یُحَدِّثُهُ قَالَ مَلَكٌ قُلْتُ فَأَقُولُ إِنَّهُ نَبِیٌّ أَوْ رَسُولٌ قَالَ لَا بَلْ قُلْ مَثَلُهُ مَثَلُ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ وَ صَاحِبِ مُوسَی وَ مَثَلُهُ مَثَلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ أَ مَا سَمِعْتَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام سُئِلَ عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ أَ نَبِیّاً (1) كَانَ قَالَ لَا وَ لَكِنْ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ وَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ فَهَذَا مَثَلُهُ (2).
«21»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَ لَسْتَ حَدَّثْتَنِی أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ مُحَدَّثاً قَالَ بَلَی قُلْتُ مَنْ یُحَدِّثُهُ قَالَ مَلَكٌ یُحَدِّثُهُ قَالَ قُلْتُ فَأَقُولُ إِنَّهُ نَبِیٌّ أَوْ رَسُولٌ قَالَ لَا بَلْ مَثَلُهُ مَثَلُ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ وَ مَثَلُ صَاحِبِ مُوسَی وَ مَثَلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ أَ مَا بَلَغَكَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام سُئِلَ عَنْ ذِی الْقَرْنَیْنِ فَقَالُوا كَانَ نَبِیّاً قَالَ لَا بَلْ كَانَ عَبْداً أَحَبَّ اللَّهَ فَأَحَبَّهُ وَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَاصَحَهُ فَهَذَا مَثَلُهُ (3).
یر، بصائر الدرجات علی بن إسماعیل عن صفوان مثله (4).
«22»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا مَوْضِعُ الْعُلَمَاءِ قَالَ مِثْلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ وَ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ وَ صَاحِبِ دَاوُدَ (5).
بیان: لعل المراد بصاحب داود طالوت فإنه یظهر من أخبارنا أنه كان عبدا مؤیدا.
ص: 73
«23»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدِ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا مَنْزِلَتُكُمْ وَ بِمَنْ تُشْبِهُونَ مِمَّنْ مَضَی فَقَالَ كَصَاحِبِ مُوسَی وَ ذِی الْقَرْنَیْنِ كَانَا عَالِمَیْنِ وَ لَمْ یَكُونَا نَبِیَّیْنِ (1).
«24»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مَنْزِلَتُهُمْ أَنْبِیَاءُ هُمْ قَالَ لَا وَ لَكِنَّهُمْ عُلَمَاءُ كَمَنْزِلَةِ ذِی الْقَرْنَیْنِ فِی عِلْمِهِ وَ كَمَنْزِلَةِ صَاحِبِ مُوسَی وَ كَمَنْزِلَةِ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ (2).
«25»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْمُحَدَّثِ قَالَ الرَّسُولُ الَّذِی تَأْتِیهِ الْمَلَائِكَةُ وَ تَبْلُغُهُ (3) عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ النَّبِیُّ الَّذِی یَرَی فِی مَنَامِهِ فَمَا رَأَی فَهُوَ كَمَا رَأَی وَ الْمُحَدَّثُ الَّذِی یَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ وَ یُنْقَرُ (4) فِی أُذُنِهِ وَ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ (5).
ختص، الإختصاص ابن عیسی عن أبیه و محمد البرقی و ابن معروف عن ابن عروة مثله (6).
«26»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كانَ رَسُولًا نَبِیًّا (7) قُلْتُ مَا هُوَ الرَّسُولُ مِنَ النَّبِیِّ قَالَ النَّبِیُّ هُوَ الَّذِی یَرَی فِی مَنَامِهِ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یُعَایِنُ الْمَلَكَ وَ الرَّسُولُ یُعَایِنُ الْمَلَكَ وَ یُكَلِّمُهُ قُلْتُ فَالْإِمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ قَالَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی وَ لَا یُعَایِنُ ثُمَّ تَلَا وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (8).
«27»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ
ص: 74
زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْمُحَدَّثِ فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یَأْتِیهِ الْمَلَكُ فَیُحَدِّثُهُ وَ یُكَلِّمُهُ كَمَا یُحَدِّثُ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ وَ النَّبِیُّ الَّذِی یُؤْتَی فِی مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ قَالَ قُلْتُ وَ مَا عَلِمَ أَنَّ الَّذِی رَأَی فِی مَنَامِهِ أَنَّهُ حَقٌّ قَالَ بَیَّنَهُ اللَّهُ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّهُ حَقٌّ وَ یُنَزَّلُ عَلَیْهِ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیّاً وَ الْمُحَدَّثُ الَّذِی یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی شَیْئاً (1).
بیان: قوله علیه السلام و ینزل علیه أی و قد ینزل علیه الوحی مع الملك بعد ذلك كما أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان أولا نبیا من حین ولادته بل حین كان آدم بین الماء و الطین ثم صار رسولا بعد الأربعین.
«28»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَبَّاسٍ الْمَعْرُوفِیُّ (2) إِلَی الرِّضَا علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی مَا الْفَرْقُ بَیْنَ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْإِمَامِ قَالَ فَكَتَبَ أَوْ قَالَ الْفَرْقُ بَیْنَ الرَّسُولِ وَ الْإِمَامِ (3) هُوَ أَنَّ الرَّسُولَ الَّذِی یَنْزِلُ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ (4) فَیَرَاهُ وَ یَسْمَعُ كَلَامَهُ وَ النَّبِیَّ یَنْزِلُ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ وَ رُبَّمَا نُبِّئَ فِی مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ وَ النَّبِیَّ رُبَّمَا یَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ رُبَّمَا یَرَی الشَّخْصَ وَ لَمْ یَسْمَعِ الْكَلَامَ وَ الْإِمَامَ هُوَ الَّذِی یَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ لَا یَرَی الشَّخْصَ (5).
ختص، الإختصاص النهدی و ابن هاشم عن ابن مهران مثله (6).
«29»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّسُولِ فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یُعَایِنُ الْمَلَكَ یَجِیئُهُ
ص: 75
بِرِسَالَةٍ عَنْ رَبِّهِ فَیُكَلِّمُهُ كَمَا یُكَلِّمُ أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ وَ النَّبِیُّ لَا یُعَایِنُ مَلَكاً إِنَّمَا یُنَزَّلُ عَلَیْهِ الْوَحْیُ وَ یَرَی فِی مَنَامِهِ قُلْتُ مَا عَلِمَهُ إِذَا رَأَی فِی مَنَامِهِ أَنَّ هَذَا حَقٌّ قَالَ یُبَیِّنُهُ اللَّهُ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ حَقٌّ وَ الْمُحَدَّثُ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی شَیْئاً (1).
«30»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ یَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ أَخْبِرْنِی عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْمُحَدَّثِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الرَّسُولُ الَّذِی یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ قُبُلًا فَیَرَاهُ وَ یُكَلِّمُهُ فَهَذَا الرَّسُولُ وَ أَمَّا النَّبِیُّ فَإِنَّهُ یَرَی (2) فِی مَنَامِهِ عَلَی نَحْوِ مَا رَأَی إِبْرَاهِیمُ وَ نَحْوَ مَا كَانَ (3) رَأَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْیِ حَتَّی أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِالرِّسَالَةِ وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وَ جَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ یَجِیئُهُ بِهَا جَبْرَئِیلُ وَ یُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلًا وَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ وَ یَرَی فِی مَنَامِهِ یَأْتِیهِ الرُّوحُ فَیُكَلِّمُهُ وَ یُحَدِّثُهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ رَآهُ فِی الْیَقَظَةِ وَ أَمَّا الْمُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذِی یُحَدَّثُ فَیَسْمَعُ وَ لَا یُعَایِنُ وَ لَا یَرَی فِی مَنَامِهِ (4).
بیان: فی القاموس رأیته قبلا محركة و بضمتین و كصرد و عنب و قبیلا كأمیر عیانا و مقابلة قوله من جمع له النبوة أی مع الرسالة.
«31»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ (5) عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَیْسَ هَذِهِ قِرَاءَتَنَا فَمَا الرَّسُولُ وَ النَّبِیُّ وَ الْمُحَدَّثُ
ص: 76
قَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یَظْهَرُ لَهُ الْمَلَكُ فَیُكَلِّمُهُ وَ النَّبِیُّ یَرَی فِی الْمَنَامِ وَ رُبَّمَا اجْتَمَعَتِ النُّبُوَّةُ وَ الرِّسَالَةُ لِوَاحِدٍ وَ الْمُحَدَّثُ الَّذِی یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی الصُّورَةَ قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ كَیْفَ یَعْلَمُ أَنَّ الَّذِی رَأَی فِی الْمَنَامِ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ قَالَ یُوَقَّعُ عِلْمُ ذَلِكَ حَتَّی یَعْرِفَهُ (1).
بیان: یوقع علی بناء المجهول من التفعیل من توقیع الكتاب أی یثبت علم ذلك فی قلبه لئلا یشك فیه أو یرمی علمه فی قلبه أو یصقل قلبه و ذهنه لقبول ذلك قال الفیروزآبادی التوقیع ما یوقع فی الكتاب و تظنی الشی ء و توهمه و رمی قریب لا تباعده و إقبال الصیقل علی السیف بمیقعته یحدده.
وَ رَوَاهُ فِی الْكَافِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَعْقُوبَ إِلَی آخِرِ الْخَبَرِ وَ فِیهِ قَالَ یُوَفَّقُ لِذَلِكَ حَتَّی یَعْرِفَهُ لَقَدْ خَتَمَ اللَّهُ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ وَ خَتَمَ بِنَبِیِّكُمُ الْأَنْبِیَاءَ (2).
و هو أظهر.
«32»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كانَ رَسُولًا نَبِیًّا مَنِ الرَّسُولُ (3) مِنَ النَّبِیِّ قَالَ هُوَ الَّذِی یَرَی فِی مَنَامِهِ وَ یُعَایِنُ الْمَلَكَ قُلْتُ فَیَكُونُ نَبِیٌّ غَیْرَ رَسُولٍ قَالَ نَعَمْ هُوَ الَّذِی یَرَی فِی مَنَامِهِ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یُعَایِنُ قُلْتُ فَالْإِمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ قَالَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی وَ لَا یُعَایِنُ ثُمَّ تَلَا وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (4).
ختص، الإختصاص ابن أبی الخطاب عن البزنطی عن ثعلبة مثله (5).
«33»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ
ص: 77
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ عَنِ النَّبِیِّ وَ عَنِ الْمُحَدَّثِ فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یُعَایِنُ الْمَلَكَ یَأْتِیهِ بِالرِّسَالَةِ مِنْ رَبِّهِ یَقُولُ یَأْمُرُكَ كَذَا وَ كَذَا وَ الرَّسُولُ یَكُونُ نَبِیّاً مَعَ الرِّسَالَةِ وَ النَّبِیُّ لَا یُعَایِنُ الْمَلَكَ یُنَزَّلُ عَلَیْهِ (1) النَّبَأُ عَلَی قَلْبِهِ فَیَكُونُ كَالْمُغْمَی عَلَیْهِ فَیَرَی فِی مَنَامِهِ قُلْتُ فَمَا عَلِمَهُ أَنَّ الَّذِی رَأَی فِی مَنَامِهِ حَقٌّ قَالَ یُبَیِّنُهُ اللَّهُ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ حَقٌّ وَ لَا یُعَایِنُ الْمَلَكَ وَ الْمُحَدَّثُ الَّذِی یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی شَاهِداً (2).
«34»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ (3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قَالَ الرَّسُولُ الَّذِی یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ قُبُلًا فَیُكَلِّمُهُ وَ یَرَاهُ كَمَا یَرَی أَحَدُكُمْ صَاحِبَهُ وَ أَمَّا النَّبِیُّ فَهُوَ الَّذِی یُؤْتَی فِی مَنَامِهِ مِثْلَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ وَ نَحْوَ مَا كَانَ یَأْتِی مُحَمَّداً وَ مِنْهُمْ مَنْ تُجْمَعُ لَهُ الرِّسَالَةُ وَ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله (4) وَ أَمَّا الْمُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذِی یَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَكِ وَ لَا یَرَی وَ لَا یَأْتِیهِ فِی الْمَنَامِ (5).
یر، بصائر الدرجات ختص، الإختصاص إبراهیم بن محمد الثقفی مثله (6).
«35»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ إِلَّا إِذَا تَمَنَّی أَلْقَی الشَّیْطَانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ فَقُلْتُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ الْمُحَدَّثُ فَقَالَ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ فَیَسْمَعُ طَنِیناً كَطَنِینِ الطَّسْتِ أَوْ یُقْرَعُ عَلَی قَلْبِهِ فَیَسْمَعُ وَقْعاً كَوَقْعِ
ص: 78
السِّلْسِلَةِ عَلَی الطَّسْتِ فَقُلْتُ نَبِیٌّ فَقَالَ لَا مِثْلُ الْخَضِرِ وَ مِثْلُ ذِی الْقَرْنَیْنِ (1).
«36»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عِلْمُ النُّبُوَّةِ یُدْرَجُ فِی جَوَارِحِ الْإِمَامِ (2).
«37»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مُحَدَّثاً (3).
«38»-یر، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مُحَدَّثَیْنِ (4).
«39»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ یَسَارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الشَّامِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ إِنِّی وَ أَوْصِیَائِی مِنْ وُلْدِی مَهْدِیُّونَ كُلُّنَا مُحَدَّثُونَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُمْ قَالَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ثُمَّ ابْنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ قَالَ وَ عَلِیٌّ یَوْمَئِذٍ رَضِیعٌ ثُمَّ ثَمَانِیَةٌ مِنْ بَعْدِهِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ وَ هُمُ الَّذِینَ أَقْسَمَ اللَّهُ بِهِمْ فَقَالَ وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ (5) أَمَّا الْوَالِدُ فَرَسُولُ اللَّهِ وَ مَا وَلَدَ یَعْنِی هَؤُلَاءِ الْأَوْصِیَاءَ قُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ یَجْتَمِعُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا مُصْمَتٌ لَا یَنْطِقُ حَتَّی یَمْضِیَ الْأَوَّلُ قَالَ سَلِیمٌ الشَّامِیُّ سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی بِكْرٍ قُلْتُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَدَّثاً قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ هَلْ یُحَدِّثُ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا الْأَنْبِیَاءَ قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ فَأَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مُحَدَّثٌ قَالَ نَعَمْ وَ فَاطِمَةُ كَانَتْ مُحَدَّثَةً وَ لَمْ تَكُنْ نَبِیَّةً (6).
ختص، الإختصاص الثقفی مثله (7).
«40»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ:
ص: 79
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام مَنِ الرَّسُولُ مَنِ النَّبِیُّ مَنِ الْمُحَدَّثُ قَالَ الرَّسُولُ یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ فَیُكَلِّمُهُ قُبُلًا فَیَرَاهُ كَمَا یَرَی الرَّجُلُ صَاحِبَهُ الَّذِی یُكَلِّمُهُ فَهَذَا الرَّسُولُ وَ النَّبِیُّ الَّذِی یُؤْتَی فِی مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْیَا إِبْرَاهِیمَ وَ نَحْوَ مَا كَانَ یَأْتِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ السُّبَاتِ إِذَا أَتَاهُ (1) جَبْرَئِیلُ هَكَذَا النَّبِیُّ وَ مِنْهُمْ مَنْ تُجْمَعُ (2) لَهُ الرِّسَالَةُ وَ النُّبُوَّةُ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَسُولًا نَبِیّاً یَأْتِیهِ جَبْرَئِیلُ قُبُلًا فَیُكَلِّمُهُ وَ یَرَاهُ وَ یَأْتِیهِ فِی النَّوْمِ وَ النَّبِیُّ الَّذِی یَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَكِ حَتَّی یُعَایِنَهُ فَیُحَدِّثَهُ فَأَمَّا الْمُحَدَّثُ فَهُوَ الَّذِی یَسْمَعُ وَ لَا یُعَایِنُ وَ لَا یُؤْتَی فِی الْمَنَامِ (3).
«41»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ قَالَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ یَرْوِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَنَّ عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام فِی آیَةٍ نَسْأَلُهُ فَلَا یُخْبِرُنَا قَالَ حُمْرَانُ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ سُلَیْمَانَ وَ صَاحِبِ مُوسَی وَ لَمْ یَكُنْ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا ثُمَّ قَالَ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قَالَ فَعَجِبَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام (4).
بیان: لعل عجبه علیه السلام من جرأته علی مثل هذا السؤال أو من عدم تفطنه بذلك (5).
«42»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ وَ أَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ فَدَخَلْتُ سُرَادِقاً لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِمِنًی فَرَأَیْتُ قَوْماً جُلُوساً فِی الْفُسْطَاطِ وَ صَدْرُ الْمَجْلِسِ لَیْسَ فِیهِ أَحَدٌ وَ رَأَیْتُ رَجُلًا جَالِساً نَاحِیَةً یَحْتَجِمُ فَعَرَفْتُ بِرَأْیِی أَنَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ عَلَیَ
ص: 80
فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ الْحَجَّامُ خَلْفَهُ فَقَالَ أَ مِنْ بَنِی أَعْیَنَ أَنْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ أَنَا زُرَارَةُ بْنُ أَعْیَنَ فَقَالَ إِنَّمَا عَرَفْتُكَ بِالشَّبَهِ أَ حَجَّ حُمْرَانُ قُلْتُ لَا وَ هُوَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ فَقَالَ إِنَّهُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً لَا یَرْجِعُ أَبَداً إِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلَامَ وَ قُلْ لَهُ لِمَ حَدَّثْتَ الْحَكَمَ بْنَ عُیَیْنَةَ عَنِّی أَنَّ الْأَوْصِیَاءَ مُحَدَّثُونَ لَا تُحَدِّثْهُ وَ أَشْبَاهَهُ بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ زُرَارَةُ فَحَمِدْتُ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَیْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ هُوَ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَقُلْتُ أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعِینُهُ فَقَالَ هُوَ أَحْمَدُهُ وَ أَسْتَعِینُهُ فَكُنْتُ كُلَّمَا ذَكَرْتُ اللَّهَ فِی كَلَامٍ ذَكَرَ مَعِی كَمَا أَذْكُرُهُ حَتَّی فَرَغْتُ مِنْ كَلَامِی (1).
«43»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ إِدْرِیسَ بْنِ زِیَادٍ الْحَنَّاطِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ سُوقَةَ عَنِ ابْنِ عُیَیْنَةَ قَالَ: قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَا حَكَمُ هَلْ تَدْرِی مَا كَانَتِ الْآیَةُ الَّتِی كَانَ یَعْرِفُ بِهَا عَلِیٌّ علیه السلام صَاحِبَ قَتْلِهِ وَ یَعْرِفُ بِهَا الْأُمُورَ الْعِظَامَ الَّتِی كَانَ یُحَدِّثُ بِهَا النَّاسَ قَالَ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی بِهَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ هِیَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ قُلْتُ فَكَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مُحَدَّثاً قَالَ نَعَمْ وَ كُلُّ إِمَامٍ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتَ مُحَدَّثٌ (2).
«44»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قَالَ لِیَ الْحَكَمُ بْنُ عُیَیْنَةَ إِنَّ مَوْلَایَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ لِی إِنَّمَا عِلْمُ عَلِیٍّ علیه السلام كُلُّهُ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ قَالَ فَخَرَجَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ لِیَسْأَلَهُ فَوَجَدَ عَلِیّاً علیه السلام قَدْ قُبِضَ فَقَالَ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْحَكَمَ حَدَّثَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ عِلْمَ عَلِیٍّ علیه السلام كُلَّهُ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَا تَدْرِی مَا هِیَ قُلْتُ لَا قَالَ هِیَ قَوْلُهُ تَعَالَی
ص: 81
وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لَا نَبِیٍّ وَ لَا مُحَدَّثٍ (1).
«45»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَیْدٍ الْعِجْلِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الرَّسُولِ وَ النَّبِیِّ وَ الْمُحَدَّثِ فَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِی تَأْتِیهِ الْمَلَائِكَةُ وَ یُعَایِنُهُمْ تَبْلُغُهُ الرِّسَالَةُ (2) مِنَ اللَّهِ وَ النَّبِیُّ یَرَی فِی الْمَنَامِ فَمَا رَأَی فَهُوَ كَمَا رَأَی وَ الْمُحَدَّثُ الَّذِی یَسْمَعُ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ وَ حَدِیثَهُمْ وَ لَا یَرَی شَیْئاً بَلْ یُنْقَرُ فِی أُذُنِهِ وَ یُنْكَتُ فِی قَلْبِهِ (3).
بیان: استنباط الفرق بین النبی و الإمام من تلك الأخبار لا یخلو من إشكال و كذا الجمع بینها مشكل جدا و الذی یظهر من أكثرها هو أن الإمام لا یری الحكم الشرعی فی المنام و النبی قد یراه فیه و أما الفرق بین الإمام و النبی و بین الرسول أن الرسول یری الملك عند إلقاء الحكم و النبی غیر الرسول و الإمام لا یریانه فی تلك الحال و إن رأیاه فی سائر الأحوال و یمكن أن یخص الملك الذی لا یریانه بجبرئیل علیه السلام و یعم الأحوال لكن فیه أیضا منافاة لبعض الأخبار.
و مع قطع النظر عن الأخبار لعل الفرق بین الأئمة علیهم السلام و غیر أولی العزم من الأنبیاء أن الأئمة علیهم السلام نواب للرسول صلی اللّٰه علیه و آله لا یبلغون إلا بالنیابة و أما الأنبیاء و إن كانوا تابعین لشریعة غیرهم لكنهم مبعوثون بالأصالة و إن كانت تلك النیابة أشرف من تلك الأصالة.
و بالجملة لا بد لنا من الإذعان بعدم كونهم علیهم السلام أنبیاء و بأنهم أشرف و أفضل من غیر نبینا صلی اللّٰه علیه و آله من الأنبیاء و الأوصیاء و لا نعرف جهة لعدم اتصافهم بالنبوة إلا رعایة جلالة خاتم الأنبیاء و لا یصل عقولنا إلی فرق بین بین النبوة و الإمامة و ما دلت علیه الأخبار فقد عرفته و اللّٰه تعالی یعلم حقائق أحوالهم صلوات اللّٰه علیهم أجمعین.
ص: 82
«46»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّمَا الْوُقُوفُ عَلَیْنَا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَأَمَّا النُّبُوَّةُ فَلَا (1).
بیان: أی إنما یجب علیكم أن تقوموا عندنا و تعكفوا علی أبوابنا و الكون معنا لاستعلام الحلال و الحرام لا أن تقولوا بنبوتنا و إنما لكم أن تقفوا علینا فی إثبات علم الحلال و الحرام و أنا نواب الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی بیان ذلك لكم و لا تتجاوزوا بنا إلی إثبات النبوة.
تتمیم: قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی شرح عقائد الصدوق رحمه اللّٰه تعالی أصل الوحی هو الكلام الخفی ثم قد یطلق علی كل شی ء قصد به إلی إفهام المخاطب علی الستر له عن غیره و التخصیص له به دون من سواه و إذا أضیف إلی اللّٰه تعالی كان فیما یخص به الرسل صلی اللّٰه علیه و آله خاصة دون من سواهم علی عرف الإسلام و شریعة النبی صلی اللّٰه علیه و آله قال اللّٰه تعالی وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ (2) الآیة فاتفق أهل الإسلام علی أن الوحی كان رؤیا مناما و كلاما سمعته أم موسی فی منامها علی الاختصاص و قال تعالی وَ أَوْحی رَبُّكَ إِلَی النَّحْلِ (3) الآیة یرید به الإلهام الخفی إذ كان خالصا لمن أفرده دون ما سواه فكان علمه حاصلا للنحل بغیر كلام جهر به المتكلم فأسمعه غیره.
و ساق رحمه اللّٰه الكلام إلی أن قال و قد یری اللّٰه فی منامه خلقا كثیرا ما یصح تأویله و یثبت حقه لكنه لا یطلق بعد استقرار الشریعة علیه اسم الوحی و لا یقال فی هذا الوقت لمن أطلعه اللّٰه علی علم شی ء إنه یوحی إلیه و عندنا أن اللّٰه تعالی یسمع الحجج بعد نبیه صلی اللّٰه علیه و آله كلاما یلقیه إلیهم أی الأوصیاء فی علم ما یكون لكنه لا یطلق علیه اسم الوحی لما قدمناه من إجماع المسلمین.
علی أنه لا وحی لأحد بعد نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و أنه لا یقال فی شی ء مما ذكرناه إنه
ص: 83
وحی إلی أحد و لله تعالی أن یبیح إطلاق الكلام أحیانا و یحظره أحیانا و یمنع السمات بشی ء حینا و یطلقها حینا فأما المعانی فإنها لا تتغیر عن حقائقها علی ما قدمناه (1).
و قال رحمه اللّٰه فی كتاب المقالات إن العقل لا یمنع من نزول الوحی إلیهم علیهم السلام و إن كانوا أئمة غیر أنبیاء فقد أوحی اللّٰه عز و جل إلی أم موسی أَنْ أَرْضِعِیهِ (2) الآیة فعرفت صحة ذلك بالوحی و عملت علیه و لم تكن نبیا و لا رسولا و لا إماما و لكنها كانت من عباده الصالحین و إنما منعت نزول (3) الوحی إلیهم و الإیحاء بالأشیاء إلیهم للإجماع علی المنع من ذلك و الاتفاق علی أنه من زعم أن أحدا بعد نبینا صلی اللّٰه علیه و آله یوحی إلیه فقد أخطأ و كفر.
و لحصول العلم بذلك من دین النبی صلی اللّٰه علیه و آله كما أن العقل لم یمنع من بعثة نبی بعد نبینا صلی اللّٰه علیه و آله و نسخ شرعنا كما نسخ ما قبله من شرائع الأنبیاء صلی اللّٰه علیه و آله و إنما منع ذلك الإجماع و العلم بأنه خلاف دین النبی صلی اللّٰه علیه و آله من جهة الیقین و ما یقارب الاضطرار و الإمامیة جمیعا علی ما ذكرت لیس بینها فیه علی ما وصفت خلاف.
ثم قال رحمه اللّٰه القول فی سماع الأئمة كلام الملائكة الكرام و إن كانوا لا یرون منهم الأشخاص و أقول بجواز هذا من جهة العقل و إنه لیس بممتنع فی الصدیقین من الشیعة المعصومین من الضلال و قد جاءت بصحته و كونه للأئمة علیهم السلام و من أسمیت من شیعتهم الصالحین الأبرار الأخیار واضحة الحجة و البرهان و هو مذهب فقهاء الإمامیة و أصحاب الآثار منهم و قد أباه بنو نوبخت و جماعة من الإمامیة لا معرفة لهم بالأخبار و لا ینعموا (4) النظر و لا سلكوا طریق الصواب.
ص: 84
ثم قال رحمه اللّٰه و أقول إن منامات الرسل و الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام صادقة لا تكذب و إن اللّٰه تعالی عصمهم عن الأحلام و بذلك جاءت الأخبار عنهم علیهم السلام و علی هذا القول جماعة فقهاء الإمامیة و أصحاب النقل منهم و أما متكلموهم فلا أعرف منهم نفیا و لا إثباتا و لا مسألة فیه و لا جوابا و المعتزلة بأسرها تخالفنا فیه انتهی (1).
«47»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی كَلَامٍ لَهُمْ وَ إِنْ شِئْتُمْ أَخْبَرْتُكُمْ بِمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا فَافْعَلْ قَالَ كُنْتُ ذَاتَ لَیْلَةٍ تَحْتَ سَقِیفَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنِّی لَأُحْصِی سِتّاً وَ سِتِّینَ وَطْأَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ كُلُّ وَطْأَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَعْرِفُهُمْ بِلُغَاتِهِمْ وَ صِفَاتِهِمْ وَ أَسْمَائِهِمْ وَ وَطْئِهِمْ (2).
ص: 85
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی عَلِیُّ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبَرَنِی أَبُو بَصِیرٍ أَنَّهُ سَمِعَكَ تَقُولُ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا قَالَ نَعَمْ قَالَ قُلْتُ تُزَادُونَ شَیْئاً لَیْسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ لَا إِذَا كَانَ ذَلِكَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَحْیاً وَ إِلَیْنَا حَدِیثاً (1).
«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی بِالْإِسْنَادِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ جَمَاعَةٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا قَالَ قُلْتُ تُزَادُونَ شَیْئاً لَیْسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أُتِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُخْبِرَ ثُمَّ إِلَی عَلِیٍّ ثُمَّ إِلَی بَنِیهِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ كَیْفَ یُزَادُ الْإِمَامُ فَقَالَ مِنَّا مَنْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ نَكْتاً وَ مِنَّا مَنْ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً وَ مِنَّا مَنْ یُخَاطَبُ (3).
«4»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (4) عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا لَنُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَوْ لَمْ نُزَدْ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ یَأْتِیكُمْ بِهِ قَالَ إِنَّ مِنَّا مَنْ یُعَایِنُ وَ إِنَ
ص: 86
مِنَّا لَمَنْ یُنْقَرُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ مِنَّا (1) مَنْ یَسْمَعُ بِأُذُنِهِ وَقْعاً كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ فِی الطَّسْتِ فَقُلْتُ لَهُ مَنِ الَّذِی یَأْتِیكُمْ بِذَلِكَ قَالَ خَلْقٌ (2) أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (3).
بیان: قوله من یعاین لعل المراد به النبی صلی اللّٰه علیه و آله أو فی غیر وقت إلقاء الحكم.
«5»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ لَنَا فِی لَیَالِی الْجُمُعَةِ لَشَأْناً مِنَ الشَّأْنِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیَّ شَأْنٍ قَالَ یُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ الْمَوْتَی وَ الْأَرْوَاحِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْوَصِیِّ الَّذِی بَیْنَ ظَهْرَانَیْكُمْ یُعْرَجُ بِهَا إِلَی السَّمَاءِ فَیَطُوفُونَ بِعَرْشِ رَبِّهَا أُسْبُوعاً (4) وَ هُمْ یَقُولُونَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ حَتَّی إِذَا فَرَغُوا صَلَّوْا خَلْفَ كُلِّ قَائِمَةٍ لَهُ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ یَنْصَرِفُونَ فَتَنْصَرِفُ الْمَلَائِكَةُ بِمَا وَضَعَ اللَّهُ فِیهَا مِنَ الِاجْتِهَادِ شدید (5) (شَدِیداً) إِعْظَامُهُمْ لِمَا رَأَوْا وَ قَدْ زِیدَ فِی اجْتِهَادِهِمْ وَ خَوْفِهِمْ مِثْلُهُ وَ یَنْصَرِفُ النَّبِیُّونَ وَ الْأَوْصِیَاءُ وَ أَرْوَاحُ الْأَحْیَاءِ شَدِیداً عَجَبُهُمْ (6) وَ قَدْ فَرِحُوا أَشَدَّ الْفَرَحِ لِأَنْفُسِهِمْ وَ یُصْبِحُ الْوَصِیُّ وَ الْأَوْصِیَاءُ قَدْ أُلْهِمُوا إِلْهَاماً مِنَ الْعِلْمِ عِلْماً مِثْلَ جَمِّ (7) الْغَفِیرِ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَشَدَّ سُرُوراً مِنْهُمْ اكْتُمْ فَوَ اللَّهِ لَهَذَا أَعَزُّ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ كَذَا وَ كَذَا عِنْدَكَ حِصَنَةً قَالَ یَا مَحْبُورُ وَ اللَّهِ مَا یُلْهَمُ الْإِقْرَارُ بِمَا تَرَی إِلَّا الصَّالِحُونَ قُلْتُ وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی
ص: 87
كَثِیرُ صَلَاحٍ قَالَ لَا تَكْذِبْ عَلَی اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمَّاكَ صَالِحاً حَیْثُ یَقُولُ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ یَعْنِی الَّذِینَ آمَنُوا بِنَا وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ وَ جَمِیعِ حُجَجِهِ عَلَیْهِ وَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ الْأَخْیَارِ الْأَبْرَارِ السَّلَامُ (1).
بیان: قال فی النهایة فیه (2) فأقاموا بین ظهرانیهم و بین أظهرهم و قد تكرر فی الحدیث و المراد بها أنهم أقاموا بینهم علی سبیل الاستظهار و الاستناد علیهم و زیدت فیه ألف و نون مفتوحة تأكیدا و معناه أن ظهرا منهم قدامه و ظهرا خلفه فهو مكفوف من جانبیه و من جوانبه إذا قیل بین أظهرهم ثم كثر استعماله حتی استعمل فی الإقامة بین القوم مطلقا.
وَ قَالَ فِی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ كَمِ الرُّسُلُ قَالَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جَمَّ الْغَفِیرِ هَكَذَا جَاءَتِ الرِّوَایَةُ.
قالوا و الصواب جما غفیرا یقال جاء القوم جما غفیرا أو الجماء الغفیر و جماء غفیرا أی مجتمعین كثیرین و الذی أنكر من الروایة صحیح فإنه یقال الجم الغفیر ثم حذف الألف و اللام و أضاف من باب صلاة الأولی و مسجد الجامع و أصل الكلمة من الجموم و الجمة و هو الاجتماع و الكثرة و الغفیر من الغفر و هو التغطیة و الستر انتهی.
فقوله فی بعض الروایة مثل جم الغفیر أی مثل الأنبیاء و الرسل الكثیرین أو مثل الشی ء الكثیر أی علما كثیرا و الحصنة كعنبة جمع الحصن أی هذه المرتبة عند اللّٰه أعز من آلاف حصن مثلا عندك و الحبر بالفتح السرور و النعمة و الكرامة.
«6»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِیِّ عَنْ یُوسُفَ الْأَبْزَارِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ وَ كَانَ لَا یُكَنِّینِی قَبْلَ ذَلِكَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِنَّ لَنَا فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ سُرُوراً
ص: 88
قُلْتُ زَادَكَ اللَّهُ وَ مَا ذَاكَ قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ وَافَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَرْشَ وَ وَافَی الْأَئِمَّةُ مَعَهُ وَ وَافَیْنَا مَعَهُمْ فَلَا تُرَدُّ أَرْوَاحُنَا إِلَی أَبْدَانِنَا إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا (1).
بیان: یحتمل أن یكون بقاء ما عندهم من العلم مشروطا بتلك الحالة و یحتمل أن یكون المستفاد تفصیلا لما علموا مجملا و یمكنهم استنباط التفصیل منه أو المراد أنه لا یجوز لنا الإظهار بدون ذلك كما یومی إلیه خبر لیلة القدر أو المراد أنفدنا من علم مخصوص سوی الحلال و الحرام و لم یفض علی النبی و الأئمة المتقدمین صلی اللّٰه علیه و آله و إن أفیض فی ذلك الوقت كما سیأتی و ذلك إما من المعارف الإلهیة أو من الأمور البدائیة كما مر منا الإشارة إلیهما و یؤید الأخیر كثیر من الأخبار الآتیة.
«7»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَمَّنْ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنَّ لَنَا فِی كُلِّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ وَفْدَةً إِلَی رَبِّنَا فَلَا نَنْزِلُ إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَطْرَفٍ (2).
«8»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُعَاوِیَةَ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ مُلَیْحٍ وَ حَدَّثَنِی الْخَضِرُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْكَاهِلِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ مُلَیْحٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الصَّنْعَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا أَبَا یَحْیَی لَنَا (3) فِی لَیَالِی الْجُمُعَةِ لَشَأْنٌ مِنَ الشَّأْنِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا ذَلِكَ الشَّأْنُ قَالَ یُؤْذَنُ لِأَرْوَاحِ الْأَنْبِیَاءِ الْمَوْتَی وَ أَرْوَاحِ الْأَوْصِیَاءِ الْمَوْتَی وَ رُوحِ الْوَصِیِّ الَّذِی بَیْنَ ظَهْرَانَیْكُمْ یُعْرَجُ بِهَا إِلَی السَّمَاءِ حَتَّی تُوَافِیَ عَرْشَ رَبِّهَا فَتَطُوفُ بِهَا أُسْبُوعاً وَ تُصَلِّی عِنْدَ كُلِّ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ رَكْعَتَیْنِ ثُمَّ تُرَدُّ إِلَی الْأَبْدَانِ الَّتِی كَانَتْ فِیهَا فَتُصْبِحُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ قَدْ مُلِئُوا وَ أُعْطُوا سُرُوراً وَ یُصْبِحُ الْوَصِیُّ الَّذِی بَیْنَ ظَهْرَانَیْكُمْ فَقَدْ زِیدَ فِی
ص: 89
عِلْمِهِ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِیرِ (1).
«9»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی الْفَضْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَّا وَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ فِیهَا سُرُورٌ قُلْتُ كَیْفَ ذَاكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ إِذَا كَانَتْ لَیْلَةُ الْجُمُعَةِ وَافَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعَرْشَ (2) وَ وَافَیْتُ مَعَهُ فَمَا أَرْجِعُ إِلَّا بِعِلْمٍ مُسْتَفَادٍ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا (3).
«10»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ اللَّهِ إِنَّ أَرْوَاحَنَا وَ أَرْوَاحَ النَّبِیِّینَ لَتُوَافِی الْعَرْشَ كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ فَمَا تَرِدُ فِی أَبْدَانِنَا إِلَّا بِجَمِّ الْغَفِیرِ مِنَ الْعِلْمِ (4).
«11»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ أَرْوَاحَنَا وَ أَرْوَاحَ النَّبِیِّینَ تُوَافِی الْعَرْشَ كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ فَتُصْبِحُ الْأَوْصِیَاءُ وَ قَدْ زِیدَ فِی عِلْمِهِمْ مِثْلُ جَمِّ الْغَفِیرِ مِنَ الْعِلْمِ (5).
«12»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ نُعْمَانَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَقُولُ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا (6).
«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرٍو عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (7)
- یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن صفوان بن یحیی عن محمد بن حكیم قال سمعت أبا الحسن علیه السلام مثله (8)
- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن أبی عبد اللّٰه البرقی عن صفوان عن أبی الحسن الرضا عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (9)
ص: 90
- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن البزنطی عن حماد بن عثمان عن ذریح مثله (1).
«14»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ كُلُّ مَا كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ أَعْطَاهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَهُ ثُمَّ الْحَسَنَ بَعْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ الْحُسَیْنَ علیه السلام ثُمَّ كُلَّ إِمَامٍ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ قَالَ علیه السلام نَعَمْ مَعَ الزِّیَادَةِ الَّتِی تَحْدُثُ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ فِی كُلِّ شَهْرٍ إِی وَ اللَّهِ وَ فِی كُلِّ سَاعَةٍ (2).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا لَنُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَوْ لَمْ نُزَدْ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا (3).
«16»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ (4) عَنْ بِشْرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ مَا عِنْدِی فِیهَا شَیْ ءٌ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ هَذَا الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ سَأَلْتُهُ مَسْأَلَةً فَزَعَمَ أَنَّهُ لَیْسَ عِنْدَهُ فِیهَا شَیْ ءٌ فَأَصْغَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُذُنَهُ إِلَی الْحَائِطِ كَأَنَّ إِنْسَاناً یُكَلِّمُهُ فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ عَنْ مَسْأَلَةِ كَذَا وَ كَذَا وَ كَانَ الرَّجُلُ قَدْ جَاوَزَ أُسْكُفَّةَ الْبَابِ قَالَ هَا أَنَا ذَا فَقَالَ الْقَوْلُ فِیهَا هَكَذَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ لَوْ لَا نُزَادُ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا (5).
بیان: الأسكفة بالضم و تشدید الفاء خشبة الباب التی یوطأ علیها.
«17»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَنَفِدَ مَا عِنْدَنَا (6).
ص: 91
«18»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِی یَعْنِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ یَرْوِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ سَمِعْتُكَ وَ أَنْتَ تَقُولُ غَیْرَ مَرَّةٍ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا قَالَ أَمَّا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِكَمَالِهِ وَ مَا یُزَادُ الْإِمَامُ فِی حَلَالٍ وَ لَا حَرَامٍ قَالَ فَقُلْتُ فَمَا هَذِهِ الزِّیَادَةُ قَالَ فِی سَائِرِ الْأَشْیَاءِ سِوَی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ قَالَ قُلْتُ فَتُزَادُونَ شَیْئاً یَخْفَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَا إِنَّمَا یَخْرُجُ الْأَمْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَیَأْتِی بِهِ الْمَلَكُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُ یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یَأْمُرُكَ بِكَذَا وَ كَذَا فَیَقُولُ انْطَلِقْ بِهِ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَیَأْتِی عَلِیّاً فَیَقُولُ انْطَلِقْ بِهِ إِلَی الْحَسَنِ فَیَقُولُ انْطَلِقْ بِهِ إِلَی الْحُسَیْنِ فَلَمْ یَزَلْ هَكَذَا یَنْطَلِقُ إِلَی وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّی یَخْرُجَ إِلَیْنَا قُلْتُ فَتُزَادُونَ شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ وَیْحَكَ یَجُوزُ أَنْ یَعْلَمَ الْإِمَامُ شَیْئاً لَمْ یَعْلَمْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْإِمَامُ مِنْ قِبَلِهِ (1).
«19»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَوْ لَا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا قَالَ قُلْتُ تُزَادُونَ شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ عَلَی الْأَئِمَّةِ ثُمَّ انْتَهَی إِلَیْنَا (2).
«20»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَیْسَ شَیْ ءٌ یَخْرُجُ مِنَ اللَّهِ حَتَّی یُبْدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ وَاحِداً (3) بَعْدَ وَاحِدٍ لِكَیْلَا یَكُونَ آخِرُنَا أَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِنَا (4).
ص: 92
«21»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لأنفد (1) (لَأَنْفَدْنَا) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ تُزَادُونَ شَیْئاً لَیْسَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أُتِیَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأُخْبِرَهُ ثُمَّ أُتِیَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَأُخْبِرَهُ (2) إِلَی وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ (3).
«22»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ غِیَاثِ بْنِ مُثَنًّی الْحَلَبِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُعَمَّرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام یَكُونُ عِنْدَكُمْ مَا لَمْ یَجِئْ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یُعْرَضُ ذَلِكَ عَلَیْهِ إِذَا حَدَثَ ثُمَّ عَلَی مَنْ بَعْدَهُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ (4).
«23»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْماً أَظْهَرَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ فَمَا أَظْهَرَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ فَقَدْ عَلِمْنَاهُ وَ عِلْماً اسْتَأْثَرَ بِهِ فَإِذَا بَدَا لِلَّهِ فِی شَیْ ءٍ مِنْهُ أَعْلَمَنَاهُ ذَلِكَ وَ عُرِضَ عَلَی الْأَئِمَّةِ الَّذِینَ كَانُوا مِنْ قَبْلِنَا (5).
«24»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (6)
- یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن محمد بن الحسین عن عثمان بن عیسی عن سماعة عن أبی عبد اللّٰه مثله (7)
- ختص، الإختصاص محمد بن الحسین مثله (8).
ص: 93
«25»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ ذَلِكَ بُدِئَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ الْأَدْنَی فَالْأَدْنَی حَتَّی یَنْتَهِیَ إِلَی صَاحِبِ الْأَمْرِ الَّذِی فِی زَمَانِهِ (1).
«26»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نُعْمَانَ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ نَفَدْنَا قَالَ قُلْتَ فَتُزَادُونَ شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عُرِضَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَی الْأَئِمَّةِ ثُمَّ انْتَهَی الْأَمْرُ إِلَیْنَا (2).
«27»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ (3) قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَلَامٌ سَمِعْتُهُ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ فَقَالَ اعْرِضْهُ عَلَیَّ (4) قَالَ فَقُلْتُ یَقُولُ إِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ فَصْلَ مَا بَیْنَ النَّاسِ (5) فَلَمَّا أَرَدْتُ الْقِیَامَ أَخَذَ بِیَدِی فَقَالَ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ (6) كَذَا عِلْمُ الْقُرْآنِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ یَسِیرٌ (7) فِی جَنْبِ الْعِلْمِ الَّذِی یَحْدُثُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ (8).
«28»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا مَضَی الْإِمَامُ یُفْضِی مِنْ عِلْمِهِ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی یَمْضِی فِیهَا إِلَی الْإِمَامِ الْقَائِمِ مِنْ بَعْدِهِ مِثْلُ مَا كَانَ یَعْلَمُ الْمَاضِی قَالَ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ یُورَثُ كُتُباً وَ لَا یُوكَلُ إِلَی نَفْسِهِ وَ یُزَادُ فِی لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ (9).
ص: 94
یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الحمید عن محمد بن عمر بن یزید عن الحسن بن عمر عن أبیه عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (1).
«29»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْإِمَامُ إِذَا مَاتَ یَعْلَمُ الَّذِی بَعْدَهُ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ مِثْلَ عِلْمِهِ قَالَ یُورَثُ كُتُباً وَ یُزَادُ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ وَ لَا یُوكَلُ إِلَی نَفْسِهِ (2).
«30»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ الْعَالِمُ مِنْكُمْ یَمْضِی فِی الْیَوْمِ أَوْ فِی اللَّیْلَةِ أَوْ فِی السَّاعَةِ یُخَلِّفُهُ الْعَالِمُ مِنْ بَعْدِهِ فِی ذَلِكَ الْیَوْمِ أَوْ فِی تِلْكَ السَّاعَةِ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ یُورَثُ كُتُباً وَ یُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا یَكِلُهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ (3).
یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن منصور مثله (4).
«31»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَكُونُ أَنْ یُفْضِیَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَی مَنْ لَمْ یَبْلُغْ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ مَا یَصْنَعُ قَالَ یُورَثُ كُتُباً وَ لَا یَكِلُهُ اللَّهُ إِلَی نَفْسِهِ (5).
«32»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَتَی یَمْضِی (6) الْإِمَامُ حَتَّی یُؤَدِّیَ عِلْمَهُ إِلَی مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ فَقَالَ لَا یَمْضِی الْإِمَامُ حَتَّی یُعَلِّمَهُ إِلَی مَنِ انْتَجَبَهُ اللَّهُ (7) وَ لَكِنْ یَكُونُ صَامِتاً مَعَهُ فَإِذَا مَضَی وَلِیُّ الْعِلْمِ نَطَقَ بِهِ مَنْ بَعْدَهُ (8).
ص: 95
«33»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا یَكِلُنَا إِلَی أَنْفُسِنَا وَ لَوْ وَكَلَنَا إِلَی أَنْفُسِنَا لَكُنَّا كَعَرْضِ النَّاسِ (1) وَ نَحْنُ الَّذِینَ (2) قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (3).
بیان: الظاهر أن قوله علیه السلام و نحن كلام مستأنف و یحتمل أن یكون تعلیلا للسابق أی إنا ندعو اللّٰه بأن یزید فی علمنا و لا یكلنا إلی أنفسنا و یستجیب اللّٰه لنا بمقتضی وعده.
«34»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی عَنْ جَدِّكَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الْإِمَامِ مَتَی یُفْضِی إِلَیْهِ عِلْمُ صَاحِبِهِ فَقَالَ فِی السَّاعَةِ الَّتِی یُقْبَضُ فِیهَا یَصِیرُ (إِلَیْهِ) عِلْمُ صَاحِبِهِ فَقَالَ هُوَ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ یُورَثُ كُتُباً وَ لَا یُوكَلُ إِلَی نَفْسِهِ وَ یُزَادُ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَقُلْتُ لَهُ عِنْدَكَ تِلْكَ الْكُتُبُ وَ ذَلِكَ الْمِیرَاثُ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ أَنْظُرُ فِیهَا (4).
«35»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُعَمَّرٍ قَالَ: قُلْتُ لَوْ تَعْلَمُونَ الْغَیْبَ (5) قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یُبْسَطُ لَنَا فَنَعْلَمُ وَ یُقْبَضُ عَنَّا فَلَا نَعْلَمُ (6).
بیان: لو للتمنی.
«36»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الدَّهَّانِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ
ص: 96
عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ قَالَ: بَلَغَنِی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لِدَاوُدَ الرَّقِّیِّ أَیُّكُمْ یَنَالُ السَّمَاءَ (1) فَوَ اللَّهِ إِنَّ أَرْوَاحَنَا وَ أَرْوَاحَ النَّبِیِّینَ لَتَنَالُ (2) الْعَرْشَ كُلَّ لَیْلَةِ جُمُعَةٍ یَا دَاوُدُ قَرَأَ لِی (3) مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام حم السَّجْدَةَ حَتَّی بَلَغَ فَهُمْ لا یَسْمَعُونَ ثُمَّ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَنَّ الْإِمَامَ بَعْدَهُ عَلِیٌّ علیه السلام (4) ثُمَّ قَرَأَ علیه السلام حم تَنْزِیلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آیاتُهُ قُرْآناً عَرَبِیًّا لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ حَتَّی بَلَغَ فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ عَنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام فَهُمْ لا یَسْمَعُونَ (5).
«37»-كِتَابُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَیْحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ النَّهْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ سَأَلَهُ ذَرِیحٌ فَقَالَ لَهُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ لِی إِلَیْكَ حَاجَةٌ فَقَالَ یَا ذَرِیحُ هَاتِ حَاجَتَكَ فَمَا أَحَبَّ إِلَیَّ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی هَلْ تَحْتَاجُونَ إِلَی شَیْ ءٍ مِمَّا تُسْأَلُونَ عَنْهُ لَیْسَ یَكُونُ عِنْدَكُمْ فِیهِ ثَبْتٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی تَنْظُرُونَ إِلَی مَا عِنْدَكُمْ مِنَ الْكُتُبِ قَالَ علیه السلام یَا ذَرِیحُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنَّا نُزَادُ لَأَنْفَدْنَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَلْحَةَ فَقُلْتُ لَهُ تُزَادُونَ مَا لَیْسَ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ النَّبِیِّینَ وَ زَادَهُ اللَّهُ وَ إِنَّ سُلَیْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ زَادَهُ اللَّهُ وَ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَرِثَ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ وَ زَادَهُ اللَّهُ وَ إِنَّا وَرِثْنَا النَّبِیَّ وَ زَادَنَا اللَّهُ وَ إِنَّا لَسْنَا نُزَادُ شَیْئاً إِلَّا شَیْ ءٌ یَعْلَمُهُ مُحَمَّدٌ أَ وَ مَا سَمِعْتَ أَبِی یَقُولُ إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلَّ خَمِیسٍ فَیَنْظُرُ فِیهَا وَ یَعْلَمُ مَا یَكُونُ مِنْهَا فَلَسْنَا نُزَادُ شَیْئاً إِلَّا شَیْئاً یَعْلَمُهُ هُوَ.
ص: 97
الآیات؛
آل عمران: «وَ ما كانَ اللَّهُ لِیُطْلِعَكُمْ عَلَی الْغَیْبِ وَ لكِنَّ اللَّهَ یَجْتَبِی مِنْ رُسُلِهِ مَنْ یَشاءُ»(175)
الأنعام: «قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِی خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ لا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّی مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ»(51) (و قال تعالی): «وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ»(60)
الأعراف: «وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَ ما مَسَّنِیَ السُّوءُ»(189)
یونس: «فَقُلْ إِنَّمَا الْغَیْبُ لِلَّهِ»(20)
هود: (حاكیا عن نوح علیه السلام): «وَ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِی خَزائِنُ اللَّهِ وَ لا أَعْلَمُ الْغَیْبَ»(33)
(و قال سبحانه): «وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»(123)
النحل: «وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ»(79)
النمل: «قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ»(66)
لقمان: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ»(34)
سبأ: «قُلْ إِنَّ رَبِّی یَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُیُوبِ»(48)
الجن: «عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ
ص: 98
فَإِنَّهُ یَسْلُكُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ (1) رَصَداً»(26-27)
تفسیر:
الاستدراك فی الآیة الأولی یدل علی أن اللّٰه تعالی یطلع من یجتبی من رسله علی بعض الغیوب قال البیضاوی أی ما كان اللّٰه لیؤتی أحدكم علم الغیب فیطلع علی ما فی القلوب من كفر و إیمان و لكنه یجتبی لرسالته من یشاء فیوحی إلیه و یخبره ببعض المغیبات أو ینصب له ما یدل علیها (2).
و أما الآیة الثانیة فقال الطبرسی رحمه اللّٰه: و لا أعلم الغیب الذی یختص اللّٰه بعلمه و إنما أعلم قدر ما یعلمنی اللّٰه تعالی من أمر البعث و النشور و الجنة و النار و غیر ذلك إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما یُوحی إِلَیَّ یرید ما أخبركم إلا بما أنزله اللّٰه إلی عن ابن عباس و قال الزجاج أی ما أنبأتكم به من غیب فیما مضی و فیما سیكون فهو بوحی من اللّٰه عز و جل (3).
و قال فی قوله تعالی وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ معناه خزائن الغیب الذی فیه علم العذاب المستعجل و غیر ذلك لا یَعْلَمُها أحد إِلَّا هُوَ أو من أعلمه به و علمه إیاه و قیل معناه و عنده مقدورات الغیب یفتح بها علی من یشاء من عباده بإعلامه به و تعلیمه إیاه و تیسیره السبیل إلیه و نصبه الأدلة له و یغلق عمن یشاء و لا ینصب الأدلة له.
و قال الزجاج یرید عنده الوصلة إلی علم الغیب و قیل مفاتح الغیب خمس إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الآیة و تأویل الآیة أن اللّٰه عالم بكل شی ء من مبتدءات الأمور و عواقبها فهو یعجل ما تعجیله أصوب و أصلح و یؤخر ما تأخیره أصلح و أصوب و أنه الذی یفتح باب العلم لمن یرید من الأنبیاء و الأولیاء لأنه لا یعلم الغیب
ص: 99
سواه و لا یقدر أن یفتح باب العلم به للعباد إلا اللّٰه (1).
و قال رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ لِلَّهِ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ معناه و لله علم ما غاب فی السماوات و الأرض لا یخفی علیه شی ء منه ثم قال وجدت بعض المشایخ ممن یتسم بالعدل و التشیع قد ظلم الشیعة الإمامیة فی هذا الموضع من تفسیره فقال هذا یدل علی أن اللّٰه تعالی یختص بعلم الغیب خلافا لما تقول الرافضة إن الأئمة علیهم السلام یعلمون الغیب و لا شك أنه عنی بذلك من یقول بإمامة الاثنی عشر و یدین بأنهم أفضل الأنام بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله فإن هذا دأبه و دیدنه فیهم یشنع فی مواضع كثیرة من كتابه علیهم و ینسب القبائح و الفضائح إلیهم و لا نعلم أحد منهم استجاز الوصف بعلم الغیب لأحد من الخلق و إنما یستحق الوصف بذلك من یعلم جمیع المعلومات لا بعلم مستفاد و هذا صفة القدیم سبحانه العالم لذاته لا یشركه فیه أحد من المخلوقین و من اعتقد أن غیر اللّٰه یشركه فی هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.
و أما ما نقل عن أمیر المؤمنین علیه السلام و رواه عنه الخاص و العام من الإخبار بالغائبات فی خطب الملاحم و غیرها كإخباره عن صاحب الزنج و عن ولایة مروان بن الحكم و أولاده و ما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدی علیهم السلام فإن جمیع ذلك متلقی من النبی صلی اللّٰه علیه و آله مما أطلعه اللّٰه علیه فلا معنی لنسبة من روی عنهم هذه الأخبار المشهورة إلی أنه یعتقد كونهم عالمین بالغیب و هل هذا إلا سب قبیح و تضلیل لهم بل تكفیر و لا یرتضیه من هو بالمذاهب خبیر و اللّٰه یحكم بینه و بینهم وَ إِلَیْهِ الْمَصِیرُ (2).
و قال رحمه اللّٰه فی قوله قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ من الملائكة و الإنس و الجن الْغَیْبَ و هو ما غاب علمه عن الخلق مما یكون فی المستقبل إِلَّا اللَّهُ وحده أو من أعلمه اللّٰه (3).
و قال فی قوله تعالی إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ أی استأثر اللّٰه سبحانه به و لم
ص: 100
یطلع علیه أحدا من خلقه فلا یعلم وقت قیام الساعة سواه وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ فیما یشاء من زمان و مكان و الصحیح أن معناه و یعلم نزول الغیث فی زمانه و مكانه
كَمَا جَاءَ فِی الْحَدِیثِ أَنَّ مَفَاتِیحَ الْغَیْبِ خَمْسٌ لَا یَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ وَ قَرَأَ هَذِهِ الْآیَةَ.
وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ أ ذكر أم أنثی أ صحیح أم سقیم واحد أم أكثر وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً أی ما ذا تعلم فی المستقبل و قیل ما تعلم بقاءه غدا فكیف تعلم تصرفه وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ أی فی أی أرض یكون موته.
وَ قَدْ رُوِیَ عَنْ أَئِمَّةِ الْهُدَی أَنَّ هَذِهِ الْأَشْیَاءَ الْخَمْسَةَ لَا یَعْلَمُهَا عَلَی التَّفْصِیلِ وَ التَّحْقِیقِ غَیْرُهُ تَعَالَی (1).
و قال فی قوله تعالی فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً ثم استثنی فقال إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ یعنی الرسل فإنه یستدل علی نبوتهم بأن یخبروا بالغیب لیكون آیة و معجزة لهم و معناه أن من ارتضاه و اختاره للنبوة و الرسالة فإنه یطلعه علی ما شاء من غیبه علی حسب ما یراه من المصلحة و هو قوله فَإِنَّهُ یَسْلُكُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً و الرصد الطریق أی یجعل له إلی علم ما كان قبله من الأنبیاء و السلف و علم ما یكون بعده طریقا.
و قیل معناه أنه یحفظ الذی یطلع علیه الرسول فیجعل بین یدیه و خلفه رصدا من الملائكة یحفظون الوحی من أن تسترقه الشیاطین فتلقیه إلی الكهنة و قیل رصدا من بین یدیه و من خلفه و هم الحفظة من الملائكة یحرسونه عن شر الأعداء و كیدهم و قیل المراد به جبرئیل أی یجعل من بین یدیه و من خلفه رصدا كالحجاب تعظیما لما یتحمله من الرسالة كما جرت عادة الملوك بأن یضموا إلی الرسول جماعة من خواصه تشریفا له (2).
«1»-فس، تفسیر القمی إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ
ص: 101
قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام هَذِهِ الْخَمْسَةُ أَشْیَاءَ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ هِیَ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1).
«2»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی أَبِی أَ لَا أُخْبِرُكَ بِخَمْسَةٍ لَمْ یُطْلِعِ اللَّهُ عَلَیْهَا أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرٌ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ اسْتَأْثَرَ بِهِ فِی غَیْبِهِ فَلَمْ یُطْلِعْ عَلَیْهِ نَبِیّاً مِنْ أَنْبِیَائِهِ وَ لَا مَلَكاً مِنْ مَلَائِكَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَ لَهُ عِلْمٌ قَدْ أَطْلَعَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ فَمَا أَطْلَعَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ فَقَدْ أَطْلَعَ عَلَیْهِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ وَ مَا أَطْلَعَ عَلَیْهِ مُحَمَّداً وَ آلَهُ فَقَدْ أَطْلَعَنِی عَلَیْهِ یَعْلَمُهُ الْكَبِیرُ مِنَّا وَ الصَّغِیرُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ (3).
«4»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَ ما مَسَّنِیَ السُّوءُ یَعْنِی الْفَقْرَ (4).
«5»-جا، المجالس للمفید الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ حَیْدَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْكَشِّیِّ عَنْ حَمْدَوَیْهِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ یَحْیَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَحْیَی جُعِلْتُ
ص: 102
فِدَاكَ إِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ ضَعْ یَدَكَ عَلَی رَأْسِی فَوَ اللَّهِ مَا بَقِیَتْ شَعْرَةٌ فِیهِ وَ لَا فِی جَسَدِی إِلَّا قَامَتْ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَّا وِرَاثَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
«6»-نهج، نهج البلاغة لَمَّا أَخْبَرَ علیه السلام بِأَخْبَارِ التُّرْكِ وَ بَعْضِ الْأَخْبَارِ الْآتِیَةِ قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لَقَدْ أُعْطِیتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عِلْمَ الْغَیْبِ فَضَحِكَ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ وَ كَانَ كَلْبِیّاً یَا أَخَا كَلْبٍ لَیْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَیْبٍ وَ إِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِی عِلْمٍ وَ إِنَّمَا عِلْمُ الْغَیْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ مَا عَدَّدَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ الْآیَةَ فَیَعْلَمُ سُبْحَانَهُ مَا فِی الْأَرْحَامِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَی أَوْ قَبِیحٍ أَوْ جَمِیلٍ أَوْ سَخِیٍّ أَوْ بَخِیلٍ أَوْ شَقِیٍّ أَوْ سَعِیدٍ وَ مَنْ یَكُونُ فِی النَّارِ حَطَباً أَوْ فِی الْجِنَانِ لِلنَّبِیِّینَ مُرَافِقاً فَهَذَا عِلْمُ الْغَیْبِ الَّذِی لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا سِوَی ذَلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ نَبِیَّهُ فَعَلَّمَنِیهِ وَ دَعَا لِی بِأَنْ یَعِیَهُ صَدْرِی وَ تَضْطَمَّ عَلَیْهِ جَوَانِحِی (2).
تحقیق: قد عرفت مرارا أن نفی علم الغیب عنهم معناه أنهم لا یعلمون ذلك من أنفسهم بغیر تعلیمه تعالی بوحی أو إلهام و إلا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام من هذا القبیل و أحد وجوه إعجاز القرآن أیضا اشتماله علی الإخبار بالمغیبات و نحن أیضا نعلم كثیرا من المغیبات بإخبار اللّٰه تعالی و رسوله و الأئمة علیهم السلام كالقیامة و أحوالها و الجنة و النار و الرجعة و قیام القائم علیه السلام و نزول عیسی علیه السلام و غیر ذلك من أشراط الساعة و العرش و الكرسی و الملائكة.
و أما الخمسة التی وردت فی الآیة فتحتمل وجوها:
الأول أن یكون المراد أن تلك الأمور لا یعلمها علی التعیین و الخصوص إلا اللّٰه تعالی فإنهم إذا أخبروا بموت شخص فی الیوم الفلانی فیمكن أن لا یعلموا خصوص الدقیقة التی تفارق الروح الجسد فیها مثلا و یحتمل أن یكون ملك الموت أیضا لا یعلم ذلك.
ص: 103
الثانی أن یكون العلم الحتمی بها مختصا به تعالی و كل ما أخبر اللّٰه به من ذلك كان محتملا للبداء.
الثالث أن یكون المراد عدم علم غیره تعالی بها إلا من قبله فیكون كسائر الغیوب و یكون التخصیص بها لظهور الأمر فیها أو لغیره.
الرابع ما أومأنا إلیه سابقا و هو أن اللّٰه تعالی لم یطلع علی تلك الأمور كلیة أحدا من الخلق علی وجه الإبداء فیه بل یرسل علمها علی وجه الحتم فی زمان قریب من حصولها كلیلة القدر أو أقرب من ذلك و هذا وجه قریب تدل علیه الأخبار الكثیرة إذ لا بد من علم ملك الموت بخصوص الوقت كما ورد فی الأخبار و كذا ملائكة السحاب و المطر بوقت نزول المطر و كذا المدبرات من الملائكة بأوقات وقوع الحوادث.
تذییل:
قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی كتاب المسائل أقول إن الأئمة من آل محمد علیهم السلام قد كانوا یعرفون ضمائر بعض العباد و یعرفون ما یكون قبل كونه و لیس ذلك بواجب فی صفاتهم و لا شرطا فی إمامتهم و إنما أكرمهم اللّٰه تعالی به و أعلمهم إیاه للطف فی طاعتهم و التسجیل بإمامتهم و لیس ذلك بواجب عقلا و لكنه وجب لهم من جهة السماع فأما إطلاق القول علیهم بأنهم یعلمون الغیب فهو منكر بین الفساد لأن الوصف بذلك إنما یستحقه من علم الأشیاء بنفسه لا بعلم مستفاد و هذا لا یكون إلا اللّٰه عز و جل و علی قولی هذا جماعة أهل الإمامة إلا من شذ عنهم من المفوضة و من انتمی إلیهم من الغلاة.
ص: 104
«1»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ إِنَّا لَخُزَّانُ اللَّهِ فِی سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ لَا عَلَی ذَهَبٍ وَ لَا عَلَی فِضَّةٍ إِلَّا عَلَی عِلْمِهِ (1).
بیان: أی خزان علم السماء و علم الأرض.
«2»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ مِنَّا لَخَزَنَةَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ وَ خَزَنَتَهُ فِی السَّمَاءِ لَسْنَا بِخُزَّانٍ عَلَی ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ إِنَّا لَخُزَّانُ اللَّهِ فِی سَمَائِهِ وَ خُزَّانِهِ فِی أَرْضِهِ لَسْنَا بِخُزَّانٍ عَلَی ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ (3) وَ إِنَّ مِنَّا لَحَمَلَةَ الْعَرْشِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (4).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن إبراهیم بن محمد عن عبد اللّٰه بن جبلة عن ذریح عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (5).
«4»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَنْتُمْ قَالَ نَحْنُ خُزَّانُ اللَّهِ عَلَی عِلْمِ اللَّهِ نَحْنُ تَرَاجِمَةُ وَحْیِ اللَّهِ نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَی مَا دُونَ السَّمَاءِ وَ فَوْقَ الْأَرْضِ (6).
ص: 105
«5»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ نَحْنُ خُزَّانُ اللَّهِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ شِیعَتُنَا خُزَّانُنَا (1).
یر، بصائر الدرجات علی بن محمد عن القاسم بن محمد عن المنقری عن موسی عن سدیر عن أبی جعفر علیه السلام و زاد فی آخره و لولانا ما عرف اللّٰه
(2).
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَ اللَّهِ إِنَّا لَخُزَّانُ اللَّهِ فِی السَّمَاءِ وَ خُزَّانُهُ فِی الْأَرْضِ (3).
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ذَرِیحٍ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَخُزَّانَ اللَّهِ فِی سَمَائِهِ وَ خُزَّانَهُ فِی أَرْضِهِ وَ لَسْنَا بِخُزَّانٍ عَلَی ذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ (4).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ بِذَلِكَ الْأَمْرِ (5) فَنَحْنُ هُمْ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ فَنَحْنُ حُجَجُ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ الْقَائِمُونَ بِذَلِكَ (6).
بیان: بذلك أی بذلك الأمر و هو الإمامة أو بذلك العلم فالباء للسببیة.
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ وَ خَزَنَةُ عِلْمِ اللَّهِ وَ عَیْبَةُ (7)
ص: 106
وَحْیِ اللَّهِ (1).
«10»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ (2) بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَ صَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُورَتَنَا فَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِی سَمَاوَاتِهِ وَ أَرْضِهِ وَ لَوْلَانَا مَا عُرِفَ اللَّهُ (3).
یر، بصائر الدرجات محمد بن هارون عن علی بن جعفر مثله إلی قوله و أرضه (4).
«11»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ خَیْثَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ نَحْنُ خُزَّانُ اللَّهِ (5).
«12»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اسْتِكْمَالُ (6) حُجَّتِی عَلَی الْأَشْقِیَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِكَ فَإِنَّ فِیهِمْ سُنَّتَكَ وَ سُنَّةَ الْأَنْبِیَاءِ مِنْ قَبْلِكَ وَ هُمْ خُزَّانِی عَلَی عِلْمِی مِنْ بَعْدِكَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ أَنْبَأَنِی جَبْرَئِیلُ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (7).
توضیح: استكمال مبتدأ و علی الأشقیاء خبره أو هو متعلق باستكمال أو بحجتی و من ترك خبره إذا قرئ من بكسر المیم و علی الأول یمكن أن یقرأ بالفتح بدلا أو عطف بیان للأشقیاء.
ص: 107
«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِیِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ أَنِّی رَبُّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولِی وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوْصِیَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِی وَ خُزَّانُ عِلْمِی وَ أَنَّ الْمَهْدِیَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِی (1).
«14»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی صِراطِ اللَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ (3) أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ یَعْنِی عَلِیّاً أَنَّهُ جَعَلَ عَلِیّاً علیه السلام خَازِنَهُ عَلَی مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ ائْتَمَنَهُ عَلَیْهِ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ
ص: 108
«1»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِیِّ أَنَّهُ كَانَ مَعَ الْمُفَضَّلِ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَی الْعِبَادِ ثُمَّ یَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ قَالَ اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ یَفْرِضَ عَلَیْهِمْ طَاعَةَ عَبْدٍ یَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً أَوْ مَسَاءً (1).
«2»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ لَا وَ اللَّهِ (2) لَا یَكُونُ عَالِمٌ جَاهِلًا أَبَداً عَالِمٌ بِشَیْ ءٍ جَاهِلٌ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَجَلُّ وَ أَعَزُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ یَحْجُبُ عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ ثُمَّ قَالَ لَا یَحْجُبُ (3) ذَلِكَ عَنْهُ (4).
بیان: قوله علیه السلام لا یكون عالم جاهلا أی لا یكون العالم الذی فرض اللّٰه طاعته جاهلا (5) بشی ء مما یحتاج إلیه الخلق و یصلحهم أو المعنی أنه لا یكون العالم عالما علی الحقیقة حتی یكون عالما بكل شی ء یقدر علی علمه البشر و إلا
ص: 109
فلیس أحد إلا و هو عالم بشی ء فلا یكون فی الأرض جاهل عالم بشی ء أی فهو عالم بشی ء.
و فی الكافی عالما بشی ء جاهلا بشی ء (1) بدل تفصیل لقوله جاهلا و هو أظهر و المراد بعلم السماء علم حقیقة السماء و ما فیها من الكواكب و حركاتها و أوضاعها و من فیها من الملائكة و أحوالهم و أطوارهم أو المراد به العلم الذی یأتی من جهة السماء و كذا علم الأرض یحتمل الوجهین و یمكن التعمیم فیهما معا.
«3»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِی غَسَّانَ الذُّهْلِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: اللَّهُ أَحْكَمُ وَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ یَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ یَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً (2).
«4»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَحْتَجَّ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ یُخْفِی عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أَخْبَارِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ (3).
«5»-عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ الْأَصْبَغِ الْأَزْرَقِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ حُصَیْنٍ وَ رَجُلٍ آخَرَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَاسْتَخْلَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِرَجُلٍ فَنَاجَاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لِلرَّجُلِ أَ فَتَرَی اللَّهَ یَمُنُّ بِعَبْدٍ فِی بِلَادِهِ وَ یَحْتَجُّ عَلَی عِبَادِهِ ثُمَّ یُخْفِی عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِ (4).
«6»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سُئِلَ عَلِیٌّ علیه السلام عَنْ عِلْمِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ عِلْمُ النَّبِیِّ عِلْمُ جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ عِلْمُ مَا كَانَ وَ عِلْمُ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی قِیَامِ السَّاعَةِ ثُمَّ قَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ عِلْمَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ عِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ قِیَامِ السَّاعَةِ (5).
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ
ص: 110
الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی وَ عُبَیْدَةَ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی الْجَنَّةِ وَ مَا فِی النَّارِ وَ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ أَعْلَمُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْظُرُ إِلَیْهِ هَكَذَا ثُمَّ بَسَطَ كَفَّیْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ وَ أَنْزَلْنَا (1) إِلَیْكَ الْكِتَابَ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ (2).
«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ وَ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا فِیهِمْ عَبْدُ الْأَعْلَی وَ عُبَیْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشِیرٍ سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنِّی لَأَعْلَمُ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ أَعْلَمُ مَا فِی الْأَرَضِینَ وَ أَعْلَمُ مَا فِی الْجَنَّةِ وَ أَعْلَمُ مَا فِی النَّارِ وَ أَعْلَمُ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ ثُمَّ مَكَثَ هُنَیْئَةً فَرَأَی أَنَّ ذَلِكَ كَبُرَ عَلَی مَنْ سَمِعَهُ فَقَالَ عَلِمْتُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ (3).
أقول: سیأتی مثله بأسانید فی كتاب القرآن.
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَمَاعَةً مِنَ الشِّیعَةِ فِی الْحِجْرِ فَقَالَ عَلَیْنَا عَیْنٌ فَالْتَفَتْنَا یَمْنَةً وَ یَسْرَةً فَلَمْ نَرَ أَحَداً فَقُلْنَا لَیْسَ عَلَیْنَا عَیْنٌ قَالَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ وَ رَبِّ الْبَیْتِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ كُنْتُ بَیْنَ مُوسَی وَ الْخَضِرِ لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّی أَعْلَمُ مِنْهُمَا وَ لَأَنْبَأْتُهُمَا مَا لَیْسَ فِی أَیْدِیهِمَا لِأَنَّ مُوسَی وَ الْخَضِرَ أُعْطِیَا عِلْمَ مَا كَانَ وَ لَمْ یُعْطَیَا عِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُعْطِیَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَوَرِثْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وِرَاثَةً (4).
بیان: جماعة منصوب علی الاختصاص أو الحالیة علینا استفهام و العین
ص: 111
الرقیب و الجاسوس و لم یعطیا لعل المراد أنهما علیهما السلام لم یعطیا علم جمیع ما یكون إذ قصة الغلام كان من جملة ما یكون إلا أن یقال المراد به الأمور المتعلقة بما سیكون و متعلق ذلك الأمر كان الغلام الموجود لكن قد مر فی باب أحوالهما ما ینافی هذا التأویل و الأول أظهر.
فإن قیل سؤاله علیه السلام أولا ینافی علمه بما كان و بما هو كائن.
قلت إنهم لیسوا بمكلفین بالعمل بهذا العلم فلا بد لهم من العمل بما توجبه التقیة ظاهرا مع أنه یمكن أن یحتاجوا فی العلم علی هذا الوجه إلی مراجعة إلی الكتب أو توجه إلی عالم القدس أو سؤال من روح القدس فی بعض الأحیان.
«10»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَمْرٍو عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَذِنَ لِی فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی كَلَامٍ لَهُ یَا مَنْ خَصَّنَا بِالْوَصِیَّةِ وَ أَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَی وَ عِلْمَ مَا بَقِیَ وَ جَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْنَا وَ جَعَلَنَا وَرَثَةَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام (1).
«11»-یر، بصائر الدرجات بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ یَا مَنْ أَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَی وَ مَا بَقِیَ وَ جَعَلَنَا وَرَثَةَ الْأَنْبِیَاءِ وَ خَتَمَ بِنَا الْأُمَمَ السَّالِفَةَ وَ خَصَّنَا بِالْوَصِیَّةِ (2).
«12»-ج، الإحتجاج عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ مَرْحَباً یَا سَعْدُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ بِهَذَا الِاسْمِ سَمَّتْنِی أُمِّی وَ مَا أَقَلَّ مَنْ یَعْرِفُنِی بِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ یَا سَعْدُ الْمَوْلَی فَقَالَ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِهَذَا كُنْتُ أُلَقَّبُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا خَیْرَ فِی اللَّقَبِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ
ص: 112
بَعْدَ الْإِیمانِ (1) مَا صِنَاعَتُكَ یَا سَعْدُ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ نَنْظُرُ فِی النُّجُومِ لَا یُقَالُ إِنَّ بِالْیَمَنِ أَحَداً أَعْلَمَ بِالنُّجُومِ مِنَّا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَمْ ضَوْءُ الْمُشْتَرِی عَلَی ضَوْءِ الْقَمَرِ دَرَجَةً فَقَالَ الْیَمَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ كَمْ ضَوْءُ الْمُشْتَرِی عَلَی ضَوْءِ عُطَارِدٍ دَرَجَةً فَقَالَ الْیَمَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ فَمَا اسْمُ النَّجْمِ الَّذِی إِذَا طَلَعَ هَاجَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ الْیَمَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ فَمَا اسْمُ النَّجْمِ الَّذِی إِذَا طَلَعَ هَاجَتِ الْبَقَرُ فَقَالَ الْیَمَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ فَمَا اسْمُ النَّجْمِ الَّذِی إِذَا طَلَعَ هَاجَتِ الْكِلَابُ فَقَالَ الْیَمَانِیُّ لَا أَدْرِی فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقْتَ فِی قَوْلِكَ لَا أَدْرِی فَمَا زُحَلُ عِنْدَكُمْ فِی النَّجْمِ فَقَالَ الْیَمَانِیُّ نَجْمٌ نَحْسٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَقُلْ هَذَا فَإِنَّهُ نَجْمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَهُوَ نَجْمُ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام وَ هُوَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ (2) فَقَالَ الْیَمَانِیُّ فَمَا مَعْنَی الثَّاقِبِ فَقَالَ إِنَّ مَطْلِعَهُ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإِنَّهُ ثَقَبَ بِضَوْئِهِ حَتَّی أَضَاءَ فِی السَّمَاءِ الدُّنْیَا فَمِنْ ثَمَّ سَمَّاهُ اللَّهُ النَّجْمَ الثَّاقِبَ ثُمَّ قَالَ یَا أَخَا الْعَرَبِ عِنْدَكُمْ عَالِمٌ قَالَ الْیَمَانِیُّ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ بِالْیَمَنِ قَوْماً لَیْسُوا كَأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فِی عِلْمِهِمْ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا یَبْلُغُ مِنْ عِلْمِ عَالِمِهِمْ قَالَ الْیَمَانِیُّ إِنَّ عَالِمَهُمْ لَیَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَقْفُو الْأَثَرَ فِی سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مَسِیرَةَ شَهْرٍ لِلرَّاكِبِ الْمُحِثِّ (3) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَإِنَّ عَالِمَ الْمَدِینَةِ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِ الْیَمَنِ قَالَ الْیَمَانِیُّ وَ مَا یَبْلُغُ مِنْ عِلْمِ عَالِمِ الْمَدِینَةِ قَالَ إِنَّ عِلْمَ عَالِمِ الْمَدِینَةِ یَنْتَهِی إِلَی أَنْ یَقْفُوَ الْأَثَرَ وَ لَا یَزْجُرَ الطَّیْرَ وَ یَعْلَمَ مَا فِی اللَّحْظَةِ الْوَاحِدَةِ مَسِیرَةَ الشَّمْسِ تَقْطَعُ اثْنَیْ عَشَرَ بُرْجاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَرّاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ
ص: 113
بَحْراً وَ اثْنَیْ عَشَرَ عَالِماً فَقَالَ لَهُ الْیَمَانِیُّ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَداً یَعْلَمُ هَذَا وَ مَا یَدْرِی مَا كُنْهُهُ قَالَ ثُمَّ قَامَ الْیَمَانِیُّ (1).
بیان: فی القاموس زجر الطائر تفأل به و تطیر فنهزه و الزجر العیافة و التكهن.
«13»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ مَرَّارٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ (2) قَالَ كُشِطَ لَهُ عَنِ الْأَرْضِ وَ مَنْ عَلَیْهَا وَ عَنِ السَّمَاءِ وَ مَا فِیهَا وَ الْمَلَكِ الَّذِی یَحْمِلُهَا وَ الْعَرْشِ وَ مَنْ عَلَیْهِ وَ فُعِلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (3).
بیان: الكشط رفعك الشی ء بعد الشی ء قد غشاه و كشط الجل عن الفرس كشفه.
«14»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدٌ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ (4) قَالَ كُشِطَ لَهُ عَنِ الْأَرْضِ حَتَّی رَآهَا وَ مَنْ فِیهَا وَ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّی رَآهَا وَ مَنْ فِیهَا وَ الْمَلَكِ الَّذِی یَحْمِلُهَا وَ الْعَرْشِ وَ مَنْ عَلَیْهِ وَ كَذَلِكَ أُرِیَ صَاحِبُكُمْ (5).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ (6) قَالَ كُشِطَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ حَتَّی نَظَرَ إِلَی مَا فَوْقَ الْعَرْشِ وَ كُشِطَ لَهُ الْأَرْضُ حَتَّی رَأَی مَا فِی الْهَوَاءِ وَ فُعِلَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلُ ذَلِكَ وَ إِنِّی لَأَرَی صَاحِبَكُمْ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ بَعْدِهِ قَدْ فُعِلَ بِهِمْ مِثْلُ ذَلِكَ (7).
ص: 114
«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ بُرَیْدَةَ الْأَسْلَمِیِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَشْهَدَكَ مَعِی سَبْعَ مَوَاطِنَ حَتَّی ذَكَرَ الْمَوْطِنَ الثَّانِیَ أَتَانِی جَبْرَئِیلُ فَأَسْرَی بِی إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ أَیْنَ أَخُوكَ فَقُلْتُ وَدَّعْتُهُ خَلْفِی قَالَ فَقَالَ فَادْعُ اللَّهَ یَأْتِیكَ بِهِ قَالَ فَدَعَوْتُ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَكُشِطَ لِی عَنِ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ حَتَّی رَأَیْتُ سُكَّانَهَا وَ عُمَّارَهَا وَ مَوْضِعَ كُلِّ مَلَكٍ مِنْهَا فَلَمْ أَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَهُ كَمَا رَأَیْتُهُ (1).
«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ بَشَّارٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ بُرَیْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ إِذْ قَالَ یَا عَلِیُّ أَ لَمْ أُشْهِدْكَ مَعِی سَبْعَ مَوَاطِنَ حَتَّی ذَكَرَ الْمَوْطِنَ الرَّابِعَ لَیْلَةَ الْجُمُعَةِ أُرِیتُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رُفِعَتْ لِی حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی مَا فِیهَا فَاشْتَقْتُ إِلَیْكَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَإِذَا أَنْتَ مَعِی فَلَمْ أَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ رَأَیْتَ (2).
«18»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ رَأَی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ كَمَا رَأَی إِبْرَاهِیمُ قَالَ نَعَمْ وَ صَاحِبُكُمْ (3).
«19»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قَالَ كُشِفَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ حَتَّی رَآهَا وَ رَأَی مَا فِیهَا وَ الْعَرْشَ وَ مَنْ عَلَیْهِ قَالَ قُلْتُ فَأُوتِیَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَ مَا أُوتِیَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام قَالَ نَعَمْ وَ صَاحِبُكُمْ هَذَا أَیْضاً (4).
ص: 115
«20»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِیَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِینَ قَالَ كُشِطَ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ حَتَّی رَآهَا وَ مَا فِیهَا وَ حَتَّی رَأَی الْعَرْشَ وَ مَنْ عَلَیْهِ وَ فُعِلَ ذَلِكَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
وَ رَوَی عَبْدُ الرَّحِیمِ وَ فُعِلَ ذَلِكَ بِصَاحِبِكُمْ.
وَ رَوَی أَبُو بَصِیرٍ وَ مَنْصُورٌ وَ لَا أَرَی صَاحِبَكُمْ إِلَّا وَ قَدْ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ.
«21»-یر، بصائر الدرجات إِسْمَاعِیلُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ لَا أَرَی صَاحِبَكُمْ إِلَّا وَ قَدْ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ (1).
وَ رَوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ هَلْ رَأَی مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَالَ كُشِطَ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ حَتَّی نَظَرَ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ مَا فِیهَا وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ حَتَّی نَظَرَ إِلَی الْأَرَضِینَ السَّبْعِ وَ مَنْ فِیهِنَّ وَ فُعِلَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِیمَ وَ إِنِّی لَأَرَی صَاحِبَكُمْ قَدْ فُعِلَ بِهِ مِثْلُ ذَلِكَ (2).
«22»-مِصْبَاحُ الْأَنْوَارِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُفَضَّلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ هَلْ عَرَفْتَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام كُنْهَ مَعْرِفَتِهِمْ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَا كُنْهُ مَعْرِفَتِهِمْ قَالَ یَا مُفَضَّلُ مَنْ عَرَفَهُمْ كُنْهَ مَعْرِفَتِهِمْ كَانَ مُؤْمِناً فِی السَّنَامِ الْأَعْلَی قَالَ قُلْتُ عَرِّفْنِی ذَلِكَ یَا سَیِّدِی قَالَ یَا مُفَضَّلُ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ عَلِمُوا مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَرَأَهُ وَ بَرَأَهُ (3) وَ أَنَّهُمْ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ خُزَّانُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ الْجِبَالِ وَ الرِّمَالِ وَ الْبِحَارِ وَ عَلِمُوا كَمْ فِی السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ وَ مَلَكٍ وَ وَزْنِ الْجِبَالِ وَ كَیْلِ مَاءِ الْبِحَارِ وَ أَنْهَارِهَا وَ عُیُونِهَا وَ ما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا عَلِمُوهَا وَ لا حَبَّةٍ فِی ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَ لا رَطْبٍ وَ لا یابِسٍ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ وَ هُوَ فِی عِلْمِهِمْ وَ قَدْ عَلِمُوا ذَلِكَ
ص: 116
فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَ أَقْرَرْتُ بِهِ وَ آمَنْتُ قَالَ نَعَمْ یَا مُفَضَّلُ نَعَمْ یَا مُكَرَّمُ نَعَمْ یَا مَحْبُورُ نَعَمْ یَا طَیِّبُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ وَ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهَا (1).
بیان: فی السنام الأعلی أی أعلی مدارج الإیمان و سنام كل شی ء أعلاه.
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الطَّالِبِیِّ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبَانٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ (3) جَالِساً عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِی الْعَلَانِیَةِ قَالَ فَنَكَتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِعُودٍ كَانَ فِی یَدِهِ فِی الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ كَذَبْتَ وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ وَجْهَكَ فِی الْوُجُوهِ وَ لَا اسْمَكَ فِی الْأَسْمَاءِ قَالَ الْأَصْبَغُ فَعَجِبْتُ مِنْ ذَلِكَ عَجَباً شَدِیداً فَلَمْ أَبْرَحْ حَتَّی أَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِی الْعَلَانِیَةِ قَالَ فَنَكَتَ بِعُودِهِ ذَلِكَ فِی الْأَرْضِ طَوِیلًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ صَدَقْتَ إِنَّ طِینَتَنَا طِینَةٌ مَرْحُومَةٌ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهَا یَوْمَ أَخَذَ الْمِیثَاقَ فَلَا یَشِذُّ مِنْهَا شَاذٌّ وَ لَا یَدْخُلُ فِیهَا دَاخِلٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ أَمَا إِنَّهُ فَاتَّخِذْ لِلْفَاقَةِ جِلْبَاباً (4) فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 117
یَقُولُ الْفَاقَةُ (1) إِلَی مُحِبِّیكَ أَسْرَعُ مِنَ السَّیْلِ مِنْ أَعْلَی الْوَادِی إِلَی أَسْفَلِهِ (2).
بیان: قال فی النهایة
فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً.
أی لیزهد فی الدنیا و لیصبر علی الفقر و القلة و الجلباب الإزار و الرداء و قیل هو كالمقنعة تغطی به المرأة رأسها و ظهرها و صدرها و جمعها جلابیب كنی به عن الصبر لأنه یستر الفقر كما یستر الجلباب البدن.
و قیل إنما كنی بالجلباب عن اشتماله بالفقر أی فلیلبس إزار الفقر و یكون منه علی حالة تعمه و تشمله لأن الغنی من أحوال أهل الدنیا و لا یتهیأ الجمع بین حب الدنیا و حب أهل البیت علیهم السلام.
«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ أَقْرَأَنِیهِ رِسَالَةً إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِهِ إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ بِحَقِیقَةِ النِّفَاقِ (3).
بیان: بحقیقة الإیمان أی الإیمان الواقعی الحق الذی یحق أن یسمی إیمانا أو كنایة عن أن الإیمان كأنه حقیقة المؤمن و ماهیته أو بالحقیقة و الطینة التی تدعو إلی الإیمان و كذا الكلام فی حقیقة النفاق.
«3»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ قَالَ: إِنِّی لَأَعْرِفُ مَا فِی كِتَابِ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ كِتَابِ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَ أَمَّا كِتَابُ أَصْحَابِ الْیَمِینِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ (4).
بیان: أی مصدر بالتسمیة لكونه كتاب أهل الرحمة.
«4»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْمَشْهَدِیِّ مِنْ آلِ رَجَاءٍ
ص: 118
الْبَجَلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنَا وَ اللَّهِ أُحِبُّكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ كَذَبْتَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنِّی أُحِبُّكَ فَتَقُولُ كَذَبْتَ قَالَ وَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ وَ أَسْكَنَهَا الْهَوَاءَ ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَوَ اللَّهِ مَا مِنْهَا رُوحٌ إِلَّا وَ قَدْ عَرَفْنَا بَدَنَهُ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُكَ فِیهَا فَأَیْنَ كُنْتَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كَانَ فِی النَّارِ (1).
بیان: ثم عرضها أی أرواح الشیعة أو الجمیع و علی الثانی ضمیر فیها راجع إلی الشیعة كان فی النار أی فی أرواح أهل النار أو كانت طینته فی النار لأن طینتهم من سجین.
«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ أَنَا وَ اللَّهِ أُحِبُّكَ وَ أَتَوَلَّاكَ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا أَنْتَ كَمَا قُلْتَ وَیْلَكَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ عَرَضَ عَلَیْنَا الْمُحِبَّ لَنَا فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ رُوحَكَ فِیمَنْ عُرِضَ عَلَیْنَا فَأَیْنَ كُنْتَ فَسَكَتَ الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِكَ وَ لَمْ یُرَاجِعْهُ (2).
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ آدَمَ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ (3) إِنِّی لَأُحِبُّكَ فَقَالَ لَهُ كَذَبْتَ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ سُبْحَانَ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَعْرِفُ مَا فِی نَفْسِی قَالَ (4) فَغَضِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ كَیْفَ لَا یَكُونُ
ص: 119
ذَلِكَ وَ هُوَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ عَرَضَ عَلَیْنَا الْمُحِبَّ مِنَ الْمُبْغِضِ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُكَ فِیمَنْ أَحَبَّنَا فَأَیْنَ كُنْتَ (1).
«7»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكَ قَالَ مَا تَفْعَلُ قَالَ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأُحِبُّكَ قَالَ مَا تَفْعَلُ قَالَ بَلَی وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَالَ وَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا تُحِبُّنِی فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنِّی أُحِبُّكَ وَ أَنْتَ تَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا أُحِبُّكَ كَأَنَّكَ تُخْبِرُنِی أَنَّكَ أَعْلَمُ بِمَا فِی نَفْسِی قَالَ فَغَضِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ إِنَّمَا كَانَ الْحَدِیثُ الْعَظِیمُ یَخْرُجُ مِنْهُ عِنْدَ الْغَضَبِ قَالَ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ كَیْفَ یَكُونُ ذَلِكَ وَ هُوَ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَبْدَانِ بِأَلْفَیْ عَامٍ ثُمَّ عَرَضَ عَلَیْنَا الْمُحِبَّ مِنَ الْمُبْغِضِ فَوَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُكَ فِیمَنْ أَحَبَّنَا فَأَیْنَ كُنْتَ (2).
أقول: قد أوردناها بأسانید أخری فی باب خلق الأرواح قبل الأجساد و باب إخبار أمیر المؤمنین علیه السلام بشهادته و غیرها.
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَنَعْرِفُ بِذَلِكَ حُبَّ الْمُحِبِّ وَ إِنْ أَظْهَرَ خِلَافَ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ وَ إِنْ أَظْهَرَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ مَعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا بِالْوَلَایَةِ لَنَا وَ هُمْ ذَرٌّ یَوْمَ
ص: 120
أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی الذَّرِّ بِالْإِقْرَارِ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ (1) وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ عَرَضَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أُمَّتَهُ فِی الطِّینِ وَ هُمْ أَظِلَّةٌ وَ خَلَقَهُمْ مِنَ الطِّینَةِ الَّتِی خَلَقَ مِنْهَا آدَمَ وَ خَلَقَ اللَّهُ أَرْوَاحَ شِیعَتِنَا قَبْلَ أَبْدَانِهِمْ بِأَلْفَیْ عَامٍ وَ عَرَضَهُمْ عَلَیْهِ وَ عَرَّفَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَرَّفَهُمْ عَلِیّاً علیه السلام وَ نَحْنُ نَعْرِفُهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (2).
بیان: (3) إشارة إلی قوله تعالی فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِیماهُمْ وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ (4) و قال البیضاوی لحن القول أسلوبه و إمالته إلی جهة تعریض و توریة و منه قیل للمخطئ لاحن لأنه یعدل بالكلام عن الصواب (5).
«10»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ وَ غَیْرِهِ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَتْ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِیَ ابْنَ أَخٍ وَ هُوَ یَعْرِفُ فَضْلَكُمْ وَ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ تُعْلِمَنِی أَ مِنْ شِیعَتِكُمْ قَالَ وَ مَا اسْمُهُ قَالَتْ قُلْتُ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ قَالَتْ فَقَالَ یَا فُلَانَةُ هَاتِ النَّامُوسَ فَجَاءَتْ بِصَحِیفَةٍ تَحْمِلُهَا كَبِیرَةٍ فَنَشَرَهَا ثُمَّ نَظَرَ فِیهَا فَقَالَ نَعَمْ هُوَ ذَا اسْمُهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ هَاهُنَا (6).
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَكَمٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِی حَنِیفَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ (7) عَمِّی فَدَخَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَرَأَی بَیْنَ یَدَیْهِ صَحَائِفَ یَنْظُرُ فِیهَا فَقَالَ لَهُ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذِهِ الصُّحُفُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ هَذَا دِیوَانُ شِیعَتِنَا قَالَ أَ فَتَأْذَنُ أَطْلُبُ اسْمِی فِیهِ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ فَإِنِّی لَسْتُ أَقْرَأُ وَ ابْنُ
ص: 121
أَخِی مَعِی عَلَی الْبَابِ فَتَأْذَنُ لَهُ یَدْخُلُ حَتَّی یَقْرَأَ قَالَ نَعَمْ فَأَدْخَلَنِی عَمِّی فَنَظَرْتُ فِی الْكِتَابِ فَأَوَّلُ شَیْ ءٍ هَجَمْتُ عَلَیْهِ اسْمِی فَقُلْتُ اسْمِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ وَیْحَكَ فَأَیْنَ أَنَا فَجُزْتُ بِخَمْسَةِ أَسْمَاءَ أَوْ سِتَّةٍ ثُمَّ وَجَدْتُ اسْمَ عَمِّی فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهُمْ مَعَنَا عَلَی وَلَایَتِنَا لَا یَزِیدُونَ وَ لَا یَنْقُصُونَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ شِیعَتَنَا مِنْ طِینَتِنَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ (1) وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ أَوْلِیَاءَهُمْ مِنْهُمْ مِنْ أَسْفَلِ ذَلِكَ.
«12»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفٍ عَنْ حَسَّانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ قَالَ حَدَّثَنِی حُذَیْفَةُ بْنُ أَسِیدٍ الْغِفَارِیُّ صَاحِبُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام فَرَأَیْتُهُ یَحْمِلُ شَیْئاً قُلْتُ مَا هَذَا قَالَ هَذَا دِیوَانُ شِیعَتِنَا قُلْتُ أَرِنِی أَنْظُرُ فِیهَا اسْمِی فَقُلْتُ إِنِّی لَسْتُ أَقْرَأُ إِنَّ ابْنَ أَخِی یَقْرَأُ فَدَعَا بِكِتَابٍ فَنَظَرَ فِیهِ فَقَالَ ابْنُ أَخِی اسْمِی وَ رَبِّ الْكَعْبَةَ قُلْتُ وَیْلَكَ أَیْنَ اسْمِی فَنَظَرَ فَوَجَدَ بَعْدَ اسْمِهِ بِثَمَانِیَةِ أَسْمَاءَ (2).
«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةَ كَانَ إِذَا وَفَدَ النَّاسُ إِلَی مُعَاوِیَةَ وَفَدَتْ هِیَ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ كَانَتِ امْرَأَةً شَدِیدَةَ الِاجْتِهَادِ قَدْ یَبِسَ جِلْدُهَا عَلَی بَطْنِهَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ أَنَّهَا خَرَجَتْ مَرَّةً وَ مَعَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا غُلَامٌ فَدَخَلَتْ بِهِ عَلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام فَقَالَتْ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ ابْنَ عَمِّی هَذَا فِیمَا عِنْدَكُمْ وَ هَلْ تَجِدُهُ نَاجِیاً (3) قَالَ فَقَالَ نَعَمْ نَجِدُهُ عِنْدَنَا وَ نَجِدُهُ نَاجِیاً (4).
ص: 122
«14»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: خَرَجْتُ بِأَبِی بَصِیرٍ أَقُودُهُ إِلَی بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَقَالَ لِی لَا تَتَكَلَّمْ وَ لَا تَقُلْ شَیْئاً فَانْتَهَیْتُ بِهِ إِلَی الْبَابِ فَتَنَحْنَحَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَا فُلَانَةُ افْتَحِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ الْبَابَ قَالَ فَدَخَلْنَا وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَإِذَا سَفَطٌ (1) بَیْنَ یَدَیْهِ مَفْتُوحٌ قَالَ فَوَقَعَتْ عَلَیَّ الرِّعْدَةُ فَجَعَلْتُ أَرْتَعِدُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ أَ بَزَّازٌ أَنْتَ فَقُلْتُ نَعَمْ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ فَرَمَی إِلَیَّ بِمُلَاءَةٍ قُوهِیَّةٍ (2) كَانَتْ عَلَی الْمِرْفَقَةِ فَقَالَ اطْوِ هَذِهِ فَطَوَیْتُهَا ثُمَّ قَالَ أَ بَزَّازٌ أَنْتَ وَ هُوَ یَنْظُرُ فِی الصَّحِیفَةِ قَالَ فَازْدَدْتُ رِعْدَةً قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا قُلْتُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَیْتُ كَمَا مَرَّ بِی اللَّیْلَةَ إِنِّی وَجَدْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَفَطاً قَدْ أَخْرَجَ مِنْهُ صَحِیفَةً فَنَظَرَ فِیهَا فَكُلَّمَا نَظَرَ فِیهَا أَخَذَتْنِی الرِّعْدَةُ قَالَ فَضَرَبَ أَبُو بَصِیرٍ یَدَهُ عَلَی جَبْهَتِهِ ثُمَّ قَالَ وَیْحَكَ أَلَّا أَخْبَرْتَنِی فَتِلْكَ وَ اللَّهِ الصَّحِیفَةُ الَّتِی فِیهَا أَسَامِی الشِّیعَةِ وَ لَوْ أَخْبَرْتَنِی لَسَأَلْتُهُ أَنْ یُرِیَكَ اسْمَكَ فِیهَا (3).
«15»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ السَّنْجَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام اسْمِی عِنْدَكُمْ فِی السَّفَطِ الَّتِی فِیهَا أَسْمَاءُ شِیعَتِكُمْ فَقَالَ إِی وَ اللَّهِ فِی النَّامُوسِ (4).
«16»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنْ نَفْسِی فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ أَهَمِّ الْأَشْیَاءِ أَ مِنْ شِیعَتِكُمْ أَنَا فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَتَعْرِفُ اسْمِی فِی الْأَسْمَاءِ قَالَ نَعَمْ (5).
«17»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ فِی رِسَالَةٍ أَنَّ شِیعَتَنَا مَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ یَرِدُونَ مَوْرِدَنَا وَ یَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا لَیْسَ عَلَی مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَیْرُنَا وَ غَیْرُهُمْ (6).
ص: 123
«18»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ السَّرِیِّ الْكَرْخِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ شَیْخٌ وَ مَعَهُ ابْنُهُ فَقَالَ لَهُ الشَّیْخُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ مِنْ شِیعَتِكُمْ أَنَا فَأَخْرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَحِیفَةً مِثْلَ فَخِذِ الْبَعِیرِ فَنَاوَلَهُ طَرَفَهَا ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْرِجْ فَأَدْرَجَهُ حَتَّی أَوْقَفَهُ عَلَی حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ فَإِذَا اسْمُ ابْنِهِ قَبْلَ اسْمِهِ فَصَاحَ الِابْنُ فَرَحاً اسْمِی وَ اللَّهِ فَرَحِمَ (1) الشَّیْخَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْرِجْ فَأَدْرَجَ ثُمَّ أَوْقَفَهُ أَیْضاً عَلَی اسْمِهِ كَذَلِكَ (2).
«19»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِی بَكْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ الْغِفَارِیِّ قَالَ: لَمَّا وَادَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام مُعَاوِیَةَ وَ انْصَرَفَ إِلَی الْمَدِینَةِ صَحِبْتُهُ فِی مُنْصَرَفِهِ وَ كَانَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ حِمْلُ بَعِیرٍ لَا یُفَارِقُهُ حَیْثُ تَوَجَّهَ فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا الْحِمْلُ لَا یُفَارِقُكَ حَیْثُ مَا تَوَجَّهْتَ فَقَالَ یَا حُذَیْفَةُ أَ تَدْرِی مَا هُوَ قُلْتُ لَا قَالَ هَذَا الدِّیوَانُ قُلْتُ دِیوَانُ مَا ذَا قَالَ دِیوَانُ شِیعَتِنَا فِیهِ أَسْمَاؤُهُمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَرِنِی اسْمِی قَالَ اغْدُ بِالْغَدَاةِ قَالَ فَغَدَوْتُ إِلَیْهِ وَ مَعِی ابْنُ أَخٍ لِی وَ كَانَ یَقْرَأُ وَ لَمْ أَكُنْ أَقْرَأُ قَالَ مَا غَدَا بِكَ قُلْتُ الْحَاجَةُ الَّتِی وَعَدْتَنِی قَالَ مَنْ ذَا الْفَتَی مَعَكَ قُلْتُ ابْنُ أَخٍ لِی وَ هُوَ یَقْرَأُ وَ لَسْتُ أَقْرَأُ قَالَ فَقَالَ لِیَ اجْلِسْ فَجَلَسْتُ فَقَالَ عَلَیَّ بِالدِّیوَانِ الْأَوْسَطِ قَالَ فَأُتِیَ بِهِ قَالَ فَنَظَرَ الْفَتَی فَإِذَا الْأَسْمَاءُ تَلُوحُ قَالَ فَبَیْنَمَا هُوَ یَقْرَأُ إِذْ قَالَ هُوَ یَا عَمَّاهْ هُوَ ذَا اسْمِی قُلْتُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ انْظُرْ أَیْنَ اسْمِی قَالَ فَصَفَحَ ثُمَّ قَالَ هُوَ ذَا اسْمُكَ فَاسْتَبْشَرْنَا وَ اسْتُشْهِدَ الْفَتَی مَعَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام (3).
بیان: صفح فی الأرض كمنع نظر كتصفح.
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ:
ص: 124
ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَدْءُ الْأَذَانِ وَ قِصَّةُ الْأَذَانِ فِی إِسْرَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی انْتَهَی إِلَی السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَی قَالَ فَقَالَتِ السِّدْرَةُ (1) الْمُنْتَهَی مَا جَازَنِی (2) مَخْلُوقٌ قَبْلَكَ قَالَ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی (3) قَالَ فَدَفَعَ إِلَیْهِ كِتَابَ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ أَصْحَابَ الشِّمَالِ قَالَ وَ أَخَذَ كِتَابَ أَصْحَابِ الْیَمِینِ بِیَمِینِهِ فَفَتَحَهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَإِذَا فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ قَالَ فَقَالَ لَهُ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِكَتِهِ وَ كُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا قَالَ فَقَالَ اللَّهُ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ اعْفُ عَنَّا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ (4) وَ كُلُّ ذَلِكَ یَقُولُ اللَّهُ قَدْ فَعَلْتُ قَالَ ثُمَّ طَوَی الصَّحِیفَةَ فَأَمْسَكَهَا بِیَمِینِهِ وَ فَتَحَ صَحِیفَةَ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَإِذَا فِیهَا أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ فَقَالَ اللَّهُ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَ قُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ یَعْلَمُونَ (5) قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مُنَاجَاةِ رَبِّهِ رُدَّ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ ثُمَّ قَصَّ قِصَّةَ الْبَیْتِ وَ الصَّلَاةَ فِیهِ ثُمَّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصَّحِیفَتَانِ فَدَفَعَهُمَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (6).
«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَمَّنْ ذَكَرَهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ
ص: 125
صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی یَدِهِ الْیُمْنَی كِتَابٌ وَ فِی یَدِهِ الْیُسْرَی كِتَابٌ فَنَشَرَ الْكِتَابَ الَّذِی فِی یَدِهِ الْیُمْنَی فَقَرَأَ بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ كِتَابٌ لِأَهْلِ اَلْجَنَّةِ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ لاَ یُزَادُ فِیهِمْ وَاحِدٌ وَ لاَ یُنْقَصُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ ثُمَّ نَشَرَ الَّذِی بِیَدِهِ الْیُسْرَی فَقَرَأَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ لِأَهْلِ النَّارِ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ لَا یُزَادُ فِیهِمْ وَاحِدٌ وَ لَا یُنْقَصُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ.(1)
«22»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَمْرٍو عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ قَالَ الْكَلْبِیُّ یَا أَعْمَشُ أَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ مَا سَمِعْتَ مِنْ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ فَقَالَ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ عَنْ عَبَایَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً وَ هُوَ یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَهُوَ مِنِّی وَ مَنْ عَصَانِی فَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ (2) فَقَالَ الْكَلْبِیُّ عِنْدِی أَعْظَمُ مِمَّا عِنْدَكَ أَعْطَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام كِتَاباً فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ فَوَضَعَهُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا وُلِّیَ أَبُو بِكْرٍ طَلَبَهُ فَقَالَتْ لَیْسَ لَكَ فَلَمَّا وُلِّیَ عُمُرُ طَلَبَهُ فَقَالَتْ لَیْسَ لَكَ فَلَمَّا وُلِّیَ عُثْمَانُ طَلَبَهُ فَقَالَتْ لَیْسَ لَكَ فَلَمَّا وُلِّیَ عَلِیٌّ علیه السلام دَفَعَتْهُ إِلَیْهِ.
«23»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِی حَفْصٍ الْأَعْشَی عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ قَالَ الْكَلْبِیُّ مَا أَشَدَّ مَا سَمِعْتَ فِی مَنَاقِبِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ قُلْتُ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ طَرِیفٍ عَنْ عَبَایَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ فَقَالَ الْكَلْبِیُّ عِنْدِی أَعْظَمُ مِمَّا عِنْدَكَ أَعْطَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً كِتَاباً فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ (3).
بیان: قال فی النهایة فی حدیث علی علیه السلام أنا قسیم النار أراد أن الناس فریقان فریق معی فهم علی هدی و فریق علی فهم علی ضلال فنصف معی فی الجنة و نصف علی فی النار و قسیم فعیل بمعنی فاعل كالجلیس و السمیر.
«24»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: انْتَهَی
ص: 126
النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَ انْتَهَی إِلَی سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی قَالَ فَقَالَتِ السِّدْرَةُ مَا جَازَنِی (1) مَخْلُوقٌ قَبْلَكَ ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَكانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی فَأَوْحی (2) قَالَ فَدُفِعَ إِلَیْهِ كِتَابُ أَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ كِتَابُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ فَأَخَذَ كِتَابَ أَصْحَابِ الْیَمِینِ بِیَمِینِهِ وَ فَتَحَهُ وَ نَظَرَ فِیهِ فَإِذَا فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ قَالَ وَ فَتَحَ كِتَابَ أَصْحَابِ الشِّمَالِ وَ نَظَرَ فِیهِ فَإِذَا فِیهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَ أَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَ قَبَائِلِهِمْ ثُمَّ نَزَلَ وَ مَعَهُ الصَّحِیفَتَانِ فَدَفَعَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
«25»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ یَرْفَعُهُ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ حَقِیقَةِ النِّفَاقِ وَ إِنَّ شِیعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (4).
«26»-یر، بصائر الدرجات عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَمِیمٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ بِحَقِیقَةِ النِّفَاقِ (5).
«27»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ قَالَ مِثْلَهُ (6).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین عن الحسین بن سعید عن عمر بن میمون عن عمار بن مروان عن أبی جعفر علیه السلام مثله (7)
- ختص، الإختصاص ابن عیسی عن الحسین بن سعید عن عمر بن میمون عن عمار بن مروان عن أبی جعفر علیه السلام مثله (8).
ص: 127
«28»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَرَأْتُ رِسَالَةً كَتَبَ إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ قَالَ مِثْلَهُ (1).
«29»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ الْمِیثَاقَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَنَعْرِفُ خِیَارَكُمْ مِنْ شِرَارِكُمْ (2).
«30»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِیُّ عَنْ أَخِیهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (3).
«31»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَنَعْرِفُ (4) بِذَلِكَ حُبَّ الْمُحِبِّ وَ إِنْ أَظْهَرَ خِلَافَ ذَلِكَ بِلِسَانِهِ وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ وَ إِنْ أَظْهَرَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).
«32»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْمُخْتَارِ وَ سَعْدُ بْنُ لُقْمَانَ (6) وَ مَعَهُمَا (7) عُمَرُ بْنُ شَجَرَةَ الْكِنْدِیُّ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ هَذَا فَقَالا لَهُ عُمَرُ بْنُ شَجَرَةَ وَ أَثْنَیْنَا عَلَیْهِ وَ ذَكَرْنَا مِنْ حَالِهِ وَ وَرَعِهِ وَ حُبِّهِ لِإِخْوَانِهِ وَ بَذْلِهِ وَ صَنِیعِهِ إِلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُمَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا أَرَی لَكُمَا عِلْماً بِالنَّاسِ إِنِّی لَأَكْتَفِی مِنَ الرَّجُلِ بِاللَّحْظَةِ إِنَّ ذَا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ أَوْ مِنْ شَرِّ النَّاسِ قَالَ فَكَانَ عُمَرُ بَعْدَ
ص: 128
مَا نَزَعَ عَنْ مُحَرَّمِ (1) اللَّهِ رَكِبَهُ (2).
«33»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا جَلَسَ مَجْلِسَكَ أَحَدٌ إِلَّا عَرَفْتُهُ (3).
«34»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ (4) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ أَعْرِفُهُ فَذَكَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا وَ لَمَزَهُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمْ یُجِبْهُ (5) بِشَیْ ءٍ فَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمْ یَسْمَعْ فَأَعَادَ عَلَیْهِ أَیْضاً فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِ فَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّهُ لَمْ یَسْمَعْ فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ (6) فَرَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَدَهُ إِلَی لِحْیَةِ الرَّجُلِ فَقَبَضَ عَلَیْهَا فَهَزَّهَا ثَلَاثاً حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ لِحْیَتَهُ قَدْ صَارَتْ فِی یَدِهِ وَ قَالَ لَهُ إِنْ كُنْتُ لَا أَعْرِفُ الرَّجُلَ إِلَّا بِمَا أُبْلَغُ عَنْهُمْ فَبِئْسَ النَّسَبُ نَسَبِی (7) ثُمَّ أَرْسَلَ لِحْیَتَهُ مِنْ یَدِهِ وَ نَفَخَ مَا بَقِیَ مِنَ الشَّعْرِ فِی كَفِّهِ (8).
«35»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ (9) عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَنْظَلَةَ (10) قَالَ: بَیْنَا أَنَا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَغَمَزَ أُنَاساً مِنَ الشِّیعَةِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِوَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِوَجْهِهِ
ص: 129
فَرَأَی أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَمْ یَفْهَمْ فَأَعَادَ الْكَلَامَ فَتَنَاوَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِیَدِهِ الْیُسْرَی لِحْیَتَهُ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهَا سَتَبْقَی فِی یَدِهِ ثُمَّ قَالَ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَتَوَلَّی الرَّجُلَ وَ أَبْرَأُ مِنْهُمْ عَلَی مَا یَبْلُغُنِی عَنْهُمْ لَبِئْسَتِ النِّسْبَةُ (1) نِسْبَتِی (2).
«36»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ إِذَا عَلِمْنَا مِنْ أَحَدٍ خَیْراً لَمْ تُزِلْ ذَلِكَ عَنْهُ مِنَّا أَقَاوِیلُ الرِّجَالِ (3).
«37»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ فَتَنَاوَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُنَاسَةِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ فَصَدَّ وَجْهَهُ (4) عَنْهُ قَالَ ثُمَّ غَمَزَ الثَّانِیَةَ (5) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنْ كُنْتُ إِنَّمَا أَتَوَلَّی الرَّجُلَ وَ أَبْرَأُ مِنْهُمْ بِأَقَاوِیلِ النَّاسِ فَبِئْسَتِ النِّسْبَةُ (6) هَذِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِلِحْیَتِهِ فَهَزَّهَا هَزّاً شَدِیداً قَالَ ثُمَّ بَقِیَ فِی رَاحَتِهِ شَیْ ءٌ فَنَفَخَهُ (7).
«38»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ شِیعَتَنَا خُلِقُوا مِنْ طِینَةٍ مَخْزُونَةٍ قَبْلَ أَنْ یُخْلَقَ آدَمُ بِأَلْفَیْ سَنَةٍ لَا یَشِذُّ فِیهَا (8) شَاذٌّ وَ لَا یَدْخُلُ فِیهَا دَاخِلٌ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُهُمْ حِینَ مَا أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ لِأَنَ
ص: 130
رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا تَفَلَ فِی عَیْنِی وَ أَنَا أَرْمَدُ قَالَ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْقُرَّ (1) وَ الْبَرْدَ وَ بَصِّرْهُ صَدِیقَهُ مِنْ عَدُوِّهِ فَلَمْ یُصِبْنِی رَمَدٌ بَعْدُ وَ لَا حَرٌّ وَ لَا بَرْدٌ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ صَدِیقِی مِنْ عَدُوِّی فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَلَإِ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأَدِینُ اللَّهَ بِوَلَایَتِكَ وَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُظْهِرُ (2) فِی الْعَلَانِیَةِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام كَذَبْتَ فَوَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ اسْمَكَ فِی الْأَسْمَاءِ وَ لَا وَجْهَكَ فِی الْوُجُوهِ وَ إِنَّ طِینَتَكَ لَمِنْ غَیْرِ تِلْكَ الطِّینَةِ قَالَ فَجَلَسَ الرَّجُلُ قَدْ فَضَحَهُ اللَّهُ وَ أَظْهَرَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی لَأَدِینُ اللَّهَ بِوَلَایَتِكَ وَ إِنِّی لَأُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِی الْعَلَانِیَةِ فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ طِینَتُكَ مِنْ تِلْكَ الطِّینَةِ وَ عَلَی وَلَایَتِنَا أُخِذَ مِیثَاقُكَ وَ إِنَّ رُوحَكَ مِنْ أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِینَ فَاتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ الْفَقْرَ إِلَی مُحِبِّینَا أَسْرَعُ مِنَ السَّیْلِ مِنْ أَعْلَی الْوَادِی إِلَی أَسْفَلِهِ (3).
ختص، الإختصاص ابن عیسی و ابن هاشم عن البرقی مثله (4).
«39»-ختص، الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ (5) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْفَضْلِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَنَا مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ صَنَعَنَا بِرَحْمَتِهِ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَكُمْ مِنَّا فَنَحْنُ نَحِنُّ إِلَیْكُمْ وَ أَنْتُمْ تَحِنُّونَ إِلَیْنَا وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ أَنْ یَزِیدُوا فِی شِیعَتِنَا رَجُلًا أَوْ یَنْقُصُوا مِنْهُمْ رَجُلًا مَا قَدَرُوا عَلَی ذَلِكَ وَ إِنَّهُمْ لَمَكْتُوبُونَ عِنْدَنَا بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
ص: 131
الْفَضْلِ وَ لَوْ شِئْتَ لَأَرَیْتُكَ اسْمَكَ فِی صَحِیفَتِنَا قَالَ ثُمَّ دَعَا بِصَحِیفَةٍ فَنَشَرَهَا فَوَجَدْتُهَا بَیْضَاءَ لَیْسَ فِیهَا أَثَرُ الْكِتَابَةِ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَرَی فِیهَا أَثَرَ الْكِتَابَةِ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهَا فَوَجَدْتُهَا مَكْتُوبَةً وَ وَجَدْتُ فِی أَسْفَلِهَا اسْمِی فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْراً (1).
أقول: تمام الخبر فی باب أحوال الصادق علیه السلام.
«40»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ بُكَیْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَزَّ أَخَذَ مِیثَاقَ شِیعَتِنَا بِالْوَلَایَةِ فَنَحْنُ نَعْرِفُهُمْ فِی لَحْنِ الْقَوْلِ.
«1»-یر، بصائر الدرجات مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ كَتَبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ فَإِذَا وَضَعَتْهُ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَإِذَا دَرَجَ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ یَرَی بِهِ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ (3).
یر، بصائر الدرجات بهذا الإسناد عن محمد بن مروان عن الفضیل مثله (4)
ص: 132
بیان: درج أی مشی.
«2»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا لَیَسْمَعُ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ حَتَّی إِذَا سَقَطَ عَلَی الْأَرْضِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَیَكْتُبُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ حَتَّی إِذَا شَبَّ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ یَرَی فِیهِ الدُّنْیَا وَ مَا فِیهَا لَا یُسْتَرُ عَنْهُ مِنْهَا شَیْ ءٌ (1).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ قَالَ رَوَی غَیْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ: لَا تَتَكَلَّمُوا فِی الْإِمَامِ فَإِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ هُوَ جَنِینٌ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَضَعَتْهُ كَتَبَ الْمَلَكُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ فَإِذَا قَامَ بِالْأَمْرِ رُفِعَ لَهُ فِی كُلِّ بَلَدٍ مَنَارٌ یَنْظُرُ بِهِ إِلَی أَعْمَالِ الْعِبَادِ (2).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علی بن حدید عن منصور بن یونس رواه عن غیر واحد من أصحابنا مثله (3)
- یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین عن الأهوازی عن علی بن حدید عن منصور بن یونس رواه غیر واحد من أصحابنا قال قال أبو جعفر علیه السلام مثله (4).
«4»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وُلِدَ خُطَّ عَلَی مَنْكِبَیْهِ خَطٌّ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِیَدِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ جُعِلَ لَهُ فِی قَرْیَةٍ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ یَرَی بِهِ مَا یَعْمَلُ أَهْلُهَا فِیهَا (5).
یر، بصائر الدرجات عمران بن موسی عن أیوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الحسین مثله (6)
- یر، بصائر الدرجات علی بن خالد عن أیوب بن نوح مثله (7).
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَادٍّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ
ص: 133
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ لَیَسْمَعُ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ حَتَّی إِذَا سَقَطَ عَلَی الْأَرْضِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَیَكْتُبُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا شَبَّ رَفَعَ اللَّهُ فِی كُلِّ قَرْیَةٍ عَمُوداً مِنْ نُورِ مَقَامِهِ فِی قَرْیَةٍ وَ یَعْلَمُ مَا یُعْمَلُ فِی الْقَرْیَةِ الْأُخْرَی (1).
«6»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الْإِمَامُ یَسْمَعُ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا سَقَطَ إِلَی الْأَرْضِ نُصِبَ لَهُ عَمُودٌ فِی بِلَادِهِ وَ هُوَ یَرَی مَا فِی غَیْرِهَا (2).
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وُلِدَ خُطَّ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ فَإِذَا صَارَ الْأَمْرُ إِلَیْهِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ یُبْصِرُ بِهِ مَا یَعْمَلُ بِهِ أَهْلُ كُلِّ بَلْدَةٍ (3).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا شَبَّ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ فِی كُلِّ قَرْیَةٍ عَمُوداً مِنْ نُورٍ یَعْلَمُ مَا یَعْمَلُ فِی الْقَرْیَةِ الْأُخْرَی (4).
«9»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمٍ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمٍ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ الْجَرِیرِیِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عَمُوداً مِنْ نُورٍ حَجَبَهُ اللَّهُ عَنْ جَمِیعِ الْخَلَائِقِ طَرَفُهُ عِنْدَ اللَّهِ وَ طَرَفُهُ الْآخَرُ فِی أُذُنِ الْإِمَامِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ شَیْئاً أَوْحَاهُ فِی أُذُنِ الْإِمَامِ علیه السلام (5).
«10»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَهُ فَقَالَ لِیَ ابْتِدَاءً مِنْهُ یَا صَالِحَ بْنَ سَهْلٍ إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الرَّسُولِ رَسُولًا وَ لَمْ یَجْعَلْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْإِمَامِ رَسُولًا قَالَ قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ جَعَلَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْإِمَامِ عَمُوداً مِنْ نُورٍ یَنْظُرُ اللَّهُ بِهِ إِلَی الْإِمَامِ وَ یَنْظُرُ الْإِمَامُ بِهِ إِلَیْهِ فَإِذَا أَرَادَ عِلْمَ شَیْ ءٍ نَظَرَ
ص: 134
فِی ذَلِكَ النُّورِ فَعَرَفَهُ (1).
بیان: نظر اللّٰه تعالی إلیه كنایة عن إفاضاته علیه و نظره إلیه تعالی كنایة عن غایة عرفانه (2).
أقول: روی الحسن بن سلیمان فی كتاب المحتضر نقلا من كتاب منهج التحقیق مثله (3).
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ (4) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا أَنْزَلْناهُ نُورٌ كَهَیْئَةِ الْعَیْنِ عَلَی رَأْسِ النَّبِیِّ وَ الْأَوْصِیَاءِ لَا یُرِیدُ أَحَدٌ مِنَّا عِلْمَ أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ الْأَرْضِ أَوْ مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ إِلَی الْحُجُبِ الَّتِی بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ الْعَرْشِ إِلَّا رُفِعَ طَرْفُهُ إِلَی ذَلِكَ النُّورِ فَرَأَی تَفْسِیرَ الَّذِی أَرَادَ فِیهِ مَكْتُوباً (5).
بیان: لعل المراد بالعین هنا عین الشمس و یحتمل الدیدبان و الجاسوس.
«12»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ الْخَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِیِّ مَوْلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بُنَانٍ الْجَوْزِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ الْقُمِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا قَدْرُ الْإِمَامِ قَالَ یَسْمَعُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَصَلَ إِلَی الْأَرْضِ كَانَ عَلَی مَنْكِبِهِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوباً وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ثُمَّ یَبْعَثُ أَیْضاً لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ مِنْ تَحْتِ بُطْنَانِ الْعَرْشِ إِلَی الْأَرْضِ یَرَی فِیهِ أَعْمَالَ الْخَلَائِقِ كُلَّهَا ثُمَّ یَتَشَعَّبُ لَهُ عَمُودٌ آخَرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَی أُذُنِ الْإِمَامِ كُلَّمَا احْتَاجَ إِلَی مَزِیدٍ أُفْرِغَ فِیهِ إِفْرَاغاً (6).
ص: 135
«13»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ 7 مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا بَكْرٍ مَا یَخْفَی عَلَیَّ شَیْ ءٌ مِنْ بِلَادِكُمْ (1).
«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ صَفْوَانُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ ذَكَرُوا الْإِمَامَ وَ فَضْلَهُ قَالَ إِنَّمَا مَنْزِلَةُ الْإِمَامِ فِی الْأَرْضِ بِمَنْزِلَةِ الْقَمَرِ فِی السَّمَاءِ وَ فِی مَوْضِعِهِ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَی جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ كُلِّهَا (2).
«15»-یر، بصائر الدرجات الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی نَصْرٍ عِنْدَ الرِّضَا علیه السلام فَجَرَی ذِكْرُ الْإِمَامِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْقَمَرِ یَدُورُ فِی كُلِّ مَكَانٍ أَوْ تَرَاهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ (3).
أقول: قد مر كثیر من الأخبار فی ذلك مع شرحها فی باب ولادتهم علیهم السلام.
«16»-وَ رَوَی الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ، مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ إِلَی سَوَاءِ الطَّرِیقِ نَقْلًا مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ (4) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا سَقَطَ إِلَی الْأَرْضِ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ (5) الْآیَةَ فَإِذَا تَرَعْرَعَ (6) نُصِبَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ وَ زَادَ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ فِیهِ فَإِذَا خَرَجَ إِلَی الْأَرْضِ أُوتِیَ الْحِكْمَةَ وَ زُیِّنَ بِالْحِلْمِ وَ الْوَقَارِ وَ أُلْبِسَ الْهَیْبَةَ وَ جُعِلَ لَهُ مِصْبَاحٌ یَعْرِفُ بِهِ الضَّمِیرَ وَ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ وَ زَادَ الْفَضْلُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِذَا وَقَعَ إِلَی الْأَرْضِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ یَرَی بِهِ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.
ص: 136
«1»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْأَزْرَقِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَحْكَمُ وَ أَكْرَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْلَمُ مِنْ أَنْ یَكُونَ احْتَجَّ عَلَی عِبَادِهِ بِحُجَّةٍ ثُمَّ یُغَیِّبُ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِهِمْ (1).
«2»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ خَالِدٍ الْكَیَّالِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الصَّائِغِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی أَنَّ اللَّهَ اسْتَرْعَی رَاعِیاً (2) وَ اسْتَخْلَفَ خَلِیفَةً عَلَیْهِمْ یَحْجُبُ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أُمُورِهِمْ (3).
«3»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ یُعَاتِبُهُ فِی مَالٍ لَهُ أَمَرَهُ أَنْ یَدْفَعَهُ إِلَیْهِ فَجَاءَهُ فَقَالَ (4) ذَهَبْتَ بِمَالِی فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ فَغَضِبَ فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ قَالَ تَقُولُ وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَ أَعَادَهَا مِرَاراً ثُمَّ قَالَ أَنْتَ یَا أَبَانُ وَ أَنْتَ یَا زِیَادُ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتُمَا أُمَنَاءَ اللَّهِ وَ خَلِیفَتَهُ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی خَلْقِهِ مَا خَفِیَ عَلَیْكُمَا مَا صَنَعَ بِالْمَالِ (5) فَقَالَ الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ فَعَلْتُ وَ أَخَذْتُ الْمَالَ.
ص: 137
«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ فَرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی الْأَصْبَغِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ بْنُ السَّرِیِّ الْكَرْخِیُّ قَالَ سَأَلَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ جَارَاهُ فِی شَیْ ءٍ (1) فَقَالَ لَیْسَ هُوَ كَذَلِكَ ثَلَاثاً (2) ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ حُجَّةً عَلَی خَلْقِهِ یَخْفَی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ (3).
«5»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَزْرَقِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ أَحْكَمُ وَ أَكْرَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ یَحْتَجَّ بِحُجَّةٍ ثُمَّ یُغَیِّبُ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أُمُورِهِمْ (4).
«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی فَرْوَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِی الْأَصْبَغِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جَالِساً إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحَسَنُ بْنُ السَّرِیِّ الْكَرْخِیُّ فَسَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ شَیْ ءٍ فَأَجَابَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ لَیْسَ كَذَلِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ كَذَلِكَ وَ رَدَّهَا عَلَیْهِ مِرَاراً كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هُوَ كَذَلِكَ وَ یَقُولَ هُوَ لَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ حُجَّةً عَلَی خَلْقِهِ یَخْفَی عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ أُمُورِهِمْ (5).
«7»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمِنًی عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ كَذَا وَ كَذَا یَقُولُونَ فَیَقُولُ لِی قُلْ كَذَا وَ كَذَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الْحَلَالُ وَ الْحَرَامُ وَ الْقُرْآنُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ وَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ وَ هَذَا هُوَ الْكَلَامُ فَقَالَ لِی وَ تَشُكُّ یَا هِشَامُ مَنْ شَكَّ أَنَّ اللَّهَ یَحْتَجُّ عَلَی خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ لَا یَكُونُ عِنْدَهُ كُلُّ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ فَقَدِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ (6).
ص: 138
«8»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ یَحْتَجُّ بِعَبْدٍ فِی بِلَادِهِ ثُمَّ یَسْتُرُ عَنْهُ جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ فَقَدِ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ (1).
أقول: سیأتی بعض الأخبار فی باب علة ابتلائهم علیهم السلام.
«9»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ خَالِدٍ الْجَوَّازِ (2) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ فِی عَرْصَةِ دَارِهِ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ بِالرُّمَیْلَةِ فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهِ قُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا سَیِّدِی مَظْلُومٌ مَغْصُوبٌ مُضْطَهَدٌ فِی نَفْسِی (3) ثُمَّ دَنَوْتُ مِنْهُ فَقَبَّلْتُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ یَا خَالِدُ نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذَا الْأَمْرِ فَلَا تَتَصَوَّرْ هَذَا فِی نَفْسِكَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِهَذَا شَیْئاً قَالَ فَقَالَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ غَیْرِنَا لَوْ أَرَدْنَا أَزِفَ (4) إِلَیْنَا وَ إِنَّ لِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ مُدَّةً وَ غَایَةً لَا بُدَّ مِنَ الِانْتِهَاءِ إِلَیْهَا قَالَ فَقُلْتُ لَا أَعُودُ وَ أُصَیِّرُ (5) فِی نَفْسِی شَیْئاً أَبَداً قَالَ فَقَالَ لَا تَعُدْ أَبَداً (6).
«10»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ (7) عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مُضْطَجِعٌ وَ وَجْهُهُ إِلَی الْحَائِطِ فَقَالَ لِی حِینَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ یَا عُمَرُ اغْمِزْ رِجْلِی فَقَعَدْتُ أَغْمِزُ رِجْلَهُ فَقُلْتُ
ص: 139
فِی نَفْسِی السَّاعَةَ أَسْأَلُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُوسَی أَیُّهُمَا الْإِمَامُ قَالَ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَیَّ فَقَالَ وَ اللَّهِ إِذَنْ لَا أُجِیبَكَ (1).
أقول: سیأتی أمثاله فی أبواب معجزاتهم علیهم السلام.
«11»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّامِیِّ عَنْ أَبِی دَاوُدَ السَّبِیعِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ رُمَیْلَةَ قَالَ: وُعِكْتُ وَعْكاً شَدِیداً فِی زَمَانِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَوَجَدْتُ مِنْ نَفْسِی خِفَّةً فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ وَ قُلْتُ لَا أَعْرِفُ شَیْئاً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ أُفِیضَ عَلَی نَفْسِی مِنَ الْمَاءِ وَ أُصَلِّیَ خَلْفَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَفَعَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا صَعِدَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْمِنْبَرَ عَادَ عَلَیَّ ذَلِكَ الْوَعْكُ فَلَمَّا انْصَرَفَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ دَخَلَ الْقَصْرَ دَخَلْتُ مَعَهُ فَقَالَ یَا رُمَیْلَةُ رَأَیْتُكَ وَ أَنْتَ مُتَشَبِّكٌ بَعْضُكَ فِی بَعْضٍ فَقُلْتُ نَعَمْ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ الَّتِی كُنْتُ فِیهَا وَ الَّذِی حَمَلَنِی عَلَی الرَّغْبَةِ فِی الصَّلَاةِ خَلْفَهُ فَقَالَ یَا رُمَیْلَةُ لَیْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ یَمْرَضُ إِلَّا مَرِضْنَا بِمَرَضِهِ (2) وَ لَا یَحْزَنُ إِلَّا حَزِنَّا بِحُزْنِهِ وَ لَا یَدْعُو إِلَّا أَمَّنَّا لِدُعَائِهِ وَ لَا یَسْكُتُ إِلَّا دَعَوْنَا لَهُ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ هَذَا لِمَنْ مَعَكَ فِی الْقَصْرِ أَ رَأَیْتَ مَنْ كَانَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ قَالَ یَا رُمَیْلَةُ لَیْسَ یَغِیبُ عَنَّا مُؤْمِنٌ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ لَا فِی غَیْرِهَا (3).
«12»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی الرَّبِیعِ الشَّامِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَلَغَنِی عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ حَدِیثٌ فَقَالَ اعْرِضْهُ قَالَ دَخَلَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَرَأَی صُفْرَةً فِی وَجْهِهِ فَقَالَ مَا هَذَا الصُّفْرَةُ فَذَكَرَ وَجَعاً بِهِ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّا لَنَفْرَحُ لِفَرَحِكُمْ وَ نَحْزَنُ
ص: 140
لِحَزَنِكُمْ وَ نَمْرَضُ لِمَرَضِكُمْ وَ نَدْعُو لَكُمْ وَ تَدعُونَ فَنُؤَمِّنُ قَالَ عَمْرٌو قَدْ عَرَفْتُ مَا قُلْتَ وَ لَكِنْ كَیْفَ نَدْعُو فَتُؤَمِّنُ فَقَالَ إِنَّا سَوَاءٌ عَلَیْنَا الْبَادِی وَ الْحَاضِرُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام صَدَقَ عَمْرٌو (1).
«13»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ لِجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِیَةً لَأَخْبَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا لَا یَسْتَوْحِشُ إِلَی شَیْ ءٍ وَ لَكِنَّ فِیكُمُ الْإِذَاعَةَ وَ اللَّهُ بَالِغُ أَمْرِهِ (2).
أَقُولُ قَدْ رُوِّینَا كَثِیراً فِی كَلِمَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عَلِمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ.
و سیأتی فی باب ما بین علیه السلام من مناقبه.
«14»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أُعْطِیتُ تِسْعاً لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِی سِوَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَقَدْ فُتِحَتْ لِیَ السُّبُلُ وَ عَلِمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فِی الْمَلَكُوتِ بِإِذْنِ رَبِّی فَمَا غَابَ عَنِّی مَا كَانَ قَبْلِی وَ لَا مَا یَأْتِی بَعْدِی وَ إِنَّ بِوَلَایَتِی أَكْمَلَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ دِینَهُمْ وَ أَتَمَّ عَلَیْهِمُ النِّعَمَ وَ رَضِیَ لَهُمْ إِسْلَامَهُمْ إِذْ یَقُولُ یَوْمَ الْوَلَایَةِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْهُمْ أَنِّی أَكْمَلْتُ لَهُمُ الْیَوْمَ دِینَهُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْهِمُ النِّعَمَ وَ رَضِیتُ إِسْلَامَهُمْ (3) كُلُّ ذَلِكَ مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَلَیَّ فَلَهُ الْحَمْدُ (4).
ص: 141
بیان: لقد فتحت لی السبل أی طرق العلم بالمعارف و الغیوب أو القرب إلی اللّٰه (1) و علمت المنایا أی آجال الناس و البلایا أی ما یمتحن اللّٰه به العباد من الأمراض و الآفات أو الأعم منها و من الخیرات و الأنساب أی أعلم والد كل شخص فأعرف أولاد الحلال من الحرام.
و فصل الخطاب أی الخطاب الفاصل بین الحق و الباطل أو الخطاب المفصول الواضح الدلالة علی المقصود أو ما كان من خصائصه علیه السلام من الحكم المخصوص فی كل واقعة و الجوابات المسكتة للخصوم فی كل مسألة و قیل هو القرآن و فیه بیان الحوادث من ابتداء الخلق إلی یوم القیامة فما غاب عنی لاطلاعه علی الألواح السماویة أو علل حدوث الأشیاء و أسبابه.
«15»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْغَضَائِرِیُّ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی التَّلَّعُكْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ خَالِدٍ الْكَیَّالِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الصَّائِغِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ تَرَی أَنَّ اللَّهَ اسْتَرْعَی رَاعِیاً وَ اسْتَخْلَفَ خَلِیفَةً ثُمَّ یَحْجُبُ عَنْهُ شَیْئاً مِنْ أُمُورِهِمْ (2).
«16»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام رِسَالَةً وَ أَقْرَأَنِیهَا قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَلَمَّا قُبِضَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله كُنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا وَ أَنْسَابُ الْعَرَبِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ وَ إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ حَقِیقَةِ النِّفَاقِ وَ إِنَّ شِیعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ یَرِدُونَ مَوْرِدَنَا وَ یَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا نَحْنُ (3) النُّجَاةُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِیَاءِ وَ نَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِاللَّهِ وَ نَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَوْلَی
ص: 142
النَّاسِ بِدِینِ اللَّهِ (1) نَحْنُ الَّذِینَ شَرَعَ لَنَا دِینَهُ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ شَرَعَ لَكُمْ یَا آلَ مُحَمَّدٍ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً فَقَدْ وَصَّانَا بِمَا أَوْصَی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ مُوسی وَ عِیسی وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ (2) فَقَدْ عَلَّمَنَا وَ بَلَّغَنَا مَا عَلَّمَنَا وَ اسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ وَرَثَةُ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ یَا آلَ مُحَمَّدٍ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ وَ كُونُوا عَلَی جَمَاعَةٍ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ إِنَّ اللَّهَ یَا مُحَمَّدُ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ (3) مَنْ یُجِیبُكَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ (4).
یر، بصائر الدرجات محمد بن هارون عن موسی بن یعلی عن موسی بن القاسم عن علی بن الحسین علیهما السلام مثله (5)
یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ الرِّضَا علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (6).
بیان: و أنساب العرب لعل التخصیص بهم لكونهم فی ذلك أهم و كان فیهم أولاد حرام غصبوا حقوق الأئمة علیهم السلام و نصبوا لهم الحرب و مولد الإسلام أی
ص: 143
یعلمون كل من یولد هل یموت علی الإسلام أو علی الكفر أو من یتولد منه الإسلام أو الكفر بحقیقة الإیمان أی الإیمان الواقعی و كذا النفاق أخذ اللّٰه علینا و علیهم المیثاق أی علینا بهدایتهم و رعایتهم و تكمیلهم و علیهم بالإقرار بولایتنا و طاعتنا و رعایة حقوقنا.
و النجاة جمع ناج كهداة و هاد أفراط الأنبیاء أی أولادهم أو مقدموهم فی الورود علی الحوض و دخول الجنة أو هداهم أو الهداة الذین أخبروا بهم و نحن المخصوصون أی بالمدح أو بالقرابة أو بالإمامة أولی الناس بكتاب اللّٰه أی لفظا و معنی و موردا شرع لكم أی بین و أوضح و الخطاب مخصوص بآل محمد صلی اللّٰه علیه و آله أو هم العمدة فیه من أشرك بولایة علی فإنهم أشركوا باللّٰه حیث أشركوا مع علی من لیس خلیفة من اللّٰه.
«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَصِیرٍ یَقُولُ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِنْ أَیْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِیٍّ مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَایَاهُمْ وَ بَلَایَاهُمْ قَالَ فَأَجَابَنِی شِبْهَ الْمُغْضَبِ مِمَّ ذَلِكَ إِلَّا مِنْهُمْ (1) قَالَ قُلْتُ فَمَا یَمْنَعُكَ جَعَلَنِی اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَتَحَ مِنْهُ شَیْئاً (2) ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أُولَئِكَ كَانَتْ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِیَةٌ (3).
یر، بصائر الدرجات الحجال عن الحسن بن الحسین اللؤلؤی عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبی بصیر مثله (4)
- یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن عامر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبی بصیر مثله (5)
بیان: قوله علیه السلام مم ذلك أی لم تصبهم البلایا إلا من أنفسهم حیث أذاعوا الأسرار أو كانوا قابلین لتلك المراتب و الوصول إلی درجة الشهادة و قیل المراد
ص: 144
بما أصابهم العلوم الغریبة و الأسرار العجیبة منضما إلی ما علموا من علم المنایا و الجواب أن ذلك لم یكن إلا منهم لكونهم قابلین و مستعدین لذلك و لا یخفی بعده. قوله كانت علی أفواههم أوكیة الأوكیة جمع الوكاء و هو ما یشد به رأس القربة و الكیس و غیرهما أی هؤلاء مع كونهم قادرین علی ضبط أنفسهم فی الكلام قتلوا أنفسهم فكیف یجوز لنا تعلیم ذلك لكم مع عدم الوكاء.
«18»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِیمٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ لَنَا أَنْ یُحَدِّثَنَا كَمَا كَانَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ یُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ بِأَیَّامِهِمْ وَ تِلْكَ الْمُعْضِلَاتِ فَقَالَ أَمَا إِنَّ فِیكُمْ مِثْلَهُ أُولَئِكَ كَانَ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِیَةٌ (1).
«19»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَا لَنَا مَنْ یُحَدِّثُنَا بِمَا یَكُونُ كَمَا كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ قَالَ بَلَی وَ اللَّهِ وَ إِنَّ ذَاكَ لَكُمْ وَ لَكِنْ هَاتِ حَدِیثاً وَاحِداً حَدَّثْتُكُمْ بِهِ فَكَتَمْتُمْ فَسَكَتَ فَوَ اللَّهِ مَا حَدَّثَنِی بِحَدِیثٍ إِلَّا وَ قَدْ (2) حَدَّثْتُهُ بِهِ (3).
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ رَبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِذَا وَقَفَ الرَّجُلُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ یَا فُلَانُ اسْتَعِدَّ وَ أَعِدَّ لِنَفْسِكَ مَا تُرِیدُ فَإِنَّكَ تَمْرَضُ فِی یَوْمِ كَذَا وَ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا وَ كَذَا وَ سَبَبُ مَرَضِكَ كَذَا وَ كَذَا وَ تَمُوتُ فِی شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا فِی یَوْمِ كَذَا وَ كَذَا فِی سَاعَةِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ سَعْدٌ (4) فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَكَیْفَ لَا تَقُولُ أَنْتَ وَ لَا تُخْبِرُنَا فَنَسْتَعِدَّ لَهُ
ص: 145
قَالَ هَذَا بَابٌ أَغْلَقَ الْجَوَابَ فِیهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام حَتَّی یَقُومَ قَائِمُنَا (1).
«21»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ أَقْرَأَنِیهَا الرِّسَالَةَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ أَنْسَابُ الْعَرَبِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ (2).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین عن أبیه عن عمرو بن میمون عن عمار بن هارون عن أبی جعفر علیه السلام مثله (3).
«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْمُهْتَدِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُحَمَّداً كَانَ أَمِینَ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ فَلَمَّا قُبِضَ كُنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ أَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ مَوْلِدِ الْإِسْلَامِ (4).
«23»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ یَزْدَادَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلِمْتُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (5).
«24»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ رَفَعَهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَ لَا تَسْأَلُونَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ فَصْلُ الْخِطَابِ (6).
یر، بصائر الدرجات بهذا الإسناد عن عبد الحمید بن عبد الأعلی و سفیان الحریری رفعوه إلی علی علیه السلام مثله (7).
«25»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا أَبَا بَصِیرٍ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ أُوتِینَا عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ عَرَفْنَا شِیعَتَنَا كَعِرْفَانِ الرَّجُلِ أَهْلَ بَیْتِهِ (8).
ص: 146
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن الأهوازی عن جعفر بن بشیر مثله (1)
- كتاب المحتضر، للحسن بن سلیمان مما رواه من كتاب نوادر الحكمة مرفوعا إلی عبد الكریم مثله (2).
«26»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ رِبْعِیٍّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَ لَا تَسْأَلُونَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابِ (3).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن صفوان عن یعقوب بن شعیب عن عمران عن عبایة قال سمعت علیا علیه السلام مثله (4).
«27»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنِّی أُعْطِیتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِی إِلَیْهَا أَحَدٌ عَلِمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (5).
«28»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْعَبْدِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَزَوَّرٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ عُلِّمْنَا عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابِ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنَّا قَامَ عَلَی جِسْرٍ ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَیْهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ لَحَدَّثَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ (6).
«29»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ عُلِّمْنَا الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْأَنْسَابَ فَاعْتَبِرُوا بِنَا وَ بِعَدُوِّنَا وَ بِهُدَانَا وَ بِهُدَاهُمْ وَ بِقَضَائِنَا وَ بِقَضَائِهِمْ وَ بِحُكْمِنَا وَ بِحُكْمِهِمْ وَ مِیتَتِنَا (7) وَ مِیتَتِهِمْ یَمُوتُونَ بِالْقَرْحَةِ وَ الدُّبَیْلَةِ وَ نَمُوتُ بِمَا شَاءَ اللَّهُ (8).
ص: 147
بیان: قال الفیروزآبادی الدبل الطاعون و كجهینة داء فی الجوف و قال الجزری الدبیلة هی خراج و دمل كبیر یظهر فی الجوف فیقتل صاحبها غالبا.
«30»-یر، بصائر الدرجات أَبُو الْفَضْلِ الْعَلَوِیُّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ عِیسَی الْكُزْبُرِیِّ الْبَصْرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی التَّغْلِبِیِّ عَنْ أَبِی وَقَّاصٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عِنْدِی عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ الْأَنْسَابِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ (1).
«31»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سَلَامٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أُعْطِیتُ خِصَالًا مَا سَبَقَنِی إِلَیْهَا أَحَدٌ مِنْ قَبْلِی عُلِّمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ فَلَمْ یَفُتْنِی مَا سَبَقَنِی وَ لَمْ یَعْزُبْ عَنِّی مَا غَابَ عَنِّی أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أُؤَدِّی عَنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَنِّ اللَّهِ مَكَّنَنِی فِیهِ بِعِلْمِهِ (2).
«32»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِیَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ یَزْدَادَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عِنْدِی عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ الْأَنْسَابِ وَ الْأَسْبَابِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ وَ مَوْلِدُ الْكُفْرِ وَ أَنَا صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ فَاسْأَلُونِی عَمَّا یَكُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).
بیان: و أنا صاحب الكرات و دولة الدول أی الحملات فی الحروب و الغلبة فیها أو صاحب الغلبة علی أهل الغلبة فیها أو صاحب علم كل كرة و دولة أو المعنی أرجع إلی الدنیا مرات شتی و كانت غلبة الأنبیاء علی أعادیهم و نجاتهم من المهالك بسبب التوسل بنوری أو یكون دولة الدول أیضا إشارة إلی الدولات الكائنة فی الكرات و الرجعات له علیه السلام و سیأتی تفصیلها إن شاء اللّٰه تعالی.
«33»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ وَ أَنَسٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ (4) قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَاهُ
ص: 148
بِالرِّسَالَةِ فَأَنَالَ فِی الْإِسْلَامِ وَ أَنَالَ وَ عِنْدَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَفَاتِحُ الْعِلْمِ وَ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَ ضِیَاءُ الْأَمْرِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ فَمَنْ یُحِبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ یَنْفَعْهُ إِیمَانُهُ وَ یُقْبَلُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ مَنْ لَمْ یُحِبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمْ یَنْفَعْهُ إِیمَانُهُ وَ لَمْ یُقْبَلْ مِنْهُ عَمَلُهُ وَ إِنْ أَدْأَبَ اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ لَمْ یَزَلْ (1).
«34»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِیَةٌ لَحُدِّثَ (2) كُلُّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ وَ عَلَیْهِ (3).
یر، بصائر الدرجات الفضل بن عامر عن موسی بن القاسم و أحمد بن محمد عن موسی بن القاسم عن أبان بن عثمان عن ضریس مثله (4)
- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبد الواحد مثله (5).
«35»-یج، الخرائج و الجرائح سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ وَ عِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ هُمْ حَوْلَهُ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنْ قَوْمٍ یَتَوَلَّوْنَّا وَ یَجْعَلُونَّا أَئِمَّةً وَ یَصِفُونَ أَنَّ طَاعَتَنَا مُفْتَرَضَةٌ عَلَیْهِ كَطَاعَةِ اللَّهِ ثُمَّ یَكْسِرُونَ حُجَّتَهُمْ وَ یَخْصِمُونَ أَنْفُسَهُمْ لِضَعْفِ قُلُوبِهِمْ فَیَنْقُصُونَّا حَقَّنَا وَ یَعِیبُونَ ذَلِكَ عَلَی مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ بُرْهَانَ حَقِّ مَعْرِفَتِنَا وَ التَّسْلِیمَ لِأَمْرِنَا أَ تَرَوْنَ اللَّهَ افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِیَائِهِ عَلَی عِبَادِهِ ثُمَّ یُخْفِی عَلَیْهِمْ (6) أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ یَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ الْعِلْمِ فِیمَا یَرِدُ عَلَیْهِمْ مِمَّا فِیهِ قِوَامُ دِینِهِمْ فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ رَأَیْتَ مَا كَانَ مِنْ قِیَامِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنِ
ص: 149
وَ الْحُسَیْنِ وَ خُرُوجِهِمْ وَ قِیَامِهِمْ بِدِینِ اللَّهِ وَ مَا أُصِیبُوا بِهِ مِنْ قِبَلِ الطَّوَاغِیتِ وَ الظَّفَرِ بِهِمْ حَتَّی قُتِلُوا وَ غُلِبُوا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا حُمْرَانُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ قَضَاهُ وَ أَمْضَاهُ وَ حَتَمَهُ عَلَی سَبِیلِ الِاخْتِیَارِ ثُمَّ أَجْرَاهُ عَلَیْهِمْ فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَیْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام وَ بِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا وَ لَوْ أَنَّهُمْ یَا حُمْرَانُ حَیْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ ذَلِكَ سَأَلُوا اللَّهَ أَنْ یَدْفَعَ عَنْهُمْ وَ أَلَحُّوا عَلَیْهِ فِی إِزَالَةِ مُلْكِ الطَّوَاغِیتِ وَ ذَهَابِ مُلْكِهِمْ لَزَالَ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكٍ مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ وَ مَا كَانَ الَّذِی أَصَابَهُمْ لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ وَ لَا لِعُقُوبَةِ مَعْصِیَةٍ خَالَفُوا فِیهَا (1) وَ لَكِنْ لِمَنَازِلَ وَ كَرَامَةٍ مِنَ اللَّهِ أَرَادَ أَنْ یُبَلِّغَهُمْ إِیَّاهَا فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِیهِمْ (2).
بیان: ثم یكسرون حجتهم أی علی المخالفین لأن حجته علیهم أن إمامهم كامل فی العلم و إمام المخالفین ناقص فإذا اعترفوا فی إمامهم أیضا بالنقص و الجهل فقد كسروا و أبطلوا حجتهم علیهم و یخصمون أنفسهم أی یقولون بشی ء إن تمسك به المخالفون غلبوا علیهم فإن لهم أن یقولوا لا فرق بین إمامنا و إمامكم یقال خصمه كضربه إذا غلب علیه فی الخصومة. و یقال نقصه حقه إذا لم یؤده إلیه و یعیبون ذلك أی أداء حقنا و عرفان أمرنا و برهان حق معرفتنا أی من الكتاب و السنة فأقروا بغایة علمنا ثم یخفی ثم للتراخی الرتبی و مواد العلم ما یمكنهم استنباط علوم الحوادث و الأحكام و غیرهما منه مما ینزل علیهم فی لیلة القدر و غیره و المادة الزیادة المتصلة فیما یرد علیهم أی من القضایا و ما یسألون عنه من الأخبار و قوام دینهم كما یكون فی الأحكام كذلك یكون فی الأخبار بالحوادث فإنه یصیر سببا لزیادة یقینهم فیهم. أ رأیت أی أخبرنی ما كان من تلك الأمور لأی سبب كان فإن هذه توهم عدم علمهم بما یكون علی سبیل الاختیار أی أخبرهم بذلك و رضوا به و لذا لم یفروا
ص: 150
منه كما سیأتی فی الأخبار. و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و الأول أظهر لقوله بتقدم علم و كذا قوله و لو أنهم بیان لكون تلك الأمور باختیارهم و حیث ظرف مكان استعمل فی الزمان من سلك أی من انقطاع سلك و التبدد التفرق و الاقتراف الاكتساب. و الحاصل أنهم لیسوا بداخلین تحت قوله تعالی ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِیبَةٍ (1) الآیة بل الخطاب فیها إنما توجه إلی أرباب الخطایا من الأمة و فیهم إنما هی رفع درجاتهم فلا تذهبن بك المذاهب الباء للتعدیة و المذاهب الأهواء المضلة أی لا تتوهمن أن ذلك لصدور معصیة منهم و لنقص قدرهم أو لأنهم لم یعلموا ما یصیبهم.
«36»-یر، بصائر الدرجات ختص ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ مُحَمَّدٌ الْبَرْقِیُّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اتَّقُوا الْكَلَامَ فَإِنَّا نُؤْتَی بِهِ (2).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن یونس عن الحارث مثله (3).
«37»-یر، بصائر الدرجات ختص، الإختصاص الْیَقْطِینِیُّ عَنِ الْمُؤْمِنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَیْمَنَ عَنِ النَّضْرِیِّ وَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالا قَالَ مَا یَحْدُثُ قَبْلَكُمْ (4) حَدَثٌ إِلَّا عَلِمْنَا بِهِ قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ قَالَ یَأْتِینَا بِهِ رَاكِبٌ یَضْرِبُ (5).
بیان: لعل المراد الراكب من الجن أو ما یشمل الملك (6) أیضا.
«38»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ
ص: 151
عُرْوَةَ بْنِ مُوسَی الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْماً وَ نَحْنُ نَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ الْیَوْمَ أُفْقِئَتْ (1) عَیْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِی قَبْرِهِ قُلْنَا وَ مَتَی مَاتَ فَقَالَ الْیَوْمَ الثَّالِثَ فَحَسَبْنَا مَوْتَهُ وَ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ فَكَانَ كَذَلِكَ (2).
«39»-یج، الخرائج و الجرائح سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُونَ بِأَمْرٍ ثُمَّ یَكْسِرُونَهُ وَ یُضَعِّفُونَهُ یَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ احْتَجَّ عَلَی خَلْقِهِ بِرَجُلٍ ثُمَّ یَحْجُبُ عَنْهُ عِلْمَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ قُلْتُ فَمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ هَؤُلَاءِ الطَّوَاغِیتِ وَ أَمْرِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ لَوْ أَنَّهُمْ أَلَحُّوا فِیهِ عَلَی اللَّهِ لَأَجَابَهُمُ اللَّهُ وَ كَانَ یَكُونُ أَهْوَنَ مِنْ سِلْكٍ فِیهِ خَرَزٌ (3) انْقَطَعَ فَذَهَبَ وَ لَكِنْ كَیْفَ إِنَّا إِذاً نُرِیدُ غَیْرَ مَا أَرَادَ اللَّهُ (4).
یر، بصائر الدرجات السَّیَّارِیُّ مِثْلَهُ وَ فِی آخِرِهِ هَكَذَا وَ لَكِنْ كَیْفَ یَا عُقْبَةُ بِأَمْرٍ قَدْ أَرَادَهُ وَ قَضَاهُ وَ قَدَّرَهُ وَ لَوْ رَدَدْنَا عَلَیْهِ وَ أَلْحَحْنَا إِنَّا إِذاً نُرِیدُ غَیْرَ مَا أَرَادَ اللَّهُ (5).
أقول: قال الراوندی رحمه اللّٰه بعد إیراد الخبر یعنی أن اللّٰه لم یرد ذلك إلجاء و اضطرارا و إنما أراد أن یكون ذلك اختیارا فإن الإلجاء ینافی التكلیف و كذلك نحن نرید مثل ذلك و لا نخالف اللّٰه (6).
«40»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْخُطَبِ لِعَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی الْجَلُودِیِّ قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ: سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَأَنَا عَیْبَةُ
ص: 152
رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلُونِی فَأَنَا فَقَأْتُ عَیْنَ الْفِتْنَةِ بِبَاطِنِهَا وَ ظَاهِرِهَا سَلُوا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْبَلَایَا وَ الْمَنَایَا وَ الْوَصَایَا وَ فَصْلِ الْخِطَابِ سَلُونِی فَأَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً وَ مَا مِنْ فِئَةٍ تَهْدِی مِائَةً أَوْ تُضِلُّ مِائَةً إِلَّا وَ قَدْ أُتِیتُ بِقَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَوْ طُوِیَ لِی الْوِسَادَةُ فَأَجْلِسُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِتَوْرَاتِهِمْ وَ لِأَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ وَ لِأَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ وَ لِأَهْلِ الْفُرْقَانِ بِفُرْقَانِهِمْ قَالَ فَقَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ یَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَخْبِرْنِی عَنْ نَفْسِكَ فَقَالَ وَیْلَكَ أَ تُرِیدُ أَنْ أُزَكِّیَ نَفْسِی وَ قَدْ نَهَی اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ مَعَ أَنِّی كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْطَانِی وَ إِذَا سَكَتُّ ابْتَدَأَنِی وَ بَیْنَ الْجَوَانِحِ مِنِّی عِلْمٌ جَمٌّ وَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَیْتِ لَا نُقَاسُ بِأَحَدٍ (1).
«41»-وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ لِلْجَلُودِیِّ، مِنْ جُمْلَةِ خُطْبَةٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَنَا یَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِینَ وَ غَایَةُ السَّابِقِینَ وَ لِسَانُ الْمُتَّقِینَ وَ خَاتَمُ الْوَصِیِّینَ وَ خَلِیفَةُ رَبِّ الْعَالَمِینَ أَنَا قَسِیمُ النَّارِ أَنَا صَاحِبُ الْجِنَانِ أَنَا صَاحِبُ الْأَعْرَافِ أَنَا صَاحِبُ الْحَوْضِ إِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا إِمَامٌ إِلَّا وَ هُوَ عَارِفٌ بِجَمِیعِ وَلَایَتِهِ وَ أَنَا الْهَادِی بِالْوَلَایَةِ (2).
«42»-وَ مِنْ كِتَابِ الْقَائِمِ لِلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَدَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الدِّینِ وَ قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَّ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ قَرْنٌ مِنْ حَدِیدٍ وَ بَابُ الْإِیمَانِ وَ صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ صَاحِبُ السِّنِینَ وَ أَنَا صَاحِبُ النَّشْرِ الْأَوَّلِ وَ النَّشْرِ الْآخِرِ وَ صَاحِبُ الْقَضَاءِ وَ صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ وَ أَنَا إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدِی وَ الْمُؤَدِّی مَنْ كَانَ قَبْلِی مَا یَتَقَدَّمُنِی إِلَّا أَحْمَدُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ جَمِیعَ
ص: 153
الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّسُلِ وَ الرُّوحَ خَلْفَنَا وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَیُدْعَی فَیَنْطِقُ وَ أُدْعَی فَأَنْطِقُ عَلَی حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ السَّبْعَ الَّتِی لَمْ یَسْبِقْ إِلَیْهَا أَحَدٌ قَبْلِی بَصُرْتُ سُبُلَ الْكِتَابِ وَ فُتِحَتْ لِیَ الْأَسْبَابُ وَ عُلِّمْتُ الْأَنْسَابَ وَ مَجْرَی الْحِسَابِ وَ عُلِّمْتُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ نَظَرْتُ فِی الْمَلَكُوتِ فَلَمْ یَعْزُبْ عَنِّی شَیْ ءٌ غَابَ عَنِّی وَ لَمْ یَفُتْنِی مَا سَبَقَنِی وَ لَمْ یَشْرَكْنِی أَحَدٌ فِیمَا أَشْهَدَنِی یَوْمَ شَهَادَةِ الْأَشْهَادِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی یَدِی یَتِمُّ مَوْعِدُ اللَّهِ وَ تَكْمُلُ كَلِمَتُهُ وَ بِی یَكْمُلُ الدِّینُ وَ أَنَا النِّعْمَةُ الَّتِی أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنَا الْإِسْلَامُ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ مَنِّ اللَّهِ (1).
«43»-أَقُولُ قَالَ الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِرُمَیْلَةَ وَ كَانَ قَدْ مَرِضَ وَ أَبْلَی وَ كَانَ مِنْ خَوَاصِّ شِیعَتِهِ وُعِكْتَ یَا رُمَیْلَةُ ثُمَّ رَأَیْتَ خِفَافاً فَأَتَیْتَ إِلَی الصَّلَاةِ فَقَالَ نَعَمْ یَا سَیِّدِی وَ مَا أَدْرَاكَ فَقَالَ یَا رُمَیْلَةُ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ یَمْرَضُ إِلَّا مَرِضْنَا لِمَرَضِهِ وَ لَا حَزِنَ إِلَّا حَزِنَّا لِحَزَنِهِ وَ لَا دَعَا إِلَّا أَمَّنَّا لِدُعَائِهِ وَ لَا سَكَتَ إِلَّا دَعَوْنَا لَهُ وَ لَا مُؤْمِنٌ وَ لَا مُؤْمِنَةٌ فِی الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ إِلَّا وَ نَحْنُ مَعَهُ.
ص: 154
«1»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ وَ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ ذَهَبَ وَ رَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ دَمَعَتْ عَیْنُهُ فَقُلْتُ لَهُ لَقَدْ رَأَیْتُكَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُ قَالَ رَقَقْتُ لَهُ لِأَنَّهُ یُنْسَبُ فِی أَمْرٍ لَیْسَ لَهُ لَمْ أَجِدْهُ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ لَا مُلُوكِهَا (1).
«2»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ جَمَاعَةٍ سَمِعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مُحَمَّدٍ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِی لَكِتَابَیْنِ فِیهِمَا اسْمُ كُلِّ نَبِیٍّ وَ كُلِّ مَلِكٍ یَمْلِكُ لَا وَ اللَّهِ مَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی أَحَدِهِمَا (2).
«3»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فُضَیْلِ سُكَّرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ یَا فُضَیْلُ أَ تَدْرِی فِی أَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ فِیهِ قَبْلُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ كُنْتُ أَنْظُرُ فِی كِتَابِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَیْسَ مَلِكٌ یَمْلِكُ إِلَّا وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ اسْمُهُ وَ اسْمُ أَبِیهِ فَمَا وَجَدْتُ (3) لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِیهِ شَیْئاً (4).
ص: 155
«4»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَا مَلِكٍ إِلَّا فِی كِتَابٍ عِنْدِی لَا وَ اللَّهِ مَا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فِیهِ اسْمٌ (1).
«5»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ عِنْدِی لَصَحِیفَةً فِیهَا أَسْمَاءُ الْمُلُوكِ مَا لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِیهَا شَیْ ءٌ (2).
«6»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعِیصِ بْنِ الْقَاسِمِ (3) قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیٍّ وَ لَا مَلِكٍ إِلَّا فِی كِتَابٍ عِنْدِی وَ اللَّهِ مَا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِیهِ اسْمٌ (4).
«7»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ وَ یَحْیَی بْنِ مَعْمَرٍ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا وَلِیدُ إِنِّی نَظَرْتُ فِی مُصْحَفِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَمْ أَجِدْ لِبَنِی فُلَانٍ فِیهِ إِلَّا كَغُبَارِ النَّعْلِ.
ص: 156
«1»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَیْبَةَ قَالَ: لَقِیَ رَجُلٌ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام بِالثَّعْلَبِیَّةِ وَ هُوَ یُرِیدُ كَرْبَلَاءَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام مِنْ أَیِّ الْبُلْدَانِ أَنْتَ فَقَالَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ یَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ لَقِیتُكَ بِالْمَدِینَةِ لَأَرَیْتُكَ أَثَرَ جَبْرَئِیلَ مِنْ دَارِنَا وَ نُزُولِهِ عَلَی جَدِّی بِالْوَحْیِ یَا أَخَا أَهْلِ الْكُوفَةِ مُسْتَقَی الْعِلْمِ مِنْ عِنْدِنَا أَ فَعَلِمُوا وَ جَهِلْنَا هَذَا مَا لَا یَكُونُ (1).
بیان: الثعلبیة موضع بطریق مكة.
«2»-یر، بصائر الدرجات الْهَیْثَمُ النَّهْدِیُّ الْكُوفِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ هَرَاسَةَ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام بِمِنًی فَقَالَ مِمَّنِ الرَّجُلُ (2) فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ لِی یَا أَخَا أَهْلِ الْعِرَاقِ أَمَا لَوْ كُنْتَ عِنْدَنَا بِالْمَدِینَةِ لَأَرَیْنَاكَ مَوَاطِنَ جَبْرَئِیلَ مِنْ دُوَیْرِنَا اسْتَقَانَا النَّاسُ الْعِلْمَ فَتَرَاهُمْ عَلِمُوا وَ جَهِلْنَا (3).
«3»-جا، المجالس للمفید ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَیْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ حَقٌّ وَ لَا صَوَابٌ إِلَّا شَیْ ءٌ أَخَذُوهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ یَقْضِی بِحَقٍّ وَ عَدْلٍ إِلَّا وَ مِفْتَاحُ ذَلِكَ الْقَضَاءِ وَ بَابُهُ وَ أَوَّلُهُ وَ سُنَنُهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام
ص: 157
فَإِذَا اشْتَبَهَتْ عَلَیْهِمُ الْأُمُورُ كَانَ الْخَطَأُ مِنْ قِبَلِهِمْ إِذَا أَخْطَئُوا وَ الصَّوَابُ مِنْ قِبَلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (1).
«4»-جا، المجالس للمفید أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ وَ عِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَجَباً لِلنَّاسِ یَقُولُونَ أَخَذُوا عِلْمَهُمْ كُلَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَمِلُوا بِهِ وَ اهْتَدَوْا وَ یَرَوْنَ أَنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمْ نَأْخُذْ عِلْمَهُ وَ لَمْ نَهْتَدِ بِهِ وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ ذُرِّیَّتُهُ فِی مَنَازِلِنَا أُنْزِلَ الْوَحْیُ وَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ إِلَی النَّاسِ الْعِلْمُ أَ فَتَرَاهُمْ عَلِمُوا وَ اهْتَدَوْا وَ جَهِلْنَا وَ ضَلَلْنَا إِنَّ هَذَا لَمُحَالٌ (2).
«5»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لَهُ یَا یُونُسُ إِذَا أَرَدْتَ الْعِلْمَ الصَّحِیحَ فَخُذْ عَنْ أَهْلِ الْبَیْتِ فَإِنَّا رَوَیْنَاهُ وَ أُوتِینَا شَرْحَ الْحِكْمَةِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَانَا وَ آتَانَا ما لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ
ص: 158
«1»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُكَتِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَارُونَ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ: وَ اللَّهِ أُوتِینَا مَا أُوتِیَ سُلَیْمَانُ وَ مَا لَمْ یُؤْتَ سُلَیْمَانُ وَ مَا لَمْ یُؤْتَ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ سُلَیْمَانَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (1) وَ قَالَ فِی قِصَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (2).
بیان: أی كما أنه تعالی فوض إلی سلیمان العطاء من المال و المنع منه و أمر الخلق بتسلیم ذلك له أعطی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أفضل من ذلك فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ من المال و العلم و الحكم و الأمر فخذوا به و ارضوا وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ من جمیع ذلك فَانْتَهُوا فهذا أعظم من ذلك و قد صرح بذلك فی كثیر من الأخبار.
«2»-ید، التوحید الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ زَیْدٍ الْمُعَدِّلِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ لَعِلْماً لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُهُ وَ عِلْماً یَعْلَمُهُ مَلَائِكَتُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ وَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ (3).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن محمد بن الحسین أو غیره عن أحمد بن عمر الحلبی عن زید المعدل مثله (4).
ص: 159
«3»-ید، التوحید ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً خَاصّاً وَ عِلْماً عَامّاً فَأَمَّا الْعِلْمُ الْخَاصُّ فَالْعِلْمُ (1) الَّذِی لَمْ یُطْلِعْ (2) عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ وَ أَمَّا عِلْمُهُ الْعَامُّ فَإِنَّهُ عِلْمُهُ الَّذِی أَطْلَعَ عَلَیْهِ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ وَ قَدْ وَقَعَ إِلَیْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).
«4»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ حَنَانٍ الْكِنْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (4).
«5»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً لَمْ یَعْلَمْهُ إِلَّا هُوَ وَ عِلْماً أَعْلَمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ فَمَا أَعْلَمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (5).
«6»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ هُوَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ سُئِلَ عَنِ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَعْلَمُ أَمِ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فَقَالَ مَا كَانَ عِلْمُ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ عِنْدَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ إِلَّا بِقَدْرِ مَا تَأْخُذُ الْبَعُوضَةُ بِجَنَاحِهَا مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَلَا إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ بِهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ جَمِیعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِیُّونَ إِلَی خَاتَمِ النَّبِیِّینَ فِی عِتْرَةِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ (6).
ص: 160
«7»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ (1) بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ- النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله (2) وَرِثَ عِلْمَ النَّبِیِّینَ كُلِّهِمْ قَالَ لِی نَعَمْ قُلْتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی نَفْسِهِ قَالَ نَعَمْ وَرِثَهُمُ النُّبُوَّةَ وَ مَا كَانَ فِی آبَائِهِمْ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْعِلْمِ قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَعْلَمَ مِنْهُ قَالَ قُلْتُ إِنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ علیه السلام كَانَ یُحْیِی الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ قَالَ صَدَقْتَ وَ سُلَیْمَانُ (3) بْنُ دَاوُدَ كَانَ یَفْهَمُ كَلَامَ الطَّیْرِ قَالَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقْدِرُ عَلَی هَذِهِ الْمَنَازِلِ فَقَالَ إِنَّ سُلَیْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِهُدْهُدٍ حِینَ فَقَدَهُ وَ شَكَّ فِی أَمْرِهِ ما لِیَ لا أَرَی الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِینَ وَ كَانَتِ الْمَرَدَةُ وَ الرِّیحُ وَ النَّمْلُ وَ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ وَ الشَّیَاطِینُ لَهُ طَائِعِینَ وَ غَضِبَ عَلَیْهِ (4) فَقَالَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِیداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَیَأْتِیَنِّی بِسُلْطانٍ مُبِینٍ (5) وَ إِنَّمَا غَضِبَ عَلَیْهِ لِأَنَّهُ كَانَ یَدُلُّهُ عَلَی الْمَاءِ فَهَذَا وَ هُوَ طَیْرٌ قَدْ أُعْطِیَ مَا لَمْ یُعْطَ سُلَیْمَانُ وَ إِنَّمَا أَرَادَهُ لِیَدُلَّهُ عَلَی الْمَاءِ فَهَذَا لَمْ یُعْطَ سُلَیْمَانُ وَ كَانَتِ الْمَرَدَةُ لَهُ طَائِعِینَ وَ لَمْ یَكُنْ یَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ وَ كَانَتِ الطَّیْرُ تَعْرِفُهُ (6) إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُیِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ
ص: 161
أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتی (1) فَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هَذَا الْقُرْآنَ فَعِنْدَنَا مَا تُسَیَّرُ بِهِ الْجِبَالُ وَ تُقَطَّعُ بِهِ الْبُلْدَانُ (2) وَ یُحْیَا بِهِ الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ وَ نَحْنُ نَعْرِفُ مَا تَحْتَ الْهَوَاءِ وَ إِنْ كَانَ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَآیَاتٌ مَا یُرَادُ بِهَا أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِی أَعْطَاهَا اللَّهُ الْمَاضِینَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ إِلَّا وَ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَنَا فِی أُمِّ الْكِتَابِ (3) إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِی السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِی كِتابٍ مُبِینٍ ثُمَّ قَالَ جَلَّ وَ عَزَّ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا فَنَحْنُ الَّذِینَ اصْطَفَانَا اللَّهُ فَقَدْ (4) وَرِثْنَا عِلْمَ هَذَا الْقُرْآنِ الَّذِی فِیهِ تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ (5).
بیان: سیأتی الخبر بأدنی تغییر (6) فی كتاب القرآن و به یمكن تصحیح بعض ما وقع فی هذا من الاشتباه و جواب لو فی الآیة محذوف أی لكان هذا القرآن. قال البیضاوی وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً شرط حذف جوابه و المراد منه تعظیم شأن القرآن أو المبالغة فی عناد الكفرة و تصمیمهم أی و لو أن قرآنا زعزعت به الجبال عن مقارها لكان هذا القرآن لأنه الغایة فی الإعجاز و النهایة فی التذكیر و الإنذار أو لما آمنوا به كقوله وَ لَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَیْهِمُ الْمَلائِكَةَ (7) الآیة. و قیل إن قریشا قالوا یا محمد إن سرك أن نتبعك فسیر بقرآنك الجبال عن مكة حتی یتسع لنا فنتخذ فیها بساتین و قطائع أو سخر لنا الریح لنركبها و نتجر إلی
ص: 162
الشام أو ابعث لنا به قصی بن كلاب و غیره من آبائنا لیكلمونا فیك فنزلت و علی هذا فتقطیع الأرض قطعها بالسیر (1).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ أَبُو طَالِبٍ جَمِیعاً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً عَامّاً وَ عِلْماً خَاصّاً فَأَمَّا الْخَاصُّ فَالَّذِی لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ أَمَّا عِلْمُهُ الْعَامُّ الَّذِی اطَّلَعَتْ عَلَیْهِ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِیَاءُ الْمُرْسَلُونَ فَقَدْ دَفَعَ (2) ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَیْنَا ثُمَّ قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (3) وَ یُنَزِّلُ الْغَیْثَ وَ یَعْلَمُ ما فِی الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِی نَفْسٌ بِأَیِّ أَرْضٍ (4) تَمُوتُ (5).
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ وُهَیْبٍ (6) عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَخْزُونٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ مِنْ ذَلِكَ یَكُونُ الْبَدَاءُ وَ عِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ (7).
بیان: قوله من ذلك یكون البداء أی إنما یكون البداء فیما لم یطلع اللّٰه علیه الأنبیاء و الرسل حتما لئلا یخبروا فیكذبوا أو المعنی أن الأمر الأخیر الذی یظهر من البداء فیما سبق إنما یظهر من العلم الذی لم یصل إلی الأنبیاء و الملائكة و الأول یؤیده كثیر من الأخبار و الخبر الآتی یؤید الثانی.
«10»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ ضُرَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام
ص: 163
قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ مَبْذُولٌ وَ عِلْمٌ مَكْفُوفٌ فَأَمَّا الْمَبْذُولُ فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنْ شَیْ ءٍ یَعْلَمُهُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّسُلُ إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْلَمُهُ وَ أَمَّا الْمَكْفُوفُ فَهُوَ الَّذِی عِنْدَهُ فِی أُمِّ الْكِتَابِ إِذَا خَرَجَ نَفَذَ (1).
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ الْكَاتِبِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (2) وَ فِیهِ وَ عِلْمٌ مَكْنُونٌ.
بیان: قوله نفذ أی یكون جاریا نافذا لا بداء فیه بخلاف العلم الأول فإنه یجری فیه البداء.
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ لِنَبِیِّهِ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (3) أَرَادَ أَنْ یُعَذِّبَ أَهْلَ الْأَرْضِ ثُمَّ بَدَا لِلَّهِ فَنَزَلَتِ الرَّحْمَةُ فَقَالَ ذَكِّرْ یَا مُحَمَّدُ فَإِنَّ الذِّكْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (4) فَرَجَعْتُ مِنْ قَابِلٍ فَقُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّی حَدَّثْتُ أَصْحَابَنَا فَقَالُوا بَدَا لِلَّهِ مَا لَمْ یَكُنْ فِی عِلْمِهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ عِنْدَهُ لَمْ یُطْلِعْ عَلَیْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ وَ عِلْمٌ نَبَذَهُ إِلَی مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ فَمَا نَبَذَهُ إِلَی مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ فَقَدِ انْتَهَی إِلَیْنَا (5).
«12»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُهُ وَ عِلْماً قَدْ أَعْلَمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ثُمَّ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ (6).
«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ وَ عِلْماً تَعْلَمُهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ الْأَنْبِیَاءُ الْمُرْسَلُونَ فَمَا كَانَ مِنْ عِلْمٍ تَعْلَمُهُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَنْبِیَاؤُهُ الْمُرْسَلُونَ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (7).
«14»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ
ص: 164
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ وَ لَهُ عِلْمٌ یَعْلَمُهُ مَلَائِكَتُهُ وَ أَنْبِیَاؤُهُ وَ رُسُلُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (1).
«15»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً لَا یَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ عِلْماً قَدْ عَلِمَهُ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (2).
«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ سُوَیْدٍ الْقَلَّاءِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ وَ عِلْمٌ یَعْلَمُهُ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ فَمَا عَلِمَهُ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ (3).
«17»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْماً عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ وَ عِلْماً لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ (4).
«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ عَلِمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ عِلْمٌ عِنْدَهُ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا هُوَ فَمَا كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّسُلُ تَعْلَمُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ (5).
أقول: قد مضی بعض الأخبار من هذا الباب فی باب علم اللّٰه تعالی و باب البداء و سیأتی فی أبواب علومهم علیهم السلام.
«19»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ لِلَّهِ عِلْمَیْنِ عِلْمٌ تَعْلَمُهُ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ وَ عِلْمٌ لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُهُ فَمَا كَانَ مِمَّا یَعْلَمُهُ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ وَ مَا خَرَجَ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِی لَا یَعْلَمُ غَیْرُهُ فَإِلَیْنَا یَخْرُجُ (6).
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ یَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (7) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ ابْتَدَعَ الْأَشْیَاءَ كُلَّهَا عَلَی غَیْرِ مِثَالٍ كَانَ (8)
ص: 165
وَ ابْتَدَعَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ لَمْ یَكُنْ قَبْلَهُنَّ سَمَاوَاتٌ وَ لَا أَرَضُونَ أَ مَا تَسْمَعُ لِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ (1) فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ أَ رَأَیْتَ قَوْلَهُ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ یَسْلُكُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (2) وَ كَانَ وَ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله مِمَّنِ ارْتَضَاهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عالِمُ الْغَیْبِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَالِمٌ بِمَا غَابَ عَنْ خَلْقِهِ بِمَا یُقَدِّرُ (3) مِنْ شَیْ ءٍ وَ یَقْضِیهِ فِی عِلْمِهِ فَذَلِكَ یَا حُمْرَانُ عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ إِلَیْهِ فِیهِ الْمَشِیَّةُ فَیَقْضِیهِ إِذَا أَرَادَ وَ یَبْدُو لَهُ فِیهِ فَلَا یُمْضِیهِ فَأَمَّا الْعِلْمُ الَّذِی یُقَدِّرُهُ اللَّهُ وَ یَقْضِیهِ وَ یُمْضِیهِ فَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِی انْتَهَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ إِلَیْنَا (4).
وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَ زَادَ فِیهِ فَمَا یُقَدِّرُ مِنْ شَیْ ءٍ وَ یَقْضِیهِ فِی عِلْمِهِ أَنْ یَخْلُقَهُ وَ قَبْلَ أَنْ یُفْضِیَهُ إِلَی مَلَائِكَتِهِ فَذَلِكَ یَا حُمْرَانُ عِلْمٌ مَوْقُوفٌ عِنْدَهُ (5) غَیْرُ مَقْضِیٍّ لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُهُ إِلَیْهِ فِیهِ الْمَشِیَّةُ فَیَقْضِیهِ إِذَا أَرَادَ إِلَی آخِرِ الْحَدِیثِ (6).
بیان: لعل المراد أنه لا بداء فیه غالبا لا مطلقا كما یظهر من كثیر الأخبار أو یخص بالعلم المحتوم أو بالذی یظهر فی لیلة القدر أو بما یحدث فی اللیل و النهار.
«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ بَعْضِ الصَّادِقِینَ یَرْفَعُهُ إِلَی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَمَصُّونَ الثِّمَادَ (7) وَ یَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِیمَ قِیلَ لَهُ وَ مَا النَّهَرُ الْعَظِیمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعِلْمُ الَّذِی آتَاهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهُ جَمَعَ
ص: 166
لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله سُنَنَ النَّبِیِّینَ مِنْ آدَمَ هَلُمَّ جَرّاً إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قِیلَ لَهُ وَ مَا تِلْكَ السُّنَنُ قَالَ عِلْمُ النَّبِیِّینَ بِأَسْرِهِ إِنَّ اللَّهَ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمَ النَّبِیِّینَ بِأَسْرِهِ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَیَّرَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَعْلَمُ أَوْ بَعْضُ النَّبِیِّینَ (1) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام اسْمَعُوا مَا یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ یَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ یَشَاءُ إِنِّی حَدَّثْتُ أَنَّ اللَّهَ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمَ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّهُ جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ یَسْأَلُنِی هُوَ أَعْلَمُ أَمْ بَعْضُ النَّبِیِّینَ.
بیان: الثمد و یحرك و ككتاب الماء القلیل لا مادة له أو ما یبقی فی الجلد أو ما یظهر فی الشتاء و یذهب فی الصیف ذكره الفیروزآبادی و قال الزمخشری فی الفائق المسامع جمع مسمع و هو آلة السمع أو جمع السمع علی غیر قیاس.
«22»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ إِنَّ الْعِلْمَ یُتَوَارَثُ وَ مَا یَمُوتُ مِنَّا عَالِمٌ حَتَّی یَخْلُفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ یَعْلَمُ عِلْمَهُ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (2).
«23»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی لَمْ یَزَلْ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ إِنَّهُ لَنْ یَهْلِكَ مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا خَلَّفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (3).
یر، بصائر الدرجات ابن معروف عن حماد بن عیسی عن حریز عن فضیل عن أبی جعفر علیه السلام مثله (4)
توضیح: قوله علیه السلام أو ما شاء اللّٰه أی زائدا علی الإمام السابق لكن بعد الإفاضة علی روح السابق كما سیأتی أو ناقصا منه فیحمل علی ما قبل الإمامة و لا یخفی بعده.
ص: 167
«24»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فُضَیْلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ عَلَی حَالِهِ وَ لَیْسَ یَمْضِی مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا خَلَّفَهُ مَنْ یَعْلَمُ عِلْمَهُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ (1).
«25»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ الْعِلْمُ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ مَا رُفِعَ وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ (2).
«26»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حُجْرِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (3)
- یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن جعفر عن محمد بن عیسی عن الأهوازی عن فضالة بن أیوب عن أبان (4) عن حمران عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (5).
«27»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا فُضَیْلُ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ إِنَّ الْعِلْمَ لَیُتَوَارَثُ إِنَّهُ لَنْ یَهْلِكَ (6) مِنْ عَالِمٍ إِلَّا خَلَّفَهُ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ یَعْلَمُ عِلْمَهُ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ (7).
«28»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ إِلَّا وَ قَدْ وَرَّثَ عِلْمَهُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَبْقَی بِغَیْرِ عَالِمٍ (8).
«29»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ وَ إِنَّ عَلِیّاً
ص: 168
علیه السلام عَالِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ إِنَّهُ لَمْ یَمُتْ مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (1).
سن، المحاسن أبی عن حماد مثله (2).
«30»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَ مَا أَعْطَی آدَمَ علیه السلام فَمَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَوْصِیَاءِ كُلِّهِمْ یَا جَابِرُ هَلْ تَعْرِفُونَ ذَلِكَ (3).
«31»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام سُنَّةُ أَلْفِ نَبِیٍّ وَ قَالَ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ لَمْ یُرْفَعْ وَ مَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ وَ إِنَّ الْعِلْمَ لَیُتَوَارَثُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَبْقَی بِغَیْرِ عَالِمٍ (4).
«32»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الطَّائِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ الْعِلْمَ یُتَوَارَثُ وَ لَا یَمُوتُ عَالِمٌ إِلَّا تَرَكَ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (5).
«33»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ عَالِماً وَ إِنَّ الْعِلْمَ یُتَوَارَثُ وَ لَنْ یَهْلِكَ عَالِمٌ إِلَّا بَقِیَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (6).
«34»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَی عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ وَ لَیْسَ یَهْلِكُ هَالِكٌ مِنْهُمْ حَتَّی یُؤْتَی مِنْ أَهْلِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ (7).
بیان: حتی یؤتی أی یعطی و المستتر راجع إلی الهالك أی المیت.
ص: 169
«35»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ عَالِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ وَ لَا یَهْلِكُ أَحَدٌ مِنَّا إِلَّا تَرَكَ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (1).
«36»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَذَكَرُوا سُلَیْمَانَ وَ مَا أُعْطِیَ مِنَ الْعِلْمِ وَ مَا أُوتِیَ مِنَ الْمُلْكِ فَقَالَ لِی وَ مَا أُعْطِیَ سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ إِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ وَ صَاحِبُكُمُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ وَ كَانَ وَ اللَّهِ عِنْدَ عَلِیٍّ عِلْمُ الْكِتَابِ فَقُلْتُ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ (2).
بیان: یدل علی أن الجنس المضاف یفید العموم.
«37»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِیكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْكَ طَرْفُكَ قَالَ فَفَرَّجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَیْنَ أَصَابِعِهِ فَوَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ (3).
«38»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ (4) عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ مُیَسِّرٌ وَ یَحْیَی الْبَزَّازُ وَ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ فِی مَجْلِسِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ خَرَجَ إِلَیْنَا وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ یَا عَجَباً لِأَقْوَامٍ یَزْعُمُونَ أَنَّا نَعْلَمُ الْغَیْبَ وَ مَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ لَقَدْ هَمَمْتُ بِضَرْبِ خَادِمَتِی فُلَانَةَ فَذَهَبَتْ عَنِّی فَمَا عَرَفْتُهَا فِی أَیِّ الْبُیُوتِ مِنَ الدَّارِ هِیَ فَلَمَّا أَنْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَ صَارَ فِی مَنْزِلِهِ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ مُیَسِّرٌ عَلَی أَبِی
ص: 170
عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْنَا لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فِی أَمْرِ خَادِمَتِكَ وَ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ عِلْماً كَثِیراً لَا یُنْسَبُ (1) إِلَی عِلْمِ الْغَیْبِ قَالَ فَقَالَ یَا سَدِیرُ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ قَرَأْنَاهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَهَلْ وَجَدْتَ فِیمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِیكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْكَ طَرْفُكَ (2) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ قَرَأْتُهُ قَالَ فَهَلْ عَرَفْتَ الرَّجُلَ وَ عَلِمْتَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ قَالَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی حَتَّی أَعْلَمَ قَالَ قَدْرُ قَطْرَةٍ مِنَ الْمَطَرِ الْجَوْدِ فِی الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ مَا یَكُونُ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ هَذَا قَالَ یَا سَدِیرُ مَا أَكْثَرَهُ لِمَنْ لَمْ یَنْسُبْهُ إِلَی الْعِلْمِ الَّذِی أُخْبِرُكَ بِهِ یَا سَدِیرُ فَهَلْ وَجَدْتَ فِیمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) كُلُّهُ قَالَ وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ فَقَالَ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ وَ اللَّهِ عِنْدَنَا ثَلَاثاً (4).
بیان: و هو مغضب علی المجهول أی غضبا ربانیا علی جماعة یزعمون أنه الرب أو أنه یعلم جمیع الغیوب و فی جمیع الأحوال أو علی الجاریة فما عرفتها لعله علیه السلام قال ذلك توریة لئلا ینسب إلی الربوبیة و أراد علما مستندا إلی الأسباب الظاهرة أو علما غیر مستفاد مع أنه یحتمل أن یكون اللّٰه تعالی أخفی علیه ذلك فی تلك الحال لنوع من المصلحة لا ینسب إلی علم الغیب أی لیس منه لأن الغیب ما اختص اللّٰه بعلمه أو ما حصل بغیر استفادة و فی الكافی و لا ننسبك (5) قدر قطرة إنما لم یخبر علیه السلام عن الرجل لعدم الاهتمام به و عدم مدخلیته فیما هو بصدد بیانه و الجود بالفتح المطر الغزیر و البحر الأخضر هو المحیط سمی به لخضرته و سواده بسبب كثرة الماء ما أكثره رد لما یفهم من
ص: 171
كلام سدیر من تحقیر العلم الذی أوتی آصف بأنه و إن كان قلیلا بالنسبة إلی علم الكتاب لكنه عظیم بالنسبة إلی من لم ینسبه اللّٰه أو عند من لم ینسبه اللّٰه إلی العلم الذی أخبرك اللّٰه به فی القرآن من إحضار عرش بلقیس أقل من طرفة عین و قد مدحه اللّٰه بذلك و عظم فعله. و یمكن أن یقرأ أخبرك علی صیغة المتكلم أی أخبرك بعد ذلك فی هذا الخبر أی علم جمیع الكتاب و حاصل الجواب بیان أن ما ذكره علیه السلام لیس لنقص علمهم بل كان للتقیة من المخالفین أو من ضعفاء العقول من الشیعة لئلا ینسبوهم إلی الربوبیة. و یحتمل أن یكون الغرض بیان عدم المنافاة بین أن یخفی اللّٰه عنهم فی بعض الأوقات لبعض المصالح الأمور الجزئیة و بین أن یكونوا متهیئین لعلم كل الكتاب إذا أراد اللّٰه تعالی لهم ذلك أو یقال إنهم محتاجون لتحصیل بعض العلوم إلی مراجعة و لیس لهم جمیع العلوم بالفعل و الأول أظهر.
«39»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ إِیَّانَا عَنَی وَ عَلِیٌّ أَوَّلُنَا وَ أَفْضَلُنَا وَ خَیْرُنَا (1).
«40»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ (2) عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بُرَیْدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ (3).
«41»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ مُثَنًّی قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ علیه السلام بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ (4).
«42»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ
ص: 172
الْأَحْوَلِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِی بَصِیرٍ وَ نَحْنُ عِدَّةٌ فَدَخَلْنَا مَعَهُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ عِلْمَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنْ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعُلِّمْنَاهُ نَحْنُ فِیمَا عُلِّمْنَاهُ فَاللَّهَ فَاعْبُدْ وَ إِیَّاهُ فَارْجُ (1).
«43»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: وَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ لِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ علیهما السلام إِنَّ اللَّهَ عَلَّمَ نَبِیَّهُ التَّنْزِیلَ وَ التَّأْوِیلَ قَالَ فَعَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً قَالَ وَ عَلَّمَنَا وَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ مَا صَنَعْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ أَوْ حَلَفْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ یَمِینٍ فَأَنْتُمْ مِنْهُ فِی سَعَةٍ (2).
بیان: أی أی شی ء صنعتم و قلتم فی بیان وفور علمنا أو حلفتم علیه فلا جناح علیكم لأنكم صادقون و یحتمل أن یكون فاعل قال هو فاعل علمنا أی قال علی علیه السلام بعد ما علمنا أی شی ء صنعتم موافقا لما علمتم و حلفتم علی حَقِّیَّتِهِ فلا جناح علیكم.
«44»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ نَزَلَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِرُمَّانَتَیْنِ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَقِیَهُ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ فِی یَدَیْكَ قَالَ أَمَّا هَذِهِ فَالنُّبُوَّةُ لَیْسَ لَكَ فِیهَا نَصِیبٌ وَ أَمَّا هَذِهِ فَالْعِلْمُ ثُمَّ فَلَقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا وَ أَخَذَ نِصْفَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ قَالَ أَنْتَ شَرِیكِی فِیهِ وَ أَنَا شَرِیكُكَ فِیهِ قَالَ فَلَمْ یَعْلَمْ وَ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ إِلَّا عَلَّمَهُ عَلِیّاً علیه السلام ثُمَّ انْتَهَی ذَلِكَ الْعِلْمُ إِلَیْنَا ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَدْرِهِ (3).
بیان: لعل المراد أن إحدی الرمانتین بإزاء النبوة و الأخری بإزاء العلم و یحتمل أن یكون لإحداهما مدخل فی تقویة النبوة و الأخری فی تقویة العلم.
«45»-ك، إكمال الدین أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَمْ یَتْرُكِ اللَّهُ الْأَرْضَ
ص: 173
بِغَیْرِ عَالِمٍ یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِمْ یَعْلَمُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِمَا ذَا یَعْلَمُ قَالَ بِمُوَارَثَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (1).
«46»-ك، إكمال الدین بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَ آدَمَ لَمْ ْ یُرْفَعْ وَ مَا مَاتَ مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا وَرِثَ عِلْمَهُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَبْقَی بِغَیْرِ عَالِمٍ (2).
«47»-ك، إكمال الدین بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ: یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ مِنَّا فَإِنْ زَادَ النَّاسُ قَالَ قَدْ زَادُوا وَ إِنْ نَقَصُوا قَالَ قَدْ نَقَصُوا وَ لَنْ یُخْرِجَ اللَّهُ ذَلِكَ الْعَالِمَ حَتَّی یَرَی فِی وُلْدِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (3).
أقول: قد أوردنا الأخبار الكثیرة بهذا المضمون فی باب الاضطرار إلی الحجة.
«48»-یر، بصائر الدرجات أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ أَخْبِرْنِی عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قُلْتُ إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ یُقْذَفُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ یُنْكَتُ فِی آذَانِهِمْ قَالَ ذَاكَ وَ ذَاكَ (4).
«49»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِی كَهْمَشٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَنْ یَهْلِكَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ عَالِمٌ حَتَّی یَرَی مَنْ یَخْلُفُهُ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ قُلْتُ مَا هَذَا الْعِلْمُ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَسْتَغْنِی عَنِ النَّاسِ وَ لَا یَسْتَغْنِی النَّاسُ عَنْهُ (5).
ص: 174
«50»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا یَتْرُكُ الْأَرْضَ بِغَیْرِ عَالِمٍ یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِمْ یَعْلَمُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِمَا ذَا یَعْلَمُ قَالَ وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا (1).
«51»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْ إِمَامٍ یَمْضِی إِلَّا وَ أُوتِیَ الَّذِی مِنْ بَعْدِهِ مِثْلَ مَا أُوتِیَ الْأَوَّلُ وَ زِیَادَةَ خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ (2).
«52»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَیْسَ مِنْ إِمَامٍ إِلَّا أُوتِیَ الَّذِی یَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ مِثْلَ مَا أُوتِیَ الْأَوَّلُ وَ یَزِیدُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ (3).
«53»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ (4) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ مِنْ إِمَامٍ یَمْضِی إِلَّا وَ أُوتِیَ مِثْلَ الْأَوَّلِ وَ زِیَادَةَ خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ (5).
بیان: یحتمل أن یكون خمسة أجزاء إشارة إلی ما ذكر فی سورة لقمان من علم الساعة (6) و نزول الغیث و ما فی الأرحام و ما یكسب الإنسان غدا و بأی أرض یموت فإن اللّٰه تعالی لم یفض علمها كلیة إلی أحد و یكون فیها البداء و یفیض فی كل واقعة علی من یرید ما هو المحتوم من ذلك و هذا أحد معانی ما یحدث باللیل و النهار كما عرفت فهذه هی الأمور التی یمكن أن یزاد فیها علم الإمام اللاحق علی
ص: 175
السابق فی وقت إمامته و إن أفیض علی روحه المقدسة مقارنا للإفاضة علی إمام الوقت. و یحتمل أن یكون إشارة إلی ما مر من الترقی فی المعارف الربانیة فإنها ترجع إلی ثلاثة تنقسم إلی خمسة لأنها صفات ثبوتیة راجعة إلی ثلاث العلم و القدرة و الإرادة أو الحیاة بدل الإرادة و صفات سلبیة ترجع إلی وجوب الوجود و صفات فعل كالخالقیة و الرازقیة و هذا أحد معانی ما یحدث باللیل و النهار كما عرفت و اللّٰه یعلم و حججه علیهم السلام.
«54»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنِّی سَأَلْتُ أَبَاكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهَا قَالَ وَ عَنْ أَیِّ شَیْ ءٍ تَسْأَلُ قَالَ قُلْتُ لَهُ عِنْدَكَ عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُتُبُهُ وَ عِلْمُ الْأَوْصِیَاءِ وَ كُتُبُهُمْ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ وَ أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ (1).
«55»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ فُضَیْلٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ: كُنَّا زَمَانَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام حِینَ مَضَی علیه السلام نَتَرَدَّدُ كَالْغَنَمِ لَا رَاعِیَ لَهَا فَلَقِینَا سَالِمَ بْنَ أَبِی حَفْصَةَ فَقَالَ یَا بَا عُبَیْدَةَ مَنْ إِمَامُكَ قُلْتُ أَئِمَّتِی آلُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ أَ مَا سَمِعْتُ أَنَا وَ أَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ یَقُولُ مَنْ مَاتَ لَیْسَ لَهُ إِمَامٌ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً قُلْتُ بَلَی لَعَمْرِی لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِثَلَاثٍ أَوْ نَحْوِهَا دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرَزَقَ اللَّهُ لَنَا الْمَعْرِفَةَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ لَقِیتُ سَالِماً فَقَالَ لِی كَذَا وَ كَذَا وَ قُلْتُ لَهُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا وَیْلُ لِسَالِمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَ مَا یَدْرِی سَالِمٌ مَا مَنْزِلَةُ الْإِمَامِ الْإِمَامُ أَعْظَمُ مِمَّا یَذْهَبُ إِلَیْهِ سَالِمٌ وَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ یَا بَا عُبَیْدَةَ إِنَّهُ لَمْ یَمُتْ مِنَّا مَیِّتٌ حَتَّی یُخَلِّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ یَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ وَ یَسِیرُ بِمِثْلِ سِیرَتِهِ وَ یَدْعُو إِلَی مِثْلِ الَّذِی دَعَا إِلَیْهِ یَا بَا عُبَیْدَةَ إِنَّهُ لَمْ یَمْنَعِ اللَّهُ مَا أَعْطَی دَاوُدَ أَنْ أَعْطَی سُلَیْمَانَ أَفْضَلَ مِمَّا أَعْطَی
ص: 176
دَاوُدَ ثُمَّ قَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ قَالَ قُلْتُ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ نَعَمْ یَا بَا عُبَیْدَةَ إِنَّهُ إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وَ سُلَیْمَانَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ بَیِّنَةً (1).
بیان: قوله علیه السلام ما أعطی داود كلمة ما إما مصدریة أی لم یمنع اللّٰه تعالی من إعطاء الابن إعطاء الأب أو موصولة أی لم یمنع اللّٰه ما عطاه داود من إعطاء سلیمان أفضل منه قوله قال نعم یا با عبیدة أجاب بوجه یفهم منه ما سأله و زیادة أی ما أعطاه اللّٰه هو العلم بالوقائع و عدم الاحتیاج إلی البینة و فی الكافی بعد قوله أن أعطی سلیمان ثم قال یا با عبیدة فلا تكلف (2). ثم اعلم أن الظاهر من الأخبار أن القائم علیه السلام إذا ظهر یحكم بما یعلم فی الواقعة لا بالبینة و أما من تقدمه من الأئمة علیهم السلام فقد كانوا یحكمون بالظاهر و قد كانوا یظهرون ما یعلمون من باطن الأمر بالحیل كما كان أمیر المؤمنین علیه السلام یفعله فی كثیر من الموارد (3). و قال الشیخ المفید فی كتاب المسائل للإمام علیه السلام أن یحكم بعلمه كما یحكم بظاهر الشهادات و متی عرف من المشهود علیه ضد ما تضمنته الشهادة أبطل بذلك شهادة من شهد علیه و حكم فیه بما أعلمه اللّٰه تعالی و قد یجوز عندی أن تغیب عنه بواطن الأمور فیحكم فیها بالظواهر و إن كانت علی خلاف الحقیقة عند اللّٰه تعالی و یجوز أن یدله اللّٰه تعالی علی الفرق بین الصادقین من الشهود و بین الكاذبین فلا تغیب عنه حقیقة الحال و الأمور فی هذا الباب متعلقة بالألطاف و المصالح التی لا یعلمها علی كل حال إلا اللّٰه عز و جل. و لأهل الإمامة فی هذه المقالة ثلاثة أقوال فمنهم من یزعم أن أحكام الأئمة علی الظواهر دون ما یعلمونه علی كل حال و منهم من یزعم أن أحكامهم إنما هی
ص: 177
علی البواطن دون الظواهر التی یجوز فیها الخلاف و منهم من یذهب إلی ما اخترته أنا من المقال و لم أر لبنی نوبخت رحمهم اللّٰه فیه ما أقطع علی إضافته إلیهم علی یقین بغیر ارتیاب.
«56»-سن، المحاسن أَبِی عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَا كَانَتِ الْأَرْضُ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ (1).
«57»-سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زِیَادٍ الْعَطَّارِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ تَكُونُ الْأَرْضُ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ قَالَ لَا وَ اللَّهِ لِحَلَالِهِمْ وَ حَرَامِهِمْ وَ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ (2).
«58»-سن، المحاسن الْوَشَّاءُ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْأَرْضَ لَا تُتْرَكُ إِلَّا بِعَالِمٍ یَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی النَّاسِ یَعْلَمُ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ (3).
«59»-سن، المحاسن بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْأَصَمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَنْ تَبْقَی الْأَرْضُ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ یَعْرِفُ الْحَقَّ مِنَ الْبَاطِلِ (4).
«60»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ رَجُلٍ یَعْرِفُ الْحَقَّ فَإِذَا زَادَ النَّاسُ فِیهِ قَالَ قَدْ زَادُوا وَ إِذَا نَقَصُوا مِنْهُ قَالَ قَدْ نَقَصُوا وَ إِذَا جَاءُوا بِهِ صَدَّقَهُمْ وَ لَوْ لَمْ یَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَمْ یُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ (5).
«61»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَیْرٍ الْهَجَرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام كَانَ هِبَةَ اللَّهِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 178
وَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِیَاءِ وَ عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ (1) مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ (2).
«62»-ختص، الإختصاص أَحْمَدُ وَ عَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ یَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَكَابِرِنَا حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ (3).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن معمر مثله (4).
«63»-ختص، الإختصاص ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ بِجَادٍ عَنِ الْمُغِیرَةِ الْحَوَارِیِّ مَوْلَی عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیّاً علیه السلام یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی فَوَ اللَّهِ مَا مِنْ أَرْضٍ مُخْصِبَةٍ وَ لَا مُجْدِبَةٍ وَ لَا فِئَةٍ تُضِلُّ مِائَةً أَوْ تَهْدِی مِائَةً إِلَّا وَ عَرَفْتُ قَائِدَهَا وَ سَائِقَهَا وَ قَدْ أَخْبَرْتُ بِهَذَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یُخْبِرُ بِهَا كَبِیرُهُمْ صَغِیرَهُمْ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
ص: 179
«1»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُوسَی بْنُ عُمَرَ عَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: جِئْنَا نُرِیدُ الدُّخُولَ عَلَیْهِ فَلَمَّا صِرْنَا بِالدِّهْلِیزِ سَمِعْنَا قِرَاءَةً بِالسُّرْیَانِیَّةِ بِصَوْتٍ حَسَنٍ یَقْرَأُ وَ یَبْكِی حَتَّی أَبْكَی بَعْضَنَا (1).
«2»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِی حَدِیثِ بُرَیْهَةَ النَّصْرَانِیِّ أَنَّهُ جَاءَ مَعَ هِشَامٍ حَتَّی لَقِیَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَقَالَ یَا بُرَیْهَةُ كَیْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِكَ قَالَ أَنَا عَالِمٌ قَالَ كَیْفَ ثِقَتُكَ بِتَأْوِیلِهِ قَالَ مَا أَوْثَقَنِی بِعِلْمِی فِیهِ قَالَ فَابْتَدَأَنِی مُوسَی بِقِرَاءَةِ الْإِنْجِیلِ فَقَالَ بُرَیْهَةُ وَ الْمَسِیحُ لَقَدْ كَانَ یَرَاهَا هَكَذَا وَ مَا قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ إِلَّا الْمَسِیحُ ثُمَّ قَالَ بُرَیْهَةُ إِیَّاكَ لَقَدْ كُنْتُ أَطْلُبُ مُنْذُ خَمْسِینَ سَنَةً فَأَسْلَمَ عَلَی یَدَیْهِ (2).
«3»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُوسَی النُّمَیْرِیِّ قَالَ: جِئْنَا (3) إِلَی بَابِ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام نَسْتَأْذِنُ (4) عَلَیْهِ فَسَمِعْنَا صَوْتاً حَزِیناً یَقْرَأُ بِالْعِبْرَانِیَّةِ فَبَكَیْنَا حَیْثُ سَمِعْنَا الصَّوْتَ وَ ظَنَنَّا أَنَّهُ بَعَثَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ یَسْتَقْرِئُهُ فَأَذِنَ لَنَا فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ فَلَمْ نَرَ عِنْدَهُ أَحَداً فَقُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ سَمِعْنَا صَوْتاً بِالْعِبْرَانِیَّةِ فَظَنَنَّا أَنَّكَ بَعَثْتَ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ تَسْتَقْرِئُهُ قَالَ لَا وَ لَكِنْ ذَكَرْتُ مُنَاجَاةَ إِلْیَا لِرَبِّهِ فَبَكَیْتُ مِنْ ذَلِكَ
ص: 180
قَالَ قُلْنَا وَ مَا كَانَ مُنَاجَاتُهُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ جَعَلَ یَقُولُ یَا رَبِّ أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِی بَعْدَ طُولِ مُقَامِی لَكَ أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِی بَعْدَ طُولِ صَلَاتِی لَكَ وَ جَعَلَ یُعَدِّدُ أَعْمَالَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِّی لَسْتُ أُعَذِّبُكَ قَالَ فَقَالَ یَا رَبِّ وَ مَا یَمْنَعُكَ أَنْ تَقُولَ لَا بَعْدَ نَعَمْ وَ أَنَا عَبْدُكَ وَ فِی قَبْضَتِكَ قَالَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِّی إِذَا قُلْتُ قَوْلًا وَفَیْتُ بِهِ (1).
«4»-یج، الخرائج و الجرائح رُوِیَ أَنَّ جَمَاعَةً اسْتَأْذَنُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالُوا فَلَمَّا صِرْنَا فِی الدِّهْلِیزِ إِذَا قِرَاءَةً سُرْیَانِیَّةً بِصَوْتٍ حَسَنٍ یَقْرَأُ وَ یَبْكِی حَتَّی أَبْكَی بَعْضَنَا وَ مَا نَفْهَمُ مَا یَقُولُ فَظَنَنَّا أَنَّ عِنْدَهُ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ اسْتَقْرَأَهُ فَلَمَّا انْقَطَعَ الصَّوْتُ دَخَلْنَا عَلَیْهِ فَلَمْ نَرَ عِنْدَهُ أَحَداً قُلْنَا لَقَدْ سَمِعْنَا قِرَاءَةً سُرْیَانِیَّةً بِصَوْتٍ حَزِینٍ قَالَ ذَكَرْتُ مُنَاجَاةَ إِلْیَا النَّبِیِّ فَأَبْكَتْنِی (2).
«5»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِیسَ تُبْدُونَها (3) قَالَ كَانُوا یَكْتُمُونَ مَا شَاءُوا وَ یُبْدُونَ مَا شَاءُوا.
«6»-وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْهُ قَالَ: كَانَ یَكْتُبُونَهُ فِی الْقَرَاطِیسِ ثُمَّ یُبْدُونَ مَا شَاءُوا وَ یُخْفُونَ مَا شَاءُوا وَ قَالَ كُلُّ كِتَابٍ أُنْزِلَ فَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ (4).
«7»-ید، التوحید أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ قَالَ: جَاءَ بُرَیْهَةُ جَاثَلِیقُ (5) النَّصَارَی فَقَالَ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ
ص: 181
أَنَّی لَكُمُ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ وَ كُتُبُ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ هِیَ عِنْدَنَا وِرَاثَةٌ مِنْ عِنْدِهِمْ نَقْرَؤُهَا كَمَا قَرَءُوهَا وَ نَقُولُهَا كَمَا قَالُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَا یَجْعَلُ حُجَّةً فِی أَرْضِهِ یُسْأَلُ عَنْ شَیْ ءٍ فَیَقُولُ لَا أَدْرِی الْخَبَرَ (1).
«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الثُّمَالِیِّ (2) قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَوْ ثُنِیَتْ لِی وِسَادَةٌ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِالْإِنْجِیلِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ وَ لَوْ لَا آیَةٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِمَا یَكُونُ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ (3).
«9»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ ثَنَی النَّاسُ لِی وِسَادَةً كَمَا ثُنِیَ لِابْنِ صُوحَانَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ حَتَّی یَزْهَرَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ حَتَّی یَزْهَرَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ (4) وَ لَحَكَمْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْفُرْقَانِ بِالْفُرْقَانِ حَتَّی یَزْهَرَ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.
بیان: ذكر ابن صوحان فی الخبر غریب و لعله كان ابن أبی سفیان و علی تقدیره كأن المراد به لو كان لی بین أصحابی نفاذ أمر و قبول قول كنفاذ أمر صعصعة بن صوحان أو زید أخیه فی قومه. و فی بعض النسخ كما سأل ابن صوحان أی لو كان سائر أصحابی یسألون و یقبلون كما سأل و قبل ابن صوحان و سیأتی سائر الأخبار فی ذلك مع شرحها فی
ص: 182
أبواب علم أمیر المؤمنین علیه السلام و باب أن جمیع العلوم فی القرآن.
«10»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَدَّاحِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَوْ وُضِعَتْ لِی وِسَادَةٌ ثُمَّ اتَّكَیْتُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ حَتَّی تَزْهَرَ إِلَی رَبِّهَا وَ لَوْ وُضِعَتْ لِی وِسَادَةٌ ثُمَّ اتَّكَیْتُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِالْإِنْجِیلِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی رَبِّهِ وَ لَوْ وُضِعَتْ لِی وِسَادَةٌ ثُمَّ اتَّكَیْتُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی رَبِّهِ وَ لَوْ وُضِعَتْ لِی وِسَادَةٌ ثُمَّ اتَّكَیْتُ عَلَیْهَا لَقَضَیْتُ بَیْنَ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی رَبِّهِ (1).
«11»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لَوِ اسْتَقَامَتْ لِیَ الْأُمَّةُ وَ ثُنِیَتْ لِیَ الْوِسَادَةُ لَحَكَمْتُ فِی التَّوْرَاةِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی التَّوْرَاةِ وَ لَحَكَمْتُ فِی الْإِنْجِیلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی الْإِنْجِیلِ وَ لَحَكَمْتُ فِی الزَّبُورِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی الزَّبُورِ حَتَّی یَزْهَرَ إِلَی اللَّهِ (2) إِنِّی حَكَمْتُ فِی الْقُرْآنِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (3).
«12»-یر، بصائر الدرجات أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ شُعَیْبٍ الْخَزَّازِ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عِنْدَهُ أَبُو بَصِیرٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ الْأَنْبِیَاءَ وَ إِنَّ سُلَیْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَیْمَانَ وَ مَا هُنَاكَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَی فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ فَقَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمَ إِنَّمَا هَذَا الْأَثَرُ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا حَدَثَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یَوْماً بِیَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ (4).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عیسی عن صفوان مثله (5).
«13»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِی حَدِیثِ بُرَیْهَةَ حِینَ سَأَلَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام بُرَیْهَةُ (6) كَیْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِ اللَّهِ
ص: 183
قَالَ أَنَا بِهِ عَالِمٌ قَالَ فَكَیْفَ ثِقَتُكَ بِتَأْوِیلِهِ قَالَ مَا أَوْثَقَنِی بِعِلْمِی فِیهِ قَالَ فَابْتَدَأَ مُوسَی علیه السلام فِی قِرَاءَةِ الْإِنْجِیلِ فَقَالَ بُرَیْهَةُ وَ الْمَسِیحُ لَقَدْ كَانَ یَقْرَأَهَا هَكَذَا وَ مَا قَرَأَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ إِلَّا الْمَسِیحُ ثُمَّ قَالَ إِیَّاكَ كُنْتُ أَطْلُبُ مُنْذُ خَمْسِینَ سَنَةً قَالَ هِشَامٌ فَدَخَلَ بُرَیْهَةُ وَ الْمَرْأَةُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ حَكَی هِشَامٌ الْكَلَامَ الَّذِی جَرَی بَیْنَ مُوسَی وَ بَیْنَ بُرَیْهَةَ فَقَالَ بُرَیْهَةُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیْنَ لَكُمُ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِیلُ وَ كُتُبُ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ هِیَ عِنْدَنَا وِرَاثَةٌ مِنْ عِنْدِهِمْ نَقْرَؤُهَا كَمَا قَرَءُوهَا وَ نَقُولُهَا كَمَا قَالُوهَا وَ اللَّهِ لَا یَجْعَلُ حُجَّةً فِی أَرْضِهِ یُسْأَلُ عَنْ شَیْ ءٍ فَیَقُولُ لَا أَدْرِی فَلَزِمَ بُرَیْهَةُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی مَاتَ (1).
«14»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا بَا مُحَمَّدٍ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُعْطِ الْأَنْبِیَاءَ شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ أَعْطَاهُ مُحَمَّداً وَ قَدْ أَعْطَی مُحَمَّداً جَمِیعَ مَا أَعْطَی الْأَنْبِیَاءَ وَ عِنْدَنَا الصُّحُفُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (2) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ هِیَ الْأَلْوَاحُ قَالَ نَعَمْ (3).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ (4) مَا الذِّكْرُ وَ مَا الزَّبُورُ قَالَ الذِّكْرُ عِنْدَ اللَّهِ وَ الزَّبُورُ الَّذِی نَزَلَ عَلَی دَاوُدَ وَ كُلُّ كِتَابٍ نَزَلَ فَهُوَ عِنْدَ الْعَالِمِ (5).
«16»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ عَبَّاسٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ لَیْثٍ الْمُرَادِیِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَدِیرٍ بِحَدِیثٍ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ لَیْثَ الْمُرَادِیِّ حَدَّثَنِی عَنْكَ بِحَدِیثٍ فَقَالَ وَ مَا هُوَ
ص: 184
قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِیثُ الْیَمَانِیِّ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَمَرَّ بِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَنِ الْیَمَنِ فَأَقْبَلَ یُحَدِّثُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُ دَارَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ وَ رَأَیْتُهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ تَعْرِفُ صَخْرَةً عِنْدَهَا فِی مَوْضِعِ كَذَا قَالَ نَعَمْ وَ رَأَیْتُهَا فَقَالَ الرَّجُلُ مَا رَأَیْتُ رَجُلًا أَعْرَفَ بِالْبِلَادِ مِنْكَ فَلَمَّا قَامَ الرَّجُلُ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْفَضْلِ تِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِی غَضِبَ مُوسَی علیه السلام فَأَلْقَی الْأَلْوَاحَ فَمَا ذَهَبَ مِنَ التَّوْرَاةِ الْتَقَمَتْهُ الصَّخْرَةُ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَدَّتْهُ إِلَیْهِ وَ هِیَ عِنْدَنَا (1).
بیان: قوله إنه حدثه أی حدث لیث بن مسكان بحدیث سمعه عن سدیر فأتی ابن مسكان سدیرا فسأله عن الحدیث فرواه له عن أبی جعفر علیه السلام و أبو الفضل كنیة لسدیر و قول ابن مسكان لسدیر جعلت فداك لیس مستنكر و إن كان مثله نادرا.
«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا مُحَمَّدٍ عِنْدَنَا الصُّحُفُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ صُحُفِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی (2) قُلْتُ الصُّحُفُ هِیَ الْأَلْوَاحُ قَالَ نَعَمْ (3).
«18»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْأَنْصَارِیِّ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَنَا وِلَادَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله طُهْرٌ وَ عِنْدَنَا صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَرِثْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«19»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ فَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُفْضِیَتْ إِلَیْهِ
ص: 185
صُحُفُ إبرَاهیمَ وَ مُوسَی علیهما السلام فَائتَمَنَ عَلَیهَا رَسُولُ اللّٰهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلیًّا وَائتَمَن عَلَیهَا الحَسَنَ وَائتَمَنَ عَلَیهَا الحُسَینَ حَتَّی انتُهِیَت إلَینَا.(1)
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ وَ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عِنْدَنَا الصُّحُفُ الْأُولَی صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَقَالَ لَهُ ضُرَیْسٌ أَ لَیْسَتْ هِیَ الْأَلْوَاحَ فَقَالَ نَعَمْ (2).
«21»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَلِیٍّ الصَّائِغِ قَالَ: لَقِیَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَدَعَاهُ مُحَمَّدٌ إِلَی مَنْزِلِهِ فَأَبَی أَنْ یَذْهَبَ مَعَهُ وَ أَرْسَلَ مَعَهُ إِسْمَاعِیلَ وَ أَوْمَأَ إِلَیْهِ أَنْ كُفَّ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی فِیهِ وَ أَمَرَهُ بِالْكَفِّ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی مَنْزِلِهِ أَعَادَ إِلَیْهِ الرَّسُولَ یَسْأَلُهُ إِتْیَانَهُ فَأَبَی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أَتَی الرَّسُولُ مُحَمَّداً فَأَخْبَرَهُ بِامْتِنَاعِهِ فَضَحِكَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ قَالَ مَا مَنَعَهُ مِنْ إِتْیَانِی إِلَّا أَنَّهُ یَنْظُرُ فِی الصُّحُفِ قَالَ فَرَجَعَ إِسْمَاعِیلُ فَحَكَی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكَلَامَ فَأَرْسَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَسُولًا مِنْ قِبَلِهِ (3) وَ قَالَ إِنَّ إِسْمَاعِیلَ أَخْبَرَنِی بِمَا كَانَ مِنْكَ وَ قَدْ صَدَقْتَ إِنِّی أَنْظُرُ فِی الصُّحُفِ الْأُولَی صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَسَلْ نَفْسَكَ وَ أَبَاكَ هَلْ ذَلِكَ عِنْدَكُمَا قَالَ فَلَمَّا أَنَّ بَلَغَهُ الرَّسُولُ سَكَتَ فَلَمْ یُجِبْ بِشَیْ ءٍ فَأَخْبَرَ الرَّسُولُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسُكُوتِهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا أَصَابَ (4) وَجْهَ الْجَوَابِ قَلَّ الْكَلَامُ (5).
«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ عِنْدَنَا صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ وَرِثْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (6).
«23»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنِ ابْنِ قِیَامَا قَالَ: دَخَلْتُ
ص: 186
عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام وَ قَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَهَبَ لِی مَا یَرِثُنِی وَ یَرِثُ آلَ دَاوُدَ (1).
«24»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ زُرْعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَرِثَ سُلَیْمَانُ دَاوُدَ وَ إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَیْمَانَ وَ إِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ وَ تِبْیَانَ مَا فِی الْأَلْوَاحِ قَالَ قُلْتُ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ قَالَ لَیْسَ هَذَا الْعِلْمَ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا یَحْدُثُ یَوْماً بِیَوْمٍ وَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ (2).
«25»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ فِی الْجَفْرِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَنْزَلَ أَلْوَاحَ مُوسَی علیه السلام أَنْزَلَهَا عَلَیْهِ وَ فِیهَا تِبْیَانُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ كَائِنٌ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَلَمَّا انْقَضَتْ أَیَّامُ مُوسَی أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ اسْتَوْدِعِ الْأَلْوَاحَ وَ هِیَ زَبَرْجَدَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ الْجَبَلَ فَأَتَی مُوسَی الْجَبَلَ فَانْشَقَّ لَهُ الْجَبَلُ فَجَعَلَ فِیهِ الْأَلْوَاحَ مَلْفُوفَةً فَلَمَّا جَعَلَهَا فِیهِ انْطَبَقَ الْجَبَلُ عَلَیْهَا فَلَمْ تَزَلْ فِی الْجَبَلِ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ رَكْبٌ مِنَ الْیَمَنِ یُرِیدُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَی الْجَبَلِ انْفَرَجَ وَ خَرَجَتِ الْأَلْوَاحُ مَلْفُوفَةً كَمَا وَضَعَهَا مُوسَی علیه السلام فَأَخَذَهَا الْقَوْمُ فَلَمَّا وَقَعَتْ فِی أَیْدِیهِمْ أُلْقِیَ فِی قُلُوبِهِمْ أَنْ لَا یَنْظُرُوا إِلَیْهَا وَ هَابُوهَا حَتَّی یَأْتُوا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنْزَلَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ عَلَی نَبِیِّهِ فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الْقَوْمِ وَ بِالَّذِی أَصَابُوا فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله ابْتَدَأَهُمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَأَلَهُمْ عَمَّا وَجَدُوا فَقَالُوا وَ مَا عِلْمُكَ بِمَا وَجَدْنَا فَقَالَ أَخْبَرَنِی بِهِ رَبِّی وَ هِیَ الْأَلْوَاحُ قَالُوا نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْرَجُوهَا فَدَفَعُوهَا إِلَیْهِ فَنَظَرَ إِلَیْهَا وَ قَرَأَهَا وَ كِتَابُهَا بِالْعِبْرَانِیِّ ثُمَّ دَعَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ دُونَكَ
ص: 187
هَذِهِ فَفِیهَا عِلْمُ الْأَوَّلِینَ وَ عِلْمُ الْآخِرِینَ وَ هِیَ أَلْوَاحُ مُوسَی وَ قَدْ أَمَرَنِی رَبِّی أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَیْكَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَسْتُ أُحْسِنُ قِرَاءَتَهَا قَالَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَمَرَنِی أَنْ آمُرَكَ أَنْ تَضَعَهَا تَحْتَ رَأْسِكَ لَیْلَتَكَ هَذِهِ فَإِنَّكَ تُصْبِحُ وَ قَدْ عُلِّمْتَ قِرَاءَتَهَا قَالَ فَجَعَلَهَا تَحْتَ رَأْسِهِ فَأَصْبَحَ وَ قَدْ عَلَّمَهُ اللَّهُ كُلَّ شَیْ ءٍ فِیهَا فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَنْسَخَهَا فَنَسَخَهَا فِی جِلْدِ شَاةٍ وَ هُوَ الْجَفْرُ وَ فِیهِ عِلْمُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ هُوَ عِنْدَنَا وَ الْأَلْوَاحُ وَ عَصَا مُوسَی عِنْدَنَا وَ نَحْنُ وَرِثْنَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
شی، تفسیر العیاشی مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام تِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِی حَفِظَتْ أَلْوَاحَ مُوسَی تَحْتَ شَجَرَةٍ فِی وَادٍ یُعْرَفُ بِكَذَا (2).
«26»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ كَانَ وَصِیَّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ كَانَتْ أَلْوَاحُ مُوسَی مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ فَلَمَّا غَضِبَ مُوسَی علیه السلام أَلْقَی الْأَلْوَاحَ مِنْ یَدِهِ فَمِنْهَا مَا تَكْسِرُ وَ مِنْهَا مَا بَقِیَ وَ مِنْهَا مَا ارْتَفَعَ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ مُوسَی الْغَضَبُ قَالَ یُوشَعُ بْنُ نُونٍ أَ عِنْدَكَ تِبْیَانُ مَا فِی الْأَلْوَاحِ قَالَ نَعَمْ فَلَمْ یَزَلْ یَتَوَارَثُهَا رَهْطٌ مِنْ بَعْدِ رَهْطٍ حَتَّی وَقَعَتْ فِی أَیْدِی أَرْبَعَةِ رَهْطٍ مِنَ الْیَمَنِ وَ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله بِتِهَامَةَ وَ بَلَغَهُمُ الْخَبَرُ فَقَالُوا مَا یَقُولُ هَذَا النَّبِیُّ قِیلَ یَنْهَی عَنِ الْخَمْرِ وَ الزِّنَا وَ یَأْمُرُ بِمَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ وَ كَرَمِ الْجِوَارِ فَقَالُوا هَذَا أَوْلَی بِمَا فِی أَیْدِینَا مِنَّا فَاتَّفَقُوا أَنْ یَأْتُوهُ فِی شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی جَبْرَئِیلَ أَنِ ائْتِ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبَرَهُ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَ فُلَاناً وَرِثُوا أَلْوَاحَ مُوسَی علیه السلام وَ هُمْ یَأْتُونَكَ فِی شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا فِی لَیْلَةِ كَذَا وَ كَذَا فَسَهَرَ لَهُمْ تِلْكَ اللَّیْلَةَ فَجَاءَ الرَّكْبُ فَدَقُّوا عَلَیْهِ الْبَابَ وَ هُمْ یَقُولُونَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ
ص: 188
نَعَمْ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ وَ یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ أَیْنَ الْكِتَابُ الَّذِی تَوَارَثْتُمُوهُ مِنْ یُوشَعَ بْنِ نُونٍ وَصِیِّ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ قَطُّ مُنْذُ وَقَعَ عِنْدَنَا قَبْلَكَ قَالَ فَأَخَذَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا هُوَ كِتَابٌ بِالْعِبْرَانِیَّةِ دَقِیقٌ فَدَفَعَهُ إِلَیَّ وَ وَضَعْتُهُ عِنْدَ رَأْسِی فَأَصْبَحْتُ بِالْغَدَاةِ وَ هُوَ كِتَابٌ بِالْعَرَبِیَّةِ جَلِیلٌ فِیهِ عِلْمُ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُنْذُ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَعُلِّمْتُ ذَلِكَ (1).
بیان: لا تنافی بین هذا الخبر و بین ما مضی لاحتمال وقوع الجمیع.
«27»-یر، بصائر الدرجات مُعَاوِیَةُ بْنُ حُكَیْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبِ بْنِ غَزْوَانَ (2) عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ فَقَالَ لَهُ یَا خُرَاسَانِیُّ تَعْرِفُ وَادِیَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ صَدْعاً (3) فِی الْوَادِی مِنْ صِفَتِهِ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ مِنْ ذَلِكَ یَخْرُجُ الدَّجَّالُ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَقَالَ لَهُ یَا یَمَانِیُّ أَ تَعْرِفُ شِعْبَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ شَجَرَةً فِی الشِّعْبِ مِنْ صِفَتِهَا كَذَا وَ كَذَا قَالَ نَعَمْ قَالَ لَهُ تَعْرِفُ صَخْرَةً تَحْتَ الشَّجَرَةِ قَالَ لَهُ نَعَمْ قَالَ فَتِلْكَ الصَّخْرَةُ الَّتِی حَفِظَتْ أَلْوَاحَ مُوسَی عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله.
ص: 189
«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: كَانَ الرِّضَا علیه السلام یُكَلِّمُ النَّاسَ بِلُغَاتِهِمْ وَ كَانَ وَ اللَّهِ أَفْصَحَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ فَقُلْتُ لَهُ یَوْماً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِهَذِهِ اللُّغَاتِ عَلَی اخْتِلَافِهَا فَقَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ مَا كَانَ لِیَتَّخِذَ حُجَّةً عَلَی قَوْمٍ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُ لُغَاتِهِمْ أَ وَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أُوتِینَا فَصْلَ الْخِطَابِ فَهَلْ فَصْلُ الْخِطَابِ إِلَّا مَعْرِفَةُ اللُّغَاتِ (1).
«2»-ب، قرب الإسناد مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ ثَلَاثُونَ مَمْلُوكاً مِنَ الْحَبَشِ وَ قَدِ اشْتَرَوْهُمْ لَهُ فَكَلَّمَ غُلَاماً مِنْهُمْ وَ كَانَ مِنَ الْحَبَشِ جَمِیلٌ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامِهِ سَاعَةً حَتَّی أَتَی عَلَی جَمِیعِ (2) مَا یُرِیدُ وَ أَعْطَاهُ دِرْهَماً فَقَالَ أَعْطِ أَصْحَابَكَ هَؤُلَاءِ كُلَّ غُلَامٍ مِنْهُمْ كُلَّ هِلَالٍ ثَلَاثِینَ دِرْهَماً ثُمَّ خَرَجُوا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَقَدْ رَأَیْتُكَ تُكَلِّمُ هَذَا الْغُلَامَ بِالْحَبَشِیَّةِ فَمَا ذَا أَمَرْتَهُ قَالَ أَمَرْتُهُ أَنْ یَسْتَوْصِیَ بِأَصْحَابِهِ خَیْراً وَ یُعْطِیَهُمْ فِی كُلِّ هِلَالٍ ثَلَاثِینَ دِرْهَماً وَ ذَلِكَ أَنِّی لَمَّا نَظَرْتُ إِلَیْهِ عَلِمْتُ أَنَّهُ غُلَامٌ عَاقِلٌ مِنْ أَبْنَاءِ مَلِكِهِمْ فَأَوْصَیْتُهُ بِجَمِیعِ مَا احْتَاجَ إِلَیْهِ فَقَبِلَ وَصِیَّتِی وَ مَعَ هَذَا غُلَامٌ صِدْقٌ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّكَ عَجِبْتَ مِنْ كَلَامِی إِیَّاهُ بِالْحَبَشِیَّةِ لَا تَعْجَبْ فَمَا خَفِیَ عَلَیْكَ مِنْ أَمْرِ الْإِمَامِ أَعْجَبُ وَ أَكْثَرُ وَ مَا هَذَا مِنَ الْإِمَامِ فِی عِلْمِهِ إِلَّا كَطَیْرٍ أَخَذَ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ أَ فَتَرَی الَّذِی أَخَذَ بِمِنْقَارِهِ نَقَصَ مِنَ الْبَحْرِ شَیْئاً
ص: 190
قَالَ فَإِنَّ الْإِمَامَ بِمَنْزِلَةِ الْبَحْرِ لَا یَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ وَ عَجَائِبُهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَ الطَّیْرُ حِینَ أَخَذَ مِنَ الْبَحْرِ قَطْرَةً بِمِنْقَارِهِ لَمْ یَنْقُصْ مِنَ الْبَحْرِ شَیْئاً كَذَلِكَ الْعَالِمُ لَا یَنْقُصُهُ عِلْمُهُ شَیْئاً (1) وَ لَا تَنْفَدُ عَجَائِبُهُ (2).
«3»-ختص، الإختصاص الْیَقْطِینِیُّ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: أَرْسَلْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام غُلَامِی وَ كَانَ صِقْلَابِیّاً فَرَجَعَ الْغُلَامُ إِلَیَّ مُتَعَجِّباً فَقُلْتُ لَهُ مَا لَكَ یَا بُنَیَّ قَالَ وَ كَیْفَ لَا أَتَعَجَّبُ مَا زَالَ یُكَلِّمُنِی بِالصِّقْلَابِیَّةِ كَأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَّا فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِهَذَا اللِّسَانِ كَیْلَا یَسْمَعَ بَعْضُ الْغِلْمَانِ مَا دَارَ بَیْنَهُمْ (3).
بیان: فی القاموس الصقالبة جیل تتاخم بلادهم بلاد الخزر بین بلغر و قسطنطینیة و قال السقلب جیل من الناس و هو سقلبی و الجمع سقالبة.
«4»-ختص، الإختصاص أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا عَمَّارُ أَبُو مُسْلِمٍ فطلله وكسا وَ كسیحه بساطورا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَا رَأَیْتُ نَبَطِیّاً (4) أَفْصَحَ مِنْكَ بِالنَّبَطِیَّةِ فَقَالَ یَا عَمَّارُ وَ بِكُلِّ لِسَانٍ (5).
بیان: أبو مسلم هو المروزی أو غیره ذكر علیه السلام شیئا من أحواله بالنبطیة أو هو أیضا من تلك اللغة.
«5»-ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ وَ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَخِی مُلَیْحٍ عَنْ أَبِی یَزِیدَ فَرْقَدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ بَعَثَ غُلَاماً لَهُ أَعْجَمِیّاً فِی حَاجَةٍ فَرَجَعَ إِلَیْهِ فَجَعَلَ یُغَیِّرُ الرِّسَالَةَ فَلَا یُحِیرُهَا (6) حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَیَغْضَبُ
ص: 191
عَلَیْهِ فَقَالَ تَكَلَّمْ بِأَیِّ لِسَانٍ شِئْتَ فَإِنِّی أَفْهَمُ عَنْكَ (1).
«6»-ختص، الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ جَزَّكٍ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: كَانَ غِلْمَانُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی الْبَیْتِ سَقَالِبَةً وَ رُومَ فَكَانَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام قَرِیباً مِنْهُمْ فَسَمِعَهُمْ بِاللَّیْلِ یَتَرَاطَنُونَ (2) بِالسَّقْلَبِیَّةِ وَ الرُّومِیَّةِ وَ یَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا نَفْتَصِدُ فِی بِلَادِنَا فِی كُلِّ سَنَةٍ ثُمَّ لَمْ نَفْتَصِدْ هَاهُنَا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَجَّهَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِلَی بَعْضِ الْأَطِبَّاءِ فَقَالَ لَهُ افْصِدْ فُلَاناً عِرْقَ كَذَا وَ كَذَا وَ افْصِدْ فُلَاناً عِرْقَ كَذَا وَ كَذَا ثُمَّ قَالَ یَا یَاسِرُ لَا تَفْتَصِدْ أَنْتَ قَالَ فَافْتَصَدْتُ فَوَرِمَتْ یَدِی وَ اخْضَرَّتْ فَقَالَ یَا یَاسِرُ مَا لَكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ أَ لَمْ أَنْهَكَ عَنْ ذَلِكَ هَلُمَّ یَدَكَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهَا وَ تَفَلَ فِیهَا ثُمَّ أَوْصَانِی أَنْ لَا أَتَعَشَّی فَكُنْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِكَمْ شَاءَ اللَّهُ أَتَغَافَلُ وَ أَتَعَشَّی فَیَضْرِبُ عَلَیَّ (3).
«7»-ختص، الإختصاص ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَغْرِبِ عَلَیْهِمَا سُورٌ مِنْ حَدِیدٍ وَ عَلَی كُلِّ مَدِینَةٍ أَلْفُ أَلْفِ بَابٍ مِصْرَاعَیْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَ فِیهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَةٍ یَتَكَلَّمُ كُلُّ لُغَةٍ بِخِلَافِ لُغَةِ صَاحِبَتِهَا وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِیعَ اللُّغَاتِ وَ مَا فِیهِمَا وَ مَا بَیْنَهُمَا وَ مَا عَلَیْهِمَا حُجَّةٌ غَیْرِی وَ غَیْرُ أَخِی الْحُسَیْنِ (4).
تبیین: قال الشیخ المفید فی كتاب المسائل القول فی معرفة الأئمة علیهم السلام بجمیع الصنائع و سائر اللغات أقول إنه لیس بممتنع ذلك منهم علیهم السلام و لا واجب من جهة العقل و القیاس و قد جاءت أخبار عمن یجب تصدیقه بأن أئمة آل محمد علیهم السلام قد كانوا یعلمون ذلك فإن ثبت وجب القطع به من جهتها علی الثبات و لی فی القطع
ص: 192
به منها نظر و اللّٰه الموفق للصواب و علی قولی هذا جماعة من الإمامیة و قد خالف فیه بنو نوبخت رحمهم اللّٰه و أوجبوا ذلك عقلا و قیاسا و وافقهم فیه المفوضة كافة و سائر الغلاة انتهی. أقول أما كونهم عالمین باللغات فالأخبار فیه قریبة من حد التواتر و بانضمام الأخبار العامة لا یبقی فیه مجال شك و أما علمهم بالصناعات فعمومات الأخبار المستفیضة دالة علیه حیث ورد فیها أن الحجة لا یكون جاهلا فی شی ء یقول لا أدری مع ما ورد أن عندهم علم ما كان و ما یكون و أن علوم جمیع الأنبیاء وصل إلیهم مع أن أكثر الصناعات منسوبة إلی الأنبیاء علیهم السلام و قد فسر تعلیم الأسماء لآدم علیه السلام بما یشمل جمیع الصناعات. و بالجملة لا ینبغی للمتتبع الشك فی ذلك أیضا و أما حكم العقل بلزوم الأمرین ففیه توقف و إن كان القول به غیر مستبعد. و أقول سیأتی كثیر من أخبار هذا الباب فی تضاعیف معجزات الأئمة علیهم السلام إن شاء اللّٰه تعالی.
ص: 193
«1»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ (2) أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ فَضَّلَهُمْ بِالْعِلْمِ وَ أَوْرَثَنَا عِلْمَهُمْ وَ فَضَّلَنَا عَلَیْهِمْ فِی عِلْمِهِمْ (3) وَ عَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَمْ یَعْلَمُوا وَ عَلَّمَنَا عِلْمَ الرَّسُولِ وَ عِلْمَهُمْ.
«2»-یر، بصائر الدرجات الْیَقْطِینِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ السَّمَّانِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا تَقُولُ الشِّیعَةُ فِی عَلِیٍّ وَ مُوسَی وَ عِیسَی علیهم السلام قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مِنْ أَیِّ حَالاتٍ تَسْأَلُنِی قَالَ أَسْأَلُكَ عَنِ الْعِلْمِ فَأَمَّا الْفَضْلُ فَهُمْ سَوَاءٌ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا عَسَی أَقُولُ فِیهِمْ فَقَالَ هُوَ وَ اللَّهِ أَعْلَمُ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ لَیْسَ یَقُولُونَ إِنَّ لِعَلِیٍّ مَا لِلرَّسُولِ مِنَ الْعِلْمِ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَخَاصِمْهُمْ فِیهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَالَ لِمُوسَی علیه السلام وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ فَأَعْلَمَنَا أَنَّهُ لَمْ یُبَیِّنْ لَهُ الْأَمْرَ كُلَّهُ وَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جِئْنا بِكَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ (4).
ص: 194
یج، الخرائج و الجرائح سعد عن الیقطینی مثله (1).
«3»-یر، بصائر الدرجات إِسْمَاعِیلُ بْنُ شُعَیْبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِرَجُلٍ تَمَصُّونَ الثِّمَادَ وَ تَدَعُونَ النَّهَرَ الْأَعْظَمَ (2) فَقَالَ الرَّجُلُ مَا تَعْنِی بِهَذَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ عِلْمُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله عِلْمُ النَّبِیِّینَ بِأَسْرِهِ وَ أَوْحَی اللَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَهُ مُحَمَّدٌ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ فَعَلِیٌّ أَعْلَمُ أَوْ بَعْضُ الْأَنْبِیَاءِ فَنَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی بَعْضِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ یَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ یَشَاءُ أَقُولُ لَهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله جَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ عَلِیٍّ علیه السلام فَیَقُولُ عَلِیٌّ علیه السلام أَعْلَمُ أَوْ بَعْضُ الْأَنْبِیَاءِ (3).
یج، الخرائج و الجرائح مُرْسَلًا مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ تَلَا قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (4) ثُمَّ فَرَّقَ بَیْنَ أَصَابِعِهِ فَوَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ عِنْدَنَا وَ اللَّهِ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ
(5).
«4»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِیرٍ (6) عَنْ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَقَدْ سَأَلَ مُوسَی الْعَالِمَ مَسْأَلَةً لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ جَوَابُهَا وَ لَقَدْ سَأَلَ الْعَالِمُ مُوسَی مَسْأَلَةً لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ جَوَابُهَا وَ لَوْ كُنْتُ بَیْنَهُمَا لَأَخْبَرْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِجَوَابِ مَسْأَلَتِهِ وَ لَسَأَلْتُهُمَا عَنْ مَسْأَلَةٍ لَا یَكُونُ عِنْدَهُمَا جَوَابُهَا (7).
یج، الخرائج و الجرائح محمد بن إسماعیل المشهدی عن جعفر الدوریستی عن الشیخ المفید عن
ص: 195
الصدوق عن أبیه عن سعد بن عبد اللّٰه عن محمد بن الحسین مثله (1).
«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَمَّا لَقِیَ مُوسَی الْعَالِمَ كَلَّمَهُ وَ سَاءَلَهُ نَظَرَ إِلَی خُطَّافٍ یَصْفَرُّ یَرْتَفِعُ فِی السَّمَاءِ وَ یَتَسَفَّلُ فِی الْبَحْرِ فَقَالَ الْعَالِمُ لِمُوسَی أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا الْخُطَّافُ قَالَ وَ مَا یَقُولُ قَالَ یَقُولُ وَ رَبِّ السَّمَاءِ وَ رَبِّ الْأَرْضِ مَا عِلْمُكُمَا فِی عِلْمِ رَبِّكُمَا إِلَّا مِثْلَ مَا أَخَذْتُ بِمِنْقَارِی مِنْ هَذَا الْبَحْرِ قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَا لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُمَا لَسَأَلْتُهُمَا عَنْ مَسْأَلَةٍ لَا یَكُونُ عِنْدَهُمَا فِیهَا عِلْمٌ (2).
«6»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ فِی الْحِجْرِ فَقَالَ وَ رَبِّ هَذِهِ الْبَنِیَّةِ وَ رَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَوْ كُنْتُ بَیْنَ مُوسَی وَ الْخَضِرِ لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّی أَعْلَمُ مِنْهُمَا وَ لَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَیْسَ فِی أَیْدِیهِمَا (3).
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ قَالَ وَ حَدِّثُونِی (4) جَمِیعاً عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ سَیْفٍ التَّمَّارِ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی الْحِجْرِ فَقَالَ عَلَیْنَا عَیْنٌ فَالْتَفَتْنَا یَمْنَةً وَ یَسْرَةً وَ قُلْنَا لَیْسَ عَلَیْنَا عَیْنٌ فَقَالَ وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ لَوْ كُنْتُ (5) بَیْنَ مُوسَی وَ الْخَضِرِ لَأَخْبَرْتُهُمَا أَنِّی أَعْلَمُ مِنْهَا وَ لَأَنْبَأْتُهُمَا بِمَا لَیْسَ فِی أَیْدِیهِمَا (6).
ص: 196
«8»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ یَحْیَی الْبَزَّازُ وَ دَاوُدُ بْنُ كَثِیرٍ الرَّقِّیُّ فِی مَجْلِسِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ خَرَجَ إِلَیْنَا وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَلَمَّا أَخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ یَا عَجَبَاهْ لِأَقْوَامٍ یَزْعُمُونَ أَنَّا نَعْلَمُ الْغَیْبَ مَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ لَقَدْ هَمَمْتُ بِضَرْبِ جَارِیَتِی فُلَانَةَ فَهَرَبَتْ مِنِّی فَمَا عَلِمْتُ فِی أَیِّ بُیُوتِ الدَّارِ هِیَ قَالَ سَدِیرٌ فَلَمَّا أَنْ قَامَ عَنْ مَجْلِسِهِ وَ صَارَ فِی مَنْزِلِهِ وَ أَعْلَمْتُ دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو بَصِیرٍ وَ مُیَسِّرٌ وَ قُلْنَا لَهُ جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ سَمِعْنَاكَ أَنْتَ تَقُولُ كَذَا وَ كَذَا فِی أَمْرِ خَادِمَتِكَ وَ نَحْنُ نَزْعُمُ أَنَّكَ تَعْلَمُ عِلْماً كَثِیراً وَ لَا نَنْسُبُكَ إِلَی عِلْمِ الْغَیْبِ قَالَ فَقَالَ لِی یَا سَدِیرُ أَ لَمْ تَقْرَأِ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَهَلْ وَجَدْتَ فِیمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قالَ الَّذِی عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِیكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیْكَ طَرْفُكَ (1) قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ قَرَأْتُ قَالَ فَهَلْ عَرَفْتَ الرَّجُلَ وَ هَلْ عَلِمْتَ مَا كَانَ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ قَالَ قُلْتُ فَأَخْبِرْنِی أَفْهَمْ قَالَ قَدْرُ قَطْرَةِ الثَّلْجِ فِی الْبَحْرِ (2) الْأَخْضَرِ فَمَا یَكُونُ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ الْكِتَابِ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ هَذَا قَالَ فَقَالَ لِی یَا سَدِیرُ مَا أَكْثَرَ هَذَا لِمَنْ یَنْسُبُهُ اللَّهُ (3) إِلَی الْعِلْمِ الَّذِی أُخْبِرُكَ بِهِ یَا سَدِیرُ فَهَلْ وَجَدْتَ فِیمَا قَرَأْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4) قَالَ قُلْتُ قَدْ قَرَأْتُهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَفْهَمُ أَمْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قَالَ لَا بَلْ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ كُلُّهُ قَالَ فَأَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ وَ قَالَ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ اللَّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا (5) عِلْمُ الْكِتَابِ وَ اللَّهِ كُلُّهُ عِنْدَنَا.
ص: 197
بیان: قوله علیه السلام فما علمت أی علما مستندا إلی الأسباب الظاهرة أو علما غیر مستفاد و یحتمل أن یكون اللّٰه تعالی أخفی علیه ذلك فی تلك الحال. قوله و لا ننسبك الظاهر أنه إخبار أی لا ننسبك إلی أنك تعلم الغیب بنفسك من غیر استفادة و یحتمل أن یكون استفهاما إنكاریا و البحر الأخضر هو المحیط سمی بذلك لخضرته و سواده بسبب كثرة مائه قوله ما أكثر هذا لعل هذا رد لما یفهم من كلام سدیر من تحقیر العلم الذی أوتی آصف بأنه قلیل بالنسبة إلی علم كل الكتاب لكنه فی نفسه عظیم كثیر لانتسابه إلی علم الكتاب الذی أخبرك برفعة شأنه بعد. و یحتمل أن یكون هذا مجملا یفسره ما بعده و یكون الغرض بیان وفور علم من نسبه اللّٰه إلی علم مجموع الكتاب و لعل الأول أظهر و علی أی حال یدل علی أن الجنس المضاف للعموم و قد مر شرح الخبر فیما مضی علی وجه آخر.
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ- الْأَئِمَّةُ یَعْلَمُونَ مَا یُضْمَرُ فَقَالَ عَلِمْتُ وَ اللَّهِ مَا عَلِمَتِ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ ثُمَّ قَالَ لِی أَزِیدُكَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَ نُزَادُ مَا لَمْ تُزَدِ الْأَنْبِیَاءُ (1).
«10»-یج، الخرائج و الجرائح رَوَی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَمِیدِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ السَّمَّانِ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام یَا عَبْدَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِی عَلِیٍّ وَ مُوسَی وَ عِیسَی قُلْتُ مَا عَسَی أَنْ أَقُولَ قَالَ هُوَ وَ اللَّهِ أَعْلَمُ مِنْهُمَا ثُمَّ قَالَ أَ لَسْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ لِعَلِیٍّ مَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْعِلْمِ قُلْنَا نَعَمْ وَ النَّاسُ یُنْكِرُونَ قَالَ فَخَاصِمْهُمْ فِیهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَی لِمُوسَی وَ كَتَبْنا لَهُ فِی الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ (2) فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ یَكْتُبْ لَهُ الشَّیْ ءَ كُلَّهُ وَ قَالَ لِعِیسَی وَ لِأُبَیِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ (3) فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ یُبَیِّنْ لَهُ الْأَمْرَ كُلَّهُ وَ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جِئْنا بِكَ عَلی
ص: 198
هؤُلاءِ شَهِیداً (1) وَ نَزَّلْنا عَلَیْكَ الْكِتابَ تِبْیاناً لِكُلِّ شَیْ ءٍ (2) وَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ قُلْ كَفی بِاللَّهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) قَالَ وَ اللَّهِ إِیَّانَا عَنَی وَ عَلِیٌّ أَوَّلُنَا وَ أَفْضَلُنَا وَ خَیْرُنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی نَزَلَ مَعَ آدَمَ عَلَی حَالِهِ وَ لَیْسَ یَمْضِی مِنَّا عَالِمٌ إِلَّا خَلَّفَ مَنْ یَعْلَمُ عِلْمَهُ وَ الْعِلْمُ یُتَوَارَثُ (4).
«11»-یج، الخرائج و الجرائح جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ السَّیِّدَانِ الْمُرْتَضَی وَ الْمُجْتَبَی ابْنَا الدَّاعِی وَ الْأُسْتَاذَانِ أَبُو الْقَاسِمِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنَا كُمَیْحٍ عَنِ الشَّیْخِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (5) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ بِالْعِلْمِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ وَرَّثَنَا عِلْمَهُمْ وَ فَضَّلَنَا عَلَیْهِمْ فِی فَضْلِهِمْ وَ عَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا لَا یَعْلَمُونَ وَ عَلَّمَنَا عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَوَیْنَا لِشِیعَتِنَا فَمَنْ قَبِلَ مِنْهُمْ فَهُوَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَیْنَمَا نَكُونُ فَشِیعَتُنَا مَعَنَا (6).
«12»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، نَاقِلًا مِنْ كِتَابِ الْأَرْبَعِینَ رِوَایَةَ سَعْدٍ الْإِرْبِلِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ الْأَزْرَقِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ: وُجِدَ فِی ذَخِیرَةِ أَحَدِ حَوَارِیِّ الْمَسِیحِ علیه السلام رَقٌّ مَكْتُوبٌ بِالْقَلَمِ السُّرْیَانِیِّ مَنْقُولًا مِنَ التَّوْرَاةِ وَ ذَلِكَ لَمَّا تَشَاجَرَ مُوسَی وَ الْخَضِرُ علیهما السلام فِی قَضِیَّةِ السَّفِینَةِ وَ الْغُلَامِ وَ الْجِدَارِ وَ رَجَعَ مُوسَی إِلَی قَوْمِهِ سَأَلَهُ أَخُوهُ هَارُونُ عَمَّا استعمله (اسْتَعْلَمَهُ) مِنَ الْخَضِرِ علیه السلام فِی السَّفِینَةِ وَ شَاهَدَهُ مِنْ عَجَائِبِ الْبَحْرِ قَالَ بَیْنَمَا أَنَا وَ الْخَضِرُ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ إِذْ سَقَطَ بَیْنَ أَیْدِینَا طَائِرٌ أَخَذَ فِی مِنْقَارِهِ
ص: 199
قَطْرَةً مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ وَ رَمَی بِهَا نَحْوَ الْمَشْرِقِ ثُمَّ أَخَذَ ثَانِیَةً وَ رَمَی بِهَا نَحْوَ الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَخَذَ ثَالِثَةً وَ رَمَی بِهَا نَحْوَ السَّمَاءِ ثُمَّ أَخَذَ رَابِعَةً وَ رَمَی بِهَا نَحْوَ الْأَرْضِ ثُمَّ أَخَذَ خَامِسَةً وَ أَلْقَاهَا فِی الْبَحْرِ فَبُهِتَ الْخَضِرُ وَ أَنَا قَالَ مُوسَی فَسَأَلْتُ الْخَضِرَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ یُجِبْ وَ إِذَا نَحْنُ بِصَیَّادٍ یَصْطَادُ فَنَظَرَ إِلَیْنَا وَ قَالَ مَا لِی أَرَاكُمَا فِی فِكْرٍ وَ تَعَجُّبٍ فَقُلْنَا فِی أَمْرِ الطَّائِرِ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ صَیَّادٌ وَ قَدْ عَلِمْتُ إِشَارَتَهُ وَ أَنْتُمَا نَبِیَّانِ لَا تَعْلَمَانِ قُلْنَا مَا نَعْلَمُ إِلَّا مَا عَلَّمَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ هَذَا طَائِرٌ فِی الْبَحْرِ یُسَمَّی مسلم لِأَنَّهُ إِذَا صَاحَ یَقُولُ فِی صِیَاحِهِ مسلم وَ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَی أَنَّهُ یَأْتِی فِی آخِرِ الزَّمَانِ نَبِیٌّ یَكُونُ عِلْمُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ عِنْدَ عِلْمِهِ مِثْلَ هَذِهِ الْقَطْرَةِ الْمُلْقَاةِ فِی الْبَحْرِ وَ یَرِثُ عِلْمَهُ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِیُّهُ فَسَكَنَ مَا كُنَّا فِیهِ مِنَ الْمُشَاجَرَةِ وَ اسْتَقَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عِلْمَهُ بَعْدَ أَنْ كُنَّا بِهِ مُعْجَبِینَ وَ مَشَیْنَا ثُمَّ غَابَ الصَّیَّادُ عَنَّا فَعَلِمْنَا أَنَّهُ مَلَكٌ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْنَا یُعَرِّفُنَا بِنَقْصِنَا حَیْثُ ادَّعَیْنَا الْكَمَالَ (1).
«13»-وَ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ، رَفَعَهُ إِلَی كَثِیرِ بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام قَالَ: لَقَدْ سَأَلَ مُوسَی الْعَالِمَ مَسْأَلَةً لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ جَوَابٌ وَ لَوْ كُنْتُ شَاهِدَهُمَا لَأَخْبَرْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِجَوَابِهِ وَ لَسَأَلْتُهُمَا مَسْأَلَةً لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُمَا فِیهَا جَوَابٌ.
ص: 200
«1»-شا، الإرشاد ج، الإحتجاج مُعَاوِیَةُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِیدٍ السَّمَّانِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّیْدِیَّةِ فَقَالا لَهُ أَ فِیكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُهُ قَالَ فَقَالَ لَا فَقَالا لَهُ وَ قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تَقُولُ بِهِ (1) سَمَّوْا قَوْماً وَ قَالُوا هُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَ تَشْمِیرٍ وَ هُمْ مِمَّنْ لَا یَكْذِبُ (2) فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَالَ مَا أَمَرْتُهُمْ بِهَذَا فَلَمَّا رَأَیَا الْغَضَبَ بِوَجْهِهِ (3) خَرَجَا فَقَالَ لِی تَعْرِفُ (4) هَذَیْنِ قُلْتُ نَعَمْ هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا وَ هُمَا مِنَ الزَّیْدِیَّةِ وَ هُمَا یَزْعُمَانِ أَنَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ كَذَبَا لَعَنَهُمَا اللَّهُ (5) وَ اللَّهِ (6) مَا رَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَیْنَیْهِ وَ لَا بِوَاحِدَةٍ مِنْ عَیْنَیْهِ وَ لَا رَآهُ أَبُوهُ اللَّهُمَّ (7) إِلَّا أَنْ یَكُونَ رَآهُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَإِنْ كَانَا صَادِقَیْنِ فَمَا عَلَامَةٌ فِی مَقْبِضِهِ وَ مَا أَثَرٌ فِی مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ وَ إِنَّ عِنْدِی لَسَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ عِنْدِی لَرَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله
ص: 201
وَ دِرْعَهُ (1) وَ لَأْمَتَهُ وَ مِغْفَرَهُ فَإِنْ كَانَا صَادِقَیْنِ فَمَا عَلَامَةٌ فِی دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّ عِنْدِی لَرَایَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْمِغْلَبَةَ وَ إِنَّ عِنْدِی أَلْوَاحَ مُوسَی وَ عَصَاهُ وَ إِنَّ عِنْدِی لَخَاتَمَ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام وَ إِنَّ عِنْدِی الطَّسْتَ الَّذِی كَانَ مُوسَی یُقَرِّبُ بِهَا الْقُرْبَانَ وَ إِنَّ عِنْدِیَ الِاسْمَ الَّذِی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذَا وَضَعَهُ بَیْنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْمُشْرِكِینَ لَمْ یَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِینَ إِلَی الْمُسْلِمِینَ نُشَّابَةٌ وَ إِنَّ عِنْدِی لَمِثْلَ التَّابُوتِ الَّذِی جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ (2) وَ مَثَلُ السِّلَاحِ فِینَا كَمَثَلِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی أَیِّ بَیْتٍ (3) وُجِدَ التَّابُوتُ عَلَی أَبْوَابِهِمْ وَ أُوتُوا النُّبُوَّةَ وَ مَنْ سَارَ إِلَیْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِیَ الْإِمَامَةَ وَ لَقَدْ لَبِسَ أَبِی دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَخَطَّتْ عَلَی الْأَرْضِ خِطَطاً (4) وَ لَبِسْتُهَا أَنَا فَكَانَتْ وَ كَانَتْ وَ قَائِمُنَا مَنْ إِذَا لَبِسَهَا مَلَأَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ (5).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علی بن الحكم عن معاویة عن سعید مثله (6)
- یر، بصائر الدرجات جعفر عن فضالة عن أیوب و غیر واحد عن معاویة بن عمار عن سعید الأعرج عنه علیه السلام مثله بیان مقبض السیف و القوس بفتح المیم و كسر الباء حیث یقبض بهما بجمع الكف و مضرب السیف نحو شبر من طرفه و اللأمة مهموزة الدرع و قیل السلاح و لأمة الحرب أداته و قد تترك الهمزة تخفیفا و المغفر بالكسر زرد ینسج من الدروع علی قدر الرأس یلبس تحت القلنسوة. قوله المغلبة اسم آلة من الغلبة أو اسم فاعل من المزید أو اسم مفعول من
ص: 202
التغلیب أی ما یحكم له بالغلبة قال الفیروزآبادی المغلب المغلوب مرارا و المحكوم له بالغلبة ضد و النشابة بالضم مشددة الشین السهم. قوله فخطت أی كانت زائدة عن قامته علیه السلام قوله فكانت و كانت أی كانت زائدة و كانت قریبة أی لم تكن زائدة كما كانت لأبی بل كانت أقرب إلی الاستواء و هذه عبارة شائعة یعبر بها عن القرب و قیل أی قد كانت تصل و قد كانت لا تصل. و یظهر من الأخبار أن عندهم علیهم السلام درعین أحدهما علامة الإمامة تستوی علی كل إمام و الأخری علامة القائم علیه السلام لا تستوی إلا علیه صلوات اللّٰه علیه.
«2»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ أَتَانِی إِسْحَاقُ فَسَأَلَنِی عَنِ السَّیْفِ الَّذِی أَخَذَهُ الطُّوسِیُّ هُوَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ لَا إِنَّمَا السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَیْنَمَا دَارَ السِّلَاحُ كَانَ الْمُلْكُ فِیهِ (1).
بیان: المراد بالطوسی المأمون و لعله أخذ منه علیه السلام سیفا زعما منه أنه سیف رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله.
«3»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا علیه السلام عَنِ السَّكِینَةِ فَقَالَ رِیحٌ تَخْرُجُ مِنَ الْجَنَّةِ لَهَا صُورَةٌ كَصُورَةِ الْإِنْسَانِ وَ رَائِحَةٌ طَیِّبَةٌ وَ هِیَ الَّتِی أُنْزِلَتْ عَلَی إِبْرَاهِیمَ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَتْ تَدُورُ حَوْلَ أَرْكَانِ الْبَیْتِ وَ هُوَ یَضَعُ الْأَسَاطِینَ قُلْنَا هِیَ مِنَ الَّتِی قَالَ فِیهِ سَكِینَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِیَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسی وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ (2) قَالَ تِلْكَ السَّكِینَةُ كَانَتْ فِی التَّابُوتِ وَ كَانَتْ فِیهَا طَسْتٌ یُغْسَلُ (3) فِیهَا قُلُوبُ الْأَنْبِیَاءِ وَ كانت (كَانَ) التَّابُوتُ یَدُورُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَعَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ فَمَا تَابُوتُكُمْ قُلْنَا السِّلَاحُ قَالَ صَدَقْتُمْ هُوَ تَابُوتُكُمْ (4).
ص: 203
«4»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْعِجْلِیَّةَ یَزْعُمُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ یَدَّعِی أَنَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ لَقَدْ كَذَبَ فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ عِنْدَهُ وَ مَا رَآهُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ عَیْنَیْهِ قَطُّ وَ لَا رَآهُ أَبُوهُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ رَآهُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ إِنَّ صَاحِبَهُ لَمَحْفُوظٌ مَحْفُوظٌ لَهُ وَ لَا یَذْهَبَنَّ یَمِیناً وَ لَا شِمَالًا فَإِنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ اجْتَمَعُوا عَلَی أَنْ یُحَوِّلُوا هَذَا الْأَمْرَ مِنْ مَوْضِعِهِ الَّذِی وَضَعَهُ اللَّهُ مَا اسْتَطَاعُوا وَ لَوْ أَنَّ خَلْقَ اللَّهِ كُلَّهُمْ جَمِیعاً كَفَرُوا حَتَّی لَا یَبْقَی أَحَدٌ جَاءَ اللَّهُ لِهَذَا الْأَمْرِ بِأَهْلٍ یَكُونُونَ هُمْ أَهْلَهُ (1).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقی عن فضالة عن سلیمان بن هارون مثله (2).
«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی ظَهَرَ فِیهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسَفَطٍ لَهُ فَلَمَّا وُضِعَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَتَحَهُ فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی شَیْ ءٍ فَتَنَاوَلَهُ فَتَعَیَّبَ مِنْهُ شَیْ ءٌ فَغَضِبَ ثُمَّ دَعَا سَعِیدَةَ فَأَسْمَعَهَا فَقَالَ لَهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْلَحَكَ اللَّهُ لَقَدْ غَضِبْتَ غَضَباً مَا أَرَاكَ غَضِبْتَ مِثْلَهُ فَقَالَ لَهُ مَا تَدْرِی مَا هَذِهِ هَذِهِ الْعِقَابُ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ثُمَّ أَخْرَجَ صُرَّةً فَأَخَذَهَا بِیَدِهِ فَقَالَ فِی هَذِهِ الصُّرَّةِ مِائَتَا دِینَارٍ عَزَلَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَنْ ثَمَنِ عَمُودَانَ أُعِدَّتْ (3) لِهَذَا الْحَدَثِ الَّذِی حَدَثَ اللَّیْلَةَ بِالْمَدِینَةِ قَالَ فَأَخَذَهَا فَمَضَی فَكَانَتْ نَفَقَتُهُ بِطَیْبَةَ (4).
بیان: فأسمعها (5) أی شتمها و عمودان كأنه اسم ضیعة باعها علیه السلام فأعد من ثمنها مائتی دینار لتلك الداهیة التی علم أنها تحدث بالمدینة و طیبة بالفتح
ص: 204
من أسماء المدینة و المراد بها هنا ضیعة مسماة بها كان اشتراها علیه السلام كما سیأتی فی خبر آخر هو مفصل هذا الخبر.
«6»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: بَیْنَا مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی ثَقِیفَةٍ (1) إِذَا اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَقَالُوا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أُنَاساً یَأْتُونَنَا یَزْعُمُونَ أَنَّ فِیكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِمَامَ مُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ فَقَالَ مَا أَعْرِفُ ذَلِكَ فِی أَهْلِ بَیْتِی فَقَالُوا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ قَالَ مَا قُلْتُ لَهُمْ ذَلِكَ قَالُوا یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُمْ أَصْحَابُ تَشْمِیرٍ وَ أَصْحَابُ خَلْوَةٍ وَ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَ هُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ أَنْتَ هُوَ قَالَ هُمْ أَعْلَمُ وَ مَا قَالُوا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهُ أَنَّهُمْ قَدْ أَغْضَبُوهُ قَامُوا فَخَرَجُوا فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ أُنَاسٌ مِنَ الْعِجْلِیَّةِ قَالَ عَلَیْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ قُلْتُ یَزْعُمُونَ أَنَّ سَیْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَقَعَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا رَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَ لَا أَبُوهُ الَّذِی وَلَدَهُ بِوَاحِدَةٍ مِنْ عَیْنَیْهِ إِلَّا أَنْ یَكُونَ رَآهُ عِنْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ (2) علیهما السلام فَإِنْ كَانُوا صَادِقِینَ فَاسْأَلُوهُمْ عَمَّا فِی مَیْسَرَتِهِ وَ عَمَّا فِی مَیْمَنَتِهِ فَإِنَّ فِی مَیْسَرَةِ سَیْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی مَیْمَنَتِهِ عَلَامَةً ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ عِنْدَنَا لَسَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعُهُ وَ سِلَاحُهُ وَ لَأْمَتُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا الَّذِی كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَضَعُهُ بَیْنَ الْمُشْرِكِینَ وَ الْمُسْلِمِینَ فَلَا یَخْلُصُ إِلَیْهِمْ نُشَّابَةٌ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَمِثْلَ التَّابُوتِ الَّذِی جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ تَحْمِلُهُ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَمِثْلَ الطَّشْتِ الَّذِی كَانَ مُوسَی یُقَرِّبُ فِیهَا الْقُرْبَانَ وَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا لَأَلْوَاحَ مُوسَی وَ عَصَاهُ وَ إِنَّ قَائِمَنَا مَنْ لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَلَأَهَا وَ لَقَدْ لَبِسَهَا أَبُو جَعْفَرٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فَخَطَّتْ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ أَلْحَمُ أَمْ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ أَلْحَمَ مِنِّی وَ لَقَدْ لَبِسْتُهَا أَنَا فَكَانَتْ وَ كَانَتْ وَ قَالَ بِیَدِهِ هَكَذَا وَ قَلَبَهَا ثَلَاثاً (3).
ص: 205
بیان: إنما نفی علیه السلام الإمام المفترض (1) الطاعة تقیة منهم و وری فی ذلك أولا بأن أراد بأهل بیته غیره فلما صرح به علیه السلام قال ما قلت لهم ذلك و كان كذلك لأنه علیه السلام لم یكن قال ذلك لهم بل قال لغیرهم و هم سمعوه منهم و یحتمل أن یكون لفظ المثل فی بعض المواضع زائدا و المراد عینها مع أن وجود الأمثال لا ینافی وجود أعیانها أیضا. و لعل تحریك الید للإشارة إلی القرب أیضا كما هو الشائع بین الناس و كان غرض السائل عن كونه أكثر لحما أو أبوه علیه السلام استعلام استوائه علی قامته علیه السلام أم لا ظنا منه أن هذا تابع اللحم و طول القامة فأجاب علیه السلام بما یظهر منه أنه لیس كذلك بأن بین أن مع كون أبی ألحم منی كانت علی قامتی أقرب إلی الاستواء منه لأنی إلی الكون قائما أقرب و لعل بیان ذلك لقوة رجائهم و عدم یأسهم من تعجیل الفرج.
«7»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ یَحْیَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ السِّلَاحَ فِینَا كَمَثَلِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ كَانَ حَیْثُ مَا دَارَ التَّابُوتُ فَثَمَّ الْمُلْكُ وَ حَیْثُمَا دَارَ السِّلَاحُ فَثَمَّ الْعِلْمُ (2).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن جعفر عن محمد بن عیسی عن الحسن عن فضالة عن یحیی عن أبیه عن عبد اللّٰه بن سلیمان قال سمعت أبا جعفر علیه السلام مثله (3).
«8»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ السِّلَاحَ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یَدُورُ الْمُلْكُ حَیْثُ دَارَ السِّلَاحُ كَمَا كَانَ یَدُورُ حَیْثُ دَارَ التَّابُوتُ (4).
«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أُدَیْمِ بْنِ الْحُرِّ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَرِثَ
ص: 206
عَلِیٌّ علیه السلام عِلْمَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ مَا هُنَالِكَ ثُمَّ صَارَ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام (1).
«10»-یر، بصائر الدرجات عَنْهُ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَبِسَ أَبِی دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ ذَاتُ الْفُضُولِ فَجَرَّهَا عَلَی الْأَرْضِ (2).
«11»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ حُجْرٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا یَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَتْ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ صَحِیفَةٌ مَخْتُومَةٌ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِیٌّ علیه السلام سِلَاحَهُ وَ مَا هُنَالِكَ ثُمَّ صَارَ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَلَمَّا خَشِیَا أَنْ یُفَتَّشَا اسْتَوْدَعَا أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ قُبِضَا بَعْدَ ذَلِكَ فَصَارَ إِلَی أَبِیكَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ انْتَهَی إِلَیْكَ أَوْ صَارَ إِلَیْكَ قَالَ نَعَمْ (3).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن فضالة عن عمر بن أبان عنه علیه السلام مثله (4).
«12»-یر، بصائر الدرجات بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: ذَكَرْتُ الْكِیسَانِیَّةَ وَ مَا یَقُولُونَ فِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ أَ لَا یَقُولُونَ عِنْدَ مَنْ كَانَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا كَانَ فِی سَیْفِهِ مِنْ عَلَامَةٍ كَانَتْ فِی جَانِبَیْهِ إِنْ كَانُوا یَعْلَمُونَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ كَانَ یَحْتَاجُ إِلَی بَعْضِ الْوَصِیَّةِ أَوْ إِلَی الشَّیْ ءِ مِمَّا فِی الْوَصِیَّةِ فَیَبْعَثُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَیَنْسَخُهُ لَهُ (5).
یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ وَ لَكِنْ لَا أُحِبُّ أَنْ أُزْرِیَ بِابْنِ عَمٍّ لِی (6).
بیان: محمد بن علی هو ابن الحنفیة و الكیسانیة أصحاب المختار القائلون
ص: 207
بإمامته و بین علیه السلام فساد زعمهم بأنه لم یكن عنده وصیة أمیر المؤمنین علیه السلام أو الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و كان یحتاج فی استعلام ما فیها إلی السجاد علیه السلام و الإزراء العیب و التحقیر و المراد بابن العم ولد ابن الحنفیة و فی بعض النسخ بأمر عم لی فالمراد هو نفسه.
«13»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدٌ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ عِنْدِی لَخَاتَمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعَهُ وَ سَیْفَهُ وَ لِوَاءَهُ (1).
«14»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْكِیسَانِیَّةُ وَ مَا یَقُولُونَ فِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ أَ لَا تَسْأَلُونَهُمْ عِنْدَ مَنْ كَانَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ كَانَ یَحْتَاجُ فِی الْوَصِیَّةِ أَوِ الشَّیْ ءِ فِیهَا فَیَبْعَثُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَیَنْسَخُهَا لَهُ (2).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام ذُكِرَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ إِنَّهُ مَصْفُودُ الْحَمَائِلِ وَ قَالَ أَتَانِی إِسْحَاقُ فَعَظَّمَ (3) بِالْحَقِّ وَ الْحُرْمَةِ السَّیْفَ الَّذِی أَخَذَهُ هُوَ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتُ لَهُ وَ كَیْفَ یَكُونُ هُوَ وَ قَدْ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَثَلُ السِّلَاحِ فِینَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَیْنَمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكُ (4).
توضیح: قال الجوهری الحمالة علاقة السیف و الجمع الحمائل و قال صفده یصفده صفدا أی شده و أوثقه و الصفد أیضا الوثاق و الأصفاد القیود. أقول لعل المعنی أن حمائله مشدودة لم تفتح بعد كنایة عن عدم الإذن فی الجهاد أو أن حمائله من صفد و حدید أو أنه قام قد شدت علیه حمائله.
ص: 208
قوله علیه السلام فعظم أی عظم الیمین بالحق و الحرمة كان قال أقسمت علیك بحق فلان و بحرمة فلان لما أخبرتنی أن السیف الذی أخذه المأمون منك هو سیف الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أولا و فی بعض النسخ فعزم بالزای و هو أظهر و قد مر مثله.
«16»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَیَابَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَمَّا یَتَحَدَّثُ النَّاسُ إِنَّمَا هِیَ صَحِیفَةٌ مَخْتُومَةٌ قَالَ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَقْبِضَهُ أَوْرَثَ عَلِیّاً عِلْمَهُ وَ سِلَاحَهُ وَ مَا هُنَاكَ ثُمَّ صَارَ إِلَی الْحَسَنِ وَ إِلَی الْحُسَیْنِ ثُمَّ حِینَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ علیه السلام اسْتَوْدَعَهُ (1) أُمَّ سَلَمَةَ ثُمَّ قُبِضَ (2) بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهَا قَالَ فَقُلْتُ ثُمَّ صَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ إِلَی أَبِیكَ ثُمَّ انْتَهَی إِلَیْكَ قَالَ نَعَمْ (3).
«17»-أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ قُلْتُ إِنَّ الْعِجْلِیَّةَ یَزْعُمُونَ أَنَّ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عِنْدَ وَلَدِ الْحَسَنِ قَالَ كَذَبُوا وَ اللَّهِ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَیْفَانِ وَ فِی أَحَدِهِمَا عَلَامَةٌ فِی مَیْمَنَتِهِ فَلْیُخْبِرُوا بِعَلَامَتِهِمَا وَ أَسْمَائِهِمَا إِنْ كَانُوا صَادِقِینَ وَ لَكِنْ لَا أُزْرِی ابْنَ عَمِّی قَالَ قُلْتُ وَ مَا اسْمُهَا قَالَ أَحَدُهُمَا الرَّسُومُ وَ الْآخَرُ مِخْذَمٌ (4).
بیان: لعله إنما سمی الرسوم لعلامات كانت فیه أو لسرعة نفوذه و كثرة استعماله قال الفیروزآبادی الرسوم الذی یبقی علی السیر یوما و لیلة و قد مر أن الأظهر أنه بالباء أی یمضی فی الضریبة و یغیب فیها من رسب إذا ذهب إلی أسفل و إذا ثبت كذا ذكر فی النهایة و قال الخذم القطع و به سمی السیف مخذما.
«18»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ
ص: 209
الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ عِنْدِی سِلَاحُ (1) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أُنَازَعُ فِیهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ السِّلَاحَ مَدْفُوعٌ عَنْهُ لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللَّهِ كَانَ أَخْیَرَهُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ یَصِیرُ إِلَی مَنْ یَلْوِی لَهُ الْحَنَكُ فَإِذَا كَانَتْ مِنَ اللَّهِ فِیهِ الْمَشِیَّةُ خَرَجَ فَیَقُولُ النَّاسُ مَا هَذَا الَّذِی كَانَ وَ یَضَعُ اللَّهُ لَهُ یَدَهُ (2) عَلَی رَأْسِ رَعِیَّتِهِ (3).
شا، الإرشاد عن عبد الأعلی مثله (4)
بیان: قوله لا أنازع فیه أی لا یمكنهم إنكار كونه عندنا أو لا یمكنهم أخذه منا و لا یوفقون لذلك قوله علیه السلام مدفوع عنه أی لا یصیبه فوت و لا ضرر أو لا یصیب من هو عنده معصیة و لا منقصة و لا ضرا أو لا یمكن لأحد الإجبار علی أخذه منا. قوله من یلوی له الحنك الإلواء الإمالة و هو إما كنایة عن انقیاد الناس له اضطرارا فإن من لا یرضی بأمر و لا یمكنه دفعه یمضغ أسنانه و هذا مثل معروف بین الناس أو كنایة عن عدم قدرتهم علی التكلم فی أمره عند ظهوره أو عن غمز الناس فیه بالإشارة مع عدم قدرتهم علی التصریح بنفیه و هذا أیضا مثل شائع و قیل إشارة إلی تكلم الناس كثیرا فی أمره و قیل أی كونهم محنكین. قوله علیه السلام ما هذا الذی كان هذا تعجب إما من قدرته و استیلائه أو من غرابة أحكامه و قضایاه قوله علیه السلام یضع اللّٰه له یده كنایة عن لطفه و إشفاقه أو قدرته و استیلائه و یحتمل الحقیقة كما سیأتی فی أبواب أحواله علیه السلام.
«19»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِمْرَانَ الْحَلَبِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ
ص: 210
التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ حَیْثُمَا دَارَ دَارَ الْعِلْمُ (1).
«20»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عِنْدَكَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَكَتَبَ إِلَیَّ بِخَطِّهِ الَّذِی أَعْرِفُهُ هُوَ عِنْدِی (2).
«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْمَتَاعِ سَیْفاً وَ دِرْعاً وَ عَنَزَةً وَ رَحْلًا وَ بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ فَوَرِثَ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَیْفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَذَّاءِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا بَا عُبَیْدَةَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعُهُ وَ رَایَتُهُ الْمِغْلَبَةُ وَ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام قَرَّتْ عَیْنُهُ (4).
«23»-عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: جَاءَ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ بِالْیَمَنِ صَنَماً مِنْ حِجَارَةٍ مُقْعَدٌ فِی حَدِیدٍ فَابْعَثْ إِلَیْهِ حَتَّی یُجَاءَ بِهِ قَالَ فَبَعَثَنِی النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی الْیَمَنِ فَجِئْتُ بِالْحَدِیدِ فَدَفَعْتُ إِلَی عُمُرَ الصَّیْقَلِ فَضَرَبَ عَنْهُ سَیْفَیْنِ ذَا الْفَقَارِ وَ مِخْذَماً فَتَقَلَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِخْذَماً وَ قَلَّدَنِی ذَا الْفَقَارِ ثُمَّ إِنَّهُ صَارَ إِلَیَّ بَعْدُ الْمِخْذَمُ (5).
بیان: استعمل الضرب فی العمل مجازا و فی بعض النسخ بالصاد المهملة بمعنی القطع.
«24»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ مُحَسِّنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ
ص: 211
عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَبِسَ أَبِی دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذَاتَ الْفُضُولِ فَخَطَّتْ وَ لَبِسْتُ أَنَا فَكَانَ وَ كَانَ (1).
«25»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام الْوَفَاةُ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ أَخْرَجَ سَفَطاً أَوْ صُنْدُوقاً عِنْدَهُ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ احْمِلْ هَذَا الصُّنْدُوقَ قَالَ فَحُمِلَ بَیْنَ أَرْبَعَةٍ قَالَ فَلَمَّا تُوُفِّیَ جَاءَ إِخْوَتُهُ یَدَّعُونَ فِی الصُّنْدُوقِ فَقَالُوا أَعْطِنَا نَصِیبَنَا مِنَ الصُّنْدُوقِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا لَكُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ وَ لَوْ كَانَ لَكُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ مَا دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ كَانَ فِی الصُّنْدُوقِ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كُتُبُهُ (3).
یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن أبی القاسم الكوفی و محمد بن إسماعیل القمی عن إبراهیم بن أبی البلاد عن عیسی بن عبد اللّٰه بن عمر عن جعفر بن محمد علیهما السلام مثله (4).
«26»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ صَلَّیْتُ وَ خَرَجْتُ حَتَّی إِذَا كُنْتُ قَرِیباً مِنَ الْبَابِ اسْتَقْبَلَنِی مَوْلًی لِبَنِی الْحَسَنِ قَالَ كَیْفَ أَمْسَیْتَ یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ مَنْ یَتَّقِ اللَّهَ فَهُوَ بِخَیْرٍ قَالَ إِنِّی خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ بَنِی الْحَسَنِ آنِفاً فَسَمِعْتُهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ شِیعَتَكَ بِالْكُوفَةِ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ نَبِیٌّ وَ إِنَّ عِنْدَكَ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ یَا بَا فُلَانٍ لَقَدِ اسْتَقْبَلْتَنِی بِأَمْرٍ عَظِیمٍ قَالَ وَ فَعَلْتَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ ذَاكَ أَرَدْتُ قُلْتُ هَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّی كَمَا بَلَّغْتَنِی قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ اللَّهِ قَالَ وَ حَقِّ الثَّلَاثَةِ (5) یَا بَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ تُؤَكِّدَ عَلَیَّ قُلْتُ أَوْ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ ذَاكَ أَرَدْتُ
ص: 212
قُلْتُ قُلْ لِبَنِی الْحَسَنِ مَا تَصْنَعُونَ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ یَصْدُقُ وَ فِیهِمْ مَنْ یَكْذِبُ هَذَا أَنَا عِنْدَكُمْ أَزْعُمُ أَنَّ عِنْدِی سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَایَتَهُ وَ دِرْعَهُ وَ أَنَّ أَبِی قَدْ لَبِسَهَا فَخَطَّتْ عَلَیْهِ فَلْتَأْتِ بَنُو الْحَسَنِ فَلْیَقُولُوا مِثْلَ مَا أَقُولُ قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْحَسَدُ لَا وَ اللَّهِ مَا كَانَتْ بَنُو هَاشِمٍ یُحْسِنُونَ یَحُجُّونَ وَ لَا یُصَلُّونَ حَتَّی عَلَّمَهُمْ أَبِی وَ بَقَرَ لَهُمُ الْعِلْمَ (1).
بیان: قوله قال و فعلت علی صیغة الخطاب أی قلت لهم إن عندك سلاح رسول اللّٰه قوله ذاك أردت أی كان مرادی أن أعلم أنك قلت ذلك أم لا و یمكن أن یقرأ و فعلت علی صیغة المتكلم أی استقبلتك بأمر یعظم علیك فقوله ذاك أردت أی كان مرادی أن أواجهك بمثله لأنهم أمرونی بذلك قوله قلت و اللّٰه أقسم علیه بأن یبلغهم ما یسمع منه. قوله و حق الثلاثة أی بحق محمد و علی و فاطمة أو بحق اللّٰه و محمد و علی و فی بعض النسخ هكذا قلت و اللّٰه قال و اللّٰه قلت و اللّٰه قال و اللّٰه فأعدت علیه فقال و اللّٰه قلت و حق الثلاثة. فالمراد بالثلاثة الأیمان الثلاثة و فی بعض النسخ و حق البنیة أی الكعبة و لعله أظهر قوله لقد أحببت أن تؤكد أی حتی یكون لی عذر فی إبلاغ ذلك عندهم قوله أو فعلت أی قبلت مؤكدا بالیمین أن تبلغ و یمكن أن تقرأ علی صیغة المتكلم أی أ فعلت التأكید فلما قال نعم قال علیه السلام ذاك أردت أی مرادی أن تلزم علی نفسك إبلاغهم لئلا تخالف أو مرادی أن یكون لك عندهم عذر. قوله ما تصنعون بأهل الكوفة أی لم تتعرضون لقول أهل الكوفة فیما یقولون فی و ینسبون إلی فإن فیهم من یصدق و فیهم من یكذب و منهم من یعبدون (2) و أنا عندكم فتعالوا و اسمعوا منی فإنی لا أتقیكم و لا أكتمكم شیئا ها أنا ذا أدعی كون هذه الأشیاء عندی فادعوا أنتم شیئا من ذلك حتی أظهر كذبكم قوله قال
ص: 213
ثم أقبل أی قال محمد بن سالم ثم أقبل أبو عبد اللّٰه قوله و بقر لهم العلم أی وسع و شق.
«27»-یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَرْزَمِیِّ عَنْ أَبِی الْمِقْدَامِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبِی الْمِقْدَامِ حَاجَّیْنِ قَالَ فَمَاتَتْ أُمُّ أَبِی الْمِقْدَامِ فِی طَرِیقِ الْمَدِینَةِ قَالَ فَجِئْتُ أُرِیدُ الْإِذْنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَإِذَا بَغْلَتُهُ مُسْرَجَةٌ وَ خَرَجَ لِیَرْكَبَ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ كَیْفَ أَنْتَ یَا أَبَا الْمِقْدَامِ قَالَ قُلْتُ بِخَیْرٍ جُعِلْتُ فِدَاكَ ثُمَّ قَالَ یَا فُلَانَةُ اسْتَأْذِنِی عَلَی عَمَّتِی قَالَ ثُمَّ قَالَ لَا تَعْجَلْ حَتَّی آتِیَكَ قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَیْنِ وَ طَرَحَتْ وِسَادَةً فَجَلَسْتُ عَلَیْهَا ثُمَّ قَالَتْ كَیْفَ أَنْتَ یَا أَبَا الْمِقْدَامِ قُلْتُ بِخَیْرٍ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ قُلْتُ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ شَیْ ءٌ مِنْ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَدَعَتْ وُلْدَهَا فَجَاءُوا خَمْسَةً فَقَالَتْ یَا أَبَا الْمِقْدَامِ هَؤُلَاءِ لَحْمُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دَمُهُ وَ أَرَتْنِی جَفْنَةً فِیهَا وَضَرٌ عَجِینٌ وَ ضَبَابَتُهُ حَدِیدٌ فَقَالَتْ هَذِهِ الْجَفْنَةُ الَّتِی أُهْدِیَتْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِلْ ءَ لَحْمٍ وَ ثَرِیدٍ قَالَ فَأَخَذْتُهَا وَ تَمَسَّحْتُ بِهَا (1).
بیان: شی ء أی مطلوبی شی ء أو أ عندك شی ء و الوضر الدرن و الدسم و قال الجوهری و غیره الضبة حدیدة عریضة یضبب بها و كون تلك الجفنة عندها ینافی سائر الأخبار إلا أن یكون الإمام علیه السلام أودعها عندها مع أنها حینئذ كانت فی بیته علیه السلام كما هو ظاهر الخبر.
«28»-ع، علل الشرائع الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ السَّرَّاجِ عَنْ بِشْرِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَ تَدْرِی مَا كَانَ قَمِیصُ یُوسُفَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام بِثَوْبٍ مِنْ ثِیَابِ الْجَنَّةِ وَ أَلْبَسَهُ إِیَّاهُ فَلَمْ یَضُرَّهُ مَعَهُ رِیحٌ وَ لَا بَرْدٌ وَ لَا حَرٌّ فَلَمَّا حَضَرَ
ص: 214
إِبْرَاهِیمَ الْمَوْتُ جَعَلَهُ فِی تَمِیمَةٍ (1) وَ عَلَّقَهُ عَلَی إِسْحَاقَ وَ عَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلَی یَعْقُوبَ فَلَمَّا وُلِدَ لِیَعْقُوبَ یُوسُفُ عَلَّقَهُ عَلَیْهِ فَكَانَ فِی عَضُدِهِ حَتَّی كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ فَلَمَّا أَخْرَجَ یُوسُفُ الْقَمِیصَ مِنَ التَّمِیمَةِ وَجَدَ یَعْقُوبُ رِیحَهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنِّی لَأَجِدُ رِیحَ یُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ فَهُوَ ذَلِكَ الْقَمِیصُ الَّذِی أُنْزِلَ بِهِ مِنَ الْجَنَّةِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِلَی مَنْ صَارَ هَذَا الْقَمِیصُ قَالَ إِلَی أَهْلِهِ وَ كُلُّ نَبِیٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَیْرَهُ فَقَدِ انْتَهَی إِلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (2).
یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن محمد بن إسماعیل عن أبی إسماعیل السراج عن بشر بن جعفر مثله (3).
«29»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (4) حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْحُسَیْنِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَتْ بَیْنَا أَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ عَمِّی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِذْ دَعَا سَعِیدَةَ جَارِیَةً كَانَتْ لَهُ وَ كَانَتْ مِنْهُ بِمَنْزِلَةٍ فَجَاءَتْهُ بِسَفَطٍ فَنَظَرَ إِلَی خَاتَمِهِ عَلَیْهِ ثُمَّ فَضَّهُ ثُمَّ نَظَرَ فِی السَّفَطِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهَا فَأَغْلَظَ لَهَا قَالَتْ قُلْتُ فَدَیْتُكَ كَیْفَ وَ لَمْ أَرَكَ أَغْلَظْتَ لِأَحَدٍ قَطُّ فَكَیْفَ بِسَعِیدَةَ قَالَ أَ تَدْرِینَ أَیَّ شَیْ ءٍ صَنَعَتْ یَا بُنَیَّةِ هَذِهِ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْعُقَابُ أَغْفَلْتِهَا حَتَّی ائْتَكَلَتْ (5) قَالَتْ ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً سَوْدَاءَ ثُمَّ وَضَعَهَا عَلَی عَیْنَیْهِ ثُمَّ أَعْطَانِیهَا فَوَضَعْتُهَا عَلَی عَیْنِی وَ وَجْهِی ثُمَّ اسْتَخْرَجَ صُرَّةً فِیهَا دَنَانِیرُ قَدْرَ مِائَتَیْ دِینَارٍ فَقَالَ هَذِهِ دَفَعَهَا إِلَیَّ أَبِی
ص: 215
مِنْ ثَمَنِ الْعَمُودَانِ لِوَقْعَةٍ تَكُونُ بِالْمَدِینَةِ یَنْجُو مِنْهَا مَنْ كَانَ مِنْهَا عَلَی ثَلَاثَةِ أَمْیَالٍ وَ لَهَا اشْتَرَی الطَّیْبَةَ فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرَكَهَا أَبِی وَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَدْرَكَهَا أَمْ لَا قَالَ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ صُرَّةً أُخْرَی دُونَهَا فَقَالَ هَذِهِ دَفَعَهَا أَیْضاً لِوَقْعَةٍ تَكُونُ بِالْمَدِینَةِ یَنْجُو مِنْهَا مَنْ كَانَ عَلَی مِیلٍ مِنَ الْمَدِینَةِ وَ لَهَا اشْتَرَی الْعُرَیْضَ فَوَ اللَّهِ مَا أَدْرَكَهَا أَبِی وَ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی أَدْرَكَهَا أَمْ لَا (1).
بیان: یقال غفله و أغفله إذا سها عنه و تركه قوله حتی ائتكلت أی صارت متأكلة مشرفة علی الانخراق و فی بعض النسخ انكبت أی صارت مقلوبة مكبوبة و یمینه علیه السلام علی عدم العلم بوقت الواقعة لعله لاحتمال البداء.
«30»-یر، بصائر الدرجات عَمَّارُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ مَا كَانَ وَ دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ أَمَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِسَفَطٍ فَأَخْرَجَ إِلَیْهِ مِنْهُ صُرَّةً مِائَةَ دِینَارٍ لِیُنْفِقَهَا بِعَمُودَانَ (2) فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی خِرْقَةٍ ثُمَّ قَالَ (3) هَذِهِ عُقَابٌ رَایَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (4).
«31»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ: السِّلَاحُ مَدْفُوعٌ عَنْهُ لَوْ وُضِعَ (5) عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللَّهِ كَانَ خَیْرَهُمْ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی أَنَّهُ حَیْثُ بَنَی بِالثَّقِیفِیَّةِ (6) وَ كَانَ شُقَّ (7) لَهُ فِی الْجِدَارِ فَنُجِّدَ الْبَیْتُ فَلَمَّا كَانَ صَبِیحَةُ عُرْسِهِ رَمَی بِبَصَرِهِ فَرَأَی حَذْوَهُ (8) خَمْسَةَ عَشَرَ مِسْمَاراً فَفَزِعَ لِذَلِكَ وَ قَالَ تَحَوَّلِی فَإِنِّی
ص: 216
أُرِیدُ أَنْ أَدْعُوَ مَوَالِیَّ فِی حَاجَةٍ فَكَشَطَهُ فَمَا مِنْهَا مِسْمَارٌ إِلَّا وَجَدَهُ مَصْرُوفاً طَرَفَهُ عَنِ السَّیْفِ وَ مَا وَصَلَ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ (1).
بیان: بنی الرجل علی أهله و بها أزفها أی فی لیلة زفاف الامرأة التی نكحها من بنی ثقیف قوله و كان شق أی كان شق للسیف فی الجدار شق و أخفی فیه لئلا یصل إلیه ضرر و لا یطلع علیه أحد فنجد البیت أی زین للعرس قوله فرأی حذوه أی محاذی السیف فی الجدار خمسة عشر مسمارا ففزع لذلك خوفا من أن یكون وصل إلی السیف ضرر فقال للمرأة تحولی لئلا تطلع علی السیف فكشطه أی كشفه فوجد أطراف المسامیر مصروفة عن السیف لم تصل إلیه و إنما ذكر علیه السلام ذلك لتأیید ما ذكر من أن السلاح مدفوع عنه.
«32»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَارَةَ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ إِذَا وُضِعَ التَّابُوتُ عَلَی بَابِ رَجُلٍ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلِمَ بَنُو إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِیَ الْمُلْكَ فَكَذَلِكَ السِّلَاحُ حَیْثُمَا دَارَ دَارَتِ الْإِمَامَةُ (3).
«33»-یر، بصائر الدرجات بِالْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قُلْتُ إِنَّ النَّاسَ یَتَكَلَّمُونَ فِی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُونَ مَا بَالُهَا تَخَطَّتْ مِنْ وُلْدِ أَبِیهِ مَنْ لَهُ مِثْلُ قَرَابَتِهِ وَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ وَ قَصُرَتْ عَمَّنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ فَقَالَ یُعْرَفُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ بِثَلَاثِ خِصَالٍ لَا تَكُونُ فِی غَیْرِهِ هُوَ أَوْلَی النَّاسِ بِالَّذِی قَبْلَهُ وَ هُوَ وَصِیُّهُ وَ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَصِیَّتُهُ وَ ذَلِكَ عِنْدِی لَا أُنَازَعُ فِیهِ (4).
ص: 217
بیان: قوله ما بالها أی الخلافة و یقال تخطی الناس أی جاوزهم قوله علیه السلام و من هو أكبر منه لعله معطوف علی قوله من ولد أبیه أی إن لم تخطت من هو أكبر منه من ولد الحسن علیه السلام أو علی قوله من له مثل قرابته فیحتمل وجهین الأول أن یكون المراد بأبیه أمیر المؤمنین علیه السلام أو یكون المعنی أنها بعد أبی جعفر علیه السلام كان ینبغی انتقال الأمر إلی ولد أبیه لا إلی الصادق علیه السلام قوله علیه السلام هو أولی الناس أی فی القرابة و النسب أو العلم و الأخلاق و الأدب أو الأعم.
«34»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَرَّةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ جُذَاعَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَ لَا أُرِیكَ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَدَعَا بِقِمَطْرٍ فَفَتَحَهُ فَأَخْرَجَ مِنْهُ نَعْلَیْنِ كَأَنَّمَا رُفِعَتِ الْأَیْدِی عَنْهُمَا تِلْكَ السَّاعَةَ فَقَالَ هَذِهِ نَعْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ یُعْجِبُنِی بِهِمَا كَأَنَّمَا رُفِعَتْ عَنْهُمَا الْأَیْدِی تِلْكَ السَّاعَةَ (1).
بیان: قال الفیروزآبادی القمطر كسجل ما یصان فیه الكتب.
«35»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَسَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْقُمِّیِّ عَنْ نُعْمَانَ بْنِ مُنْذِرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حِینَ قُتِلَ عُمَرُ نَاشَدَهُمْ فَقَالَ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ فِیكُمْ أَحَدٌ وَرِثَ سِلَاحَ رَسُولِ اللَّهِ وَ دَوَابَّهُ (3) وَ خَاتَمَهُ غَیْرِی قَالُوا لَا (4).
«36»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَلْوَاحُ مُوسَی عِنْدَنَا وَ عَصَا مُوسَی عِنْدَنَا وَ نَحْنُ وَرِثْنَا النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله (5).
ص: 218
«37»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّمَا السِّلَاحُ فِینَا مِثْلُ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَیْنَمَا دَارَ التَّابُوتُ فَثَمَّ الْأَمْرُ قُلْتُ فَیَكُونُ السِّلَاحُ مُزَایِلًا لِلْعِلْمِ قَالَ لَا (1).
«38»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (2) سُكَیْنٍ عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِینَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ حَیْثُ دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْعِلْمُ (3).
«39»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ اللَّهِ لَتُؤْتَیَنَّ خَاتَمَ سُلَیْمَانَ وَ اللَّهِ لَتُؤْتَیَنَّ عَصَا مُوسَی علیه السلام (4).
«40»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ أَبِی الْحُصَیْنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذَاتَ لَیْلَةٍ عَلَی أَصْحَابِهِ بَعْدَ عَتَمَةٍ وَ هُمْ فِی الرَّحْبَةِ وَ هُوَ یَقُولُ هَمْهَمَةً فِی لَیْلَةٍ مُظْلِمَةٍ خَرَجَ عَلَیْكُمُ الْإِمَامُ وَ عَلَیْهِ قَمِیصُ آدَمَ وَ فِی یَدِهِ خَاتَمُ سُلَیْمَانَ وَ عَصَا مُوسَی (5).
یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن موسی بن سعدان عن أبی الحصین مثله (6).
«41»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرِیِّ عَنْ مُجَاشِعٍ عَنْ مُعَلًّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ: كَانَ عَصَا مُوسَی علیه السلام لآِدَمَ فَصَارَتْ إِلَی شُعَیْبٍ ثُمَّ صَارَتْ إِلَی مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ علیه السلام وَ إِنَّهَا لَعِنْدَنَا وَ إِنَّ عَهْدِی بِهَا آنِفاً وَ هِیَ خَضْرَاءُ كَهَیْئَتِهَا حِینَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرِهَا وَ إِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَا لِیَصْنَعَ بِهَا كَمَا كَانَ مُوسَی علیه السلام یَصْنَعُ بِهَا وَ إِنَّهَا لَتَرُوعُ وَ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ وَ تَصْنَعُ كَمَا تُؤْمَرُ وَ إِنَّهَا حَیْثُ أَقْبَلَتْ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ تُفَتَّحُ لَهَا
ص: 219
شَفَتَانِ (1) إِحْدَاهُمَا فِی الْأَرْضِ وَ الْأُخْرَی فِی السَّقْفِ وَ بَیْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً وَ تَلْقَفُ ما یَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا (2).
ختص، الإختصاص أحمد بن محمد العطار عن أبیه عن حمدان بن سلیمان عن عبد اللّٰه بن محمد الیمانی عن منیع مثله (3).
«42»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ بُرَیْدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلی أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَیْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُمْ بِهِ (4) قَالَ إِیَّانَا عَنَی أَنْ یُؤَدِّیَ الْأَوَّلُ مِنَّا إِلَی الْإِمَامِ الَّذِی یَكُونُ بَعْدَهُ السِّلَاحَ وَ الْعِلْمَ وَ الْكُتُبَ (5).
«43»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام تَنْظُرُ فِی كُتُبِ أَبِیكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ سَیْفُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ دِرْعُهُ فَقَالَ قَدْ كَانَ فِی مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَأَتَی ذَلِكَ الْمَوْضِعَ مُسَافِرٌ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ سَكَتَ (6).
بیان: أبو جعفر هو الجواد علیه السلام و كان إبراهیم من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا علیهم السلام و یظهر من الخبر أنه لقی الجواد علیه السلام أیضا و مسافر مولی الرضا علیه السلام.
وَ رُوِیَ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام بِخُرَاسَانَ فَقَالَ الْحَقْ بِأَبِی جَعْفَرٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُكَ.
و المراد بمحمد بن علی نفسه علیه السلام و لم یصرح بالأخذ تقیة.
ص: 220
«44»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (1) عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی سَارَةَ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ إِذَا وُضِعَ التَّابُوتُ عَلَی بَابِ رَجُلٍ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلِمَ بَنُو إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ قَدْ أُوتِیَ الْمُلْكَ وَ كَذَلِكَ السِّلَاحُ حَیْثُمَا دَارَتْ دَارَتِ الْإِمَامَةُ (3).
«45»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ یُوسُفَ بْنِ السُّخْتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام فَرَأَیْتُ فِی یَدِهِ خَاتَماً فَصُّهُ فَیْرُوزَجٌ نَقْشُهُ اللَّهُ الْمَلِكُ قَالَ فَأَدَمْتُ النَّظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا لَكَ تَنْظُرُ فِیهِ هَذَا حَجَرٌ أَهْدَاهُ جَبْرَئِیلُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنَ الْجَنَّةِ فَوَهَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام (4).
كا، الكافی علی بن محمد بن بندار عن إبراهیم بن إسحاق عن الحسن بن سهل مثله (5).
«46»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ شُعَیْبٍ الْحَدَّادِ عَنْ ضُرَیْسٍ الْكُنَاسِیِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِیمَ وَ أَلْوَاحَ مُوسَی فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْعِلْمُ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَیْسَ هَذَا هُوَ الْعِلْمُ إِنَّمَا هُوَ الْأَثَرَةُ إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ یوم (یَوْماً) بِیَوْمٍ وَ سَاعَةً بِسَاعَةٍ (6).
«47»-إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِالْإِسْنَادِ إِلَی الْمُفِیدِ یَرْفَعُهُ إِلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَا سَلْمَانُ الْوَیْلُ كُلُّ الْوَیْلِ لِمَنْ لَا یَعْرِفُ لَنَا حَقَ
ص: 221
مَعْرِفَتِنَا وَ أَنْكَرَ فَضْلَنَا یَا سَلْمَانُ أَیُّمَا أَفْضَلُ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْ سُلَیْمَانُ بْنُ دَاوُدَ علیه السلام قَالَ سَلْمَانُ بَلْ مُحَمَّدٌ أَفْضَلُ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ فَهَذَا آصَفُ بْنُ بَرْخِیَا قَدَرَ أَنْ یَحْمِلَ عَرْشَ بِلْقِیسَ مِنْ فَارِسَ إِلَی سَبَإٍ فِی طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ وَ لَا أَفْعَلُ أَنَا أَضْعَافَ ذَلِكَ وَ عِنْدِی أَلْفُ كِتَابٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی شَیْثِ بْنِ آدَمَ علیه السلام خَمْسِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِدْرِیسَ علیه السلام ثَلَاثِینَ صَحِیفَةً وَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلِ عِشْرِینَ صَحِیفَةً وَ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ الزَّبُورَ وَ الْفُرْقَانَ فَقُلْتُ صَدَقْتَ یَا سَیِّدِی قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام یَا سَلْمَانُ إِنَّ الشَّاكَّ فِی أُمُورِنَا وَ عُلُومِنَا كَالْمُسْتَهْزِئِ فِی مَعْرِفَتِنَا وَ حُقُوقِنَا وَ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ وَلَایَتَنَا فِی كِتَابِهِ فِی غَیْرِ مَوْضِعٍ وَ بَیَّنَ مَا أَوْجَبَ الْعَمَلَ بِهِ وَ هُوَ مَكْشُوفٌ (1).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عن المفید مثله.
«48»-أَقُولُ رَوَی السَّیِّدُ فِی كِتَابِ سَعْدِ السُّعُودِ، مِنْ كِتَابِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِی أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام بِرِوَایَةِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی الْجَلُودِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَیْتُ فِی یَدِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیهما السلام خَاتَمَ فِضَّةٍ نَاحِلٍ فَقُلْتُ مِثْلُكَ یَلْبَسُ هَذَا قَالَ هَذَا خَاتَمُ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام (2).
بیان: ناحل أی رقیق رق من كثرة اللبس قال الفیروزآبادی سیف ناحل رقیق و كان الأظهر ناحلا بالنصب و لعله كان تأكل فصحف و فی بعض النسخ خاتما فصه بالصاد المهملة.
أقول: سیأتی أخبار هذا الباب فی باب أسماء النبی صلی اللّٰه علیه و آله و أدواته و قد مر بعضها فی باب علامات الإمام علیه السلام.
ص: 222
«1»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا قُلْنَا فِی رَجُلٍ قَوْلًا فَلَمْ یَكُنْ فِیهِ وَ كَانَ فِی وُلْدِهِ أَوْ وُلْدِ وُلْدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ فَ إِنَّ اللَّهَ یَفْعَلُ ما یَشاءُ (1).
«2»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ قَدْ یَقُومُ الرَّجُلُ بِعَدْلٍ أَوْ بِجَوْرٍ وَ یُنْسَبُ إِلَیْهِ وَ لَمْ یَكُنْ قَامَ بِهِ فَیَكُونُ ذَلِكَ ابْنَهُ أَوِ ابْنَ ابْنِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَهُوَ هُوَ (2).
بیان: و ینسب عطف علی یقوم أی و قد ینسب مجازا أو بداء و ضمیر إلیه لمصدر یقوم أو لعدل أو جور و جملة و لم یكن حالیة قام به أی حقیقة فیكون ذلك أی المنسوب إلیه أو القائم بأحدهما فهو هو ضمیر الأول للقائم بأحدهما حقیقة و الثانی لما هو المراد باللفظ أو المقدر الواقعی و المكتوب فی اللوح المحفوظ أو بالعكس و قیل الأول للصادر و الثانی للمنسوب إلی الرجل.
«3»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ فِیمَا كَتَبَ إِلَیْهِ الرِّضَا علیه السلام فِی الْوَقْفِ عَلَی أَبِیهِ علیه السلام أَمَّا ابْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ تَأَوَّلَ تَأْوِیلًا لَمْ یُحْسِنْهُ وَ لَمْ یُؤْتَ عِلْمَهُ فَأَلْقَاهُ إِلَی النَّاسِ فَلَجَّ فِیهِ وَ كَرِهَ إِكْذَابَ نَفْسِهِ فِی إِبْطَالِ قَوْلِهِ بِأَحَادِیثَ تَأَوَّلَهَا وَ لَمْ یُحْسِنْ تَأْوِیلَهَا وَ لَمْ یُؤْتَ عِلْمَهَا وَ رَأَی أَنَّهُ إِذَا لَمْ یُصَدِّقْ آبَائِی (3) بِذَلِكَ لَمْ یَدْرِ لَعَلَّهُ مَا خُبِّرَ
ص: 223
عَنْهُ مِثْلُ السُّفْیَانِیِّ وَ غَیْرِهِ أَنَّهُ كَانَ (1) لَا یَكُونُ مِنْهُ شَیْ ءٌ (2) وَ قَالَ لَهُمْ لَیْسَ یُسْقِطُ قَوْلَ آبَائِهِ شَیْ ءٌ (3) وَ لَعَمْرِی مَا یُسْقِطُ قَوْلَ آبَائِی شَیْ ءٌ وَ لَكِنْ قَصُرَ عِلْمُهُ عَنْ غَایَاتِ ذَلِكَ وَ حَقَائِقِهِ فَصَارَتْ فِتْنَةً لَهُ وَ شُبْهَةً (4) عَلَیْهِ وَ فَرَّ مِنْ أَمْرٍ فَوَقَعَ فِیهِ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ قَدْ فَرَغَ مِنَ الْأَمْرِ فَقَدْ كَذَبَ لِأَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَشِیَّةَ فِی خَلْقِهِ یُحْدِثُ مَا یَشَاءُ وَ یَفْعَلُ مَا یُرِیدُ وَ قَالَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (5) فَآخِرُهَا مِنْ أَوَّلِهَا وَ أَوَّلُهَا مِنْ آخِرِهَا فَإِذَا خُبِّرَ (6) عَنْهَا بِشَیْ ءٍ مِنْهَا بِعَیْنِهِ أَنَّهُ كَائِنٌ فَكَانَ فِی غَیْرِهِ مِنْهُ فَقَدْ وَقَعَ الْخَبَرُ عَلَی مَا أَخْبَرُوا أَ لَیْسَتْ (7) فِی أَیْدِیهِمْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ إِذْ قِیلَ فِی الْمَرْءِ شَیْ ءٌ فَلَمْ یَكُنْ فِیهِ ثُمَّ كَانَ فِی وُلْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَقَدْ كَانَ فِیهِ (8).
بیان: لعل المراد أن ابن أبی حمزة روی للناس أحادیث
كَقَوْلِ الصَّادِقِ علیه السلام إِنَّ وَلَدِی الْقَائِمُ أَوْ مِنْ وَلَدِی الْقَائِمُ.
و لم یعرف معنی ذلك و تأویله إذا كان المراد الولد بواسطة أو القائم بأمر الإمامة فلما لم یعرف معنی الحدیث و ألقی إلی الناس ما فهمه و ظن أن القول بموت الكاظم علیه السلام و بإمامة من بعده تكذیب لنفسه فیما رواه أو تكذیب للإمام علیه السلام فلج فی باطله و لم یعلم أنه مع صحة ما فهمه أیضا كان یحتمل إخبارهم البداء أو التأویل بأن یقال فی الرجل شی ء یكون فی ولده مجازا. ثم بین أن بعض ما أخبروا علیهم السلام به من أخبار السفیانی و غیره یحتمل البداء إن لم یقیدوه بالحتم و مع قید الحتم لا یحتمل البداء و الحاصل أنه ینبغی أن یحمل بعض الكلام علی التنزل و المماشاة تقویة للحجة كما لا یخفی علی المتأمل.
ص: 224
و قوله علیه السلام و فر من أمر أی فر من تكذیب الأئمة فی بعض الأخبار المؤولة فوقع تكذیبهم فی النصوص المتواترة الدالة علی أئمة الاثنی عشر علیهم السلام و النصوص الواردة علی الخصوص فی الرضا علیه السلام و غیرها.
«4»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنْ قُلْنَا لَكُمْ فِی الرَّجُلِ مِنَّا قَوْلًا فَلَمْ یَكُنْ فِیهِ وَ كَانَ فِی وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی عِمْرَانَ أَنِّی وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً مُبَارَكاً یُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ یُحْیِی الْمَوْتَی بِإِذْنِی وَ جَاعِلُهُ رَسُولًا إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَحَدَّثَ امْرَأَتَهُ حَنَّةَ بِذَلِكَ وَ هِیَ أُمُّ مَرْیَمَ فَلَمَّا حَمَلَتْ بِهَا كَانَ حَمْلُهَا عِنْدَ نَفْسِهَا غُلَاماً فَلَمَّا وَضَعَتْها أُنْثَی قالَتْ رَبِّ إِنِّی وَضَعْتُها أُنْثی وَ لَیْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثی الِابْنَةُ لَا تَكُونُ رَسُولًا یَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (1) فَلَمَّا وَهَبَ اللَّهُ لِمَرْیَمَ عِیسَی كَانَ هُوَ الَّذِی بَشَّرَ اللَّهُ بِهِ عِمْرَانَ وَ وَعَدَهُ إِیَّاهُ فَإِذَا قُلْنَا لَكُمْ فِی الرَّجُلِ مِنَّا شَیْئاً وَ كَانَ فِی وَلَدِهِ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ فَلَا تُنْكِرُوا ذَلِكَ (2).
«5»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام أَ یَأْتِی الرُّسُلُ عَنِ اللَّهِ بِشَیْ ءٍ ثُمَّ تَأْتِی بِخِلَافِهِ قَالَ نَعَمْ إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَتَیْتُكَ بِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی جَلَّتْ عَظَمَتُهُ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِی كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ (3) الْآیَةَ فَمَا دَخَلُوهَا وَ دَخَلَ أَبْنَاءُ أَبْنَائِهِمْ وَ قَالَ عِمْرَانُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِی أَنْ یَهَبَ لِی غُلَاماً نَبِیّاً فِی سَنَتِی هَذِهِ وَ شَهْرِی هَذَا ثُمَّ غَابَ وَ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ مَرْیَمَ وَ كَفَّلَها زَكَرِیَّا فَقَالَتْ طَائِفَةٌ صَدَقَ نَبِیُّ اللَّهِ وَ قَالَتِ الْآخَرُونَ كَذَبَ فَلَمَّا وَلَدَتْ مَرْیَمُ عِیسَی قَالَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِی أَقَامَتْ عَلَی صِدْقِ عِمْرَانَ هَذَا الَّذِی وَعَدَنَا اللَّهُ (4).
ص: 225
بیان: حاصل الحدیث أنه قد تحمل المصالح العظیمة الأنبیاء صلوات اللّٰه علیهم علی أن یتكلموا علی وجه التوریة و المجاز و بالأمور البدائیة علی ما سطر فی كتاب المحو و الإثبات ثم یظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الأول فیجب أن لا یحملوه علی الكذب و یعلموا أنه كان المراد منه غیر ما فهموه كمعنی مجازی أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم یذكروه و من تلك الأمور زمان قیام القائم علیه السلام و تعیینه من بین الأئمة علیهم السلام لئلا یئس الشیعة و ینتظروا الفرج و یصبروا. فإذا قلنا لكم فی الرجل منا شیئا أی بحسب فهم السائل و ظاهر اللفظ أو قیل فیه حقیقة و كان مشروطا بأمر لم یقع فوقع فیه البداء و وقع فی ولده و علی هذا ما ذكر فی أمر عیسی إنما ذكر علی ذكر النظیر. مع أنه یحتمل أن یكون أمر عیسی علیه السلام أیضا من البداء و یحتمل المثل و مضربه وجها آخر و هو أن یكون المراد فیها معنی مجازیا بوجه آخر ففی المثل أطلق الذكر علی مریم لأنه سبب وجود عیسی علیه السلام إطلاقا لاسم المسبب علی السبب و كذا فی المضرب أطلق القائم علی من فی صلبه القائم إما علی هذه الوجه أو إطلاقا لاسم الجزء علی الكل. أقول سیأتی الأخبار فی باب أحوال الرضا علیه السلام و مر بعضها فی أبواب تاریخ مریم و عیسی علیهما السلام.
ص: 226
«1»-لی، الأمالی للصدوق ابْنُ مَسْرُورٍ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ أَرَادَ التَّوَسُّلَ إِلَیَّ وَ أَنْ یَكُونَ لَهُ عِنْدِی یَدٌ أَشْفَعُ لَهُ بِهَا یَوْمَ الْقِیَامَةِ فَلْیَصِلْ أَهْلَ بَیْتِی وَ یُدْخِلِ السُّرُورَ عَلَیْهِمْ (1).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی الغضائری عن الصدوق مثله (2).
«2»-سن، المحاسن الْقَاسِمُ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ذِكْرُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءٌ مِنَ الْوَعْكِ وَ الْأَسْقَامِ وَ وَسْوَاسِ الرَّیْبِ وَ حُبُّنَا رِضَی الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (3).
بیان: الوعك أذی الحمی و وجعها و مغثها فی البدن و وسواس الریب الوساوس النفسانیة أو الشیطانیة التی توجب الشك.
«3»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّائِغُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: النَّظَرُ إِلَی آلِ مُحَمَّدٍ عِبَادَةٌ (4).
ص: 227
«4»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ فَیُنَادِی مُنَادٍ مَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدٌ فَلْیَقُمْ فَیَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَیَقُولُ مَا كَانَتْ أَیَادِیكُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُونَ كُنَّا نُفَضِّلُ أَهْلَ بَیْتِهِ مِنْ بَعْدِهِ فَیُقَالُ لَهُمُ اذْهَبُوا فَطُوفُوا فِی النَّاسِ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدَكُمْ یَدٌ فَخُذُوا بِیَدِهِ فَأَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ (1).
«5»-سن، المحاسن قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ وَصَلَنَا وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَدْ وَصَلَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی (2).
«6»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنِ اصْطَنَعَ إِلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی یَداً كَافَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ (3).
«7»-بشا، بشارة المصطفی بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ وَصَلَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فِی دَارِ الدُّنْیَا بِقِیرَاطٍ كَافَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بِقِنْطَارٍ (4).
بیان: فی القاموس القنطار بالكسر أربعون أوقیة من ذهب أو ألف و مائتا دینار أو ألف و مائتا أوقیة أو سبعون ألف دینار أو ثمانون ألف درهم أو مائة رطل من ذهب أو فضة أو ألف دینار أو ملأ مسك ثور ذهبا أو فضة.
«8»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حُرِّمَتِ الْجَنَّةُ عَلَی مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ بَیْتِی وَ آذَانِی فِی عِتْرَتِی وَ مَنْ صَنَعَ صَنِیعَةً إِلَی أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ لَمْ یُجَازِهِ عَلَیْهَا فَإِنِّی أُجَازِیهِ غَداً
ص: 228
إِذَا لَقِیَنِی یَوْمَ الْقِیَامَةِ (1).
«9»-مَنَاقِبُ، مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ذِكْرُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ (2).
«10»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَعَلَ لِأَخِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَضَائِلَ لَا تُحْصَی كَثْرَةً فَمَنْ قَرَأَ فَضِیلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ مُقِرّاً بِهَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ وَ مَنْ كَتَبَ فَضِیلَةً مِنْ فَضَائِلِهِ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ مَا بَقِیَ لِتِلْكَ الْكِتَابَةِ رَسْمٌ وَ مَنِ اسْتَمَعَ إِلَی فَضِیلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِی اكْتَسَبَهَا بِالسَّمْعِ وَ مَنْ نَظَرَ إِلَی كِتَابَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِی اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ ثُمَّ قَالَ النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عِبَادَةٌ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ إِیمَانَ عَبْدٍ إِلَّا بِوَلَایَتِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ (3).
«11»-وَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَی أَبِی فِی مَرَضِهِ الَّذِی قَبَضَهُ اللَّهُ فِیهِ فَجَعَلَ یَنْظُرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَا یَزِیغُ بَصَرُهُ عَنْهُ فَلَمَّا خَرَجَ عَلِیٌّ علیه السلام قُلْتُ یَا أَبَتِ رَأَیْتُكَ تَنْظُرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَمَا یَزِیغُ بَصَرُكَ عَنْهُ قَالَ یَا بُنَیَّةِ إِنْ أَفْعَلُ هَذَا فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ النَّظَرُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عِبَادَةٌ (4).
بیان: هذا الخبر رواه الخاص و العام و أوله بعض المتعصبین بما لا ینفعه قال فی النهایة قیل معناه إن علیا كان إذا برز قال الناس لا إله إلا اللّٰه ما أشرف هذا الفتی لا إله إلا اللّٰه ما أعلم هذا الفتی لا إله إلا اللّٰه ما أكرم هذا الفتی أی ما أتقی لا إله إلا اللّٰه ما أشجع هذا الفتی فكانت رؤیته تحملهم علی كلمة التوحید.
ص: 229
«1»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ، لِلْكَرَاجُكِیِّ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ اللُّغَوِیُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ السَّلَمَاسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی مَرْضَتِهِ الَّتِی تُوُفِّیَ فِیهَا فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَالِهِ فَقَالَ لَحِقَتْنِی غَشْیَةٌ أُغْمِیَ عَلَیَّ فِیهَا فَرَأَیْتُ مَوْلَایَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَدْ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَنْشَأَ یَقُولُ:
طُوفَانُ آلِ مُحَمَّدٍ فِی الْأَرْضِ غَرَّقَ جَهْلَهَا*** وَ سَفِینَتُهُمْ حَمَلَ الَّذِی طَلَبَ النَّجَاةَ وَ أَهْلَهَا
فَاقْبِضْ بِكَفٍّ عَنْ وُلَاةٍ لَا تَخْشَ مِنْهَا فَصْلَهَا
(1).
«2»-وَ حَدَّثَنِی الشَّرِیفُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الطَّبَرِیَّ یَقُولُ حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ لِی یَا هَنَّادُ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَنْشِدْنِی قَوْلَ الْكُمَیْتِ:
وَ یَوْمَ الدَّوْحِ دَوْحِ غَدِیرِ خُمٍّ*** أَبَانَ لَنَا الْوَلَایَةَ لَوْ أُطِیعَا
وَ لَكِنَّ الرِّجَالَ تَبَایَعُوهَا*** فَلَمْ أَرَ مِثْلَهَا أَمْراً شَنِیعاً
قَالَ فَأَنْشَدْتُهُ فَقَالَ لِی خُذْ إِلَیْكَ یَا هَنَّادُ فَقُلْتُ هَاتِ یَا سَیِّدِی فَقَالَ علیه السلام
وَ لَمْ أَرَ مِثْلَ الْیَوْمِ یَوْماً*** وَ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ حَقّاً أُضِیعَا
(2).
بیان: غرق علی بناء التفعیل جهلها أی أهل جهلها أو أصل جهلها و الضمیر للأرض و الأول أنسب و ضمیر أهلها للنجاة و هو إما معطوف علی الموصول أو
ص: 230
النجاة و الظاهر أن المراد بالولاة أئمة العدل أی فاقبض العلم بكفك آخذا عن الأئمة علیهم السلام و ضمیرا منها و فصلها للولاة أی لا تخف فصلهم فإنه لا یخلو زمان من أحد منهم أو لا ینقطعون عنك فی الدنیا و الآخرة. و یحتمل أن یراد بها ولاة الجور فیحتمل وجهین أحدهما اقبض كفك عنهم و لا تتمسك بهم و لا تخش فصلهم عنك فإنه لا یضرك یقال قبض یده عنه أی امتنع من إمساكه فالباء زائدة. و ثانیهما فاقبض بكفك ذیل آل محمد معرضا عن ولاة الجور.
«3»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَالَ فِینَا بَیْتَ شِعْرٍ بَنَی اللَّهُ لَهُ بَیْتاً فِی الْجَنَّةِ (1).
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْوَرَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا قَالَ فِینَا قَائِلٌ بَیْتَ شِعْرٍ حَتَّی یُؤَیَّدَ بِرُوحِ الْقُدُسِ (2).
«5»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ مَا قَالَ فِینَا مُؤْمِنٌ شِعْراً یَمْدَحُنَا بِهِ إِلَّا بَنَی اللَّهُ تَعَالَی لَهُ مَدِینَةً فِی الْجَنَّةِ أَوْسَعَ مِنَ الدُّنْیَا سَبْعَ مَرَّاتٍ یَزُورُهُ فِیهَا كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مُرْسَلٍ (3).
«6»-كش، رجال الكشی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْقُمِّیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام بِأَبْیَاتِ شِعْرٍ وَ ذَكَرْتُ فِیهَا أَبَاهُ وَ سَأَلْتُهُ أَنْ یَأْذَنَ لِی فِی أَنْ أَقُولَ فِیهِ فَقَطَعَ الشِّعْرَ وَ حَبَسَهُ وَ كَتَبَ فِی صَدْرِ مَا بَقِیَ مِنَ الْقِرْطَاسِ قَدْ أَحْسَنْتَ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً (4).
«7»-كش، رجال الكشی قَالَ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَلْخِیُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الشَّاعِرُ الَّذِی قَالَ
ص: 231
لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ مَلَكاً یُلْقِی عَلَیْهِ الشِّعْرَ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ ذَلِكَ الْمَلَكَ (1).
«8»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْقُمِّیِّ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا علیه السلام فَأَذِنَ لِی أَنْ أَرْثِیَ أَبَا الْحَسَنِ أَعْنِی أَبَاهُ قَالَ وَ كَتَبَ إِلَیَّ انْدُبْنِی وَ انْدُبْ أَبِی.
«1»-م، تفسیر الإمام علیه السلام یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ اشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ إِنَّما حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِإِمَامَةِ عَلِیٍّ وَلِیِّ اللَّهِ كُلُوا مِنْ طَیِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ اشْكُرُوا لِلَّهِ عَلَی مَا رَزَقَكُمْ مِنْهَا بِالْمُقَامِ عَلَی وَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ لِیَقِیَكُمُ اللَّهُ (4) بِذَلِكَ شُرُورَ الشَّیَاطِینِ الْمَرَدَةِ عَلَی (5) رَبِّهِمَا عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا جَدَّدْتُمْ عَلَی أَنْفُسِكُمْ وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ تُجَدِّدُ عَلَی مَرَدَةِ الشَّیَاطِینِ لَعَائِنُ اللَّهِ وَ أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ نَفَخَاتِهِمْ وَ نَفَثَاتِهِمْ فَلَمَّا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا نَفَخَاتُهُمْ قَالَ هِیَ مَا یَنْفُخُونَ بِهِ عِنْدَ الْغَضَبِ فِی الْإِنْسَانِ الَّذِی یَحْمِلُونَهُ عَلَی هَلَاكِهِ فِی دِینِهِ وَ دُنْیَاهُ وَ قَدْ یَنْفُخُونَ فِی غَیْرِ
ص: 232
حَالِ الْغَضَبِ بِمَا یَهْلِكُونَ بِهِ أَ تَدْرُونَ مَا أَشَدُّ مَا یَنْفُخُونَ (1) بِهِ هُوَ مَا یَنْفُخُونَ بِإِذْنِهِ (بِأَنْ) یُوهِمُوهُ أَنَّ أَحَداً مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَاضِلٌ عَلَیْنَا أَوْ عَدْلٌ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ كَلَّا وَ اللَّهِ بَلْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ آلَ مُحَمَّدٍ فَوْقَ جَمِیعِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی السَّمَاءَ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ كَمَا زَادَ نُورُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ عَلَی السُّهَا (2) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَّا نَفَثَاتِهِ فَأَنْ یَرَی أَحَدُكُمْ أَنَّ شَیْئاً بَعْدَ الْقُرْآنِ أَشْفَی لَهُ مِنْ ذِكْرِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ مِنَ الصَّلَوَاتِ عَلَیْنَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ ذِكْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ شِفَاءً لِلصُّدُورِ وَ جَعَلَ الصَّلَوَاتِ عَلَیْنَا مَاحِیَةً لِلْأَوْزَارِ وَ الذُّنُوبِ وَ مُطَهِّرَةً مِنَ الْعُیُوبِ وَ مُضَاعِفَةً لِلْحَسَنَاتِ قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنْ كُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ أَیْ إِنْ كُنْتُمْ إِیَّاهُ تَعْبُدُونَ فَاشْكُرُوا نِعَمَهُ بِطَاعَةِ مَنْ یَأْمُرُكُمْ (3) بِطَاعَتِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ خُلَفَائِهِمَا الطَّیِّبِینَ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما حَرَّمَ عَلَیْكُمُ الْمَیْتَةَ الَّتِی مَاتَتْ (4) حَتْفَ أَنْفِهَا بِلَا ذَبَاحَةٍ مِنْ حَیْثُ أَذِنَ اللَّهُ فِیهَا وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ أَنْ تَأْكُلُوهُ وَ ما أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ مَا ذُكِرَ اسْمُ غَیْرِ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنَ الذَّبَائِحِ وَ هِیَ الَّتِی یَتَقَرَّبُ بِهَا الْكُفَّارُ بِأَسَامِی أَنْدَادِهِمُ الَّتِی اتَّخَذُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنِ اضْطُرَّ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ غَیْرَ باغٍ وَ هُوَ غَیْرُ بَاغٍ عِنْدَ الضَّرُورَةِ عَلَی إِمَامٍ هُدًی وَ لا عادٍ وَ لَا مُعْتَدٍ قَوَّالٍ بِالْبَاطِلِ فِی نُبُوَّةِ مَنْ لَیْسَ بِنَبِیٍّ وَ إِمَامَةِ مَنْ لَیْسَ بِإِمَامٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ فِی تَنَاوُلِ هَذِهِ الْأَشْیَاءِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ سَتَّارٌ لِعُیُوبِكُمْ أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ رَحِیمٌ بِكُمْ حِینَ أَبَاحَ لَكُمْ فِی الضَّرُورَةِ مَا حَرَّمَهُ فِی الرَّخَاءِ
ص: 233
قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّقُوا الْمُحَرَّمَاتِ كُلَّهَا وَ اعْلَمُوا أَنَّ غِیبَتَكُمْ لِأَخِیكُمُ الْمُؤْمِنِ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أَعْظَمُ فِی التَّحْرِیمِ مِنَ الْمَیْتَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ یُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ (1) وَ أَنَّ الدَّمَ أَخَفُّ فِی التَّحْرِیمِ عَلَیْكُمْ أَكْلُهُ مِنْ أَنْ یَشِیَ (2) أَحَدُكُمْ بِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ شِیعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَإِنَّهُ حِینَئِذٍ قَدْ أَهْلَكَ نَفْسَهُ وَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ وَ السُّلْطَانَ الَّذِی وَشَی بِهِ إِلَیْهِ وَ أَنَّ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ أَخَفُّ تَحْرِیماً مِنْ تَعْظِیمِكُمْ مَنْ صَغَّرَهُ اللَّهُ وَ تَسْمِیتِكُمْ بِأَسْمَائِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ تَلَقُّبِكُمْ بِأَلْقَابِنَا مَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ بِأَسْمَاءِ الْفَاسِقِینَ وَ لَقَّبَهُ بِأَلْقَابِ الْفَاجِرِینَ وَ أَنَّ مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ أَخَفُّ تَحْرِیماً عَلَیْكُمْ مِنْ أَنْ تَعْتَقِدُوا (3) نِكَاحاً أَوْ صَلَاةً جَمَاعَةً بِأَسْمَاءِ أَعْدَائِنَا الْغَاصِبِینَ لِحُقُوقِنَا إِذَا لَمْ یَكُنْ عَلَیْكُمْ مِنْهُمْ تَقِیَّةٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنِ اضْطُرَّ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ غَیْرَ باغٍ وَ لا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَیْهِ مَنِ اضْطُرَّهُ اللَّهْوُ إِلَی تَنَاوُلِ شَیْ ءٍ مِنْ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ وَ هُوَ مُعْتَقِدٌ لِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَی إِذَا زَالَتِ التَّقِیَّةُ فَلَا إِثْمَ عَلَیْهِ فَكَذَلِكَ فَمَنِ اضْطُرَّ إِلَی الْوَقِیعَةِ فِی بَعْضِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَدْفَعَ عَنْهُ أَوْ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ الْهَلَاكَ مِنَ الْكَافِرِینَ النَّاصِبِینَ وَ مَنْ وَشَی بِهِ أَخُوهُ الْمُؤْمِنُ أَوْ وَشَی بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِینَ لِیُهْلِكَهُمْ فَانْتَصَرَ لِنَفْسِهِ وَ وَشَی بِهِ وَحْدَهُ بِمَا یَعْرِفُهُ مِنْ عُیُوبِهِ الَّتِی لَا یُكَذَّبُ فِیهَا وَ مَنْ عَظَّمَ (4) مُهَاناً فِی حُكْمِ اللَّهِ أَوْ أَوْهَمَ الْإِزْرَاءَ عَلَی عَظِیمٍ فِی دِینِ اللَّهِ بِالتَّقِیَّةِ عَلَیْهِ وَ عَلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ سَمَّاهُمْ (5) بِالْأَسْمَاءِ الشَّرِیفَةِ خَوْفاً عَلَی نَفْسِهِ وَ مَنْ تَقَبَّلَ أَحْكَامَهُمْ تَقِیَّةً
ص: 234
فَلَا إِثْمَ عَلَیْهِ فِی ذَلِكَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی وَسَّعَ لَهُمْ فِی التَّقِیَّةِ وَ نَظَرَ الْبَاقِرُ علیه السلام إِلَی بَعْضِ شِیعَتِهِ وَ قَدْ دَخَلَ خَلْفَ بَعْضِ الْمُنَافِقِینَ إِلَی الصَّلَاةِ وَ أَحَسَّ الشِّیعِیُّ بِأَنَّ الْبَاقِرَ علیه السلام قَدْ عَرَفَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَصَدَهُ وَ قَالَ أَعْتَذِرُ إِلَیْكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ صَلَاتِی خَلْفَ فُلَانٍ فَإِنِّی أَتَّقِیهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَصَلَّیْتُ وَحْدِی فَقَالَ لَهُ الْبَاقِرُ علیه السلام یَا أَخِی إِنَّمَا كُنْتَ تَحْتَاجُ أَنْ تَعْتَذِرَ لَوْ تَرَكْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ الْمُؤْمِنَ مَا زَالَتْ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعِ تُصَلِّی عَلَیْكَ وَ تَلْعَنُ إِمَامَكَ ذَاكَ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَ أَنْ تُحْسَبَ لَكَ صَلَاتُكَ خَلْفَهُ لِلتَّقِیَّةِ بِسَبْعِمِائَةِ صَلَاةٍ لَوْ صَلَّیْتَهَا وَحْدَكَ فَعَلَیْكَ بِالتَّقِیَّةِ وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَمْقُتُ (تَارِكَهَا) كَمَا یَمْقُتُ الْمُتَّقَی مِنْهُ فَلَا تَرْضَ لِنَفْسِكَ أَنْ تَكُونَ مَنْزِلَتُكَ عِنْدَهُ كَمَنْزِلَةِ أَعْدَائِهِ (1).
«2»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا أُولئِكَ ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَ إِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُوا فِی الْكِتابِ لَفِی شِقاقٍ بَعِیدٍ (2) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صِفَةِ الْكَاتِمِینَ لِفَضْلِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّ الَّذِینَ یَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ الْمُشْتَمِلِ عَلَی ذِكْرِ فَضْلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ فَضْلِ عَلِیٍّ علیه السلام عَلَی جَمِیعِ الْوَصِیِّینَ وَ یَشْتَرُونَ بِهِ بِالْكِتْمَانِ ثَمَناً قَلِیلًا یَكْتُمُونَهُ لِیَأْخُذُوا عَلَیْهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْیَا یَسِیراً وَ یَنَالُوا بِهِ فِی الدُّنْیَا عِنْدَ جُهَّالِ عِبَادِ اللَّهِ رِئَاسَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أُولئِكَ ما یَأْكُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا النَّارَ بَدَلًا مِنْ إِصَابَتِهِمُ الْیَسِیرَ مِنَ الدُّنْیَا لِكِتْمَانِهِمُ الْحَقَّ وَ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ بِكَلَامٍ
ص: 235
خَیْرٍ بَلْ یُكَلِّمُهُمُ بِأَنْ یَلْعَنَهُمْ وَ یُخْزِیَهُمْ وَ یَقُولُ بِئْسَ الْعِبَادُ أَنْتُمْ غَیَّرْتُمْ تَرْتِیبِی (1) وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ قَدَّمْتُهُ وَ قَدَّمْتُمْ مَنْ أَخَّرْتُهُ وَ وَالَیْتُمْ مَنْ عَادَیْتُهُ وَ عَادَیْتُمْ مَنْ وَالَیْتُهُ وَ لا یُزَكِّیهِمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ لِأَنَّ الذُّنُوبَ إِنَّمَا تَذُوبُ وَ تَضْمَحِلُّ إِذَا قَرَنَ بِهَا مُوَالاةُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَأَمَّا مَا یَقْرِنُ (2) مِنْهَا بِالزَّوَالِ عَنْ مُوَالاةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ فَتِلْكَ ذُنُوبٌ تَتَضَاعَفُ وَ أَجْرَامٌ تَتَزَایَدُ وَ عُقُوبَاتُهَا تَتَعَاظَمُ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مُوجَعٌ فِی النَّارِ أُولئِكَ الَّذِینَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدی أَخَذُوا الضَّلَالَةَ عِوَضاً عَنِ الْهُدَی وَ الرَّدَی فِی دَارِ الْبَوَارِ بَدَلًا مِنَ السَّعَادَةِ فِی دَارِ الْقَرَارِ وَ مَحَلِّ الْأَبْرَارِ وَ الْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ اشْتَرَوُا الْعَذَابَ الَّذِی اسْتَحَقُّوا (3) بِمُوَالاتِهِمْ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ بَدَلًا مِنَ الْمَغْفِرَةِ الَّتِی كَانَتْ تَكُونُ لَهُمْ لَوْ وَالَوْا أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَی النَّارِ مَا أَجْرَأَهُمْ عَلَی عَمَلٍ یُوجِبُ عَلَیْهِمْ عَذَابَ النَّارِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ (4) یَعْنِی ذَلِكَ الْعَذَابَ الَّذِی وَجَبَ عَلَی هَؤُلَاءِ بِآثَامِهِمْ وَ أَجْرَامِهِمْ لِمُخَالَفَتِهِمْ لِإِمَامِهِمْ وَ زَوَالِهِمْ عَنْ مُوَالاةِ سَیِّدِ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ نَبِیِّهِ أَخِیهِ وَ صَفِیِّهِ (5) بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ نَزَّلَ الْكِتَابَ الَّذِی تَوَعَّدَ فِیهِ مَنْ خَالَفَ الْمُحِقِّینَ وَ جَانَبَ الصَّادِقِینَ وَ شَرَعَ فِی طَاعَةِ الْفَاسِقِینَ نَزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ أَنَّ مَا یُوعَدُونَ بِهِ یُصِیبُهُمْ وَ لَا یُخْطِئُهُمْ وَ إِنَّ الَّذِینَ اخْتَلَفُوا فِی الْكِتابِ فَلَمْ یُؤْمِنُوا بِهِ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ سِحْرٌ وَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ شِعْرٌ وَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ كِهَانَةٌ لَفِی شِقاقٍ بَعِیدٍ مُخَالَفَةٍ بَعِیدَةٍ عَنِ الْحَقِّ كَانَ الْحَقُّ فِی شِقٍّ وَ هُمْ فِی شِقٍّ غَیْرِهِ یُخَالِفُهُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام هَذَا أَحْوَالُ مَنْ كَتَمَ فَضَائِلَنَا وَ جَحَدَ حُقُوقَنَا وَ تَسَمَّی بِأَسْمَائِنَا وَ تَلَقَّبَ بِأَلْقَابِنَا وَ أَعَانَ ظَالِمَنَا عَلَی غَصْبِ حُقُوقِنَا وَ مَالَأَ عَلَیْنَا أَعْدَاءَنَا وَ التَّقِیَّةُ
ص: 236
عَلَیْكُمْ لَا تُزْعِجُه وَ الْمَخَافَةُ عَلَی نَفْسِهِ وَ مَالِهِ وَ إِخْوَانِهِ (1) لَا تَبْعَثُهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا لَا تَسْتَعْمِلُوا الْهُوَیْنَا وَ لَا تَقِیَّةَ عَلَیْكُمْ وَ لَا تَسْتَعْمِلُوا الْمُهَاجَرَةَ (2) وَ التَّقِیَّةُ تَمْنَعُكُمْ وَ سَأُحَدِّثُكُمْ فِی ذَلِكَ بِمَا یَرْدَعُكُمْ وَ یَعِظُكُمْ دَخَلَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَطِئَ أَحَدُهُمَا عَلَی حَیَّةٍ فَلَدَغَتْهُ (3) وَ وَقَعَ عَلَی الْآخَرِ فِی طَرِیقِهِ مِنْ حَائِطٍ عَقْرَبٌ فَلَسَعَتْهُ (4) وَ سَقَطَا جَمِیعاً فَكَأَنَّهُمَا لِمَا بِهِمَا یَتَضَرَّعَانِ (5) وَ یَبْكِیَانِ فَقِیلَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ دَعُوهُمَا فَإِنَّهُ لَمْ یَحِنْ حِینُهُمَا وَ لَمْ تَتِمَّ مِحْنَتُهُمَا فَحُمِلَا إِلَی مَنْزِلِهِمَا فَبَقِیَا عَلِیلَیْنِ أَلِیمَیْنِ فِی عَذَابٍ شَدِیدٍ شَهْرَیْنِ ثُمَّ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعَثَ إِلَیْهِمَا فَحُمِلَا إِلَیْهِ وَ النَّاسُ یَقُولُونَ سَیَمُوتَانِ عَلَی أَیْدِی الْحَامِلِینَ لَهُمَا فَقَالَ (6) كَیْفَ حَالُكُمَا قَالا نَحْنُ بِأَلَمٍ عَظِیمٍ وَ فِی عَذَابٍ شَدِیدٍ قَالَ لَهُمَا اسْتَغْفِرَا اللَّهَ مِنْ ذَنْبٍ أَدَّاكُمَا (7) إِلَی هَذَا وَ تَعَوَّذَا بِاللَّهِ مَا یُحْبِطُ أَجْرَكُمَا وَ یُعْظِمُ وِزْرَكُمَا قَالا وَ كَیْفَ ذَلِكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام مَا أُصِیبَ وَاحِدٌ مِنْكُمَا إِلَّا بِذَنْبِهِ أَمَّا أَنْتَ یَا فُلَانُ وَ أَقْبَلَ عَلَی أَحَدِهِمَا أَ تَذْكُرُ (8) یَوْمَ غَمَزَ عَلَی سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ فُلَانٌ وَ طَعَنَ عَلَیْهِ لِمُوَالاتِهِ (9) لَنَا فَلَمْ یَمْنَعْكَ مِنَ الرَّدِّ وَ الِاسْتِخْفَافِ بِهِ خَوْفٌ عَلَی نَفْسِكَ
ص: 237
وَ لَا عَلَی أَهْلِكَ وَ لَا عَلَی وُلْدِكَ وَ مَالِكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنِ اسْتَحْیَیْتَهُ فَلِذَلِكَ أَصَابَكَ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ یُزِیلَ اللَّهُ مَا بِكَ فَاعْتَقِدْ أَنْ لَا تَرَی مُزْرِئاً عَلَی وَلِیٍّ لَنَا تَقْدِرُ عَلَی نُصْرَتِهِ بِظَهْرِ الْغَیْبِ إِلَّا نَصَرْتَهُ إِلَّا أَنْ تَخَافَ عَلَی نَفْسِكَ وَ أَهْلِكَ وَ وُلْدِكَ وَ مَالِكَ وَ قَالَ لِلْآخَرِ فَأَنْتَ أَ تَدْرِی لِمَا أَصَابَكَ مَا أَصَابَكَ قَالَ لَا قَالَ أَ مَا تَذْكُرُ حَیْثُ أَقْبَلَ قَنْبَرٌ خَادِمِی وَ أَنْتَ بِحَضْرَةِ فُلَانٍ الْعَاتِی فَقُمْتَ إِجْلَالًا لَهُ لِإِجْلَالِكَ لِی فَقَالَ لَكَ أَ وَ تَقُومُ لِهَذَا بِحَضْرَتِی فَقُلْتَ لَهُ وَ مَا بَالِی لَا أَقُومُ وَ مَلَائِكَةُ اللَّهِ تَضَعُ لَهُ أَجْنِحَتَهَا فِی طَرِیقِهِ فَعَلَیْهَا یَمْشِی فَلَمَّا قُلْتَ هَذَا لَهُ قَامَ إِلَی قَنْبَرٍ وَ ضَرَبَهُ وَ شَتَمَهُ وَ آذَاهُ وَ تَهَدَّدَنِی وَ أَلْزَمَنِی الْإِغْضَاءَ عَلَی قَذًی فَلِهَذَا سَقَطَتْ عَلَیْكَ هَذِهِ الْحَیَّةُ فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ یُعَافِیَكَ اللَّهُ تَعَالَی مِنْ هَذَا فَاعْتَقِدْ أَنْ لَا تَفْعَلَ بِنَا وَ لَا بِأَحَدٍ مِنْ مَوَالِینَا بِحَضْرَةِ أَعْدَائِنَا مَا یُخَافُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْهِمْ مِنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ مَعَ تَفْضِیلِهِ لِی لَمْ یَكُنْ یَقُومُ لِی عَنْ مَجْلِسِهِ إِذَا حَضَرْتُهُ كَمَا كَانَ یَفْعَلُهُ بِبَعْضِ مَنْ لَا یَقِیسُ (1) مِعْشَارَ جُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ إِیجَابِهِ لِی لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ یَحْمِلُ بَعْضَ أَعْدَاءِ اللَّهِ عَلَی مَا یَغُمُّهُ وَ یَغُمُّنِی وَ یَغُمُّ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَدْ كَانَ یَقُومُ لِقَوْمٍ لَا یَخَافُ عَلَی نَفْسِهِ وَ لَا عَلَیْهِمْ مِثْلَ مَا خَافَهُ عَلَیَّ لَوْ فَعَلَ ذَلِكَ بِی (2).
بیان: مالأته علی الأمر ساعدته و تمالئوا علی الأمر اجتمعوا علیه و الهوینا تصغیر الهونی تأنیث الأهون و هو الرفق و اللین فی أمر الدین و الإغضاء إدناء الجفون و القذی ما یقع فی العین و هو كنایة عن الصبر علی الشدائد.
ص: 238
«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام أَبِی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا أَخْبَاراً فِی فَضَائِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ فَضْلِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ هِیَ مِنْ رِوَایَةِ مُخَالِفِیكُمْ وَ لَا نَعْرِفُ مِثْلَهَا عَنْكُمْ أَ فَنَدِینُ بِهَا فَقَالَ یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ لَقَدْ أَخْبَرَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَنْ أَصْغَی إِلَی نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنْ إِبْلِیسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِیسَ ثُمَّ قَالَ الرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ إِنَّ مُخَالِفِینَا وَضَعُوا أَخْبَاراً فِی فَضَائِلِنَا وَ جَعَلُوهَا عَلَی أَقْسَامٍ ثَلَاثَةٍ أَحَدُهَا الْغُلُوُّ وَ ثَانِیهَا التَّقْصِیرُ فِی أَمْرِنَا وَ ثَالِثُهَا التَّصْرِیحُ بِمَثَالِبِ أَعْدَائِنَا فَإِذَا سَمِعَ النَّاسُ الْغُلُوَّ فِینَا كَفَّرُوا شِیعَتَنَا وَ نَسَبُوهُمْ إِلَی الْقَوْلِ بِرُبُوبِیَّتِنَا وَ إِذَا سَمِعُوا التَّقْصِیرَ اعْتَقَدُوهُ فِینَا وَ إِذَا سَمِعُوا مَثَالِبَ أَعْدَائِنَا بِأَسْمَائِهِمْ ثَلَبُونَا بِأَسْمَائِنَا وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لا تَسُبُّوا الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَیَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَیْرِ عِلْمٍ (1) یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ إِذَا أَخَذَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالًا فَالْزَمْ طَرِیقَتَنَا فَإِنَّهُ مَنْ لَزِمَنَا لَزِمْنَاهُ وَ مَنْ فَارَقَنَا فَارَقْنَاهُ إِنَّ أَدْنَی مَا یُخْرِجُ الرَّجُلَ مِنَ الْإِیمَانِ أَنْ یَقُولَ لِلْحَصَاةِ هَذِهِ نَوَاةٌ ثُمَّ یَدِینُ بِذَلِكَ وَ یَبْرَأُ مِمَّنْ خَالَفَهُ یَا ابْنَ أَبِی مَحْمُودٍ احْفَظْ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ فَقَدْ جَمَعْتُ لَكَ فِیهِ خَیْرَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ (2).
بیان: النهی عن الاعتقاد بما تفرد به المخالفون من فضائلهم لا ینافی جواز الاحتجاج علیهم بأخبارهم فإنه لا یتأتی إلا بذلك و لا ذكر ما ورد فی طریق أهل البیت علیهم السلام من طریق المخالفین أیضا تأییدا و تأكیدا.
ص: 239
«1»-لی، الأمالی للصدوق أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا بَا بَصِیرٍ نَحْنُ شَجَرَةُ الْعِلْمِ وَ نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فِی دَارِنَا مَهْبِطُ جَبْرَئِیلَ وَ نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَعَادِنُ وَحْیِ اللَّهِ مَنْ تَبِعَنَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا هَلَكَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1).
«2»-ید، التوحید مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً خَلَقَهُمْ مِنْ نُورِهِ وَ رَحْمَتِهِ لِرَحْمَتِهِ فَهُمْ (2) عَیْنُ اللَّهِ النَّاظِرَةُ وَ أُذُنُهُ السَّامِعَةُ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ فِی خَلْقِهِ بِإِذْنِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی مَا أَنْزَلَ مِنْ عُذْرٍ أَوْ نُذْرٍ أَوْ حُجَّةٍ فَبِهِمْ یَمْحُو اللَّهُ السَّیِّئَاتِ وَ بِهِمْ یَدْفَعُ الضَّیْمَ وَ بِهِمْ یُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَ بِهِمْ یُحْیِی مَیِّتاً وَ یُمِیتُ حَیّاً (3) وَ بِهِمْ یَبْتَلِی خَلْقَهُ وَ بِهِمْ یَقْضِی فِی خَلْقِهِ قَضِیَّةً (4) قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ الْأَوْصِیَاءُ (5).
«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ رَبِیعَةَ السَّعْدِیِّ قَالَ: أَتَیْتُ حُذَیْفَةَ بْنَ الْیَمَانِ فَقُلْتُ لَهُ حَدِّثْنِی بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ رَأَیْتَهُ یَعْمَلُ بِهِ فَقَالَ عَلَیْكَ بِالْقُرْآنِ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَ إِنَّمَا جِئْتُكَ لِتُحَدِّثَنِی بِمَا لَمْ أَرَهُ وَ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُمَّ إِنِّی أُشْهِدُكَ عَلَی حُذَیْفَةَ أَنِّی أَتَیْتُهُ
ص: 240
لِیُحَدِّثَنِی فَإِنَّهُ (1) قَدْ سَمِعَ وَ كَتَمَ قَالَ فَقَالَ حُذَیْفَةُ قَدْ أَبْلَغْتُ فِی الشِّدَّةِ ثُمَّ قَالَ لِی خُذْهَا قَصِیرَةٌ مِنْ طَوِیلَةٍ وَ جَامِعَةً لِكُلِّ أَمْرِكَ إِنَّ آیَةَ الْجَنَّةِ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ لَیَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ یَمْشِی فِی الْأَسْواقِ فَقُلْتُ لَهُ فَبَیِّنْ لِی آیَةَ الْجَنَّةِ فَأَتَّبِعَهَا وَ آیَةَ النَّارِ فَأَتَّقِیَهَا فَقَالَ لِی وَ الَّذِی نَفْسُ حُذَیْفَةَ بِیَدِهِ إِنَّ آیَةَ الْجَنَّةِ وَ الْهُدَاةَ إِلَیْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ آیَةَ النَّارِ وَ الدُّعَاةَ إِلَیْهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لَأَعْدَاؤُهُمْ (2).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی عنه عن الجعابی عن محمد بن محمد بن سلیمان عن هارون بن حاتم عن إسماعیل بن توبة عن أبی إسحاق مثله (3).
«4»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زِیَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی فَقَالَ یَا بَنِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مَا فَضْلُكُمْ عَلَی النَّاسِ فَسَكَتُوا فَقُلْتُ إِنَّ مِنْ فَضْلِنَا عَلَی النَّاسِ أَنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نَكُونَ أَحَداً (4) سِوَانَا وَ لَیْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَا یُحِبُّ أَنْ یَكُونَ مِنَّا إِلَّا أَشْرَكَ ثُمَّ قَالَ ارْوُوا هَذَا الْحَدِیثَ (5).
«5»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (6) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَكَتَبَ إِلَیَّ الْجَوَابَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ أَمِینَ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ أَنْسَابِ
ص: 241
الْعَرَبِ وَ مَوْلِدِ الْإِسْلَامِ وَ مَا مِنْ فِئَةٍ تُضِلُّ مِائَةً وَ تَهْدِی مِائَةً إِلَّا وَ نَحْنُ نَعْرِفُ سَائِقَهَا وَ قَائِدَهَا وَ نَاعِقَهَا وَ إِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَیْنَاهُ بِحَقِیقَةِ الْإِیمَانِ وَ حَقِیقَةِ النِّفَاقِ إِنَّ شِیعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسَامِیهِمْ (1) وَ أَسَامِی آبَائِهِمْ أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْنَا وَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ یَرِدُونَ مَوْرِدَنَا وَ یَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا لَیْسَ عَلَی جُمْلَةِ الْإِسْلَامِ غَیْرُنَا وَ غَیْرُهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ نَحْنُ آخِذُونَ (2) بِحُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ نَبِیُّنَا آخِذٌ بِحُجْزَةِ رَبِّنَا وَ الْحُجْزَةُ النُّورُ وَ شِیعَتُنَا آخِذُونَ بِحُجْزَتِنَا مَنْ فَارَقَنَا هَلَكَ وَ مَنْ تَبِعَنَا نَجَا وَ مُفَارِقُنَا (3) وَ الْجَاحِدُ لِوَلَایَتِنَا كَافِرٌ وَ مُتَّبِعُنَا وَ تَابِعُ أَوْلِیَائِنَا مُؤْمِنٌ لَا یُحِبُّنَا كَافِرٌ وَ لَا یُبْغِضُنَا مُؤْمِنٌ وَ مَنْ مَاتَ وَ هُوَ یُحِبُّنَا كَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یَبْعَثَهُ مَعَنَا نَحْنُ نُورٌ لِمَنْ تَبِعَنَا وَ هُدًی لِمَنِ اهْتَدَی بِنَا وَ مَنْ لَمْ یَكُنْ مِنَّا فَلَیْسَ مِنَ الْإِسْلَامِ فِی شَیْ ءٍ بِنَا فَتَحَ اللَّهُ الدِّینَ وَ بِنَا یَخْتِمُهُ وَ بِنَا أَطْعَمَكُمْ (4) عُشْبَ الْأَرْضِ وَ بِنَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَطْرَ السَّمَاءِ وَ بِنَا آمَنَكُمُ اللَّهُ مِنَ الْغَرَقِ فِی بَحْرِكُمْ وَ مِنَ الْخَسْفِ فِی بَرِّكُمْ وَ بِنَا نَفَعَكُمُ اللَّهُ فِی حَیَاتِكُمْ وَ فِی قُبُورِكُمْ وَ فِی مَحْشَرِكُمْ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ وَ عِنْدَ دُخُولِكُمُ الْجِنَانَ (5) مَثَلُنَا فِی كِتَابِ اللَّهِ كَمَثَلِ الْمِشْكَاةِ وَ الْمِشْكَاةُ فِی الْقِنْدِیلِ فَنَحْنُ الْمِشْكَاةُ فِیهَا الْمِصْبَاحُ مُحَمَّدٌ (6) رَسُولُ اللَّهِ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّیٌّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَیْتُونَةٍ (7) لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ لَا دَعِیَّةٍ وَ لَا مُنْكَرَةٍ یَكادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ
ص: 242
تَمْسَسْهُ نارٌ الْقُرْآنُ نُورٌ عَلی نُورٍ إِمَامٌ بَعْدَ إِمَامٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ فَالنُّورُ عَلِیٌّ علیه السلام یَهْدِی اللَّهُ لِوَلَایَتِنَا مَنْ أَحَبَّ وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَبْعَثَ وَلِیَّنَا مُشْرِقاً وَجْهُهُ نَیِّراً (1) بُرْهَانُهُ ظَاهِرَةً عِنْدَ اللَّهِ حُجَّتُهُ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یَجْعَلَ وَلِیَّنَا مَعَ الْمُتَّقِینَ النَّبِیِّینَ (2) وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِیقاً فَشُهَدَاؤُنَا لَهُمْ فَضْلٌ عَلَی الشُّهَدَاءِ بِعَشْرِ دَرَجَاتٍ وَ لِشَهِیدِ شِیعَتِنَا فَضْلٌ عَلَی كُلِّ شَهِیدِ غَیْرِنَا بِتِسْعِ دَرَجَاتٍ نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ نَحْنُ أَفْرَاطُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِیَاءِ وَ نَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِی كِتَابِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَوْلَی النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ وَ نَحْنُ الَّذِینَ شَرَعَ اللَّهُ لَنَا دِینَهُ فَقَالَ فِی كِتَابِهِ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی فَقَدْ عَلَّمَنَا وَ بَلَّغَنَا مَا عَلَّمَنَا وَ اسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ وَ نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ وَرَثَةُ أُوْلِی الْعِلْمِ وَ الْعَزْمِ (3) مِنَ الرُّسُلِ أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ كَمَا قَالَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ مِنْ وَلَایَةِ عَلِیٍّ اللَّهُ یَا مُحَمَّدُ یَجْتَبِی إِلَیْهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی إِلَیْهِ مَنْ یُنِیبُ (4) مَنْ یُجِیبُكَ إِلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ قَدْ بَعَثْتُ إِلَیْكَ بِكِتَابٍ فِیهِ هُدًی فَتَدَبَّرْهُ وَ افْهَمْهُ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ (5) وَ نُورٌ (6).
بیان: قوله تضل مائة قوله مائة حال عن فئة أو مفعول لتضل و فی بعض النسخ ما به أی تضلها ما هی به أی فیه من الاعتقاد الباطل و قد مر تفسیر
ص: 243
بعض أجزاء الخبر فی باب آیة النور.
«6»-ل، الخصال ابْنُ مُوسَی عَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْیَمَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یرقان (بُرْقَانَ) عَنْ مَیْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِینَا خَطِیباً فَقَالَ فِی آخِرِ خُطْبَتِهِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا عَشْرَ خِصَالٍ لَمْ یَجْمَعْهَا لِأَحَدٍ قَبْلَنَا وَ لَا تَكُونُ فِی أَحَدٍ غَیْرِنَا فِینَا الْحُكْمُ وَ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ النُّبُوَّةُ وَ السَّمَاحَةُ وَ الشَّجَاعَةُ وَ الْقَصْدُ (2) وَ الصِّدْقُ وَ الطُّهُورُ وَ الْعَفَافُ وَ نَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ سَبِیلُ الْهُدَی وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْحَبْلُ الْمَتِینُ وَ نَحْنُ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ لَنَا بِالْمَوَدَّةِ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ (3).
بیان: قوله صلی اللّٰه علیه و آله و نحن كلمة التقوی أی ولایتنا الكلمة التی بها یتقی من النار أو نحن أهلها إشارة إلی قوله تعالی وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوی (4) قوله و المثل الأعلی المثل محركة الحجة و الحدیث و الصفة أی أهل الحجة العلیا أو الصفة العلیا أو مثل اللّٰه بهم فی القرآن فی آیة النور و غیرها و الأخیر أظهر و دینهم و ولایتهم و متابعتهم العروة الوثقی التی لا انفصام لها و الحبل المتین الذی أمر اللّٰه بالاعتصام به و عدم التفرق عنه.
«7»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ مُعَاذٍ (5)
ص: 244
مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ الْخُرَاسَانِیِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ (1).
«8»-یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْجَارُودِ وَ هُوَ أَبُو الْمُنْذِرِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِی عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام مَا تَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا نَحْنُ وَ اللَّهِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ (2).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن إسماعیل بن مهران عن حماد عن ربعی بن عبد اللّٰه بن الجارود عن جده الجارود مثله (3)
بیان: قال فی مصباح اللغة نقمت علیه أمره و نقمت منه من باب ضرب إذا عبته و كرهته أشد الكراهة لسوء فعله قوله و موضع الرسالة أی علوم الرسالة أو الرسالات نزلت فی بیتهم أو علیهم فی لیلة القدر و غیرها.
«9»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ قَالا أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْأَرْمَنِیُّ وَ هُوَ مُوسَی بْنُ زَنْجَوَیْهِ عَنْ عَائِذِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ خَیْثَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مَفَاتِیحُ الْحِكْمَةِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَوْضِعُ سِرِّ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَدِیعَةُ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ وَ نَحْنُ حَرَمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَ نَحْنُ عَهْدُ اللَّهِ فَمَنْ وَفَی بِذِمَّتِنَا فَقَدْ وَفَی بِذِمَّةِ اللَّهِ وَ مَنْ وَفَی بِعَهْدِنَا فَقَدْ وَفَی بِعَهْدِ اللَّهِ وَ مَنْ خَفَرَهُمَا (4) فَقَدْ خَفَرَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ عَهْدَهُ (5).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن الخشاب قال حدثنا أصحابنا عن خیثمة عن الصادق علیه السلام مثله (6).
ص: 245
«10»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِسْكِینٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْأَعْمَشِ رَفَعَ الْحَدِیثَ إِلَی أَبِی ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: لَمَّا اخْتَلَفَ النَّاسُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ أَبُو ذَرٍّ أَهْلُ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ هُمْ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ (1).
«11»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ تَمِیمٍ یَذْكُرُهُ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا فُضَیْلُ مَا یَنْقِمُ النَّاسُ مِنَّا فَوَ اللَّهِ إِنَّا لَشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ (2).
«12»-مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ عَنِ الْعَمْرَكِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَخِیهِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ َ مَعْدِنُ الْعِلْم (3).
«13»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ السَّكُونِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ: قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ ذَكَرَ مِثْلَهُ وَ فِیهِ بَیْتُ الرَّأْفَةِ (4).
«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَنْشَأَ یَقُولُ ابْتِدَاءً مِنْ غَیْرِ أَنْ یُسْأَلَ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ لِسَانُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ عَیْنُ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ وَ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ (5).
«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ
ص: 246
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ وَ خَزَنَةُ عِلْمِ اللَّهِ وَ عَیْبَةُ وَحْیِ اللَّهِ وَ أَهْلُ دِینِ اللَّهِ وَ عَلَیْنَا نَزَلَ كِتَابُ اللَّهِ وَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ لَوْلَانَا مَا عُرِفَ اللَّهُ وَ نَحْنُ وَرَثَةُ نَبِیِّ اللَّهِ وَ عِتْرَتُهُ (1).
بیان: قوله و بنا عبد اللّٰه أی نحن علمنا الناس طریق عبادة اللّٰه أو نحن عبدنا اللّٰه حق عبادته بحسب الإمكان أو بولایتنا عبد اللّٰه فإنها أعظم العبادات أو بولایتنا صحت العبادات فإنها من أعظم شرائطها قوله و لولانا ما عرف اللّٰه أی لم یعرفه غیرنا أو نحن عرفناه الناس أو بجلالتنا و علمنا و فضلنا عرفوا جلالة قدر اللّٰه و عظم شأنه.
«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَاحِدٌ مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ فَخَلَقَ خَلْقاً فَفَرَّدَهُمْ (2) لِذَلِكَ الْأَمْرِ فَنَحْنُ هُمْ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ فَنَحْنُ حُجَجُ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ فِی خَلْقِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ وَ خُزَّانُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ الدَّاعُونَ إِلَی سَبِیلِهِ وَ الْقَائِمُونَ بِذَلِكَ فَمَنْ أَطَاعَنَا فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3)
بیان: قوله متفرد بأمره أی بالخلق فقوله لذلك الأمر لا یكون إشارة إلی هذا الأمر بل إلی الأمر المعهود أی الإمامة و الخلافة و یحتمل أن یكون المراد بالأمر أولا أیضا أمر الخلافة أی لم یدع أمر تعیین الخلیفة إلی أحد من خلقه كما زعمته المخالفون بل هو المتفرد بنصب الخلفاء.
«17»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی انْتَجَبَنَا لِنَفْسِهِ فَجَعَلَنَا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ وَ أُمَنَاءَهُ عَلَی وَحْیِهِ وَ خُزَّانَهُ فِی أَرْضِهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ عَیْبَةَ عِلْمِهِ ثُمَّ أَعْطَانَا الشَّفَاعَةَ فَنَحْنُ أُذُنُهُ السَّامِعَةُ وَ عَیْنُهُ النَّاظِرَةُ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ بِإِذْنِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی مَا نَزَلَ مِنْ عُذْرٍ وَ نُذْرٍ وَ حُجَّةٍ.
ص: 247
«18»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا مَنْزِلَتُكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ فَقَالَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ بَابُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی سِرِّهِ وَ تَرَاجِمَةُ وَحْیِهِ (1).
«19»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ خَیْثَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ وَ نَحْنُ صَفْوَتُهُ وَ نَحْنُ خِیَرَتُهُ وَ نَحْنُ مُسْتَوْدَعُ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ (2) وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ (3) وَ نَحْنُ أَرْكَانُ الْإِیمَانِ وَ نَحْنُ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ (4) وَ نَحْنُ رَحْمَةُ اللَّهِ (5) عَلَی خَلْقِهِ وَ نَحْنُ الَّذِینَ بِنَا یَفْتَحُ اللَّهُ وَ بِنَا یَخْتِمُ وَ نَحْنُ أَئِمَّةُ الْهُدَی وَ مَصَابِیحُ الدُّجَی وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَی وَ نَحْنُ السَّابِقُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ وَ نَحْنُ الْعَلَمُ الْمَرْفُوعُ لِلْخَلْقِ (6) مَنْ تَمَسَّكَ بِنَا لَحِقَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا غَرِقَ وَ نَحْنُ قَادَةُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ نَحْنُ خِیَرَةُ اللَّهِ (7) وَ نَحْنُ الطَّرِیقُ وَ صِرَاطُ اللَّهِ الْمُسْتَقِیمُ إِلَی اللَّهِ (8) وَ نَحْنُ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ (9) وَ نَحْنُ الْمِنْهَاجُ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ النُّبُوَّةِ وَ نَحْنُ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ نَحْنُ الَّذِینَ إِلَیْنَا مُخْتَلَفُ (10) الْمَلَائِكَةِ وَ نَحْنُ السِّرَاجُ
ص: 248
لِمَنِ اسْتَضَاءَ بِنَا وَ نَحْنُ السَّبِیلُ لِمَنِ اقْتَدَی بِنَا وَ نَحْنُ الْهُدَاةُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ نَحْنُ عِزُّ الْإِسْلَامِ (1) وَ نَحْنُ الْجُسُورُ وَ الْقَنَاطِرُ (2) مَنْ مَضَی عَلَیْهَا سَبَقَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا (3) مُحِقَ وَ نَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ نَحْنُ الَّذِینَ بِنَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ وَ بِنَا تُسْقَوْنَ الْغَیْثَ وَ نَحْنُ الَّذِینَ بِنَا یُصْرَفُ عَنْكُمْ الْعَذَابُ فَمَنْ عَرَفَنَا وَ نَصَرَنَا (4) وَ عَرَفَ حَقَّنَا وَ أَخَذَ بِأَمْرِنَا فَهُوَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا (5).
ك، إكمال الدین أبی عن سعد عن ابن عیسی عن ابن معروف مثله (6)
- قب، المناقب لابن شهرآشوب عن خیثمة مثله (7)
- ما، الأمالی للشیخ الطوسی الحسین بن عبید اللّٰه عن علی بن محمد العلوی عن محمد بن إبراهیم عن أحمد بن محمد بن عیسی عن البزنطی عن أبی المغراء مثله (8).
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ هَارُونَ (9) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ أَمِینَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ كُنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ وَرَثَتَهُ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ أَنْسَابِ الْعَرَبِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ قَالَ شَرَعَ لَكُمْ یَا آلَ مُحَمَّدٍ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی فَقَدْ عَلَّمَنَا وَ بَلَّغَنَا مَا عَلَّمَنَاهُ وَ اسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُ نَحْنُ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ وَرَثَةُ أُولِی الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ أَقِیمُوا الصَّلَاةَ وَ الدِّینِ یَا آلَ مُحَمَّدٍ وَ لا تَتَفَرَّقُوا وَ كُونُوا عَلَی جَمَاعَةٍ
ص: 249
كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ بِوَلَایَةِ (1) عَلِیٍّ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ (2).
«21»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ طَهَّرَنَا وَ عَصَمَنَا جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَی خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ فِی أَرْضِهِ وَ جَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ وَ جَعَلَ الْقُرْآنَ مَعَنَا لَا نُفَارِقُهُ وَ لَا یُفَارِقُنَا (3).
«22»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ عِنْدَنَا مَعَاقِلُ الْعِلْمِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ عِلْمُ الْكِتَابِ وَ فَصْلُ مَا بَیْنَ النَّاسِ (4).
یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الربیع بن محمد عن النضر عن هشام بن سالم عن الحسین بن یحیی عن أبی خالد مثله (5)
بیان: المعقل كمنزل الملجأ و المعاقل الحصون.
«23»-شف، كشف الیقین أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِیُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْخَزَّازِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ كَثِیرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ هُوَ یَقُولُ نَحْنُ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا رَسُولُ اللَّهِ وَ فَرْعُهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ وَ أَغْصَانُهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ ثَمَرَتُهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَإِنَّهَا شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ بَیْتُ الرَّحْمَةِ وَ مِفْتَاحُ الْحِكْمَةِ (6) وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَوْضِعُ سِرِّ اللَّهِ وَ وَدِیعَتُهُ وَ الْأَمَانَةُ الَّتِی عُرِضَتْ عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ حَرَمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَ بَیْتُ اللَّهِ الْعَتِیقُ وَ حَرَمُهُ عِنْدَنَا عِلْمُ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ مَوْلِدُ الْإِسْلَامِ وَ أَنْسَابُ
ص: 250
الْعَرَبِ كَانُوا نُوراً مُشْرِقاً حَوْلَ عَرْشِ رَبِّهِمْ فَأَمَرَهُمْ فَسَبَّحُوا فَسَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ بِتَسْبِیحِهِمْ ثُمَّ أُهْبِطُوا إِلَی الْأَرْضِ فَأَمَرَهُمْ فَسَبَّحُوا فَسَبَّحَ أَهْلُ الْأَرْضِ بِتَسْبِیحِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَهُمُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمُسَبِّحُونَ فَمَنْ أَوْفَی بِذِمَّتِهِمْ فَقَدْ أَوْفَی بِذِمَّةِ اللَّهِ وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّهُمْ فَقَدْ عَرَفَ حَقَّ اللَّهِ هُمْ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ وَ خُزَّانُ وَحْیِ اللَّهِ وَ وَرَثَةُ كِتَابِ اللَّهِ وَ هُمُ الْمُصْطَفَوْنَ بِسِرِّ اللَّهِ وَ الْأُمَنَاءُ عَلَی وَحْیِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَ الْمُسْتَأْنِسُونَ بِخَفْقِ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ مَنْ كَانَ یَغْذُوهُمْ جَبْرَئِیلُ مِنَ الْمَلِكِ الْجَلِیلِ بِخَبَرِ التَّنْزِیلِ وَ بُرْهَانِ التَّأْوِیلِ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتٍ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِسِرِّهِ وَ شَرَّفَهُمْ بِكَرَامَتِهِ وَ أَعَزَّهُمْ بِالْهُدَی وَ ثَبَّتَهُمْ بِالْوَحْیِ وَ جَعَلَهُمْ أَئِمَّةَ هُدًی وَ نُوراً فِی الظُّلَمِ لِلنَّجَاةِ وَ اخْتَصَّهُمْ لِدِینِهِ وَ فَضَّلَهُمْ بِعِلْمِهِ وَ آتَاهُمْ ما لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ وَ جَعَلَهُمْ عِمَاداً لِدِینِهِ وَ مُسْتَوْدَعاً لِمَكْنُونِ سِرِّهِ وَ أُمَنَاءَ عَلَی وَحْیِهِ وَ نُجَبَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَ شُهَدَاءَ عَلَی بَرِیَّتِهِ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ وَ حَبَاهُمْ وَ خَصَّهُمْ وَ اصْطَفَاهُمْ وَ فَضَّلَهُمْ وَ ارْتَضَاهُمْ وَ انْتَجَبَهُمْ وَ انْتَقَاهُمْ وَ جَعَلَهُمْ لِلْبِلَادِ وَ الْعِبَادِ عُمَّاراً وَ أَدِلَّاءَ لِلْأُمَّةِ عَلَی الصِّرَاطِ فَهُمْ أَئِمَّةُ الْهُدَی وَ الدُّعَاةُ إِلَی التَّقْوَی وَ كَلِمَةُ اللَّهِ الْعُلْیَا وَ حُجَّتُهُ الْعُظْمَی وَ هُمُ النَّجَاةُ وَ الزُّلْفَی (1) هُمُ الْخِیَرَةُ الْكِرَامُ الْأَصْفِیَاءُ الْحُكَّامُ هُمُ النُّجُومُ الْأَعْلَامُ هُمُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ هُمُ السَّبِیلُ الْأَقْوَمُ الرَّاغِبُ عَنْهُمْ مَارِقٌ وَ الْمُقَصِّرُ عَنْهُمْ زَاهِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ نُورُ اللَّهِ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْبِحَارُ السَّائِغَةُ لِلشَّارِبِینَ أَمْنٌ لِمَنِ الْتَجَأَ إِلَیْهِمْ وَ أَمَانٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِمْ إِلَی اللَّهِ یَدْعُونَ وَ لَهُ یُسَلِّمُونَ وَ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَ بِكِتَابِهِ یَحْكُمُونَ مِنْهُمْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ وَ عَلَیْهِمْ هَبَطَتْ مَلَائِكَتُهُ وَ فِیهِمْ نَزَلَتْ سَكِینَتُهُ وَ إِلَیْهِمْ بُعِثَ الرُّوحُ الْأَمِینُ مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَضَّلَهُمْ بِهِ وَ خَصَّهُمْ وَ أُصُولٌ مُبَارَكَةٌ
ص: 251
مُسْتَقَرٌّ قَرَارُ الرَّحْمَةِ خُزَّانُ الْعِلْمِ وَ وَرَثَةُ الْحِلْمِ وَ أُولُو التَّقْوَی وَ النُّهَی وَ النُّورِ وَ الضِّیَاءِ وَ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ بَقِیَّةُ الْأَوْصِیَاءِ مِنْهُمُ الطَّیِّبُ ذِكْرُهُ الْمُبَارَكُ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ الْمُصْطَفَی الْمُرْتَضَی وَ رَسُولُهُ الْأُمِّیُّ وَ مِنْهُمُ الْمَلِكُ الْأَزْهَرُ وَ الْأَسَدُ الْمُرْسَلُ حَمْزَةُ وَ مِنْهُمُ الْمُسْتَقَی بِهِ یَوْمَ الزِّیَارَةِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ صِنْوُ أَبِیهِ وَ ذُو الْجَنَاحَیْنِ وَ الْهِجْرَتَیْنِ وَ الْقِبْلَتَیْنِ وَ الْبَیْعَتَیْنِ مِنَ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ صَحِیحُ الْأَدِیمِ وَاضِحُ الْبُرْهَانِ وَ مِنْهُمْ حَبِیبُ مُحَمَّدٍ وَ أَخُوهُ الْمُبَلِّغُ عَنْهُ مِنْ بَعْدِهِ الْبُرْهَانُ وَ التَّأْوِیلُ وَ مُحْكَمُ التَّفْسِیرِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَصِیُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ الصَّلَوَاتُ الزَّكِیَّةُ وَ الْبَرَكَاتُ السَّنِیَّةُ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ افْتَرَضَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ وَ وَلَایَتَهُمْ عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ فَقَالَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (1) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام اقْتِرَافُ الْحَسَنَةِ مَوَدَّتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (2).
بیان: ساغ الشراب سهل مدخله فی الحلق و ذو الجناحین هو جعفر صحیح الأدیم كأنه كنایة عن صفاء طینته و طیب مولده أو وضوح حجته و ظهور كماله أو طیب مأكله فی القاموس الأدیم الطعام المأدوم و الجلد و أدیم النهار بیاضه و من الضحی أوله.
«24»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْمَدَائِنِیُّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ الْبَاقِرُ علیه السلام نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ وَ خُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ وَ وَرَثَةُ وَحْیِ اللَّهِ وَ حَمَلَةُ كِتَابِ اللَّهِ طَاعَتُنَا فَرِیضَةٌ وَ حُبُّنَا إِیمَانٌ وَ بُغْضُنَا كُفْرٌ مُحِبُّنَا فِی الْجَنَّةِ وَ مُبْغِضُنَا فِی النَّارِ.
«25»-وَ قَالَ مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذَ سَمِعْتُهُ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ خَبَرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.
ص: 252
«26»-وَ كَانَ علیه السلام یَقُولُ بَلِیَّةُ النَّاسِ عَلَیْنَا عَظِیمَةٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لَنَا وَ إِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ یَهْتَدُوا بِغَیْرِنَا.
«27»-وَ قَالَ علیه السلام نَحْنُ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ مَوْضِعُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَهْبِطُ الْوَحْیِ (1).
«28»-بشا، بشارة المصطفی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّعْرَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی حَكِیمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ شَرَّفَهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ اسْتَحْفَظَهُمْ سِرَّهُ وَ اسْتَوْدَعَهُمْ عِلْمَهُ فَهُمْ عِمَادٌ لِدِینِهِ شُهَدَاءُ عِلْمِهِ بَرَأَهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ وَ أَظَلَّهُمْ تَحْتَ عَرْشِهِ وَ اصْطَفَاهُمْ فَجَعَلَهُمْ عَلَمَ عِبَادِهِ وَ دَلَّهُمْ عَلَی صِرَاطِهِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِیَّةُ وَ الْقَادَةُ الْبَرَرَةُ وَ الْأُمَّةُ الْوُسْطَی عِصْمَةٌ لِمَنْ لَجَأَ إِلَیْهِمْ وَ نَجَاةٌ لِمَنِ اعْتَمَدَ عَلَیْهِمْ یَغْتَبِطُ مَنْ وَالاهُمْ وَ یَهْلِكُ مَنْ عَادَاهُمْ وَ یَفُوزُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمْ فِیهِمْ نَزَلَتِ الرِّسَالَةُ وَ عَلَیْهِمْ هَبَطَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ إِلَیْهِمْ نَفَثَ الرُّوحُ الْأَمِینُ وَ آتَاهُمُ اللَّهُ ما لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ فَهُمُ الْفُرُوعُ الطَّیِّبَةُ وَ الشَّجَرَةُ الْمُبَارَكَةُ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ هُمْ أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ الْبَرَكَةِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً (2).
«29»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ مُعَنْعَناً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ وَ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ فَكَمَا أَنَّ لِلسَّابِقِینَ فَضْلَهُمْ عَلَی مَنْ بَعْدَهُمْ كَذَلِكَ لِأَبِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (3) فَضِیلَةٌ عَلَی السَّابِقِینَ بِنِسْبَةِ سَبْقِهِ (4) وَ قَالَ أَ جَعَلْتُمْ سِقایَةَ الْحاجِ
ص: 253
وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (1) وَ اسْتَجَابَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَاسَاهُ بِنَفْسِهِ ثُمَّ عَمُّهُ حَمْزَةُ سَیِّدُ الشُّهَدَاءِ وَ قَدْ كَانَ قُتِلَ مَعَهُ كَثِیرٌ فَكَانَ حَمْزَةُ سَیِّدَهُمْ بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَیْنِ یَطِیرُ بِهِمَا مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِی الْجَنَّةِ حَیْثُ یَشَاءُ وَ ذَلِكَ لِمَكَانِهِمَا وَ قَرَابَتِهِمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْزِلَتِهِمَا مِنْهُ وَ صَلَّی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی حَمْزَةَ سَبْعِینَ صَلَاةً مِنْ بَیْنِ الشُّهَدَاءِ الَّذِینَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ وَ جَعَلَ لِنِسَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَضْلًا عَلَی غَیْرِهِنَّ لِمَكَانِهِنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ فَضَّلَ اللَّهُ الصَّلَاةَ فِی مَسْجِدِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله بِأَلْفِ صَلَاةٍ عَلَی سَائِرِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الَّذِی بَنَاهُ إِبْرَاهِیمُ النَّبِیُّ بِمَكَّةَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ فَضْلِهِ وَ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَحَقُّنَا عَلَی كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْنَا مَعَ الصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ أَحَلَّ اللَّهُ لِرَسُولِهِ الْغَنِیمَةَ وَ أَحَلَّهَا لَنَا وَ حَرَّمَ الصَّدَقَاتِ عَلَیْهِ وَ حَرَّمَهَا عَلَیْنَا كَرَامَةً أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهَا وَ فَضِیلَةً فَضَّلَنَا اللَّهُ بِهَا (2).
«30»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِأُولِی النُّهی (3) قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ أُولُو النُّهَی وَ نَحْنُ قُوَّامُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی دِینِهِ نَخْزَنُهُ وَ نَسْتُرُهُ وَ نَكْتَتِمُ بِهِ مِنْ عَدُوِّنَا كَمَا اكْتَتَمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَذِنَ اللَّهُ لَهُ فِی الْهِجْرَةِ وَ جِهَادِ الْمُشْرِكِینَ فَنَحْنُ عَلَی مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی یَأْذَنَ اللَّهُ تَعَالَی لَنَا بِإِظْهَارِ دِینِهِ بِالسَّیْفِ وَ نَدْعُو النَّاسَ إِلَیْهِ وَ نَضْرِبُهُمْ عَلَیْهِ عَوْداً كَمَا ضَرَبَهُمْ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَدْءاً (4).
ص: 254
«31»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم الْفَضْلُ بْنُ یُوسُفَ الْقَصَبَانِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ: أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ شَرَّفَهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَعَزَّهُمْ بِهُدَاهُ وَ اخْتَصَّهُمْ لِدِینِهِ وَ فَضَّلَهُمْ بِعِلْمِهِ وَ اسْتَحْفَظَهُمْ وَ أَوْدَعَهُمْ عِلْمَهُ عَلَی غَیْبِهِ فَهُمْ عِمَادٌ لِدِینِهِ شُهَدَاءُ عَلَیْهِ وَ أَوْتَادٌ فِی أَرْضِهِ قُوَّامٌ بِأَمْرِهِ بَرَأَهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ أَظِلَّةٌ عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ نُجَبَاءُ فِی عِلْمِهِ اخْتَارَهُمْ وَ انْتَجَبَهُمْ وَ ارْتَضَاهُمْ فَجَعَلَهُمْ عَلَماً لِعِبَادِهِ وَ أَدِلَّاءَ لَهُمْ عَلَی صِرَاطِهِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الدُّعَاةُ وَ الْقَادَةُ الْهَادِیَةُ (1) وَ الْقُضَاةُ الْحُكَّامُ وَ النُّجُومُ الْأَعْلَامُ وَ الْأُسْرَةُ الْمُتَخَیَّرَةُ وَ الْعِتْرَةُ الْمُطَهَّرَةُ وَ الْأُمَّةُ الْوُسْطَی وَ الصِّرَاطُ الْأَعْلَمُ (2) وَ السَّبِیلُ الْأَقْوَمُ زِینَةُ النُّجَبَاءِ وَ وَرَثَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ هُمُ الرَّحِمُ الْمَوْصُولَةُ وَ الْكَهْفُ الْحَصِینُ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ نُورُ أَبْصَارِ الْمُهْتَدِینَ وَ عِصْمَةٌ لِمَنْ لَجَأَ إِلَیْهِمْ وَ أَمْنٌ لِمَنِ اسْتَجَارَ بِهِمْ وَ نَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُمْ یَغْتَبِطُ مَنْ وَالاهُمْ وَ یَهْلِكُ مَنْ عَادَاهُمْ وَ یَفُوزُ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمْ وَ الرَّاغِبُ مِنْهُمْ مَارِقٌ وَ اللَّازِمُ لَهُمْ لَاحِقٌ وَ هُمُ الْبَابُ الْمُبْتَلَی بِهِ مَنْ أَتَاهُ نَجَا وَ مَنْ أَبَاهُ هَوَی حِطَّةٌ لِمَنْ دَخَلَهُ وَ حُجَّةٌ عَلَی مَنْ تَرَكَهُ إِلَی اللَّهِ یَدْعُونَ وَ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَ بِكِتَابِهِ یَحْكُمُونَ وَ بِآیَاتِهِ یَرْشُدُونَ فِیهِمْ نَزَلَتْ رِسَالَتُهُ وَ عَلَیْهِمْ هَبَطَتْ مَلَائِكَتُهُ وَ إِلَیْهِمْ نَفَثَ الرُّوحُ (3) الْأَمِینُ فَضْلًا مِنْهُ وَ رَحْمَةً وَ آتَاهُمْ ما لَمْ یُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ فَعِنْدَهُمْ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا یَلْتَمِسُونَ وَ یَفْتَقِرُ إِلَیْهِ وَ یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنَ الْعِلْمِ الشَّاقِّ (4) وَ الْهُدَی مِنَ الضَّلَالَةِ وَ النُّورِ عِنْدَ دُخُولِ الظُّلَمِ فَهُمُ الْفُرُوعُ الطَّیِّبَةُ وَ الشَّجَرَةُ الْمُبَارَكَةُ وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ مُنْتَهَی الْحِلْمِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ فَهُمْ (5) أَهْلُ بَیْتِ الرَّحْمَةِ وَ الْبَرَكَةِ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ
ص: 255
وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً (1).
«32»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُعَنْعَناً عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ نُورِهِ وَ خَلَقَ شِیعَتَنَا مِنَّا وَ سَائِرُ الْخَلْقِ فِی النَّارِ بِنَا یُطَاعُ اللَّهُ وَ بِنَا یُعْصَی یَا مُفَضَّلُ سَبَقَتْ عَزِیمَةٌ (2) مِنَ اللَّهِ أَنَّهُ لَا یَتَقَبَّلُ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِنَا وَ لَا یُعَذِّبُ أَحَداً إِلَّا بِنَا فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ خُزَّانُهُ فِی سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ حَلَّلْنَا عَنِ اللَّهِ وَ حَرَّمْنَا عَنِ اللَّهِ لَا نَحْتَجِبُ عَنِ اللَّهِ إِذَا شِئْنَا وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی (3) وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ وَ هُوَ قَوْلُهُ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قَلْبَ وَلِیِّهِ وَكْراً (4) لِإِرَادَتِهِ فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ شِئْنَا (5).
«33»-ختص، الإختصاص أَبُو الْفَرَجِ عَنْ سَهْلٍ (6) عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَی اللَّهِ حَاجَةٌ وَ أَرَادَ أَنْ یَرَانَا وَ أَنْ یَعْرِفَ مَوْضِعَهُ (7) فَلْیَغْتَسِلْ ثَلَاثَ لَیَالٍ یُنَاجِی بِنَا فَإِنَّهُ یَرَانَا وَ یُغْفَرُ لَهُ بِنَا وَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ مَوْضِعُهُ قُلْتُ سَیِّدِی فَإِنَّ رَجُلًا رَآكَ فِی مَنَامِهِ وَ هُوَ یَشْرَبُ النَّبِیذَ قَالَ لَیْسَ النَّبِیذُ یُفْسِدُ عَلَیْهِ دِینَهُ إِنَّمَا یُفْسِدُ عَلَیْهِ تَرْكُنَا وَ تَخَلُّفُهُ عَنَّا إِنَّ أَشْقَی أَشْقِیَائِكُمْ مَنْ یُكَذِّبُنَا فِی الْبَاطِنِ مِمَّا یُخْبِرُ عَنَّا (8) وَ یُصَدِّقُنَا فِی الظَّاهِرِ نَحْنُ أَبْنَاءُ نَبِیِّ اللَّهِ وَ أَبْنَاءُ رَسُولِ اللَّهِ ص
ص: 256
وَ أَبْنَاءُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَحْبَابُ رَبِّ الْعَالَمِینَ نَحْنُ مِفْتَاحُ الْكِتَابِ (1) بِنَا نَطَقَ الْعُلَمَاءُ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَخَرِسُوا نَحْنُ رَفَعْنَا الْمَنَارَ وَ عَرَفْنَا الْقِبْلَةَ نَحْنُ حَجَرُ الْبَیْتِ فِی السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ بِنَا غُفِرَ لآِدَمَ وَ بِنَا ابْتُلِیَ أَیُّوبُ وَ بِنَا افْتُقِدَ یَعْقُوبُ وَ بِنَا حُبِسَ یُوسُفُ وَ بِنَا رُفِعَ الْبَلَاءُ وَ بِنَا أَضَاءَتِ الشَّمْسُ نَحْنُ مَكْتُوبُونَ عَلَی عَرْشِ رَبِّنَا مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ خَیْرُ النَّبِیِّینَ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ (2).
بیان: نحن حجر البیت بالكسر أی اختصاصنا بالبیت كاختصاص حجر إسماعیل به أو الحجر بالإنسان أو بالتحریك أی فضل الحجر بنا فی السماء و الأرض أی یعرفه أهلهما أو البیت الذی فیهما و الابتلاء و الافتقاد و الحبس إما بتقصیر قلیل فی معرفتهم و التوسل بهم لا یصل إلی حد المعصیة أو لكمالهم فی المعرفة و التوسل إذ الابتلاء علامة الفضل و الكمال.
«34»-ختص، الإختصاص عَلِیُّ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ عَلَیْهِ فَقَالَ فِیمَا یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ سَلُونِی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا قَلْبُ اللَّهِ الْوَاعِی وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ وَ أَمِینُهُ عَلَی سِرِّهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ خَلِیفَتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ عَیْنُهُ النَّاظِرَةُ فِی بَرِیَّتِهِ وَ یَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ دِینُهُ الَّذِی لَا یُصَدِّقُنِی إِلَّا مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً وَ لَا یُكَذِّبُنِی إِلَّا مَنْ
ص: 257
مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً (1).
«35»-ختص، الإختصاص الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَا الْهَادِی وَ الْمُهْتَدِی وَ أَبُو الْیَتَامَی وَ زَوْجُ الْأَرَامِلِ وَ الْمَسَاكِینِ وَ أَنَا مَلْجَأُ كُلِّ ضَعِیفٍ وَ مَأْمَنُ كُلِّ خَائِفٍ وَ أَنَا قَائِدُ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْجَنَّةِ وَ أَنَا حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِینُ وَ أَنَا عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی وَ أَنَا عَیْنُ اللَّهِ وَ لِسَانُهُ الصَّادِقُ وَ یَدُهُ وَ أَنَا جَنْبُهُ (2) الَّذِی تَقُولُ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (3) وَ أَنَا یَدُ اللَّهِ الْمَبْسُوطَةُ عَلَی عِبَادِهِ بِالرَّحْمَةِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ أَنَا بَابُ حِطَّةٍ مَنْ عَرَفَنِی وَ عَرَفَ حَقِّی فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ لِأَنِّی وَصِیُّ نَبِیِّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی خَلْقِهِ لَا یُنْكِرُ هَذَا إِلَّا رَادٌّ عَلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ (4).
«36»-أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: خَرَجَ یَوْماً وَ مَعَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَخَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ فِی خُطْبَتِهِ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَؤُلَاءِ عِتْرَةُ نَبِیِّكُمْ وَ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ خُلَفَاؤُهُ شَرَّفَهُمُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ وَ اسْتَوْدَعَهُمْ سِرَّهُ وَ اسْتَحْفَظَهُمْ غَیْبَهُ وَ اسْتَرْعَاهُمْ عِبَادَهُ وَ أَطْلَعَهُمْ عَلَی مَكْنُونِ أَمْرِهِ وَ لَقَّنَهُمْ حِكْمَتَهُ وَ وَلَّاهُمْ أَمْرَ عِبَادِهِ وَ أَمَّرَهُمْ عَلَی خَلْقِهِ وَ اصْطَفَاهُمْ لِتَنْزِیلِ وَحْیِهِ وَ أَخْدَمَهُمْ مَلَائِكَتَهُ وَ صَرَفَهُمْ فِی مَمْلَكَتِهِ وَ ارْتَضَاهُمْ لِسِرِّهِ وَ اجْتَبَاهُمْ لِكَلِمَاتِهِ وَ اخْتَارَهُمْ لِأَمْرِهِ وَ جَعَلَهُمْ أَعْلَاماً لِدِینِهِ وَ شُهَدَاءَ عَلَی عِبَادِهِ وَ أُمَنَاءَ فِی بِلَادِهِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْمَهْدِیَّةُ وَ الْعِتْرَةُ الزَّكِیَّةُ وَ الذُّرِّیَّةُ النَّبَوِیَّةُ وَ السَّادَةُ الْعَلَوِیَّةُ وَ الْأُمَّةُ الْوُسْطَی وَ الْكَلِمَةُ الْعُلْیَا وَ سَادَةُ أَهْلِ الدُّنْیَا وَ الرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ عِصْمَةٌ لِمَنْ
ص: 258
لَجَأَ إِلَیْهِمْ وَ نَجَاةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِمْ سَعِدَ مَنْ وَالاهُمْ وَ شَقِیَ مَنْ عَادَاهُمْ مَنْ تَلَاهُمْ أَمِنَ مِنَ الْعَذَابِ وَ مَنْ تَخَلَّفَهُمْ ضَلَّ وَ خَابَ إِلَی اللَّهِ یَدْعُونَ وَ عَنْهُ یَقُولُونَ وَ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ فِی أَبْیَاتِهِمْ هَبَطَ التَّنْزِیلُ وَ إِلَیْهِمْ بُعِثَ الْأَمِینُ جَبْرَئِیلُ (1).
«37»-وَ رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ وَ نَحْنُ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ خِیَرَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ مُسْتَوْدَعُ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ آیَةُ الْهُدَی وَ نَحْنُ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ بِنَا فَتَحَ اللَّهُ وَ بِنَا خَتَمَ اللَّهُ وَ نَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ وَ نَحْنُ أَخْیَارُ الدَّهْرِ وَ نَوَامِیسُ الْعَصْرِ وَ نَحْنُ سَادَةُ الْعِبَادِ وَ سَاسَةُ (2) الْبِلَادِ وَ نَحْنُ النَّهْجُ الْقَوِیمُ (3) وَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِیمُ وَ نَحْنُ عِلَّةُ (4) الْوُجُودِ وَ حُجَّةُ الْمَعْبُودِ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَامِلٍ جَهِلَ حَقَّنَا وَ نَحْنُ قَنَادِیلُ النُّبُوَّةِ وَ مَصَابِیحُ الرِّسَالَةِ وَ نَحْنُ نُورُ الْأَنْوَارِ وَ كَلِمَةُ الْجَبَّارِ وَ نَحْنُ رَایَةُ الْحَقِّ الَّتِی مَنْ تَبِعَهَا نَجَا وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا هَوَی وَ نَحْنُ أَئِمَّةُ الدِّینِ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِینَ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ النُّبُوَّةِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ إِلَیْنَا تَخْتَلِفُ الْمَلَائِكَةُ وَ نَحْنُ سِرَاجٌ لِمَنِ اسْتَضَاءَ وَ السَّبِیلُ لِمَنِ اهْتَدَی وَ نَحْنُ الْقَادَةُ إِلَی الْجَنَّةِ وَ نَحْنُ الْجُسُورُ وَ الْقَنَاطِرُ وَ نَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ بِنَا یَنْزِلُ الْغَیْثُ وَ بِنَا یَنْزِلُ الرَّحْمَةُ وَ بِنَا یُدْفَعُ الْعَذَابُ وَ النَّقِمَةُ فَمَنْ سَمِعَ هَذَا الْهُدَی فَلْیَتَفَقَّدْ فِی قَلْبِهِ حُبَّنَا فَإِنْ وَجَدَ فِیهِ الْبُغْضَ لَنَا وَ الْإِنْكَارَ لِفَضْلِنَا فَقَدْ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِیلِ لِأَنَّا حُجَّةُ الْمَعْبُودِ وَ تَرْجُمَانُ وَحْیِهِ وَ عَیْبَةُ عِلْمِهِ وَ مِیزَانُ قِسْطِهِ وَ نَحْنُ فُرُوعُ الزَّیْتُونَةِ وَ رَبَائِبُ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ نَحْنُ مِصْبَاحُ الْمِشْكَاةِ الَّتِی فِیهَا نُورُ النُّورِ (5) وَ نَحْنُ صَفْوَةُ الْكَلِمَةِ الْبَاقِیَةِ إِلَی یَوْمِ الْحَشْرِ الْمَأْخُوذِ لَهَا الْمِیثَاقُ وَ الْوَلَایَةُ
ص: 259
مِنَ الذَّرِّ (1).
«38»-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ نَحْنُ أَبْوَابُ الحِكْمَةِ وَ مَفَاتِیحُ الرَّحْمَةِ وَ سَادَةُ الْأَئِمَّةِ وَ أُمَنَاءُ الْكِتَابِ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ بِنَا یُثِیبُ اللَّهُ وَ بِنَا یُعَاقِبُ مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ عَظُمَ إِحْسَانُهُ وَ رَجَحَ مِیزَانُهُ وَ قُبِلَ عَمَلُهُ وَ غُفِرَ زَلَلُهُ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا لَا یَنْفَعُهُ إِسْلَامُهُ وَ إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ خَصَّنَا اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ وَ الْحِكْمَةِ وَ النُّبُوَّةِ وَ الْعِصْمَةِ مِنَّا خَاتَمُ الْأَنْبِیَاءِ أَلَا وَ إِنَّنَا رَایَةُ الْحَقِّ مَنْ تَلَاهَا سَبَقَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا مَرَقَ أَلَا وَ إِنَّنَا خِیَرَةُ اللَّهِ اصْطَفَانَا عَلَی خَلْقِهِ وَ ائْتَمَنَنَا عَلَی وَحْیِهِ فَنَحْنُ الْهُدَاةُ الْمَهْدِیُّونَ وَ لَقَدْ عُلِّمْتُ الْكَلِمَاتِ وَ لَقَدْ عَهِدَ إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَازِنُ عِلْمِهِ أَنَا الصِّدِّیقُ الْأَكْبَرُ وَ لَا یَقُولُهَا غَیْرِی إِلَّا مُفْتَرٍ كَذَّابٌ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ (2).
«39»-ید، التوحید ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ أَحَدٌ مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ خَلَقَ خَلْقاً فَفَوَّضَ إِلَیْهِمْ أَمْرَ دِینِهِ فَنَحْنُ هُمْ یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ وَ شُهَدَاؤُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ أُمَنَاؤُهُ عَلَی وَحْیِهِ وَ خُزَّانُهُ عَلَی عِلْمِهِ وَ وَجْهُهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ عَیْنُهُ فِی بَرِیَّتِهِ وَ لِسَانُهُ النَّاطِقُ وَ بَابُهُ الَّذِی یَدُلُّ عَلَیْهِ نَحْنُ الْعَالِمُونَ (3) بِأَمْرِهِ وَ الدَّاعُونَ إِلَی سَبِیلِهِ بِنَا عُرِفَ اللَّهُ وَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ وَ لَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللَّهُ (4).
«40»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَ لَا تُحَدِّثُنِی فِیكُمْ بِحَدِیثٍ قَالَ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ وَ وَرَثَةُ وَحْیِ
ص: 260
اللَّهِ وَ عِتْرَةُ نَبِیِّ اللَّهِ (1).
«41»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ، مِنْ تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَحْنُ وُلْدُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَادَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَا وَ حَمْزَةُ وَ عَلِیٌّ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْمَهْدِیُّ (2).
«42»-ل، الخصال الْخَلِیلُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَنِیعٍ عَنْ مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ أَوْ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله سَبْعَةٌ یُظِلُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ظِلِّهِ (3) یَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ شَابٌّ نَشَأَ فِی عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّی یَعُودَ إِلَیْهِ وَ رَجُلَانِ كَانَا فِی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْتَمَعَا عَلَی ذَلِكَ وَ تَفَرَّقَا وَ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِیاً فَفَاضَتْ عَیْنَاهُ وَ رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَ جَمَالٍ فَقَالَ إِنِّی أَخَافُ اللَّهَ وَ رَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّی لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا یَتَصَدَّقُ بِیَمِینِهِ (4).
«43»-ل، الخصال الْمُظَفَّرُ الْعَلَوِیُّ عَنِ ابْنِ الْعَیَّاشِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَیْلٍ رَفَعَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلَهُ بِأَدْنَی تَغْیِیرٍ (5).
«44»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دُرُسْتَوَیْهِ عَنْ عَجْلَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثَةٌ یُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ إِمَامٌ عَادِلٌ وَ تَاجِرٌ صَدُوقٌ وَ شَیْخٌ أَفْنَی عُمُرَهُ فِی طَاعَةِ اللَّهِ (6).
بیان: أقول یحتمل أن یكون المراد بالإمام العادل فی الخبرین إمام الجماعة
ص: 261
بقرینة النظائر و ظاهر القوم أنهم حملوه علی إمام الكل.
«45»-لی، الأمالی للصدوق ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ سَادَةٌ فِی الدُّنْیَا وَ مُلُوكٌ فِی الْآخِرَةِ (1).
«46»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی لَهِیعَةَ عَنْ أَبِی ذُرْعَةَ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قَالَ لِیَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ بِنَا یَخْتِمُ اللَّهُ الدِّینَ كَمَا بِنَا فَتَحَهُ وَ بِنَا یُؤَلِّفُ اللَّهُ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ بَعْدَ الْعَدَاوَةِ وَ الْبَغْضَاءِ (2).
«47»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا (3) أَنَّ حُجَجَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی خَلْقِهِ بَعْدَ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ الِاثْنَا عَشَرَ أَوَّلُهُمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ الْحُجَّةُ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ صَاحِبُ الزَّمَانِ وَ خَلِیفَةُ الرَّحْمَنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ اعْتِقَادُنَا فِیهِمْ أَنَّهُمْ أُولُو الْأَمْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِهِمْ وَ أَنَّهُمُ الشُّهَدَاءُ عَلَی النَّاسِ وَ أَنَّهُمْ أَبْوَابُ اللَّهِ وَ السَّبِیلُ إِلَیْهِ وَ الْأَدِلَّةُ عَلَیْهِ وَ أَنَّهُمْ عَیْبَةُ عِلْمِهِ وَ تَرَاجِمَةُ وَحْیِهِ وَ أَرْكَانُ تَوْحِیدِهِ وَ أَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مِنَ الْخَطَإِ وَ الزَّلَلِ وَ أَنَّهُمُ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ أَنَّ لَهُمُ الْمُعْجِزَاتِ وَ الدَّلَائِلَ وَ أَنَّهُمْ أَمَانُ أَهْلِ الْأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجُومَ أَمَانُ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَنَّ مَثَلَهُمْ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ سَفِینَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَ نَجَا وَ كَبَابِ حِطَّةٍ وَ أَنَّهُمْ عِبَادُ اللَّهِ الْمُكْرَمُونَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ وَ نَعْتَقِدُ أَنَّ حُبَّهُمْ إِیمَانٌ وَ بُغْضَهُمْ كُفْرٌ وَ أَنَّ أَمْرَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَ نَهْیَهُمْ نَهْیُهُ وَ طَاعَتَهُمْ طَاعَتُهُ وَ مَعْصِیَتَهُمْ مَعْصِیَتُهُ وَ وَلِیَّ اللَّهِ وَلِیُّهُمْ وَ عَدُوَّ اللَّهِ عَدُوُّهُمْ
ص: 262
وَ نَعْتَقِدُ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَی الْخَلْقِ ظَاهِرٍ (1) أَوْ خَافٍ مَغْمُورٍ وَ نَعْتَقِدُ أَنَّ حُجَّةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ خَلِیفَتَهُ عَلَی عِبَادِهِ فِی زَمَانِنَا هَذَا هُوَ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ ابْنُ الْحَسَنِ وَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی أَخْبَرَ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ وَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی یُظْهِرُ اللَّهُ بِهِ دِینَهُ عَلَی الدِّینِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی یَفْتَحُ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا حَتَّی لَا یَبْقَی فِی الْأَرْضِ مَكَانٌ إِلَّا یُنَادَی فِیهِ بِالْأَذَانِ وَ یَكُونَ الدِّینُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَ أَنَّهُ هُوَ الْمَهْدِیُّ الَّذِی أَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله بِهِ أَنَّهُ إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَصَلَّی خَلْفَهُ وَ یَكُونُ إِذَا صَلَّی خَلْفَهُ مُصَلِّیاً خَلْفَ رَسُولِ اللَّهُ لِأَنَّهُ خَلِیفَتُهُ وَ نَعْتَقِدُ أَنْ لَا یَكُونَ الْقَائِمُ غَیْرَهُ بَاقٍ فِی غَیْبَتِهِ لِأَنَّ النَّبِیَّ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام بِاسْمِهِ وَ نَسَبِهِ نَصُّوا وَ بِهِ بَشَّرُوا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ (2).
«48»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ، لِلْكَرَاجُكِیِّ حَدَّثَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَتَّوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَلِیفَةُ اللَّهِ وَ خَلِیفَتِی وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ حُجَّتِی وَ بَابُ اللَّهِ وَ بَابِی وَ صَفِیُّ اللَّهِ وَ صَفِیِّی وَ حَبِیبُ اللَّهِ وَ حَبِیبِی وَ خَلِیلُ اللَّهِ وَ خَلِیلِی وَ سَیْفُ اللَّهِ وَ سَیْفِی وَ هُوَ أَخِی وَ صَاحِبِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ وَلِیُّهُ وَلِیِّی وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّی وَ زَوْجَتُهُ ابْنَتِی وَ وُلْدُهُ وُلْدِی وَ حِزْبُهُ حِزْبِی وَ قَوْلُهُ قَوْلِی وَ أَمْرُهُ أَمْرِی وَ هُوَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ خَیْرُ أُمَّتِی (3).
«49»-وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَاذَانَ عَنْ خَالِ أُمِّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ
ص: 263
عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَتِی وَ أَوْجَبَ عَلَیْكُمُ اتِّبَاعَ أَمْرِی وَ فَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ طَاعَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بَعْدِی كَمَا فَرَضَ عَلَیْكُمْ مِنْ طَاعَتِی وَ نَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ جَعَلَهُ أَخِی وَ وَزِیرِی وَ وَصِیِّی وَ وَارِثِی وَ هُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ حُبُّهُ إِیمَانٌ وَ بُغْضُهُ كُفْرٌ مُحِبُّهُ مُحِبِّی وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِی وَ هُوَ مَوْلَی مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ وَ أَنَا مَوْلَی كُلِّ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ وَ أَنَا وَ هُوَ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ (1).
«50»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، رُوِیَ أَنَّهُ وَجَدَ بِخَطِّ مَوْلَانَا أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ قَوْمٍ حَذَفُوا مُحْكَمَاتِ الْكِتَابِ وَ نَسُوا اللَّهَ رَبَّ الْأَرْبَابِ وَ النَّبِیَّ وَ سَاقِیَ الْكَوْثَرِ فِی مَوَاقِفِ (2) الْحِسَابِ وَ لَظَی وَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَی وَ نَعِیمَ دَارِ الثَّوَابِ فَنَحْنُ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ فِینَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَایَةُ وَ الْكَرَمُ وَ نَحْنُ مَنَارُ الْهُدَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی وَ الْأَنْبِیَاءُ كَانُوا یَقْتَبِسُونَ مِنْ أَنْوَارِنَا وَ یَقْتَفُونَ آثَارَنَا وَ سَیَظْهَرُ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْخَلْقِ بِالسَّیْفِ الْمَسْلُولِ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ وَ هَذَا خَطُّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنَ عَلِیٍّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ.
«51»-وَ رُوِیَ أَنَّهُ وُجِدَ أَیْضاً بِخَطِّهِ علیه السلام مَا صُورَتُهُ قَدْ صَعِدْنَا ذُرَی (3) الْحَقَائِقِ بِأَقْدَامِ النُّبُوَّةِ وَ الْوَلَایَةِ وَ نُورُنَا (4) سَبْعُ طَبَقَاتٍ أَعْلَامُ الْفَتْوَی بِالْهِدَایَةِ فَنَحْنُ لُیُوثُ الْوَغَی (5) وَ غُیُوثُ النَّدَی وَ طَعَّانُ الْعِدَی وَ فِینَا السَّیْفُ وَ الْقَلَمُ فِی الْعَاجِلِ وَ لِوَاءُ الْحَمْدِ
ص: 264
وَ الْحَوْضُ فِی الْآجِلِ وَ أَسْبَاطُنَا حُلَفَاءُ الدِّینِ وَ خُلَفَاءُ النَّبِیِّینَ وَ مَصَابِیحُ الْأُمَمِ وَ مَفَاتِیحُ الْكَرَمِ فَالْكَلِیمُ أُلْبِسَ حُلَّةَ الِاصْطِفَاءِ لِمَا عَهِدْنَا مِنْهُ الْوَفَاءَ وَ رُوحُ الْقُدُسِ فِی جِنَانِ الصَّاقُورَةِ (1) ذَاقَ مِنْ حَدَائِقِنَا الْبَاكُورَةِ (2) وَ شِیعَتُنَا الْفِئَةُ النَّاجِیَةُ وَ الْفِرْقَةُ الزَّاكِیَةُ وَ صَارُوا لَنَا رِدْءاً وَ صَوْناً وَ عَلَی الظَّلَمَةِ أَلْباً (3) وَ عَوْناً وَ سَیَنْفَجِرُ لَهُمْ (4) یَنَابِیعُ الْحَیَوَانِ بَعْدَ لَظَی النِّیرَانِ لِتَمَامِ آلِ حم وَ طه وَ الطَّوَاسِینِ مِنَ السِّنِینَ وَ هَذَا الْكِتَابُ دُرَّةٌ مِنْ دُرَرِ الرَّحْمَةِ (5) وَ قَطْرَةٌ مِنْ بَحْرِ الْحِكْمَةِ وَ كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیُّ فِی سَنَةِ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ (6).
أقول: روی البرسی أیضا مثل الخبرین و سیأتی تأویل آخر الخبر الثانی فی باب النهی عن التوقیت من كتاب الغیبة إن شاء اللّٰه تعالی.
«52»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُعْطِینَا أَهْلَ الْبَیْتِ سَبْعَةً (7) لَمْ یُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَنَا وَ لَا یُعْطَاهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَنَا الصَّبَاحَةَ وَ الْفَصَاحَةَ وَ السَّمَاحَةَ وَ الشَّجَاعَةَ وَ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الْمَحَبَّةَ فِی النِّسَاءِ (8).
«53»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَحَطَّةُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَعَادِنُ الْعِلْمِ وَ یَنَابِیعُ الْحُكْمِ نَاصِرُنَا وَ مُحِبُّنَا یَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ وَ
ص: 265
عَدُوُّنَا وَ مُبْغِضُنَا یَنْتَظِرُ السَّطْوَةَ (1).
«54»-وَ قَالَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ نَحْنُ الشِّعَارُ وَ الْأَصْحَابُ وَ الْخَزَنَةُ وَ الْأَبْوَابُ لَا تُؤْتَی الْبُیُوتُ إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَیْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّیَ سَارِقاً فِیهِمْ كَرَائِمُ الْقُرْآنِ وَ هُمْ كُنُوزُ الرَّحْمَنِ إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا وَ إِنْ صَمَتُوا لَمْ یُسْبَقُوا (2).
«55»-وَ قَالَ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ یَذْكُرُ فِیهَا آلَ مُحَمَّدٍ هُمْ عَیْشُ الْعِلْمِ وَ مَوْتُ الْجَهْلِ یُخْبِرُكُمْ حِلْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ وَ صَمْتُهُمْ عَنْ حُكْمِ مَنْطِقِهِمْ لَا یُخَالِفُونَ الْحَقَّ وَ لَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ هُمْ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ وَ وَلَائِجُ الِاعْتِصَامِ بِهِمْ عَادَ الْحَقُّ فِی نِصَابِهِ (3) وَ انْزَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ مُقَامِهِ وَ انْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ مَنْبِتِهِ عَقَلُوا الدِّینَ عَقْلَ وِعَایَةٍ وَ رِعَایَةٍ لَا عَقْلَ سَمَاعٍ وَ رِوَایَةٍ وَ إِنَّ (4) رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِیرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِیلٌ.
ص: 266
«1»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْبَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَفْصٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ مِمَّا نَاجَی اللَّهُ مُوسَی علیه السلام إِنِّی لَا أَقْبَلُ الصَّلَاةَ إِلَّا مِمَّنْ تَوَاضَعَ لِعَظَمَتِی وَ أَلْزَمَ قَلْبَهُ خَوْفِی وَ قَطَعَ نَهَارَهُ بِذِكْرِی وَ لَمْ یَبِتْ مُصِرّاً عَلَی خَطِیئَتِهِ (1) وَ عَرَفَ حَقَّ أَوْلِیَائِی وَ أَحِبَّائِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ تَعْنِی بِأَوْلِیَائِكَ وَ أَحِبَّائِكَ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ فَقَالَ هُمْ كَذَلِكَ (2) إِلَّا أَنِّی أَرَدْتُ بِذَلِكَ مَنْ مِنْ أَجْلِهِ خَلَقْتُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ وَ مَنْ مِنْ أَجْلِهِ خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ فَقَالَ وَ مَنْ هُوَ یَا رَبِّ فَقَالَ مُحَمَّدٌ أَحْمَدُ شَقَقْتُ اسْمَهُ مِنِ اسْمِی لِأَنِّی أَنَا الْمَحْمُودُ وَ هُوَ مُحَمَّدٌ فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ اجْعَلْنِی مِنْ أُمَّتِهِ فَقَالَ لَهُ یَا مُوسَی أَنْتَ مِنْ أُمَّتِهِ إِذَا عَرَفْتَ مَنْزِلَتَهُ وَ مَنْزِلَةَ أَهْلِ بَیْتِهِ إِنَّ مَثَلَهُ وَ مَثَلَ أَهْلِ بَیْتِهِ فِیمَنْ خَلَقْتُ كَمَثَلِ الْفِرْدَوْسِ فِی الْجِنَانِ لَا یَنْتَشِرُ (3) وَرَقُهَا وَ لَا یَتَغَیَّرُ طَعْمُهَا فَمَنْ عَرَفَهُمْ وَ عَرَفَ حَقَّهُمْ جَعَلْتُ لَهُ عِنْدَ الْجَهْلِ عِلْماً وَ عِنْدَ الظُّلْمَةِ نُوراً أُجِیبُهُ قَبْلَ أَنْ یَدْعُوَنِی وَ أُعْطِیَهُ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَنِی الْخَبَرَ (4).
مع، معانی الأخبار أبی عن سعد عن الأصبهانی مثله (5).
ص: 267
«2»-فس، تفسیر القمی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ الْآیَةَ كَانَ الْمِیثَاقُ مَأْخُوذاً عَلَیْهِمْ لِلَّهِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِرَسُولِهِ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةِ بِالْإِمَامَةِ فَقَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ نَبِیَّكُمْ وَ عَلِیٌّ إِمَامَكُمْ وَ الْأَئِمَّةُ الْهَادُونَ أَئِمَّتَكُمْ فَ قالُوا بَلی فَقَالَ اللَّهُ أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ أَیْ لِئَلَّا تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِینَ (1) فَأَوَّلُ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْمِیثَاقَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ فَذَكَرَ جُمْلَةَ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ أَبْرَزَ أَفْضَلَهُمْ بِالْأَسَامِی فَقَالَ وَ مِنْكَ یَا مُحَمَّدُ فَقَدَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ (2) فَهَؤُلَاءِ الْخَمْسَةُ أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ وَ رَسُولُ اللَّهِ أَفْضَلُهُمْ ثُمَّ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ مِیثَاقَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْأَنْبِیَاءِ لَهُ بِالْإِیمَانِ وَ عَلَی أَنْ یَنْصُرُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (3) یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ تُخْبِرُوا (4) أُمَمَكُمْ بِخَبَرِهِ وَ خَبَرِ وَلِیِّهِ مِنَ (5) الْأَئِمَّةِ (6).
«3»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِالْأَسَانِیدِ الثَّلَاثَةِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ مُوسَی سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ اجْعَلْنِی مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنَّكَ لَا تَصِلُ إِلَی ذَلِكَ (7).
ص: 268
صح : عنه علیه السلام مثله.(1)
«4»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْتَ یَا عَلِیُّ وَ وُلْدُكَ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ (2).
«5»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ لَا یُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ فِینَا نَزَلَ الْقُرْآنُ وَ فِینَا مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ (3).
«6»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ بُكَیْرِ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ تَدْرِی مَا كَانَ الْحَجَرُ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ كَانَ مَلَكاً عَظِیماً مِنْ عُظَمَاءِ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا أَخَذَ اللَّهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمِیثَاقَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ أَقَرَّ ذَلِكَ الْمَلَكُ فَاتَّخَذَهُ اللَّهُ أَمِیناً عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ فَأَلْقَمَهُ الْمِیثَاقَ وَ أَوْدَعَهُ عِنْدَهُ وَ اسْتَعْبَدَ الْخَلْقَ أَنْ یُجَدِّدُوا عِنْدَهُ فِی كُلِّ سَنَةٍ الْإِقْرَارَ بِالْمِیثَاقِ وَ الْعَهْدِ الَّذِی أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ ثُمَّ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعَ آدَمَ فِی الْجَنَّةِ یَذْكُرُ الْمِیثَاقَ وَ یُجَدِّدُ عِنْدَهُ الْإِقْرَارَ فِی كُلِّ سَنَةٍ فَلَمَّا عَصَی آدَمُ فَأُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْسَاهُ اللَّهُ الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ الَّذِی أَخَذَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی وُلْدِهِ لِمُحَمَّدٍ وَ وَصِیِّهِ وَ جَعَلَهُ بَاهِتاً حَیْرَانَ فَلَمَّا تَابَ عَلَی آدَمَ حَوَّلَ ذَلِكَ الْمَلَكَ فِی صُورَةِ دُرَّةٍ بَیْضَاءَ فَرَمَاهُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَی آدَمَ وَ هُوَ بِأَرْضِ الْهِنْدِ فَلَمَّا رَآهُ آنَسَ إِلَیْهِ وَ هُوَ لَا یَعْرِفُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ جَوْهَرَةٌ فَأَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا آدَمُ أَ تَعْرِفُنِی قَالَ أَجَلْ اسْتَحْوَذَ عَلَیْكَ الشَّیْطَانُ فَأَنْسَاكَ ذِكْرَ رَبِّكَ وَ تَحَوَّلَ إِلَی الصُّورَةِ الَّتِی كَانَ بِهَا فِی الْجَنَّةِ مَعَ آدَمَ فَقَالَ لآِدَمَ أَیْنَ الْعَهْدُ وَ الْمِیثَاقُ فَوَثَبَ إِلَیْهِ آدَمُ وَ ذَكَرَ الْمِیثَاقَ وَ بَكَی وَ خَضَعَ لَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ جَدَّدَ الْإِقْرَارَ بِالْعَهْدِ
ص: 269
وَ الْمِیثَاقِ ثُمَّ حَوَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَوْهَرِ الْحَجَرِ دُرَّةً بَیْضَاءَ (1) تُضِی ءُ فَحَمَلَهُ آدَمُ عَلَی عَاتِقِهِ إِجْلَالًا لَهُ وَ تَعْظِیماً فَكَانَ إِذَا أَعْیَا حَمَلَهُ عَنْهُ جَبْرَئِیلُ حَتَّی وَافَی بِهِ مَكَّةَ فَمَا زَالَ یَأْنَسُ بِهِ بِمَكَّةَ وَ یُجَدِّدُ الْإِقْرَارَ لَهُ كُلَّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَهْبَطَ جَبْرَئِیلَ إِلَی أَرْضِهِ وَ بَنَی الْكَعْبَةَ هَبَطَ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ بَیْنَ الرُّكْنِ وَ الْبَابِ وَ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ تَرَاءَی لِآدَمَ حِینَ أَخَذَ الْمِیثَاقَ وَ فِی ذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَلْقَمَ الْمَلَكَ الْمِیثَاقَ فَلِتِلْكَ الْعِلَّةِ وُضِعَ فِی ذَلِكَ الرُّكْنِ وَ نَحَّی آدَمَ مِنْ مَكَانِ الْبَیْتِ إِلَی الصَّفَا وَ حَوَّاءَ إِلَی الْمَرْوَةِ وَ جَعَلَ الْحَجَرَ فِی الرُّكْنِ فَكَبَّرَ اللَّهَ وَ هَلَّلَهُ وَ مَجَّدَهُ فَلِذَلِكَ جَرَتِ السُّنَّةُ بِالتَّكْبِیرِ فِی اسْتِقْبَالِ الرُّكْنِ الَّذِی فِیهِ الْحَجَرُ مِنَ الصَّفَا وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْدَعَهُ الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ وَ أَلْقَمَهُ إِیَّاهُ دُونَ غَیْرِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَخَذَ الْمِیثَاقَ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَصِیَّةِ اصْطَكَّتْ (2) فَرَائِصُ الْمَلَائِكَةِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَسْرَعَ إِلَی الْإِقْرَارِ بِذَلِكَ (3) الْمَلَكُ وَ لَمْ یَكُنْ فِیهِمْ أَشَدُّ حُبّاً لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْهُ فَلِذَلِكَ اخْتَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ بَیْنِهِمْ وَ أَلْقَمَهُ الْمِیثَاقَ فَهُوَ یَجِی ءُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ وَ عَیْنٌ نَاظِرَةٌ لِیَشْهَدَ لِكُلِّ مَنْ وَافَاهُ إِلَی ذَلِكَ الْمَكَانِ وَ حَفِظَ الْمِیثَاقَ (4).
«7»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الشَّاهِ عَنْ أَبِی حَامِدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْخَالِدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ التَّمِیمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الْقَطَّانِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ فِی وَصِیَّةٍ لَهُ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَشْرَفَ (5) عَلَی الدُّنْیَا فَاخْتَارَنِی مِنْهَا عَلَی
ص: 270
رِجَالِ الْعَالَمِینَ ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّانِیَةَ فَاخْتَارَكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ بَعْدِی ثُمَّ اطَّلَعَ الثَّالِثَةَ فَاخْتَارَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ عَلَی رِجَالِ الْعَالَمِینَ بَعْدَكَ ثُمَّ اطَّلَعَ الرَّابِعَةَ فَاخْتَارَ فَاطِمَةَ عَلَی نِسَاءِ الْعَالَمِینَ (1).
«8»-فس، تفسیر القمی وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ قَالَ هَذِهِ الْوَاوُ زِیَادَةٌ فِی قَوْلِهِ وَ مِنْكَ وَ إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ فَأَخَذَ اللَّهُ الْمِیثَاقَ لِنَفْسِهِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ أَخَذَ لِنَبِیِّهِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ ثُمَّ أَخَذَ لِلْأَنْبِیَاءِ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«9»-فس، تفسیر القمی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ قَالَ: سَأَلْتُ الصَّادِقَ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ فَقَالَ عَرَفَ اللَّهُ إِیمَانَهُمْ بِوَلَایَتِنَا وَ كُفْرَهُمْ بِتَرْكِهَا یَوْمَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ وَ هُمْ ذَرٌّ فِی صُلْبِ آدَمَ علیه السلام (3).
«10»-فس، تفسیر القمی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ حَسَّانَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَمَّارٍ یَرْفَعُهُ فِی قَوْلِهِ وَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ ما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَیْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِی فَكَیْفَ كانَ نَكِیرِ (4) قَالَ كَذَّبَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ رُسُلَهُمْ مَا آتَیْنَا رُسُلَهُمْ (5) مِعْشَارَ مَا آتَیْنَا مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (6).
«11»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ
ص: 271
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِیّاً حَتَّی أَمَرَهُ أَنْ یُوصِیَ إِلَی عَشِیرَتِهِ (1) مِنْ عَصَبَتِهِ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُوصِیَ فَقُلْتُ إِلَی مَنْ یَا رَبِّ فَقَالَ أَوْصِ یَا مُحَمَّدُ إِلَی ابْنِ عَمِّكَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَإِنِّی قَدْ أَثْبَتُّهُ فِی الْكُتُبِ السَّالِفَةِ وَ كُتِبَ فِیهَا أَنَّهُ وَصِیُّكَ وَ عَلَی ذَلِكَ أَخَذْتُ مِیثَاقَ الْخَلَائِقِ وَ مَوَاثِیقَ أَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی أَخَذْتُ مَوَاثِیقَهُمْ لِی بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لَكَ یَا مُحَمَّدُ بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ بِالْوَلَایَةِ (2).
«12»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْهَاشِمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبداریِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا الْمَوْصِلِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِكَ فِی ابْتِدَائِهِ الْخَلْقَ حَیْثُ أَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فَقَالَ لَهُمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی قَالَ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولِی قَالُوا بَلَی قَالَ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَأَبَی الْخَلْقُ جَمِیعاً إِلَّا اسْتِكْبَاراً وَ عُتُوّاً عَنْ وَلَایَتِكَ إِلَّا نَفَرٌ قَلِیلٌ وَ هُمْ أَقَلُّ الْأَقَلِّینَ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ (3).
«13»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْجِعَابِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِیِّ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ نَحْنُ خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَ شِیعَتُنَا خِیَرَةُ اللَّهِ مِنْ أُمَّةِ نَبِیِّهِ (4).
«14»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدِی وَ بَعْدَ أَبِیهِمَا وَ أُمُّهُمَا أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْأَرْضِ (5).
ص: 272
«15»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الشَّجَرَةِ الَّتِی أَكَلَ مِنْهَا آدَمُ وَ حَوَّاءُ مَا كَانَتْ فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِیهَا فَمِنْهُمْ مَنْ یَرْوِی أَنَّهَا الْحِنْطَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَرْوِی أَنَّهَا الْعِنَبُ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَرْوِی أَنَّهَا شَجَرَةُ الْحَسَدِ فَقَالَ كُلُّ ذَلِكَ حَقٌّ قُلْتُ فَمَا مَعْنَی هَذِهِ الْوُجُوهِ عَلَی اخْتِلَافِهَا فَقَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّ شَجَرَةَ الْجَنَّةِ تَحْمِلُ أَنْوَاعاً فَكَانَتْ شَجَرَةَ الْحِنْطَةِ وَ فِیهَا عِنَبٌ وَ لَیْسَتْ كَشَجَرَةِ الدُّنْیَا وَ إِنَّ آدَمَ لَمَّا أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَی ذِكْرُهُ بِإِسْجَادِ مَلَائِكَتِهِ لَهُ وَ بِإِدْخَالِهِ الْجَنَّةَ قَالَ فِی نَفْسِهِ هَلْ خَلَقَ اللَّهُ بَشَراً أَفْضَلَ مِنِّی فَعَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا وَقَعَ فِی نَفْسِهِ فَنَادَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ یَا آدَمُ فَانْظُرْ إِلَی سَاقِ عَرْشِی فَرَفَعَ آدَمُ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَوَجَدَ عَلَیْهِ مَكْتُوباً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ زَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ علیه السلام یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ (1) وَ هُمْ خَیْرٌ مِنْكَ وَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِی وَ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكَ وَ لَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ لَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ فَإِیَّاكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَیْهِمْ بِعَیْنِ الْحَسَدِ فَأُخْرِجَكَ عَنْ جِوَارِی فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ بِعَیْنِ الْحَسَدِ وَ تَمَنَّی مَنْزِلَتَهُمْ فَتَسَلَّطَ الشَّیْطَانُ عَلَیْهِ حَتَّی أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِی نُهِیَ عَنْهَا وَ تَسَلَّطَ عَلَی حَوَّاءَ لِنَظَرِهَا إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام بِعَیْنِ الْحَسَدِ حَتَّی أَكَلَتْ مِنَ الشَّجَرَةِ كَمَا أَكَلَ آدَمُ فَأَخْرَجَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ جَنَّتِهِ وَ أَهْبَطَهُمَا عَنْ جِوَارِهِ إِلَی الْأَرْضِ (2).
بیان: لعل المراد بنظر الحسد تمنی أحوالهم و الوصول إلی منازلهم و كان ذلك منهما ترك الأولی لأنه مع العلم بأن اللّٰه تعالی فضلهم علیهما كان ینبغی لهما أن یكونا فی مقام الرضا و التسلیم و أن لا یتمنیا درجاتهم صلوات اللّٰه علیهم.
«16»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی
ص: 273
الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُقِرُّ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَقَالَ إِنَّ فِی الْمَلَائِكَةِ مُقَرَّبِینَ وَ غَیْرَ مُقَرَّبِینَ وَ مِنْ أَنْبِیَاءَ مُرْسَلِینَ وَ غَیْرَ مُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ مُمْتَحَنِینَ وَ غَیْرَ مُمْتَحَنِینَ فَعَرَضَ أَمْرَكُمْ هَذَا عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ وَ عَرَضَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُرْسَلُونَ وَ عَرَضَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُمْتَحَنُونَ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی مُرَّ فِی حَدِیثِكَ (1).
بیان: لعل المراد نفی الإقرار الكامل الذی یكون مع شوق و محبة و إقبال كاملة لعصمتهم علیهم السلام.
«17»-م، تفسیر الإمام علیه السلام ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْمُفَسِّرُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ مَا تَفْسِیرُهُ فَقَالَ لَقَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنِ الْبَاقِرِ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَنْ أَبِیهِ علیه السلام أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ مَا تَفْسِیرُهُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ هُوَ أَنْ عَرَّفَ (2) عِبَادَهُ بَعْضَ نِعَمِهِ عَلَیْهِمْ جَمْلًا إِذْ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی مَعْرِفَةِ جَمِیعِهَا بِالتَّفْصِیلِ لِأَنَّهَا أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَی أَوْ تُعْرَفَ فَقَالَ لَهُمْ قُولُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْنَا رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ هُمُ الْجَمَاعَاتُ (3) مِنْ كُلِّ مَخْلُوقٍ مِنَ الْجَمَادَاتِ وَ الْحَیَوَانَاتِ فَأَمَّا الْحَیَوَانَاتُ فَهُوَ یَقْلِبُهَا فِی قُدْرَتِهِ وَ یَغْذُوهَا مِنْ رِزْقِهِ وَ یُحَوِّطُهَا بِكَنَفِهِ وَ یُدَبِّرُ كُلًّا مِنْهَا بِمَصْلَحَتِهِ وَ أَمَّا الْجَمَادَاتُ فَهُوَ یُمْسِكُهَا بِقُدْرَتِهِ یُمْسِكُ الْمُتَّصِلَ مِنْهَا أَنْ یَتَهَافَتَ وَ یُمْسِكُ الْمُتَهَافِتَ مِنْهَا أَنْ یَتَلَاصَقَ وَ یُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَ یُمْسِكُ الْأَرْضَ أَنْ تَنْخَسِفَ إِلَّا بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ رَءُوفٌ رَحِیمٌ
ص: 274
قَالَ علیه السلام وَ رَبُّ الْعَالَمِینَ مَالِكُهُمْ وَ خَالِقُهُمْ وَ سَائِقُ أَرْزَاقِهِمْ إِلَیْهِمْ مِنْ حَیْثُ یَعْلَمُونَ وَ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ فَالرِّزْقُ مَقْسُومٌ (1) وَ هُوَ یَأْتِی ابْنَ آدَمَ عَلَی أَیِّ سِیرَةٍ سَارَهَا مِنَ الدُّنْیَا لَیْسَ تَقْوَی مُتَّقٍ بِزَائِدِهِ وَ لَا فُجُورُ فَاجِرٍ بِنَاقِصِهِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ سِتْرٌ (2) وَ هُوَ طَالِبُهُ وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ یَفِرُّ مِنْ رِزْقِهِ لَطَلَبَهُ رِزْقُهُ كَمَا یَطْلُبُهُ الْمَوْتُ فَقَالَ (3) اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ قُولُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیْنَا وَ ذَكَرَنَا بِهِ مِنْ خَیْرٍ فِی كُتُبِ الْأَوَّلِینَ قَبْلَ أَنْ نَكُونَ فَفِی هَذَا إِیجَابٌ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ عَلَی شِیعَتِهِمْ أَنْ یَشْكُرُوهُ بِمَا فَضَّلَهُمْ (4) وَ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ وَ اصْطَفَاهُ نَجِیّاً وَ فَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وَ نَجَّی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ وَ الْأَلْوَاحَ رَأَی مَكَانَهُ مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ یَا رَبِّ لَقَدْ أَكْرَمْتَنِی بِكَرَامَةٍ لَمْ تُكْرِمْ بِهَا أَحَداً قَبْلِی فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُوسَی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَفْضَلُ عِنْدِی مِنْ جَمِیعِ مَلَائِكَتِی وَ جَمِیعِ خَلْقِی قَالَ مُوسَی یَا رَبِّ فَإِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ أَكْرَمَ (5) عِنْدَكَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِكَ فَهَلْ فِی آلِ الْأَنْبِیَاءِ أَكْرَمُ مِنْ آلِی قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُوسَی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فَضْلَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَی جَمِیعِ آلِ النَّبِیِّینَ كَفَضْلِ مُحَمَّدٍ عَلَی جَمِیعِ الْمُرْسَلِینَ فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ فَإِنْ كَانَ آلُ مُحَمَّدٍ كَذَلِكَ فَهَلْ فِی أُمَمِ الْأَنْبِیَاءِ أَفْضَلُ عِنْدَكَ مِنْ أُمَّتِی ظَلَّلْتَ عَلَیْهِمُ الْغَمَامَ وَ أَنْزَلْتَ عَلَیْهِمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوَی وَ فَلَقْتَ لَهُمُ الْبَحْرَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ یَا مُوسَی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ فَضْلَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ عَلَی جَمِیعِ الْأُمَمِ كَفَضْلِهِ
ص: 275
عَلَی جَمِیعِ خَلْقِی فَقَالَ مُوسَی یَا رَبِّ لَیْتَنِی كُنْتُ أَرَاهُمْ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا مُوسَی إِنَّكَ لَنْ تَرَاهُمْ فَلَیْسَ هَذَا أَوَانَ ظُهُورِهِمْ وَ لَكِنْ سَوْفَ تَرَاهُمْ فِی الْجِنَانِ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ الْفِرْدَوْسِ بِحَضْرَةِ مُحَمَّدٍ فِی نَعِیمِهَا یَتَقَلَّبُونَ وَ فِی خَیْرَاتِهِ یَتَبَحْبَحُونَ (1) أَ فَتُحِبُّ أَنْ أُسْمِعَكَ كَلَامَهُمْ فَقَالَ نَعَمْ إِلَهِی قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ قُمْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ اشْدُدْ مِئْزَرَكَ قِیَامَ الْعَبْدِ الذَّلِیلِ بَیْنَ یَدَیِ الْمَلِكِ الْجَلِیلِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مُوسَی علیه السلام فَنَادَی رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ فَأَجَابُوهُ كُلُّهُمْ وَ هُمْ فِی أَصْلَابِ آبَائِهِمْ وَ أَرْحَامِ أُمَّهَاتِهِمْ لَبَّیْكَ اللَّهُمَّ لَبَّیْكَ لَا شَرِیكَ لَكَ (2) لَبَّیْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَكَ وَ الْمُلْكَ لَا شَرِیكَ لَكَ (3) قَالَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ الْإِجَابَةَ (4) شِعَارَ الْحَجِّ ثُمَّ نَادَی رَبُّنَا عَزَّ وَ جَلَّ یَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ إِنَّ رَحْمَتِی سَبَقَتْ غَضَبِی وَ عَفْوِی قَبْلَ عِقَابِی (5) فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونِی وَ أَعْطَیْتُكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْأَلُونِی مَنْ لَقِیَنِی مِنْكُمْ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَادِقٌ فِی أَقْوَالِهِ مُحِقٌّ فِی أَفْعَالِهِ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ أَخُوهُ وَ وَصِیُّهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ وَلِیُّهُ وَ یُلْتَزَمُ طَاعَتُهُ كَمَا یُلْتَزَمُ طَاعَةُ مُحَمَّدٍ وَ أَنَّ أَوْلِیَاءَهُ الْمُصْطَفَیْنَ الْمُطَهَّرِینَ الْمُبَانِینَ بِعَجَائِبِ آیَاتِ اللَّهِ وَ دَلَائِلِ حُجَجِ اللَّهِ مِنْ بَعْدِهِمَا أَوْلِیَاؤُهُ أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِی (6) وَ إِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ قَالَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّنَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ مَا كُنْتَ بِجَانِبِ
ص: 276
الطُّورِ إِذْ نَادَیْنَا أُمَّتَكَ بِهَذِهِ الْكَرَامَةِ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ عَلَی مَا اخْتَصَّنِی بِهِ مِنْ هَذِهِ الْفَضِیلَةِ وَ قَالَ لِأُمَّتِهِ قُولُوا أَنْتُمْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ عَلَی مَا اخْتَصَّنَا بِهِ مِنْ هَذِهِ الْفَضَائِلِ (1).
«18»-ید، التوحید ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها (2) قَالَ التَّوْحِیدُ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3).
«19»-ید، التوحید الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جُذْعَانَ بْنِ نَصْرٍ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ (4) فَقَالَ لِی مَا یَقُولُونَ قُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّ الْعَرْشَ كَانَ عَلَی الْمَاءِ وَ الرَّبُّ فَوْقَهُ فَقَالَ فَقَدْ كَذَبُوا مَنْ زَعَمَ هَذَا فَقَدْ صَیَّرَ اللَّهَ مَحْمُولًا وَ وَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِینَ (5) وَ لَزِمَهُ أَنَّ الشَّیْ ءَ الَّذِی یَحْمِلُهُ أَقْوَی مِنْهُ قُلْتُ بَیِّنْ لِی جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ حَمَّلَ دِینَهُ وَ عِلْمَهُ الْمَاءَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ أَرْضٌ أَوْ سَمَاءٌ أَوْ جِنٌّ أَوْ إِنْسٌ أَوْ شَمْسٌ أَوْ قَمَرٌ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ نَثَرَهُمْ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَنْ رَبُّكُمْ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ رَسُولَ اللَّهِ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَقَالُوا أَنْتَ رَبُّنَا فَحَمَّلَهُمُ الْعِلْمَ وَ الدِّینَ ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ هَؤُلَاءِ حَمَلَةُ عِلْمِی وَ دِینِی وَ أُمَنَائِی فِی خَلْقِی وَ هُمُ الْمَسْئُولُونَ ثُمَّ قِیلَ لِبَنِی آدَمَ أَقِرُّوا لِلَّهِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِهَؤُلَاءِ النَّفَرِ بِالطَّاعَةِ فَقَالُوا رَبَّنَا أَقْرَرْنَا فَقَالَ لِلْمَلَائِكَةِ اشْهَدُوا فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ شَهِدْنَا عَلَی أَنْ لَا یَقُولُوا (6) إِنَّا
ص: 277
كُنَّا عَنْ هذا غافِلِینَ أَوْ یَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّیَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ یَا دَاوُدُ وَلَایَتُنَا مُؤَكَّدَةٌ عَلَیْهِمْ فِی الْمِیثَاقِ (1).
«20»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَوْدِیُّ مُعَنْعَناً عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَتَی سُمِّیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (2) قَالَ قَالَ لِی أَ وَ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَاقْرَأْ قُلْتُ وَ مَا أَقْرَأُ قَالَ اقْرَأْ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (3) فَقَالَ لِی هِیَهْ إِلَی أَیْشٍ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولِی وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَثَمَّ سَمَّاهُ یَا جَابِرُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (4).
بیان: قوله علیه السلام هیه بالهاء للسكت أی هی الآیة التی أردت لكن لا تعرف أنها انتهت إلی أیش أی إلی أی شی ء ثم ذكر تتمة المیثاق و یحتمل أن یكون هیه منعا للقراءة و أمرا بالسكوت لیذكر تتمة المیثاق فی القاموس یقال لشی ء یطرد هیه هیه بالكسر و هی كلمة استزادة أیضا.
«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (5) قَالَ عَهِدَ إِلَیْهِ فِی مُحَمَّدٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذَا (6) وَ إِنَّمَا سُمِّیَ أُولُو الْعَزْمِ أُولِی الْعَزْمِ لِأَنَّهُ عَهِدَ إِلَیْهِمْ فِی مُحَمَّدٍ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْمَهْدِیِّ وَ سِیرَتِهِ فَأَجْمَعَ عَزْمُهُمْ أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَ الْإِقْرَارُ بِهِ (7).
بیان: كأنه محمول علی أنه لم یكن له علیه السلام من العزم و الاهتمام التام و السرور
ص: 278
بهذا الأمر و التذكر له ما كان لأولی العزم و قد سبق الكلام فیه فی أبواب أحواله علیه السلام.
«22»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِیِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی حَیْثُ خَلَقَ الْخَلْقَ خَلَقَ مَاءً عَذْباً وَ مَاءً مَالِحاً أُجَاجاً فَامْتَزَجَ الْمَاءَانِ فَأَخَذَ طِیناً مِنْ أَدِیمِ الْأَرْضِ فَعَرَكَهُ (1) عَرْكاً شَدِیداً فَقَالَ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ هُمْ كَالذَّرِّ یَدِبُّونَ إِلَی الْجَنَّةِ بِسَلَامٍ وَ قَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ یَدِبُّونَ إِلَی النَّارِ وَ لَا أُبَالِی ثُمَّ قَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا یَوْمَ الْقِیامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِینَ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی النَّبِیِّینَ فَقَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ثُمَّ قَالَ وَ أَنَّ هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ قَالُوا بَلَی فَثَبَتَتْ لَهُمُ النُّبُوَّةُ وَ أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ أَنِّی رَبَّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوْصِیَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِی وَ خُزَّانُ عِلْمِی وَ أَنَّ الْمَهْدِیَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِی وَ أُظْهِرُ بِهِ دَوْلَتِی وَ أَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ أَعْدَائِی وَ أُعْبَدُ بِهِ طَوْعاً وَ كَرْهاً قَالُوا أَقْرَرْنَا وَ شَهِدْنَا یَا رَبِّ وَ لَمْ یَجْحَدْ آدَمُ وَ لَمْ یُقِرَّ فَثَبَتَتِ الْعَزِیمَةُ لِهَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ فِی الْمَهْدِیِّ وَ لَمْ یَكُنْ لآِدَمَ عَزْمٌ عَلَی الْإِقْرَارِ بِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلی آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِیَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (2) قَالَ إِنَّمَا یَعْنِی فَتَرَكَ ثُمَّ أَمَرَ نَاراً فَتَأَجَّجَتْ فَقَالَ لِأَصْحَابِ الشِّمَالِ ادْخُلُوهَا فَهَابُوهَا وَ قَالَ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ ادْخُلُوهَا فَدَخَلُوهَا فَكَانَتْ عَلَیْهِمْ بَرْداً وَ سَلَاماً فَقَالَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ یَا رَبِّ أَقِلْنَا فَقَالَ قَدْ أَقَلْتُكُمُ اذْهَبُوا فَادْخُلُوهَا فَهَابُوهَا فَثَمَّ ثَبَتَتِ الطَّاعَةُ وَ الْمَعْصِیَةُ وَ الْوَلَایَةُ (3).
و رواه أیضا عن علی بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبی عبد اللّٰه
ص: 279
علیه السلام مثله (1).
«23»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ (2) قَالَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّیَّتَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ كَالذَّرِّ فَعَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ وَ قَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (3).
«24»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: وَلَایَةُ عَلِیٍّ مَكْتُوبَةٌ فِی جَمِیعِ صُحُفِ الْأَنْبِیَاءِ وَ لَنْ یَبْعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ وَ وَصِیَّةِ (4) عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا (5).
بیان: كأن لن هنا للتأكید لا للتأبید كما جوزه الزمخشری فیه أن التأكید أیضا للمستقبل و یمكن أن یكون من جملة المكتوب فی الصحف (6).
«25»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ أَبِی حَفْصٍ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ (7) یَا عَلِیُّ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً إِلَّا وَ قَدْ دَعَاهُ إِلَی وَلَایَتِكَ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً (8).
«26»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی زَكَرِیَّا عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ فَیْضِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ
ص: 280
إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخَذَ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ عَلَی وَلَایَةِ عَلِیٍّ وَ أَخَذَ عَهْدَ النَّبِیِّینَ بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ (1).
«27»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا تَكَامَلَتِ النُّبُوَّةُ لِنَبِیٍّ فِی الْأَظِلَّةِ حَتَّی عُرِضَتْ عَلَیْهِ وَلَایَتِی وَ وَلَایَةُ أَهْلِ بَیْتِی وَ مَثُلُوا لَهُ فَأَقَرُّوا بِطَاعَتِهِمْ وَ وَلَایَتِهِمْ (2).
«28»-یر، بصائر الدرجات السِّنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا نُبِّئَ نَبِیٌّ قَطُّ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا وَ بِفَضْلِنَا عَلَی مَنْ سِوَانَا (3).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن عامر عن ابن سنان عن یونس بن یعقوب عن عبد الأعلی مثله (4)
- یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن محمد عن یونس بن یعقوب مثله (5).
«29»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا مِنْ نَبِیٍّ نُبِّئَ وَ لَا مِنْ رَسُولِ أُرْسِلَ إِلَّا بِوَلَایَتِنَا وَ تَفْضِیلِنَا عَلَی مَنْ سِوَانَا (6).
«30»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام وَلَایَتُنَا وَلَایَةُ اللَّهِ الَّتِی لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً قَطُّ إِلَّا بِهَا (7).
«31»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ وُهَیْبِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مِثْلَهُ (8)
«32»- یر، بصائر الدرجات حَمْزَةُ بْنُ یَعْلَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (9)
«33»- یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَیْفٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
ص: 281
رِزْقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (1)
بیان: ولایة اللّٰه أی ولایة واجبة من اللّٰه علی جمیع الأمم أو الحمل علی المبالغة أی لا تقبل ولایة اللّٰه إلا بها.
«34»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِیرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیِّ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَرَضَ وَلَایَتِی عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ أَقَرَّ بِهَا مَنْ أَقَرَّ وَ أَنْكَرَهَا مَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَهَا یُونُسُ فَحَبَسَهُ اللَّهُ فِی بَطْنِ الْحُوتِ حَتَّی أَقَرَّ بِهَا (2).
«35»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ قَالَ یُوفُونَ بِالنَّذْرِ الَّذِی أَخَذَ عَلَیْهِمْ فِی الْمِیثَاقِ مِنْ وَلَایَتِنَا (3).
«36»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ دَاوُدَ الْعِجْلِیِّ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَخَذَ الْمِیثَاقَ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ أَنِّی رَبُّكُمْ وَ مُحَمَّدٌ رَسُولِی وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَوْصِیَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ وُلَاةُ أَمْرِی وَ خُزَّانُ عِلْمِی وَ أَنَّ الْمَهْدِیَّ أَنْتَصِرُ بِهِ لِدِینِی (4).
«37»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام اجْتَمَعَ وُلْدُ آدَمَ فِی بَیْتٍ فَتَشَاجَرُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ خَیْرُ خَلْقِ اللَّهِ أَبُونَا آدَمُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِمْ هِبَةُ اللَّهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَقَدْ جَاءَكُمْ مَنْ یُفَرِّجُ عَنْكُمْ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ فِی أَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتُمْ فَقَالُوا كُنَّا نُفَكِّرُ فِی خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ اصْبِرُوا لِی قَلِیلًا حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكُمْ
ص: 282
فَأَتَی أَبَاهُ فَقَالَ یَا أَبَتِ إِنِّی دَخَلْتُ عَلَی إِخْوَتِی وَ هُمْ یَتَشَاجَرُونَ فِی خَیْرِ خَلْقِ اللَّهِ فَسَأَلُونِی فَلَمْ یَكُنْ عِنْدِی مَا أُخْبِرُهُمْ فَقُلْتُ اصْبِرُوا حَتَّی أَرْجِعَ إِلَیْكُمْ فَقَالَ آدَمَ صلی اللّٰه علیه و آله یَا بُنَیَّ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَنَظَرْتُ إِلَی سَطْرٍ عَلَی وَجْهِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ (1).
«38»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْبَرْمَكِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَّمَ آدَمَ أَسْمَاءَ حُجَجِ اللَّهِ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ وَ هُمْ أَرْوَاحٌ عَلَی الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ أَنَّكُمْ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ فِی الْأَرْضِ لِتَسْبِیحِكُمْ وَ تَقْدِیسِكُمْ مِنْ آدَمَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَقَفُوا عَلَی عَظِیمِ مَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ فَعَلِمُوا أَنَّهُمْ أَحَقُّ بِأَنْ یَكُونُوا خُلَفَاءَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَجَهُ عَلَی بَرِیَّتِهِ ثُمَّ غَیَّبَهُمْ عَنْ أَبْصَارِهِمْ وَ اسْتَعْبَدَهُمْ بِوَلَایَتِهِمْ وَ مَحَبَّتِهِمْ وَ قالَ لَهُمْ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (2).
«39»-وَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام (3).
«40»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَحَدِهِمَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ مُوسَی الَّذِی كَانَ أُعْطِیَ مِكْتَلًا (4) فِیهِ حُوتٌ مَالِحٌ فَقِیلَ لَهُ هَذَا یَدُلُّكَ عَلَی صَاحِبِكَ عِنْدَ عَیْنٍ لَا یُصِیبُ مِنْهَا شَیْ ءٌ إِلَّا حَیَّ فَانْطَلَقَا حَتَّی بَلَغَا الصَّخْرَةَ وَ جَاوَزَا ثُمَّ قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا فَقَالَ الْحُوتُ اتَّخَذَ فِی
ص: 283
الْبَحْرِ سَرَباً فَاقْتَصَّا الْأَثَرَ حَتَّی أَتَیَا صَاحِبَهُمَا فِی جَزِیرَةٍ فِی كِسَاءٍ جَالِساً فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَجَابَ وَ تَعَجَّبَ وَ هُوَ بِأَرْضٍ لَیْسَ بِهَا سَلَامٌ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ قَالَ مُوسَی فَقَالَ ابْنُ عِمْرَانَ الَّذِی كَلَّمَهُ اللَّهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ قَالَ أَتَیْتُكَ عَلَی أَنْ تُعَلِّمَنِی قَالَ إِنِّی وُكِّلْتُ بِأَمْرٍ لَا تُطِیقُهُ فَحَدَّثَهُ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَنْ بَلَائِهِمْ وَ عَمَّا یُصِیبُهُمْ حَتَّی اشْتَدَّ بُكَاؤُهُمَا وَ ذَكَرَ لَهُ فَضْلَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ مَا أُعْطُوا وَ مَا ابْتُلُوا بِهِ فَجَعَلَ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (1).
«41»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام الصَّدُوقُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنِ ابْنِ عُمَارَةَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنِ الْبَاقِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ تَعْبِیرِ الرُّؤْیَا عَنْ دَانِیَالَ أَ هُوَ صَحِیحٌ قَالَ نَعَمْ كَانَ یُوحَی إِلَیْهِ وَ كَانَ نَبِیّاً وَ كَانَ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَأْوِیلُ الْأَحَادِیثِ وَ كَانَ صِدِّیقاً حَكِیماً وَ كَانَ وَ اللَّهِ یَدِینُ بِمَحَبَّتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ جَابِرٌ بِمَحَبَّتِكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ قَالَ إِی وَ اللَّهِ وَ مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا مَلَكٍ إِلَّا وَ كَانَ یَدِینُ بِمَحَبَّتِنَا (2).
«42»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِنَبِیِّهِ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی مِنْ قَبْلِكَ أَنْ أَقِیمُوا الدِّینَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِیهِ إِنَّمَا یَعْنِی الْوَلَایَةَ كَبُرَ عَلَی الْمُشْرِكِینَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ یَعْنِی كَبُرَ عَلَی قَوْمِكَ یَا مُحَمَّدُ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَیْهِ (3) مِنْ تَوْلِیَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخَذَ مِیثَاقَ كُلِّ نَبِیٍّ وَ كُلِّ مُؤْمِنٍ لَیُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٍّ وَ بِكُلِّ نَبِیٍّ وَ بِالْوَلَایَةِ ثُمَّ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أُولئِكَ الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ فَبِهُداهُمُ
ص: 284
اقْتَدِهْ (1) یَعْنِی آدَمَ وَ نُوحاً وَ كُلَّ نَبِیٍّ بَعْدَهُ (2).
«43»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی زَكَرِیَّا الْمَوْصِلِیِّ عَنْ جُبَیْرٍ الْجُعْفِیِّ (3) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِهِ فِی ابْتِدَاءِ الْخَلْقِ حَیْثُ أَقَامَهُمْ فَقَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا جَمِیعاً بَلی (4) فَقَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولِی فَقَالُوا جَمِیعاً بَلَی فَقَالَ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ الْخَلْقُ جَمِیعاً لَا اسْتِكْبَاراً وَ عُتُوّاً عَنْ وَلَایَتِكَ إِلَّا نَفَرٌ قَلِیلٌ وَ هُمْ أَقَلُّ الْقَلِیلِ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ (5).
«44»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ الْمَكِّیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ یَعْلَمُ النَّاسُ مَتَی سُمِّیَ عَلِیٌّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یُنْكِرُوا حَقَّهُ فَقِیلَ لَهُ مَتَی سُمِّیَ فَقَرَأَ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی الْآیَةَ قَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (6).
«45»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ زُهَیْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الطَّائِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَدْ احْتَبَی بِسَیْفِهِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ فِی الْقُرْآنِ آیَةً قَدْ أَفْسَدَتْ قَلْبِی وَ شَكَّكَتْنِی فِی دِینِی قَالَ لَهُ علیه السلام وَ مَا هِیَ قَالَ
ص: 285
قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1) هَلْ كَانَ فِی ذَلِكَ الزَّمَانِ غَیْرُهُ نَبِیّاً یَسْأَلُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ اجْلِسْ أُخْبِرْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ سُبْحانَ الَّذِی أَسْری بِعَبْدِهِ لَیْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَی الْمَسْجِدِ الْأَقْصَی الَّذِی بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِیَهُ مِنْ آیاتِنا (2) فَكَانَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الَّتِی أَرَاهَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَاحْتَمَلَهُ مِنْ مَكَّةَ فَوَافَی (3) بِهِ بَیْتَ الْمَقْدِسِ فِی سَاعَةٍ مِنَ اللَّیْلِ ثُمَّ أَتَاهُ بِالْبُرَاقِ فَرَفَعَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ فَتَوَضَّأَ جَبْرَئِیلُ وَ تَوَضَّأَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كَوُضُوئِهِ وَ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ وَ أَقَامَ مَثْنَی مَثْنَی وَ قَالَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله تَقَدَّمْ فَصَلِّ وَ اجْهَرْ بِصَلَاتِكَ فَإِنَّ خَلْفَكَ أُفُقاً (4) مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَا یَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ فِی الصَّفِّ الْأَوَّلِ أَبُوكَ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ هُودٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ كُلُّ نَبِیٍّ أَرْسَلَهُ اللَّهُ مُذْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ إِلَی أَنْ بَعَثَكَ یَا مُحَمَّدُ فَتَقَدَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَصَلَّی بِهِمْ غَیْرَ هَائِبٍ وَ لَا مُحْتَشِمٍ رَكْعَتَیْنِ فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا الْآیَةَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ بِمَ تَشْهَدُونَ قَالُوا نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَصِیُّكَ وَ كُلُّ نَبِیٍّ مَاتَ خَلَفَ وَصِیّاً مِنْ عَصَبَتِهِ غَیْرَ هَذَا وَ أَشَارَ إِلَی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فَإِنَّهُ لَا عُصْبَةَ لَهُ وَ كَانَ وَصِیُّهُ شَمْعُونَ الصَّفَا بْنَ حَمُّونَ بْنِ عمامَةَ وَ نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ
ص: 286
أُخِذَتْ عَلَی ذَلِكَ مَوَاثِیقُنَا لَكُمَا بِالشَّهَادَةِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَحْیَیْتَ قَلْبِی وَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ (1).
«46»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام ما كانَ إِبْراهِیمُ یَهُودِیًّا وَ لا نَصْرانِیًّا لَا یَهُودِیّاً یُصَلِّی إِلَی الْمَغْرِبِ وَ لَا نَصْرَانِیّاً یُصَلِّی إِلَی الْمَشْرِقِ وَ لكِنْ كانَ حَنِیفاً مُسْلِماً عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (2).
«47»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَ إِیَّایَ فَارْهَبُونِ (3) قَالَ الْإِمَامُ علیه السلام قَالَ اللَّهُ یا بَنِی إِسْرائِیلَ وُلْدَ یَعْقُوبَ إِسْرَائِیلَ اللَّهِ اذْكُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْكُمْ لَمَّا بَعَثْتُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَقْرَرْتُهُ فِی مَدِینَتِكُمْ وَ لَمْ أُجَشِّمْكُمُ (4) الْحَطَّ وَ التَّرْحَالَ إِلَیْهِ وَ أَوْضَحْتُ عَلَامَاتِهِ وَ دَلَائِلَ صِدْقِهِ (5) لِئَلَّا یَشْتَبِهَ عَلَیْكُمْ حَالُهُ وَ أَوْفُوا بِعَهْدِی الَّذِی أَخَذَتْهُ عَلَی أَسْلَافِكُمْ أَنْبِیَاؤُهُمْ وَ أَمَرُوهُمْ أَنْ یُؤَدُّوهُ إِلَی أَخْلَافِهِمْ لَیُؤْمِنُنَّ (6) بِمُحَمَّدٍ الْعَرَبِیِّ الْقُرَشِیِّ الْهَاشِمِیِّ الْمُبَانِ بِالْآیَاتِ الْمُؤَیَّدِ (7) بِالْمُعْجِزَاتِ الَّتِی مِنْهَا أَنْ كَلَّمَتْهُ ذِرَاعٌ مَسْمُومَةٌ وَ نَاطَقَهُ ذِئْبٌ وَ حَنَّ إِلَیْهِ عُودُ الْمِنْبَرِ وَ كَثَّرَ اللَّهُ لَهُ الْقَلِیلَ مِنَ الطَّعَامِ وَ أَلَانَ لَهُ الصَّعْبَ مِنَ الْأَحْجَارِ وَ صَلُبَ لَهُ الْمِیَاهُ السَّیَّالَةُ وَ لَمْ یُؤَیِّدْ نَبِیّاً مِنْ أَنْبِیَائِهِ بِدَلَالَةٍ إِلَّا وَ جَعَلَ لَهُ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا وَ الَّذِی جَعَلَ مِنْ أَكْبَرِ آیَاتِهِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ شَقِیقَهُ وَ رَفِیقَهُ عَقْلُهُ مِنْ عَقْلِهِ
ص: 287
وَ عِلْمُهُ مِنْ عِلْمِهِ وَ حُكْمُهُ (1) مِنْ حُكْمِهِ مُؤَیِّدُ دِینِهِ بِسَیْفِهِ الْبَاتِرِ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ (2) مَعَاذِیرَ الْمُعَانِدِینَ بِدَلِیلِهِ الْقَاهِرِ وَ عِلْمِهِ الْفَاضِلِ (3) وَ فَضْلِهِ الْكَامِلِ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ الَّذِی أَوْجَبْتُ بِهِ لَكُمْ نَعِیمَ الْأَبَدِ فِی دَارِ الْكَرَامَةِ وَ مُسْتَقَرِّ الرَّحْمَةِ وَ إِیَّایَ فَارْهَبُونِ فِی مُخَالَفَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنِّی الْقَادِرُ عَلَی صَرْفِ بَلَاءِ مَنْ یُعَادِیكُمْ عَلَی مُوَافَقَتِی وَ هُمْ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی صَرْفِ انْتِقَامِی عَنْكُمْ إِذَا آثَرْتُمْ مُخَالَفَتِی (4).
«48»-قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَكُمْ الْآیَةَ قَالَ الْإِمَامُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُمْ وَ إِذْ أَخَذْنا أَیْ وَ اذْكُرُوا (5) إِذْ أَخَذْنَا مِیثاقَكُمْ وَ عُهُودَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِمَا فِی التَّوْرَاةِ وَ مَا فِی (6) الْفُرْقَانِ الَّذِی أَعْطَیْتُهُ مُوسَی مَعَ الْكِتَابِ (7) الْمَخْصُوصِ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ آلِهِمَا بِأَنَّهُمْ سَادَةُ الْخَلْقِ وَ الْقَوَّامُونَ بِالْحَقِّ وَ إِذْ أَخَذْنَا مِیثَاقَكُمْ أَنْ تُقِرُّوا بِهِ وَ أَنْ تُؤَدُّوهُ إِلَی أَخْلَافِكُمْ وَ تَأْمُرُوهُمْ أَنْ یُؤَدُّوهُ إِلَی أَخْلَافِهِمْ إِلَی آخِرِ مُقَدَّرَاتِی فِی الدُّنْیَا لَیُؤْمِنُنَّ بِمُحَمَّدٍ نَبِیِّ اللَّهِ وَ لَیُسْلِمُنَّ لَهُ مَا یَأْمُرُوهُمْ فِی عَلِیٍّ (8) وَلِیِّ اللَّهِ عَنِ اللَّهِ وَ مَا یُخْبِرُهُمْ بِهِ مِنْ أَحْوَالِ خُلَفَائِهِ بَعْدَهُ الْقَوَّامِینَ بِحَقِّ اللَّهِ فَأَبَیْتُمْ قَبُولَ ذَلِكَ وَ اسْتَكْبَرْتُمُوهُ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ الْجَبَلَ أَمَرْنَا جَبْرَئِیلَ أَنْ یَقْطَعَ مِنْ جَبَلِ فِلَسْطِینَ قِطْعَةً عَلَی قَدْرِ مُعَسْكَرِ أَسْلَافِكُمْ فَرْسَخاً فِی فَرْسَخٍ فَقَطَعَهَا وَ جَاءَ بِهَا فَرَفَعَهَا فَوْقَ رُءُوسِهِمْ فَقَالَ مُوسَی (9)
ص: 288
إِمَّا أَنْ تَأْخُذُوا بِمَا أُمِرْتُمْ بِهِ فِیهِ وَ إِمَّا أَنْ أُلْقِیَ عَلَیْكُمْ هَذَا الْجَبَلَ فَأُلْجِئُوا إِلَی قَبُولِهِ كَارِهِینَ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنَ الْعِنَادِ (1) فَإِنَّهُ قَبِلَهُ طَائِعاً مُخْتَاراً ثُمَّ لَمَّا قَبِلُوهُ سَجَدُوا وَ عَفَّرُوا وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ عَفَّرَ خَدَّیْهِ لِإِرَادَةِ (2) الْخُضُوعِ لِلَّهِ وَ لَكِنْ نَظَرَ إِلَی الْجَبَلِ هَلْ یَقَعُ أَمْ لَا وَ آخَرُونَ سَجَدُوا مُخْتَارِینَ طَائِعِینَ.
فَقَالَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله احْمَدُوا اللَّهَ مَعَاشِرَ شِیعَتِنَا عَلَی تَوْفِیقِهِ إِیَّاكُمْ فَإِنَّكُمْ تُعَفِّرُونَ فِی سُجُودِكُمْ لَا كَمَا عَفَّرَهُ كَفَرَةُ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ لَكِنْ كَمَا عَفَّرَهُ خِیَارُهُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خُذُوا ما آتَیْناكُمْ بِقُوَّةٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوَامِرِ وَ النَّوَاهِی عَنْ هَذَا الْأَمْرِ الْجَلِیلِ مِنْ ذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا الطَّیِّبِینَ وَ اذْكُرُوا ما فِیهِ فِیمَا آتَیْنَاكُمْ اذْكُرُوا جَزِیلَ ثَوَابِنَا عَلَی قِیَامِكُمْ بِهِ وَ شَدِیدُ عِقَابِنَا عَلَی إِبَائِكُمْ لَهُ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ لِتَتَّقُوا الْمُخَالَفَةَ الْمُوجِبَةَ لِلْعَذَابِ (4) فَتَسْتَحِقُّوا بِذَلِكَ جَزِیلَ الثَّوَابِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (5) ثُمَّ تَوَلَّیْتُمْ یَعْنِی تَوَلَّی أَسْلَافُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَنِ الْقِیَامِ بِهِ وَ الْوَفَاءِ بِمَا عُوهِدُوا عَلَیْهِ فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ یَعْنِی عَلَی أَسْلَافِكُمْ لَوْ لَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ بِإِمْهَالِهِ إِیَّاهُمْ لِلتَّوْبَةِ وَ إِنْظَارِهِمْ لِمَحْوِ الْخَطِیئَةِ بِالْإِنَابَةِ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِینَ (6) الْمَغْبُونِینَ (7) قَدْ خَسِرْتُمُ الْآخِرَةَ وَ الدُّنْیَا لِأَنَّ الْآخِرَةَ فَسَدَتْ (8) عَلَیْكُمْ بِكُفْرِكُمْ وَ الدُّنْیَا كَانَ لَا یَحْصُلُ لَكُمْ نَعِیمُهَا لِاخْتِرَامِنَا (9) لَكُمْ وَ
ص: 289
تَبْقَی عَلَیْكُمْ حَسَرَاتُ نُفُوسِكُمْ وَ أَمَانِیِّكُمُ الَّتِی قَدِ اقْتَطَعْتُمْ دُونَهَا وَ لَكُنَّا أَمْهَلْنَاكُمْ لِلتَّوْبَةِ وَ أَنْظَرْنَاكُمْ لِلْإِنَابَةِ أَیْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِأَسْلَافِكُمْ فَتَابَ مَنْ تَابَ مِنْهُمْ فَسَعِدَ وَ خَرَجَ (1) مِنْ صُلْبِهِ مَنْ قُدِّرَ أَنْ یَخْرُجَ مِنْهُ الذُّرِّیَّةُ الطَّیِّبَةُ الَّتِی تَطَیَّبَ فِی الدُّنْیَا بِاللَّهِ تَعَالَی مَعِیشَتُهَا وَ تَشَرَّفَ فِی الْآخِرَةِ بِطَاعَةِ اللَّهِ مَرْتَبَتُهَا.
وَ قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا دَعَوُا اللَّهَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ بِصِدْقٍ مِنْ نِیَّاتِهِمْ وَ صِحَّةِ اعْتِقَادِهِمْ مِنْ قُلُوبِهِمْ أَنْ یَعْصِمَهُمْ حَتَّی لَا یُعَانِدُوهُ بَعْدَ مُشَاهَدَةِ تِلْكَ الْمُعْجِزَاتِ الْبَاهِرَاتِ (2) لَفَعَلَ ذَلِكَ بِجُودِهِ وَ كَرَمِهِ وَ لَكِنَّهُمْ قَصَرُوا فَآثَرُوا (3) الْهُوَیْنَا (4) وَ مَضَوْا مَعَ الْهَوَی (5) فِی طَلَبِ لَذَّاتِهِمْ.
«49»-م، تفسیر الإمام علیه السلام ثُمَّ وَجَّهَ اللَّهُ الْعَذْلَ (6) نَحْوَ الْیَهُودِ فِی قَوْلِهِ أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوی أَنْفُسُكُمُ فَأَخَذَ عُهُودَكُمْ وَ مَوَاثِیقَكُمْ بِمَا لَا تُحِبُّونَ مَنْ بَذَلَ الطَّاعَةَ لِأَوْلِیَاءِ اللَّهِ الْأَفْضَلِینَ وَ عِبَادِهِ الْمُنْتَجَبِینَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ الطَّاهِرِینَ لَمَّا قَالُوا لَكُمْ كَمَا أَدَّاهُ إِلَیْكُمْ أَسْلَافُكُمُ الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ إِنَّ وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ هِیَ الْغَرَضُ الْأَقْصَی وَ الْمُرَادُ الْأَفْضَلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ وَ لَا بَعَثَ أَحَداً مِنْ رُسُلِهِ إِلَّا لِیَدْعُوَهُمْ إِلَی وَلَایَةَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ خُلَفَائِهِ وَ یَأْخُذُ بِهِ عَلَیْهِمُ الْعَهْدَ لِیُقِیمُوا عَلَیْهِ (7) وَ لِیَعْمَلَ بِهِ سَائِرُ عَوَامِّ الْأُمَمِ فَبِهَذَا اسْتَكْبَرْتُمْ كَمَا اسْتَكْبَرَ أَوَائِلُكُمْ حَتَّی قَتَلُوا زَكَرِیَّا وَ یَحْیَی وَ اسْتَكْبَرْتُمْ أَنْتُمْ حَتَّی رُمْتُمْ (8) قَتْلَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ فَخَیَّبَ اللَّهُ سَعْیَكُمْ وَ رَدَّ فِی نُحُورِكُمْ كَیْدَكُمْ
ص: 290
وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی تَقْتُلُونَ فَمَعْنَاهُ قَتَلْتُمْ كَمَا تَقُولُ لِمَنْ تُوَبِّخُهُ وَیْلَكَ كَمْ تَكْذِبُ وَ كَمْ تُمَخْرِقُ (1) وَ لَا تُرِیدُ مَا لَمْ (2) یَفْعَلْهُ بَعْدُ وَ إِنَّمَا تُرِیدُ كَمْ فَعَلْتَ وَ أَنْتَ عَلَیْهِ مَوْطِنٌ (3).
«50»-نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ قَطْرٍ عَنِ الشَّحَّامِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْرِفُ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام قَالَ كَانَ نُوحٌ علیه السلام یَعْرِفُهُمْ الشَّاهِدُ عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصَّی بِهِ نُوحاً وَ الَّذِی أَوْحَیْنا إِلَیْكَ وَ ما وَصَّیْنا بِهِ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسی قَالَ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّینِ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ مَا وَصَّی بِهِ نُوحاً (4).
«51»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مِنْ كِتَابِ الْوَاحِدَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأُطْرُوشِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَدٌ وَاحِدٌ تَفَرَّدَ فِی وَحْدَانِیَّتِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلَقَنِی وَ ذُرِّیَّتِی ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً فَأَسْكَنَهُ اللَّهُ فِی ذَلِكَ النُّورِ وَ أَسْكَنَهُ فِی أَبْدَانِنَا فَنَحْنُ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَاتُهُ وَ بِنَا احْتَجَبَ عَنْ خَلْقِهِ فَمَا زِلْنَا فِی ظُلَّةٍ خَضْرَاءَ حَیْثُ لَا شَمْسَ وَ لَا قَمَرَ وَ لَا لَیْلَ وَ لَا نَهَارَ وَ لَا عَیْنَ تَطْرِفُ نَعْبُدُهُ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُسَبِّحُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ خَلْقَهُ وَ أَخَذَ مِیثَاقَ الْأَنْبِیَاءِ بِالْإِیمَانِ وَ النُّصْرَةِ لَنَا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ یَعْنِی بِمُحَمَّدٍ (5) صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَ
ص: 291
وَصِیَّهُ فَقَدْ آمَنُوا بِمُحَمَّدٍ وَ لَمْ یَنْصُرُوا وَصِیَّهُ وَ سَیَنْصُرُونَهُ جَمِیعاً وَ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقِی مَعَ مِیثَاقِ مُحَمَّدٍ بِالنُّصْرَةِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ فَقَدْ نَصَرْتُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَاهَدْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَتَلْتُ عَدُوَّهُ وَ وَفَیْتُ اللَّهَ بِمَا أَخَذَ عَلَیَّ مِنَ الْمِیثَاقِ وَ الْعَهْدِ وَ النُّصْرَةِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَنْصُرْنِی أَحَدٌ مِنْ أَنْبِیَائِهِ وَ رُسُلِهِ لِمَا قَبَضَهُمُ اللَّهُ إِلَیْهِ وَ سَوْفَ یَنْصُرُونَنِی (1).
بیان: قوله علیه السلام و بنا احتجب أی جعلنا حجابا بینه و بین خلقه فكما أن الحجاب واسطة بین المحجوب و المحجوب عنه فكذلك هم وسائط بینه تعالی و بین خلقه أو المعنی احتجب معنا عن خلقه فجعلنا محجوبین عنهم كما احتجب عنهم و لعل ما بعده به أنسب.
«52»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة نَقَلَ (2) مِنْ خَطِّ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ الطُّوسِیِّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ مِنْ كِتَابِ مَسَائِلِ الْبُلْدَانِ رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ یَرْفَعُهُ إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَسَأَلَهُ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ أَنَا الَّذِی دُعِیَتِ (3) الْأُمَمُ كُلُّهَا إِلَی طَاعَتِی فَكَفَرَتْ فَعُذِّبَتْ بِالنَّارِ وَ أَنَا خَازِنُهَا عَلَیْهِمْ حَقّاً أَقُولُ یَا سَلْمَانُ إِنَّهُ لَا یَعْرِفُنِی أَحَدٌ حَقَّ مَعْرِفَتِی إِلَّا كَانَ مَعِی فِی الْمَلَإِ الْأَعْلَی قَالَ ثُمَّ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام فَقَالَ یَا سَلْمَانُ هَذَانِ شَنْفَا عَرْشِ (4) رَبِّ الْعَالَمِینَ (5) وَ بِهِمَا تُشْرِقُ الْجِنَانُ وَ أُمُّهُمَا خِیَرَةُ النِّسْوَانِ أَخَذَ اللَّهُ عَلَی النَّاسِ الْمِیثَاقَ بِی فَصَدَّقَ مَنْ صَدَّقَ وَ كَذَّبَ مَنْ كَذَّبَ فَهُوَ فِی النَّارِ وَ أَنَا الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ وَ
ص: 292
الْكَلِمَةُ الْبَاقِیَةُ وَ أَنَا سَفِیرُ (1) السُّفَرَاءِ قَالَ سَلْمَانُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ وَجَدْتُكَ فِی التَّوْرَاةِ كَذَلِكَ وَ فِی الْإِنْجِیلِ كَذَلِكَ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا قَتِیلَ كُوفَانَ وَ اللَّهِ لَوْ لَا أَنْ یَقُولَ النَّاسُ وَا شَوْقَاهْ رَحِمَ اللَّهُ قَاتِلَ سَلْمَانَ لَقُلْتُ فِیكَ مَقَالًا تَشْمَئِزُّ مِنْهُ النُّفُوسُ لِأَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ الَّذِی بِهِ تَابَ عَلَی آدَمَ وَ بِكَ أَنْجَی یُوسُفُ مِنَ الْجُبِّ وَ أَنْتَ قِصَّةُ أَیُّوبَ وَ سَبَبُ تَغَیُّرِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ تَدْرِی مَا قِصَّةُ أَیُّوبَ وَ سَبَبُ تَغَیُّرِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الِانْبِعَاثِ لِلنُّطْقِ (2) شَكَّ أَیُّوبُ فِی مُلْكِی (3) فَقَالَ هَذَا خَطْبٌ جَلِیلٌ وَ أَمْرٌ جَسِیمٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا أَیُّوبُ أَ تَشُكُّ فِی صُورَةٍ أَقَمْتُهُ أَنَا إِنِّی ابْتَلَیْتُ آدَمَ بِالْبَلَاءِ فَوَهَبْتُهُ لَهُ وَ صَفَحْتُ عَنْهُ بِالتَّسْلِیمِ عَلَیْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِینَ وَ أَنْتَ تَقُولُ خَطْبٌ جَلِیلٌ وَ أَمْرٌ جَسِیمٌ فَوَ عِزَّتِی لَأُذِیقَنَّكَ مِنْ عَذَابِی أَوْ تَتُوبَ إِلَیَّ بِالطَّاعَةِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ السَّعَادَةُ بِی یَعْنِی أَنَّهُ تَابَ وَ أَذْعَنَ بِالطَّاعَةِ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِ الطَّیِّبِینَ علیهم السلام (4).
«53»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم عَلِیُّ بْنُ عَتَّابٍ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لَوْ أَنَّ الْجُهَّالَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ یَعْرِفُونَ مَتَی سُمِّیَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَمْ یُنْكِرُوا وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی حِینَ أَخَذَ مِیثَاقَ ذُرِّیَّةِ آدَمَ علیه السلام وَ ذَلِكَ فِیمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی كِتَابِهِ فَنَزَلَ بِهِ جَبْرَئِیلُ كَمَا قَرَأْنَاهُ یَا جَابِرُ أَ لَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَوَ اللَّهِ لَسَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْأَظِلَّةِ حَیْثُ أَخَذَ مِنْ ذُرِّیَّةِ آدَمَ
ص: 293
الْمِیثَاقَ (1).
«54»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم ابْنُ الْقَاسِمِ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِی آدَمَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ ذُرِّیَّتَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَخَرَجُوا كَالذَّرِّ فَعَرَّفَهُمْ نَفْسَهُ وَ أَرَاهُمْ نَفْسَهُ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَمْ یَعْرِفْ أَحَدٌ رَبَّهُ قَالَ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی قَالَ فَإِنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله عَبْدِی وَ رَسُولِی وَ إِنَّ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ خَلِیفَتِی وَ أَمِینِی (2).
«55»-وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ مَوْلُودٍ یُولَدُ عَلَی الْمَعْرِفَةِ (3) بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَالِقُهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ (4).
«56»-ختص، الإختصاص ابْنُ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی تَوَحَّدَ بِمُلْكِهِ فَعَرَّفَ عِبَادَهُ نَفْسَهُ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَیْهِمْ أَمْرَهُ وَ أَبَاحَ لَهُمْ جَنَّتَهُ فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُطَهِّرَ قَلْبَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ عَرَّفَهُ وَلَایَتَنَا وَ مَنْ أَرَادَ أَنْ یَطْمَسَ عَلَی قَلْبِهِ أَمْسَكَ عَنْهُ مَعْرِفَتَنَا ثُمَّ قَالَ یَا مُفَضَّلُ وَ اللَّهِ مَا اسْتَوْجَبَ آدَمُ أَنْ یَخْلُقَهُ اللَّهُ بِیَدِهِ وَ یَنْفُخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ إِلَّا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ مَا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَی تَكْلِیماً إِلَّا بِوَلَایَةِ عَلِیٍّ علیه السلام وَ لَا أَقَامَ اللَّهُ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ آیَةً لِلْعَالَمِینَ إِلَّا بِالْخُضُوعِ لِعَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ قَالَ اجْمَلِ الْأَمْرَ مَا اسْتَأْهَلَ خَلْقٌ مِنَ اللَّهِ النَّظَرَ إِلَیْهِ إِلَّا بِالْعُبُودِیَّةِ لَنَا (5).
«57»-مَشَارِقُ الْأَنْوَارِ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ الَّذِی احْتَجَّ اللَّهُ بِكَ عَلَی
ص: 294
الْخَلَائِقِ حِینَ أَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً فِی ابْتِدَائِهِمْ وَ قَالَ لَهُمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلی (1) فَقَالَ وَ مُحَمَّدٌ نَبِیَّكُمْ قَالُوا بَلَی قَالَ وَ عَلِیٌّ إِمَامَكُمْ قَالَ فَأَبَی الْخَلَائِقُ جَمِیعاً عَنْ وَلَایَتِكَ وَ الْإِقْرَارِ بِفَضْلِكَ وَ عَتَوْا عَنْهَا اسْتِكْبَاراً إِلَّا قَلِیلًا مِنْهُمْ وَ هُمْ أَصْحَابُ الْیَمِینِ وَ هُمْ أَقَلُّ الْقَلِیلِ وَ إِنَّ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ملك (مَلَكاً) یَقُولُ فِی تَسْبِیحِهِ سُبْحَانَ مَنْ دَلَّ هَذَا الْخَلْقَ الْقَلِیلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ الْكَثِیرِ عَلَی هَذَا الْفَضْلِ الْجَلِیلِ (2).
«58»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (3) أَبِی فَاطِمَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَصْرِیِّ عَنِ النَّضْرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْوَاسِطِیِّ عَنْ جَوْهَرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ (4) قَالَ بِالْخِلَافَةِ لِیُوشَعَ بْنِ نُونٍ مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ لَنْ أَدَعَ نَبِیّاً مِنْ غَیْرِ وَصِیٍّ وَ أَنَا بَاعِثٌ نَبِیّاً عَرَبِیّاً وَ جَاعِلٌ وَصِیَّهُ عَلِیّاً فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ فِی الْوِصَایَةِ وَ حَدَّثَهُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ حَدَّثَ اللَّهُ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ حَدَّثَهُ بِاخْتِلَافِ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَاتَ بِغَیْرِ وَصِیَّةٍ (5) فَقَدْ كَذَبَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله.
«59»-وَ جَاءَ فِی تَفْسِیرِ أَهْلِ الْبَیْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ رَوَی بَعْضُ أَصْحَابِنَا
ص: 295
عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْخَطَّابِ یَرْفَعُهُ (1) إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ وَ ما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّمَا هِیَ أَ وَ مَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنَا إِلَی مُوسَی الْأَمْرَ وَ مَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِینَ.
«60»-قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی بَعْضِ رَسَائِلِهِ لَیْسَ مَوْقِفٌ أَوْقَفَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ نَبِیَّهُ فِیهِ لِیُشْهِدَهُ وَ یَسْتَشْهِدَهُ إِلَّا وَ مَعَهُ أَخُوهُ وَ قَرِینُهُ وَ ابْنُ عَمِّهِ وَ وَصِیُّهُ وَ یُؤْخَذُ مِیثَاقُهُمَا مَعاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَ عَلَی ذُرِّیَّتِهِمَا الطَّیِّبِینَ (2).
«61»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ طَاهِرِ بْنِ مِدْرَارٍ (3) عَنْ أَخِیهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَیْنا قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی وَرَقَةِ آسٍ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الْخَلْقَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فِیهَا مَكْتُوبٌ یَا شِیعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ أَعْطَیْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِی وَ غَفَرْتُ لَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْتَغْفِرُونِی مَنْ أَتَی مِنْكُمْ بِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ أَسْكَنْتُهُ جَنَّتِی بِرَحْمَتِی (4).
«62»-وَ رَوَی شَیْخُنَا الطُّوسِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ یَرْفَعُهُ إِلَی سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (5).
ص: 296
«63»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة الْحَسَنُ بْنُ أَبِی الْحَسَنِ الدَّیْلَمِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ فَرَجِ بْنِ أَبِی شَیْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ قَدْ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَ حِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَتَنْصُرُنَّهُ یَعْنِی وَصِیَّهُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ لَمْ یَبْعَثِ اللَّهُ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا إِلَّا وَ أَخَذَ عَلَیْهِ الْمِیثَاقَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْإِمَامَةِ (1).
بیان: یحتمل كون الضمیر فی الموضعین راجعا إلی الرسول صلی اللّٰه علیه و آله لكن یكون نصرته بنصرة أمیر المؤمنین علیه السلام (2).
«64»-عد، العقائد یَجِبُ أَنْ یُعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَخْلُقْ خَلْقاً أَفْضَلَ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ أَنَّهُمْ أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَكْرَمُهُمْ وَ أَوَّلُهُمْ إِقْرَاراً بِهِ لَمَّا أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ فِی الذَّرِّ وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَعْطَی (3) كُلَّ نَبِیٍّ عَلَی قَدْرِ مَعْرِفَتِهِ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَبْقِهِ إِلَی الْإِقْرَارِ بِهِ وَ یُعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ جَمِیعَ مَا خَلَقَ (4) لَهُ وَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام وَ أَنَّهُ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقَ السَّمَاءَ وَ لَا الْأَرْضَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا آدَمَ وَ لَا حَوَّاءَ وَ لَا الْمَلَائِكَةَ وَ لَا شَیْئاً مِمَّا خَلَقَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (5).
تأكید و تأیید: اعلم أن ما ذكره رحمه اللّٰه من فضل نبینا و أئمتنا صلوات اللّٰه علیهم علی جمیع المخلوقات و كون أئمتنا علیهم السلام أفضل من سائر الأنبیاء هو الذی لا یرتاب فیه من تتبع أخبارهم علیهم السلام علی وجه الإذعان و الیقین و الأخبار فی ذلك أكثر من أن تحصی و إنما أوردنا فی هذا الباب قلیلا منها و هی متفرقة فی الأبواب لا سیما باب صفات الأنبیاء و أصنافهم علیهم السلام و باب أنهم علیهم السلام كلمة اللّٰه و باب بدو أنوارهم و باب أنهم أعلم من الأنبیاء و أبواب فضائل أمیر المؤمنین و فاطمة
ص: 297
صلوات اللّٰه علیهما و علیه عمدة الإمامیة و لا یأبی ذلك إلا جاهل بالأخبار. قال الشیخ المفید رحمه اللّٰه فی كتاب المقالات قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل الأئمة من آل محمد علیهم السلام علی سائر من تقدم من الرسل و الأنبیاء سوی نبینا محمد صلی اللّٰه علیه و آله و أوجب فریق منهم لهم الفضل علی جمیع الأنبیاء سوی أولی العزم منهم علیهم السلام و أبی القولین فریق منهم آخر و قطعوا بفضل الأنبیاء كلهم علی سائر الأئمة علیهم السلام.
و هذا باب لیس للعقول فی إیجابه و المنع منه مجال و لا علی أحد الأقوال إجماع و قد جاءت آثار عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی أمیر المؤمنین علیه السلام و ذریته من الأئمة علیهم السلام و الأخبار عن الأئمة الصادقین علیهم السلام أیضا من بعد و فی القرآن مواضع تقوی العزم علی ما قاله الفریق الأول فی هذا المعنی و أنا ناظر فیه و باللّٰه أعتصم من الضلال انتهی (1).
«65»-وَ قَالَ الْكَرَاجُكِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ، أَخْبَرَنِی الْقَاضِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ لَاحِقِ بْنِ سَابِقٍ (2) عَنْ أَبِیهِ عَنِ الشَّرْقِیِّ بْنِ الْقُطَامِیِّ عَنْ تَمِیمِ بْنِ الْمُرِّیِّ عَنِ الْجَارُودِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْعَبْدِیِّ وَ كَانَ نَصْرَانِیّاً فَأَسْلَمَ عَامَ الْحُدَیْبِیَةِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ كَانَ قَارِئاً لِلْكُتُبِ عَالِماً بِتَأْوِیلِهَا عَلَی وَجْهِ الدَّهْرِ وَ سَالِفِ الْعَصْرِ بَصِیراً بِالْفَلْسَفَةِ وَ الطِّبِّ ذَا رَأْیٍ أَصِیلٍ وَ وِجْهَةٍ جَمِیلٍ أَنْشَأَ یُحَدِّثُنَا فِی أَیَّامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: وَفَدْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی رِجَالٍ مِنْ عَبْدِ الْقَیْسِ ذَوِی أَحْلَامٍ وَ أَسْنَانٍ وَ سَمَاحَةٍ (3) وَ بَیَانٍ وَ حُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ فَلَمَّا بَصُرُوا بِهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَاعَهُمْ مَنْظَرُهُ وَ مَحْضَرُهُ فَصَدَّهُمْ عَنْ بَیَانِهِمْ (4) وَ اعْتَرَتْهُمُ الْعُرَوَاءُ فِی أَبْدَانِهِمْ فَقَالَ زَعِیمُ الْقَوْمِ لِی دُونَكَ (5)
ص: 298
فَمَا نَسْتَطِیعُ أَنْ نُكَلِّمَهُ فَاسْتَقْدَمْتُ دُونَهُمْ إِلَیْهِ فَوَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ سَلَامٌ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی ثُمَّ أَنْشَأْتُ أَقُولُ:
یَا نَبِیَّ الْهُدَی أَتَتْكَ رِجَالٌ*** قَطَعَتْ قَرْدَداً وَ آلًا فَآلًا
جَابَتِ الْبِیدَ وَ الْمَهَامِهَ حَتَّی*** عَالَهَا مِنْ طُوَی السُّرَی مَا عَالا (1)
قَطَعَتْ دُونَكَ الصَّحَاصِحَ تَهْوَی*** لَا تَعُدُّ الْكَلَالَ فِیكَ كَلَالًا
كُلُّ دَهْنَاءَ یَقْصُرُ الطَّرْفُ عَنْهَا*** أَرْقَلَتْهَا قِلَاصُنَا إِرْقَالًا
ثُمَّ لَمَّا رَأَتْكَ أَحْسَنَ مَرْءاً (2)*** أُفْحِمَتْ عَنْكَ هَیْبَةً وَ جَلَالًا
تَتَّقِی شَرَّ بَأْسِ یَوْمٍ عَصِیبٍ*** هَائِلٍ أَوْجَلَ الْقُلُوبَ وَ هَالا
وَ نِدَاءً لِمَحْشَرِ النَّاسِ طُرّاً*** وَ حِسَاباً لِمَنْ تَمَادَی ضَلَالًا
نَحْوَ نُورٍ مِنَ الْإِلَهِ وَ بُرْهَانٍ*** وَ نِعْمَةٍ وَ بِرٍّ أَنْ تَنَالا
وَ أَمَانٍ مِنْهُ لَدَی الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ*** إِذِ الْخَلْقُ (3) لَا یُطِیقُ السُّؤَالا
فَلَكَ الْحَوْضُ وَ الشَّفَاعَةُ وَ الْكَوْ***ثَرُ وَ الْفَضْلُ أَنْ یَنُصَّ السُّؤَالا
خَصَّكَ اللَّهُ یَا ابْنَ آمِنَةَ الْخَیْرَ*** إِذَا مَا بَكَتْ سِجَالًا سِجَالًا (4)
أَنْبَأَ الْأَوَّلُونَ بِاسْمِكَ*** فِینَا وَ بِأَسْمَاءٍ بَعْدَهُ تَتَتَالا
قَالَ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیَّ بِصَفْحَةِ وَجْهِهِ الْمُبَارَكِ شِمْتُ مِنْهُ ضِیَاءً لَامِعاً سَاطِعاً كَوَمِیضِ الْبَرْقِ فَقَالَ یَا جَارُودُ لَقَدْ تَأَخَّرَ بِكَ وَ بِقَوْمِكَ الْمَوْعِدُ وَ قَدْ كُنْتُ وَعَدْتُهُ قَبْلَ عَامِی ذَلِكَ أَنْ أَفِدَ إِلَیْهِ بِقَوْمِی فَلَمْ آتِهِ وَ أَتَیْتُهُ فِی عَامِ الْحُدَیْبِیَةِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِنَفْسِی أَنْتَ مَا كَانَ إِبْطَائِی عَنْكَ إِلَّا أَنَّ جُلَّةَ قَوْمِی أَبْطَئُوا عَنْ إِجَابَتِی حَتَّی سَاقَهَا اللَّهُ إِلَیْكَ لِمَا أَرَادَهَا (5) مِنَ الْخَیْرِ لَدَیْكَ فَأَمَّا مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ
ص: 299
فَحَظُّهُ فَاتَ مِنْكَ فَتِلْكَ أَعْظَمُ حَوْبَةً وَ أَكْبَرُ عُقُوبَةً وَ لَوْ كَانُوا مِمَّنْ رَآكَ لَمَا تَخَلَّفُوا عَنْكَ وَ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ قُلْتُ وَ مَنْ هُوَ قَالُوا (1) سَلْمَانُ الْفَارِسِیُّ ذُو الْبُرْهَانِ الْعَظِیمِ وَ الشَّأْنِ الْقَدِیمِ فَقَالَ سَلْمَانُ وَ كَیْفَ عَرَفْتَهُ یَا أَخَا عَبْدِ الْقَیْسِ مِنْ قَبْلِ إِتْیَانِهِ فَأَقْبَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَتَلَأْلَأُ وَ یُشْرِقُ وَجْهُهُ نُوراً وَ سُرُوراً فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُسّاً كَانَ یَنْتَظِرُ زَمَانَكَ وَ یَتَوَكَّفُ إِبَّانَكَ (2) وَ یَهْتِفُ بِاسْمِكَ وَ اسْمِ أَبِیكَ وَ أُمِّكَ وَ بِأَسْمَاءٍ لَسْتُ أُصِیبُهَا مَعَكَ وَ لَا أَرَاهَا فِیمَنِ اتَّبَعَكَ قَالَ سَلْمَانُ فَأَخْبِرْنَا وَ أَنْشَأْتُ أُحَدِّثُهُمْ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَسْمَعُ وَ الْقَوْمُ سَامِعُونَ وَاعُونَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ شَهِدْتُ قُسّاً وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ نَادٍ (3) مِنْ أَنْدِیَةِ إِیَادٍ إِلَی صَحْصَحٍ ذِی قَتَادٍ وَ سَمُرٍ وَ عَتَادٍ وَ هُوَ مُشْتَمِلٌ بِنِجَادٍ فَوَقَفَ فِی إِضْحِیَانِ لَیْلٍ كَالشَّمْسِ رَافِعاً إِلَی السَّمَاءِ وَجْهَهُ وَ إِصْبَعَهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَرْقِعَةِ وَ الْأَرَضِینَ الْمُمْرِعَةِ وَ بِمُحَمَّدٍ وَ الثَّلَاثَةِ الْمَحَامِدَةِ مَعَهُ وَ الْعَلِیِّینَ الْأَرْبَعَةِ (4) وَ سِبْطَیْهِ الْمُنِیفَةِ الْأَرْفَعَةِ وَ السَّرِیِّ الْأَلْمَعَةِ وَ سَمِیِّ الْكَلِیمِ الضَّرَعَةِ وَ الْحَسَنِ ذِی الرِّفْعَةِ أُولَئِكَ النُّقَبَاءُ الشَّفَعَةُ وَ الطَّرِیقُ الْمَهْیَعَةُ وَ دَرَسَةُ الْإِنْجِیلِ (5) وَ حَفَظَةُ التَّنْزِیلِ عَلَی عَدَدِ النُّقَبَاءِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ مُحَاةُ الْأَضَالِیلِ وَ نُفَاةُ الْأَبَاطِیلِ الصَّادِقُو الْقِیلِ عَلَیْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَ بِهِمْ تُنَالُ الشَّفَاعَةُ وَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَرْضُ الطَّاعَةِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَیْتَنِی مُدْرِكُهُمْ وَ لَوْ بَعْدَ لَأْیٍ مِنْ عُمُرِی وَ مَحْیَایَ ثُمَّ أَنْشَأَ یَقُولُ:
مَتَی أَنَا قَبْلَ الْمَوْتِ لِلْحَقِّ مُدْرِكٌ ***وَ إِنْ كَانَ لِی مِنْ بَعْدِ هَاتِیكَ مُهْلِكٌ
وَ إِنْ غَالَنِی الدَّهْرُ الحزون (6) (الْخَئُونُ) بِغُولِهِ*** فَقَدْ غَالَ مَنْ قَبْلِی وَ مَنْ بَعْدُ یُوشِكُ
ص: 300
فَلَا غَرْوَ أَنِّی سَالِكٌ مَسْلَكَ الألی (1)(الْأُولَی)*** وَشِیكاً وَ مَنْ ذَا لِلرَّدَی لَیْسَ یَسْلُكُ
ثُمَّ آبَ یُكَفْكِفُ دَمْعَهُ وَ یَرِنُّ رَنِینَ الْبَكْرَةِ قَدْ بُرِیَتْ بِبَرَاءَةٍ (2) وَ هُوَ یَقُولُ:
أَقْسَمَ قُسٌّ قَسَماً ***لَیْسَ بِهِ مُكْتَتِماً
لَوْ عَاشَ أَلْفَیْ سَنَةٍ*** لَمْ یَلْقَ مِنْهَا سَأَماً
حَتَّی یُلَاقِیَ أَحْمَدَ*** وَ النُّقَبَاءَ الْحُكَمَاءَ
أَوْصِیَاءَ (3) أَحْمَدَ ***أَكْرَمَ مَنْ تَحْتَ السَّمَاءِ
ذُرِّیَّةَ فَاطِمَةَ ***أَكْرِمْ بِهَا مَنْ فُطِمَا
یَعْمَی الْعِبَادُ عَنْهُمْ ***وَ هُمْ جِلَاءٌ لِلْعَمَی
لَسْتُ بِنَاسٍ ذِكْرَهُمْ ***حَتَّی أَحُلَّ الرَجَمَا
ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِی أَنْبَأَكَ اللَّهُ بِخَیْرٍ عَنْ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِی لَمْ نَشْهَدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قُسٌّ (4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا جَارُودُ لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنْ سَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَی مَا بُعِثُوا فَقُلْتُ (5) عَلَی مَا بُعِثْتُمْ فَقَالُوا عَلَی نُبُوَّتِكَ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْكُمَا ثُمَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنِ الْتَفِتْ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ الْمَهْدِیُّ فِی ضَحْضَاحٍ (6) مِنْ نُورٍ یُصَلُّونَ فَقَالَ لِیَ الرَّبُّ تَعَالَی هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ
ص: 301
أَوْلِیَائِی وَ هَذَا (1) الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِی قَالَ الْجَارُودُ فَقَالَ لِی سَلْمَانُ یَا جَارُودُ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورُونَ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ فَانْصَرَفْتُ بِقَوْمِی وَ أَنَا أَقُولُ:
أَتَیْتُكَ یَا ابْنَ آمِنَةَ الرَّسُولَا*** لِكَیْ بِكَ أَهْتَدِی النَّهْجَ السَّبِیلَا
فَقُلْتَ فَكَانَ (2) قَوْلُكَ قَوْلَ حَقٍّ*** وَ صِدْقٌ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُولَا
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَی مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ (3) ***وَ كُلٌّ كَانَ مِنْ عَمَهٍ (4) ضَلِیلًا
وَ أَنْبَأْنَاكَ عَنْ قُسٍّ الْإِیَادِیِّ ***مَقَالًا فِیكَ ظِلْتَ بِهِ جَدِیلًا
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ*** إِلَی عِلْمٍ وَ كُنْتُ بِهَا جَهُولًا
(5).
بیان: العرواء بضم العین و فتح الراء قرة الحمی و مسها فی أول رعدتها و القردد الموضع المرتفع من الأرض و الآل السراب و الجوب القطع و البید بالكسر جمع البیداء و هی الفلاة و المهمة القفر و عال فی الأرض ذهب و دار و فی النسخ بالمعجمة من المغاولة و هی المبادرة فی السیر و الغول بعد المفازة و المشقة و الطوی الجوع و كغنی الساعة من اللیل. و الصحصح الأرض المستویة الواسعة و الدهناء الفلاة و أرقل أسرع و المفازة قطعها و القلوص من الإبل الشابة و كل شی ء أظهرته فقد نصصته و یقال شام البرق إذا نظر إلیه أین یقصد و أین یمطر. و یقال توكف الخبر إذا انتظر وكفه أی وقوعه و القتاد كسحاب شجر صلب شوكه كالإبر و السمر بضم المیم شجر معروف و العتاد العدة و القدح الضخم و هما غیر مناسبین و العتود السدرة و لعله جمع كذا علی غیر القیاس.
ص: 302
و النجاد ككتاب حمائل السیف و لیلة إضحیانة بالكسر مضیئة و الأرقعة جمیع رقیع و هو السماء و أمرع الوادی أكلأ و السری كغنی النهر الصغیر و هو كنایة عن جعفر علیه السلام لأنه أیضا فی اللغة بمعنی النهر الصغیر و اللأی كالسعی الإبطاء و غاله أهلكه. و قوله لا غرو أی لا عجب و الوشیك السریع و كفكفه دفعه و صرفه و بری السهم نحته و البراءة السكین یبری بها القوس و جدله أحكم فتله و الرجم بالتحریك القبر. أقول قال الكراجكی رحمه اللّٰه تسأل (1) فی هذا الخبر عن ثلاثة مواضع أحدها أن یقال لك كان الأنبیاء المرسلون قبل رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قد ماتوا فكیف یصح سؤالهم فی السماء. و ثانیها أن یقال لك ما معنی قوله إنهم بعثوا علی نبوته و ولایة علی و الأئمة من ولده علیهم السلام. و ثالثها أن یقال لك كیف یصح أن یكون الأئمة الاثنا عشر علیهم السلام فی تلك الحال فی السماء و نحن نعلم ضرورة خلاف هذا لأن أمیر المؤمنین علیه السلام كان فی ذلك الوقت بمكة فی الأرض و لم یدع (2) قط و لا ادعی له أحد أنه صعد إلی السماء فأما الأئمة من ولده فلم یكن وجد أحد منهم بعد و لا ولد فما معنی ذلك إن كان الخبر حقا. فأما الجواب عن السؤال الأول فإنا لا نشك (3) فی موت الأنبیاء علیهم السلام غیر أن الخبر قد ورد بأن اللّٰه تعالی یرفعهم بعد مماتهم إلی سمائه و أنهم یكونون فیها أحیاء متنعمین إلی یوم القیامة لیس ذلك بمستحیل فی قدرة اللّٰه سبحانه
وَ قَدْ وَرَدَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَكْرَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَنْ یَدَعَنِی فِی الْأَرْضِ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ.
ص: 303
و هكذا عندنا حكم الأئمة علیهم السلام.
قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَوْ مَاتَ نَبِیٌّ بِالْمَشْرِقِ وَ مَاتَ وَصِیُّهُ بِالْمَغْرِبِ لَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُمَا.
و لیس زیارتنا لمشاهدهم علی أنهم بها و لكن أشرف المواضع (1) فكانت غیبت الأجسام فیها و لعبادة أیضا ندبنا إلیها فیصح علی هذا أن یكون النبی صلی اللّٰه علیه و آله رأی الأنبیاء علیهم السلام فی السماء فسألهم كما أمره اللّٰه تعالی. و بعد فقد قال اللّٰه تعالی وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ (2) فإذا كان المؤمنون الذین قتلوا فی سبیل اللّٰه علی هذا الوصف فكیف ینكر أن الأنبیاء علیهم السلام بعد موتهم أحیاء منعمون فی السماء و قد اتصلت الأخبار من طریق الخاص و العام بتصحیح هذا.
وَ أَجْمَعَ الرُّوَاةُ عَلَی أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خُوطِبَ بِفَرْضِ الصَّلَاةِ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَ هُوَ فِی السَّمَاءِ قَالَ لَهُ مُوسَی علیه السلام إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِیقُ.
و إنه راجع إلی اللّٰه تعالی دفعة بعد أخری و ما حصل علیه الاتفاق فلم یبق فیه كذب و أما الجواب عن السؤال الثانی فهو أن یكون الأنبیاء علیهم السلام قد أعلموا بأنه سیبعث نبیا یكون خاتمهم و ناسخا بشرعه شرائعهم و أعلموا أنه أجلهم و أفضلهم و أنه سیكون أوصیاؤه من بعده حفظة لشرعه و حملة لدینه و حججا علی أمته فوجب علی الأنبیاء علیهم السلام التصدیق بما أخبروا به و الإقرار بجمیعه.
أَخْبَرَنِی الشَّرِیفُ یَحْیَی بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ طَبَاطَبَا الْحُسَیْنِیُّ (3) عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ مَا تَنَبَّأَ نَبِیٌّ قَطُّ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا وَ تَفْضِیلِنَا عَلَی مَنْ سِوَانَا.
ص: 304
و إن الأمة مجمعة علی أن الأنبیاء علیهم السلام قد بشروا بنبینا صلی اللّٰه علیه و آله و نبهوا علی أمره و لا یصح منهم ذاك إلا و قد أعلمهم اللّٰه تعالی به فصدقوا و آمنوا بالمخبر به و كذلك قد روت الشیعة أنهم قد بشروا بالأئمة أوصیاء رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله. و أما الجواب عن السؤال الثالث فهو أنه یجوز أن یكون تعالی أحدث لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی الحال صورا كصور الأئمة علیهم السلام لیراهم أجمعین علی كمالهم كمن شاهد (1) أشخاصهم برؤیة مثالهم و یشكر اللّٰه تعالی علی ما منحه من تفضیلهم و إجلالهم و هذا فی الممكن المقدور (2). و یجوز أیضا أن یكون اللّٰه تعالی خلق علی صورهم ملائكة فی سمائه یسبحونه و یقدسونه لتراهم ملائكته الذین قد أعلمهم بأنهم سیكونون (3) فی أرضه حججا له علی خلقه فتتأكد عندهم منازلهم و تكون رؤیتهم تذكارا لهم بهم و بما سیكون من أمرهم.
و قد جاء فی الحدیث أن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله رأی فی السماء لما عرج به ملكا علی صورة أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه.
وَ هَذَا خَبَرٌ اتَّفَقَ (4) أَصْحَابُ الْحَدِیثَیْنِ عَلَی نَقْلِهِ حَدَّثَنِی بِهِ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّةِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلَوِیَّةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ حَدِیدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ مَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا سَأَلُونِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّ اسْمَ عَلِیٍّ أَشْهَرُ فِی السَّمَاءِ مِنِ اسْمِی فَلَمَّا بَلَغْتُ السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ نَظَرْتُ إِلَی مَلَكِ الْمَوْتِ علیه السلام فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ
ص: 305
مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا أَقْبِضُ رُوحَهُ بِیَدِی مَا خَلَا أَنْتَ وَ عَلِیٌّ فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقْبِضُ أَرْوَاحَكُمَا بِقُدْرَتِهِ فَلَمَّا صِرْتُ تَحْتَ الْعَرْشِ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَاقِفاً تَحْتَ عَرْشِ رَبِّی فَقُلْتُ یَا عَلِیُّ سَبَقْتَنِی فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الَّذِی یُكَلِّمُكَ قُلْتُ هَذَا أَخِی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ لَیْسَ هَذَا عَلِیّاً وَ لَكِنَّهُ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ الرَّحْمَنِ خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَی صُورَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَنَحْنُ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ كُلَّمَا اشْتَقْنَا إِلَی وَجْهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ زُرْنَا هَذَا الْمَلَكَ لِكَرَامَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ.
فیصح علی هذا الوجه أن یكون الذین رآهم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله ملائكة علی صور الأئمة علیهم السلام و جمیع ذلك داخل فی باب التجویز و الإمكان و الحمد لله (1) انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه. أقول و یحتمل أیضا فی رؤیة من مضی و من لم یأت أن یكون صلی اللّٰه علیه و آله رأی أجسادهم المثالیة أو أرواحهم علی القول بتجسمها و قد مر بعض القول فی ذلك فی كتاب المعاد و اللّٰه یهدی إلی الرشاد.
«66»-مناقب (الْمَنَاقِبُ) ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّیُّ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ
عَلِیٌّ خَیْرُ الْبَشَرِ مَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ
«67»-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ خَیْرُ الْبَشَرِ لَا یَشُكُّ فِیهِ إِلَّا كَافِرٌ (2).
«68»-وَ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ خَیْرُ الْبَشَرِ مَنْ أَبَی فَقَدْ كَفَرَ فَقِیلَ فَلِمَ حَارَبْتِهِ فَقَالَتْ وَ اللَّهِ مَا حَارَبْتُهُ مِنْ ذَاتِ نَفْسِی وَ مَا حَمَلَنِی عَلَیْهِ إِلَّا طَلْحَةُ وَ الزُّبَیْرُ (3).
ص: 306
«69»-وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ انْتَهَی بِیَ الْمَسِیرُ مَعَ جَبْرَئِیلَ إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَرَأَیْتُ بَیْتاً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ فَقَالَ لِی جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ هَذَا هُوَ الْبَیْتُ الْمَعْمُورُ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ بِخَمْسِینَ أَلْفَ عَامٍ قُمْ یَا مُحَمَّدُ فَصِلْ إِلَیْهِ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ جَمَعَ اللَّهُ إِلَی النَّبِیِّینَ فَصَفَّهُمْ جَبْرَئِیلُ علیه السلام وَرَائِی صَفّاً فَصَلَّیْتُ بِهِمْ فَلَمَّا سَلَّمْتُ أَتَانِی آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّی فَقَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ رَبُّكَ یُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ یَقُولُ لَكَ سَلِ الرُّسُلَ عَلَی مَا ذَا أَرْسَلْتُهُمْ مِنْ قَبْلِكَ فَقُلْتُ مَعَاشِرَ الرُّسُلِ عَلَی مَا ذَا بَعَثَكُمْ رَبِّی قَبْلِی فَقَالَ الرُّسُلُ عَلَی وَلَایَتِكَ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا (1).
«70»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقَطَّانِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثِ الْإِسْرَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ قَدْ أَتَانِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ سَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَی مَا بُعِثُوا فَقُلْتُ مَعَاشِرَ الرُّسُلِ وَ النَّبِیِّینَ عَلَی مَا بَعَثَكُمُ اللَّهُ قَبْلِی (2) قَالُوا عَلَی وَلَایَتِكَ یَا مُحَمَّدُ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (3).
«71»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّقْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَسَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَبِیحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیهم السلام قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ قَالَ الْعَزِیزُ عَزَّ وَ جَلَّ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ قَالَ قُلْتُ (4) وَ الْمُؤْمِنُونَ (5)
ص: 307
قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ لِأُمَّتِكَ وَ هُوَ أَعْلَمُ (1) قُلْتُ خَیْرَهَا لِأَهْلِهَا قَالَ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ إِنِّی اطَّلَعْتُ إِلَی الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا ثُمَّ شَقَقْتُ لَكَ اسْماً مِنْ أَسْمَائِی فَلَا أُذْكَرُ فِی مَوْضِعٍ إِلَّا ذُكِرْتَ مَعِی وَ أَنَا الْمَحْمُودُ (2) أَنْتَ مُحَمَّدٌ ثُمَّ اطَّلَعْتُ إِلَیْهَا اطِّلَاعَةً أُخْرَی فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِیّاً فَجَعَلْتُهُ (3) وَصِیَّكَ فَأَنْتَ سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ عَلِیٌّ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ (4) إِنِّی خَلَقْتُكَ وَ خَلَقْتُ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مِنْ شَبْحِ نُورٍ ثُمَّ عَرَضْتُ وَلَایَتَهُمْ عَلَی الْمَلَائِكَةِ وَ سَائِرَ خَلْقِی وَ هُمْ أَرْوَاحٌ (5) فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَنْ جَحَدَهَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْكَافِرِینَ یَا مُحَمَّدُ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَنِی حَتَّی یَنْقَطِعَ أَوْ یَصِیرَ كَالشَّنِّ (6) الْبَالِی ثُمَّ أَتَانِی جَاحِداً لِوَلَایَتِهِمْ لَمْ أُدْخِلْهُ جَنَّتِی وَ لَا أَظْلَلْتُهُ تَحْتَ عَرْشِی (7).
«72»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ أَنْتَ خَیْرُ الْبَشَرِ لَا یَشُكُّ فِیكَ إِلَّا كَافِرٌ (8).
«73»-وَ مِنْهُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ مُوسَی علیه السلام نَظَرَ لَیْلَةَ الْخِطَابِ إِلَی كُلِّ شَجَرَةٍ فِی الطُّورِ وَ كُلِّ حَجَرٍ وَ نَبَاتٍ یَنْطِقُ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ اثْنَیْ عَشَرَ وَصِیّاً لَهُ مِنْ
ص: 308
بَعْدِهِ فَقَالَ مُوسَی إِلَهِی لَا أَرَی شَیْئاً خَلَقْتَهُ إِلَّا وَ هُوَ نَاطِقٌ بِذِكْرِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْصِیَائِهِ الِاثْنَیْ عَشَرَ فَمَا مَنْزِلَةُ هَؤُلَاءِ عِنْدَكَ قَالَ یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی خَلَقْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ أَخْلُقَ الْأَنْوَارَ خَلَقْتُهُمْ فِی خِزَانَةِ قُدْسِی تَرْتَعُ فِی رِیَاضِ مَشِیَّتِی وَ تَتَنَسَّمُ مِنْ رَوْحِ جَبَرُوتِی وَ تُشَاهِدُ أَقْطَارَ مَلَكُوتِی حَتَّی إِذَا شِئْتَ بِمَشِیَّتِی أَنْفَذْتَ قَضَائِی وَ قَدَرِی یَا ابْنَ عِمْرَانَ إِنِّی سَبَقْتُ بِهِمُ السُّبَّاقَ حَتَّی أُزَخْرِفَ بِهِمْ جِنَانِی یَا ابْنَ عِمْرَانَ تَمَسَّكْ بِذِكْرِهِمْ فَإِنَّهُمْ خَزَنَةُ عِلْمِی وَ عَیْبَةُ حِكْمَتِی وَ مَعْدِنُ نُورِی قَالَ حُسَیْنُ بْنُ عُلْوَانَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَقَالَ حَقٌّ ذَلِكَ هُمُ اثْنَا عَشَرَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُبَیِّنَ الْحَقَّ لِی قَالَ أَنَا وَ ابْنِی هَذَا وَ أَوْمَأَ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی وَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِهِ یَغِیبُ شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ ذِكْرُهُ بِاسْمِهِ (1).
«74»-وَ مِنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهُ اخْتَارَنَا مَعَاشِرَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اخْتَارَ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَا اخْتَارَهُمْ إِلَّا لِعِلْمِهِ إِنَّهُمْ لَیَهْتَدُونَ (2).
«75»-وَ مِنْهُ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ هَذَا خَیْرُ الْأَوَّلِینَ وَ خَیْرُ الْآخِرِینَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ وَ هَذَا سَیِّدُ الصِّدِّیقِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ (3).
«76»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنِ الْمُعَافَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام لِمَ سُمِّیَتِ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَی جَمَعَ فِیهَا خَلْقَهُ لِوَلَایَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ (4).
«77»-كِتَابُ تَفْضِیلِ الْأَئِمَّةِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، قَالَ ذَكَرَ السَّیِّدُ حَسَنُ بْنُ كَبْشٍ فِی كِتَابِهِ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعاً إِلَی عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْهُمْ
ص: 309
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ وَ أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ وَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَبِی أُمَیَّةَ وَ عُمَرُ بْنُ أَبِی سَلَمَةَ وَ غَیْرُهُمْ قَالُوا لَمَّا فَتَحَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَكَّةَ أَرْسَلَ رُسُلَهُ إِلَی كِسْرَی وَ قَیْصَرَ یَدْعُوهُمَا إِلَی الْإِسْلَامِ أَوِ الْجِزْیَةِ وَ إِلَّا آذَنَا بِالْحَرْبِ وَ كَتَبَ أَیْضاً إِلَی نَصَارَی نَجْرَانَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَلَمَّا أَتَتْهُمْ رُسُلُهُ صلوات اللّٰه علیهم فَزِعُوا إِلَی بِیعَتِهِمُ (1) الْعُظْمَی وَ كَانَ قَدْ حَضَرَهُمْ أَبُو حَارِثَةَ أُسْقُفُّهُمُ الْأَوَّلُ وَ قَدْ بَلَغَ یَوْمَئِذٍ مِائَةً وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ كَانَ یُؤْمِنُ بِالنَّبِیِّ وَ الْمَسِیحِ علیه السلام وَ یَكْتُمُ ذَلِكَ عَنْ كَفَرَةِ قَوْمِهِ فَقَامَ عَلَی عَصَاهُ وَ خَطَبَهُمْ وَ وَعَظَهُمْ وَ أَلْجَأَهُمْ بَعْدَ مُشَاجِرَاتٍ كَثِیرَةٍ إِلَی إِحْضَارِ الْجَامِعَةِ الْكُبْرَی الَّتِی وَرِثَهَا شَیْثٌ فَفَتَحَ طَرَفَهَا وَ اسْتَخْرَجَ صَحِیفَةَ شَیْثٍ الَّتِی وَرِثَهَا مِنْ أَبِیهِ آدَمَ علیه السلام فَأَلْفَوْا فِی المسباح الثَّانِی مِنْ فَوَاصِلِهَا- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الْحَیُّ الْقَیُّومُ مُعَقِّبُ الدُّهُورِ وَ فَاصِلُ الْأُمُورِ سَبَّبْتُ بِمَشِیَّتِی الْأَسْبَابَ وَ ذَلَّلْتُ بِقُدْرَتِی الصِّعَابَ وَ أَنَا الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ أَرْحَمُ وَ أَتَرَحَّمُ وَ سَبَقَتْ رَحْمَتِی غَضَبِی وَ عَفْوِی عُقُوبَتِی خَلَقْتُ عِبَادِی لِعِبَادَتِی وَ أَلْزَمْتُهُمْ حُجَّتِی أَلَا إِنِّی بَاعِثٌ فِیهِمْ رُسُلِی وَ مُنْزِلٌ عَلَیْهِمْ كُتُبِی أُبْرِمُ ذَلِكَ مِنْ لَدُنْ أَوَّلِ مَذْكُورٍ مِنْ بَشَرٍ إِلَی أَحْمَدَ نَبِیِّی وَ خَاتَمِ رُسُلِی ذَلِكَ الَّذِی أَجْعَلُ عَلَیْهِ صَلَوَاتِی وَ رَحْمَتِی وَ أَسْلُكُ فِی قَلْبِهِ بَرَكَاتِی وَ بِهِ أُكَمِّلُ أَنْبِیَائِی وَ نُذُرِی قَالَ آدَمُ مَنْ هَؤُلَاءِ الرُّسُلُ وَ مَنْ أَحْمَدُ هَذَا الَّذِی رَفَعْتَ وَ شَرَّفْتَ قَالَ كُلٌّ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ وَ أَحْمَدُ عَاقِبُهُمْ (2) وَ وَارِثُهُمْ قَالَ یَا رَبِّ بِمَا أَنْتَ بَاعِثُهُمْ وَ مُرْسِلُهُمْ قَالَ بِتَوْحِیدِی ثُمَّ أُقَفِّی ذَلِكَ (3) بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثِینَ شَرِیعَةً أُنَظِّمُهَا وَ أُكَمِّلُهَا لِأَحْمَدَ جَمِیعاً فَأَذِنْتُ لِمَنْ جَاءَنِی بِشَرِیعَةٍ (4) مِنْهَا مَعَ الْإِیمَانِ بِی وَ بِرُسُلِی أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ
ص: 310
قَالَ قَالَ آدَمُ علیه السلام حَقٌّ لِمَنْ عَرَفَكَ یَا إِلَهِی بِنِعْمَتِكَ أَنْ لَا یَعْصِیَكَ بِهَا وَ لِمَنْ عَلِمَ سَعَةَ رَحْمَتِكَ وَ مَغْفِرَتِكَ أَنْ لَا یَیْأَسَ مِنْهَا قَالَ یَا آدَمُ أَ تُحِبُّ أَنْ أُرِیَكَ أَبْنَاءَكَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ كَرَّمْتُهُمْ وَ اصْطَفَیْتُهُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ قَالَ نَعَمْ أَیْ رَبِّ فَمَثَّلَهُمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْرَ مَنَازِلِهِمْ وَ مَكَانَتِهِمْ مِنْ فَضْلِهِ عَلَیْهِمْ وَ نِعْمَتِهِ ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَیْهِ أَشْبَاحاً فِی ذُرِّیَّاتِهِمْ وَ خَاصِّ أَتْبَاعِهِمْ مِنْ أُمَمِهِمْ فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ آدَمُ وَ بَعْضُهُمْ أَعْظَمُ نُوراً مِنْ بَعْضٍ وَ إِذَا فَضْلُ أَنْوَارِ الْخَمْسَةِ أَصْحَابِ الْمَقَامَاتِ وَ الشَّرَائِعِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَیْلَةَ الْبَدْرِ عَلَی سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَ فَضْلُ الْعَاقِبِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عِظَمِ نُورِهِ عَلَی الْخَمْسَةِ كَفَضْلِ الْخَمْسَةِ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ جَمِیعاً فَنَظَرَ فَإِذَا حَامَّةُ (1) كُلِّ نَبِیٍّ وَ خَاصَّتُهُ مِنْ قَوْمِهِ وَ رَهْطِهِ آخِذُونَ بِحُجْزَةِ ذَلِكَ النَّبِیِّ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ تَتَلَأْلَأُ وُجُوهُهُمْ وَ تُشْرِقُ جِبَاهُهُمْ نُوراً وَ ذَلِكَ بِحَسَبِ مَنْزِلَةِ ذَلِكَ النَّبِیِّ مِنْ رَبِّهِ وَ بِقَدْرِ مَنْزِلَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ نَبِیِّهِ ثُمَّ نَظَرَ آدَمُ علیه السلام إِلَی نُورٍ قَدْ لَمَعَ فَسَدَّ الْجَوَّ الْمُنْخَرِقَ وَ أَخَذَ بِالْمَطَالِعِ مِنَ الْمَشَارِقِ ثُمَّ سَرَی حَتَّی طَبَقَ الْمَغَارِبَ ثُمَّ سَمَا (2) حَتَّی بَلَغَ مَلَكُوتَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْأَكْنَافُ قَدْ تَضَوَّعَتْ طِیباً وَ إِذَا أَنْوَارٌ أَرْبَعَةٌ قَدِ اكْتَنَفَتْهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ أَمَامِهِ أَشْبَهُ بِهِ أَرَجاً (3) وَ نُوراً یَتْلُوهَا أَنْوَارٌ مِنْ بَعْدِهَا یَسْتَمِدُّ مِنْهَا وَ إِذَا هِیَ شَبِیهَةٌ بِهَا فِی ضِیَائِهَا وَ عَظَّمَهَا وَ نَشَرَهَا ثُمَّ دَنَتْ مِنْهَا فَتَكَلَّلَتْ عَلَیْهَا وَ حُفَّتْ بِهَا وَ نَظَرَ فَإِذَا أَنْوَارٌ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فِی مِثْلِ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ وَ دُونَ مَنَازِلِ الْأَوَائِلِ جِدّاً جِدّاً ثُمَّ طَلَعَ (4) عَلَیْهِ سَوَادٌ كَاللَّیْلِ وَ كَالسَّیْلِ یَنْسُلُونَ (5) مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَ أَوْبٍ (6)
ص: 311
فَأَقْبَلُوا حَتَّی مَلَئُوا الْبِقَاعَ (1) وَ الْأُكُمَ وَ إِذَا هُمْ أَقْبَحُ شَیْ ءٍ هَیْئَةً وَ صُوَراً وَ أَنْتَنُهُ رِیحاً فَبُهِرَ آدَمُ علیه السلام مَا رَأَی مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ یَا عَالِمَ الْغُیُوبِ وَ یَا غَافِرَ الذُّنُوبِ وَ یَا ذَا الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ وَ الْمَشِیَّةِ الْغَالِبَةِ مَنْ هَذَا السَّعِیدُ الَّذِی كَرَّمْتَ وَ رَفَعْتَ عَلَی الْعَالَمِینَ وَ مَنْ هَذِهِ الْأَنْوَارُ الْمُنِیفَةُ الْمُكْتَنِفَةُ لَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ یَا آدَمُ هَؤُلَاءِ وَسِیلَتُكَ وَ وَسِیلَةُ مَنْ أَسْعَدْتُ مِنْ خَلْقِی هَؤُلَاءِ السَّابِقُونَ الْمُقَرَّبُونَ وَ الشَّافِعُونَ الْمُشَفَّعُونَ وَ هَذَا أَحْمَدُ (2) سَیِّدُهُمْ وَ سَیِّدُ بَرِیَّتِی اخْتَرْتُهُ بِعِلْمِی وَ اشْتَقَقْتُ اسْمَهُ مِنِ اسْمِی فَأَنَا الْمَحْمُودُ وَ هَذَا أَحْمَدُ وَ هَذَا صِنْوُهُ وَ وَصِیُّهُ وَ وَارِثُهُ وَ جَعَلْتُ بَرَكَاتِی وَ تَطْهِیرِی فِی عَقِبِهِ وَ هِیَ (3) سَیِّدَةُ إِمَائِی وَ الْبَقِیَّةُ فِی عِلْمِی مِنْ أَحْمَدَ نَبِیِّی وَ هَذَانِ السِّبْطَانِ وَ الْخَلَفَانِ لَهُمْ وَ هَذِهِ الْأَعْیَانُ الْمُضَارِعُ نُورُهَا (4) أَنْوَارُهُمْ بَقِیَّةٌ مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّ كُلًّا اصْطَفَیْتُ وَ طَهَّرْتُ وَ عَلَی كُلٍّ بَارَكْتُ وَ تَرَحَّمْتُ وَ كُلًّا بِعِلْمِی جَعَلْتُ قُدْوَةَ عِبَادِی وَ نُورَ بِلَادِی وَ نَظَرَ إِلَی شَیْخٍ فِی آخِرِهِمْ یَزْهَرُ فِی ذَلِكَ الصَّفِیحِ كَمَا یَزْهَرُ كَوْكَبُ الصُّبْحِ لِأَهْلِ الدُّنْیَا فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ بِعَبْدِی هَذَا السَّعِیدِ أَفُكُّ عَنْ عِبَادِیَ الْأَغْلَالَ وَ أَضَعُ عَنْهُمُ الْآصَارَ وَ أَمْلَأُ الْأَرْضَ حَنَاناً وَ رَأْفَةً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ مِنْ قَلْبِهِ قَسْوَةً وَ شِقْوَةً وَ جَوْراً قَالَ آدَمُ یَا رَبِّ إِنَّ الْكَرِیمَ كُلَّ الْكَرِیمِ مَنْ كَرَّمْتَ وَ إِنَّ الشَّرِیفَ كُلَّ الشَّرِیفِ مَنْ شَرَّفْتَ وَ حَقٌّ یَا إِلَهِی لِمَنْ رَفَعْتَ (5) وَ أَعْلَیْتَ أَنْ یَكُونَ كَذَلِكَ فَیَا ذَا النِّعَمِ الَّذِی لَا یَنْقَطِعُ وَ الْإِحْسَانِ الَّذِی لَا ینفذ- (یَنْفَدُ) بِمَ بَلَغَ (6) هَؤُلَاءِ الْعَالُونَ (7) هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ
ص: 312
مِنْ شَرَفِ عَطَایَاكَ وَ عَظِیمِ فَضْلِكَ وَ حَنَانِكَ وَ كَذَلِكَ مَنْ كَرَّمْتَ مِنْ عِبَادِكَ الْمُرْسَلِینَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنِّی أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ عَالِمُ الْغُیُوبِ وَ مُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ أَعْلَمُ مَا لَمْ یَكُنْ مِمَّا یَكُونُ كَیْفَ یَكُونُ وَ مَا لَا یَكُونُ لَوْ كَانَ كَیْفَ یَكُونُ وَ إِنِّی اطَّلَعْتُ یَا عَبْدِی فِی عِلْمِی عَلَی قُلُوبِ عِبَادِی فَلَمْ أَرَ فِیهِمْ أَطْوَعَ لِی وَ لَا أَنْصَحَ لِخَلْقِی مِنْ أَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی فَجَعَلْتُ لِذَلِكَ فِیهِمْ رُوحِی وَ كَلِمَتِی وَ أَلْزَمْتُهُمْ عِبْ ءَ (1) حُجَّتِی وَ اصْطَفَیْتُهُمْ عَلَی الْبَرَایَا بِرِسَالَتِی وَ وَحْیِی ثُمَّ أَلْقَیْتُ مَكَانَاتِهِمْ تِلْكَ فِی مَنَازِلِهِمْ قُلُوبَ حَوَامِّهِمْ وَ أَوْصِیَائِهِمْ مِنْ بَعْدُ فَأَلْحَقْتُهُمْ بِأَنْبِیَائِی وَ رُسُلِی وَ جَعَلْتُهُمْ مِنْ وَدَائِعِ حُجَّتِی وَ الْأُسَاةَ (2) فِی بَرِیَّتِی لِأَجْبُرَ بِهِمْ كَسْرَ عِبَادِی وَ أُقِیمَ بِهِمْ أَوَدَهُمْ (3) ذَلِكَ أَنِّی بِهِمْ وَ بِقُلُوبِهِمْ لَطِیفٌ وَ خَبِیرٌ ثُمَّ اطَّلَعْتُ عَلَی قُلُوبِ الْمُصْطَفَیْنَ مِنْ رُسُلِی فَلَمْ أَجِدْ فِیهِمْ أَطْوَعَ لِی وَ لَا أَنْصَحَ لِخَلْقِی مِنْ مُحَمَّدٍ خِیَرَتِی وَ خَالِصَتِی فَاخْتَرْتُهُ عَلَی عِلْمِی وَ رَفَعْتُ ذِكْرَهُ إِلَی ذِكْرِی ثُمَّ وَجَدْتُ كَذَلِكَ قُلُوبَ حَامَّتِهِ اللَّائِی مِنْ بَعْدِهِ عَلَی صِفَةِ قَلْبِهِ فَأَلْحَقْتُهُمْ بِهِ وَ جَعَلْتُهُمْ وَرَثَةَ كِتَابِی وَ وَحْیِی وَ أَرْكَانَ (4) حِكْمَتِی وَ نُورِی وَ آلَیْتُ بِی أَنْ لَا أُعَذِّبَ بِنَارِی مَنْ لَقِیَنِی مُعْتَصِماً بِتَوْحِیدِی وَ حَبْلِ مَوَدَّتِهِمْ أَبَداً قَالَ آدَمُ فَمَا هَاتَانِ الثُّلَّتَانِ الْعَظِیمَتَانِ قَالَ اللَّهُ تَقَدَّسَ اسْمُهُ هَؤُلَاءِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَدْرَكَتْ نَبِیَّهَا فِی عِلْمِهِ فَآمَنَتْ بِهِ وَ اتَّبَعَتْ فَأَلْبَسْتُهَا نُوراً مِنْ نُورِی ثُمَّ الَّذِی یَلُونَهُمْ كَذَلِكَ حَتَّی أَرِثَ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا وَ لَهُمْ فِیهَا قَسَمْتُ لَهُمْ مِنْ فَضْلِی وَ رَحْمَتِی مَنَازِلَ شَتَّی فَأَفْضَلُهُمْ سَابِقُهُمْ إِذَا كَانَ أَعْلَمَهُمْ بِی وَ أَعْمَلَهُمْ بِطَاعَتِی0
ص: 313
وَ هَذِهِ الثُّلَّةُ (1) الْعُظْمَی الَّتِی مَلَأَتْ بَیَاضُهَا وَ سَوَادُهَا أَرْضِی فَهُمْ أَخَابِثُ خَلْقِی وَ أَشْرَارُ عَبِیدِی وَ هُمُ الَّذِینَ یُدْرِكُونَ مُحَمَّداً خِیَرَتِی وَ سَیِّدَ بَرِیَّتِی فَیُكَذِّبُونَهُ صَادِقاً وَ یُخَوِّفُونَهُ آمِناً وَ یَعْصُونَهُ رَءُوفاً وَ هُمْ یَعْرِفُونَهُ وَ النُّورِ (2) الَّذِی أَبْعَثُهُ بِهِ یُظَاهِرُونَ عَلَی إِخْرَاجِهِ مِنْ أَرْضِهِ وَ یَتَظَاهَرُونَ عَلَی قِتَالِهِ وَ عَدَاوَتِهِ ثُمَّ الْقَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ مِنْ بَعْدِ هَذَا وَ هُمْ (3) لَهُمْ جُنَّةٌ حَقٌّ عَلَیَّ لَأَصْلِیَنَّ عَذَابَهُمْ نَاراً لَا یَنْقَطِعُ ثُمَّ لَأُلْحِقَنَّهُمْ بِعَدُوِّیَ الَّذِی اتَّخَذُوهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیَاءَ مِنْ دُونِی وَ دُونَ أَوْلِیَائِی أَجَلْ ثُمَّ لَأَتَبَعَنَّ مَنْ یَأْتِی مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ وَ أَنَا غَیْرُ ظَالِمٍ وَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُنَاجَاةِ آدَمَ رَبَّهُ خَرَّ سَاجِداً فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ وَ بِقَلْبِهِ مَا سُجُودُكَ هَذَا قَالَ تَعَبُّداً لَكَ یَا إِلَهِی وَحْدَكَ وَ تَعْظِیماً لِأَوْلِیَائِكَ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ كَرَّمْتَ وَ رَفَعْتَ وَ كَانَتْ أَوَّلَ سَجْدَةٍ سَجَدَهَا مَخْلُوقٌ فَشَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ لَهُ فَأَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ أَبَاحَهُ جَنَّتَهُ وَ أَوْحَی إِلَیْهِ أَمَا إِنِّی مُخْرِجُهُمْ مِنْ صُلْبِكَ وَ جَاعِلُهُمْ فِی ذُرِّیَّتِكَ فَلَمَّا قَارَفَ آدَمُ الْخَطِیئَةَ وَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ تَوَسَّلَ إِلَی اللَّهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَامَّتِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ هَؤُلَاءِ فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ خَطِیئَتَهُ وَ جَعَلَهُ الْخَلِیفَةَ فِی أَرْضِهِ فَلَمَّا أَتَی الْقَوْمَ عَلَی بَاقِی المسباح الثَّانِی مِنْ ذِكْرِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذِكْرِ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام أَمَرَهُمْ أَبُو حَارِثَةَ أَنْ یَصِیرُوا إِلَی صَحِیفَةِ شَیْثٍ الْكُبْرَی الَّتِی مِیرَاثُهَا إِلَی إِدْرِیسَ علیه السلام وَ كَانَ كِتَابَتُهَا بِالْقَلَمِ السُّرْیَانِیِّ الْقَدِیمِ وَ هُوَ الَّذِی كَتَبَ بِهِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ علیه السلام مُلُوكَ الْهَیَاطِلَةِ الْمُتَمَارِدَةَ فَافْتَضَّ الْقَوْمُ الصَّحِیفَةَ فَأَفْضَوْا مِنْهَا إِلَی هَذَا الرَّسْمِ قَالُوا اجْتَمَعَ إِلَی إِدْرِیسَ علیه السلام قَوْمُهُ وَ صَحَابَتُهُ وَ هُمْ یَوْمَئِذٍ فِی بَیْتِ عِبَادَتِهِ مِنْ أَرْضِ كُوفَانَ فَخَبَّرَهُمْ بِمَا اقْتَصَّ عَلَیْهِمْ قَالَ إِنَّ بَنِی أَبِیكُمْ آدَمَ علیه السلام لِصُلْبِهِ وَ بَنِی بَنِیهِ وَ ذُرِّیَّتَهُ اجْتَمَعُوا فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ قَالُوا أَیُّ الْخَلْقِ عِنْدَكُمْ أَكْرَمُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ
ص: 314
وَ أَرْفَعُ لَدَیْهِ مَكَاناً وَ أَقْرَبُ مِنْهُ مَنْزِلَةً فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَبُوكُمْ آدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِهِ وَ أَسْجَدَ لَهُ مَلَائِكَتَهُ وَ جَعَلَهُ الْخَلِیفَةَ فِی أَرْضِهِ وَ سَخَّرَ لَهُ جَمِیعَ خَلْقِهِ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِینَ لَمْ یَعْصُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ لَا بَلِ الْأَمِینُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَانْطَلَقُوا إِلَی آدَمَ علیه السلام فَذَكَرُوا لَهُ الَّذِی قَالُوا وَ اخْتَلَفُوا فِیهِ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنِّی أُخْبِرُكُمْ بِأَكْرَمِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ جَمِیعاً ثُمَّ إِنَّهُ وَ اللَّهِ مَا عَدَا أَنْ نَفَخَ فِیَّ الرُّوحَ حَتَّی اسْتَوَیْتُ جَالِساً فَبَرَقَ لِیَ الْعَرْشُ الْعَظِیمُ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ خِیَرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ ذَكَرَ عِدَّةَ أَسْمَاءٍ (1) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ مَقْرُونَةٍ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ آدَمُ ثُمَّ لَمْ أَرَ فِی السَّمَاءِ مَوْضِعَ أَدِیمٍ أَوْ قَالَ صَفِیحٍ مِنْهَا إِلَّا وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَا مِنْ مَوْضِعٍ مَكْتُوبٌ فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ خَلْقاً لَا خَطّاً مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ مَا مِنْ مَوْضِعٍ فِیهِ مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا وَ فِیهِ مَكْتُوبٌ عَلِیٌّ خِیَرَةُ اللَّهِ الْحَسَنُ صَفْوَةُ اللَّهِ الْحُسَیْنُ أَمِینُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَكَرَ الْأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ علیهم السلام وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ إِلَی الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ قَالَ آدَمُ فَمُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَنْ خُطَّ مِنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ بَیْتِهِ أَكْرَمُ الْخَلَائِقِ عَلَی اللَّهِ فَلَمَّا انْتَهَی الْقَوْمُ إِلَی آخِرِ مَا فِی صَحِیفَةِ إِدْرِیسَ قَرَءُوا صَحِیفَةَ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ فِیهَا مَعْنَی مَا تَقَدَّمَ بِعَیْنِهِ وَ انْفَضُّوا (2).
«78»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ التَّنْبِیهِ لِلْحَیْرَةِ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَوَی أَبُو یُوسُفَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِیِّ أَنَّ عُمُرَ أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بِصَحِیفَةٍ قَدْ كُتِبَ فِیهَا التَّوْرَاةُ بِالْعَرَبِیَّةِ فَقَرَأَهَا عَلَیْهِ فَعَرَفَ الْغَضَبَ فِی وَجْهِهِ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ مِنْ سَخَطِهِ فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَیْ ءٍ فَإِنَّهُمْ لَا یَهْدُونَكُمْ وَ قَدْ ضَلُّوا وَ عَسَی
ص: 315
أَنَّ یُحَدِّثُوكُمْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوهُمْ أَوْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوهُمْ فَلَوْ كَانَ مُوسَی علیه السلام بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ لَمَا حَلَّ لَهُ إِلَّا أَنْ یَتَّبِعَنِی (1).
قال الحسن بن سلیمان فعلی هذا لو كان موسی علیه السلام فی زمن محمد صلی اللّٰه علیه و آله لما وسعه إلا اتباعه و كان من أمته و وجب علیه طاعة وصیه أمیر المؤمنین و الأوصیاء من بعده علیه السلام.
«79»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْخَلَائِقِ بَعْدِی أَوَّلُنَا كَآخِرِنَا وَ آخِرُنَا كَأَوَّلِنَا (2).
«80»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ تَفْسِیرِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَارِثِ وَ سَعِیدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَارِدُكُمْ (3) عَلَی الْحَوْضِ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ السَّاقِی وَ الْحَسَنُ الذَّائِدُ (4) وَ الْحُسَیْنُ الْآمِرُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْفَارِطُ (5) وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ النَّاشِرُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّائِقُ وَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ مُحْصِی الْمُحِبِّینَ وَ الْمُبْغِضِینَ وَ قَامِعُ الْمُنَافِقِینَ وَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی مُزَیِّنُ الْمُؤْمِنِینَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مُنْزِلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِی دَرَجَاتِهِمْ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ خَطِیبُ شِیعَتِهِ وَ مُزَوِّجُهُمُ الْحُورَ وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ یَسْتَضِیئُونَ بِهِ وَ الْهَادِی الْمَهْدِیُّ شَفِیعُهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ حَیْثُ لَا یَأْذَنُ اللَّهُ إِلَّا لِمَنْ یَشاءُ وَ یَرْضی (6).
«81»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْحَسَنِ بْنِ كَبْشٍ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ: نَظَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ هَذَا خَیْرُ الْأَوَّلِینَ وَ خَیْرُ الْآخِرِینَ مِنْ أَهْلِ
ص: 316
السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرَضِینَ هَذَا سَیِّدُ الصِّدِّیقِینَ وَ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ (1) الْخَبَرَ.
«82»-وَ مِنْهُ قَالَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: عِلْمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضْلُنَا وَاحِدٌ وَ نَحْنُ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ (2).
«83»-وَ قَالَ علیه السلام كُلُّ مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَنَا مِثْلُهُ إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ الْأَزْوَاجَ (3).
«84»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ تَفْسِیرِ ابْنِ مَاهْیَارَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام خَامِسَ خَمْسَةٍ وَ أَنَا أَصْغَرُهُمْ یَوْمَئِذٍ نَسْمَعُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ حَدَّثَنِی أَخِی أَنَّهُ خَتَمَ أَلْفَ نَبِیٍّ وَ أَنِّی خَتَمْتُ أَلْفَ وَصِیٍّ وَ أَنَا كُلِّفْتُ مَا لَمْ یُكَلَّفُوا إِنِّی لَأَعْلَمُ أَلْفَ كَلِمَةٍ مَا یَعْلَمُهَا غَیْرِی وَ غَیْرُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مَا مِنْهَا كَلِمَةٌ إِلَّا وَ هِیَ مِفْتَاحُ أَلْفِ بَابٍ مَا تَعْلَمُونَ مِنْهَا كَلِمَةً وَاحِدَةً غَیْرَ أَنَّكُمْ تَقْرَءُونَ مِنْهَا آیَةً وَاحِدَةً فِی الْقُرْآنِ وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآیاتِنا لا یُوقِنُونَ (4) وَ مَا تَدْرُونَهَا (5).
«85»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا مِنْ كِتَابِ الْقَائِمِ لِلْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَلَی مِنْبَرِ الْكُوفَةِ وَ اللَّهِ إِنِّی لَدَیَّانُ النَّاسِ یَوْمَ الدِّینِ وَ قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَّ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ قَرْنٌ مِنْ حَدِیدٍ وَ بَابُ الْإِیمَانِ وَ صَاحِبُ الْمِیسَمِ وَ صَاحِبُ السِّنِینَ وَ أَنَا صَاحِبُ النَّشْرِ الْأَوَّلِ وَ النَّشْرِ الْآخِرِ وَ صَاحِبُ الْعَصَا وَ صَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ وَ أَنَا إِمَامٌ لِمَنْ بَعْدِی وَ الْمُؤَدِّی عَمَّنْ كَانَ قَبْلِی مَا یَتَقَدَّمُنِی إِلَّا أَحْمَدُ وَ إِنَّ جَمِیعَ الرُّسُلِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحَ خَلْفَنَا وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیُدْعَی فَیَنْطِقُ وَ أُدْعَی فَأَنْطِقُ عَلَی حَدِّ مَنْطِقِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ السَّبْعَ الَّتِی لَمْ یُسْبَقْ إِلَیْهَا أَحَدٌ قَبْلِی بُصِّرْتُ سَبِیلَ الْكِتَابِ وَ
ص: 317
فُتِحَتْ لِیَ الْأَبْوَابُ وَ عُلِّمْتُ الْأَسْبَابَ وَ مَجْرَی السَّحَابِ وَ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصِیَّاتِ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ وَ نَظَرْتُ فِی الْمَلَكُوتِ فَلَمْ یَغِبْ عَنِّی شَیْ ءٌ غَابَ عَنِّی وَ لَمْ یَفُتْنِی مَا سَبَقَنِی وَ لَمْ یَشْرَكْنِی أَحَدٌ فِیمَا أَشْهَدَنِی یَوْمَ شَهَادَةِ الْأَشْهَادِ وَ أَنَا الشَّاهِدُ عَلَیْهِمْ وَ عَلَی یَدِی یَتِمُّ مَوْعِدُ اللَّهِ وَ تَكْمُلُ كَلِمَتُهُ وَ بِی یَكْمُلُ الدِّینُ وَ أَنَا النِّعْمَةُ الَّتِی أَنْعَمَهَا اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنَا الْإِسْلَامُ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ كُلُّ ذَلِكَ مَنّاً مِنَ اللَّهِ (1).
«86»-وَ مِنْهُ، نَقْلًا عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی حَدِیثِ الْإِسْرَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ قَدْ أَتَانِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ وَ اسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَی مَا بُعِثُوا فَقُلْتُ مَعَاشِرَ الرُّسُلِ وَ النَّبِیِّینَ عَلَی مَا بَعَثَكُمُ اللَّهُ قَبْلِی قَالُوا عَلَی وَلَایَتِكَ یَا مُحَمَّدُ وَ وَلَایَةِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام (2).
«87»-وَ مِنْهُ، عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اكْتَنَفْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَوْماً فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ فَذَكَرَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الْجَنَّةَ فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ یَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُكَ تَقُولُ الْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَی النَّبِیِّینَ وَ سَائِرِ الْأُمَمِ حَتَّی تَدْخُلَهَا فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا دُجَانَةَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَی لِوَاءً مِنْ نُورٍ وَ عَمُوداً مِنْ نُورٍ خَلَقَهُمَا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِأَلْفَیْ عَامٍ مَكْتُوبٌ عَلَی ذَلِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ آلُ مُحَمَّدٍ خَیْرُ الْبَرِّیَّةِ صَاحِبُ اللِّوَاءِ عَلِیٌّ إِمَامُ الْقَوْمِ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا بِكَ وَ شَرَّفَكَ وَ شَرَّفَنَا بِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ أَحَبَّنَا وَ انْتَحَلَ مَحَبَّتَنَا أَسْكَنَهُ اللَّهُ مَعَنَا وَ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ فِی مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِیكٍ مُقْتَدِرٍ (3).
«88»-وَ مِنْهُ، عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْوَرْدِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: تَسْنِیمٌ أَشْرَفُ شَرَابِ الْجَنَّةِ یَشْرَبُهُ مُحَمَّدٌ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صِرْفاً وَ یُمْزَجُ لِأَصْحَابِ الْیَمِینِ وَ لِسَائِرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ (4).
ص: 318
أقول: و روی من الكتاب المذكور خمسة و عشرین حدیثا فی قوله تعالی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (1) أنهم آل محمد علیهم السلام و شیعتهم.
«1»-جع، جامع الأخبار لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَیْنٍ عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ أَتَی یَهُودِیٌّ النَّبِیَّ (2) صلی اللّٰه علیه و آله فَقَامَ بَیْنَ یَدَیْهِ یَحُدُّ النَّظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ یَا یَهُودِیُّ مَا حَاجَتُكَ قَالَ أَنْتَ أَفْضَلُ أَمْ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ النَّبِیُّ الَّذِی كَلَّمَهُ اللَّهُ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ التَّوْرَاةَ وَ الْعَصَا وَ فَلَقَ لَهُ الْبَحْرَ وَ أَظَلَّهُ بِالْغَمَامِ فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّهُ یُكْرَهُ لِلْعَبْدِ أَنْ یُزَكِّیَ نَفْسَهُ وَ لَكِنِّی أَقُولُ إِنَّ آدَمَ علیه السلام لَمَّا أَصَابَ الْخَطِیئَةَ كَانَتْ تَوْبَتَهُ أَنْ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا غَفَرْتَ لِی فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ وَ إِنَّ نُوحاً لَمَّا رَكِبَ فِی السَّفِینَةِ وَ خَافَ الْغَرَقَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَنْجَیْتَنِی مِنَ الْغَرَقِ فَنَجَّاهُ اللَّهُ عَنْهُ وَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لَمَّا أُلْقِیَ فِی النَّارِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا أَنْجَیْتَنِی (3) مِنْهَا فَجَعَلَهَا اللَّهُ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ إِنَّ مُوسَی لَمَّا أَلْقَی عَصَاهُ وَ أَوْجَسَ فِی نَفْسِهِ خِیفَةً قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ لَمَّا آمَنْتَنِی فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلی یَا
ص: 319
یَهُودِیُّ إِنَّ مُوسَی لَوْ أَدْرَكَنِی ثُمَّ لَمْ یُؤْمِنْ بِی وَ بِنُبُوَّتِی مَا نَفَعَهُ إِیمَانُهُ شَیْئاً وَ لَا نَفَعَتْهُ النُّبُوَّةُ یَا یَهُودِیُّ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی الْمَهْدِیُّ إِذَا خَرَجَ نَزَلَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام لِنُصْرَتِهِ فَقَدَّمَهُ وَ صَلَّی خَلْفَهُ (1).
ج، الإحتجاج عن معمر مثله (2) بیان كلمة لما إیجابیة بمعنی إلا أی أسألك فی كل حال إلا حال حصول المطلوب و هو إلحاح و مبالغة فی السؤال.
«2»-مع، معانی الأخبار الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْأَرْوَاحَ قَبْلَ الْأَجْسَادِ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَجَعَلَ أَعْلَاهَا وَ أَشْرَفَهَا أَرْوَاحَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَعَرَضَهَا عَلَی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ فَغَشِیَهَا نُورُهُمْ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِلسَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ هَؤُلَاءِ أَحِبَّائِی وَ أَوْلِیَائِی وَ حُجَجِی عَلَی خَلْقِی وَ أَئِمَّةُ بَرِیَّتِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْهُمْ وَ لَهُمْ وَ لِمَنْ تَوَلَّاهُمْ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَهُمْ وَ عَادَاهُمْ خَلَقْتُ نَارِی وَ مَنِ ادَّعَی مَنْزِلَتَهُمْ مِنِّی وَ مَحَلَّهُمْ مِنْ عَظَمَتِی عَذَّبْتُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِینَ وَ جَعَلْتُهُ مَعَ الْمُشْرِكِینَ فِی أَسْفَلِ دَرْكِ نَارِی وَ مَنْ أَقَرَّ بِوَلَایَتِهِمْ وَ لَمْ یَدَّعِ مَنْزِلَتَهُمْ مِنِّی وَ مَكَانَهُمْ مِنْ عَظَمَتِی جَعَلْتُهُ مَعَهُمْ فِی رَوْضَاتِ جَنَّاتِی وَ كَانَ لَهُمْ فِیهَا مَا یَشَاءُونَ عِنْدِی وَ أَبَحْتُهُمْ كَرَامَتِی وَ أَحْلَلْتُهُمْ جِوَارِی وَ شَفَّعْتُهُمْ فِی الْمُذْنِبِینَ مِنْ عِبَادِی وَ إِمَائِی فَوَلَایَتُهُمْ أَمَانَةٌ عِنْدَ خَلْقِی فَأَیُّكُمْ یَحْمِلُهَا بِأَثْقَالِهَا وَ یَدَّعِیهَا لِنَفْسِهِ دُونَ خِیَرَتِی فَأَبَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ الْجِبَالُ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنَ ادِّعَاءِ مَنْزِلَتِهَا وَ تَمَنِّی مَحَلِّهَا مِنْ عَظَمَةِ رَبِّهَا
ص: 320
فَلَمَّا أَسْكَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ وَ زَوْجَتَهُ الْجَنَّةَ قَالَ لَهُمَا كُلا مِنْها رَغَداً حَیْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ یَعْنِی شَجَرَةَ الْحِنْطَةِ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِینَ (1) فَنَظَرَ إِلَی مَنْزِلَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِمْ فَوَجَدَاهَا أَشْرَفَ مَنَازِلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالا یَا رَبَّنَا لِمَنْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةُ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ ارْفَعَا رُءُوسَكُمَا إِلَی سَاقِ عَرْشِی فَرَفَعَا رُءُوسَهُمَا فَوَجَدَا (2) اسْمَ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ مَكْتُوبَةً عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ بِنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالا یَا رَبَّنَا مَا أَكْرَمَ أَهْلَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةِ عَلَیْكَ وَ مَا أَحَبَّهُمْ إِلَیْكَ وَ مَا أَشْرَفَهُمْ لَدَیْكَ فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكُمَا هَؤُلَاءِ خَزَنَةُ عِلْمِی وَ أُمَنَائِی عَلَی سِرِّی إِیَّاكُمَا أَنْ تَنْظُرَا إِلَیْهِمْ بِعَیْنِ الْحَسَدِ وَ تَتَمَنَّیَا مَنْزِلَتَهُمْ عِنْدِی وَ مَحَلَّهُمْ مِنْ كَرَامَتِی فَتَدْخُلَا بِذَلِكَ فِی نَهْیِی وَ عِصْیَانِی فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِینَ قَالا رَبَّنَا وَ مَنِ الظَّالِمُونَ قَالَ الْمُدَّعُونَ لِمَنْزِلَتِهِمْ بِغَیْرِ حَقٍّ قَالا رَبَّنَا فَأَرِنَا مَنَازِلَ ظَالِمِیهِمْ فِی نَارِكَ حَتَّی نَرَاهَا كَمَا رَأَیْنَا مَنْزِلَتَهُمْ فِی جَنَّتِكَ فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی النَّارَ فَأَبْرَزَتْ جَمِیعَ مَا فِیهَا مِنْ أَلْوَانِ النَّكَالِ وَ الْعَذَابِ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَكَانُ الظَّالِمِینَ لَهُمُ الْمُدَّعِینَ لِمَنْزِلَتِهِمْ فِی أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنْهَا كُلَّما أَرادُوا أَنْ یَخْرُجُوا مِنْها أُعِیدُوا فِیها وَ كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلُوا سِوَاهَا لِیَذُوقُوا الْعَذابَ یَا آدَمُ وَ یَا حَوَّاءُ لَا تَنْظُرَا إِلَی أَنْوَارِی (3) وَ حُجَجِی بِعَیْنِ الْحَسَدِ فَأُهْبِطَكُمَا عَنْ جِوَارِی وَ أُحِلَّ بِكُمَا هَوَانِی فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّیْطانُ لِیُبْدِیَ لَهُما ما وُورِیَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَ قالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَیْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِینَ وَ قاسَمَهُما
ص: 321
إِنِّی لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِینَ فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ (1) وَ حَمَلَهُمَا عَلَی تَمَنِّی مَنْزِلَتِهِمْ فَنَظَرَا إِلَیْهِمْ بِعَیْنِ الْحَسَدِ (2) فَخُذِلَا حَتَّی أَكَلَا مِنْ شَجَرَةِ الْحِنْطَةِ فَعَادَ مَكَانَ مَا أَكَلَا شَعِیراً فَأَصْلُ الْحِنْطَةِ كُلِّهَا مِمَّا لَمْ یَأْكُلَاهُ وَ أَصْلُ الشَّعِیرِ كُلِّهِ مِمَّا عَادَ مَكَانَ مَا أَكَلَاهُ فَلَمَّا أَكَلَا مِنَ الشَّجَرَةِ طَارَ الْحُلِیُّ وَ الْحُلَلُ عَنْ أَجْسَادِهِمَا وَ بَقِیَا عُرْیَانَیْنِ وَ طَفِقا یَخْصِفانِ عَلَیْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّیْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِینٌ فَ قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَ تَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِینَ قَالَ اهْبِطَا مِنْ جِوَارِی فَلَا یُجَاوِرُنِی فِی جَنَّتِی مَنْ یَعْصِینِی فَهَبَطَا مَوْكُولَیْنِ إِلَی أَنْفُسِهِمَا فِی طَلَبِ الْمَعَاشِ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَتُوبَ عَلَیْهِمَا جَاءَهُمَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُمَا إِنَّكُمَا ظَلَمْتُمَا أَنْفُسَكُمَا بِتَمَنِّی مَنْزِلَةِ مَنْ فُضِّلَ عَلَیْكُمَا فَجَزَاؤُكُمَا مَا قَدْ عُوقِبْتُمَا بِهِ مِنَ الْهُبُوطِ مِنْ جِوَارِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی أَرْضِهِ فَاسْأَلَا رَبَّكُمَا بِحَقِّ الْأَسْمَاءِ الَّتِی رَأَیْتُمُوهَا عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ حَتَّی یَتُوبَ عَلَیْكُمَا فَقَالا اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْأَكْرَمِینَ عَلَیْكَ- مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیْنَا وَ رَحِمْتَنَا فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ فَلَمْ تَزَلْ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ یَحْفَظُونَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ وَ یُخْبِرُونَ بِهَا أَوْصِیَاءَهُمْ وَ الْمُخْلَصِینَ مِنْ أُمَمِهِمْ فَیَأْبَوْنَ حَمْلَهَا وَ یُشْفِقُونَ مِنِ ادِّعَائِهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسَانُ الَّذِی قَدْ
ص: 322
عُرِفَ فَأَصْلُ كُلِّ ظُلْمٍ مِنْهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ (1) عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا (2).
بیان: الإنسان الذی عرف هو أبو بكر.
«3»-مع، معانی الأخبار الدَّقَّاقُ عَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ قَالَ هِیَ الْكَلِمَاتُ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ وَ هُوَ أَنَّهُ قَالَ یَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا یَعْنِی عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ فَأَتَمَّهُنَّ (3) قَالَ یَعْنِی أَتَمَّهُنَّ إِلَی الْقَائِمِ علیه السلام اثْنَیْ عَشَرَ إِمَاماً تِسْعَةً مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ الْمُفَضَّلُ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (4) قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَیْفَ صَارَتِ الْإِمَامَةُ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ هُمَا جَمِیعاً وَلَدَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سِبْطَاهُ وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ علیه السلام إِنَّ مُوسَی وَ هَارُونَ كَانَا نَبِیَّیْنِ مُرْسَلَیْنِ أَخَوَیْنِ فَجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِی صُلْبِ هَارُونَ مِنْ دُونِ صُلْبِ مُوسَی وَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی صُلْبِ الْحُسَیْنِ دُونَ
ص: 323
صُلبِ الحَسَنِ؟ لِاَنَّ اللّٰهَ هُوَ الحَكیمِ فِی أفعَالِهِ لَا یُسأَلُ عَمَّا یَفعَلُ وَ هُم یُسألُونَ.(1)
ل، الخصال ابن موسی عن العلوی مثله (2).
«4»-ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مع، (3) معانی الأخبار عَلِیُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ حُسَیْنٍ الْأَشْقَرِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَنِ الْكَلِمَاتِ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ (4).
فض، كتاب الروضة عن أحمد بن عبد الوهاب یرفعه بإسناده مثله (5).
«5»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیُّ یَرْفَعُهُ فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ قَالَ سَأَلَهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام (6).
«6»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ آدَمُ علیه السلام یَا رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا آدَمُ وَ مَا عِلْمُكَ (7) بِمُحَمَّدٍ فَقَالَ حِینَ خَلَقْتَنِی رَفَعْتُ رَأْسِی فَرَأَیْتُ فِی الْعَرْشِ مَكْتُوباً مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ (8).
ص: 324
شف، كشف الیقین من كتاب علی بن محمد القزوینی عن التلعكبری عن محمد بن سهل عن الحمیری رفعه قال قال آدم علیه السلام و ذكر مثله (1).
«7»-ص، قصص الأنبیاء علیهم السلام بِالْإِسْنَادِ إِلَی الصَّدُوقِ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ نُوحٌ علیه السلام عَلَی الْغَرَقِ دَعَا اللَّهَ بِحَقِّنَا فَدَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ الْغَرَقَ وَ لَمَّا رُمِیَ إِبْرَاهِیمُ فِی النَّارِ دَعَا اللَّهَ بِحَقِّنَا فَجَعَلَ اللَّهُ النَّارَ عَلَیْهِ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا ضَرَبَ طَرِیقاً فِی الْبَحْرِ دَعَا اللَّهَ بِحَقِّنَا فَجَعَلَهُ یَبَساً (2) وَ إِنَّ عِیسَی علیه السلام لَمَّا أَرَادَ الْیَهُودُ قَتْلَهُ دَعَا اللَّهَ بِحَقِّنَا فَنُجِّیَ مِنَ الْقَتْلِ فَرَفَعَهُ (3) إِلَیْهِ (4).
«8»-شف، كشف الیقین مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْكَاتِبُ الْأَصْفَهَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْقَاضِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْرَائِیلَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجِیحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ عَطَسَ فَأَلْهَمَهُ اللَّهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ یَرْحَمُكَ رَبُّكَ فَلَمَّا أَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ تَدَاخَلَهُ الْعُجْبُ فَقَالَ یَا رَبِّ خَلَقْتَ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَیْكَ مِنِّی فَلَمْ یُجِبْ ثُمَّ قَالَ الثَّانِیَةَ فَلَمْ یُجِبْ ثُمَّ قَالَ الثَّالِثَةَ فَلَمْ یُجِبْ (5) ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ نَعَمْ وَ لَوْلَاهُمْ مَا خَلَقْتُكَ فَقَالَ یَا رَبِّ فَأَرِنِیهِمْ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ أَنِ ارْفَعُوا الْحُجُبَ فَلَمَّا رُفِعَتْ إِذاً آدَمُ بِخَمْسَةِ أَشْبَاحٍ قُدَّامَ الْعَرْشِ فَقَالَ یَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ
ص: 325
قَالَ یَا آدَمُ هَذَا مُحَمَّدٌ نَبِیِّی وَ هَذَا عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ابْنُ عَمِّ نَبِیِّی وَ وَصِیُّهُ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ ابْنَةُ نَبِیِّی وَ هَذَانِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ ابْنَا عَلِیٍّ وَ وَلَدَا نَبِیِّی ثُمَّ قَالَ یَا آدَمُ هُمْ وُلْدُكَ فَفَرِحَ بِذَلِكَ فَلَمَّا اقْتَرَفَ الْخَطِیئَةَ قَالَ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ لَمَّا غَفَرْتَ لِی فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ بِهَذَا فَهَذَا الَّذِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ فَلَمَّا هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ صَاغَ خَاتَماً فَنَقَشَ عَلَیْهِ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ یُكَنَّی آدَمُ بِأَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام (1).
«9»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَرَضَ عَلَی آدَمَ فِی الْمِیثَاقِ ذُرِّیَّتَهُ فَمَرَّ بِهِ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَی عَلِیٍّ علیه السلام وَ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا تَتْلُوهُمَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام یَتْلُوَانِ فَاطِمَةَ فَقَالَ اللَّهُ یَا آدَمُ إِیَّاكَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَیْهِمْ بِحَسَدٍ أُهْبِطْكَ مِنْ جِوَارِی فَلَمَّا أَسْكَنَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ مُثِّلَ لَهُ النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَنَظَرَ إِلَیْهِمْ بِحَسَدٍ ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَیْهِ الْوَلَایَةُ فَأَنْكَرَهَا فَرَمَتْهُ الْجَنَّةُ بِأَوْرَاقِهَا فَلَمَّا تَابَ إِلَی اللَّهِ مِنْ حَسَدِهِ وَ أَقَرَّ بِالْوَلَایَةِ وَ دَعَا بِحَقِّ الْخَمْسَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ الْآیَةَ (2).
«10»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ آدَمَ وَ سَوَّاهُ (3) وَ عَلَّمَهُ أَسْمَاءَ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِكَةِ جَعَلَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ أَشْبَاحاً خَمْسَةً فِی ظَهْرِ آدَمَ وَ كَانَتْ أَنْوَارُهُمْ تُضِی ءُ فِی الْآفَاقِ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبِ وَ الْجِنَانِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْعَرْشِ فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ بِالسَّجْدَةِ (4) لآِدَمَ تَعْظِیماً لَهُ
ص: 326
إِنَّهُ قَدْ فَضَّلَهُ بِأَنْ جَعَلَهُ وِعَاءً لِتِلْكَ الْأَشْبَاحِ الَّتِی قَدْ عَمَّ أَنْوَارُهَا الْآفَاقَ (1) فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ أَبَی أَنْ یَتَوَاضَعَ لِجَلَالِ عَظَمَةِ اللَّهِ وَ أَنْ یَتَوَاضَعَ لِأَنْوَارِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ قَدْ تَوَاضَعَتْ لَهَا الْمَلَائِكَةُ كُلُّهَا فَاسْتَكْبَرَ وَ تَرَفَّعَ فَكَانَ (2) بِإِبَائِهِ ذَلِكَ وَ تَكَبُّرِهِ مِنَ الْكَافِرِینَ.
قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: قَالَ یَا عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ آدَمَ لَمَّا رَأَی النُّورَ سَاطِعاً مِنْ صُلْبِهِ إِذْ كَانَ اللَّهُ نَقَلَ أَشْبَاحَنَا مِنْ ذِرْوَةِ الْعَرْشِ إِلَی ظَهْرِهِ رَأَی النُّورَ وَ لَمْ یَتَبَیَّنِ الْأَشْبَاحَ فَقَالَ یَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْأَنْوَارُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْوَارُ أَشْبَاحٍ نَقَلْتُهُمْ مِنْ أَشْرَفِ بِقَاعِ عَرْشِی إِلَی ظَهْرِكَ وَ لِذَلِكَ أَمَرْتُ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَكَ إِذْ كُنْتَ وِعَاءً لِتِلْكَ الْأَشْبَاحِ فَقَالَ آدَمُ یَا رَبِّ لَوْ بَیَّنْتَهَا لِی فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی انْظُرْ یَا آدَمُ إِلَی ذِرْوَةِ الْعَرْشِ فَنَظَرَ آدَمُ علیه السلام وَ وَقَعَ (3) نُورُ أَشْبَاحِنَا مِنْ ظَهْرِ آدَمَ عَلَی ذِرْوَةِ الْعَرْشِ فَانْطَبَعَ فِیهِ صُوَرُ أَشْبَاحِنَا كَمَا یَنْطَبِعُ وَجْهُ الْإِنْسَانِ فِی الْمِرْآةِ الصَّافِیَةِ فَرَأَی أَشْبَاحَنَا فَقَالَ مَا هَذِهِ الْأَشْبَاحُ یَا رَبِّ فَقَالَ یَا آدَمُ هَذِهِ الْأَشْبَاحُ أَفْضَلُ خَلَائِقِی وَ بَرِیَّاتِی هَذَا مُحَمَّدٌ وَ أَنَا الْحَمِیدُ الْمَحْمُودُ فِی أَفْعَالِی (4) شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ أَنَا الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ أَنَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ فَاطِمُ أَعْدَائِی عَنْ رَحْمَتِی (5) یَوْمَ فَصْلِ قَضَائِی وَ فَاطِمُ أَوْلِیَائِی عَمَّا یَعْتَرِیهِمْ (6)
ص: 327
وَ یَشِینُهُمْ فَشَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنِ اسْمِی وَ هَذَا الْحَسَنُ وَ هَذَا الْحُسَیْنُ (1) وَ أَنَا الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ شَقَقْتُ لَهُمَا اسْماً مِنِ اسْمِی (2) هَؤُلَاءِ خِیَارُ خَلِیقَتِی وَ كِرَامُ بَرِیَّتِی بِهِمْ آخُذُ وَ بِهِمْ أُعْطِی وَ بِهِمْ أُعَاقِبُ وَ بِهِمْ أُثِیبُ فَتَوَّسَلْ إِلَیَّ بِهِمْ یَا آدَمُ وَ إِذَا دَهَتْكَ (3) دَاهِیَةٌ فَاجْعَلْهُمْ إِلَیَّ شُفَعَاءَكَ فَإِنِّی آلَیْتُ (4) عَلَی نَفْسِی قَسَماً حَقّاً لَا أُخَیِّبُ بِهِمْ آمِلًا وَ لَا أَرُدُّ بِهِمْ سَائِلًا فَلِذَلِكَ حِینَ زَلَّتْ (5) مِنْهُ الْخَطِیئَةُ دَعَا (6) اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِمْ فَتَابَ عَلَیْهِ (7) وَ غُفِرَ لَهُ (8).
«11»-م، تفسیر الإمام علیه السلام إِنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا أَرَادَ أَنْ یَأْخُذَ عَلَیْهِمْ عَهْدَ الْفُرْقَانِ (9) فَرَّقَ مَا بَیْنَ الْمُحِقِّینَ وَ الْمُبْطِلِینَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِنُبُوَّتِهِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِإِمَامَتِهِ وَ لِلْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ بِإِمَامَتِهِمْ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ أَنَّ هَذَا أَمْرُ رَبِّكَ حَتَّی نَرَی اللَّهَ جَهْرَةً عِیَاناً یُخْبِرُنَا بِذَلِكَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ مُعَایَنَةً وَ هُمْ یَنْظُرُونَ إِلَی الصَّاعِقَةِ تَنْزِلُ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُوسَی إِنِّی أَنَا الْمُكْرِمُ أَوْلِیَائِی وَ الْمُصَدِّقِینَ بِأَصْفِیَائِی وَ لَا أُبَالِی أَنَا (10) الْمُعَذِّبُ لِأَعْدَائِی الدَّافِعِینَ حُقُوقَ أَصْفِیَائِی وَ لَا أُبَالِی فَقَالَ مُوسَی لِلْبَاقِینَ الَّذِینَ لَمْ یَصْعَقُوا مَا ذَا تَقُولُونَ أَ تَقْبَلُونَ وَ تَعْتَرِفُونَ وَ إِلَّا فَأَنْتُمْ بِهَؤُلَاءِ لَاحِقُونَ قَالُوا یَا مُوسَی لَا نَدْرِی مَا حَلَّ بِهِمْ لِمَا ذَا أَصَابَهُمْ كَانَتِ الصَّاعِقَةُ
ص: 328
مَا أَصَابَتْهُمْ لِأَجْلِكَ إِلَّا أَنَّهَا (1) كَانَتْ نَكْبَةً مِنْ نَكَبَاتِ الدَّهْرِ تُصِیبُ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ فَإِنْ كَانَتْ إِنَّمَا أَصَابَتْهُمْ لِرَدِّهِمْ عَلَیْكَ فِی أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ آلِهِمَا فسأل (فَاسْأَلِ) اللَّهَ رَبَّكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ تَدْعُونَا إِلَیْهِمْ أَنْ یُحْیِیَ هَؤُلَاءِ الْمَصْعُوقِینَ لِنَسْأَلَهُمْ لِمَا ذَا أَصَابَهُمْ مَا أَصَابَهُمْ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ مُوسَی فَأَحْیَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لَهُمْ مُوسَی سَلُوهُمْ لِمَا ذَا أَصَابَهُمْ فَسَأَلُوهُمْ فَقَالُوا یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ أَصَابَنَا مَا أَصَابَنَا لِإِبَائِنَا اعْتِقَادَ نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ مَعَ اعْتِقَادِ إِمَامَةِ عَلِیٍّ (2) لَقَدْ رَأَیْنَا بَعْدَ مَوْتِنَا هَذَا مَمَالِكَ رَبِّنَا مِنْ سَمَاوَاتِهِ وَ حُجُبِهِ وَ كُرْسِیِّهِ وَ عَرْشِهِ وَ جِنَانِهِ وَ نِیرَانِهِ فَمَا رَأَیْنَا أَنْفَذَ أَمْراً فِی جَمِیعِ تِلْكَ الْمَمَالِكِ وَ أَعْظَمَ سُلْطَاناً مِنْ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ إِنَّا لَمَّا مِتْنَا بِهَذِهِ الصَّاعِقَةِ ذُهِبَ بِنَا إِلَی النِّیرَانِ فَنَادَاهُمْ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ علیهما السلام كُفُّوا عَنْ هَؤُلَاءِ عَذَابَكُمْ فَهَؤُلَاءِ یُحْیَوْنَ بِمَسْأَلَةِ سَائِلِ رَبِّنَا (3) عَزَّ وَ جَلَّ بِنَا وَ بِآلِنَا الطَّیِّبِینَ وَ ذَلِكَ حِینَ لَمْ یُقْذَفُوا فِی الْهَاوِیَةِ فَأَخَّرُونَا (4) إِلَی أَنْ بُعِثْنَا بِدُعَائِكَ یَا مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَهْلِ عَصْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا كَانَ بِالدُّعَاءِ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ نَشَرَ (5) ظُلْمَةُ أَسْلَافِكُمُ الْمَصْعُوقِینَ بِظُلْمِهِمْ أَ فَمَا یَجِبُ عَلَیْكُمْ (6) أَنْ لَا تَتَعَرَّضُوا لِمِثْلِ مَا هَلَكُوا بِهِ إِلَی أَنْ أَحْیَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (7).
ص: 329
«12»-م، تفسیر الإمام علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِلْیَهُودِ مَعَاشِرَ الْیَهُودِ تُعَانِدُونَ رَسُولَ اللَّهِ (1) صلی اللّٰه علیه و آله وَ تَأْبَوْنَ الِاعْتِرَافَ بِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ تُكَذِّبُونَ وَ لَسْتُمْ مِنَ الْجَاهِلِینَ بِأَنَّ اللَّهَ لَا یُعَذِّبُ بِهَا أَحَداً وَ لَا یُزِیلُ عَنْ فَاعِلِ هَذِهِ عَذَابَهُ أَبَداً إِنَّ آدَمَ علیه السلام لَمْ یَقْتَرِحْ عَلَی رَبِّهِ الْمَغْفِرَةَ لِذَنْبِهِ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ فَكَیْفَ تَقْتَرِحُونَهَا أَنْتُمْ مَعَ عِنَادِكُمْ قِیلَ وَ كَیْفَ كَانَ ذَلِكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا وَقَعَتِ (2) الْخَطِیئَةُ مِنْ آدَمَ وَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ وَ عُوتِبَ وَ وُبِّخَ قَالَ یَا رَبِّ إِنْ تُبْتُ وَ أَصْلَحْتُ أَ تَرُدُّنِی إِلَی الْجَنَّةِ قَالَ بَلَی قَالَ آدَمُ فَكَیْفَ أَصْنَعُ یَا رَبِّ حَتَّی أَكُونَ تَائِباً تَقْبَلُ تَوْبَتِی فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی تُسَبِّحُنِی بِمَا أَنَا أَهْلُهُ وَ تَعْتَرِفُ بِخَطِیئَتِكَ كَمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَ تَتَوَسَّلُ إِلَیَّ بِالْفَاضِلِینَ الَّذِینَ عَلَّمْتُكَ أَسْمَاءَهُمْ وَ فَضَّلْتُكَ بِهِمْ عَلَی مَلَائِكَتِی وَ هُمْ مُحَمَّدٌ وَ آلُهُ الطَّیِّبُونَ وَ أَصْحَابُهُ الْخَیِّرُونَ فَوَفَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ- یَا رَبِّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَارْحَمْنِی وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِینَ (3) بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ خِیَارِ أَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِینَ سُبْحَانَكَ وَ بِحَمْدِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِی فَتُبْ عَلَیَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِیمُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ وَ خِیَارِ أَصْحَابِهِ الْمُنْتَجَبِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَقَدْ قَبِلْتُ تَوْبَتَكَ وَ آیَةُ ذَلِكَ أَنْ أُنَقِّیَ بَشَرَتَكَ فَقَدْ تَغَیَّرَتْ وَ كَانَ ذَلِكَ لِثَلَاثَةَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمْ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْأَیَّامِ الَّتِی تَسْتَقْبِلُكَ فَهِیَ أَیَّامُ الْبِیضِ یُنَقِّی اللَّهُ فِی كُلِّ یَوْمٍ بَعْضَ بَشَرَتِكَ فَصَامَهَا فَنُقِّیَ فِی كُلِّ یَوْمٍ مِنْهَا ثُلُثُ بَشَرَتِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ آدَمُ یَا رَبِّ مَا أَعْظَمَ شَأْنَ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ خِیَارِ أَصْحَابِهِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا آدَمُ إِنَّكَ لَوْ عَرَفْتَ كُنْهَ جَلَالِ مُحَمَّدٍ عِنْدِی وَ آلِهِ وَ خِیَارِ أَصْحَابِهِ لَأَحْبَبْتَهُ حُبّاً
ص: 330
یَكُونُ أَفْضَلَ أَعْمَالِكَ قَالَ یَا رَبِّ عَرِّفْنِی لِأَعْرِفَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَا آدَمُ إِنَّ مُحَمَّداً لَوْ وُزِنَ بِهِ جَمِیعُ الْخَلْقِ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ سَائِرَ عِبَادِی الصَّالِحِینَ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ وَ مِنَ الثَّرَی إِلَی الْعَرْشِ لَرَجَحَ بِهِمْ وَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ خِیَارِ آلِ مُحَمَّدٍ لَوْ وُزِنَ بِهِ جَمِیعُ آلِ النَّبِیِّینَ لَرَجَحَ بِهِ وَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ خِیَارِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ لَوْ وُزِنَ بِهِ جَمِیعُ أَصْحَابِ الْمُرْسَلِینَ لَرَجَحَ بِهِمْ یَا آدَمُ لَوْ أَحَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْكُفَّارِ أَوْ جَمِیعُهُمْ رَجُلًا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابِهِ الْخَیِّرِینَ لَكَافَأَهُ اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ بِأَنْ یَخْتِمَ لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ الْإِیمَانِ ثُمَّ یُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ إِنَّ اللَّهُ لَیَفِیضُ عَلَی كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ مُحِبِّی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابِهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا لَوْ قُسِمَتْ عَلَی عَدَدٍ كَعَدَدِ كُلِّ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَی آخِرِهِ وَ كَانُوا كُفَّاراً لَكَفَاهُمْ وَ لَأَدَّاهُمْ إِلَی عَاقِبَةٍ مَحْمُودَةِ الْإِیمَانِ بِاللَّهِ حَتَّی یَسْتَحِقُّوا بِهِ الْجَنَّةَ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ یُبْغِضُ آلَ مُحَمَّدٍ وَ أَصْحَابَهُ الْخَیِّرِینَ أَوْ وَاحِداً مِنْهُمْ لَعَذَّبَهُ اللَّهُ عَذَاباً لَوْ قُسِمَ عَلَی مِثْلِ عَدَدِ مَا خَلَقَ اللَّهُ لَأَهْلَكَهُمْ اللَّهُ أَجْمَعِینَ (1).
بیان: قوله لا یعذب بها أی بالتوبة و الاعتراف قوله عن فاعل هذه أی المعاندة.
«13»-فض، كتاب الروضة یل، الفضائل لابن شاذان بِالْإِسْنَادِ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خُلِقَ آدَمُ فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُرِیَهُ ذُرِّیَّتَهُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ الْمُقَرَّبِینَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ صَحِیفَةً فَقَرَأَهَا كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی أَنِ انْتَهَی إِلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الْعَرَبِیِّ عَلَیْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ فَوَجَدَ عِنْدَ اسْمِهِ اسْمَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ آدَمُ هَذَا نَبِیٌّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ یَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ لَا یَرَی شَخْصَهُ یَقُولُ هَذَا وَارِثُ عِلْمِهِ وَ زَوْجُ ابْنَتِهِ وَ وَصِیُّهُ وَ أَبُو ذُرِّیَّتِهِ علیهم السلام فَلَمَّا وَقَعَ آدَمُ فِی الْخَطِیئَةِ جَعَلَ یَتَوَسَّلُ إِلَی اللَّهِ
ص: 331
تَعَالَی بِهِمْ علیهم السلام فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ.
«14»-طا، الأمان رَوَیْتُ عَنْ شَیْخِی مُحَمَّدِ بْنِ النَّجَّارِ مِنْ ثِقَاتِ الْعَامَّةِ مِنْ كِتَابِ الَّذِی جَعَلَهُ تَذْیِیلًا عَلَی تَارِیخِ الْخَطِیبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَخْتِیَارَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ وَ بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَخْلَدٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْغَالِبِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَاكِرٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَكْثَمَ الْقَاضِی عَنِ الْمَأْمُونِ عَنْ عَطِیَّةَ الْعَوْفِیِّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِیِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُهْلِكَ قَوْمَ نُوحٍ علیه السلام أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ شُقَّ أَلْوَاحَ السَّاجِ فَلَمَّا شَقَّهَا لَمْ یَدْرِ مَا یَصْنَعُ بِهَا فَهَبَطَ جَبْرَئِیلُ فَأَرَاهُ هَیْئَةَ السَّفِینَةِ وَ مَعَهُ تَابُوتٌ فِیهِ مِائَةُ أَلْفِ مِسْمَارٍ وَ تِسْعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ مِسْمَارٍ فَسَمَّرَ بِالْمَسَامِیرِ كُلِّهَا السَّفِینَةَ إِلَی أَنْ بَقِیَتْ خَمْسَةُ مَسَامِیرَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مِسْمَارٍ مِنْهَا فَأَشْرَقَ فِی یَدِهِ وَ أَضَاءَ كَمَا یُضِی ءُ الْكَوْكَبُ الدُّرِّیُّ فِی أُفُقِ السَّمَاءِ فَتَحَیَّرَ مِنْ ذَلِكَ نُوحٌ فَأَنْطَقَ اللَّهُ ذَلِكَ الْمِسْمَارَ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ (1) فَقَالَ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذَا الْمِسْمَارُ الَّذِی مَا رَأَیْتُ مِثْلَهُ قَالَ هَذَا بِاسْمِ خَیْرِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَسْمِرْهُ فِی أَوَّلِهَا عَلَی جَانِبِ السَّفِینَةِ الْیَمِینِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی مِسْمَارٍ ثَانٍ فَأَشْرَقَ وَ أَنَارَ فَقَالَ نُوحٌ وَ مَا هَذَا الْمِسْمَارُ فَقَالَ مِسْمَارُ أَخِیهِ وَ ابْنُ عَمِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَأَسْمِرْهُ عَلَی جَانِبِ السَّفِینَةِ الْیَسَارِ فِی أَوَّلِهَا ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مِسْمَارٍ ثَالِثٍ فَزَهَرَ وَ أَشْرَقَ وَ أَنَارَ فَقَالَ هَذَا مِسْمَارُ فَاطِمَةَ فَأَسْمِرْهُ إِلَی جَانِبِ مِسْمَارِ أَبِیهَا ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مِسْمَارٍ رَابِعٍ فَزَهَرَ وَ أَنَارَ فَقَالَ مِسْمَارُ الْحَسَنِ فَأَسْمِرْهُ إِلَی جَانِبِ مِسْمَارِ أَبِیهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مِسْمَارٍ خَامِسٍ فَأَشْرَقَ وَ أَنَارَ وَ بَكَی فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ مَا هَذِهِ
ص: 332
النَّدَاوَةُ فَقَالَ هَذَا مِسْمَارُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ سَیِّدِ الشُّهَدَاءِ فَأَسْمِرْهُ إِلَی جَانِبِ مِسْمَارِ أَخِیهِ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَمَلْناهُ عَلی ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ (1) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَلْوَاحُ خَشَبُ السَّفِینَةِ وَ نَحْنُ الدُّسُرُ (2) لَوْلَانَا مَا سَارَتِ السَّفِینَةُ بِأَهْلِهَا (3).
«15»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ أَبُو بَدْرٍ السَّكُونِیُّ (4) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا نَزَلَتِ الْخَطِیئَةُ بِآدَمَ وَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فَقَالَ یَا آدَمُ ادْعُ رَبَّكَ قَالَ یَا حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَا أَدْعُو قَالَ قُلْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْخَمْسَةِ الَّذِینَ تُخْرِجُهُمْ مِنْ صُلْبِی آخِرَ الزَّمَانِ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ وَ رَحِمْتَنِی فَقَالَ لَهُ آدَمُ یَا جَبْرَئِیلُ سَمِّهِمْ لِی قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِیِّكَ وَ بِحَقِّ عَلِیٍّ وَصِیِّ نَبِیِّكَ وَ بِحَقِّ فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِیِّكَ وَ بِحَقِّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ سِبْطَیْ نَبِیِّكَ إِلَّا تُبْتَ عَلَیَّ فَارْحَمْنِی (5) فَدَعَا بِهِنَّ آدَمُ فَتَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی فَتَلَقَّی آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَیْهِ وَ مَا مِنْ عَبْدٍ مَكْرُوبٍ یُخْلِصُ النِّیَّةَ وَ یَدْعُو بِهِنَّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ (6).
«16»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ مُعَنْعَناً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ (7) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی عَرَضَ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام عَلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ فَقَبِلُوهَا مَا خَلَا یُونُسَ بْنَ مَتَّی فَعَاقَبَهُ اللَّهُ وَ حَبَسَهُ فِی بَطْنِ الْحُوتِ
ص: 333
لِإِنْكَارِهِ وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام حَتَّی قَبِلَهَا قَالَ أَبُو یَعْقُوبَ (1) فَنادی فِی الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّی كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِینَ لِإِنْكَارِی وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَأَنْكَرْتُ الْحَدِیثَ فَعَرَضْتُهُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْمَدَنِیِّ فَقَالَ لِی لَا تَجْزَعْ مِنْهُ فَإِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام خَطَبَ بِنَا بِالْكُوفَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَثْنَی عَلَیْهِ فَقَالَ فِی خُطْبَتِهِ فَلَوْ لَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُقِرِّینَ (2) لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ فَقَامَ إِلَیْهِ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّا سَمِعْنَا اللَّهَ (3) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ (4) فَقَالَ اقْعُدْ یَا بَكَّارُ فَلَوْ لَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُقِرِّینَ (5) لَلَبِثَ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ (6).
أقول: قد مضی فی أبواب أحوال الأنبیاء علیهم السلام أخبار كثیرة فی ذلك لا سیما أحوال آدم و موسی و إبراهیم علیهم السلام و كذا فی أبواب معجزات النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سیأتی فی
روایة سعد بن عبد اللّٰه عن القائم صلوات اللّٰه علیه أن زكریا علیه السلام سأل ربه أن یعلمه أسماء الخمسة فأهبط علیه جبرئیل فعلمه إیاها
ص: 334
«1»-ك، إكمال الدین ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ع، علل الشرائع الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَاشِمِیُّ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْهَرَوِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً أَفْضَلَ مِنِّی وَ لَا أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنْتَ أَفْضَلُ أَوْ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ علیه السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ فَضَّلَنِی عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْفَضْلُ بَعْدِی لَكَ یَا عَلِیُّ وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَخُدَّامُنَا وَ خُدَّامُ مُحِبِّینَا یَا عَلِیُّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِوَلَایَتِنَا یَا عَلِیُّ لَوْ لَا نَحْنُ مَا خَلَقَ (1) آدَمَ وَ لَا حَوَّاءَ وَ لَا الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا السَّمَاءَ وَ لَا الْأَرْضَ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَبَقْنَاهُمْ إِلَی مَعْرِفَةِ (2) رَبِّنَا وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَقْدِیسِهِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ أَرْوَاحَنَا فَأَنْطَقَنَا بِتَوْحِیدِهِ وَ تَحْمِیدِهِ (3) ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَلَمَّا شَاهَدُوا أَرْوَاحَنَا نُوراً وَاحِداً اسْتَعْظَمُوا أَمْرَنَا فَسَبَّحْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّا خَلْقٌ مَخْلُوقُونَ وَ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا
ص: 335
وَ نَزَّهَتْهُ عَنْ صِفَاتِنَا فَلَمَّا شَاهَدُوا عِظَمَ شَأْنِنَا هَلَّلْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّا عَبِیدٌ وَ لَسْنَا بِآلِهَةٍ یَجِبُ أَنْ نُعْبَدَ مَعَهُ أَوْ دُونَهُ فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا شَاهَدُوا كِبَرَ مَحَلِّنَا كَبَّرْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ اللَّهَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ یُنَالَ عِظَمَ الْمَحَلِّ (1) إِلَّا بِهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا جَعَلَهُ (2) لَنَا مِنَ الْعِزِّ وَ الْقُوَّةِ قُلْنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (3) لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا حَوْلَ لَنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْنَا وَ أَوْجَبَهُ لَنَا مِنْ فَرْضِ الطَّاعَةِ قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ مَا یَحِقُّ لِلَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَیْنَا مِنَ الْحَمْدِ عَلَی نِعَمِهِ (4) فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَبِنَا اهْتَدَوْا إِلَی مَعْرِفَةِ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ آدَمَ فَأَوْدَعَنَا صُلْبَهُ وَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ تَعْظِیماً لَنَا وَ إِكْرَاماً وَ كَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُبُودِیَّةً وَ لآِدَمَ إِكْرَاماً وَ طَاعَةً لِكَوْنِنَا فِی صُلْبِهِ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَجَدُوا لآِدَمَ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ مَثْنَی مَثْنَی وَ أَقَامَ مَثْنَی مَثْنَی ثُمَّ قَالَ لِی تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ أَتَقَدَّمُ عَلَیْكَ فَقَالَ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ عَلَی مَلَائِكَتِهِ أَجْمَعِینَ وَ فَضَّلَكَ خَاصَّةً فَتَقَدَّمْتُ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ لَا فَخْرَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ (5) انْتِهَاءَ حَدِّیَ الَّذِی
ص: 336
وَضَعَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ (1) إِلَی هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِی بِتَعَدِّی حُدُودِ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ فَزُخَّ بِی فِی النُّورِ (2) زَخَّةً حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی حَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُلُوِّ مُلْكِهِ (3) فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِی فِی عِبَادِی وَ رَسُولِی إِلَی خَلْقِی وَ حُجَّتِی فِی بَرِیَّتِی (4) لَكَ وَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَكَ (5) خَلَقْتُ نَارِی وَ لِأَوْصِیَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِی وَ لِشِیعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِیَائِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَوْصِیَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ عَلَی سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ اثْنَیْ عَشَرَ نُوراً فِی كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَیْهِ اسْمُ وَصِیٍّ مِنْ أَوْصِیَائِی أَوَّلُهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِیُّ أُمَّتِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِیَائِی مِنْ بَعْدِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ أَوْصِیَائِی (6) وَ أَصْفِیَائِی وَ حُجَجِی بَعْدَكَ عَلَی بَرِیَّتِی وَ هُمْ أَوْصِیَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَیْرُ خَلْقِی بَعْدَكَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِینِی وَ لَأُعْلِیَنَّ بِهِمْ كَلِمَتِی وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِی وَ لَأُمَكِّنَنَّهُ (7) مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ
ص: 337
الرِّیَاحَ وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ وَ لَأُرَقِّیَنَّهُ فِی الْأَسْبَابِ وَ لَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِی وَ لَأُمِدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِی حَتَّی تَعْلُوَ دَعْوَتِی وَ تَجْمَعَ (1) الْخَلْقُ عَلَی تَوْحِیدِی ثُمَّ لَأُدِیمَنَّ مُلْكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَیَّامَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (2).
بیان: زخ به علی المجهول أی دفع و رمی.
«2»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَیْعٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ جَبْرَئِیلُ إِذَا أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَعَدَ بَیْنَ یَدَیْهِ قِعْدَةَ الْعَبْدِ وَ كَانَ لَا یَدْخُلُ حَتَّی یَسْتَأْذِنَهُ (3).
«3»-ع، علل الشرائع ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنِ ابْنُ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ وَ أَقَامَ الصَّلَاةَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ تَقَدَّمْ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله تَقَدَّمْ یَا جَبْرَئِیلُ فَقَالَ لَهُ إِنَّا لَا نَتَقَدَّمُ عَلَی الْآدَمِیِّینَ مُنْذُ أُمِرْنَا بِالسُّجُودِ لآِدَمَ (4).
«4»-ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: سَأَلَ الْمُنَافِقُونَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام هُوَ أَفْضَلُ أَمْ مَلَائِكَةُ اللَّهِ الْمُقَرَّبُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ وَ هَلْ شُرِّفَتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا بِحُبِّهَا لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ قَبُولِهَا لِوَلَایَتِهِمَا إِنَّهُ لَا أَحَدَ مِنْ مُحِبِّی عَلِیٍّ علیه السلام نَظَّفَ قَلْبَهُ مِنْ قَذَرِ الْغِشِّ وَ الدَّغَلِ وَ الْغِلِّ وَ نَجَاسَةِ (5) الذُّنُوبِ إِلَّا كَانَ أَطْهَرَ وَ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ هَلْ أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ إِلَّا لِمَا كَانُوا قَدْ وَضَعُوهُ فِی نُفُوسِهِمْ أَنَّهُ لَا یَصِیرُ فِی الدُّنْیَا خَلْقٌ بَعْدَهُمْ إِذَا رَفَعُوهُمْ (6) عَنْهَا إِلَّا وَ هُمْ یَعْنُونَ أَنْفُسَهُمْ أَفْضَلَ
ص: 338
مِنْهُمْ (1) فِی الدِّینِ فَضْلًا وَ أَعْلَمَ بِاللَّهِ وَ بِدِینِهِ عِلْماً فَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُعَرِّفَهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ أَخْطَئُوا فِی ظُنُونِهِمْ وَ اعْتِقَادَاتِهِمْ فَخَلَقَ آدَمَ وَ عَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَیْهِمْ فَعَجَزُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا فَأَمَرَ آدَمَ أَنْ یُنَبِّئَهُمْ بِهَا وَ عَرَّفَهُمْ فَضْلَهُ فِی الْعِلْمِ عَلَیْهِمْ ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ صُلْبِ آدَمَ ذُرِّیَّةً (2) مِنْهُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْخِیَارُ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ أَفْضَلُهُمْ مُحَمَّدٌ ثُمَّ آلُ مُحَمَّدٍ وَ مِنَ الْخِیَارِ الْفَاضِلِینَ مِنْهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ وَ خِیَارُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَ عَرَّفَ الْمَلَائِكَةَ بِذَلِكَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ (3) إِلَی آخِرِ مَا نَقَلْنَا سَابِقاً فِی بَابِ غَزْوَةِ تَبُوكَ فِی قِصَّةِ الْعَقَبَةِ.
«5»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ هَلِ الْمَلَائِكَةُ أَكْثَرُ أَمْ بَنُو آدَمَ (4) فَقَالَ وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لَمَلَائِكَةُ اللَّهِ فِی السَّمَاوَاتِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ التُّرَابِ فِی الْأَرْضِ وَ مَا فِی السَّمَاءِ مَوْضِعُ قَدَمٍ إِلَّا وَ فِیهَا (5) مَلَكٌ یُسَبِّحُهُ وَ یُقَدِّسُهُ وَ لَا فِی الْأَرْضِ شَجَرٌ وَ لَا مَدَرٌ إِلَّا وَ فِیهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا یَأْتِی (6) اللَّهَ كُلَّ یَوْمٍ بِعَمَلِهَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهَا وَ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ یَتَقَرَّبُ كُلَّ یَوْمٍ إِلَی اللَّهِ بِوَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَسْتَغْفِرُ لِمُحِبِّینَا وَ یَلْعَنُ أَعْدَاءَنَا وَ یَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یُرْسِلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ إِرْسَالًا (7).
یر، بصائر الدرجات علی بن محمد عن الأصبهانی مثله (8).
«6»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ
ص: 339
أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ فِی السَّمَاءِ لَسَبْعِینَ صِنْفاً (1) مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَیْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ یُحْصُونَ عَدَدَ صِنْفٍ (2) مِنْهُمْ مَا أَحْصَوْهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَیَدِینُونَ بِوَلَایَتِنَا (3).
یر، بصائر الدرجات علی بن إسماعیل عن محمد بن الفضیل عن أبی الصباح عنه علیه السلام مثله (4)
- یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن فضال عن محمد بن الفضیل عن أبی الصباح مثله (5)
- كا، الكافی محمد بن یحیی عن ابن عیسی عن ابن بزیع عن محمد بن الفضیل مثله (6).
«7»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِیسَی عَنْ أَخِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَكُمْ هَذَا عُرِضَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ (7).
«8»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلَادِ عَنْ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ أَمْرَكُمْ هَذَا عُرِضَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُقَرَّبُونَ وَ عُرِضَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُرْسَلُونَ وَ عُرِضَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ فَلَمْ یُقِرَّ بِهِ إِلَّا الْمُمْتَحَنُونَ (8).
«9»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ لِی یَا أَبَا حَمْزَةَ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ اخْتَارَ لِأَمْرِنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ الْمُرْسَلِینَ وَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ الْمُمْتَحَنِینَ (9).
«10»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ مَوْلَی حَرْبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ (10) الْحَمَّامِیِّ الْكُوفِیِّ عَنِ الْأَزْهَرِ الْبِطِّیخِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَرَضَ وَلَایَةَ
ص: 340
أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَبِلَهَا الْمَلَائِكَةُ وَ أَبَاهَا مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ فُطْرُسُ فَكَسَرَ اللَّهُ جَنَاحَهُ فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام بَعَثَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ فِی سَبْعِینَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یُهَنِّئُهُمْ بِوِلَادَتِهِ فَمَرَّ بِفُطْرُسَ فَقَالَ لَهُ فُطْرُسُ یَا جَبْرَئِیلُ إِلَی أَیْنَ تَذْهَبُ قَالَ بَعَثَنِیَ اللَّهُ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أُهَنِّئُهُمْ (1) بِمَوْلُودٍ وُلِدَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ فَقَالَ لَهُ فُطْرُسُ احْمِلْنِی مَعَكَ وَ سَلْ مُحَمَّداً یَدْعُو لِی فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ ارْكَبْ جَنَاحِی فَرَكِبَ جَنَاحَهُ فَأَتَی مُحَمَّداً فَدَخَلَ عَلَیْهِ وَ هَنَّأَهُ فَقَالَ لَهُ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُطْرُسَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ أُخُوَّةٌ وَ سَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ لَهُ أَنْ یَرُدَّ عَلَیْهِ جَنَاحَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِفُطْرُسَ أَ تَفْعَلُ قَالَ نَعَمْ فَعَرَضَ عَلَیْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَلَایَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَبِلَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله شَأْنَكَ بِالْمَهْدِ فَتَمَسَّحْ بِهِ وَ تَمَرَّغْ فِیهِ قَالَ فَمَضَی فُطْرُسُ إِلَی مَهْدِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَدْعُو لَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَظَرْتُ إِلَی رِیشِهِ وَ إِنَّهُ لَیَطْلُعُ وَ یَجْرِی مِنْهُ الدَّمُ وَ یَطُولُ حَتَّی لَحِقَ بِجَنَاحِهِ الْآخَرِ وَ عُرِجَ مَعَ جَبْرَئِیلَ إِلَی السَّمَاءِ وَ صَارَ إِلَی مَوْضِعِهِ (2).
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ (3) عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْنَا یَقُولُ مَا حَاوَرَتْ (4) مَلَائِكَةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی دُنُوِّهَا مِنْهُ إِلَّا بِالَّذِی أَنْتُمْ عَلَیْهِ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَیَصِفُونَ مَا تَصِفُونَ وَ یَطْلُبُونَ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنَّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَلَائِكَةً یَقُولُونَ إِنَّ قَوْلَنَا فِی آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِی جَعَلْتَهُمْ عَلَیْهِ (5).
بیان: المحاورة المجاوبة أی لا یتكلمون فی أسباب قربهم إلیه تعالی إلا بالدین الذی أنتم علیه قوله الذی جعلتهم علیه لعلهم إنما یقولون كذلك إقرارا
ص: 341
بالعجز عن معرفتهم حق المعرفة.
«12»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیُّ (1) عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِیِّ وَ غَیْرِهِ رَفَعُوهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْكَرُوبِیِّینَ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا مِنَ الْخَلْقِ الْأَوَّلِ جَعَلَهُمُ اللَّهُ خَلْفَ الْعَرْشِ لَوْ قُسِمَ نُورُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَكَفَاهُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ مُوسَی علیه السلام لَمَّا أَنْ سَأَلَ رَبَّهُ مَا سَأَلَ أَمَرَ وَاحِداً مِنَ الْكَرُوبِیِّینَ فَتَجَلَّی لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكّاً (2).
«13»-ك، إكمال الدین الْهَمَدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ وَ أَنَا خَیْرٌ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ (3) وَ أَنْبِیَاءِ اللَّهِ الْمُرْسَلِینَ وَ أَنَا صَاحِبُ الشَّفَاعَةِ وَ الْحَوْضِ الشَّرِیفِ وَ أَنَا وَ عَلِیٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ مَنْ عَرَفَنَا فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ أَنْكَرَنَا فَقَدْ أَنْكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ عَلِیٍّ سِبْطَا أُمَّتِی وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ أَئِمَّةٌ تِسْعَةٌ طَاعَتُهُمْ طَاعَتِی وَ مَعْصِیَتُهُمْ مَعْصِیَتِی تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ وَ مَهْدِیُّهُمْ (4).
«14»-شف، كشف الیقین مِنْ كِتَابِ الْإِمَامَةِ عَنْ بُنْدَارَ بْنِ عَاصِمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَرْشَ خَلَقَ مَلَكَیْنِ فَاكْتَنَفَاهُ فَقَالَ اشْهَدَا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَشَهِدَا ثُمَّ قَالَ اشْهَدَا أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ فَشَهِدَا ثُمَّ قَالَ اشْهَدَا أَنَّ عَلِیّاً أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَشَهِدَا (5).
ص: 342
«15»-م، تفسیر الإمام علیه السلام أَمَّا تَأْیِیدُ اللَّهِ تَعَالَی لِعِیسَی علیه السلام بِرُوحِ الْقُدُسِ فَإِنَّ جَبْرَئِیلَ هُوَ الَّذِی لَمَّا حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ قَدِ اشْتَمَلَ بِعَبَائِیَّةِ الْقَطَوَانِیَّةِ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ مُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ وَ مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَكُنْ لِمَنْ حَارَبَهُمْ حَرْباً وَ لِمَنْ سَالَمَهُمْ سِلْماً وَ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ مُحِبّاً وَ لِمَنْ أَبْغَضَهُمْ مُبْغِضاً فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ أَجَبْتُكَ إِلَی ذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ فَرَفَعَتْ أَمُّ سَلَمَةَ جَانِبَ الْعَبَاءِ لِتَدْخُلَ فَجَذَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ لَسْتِ هُنَاكِ وَ إِنْ كُنْتِ عَلَی (1) خَیْرٍ وَ جَاءَ جَبْرَئِیلُ مُدَّثِّراً وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ اجْعَلْنِی مِنْكُمْ قَالَ أَنْتَ مِنَّا قَالَ أَ فَأَرْفَعُ الْعَبَاءَ وَ أَدْخُلُ مَعَكُمْ قَالَ بَلَی فَدَخَلَ فِی الْعَبَاءِ ثُمَّ خَرَجَ وَ صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ إِلَی الْمَلَكُوتِ الْأَعْلَی وَ قَدْ تَضَاعَفَ حُسْنُهُ وَ بَهَاؤُهُ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ قَدْ رَجَعْتَ بِجَمَالٍ خِلَافَ مَا ذَهَبْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِنَا قَالَ فَكَیْفَ لَا أَكُونُ كَذَلِكَ وَ قَدْ شُرِّفْتُ بِأَنْ جُعِلْتُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَهْلِ بَیْتِهِ قَالَتِ الْأَمْلَاكُ فِی مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْحُجُبِ وَ الْكُرْسِیِّ وَ الْعَرْشِ حَقٌّ لَكَ هَذَا الشَّرَفُ أَنْ تَكُونَ كَمَا قُلْتَ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام مَعَهُ جَبْرَئِیلُ عَنْ یَمِینِهِ فِی الْحُرُوبِ وَ مِیكَائِیلُ عَنْ یَسَارِهِ وَ إِسْرَافِیلُ خَلْفَهُ وَ مَلَكُ الْمَوْتِ أَمَامَهُ (2).
بیان: فی القاموس قطوان محركة موضع بالكوفة منه الأكسیة.
«16»-جع، جامع الأخبار الصَّدُوقُ عَنِ ابْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ عَنْ عَزِیزِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عُمَیْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام مِنْ نُورٍ فَعَصَرَ ذَلِكَ النُّورَ عَصْرَةً فَخَرَجَ مِنْهُ شِیعَتُنَا فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحُوا وَ قَدَّسْنَا فَقَدَّسُوا وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلُوا وَ مَجَّدْنَا فَمَجَّدُوا وَ وَحَّدْنَا فَوَحَّدُوا ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ وَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَمَكَثَتِ الْمَلَائِكَةُ مِائَةَ عَامٍ لَا تَعْرِفُ
ص: 343
تَسْبِیحاً وَ لَا تَقْدِیساً وَ لَا تَمْجِیداً فَسَبَّحْنَا وَ سَبَّحَتْ (1) شِیعَتُنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ لِتَسْبِیحِنَا وَ قَدَّسْنَا فَقَدَّسَتْ شِیعَتُنَا فَقَدَّسَتِ الْمَلَائِكَةُ لِتَقْدِیسِنَا وَ مَجَّدْنَا فَمَجَّدَتْ شِیعَتُنَا فَمَجَّدَتِ الْمَلَائِكَةُ لِتَمْجِیدِنَا وَ وَحَّدْنَا فَوَحَّدَتْ شِیعَتُنَا فَوَحَّدَتِ الْمَلَائِكَةُ لِتَوْحِیدِنَا وَ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ لَا تَعْرِفُ تَسْبِیحاً وَ لَا تَقْدِیساً مِنْ قَبْلِ تَسْبِیحِنَا وَ تَسْبِیحِ شِیعَتِنَا فَنَحْنُ الْمُوَحِّدُونَ حِینَ لَا مُوَحِّدَ غَیْرُنَا وَ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی كَمَا اخْتَصَّنَا وَ اخْتَصَّ شِیعَتَنَا أَنْ یُنْزِلَنَا أَعْلَی عِلِّیِّینَ (2) إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی اصْطَفَانَا وَ اصْطَفَی شِیعَتَنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَكُونَ أَجْسَاماً فَدَعَانَا وَ أَجَبْنَا فَغَفَرَ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا مِنْ قَبْلِ أَنْ نَسْتَغْفِرَ اللَّهَ (3).
بیان: أجساما أی نحل الأبدان العنصریة و ظاهره تجرد الأرواح.
«17»-إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، عَنْ أَبِی ذَرٍّ الْغِفَارِیِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ افْتَخَرَ إِسْرَافِیلُ عَلَی جَبْرَئِیلَ فَقَالَ أَنَا خَیْرٌ مِنْكَ قَالَ وَ لِمَ أَنْتَ خَیْرٌ مِنِّی قَالَ لِأَنِّی صَاحِبُ الثَّمَانِیَةِ حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَ أَنَا صَاحِبُ النَّفْخَةِ فِی الصُّورِ وَ أَنَا أَقْرَبُ الْمَلَائِكَةِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی قَالَ جَبْرَئِیلُ أَنَا خَیْرٌ مِنْكَ فَقَالَ بِمَا أَنْتَ خَیْرٌ مِنِّی قَالَ لِأَنِّی أَمِینُ اللَّهِ عَلَی وَحْیِهِ وَ أَنَا رَسُولُهُ إِلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ أَنَا صَاحِبُ الْخُسُوفِ وَ القذوف (4) (الْقُرُونِ) وَ مَا أَهْلَكَ اللَّهُ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ إِلَّا عَلَی یَدَیَّ فَاخْتَصَمَا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَأَوْحَی إِلَیْهِمَا اسْكُتَا (5) فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَقَدْ خَلَقْتُ مَنْ هُوَ خَیْرٌ مِنْكُمَا قَالا یَا رَبِّ أَ وَ تَخْلُقُ خَیْراً مِنَّا وَ نَحْنُ خُلِقْنَا مِنْ نُورٍ (6) قَالَ اللَّهُ
ص: 344
تَعَالَی نَعَمْ وَ أَوحَی إِلَی حُجُبِ الْقُدْرَةِ انْكَشِفِی فَانْكَشَفَتْ فَإِذَا عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوبٌ- لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ (1) فَقَالَ جَبْرَئِیلُ یَا رَبِّ فَإِنِّی أَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ عَلَیْكَ إِلَّا جَعَلْتَنِی خَادِمَهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ جَعَلْتُ فَجَبْرَائِیلُ علیه السلام مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ وَ إِنَّهُ لَخَادِمُنَا (2).
كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة عن الصدوق بإسناده عن أبی ذر رضی اللّٰه عنه مثله (3).
«18»-إِرْشَادُ الْقُلُوبِ، بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ مِهْرَانَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ عَنْ تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (4) قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَلَمَّا رَآهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَبَسَّمَ فِی وَجْهِهِ وَ قَالَ مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَبِیهِ آدَمَ بِأَرْبَعِینَ أَلْفَ عَامٍ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنِی وَ خَلَقَ عَلِیّاً قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ خَلَقَ نُوراً قَسَمَهُ نِصْفَیْنِ فَخَلَقَنِی مِنْ نِصْفِهِ (5) وَ خَلَقَ عَلِیّاً مِنَ النِّصْفِ الْآخَرِ قَبْلَ الْأَشْیَاءِ فَنُورُهَا مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَسَبَّحْنَا وَ سَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ فَهَلَّلْنَا (6) فَهَلَّلَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَبَّرْنَا فَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِیمِی وَ تَعْلِیمِ عَلِیٍّ وَ كَانَ ذَلِكَ فِی عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَعَلَّمُ مِنَّا التَّسْبِیحَ وَ التَّهْلِیلَ وَ كُلُّ شَیْ ءٍ یُسَبِّحُ لِلَّهِ وَ یُكَبِّرُهُ وَ یُهَلِّلُهُ بِتَعْلِیمِی وَ تَعْلِیمِ عَلِیٍّ وَ كَانَ فِی عِلْمِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا یَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لِی وَ لِعَلِیٍّ وَ كَذَا كَانَ فِی عِلْمِهِ أَنْ لَا یَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لِی وَ لِعَلِیٍّ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ مَلَائِكَةً بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ اللُّجَیْنِ مَمْلُوَّةً مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ مِنَ
ص: 345
الْفِرْدَوْسِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ شِیعَةِ عَلِیٍّ إِلَّا وَ هُوَ طَاهِرُ الْوَالِدَیْنِ تَقِیٌّ نَقِیٌّ أَمِنٌ مُؤْمِنٌ (1) بِاللَّهِ فَإِذَا أَرَادَ بِوَاحِدِهِمْ (2) أَنْ یُوَاقِعَ أَهْلَهُ جَاءَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِینَ بِأَیْدِیهِمْ أَبَارِیقُ الْجَنَّةِ فَقَطَرَ (3) مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ فِی إِنَائِهِ الَّذِی یَشْرَبُ بِهِ فَیَشْرَبُ هُوَ ذَلِكَ الْمَاءَ وَ یُنْبِتُ (4) الْإِیمَانَ فِی قَلْبِهِ كَمَا یُنْبِتُ الزَّرْعَ فَهُمْ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِمْ وَ مِنْ نَبِیِّهِمْ وَ مِنْ وَصِیِّی عَلِیٍّ وَ مِنِ ابْنَتِی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ثُمَّ الْحَسَنِ ثُمَّ الْحُسَیْنِ وَ الْأَئِمَّةِ (5) مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَنْ هُمْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ مِنِّی أَبُوهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مَحَبَّةَ عَلِیٍّ وَ الْإِیمَانَ سَبَبَیْنِ (6).
«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ بِإِسْنَادِهِ (7) عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِإِبْلِیسَ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِینَ هُمْ أَعْلَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام كُنَّا فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ یَسْجُدُوا (8) وَ لَمْ یُؤْمَرُوا بِالسُّجُودِ
ص: 346
إِلَّا لِأَجْلِنَا فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِیسَ أَبَی أَنْ یَسْجُدَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَهُ یا إِبْلِیسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِیَدَیَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ أَیْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسَةِ الْمَكْتُوبَةِ أَسْمَاؤُهُمْ فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ بِنَا یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ (1) وَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ نَارَهُ وَ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ (2).
«20»-الْمُسْتَدْرَكُ مِنَ الْفِرْدَوْسِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُبَاهِی بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ كُلَّ یَوْمٍ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِینَ حَتَّی تَقُولَ بَخْ بَخْ هَنِیئاً لَكَ یَا عَلِیُّ (3).
أقول: سیأتی ما یدل علی المطلوب من هذا الباب فی باب النصوص علی أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه و أبواب مناقبه و غیرها و كذا فی باب صفة الملائكة من كتاب السماء و العالم.
«21»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْحُجَجِ وَ الرُّسُلِ علیهم السلام أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَوْلُ الْمَلَائِكَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا قَالَ لَهُمْ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ هُوَ تَمَنِّیٌّ (4) فِیهَا لِمَنْزِلَةِ آدَمَ وَ لَمْ یَتَمَنَّوْا إِلَّا مَنْزِلَةً فَوْقَ مَنْزِلَتِهِمْ وَ الْعِلْمُ یُوجِبُ فَضِیلَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِی بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِیمُ الْحَكِیمُ قالَ یا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّی أَعْلَمُ غَیْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (5)
ص: 347
هَذَا كُلُّهُ (1) یُوجِبُ تَفْضِیلَ آدَمَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ وَ هُوَ نَبِیٌّ لَهُمْ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ وَ مِمَّا یُثْبِتُ تَفْضِیلَ آدَمَ عَلَی الْمَلَائِكَةِ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ لَمْ یَأْمُرْهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِالسُّجُودِ إِلَّا لِمَنْ هُوَ أَفْضَلُ وَ كَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ طَاعَةً لآِدَمَ وَ إِكْرَاماً لِمَا أَوْدَعَ صُلْبَهُ مِنْ أَرْوَاحِ النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ (2) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا أَفْضَلُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ إِسْرَافِیلَ وَ مِنْ جَمِیعِ الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِینَ وَ أَنَا خَیْرُ الْبَرِیَّةِ وَ سَیِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (3) فَلَیْسَ ذَلِكَ یُوجِبُ تَفْضِیلَهُمْ عَلَی عِیسَی وَ إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ مِنْهُمْ مَنْ كَانَ یَعْتَقِدُ أَنَّ الرُّبُوبِیَّةَ لِعِیسَی علیه السلام وَ یَتَعَبَّدُ لَهُ صِنْفٌ مِنَ النَّصَارَی وَ مِنْهُمْ مَنْ عَبَدَ الْمَلَائِكَةَ وَ هُمُ الصَّابِئُونَ وَ غَیْرُهُمْ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَعْبُودُونَ دُونِی أَنْ یَكُونُوا عَبِیداً لِی وَ لَا الْمَلَائِكَةُ الرُّوحَانِیُّونَ وَ هُمْ مَعْصُومُونَ لَا یَعْصُونَ مَا أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ لَا یَأْكُلُونَ وَ لَا یَشْرَبُونَ وَ لَا یَأْلَمُونَ وَ لَا یَسْقُمُونَ وَ لَا یَشِیبُونَ وَ لَا یَهْرَمُونَ طَعَامُهُمْ وَ شَرَابُهُمُ التَّقْدِیسُ وَ التَّسْبِیحُ وَ عَیْشُهُمْ مِنْ نَسِیمِ الْعَرْشِ وَ تَلَذُّذُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْعُلُومِ (4) خَلَقَهُمُ اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ أَنْوَاراً وَ أَرْوَاحاً كَمَا شَاءَ وَ أَرَادَ وَ كُلُّ صِنْفٍ مِنْهُمْ یَحْفَظُ نَوْعاً مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ وَ قُلْنَا بِتَفْضِیلِ مَنْ فَضَّلْنَاهُ عَلَیْهِمْ لِأَنَّ الْعَاقِبَةَ الَّتِی یَصِیرُونَ إِلَیْهَا أَعْظَمَ وَ أَفْضَلَ مِنْ حَالِ الْمَلَائِكَةِ (5).
ص: 348
«22»-مناقب (الْمَنَاقِبُ) ، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ فِی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ مِائَةَ أَلْفِ مَلَكٍ وَ فِی السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ وَ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مَلَكاً رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ رِجْلَاهُ تَحْتَ الثَّرَی وَ مَلَائِكَةً أَكْثَرَ مِنْ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ لَیْسَ لَهُمْ طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ إِلَّا الصَّلَاةَ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ مُحِبِّیهِ وَ الِاسْتِغْفَارِ لِشِیعَتِهِ الْمُذْنِبِینَ وَ مَوَالِیهِ (1).
«23»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ الْجَلِیلِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُفِیدِ رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّةِ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ دَانَتْ بِطَاعَةِ إِمَامٍ لَیْسَ مِنِّی وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی نَفْسِهَا بَرَّةً وَ لَأَرْحَمَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ دَانَتْ بِإِمَامٍ عَادِلٍ مِنِّی وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ غَیْرَ بَرَّةٍ وَ لَا تَقِیَّةٍ (2) ثُمَّ قَالَ لِی یَا عَلِیُّ أَنْتَ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَةُ بَعْدِی حَرْبُكَ حَرْبِی وَ سِلْمُكَ سِلْمِی وَ أَنْتَ أَبُو سِبْطَیَّ وَ زَوْجُ ابْنَتِی وَ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ الْأَئِمَّةُ الْمُطَهَّرُونَ وَ أَنَا سَیِّدُ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْتَ سَیِّدُ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ لَوْلَانَا لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَ لَا النَّارَ وَ لَا الْأَنْبِیَاءَ وَ لَا الْمَلَائِكَةَ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَحْنُ أَفْضَلُ أَمِ الْمَلَائِكَةُ فَقَالَ یَا عَلِیُّ نَحْنُ أَفْضَلُ خَیْرُ خَلِیقَةِ اللَّهِ عَلَی بَسِیطِ الْأَرْضِ وَ خِیَرَةُ مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ كَیْفَ لَا نَكُونُ خَیْراً مِنْهُمْ
ص: 349
وَ قَدْ سَبَقْنَاهُمْ إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَ تَوْحِیدِهِ فَبِنَا عَرَفُوا اللَّهَ وَ بِنَا عَبَدُوا اللَّهَ وَ بِنَا اهْتَدَوُا السَّبِیلَ إِلَی مَعْرِفَةِ اللَّهِ یَا عَلِیُّ أَنْتَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ وَ أَنْتَ أَخِی وَ وَزِیرِی فَإِذَا مِتُّ ظَهَرَتْ لَكَ ضَغَائِنُ فِی صُدُورِ قَوْمٍ وَ سَیَكُونُ فِتْنَةٌ صَیْلَمٌ صَمَّاءُ یَسْقُطُ مِنْهَا كُلُّ وَلِیجَةٍ (1) وَ بِطَانَةٍ وَ ذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ شِیعَتِكَ الْخَامِسُ مِنْ وُلْدِ السَّابِعِ مِنْ وُلْدِكَ یَحْزَنُ لِفَقْدِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ فَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَلَهِّفٍ مُتَأَسِّفٍ حَیْرَانَ عِنْدَ فَقْدِهِ (2).
«24»-وَ مِنْهُ، عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِمَوْلَانَا الصَّادِقِ علیه السلام مَا كُنْتُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ قَالَ كُنَّا أَنْوَاراً نُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَی وَ نُقَدِّسُهُ حَتَّی خَلَقَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَبِّحُوا فَقَالَتْ أَیْ رَبَّنَا لَا عِلْمَ لَنَا فَقَالَ لَنَا سَبِّحُوا فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا أَلَا إِنَّا خُلِقْنَا أَنْوَاراً وَ خُلِقَتْ شِیعَتُنَا مِنْ شُعَاعِ ذَلِكَ النُّورِ فَلِذَلِكَ سُمِّیَتْ شِیعَةً فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ الْتَحَقَتِ السُّفْلَی بِالْعُلیَا ثُمَّ قَرَّبَ مَا بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ.
ص: 350
«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا وَطِئَتِ الْمَلَائِكَةُ فُرُشَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَیْرَ فُرُشِنَا (1).
ما، الأمالی للشیخ الطوسی أبو عمرو عن ابن عقدة مثله (2).
«2»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ حُمَیْدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَرَّ بِأَبِی علیه السلام رَجُلٌ وَ هُوَ یَطُوفُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ خِصَالٍ ثَلَاثٍ لَا یَعْرِفُهُنَّ غَیْرُكَ وَ غَیْرُ رَجُلٍ آخَرَ فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّی فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ ثُمَّ دَخَلَ الْحِجْرَ فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ وَ أَنَا مَعَهُ فَلَمَّا فَرَغَ نَادَی أَیْنَ هَذَا السَّائِلُ فَجَاءَ وَ جَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ سَلْ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَلَمَّا أُجِیبَ قَالَ صَدَقْتَ وَ مَضَی فَقَالَ أَبِی علیه السلام هَذَا جَبْرَئِیلُ أَتَاكُمْ یُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِینِكُمْ (3).
«3»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنِّی اعْتَلَلْتُ فَكُنْتُ إِذَا أَكَلْتُ عِنْدَ الرَّجُلِ تَأَذَّیْتُ بِهِ وَ إِنِّی أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِكَ وَ لَمْ أَتَأَذَّ بِهِ قَالَ إِنَّكَ لَتَأْكُلُ طَعَامَ قَوْمٍ تُصَافِحُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَی فُرُشِهِمْ قَالَ قُلْتُ وَ
ص: 351
یَظْهَرُونَ لَكُمْ قَالَ هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْیَانِنَا مِنَّا (1).
«4»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: یَا حُسَیْنُ بُیُوتُنَا مَهْبِطُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَنْزِلُ الْوَحْیِ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی مَسَاوِرَ فِی الْبَیْتِ فَقَالَ یَا حُسَیْنُ مَسَاوِرُ وَ اللَّهِ طَالَ مَا اتَّكَتْ عَلَیْهَا الْمَلَائِكَةُ وَ رُبَّمَا الْتَقَطْنَا مِنْ زَغَبِهَا (2).
بیان: المساور جمع المسور كمنبر و هو متكأ من أدم و الزغب بالتحریك صغار الشعر و الریش و لینهما و أول ما یبدو منها.
«5»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْیَسَعِ قَالَ: دَخَلَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ قَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَبْلُغُنَا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنَزَّلُ عَلَیْكُمْ فَقَالَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ وَ اللَّهِ لَتَنَزَّلُ عَلَیْنَا وَ تَطَأُ فُرُشَنَا أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (3).
بیان: هذا الخبر و غیره یدل علی أن هذه الآیة إنما نزلت فیهم علیهم السلام (4) و أن المراد بالاستقامة إطاعته تعالی فی كل ما أمر و نهی و عدم المیل عن سبیل حبه و رضاه إلی التوجه إلی من سواه و أن نزول الملائكة علیهم فی الدنیا أو فیها و فی الآخرة معا و قد مر فی باب أن الاستقامة إنما هی علی الولایة أخبار جمة فی أنها نزلت فی شیعتهم و أن المراد بالاستقامة عدم الخروج عن الولایة و أن نزول الملائكة و بشارتهم إنما هی عند الموت و فی القبر و عند البعث و لا تنافی بینهما
ص: 352
لتعدد البطون بل كل منهما مراد منها.
«6»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَمَا وَ اللَّهِ وَسَّدْنَاهُمُ الْوَسَائِدَ فِی مَنَازِلِنَا (1).
بیان: أی نوسد لهم الوسائد لیتكئوا علیها.
«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُصَدِّقِ بْنِ صَدَقَةَ عَنِ السَّابَاطِیِّ قَالَ: أَصَبْتُ شَیْئاً عَلَی وَسَائِدَ كَانَتْ فِی مَنْزِلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا مَا هَذَا جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ كَانَ یُشْبِهُ شَیْئاً یَكُونُ فِی الْحَشِیشِ كَثِیراً كَأَنَّهُ خَرَزَةٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذَا مِمَّا یَسْقُطُ مِنْ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ قَالَ یَا عَمَّارُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَأْتِینَا وَ إِنَّهَا لَتَمُرُّ بِأَجْنِحَتِهَا عَلَی رُءُوسِ صِبْیَانِنَا یَا عَمَّارُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُزَاحِمُنَا عَلَی نَمَارِقِنَا (2).
بیان: النمرقة مثلثة الوسادة الصغیرة.
«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ الْأَحْمَسِیِّ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَاحْتُبِسْتُ فِی الدَّارِ سَاعَةً ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَیْهِ الْبَیْتَ وَ هُوَ یَلْتَقِطُ شَیْئاً وَ أَدْخَلَ یَدَهُ فِی وَرَاءِ السِّتْرِ فَنَاوَلَهُ مَنْ كَانَ فِی الْبَیْتِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا الَّذِی أَرَاكَ تَلْتَقِطُ أَیُّ شَیْ ءٍ فَقَالَ فَضْلَةٌ مِنْ زَغَبِ الْمَلَائِكَةِ نَجْمَعُهُ إِذَا جَاءُونَا وَ نَجْعَلُهُ سِخَاباً لِأَوْلَادِنَا قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ إِنَّهُمْ لَیَأْتُونَكُمْ قَالَ یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّهُمْ لَیُزَاحِمُونَّا عَلَی تُكَأَتِنَا (3).
ص: 353
بیان: السخاب ككتاب خیط ینظم فیه خرز و یلبسه الصبیان و الجواری و قیل هو قلادة یتخذ من قرنفل و محلب و سك (1) و نحوه و لیس فیها من اللؤلؤ و الجوهر شی ء و التكأة كهمزة ما یتكأ علیه كل ذلك ذكره الجزری.
«9»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ خَیْثَمَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ نَحْنُ الَّذِینَ إِلَیْنَا تَخْتَلِفُ الْمَلَائِكَةُ (2).
«10»-أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مِنَّا مَنْ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی الصُّورَةَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُزَاحِمُنَا عَلَی تُكَأَتِنَا وَ إِنَّا لَنَأْخُذُ مِنْ زَغَبِهِمْ فَنَجْعَلُهُ سِخَاباً لِأَوْلَادِنَا (3).
«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ مِسْمَعٍ كِرْدِینٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ: كُنْتُ لَا أَزِیدُ عَلَی أُكْلَةٍ فِی اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فَرُبَّمَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ أُخِذَتِ الْمَائِدَةُ لَعَلِّی لَا أَرَاهَا (4) بَیْنَ یَدَیْهِ فَإِذَا دَخَلْتُ دَعَا بِهَا فَأَصَبْتُ مَعَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَ لَا أَتَأَذَّی بِذَلِكَ وَ إِذَا عَقَّبْتُ بِالطَّعَامِ عِنْدَ غَیْرِهِ لَمْ أَقْدِرْ عَلَی أَنْ أَقِرَّ وَ لَمْ أَنَمْ مِنَ النَّفْخَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَیْهِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِأَنِّی إِذَا أَكَلْتُ عِنْدَهُ لَمْ أَتَأَذَّ بِهِ فَقَالَ یَا أَبَا سَیَّارٍ إِنَّكَ لَتَأْكُلُ طَعَامَ قَوْمٍ صَالِحِینَ تُصَافِحُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَی فُرُشِهِمْ قَالَ قُلْتُ یَظْهَرُونَ لَكُمْ قَالَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی بَعْضِ صِبْیَانِهِ فَقَالَ هُمْ أَلْطَفُ بِصِبْیَانِنَا مِنَّا بِهِمْ (5).
«12»- یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ شُعَیْبٍ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ عَلَی بَعْضِ صِبْیَانِهِمْ تَعْوِیذاً فَقُلْتُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ أَ مَا یُكْرَهُ تَعْوِیذُ الْقُرْآنِ تُعَلَّقُ عَلَی الصَّبِیِّ قَالَ إِنَّ ذَا لَیْسَ بِذَا إِنَّمَا ذَا مِنْ رِیشِ الْمَلَائِكَةِ
ص: 354
إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَطَأُ فُرُشَنَا وَ تَمْسَحُ رُءُوسَ صِبْیَانِنَا (1).
«13»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ الطَّائِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّهُمْ لَیَأْتُونَّا وَ یُسَلِّمُونَ وَ نُثَنِّی لَهُمْ وَسَائِدَنَا یَعْنِی الْمَلَائِكَةَ (2).
«14»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتُزَاحِمُنَا (3) وَ إِنَّا لَنَأْخُذُ مِنْ زَغَبِهِمْ فَنَجْعَلُهُ سِخَاباً لِأَوْلَادِنَا (4).
یر، بصائر الدرجات عبد اللّٰه بن عامر عن أبی الربیع عن ابن أبی الخطاب عن ابن بشیر مثله (5).
«15»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَبَیْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ إِذْ أَقْبَلَ مُوسَی علیه السلام ابْنُهُ وَ فِی رَقَبَتِهِ قِلَادَةٌ فِیهَا رِیشٌ غِلَاظٌ فَدَعَوْتُ بِهِ فَقَبَّلْتُهُ وَ ضَمَمْتُهُ إِلَیَّ ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا الَّذِی فِی رَقَبَةِ مُوسَی فَقَالَ هَذَا مِنْ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ قَالَ فَقُلْتُ وَ إِنَّهَا لَتَأْتِیَنَّكُمْ قَالَ نَعَمْ إِنَّهَا لَتَأْتِینَا وَ تَتَعَفَّرُ (6) فِی فُرُشِنَا وَ إِنَّ هَذَا الَّذِی فِی رَقَبَةِ مُوسَی مِنْ أَجْنِحَتِهَا (7).
یر، بصائر الدرجات إبراهیم بن هاشم عن عبد اللّٰه بن حماد عن المفضل بن عمر مثله (8).
«16»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا
ص: 355
تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (1).
«17»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: تَلَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ یَا سُلَیْمَانُ لَرُبَّمَا أَتْكَأْنَاهُمْ وَسَائِدَنَا فِی بُیُوتِنَا (2).
بیان: فی مصباح اللغة قال السرقسطی أتكأته أعطیته ما یتكئ علیه و فی القاموس أوكأه نصب له متكأ و ضربه فأتكأه كأخرجه ألقاه علی هیئة المتكإ أو علی جانبه الأیسر و أتكأ جعل له متكأ.
«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بَرَّةَ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَنَزَّلُ عَلَیْنَا فِی رِحَالِنَا وَ تَتَقَلَّبُ عَلَی فُرُشِنَا وَ تَحْضُرُ مَوَائِدَنَا وَ تَأْتِینَا مِنْ كُلِّ (3) نَبَاتٍ فِی زَمَانِهِ رَطْبٍ وَ یَابِسٍ وَ تُقَلِّبُ عَلَیْنَا أَجْنِحَتَهَا وَ تُقَلِّبُ أَجْنِحَتَهَا عَلَی صِبْیَانِنَا وَ تَمْنَعُ الدَّوَابَّ أَنْ تَصِلَ إِلَیْنَا وَ تَأْتِینَا فِی وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ لِتُصَلِّیَهَا مَعَنَا وَ مَا مِنْ یَوْمٍ یَأْتِی عَلَیْنَا وَ لَا لَیْلٌ إِلَّا وَ أَخْبَارُ أَهْلِ الْأَرْضَ عِنْدَنَا وَ مَا یَحْدُثُ فِیهَا وَ مَا مِنْ مَلِكٍ یَمُوتُ فِی الْأَرْضِ (4) وَ یَقُومُ غَیْرُهُ إِلَّا وَ تَأْتِینَا بِخَبَرِهِ وَ كَیْفَ كَانَ سِیرَتُهُ فِی الدُّنْیَا.
یر، بصائر الدرجات أحمد عن الحسین عن السحن بن برة الأصم عن ابن بكیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (5)
- یج، الخرائج و الجرائح سعد عن أحمد بن الحسین عن الحسن بن برة عن عبد اللّٰه بن بكیر عنه علیه السلام مثله (6).
ص: 356
«19»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِیاؤُكُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَةِ وَ لَكُمْ فِیها ما تَشْتَهِی أَنْفُسُكُمْ وَ لَكُمْ فِیها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِیمٍ ثُمَّ قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّا لَنُتْكِئُهُمْ عَلَی وَسَائِدِنَا (1).
بیان: لا یبعد أن یكون قوله علیه السلام لنتكئهم بالتشدید علی الحذف و الإیصال أی نتكئ معهم و قد مر الكلام فیه.
«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا قَالَ یَا بَا مُحَمَّدٍ هُمُ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ بِالْبُشْرَی أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ هِیَ وَ اللَّهِ تَجْرِی فِیمَنِ اسْتَقَامَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ سَكَتَ لِأَمْرِنَا وَ كَتَمَ حَدِیثَنَا وَ لَمْ یُذِعْهُ عِنْدَ عَدُوِّنَا (2).
«21»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَسْلَمَ (3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَا مِنْ مَلَكٍ یُهْبِطُهُ اللَّهُ فِی أَمْرٍ مِمَّا یَهْبِطُ لَهُ (4) إِلَّا بَدَأَ بِالْإِمَامِ فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَیْهِ وَ إِنَّ مُخْتَلَفَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ (5).
یج، الخرائج و الجرائح سعد عن محمد بن الحسین مثله (6).
«22»-یر، بصائر الدرجات سِنْدِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ مَیْمُونٍ الْقَدَّاحِ قَالَ: كَانَ
ص: 357
أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام عَلَی سَرِیرِهِ وَ عِنْدَهُ عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَیْدٍ فَقَالَ إِنَّ مِنَّا مَنْ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یَرَی الصُّورَةَ (1).
«23»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ عَنِ ابْنِ حَمْزَةَ (2) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُنْكَتُ فِی أُذُنِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُؤْتَی (3) فِی مَنَامِهِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَسْمَعُ صَوْتَ السِّلْسِلَةِ (4) یَقَعُ عَلَی الطَّشْتِ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَأْتِیهِ صُورَةٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (5).
«24»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ مَعْبَدٍ (6) قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَجَاءَ یَمْشِی حَتَّی دَخَلَ مَسْجِداً كَانَ یَتَعَبَّدُ فِیهِ أَبُوهُ وَ هُوَ یُصَلِّی فِی مَوْضِعٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ یَا مَعْبَدُ أَ تَرَی هَذَا الْمَوْضِعَ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ بَیْنَا أَبِی قَائِمٌ یُصَلِّی فِی هَذَا الْمَكَانِ إِذْ جَاءَهُ شَیْخٌ یَمْشِی حَسَنَ السَّمْتِ فَجَلَسَ وَ بَیْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ آدَمُ (7) حَسَنُ الْوَجْهِ وَ السِّیمَةِ فَقَالَ لِلشَّیْخِ مَا یُجْلِسُكَ فَلَیْسَ بِهَذَا أُمِرْتَ فَقَامَا یَتَسَارَّانِ (8) وَ انْطَلَقَا وَ تَوَارَیَا عَنِّی فَلَمْ أَرَ شَیْئاً فَقَالَ أَبِی یَا بُنَیَّ هَلْ رَأَیْتَ الشَّیْخَ وَ صَاحِبَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ فَمَنِ الشَّیْخُ وَ مَنْ
ص: 358
صَاحِبُهُ؟ فَقَالَ : الشَّیخُ مَلَكُ المَوتِ ، وَالَّذِی جَاءَ جَبرَئیلُ.(1)
بیان: السیمة بالكسر العلامة قوله یتساران یتكلمان سرا و فی بعض النسخ یتساوقان یقال تساوقت الإبل أی تتابعت و الغنم تزاحمت فی السیر.
«25»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ (2) قَالَ علیه السلام بَیْنَا أَبِی فِی دَارِهِ مَعَ جَارِیَةٍ لَهُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ قَاطِبُ الْوَجْهِ فَلَمَّا رَأَیْتُهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ طَلْقُ الْوَجْهِ وَ حَسَنُ الْبِشْرِ فَقَالَ لَسْتَ بِهَذَا أُمِرْتَ (3) قَالَ فَبَیْنَا أَنَا أُحَدِّثُ الْجَارِیَةَ وَ أُعَجِّبُهَا مِمَّا رَأَیْتُ إِذْ قُبِضَتْ (4) قَالَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَسَرْتُ الْبَیْتَ الَّذِی رَأَی أَبِی فِیهِ مَا رَأَی فَلَیْتَ مَا هَدَمْتُ مِنَ الدَّارِ إِنِّی لَمْ أَكْسِرْهُ (5).
بیان: لعل قوله لست بهذا أمرت أشار به قطوب الوجه و عبوسه أی ینبغی أن تأتیها طلق الوجه أو أنه أراد قبض روحه علیه السلام فصرفه عنه إلی الجاریة كما یدل علیه الخبر السابق و اللاحق و یحتمل تعدد الواقعة و لعله علیه السلام إنما كسر البیت لمصلحة و أظهر الندامة علیه لأخری لا نعرفهما.
«26»-یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ مُعَتِّبٍ (6) قَالَ: تَوَجَّهْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلَی ضَیْعَةٍ لَهُ یُقَالُ لَهَا طِیبَةُ فَدَخَلَهَا فَصَلَّی رَكْعَتَیْنِ فَصَلَّیْتُ مَعَهُ فَقَالَ یَا مُعَتِّبُ إِنِّی صَلَّیْتُ إِلَی ضَیْعَةٍ لَهُ مَعَ أَبِی الْفَجْرَ ذَاتَ یَوْمٍ فَجَلَسَ أَبِی یُسَبِّحُ اللَّهَ فَبَیْنَا هُوَ یُسَبِّحُ إِذْ
ص: 359
أَقْبَلَ شَیْخٌ طَوِیلٌ جَمِیلٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَةِ فَسَلَّمَ عَلَی أَبِی وَ شَابٌّ مُقْبِلٌ فِی أَثَرِهِ فَجَاءَ إِلَی الشَّیْخِ وَ سَلَّمَ عَلَی أَبِی وَ أَخَذَ بِیَدِ الشَّیْخِ وَ قَالَ قُمْ فَإِنَّكَ لَمْ تُؤْمَرْ بِهَذَا فَلَمَّا ذَهَبَا مِنْ عِنْدِ أَبِی قُلْتُ یَا أَبَتِ مَنْ هَذَا الشَّیْخُ وَ هَذَا الشَّابُّ فَقَالَ أَیْ بُنَیَّ هَذَا وَ اللَّهِ مَلَكُ الْمَوْتِ وَ هَذَا جَبْرَئِیلُ (1).
بیان: سیأتی فی باب غسلهم و أحوال وفاتهم خبر آخر یدل علی أنّهم یرون الملائكة فما ورد من الأخبار أنّهم علیهم السلام لا یرونهم لعله محمول علی أنّهم لا یرونهم عند إلقاء حكم من الأحكام علیهم أو لا یرونهم بصورتهم الأصلیة أو لا یرونهم غالبا و سیأتی بعض القول فی ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.
ص: 360
بسمه تعالی
إلی هنا انتهی الجزء الرابع من المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار فی جمل أحوال الأئمة الكرام علیهم الصلاة و السلام، و هو الجزء السادس و العشرون حسب تجزئتنا. و قد بذلنا الجهد فی تصحیحه و تطبیقه علی النسخة المصحّحة بعنایة الفاضل الخبیر الشیخ عبد الرحیم الربانیّ المحترم، و اللّٰه ولیّ التوفیق.
شوّال المكرّم 1388- محمد باقر البهبودی
من لجنة التصحیح لدار الكتب الإسلامیة
ص: 361
بسم اللّٰه الرحمن الرحیم و الحمد للّٰه ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد خیر المرسلین، و علی آله الطیّبین الطاهرین المعصومین و اللعنة علی أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.
فقد وفّقنا اللّٰه تعالی- و له الشكر و المنّة- لتصحیح هذا المجلّد- و هو المجلد السادس و العشرون حسب تجزئتنا- و تنمیقه و تحقیق نصوصه و أسانیده و مراجعة مصادره و مآخذه، مزداناً بتعالیق مختصرة لا غنی عنها، و كان مرجعنا فی المقابلة و التصحیح مضافاً إلی أصول الكتاب و مصادره نسختین من الكتاب: أحدهما النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمین الضرب، و ثانیها نسخة مخطوطة تفضّل بها الفاضل المعظّم السیّد جلال الدین الأموریّ الشهیر بالمحدّث.
و كان مرجعنا فی تخریج أحادیثه و تعالیقه كتباً أوعزنا إلیها فی المجلّدات السابقة، و الحمد للّٰه أوّلا و آخرا.
شوّال المكرّم: 1388
عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ عفی عنه و عن والدیه
ص: 362
عناوین الأبواب/ رقم الصفحة 13 باب نادر فی معرفتهم صلوات اللّٰه علیهم بالنورانیّة و فیه ذكر جمل من فضائلهم علیهم السلام 17- 1
أبواب علومهم ع
«1»-باب جهات علومهم علیهم السلام و ما عندهم من الكتب، و أنه ینقر فی آذانهم و ینكت فی قلوبهم 66- 18
«2»-باب أنّهم علیهم السلام محدثون مفهمون و أنّهم بمن یشبهون ممّن مضی و الفرق بینهم و بین الأنبیاء علیهم السلام 85- 66
«3»-باب أنّهم علیهم السلام یزادون و لو لا ذلك لنفد ما عندهم، و أنّ أرواحهم تعرج إلی السماء فی لیلة الجمعة 97- 86
«4»-باب أنّهم علیهم السلام لا یعلمون الغیب و معناه 104- 98
«5»-باب أنّهم علیهم السلام خزان اللّٰه علی علمه و حملةعرشه 108- 105
«6»-باب أنّهم علیهم السلام لا یحجب عنهم علم السماء و الأرض و الجنة و النار، و أنه عرض علیهم ملكوت السماوات و الأرض و یعلمون علم ما كان و ما یكون إلی یوم القیامة 117- 109
باب 7 أنّهم علیهم السلام یعرفون الناس بحقیقة الإیمان و بحقیقة النفاق و عندهم كتاب فیه أسماء أهل الجنة و أسماء شیعتهم و أعدائهم و أنّه لا یزیلهم خبر مخبر عمّا یعلمون من أحوالهم 132- 117
ص: 363
«8»-باب أنّ اللّٰه تعالی یرفع للإمام عمودا ینظر به إلی أعمال العباد 136- 132
«9»-باب أنّه لا یحجب عنهم شی ء من أحوال شیعتهم و ما تحتاج إلیه الأمّة من جمیع العلوم، و أنّهم یعلمون ما یصیبهم من البلایا و یصبرون علیها، و لو دعوا اللّٰه فی دفعها لأجیبوا، و أنّهم یعلمون ما فی الضمائر و علم المنایا و البلایا و فصل الخطاب و الموالید 154- 137
«10»-باب فی أنّ عندهم كتبا فیها أسماء الملوك الذین یملكون فی الأرض 156- 155
«11»-باب أن مستقی العلم من بیتهم و آثار الوحی فیها 158- 157
«12»-باب أن عندهم جمیع علوم الملائكة و الأنبیاء و، أنّهم أعطوا ما أعطاه اللّٰه الأنبیاء علیهم السلام و أنّ كل إمام یعلم جمیع علم الإمام الذی قبله و لا یبقی الأرض بغیر عالم 179- 159
«13»-باب آخر فی أن عندهم صلوات اللّٰه علیهم كتب الأنبیاء علیهم السلام یقرءونها علی اختلاف لغاتها 189- 180
«14»-باب أنّهم علیهم السلام یعلمون جمیع الألسن و اللغات و یتكلمون بها 193- 190
«15»-باب أنّهم أعلم من الأنبیاء علیهم السلام 200- 194
«16»-باب ما عندهم من سلاح رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و آثاره و آثار الأنبیاء صلوات اللّٰه علیهم 222- 201
«17»-باب أنه إذا قیل فی الرجل شی ء فلم یكن فیه و كان فی ولده أو ولد ولده فإنه هو الذی قیل فیه 226- 223
ص: 364
أبواب سائر فضائلهم و مناقبهم و غرائب شئونهم صلوات اللّٰه علیهم
عناوین الأبواب/ رقم الصفحة 1 باب ذكر ثواب فضائلهم و صلتهم و إدخال السرور علیهم و النظر إلیهم 229- 227
«2»-باب فضل إنشاد الشعر فی مدحهم و فیه بعض النوادر 232- 230
«3»-باب عقاب من كتم شیئا من فضائلهم أو جلس فی مجلس یعابون فیه أو فضل غیرهم علیهم من غیر تقیة و تجویز ذلك عند التقیة و الضرورة 238- 232
«4»-باب النهی عن أخذ فضائلهم من مخالفیهم 239
«5»-باب جوامع مناقبهم و فضائلهم علیهم السلام 266- 240
«6»-باب تفضیلهم علیهم السلام علی الأنبیاء و علی جمیع الخلق و أخذ میثاقهم عنهم و عن الملائكة و عن سائر الخلق، و أنّ أولی العزم إنما صاروا أولی العزم بحبّهم صلوات اللّٰه علیهم 319- 267
«7»-باب أن دعاء الأنبیاء استجیب بالتوسل و الاستشفاع بهم صلوات اللّٰه علیهم أجمعین 334- 319
«8»-باب فضل النبی و أهل بیته صلوات اللّٰه علیهم علی الملائكة و شهادتهم بولایتهم 350- 335
«9»-باب أنّ الملائكة تأتیهم و تطأ فرشهم، و أنّهم یرونهم صلوات اللّٰه علیهم أجمعین 360- 351
ص: 365
ص: 366
ب: لقرب الإسناد.
بشا: لبشارة المصطفی.
تم: لفلاح السائل.
ثو: لثواب الأعمال.
ج: للإحتجاج.
جا: لمجالس المفید.
جش: لفهرست النجاشیّ.
جع: لجامع الأخبار.
جم: لجمال الأسبوع.
جُنة: للجُنة.
حة: لفرحة الغریّ.
ختص: لكتاب الإختصاص.
خص: لمنتخب البصائر.
د: للعَدَد.
سر: للسرائر.
سن: للمحاسن.
شا: للإرشاد.
شف: لكشف الیقین.
شی: لتفسیر العیاشیّ
ص: لقصص الأنبیاء.
صا: للإستبصار.
صبا: لمصباح الزائر.
صح: لصحیفة الرضا (علیه السلام).
ضا: لفقه الرضا (علیه السلام).
ضوء: لضوء الشهاب.
ضه: لروضة الواعظین.
ط: للصراط المستقیم.
طا: لأمان الأخطار.
طب: لطبّ الأئمة.
ع: لعلل الشرائع.
عا: لدعائم الإسلام.
عد: للعقائد.
عدة: للعُدة.
عم: لإعلام الوری.
عین: للعیون و المحاسن.
غر: للغرر و الدرر.
غط: لغیبة الشیخ.
غو: لغوالی اللئالی.
ف: لتحف العقول.
فتح: لفتح الأبواب.
فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.
فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.
فض: لكتاب الروضة.
ق: للكتاب العتیق الغرویّ
قب: لمناقب ابن شهر آشوب.
قبس: لقبس المصباح.
قضا: لقضاء الحقوق.
قل: لإقبال الأعمال.
قیة: للدُروع.
ك: لإكمال الدین.
كا: للكافی.
كش: لرجال الكشیّ.
كشف: لكشف الغمّة.
كف: لمصباح الكفعمیّ.
كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.
ل: للخصال.
لد: للبلد الأمین.
لی: لأمالی الصدوق.
م: لتفسیر الإمام العسكریّ (علیه السلام).
ما: لأمالی الطوسیّ.
محص: للتمحیص.
مد: للعُمدة.
مص: لمصباح الشریعة.
مصبا: للمصباحین.
مع: لمعانی الأخبار.
مكا: لمكارم الأخلاق.
مل: لكامل الزیارة.
منها: للمنهاج.
مهج: لمهج الدعوات.
ن: لعیون أخبار الرضا (علیه السلام).
نبه: لتنبیه الخاطر.
نجم: لكتاب النجوم.
نص: للكفایة.
نهج: لنهج البلاغة.
نی: لغیبة النعمانیّ.
هد: للهدایة.
یب: للتهذیب.
یج: للخرائج.
ید: للتوحید.
یر: لبصائر الدرجات.
یف: للطرائف.
یل: للفضائل.
ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.
یه: لمن لا یحضره الفقیه.
ص: 367