بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الأطهار المجلد 25

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: مجلسي محمد باقربن محمدتقي 1037 - 1111ق.

عنوان واسم المؤلف: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار المجلد 25: تأليف محمد باقربن محمدتقي المجلسي.

عنوان واسم المؤلف: بيروت داراحياء التراث العربي [ -13].

مظهر: ج - عينة.

ملاحظة: عربي.

ملاحظة: فهرس الكتابة على أساس المجلد الرابع والعشرين، 1403ق. [1360].

ملاحظة: المجلد108،103،94،91،92،87،67،66،65،52،24(الطبعة الثالثة: 1403ق.=1983م.=[1361]).

ملاحظة: فهرس.

محتويات: ج.24.كتاب الامامة. ج.52.تاريخ الحجة. ج67،66،65.الإيمان والكفر. ج.87.كتاب الصلاة. ج.92،91.الذكر و الدعا. ج.94.كتاب السوم. ج.103.فهرست المصادر. ج.108.الفهرست.-

عنوان: أحاديث الشيعة — قرن 11ق

ترتيب الكونجرس: BP135/م3ب31300 ي ح

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1680946

ص: 1

تتمة كتاب الإمامة

أبواب خلقهم و طینتهم و أرواحهم صلوات اللّٰه علیهم

باب 1 بدو أرواحهم و أنوارهم و طینتهم علیهم السلام و أنهم من نور واحد

«1»-مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلَ ابْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی (1) عَلَی الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبْلَغَ اللَّهُ مِنْ قَدْرِكَ أَنْ تَدَّعِیَ مَا ادَّعَی أَبُوكَ فَقَالَ لَهُ مَا لَكَ أَطْفَأَ اللَّهُ نُورَكَ وَ أَدْخَلَ الْفَقْرَ بَیْتَكَ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْحَی إِلَی عِمْرَانَ أَنِّی وَاهِبٌ لَكَ ذَكَراً فَوَهَبَ لَهُ مَرْیَمَ وَ وَهَبَ لِمَرْیَمَ عِیسَی- فَعِیسَی مِنْ مَرْیَمَ وَ مَرْیَمُ مِنْ عِیسَی وَ مَرْیَمُ وَ عِیسَی شَیْ ءٌ وَاحِدٌ وَ أَنَا مِنْ أَبِی وَ أَبِی مِنِّی وَ أَنَا وَ أَبِی شَیْ ءٌ وَاحِدٌ (2).

فس، تفسیر القمی أبی عن داود النهدی قال دخل أبو سعید المكاری و ذكر مثله (3).

«2»-ختص، الإختصاص عَنْهُمْ علیهم السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا قَبْلَ الْخَلْقِ بِأَلْفَیْ أَلْفِ عَامٍ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ لِتَسْبِیحِنَا (4).

ص: 1


1- لعل الصحیح: أبو سعید المكاری.
2- معانی الأخبار: 65 و 66.
3- تفسیر القمّیّ: 551.
4- الاختصاص ...

«3»-كِتَابُ فَضَائِلِ الشِّیعَةِ، لِلصَّدُوقِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِذْ أَقْبَلَ إِلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِإِبْلِیسَ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ فَمَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ الَّذِینَ هُمْ أَعْلَی مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ كُنَّا فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ تُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ بِأَلْفَیْ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ آدَمَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ یَسْجُدُوا لَهُ وَ لَمْ یَأْمُرْنَا بِالسُّجُودِ فَسَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ إِلَّا إِبْلِیسَ فَإِنَّهُ أَبَی أَنْ یَسْجُدَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِینَ أَیْ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخَمْسِ الْمَكْتُوبِ أَسْمَاؤُهُمْ فِی سُرَادِقِ الْعَرْشِ فَنَحْنُ بَابُ اللَّهِ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ بِنَا یَهْتَدِی الْمُهْتَدُونَ فَمَنْ أَحَبَّنَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ وَ مَنْ أَبْغَضَنَا أَبْغَضَهُ اللَّهُ وَ أَسْكَنَهُ نَارَهُ وَ لَا یُحِبُّنَا إِلَّا مَنْ طَابَ مَوْلِدُهُ (1).

«4»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ قَبِیصَةَ (2) بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وَ عِنْدَهُ الدَّوْسُ بْنُ أَبِی الدَّوْسِ وَ ابْنُ ظَبْیَانَ وَ الْقَاسِمُ الصَّیْرَفِیُّ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ وَ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ أَتَیْتُكَ مُسْتَفِیداً قَالَ سَلْ وَ أَوْجِزْ قُلْتُ أَیْنَ كُنْتُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ سَمَاءً مَبْنِیَّةً وَ أَرْضاً مَدْحِیَّةً أَوْ ظُلْمَةً وَ نُوراً قَالَ یَا قَبِیصَةُ لِمَ سَأَلْتَنَا عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ فِی مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ حُبَّنَا قَدِ اكْتُتِمَ وَ بُغْضَنَا قَدْ فَشَا وَ أَنَّ لَنَا أَعْدَاءً مِنَ الْجِنِّ یُخْرِجُونَ حَدِیثَنَا إِلَی أَعْدَائِنَا مِنَ الْإِنْسِ وَ إِنَّ الْحِیطَانَ لَهَا آذَانٌ كَآذَانِ النَّاسِ قَالَ قُلْتُ قَدْ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ یَا قَبِیصَةُ كُنَّا أَشْبَاحَ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ بِخَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ فَرَّغَنَا فِی صُلْبِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَنْقُلُنَا مِنْ صُلْبٍ طَاهِرٍ إِلَی رَحِمٍ مُطَهَّرٍ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَنَحْنُ عُرْوَةُ اللَّهِ الْوُثْقَی مَنِ اسْتَمْسَكَ بِنَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا هَوَی لَا نُدْخِلُهُ (3) فِی بَابِ ضَلَالٍ وَ لَا نُخْرِجُهُ مِنْ بَابِ هُدًی وَ نَحْنُ رُعَاةُ شَمْسِ اللَّهِ وَ نَحْنُ

ص: 2


1- فضائل الشیعة: 7 و 8. و الآیة فی ص: 75.
2- فی المصدر: (فیضة) بالفاء و كذا فیما یأتی.
3- أی لا ندخل من استمسك بنا فی باب ضلالة.

عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ الْقُبَّةُ الَّتِی طَالَتْ أَطْنَابُهَا وَ اتَّسَعَ فِنَاؤُهَا مَنْ ضَوَی إِلَیْنَا نَجَا إِلَی الْجَنَّةِ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنَّا هَوَی إِلَی النَّارِ قُلْتُ لِوَجْهِ رَبِّیَ الْحَمْدُ (1).

بیان: رعاة شمس اللّٰه أی نرعیها (2) ترقبا لأوقات الفرائض و النوافل و یحتمل أن یراد بها النبی صلی اللّٰه علیه و آله و ضوی إلیه كرمی أوی إلیه و انضم.

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الصَّدُوقُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ الْمِعْرَاجِ، عَنْ رِجَالِهِ إِلَی ابْنِ عَبَّاسٍ (3) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُخَاطِبُ عَلِیّاً علیه السلام وَ یَقُولُ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَانَ وَ لَا شَیْ ءَ مَعَهُ فَخَلَقَنِی وَ خَلَقَكَ رُوحَیْنِ مِنْ نُورِ جَلَالِهِ فَكُنَّا أَمَامَ عَرْشِ رَبِّ الْعَالَمِینَ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ نُقَدِّسُهُ وَ نُحَمِّدُهُ وَ نُهَلِّلُهُ وَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ خَلَقَنِی وَ إِیَّاكَ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ وَ عَجَنَنَا بِذَلِكَ النُّورِ وَ غَمَسَنَا فِی جَمِیعِ الْأَنْوَارِ وَ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ وَ اسْتَوْدَعَ صُلْبَهُ تِلْكَ الطِّینَةَ وَ النُّورَ فَلَمَّا خَلَقَهُ اسْتَخْرَجَ ذُرِّیَّتَهُ مِنْ ظَهْرِهِ فَاسْتَنْطَقَهُمْ وَ قَرَّرَهُمْ (4) بِالرُّبُوبِیَّةِ فَأَوَّلُ خَلْقٍ (5) إِقْرَاراً بِالرُّبُوبِیَّةِ أَنَا وَ أَنْتَ وَ النَّبِیُّونَ عَلَی قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ وَ قُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی صَدَقْتُمَا وَ أَقْرَرْتُمَا یَا مُحَمَّدُ وَ یَا عَلِیُّ وَ سَبَقْتُمَا خَلْقِی إِلَی طَاعَتِی وَ كَذَلِكَ كُنْتُمَا فِی سَابِقِ عِلْمِی فِیكُمَا فَأَنْتُمَا صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّیَّتِكُمَا وَ شِیعَتُكُمَا وَ كَذَلِكَ خَلَقْتُكُمْ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ فَكَانَتِ الطِّینَةُ فِی صُلْبِ آدَمَ وَ نُورِی وَ نُورُكَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ فَمَا زَالَ ذَلِكَ النُّورُ یَنْتَقِلُ بَیْنَ أَعْیُنِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُنْتَجَبِینَ حَتَّی وَصَلَ النُّورُ وَ الطِّینَةُ إِلَی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَافْتَرَقَ نِصْفَیْنِ فَخَلَقَنِیَ اللَّهُ مِنْ نِصْفِهِ وَ اتَّخَذَنِی نَبِیّاً وَ رَسُولًا وَ خَلَقَكَ مِنَ النِّصْفِ

ص: 3


1- تفسیر فرات: 207 و 208.
2- فی النسخة المصحّحة: مرعاها.
3- فی المصدر: مرفوعا عن ابن عبّاس.
4- فی المصدر: و قررهم بدینه.
5- فاول خلق اللّٰه خ ل. أقول: فی المصدر: فاول من خلقه فاقر له بالربوبیة.

الْآخَرِ فَاتَّخَذَكَ خَلِیفَةً (1) وَ وَصِیّاً وَ وَلِیّاً فَلَمَّا كُنْتُ مِنْ عَظَمَةِ رَبِّی كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی قَالَ لِی یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَطْوَعُ خَلْقِی لَكَ فَقُلْتُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاتَّخِذْهُ خَلِیفَةً وَ وَصِیّاً فَقَدِ اتَّخَذْتُهُ صَفِیّاً وَ وَلِیّاً یَا مُحَمَّدُ كَتَبْتُ اسْمَكَ وَ اسْمَهُ عَلَی عَرْشِی مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَ الْخَلْقَ مَحَبَّةً مِنِّی لَكُمَا وَ لِمَنْ أَحَبَّكُمَا وَ تَوَلَّاكُمَا وَ أَطَاعَكُمَا فَمَنْ أَحَبَّكُمَا وَ أطَاعَكُمَا وَ تَوَلَّاكُمَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْمُقَرَّبِینَ وَ مَنْ جَحَدَ وَلَایَتَكُمَا وَ عَدَلَ عَنْكُمَا كَانَ عِنْدِی مِنَ الْكَافِرِینَ الضَّالِّینَ ثُمَّ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ فَمَنْ ذَا یَلِجُ بَیْنِی وَ بَیْنَكَ وَ أَنَا وَ أَنْتَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ وَ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِی فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ وُلْدُكَ وُلْدِی وَ شِیعَتُكُمْ شِیعَتِی وَ أَوْلِیَاؤُكُمْ أَوْلِیَائِی وَ أَنْتُمْ مَعِی غَداً فِی الْجَنَّةِ (2).

«6»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ، لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ الْمِعْرَاجِ عَنِ الصَّدُوقِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ فُرَاتِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ رَاشِدٍ وَ الْفَضْلِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ لَیْثِ بْنِ أَبِی سُلَیْمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ أُهْبِطَ إِلَی الْأَرْضِ یَقُولُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَانَ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ مِثْلَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ وَ وُلْدُكَ وُلْدِی وَ شِیعَتُكَ شِیعَتِی وَ أَوْلِیَاؤُكَ أَوْلِیَائِی وَ هُمْ مَعَكَ غَداً فِی الْجَنَّةِ جِیرَانِی (3).

«7»-وَ مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ رَفَعَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نُوراً مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَهِیَ أَرْوَاحُنَا فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عُدَّهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَمَنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ نُوراً فَقَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ وَ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ ثُمَّ عَدَّهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ

ص: 4


1- خلیفة علی خلقه خ ل.
2- كنز الفوائد: 374 و 375.
3- المحتضر: 129.

ثُمَّ قَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْأَوْصِیَاءُ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ الْمَثَانِی الَّتِی أَعْطَاهَا اللَّهُ نَبِیَّنَا وَ نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَنْبِتُ الرَّحْمَةِ وَ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ مَصَابِیحُ الْعِلْمِ وَ مَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَ مُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ وَ مَوْضِعُ سِرِّ اللَّهِ وَ وَدِیعَةُ اللَّهِ جَلَّ اسْمُهُ فِی عِبَادِهِ وَ حَرَمُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ وَ عَهْدُهُ الْمَسْئُولُ عَنْهُ فَمَنْ وَفَی بِعَهْدِنَا فَقَدْ وَفَی بِعَهْدِ اللَّهِ وَ مَنْ خَفَرَهُ (1) فَقَدْ خَفَرَ ذِمَّةَ اللَّهِ وَ عَهْدَهُ عَرَفَنَا مَنْ عَرَفَنَا وَ جَهِلَنَا مَنْ جَهِلَنَا نَحْنُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَی الَّتِی لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلًا إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِی تَلَقَّاهَا آدَمُ مِنْ رَبِّهِ فَتابَ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَ صَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا وَ جَعَلَنَا عَیْنَهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ لِسَانَهُ النَّاطِقَ فِی خَلْقِهِ وَ یَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلَیْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ وَجْهَهُ الَّذِی یُؤْتَی مِنْهُ وَ بَابَهُ الَّذِی یَدُلُّ عَلَیْهِ وَ خُزَّانَ عِلْمِهِ وَ تَرَاجِمَةَ وَحْیِهِ وَ أَعْلَامَ دِینِهِ وَ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی وَ الدَّلِیلَ الْوَاضِحَ لِمَنِ اهْتَدَی وَ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ وَ أَیْنَعَتِ الثِّمَارُ وَ جَرَتِ الْأَنْهَارُ وَ نَزَلَ الْغَیْثُ مِنَ السَّمَاءِ وَ نَبَتَ عُشْبُ الْأَرْضِ وَ بِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ لَوْلَانَا مَا عُرِفَ اللَّهُ وَ ایْمُ اللَّهِ لَوْ لَا وَصِیَّةٌ سَبَقَتْ وَ عَهْدٌ أُخِذَ عَلَیْنَا لَقُلْتُ قَوْلًا یَعْجَبُ مِنْهُ أَوْ یَذْهَلُ مِنْهُ الْأَوَّلُونَ وَ الْآخِرُونَ (2).

«8»-وَ مِنْ كِتَابِ الْآلِ، لِابْنِ خَالَوَیْهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ علیهما السلام تَبَخْتَرَا فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ آدَمُ لِحَوَّاءَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً هُوَ أَحْسَنُ مِنَّا فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی جَبْرَئِیلَ أَنِ ائْتِنِی بِعَبْدَتِیَ الَّتِی فِی جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی فَلَمَّا دَخَلَا الْفِرْدَوْسَ نَظَرَا إِلَی جَارِیَةٍ عَلَی دُرْنُوكٍ (3) مِنْ دَرَانِیكِ الْجَنَّةِ عَلَی رَأْسِهَا تَاجٌ مِنْ نُورٍ وَ فِی أُذُنَیْهَا قُرْطَانِ مِنْ نُورٍ قَدْ أَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِهَا قَالَ آدَمُ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ مَنْ هَذِهِ الْجَارِیَةُ الَّتِی قَدْ أَشْرَقَتِ الْجِنَانُ مِنْ حُسْنِ وَجْهِهَا فَقَالَ هَذِهِ فَاطِمَةُ (4) بِنْتُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نَبِیٍّ مِنْ وُلْدِكَ یَكُونُ فِی آخِرِ

ص: 5


1- أی و من نقض عهدنا فقد نقض عهد اللّٰه و غدر به.
2- المحتضر: 129.
3- الدرنوك: نوع من البسط له خمل.
4- لعل المراد مثالها النوریّ.

الزَّمَانِ قَالَ فَمَا هَذَا التَّاجُ الَّذِی عَلَی رَأْسِهَا قَالَ بَعْلُهَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَمَا الْقُرْطَانِ اللَّذَانِ فِی أُذُنَیْهَا قَالَ وَلَدَاهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قَالَ حَبِیبِی جَبْرَئِیلُ أَ خُلِقُوا قَبْلِی قَالَ هُمْ مَوْجُودُونَ فِی غَامِضِ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ تُخْلَقَ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ (1).

«9»-وَ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ، مِمَّا أَخَذَهُ مِنَ الْمُقْتَضَبِ وَ وَجَدْتُهُ فِی الْمُقْتَضَبِ أَیْضاً مُسْنَداً عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَبْعَثْ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ اثْنَیْ عَشَرَ نَقِیباً قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ هَذَا مِنَ الْكِتَابَیْنِ (2) قَالَ یَا سَلْمَانُ فَهَلْ عَلِمْتَ نُقَبَائِیَ الِاثْنَیْ عَشَرَ الَّذِینَ اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِلْإِمَامَةِ مِنْ بَعْدِی فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ یَا سَلْمَانُ خَلَقَنِیَ اللَّهُ مِنْ صَفَاءِ نُورِهِ فَدَعَانِی فَأَطَعْتُهُ وَ خَلَقَ مِنْ نُورِی عَلِیّاً فَدَعَاهُ إِلَی طَاعَتِهِ فَأَطَاعَهُ وَ خَلَقَ مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ علیه السلام فَاطِمَةَ فَدَعَاهَا فَأَطَاعَتْهُ وَ خَلَقَ مِنِّی وَ مِنْ عَلِیٍّ وَ مِنْ فَاطِمَةَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ فَدَعَاهُمَا فَأَطَاعَاهُ فَسَمَّانَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِخَمْسَةِ أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَائِهِ فَاللَّهُ الْمَحْمُودُ وَ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ اللَّهُ الْعَلِیُّ وَ هَذَا عَلِیٌّ وَ اللَّهُ فَاطِرٌ وَ هَذِهِ فَاطِمَةُ وَ اللَّهُ الْإِحْسَانُ (3) وَ هَذَا الْحَسَنُ وَ اللَّهُ الْمُحْسِنُ وَ هَذَا الْحُسَیْنُ- ثُمَّ خَلَقَ مِنْ نُورِ الْحُسَیْنِ تِسْعَةَ أَئِمَّةٍ فَدَعَاهُمْ فَأَطَاعُوهُ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ سَمَاءً مَبْنِیَّةً أَوْ أَرْضاً مَدْحِیَّةً أَوْ هَوَاءً أَوْ مَاءً أَوْ مَلَكاً أَوْ بَشَراً وَ كُنَّا بِعِلْمِهِ أَنْوَاراً نُسَبِّحُهُ وَ نَسْمَعُ لَهُ وَ نُطِیعُ فَقَالَ سَلْمَانُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا لِمَنْ عَرَفَ هَؤُلَاءِ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ مَنْ عَرَفَهُمْ حَقَّ مَعْرِفَتِهِمْ وَ اقْتَدَی بِهِمْ فَوَالَی وَلِیَّهُمْ وَ تَبَرَّأَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَهُوَ وَ اللَّهِ مِنَّا یَرِدُ حَیْثُ نَرِدُ وَ یَسْكُنُ حَیْثُ نَسْكُنُ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَكُونُ إِیمَانٌ بِهِمْ بِغَیْرِ

ص: 6


1- المحتضر: 131 و 132.
2- أی التوراة و الإنجیل.
3- لعل الصحیح: و اللّٰه ذو الاحسان، او قدیم الاحسان.

مَعْرِفَتِهِمْ وَ أَسْمَائِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ فَقَالَ لَا یَا سَلْمَانُ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنَّی لِی بِهِمْ قَالَ قَدْ عَرَفْتَ إِلَی الْحُسَیْنِ ثُمَّ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ بَاقِرُ عِلْمِ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ ثُمَّ ابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِسَانُ اللَّهِ الصَّادِقُ ثُمَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ الْكَاظِمُ غَیْظَهُ صَبْراً فِی اللَّهِ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا لِأَمْرِ اللَّهِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْجَوَادُ الْمُخْتَارُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَادِی إِلَی اللَّهِ ثُمَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الصَّامِتُ الْأَمِینُ الْعَسْكَرِیُّ ثُمَّ ابْنُهُ حُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَهْدِیُّ النَّاطِقُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ قَالَ سَلْمَانُ فَسَكَتُّ ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِی بِإِدْرَاكِهِمْ قَالَ یَا سَلْمَانُ إِنَّكَ مُدْرِكُهُمْ وَ أَمْثَالُكَ وَ مَنْ تَوَلَّاهُمْ بِحَقِیقَةِ الْمَعْرِفَةِ قَالَ سَلْمَانُ فَشَكَرْتُ اللَّهَ كَثِیراً ثُمَّ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُؤَجَّلٌ فِیَّ إِلَی أَنْ أُدْرِكَهُمْ فَقَالَ یَا سَلْمَانُ اقْرَأْ فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَیْكُمْ عِباداً لَنا أُولِی بَأْسٍ شَدِیدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّیارِ وَ كانَ وَعْداً مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَیْهِمْ وَ أَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ وَ جَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِیراً (1) قَالَ سَلْمَانُ فَاشْتَدَّ بُكَائِی وَ شَوْقِی فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِعَهْدٍ مِنْكَ فَقَالَ إِی وَ الَّذِی أَرْسَلَ مُحَمَّداً إِنَّهُ بِعَهْدٍ مِنِّی وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ تِسْعَةِ أَئِمَّةٍ وَ كُلِّ مَنْ هُوَ مِنَّا وَ مَظْلُومٍ فِینَا إِی وَ اللَّهِ یَا سَلْمَانُ ثُمَّ لَیُحْضَرَنَّ إِبْلِیسُ وَ جُنُودُهُ وَ كُلُّ مَنْ مَحَضَ الْإِیمَانَ مَحْضاً وَ مَحَضَ الْكُفْرَ مَحْضاً حَتَّی یُؤْخَذَ بِالْقِصَاصِ وَ الأوثار (2) (الْأَوْتَارِ) وَ التُّرَاثِ وَ لَا یَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً وَ نَحْنُ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا یَحْذَرُونَ (3) قَالَ سَلْمَانُ فَقُمْتُ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ

ص: 7


1- الإسراء: 5 و 6.
2- هكذا فی الكتاب و لعلّ الصحیح: الآثار: او الأثآر جمع الثأر و هو أن تطلب المكافاة بجنایة جنیت علیك.
3- القصص: 5 و 6.

وَ مَا یُبَالِی سَلْمَانُ مَتَی لَقِیَ الْمَوْتَ أَوْ لَقِیَهُ (1).

«10»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّا وَ شِیعَتَنَا خُلِقْنَا مِنْ طِینَةٍ مِنْ عِلِّیِّینَ وَ خُلِقَ عَدُوُّنَا مِنْ طِینَةِ خَبَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (2).

بیان: قال الجزری فیه من شرب الخمر سقاه اللّٰه من طینة الخبال یوم القیامة جاء تفسیره فی الحدیث أن الخبال عصارة أهل النار و الخبال فی الأصل الفساد و یكون فی الأفعال و الأبدان و العقول.

«11»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ (أَبِی عُقْبَةَ) (عَنْ) أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیهما السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ طِینَةٍ مِنْ جَوْهَرَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ وَ إِنَّهُ كَانَ لِطِینَتِهِ نَضْجٌ فَجَبَلَ طِینَةَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ نَضْجِ طِینَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ لِطِینَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام نَضْجٌ فَجَبَلَ طِینَتَنَا مِنْ فَضْلِ طِینَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ كَانَتْ لِطِینَتِنَا نَضْجٌ فَجَبَلَ طِینَةَ شِیعَتِنَا مِنْ نَضْجِ طِینَتِنَا فَقُلُوبُهُمْ تَحِنُّ إِلَیْنَا وَ قُلُوبُنَا تَعْطِفُ عَلَیْهِمْ تَعَطُّفَ الْوَالِدِ عَلَی الْوَلَدِ وَ نَحْنُ خَیْرٌ لَهُمْ وَ هُمْ خَیْرٌ لَنَا وَ رَسُولُ اللَّهِ لَنَا خَیْرٌ وَ نَحْنُ لَهُ خَیْرٌ (3).

«12»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَجَّاجِ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَبَا الْحَجَّاجِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُمْ مِنْ طِینَةِ فَوْقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِیعَتَنَا مِنْ طِینَةِ دُونِ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُمْ مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ فَقُلُوبُ شِیعَتِنَا مِنْ أَبْدَانِ آلِ مُحَمَّدٍ وَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ طِینِ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُمْ مِنْ طِینٍ أَخْبَثَ مِنْ ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِیعَتَهُمْ مِنْ طِینٍ دُونَ طِینِ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُمْ مِنْ طِینِ سِجِّینٍ فَقُلُوبُهُمْ مِنْ أَبْدَانِ أُولَئِكَ وَ كُلُّ قَلْبٍ یَحِنُّ إِلَی بَدَنِهِ (4).

بیان: قال الفیروزآبادی سجین كسكین الدائم و الشدید و موضع فیه

ص: 8


1- المحتضر: 152 و 153.
2- أمالی ابن الشیخ: 92.
3- بصائر الدرجات: 5.
4- بصائر الدرجات: 5.

كتاب الفجار و واد فی جهنم أعاذنا اللّٰه منها أو حجر فی الأرض السابعة.

«13»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْجَازِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ طِینَةِ الْجَنَّةِ وَ خَلَقَ النَّاصِبَ مِنْ طِینَةِ النَّارِ وَ قَالَ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَیْراً طَیَّبَ رُوحَهُ وَ جَسَدَهُ فَلَا یَسْمَعُ شَیْئاً مِنَ الْخَیْرِ إِلَّا عَرَفَهُ وَ لَا یَسْمَعُ شَیْئاً مِنَ الْمُنْكَرِ إِلَّا أَنْكَرَهُ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ الطِّینَاتُ ثَلَاثَةٌ طِینَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُؤْمِنُ مِنْ تِلْكَ الطِّینَةِ إِلَّا أَنَّ الْأَنْبِیَاءَ هُمْ صَفْوَتُهَا وَ هُمُ الْأَصْلُ وَ لَهُمْ فَضْلُهُمْ وَ الْمُؤْمِنُونَ الْفَرْعُ مِنْ طِینٍ لازِبٍ كَذَلِكَ لَا یُفَرِّقُ اللَّهُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ شِیعَتِهِمْ وَ قَالَ طِینَةُ النَّاصِبِ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَ أَمَّا الْمُسْتَضْعَفُونَ فَ مِنْ تُرابٍ لَا یَتَحَوَّلُ مُؤْمِنٌ عَنْ إِیمَانِهِ وَ لَا نَاصِبٌ عَنْ نَصْبِهِ وَ لِلَّهِ الْمَشِیَّةُ فِیهِمْ جَمِیعاً (1).

بیان: الظاهر أن الضمیر فی قوله علیه السلام فیهم راجع إلی الجمیع و یحتمل رجوعه إلی المستضعفین لأنه علیه السلام لما ذكر حال الفریقین فالظاهر أن هذا حال الفریق الثالث لكن قوله جمیعا یأبی عن ذلك و لیس فی الكافی و لعله زید من النساخ.

ثم اعلم أن هذا الخبر یدل علی وجه جمع بین الآیات الواردة فی طینة آدم علیه السلام و وصفها مرة باللازب و مرة بالحمإ المسنون و مرة بالطین مطلقا بأن تكون تلك الطینات أجزاء لطینة آدم بسبب الاختلاف الذی یكون فی أولاده فاللازب طینة الشیعة من لزب بمعنی لصق لأنها تلصق و تلحق بطینة أئمتهم علیهم السلام أو بمعنی صلب فإنهم المتصلبون فی دینهم و الحمأ المسنون أی الطین الأسود المتغیر المنتن طینة الكفار و المخالفین و الطین البحت طینة المستضعفین و قد مر القول فی تلك الأخبار فی كتاب العدل و كتاب قصص الأنبیاء علیهم السلام.

«14»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی (2) عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی نَهْشَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ

ص: 9


1- بصائر الدرجات: 6.
2- فی المصدر: أحمد بن محمّد.

عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَی عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِیعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِی إِلَیْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقْنَا مِنْهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِی عِلِّیِّینَ وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّیُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ یَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِیعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِی إِلَیْهِمْ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خُلِقُوا مِنْهُ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّینٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ (1)

بیان: اعلم أن المفسرین اختلفوا فی تفسیر علیین فقیل هی مراتب عالیة محفوفة بالجلالة أو السماء السابعة أو سدرة المنتهی أو الجنة أو لوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش أعمالهم مكتوبة فیه و قال الفراء أی فی ارتفاع بعد ارتفاع لا غایة له و السجین الأرض السابعة أو أسفل منها أو جب فی جهنم و قال أبو عبیدة هو فعیل من السجن.

فالمعنی أن كتابة أعمالهم أو ما یكتب منها فی علیین أی فی دفتر أعمالهم أو المراد أن دفتر أعمالهم فی تلك الأمكنة الشریفة و علی الأخیر فیه حذف مضاف أی و ما أدراك ما كتاب علیین هذا ما قیل فی الآیة و أما استشهاده علیه السلام بها فهو إما لمناسبة كون كتاب أعمالهم فی مكان أخذ منه طینتهم أو هو مبنی علی كون المراد بكتابهم أرواحهم إذ هی محل لارتسام علومهم.

«15»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی (2) عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّا وَ شِیعَتَنَا خُلِقْنَا مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ وَ خُلِقَ عَدُوُّنَا مِنْ طِینَةِ خَبَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (3)

ص: 10


1- بصائر الدرجات، 5. فی المطففین: 7- 9 و 18- 21.
2- فی المصدر: أحمد بن محمّد.
3- بصائر الدرجات: 5.

«16»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ هَیْثَمٍ عَنْ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْعَبْدِیِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ یَا جَابِرُ خُلِقْنَا نَحْنُ وَ مُحِبِّینَا مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ بَیْضَاءَ نَقِیَّةٍ مِنْ أَعْلَی عِلِّیِّینَ فَخُلِقْنَا نَحْنُ مِنْ أَعْلَاهَا وَ خُلِقَ محبینا (1) (مُحِبُّونَا) مِنْ دُونِهَا فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ الْتَفَّتِ (2) الْعُلْیَا بِالسُّفْلَی وَ إِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ ضَرَبْنَا بِأَیْدِینَا إِلَی حُجْزَةِ نَبِیِّنَا وَ ضَرَبَ أَشْیَاعُنَا بِأَیْدِیهِمْ إِلَی حُجْزَتِنَا فَأَیْنَ تَرَی یُصَیِّرُ اللَّهُ نَبِیَّهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ وَ أَیْنَ تَرَی یُصَیِّرُ ذُرِّیَّتُهُ مُحِبِّیهَا فَضَرَبَ جَابِرٌ یَدَهُ عَلَی یَدِهِ فَقَالَ دَخَلْنَاهَا وَ رَبِّ الْكَعْبَةِ ثَلَاثاً (3).

«17»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ (4) الْهَاشِمِیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ (5) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَجَنَ طِینَتَنَا وَ طِینَةَ شِیعَتِنَا فَخَلَطَنَا بِهِمْ وَ خَلَطَهُمْ بِنَا فَمَنْ كَانَ فِی خَلْقِهِ شَیْ ءٌ مِنْ طِینَتِنَا حَنَّ إِلَیْنَا فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَّا (6).

«18»-یر، بصائر الدرجات بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَیْمُونٍ (7) عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَنَا مِنْ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ مُحِبِّینَا مِنْ دُونِ مَا خَلَقَنَا مِنْهُ وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ مُحِبِّیهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ فَلِذَلِكَ یَهْوِی كُلٌّ إِلَی كُلٍّ (8)

«19»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَخِیهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ

ص: 11


1- فی نسخة من الكتاب و المصدر: محبونا.
2- فی نسخة: التقت.
3- بصائر الدرجات: 6.
4- فی نسخة: عن الحسن بن محمّد الهاشمی.
5- فی نسخة و فی المصدر: حنان بن منذر.
6- بصائر الدرجات: 6.
7- الحسن بن شمون خ ل.
8- بصائر الدرجات: 6.

أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ خَلَقَ اللَّهُ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَوْصِیَاءَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی أَخَذَ اللَّهُ فِیهِ مِیثَاقَهُمْ وَ قَالَ خُلِقْنَا نَحْنُ وَ شِیعَتُنَا مِنْ طِینَةٍ مَخْزُونَةٍ لَا یَشِذُّ مِنْهَا شَاذٌّ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).

«20»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی (2) عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْمُؤْمِنُ مِنْ طِینَةِ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام قَالَ نَعَمْ (3).

«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عِتْرَتَهُ مِنْ طِینَةِ الْعَرْشِ فَلَا یَنْقُصُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ وَ لَا یَزِیدُ مِنْهُمْ وَاحِدٌ (4).

«22»-یر، بصائر الدرجات یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ زِیَادٍ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِیسَی الْهَاشِمِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَا وَ أَبِی عِیسَی فَقَالَ لَهُ أَ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَلْمَانُ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَیْ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ لَهُ أَیْ مِنْ وُلْدِ أَبِی طَالِبٍ فَقَالَ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ لَهُ إِنِّی لَا أَعْرِفُهُ فَقَالَ فَاعْرِفْهُ یَا عِیسَی فَإِنَّهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ ثُمَّ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ طِینَتَنَا مِنْ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ طِینَةَ شِیعَتِنَا مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَهُمْ مِنَّا وَ خَلَقَ طِینَةَ عَدُوِّنَا مِنْ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ طِینَةَ شِیعَتِهِمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ وَ هُمْ مِنْهُمْ وَ سَلْمَانُ خَیْرٌ مِنْ لُقْمَانَ (5).

«23»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَهُمْ مِنْ طِینَةِ فَوْقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ شِیعَتَهُمْ مِنْ طِینَةِ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِیعَتِهِمْ مِنْ طِینَةِ فَوْقِ عِلِّیِّینَ (6).

«24»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ قَالَ

ص: 12


1- بصائر الدرجات: 6.
2- فی المصدر: أحمد بن محمّد.
3- بصائر الدرجات: 6 و 7.
4- بصائر الدرجات: 6 و 7.
5- بصائر الدرجات: 6 و 7.
6- بصائر الدرجات: 6 و 7.

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَلَقَنَا مِنْ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَنَا مِنْ فَوْقِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِیعَتِنَا مِنْ عِلِّیِّینَ وَ خَلَقَ أَجْسَادَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَمِنْ أَجَلِ تِلْكَ الْقَرَابَةِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُمْ قُلُوبُهُمْ تَحِنُّ إِلَیْنَا (1).

بیان: الحنین الشوق و توقان النفس تقول منه حن إلیه یحن حنینا فهو حان ذكره الجوهری.

و فی الكافی و من أجل ذلك القرابة بیننا و بینهم و قلوبهم (2).

«25»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ وَ كَرَّامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُضَارِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَنَا مِنْ عِلِّیِّینَ وَ جَعَلَ أَرْوَاحَ شِیعَتِنَا مِمَّا جَعَلَنَا مِنْهُ وَ مِنْ ثَمَّ تَحِنُّ أَرْوَاحُهُمْ إِلَیْنَا وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ وَ خَلَقَ عَدُوَّنَا مِنْ سِجِّینٍ وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِیعَتِهِمْ مِمَّا خَلَقَهُمْ مِنْهُ وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ وَ مِنْ ثَمَّ تَهْوِی أَرْوَاحُهُمْ إِلَیْهِمْ (3).

«26»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ إِسْحَاقَ الزَّعْفَرَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ خَلَقَنَا اللَّهُ (4) مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ ثُمَّ صَوَّرَ خَلْقَنَا (5) مِنْ طِینَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَأَسْكَنَ ذَلِكَ النُّورَ فِیهِ فَكُنَّا نَحْنُ خَلْقاً وَ بَشَراً نُورَانِیِّینَ (6) لَمْ یَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِی مِثْلِ الَّذِی خَلَقَنَا مِنْهُ نَصِیباً وَ خَلَقَ أَرْوَاحَ شِیعَتِنَا مِنْ أَبْدَانِنَا (7) وَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ طِینَةٍ مَخْزُونَةٍ مَكْنُونَةٍ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ

ص: 13


1- بصائر الدرجات: 7.
2- أصول الكافی 1: 389.
3- بصائر الدرجات: 7.
4- أی خلق اللّٰه ارواحنا.
5- لعل المراد الصورة المثالیة.
6- نیرا خ ل.
7- أی من فاضل طینة أبداننا.

الطِّینَةِ وَ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ فِی مِثْلِ ذَلِكَ الَّذِی خَلَقَهُمْ مِنْهُ نَصِیباً إِلَّا الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ فَلِذَلِكَ صِرْنَا نَحْنُ وَ هُمُ النَّاسَ وَ (1) سَائِرُ النَّاسِ هَمَجاً فِی النَّارِ وَ إِلَی النَّارِ (2).

توضیح: فی القاموس الهمج محركة ذباب صغیر كالبعوض یسقط علی وجوه الغنم و الحمیر و الغنم المهزولة و الحمقی انتهی.

أقول: لعل وجه تشبیههم بالهمج ازدحامهم دفعة علی كل ناعق و تفرقهم عنه بأدنی سبب كما أنها تتفرق بمذبة و المراد بالناس أولا الإنسان بحقیقة الإنسانیة و به ثانیا ما یطلق علیه الإنسان.

«27»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُلْوَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأُحِبُّكَ فِی اللَّهِ وَ أُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِی الْعَلَانِیَةِ وَ أَدِینُ اللَّهَ بِوَلَایَتِكَ فِی السِّرِّ كَمَا أَدِینُ بِهَا فِی الْعَلَانِیَةِ وَ بِیَدِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عُودٌ فَطَأْطَأَ بِهِ رَأْسَهُ ثُمَّ نَكَتَ (3) بِعُودِهِ فِی الْأَرْضِ سَاعَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَدَّثَنِی بِأَلْفِ حَدِیثٍ لِكُلِّ حَدِیثٍ أَلْفُ بَابٍ وَ إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِینَ تَلْتَقِی فِی الْهَوَاءِ فَتَشَامُّ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَ مَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ وَیْحَكَ لَقَدْ كَذَبْتَ فَمَا أَعْرِفُ وَجْهَكَ فِی الْوُجُوهِ وَ لَا اسْمَكَ فِی الْأَسْمَاءِ قَالَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ آخَرُ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی أُحِبُّكَ فِی اللَّهِ وَ أُحِبُّكَ فِی السِّرِّ كَمَا أُحِبُّكَ فِی الْعَلَانِیَةِ وَ أَدِینُ اللَّهَ بِوَلَایَتِكَ فِی السِّرِّ كَمَا أَدِینُ اللَّهَ بِهَا فِی الْعَلَانِیَةِ قَالَ فَنَكَتَ بِعُودِهِ الثَّانِیَةَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ إِنَّ طِینَتَنَا طِینَةٌ مَخْزُونَةٌ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَهَا مِنْ صُلْبِ آدَمَ فَلَمْ یَشِذَّ مِنْهَا شَاذٌّ وَ لَا یَدْخُلُ مِنْهَا دَاخِلٌ مِنْ غَیْرِهَا اذْهَبْ وَ اتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً (4) فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ یَا عَلِیُّ وَ اللَّهِ الْفَقْرُ أَسْرَعُ

ص: 14


1- فی المصدر: و صار سائر الناس.
2- بصائر الدرجات: 7.
3- نكت الأرض بقضیب او باصبعه: ضربها به حال التفكر فاثر فیها.
4- إشارة الی ما سیبتلی بعده الشیعة من الفقر و الفاقة و ضیق المعیشة فی دولة المخالفین.

إِلَی مُحِبِّینَا مِنَ السَّیْلِ إِلَی بَطْنِ الْوَادِی (1).

بیان: تشاما أی شم أحدهما الآخر

وَ قَالَ فِی النِّهَایَةِ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ علیه السلام مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَلْیُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً.

أی لیزهد فی الدنیا و لیصبر علی الفقر و القلة و الجلباب الإزار و الرداء و قیل هو كالمقنعة تغطی به المرأة رأسها و ظهرها و صدرها و جمعه جلابیب كنی به عن الصبر لأنه یستر الفقر كما یستر الجلباب البدن.

و قیل إنما كنی بالجلباب عن اشتماله بالفقر أی فلیلبس إزار الفقر و یكون منه علی حالة تعمه و تشمله لأن الغنی من أحوال أهل الدنیا و لا یتهیأ الجمع بین حب الدنیا و حب أهل البیت انتهی.

و فی القاموس الجلباب كسرداب و سنمار القمیص و ثوب واسع للمرأة دون الملحفة أو ما تغطی به ثیابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار.

«28»-ك، إكمال الدین الْعَطَّارُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْعُصْفُرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَّةَ الْأَحَدَ عَشَرَ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ أَرْوَاحاً فِی ضِیَاءِ نُورِهِ یَعْبُدُونَهُ قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یُقَدِّسُونَهُ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ الْهَادِیَةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (2).

«29»-ك، إكمال الدین ابْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ رِبَاطٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نُوراً قَبْلَ خَلْقِ الْخَلْقِ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ فَهِیَ أَرْوَاحُنَا فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنِ الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ فَقَالَ مُحَمَّدٌ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام آخِرُهُمُ الْقَائِمُ الَّذِی یَقُومُ

ص: 15


1- بصائر الدرجات: 115.
2- اكمال الدین: 184.

بَعْدَ غَیْبَتِهِ فَیَقْتُلُ الدَّجَّالَ وَ یُطَهِّرُ الْأَرْضَ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ وَ ظُلْمٍ (1).

«30»-مِنْ كِتَابِ رِیَاضِ الْجِنَانِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَارِسِیِّ بِحَذْفِ الْأَسَانِیدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَلَّی صَلَاةَ الْفَجْرِ ثُمَّ اسْتَوَی فِی مِحْرَابِهِ كَالْبَدْرِ فِی تَمَامِهِ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُفَسِّرَ لَنَا هَذِهِ الْآیَةَ قَوْلَهُ تَعَالَی فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِینَ (2) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَمَّا النَّبِیُّونَ فَأَنَا وَ أَمَّا الصِّدِّیقُونَ فَعَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ أَمَّا الشُّهَدَاءُ فَعَمِّی حَمْزَةُ- وَ أَمَّا الصَّالِحُونَ فَابْنَتِی فَاطِمَةُ وَ وَلَدَاهَا الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَنَهَضَ الْعَبَّاسُ مِنْ زَاوِیَةِ الْمَسْجِدِ إِلَی بَیْنِ یَدَیْهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ أَنَا وَ أَنْتَ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مِنْ یَنْبُوعٍ وَاحِدٍ قَالَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ یَا عَمَّاهْ قَالَ لِأَنَّكَ لَمْ تَذْكُرْنِی حِینَ ذَكَرْتَهُمْ وَ لَمْ تُشَرِّفْنِی حِینَ شَرَّفْتَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَمَّاهْ أَمَّا قَوْلُكَ أَنَا وَ أَنْتَ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مِنْ یَنْبُوعٍ وَاحِدٍ فَصَدَقْتَ وَ لَكِنْ خَلَقَنَا اللَّهُ نَحْنُ حَیْثُ لَا سَمَاءَ مَبْنِیَّةَ وَ لَا أَرْضَ مَدْحِیَّةَ وَ لَا عَرْشَ وَ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ كُنَّا نُسَبِّحُهُ حِینَ لَا تَسْبِیحَ وَ نُقَدِّسُهُ حِینَ لَا تَقْدِیسَ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ بَدْءَ الصَّنْعَةِ فَتَقَ نُورِی فَخَلَقَ مِنْهُ الْعَرْشَ فَنُورُ الْعَرْشِ مِنْ نُورِی وَ نُورِی مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ أَنَا أَفْضَلُ مِنَ الْعَرْشِ ثُمَّ فَتَقَ نُورَ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ فَخَلَقَ مِنْهُ الْمَلَائِكَةَ فَنُورُ الْمَلَائِكَةِ مِنْ نُورِ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ (3) وَ نُورُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ نُورُ ابْنِ أَبِی طَالِبٍ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ فَتَقَ نُورَ ابْنَتِی فَاطِمَةَ مِنْهُ فَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فَنُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مِنْ نُورِ ابْنَتِی فَاطِمَةَ وَ نُورُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ فَاطِمَةُ أَفْضَلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ فَتَقَ نُورَ الْحَسَنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ فَنُورُ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ مِنْ نُورِ الْحَسَنِ وَ نُورُ الْحَسَنِ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ الْحَسَنُ أَفْضَلُ مِنَ الشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ ثُمَّ فَتَقَ نُورَ الْحُسَیْنِ فَخَلَقَ مِنْهُ الْجَنَّةَ وَ الْحُورَ الْعِینَ فَنُورُ الْجَنَّةِ وَ الْحُورِ

ص: 16


1- اكمال الدین: 192 و 193.
2- النساء: 68.
3- فی النسخة المصحّحة: فنور الملائكة من ابن أبی طالب.

الْعِینِ مِنْ نُورِ الْحُسَیْنِ وَ نُورُ الْحُسَیْنِ مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ الْحُسَیْنُ أَفْضَلُ مِنَ الْجَنَّةِ وَ الْحُورِ الْعِینِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الظُّلْمَةَ بِالْقُدْرَةِ فَأَرْسَلَهَا فِی سَحَائِبِ الْبَصَرِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبَّنَا مُذْ عَرَفْنَا هَذِهِ الْأَشْبَاحَ مَا رَأَیْنَا سُوءاً فَبِحُرْمَتِهِمْ إِلَّا كَشَفْتَ مَا نَزَلَ بِنَا فَهُنَالِكَ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی قَنَادِیلَ الرَّحْمَةِ وَ عَلَّقَهَا عَلَی سُرَادِقِ الْعَرْشِ فَقَالَتْ إِلَهَنَا لِمَنْ هَذِهِ الْفَضِیلَةُ وَ هَذِهِ الْأَنْوَارُ فَقَالَ هَذَا نُورُ أَمَتِی فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ فَلِذَلِكَ سُمِّیَتْ أَمَتِیَ (1) الزَّهْرَاءَ لِأَنَّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ بِنُورِهَا ظَهَرَتْ وَ هِیَ ابْنَةُ نَبِیِّی وَ زَوْجَةُ وَصِیِّی وَ حُجَّتِی عَلَی خَلْقِی أُشْهِدُكُمْ یَا مَلَائِكَتِی أَنِّی قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَ تَسْبِیحِكُمْ وَ تَقْدِیسِكُمْ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَ شِیعَتِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَضَ الْعَبَّاسُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ لَقَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُجَّةً بَالِغَةً عَلَی الْعِبَادِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

«31»-وَ بِإِسْنَادِهِ مَرْفُوعاً إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ علیهما السلام یَا جَابِرُ كَانَ اللَّهُ وَ لَا شَیْ ءَ غَیْرُهُ وَ لَا مَعْلُومَ وَ لَا مَجْهُولَ فَأَوَّلُ مَا ابْتَدَأَ مِنْ خَلْقٍ خَلَقَهُ أَنْ خَلَقَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلَقَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَعَهُ مِنْ نُورِهِ وَ عَظَمَتِهِ فَأَوْقَفَنَا أَظِلَّةً خَضْرَاءَ بَیْنَ یَدَیْهِ حَیْثُ لَا سَمَاءَ وَ لَا أَرْضَ وَ لَا مَكَانَ وَ لَا لَیْلَ وَ لَا نَهَارَ وَ لَا شَمْسَ وَ لَا قَمَرَ یَفْصِلُ نُورُنَا مِنْ نُورِ رَبِّنَا كَشُعَاعِ الشَّمْسِ مِنَ الشَّمْسِ نُسَبِّحُ اللَّهَ تَعَالَی وَ نُقَدِّسُهُ وَ نَحْمَدُهُ وَ نَعْبُدُهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ثُمَّ بَدَا لِلَّهِ (2) تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَخْلُقَ الْمَكَانَ فَخَلَقَهُ وَ كَتَبَ عَلَی الْمَكَانِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ- عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ وَصِیُّهُ بِهِ أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ الْعَرْشَ فَكَتَبَ عَلَی سُرَادِقَاتِ الْعَرْشِ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ فَكَتَبَ عَلَی أَطْرَافِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ فَكَتَبَ عَلَیْهَا مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ خَلَقَ

ص: 17


1- فی النسخة المصحّحة: (سمیت ابنتی الزهراء) و لعلّ فیه تصحیف.
2- فی نسخة: ثم بدأ اللّٰه و تقدم معنی البداء فی كتاب التوحید.

الْمَلَائِكَةَ وَ أَسْكَنَهُمُ السَّمَاءَ ثُمَّ تَرَاءَی (1) لَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ فَاضْطَرَبَتْ فَرَائِصُ (2) الْمَلَائِكَةِ فَسَخِطَ اللَّهُ عَلَی الْمَلَائِكَةِ وَ احْتَجَبَ عَنْهُمْ فَلَاذُوا بِالْعَرْشِ سَبْعَ سِنِینَ یَسْتَجِیرُونَ اللَّهَ مِنْ سَخَطِهِ وَ یُقِرُّونَ بِمَا أَخَذَ عَلَیْهِمْ وَ یَسْأَلُونَهُ الرِّضَا فَرَضِیَ عَنْهُمْ بَعْدَ مَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ وَ أَسْكَنَهُمْ بِذَلِكَ الْإِقْرَارِ السَّمَاءَ وَ اخْتَصَّهُمْ لِنَفْسِهِ وَ اخْتَارَهُمْ لِعِبَادَتِهِ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْوَارَنَا أَنْ تُسَبِّحَ فَسَبَّحَتْ فَسَبَّحُوا (3) بِتَسْبِیحِنَا وَ لَوْ لَا تَسْبِیحُ أَنْوَارِنَا مَا دَرَوْا كَیْفَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَ لَا كَیْفَ یُقَدِّسُونَهُ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْهَوَاءَ فَكَتَبَ عَلَیْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَصِیُّهُ بِهِ أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ الْجِنَّ وَ أَسْكَنَهُمُ الْهَوَاءَ وَ أَخَذَ الْمِیثَاقَ مِنْهُمْ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ فَأَقَرَّ مِنْهُمْ بِذَلِكَ مَنْ أَقَرَّ وَ جَحَدَ مِنْهُمْ مَنْ جَحَدَ فَأَوَّلُ مَنْ جَحَدَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَخُتِمَ لَهُ بِالشَّقَاوَةِ وَ مَا صَارَ إِلَیْهِ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ أَنْوَارَنَا أَنْ تُسَبِّحَ فَسَبَّحَتْ فَسَبَّحُوا (4) بِتَسْبِیحِنَا وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا دَرَوْا كَیْفَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ فَكَتَبَ عَلَی أَطْرَافِهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَصِیُّهُ بِهِ أَیَّدْتُهُ وَ نَصَرْتُهُ فَبِذَلِكَ یَا جَابِرُ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ بِغَیْرِ عَمَدٍ وَ ثَبَتَتِ الْأَرْضُ ثُمَّ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی آدَمَ علیه السلام مِنْ أَدِیمِ الْأَرْضِ فَسَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّیَّتَهُ مِنْ صُلْبِهِ فَأَخَذَ عَلَیْهِمُ الْمِیثَاقَ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ أَقَرَّ مِنْهُمْ مَنْ أَقَرَّ

ص: 18


1- تراءی له: تصدی له لیراه، و المراد هاهنا أن اللّٰه عزّ و جلّ عرف نفسه لهم فعرفوه.
2- الفرائص جمع الفریصة: اللحمة بین الجنب و الكتف، او بین الثدی و الكتف ترعد عند الفزع، و المراد أن الملائكة تزلزلوا فی قبول ذلك.
3- أی الملائكة.
4- أی الجن.

وَ جَحَدَ مَنْ جَحَدَ فَكُنَّا أَوَّلَ مَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی وَ عُلُوِّ شَأْنِی لَوْلَاكَ وَ لَوْ لَا عَلِیٌّ وَ عِتْرَتُكُمَا الْهَادُونَ الْمَهْدِیُّونَ الرَّاشِدُونَ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ لَا الْمَكَانَ وَ لَا الْأَرْضَ وَ لَا السَّمَاءَ وَ لَا الْمَلَائِكَةَ وَ لَا خَلْقاً یَعْبُدُنِی یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ خَلِیلِی وَ حَبِیبِی وَ صَفِیِّی وَ خِیَرَتِی مِنْ خَلْقِی أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ وَ أَوَّلُ مَنِ ابْتَدَأْتُ إِخْرَاجَهُ مِنْ خَلْقِی ثُمَّ مِنْ بَعْدِكَ الصِّدِّیقُ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَصِیُّكَ بِهِ أَیَّدْتُكَ وَ نَصَرْتُكَ وَ جَعَلْتُهُ الْعُرْوَةَ الْوُثْقَی وَ نُورَ أَوْلِیَائِی وَ مَنَارَ الْهُدَی ثُمَّ هَؤُلَاءِ الْهُدَاةُ الْمُهْتَدُونَ مِنْ أَجْلِكُمْ ابْتَدَأْتُ خَلْقَ مَا خَلَقْتُ وَ أَنْتُمْ خِیَارُ خَلْقِی فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ خَلْقِی خَلَقْتُكُمْ مِنْ نُورِ عَظَمَتِی وَ احْتَجْتُ (1) بِكُمْ عَمَّنْ سِوَاكُمْ مِنْ خَلْقِی وَ جَعَلْتُكُمْ أُسْتَقْبَلُ (2) بِكُمْ وَ أُسْأَلُ بِكُمْ فَكُلُّ شَیْ ءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهِی وَ أَنْتُمْ وَجْهِی (3) لَا تَبِیدُونَ وَ لَا تَهْلِكُونَ وَ لَا یَبِیدُ وَ لَا یَهْلِكُ مَنْ تَوَلَّاكُمْ وَ مَنِ اسْتَقْبَلَنِی (4) بِغَیْرِكُمْ فَقَدْ ضَلَّ وَ هَوَی وَ أَنْتُمْ خِیَارُ خَلْقِی وَ حَمَلَةُ سِرِّی وَ خُزَّانُ عِلْمِی وَ سَادَةُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی هَبَطَ (5) إِلَی الْأَرْضِ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَهْبَطَ أَنْوَارَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ مَعَهُ وَ أَوْقَفَنَا نُوراً صُفُوفاً بَیْنَ یَدَیْهِ (6) نُسَبِّحُهُ فِی أَرْضِهِ كَمَا سَبَّحْنَاهُ فِی سَمَاوَاتِهِ وَ نُقَدِّسُهُ فِی

ص: 19


1- هكذا فی المطبوع و النسخة المصحّحة، و فی نسخة اخری: احتجبت و لعله الصحیح أو: احتججت.
2- استظهر فی الهامش انه مصحف: استقال.
3- النسخة المصحّحة خالیة عن قوله: و أنتم وجهی.
4- استظهر فی الهامش أنّه مصحف: و من استقالنی.
5- فی النسخة المصحّحة: (اهبط) و لعله مصحف، أو الصحیح ما فی نسخة اخری: ( اهبط إلی الارض ظللا من الغمام ) ونسبة الهبوط الیه تعالی للتشریف وعظمة ما أهبط ، أو كنایة عن أمره وتوجهه إلی الارض لجعل الخلیفة فیه.
6- كنایة عن قربهم المعنوی إلیه تعالی و كونهم فی هذا الحال أیضا مشمولین لرحمته و عنایته.

أَرْضِهِ كَمَا قَدَّسْنَاهُ فِی سَمَائِهِ وَ نَعْبُدُهُ فِی أَرْضِهِ كَمَا عَبَدْنَاهُ فِی سَمَائِهِ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِخْرَاجَ ذُرِّیَّةِ آدَمَ علیه السلام لِأَخْذِ الْمِیثَاقِ سَلَكَ ذَلِكَ النُّورَ (1) فِیهِ ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّیَّتَهُ مِنْ صُلْبِهِ یُلَبُّونَ فَسَبَّحْنَاهُ فَسَبَّحُوا بِتَسْبِیحِنَا وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَا دَرَوْا كَیْفَ یُسَبِّحُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ تَرَاءَی لَهُمْ بِأَخْذِ الْمِیثَاقِ مِنْهُمْ لَهُ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ كُنَّا أَوَّلَ مَنْ قَالَ بَلی عِنْدَ قَوْلِهِ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ ثُمَّ أَخَذَ الْمِیثَاقَ مِنْهُمْ بِالنُّبُوَّةِ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِعَلِیٍّ علیه السلام بِالْوَلَایَةِ فَأَقَرَّ مَنْ أَقَرَّ وَ جَحَدَ مَنْ جَحَدَ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَنَحْنُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ وَ أَوَّلُ خَلْقٍ عَبَدَ اللَّهَ وَ سَبَّحَهُ وَ نَحْنُ سَبَبُ خَلْقِ الْخَلْقِ وَ سَبَبُ تَسْبِیحِهِمْ وَ عِبَادَتِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الْآدَمِیِّینَ فَبِنَا عُرِفَ اللَّهُ وَ بِنَا وُحِّدَ اللَّهُ وَ بِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ بِنَا أَكْرَمَ اللَّهُ مَنْ أَكْرَمَ مِنْ جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ بِنَا أَثَابَ مَنْ أَثَابَ وَ بِنَا عَاقَبَ مَنْ عَاقَبَ ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (2) قَوْلَهُ تَعَالَی قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِینَ (3) فَرَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَی وَ أَوَّلُ مَنْ أَنْكَرَ أَنْ یَكُونَ لَهُ وَلَدٌ أَوْ شَرِیكٌ ثُمَّ نَحْنُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ أَوْدَعَنَا بِذَلِكَ النُّورِ صُلْبَ آدَمَ علیه السلام فَمَا زَالَ ذَلِكَ النُّورُ یَنْتَقِلُ مِنَ الْأَصْلَابِ وَ الْأَرْحَامِ مِنْ صُلْبٍ إِلَی صُلْبٍ وَ لَا اسْتَقَرَّ فِی صُلْبٍ إِلَّا تَبَیَّنَ عَنِ الَّذِی انْتَقَلَ مِنْهُ انْتِقَالُهُ وَ شَرَّفَ الَّذِی اسْتَقَرَّ فِیهِ حَتَّی صَارَ فِی صُلْبِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَوَقَعَ بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ فَاطِمَةَ فَافْتَرَقَ النُّورُ جُزْءَیْنِ جُزْءٌ فِی عَبْدِ اللَّهِ وَ جُزْءٌ فِی أَبِی طَالِبٍ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ (4) یَعْنِی فِی أَصْلَابِ النَّبِیِّینَ وَ أَرْحَامِ نِسَائِهِمْ فَعَلَی هَذَا أَجْرَانَا اللَّهُ تَعَالَی فِی الْأَصْلَابِ وَ الْأَرْحَامِ وَ وَلَّدَنَا الْآبَاءُ وَ الْأُمَّهَاتُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ علیه السلام.

ص: 20


1- أی نورهم علیهم السلام.
2- الصافّات: 165 و 166.
3- الزخرف: 81.
4- الشعراء: 219.

«32»-وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ قَالَ فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ كَیْفَ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ علیه السلام لِأَنَّا خُلِقْنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ خُلِقَ شِیعَتُنَا مِنْ شُعَاعِ نُورِنَا فَهُمْ أَصْفِیَاءُ أَبْرَارٌ أَطْهَارٌ مُتَوَسِّمُونَ نُورُهُمْ یُضِی ءُ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ كَالْبَدْرِ فِی اللَّیْلَةِ الظَّلْمَاءِ.

«33»-وَ رَوَی صَفْوَانُ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ اسْتَوَی عَلَی الْعَرْشِ فَأَمَرَ نُورَیْنِ مِنْ نُورِهِ فَطَافَا حَوْلَ الْعَرْشِ سَبْعِینَ مَرَّةً فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَانِ نُورَانِ لِی مُطِیعَانِ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الْأَصْفِیَاءَ مِنْ وُلْدِهِ علیه السلام وَ خَلَقَ مِنْ نُورِهِمْ شِیعَتَهُمْ وَ خَلَقَ مِنْ نُورِ شِیعَتِهِمْ ضَوْءَ الْأَبْصَارِ.

«34»-وَ سَأَلَ الْمُفَضَّلُ الصَّادِقَ علیه السلام مَا كُنْتُمْ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ قَالَ علیه السلام كُنَّا أَنْوَاراً حَوْلَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ اللَّهَ وَ نُقَدِّسُهُ حَتَّی خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُمْ سَبِّحُوا فَقَالُوا یَا رَبَّنَا لَا عِلْمَ لَنَا فَقَالَ لَنَا سَبِّحُوا فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا أَلَا إِنَّا خُلِقْنَا مِنْ نُورِ اللَّهِ وَ خُلِقَ شِیعَتُنَا مِنْ دُونِ ذَلِكَ النُّورِ فَإِذَا كَانَ یَوْمُ الْقِیَامَةِ الْتَحَقَتِ السُّفْلَی بِالْعُلیَا ثُمَّ قَرَنَ علیه السلام بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ السَّبَّابَةِ وَ الْوُسْطَی وَ قَالَ كَهَاتَیْنِ ثُمَّ قَالَ یَا مُفَضَّلُ أَ تَدْرِی لِمَ سُمِّیَتِ الشِّیعَةُ شِیعَةً یَا مُفَضَّلُ شِیعَتُنَا مِنَّا وَ نَحْنُ مِنْ شِیعَتِنَا أَ مَا تَرَی هَذِهِ الشَّمْسَ أَیْنَ تَبْدُو قُلْتُ مِنْ مَشْرِقٍ وَ قَالَ إِلَی أَیْنَ تَعُودُ قُلْتُ إِلَی مَغْرِبٍ قَالَ علیه السلام هَكَذَا شِیعَتُنَا مِنَّا بَدَءُوا وَ إِلَیْنَا یَعُودُونَ.

«35»-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ عَلِیٌّ نُوراً بَیْنَ یَدَیِ الرَّحْمَنِ قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ عَرْشَهُ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ.

«36»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ ابْنُ بَابَوَیْهِ مَرْفُوعاً إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ الْمَخْلُوقَاتِ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ خَلَقَ مَعَهُ اثْنَیْ عَشَرَ حِجَاباً وَ الْمُرَادُ بِالْحُجُبِ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام.

«37»-وَ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ

ص: 21

شَیْ ءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی مَا هُوَ فَقَالَ نُورُ نَبِیِّكَ یَا جَابِرُ خَلَقَهُ اللَّهُ ثُمَّ خَلَقَ مِنْهُ كُلَّ خَیْرٍ ثُمَّ أَقَامَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فِی مَقَامِ الْقُرْبِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَقْسَاماً فَخَلَقَ الْعَرْشَ مِنْ قِسْمٍ وَ الْكُرْسِیَّ مِنْ قِسْمٍ وَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَ خَزَنَةَ الْكُرْسِیِّ مِنْ قِسْمٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِی مَقَامِ الْحُبِّ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَقْسَاماً فَخَلَقَ الْقَلَمَ مِنْ قِسْمٍ وَ اللَّوْحَ مِنْ قِسْمٍ وَ الْجَنَّةَ مِنْ قِسْمٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِی مَقَامِ الْخَوْفِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَجْزَاءً فَخَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ جُزْءٍ وَ الشَّمْسَ مِنْ جُزْءٍ وَ الْقَمَرَ وَ الْكَوَاكِبَ مِنْ جُزْءٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِی مَقَامِ الرَّجَاءِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ جَعَلَهُ أَجْزَاءً فَخَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ جُزْءٍ وَ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ مِنْ جُزْءٍ وَ الْعِصْمَةَ وَ التَّوْفِیقَ مِنْ جُزْءٍ وَ أَقَامَ الْقِسْمَ الرَّابِعَ فِی مَقَامِ الْحَیَاءِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَیْهِ بِعَیْنِ الْهَیْبَةِ فَرَشَحَ ذَلِكَ النُّورُ وَ قَطَرَتْ مِنْهُ مِائَةُ أَلْفٍ وَ أَرْبَعَةٌ وَ عِشْرُونَ أَلْفَ قَطْرَةٍ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْ كُلِّ قَطْرَةٍ رُوحَ نَبِیٍّ وَ رَسُولٍ ثُمَّ تَنَفَّسَتْ أَرْوَاحُ الْأَنْبِیَاءِ فَخَلَقَ اللَّهُ مِنْ أَنْفَاسِهَا أَرْوَاحَ الْأَوْلِیَاءِ وَ الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِینَ.

«38»-وَ یُؤَیِّدُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی كُنْتُمْ خَیْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ (1) قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِی ابْتَدَعَهُ مِنْ نُورِهِ وَ اشْتَقَّهُ مِنْ جَلَالِ عَظَمَتِهِ فَأَقْبَلَ یَطُوفُ بِالْقُدْرَةِ حَتَّی وَصَلَ إِلَی جَلَالِ الْعَظَمَةِ فِی ثَمَانِینَ أَلْفَ سَنَةٍ ثُمَّ سَجَدَ لِلَّهِ تَعْظِیماً فَفَتَقَ مِنْهُ نُورَ عَلِیٍّ علیه السلام فَكَانَ نُورِی مُحِیطاً بِالْعَظَمَةِ وَ نُورُ عَلِیٍّ مُحِیطاً بِالْقُدْرَةِ ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ وَ اللَّوْحَ وَ الشَّمْسَ وَ ضَوْءَ النَّهَارِ وَ نُورَ الْأَبْصَارِ وَ الْعَقْلَ وَ الْمَعْرِفَةَ وَ أَبْصَارَ الْعِبَادِ وَ أَسْمَاعَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ مِنْ نُورِی وَ نُورِی مُشْتَقٌّ مِنْ نُورِهِ فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ وَ نَحْنُ السَّابِقُونَ وَ نَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ وَ نَحْنُ الشَّافِعُونَ وَ نَحْنُ كَلِمَةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ خَاصَّةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَحِبَّاءُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ جَنْبُ اللَّهِ وَ نَحْنُ یَمِینُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَ نَحْنُ خَزَنَةُ وَحْیِ اللَّهِ وَ سَدَنَةُ (2) غَیْبِ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ التَّنْزِیلِ

ص: 22


1- آل عمران: 110.
2- سدنة جمع سادن: البواب و الحاجب، فكما ان الحاجب یخبر عن الملك فهم أیضا یخبرون عن اللّٰه تعالی و عما هو یخفی علی الناس.

وَ مَعْنَی التَّأْوِیلِ وَ فِی أَبْیَاتِنَا هَبَطَ جَبْرَئِیلُ وَ نَحْنُ مَحَالُّ قُدْسِ اللَّهِ وَ نَحْنُ مَصَابِیحُ الحِكْمَةِ وَ نَحْنُ مَفَاتِیحُ الرَّحْمَةِ وَ نَحْنُ یَنَابِیعُ النِّعْمَةِ وَ نَحْنُ شَرَفُ الْأُمَّةِ وَ نَحْنُ سَادَةُ الْأَئِمَّةِ وَ نَحْنُ نَوَامِیسُ الْعَصْرِ وَ أَحْبَارُ الدَّهْرِ (1) وَ نَحْنُ سَادَةُ الْعِبَادِ وَ نَحْنُ سَاسَةُ (2) الْبِلَادِ وَ نَحْنُ الْكُفَاةُ وَ الْوُلَاةُ وَ الْحُمَاةُ وَ السُّقَاةُ وَ الرُّعَاةُ وَ طَرِیقُ النَّجَاةِ وَ نَحْنُ السَّبِیلُ وَ السَّلْسَبِیلُ (3) وَ نَحْنُ النَّهْجُ الْقَوِیمُ وَ الطَّرِیقُ الْمُسْتَقِیمُ مَنْ آمَنَ بِنَا آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ عَلَیْنَا رَدَّ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ شَكَّ فِینَا شَكَّ فِی اللَّهِ وَ مَنْ عَرَفَنَا عَرَفَ اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّی عَنَّا تَوَلَّی عَنِ اللَّهِ وَ مَنْ أَطَاعَنَا أَطَاعَ اللَّهَ وَ نَحْنُ الْوَسِیلَةُ إِلَی اللَّهِ وَ الْوُصْلَةُ إِلَی رِضْوَانِ اللَّهِ وَ لَنَا الْعِصْمَةُ وَ الْخِلَافَةُ وَ الْهِدَایَةُ وَ فِینَا النُّبُوَّةُ وَ الْوَلَایَةُ وَ الْإِمَامَةُ وَ نَحْنُ مَعْدِنُ الْحِكْمَةِ وَ بَابُ الرَّحْمَةِ وَ شَجَرَةُ الْعِصْمَةِ وَ نَحْنُ كَلِمَةُ التَّقْوَی وَ الْمَثَلُ الْأَعْلَی وَ الْحُجَّةُ الْعُظْمَی وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَی الَّتِی مَنْ تَمَسَّكَ بِهَا نَجَا (4).

«39»-أَقُولُ رَوَی الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ، مِنْ كِتَابِ الْوَاحِدَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ تَفَرَّدَ فِی وَحْدَانِیَّتِهِ ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ نُوراً ثُمَّ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ عِتْرَتَهُ علیه السلام ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ فَصَارَتْ رُوحاً وَ أَسْكَنَهَا فِی ذَلِكَ النُّورِ وَ أَسْكَنَهُ فِی أَبْدَانِنَا فَنَحْنُ رُوحُ اللَّهِ وَ كَلِمَتُهُ احْتَجَبَ بِنَا عَنْ خَلْقِهِ فَمَا زِلْنَا فِی ظِلِّ عَرْشِهِ خَضْرَاءَ مُسَبِّحِینَ نُسَبِّحُهُ وَ نُقَدِّسُهُ حَیْثُ لَا شَمْسَ وَ لَا قَمَرَ وَ لَا عَیْنَ تَطْرِفُ ثُمَّ خَلَقَ شِیعَتَنَا وَ إِنَّمَا سُمُّوا شِیعَةً لِأَنَّهُمْ خُلِقُوا

ص: 23


1- أی و نحن رؤساء العالم.
2- الساسة جمع السائس: و هو من یدبر القوم و یتولی امرهم و یقوم بالسیاسة.والسیاسة : استصلاح الخلق بارشادهم إلی الطریق المنجی فی العاجل أو الاجل. والسیاسة المدنیة : تدبیر المعاش مع العموم علی سنن العدل والاستقامة.
3- السلسبیل: الماء العذب السهل المساغ. اسم عین فی الجنة.
4- ریاض الجنان: مخطوط، لم نظفر بنسخته.

مِنْ شُعَاعِ نُورِنَا.

«40»-وَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ: دَخَلَتْ حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَتْ أَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَیَّ شَیْ ءٍ كُنْتُمْ فِی الْأَظِلَّةِ فَقَالَ علیه السلام كُنَّا نُوراً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ قَبْلَ خَلْقِ خَلْقِهِ فَلَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ سَبَّحْنَا فَسَبَّحُوا وَ هَلَّلْنَا فَهَلَّلُوا وَ كَبَّرْنَا فَكَبَّرُوا وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَی الطَّرِیقَةِ لَأَسْقَیْناهُمْ ماءً غَدَقاً (1) الطَّرِیقَةُ حُبُّ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ الْمَاءُ الْغَدَقُ الْمَاءُ الْفُرَاتُ وَ هُوَ وَلَایَةُ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

«41»-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الرِّسَالَةِ وَ نَحْنُ عَهْدُ اللَّهِ وَ نَحْنُ ذِمَّةُ اللَّهِ لَمْ نَزَلْ أَنْوَاراً حَوْلَ الْعَرْشِ نُسَبِّحُ فَیُسَبِّحُ أَهْلُ السَّمَاءِ لِتَسْبِیحِنَا فَلَمَّا نَزَلْنَا إِلَی الْأَرْضِ سَبَّحْنَا فَسَبَّحَ أَهْلُ الْأَرْضِ فَكُلُّ عِلْمٍ خَرَجَ إِلَی أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ فَمِنَّا وَ عَنَّا وَ كَانَ فِی قَضَاءِ اللَّهِ السَّابِقِ أَنْ لَا یَدْخُلَ النَّارَ مُحِبٌّ لَنَا وَ لَا یَدْخُلَ الْجَنَّةَ مُبْغِضٌ لَنَا لِأَنَّ اللَّهَ یَسْأَلُ الْعِبَادَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَمَّا عَهِدَ إِلَیْهِمْ وَ لَا یَسْأَلُهُمْ عَمَّا قَضَی عَلَیْهِمْ.

«42»-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَقْبَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله مَرْحَباً بِمَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَبِیهِ بِأَرْبَعِینَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ كَانَ الِابْنُ قَبْلَ الْأَبِ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنِی وَ عَلِیّاً مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ بِهَذِهِ الْمُدَّةِ ثُمَّ قَسَمَهُ نِصْفَیْنِ ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ مِنْ نُورِی وَ نُورِ عَلِیٍّ علیه السلام ثُمَّ جَعَلَنَا عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ فَسَبَّحْنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ فَهَلَّلْنَا فَهَلَّلُوا وَ كَبَّرْنَا فَكَبَّرُوا فَكُلُّ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ وَ كَبَّرَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِیمِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ.

«43»-قَالَ وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ بَابَوَیْهِ مَرْفُوعاً إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ نُورَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَبْلَ خَلْقِ الْمَخْلُوقَاتِ كُلِّهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ سَنَةٍ وَ أَرْبَعَةٍ وَ عِشْرِینَ أَلْفَ سَنَةٍ

ص: 24


1- الجن: 16.

وَ خَلَقَ مِنْهُ اثْنَیْ عَشَرَ حِجَاباً وَ الْمُرَادُ بِالْحُجُبِ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام.

«44»-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام فَذَكَرْتُ اخْتِلَافَ الشِّیعَةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَزَلْ فَرْداً مُتَفَرِّداً فِی وَحْدَانِیَّتِهِ ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ فَمَكَثُوا أَلْفَ أَلْفِ دَهْرٍ ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ وَ أَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا وَ أَجْرَی عَلَیْهَا طَاعَتَهُمْ وَ جَعَلَ فِیهِمْ مِنْهُ مَا شَاءَ وَ فَوَّضَ أَمْرَ الْأَشْیَاءِ إِلَیْهِمْ فَهُمْ قَائِمُونَ مَقَامَهُ یُحَلِّلُونَ مَا شَاءُوا وَ یُحَرِّمُونَ مَا شَاءُوا وَ لَا یَفْعَلُونَ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَهَذِهِ الدِّیَانَةُ الَّتِی مَنْ تَقَدَّمَهَا غَرِقَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا مُحِقَ خُذْهَا یَا مُحَمَّدُ فَإِنَّهَا مِنْ مَخْزُونِ الْعِلْمِ وَ مَكْنُونِهِ.

«45»-وَ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ الطَّیِّبِینَ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ أَقَامَهُمْ أَشْبَاحاً قَبْلَ الْمَخْلُوقَاتِ ثُمَّ قَالَ أَ تَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ لَمْ یَخْلُقْ خَلْقاً سِوَاكُمْ بَلَی وَ اللَّهِ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ أَلْفَ أَلْفِ آدَمَ وَ أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ وَ أَنْتَ وَ اللَّهِ فِی آخِرِ تِلْكَ الْعَوَالِمِ (1).

أقول: الأخبار المأخوذة من كتابی الفارسی و البرسی لیست فی مرتبة سائر الأخبار فی الاعتبار و إن كان أكثرها موافقا لسائر الآثار و اللّٰه أعلم بأسرار الأئمة الأبرار و الاختلافات الواردة فی أزمنة سبق الأنوار یمكن حملها علی اختلاف معانی الخلق و مراتب ظهوراتهم فی العوالم المختلفة فإن الخلق یكون بمعنی التقدیر و قد ینسب إلی الأرواح و إلی الأجساد المثالیة و إلی الطینات و لكل منها مراتب شتی.

مع أنه قد یطلق العدد و یراد به الكثرة لا خصوص العدد و قد یراعی فی ذلك مراتب عقول المخاطبین و أفهامهم و قد یكون بعضها لعدم ضبط الرواة و سیأتی بعض القول فی ذلك فی كتاب السماء و العالم إن شاء اللّٰه تعالی.

«46»-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی كِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّةِ، عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ

ص: 25


1- مشارق الأنوار ... أقول: كنت عند اشرافی علی هذا المجلد و تصحیحه معتقلا و لم یكن عندی فی المحبس بعض المصادر، و لذا لم اوفق لاخراج بعض الأحادیث و تطبیقه مع مصادره.

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ آلِهِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی تَوَحَّدَ بِصُنْعِ الْأَشْیَاءِ وَ فَطَرَ أَجْنَاسَ الْبَرَایَا عَلَی غَیْرِ أَصْلٍ وَ لَا مِثَالٍ سَبَقَهُ فِی إِنْشَائِهَا وَ لَا إِعَانَةِ مُعِینٍ عَلَی ابْتِدَاعِهَا بَلِ ابْتَدَعَهَا بِلُطْفِ قُدْرَتِهِ فَامْتَثَلَتْ فِی مَشِیَّتِهِ (1) خَاضِعَةً ذَلِیلَةً مُسْتَحْدَثَةً لِأَمْرِهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الدَّائِمِ بِغَیْرِ حَدٍّ وَ لَا أَمَدٍ وَ لَا زَوَالٍ وَ لَا نَفَادٍ وَ كَذَلِكَ لَمْ یَزَلْ وَ لَا یَزَالُ لَا تُغَیِّرُهُ الْأَزْمِنَةُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الْأَمْكِنَةُ وَ لَا تَبْلُغُ صِفَاتِهِ الْأَلْسِنَةُ وَ لَا تَأْخُذُهُ نَوْمٌ وَ لَا سِنَةٌ لَمْ تَرَهُ الْعُیُونُ فَتُخْبِرَ عَنْهُ بِرُؤْیَةٍ وَ لَمْ تَهْجُمْ عَلَیْهِ الْعُقُولُ فَتَتَوَهَّمَ كُنْهَ صِفَتِهِ وَ لَمْ تَدْرِ كَیْفَ هُوَ إِلَّا بِمَا أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ لَیْسَ لِقَضَائِهِ مَرَدٌّ وَ لَا لِقَوْلِهِ مُكَذِّبٌ ابْتَدَعَ الْأَشْیَاءَ بِغَیْرِ تَفَكُّرٍ وَ لَا مُعِینٍ (2) وَ لَا ظَهِیرٍ وَ لَا وَزِیرٍ فَطَرَهَا بِقُدْرَتِهِ وَ صَیَّرَهَا إِلَی (3) مَشِیَّتِهِ وَ صَاغَ أَشْبَاحَهَا وَ بَرَأَ أَرْوَاحَهَا وَ اسْتَنْبَطَ أَجْنَاسَهَا خَلْقاً مَبْرُوءاً مَذْرُوءاً (4) فِی أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ لَمْ یَأْتِ بِشَیْ ءٍ عَلَی غَیْرِ مَا أَرَادَ أَنْ یَأْتِیَ عَلَیْهِ لِیُرِیَ عِبَادَهُ آیَاتِ جَلَالِهِ وَ آلَائِهِ فَسُبْحَانَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً اللَّهُمَّ فَمَنْ جَهِلَ فَضْلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِنِّی مُقِرٌّ بِأَنَّكَ مَا سَطَحْتَ أَرْضاً وَ لَا بَرَأْتَ خَلْقاً حَتَّی أَحْكَمْتَ خَلْقَهُ وَ أَتْقَنْتَهُ مِنْ نُورٍ سَبَقَتْ بِهِ السُّلَالَةُ وَ أَنْشَأْتَ آدَمَ لَهُ جِرْماً فَأَوْدَعْتَهُ مِنْهُ قَرَاراً مَكِیناً وَ مُسْتَوْدَعاً مَأْمُوناً وَ أَعَذْتَهُ مِنَ الشَّیْطَانِ وَ حَجَبْتَهُ عَنِ الزِّیَادَةِ وَ النُّقْصَانِ (5) وَ حَصَّلْتَ (6) لَهُ الشَّرَفَ الَّذِی یُسَامِی (7) بِهِ عِبَادُكَ

ص: 26


1- فی المصدر: فامتثلت لمشیته.
2- فی المصدر: ابتدع الأشیاء بلا تفكیر و خلقها بلا معین.
3- و صیرها بمشیته.
4- صاغ الشی ء: هیأه علی مثال مستقیم. و الاشباح جمع الشبح: الشخص و استنبط اخترع و المبروء: المخلوق من العدم. و ذرأ اللّٰه الخلق: خلقه.
5- كنایة عن ملكة العصمة.
6- فی المصدر: و جعلت.
7- سامی الرجل: فاخره و باراه.

فَأَیُّ بَشَرٍ كَانَ مِثْلَ آدَمَ فِیمَا سَابَقَتْ بِهِ الْأَخْبَارُ وَ عَرَّفَتْنَا كُتُبُكَ فِی عَطَایَاكَ أَسْجَدْتَ لَهُ مَلَائِكَتَكَ وَ عَرَّفْتَهُ مَا حَجَبْتَ عَنْهُمْ مِنْ عِلْمِكَ (1) إِذْ تَنَاهَتْ (2) بِهِ قُدْرَتُكَ وَ تَمَّتْ فِیهِ مَشِیَّتُكَ دَعَاكَ بِمَا أَكْنَنْتَ فِیهِ فَأَجَبْتَهُ إِجَابَةَ الْقَبُولِ فَلَمَّا أَذِنْتَ اللَّهُمَّ فِی انْتِقَالِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ صُلْبِ آدَمَ أَلَّفْتَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ زَوْجٍ خَلَقْتَهَا لَهُ سَكَناً وَ وَصَلْتَ لَهُمَا بِهِ سَبَباً فَنَقَلْتَهُ مِنْ بَیْنِهِمَا إِلَی شَیْثٍ اخْتِیَاراً لَهُ بِعِلْمِكَ فَإِنَّهُ بَشَرٌ كَانَ اخْتِصَاصُهُ بِرِسَالَتِكَ ثُمَّ نَقَلْتَهُ إِلَی أَنُوشَ فَكَانَ خَلَفَ أَبِیهِ فِی قَبُولِ كَرَامَتِكَ وَ احْتِمَالِ رِسَالاتِكَ ثُمَّ قَدَّرْتَ الْمَنْقُولَ إِلَیْهِ قَیْنَانَ (3) وَ أَلْحَقْتَهُ فِی الْحُظْوَةِ (4) بِالسَّابِقِینَ وَ فِی الْمِنْحَةِ بِالْبَاقِینَ ثُمَّ جَعَلْتَ مَهْلَائِیلَ رَابِعَ أَجْرَامِهِ قُدْرَةً تُودِعُهَا مِنْ خَلْقِكَ مَنْ تَضْرِبُ (5) لَهُمْ بِسَهْمِ النُّبُوَّةِ وَ شَرَفِ الْأُبُوَّةِ حَتَّی إِذَا قَبِلَهُ (6) بُرْدٌ عَنْ تَقْدِیرِكَ تَنَاهَی بِهِ تَدْبِیرُكَ إِلَی أَخْنُوخَ فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ جَعَلْتَ مِنَ الْأَجْرَامِ نَاقِلًا لِلرِّسَالَةِ وَ حَامِلًا أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ (7) فَتَعَالَیْتَ یَا رَبِّ لَقَدْ لَطُفَ حِلْمُكَ (8) وَ جَلَّ قُدْرَتُكَ (9) عَنِ التَّفْسِیرِ إِلَّا بِمَا دَعَوْتَ إِلَیْهِ مِنَ الْإِقْرَارِ بِرُبُوبِیَّتِكَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْأَعْیُنَ لَا تُدْرِكُكَ وَ الْأَوْهَامَ لَا تَلْحَقُكَ وَ الْعُقُولَ لَا تَصِفُكَ وَ الْمَكَانَ لَا یَسَعُكَ وَ كَیْفَ یَسَعُ مَنْ كَانَ قَبْلَ الْمَكَانِ وَ مَنْ خَلَقَ الْمَكَانَ (10)

ص: 27


1- إشارة الی قوله تعالی: وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها. اه.
2- فلما تناهت خ ل.
3- فی المصدر: ثم قدرت نقل النور الی قینان.
4- الحظوة: المكانة و المنزلة.
5- فی المصدر: فیمن تضرب.
6- ذكرنا فیما تقدم فی كتاب النبوّة اختلاف النسخ فی أسماء أولاد آدم؛ راجعه.
7- الاعباء جمع العب ء: الثقل و الحمل.
8- فی المصدر: لطف علمك.
9- فی النسخة المصحّحة: و جل قدرك.
10- فی المصدر: و كیف یسع المكان من خلقه و كان قبله؟.

أَمْ كَیْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ وَ لَمْ تُؤَمَّرِ (1) (2) الْأَوْهَامُ عَلَی أَمْرِهِ وَ كَیْفَ تُؤَمَّرُ الْأَوْهَامُ عَلَی أَمْرِهِ وَ هُوَ الَّذِی لَا نِهَایَةَ لَهُ وَ لَا غَایَةَ وَ كَیْفَ تَكُونُ لَهُ نِهَایَةٌ وَ غَایَةٌ وَ هُوَ الَّذِی ابْتَدَأَ الْغَایَاتِ وَ النِّهَایَاتِ أَمْ كَیْفَ تُدْرِكُهُ الْعُقُولُ وَ لَمْ یَجْعَلْ لَهَا سَبِیلًا إِلَی إِدْرَاكِهِ (3) وَ كَیْفَ یَكُونُ لَهُ إِدْرَاكُهُ (4) بِسَبَبٍ وَ قَدْ لَطُفَ بِرُبُوبِیَّتِهِ عَنِ الْمَحَاسَّةِ وَ الْمَجَاسَّةِ (5) وَ كَیْفَ لَا یَلْطُفُ عَنْهُمَا مَنْ لَا یَنْتَقِلُ عَنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ وَ كَیْفَ یَنْتَقِلُ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ وَ قَدْ جَعَلَ الِانْتِقَالَ نَقْصاً وَ زَوَالًا فَسُبْحَانَكَ مَلَأْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ وَ بَایَنْتَ كُلَّ شَیْ ءٍ فَأَنْتَ الَّذِی لَا یَفْقِدُكَ شَیْ ءٌ وَ أَنْتَ الْفَعَّالُ لِمَا تَشَاءُ تَبَارَكَ یَا مَنْ كُلُّ مُدْرَكٍ مِنْ خَلْقِهِ وَ كُلُّ مَحْدُودٍ مِنْ صُنْعِهِ أَنْتَ الَّذِی لَا یَسْتَغْنِی عَنْكَ الْمَكَانُ (6) وَ لَا نَعْرِفُكَ إِلَّا بِانْفِرَادِكَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ الْقُدْرَةِ وَ سُبْحَانَكَ مَا أَبْیَنَ اصْطِفَاءَكَ لِإِدْرِیسَ عَلَی مَنْ سَلَكَ مِنَ الْحَامِلِینَ (7) لَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ دَلِیلًا مِنْ كِتَابِكَ إِذْ سَمَّیْتَهُ صِدِّیقاً نَبِیّاً وَ رَفَعْتَهُ مَكَاناً عَلِیّاً وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ نِعْمَةً حَرَّمْتَهَا عَلَی خَلْقِكَ إِلَّا مَنْ نَقَلْتَ إِلَیْهِ نُورَ الْهَاشِمِیِّینَ وَ جَعَلْتَهُ أَوَّلَ مُنْذِرٍ مِنْ أَنْبِیَائِكَ ثُمَّ أَذِنْتَ فِی انْتِقَالِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله (8) مِنَ الْقَابِلِینَ لَهُ مُتَوَشْلِخَ وَ لَمَكَ الْمُفْضِیَّیْنِ إِلَی نُوحٍ (9) فَأَیَّ آلَائِكَ یَا رَبِّ عَلَی (10) ذَلِكَ لَمْ تُوَلِّهِ وَ أَیَّ خَوَاصِّ كَرَامَتِكَ لَمْ تُعْطِهِ ثُمَّ أَذِنْتَ فِی إِیدَاعِهِ سَاماً دُونَ حَامٍ وَ یَافِثَ فَضُرِبَ لَهُمَا بِسَهْمٍ فِی الذِّلَّةِ وَ جَعَلْتَ مَا أَخْرَجْتَ

ص: 28


1- تعثر خ ل ظ.
2- تعثر خ ل ظ.
3- فی المصدر: و لم یجعل لها سبیل الی ادراكه.
4- ادراك خ ل.
5- جسه: مسه بیده لیتعرفه.
6- فی المصدر: لا یستغنی عنك المكان و الزمان.
7- فی المصدر: علی سائر خلقك من العالمین.
8- فی المصدر: فی انتقال نور محمد.
9- المفضیین به الی نوح.
10- المصدر خال من: علی ذلك .

مِنْ بَیْنِهِمَا لِنَسْلِ سَامٍ خَوَلًا (1) ثُمَّ تَتَابَعَ عَلَیْهِ الْقَابِلُونَ مِنْ حَامِلٍ إِلَی حَامِلٍ وَ مُودِعٍ إِلَی مُسْتَوْدَعٍ مِنْ عِتْرَتِهِ فِی فَتَرَاتِ الدُّهُورِ حَتَّی قَبِلَهُ تَارُخُ أَطْهَرُ الْأَجْسَامِ وَ أَشْرَفُ الْأَجْرَامِ وَ نَقَلْتَهُ مِنْهُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ فَأَسْعَدْتَ بِذَلِكَ جَدَّهُ وَ أَعْظَمْتَ بِهِ مَجْدَهُ وَ قَدَّسْتَهُ فِی الْأَصْفِیَاءِ وَ سَمَّیْتَهُ دُونَ رُسُلِكَ خَلِیلًا ثُمَّ خَصَصْتَ بِهِ إِسْمَاعِیلَ دُونَ وُلْدِ إِبْرَاهِیمَ فَأَنْطَقْتَ لِسَانَهُ بِالْعَرَبِیَّةِ الَّتِی فَضَّلْتَهَا عَلَی سَائِرِ اللُّغَاتِ فَلَمْ تَزَلْ تَنْقُلُهُ مَحْظُوراً عَنِ الِانْتِقَالِ فِی كُلِّ مَقْذُوفٍ مِنْ أَبٍ إِلَی أَبٍ حَتَّی قَبِلَهُ كِنَانَةُ عَنْ مُدْرِكَةَ فَأَخَذْتَ لَهُ مَجَامِعَ الْكَرَامَةِ وَ مَوَاطِنَ السَّلَامَةِ وَ أَجْلَلْتَ لَهُ الْبَلْدَةَ الَّتِی قَضَیْتَ فِیهَا مَخْرَجَهُ فَسُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَیُّ صُلْبٍ أَسْكَنْتَهُ فِیهِ لَمْ تَرْفَعْ ذِكْرَهُ وَ أَیُّ نَبِیٍّ بُشِّرَ بِهِ فَلَمْ یَتَقَدَّمْ فِی الْأَسْمَاءِ اسْمُهُ وَ أَیُّ سَاحَةٍ مِنَ الْأَرْضِ سَلَكْتَ بِهِ لَمْ تُظْهِرْ بِهَا قُدْسَهُ حَتَّی الْكَعْبَةِ الَّتِی جَعَلْتَ مِنْهَا مَخْرَجَهُ غَرَسْتَ أَسَاسَهَا بِیَاقُوتَةٍ مِنْ جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ أَمَرْتَ الْمَلَكَیْنِ الْمُطَهَّرَیْنِ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ فَتَوَسَّطَا بِهَا أَرْضَكَ وَ سَمَّیْتَهَا بَیْتَكَ وَ اتَّخَذْتَهَا مَعْمَداً (2) لِنَبِیِّكَ وَ حَرَّمْتَ وَحْشَهَا وَ شَجَرَهَا وَ قَدَّسْتَ حَجَرَهَا وَ مَدَرَهَا وَ جَعَلْتَهَا مَسْلَكاً لِوَحْیِكَ وَ مَنْسَكاً لِخَلْقِكَ وَ مَأْمَنَ الْمَأْكُولَاتِ وَ حِجَاباً لِلْآكِلَاتِ الْعَادِیَاتِ تُحَرِّمُ عَلَی أَنْفُسِهَا إِذْعَارَ مَنْ أَجَرْتَ ثُمَّ أَذِنْتَ لِلنَّضْرِ فِی قَبُولِهِ وَ إِیدَاعِهِ مَالِكاً ثُمَّ مِنْ بَعْدِ مَالِكٍ فِهْراً ثُمَّ خَصَصْتَ مِنْ وُلِدَ فِهْرٍ غَالِباً وَ جَعَلْتَ كُلَّ مَنْ تَنْقُلُهُ إِلَیْهِ أَمِیناً لِحَرَمِكَ حَتَّی إِذَا قَبِلَهُ لُؤَیُّ بْنُ غَالِبٍ آنَ لَهُ حَرَكَةُ تَقْدِیسٍ فَلَمْ تُودِعْهُ مِنْ بَعْدِهِ صُلْباً إِلَّا جَلَّلْتَهُ نُوراً تَأْنَسُ بِهِ الْأَبْصَارُ وَ تَطْمَئِنُّ إِلَیْهِ الْقُلُوبُ فَأَنَا یَا إِلَهِی وَ سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ الْمُقِرُّ لَكَ بِأَنَّكَ الْفَرْدُ الَّذِی لَا یُنَازَعُ وَ لَا

ص: 29


1- الخول: العبید و الإماء و غیرهم من الحاشیة، و فی النسخة المصحّحة: الحول بالمهملة ای القدرة علی التصرف، الحذق و جودة النظر.
2- فی المصدر: معبدا.

یُغَالَبُ وَ لَا یُشَارَكُ (1) سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ مَا لِعَقْلٍ مَوْلُودٍ وَ فَهْمٍ مَفْقُودٍ مُدْحَقٍ مِنْ ظَهْرٍ مَرِیجٍ نَبَعَ مِنْ عَیْنٍ مَشِیجٍ بِمَحِیضِ (2) لَحْمٍ وَ عَلَقٍ وَ دَرٍّ (3) إِلَی فُضَالَةِ الْحَیْضِ وَ عُلَالاتِ الطَّعْمِ وَ شَارَكَتْهُ الْأَسْقَامُ وَ الْتَحَقَتْ (4) عَلَیْهِ الْآلَامُ لَا یَقْدِرُ عَلَی فِعْلٍ وَ لَا یَمْتَنِعُ مِنْ (5) عِلَّةٍ ضَعِیفِ التَّرْكِیبِ وَ الْبَیِّنَةِ مَا لَهُ وَ الِاقْتِحَامَ عَلَی قُدْرَتِكَ وَ الْهُجُومَ عَلَی إِرَادَتِكَ وَ تَفْتِیشَ مَا لَا یَعْلَمُهُ غَیْرُكَ سُبْحَانَكَ أَیُّ عَیْنٍ تَقُومُ نُصْبَ بَهَاءِ نُورِكَ وَ تَرْقَی إِلَی نُورِ ضِیَاءِ قُدْرَتِكَ وَ أَیُّ فَهْمٍ یَفْهَمُ مَا دُونَ ذَلِكَ إِلَّا أَبْصَارٌ (6) كَشَفْتَ عَنْهَا الْأَغْطِیَةَ وَ هَتَكْتَ عَنْهَا الْحُجُبَ الْعَمِیَّةَ فَرَقَتْ أَرْوَاحُهَا إِلَی أَطْرَافِ أَجْنِحَةِ (7) الْأَرْوَاحِ فَنَاجَوْكَ فِی أَرْكَانِكَ وَ أَلَحُّوا بَیْنَ (8) أَنْوَارِ بَهَائِكَ وَ نَظَرُوا مِنْ مُرْتَقَی التُّرْبَةِ إِلَی مُسْتَوَی كِبْرِیَائِكَ فَسَمَّاهُمْ أَهْلُ الْمَلَكُوتِ زُوَّاراً وَ دَعَاهُمْ أَهْلُ الْجَبَرُوتِ عُمَّاراً فَسُبْحَانَكَ یَا مَنْ لَیْسَ فِی الْبِحَارِ قَطَرَاتٌ وَ لَا فِی مُتُونِ الْأَرْضِ جَنَبَاتٌ (9) وَ لَا فِی رِتَاجِ الرِّیَاحِ حَرَكَاتٌ وَ لَا فِی قُلُوبِ الْعِبَادِ خَطَرَاتٌ وَ لَا فِی الْأَبْصَارِ لَمَحَاتٌ وَ لَا عَلَی مُتُونِ السَّحَابِ نَفَحَاتٌ إِلَّا وَ هِیَ فِی قُدْرَتِكَ مُتَحَیِّرَاتٌ أَمَّا السَّمَاءُ فَتُخْبِرُ عَنْ عَجَائِبِكَ وَ أَمَّا الْأَرْضُ فَتَدُلُّ عَلَی مَدَائِحِكَ وَ أَمَّا الرِّیَاحُ

ص: 30


1- فی المصدر: و لا یغالب و لا یجادل و لا یشارك سبحانك سبحانك.
2- بمخیض خ ل.
3- ورد خ ل.
4- و التحفت خ ل.
5- فی المصدر: لا یمتنع من قیل و لا یقدر علی فعل.
6- انصارا: خ ل. أقول: و فی المصدر: بصائر.
7- الأرواح خ ل. أقول: لعل معنی اجنحة الأرواح القوی الروحانیة فتكون الأجنحة كنایة عن القوی و الاستعدادات التی تكون للأرواح.
8- و ولجوا خ ل.
9- فی المصدر: جنات.

فَتَنْشُرُ فَوَائِدَكَ وَ أَمَّا السَّحَابُ فَتُهْطِلُ مَوَاهِبَكَ وَ كُلُّ ذَلِكَ یُحَدِّثُ بِتَحَنُّنِكَ وَ یُخْبِرُ أَفْهَامَ الْعَارِفِینَ بِشَفَقَتِكَ وَ أَنَا الْمُقِرُّ بِمَا أَنْزَلْتَ عَلَی أَلْسُنِ أَصْفِیَائِكَ أَنَّ أَبَانَا آدَمَ عِنْدَ اعْتِدَالِ نَفْسِهِ وَ فَرَاغِكَ مِنْ خَلْقِهِ رَفَعَ وَجْهَهُ فَوَاجَهَهُ مِنْ عَرْشِكَ وَسْمٌ (1) فِیهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ إِلَهِی مَنِ الْمَقْرُونُ بِاسْمِكَ فَقُلْتَ مُحَمَّدٌ خَیْرُ مَنْ أَخْرَجْتُهُ مِنْ صُلْبِكَ وَ اصْطَفَیْتُهُ بَعْدَكَ مِنْ وُلْدِكَ وَ لَوْلَاهُ مَا خَلَقْتُكَ فَسُبْحَانَكَ لَكَ الْعِلْمُ النَّافِذُ وَ الْقَدْرُ الْغَالِبُ لَمْ تَزَلِ الْآبَاءُ تَحْمِلُهُ (2) وَ الْأَصْلَابُ تَنْقُلُهُ كُلَّمَا أَنْزَلْتَهُ سَاحَةَ صُلْبٍ جَعَلْتَ لَهُ فِیهَا صُنْعاً یَحُثُّ الْعُقُولَ عَلَی طَاعَتِهِ وَ یَدْعُوهَا إِلَی مُتَابَعَتِهِ (3) حَتَّی نَقَلْتَهُ إِلَی هَاشِمٍ خَیْرِ آبَائِهِ بَعْدَ إِسْمَاعِیلَ فَأَیَّ أَبٍ وَ جَدٍّ وَ وَالِدِ أُسْرَةٍ (4) وَ مُجْتَمَعِ عِتْرَةٍ وَ مَخْرَجِ طُهْرٍ وَ مَرْجِعِ فَخْرٍ جَعَلْتَ یَا رَبِّ هَاشِماً لَقَدْ أَقَمْتَهُ لَدُنْ بَیْتِكَ وَ جَعَلْتَ لَهُ الْمَشَاعِرَ وَ الْمَتَاجِرَ (5) ثُمَّ نَقَلْتَهُ مِنْ هَاشِمٍ إِلَی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَأَنْهَجْتَهُ سَبِیلَ إِبْرَاهِیمَ وَ أَلْهَمْتَهُ رُشْداً لِلتَّأْوِیلِ وَ تَفْصِیلِ الْحَقِّ وَ وَهَبْتَ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ وَ أَبَا طَالِبٍ وَ حَمْزَةَ وَ فَدَیْتَهُ فِی الْقُرْبَانِ بِعَبْدِ اللَّهِ كَسِمَتِكَ فِی إِبْرَاهِیمَ بِإِسْمَاعِیلَ وَ وَسَمْتَ بِأَبِی طَالِبٍ (6) فِی وُلْدِهِ كَسِمَتِكَ فِی إِسْحَاقَ بِتَقْدِیسِكَ عَلَیْهِمْ وَ تَقْدِیمِ الصَّفْوَةِ لَهُمْ فَلَقَدْ بَلَّغْتَ إِلَهِی بِبَنِی أَبِی طَالِبٍ الدَّرَجَةَ الَّتِی رَفَعْتَ إِلَیْهَا فَضْلَهُمْ فِی الشَّرَفِ الَّذِی مَدَدْتَ بِهِ أَعْنَاقَهُمْ وَ الذِّكْرِ الَّذِی حَلَّیْتَ بِهِ أَسْمَاءَهُمْ وَ جَعَلْتَهُمْ مَعْدِنَ النُّورِ وَ جَنَّتَهُ وَ صَفْوَةَ الدِّینِ وَ ذِرْوَتَهُ وَ فَرِیضَةَ الْوَحْیِ وَ سُنَّتَهُ ثُمَّ أَذِنْتَ لِعَبْدِ اللَّهِ فِی نَبْذِهِ

ص: 31


1- رسم خ ل.
2- أی تحمل محمّدا صلّی اللّٰه علیه و آله.
3- إشارة الی خوارق عادة كانت تظهر من آبائه بسببه.
4- الاسرة: اهل الرجل المعروفون بالعائلة.
5- و المفاخر. خ ل.
6- فی أبی طالب خ ل.

عِنْدَ مِیقَاتِ تَطْهِیرِ أَرْضِكَ مِنْ كُفَّارِ الْأُمَمِ الَّذِینَ نَسُوا عِبَادَتَكَ وَ جَهِلُوا مَعْرِفَتَكَ وَ اتَّخَذُوا أَنْدَاداً وَ جَحَدُوا رُبُوبِیَّتَكَ وَ أَنْكَرُوا وَحْدَانِیَّتَكَ وَ جَعَلُوا لَكَ شُرَكَاءَ وَ أَوْلَاداً وَ صَبَوْا إِلَی عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ طَاعَةِ الشَّیْطَانِ فَدَعَاكَ نَبِیُّنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ بِنُصْرَتِهِ (1) فَنَصَرْتَهُ بِی وَ بِجَعْفَرٍ وَ حَمْزَةَ فَنَحْنُ الَّذِینَ اخْتَرْتَنَا لَهُ وَ سَمَّیْتَنَا فِی دِینِكَ لِدَعْوَتِكَ أَنْصَاراً لِنَبِیِّكَ قَائِدُنَا إِلَی الْجَنَّةِ خِیَرَتُكَ وَ شَاهِدُنَا أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ جَعَلْتَنَا ثَلَاثَةً مَا نَصَبَ لَنَا عَزِیزٌ إِلَّا أَذْلَلْتَهُ بِنَا وَ لَا مَلِكٌ إِلَّا طَحْطَحْتَهُ (2) أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً وَ وَصَفْتَنَا یَا رَبَّنَا بِذَلِكَ وَ أَنْزَلْتَ فِینَا قُرْآناً (3) جَلَّیْتَ بِهِ عَنْ وُجُوهِنَا الظُّلَمَ وَ أَرْهَبْتَ بِصَوْلَتِنَا الْأُمَمَ إِذَا جَاهَدَ مُحَمَّدٌ رَسُولُكَ عَدُوّاً لِدِینِكَ تَلُوذُ بِهِ أُسْرَتَهُ وَ تَحُفُّ بِهِ عِتْرَتَهُ كَأَنَّهُمُ النُّجُومُ الزَّاهِرَةُ إِذَا تَوَسَّطَهُمُ الْقَمَرُ الْمُنِیرُ لَیْلَةَ تَمة (تِمِّهِ) فَصَلَوَاتُكَ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ نَبِیِّكَ وَ صَفِیِّكَ وَ خِیَرَتِكَ وَ آلِهِ الطَّاهِرِینَ أَیُّ مَنِیعَةٍ لَمْ تَهْدِمْهَا دَعْوَتُهُ وَ أَیُّ فَضِیلَةٍ لَمْ تَنَلْهَا عِتْرَتُهُ جَعَلْتَهُمْ خَیْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ یُجَاهِدُونَ فِی سَبِیلِكَ وَ یَتَوَاصَلُونَ بِدِینِكَ طَهَّرْتَهُمْ بِتَحْرِیمِ الْمَیْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِیرِ وَ مَا أُهِلَّ وَ نُسِكَ بِهِ لِغَیْرِ اللَّهِ تَشْهَدُ لَهُمْ وَ مَلَائِكَتُكَ أَنَّهُمْ بَاعُوكَ أَنْفُسَهُمْ وَ ابْتَذَلُوا مِنْ هَیْبَتِكَ أَبْدَانَهُمْ شَعِثَةً رُءُوسُهُمْ تَرِبَةً وُجُوهُهُمْ تَكَادُ الْأَرْضُ مِنْ طَهَارَتِهِمْ تَقْبِضُهُمْ إِلَیْهَا وَ مِنْ فَضْلِهِمْ تَمِیدُ بِمَنْ عَلَیْهَا رَفَعْتَ شَأْنَهُمْ بِتَحْرِیمِ أَنْجَاسِ الْمَطَاعِمِ وَ الْمَشَارِبِ مِنْ أَنْوَاعِ الْمُسْكِرِ فَأَیُّ شَرَفٍ یَا رَبِّ جَعَلْتَهُ فِی مُحَمَّدٍ وَ عِتْرَتِهِ فَوَ اللَّهِ لَأَقُولَنَّ قَوْلًا لَا یُطِیقُ أَنْ یَقُولَهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَنَا عَلَمُ الْهُدَی وَ كَهْفُ

ص: 32


1- فی المصدر: لنصرته.
2- فی المصدر: الا طحطحته بنا.
3- هو قوله تعالی: وَ الَّذِینَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَیْنَهُمْ الآیة. راجع سورة الفتح: 29.

التُّقَی وَ مَحَلُّ السَّخَاءِ وَ بَحْرُ النَّدَی وَ طَوْدُ النُّهَی وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ نُورٌ فِی ظُلَمِ الدُّجَا وَ خَیْرُ مَنْ آمَنَ وَ اتَّقَی وَ أَكْمَلُ مَنْ تَقَمَّصَ وَ ارْتَدَی وَ أَفْضَلُ مَنْ شَهِدَ النَّجْوَی بَعْدَ النَّبِیِّ الْمُصْطَفَی وَ مَا أُزَكِّی نَفْسِی وَ لَكِنْ بِنِعْمَةِ رَبِّی أُحَدِّثُ (1) أَنَا صَاحِبُ الْقِبْلَتَیْنِ وَ حَامِلُ الرَّایَتَیْنِ فَهَلْ یُوَازِی فِیَّ أَحَدٌ وَ أَنَا أَبُو السِّبْطَیْنِ فَهَلْ یُسَاوِی بِی بَشَرٌ وَ أَنَا زَوْجُ خَیْرِ النِّسْوَانِ فَهَلْ یَفُوقُنِی (2) أَحَدٌ وَ أَنَا الْقَمَرُ الزَّاهِرُ بِالْعِلْمِ الَّذِی عَلَّمَنِی رَبِّی وَ الْفُرَاتُ الزَّاخِرُ أَشْبَهْتُ مِنَ الْقَمَرِ نُورَهُ وَ بَهَاءَهُ وَ مِنَ الْفُرَاتِ بَذْلَهُ وَ سَخَاءَهُ أَیُّهَا النَّاسُ بِنَا أَنَارَ اللَّهُ السُّبُلَ وَ أَقَامَ الْمَیَلَ وَ عُبِدَ اللَّهُ فِی أَرْضِهِ وَ تَنَاهَتْ إِلَیْهِ مَعْرِفَةُ خَلْقِهِ وَ قَدَّسَ اللَّهَ جَلَّ وَ تَعَالَی بِإِبْلَاغِنَا الْأَلْسُنُ وَ ابْتَهَلَتْ بِدَعْوَتِنَا الْأَذْهَانُ فَتَوَفَّی اللَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله سَعِیداً شَهِیداً هَادِیاً مَهْدِیّاً قَائِماً بِمَا اسْتَكْفَاهُ حَافِظاً لِمَا اسْتَرْعَاهُ تَمَّمَ بِهِ الدِّینَ وَ أَوْضَحَ بِهِ الْیَقِینَ وَ أَقَرَّتِ الْعُقُولُ بِدَلَالَتِهِ وَ أَبَانَتْ حُجَجَ أَنْبِیَائِهِ وَ انْدَمَغَ الْبَاطِلُ زَاهِقاً وَ وَضَّحَ الْعَدْلَ نَاطِقاً وَ عَطَّلَ مَظَانَّ الشَّیْطَانِ وَ أَوْضَحَ الْحَقَّ وَ الْبُرْهَانَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ فَوَاضِلَ صَلَوَاتِكَ وَ نَوَامِیَ بَرَكَاتِكَ وَ رَأْفَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ عَلَی مُحَمَّدٍ نَبِیِّ الرَّحْمَةِ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ الطَّاهِرِینَ (3).

بیان: قوله علیه السلام خلقه الظاهر أن الضمیر راجع إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قوله سبقت به السلالة لعل فیه تصحیفا و یحتمل أن یكون المراد أن السلالة إنما سبقت خلقته لأجل ذلك النور و لیكون محلا له.

و المراد بالسلالة آدم علیه السلام كما قال تعالی وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِینٍ و یحتمل أن یكون صغت فصحف و فی القاموس الجرم بالكسر الجسد قوله بما أكننت أی دعاك مستشفعا بالنور الذی سترته فیه و قوله قدرة إن لم یكن تصحیفا فهو حال عن ضمیر أجرامه.

و برد هو الخامس من الآباء وقع هنا مكان زیادا و ماردا و إیادا و أدد فی الأخبار

ص: 33


1- إشارة الی قوله تعالی: وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.
2- فی المصدر: فهل یفوقنی رجل.
3- اثبات الوصیة: 100- 105.

الأخر و قوله أول من جعلت یدل علی أن من بینه و بین آدم لم یكونوا رسلا و لا ینافی كونهم أنبیاء قوله و لم تؤمر الأوهام علی بناء التفعیل بصیغة المجهول أی لم تجعل الأوهام أمیرا علی أمر معرفته أو بالتخفیف بتضمین أو یكون علی بمعنی الباء أی لم یأمر اللّٰه الأوهام بمعرفته و الظاهر لم یعثر كما فی موضع آخر من العثور بمعنی الاطلاع.

و قوله من خلقه خبر كل قوله علیه السلام سلك أی مضی أو انسلك فی سلك الحاملین لكن لا یساعده اللغة قوله المفضیین أی قبل النور متوشلخ ثم لمك و أوصلاه إلی نوح علیه السلام قوله علی ذلك أی بسبب قبول النور و ضمیرا لم توله و لم تعطه راجعان إلی نوح.

قوله محظورا أی ممنوعا من أن ینتقل إلی من یقذف بسوء و قوله من أب متعلق بقوله تنقله و مدركة اسم والد خزیمة و خزیمة والد كنانة قوله معمدا كمقصد بمعناه أی قبلة یتوجهون إلیه فی الصلاة أو یقصدونه للحج و العمرة و الإذعار التخویف.

قوله علیه السلام إن له حركة تقدیس أی صار النور بعد ذلك أظهر و تأثیر الكرامة للآباء لقربهم أكثر و قال فی القاموس دحقه كمنعه طرده و أبعده كأدحقه و الرحم بالماء رمته و لم تقبله و المریج المختلط و المضطرب و یقال خوط مریج أی متداخل فی الأغصان.

و المشیج المختلط من كل شی ء و جمعه أمشاج قوله بمحیض فی المنقول منه بالحاء المهملة فیكون متعلقا بمشیج أی مختلط بالحیض و یحتمل أن یكون بالمعجمة من قولهم مخض اللبن إذا أخذ زبده فهو مخیض و مخض الشی ء حركه شدیدا فالباء زائدة أو للملابسة أو علی التجرید.

و الحاصل أنه شبه النطفة بلبن مخیض إذ هی تحصل من الحركة و هی تخرج من اللحم و تنعقد من الدم و علی الأول لحم و علق بدلان من قوله مدحق لبیان تغیراتها و انقلاباتها و الفضالة بالضم البقیة و العالة بالضم ما یتعلل به و بقیة

ص: 34

اللبن و غیره و قوله ما له تأكید لقوله ما لعقل.

قوله الحجب العمیة أی الكثیفة الحاجبة قال الجزری فی حدیث الصوم فإن عمی علیكم قیل هو من العماء السحاب الرقیق أی حال دونه ما أعمی الأبصار عن رؤیته و فیه من قتل تحت رایة عمیة قیل هو من فعیلة من العمی الضلالة قوله أجنحة الأرواح هو إما جمع الروح بمعنی الرحمة أو الراحة أو جمع الریح بمعنی الرحمة أو الغلبة و النصرة و كان یحتمل المنقول منه الدال المهملة جمع دوح و هو جمع دوحة الشجرة العظیمة و الجنبات جمع جنبة بالتحریك و هو من الوادی ناحیته. قوله علیه السلام و لا فی رتاج الریاح الرتاج ككتاب الباب المغلق و لا یناسب المقام إلا بتكلف و یحتمل أن یكون من قولهم رتج البحر أی هاج و كثر ماؤه فغمر كل شی ء و یحتمل أن یكون رجاج الریاح من الرج و هو التحریك و التحرك و الاهتزاز و الرجرجة الاضطراب و الهطل تتابع المطر و الصنع بالضم المعروف.

قوله فی نبذه الضمیر راجع إلی النور و یقال صبا إلی الشی ء إذا حن و مال و قوله قائدنا صفة لنبیك و كذا خیرتك و یحتمل أن یكون قائدنا مبتدأ و خیرتك خبره كما أن شاهدنا مبتدأ و أنت خبره و یقال نصب لفلان أی عاداه و له الحرب وضعها و كلما رفع و استقبل به شی ء فقد نصب ذكره الفیروزآبادی فیمكن أن یقرأ هنا علی المعلوم و المجهول و یقال طحطح أی كسر و فرق و بدد إهلاكا.

قوله علیه السلام لیلة تمه بكسر التاء و فتحها و ضمها أی تمامه قال الجوهری قمر تمام و تمام إذا تم لیلة البدر و لیلة التمام مكسور و هو أطول لیلة فی السنة و یقال أبی قائلها إلا تما و تما و تما ثلاث لغات أی تماما و مضی علی قوله لم یرجع منه و الكسر أفصح.

قوله علیه السلام أی منیعة أی بنیة رفیعة حصینة من أبنیة الضلالة و ابتذال الثوب

ص: 35

و غیره امتهانه تكاد الأرض أی كانت الأرض تحبهم بحیث تكاد تقبضهم إلیها و تهتز بكونهم علیها بحیث یخاف أن تمید بمن علیها فرحا و السخاء ممدود و لعله قصره لرعایة السجع و الندی بالقصر الجود و المطر و البلل و الطود الجبل العظیم و النهی بضم النون جمع نهیة و هی العقل.

قوله علیه السلام من شهد النجوی أی أفضل الأفاضل فإنهم یشهدون النجوی و المشورة أو أفضل من اطلع علی نجوی الخلق و أسرارهم بنور الإمامة قوله علیه السلام و أقام المیل لعله بالتحریك و هو ما كان من المیل و الاعوجاج بحسب الخلقة فهو أوفق لفظا و أبلغ معنی.

قوله علیه السلام و تناهت یقال تناهی أی بلغ أی بنا اختبر اللّٰه الخلق و اطلع علی أحوالهم اطلاعا یوجب الثواب و العقاب أو بنا عرف الخلق ربهم فانتهی معرفتهم إلیهم و اعلم أن النسخة كانت سقیمة جدا فصححناها بحسب الإمكان.

باب 2 أحوال ولادتهم علیهم السلام و انعقاد نطفهم و أحوالهم فی الرحم و...

عند الولادة و بركات ولادتهم صلوات اللّٰه علیهم و فیه بعض غرائب علومهم و شئونهم *

«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی یُولَدُ فِیهَا الْإِمَامُ لَا یُولَدُ فِیهَا مَوْلُودٌ إِلَّا كَانَ مُؤْمِناً وَ إِنْ وُلِدَ فِی أَرْضِ الشِّرْكِ نَقَلَهُ اللَّهُ إِلَی الْإِیمَانِ بِبَرَكَةِ الْإِمَامِ (1).

«2»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا خَلَقَ اللَّهُ الْإِمَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَكْتُبُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً

ص: 36


1- أمالی ابن الطوسیّ: 263.

وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ

«3»-وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ حُمَیْدِ بْنِ شُعَیْبٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ أَنْ یَخْلُقَ (1) الْإِمَامَ أَخَذَ شَرْبَةً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَأَعْطَاهَا مَلَكاً فَسَقَاهَا إِیَّاهَا (2) فَمِنْ ذَلِكَ یَخْلُقُ الْإِمَامَ فَإِذَا وُلِدَ بَعَثَ اللَّهُ ذَلِكَ الْمَلَكَ إِلَی الْإِمَامِ فَكَتَبَ (3) بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا مَضَی ذَلِكَ الْإِمَامُ الَّذِی قَبْلَهُ رَفَعَ لَهُ مَنَاراً یُبْصِرُ بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ فَلِذَلِكَ یَحْتَجُّ بِهِ عَلَی خَلْقِهِ (4).

بیان: قوله علیه السلام إیاها أی أُم الإمام علیه السلام و فی بعض النسخ إیاه كما فی الكافی و فی بعضها أباه بالموحدة و مفادهما واحد قوله فلذلك فی بعض النسخ فبذلك أی یرفع المنار حیث یطلعه علی أعمالهم فیصیر شاهدا علیهم یحتج به یوم القیامة علیهم و فی الكافی و فیما سیأتی و بهذا یحتج اللّٰه علی خلقه أی بمثل هذا الرجل المتصف بتلك الأوصاف یحتج اللّٰه علی خلقه و یوجب علی الناس طاعته.

«4»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ نُطْفَةَ الْإِمَامِ مِنَ الْجَنَّةِ وَ إِذَا وَقَعَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ إِلَی الْأَرْضِ وَقَعَ وَ هُوَ وَاضِعٌ یَدَهُ إِلَی الْأَرْضِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ لِمَ ذَاكَ قَالَ علیه السلام لِأَنَّ مُنَادِیاً یُنَادِیهِ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلَی یَا فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ اثْبُتْ فَإِنَّكَ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی وَ عَیْبَةُ عِلْمِی وَ لَكَ وَ لِمَنْ تَوَلَّاكَ أَوْجَبْتُ رَحْمَتِی وَ مَنَحْتُ جِنَانِی وَ أُحِلُّكَ جِوَارِی ثُمَّ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُصْلِیَنَّ مَنْ عَادَاكَ أَشَدَّ عَذَابِی وَ إِنْ أَوْسَعْتُ عَلَیْهِمْ فِی دُنْیَایَ مِنْ سَعَةِ رِزْقِی قَالَ فَإِذَا انْقَضَی صَوْتُ الْمُنَادِی أَجَابَهُ هُوَ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا

ص: 37


1- لما أحبّ ان خلق خ ل.
2- فی نسخة: اباه و فی المصدر: ایاه و لعله مصحف.
3- فی المصدر: أن یكتب.
4- تفسیر القمّیّ: 202. و الآیة فی سورة الأنعام: 115.

إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِیزُ الْحَكِیمُ فَإِذَا قَالَهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَ الْعِلْمَ الْآخِرَ وَ اسْتَحَقَّ زِیَادَةَ الرُّوحِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ (1).

بیان: قال الجزری فیه ینادی مناد من بطنان العرش أی من وسطه و قیل من أصله و قیل البطنان جمع بطن و هو الغامض من الأرض یرید من دواخل العرش أقول لعل المراد بالعلم الأول علوم الأنبیاء و الأوصیاء السابقین و بالعلم الآخر علوم خاتم الأنبیاء أو بالأول العلم بأحوال المبدإ و أسرار التوحید و علم ما مضی و ما هو كائن فی النشأة الأولی و الشرائع و الأحكام و بالآخر العلم بأحوال المعاد و الجنة و النار و ما بعد الموت من أحوال البرزخ و غیر ذلك و الأول أظهر.

«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یَخْلُقَ الْإِمَامَ أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ مَاءِ الْمُزْنِ فَیَقَعُ عَلَی كُلِّ شَجَرَةٍ فَیَأْكُلُ مِنْهُ ثُمَّ یُوَاقِعُ فَیَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهُ الْإِمَامَ فَیَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ رُفِعَ لَهُ مَنَارٌ مِنْ نُورٍ یَرَی أَعْمَالَ الْعِبَادِ فَإِذَا تَرَعْرَعَ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (2)

بیان: الأكثر فسروا المزن بالسحاب أو أبیضه أو ذی الماء و یظهر من الأخبار أنه اسم للماء الذی تحت العرش.

«6»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَی الْإِمَامِ فَلْیَنْظُرْ مَا یَتَكَلَّمُ بِهِ فَإِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا هِیَ وَضَعَتْهُ سَطَعَ لَهَا نُورٌ سَاطِعٌ إِلَی السَّمَاءِ وَ سَقَطَ وَ فِی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ مَكْتُوبٌ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا هُوَ تَكَلَّمَ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً یُشْرِفُ (3) بِهِ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ یَعْلَمُ بِهِ أَعْمَالَهُمْ (4).

ص: 38


1- بصائر الدرجات: 61 و الآیة فی آل عمران: 18.
2- بصائر الدرجات: 127 و 128.
3- أشرف علیه: اطلع علیه من فوق.
4- بصائر الدرجات: 128 و الآیة فی الانعام: 115.

«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْإِمَامُ یَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا سَقَطَ إِلَی الْأَرْضِ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا تَرَعْرَعَ نَصَبَ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ (1).

«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمَدَانِیِّ وَ غَیْرِهِ رَوَاهُ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَقْبِضَ رُوحَ إِمَامٍ وَ یَخْلُقَ مِنْ بَعْدِهِ إِمَاماً أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ تَحْتَ الْعَرْشِ إِلَی الْأَرْضِ فَیُلْقِیهَا عَلَی ثَمَرَةٍ أَوْ عَلَی بَقْلَةٍ فَیَأْكُلُ تِلْكَ الثَّمَرَةَ أَوْ تِلْكَ الْبَقْلَةَ الْإِمَامُ الَّذِی یَخْلُقُ اللَّهُ مِنْهُ نُطْفَةَ الْإِمَامِ الَّذِی یَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ فَیَخْلُقُ اللَّهُ مِنْ تِلْكَ الْقَطْرَةِ نُطْفَةً فِی الصُّلْبِ ثُمَّ یَصِیرُ إِلَی الرَّحِمِ فَیَمْكُثُ فِیهَا أَرْبَعِینَ لَیْلَةً فَإِذَا مَضَی لَهُ أَرْبَعُونَ لَیْلَةً سَمِعَ الصَّوْتَ فَإِذَا مَضَی لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا خَرَجَ إِلَی الْأَرْضِ أُوتِیَ الْحِكْمَةَ وَ زُیِّنَ بِالْعِلْمِ وَ الْوَقَارِ وَ أُلْبِسَ الْهَیْبَةَ وَ جُعِلَ لَهُ مِصْبَاحٌ مِنْ نُورٍ یَعْرِفُ بِهِ الضَّمِیرَ وَ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ (2).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن مقاتل عن الحسین بن أحمد عن یونس بن ظبیان مثله (3)

- یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن ابن أبی نجران عن ابن محبوب عن مقاتل مثله (4) بتغییر ما أوردناه فی باب صفات الإمام علیه السلام شی، تفسیر العیاشی عن یونس مثله (5).

«9»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِذَا أَحَبَّ أَنْ

ص: 39


1- بصائر الدرجات: 128 و 129. و الآیة فی الانعام: 115.
2- بصائر الدرجات: 128 و 129. و الآیة فی الانعام: 115.
3- بصائر الدرجات: 128 و 129. و الآیة فی الانعام: 115.
4- بصائر الدرجات: 128 و 129. و الآیة فی الانعام: 115.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 374.

یَخْلُقَ الْإِمَامَ أَمَرَ مَلَكاً أَنْ یَأْخُذَ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ تَحْتَ الْعَرْشِ فَیَسْقِیَهَا إِیَّاهُ فَمِنْ ذَلِكَ یَخْلُقُ الْإِمَامَ وَ یَمْكُثُ أَرْبَعِینَ یَوْماً وَ لَیْلَةً فِی بَطْنِ أُمِّهِ لَا یَسْمَعُ الصَّوْتَ ثُمَّ یَسْمَعُ بَعْدَ ذَلِكَ الْكَلَامَ فَإِذَا وُلِدَ بَعَثَ ذَلِكَ الْمَلَكَ فَیَكْتُبُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا مَضَی الْإِمَامُ الَّذِی كَانَ مِنْ قَبْلِهِ رَفَعَ لِهَذَا مَنَاراً مِنْ نُورٍ یَنْظُرُ بِهِ إِلَی أَعْمَالِ الْخَلَائِقِ فَبِهَذَا یَحْتَجُّ اللَّهُ عَلَی خَلْقِهِ (1).

«10»-یر، بصائر الدرجات الْهَیْثَمُ بْنُ أَبِی مَسْرُوقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ مِنَّا یَسْمَعُ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكاً فَكَتَبَ عَلَی عَضُدِهِ (2) وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ثُمَّ یُرْفَعُ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ (3).

«11»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُصَیْنِ الْحُصَیْنِیِّ وَ الْمُخْتَارِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی سُكَیْنَةَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أُوَدِّعُهُ فَقَالَ اجْلِسْ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ یَا إِسْحَاقُ كَأَنَّكَ تَرَی أَنَّا مِنْ هَذَا الْخَلْقِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِمَامَ مِنَّا بَعْدَ الْإِمَامِ یَسْمَعُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ كَتَبَ اللَّهُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا شَبَّ وَ تَرَعْرَعَ نُصِبَ لَهُ عَمُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ یَنْظُرُ بِهِ إِلَی أَعْمَالِ الْعِبَادِ (4).

بیان: شب أی صار شابا و ترعرع الصبی تحرك و نشأ.

و اعلم أنه لا تنافی بین تلك الأخبار إذ یحتمل أن تكون الكتابة فی جمیع المواضع و الأوقات المذكورة إما حقیقة أو تجوزا كنایة عن جعله مستعدا للإمامة و الخلافة و محلا لإفاضة العلوم الربانیة و مستنبطا منه آثار العلم و الحكمة من جمیع جهاته و حركاته و سكناته و كذا عمود النور إما المراد به النور حقیقة بأن یخلق اللّٰه تعالی

ص: 40


1- بصائر الدرجات: 128.
2- فی المصدر: فكتب علی عضده الایمن. ظ.
3- بصائر الدرجات: 128.
4- بصائر الدرجات: 128.

له نورا یظهر فیه أعمال العباد أو هو كنایة عن روح القدس كما سیأتی فی الخبر أو ملك یأتی بالأخبار إلیه كما دلت روایة علیه أو جعله محلا للإلهامات الربانیة و الإفاضات السبحانیة و اللّٰه یعلم.

«12»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ خَلْقَ إِمَامٍ أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ عَلَی بَقْلَةٍ مِنْ بَقْلِ الْأَرْضِ أَوْ ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلَهَا الْإِمَامُ الَّذِی یَكُونُ مِنْهُ الْإِمَامُ فَكَانَتِ النُّطْفَةُ مِنْ تِلْكَ الْقَطْرَةِ فَإِذَا مَكَثَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِینَ یَوْماً سَمِعَ الصَّوْتَ فَإِذَا مَضَی أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا سَقَطَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ أُوتِیَ الْحِكْمَةَ وَ جُعِلَ لَهُ مِصْبَاحٌ یَرَی بِهِ أَعْمَالَهُمْ (2).

«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ خَالِدٍ الْجَوَّانِ عَنْ أَحَدِهِمَا علیهما السلام قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ لَیَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا فُصِلَ مِنْ أُمِّهِ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا أُفْضِیَتْ إِلَیْهِ الْأُمُورُ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ یَرَی بِهِ أَعْمَالَ الْخَلَائِقِ (3).

«14»-یر، بصائر الدرجات عَمَّارُ بْنُ یُونُسَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وُلِدَ خُطَّ عَلَی مَنْكِبَیْهِ خَطٌّ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِیَدِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (4)

«15»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یُحْبَلَ بِإِمَامٍ أُوتِیَ بِسَبْعِ وَرَقَاتٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَكَلَهُنَّ قَبْلَ أَنْ یَقَعَ فَإِذَا وَقَعَ فِی الرَّحِمِ سَمِعَ الْكَلَامَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَضَعَتْهُ رُفِعَ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ فِیمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ كَتَبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ

ص: 41


1- أی یونس بن ظبیان.
2- بصائر الدرجات: 128- 130 و الآیة فی الانعام: 115.
3- بصائر الدرجات: 128- 130 و الآیة فی الانعام: 115.
4- بصائر الدرجات: 128- 130 و الآیة فی الانعام: 115.

وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (1)

شی، تفسیر العیاشی عن یونس مثله (2)

بیان: أوتی أی أبوه بقرینة المقام أو یكون الإسناد فیه و فی الأكل علی المجاز فإنه لما كان مادة له فكأنه أكله و یمكن الجمع بینه و بین سائر الأخبار الواردة فی مادة نطفة الإمام بتحقق جمیع تلك الأمور و انعقادها منها جمیعا أو بأنه لا بد من تحقق أحدها و الأول أظهر.

«16»-یر، بصائر الدرجات عَبَّادُ بْنُ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا اسْتَقَرَّتْ نُطْفَةُ الْإِمَامِ فِی الرَّحِمِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً نَصَبَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا تَمَّ لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَتَاهُ مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ حَیَوَانُ فَیَكْتُبُ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (3)

«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمٍ (4) عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی السَّنَةِ الَّتِی وُلِدَ فِیهَا ابْنُهُ مُوسَی علیه السلام فَلَمَّا نَزَلْنَا الْأَبْوَاءَ وَضَعَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْغَدَاءَ وَ لِأَصْحَابِهِ وَ أَكْثَرَهُ وَ أَطَابَهُ فَبَیْنَا نَحْنُ نَتَغَدَّی إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ حَمِیدَةَ أَنَّ الطَّلْقَ قَدْ ضَرَبَنِی وَ قَدْ أَمَرْتَنِی أَنْ لَا أَسْبِقَكَ بِابْنِكَ هَذَا فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَرِحاً مَسْرُوراً فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ إِلَیْنَا حَاسِراً عَنْ ذِرَاعَیْهِ ضَاحِكاً سِنُّهُ فَقُلْنَا أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ وَ أَقَرَّ عَیْنَكَ مَا صَنَعَتْ حَمِیدَةُ فَقَالَ وَهَبَ اللَّهُ لِی غُلَاماً وَ هُوَ خَیْرُ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ وَ لَقَدْ خَبَّرَتْنِی عَنْهُ بِأَمْرٍ كُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا قُلْتُ

ص: 42


1- بصائر الدرجات: 130 و الآیة فی الانعام: 115.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 374.
3- بصائر الدرجات: 130.
4- فی نسخة: سلیمان و فی المصدر: مسلم.

جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا خَبَّرَتْكَ عَنْهُ حَمِیدَةُ قَالَ ذَكَرَتْ أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ مِنْ بَطْنِهَا وَقَعَ وَاضِعاً یَدَیْهِ عَلَی الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ تِلْكَ أَمَارَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمَارَةُ الْإِمَامِ مِنْ بَعْدِهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا تِلْكَ مِنْ عَلَامَةِ الْإِمَامِ فَقَالَ إِنَّهُ لَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی عُلِقَ بِجَدِّی فِیهَا أَتَی آتٍ جَدَّ أَبِی وَ هُوَ رَاقِدٌ فَأَتَاهُ بِكَأْسٍ فِیهَا شَرْبَةٌ أَرَقُّ مِنَ الْمَاءِ وَ أَبْیَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَ أَلْیَنُ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَحْلَی مِنَ الشَّهْدِ وَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ فَسَقَاهُ إِیَّاهُ وَ أَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسْرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ فِیهَا بِجَدِّی وَ لَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی عُلِقَ فِیهَا بِأَبِی أَتَی آتٍ جَدِّی فَسَقَاهُ كَمَا سَقَی (1) جَدَّ أَبِی وَ أَمَرَهُ بِالْجِمَاعِ فَقَامَ فَرِحاً مَسْرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بِأَبِی وَ لَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی عُلِقَ بِی فِیهَا أَتَی آتٍ أَبِی فَسَقَاهُ وَ أَمَرَهُ كَمَا أَمَرَهُمْ فَقَامَ فَرِحاً مَسْرُوراً فَجَامَعَ فَعُلِقَ بِی وَ لَمَّا كَانَ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی عُلِقَ فِیهَا بِابْنِی هَذَا أَتَانِی آتٍ كَمَا أَتَی جَدَّ أَبِی وَ جَدِّی وَ أَبِی فَسَقَانِی كَمَا سَقَاهُمْ وَ أَمَرَنِی كَمَا أَمَرَهُمْ فَقُمْتُ فَرِحاً مَسْرُوراً بِعِلْمِ اللَّهِ (2) بِمَا وَهَبَ لِی فَجَامَعْتُ فَعُلِقَ بِابْنِی وَ إِنَّ نُطْفَةَ الْإِمَامِ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ فَإِذَا اسْتَقَرَّتْ فِی الرَّحِمِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً نَصَبَ اللَّهُ لَهُ عَمُوداً مِنْ نُورٍ فِی بَطْنِ أُمِّهِ یَنْظُرُ مِنْهُ مَدَّ بَصَرِهِ فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ أَتَاهُ مَلَكٌ یُقَالُ لَهُ حَیَوَانُ وَ كَتَبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا وَقَعَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَقَعَ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَإِذَا وَضَعَ یَدَهُ إِلَی الْأَرْضِ فَإِنَّهُ یَقْبِضُ كُلَّ عِلْمٍ أَنْزَلَهُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ أَمَّا رَفْعُهُ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَإِنَّ مُنَادِیاً یُنَادِی مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّةِ

ص: 43


1- فی المصدر: كما سقاه.
2- فی نسخة: بعلمی بما وهب.

مِنَ الْأُفُقِ الْأَعْلَی بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ یَقُولُ یَا فُلَانُ اثْبُتْ ثَبَّتَكَ اللَّهُ فَلِعَظِیمٍ مَا خَلْقُكَ (1) أَنْتَ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی وَ مَوْضِعُ سِرِّی وَ عَیْبَةُ عِلْمِی لَكَ وَ لِمَنْ تَوَلَّاكَ أَوْجَبْتُ رَحْمَتِی وَ أَسْكَنْتُ جَنَّتِی وَ أَحْلَلْتُ جِوَارِی ثُمَّ وَ عِزَّتِی لَأُصْلِیَنَّ مَنْ عَادَاكَ أَشَدَّ عَذَابِی وَ إِنْ أَوْسَعْتُ عَلَیْهِمْ مِنْ سَعَةِ رِزْقِی فَإِذَا انْقَضَی صَوْتُ الْمُنَادِی أَجَابَهُ الْوَصِیُّ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ (2) إِلَی آخِرِهَا فَإِذَا قَالَهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ عِلْمَ الْأَوَّلِ وَ عِلْمَ الْآخِرِ وَ اسْتَوْجَبَ زِیَارَةَ الرُّوحِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَیْسَ الرُّوحُ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ (3).

«18»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْإِمَامَ یَعْرِفُ نُطْفَةَ الْإِمَامِ الَّتِی یَكُونُ مِنْهَا إِمَامٌ بَعْدَهُ (4).

«19»-ك، إكمال الدین ابْنُ عُبْدُوسٍ عَنِ ابْنِ قُتَیْبَةَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ الْأَزْدِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام یَقُولُ لَمَّا وُلِدَ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ ابْنِی هَذَا وُلِدَ مَخْتُوناً طَاهِراً مُطَهَّراً وَ لَیْسَ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَدٌ یُولَدُ إِلَّا مَخْتُوناً طَاهِراً مُطَهَّراً وَ لَكِنَّا سَنُمِرُّ الْمُوسَی (5) لِإِصَابَةِ السُّنَّةِ وَ اتِّبَاعِ الْحَنِیفِیَّةِ.

«20»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ثُمَّ قَالَ هَذَا حَرْفٌ فِی الْأَئِمَّةِ خَاصَّةً ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ إِنَّ الْإِمَامَ

ص: 44


1- خلقتك خ ل.
2- آل عمران: 18.
3- بصائر الدرجات: 130 و 131. و الآیة الأخیرة فی القدر: 4.
4- بصائر الدرجات: 141.
5- الموسی مقصورا: آلة یحلق بها، یقال لها بالفارسیة: تیغ.

یَخْلُقُهُ اللَّهُ بِیَدِهِ لَا یَلِیهِ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ هُوَ جَعَلَهُ یَسْمَعُ وَ یَرَی فِی بَطْنِ أُمِّهِ حَتَّی إِذَا صَارَ إِلَی الْأَرْضِ خَطَّ كَتِفَیْهِ (1) وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْآیَةَ (2).

«21»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ رَوَاهُ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا تَكَلَّمُوا فِی الْإِمَامِ فَإِنَّ الْإِمَامَ یَسْمَعُ الْكَلَامَ وَ هُوَ جَنِینٌ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وَضَعَتْهُ كَتَبَ الْمَلَكُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ (3) فَإِذَا قَامَ بِالْأَمْرِ رَفَعَ اللَّهُ لَهُ فِی كُلِّ بَلَدٍ مَنَاراً یَنْظُرُ بِهِ إِلَی أَعْمَالِ (4) الْخَلَائِقِ (5).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن الحسین عن الحسین بن سعید عن علی بن حدید مثله (6)

- كا، الكافی العدة عن أحمد بن محمد عن ابن حدید عن جمیل بن دراج قال روی غیر واحد من أصحابنا أنه قال لا تتكلموا و ذكر مثله (7)

بیان: قوله علیه السلام لا تتكلموا أی فی نصب الإمام و تعیینه بآرائكم أو فی توصیفه لأن أمره عجیب لا تصل إلیه أحلامكم.

«22»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ جَعْفَرٍ یَقُولُ سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ الْأَوْصِیَاءُ إِذَا حَمَلَتْ بِهِمْ أُمَّهَاتُهُمْ أَصَابَهَا فَتْرَةٌ شِبْهُ الْغَشْیَةِ فَأَقَامَتْ فِی ذَلِكَ یَوْمَهَا ذَلِكَ إِنْ

ص: 45


1- فی المصدر: خط بین كتفیه.
2- بصائر الدرجات: 130.
3- فی الكافی: و هو السمیع العلیم.
4- أعمال العباد خ ل.
5- بصائر الدرجات: 129. فیه: رفع اللّٰه له فی كل بلد منارا من نور ینظر به الی أعمال العباد.
6- بصائر الدرجات: 129.
7- أصول الكافی 1: 388. فیه: رفع له فی كل بلدة منار ینظر منه الی اعمال العباد.

كَانَ نَهَاراً أَوْ لَیْلَتَهَا إِنْ كَانَ لَیْلًا ثُمَّ تَرَی فِی مَنَامِهَا رَجُلًا یُبَشِّرُهَا بِغُلَامٍ عَلِیمٍ حَلِیمٍ فَتَفْرَحُ لِذَلِكَ ثُمَّ تَنْتَبِهُ مِنْ نَوْمِهَا فَتَسْمَعُ مِنْ جَانِبِهَا الْأَیْمَنِ فِی جَانِبِ الْبَیْتِ صَوْتاً یَقُولُ حَمَلْتِ بِخَیْرٍ وَ تَصِیرِینَ إِلَی خَیْرٍ وَ جِئْتِ بِخَیْرٍ أَبْشِرِی بِغُلَامٍ عَلِیمٍ حَلِیمٍ وَ تَجِدُ خِفَّةً فِی بَدَنِهَا لَمْ تَجِدْ بَعْدَ ذَلِكَ امْتِنَاعاً (1) مِنْ جَنْبَیْهَا وَ بَطْنِهَا فَإِذَا كَانَ لِتِسْعٍ مِنْ شَهْرِهَا (2) سَمِعَتْ فِی الْبَیْتِ حِسّاً شَدِیداً فَإِذَا كَانَتِ اللَّیْلَةُ الَّتِی تَلِدُ فِیهَا ظَهَرَ لَهَا فِی الْبَیْتِ نُورٌ تَرَاهُ لَا یَرَاهُ غَیْرُهَا إِلَّا أَبُوهُ فَإِذَا وَلَدَتْهُ وَلَدَتْهُ قَاعِداً وَ تَفَتَّحَتْ لَهُ حَتَّی یَخْرُجَ مُتَرَبِّعاً ثُمَّ یَسْتَدِیرُ بَعْدَ وُقُوعِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَلَا یُخْطِئُ الْقِبْلَةَ حَتَّی كَانَتْ (3) بِوَجْهِهِ ثُمَّ یَعْطِسُ ثَلَاثاً یُشِیرُ بِإِصْبَعِهِ بِالتَّحْمِیدِ وَ یَقَعُ مَسْرُوراً مَخْتُوناً وَ رَبَاعِیَتَاهُ مِنْ فَوْقٍ وَ أَسْفَلَ وَ نَابَاهُ وَ ضَاحِكَاهُ وَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ مِثْلُ سَبِیكَةِ الذَّهَبِ نُورٌ وَ یُقِیمُ یَوْمَهُ وَ لَیْلَتَهُ تَسِیلُ یَدَاهُ ذَهَباً وَ كَذَلِكَ الْأَنْبِیَاءُ إِذَا وُلِدُوا وَ إِنَّمَا الْأَوْصِیَاءُ أَعْلَاقٌ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ (4).

توضیح: قوله حتی كانت كأنه غایة للاستدارة أی یستدیر حتی تصیر القبلة محاذیة لوجهه و فی بعض النسخ (5) حیث كانت فقوله بوجهه متعلق بقوله لا یخطئ أی لا یخطئ القبلة بوجهه حیث كانت القبلة.

قوله علیه السلام و رباعیتاه لعل نبات خصوص تلك الأسنان لمزید مدخلیتها فی الجمال مع أنه یحتمل أن یكون المراد كل الأسنان و إنما ذكرت تلك علی سبیل المثال قوله مثل سبیكة الذهب أی نور أصفر أو أحمر شبیه بها و المسرور مقطوع السرة و الأعلاق جمع علق بالكسر و هو النفیس من كل شی ء أی أشرف أولادهم أو من أشرف أجزائهم و طینتهم.

ص: 46


1- ثم تجد بعد ذلك اتساعا خ ل.
2- من شهورها خ ل.
3- حیث كانت خ ل.
4- أصول الكافی 1: 387 و 388.
5- و هو الموجود فی المصدر المطبوع.

أقول: أثبتنا بعض الأخبار المناسبة لهذا الباب فی باب صفات الإمام و باب أنهم كلمات اللّٰه و أبواب علمهم و باب ولادة كل منهم علیهم السلام.

باب 3 الأرواح التی فیهم و أنهم مؤیدون بروح القدس و نور إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ و بیان نزول السورة فیهم علیهم السلام

الآیات؛

النحل: «یُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ»(2)

الإسراء: «وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا»(85)

المؤمن: «یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ»(15)

النبأ: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا»(38)

«1»-فس، تفسیر القمی وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی- حَدَّثَنِی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (1).

«2»-وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ هُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ (2).

«3»-فس، تفسیر القمی رَفِیعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ یُلْقِی الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ قَالَ رُوحُ الْقُدُسِ وَ هُوَ خَاصٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (3).

«4»-فس، تفسیر القمی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قَالَ رُوحُ الْقُدُسِ هِیَ الَّتِی قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ

ص: 47


1- تفسیر القمّیّ: 388 و الآیة فی الاسراء: 85.
2- تفسیر القمّیّ: 388 و الآیة فی الاسراء: 85.
3- تفسیر القمّیّ: 584 و الآیة فی المؤمن: 15.

الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ هُوَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ثُمَّ كَنَی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (1) وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ النُّورَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَوْلُهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ الْآیَةَ (2).

أَقُولُ سَیَأْتِی فِی بَابِ جِهَاتِ عُلُومِهِمْ أَنَّهُ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَأْتِیهِ صُورَةٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ

«5»- فس، تفسیر القمی أُولئِكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ الْإِیمانَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ قَالَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (3).

«6»-فس، تفسیر القمی جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ السَّماءِ وَ الطَّارِقِ قَالَ (4) السَّمَاءُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الطَّارِقُ الَّذِی یَطْرُقُ الْأَئِمَّةَ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ مِمَّا یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ هُوَ الرُّوحُ الَّذِی مَعَ الْأَئِمَّةِ یُسَدِّدُهُمْ قُلْتُ وَ النَّجْمُ الثَّاقِبُ قَالَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

«7»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَیَّدَنَا بِرُوحٍ مِنْهُ مُقَدَّسَةٍ مُطَهَّرَةٍ لَیْسَتْ بِمَلَكٍ لَمْ تَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنَّا تُسَدِّدُهُمْ وَ تُوَفِّقُهُمْ وَ هُوَ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَبَرَ (6).

ص: 48


1- الشوری: 52.
2- تفسیر القمّیّ: 605- 606 و الآیة الأخیرة فی الأعراف، 157.
3- تفسیر القمّیّ: 671 و الآیة فی المجادلة: 22.
4- فی نسخة: قال: قال.
5- تفسیر القمّیّ: 820 و الآیتان فی الطارق 1 و 3.
6- عیون الأخبار: 324.

«8»-فس، تفسیر القمی فِی رِوَایَةِ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ رُوحُ الْقُدُسِ قَالَ الرُّوحُ هُوَ جَبْرَئِیلُ وَ الْقُدُسُ الطَّاهِرُ لِیُثَبِّتَ الَّذِینَ آمَنُوا هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُدیً وَ بُشْری لِلْمُسْلِمِینَ (1)

«9»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَطِیَّةَ الزَّیَّاتِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ لِلَّهِ نَهَراً دُونَ عَرْشِهِ وَ دُونَ النَّهَرِ الَّذِی دُونَ عَرْشِهِ نُورٌ مِنْ نُورِهِ وَ إِنَّ فِی حَافَتَیِ النَّهَرِ (2) رُوحَیْنِ مَخْلُوقَیْنِ- رُوحُ الْقُدُسِ وَ رُوحٌ مِنْ أَمْرِهِ وَ إِنَّ لِلَّهِ عَشْرَ طِینَاتٍ خَمْسَةً مِنَ الْجَنَّةِ وَ خَمْسَةً مِنَ الْأَرْضِ فَفَسَّرَ الْجِنَانَ وَ فَسَّرَ الْأَرْضَ ثُمَّ قَالَ مَا مِنْ نَبِیٍّ وَ لَا مَلَكٍ إِلَّا وَ مِنْ بَعْدِ جَبْلِهِ نَفَخَ فِیهِ مِنْ إِحْدَی الرُّوحَیْنِ وَ جَعَلَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ إِحْدَی الطِّینَتَیْنِ فَقُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام (3) مَا الْجَبْلُ قَالَ الْخَلْقُ غَیْرَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنَ الْعَشْرِ الطِّینَاتِ جَمِیعاً وَ نَفَخَ فِینَا مِنَ الرُّوحَیْنِ جَمِیعاً فَأَطْیِبْ (4) بِهَا طِیباً (5).

«10»-وَ رَوَی غَیْرُهُ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ قَالَ طِینُ الْجِنَانِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَ جَنَّةُ الْمَأْوَی وَ النَّعِیمِ وَ الْفِرْدَوْسُ وَ الْخُلْدُ وَ طِینُ الْأَرْضِ مَكَّةُ وَ الْمَدِینَةُ وَ الْكُوفَةُ وَ بَیْتُ الْمَقْدِسِ (6) وَ الْحَیْرُ (7).

كا، الكافی علی بن إبراهیم عن علی بن حسان و محمد بن یحیی عن سلمة بن الخطاب و غیره عن علی بن حسان عن علی بن عطیة عن علی بن رئاب رفعه إلی أمیر المؤمنین علیه السلام و ذكر مثله (8)

ص: 49


1- تفسیر القمّیّ: 365 و 366 و الآیة فی النحل: 102.
2- فی المصدر: علی حافتی النهر.
3- فی المصدر: قلت لابی الحسن علیه السّلام.
4- فی المصدر: فأطیبها طینتنا.
5- بصائر الدرجات: 132.
6- فی نسخة: (و الحائر) و هو الموجود فی الكافی.
7- بصائر الدرجات: 132.
8- أصول الكافی 1: 389 و 390 فیه: و لا ملك من بعده جبله الا نفخ فیه و فیه: لابی الحسن الأول و فیه: و جنة النعیم.

بیان: حافتا النهر بتخفیف الفاء جانباه قوله ففسر الجنان أی بما سیأتی فی روایة أبی الصامت قوله علیه السلام إلا و من بعد جبله فی الكافی و لا ملك من بعده جبله إلا نفخ فقوله من بعده أی من بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله فإن الملك بعده فی الرتبة و إرجاع الضمیر إلی اللّٰه بعید و یقال جبله اللّٰه أی خلقه و جبله علی الشی ء تبعه علیه و جبره.

قوله و جعل النبی صلی اللّٰه علیه و آله إنما لم یذكر الملك هنا لأنه لیس للملك جسد مثل جسد الإنسان قوله ما الجبل هو بسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم علی ما فی الكافی و قوله الخلق غیرنا الأظهر عندی أن قوله الخلق تفسیر للجبل و قوله غیرنا تتمة للكلام السابق علی الاستثناء المنقطع و إنما اعترض السؤال و الجواب بین الكلام قبل تمامه.

و قال الشیخ البهائی قدس اللّٰه روحه یعنی مادة بدننا لا تسمی جبلة لأنها خلقت من العشر طینات و قیل حاصله أن مصداق الجبل فی الكلام المتقدم خلق غیرنا أهل البیت لأن اللّٰه تعالی خلق طینتنا من عشر طینات و لأجل ذلك شیعتنا منتشرة فی الأرضین و السماوات.

أقول: و هذا أیضا وجه قریب و قوله فأطیب بها طیبا صیغة التعجب و فی بعض النسخ طینا بالنون و نصبه علی التمیز أی ما أطیبها من طینة. (1) و روی غیره كلام الصفار و الضمیر لعلی أو للزیات و ضمیر قال لأمیر المؤمنین أو الباقر أو الصادق علیهم السلام لأن أبا الصامت راویهما و الحیر حائر الحسین علیه السلام.

«11»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یُعَایِنُ مُعَایَنَةً وَ إِنَ

ص: 50


1- و الصحیح ما تقدم ان الموجود فی المصدر: فأطیبها طینتنا.

مِنَّا لَمَنْ یُنْقَرُ فِی قَلْبِهِ كَیْتَ وَ كَیْتَ وَ إِنَّ مِنَّا لَمَنْ یَسْمَعُ كَوَقْعِ السِّلْسِلَةِ تَقَعُ فِی الطَّسْتِ (1) قَالَ قُلْتُ فَالَّذِینَ یُعَایِنُونَ مَا هُمْ قَالَ خَلْقٌ (2) أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ (3).

«12»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ (4) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ عَنْ سُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ وَیْلَكَ سَأَلْتَ عَنْ عَظِیمٍ إِیَّاكَ وَ السُّؤَالَ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَقَامَ الرَّجُلُ قَالَ فَأَتَیْتُهُ یَوْماً فَأَقْبَلْتُ عَلَیْهِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ نُورٌ عِنْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ لَا یُرِیدُونَ حَاجَةً مِنَ السَّمَاءِ وَ لَا مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا ذَكَرُوهَا لِذَلِكَ النُّورِ فَأَتَاهُمْ بِهَا فَإِنَّ مِمَّا ذَكَرَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام مِنَ الْحَوَائِجِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی بَكْرٍ یَوْماً لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فَاشْهَدْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَاتَ شَهِیداً فَإِیَّاكَ أَنْ تَقُولُ إِنَّهُ مَیِّتٌ وَ اللَّهِ لَیَأْتِیَنَّكَ فَاتَّقِ اللَّهَ إِذَا جَاءَكَ الشَّیْطَانُ غَیْرَ مُتَمَثِّلٍ بِهِ فَبَعَثَ (5) بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ إِنْ جَاءَنِی وَ اللَّهِ أَطَعْتُهُ وَ خَرَجْتُ مِمَّا أَنَا فِیهِ قَالَ وَ ذَكَرَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لِذَلِكَ النُّورِ فَعَرَجَ إِلَی أَرْوَاحِ النَّبِیِّینَ فَإِذَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أُلْبِسَ وَجْهَهُ ذَلِكَ النُّورُ وَ أَتَی وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَبَا بَكْرٍ آمِنْ بِعَلِیٍّ علیه السلام وَ بِأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِهِ إِنَّهُمْ مِثْلِی إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ تُبْ إِلَی اللَّهِ بِرَدِّ مَا فِی یَدَیْكَ إِلَیْهِمْ فَإِنَّهُ لَا حَقَّ لَكَ فِیهِ قَالَ ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمْ یُرَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَجْمَعُ النَّاسَ فَأَخْطُبُهُمْ بِمَا رَأَیْتُ وَ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّا أَنَا فِیهِ إِلَیْكَ

ص: 51


1- فی نسخة: لمن یسمع كما تقع السلسلة فی الطست و یوجد ذلك فی المصدر مع تصحیف.
2- خلق اللّٰه خ.
3- بصائر الدرجات: 63.
4- لعل الصحیح: حریش بالحاء المهملة. و فی الرجل و حدیثه هذا كلام للنجاشیّ راجع فهرسته.
5- فی نسخة: فبعث به و فی أخری: فلعب به.

یَا عَلِیُّ عَلَی أَنْ تُؤْمِنَنِی قَالَ مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ وَ لَوْ لَا أَنَّكَ تَنْسَی مَا رَأَیْتَ لَفَعَلْتَ (1) قَالَ فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ إِلَی عُمَرَ وَ رَجَعَ نُورُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فَقَالَ لَهُ قَدِ اجْتَمَعَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ عُمَرَ فَقُلْتُ أَ وَ عَلِمَ النُّورُ قَالَ إِنَّ لَهُ لِسَاناً نَاطِقاً وَ بَصَراً نَافِذاً یَتَجَسَّسُ الْأَخْبَارَ لِلْأَوْصِیَاءِ وَ یَسْتَمِعُ الْأَسْرَارَ (2) وَ یَأْتِیهِمْ بِتَفْسِیرِ كُلِّ أَمْرٍ یَكْتَتِمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُمْ فَلَمَّا أَخْبَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَبَرَ عُمَرَ قَالَ سَحَرَكَ وَ إِنَّهَا لَفِی بَنِی هَاشِمٍ لَقَدِیمَةٌ قَالَ ثُمَّ قَامَا یُخْبِرَانِ النَّاسَ فَمَا دَرَیَا مَا یَقُولَانِ قُلْتُ لِمَا ذَا قَالَ لِأَنَّهُمَا قَدْ نَسِیَاهُ وَ جَاءَ النُّورُ فَأَخْبَرَ عَلِیّاً علیه السلام خَبَرَهُمَا فَقَالَ بُعْداً لَهُمَا كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (3).

بیان: قوله علیه السلام لفعلت لعل المعنی لفعلت أشیاء أخر من التشنیع و النسبة إلی السحر و غیرهما كما یومی إلیه آخر الخبر و یمكن أن یقرأ علی صیغة المتكلم لكنه یأبی عنه ما بعده فی الجملة.

«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا جَابِرُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فَالسَّابِقُونَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَاصَّةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ جَعَلَ فِیهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ أَیَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُدُسِ فَبِهِ بُعِثُوا أَنْبِیَاءَ (4) وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحِ الْإِیمَانِ فَبِهِ خَافُوا اللَّهَ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحِ الْقُوَّةِ فَبِهِ قَوُوا عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللَّهِ وَ كَرِهُوا مَعْصِیَتَهُ وَ جَعَلَ فِیهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِی یَذْهَبُ بِهِ النَّاسُ وَ یَجِیئُونَ

ص: 52


1- فی هامش النسخة المصحّحة: أی ان كنت لا تنسی ما رأیت لفعلت الابراء و لرددت الخلافة.
2- فی نسخة من الكتاب و فی المصدر: و یسمع الاسرار.
3- بصائر الدرجات: 80.
4- فبه عرفوا الأشیاء. خ ل.

وَ جَعَلَ فِی الْمُؤْمِنِینَ أَصْحَابِ الْمَیْمَنَةِ رُوحَ الْإِیمَانِ فَبِهِ خَافُوا اللَّهَ وَ جَعَلَ فِیهِمْ رُوحَ الْقُوَّةِ فَبِهِ قَوُوا عَلَی الطَّاعَةِ مِنَ اللَّهِ وَ جَعَلَ فِیهِمْ رُوحَ الشَّهْوَةِ فَبِهِ اشْتَهَوْا طَاعَةَ اللَّهِ وَ جَعَلَ فِیهِمْ رُوحَ الْمَدْرَجِ الَّذِی یَذْهَبُ النَّاسُ بِهِ وَ یَجِیئُونَ (1).

تبیین: أَزْواجاً أی أَصْنَافاً ما أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ الاستفهام للتعجب من علو حالهم و الجملة الاستفهامیة خبر بإقامة الظاهر مقام الضمیر و سموا بذلك لأنهم عند المیثاق كانوا علی الیمین أو یكونون فی الحشر عن یمین العرش أو یؤتون صحائفهم بأیمانهم أو لأنهم أهل الیمن و البركة و أصحاب المشأمة علی خلاف ذلك وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أی الذین سبقوا إلی الإیمان و الطاعة أو إلی حیازة الفضائل أو الأنبیاء (2) و الأوصیاء فإنهم مقدمو أهل الإیمان هم الذین عرفت حالهم و مآلهم و الذین سبقوا إلی الجنة أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ أی الذین قربت درجاتهم فی الجنة و أعلیت مراتبهم و خاصة اللّٰه أی سائر الأنبیاء و جمیع الأوصیاء الذین اختصهم اللّٰه لخلافته.

ثم اعلم أن الروح یطلق علی النفس الناطقة و علی النفس الحیوانیة الساریة فی البدن و علی خلق عظیم إما من جنس الملائكة أو أعظم منهم و الأرواح المذكورة هنا یمكن أن تكون أرواحا مختلفة متباینة بعضها فی البدن و بعضها خارجة عنه أو یكون المراد بالجمیع النفس الناطقة باعتبار أعمالها و أحوالها و درجاتها و مراتبها أو أطلقت علی تلك الأحوال و الدرجات كما أنه تطلق علیها النفس الأمارة و اللوامة و الملهمة و المطمئنة بحسب درجاتها و مراتبها فی الطاعة و العقل الهیولانی و بالملكة و بالفعل و المستفاد بحسب مراتبها فی العلم و المعرفة. و یحتمل أن تكون روح القوة و الشهوة و المدرج كلها الروح الحیوانیة و روح الإیمان و روح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها أو تكون الأربعة سوی روح

ص: 53


1- بصائر الدرجات: 132. و الآیات فی الواقعة: 7- 11.
2- فی نسخة: و هم الأنبیاء.

القدس مراتب النفس و روح القدس الخلق الأعظم و یحتمل أن یكون ارتباط روح القدس متفرعا علی حصول تلك الحالة القدسیة للنفس فتطلق روح القدس علی النفس فی تلك الحالة و علی تلك الحالة و علی الجوهر القدسی الذی یحصل له الارتباط بالنفس فی تلك الحالة كما تقول الحكماء فی ارتباط النفس بالعقل الفعال بزعمهم و به یؤولون أكثر الآیات و الأخبار اعتمادا علی عقولهم القاصرة و أفكارهم الخاسرة.

فبه قووا علی طاعة اللّٰه أقول روح القوة روح بها یقوون علی الأعمال و هی مشتركة بین الفریقین لكن لما كان أصحاب الیمین یصرفونها إلی طاعة اللّٰه عبر عنها كذلك و كذا روح الشهوة هی ما یصیر سببا للمیل إلی المشتهیات فأصحاب الشمال یستعملونها فی المشتهیات الجسمانیة و أصحاب الیمین فی اللذات الروحانیة و عدم ذكر أصحاب المشأمة لظهور أحوالهم مما مر لأنه لیس لهم روح القدس و لا روح الإیمان ففیهم الثلاثة الباقیة التی هی موجودة فی الحیوانات أیضا كما قال سبحانه إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (1) و سیأتی تفصیل القول فی ذلك فی كتاب السماء و العالم إن شاء اللّٰه تعالی.

«14»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ (2) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ: فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ خَمْسَةُ أَرْوَاحٍ رُوحُ الْبَدَنِ وَ رُوحُ الْقُدُسِ وَ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَ رُوحُ الْإِیمَانِ وَ فِی الْمُؤْمِنِینَ أَرْبَعَةُ أَرْوَاحٍ أَفْقَدَهَا رُوحَ الْقُدُسِ (3) رُوحُ الْبَدَنِ وَ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَ رُوحُ الْإِیمَانِ وَ فِی الْكُفَّارِ ثَلَاثَةُ أَرْوَاحٍ رُوحُ الْبَدَنِ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ رُوحُ الشَّهْوَةِ ثُمَّ قَالَ رُوحُ الْإِیمَانِ یُلَازِمُ الْجَسَدَ مَا لَمْ یَعْمَلْ بِكَبِیرَةٍ فَإِذَا عَمِلَ بِكَبِیرَةٍ

ص: 54


1- الفرقان: 44.
2- فی المصدر: عن الحسن بن جهم.
3- انما فقدوا روح القدس. خ ل ظ.

فَارَقَهُ الرُّوحُ وَ رُوحُ الْقُدُسِ مَنْ سَكَنَ فِیهِ فَإِنَّهُ لَا یَعْمَلُ بِكَبِیرَةٍ أَبَداً (1).

«15»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْعَالِمِ فَقَالَ یَا جَابِرُ إِنَّ فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ رُوحَ الْقُدُسِ وَ رُوحَ الْإِیمَانِ وَ رُوحَ الْحَیَاةِ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ یَا جَابِرُ عَرَفُوا (2) مَا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلَی مَا تَحْتَ الثَّرَی ثُمَّ قَالَ یَا جَابِرُ إِنَّ هَذِهِ الْأَرْوَاحَ یُصِیبُهَا الْحَدَثَانُ إِلَّا أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ (3) لَا یَلْهُو وَ لَا یَلْعَبُ (4).

بیان: روح الحیاة هنا هی روح المدرج.

و فی الصحاح حدث أمر أی وقع و الحدث و الحادثة و الحدثان كله بمعنی و المراد هنا ما یمنعها عن أعمالها كرفع بعض الشهوات عند الشیخوخة و ضعف القوی بها و بالأمراض و مفارقة روح الإیمان بارتكاب الكبائر و أما من أعطی روح القدس فلا یصیبه ما یمنعه عن العلم و المعرفة و لا یلهو أی لا یغفل و لا یسهو عن أمر و لا یلعب أی لا یرتكب أمرا لا منفعة فیه.

«16»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ تُسْأَلُونَ عَنِ الشَّیْ ءِ فَلَا یَكُونُ عِنْدَكُمْ عِلْمُهُ فَقَالَ رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ قَالَ قُلْتُ كَیْفَ تَصْنَعُونَ قَالَ تَتَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (5).

«17»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ وَ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِ

ص: 55


1- بصائر الدرجات: 132.
2- فی المصدر: علمنا.
3- الأرواح القدس فانها. خ ل.
4- بصائر الدرجات: 132.
5- بصائر الدرجات: 133 و 134.

عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ جُعَیْدٍ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ بِأَیِّ حُكْمٍ تَحْكُمُونَ قَالَ نَحْكُمُ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ فَإِنْ عَیِینَا شَیْئاً تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (1).

بیان: قوله علیه السلام بحكم آل داود أی نحكم بعلمنا و لا نسأل بینة كما كان داود علیه السلام أحیانا یفعله.

«18»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ السَّابَاطِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَا تَحْكُمُونَ إِذَا حَكَمْتُمْ فَقَالَ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ حُكْمِ دَاوُدَ فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْنَا شَیْ ءٌ لَیْسَ عِنْدَنَا تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (2).

«19»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ تُسْأَلُونَ عَنِ الشَّیْ ءِ فَلَا یَكُونُ عِنْدَكُمْ عِلْمُهُ قَالَ رُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ قُلْتُ كَیْفَ تَصْنَعُونَ قَالَ تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (3).

«20»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنْبِیَاءُ أَنْتُمْ قَالَ لَا قُلْتُ فَقَدْ حَدَّثَنِی مَنْ لَا أَتَّهِمُ أَنَّكَ قُلْتَ إِنَّا أَنْبِیَاءُ قَالَ مَنْ هُوَ أَبُو الْخَطَّابِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كُنْتُ إِذاً أَهْجُرُ قَالَ قُلْتُ فَبِمَا تَحْكُمُونَ قَالَ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْنَا شَیْ ءٌ لَیْسَ عِنْدَنَا تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (4).

بیان: قوله علیه السلام كنت إذا أهجر أی لم أقل ذلك و كذب علی إذ لو قلت ذلك لكان هذیانا و لا یصدر مثله عن مثلی.

«21»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمَّارٍ أَوْ غَیْرِهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَبِمَا تَحْكُمُونَ إِذَا حَكَمْتُمْ فَقَالَ بِحُكْمِ اللَّهِ وَ حُكْمِ دَاوُدَ وَ حُكْمِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَإِذَا وَرَدَ عَلَیْنَا مَا لَیْسَ فِی كِتَابِ عَلِیٍّ علیه السلام تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ وَ أَلْهَمَنَا اللَّهُ إِلْهَاماً (5).

ص: 56


1- بصائر الدرجات: 134.
2- بصائر الدرجات: 134.
3- بصائر الدرجات: 134.
4- بصائر الدرجات: 134.
5- مختصر بصائر الدرجات: 1، بصائر الدرجات: 134.

«22»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ بَشِیرٍ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ جُعَیْدٍ الْهَمْدَانِیِّ وَ كَانَ جُعَیْدٌ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ الْحُسَیْنِ علیه السلام بِكَرْبَلَاءَ (1) قَالَ: فَقُلْتُ لِلْحُسَیْنِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تَحْكُمُونَ قَالَ یَا جُعَیْدُ نَحْكُمُ بِحُكْمِ آلِ دَاوُدَ فَإِذَا عَیِینَا (2) عَنْ شَیْ ءٍ تَلَقَّانَا بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (3).

«23»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ النَّاسَ یَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَجَّهَ عَلِیّاً علیه السلام إِلَی الْیَمَنِ لِیَقْضِیَ بَیْنَهُمْ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام فَمَا وَرَدَتْ عَلَیَّ قَضِیَّةٌ إِلَّا حَكَمْتُ فِیهَا بِحُكْمِ اللَّهِ وَ حُكْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ صَدَقُوا قُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ وَ لَمْ یَكُنْ أُنْزِلَ الْقُرْآنُ كُلُّهُ وَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله غَائِباً عَنْهُ فَقَالَ تَتَلَقَّاهُ بِهِ رُوحُ الْقُدُسِ (4).

«24»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَبُو عَلِیٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ جَرِیشٍ (5) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ علیهما السلام إِنَّ الْأَوْصِیَاءَ مُحَدَّثُونَ یُحَدِّثُهُمْ رُوحُ الْقُدُسِ وَ لَا یَرَوْنَهُ وَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام یَعْرِضُ عَلَی رُوحِ الْقُدُسِ مَا یُسْأَلُ عَنْهُ فَیُوجِسُ فِی نَفْسِهِ أَنْ قَدْ أَصَبْتَ (6) بِالْجَوَابِ فَیُخْبَرُ فَیَكُونُ كَمَا قَالَ (7).

«25»-یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ

ص: 57


1- فی منتخب البصائر: (فقتل بكربلا) و كأنّ ما فی كتاب الصفار أصح لان الشیخ فی الرجال عده من أصحاب علی و الحسن و الحسین و علیّ بن الحسین علیهم السلام، و لم یعد من الشهداء و قد مرّ أنّه روی هذا الخبر عن علیّ بن الحسین، و كأنّ أحدهما تصحیف الآخر و ان احتمل روایته عنهما معا. منه مد ظله.
2- غیبنا خ ل.
3- مختصر بصائر الدرجات: 1، بصائر الدرجات: 134.
4- مختصر بصائر الدرجات: 1، بصائر الدرجات: 134.
5- لعل الصحیح: حریش بالحاء المهملة.
6- اصیب خ ل.
7- مختصر بصائر الدرجات: 1 و 2، بصائر الدرجات: 134.

عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الْإِمَامِ (1) بِمَا فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ وَ هُوَ فِی بَیْتِهِ مُرْخًی عَلَیْهِ سِتْرُهُ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی جَعَلَ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ رُوحَ الْحَیَاةِ فَبِهِ دَبَّ وَ دَرَجَ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ فَبِهِ نَهَضَ وَ جَاهَدَ (2) وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ فَبِهِ أَكَلَ وَ شَرِبَ وَ أَتَی النِّسَاءَ مِنَ الْحَلَالِ وَ رُوحَ الْإِیمَانِ فَبِهِ أَمَرَ وَ عَدَلَ وَ رُوحَ الْقُدُسِ فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ فَإِذَا (3) قُبِضَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله انْتَقَلَ رُوحُ الْقُدُسِ فَصَارَ فِی الْإِمَامِ وَ رُوحُ الْقُدُسِ لَا یَنَامُ وَ لَا یَغْفُلُ وَ لَا یَلْهُو وَ لَا یَسْهُو وَ الْأَرْبَعَةُ الْأَرْوَاحُ تَنَامُ وَ تَلْهُو وَ تَغْفُلُ وَ تَسْهُو وَ رُوحُ الْقُدُسِ ثَابِتٌ یَرَی بِهِ مَا فِی شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا وَ بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَتَنَاوَلُ الْإِمَامُ مَا بِبَغْدَادَ بِیَدِهِ قَالَ نَعَمْ وَ مَا دُونَ الْعَرْشِ (4).

خص، منتخب البصائر سعد عن إسماعیل بن محمد البصری عن عبد اللّٰه بن إدریس مثله (5).

«26»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ عَلَی خَمْسَةِ أَرْوَاحٍ رُوحِ الْإِیمَانِ وَ رُوحِ الْحَیَاةِ وَ رُوحِ الْقُوَّةِ وَ رُوحِ الشَّهْوَةِ وَ رُوحِ الْقُدُسِ فَرُوحُ الْقُدُسِ مِنَ اللَّهِ وَ سَائِرُ هَذِهِ الْأَرْوَاحِ یُصِیبُهَا الْحَدَثَانُ فَرُوحُ الْقُدُسِ لَا یَلْهُو وَ لَا یَتَغَیَّرُ وَ لَا یَلْعَبُ وَ بِرُوحِ الْقُدُسِ عَلِمُوا یَا جَابِرُ مَا دُونَ الْعَرْشِ إِلَی مَا تَحْتَ الثَّرَی (6).

خص، منتخب البصائر سعد عن موسی بن عمر مثله (7).

ص: 58


1- فی مختصر البصائر: سألت أبا عبد اللّٰه علیه السّلام عن علم الامام.
2- فی مختصر البصائر: و جاهد عدوه.
3- فی مختصر البصائر: و لما قبض.
4- بصائر الدرجات: 134.
5- مختصر بصائر الدرجات: 2. فیه: و بروح القدس كان یری ما فی شرق الأرض.
6- بصائر الدرجات: 134.
7- مختصر بصائر الدرجات: 2. فیه: و بروح القدس یا جابر علمنا ما دون العرش.

«27»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِی إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ أَلا إِلَی اللَّهِ تَصِیرُ الْأُمُورُ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ خَلْقٌ (1) وَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ قَدْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام یُخْبِرُهُمْ وَ یُسَدِّدُهُمْ (2).

«28»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قَالَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (3).

«29»-یر، بصائر الدرجات الْعَبَّاسُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: الرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَدِّدُهُ وَ یُوَفِّقُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (4).

«30»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنِ الْعِلْمِ الَّذِی تُحَدِّثُونَّا بِهِ أَ مِنْ صُحُفٍ عِنْدَكُمْ أَمْ مِنْ رِوَایَةٍ یَرْوِیهَا بَعْضُكُمْ عَنْ بَعْضٍ أَوْ كَیْفَ حَالُ الْعِلْمِ عِنْدَكُمْ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَ أَجَلُّ أَ مَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللَّهِ قُلْتُ بَلَی قَالَ أَ مَا تَقْرَأُ

ص: 59


1- أی الروح.
2- بصائر الدرجات: 135. و الآیتان فی الشوری: 52 و 53.
3- مختصر بصائر الدرجات: 2 بصائر الدرجات: 135. و الآیة فی الشوری: 52.
4- بصائر الدرجات: 135.

وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ أَ فَتَرَوْنَ أَنَّهُ كَانَ فِی حَالٍ لَا یَدْرِی مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ قَالَ قُلْتُ هَكَذَا نَقْرَؤُهَا قَالَ نَعَمْ قَدْ كَانَ فِی حَالٍ لَا یَدْرِی مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ تِلْكَ الرُّوحَ فَعَلَّمَهُ بِهَا الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ وَ كَذَلِكَ تَجْرِی تِلْكَ الرُّوحُ إِذَا بَعَثَهَا اللَّهُ إِلَی عَبْدٍ عَلَّمَهُ بِهَا الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ (1).

یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الحمید عن منصور بن یونس عن أبی الصباح الكنانی عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (2)

یر، بصائر الدرجات إبراهیم بن هاشم عن أبی عبد اللّٰه البرقی عن ابن سنان أو غیره عن عبد اللّٰه بن طلحة مثله (3).

«31»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ الرُّوحَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُسَدِّدُهُ وَ یُرْشِدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ بَعْدِهِ (4).

«32»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَسْبَاطٍ بَیَّاعِ الزُّطِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قَالَ فَقَالَ مَلَكٌ مُنْذُ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْمَلَكَ لَمْ یَصْعَدْ إِلَی السَّمَاءِ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ یُسَدِّدُهُمْ (5).

«33»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْكِنَانِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ قَوْلُ اللَّهِ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا قَالَ هُوَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ

ص: 60


1- بصائر الدرجات: 135 و 136.
2- لم نجد الحدیث بهذه الألفاظ: نعم یوجد فی البصائر ص 135 حدیث بالاسناد یوافق متنه ما تقدم تحت رقم 29. و لعلّ هنا وقع تقدیم و تأخیر.
3- بصائر الدرجات: 136.
4- بصائر الدرجات: 135.
5- بصائر الدرجات: 135.

جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وُكِّلَ بِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ یُخْبِرُهُمْ وَ یُسَدِّدُهُمْ (1).

«34»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ فَقَالَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُخْبِرُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (2).

«35»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ یُوَفِّقُهُ وَ یُسَدِّدُهُ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (3).

«36»-یر، بصائر الدرجات الْبَرْقِیُّ (4) عَنْ أَبِی الْجَهْمِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام رَجُلٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فَقَالَ مُنْذُ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ الرُّوحَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَصْعَدْ إِلَی السَّمَاءِ وَ إِنَّهُ لَفِینَا (5).

یر، بصائر الدرجات محمد بن الحسین عن ابن أسباط مثله (6).

«37»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِی بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مُنْذُ أَنْزَلَ اللَّهُ ذَلِكَ الرُّوحَ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ وَ إِنَّهُ لَفِینَا (7).

ص: 61


1- بصائر الدرجات: 135.
2- بصائر الدرجات: 135.
3- بصائر الدرجات: 135.
4- فی المصدر: أحمد بن محمّد عن البرقی.
5- بصائر الدرجات: 135 فیه: سأله رجل من أهل هیت و انا حاضر و فیه: ما صعد.
6- بصائر الدرجات: 135 فیه: سأله رجل من أهل هیت و انا حاضر و فیه: ما صعد.
7- مختصر بصائر الدرجات: 2 و 3، بصائر الدرجات: 135.

«38»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِیتَ فَقَالَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا قَالَ علیه السلام ذَلِكَ فِینَا مُنْذُ هَبَطَهُ اللَّهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ مَا یَعْرُجُ إِلَی السَّمَاءِ (1).

«39»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ سَلَّامِ بْنِ الْمُسْتَنِیرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام وَ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فَقَالَ الرُّوحُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا فَإِنَّهُ هَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ لَمْ یَصْعَدْ إِلَی السَّمَاءِ مُنْذُ هَبَطَ إِلَی الْأَرْضِ (2).

«40»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنِ الْعِلْمِ الَّذِی تَعْلَمُونَهُ أَ هُوَ شَیْ ءٌ تَعَلَّمُونَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ أَوْ شَیْ ءٌ مَكْتُوبٌ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ قَالَ قُلْتُ بَلَی قَالَ فَلَمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ تِلْكَ الرُّوحَ عَلِمَ بِهَا وَ كَذَلِكَ هِیَ إِذَا انْتَهَتْ إِلَی عَبْدٍ عَلِمَ بِهَا الْعِلْمَ وَ الْفَهْمَ یُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ علیه السلام (3).

«41»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلَّالِ قَالَ: كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْ جَابِرٍ أَحَادِیثَ فَاضْطَرَبَ فِیهَا فُؤَادِی وَ ضِقْتُ فِیهَا ضَیْقاً شَدِیداً فَقُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّ الْمُسْتَرَاحَ لَقَرِیبٌ وَ إِنِّی عَلَیْهِ لِقَوِیٌّ فَابْتَعْتُ بَعِیراً وَ خَرَجْتُ إِلَی الْمَدِینَةِ وَ طَلَبْتُ الْإِذْنَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَذِنَ لِی فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ رَحِمَ اللَّهُ جَابِراً كَانَ یَصْدُقُ عَلَیْنَا وَ لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ فَإِنَّهُ كَانَ یَكْذِبُ عَلَیْنَا قَالَ ثُمَّ قَالَ

ص: 62


1- بصائر الدرجات: 135 فیه: و ما یخرج الی السماء.
2- بصائر الدرجات: 135 فیه: هبط من السماء الی محمّد صلی اللّٰه علیه و آله قوله: (و أوحینا) لعل فیه سقط و صحیحه: و كذلك اوحینا أو فیه اختصار.
3- بصائر الدرجات: 136.

فِینَا رُوحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«42»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی (2) عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْعِلْمِ مَا هُوَ أَ عِلْمٌ یَتَعَلَّمُهُ الْعَالِمُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ أَوْ فِی كِتَابٍ عِنْدَكُمْ تَقْرَءُونَهُ فَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ (3) فَقَالَ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِنْ ذَاكَ وَ أَجَلُّ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَبَارَكَ تَعَالَی وَ كَذلِكَ أَوْحَیْنا إِلَیْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِی مَا الْكِتابُ وَ لَا الْإِیمانُ ثُمَّ قَالَ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَقُولُ أَصْحَابُكُمْ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یَرَوْنَ أَنَّهُ كَانَ فِی حَالٍ لَا یَدْرِی مَا الْكِتَابُ وَ لَا الْإِیمَانُ حَتَّی (4) بَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ تِلْكَ الرُّوحَ الَّتِی یُعْطِیهَا اللَّهُ مَنْ یَشَاءُ فَإِذَا أَعْطَاهَا اللَّهُ عَبْداً عَلَّمَهُ الْفَهْمَ وَ الْعِلْمَ (5).

«43»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ (6) عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلی مَنْ یَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ الَّذِی نُزِّلَ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّوحُ تَكُونُ مَعَهُمْ وَ مَعَ الْأَوْصِیَاءِ لَا تُفَارِقُهُمْ تُفَقِّهُهُمْ وَ تُسَدِّدُهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ إِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ- مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ بِهِمَا عُبِدَ اللَّهُ وَ اسْتَعْبَدَ اللَّهُ عَلَی هَذَا الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ وَ الْمَلَائِكَةَ وَ لَمْ یَعْبُدِ اللَّهَ مَلَكٌ وَ لَا نَبِیٌّ وَ لَا إِنْسَانٌ وَ لَا جَانٌّ إِلَّا بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا لِلْعِبَادَةِ (7).

ص: 63


1- بصائر الدرجات: 136.
2- فی البصائر: ابو محمّد عن حمران بن موسی.
3- فی المصدر: فتتعلمون منه.
4- زاد فی المصدر المصحح الذی عندی: فقلت: لا أدری جعلت فداك ما یقولون قال: بلی قد كان فی حال لا یدری ما الكتاب و لا الایمان حتّی.
5- مختصر البصائر: 3. بصائر الدرجات: 136.
6- فی المصدر: عن عبید بن اسباط.
7- بصائر الدرجات: 137. و الآیة فی النحل: 2.

خص، منتخب البصائر سعد عن محمد بن عیسی و محمد بن الحسین و موسی بن عمر عن ابن أسباط مثله (1)

- یر، بصائر الدرجات بعض أصحابنا عن موسی بن عمر عن علی بن أسباط هذا الحدیث بهذا الإسناد بعینه (2).

«44»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَسْأَلُهُ عَنِ الرُّوحِ أَ لَیْسَ هُوَ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام جَبْرَئِیلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ غَیْرُ جَبْرَئِیلَ وَ كَرَّرَ ذَلِكَ عَلَی الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ قُلْتَ عَظِیماً مِنَ الْقَوْلِ مَا أَحَدٌ یَزْعُمُ أَنَّ الرُّوحَ غَیْرُ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام إِنَّكَ ضَالٌّ تَرْوِی عَنْ أَهْلِ الضَّلَالِ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَتی أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ یُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ وَ الرُّوحُ غَیْرُ الْمَلَائِكَةِ (3).

«45»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَذَكَرَ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ الْإِمَامِ إِذَا وُلِدَ قَالَ وَ اسْتَوْجَبَ زِیَارَةَ الرُّوحِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ لَیْسَ الرُّوحُ جَبْرَئِیلَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ (4)

«46»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْعَبْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَقَالَ أُنَاسٌ یَزْعُمُونَ أَنَّ الْعَبْدَ لَا یَزْنِی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَسْرِقُ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَشْرَبُ الْخَمْرَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَأْكُلُ الرِّبَا وَ هُوَ مُؤْمِنٌ وَ لَا یَسْفِكُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَقَدْ كَبُرَ هَذَا

ص: 64


1- مختصر بصائر الدرجات: 3 و 4.
2- بصائر الدرجات: 137.
3- بصائر الدرجات: 137. و الآیتان فی النحل: 1 و 2.
4- مختصر بصائر الدرجات: 4، بصائر الدرجات: 137. و الآیة فی القدر: 4.

عَلَیَّ وَ حَرِجَ مِنْهُ صَدْرِی (1) حَتَّی زُعِمَ أَنَّ هَذَا الْعَبْدَ الَّذِی یُصَلِّی إِلَی قِبْلَتِی وَ یَدْعُو دَعْوَتِی وَ یُنَاكِحُنِی وَ أُنَاكِحُهُ وَ یُوَارِثُنِی وَ أُوَارِثُهُ فَأُخْرِجُهُ مِنَ الْإِیمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ یَسِیرٍ أَصَابَهُ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ علیه السلام صَدَقَكَ أَخُوكَ إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقُولُ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَ هُوَ عَلَی ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ وَ أَنْزَلَهُمْ ثَلَاثَ مَنَازِلَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ فِی الْكِتَابِ أَصْحابُ الْمَیْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (2) فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنَ السَّابِقِینَ فَأَنْبِیَاءُ مُرْسَلُونَ وَ غَیْرُ مُرْسَلِینَ جَعَلَ اللَّهُ فِیهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ- رُوحَ الْقُدُسِ وَ رُوحَ الْإِیمَانِ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ وَ رُوحَ الْبَدَنِ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِیَاءَ مُرْسَلِینَ وَ غَیْرَ مُرْسَلِینَ وَ بِرُوحِ الْإِیمَانِ عَبَدُوا اللَّهَ وَ لَمْ یُشْرِكُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِرُوحِ الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ وَ عَالَجُوا مَعَایِشَهُمْ وَ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ أَصَابُوا اللَّذِیذَ مِنَ الطَّعَامِ وَ نَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ وَ بِرُوحِ الْبَدَنِ دَبُّوا وَ دَرَجُوا ثُمَّ قَالَ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ وَ آتَیْنا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّناتِ وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (3) ثُمَّ قَالَ فِی جَمَاعَتِهِمْ وَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ (4) یَقُولُ أَكْرَمَهُمْ بِهَا وَ فَضَّلَهُمْ عَلَی مَنْ سِوَاهُمْ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ أَصْحَابِ الْمَیْمَنَةِ فَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً بِأَعْیَانِهِمْ فَجَعَلَ فِیهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ رُوحَ الْإِیمَانِ وَ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ وَ رُوحَ الْبَدَنِ وَ لَا یَزَالُ الْعَبْدُ یُسْتَكْمَلُ بِهَذِهِ الْأَرْوَاحِ حَتَّی تَأْتِیَ حَالاتٌ قَالَ وَ مَا هَذِهِ الْحَالاتُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَهُوَ كَمَا قَالَ اللَّهُ

ص: 65


1- أی و ضاق منه صدری.
2- زاد فی نسخة و فی المصدر: اولئك المقربون أقول: و الآیات فی الواقعة: 8-10 و فیها اختصار.
3- البقرة: 253.
4- المجادلة: 22.

وَ مِنْكُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً (1) فَهَذَا یَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِیعُ الْأَرْوَاحِ وَ لَیْسَ مِنَ الَّذِی یَخْرُجُ مِنْ دِینِ اللَّهِ لِأَنَّ اللَّهَ الْفَاعِلَ ذَلِكَ بِهِ رَدَّهُ إِلَی أَرْذَلِ عُمُرِهِ فَهُوَ لَا یَعْرِفُ لِلصَّلَاةِ وَقْتاً وَ لَا یَسْتَطِیعُ التَّهَجُّدَ بِاللَّیْلِ وَ لَا الصِّیَامَ بِالنَّهَارِ وَ لَا الْقِیَامَ فِی صَفٍّ مَعَ النَّاسِ (2) فَهَذَا نُقْصَانٌ مِنْ رُوحِ الْإِیمَانِ فَلَیْسَ یَضُرُّهُ شَیْ ءٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ فَلَا یَسْتَطِیعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ وَ لَا یَسْتَطِیعُ طَلَبَ الْمَعِیشَةِ وَ یَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَمْ یَحِنَّ إِلَیْهَا (3) وَ لَمْ یَقُمْ وَ یَبْقَی رُوحُ الْبَدَنِ فَهُوَ یَدِبُّ وَ یَدْرُجُ حَتَّی یَأْتِیَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ فَهَذَا حَالٌ خَیْرٌ لِأَنَّ اللَّهَ فَعَلَ ذَلِكَ بِهِ وَ قَدْ تَأْتِی عَلَیْهِ حَالاتٌ فِی قُوَّتِهِ وَ شَبَابِهِ یَهُمُّ بِالْخَطِیئَةِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ وَ تُزَیِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَ تَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّی تُوقِعَهُ فِی الْخَطِیئَةِ فَإِذَا مَسَّهَا انْتَقَصَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ نُقْصَانُهُ مِنَ الْإِیمَانِ لَیْسَ بِعَائِدٍ فِیهِ أَبَداً أَوْ یَتُوبَ (4) فَإِنْ تَابَ وَ عَرَفَ الْوَلَایَةَ تَابَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ إِنْ عَادَ وَ هُوَ تَارِكُ الْوَلَایَةِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ نَارَ جَهَنَّمَ وَ أَمَّا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ فَهُمُ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ آتَیْناهُمُ الْكِتابَ یَعْرِفُونَهُ كَما یَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ فِی مَنَازِلِهِمْ وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنْهُمْ لَیَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ یَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ الرَّسُولُ مِنَ اللَّهِ إِلَیْهِمْ بِالْحَقِّ ِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِینَ (5) فَلَمَّا جَحَدُوا مَا عَرَفُوا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِذَلِكَ الذَّمِّ فَسَلَبَهُمْ رُوحَ الْإِیمَانِ وَ أَسْكَنَ أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَةَ أَرْوَاحٍ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ رُوحَ الشَّهْوَةِ وَ رُوحَ الْبَدَنِ ثُمَّ أَضَافَهُمْ إِلَی الْأَنْعَامِ فَقَالَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا (6) لِأَنَّ الدَّابَّةَ إِنَّمَا تَحْمِلُ بِرُوحِ الْقُوَّةِ

ص: 66


1- النحل: 70.
2- فی المصدر: فی صف من الناس.
3- صبح: كان وضیئا لامعا. حن إلیه: اشتاق.
4- أی الا ان یتوب.
5- البقرة: 146 و 147.
6- الفرقان: 44.

وَ تَعْتَلِفُ بِرُوحِ الشَّهْوَةِ وَ تَسِیرُ بِرُوحِ الْبَدَنِ فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ أَحْیَیْتَ قَلْبِی بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی.

بیان: قال فی القاموس دب یدب دبا و دبیبا مشی علی هنیئة و قال الجوهری درج الرجل مشی و درج أی مضی.

«47»-خص، منتخب البصائر یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ خَلْقِ جَبْرَئِیلَ (1) وَ مِیكَائِیلَ لَمْ یَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی غَیْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ یُوَفِّقُهُمْ وَ یُسَدِّدُهُمْ وَ لَیْسَ كُلُّ مَا طُلِبَ وُجِدَ (2).

«48»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مِثْلَهُ (3) (4).

توضیح: هذا الخبر یدل علی اختصاص الروح بالنبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم و قد اشتملت الأخبار السالفة علی أن روح القدس یكون فی الأنبیاء أیضا و یمكن الجمع بوجهین الأول أن یكون روح القدس مشتركا و الروح الذی من أمر الرب مختصا و قد دل علی مغایرتهما بعض الأخبار السالفة.

و الثانی أن یكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثیرة فالفرد الذی فی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام أو الصنف الذی فیهم لم یكن مع من مضی و علی القول بالصنف یرتفع التنافی بین ما دل علی كون نقل الروح إلی الإمام بعد فوت النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بین ما دل علی كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.

ص: 67


1- بصائر الدرجات: 133.
2- فی المختصر: أعظم من جبرئیل.
3- مختصر بصائر الدرجات: 3، بصائر الدرجات: 136. و الآیة فی الاسراء: 85.
4- بصائر الدرجات: 136.

قوله علیه السلام و لیس كل ما طلب وجد أی لیس حصول تلك المرتبة الجلیلة یتیسر بالطلب بل ذلك فضل اللّٰه یؤتیه من یشاء أو ذلك الروح قد یحضر و قد یغیب و لیس كل ما طلب وجد فلذا قد یتأخر جوابهم حتی یحضر و الأول أظهر.

«49»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ لَمْ یَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی غَیْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ وَ لَیْسَ كُلُّ مَا طُلِبَ وُجِدَ (1).

«50»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْهُ علیه السلام مِثْلَهُ (2).

بیان: لعل المراد بالملك فی تلك الأخبار مثله فی الخلق و الروحانیة لا الملك حقیقة.

«51»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی وَ ما أُوتِیتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِیلًا قَالَ هُوَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُوَفِّقُهُ وَ هُوَ مَعَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (3).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علی بن الحكم عن حفص الكلبی عن أبی بصیر مثله (4).

«52»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ (5).

«53»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:

ص: 68


1- بصائر الدرجات: 136.
2- بصائر الدرجات: 136.
3- بصائر الدرجات: 136.
4- بصائر الدرجات: 136، فیه: هو شی ء أعظم من جبرئیل.
5- بصائر الدرجات: 136 و الآیة فی الاسراء: 85.

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ یُفَقِّهُهُمْ قُلْتُ وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ قَالَ مِنْ قُدْرَتِهِ (1).

«54»-یر، بصائر الدرجات إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی عِمْرَانَ عَنْ یُونُسَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ وَ هُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ (2).

بیان: أی من السماویات و قیل أی من المجردات (3) و لم یثبت هذا الاصطلاح فی الأخبار و لم یثبت وجود مجرد سوی اللّٰه تعالی.

«55»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ الْقَلَانِسِیِّ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ مَلَكٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِیلَ وَ مِیكَائِیلَ لَمْ یَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی غَیْرِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ وَ لَیْسَ كَمَا ظَنَنْتَ (4).

«56»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ مِثْلَهُ (5).

بیان: لعل المراد أنه لیس كما ظننت أنه روح اللّٰه حقیقة أو لیس كما ظننت أنه روح سائر الخلق (6).

ص: 69


1- بصائر الدرجات: 136. و الآیة الأخیرة فی سورة السجدة: 9.
2- بصائر الدرجات: 136 و 137.
3- و یحتمل أن یكون الملكوت بمعنی القوّة التی تقوم بها الأشیاء و بها قوامها التی تملك بها، من قولهم: ملاك الامر ای قوامه الذی یملك به، و منه قوله تعالی: (بِیَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَیْ ءٍ).
4- بصائر الدرجات: 137.
5- بصائر الدرجات: 137.
6- أو أنّه مختص بالنبی (صلی اللّٰه علیه و آله).

«57»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی جَمِیلَةَ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّی قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَدٌ صَمَدٌ وَ الصَّمَدُ الشَّیْ ءُ الَّذِی لَیْسَ لَهُ جَوْفٌ وَ إِنَّمَا الرُّوحُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِهِ لَهُ بَصَرٌ وَ قُوَّةٌ وَ تَأْیِیدٌ یَجْعَلُهُ اللَّهُ فِی قُلُوبِ الرُّسُلِ وَ الْمُؤْمِنِینَ (1).

«58»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُذَافِرٍ (2) الصَّیْرَفِیِّ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ رُوحَ الْقُدُسِ وَ لَمْ یَخْلُقْ خَلْقاً أَقْرَبَ إِلَیْهِ مِنْهَا وَ لَیْسَتْ بِأَكْرَمِ خَلْقِهِ عَلَیْهِ فَإِذَا أَرَادَ أَمْراً أَلْقَاهُ إِلَیْهَا فَأَلْقَاهُ إِلَی النُّجُومِ فَجَرَتْ بِهِ (3).

بیان: قوله علیه السلام و لیست بأكرم خلقه علیه أی هی أقرب خلق اللّٰه إلیه من جهة الوحی و لیست بأكرم خلق اللّٰه إذ النبی و الأئمة صلوات علیهم الذین خلق الروح لهم أكرم علی اللّٰه منها و الظاهر أن المراد بالنجوم الأئمة علیهم السلام و جریانها به كنایة عن عملهم بما یلقی إلیهم و نشر ذلك بین الخلق و حملها علی النجوم حقیقة لدلالتها علی الحوادث بعید.

«59»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ مِنْ مُلْكِ بَنِی أُمَیَّةَ قَالَ وَ قَوْلُهُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أَیْ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ بِكُلِّ أَمْرٍ سَلَامٍ (4).

«60»-وَ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هَوْذَةَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ بِإِسْنَادِهِ (5) عَنْ أَبِی

ص: 70


1- بصائر الدرجات: 137.
2- هكذا فی النسخة المصحّحة، و فی نسخة اخری و فی المصدر: محمّد بن عرامة.
3- تفسیر العیّاشیّ 2: 270.
4- كنز الفوائد: 395. و الآیات فی سورة القدر.
5- الاسناد هكذا: إبراهیم بن إسحاق عن عبد اللّٰه بن حماد عن ابی یحیی الصنعانی عن أبی عبد اللّٰه علیه السّلام.

عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ قَالَ لِی أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ قَرَأَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ عِنْدَهُ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ علیه السلام یَا أَبَتَا كَأَنَّ بِهَا مِنْ فِیكَ حَلَاوَةً فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ ابْنِی إِنِّی أَعْلَمُ فِیهَا مَا لَمْ تَعْلَمْ إِنَّهَا لَمَّا نَزَلَتْ بَعَثَ إِلَیَّ جَدُّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَرَأَهَا عَلَیَّ ثُمَّ ضَرَبَ عَلَی كَتِفِیَ الْأَیْمَنِ وَ قَالَ یَا أَخِی وَ وَصِیِّی وَ وَالِیَ أُمَّتِی (1) بَعْدِی وَ حَرْبَ أَعْدَائِی إِلَی یَوْمِ یُبْعَثُونَ هَذِهِ السُّورَةُ لَكَ مِنْ بَعْدِی وَ لِوُلْدِكَ مِنْ بَعْدِكَ إِنَّ جَبْرَئِیلَ أَخِی مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَدَّثَ إِلَیَّ أَحْدَاثَ أُمَّتِی فِی سُنَّتِهَا وَ إِنَّهُ لَیُحَدِّثُ ذَلِكَ إِلَیْكَ كَأَحْدَاثِ النُّبُوَّةِ وَ لَهَا نُورٌ سَاطِعٌ فِی قَلْبِكَ وَ قُلُوبِ أَوْصِیَائِكَ إِلَی مَطْلَعِ فَجْرِ الْقَائِمِ علیه السلام (2).

«61»-وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی قَالَ كَانَ (3) عَلِیٌّ علیه السلام یَقُولُ مَا اجْتَمَعَ التَّیْمِیُّ وَ الْعَدَوِیُّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بِتَخَشُّعٍ وَ بُكَاءٍ إِلَّا وَ یَقُولَانِ مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهَذِهِ السُّورَةِ فَیَقُولُ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِمَا رَأَتْ عَیْنِی وَ وَعَاهُ قَلْبِی وَ لِمَا یَلْقَی قَلْبُ هَذَا مِنْ بَعْدِی فَیَقُولَانِ وَ مَا الَّذِی رَأَیْتَ وَ مَا الَّذِی یَلْقَی فَیَكْتُبُ لَهُمَا فِی التُّرَابِ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قَالَ ثُمَّ یَقُولُ لَهُمَا هَلْ بَقِیَ شَیْ ءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ فَیَقُولَانِ لَا فَیَقُولُ فَهَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَیْهِ ذَلِكَ الْأَمْرُ فَیَقُولَانِ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَیَقُولُ نَعَمْ فَیَقُولُ هَلْ تَكُونُ لَیْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِی وَ هَلْ یَنْزِلُ ذَلِكَ الْأَمْرُ فِیهَا فَیَقُولَانِ نَعَمْ فَیَقُولُ فَإِلَی مَنْ فَیَقُولَانِ لَا نَدْرِی فَیَأْخُذُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِرَأْسِی وَ یَقُولُ إِنْ لَمْ تَدْرِیَا فَادْرِیَا هُوَ هَذَا مِنْ بَعْدِی قَالَ وَ إِنَّهُمَا كَانَا لَیَعْرِفَانِ تِلْكَ اللَّیْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ شِدَّةِ مَا یُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرُّعْبِ (4).

«62»-وَ رُوِیَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ خَاصِمُوا

ص: 71


1- فی المصدر و ولی امتی بعدی.
2- كنز الفوائد: 396.
3- فی المصدر: و عن أبی عبد اللّٰه علیه السّلام كان علی علیه السّلام كثیرا ما یقول.
4- كنز الفوائد: 396.

بِسُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ (1) فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ تَفْلُجُوا (2) فَوَ اللَّهِ إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَی الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّهَا لَسَیِّدَةُ دِینِكُمْ وَ إِنَّهَا لَغَایَةُ عِلْمِنَا یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ خَاصِمُوا بِ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِینِ (3) فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ (4) فَقِیلَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ نَذِیرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ صَدَقْتَ فَهَلْ كَانَ نَذِیرٌ وَ هُوَ حَیٌّ مِنَ الْبَعْثَةِ فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ فَقَالَ السَّائِلُ لَا (5) فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَ رَأَیْتَ أَنَّ بَعِیثَهُ لَیْسَ نَذِیرَهُ كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بِعْثَتِهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی نَذِیرٌ فَقَالَ بَلَی قَالَ فَكَذَلِكَ لَمْ یَمُتْ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا وَ لَهُ بَعِیثٌ نَذِیرٌ فَإِنْ قُلْتَ لَا فَقَدْ ضَیَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ فَقَالَ السَّائِلُ أَ وَ لَمْ یَكْفِهِمُ الْقُرْآنُ قَالَ بَلَی إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً قَالَ أَ وَ مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ بَلَی وَ لَكِنْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ وَ فَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذَلِكَ الرَّجُلِ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ كَأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَاصٌّ لَا یَحْتَمِلُهُ الْعَامَّةُ قَالَ نَعَمْ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتَّی یَأْتِیَ إِبَّانُ أَجَلِهِ (6) الَّذِی یُظْهِرُ فِیهِ دِینَهُ كَمَا أَنَّهُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَعَ خَدِیجَةَ علیها السلام مُسْتَتِراً حَتَّی أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ قَالَ السَّائِلُ أَ یَنْبَغِی

ص: 72


1- السورة: 97.
2- فلج و أفلج علی خصمه. استظهر علیه و فاز.
3- سورة الدخان: 1 و 2. و زاد فی المصدر: انا انزلناه فی لیلة مباركة انا كنا منذرین فیها یفرق كل امر حكیم.
4- فاطر: 24.
5- فی المصدر: فهل كان بد من البعثة فی اقطار الأرض فقال السائل فقال أقول:فیه سقط ولعل الصحیح : ( فقال السائل : نعم فقال ) وهو اصح مما فی المتن.
6- ابان الشی ء: اوله. حینه.

لِصَاحِبِ هَذَا الدِّینِ أَنْ یَكْتُمَ قَالَ أَ وَ مَا كَتَمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَظْهَرَ أَمْرَهُ قَالَ بَلَی قَالَ فَكَذَلِكَ أَمْرُنَا حَتَّی یَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ.

«63»-وَ رُوِیَ أَیْضاً بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَی لَیْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْیَا وَ لَقَدْ خَلَقَ فِیهَا أَوَّلَ نَبِیٍّ یَكُونُ وَ أَوَّلَ وَصِیٍّ یَكُونُ وَ لَقَدْ قَضَی أَنْ یَكُونَ فِی كُلِّ سَنَةٍ لَیْلَةٌ یَهْبِطُ فِیهَا بِتَفْسِیرِ الْأُمُورِ إِلَی مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ فَمَنْ جَحَدَ ذَلِكَ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی عِلْمَهُ لِأَنَّهُ لَا یَقُومُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْمُحَدَّثُونَ إِلَّا أَنْ یَكُونَ عَلَیْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا یَأْتِیهِمْ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِی یَأْتِیهِمْ مَعَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام قَالَ قُلْتُ وَ الْمُحَدَّثُونَ أَیْضاً یَأْتِیهِمْ جَبْرَئِیلُ أَوْ غَیْرُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ أَمَّا الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ فَلَا شَكَّ فِی ذَلِكَ وَ لَا بُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ خُلِقَتْ فِیهِ الْأَرْضُ إِلَی آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْیَا مِنْ أَنْ یَكُونَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ یَنْزِلُ ذَلِكَ الْأَمْرُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ إِلَی مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ وَ هُوَ الْحُجَّةُ وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ بِالْأَمْرِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلَی آدَمَ علیه السلام وَ ایْمُ اللَّهِ مَا مَاتَ آدَمُ إِلَّا وَ لَهُ وَصِیٌّ (1) وَ كُلُّ مَنْ بَعْدَ آدَمَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قَدْ أَتَاهُ الْأَمْرُ فِیهَا وَ وَصَفَهُ لِوَصِیِّهِ (2) مِنْ بَعْدِهِ وَ ایْمُ اللَّهُ إِنَّهُ كَانَ لَیُؤْمَرُ النَّبِیُّ فِیمَا یَأْتِیهِ مِنَ الْأَمْرِ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ أَوْصِ إِلَی فُلَانٍ وَ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَاصَّةً وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ إِلَی قَوْلِهِ هُمُ الْفاسِقُونَ (3) یَقُولُ أَسْتَخْلِفُكُمْ لِعِلْمِی وَ دِینِی وَ عِبَادَتِی بَعْدَ نَبِیِّكُمْ كَمَا اسْتَخْلَفْتُ وُصَاةَ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ حَتَّی یَبْعَثَ النَّبِیَّ الَّذِی یَلِیهِ یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِكُونَ بِی شَیْئاً یَقُولُ

ص: 73


1- فی المصدر: الا و أوصی.
2- فی الكافی: و وضع لوصیه.
3- النور: 55.

یَعْبُدُونَنِی بِإِیمَانٍ أَنْ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمَنْ قَالَ غَیْرَ ذَلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ فَقَدْ مَكَّنَ وُلَاةَ الْأَمْرِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ بِالْعِلْمِ وَ نَحْنُ هُمْ فَاسْأَلُونَا فَإِنْ صَدَقْنَاكُمْ فَأَقِرُّوا وَ مَا أَنْتُمْ بِفَاعِلِینَ أَمَّا عِلْمُنَا فَظَاهِرٌ وَ أَمَّا إِبَّانُ أَجَلِنَا الَّذِی یَظْهَرُ فِیهِ الدِّینُ مِنَّا حَتَّی لَا یَكُونَ بَیْنَ النَّاسِ اخْتِلَافٌ فَإِنَّ لَهُ أَجَلًا مِنْ مَمَرِّ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ إِذَا أَتَی ظَهَرَ الدِّینُ وَ كَانَ الْأَمْرُ وَاحِداً وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُضِیَ الْأَمْرُ أَنْ لَا یَكُونَ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ اخْتِلَافٌ وَ لِذَلِكَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ لِیَشْهَدَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَیْنَا وَ لِنَشْهَدَ نَحْنُ عَلَی شِیعَتِنَا وَ لِتَشْهَدَ شِیعَتُنَا عَلَی النَّاسِ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَكُونَ فِی حُكْمِهِ اخْتِلَافٌ أَوْ بَیْنَ أَهْلِ عِلْمِهِ تَنَاقُضٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام فَفَضْلُ إِیمَانِ الْمُؤْمِنِ بِحَمْلِهِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ بِتَفْسِیرِهَا عَلَی مَنْ لَیْسَ مِثْلَهُ فِی الْإِیمَانِ بِهَا كَفَضْلِ الْإِنْسَانِ عَلَی الْبَهَائِمِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَیَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِینَ بِهَا عَنِ الْجَاحِدِینَ لَهَا فِی الدُّنْیَا لِكَمَالِ عَذَابِ الْآخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا یَتُوبُ مِنْهُمْ مَا یَدْفَعُ بِالْمُجَاهِدِینَ عَنِ الْقَاعِدِینَ وَ لَا أَعْلَمُ فِی هَذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلَّا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الْجِوَارَ (1).

«64»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَرِیشِ (2) عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بَیْنَا أَبِی علیه السلام یَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ قَدْ قُیِّضَ لَهُ فَقَطَعَ عَلَیْهِ أُسْبُوعَهُ حَتَّی أَدْخَلَهُ إِلَی دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِی وَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ فِیكَ یَا أَمِینَ اللَّهِ بَعْدَ آبَائِهِ یَا بَا جَعْفَرٍ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ سَلْنِی وَ إِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ وَ إِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِی وَ إِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ قَالَ كُلَّ ذَلِكَ أَشَاءُ قَالَ فَإِیَّاكَ أَنْ یَنْطِقَ لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْأَلَتِی بِأَمْرٍ تُضْمِرُ لِی غَیْرَهُ قَالَ إِنَّمَا یَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ فِی قَلْبِهِ عِلْمَانِ یُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی أَنْ یَكُونَ لَهُ

ص: 74


1- كنز الفوائد: 395 و 398.
2- فی المصدر: الحریش بالمهملة.

عِلْمٌ فِیهِ اخْتِلَافٌ قَالَ هَذِهِ مَسْأَلَتِی وَ قَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ مَنْ یَعْلَمُهُ قَالَ أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ فَعِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ وَ أَمَّا مَا لَا بُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ فَعِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ فَفَتَحَ الرَّجُلُ عُجْرَتَهُ (1) وَ اسْتَوَی جَالِساً وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَالَ هَذِهِ أَرَدْتُ وَ لَهَا أَتَیْتُ وَ زَعَمْتُ أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِیهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ فَكَیْفَ یَعْلَمُونَهُ قَالَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا یَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَرَی لِأَنَّهُ كَانَ نَبِیّاً وَ هُمْ مُحَدَّثُونَ وَ أَنَّهُ كَانَ یَفِدُ إِلَی اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَیَسْمَعُ الْوَحْیَ وَ هُمْ لَا یَسْمَعُونَ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَآتِیكَ بِمَسْأَلَةٍ صَعْبَةٍ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ مَا لَهُ لَا یَظْهَرُ كَمَا كَانَ یَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَضَحِكَ أَبِی علیه السلام وَ قَالَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُطْلِعَ عَلَی عِلْمِهِ إِلَّا مُمْتَحَناً لِلْإِیمَانِ بِهِ كَمَا قَضَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَصْبِرَ عَلَی أَذَی قَوْمِهِ وَ لَا یُجَاهِدَهُمْ إِلَّا بِأَمْرِهِ فَكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بِهِ حَتَّی قِیلَ لَهُ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِینَ (2) وَ ایْمُ اللَّهِ أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذَلِكَ لَكَانَ آمِناً وَ لَكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِی الطَّاعَةِ وَ خَافَ الْخِلَافَ فَلِذَلِكَ كَفَّ فَوَدِدْتُ أَنَّ عَیْنَكَ تَكُونُ مَعَ مَهْدِیِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمَلَائِكَةُ بِسُیُوفِ آلِ دَاوُدَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ وَ تُلْحِقُ بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْیَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَ سَیْفاً ثُمَّ قَالَ هَا إِنَّ هَذَا مِنْهَا قَالَ فَقَالَ أَبِی إِی وَ الَّذِی اصْطَفَی مُحَمَّداً عَلَی الْبَشَرِ قَالَ فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِلْیَاسُ مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَ بِی بِهِ جَهَالَةٌ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ یَكُونَ هَذَا الْحَدِیثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ وَ سَأُخْبِرُكَ بِآیَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِی إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِهَا قَالَ قَدْ شِئْتُ قَالَ إِنَّ شِیعَتَنَا إِنْ قَالُوا لِأَهْلِ الْخِلَافِ لَنَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لِرَسُولِهِ

ص: 75


1- عجیرته خ ل.
2- الحجر: 94.

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ إِلَی آخِرِهَا فَهَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ أَوْ یَأْتِیهِ بِهِ جَبْرَئِیلُ علیه السلام فِی غَیْرِهَا فَإِنَّهُمْ سَیَقُولُونَ لَا فَقُلْ لَهُمْ فَهَلْ كَانَ لِمَا عَلِمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ یُظْهِرَ فَیَقُولُونَ لَا فَقُلْ لَهُمْ فَهَلْ كَانَ فِیمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ اخْتِلَافٌ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقُلْ لَهُمْ فَمَنْ حَكَمَ بِحُكْمِ اللَّهِ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَقُولُونَ نَعَمْ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ كَلَامِهِمْ فَقُلْ لَهُمْ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فَإِنْ قَالُوا مَنِ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فَقُلْ مَنْ لَا یُخْتَلَفُ فِی عِلْمِهِ فَإِنْ قَالُوا فَمَنْ هُوَ ذَاكَ فَقُلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله صَاحِبَ ذَلِكَ فَهَلْ بَلَّغَ أَوْ لَا فَإِنْ قَالُوا قَدْ بَلَّغَ فَقُلْ فَهَلْ مَاتَ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ یَعْلَمُ عِلْماً لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقُلْ إِنَّ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مُؤَیَّدٌ وَ لَا یَسْتَخْلِفُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا مَنْ یَحْكُمُ بِحُكْمِهِ وَ إِلَّا مَنْ یَكُونُ مِثْلَهُ إِلَّا النُّبُوَّةَ (1) فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَسْتَخْلِفْ فِی عِلْمِهِ أَحَداً فَقَدْ ضَیَّعَ مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ یَكُونُ بَعْدَهُ فَإِنْ قَالُوا لَكَ فَإِنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقُلْ حم وَ الْكِتابِ الْمُبِینِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِلَی قَوْلِهِ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِینَ (2) فَإِنْ قَالُوا لَكَ لَا یُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا إِلَی نَبِیٍّ فَقُلْ هَذَا الْأَمْرُ الْحَكِیمُ الَّذِی یُفْرَقُ فِیهِ هُوَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ الَّتِی تَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَی سَمَاءٍ أَوْ مِنْ سَمَاءٍ إِلَی الْأَرْضِ (3) فَإِنْ قَالُوا مِنْ سَمَاءٍ إِلَی سَمَاءٍ فَلَیْسَ فِی السَّمَاءِ أَحَدٌ یَرْجِعُ مِنْ طَاعَةٍ إِلَی مَعْصِیَةٍ فَإِنْ قَالُوا مِنْ سَمَاءٍ إِلَی أَرْضٍ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ الْخَلْقِ إِلَی ذَلِكَ فَقُلْ فَهَلْ لَهُمْ بُدٌّ مِنْ سَیِّدٍ یَتَحَاكَمُونَ إِلَیْهِ

ص: 76


1- أی إلا فی النبوّة.
2- الدخان: 1- 5.
3- فی المصدر: من سماء الی ارض.

فَإِنْ قَالُوا فَإِنَّ الْخَلِیفَةَ هُوَ حَكَمُهُمْ فَقُلْ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ إِلَی قَوْلِهِ خالِدُونَ (1) لَعَمْرِی مَا فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَلِیٌّ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَّا وَ هُوَ مُؤَیَّدٌ وَ مَنْ أُیِّدَ لَمْ یُخْطِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ عَدُوٌّ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ إِلَّا وَ هُوَ مَخْذُولٌ وَ مَنْ خُذِلَ لَمْ یُصِبْ كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ لَا بُدَّ مِنْ تَنْزِیلِهِ مِنَ السَّمَاءِ یَحْكُمُ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ كَذَلِكَ لَا بُدَّ مِنْ وَالٍ فَإِنْ قَالُوا لَا نَعْرِفُ هَذَا فَقُلْ لَهُمْ قُولُوا مَا أَحْبَبْتُمْ أَبَی اللَّهُ بَعْدَ مُحَمَّدٍ أَنْ یَتْرُكَ الْعِبَادَ وَ لَا حُجَّةَ عَلَیْهِمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ هَاهُنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بَابٌ غَامِضٌ أَ رَأَیْتَ إِنْ قَالُوا حُجَّةُ اللَّهِ الْقُرْآنُ قَالَ إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ إِنَّ الْقُرْآنَ لَیْسَ بِنَاطِقٍ یَأْمُرُ وَ یَنْهَی وَ لَكِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ یَأْمُرُونَ وَ یَنْهَوْنَ وَ أَقُولُ قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِیبَةٌ مَا هِیَ فِی السُّنَّةِ وَ الْحُكْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ وَ لَیْسَتْ فِی الْقُرْآنِ أَبَی اللَّهُ لِعِلْمِهِ بِتِلْكَ الْفِتْنَةِ أَنْ تَظْهَرَ فِی الْأَرْضِ وَ لَیْسَ فِی حُكْمِهِ رَادٌّ لَهَا وَ مُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا فَقَالَ هَاهُنَا یَفْلُجُونَ (2) یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِكْرُهُ قَدْ عَلِمَ بِمَا یُصِیبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ أَوْ فِی أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّینِ أَوْ غَیْرِهِ فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِیلًا قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ هَلْ تَدْرِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَلِیلَ مَا هُوَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام نَعَمْ فِیهِ جُمَلُ الْحُدُودِ وَ تَفْسِیرُهَا عِنْدَ الْحَكَمِ فَقَدْ أَبَی (3) اللَّهُ أَنْ یُصِیبَ عَبْداً بِمُصِیبَةٍ فِی دِینِهِ أَوْ فِی نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ لَیْسَ فِی أَرْضِهِ مِنْ حَكَمٍ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِی تِلْكَ الْمُصِیبَةِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَمَّا فِی هَذَا الْبَابِ فَقَدْ فَلَجْتُمْ بِحُجَّةٍ إِلَّا أَنْ یَفْتَرِیَ خَصْمُكُمْ عَلَی اللَّهِ فَیَقُولَ لَیْسَ لِلَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ حُجَّةٌ وَ لَكِنْ أَخْبِرْنِی عَنْ تَفْسِیرِ لِكَیْلا تَأْسَوْا

ص: 77


1- البقرة: 257.
2- فی المصدر: تفلجون.
3- فی نسخة: فقال أبی اللّٰه.

عَلی ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ قَالَ فِی أَبِی فُلَانٍ وَ أَصْحَابِهِ وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ وَ وَاحِدَةٌ مُؤَخِّرَةٌ لَا تَأْسَوْا عَلَی مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِیٌّ علیه السلام وَ لَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِی عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِی لَا اخْتِلَافَ فِیهِ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ (1).

«65»-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: بَیْنَا أَبِی علیه السلام جَالِسٌ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا اسْتَضْحَكَ حَتَّی اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ دُمُوعاً ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِی قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَقُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَیْتَ الْمَلَائِكَةَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ تُخْبِرُكَ بِوَلَایَتِهَا لَكَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (2) وَ قَدْ دَخَلَ فِی هَذَا جَمِیعُ الْأُمَّةِ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ قُلْتُ صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ فِی حُكْمِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ اخْتِلَافٌ قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ مَا تَرَی فِی رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی سَقَطَتْ ثُمَّ ذَهَبَ وَ أَتَی رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ كَفَّهُ فَأُتِیَ بِهِ إِلَیْكَ وَ أَنْتَ قَاضٍ كَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ بِهِ قَالَ أَقُولُ لِهَذَا الْقَاطِعِ أَعْطِهِ دِیَةَ كَفِّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا الْمَقْطُوعِ صَالِحْهُ عَلَی مَا شِئْتَ وَ أَبْعَثُ بِهِ إِلَی ذَوَیْ عَدْلٍ قُلْتُ جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِی حُكْمِ اللَّهِ (3) جَلَّ ذِكْرُهُ وَ نَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ ذِكْرُهُ أَنْ یُحْدِثَ فِی خَلْقِهِ شَیْئاً مِنَ الْحُدُودِ فَلَیْسَ تَفْسِیرُهُ فِی الْأَرْضِ اقْطَعْ قَاطِعَ الْكَفِّ أَصْلًا ثُمَّ أَعْطِهِ دِیَةَ الْأَصَابِعِ هَكَذَا حُكْمُ اللَّهِ لَیْلَةً یَنْزِلُ فِیهَا أَمْرُهُ إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَدْخَلَكَ اللَّهُ النَّارَ كَمَا أَعْمَی بَصَرَكَ یَوْمَ جَحَدْتَهَا عَلَی ابْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَلِذَلِكَ عَمِیَ بَصَرِی قَالَ وَ مَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ فَوَ اللَّهِ إِنْ عَمَی بَصَرِهِ (4)

ص: 78


1- أصول الكافی 1: 242 و 247.
2- الظاهر أنّه استدلّ بها علی اشتراك المؤمنین فی جمیع الصفات و الكمالات فیمكنهم ان یشتركوا و یكونوا من الذین قالوا: ربنا اللّٰه، فلا یكون علیهم خوف و لا هم یحزنون.
3- فی نسخة: هذا حكم اللّٰه.
4- فی نسخة: بصری.

إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ جَنَاحِ الْمَلَكِ قَالَ فَاسْتَضْحَكْتُ ثُمَّ تَرَكْتُهُ یَوْمَهُ ذَلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ ثُمَّ لَقِیتُهُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلَ أَمْسِ قَالَ لَكَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ إِنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ فِی كُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ یَنْزِلُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ (1) وَ إِنَّ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقُلْتَ مَنْ هُمْ فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِی أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ فَقُلْتَ لَا أَرَاهَا كَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَتَبَدَّی لَكَ الْمَلَكُ الَّذِی یُحَدِّثُهُ فَقَالَ كَذَبْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ رأیت (رَأَتْ) عَیْنَایَ الَّذِی حَدَّثَكَ بِهِ عَلِیٌّ وَ لَمْ تَرَهُ عَیْنَاهُ وَ لَكِنْ وَعَی قَلْبُهُ وَ وَقَرَ فِی سَمْعِهِ ثُمَّ صَفَقَكَ بِجَنَاحَیْهِ فَعَمِیتَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا اخْتَلَفْنَا فِی شَیْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَی اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ فَهَلْ حَكَمَ اللَّهُ فِی حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَیْنِ قَالَ لَا فَقُلْتُ هَاهُنَا هَلَكْتَ وَ أَهْلَكْتَ (2).

«66»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ (3) یَقُولُ یَنْزِلُ فِیهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ وَ الْمُحْكَمُ لَیْسَ بِشَیْئَیْنِ إِنَّمَا هُوَ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَرَأَی أَنَّهُ مُصِیبٌ فَقَدْ حَكَمَ بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ إِلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ تَفْسِیرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً یُؤْمَرُ فِیهَا فِی أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ فِی أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَ كَذَا وَ إِنَّهُ لَیَحْدُثُ لِوَلِیِّ الْأَمْرِ سِوَی ذَلِكَ كُلَّ یَوْمٍ عِلْمُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ الْخَاصُّ وَ الْمَكْنُونُ الْعَجِیبُ الْمَخْزُونُ مِثْلَ مَا یَنْزِلُ فِی تِلْكَ اللَّیْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ثُمَّ قَرَأَ وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَكِیمٌ (4)

ص: 79


1- فی نسخة: امر تلك السنة.
2- أصول الكافی 1: 247 و 248.
3- الدخان: 3.
4- أصول الكافی 1: 248 و الآیة الأخیرة فی لقمان: 27.

«67»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ صَدَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَیْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا أَدْرِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ لَیْسَ فِیهَا لَیْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هَلْ تَدْرِی لِمَ هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ لِأَنَّهَا تَنَزَّلُ فِیهَا الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ ءٍ فَقَدْ رَضِیَهُ سَلامٌ هِیَ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ یَقُولُ یُسَلِّمُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ مَلَائِكَتِی وَ رُوحِی بِسَلَامِی مِنْ أَوَّلِ مَا یَهْبِطُونَ إِلَی مَطْلَعِ الْفَجْرِ ثُمَّ قَالَ فِی بَعْضِ كِتَابِهِ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (1) فِی إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ قَالَ فِی بَعْضِ كِتَابِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاكِرِینَ (2) یَقُولُ فِی الْآیَةِ الْأُولَی إِنَّ مُحَمَّداً حِینَ یَمُوتُ یَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَضَتْ لَیْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَذِهِ فِتْنَةٌ أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً وَ بِهَا ارْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِهِمْ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا لَمْ یَذْهَبْ (3) فَلَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا أَمْرٌ وَ إِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ لَمْ یَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ (4).

«68»-عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام كَثِیراً مَا یَقُولُ مَا اجْتَمَعَ التَّیْمِیُّ وَ الْعَدَوِیُّ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ نَحْوَ مَا مَرَّ إِلَی قَوْلِهِ إِلَّا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الْجِوَارَ.

قَالَ وَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَغْضَبُ عَلَیَّ قَالَ

ص: 80


1- الأنفال: 25.
2- آل عمران: 144.
3- فی المصدر: لم تذهب.
4- أصول الكافی 1: 248 و 249.

لِمَا ذَا قَالَ لِمَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ قَالَ قُلْ قَالَ وَ لَا تَغْضَبُ قَالَ وَ لَا أَغْضَبُ قَالَ أَ رَأَیْتَ قَوْلَكَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ تَنَزُّلِ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ فِیهَا إِلَی الْأَوْصِیَاءِ یَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ عَلِمَهُ أَوْ یَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَعْلَمُهُ وَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَاتَ وَ لَیْسَ مِنْ عِلْمِهِ شَیْ ءٌ إِلَّا وَ عَلِیٌّ علیه السلام لَهُ وَاعٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَا لِی وَ لَكَ أَیُّهَا الرَّجُلُ وَ مَنْ أَدْخَلَكَ عَلَیَّ قَالَ أَدْخَلَنِی الْقَضَاءُ لِطَلَبِ الدِّینِ قَالَ فَافْهَمْ مَا أَقُولُ لَكَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ لَمْ یَهْبِطْ حَتَّی أَعْلَمَهُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ عِلْمَ مَا قَدْ كَانَ وَ مَا سَیَكُونُ وَ كَانَ كَثِیرٌ مِنْ عِلْمِهِ ذَلِكَ جُمَلًا یَأْتِی تَفْسِیرُهَا فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ كَذَلِكَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَدْ عَلِمَ جُمَلَ الْعِلْمِ وَ یَأْتِی تَفْسِیرُهُ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ كَمَا كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ السَّائِلُ أَ وَ مَا كَانَ فِی الْجُمَلِ تَفْسِیرٌ قَالَ بَلَی وَ لَكِنَّهُ إِنَّمَا یَأْتِی بِالْأَمْرِ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِی لَیَالِی الْقَدْرِ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِلَی الْأَوْصِیَاءِ افْعَلْ كَذَا وَ كَذَا لِأَمْرٍ (1) قَدْ كَانُوا عَلِمُوهُ أُمِرُوا كَیْفَ یَعْمَلُونَ فِیهِ قُلْتُ فَسِّرْ لِی هَذَا قَالَ لَمْ یَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا حَافِظاً لِجُمْلَةِ الْعِلْمِ وَ تَفْسِیرِهِ قُلْتُ فَالَّذِی كَانَ یَأْتِیهِ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ عِلْمُ مَا هُوَ قَالَ الْأَمْرُ وَ الْیُسْرُ فِیمَا كَانَ قَدْ عَلِمَ قَالَ السَّائِلُ فَمَا یَحْدُثُ لَهُمْ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ عِلْمٌ سِوَی مَا عَلِمُوا قَالَ هَذَا مِمَّا أُمِرُوا بِكِتْمَانِهِ وَ لَا یَعْلَمُ تَفْسِیرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ السَّائِلُ فَهَلْ یَعْلَمُ الْأَوْصِیَاءُ مَا لَمْ یَعْلَمِ الْأَنْبِیَاءُ (2) قَالَ لَا وَ كَیْفَ یَعْلَمُ وَصِیٌّ غَیْرَ عِلْمِ مَا أُوصِیَ إِلَیْهِ قَالَ السَّائِلُ فَهَلْ یَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ إِنَّ أَحَداً مِنَ الْأَوْصِیَاءِ یَعْلَمُ مَا لَا یَعْلَمُ الْآخَرُ قَالَ لَا لَمْ یَمُتْ نَبِیٌّ إِلَّا وَ عِلْمُهُ فِی جَوْفِ وَصِیِّهِ وَ إِنَّمَا تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بِالْحُكْمِ الَّذِی یَحْكُمُ بِهِ بَیْنَ الْعِبَادِ قَالَ السَّائِلُ وَ مَا كَانُوا عَلِمُوا ذَلِكَ الْحُكْمَ قَالَ بَلَی قَدْ عَلِمُوهُ وَ لَكِنَّهُمْ

ص: 81


1- الامر. خ ل.
2- فی المصدر: ما لا یعلم الأنبیاء؟.

لَا یَسْتَطِیعُونَ إِمْضَاءَ شَیْ ءٍ مِنْهُ حَتَّی یُؤْمَرُوا فِی لَیَالِی الْقَدْرِ كَیْفَ یَصْنَعُونَ إِلَی السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ لَا أَسْتَطِیعُ إِنْكَارَ هَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنْ أَنْكَرَهُ فَلَیْسَ مِنَّا قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ أَ رَأَیْتَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله هَلْ كَانَ یَأْتِیهِ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ شَیْ ءٌ لَمْ یَكُنْ عَلِمَهُ قَالَ لَا یَحِلُّ لَكَ أَنْ تَسْأَلَنِی (1) عَنْ هَذَا أَمَّا عِلْمُ مَا كَانَ وَ مَا سَیَكُونُ فَلَیْسَ یَمُوتُ نَبِیٌّ وَ لَا وَصِیٌّ إِلَّا وَ الْوَصِیُّ الَّذِی بَعْدَهُ یَعْلَمُهُ أَمَّا هَذَا الْعِلْمُ الَّذِی تَسْأَلُ عَنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ عَلَا أَبَی أَنْ یُطْلِعَ الْأَوْصِیَاءَ عَلَیْهِ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ قَالَ السَّائِلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَیْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ تَكُونُ فِی كُلِّ سَنَةٍ قَالَ إِذَا أَتَی شَهْرُ رَمَضَانَ فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِذَا أَتَتْ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَإِنَّكَ نَاظِرٌ إِلَی تَصْدِیقِ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ (2) وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَمَا یَزُورُ (3) مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلشَّقَاءِ عَلَی أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّیَاطِینِ وَ أَرْوَاحِهِمْ أَكْثَرُ مِمَّا أَنْ یَزُورَ (4) خَلِیفَةَ اللَّهِ الَّذِی بَعَثَهُ لِلْعَدْلِ وَ الصَّوَابِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قِیلَ یَا بَا جَعْفَرٍ وَ كَیْفَ یَكُونُ شَیْ ءٌ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ كَمَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ السَّائِلُ یَا بَا جَعْفَرٍ إِنِّی لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّیعَةِ بِهَذَا الْحَدِیثِ لَأَنْكَرُوهُ قَالَ كَیْفَ یُنْكِرُونَهُ قَالَ یَقُولُونَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ علیهم السلام أَكْثَرُ مِنَ الشَّیَاطِینِ قَالَ صَدَقْتَ افْهَمْ عَنِّی مَا أَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ جَمِیعُ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ تَزُورُ أَئِمَّةَ الضَّلَالَةِ وَ یَزُورُ إِمَامَ الْهُدَی عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ حَتَّی إِذَا أَتَتْ لَیْلَةُ الْقَدْرِ فَیَهْبِطُ فِیهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ خَلَقَ اللَّهُ أَوْ قَالَ قَیَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الشَّیَاطِینِ بِعَدَدِهِمْ ثُمَّ زَارُوا وَلِیَّ الضَّلَالَةِ فَأَتَوْهُ بِالْإِفْكِ وَ الْكَذِبِ حَتَّی لَعَلَّهُ یُصْبِحُ فَیَقُولُ رَأَیْتُ كَذَا

ص: 82


1- فی المصدر: أن تسأل.
2- أصول الكافی 1: 249 و 251 و 252.
3- فی نسخة: لما ترون و هو الموجود فی المصدر. و فی أخری: ما تزور.
4- فی نسخة: مما ترون و هو الموجود فی المصدر.

وَ كَذَا فَلَوْ سَأَلَ وَلِیَّ الْأَمْرِ عَنْ ذَلِكَ لَقَالَ رَأَیْتَ شَیْطَاناً أَخْبَرَكَ بِكَذَا وَ كَذَا حَتَّی یُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِیرَهَا (1) وَ یُعْلِمَهُ الضَّلَالَةَ الَّتِی هُوَ عَلَیْهَا وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ لَعَلِمَ (2) أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ حِینَ دَنَا مَوْتُهُ هَذَا وَلِیُّكُمْ مِنْ بَعْدِی فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ وَ لَكِنْ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِمَا فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مُنْكِرٌ وَ مَنْ آمَنَ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ مِمَّنْ عَلَی غَیْرِ رَأْیِنَا فَإِنَّهُ لَا یَسَعُهُ فِی الصِّدْقِ إِلَّا أَنْ یَقُولَ إِنَّهَا لَنَا وَ مَنْ لَمْ یَقُلْ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَ الْمَلَائِكَةِ إِلَی كَافِرٍ فَاسِقٍ فَإِنْ قَالَ إِنَّهُ یُنَزِّلُ إِلَی الْخَلِیفَةِ الَّذِی هُوَ عَلَیْهَا فَلَیْسَ قَوْلُهُمْ ذَلِكَ بِشَیْ ءٍ وَ إِنْ قَالُوا إِنَّهُ لَیْسَ یُنَزِّلُ إِلَی أَحَدٍ فَلَا یَكُونُ أَنْ یُنَزَّلَ شَیْ ءٌ إِلَی غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ إِنْ قَالُوا وَ سَیَقُولُونَ لَیْسَ هَذَا بِشَیْ ءٍ فَ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً (3).

بیان: الاعتجار التنقب ببعض العمامة و یقال قیض اللّٰه فلانا بفلان أی جاء به و أتاحه له قوله یا با جعفر أی ثم التفت إلی أبی و قال یا با جعفر قوله بأمر تضمر لی غیره أی لا تخبرنی بشی ء یكون فی علمك شی ء آخر یلزمك لأجله القول بخلاف ما أخبرت كما فی أكثر علوم أهل الضلال فإنه یلزمهم أشیاء لا یقولون بها أو المعنی أخبرنی بعلم یقینی لا یكون عندك احتمال خلافه فقوله علیه السلام علمان أی احتمالان متناقضان أو المراد به لا تكتم عنی شیئا من الأسرار فقوله علیه السلام إنما یفعل ذلك أی فی غیر مقام التقیة و هو بعید.

و یقال: تهلل وجهه أی استنار و ظهرت علیه أمارات السرور أن علم ما لا اختلاف فیه العلم مصدر مضاف إلی المفعول و من فی قوله من العلم إما للبیان و العلم بمعنی المعلوم أو للتبعیض قوله كما كان رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله یعلمه أی بعض علومهم

ص: 83


1- تفسیرا. خ ل.
2- فی المصدر: لیعلم.
3- أصول الكافی 1: 253 و 253.

كذلك وفد إلیه و علیه قدم و ورد.

قوله علیه السلام فضحك أبی لعل الضحك كان لهذا النوع من السؤال الذی ظاهره إرادة الامتحان تجاهلا مع علمه بأنه عارف بحاله أو لعده المسألة صعبة و لیست عنده علیه السلام كذلك و حاصل الجواب أن ظهور هذا العلم مع رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله دائما فی محل المنع فإنه كان فی سنین من أول بعثته مكتتما إلا عن أهله لخوف عدم قبول الخلق منه حتی أمر بإعلانه فكذلك الأئمة علیهم السلام یكتمون عمن لا یقبل منهم حتی یؤمروا بإعلانه فی زمن القائم علیه السلام.

و یقال: صدع بالحق أی تكلم به جهارا و أعرض عن المشركین أی لا تلتفت إلی ما یقولون من استهزاء و غیره فی الطاعة أی طاعة الأمة أو طاعة اللّٰه.

قوله ثم أخرج أی إلیاس علیه السلام سیفا ثم قال ها و هو حرف تنبیه أو بمعنی خذ إن هذا منها أی من تلك السیوف الشاهرة فی زمانه علیه السلام لأن إلیاس من أعوانه و لعل رد الاعتجار لأنه مأمور بأن لا یراه أحد بعد المعرفة الظاهرة.

قوله قوة لأصحابك أی بعد أن تخبرهم به أنت أو أولادك المعصومون قوله إن خاصموا بها أی أصحابك أهل الخلاف فلجوا أی ظفروا و غلبوا.

ثم اعلم أن حاصل هذا الاستدلال هو أنه قد ثبت أن اللّٰه سبحانه أنزل القرآن فی لیلة القدر علی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله و أنه كان ینزل الملائكة و الروح فیها من كل أمر ببیان و تأویل سنة فسنة كما یدل علیه فعل المستقبل الدال علی التجدد الاستمراری فنقول هل كان لرسول اللّٰه طریق إلی العلم الذی یحتاج إلیه الأمة سوی ما یأتیه من السماء من عند اللّٰه سبحانه إما فی لیلة القدر أو فی غیرها أم لا و الأول باطل لقوله تعالی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (1) فثبت الثانی ثم نقول فهل یجوز أن لا یظهر هذا العلم الذی یحتاج إلیه الأمة أم لا بد من ظهوره لهم و الأول باطل لأنه إنما یوحی إلیه لیبلغ إلیهم و یهدیهم إلی اللّٰه عز و جل فثبت الثانی ثم نقول فهل

ص: 84


1- النجم: 4.

لذلك العلم النازل من السماء من عند اللّٰه إلی الرسول اختلاف بأن یحكم فی أمر فی زمان بحكم ثم یحكم فی ذلك الأمر بعینه فی ذلك الزمان بعینه بحكم آخر أم لا و الأول باطل لأن الحكم إنما هو من عند اللّٰه عز و جل و هو متعال عن ذلك كما قال تعالی وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَیْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلافاً كَثِیراً (1) ثم نقول فمن حكم بحكم فیه اختلاف كالاجتهادات المتناقضة هل وافق رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی فعله ذلك أم خالفه و الأول باطل لأنه صلی اللّٰه علیه و آله لم یكن فی حكمه اختلاف فثبت الثانی.

ثم نقول فمن لم یكن فی حكمه اختلاف فهل له طریق إلی ذلك الحكم من غیر جهة اللّٰه إما بغیر واسطة أو بواسطة و من دون أن یعلم تأویل المتشابه الذی بسببه یقع الاختلاف أم لا و الأول باطل فثبت الثانی ثم نقول فهل یعلم تأویل المتشابه إلا اللّٰه و الراسخون فی العلم الذین لیس فی علمهم اختلاف أم لا و الأول باطل لقوله تعالی وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (2) ثم نقول فرسول اللّٰه الذی هو من الراسخین هل مات و ذهب بعلمه ذلك و لم یبلغ طریق علمه بالمتشابه إلی خلیفته أم بلغه و الأول باطل لأنه لو فعل ذلك فقد ضیع من فی أصلاب الرجال ممن یكون بعده فثبت الثانی.

ثم نقول فهل خلیفته من بعد كسائر آحاد الناس یجوز علیه الخطاء و الاختلاف فی العلم أم هو مؤید من عند اللّٰه یحكم بحكم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله بأن یأتیه الملك فیحدثه من غیر وحی و رؤیة أو ما یجری مجری ذلك و هو مثله إلا فی النبوة و الأول باطل لعدم إغنائه حینئذ لأن من یجوز علیه الاختلاف لا یؤمن علیه الاختلاف فی الحكم و یلزم التضییع من ذلك أیضا فثبت الثانی.

ص: 85


1- النساء: 87.
2- آل عمران: 9.

فلا بد من خلیفة بعد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله راسخ فی العلم عالم بتأویل المتشابه مؤید من عند اللّٰه لا یجوز علیه الخطاء و لا الاختلاف فی العلم یكون حجة علی العباد و هو المطلوب هذا إن جعلنا الكل دلیلا واحدا و یحتمل أن یكون دلائل كما سنشیر إلیه و لعله أظهر.

قوله علیه السلام أو یأتیه معطوف علی یعلمه فینسحب علیه النفی و المعنی هل له علم من غیر تینك الجهتین كما عرفت قوله فقد نقضوا أول كلامهم حیث قالوا لا اختلاف فیما أظهر رسول اللّٰه من علم اللّٰه فهذا یقتضی أن لا یكون فی علم من لا یخالفه فی العلم أیضا اختلاف و بهذا یتم دلیل علی وجود الإمام لأن من لیس فی علمه اختلاف لیس إلا المعصوم المؤید من عند اللّٰه تعالی.

قوله فقل لهم ما یعلم تأویله هذا إما دلیل آخر سوی مناقضة كلامهم علی أنهم خالفوا رسول اللّٰه أو علی أصل المدعی أی إثبات الإمام.

قوله علیه السلام فقل من لا یختلف فی علمه لعله استدل علیه السلام علی ذلك بمدلول لفظ الرسوخ فإنه بمعنی الثبوت و المتزلزل فی علمه المنتقل عنه إلی غیره لیس بثابت فیه. قوله علیه السلام فإن قالوا لك إن علم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله كان من القرآن لعل هذا إیراد علی الحجة تقریره أن علم رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله لعله كان من القرآن فقط و لیس مما یتجدد فی لیلة القدر شی ء فأجاب علیه السلام بأن اللّٰه تعالی یقول فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ (1) فهذه الآیة تدل علی تجدد الفرق و الإرسال فی تلك اللیلة المباركة بإنزال الملائكة و الروح فیها من السماء إلی الأرض دائما و لا بد من وجود من یرسل إلیه الأمر دائما.

ثم قوله فإن قالوا لك سؤال آخر تقریره أنه یلزم مما ذكرتم جواز إرسال

ص: 86


1- الدخان: 4.

الملائكة إلی غیر النبی مع أنه لا یجوز ذلك فأجاب عنه بالمعارضة بمدلول الآیة التی لا مرد لها. و قوله علیه السلام و أهل الأرض جملة حالیة قوله فهل لهم بد لعله مؤید للدلیل السابق بأنه كما أنه لا بد من مؤید ینزل إلیه فی لیلة القدر فكذلك لا بد من سید یتحاكم العباد إلیه فإن العقل یحكم بأن الفساد و النزاع بین الخلق لا یرتفع إلا به فهذا مؤید لنزول الملائكة و الروح علی رجل لیعلم ما یفصل به بین العباد و یحتمل أن یكون استئناف دلیل آخر علی وجود الإمام.

فإن قالوا فإن الخلیفة التی فی كل عصر هو حكمهم بالتحریك فقل إذا لم یكن الخلیفة مؤیدا معصوما محفوظا من الخطاء فكیف یخرجه اللّٰه و یخرج به عباده من الظلمات إلی النور و قد قال سبحانه اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا (1) الآیة.

و الحاصل أن من لم یكن عالما بجمیع الأحكام و كان ممن یجوز علیه الخطاء فهو أیضا محتاج إلی خلیفة آخر لرفع جهله و النزاع الناشی بینه و بین غیره.

و أقول: یمكن أن یكون الاستدلال بالآیة من جهة أنه تعالی نسب إخراج المؤمنین من ظلمات الجهل و الكفر إلی نور العلم إلی نفسه فلا بد من أن یكون من یهدیهم منصوبا من قبل اللّٰه تعالی مؤیدا من عنده و المنصوب من قبل الناس طاغوت یخرجهم من النور إلی الظلمات لعمری بالفتح قسم بالحیاة إلا و هو مؤید لقوله تعالی یُخْرِجُهُمْ (2) و لما مر أنه لو لم یكن كذلك كان محتاجا إلی إمام آخر كذلك لا بد من وال أی من یلی الأمر و یتلقاه من الملائكة و الروح.

فإن قالوا لا نعرف هذا أی الوالی أو الاستدلال المذكور نظیر قوله تعالی قالُوا یا شُعَیْبُ ما نَفْقَهُ كَثِیراً مِمَّا تَقُولُ (3) و قولوا ما أحببتم نظیر قوله تعالی اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ (4) و قوله تَمَتَّعُوا قَلِیلًا (5) قوله ثم وقف أی ترك أبی الكلام فقال أی

ص: 87


1- البقرة: 257.
2- البقرة: 257.
3- هود: 19.
4- فصّلت: 40.
5- المرسلات: 46.

إلیاس علیه السلام أو ضمیر وقف أیضا لإلیاس أی قام تعظیما.

باب غامض أی شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر حسبنا كتاب اللّٰه و قیل الغامض بمعنی السائر المشهور من قولهم غمض فی الأرض أی ذهب و سار إن القرآن لیس بناطق أی لیس القرآن بحیث یفهم منه الأحكام كل من نظر فیه فإن كثیرا من الأحكام لیست فی ظاهر القرآن و ما فیه أیضا تختلف فیه الأمة و فی فهمه فظهر أن القرآن إنما یفهمه الإمام و هو دلیل له علی معرفة الأحكام أو المراد أن القرآن لا یكفی لسیاسة الأمة و إن سلم أنهم یفهمون معانیه بل لا بد من آمر و ناه و زاجر یحملهم علی العمل بالقرآن و یكون معصوما عاملا بجمیع ما فیه فقوله علیه السلام و أقول قد عرضت مشیرا إلی ما ذكرنا أولا دلیل آخر و الحكم الذی لیس فیه اختلاف ضروریات الدین أو السنة المتواترة أو ما أجمعت علیه الأمة و لیست فی القرآن أی فی ظاهره الذی یفهمه الناس و إن كان فی باطنه ما یفهمه الإمام علیه السلام.

قوله ثم وقف أی أبو جعفر علیه السلام فقال أی إلیاس قوله أن تظهر أی الفتنة و هو مفعول أبی و قوله و لیس فی حكمه جملة حالیة و الضمیر فی حكمه راجع إلی اللّٰه قوله فی الأرض أی فی غیر أنفسهم كالمال أو فی أنفسهم كالدین أو القصاص إلا أن یفتری خصمكم أی یكابر بعد إتمام الحجة معاندة أو مانعا للطف أو اشتراط التكلیف بالعلم.

قوله قال فی أبی فلان و أصحابه أقول یحتمل وجوها.

الأول ما خطر ببالی و هو أن الآیة نزلت فی أبی بكر و أصحابه أی عمر و عثمان و الخطاب معهم فقوله لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ أی لا تحزنوا علی ما فاتكم من النص و التعیین للخلافة و الإمامة و خص علی علیه السلام به حیث نص الرسول صلی اللّٰه علیه و آله علیه بالخلافة و حرمكم عنها وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ من الخلافة الظاهریة بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله أی مكنكم من غصبها من مستحقها و لم یجبركم علی ترك ذلك واحدة مقدمة أی قوله لِكَیْلا تَأْسَوْا إشارة إلی قضیة متقدمة و هی النص

ص: 88

بالخلافة فی حیاة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و واحدة مؤخرة أی قوله وَ لا تَفْرَحُوا إشارة إلی واقعة مؤخرة و هی غصب الخلافة بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله.

و لا یخفی شدة انطباق هذا التأویل علی الآیة حیث قال ما أَصابَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِی كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها (1) أی ما یحدث مصیبة و قضیة فی الأرض و فی أنفسكم إلا و قد كتبناها و الحكم المتعلق بها فی كتاب من قبل أن نخلق المصیبة أو الأنفس لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ من الخلافة و تعلموا أن الخلافة لا یستحقها إلا من ینزل علیه الملائكة و الروح بالوقائع و الأحكام المكتوبة فی ذلك الكتاب و لا تفرحوا بما تیسر لكم من الخلافة و تعلموا أنكم لا تستحقونه و أنه غصب و سیصیبكم وباله. فظهر أن ما ذكره الباقر علیه السلام قبل ذلك السؤال أیضا كان إشارة إلی تأویل صدر تلك الآیة فلذا سأل إلیاس علیه السلام عن تتمة الآیة و یحتمل وجها آخر مع قطع النظر عما أشار علیه السلام إلیه أولا بأنا قدرنا المصائب الواردة علی الأنفس قبل خلقها و قدرنا الثواب علی من وقعت علیه و العقاب علی من تسبب لها لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ و تعلموا أنها لم تكن مقدرة لكم فلذا لم یعطكم الرسول صلی اللّٰه علیه و آله وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ للعقاب المترتب علیه. الثانی ما أفاده الوالد العلامة قدس اللّٰه روحه و هو أن السؤال عن هذه الآیة لبیان أنه لا یعلم علم القرآن غیر الحكم إذ كل من یسمع تلك الآیة یتبادر إلی ذهنه أن الخطابین لواحد لاجتماعهما فی محل واحد و الحال أن الخطاب فی قوله لِكَیْلا تَأْسَوْا لعلی علیه السلام لما فاته من الخلافة و فی قوله وَ لا تَفْرَحُوا لأبی بكر و أصحابه لما غصبوا من الخلافة فقوله واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة لبیان اتصالهما و انتظامهما فی آیة واحدة فلذا قال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذی لا اختلاف فیه حیث تعلمون بطون الآیات و تأویلاتها و أسرارها.

الثالث ما ذكره المولی محمد أمین الأسترآبادی رحمه اللّٰه حیث قال لِكَیْلا تَأْسَوْا

ص: 89


1- الحدید: 22.

خطاب مع أهل البیت علیهم السلام أی لا تحزنوا علی مصیبتكم للذی فات عنكم وَ لا تَفْرَحُوا خطاب مع المخالفین أی لا تفرحوا بالخلافة التی أعطاكم اللّٰه إیاها بسبب سوء اختیاركم و إحدی الآیتین مقدمة و الأخری مؤخرة فاجتمعتا فی مكان واحد فی تألیف عثمان الرابع ما قیل إن قوله لِكَیْلا تَأْسَوْا عَلی ما فاتَكُمْ خطاب للشیعة حیث فاتهم خلافة علی علیه السلام. وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ خطاب لمخالفیهم حیث أصابتهم الخلافة المغصوبة و إحدی القضیتین مقدمة علی الأخری.

أقول: إذا تأملت فی تلك الوجوه لا یخفی علیك حسن ما ذكرنا أولا و شدة انطباقه علی الآیة و الخبر أولا و آخرا و اللّٰه یعلم حقائق أخبار حججه علیهم السلام.

قوله علیه السلام إذا استضحك كأنه مبالغة فی الضحك و یقال اغرورقت عیناه أی دمعتا كأنهما غرقتا فی دمعهما.

قوله علیه السلام هل رأیت الملائكة إشارة إلی تتمة الآیة إذ هی هكذا إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِی كُنْتُمْ تُوعَدُونَ فیظهر منه أنه علیه السلام فسر الآیة بأن هذا الخطاب من الملائكة سیكون فی الدنیا بحیث یسمعون كلامهم و ذهب جماعة إلی أن الخطاب فی الدنیا و هم لا یسمعون أو عند الموت و هم یسمعون و ما ذكره علیه السلام ألصق بالآیة فالمراد بالاستقامة الاستقامة علی الحق فی جمیع الأقوال و الأفعال و هو ملزوم العصمة قوله علیه السلام صدقت أی فی قولك إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ لكن لا ینفعك إذ الأخوة لا یستلزم الاشتراك فی جمیع الكمالات أو قال ذلك علی سبیل المماشاة و التسلیم أو علی التهكم و إنما ضحك علیه السلام لوهن كلامه و عدم استقامته.

قوله علیه السلام و أبعث به إلی ذوی عدل لعل ذلك للأرش و قد قال ابن إدریس و بعض أصحابنا فیه بالأرش و الاختلاف الذی ألزمه علیه السلام علیه إما بین قوله صالحه و قوله و ابعث لتنافیهما أو بینهما و بین قوله أعطه دیة كفه أو لاختلاف تقویم المقومین فلا یبتنی علیه حكم اللّٰه و فیه شی ء أو المراد بالاختلاف

ص: 90

الحكم بالظن الذی یزول بظن آخر كما مر.

قوله اقطع قاطع الكف عمل به أكثر أصحابنا و إن ضعف الخبر عندهم قوله فلذلك عمی بصری هذا اعتراف منه كما یدل علیه ما سیأتی لا استفهام إنكار كما یتراءی من ظاهره ثم بعد اعترافه قال له علیه السلام و ما علمك بذلك و قوله فو اللّٰه من كلام الباقر علیه السلام و قائل فاستضحك أیضا الباقر علیه السلام و قوله ما تكلمت بصدق إشارة إلی اعترافه.

ثم لما استبعد ابن عباس فی الیوم السابق علمه علیه السلام بتلك الواقعة ذكر علیه السلام تفصیلها بقوله قال لك علی بن أبی طالب لیظهر لابن عباس علمه بتفاصیل تلك الواقعة قوله تتبدا لك الملك یمكن أن یكون المراد ظهور كلامه له و علی التقدیرین لعله بإعجاز أمیر المؤمنین علیه السلام فقال أی الملك رأت عینای ما حدثك به علی علیه السلام من نزول الملائكة لأنی من جملة الملائكة النازلین علیه و لم تره عینا علی لأنه محدث و لا یری الملك فی وقت إلقاء الحكم.

وقر فی سمعه كوعد أی سكن و ثبت ثم صفقك أی الملك و هو كلام الباقر علیه السلام و الصفقة الضربة یسمع لها صوت قوله ما اختلفنا فی شی ء لعل غرضه أن اللّٰه یعلم المحق منا و المبطل تعریضا بأنه محق أو غرضه الرجوع إلی القرآن فی الأحكام فأجاب علیه السلام بأنه لا ینفع لرفع الاختلاف و كان هذه المناظرة بین الباقر علیه السلام و ابن عباس فی صغره و فی حیاة أبیه علیه السلام إذ ولادته علیه السلام كانت فی سنة سبع و خمسین و وفاة ابن عباس سنة ثمان و ستین و وفاة سید الساجدین علیه السلام سنة خمس و تسعین.

قوله علیه السلام و المحكم لیس بشیئین الحكیم فعیل بمعنی مفعول أی المعلوم الیقینی من حكمه كنصره إذا أتقنه كأحكمه و المراد بشیئین أمران متنافیان (1) كما یكون فی المظنونات و المراد بالعلم الخاص العلوم اللدنیة (2) من المعارف

ص: 91


1- فی النسخة المصحّحة: امران متباینان.
2- فی النسخة المصحّحة: من العلوم الدینیة.

الإلهیة و بالمكنون العجیب المغیبات البدائیة أسرار القضاء و القدر كما سیأتی إن شاء اللّٰه.

قوله فقد رضیه إما تفسیر للإذن بالرضا أو هو لبیان أن من ینزلون علیه هو مرضی لله یسلم علیك التخصیص علی المثال أو لأنه كان مصداقه فی زمان نزول الآیة.

قوله علیه السلام فهذه فتنة أقول فی الآیة قراءتان إحداهما لا تُصِیبَنَّ و هی المشهورة و الأخری لَتُصِیبَنَّ باللام المفتوحة و قال الطبرسی هی قراءة أمیر المؤمنین علیه السلام و زید بن ثابت و أبو جعفر الباقر علیهما السلام و غیرهم (1) فعلی الأول قیل إنه جواب الأمر علی معنی إن أصابتكم لا تصیب الظالمین منكم خاصة و قیل صفة لفتنة و لا للنفی أو للنهی علی إرادة القول و قیل جواب قسم محذوف و قیل إنه نهی بعد الأمر باتقاء الذنب عن التعرض للظلم فإن وباله یصیب الظالم خاصة و قیل كلمة لا زائدة و قیل إن أصلها لتصیبن فزید الألف للإشباع و علی القراءة الثانیة جواب القسم.

فما ذكره علیه السلام شدید الانطباق علی القراءة الثانیة و كذا ینطبق علی بعض محتملات القراءة الأولی ككونه نهیا أو لا زائدة أو مشبعة و أما علی سائر المحتملات فیمكن أن یقال إنه لما ظهر من الآیة انقسام الفتنة إلی ما یصیب الظالمین خاصة و ما یعمهم و غیرهم فسر علیه السلام الأولی بما أصاب الثلاثة الغاصبین للخلافة و أتباعهم الذین أنكروا كون لیلة القدر بعد الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و وجود إمام بعده تنزل الملائكة و الروح علی أحد بعده.

و أیده بآیة أخری نزلت فی الذین فروا یوم أحد مرتدین علی أعقابهم و هم الذین غصبوا الخلافة بعده و أنكروا الإمامة جهارا و أما الفتنة العامة فهی التی شملت عامة الخلق من اشتباه الأمر علیهم و تمسكهم بالبیعة الباطلة و الإجماع المفتری

ص: 92


1- مجمع البیان 4: 532.

و التحذیر إنما هو عن هذه الفتنة.

قوله علیه السلام (1) و إنها لسیدة دینكم أی الحجة القویة التی ترجعون إلیها فی أمر دینكم و إنها لغایة علمنا أی دالة علی غایة علمنا قوله فإنها أی الآیات لولاة الأمر أی الأئمة علیهم السلام و فی شأنهم و الإنزال إنما هو علیهم بعده و الإنذار بهم.

ثم استشهد علیه السلام بقوله وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ حیث یدل علی وجود المنذر فی كل عصر من الماضین فكیف لا یكون فی الأعصار بعده نذیر و النبی صلی اللّٰه علیه و آله لم یكف لإنذار من بعده بدون نائب یبلغ عنه كما أنه فی زمانه صلی اللّٰه علیه و آله بعث قوما لإنذار من بعد عنه و الفرق بین بعثته فی حال الحیاة و المنذر بعد الوفاة أن فی الأول لم یشترط العصمة بخلاف الثانی لأنه إن ظهر منهم فسق فی حیاته كان یمكنه عزلهم بخلاف ما بعد الوفاة.

قوله من البعثة هی بالتحریك أی المبعوثین و إبان الشی ء بكسر الهمزة و تشدید الباء حینه أو أوله قوله فقد رد علی اللّٰه عز و جل علمه أی معلومه و هو ما یعلمه من نزول العلوم فیها علی الأوصیاء أو علمه الذی أهبطه علی أولیائه لأن علم اللّٰه فی الأمور المتجددة فی كل سنة لا بد أن ینزل فی لیلة القدر إلی الأرض لیكون حجة علی الأنبیاء و المحدثین لنبوتهم و ولایتهم فالراد للیلة القدر هو الراد علی اللّٰه علمه الجاحد أن كون علمه فی الأرض.

قوله صلی اللّٰه علیه و آله فلا شك أی فی نزول جبرئیل علیهم و إنما أبهم علیهم السلام الأمر فی الأوصیاء إما للتقیة أو لقصور عقل السائل لئلا یتوهم النبوة فیهم قوله و وصفه أی وصف الأمر لوصیه و فی نسخ الكافی و وضع علی بناء المعلوم أو المجهول أی وضع اللّٰه و قرر نزول الأمر لوصیه و ربما یقرأ و وضع بالتنوین عوضا عن المضاف إلیه عطفا علی الأمر قوله علیه السلام أستخلفكم بصیغة المتكلم بعلمی أی لحفظه.

ص: 93


1- فی الحدیث المتقدم تحت رقم: 62.

قوله صلی اللّٰه علیه و آله یعبدوننی بإیمان كأنه علیه السلام فسر الشرك باعتقاد النبوة فی الخلیفة فمن قال غیر ذلك هذا تفسیر لقوله وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ یعنی و من كفر بهذا الوعد بأن قال مثل هذا الخلیفة لا یكون إلا نبیا و لا نبی بعد محمد فالوعد غیر صادق أو كفر بالموعود بأن قال إذا ظهر أمره هذا نبی أو قال لیس بخلیفة لإنكار العامة المرتبة المتوسطة بین النبوة و آحاد الرعیة.

فقد مكن إشارة إلی قوله لَیُمَكِّنَنَّ لَهُمْ فهذا یشمل جمیعهم و قوله وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ إشارة إلی غلبتهم فی زمان القائم علیه السلام فظاهر أی فی كل زمان و أما إبان أجلنا أی تبدیل الأمن بالخوف.

قوله و كان الأمر أی الدین واحدا لا اختلاف فیه قوله علیه السلام و لذلك أی لعدم الاختلاف جعلهم شهداء لأن شهادة بعضهم علی بعض بالحقیة لا یكون إلا مع التوافق و كذا علی غیرهم لا یتأتی إلا مع ذلك إذ الاختلاف فی الشهادة موجب لرد الحكم و یحتمل أن یكون المراد بالمؤمنین الأئمة علیهم السلام أی حكم اللّٰه حكما حتما أن لا یكون بین أئمة المسلمین اختلاف و أن یكونوا مؤیدین من عنده تعالی و لكونهم كذلك جعلهم شهداء علی الناس قوله لمن علم أی كون الدفع لكمال عذاب الآخرة و شدته إنما هو لمن علم أنه لا یتوب و أما من علم أنه یتوب فإنما یدفع عنه لعلمه بأنه یتوب قوله علیه السلام (1) و الجوار أی المحافظة علی الذمة و الأمان أو رعایة حق المجاورین فی المنزل أو مطلق المجاورین و المعاشرین و التقیة منهم و حسن المعاشرة معهم و الصبر علی أذاهم.

قوله علیه السلام الأمر و الیسر لعل المراد أنه كان یعلم العلوم علی الوجه الكلی الذی یمكنه استنباط الجزئیات منه و إنما یأتیه فی لیلة القدر تفصیل أفراد تلك الكلیات لمزید التوضیح و لتسهیل الأمر علیه فی استعلام الجزئیات ثم ذكر علیه السلام بعد ذلك فائدة أخری لنزول لیلة القدر و هی أن إخبار ما یلزمهم إخباره و إمضاء ما أمروا به من التكالیف موقوف علی تكریر الإعلام فی لیلة القدر و یحتمل أن یكون المراد

ص: 94


1- فی الحدیث المتقدم تحت رقم: 68.

بالجمل ما یقبل البداء من الأمور و بالتفسیر و التفصیل تعیین ما هو محتوم و ما یقبل البداء كما یظهر من سائر الأخبار و لما كان علم البداء غامضا و فهمه مشكلا أبهم علیهم السلام علی السائل و لم یوضحه له فقوله هذا مما أمروا بكتمان أمر البداء من غیر أهله لقصور فهمهم أو أنهم قبل أن یعین لهم الأمور البدائیة و المحتومة لا یجوز لهم الإخبار بها و لذا

قال أمیر المؤمنین علیه السلام لو لا آیة فی كتاب اللّٰه لأخبرت بما یكون إلی یوم القیامة.

فقوله لا یعلم تفسیر ما سألت أی لا یعلم ما یكون محتوما و ما لیس بمحتوم فی السنة قبل نزول الملائكة و الروح إلا اللّٰه و أما قوله علیه السلام لا یحل لك فهو إما لقصوره عن فهم معنی البداء أو لأن توضیح ما ینزل فی لیلة القدر و العلم بخصوصیاته مما لا یمكن لسائر الناس غیر الأوصیاء علیهم السلام الإحاطة به و یؤید هذا قوله فإن اللّٰه عز و جل أبی و علی الأول یمكن تعمیم الأنفس علی وجه یشمل خواص أصحابهم و أصحاب أسرارهم مجازا و الحاصل أن توضیح أمر البداء و تفصیله لأكثر الخلق ینافی حكمة البداء و تعیینه إذ هذه الحكمة لا تحصل لهم إلا بجهلهم بأصله لیصیر سببا لإتیانهم بالخیرات و تركهم الشرور كما أومأنا إلیه فی باب البداء أو بالعلم بكنه حقیقة ذلك و هذا العلم لا یتیسر لعامة الخلق و لذا منعوا الناس عن تعلم علم النجوم و التفكر فی مسائل القضاء و القدر و هذا بین لمن تأمل فیه و أیضا الإحاطة بتفاصیل كیفیات ما ینزل فی لیلة القدر و كنه حقیقتها إنما یتأتی بعد الإحاطة بغرائب أحوالهم و شئونهم و هذا مما تعجز عنه عقول عامة الخلق و لو أحاطوا بشی ء من ذلك لطاروا إلی درجة الغلو و الارتفاع و لذا كانوا علیهم السلام یتقون من شیعتهم أكثر من مخالفیهم و یخفون أحوالهم و أسرارهم منهم خوفا من ذلك

وَ لِذَا قَالُوا علیهم السلام إِنَّ عِلْمَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

و فی بعض الأخبار لا یحتمله ملك مقرب كما مر و سیأتی.

قوله لما یزور كذا ینبغی و فی أكثر النسخ لما یرون و هو تصحیف و كذا فیما سیأتی من قوله مما یزور خلیفة اللّٰه و اللام موطئة للقسم و الموصول مبتدأ و أكثر

ص: 95

خبره و فی هذا السؤال و الجواب أیضا تشویش و إعضال و یمكن توجیههما بأن یكون ما یزور أئمة الضلال من الشیاطین مع ما یخلق اللّٰه منهم فی لیلة القدر أكثر من الملائكة النازلین علی الإمام و إن كان جمیع الملائكة أكثر من الشیاطین فیستقیم قوله علیه السلام صدقت و یمكن حمل الكلام علی جمیع الملائكة و قوله صدقت علی أن التصدیق لقول الشیعة لا لقولهم و هذا أنسب بقوله كما شاء اللّٰه لكنه مخالف للأخبار الدالة علی أن الملائكة أكثر من سائر الخلق.

قوله فلو سأل أی إمام الجور و ولی الأمر و هو المسئول.

قوله لقال أی ولی الأمر و قوله رأیت علی صیغة الخطاب قوله الذی هو علیها الظاهر أن المراد به خلیفة الجور و ضمیر علیها راجع إلی الضلالة أو الخلافة و قیل ضمیر علیها راجع إلی خلیفة الجور و المراد بالخلیفة خلیفة العدل و لا یخفی بعده علی الأول فالمراد بقوله لیس بشی ء أن بطلانه ظاهر لما تقدم و علی الثانی المراد به أنه مخالف لمذهبهم و قوله و سیقولون جملة حالیة نظیر قوله تعالی فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَ لَنْ تَفْعَلُوا (1) لیس هذا بشی ء أی هذا الكلام الأخیر أو سائر ما مر مباهتة و عنادا و قیل أی إن قالوا لا ینزل إلی أحد فسیقولون بعد التنبیه إنه لیس بشی ء و لا یخفی ما فیه.أَقُولُ وَ رَوَی الشَّیْخُ شَرَفُ الدِّینِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِی كِتَابِ تَأْوِیلِ الْآیَاتِ الْبَاهِرَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ هُوَ سُلْطَانُ بَنِی أُمَیَّةَ وَ قَالَ لَیْلَةٌ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مِنْ مُلْكِ بَنِی أُمَیَّةَ وَ قَالَ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ أَیْ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِمْ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله بِكُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ (2)

ص: 96


1- البقرة: 24.
2- كنز الفوائد: 373 (النسخة الرضویة) و روی أیضا فی ص 475 بإسناده عن محمّد بن العباس رحمه اللّٰه عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمّد عن محمّد بن خالد عن صفوان عن ابن مسكان عن ابی بصیر عن أبی عبد اللّٰه علیه السّلام فی قوله عزّ و جلّ: «خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» قال: من ملك بنی أمیّة قال: و قوله: «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ» ای من عند ربهم علی محمّد و آل محمد «بكل امر سلام».

«69»-وَ رَوَی أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بَكْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ حُمْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَمَّا یُفْرَقُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ هَلْ هُوَ مَا یُقَدِّرُ اللَّهُ فِیهَا قَالَ لَا تُوصَفُ قُدْرَةُ اللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ فَكَیْفَ یَكُونُ حَكِیماً إِلَّا مَا فُرِقَ وَ لَا تُوصَفُ قُدْرَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لِأَنَّهُ یُحْدِثُ مَا یَشَاءُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ یَعْنِی فَاطِمَةَ علیها السلام وَ قَوْلُهُ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها وَ الْمَلَائِكَةُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ یَمْلِكُونَ عِلْمَ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام وَ الرُّوحُ رُوحُ الْقُدُسِ وَ هُوَ فِی فَاطِمَةَ علیها السلام مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ یَقُولُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ مُسَلَّمَةٍ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ یَعْنِی حَتَّی یَقُومَ الْقَائِمُ علیه السلام.

«70»-قَالَ وَ فِی هَذَا الْمَعْنَی مَا رَوَاهُ الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَجْلَانَ السَّكُونِیِّ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ بَیْتُ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ مِنْ حُجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ سَقْفُ بَیْتِهِمْ عَرْشُ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ فِی قَعْرِ بُیُوتِهِمْ فُرْجَةٌ مَكْشُوطَةٌ إِلَی الْعَرْشِ مِعْرَاجُ الْوَحْیِ وَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِلُ عَلَیْهِمْ بِالْوَحْیِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ فِی كُلِّ سَاعَةٍ وَ طَرْفَةِ عَیْنٍ وَ الْمَلَائِكَةُ لَا یَنْقَطِعُ فَوْجُهُمْ فَوْجٌ یَنْزِلُ وَ فَوْجٌ یَصْعَدُ وَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی كَشَطَ لِإِبْرَاهِیمَ علیه السلام عَنِ السَّمَاوَاتِ حَتَّی أَبْصَرَ الْعَرْشَ وَ زَادَ اللَّهُ فِی قُوَّةِ نَاظِرِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ زَادَ فِی قُوَّةِ نَاظِرَةِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ كَانُوا یُبْصِرُونَ الْعَرْشَ (1) وَ لَا یَجِدُونَ لِبُیُوتِهِمْ سَقْفاً غَیْرَ الْعَرْشِ فَبُیُوتُهُمْ مُسَقَّفَةٌ بِعَرْشِ الرَّحْمَنِ وَ مَعَارِجُ مِعْرَاجُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ فَوْجٍ بَعْدَ فَوْجٍ لَا انْقِطَاعَ لَهُمْ وَ مَا مِنْ بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ الْأَئِمَّةِ مِنَّا إِلَّا وَ فِیهِ مِعْرَاجُ الْمَلَائِكَةِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ قَالَ قُلْتُ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قَالَ بِكُلِّ أَمْرٍ قُلْتُ هَذَا التَّنْزِیلُ قَالَ نَعَمْ (2).

«71»-قَالَ وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی ذَرٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَیْلَةُ

ص: 97


1- أی یبصرون ملكوت السماوات و الأرض او یدركون علوم اللّٰه تبارك و تعالی و معارفه و آیاته.
2- كنز الفوائد: 473 و 474 (النسخة الرضویة).

الْقَدْرِ شَیْ ءٌ یَكُونُ عَلَی عَهْدِ الْأَنْبِیَاءِ یَنْزِلُ فِیهَا عَلَیْهِمْ الْأَمْرُ فَإِذَا مَضَوْا رُفِعَتْ قَالَ لَا بَلْ هِیَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (1).

«72»-وَ جَاءَ فِی حَدِیثِ الْمِعْرَاجِ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلَّمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ الْأَذَانَ وَ الْإِقَامَةَ وَ الصَّلَاةَ فَلَمَّا صَلَّی أَمَرَهُ سُبْحَانَهُ أَنْ یَقْرَأَ فِی الرَّكْعَةِ الْأُولَی بِالْحَمْدِ وَ التَّوْحِیدِ وَ قَالَ لَهُ هَذَا نِسْبَتِی وَ فِی الثَّانِیَةِ بِالْحَمْدِ وَ سُورَةِ الْقَدْرِ وَ قَالَ یَا مُحَمَّدُ (2) هَذِهِ نِسْبَتُكَ وَ نِسْبَةُ أَهْلِ بَیْتِكَ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).

«73»-وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهَا (4) بَاقِیَةٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لِأَنَّهَا لَوْ رُفِعَتْ لَارْتَفَعَ الْقُرْآنُ (5).

بیان: قوله علیه السلام فی الخبر الأول بكل أمر سلام لعل تقدیره لهم بكل أمر سلام أی یسلمون علی الإمام بسبب كل أمر أو مع كل أمر یفضون إلیه و یحتمل أن یكون سلام متعلقا بما بعده و لم یذكر علیه السلام تتمة الآیة اختصارا قوله علیه السلام لا توصف قدرة اللّٰه لعله علیه السلام لم یبین كیفیة التقدیر للسائل لما ذكرنا فی الخبر السابق من المصالح بل قال ینبغی أن تعلم أن الأمر المحكم المتقن الذی یفضی إلی الإمام لا یكون إلا مفروقا مبینا واضحا غیر ملتبس علیه و لكن مع ذلك لا ینافی احتمال البداء فی

ص: 98


1- كنز الفوائد: 474 (النسخة الرضویة).
2- أی سورة القدر.
3- كنز الفوائد: 475.
4- أی سورة القدر.
5- كنز الفوائد: 474. و استدلّ مصنف الكنز لذلك بان فیها تنزیل الملائكة و الروح بلفظ المستقبل و لم یقل: نزل، بلفظ الماضی و ذلك حقّ لأنّها لا تجی ء لقوم دون قوم بل لسائر الخلق فلا بد من رجل تنزل علیه الملائكة و الروح فیها بالامر المحتوم فی لیلة القدر فی كل سنة و لو لم یكن كذلك لم یكن بكل امر، ففی زمن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله كان هو المنزل علیه، و من بعده علی اوصیائه اولهم أمیر المؤمنین و آخرهم القائم علیهم السلام و هو المنزل علیه الی یوم القیامة لان الأرض لا تخلو من حجة اللّٰه علیها و هو الحجة الباقیة الی یوم القیامة.

تلك الأمور أیضا لأنه تعالی یحدث ما یشاء فی أی وقت شاء أو المراد أن فی تلك اللیلة تفرق كل أمر محكم لا بداء فیه و أما سائر الأمور فلله فیه البداء و الحاصل أن فی لیلة القدر یمیز للإمام علیه السلام بین الأمور الحتمیة و الأمور التی تحتمل البداء لیخبر بالأمور الأولة حتما و بالأمور الثانیة علی وجه إن ظهر خلافه لا ینسب إلی الكذب و سیأتی مزید تحقیق لذلك.

و أما تأویله علیه السلام لیلة القدر بفاطمة علیها السلام فهذا بطن من بطون الآیة و تشبیهها باللیلة إما لسترها و عفافها أو لما یغشاها من ظلمات الظلم و الجور و تأویل الفجر بقیام القائم بالثانی أنسب فإنه عند ذلك یسفر الحق و تنجلی عنهم ظلمات الجور و الظلم و عن أبصار الناس أغشیة الشبه فیهم و یحتمل أن یكون طلوع الفجر إشارة إلی طلوع الفجر من جهة المغرب الذی هو من علامات ظهوره و المراد بالمؤمنون الأئمة علیهم السلام و بین علیه السلام أنهم إنما سموا ملائكة لأنهم یملكون علم آل محمد صلی اللّٰه علیه و آله و یحفظونها و نزولهم فیها كنایة عن حصولهم منها موافقا لما ورد فی تأویل آیة سورة الدخان أن الكتاب المبین أمیر المؤمنین علیه السلام و اللیلة المباركة فاطمة علیها السلام فِیها یُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِیمٍ أی حكیم بعد حكیم و إمام بعد إمام.

و قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِیَ علی هذا التأویل هی مبتدأ و سلام خبره أی ذات سلامة و من كل أمر متعلق بسلام أی لا یضرها و أولادها ظلم الظالمین و لا ینقص من درجاتهم المعنویة شیئا أو العصمة محفوظة فیهم فهم معصومون من الذنوب و الخطاء و الزلل إلی أن تظهر دولتهم و یتبین لجمیع الناس فضلهم.

ص: 99

باب 4 أحوالهم علیهم السلام فی السن

«1»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام قَدْ خَرَجَ عَلَیَّ فَأَحْدَدْتُ (1) النَّظَرَ إِلَیْهِ وَ إِلَی رَأْسِهِ وَ إِلَی رِجْلِهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِی الْإِمَامَةِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ فِی النُّبُوَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا (2) وَ قَالَ اللَّهُ وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ (3) وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً (4) فَقَدْ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَی الْحِكْمَةَ وَ هُوَ صَبِیٌّ وَ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَی وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَةً (5).

بیان: فی الكافی بعد قوله بمصر فبینا أنا كذلك حتی قعد (6) فقال یا علی إن اللّٰه إلخ. (7) ثم اعلم أن قوله وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ إلخ (8) لا یطابق ما فی المصاحف فإن مثله فی القرآن فی ثلاث مواضع أحدها فی سورة یوسف وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ

ص: 100


1- احد إلیه النظر: بالغ فی النظر إلیه.
2- مریم: 12.
3- یوسف: 22.
4- الأحقاف: 14.
5- بصائر الدرجات: 65.
6- فی نسخة: حتی بعد.
7- أصول الكافی: 1: 384 فیه: فجعلت انظر الی رأسه و الی رجلیه و فیه: (ما احتج به فی النبوة) وفیه یؤتاها ابن اربعین سنة.
8- مجموعها لیست آیة واحدة بل هما آیتان ذكر علیه السّلام من كل جزءا.

حُكْماً وَ عِلْماً (1) و ثانیها فی الأحقاف حَتَّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی (2) الآیة و ثالثها فی القصص فی قصة موسی علیه السلام وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً (3) و فی الكافی أیضا كما هنا و لعله من تصحیف الرواة و النساخ و الصواب ما سیأتی فی روایة العیاشی مع أن الراوی فیهما واحد.

و یحتمل أن یكون علیه السلام نقل الآیة بالمعنی إشارة إلی آیتی سورة یوسف و الأحقاف و حاصله حینئذ أنه تعالی قال فی سورة یوسف وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَیْناهُ حُكْماً و فسر الأشد فی الأحقاف بقوله وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً كما حمله علیه جماعة من المفسرین فیتم الاستدلال بل یحتمل كونه إشارة إلی الآیات الثلاث جمیعا.

«2»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُمْ یَقُولُونَ فِی الْحَدَاثَةِ (4) قَالَ وَ أَیَّ شَیْ ءٍ یَقُولُونَ (5) إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ قُلْ هذِهِ سَبِیلِی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی (6) فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ اتَّبَعَهُ إِلَّا عَلِیٌّ علیه السلام وَ هُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِینَ (7) وَ مَضَی أَبِی وَ أَنَا ابْنُ تِسْعِ سِنِینَ فَمَا عَسَی أَنْ یَقُولُوا (8) إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فَلا وَ رَبِّكَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَكِّمُوكَ إِلَی قَوْلِهِ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً (9).

ص: 101


1- یوسف: 22.
2- الأحقاف: 15.
3- القصص: 14.
4- فی نسخة من المصدر: فی حداثة سنك.
5- فی المصدر: و لیس شی ء یقولون.
6- یوسف: 108.
7- فی المصدر: و هو ابن تسع سنین.
8- زاد هنا فی المصدر: قال: ثم كانت أمارات فیها و قبلها اقوام، الطریقان فی العاقبة سواء الظاهر مختلف هو رأس الیقین: ان اللّٰه یقول فی كتابه.
9- تفسیر العیّاشیّ 2: 200 و الآیة فی النساء: 65.

بیان: ما كان اتبعه أی أولا أو حین نزول الآیة فلما خصه اللّٰه تعالی بالدعوة إلی اللّٰه مع الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و قرنه به فهو دلیل علی أنه سیأتی الدعوة إلی اللّٰه ممن لم یبلغ الحلم و یكون فی مثل هذا السن و أنه تعالی لما وصفه بالمتابعة و مدحه بها دل علی أن المتابعة معتبرة فی هذا السن فدل علی أن الأحكام تختلف بالنظر إلی الأشخاص و المواد فجاز أن یحصل لی الإمامة فی هذا السن.

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة رَوَی الْعَیَّاشِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِینَةَ وَ أَنَا أُرِیدُ مِصْرَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا علیه السلام وَ هُوَ إِذْ ذَاكَ خُمَاسِیٌّ فَجَعَلْتُ أَتَأَمَّلُهُ لِأَصِفَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ فِی الْإِمَامَةِ كَمَا أَخَذَ فِی النُّبُوَّةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ عَنْ یُوسُفَ وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی آتَیْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ قَالَ عَنْ یَحْیَی وَ آتَیْناهُ الْحُكْمَ صَبِیًّا (1).

«4»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام قَدْ كُنَّا نَسْأَلُكَ قَبْلَ أَنْ یَهَبَ اللَّهُ لَكَ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَكُنْتَ تَقُولُ یَهَبُ اللَّهُ لِی غُلَاماً فَقَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَكَ فَقَرَّ عُیُونُنَا فَلَا أَرَانَا اللَّهُ یَوْمَكَ فَإِنْ كَانَ كَوْنٌ فَإِلَی مَنْ فَأَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ هُوَ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذَا ابْنُ ثَلَاثِ سِنِینَ قَالَ وَ مَا یَضُرُّهُ مِنْ ذَلِكَ شَیْ ءٌ قَدْ قَامَ عِیسَی علیه السلام بِالْحُجَّةِ وَ هُوَ ابْنُ ثَلَاثِ سِنِینَ (2).

بیان: أی كان فی ثلاث سنین حجة و إن كان قبله أیضا كذلك فلا ینافی ما دل علی أنه علیه السلام كان فی المهد حجة و یمكن أن یكون ضمیر هو راجعا إلی أبی جعفر علیه السلام أی قام عیسی بالحجة فی المهد و أبو جعفر علیه السلام ابن ثلاث سنین فلم لا یجوز أن یقوم بالحجة و فیه بعد.

«5»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرُهُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنْ مُصْعَبٍ عَنْ مَسْعَدَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ أَبُو بَصِیرٍ دَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ مَعِی غُلَامٌ خُمَاسِیٌّ لَمْ یَبْلُغْ

ص: 102


1- كنز الفوائد: 151. و الآیة الأولی فی سورة یوسف: 22 و الثانیة فی مریم: 12.
2- أصول الكافی 1: 383.

فَقَالَ (1) كَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا احْتُجَّ عَلَیْكُمْ (2) بِمِثْلِ سِنِّهِ (3).

بیان: الخماسی من كان طوله خمسة أشبار كما ذكره اللغویون و قد یطلق فی العرف علی من له خمس سنین فعلی الأول إشارة إلی الجواد علیه السلام و علی الثانی إلی القائم علیه السلام مع أنه یحتمل أن یكون التشبیه فی محض عدم البلوغ.

«6»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الْإِمَامِ فَقُلْتُ یَكُونُ الْإِمَامُ ابْنَ أَقَلَّ مِنْ سَبْعِ سِنِینَ فَقَالَ نَعَمْ وَ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ سِنِینَ (4).

بیان: إشارة إلی القائم علیه السلام لأنه علیه السلام علی أكثر الروایات كان ابن أقل من خمس سنین بأشهر أو بسنة و أشهر.

ص: 103


1- فی المصدر: و معی غلام یقودنی خماسی لم یبلغ، فقال لی.
2- فی نسخة من المصدر: او قال: سیلی علیكم بمثل سنه.
3- أصول الكافی 1: 383.
4- أصول الكافی 1: 383 و 384.

أبواب علامات الإمام و صفاته و شرائطه و ما ینبغی أن ینسب إلیه و ما لا ینبغی

باب 1 أن الأئمة من قریش و أنه لم سمی الإمام إماما

«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام بِإِسْنَادِ التَّمِیمِیِّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ (1).

«2»-مع، معانی الأخبار سُمِّیَ الْإِمَامُ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ مَنْصُوبٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَی الْعِبَادِ (2).

«3»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قَالَ فَقَالَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ اسْماً أَفْضَلُ مِنْهُ لَسَمَّانَا بِهِ (3).

ص: 104


1- عیون الأخبار: 223. رواها العامّة أیضا فی كتبهم.
2- معانی الأخبار: 64.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 58.

باب 2 أنه لا یكون إمامان فی زمان واحد إلا و أحدهما صامت

اشارة

«1»-ع، علل الشرائع ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِی عِلَلِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فَإِنْ قَالَ (1)

فَلِمَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ فِی الْأَرْضِ إِمَامَانِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قِیلَ لِعِلَلٍ مِنْهَا أَنَّ الْوَاحِدَ لَا یَخْتَلِفُ فِعْلُهُ وَ تَدْبِیرُهُ وَ الِاثْنَیْنِ لَا یَتَّفِقُ فِعْلُهُمَا وَ تَدْبِیرُهُمَا وَ ذَلِكَ أَنَّا لَمْ نَجِدِ اثْنَیْنِ إِلَّا مُخْتَلِفَیِ الْهِمَمِ وَ الْإِرَادَةِ فَإِذَا كَانَا اثْنَیْنِ ثُمَّ اخْتَلَفَ هَمُّهُمَا وَ إِرَادَتُهُمَا وَ تَدْبِیرُهُمَا وَ كَانَا كِلَاهُمَا مُفْتَرَضَیِ الطَّاعَةِ لَمْ یَكُنْ أَحَدُهُمَا أَوْلَی بِالطَّاعَةِ مِنْ صَاحِبِهِ فَكَانَ یَكُونُ اخْتِلَافُ الْخَلْقِ وَ التَّشَاجُرُ وَ الْفَسَادُ ثُمَّ لَا یَكُونُ أَحَدٌ مُطِیعاً لِأَحَدِهِمَا إِلَّا وَ هُوَ عَاصٍ لِلْآخَرِ فَتَعُمُّ الْمَعْصِیَةُ أَهْلَ الْأَرْضِ ثُمَّ لَا یَكُونُ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ السَّبِیلُ إِلَی الطَّاعَةِ وَ الْإِیمَانِ وَ یَكُونُونَ (2) إِنَّمَا أُتُوْا فِی ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الصَّانِعِ الَّذِی وَضَعَ لَهُمْ بَابَ الِاخْتِلَافِ وَ التَّشَاجُرِ (3) إِذْ أَمَرَهُمْ بِاتِّبَاعِ الْمُخْتَلِفَیْنِ وَ مِنْهَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ إِمَامَانِ لَكَانَ لِكُلٍّ مِنَ الْخَصْمَیْنِ أَنْ یَدْعُوَ إِلَی غَیْرِ مَا یَدْعُو إِلَیْهِ صَاحِبُهُ فِی الْحُكُومَةِ (4) ثُمَّ لَا یَكُونُ أَحَدُهُمَا أَوْلَی بِأَنْ یُتَّبَعَ مِنْ صَاحِبِهِ فَتَبْطُلُ الْحُقُوقُ وَ الْأَحْكَامُ وَ الْحُدُودُ وَ مِنْهَا أَنَّهُ لَا یَكُونُ وَاحِدٌ مِنَ الْحُجَّتَیْنِ أَوْلَی بِالنُّطْقِ (5) وَ الْحُكْمِ وَ الْأَمْرِ

ص: 105


1- فی المصدر: فان قیل.
2- فی نسخة: و یكونوا.
3- فی المصدر: و سبب التشاجر.
4- فی المصدر: الی غیر الذی یدعو إلیه الآخر فی الحكومة.
5- فی المصدر: اولی بالنظر.

وَ النَّهْیِ مِنَ الْآخَرِ فَإِذَا كَانَ هَذَا كَذَلِكَ وَجَبَ عَلَیْهِمَا أَنْ یَبْتَدِئَا بِالْكَلَامِ وَ لَیْسَ لِأَحَدِهِمَا أَنْ یَسْبِقَ صَاحِبَهُ بِشَیْ ءٍ إِذَا كَانَا فِی الْإِمَامَةِ شَرَعاً وَاحِداً فَإِنْ جَازَ لِأَحَدِهِمَا السُّكُوتُ جَازَ السُّكُوتُ لِلْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ (1) وَ إِذَا جَازَ لَهُمَا السُّكُوتُ بَطَلَتِ الْحُقُوقُ وَ الْأَحْكَامُ وَ عُطِّلَتِ الْحُدُودُ وَ صَارَ (2) النَّاسُ كَأَنَّهُمْ لَا إِمَامَ لَهُمْ (3).

بیان: لعل المراد نفی إمامة من كان فی عصر الأئمة علیهم السلام من أئمة الضلال إذ كانت أحكامهم مخالفة لأحكام أئمتنا و أفعالهم مناقضة لأفعالهم و یحتمل أن یكون إلزاما علی المخالفین القائلین باجتهاد النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم إذ فی الاجتهاد لا بد من الاختلاف كما قالوا فی علی علیه السلام و معاویة.

ثم المراد إما الإمامان علی طائفة واحدة أو الإمام الذی له الرئاسة العامة لئلا ینافی تعدد أنبیاء بنی إسرائیل فی عصر واحد.

«2»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِی عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام هَلْ یُتْرَكُ الْأَرْضُ بِغَیْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلْتُ فَیَكُونُ إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ (4).

«3»-ك، إكمال الدین الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام هَلْ یَكُونُ إِمَامَانِ فِی وَقْتٍ (5) قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَكُونَ أَحَدُهُمَا صَامِتاً مَأْمُوماً لِصَاحِبِهِ وَ الْآخَرُ نَاطِقاً إِمَاماً لِصَاحِبِهِ وَ أَمَّا أَنْ یكون (یَكُونَا) إِمَامَیْنِ نَاطِقَیْنِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ فَلَا (6).

ص: 106


1- فی العلل: جاز للآخر مثل ذلك.
2- فی نسخة من المصدر: و حار الناس.
3- علل الشرائع: 95، عیون أخبار الرضا: 249 و 250.
4- اكمال الدین: 135.
5- فی المصدر: فی وقت واحد.
6- اكمال الدین: 232.

«4»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَ قَصْرٍ مَشِیدٍ (1) فَقَالَ الْبِئْرُ الْمُعَطَّلَةُ الْإِمَامُ الصَّامِتُ وَ الْقَصْرُ الْمَشِیدُ الْإِمَامُ النَّاطِقُ (2).

«5»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا یَكُونُ إِمَامَانِ إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ لَا یَتَكَلَّمُ حَتَّی یَمْضِیَ الْأَوَّلُ (3).

«6»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تُرِكَ الْأَرْضُ بِغَیْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلْنَا تَكُونُ الْأَرْضُ وَ فِیهَا إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا إِمَامَانِ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ لَا یَتَكَلَّمُ وَ یَتَكَلَّمُ الَّذِی قَبْلَهُ وَ الْإِمَامُ یَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِی بَعْدَهُ (4).

«7»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ (5) عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ تَكُونُ الْأَرْضُ بِغَیْرِ إِمَامٍ قَالَ لَا قُلْتُ أَ فَیَكُونُ إِمَامَانِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ قَالَ لَا إِلَّا وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ قُلْتُ فَالْإِمَامُ یَعْرِفُ الْإِمَامَ الَّذِی مِنْ بَعْدِهِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ الْقَائِمُ

ص: 107


1- الحجّ: 45.
2- اكمال الدین: 232.
3- بصائر الدرجات: 150 صدره هكذا: قال كان علیّ بن أبی طالب عالم هذه الأمة و العلم یتوارث و لیس یمضی منا أحد حتّی یری من ولده من یعلم علمه و لا تبقی الأرض یوما بغیر امام منا تفرغ إلیه الأمة قلت: یكون امامان؟ قال: لا، الا.
4- بصائر الدرجات: 151.
5- فی المصدر: علی بن مهزیار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن ابن أبی عمیر راجعه فانه لا یخلو عن تصحیف.

إِمَامٌ قَالَ نَعَمْ إِمَامٌ ابْنُ إِمَامٍ وَ قَدْ أُوذِنْتُمْ (1) بِهِ قَبْلَ ذَلِكَ (2).

«8»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَكُونُ الْأَرْضُ وَ فِیهَا إِمَامَانِ قَالَ لَا إِلَّا إِمَامٌ صَامِتٌ لَا یَتَكَلَّمُ وَ یَتَكَلَّمُ الَّذِی قَبْلَهُ (3)

رفع شبهة

اعلم أن قوما من الجهال ظنوا أن تلك الأخبار منافیة للأخبار الدالة علی رجعة النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم و بذلك اجترءوا علی رد الأخبار المستفیضة بل المتواترة المأثورة عن الأئمة الأطهار و هو فاسد من وجوه:

الأول أنه لیس فی أكثر أخبار الرجعة التصریح باجتماعهم فی عصر واحد فلا تنافی بل ظاهر بعض الأخبار أن رجعة بعض الأئمة علیهم السلام بعد القائم علیه السلام أو فی آخر زمانه و ما روی أن بعد القائم علیه السلام تقوم الساعة بعد أربعین یوما فهو خبر واحد لا یعارض الأخبار الكثیرة.

مع أنه قال بعض علمائنا فی كتاب كتبه فی الرجعة إن للقائم علیه السلام أیضا رجعة بعد موته فیحتمل أن یكون مورد الخبر الموت بعد الرجعة و یؤیده الأخبار الكثیرة الدالة علی أن لكل من المؤمنین موتا و قتلا فإن مات فی تلك الحیاة یقتل فی الرجعة و إن قتل فی تلك الحیاة یموت فی الرجعة و الأخبار الدالة علی عدم خلو الأرض من حجة لا ینافی ذلك بوجه.

الثانی أن ظاهر تلك الأخبار عدم اجتماع إمامین فی تلك الحیاة المعروفة بل بعضها صریح فی ذلك و لو تنزلنا عن ظهورها فی ذلك فلا بد من الحمل علیه قضیة للجمع (4) بین الأخبار إذ الظاهر أن زمان الرجعة لیس زمان تكلیف فقط بل هو

ص: 108


1- فی نسخة: قد اؤتم به.
2- اكمال الدین: 129.
3- بصائر الدرجات: 143 صدره: تترك الأرض بغیر امام؟ قال: لا فقلنا له: تكون.
4- لعل الصحیح: قضیة الجمع.

واسطة بین الدنیا و الآخرة بالنسبة إلی جماعة دار تكلیف و بالنسبة إلی جماعة دار جزاء فكما یجوز اجتماعهم فی القیامة لا یبعد اجتماعهم فی ذلك الزمان.

الثالث أن أخبار الرجعة أكثر و أقوی من تلك الأخبار فلا ینبغی ردها و الأخذ بهذه و منهم من یشبه علی العوام و الجهال فیقول مع اجتماعهم أیهم یتقدم فی الصلاة و الحكم و القضاء مع أن القائم علیه السلام هو صاحب العصر و الجواب أنا لم نكلف بالعلم بذلك و لیس لنا رد أخبارهم المستفیضة بمحض الاستبعادات الوهمیة و نعلم مجملا أنهم یعملون فی ذلك و غیره بما أمروا به.

و هذا القائل لم یعرف أنه لا فرق بین حیهم و میتهم و أنه لیس بینهم اختلاف و إن كلا منهم إمام أبدا و أنهم علیهم السلام نواب النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی حیاته و بعد وفاته و أیضا مع اجتماعهم فی الزمان لا یلزم اجتماعهم فی المكان مع أنه یحتمل أن یكون اجتماعهم فی زمان قلیل و أیضا یحتمل أن یكون رجوعهم علیهم السلام بعد انقضاء زمان حكومة القائم علیه السلام و جهاده و ما أمر به منفردا مع أن هذا الزمان الطویل الذی مضی من زمانه یكفی لما توهمتم.

و إن قلتم إنه علیه السلام كان مخفیا و لم یكن باسط الید فأكثر أئمتنا علیهم السلام كانوا مختفین خائفین غیر متمكنین ثم نقول قد وردت أخبار مستفیضة فی أن النبی صلی اللّٰه علیه و آله ظهر فی مسجد قباء لأبی بكر و أمره برد الحق إلی أمیر المؤمنین علیه السلام و أنه ظهر أمیر المؤمنین و بعض الأئمة علیهم السلام بعد موتهم للإمام الذی بعدهم فیلزم رد تلك الأخبار أیضا لتلك العلل. و لو كان عدم العلم بخصوصیات أمر مجوزا لرده لجاز رد المعاد للاختلاف الكثیر فیه و ورود الشبه المختلفة فی خصوصیاته و لجاز نفی علمه تعالی للاختلاف فی خصوصیاته و لجاز نفی علم الأئمة علیهم السلام للأخبار المختلفة فی جهات علومهم و بأمثال هذه تطرقت الشبه و الشكوك و الرد و الإنكار فی أكثر ضروریات الدین فی زماننا إذ لو كان محض استبعاد الوهم مجوزا لرد الأخبار المستفیضة كانت الشبه القویة التی عجزت عقول أكثر الخلق عن حلها أولی بالتجویز.

ص: 109

فلذا تراهم یقولون بقدم العالم تارة و بنفی المعراج أخری و ینفون المعاد الجسمانی و الجنة و النار و غیرها من ضروریات الدین المبین أعاذ اللّٰه الإیمان و المؤمنین من شر الشیاطین و المضلین من الجنة و الناس أجمعین.

باب 3 عقاب من ادعی الإمامة بغیر حق أو رفع رایة جور أو أطاع إماما جائرا

«1»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ حَبِیبٍ السِّجِسْتَانِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ إِمَاماً جَائِراً لَیْسَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا بَرَّةً تَقِیَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِیَّةٍ فِی الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ إِمَاماً هَادِیاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِیَّةُ فِی أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِیئَةً (1).

سن، المحاسن أبی عن ابن محبوب مثله (2).

«2»-سن، المحاسن مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَ أَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ الْحَقِّ قَدْ ضَلُّوا بِأَعْمَالِهِمُ الَّتِی یَعْمَلُونَهَا كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّیحُ فِی یَوْمٍ عاصِفٍ لَا یَقْدِرُونَ عَلَی شَیْ ءٍ مِمَّا كَسَبُوا ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِیدُ (3).

«3»-سن، المحاسن ابْنُ عِیسَی (4) عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ

ص: 110


1- ثواب الأعمال: 198 و 199.
2- محاسن البرقی: 94.
3- محاسن البرقی: 93.
4- المصدر خال عن (ابن عیسی).

أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ أَرْبَعٌ مِنْ قَوَاصِمِ الظَّهْرِ مِنْهَا إِمَامٌ یَعْصِی اللَّهَ وَ یُطَاعُ أَمْرُهُ (1).

«4»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لا یُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ ... وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ أَوِ ادَّعَی إِمَاماً مِنْ غَیْرِ اللَّهِ أَوْ زَعَمَ أَنَّ لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ فِی الْإِسْلَامِ (2) نَصِیباً (3).

«5»-مع، معانی الأخبار مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْنَفَ قَالَ: سَأَلَ رِجَالٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ إِنَّ مَنْ قِبَلَنَا یَقُولُونَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الشَّیْطَانِ وَ شَرِّ السُّلْطَانِ وَ شَرِّ النَّبَطِیِّ إِذَا اسْتَعْرَبَ فَقَالَ نَعَمْ أَ لَا أَزِیدُكَ مِنْهُ قَالَ بَلَی قَالَ وَ مِنْ شَرِّ الْعَرَبِیِّ إِذَا اسْتَنْبَطَ فَقُلْتُ وَ كَیْفَ ذَاكَ فَقَالَ مَنْ دَخَلَ فِی الْإِسْلَامِ فَادَّعَی مَوْلًی غَیْرَنَا فَقَدْ تَعَرَّبَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ فَهَذَا النَّبَطِیُّ إِذَا اسْتَعْرَبَ وَ أَمَّا الْعَرَبِیُّ إِذَا اسْتَنْبَطَ فَمَنْ أَقَرَّ بِوَلَایَةِ (4) مَنْ دَخَلَ بِهِ فِی الْإِسْلَامِ فَادَّعَاهُ دُونَنَا فَهَذَا قَدِ اسْتَنْبَطَ (5).

بیان: فادعاه أی الولاء یعنی ادعی الخلافة بعد ما بایع الخلیفة و أقر به كعمر أو المعنی أقر بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله أو بأمیر المؤمنین الذی دخل بسببه فی الإسلام و أنكر إمامة سائر الأئمة علیهم السلام و الأول أظهر (6) و إطلاق النبطی علی من دخل فی الإسلام لأنه استنبط العلم كما ورد فی الخبر أو لأنه خرج عن كونه أعرابیا و المراد بالعربی هنا الأعرابی العاری عن العلم و الدین.

«6»-فس، تفسیر القمی أَبِی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی الْمَغْرَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ قَالَ مَنِ ادَّعَی

ص: 111


1- محاسن البرقی: 94.
2- فی نسخة: فی الجنة نصیبا.
3- تفسیر العیّاشیّ 1: 178.
4- فی نسخة و فی المصدر: فمن اقر بولایتنا.
5- معانی الأخبار: 47.
6- ما بین الهلالین مختص بالمطبوع و النسختان المخطوطتان خالیتان عنه.

أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً (1).

ثو، ثواب الأعمال أبی عن سعد عن ابن أبی الخطاب عن ابن فضال عن معاویة بن وهب عن أبی سلام عن سورة بن كلیب عن أبی جعفر علیه الصلاة و السلام مثله و فیه من زعم أنه إمام (2)

- نی، الغیبة للنعمانی ابن عقدة عن علی بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن أبی المغراء عن أبی سلام عن سورة مثله (3).

«7»-ثو، ثواب الأعمال ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ وَ لَیْسَ مِنْ أَهْلِهَا فَهُوَ كَافِرٌ (4).

«8»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ فَقَدْ افْتَرَی عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ عَلَیْنَا (5).

«9»-ثو، ثواب الأعمال أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یَحْیَی أَخِی أُدَیْمٍ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ صَبِیحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا یَدَّعِیهِ غَیْرُ صَاحِبِهِ إِلَّا بَتَرَ اللَّهُ (6) عُمُرَهُ (7).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْمُونٍ الصَّائِغِ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

ص: 112


1- تفسیر القمّیّ: 579. و الآیة فی سورة الزمر.
2- ثواب الأعمال: 206.
3- غیبة النعمانیّ: 55.
4- ثواب الأعمال: 206.
5- ثواب الأعمال: 206.
6- بتره: قطعه.
7- ثواب الأعمال: 206.

علیه السلام یَقُولُ ثَلَاثَةٌ لا یَنْظُرُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ (1) وَ لا یُزَكِّیهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ مَنِ ادَّعَی إِمَامَةً مِنَ اللَّهِ لَیْسَتْ لَهُ وَ مَنْ جَحَدَ إِمَاماً مِنَ اللَّهِ وَ مَنْ قَالَ إِنَّ لِفُلَانٍ وَ فُلَانٍ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیباً (2).

نی، الغیبة للنعمانی الكلینی عن الحسین بن محمد عن المعلی عن أبی داود المسترق عن علی بن میمون مثله (3)

«11»-نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ مَرْزُبَانَ الْقُمِّیِّ عَنْ حُمْرَانَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام مِثْلَهُ (4)

«12»- شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَ لَمْ یُوحَ إِلَیْهِ شَیْ ءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ مَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ دُونَ الْإِمَامِ علیه السلام (5).

«13»-نی، الغیبة للنعمانی ابْنُ عُقْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ (6) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمُقْرِی عَنِ ابْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ قَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ (7).

«14»-نی، الغیبة للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ

ص: 113


1- فی الغیبة: ثلاثة لا یكلمهم اللّٰه یوم القیامة.
2- تفسیر العیّاشیّ 1: 178.
3- غیبة النعمانیّ: 55 فیه: و من زعم ان لهما فی الإسلام.
4- غیبة النعمانیّ: 55 فیه: من زعم انه امام و لیس بامام، و من زعم فی امام حق أنه لیس بامام و من زعم ان لهما فی الإسلام نصیبا.
5- تفسیر العیّاشیّ 1: 370. و الآیة فی الانعام: 93.
6- فی المصدر: حمید بن زیاد عن جعفر بن إسماعیل المقری قال: اخبرنی شیخ بمصر یقال له: الحسین بن أحمد المقری.
7- غیبة النعمانیّ: 54. و الآیة فی الزمر: 60.

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ علیهما السلام فِی قَوْلِهِ یَوْمَ الْقِیامَةِ تَرَی الَّذِینَ كَذَبُوا عَلَی اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَیْسَ فِی جَهَنَّمَ مَثْویً لِلْمُتَكَبِّرِینَ قَالَ مَنْ قَالَ إِنِّی إِمَامٌ وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً قَالَ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِیّاً فَاطِمِیّاً قُلْتُ وَ إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ وُلْدِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ (1).

نی، الغیبة للنعمانی الكلینی عن محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان مثله (2).

«15»-نی، الغیبة للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ (3) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ رَایَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ رَایَةِ الْقَائِمِ علیه السلام صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ (4).

«16»-نی، الغیبة للنعمانی عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ ابْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام مَنِ ادَّعَی مَقَامَنَا یَعْنِی الْإِمَامَةَ (5) فَهُوَ كَافِرٌ أَوْ قَالَ مُشْرِكٌ (6).

«17»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْكُوفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: كُلُّ رَایَةٍ تُرْفَعُ قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ صَاحِبُهَا طَاغُوتٌ (7).

ص: 114


1- غیبة النعمانیّ: 56.
2- غیبة النعمانیّ: 56.
3- فی المصدر: أحمد بن محمّد بن رباح الزهری قال: حدّثنا محمّد بن العباس بن عیسی الحسینی.
4- غیبة النعمانیّ: 56.
5- فی نسخة من المصدر: من ادعی مقاما لیس له.
6- غیبة النعمانیّ: 56 و 57.
7- غیبة النعمانیّ: 57. و رواه أیضا عن علیّ بن أحمد البندنیجی عن عبد اللّٰه بن موسی العلوی عن إبراهیم بن هشام (علی بن إبراهیم بن هاشم، فی) عن أبیه عن عبد اللّٰه بن المغیرة عن عبد اللّٰه بن مسكان.

«18»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ (1) عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبَانٍ عَنِ الْفُضَیْلِ (2) قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ مَنْ خَرَجَ یَدْعُو النَّاسَ وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ (3).

باب 4 جامع فی صفات الإمام و شرائط الإمامة

الآیات؛

البقرة: «قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ یُؤْتِی مُلْكَهُ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ»(247)

یونس: «أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ»(35)

تفسیر:

لا یخفی علی منصف أن تعلیق الاصطفاء و تعلیله فی الآیة الأولی علی زیادة البسطة فی العلم و الجسم یدل علی أن الأعلم و الأشجع أولی بالخلافة و الإمامة و بیان أولویة متابعة من یهدی إلی الحق علی متابعة من یحتاج إلی التعلم و السؤال علی أبلغ وجه و أتمه فی الثانیة یدل علی أن الأعلم أولی بالخلافة و لا خلاف فی أن أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه كان أعلم و أشجع من المتقدمین علیه و لا فی أن كلا من أئمتنا علیهم السلام كان أعلم ممن كان فی زمانه من المدعین للخلافة و بالجملة دلالة الآیتین

ص: 115


1- فی المصدر: علی بن عبد اللّٰه بن موسی عن أحمد بن محمّد بن خالد.
2- فی المصدر: الفضیل بن یسار.
3- غیبة النعمانیّ: 57. اقول: و روی البرقی فی المحاسن: 93 عن أبیه عن القاسم الجوهریّ عن الحسن بن أبی العلا عن العرزمی عن أبیه رفع الحدیث الی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قال: من أم قوما و فیهم اعلم منه او افقه منه لم یزل امرهم فی سفال الی یوم القیامة و رواه المصنّف عنه و عن غیره فی كتاب صلاة الجماعة.

علی اشتراط الأعلمیة و الأشجعیة فی الإمام ظاهر.

قال البیضاوی فی تفسیر الآیة الأولی لما استبعدوا تملكه لفقره و سقوط نسبه رد علیهم ذلك أولا بأن العمدة فیه اصطفاء اللّٰه و قد اختاره علیكم و هو أعلم بالمصالح منكم و ثانیا بأن الشرط فیه وفور العلم لیتمكن به من معرفة الأمور السیاسیة و جسامة البدن لیكون أعظم خطرا فی القلوب و أقوی علی مقاومة العدو و مكابدة الحروب و قد زاده فیهما.

و ثالثا بأنه تعالی مالك الملك علی الإطلاق فله أن یؤتیه من یشاء.

و رابعا بأنه واسع الفضل یوسع علی الفقیر و یغنیه علیم بمن یلیق الملك انتهی. (1)

أقول: إذا تأملت فی كلامه یظهر لك وجوه من الحجة علیه كما أومأنا إلیه و قد مر سائر الآیات فی أوائل هذا المجلد و ستأتی فی المجلدات الآتیة لا سیما المجلد التاسع فلم نوردها هاهنا حذرا من التكرار.

«1»-مع، معانی الأخبار ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الطَّالَقَانِیُّ عَنْ أَحْمَدَ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام قَالَ: لِلْإِمَامِ عَلَامَاتٌ یَكُونُ أَعْلَمَ النَّاسِ وَ أَحْكَمَ النَّاسِ وَ أَتْقَی النَّاسِ وَ أَحْلَمَ النَّاسِ وَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَ أَسْخَی النَّاسِ وَ أَعْبَدَ النَّاسِ وَ یلد (2) (یُولَدُ) مَخْتُوناً وَ یَكُونُ مُطَهَّراً وَ یَرَی مِنْ خَلْفِهِ كَمَا یَرَی مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لَا یَكُونُ لَهُ ظِلٌّ وَ إِذَا وَقَعَ إِلَی الْأَرْضِ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَقَعَ عَلَی رَاحَتَیْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ لَا یَحْتَلِمُ وَ تَنَامُ عَیْنُهُ وَ لَا یَنَامُ قَلْبُهُ وَ یَكُونُ مُحَدَّثاً وَ یَسْتَوِی عَلَیْهِ دِرْعُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا یُرَی لَهُ بَوْلٌ وَ لَا غَائِطٌ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَكَّلَ الْأَرْضَ بِابْتِلَاعِ مَا یَخْرُجُ مِنْهُ وَ تَكُونُ رَائِحَتُهُ أَطْیَبَ مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ

ص: 116


1- أنوار التنزیل 1: 170.
2- و یولد خ ل أقول: فی الخصال و المعانی و العیون و الاحتجاج: و یولد.

وَ یَكُونُ أَوْلَی بِالنَّاسِ مِنْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَ أَشْفَقَ عَلَیْهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ یَكُونُ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعاً لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَكُونُ آخَذَ النَّاسِ بِمَا یَأْمُرُ بِهِ وَ أَكَفَّ النَّاسِ عَمَّا یَنْهَی عَنْهُ وَ یَكُونُ دُعَاؤُهُ مُسْتَجَاباً حَتَّی إِنَّهُ لَوْ دَعَا عَلَی صَخْرَةٍ لَانْشَقَّتْ بِنِصْفَیْنِ وَ یَكُونُ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَیْفُهُ ذُو الْفَقَارِ وَ تَكُونُ عِنْدَهُ صَحِیفَةٌ فِیهَا أَسْمَاءُ شِیعَتِهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ صَحِیفَةٌ فِیهَا أَسْمَاءُ أَعْدَائِهِمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ تَكُونُ عِنْدَهُ الْجَامِعَةُ وَ هِیَ صَحِیفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِیهَا جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ وَ یَكُونُ عِنْدَهُ الْجَفْرُ الْأَكْبَرُ وَ الْأَصْفَرُ إِهَابُ مَاعِزٍ وَ إِهَابُ كَبْشٍ فِیهِمَا جَمِیعُ الْعُلُومِ حَتَّی أَرْشُ الْخَدْشِ وَ حَتَّی الْجَلْدَةُ وَ نِصْفُ الْجَلْدَةِ وَ ثُلُثُ الْجَلْدَةِ وَ یَكُونُ عِنْدَهُ مُصْحَفُ فَاطِمَةَ علیها السلام (1).

ج، الإحتجاج الحسن بن علی بن فضال عنه علیه السلام مثله (2).

«2»-ل، الخصال ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّ الْإِمَامَ مُؤَیَّدٌ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ یَرَی فِیهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ وَ كُلَّ مَا احْتَاجَ إِلَیْهِ لِدَلَالَةٍ اطَّلَعَ عَلَیْهِ (3) وَ یُبْسَطُ لَهُ فَیَعْلَمُ وَ یُقْبَضُ عَنْهُ فَلَا یَعْلَمُ.

و الإمام یولد و یلد (4) و یصح و یمرض و یأكل و یشرب و یبول و یتغوط و ینكح و ینام و ینسی و یسهو (5) و یفرح و یحزن و یضحك و یبكی

ص: 117


1- معانی الأخبار: 35. الخصال 2: 105 و 106. عیون الأخبار: 118 و 119 راجعها ففیها اختلافات لفظیة.
2- احتجاج الطبرسیّ: 240. زاد فیه: و درعه ذو الفضول.
3- فی الخصال و قال الصادق علیه السّلام: یبسط لنا فنعلم و یقبض عنا فلا نعلم.
4- الظاهر أن ما یأتی بعد ذلك إلی آخره من كلام الصدوق قدّس سرّه أخذه من روایات اخری، أو قاله علی معتقد الشیعة.
5- الخصال خال عما بین الهلالین، و اما عیون الأخبار فیه: و ینكح و لا ینسی و لا یسهو (و ینسی و یسهو خ ل) و قال المحشی فی هامشه: اكثر النسخ لیس فیها: ینسی و یسهو و فی بعضها: لا ینسی و لا یسهو.

و یحیا و یموت و یقبر فیزار (1) و یحشر و یوقف و یعرض و یسأل و یثاب و یكرم و یشفع (2).

و دلالته فی العلم و استجابة الدعوة و كل ما أخبر به من الحوادث التی تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إلیه من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله توارثه عن آبائه عنه علیه السلام و یكون ذلك مما عهده إلیه جبرئیل عن علام الغیوب عز و جل.

و جمیع الأئمة الأحد عشر بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله قتلوا منهم بالسیف و هو أمیر المؤمنین بعد النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الحسین علیه السلام و الباقون قتلوا بالسم قتل كل واحد منهم طاغوت (3) زمانه و جری ذلك علیهم علی الحقیقة و الصحة لا كما تقوله الغلاة و المفوضة لعنهم اللّٰه.

فإنهم یقولون إنهم علیهم السلام لم یقتلوا علی الحقیقة و إنه شبه للناس أمرهم و كذبوا علیهم غضب اللّٰه فإنه ما شبه أمر أحد من أنبیاء اللّٰه و حججه علیهم السلام للناس إلا أمر عیسی ابن مریم علیه السلام وحده لأنه رفع من الأرض حیا و قبض روحه بین السماء و الأرض ثم رفع إلی السماء و رد علیه روحه و ذلك قول اللّٰه عز و جل إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسی إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَ رافِعُكَ إِلَیَّ (4) و قال اللّٰه عز و جل حكایة لقول عیسی یوم القیامة وَ كُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً ما دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَ أَنْتَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ (5) و یقول المتجاوزون للحد فی أمر الأئمة علیهم السلام إنه إن جاز أن یشبه أمر عیسی للناس فلم لا یجوز أن یشبه أمرهم أیضا و الذی یجب أن یقال لهم أن عیسی

ص: 118


1- فی العیون: (و یزار) و فی الخصال: و یزار فیعلم.
2- الخصال خال عما بین الهلالین.
3- فی نسخة: طاغیة زمانه.
4- آل عمران: 55.
5- المائدة: 117.

علیه السلام هو مولود من غیر أب فلم لا یجوز أن یكونوا مولودین من غیر آباء فإنهم لا یجسرون علی إظهار مذهبهم لعنهم اللّٰه فی ذلك و متی جاز أن یكون جمیع أنبیاء اللّٰه و رسله و حججه بعد آدم علیه السلام مولودین من الآباء و الأمهات و كان عیسی من بینهم مولودا من غیر أب جاز أن یشبه للناس أمره دون أمر غیره من الأنبیاء و الحجج علیهم السلام كما جاز أن یولد من غیر أب دونهم و إنما أراد اللّٰه عز و جل أن یجعل أمره علیه السلام آیة و علامة لیعلم بذلك (1) أنه علی كل شی ء قدیر (2).

بیان: و یلد مختونا كذا فی أكثر نسخ ل، الخصال و ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام و الظاهر یولد كما فی ج، الإحتجاج و غیره و یكون مطهرا أی من الدم و سائر الكثافات أو مقطوع السرة أو مختونا فیكون تأكیدا.

و یری من خلفه یمكن أن یقرأ فی الموضعین بالكسر حرف جر و بالفتح اسم موصول و علی الأول مفعول یری محذوف أی الأشیاء و الظاهر أن الرؤیة فی الأول بمعنی العلم فإن الرؤیة الحقیقیة لا تكون إلا بشرائطها.

و ما یقال من أن الرؤیة بمعنی العلم یتعدی إلی مفعولین و بالعین إلی مفعول واحد فهو إذا استعمل فی العلم حقیقة و أما إذا استعمل فی الرؤیة بالعین ثم استعیر للعلم للدلالة علی غایة الانكشاف فیتعدی إلی مفعول واحد كما مر

مِنْ قَوْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَمْ أَكُنْ لِأَعْبُدَ رَبّاً لَمْ أَرَهُ ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَمْ تَرَهُ الْعُیُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ وَ لَكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِیمَانِ.

وَ أَمْثَالُ ذَلِكَ كَثِیرَةٌ و ما قیل من أن اللّٰه تعالی خلق لهم إدراكا فی القفا كما یخلق النطق فی الید و الرجل فی الآخرة أو أنه كان ینعكس شعاع أبصارهم إذا وقع علی ما یقابله كما فی المرآة فهما تكلفان مستغنی عنهما.

ص: 119


1- فی نسخة و فی الخصال: ان اللّٰه.
2- الخصال 2: 106. عیون الأخبار: 119 و 120.

و القول بأن یدركوا بالعین ما لیس بمقابل لها من باب خرق العادة بناء علی أن شروط الإبصار إنما هی بحسب العادة فیجوز أن تنخرق فیخلق اللّٰه الإبصار فی غیر العین من الأعضاء فیری المرئی أو یری بالعین ما لا یقابله فهی إنما یستقیم علی أصول الأشاعرة المجوزین للرؤیة علی اللّٰه سبحانه و أما علی أصول المعتزلة و الإمامیة فلا یجری هذا الاحتمال و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال.

و یستوی علیه درع رسول اللّٰه كأن هذه غیر الدرع ذات الفضول التی استواؤها من علامات القائم علیه السلام كما سیأتی فی محله أو المعنی أن هذه من علامات الأئمة علیهم السلام و إن كان بعضها مختصا ببعضهم و الأول أظهر.

و یكون أولی بالناس یحتمل أن یكون هذا أیضا من معجزاته و صفاته لا من أحكامه كسائر ما فی الخبر أی یسخر اللّٰه له قلوب شیعته بحیث یكون عندهم اضطرارا أولی من أنفسهم و یفدون أنفسهم دونه و لعله أنسب بسیاق الخبر (1).

«3»-شا، الإرشاد ابْنُ قُولَوَیْهِ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام جَالِساً فَدَعَا بِابْنِهِ وَ هُوَ صَغِیرٌ فَأَجْلَسَهُ فِی حَجْرِی وَ قَالَ لِی جَرِّدْهُ وَ انْزِعْ قَمِیصَهُ فَنَزَعْتُهُ فَقَالَ لِیَ انْظُرْ بَیْنَ كَتِفَیْهِ قَالَ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِی أَحَدِ كَتِفَیْهِ شِبْهُ الْخَاتَمِ دَاخِلَ اللَّحْمِ ثُمَّ قَالَ لِی أَ تَرَی هَذَا مِثْلُهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ كَانَ مِنْ أَبِی علیه السلام (3).

بیان: ظاهره أن للإمام أیضا علامة فی جسده تدل علی إمامته علیه السلام كخاتم النبوة و یحتمل اختصاصها بالإمامین علیهما السلام.

«4»-ك، إكمال الدین مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الطَّالَقَانِیُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَارُونِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قَاسِمٍ الرَّقَّامِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَخِیهِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا فِی أَیَّامِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِی مَسْجِدِ جَامِعِهَا فِی یَوْمِ جُمُعَةٍ فِی بَدْءِ مَقْدَمِنَا

ص: 120


1- بل الانسب أن ذلك و ما بعده یكون من احكامهم علیهم السلام.
2- فی المصدر: أحمد بن مهران.
3- إرشاد المفید: 341.

فَأَدَارَ النَّاسُ أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِیهَا فَدَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی وَ مَوْلَایَ الرِّضَا علیه السلام فَأَعْلَمْتُهُ مَا خَاضَ النَّاسُ فِیهِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ الْعَزِیزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ أَدْیَانِهِمْ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَقْبِضْ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَتَّی أَكْمَلَ لَهُ الدِّینَ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ الْقُرْآنَ فِیهِ تَفْصِیلُ كُلِّ شَیْ ءٍ بَیَّنَ فِیهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما فَرَّطْنا فِی الْكِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ (1) وَ أَنْزَلَ فِی حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِیَ آخِرُ عُمُرِهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْیَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِینَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْكُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِیناً (2) فَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّینِ (3) وَ لَمْ یَمْضِ علیه السلام حَتَّی بَیَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِینِهِ (4) وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سُبُلَهُ (5) وَ تَرَكَهُمْ عَلَی قَصْدِ الْحَقِّ (6) وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِیّاً علیه السلام عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ (7) شَیْئاً تَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَیَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُكْمِلْ دِینَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ هَلْ یَعْرِفُونَ (8) قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ فَیَجُوزَ فِیهَا اخْتِیَارُهُمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً وَ أَعْظَمُ شَأْناً وَ أَعْلَی مَكَاناً وَ أَمْنَعُ جَانِباً (9) وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ یَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَوْ یَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ أَوْ یُقِیمُوا إِمَاماً بِاخْتِیَارِهِمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ خَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا إِبْرَاهِیمَ الْخَلِیلَ علیه السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِیلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا (10) ذِكْرَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ

ص: 121


1- الأنعام: 38.
2- المائدة: 5.
3- فی الاكمال: فامر الإمامة من كمال الدین و اتمام النعمة.
4- فی الاكمال و الأمالی و المعانی و الغیبة: معالم دینهم.
5- فی الاكمال و الغیبة: سبیلهم و فی المعانی و التحف: سبلهم.
6- فی المعانی: علی قصد سبیل الحق.
7- فی الاكمال: و لم یترك.
8- فی المعانی و الغیبة: تعرفون.
9- فی الاكمال: و اوسع جانبا.
10- أی رفع بها ذكره و شهره بها.

إِماماً فَقَالَ الْخَلِیلُ علیه السلام سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (1) فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ صَارَتْ فِی الصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِأَنْ جَعَلَهَا فِی ذُرِّیَّتِهِ أَهْلِ (2) الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِینَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِینَ (3) فَلَمْ تَزَلْ فِی ذُرِّیَّتِهِ یَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّی وَرِثَهَا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ لَلَّذِینَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِیُّ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِیُّ الْمُؤْمِنِینَ (4) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً علیه السلام بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی رَسْمِ مَا فَرَضَهَا اللَّهُ فَصَارَتْ فِی ذُرِّیَّتِهِ الْأَصْفِیَاءِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَ الْإِیمَانَ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِیمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِی كِتابِ اللَّهِ إِلی یَوْمِ الْبَعْثِ (5) فَهِیَ فِی وُلْدِ عَلِیٍّ علیه السلام خَاصَّةً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (6) إِذْ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَمِنْ أَیْنَ یَخْتَارُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ (7) إِنَّ الْإِمَامَةَ هِیَ مَنْزِلَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ إِرْثُ الْأَوْصِیَاءِ إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خِلَافَةُ الرَّسُولِ وَ مَقَامُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِیرَاثُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ

ص: 122


1- البقرة: 124.
2- فی الاكمال: (و أهل) و فی الاحتجاج: (بان جعل) .
3- الأنبیاء: 72.
4- آل عمران: 68.
5- الروم: 56. سیقت الآیة فی الاكمال و التحف إلی آخرها.
6- فی التحف: علی رسم ما جری و ما فرضه اللّٰه فی ولده الی یوم القیامة.
7- فی الاكمال: (هؤلاء الجهال الإمامة) و فی المعانی و الغیبة: (هؤلاء الجهال الامام) و فی التحف: (هذه الجهال الإمامة بآرائهم) و فی العیون: فمن این یختارها.

الدِّینِ وَ نِظَامُ الْمُسْلِمِینَ وَ صَلَاحُ الدُّنْیَا وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِینَ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ الْإِسْلَامِ النَّامِی وَ فَرْعُهُ السَّامِی بِالْإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ تَوْفِیرُ الْفَیْ ءِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ إِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ الثُّغُورِ وَ الْأَطْرَافِ وَ الْإِمَامُ یُحَلِّلُ حَلَالَ اللَّهِ وَ یُحَرِّمُ حَرَامَ اللَّهِ وَ یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ وَ یَذُبُّ عَنْ دِینِ اللَّهِ وَ یَدْعُو إِلَی سَبِیلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ لِلْعَالَمِ (1) وَ هِیَ فِی الْأُفُقِ بِحَیْثُ لَا تَنَالُهُ (2) الْأَیْدِی وَ الْأَبْصَارُ الْإِمَامُ الْبَدْرُ الْمُنِیرُ وَ السِّرَاجُ الزَّاهِرُ وَ النُّورُ السَّاطِعُ وَ النَّجْمُ الْهَادِی فِی غَیَاهِبِ (3) الدُّجَی وَ الْبَلَدِ الْقِفَارِ (4) وَ لُجَجِ الْبِحَارِ الْإِمَامُ الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَی الظَّمَإِ وَ الدَّالُّ عَلَی الْهُدَی وَ الْمُنْجِی مِنَ الرَّدَی الْإِمَامُ النَّارُ عَلَی الْیَفَاعِ (5) الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلَی بِهِ وَ الدَّلِیلُ فِی الْمَهَالِكِ (6) مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الْإِمَامُ السَّحَابُ الْمَاطِرُ وَ الْغَیْثُ الْهَاطِلُ وَ الشَّمْسُ الْمُضِیئَةُ وَ السَّمَاءُ الظَّلِیلَةُ وَ الْأَرْضُ الْبَسِیطَةُ وَ الْعَیْنُ الْغَزِیرَةُ وَ الْغَدِیرُ وَ الرَّوْضَةُ الْإِمَامُ الْأَمِینُ الرَّفِیقُ (7) وَ الْأَخُ الشَّقِیقُ

ص: 123


1- فی الغیبة: و الشمس الطالعة المجللة بنورها العالم و فی التحف الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم و هو.
2- فی الاكمال و المعانی و الأمالی و الغیبة: لا تنالها.
3- فی تحف العقول: فی غیابات الدجی.
4- فی العیون و الاحتجاج: و البیداء القفار.
5- الیفاع: التل المشرف. او كل ما ارتفع من الأرض و المراد ان الامام یهدی كل من ضل عن طریق الایمان الی سبیل الرحمن. و فی الغیبة: الامام النار علی الیفاع هاد لمن استضاء به و الدلیل علی الهلكة لمن سلكه من فارقه فهالك.
6- فی الاكمال: (و الدلیل فی الظلماء) و فی الأمالی و الاحتجاج و نسخة من العیون: و الدلیل علی المسالك.
7- زاد فی نسخة: (و الوالد الرفیق) یوجد ذلك فی الأمالی و العیون و فی الاكمال: ( والوالد الرؤف والاخ الشفیق ) وفی المعانی : ( والولد الرفیق والاخ الشقیق ) و فی الاحتجاج : ( والولد الشفیق والاخ الشقیق ) وفی التحف : والولد الشفیق والاخ الشقیق وكالام البرة بالولد الصغیر ومفزع العباد.

وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِی الدَّاهِیَةِ (1) الْإِمَامُ أَمِینُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ خَلِیفَتُهُ فِی بِلَادِهِ الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ وَ الذَّابُّ عَنْ حُرَمِ اللَّهِ الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ الْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُیُوبِ مَخْصُوصٌ بِالْعِلْمِ مَوْسُومٌ بِالْحِلْمِ نِظَامُ الدِّینِ وَ عِزُّ الْمُسْلِمِینَ وَ غَیْظُ الْمُنَافِقِینَ وَ بَوَارُ الْكَافِرِینَ الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا یُدَانِیهِ أَحَدٌ وَ لَا یُعَادِلُهُ عَالِمٌ (2) وَ لَا یُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِیرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَیْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ (3) وَ لَا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ (4) فَمَنْ ذَا الَّذِی یَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ وَ یُمْكِنُهُ اخْتِیَارُهُ هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْحُلُومُ وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ حَسَرَتِ الْعُیُونُ وَ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ وَ تَحَیَّرَتِ الْحُكَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الْحُلَمَاءُ وَ حَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وَ جَهِلَتِ الْأَلِبَّاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ وَ عَیِیَتِ (5) الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضِیلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ فَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ التَّقْصِیرِ

ص: 124


1- فی نسخة: (فی النار) و فی أخری: (فی الداهیة و الرهبة) و الموجود فی الأمالی و العیون و المعانی و الاحتجاج و الغیبة: (و مفزع العباد فی الداهیة) و فی الاكمال: فی الرهبة و الداهیة.
2- فی الاحتجاج: و لا یعادله عدل.
3- أی من غیر طلب منه للفضل.
4- فی الاكمال: من المفضل المنان الوهاب الجواد الكریم اقول: لعل الزیادة من النسّاخ.
5- تاه: ذهب متحیرا. ضل. حار: تحیر. حسر البصر: ضعف و كل. حصر: عیی فی النطق. عی بامره و عن امره: عجز عنه و لم یطق احكامه او لم یهتد لوجه مراده،.

وَ كَیْفَ یُوصَفُ أَوْ یُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ یُفْهَمُ شَیْ ءٌ مِنْ أَمْرِهِ أَوْ یُوجَدُ مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ (1) وَ یُغْنِی غَنَاءَهُ لَا كَیْفَ (2) وَ أَنَّی وَ هُوَ بِحَیْثُ النَّجْمُ مِنْ أَیْدِی الْمُتَنَاوِلِینَ (3) وَ وَصْفِ الْوَاصِفِینَ فَأَیْنَ الِاخْتِیَارُ مِنْ هَذَا وَ أَیْنَ الْعُقُولُ عَنْ هَذَا أَوْ أَیْنَ یُوجَدُ مِثْلُ هَذَا ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ یُوجَدُ فِی غَیْرِ آلِ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ كَذَبَتْهُمْ وَ اللَّهِ أَنْفُسُهُمْ وَ مَنَّتْهُمُ الْبَاطِلَ (4) فَارْتَقَوْا مُرْتَقًی صَعْباً دَحْضاً تَزِلُّ عَنْهُ إِلَی الْحَضِیضِ أَقْدَامُهُمْ رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامَةِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ بَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ وَ آرَاءٍ مُضِلَّةٍ فَلَمْ یَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَكُونَ لَقَدْ رَامُوا صَعْباً وَ قَالُوا إِفْكاً وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِیداً وَ وَقَعُوا فِی الْحَیْرَةِ إِذْ تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِیرَةٍ وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِیلِ وَ كَانُوا مُسْتَبْصِرِینَ رَغِبُوا عَنِ اخْتِیَارِ اللَّهِ وَ اخْتِیَارِ رَسُولِهِ إِلَی اخْتِیَارِهِمْ وَ الْقُرْآنُ یُنَادِیهِمْ وَ رَبُّكَ یَخْلُقُ ما یَشاءُ وَ یَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (5) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَی اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ یَكُونَ لَهُمُ الْخِیَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (6) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِیهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِیهِ لَما تَخَیَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَیْمانٌ عَلَیْنا بالِغَةٌ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَیُّهُمْ بِذلِكَ زَعِیمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْیَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِینَ (7)

ص: 125


1- فی التحف: (فكیف یوصف بكلیته او ینعت بكیفیته او یوجد) و فی الغیبة: ( فكیف یوصف بكله او ینعت بكنهه او یفهم شئ من امره او یوجد ) وفی الاكمال والمعانی : او یقوم احد مقامه.
2- فی الاحتجاج: لا و كیف.
3- فی الاكمال: و هو بحیث النجم إذا بدا ان تناله أیدی المتناولین.
4- فی الأمالی و التحف و الكافی: منتهم الاباطیل.
5- القصص: 68.
6- الأحزاب: 36.
7- القلم: 36- 41.

وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها (1) أَمْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا یَفْقَهُونَ أَمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَ هُمْ لَا یَسْمَعُونَ (2) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِینَ لا یَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِیهِمْ خَیْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (3) وَ قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَیْنا (4) بَلْ هُوَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ (5) فَكَیْفَ لَهُمْ بِاخْتِیَارِ الْإِمَامِ وَ الْإِمَامُ عَالِمٌ لَا یَجْهَلُ داعی (6) (دَاعٍ) لَا یَنْكُلُ مَعْدِنُ الْقُدْسِ وَ الطَّهَارَةِ وَ النُّسُكِ وَ الزَّهَادَةِ (7) وَ الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ نَسْلُ الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ لَا مَغْمَزَ فِیهِ فِی نَسَبٍ وَ لَا یُدَانِیهِ ذُو حَسَبٍ فِی الْبَیْتِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ الذِّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْعِتْرَةِ مِنْ آلِ الرَّسُولِ وَ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ (8) مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِی (9) الْعِلْمِ كَامِلُ الْحِلْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْإِمَامَةِ عَالِمٌ بِالسِّیَاسَةِ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللَّهِ حَافِظٌ لِدِینِ اللَّهِ (10)

ص: 126


1- محمّد: 24.
2- مأخوذ من المصحف الشریف.
3- الأنفال: 22 و 23.
4- البقرة: 93.
5- مأخوذ من القرآن الكریم.
6- فی الأمالی و المعانی و الاحتجاج و العیون و الكافی: راع و فی التحف:وراع لا یمكر.
7- فی الاكمال: (معدن الطهر و الطهارة و السناء و الزهادة) و فی التحف: معدن النبوّة لا یغمز فیه بنسب.
8- فی العیون: و فرع الأذكیاء و الفرع من عبد مناف.
9- فی تحف العقول: تام العلم.
10- فی الغیبة: حافظ لسر اللّٰه.

إِنَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ یُوَفِّقُهُمُ اللَّهُ وَ یُؤْتِیهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حُكْمِهِ (1) مَا لَا یُؤْتِیهِ غَیْرَهُمْ فَیَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ كُلِّ (2) عِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ فِی قَوْلِهِ (3) تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ (4) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ (5) یُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً كَثِیراً وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَیْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ یُؤْتِی مُلْكَهُ مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِیمٌ (6) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكَ عَظِیماً (7) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْكاً عَظِیماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفی بِجَهَنَّمَ سَعِیراً (8) وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمُورِ عِبَادِهِ شَرَحَ صَدْرَهُ لِذَلِكَ وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ یَنَابِیعَ الْحِكْمَةِ وَ أَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً فَلَمْ یَعْیَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَا یُحَیَّرُ فِیهِ (9) عَنِ الصَّوَابِ وَ هُوَ مَعْصُومٌ مُؤَیَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ الْخَطَایَا وَ الزَّلَلَ وَ الْعِثَارَ یَخُصُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ لِیَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَی عِبَادِهِ (10) وَ شَاهِدَهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ

ص: 127


1- فی الاكمال و الأمالی: و حلمه و فی التحف: و حكمته.
2- كلمة (كل) مختصة بالامالی و العیون.
3- فی الاكمال و الاحتجاج: (من قوله و فی التحف: و قد قال اللّٰه جل و عز.
4- یونس: 35.
5- هكذا فی النسخة و الصحیح: (و من یؤت راجع سورة البقرة، 269.
6- البقرة: 249.
7- النساء: 112، و ذكر فی الاكمال و المعانی و الكافی و الغیبة و التحف الآیة بتمامها.
8- النساء: 54 و 55.
9- فی الغیبة و العیون: و لا یحید معه عن صواب و فی المعانی: و لا یحار فیه عن الصواب و فی التحف: و لم یجد فیه غیر صواب فهو موفق مسدد مؤید.
10- فی الاكمال: (حجته البالغة) و فی التحف: لیكون ذلك حجة علی خلقه شاهدا علی عباده فهل یقدرون.

مَنْ یَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ فَهَلْ یَقْدِرُونَ عَلَی مِثْلِ هَذَا فَیَخْتَارُوهُ أَوْ یَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَیُقَدِّمُوهُ (1) تَعَدَّوْا (2) وَ بَیْتِ اللَّهِ الْحَقَّ وَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا یَعْلَمُونَ وَ فِی كِتَابِ اللَّهِ الْهُدَی وَ الشِّفَاءُ فَنَبَذُوهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فَذَمَّهُمُ اللَّهُ وَ مَقَتَهُمْ وَ أَتْعَسَهُمْ (3) فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ (4) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (5) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِینَ آمَنُوا كَذلِكَ یَطْبَعُ اللَّهُ عَلی كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (6).

قال و حدثنی بهذا الحدیث ابن عصام و الدقاق و الوراق و المكتب و الحسن بن أحمد المؤدب جمیعا عن الكلینی عن أبی محمد القاسم بن العلاء عن القاسم بن مسلم عن أخیه عنه علیه السلام (7) لی، الأمالی للصدوق ابن المتوكل عن الكلینی مثله (8)

- ج، الإحتجاج القاسم بن مسلم عن أخیه عنه علیه السلام مثله (9)

- ف، تحف العقول عبد العزیز مثله (10)

ص: 128


1- فیقدمونه خ ل. أقول: یوجد ذلك فی كتاب الغیبة.
2- فی المعانی: (بعدوا) و فی الاكمال: (تعدوا) و ثبت اللّٰه الحق و كانه مصحف و فی الغیبة: فیقدمونه بعد و یثبت اللّٰه الحق.
3- فی الغیبة: و ابغضهم.
4- القصص: 5.
5- محمّد: 8.
6- اكمال الدین: 380- 383. و الآیة فی غافر: 35. معانی الأخبار: 33 و 34.
7- عیون أخبار الرضا: 120- 123.
8- الأمالی: 399- 402.
9- الاحتجاج: 237- 240.
10- تحف العقول: 436- 442.

- نی، الغیبة للنعمانی الكلینی عن القاسم بن العلاء عن عبد العزیز بن مسلم عنه علیه السلام مثله (1)

- كا، الكافی أبو محمد عن القاسم بن العلاء عن عبد العزیز بن مسلم مثله (2)

بیان: قوله علیه السلام و خدعوا عن أدیانهم أی خدعهم الشیطان صارفا لهم عن أدیانهم و فی الكافی عن آرائهم فعن تعلیلیة قوله تعالی ما فَرَّطْنا الاستشهاد بالآیة علی وجهین الأول أن الإمامة أعظم الأشیاء فیجب أن یكون مبینا فیه الثانی أنه تعالی أخبر ببیان كل شی ء فی القرآن و لا خلاف فی أن غیر الإمام لا یعرف كل شی ء من القرآن فلا بد من وجود الإمام المنصوص و علی التقدیرین مبنی الاستدلال علی كون المراد بالكتاب القرآن كما هو الظاهر و قیل هو اللوح قوله علیه السلام من تمام الدین أی لا شك أنه من أمور الدین بل أعظمها كیف لا و قد قدموه علی تجهیز الرسول صلی اللّٰه علیه و آله الذی كان من أوجب الأمور فلا بد أن یكون داخلا فیما بلغه صلی اللّٰه علیه و آله و القصد الطریق الوسط و الإضافة بیانیة.

إلا بینه لعلی علیه السلام أو للناس بالنص علیه قوله علیه السلام هل یعرفون الغرض أن نصب الإمام موقوف علی العلم بصفاته و شرائط الإمامة و هم جاهلون بها فكیف یتیسر لهم نصبه و تعیینه.

قوله و أمنع جانبا أی جانبه أشد منعا من أن یصل إلیه ید أحد و الإشادة رفع الصوت بالشی ء یقال أشاده و أشاد به إذا أشاعه و رفع ذكره.

و صارت فی الصفوة مثلثة أی أهل الطهارة و العصمة أو أهل الاصطفاء و الاختیار و النافلة العطیة الزائدة أو ولد الولد یهدون بأمرنا أی لا بتعیین الخلق قرنا فقرنا منصوبان علی الظرفیة قوله تعالی إِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِإِبْراهِیمَ أی أخصهم و أقربهم من الولی بمعنی القرب أو أحقهم بمقامه و الاستدلال بالآیة مبنی علی أن المراد بالمؤمنین فیها الأئمة علیهم السلام أو علی أن تلك الإمامة انتهت إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و هو لم یستخلف غیر علی علیه السلام بالاتفاق.

ص: 129


1- غیبة النعمانیّ: 116- 119.
2- أصول الكافی 1: 198 و 203.

قوله وَ قالَ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ أقول قبل هذه الآیة قوله تعالی وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ یُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَیْرَ ساعَةٍ كَذلِكَ كانُوا یُؤْفَكُونَ فالظاهر أن هذا جواب قول المجرمین و القائل هم الذین أوتوا العلم و الإیمان و مصداقهم الأكمل النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیهم أو هم المقصودون لا غیرهم.

و ربما یوهم ظاهر الخبر أن المخاطب هم الأئمة علیهم السلام و المراد لبثهم فی علم الكتاب لكن لا یساعده سابقه و لاحقه. (1) نعم قال علی بن إبراهیم هذه الآیة مقدمة و مؤخرة و إنما هو و قال الذین أوتوا العلم و الإیمان فی كتاب اللّٰه لقد لبثتم إلی یوم البعث و هو لا ینافی ما ذكرنا قوله علیه السلام إذ لا نبی إما تعلیل لكون الخلافة فیهم و التقریب أنه لا نبی بعد محمد صلی اللّٰه علیه و آله حتی یجعل الإمامة فی غیرهم بعد جعل النبی صلی اللّٰه علیه و آله فیهم أو لكونهم أئمة لا أنبیاء أو لامتداد ذلك إلی یوم القیامة و التقریب ظاهر و هو قریب من الأول.

منزلة الأنبیاء أی منزلة لهم و لمن هو فی مثلهم أو كانت لهم فیجب أن ینتقل إلی من هو مثلهم.

و الزمام الخیط الذی یشد فی طرفه المقود و قد یطلق علی المقود و الأس أصل البناء و السامی العالی و الثغور حدود بلاد الإسلام المتصلة ببلاد الكفر و الذب المنع و الدفع و الفعل كنصر.

قوله علیه السلام لا تناله الأیدی أی أیدی الأوهام و العقول و الساطع المرتفع و الغیهب الظلمة و شدة السواد و الدجی بضم الدال الظلمة و الإضافة للمبالغة و استعیر لظلمات الفتن و الشكوك و الشبهة و فی الكافی و أجواز البلدان القفار و جوز كل شی ء وسطه و القفار جمع القفر و هو مفازة لا نبات فیها و لا ماء و فی الإحتجاج و البید القفار جمع البیداء و هو أظهر و اللجة بالضم معظم الماء و الظمأ بالتحریك شدة العطش و الردی الهلاك و البقاع ما ارتفع من الأرض

ص: 130


1- تفسیر القمّیّ: 504.

و الاصطلاء افتعال من الصلی بالنار و هو التسخن بها و الهطل بالسكون و التحریك تتابع المطر و سیلانه و الغزیرة الكثیرة.

قوله علیه السلام الأمین فی الكافی الأنیس الرفیق و الوالد الشفیق و الأخ الشقیق و إنما وصف الأخ بالشقیق لأنه شق نسبه من نسبه و بعده و الأم البرة بالولد الصغیر و مفزع العباد فی الداهیة الناد یقال ند أی شرد و نفر و الأظهر أنه مهموز كسحاب أو كحبالی فی القاموس نأد الداهیة فلانا دهته و النآد كسحاب و النآدی كحبالی الداهیة و فی الصحاح النآد و النأدی الداهیة قال الكمیت

فإیاكم و داهیة نآدی. أظلتكم بعارضها المخیل.

قوله علیه السلام الذاب عن حرم اللّٰه الحرم بضم الحاء و فتح الراء جمع الحرمة و هی ما لا یحل انتهاكه و تضییعه أی یدفع الضرر و الفساد عن حرمات اللّٰه و هی ما عظمها و أمر بتعظیمها من بیته و كتابه و خلفائه و فرائضه و أوامره و نواهیه و البوار الهلاك و الحلوم أیضا العقول كالألباب.

و ضلت و تاهت و حارت متقاربة المعانی و حسر بصره كضرب أی كل و انقطع نظره من طول مدی و ما أشبه ذلك و فی كا خسأت كمنعت بمعناه و یقال تصاغرت إلیه نفسه أی صغرت و التقاصر مبالغة فی القصر أو إظهاره كالتطاول و حصر كعلم عیی فی المنطق و یقال ما یغنی عنك هذا أی ما ینفعك و یجدیك و الغناء بالفتح النفع.

لا تصریح بالإنكار المفهوم من الاستفهام حذفت الجملة لدلالة ما قبلها علی المراد أی لا یوصف إلی آخر الجمل كیف تكرار للاستفهام الإنكاری الأول تأكیدا و أنی مبالغة أخری بالاستفهام الإنكاری عن إمكان الوصف و ما بعده و هو بحیث النجم الواو للحال و الباء بمعنی فی و الخبر محذوف أی مرئی لأن حیث لا یضاف إلا إلی الجمل من أیدی المتناولین متعلق بحیث.

قوله علیه السلام كذبتهم أی قال لهم كذبا أو بالتشدید أی إذا رجعوا إلی أنفسهم شهدت أنفسهم بكذب مقالهم قوله و منتهم الباطل و فی كا، الكافی و غیره الأباطیل

ص: 131

أی ألقت فی أنفسهم الأمانی و یقال منّه السیر أی أضعفه و أعیاه و یقال مكان دحض و دحض بالتحریك أی زلق و فی القاموس رجل حائر بائر أی لم یتجه لشی ء و لا یأتمر رشدا و لا یطیع مرشدا قوله علیه السلام أم طبع اللّٰه علی قلوبهم هذا من كلامه علیه السلام اقتبسه من الآیات و لیس فی القرآن بهذا اللفظ و كذا قوله أم قالوا سمعنا و فی القرآن هكذا وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِینَ قالُوا و كذا قوله و قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَیْنا و إن كان موافقا للفظ الآیة كما لا یخفی و كذا قوله بل هو فضل اللّٰه لعدم الموافقة و وجه الاستدلال بالآیات ظاهر و تفسیرها موكول إلی مظانها.

و أما قوله تعالی وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا فلم یرد به العموم بأن یكون المراد و لو أسمعهم علی أی وجه كان لتولوا حتی ینتج و لو علم اللّٰه فیهم خیرا لتولوا بل المراد أنه لو أسمعهم و هم علی تلك الحال التی لا یعلم اللّٰه فیهم خیرا لتولوا فهو كالتأكید و التعلیل للسابق و قد أجیب عنه بوجوه لا یسمن و لا یغنی من جوع و لا نطیل الكلام بإیرادها.

قوله لا ینكل بالضم أی لا یجبن و النسك بالضم العبادة و الجمع بضمتین قوله علیه السلام بدعوة الرسول أی بدعوة الخلق نیابة عن الرسول

كَمَا قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُبَلِّغُهُ إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّی.

و كما قال تعالی أَدْعُوا إِلَی اللَّهِ عَلی بَصِیرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِی (1) أو بدعاء الرسول صلی اللّٰه علیه و آله إیاه للإمامة أو بدعاء الرسول له فی قوله اللّٰهم وال من والاه و قوله اللّٰهم أذهب عنهم الرجس و قوله اللّٰهم ارزقهم فهمی و علمی و غیرها.

قوله لا مغمز أی لا مطعن و یقال فلان مضطلع بهذا الأمر أی قوی علیه قوله قائم بأمر اللّٰه أی لا باختیار الأمة أو بإجراء أمر اللّٰه قوله فی قوله تعالی متعلق بمقدر أی ذلك مذكور فی قوله تعالی و یحتمل أن یكون تعلیلیة.

ص: 132


1- یوسف: 108.

قوله و قال عز و جل لنبیه صلی اللّٰه علیه و آله فی الكافی بعد ذلك أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْكَ عَظِیماً و الغرض من إیراد هذا الآیة أن اللّٰه تعالی امتن علی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله بإنزال الكتاب و الحكمة و إیتاء نهایة العلم و عد ذلك فضلا عظیما و أثبت ذلك الفضل لجماعة من تلك الأمة بأنهم المحسودون علی ما آتاهم اللّٰه من فضله ثم بین أنهم من آل إبراهیم فهم الأئمة علیهم السلام و الفضل العلم و الحكمة و الخلافة مع أنه یظهر من الآیتین أن الفضل و الشرف بالعلم و الحكمة و لا ریب فی أنهم علیهم السلام أعلم من غیرهم من المدعین للخلافة و منه یظهر وجه الاستشهاد بقوله تعالی وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِكْمَةَ (1) و التعس الهلاك و العثار و السقوط و الشر و البعد و الانحطاط.

«5»-ب، قرب الإسناد مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی علیه السلام قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِمَ یُعْرَفُ الْإِمَامُ فَقَالَ بِخِصَالٍ أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَشَیْ ءٌ تَقَدَّمَ مِنْ أَبِیهِ فِیهِ وَ عَرَّفَهُ النَّاسَ وَ نَصَبَهُ لَهُمْ عَلَماً حَتَّی یَكُونَ حُجَّةً عَلَیْهِمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَصَبَ عَلِیّاً (2) وَ عَرَّفَهُ النَّاسَ وَ كَذَلِكَ الْأَئِمَّةُ یُعَرِّفُونَهُمُ النَّاسَ وَ یَنْصِبُونَهُمْ لَهُمْ حَتَّی یَعْرِفُوهُ وَ یُسْأَلُ فَیُجِیبُ وَ یُسْكَتُ عَنْهُ فَیَبْتَدِئُ وَ یُخْبِرُ النَّاسَ بِمَا فِی غَدٍ وَ یُكَلِّمُ النَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ فَقَالَ لِی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ السَّاعَةَ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ أُعْطِیكَ عَلَامَةً تَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْتُ أَنْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَتَكَلَّمَ الْخُرَاسَانِیُّ بِالْعَرَبِیَّةِ فَأَجَابَهُ هُوَ بِالْفَارِسِیَّةِ فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِیُّ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا مَنَعَنِی أَنْ أُكَلِّمَكَ بِكَلَامِی إِلَّا أَنِّی ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا كُنْتُ لَا أُحْسِنُ أُجِیبُكَ فَمَا فَضْلِی عَلَیْكَ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ كَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ لَا طَیْرٍ وَ لَا بَهِیمَةٍ وَ لَا شَیْ ءٍ فِیهِ رُوحٌ بِهَذَا یُعْرَفُ الْإِمَامُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِیهِ هَذِهِ الْخِصَالُ فَلَیْسَ هُوَ بِإِمَامٍ (3).

ص: 133


1- هكذا فی النسخة و الصحیح: و من یؤت.
2- فی نسخة: (علما) و فی المصدر: نصب علیا علما.
3- قرب الإسناد: 146.

«6»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ یَوْماً وَ عِنْدَهُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام وَ قَدِ اجْتَمَعَ الْفُقَهَاءُ وَ أَهْلُ الْكَلَامِ مِنَ الْفِرَقِ الْمُخْتَلِفَةِ فَسَأَلَهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تَصِحُّ الْإِمَامَةُ لِمُدَّعِیهَا قَالَ بِالنَّصِّ وَ الدَّلَائِلِ (1) قَالَ لَهُ فَدَلَالَةُ الْإِمَامِ فِیمَا هِیَ قَالَ فِی الْعِلْمِ وَ اسْتِجَابَةِ الدَّعْوَةِ قَالَ فَمَا وَجْهُ إِخْبَارِكُمْ بِمَا یَكُونُ قَالَ ذَلِكَ بِعَهْدٍ مَعْهُودٍ إِلَیْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ فَمَا وَجْهُ إِخْبَارِكُمْ بِمَا فِی قُلُوبِ النَّاسِ قَالَ علیه السلام أَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ قَالَ بَلَی قَالَ فَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ فِرَاسَةٌ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَلَی قَدْرِ إِیمَانِهِ وَ مَبْلَغِ اسْتِبْصَارِهِ وَ عِلْمِهِ وَ قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لِلْأَئِمَّةِ مِنَّا مَا فَرَّقَهُ فِی جَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2) فَأَوَّلُ الْمُتَوَسِّمِینَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ بَعْدِهِ ثُمَّ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا الْحَسَنِ زِدْنَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَیَّدَنَا بِرُوحٍ مِنْهُ مُقَدَّسَةٍ مُطَهَّرَةٍ لَیْسَتْ بِمَلَكٍ لَمْ تَكُنْ مَعَ أَحَدٍ مِمَّنْ مَضَی إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هِیَ مَعَ الْأَئِمَّةِ مِنَّا تُسَدِّدُهُمْ وَ تُوَفِّقُهُمْ وَ هُوَ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ بَلَغَنِی أَنَّ قَوْماً یَغْلُونَ فِیكُمْ وَ یَتَجَاوَزُونَ فِیكُمُ الْحَدَّ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَرْفَعُونِی فَوْقَ حَقِّی فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ

ص: 134


1- فی المصدر: بالدلیل.
2- الحجر: 75.

وَ تَعَالَی اتَّخَذَنِی عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَنِی نَبِیّاً قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا یَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ أَرْباباً أَ یَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (1) وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ اثْنَانِ وَ لَا ذَنْبَ لِی مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ وَ إِنَّا لَنَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّنْ یَغْلُو فِینَا فَیَرْفَعُنَا فَوْقَ حَدِّنَا كَبَرَاءَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام مِنَ النَّصَارَی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَ أُمِّی إِلهَیْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما یَكُونُ لِی أَنْ أَقُولَ ما لَیْسَ لِی بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً ما دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَ أَنْتَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ (2) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ (3) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّیقَةٌ كانا یَأْكُلانِ الطَّعامَ (4) وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا كَانَا یَتَغَوَّطَانِ فَمَنِ ادَّعَی لِلْأَنْبِیَاءِ رُبُوبِیَّةً أَوِ ادَّعَی لِلْأَئِمَّةِ رُبُوبِیَّةً أَوْ نُبُوَّةً أَوْ لِغَیْرِ الْأَئِمَّةِ إِمَامَةً فَنَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَمَا تَقُولُ فِی الرَّجْعَةِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِنَّهَا الْحَقُّ (5) وَ قَدْ كَانَتْ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ وَ نَطَقَ بِهَا الْقُرْآنُ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَكُونُ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مَا كَانَ فِی الْأُمَمِ السَّالِفَةِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ وَ قَالَ

ص: 135


1- آل عمران: 79 و 80.
2- المائدة: 116 و 117.
3- النساء: 172.
4- المائدة: 75.
5- فی المصدر: انها لحق.

علیه السلام إِذَا خَرَجَ الْمَهْدِیُّ مِنْ وُلْدِی نَزَلَ عِیسَی ابْنُ مَرْیَمَ علیه السلام فَصَلَّی خَلْفَهُ وَ قَالَ علیه السلام بَدَأَ الْإِسْلَامُ (1) غَرِیباً وَ سَیَعُودُ غَرِیباً فَطُوبَی لِلْغُرَبَاءِ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ یَكُونُ مَا ذَا قَالَ ثُمَّ یَرْجِعُ الْحَقُّ إِلَی أَهْلِهِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَمَا تَقُولُ فِی الْقَائِلِینَ بِالتَّنَاسُخِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام مَنْ قَالَ بِالتَّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ یُكَذِّبُ (2) بِالْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ فَمَا تَقُولُ فِی الْمُسُوخِ قَالَ الرِّضَا علیه السلام أُولَئِكَ قَوْمٌ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَمَسَخَهُمْ فَعَاشُوا ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ ثُمَّ مَاتُوا وَ لَمْ یَتَنَاسَلُوا فَمَا یُوجَدُ فِی الدُّنْیَا مِنَ الْقِرَدَةِ وَ الْخَنَازِیرِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا أُوْقِعَ عَلَیْهِ اسْمُ الْمُسُوخِیَّةِ فَهِیَ مِثْلُهَا (3) لَا یَحِلُّ أَكْلُهَا وَ الِانْتِفَاعُ بِهَا قَالَ الْمَأْمُونُ لَا أَبْقَانِیَ اللَّهُ بَعْدَكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ اللَّهِ (4) مَا یُوجَدُ الْعِلْمُ الصَّحِیحُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ وَ إِلَیْكَ انْتَهَی (5) عُلُومُ آبَائِكَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ أَهْلِهِ خَیْراً قَالَ الْحَسَنُ بْنُ جَهْمٍ فَلَمَّا قَامَ الرِّضَا علیه السلام تَبِعْتُهُ فَانْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَهَبَ لَكَ مِنْ جَمِیلِ رَأْیِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَا حَمَلَهُ عَلَی مَا أَرَی مِنْ إِكْرَامِهِ لَكَ وَ قَبُولِهِ لِقَوْلِكَ فَقَالَ علیه السلام یَا ابْنَ الْجَهْمِ لَا یَغُرَّنَّكَ مَا أَلْفَیْتَهُ عَلَیْهِ مِنْ إِكْرَامِی وَ الِاسْتِمَاعِ مِنِّی فَإِنَّهُ سَیَقْتُلُنِی بِالسَّمِّ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِی أَعْرِفُ (6) ذَلِكَ بِعَهْدٍ مَعْهُودٍ إِلَیَّ مِنْ آبَائِی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَاكْتُمْ هَذَا عَلَیَّ مَا دُمْتُ حَیّاً قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ فَمَا حَدَّثْتُ أَحَداً بِهَذَا الْحَدِیثِ إِلَی أَنْ مَضَی الرِّضَا علیه السلام

ص: 136


1- فی المصدر: «ان الإسلام بدأ غریبا» و لعلّ الصحیح: بدئ بالبناء للمفعول.
2- فی المصدر: كذب.
3- فی المصدر: مما وقع علیه اسم المسوخیة فهو مثلها.
4- فی المصدر: فو اللّٰه.
5- فی المصدر: انتهت.
6- فی المصدر: انی اعرف.

بِطُوسَ مَقْتُولًا بِالسُّمِّ وَ دُفِنَ فِی دَارِ حُمَیْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ الطَّائِیِّ فِی الْقُبَّةِ الَّتِی فِیهَا قَبْرُ هَارُونَ إِلَی جَانِبِهِ (1).

بیان: القذة بالضم ریش السهم بدأ الإسلام غریبا أی فی زمان شاع الكفر و یعدّ مستغربا و یقل أهله و من یقبله و سیعود كذلك فی زمان القائم علیه السلام عند انقطاع الإسلام و الإیمان فطوبی للتابعین للحق فی ذلك الزمان أو فی الزمانین قال فی النهایة فیه إن الإسلام بدأ غریبا و سیعود كما بدأ فطوبی للغرباء.

أی إنه كان فی أول أمره كالغریب الوحید الذی لا أهل له عنده لقلة المسلمین یومئذ و سیعود غریبا كما كان أی یقل المسلمون فی آخر الزمان فیصیرون كالغرباء فطوبی للغرباء أی الجنة لأولئك المسلمین الذین كانوا فی أول الإسلام و یكونون فی آخره و إنما خصهم بها لصبرهم علی أذی الكفار أولا و آخرا و لزومهم دین الإسلام.

«7»-ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ أَبِیهِ قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَّا لِرَجُلٍ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَرَعٌ یَحْجُزُهُ عَنِ الْمَحَارِمِ وَ حِلْمٌ یَمْلِكُ بِهِ غَضَبَهُ وَ حُسْنُ الْخِلَافَةِ عَلَی مَنْ وُلِّیَ عَلَیْهِ حَتَّی یَكُونَ لَهُ كَالْوَالِدِ الرَّحِیمِ (2).

«8»-ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام الْإِمَامُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یُعْرَفُ بَعْدَ الْإِمَامِ قَالَ إِنَّ لِلْإِمَامِ عَلَامَاتٍ أَنْ یَكُونَ أَكْبَرَ وُلْدِ أَبِیهِ بَعْدَهُ وَ یَكُونَ فِیهِ الْفَضْلُ وَ إِذَا قَدِمَ الرَّاكِبُ (3) الْمَدِینَةَ قَالَ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ قَالُوا إِلَی فُلَانٍ وَ السِّلَاحُ فِینَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ یَدُورُ مَعَ السِّلَاحِ (4) حَیْثُ كَانَ (5).

ص: 137


1- عیون الأخبار: 324 و 325.
2- الخصال 1: 57.
3- الركب خ ل. و فی الكافی: و یقدم الركب فیقول: الی من أوصی فلان؟ فیقال.
4- فی الخصال: یدور مع الامام و فی الكافی: تكون الإمامة مع السلاح.
5- الخصال 1: 57.

كا، الكافی محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد عن البزنطی مثله (1).

«9»-ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ شَعِرٍ (2) عَنِ الْغَنَوِیِّ (3) عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا الْحُجَّةُ عَلَی الْمُدَّعِی لِهَذَا الْأَمْرِ بِغَیْرِ حَقٍّ قَالَ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْحُجَّةِ لَمْ یَجْتَمِعْنَ فِی رَجُلٍ إِلَّا كَانَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ أَنْ یَكُونَ أَوْلَی النَّاسِ بِمَنْ قَبْلَهُ وَ یَكُونَ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ یَكُونَ صَاحِبَ الْوَصِیَّةِ الظَّاهِرَةِ الَّذِی إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِینَةَ سَأَلْتَ الْعَامَّةَ وَ الصِّبْیَانَ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ فَیَقُولُونَ إِلَی فُلَانٍ (4).

كا، الكافی محمد بن یحیی عن محمد بن الحسین عن یزید شعر مثله (5)

بیان: أولی الناس بمن قبله أی فی النسب أو فی الخلطة و العلم و الإخلاص و الأول أظهر كما مر.

«10»-ل، الخصال أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ النَّضْرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِمَا یُعْرَفُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ بِالسَّكِینَةِ وَ الْوَقَارِ وَ الْعِلْمِ وَ الْوَصِیَّةِ (6).

ص: 138


1- أصول الكافی 1: 284.
2- اختلف فی ضبط شعر فنقل عن نسخة رجال الكشّیّ المصحح أنّه بالشین و الغین المعجمتین و ضبطه العلامة فی الخلاصة بالشین المعجمة و العین المهملة.
3- هو هارون بن حمزة الغنوی الصیرفی.
4- الخصال 1: 57 و 58.
5- أصول الكافی 1: 284 فیه: قال: قلت لابی عبد اللّٰه علیه السّلام: المتوثب علی هذا الامر المدعی له ما الحجة علیه؟ قال: یسأل عن الحلال و الحرام، قال: ثم اقبل علی فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع فی احد. و فیه: بمن كان قبله و فیه: عنده السلاح و فیه سألت عنها.
6- الخصال 1: 93 و 44.

یر، بصائر الدرجات الحسین بن محمد عن المعلی عن محمد بن جمهور عن موسی عن حنان عن الحارث مثله (1).

«11»-ل، الخصال أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِذَا مَضَی عَالِمُكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ یَعْرِفُونَ (2) مَنْ یَجِی ءُ بَعْدَهُ قَالَ بِالْهَدْیِ (3) وَ الْإِطْرَاقِ وَ إِقْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ لَهُ بِالْفَضْلِ وَ لَا یُسْأَلُ عَنْ شَیْ ءٍ مِمَّا بَیْنَ صَدَفَیْهَا (4) إِلَّا أَجَابَ فِیهِ (5).

یر، بصائر الدرجات الحسین بن محمد عن أبی جعفر محمد بن الربیع عن رجل من أصحابنا عن الجارود مثله (6)

بیان: الهَدْی السیرة الحسنة و یحتمل الهُدَی بالضم و الإطراق لعله أراد به السكوت فی حال التقیة أو كنایة عن السكینة و الوقار قال الفیروزآبادی أطرق سكت و لم یكلم و أرخی عینیه ینظر إلی الأرض و قوله بین صدفیها أی جمیع الأرض فإن الجبل محیط بالدنیا و صدف الجبل هو ما قابلك من جانبه و فی البصائر بین دفتین و دافتا المصحف ضامتاه كنایة عن الكل.

«12»-یر، بصائر الدرجات عِمْرَانُ بْنُ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یُونُسَ (7) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یَخْلُقَ إِمَاماً أَخَذَ اللَّهُ بِیَدِهِ شَرْبَةً مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ فَدَفَعَهُ إِلَی مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ فَأَوْصَلَهَا إِلَی الْإِمَامِ فَكَانَ الْإِمَامُ مِنْ

ص: 139


1- بصائر الدرجات: 144.
2- فی البصائر: یعرف الذی یجی ء من بعد.
3- فی الهامش: بالهداة. یر. أقول: الموجود فی البصائر: بالهدایة.
4- فی البصائر: مما بین الدفتین الا اجاب عنه.
5- الخصال 1: 49.
6- بصائر الدرجات: 144.
7- هكذا فی الكتاب و مصدره و لعلّ الصحیح: الحسین عن یونس و الحسین هو ابن أحمد المنقریّ و یونس هو ابن ظبیان الكوفیّ.

بَعْدِهِ مِنْهَا (1) فَإِذَا مَضَتْ عَلَیْهِ أَرْبَعُونَ یَوْماً سَمِعَ الصَّوْتَ وَ هُوَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ فَإِذَا وُلِدَ أُوتِیَ الْحِكْمَةَ (2) وَ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ یَصِلُ إِلَیْهِ (3) أَعَانَهُ اللَّهُ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكاً بِعَدَدِ (4) أَهْلِ بَدْرٍ وَ كَانُوا مَعَهُ وَ مَعَهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا وَ اثْنَا عَشَرَ نَقِیباً فَأَمَّا السَّبْعُونَ فَیَبْعَثُهُمْ إِلَی الْآفَاقِ یَدْعُونَ النَّاسَ إِلَی مَا دَعَوْا إِلَیْهِ أَوَّلًا وَ یَجْعَلُ اللَّهُ لَهُ فِی كُلِّ مَوْضِعٍ مِصْبَاحاً (5) یُبْصِرُ بِهِ أَعْمَالَهُمْ (6).

یج، الخرائج و الجرائح عن یونس مثله (7).

«13»-ل، الخصال الْعِجْلِیُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِیَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِی مُعَاوِیَةَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ صِفَاتِ الْإِمَامِ الْعِصْمَةُ وَ النُّصُوصُ (8) وَ أَنْ یَكُونَ أَعْلَمَ النَّاسِ وَ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ أَنْ یَكُونَ صَاحِبَ الْوَصِیَّةِ الظَّاهِرَةِ وَ یَكُونَ لَهُ الْمُعْجِزُ وَ الدَّلِیلُ وَ تَنَامُ عَیْنُهُ وَ لَا یَنَامُ قَلْبُهُ وَ لَا یَكُونُ لَهُ فَیْ ءٌ وَ یَرَی مِنْ خَلْفِهِ كَمَا یَرَی مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ.

قال الصدوق رحمة اللّٰه علیه معجز الإمام و دلیله فی العلم و استجابة الدعوة فأما إخباره بالحوادث التی تحدث قبل حدوثها فذلك بعهد معهود إلیه من رسول اللّٰه

ص: 140


1- فی الخرائج: و الامام یتغذی منها.
2- فی الخرائج: غذی بالحكمة.
3- فی الخرائج: فاذا وصل الامر إلیه.
4- فی الخرائج: عدة أهل بدر و معهم سبعون رجلا و اثنی عشر نقیبا.
5- فی الخرائج: سراجا.
6- بصائر الدرجات 1: 130.
7- الخرائج: 246.
8- فی نسخة: و النصّ.

صلی اللّٰه علیه و آله ، وإنما لا یكون له فئ لانه مخلوق من نور اللّٰه عزوجل ، وأما رؤیته من خلفه كما یری من بین یدیه فذلك بما اوتی من التوسم والتفرس فی الاشیاء قال اللّٰه عزوجل : إنَّ فِی(1)

ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (2)

«14»-مع، معانی الأخبار إِبْرَاهِیمُ بْنُ هَارُونَ الْعَبْسِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كَثِیرِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ علیهما السلام بِمَ یُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ بِخِصَالٍ أَوَّلُهَا نَصٌّ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ نَصْبُهُ عَلَماً لِلنَّاسِ حَتَّی یَكُونَ عَلَیْهِمْ حُجَّةً لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله نَصَبَ عَلِیّاً وَ عَرَّفَهُ النَّاسَ بِاسْمِهِ وَ عَیْنِهِ وَ كَذَلِكَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام یَنْصِبُ الْأَوَّلُ الثَّانِیَ وَ أَنْ یُسْأَلَ فَیُجِیبَ وَ أَنْ یُسْكَتَ عَنْهُ فَیَبْتَدِئَ وَ یُخْبِرَ النَّاسَ بِمَا یَكُونُ فِی غَدٍ وَ یُكَلِّمَ النَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ.

قال الصدوق رحمه اللّٰه إن الإمام إنما یخبر بما یكون فی غد بعهد واصل إلیه من رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و ذلك مما نزل به علیه جبرئیل من أخبار الحوادث الكائنة إلی یوم القیامة. (3)

بیان: الأخبار المتواترة الدالة علی كون الإمام محدثا و أنه مؤید بروح القدس و أن الملائكة و الروح تنزل علیه فی لیلة القدر و غیرها تغنی عن هذا التكلف و إن كان له وجه صحة و سیأتی تمام القول فی ذلك فی أبواب العلم.

«15»-ید، التوحید أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اعْرِفُوا اللَّهَ بِاللَّهِ وَ الرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ وَ أُولِی الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ الْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ (4).

«16»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ

ص: 141


1- الحجر : ٧٥.
2- الخصال: 2: 49 و 50.
3- معانی الأخبار: 101 و 102 طبعة مكتبة الصدوق.
4- توحید الصدوق: 297.

بْنِ نَصْرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُنْكِرُونَ الْإِمَامَ الْمُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ وَ یَجْحَدُونَ بِهِ وَ اللَّهِ مَا فِی الْأَرْضِ مَنْزِلَةٌ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ فَقَدْ (1) كَانَ إِبْرَاهِیمُ دَهْراً یَنْزِلُ عَلَیْهِ الْأَمْرُ مِنَ اللَّهِ وَ مَا كَانَ مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ حَتَّی بَدَا لِلَّهِ أَنْ یُكْرِمَهُ وَ یُعَظِّمَهُ فَقَالَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فَعَرَفَ إِبْرَاهِیمُ مَا فِیهَا مِنَ الْفَضْلِ فَ قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی فَ قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (2) قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیْ إِنَّمَا هِیَ ذُرِّیَّتُكَ لَا یَكُونُ فِی غَیْرِهِمْ (3).

بیان: قوله علیه السلام و ما كان مفترض الطاعة أی كان نبیا و لم یكن مرسلا أو كان رسولا و لم تعم رسالته لجمیع أهل الأرض أو لم یكن إماما مفترض الطاعة لكل من یأتی بعده من الأنبیاء و أما قوله علیه السلام أی إنما هی فی ذریتك فلعل المراد به أن اللّٰه تعالی لما علم أنه لا یكون المعصوم إلا فی ذریة إبراهیم علیه السلام قال لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ أی لا تكون الإمامة إلا فی المعصومین فلا ینالها غیر ذریتك و علی هذا التأویل الجواب أشد مطابقة للسؤال و اللّٰه أعلم بحقیقة الحال.

«17»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: سَأَلَ ضِرَارُ هِشَامَ (4) بْنَ الْحَكَمِ عَنِ الدَّلِیلِ (5) عَلَی الْإِمَامِ بَعْدَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هِشَامُ الدَّلَالَةُ عَلَیْهِ ثَمَانُ دَلَالاتٍ أَرْبَعَةٌ مِنْهَا فِی نَعْتِ نَسَبِهِ وَ أَرْبَعَةٌ فِی نَعْتِ نَفْسِهِ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّتِی فِی نَعْتِ نَسَبِهِ فَأَنْ یَكُونَ مَعْرُوفَ الْقَبِیلَةِ مَعْرُوفَ الْجِنْسِ مَعْرُوفَ النَّسَبِ مَعْرُوفَ الْبَیْتِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا لَمْ یَكُنْ مَعْرُوفَ الْقَبِیلَةِ مَعْرُوفَ الْجِنْسِ مَعْرُوفَ النَّسَبِ مَعْرُوفَ الْبَیْتِ جَازَ أَنْ یَكُونَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَ فِی كُلِّ جِنْسٍ مِنَ النَّاسِ فَلَمَّا لَمْ یَجُزْ أَنْ

ص: 142


1- لقد خ ل: أقول فی المصدر: و قد كان.
2- البقرة: 124.
3- بصائر الدرجات: 149 و 150.
4- عن هشام خ.
5- فی المصدر: عن الدلالة.

یَكُونَ إِلَّا هَكَذَا وَ لَمْ نَجِدْ جِنْساً فِی الْعَالَمِ أَشْهَرَ مِنْ جِنْسِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ جِنْسُ الْعَرَبِ الَّذِی مِنْهُ صَاحِبُ الْمِلَّةِ وَ الدَّعْوَةِ الَّذِی یُنَادَی بِاسْمِهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ عَلَی الصَوَامِعِ فِی الْمَسَاجِدِ فِی جَمِیعِ الْأَمَاكِنِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ وَصَلَ (1) دَعْوَتَهُ إِلَی كُلِّ بَرٍّ وَ فَاجِرٍ مِنْ عَالِمٍ وَ جَاهِلٍ مَعْرُوفٍ غَیْرِ مُنْكَرٍ فِی كُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَةٍ فَلَمْ یَجُزْ أَنْ یَكُونَ الدَّلِیلُ إِلَّا فِی أَشْهَرِ الْأَجْنَاسِ وَ لَمَّا لَمْ یَجُزْ أَنْ یَكُونَ إِلَّا فِی هَذَا الْجِنْسِ لِشُهْرَتِهِ لَمْ یَجُزْ إِلَّا أَنْ یَكُونَ فِی هَذِهِ الْقَبِیلَةِ الَّتِی مِنْهَا صَاحِبُ الْمِلَّةِ دُونَ سَائِرِ القَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ وَ لَمَّا لَمْ یَجُزْ إِلَّا أَنْ یَكُونَ فِی هَذِهِ الْقَبِیلَةِ الَّتِی مِنْهَا صَاحِبُ الدَّعْوَةِ لِاتِّصَالِهَا بِالْمِلَّةِ لَمْ یَجُزْ إِلَّا أَنْ یَكُونَ فِی هَذَا الْبَیْتِ الَّذِی هُوَ بَیْتُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِقُرْبِ نَسَبِهِ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِشَارَةٌ إِلَیْهِ دُونَ غَیْرِهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ إِنْ لَمْ یَكُنْ إِشَارَةٌ إِلَیْهِ اشْتَرَكَ أَهْلُ هَذَا الْبَیْتِ وَ ادُّعِیَتْ فِیهِ فَإِذَا وَقَعَتِ الدَّعْوَةُ فِیهِ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ وَ الْفَسَادُ بَیْنَهُمْ وَ لَا یَجُوزُ إِلَّا أَنْ یَكُونَ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِشَارَةٌ إِلَی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ دُونَ غَیْرِهِ لِئَلَّا یَخْتَلِفَ فِیهِ أَهْلُ هَذَا الْبَیْتِ أَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ وَ أَعْلَمُهُمْ وَ أَصْلَحُهُمْ لِذَلِكَ الْأَمْرِ وَ أَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّتِی فِی نَعْتِ نَفْسِهِ فَأَنْ یَكُونَ (2) أَعْلَمَ الْخَلْقِ وَ أَسْخَی الْخَلْقِ وَ أَشْجَعَ الْخَلْقِ وَ أَعَفَّ الْخَلْقِ وَ أَعْصَمَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا لَمْ تُصِبْهُ فَتْرَةٌ وَ لَا جَاهِلِیَّةٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ فِی كُلِّ زَمَانٍ قَائِمٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ إِلَی أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ یَزِیدَ الْإِبَاضِیُّ وَ كَانَ حَاضِراً مِنْ أَیْنَ زَعَمْتَ یَا هِشَامُ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ أَعْلَمَ الْخَلْقِ قَالَ إِنْ لَمْ یَكُنْ عَالِماً یؤمن (لَمْ یُؤْمَنْ) أَنْ یَنْقَلِبَ شَرَائِعُهُ وَ أَحْكَامُهُ فَیَقْطَعُ مَنْ یَجِبُ عَلَیْهِ الْحَدُّ وَ یَحُدُّ مَنْ یَجِبُ عَلَیْهِ الْقَطْعُ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ

ص: 143


1- فی نسخة: و وصلت.
2- فی نسخة: فانه یكون.

تَحْكُمُونَ (1) قَالَ فَمِنْ أَیْنَ زَعَمْتَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ مَعْصُوماً مِنْ جَمِیعِ الذُّنُوبِ قَالَ إِنْ لَمْ یَكُنْ مَعْصُوماً لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ یَدْخُلَ فِیمَا دَخَلَ فِیهِ غَیْرُهُ مِنَ الذُّنُوبِ فَیَحْتَاجُ إِلَی مَنْ یُقِیمُ عَلَیْهِ الْحَدَّ كَمَا یُقِیمُهُ عَلَی غَیْرِهِ وَ إِذَا دَخَلَ فِی الذُّنُوبِ لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ یُكْتَمَ عَلَی جَارِهِ وَ حَبِیبِهِ وَ قَرِیبِهِ وَ صَدِیقِهِ وَ تَصْدِیقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (2) قَالَ فَمِنْ أَیْنَ زَعَمْتَ أَنَّهُ أَشْجَعُ الْخَلْقِ قَالَ لِأَنَّهُ قَیِّمُهُمُ الَّذِی یَرْجِعُونَ إِلَیْهِ فِی الْحَرْبِ فَإِنْ هَرَبَ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَبُوءَ (3) الْإِمَامُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ (4) قَالَ فَمِنْ أَیْنَ زَعَمْتَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ أَسْخَی الْخَلْقِ قَالَ لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ یَكُنْ سَخِیّاً لَمْ یَصْلُحْ لِلْإِمَامَةِ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَی نَوَالِهِ وَ فَضْلِهِ وَ الْقِسْمَةِ بَیْنَهُمْ بِالسَّوِیَّةِ لِیَجْعَلَ الْحَقَّ فِی مَوْضِعِهِ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ سَخِیّاً لَمْ تَتُقْ نَفْسُهُ إِلَی أَخْذِ شَیْ ءٍ مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ وَ الْمُسْلِمِینَ وَ لَا یُفَضِّلُ نَصِیبَهُ فِی الْقِسْمَةِ عَلَی أَحَدٍ مِنْ رَعِیَّتِهِ وَ قَدْ قُلْنَا إِنَّهُ مَعْصُومٌ فَإِذَا لَمْ یَكُنْ أَشْجَعَ الْخَلْقِ وَ أَعْلَمَ الْخَلْقِ وَ أَسْخَی الْخَلْقِ وَ أَعَفَّ الْخَلْقِ لَمْ یَجُزْ أَنْ یَكُونَ إِمَاماً (5).

بیان: قوله فترة أی ضعف و لین فی إجراء أحكام اللّٰه تعالی قوله لم تَتُق مضارع من تاق إلیه أی اشتاق.

ص: 144


1- یونس: 35.
2- البقرة: 124.
3- فی المصدر: أن یتبوأ.
4- الأنفال: 15.
5- علل الشرائع: 78 و 79.

«18»-ع، علل الشرائع ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِی عِلَلِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا علیه السلام فَإِنْ قَالَ فَلِمَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ الْإِمَامُ مِنْ غَیْرِ جِنْسِ الرَّسُولِ قِیلَ لِعِلَلٍ مِنْهَا أَنَّهُ لَمَّا كَانَ الْإِمَامُ مُفْتَرَضَ الطَّاعَةِ لَمْ یَكُنْ بُدٌّ مِنْ دَلَالَةٍ تَدُلُّ عَلَیْهِ وَ یَتَمَیَّزُ بِهَا مِنْ غَیْرِهِ وَ هِیَ الْقَرَابَةُ الْمَشْهُورَةُ وَ الْوَصِیَّةُ الظَّاهِرَةُ لِیُعْرَفَ مِنْ غَیْرِهِ وَ یُهْتَدَی إِلَیْهِ بِعَیْنِهِ وَ مِنْهَا أَنَّهُ لَوْ جَازَ فِی غَیْرِ جِنْسِ الرَّسُولِ لَكَانَ قَدْ فُضِّلَ مَنْ لَیْسَ بِرَسُولٍ عَلَی الرُّسُلِ إِذْ جُعِلَ أَوْلَادُ الرُّسُلِ أَتْبَاعاً لِأَوْلَادِ أَعْدَائِهِ كَأَبِی جَهْلٍ وَ ابْنِ أَبِی مُعَیْطٍ لِأَنَّهُ قَدْ یَجُوزُ بِزَعْمِهِ (1) أَنْ یَنْتَقِلَ ذَلِكَ فِی أَوْلَادِهِمْ إِذَا كَانُوا مُؤْمِنِینَ فَیَصِیرُ أَوْلَادُ الرَّسُولِ (2) تَابِعِینَ وَ أَوْلَادُ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَ أَعْدَاءِ رَسُولِهِ مَتْبُوعِینَ وَ كَانَ الرَّسُولُ أَوْلَی بِهَذِهِ الْفَضِیلَةِ مِنْ غَیْرِهِ وَ أَحَقَّ وَ مِنْهَا أَنَّ الْخَلْقَ إِذَا أَقَرُّوا لِلرَّسُولِ بِالرِّسَالَةِ وَ أَذْعَنُوا لَهُ بِالطَّاعَةِ لَمْ یَتَكَبَّرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ أَنْ یَتَّبِعَ وُلْدَهُ وَ یُطِیعَ ذُرِّیَّتَهُ وَ لَمْ یَتَعَاظَمْ ذَلِكَ فِی أَنْفُسِ النَّاسِ وَ إِذَا كَانَ فِی غَیْرِ جِنْسِ الرَّسُولِ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِی نَفْسِهِ أَنَّهُ أَوْلَی بِهِ مِنْ غَیْرِهِ وَ دَخَلَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْكِبْرُ وَ لَمْ تَسْخُ أَنْفُسُهُمْ (3) بِالطَّاعَةِ لِمَنْ هُوَ عِنْدَهُمْ دُونَهُمْ فَكَانَ یَكُونُ ذَلِكَ دَاعِیَةً (4) لَهُمْ إِلَی الْفَسَادِ وَ النِّفَاقِ وَ الِاخْتِلَافِ (5).

«19»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ عِیسَی الْفَرَّاءِ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: كُنْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی خَدِّی وَ قُلْتُ لَقَدْ عَصَمَكَ (6) اللَّهُ وَ شَرَّفَكَ فَقَالَ یَا مَالِكُ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَیْهِ (7).

ص: 145


1- فی العیون: بزعمهم.
2- الرسل خ ل.
3- سخی نفسه و بنفسه عن الشی: تركه و لم ینازعه إلیه نفسه.
4- داعیا خ ل.
5- علل الشرائع: 95 عیون الأخبار: 250.
6- فی المصدر: لقد عظمك اللّٰه.
7- بصائر الدرجات: 66.

بیان: أی لیس محض العصمة و التشریف كما زعمت بل هی الخلافة الكبری و فرض الطاعة علی كافة الوری و غیر ذلك مما سیأتی و مضی.

«20»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی وَ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ غَیْرُهُمَا عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَضَی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلَّفَ فِی أُمَّتِهِ كِتَابَ اللَّهِ وَ وَصِیَّهُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِینَ وَ حَبْلَ اللَّهِ الْمَتِینَ وَ عُرْوَتَهُ الْوُثْقَی الَّتِی لَا انْفِصامَ لَها وَ عَهْدَهُ الْمُؤَكَّدَ صَاحِبَانِ مُؤْتَلِفَانِ یَشْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ بِتَصْدِیقٍ یَنْطِقُ الْإِمَامُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی الْكِتَابِ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ فِیهِ عَلَی الْعِبَادِ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ الْإِمَامِ وَ وَلَایَتِهِ وَ أَوْجَبِ (1) حَقِّهِ الَّذِی أَرَاهُ اللَّهُ (2) عَزَّ وَ جَلَّ مِنِ اسْتِكْمَالِ دِینِهِ وَ إِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ الِاحْتِجَاجِ بِحُجَّتِهِ (3) وَ الِاسْتِضَاءَةِ بِنُورِهِ فِی مَعَادِنِ أَهْلِ صَفْوَتِهِ وَ مُصْطَفَی أَهْلِ خِیَرَتِهِ فَأَوْضَحَ اللَّهُ بِأَئِمَّةِ الْهُدَی مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّنَا عَنْ دِینِهِ وَ أَبْلَجَ (4) بِهِمْ عَنْ سَبِیلِ مَنَاهِجِهِ (5) وَ فَتَحَ (6) بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ یَنَابِیعِ عِلْمِهِ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِیمَانِهِ وَ عَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ إِسْلَامِهِ لِأَنَّ اللَّهَ نَصَبَ (7) الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلَی أَهْلِ عَالَمِهِ (8) أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَاجَ الْوَقَارِ وَ غَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ یُمَدُّ بِسَبَبٍ إِلَی السَّمَاءِ لَا یَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ (9) وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ

ص: 146


1- فی نسخة: واجب حقه.
2- فی نسخة: اراد اللّٰه.
3- فی نسخة: بحججه.
4- أی اظهر.
5- فی نسخة: منهاجه.
6- فی نسخة: منح و فی أخری: میح.
7- فی المصدر: لان اللّٰه و رسوله.
8- فی غیبة النعمانیّ: علی أهل طاعته راجع الحدیث 25.
9- فی المصدر: لا ینقطع عنه موارده.

وَ تَعَالَی إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِ سَبِیلِهِ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ الْوَحْیِ (1) وَ مُعَمَّیَاتِ السُّنَنِ وَ مُشْتَبِهَاتِ الْفِتَنِ وَ لَمْ یَكُنِ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّی یُبَیِّنَ لَهُمْ ما یَتَّقُونَ وَ تَكُونُ الْحُجَّةُ مِنَ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ (2) بَالِغَةً (3).

توضیح: قوله علیه السلام و أوجب حقه فی بعض النسخ و واجب حقه و هو عطف علی الموصول أو علی طاعة اللّٰه و الضمیر عائد إلیه تعالی أو علی ولایته و الضمیر عائد إلی الإمام.

و قوله من استكمال بیان للموصول و قوله فی معادن صفة للنور أو حال عنه و المراد بالصفوة هنا معناه المصدری و إضافة المعادن إلی الأهل إما بیانیة أو لامیة فالمراد بالأهل جمیع قرابة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله. و قوله مصطفی معطوف علی المعادن أو الأهل و الأمر فی الإضافة و المصدریة كما مر و یحتمل أن یراد بالصفوة و الخیرة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و قوله من أهل بیت حال عن الأئمة أو بیان لها و تعدیة الإیضاح و أخواتها بعن لتضمین معنی الكشف و إضافة السبیل إلی المناهج إما بیانیة أو المراد بالسبیل العلوم و بالمناهج العبادات التی توجب الوصول إلی قربه تعالی و فی بعض النسخ منهاجه و المنهاج الطریق الواضح.

قوله و فتح و فی بعض النسخ و میّح بتشدید الیاء و المائح الذی ینزل البرء فیملأ الدلو و هو أنسب و التشدید للمبالغة و الطلاوة مثلثة الحسن و البهجة و القبول و السبب الحبل و ما یتوصل به إلی الشی ء و لعل المعنی أنه یعرج اللّٰه به فی مدارج الكمال إلی سماء العظمة و الجلال قوله مواده المادة الزیادة المتصلة أی المواد المقررة له من الهدایات و الإلهامات و الضمیر راجع إلی الإمام و یحتمل

ص: 147


1- فی نسخة: الدجی.
2- فی نسخة: علیهم.
3- بصائر الدرجات: 122.

رجوعه إلی اللّٰه و إلی السبب.

قوله بجهة أسباب سبیله فی بعض النسخ أسبابه و علی التقدیرین الضمیر للإمام و التباس الأمور اختلاطها علی وجه یعسر الفرق بینها و الدجی كما فی بعض النسخ جمیع الدجیة و هی الظلمة الشدیدة.

«21»-یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ الْحَذَّاءِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام الْإِمَامُ مِنَّا یَنْظُرُ (1) مِنْ خَلْفِهِ كَمَا یَنْظُرُ مِنْ قُدَّامِهِ (2).

«22»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَوْماً وَ نَحْنُ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ قُومُوا تَفَرَّقُوا عَنِّی مَثْنَی وَ ثُلَاثَ فَإِنِّی أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِی كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَیْنِ یَدَیَّ فَلْیُسِرَّ عَبْدٌ فِی نَفْسِهِ مَا شَاءَ فَإِنَّ اللَّهَ یُعَرِّفُنِیهِ (3).

«23»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُقَاتِلٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یُونُسَ (بْنِ) ظَبْیَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ خَلْقَ إِمَامٍ أَنْزَلَ قَطْرَةً مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ عَلَی بَقْلَةٍ مِنْ بَقْلِ الْأَرْضِ أَوْ ثَمَرَةٍ مِنْ ثِمَارِهَا فَأَكَلَ مِنْهَا الْإِمَامُ فَتَكُونُ نُطْفَتُهُ (4) مِنْ تِلْكَ الْقَطْرَةِ فَإِذَا مَكَثَ فِی بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِینَ یَوْماً سَمِعَ الصَّوْتَ فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ كُتِبَ عَلَی عَضُدِهِ الْأَیْمَنِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ فَإِذَا وَضَعَتْهُ أُمُّهُ عَلَی الْأَرْضِ زُیِّنَ بِالْحِكْمَةِ وَ جُعِلَ لَهُ مِصْبَاحٌ مِنْ نُورٍ یَرَی بِهِ أَعْمَالَهُمْ (5).

ص: 148


1- فی نسخة: ینظر.
2- بصائر الدرجات: 125.
3- بصائر الدرجات: 124 و 125.
4- فی نسخة و فی المصدر: (نطفة).
5- بصائر الدرجات: 128.

یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن ابن أبی نجران عن ابن محبوب عن مقاتل مثله (1).

«24»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ ثُمَّ قَالَ هَذَا حَرْفٌ فِی الْأَئِمَّةِ خَاصَّةً ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ إِنَّ الْإِمَامَ یَخْلُقُهُ اللَّهُ بِیَدِهِ لَا یَلِیهِ أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ هُوَ جَعَلَهُ یَسْمَعُ وَ یَرَی فِی بَطْنِ أُمِّهِ حَتَّی إِذَا صَارَ إِلَی الْأَرْضِ خَطَّ بَیْنَ كَتِفَیْهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ (2)

بیان: الخلق بالید كنایة عن غایة اللطف و الاهتمام بشأنه فإن من یهتم بأمر یلیه بنفسه أو المراد أنه یخلقه بقدرته من غیر ملك فی تسبیب أسبابه.

«25»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّ مِمَّا اسْتُحِقَّتْ بِهِ الْإِمَامَةُ التَّطْهِیرَ وَ الطَّهَارَةَ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْمَعَاصِی الْمُوبِقَةِ الَّتِی تُوجِبُ النَّارَ ثُمَّ الْعِلْمَ الْمُنَوِّرَ بِجَمِیعِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ مِنْ حَلَالِهَا وَ حَرَامِهَا وَ الْعِلْمَ بِكِتَابِهَا خَاصِّهِ وَ عَامِّهِ (3) وَ الْمُحْكَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ دَقَائِقِ عِلْمِهِ وَ غَرَائِبِ تَأْوِیلِهِ وَ نَاسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ قُلْتُ وَ مَا الْحُجَّةُ بِأَنَّ الْإِمَامَ لَا یَكُونُ إِلَّا عَالِماً بِهَذِهِ الْأَشْیَاءِ الَّذِی ذَكَرْتَ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ فِیمَنْ أَذِنَ اللَّهُ لَهُمْ فِی الْحُكُومَةِ وَ جَعَلَهُمْ أَهْلَهَا إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْكُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هادُوا وَ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ فَهَذِهِ الْأَئِمَّةُ دُونَ الْأَنْبِیَاءِ الَّذِینَ یُرَبُّونَ النَّاسَ بِعِلْمِهِمْ وَ أَمَّا الْأَحْبَارُ فَهُمُ الْعُلَمَاءُ دُونَ الرَّبَّانِیِّینَ ثُمَّ أَخْبَرَ فَقَالَ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَیْهِ شُهَداءَ

ص: 149


1- بصائر الدرجات: 128 فیه: (من اثمارها فأكلها الذی منه الامام فكانت تلك النطفة من تلك القطرة فإذا مضت علیه أربعون یوما سمع الصوت فی بطن أمه فإذا مضت علیه أربعة أشهر) و فیه: فاذا سقط من بطن أمه زین.
2- بصائر الدرجات: 130.
3- فی المصدر و فی نسخة من الكتاب: خاصّة و عامة.

وَ لَمْ یَقُلْ بِمَا حُمِّلُوا مِنْهُ (1).

بیان: قال الطبرسی رحمه اللّٰه الربانی هو الذی یرب أمر الناس بتدبیره له و إصلاحه إیاه یقال رب فلان أمره ربابة فهو ربان إذا دبره و أصلحه و قیل إنه مضاف إلی علم الرب و هو علم الدین و المعنی یحكم بالتوراة النبیون الذین أذعنوا لحكم اللّٰه و أقروا به لِلَّذِینَ هادُوا أی تابوا من الكفر أو للیهود و اللام فیه یتعلق بیحكم أی یحكمون بالتوراة لهم و فیما بینهم.

و الربانیون أی الذین علت درجاتهم فی العلم أو المدبرون لأمر الدین فی الولایة بالإصلاح أو المعلمون للناس من علمهم أو الذین یعملون بما یعلمون و الأحبار العلماء الخیار بِمَا اسْتُحْفِظُوا أی بما استودعوا من كتاب اللّٰه و أمروا بحفظه و القیام به و ترك تضییعه و كانوا علی الكتاب شهداء أنه من عند اللّٰه انتهی. (2)

أقول: فسر علیه السلام الربانیین بالأئمة علیهم السلام كما

روی أن علیا علیه السلام كان ربانی هذه الأمة.

و الأحبار بالعلماء من شیعتهم ثم استدل علی ذلك بقوله تعالی بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ فإن طلب حفظ الكتاب لفظا و معنی إنما یكون لمن عنده علم الكتاب و جمیع الأحكام و كان وارثا للعلوم من جهة النبی صلی اللّٰه علیه و آله و لو قال بما حملوا لم یظهر منه هذه الرتبة كما لا یخفی.

«26»-نی (3)، الغیبة للنعمانی الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ عِیسَی (4) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ یَذْكُرُ فِیهَا حَالَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ صِفَاتِهِمْ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ

ص: 150


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 322 و 323.
2- مجمع البیان 2: 465، و 3: 197 و 198.
3- غیبة النعمانیّ: 19- 20.
4- هكذا فی الكتاب و مصدره، و فی نسخة الكمبانیّ و الكافی: ابن عیسی عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب.

تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَوْضَحَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَی مِنْ أَهْلِ بَیْتِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ دِینِهِ وَ أَبْلَجَ (1) بِهِمْ عَنْ سَبِیلِ مِنْهَاجِهِ وَ فَتَحَ لَهُمْ عَنْ بَاطِنِ (2) یَنَابِیعِ عِلْمِهِ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَاجِبَ حَقِّ إِمَامِهِ وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِیمَانِهِ وَ عَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ إِسْلَامِهِ (3) إِنَّ اللَّهَ نَصَبَ الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلَی أَهْلِ طَاعَتِهِ (4) أَلْبَسَهُ اللَّهُ تَاجَ الْوَقَارِ وَ غَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ یُمَدُّ بِسَبَبٍ مِنَ السَّمَاءِ لَا یَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ وَ لَا یُنَالُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ الْأَعْمَالَ لِلْعِبَادِ إِلَّا بِمَعْرِفَتِهِ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ مُشْكِلَاتِ الْوَحْیِ (5) وَ مُعَمَّیَاتِ السُّنَنِ وَ مُشْتَبِهَاتِ الدِّینِ (6) لَمْ یَزَلِ اللَّهُ یَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ فَیَصْطَفِیهِمْ لِذَلِكَ وَ یَجْتَبِیهِمْ وَ یَرْضَی بِهِمْ لِخَلْقِهِ وَ یَرْتَضِیهِمْ لِنَفْسِهِ كُلَّمَا مَضَی مِنْهُمْ إِمَامٌ نَصَبَ عَزَّ وَ جَلَّ لِخَلْقِهِ مِنْ عَقِبِهِ إِمَاماً عَلَماً بَیِّناً وَ هَادِیاً مُنِیراً (7) وَ إِمَاماً قَیِّماً وَ حُجَّةً عَالِماً أَئِمَّةً مِنَ اللَّهِ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ حُجَجُ اللَّهِ وَ دُعَاتُهُ وَ رُعَاتُهُ عَلَی خَلْقِهِ یَدِینُ بِهُدَاهُمُ الْعِبَادُ وَ تُسْتَهَلُّ بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ (8) وَ تَنْمِی بِبَرَكَتِهِمُ التِّلَادُ وَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ حَیَاةَ الْأَنَامِ وَ مَصَابِیحَ الظَّلَامِ وَ دَعَائِمَ

ص: 151


1- أبلج: أظهر. و فی المصدر: أفلج و هو أیضا بمعنی أظهر یقال: افلج اللّٰه برهانه ای اظهره.
2- فی المصدر: عن هاطل ینابیع علمه و لعله مصحف، و تقدم فی خبر البصائر ایضا: عن باطن ینابیع علمه.
3- فی المصدر: وجد لهم حلاوة ایمانه علی فضل حلاوة إسلامه و هو مصحف راجع ما تقدم عن البصائر.
4- فی البصائر: علی أهل عالمه.
5- فی نسخة: من ملتبسات الدجی.
6- فی نسخة: و مشتبهات الفتن.
7- فی نسخة: و هادیا نیرا.
8- فی المصدر: و یشمل بنورهم البلاد.

الْإِسْلَامِ جَرَتْ بِذَلِكَ فِیهِمْ مَقَادِیرُ اللَّهِ عَلَی مَحْتُومِهَا فَالْإِمَامُ هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضَی وَ الْهَادِی الْمُجْتَبَی وَ الْقَائِمُ الْمُرْتَجَی اصْطَفَاهُ اللَّهُ لِذَلِكَ وَ اصْطَنَعَهُ عَلَی عَیْنِهِ فِی الذَّرِّ حِینَ ذَرَأَهُ وَ فِی الْبَرِیَّةِ حِینَ بَرَأَهُ (1) ظِلًّا قَبْلَ خَلْقِهِ نَسَمَةً عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ مَحْبُوّاً بِالْحِكْمَةِ فِی عِلْمِ الْغَیْبِ عِنْدَهُ اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ وَ انْتَجَبَهُ بِتَطْهِیرِهِ بَقِیَّةً مِنْ آدَمَ وَ خِیَرَةً مِنْ ذُرِّیَّةِ نُوحٍ وَ مُصْطَفًی مِنْ آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ سُلَالَةً مِنْ إِسْمَاعِیلَ وَ صَفْوَةً مِنْ عِتْرَةِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَزَلْ مَرْعِیّاً بِعَیْنِ اللَّهِ یَحْفَظُهُ بِمَلَائِكَتِهِ (2) مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ الْغَوَاسِقِ وَ نُفُوثُ كُلِّ فَاسِقٍ مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَاذِفُ السُّوءِ (3) مُبَرَّأً مِنَ الْعَاهَاتِ مَحْجُوباً عَنِ الْآفَاتِ مَصُوناً (4) مِنَ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَ الْبِرِّ فِی بِقَاعِهِ (5) مَنْسُوباً إِلَی الْعَفَافِ وَ الْعِلْمِ وَ الْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ مُسْنَداً إِلَیْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ فِی حَیَاتِهِ (6) فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِیرُ اللَّهِ إِلَی مَشِیَّتِهِ وَ جَاءَتِ الْإِرَادَةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فِیهِ إِلَی مَحَبَّتِهِ (7) وَ بَلَغَ مُنْتَهَی مُدَّةِ وَالِدِهِ فَمَضَی وَ صَارَ أَمْرُ اللَّهِ إِلَیْهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ قَلَّدَهُ اللَّهُ دِینَهُ وَ جَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلَی عِبَادِهِ وَ قَیِّمَهُ فِی بِلَادِهِ وَ أَیَّدَهُ بِرُوحِهِ وَ أَعْطَاهُ عِلْمَهُ وَ اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ وَ انْتَدَبَهُ لِعَظِیمِ أَمْرِهِ وَ آتَاهُ فَضْلَ بَیَانِ عِلْمِهِ وَ نَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ حُجَّةً عَلَی أَهْلِ عَالَمِهِ وَ ضِیَاءً لِأَهْلِ دِینِهِ وَ الْقَیِّمَ عَلَی عِبَادِهِ

ص: 152


1- ذرأه: خلقه. برأه: خلقه من العدم.
2- و یكلاه بسره خ ل.
3- فی نسخة قوارف السوء.
4- فی نسخة: معصوما.
5- فی نسخة: یفاعه و فی نسخة من المصدر: فی نفاعته.
6- أی فی حیاة والده.
7- فی المصدر: و جاءت الإرادة من عند اللّٰه الی حجته.

رَضِیَ اللَّهُ بِهِ إِمَاماً لَهُمْ اسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ وَ اسْتَخْبَأَهُ (1) حِكْمَتَهُ وَ اسْتَرْعَاهُ لِدِینِهِ (2) وَ حَبَاهُ (3) مَنَاهِجَ سُبُلِهِ وَ فَرَائِضَهُ وَ حُدُودَهُ فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحَیُّرِ أَهْلِ الْجَهْلِ وَ تَحْبِیرِ (4) أَهْلِ الْجَدَلِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَ الشِّفَاءِ النَّافِعِ بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ وَ الْبَیَانِ مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ عَلَی طَرِیقِ الْمَنْهَجِ (5) الَّذِی مَضَی عَلَیْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ فَلَیْسَ یَجْهَلُ حَقَّ هَذَا الْعَالِمِ إِلَّا شَقِیٌّ وَ لَا یَجْحَدُهُ إِلَّا غَوِیٌّ وَ لَا یَصُدُّ عَنْهُ إِلَّا جَرِی ءٌ عَلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَلَا (6).

تبیین: الرعاة جمع الراعی قوله و تستهل علی بناء المجهول أی تتنور قال الفیروزآبادی استهل المطر اشتد انصبابه و استهل الهلال بالضم ظهر و استهل رفع صوته و التلاد المال القدیم الأصلی الذی ولد عندك و هو نقیض الطارف و التخصیص به لأنه أبعد من النمو أو لأن الاعتناء به أكثر و یحتمل أن یكون كنایة عن تجدید الآثار القدیمة المندرسة جرت بذلك الباء للسببیة و الإشارة إلی مصدر جعلهم أو جمیع ما تقدم مقادیر اللّٰه أی تقدیر اللّٰه.

قوله علیه السلام علی محتومها حال عن المقادیر و الضمیر راجع إلیها أی كائنة علی محتومها أی قدرها تقدیرا حتما لا بداء فیه و لا تغییر.

قوله و اصطنعه علی عینه أی خلقه و رباه و أكرمه و أحسن إلیه معنیا (7) بشأنه

ص: 153


1- فی نسخة: و استحباه.
2- المصدر خال عن قوله: و استرعاه لدینه و فی نسخة من الكتاب: و حباه و استرعاه لدینه.
3- فی نسخة: و أحیی به.
4- فی المصدر: و یهدی أهل الجدل.
5- فی المصدر: علی الطریق المنهج.
6- غیبة النعمانیّ: 119 و 120 زاد فی آخره: (ابن سبیة ابن خیرة الإماء) و الحدیث مذكور فی أصول الكافی 1: 203- 205 مع اختلاف و لم یذكر فیه هذه الزیادة.
7- فی نسخة: متعینا بشأنه.

عالما بكونه أهلا لذلك قال اللّٰه تعالی وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی (1) قال البیضاوی أی و لتربی و لیحسن إلیك و أنا راعیك و راقبك (2).

و قال غیره علی عینی أی بمرأی منی كنایة عن غایة الإكرام و الإحسان و قال تعالی وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِی (3) قال البیضاوی أی و اصطفیتك لمحبتی مثله فیما خوله من الكرامة بمن قربه الملك و استخلصه لنفسه. (4) قوله فی الذر أی فی عالم الأرواح و فی البریة أی فی عالم الأجساد فقوله ظلا متعلق بالأول و هو بعید و یحتمل أن یكون ذرأ و برأ كلاهما فی عالم الأرواح أو یكون المراد بالذرء تفریقهم فی المیثاق و بالبرء خلق الأرواح و الحبوة العطیة.

قوله بعلمه أی بسبب علمه بأنه یستحقه أو بأن أعطاه علمه و انتجبه لطهره أی لعصمته أی لأن یجعله مطهرا و علی أحد الاحتمالین الضمیران لله و علی الآخر للإمام.

قوله بعین اللّٰه أی بحفظه و حراسته أو إكرامه.

و الوقوب الدخول و الغسق أول ظلمة اللیل و الغاسق لیل عظم ظلامه و ظاهره أنه إشارة إلی قوله تعالی وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (5) و فسر بأن المراد لیل دخل ظلامه فی كل شی ء و تخصیصه لأن المضار فیه یكثر و یعسر الدفع فیكون كنایة عن أنه یدفع عنه الشرور التی یكثر حدوثها باللیل غالبا و لا یبعد أن یكون المراد شرور الجن و الهوام الموذیة فإنها تقع باللیل غالبا كما یدل علیه الأخبار.

أو یكون المراد عدم دخول ظلمات الشكوك و الشبه و الجهالات علیه قوله

ص: 154


1- طه: 44.
2- أنوار التنزیل 2: 56.
3- طه: 41.
4- أنوار التنزیل 2: 56.
5- الفلق: 4.

و نفوث كل فاسق أی لا یؤثر فیه سحر الساحرین من قوله تعالی وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِی الْعُقَدِ (1) أو یكون كنایة عن وساوس شیاطین الإنس و الجن و الأول أظهر و ما ورد من تأثیر السحر فی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و فی الحسنین علیهما السلام فمحمول علی التقیة و ردها أكثر علمائنا و یمكن حمله علی أنه لا یؤثر فیهم تأثیرا لا یمكنهم دفعه فلا ینافی الأخبار لو صحت.

قوله علیه السلام قوارف السوء أی كواسب السوء من اقتراف الذنب بمعنی اكتسابه أو الاتهام بالسوء من قولهم قرف فلانا عابه أو اتهمه و أقرفه وقع فیه و ذكره بسوء و أقرف به عرضه للتهمة و المراد بالعاهات و الآفات الأمراض التی توجب نفرة الخلق و تشویه الخلقة كالعمی و العرج و الجذام و البرص و أشباهها و یحتمل أن یكون المراد بالثانی الآفات النفسانیة و أمراضها.

قوله فی بقاعه و فی بعض النسخ بالیاء المثناة التحتانیة و الفاء أی فی بدو شبابه یقال یفع الغلام إذا راهق و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و القاف أی فی بلاده التی نشأ فیها و الأظهر الأول لمقابلة الفقرة الثانیة.

قوله مسندا إلیه أمر والده أی یكون وصیه.

قوله إلی مشیته الضمیر راجع إلی اللّٰه و الضمیر فی قوله به راجع إلی الولد و یحتمل الوالد أی انتهت مقادیر اللّٰه بسبب الولد إلی ما شاء و أراد من إمامته و جاءت الإرادة من عند اللّٰه فیه إلی ما أحب من خلافته.

و قوله فمضی جزاء الشرط و القیم القائم بأمور الناس و مدبرهم.

قوله و انتدبه أی دعاه و حثه و فی كتب اللغة المشهور أن الندب الطلب و الانتداب الإجابة و یظهر من الخبر أن الانتداب أیضا یكون بمعنی الطلب كما قال فی مصباح اللغة انتدبته للأمر فانتدب یستعمل لازما و متعدیا.

ص: 155


1- الفلق: 5.

قوله و آتاه فی الكافی و آتاه علمه و أنبأه فصل بیانه (1) أی بیانه الفاصل بین الحق و الباطل.

قوله و استخبأه بالهمز أو بالتخفیف أی استكتمه و فی بعض النسخ بالحاء المهملة أی طلب منه أن یحبو الناس الحكمة.

قوله و استرعاه لدینه أی استحفظه الناس لأمر دینه أو اللام زائدة و التحبیر التحسین و التزیین.

«27»-نی، الغیبة للنعمانی عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمُكَارِی (3) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِأَیِّ شَیْ ءٍ (4) یُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ بِالسَّكِینَةِ وَ الْوَقَارِ قُلْتُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ قَالَ وَ تَعْرِفُهُ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ (5) وَ بِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَیْهِ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی أَحَدٍ وَ یَكُونُ عِنْدَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْتُ یَكُونُ (6) إِلَّا وَصِیّاً ابْنَ وَصِیٍّ قَالَ لَا یَكُونُ إِلَّا وَصِیّاً وَ ابْنَ وَصِیٍّ (7).

«28»-نی، الغیبة للنعمانی مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ (8) عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام إِذَا

ص: 156


1- الموجود فی الكافی هكذا: و ایده بروحه و آتاه علمه و انبأه فصل بیانه و استودعه سره و انتدبه لعظیم أمره و أنبأه فضل بیانه.
2- فی المصدر: عبید اللّٰه بن موسی العلوی.
3- هو هاشم او هشام بن حیان الكوفیّ. علی اختلاف فی اسمه.
4- فی المصدر: قلت: و بأی شی ء؟.
5- فی نسخة من المصدر: و معرفة الحلال و الحرام.
6- فی المصدر: أ یكون.
7- غیبة النعمانیّ: 128.
8- فی المصدر: و محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور جمیعا عن الحسن بن محمّد بن جمهور عن أبیه.

مَضَی الْإِمَامُ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ فَبِأَیِّ شَیْ ءٍ یُعْرَفُ مَنْ یَجِی ءُ بَعْدَهُ قَالَ بِالْهَدْیِ وَ الْإِطْرَاقِ وَ إِقْرَارِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله لَهُ بِالْفَضْلِ وَ لَا یُسْأَلُ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَّا بَیَّنَ (1).

«29»-كشف، كشف الغمة مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَقْرَعِ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِمَامِ هَلْ یَحْتَلِمُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی بَعْدَ مَا فُصِلَ الْكِتَابُ الِاحْتِلَامُ شَیْطَنَةٌ وَ قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ ذَلِكَ فَرَدَّ (2) الْجَوَابَ- الْأَئِمَّةُ حَالُهُمْ فِی الْمَنَامِ حَالُهُمْ فِی الْیَقَظَةِ لَا یُغَیِّرُ النَّوْمُ مِنْهُمْ شَیْئاً قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ لَمَّةِ الشَّیْطَانِ كَمَا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ (3).

یج، الخرائج و الجرائح عن محمد بن أحمد الأقرع مثله (4)

بیان: لمة الشیطان مسه و قربه و خطراته.

«30»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ (5) عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ صَفْوَانُ أَدْخَلْتُ عَلَیْهِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ ابْنَیْ أَبِی سَمَّالٍ (6) فَسَلَّمَا عَلَیْهِ وَ أَخْبَرَاهُ بِحَالِهِمَا وَ حَالِ أَهْلِ بَیْتِهِمَا فِی هَذَا الْأَمْرِ وَ سَأَلَاهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ فَخَبَّرَهُمَا أَنَّهُ قَدْ تُوُفِّیَ (7) قَالا فَأَوْصَی قَالَ نَعَمْ قَالا إِلَیْكَ قَالَ نَعَمْ قَالا وَصِیَّةً مُفْرَدَةً (8) قَالَ نَعَمْ قَالا فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ

ص: 157


1- غیبة النعمانیّ: 129 فی نسخة منه: و لا یسأل عن شی ء بین صدفیها الا اجابت.
2- فی الخرائج: فورد.
3- كشف الغمّة: 307.
4- الخرائج: 215.
5- فی المصدر: محمّد بن نصیر عن صفوان.
6- سمال، قال ابن داود: باللام و تخفیف المیم و منهم من شددها و یفتح السین و قال العلامة: بالسین المهملة المفتوحة و الكاف اخیرا و قیل: لام. و علی ای هما إبراهیم و إسماعیل ابنی أبی بكر محمّد بن الربیع. راجع النجاشیّ: 16.
7- فی المصدر: فاخبرهما بانه قد توفی.
8- فی المصدر: وصیة منفردة.

اخْتَلَفُوا عَلَیْنَا فَنَحْنُ نَدِینُ اللَّهَ بِطَاعَةِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام إِنْ كَانَ حَیّاً فَإِنَّهُ كَانَ إِمَامَنَا وَ إِنْ كَانَ مَاتَ فَوَصِیُّهُ الَّذِی أَوْصَی إِلَیْهِ إِمَامُنَا فَمَا حَالُ مَنْ كَانَ هَذَا حَالَهُ مُؤْمِنٌ هُوَ قَالَ نَعَمْ قَدْ جَاءَكُمْ (1) أَنَّهُ مَنْ مَاتَ وَ لَمْ یَعْرِفْ إِمَامَهُ مَاتَ مِیتَةً جَاهِلِیَّةً قَالَ وَ هُوَ كَافِرٌ (2) قَالا فَلِمَ تُكَفِّرُهُ (3) قَالا فَمَا حَالُهُ قَالَ أَ تُرِیدُونَ أَنْ أُضَلِّلَكُمْ (4) قَالا فَبِأَیِّ شَیْ ءٍّ نَسْتَدِلُّ (5) عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ قَالَ كَانَ جَعْفَرٌ علیه السلام یَقُولُ تَأْتِی الْمَدِینَةَ فَتَقُولُ إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ فَیَقُولُونَ إِلَی فُلَانٍ وَ السِّلَاحُ عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ حَیْثُ مَا دَارَ دَارَ الْأَمْرُ وَ قَالا فَالسِّلَاحُ مَنْ یَعْرِفُهُ ثُمَّ قَالا جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ فَأَخْبِرْنَا بِشَیْ ءٍ نَسْتَدِلُّ بِهِ فَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ یَأْتِی أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنِ الشَّیْ ءِ فَیَبْتَدِی بِهِ (6) وَ یَأْتِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَیَبْتَدِی (7) بِهِ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَهُ قَالَ فَهَكَذَا كُنْتُمْ تَطْلُبُونَ مِنْ جَعْفَرٍ وَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ جَعْفَرٌ علیه السلام لَمْ نُدْرِكْهُ وَ قَدْ مَاتَ وَ الشِّیعَةُ مُجْتَمِعُونَ عَلَیْهِ وَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُمُ الْیَوْمَ مُخْتَلِفُونَ قَالَ مَا كَانُوا مُجْتَمِعِینَ عَلَیْهِ كَیْفَ یَكُونُونَ مُجْتَمِعِینَ عَلَیْهِ وَ كَانَ مَشْیَخَتُكُمْ وَ كُبَرَاؤُكُمْ یَقُولُونَ فِی إِسْمَاعِیلَ وَ هُمْ یَرَوْنَهُ یَشْرَبُ كَذَا وَ كَذَا فَیَقُولُونَ هُوَ أَجْوَدُ قَالُوا (8) إِسْمَاعِیلُ لَمْ یَكُنْ أَدْخَلَهُ فِی الْوَصِیَّةِ فَقَالَ قَدْ كَانَ أَدْخَلَهُ فِی كِتَابِ

ص: 158


1- فی نسخة: قالا: قد جاءكم و فی المصدر: قالا: قد جاء منكم.
2- فی نسخة: قال: و انه كافر هو.
3- فی نسخة: فلم نكفره و فی أخری: فلم لم تكفره و فی المصدر: فلو لم تكفره.
4- فی نسخة و فی المصدر: اضلكم.
5- فی نسخة: یستدل.
6- فی نسخة: فیبتدیه به.
7- فی نسخة: فیبتدیه به.
8- هكذا فی النسخة و فی المصدر، و استظهر المصنّف فی الهامش ان الصحیح: قالا.

الصَّدَقَةِ وَ كَانَ إِمَاماً فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِیلُ بْنُ أَبِی سَمَّالٍ (1) هُوَ اللَّهُ الَّذِی لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ الْكَذَا وَ الْكَذَا وَ اسْتَقْصَی یَمِینَهُ مَا سَرَّنِی أَنِّی زَعَمْتُ أَنَّكَ لَسْتَ هَكَذَا وَ لِی مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَوْ قَالَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا وَ قَدْ أَخْبَرْنَاكَ بِحَالِنَا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ قَدْ أَخْبَرْنَاكَ بِحَالِنَا فَمَا كَانَ حَالُ مَنْ كَانَ هَكَذَا مُسْلِمٌ هُوَ قَالَ أَمْسِكْ فَسَكَتَ (2).

بیان: لا یخفی تشویش الخبر و اضطرابه و النسخ فیه مختلفة ففی بعضها هكذا قال نعم قد جاءكم أنه من مات و لم یعرف إمامه مات میتة جاهلیة قال و هو كافر قالا فلم تكفره قالا فما حاله قال أ تریدون أن أضل لكم و فی بعضها قال نعم قالا قد جاء منكم إلی قوله قال و كافر هو قالا فلم لم نكفره قال فما حاله قالا أ تریدون أن أضللكم و فی بعضها قال نعم قد جاءكم إلی قوله قالا إنه كافر هو قال فلم نكفره (3) قالا فما حاله قال أ تریدون أن أضللكم.

فعلی الأول یمكن حمله علی أن المراد بقوله نعم إنی أجیبك ثم أجاب بما یدل علی عدم إیمانه ثم سألا عن سبب التكفیر فلما لم یجبهما استأنفا السؤال فقال علیه السلام أ تریدون أن أضللكم و أجیبكم بخلاف ما أعلم.

و علی الثانیة فالمعنی أنه أجاب بأنه مؤمن فاعترضا علیه بأن الحدیث المشهور یدل علی كفر من هذا حاله فأجاب علیه السلام علی الاستفهام الإنكاری و أنه كافر هو أی میتة الجاهلیة أعم من الكفر ببعض معانیه فاعترضا بأنا لم لم نكفره مع موته علی الجاهلیة ثم أعاد السؤال عن حاله فأجاب بقوله أ تریدون أن أضللكم أی أنسبكم

ص: 159


1- فی نسخة: و هو اللّٰه و فی أخری: فو اللّٰه.
2- رجال الكشّیّ: 294 و 295 (ط 1) و 400- 402 (ط 2).
3- قد عرفت ان الموجود فی المصدر: (فلو لم نكفره و لعلّ الصحیح هكذا: فلو لم نكفره فما حاله؟.

إلی الكفر و الضلال فإن هذا حالكم.

و علی الثالثة أجاب علیه السلام بالإجمال لمصلحة الحال فحكم أولا بإیمانهم ببعض المعانی للإیمان ثم روی ما یدل علی كفرهم فأراد أن یصرح بالكفر فأجاب علیه السلام بأنا لم نكفره بل روینا خبرا.

ثم قالا فما حاله فأجاب علیه السلام بأنكم مع إصراركم علی مذهبكم إن حكمت بكفركم یصیر سببا لزیادة ضلالكم و إنكاركم لی رأسا فلا أرید أن أضلكم و مع تشبیك النسخ و ضم بعضها مع بعض یحصل احتمالات أخری لا یخفی توجیهها علی من تأمل فیما ذكرنا.

ثم قالا فبأی علامة نستدل علی أهل الأرض أنك إمام أو علی أحد منهم أنه إمام فلما أجاب علیه السلام بالوصیة و السلاح قالا لا نعرف السلاح الیوم عند من هو ثم سألا عن الدلالة و اعترفا بأن العلم أو الإخبار بالضمیر دلیل الإمام فلما اعترفا بذلك ألزمهما علیهما السلام بأنكم كنتم تأتون الإمامین و تسألون عنهما كما تأتوننی و تسألون عنی فلم لا تقبلون منی مع أنكم تشهدون العلامة أو كنتما تنازعانهما مع وضوح الكفر أو المعنی أنكم كنتم تسألون منه العلامة و تجادلونه مثل ذلك ثم بعد المعرفة رأیتم العلامة.

أو هو علی الاستفهام الإنكاری أی أ كنتم تطلبون العلامة منهما علی وجه المجادلة و الإنكار أی لم یكن كذلك بل أتاهما الناس علی وجه القبول و الإذعان و طلب الحق فرأوا العلامة فرجعا عن قولهما و تمسكا بالإجماع علی الإمامین علیهما السلام و الاختلاف فیه علیه السلام.

فأجاب علیه السلام بأن مشایخكم و كبراءكم كانوا مختلفین فی الكاظم علیه السلام كما اختلفوا فیّ إذ جماعة منهم قالوا بإمامة إسماعیل مع أنه كان یشرب النبیذ و كانوا یقولون إن إسماعیل أجود من موسی علیه السلام أو القول به أجود من القول بموسی علیه السلام.

فقالا الأمر فی إسماعیل كان واضحا لأنه لم یكن داخلا فی الوصیة و إنما

ص: 160

لم یتمسكوا بظهور موته لأن هذا كان یبطل مذهبهم لأن موت الكاظم علیه السلام أیضا كان ظاهرا و لعله علیه السلام لهذا تعرض لإسماعیل للرد علیهم دون عبد اللّٰه لأن قصته كانت شبیهة بهذه القصة إذ جماعة منهم كانوا یقولون بغیبة إسماعیل و عدم موته.

فأجاب علیه السلام بأن الشبهة كانت فیه أیضا قائمة و إن لم یكن داخلا فی الوصیة لأنه كان داخلا فی كتاب الصدقات التی أوقفها الصادق علیه السلام أو كتّاب الصدقات جمع كاتب.

و كان إماما أی و كان الناس یأتمون به فی الصلاة أو كان الناس یزعمون أنه إمام قبل موته لأنه كان أكبر و قد اشتهر فیه البداء و یحتمل أن یكون حالا عن فاعل أدخله لكنه بعید.

قوله الكذا و الكذا أی غلظ فی الیمین بغیر ما ذكر من الأسماء العظام كالضار النافع المهلك المدرك و حاصل یمینه أنی لا یسرنی أن تكون لی الدنیا و ما فیها و لا تكون إماما أی إنی أحب بالطبع إمامتك لكنی متحیر فی الأمر ثم أخبره أخوه بمثله و أعاد السؤال الأول فأمره علیه السلام بالسكوت و یحتمل أن یكون أمسك فعلا.

و المشیخة بفتح المیم و الیاء و سكون الشین و بكسر الشین و سكون الیاء جمع الشیخ.

«31»-كش، رجال الكشی قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَةَ وَ مِمَّا وَقَّعَ (1) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَوَیْهِ الْبَیْهَقِیُّ وَ كَتَبْتُهُ مِنْ رُقْعَتِهِ أَنَّ أَهْلَ نَیْسَابُورَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِی دِینِهِمْ وَ خَالَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یُكَفِّرُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً (2) وَ بِهَا قَوْمٌ یَقُولُونَ إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله عَرَفَ جَمِیعَ لُغَاتِ أَهْلِ الْأَرْضِ (3) وَ لُغَاتِ الطُّیُورِ وَ جَمِیعَ مَا خَلَقَ اللَّهُ وَ كَذَلِكَ لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ فِی كُلِّ زَمَانٍ مَنْ یَعْرِفُ ذَلِكَ وَ یَعْلَمُ مَا یُضْمِرُ الْإِنْسَانُ وَ یَعْلَمُ مَا یَعْمَلُ أَهْلُ كُلِّ بِلَادٍ فِی بِلَادِهِمْ

ص: 161


1- فی نسخة: و ممّا رقع.
2- المصدر خال عن قوله: یكفر بعضهم بعضا.
3- فی نسخة: عرف جمیع اللغات من أهل الأرض.

وَ مَنَازِلِهِمْ وَ إِذَا لَقِیَ طِفْلَیْنِ فَیَعْلَمُ أَیُّهُمَا مُؤْمِنٌ وَ أَیُّهُمَا یَكُونُ مُنَافِقاً (1) وَ أَنَّهُ یَعْرِفُ أَسْمَاءَ جَمِیعِ مَنْ یَتَوَلَّاهُ فِی الدُّنْیَا وَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَ إِذَا رَأَی أَحَدَهُمْ عَرَفَهُ بِاسْمِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یُكَلِّمَهُ وَ یَزْعُمُونَ (2) جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَّ الْوَحْیَ لَا یَنْقَطِعُ وَ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَكُنْ عِنْدَهُ كَمَالُ الْعِلْمِ وَ لَا كَانَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِذَا حَدَثَ الشَّیْ ءُ فِی أَیِّ زَمَانٍ كَانَ وَ لَمْ یَكُنْ عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ صَاحِبِ الزَّمَانِ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ وَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ افْتَرَوْا إِثْماً عَظِیماً وَ بِهَا شَیْخٌ یُقَالُ لَهُ فَضْلُ بْنُ شَاذَانَ یُخَالِفُهُمْ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ وَ یُنْكِرُ عَلَیْهِمْ أَكْثَرَهَا وَ قَوْلُهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَوْقَ الْعَرْشِ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ جِسْمٌ (3) فَوَصَفَهُ بِخِلَافِ الْمَخْلُوقِینَ فِی جَمِیعِ الْمَعَانِی لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ إِنَّ مِنْ قَوْلِهِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ أَتَی بِكَمَالِ الدِّینِ وَ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ وَ جَاهَدَ فِی سَبِیلِهِ وَ عَبَدَهُ حَتَّی أَتَاهُ الْیَقِینُ وَ أَنَّهُ علیه السلام أَقَامَ رَجُلًا یَقُومُ مَقَامَهُ (4) مِنْ بَعْدِهِ فَعَلَّمَهُ مِنَ الْعِلْمِ الَّذِی أَوْحَی اللَّهُ فَعَرَفَ (5) ذَلِكَ الرَّجُلُ الَّذِی

ص: 162


1- فی المصدر: و أیّهما كان كافرا.
2- فی نسخة: و یزعم.
3- فی المصدر: و انه لیس بجسم و هو اقرب بالاعتبار لانه رحمه اللّٰه صنف كتاب النقض علی الاسكافی فی تقویة الجسم و اوفق أیضا بما بعده، و الحدیث یدلّ علی ذمّ الفضل بن شاذان و أصحابنا اعرضوا عنه و اتفقوا علی جلالة قدر الفضل و وثاقته و استشكلوا فی الحدیث بانه لم یثبت انه من خطه علیه السّلام.
4- فی نسخة: اقام مقامه رجلا یقوم مقامه و فی المصدر: اقام مقامه رجلا من بعده و فی طبعة اخری: اقام رجلا مقامه من بعده.
5- فی المصدر: اوحی اللّٰه إلیه یعرف.

عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ (1) وَ تَأْوِیلِ الْكِتَابِ وَ فَصْلِ الْخِطَابِ وَ كَذَلِكَ فِی كُلِّ زَمَانٍ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ یَكُونَ وَاحِدٌ یَعْرِفُ (2) هَذَا وَ هُوَ مِیرَاثٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَتَوَارَثُونَهُ وَ لَیْسَ یَعْلَمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ شَیْئاً مِنْ أَمْرِ الدِّینِ إِلَّا بِالْعِلْمِ الَّذِی وَرِثُوهُ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ هُوَ یُنْكِرُ الْوَحْیَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ قَدْ صَدَقَ فِی بَعْضٍ وَ كَذَبَ فِی بَعْضٍ وَ فِی آخِرِ الْوَرَقَةِ قَدْ فَهِمْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ كُلَّ مَا ذَكَرْتَ وَ یَأْبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُرْشِدَ أَحَدَكُمْ وَ أَنْ یَرْضَی عَنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُخَالِفُونَ مُعَطِّلُونَ (3) الدِّینَ لَا تَعْرِفُونَ إِمَاماً وَ لَا تَتَوَلَّوْنَ وَلِیّاً كُلَّمَا تَلَافَاكُمُ (4) اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِرَحْمَتِهِ وَ أَذِنَ لَنَا فِی دُعَائِكُمْ إِلَی الْحَقِّ وَ كَتَبْنَا إِلَیْكُمْ بِذَلِكَ وَ أَرْسَلْنَا إِلَیْكُمْ رَسُولًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ لَا تَلِجُوا (5) فِی الضَّلَالَةِ مِنْ بَعْدِ الْمَعْرِفَةِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْحُجَّةَ قَدْ لَزِمَتْ أَعْنَاقَكُمْ وَ اقْبَلُوا (6) نِعْمَتَهُ عَلَیْكُمْ تَدُمْ (7) لَكُمْ بِذَلِكَ السَّعَادَةُ فِی الدَّارَیْنِ عَنِ (8) اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ هَذَا الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ مَا لَنَا وَ لَهُ یُفْسِدُ عَلَیْنَا مَوَالِیَنَا وَ یُزَیِّنُ لَهُمُ الْأَبَاطِیلَ وَ كُلَّمَا كَتَبْنَا إِلَیْهِمْ كِتَاباً اعْتَرَضَ عَلَیْنَا فِی ذَلِكَ وَ أَنَا أَتَقَدَّمُ إِلَیْهِ أَنْ یَكُفَّ عَنَّا وَ إِلَّا (9) وَ اللَّهِ سَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ یَرْمِیَهُ بِمَرَضٍ لَا یَنْدَمِلُ جُرْحُهُ (10) فِی الدُّنْیَا وَ لَا فِی الْآخِرَةِ أَبْلِغْ (11)

ص: 163


1- فی نسخة: من العلم علم الحلال و الحرام.
2- فی المصدر: ممن یعرف.
3- فی المصدر: و مبطلون فی الدین.
4- تلافی الامر: تداركه. و فی المصدر: تلاقاكم.
5- فی المصدر: و لا تلحوا.
6- فی المصدر: فاقبلوا.
7- فی المصدر: تدوم.
8- فی نسخة: بمن اللّٰه.
9- فی نسخة: و انا.
10- فی المصدر: جرحه منه.
11- فی نسخة: اقرأ.

مَوَالِیَنَا هَدَاهُمُ اللَّهُ سَلَامِی وَ أَقْرِئْهُمْ هَذِهِ الرُّقْعَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی (1).

بیان: قوله فقال كذبوا أی كتب علیه السلام تحت هذا الفصل فی الكتاب كذبوا و قوله و بها شیخ تتمة الرقعة و قوله فقال قد صدق أی كتب علیه السلام بعد هذا الفصل من كلام الفضل هذا القول قوله علیه السلام و لا تلجوا إما مخفف من الولوج أو مشدد من اللجاج.

«32»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: ذَكَرْتُ الصَّوْتَ عِنْدَهُ فَقَالَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَانَ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَرُبَّمَا مَرَّ بِهِ الْمَارُّ فَصَعِقَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ وَ إِنَّ الْإِمَامَ لَوْ أَظْهَرَ مِنْ ذَلِكَ شَیْئاً لَمَا احْتَمَلَهُ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهِ قُلْتُ وَ لَمْ یَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُصَلِّی بِالنَّاسِ وَ یَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ یَحْمِلُ النَّاسَ مِنْ خَلْفِهِ مَا یُطِیقُونَ (2).

«33»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ مُعَنْعَناً عَنْ أَبِی خَلِیفَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَبُو عُبَیْدَةَ الْحَذَّاءُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ یَا جَارِیَةُ هَلُمِّی بِمِرْفَقَةٍ قُلْتُ بَلْ نَجْلِسُ قَالَ یَا أَبَا خَلِیفَةَ لَا تَرُدَّ الْكَرَامَةَ لِأَنَّ الْكَرَامَةَ لَا یَرُدُّهَا إِلَّا حِمَارٌ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام كَیْفَ لَنَا بِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ حَتَّی نَعْرِفَ قَالَ فَقَالَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی الَّذِینَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِی الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ إِذْ رَأَیْتَ هَذَا الرَّجُلَ مِنَّا فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ هُوَ صَاحِبُكَ (3).

أَقُولُ سَیَأْتِی فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ مِنْ تَفْسِیرِ النُّعْمَانِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْإِمَامُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْإِمَامَةِ لَهُ عَلَامَاتٌ فَمِنْهَا أَنْ یُعْلَمَ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا لَا یَزِلُّ فِی الْفُتْیَا وَ لَا یُخْطِئُ فِی الْجَوَابِ وَ لَا یَسْهُو وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یَلْهُو بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا (4)

ص: 164


1- رجال الكشّیّ: 334 (ط 1) و 452- 454 (ط 2).
2- أصول الكافی 2: 614 و 615.
3- تفسیر فرات: 99 فیه: إذا رأیت فی رجل منا فاتبعه فانه صاحبك.
4- فی المصدر: لا یلهوه شی ء من أمور الدنیا.

وَ الثَّانِی أَنْ یَكُونَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ وَ ضُرُوبِ أَحْكَامِهِ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ جَمِیعِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ فَیَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ (1) وَ یَسْتَغْنِی عَنْهُمْ وَ الثَّالِثُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَشْجَعَ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِئَةُ الْمُؤْمِنِینَ الَّتِی یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا إِنِ انْهَزَمَ مِنَ الزَّحْفِ انْهَزَمَ النَّاسُ لِانْهِزَامِهِ وَ الرَّابِعُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ أَسْخَی النَّاسِ وَ إِنْ بَخِلَ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ (2) لِأَنَّهُ إِنِ اسْتَوْلَی الشُّحُّ عَلَیْهِ شَحَّ بِمَا فِی یَدَیْهِ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِینَ الْخَامِسُ الْعِصْمَةُ مِنْ جَمِیعِ الذُّنُوبِ وَ بِذَلِكَ یَتَمَیَّزُ عَنِ الْمَأْمُومِینَ الَّذِینَ هُمْ غَیْرُ مَعْصُومِینَ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنْ مَعْصُوماً لَمْ یُؤْمَنْ عَلَیْهِ أَنْ یَدْخُلَ فِیمَا یَدْخُلُ النَّاسُ فِیهِ مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ الْمُهْلِكَاتِ وَ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ لَوْ دَخَلَ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ لَاحْتَاجَ إِلَی مَنْ یُقِیمُ عَلَیْهِ الْحُدُودَ فَیَكُونُ حِینَئِذٍ إِمَاماً مَأْمُوماً وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ إِمَامٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَ أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَعْلَمَ النَّاسِ فَإِنَّهُ لَوْ لَمْ یَكُنْ عَالِماً لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ یَقْلِبَ الْأَحْكَامَ (3) وَ الْحُدُودَ وَ تَخْتَلِفَ عَلَیْهِ الْقَضَایَا الْمُشْكِلَةُ فَلَا یُجِیبُ عَنْهَا أَوْ یُجِیبُ عَنْهَا ثُمَّ یُجِیبُ بِخِلَافِهَا (4) وَ أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَشْجَعَ النَّاسِ فَبِمَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ لَا یَصِحُّ أَنْ یَنْهَزِمَ (5) فَیَبُوءُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ هَذِهِ لَا یَصِحُّ أَنْ تَكُونَ صِفَةَ الْإِمَامِ وَ أَمَّا وُجُوبُ كَوْنِهِ أَسْخَی النَّاسِ فَبِمَا قَدَّمْنَاهُ (6) وَ ذَلِكَ لَا یَلِیقُ بِالْإِمَامِ وَ سَاقَهُ

ص: 165


1- المصدر خال عن قوله: فیحتاج الناس إلیه.
2- فی المصدر: و ان بخل الناس كلهم.
3- فی المصدر: فانه لو لم یكن اعلم الناس لم یؤمن علیه تقلب الاحكام.
4- فی المصدر: فلا یجیب عنها او یجیب عنها بخلافها.
5- فی المصدر: فلما قدمنا انه لا یجوز ان ینهزم.
6- فی المصدر: فلما قدمنا.

بِطُولِهِ إِلَی أَنْ قَالَ رَدّاً عَلَی مُسْتَحِلِّی الْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمَّا عَجَزُوا عَنْ إِقَامَةِ الْأَحْكَامِ عَلَی مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ عَدَلُوا عَنْ أَخْذِهَا مِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَی عِبَادِهِ مِمَّنْ لَا یَزِلُّ وَ لَا یُخْطِئُ وَ لَا یَنْسَی الَّذِینَ أَنْزَلَ اللَّهُ كِتَابَهُ عَلَیْهِمْ وَ أَمَرَ الْأُمَّةَ بِرَدِّ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْأَحْكَامِ إِلَیْهِمْ وَ طَلَبُوا الرِّئَاسَةَ رَغْبَةً فِی حُطَامِ الدُّنْیَا وَ رَكِبُوا طَرِیقَ أَسْلَافِهِمْ مِمَّنِ ادَّعَی مَنْزِلَةَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ لَزِمَهُمُ الْمُعْجِزُ (1) فَادَّعَوْا أَنَّ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ وَاجِبٌ (2).

«34»-كا، الكافی عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قِیلَ لَهُ بِأَیِّ شَیْ ءٍ یُعْرَفُ الْإِمَامُ قَالَ بِالْوَصِیَّةِ الظَّاهِرَةِ وَ بِالْفَضْلِ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یَسْتَطِیعُ أَحَدٌ أَنْ یَطْعَنَ عَلَیْهِ فِی فَمٍ وَ لَا بَطْنٍ وَ لَا فَرْجٍ فَیُقَالَ كَذَّابٌ وَ یَأْكُلُ أَمْوَالَ النَّاسِ وَ مَا أَشْبَهَ هَذَا (3).

«35»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی (4) عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا عَلَامَةُ الْإِمَامِ الَّذِی بَعْدَ الْإِمَامِ فَقَالَ طَهَارَةُ الْوِلَادَةِ وَ حُسْنُ الْمَنْشَإِ وَ لَا یَلْهُو وَ لَا یَلْعَبُ (5).

بیان: حسن المنشإ أن یظهر منه آثار الفضل و الكمال من حد الصبا إلی آخر العمر (6) و أما طهارة الولادة فظاهر أن المراد به أن لا یطعن فی نسبه و ربما قیل أرید به أن یولد مختونا مسرورا منقی من الدم و الكثافات و لا یخفی بعده.

«36»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الدَّلَالَةِ عَلَی صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ الدَّلَالَةُ عَلَیْهِ

ص: 166


1- فی المصدر: لزمهم العجز.
2- المحكم و المتشابه: 79 و 124.
3- أصول الكافی 1: 284.
4- فی المصدر: لابی جعفر علیه السّلام.
5- أصول الكافی 1: 284.
6- و یمكن أن تكون حسن المنشأ إشارة الی لزوم كونه من أهل بیت الفضل و الدین و التقی.

الْكِبَرُ (1) وَ الْفَضْلُ وَ الْوَصِیَّةُ إِذَا قَدِمَ الرَّكْبُ الْمَدِینَةَ فَقَالُوا إِلَی مَنْ أَوْصَی فُلَانٌ قِیلَ إِلَی فُلَانٍ (2) وَ دُورُوا مَعَ السِّلَاحِ حَیْثُ مَا دَارَ فَأَمَّا الْمَسَائِلُ فَلَیْسَ فِیهَا حُجَّةٌ (3).

بیان: أی لیس فیها حجة للعوام لعدم تمییزهم بین الحق و الباطل.

«37»-نهج، نهج البلاغة قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی بَعْضِ خُطَبِهِ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لَا یَنْبَغِی أَنْ یَكُونَ (4) عَلَی الْفُرُوجِ وَ الدِّمَاءِ وَ الْمَغَانِمِ وَ الْأَحْكَامِ وَ إِمَامَةِ الْمُسْلِمِینَ الْبَخِیلُ فَتَكُونَ فِی أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ وَ لَا الْجَاهِلُ فَیُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ وَ لَا الْجَافِی فَیَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ وَ لَا الْحَائِفُ (5) لِلدُّوَلِ فَیَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ وَ لَا الْمُرْتَشِی فِی الْحُكْمِ فَیَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ وَ یَقِفَ بِهَا دُونَ الْمَقَاطِعِ وَ لَا الْمُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَیُهْلِكَ الْأُمَّةَ (6).

بیان: النهمة بالفتح الحاجة و بلوغ الهمة و الحاجة و الشهوة فی الشی ء و بالتحریك كما فی بعض النسخ إفراط الشهوة فی الطعام و الجفاء خلاف البر و الصلة و الغلظة فی الخلق فیقطعهم بجفائه أی عن حاجتهم لغلظته علیهم أو بعضهم عن بعض لأنه یصیر سببا لتفرقتهم و الحائف بالمهملة الظالم و الدول بالضم جمع دولة و هی المال الذی یتداول به فالمعنی الذی یجور و لا یقسم بالسویة و كما فرض اللّٰه فیتخذ قوما مصرفا أو حبیبا فیعطیهم ما شاء و یمنع آخرین حقوقهم.

و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة و الدول بالكسر جمع دولة بالفتح و هی الغلبة فی الحرب و غیره و انقلاب الزمان فالمراد الذی یخاف تقلبات الدهر و غلبة أعدائه فیتخذ قوما یتوقع نصرهم و نفعهم فی دنیاه و یقویهم بتفضیل العطاء و غیره و یضعف آخرین.

ص: 167


1- بكسر الكاف و ضمه: الشرف و الرفعة.
2- فی المصدر: الی فلان بن فلان.
3- أصول الكافی 1: 285.
4- فی المصدر: أن یكون الوالی.
5- فی نسخة: و لا الخائف.
6- نهج البلاغة 1: 267 و 268.

و فی بعضها بالمعجمة و ضم الدال أی الذی یخاف ذهاب الأموال و عدمها عند الحاجة فیذهب بالحقوق أی یبطلها و یقف بها دون المقاطع أی یجعلها موقوفة عند مواضع قطعها فلا یحكم بها بل یحكم بالباطل أو یسوف فی الحكم حتی یضطر المحق و یرضی بالصلح و یحتمل أن یكون دون بمعنی غیر أی یقف بها فی غیر مقاطعها و هو الباطل.

«38»-كا، الكافی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: لِلْإِمَامِ عَشْرُ عَلَامَاتٍ یُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً وَ إِذَا وَقَعَ عَلَی الْأَرْضِ وَقَعَ عَلَی رَاحَتَیْهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ لَا یُجْنِبُ وَ تَنَامُ عَیْنُهُ وَ لَا یَنَامُ قَلْبُهُ وَ لَا یَتَثَاءَبُ وَ لَا یَتَمَطَّی وَ یَرَی مِنْ خَلْفِهِ كَمَا یَرَی مِنْ أَمَامِهِ (1) وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ وَ الْأَرْضُ مُوَكَّلَةٌ بِسَتْرِهِ وَ ابْتِلَاعِهِ وَ إِذَا لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَتْ عَلَیْهِ وَفْقاً وَ إِذَا لَبِسَهُ غَیْرُهُ مِنَ النَّاسِ طَوِیلُهُمْ وَ قَصِیرُهُمْ زَادَتْ عَلَیْهِ شِبْراً وَ هُوَ مُحَدَّثٌ إِلَی أَنْ تَنْقَضِیَ أَیَّامُهُ (2).

توضیح: الظاهر أن المختون تفسیر للمطهر فإن إطلاق التطهیر علی الختان شائع فی عرف الشرع و الكلینی رحمه اللّٰه عنون باب الختان بالتطهیر (3).

و عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله طهروا أولادكم یوم السابع الخبر. (4) و ربما یحمل التطهیر هنا علی سقوط السرة فیكون قوله مختونا تأسیسا و یحتمل أن یراد به عدم التلوث بالدم و الكثافات كما أشرنا إلیه سابقا و علی الأخیرین عدّا علامة واحدة لتشابههما و شمول معنی واحد لهما و هو تطهره عما ینبغی تطهیره عنه.

ص: 168


1- قدامه خ ل.
2- أصول الكافی 1: 388.
3- فروع الكافی 2: 91.
4- یوجد الحدیث فی الفروع 2: 91.

و إذا وقع هی الثانیة و لا یجنب الثالثة (1) أی لا یحتلم كما مر فی الخبر الأول و غیره أو أنه لا یلحقه خبث الجنابة و إن وجب علیه الغسل تعبدا

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا سَیَأْتِی فِی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یُجْنِبَ فِی هَذَا الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِی فَإِنَّهُ مِنِّی.

وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا یَحِلُّ لِجُنُبٍ إِلَّا لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ.

و تنام عینه هی الرابعة أی لا یری الأشیاء فی النوم ببصره و لكن یراها و یعلمها بقلبه و لا یغیر النوم منه شیئا كما مر و التثاؤب مهموزا من باب التفعل كسل ینفتح الفم عنده و لا یسمع صاحبه حینئذ صوتا و التمطی التمدد بالیدین طبعا و عدهما معا الخامسة لتشابههما فی الأسباب و یری من خلفه هی السادسة و نجوه هی السابعة و النجو الغائط و فیه تقدیر مضاف أی رائحة نجوه و الأرض موكلة هی الثامنة و یمكن عدها مع السابعة علامة واحدة و عد التثاؤب و التمطی أو التطهر و الختان علی بعض الاحتمالات علامتین و إذا لبس هی التاسعة وفقا أی موافقا و هو محدث هی العاشرة.

«39»-الْبُرْسِیُّ فِی مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: یَا طَارِقُ الْإِمَامُ كَلِمَةُ اللَّهِ وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ وَجْهُ اللَّهِ وَ نُورُ اللَّهِ وَ حِجَابُ اللَّهِ وَ آیَةُ اللَّهِ یَخْتَارُهُ اللَّهُ وَ یَجْعَلُ فِیهِ مَا یَشَاءُ وَ یُوجِبُ لَهُ بِذَلِكَ الطَّاعَةَ وَ الْوَلَایَةَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ فَهُوَ وَلِیُّهُ فِی سَمَاوَاتِهِ وَ أَرْضِهِ أَخَذَ لَهُ بِذَلِكَ الْعَهْدَ عَلَی جَمِیعِ عِبَادِهِ فَمَنْ تَقَدَّمَ عَلَیْهِ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ فَهُوَ یَفْعَلُ مَا یَشَاءُ وَ إِذَا شَاءَ اللَّهُ شَاءَ وَ یُكْتَبُ عَلَی عَضُدِهِ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلًا فَهُوَ الصِّدْقُ وَ الْعَدْلُ وَ یُنْصَبُ لَهُ عَمُودٌ مِنْ نُورٍ مِنَ الْأَرْضِ إِلَی السَّمَاءِ یَرَی فِیهِ أَعْمَالَ الْعِبَادِ وَ یُلْبَسُ الْهَیْبَةَ وَ عِلْمَ الضَّمِیرِ (2) وَ یَطَّلِعُ عَلَی الْغَیْبِ (3) وَ یَرَی مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فَلَا یَخْفَی

ص: 169


1- أی هی العلامة الثالثة.
2- فی نسخة: و یعلم ما فی الضمیر.
3- زاد فی نسخة: و یعطی التصرف علی الإطلاق.

عَلَیْهِ شَیْ ءٌ مِنْ عَالَمِ الْمُلْكِ وَ الْمَلَكُوتِ وَ یُعْطَی مَنْطِقَ الطَّیْرِ عِنْدَ وَلَایَتِهِ فَهَذَا الَّذِی یَخْتَارُهُ اللَّهُ لِوَحْیِهِ وَ یَرْتَضِیهِ لِغَیْبِهِ وَ یُؤَیِّدُهُ بِكَلِمَتِهِ وَ یُلَقِّنُهُ حِكْمَتَهُ وَ یَجْعَلُ قَلْبَهُ مَكَانَ مَشِیَّتِهِ وَ یُنَادِی لَهُ بِالسَّلْطَنَةِ وَ یُذْعِنُ لَهُ بِالْإِمْرَةِ (1) وَ یَحْكُمُ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْإِمَامَةَ مِیرَاثُ الْأَنْبِیَاءِ وَ مَنْزِلَةُ الْأَصْفِیَاءِ وَ خِلَافَةُ اللَّهِ وَ خِلَافَةُ رُسُلِ اللَّهِ فَهِیَ عِصْمَةٌ وَ وَلَایَةٌ وَ سَلْطَنَةٌ وَ هِدَایَةٌ وَ إِنَّهُ تَمَامُ الدِّینِ وَ رُجُحُ الْمَوَازِینَ الْإِمَامُ دَلِیلٌ لِلْقَاصِدِینَ وَ مَنَارٌ لِلْمُهْتَدِینَ وَ سَبِیلُ السَّالِكِینَ وَ شَمْسٌ مُشْرِقَةٌ فِی قُلُوبِ الْعَارِفِینَ وَلَایَتُهُ سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ وَ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةٌ فِی الْحَیَاةِ وَ عُدَّةٌ (2) بَعْدَ الْمَمَاتِ وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِینَ وَ شَفَاعَةُ الْمُذْنِبِینَ وَ نَجَاةُ الْمُحِبِّینَ وَ فَوْزُ التَّابِعِینَ لِأَنَّهَا رَأْسُ الْإِسْلَامِ وَ كَمَالُ الْإِیمَانِ وَ مَعْرِفَةُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ تَبْیِینُ الْحَلَالِ (3) مِنَ الْحَرَامِ فَهِیَ مَرْتَبَةٌ لَا یَنَالُهَا إِلَّا مَنِ اخْتَارَهُ اللَّهُ وَ قَدَّمَهُ وَ وَلَّاهُ وَ حَكَّمَهُ فَالْوَلَایَةُ هِیَ حِفْظُ الثُّغُورِ وَ تَدْبِیرُ الْأُمُورِ وَ تَعْدِیدُ الْأَیَّامِ وَ الشُّهُورِ (4) الْإِمَامُ الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَی الظَّمَإِ وَ الدَّالُّ عَلَی الْهُدَی الْإِمَامُ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ الْمُطَّلِعُ عَلَی الْغُیُوبِ الْإِمَامُ هُوَ الشَّمْسُ الطَّالِعَةُ عَلَی الْعِبَادِ بِالْأَنْوَارِ فَلَا تَنَالُهُ الْأَیْدِی وَ الْأَبْصَارُ وَ إِلَیْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَی وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ (5) وَ الْمُؤْمِنُونَ عَلِیٌّ وَ عِتْرَتُهُ فَالْعِزَّةُ لِلنَّبِیِّ وَ لِلْعِتْرَةِ وَ النَّبِیُّ وَ الْعِتْرَةُ لَا یَفْتَرِقَانِ فِی الْعِزَّةِ إِلَی آخِرِ الدَّهْرِ فَهُمْ رَأْسُ دَائِرَةِ الْإِیمَانِ وَ قُطْبُ الْوُجُودِ وَ سَمَاءُ الْجُودِ وَ شَرَفُ الْمَوْجُودِ وَ ضَوْءُ شَمْسِ الشَّرَفِ وَ نُورُ قَمَرِهِ وَ أَصْلُ الْعِزِّ وَ الْمَجْدِ وَ مَبْدَؤُهُ وَ مَعْنَاهُ وَ مَبْنَاهُ فَالْإِمَامُ هُوَ السِّرَاجُ الْوَهَّاجُ وَ السَّبِیلُ وَ الْمِنْهَاجُ وَ الْمَاءُ الثَّجَّاجُ وَ الْبَحْرُ الْعَجَّاجُ وَ الْبَدْرُ الْمُشْرِقُ وَ الْغَدِیرُ

ص: 170


1- الإمرة بالكسر: الامارة و الولایة.
2- العدة: ما اعددته لحوادث الدهر من مال و سلاح.
3- فی نسخة: و سنن الحلال.
4- فی نسخة: (و هی بعدد الأیّام و الشهور) و لعله مصحف: و هی بعدد الشهور.
5- المنافقون: 8.

الْمُغْدِقُ وَ الْمَنْهَجُ الْوَاضِحُ الْمَسَالِكِ وَ الدَّلِیلُ إِذَا عَمَّتِ الْمَهَالِكُ وَ السَّحَابُ الْهَاطِلُ وَ الْغَیْثُ الْهَامِلُ (1) وَ الْبَدْرُ الْكَامِلُ وَ الدَّلِیلُ الْفَاضِلُ وَ السَّمَاءُ الظَّلِیلَةُ وَ النِّعْمَةُ الْجَلِیلَةُ وَ الْبَحْرُ الَّذِی لَا یُنْزَفُ وَ الشَّرَفُ الَّذِی لَا یُوصَفُ وَ الْعَیْنُ الْغَزِیرَةُ وَ الرَّوْضَةُ الْمَطِیرَةُ وَ الزَّهْرُ الْأَرِیجُ وَ الْبَدْرُ الْبَهِیجُ (2) وَ النَّیِّرُ اللَّائِحُ وَ الطِّیبُ الْفَائِحُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَ الْمَتْجَرُ الرَّابِحُ وَ الْمَنْهَجُ الْوَاضِحُ وَ الطِّیبُ الرَّفِیقُ (3) وَ الْأَبُ الشَّفِیقُ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِی الدَّوَاهِی (4) وَ الْحَاكِمُ وَ الْآمِرُ وَ النَّاهِی مُهَیْمِنُ (5) اللَّهِ عَلَی الْخَلَائِقِ وَ أَمِینُهُ عَلَی الْحَقَائِقِ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ مَحَجَّتُهُ فِی أَرْضِهِ وَ بِلَادِهِ مُطَهَّرٌ مِنَ الذُّنُوبِ مُبَرَّأٌ مِنَ الْعُیُوبِ مُطَّلِعٌ عَلَی الْغُیُوبِ ظَاهِرُهُ أَمْرٌ لَا یُمْلَكُ وَ بَاطِنُهُ غَیْبٌ لَا یُدْرَكُ وَاحِدُ دَهْرِهِ وَ خَلِیفَةُ اللَّهِ فِی نَهْیِهِ وَ أَمْرِهِ لَا یُوجَدُ لَهُ مَثِیلٌ وَ لَا یَقُومُ لَهُ بَدِیلٌ فَمَنْ ذَا یَنَالُ مَعْرِفَتَنَا أَوْ یَعْرِفُ دَرَجَتَنَا أَوْ یَشْهَدُ كَرَامَتَنَا أَوْ یُدْرِكُ مَنْزِلَتَنَا حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْأَفْهَامُ (6) فِیمَا أَقُولُ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الْعُلَمَاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ خَرِسَتِ الْبُلَغَاءُ وَ لَكِنَتِ الْخُطَبَاءُ وَ عَجَزَتِ الْفُصَحَاءُ وَ تَوَاضَعَتِ الْأَرْضُ وَ السَّمَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنِ الْأَوْلِیَاءِ وَ هَلْ یُعْرَفُ أَوْ یُوصَفُ أَوْ یُعْلَمُ أَوْ یُفْهَمُ أَوْ یُدْرَكُ أَوْ یُمْلَكُ مَنْ هُوَ شُعَاعُ جَلَالِ الْكِبْرِیَاءِ وَ شَرَفُ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ جَلَّ مَقَامُ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ وَصْفِ الْوَاصِفِینَ وَ

ص: 171


1- الوهاج: شدید الاتقاد. الثجاج: سیال شدید الانصباب. العجاج: الصیاح. والمغدق من غدق عین الماء : غزرت وعذبت ویقال : هطل المطر أی نزل متتابعا متفرقا عظیم القطر. ویقال : هملت عینه ای فاضت دموعا. والسماء : دام مطرها فی سكون.
2- البهیج: الحسن.
3- لعله مصحف و الطبیب الرفیق.
4- الدواهی: المصیبة و النوائب و الشدائد.
5- المهیمن بمعنی المؤتمن و الشاهد، و القائم علی الخلق باعمالهم و أرزاقهم.
6- حار: تحیر. تاه: تحیر، ضل.

نَعْتِ النَّاعِتِینَ وَ أَنْ یُقَاسَ بِهِمْ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِینَ كَیْفَ وَ هُمُ الْكَلِمَةُ الْعَلْیَاءُ وَ التَّسْمِیَةُ الْبَیْضَاءُ وَ الْوَحْدَانِیَّةُ الْكُبْرَی الَّتِی أَعْرَضَ عَنْهَا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّی وَ حِجَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الْأَعْلَی فَأَیْنَ الِاخْتِیَارُ مِنْ هَذَا وَ أَیْنَ الْعُقُولُ مِنْ هَذَا وَ مَنْ (1) ذَا عَرَفَ أَوْ وَصَفَ مَنْ وَصَفْتُ (2) ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ فِی غَیْرِ آلِ مُحَمَّدٍ كَذَبُوا وَ زَلَّتْ أَقْدَامُهُمْ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ رَبّاً وَ الشَّیَاطِینَ حِزْباً كُلُّ ذَلِكَ بِغْضَةً لِبَیْتِ الصَّفْوَةِ وَ دَارِ الْعِصْمَةِ وَ حَسَداً لِمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ وَ الْحِكْمَةِ وَ زَیَّنَ لَهُمُ الشَّیْطانُ أَعْمالَهُمْ فَتَبّاً لَهُمْ وَ سُحْقاً (3) كَیْفَ اخْتَارُوا إِمَاماً جَاهِلًا عَابِداً لِلْأَصْنَامِ جَبَاناً یَوْمَ الزِّحَامِ وَ الْإِمَامُ یَجِبُ أَنْ یَكُونَ عَالِماً لَا یَجْهَلُ وَ شُجَاعاً لَا یَنْكُلُ لَا یَعْلُو عَلَیْهِ حَسَبٌ وَ لَا یُدَانِیهِ نَسَبٌ فَهُوَ فِی الذِّرْوَةِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ الشَّرَفِ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْبَقِیَّةِ مِنْ إِبْرَاهِیمَ وَ النَّهْجِ (4) مِنَ النَّبْعِ الْكَرِیمِ وَ النَّفْسِ مِنَ الرَّسُولِ وَ الرِّضَی مِنَ اللَّهِ وَ الْقَوْلِ عَنِ اللَّهِ فَهُوَ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ عَالِمٌ بِالسِّیَاسَةِ قَائِمٌ بِالرِّئَاسَةِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ إِلَی یَوْمِ السَّاعَةِ أَوْدَعَ اللَّهُ قَلْبَهُ سِرَّهُ وَ أَطْلَقَ بِهِ لِسَانَهُ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُوَفَّقٌ لَیْسَ بِجَبَانٍ وَ لَا جَاهِلٍ فَتَرَكُوهُ یَا طَارِقُ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ وَ الْإِمَامُ یَا طَارِقُ بَشَرٌ مَلَكِیٌّ وَ جَسَدٌ سَمَاوِیٌّ وَ أَمْرٌ إِلَهِیٌّ وَ رُوحٌ قُدْسِیٌّ وَ مَقَامٌ عَلِیٌّ وَ نُورٌ جَلِیٌّ وَ سِرٌّ خَفِیٌّ فَهُوَ مَلَكُ الذَّاتِ إِلَهِیُّ الصِّفَاتِ زَائِدُ الْحَسَنَاتِ عَالِمٌ بِالْمُغَیَّبَاتِ خَصّاً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ نَصّاً مِنَ الصَّادِقِ الْأَمِینِ

ص: 172


1- فی نسخة: و ما ذا عرف.
2- فی نسخة: ما وصف.
3- تباله أی الزمه اللّٰه خسرانا و هلاكا. و سحقا ای ابعده اللّٰه.
4- فی نسخة: و الشمخ من النبع الكریم.

وَ هَذَا كُلُّهُ لِآلِ مُحَمَّدٍ لَا یُشَارِكُهُمْ فِیهِ مُشَارِكٌ لِأَنَّهُمْ مَعْدِنُ التَّنْزِیلِ وَ مَعْنَی التَّأْوِیلِ وَ خَاصَّةُ الرَّبِّ الْجَلِیلِ وَ مَهْبِطُ الْأَمِینِ جَبْرَئِیلَ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ سِرُّهُ وَ كَلِمَتُهُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الصَّفْوَةِ عَیْنُ الْمَقَالَةِ وَ مُنْتَهَی الدَّلَالَةِ وَ مُحْكَمُ الرِّسَالَةِ وَ نُورُ الْجَلَالَةِ جَنْبُ اللَّهِ وَ وَدِیعَتُهُ وَ مَوْضِعُ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ مِفْتَاحُ حِكْمَتِهِ وَ مَصَابِیحُ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ یَنَابِیعُ نِعْمَتِهِ السَّبِیلُ إِلَی اللَّهِ وَ السَّلْسَبِیلُ وَ الْقِسْطَاسُ الْمُسْتَقِیمُ وَ الْمِنْهَاجُ الْقَوِیمُ وَ الذِّكْرُ الْحَكِیمُ وَ الْوَجْهُ الْكَرِیمُ وَ النُّورُ الْقَدِیمُ أَهْلُ التَّشْرِیفِ وَ التَّقْوِیمِ وَ التَّقْدِیمِ وَ التَّعْظِیمِ وَ التَّفْضِیلِ خُلَفَاءُ النَّبِیِّ الْكَرِیمِ وَ أَبْنَاءُ الرَّءُوفِ الرَّحِیمِ (1) وَ أُمَنَاءُ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ الطَّرِیقُ الْأَقْوَمُ مَنْ عَرَفَهُمْ وَ أَخَذَ عَنْهُمْ فَهُوَ مِنْهُمْ وَ إِلَیْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (2) خَلَقَهُمُ اللَّهُ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ وَلَّاهُمْ أَمْرَ مَمْلَكَتِهِ فَهُمْ سِرُّ اللَّهِ الْمَخْزُونُ وَ أَوْلِیَاؤُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَمْرُهُ بَیْنَ الْكَافِ وَ النُّونِ (3) إِلَی اللَّهِ یَدْعُونَ وَ عَنْهُ یَقُولُونَ وَ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ عِلْمُ الْأَنْبِیَاءِ فِی عِلْمِهِمْ وَ سِرُّ الْأَوْصِیَاءِ فِی سِرِّهِمْ وَ عِزُّ الْأَوْلِیَاءِ فِی عِزِّهِمْ كَالْقَطْرَةِ فِی الْبَحْرِ وَ الذَّرَّةِ فِی الْقَفْرِ وَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ عِنْدَ الْإِمَامِ كَیَدِهِ مِنْ رَاحَتِهِ یَعْرِفُ ظَاهِرَهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ یَعْلَمُ بَرَّهَا مِنْ فَاجِرِهَا وَ رَطْبَهَا وَ یَابِسَهَا لِأَنَّ اللَّهَ عَلَّمَ نَبِیَّهُ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا یَكُونُ وَ وَرِثَ ذَلِكَ السِّرَّ الْمَصُونَ الْأَوْصِیَاءُ الْمُنْتَجَبُونَ وَ مَنْ أَنْكَرَتْ ذَلِكَ فَهُوَ شَقِیٌّ مَلْعُونٌ یَلْعَنُهُ اللَّهُ وَ یَلْعَنُهُ اللَّاعِنُونَ وَ كَیْفَ یَفْرِضُ اللَّهُ عَلَی عِبَادِهِ طَاعَةَ مَنْ یُحْجَبُ عَنْهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ تَنْصَرِفُ إِلَی سَبْعِینَ وَجْهاً وَ كُلُّ مَا فِی الذِّكْرِ الْحَكِیمِ وَ الْكِتَابِ الْكَرِیمِ وَ الْكَلَامِ الْقَدِیمِ مِنْ آیَةٍ تُذْكَرُ فِیهَا الْعَیْنُ وَ الْوَجْهُ وَ الْیَدُ وَ الْجَنْبُ فَالْمُرَادُ مِنْهَا الْوَلِیُ

ص: 173


1- المراد به النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- إبراهیم: 36.
3- زاد فی نسخة: لا بل هم الكاف و النون.

لِأَنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ وَ وَجْهُ اللَّهِ یَعْنِی حَقَّ اللَّهِ وَ عِلْمَ اللَّهِ وَ عَیْنَ اللَّهِ وَ یَدَ اللَّهِ فَهُمُ الْجَنْبُ الْعَلِیُّ وَ الْوَجْهُ الرَّضِیُّ وَ الْمَنْهَلُ الرَّوِیُّ وَ الصِّرَاطُ السَّوِیُّ وَ الْوَسِیلَةُ إِلَی اللَّهِ وَ الْوُصْلَةُ إِلَی عَفْوِهِ وَ رِضَاهُ سِرُّ الْوَاحِدِ وَ الْأَحَدِ فَلَا یُقَاسُ بِهِمْ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ فَهُمْ خَاصَّةُ اللَّهِ وَ خَالِصَتُهُ وَ سِرُّ الدَّیَّانِ وَ كَلِمَتُهُ وَ بَابُ الْإِیمَانِ وَ كَعْبَتُهُ وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ مَحَجَّتُهُ وَ أَعْلَامُ الْهُدَی وَ رَایَتُهُ وَ فَضْلُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ عَیْنُ الْیَقِینِ وَ حَقِیقَتُهُ وَ صِرَاطُ الْحَقِّ وَ عِصْمَتُهُ وَ مَبْدَأُ الْوُجُودِ وَ غَایَتُهُ وَ قُدْرَةُ الرَّبِّ وَ مَشِیَّتُهُ وَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ خَاتِمَتُهُ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ دَلَالَتُهُ وَ خَزَنَةُ الْوَحْیِ وَ حَفَظَتُهُ وَ آیَةُ الذِّكْرِ وَ تَرَاجِمَتُهُ وَ مَعْدِنُ التَّنْزِیلِ وَ نِهَایَتُهُ فَهُمُ الْكَوَاكِبُ الْعُلْوِیَّةُ وَ الْأَنْوَارُ الْعَلَوِیَّةُ الْمُشْرِقَةُ مِنْ شَمْسِ الْعِصْمَةِ الْفَاطِمِیَّةِ فِی سَمَاءِ الْعَظَمَةِ الْمُحَمَّدِیَّةِ وَ الْأَغْصَانُ النَّبَوِیَّةُ النَّابِتَةُ فِی دَوْحَةِ الْأَحْمَدِیَّةِ وَ الْأَسْرَارُ الْإِلَهِیَّةُ الْمُودَعَةُ فِی الْهَیَاكِلِ الْبَشَرِیَّةِ وَ الذُّرِّیَّةُ الزَّكِیَّةُ وَ الْعِتْرَةُ الْهَاشِمِیَّةُ الْهَادِیَةُ الْمَهْدِیَّةُ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ وَ الْعِتْرَةُ الْمَعْصُومُونَ وَ الذُّرِّیَّةُ الْأَكْرَمُونَ وَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَ الْكُبَرَاءُ الصِّدِّیقُونَ وَ الْأَوْصِیَاءُ الْمُنْتَجَبُونَ وَ الْأَسْبَاطُ الْمَرْضِیُّونَ وَ الْهُدَاةُ الْمَهْدِیُّونَ وَ الْغُرُّ الْمَیَامِینُ مِنْ آلِ طه وَ یَاسِینَ وَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ اسْمُهُمْ مَكْتُوبٌ عَلَی الْأَحْجَارِ وَ عَلَی أَوْرَاقِ الْأَشْجَارِ وَ عَلَی أَجْنِحَةِ الْأَطْیَارِ وَ عَلَی أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ عَلَی الْعَرْشِ وَ الْأَفْلَاكِ وَ عَلَی أَجْنِحَةِ الْأَمْلَاكِ وَ عَلَی حُجُبِ الْجَلَالِ وَ سُرَادِقَاتِ الْعِزِّ وَ الْجَمَالِ وَ بِاسْمِهِمْ تُسَبِّحُ الْأَطْیَارُ وَ تَسْتَغْفِرُ لِشِیعَتِهِمُ الْحِیتَانُ فِی لُجَجِ الْبِحَارِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَخْلُقْ أَحَداً إِلَّا وَ أَخَذَ عَلَیْهِ الْإِقْرَارَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ الْوَلَایَةِ لِلْذُّرِّیَّةِ الزَّكِیَّةِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ إِنَّ الْعَرْشَ لَمْ یَسْتَقِرَّ حَتَّی كُتِبَ عَلَیْهِ بِالنُّورِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ.

بیان: و رجح الموازین أی بالإمامة ترجح موازین العباد فی القیامة أغدق المطر كثر قطره و الهطل المطر المتفرق العظیم القطر و هملت السماء دام مطرها و الأرج محركة و الأریج توهج ریح الطیب و فاح المسك انتشرت رائحته و لكنت كخرست

ص: 174

بكسر العین و یقال لمن لا یقیم العربیة لعجمة لسانه و یقال خصه بالشی ء خصا و خصوصا و أمره بین الكاف و النون أی هم عجیب أمر اللّٰه المكنون الذی ظهر بین الكاف و النون إشارة إلی قوله تعالی إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (1)

أقول: صفات الإمام علیه السلام متفرقة فی الأبواب السابقة و الآتیة لا سیما باب احتجاجات هشام بن الحكم

باب 5 آخر فی دلالة الإمامة و ما یفرق به بین دعوی المحق و المبطل و فیه قصة حبابة الوالبیة و بعض الغرائب

«1»-ك، إكمال الدین عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْمَعْرُوفِ بِبُرْدٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ (3) عَنْ عَبْدِ الْكَرِیمِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِیِّ عَنْ (4) حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةِ قَالَتْ رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فِی شُرْطَةِ الْخَمِیسِ (5) وَ مَعَهُ

ص: 175


1- یس: 82.
2- فی الكافی: المعروف بكرد.
3- فی الكافی: عبد اللّٰه بن هاشم.
4- ضبطها الفیروزآبادی فی القاموس بفتح الحاء و تخفیف الباء. و هی علی ما فی التنقیح: حبابة بنت جعفر الأسدیة الوالبیة أم الندی.
5- الشرطة بالضم: ما اشترطته. اول كتیبة تحضر الحرب. و طائفة من خیار اعوان الولاة. و الخمیس: الجیش سمی به لانه مقسوم بخمسة اقسام: المقدّمة و الساقة و المیمنة و المیسرة و القلب. و قیل: لانه تخمس فیه الغنائم. و سمی أمیر المؤمنین علیه السّلام بذلك رجالا كانت عدتهم خمسة آلاف رجل او ستة آلاف قیل: سموا بذلك لانهم اشترطوا علی الامام. ذكرهم البرقی فی أصحاب أمیر المؤمنین علیه السّلام قال: و أصحاب أمیر المؤمنین الذین كانوا شرطة الخمیس كانوا ستة آلاف رجل. وقال علی بن الحكم : اصحاب امیر المؤمنین الذین قال لهم : تشرطوا انما اشارطكم علی الجنة ولست اشارطكم علی ذهب ولا فضة ، ان نبینا (صلی اللّٰه علیه و آله) قال لاصحابه فیما مضی : تشرطوا فانی لست اشارطكم الا علی الجنة. وقال امیرالمؤمنین علیه السلام لعبد اللّٰه بن یحیی الحضرمی یوم الجمل : ابشر : یابن یحیی فانك واباك من شرطة الخمیس حقا لقد اخبرنی رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه و آله) باسمك واسم ابیك فی شرطة الخمیس واللّٰه لقد سماكم فی السماء شرطة الخمیس علی لسان نبیه.ثم ذكر البرقی بعضهم باسمائهم كسلمان والمقداد وابوذر وعمار وغیرهم.

دِرَّةٌ (1) یَضْرِبُ بِهَا بَیَّاعِی الْجِرِّیِّ وَ الْمَارْمَاهِی وَ الزِّمِّیرِ وَ الطَّافِی (2) وَ یَقُولُ لَهُمْ یَا بَیَّاعِی مُسُوخِ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ جُنْدِ بَنِی مَرْوَانَ فَقَامَ إِلَیْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا جُنْدُ بَنِی مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحَی وَ فَتَلُوا الشَّوَارِبَ (3) فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتَّی قَعَدَ فِی رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ (4) ایتنی (ایتِینِی) بِتِلْكِ الْحَصَاةِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی حَصَاةٍ فَأَتَیْتُهُ بِهَا فَطَبَعَ فِیهَا بِخَاتَمِهِ (5) ثُمَّ قَالَ لِی یَا حَبَابَةُ إِذَا ادَّعَی مُدَّعٍ الْإِمَامَةَ فَقَدَرَ أَنْ یَطْبَعَ كَمَا رَأَیْتِ

ص: 176


1- فی الكافی: و معه درة لها سبابتان.
2- الجری و الجریث: نوع من السمك النهری الطویل المعروف بالحنكلیس و یدعونه فی مصر ثعبان الماء و لیس له عظم الأعظم الرأس و السلسلة و الزمیر و الزمیر: نوع من السمك له شوك ناتئ علی ظهره، اكثر ما یكون فی المیاه العذبة و فی الكافی: الزمار.والطافی : السمك الذی یموت فی الماء فیعلو ویظهر.
3- فی الكافی: (و فتلوا الشوارب فمسخوا) أقول فتلوا الشوارب ای لواها یقال بالفارسیة: تابید.
4- فی المصدر و الكافی: قالت: فقال و فی الكافی: ایتیتی.
5- فی المصدر و الكافی: فطبع لی فیها بخاتمه.

فَاعْلَمِی أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَ الْإِمَامُ لَا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْ ءٌ أَرَادَهُ (1) قَالَتْ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّی قُبِضَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَجِئْتُ إِلَی الْحَسَنِ علیه السلام وَ هُوَ فِی مَجْلِسِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ فَقَالَ لِی یَا حَبَابَةُ الْوَالِبِیَّةُ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ هات (2) (هَاتِی) مَا مَعَكِ قَالَتْ فَأَعْطَیْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ فِیهَا كَمَا طَبَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَتْ ثُمَّ أَتَیْتُ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ هُوَ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَرَّبَ وَ رَحَّبَ ثُمَّ قَالَ لِی إِنَّ فِی الدَّلَالَةِ دَلِیلًا عَلَی مَا تُرِیدِینَ أَ فَتُرِیدِینَ دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ یَا سَیِّدِی فَقَالَ هات (3) (هَاتِی) مَا مَعَكِ فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِی فِیهَا قَالَتْ ثُمَّ أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ قَدْ بَلَغَ بِیَ الْكِبَرُ إِلَی أَنْ أَعْیَیْتُ (4) فَأَنَا أَعُدُّ یَوْمَئِذٍ مِائَةً وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَأَیْتُهُ رَاكِعاً وَ سَاجِداً مَشْغُولًا بِالْعِبَادَةِ فَیَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ فَأَوْمَأَ إِلَیَّ بِالسَّبَّابَةِ فَعَادَ إِلَیَّ شَبَابِی فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی كَمْ مَضَی مِنَ الدُّنْیَا وَ كَمْ بَقِیَ قَالَ أَمَّا مَا مَضَی فَنَعَمْ وَ أَمَّا مَا بَقِیَ فَلَا قَالَتْ ثُمَّ قَالَ لِی هات (5) (هَاتِی) مَا مَعَكِ فَأَعْطَیْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ لَقِیتُ (6) أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ أَتَیْتُ الرِّضَا علیه السلام فَطَبَعَ لِی فِیهَا ثُمَّ عَاشَتْ حَبَابَةُ بَعْدَ ذَلِكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَی مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ (7).

بیان: الجری و المارماهی و الزمیر أنواع من السمك لا فلوس لها و الطافی الذی مات فی الماء و طفا فوقه و رَحَبَة المكان بالفتح و التحریك ساحته و متسعه

ص: 177


1- فی المصدر و الكافی: شی ء یریده.
2- فی المصدر و الكافی: هاتی.
3- فی المصدر و الكافی: هاتی.
4- فی الكافی: ان ارعشت.
5- فی المصدر و الكافی: هاتی.
6- فی الكافی و المصدر: ثم اتیت ابا جعفر علیه السّلام.
7- اكمال الدین: 296 و 297 فیه: عبد اللّٰه بن هشام و فی الكافی: محمّد بن هشام. و لعلّ الصحیح ما فی الأول.

قولها و رحب أی قال لها مرحبا أو وسع لها المكان لتجلس و الرحب السعة و قولهم مرحبا أی لقیت رحبا و سعة قوله علیه السلام إن فی الدلالة لعل المعنی أن ما رأیت من الدلالة من أبی و أخی تكفی لعلمك بإمامتی لنصهم علی أو أن فیما جعله اللّٰه دلیلا علی إمامتی من المعجزات و البراهین ما یوجب علمك بإمامتی أو أن فی دلالتی إیاك علی ما فی ضمیرك دلالة علی الإمامة حیث أقول إنك تریدین دلالة الإمامة و یمكن أن یقرأ فیّ بالتشدید لیكون خبر أن و الدلالة اسمها و دلیلا بدله و علی ما تریدین صفته كقوله تعالی بِالنَّاصِیَةِ ناصِیَةٍ كاذِبَةٍ (1) قوله علیه السلام أما ما مضی فنعم أی لنا علم به و أما ما بقی فلیس لنا به علم أو أما ما مضی فنبینه لك فعلی الثانی فسره علیه السلام لها و لم تنقل و علی الأول یحتمل البیان و عدمه للمصلحة أقول علی ما فی الخبر لا بد أن یكون عمرها مائتین و خمسا و ثلاثین سنة أو أكثر علی ما تقتضیه تواریخ وفاة الأئمة علیهم السلام و مدة أعمارهم إن كان مجیئها إلی علی بن الحسین فی أوائل إمامته كما هو الظاهر و لو فرضنا كونه فی آخر عمره علیه السلام و مجیئها إلی الرضا علیه السلام فی أول إمامته فلا بد أن یكون عمرها أزید من مائتی سنة و اللّٰه یعلم.

«2»-ك، إكمال الدین ابْنُ عِصَامٍ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّ حَبَابَةَ الْوَالِبِیَّةَ دَعَا لَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهَا شَبَابَهَا وَ أَشَارَ إِلَیْهَا بِإِصْبَعِهِ فَحَاضَتْ لِوَقْتِهَا وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ مِائَةُ سَنَةٍ وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً (3).

ص: 178


1- العلق: 15 و 16.
2- فی المصدر: علی بن محمّد بن مهزیار.
3- اكمال الدین: 297 فیه: و لها یومئذ مائة و ثلاثة عشر سنة.

«3»-عم، إعلام الوری ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ فِی كِتَابِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام فَاسْتُوذِنَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ جَمِیلٌ (1) طَوِیلٌ جَسِیمٌ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْوَلَایَةِ فَرَدَّ عَلَیْهِ بِالْقَبُولِ وَ أَمَرَهُ بِالْجُلُوسِ فَجَلَسَ إِلَی جَنْبِی (2) فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَ شِعْرِی مَنْ هَذَا فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ هَذَا مِنْ وُلْدِ الْأَعْرَابِیَّةِ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ الَّتِی طَبَعَ آبَائِی فِیهَا بِخَوَاتِیمِهِمْ فَانْطَبَعَتْ (3) ثُمَّ قَالَ هَاتِهَا فَأَخْرَجَ حَصَاةً وَ فِی جَانِبٍ مِنْهَا مَوْضِعٌ أَمْلَسُ فَأَخَذَهَا وَ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ فَطَبَعَ فِیهَا فَانْطَبَعَ وَ كَأَنِّی أَقْرَأُ الْخَاتَمَ (4) السَّاعَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ فَقُلْتُ لِلْیَمَانِیِّ رَأَیْتَهُ قَطُّ قَبْلَ هَذَا فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ وَ إِنِّی مُنْذُ دَهْرٍ لَحَرِیصٌ عَلَی رُؤْیَتِهِ حَتَّی كَانَ السَّاعَةَ أَتَانِی شَابٌّ لَسْتُ أَرَاهُ فَقَالَ (5) قُمْ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ ثُمَّ نَهَضَ (6) وَ هُوَ یَقُولُ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ أَشْهَدُ إِنَّ حَقَّكَ لَوَاجِبٌ (7) كَوُجُوبِ حَقِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ (8) وَ إِلَیْكَ انْتَهَتِ الْحِكْمَةُ وَ الْإِمَامَةُ وَ أَنَّكَ وَلِیُّ اللَّهِ الَّذِی لَا عُذْرَ لِأَحَدٍ فِی الْجَهْلِ بِهِ فَسَأَلْتُ عَنِ اسْمِهِ فَقَالَ اسْمِی مِهْجَعُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ غَانِمِ بْنِ

ص: 179


1- فی الكافی: عبل.
2- فی الكافی: فجلس ملاصقا لی.
3- زاد فی الكافی: و قد جاءها معه یرید ان اطبع فیها.
4- فی الكافی: فكانی اری نقش خاتمه.
5- فی الكافی: فقال لی: قم.
6- فی الكافی: ثم نهض الیمانیّ.
7- فی الكافی و الغیبة: حقك الواجب.
8- فی الكافی بعد ذلك: ثم مضی فلم اره بعد ذلك. قال إسحاق: قال أبو هاشم الجعفری: و سألته عن اسمه فقال: اسمی مهجع اه ثمّ سرده الی قوله: أمیر المؤمنین علیه السّلام و زاد: و السبط الی وقت ابی الحسن علیه السّلام.

أُمِّ غَانِمٍ وَ هِیَ الْأَعْرَابِیَّةُ الْیَمَانِیَّةُ صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِی خَتَمَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ وَ قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ فِی ذَلِكَ:

بِدَرْبِ الْحَصَی مَوْلًی لَنَا یَخْتِمُ الْحَصَی (1)*** لَهُ اللَّهُ أَصْفَی بِالدَّلِیلِ وَ أَخْلَصَا

وَ أَعْطَاهُ آیَاتِ الْإِمَامَةِ كُلَّهَا ***كَمُوسَی وَ فَلْقِ الْبَحْرِ وَ الْیَدِ وَ الْعَصَا

وَ مَا قَمَّصَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ حُجَّةً*** وَ مُعْجِزَةً إِلَّا الْوَصِیِّینَ قَمَّصَا

فَمَنْ كَانَ مُرْتَاباً بِذَاكَ فَقَصْرُهُ (2)*** مِنَ الْأَمْرِ أَنْ یَبْلُوَ الدَّلِیلَ وَ یَفْحَصَا

فِی أَبْیَاتٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَیَّاشٍ هَذِهِ أُمُّ غَانِمٍ صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ غَیْرُ تِلْكَ صَاحِبَةِ الْحَصَاةِ وَ هِیَ أُمُّ النَّدَی حَبَابَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ الْوَالِبِیَّةُ الْأَسَدِیَّةُ وَ هِیَ غَیْرُ صَاحِبِ الْحَصَاةِ الْأُولَی الَّتِی طَبَعَ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَإِنَّهَا أُمُّ سُلَیْمٍ وَ كَانَتْ وَارِثَةَ الْكُتُبِ فَهُنَّ ثَلَاثٌ وَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُنَّ خَبَرٌ قَدْ رَوَیْتُهُ وَ لَمْ أُطِلِ الْكِتَابَ بِذِكْرِهِ (3).

غط، الغیبة للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ الَّتِی خَتَمَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (4).

كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنِ الْجَعْفَرِیِّ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ صَاحِبَةُ الْحَصَاةِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ السِّبْطُ إِلَی وَقْتِ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام (5).

بیان: قمصه أی ألبسه قمیصا استعیر هنا لإعطاء الدلیل و المعجزة و یقال

ص: 180


1- قیل: هو موضع بسرمن رأی.
2- فی المصدر: و ان كنت مرتابا. و فیه: ان نتلو الدلیل و تفحصا. اقول: ولعل الصحیح : ان تتلو او تبلو.
3- إعلام الوری: 213 و 214 (ط 1) و 352 و 354 (ط 2).
4- غیبة الطوسیّ: 132.
5- أصول الكافی 1: 347. طبعة الآخوندی.

قَصْرُك أن تفعل كذا أی جهدك و غایتك و السبط ولد الولد أی أولاد أمیر المؤمنین علیه السلام و أبو الحسن علیه السلام یحتمل الثانی و الثالث فالأول علی أن یكون المراد الختم لها و الثانی أعم من أن یكون لها و لأولادها و الثانی أظهر إذ الظاهر مغایرتها لحبابة.

«4»-ج، الإحتجاج عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الشَّیْخِ الصَّدُوقِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِیِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ جَاءَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا یُعْلِمُهُ بِأَنَّ جَعْفَرَ (1) بْنَ عَلِیٍّ كَتَبَ إِلَیْهِ كِتَاباً یُعَرِّفُهُ نَفْسَهُ وَ یُعْلِمُهُ أَنَّهُ الْقَیِّمُ بَعْدَ أَخِیهِ وَ أَنَّ عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ مَا یُحْتَاجُ إِلَیْهِ وَ غَیْرَ ذَلِكَ مِنَ الْعُلُومِ كُلِّهَا قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَلَمَّا قَرَأَتُ الْكِتَابَ كَتَبْتُ إِلَی صَاحِبِ الزَّمَانِ علیه السلام وَ صَیَّرْتُ كِتَابَ جَعْفَرٍ فِی دَرْجِهِ فَخَرَجَ إِلَیَّ الْجَوَابُ فِی ذَلِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَتَانِی كِتَابُكَ أَبْقَاكَ اللَّهُ وَ الْكِتَابُ الَّذِی فِی دَرْجِهِ وَ أَحَاطَتْ مَعْرِفَتِی بِجَمِیعِ مَا تَضَمَّنَهُ عَلَی اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ وَ تَكَرُّرِ الْخَطَاءِ فِیهِ وَ لَوْ تَدَبَّرْتَهُ لَوَقَفْتَ عَلَی بَعْضِ مَا وَقَفْتُ عَلَیْهِ مِنْهُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ حَمْداً لَا شَرِیكَ لَهُ عَلَی إِحْسَانِهِ إِلَیْنَا وَ فَضْلِهِ عَلَیْنَا أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْحَقِّ إِلَّا تَمَاماً (2) وَ لِلْبَاطِلِ إِلَّا زُهُوقاً وَ هُوَ شَاهِدٌ عَلَیَّ بِمَا أَذْكُرُهُ وَ لِی عَلَیْكُمْ بِمَا أَقُولُهُ إِذَا اجْتَمَعْنَا بِیَوْمٍ لَا رَیْبَ (3) فِیهِ وَ سَأَلَنَا عَمَّا نَحْنُ فِیهِ مُخْتَلِفُونَ وَ أَنَّهُ لَمْ یَجْعَلْ لِصَاحِبِ الْكِتَابِ عَلَی الْمَكْتُوبِ إِلَیْهِ وَ لَا عَلَیْكَ (4) وَ لَا عَلَی أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ جَمِیعاً إِمَامَةً مُفْتَرَضَةً وَ لَا طَاعَةً وَ لَا ذِمَّةً وَ سَأُبَیِّنُ لَكُمْ جُمْلَةً تَكْتَفُونَ بِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ یَا هَذَا یَرْحَمُكَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقِ الْخَلْقَ عَبَثاً وَ لَا أَهْمَلَهُمْ سُدًی بَلْ

ص: 181


1- أی جعفر بن الامام علی النقی علیه السّلام.
2- فی المصدر: الا اتماما.
3- فی المصدر: الیوم الذی لا ریب فیه.
4- فی نسخة: لا علیك بلا عاطف.

خَلَقَهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَ جَعَلَ لَهُمْ أَسْمَاعاً وَ أَبْصَاراً وَ قُلُوباً وَ أَلْبَاباً ثُمَّ بَعَثَ إِلَیْهِمُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ وَ یَأْمُرُونَهُمْ بِطَاعَتِهِ وَ یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ مَعْصِیَتِهِ وَ یُعَرِّفُونَهُمْ مَا جَهِلُوهُ مِنْ أَمْرِ خَالِقِهِمْ وَ دِینِهِمْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِمْ كِتَاباً وَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ مَلَائِكَةً وَ بَایَنَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ مَنْ بَعَثَهُمْ إِلَیْهِمْ بِالْفَضْلِ الَّذِی لَهُمْ عَلَیْهِمْ وَ مَا آتَاهُمْ مِنَ الدَّلَائِلِ الظَّاهِرَةِ وَ الْبَرَاهِینِ الْبَاهِرَةِ وَ الْآیَاتِ الْغَالِبَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ عَلَیْهِ النَّارَ بَرْداً وَ سَلَاماً وَ اتَّخَذَهُ خَلِیلًا وَ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَهُ تَكْلِیماً وَ جَعَلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً مُبِیناً وَ مِنْهُمْ مَنْ أَحْیَا الْمَوْتَی بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَبْرَأَ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ عَلَّمَهُ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ أُوتِیَ مِنْ كُلِّ شَیْ ءٍ ثُمَّ بَعَثَ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ وَ تَمَّ بِهِ نِعْمَتُهُ وَ خَتَمَ بِهِ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَرْسَلَهُ إِلَی النَّاسِ كَافَّةً وَ أَظْهَرَ مِنْ صِدْقِهِ مَا ظَهَرَ وَ بَیَّنَ مِنْ آیَاتِهِ وَ عَلَامَاتِهِ مَا بَیَّنَ ثُمَّ قَبَضَهُ صلی اللّٰه علیه و آله حَمِیداً فَقِیداً سَعِیداً وَ جَعَلَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَخِیهِ وَ ابْنِ عَمِّهِ وَ وَصِیِّهِ وَ وَارِثِهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ثُمَّ إِلَی الْأَوْصِیَاءِ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ أَحْیَا بِهِمْ دِینَهُ وَ أَتَمَّ بِهِمْ نُورَهُ وَ جَعَلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ إِخْوَتِهِمْ وَ بَنِی عَمِّهِمْ وَ الْأَدْنَیْنَ فَالْأَدْنَیْنَ مِنْ ذَوِی أَرْحَامِهِمْ فَرْقاً بَیِّناً تُعْرَفُ بِهِ الْحُجَّةُ مِنَ الْمَحْجُوجِ وَ الْإِمَامُ مِنَ الْمَأْمُومِ بِأَنْ عَصَمَهُمْ مِنَ الذُّنُوبِ وَ بَرَّأَهُمْ مِنَ الْعُیُوبِ وَ طَهَّرَهُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ نَزَّهَهُمْ مِنَ اللَّبْسِ وَ جَعَلَهُمْ خُزَّانَ عِلْمِهِ وَ مُسْتَوْدَعَ حِكْمَتِهِ وَ مَوْضِعَ سِرِّهِ وَ أَیَّدَهُمْ بِالدَّلَائِلِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكَانَ النَّاسُ عَلَی سَوَاءٍ وَ لَادَّعَی أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ (1) وَ لَمَا عُرِفَ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ وَ لَا الْعِلْمُ مِنَ الْجَهْلِ وَ قَدِ ادَّعَی هَذَا الْمُبْطِلُ الْمُدَّعِی عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ بِمَا ادَّعَاهُ فَلَا أَدْرِی بِأَیَّةِ حَالَةٍ هِیَ لَهُ رَجَاءَ أَنْ یَتِمَّ دَعْوَاهُ أَ بِفِقْهٍ فِی دِینِ اللَّهِ فَوَ اللَّهِ مَا یَعْرِفُ حَلَالًا مِنْ حَرَامٍ وَ لَا یَفْرُقُ بَیْنَ خَطَإٍ وَ صَوَابٍ أَمْ بِعِلْمٍ فَمَا یَعْلَمُ حَقّاً مِنْ بَاطِلٍ وَ لَا مُحْكَماً مِنْ مُتَشَابِهٍ وَ لَا یَعْرِفُ حَدَّ الصَّلَاةِ وَ وَقْتَهَا أَمْ بِوَرَعٍ فَاللَّهُ شَهِدَ (2) عَلَی تَرْكِهِ

ص: 182


1- فی المصدر: كل احد.
2- فی نسخة: شهید.

لِصَلَاةِ الْفَرْضِ (1) أَرْبَعِینَ یَوْماً یَزْعُمُ ذَلِكَ لِطَلَبِ الشُّعْبَدَةِ (2) وَ لَعَلَّ خَبَرَهُ تَأَدَّی (3) إِلَیْكُمْ وَ هَاتِیكَ طُرُقٌ مُنْكَرَةٌ مَنْصُوبَةٌ (4) وَ آثَارُ عِصْیَانِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَشْهُورَةٌ قَائِمَةٌ أَمْ بِآیَةٍ فَلْیَأْتِ بِهَا أَمْ بِحُجَّةٍ فَلْیُقِمْهَا أَمْ بِدَلَالَةٍ فَلْیَذْكُرْهَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی كِتَابِهِ الْعَزِیزِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ حم تَنْزِیلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَكِیمِ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَیْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَ أَجَلٍ مُسَمًّی وَ الَّذِینَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَ رَأَیْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِی ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِی السَّماواتِ ائْتُونِی بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِینَ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا یَسْتَجِیبُ لَهُ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ وَ هُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِینَ (5) فَالْتَمِسْ تَوَلَّی اللَّهُ تَوْفِیقَكَ مِنْ هَذَا الظَّالِمِ مَا ذَكَرْتُ لَكَ وَ امْتَحِنْهُ وَ اسْأَلْهُ عَنْ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ یُفَسِّرُهَا أَوْ صَلَاةٍ یُبَیِّنُ حُدُودَهَا وَ مَا یَجِبُ فِیهِمَا لِتَعْلَمَ حَالَهُ وَ مِقْدَارَهُ وَ یَظْهَرَ لَكَ عَوَارُهُ وَ نُقْصَانُهُ وَ اللَّهُ حَسِیبُهُ حَفِظَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَی أَهْلِهِ وَ أَقَرَّهُ فِی مُسْتَقَرِّهِ وَ قَدْ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ تَكُونَ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ لَنَا فِی الْقَوْلِ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ اضْمَحَلَّ الْبَاطِلُ وَ انْحَسَرَ عَنْكُمْ وَ إِلَی اللَّهِ أَرْغَبُ فِی الْكِفَایَةِ وَ جَمِیلِ الصُّنْعِ وَ الْوَلَایَةِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِیلُ (6).

إیضاح: السدی بالضم و قد یفتح المهملة من الإبل و أسداه أهمله و لبست الأمر لبسا كضرب خلطته و اللبس بالضم الإشكال و الاشتباه أی نزههم من أن

ص: 183


1- فی المصدر: الصلاة الفرض.
2- فی المصدر: (الشعوذة) و هما بمعنی واحد.
3- فی نسخة یؤدی.
4- فی نسخة و فی المصدر: و هاتیك ظروف مسكره.
5- الاختلاف 1- 5.
6- احتجاج الطبرسیّ: 262 و 263.

یلتبس علیهم الأمر أو أمرهم علی الناس أو من أن یلبسوا الأمور علی الناس و العوار مثلثة العیب و انحسر أی انكشف الباطل.

«5»-قب، المناقب لابن شهرآشوب عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِیرٍ (1) فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَدِینَةَ یَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ فَدَلُّوهُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلَهُ هُنَیْئَةً ثُمَّ خَرَجَ فَدَلُّوهُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَصَدَهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ جَعْفَرٌ علیه السلام قَالَ یَا هَذَا إِنَّكَ كُنْتَ مُغْرًی فَدَخَلْتَ مَدِینَتَنَا هَذِهِ تَسْأَلُ عَنِ الْإِمَامِ فَاسْتَقْبَلَكَ فِتْیَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ علیه السلام فَأَرْشَدُوكَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتَهُ هُنَیْئَةً ثُمَّ خَرَجْتَ فَإِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ عَمَّا سَأَلْتَهُ وَ مَا رَدَّ عَلَیْكَ ثُمَّ اسْتَقْبَلَكَ فِتْیَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ فَقَالُوا لَكَ یَا هَذَا إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَلْقَی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَافْعَلْ فَقَالَ صَدَقْتَ قَدْ كَانَ كَمَا ذَكَرْتَ فَقَالَ لَهُ ارْجِعْ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَاسْأَلْهُ عَنْ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِمَامَتِهِ فَذَهَبَ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ عَنْ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْعِمَامَةِ فَأَخَذَ دِرْعاً مِنْ كُنْدُوجٍ لَهُ فَلَبِسَهَا فَإِذَا هِیَ سَابِغَةٌ (2) فَقَالَ كَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلْبَسُ الدِّرْعَ فَرَجَعَ إِلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ علیه السلام مَا صَدَقَ ثُمَّ أَخْرَجَ خَاتَماً فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا الدِّرْعُ وَ الْعِمَامَةُ سَاقِطَیْنِ مِنْ جَوْفِ الْخَاتَمِ فَلَبِسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الدِّرْعَ فَإِذَا هِیَ إِلَی نِصْفِ سَاقِهِ ثُمَّ تَعَمَّمَ بِالْعِمَامَةِ فَإِذَا هِیَ سَابِغَةٌ فَنَزَعَهُمَا ثُمَّ رَدَّهُمَا فِی الْفَصِّ ثُمَّ قَالَ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَلْبَسُهَا إِنَّ هَذَا لَیْسَ مِمَّا غُزِلَ فِی الْأَرْضِ إِنَّ خِزَانَةَ اللَّهِ فِی كُنْ وَ إِنَّ خِزَانَةَ الْإِمَامِ فِی خَاتَمِهِ وَ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ الدُّنْیَا كَسُكُرُّجَةٍ وَ إِنَّهَا عِنْدَ الْإِمَامِ كَصَحْفَةٍ وَ لَوْ لَمْ یَكُنِ الْأَمْرُ هَكَذَا لَمْ نَكُنْ أَئِمَّةً وَ كُنَّا كَسَائِرِ النَّاسِ (3).

بیان: قوله مغری علی بناء المفعول من الإغراء بمعنی التحریص أی أغراك

ص: 184


1- فی المصدر: عبد الرحمن بن كثیر.
2- أی واسعة.
3- مناقب آل أبی طالب 3: 349.

قوم علی السؤال و الطلب و الكُندوج شبه المخزن معرب كَنْدُو قوله علیه السلام فی كُنْ أی فی لفظ كن كنایة عن تعلق الإرادة الكاملة كما قال تعالی إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ كُنْ فَیَكُونُ (1) و قال الجزری السكرجة بضم السین و الكاف و التشدید إناء صغیر یؤكل فیه الشی ء القلیل من الإدام و هی فارسیة و قال الصحف إناء كالقصعة المبسوطة و نحوها.

«6»-كِتَابُ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ، لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّرَطُوسِیِّ الْقَاضِی قَالَ قَدِمَ عَلَیْنَا مِنَ الشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعِینَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ عَنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرُّهَاوِیِّ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَطَرٍ عَنْ أَبِی عُوَانَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبِیدَةَ بْنِ عَمْرٍو السَّلْمَانِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِیِّ وَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالا قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ قَالَ وَ مِنْ طَرِیقِ أَصْحَابِنَا حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ حَبَشِیِّ بْنِ قُونِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَیْشٍ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ (3) عَنْ سَلْمَانَ وَ الْبَرَاءِ قَالا قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ (4)

كُنْتُ امْرَأَةً قَدْ قَرَأْتُ التَّوْرَاةَ وَ الْإِنْجِیلَ فَعَرَفْتُ أَوْصِیَاءَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ (5) وَصِیَّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 185


1- یس: 82.
2- بكسر الزاء و تشدید الراء و تصغیر حبیش. هو زر بن حبیش الأسدی الكوفیّ ابو مریم قال ابن حجر فی التقریب: ثقة جلیل مخضرم مات احدی او اثنتین او ثلاث و ثمانین و هو ابن مائة و سبع و عشرین سنة.
3- خباب كشداد ابن الارت بتشدید التاء التمیمی أبو عبد اللّٰه من السابقین الی الإسلام و كان یعذب فی اللّٰه و شهد بدرا ثمّ نزل الكوفة و مات بها سنة 37.
4- فی المصدر: و بین الحدیثین خلاف فی الألفاظ و لیس فی عدد الاثنی عشر خلاف الا انی سقت حدیث العامّة لما شرطناه فی هذا الكتاب.
5- فی المصدر: ان اعرف.

فَلَمَّا قَدِمَتْ رُكَّابُنَا الْمَدِینَةَ أَتَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ خَلَّفْتُ الرُّكَّابَ مَعَ الْحَیِّ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ نَبِیٍّ إِلَّا وَ كَانَ لَهُ خَلِیفَتَانِ خَلِیفَةٌ یَمُوتُ قَبْلَهُ وَ خَلِیفَةٌ یَبْقَی بَعْدَهُ وَ كَانَ خَلِیفَةُ مُوسَی فِی حَیَاتِهِ هَارُونَ علیه السلام فَقُبِضَ قَبْلَ مُوسَی ثُمَّ كَانَ وَصِیُّهُ بَعْدَ مَوْتِهِ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ وَ كَانَ وَصِیُّ عِیسَی علیه السلام فِی حَیَاتِهِ كَالِبَ بْنَ یُوفَنَّا فَتُوُفِّیَ كَالِبُ فِی حَیَاةِ عِیسَی وَ وَصِیُّهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ شَمْعُونُ بْنُ حَمُّونَ الصَّفَا ابْنُ عَمَّةِ مَرْیَمَ وَ قَدْ نَظَرْتُ فِی الْكُتُبِ الْأُولَی فَمَا وَجَدْتُ لَكَ إِلَّا وَصِیّاً وَاحِداً فِی حَیَاتِكَ وَ بَعْدَ وَفَاتِكَ فَبَیِّنْ لِی بِنَفْسِی أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِیُّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ لِی وَصِیّاً وَاحِداً فِی حَیَاتِی وَ بَعْدَ وَفَاتِی قُلْتُ لَهُ مَنْ هُوَ فَقَالَ ایتِینِی بِحَصَاةٍ فَرَفَعْتُ إِلَیْهِ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ فَوَضَعَهَا بَیْنَ كَفَّیْهِ ثُمَّ فَرَكَهَا (1) بِیَدِهِ كَسَحِیقِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ فَبَدَا النَّقْشُ فِیهَا لِلنَّاظِرِینَ ثُمَّ أَعْطَانِیهَا وَ قَالَ یَا أُمَّ سُلَیْمٍ مَنِ اسْتَطَاعَ مِثْلَ هَذَا فَهُوَ وَصِیِّی قَالَتْ ثُمَّ قَالَ لِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ وَصِیِّی مَنْ یَسْتَغْنِی بِنَفْسِهِ فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ كَمَا أَنَا مُسْتَغْنٍ فَنَظَرْتُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی إِلَی السَّقْفِ وَ بِیَدِهِ الْیُسْرَی إِلَی الْأَرْضِ قَائِماً لَا یَنْحَنِی فِی حَالَةٍ وَاحِدَةٍ إِلَی الْأَرْضِ وَ لَا یَرْفَعُ نَفْسَهُ بِطَرَفِ قَدَمَیْهِ قَالَتْ فَخَرَجْتُ فَرَأَیْتُ سَلْمَانَ یَكْنُفُ (2) عَلِیّاً وَ یَلُوذُ بِعَقْوَتِهِ دُونَ مَنْ سِوَاهُ مِنْ أُسْرَةِ مُحَمَّدٍ وَ صَحَابَتِهِ عَلَی حَدَاثَةٍ مِنْ سِنِّهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ الْكُتُبِ الْأُولَی قَبْلِی صَاحِبُ الْأَوْصِیَاءِ وَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ یَبْلُغْنِی فَیُوشِكُ أَنْ یَكُونَ صَاحِبِی فَأَتَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام فَقُلْتُ أَنْتَ وَصِیُّ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ نَعَمْ مَا تُرِیدِینَ قُلْتُ وَ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ایتِینِی بِحَصَاةٍ قَالَتْ فَرَفَعْتُ إِلَیْهِ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ فَوَضَعَهَا بَیْنَ كَفَّیْهِ ثُمَّ فَرَكَهَا بِیَدِهِ فَجَعَلَهَا كَسَحِیقِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ ثُمَّ خَتَمَهَا

ص: 186


1- أی حكها حتّی تفتت.
2- كنف الشی ء: صانه و حفظه و حاطه و اعانه.

فَبَدَا النَّقْشُ فِیهَا لِلنَّاظِرِینَ ثُمَّ مَشَی نَحْوَ بَیْتِهِ فَاتَّبَعْتُهُ لِأَسْأَلَهُ عَنِ الَّذِی صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَفَعَلَ مِثْلَ الَّذِی فَعَلَهُ فَقُلْتُ مَنْ وَصِیُّكَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ مَنْ یَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ فَلَقِیتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقُلْتُ أَنْتَ وَصِیُّ أَبِیكَ هَذَا وَ أَنَا أَعْجَبُ مِنْ صِغَرِهِ وَ سُؤَالِی إِیَّاهُ مَعَ أَنِّی كُنْتُ عَرَفْتُ صِفَتَهُمُ الِاثْنَیْ عَشَرَ إِمَاماً وَ أَبُوهُمْ سَیِّدُهُمْ وَ أَفْضَلُهُمْ فَوَجَدْتُ ذَلِكَ فِی الْكُتُبِ الْأُولَی فَقَالَ لِی نَعَمْ أَنَا وَصِیُّ أَبِی فَقُلْتُ وَ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ایتِینِی بِحَصَاةٍ قَالَتْ فَرَفَعْتُ إِلَیْهِ حَصَاةً (1) فَوَضَعَهَا بَیْنَ كَفَّیْهِ ثُمَّ سَحَقَهَا كَسَحِیقِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ ثُمَّ خَتَمَهَا فَبَدَا النَّقْشُ فِیهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ فَمَنْ وَصِیُّكَ قَالَ مَنْ یَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا الَّذِی فَعَلْتُ ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی حَتَّی جَازَ سُطُوحَ الْمَدِینَةِ وَ هُوَ قَائِمٌ ثُمَّ طَأْطَأَ یَدَهُ الْیُسْرَی فَضَرَبَ بِهَا الْأَرْضَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْحَنِیَ أَوْ یَتَصَعَّدَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَنْ یَرَی وَصِیَّهُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِیتُ الْحُسَیْنَ علیه السلام وَ كُنْتُ عَرَفْتُ نَعْتَهُ مِنَ الْكُتُبِ السَّالِفَةِ بِصِفَتِهِ وَ تِسْعَةً مِنْ وُلْدِهِ أَوْصِیَاءَ بِصِفَاتِهِمْ غَیْرَ أَنِّی أَنْكَرْتُ حِلْیَتَهُ لِصِغَرِ سِنِّهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ هُوَ عَلَی كِسْرَةِ رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ یَا سَیِّدِی قَالَ أَنَا طَلِبَتُكِ (2) یَا أُمَّ سُلَیْمٍ أَنَا وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ وَ أَنَا أَبُو التِّسْعَةِ الْأَئِمَّةِ الْهَادِیَةِ وَ أَنَا وَصِیُّ أَخِیَ الْحَسَنِ وَ أَخِی وَصِیُّ أَبِی عَلِیٍّ وَ عَلِیٌّ وَصِیُّ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَعَجِبْتُ مِنْ قَوْلِهِ فَقُلْتُ مَا عَلَامَةُ ذَلِكَ فَقَالَ ایتِینِی بِحَصَاةٍ فَرَفَعْتُ إِلَیْهِ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ فَلَقَدْ نَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ قَدْ وَضَعَهَا بَیْنَ كَفَّیْهِ فَجَعَلَهَا كَهَیْئَةِ السَّحِیقِ مِنَ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ فَخَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ فَثَبَتَ النَّقْشُ فِیهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَیَّ وَ قَالَ لِی انْظُرِی فِیهَا یَا أُمَّ سُلَیْمٍ فَهَلْ تَرَیْنَ فِیهَا شَیْئاً

ص: 187


1- فی المصدر: فرفعت إلیه حصاة من الأرض.
2- أی أنا مطلوبك.

قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ تِسْعَةُ أَئِمَّةٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَوْصِیَاءُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیه السلام قَدْ تَوَاطَأَتْ أَسْمَاؤُهُمْ إِلَّا اثْنَیْنِ مِنْهُمْ أَحَدُهُمَا جَعْفَرٌ وَ الْآخَرُ مُوسَی وَ هَكَذَا قَرَأْتُ فِی الْإِنْجِیلِ فَعَجِبْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی قَدْ أَعْطَانِیَ اللَّهُ الدَّلَائِلَ وَ لَمْ یُعْطِهَا مَنْ كَانَ قَبْلِی فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَعِدْ عَلَیَّ عَلَامَةً أُخْرَی قَالَ فَتَبَسَّمَ وَ هُوَ قَاعِدٌ ثُمَّ قَامَ فَمَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی إِلَی السَّمَاءِ فَوَ اللَّهِ لَكَأَنَّهَا عَمُودٌ مِنْ نَارٍ تَخْرِقُ الْهَوَاءَ حَتَّی تَوَارَی عَنْ عَیْنِی وَ هُوَ قَائِمٌ لَا یَعْبَأُ بِذَلِكَ وَ لَا یَتَحَفَّزُ (1) فَأُسْقِطْتُ وَ صَعِقْتُ فَمَا أَفَقْتُ إِلَّا وَ رَأَیْتُ فِی یَدِهِ طَاقَةً مِنْ آسٍ یَضْرِبُ بِهَا مَنْخِرِی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا ذَا أَقُولُ لَهُ بَعْدَ هَذَا وَ قُمْتُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَجِدُ إِلَی سَاعَتِی رَائِحَةَ هَذِهِ الطَّاقَةِ مِنَ الْآسِ وَ هِیَ وَ اللَّهِ عِنْدِی لَمْ تَذْوِ وَ لَمْ تَذْبُلْ (2) وَ لَا انْتَقَصَ (3) مِنْ رِیحِهَا شَیْ ءٌ وَ أَوْصَیْتُ أَهْلِی أَنْ یَضَعُوهَا فِی كَفَنِی فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی مَنْ وَصِیُّكَ قَالَ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِی قَالَتْ فَعِشْتُ إِلَی أَیَّامِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام.

قال زر بن حبیش خاصة دون غیره و حدثنی جماعة من التابعین سمعوا هذا الكلام من تمام حدیثها منهم مینا (4) مولی عبد الرحمن بن عوف و سعید (5) بن جبیر مولی بنی أسد سمعاها تقول هذا

ص: 188


1- تحفز: استوی جالسا علی ركبتیه او علی وركیه.
2- ذوی النبات: ذبل و نشف ماؤه. و ذبل: قل ماؤه و ذهبت نضارته.
3- فی المصدر: و لا تنقص.
4- هو مینا بن أبی مینا الجزار مولی عبد الرحمن بن عوف.
5- هو سعید بن جبیر بن هشام الأسدی مولاهم الكوفیّ كان من العلماء التابعین قال ابن حجر فی التقریب: 184: ثقة ثبت فقیه من الثالثة قتل بین یدی الحجاج سنة خمس و تسعین و لم یكمل الخمسین.

وَ حَدَّثَنِی سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ الْمَخْزُومِیُّ (1) بِبَعْضِهِ عَنْهَا قَالَتْ فَجِئْتُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام وَ هُوَ فِی مَنْزِلِهِ قَائِماً یُصَلِّی وَ كَانَ یُطَوِّلُ فِیهَا وَ لَا یَتَحَوَّزُ فِیهَا وَ كَانَ یُصَلِّی أَلْفَ رَكْعَةٍ فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَةِ فَجَلَسْتُ مَلِیّاً فَلَمْ یَنْصَرِفْ مِنْ صَلَاتِهِ فَأَرَدْتُ الْقِیَامَ فَلَمَّا هَمَمْتُ بِهِ حَانَتْ (2) مِنِّی الْتِفَاتَةٌ إِلَی خَاتَمٍ فِی إِصْبَعِهِ عَلَیْهِ فَصٌّ حَبَشِیٌّ فَإِذَا هُوَ مَكْتُوبٌ مَكَانَكِ یَا أُمَّ سُلَیْمٍ آتِیكِ (3) بِمَا جِئْتِ لَهُ قَالَتْ فَأَسْرَعَ فِی صَلَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ لِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ ایتِینِی بِحَصَاةٍ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ عَمَّا جِئْتُ لَهُ فَدَفَعْتُ إِلَیْهِ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ فَأَخَذَهَا فَجَعَلَهَا بَیْنَ كَفَّیْهِ فَجَعَلَهَا كَهَیْئَةِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا فَجَعَلَهَا یَاقُوتَةً حَمْرَاءَ ثُمَّ خَتَمَهَا فَثَبَتَ فِیهَا النَّقْشُ فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَی الْقَوْمِ بِأَعْیَانِهِمْ كَمَا كُنْتُ رَأَیْتُهُمْ یَوْمَ الْحُسَیْنِ فَقُلْتُ لَهُ فَمَنْ وَصِیُّكَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ الَّذِی یَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ وَ لَا تُدْرِكِینَ مِنْ بَعْدِی مِثْلِی قَالَتْ أُمُّ سُلَیْمٍ فَأُنْسِیتُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ یَفْعَلَ مِثْلَ مَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَلِیٍّ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنَ الْبَیْتِ وَ مَشَیْتُ شَوْطاً نَادَانِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ قُلْتُ لَبَّیْكَ قَالَ ارْجِعِی فَرَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ فِی صَرْحَةِ (4) دَارِهِ وَسَطاً ثُمَّ مَشَی فَدَخَلَ الْبَیْتَ وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ ثُمَّ قَالَ اجْلِسِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ فَجَلَسْتُ فَمَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی فَانْخَرَقَتِ الدُّورُ وَ الْحِیطَانُ وَ سِكَكُ الْمَدِینَةِ وَ غَابَتْ یَدُهُ عَنِّی ثُمَّ قَالَ خُذِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ فَنَاوَلَنِی وَ اللَّهِ كِیساً فِیهِ دَنَانِیرُ وَ قُرْطٌ (5) مِنْ ذَهَبٍ وَ فُصُوصٌ كَانَتْ لِی مِنْ جَزْعٍ

ص: 189


1- هو سعید بن المسیب بن حزن بن أبی وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشیّ المخزومی أحد العلماء التابعین ختن ابی هریرة علی ابنته و اعلم الناس بحدیثه ولد لسنتین او أربع سنین من خلافة عمر و مات سنة 94.
2- أی ظهر.
3- فی المصدر: انبئك.
4- صرحة الدار: ساحتها.
5- فی المصدر: و قرطان.

فِی حُقٍّ لِی فِی مَنْزِلِی (1) فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَمَّا الْحُقُّ فَأَعْرِفُهُ وَ أَمَّا مَا فِیهِ فَلَا أَدْرِی مَا فِیهِ غَیْرَ أَنِّی أَجِدُهَا ثَقِیلًا قَالَ خُذِیهَا وَ امْضِی لِسَبِیلِكِ قَالَتْ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ دَخَلْتُ مَنْزِلِی وَ قَصَدْتُ نَحْوَ الْحُقِّ فَلَمْ أَجِدِ الْحُقَّ فِی مَوْضِعِهِ فَإِذاً الْحُقُّ حُقِّی قَالَتْ فَعَرَفْتُهُمْ حَقَّ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْبَصِیرَةِ وَ الْهِدَایَةِ فِیهِمْ مِنْ ذَلِكَ الْیَوْمِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ.

قال ابن عیاش سألت أبا بكر محمد بن عمر الجعابی عن هذه أم سلیم و قرأت علیه إسناد الحدیث للعامة و استحسن طریقها و طریق أصحابنا فیه فما عرفت أبا صالح الطرسوسی القاضی (2) فقال كان ثقة عدلا حافظا و أما أم سلیم فهی امرأة من النمر بن قاسط معروفة من النساء اللاتی روین عن رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله قال و لیست أم سلیم الأنصاریة أمّ أنس بن مالك و لا أمّ سلیم الدوسیة فإنها لها صحبة و روایة و لا أم سلیم الخافضة التی كانت تخفض الجواری علی عهد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و لا أم سلیم الثقفیة و هی بنت مسعود أخت عروة بن مسعود الثقفی فإنها أسلمت و حسن إسلامها و روت الحدیث. (3)

بیان: قال الجوهری العقوة الساحة و ما حول الدار یقال ما یطور بعقوته أحد أی ما یقربها و الكسر بالكسر و الفتح جانب البیت و كسور الأودیة معاطفها و شعابها و الحفز الاستعجال و تحوز تلوی و تنحی و لعله كنایة عن عدم الفصل بین الصلوات و كثرة التشاغل بها و الشوط الجری مرة إلی غایة كما ذكره الفیروزآبادی الحمد لله الذی وفقنی لإتمام النصف الأول من المجلد السابع من كتاب بحار الأنوار و أسأله تعالی التوفیق لإتمام النصف الآخر و أن یجعله خالصا لوجهه الكریم و صلی اللّٰه علی سیدنا محمد النبی الكریم و علی مولانا علی حكیم (الحكیم) و آلهما الطیبین الطاهرین.

ص: 190


1- فی المصدر: كانت فی منزلی.
2- أی سهل بن محمّد الطرطوسیّ القاضی المتقدم فی صدر الحدیث.
3- مقتضب الاثر: 18- 22.

باب 6 عصمتهم و لزوم عصمة الإمام علیه السلام

اشارة

الآیات؛

البقرة: «قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ»(124)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: قال مجاهد:

العهد الإمامة و هو- المروی عن أبی جعفر و أبی عبد اللّٰه علیهما السلام.

أی لا یكون الظالم إماما للناس فهذا یدل علی أنه یجوز أن یعطی ذلك بعض ولده إذا لم یكن ظالما لأنه لو لم یرد أن یجعل أحدا منهم إماما للناس لوجب أن یقول فی الجواب لا أو لا ینال عهدی ذریتك.

و قال الحسن إن معناه أن الظالمین لیس لهم عند اللّٰه عهد یعطیهم به خیرا و إن كانوا قد یعاهدون فی الدنیا فیوفی لهم و قد كان یجوز فی العربیة أن یقال لا ینال عهدی الظالمون لأن ما نالك فقد نلته و قد روی ذلك فی قراءة ابن مسعود و استدل أصحابنا بهذه الآیة علی أن الإمام لا یكون إلا معصوما عن القبائح لأن اللّٰه سبحانه نفی أن ینال عهده الذی هو الإمامة ظالم و من لیس بمعصوم فقد یكون ظالما إما لنفسه و إما لغیره.

فإن قیل إنما نفی أن ینال ظالم فی حال ظلمه فإذا تاب فلا یسمی ظالما فیصح أن یناله.

و الجواب أن الظالم و إن تاب فلا یخرج من أن تكون الآیة قد تناولته فی حال كونه ظالما فإذا نفی أن یناله فقد حكم علیه بأنها لا ینالها و الآیة مطلقة غیر مقیدة بوقت دون وقت فیجب أن تكون محمولة علی الأوقات كلها فلا ینالها الظالم و إن تاب فیما بعد انتهی كلامه رفع اللّٰه مقامه. (1)

ص: 191


1- مجمع البیان 1: 201.

فإن قلت علی القول باشتراط بقاء المشتق منه فی صدق المشتق كیف یستقیم الاستدلال قلت لا ریب أن الظالم فی الآیة لا یحتمل الماضی و الحال لأن إبراهیم علیه السلام إنما سأل ذلك لذریته من بعده فأجاب تعالی بعدم نیل العهد لمن یصدق علیه أنه ظالم بعده فكل من صدق علیه بعد مخاطبة اللّٰه لإبراهیم بهذا الخطاب أنه ظالم و صدر عنه الظلم فی أی زمان من أزمنة المستقبل یشمله هذا الحكم أنه لا ینال العهد فإن قلت تعلیق الحكم بالوصف مشعر بالعلیة.

قلت العلیة لا تدل علی المقارنة إذ لیس مفاد الحكم إلا أن عدم نیل العهد إنما هو للاتصاف بالظلم فی أحد الأزمنة المستقبلة بالنسبة إلی صدور الحكم فتأمل.

«1»-ل، الخصال ع، علل الشرائع مع، معانی الأخبار لی، الأمالی للصدوق مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ وَ لَا اسْتَفَدْتُ مِنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِی طُولِ صُحْبَتِی إِیَّاهُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ فِی صِفَةِ عِصْمَةِ الْإِمَامِ فَإِنِّی سَأَلْتُهُ یَوْماً عَنِ الْإِمَامِ أَ هُوَ مَعْصُومٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَهُ فَمَا صِفَةُ الْعِصْمَةِ فِیهِ وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُعْرَفُ قَالَ إِنَّ جَمِیعَ الذُّنُوبِ لَهَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ لَا خَامِسَ لَهَا الْحِرْصُ وَ الْحَسَدُ وَ الْغَضَبُ وَ الشَّهْوَةُ فَهَذِهِ مُنْتَفِیَةٌ (1) عَنْهُ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ حَرِیصاً عَلَی هَذِهِ الدُّنْیَا وَ هِیَ تَحْتَ خَاتَمِهِ لِأَنَّهُ خَازِنُ الْمُسْلِمِینَ فَعَلَی مَا ذَا یَحْرِصُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَكُونُ حَسُوداً لِأَنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا یَحْسُدُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَ لَیْسَ فَوْقَهُ أَحَدٌ فَكَیْفَ یَحْسُدُ مَنْ هُوَ دُونَهُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَغْضَبَ لِشَیْ ءٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْیَا إِلَّا أَنْ یَكُونَ غَضَبُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَیْهِ إِقَامَةَ الْحُدُودِ وَ أَنْ لَا تَأْخُذَهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ لَا رَأْفَةٌ فِی دِینِهِ حَتَّی یُقِیمَ حُدُودَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَتَّبِعَ الشَّهَوَاتِ وَ یُؤْثِرَ الدُّنْیَا عَلَی الْآخِرَةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَبَّبَ إِلَیْهِ الْآخِرَةَ كَمَا حَبَّبَ إِلَیْنَا الدُّنْیَا فَهُوَ یَنْظُرُ إِلَی الْآخِرَةِ كَمَا نَنْظُرُ إِلَی الدُّنْیَا فَهَلْ رَأَیْتَ أَحَداً تَرَكَ وَجْهاً حَسَناً لِوَجْهٍ قَبِیحٍ وَ طَعَاماً طَیِّباً لِطَعَامٍ مُرٍّ وَ ثَوْباً لَیِّناً

ص: 192


1- فی المصادر: منفیة عنه.

لِثَوْبٍ خَشِنٍ وَ نِعْمَةً دَائِمَةً بَاقِیَةً لِدُنْیَا زَائِلَةٍ فَانِیَةٍ (1).

«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مَاجِیلَوَیْهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ ابْنُ تَاتَانَةَ جَمِیعاً عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ التَّمِیمِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی سَیِّدِی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام عَنْ آبَائِهِ (2) عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی الْقَضِیبِ الْیَاقُوتِ الْأَحْمَرِ الَّذِی غَرَسَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِیَدِهِ وَ یَكُونَ مُتَمَسِّكاً بِهِ فَلْیَتَوَلَّ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ فَإِنَّهُمْ خِیَرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ صَفْوَتُهُ وَ هُمُ الْمَعْصُومُونَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَ خَطِیئَةٍ (3).

لی، الأمالی للصدوق أحمد بن علی بن إبراهیم عن أبیه عن أبیه مثله (4).

«3»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ لِلْكَرَاجُكِیِّ، حَدَّثَنِی الْقَاضِی أُسَیْدُ (5) بْنُ إِبْرَاهِیمَ السُّلَمِیُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَتَكِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلَوِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَنْهُ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: أَخْبَرَنِی جَبْرَئِیلُ عَنْ كَاتِبَی عَلِیٍّ أَنَّهُمَا لَمْ یَكْتُبَا عَلَی عَلِیٍّ ذَنْباً مُذْ صَحِبَاهُ (6).

ص: 193


1- الخصال: 101 و 102. علل الشرائع: 79 معانی الأخبار: 44 أمالی الصدوق 375 و 376.
2- فی العیون و الأمالی، عن أبیه عن آبائه.
3- عیون الأخبار: 219.
4- أمالی الصدوق: 347.
5- هكذا فی النسخ و الصحیح كما فی المصدر: (اسد) ترجمه ابن حجر فی لسان المیزان 1: 382. فقال: اسد بن إبراهیم بن كلیب السلمی الحرّانیّ القاضی یروی عنه الحسین بن علی الصیمری مات بعد الاربعمائة و ذكر ابن عساكر انه كان من أشد الشیعة و كان متكلما.
6- كنز الفوائد: 162.

«4»-وَ حَدَّثَنِی السُّلَمِیُّ عَنِ الْعَتَكِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّدَفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَوْفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی الْحَكَمِ الْبَرَاجِمِیِّ عَنْ شَرِیكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْوَفَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ إِنَّ حَافِظَیْ عَلِیٍّ لَیَفْخَرَانِ عَلَی سَائِرِ الْحَفَظَةِ بِكَوْنِهِمَا مَعَ عَلِیٍّ علیه السلام وَ ذَلِكَ أَنَّهُمَا لَمْ یَصْعَدَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ ءٍ مِنْهُ فَیُسْخِطَهُ (1).

«5»-مع، معانی الأخبار أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِنْقَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُقْرِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَوْصِلِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ الطَّرِیفِیِّ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ یَزِیدَ بْنِ الْحَسَنِ الْكَحَّالِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهم السلام قَالَ: الْإِمَامُ مِنَّا لَا یَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً وَ لَیْسَتِ الْعِصْمَةُ فِی ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَیُعْرَفَ بِهَا فَلِذَلِكَ لَا یَكُونُ إِلَّا مَنْصُوصاً فَقِیلَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا مَعْنَی الْمَعْصُومِ فَقَالَ هُوَ الْمُعْتَصِمُ بِحَبْلِ اللَّهِ وَ حَبْلُ اللَّهِ هُوَ الْقُرْآنُ لَا یَفْتَرِقَانِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ الْإِمَامُ یَهْدِی إِلَی الْقُرْآنِ وَ الْقُرْآنُ یَهْدِی إِلَی الْإِمَامِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ یَهْدِی لِلَّتِی هِیَ أَقْوَمُ (2).

بیان: قوله علیه السلام هو المعتصم كأن المعنی أن معصومیته بسبب اعتصامه بحبل اللّٰه و لذا خص بالعصمة لا مجازفة أو معنی المعصومیة أنه جعله اللّٰه معتصما بالقرآن لا یفارقه.

«6»-مع، معانی الأخبار عَلِیُّ بْنُ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْحُسَیْنِ الْأَشْقَرِ قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ مَا مَعْنَی قَوْلِكُمْ إِنَّ الْإِمَامَ لَا یَكُونُ إِلَّا مَعْصُوماً قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ الْمَعْصُومُ هُوَ الْمُمْتَنِعُ بِاللَّهِ مِنْ

ص: 194


1- كنز الفوائد: 162.
2- معانی الأخبار: 44 و الآیة فی الاسراء: 9.

جَمِیعِ مَحَارِمِ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی وَ مَنْ یَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِیَ إِلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (1).

بیان: الممتنع باللّٰه أی بتوفیق اللّٰه.

قال الصدوق فی المعانی بعد خبر هشام الدلیل علی عصمة الإمام أنه لما كان كل كلام ینقل عن قائله یحتمل وجوها من التأویل و كان أكثر القرآن و السنة مما أجمعت الفرق علی أنه صحیح لم یغیر و لم یبدل و لم یزد فیه و لم ینقص منه محتملا لوجوه كثیرة من التأویل وجب أن یكون مع ذلك مخبر صادق معصوم من تعمد الكذب و الغلط منبئ عما عنی اللّٰه عز و جل و رسوله فی الكتاب و السنة علی حق ذلك و صدقه لأن الخلق مختلفون فی التأویل كل فرقة تمیل مع القرآن و السنة إلی مذهبها.

فلو كان اللّٰه تبارك و تعالی تركهم بهذه الصفة من غیر مخبر عن كتابه صادق فیه لكان قد سوغهم الاختلاف فی الدین و دعاهم إلیه إذ أنزل كتابا یحتمل التأویل و سن نبیه صلی اللّٰه علیه و آله سنة یحتمل التأویل و أمرهم بالعمل بهما فكأنه قال تأولوا و اعملوا و فی ذلك إباحة العمل بالمتناقضات و الاعتماد (2) للحق و خلافه.

فلما استحال (3) ذلك علی اللّٰه عز و جل وجب أن یكون مع القرآن و السنة فی كل عصر من یبین عن المعانی التی عناها اللّٰه عز و جل فی القرآن بكلامه دون ما یحتمله ألفاظ القرآن من التأویل و یعبر (4) عن المعانی التی عناها رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی سننه و أخباره دون التأویل الذی یحتمله ألفاظ الأخبار المرویة عنه علیه السلام المجمع علی صحة نقلها.

ص: 195


1- معانی الأخبار: 44 و الآیة فی آل عمران: 101.
2- فی نسخة من المصدر: و الاعتقاد للحق.
3- فی نسخة: استحیل.
4- فی نسخة من الكتاب و مصدره: و یبین.

و إذا وجب أنه لا بد من مخبر صادق وجب أن لا یجوز علیه الكذب و تعمدا و لا الغلط فیما یخبر به عن مراد اللّٰه عز و جل فی كتابه و عن مراد رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی أخباره و سنته و إذا وجب ذلك وجب أنه معصوم.

و مما یؤكد هذا الدلیل أنه لا یجوز عند مخالفینا أن یكون اللّٰه عز و جل أنزل القرآن علی أهل عصر النبی صلی اللّٰه علیه و آله و لا نبی فیهم و یتعبدهم بالعمل بما فیه علی حقه و صدقه فإذا لم یجز أن ینزل القرآن علی قوم و لا ناطق به و لا معبر عنه و لا مفسر لما استعجم منه و لا مبین لوجوهه فكذلك لا یجوز أن نتعبد نحن به إلا و معه من یقوم فینا مقام النبی صلی اللّٰه علیه و آله فی قومه و أهل عصره فی التبیین لناسخه و منسوخه و خاصه و عامه و المعانی التی عناها اللّٰه جل عز بكلامه دون ما یحتمله التأویل كما كان النبی صلی اللّٰه علیه و آله مبینا لذلك كله لأهل عصره و لا بد من ذلك ما لزموا المعقول و الدین.

فإن قال قائل إن المؤدی إلینا ما نحتاج إلی عمله من متشابه القرآن و من معانیه التی عناها اللّٰه دون ما یحتمله ألفاظه هو الأمة أكذبه (1) اختلاف الأمة و شهادتها بأجمعها علی أنفسها فی كثیر من آی القرآن لجهلهم بمعناه الذی عناه اللّٰه عز و جل و فی ذلك بیان أن الأمة لیست هی المؤدیة عن اللّٰه عز و جل ببیان القرآن و إنها لیست تقوم فی ذلك مقام النبی صلی اللّٰه علیه و آله.

فإن تجاسر متجاسر فقال قد كان یجوز أن ینزل القرآن علی أهل عصر النبی صلی اللّٰه علیه و آله و لا یكون معه نبی و یتعبدهم بما فیه مع احتماله للتأویل.

قیل له هب ذلك كله و قد وقع من الخلاف فی معانیه ما قد وقع فی هذا الوقت ما الذی كانوا یصنعون.

فإن قال ما قد صنعوا الساعة. قیل الذی فعلوه الساعة أخذ كل فرقة من الأمة جانبا من التأویل و عمله

ص: 196


1- قوله: هو الأمة خبر لانّ و قوله: اكذبه جواب لان.

علیه و تضلیل الفرقة المخالفة لها فی ذلك و شهادتها علیها بأنها لیست علی الحق.

فإن قال إنه كان یجوز أن یكون فی أول الإسلام كذلك و إن ذلك حكمة من اللّٰه و عدل فیهم ركب خطأ عظیما و ما لا أری أحدا من الخلق یقدم علیه فیقال له عند ذلك فحدثنا إذا تهیأ للعرب الفصحاء أهل اللغة أن یتأولوا القرآن و یعمل كل واحد منهم بما یتأوله علی اللغة العربیة فكیف یصنع من لا یعرف اللغة من الناس و كیف یصنع العجم من الترك و الفرس و إلی أی شی ء یرجعون فی علم ما فرض اللّٰه علیهم فی كتابه و من أی الفرق یقبلون مع اختلاف الفرق فی التأویل و إباحتك كل فرقة أن تعمل بتأویلها.

و لا بد لك من أن یجری (1) العجم و من لا یفهم اللغة مجری أصحاب اللغة من أن لهم أن یتبعوا أی الفرق شاءوا و إلا إن ألزمت من لا یفهم اللغة اتباع بعض الفرق دون بعض لزمك أن تجعل الحق كله فی تلك الفرقة دون غیرها فإن جعلت الحق فی فرقة دون فرقة نقضت ما بنیت علیه كلامك و احتجت إلی أن یكون مع تلك الفرقة (2) علم و حجة تبین بها من غیرها و لیس هذا من قولك. و لو جعلت الفرق كلها متساویة فی الحق مع تناقض تأویلاتها فیلزمك أیضا أن تجعل (3) للعجم و من لا یفهم اللغة أن یتبعوا أی الفرق شاءوا و إذا فعلت ذلك لزمك فی هذا الوقت أن لا یلزم أحدا من مخالفیك من الشیعة و الخوارج و أصحاب التأویلات و جمیع من خالفك ممن له فرقة و من مبتدع لا فرقة له علی مخالفتك ذما.

و هذا نقص (4) الإسلام و الخروج من الإجماع و یقال لك و ما ینكر علی هذا الإعطاء (5) أن یتعبد اللّٰه عز و جل الخلق بما فی كتاب مطبق لا یمكن أحدا أن

ص: 197


1- فی المصدر: فلا بدّ لك ان تجری.
2- فی نسخة: مع تلك الفرقة كلها علم.
3- فی نسخة: ان لا تجزم احدا.
4- فی نسخة: و هذا نقض.
5- فی نسخة: الاغضاء.

یقرأ ما فیه و یأمر أن یبحثوا و یرتادوا و یعمل كل فرقة بما تری أنه فی الكتاب فإن أجزت ذلك أجزت علی اللّٰه عز و جل العبث لأن ذلك صفة العابث.

و یلزمك أن تجیز علی كل من نظر بعقله فی شی ء و استحسن أمرا من الدین أن یعتقده لأنه سواء أباحهم أن یعملوا فی أصول الحلال و الحرام و فروعهما بآرائهم و أباحهم أن ینظروا بعقولهم فی أصول الدین كله و فروعه من توحید و غیره و أن یعملوا أیضا بما استحسنوه و كان عندهم حقا فإن أجزت ذلك أجزت علی اللّٰه عز و جل أن یبیح الخلق أن یشهدوا علیه أنه ثانی اثنین و أن یعتقدوا الدهر و جحدوا البارئ جل و عز.

و هذا آخر ما فی هذا الكلام لأن من أجاز أن یتعبدنا اللّٰه عز و جل بالكتاب علی احتمال التأویل و لا مخبر صادق لنا عن معانیه لزمه أن یجیز علی أهل عصر النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثل ذلك.

فإذا أجاز مثل ذلك لزمه أن یبیح اللّٰه عز و جل كل فرقة العمل بما رأت و تأولت لأنه لا یكون لهم غیر ذلك إذا لم یكن معهم حجة فی أن هذا التأویل (1) أصح من هذا التأویل و إذا أباح ذلك أباح متبعیهم ممن لا یعرف اللغة فإذا أباح أولئك أیضا لزمه أن یبیحنا فی هذا العصر و إذا أباحنا ذلك فی الكتاب لزمه أن یبیحنا ذلك فی أصول الحلال و الحرام و مقاییس العقول و ذلك خروج من الدین كله.

و إذا وجب بما قدمنا ذكره أنه لا بد من مترجم عن القرآن و أخبار النبی صلی اللّٰه علیه و آله وجب أن یكون معصوما لیجب القبول منه.

و إذا وجب أن یكون معصوما بطل أن یكون هو الأمة لما بینا من اختلافها فی تأویل القرآن و الأخبار و تنازعها فی ذلك و من إكفار بعضها بعضا و إذا ثبت ذلك وجب أن یكون المعصوم هو الواحد الذی ذكرناه و هو الإمام و قد دللنا علی أن الإمام لا یكون إلا معصوما و أدینا أنه إذا وجبت العصمة فی الإمام لم یكن بد من أن ینص

ص: 198


1- فی المصدر: علی احتماله التأویل.

النبی صلی اللّٰه علیه و آله علیه لأن العصمة لیست فی ظاهر الخلقة فیعرفها الخلق بالمشاهدة فواجب (1) أن ینص علیها علام الغیوب تبارك و تعالی علی لسان نبیه صلی اللّٰه علیه و آله و ذلك لأن الإمام لا یكون إلا منصوصا علیه و قد صح لنا النص بما بیناه من الحجج و ما رویناه من الأخبار الصحیحة (2).

«7»-فس، تفسیر القمی فَتِلْكَ بُیُوتُهُمْ خاوِیَةً بِما ظَلَمُوا قَالَ لَا تَكُونُ الْخِلَافَةُ فِی آلِ فُلَانٍ وَ لَا آلِ فُلَانٍ وَ لَا آلِ طَلْحَةَ وَ لَا آلِ الزُّبَیْرِ (3).

بیان: علی هذا التأویل یكون المعنی بیوتهم خاویة من الخلافة و الإمامة بسبب ظلمهم فالظلم ینافی الخلافة و كل فسق ظلم و یحتمل أن یكون المعنی أنهم لما ظلموا و غصبوا الخلافة و حاربوا إمامهم أخرجها اللّٰه من ذریتهم ظاهرا و باطنا إلی یوم القیامة.

«8»-ل، الخصال فِی خَبَرِ الْأَعْمَشِ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام الْأَنْبِیَاءُ وَ أَوْصِیَاؤُهُمْ (4) لَا ذُنُوبَ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ (5).

«9»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام فِیمَا كَتَبَ الرِّضَا علیه السلام لِلْمَأْمُونِ لَا یَفْرِضُ اللَّهُ تَعَالَی طَاعَةَ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ یُضِلُّهُمْ وَ یُغْوِیهِمْ وَ لَا یَخْتَارُ لِرِسَالَتِهِ وَ لَا یَصْطَفِی مِنْ عِبَادِهِ مَنْ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَكْفُرُ بِهِ وَ بِعِبَادَتِهِ وَ یَعْبُدُ الشَّیْطَانَ دُونَهُ (6).

«10»-ل، الخصال قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ عَنَی بِهِ أَنَّ الْإِمَامَةَ

ص: 199


1- فی نسخة: فوجب.
2- معانی الأخبار: 44 و 45.
3- تفسیر القمّیّ: 478 و 489. فی المصدر: (فی آل فلان و لا آل فلان و لا آل فلان و لا طلحة و لا الزبیر) و الآیة فی النحل: 52.
4- فی المصدر: و الأوصیاء.
5- الخصال: 2: 154.
6- عیون الأخبار: 267 و 268.

لَا تَصْلُحُ لِمَنْ قَدْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً أَوْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ إِنْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَ الظُّلْمُ وَضْعُ الشَّیْ ءِ فِی غَیْرِ مَوْضِعِهِ وَ أَعْظَمُ الظُّلْمِ الشِّرْكُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ وَ كَذَلِكَ لَا تَصْلُحُ الْإِمَامَةُ لِمَنْ قَدِ ارْتَكَبَ مِنَ الْمَحَارِمِ شَیْئاً صَغِیراً كَانَ أَوْ كَبِیراً وَ إِنْ تَابَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَ كَذَلِكَ لَا یُقِیمُ الْحَدَّ مَنْ فِی جَنْبِهِ حَدُّ فَإِذاً لَا یَكُونُ الْإِمَامُ إِلَّا مَعْصُوماً وَ لَا تُعْلَمُ عِصْمَتُهُ إِلَّا بِنَصِّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّ الْعِصْمَةَ لَیْسَتْ فِی ظَاهِرِ الْخِلْقَةِ فَتُرَی كَالسَّوَادِ وَ الْبَیَاضِ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَ هِیَ مَغِیبَةٌ لَا تُعْرَفُ إِلَّا بِتَعْرِیفِ عَلَّامِ الْغُیُوبِ عَزَّ وَ جَلَّ (1).

«11»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أُذَیْنَةَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِی عَیَّاشٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَقُولُ إِنَّمَا الطَّاعَةُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ وَ إِنَّمَا أُمِرَ بِطَاعَةِ أُولِی الْأَمْرِ لِأَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ لَا یَأْمُرُونَ بِمَعْصِیَتِهِ (2).

«12»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحَفَّارُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَلِیٍّ الدِّعْبِلِیِّ عَنْ أَبِیهِ وَ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الدَّیْرِیِّ مَعاً عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُثَنًّی (3) مَوْلَی عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا دَعْوَةُ أَبِی إِبْرَاهِیمَ قُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ كَیْفَ صِرْتَ دَعْوَةَ أَبِیكَ إِبْرَاهِیمَ قَالَ أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی إِبْرَاهِیمَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً (4) فَاسْتَخَفَّ إِبْرَاهِیمَ الْفَرَحُ فَقَالَ یَا رَبِّ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی أَئِمَّةً مِثْلِی فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنْ یَا إِبْرَاهِیمُ إِنِّی لَا

ص: 200


1- الخصال 1: 149 و الحدیث طویل مرویّ عن المفضل بن عمر عن الصادق علیه السلام.
2- علل الشرائع: 52. و رواه أیضا الصدوق فی الخصال 1: 68 فی حدیث طویل و فیه: و انما امر اللّٰه عزّ و جلّ بطاعة الرسول لانه معصوم مطهر لا یأمر بمعصیته و انما امر بطاعة أولی الامر اه.
3- فیه وهم و الصحیح كما فی المصدر: مینا مولی عبد الرحمن بن عوف.
4- البقرة: 124.

أُعْطِی (1) لَكَ عَهْداً لَا أَفِی لَكَ بِهِ قَالَ یَا رَبِّ مَا الْعَهْدُ الَّذِی لَا تَفِی لِی بِهِ قَالَ لَا أُعْطِیكَ عَهْداً لِظَالِمٍ مِنْ ذُرِّیَّتِكَ (2) قَالَ یَا رَبِّ وَ مَنِ الظَّالِمُ مِنْ وُلْدِی لَا یَنَالُ عَهْدِی (3) قَالَ مَنْ سَجَدَ لِصَنَمٍ مِنْ دُونِی لَا أَجْعَلُهُ إِمَاماً أَبَداً وَ لَا یَصِحُّ أَنْ یَكُونَ إِمَاماً قَالَ إِبْرَاهِیمُ (4) وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِیراً مِنَ النَّاسِ (5) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَانْتَهَتِ الدَّعْوَةُ إِلَیَّ وَ إِلَی أَخِی عَلِیٍّ علیه السلام لَمْ یَسْجُدْ أَحَدٌ مِنَّا لِصَنَمٍ قَطُّ فَاتَّخَذَنِیَ اللَّهُ نَبِیّاً وَ عَلِیّاً وَصِیّاً (6).

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة ابن المغازلی بإسناده إلی ابن مسعود مثله (7).

«13»-ك، إكمال الدین ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْوَرَّاقُ عَنْ سَعْدٍ عَنِ النَّهْدِیِّ عَنِ ابْنِ عُلْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ (8).

«14»-شی، تفسیر العیاشی رُوِیَ بِأَسَانِیدَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ فَجَرَی الْحَدِیثُ فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ إِذِ ابْتَلی إِبْراهِیمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ أَتَمَّهُنَّ بِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فِی قَوْلِ اللَّهِ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (9) ثُمَ

ص: 201


1- فی الأمالی و الكنز: انی لا اعطیك.
2- فی الأمالی و الكنز: لا اعطیك لظالم من ذریتك عهدا.
3- فی الأمالی: (عهدك) و سقط عن الكنز قوله: قال الی قوله: اماما.
4- فی الكنز: فقال إبراهیم عندها.
5- إبراهیم: 40.
6- أمالی ابن الشیخ: 240 و 241.
7- كنز الفوائد: 34 و 38 من النسخة الرضویة.
8- اكمال الدین: 163. عیون الأخبار: 38.
9- آل عمران: 34.

قَالَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (1) قَالَ یَا رَبِّ وَ یَكُونُ مِنْ ذُرِّیَّتِی ظَالِمٌ قَالَ نَعَمْ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مَنِ اتَّبَعَهُمْ قَالَ یَا رَبِّ فَعَجِّلْ لِمُحَمَّدٍ وَ عَلِیٍّ مَا وَعَدْتَنِی فِیهِمَا وَ عَجِّلْ نَصْرَكَ لَهُمَا وَ إِلَیْهِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ وَ مَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِیمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَ لَقَدِ اصْطَفَیْناهُ فِی الدُّنْیا وَ إِنَّهُ فِی الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ (2) فَالْمِلَّةُ الْإِمَامَةُ فَلَمَّا أَسْكَنَ ذُرِّیَّتَهُ بِمَكَّةَ قَالَ رَبَّنا إِنِّی أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوادٍ غَیْرِ ذِی زَرْعٍ عِنْدَ بَیْتِكَ الْمُحَرَّمِ إِلَی (3) مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ (4) فَاسْتَثْنَی مَنْ آمَنَ خَوْفاً أَنْ یَقُولَ لَهُ لَا كَمَا قَالَ لَهُ فِی الدَّعْوَةِ الْأُولَی وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ فَلَمَّا قَالَ اللَّهُ وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِیلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلی عَذابِ النَّارِ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ (5) قَالَ یَا رَبِّ وَ مَنِ الَّذِینَ مَتَّعْتَهُمْ قَالَ الَّذِینَ كَفَرُوا بِآیَاتِی فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ (6).

«15»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ حَرِیزٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ لا یَنالُ

ص: 202


1- البقرة: 124.
2- البقرة: 130.
3- فی المصدر: الی قوله.
4- هكذا فی الكتاب و مصدره و فیه وهم واضح و التعجب من المصنّف قدّس سرّه كیف لم یلتفت إلیه لان هذه الآیة فی سورة إبراهیم و هی هكذا: مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ یَشْكُرُونَ و لیس فیه قوله: من آمن بل هو فی قوله تعالی فی سورة البقرة: رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَ مَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ و الظاهر ان الوهم من الراوی او من النسّاخ حیث أورد الآیة الأولی مكان الثانیة ثمّ زادوا فیها.
5- البقرة: 126.
6- تفسیر العیّاشیّ 1: 57 و 58.

عَهْدِی الظَّالِمِینَ أَیْ لَا یَكُونُ إِمَاماً ظَالِماً (1).

«16»-كشف، كشف الغمة فَائِدَةٌ سَنِیَّةٌ كُنْتُ أَرَی الدُّعَاءَ الَّذِی كَانَ یَقُولُهُ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام (2) فِی سَجْدَةِ الشُّكْرِ وَ هُوَ رَبِّ عَصَیْتُكَ بِلِسَانِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَخْرَسْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِبَصَرِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَكْمَهْتَنِی (3) وَ عَصَیْتُكَ بِسَمْعِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَصْمَمْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِیَدِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَكَنَّعْتَنِی (4) وَ عَصَیْتُكَ بِفَرْجِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَعْقَمْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِرِجْلِی وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِی وَ عَصَیْتُكَ بِجَمِیعِ جَوَارِحِیَ الَّتِی أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَیَّ وَ لَمْ یَكُنْ هَذَا جَزَاكَ مِنِّی.

بخط عمید الرؤساء لعقمتنی و المعروف عقمت المرأة و عقمت و أعقمها اللّٰه فكنت أفكر فی معناه و أقول: كیف یتنزل علی ما تعتقده الشیعة من القول بالعصمة و ما اتضح لی ما یدفع التردد الذی یوجبه.

فاجتمعت بالسید السعید النقیب رضی الدین أبی الحسن علی بن موسی بن طاوس العلوی الحسنی رحمه اللّٰه و ألحقه بسلفه الطاهر فذكرت له ذلك فقال إن الوزیر السعید مؤید الدین العلقمی رحمه اللّٰه تعالی سألنی عنه فقلت كان یقول هذا لیعلم الناس ثم إنی فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان یقوله فی سجدته فی اللیل و لیس عنده من یعلمه.

ثم سألنی عنه الوزیر مؤید الدین محمد بن العلقمی رحمه اللّٰه فأخبرته بالسؤال الأول الذی قلت و الذی أوردته علیه و قلت ما بقی إلا أن یكون یقوله علی سبیل التواضع و ما هذا معناه فلم یقع منی هذه الأقوال بموقع و لا حلت من قلبی فی موضع.

و مات السید رضی الدین رحمه اللّٰه فهدانی اللّٰه إلی معناه و وفقنی علی فحواه

ص: 203


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 58.
2- فی المصدر: أبو الحسن موسی علیه السّلام.
3- كمه بصره: اعترته ظلمة تطمس علیه. عمی او صار اعشی.
4- كنع یده: اشلها و أیبسها.

فكان الوقوف علیه و العلم به و كشف حجابه بعد السنین المتطاولة و الأحوال المجرمة (1) و الأدوار المكررة من كرامات الإمام موسی علیه السلام و معجزاته و لتصح نسبة العصمة إلیه و تصدق علی آبائه البررة الكرام و تزول الشبهة التی عرضت من ظاهر هذا الكلام.

و تقریره أن الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام تكون أوقاتهم مشغولة باللّٰه تعالی و قلوبهم مملوة به و خواطرهم متعلقة بالملإ الأعلی و هم أبدا فی المراقبة

كَمَا قَالَ علیه السلام اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ یَرَاكَ.

فهم أبدا متوجهون إلیه و مقبلون بكلهم علیه فمتی انحطوا عن تلك الرتبة العالیة و المنزلة الرفیعة إلی الاشتغال بالمأكل و المشرب و التفرغ إلی النكاح و غیره من المباحات عدوه ذنبا و اعتقدوه خطیئة و استغفروا منه.

أ لا تری أن بعض عبید أبناء الدنیا لو قعد و أكل و شرب و نكح و هو یعلم أنه بمرأی من سیده و مسمع لكان ملوما عند الناس و مقصرا فیما یجب علیه من خدمة سیده و مالكه فما ظنك بسید السادات و ملك الأملاك (2)

وَ إِلَی هَذَا أَشَارَ علیه السلام إِنَّهُ لَیُغَانُ (3) عَلَی قَلْبِی وَ إِنِّی لَأَسْتَغْفِرُ بِالنَّهَارِ سَبْعِینَ مَرَّةً.

و لفظة السبعین إنما هی

ص: 204


1- عام مجرم ای تام.
2- فی نسخة: و مالك الملاك.
3- قال الطریحی: فی الخبر انه لیغان علی قلبی فاستغفر اللّٰه فی الیوم و اللیلة مائة مرة قال البیضاوی فی شرح المصابیح: الغین لغة فی الغیم و غان علی قلبی كذا ای غطاه قال ابو عبیدة فی معنی الحدیث: ای یتغشی قلبی ما یلبسه، و قد بلغنا عن الأصمعی انه سئل عن هذا الحدیث فقال للسائل: عن قلب من یروی هذا؟ فقال: عن قلب النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله فقال لو كان عن غیر النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله لكنت افسره لك، قال القاضی: و للّٰه در الأصمعی فی انتهاجه منهج الأدب إلی أن قال: نحن بالنور المقتبس من مشكاتهم نذهب و نقول: لما كان قلب النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله اتم القلوب صفاء و أكثرها ضیاء و اعرفها عرفا و كان (صلی اللّٰه علیه و آله) مبینا مع ذلك لشرائع الملّة و تأسیس السنة میسرا غیر معسر لم یكن له بد من النزول الی الرخص و الالتفات الی حظوظ النفس مع ما كان ممتنعا به من احكام البشریة فكانه إذا تعاطی شیئا من ذلك اسرعت كدورة ما الی القلب لكمال رقته و فرط نورانیته فان الشی ء كلما كان اصفی كانت الكدورة علیه ابین و أهدی، و كان (صلی اللّٰه علیه و آله) اذا احس بشی ء من ذلك عده علی النفس ذنبا فاستغفر منه.

لعدد الاستغفار لا إلی الرین (1)

وَ قَوْلُهُ حَسَنَاتُ الْأَبْرَارِ سَیِّئَاتُ الْمُقَرَّبِینَ.

و نزیده إیضاحا من لفظه لیكون أبلغ من التأویل و یظهر من قوله علیه السلام أعقمتنی و العقیم الذی لا یولد له و الذی یولد من السفاح لا یكون ولدا فقد بان بهذا أنه كان یعد اشتغاله فی وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصیة و یستغفر اللّٰه منها و علی هذا فقس البواقی و كل ما یرد علیك من أمثالها و هذا معنی شریف یكشف بمدلوله حجاب الشبه و یهدی به اللّٰه من حسر عن بصره و بصیرته رین العمی و العمه. (2) و لیت السید رحمه اللّٰه كان حیا لأهدی هذه العقیلة إلیه و أجلو عرائسها علیه فما أظن أن هذا المعنی اتضح من لفظ الدعاء لغیری و لا أن أحدا سار فی إیضاح مشكله و فتح مقفله مثل سیری و قد ینتج الخاطر العقیم فیأتی بالعجائب و قدیما ما قیل مع الخواطئ سهم صائب. (3)

بیان: عقم فی بعض ما عندنا من كتب اللغة جاء لازما و متعدیا قال الفیروزآبادی عقم كفرح و نصر و كرم و عنی و عقمها اللّٰه یعقمها و أعقمها انتهی و ما ذكره رحمه اللّٰه وجه حسن فی تأویل ما نسبوا إلی أنفسهم المقدسة من الذنب و الخطاء و العصیان و سیأتی تمام القول فی ذلك.

«17»-ختص، الإختصاص بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْحُسَیْنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ رَفَعَهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِیمَ عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ نَبِیّاً وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِیّاً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ رَسُولًا وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ رَسُولًا قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ

ص: 205


1- فی نسخة من المصدر: لا الی الغین.
2- حسر: كشف. الرین: الدنس. و العمه: التحیر و التردد.
3- كشف الغمّة: 254 و 255.

خَلِیلًا وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ خَلِیلًا قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْأَشْیَاءَ قَالَ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قَالَ فَمِنْ عِظَمِهَا فِی عَیْنِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ قَالَ لَا یَكُونُ السَّفِیهُ إِمَامَ التَّقِیِّ (1).

«18»-ختص، الإختصاص أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُسَیْنِیُّ عَنِ الْكُلَیْنِیِّ عَنِ الْعِدَّةِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَ دُرُسْتَ عَنْهُمْ علیهم السلام قَالَ: إِنَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ الْمُرْسَلِینَ عَلَی أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ فَنَبِیٌّ مُنَبَّأٌ فِی نَفْسِهِ لَا یَعْدُو غَیْرَهُ یَرَی فِی النَّوْمِ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لَا یُعَایِنُ فِی الْیَقَظَةِ وَ لَمْ یُبْعَثْ إِلَی أَحَدٍ وَ عَلَیْهِ إِمَامٌ مِثْلُ مَا كَانَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام عَلَی لُوطٍ وَ نَبِیٌّ یَرَی فِی نَوْمِهِ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ یُعَایِنُ الْمَلَكَ وَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَی طَائِفَةٍ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیُونُسَ- وَ أَرْسَلْناهُ إِلی مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ یَزِیدُونَ (2) قَالَ یَزِیدُونَ ثلاثون (ثَلَاثِینَ) أَلْفاً (3) وَ عَلَیْهِ إِمَامٌ وَ الَّذِی یَرَی فِی نَوْمِهِ وَ یَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ یُعَایِنُ فِی الْیَقَظَةِ وَ هُوَ إِمَامٌ عَلَی أُولِی الْعَزْمِ وَ قَدْ كَانَ إِبْرَاهِیمُ نَبِیّاً وَ لَیْسَ بِإِمَامٍ حَتَّی قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ مَنْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً أَوْ مِثَالًا لَا یَكُونُ إِمَاماً (4).

«19»-ختص، الإختصاص عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِیمَ عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ نَبِیّاً وَ اتَّخَذَهُ نَبِیّاً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ رَسُولًا وَ اتَّخَذَهُ رَسُولًا قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ خَلِیلًا وَ إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْأَشْیَاءَ وَ قَبَضَ یَدَهُ قالَ لَهُ یَا إِبْرَاهِیمُ إِنِّی جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً فَمِنْ عِظَمِهَا فِی عَیْنِ إِبْرَاهِیمَ قالَ یَا رَبِّ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِی قالَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (5)

بیان: قوله و قبض یده من كلام الراوی و الضمیران المستتر و البارز راجعان

ص: 206


1- الاختصاص: 22 و الآیة فی البقرة: 124.
2- الصافّات: 147.
3- فی المصدر: ثلاثین الفا.
4- الاختصاص: 22 و 23. و الآیة فی البقرة: 124.
5- الاختصاص: 22 و 23. و الآیة فی البقرة: 124.

إلی الباقر علیه السلام أی لما قال علیه السلام فلما جمع له هذه الأشیاء قبض یده أی ضم أصابعه إلی كفه لبیان اجتماع تلك الخمسة له أی العبودیة و النبوة و الرسالة و الخلة و الإمامة و هذا شائع فی أمثال هذه المقامات.

و قیل أی أخذ اللّٰه یده و رفعه من حضیض الكمالات إلی أوجها هذا إذا كان الضمیر فی یده راجعا إلی إبراهیم علیه السلام و إن كان راجعا إلی اللّٰه فقبض یده كنایة عن إكمال الصنعة و إتمام الحقیقة فی إكمال ذاته و صفاته أو تشبیه للمعقول بالمحسوس للإیضاح فإن الصانع منا إذا أكمل صنعة الشی ء رفع یده عنه و لا یعمل فیه شیئا لتمام صنعته و قیل فیه إضمار أی قبض إبراهیم هذه الأشیاء بیده أو قبض المجموع فی یده.

«20»-ین، كتاب حسین بن سعید و النوادر الْجَوْهَرِیُّ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّا لَنُذْنِبُ وَ نُسِی ءُ ثُمَّ نَتُوبُ إِلَی اللَّهِ مَتَاباً.

قال الحسین بن سعید لا خلاف بین علمائنا فی أنهم علیهم السلام معصومون عن كل قبیح مطلقا و أنهم علیهم السلام یسمون ترك المندوب ذنبا و سیئة بالنسبة إلی كمالهم علیهم السلام. (1)

أَقُولُ قَالَ الْعَلَّامَةُ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ فِی كَشْفِ الْحَقِّ، رَوَی الْجُمْهُورُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله انْتَهَتِ الدَّعْوَةُ إِلَیَّ وَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام لَمْ یَسْجُدْ أَحَدُنَا قَطُّ لِصَنَمٍ فَاتَّخَذَنِی نَبِیّاً وَ اتَّخَذَ عَلِیّاً وَصِیّاً.

و قال الناصب الشارح هذه الروایة لیست فی كتب أهل السنة و الجماعة و لا أحد من المفسرین ذكر هذا و إن صح دل علی أن علیا وصی رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و المراد بالوصایة میراث العلم و الحكمة و لیست هی نصا فی الإمامة كما ادعاه.

و قال صاحب إحقاق الحق هذه الروایة مما رواه ابن المغازلی الشافعی (2) فی

ص: 207


1- الزهد او المؤمن: مخطوط.
2- و نقل نحوه عن الحمیدی عن عبد اللّٰه بن مسعود عن النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و ترجمته هكذا: انه قال : ان دعوة ابراهیم الامامة لذریته لا تصل الا لمن لم یسجد لصنم قط ومن ثم جعلنی اللّٰه نبیا وعلیا وصیا لی. ارجع احقاق الحق ٣ : ٨٠.

كتاب المناقب بإسناده إلی ابن مسعود و الإنكار و الإصرار فیه عناد و إلحاد و المراد بالدعوة المذكور فیها دعوة إبراهیم و طلب الإمامة لذریته من اللّٰه تعالی فدلت الروایة علی أن المراد بالوصایة الإمامة و أن سبق الكفر و سجود الصنم ینافی الإمامة فی ثانی الحال أیضا كما أوضحناه سابقا فینفی إمامة الثلاثة و یصیر نصا فی إرادة الإمامة دون میراث العلم و الحكمة.

إن قیل لا یلزم من هذه الروایة عدم إمامة الثلاثة إذ كما أن انتهاء الدعوة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله لا یدل علی عدم نبی قبله فكذلك انتهاء الدعوة إلی علی لا یدل علی عدم إمام قبله بل اللازم من الروایة أن الإمام المنتهی إلیه الدعوة یجب أن لا یسجد صنما قط و لا یلزم منها أن یكون قبل الانتهاء أیضا كذلك.

قلت قوله صلی اللّٰه علیه و آله انتهت بصیغة الماضی یدل علی وقوع الانتهاء عند تكلم النبی صلی اللّٰه علیه و آله و سبق إمامة غیر علی علیه السلام ینافی ذلك نعم لو قال صلی اللّٰه علیه و آله ینتهی الدعوة (1) إلخ لكان بذلك الاحتمال (2) مجال و لیس فظهر الفرق بین انتهاء الدعوة إلی النبی صلی اللّٰه علیه و آله و بین انتهائها إلی علی علیه السلام.

لا یقال لو صح هذه الروایة لزم أن لا یكون باقی الأئمة إماما.

لأنا نقول الملازمة ممنوعة فإن الانتهاء بمعنی الوصول لا الانقطاع و فی هذا الجواب مندوحة عما قیل إن عدم صحة هذه الروایة لا یضرنا إذ غرضنا إلزامهم بأن أبا بكر و عمر و عثمان لیسوا أئمة فتأمل هذا.

وَ یَقْرُبُ عَنْ هَذِهِ الرِّوَایَةِ مَا رَوَاهُ النَّسَفِیُّ الْحَنَفِیُّ فِی تَفْسِیرِ الْمَدَارِكِ عِنْدَ تَفْسِیرِ آیَةِ النَّجْوَی- عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ مَسَائِلَ (3) إِلَی أَنْ قَالَ قُلْتُ وَ مَا الْحَقُّ قَالَ الْإِسْلَامُ وَ الْقُرْآنُ وَ الْوَلَایَةُ إِذَا انْتَهَتْ إِلَیْكَ.

انتهی.

ص: 208


1- فی المصدر: سینتهی الدعوة.
2- فی المصدر: لكان لذلك الاحتمال مجال.
3- فی المصدر: عشر مسائل.

و أقول: مفهوم الشرط حجة عند المحققین من أئمة الأصول فیدل علی أن الإمامة و الولایة قبل الانتهاء إلیه علیه السلام باطل و یلزم بطلان خلافة من تقدم فیها علیه كما لا یخفی (1).

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة فِی تَفْسِیرِ الثَّعْلَبِیِّ قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ طه أَیْ طَهَارَةُ أَهْلِ الْبَیْتِ (2) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ مِنَ الرِّجْسَ ثُمَّ قَرَأَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (3)

«23»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِكِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یَكِلْنَا إِلَی أَنْفُسِنَا وَ لَوْ وَكَلَنَا إِلَی أَنْفُسِنَا لَكُنَّا كَبَعْضِ النَّاسِ وَ لَكِنْ نَحْنُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَكُمْ (5)

تذنیب

اعلم أن الإمامیة رضی اللّٰه عنهم اتفقوا علی عصمة الأئمة علیهم السلام من الذنوب صغیرها و كبیرها فلا یقع منهم ذنب أصلا لا عمدا و لا نسیانا و لا لخطإ فی التأویل و لا للإسهاء من اللّٰه سبحانه و لم یخالف فیه (6) إلا الصدوق محمد بن بابویه و شیخه ابن الولید رحمة اللّٰه علیهما فإنهما جوزا الإسهاء من اللّٰه تعالی لمصلحة فی غیر ما یتعلق بالتبلیغ و بیان الأحكام لا السهو الذی یكون من الشیطان و قد مرت الأخبار و الأدلة الدالة علیها فی المجلد السادس و الخامس (7) و أكثر أبواب هذا المجلد مشحونة بما

ص: 209


1- إحقاق الحقّ 3: 80- 72.
2- فی المصدر: اهل بیت محمد.
3- كنز الفوائد: 154. و الآیة الأولی فی طه: 1، و الثانیة فی الأحزاب: 33.
4- فی المصدر: یونس بن عبد الرحمن.
5- كنز الفوائد: 278. و الآیة فی المؤمن: 60.
6- أی فی الاسهاء.
7- فی نسخة و السابع.

یدل علیها فأما ما یوهم خلاف ذلك من الأخبار و الأدعیة فهی مأولة بوجوه.

الأول أن ترك المستحب و فعل المكروه قد یسمی ذنبا و عصیانا بل ارتكاب بعض المباحات أیضا بالنسبة إلی رفعة شأنهم و جلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب لانحطاط ذلك عن سائر أحوالهم كما مرت الإشارة إلیه فی كلام الإربلی رحمه اللّٰه.

الثانی أنهم بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التی أمروا بها من معاشرة الخلق و تكمیلهم و هدایتهم و رجوعهم عنها إلی مقام القرب و الوصال و مناجاة ذی الجلال ربما وجدوا أنفسهم لانحطاط تلك الأحوال عن هذه المرتبة العظمی مقصرین فیتضرعون لذلك و إن كان بأمره تعالی كما أن أحدا من ملوك الدنیا إذا بعث واحدا من مقربی حضرته إلی خدمة من خدماته التی یحرم بها من مجلس الحضور و الوصال فهو بعد رجوعه یبكی و یتضرع و ینسب نفسه إلی الجرم و التقصیر لحرمانه عن هذا المقام الخطیر.

الثالث أن كمالاتهم و علومهم و فضائلهم لما كانت من فضله تعالی و لو لا ذلك لأمكن أن یصدر منهم أنواع المعاصی فإذا نظروا إلی أنفسهم و إلی تلك الحال أقروا بفضل ربهم و عجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السیئات فمفادها أنی أذنبت لو لا توفیقك و أخطأت لو لا هدایتك.

الرابع أنهم لما كانوا فی مقام الترقی فی الكمالات و الصعود علی مدارج الترقیات فی كل آن من الآنات فی معرفة الرب تعالی و ما یتبعها من السعادات فإذا نظروا إلی معرفتهم السابقة و عملهم معها اعترفوا بالتقصیر و تابوا منه و یمكن أن ینزل علیه

قول النبی صلی اللّٰه علیه و آله و إنی لأستغفر اللّٰه فی كل یوم سبعین مرة.

الخامس أنهم علیهم السلام لما كانوا فی غایة المعرفة لمعبودهم فكل ما أتوا به من الأعمال بغایة جهدهم ثم نظروا إلی قصورها عن أن یلیق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصی و استغفروا منها كما یستغفر المذنب العاصی و من ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا یأبی عن قبول تلك الوجوه الرائقة و العارف المحب الكامل إذا نظر إلی غیر محبوبه

ص: 210

أو توجه إلی غیر مطلوبه یری نفسه من أعظم الخاطئین رزقنا اللّٰه الوصول إلی درجات المحبین.

«24»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام (1) أَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ مُطَهَّرُونَ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ أَنَّهُمْ لَا یُذْنِبُونَ ذَنْباً صَغِیراً وَ لَا كَبِیراً وَ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ وَ مَنْ نَفَی الْعِصْمَةَ عَنْهُمْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ فَقَدْ جَهِلَهُمْ (2) وَ اعْتِقَادُنَا فِیهِمْ أَنَّهُمُ الْمَوْصُوفُونَ بِالْكَمَالِ وَ التَّمَامِ وَ الْعِلْمِ مِنْ أَوَائِلِ أُمُورِهِمْ إِلَی آخِرِهَا لَا یُوصَفُونَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ بِنَقْصٍ وَ لَا عِصْیَانٍ وَ لَا جَهْلٍ (3).

أقول: قد مضی تحقیق العصمة و مزید بیان فی إثباتها و ما یتعلق بها فی باب عصمة النبی صلی اللّٰه علیه و آله فلا نعیدها.

ص: 211


1- زاد فی المصدر: و الملائكة.
2- زاد فی المصدر: و من جهلهم فهو كافر.
3- اعتقادات الصدوق: 108 و 109.

باب 7 معنی آل محمد و أهل بیته و عترته و رهطه و عشیرته و ذریته صلوات اللّٰه علیهم أجمعین

الآیات؛

طه: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها»(132)

الشعراء: «وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ»(215)

تفسیر:

قال الطبرسی رحمه اللّٰه وَ أْمُرْ أَهْلَكَ أی أَهْلَ بَیْتِكَ وَ أَهْلَ دِینِكَ بِالصَّلاةِ

وَ رَوَی أَبُو سَعِیدٍ الْخُدْرِیُّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی بَابَ فَاطِمَةَ وَ عَلِیٍّ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ وَقْتَ كُلِّ صَلَاةٍ فَیَقُولُ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ (1) إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ... وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً.

وَ رَوَاهُ ابْنُ عُقْدَةَ بِإِسْنَادِهِ مِنْ طُرُقٍ كَثِیرَةٍ عَنْ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام وَ غَیْرِهِمْ مِثْلِ أَبِی بَرْزَةَ وَ أَبِی رَافِعٍ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ یَخُصَّ أَهْلَهُ دُونَ النَّاسِ لِیَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّ لِأَهْلِهِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً لَیْسَتْ لِلنَّاسِ فَأَمَرَهُمْ مَعَ النَّاسِ عَامَّةً وَ أَمَرَهُمْ (2) خَاصَّةً (3).

قال

و فی قراءة عبد اللّٰه بن مسعود وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ- و روی ذلك عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام (4)

وَ قَالَ الرَّازِیُّ وَ غَیْرُهُ فِی تَفَاسِیرِهِمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَعْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَی

ص: 212


1- فی المصدر: رحمكم اللّٰه.
2- فی المصدر: ثم امرهم خاصّة.
3- مجمع البیان 7: 38.
4- مجمع البیان 7: 206.

وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ یَذْهَبُ إِلَی فَاطِمَةَ وَ عَلِیٍّ علیه السلام كُلَّ صَبَاحٍ وَ یَقُولُ الصَّلَاةَ وَ كَانَ یَفْعَلُ ذَلِكَ.

أقول: و سیأتی تمام القول فی الآیتین فی كتاب أحوال أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه.

«1»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ قَالَ عَلِیٌّ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله خَاصَّةً (1).

«2»-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْهُ علیه السلام فِی قَوْلِهِ وَ تَقَلُّبَكَ فِی السَّاجِدِینَ قَالَ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ (2).

«3»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَشَّارٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ قُتَیْبَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَعْشَی عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِیدِ عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ علیه السلام قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَأُتِیَ بِحَرِیرَةٍ فَدَعَا عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ علیهم السلام فَأَكَلُوا مِنْهَا ثُمَّ جَلَّلَ عَلَیْهِمْ كِسَاءً خَیْبَرِیّاً ثُمَّ قَالَ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مَعَهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ إِلَی خَیْرٍ (3).

«4»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَضَّلَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ كَذَلِكَ (4) وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی كِتَابِهِ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ

ص: 213


1- كنز الفوائد: 203 و 204.
2- كنز الفوائد: 203 و 204.
3- كنز الفوائد: 236 فیه: (انك علی خیر) و الآیة فی الأحزاب: 33.
4- فی نسخة: و كیف لا نكون كذلك.

تَطْهِیراً فَقَدْ طَهَّرَنَا اللَّهُ مِنَ الْفَوَاحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ فَنَحْنُ عَلَی مِنْهَاجِ الْحَقِّ (1).

«5»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام النَّاسَ حِینَ قُتِلَ عَلِیٌّ علیه السلام فَقَالَ قُبِضَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَةِ رَجُلٌ لَمْ یَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ وَ لَا یُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ مَا تَرَكَ عَلَی ظَهْرِ الْأَرْضِ صَفْرَاءَ وَ لَا بَیْضَاءَ إِلَّا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ یَبْتَاعَ بِهَا خَادِماً لِأَهْلِهِ ثُمَّ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ وَ أَنَا ابْنُ الْبَشِیرِ النَّذِیرِ الدَّاعِی إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ السِّرَاجِ الْمُنِیرِ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِی كَانَ یَنْزِلُ فِیهِ جَبْرَئِیلُ وَ یَصْعَدُ وَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ الَّذِینَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً (2).

«6»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ مُظَفَّرِ بْنِ یُونُسَ بْنِ مُبَارَكٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ حَمَّادٍ عَنْ مُخَوَّلِ (3) بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِیِّ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ أَفْعَی عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی بَیْتِی وَ فِی الْبَیْتِ سَبْعَةٌ جَبْرَئِیلُ وَ مِیكَائِیلُ وَ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ قَالَتْ وَ كُنْتُ عَلَی الْبَابِ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ قَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ إِنَّكِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِیِّ وَ مَا قَالَ إِنَّكِ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ (4).

«7»-قب، المناقب لابن شهرآشوب قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَوْلَهُ تَعَالَی وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً ثُمَّ أَوْمَأَ علیه السلام إِلَی صَدْرِهِ فَقَالَ نَحْنُ وَ اللَّهِ ذُرِّیَّةُ

ص: 214


1- كنز الفوائد: 236. و الآیة فی الأحزاب: 33.
2- كنز الفوائد: 236 و 238.
3- مخول وزان محمّد و قیل كمنبر.
4- كنز الفوائد: 237.

رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (1).

«8»-فر، تفسیر فرات بن إبراهیم إِسْمَاعِیلُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (2) فَقَالَ لَنَا مِمَّنْ أَنْتُمْ فَقُلْنَا لَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالَ لَنَا إِنَّهُ لَیْسَ بَلَدٌ مِنَ الْبُلْدَانِ وَ لَا مِصْرٌ مِنَ الْأَمْصَارِ أَكْثَرَ مُحِبّاً لَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ لِأَمْرٍ جَهِلَهُ النَّاسُ فَأَجَبْتُمُونَا وَ أَبْغَضَنَا النَّاسُ وَ صَدَّقْتُمُونَا وَ كَذَّبَنَا النَّاسُ وَ اتَّبَعْتُمُونَا وَ خَالَفَنَا النَّاسُ فَجَعَلَ اللَّهُ مَحْیَاكُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَكُمْ مَمَاتَنَا فَأَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یَغْتَبِطَ وَ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُهُ هَاهُنَا وَ أَوْمَأَ بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

كا، الكافی العدة عن سهل عن الحسن بن علی بن فضال عن عبد اللّٰه بن الولید الكندی مثله بأدنی تغییر (4).

«9»-فس، تفسیر القمی وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ قَالَ نَزَلَتْ وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ وَ هُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ وَ جَعْفَرٌ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ (5).

«10»-مع، معانی الأخبار ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ غِیَاثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ: سُئِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَنْ مَعْنَی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی مَنِ الْعِتْرَةُ فَقَالَ أَنَا وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ الْأَئِمَّةُ التِّسْعَةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ تَاسِعُهُمْ مَهْدِیُّهُمْ وَ قَائِمُهُمْ لَا یُفَارِقُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَ لَا یُفَارِقُهُمْ

ص: 215


1- مناقب آل أبی طالب 3: 344 و الآیة فی الرعد: 38.
2- زاد فی نسخة بعد ذلك: فی زمن مروان و هی موجودة فی الكافی.
3- تفسیر فرات 76 و 77 و الآیة فی سورة الرعد: 38.
4- روضة الكافی: 81 فیه: ما من بلدة من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة و لا سیما هذه العصابة.
5- تفسیر القمّیّ: 475 فیه: و الأئمّة من آل محمّد علیهم السلام راجعه ففیه تفاوت لما ذكر، و الآیة فی الشعراء: 215.

حَتَّی یَرِدُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَوْضَهُ (1).

أقول: سیأتی معنی العترة فی أخبار الثقلین.

«11»- مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَیْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ فَیَقُولُ قَوْمٌ نَحْنُ آلُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ إِنَّمَا آلُ مُحَمَّدٍ مَنْ حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله نِكَاحَهُ (2).

بیان: لعل الراوی إنما عدل عن الآل إلی الأهل لقول الرجل أو قال الرجل ذلك لاعتقاد الترادف بین الآل و الأهل و أما تفسیره علیه السلام فلعل مراده اختصاصه بهم لا شموله لجمیعهم و یكون الغرض خروج بنی العباس و أضرابهم بأن یكون المدعی أنه من الآل منهم و لعل فیه نوع تقیة مع أنه یحتمل أن یكون هذا أحد معانی الآل.

«12»-مع، معانی الأخبار ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مَنِ الْآلُ قَالَ ذُرِّیَّةُ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ فَمَنِ الْأَهْلُ قَالَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام فَقُلْتُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ قَالَ وَ اللَّهِ مَا عَنَی إِلَّا ابْنَتَهُ (3).

«13»-لی، الأمالی للصدوق مع، معانی الأخبار أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ آلُ مُحَمَّدٍ قَالَ ذُرِّیَّتُهُ فَقُلْتُ مَنْ أَهْلُ بَیْتِهِ قَالَ الْأَئِمَّةُ الْأَوْصِیَاءُ فَقُلْتُ مَنْ عِتْرَتُهُ قَالَ أَصْحَابُ الْعَبَاءِ فَقُلْتُ مَنْ أُمَّتُهُ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ صَدَقُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُتَمَسِّكُونَ بِالثَّقَلَیْنِ الَّذِینَ أُمِرُوا بِالتَّمَسُّكِ بِهِمَا- كِتَابِ اللَّهِ وَ عِتْرَتِهِ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذِینَ

ص: 216


1- معانی الأخبار: 32 عیون الأخبار: 34.
2- معانی الأخبار: 33.
3- معانی الأخبار: 33. و الآیة فی المؤمن: 45.

أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِیراً وَ هُمَا الْخَلِیفَتَانِ عَلَی الْأُمَّةِ (1) عَلَیْهِمُ السَّلَامُ (2).

قال الصدوق فی مع تأویل الذریات إذا كانت بالألف الأعقاب و النسل كذلك قال أبو عبیدة و قال أما الذی فی القرآن وَ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّیَّاتِنا قُرَّةَ أَعْیُنٍ (3) قرأها علی علیه السلام وحده لهذا المعنی و الآیة التی فی یس وَ آیَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّیَّتَهُمْ (4) و قوله كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّیَّةِ قَوْمٍ آخَرِینَ (5) فیه لغتان ذُریة و ذِریة مثل عُلیة و عِلیة فكانت قراءته بالضم و قرأها أبو عمرو و هی قراءة أهل المدینة إلا ما ورد عن زید بن ثابت أنه قرأ ذِرِّیَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ (6) بالكسر و قال مجاهد فی قوله إِلَّا ذُرِّیَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ (7) إنهم أولاد الذین أرسل إلیهم موسی و مات آباؤهم.

و قال الفراء إنما سموا ذریة لأن آباءهم من القبط و أمهاتهم من بنی إسرائیل قال و ذلك كما قیل لأولاد أهل فارس الذین سقطوا إلی الیمن الأبناء لأن أمهاتهم من غیر جنس آبائهم.

قال أبو عبیدة إنهم یسمون ذریة و هم رجال مذكرون لهذا المعنی. (8) و ذریة الرجل كأنهم النشو الذی خرجوا منه و هو من ذروت أو ذریت و لیس بمهموز

ص: 217


1- فی الأمالی: بعد رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
2- أمالی الصدوق: 145، معانی الأخبار: 33.
3- الفرقان: 74.
4- یس: 41.
5- الأنعام: 132.
6- الإسراء: 3.
7- یونس: 83.
8- فی المصدر: بهذا المعنی.

قال أبو عبیدة و أصله مهموز و لكن العرب تركت الهمزة فیه و هو فی مذهبه من ذرأ اللّٰه الخلق كما قال عز و جل وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِیراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ (1) و ذرأهم أی أنشأهم و خلقهم و قوله عز و جل یَذْرَؤُكُمْ فِیهِ (2) أی یخلقكم فكان ذریة الرجل هم خلق اللّٰه عز و جل منه و من نسله و من أنشأه اللّٰه تبارك و تعالی من صلبه. (3)

بیان: لا أدری ما معنی قوله قرأها علی علیه السلام وحده فإنه قرأ أبو عمر و حمزة و الكسائی و أبو بكر ذریتنا و الباقون بالجمع إلا أن یكون مراده من بین الخلفاء و هو بعید و أیضا لا أعرف الفرق بین المفرد و الجمع فی هذا الباب و لا أعرف لتحقیقه رحمه اللّٰه فائدة یعتد بها.

«14»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَافِعٌ عَبْدُ آلِ عُمَرَ كَانَ فِی بَیْتِ حَفْصَةَ فَیَأْتِیهِ النَّاسُ وُفُوداً وَ لَا یُعَابُ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ لَا یُقَبَّحُ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّ أَقْوَاماً یَأْتُونَّا صِلَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَیَأْتُونَّا خَائِفِینَ مُسْتَخْفِینَ یُعَابُ ذَلِكَ وَ یُقَبَّحُ عَلَیْهِمْ وَ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا كَأَحَدِ أُولَئِكَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ أَزْوَاجاً وَ جَعَلَ لَهُ ذُرِّیَّةً ثُمَّ لَمْ یُسْلِمْ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مَنْ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَكْرَمَ اللَّهُ بِذَلِكَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله (4).

«15»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ بَشِیرٍ الدَّهَّانِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَا آتَی اللَّهُ أَحَداً مِنَ الْمُرْسَلِینَ (5) شَیْئاً إِلَّا وَ قَدْ آتَاهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله وَ قَدْ آتَی اللَّهُ (مُحَمَّداً) كَمَا آتَی الْمُرْسَلِینَ مِنْ قَبْلِهِ

ص: 218


1- الأعراف: 178.
2- الشوری: 11.
3- معانی الأخبار: 33.
4- تفسیر العیّاشیّ 2: 213 و 214.
5- فی المصدر: و قد آتی اللّٰه محمّدا كما آتی المرسلین و استظهر المصنّف فی الهامش ان الصحیح: آتاه اللّٰه ما لم یؤت المرسلین.

ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً (1)

«16»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَشْهَدُ عَلَی أَبِی أَنَّهُ كَانَ یَقُولُ مَا بَیْنَ أَحَدِكُمْ وَ بَیْنَ أَنْ یُغْبَطَ أَوْ یَرَی مَا تَقَرُّ بِهِ عَیْنُهُ إِلَّا أَنْ یَبْلُغَ نَفْسُهُ هَذِهِ وَ أَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی حَلْقِهِ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً فَنَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«17»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ قِسْمَیْنِ فَأَلْقَی قِسْماً وَ أَمْسَكَ قِسْماً ثُمَّ قَسَمَ ذَلِكَ الْقِسْمَ عَلَی ثَلَاثَةِ أَثْلَاثٍ فَأَلْقَی أَوْ أَلْقَی (3) ثُلُثَیْنِ وَ أَمْسَكَ ثُلُثاً ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ ذَلِكَ الثُّلُثِ قُرَیْشاً ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ قُرَیْشٍ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَنَحْنُ ذُرِّیَّتُهُ فَإِنْ قَالَ النَّاسُ لَمْ یَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله ذُرِّیَّةٌ جَحَدُوا وَ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَ جَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَ ذُرِّیَّةً (4) فَنَحْنُ ذُرِّیَّتُهُ قَالَ فَقُلْتُ أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكُمْ ذُرِّیَّتُهُ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ادْعُ اللَّهَ لِی جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ یَجْعَلَنِی مَعَكُمْ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ فَدَعَا لِی ذَلِكَ قَالَ وَ قَبَّلْتُ بَاطِنَ یَدِهِ.

«18»-وَ فِی رِوَایَةِ شُعَیْبٍ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ ذُرِّیَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَدْرِی عَلَی مَا یُعَادُونَنَا إِلَّا لِقَرَابَتِنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (5).

بیان: قوله أو ألقی لعل التردید من الراوی حیث لم یدر أنه أتی بالفاء أو لم یأت بها.

«19»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

ص: 219


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 214 و الآیة فی الرعد: 38.
2- تفسیر العیّاشیّ 2: 214 و الآیة فی الرعد: 38.
3- المصدر خال عن قوله: أو ألقی.
4- الرعد: 38.
5- تفسیر العیّاشیّ 2: 214.

بْنِ سَلَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیسَی بْنِ مَصْقَلَةَ الْقُمِّیِّ (1) عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها (2) قَالَ نَزَلَتْ فِی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِی بَابَ فَاطِمَةَ كُلَّ سُحْرَةٍ فَیَقُولُ السَّلَامُ عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ الصَّلَاةَ یَرْحَمُكُمُ اللَّهُ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (3).

«20»-لی، الأمالی للصدوق ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ابْنُ شَاذَوَیْهِ الْمُؤَدِّبُ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: حَضَرَ الرِّضَا علیه السلام مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ فِی مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ خُرَاسَانَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ أَخْبِرُونِی عَنْ مَعْنَی هَذِهِ الْآیَةِ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا (4) فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ الْأُمَّةَ كُلَّهَا فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا تَقُولُ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام لَا أَقُولُ كَمَا قَالُوا وَ لَكِنِّی أَقُولُ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ الْعِتْرَةَ الطَّاهِرَةَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ وَ كَیْفَ عَنَی الْعِتْرَةَ مِنْ دُونِ الْأُمَّةِ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام إِنَّهُ لَوْ أَرَادَ الْأُمَّةَ لَكَانَتْ بِأَجْمَعِهَا فِی الْجَنَّةِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَیْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِیرُ ثُمَّ جَمَعَهُمْ كُلَّهُمْ فِی الْجَنَّةِ فَقَالَ جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها یُحَلَّوْنَ فِیها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ (5) الْآیَةَ فَصَارَتِ

ص: 220


1- هكذا فی الكتاب و فی نسخة المكتبة الرضویة من المصدر و فی نسخة اخری منه تشویش و أوهام و لم نجد الرجل و الظاهر ان الصحیح: أحمد بن عبد اللّٰه بن عیسی بن مصقلة بقرینة روایة محمّد بن عبد الرحمن عنه. راجع فهرست النجاشیّ ترجمة احمد.
2- طه: 132.
3- كنز الفوائد: 161 و 162 و 178 من النسخة الرضویة.
4- فاطر: 32.
5- فاطر: 33.

الْوِرَاثَةُ لِلْعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ لَا لِغَیْرِهِمْ فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَنِ الْعِتْرَةُ الطَّاهِرَةُ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام الَّذِینَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ فَقَالَ جَلَّ وَ عَزَّ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (1) وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی أَهْلَ بَیْتِی أَلَا وَ إِنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونِّی فِیهِمَا أَیُّهَا النَّاسُ لَا تُعَلِّمُوهُمْ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ أَخْبِرْنَا یَا أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْعِتْرَةِ أَ هُمُ الْآلُ أَمْ غَیْرُ الْآلِ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام هُمُ الْآلُ فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یُؤْثَرُ عَنْهُ (2) أَنَّهُ قَالَ أُمَّتِی آلِی وَ هَؤُلَاءِ أَصْحَابُهُ یَقُولُونَ بِالْخَبَرِ الْمُسْتَفَاضِ (3) الَّذِی لَا یُمْكِنُ دَفْعُهُ آلُ مُحَمَّدٍ أُمَّتُهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَخْبِرُونِی هَلْ تَحْرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَی الْآلِ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَتَحْرُمُ عَلَی الْأُمَّةِ قَالُوا لَا قَالَ هَذَا فَرْقُ مَا بَیْنَ الْآلِ (4) وَ الْأُمَّةِ وَیْحَكُمْ أَیْنَ یُذْهَبُ بِكُمْ أَ ضَرَبْتُمْ (5) عَنِ الذِّكْرِ صَفْحاً أَمْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُ وَقَعَتِ الْوِرَاثَةُ وَ الطَّهَارَةُ عَلَی الْمُصْطَفَیْنَ الْمُهْتَدِینَ دُونَ سَائِرِهِمْ قَالُوا وَ مِنْ أَیْنَ یَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِیمَ وَ جَعَلْنا فِی ذُرِّیَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِیرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (6) فَصَارَتْ وِرَاثَةُ النُّبُوَّةِ وَ الْكِتَابِ

ص: 221


1- الأحزاب: 33.
2- أی ینقل عنه.
3- فی تحف العقول: بالخبر المستفیض.
4- فی التحف: علی آل محمد.
5- فی التحف: اصرفتم.
6- الحدید: 26.

لِلْمُهْتَدِینَ (1) دُونَ الْفَاسِقِینَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ نُوحاً علیه السلام حِینَ سَأَلَ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِینَ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَعَدَهُ أَنْ یُنْجِیَهُ وَ أَهْلَهُ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یا نُوحُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَیْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَیْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّی أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِینَ (2) فَقَالَ الْمَأْمُونُ هَلْ فَضَّلَ اللَّهُ الْعِتْرَةَ عَلَی سَائِرِ النَّاسِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَانَ فَضْلَ الْعِتْرَةِ عَلَی سَائِرِ النَّاسِ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ أَیْنَ ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (3) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْكاً عَظِیماً (4) ثُمَّ رَدَّ الْمُخَاطَبَةَ فِی أَثَرِ هَذَا إِلَی سَائِرِ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (5) یَعْنِی الَّذِینَ قَرَنَهُمْ بِالْكِتَابِ (6) وَ الْحِكْمَةِ وَ حُسِدُوا عَلَیْهِمَا (7) فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ یَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَیْنا آلَ إِبْراهِیمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَیْناهُمْ مُلْكاً عَظِیماً (8) یَعْنِی الطَّاعَةَ لِلْمُصْطَفَیْنَ الطَّاهِرِینَ فَالْمُلْكُ هَاهُنَا هُوَ الطَّاعَةُ لَهُمْ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ فَأَخْبِرْنَا هَلْ فَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَی الِاصْطِفَاءَ فِی الْكِتَابِ

ص: 222


1- فی التحف: فی المهتدین.
2- هود: 45 و 46.
3- آل عمران: 33 و 34.
4- النساء: 54.
5- النساء: 59.
6- فی التحف. یعنی الذین اورثهم الكتاب.
7- فی الأمالی: و حسدوا علیهم.
8- النساء: 54.

فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام فَسَّرَ الِاصْطِفَاءَ فِی الظَّاهِرِ سِوَی الْبَاطِنِ فِی اثْنَیْ عَشَرَ مَوْطِناً وَ مَوْضِعاً فَأَوَّلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْذِرِ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ وَ رَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِینَ هَكَذَا فِی قِرَاءَةِ أُبَیِّ بْنِ كَعْبٍ وَ هِیَ ثَابِتَةٌ فِی مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (1) وَ هَذِهِ مَنْزِلَةٌ رَفِیعَةٌ وَ فَضْلٌ عَظِیمٌ وَ شَرَفٌ عَالٍ حِینَ عَنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِكَ الْآلَ فَذَكَرَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَهَذِهِ وَاحِدَةٌ وَ الْآیَةُ الثَّانِیَةُ فِی الِاصْطِفَاءِ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (2) وَ هَذَا الْفَضْلُ الَّذِی لَا یَجْحَدُهُ أَحَدٌ مُعَانِدٌ أَصْلًا (3) لِأَنَّهُ فَضْلٌ بَعْدَ طَهَارَةٍ تُنْتَظَرُ (4) فَهَذِهِ الثَّانِیَةُ وَ أَمَّا الثَّالِثَةُ فَحِینَ مَیَّزَ اللَّهُ الطَّاهِرِینَ مِنْ خَلْقِهِ فَأَمَرَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِالْمُبَاهَلَةِ بِهِمْ فِی آیَةِ الِابْتِهَالِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ یَا مُحَمَّدُ فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ (5) فَأَبْرَزَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام وَ قَرَنَ أَنْفُسَهُمْ بِنَفْسِهِ فَهَلْ تَدْرُونَ مَا مَعْنَی قَوْلِهِ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ قَالَتِ الْعُلَمَاءُ عَنَی بِهِ نَفْسَهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام (6) إِنَّمَا عَنَی بِهَا عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ مِمَّا یَدُلُ

ص: 223


1- زاد فی تحف العقول بعد ذلك: فلما امر عثمان زید بن ثابت ان یجمع القرآن خنس هذه الآیة.
2- الأحزاب: 33.
3- فی الأمالی: (لا یجهله أحد معاند اصلا) و فی العیون: (لا یجهله أحد الا معاند ضال) و فی التحف: لا یجحده معاند.
4- فی نسخة: بعد الطهارة ینتظر.
5- آل عمران: 65.
6- فی المصادر كلها: فقال أبو الحسن علیه السّلام: غلطتم انما عنی.

عَلَی ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَیَنْتَهِیَنَّ بَنُو وَلِیعَةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَیْهِمْ رَجُلًا كَنَفْسِی یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ عَنَی بِالْأَبْنَاءِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَنَی بِالنِّسَاءِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَهَذِهِ خُصُوصِیَّةٌ لَا یَتَقَدَّمُهُمْ فِیهَا أَحَدٌ وَ فَضْلٌ لَا یَلْحَقُهُمْ فِیهِ بَشَرٌ وَ شَرَفٌ لَا یَسْبِقُهُمْ إِلَیْهِ خَلْقٌ (1) إِذْ جَعَلَ نَفْسَ عَلِیٍّ علیه السلام كَنَفْسِهِ فَهَذِهِ الثَّالِثَةُ وَ أَمَّا الرَّابِعَةُ فَإِخْرَاجُهُ صلی اللّٰه علیه و آله النَّاسَ مِنْ مَسْجِدِهِ مَا خَلَا الْعِتْرَةَ حَتَّی تَكَلَّمَ النَّاسُ فِی ذَلِكَ وَ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ تَرَكْتَ عَلِیّاً وَ أَخْرَجْتَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَنَا تَرَكْتُهُ وَ أَخْرَجْتُكُمْ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ تَرَكَهُ وَ أَخْرَجَكُمْ وَ فِی هَذَا تِبْیَانُ قَوْلِهِ لِعَلِیٍّ علیه السلام أَنْتَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی قَالَتِ الْعُلَمَاءُ وَ أَیْنَ هَذَا مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أُوجِدُكُمْ فِی ذَلِكَ قُرْآناً أَقْرَأُهُ عَلَیْكُمْ قَالُوا هَاتِ قَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً (2) فَفِی هَذِهِ الْآیَةِ مَنْزِلَةُ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ فِیهَا أَیْضاً مَنْزِلَةُ عَلِیٍّ علیه السلام مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَعَ هَذَا دَلِیلٌ ظَاهِرٌ فِی قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حِینَ قَالَ أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا یَحِلُّ لِجُنُبٍ (3) إِلَّا لِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَتِ (4) الْعُلَمَاءُ یَا أَبَا الْحَسَنِ هَذَا الشَّرْحُ وَ هَذَا الْبَیَانُ لَا یُوجَدُ إِلَّا عِنْدَكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ بَیْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ وَ مَنْ یُنْكِرُ لَنَا ذَلِكَ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ أَنَا مَدِینَةُ الْحِكْمَةِ (5)

ص: 224


1- هكذا فی العیون و اما فی الأمالی: فهذه خصوصیة لا یتقدمه فیها أحد و فضل لا یلحقه فیه بشر و شرف لا یسبقه إلیه خلق و فی التحف: یعنی علیا فهذه خصوصیة لا یتقدمها احد و فضل لا یختلف فیه بشر و شرف لا یسبقه إلیه خلق.
2- یونس: 87.
3- فی التحف: لا یحل لجنب و لا لحائض.
4- فی المصادر: فقالت.
5- فی العیون و التحف: انا مدینة العلم.

وَ عَلِیٌّ علیه السلام بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْمَدِینَةَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا فَفِیمَا أَوْضَحْنَا وَ شَرَحْنَا مِنَ الْفَضْلِ وَ الشَّرَفِ وَ التَّقْدِمَةِ وَ الِاصْطِفَاءِ وَ الطَّهَارَةِ مَا لَا یُنْكِرُهُ مُعَانِدٌ (1) وَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْحَمْدُ عَلَی ذَلِكَ فَهَذِهِ الرَّابِعَةُ وَ الْآیَةُ الْخَامِسَةُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آتِ ذَا الْقُرْبی حَقَّهُ (2) خُصُوصِیَّةٌ خَصَّهُمُ اللَّهُ الْعَزِیزُ الْجَبَّارُ (3) بِهَا وَ اصْطَفَاهُمْ عَلَی الْأُمَّةِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ ادْعُوا لِی فَاطِمَةَ فَدُعِیَتْ لَهُ فَقَالَ یَا فَاطِمَةُ قَالَتْ لَبَّیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ صلی اللّٰه علیه و آله هَذِهِ فَدَكُ هِیَ مِمَّا لَمْ یُوجَفْ عَلَیْهِ بِخَیْلٍ وَ لَا رِكَابٍ وَ هِیَ لِی خَاصَّةً دُونَ الْمُسْلِمِینَ وَ قَدْ جَعَلْتُهَا لَكِ لِمَا أَمَرَنِیَ اللَّهُ بِهِ فَخُذِیْهَا لَكِ وَ لِوُلْدِكِ فَهَذِهِ الْخَامِسَةُ وَ الْآیَةُ السَّادِسَةُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (4) وَ هَذِهِ خُصُوصِیَّةٌ لِلنَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (5) وَ خُصُوصِیَّةٌ لِلْآلِ دُونَ غَیْرِهِمْ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ حَكَی فِی ذِكْرِ نُوحٍ علیه السلام فِی كِتَابِهِ یا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ مالًا إِنْ أَجرِیَ إِلَّا عَلَی اللَّهِ وَ ما أَنَا بِطارِدِ الَّذِینَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ لكِنِّی أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (6) وَ حَكَی عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ هُودٍ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِیَ إِلَّا عَلَی الَّذِی فَطَرَنِی أَ فَلا تَعْقِلُونَ (7) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ یَا مُحَمَّدُ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (8) وَ لَمْ یَفْرِضِ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ إِلَّا وَ قَدْ عَلِمَ

ص: 225


1- فی العیون و التحف: الا معاند.
2- الإسراء: 26.
3- فی نسخة: خصهم اللّٰه عزّ و جلّ بها.
4- الشوری: 23.
5- فی التحف: فهذه خصوصیة للنبی (صلی اللّٰه علیه و آله) دون الأنبیاء.
6- هود: 29 و 51.
7- هود: 29 و 51.
8- الشوری: 23.

أَنَّهُمْ لَا یَرْتَدُّونَ عَنِ الدِّینِ أَبَداً وَ لَا یَرْجِعُونَ إِلَی ضَلَالٍ أَبَداً وَ أُخْرَی أَنْ یَكُونَ الرَّجُلُ وَادّاً لِلرَّجُلِ فَیَكُونُ بَعْضُ أَهْلِ بَیْتِهِ عَدُوّاً لَهُ فَلَا یَسْلَمُ لَهُ قَلْبُ الرَّجُلِ فَأَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا یَكُونَ فِی قَلْبِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْمُؤْمِنِینَ شَیْ ءٌ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ (1) مَوَدَّةَ ذَوِی الْقُرْبَی فَمَنْ أَخَذَ بِهَا وَ أَحَبَّ رَسُولَ اللَّهِ وَ أَحَبَّ أَهْلَ بَیْتِهِ لَمْ یَسْتَطِعْ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ یُبْغِضَهُ وَ مَنْ تَرَكَهَا وَ لَمْ یَأْخُذْ بِهَا وَ أَبْغَضَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَعَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُبْغِضَهُ لِأَنَّهُ قَدْ تَرَكَ فَرِیضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَیُّ فَضِیلَةٍ وَ أَیُّ شَرَفٍ یَتَقَدَّمُ هَذَا أَوْ یُدَانِیهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ (2) عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآیَةَ عَلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (3) فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِی أَصْحَابِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ قَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ لِی عَلَیْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ فَلَمْ یُجِبْهُ أَحَدٌ فَقَالَ (4) أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَیْسَ بِذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ لَا مَأْكُولٍ وَ لَا مَشْرُوبٍ فَقَالُوا هَاتِ إِذاً فَتَلَا عَلَیْهِمْ هَذِهِ الْآیَةَ فَقَالُوا أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ فَمَا وَفَی بِهَا أَكْثَرُهُمْ وَ مَا بَعَثَ (5) اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیّاً إِلَّا أَوْحَی (6) إِلَیْهِ أَنْ لَا یَسْأَلَ قَوْمَهُ أَجْراً لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُوَفِّیهِ أَجْرَ الْأَنْبِیَاءِ وَ مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَوَدَّةَ (7) قَرَابَتِهِ عَلَی

ص: 226


1- فی التحف: اذ فرض علیهم.
2- فی التحف: فلما أنزل اللّٰه.
3- الشوری: 23.
4- زاد فی التحف: فقام فیهم یوما ثانیا فقال مثل ذلك فلم یجبه أحد فقام فیهم یوم الثالث فقال: ایها الناس ان اللّٰه قد فرض علیكم فرضا فهل أنتم مؤدوه؟ فلم یجبه أحد فقال: ایها الناس
5- لم یذكره فی تحف العقول الی قوله: ثم قال أبو الحسن علیه السّلام.
6- فی العیون: الا و أوحی إلیه.
7- فی العیون: فرض اللّٰه عزّ و جلّ طاعته و مودة قرابته.

أُمَّتِهِ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَجْعَلَ أَجْرَهُ فِیهِمْ لِیَوَدُّوهُ فِی قَرَابَتِهِ بِمَعْرِفَةِ فَضْلِهِمُ الَّذِی أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فَإِنَّ الْمَوَدَّةَ إِنَّمَا تَكُونُ عَلَی قَدْرِ مَعْرِفَةِ الْفَضْلِ فَلَمَّا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَلِكَ ثَقُلَ (1) لِثِقَلِ وُجُوبِ الطَّاعَةِ فَتَمَسَّكَ بِهَا قَوْمٌ أَخَذَ اللَّهُ (2) مِیثَاقَهُمْ عَلَی الْوَفَاءِ وَ عَانَدَ أَهْلُ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ وَ أَلْحَدُوا فِی ذَلِكَ فَصَرَفُوهُ عَنْ حَدِّهِ الَّذِی حَدَّهُ اللَّهُ فَقَالُوا الْقَرَابَةُ هُمُ الْعَرَبُ (3) كُلُّهَا وَ أَهْلُ دَعْوَتِهِ فَعَلَی أَیِّ الْحَالَتَیْنِ كَانَ فَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الْمَوَدَّةَ هِیَ لِلْقَرَابَةِ فَأَقْرَبُهُمْ مِنَ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَوْلَاهُمْ بِالْمَوَدَّةِ وَ كُلَّمَا قَرُبَتِ الْقَرَابَةُ كَانَتِ الْمَوَدَّةُ عَلَی قَدْرِهَا وَ مَا أَنْصَفُوا نَبِیَّ اللَّهِ فِی حِیطَتِهِ (4) وَ رَأْفَتِهِ وَ مَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَی أُمَّتِهِ مِمَّا تَعْجِزُ الْأَلْسُنُ عَنْ وَصْفِ الشُّكْرِ عَلَیْهِ أَنْ لَا یُؤَدُّوهُ فِی ذُرِّیَّتِهِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ أَنْ لَا یَجْعَلُوهُمْ فِیهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْعَیْنِ مِنَ الرَّأْسِ حِفْظاً لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِیهِمْ وَ حُبّاً لَهُ (5) فَكَیْفَ وَ الْقُرْآنُ یَنْطِقُ بِهِ وَ یَدْعُو إِلَیْهِ وَ الْأَخْبَارُ ثَابِتَةٌ بِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْمَوَدَّةِ وَ الَّذِینَ فَرَضَ اللَّهُ مَوَدَّتَهُمْ وَ وَعَدَ (6) الْجَزَاءَ عَلَیْهَا فَمَا وَفَی أَحَدٌ بِهَا فَهَذِهِ الْمَوَدَّةُ لَا یَأْتِی بِهَا أَحَدٌ مُؤْمِناً مُخْلِصاً إِلَّا اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ (7) لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی هَذِهِ الْآیَةِ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِی رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما یَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِیرُ ذلِكَ الَّذِی یُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی (8) مُفَسَّراً وَ مُبَیَّناً

ص: 227


1- فی العیون: ثقل ذلك.
2- فی العیون: قد اخذ اللّٰه.
3- فی العیون: هی العرب كلها.
4- حاطه: حفظه و تعهده و الحیطة: اسم من احتاط.
5- فی العیون: و حبا لهم و فی الأمالی: و حبا لنبیه.
6- فی نسخة من العیون: و جعل.
7- فی الأمالی: انه ما و فی أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا الا استوجب الجنة.
8- الشوری: 22 و 23.

ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَنْ آبَائِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام قَالَ اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالُوا إِنَّ لَكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَئُونَةً فِی نَفَقَتِكَ وَ فِیمَنْ یَأْتِیكَ مِنَ الْوُفُودِ وَ هَذِهِ أَمْوَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا فَاحْكُمْ فِیهَا بَارّاً مَأْجُوراً أَعْطِ مَا شِئْتَ وَ أَمْسِكْ مَا شِئْتَ مِنْ غَیْرِ حَرَجٍ قَالَ (1) فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الرُّوحَ الْأَمِینَ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی یَعْنِی أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِی مِنْ بَعْدِی فَخَرَجُوا فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ (2) مَا حَمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی تَرْكِ مَا عَرَضْنَا عَلَیْهِ إِلَّا لِیَحُثَّنَا عَلَی قَرَابَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ إِنْ هُوَ إِلَّا شَیْ ءٌ افْتَرَاهُ فِی مَجْلِسِهِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَظِیماً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذِهِ الْآیَةَ أَمْ یَقُولُونَ افْتَری عَلَی اللَّهِ كَذِباً (3) الْآیَةَ وَ أَنْزَلَ أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَیْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِی مِنَ اللَّهِ شَیْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِیضُونَ فِیهِ كَفی بِهِ شَهِیداً بَیْنِی وَ بَیْنَكُمْ وَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِیمُ (4) فَبَعَثَ إِلَیْهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ هَلْ مِنْ حَدَثٍ فَقَالُوا إِی وَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ قَالَ بَعْضُنَا كَلَاماً غَلِیظاً كَرِهْنَاهُ (5) فَتَلَا عَلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْآیَةَ فَبَكَوْا وَ اشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ الَّذِی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (6) فَهَذِهِ السَّادِسَةُ وَ أَمَّا الْآیَةُ السَّابِعَةُ فَقَوْلُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی

ص: 228


1- الظاهر من تحف العقول انهم قالوا ذلك بعد ما أبلغهم الآیة فانزل اللّٰه جبرئیل كرة ثانیة فأمره ان یقول لهم: لا اسألكم الا المودة. و یحتمل ان الآیة نزلت مكررة فی وقعتین.
2- فی التحف: فی القربی لا تؤذوا قرابتی من بعدی فخرجوا فقال أناس منهم.
3- الشوری: 24.
4- الأحقاف: 8.
5- فی التحف: یا رسول اللّٰه تكلم بعضنا كلاما عظیما كرهناء.
6- الشوری: 25.

النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً (1) وَ قَدْ عَلِمَ الْمُعَانِدُونَ (2) مِنْهُمْ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ قِیلَ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَرَفْنَا التَّسْلِیمَ عَلَیْكَ فَكَیْفَ الصَّلَاةُ عَلَیْكَ فَقَالَ تَقُولُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّیْتَ عَلَی إِبْرَاهِیمَ وَ آلِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ فَهَلْ بَیْنَكُمْ مَعَاشِرَ النَّاسِ فِی هَذَا خِلَافٌ قَالُوا لَا قَالَ الْمَأْمُونُ هَذَا مَا لَا خِلَافَ فِیهِ أَصْلًا وَ عَلَیْهِ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ فَهَلْ عِنْدَكَ فِی الْآلِ شَیْ ءٌ أَوْضَحُ مِنْ هَذَا فِی الْقُرْآنِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام نَعَمْ أَخْبِرُونِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِیمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ عَلی صِراطٍ مُسْتَقِیمٍ (3) فَمَنْ عَنَی بِقَوْلِهِ یس قَالَتِ الْعُلَمَاءُ یس مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَشُكَّ فِیهِ أَحَدٌ (4) قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْطَی مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ ذَلِكَ فَضْلًا لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ كُنْهَ وَصْفِهِ إِلَّا مَنْ عَقَلَهُ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ یُسَلِّمْ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا عَلَی الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی سَلامٌ عَلی نُوحٍ فِی الْعالَمِینَ (5) وَ قَالَ سَلامٌ عَلی إِبْراهِیمَ (6) وَ قَالَ سَلامٌ عَلی مُوسی وَ هارُونَ (7) وَ لَمْ یَقُلْ سَلَامٌ عَلَی آلِ نُوحٍ وَ لَمْ یَقُلْ سَلَامٌ عَلَی آلِ إِبْرَاهِیمَ وَ لَا قَالَ سَلَامٌ عَلَی آلِ مُوسَی وَ هَارُونَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ سَلَامٌ عَلَی آلِ یس یَعْنِی آلَ مُحَمَّدٍ فَقَالَ الْمَأْمُونُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ فِی مَعْدِنِ النُّبُوَّةِ شَرْحَ هَذَا وَ بَیَانَهُ فَهَذِهِ السَّابِعَةُ وَ أَمَّا الثَّامِنَةُ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ

ص: 229


1- الأحزاب: 56.
2- العاندون خ ل افول: یوجد ذلك فی التحف.
3- یس: 1- 4.
4- فی التحف: لیس فیه شك.
5- الصافّات: 79 و 109 120.
6- الصافّات: 79 و 109 120.
7- الصافّات: 79 و 109 120.

وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی فَقَرَنَ سَهْمَ ذِی الْقُرْبَی (1) مَعَ سَهْمِهِ بِسَهْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2) فَهَذَا فَصْلٌ أَیْضاً بَیْنَ الْآلِ وَ الْأُمَّةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهُمْ فِی حَیِّزٍ وَ جَعَلَ النَّاسَ فِی حَیِّزٍ دُونَ ذَلِكَ وَ رَضِیَ لَهُمْ مَا رَضِیَ لِنَفْسِهِ وَ اصْطَفَاهُمْ فِیهِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ ثَنَّی بِرَسُولِهِ ثُمَّ بِذِی الْقُرْبَی فِی كُلِّ (3) مَا كَانَ مِنَ الْفَیْ ءِ وَ الْغَنِیمَةِ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا رَضِیَهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَفْسِهِ فَرَضِیَهُ لَهُمْ (4) فَقَالَ وَ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی (5) فَهَذَا تَأْكِیدٌ مُؤَكَّدٌ وَ أَثَرٌ قَائِمٌ (6) لَهُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِی كِتَابِ اللَّهِ النَّاطِقِ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِیلٌ مِنْ حَكِیمٍ حَمِیدٍ وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْیَتامی وَ الْمَساكِینِ فَإِنَّ الْیَتِیمَ إِذَا انْقَطَعَ یُتْمُهُ خَرَجَ مِنَ الْغَنَائِمِ وَ لَمْ یَكُنْ لَهُ فِیهَا نَصِیبٌ وَ كَذَلِكَ الْمِسْكِینُ إِذَا انْقَطَعَتْ مَسْكَنَتُهُ لَمْ یَكُنْ لَهُ نَصِیبٌ مِنَ الْمَغْنَمِ وَ لَا یَحِلُّ لَهُ أَخْذُهُ وَ سَهْمُ ذِی الْقُرْبَی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَائِمٌ فِیهِمْ لِلْغَنِیِّ وَ الْفَقِیرِ مِنْهُمْ لِأَنَّهُ لَا أَحَدَ أَغْنَی مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَجَعَلَ لِنَفْسِهِ مِنْهَا سَهْماً وَ لِرَسُولِهِ سَهْماً فَمَا رَضِیَهُ لِنَفْسِهِ وَ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَضِیَهُ لَهُمْ وَ كَذَلِكَ الْفَیْ ءُ مَا رَضِیَهُ مِنْهُ لِنَفْسِهِ وَ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله رَضِیَهُ لِذِی الْقُرْبَی كَمَا أَجْرَاهُمْ (7) فِی الْغَنِیمَةِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ جَلَّ جَلَالُهُ ثُمَّ بِرَسُولِهِ ثُمَّ بِهِمْ وَ قَرَنَ سَهْمَهُمْ بِسَهْمِ اللَّهِ وَ سَهْمِ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 230


1- الأنفال: 41.
2- فی الأمالی و التحف: مع سهمه و سهم رسوله و فی العیون: بسهمه و بسهم رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله.
3- فی نسخة من العیون: فكل ما كان و فی الأمالی: بكل ما كان.
4- فی الأمالی و التحف: و رضیه لهم.
5- الأنفال: 41.
6- فی التحف: و امر دائم.
7- فی التحف: كما جاز لهم.

وَ كَذَلِكَ فِی الطَّاعَةِ قَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ بِرَسُولِهِ ثُمَّ بِأَهْلِ بَیْتِهِ وَ كَذَلِكَ آیَةُ الْوَلَایَةِ إِنَّما وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا (2) فَجَعَلَ وَلَایَتَهُمْ مَعَ طَاعَةِ الرَّسُولِ مَقْرُونَةً بِطَاعَتِهِ (3) كَمَا جَعَلَ سَهْمَهُمْ مَعَ سَهْمِ الرَّسُولِ مَقْرُوناً بِسَهْمِهِ فِی الْغَنِیمَةِ وَ الْفَیْ ءِ (4) فَتَبَارَكَ اللَّهُ وَ تَعَالَی مَا أَعْظَمَ نِعْمَتَهُ عَلَی أَهْلِ (5) هَذَا الْبَیْتِ فَلَمَّا جَاءَتْ قِصَّةُ الصَّدَقَةِ نَزَّهَ نَفْسَهُ وَ نَزَّهَ رَسُولَهُ وَ نَزَّهَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَقَالَ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساكِینِ وَ الْعامِلِینَ عَلَیْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقابِ وَ الْغارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ فَرِیضَةً مِنَ اللَّهِ (6) فَهَلْ تَجِدُ فِی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سَمَّی لِنَفْسِهِ أَوْ لِرَسُولِهِ (7) أَوْ لِذِی الْقُرْبَی لِأَنَّهُ لَمَّا نَزَّهَ نَفْسَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ وَ نَزَّهَ رَسُولَهُ نَزَّهَ أَهْلَ بَیْتِهِ لَا بَلْ حَرَّمَ عَلَیْهِمْ لِأَنَّ الصَّدَقَةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ (8) وَ هِیَ أَوْسَاخُ أَیْدِی النَّاسِ لَا تَحِلُّ لَهُمْ لِأَنَّهُمْ طُهِّرُوا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَ وَسَخٍ فَلَمَّا طَهَّرَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اصْطَفَاهُمْ رَضِیَ لَهُمْ مَا رَضِیَ لِنَفْسِهِ وَ كَرِهَ لَهُمْ مَا كَرِهَ لِنَفْسِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهَذِهِ الثَّامِنَةُ وَ أَمَّا التَّاسِعَةُ فَنَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

ص: 231


1- النساء: 59.
2- المائدة: 55.
3- فی العیون: فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته و كذلك ولایتهم مع ولایة الرسول مقرونة بولایته.
4- فی العیون: من الغنیمة و الفی ء.
5- فی التحف: و نزه أهل بیته عنها.
6- التوبة: 60.
7- فی الأمالی و التحف: انه جعل لنفسه سهما او لرسوله.
8- فی العیون: (و آل محمد) و فی التحف؛ و أهل بیته.

إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (1) فَنَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ فَاسْأَلُونَا إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ فَقَالَتِ الْعُلَمَاءُ إِنَّمَا عَنَی (2) بِذَلِكَ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام سُبْحَانَ اللَّهِ وَ هَلْ یَجُوزُ ذَلِكَ إِذاً یَدْعُونَّا إِلَی دِینِهِمْ وَ یَقُولُونَ إِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ دِینِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ الْمَأْمُونُ فَهَلْ عِنْدَكَ فِی ذَلِكَ شَرْحٌ بِخِلَافِ مَا قَالُوا (3) یَا أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ علیه السلام نَعَمْ الذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ وَ نَحْنُ أَهْلُهُ وَ ذَلِكَ بَیِّنٌ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَیْثُ یَقُولُ فِی سُورَةِ الطَّلَاقِ فَاتَّقُوا اللَّهَ یا أُولِی الْأَلْبابِ الَّذِینَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا یَتْلُوا عَلَیْكُمْ آیاتِ اللَّهِ مُبَیِّناتٍ (4) فَالذِّكْرُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ أَهْلُهُ فَهَذِهِ التَّاسِعَةُ وَ أَمَّا الْعَاشِرَةُ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی آیَةِ التَّحْرِیمِ حُرِّمَتْ عَلَیْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ (5) الْآیَةَ إِلَی آخِرِهَا فَأَخْبِرُونِی هَلْ تَصْلُحُ ابْنَتِی أَوْ ابْنَةُ ابْنِی وَ مَا تَنَاسَلُ مِنْ صُلْبِی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یَتَزَوَّجَهَا لَوْ كَانَ حَیّاً قَالُوا لَا قَالَ فَأَخْبِرُونِی هَلْ كَانَتِ ابْنَةُ أَحَدِكُمْ یَصْلُحُ لَهُ أَنْ یَتَزَوَّجَهَا لَوْ كَانَ حَیّاً قَالُوا نَعَمْ (6) قَالَ فَفِی هَذَا بَیَانٌ لِأَنِّی أَنَا مِنْ آلِهِ وَ لَسْتُمْ مِنْ آلِهِ وَ لَوْ كُنْتُمْ مِنْ آلِهِ لَحَرُمَ عَلَیْهِ بَنَاتُكُمْ كَمَا حَرُمَ عَلَیْهِ بَنَاتِی لِأَنَّا مِنْ آلِهِ (7) وَ أَنْتُمْ مِنْ أُمَّتِهِ

ص: 232


1- الأمالی و التحف خالیان عن قوله: فنحن أهل الذكر فاسألونا ان كنتم لا تعلمون.
2- فی العیون: انما عنی اللّٰه.
3- فی التحف: یخالف ما قالوا.
4- الطلاق: 9 و 10.
5- النساء: 23.
6- فی الأمالی و التحف: قالوا: بلی.
7- فی العیون: و لستم أنتم من آله و فی التحف: بیان انا من آله و لستم من آله.

فَهَذَا فَرْقٌ بَیْنَ الْآلِ وَ الْأُمَّةِ لِأَنَّ الْآلَ مِنْهُ وَ الْأُمَّةَ إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنَ الْآلِ لَیْسَتْ (1) مِنْهُ فَهَذِهِ الْعَاشِرَةُ وَ أَمَّا الْحَادِیَ عَشَرَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْمُؤْمِنِ حِكَایَةً عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَكْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ وَ قَدْ جاءَكُمْ بِالْبَیِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ (2) تَمَامَ الْآیَةِ فَكَانَ ابْنَ خَالِ فِرْعَوْنَ فَنَسَبَهُ إِلَی فِرْعَوْنَ بِنَسَبِهِ وَ لَمْ یُضِفْهُ إِلَیْهِ بِدِینِهِ وَ كَذَلِكَ خُصِّصْنَا نَحْنُ إِذْ كُنَّا مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بِوِلَادَتِنَا مِنْهُ وَ عُمِّمْنَا النَّاسَ بِالدِّینِ فَهَذَا فَرْقُ مَا بَیْنَ الْآلِ وَ الْأُمَّةِ فَهَذِهِ الْحَادِیَ عَشَرَ وَ أَمَّا الثَّانِیَ عَشَرَ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْها (3) فَخَصَّنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذِهِ الْخُصُوصِیَّةِ إِذْ أَمَرَنَا مَعَ الْأُمَّةِ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ ثُمَّ خَصَّنَا مِنْ دُونِ الْأُمَّةِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَجِی ءُ إِلَی بَابِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ علیهما السلام بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآیَةِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ كُلَّ یَوْمٍ عِنْدَ حُضُورِ كُلِّ صَلَاةٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ فَیَقُولُ الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ وَ مَا أَكْرَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَداً مِنْ ذَرَارِیِّ الْأَنْبِیَاءِ بِمِثْلِ هَذِهِ الْكَرَامَةِ الَّتِی أَكْرَمَنَا بِهَا وَ خَصَّنَا مِنْ دُونِ جَمِیعِ أَهْلِ بَیْتِهِ (4) فَقَالَ الْمَأْمُونُ وَ الْعُلَمَاءُ جَزَاكُمُ اللَّهُ أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ عَنِ الْأُمَّةِ خَیْراً فَمَا نَجِدُ الشَّرْحَ وَ الْبَیَانَ فِیمَا اشْتَبَهَ عَلَیْنَا إِلَّا عِنْدَكُمْ (5).

ص: 233


1- فی التحف: فلیست.
2- غافر: 28.
3- طه: 133.
4- فی العیون: اهل بیتهم و فی التحف: من أهل بیته فهذا فرق ما بین الآل و الأمة و الحمد للّٰه ربّ العالمین و صلّی اللّٰه علی محمّد نبیه انتهی.
5- أمالی الصدوق: 312- 319 عیون الأخبار: 126- 133.

ف، تحف العقول مرسلا مثله (1)

بیان: قوله علیه السلام ثم جمعهم أرجع علیه السلام ضمیر یَدْخُلُونَها إلی جمیع من تقدم ذكرهم كما هو الظاهر.

قال البیضاوی جَنَّاتُ عَدْنٍ یَدْخُلُونَها مبتدأ و خبر و الضمیر للثلاثة أو للذین أو للمقتصد و السابق فإن المراد بهما الجنس. (2) و قال الزمخشری فإن قلت كیف جعل جَنَّاتُ عَدْنٍ بدلا من الْفَضْلُ الْكَبِیرُ الذی هو السبق بالخیرات المشار إلیه بذلك.

قلت لما كان السبب فی نیل الثواب نزل منزلة المسبب كأنه هو الثواب فأبدل عنه جنات عدن و فی اختصاص السابقین بعد التقسیم بذكر ثوابهم و السكوت عن الآخرین ما فیه من وجوب الحذر فلیحذر المقتصد و لیهلك (3) الظالم لنفسه حذرا و علیهما بالتوبة المخلصة من عذاب اللّٰه انتهی. (4) قوله علیه السلام بعد طهارة تنتظر أی شملت الطهارة جماعة ینتظر حصولها لهم بعد ذلك أیضا لأن أهل البیت شامل لمن یأتی بعد ذلك من الذریة الطیبة و الأئمة الهادیة أیضا أو لما كانت الآیة بلفظ الإرادة و صیغة المضارع فحین نزولها كانت الطاهرة منتظرة فیها. قوله علیه السلام أوجدكم فی ذلك قرآنا لعل الاستشهاد بالآیة بتوسط ما اشتهر بین الخاص و العام من خبر المنزلة و قصة بناء موسی علیه السلام المسجد و إخراج غیر هارون و أولاده منه فالمراد بالبیوت المساجد أو أمرا أن یأمرا بنی إسرائیل ببناء البیوت لئلا یبیتوا فی المسجد.

فحیث أوحی اللّٰه إلیهما دل علی أنهما خارجان من هذا الحكم

كَمَا رَوَی

ص: 234


1- تحف العقول: 415- 436. ط 2.
2- أنوار التنزیل 2: 303.
3- فی المصدر: و لیملك الظالم.
4- الكشّاف 3: 484.

الصَّدُوقُ بِسَنَدَیْنِ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّةِ عَنْ أَبِی رَافِعٍ وَ حُذَیْفَةَ بْنِ أَسِیدٍ أَنَّهُمَا قَالا إِنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَامَ خَطِیباً فَقَالَ إِنَّ رِجَالًا لَا یَجِدُونَ فِی أَنْفُسِهِمْ أَنْ أُسْكِنَ عَلِیّاً فِی الْمَسْجِدِ وَ أُخْرِجَهُمْ وَ اللَّهِ مَا أَخْرَجْتُهُمْ وَ أَسْكَنْتُهُ (1) إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَی مُوسَی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ ثُمَّ أَمَرَ مُوسَی أَنْ لَا یَسْكُنَ مَسْجِدَهُ وَ لَا یَنْكِحَ فِیهِ وَ لَا یَدْخُلَهُ جُنُبٌ إِلَّا هَارُونُ وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ إِنَّ عَلِیّاً مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی وَ هُوَ أَخِی دُونَ أَهْلِی وَ لَا یَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ یَنْكِحَ فِیهِ النِّسَاءَ إِلَّا عَلِیٍّ وَ ذُرِّیَّتِهِ فَمَنْ شَاءَ فَهَاهُنَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ (2).

و قال الطبرسی رحمه اللّٰه فی قوله تعالی وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً اختلف فی ذلك فقیل لما دخل موسی مصر بعد ما أهلك اللّٰه فرعون أمروا باتخاذ مساجد یذكر فیها اسم اللّٰه و أن یجعلوا مساجدهم نحو القبلة أی الكعبة و نظیره فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ و قیل إن فرعون أمر بتخریب مساجد بنی إسرائیل و منعهم من الصلاة فأمروا أن یتخذوا مساجد فی بیوتهم یصلون فیها خوفا من فرعون و ذلك قوله وَ اجْعَلُوا بُیُوتَكُمْ قِبْلَةً أی صلوا فیها و قیل معناه اجعلوا بیوتكم یقابل بعضها بعضا انتهی. (3)

و أما الاستشهاد بقوله أنا مدینة الحكمة فلرد إنكارهم الشرح و البیان حیث قالوا لا یوجد إلا عندكم فأجاب علیه السلام بأنه یلزمكم قبول ذلك منا

لقول النبی صلی اللّٰه علیه و آله أنا مدینة الحكمة و علی بابها.

و یحتمل أن یكون إیراد ذلك علی سبیل النظیر أی إذا كان هو علیه السلام باب حكمة الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فلا یبعد مشاركته مع الرسول صلی اللّٰه علیه و آله فی فتح الباب إلی المسجد و اختصاصه بذلك.

قوله و أخری أی حجة أو علة أخری و الرجل الأول كنایة عن

ص: 235


1- علل الشرائع: 78.
2- یونس: 87.
3- مجمع البیان 5: 129.

الرسول صلی اللّٰه علیه و آله و الثانی عن كل من الأمة و ضمیر أهل بیته للرجل الأول و ضمیر له فی الموضعین للرجل الثانی و الرجل أخیرا هو الأول أو الرجل الأول كنایة عن واحد الأمة و الثانی عنه صلی اللّٰه علیه و آله و ضمیر بیته للثانی و ضمیر له للأول و الرجل هو الثانی.

وَ یُؤَیِّدُ الْأَوَّلَ (1) مَا مَرَّ عَنِ الْبَاقِرِ علیه السلام حَیْثُ قَالَ فِی هَذِهِ الْآیَةِ أَ مَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ یَوَدُّ الرَّجُلَ ثُمَّ لَا یَوَدُّ قَرَابَتَهُ فَیَكُونُ فِی نَفْسِهِ عَلَیْهِ شَیْ ءٌ.

و الحاصل أنه لو لم یفرض اللّٰه مودة القربی علی الأمة لكان بغضهم یجامع الإیمان فلم یكن الرسول صلی اللّٰه علیه و آله یود المؤمن المبغض مودة كاملة فأراد اللّٰه أن یود الرسول جمیع المؤمنین مودة خالصة ففرض علیهم مودة قرباه صلی اللّٰه علیه و آله.

قوله علیه السلام بمعرفة فضلهم أی وجوب الطاعة و سائر ما امتازوا به عن سائر الأمة قوله فی حیطته فی بمعنی مع و فی قوله فی ذریته للتعلیل أو للمصاحبة.

«21»-كشف، كشف الغمة فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ فَمَا حَقِیقَةُ الْآلِ فِی اللُّغَةِ عِنْدَكَ دُونَ الْمَجَازِ هَلْ هُوَ خَاصٌّ لِأَقْوَامٍ بِأَعْیَانِهِمْ أَمْ عَامٌّ فِی جَمِیعِهِمْ مَتَی سَمِعْنَاهُ مُطْلَقاً غَیْرَ مُقَیَّدٍ فَقُلْ حَقِیقَةُ الْآلِ فِی اللُّغَةِ الْقَرَابَةُ خَاصَّةً دُونَ سَائِرِ الْأُمَّةِ وَ كَذَلِكَ الْعِتْرَةُ وُلْدُ فَاطِمَةَ علیها السلام خَاصَّةً وَ قَدْ یُتَجَوَّزُ فِیهِ بِأَنْ یُجْعَلَ لِغَیْرِهِمْ كَمَا تَقُولُ جَاءَنِی أَخِی فَهَذَا یَدُلُّ عَلَی أُخُوَّةِ النَّسَبِ وَ تَقُولُ أَخِی تُرِیدُ فِی الْإِسْلَامِ وَ أَخِی فِی الصَّدَاقَةِ وَ أَخِی فِی الْقَبِیلِ وَ الْحَیِّ قَالَ تَعَالَی وَ إِلی ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً (2) وَ لَمْ یَكُنْ أَخَاهُمْ فِی دِینٍ وَ لَا صَدَاقَةٍ وَ لَا نَسَبٍ وَ إِنَّمَا أَرَادَ الْحَیَّ وَ الْقَبِیلَ وَ الْإِخْوَةُ الْأَصْفِیَاءُ وَ الْخُلْصَانُ وَ هُوَ قَوْلُ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِعَلِیٍّ علیه السلام إِنَّهُ أَخُوهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا مُفْتَرٍ فَلَوْ لَا أَنَّ لِهَذِهِ الْأُخُوَّةِ مَزِیَّةً عَلَی غَیْرِهَا مَا خَصَّهُ

ص: 236


1- فی نسخة: و یؤید الوجهین.
2- الأعراف: 73.

الرَّسُولُ صلی اللّٰه علیه و آله بِذَلِكَ وَ فِی رِوَایَةٍ لَا یَقُولُهَا بَعْدِی إِلَّا كَذَّابٌ وَ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَی حِكَایَةً عَنْ لُوطٍ هؤُلاءِ بَناتِی هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ وَ لَمْ یَكُنَّ (1) بَنَاتِهِ لِصُلْبِهِ وَ لَكِنْ بَنَاتِ أُمَّتِهِ فَأَضَافَهُنَّ إِلَی نَفْسِهِ رَحْمَةً وَ تَعَطُّفاً وَ تَحَنُّناً وَ قَدْ بَیَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَیْثُ سُئِلَ فَقَالَ إِنِّی تَارِكٌ فِیكُمُ الثَّقَلَیْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی (2) فَانْظُرُوا كَیْفَ تَخْلُفُونَنِی فِیهِمَا قُلْنَا فَمَنْ أَهْلُ (3) بَیْتِهِ قَالَ آلُ عَلِیٍّ وَ آلُ جَعْفَرٍ وَ آلُ عَقِیلٍ وَ آلُ عَبَّاسٍ وَ سُئِلَ تَغْلِبُ لِمَ سُمِّیَا الثَّقَلَیْنِ (4) قَالَ لِأَنَّ الْأَخْذَ بِهِمَا ثَقِیلٌ قِیلَ وَ لِمَ سُمِّیَتِ الْعِتْرَةَ قَالَ الْعِتْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الْمِسْكِ وَ الْعِتْرَةُ أَصْلُ الشَّجَرَةِ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِیُّ رَوَی عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ اجْتَمَعَ (5) آلُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلَی الْجَهْرِ بِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ وَ عَلَی أَنْ لَا یَمْسَحُوا عَلَی الْخُفَّیْنِ قَالَ ابْنُ خَالَوَیْهِ هَذَا مَذْهَبُ الشِّیعَةِ وَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْبَیْتِ وَ قَدْ یُخَصَّصُ ذَلِكَ الْعُمُومُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (6) قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ.

عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَمُرُّ بِبَیْتِ فَاطِمَةَ بَعْدَ أَنْ بَنَی عَلَیْهَا عَلِیٌّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَ یَقُولُ الصَّلَاةَ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ.

ص: 237


1- فی المصدر: و لم تكن.
2- فی المصدر: و عترتی أهل بیتی.
3- فی المصدر: فمن أهل بیتكم (بیتك خ ل).
4- الثقل: بفتح المعجمتین: متاع السفر و حشمه. كل شی ء نفیس.
5- فی نسخة من المصدر اجمع.
6- الأحزاب: 33.

قَالَ: وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام یَقُولُ فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِی لَكَ مَعَ مُخَالَفَتِی لَلُؤْمٌ وَ إِنَّ تَرْكِیَ الِاسْتِغْفَارَ مَعَ سَعَةِ رَحْمَتِكَ لَعَجْزٌ فَیَا سَیِّدِی إِلَی كَمْ تَتَقَرَّبُ إِلَیَّ وَ تَتَحَبَّبُ وَ أَنْتَ عَنِّی غَنِیٌّ وَ إِلَی كَمْ أَتَبَعَّدُ مِنْكَ وَ أَنَا إِلَیْكَ مُحْتَاجٌ فَقِیرٌ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ یَدْعُو بِمَا شَاءَ فَمَتَی قُلْنَا آلُ فُلَانٍ مُطْلَقاً فَإِنَّمَا نُرِیدُ مَنْ آلَ إِلَیْهِ بِحَسَبِ الْقَرَابَةِ وَ مَتَی تَجَوَّزْنَا وَقَعَ عَلَی جَمِیعِ الْأُمَّةِ وَ یُحَقِّقُ هَذَا أَنَّهُ لَوْ أَنَّهُ أَوْصَی (1) بِمَالِهِ- لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَدْفَعْهُ الْفُقَهَاءُ إِلَّا إِلَی الَّذِینَ حَرُمَتْ عَلَیْهِمُ الصَّدَقَةُ وَ كَانَ بَعْضُ مَنْ یَدَّعِی الْخِلَافَةَ یَخْطُبُ فَلَا یُصَلِّی عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ لَهُ أُهَیْلَ سَوْءٍ إِذَا ذَكَرْتُهُ اشْرَأَبُّوا (2) فَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَمْ یُرِدْ نَفْسَهُ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ قُرَیْشٍ وَ لَمَّا قَصَدَ الْعَبَّاسُ الْحَقِیقَةَ قَالَ لِأَبِی بَكْرٍ- النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله شَجَرَةٌ نَحْنُ أَغْصَانُهَا وَ أَنْتُمْ جِیرَانُهَا وَ آلُ أَعْوَجَ وَ آلُ ذِی الْعِقَالِ نَسْلُ أَفْرَاسٍ مِنْ عِتَاقِ الْخَیْلِ یُقَالُ هَذَا الْفَرَسُ مِنْ آلِ أَعْوَجَ إِذَا كَانَ مِنْ نَسْلِهِمْ لِأَنَّ الْبَهَائِمَ بَطَلَ بَیْنَهَا الْقَرَابَةُ وَ الدِّینُ كَذَلِكَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ تَنَاسُلِهِ فَاعْرِفْهُ قَالَ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ أَیْ عَالَمِی زَمَانِهِمْ فَأَخْبَرَ أَنَّ الْآلَ بِالتَّنَاسُلِ لِقَوْلِهِ تَعَالَی ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ (3) قَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ لَا یُدْخِلَ بَیْتِیَ النَّارَ فَأَعْطَانِیهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُمْ قَرَأْتُ آلَ حم فَهِیَ السُّوَرُ السَّبْعَةُ الَّتِی أَوَّلُهُنَّ حم وَ لَا تَقُلِ الْحَوَامِیمَ وَ قَالَ أَبُو عُبَیْدَةَ الْحَوَامِیمُ سُوَرٌ فِی الْقُرْآنِ عَلَی غَیْرِ الْقِیَاسِ وَ آلُ یس آلُ مُحَمَّدٍ وَ آلُ یس حِزْبِیلُ وَ حَبِیبٌ النَّجَّارُ وَ قَدْ قَالَ ابْنُ دُرَیْدٍ مُخَصِّصاً لِذَلِكَ الْعُمُومِ وَ إِنْ لَمْ یَكُنْ بِنَا حَاجَةٌ إِلَی الِاحْتِجَاجِ بِقَوْلِهِ لِأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَدْ ذَكَرَهُ فِی عِدَّةِ مَوَاضِعَ

ص: 238


1- فی المصدر: و تحقّق (تحقیق خ ل) هذا انه لو أوصی.
2- اشرأب للشی ء و إلیه: مد عنقه لینظره.
3- آل عمران: 33.

كَآیَةِ الْمُبَاهَلَةِ وَ خَصَّ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً (1) وَ حُسَیْناً علیهم السلام بِقَوْلِهِ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی وَ كَمَا رُوِیَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهُ أَدْخَلَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ حَسَناً وَ حُسَیْناً علیهم السلام فِی كِسَاءٍ وَ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِی أَوْ أَهْلُ بَیْتِی فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ أَنَا مِنْكُمْ قَالَ أَنْتِ بِخَیْرٍ أَوْ عَلَی خَیْرٍ كَمَا یَأْتِی فِی مَوْضِعِهِ وَ إِنَّمَا ذَكَرْنَا مَا قَالَهُ ابْنُ دُرَیْدٍ (2) مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ بِشِعْرٍ:

إِنَّ النَّبِیَّ مُحَمَّداً وَ وَصِیَّهُ*** وَ ابْنَیْهِ وَ ابْنَتَهُ الْبَتُولَ الطَّاهِرَةَ

أَهْلُ الْعَبَاءِ فَإِنَّنِی بِوَلَائِهِمْ*** أَرْجُو السَّلَامَةَ وَ النَّجَا فِی الْآخِرَةِ

وَ أَرَی مَحَبَّةَ مَنْ یَقُولُ بِفَضْلِهِمْ*** سَبَباً یُجِیرُ مِنَ السَّبِیلِ الْجَائِرَةِ

أَرْجُو بِذَاكَ رِضَی الْمُهَیْمِنِ وَحْدَهُ*** یَوْمَ الْوُقُوفِ عَلَی ظُهُورِ السَّاهِرَةِ

قَالَ السَّاهِرَةُ: أَرْضُ الْقِیَامَةِ

وَ آلُ مُرَامِرٍ: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْكِتَابَةَ بِالْعَرَبِیَّةِ وَ أَصْلُهُمْ مِنَ الْأَنْبَارِ وَ الْحِیرَةِ فَقَدْ أَمْلَلْتُ آلُ اللَّهِ وَ آلُ مُحَمَّدٍ وَ آلُ الْقُرْآنِ وَ آلُ السَّرَابِ وَ الْآلُ الشَّخْصُ وَ آلُ أَعْوَجَ فَرَساً وَ آلُ جبلا (3) (الْجَبَلِ) وَ آلُ یس وَ آلُ حم وَ آلُ زِنْدِیقَةَ (4) وَ آلُ فِرْعَوْنَ آلُ دِینِهِ وَ آلُ مُرَامِرٍ وَ الْآلُ الْبُرُوجُ وَ الْآلُ الْخِزَانَةُ (5) وَ الْخَاصَّةُ وَ الْآلُ قَرَابَةٌ وَ الْآلُ كُلُّ تَقِیٍّ وَ أَمَّا الْأَهْلُ فَأَهْلُ اللَّهِ وَ أَهْلُ الْقُرْآنِ (6) وَ أَهْلُ الْبَیْتِ النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ

ص: 239


1- فی نسخة من المصدر: و الحسن و الحسین.
2- فی نسخة من المصدر: و من شعر ابن درید.
3- هكذا فی الكتاب و مصدره و لعلّ الصحیح: «آل الجبل» أی اطرافه.
4- فی المصدر: و آل زید نفسه.
5- هكذا فی الكتاب و فی المصدر (الحزانة) و هو الصحیح و هو عیال الرجل الذین یتحزن و یهتم لامرهم.
6- فی المصدر: فاهل اللّٰه أهل القرآن و لعلّ الصحیح فیما یأتی: و أهل بیت النبیّ علی.

الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهم السلام عَلَی مَا فَسَّرَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله بَیْنَا هُوَ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً إِذَا أَتَتْهُ فَاطِمَةُ علیها السلام بِبُرْمَةٍ فِیهَا عَصِیدَةٌ (1) فَقَالَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله أَیْنَ عَلِیٌّ وَ ابْنَاهُ قَالَتْ فِی الْبَیْتِ قَالَ ادْعِیهِمْ لِی فَأَقْبَلَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ فَاطِمَةُ أَمَامَهُ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِمُ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله تَنَاوَلَ كِسَاءً كَانَ عَلَی الْمَنَامَةِ (2) خَیْبَرِیّاً فَجَلَّلَ بِهِ نَفْسَهُ وَ عَلِیّاً وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَیْتِی أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَیَّ فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِیراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ الْآیَةَ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی قَالَتْ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لَسْتُ مِنْ أَهْلِ بَیْتِكَ قَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ أَوْ إِلَی خَیْرٍ.

وَ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ بَیْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی بَیْتِی یَوْماً إِذْ قَالَتِ الْخَادِمُ إِنَّ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ بِالسُّدَّةِ (3) قَالَتْ فَقَالَ لِی قُومِی فَتَنَحَّیْ لِی عَنْ أَهْلِ بَیْتِی قَالَتْ فَقُمْتُ فَتَنَحَّیْتُ مِنَ الْبَیْتِ قَرِیباً فَدَخَلَ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ هُمَا صَبِیَّانِ صَغِیرَانِ فَأَخَذَ الصَّبِیَّیْنِ فَوَضَعَهُمَا فِی حَجْرِهِ فَقَبَّلَهُمَا قَالَتْ فَاعْتَنَقَ عَلِیّاً بِإِحْدَی یَدَیْهِ وَ فَاطِمَةَ بِالْیَدِ الْأُخْرَی فَقَبَّلَ فَاطِمَةَ وَ قَبَّلَ عَلِیّاً فَأَغْدَفَ عَلَیْهِمْ خَمِیصَةً سَوْدَاءَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِلَیْكَ لَا إِلَی النَّارِ أَنَا وَ أَهْلُ بَیْتِی قَالَتْ قُلْتُ وَ أَنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ وَ أَنْتِ (4) فَإِنْ سَأَلَ سَائِلٌ فَقَالَ إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ فِی أَزْوَاجِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لِأَنَّ قَبْلَهَا یا نِساءَ النَّبِیِّ فَقُلْ ذَلِكَ غَلَطٌ رِوَایَةً وَ دِرَایَةً أَمَّا الرِّوَایَةُ فَحَدِیثُ أُمِّ سَلَمَةَ وَ فِی بَیْتِهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ

ص: 240


1- البرمة: القدر من الحجر العصیدة: دقیق یلت بالسمن و یطبخ.
2- المنامة: موضع النوم. ثوب ینام فیه.
3- السدة: باب الدار.
4- لا ینافی هذا الحدیث ما تقدم لاحتمال تكرر القصة.

وَ أَمَّا الدِّرَایَةُ فَلَوْ كَانَ فِی نِسَاءِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله لَقِیلَ لِیُذْهِبَ عَنْكُنَّ وَ یُطَهِّرَكُنَّ فَلَمَّا نَزَلَتْ فِی أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله جَاءَ عَلَی التَّذْكِیرِ لِأَنَّهُمَا مَتَی اجْتَمَعَا غَلَبَ التَّذْكِیرُ وَ أَهْلُ الْكِتَابِ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً (1) فَإِنَّهُ یَعْنِی مَا وَهَبَ لَهُمْ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ الْمُلْكِ الْعَظِیمِ وَ كَانَ یَحْرُسُ دَاوُدَ فِی كُلِّ لَیْلَةٍ ثَلَاثُونَ أَلْفاً وَ أَلَانَ اللَّهُ لَهُ الْحَدِیدَ وَ رَزَقَهُ حُسْنَ الصَّوْتِ بِالْقِرَاءَةِ وَ آتَاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطابِ قِیلَ فَصْلُ الْخِطَابِ أَمَّا بَعْدُ وَ الْجِبَالُ یُسَبِّحْنَ مَعَهُ وَ الطَّیْرُ وَ أُعْطِیَ سُلَیْمَانُ مُلْكاً لَا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَ سُخِّرَتْ لَهُ الرِّیحُ وَ الْجِنُّ وَ عُلِّمَ مَنْطِقَ الطَّیْرِ وَ الْآلُ جَمْعُ آلَةٍ وَ هِیَ خَشَبَةٌ وَ الْآلُ قَرْیَةٌ (2) یُصَادُ بِهَا السَّمَكُ (3).

بیان: فی ق (4) اشرأبّ إلیه مد عنقه لینظر أو ارتفع و قال أغدفت قناعها أرسلته علی وجهها و اللیل أرخی سدوله و الصیاد الشبكة علی الصید أسبلها.

«22»-كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ نُصَیْرٍ (5) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنِ السُّدِّیِّ عَنْ أَبِی مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ (6) قَالَ نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ وَ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام (7).

ص: 241


1- سبأ: 13.
2- فی نسخة: (قربة) و فی المصدر: حربه.
3- كشف الغمّة: 14- 16.
4- أی فی القاموس.
5- فی المصدر: علی بن نصر أقول: لعله الجهضمی.
6- الطور: 21.
7- كنز الفوائد: 355 نسخة المكتبة الرضویة.

«23»-أَقُولُ رَوَی ابْنُ بِطْرِیقٍ فِی الْعُمْدَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ مِنْ تَفْسِیرِهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی أُمِّ سَلَمَةَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ لِفَاطِمَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهَا ایتِینِی بِزَوْجِكِ وَ ابْنَیْكِ فَجَاءَتْ بِهِمْ فَأَلْقَی عَلَیْهِمْ كِسَاءً ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ عَلَیْهِمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ فَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَ بَرَكَاتِكَ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ قَالَتْ فَرَفَعْتُ الْكِسَاءَ لِأَدْخُلَ مَعَهُمْ فَاجْتَذَبَهُ وَ قَالَ إِنَّكِ عَلَی خَیْرٍ (1).

«24»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ لِلْكَرَاجُكِیِّ، عَنِ الْمُفِیدِ (2) رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا سَارَ الْمَأْمُونُ إِلَی خُرَاسَانَ كَانَ مَعَهُ الْإِمَامُ الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی علیهما السلام فَبَیْنَا هُمَا یَتَسَایَرَانِ إِذْ قَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنِّی فَكَّرْتُ فِی شَیْ ءٍ فَنَتَجَ (3) لِیَ الْفِكْرُ الصَّوَابَ فِیهِ فَكَّرْتُ فِی أَمْرِنَا وَ أَمْرِكُمْ وَ نَسَبِنَا وَ نَسَبِكُمْ فَوَجَدْتُ الْفَضِیلَةَ فِیهِ وَاحِدَةً وَ رَأَیْتُ اخْتِلَافَ شِیعَتِنَا فِی ذَلِكَ مَحْمُولًا عَلَی الْهَوَی وَ الْعَصَبِیَّةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام إِنَّ لِهَذَا الْكَلَامِ جَوَاباً إِنْ شِئْتَ ذَكَرْتُهُ لَكَ وَ إِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتُ فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ لَمْ أَقُلْهُ إِلَّا لِأَعْلَمَ مَا عِنْدَكَ فِیهِ قَالَ الرِّضَا علیه السلام أَنْشُدُكَ اللَّهَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَعَثَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ (4) مِنْ هَذِهِ الْآكَامِ فَخَطَبَ إِلَیْكَ ابْنَتَكَ أَ كُنْتَ مُزَوِّجَهُ إِیَّاهَا فَقَالَ یَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ هَلْ أَحَدٌ یَرْغَبُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ لَهُ الرِّضَا علیه السلام أَ فَتَرَاهُ كَانَ یَحِلُّ لَهُ أَنْ یَخْطُبَ (5) إِلَیَّ قَالَ فَسَكَتَ الْمَأْمُونُ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَمَسُّ بِرَسُولِ اللَّهِ رَحِماً (6).

ص: 242


1- العمدة: 17.
2- فی المصدر: عن أمالی المفید.
3- فی المصدر: فسنح.
4- الاكمة: التل.
5- فی المصدر: ان یخطب ابنتی.
6- كنز الفوائد للكراجكیّ: 166.

«25»-وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا حَجَّ الرَّشِیدُ وَ نَزَلَ فِی الْمَدِینَةِ اجْتَمَعَ إِلَیْهِ بَنُو هَاشِمٍ وَ بَقَایَا الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ وُجُوهُ النَّاسِ وَ كَانَ فِی الْقَوْمِ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَقَالَ لَهُمُ الرَّشِیدُ قُومُوا بِنَا إِلَی زِیَارَةِ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ نَهَضَ مُعْتَمِداً عَلَی یَدِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ علیهما السلام حَتَّی انْتَهَی إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ فَوَقَفَ عَلَیْهِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا ابْنَ عَمِّ افْتِخَاراً (1) عَلَی قَبَائِلِ الْعَرَبِ الَّذِینَ حَضَرُوا مَعَهُ وَ اسْتِطَالَةً عَلَیْهِمْ بِالنَّسَبِ قَالَ فَنَزَعَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام یَدَهُ مِنْ یَدِهِ وَ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَبَهْ قَالَ فَتَغَیَّرَ وَجْهُ الرَّشِیدِ ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَخْرُ.

«26»-خَبَرُ یَحْیَی بْنِ یَعْمُرَ (2) (3) مَعَ الْحَجَّاجِ قَالَ الشَّعْبِیُّ كُنْتُ بِوَاسِطٍ وَ كَانَ یَوْمَ أَضْحًی فَحَضَرْتُ صَلَاةَ الْعِیدِ مَعَ الْحَجَّاجِ فَخَطَبَ خُطْبَةً بَلِیغَةً فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَنِی رَسُولُهُ فَأَتَیْتُهُ فَوَجَدْتُهُ جَالِساً مُسْتَوْفِزاً (4) قَالَ یَا شَعْبِیُّ هَذَا یَوْمُ أَضْحًی وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُضَحِّیَ فِیهِ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ تَسْمَعَ قَوْلَهُ فَتَعْلَمَ أَنِّی قَدْ أَصَبْتُ الرَّأْیَ فِیمَا أَفْعَلُ بِهِ فَقُلْتُ أَیُّهَا الْأَمِیرُ أَ وَ تَرَی أَنْ تَسْتَنَّ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ تُضَحِّیَ بِمَا أَمَرَ أَنْ

ص: 243


1- فی المصدر: افتخارا بذلك.
2- هو یحیی بن یعمر العدوانی الوشقی النحوی البصری، كان من التابعین لقی عبد اللّٰه بن عبّاس و غیره و روی عنه قتادة بن دعامة و إسحاق بن سوید، و هو أحد قراء البصرة و عنه اخذ عبد اللّٰه بن أبی إسحاق القراءة و انتقل الی خراسان و تولی القضاء بمرو و كان عالما بالقرآن الكریم و النحو و اللغات العرب، اخذ النحو عن ابی الأسود الدولی كان شیعیا و اخباره و نوادره كثیرة توفّی سنة 129.
3- هو أبو عمر و عامر بن شراحیل بن عبد ذی كبار كوفیّ تابعی فقیه فاضل مات بعد المائة و له نحو من ثمانین.
4- أی قعد غیر مطمئن و كانه یتهیأ للوثوب.

یُضَحَّی بِهِ وَ تَفْعَلَ مِثْلَ فِعْلِهِ وَ تَدَعَ مَا أَرَدْتَ أَنْ تَفْعَلَهُ بِهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ الْعَظِیمِ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَ یَا شَعْبِیُّ إِنَّكَ إِذَا سَمِعْتَ مَا یَقُولُ صَوَّبْتَ رَأْیِی فِیهِ لِكَذِبِهِ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ إِدْخَالِهِ الشُّبْهَةَ فِی الْإِسْلَامِ قُلْتُ أَ فَیَرَی الْأَمِیرُ أَنْ یُعْفِیَنِی مِنْ ذَلِكَ قَالَ لَا بُدَّ مِنْهُ ثُمَّ أَمَرَ بِنَطْعٍ فَبُسِطَ وَ بِالسَّیَّافِ فَأُحْضِرَ وَ قَالَ أَحْضِرُوا الشَّیْخَ فَأَتَوْا بِهِ فَإِذَا هُوَ یَحْیَی بْنُ یَعْمُرَ فَاغْتَمَمْتُ غَمّاً شَدِیداً وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی وَ أَیُّ شَیْ ءٍ یَقُولُهُ یَحْیَی مِمَّا یُوجِبُ قَتْلَهُ فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ أَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ زَعِیمُ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ یَحْیَی أَنَا فَقِیهٌ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ فَمِنْ أَیِّ فِقْهِكَ زَعَمْتَ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مِنْ ذُرِّیَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ مَا أَنَا زَاعِمُ ذَلِكَ بَلْ قَائِلُهُ بِحَقٍّ قَالَ وَ أَیُّ حَقٍّ قُلْتَهُ (1) قَالَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَنَظَرَ إِلَیَّ الْحَجَّاجُ وَ قَالَ اسْمَعْ مَا یَقُولُ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ عَنْهُ أَ تَعْرِفُ أَنْتَ فِی كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ مِنْ ذُرِّیَّةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ فَجَعَلْتُ أُفَكِّرُ فِی ذَلِكَ فَلَمْ أَجِدْ فِی الْقُرْآنِ شَیْئاً یَدُلُّ عَلَی ذَلِكَ وَ فَكَّرَ الْحَجَّاجُ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ لِیَحْیَی لَعَلَّكَ تُرِیدُ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَنْ حَاجَّكَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْكاذِبِینَ (2) وَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله خَرَجَ لِلْمُبَاهَلَةِ وَ مَعَهُ عَلِیٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ قَالَ الشَّعْبِیُّ فَكَأَنَّمَا أَهْدَی إِلَی قَلْبِی سُرُوراً وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی وَ قَدْ خَلَصَ یَحْیَی وَ كَانَ الْحَجَّاجُ حَافِظاً لِلْقُرْآنِ

ص: 244


1- فی المصدر: و بای حقّ قلته.
2- آل عمران: 61.

فَقَالَ لَهُ یَحْیَی وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَحُجَّةٌ فِی ذَلِكَ بَلِیغَةٌ وَ لَكِنْ لَیْسَ مِنْهَا أَحْتَجُّ لِمَا قُلْتُ فَاصْفَرَّ وَجْهُ الْحَجَّاجِ وَ أَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی یَحْیَی وَ قَالَ لَهُ إِنْ أَنْتَ جِئْتَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِغَیْرِهَا فِی ذَلِكَ فَلَكَ عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ وَ إِنْ لَمْ تَأْتِ بِهَا فَأَنَا فِی حِلٍّ مِنْ دَمِكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ الشَّعْبِیُّ فَغَمَّنِی قَوْلُهُ وَ قُلْتُ أَ مَا كَانَ فِی الَّذِی نَزَعَ بِهِ الْحَجَّاجُ مَا یَحْتَجُّ بِهِ یَحْیَی وَ یُرْضِیهِ بِأَنَّهُ قَدْ عَرَفَهُ وَ سَبَقَهُ إِلَیْهِ وَ یَتَخَلَّصُ مِنْهُ حَتَّی رَدَّ عَلَیْهِ وَ أَفْحَمَهُ فَإِنْ جَاءَهُ بَعْدَ هَذَا بِشَیْ ءٍ لَمْ آمَنْ أَنْ یُدْخِلَ عَلَیْهِ مِنَ الْقَوْلِ مَا یُبْطِلُ بِهِ حُجَّتَهُ لِئَلَّا یَدَّعِیَ أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ جَهِلَهُ هُوَ فَقَالَ یَحْیَی لِلْحَجَّاجِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَیْمانَ مَنْ عَنَی بِذَلِكَ قَالَ الْحَجَّاجُ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَدَاوُدُ وَ سُلَیْمَانُ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ یَحْیَی وَ مَنْ نَصَّ اللَّهُ عَلَیْهِ بَعْدَ هَذَا أَنَّهُ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ فَقَرَأَ الْحَجَّاجُ وَ أَیُّوبَ وَ یُوسُفَ وَ مُوسی وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ قَالَ یَحْیَی وَ مَنْ قَالَ وَ زَكَرِیَّا وَ یَحْیی وَ عِیسی (1) قَالَ یَحْیَی وَ مِنْ أَیْنَ كَانَ عِیسَی مِنْ ذُرِّیَّةِ إِبْرَاهِیمَ وَ لَا أَبَ لَهُ قَالَ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ مَرْیَمَ قَالَ یَحْیَی فَمَنْ أَقْرَبُ مَرْیَمُ مِنْ إِبْرَاهِیمَ أَمْ فَاطِمَةُ مِنْ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِیسَی مِنْ إِبْرَاهِیمَ أَمِ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الشَّعْبِیُّ فَكَأَنَّمَا أَلْقَمَهُ حَجَراً فَقَالَ أَطْلِقُوهُ قَبَّحَهُ اللَّهُ وَ ادْفَعُوا إِلَیْهِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ لَا بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِیهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ قَدْ كَانَ رَأْیُكَ صَوَاباً وَ لَكِنَّا أَبَیْنَاهُ وَ دَعَا بِجَزُورٍ فَنَحَرَهُ (2) وَ قَامَ فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَ أَكَلْنَا مَعَهُ وَ مَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ

ص: 245


1- الأنعام: 85.
2- فی المصدر: فنحروه.

حَتَّی انْصَرَفْنَا وَ لَمْ یَزَلْ مِمَّا احْتَجَّ بِهِ یَحْیَی بْنُ یَعْمُرَ وَاجِماً (1).

بیان: قال الراغب الزعم حكایة قول یكون مظنة للكذب و لهذا جاء فی القرآن فی كل موضع ذم القائلون به نحو زَعَمَ الَّذِینَ كَفَرُوا (2) أَیْنَ شُرَكائِیَ الَّذِینَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (3) قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ (4) و قال الفیروزآبادی وجم كوعد سكت علی غیظ و الشی ء كرهه.

باب 8 آخر فی أن كل نسب و سبب منقطع إلا نسب رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و سببه

«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی ابْنُ الصَّلْتِ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ نَسَبٍ وَ صِهْرٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ سَتْراً مِنَ اللَّهِ عَلَیْهِ إِلَّا نَسَبِی وَ سَبَبِی (5).

«2»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ زَكَرِیَّا بْنِ عَدِیٍّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ مَا بَالُ أَقْوَامٍ یَقُولُونَ إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ لَا یُشَفَّعُ (6) یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَلَی وَ اللَّهِ

ص: 246


1- كنز الكراجكیّ: 166- 178.
2- التغابن: 7.
3- القصص: 62 و 74.
4- الإسراء: 56.
5- أمالی ابن الشیخ: 217. سقط عنه قوله: سترا من اللّٰه علیه .
6- فی نسخة: لا ینفع و فی المصدر: لا تشفع.

إِنَّ رَحِمِی لَمَوْصُولَةٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ إِنِّی أَیُّهَا النَّاسُ فَرَطُكُمْ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ الرَّجُلُ یَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بَعْدِی ذَاتَ الشِّمَالِ وَ ارْتَدَدْتُمْ عَلَی أَعْقَابِكُمُ الْقَهْقَرَی (2).

«3»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِیلٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِی سَعِیدٍ الْخُدْرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: أَ تَزْعُمُونَ أَنْ رَحِمَ نَبِیِّ اللَّهِ لَا یَنْفَعُ قَوْمَهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَلَی وَ اللَّهِ إِنَّ رَحِمِی لَمَوْصُولَةٌ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ ثُمَّ قَالَ یَا أَیُّهَا النَّاسُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَی الْحَوْضِ فَإِذَا جِئْتُ وَ قَامَ رِجَالٌ یَقُولُونَ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ وَ قَالَ آخَرُ یَا نَبِیَّ اللَّهِ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ فَأَقُولُ أَمَّا النَّسَبَ فَقَدْ عَرَفْتُ وَ لَكِنَّكُمْ أَحْدَثْتُمْ بَعْدِی وَ ارْتَدَدْتُمُ الْقَهْقَرَی (3).

بیان: الظاهر أن المراد بالثلاثة الثلاثة.

«4»-مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أُمَّ كُلْثُومٍ فَاعْتَلَّ (4) عَلَیْهِ بِصِغَرِهَا فَقَالَ لَهُ لَمْ أَكُنْ أُرِیدُ الْبَاهَ وَ لَكِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ یَنْقَطِعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا خَلَا سَبَبِی وَ نَسَبِی كُلُّ قَوْمٍ عَصَبَتُهُمْ لِأَبِیهِمْ مَا خَلَا وُلْدَ فَاطِمَةَ فَإِنِّی أَنَا أَبُوهُمْ وَ عَصَبَتُهُمْ (5).

«5»-مد، العمدة مِنْ مَنَاقِبِ الْفَقِیهِ ابْنِ الْمَغَازِلِیِّ الشَّافِعِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ عَنْ أَبِی طَالِبٍ

ص: 247


1- فی النهایة: فی الحدیث: أنا فرطكم علی الحوض ای متقدمكم إلیه یقال: فرط یفرط فهو فارط، و فرط القوم: إذا تقدم و سبق القوم لیرتاد لهم الماء و یهیئ لهم الدلاء و الارشیة.
2- أمالی ابن الشیخ: 57 و 58.
3- أمالی ابن الشیخ: 169.
4- فی نسخة: فاقبل علیه.
5- العمدة: 150.

مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَاشِمٍ الْحَرَّانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ زَیْدٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ (1) یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِی وَ نَسَبِی (2).

«6»-وَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ اخْتَارَ الْعَرَبَ فَاخْتَارَ قُرَیْشاً وَ اخْتَارَ بَنِی هَاشِمٍ (3) فَأَنَا خِیَرَةٌ مِنْ خِیَرَةٍ أَلَا فَأَحِبُّوا قُرَیْشاً وَ لَا تُبْغِضُوهَا فَتَهْلِكُوا أَلَا كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ (4) یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا سَبَبِی وَ نَسَبِی أَلَا وَ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ مِنْ نَسَبِی وَ حَسَبِی فَمَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِی وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِی (5).

«7»- وَ أَیْضاً مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَخِی دِعْبِلٍ عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ یَنْقَطِعُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا سَبَبِی وَ نَسَبِی (6).

«8»-وَ أَیْضاً رُوِیَ مِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُورِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْمِنْبَرَ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا حَمَلَنِی عَلَی الْإِلْحَاحِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فِی ابْنَتِهِ إِلَّا أَنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ یَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ وَ صِهْرٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا نَسَبِی وَ صِهْرِی (7).

«9»-كَنْزُ الْفَوَائِدِ، لِلْكَرَاجُكِیِّ عَنِ الْقَاضِی السُّلَمِیِّ أَسَدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْعَتَكِیِ

ص: 248


1- فی المصدر: ینقطع.
2- العمدة: 156.
3- فی المصدر: فاختار قریشا من العرب و اختار بنی هاشم من قریش.
4- فی المصدر: ینقطع.
5- العمدة: 156.
6- العمدة: 156.
7- العمدة: 157 زاد بعده: فانه یأتیان یوم القیامة یشفعان لصاحبهما.

عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِیِّ عَنِ الْكُدَیْمِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ شَرِیكِ بْنِ شَبِیبٍ عَنْ عَرْقَدَةَ عَنِ الْمُسْتَطِیلِیِّ (1) بْنِ حُصَیْنٍ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام ابْنَتَهُ فَاعْتَلَّ عَلَیْهِ بِصِغَرِهَا وَ قَالَ إِنِّی أَعْدَدْتُهَا لِابْنِ أَخِی جَعْفَرٍ فَقَالَ عُمَرُ إِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَقُولُ كُلُّ حَسَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَا خَلَا حَسَبِی وَ نَسَبِی وَ كُلُّ بَنِی أُنْثَی عَصَبَتُهُمْ لِأَبِیهِمْ مَا خَلَا بَنِی فَاطِمَةَ فَإِنِّی أَنَا أَبُوهُمْ وَ أَنَا عَصَبَتُهُمْ (2).

باب 9 أن الأئمة من ذریة الحسین علیهم السلام و أن الإمامة بعده فی الأعقاب و لا تكون فی أخوین

«1»-ك، إكمال الدین الطَّالَقَانِیُّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام الْحَسَنُ أَفْضَلُ أَمِ الْحُسَیْنُ فَقَالَ الْحَسَنُ أَفْضَلُ مِنَ الْحُسَیْنِ قُلْتُ فَكَیْفَ صَارَتِ الْإِمَامَةُ مِنْ بَعْدِ الْحُسَیْنِ فِی عَقِبِهِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی أَحَبَّ أَنْ یَجْعَلَ (3) سُنَّةَ مُوسَی وَ هَارُونَ جَارِیَةً فِی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ أَ لَا تَرَی أَنَّهُمَا كَانَا شَرِیكَیْنِ فِی النُّبُوَّةِ كَمَا كَانَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ شَرِیكَیْنِ فِی الْإِمَامَةِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ النُّبُوَّةَ فِی وُلْدِ هَارُونَ وَ لَمْ یَجْعَلْهَا فِی وُلْدِ مُوسَی وَ إِنْ كَانَ مُوسَی أَفْضَلَ مِنْ هَارُونَ قُلْتُ فَهَلْ یَكُونُ إِمَامَانِ فِی وَقْتٍ (4)

ص: 249


1- فی المصدر: المستطیل بن حصین و لم نظفر بترجمته و لا ترجمة شیخه عرقدة.
2- كنز الكراجكیّ: 166- 167.
3- فی المصدر: ان اللّٰه تبارك و تعالی لم یرد بذلك الا ان یجعل.
4- فی المصدر: فی وقت واحد.

قَالَ لَا إِلَّا أَنْ یَكُونَ أَحَدُهُمَا صَامِتاً مَأْمُوماً لِصَاحِبِهِ وَ الْآخَرُ نَاطِقاً إِمَاماً لِصَاحِبِهِ وَ أَمَّا (1) أَنْ یَكُونَا إِمَامَیْنِ نَاطِقَیْنِ فِی وَقْتٍ وَاحِدٍ فَلَا قُلْتُ فَهَلْ تَكُونُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام قَالَ لَا إِنَّمَا هِیَ جَارِیَةٌ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (2) ثُمَّ هِیَ جَارِیَةٌ فِی الْأَعْقَابِ وَ أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (3).

بیان: كما قال اللّٰه إنه علیه السلام شبه كون الإمامة فی ذریة الحسین علیه السلام بكون النبوة و الخلافة فی عقب إبراهیم علیه السلام مع أنه یحتمل كون الضمیر فی بطن الآیة راجعا إلی الحسین علیه السلام و إن كان المراد بعقبه العقب بعد العقب یمكن الاستدلال بعموم الآیة إلا ما أخرجه الدلیل كالحسنین علیهما السلام.

«2»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَعُودُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ لَا یَكُونُ بَعْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا فِی الْأَعْقَابِ وَ أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ (4).

«3»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَدْ بَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ وَ لَیْسَ لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ یَا عُقْبَةَ بْنَ جَعْفَرٍ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لَا یَمُوتُ حَتَّی یَرَی وَلَدَهُ مِنْ بَعْدِهِ (5).

«4»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ الْأَرْضَ لَنْ تَخْلُوَ إِلَّا وَ فِیهَا عَالِمٌ مِنَّا فَإِنْ زَادَ النَّاسُ قَالَ قَدْ زَادُوا وَ إِنْ نَقَصُوا قَالَ قَدْ نَقَصُوا وَ لَنْ یُخْرِجَ اللَّهُ

ص: 250


1- فی المصدر: اماما ناطقا لصاحبه فاما.
2- الزخرف: 28.
3- اكمال الدین: 232.
4- غیبة الطوسیّ: 128.
5- غیبة الطوسیّ: 143 و 144.

ذَلِكَ الْعَالِمَ حَتَّی یَرَی فِی وُلْدِهِ مَنْ یَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ (1).

«5»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ بْنِ رُشَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ قَالَ: دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام فَقَالَ لَهُ أَنْتَ إِمَامٌ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ إِنِّی سَمِعْتُ جَدَّكَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام یَقُولُ لَا یَكُونُ الْإِمَامُ إِلَّا وَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَ نَسِیتَ یَا شَیْخُ أَمْ تَنَاسَیْتَ لَیْسَ هَكَذَا قَالَ جَعْفَرٌ إِنَّمَا قَالَ جَعْفَرٌ علیه السلام لَا یَكُونُ الْإِمَامُ إِلَّا وَ لَهُ عَقِبٌ إِلَّا الْإِمَامُ الَّذِی یَخْرُجُ عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام فَإِنَّهُ لَا عَقِبَ لَهُ فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَكَذَا سَمِعْتُ جَدَّكَ یَقُولُ (2).

«6»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الْخَزَّازِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَبَی اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَ الْإِمَامَةَ لِأَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام (3).

«7»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ (4).

«8»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا تَجْتَمِعُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ إِنَّمَا هِیَ (5) فِی الْأَعْقَابِ وَ أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ (6).

ك، إكمال الدین ابن الولید عن الصفار عن ابن یزید و الیقطینی معا عن الحسن بن أبی

ص: 251


1- غیبة الطوسیّ: 144.
2- غیبة الطوسیّ: 144 و 145.
3- غیبة الطوسیّ: 146.
4- اكمال الدین: 231 فیه: فی اخوین.
5- فی نسخة: انما هی تجری.
6- غیبة الطوسیّ: 146.

الحسین الفارسی (1) عن سلیمان مثله (2).

«9»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ یُونُسَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَعُودُ الْإِمَامَةُ (3) فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَبَداً إِنَّهَا جَرَتْ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَمَا قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ (4) فَلَا تَكُونُ بَعْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا فِی الْأَعْقَابِ وَ أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ (5).

ك، إكمال الدین أبی و ابن الولید معا عن سعد و الحمیری معا عن الیقطینی مثله (6).

«10»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ أَبِی عَمْرٍو الزُّبَیْرِیِّ (7) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِی عَنْ خُرُوجِ الْإِمَامَةِ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ إِلَی وُلْدِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام كَیْفَ الْحُجَّةُ (8) فِیهِ قَالَ لَمَّا حَضَرَ الْحُسَیْنَ علیه السلام مَا حَضَرَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ لَمْ یَجُزْ أَنْ یَرُدَّهَا إِلَی وُلْدِ أَخِیهِ وَ لَا یُوصِیَ بِهَا فِیهِمْ لِقَوْلِ اللَّهِ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ فَكَانَ وُلْدُهُ أَقْرَبَ رَحِماً مِنْ وُلْدِ أَخِیهِ وَ كَانُوا أَوْلَی بِالْإِمَامَةِ فَأَخْرَجَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وُلْدَ الْحَسَنِ مِنْهَا فَصَارَتِ الْإِمَامَةُ إِلَی الْحُسَیْنِ علیه السلام وَ حَكَمَتْ بِهَا الْآیَةُ لَهُمْ فَهِیَ فِیهِمْ إِلَی یَوْمِ

ص: 252


1- هكذا فی الكتاب و سقط بعض الاسناد عن المصدر المطبوع و فی نسختی المصحّحة: (الحسین بن الحسن الفارسی) وهو موجود فی الفهرست.
2- اكمال الدین: 231.
3- فی نسخة من الكتاب و فی الاكمال: لا تكون الإمامة.
4- الأحزاب: 6.
5- غیبة الطوسیّ: 146.
6- اكمال الدین: 231.
7- هو أبو عمرو محمّد بن عبد اللّٰه بن مصعب بن الزبیر الزبیری قال النجاشیّ فی الفهرست 153: و الزبیریون فی أصحابنا ثلاثة: عبد اللّٰه بن هارون أبو محمّد الزبیری و عبد اللّٰه بن عبد الرحمن الزبیری و أبو عمرو محمّد بن عمرو بن عبد اللّٰه بن مصعب بن الزبیر.
8- فی نسخة: كیف ذلك الحجة فیه و فی المصدر: كیف ذلك و ما الحجة فیه؟.

الْقِیَامَةِ (1).

«11»-قب، المناقب لابن شهرآشوب الْأَعْوَجُ (2) عَنْ أَبِی هُرَیْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَنْ قَوْلِهِ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ (3) قَالَ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ یَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ تِسْعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْهُمْ مَهْدِیُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ (4).

«12»-كا، الكافی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (5) عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنْ كَانَ كَوْنٌ وَ لَا أَرَانِیَ اللَّهُ فَبِمَنْ أَئْتَمُّ فَأَوْمَأَ (6) إِلَی ابْنِهِ مُوسَی علیه السلام قَالَ قُلْتُ فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسَی علیه السلام حَدَثٌ فَبِمَنْ أَئْتَمُّ قَالَ بِوَلَدِهِ قُلْتُ فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ وَ تَرَكَ أَخاً كَبِیراً وَ ابْناً صَغِیراً فَبِمَنْ أَئْتَمُّ قَالَ بِوَلَدِهِ (7) ثُمَّ وَاحِداً فَوَاحِداً وَ فِی نُسْخَةِ الصَّفْوَانِیِّ ثُمَّ هَكَذَا أَبَداً (8).

«13»-ك، إكمال الدین ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ إِنَّهَا فِی الْحُسَیْنِ علیه السلام یَنْتَقِلُ مِنْ وَلَدٍ إِلَی وَلَدٍ وَ لَا تَرْجِعُ إِلَی أَخٍ وَ لَا عَمٍّ (9).

ص: 253


1- تفسیر العیّاشیّ 2: 72.
2- فی المصدر: الأعرج.
3- الزخرف: 28.
4- مناقب آل أبی طالب 3: 206.
5- الصحیح كما فی المصدر عیسی بن عبد اللّٰه بن محمّد بن عمر بن علی.
6- فی المصدر: قال: فأومأ.
7- فی المصدر: قال: بولده ثمّ قال: هكذا ابدا، قلت: فان لم اعرفه و لا اعرف موضعه؟ قال: تقول اللّٰهمّ إنّی اتولی من بقی من حججك من ولد الامام الماضی فان ذلك یجزیك ان شاء اللّٰه.
8- أصول الكافی 1: 309.
9- اكمال الدین: 231 فیه تنتقل.

«14»-ك، إكمال الدین أَبِی عَنْ سَعْدٍ وَ الْحِمْیَرِیِّ مَعاً عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ نَصْرٍ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَكُونُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام أَبَداً إِنَّمَا هِیَ فِی الْأَعْقَابِ وَ أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ (1).

«15»-ع، علل الشرائع أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ حَبِیبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُثَنَّی الْهَاشِمِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیْنَ جَاءَ لِوُلْدِ الْحُسَیْنِ الْفَضْلُ عَلَی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ هُمَا یَجْرِیَانِ فِی شَرَعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَا أَرَاكُمْ تَأْخُذُونَ بِهِ إِنَّ جَبْرَئِیلَ علیه السلام نَزَلَ عَلَی مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا وُلِدَ الْحُسَیْنُ علیه السلام بَعْدُ فَقَالَ لَهُ یُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ یَا جَبْرَئِیلُ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ فَخَاطَبَهُ ثَلَاثاً ثُمَّ دَعَا عَلِیّاً علیه السلام فَقَالَ لَهُ إِنَّ جَبْرَئِیلَ یُخْبِرُنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَّهُ یُولَدُ لَكَ غُلَامٌ تَقْتُلُهُ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَخَاطَبَ عَلِیّاً علیه السلام ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ یَكُونُ فِیهِ وَ فِی وُلْدِهِ الْإِمَامَةُ وَ الْوِرَاثَةُ وَ الْخِزَانَةُ (2) فَأَرْسَلَ إِلَی فَاطِمَةَ علیها السلام أَنَّ اللَّهَ یُبَشِّرُكِ بِغُلَامٍ تَقْتُلُهُ أُمَّتِی مِنْ بَعْدِی فَقَالَتْ فَاطِمَةُ لَیْسَ لِی فِیهِ حَاجَةٌ یَا أَبَتِ فَخَاطَبَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهَا لَا بُدَّ أَنْ یَكُونَ فِیهِ الْإِمَامَةُ وَ الْوِرَاثَةُ وَ الْخِزَانَةُ فَقَالَتْ لَهُ رَضِیتُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَلِقَتْ وَ حَمَلَتْ بِالْحُسَیْنِ علیه السلام فَحَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ وَضَعَتْهُ وَ لَمْ یَعِشْ مَوْلُودٌ قَطُّ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ غَیْرُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیهما السلام (3) فَكَفَلَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَأْتِیهِ فِی كُلِّ یَوْمٍ فَیَضَعُ

ص: 254


1- اكمال الدین: 231.
2- الخزانة: مكان الخزن ای المال المخزون و لعلّ المراد به الغنائم و الخمس و الأنفال و ما یختص بالامام من الأموال العامّة و الخاصّة.
3- فی هامش نسخة: الظاهران یحیی صحف بعیسی علیهما السلام كما فی الروایات الأخر من تشبیه الحسین علیه السّلام بیحیی فی الولادة و الشهادة. كذا سمعت منه ادام اللّٰه أیّام افاداته. أقول: یوجد فی الكافی روایة اخری قدر مدة حمل عیسی علیه السّلام بستة أشهر راجع البحار 14: 207 فعلیه احتمال التصحیف ضعیف.

لِسَانَهُ فِی فَمِ الْحُسَیْنِ فَیَمَصُّهُ حَتَّی یَرْوَی فَأَنْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَحْمَهُ مِنْ لَحْمِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَمْ یَرْضَعْ مِنْ فَاطِمَةَ علیها السلام وَ لَا مِنْ غَیْرِهَا لَبَناً قَطُّ فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فِیهِ وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ وَ عَلی والِدَیَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَ أَصْلِحْ لِی فِی ذُرِّیَّتِی (1) فَلَوْ قَالَ أَصْلِحْ لِی ذُرِّیَّتِی كَانُوا كُلُّهُمْ أَئِمَّةً وَ لَكِنْ خَصَّ هَكَذَا (2).

بیان: فی شرع واحد أی فی طریقة واحدة فی الفضل و الكمال و یقال هما شرع بالفتح و التحریك أی سواء قوله علیه السلام لا أراكم تأخذون به أی بعد البیان لا تقبلون منی أو أنه لما قال و هما یجریان فی شرع واحد قال علیه السلام أنتم لا تقولون بالمساواة أیضا بل تفضلون ولد الحسن علیه السلام علی ولد الحسین علیه السلام و الأول أظهر. قوله علیه السلام فلما أنزل اللّٰه لعل جزاء الشرط محذوف أی لما أنزل اللّٰه هكذا و هكذا علم الحسین علیه السلام فهو علیه السلام هكذا سأل فأجیب كما سأل و یحتمل أن یكون فلو قال جزاء.

«16»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا عَنَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِقَوْلِهِ إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیراً (3) قَالَ نَزَلَتْ فِی النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام فَلَمَّا قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ علیهم السلام ثُمَّ وَقَعَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْآیَةِ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ (4) وَ كَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام إِمَاماً ثُمَّ جَرَتْ فِی

ص: 255


1- الأحقاف: 15.
2- علل الشرائع: 79.
3- الأحزاب: 33.
4- الأحزاب: 6.

الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ الْأَوْصِیَاءِ فَطَاعَتُهُمْ طَاعَةُ اللَّهِ وَ مَعْصِیَتُهُمْ مَعْصِیَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (1).

«17»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ (2) فِیمَنْ أُنْزِلَتْ قَالَ أُنْزِلَتْ فِی الْإِمْرَةِ إِنَّ هَذِهِ الْآیَةَ جَرَتْ فِی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهما السلام وَ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ مِنْ بَعْدِهِ فَنَحْنُ أَوْلَی بِالْأَمْرِ وَ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهَاجِرِینَ فَقُلْتُ لِوُلْدِ جَعْفَرٍ فِیهَا نَصِیبٌ قَالَ لَا قَالَ فَعَدَدْتُ عَلَیْهِ بُطُونَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ لَا وَ نَسِیتُ وُلْدَ الْحَسَنِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ هَلْ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِیهَا نَصِیبٌ فَقَالَ یَا بَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) مَا لِمُحَمَّدِیٍّ فِیهَا نَصِیبٌ غَیْرَنَا (4).

بیان: آیة الأرحام نزلت فی موضعین أحدهما فی سورة الأنفال هكذا وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ (5) و ثانیهما فی سورة الأحزاب هكذا النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِكُمْ مَعْرُوفاً (6) فأما الأولی فتحتمل أن یكون المراد بها أن أولی الأرحام بعضهم أولی ببعض من بعض أو أولی ببعض من الأجانب فعلی الأخیر لا تدل علی أولویة الأقرب من الأرحام و أما الثانیة فتحتمل الوجهین أیضا إن جعل قوله مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بیانا لأولی الأرحام و إن جعل صلة للأولی فلا تحتمل إلا الأخیر.

ص: 256


1- علل الشرائع: 79.
2- الأحزاب: 6.
3- فی نسخة من المصدر: یا با محمد.
4- علل الشرائع: 79.
5- الأنفال: 75.
6- الأحزاب: 6.

و إنما استدل علیه السلام بالآیة الثانیة لأنها أنسب لمقارنته فیها لبیان حق الرسول و أزواجه فكان الأنسب بعد ذلك بیان حق ذوی أرحامه و قرابته و ظاهر الخبر أنه علیه السلام جعل قوله مِنَ الْمُؤْمِنِینَ صلة للأولی فلعل غرضه علیه السلام أولویتهم بالنسبة إلی الأجانب و لا یكون ذكر أولاد الحسین علیهم السلام للتخصیص بهم بل لظهور الأمر فیمن تقدمهم بتواتر النص علیهم بین الخاص و العام.

و یحتمل أن یكون علیه السلام لم یأخذ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ صلة بل أخذه بیانا و فرع علی ذلك أولویتهم علی الأجانب بطریق أولی مع أنه علی تقدیر كونه صلة یحتمل أن یكون المراد أن بعض الأرحام و هم الأقارب القریبة أولی ببعض من غیرهم سواء كان الغیر من الأقارب البعیدة أو الأجانب فالأقارب البعیدة أیضا داخلون فی المؤمنین و المهاجرین.

و لا یتوهم أنه استدلال بالاحتمال البعید إذ لا یلزم أن یكون غرضه علیه السلام الاستدلال بذلك بل هو بیان لمعنی الآیة و مورد نزولها بل یحتمل أن یكون هذا تأویلا لبطن الآیة إذ ورد فی الأخبار الاستدلال بها علی تقدیم الأقارب فی المیراث و المشهور فی نزولها أنه كان قبل نزولها فی صدر الإسلام التوارث بالهجرة و الموالاة فی الدین فنسخته.

و لا یتوهم منافاة قوله تعالی إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِكُمْ مَعْرُوفاً لذلك إذ یحتمل أن یكون المراد علی هذا التأویل أن الإمرة مختصة بأرحام الرسول و لكم أن تفعلوا معروفا إلی غیرهم من أولیائكم فی الدین فأما الطاعة المفترضة فهی مختصة بهم أو تكون الآیة شاملة للأمرین و تكون هذه التتمة باعتبار أحد الجزءین.

ثم اعلم أن فی الأخبار الأخر یحتمل الاستدلال أو بیان مورد النزول للآیة أولی باعتبار المعنی الأول لظهوره و لا مانع فیها من اللفظ و لو كان استدلالا یكون وجه الاستدلال أنه یلزم العمل بظاهر الآیة إلا فیما أخرجه الدلیل و فی الحسین علیه السلام خرج بالنص المتواتر فجرت بعده و لو كان بیانا لمورد النزول فلا إشكال.

«18»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْیَقْطِینِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَصَّ عَلِیّاً بِوَصِیَّةِ

ص: 257

رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا یُصِیبُهُ لَهُ فَأَقَرَّ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ علیهما السلام لَهُ بِذَلِكَ (1) ثُمَّ وَصِیَّةٍ لِلْحَسَنِ وَ تَسْلِیمِ الْحُسَیْنِ لِلْحَسَنِ ذَلِكَ حَتَّی أَفْضَی الْأَمْرُ إِلَی الْحُسَیْنِ لَا یُنَازِعُهُ فِیهِ أَحَدٌ (لَهُ) مِنَ السَّابِقَةِ مِثْلُ مَا لَهُ وَ اسْتَحَقَّهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی كِتابِ اللَّهِ فَلَا تَكُونُ بَعْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَّا فِی الْأَعْقَابِ وَ فِی أَعْقَابِ الْأَعْقَابِ (2).

بیان: و ما یصیبه له أی ما یصیب علی علیه السلام من أموال رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و تركته و آثار النبوة فهو له.

«19»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی سَلَّامٍ عَنْ سَوْرَةَ بْنِ كُلَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ قَالَ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَلَمْ یَزَلْ هَذَا الْأَمْرُ مُنْذُ أَفْضَی إِلَی الْحُسَیْنِ یَنْتَقِلُ مِنْ وَلَدٍ إِلَی وَلَدٍ لَا یَرْجِعُ إِلَی أَخٍ وَ عَمٍّ وَ لَمْ یُعْلَمْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا وَ لَهُ وَلَدٌ وَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا وَ لَا وَلَدَ لَهُ وَ لَمْ یَمْكُثْ بَیْنَ ظَهْرَانَیْ أَصْحَابِهِ إِلَّا شَهْراً (3).

بیان: قوله و لم یعلم إلی آخره من كلام بعض الرواة و عبد اللّٰه هو الأفطح ابن الصادق علیه السلام الذی قالت الفطحیة بإمامته و الغرض نفی إمامته بهذا الخبر.

«20»-ع، علل الشرائع الْقَطَّانُ عَنِ السُّكَّرِیِّ عَنِ الْجَوْهَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ كَلَامٌ فِی الْإِمَامَةِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِنَّ الْإِمَامَةَ فِی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَقُلْتُ بَلَی هِیَ (4) فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ فَقَالَ لِی وَ كَیْفَ صَارَتْ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ علیهما السلام وَ هُمَا سَیِّدَا شَبَابِ

ص: 258


1- فی نسخة: ثم وصیته.
2- علل الشرائع: 80 و الآیة فی الزخرف: 28.
3- علل الشرائع: 80 و الآیة فی الزخرف: 28.
4- فی نسخة: بل هی.

أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ هُمَا فِی الْفَضْلِ سَوَاءٌ إِلَّا أَنَّ لِلْحَسَنِ عَلَی الْحُسَیْنِ فَضْلًا بِالْكِبَرِ وَ كَانَ الْوَاجِبَ أَنْ تَكُونَ الْإِمَامَةُ إِذَنْ فِی وُلْدِ الْأَفْضَلِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ مُوسَی وَ هَارُونَ كَانَا نَبِیَّیْنِ مُرْسَلَیْنِ وَ كَانَ مُوسَی أَفْضَلَ مِنْ هَارُونَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النُّبُوَّةَ وَ الْخِلَافَةَ فِی وُلْدِ هَارُونَ دُونَ مُوسَی وَ كَذَلِكَ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِمَامَةَ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ لِیُجْرِیَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ سُنَّةَ مَنْ قَبْلَهَا مِنَ الْأُمَمِ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ فَمَا أَجَبْتَ فِی أَمْرِ مُوسَی وَ هَارُونَ علیهما السلام بِشَیْ ءٍ فَهُوَ جَوَابِی فِی أَمْرِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَانْقَطَعَ وَ دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ علیه السلام فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ لِی أَحْسَنْتَ یَا رَبِیعُ فِیمَا كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ثَبَّتَكَ اللَّهُ (1).

«21»-ع، علل الشرائع ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ ابْنِ أَبَانٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فُضَیْلِ سُكَّرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا فُضَیْلُ أَ تَدْرِی فِی أَیِّ شَیْ ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ فَقُلْتُ لَا قَالَ كُنْتُ أَنْظُرُ فِی كِتَابِ فَاطِمَةَ علیها السلام فَلَیْسَ مَلِكٌ (2) یَمْلِكُ إِلَّا وَ هُوَ مَكْتُوبٌ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ فَمَا وَجَدْتُ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِیهِ شَیْئاً (3).

«22»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْقَاشَانِیِّ عَنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنِ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی فَاخِتَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَا تَكُونُ الْإِمَامَةُ فِی أَخَوَیْنِ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ هِیَ جَارِیَةٌ فِی الْأَعْقَابِ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام (4).

«23»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ع، علل الشرائع ابْنُ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی

ص: 259


1- علل الشرائع: 80 و 81.
2- لعل المراد بالملك الملك المنصوص من اللّٰه تعالی ای الامام.
3- علل الشرائع: 80.
4- علل الشرائع: 80.

یَعْقُوبَ الْبَلْخِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قُلْتُ لَهُ لِأَیِّ عِلَّةٍ صَارَتِ الْإِمَامَةُ فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ وَ لَمْ یَجْعَلْهَا فِی وُلْدِ الْحَسَنِ وَ اللَّهُ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ (1).

«24»-ع، علل الشرائع أَبِی عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَمَّا عَلِقَتْ فَاطِمَةُ علیها السلام بِالْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَهَبَ لَكِ غُلَاماً اسْمُهُ الْحُسَیْنُ تَقْتُلُهُ أُمَّتِی قَالَتْ فَلَا حَاجَةَ لِی فِیهِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَعَدَنِی فِیهِ أَنْ یَجْعَلَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ قَالَتْ قَدْ رَضِیتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ (2).

«25»-مع، معانی الأخبار مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیُّ (3) عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ النَّخَعِیِّ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ قَالَ هِیَ الْإِمَامَةُ جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام بَاقِیَةً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ (4).

«26»-ك، إكمال الدین مع، معانی الأخبار ل، الخصال الدَّقَّاقُ عَنِ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِیَةً فِی عَقِبِهِ قَالَ یَعْنِی بِذَلِكَ الْإِمَامَةَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ علیه السلام إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَكَیْفَ صَارَتِ الْإِمَامَةُ

ص: 260


1- عیون الأخبار: 236 علل الشرائع: 80.
2- علل الشرائع: 79.
3- هكذا فی الكتاب و مصدره و لعلّ الشیبانی مصحف السنانی المنسوب الی جده الأعلی محمّد بن سنان الزاهری و هو أبو عیسی محمّد بن أحمد بن محمّد بن سنان الزاهری نزیل الری المترجم فی رجال الشیخ. راجع رسالتنا فی أحوال الصدوق المطبوع فی مقدّمة معانی الاخبار.
4- معانی الأخبار: 44 و الآیة فی الزخرف: 28.

فِی وُلْدِ الْحُسَیْنِ دُونَ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ هُمَا جَمِیعاً وَلَدَا رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سِبْطَاهُ وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَقَالَ إِنَّ مُوسَی وَ هَارُونَ كَانَا نَبِیَّیْنِ مُرْسَلَیْنِ أَخَوَیْنِ فَجَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِی صُلْبِ هَارُونَ دُونَ صُلْبِ مُوسَی وَ لَمْ یَكُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ فَإِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ لِأَحَدٍ أَنْ یَقُولَ لِمَ جَعَلَهَا اللَّهُ فِی صُلْبِ الْحُسَیْنِ دُونَ صُلْبِ الْحَسَنِ لِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكِیمُ فِی أَفْعَالِهِ لا یُسْئَلُ عَمَّا یَفْعَلُ وَ هُمْ یُسْئَلُونَ (1).

باب 10 نفی الغلو فی النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیه و علیهم و بیان معانی التفویض و ما لا ینبغی أن ینسب إلیهم منها و ما ینبغی

اشارة

الآیات؛

آل عمران: «ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ* وَ لا یَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ أَرْباباً أَ یَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»(79-80)

النساء: «یا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ»(171)

المائدة: «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ (إلی قوله تعالی): قُلْ یا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ غَیْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِیراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ»(72-77)

الرعد: «أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَیْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ»(16)

الروم: «اللَّهُ الَّذِی خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یُحْیِیكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ

ص: 261


1- اكمال الدین: 204 و 205، معانی الأخبار: 126 و 127. الخصال 1: 146.

مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ»(40)

تفسیر:

ما كانَ لِبَشَرٍ قیل: تكذیب و رد علی عبدة عیسی علیه السلام و قیل

إن أبا رافع القرظی و السید النجرانی قالا یا محمد أ ترید أن نعبدك و نتخذك ربا فقال صلی اللّٰه علیه و آله معاذ اللّٰه أن نعبد غیر اللّٰه و أن نأمر بغیر عبادة اللّٰه فما بذلك بعثنی و لا بذلك أمرنی فنزلت و قیل قال رجل یا رسول اللّٰه نسلم علیك كما یسلم بعضنا علی بعض أ فلا نسجد لك قال لا ینبغی أن یسجد لأحد من دون اللّٰه و لكن أكرموا نبیكم و اعرفوا الحق لأهله وَ لكِنْ كُونُوا أی و لكن یقول كونوا رَبَّانِیِّینَ.

الربانی منسوب إلی الرب بزیادة الألف و النون كاللحیانی و هو الكامل فی العلم و العمل بِما كُنْتُمْ أی بسبب كونكم معلمین الكتاب و كونكم دارسین له وَ لا یَأْمُرَكُمْ بالنصب عطفا علی ثُمَّ یَقُولَ و لا مزیدة لتأكید النفی فی قوله ما كانَ أو بالرفع علی الاستئناف أو الحال أَ یَأْمُرُكُمْ أی البشر أو الرب تعالی لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ باتخاذ عیسی إلها إِلَّا الْحَقَّ أی تنزیهه سبحانه عن الصاحبة و الولد قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ أی قبل مبعث محمد صلی اللّٰه علیه و آله وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ بعد مبعثه صلی اللّٰه علیه و آله لما كذبوه.

قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ یدل علی عدم جواز نسبة الخلق إلی الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام و كذا قوله تعالی هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ یدل علی عدم جواز نسبة الخلق و الرزق و الإماتة و الإحیاء إلی غیره سبحانه و أنه شرك.

أقول: دلالة تلك الآیات علی نفی الغلو و التفویض بالمعانی التی سنذكرها ظاهرة و الآیات الدالة علی ذلك أكثر من أن تحصی إذ جمیع آیات الخلق و دلائل التوحید و الآیات الواردة فی كفر النصاری و بطلان مذهبهم دالة علیه فلم نتعرض لإیرادها و تفسیرها و بیان وجه دلالتها لوضوح الأمر و اللّٰه یهدی إلی سواء السبیل.

«1»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ

ص: 262

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ صَادِقُونَ لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ یَكْذِبُ عَلَیْنَا وَ یُسْقِطُ (1) صِدْقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَیْنَا عِنْدَ النَّاسِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْدَقَ الْبَرِیَّةِ لَهْجَةً وَ كَانَ مُسَیْلِمَةُ یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَصْدَقَ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ كَانَ الَّذِی یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ یَعْمَلُ (2) فِی تَكْذِیبِ صِدْقِهِ بِمَا یَفْتَرِی عَلَیْهِ مِنَ الْكَذِبِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ علیهما السلام قَدِ ابْتُلِیَ بِالْمُخْتَارِ ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْحَارِثَ الشَّامِیَّ وَ بُنَانَ فَقَالَ كَانَا یَكْذِبَانِ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام ثُمَّ ذَكَرَ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ وَ بَزِیعاً وَ السَّرِیَّ وَ أَبَا الْخَطَّابِ وَ مَعْمَراً وَ بَشَّارَ الشَّعِیرِیِّ وَ حَمْزَةَ التِّرْمِذِیَّ (3) وَ صَائِدَ النَّهْدِیِّ فَقَالَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِنَّا لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ یَكْذِبُ عَلَیْنَا أَوْ عَاجِزِ الرَّأْیِ كَفَانَا اللَّهُ مَئُونَةَ كُلِّ كَذَّابٍ وَ أَذَاقَهُمْ حَرَّ الْحَدِیدِ (4).

بیان: عاجز الرأی أی ضعیف العقل یعتقد فیهم ما یكذبه العقل المستقیم.

«2»-كش، رجال الكشی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ سَهْلٍ (5) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِی عُتْبَةَ (6) قَالَ: هَلَكَتْ بِنْتٌ لِأَبِی الْخَطَّابِ فَلَمَّا

ص: 263


1- فی المصدر: فیسقط.
2- فی نسخة: (و یعمد) و هو الی قوله: من الكذب قد سقط من المصدر.
3- هكذا فی الكتاب و فی مصدره: الیزیدی و نقل المامقانی عن نسخة مصحّحة البربری و فی المقالات و الفرق لسعد بن عبد اللّٰه و فرق الشیعة للنوبختی: و كان حمزة بن عمارة البربری منهم (ای من الكیسانیة) و كان من أهل المدینة ففارقهم و ادعی انه نبی و ان محمّد بن الحنفیة هو اللّٰه و ان حمزة هو الامام و النبیّ و انه ینزل علیه سبعة أسباب من السماء فیفتح بهن الأرض و یملكها فتبعه علی ذلك أناس من أهل المدینة و أهل الكوفة و لعنه أبو جعفر محمّد بن علیّ بن الحسین و بری ء منه و كذبه و برأت منه الشیعة و تبعه علی رأیه رجلان من نهد من أهل الكوفة یقال لأحدهما: صائد و الآخر بیان بن سمعان.
4- رجال الكشّیّ: 196 و 197.
5- أی سهل بن زیاد ابا سعید الأدمی.
6- فی المصدر: عمار بن أبی عتیبة.

دَفَنَهَا اطَّلَعَ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ فِی قَبْرِهَا فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكِ یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ (1).

«3»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الطَّیَّارَةِ یُحَدِّثُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ فِی بَعْضِ اللَّیَالِی وَ أَنَا فِی الطَّوَافِ فَإِذَا نِدَاءٌ مِنْ فَوْقِ رَأْسِی یَا یُونُسُ إِنِّی أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِی وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِی فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا ج (2) فَغَضِبَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام غَضَباً لَمْ یَمْلِكْ نَفْسَهُ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ اخْرُجْ عَنِّی لَعَنَكَ اللَّهُ وَ لَعَنَ مَنْ حَدَّثَكَ وَ لَعَنَ یُونُسَ بْنَ ظَبْیَانَ أَلْفَ لَعْنَةٍ تَتْبَعُهَا أَلْفُ لَعْنَةٍ كُلُّ لَعْنَةٍ مِنْهَا تُبْلِغُكَ قَعْرَ جَهَنَّمَ (3) أَشْهَدُ مَا نَادَاهُ إِلَّا شَیْطَانٌ أَمَا إِنَّ یُونُسَ مَعَ أَبِی الْخَطَّابِ فِی أَشَدِّ الْعَذَابِ مَقْرُونَانِ وَ أَصْحَابَهُمَا إِلَی ذَلِكَ الشَّیْطَانِ مَعَ فِرْعَوْنَ وَ آلِ فِرْعَوْنَ فِی أَشَدِّ الْعَذَابِ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ أَبِی علیه السلام فَقَالَ یُونُسُ فَقَامَ الرَّجُلُ مِنْ عِنْدِهِ فَمَا بَلَغَ الْبَابَ إِلَّا عَشْرَ خُطًی حَتَّی صُرِعَ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ قَدْ قَاءَ رَجِیعَهُ وَ حُمِلَ مَیِّتاً فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام أَتَاهُ مَلَكٌ بِیَدِهِ عَمُودٌ فَضَرَبَ عَلَی هَامَتِهِ ضَرْبَةً قُلِبَ مِنْهَا مَثَانَتُهَا حَتَّی قَاءَ رَجِیعَهُ وَ عَجَّلَ اللَّهُ بِرُوحِهِ إِلَی الْهَاوِیَةِ وَ أَلْحَقَهُ بِصَاحِبِهِ الَّذِی حَدَّثَهُ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ وَ رَأَی الشَّیْطَانَ الَّذِی كَانَ یَتَرَاءَی لَهُ (4).

بیان: من الطیارة أی الذین طاروا إلی الغلو فإذا ج أی جبرئیل.

«4»-كِتَابُ الْمَنَاقِبِ (5)، لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَا عَلِیُّ مَثَلُكَ فِی أُمَّتِی مَثَلُ الْمَسِیحِ عِیسَی ابْنِ

ص: 264


1- رجال الكشّیّ: 233.
2- فی الطبعة الأولی من المصدر: فاذاح أبو الحسن أی فإذا حینئذ أبو الحسن و فی الطبعة الثانیة: فاذاح.
3- فی المصدر: الی قعر جهنم.
4- رجال الكشّیّ: 232 و 233.
5- و یسمی إیضاح دفائن النواصب.

مَرْیَمَ افْتَرَقَ قَوْمُهُ ثَلَاثَ فِرَقٍ فِرْقَةٌ مُؤْمِنُونَ وَ هُمُ الْحَوَارِیُّونَ وَ فِرْقَةٌ عَادُوهُ وَ هُمُ الْیَهُودُ وَ فِرْقَةٌ غَلَوْا فِیهِ فَخَرَجُوا عَنِ الْإِیمَانِ وَ إِنَّ أُمَّتِی سَتَفْتَرِقُ فِیكَ ثَلَاثَ فِرَقٍ فَفِرْقَةٌ (1) شِیعَتُكَ وَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَ فِرْقَةٌ عَدُوُّكَ وَ هُمُ الشَّاكُّونَ وَ فِرْقَةٌ تَغْلُو فِیكَ وَ هُمُ الْجَاحِدُونَ وَ أَنْتَ فِی الْجَنَّةِ یَا عَلِیُّ وَ شِیعَتُكَ وَ مُحِبُّ (2) شِیعَتِكَ وَ عَدُوُّكَ وَ الْغَالِی فِی النَّارِ (3).

«5»-نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِیِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَرْفَعُونِی فَوْقَ حَقِّی فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اتَّخَذَنِی عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَنِی نَبِیّاً (4).

«6»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَطَّارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ علیه السلام احْذَرُوا عَلَی شَبَابِكُمُ الْغُلَاةَ لَا یُفْسِدُوهُمْ فَإِنَّ الْغُلَاةَ شَرُّ خَلْقٍ یُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ وَ یَدَّعُونَ الرُّبُوبِیَّةَ لِعِبَادِ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنَّ الْغُلَاةَ لَشَرٌّ (5) مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِلَیْنَا یَرْجِعُ الْغَالِی فَلَا نَقْبَلُهُ وَ بِنَا یَلْحَقُ الْمُقَصِّرُ فَنَقْبَلُهُ فَقِیلَ لَهُ كَیْفَ ذَلِكَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الْغَالِی قَدِ اعْتَادَ تَرْكَ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ فَلَا یَقْدِرُ عَلَی تَرْكِ عَادَتِهِ وَ عَلَی الرُّجُوعِ إِلَی

ص: 265


1- فی المصدر: فرقة.
2- فی المصدر: و محبو شیعتك.
3- إیضاح دفائن النواصب: 33.
4- نوادر الراوندیّ: 16، رواه الراوندیّ و سائر أحادیث ذلك الكتاب بإسناده عن ابی المحاسن عبد الواحد بن إسماعیل بن أحمد الرویانی عن محمّد بن الحسن التیمی البكری عن سهل بن أحمد الدیباجی عن محمّد بن محمّد بن الاشعث الكوفیّ عن موسی بن إسماعیل بن موسی بن جعفر علیه السّلام عن أبیه إسماعیل عن أبیه موسی عن آبائه علیهم السلام، و الحدیث مستخرج من كتاب الجعفریات یوجد فی ص 181 منه.
5- فی المصدر: أشر.

طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَداً وَ إِنَّ الْمُقَصِّرَ إِذْ عَرَفَ عَمِلَ وَ أَطَاعَ (1).

«7»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ الْأَزْدِیِّ (2) عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ عَنِ ابْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنَ الْغُلَاةِ كَبَرَاءَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ مِنَ النَّصَارَی اللَّهُمَّ اخْذُلْهُمْ أَبَداً وَ لَا تَنْصُرْ مِنْهُمْ أَحَداً (3).

«8»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ بِالتَّشْبِیهِ وَ الْجَبْرِ فَهُوَ كَافِرٌ مُشْرِكٌ وَ نَحْنُ مِنْهُ بُرَآءُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ یَا ابْنَ خَالِدٍ إِنَّمَا وَضَعَ الْأَخْبَارَ عَنَّا فِی التَّشْبِیهِ وَ الْجَبْرِ الْغُلَاةُ الَّذِینَ صَغَّرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ تَعَالَی فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَبْغَضَنَا وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنَا وَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ عَادَانَا وَ مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ وَالانَا وَ مَنْ وَصَلَهُمْ فَقَدْ قَطَعَنَا وَ مَنْ قَطَعَهُمْ فَقَدْ وَصَلَنَا وَ مَنْ جَفَاهُمْ فَقَدْ بَرَّنَا وَ مَنْ بَرَّهُمْ فَقَدْ جَفَانَا وَ مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَهَانَنَا وَ مَنْ أَهَانَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنَا وَ مَنْ قَبِلَهُمْ فَقَدْ رَدَّنَا وَ مَنْ رَدَّهُمْ فَقَدْ قَبِلَنَا وَ مَنْ أَحْسَنَ إِلَیْهِمْ فَقَدْ أَسَاءَ إِلَیْنَا وَ مَنْ أَسَاءَ إِلَیْهِمْ فَقَدْ أَحْسَنَ إِلَیْنَا وَ مَنْ صَدَّقَهُمْ فَقَدْ كَذَّبَنَا وَ مَنْ كَذَّبَهُمْ فَقَدْ صَدَّقَنَا وَ مَنْ أَعْطَاهُمْ فَقَدْ حَرَمَنَا وَ مَنْ حَرَمَهُمْ فَقَدْ أَعْطَانَا یَا ابْنَ خَالِدٍ مَنْ كَانَ مِنْ شِیعَتِنَا فَلَا یَتَّخِذَنَّ مِنْهُمْ وَلِیّاً وَ لَا نَصِیراً (4).

«9»-ج، الإحتجاج وَ مِمَّا خَرَجَ عَنْ صَاحِبِ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ رَدّاً عَلَی الْغُلَاةِ مِنَ التَّوْقِیعِ جَوَاباً لِكِتَابٍ كُتِبَ إِلَیْهِ عَلَی یَدَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ هِلَالٍ الْكَرْخِیِّ یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ تَعَالَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَمَّا یَصِفُونَ سُبْحَانَهُ وَ بِحَمْدِهِ لَیْسَ نَحْنُ شُرَكَاءَهُ فِی عِلْمِهِ وَ لَا فِی قُدْرَتِهِ

ص: 266


1- أمالی الطوسیّ: 54.
2- الظاهر ان المراد منه محمّد بن أبی عمیر زیاد بن عیسی أبو احمد الأزدیّ.
3- أمالی الطوسیّ: 54.
4- عیون الأخبار: 81 و 82.

بَلْ لَا یَعْلَمُ الْغَیْبَ غَیْرُهُ كَمَا قَالَ فِی مُحْكَمِ كِتَابِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ (1) وَ أَنَا وَ جَمِیعُ آبَائِی مِنَ الْأَوَّلِینَ آدَمُ وَ نُوحٌ وَ إِبْرَاهِیمُ وَ مُوسَی وَ غَیْرُهُمْ مِنَ النَّبِیِّینَ وَ مِنَ الْآخِرِینَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ غَیْرُهُمْ مِمَّنْ مَضَی مِنَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ إِلَی مَبْلَغِ أَیَّامِی وَ مُنْتَهَی عَصْرِی عَبِیدُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِی فَإِنَّ لَهُ مَعِیشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ أَعْمی قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِی أَعْمی وَ قَدْ كُنْتُ بَصِیراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آیاتُنا فَنَسِیتَها وَ كَذلِكَ الْیَوْمَ تُنْسی (2) یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ قَدْ آذَانَا جُهَلَاءُ الشِّیعَةِ وَ حُمَقَاؤُهُمْ وَ مَنْ دِینُهُ جَنَاحُ الْبَعُوضَةِ أَرْجَحُ مِنْهُ وَ أُشْهِدُ اللَّهَ (3) الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَ كَفَی بِهِ شَهِیداً وَ مُحَمَّداً رَسُولَهُ (4) وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَنْبِیَاءَهُ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ كُلَّ مَنْ سَمِعَ كِتَابِی هَذَا أَنِّی بَرِی ءٌ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی رَسُولِهِ مِمَّنْ یَقُولُ إِنَّا نَعْلَمُ الْغَیْبَ أَوْ نُشَارِكُ اللَّهَ فِی مُلْكِهِ أَوْ یُحِلُّنَا مَحَلًّا سِوَی الْمَحَلِّ الَّذِی نَصَبَهُ اللَّهُ لَنَا (5) وَ خَلَقَنَا لَهُ أَوْ یَتَعَدَّی بِنَا عَمَّا قَدْ فَسَّرْتُهُ لَكَ وَ بَیَّنْتُهُ فِی صَدْرِ كِتَابِی وَ أُشْهِدُكُمْ أَنَّ كُلَّ مَنْ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ یَبْرَأُ مِنْهُ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ رُسُلَهُ وَ أَوْلِیَاءَهُ وَ جَعَلْتُ هَذَا التَّوْقِیعَ الَّذِی فِی هَذَا الْكِتَابِ أَمَانَةً فِی عُنُقِكَ وَ عُنُقِ مَنْ سَمِعَهُ أَنْ لَا یَكْتُمَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ مَوَالِیَّ وَ شِیعَتِی حَتَّی یَظْهَرَ عَلَی هَذَا التَّوْقِیعِ الْكُلُّ (6) مِنَ الْمَوَالِی لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَتَلَافَاهُمْ فَیَرْجِعُونَ إِلَی دِینِ اللَّهِ الْحَقِّ وَ ینتهوا (7) (یَنْتَهُونَ) عَمَّا لَا یَعْلَمُونَ مُنْتَهَی أَمْرِهِ وَ لَا یَبْلُغُ مُنْتَهَاهُ فَكُلُّ مَنْ

ص: 267


1- النمل: 65.
2- طه: 124- 126.
3- فی المصدر: فاشهد اللّٰه.
4- فی المصدر: و رسوله محمّدا.
5- فی المصدر: رضیه اللّٰه لنا.
6- فی نسخة: كل من الموالی.
7- فی المصدر: و ینتهون.

فَهِمَ كِتَابِی وَ لَمْ یَرْجِعْ (1) إِلَی مَا قَدْ أَمَرْتُهُ وَ نَهَیْتُهُ فَلَقَدْ (2) حَلَّتْ عَلَیْهِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللَّهِ وَ مِمَّنْ ذَكَرْتُ مِنْ عِبَادِهِ الصَّالِحِینَ (3).

بیان: المراد من نفی علم الغیب عنهم أنهم لا یعلمونه من غیر وحی و إلهام و أما ما كان من ذلك فلا یمكن نفیه إذ كانت عمدة معجزات الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام الإخبار عن المغیبات و قد استثناهم اللّٰه تعالی فی قوله إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (4) و سیأتی تمام القول فی ذلك إن شاء اللّٰه تعالی.

«10»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا شَیْ ءٌ یَحْكِیهِ عَنْكُمُ النَّاسُ قَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ یَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَدَّعُونَ أَنَّ النَّاسَ لَكُمْ عَبِیدٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَیْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ شَاهِدٌ بِأَنِّی لَمْ أَقُلْ ذَلِكَ قَطُّ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْ آبَائِی علیهم السلام قَالَ قَطُّ (5) وَ أَنْتَ الْعَالِمُ بِمَا لَنَا مِنَ الْمَظَالِمِ عِنْدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ إِنَّ هَذِهِ مِنْهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ یَا عَبْدَ السَّلَامِ إِذَا كَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ عَبِیدَنَا عَلَی مَا حَكَوْهُ عَنَّا فَمِمَّنْ نَبِیعُهُمْ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ السَّلَامِ أَ مُنْكِرٌ أَنْتَ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَنَا مِنَ الْوَلَایَةِ كَمَا یُنْكِرُهُ غَیْرُكَ قُلْتُ مَعَاذَ اللَّهِ بَلْ أَنَا مُقِرٌّ بِوَلَایَتِكُمْ (6).

«11»-ب، قرب الإسناد هَارُونُ عَنِ ابْنِ صَدَقَةَ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله

ص: 268


1- فی المصدر: و لا یرجع.
2- فی المصدر: فقد حلت.
3- احتجاج الطبرسیّ: 265 و 266.
4- الجن: 27.
5- فی المصدر: قاله قط.
6- عیون أخبار الرضا: 311.

صنفان لا تنالهما شفاعتی : سلطان غشوم عسوف ، وغال فی الدین مارق منه غیر تائب ولا نازع.(1)

بیان: الغشم الظلم كالعسف و مرق منه خرج قوله و لا نازع أی لا ینزع نفسه منه و فی بعض النسخ بالباء الموحدة و الراء المهملة أی غیر فائق فی العلم.

«12»-ب، قرب الإسناد الطَّیَالِسِیُّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ اتَّقُوا اللَّهَ وَ عَظِّمُوا اللَّهَ وَ عَظِّمُوا رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَا تُفَضِّلُوا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَحَداً فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی قَدْ فَضَّلَهُ وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَیْتِ نَبِیِّكُمْ حُبّاً مُقْتَصِداً وَ لَا تَغْلُوا (2) وَ لَا تَفَرَّقُوا وَ لَا تَقُولُوا مَا لَا نَقُولُ فَإِنَّكُمْ إِنْ قُلْتُمْ وَ قُلْنَا مِتُّمْ وَ مِتْنَا ثُمَّ بَعَثَكُمُ اللَّهُ وَ بَعَثَنَا فَكُنَّا حَیْثُ یَشَاءُ اللَّهُ وَ كُنْتُمْ (3).

بیان: أی حیث یشاء اللّٰه فی مكان غیر مكاننا أو محرومین عن لقائنا هذا إذا كان المراد بقوله قلتم و قلنا قلتم غیر قولنا كما هو الظاهر و إن كان المعنی قلتم مثل قولنا كان المعنی كنتم معنا أو حیث كنا أو هو عطف علی كنا.

«13»-ل، الخصال ابْنُ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ رَفَعَهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: رَجُلَانِ لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِی صَاحِبُ سُلْطَانٍ عَسُوفٍ غَشُومٍ وَ غَالٍ فِی الدِّینِ مَارِقٌ (4).

قب، المناقب لابن شهرآشوب مغفل بن یسار عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله مثله (5).

«14»-ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ مَعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ

ص: 269


1- قرب الاسناد : ٣١.
2- فی المصدر: و لا تغلوا فی و فیه: و متم.
3- قرب الإسناد: 61.
4- الخصال 1: 33.
5- مناقب آل أبی طالب 1: 226 فیه: (معقل بن یسار) و هو الصحیح.

سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ علیهما السلام أَدْنَی مَا یَخْرُجُ بِهِ الرَّجُلُ مِنَ الْإِیمَانِ أَنْ یَجْلِسَ إِلَی غَالٍ فَیَسْتَمِعَ إِلَی حَدِیثِهِ وَ یُصَدِّقَهُ عَلَی قَوْلِهِ إِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِی لَا نَصِیبَ لَهُمَا فِی الْإِسْلَامِ الْغُلَاةُ وَ الْقَدَرِیَّةُ (1).

«15»-ل، الخصال الْأَرْبَعُمِائَةٍ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِیَّاكُمْ وَ الْغُلُوَّ فِینَا قُولُوا إِنَّا عَبِیدٌ مَرْبُوبُونَ وَ قُولُوا فِی فَضْلِنَا (2) مَا شِئْتُمْ (3).

«16»-ل، الخصال أَبِی وَ ابْنُ الْوَلِیدِ مَعاً عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلی مَنْ تَنَزَّلُ الشَّیاطِینُ تَنَزَّلُ عَلی كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمٍ قَالَ هُمْ سَبْعَةٌ الْمُغِیرَةُ وَ بَیَانٌ (4) وَ صَائِدٌ وَ حَمْزَةُ بْنُ عُمَارَةَ الْبَرْبَرِیُّ وَ الْحَارِثُ الشَّامِیُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ وَ أَبُو الْخَطَّابِ (5).

بیان: المغیرة و هو ابن سعید من الغلاة المشهورین و قد وردت أخبار كثیرة فی لعنه و سیأتی بعضها و بیان فی بعض النسخ بالباء الموحدة ثم المثناة و فی بعضها ثم النون و هو الذی ذكره الكشی بالنون

وَ رَوَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ بُنَانَ الْبَیَانِ (6) وَ إِنَّ بُنَاناً لَعَنَهُ اللَّهُ كَانَ یَكْذِبُ عَلَی أَبِی

ص: 270


1- الخصال 1: 37.
2- أی قولوا فی فضلنا ما شئتم ممّا یناسب العبید و المربوبون.
3- الخصال 2: 157.
4- فی نسخة: بنان.
5- الخصال 2: 36 و الآیة فی الشعراء: 221 و 222 و روی الكشّیّ فی رجاله: ١٨٧ الحدیث باسناده عن ابی علی خلف بن حامد عن الحسن بن طلحة عن ابن فضال عن یونس بن یعقوب عن برید العجلی عن ابی عبداللّٰه علیه السلام وفیه : (بنان) بالنون.
6- رواه المامقانی فی رجاله و فیه: بنان التبان. و صرّح النوبختی فی فرق الشیعة: ٢٨ ،بانه كان تبانا یتبن التبن بالكوفة ثم ادعی ان محمد بن علی بن الحسین اوصی الیه واخذه خالد بن عبداللّٰه القسری هو وخمسة عشر رجلا من اصحابه فشدهم باطنان القصب وصب علیهم النف فی مسجد الكوفة والهب فیهم النار. وقال فی ص ٣٤ : ادعی بیان بعد وفاة ابی هاشم النبوة وكتب إلی ابی جعفر محمد بن علی بن الحسین علیه السلام یدعوه إلی نفسه والاقرار بنبوته ویقول له : اسلم تسلم وترتق فی سلم وتنج وتغنم فانك لا تدری این یجعل اللّٰه النبوة والرسالة وما علی الرسول الا البلاغ وقد اعذر من انذر فأمر ابوجعفر علیه السلام رسول بیان فاكل قرطاسه الذی جاء به وكان اسمه عمر بن ابی عفیف الازدی.

أَشْهَدُ كَانَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام عَبْداً صَالِحاً (1).

أقول: قال مؤلف كتاب میزان الاعتدال من علماء المخالفین بیان الزندیق (2) قال ابن نمیر قتله خالد بن عبد اللّٰه القسری و أحرقه بالنار.

قلت هذا بیان بن سمعان النهدی من بنی تمیم ظهر بالعراق بعد المائة و قال بإلهیة علی علیه السلام و أن جزءا إلهیا متحد بناسوته ثم من بعده فی ابنه محمد بن الحنفیة ثم فی أبی هاشم ولد محمد بن الحنفیة ثم من بعده فی بیان هذا و كتب بیان كتابا إلی أبی جعفر الباقر علیهما السلام یدعوه إلی نفسه و أنه نبی انتهی كلامه (3).

و الصائد هو النهدی الذی لعنه الصادق علیه السلام مرارا و حمزة من الكذابین الملعونین و سیأتی لعنه و كذا الحارث و ابنه و أبو الخطاب محمد بن أبی زینب ملعونون علی لسان الأئمة علیهم السلام و سیأتی بعض أحوالهم.

«17»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: قَالَ الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا علیه السلام بَلَغَنِی أَنَّ قَوْماً یَغْلُونَ فِیكُمْ وَ یَتَجَاوَزُونَ

ص: 271


1- رجال الكشّیّ: 194 فیه: ان ابی علیّ بن الحسین علیه السّلام كان عبدا صالحا.
2- فی نسخة من المصدر و فی لسان المیزان: بیان بن زریق.
3- میزان الاعتدال 1: 357 و لسان المیزان 2: 69 و یوجد ترجمته و ترجمة سائر الغلات و مقالاتهم فی فرق الشیعة و الملل و النحل و المقالات و الفرق.

فِیكُمُ الْحَدَّ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَا تَرْفَعُونِی فَوْقَ حَقِّی فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی اتَّخَذَنِی عَبْداً قَبْلَ أَنْ یَتَّخِذَنِی نَبِیّاً قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا یَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ أَرْباباً أَ یَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (1) وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ اثْنَانِ وَ لَا ذَنْبَ لِی مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَ مُبْغِضٌ مُفْرِطٌ وَ إِنَّا لَنَبْرَأُ (2) إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِمَّنْ یَغْلُو فِینَا فَیَرْفَعُنَا فَوْقَ حَدِّنَا كَبَرَاءَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام مِنَ النَّصَارَی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِذْ قالَ اللَّهُ یا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِی وَ أُمِّی إِلهَیْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما یَكُونُ لِی أَنْ أَقُولَ ما لَیْسَ لِی بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِی نَفْسِی وَ لا أَعْلَمُ ما فِی نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُیُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِی بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَیْهِمْ شَهِیداً ما دُمْتُ فِیهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّیْتَنِی كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِیبَ عَلَیْهِمْ وَ أَنْتَ عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ شَهِیدٌ (3) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ لَنْ یَسْتَنْكِفَ الْمَسِیحُ أَنْ یَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَ لَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ- (4) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ مَا الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّیقَةٌ كانا یَأْكُلانِ الطَّعامَ وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا كَانَا یَتَغَوَّطَانِ فَمَنِ ادَّعَی لِلْأَنْبِیَاءِ رُبُوبِیَّةً أَوِ ادَّعَی لِلْأَئِمَّةِ رُبُوبِیَّةً أَوْ نُبُوَّةً أَوْ لِغَیْرِ الْأَئِمَّةِ إِمَامَةً فَنَحْنُ بُرَآءُ مِنْهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ (5).

ص: 272


1- آل عمران: 79 و 80.
2- فی المصدر: و انا ابرأ.
3- المائدة: 116 و 117.
4- النساء: 172.
5- عیون الأخبار: 324 و 325. و الآیة فی المائدة: 75.

«18»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام مَنْ قَالَ بِالتَّنَاسُخِ فَهُوَ كَافِرٌ ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْغُلَاةَ أَلَا كَانُوا مَجُوساً (1) أَلَا كَانُوا نَصَارَی أَلَا كَانُوا قَدَرِیَّةً أَلَا كَانُوا مُرْجِئَةً أَلَا كَانُوا حَرُورِیَّةً ثُمَّ قَالَ علیه السلام لَا تُقَاعِدُوهُمْ وَ لَا تُصَادِقُوهُمْ وَ ابْرَءُوا مِنْهُمْ (2) بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُمْ.

بیان: قوله ألا كانوا مجوسا أی هم شر من هؤلاء.

«19»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْغُلَاةِ وَ الْمُفَوِّضَةِ فَقَالَ الْغُلَاةُ كُفَّارٌ وَ الْمُفَوِّضَةُ مُشْرِكُونَ مَنْ جَالَسَهُمْ أَوْ خَالَطَهُمْ أَوْ وَاكَلَهُمْ (3) أَوْ شَارَبَهُمْ أَوْ وَاصَلَهُمْ أَوْ زَوَّجَهُمْ أَوْ تَزَوَّجَ إِلَیْهِمْ (4) أَوْ أَمِنَهُمْ أَوِ ائْتَمَنَهُمْ عَلَی أَمَانَةٍ أَوْ صَدَّقَ حَدِیثَهُمْ أَوْ أَعَانَهُمْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ خَرَجَ مِنْ وَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَلَایَةِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«20»-ج، الإحتجاج م، تفسیر الإمام علیه السلام فِی قَوْلِهِ تَعَالَی (6) غَیْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ لَا الضَّالِّینَ (7) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عِبَادَهُ أَنْ یَسْأَلُوهُ طَرِیقَ الْمُنْعَمِ عَلَیْهِمْ وَ هُمُ النَّبِیُّونَ وَ الصِّدِّیقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ وَ الصَّالِحُونَ وَ أَنْ یَسْتَعِیذُوا مِنْ (8) طَرِیقِ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ

ص: 273


1- فی المصدر: الا كانوا یهودا الا كانوا مجوسا.
2- عیون الأخبار: 325.
3- فی المصدر: او آكلهم.
4- فی المصدر: او تزوج منهم او ائتمنهم.
5- عیون الأخبار: 326.
6- لم یوجد فی الاحتجاج الحدیث من هنا الی قوله: و قال أمیر المؤمنین علیه السّلام: لاتتجاوزوا.
7- الفاتحة: 7.
8- فی المصدر: و ان یستعیذوا به و هكذا فیما یأتی.

وَ هُمُ الْیَهُودُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ (1) بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ غَضِبَ عَلَیْهِ وَ أَنْ یَسْتَعِیذُوا مِنْ طَرِیقِ الضَّالِّینَ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ قُلْ یا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ غَیْرَ الْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا كَثِیراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ (2) وَ هُمُ النَّصَارَی ثُمَّ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كُلُّ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ فَهُوَ مَغْضُوبٌ عَلَیْهِ وَ ضَالٌّ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ قَالَ الرِّضَا علیه السلام كَذَلِكَ وَ زَادَ فِیهِ فَقَالَ وَ مَنْ تَجَاوَزَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام الْعُبُودِیَّةَ فَهُوَ مِنَ الْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ وَ مِنَ الضَّالِّینَ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام لَا تَتَجَاوَزُوا بِنَا الْعُبُودِیَّةَ ثُمَّ قُولُوا مَا شِئْتُمْ وَ لَنْ تَبْلُغُوا (3) وَ إِیَّاكُمْ وَ الْغُلُوَّ كَغُلُوِّ النَّصَارَی فَإِنِّی بَرِی ءٌ مِنَ الْغَالِینَ فَقَامَ إِلَیْهِ (4) رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صِفْ لَنَا رَبَّكَ فَإِنَّ مَنْ قِبَلَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا عَلَیْنَا (5) فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام إِنَّهُ مَنْ یَصِفُ (6) رَبَّهُ بِالْقِیَاسِ فَإِنَّهُ لَا یَزَالُ الدَّهْرَ فِی الِالْتِبَاسِ مَائِلًا عَنِ الْمِنْهَاجِ طَاعِناً (7) فِی الِاعْوِجَاجِ ضَالًّا عَنِ السَّبِیلِ قَائِلًا غَیْرَ الْجَمِیلِ ثُمَّ قَالَ أُعَرِّفُهُ بِمَا عَرَّفَ بِهِ نَفْسَهُ أُعَرِّفُهُ مِنْ غَیْرِ رُؤْیَةٍ وَ أَصِفُهُ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ

ص: 274


1- فی المصدر و المصحف الشریف: قل هل انبئكم و الآیة فی المائدة: 60.
2- المائدة: 77.
3- فی التفسیر: و لن تضلوا (تغلوا خ) و فی الاحتجاج: ثم قولوا فینا.
4- أی الی الرضا علیه السّلام.
5- فی الاحتجاج: قد اختلفوا علینا فوصفه الرضا علیه السّلام أحسن وصف و مجده و نزهه عما لا یلیق به تعالی فقال الرجل: بابی انت و اسقط كل الخطبة.
6- فی التفسیر: من وصف.
7- فی نسخة: ظاعنا.

أَصِفُهُ مِنْ غَیْرِ صُورَةٍ لَا یُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ وَ لَا یُقَاسُ بِالنَّاسِ مَعْرُوفٌ بِالْآیَاتِ بَعِیدٌ بِغَیْرِ تَشْبِیهٍ وَ مُتَدَانٍ فِی بُعْدِهِ بِلَا نَظِیرٍ (1) لَا یُتَوَهَّمُ دَیْمُومَتُهُ وَ لَا یُمَثَّلُ بِخَلِیقَتِهِ وَ لَا یَجُوزُ فِی قَضِیَّتِهِ الْخَلْقُ إِلَی مَا عَلِمَ مِنْهُمْ مُنْقَادُونَ وَ عَلَی مَا سَطَرَ (2) فِی الْمَكْنُونِ مِنْ كِتَابِهِ مَاضُونَ لَا یَعْمَلُونَ بِخِلَافِ مَا عَلِمَ مِنْهُمْ وَ لَا غَیْرَهُ یُرِیدُونَ فَهُوَ قَرِیبٌ غَیْرُ مُلْتَزِقٍ وَ بَعِیدٌ غَیْرُ مُتَقَصٍّ یُحَقَّقُ وَ لَا یُمَثَّلُ وَ یُوَحَّدُ وَ لَا یُبَعَّضُ یُعْرَفُ بِالْآیَاتِ وَ یُثْبَتُ بِالْعَلَامَاتِ وَ لَا إِلَهَ غَیْرُهُ الْكَبِیرُ الْمُتَعالِ فَقَالَ الرَّجُلُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ مَعِی مَنْ یَنْتَحِلُ مُوَالاتَكُمْ وَ یَزْعُمُ أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا صِفَاتُ عَلِیٍّ علیه السلام وَ أَنَّهُ هُوَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ فَلَمَّا سَمِعَهَا الرِّضَا علیه السلام ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ وَ تَصَبَّبَ عَرَقاً وَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا یَقُولُ الظَّالِمُونَ وَ الْكَافِرُونَ (3) عُلُوّاً كَبِیراً أَ وَ لَیْسَ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام آكِلًا فِی الْآكِلِینَ وَ شَارِباً فِی الشَّارِبِینَ وَ نَاكِحاً فِی النَّاكِحِینَ وَ مُحْدِثاً فِی الْمُحْدِثِینَ وَ كَانَ مَعَ ذَلِكَ مُصَلِّیاً خَاضِعاً (4) بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ ذَلِیلًا وَ إِلَیْهِ أَوَّاهاً (5) مُنِیباً أَ فَمَنْ كَانَ هَذِهِ صِفَتَهُ یَكُونُ إِلَهاً فَإِنْ كَانَ هَذَا إِلَهاً فَلَیْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَ هُوَ إِلَهٌ لِمُشَارَكَتِهِ لَهُ فِی هَذِهِ الصِّفَاتِ الدَّالَّاتِ عَلَی حَدَثِ كُلِّ مَوْصُوفٍ بِهَا (6)

ص: 275


1- فی التفسیر: لا بنظیر.
2- فی التفسیر: و علی ما سطره.
3- لم یكرر سبحان اللّٰه فی التفسیر، و فی الاحتجاج: سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یُشْرِكُونَ* سبحانه عما یقول الكافرون.
4- فی نسخة: (خاشعا) و فی التفسیر: خاشعا خاضعا.
5- الاواه: كثیر الدعاء و التأوه.
6- فی التفسیر: علی حدوث كل موصوف بها، ثمّ قال: حدّثنی ابی عن جدی عن رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله انه قال: ما عرف اللّٰه من شبهه بخلقه و لا عدله من نسب إلیه ذنوب عباده فقال.

فَقَالَ الرَّجُلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِیّاً لَمَّا أَظْهَرَ مِنْ نَفْسِهِ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِی لَا یَقْدِرُ عَلَیْهَا غَیْرُ اللَّهِ دَلَّ (1) عَلَی أَنَّهُ إِلَهٌ وَ لَمَّا ظَهَرَ لَهُمْ بِصِفَاتِ الْمُحْدِثِینَ الْعَاجِزِینَ لَبَّسَ ذَلِكَ عَلَیْهِمْ وَ امْتَحَنَهُمْ (2) لِیَعْرِفُوهُ وَ لِیَكُونَ إِیمَانُهُمْ بِهِ اخْتِیَاراً مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ الرِّضَا علیه السلام أَوَّلُ مَا هَاهُنَا أَنَّهُمْ لَا یَنْفَصِلُونَ مِمَّنْ قُلِبَ هَذَا عَلَیْهِمْ فَقَالَ لَمَّا ظَهَرَ مِنْهُ الْفَقْرُ وَ الْفَاقَةُ دَلَّ عَلَی أَنَّ مَنْ هَذِهِ صِفَاتُهُ وَ شَارَكَهُ فِیهَا الضُّعَفَاءُ الْمُحْتَاجُونَ لَا تَكُونُ الْمُعْجِزَاتُ فِعْلَهُ فَعَلِمَ بِهَذَا أَنَّ الَّذِی ظَهَرَ مِنْهُ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ إِنَّمَا كَانَتْ فِعْلَ الْقَادِرِ الَّذِی لَا یُشْبِهُ الْمَخْلُوقِینَ لَا فِعْلَ الْمُحْدَثِ الْمُحْتَاجِ الْمُشَارِكِ لِلضُّعَفَاءِ فِی صِفَاتِ الضَّعْفِ ثُمَّ قَالَ الرِّضَا علیه السلام (3) إِنَّ هَؤُلَاءِ الضُّلَّالَ الْكَفَرَةَ مَا أُتُوا إِلَّا مِنْ قِبَلِ جَهْلِهِمْ بِمِقْدَارِ أَنْفُسِهِمْ حَتَّی اشْتَدَّ إِعْجَابُهُمْ بِهَا وَ كَثُرَ تَعْظِیمُهُمْ لِمَا یَكُونُ مِنْهَا فَاسْتَبَدُّوا بِآرَائِهِمُ الْفَاسِدَةِ وَ اقْتَصَرُوا عَلَی عُقُولِهِمُ الْمَسْلُوكِ بِهَا غَیْرَ سَبِیلِ الْوَاجِبِ حَتَّی اسْتَصْغَرُوا قَدْرَ اللَّهِ وَ احْتَقَرُوا أَمْرَهُ وَ تَهَاوَنُوا بِعَظِیمِ شَأْنِهِ إِذْ لَمْ یَعْلَمُوا أَنَّهُ الْقَادِرُ بِنَفْسِهِ الْغَنِیُّ بِذَاتِهِ (4) الَّتِی لَیْسَتْ قُدْرَتُهُ مُسْتَعَارَةً وَ لَا غِنَاهُ مُسْتَفَاداً وَ الَّذِی مَنْ شَاءَ أَفْقَرَهُ وَ مَنْ شَاءَ أَغْنَاهُ وَ مَنْ شَاءَ أَعْجَزَهُ بَعْدَ الْقُدْرَةِ وَ أَفْقَرَهُ بَعْدَ الْغِنَی فَنَظَرُوا إِلَی عَبْدٍ قَدِ اخْتَصَّهُ اللَّهُ بِقُدْرَتِهِ (5) لِیُبَیِّنَ بِهَا فَضْلَهُ عِنْدَهُ وَ آثَرَهُ بِكَرَامَتِهِ لِیُوجِبَ بِهَا حُجَّتَهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ لِیَجْعَلَ مَا آتَاهُ مِنْ ذَلِكَ ثَوَاباً عَلَی طَاعَتِهِ وَ بَاعِثاً عَلَی

ص: 276


1- فی التفسیر: دل ذلك.
2- فی التفسیر: فامتحنهم.
3- فی الاحتجاج تقدیم و تأخیر فابتدأ بهذا الحدیث إلی آخره ثمّ قال: و روینا بالاسناد المقدم ذكره عن العسكریّ علیه السّلام ان ابا الحسن الرضا علیه السّلام قال: ان من تجاوز.فساق ما تقدم
4- فی المصدر: الذی.
5- فی المصدر، بقدره.

اتِّبَاعِ أَمْرِهِ وَ مُؤْمِناً عِبَادَهُ الْمُكَلَّفِینَ مِنْ غَلَطِ مَنْ نَصَبَهُ عَلَیْهِمْ حُجَّةً وَ لَهُمْ قُدْوَةً وَ كَانُوا كَطُلَّابِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْیَا یَنْتَجِعُونَ فَضْلَهُ وَ یَأْمُلُونَ نَائِلَهُ وَ یَرْجُونَ التَّفَیُّؤَ بِظِلِّهِ وَ الِانْتِعَاشَ (1) بِمَعْرُوفِهِ وَ الِانْقِلَابَ إِلَی أَهْلِهِمْ بِجَزِیلِ عَطَائِهِ الَّذِی یُعِینُهُمْ عَلَی كَلَبِ الدُّنْیَا (2) وَ یُنْقِذُهُمْ مِنَ التَّعَرُّضِ لِدَنِیِّ الْمَكَاسِبِ وَ خَسِیسِ الْمَطَالِبِ فَبَیْنَا هُمْ یَسْأَلُونَ عَنْ طَرِیقِ الْمَلِكِ لِیَتَرَصَّدُوهُ وَ قَدْ وَجَّهُوا الرَّغْبَةَ نَحْوَهُ وَ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِرُؤْیَتِهِ إِذْ قِیلَ (3) سَیَطْلُعُ عَلَیْكُمْ فِی جُیُوشِهِ وَ مَوَاكِبِهِ وَ خَیْلِهِ وَ رَجِلِهِ فَإِذَا رَأَیْتُمُوهُ فَأَعْطُوهُ مِنَ التَّعْظِیمِ حَقَّهُ وَ مِنَ الْإِقْرَارِ بِالْمَمْلَكَةِ وَاجِبَهُ وَ إِیَّاكُمْ أَنْ تُسَمُّوا بِاسْمِهِ غَیْرَهُ وَ تُعَظِّمُوا سِوَاهُ كَتَعْظِیمِهِ فَتَكُونُوا قَدْ بَخَسْتُمُ الْمَلِكَ حَقَّهُ وَ أَزْرَیْتُمْ عَلَیْهِ وَ اسْتَحْقَقْتُمْ بِذَلِكَ مِنْهُ عَظِیمَ عُقُوبَتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ كَذَلِكَ فَاعِلُونَ جُهْدَنَا وَ طَاقَتَنَا فَمَا لَبِثُوا أَنْ طَلَعَ عَلَیْهِمْ بَعْضُ عَبِیدِ الْمَلِكِ فِی خَیْلٍ قَدْ ضَمَّهَا إِلَیْهِ سَیِّدُهُ وَ رَجِلٍ قَدْ جَعَلَهُمْ فِی جُمْلَتِهِ وَ أَمْوَالٍ قَدْ حَبَاهُ بِهَا فَنَظَرَ هَؤُلَاءِ وَ هُمْ لِلْمَلِكِ طَالِبُونَ وَ اسْتَكْبَرُوا (4) مَا رَأَوْهُ بِهَذَا الْعَبْدِ مِنْ نِعَمِ سَیِّدِهِ وَ رَفَعُوهُ عَنْ أَنْ یَكُونَ مَنْ هُوَ الْمُنْعَمُ عَلَیْهِ (5) بِمَا وَجَدُوا مَعَهُ عَبْداً فَأَقْبَلُوا یُحَیُّونَهُ تَحِیَّةَ الْمَلِكِ وَ یُسَمُّونَهُ بِاسْمِهِ وَ یَجْحَدُونَ أَنْ یَكُونَ فَوْقَهُ مَلِكٌ أَوْ لَهُ مَالِكٌ فَأَقْبَلَ عَلَیْهِمُ (6) الْعَبْدُ الْمُنْعَمُ عَلَیْهِ وَ سَائِرُ جُنُودِهِ بِالزَّجْرِ وَ النَّهْیِ عَنْ ذَلِكَ وَ الْبَرَاءَةِ مِمَّا یُسَمُّونَهُ بِهِ وَ یُخْبِرُونَهُمْ بِأَنَّ الْمَلِكَ هُوَ الَّذِی أَنْعَمَ عَلَیْهِ بِهَذَا وَ اخْتَصَّهُ بِهِ وَ أَنَّ قَوْلَكُمْ

ص: 277


1- ینتجعون: یطلبون. و الانتعاش: النشاط بعد فتور.
2- أی شرها و أذاها و نوائبها. و فی المصدر: طلب الدنیا.
3- فی الاحتجاج: اذ قیل لهم.
4- فی المصدر: و استكثروا.
5- فی الاحتجاج: و رفعوه عن أن یكون هو المنعم علیه و فی التفسیر: و رفعوه من أن یكون هذا المنعم علیه.
6- فی الاحتجاج: فاقبل الیهم.

مَا تَقُولُونَ یُوجِبُ عَلَیْكُمْ سَخَطَ الْمَلِكِ وَ عَذَابَهُ وَ یُفِیتُكُمْ (1) كُلَّ مَا أَمَّلْتُمُوهُ مِنْ جِهَتِهِ وَ أَقْبَلَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ یُكَذِّبُونَهُمْ وَ یَرُدُّونَ عَلَیْهِمْ قَوْلَهُمْ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّی غَضِبَ عَلَیْهِمُ الْمَلِكُ لِمَا وَجَدَ هَؤُلَاءِ قَدْ سَاوَوْا (2) بِهِ عَبْدَهُ وَ أَزْرَوْا عَلَیْهِ فِی مَمْلَكَتِهِ وَ بَخَسُوهُ حَقَّ تَعْظِیمِهِ فَحَشَرَهُمْ أَجْمَعِینَ إِلَی حَبْسِهِ وَ وَكَّلَ بِهِمْ مَنْ یَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ وَجَدُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَبْداً أَكْرَمَهُ اللَّهُ لِیُبَیِّنَ فَضْلَهُ وَ یُقِیمَ حُجَّتَهُ فَصَغُرَ عِنْدَهُمْ خَالِقُهُمْ أَنْ یَكُونَ جَعَلَ عَلِیّاً لَهُ عَبْداً وَ أَكْبَرُوا عَلِیّاً عَنْ أَنْ یَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ رَبّاً فَسَمَّوْهُ بِغَیْرِ اسْمِهِ فَنَهَاهُمْ هُوَ وَ أَتْبَاعُهُ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ قَالُوا لَهُمْ یَا هَؤُلَاءِ إِنَّ عَلِیّاً وَ وُلْدَهُ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ مَخْلُوقُونَ مُدَبَّرُونَ لَا یَقْدِرُونَ إِلَّا عَلَی مَا أَقْدَرَهُمْ عَلَیْهِ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ لَا یَمْلِكُونَ (3) إِلَّا مَا مَلَّكَهُمْ لَا یَمْلِكُونَ مَوْتاً وَ لَا حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً وَ لَا قَبْضاً وَ لَا بَسْطاً وَ لَا حَرَكَةً وَ لَا سُكُوناً إِلَّا مَا أَقْدَرَهُمْ عَلَیْهِ وَ طَوَّقَهُمْ وَ إِنَّ رَبَّهُمْ وَ خَالِقَهُمْ یَجِلُّ عَنْ صِفَاتِ الْمُحْدَثِینَ وَ یَتَعَالَی عَنْ نُعُوتِ الْمَحْدُودِینَ فَإِنَّ مَنِ اتَّخَذَهُمْ أَوْ وَاحِداً مِنْهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مِنَ الْكَافِرِینَ وَ قَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِیلِ فَأَبَی الْقَوْمُ إِلَّا جِمَاحاً وَ امْتَدُّوا فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ فَبَطَلَتْ أَمَانِیُّهُمْ وَ خَابَتْ مَطَالِبُهُمْ وَ بَقُوا فِی الْعَذَابِ الْأَلِیمِ (4).

تبیین: قوله علیه السلام و لن تبلغوا أی بعد ما أثبتم لنا العبودیة كل ما قلتم فی وصفنا كنتم مقصرین فی حقنا و لن تبلغوا ما نستحقه من التوصیف.

قوله علیه السلام طاعنا بالطاء المهملة أی ذاهبا كثیرا یقال طعن فی الوادی أی ذهب و فی السن أی عمر طویلا و فی بعض النسخ بالمعجمة من الظعن بمعنی السیر.

قوله علیه السلام غیر متقص التقصی بلوغ الغایة فی البعد أی لیس بعده بعدا

ص: 278


1- فی نسخة من الكتاب و فی المصدر: و یفوتكم.
2- فی نسخة من الكتاب و فی الاحتجاج: قد سووا به.
3- فی المصدر: و لا یملكون.
4- احتجاج الطبرسیّ: 242، تفسیر العسكریّ: 18- 21.

مكانیا یوصف بذلك أو لیس بعدا ینافی القرب قوله ما أتوا علی بناء المجهول أی ما أهلكوا و البخس النقص و الإزراء التحقیر.

و قوله علیه السلام یفیتكم علی بناء الإفعال من الفوت و فی بعض النسخ یفوتكم و هو أظهر و جمح الفرس كمنع جماحا بالكسر اعتز فارسه و غلبه.

«21»-جا، المجالس للمفید ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الطَّبَرِیِّ قَالَ: كُنْتُ قَائِماً عَلَی رَأْسِ الرِّضَا عَلِیِّ بْنِ مُوسَی علیهما السلام بِخُرَاسَانَ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ مِنْهُمْ إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَی فَقَالَ لَهُ یَا إِسْحَاقُ بَلَغَنِی أَنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنَّ النَّاسَ عَبِیدٌ لَنَا لَا وَ قَرَابَتِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا قُلْتُهُ قَطُّ وَ لَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ آبَائِی وَ لَا بَلَغَنِی عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ قَالَهُ لَكِنَّا نَقُولُ النَّاسُ عَبِیدٌ لَنَا فِی الطَّاعَةِ مَوَالٍ لَنَا فِی الدِّینِ فَلْیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ (1).

«22»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بُرْدَةَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ الْخَزَّازِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا إِسْمَاعِیلُ ضَعْ لِی فِی الْمُتَوَضَّإِ مَاءً قَالَ فَقُمْتُ فَوَضَعْتُ لَهُ قَالَ فَدَخَلَ قَالَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَنَا أَقُولُ فِیهِ كَذَا وَ كَذَا وَ یَدْخُلُ الْمُتَوَضَّأَ یَتَوَضَّأُ قَالَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ یَا إِسْمَاعِیلُ لَا تَرْفَعِ الْبِنَاءَ فَوْقَ طَاقَتِهِ فَیَنْهَدِمَ اجْعَلُونَا مَخْلُوقِینَ وَ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ فَلَنْ تَبْلُغُوا فَقَالَ إِسْمَاعِیلُ وَ كُنْتُ أَقُولُ إِنَّهُ وَ أَقُولُ وَ أَقُولُ (2).

بیان: كذا و كذا أی إنه رب و رازق و خالق و مثل هذا كما أنه المراد بقوله كنت أقول إنه و أقول.

«23»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ

ص: 279


1- أمالی المفید: 148، امالی ابن الشیخ: 14.
2- بصائر الدرجات: 64 و 65.

أَبِیهِ عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قُتِلَ مَعَهُ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَقِیَ مِنْهُمْ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ قَلْبَهُ رَحْمَةٌ لَهُمْ (1).

«24»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مُیَسِّرٌ عِنْدَهُ وَ نَحْنُ فِی سَنَةِ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَةٍ فَقَالَ لَهُ مُیَسِّرٌ بَیَّاعُ الزُّطِّیِّ جُعِلْتُ فِدَاكَ عَجِبْتُ لِقَوْمٍ كَانُوا یَأْتُونَ مَعَنَا إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ فَانْقَطَعَتْ آثَارُهُمْ وَ فَنِیَتْ آجَالُهُمْ قَالَ وَ مَنْ هُمْ قُلْتُ أَبُو الْخَطَّابِ وَ أَصْحَابُهُ وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَجَلَسَ فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ عَلَی أَبِی الْخَطَّابِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنَّهُ كَافِرٌ فَاسِقٌ مُشْرِكٌ وَ أَنَّهُ یُحْشَرُ مَعَ فِرْعَوْنَ فِی أَشَدِّ الْعَذَابِ غُدُوًّا وَ عَشِیًّا ثُمَّ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَنْفَسُ عَلَی أَجْسَادٍ أُصْلِیَتْ (2) مَعَهُ النَّارَ (3).

بیان: الزطی بضم الزای و إهمال الطاء المشددة نوع من الثیاب قال فی المغرب الزط جیل من الهند إلیهم ینسب الثیاب الزطیة و فی الصحاح الزط جیل من الناس الواحد زطی و قال فی القاموس الزط بالضم جیل من الهند معرب جت و القیاس یقتضی فتح معربه أیضا الواحد زطی (4).

و أما قول العلامة فی الإیضاح بیاع الزطی بكسر الطاء المهملة المخففة و تشدید الیاء و سمعت من السید السعید جمال الدین أحمد بن طاوس رحمه اللّٰه بضم الزای و فتح الطاء المهملة المخففة و مقصورا فلا مساغ له فی الصحة إلا إذا قیل بتخفیف الطاء المكسورة و تشدید الیاء للنسبة إلی زوطی من بلاد العراق و منه ما

ص: 280


1- رجال الكشّیّ: 190- 191.
2- فی المصدر و فی نسخة من الكتاب: اصیبت.
3- رجال الكشّیّ: 191.
4- و نقل عن القاضی عیاض و صاحب التوشیح: هم جنس من السودان طوال و یأتی فی الحدیث 90 أنی خرجت آنفا فی حاجة فتعرض لی بعض سودان المدینة فهتف بی: لبیك جعفر بن محمّد.

ربما یقال الزطی خشب یشبه الغرب (1) منسوب إلی زوطة قریة بأرض واسط كذا ذكره السید الداماد رحمه اللّٰه.

و قال قوله لأنفس بفتح الفاء علی صیغة المتكلم من النفاسة تقول نفست به بالكسر من باب فرح أی بخلت و ضننت و نفست علیه الشی ء نفاسة إذا لم تره له أهلا قاله فی القاموس و النهایة و غیرهما.

و علی أجساد أی علی أشخاص أو علی نفوس تجسدت و تجسمت لفرط تعلقها بالجسد و توغلها فی المحسوسات و الجسمانیات و أصلیت معه النار علی ما لم یسم فاعله من أصلیته فی النار إذا ألقیته فیها و نصب النار علی نزع الخافض و فی نسخة أصیبت مكان أصلیت انتهی.

«25»-كش، رجال الكشی وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَخْبِرْنِی عَنْ حَمْزَةَ (2) أَ یَزْعُمُ أَنَّ أَبِی آتِیهِ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ كَذَبَ وَ اللَّهِ مَا یَأْتِیهِ إِلَّا الْمُتَكَوِّنُ إِنَّ إِبْلِیسَ سَلَّطَ شَیْطَاناً یُقَالُ لَهُ الْمُتَكَوِّنُ یَأْتِی النَّاسَ فِی أَیِّ صُورَةٍ شَاءَ إِنْ شَاءَ فِی صُورَةٍ كَبِیرَةٍ وَ إِنْ شَاءَ فِی صُورَةٍ صَغِیرَةٍ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا یَسْتَطِیعُ أَنْ یَجِی ءَ فِی صُورَةِ أَبِی علیه السلام (3).

«26»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَامِرٍ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ قَالَ: تَرَاءَی وَ اللَّهِ إِبْلِیسُ لِأَبِی الْخَطَّابِ عَلَی سُورِ الْمَدِینَةِ أَوِ الْمَسْجِدِ فَكَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ إِیهاً تَظْفَرِ الْآنَ إِیهاً تَظْفَرِ الْآنَ (4).

بیان: قال فی النهایة إیه كلمة یراد بها الاستزادة و هی مبنیة علی الكسر فإذا وصلت نونت فقلت إیه حدثنا فإذا قلت إیها بالنصب فإنما تأمره بالسكوت

ص: 281


1- الغرب: شجرة حجازیة ضخمة شاكة.
2- لعله حمزة بن عمارة الغالی.
3- رجال الكشّیّ: 193 و 194.
4- رجال الكشّیّ: 195.

و قد ترد المنصوبة بمعنی التصدیق و الرضا بالشی ء. (1)

أقول: الظاهر أن إبلیس إنما قال له ذلك عند ما أتی العسكر لقتله فحرضه علی القتال لیكون أدعی لقتله فالمعنی اسكت و لا تتكلم بكلمة توبة و استكانة فإنك تظفر علیهم الآن و یحتمل الرضا و التصدیق أیضا و قرأ السید الداماد تطفر بالطاء المهملة و قال إیها بكسر الهمزة و إسكان المثناة من تحت و بالتنوین علی النصب كلمة أمر بالسكوت و الكف عن الشی ء و الانتهاء عنه و تطفر بإهمال الطاء و كسر الفاء و قیل بضمها أیضا من طفر یطفر أی وثب وثبة سواء كان من فوق أو إلی فوق كما یطفر الإنسان حائطا أو من حائط قال فی المغرب و قیل الوثبة من فوق و الطفرة إلی فوق.

«27»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ وَ ابْنِ یَزِیدَ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِیِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِساً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَبَا مَنْصُورٍ حَدَّثَنِی أَنَّهُ رُفِعَ إِلَی رَبِّهِ وَ تَمَسَّحَ عَلَی رَأْسِهِ وَ قَالَ لَهُ بِالْفَارِسِیَّةِ یَا پسر فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ إِنَّ إِبْلِیسَ اتَّخَذَ عَرْشاً فِیمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ اتَّخَذَ زَبَانِیَةً بِعَدَدِ الْمَلَائِكَةِ فَإِذَا دَعَا رَجُلًا فَأَجَابَهُ وَطِئَ عَقِبَهُ وَ تَخَطَّتْ إِلَیْهِ الْأَقْدَامُ تَرَاءَی لَهُ إِبْلِیسُ وَ رُفِعَ إِلَیْهِ وَ إِنَّ أَبَا مَنْصُورٍ كَانَ رَسُولَ إِبْلِیسَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا مَنْصُورٍ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا مَنْصُورٍ ثَلَاثاً (2).

«28»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَسَأَلَنِی مَا عِنْدَكَ مِنْ أَحَادِیثِ الشِّیعَةِ قُلْتُ إِنَّ عِنْدِی مِنْهَا شَیْئاً كَثِیراً قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوقِدَ لَهَا نَاراً ثُمَّ أُحْرِقَهَا قَالَ وَ لِمَ هَاتِ مَا أَنْكَرْتَ مِنْهَا فَخَطَرَ عَلَی بَالِیَ الْأُمُورُ فَقَالَ لِی مَا كَانَ عِلْمُ الْمَلَائِكَةِ حَیْثُ قَالَتْ أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها

ص: 282


1- النهایة 1: 66.
2- رجال الكشّیّ: 195 و 196.

وَ یَسْفِكُ الدِّماءَ (1).

بیان: لعل زرارة كان ینكر أحادیث من فضائلهم لا یحتملها عقله فنبهه علیه السلام بذكر قصة الملائكة و إنكارهم فضل آدم علیهم و عدم بلوغهم إلی معرفة فضله علی أن نفی هذه الأمور من قلة المعرفة و لا ینبغی أن یكذب المرء بما لم یحط به علمه بل لا بد أن یكون فی مقام التسلیم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لا یبعد عجزك عن معرفة الأئمة علیهم السلام.

«29»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَعْقِلٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: یَا أَبَا حَمْزَةَ لَا تَضَعُوا عَلِیّاً دُونَ مَا وَضَعَهُ اللَّهُ وَ لَا تَرْفَعُوهُ فَوْقَ مَا رَفَعَهُ اللَّهُ كَفَی لِعَلِیٍّ أَنْ یُقَاتِلَ أَهْلَ الْكَرَّةِ وَ أَنْ یُزَوِّجَ أَهْلَ الْجَنَّةِ (2).

لی، الأمالی للصدوق ابن الولید عن الصفار عن أحمد بن محمد مثله (3).

«30»-یر، بصائر الدرجات الْخَشَّابُ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام ذَاتَ یَوْمٍ فَقَالَ لِی یَا كَامِلُ اجْعَلْ لَنَا رَبّاً نَئُوبُ إِلَیْهِ وَ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ قَالَ قُلْتُ نَجْعَلُ لَكُمْ رَبّاً تَئُوبُونَ إِلَیْهِ وَ نَقُولُ فِیكُمْ مَا شِئْنَا قَالَ فَاسْتَوَی جَالِساً ثُمَّ قَالَ وَ عَسَی أَنْ نَقُولَ مَا خَرَجَ إِلَیْكُمْ مِنْ عِلْمِنَا إِلَّا أَلِفاً غَیْرَ مَعْطُوفَةٍ (4).

بیان: قوله علیه السلام غیر معطوفة أی نصف حرف كنایة عن نهایة القلة فإن الألف بالخط الكوفی نصفه مستقیم و نصفه معطوف هكذا ا و قیل أی ألف لیس بعده شی ء و قیل ألف لیس قبله صفر أی باب واحد و الأول هو الصواب و المسموع من أولی الألباب.

ص: 283


1- بصائر الدرجات: 65 و الآیة فی البقرة: 30.
2- بصائر الدرجات: 123.
3- أمالی الصدوق: 130.
4- بصائر الدرجات: 149.

«31»-سن، المحاسن أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً قَالَ لَا تُبَذِّرُوا وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام (1).

بیان: یحتمل أن تكون كنایة عن ترك الغلو و الإسراف فی القول فیه علیه السلام و أن یكون أمرا بالتقیة و ترك الإفشاء عند المخالفین و الأول أظهر.

«32»-قب، المناقب لابن شهرآشوب قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (2) وَ قَالَ (3) أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام اللَّهُمَّ إِنِّی بَرِی ءٌ مِنَ الْغُلَاةِ كَبَرَاءَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ مِنَ النَّصَارَی اللَّهُمَّ اخْذُلْهُمْ أَبَداً وَ لَا تَنْصُرْ مِنْهُمْ أَحَداً.

«33»-الصَّادِقُ علیه السلام الْغُلَاةُ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ یُصَغِّرُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ وَ یَدَّعُونَ الرُّبُوبِیَّةَ لِعِبَادِ اللَّهِ وَ اللَّهِ إِنَّ الْغُلَاةَ لَشَرٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا.

«34»-رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِی الْمُبْتَدَإِ (4) وَ أَبُو السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الْعَشَرَةِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ: یَا عَلِیُّ مَثَلُكَ فِی هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَثَلِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ أَحَبَّهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِیهِ وَ أَبْغَضَهُ قَوْمٌ فَأَفْرَطُوا فِیهِ قَالَ فَنَزَلَ الْوَحْیُ وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلًا إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (5)

«35»-أَبُو سَعْدٍ الْوَاعِظُ فِی شَرَفِ النَّبِیِّ صلی اللّٰه علیه و آله، لَوْ لَا أَنِّی أَخَافُ أَنْ یُقَالَ فِیكَ مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی الْمَسِیحِ لَقُلْتُ الْیَوْمَ فِیكَ مَقَالَةً لَا تَمُرُّ بِمَلَإٍ مِنَ الْمُسْلِمِینَ إِلَّا أَخَذُوا تُرَابَ نَعْلَیْكَ وَ فَضْلَ وَضُوئِكَ یَسْتَشْفُونَ بِهِ وَ لَكِنْ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْكَ تَرِثُنِی وَ أَرِثُكَ الْخَبَرَ

ص: 284


1- محاسن البرقی: 257. و الآیة فی الاسراء: 26.
2- النساء: 171.
3- فی المصدر: الأصبغ بن نباته قال أمیر المؤمنین علیه السّلام.
4- فی المصدر: فی المسند.
5- الزخرف: 57.

- رَوَاهُ أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام.

«36»-أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ اثْنَانِ مُحِبٌّ غَالٍ وَ مُبْغِضٌ قَالٍ.

«37»-وَ عَنْهُ علیه السلام یَهْلِكُ فِیَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ یُقَرِّظُنِی بِمَا لَیْسَ لِی وَ مُبْغِضٌ یَحْمِلُهُ شَنَآنِی عَلَی أَنْ یَبْهَتَنِی (1).

بیان: قال فی النهایة التقریظ مدح الحی و وصفه (2) ثم روی هذا الخبر عنه علیه السلام.

«38»-قب، المناقب لابن شهرآشوب رُوِیَ أَنَّ سَبْعِینَ رَجُلًا مِنَ الزُّطِّ أَتَوْهُ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَعْدَ قِتَالِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ یَدْعُونَهُ إِلَهاً بِلِسَانِهِمْ وَ سَجَدُوا لَهُ فَقَالَ لَهُمْ وَیْلَكُمْ لَا تَفْعَلُوا إِنَّمَا أَنَا مَخْلُوقٌ مِثْلُكُمْ فَأَبَوْا عَلَیْهِ فَقَالَ لَئِنْ لَمْ تَرْجِعُوا عَمَّا قُلْتُمْ فِیَّ وَ تَتُوبُوا إِلَی اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّكُمْ قَالَ فَأَبَوْا فَخَدَّ علیه السلام لَهُمْ أَخَادِیدَ وَ أَوْقَدَ نَاراً فَكَانَ قَنْبَرٌ یَحْمِلُ الرَّجُلَ بَعْدَ الرَّجُلِ عَلَی مَنْكِبِهِ فَیَقْذِفُهُ فِی النَّارِ ثُمَّ قَالَ

إِنِّی إِذَا أَبْصَرْتُ أَمْراً مُنْكَراً*** أَوْقَدْتُ نَاراً وَ دَعَوْتُ قَنْبَراً

ثُمَّ احْتَفَرْتُ حُفَراً فَحُفَراً ***وَ قَنْبَرٌ یَحْطِمُ حَطْماً مُنْكَراً (3)

ثُمَّ أَحْیَا (4) ذَلِكَ رَجُلٌ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ نُصَیْرٍ النُّمَیْرِیُّ الْبَصْرِیُّ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمْ یُظْهِرْهُ إِلَّا فِی هَذَا الْعَصْرِ وَ أَنَّهُ عَلِیٌّ وَحْدَهُ فَالشِّرْذِمَةُ النُّصَیْرِیَّةُ یَنْتَمُونَ إِلَیْهِ وَ هُمْ قَوْمٌ إِبَاحِیَّةٌ تَرَكُوا الْعِبَادَاتِ وَ الشَّرْعِیَّاتِ وَ اسْتَحَلَّتِ (5) الْمَنْهِیَّاتِ وَ الْمُحَرَّمَاتِ وَ مِنْ

ص: 285


1- مناقب آل أبی طالب 1: 226 و 227.
2- النهایة 3: 274.
3- فی الدیوان ص 63 هكذا: لما رأیت الامر امرا منكرا***اوقدت ناری ودعوت قنبرا ثم احتفرت حفر وحفرا***وقنبر یحطم حطما منكرا
4- هذا وما بعده من ابن شهر اشوب.
5- فی المصدر: و استحلوا.

مَقَالِهِمْ أَنَّ الْیَهُودَ عَلَی الْحَقِّ وَ لَسْنَا مِنْهُمْ وَ أَنَّ النَّصَارَی عَلَی الْحَقِّ وَ لَسْنَا مِنْهُمْ (1).

«39»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ كَانَ یَدَّعِی النُّبُوَّةَ وَ یَزْعُمُ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام هُوَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْ ذَلِكَ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ فَأَقَرَّ بِذَلِكَ وَ قَالَ نَعَمْ أَنْتَ هُوَ وَ قَدْ كَانَ أُلْقِیَ فِی رُوعِی أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ وَ أَنِّی نَبِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَیْلَكَ قَدْ سَخِرَ مِنْكَ الشَّیْطَانُ فَارْجِعْ عَنْ هَذَا ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ وَ تُبْ فَأَبَی فَحَبَسَهُ وَ اسْتَتَابَهُ ثَلَاثَةَ أَیَّامٍ فَلَمْ یَتُبْ فَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ وَ قَالَ إِنَّ الشَّیْطَانَ اسْتَهْوَاهُ فَكَانَ یَأْتِیهِ وَ یُلْقِی فِی رُوعِهِ ذَلِكَ (2).

قب، المناقب لابن شهرآشوب عن ابن سنان مثله (3).

«40»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَیُّوبَ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ إِنَّهُ ادَّعَی الرُّبُوبِیَّةَ فِی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ كَانَ وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام عَبْداً لِلَّهِ طَائِعاً الْوَیْلُ لِمَنْ كَذَبَ عَلَیْنَا وَ إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ فِینَا مَا لَا نَقُولُهُ فِی أَنْفُسِنَا نَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ نَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ (4).

«41»-كش، رجال الكشی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ ابْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ علیهما السلام لَعَنَ اللَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَیْنَا إِنِّی ذَكَرْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ فَقَامَتْ كُلُّ شَعْرَةٍ فِی جَسَدِی لَقَدِ ادَّعَی أَمْراً عَظِیماً مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ كَانَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ اللَّهِ عَبْداً لِلَّهِ صَالِحاً أَخُو (5) رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا نَالَ الْكَرَامَةَ مِنَ

ص: 286


1- مناقب آل أبی طالب 1: 227 و 228.
2- رجال الكشّیّ: 70.
3- مناقب آل أبی طالب 1: 227 و فیه اختصار راجعه.
4- رجال الكشّیّ: 70 و 71.
5- خبر مبتدإ محذوف ای هو علیه السّلام.

اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ مَا نَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْكَرَامَةَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ لِلَّهِ (1).

«42»-كش، رجال الكشی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ صِدِّیقُونَ لَا نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ یَكْذِبُ عَلَیْنَا وَ یُسْقِطُ صِدْقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَیْنَا عِنْدَ النَّاسِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً وَ أَصْدَقَ الْبَرِیَّةِ كُلِّهَا وَ كَانَ مُسَیْلِمَةُ یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَصْدَقَ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَ كَانَ الَّذِی یَكْذِبُ عَلَیْهِ وَ یَعْمَلُ فِی تَكْذِیبِ صِدْقِهِ وَ یَفْتَرِی عَلَی اللَّهِ الْكَذِبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَإٍ.

و ذكر (2) بعض أهل العلم أن عبد اللّٰه بن سبإ كان یهودیا فأسلم و والی علیا علیه السلام و كان یقول و هو علی یهودیته فی یوشع بن نون وصی موسی بالغلو فقال فی إسلامه بعد وفاة رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله فی علی علیه السلام مثل ذلك.

و كان أول (3) من أشهر بالقول بفرض إمامة علی علیه السلام و أظهر البراءة من أعدائه و كاشف مخالفیه و أكفرهم (4) فمن هاهنا قال من خالف الشیعة أصل التشیع و الرفض مأخوذ من الیهودیة (5).

«43»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ مِسْمَعٍ أَبِی سَیَّارٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ عَلِیّاً علیه السلام لَمَّا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ (6) أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَتَاهُ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنَ الزُّطِّ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ كَلَّمُوهُ بِلِسَانِهِمْ فَرَدَّ عَلَیْهِمْ بِلِسَانِهِمْ وَ قَالَ

ص: 287


1- رجال الكشّیّ: 71.
2- فی المصدر: (الكشّیّ ذكر) ای قال الكشّیّ: ذكر.
3- كان قبل ذلك یتقون و لا یقولون علانیة تلك الأمور، فظهر و ترك التقیة و اعلن القول بذلك.
4- القول بكفر المخالفین من مختصاته لعنة اللّٰه علیه.
5- رجال الكشّیّ: 71.
6- فی نسخة: من قتل.

لَهُمْ إِنِّی لَسْتُ كَمَا قُلْتُمْ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ مَخْلُوقٌ قَالَ فَأَبَوْا عَلَیْهِ وَ قَالُوا لَهُ أَنْتَ أَنْتَ هُوَ فَقَالَ لَهُمْ لَئِنْ لَمْ تَرْجِعُوا عَمَّا قُلْتُمْ فِیَّ وَ تَتُوبُوا إِلَی اللَّهِ تَعَالَی لَأَقْتُلَنَّكُمْ قَالَ فَأَبَوْا أَنْ یَرْجِعُوا أَوْ یَتُوبُوا فَأَمَرَ أَنْ یُحْفَرَ لَهُمْ آبَارٌ فَحُفِرَتْ ثُمَّ خَرَقَ بَعْضَهَا إِلَی بَعْضٍ ثُمَّ قَذَفَهُمْ (1) فِیهَا ثُمَّ طَمَّ رُءُوسَهَا ثُمَّ أَلْهَبَ النَّارَ فِی بِئْرٍ مِنْهَا لَیْسَ فِیهَا أَحَدٌ فَدَخَلَ الدُّخَانُ عَلَیْهِمْ فَمَاتُوا (2).

بیان: الزط جنس من السودان و الهنود.

«44»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ ضُرَیْسٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِیُّ أَمَا إِنِّی سَأُحَدِّثُكَ بِحَدِیثٍ إِنْ رَأَیْتُمُوهُ وَ أَنَا حَیٌّ قَبَّلْتَ صَلَعَتِی (3) وَ إِنْ مِتُّ قَبْلَ أَنْ تَرَاهُ تَرَحَّمْتَ عَلَیَّ وَ دَعَوْتَ لِی سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا یَقُولُ إِنَّ الْیَهُودَ أَحَبُّوا عُزَیْراً حَتَّی قَالُوا فِیهِ مَا قَالُوا فَلَا عُزَیْرٌ مِنْهُمْ وَ لَا هُمْ مِنْ عُزَیْرٍ وَ إِنَّ النَّصَارَی أَحَبُّوا عِیسَی حَتَّی قَالُوا فِیهِ مَا قَالُوا فَلَا عِیسَی مِنْهُمْ وَ لَا هُمْ مِنْ عِیسَی وَ إِنَّا عَلَی سُنَّةٍ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا سَیُحِبُّونَّا حَتَّی یَقُولُوا فِینَا مَا قَالَتِ الْیَهُودُ فِی عُزَیْرٍ وَ مَا قَالَتِ النَّصَارَی فِی عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ فَلَا هُمْ مِنَّا وَ لَا نَحْنُ مِنْهُمْ (4).

بیان: قوله قبلت صلعتی أی قبلت رأسی و ناصیتی الصلعاء تكریما لی لما عرفت من صدقی و الصلع انحسار شعر مقدم الرأس و فی بعض النسخ فقلت صدقنی أی قال لی صدقا و لعله تصحیف.

ص: 288


1- فی نسخة: ثم مرقهم.
2- رجال الكشّیّ: 72.
3- نسخة: فقلت: صدقنی و هو الموجود فی المصدر المطبوع.
4- رجال الكشّیّ: 79.

«45»-كشف، كشف الغمة مِنْ كِتَابِ الدَّلَائِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِینَةِ حِینَ أُجْلِیَتِ الشِّیعَةُ (1) وَ صَارُوا فِرَقاً فَتَنَحَّیْنَا عَنِ الْمَدِینَةِ نَاحِیَةً ثُمَّ خَلَوْنَا فَجَعَلْنَا نَذْكُرُ فَضَائِلَهُمْ وَ مَا قَالَتِ الشِّیعَةُ إِلَی أَنْ خَطَرَ بِبَالِنَا الرُّبُوبِیَّةُ فَمَا شَعَرْنَا بِشَیْ ءٍ إِذَا نَحْنُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَاقِفٌ عَلَی حِمَارٍ فَلَمْ نَدْرِ مِنْ أَیْنَ جَاءَ فَقَالَ یَا مَالِكُ وَ یَا خَالِدُ مَتَی أَحْدَثْتُمَا الْكَلَامَ فِی الرُّبُوبِیَّةِ فَقُلْنَا مَا خَطَرَ بِبَالِنَا إِلَّا السَّاعَةَ فَقَالَ اعْلَمَا أَنَّ لَنَا رَبّاً یَكْلَؤُنَا بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ نَعْبُدُهُ یَا مَالِكُ وَ یَا خَالِدُ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ وَ اجْعَلُونَا مَخْلُوقِینَ فَكَرَّرَهَا عَلَیْنَا مِرَاراً وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَی حِمَارِهِ (2).

«46»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَوْماً لِأَصْحَابِهِ لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ وَ لَعَنَ اللَّهُ یَهُودِیَّةً كَانَ یَخْتَلِفُ إِلَیْهَا یَتَعَلَّمُ مِنْهَا السِّحْرَ وَ الشُّعْبَذَةَ وَ الْمَخَارِیقَ إِنَّ الْمُغِیرَةَ كَذَبَ عَلَی أَبِی علیه السلام فَسَلَبَهُ اللَّهُ الْإِیمَانَ وَ إِنَّ قَوْماً كَذَبُوا عَلَیَّ مَا لَهُمْ أَذَاقَهُمُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ فَوَ اللَّهِ مَا نَحْنُ إِلَّا عَبِیْدُ الَّذِی خَلَقَنَا وَ اصْطَفَانَا مَا نَقْدِرُ عَلَی ضَرٍّ وَ لَا نَفْعٍ وَ إِنْ رَحِمَنَا فَبِرَحْمَتِهِ وَ إِنْ عَذَّبَنَا فَبِذُنُوبِنَا وَ اللَّهِ مَا لَنَا عَلَی اللَّهِ مِنْ حُجَّةٍ وَ لَا مَعَنَا مِنَ اللَّهِ بَرَاءَةٌ وَ إِنَّا لَمَیِّتُونَ وَ مَقْبُورُونَ وَ مُنْشَرُونُ (3) وَ مَبْعُوثُونَ وَ مَوْقُوفُونَ وَ مَسْئُولُونَ وَیْلَهُمْ مَا لَهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ لَقَدْ آذَوُا اللَّهَ وَ آذَوْا رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله فِی قَبْرِهِ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ وَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ هَا أَنَا ذَا بَیْنَ أَظْهُرِكُمْ لَحْمُ رَسُولِ اللَّهِ وَ جِلْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَبِیتُ عَلَی فِرَاشِی خَائِفاً وَجِلًا مَرْعُوباً یَأْمَنُونَ وَ أَفْزَعُ یَنَامُونَ (4) عَلَی فُرُشِهِمْ وَ أَنَا خَائِفٌ سَاهِرٌ وَجِلٌ أَتَقَلْقَلُ

ص: 289


1- فی المصدر: اجلبت الشیعة.
2- كشف الغمّة: 237.
3- فی نسخة: و منشورون.
4- أی الظلمة او الناس.

بَیْنَ الْجِبَالِ وَ الْبَرَارِی أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّا قَالَ فِیَّ الْأَجْدَعُ الْبَرَّادُ عَبْدُ بَنِی أَسَدٍ أَبُو الْخَطَّابِ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَوِ ابْتُلُوا بِنَا وَ أَمَرْنَاهُمْ بِذَلِكَ لَكَانَ الْوَاجِبَ أَنْ لَا یَقْبَلُوهُ فَكَیْفَ وَ هُمْ یَرَوْنِّی خَائِفاً وَجِلًا أَسْتَعْدِی اللَّهَ عَلَیْهِمْ وَ أَتَبَرَّأُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُمْ أُشْهِدُكُمْ أَنِّی امْرُؤٌ وَلَدَنِی رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ مَا مَعِی بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَطَعْتُهُ رَحِمَنِی وَ إِنْ عَصَیْتُهُ عَذَّبَنِی عَذَاباً شَدِیداً أَوْ أَشَدَّ عَذَابِهِ (1).

بیان: الشعبذة و الشعوذة خفة فی الید و أخذ كالسحر یری الشی ء بغیر ما علیه أصله فی رأی العین و المخاریق جمع مخراق و هو فی الأصل ثوب یلف و یضرب به الصبیان بعضهم بعضا و التخریق كثرة الكذب و التخرق خلق الكذب.

قوله علیه السلام براءة أی خط و سند و صك للنجاة و الفوز و الأجدع بالجیم مقطوع الأنف أو الأذن أو الید أو الشفة و فی بعض النسخ بالخاء المعجمة بمعنی الأحمق أو هو من الخدعة.

و البراد لعله بمعنی عامل السوهان أو مستعمله قال الفیروزآبادی برد الحدید سحله و المبرد كمنبر السوهان و فی بعض النسخ السراد أی عامل الدرع و فی بعضها الزراد بالزای المعجمة بمعناه.

قوله ابتلوا بنا علی بناء المفعول أی لو كنا أمرناهم بذلك علی فرض المحال فكانوا هم مبتلین بذلك مرددین بین مخالفتنا و بین قبوله منا و الوقوع فی البدعة لكان الواجب علیهم أن لا یقبلوه منا فكیف و إنا ننهاهم عن ذلك و هم یروننا مرعوبین وجلین من اللّٰه تعالی مستعدین اللّٰه علیهم فیما یكذبون علینا من الاستعداء بمعنی طلب العدوی و الانتقام و الإعانة قوله أو أشد عذابه التردید من الراوی.

«47»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِیسَی (2) وَ الْیَقْطِینِیِ

ص: 290


1- رجال الكشّیّ: 147.
2- فی المصدر: أحمد بن محمّد بن عیسی عن یعقوب بن یزید.

عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام زَعَمَ أَبُو هَارُونَ (1) الْمَكْفُوفُ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ إِنْ كُنْتَ تُرِیدُ الْقَدِیمَ فَذَاكَ لَا یُدْرِكُهُ أَحَدٌ وَ إِنْ كُنْتَ تُرِیدُ الَّذِی خَلَقَ وَ رَزَقَ فَذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ كَذَبَ عَلَیَّ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ مَا مِنْ خَالِقٍ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُذِیقَنَا الْمَوْتَ وَ الَّذِی لَا یَهْلِكُ هُوَ اللَّهُ خَالِقُ الْخَلْقِ بَارِئُ الْبَرِیَّةِ (2).

«48»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَ عُثْمَانُ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ (3) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِی مَالِكٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ قَالَ: تَذَاكَرَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ الْأَوْصِیَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِیَاءُ وَ قَالَ ابْنُ خُنَیْسٍ الْأَوْصِیَاءُ أَنْبِیَاءُ قَالَ فَدَخَلَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ (4) مَجْلِسُهُمَا قَالَ فَبَدَأَهُمَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَبْرَأُ مِمَّا (5) قَالَ إِنَّا أَنْبِیَاءُ (6).

«49»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ وَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَرَاثِیُّ وَ عُثْمَانُ بْنُ حَامِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزْدَادَ عَنْ مُعَاوِیَةَ بْنِ حُكَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَلَغَنِی عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ أَشْیَاءُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ أَبُو الْخَطَّابِ وَ أَنَا عِنْدَهُ أَوْ دَخَلْتُ وَ هُوَ عِنْدَهُ فَلَمَّا أَنْ بَقِیتُ (7) أَنَا وَ هُوَ فِی الْمَجْلِسِ قُلْتُ

ص: 291


1- عد الشیخ الطوسیّ فی أصحاب الصادق علیه السّلام موسی بن عمیر أبو هارون المكفوف مولی آل جعدة بن هبیرة. و لعله هذا.
2- رجال الكشّیّ: 145.
3- فی المصدر: محمّد بن یزداد.
4- فی نسخة: فلما استقرا.
5- فی نسخة: ممن قال.
6- رجال الكشّیّ: 160.
7- فی نسخة: ان لقیت.

لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ رَوَی عَنْكَ كَذَا وَ كَذَا قَالَ كَذَبَ قَالَ فَأَقْبَلْتُ أَرْوِی مَا رَوَی شَیْئاً شَیْئاً (1) مِمَّا سَمِعْنَاهُ وَ أَنْكَرْنَاهُ إِلَّا سَأَلْتُ عَنْهُ فَجَعَلَ یَقُولُ كَذَبَ وَ زَحَفَ أَبُو الْخَطَّابِ حَتَّی ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی لِحْیَةِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَضَرَبْتُ یَدَهُ وَ قُلْتُ خَلِّ یَدَكَ عَنْ لِحْیَتِهِ فَقَالَ أَبُو الْخَطَّابِ یَا أَبَا الْقَاسِمِ لَا تَقُومُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَهُ حَاجَةٌ حَتَّی قَالَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ یَقُولُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَهُ حَاجَةٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ یَقُولَ لَكَ یُخْبِرُنِی وَ یَكْتُمُكَ فَأَبْلِغْ أَصْحَابِی كَذَا وَ كَذَا (2) وَ أَبْلِغْهُمْ كَذَا وَ كَذَا قَالَ قُلْتُ وَ إِنِّی لَا أَحْفَظُ هَذَا فَأَقُولُ مَا حَفِظْتُ وَ مَا لَمْ أَحْفَظْ قُلْتُ أُحْسِنُ مَا یَحْضُرُنِی قَالَ نَعَمْ الْمُصْلِحُ لَیْسَ بِكَذَّابٍ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّیُّ هَذَا غَلَطٌ وَ وَهَمٌ فِی الْحَدِیثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَدْ أَتَی مُعَاوِیَةُ بِشَیْ ءٍ مُنْكَرٍ لَا تَقْبَلُهُ الْعُقُولُ إِنَّ مِثْلَ أَبِی الْخَطَّابِ لَا یُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِضَرْبِ یَدِهِ إِلَی أَقَلِّ عَبْدٍ (3) لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَكَیْفَ هُوَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ (4).

بیان: قوله إلا سألت الاستثناء من مقدار أی ما بقی شی ء إلا سألت عنه و یحتمل أن یكون ما فی قوله ما روی للنفی فالاستثناء منه قوله یا أبا القاسم لا تقوم أبو القاسم كنیة لمعاویة بن عمار الذی هو جد معاویة بن حكیم و كان غرض الملعون أن یقوم معاویة و یخلو هو به علیه السلام ثم یقول بینی و بینه علیه السلام أسرار لا یظهرها عندكم فلذا قال علیه السلام له حاجة أی لمعاویة حاجة عندی لا یقوم الآن.

و أما تجویزه علیه السلام لمعاویة أن یقول ما لم یسمع فإما علی النقل بالمعنی أو جوز له أن یقول أشیاء من قبل نفسه یعلم أنه یصیر سببا لردعهم عن اتباع أهل البدع

ص: 292


1- فی المصدر: شیئا فشیئا.
2- المصدر خال عن قوله: و ابلغهم كذا و كذا.
3- فی المصدر: الی لحیة أقل عبد.
4- رجال الكشّیّ: 190.

و أما استبعاد الكشی فلعله لم یكن علی وجه الإهانة بل علی وجه الإكرام كما هو الشائع عندهم لكنه بعید.

«50»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَرَ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَا وَ یَحْیَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ (1) فَقَالَ یَحْیَی جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ ضَعْ یَدَكَ عَلَی رَأْسِی فَوَ اللَّهِ مَا بَقِیَتْ فِی جَسَدِی شَعْرَةٌ وَ لَا فِی رَأْسِی إِلَّا قَامَتْ قَالَ ثُمَّ قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَّا رِوَایَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (2).

«51»-كش، رجال الكشی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ مُصَادِفٍ قَالَ: لَمَّا لَبَّی الْقَوْمُ الَّذِینَ لَبَّوْا بِالْكُوفَةِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَخَرَّ سَاجِداً وَ أَلْزَقَ (3) جُؤْجُؤَهُ بِالْأَرْضِ وَ بَكَی وَ أَقْبَلَ یَلُوذُ بِإِصْبَعِهِ وَ یَقُولُ بَلْ عَبْدٌ لِلَّهِ (4) قِنٌّ دَاخِرٌ مِرَاراً كَثِیرَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ دُمُوعُهُ تَسِیلُ عَلَی لِحْیَتِهِ فَنَدِمْتُ عَلَی إِخْبَارِی إِیَّاهُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عَلَیْكَ أَنْتَ مِنْ ذَا فَقَالَ یَا مُصَادِفُ إِنَّ عِیسَی لَوْ سَكَتَ عَمَّا قَالَتِ النَّصَارَی فِیهِ لَكَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُصِمَّ سَمْعَهُ وَ یُعْمِیَ بَصَرَهُ وَ لَوْ سَكَتُّ عَمَّا قَالَ أَبُو الْخَطَّابِ لَكَانَ حَقّاً عَلَی اللَّهِ أَنْ یُصِمَّ سَمْعِی وَ یُعْمِیَ بَصَرِی (5).

بیان: قوله لما لبی أی قالوا لبیك جعفر بن محمد لبیك كما یلبون لله كما سیأتی فی الأخبار.

و قال السید الداماد رحمه اللّٰه هذا تصحیف و تحریف بل هو أتی القوم الذین

ص: 293


1- فی المصدر: ابن الحسن.
2- رجال الكشّیّ: 192.
3- فی نسخة من الكتاب و المصدر: و دق.
4- فی المصدر و نسخة من الكتاب: عبد اللّٰه.
5- رجال الكشّیّ: 192 و 193.

أتوا علی بناء المجهول أی أصابتهم الداهیة و دخلت علیهم البلیة و لعله رحمه اللّٰه لم یتفطن بما ذكرنا و غفل عن الخبر الذی سننقله عن الكافی.

«52»-كش، رجال الكشی بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّهُمْ یَقُولُونَ قَالَ وَ مَا یَقُولُونَ قُلْتُ یَقُولُونَ یَعْلَمُ (1) قَطْرَ الْمَطَرِ وَ عَدَدَ النُّجُومِ وَ وَرَقَ الشَّجَرِ وَ وَزْنَ مَا فِی الْبَحْرِ وَ عَدَدَ التُّرَابِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ لَا وَ اللَّهِ مَا یَعْلَمُ هَذَا إِلَّا اللَّهُ (2).

«53»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ذُكِرَ (3) جَعْفَرُ بْنُ وَاقِدٍ وَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِی الْخَطَّابِ فَقِیلَ إِنَّهُ صَارَ إِلَیَّ یَتَرَدَّدُ وَ قَالَ فِیهِمْ (4) وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (5) قَالَ هُوَ الْإِمَامُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ لَا یَأْوِینِی وَ إِیَّاهُ سَقْفُ بَیْتٍ أَبَداً هُمْ شَرٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الَّذِینَ أَشْرَكُوا وَ اللَّهِ مَا صَغَّرَ عَظَمَةَ اللَّهِ تَصْغِیرَهُمْ شَیْ ءٌ قَطُّ وَ إِنَّ عُزَیْراً جَالَ فِی صَدْرِهِ مَا قَالَتِ الْیَهُودُ فَمُحِیَ اسْمُهُ مِنَ النُّبُوَّةِ وَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ عِیسَی أَقَرَّ بِمَا قَالَتِ النَّصَارَی- (6) لَأَوْرَثَهُ اللَّهُ صَمَماً إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ اللَّهِ لَوْ أَقْرَرْتُ بِمَا یَقُولُ فِیَ

ص: 294


1- فی المصدر: تعلم.
2- رجال الكشّیّ: 193.
3- فی المصدر: ذكر عنده.
4- أی قال جعفر بن واقد او أبو الخطاب: فی الأئمّة علیهم السلام نزل قوله تعالی: فِی الْاَرْضِ إلَهٌ.
5- الزخرف: 84.
6- فی المصدر: بما قالت فیه.

أَهْلُ الْكُوفَةِ لَأَخَذَتْنِی الْأَرْضُ وَ مَا أَنَا إِلَّا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ لَا أَقْدِرُ عَلَی ضَرِّ شَیْ ءٍ (1) وَ لَا نَفْعٍ (2).

بیان: قوله یتردد أی قال رجل من الحاضرین كان أبو الخطاب یتردد و یختلف إلی لإضلالی و كان یقول فیهم أی نزلت فیهم هذه الآیة فكان یعطف قوله تعالی وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ علی قوله وَ هُوَ الَّذِی لیكون جملة أخری أی و فی الأرض إله آخر.

قوله قال أی قال أبو الخطاب هو الإمام أی الإله الذی فی الأرض الإمام و یحتمل إرجاع الضمائر إلی ابن واقد و فی بعض النسخ یترود بالراء المهملة ثم الواو ثم الدال أی یطلب إضلالی من المراودة بمعنی الطلب كقوله تعالی وَ راوَدَتْهُ الَّتِی هُوَ فِی بَیْتِها عَنْ نَفْسِهِ (3) و فی بعضها إلی مرود و قال بعض الفضلاء أی إلی قوم من المردة و فی بعضها إلی نمرود (4) فیكون كنایة عن بعض الكفرة الموافقین له فی الرأی و الأصح ما صححنا أولا و ثانیا موافقا للنسخ المعتبرة و الخبر یدل علی عدم نبوة عزیر و اللّٰه یعلم.

«54»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ بُنَاناً وَ السَّرِیَّ وَ بَزِیعاً لَعَنَهُمُ اللَّهُ تَرَاءَی لَهُمُ الشَّیْطَانُ فِی أَحْسَنِ مَا یَكُونُ صُورَةُ آدَمِیٍّ مِنْ قَرْنِهِ إِلَی سُرَّتِهِ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّ بُنَاناً یَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآیَةَ وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (5) أَنَّ الَّذِی فِی الْأَرْضِ غَیْرُ إِلَهِ السَّمَاءِ وَ إِلَهَ السَّمَاءِ غَیْرُ إِلَهِ الْأَرْضِ وَ أَنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ أَعْظَمُ مِنْ إِلَهِ الْأَرْضِ

ص: 295


1- فی نسخة: (و لا نفع شی ء) أقول: یوجد ذلك فی المصدر.
2- رجال الكشّیّ: 194.
3- یوسف: 22.
4- فی بعض نسخ المصدر: الی نمیرود.
5- الزخرف: 84.

وَ أَنَّ أَهْلَ الْأَرْضِ یَعْرِفُونَ فَضْلَ إِلَهِ السَّمَاءِ وَ یُعَظِّمُونَهُ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ إِلَهٌ فِی السَّمَاوَاتِ وَ إِلَهٌ فِی الْأَرَضِینَ كَذَبَ بُنَانٌ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ صَغَّرَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ وَ صَغَّرَ عَظَمَتَهُ (1).

«55»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ أَصْحَابَ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْغُلَاةَ فَقَالَ لِی یَا مُفَضَّلُ لَا تُقَاعِدُوهُمْ وَ لَا تُؤَاكِلُوهُمْ وَ لَا تُشَارِبُوهُمْ وَ لَا تُصَافِحُوهُمْ وَ لَا تُوَارِثُوهُمْ.

«56»-وَ قَالا (2) حَدَّثَنَا الْعَنْبَرِیُّ (3) عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ ذَكَرَ الْغُلَاةَ وَ قَالَ إِنَّ فِیهِمْ مَنْ یَكْذِبُ حَتَّی إِنَّ الشَّیْطَانَ لَیَحْتَاجُ إِلَی كَذِبِهِ (4).

بیان: قوله علیه السلام و لا توارثوهم أی لا تعطوهم المیراث فإنهم مشركون لا یرثون من المسلم أو لا تواصلوهم بالمصاهرة الموجبة للتوارث و صحف بعض الأفاضل و قرأ لا تؤاثروهم من الأثر بمعنی الخبر أی لا تحادثوهم و لا تفاوضوهم بالآثار و الأخبار.

«57»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ بِأَنَّنَا أَنْبِیَاءُ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ مَنْ شَكَّ فِی ذَلِكَ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (5).

«58»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ مَعاً عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ بُنَانَ التَّبَّانِ (6)

ص: 296


1- رجال الكشّیّ: 196.
2- أی حمدویه و إبراهیم.
3- فی المصدر: العبیدی.
4- رجال الكشّیّ: 191 و 192.
5- رجال الكشّیّ: 194.
6- فی المصدر: بنان البیان.

وَ إِنَّ بُنَاناً لَعَنَهُ اللَّهُ كَانَ یَكْذِبُ عَلَی أَبِی علیه السلام أَشْهَدُ أَنَّ أَبِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ كَانَ عَبْداً صَالِحاً (1).

«59»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ إِنَّهُ كَانَ یَكْذِبُ عَلَی أَبِی فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَالَ فِینَا مَا لَا نَقُولُهُ فِی أَنْفُسِنَا وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَزَالَنَا عَنِ الْعُبُودِیَّةِ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَنَا وَ إِلَیْهِ مَآبُنَا وَ مَعَادُنَا وَ بِیَدِهِ نَوَاصِینَا (2).

«60»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ ابْرَأْ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّا أَرْبَابٌ قُلْتُ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ فَقَالَ ابْرَأْ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّا أَنْبِیَاءُ قُلْتُ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ (3).

«61»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ (4) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی وَ لَقَدْ لَقِیتُ مُحَمَّداً (5) رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا رَبِّی فَقَالَ مَا لَكَ لَعَنَكَ اللَّهُ رَبِّی وَ رَبُّكَ اللَّهُ أَمَا وَ اللَّهِ لَكُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لَجَبَاناً فِی الْحَرْبِ لَئِیماً فِی السِّلْمِ (6).

بیان: فی السلم بالكسر أی المسالمة و المصالحة أی ما كنت لئیما فیها بأن تنقض العهد أو بفتح السین و الألف بعد اللام أی كنت لا تبخل بالسلام و لعل غرضه تحسر

ص: 297


1- رجال الكشّیّ: 194.
2- رجال الكشّیّ: 194 و 195.
3- رجال الكشّیّ: 192.
4- فی المصدر: محمّد بن أبی حمزة.
5- أی محمّد بن أبی حمزة.
6- رجال الكشّیّ: 193.

أو تعجب من خروجه عن الدین مع اتصافه بمحاسن الأخلاق و یحتمل أن یكون ما علمتك معترضة بین اسم كان و خبره و لم تكن ما نافیة و المعنی كنت ما دمت عرفتك و علمت أحوالك علی هذین الخلقین الدنیین فمذهبك موافق لأخلاقك.

«62»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْكِیبَ عَنِ ابْنِ أُورَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ الْقُمِّیِّ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ قَوْماً یَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ یَتْلُونَ عَلَیْنَا بِذَلِكَ قُرْآناً یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً إِنِّی بِما تَعْمَلُونَ عَلِیمٌ (1) قَالَ یَا سَدِیرُ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ شَعْرِی وَ بَشَرِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی مِنْ هَؤُلَاءِ بِرَاءٌ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَ رَسُولُهُ مَا هَؤُلَاءِ عَلَی دِینِی وَ دِینِ آبَائِی وَ اللَّهِ لَا یَجْمَعُنِی وَ إِیَّاهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا هُوَ عَلَیْهِمْ سَاخِطٌ قَالَ قُلْتُ فَمَا أَنْتُمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ خُزَّانُ عِلْمِ اللَّهِ وَ تَرَاجِمَةُ وَحْیِ اللَّهِ وَ نَحْنُ قَوْمٌ مَعْصُومُونَ أَمَرَ اللَّهُ بِطَاعَتِنَا وَ نَهَی عَنْ مَعْصِیَتِنَا نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَی مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَ فَوْقَ الْأَرْضِ.

قال الحسین بن إشكیب سمعت من أبی طالب عن سدیر إن شاء اللّٰه. (2)

بیان: لعله أولوا الرسل بالأئمة و العمل الصالح بخلق ما هو المصلحة فی نظام العالم أو الرسل باتباع الأئمة علیهم السلام و الأظهر أنه سقط من الخبر شی ء.

وَ یُؤَیِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْكُلَیْنِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی طَالِبٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ قَوْماً یَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ یَتْلُونَ عَلَیْنَا بِذَلِكَ قُرْآناً وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (3) فَقَالَ یَا سَدِیرُ سَمْعِی وَ بَصَرِی وَ بَشَرِی وَ لَحْمِی وَ دَمِی وَ شَعْرِی (4) بِرَاءٌ وَ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُمْ مَا هَؤُلَاءِ عَلَی دِینِی وَ لَا

ص: 298


1- المؤمنون: 51.
2- رجال الكشّیّ: 197- 198.
3- الزخرف: 84.
4- فی المصدر: من هؤلاء براء.

عَلَی دِینِ آبَائِی وَ اللَّهِ لَا یَجْمَعُنِیَ اللَّهُ وَ إِیَّاهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا وَ هُوَ سَاخِطٌ عَلَیْهِمْ قَالَ قُلْتُ وَ عِنْدَنَا قَوْمٌ یَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ رُسُلٌ یَقْرَءُونَ عَلَیْنَا بِذَلِكَ قُرْآناً یا أَیُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّیِّباتِ (1) وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی آخِرِ مَا مَرَّ.

و وجه الاستدلال علی كونهم رسلا بالآیة لجمعیة الرسل زعما منهم أن الخطاب إنما یتوجه إلی الحاضرین أو إلی من سیوجد أیضا بتبعیة الحاضرین و الجواب أنها نداء و خطاب لجمیع الأنبیاء لا علی أنهم خوطبوا بذلك دفعة بل علی أن كلا منهم خوطب فی زمانه و قیل النداء لعیسی الذی مر ذكره فی الآیة السابقة و الجمع للتعظیم.

«63»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبُرَاثِیُّ وَ عُثْمَانُ بْنُ حَامِدٍ مَعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزْدَادَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ یَسَارٍ (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِیكٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: بَیْنَا عَلِیٌّ علیه السلام عِنْدَ امْرَأَةٍ لَهُ مِنْ عَنْزَةَ وَ هِیَ أُمُّ عَمْرٍو إِذْ أَتَاهُ قَنْبَرٌ فَقَالَ إِنَّ عَشَرَةَ نَفَرٍ بِالْبَابِ یَزْعُمُونَ أَنَّكَ رَبُّهُمْ فَقَالَ أَدْخِلْهِمْ قَالَ فَدَخَلُوا عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُمْ مَا تَقُولُونَ فَقَالُوا (3) إِنَّكَ رَبُّنَا وَ أَنْتَ الَّذِی خَلَقْتَنَا وَ أَنْتَ الَّذِی رَزَقْتَنَا فَقَالَ وَیْلَكُمْ لَا تَفْعَلُوا إِنَّمَا أَنَا مَخْلُوقٌ مِثْلُكُمْ فَأَبَوْا أَنْ یَفْعَلُوا (4) فَقَالَ لَهُمْ وَیْلَكُمْ رَبِّی وَ رَبُّكُمُ اللَّهُ وَیْلَكُمْ تُوبُوا وَ ارْجِعُوا فَقَالُوا لَا نَرْجِعُ عَنْ مَقَالَتِنَا أَنْتَ رَبُّنَا تَرْزُقُنَا وَ أَنْتَ خَلَقْتَنَا فَقَالَ یَا قَنْبَرُ ایتِنِی بِالْفَعَلَةِ فَخَرَجَ قَنْبَرٌ فَأَتَاهُ بِعَشَرَةِ رِجَالٍ مَعَ الزُّبُلِ وَ الْمُرُورِ فَأَمَرَ أَنْ یَحْفِرُوا لَهُمْ فِی الْأَرْضِ فَلَمَّا حَفَرُوا خَدّاً أَمَرَ بِالْحَطَبِ وَ النَّارِ فَطُرِحَ فیهِ

ص: 299


1- أصول الكافی 1: 269 و 270 و الآیة الأخیرة فی المؤمنون: 51.
2- فی المصدر: موسی بن بشار.
3- فی المصدر: فقالوا: نقول.
4- فی نسخة: أن یقلعوا.

حَتَّی صَارَ نَاراً تَتَوَقَّدُ قَالَ لَهُمْ تُوبُوا قَالُوا لَا نَرْجِعُ فَقَذَفَ عَلِیٌّ بَعْضَهُمْ ثُمَّ قَذَفَ بَقِیَّتَهُمْ فِی النَّارِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام

إِذَا أَبْصَرْتُ (1) شَیْئاً مُنْكَراً ***أَوْقَدْتُ نَارِی وَ دَعَوْتُ قَنْبَراً (2)

بیان: قال الفیروزآبادی الزبیل كأمیر و سكین و قندیل و قد یفتح القفة أو الجراب أو الوعاء و الجمع ككتب و قال المر بالفتح المسحاة و قال الخد الحفرة المستطیلة فی الأرض.

«64»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ عَنِ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَلَّامٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَیْئَةِ فَقَالَ اتَّقِ السَّفَلَةَ فَمَا تَقَارَّتْ بِیَ الْأَرْضُ حَتَّی خَرَجْتُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَوَجَدْتُهُ غَالِیاً (3).

بیان: (4) قوله فما تقارت بی الأرض كذا فی بعض النسخ تفاعل من القرار یقال قر فی المكان و استقر و تقار أی ثبت و سكن و فی بعضها فما تقارب فی الأرض و لعل المعنی أنه لم یقرب إلی مكانه الذی أراد و الظاهر أنه تصحیف.

و قال السید الداماد قدس اللّٰه روحه تفأرت بالفاء أو بالقاف و تشدید الهمزة قبل الراء من باب التفعل و أصله لیس من المهموز بل من الأجوف و خرجت بالتشدید من التخریج بمعنی استبطان الأمر و استخراجه من مظانه و استكشافه یعنی ما انتشرت و ما مشیت و ما ذهبت و ما ضربت فی الأرض حتی استكشفت أمر الرجل و استعلمت حاله و اختبرته و فتشت عن دخلته و سألت الأقوام و استخبرتهم عنه فوجدته فاسدا غالیا فظهر أن مولانا الصادق علیه السلام كان قد ألهمه اللّٰه ذلك.

ص: 300


1- فی المصدر: انی إذا ابصرت.
2- رجال الكشّیّ: 198 و 199.
3- رجال الكشّیّ: 198.
4- فی نسخة: إیضاح.

یقال فار بالفاء فوارا بالضم و فوارنا بالتحریك أی انتشر و هاج و الفائر المنتشر و الهائج و قار بالقاف أی مشی علی أطراف قدمیه لئلا یسمع صوتهما و قار أیضا إذا نفر و ذهب و قار القصید إذ خیله و حدث به نفسه و اقتور الشی ء إذا قطعه مستدیرا قال ذلك كله القاموس و غیره.

و فی بعض النسخ فما تقاررت حتی خرجت بالقاف علی التفاعل و تخفیف خرجت من الخروج انتهی كلامه رفع مقامه و لا یخفی ما فیه من التصحیف و التكلف مع أن قلب الواو بالهمزة فی تلك الأفعال غیر معهود.

«65»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ: دَخَلَ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ عَامِرُ بْنُ جُذَاعَةَ الْأَزْدِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالا لَهُ جُعِلْنَا فِدَاكَ إِنَّ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُمَرَ یَقُولُ إِنَّكُمْ تُقَدِّرُونَ أَرْزَاقَ الْعِبَادِ فَقَالَ وَ اللَّهِ مَا یُقَدِّرُ أَرْزَاقَنَا إِلَّا اللَّهُ وَ لَقَدِ احْتَجْتُ إِلَی طَعَامٍ لِعِیَالِی فَضَاقَ صَدْرِی وَ أَبْلَغَتْ إِلَیَّ الْفِكْرَةُ فِی ذَلِكَ حَتَّی أَحْرَزْتُ قُوتَهُمْ فَعِنْدَهَا طَابَتْ نَفْسِی لَعَنَهُ اللَّهُ وَ بَرِئَ مِنْهُ قَالا أَ فَنَلْعَنُهُ وَ نَتَبَرَّأُ مِنْهُ قَالَ نَعَمْ فَلَعَنَّاهُ وَ بَرِئْنَا مِنْهُ بَرِئَ (1) اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُ (2).

«66»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ بَشَّرَ أَنَّكُمَا لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ (3).

بیان: فی بعض النسخ بشر من البشارة و فی بعضها یسر من الإسرار

ص: 301


1- فی نسخة: افتلعنه و تتبرأ منه؟ قال: نعم فالعناه و ابرءا منه اقول یوجد ذلك فی المصدر.
2- رجال الكشّیّ: 207 و 208.
3- رجال الكشّیّ: 208.

أی كان یقول ذلك سرا و فی بعضها كان یشیر (1) من الإشارة و الظاهر أنه كان أنه مكان أنكما أی كان یدعی نبوة نفسه من قبل الصادق علیه السلام (2) و علی النسخة لعل الخطاب إلی الكاظم علیه السلام فإن علی بن الحكم من أصحابه أی یدعی أنك و أباك من المرسلین.

«67»-كش، رجال الكشی قَالَ أَبُو عَمْرٍو الْكَشِّیُّ قَالَ یَحْیَی بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ الْحِمَّانِیُّ فِی كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفِ فِی إِثْبَاتِ إِمَامَةِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قُلْتُ لِشَرِیكٍ (3) إِنَّ أَقْوَاماً یَزْعُمُونَ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ضَعِیفُ الْحَدِیثِ فَقَالَ أُخْبِرُكَ الْقِصَّةَ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَجُلًا صَالِحاً مُسْلِماً وَرِعاً فَاكْتَنَفَهُ قَوْمٌ جُهَّالٌ یَدْخُلُونَ عَلَیْهِ وَ یَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِهِ وَ یَقُولُونَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ یُحَدِّثُونَ بِأَحَادِیثَ كُلُّهَا مُنْكَرَاتٌ كَذِبٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَی جَعْفَرٍ لَیَسْتَأْكِلُونَ النَّاسَ بِذَلِكَ وَ یَأْخُذُونَ مِنْهُمُ الدَّرَاهِمَ كَانُوا یَأْتُونَ مِنْ ذَلِكَ بِكُلِّ مُنْكَرٍ فَسَمِعَتِ الْعَوَامُّ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَمِنْهُمْ مَنْ هَلَكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ وَ هَؤُلَاءِ مِثْلُ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ بُنَانٍ وَ عُمَرَ النَّبَطِیِّ وَ غَیْرِهِمْ ذَكَرُوا أَنَّ جَعْفَراً حَدَّثَهُمْ أَنَّ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ تَكْفِی مِنَ الصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ وَ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ وَ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ ع ه قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ (4) وَ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام فِی السَّحَابِ یَطِیرُ مَعَ الرِّیحِ وَ أَنَّهُ كَانَ یَتَكَلَّمُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ أَنَّهُ كَانَ یَتَحَرَّكُ عَلَی الْمُغْتَسَلِ وَ أَنَّ إِلَهَ السَّمَاءِ وَ إِلَهَ الْأَرْضِ الْإِمَامُ فَجَعَلُوا لِلَّهِ شَرِیكاً جُهَّالٌ ضُلَّالٌ

ص: 302


1- یوجد ذلك فی المصدر المطبوع.
2- یدل علی ذلك ما ذكر الكشّیّ بعد الحدیث قال: و ذكرت الطیارة الغالیة فی بعض كتبها عن المفضل انه قال: لقد قتل مع ابی إسماعیل یعنی ابا الخطاب سبعون نبیا كلهم رای و هلك نبیّنا فیه و ان المفضل قال: دخلنا علی أبی عبد اللّٰه علیه السّلام و نحن اثنی عشر رجلا قال: فجعل أبو عبد اللّٰه علیه السّلام یسلم علی رجل منا و یسمی كل رجل منا باسم نبی و قال لبعضنا: السلام علیك یا نوح اه.
3- لعله شریك بن عبد اللّٰه النخعیّ الكوفیّ القاضی المتوفّی سنة 177 (او) 178.
4- فی المصدر: و انه حدثهم یوم القیامة.

وَ اللَّهِ مَا قَالَ جَعْفَرٌ شَیْئاً مِنْ هَذَا قَطُّ كَانَ جَعْفَرٌ أَتْقَی لِلَّهِ وَ أَوْرَعَ مِنْ ذَلِكَ فَسَمِعَ النَّاسُ ذَلِكَ فَضَعَّفُوهُ وَ لَوْ رَأَیْتَ جَعْفَراً لَعَلِمْتَ أَنَّهُ وَاحِدُ النَّاسِ (1).

توضیح: قوله علیه السلام ع ه رمز عن الرجعة أی أنه حدثهم عن أبیه عن جده بالرجعة عند ظهور القائم علیه السلام قبل یوم القیامة و فی بعض النسخ عن قبل أی حدثهم بما یكون إلی یوم القیامة قوله أنه واحد الناس أی وحید دهره لا ثانی له فی الجلالة و لا نظیر له فی الناس قال فی الصحاح فلان واحد دهره لا نظیر له و قال استأحد الرجل انفرد.

«68»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ خَالِدٍ الْجَوَّانِ (2) قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْمَدِینَةِ وَ قَدْ تَكَلَّمْنَا فِی الرُّبُوبِیَّةِ قَالَ فَقُلْنَا مُرُوا إِلَی بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَتَّی نَسْأَلَهُ قَالَ فَقُمْنَا بِالْبَابِ قَالَ فَخَرَجَ إِلَیْنَا وَ هُوَ یَقُولُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ (3).

بیان: قوله فی الربوبیة أی ربوبیة الأئمة علیهم السلام.

«69»-كش، رجال الكشی رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ (4) قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام بِالرُّبُوبِیَّةِ فَدَخَلْتُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ یَا صَالِحُ إِنَّا وَ اللَّهِ عَبِیدٌ مَخْلُوقُونَ لَنَا رَبٌّ نَعْبُدُهُ وَ إِنْ لَمْ نَعْبُدْهُ عَذَّبَنَا (5).

ص: 303


1- رجال الكشّیّ: 208 و 209.
2- فی نسخة: الخوان و هو مصحف، و قد اختلف فی لقب خالد فأصححه:الجوان ، وقیل ایضا : الجواز والحوار والخواز.
3- رجال الكشّیّ: 209. ذیل الحدیث آیة راجع سورة الأنبیاء: 26 و 27.
4- فی المصدر: انا و اللّٰه عبد مخلوق.
5- رجال الكشّیّ: 218.

«70»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنِ الْمَدَائِنِیِّ (1) عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا مُرَازِمُ مَنْ بَشَّارٌ قُلْتُ بَیَّاعُ الشَّعِیرِ (2) قَالَ لَعَنَ اللَّهُ بَشَّاراً قَالَ ثُمَّ قَالَ لِی یَا مُرَازِمُ قُلْ لَهُمْ وَیْلَكُمْ تُوبُوا إِلَی اللَّهِ فَإِنَّكُمْ كَافِرُونَ مُشْرِكُونَ (3).

«71»-كش، رجال الكشی حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمُ ابْنَا نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام تَعْرِفُ مُبَشِّرَ بَشِیرٍ یَتَوَهَّمُ الِاسْمَ (4) قَالَ الشَّعِیرِیُّ فَقُلْتُ بَشَّارٌ فَقَالَ بَشَّارٌ قُلْتُ نَعَمْ جَارٌ لِی (5) قَالَ إِنَّ الْیَهُودَ قَالُوا مَا قَالُوا وَ وَحَّدُوا اللَّهَ وَ إِنَّ النَّصَارَی قَالُوا مَا قَالُوا وَ وَحَّدُوا اللَّهَ وَ إِنَّ بَشَّاراً قَالَ قَوْلًا عَظِیماً فَإِذَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ قُلْ لَهُ (6) یَقُولُ لَكَ جَعْفَرٌ یَا كَافِرُ یَا فَاسِقُ یَا مُشْرِكُ أَنَا بَرِی ءٌ مِنْكَ قَالَ مُرَازِمٌ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَوَضَعْتُ مَتَاعِی وَ جِئْتُ إِلَیْهِ فَدَعَوْتُ الْجَارِیَةَ فَقُلْتُ قُولِی لِأَبِی إِسْمَاعِیلَ هَذَا مُرَازِمٌ فَخَرَجَ إِلَیَّ فَقُلْتُ لَهُ یَقُولُ لَكَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ یَا كَافِرُ یَا فَاسِقُ یَا مُشْرِكُ أَنَا بَرِی ءٌ مِنْكَ فَقَالَ لِی وَ قَدْ ذَكَرَنِی سَیِّدِی قَالَ قُلْتُ نَعَمْ ذَكَرَكَ بِهَذَا الَّذِی قُلْتُ لَكَ فَقَالَ جَزَاكَ اللَّهُ خَیْراً وَ فَعَلَ بِكَ وَ أَقْبَلَ یَدْعُو لِی (7)

ص: 304


1- أی مرازم بن حكیم الأزدیّ المدائنی.
2- فی نسخة: الشعیری.
3- رجال الكشّیّ: 252.
4- فی نسخة: لتوهم الاسم.
5- فی نسخة من الكتاب و المصدر: خالی.
6- فی نسخة: فأته و قل له.
7- لعله من هنا إلی آخره من كلام الكشّیّ.

وَ مَقَالَةُ بَشَّارٍ هِیَ مَقَالَةُ الْعَلْیَاوِیَّةِ (1) یَقُولُونَ إِنَّ عَلِیّاً هُوَ رَبٌّ (2) وَ ظَهَرَ بِالْعَلَوِیَّةِ وَ الْهَاشِمِیَّةِ وَ أَظْهَرَ أَنَّهُ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ (3) بِالْمُحَمَّدِیَّةِ وَ وَافَقَ أَصْحَابُ أَبِی الْخَطَّابِ فِی أَرْبَعَةِ أَشْخَاصٍ- عَلِیٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَنَّ مَعْنَی الْأَشْخَاصِ الثَّلَاثَةِ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ تَلْبِیسٌ وَ فِی الْحَقِیقَةِ شَخْصُ عَلِیٍّ لِأَنَّهُ أَوَّلُ هَذِهِ الْأَشْخَاصِ فِی الْإِمَامَةِ وَ الْكِبَرِ (4) وَ أَنْكَرُوا شَخْصَ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ زَعَمُوا أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدٌ ع وَ ع ب (5) وَ أَقَامُوا مُحَمَّداً مُقَامَ مَا أَقَامَتِ الْمُخَمِّسَةُ سَلْمَانَ وَ جَعَلُوهُ رَسُولًا لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَوَافَقَهُمْ (6) فِی الْإِبَاحَاتِ وَ التَّعْطِیلِ وَ التَّنَاسُخِ وَ الْعَلْیَائِیَّةُ سَمَّتْهَا الْمُخَمِّسَةُ الْعَلْیَائِیَّةَ وَ زَعَمُوا أَنَّ بَشَّارَ الشَّعِیرِیِّ لَمَّا أَنْكَرَ رُبُوبِیَّةَ مُحَمَّدٍ وَ جَعَلَهَا فِی عَلِیٍّ وَ جَعَلَ مُحَمَّداً ع ع (7) وَ أَنْكَرَ رِسَالَةَ سَلْمَانَ مُسِخَ فِی صُورَةِ طَیْرٍ یُقَالُ لَهُ عَلْیَا (8) یَكُونُ فِی الْبَحْرِ فَلِذَلِكَ سَمَّوْهُمُ الْعَلْیَائِیَّةَ (9).

ص: 305


1- فی نسخة: (العلیائیة) و فی أخری: (العلبائیة) فی جمیع المواضع. و لعل الأخیر اصح قال الشهرستانی فی الملل و النحل 1: 293: العلبائیة أصحاب العلباء بن ذراع الدوسی و قال قوم: هو الأسدی و كان یفضل علیا علی النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله و زعم انه الذی بعث محمّدا و سماه الها و كان یقول بذم محمد، زعم انه بعث لیدعو الی علی فدعا الی نفسه.
2- فی نسخة: هرب.
3- فی نسخة: و اظهر ولیه من عنده و رسوله و فی المصدر: و اظهروا به عبده و رسوله.
4- فی المصدر: و الكثرة.
5- فی المصدر: و زعموا ان محمّدا عبد و علی ربّ.
6- فی نسخة: فوافقوهم.
7- فی المصدر: و جعل محمّدا عبد علی.
8- فی نسخة: علیاء.
9- رجال الكشّیّ: 252 و 253.

بیان: قوله لتوهم الاسم أی سمی بشارا مبشرا مرة و بشیرا أخری للتوهم و الشك فی اسمه و لعله علیه السلام تعمد ذلك لإظهار غایة المباینة و عدم الارتباط و الموافقة التی كان یدعیها الملعون قوله و وحدوا اللّٰه أی بزعمهم مع أنهم مشركون فهذا أیضا مثلهم فی دعوی التوحید أو أنهم مع قولهم بكون عزیر و عیسی ابن اللّٰه موحدون لا ینسبون الخلق و الرزق إلا إلی اللّٰه تعالی و هؤلاء ینسبونها إلی غیره تعالی فهم بریئون من التوحید من كل وجه.

قوله إن علیا علیه السلام هو رب أقول النسخ هنا مختلفة غایة الاختلاف ففی بعضها أن علیا هو رب و ظهر بالعلویة و الهاشمیة و أظهر أنه عبده و رسوله بالمحمدیة فالمعنی أنهم لعنهم اللّٰه ادعوا ربوبیة علی علیه السلام و قالوا إنه ظهر مرة بصورة علی و مرة بصورة محمد و أظهر أنه عبد اللّٰه مع أنه عین اللّٰه و أظهر رسوله بالمحمدیة مع أنه عینه.

و فی بعض النسخ و هرب و ظهر بالعلویة الهاشمیة و أظهر ولیه من عنده و رسوله بالمحمدیة أی هرب علی مع ربوبیته من السماء و ظهر بصورة علی و أظهر رسوله بالمحمدیة و سمی ولیه باسم نفسه و أظهر نفسه فی الولایة قوله و أنكروا شخص محمد صلی اللّٰه علیه و آله أی أصحاب أبی الخطاب وافقوا هؤلاء فی ألوهیة أربعة و أنكروا ألوهیة محمد و زعموا أن محمدا عبد ع و ع ب فالعین رمز علی و ب رمز الرب أی زعموا أن محمدا عبد علی و علی هو الرب تعالی عن ذلك.

و أقاموا محمدا مقام ما أقامت المخمسة سلمان فإنهم قالوا بربوبیة محمد و جعلوا سلمان رسوله و قالوا بانتقال الربوبیة من محمد إلی فاطمة و علی ثم الحسن ثم الحسین.

قوله و جعل محمدا ع ع أی عبد علی و یحتمل التعاكس فی مذهبی العلیاویة و أصحاب أبی الخطاب.

«72»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْخَشَّابِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ بَشَّارَ

ص: 306

الشَّعِیرِیِّ شَیْطَانٌ ابْنُ شَیْطَانٍ خَرَجَ مِنَ الْبَحْرِ فَأَغْوَی أَصْحَابِی (1).

«73»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِبَشَّارٍ الشَّعِیرِیِّ أَنِ اخْرُجْ عَنِّی لَعَنَكَ اللَّهُ وَ اللَّهِ لَا یُظِلُّنِی وَ إِیَّاكَ سَقْفُ بَیْتٍ أَبَداً فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ وَیْلَهُ أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ الْیَهُودُ أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ النَّصَارَی أَلَا قَالَ بِمَا قَالَتِ الْمَجُوسُ أَوْ بِمَا قَالَتِ الصَّابِئَةُ (2) وَ اللَّهِ مَا صَغَّرَ اللَّهَ تَصْغِیرَ هَذَا الْفَاجِرِ أَحَدٌ إِنَّهُ شَیْطَانٌ ابْنُ شَیْطَانٍ خَرَجَ مِنَ الْبَحْرِ لِیُغْوِیَ أَصْحَابِی وَ شِیعَتِی فَاحْذَرُوهُ وَ لْیُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ أَنِّی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدٌ قِنٌّ ابْنُ (3) أَمَةٍ ضَمَّتْنِیَ الْأَصْلَابُ وَ الْأَرْحَامُ وَ إِنِّی لَمَیِّتٌ وَ إِنِّی لَمَبْعُوثٌ ثُمَّ مَوْقُوفٌ ثُمَّ مَسْئُولٌ وَ اللَّهِ لَأُسْأَلَنَّ عَمَّا قَالَ فِیَّ هَذَا الْكَذَّابُ وَ ادَّعَاهُ عَلَیَّ یَا وَیْلَهُ مَا لَهُ أَرْعَبَهُ اللَّهُ فَلَقَدْ أَمِنَ عَلَی فِرَاشِهِ وَ أَفْزَعَنِی وَ أَقْلَقَنِی عَنْ رُقَادِی أَ وَ تَدْرُونَ (4) أَنِّی لِمَ أَقُولُ ذَلِكَ أَقُولُ ذَلِكَ لِأَسْتَقِرَّ فِی قَبْرِی (5).

بیان: القن العبد الخالص و الویل الحزن و النكال و الهلاك و الهاء للضمیر لا للسكت و الإرعاب إفعال من الرعب أی أوقعه اللّٰه فی الرعب و الخوف قوله أ و تدرون بواو الزینة المفتوحة بعد همزة الاستفهام و فی نسخة أ تدرون بإسقاط الواو و فی نسخة أخری و تدرون بإسقاط الهمزة لأستقر فی قبری أی لا أعذب فیه.

«74»-كش، رجال الكشی طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قَالَ لِی دَاوُدُ تَرَی مَا تَقُولُ الْغُلَاةُ الطَّیَّارَةُ وَ مَا یَذْكُرُونَ عَنْ شُرْطَةِ

ص: 307


1- رجال الكشّیّ: 253.
2- الصابئة: قوم كانوا یعبدون النجوم و مدار مذهبهم علی التعصب للروحانیین.قبال مذهب الحنفاء.یوجد مقالتهم مشروحة فی الملل والنحل ٢ : ٥٥ و ١٠٨.
3- سقط عن المصدر المطبوع: عبد قن ابن امة.
4- فی نسخة: و تدرون انی لم أقل ذلك لكی استقر فی قبری.
5- رجال الكشّیّ: 253 و 254.

الْخَمِیسِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَ مَا یَحْكِی عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ فَذَلِكَ وَ اللَّهِ أَرَانِی أَكْبَرَ مِنْهُ (1) وَ لَكِنْ أَمَرَنِی أَنْ لَا أَذْكُرَهُ لِأَحَدٍ قَالَ وَ قُلْتُ لَهُ إِنِّی قَدْ كَبِرْتُ وَ دَقَّ عَظْمِی أُحِبُّ أَنْ یُخْتَمَ عُمُرِی بِقَتْلٍ فِیكُمْ فَقَالَ وَ مَا مِنْ هَذَا بُدٌّ إِنْ لَمْ یَكُنْ فِی الْعَاجِلَةِ یَكُونُ فِی الْآجِلَةِ (2).

بیان: قوله فذلك و اللّٰه أرانی أی الصادق علیه السلام أرانی من الغرائب و المعجزات أكبر مما یروی هؤلاء قوله علیه السلام فی الآجلة أی فی الرجعة.

«75»-كش، رجال الكشی قَالُوا إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ لَمَّا مَضَی أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام وَ وَقَفَ عَلَیْهِ الْوَاقِفَةُ جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِیرٍ وَ كَانَ صَاحِبَ شُعْبَذَةٍ وَ مَخَارِیقَ مَعْرُوفاً بِذَلِكَ فَادَّعَی أَنَّهُ یَقُولُ بِالْوَقْفِ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ أَنَّ مُوسَی علیه السلام كَانَ ظَاهِراً بَیْنَ الْخَلْقِ یَرَوْنَهُ جَمِیعاً یَتَرَاءَی لِأَهْلِ النُّورِ بِالنُّورِ وَ لِأَهْلِ الْكُدُورَةِ بِالْكُدُورَةِ فِی مِثْلِ خَلْقِهِمْ بِالْإِنْسَانِیَّةِ وَ الْبَشَرِیَّةِ اللُّحْمَانِیَّةِ ثُمَّ حُجِبَ الْخَلْقُ جَمِیعاً عَنْ إِدْرَاكِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ بَیْنَهُمْ مَوْجُودٌ كَمَا كَانَ غَیْرَ أَنَّهُمْ مَحْجُوبُونَ عَنْهُ وَ عَنْ إِدْرَاكِهِ كَالَّذِی كَانُوا یُدْرِكُونَهُ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِیرٍ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ مَوَالِی بَنِی أَسَدٍ وَ لَهُ أَصْحَابٌ قَالُوا إِنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ علیهما السلام لَمْ یَمُتْ وَ لَمْ یُحْبَسُ وَ إِنَّهُ غَابَ وَ اسْتَتَرَ وَ هُوَ الْقَائِمُ الْمَهْدِیُّ وَ إِنَّهُ فِی وَقْتِ غَیْبَتِهِ اسْتَخْلَفَ عَلَی الْأُمَّةِ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ وَ جَعَلَهُ وَصِیَّهُ وَ أَعْطَاهُ خَاتَمَهُ وَ عَلَّمَهُ جَمِیعَ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ رَعِیَّتُهُ مِنْ أَمْرِ دِینِهِمْ وَ دُنْیَاهُمْ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِ جَمِیعَ أَمْرِهِ وَ أَقَامَهُ مُقَامَ نَفْسِهِ فَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِیرٍ الْإِمَامُ بَعْدَهُ (3).

«76»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ (4) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ

ص: 308


1- فی نسخة من المصدر: اكثر منه.
2- رجال الكشّیّ: 257.
3- رجال الكشّیّ: 297.
4- رواه سعد بن عبد اللّٰه فی كتاب المقالات و الفرق: 91 و 92، الی قوله: و هم أیضا قالوا بالحلال. و فیه: الظاهر من الإنسان ارضی و الباطن ازلی و رواه النوبختی ایضا فی فرق الشیعة: 83.

عُبَیْدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی الْكِلَابِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ یَقُولُ الظَّاهِرُ مِنَ الْإِنْسَانِ آدَمُ وَ الْبَاطِنُ أَزَلِیٌّ وَ قَالَ إِنَّهُ كَانَ یَقُولُ بِالاثْنَیْنِ وَ إِنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ نَاظَرَهُ عَلَیْهِ فَأَقَرَّ بِهِ وَ لَمْ یُنْكِرْهُ وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ لَمَّا مَاتَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ سَمِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ الْإِمَامُ وَ مَنْ أَوْصَی إِلَیْهِ سَمِیعٌ فَهُوَ إِمَامٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُهُ عَلَی الْأُمَّةِ إِلَی وَقْتِ خُرُوجِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ ظُهُورِهِ فِیمَا یَلْزَمُ النَّاسَ مِنْ حُقُوقِهِ فِی أَمْوَالِهِمْ وَ غَیْرِ ذَلِكَ مِمَّا یَتَقَرَّبُونَ بِهِ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی فَالْفَرْضُ عَلَیْهِمْ أَدَاؤُهُ إِلَی أَوْصِیَاءِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ إِلَی قِیَامِ الْقَائِمِ وَ زَعَمُوا أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی وَ كُلَّ مَنِ ادَّعَی الْإِمَامَةَ مِنْ وُلْدِهِ وَ وُلْدِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ مُبْطِلُونَ كَاذِبُونَ غَیْرُ طَیِّبِی الْوِلَادَةِ فَنَفَوْهُمْ عَنْ أَنْسَابِهِمْ وَ كَفَّرُوهُمْ لِدَعْوَاهُمُ الْإِمَامَةَ وَ كَفَّرُوا الْقَائِلِینَ بِإِمَامَتِهِمْ وَ اسْتَحَلُّوا دِمَاءَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ وَ زَعَمُوا أَنَّ الْفَرْضَ عَلَیْهِمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی إِقَامَةُ الصَّلَاةِ (1) وَ الْخُمْسُ وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ وَ أَنْكَرُوا الزَّكَاةَ وَ الْحَجَّ وَ سَائِرَ الْفَرَائِضِ وَ قَالُوا بِإِبَاحَاتِ الْمَحَارِمِ وَ الْفُرُوجِ وَ الْغِلْمَانِ وَ اعْتَلُّوا فِی ذَلِكَ بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْ یُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَ إِناثاً (2) وَ قَالُوا بِالتَّنَاسُخِ وَ الْأَئِمَّةُ عِنْدَهُمْ وَاحِداً وَاحِداً إِنَّمَا هُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْ قَرْنٍ إِلَی قَرْنٍ (3) وَ الْمُوَاسَاةُ بَیْنَهُمْ وَاجِبَةٌ فِی كُلِّ مَا مَلَكُوهُ مِنْ مَالٍ أَوْ خَرَاجٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِكَ (4) وَ كُلُّ مَا أَوْصَی بِهِ رَجُلٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَهُوَ لِسَمِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ أَوْصِیَائِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ مَذَاهِبُهُمْ فِی التَّفْوِیضِ مَذَاهِبُ الْغُلَاةِ مِنَ الْوَاقِفَةِ وَ هُمْ أَیْضاً قَالُوا بِالْحَلَالِ وَ زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنِ انْتَسَبَ إِلَی مُحَمَّدٍ فَهُمْ بُیُوتٌ وَ ظُرُوفٌ (5) وَ أَنَّ مُحَمَّداً هُوَ رَبُ

ص: 309


1- هكذا فی المصدر و فی نسخة من الكتاب، و فی أخری: الصلوات.
2- الشوری: 50.
3- فی نسخة: منقلبون من بدن الی بدن و فی الفرق و المقالات: منتقلون من بدن الی بدن.
4- فی المقالات: فی كل ماكولة مال و فرج و غیره.
5- فی المصدر: فهم ثبوت و طروق.

مَنِ انْتَسَبَ إِلَیْهِ (1) وَ أَنَّهُ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ أَنَّهُ مُحْتَجِبٌ فِی هَذِهِ الْحُجُبِ وَ زَعَمَتْ هَذِهِ الْفِرْقَةُ وَ الْمُخَمِّسَةُ وَ الْعَلْیَاوِیَّةُ (2) وَ أَصْحَابُ أَبِی الْخَطَّابِ أَنَّ كُلَّ مَنِ انْتَسَبَ إِلَی أَنَّهُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِی نَسَبِهِ (3) مُفْتَرٍ عَلَی اللَّهِ كَاذِبٌ وَ أَنَّهُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ إِنَّهُمْ یَهُودُ وَ نَصَارَی فِی قَوْلِهِ وَ قالَتِ الْیَهُودُ وَ النَّصاری نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَ أَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ یُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ (4) مُحَمَّدٌ فِی مَذْهَبِ الْخَطَّابِیَّةِ وَ عَلِیٌّ فِی مَذْهَبِ الْعَلْیَاوِیَّةِ فَهُمْ مِمَّنْ خَلَقَ هذین (هَذَانِ) كاذبین (5) (كَاذِبُونَ) فِیمَا ادَّعَوْا مِنَ النَّسَبِ إِذْ كَانَ مُحَمَّدٌ عِنْدَهُمْ وَ عَلِیٌّ هُوَ رَبٌّ لَا یَلِدُ وَ لَا یُولَدُ اللَّهُ جَلَّ وَ تَعَالَی (6) عَمَّا یَصِفُونَ وَ عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِیراً وَ كَانَ سَبَبَ قَتْلِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ شُعْبَذَةٌ وَ مَخَارِیقُ وَ كَانَ یُظْهِرُ لِلْوَاقِفَةِ أَنَّهُ مِمَّنْ وَقَفَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی وَ كَانَ یَقُولُ فِی مُوسَی بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ یَدَّعِی فِی نَفْسِهِ (7) أَنَّهُ نَبِیٌّ وَ كَانَتْ عِنْدَهُ صُورَةٌ قَدْ عَمِلَهَا وَ أَقَامَهَا شَخْصاً كَأَنَّهُ صُورَةُ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی علیه السلام مِنْ ثِیَابِ حَرِیرٍ قَدْ طَلَاهَا بِالْأَدْوِیَةِ وَ عَالَجَهَا بِحِیَلٍ عَمِلَهَا فِیهَا حَتَّی صَارَتْ شَبِیهاً بِصُورَةِ إِنْسَانٍ (8) وَ كَانَ یَطْوِیهَا فَإِذَا أَرَادَ الشُّعْبَذَةَ نَفَخَ فِیهَا فَأَقَامَهَا فَكَانَ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عِنْدِی فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَرَوْهُ وَ تَعْلَمُوهُ وَ أَنَّنِی نَبِیٌّ (9) فَهَلُمُّوا أَعْرِضْهُ عَلَیْكُمْ فَكَانَ یُدْخِلُهُمُ الْبَیْتَ وَ الصُّورَةُ مَطْوِیَّةٌ مَعَهُ فَیَقُولُ لَهُمْ

ص: 310


1- فی المصدر: و ان محمّدا هو ربّ حل فی كل من انتسب إلیه.
2- فی نسخة: (العلیائیة) و قد عرفت قبلا ان الصحیح لعل (العلبائیة).
3- فی المصدر: فی نسبته.
4- المائدة: 18.
5- فی المصدر: هذان كاذبان فیما ادعوا اذ كان.
6- فی المصدر: و لا یولد و لا یستولد تعالی اللّٰه.
7- فی المصدر: لنفسه.
8- فی المصدر: شبه صورة إنسان.
9- فی المصدر: و تعلمون انی نبی.

هَلْ تَرَوْنَ فِی الْبَیْتِ مُقِیماً أَوْ تَرَوْنَ فِیهِ غَیْرَكُمْ وَ غَیْرِی فَیَقُولُونَ لَا وَ لَیْسَ فِی الْبَیْتِ أَحَدٌ فَیَقُولُ فَاخْرُجُوا فَیَخْرُجُونَ مِنَ الْبَیْتِ فَیَصِیرُ هُوَ وَرَاءَ السِّتْرِ وَ یُسْبِلُ السِّتْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یُقَدِّمُ تِلْكَ الصُّورَةَ ثُمَّ یَرْفَعُ السِّتْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ فَیَنْظُرُونَ إِلَی صُورَةٍ قَائِمَةٍ وَ شَخْصٍ كَأَنَّهُ شَخْصُ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام لَا یُنْكِرُونَ مِنْهُ شَیْئاً وَ یَقِفُ هُوَ مِنْهُ بِالْقُرْبِ فَیُرِیهِمْ مِنْ طَرِیقِ الشُّعْبَذَةِ أَنَّهُ یُكَلِّمُهُ وَ یُنَاجِیهِ وَ یَدْنُو مِنْهُ كَأَنَّهُ یُسَارُّهُ (1) ثُمَّ یَغْمِزُهُمْ أَنْ یَتَنَحَّوْا فَیَتَنَحَّوْنَ وَ یُسْبِلُ السِّتْرَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُمْ فَلَا یَرَوْنَ شَیْئاً وَ كَانَتْ مَعَهُ أَشْیَاءُ عَجِیبَةٌ مِنْ صُنُوفِ الشُّعْبَذَةِ مَا لَمْ یَرَوْا مِثْلَهَا فَهَلَكُوا بِهَا فَكَانَتْ هَذِهِ حَالَهُ مُدَّةً حَتَّی رُفِعَ خَبَرُهُ إِلَی بَعْضِ الْخُلَفَاءِ أَحْسَبُهُ هَارُونَ أَوْ غَیْرَهُ مِمَّنْ كَانَ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ وَ أَنَّهُ زِنْدِیقٌ (2) فَأَخَذَهُ وَ أَرَادَ ضَرْبَ عُنُقِهِ فَقَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ اسْتَبْقِنِی فَإِنِّی أَتَّخِذُ لَكَ شَیْئاً (3) تَرْغَبُ الْمُلُوكُ فِیهَا فَأَطْلَقَهُ فَكَانَ أَوَّلُ مَا اتَّخَذَ لَهُ الدَّوَالِیَ فَإِنَّهُ عَمَدَ إِلَی الدَّوَالِی فَسَوَّاهَا وَ عَلَّقَهَا وَ جَعَلَهَا الزِّیبَقَ بَیْنَ تِلْكَ الْأَلْوَاحِ فَكَانَتِ الدَّوَالِی تَمْتَلِی مِنَ الْمَاءِ فَتُمِیلُ الْأَلْوَاحَ وَ یَنْقَلِبُ الزِّیبَقُ مِنْ تِلْكَ الْأَلْوَاحِ فَتَتْبَعُ (4) الدَّوَالِی لِهَذَا فَكَانَتْ تَعْمَلُ مِنْ غَیْرِ مُسْتَعْمِلٍ لَهَا وَ یُصِیبُ (5) الْمَاءَ فِی الْبُسْتَانِ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ مَعَ أَشْیَاءَ عَمِلَهَا یُضَاهِی اللَّهَ بِهَا فِی خَلْقِهِ الْجَنَّةَ فَقَوَّاهُ (6) وَ جَعَلَ لَهُ مَرْتَبَةً ثُمَّ إِنَّهُ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ انْكَسَرَ بَعْضُ تِلْكَ الْأَلْوَاحِ فَخَرَجَ مِنْهَا الزِّیبَقُ فَتَعَطَّلَتْ فَاسْتَرَابَ أَمْرَهُ وَ ظَهَرَ عَلَیْهِ التَّعْطِیلُ وَ الْإِبَاحَاتُ وَ قَدْ كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَبُو الْحَسَنِ علیه السلام یَدْعُوَانِ اللَّهَ عَلَیْهِ وَ یَسْأَلَانِهِ أَنْ یُذِیقَهُ حَرَّ الْحَدِیدِ فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ بَعْدَ أَنْ عُذِّبَ

ص: 311


1- فی نسخة: یسأله.
2- فی المصدر: انه زندیق.
3- فی المصدر: اشیاء.
4- فی نسخة: فتتسع و فی المصدر: فیتسع الدوالی لذلك.
5- فی نسخة: و یصب و فی المصدر: و تصب.
6- فی نسخة من المصدر: فقربه.

بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ قَالَ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَ بِهَذِهِ الْحِكَایَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی الْعُبَیْدِیُّ رِوَایَةً لَهُ وَ بَعْضَهَا عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ كَانَ هَاشِمُ بْنُ أَبِی هَاشِمٍ قَدْ تَعَلَّمَ مِنْهُ بَعْضَ تِلْكَ الْمَخَارِیقِ فَصَارَ دَاعِیَهُ (1) إِلَیْهِ مِنْ بَعْدِهِ (2).

توضیح: قوله فهم بیوت و ظروف أی كل من انتسب إلیه من الأئمة من صهره و أولاده فلیس بینهم و بینه نسب بل هو رب لهم لكن حل فیهم فهم بمنزلة البیت و الظروف له قوله إذ كان محمد عندهم أی عند الخطابیة و علی أی عند العلیاویة و إسبال الستر إرخاؤه و إرساله.

فإن قیل أ لیس ظهور المعجزة علی ید الكاذب علی أصول أهل العدل قبیحا و به یثبتون النبوة و الإمامة فكیف جری علی ید هذا الملعون هذه الأمور الغریبة أ و لیس هذا إغراء علی القبیح قلت نجیب عنه بوجهین الأول أن هذه لم تكن معجزة خارقة للعادة بل كانت شعبذة یكثر ظهورها من جهال الخلق و أدانیهم و من افتتن بهذا فإنما هو لتقصیر فی التأمل و التصفح أو لأغراض باطلة دعته إلی ذلك.

و الثانی أن ظهور المعجزة إنما یقبح علی ید الكاذب إذ ادعی أمرا ممكنا لا یحكم العقل باستحالته و هذا كان یدعی ألوهیة بشر محدث مؤلف محتاج و هذا مما یحكم جمیع العقول باستحالته فلیس فی هذا إغراء علی القبیح بوجه.

«77»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمِسْمَعِیِّ (3) عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ یَسْأَلُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ علیه السلام فَقَالَ إِنِّی سَمِعْتُ (4) مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ یَقُولُ إِنَّكَ لَسْتَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ الَّذِی أَنْتَ إِمَامُنَا وَ حُجَّتُنَا فِیمَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ فَقَالَ لَعَنَهُ اللَّهُ ثَلَاثاً أَذَاقَهُ

ص: 312


1- الصحیح كما فی المصدر: داعیة إلیه.
2- رجال الكشّیّ: 297- 299.
3- فی نسخة: السبیعی و الصحیح ما فی المتن.
4- فی المصدر: اما سمعت.

اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ قَتَلَهُ اللَّهُ أَخْبَثَ مَا یَكُونُ مِنْ قِتْلَةٍ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِذَا أَنَا سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْهُ أَ وَ لَیْسَ حَلَالٌ لِی دَمُهُ مُبَاحٌ كَمَا أُبِیحَ دَمُ السَّابِّ (1) لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِلْإِمَامِ فَقَالَ نَعَمْ حِلٌّ وَ اللَّهِ حِلٌّ وَ اللَّهِ دَمُهُ وَ إِبَاحَةٌ لَكَ (2) وَ لِمَنْ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ قُلْتُ أَ وَ لَیْسَ ذَلِكَ بِسَابٍّ (3) لَكَ فَقَالَ هَذَا سَابُّ اللَّهِ وَ سَابٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ وَ سَابٌّ (4) لِآبَائِی وَ سَابِّی (5) وَ أَیُّ سَبٍّ لَیْسَ یَقْصُرُ عَنْ هَذَا وَ لَا یَفُوقُهُ هَذَا الْقَوْلُ فَقُلْتُ أَ رَأَیْتَ إِذَا أَنَا لَمْ أَخَفْ أَنِّی أُغْمَزُ (6) بِذَلِكَ بَرِیئاً ثُمَّ لَمْ أَفْعَلْ وَ لَمْ أَقْتُلْهُ مَا عَلَیَّ مِنَ الْوِزْرِ فَقَالَ یَكُونُ عَلَیْكَ وِزْرُهُ أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْقُصَ (7) مِنْ وِزْرِهِ شَیْ ءٌ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً یَوْمَ الْقِیَامَةِ مَنْ نَصَرَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صلی اللّٰه علیه و آله بِظَهْرِ الْغَیْبِ وَ رَدَّ عَنِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله (8).

بیان: قوله علیه السلام لیس یقصر عن هذا المراد بالقصور القصور فی الركاكة و القبح قوله أنی أغمز أی أصیر سببا لتهمة بری ء أو ضرره قال فی القاموس غمز بالرجل سعی به شرا و فیه مغمز أی مطعن أو مطمع و المغموز المتهم و فی بعض النسخ بالراء المهملة أی یصیر فعلی سببا لأن یشمل البلاء بریئا من قولهم غمره بالماء أی غطاه و فی بعضها أعم من العموم بمعنی الشمول و هو قریب من الثانی.

ص: 313


1- فی نسخة: السباب.
2- فی المصدر: نعم بلی و اللّٰه حل دمه و أباحه لك.
3- فی نسخة: بسباب.
4- فی نسخة: سباب و كذا فی جمیع المواضع.
5- فی المصدر: و ساب لی.
6- فی نسخة: انی أعمّ و فی المصدر: أ رأیت إذا اتانی لم اخف ان اغمز.
7- فی المصدر: ینتقص.
8- رجال الكشّیّ: 299 و 300.

«78»-كش، رجال الكشی بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الطَّیَالِسِیِّ عَنِ الْبَطَائِنِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ علیه السلام یَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ وَ أَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ إِنَّهُ یَكْذِبُ عَلَیَّ بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ وَ بَرِئْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِمَّا یَدَّعِی فِیَّ ابْنُ بَشِیرٍ اللَّهُمَّ أَرِحْنِی مِنْهُ ثُمَّ قَالَ یَا عَلِیُّ مَا أَحَدٌ اجْتَرَأَ أَنْ یَتَعَمَّدَ عَلَیْنَا الْكَذِبَ إِلَّا أَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ إِنَّ بُنَاناً كَذَبَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ علیهما السلام فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ وَ إِنَّ الْمُغِیرَةَ بْنَ سَعِیدٍ كَذَبَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ وَ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ كَذَبَ عَلَی أَبِی فَأَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ بَشِیرٍ لَعَنَهُ اللَّهُ یَكْذِبُ عَلَیَّ بَرِئْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِمَّا یَدَّعِیهِ فِیَّ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِیرٍ اللَّهُمَّ أَرِحْنِی مِنْهُ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُكَ أَنْ تُخَلِّصَنِی مِنْ هَذَا الرِّجْسِ النِّجْسِ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ (1) فَقَدْ شَارَكَ الشَّیْطَانُ أَبَاهُ فِی رَحِمِ أُمِّهِ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَةَ فَمَا رَأَیْتُ أَحَداً قُتِلَ بِأَسْوَإِ قِتْلَةٍ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشِیرٍ لَعَنَهُ اللَّهُ (2).

«79»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی كَتَبَ إِلَیْهِ (3) فِی قَوْمٍ یَتَكَلَّمُونَ وَ یَقْرَءُونَ أَحَادِیثَ وَ یَنْسُبُونَهَا إِلَیْكَ وَ إِلَی آبَائِكَ فِیهَا مَا تَشْمَئِزُّ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ لَا یَجُوزُ لَنَا رَدُّهَا إِذْ كَانُوا یَرْوُونَهَا عَنْ آبَائِكَ وَ لَا قَبُولُهَا لِمَا فِیهَا وَ یَنْسُبُونَ الْأَرْضَ إِلَی قَوْمٍ یَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ مِنْ مَوَالِیكَ وَ هُوَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ عَلِیُّ بْنُ حَسَكَةَ وَ آخَرُ یُقَالُ لَهُ الْقَاسِمُ الْیَقْطِینِیُّ وَ مِنْ أَقَاوِیلِهِمْ أَنَّهُمْ یَقُولُونَ إِنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ (4) مَعْنَاهَا رَجُلٌ لَا رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ كَذَلِكَ الزَّكَاةُ مَعْنَاهَا ذَلِكَ

ص: 314


1- فی نسخة: بأسوإ من قتل محمّد بن بشیر.
2- رجال الكشّیّ: 300.
3- فی نسخة: قال: كتبت إلیه و الكاتب علی ما فی المتن لعله إبراهیم بن شیبة الآتی.
4- العنكبوت: 45.

الرَّجُلُ لَا عَدَدُ دِرْهَمٍ وَ لَا إِخْرَاجُ مَالٍ وَ أَشْیَاءُ مِنَ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ وَ الْمَعَاصِی تَأَوَّلُوهَا وَ صَیَّرُوهَا عَلَی الْحَدِّ الَّذِی ذَكَرْتُ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُبَیِّنَ لَنَا وَ تَمُنَّ عَلَیْنَا بِمَا فِیهِ السَّلَامَةُ لِمَوَالِیكَ وَ نَجَاتُهُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَقَاوِیلِ الَّتِی تُخْرِجُهُمْ إِلَی الْهَلَاكِ فَكَتَبَ (1) علیه السلام لَیْسَ هَذَا دِینَنَا فَاعْتَزِلْهُ (2).

بیان: المكتوب إلیه أبو محمد العسكری علیه السلام قوله و ینسبون الأرض أی خلقها أو تدبیرها أو حجیتها و لا یبعد أن یكون تصحیف الأخبار أو الأمر.

«80»-كش، رجال الكشی وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ الْفَارِیَابِیِّ حَدَّثَنِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شَیْبَةَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَیْهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنَّ عِنْدَنَا قَوْماً یَخْتَلِفُونَ فِی مَعْرِفَةِ فَضْلِكُمْ بِأَقَاوِیلَ مُخْتَلِفَةٍ تَشْمَئِزُّ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ تَضِیقُ لَهَا الصُّدُورُ وَ یَرْوُونَ فِی ذَلِكَ الْأَحَادِیثَ لَا یَجُوزُ لَنَا الْإِقْرَارُ بِهَا لِمَا فِیهَا مِنَ الْقَوْلِ الْعَظِیمِ وَ لَا یَجُوزُ رَدُّهَا وَ لَا الْجُحُودُ لَهَا إِذْ نُسِبَتْ إِلَی آبَائِكَ فَنَحْنُ وُقُوفٌ عَلَیْهَا مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ یَقُولُونَ وَ یَتَأَوَّلُونَ مَعْنَی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ (3) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ (4) أَنَّ الصَّلَاةَ مَعْنَاهَا رَجُلٌ لَا رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ كَذَلِكَ الزَّكَاةُ مَعْنَاهَا ذَلِكَ الرَّجُلُ لَا عَدَدُ دَرَاهِمَ وَ لَا إِخْرَاجُ مَالٍ وَ أَشْیَاءُ تُشْبِهُهَا مِنَ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ وَ الْمَعَاصِی تَأَوَّلُوهَا وَ صَیَّرُوهَا عَلَی هَذَا الْحَدِّ الَّذِی ذَكَرْتُ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَمُنَّ عَلَی مَوَالِیكَ بِمَا فِیهِ سَلامَتُهُمْ وَ نَجَاتُهُمْ مِنَ الْأَقَاوِیلِ الَّتِی تُصَیِّرُهُمْ إِلَی الْعَطَبِ وَ الْهَلَاكِ وَ الَّذِینَ ادَّعَوْا هَذِهِ الْأَشْیَاءَ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ أَوْلِیَاءُ وَ دَعَوْا

ص: 315


1- فی المصدر: و صیروها علی هذا الحدّ الذی ذكرت لك فان رأیت ان تبین لنا و ان تمن علی موالیك بما فیه سلامتهم و نجاتهم من الاقاویل التی تصیرهم الی المعطب و الهلاك و الذین ادعوا هذه الأشیاء ادعوا انهم اولیاء و ادعوا الی طاعتهم منهم علیّ بن حسكة و القاسم الیقطینی فما تقول فی القبول منهم فكتب.
2- رجال الكشّیّ: 321.
3- العنكبوت: 45.
4- البقرة: 43.

إِلَی طَاعَتِهِمْ مِنْهُمْ عَلِیُّ بْنُ حَسَكَةَ وَ الْقَاسِمُ الْیَقْطِینِیُّ فَمَا تَقُولُ فِی الْقَبُولِ مِنْهُمْ جَمِیعاً فَكَتَبَ إِلَیْهِ لَیْسَ هَذَا دِینَنَا فَاعْتَزِلْهُ قَالَ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَلِیُّ بْنُ حَسَكَةَ الْجَوَّازُ (1) كَانَ أُسْتَادَ الْقَاسِمِ الشَّعْرَانِیِّ الْیَقْطِینِیِّ مِنَ الْغُلَاةِ الْكِبَارِ مَلْعُونٌ (2).

«81»-كش، رجال الكشی سَعْدٌ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ الْآدَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ لَعَنَ اللَّهُ الْقَاسِمَ الْیَقْطِینِیَّ وَ لَعَنَ اللَّهُ عَلِیَّ بْنَ حَسَكَةَ الْقُمِّیَّ إِنَّ شَیْطَاناً تَرَاءَی لِلْقَاسِمِ فَیُوحِی إِلَیْهِ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً (3).

«82»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ الْقُمِّیُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ الْآدَمِیِّ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْكَرِیِّ علیه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا سَیِّدِی إِنَّ عَلِیَّ بْنَ حَسَكَةَ یَدَّعِی أَنَّهُ مِنْ أَوْلِیَائِكَ وَ أَنَّكَ أَنْتَ الْأَوَّلُ الْقَدِیمُ وَ أَنَّهُ بَابُكَ وَ نَبِیُّكَ أَمَرْتَهُ أَنْ یَدْعُوَ إِلَی ذَلِكَ وَ یَزْعُمُ أَنَّ الصَّلَاةَ وَ الزَّكَاةَ وَ الْحَجَّ وَ الصَّوْمَ كُلُّ ذَلِكَ مَعْرِفَتُكَ وَ مَعْرِفَةُ مَنْ كَانَ فِی مِثْلِ حَالِ ابْنِ حَسَكَةَ فِیمَا یَدَّعِی مِنَ الْبَابِیَّةِ (4) وَ النُّبُوَّةِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ كَامِلٌ سَقَطَ عَنْهُ الِاسْتِعْبَادُ (5) بِالصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْحَجِّ وَ ذَكَرَ جَمِیعَ شَرَائِعِ الدِّینِ أَنَّ مَعْنَی ذَلِكَ كُلِّهِ مَا ثَبَتَ (6) لَكَ وَ مَا إِلَیْهِ نَاسٌ كَثِیرٌ فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَمُنَّ عَلَی مَوَالِیكَ بِجَوَابٍ فِی ذَلِكَ تُنْجِیهِمْ مِنَ الْهَلَكَةِ قَالَ فَكَتَبَ علیه السلام كَذَبَ ابْنُ حَسَكَةَ عَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ بِحَسْبِكَ (7) أَنِّی لَا أَعْرِفُهُ فِی مَوَالِیَّ مَا لَهُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَوَ اللَّهِ مَا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً وَ الْأَنْبِیَاءَ مِنْ قَبْلِهِ إِلَّا بِالْحَنِیفِیَّةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْحَجِّ وَ الصِّیَامِ وَ الْوَلَایَةِ وَ مَا دَعَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله إِلَّا إِلَی اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِیكَ لَهُ

ص: 316


1- فی المصدر: الحوار.
2- رجال الكشّیّ: 321 و 322.
3- رجال الكشّیّ: 321 و 322.
4- فی نسخة: من النیابة.
5- فی نسخة: الاستعداد.
6- لعله علی صیغة المتكلم و فی نسخة: ما یثبت لك.
7- فی المصدر: یحسبك.

وَ كَذَلِكَ نَحْنُ الْأَوْصِیَاءَ مِنْ وُلْدِهِ عَبِیدُ اللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَیْئاً إِنْ أَطَعْنَاهُ رَحِمَنَا وَ إِنْ عَصَیْنَاهُ عَذَّبَنَا مَا لَنَا عَلَی اللَّهِ مِنْ حُجَّةٍ بَلِ الْحُجَّةُ لِلَّهِ عَلَیْنَا وَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِمَّنْ یَقُولُ ذَلِكَ وَ أَنْتَفِی إِلَی اللَّهِ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ فَاهْجُرُوهُمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ أَلْجِئُوهُمْ إِلَی أَضْیَقِ الطَّرِیقِ وَ إِنْ وَجَدْتَ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ خَلْوَةً فَاشْدَخْ رَأْسَهُ بِالصَّخْرَةِ (1).

بیان: الإلجاء إلی أضیق الطریق كنایة عن إتمام الحجة علیهم أو تشهیرهم و تكذیبهم أو انتهاز الفرصة بهم لقتلهم و الشدخ كسر الشی ء الأجوف.

«83»-كش، رجال الكشی قَالَ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ مُوسَی السَّوَّاقُ لَهُ أَصْحَابٌ عَلْیَاوِیَّةٌ یَقَعُونَ فِی السَّیِّدِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَكَةِ الْجَوَّازُ (2) الْقُمِّیُّ كَانَ أُسْتَادَ الْقَاسِمِ الشَّعْرَانِیِّ الْیَقْطِینِیِّ وَ ابْنُ بَابَا وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الشَّرِیعِیُّ كَانَا مِنْ تَلَامِذَةِ عَلِیِّ بْنِ حَسَكَةَ مَلْعُونُونَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ ذَكَرَ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ فِی بَعْضِ كُتُبِهِ أَنَّ مِنَ الْكَذَّابِینَ الْمَشْهُورِینَ عَلِیَّ بْنَ حَسَكَةَ وَ فَارِسَ بْنَ حَاتِمٍ الْقَزْوِینِیَّ (3).

أقول: ثم روی الكشی روایات فی لعن فارس و أن أبا الحسن العسكری علیه السلام أمر جنیدا بقتله فقتله و حرض علی قتل جماعة أخری من الغلاة كأبی السمهری و ابن أبی الزرقاء (4).

«84»-كش، رجال الكشی ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ شَاذَانَ فِی بَعْضِ كُتُبِهِ أَنَّ مِنَ الْكَذَّابِینَ الْمَشْهُورِینَ ابْنَ بَابَا الْقُمِّیَّ (5).

قَالَ سَعْدٌ حَدَّثَنِی الْعُبَیْدِیُّ قَالَ: كَتَبَ إِلَیَّ الْعَسْكَرِیُّ علیه السلام ابْتِدَاءً مِنْهُ أَبْرَأُ إِلَی اللَّهِ مِنَ الْفِهْرِیِّ (6) وَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَابَا الْقُمِّیِّ فَابْرَأْ مِنْهُمَا فَإِنِّی مُحَذِّرُكَ

ص: 317


1- رجال الكشّیّ: 322 و 323 فیه: فاخدش رأسه بالحجر.
2- فی المصدر: الحواری.
3- رجال الكشّیّ: 323 و 324.
4- راجع رجال الكشّیّ: 324- 328 و فیه: ابن الزرقاء.
5- رجال الكشّیّ: 323.
6- أی محمّد بن نصیر الفهری النمیری.

وَ جَمِیعَ مَوَالِیَّ وَ إِنِّی أَلْعَنُهُمَا عَلَیْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ مُسْتَأْكِلَیْنِ یَأْكُلَانِ بِنَا النَّاسَ فَتَّانَیْنِ مُؤْذِیَیْنِ آذَاهُمَا اللَّهُ وَ أَرْكَسَهُمَا فِی الْفِتْنَةِ رَكْساً یَزْعُمُ ابْنُ بَابَا أَنِّی بَعَثْتُهُ نَبِیّاً وَ أَنَّهُ بَابٌ وَیْلَهُ (1) لَعَنَهُ اللَّهُ سَخِرَ مِنْهُ الشَّیْطَانُ فَأَغْوَاهُ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَبِلَ مِنْهُ ذَلِكَ یَا مُحَمَّدُ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَشْدَخَ (2) رَأْسَهُ بِحَجَرٍ فَافْعَلْ فَإِنَّهُ قَدْ آذَانِی آذَاهُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو فَقَالَتْ فِرْقَةٌ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ الْفِهْرِیِّ النُّمَیْرِیِّ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ ادَّعَی أَنَّهُ نَبِیٌّ رَسُولٌ (3) وَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِیَّ أَرْسَلَهُ وَ كَانَ یَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ وَ الْغُلُوِّ فِی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ یَقُولُ فِیهِ بِالرُّبُوبِیَّةِ وَ یَقُولُ بِإِبَاحَةِ الْمَحَارِمِ وَ یُحَلِّلُ نِكَاحَ الرِّجَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً فِی أَدْبَارِهِمْ (4) وَ یَقُولُ إِنَّهُ مِنَ الْفَاعِلِ وَ الْمَفْعُولِ بِهِ أَحَدُ الشَّهَوَاتِ وَ الطَّیِّبَاتِ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُحَرِّمْ شَیْئاً مِنْ ذَلِكَ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ یُقَوِّی أَسْبَابَهُ وَ یَعْضُدُهُ وَ ذَكَرَ أَنَّهُ (5) رَأَی بَعْضُ النَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ نُصَیْرٍ عِیَاناً وَ غُلَامٌ لَهُ عَلَی ظَهْرِهِ وَ أَنَّهُ عَاتَبَهُ عَلَی ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا مِنَ اللَّذَّاتِ وَ هُوَ مِنَ التَّوَاضُعِ لِلَّهِ وَ تَرْكِ التَّجَبُّرِ وَ افْتَرَقَ النَّاسُ فِیهِ بَعْدَهُ فِرَقاً (6).

«85»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ قُولَوَیْهِ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارَ الْقُمِّیُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ

ص: 318


1- فی المصدر: علیه لعنة اللّٰه.
2- فی المصدر: ان تخدش رأسه بالحجر.
3- فی نسخة: رسول اللّٰه و المصدر موافق للمتن و الظاهر ان الكشّیّ اخذ ذلك عن سعد بن عبد اللّٰه حیث یوجد ذلك فی المقالات و الفرق: 99 و 100 و فیه ایضا: نبی رسول.
4- زاد فی المقالات: و یزعم ان ذلك من التواضع و الاخبات و التذلل للمفعول به و انه من الفاعل.
5- فی المقالات: اخبرنی بذلك عن محمّد بن نصیر أبو زكریا یحیی بن عبد الرحمن بن خاقان انه رآه عیانا و غلام له علی ظهره قال: فلقیته فعاتبته بذلك.
6- رجال الكشّیّ: 323.

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام (1) یَقُولُ وَ قَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو الْخَطَّابِ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ لَعَنَ أَصْحَابَهُ وَ لَعَنَ الشَّاكِّینَ فِی لَعْنِهِ وَ لَعَنَ مَنْ وَقَفَ فِی ذَلِكَ وَ شَكَّ فِیهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا أَبُو الْعَمْرِو وَ جَعْفَرُ بْنُ وَاقِدٍ وَ هَاشِمُ بْنُ أَبِی هَاشِمٍ اسْتَأْكَلُوا بِنَا النَّاسَ فَصَارُوا دُعَاةً یَدْعُونَ النَّاسَ إِلَی مَا دَعَا إِلَیْهِ أَبُو الْخَطَّابِ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ لَعَنَهُمْ مَعَهُ وَ لَعَنَ مَنْ قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ یَا عَلِیُّ لَا تَتَحَرَّجَنَّ (2) مِنْ لَعْنِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ لَعَنَهُمْ ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَنْ یَأْجِمْ (3) أَنْ یَلْعَنَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ فَعَلَیْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ (4).

بیان: أجمه كضربه كرهه.

«86»-كش، رجال الكشی الْحُسَیْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْقُمِّیُّ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنْ یُونُسَ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام یَا یُونُسُ أَ مَا تَرَی إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ فُرَاتٍ وَ مَا یَكْذِبُ عَلَیَّ فَقُلْتُ أَبْعَدَهُ اللَّهُ وَ أَسْحَقَهُ وَ أَشْقَاهُ فَقَالَ قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ أَذَاقَهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ كَمَا أَذَاقَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَیْنَا یَا یُونُسُ إِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لِتُحَذِّرَ عَنْهُ أَصْحَابِی وَ تَأْمُرَهُمْ بِلَعْنِهِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ بَرِی ءٌ مِنْهُ.

«87»-قَالَ سَعْدٌ وَ حَدَّثَنِیَ ابْنُ الْعُبَیْدِیِّ (5) عَنْ أَخِیهِ جَعْفَرِ بْنِ عِیسَی وَ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: آذَانِی مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ آذَاهُ اللَّهُ وَ أَذَاقَهُ حَرَّ الْحَدِیدِ آذَانِی لَعَنَهُ اللَّهُ أَذًی مَا آذَی أَبُو الْخَطَّابِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام بِمِثْلِهِ وَ مَا كَذَبَ عَلَیْنَا خَطَّابِیٌّ مِثْلَ مَا كَذَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ وَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ (6) یَكْذِبُ إِلَیْنَا إِلَّا وَ یُذِیقُهُ اللَّهُ حَرَّ الْحَدِیدِ.

قال محمد بن عیسی فأخبرانی و غیرهما أنه ما لبث محمد بن فرات إلا قلیلا حتی

ص: 319


1- فی المصدر: ابا جعفر الثانی علیه السّلام.
2- فی نسخة: لا تضیقن.
3- فی المصدر: من تأثم و فی تنقیح المقال: من تأخم.
4- رجال الكشّیّ: 328.
5- فی المصدر: ابن العبیدی.
6- فی المصدر: و اللّٰه ما من احد.

قتله إبراهیم بن شكلة (1) أخبث قتلة و كان محمد بن فرات یدعی أنه باب و أنه نبی و كان القاسم الیقطینی و علی بن حسكة القمی كذلك یدعیان لعنهما اللّٰه (2).

«88»-كش، رجال الكشی قَالَ نَصْرُ بْنُ الصَّبَّاحِ قَالَ لِیَ السَّجَّادَةُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُثْمَانَ یَوْماً مَا تَقُولُ فِی مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی زَیْنَبَ (3) وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ صلی اللّٰه علیه و آله أَیُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ قُلْتُ لَهُ قُلْ أَنْتَ فَقَالَ بَلْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی زَیْنَبَ أَ لَا تَرَی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَاتَبَ فِی الْقُرْآنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِی مَوَاضِعَ وَ لَمْ یُعَاتِبْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی زَیْنَبَ فَقَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئاً قَلِیلًا لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَیَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ (4) الْآیَةَ وَ فِی غَیْرِهِمَا وَ لَمْ یُعَاتِبْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِی زَیْنَبَ بِشَیْ ءٍ مِنْ أَشْبَاهِ ذَلِكَ قَالَ أَبُو عَمْرٍو عَلَی السَّجَّادَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ اللَّاعِنِینَ وَ لَعْنَةُ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ فَلَقَدْ كَانَ مِنَ الْعَلْیَائِیَّةِ (5) الَّذِینَ یَقَعُونَ (6) فِی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْإِسْلَامِ نَصِیبٌ (7).

«89»-ختص، الإختصاص فِی الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الَّذِینَ تَقَدَّمُوا فَمَرَقُوا وَ لَا مِنَ الَّذِینَ تَأَخَّرُوا فَمُحِقُوا وَ اجْعَلْنَا مِنَ النُّمْرُقَةِ الْأَوْسَطِ.

«90»-كا، الكافی الْعِدَّةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ عَنْ بَعْضِ

ص: 320


1- فی تنقیح المقال: هو إبراهیم بن المهدی بن المنصور أمه شكلة.
2- رجال الكشّیّ: 343.
3- هو محمّد بن مقلاص ابی زینب الأسدی الكوفیّ الاجدع أبو الخطاب المعروف رأس الفرقة الخطابیة و قد ذكر سعد بن عبد اللّٰه فی كتاب المقالات و الفرق و النوبختی فی فرق الشیعة مقالاتهم و فرقهم.
4- الإسراء: 73 و الزمر: 65.
5- فی نسخة: (العلیائیة) و فی أخری: العلیاویة.
6- فی المصدر: یقفون.
7- رجال الكشّیّ: 352 و 353.

أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: خَرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ إِنِّی خَرَجْتُ آنِفاً فِی حَاجَةٍ فَتَعَرَّضَ لِی بَعْضُ سُودَانِ الْمَدِینَةِ فَهَتَفَ بِی لَبَّیْكَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَبَّیْكَ فَرَجَعْتُ عَوْدِی عَلَی (1) بَدْئِی إِلَی مَنْزِلِی خَائِفاً ذَعِراً مِمَّا قَالَ حَتَّی سَجَدْتُ فِی مَسْجِدِی لِرَبِّی وَ عَفَّرْتُ لَهُ وَجْهِی وَ ذَلَّلْتُ لَهُ نَفْسِی وَ بَرِئْتُ إِلَیْهِ مِمَّا هَتَفَ بِی وَ لَوْ أَنَّ عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ عَدَا مَا (2) قَالَ اللَّهُ فِیهِ إِذاً لَصَمَّ صَمَماً لَا یَسْمَعُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ عَمِیَ عَمًی لَا یُبْصِرُ بَعْدَهُ أَبَداً وَ خَرِسَ خَرَساً لَا یَتَكَلَّمُ بَعْدَهُ أَبَداً ثُمَّ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ قَتَلَهُ بِالْحَدِیدِ (3).

«91»-كش، رجال الكشی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ السَّلُولِیُّ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّ شَیْ ءٍ سَمِعْتَ مِنْ أَبِی الْخَطَّابِ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّكَ وَضَعْتَ یَدَكَ عَلَی صَدْرِهِ وَ قُلْتَ لَهُ عِهْ (4) وَ لَا تَنْسَ وَ إِنَّكَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ (5) وَ إِنَّكَ قُلْتَ لَهُ عَیْبَةُ (6) عِلْمِنَا وَ مَوْضِعُ سِرِّنَا أَمِینٌ عَلَی أَحْیَائِنَا وَ أَمْوَاتِنَا قَالَ لَا وَ اللَّهِ مَا مَسَّ شَیْ ءٌ مِنْ جَسَدِی جَسَدَهُ إِلَّا یَدَهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی قُلْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ فَوَ اللَّهِ الَّذِی لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَعْلَمُ (7) فَلَا آجَرَنِیَ اللَّهُ فِی أَمْوَاتِی وَ لَا بَارَكَ لِی فِی أَحْیَائِی إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ قَالَ وَ قُدَّامَهُ جُوَیْرِیَةٌ سَوْدَاءُ تَدْرُجُ (8) قَالَ لَقَدْ كَانَ مِنِّی إِلَی أُمِّ هَذِهِ أَوْ

ص: 321


1- رجع عوده علی بدئه ای رجع فی الطریق الذی جاء منه.
2- أی جاوز عما قال اللّٰه فیه.
3- روضة الكافی: 225 و 226.
4- عه: كلمة زجر للحبس قال الفیروزآبادی: عهعه بالابل: زجرها بعه عه لتحتبس.
5- فی نسخة: الغیوب.
6- العیبة: ما تجعل فیه الثیاب كالصندوق.
7- فی المصدر: ما أعلم الغیب.
8- درج الصبی: مشی درج الرجل: رقی فی الدرج. درج القوم: انقرضوا و ماتوا.

إِلَی هَذِهِ كَخَطَّةِ (1) الْقَلَمِ فَأَتَتْنِی هَذِهِ فَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ مَا كَانَتْ تَأْتِینِی وَ لَقَدْ قَاسَمْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ حَائِطاً بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَأَصَابَهُ السَّهْلُ وَ الشِّرْبُ (2) وَ أَصَابَنِی الْجَبَلُ (3) وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی قُلْتُ هُوَ عَیْبَةُ عِلْمِنَا وَ مَوْضِعُ سِرِّنَا أَمِینٌ عَلَی أَحْیَائِنَا وَ أَمْوَاتِنَا فَلَا آجَرَنِیَ اللَّهُ فِی أَمْوَاتِی وَ لَا بَارَكَ لِی فِی أَحْیَائِی (4) إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ شَیْئاً مِنْ هَذَا قَطُّ (5).

بیان: قوله لا آجرنی اللّٰه علی بناء المجرد من باب نصر أو بناء الإفعال كما صرح بهما فی النهایة و الأساس أی لا أعطانی فی مصیبة أمواتی المثوبات التی وعدها أربابها فإنه من أعظم الخسران و الحرمان و لا بارك لی فی أحیائی أی لم یعطنی بركة فیمن هو حی من أتباعی و أولادی و عشیرتی و فی بعض النسخ فی حیاتی و الأول أظهر.

قوله علیه السلام كخطة القلم أی كان منی إلی أم هذه الجاریة مسحة قلیلة بقدر خط القلم بإرادة المقاربة فأتتنی هذه الجاریة فحال إتیانها بینی و بین ما أرید لو كنت أعلم الغیب لفعلت ذلك فی مكان ما كانت تأتینی.

و الراوی شك فی أنه علیه السلام قال كان منی إلی أم هذه الجاریة كخطة القلم فأتتنی هذه أو قال إلی هذه الجاریة كخطة القلم فأتتنی أمها فلذا ردد فی أول الكلام و أحال فی آخر الكلام أحد الشقین علی الظهور و اكتفی بذكر أحدهما.

و یحتمل أن یكون المعنی كان بینی و بین أم هذه الجاریة المسافة بقدر ما یخط بالقلم فلما قربت منها بهذا الحد أتتنی و حالت بینی و بینها و التقریب كما مر

ص: 322


1- فی المصدر: لحظة القلم.
2- الشرب بالكسر: مورد الشرب.
3- زاد فی المصدر: و اصابنی الحبل فلو كنت اعلم الغیب لاصابنی السهل و الشرب و اصابه لحبل قلت: الحبل: الرمل المستطیل، و لعله مصحف.
4- فی نسخة من الكتاب و المصدر: حیاتی.
5- رجال الكشّیّ: 188 و 189.

و كون خطة القلم كنایة عن المقاربة بعید و یمكن أن یكون المراد كانت بینی و بینها مسافة قلیلة بقدر ما یخط بالقلم و كنت أطلبها للتأدیب أو غیره فلم أعرف مكانها حتی أتتنی بنفسها.

و فی بعض النسخ لحظ القلم باللام و الحاء المهملة و الظاء المعجمة أی كان منی إلیها أمر بأن تلحظ القلم الذی فات منی فأتتنی به و فی بعضها بخط القلم و فی بعضها بخبط القلم أی التردید فی الكلام بسبب خط النساخ فیحتمل أن یكون فاتتنی فی الموضعین أی كان منی إلیها شی ء من الضرب و التهدید للتأدیب ففاتتنی و لم أطلع علی مكانها و علی هذه النسخة أیضا یمكن تأویله بهذا المعنی أی فاتتنی ثم أتتنی بنفسها.

و یؤیده ما رواه فی الكافی أنه علیه السلام قال یا عجبا لأقوام یزعمون أنا نعلم الغیب ما یعلم الغیب إلا اللّٰه لقد هممت بضرب جاریتی فلانة فهربت منی فما علمت فی أی بیوت الدار هی (1).

و لا یخفی أن قوله هذه ثانیا یزید تكلف بعض التوجیهات.

«92»-كش، رجال الكشی ذَكَرَتِ الطَّیَّارَةُ الْغَالِیَةُ فِی بَعْضِ كُتُبِهَا عَنِ الْمُفَضَّلِ أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ قُتِلَ مَعَ أَبِی إِسْمَاعِیلَ یَعْنِی أَبَا الْخَطَّابِ سَبْعُونَ نَبِیّاً كُلُّهُمْ رَأَی وَ هَلَكَ (2) نَبِیّاً فِیهِ (3) وَ إِنَّ الْمُفَضَّلَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا قَالَ فَجَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یُسَلِّمُ عَلَی رَجُلٍ رَجُلٍ مِنَّا وَ یُسَمِّی كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا بِاسْمِ نَبِیٍّ وَ قَالَ لِبَعْضِنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا نُوحُ وَ قَالَ لِبَعْضِنَا السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا إِبْرَاهِیمُ- وَ كَانَ آخِرُ مَنْ سَلَّمَ عَلَیْهِ قَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا یُونُسُ ثُمَّ قَالَ لَا تَخَایُرَ بَیْنَ الْأَنْبِیَاءِ (4).

ص: 323


1- أصول الكافی 1: 257.
2- فی نسخة: هلل و یشافهه.
3- فی المصدر: نبیّنا فیه.
4- رجال الكشّیّ: 208.

تبیین: قولهم كلهم رأی النسخ هنا مختلفة ففی بعضها قد رأی و هلك نبیا فیه أی كلهم رأی اللّٰه و هلك مع النبوة فی سبیل اللّٰه أو فی إعانة أبی الخطاب و فی بعضها و هلك و یشافهه و هو أظهر و فی بعضها و هلل و یشافهه أی قال لا إله إلا اللّٰه و هو یشافه اللّٰه تَعالی عَمَّا یَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِیراً و علی التقادیر یحتمل إرجاع الضمائر إلی الصادق علیه السلام بناء علی قولهم بألوهیته.

و صحح السید الداماد هكذا و هلل بنباوته ثم قال قال علامة الزمخشری فی الفائق النباوة و النبوة الارتفاع و الشرف و كلهم كلا إفرادیا بالرفع علی الابتداء أی كل واحد منهم رأی و هلل علی صیغة المعلوم أی رأی معبوده بالمنظر الأعلی من الكبریاء و الربوبیة و نفسه فی الدرجة الرفیعة من النباوة و النبوة و جری علی لسانه كلمة التهلیل تدهشا و تحیرا و استعظاما و تعجبا أو علی صیغة المجهول أی إذا رأی قیل لا إله إلا اللّٰه تعجبا من نباوته و استعظاما إذ كل من یری شیئا عظیما یتعجب منه و یقول لا إله إلا اللّٰه.

قَالَ ابْنُ الْأَثِیرِ فِی النِّهَایَةِ وَ فِی جَامِعِ الْأُصُولِ، فِی حَدِیثِ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَیْنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله النَّظَرُ إِلَی وَجْهِ عَلِیٍّ عِبَادَةٌ.

قیل معناه أن علیا علیه السلام كان إذا برز قال الناس لا إله إلا اللّٰه ما أشرف هذا الفتی لا إله إلا اللّٰه ما أكرم هذا الفتی أی أتقی (1) لا إله إلا اللّٰه ما أشجع هذا الفتی فكان رؤیته تحملهم علی كلمة التوحید.

قوله لا تخایر أی لا تفاضل و لعلهم لعنهم اللّٰه إنما وضعوا هذه التتمة لئلا یتفضل بعضهم علی بعض.

«93»-كش، رجال الكشی طَاهِرُ بْنُ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنِ الْحَمَّادِیِّ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ التَّنَاسُخِ قَالَ فَمَنْ نَسَخَ الْأَوَّلَ (2).

ص: 324


1- فی النهایة 4: 164: ما اتقی.
2- رجال الكشّیّ: 188.

بیان: قال السید الداماد قدس اللّٰه روحه إشارة إلی برهان إبطال التناسخ علی القوانین الحكمیة و الأصول البرهانیة تقریره أن القول بالتناسخ إنما یستتب لو قیل بأزلیة النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة علی التناقل و التناسخ و بلا تناهی تلك الأجساد المتناسخة بالعدد من جهة الأزل كما هو المشهور من مذهب الذاهبین إلیه و البراهین الناهضة علی استحالة اللانهایة العددیة بالفعل مع تحقق الترتب و الاجتماع فی الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان أعنی الدهر و إن لم یتصحح الترتب التعاقبی بحسب ظرف السیلان و التدریج و الفوت و اللحوق أعنی الزمان.

و قد استبان ذلك فی الأفق المبین و الصراط المستقیم و تقویم الإیمان و قبسات حق الیقین و غیرها من كتبنا و صحفنا فإذن لا محیص لسلسلة الأجساد المترتبة من مبدإ معین هو الجسد الأول فی جهة الأزل یستحق باستعداده المزاجی أن یتعلق به نفس مجردة تعلق التدبیر و التصرف فیكون ذلك مناط حدوث فیضانها عن جود المفیض الفیاض الحق جل سلطانه.

و إذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هیولانی بخصوصیة مزاجه الجسمانی و استحقاقه الاستعدادی یكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه یدبره و یتعلق به و یتصرف فیه و یتسلط علیه فلیتثبت انتهی و قد مر بعض القول فیه فی كتاب التوحید.

«94»-كش، رجال الكشی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَقَالَ لِی وَ كَانَ فِی مَجْلِسِكَ هَذَا أَبُو الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ سَبْعُونَ رَجُلًا كُلُّهُ إِلَیْهِمْ یَتَأَلَّمُ مِنْهُمْ شَیْئاً فَرَحِمْتُهُمْ (1) فَقُلْتُ لَهُمْ أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِفَضَائِلِ الْمُسْلِمِ فَلَا أَحْسَبُ أَصْغَرَهُمْ إِلَّا قَالَ بَلَی جُعِلْتُ فِدَاكَ قُلْتُ مِنْ فَضَائِلِ الْمُسْلِمِ أَنْ یُقَالَ لَهُ فُلَانٌ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فُلَانٌ

ص: 325


1- فی نسخة: منهم شی ء رحمتهم.

ذُو حَظٍّ مِنْ وَرَعٍ وَ فُلَانٌ یَجْتَهِدُ فِی عِبَادَتِهِ لِرَبِّهِ فَهَذِهِ فَضَائِلُ الْمُسْلِمِ مَا لَكُمْ وَ لِلرِّئَاسَاتِ إِنَّمَا الْمُسْلِمُونَ رَأْسٌ وَاحِدٌ إِیَّاكُمْ وَ الرِّجَالَ فَإِنَّ الرِّجَالَ لِلرِّجَالِ مَهْلَكَةٌ فَإِنِّی سَمِعْتُ أَبِی علیه السلام یَقُولُ إِنَّ شَیْطَاناً یُقَالُ لَهُ الْمُذْهِبُ یَأْتِی فِی كُلِّ صُورَةٍ إِلَّا أَنَّهُ لَا یَأْتِی فِی صُورَةِ نَبِیٍّ وَ لَا وَصِیِّ نَبِیٍّ وَ لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا وَ قَدْ تَرَاءَی لِصَاحِبِكُمْ فَاحْذَرُوهُ فَبَلَغَنِی (1) أَنَّهُمْ قُتِلُوا مَعَهُ (2) فَأَبْعَدَهُمُ اللَّهُ وَ أَسْحَقَهُمْ إِنَّهُ لَا یَهْلِكُ عَلَی اللَّهِ إِلَّا

ص: 326


1- فی المصدر: فقد بلغنی و فیه: و اسخطهم.
2- ذكر سعد بن عبد اللّٰه فی كتاب المقالات و الفرق، 81 و النوبختی فی فرق الشیعة 69 و 70 كیفیة قتلهم لعنهم اللّٰه و هی هكذا: و كانت الخطابیة الرؤساء منهم قتلوا مع أبی الخطاب و كانوا قد لزموا المسجد بالكوفة و اظهروا التعبد و لزم كل رجل منهم أسطوانة و كانوا یدعون الناس الی امرهم سرا فبلغ خبرهم عیسی بن موسی و كان عاملا لابی جعفر المنصور علی الكوفة و بلغه انهم قد اظهروا الاباحات و دعوا الناس الی نبوة ابی الخطاب و انهم مجتمعون فی مسجد الكوفة قد لزموا الاساطین یرون الناس انهم لزموا للعبادة فبعث الیهم رجلا من أصحابه فی خیل و رجالة لیأخذهم و یأتیه بهم فامتنعوا علیه و حاربوه و كانوا سبعین رجلا فقتلهم جمیعا و لم یفلت منهم أحد الا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بین القتلی فعد فیهم فلما جن اللیل خرج من بینهم فتخلص و هو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بابی خدیجة. و ذكر بعد ذلك انه قد تاب و رجع و كان ممن یروی الحدیث و كانت بینهم حرب شدیدة بالقصب و الحجارة و السكاكین كانت مع بعضهم و جعلوا القصب مكان الرماح و قد كان أبو الخطاب قال لهم: قاتلوهم فان قصبكم یعمل فیهم عمل الرماح و سائر السلاح و رماحهم و سیوفهم و سلاحهم لا یضركم و لا یعمل فیكم و لا یحتك فی ابدانكم فجعل یقدمهم عشرة عشرة للمحاربة فلما قتل منهم نحو ثلاثین رجلا صاحوا إلیه: یا سیدنا ما تری ما یحل بنا من هولاء القوم؟ و لا تری قصبنا لا یعمل فیهم و لا یؤثر و قد یكسر كله؟ و قد عمل فینا و قتل من بری ء منا فقال لهم یا قوم قد بلیتم و امتحنتم و اذن فی قتلكم و شهادتكم فقاتلوا علی دینكم و احسابكم و لا تعطوا بایدیكم فتذلوا، مع انكم لا تتخلصون من القتل فموتوا كراما اعزاء و اصبروا فقد وعد اللّٰه الصابرین اجرا عظیما و أنتم الصابرون. فقاتلوا حتی قتلوا عن آخرهم واسر ابوالخطاب فاتی به عیسی بن موسی فامر بقتله فضربت عنقه فی دارالرزق علی شاطئ الفرات وامر بصلبه وصلب اصحابه فصلبوا ثم امر بعد مدة باحراقهم فاحرقوا وبعث برؤوسهم إلی المنصور فامر بها فصلبت علی مدینة بغداد ثلاثة ایام ثم احرقت.

هَالِكٌ (1).

بیان: قوله علیه السلام كلهم إلیه یتألم كذا فی أكثر النسخ علی صیغة التفعل من الألم و فی بعض النسخ ینالهم و الظاهر أن فیه سقطا و تحریفا و قال السید الداماد رحمه اللّٰه أی كلهم مسلمون إلیه ینالهم منهم شی ء بالنون من النیل أی یصیبهم من تلقاء أنفسهم مصیبة و فی نسخة یثالم بالمثلثة علی المفاعلة من الثلمة و منهم للتعدیة أو بمعنی فیهم أو من زائدة للدعاء و المعنی یثالمهم شی ء و یوقع فیهم ثلمة قوله فلا أحسب أصغرهم أی لم أظن أحدا أنه أصغرهم إلا أجاب بهذا الجواب و فی بعض النسخ فلا أحسب إلا أصغرهم.

قال: قوله علیه السلام إنما المسلمون رأس واحد أی جمیعهم فی حكم رأس واحد فلا ینبغی لهم إلا رئیس واحد و یمكن أن یقدر المضاف أی ذو رأس واحد و فی بعض النسخ إنما للمسلمین رأس واحد أی إنما لهم جمیعا رئیس واحد و مطاع واحد.

قوله علیه السلام لا یهلك أی لا یرد علی اللّٰه هالكا إلا من هو هالك بحسب شقاوته و سوء طینته و فی الصحیفة فالهالك منا من هلك علیه و قد بسطنا القول فیه فی الفرائد الطریفة (2).

ص: 327


1- رجال الكشّیّ: 189.
2- ذكر الكشّیّ فی رجاله روایات كثیرة فی ذمّ الغلاة و كفرهم ذكر بعضها المصنّف و ترك باقیها.
فصل فی بیان التفویض و معانیه

«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام مَا تَقُولُ فِی التَّفْوِیضِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَوَّضَ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْرَ دِینِهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1) فَأَمَّا الْخَلْقَ وَ الرِّزْقَ فَلَا ثُمَّ قَالَ علیه السلام إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ یَقُولُ عَزَّ وَ جَلَّ الَّذِی (2) خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ یُمِیتُكُمْ ثُمَّ یُحْیِیكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ یَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَیْ ءٍ سُبْحانَهُ وَ تَعالی عَمَّا یُشْرِكُونَ (3).

«2»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا علیه السلام عَنِ الْغُلَاةِ وَ الْمُفَوِّضَةِ فَقَالَ الْغُلَاةُ كُفَّارٌ وَ الْمُفَوِّضَةُ مُشْرِكُونَ مَنْ جَالَسَهُمْ أَوْ خَالَطَهُمْ أَوْ وَاكَلَهُمْ أَوْ شَارَبَهُمْ أَوْ وَاصَلَهُمْ أَوْ زَوَّجَهُمْ أَوْ تَزَوَّجَ إِلَیْهِمْ (4) أَوْ أَمِنَهُمْ أَوِ ائْتَمَنَهُمْ عَلَی أَمَانَةٍ أَوْ صَدَّقَ حَدِیثَهُمْ وَ أَوْ أَعَانَهُمْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ خَرَجَ مِنْ وَلَایَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَلَایَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ وَلَایَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ (5).

«3»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ عُمَیْرِ بْنِ مُعَاوِیَةَ الشَّامِیِّ (6) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا علیهما السلام بِمَرْوَ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ رُوِیَ لَنَا عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام أَنَّهُ قَالَ لَا جَبْرَ وَ لَا تَفْوِیضَ (بَلْ)

ص: 328


1- الحشر: 7.
2- فی المصدر: اللّٰه الذی.
3- عیون أخبار الرضا: 326 و الآیة فی الروم: 40.
4- فی المصدر: او تزوج منهم.
5- عیون الأخبار: 326.
6- فی المصدر: زید بن عمیر بن معاویة الشامیّ و فی نسخة: یزید بن عمیر عن معاویة الشامیّ.

أَمْرٌ بَیْنَ أَمْرَیْنِ (1) فَمَا مَعْنَاهُ فَقَالَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَفْعَلُ أَفْعَالَنَا ثُمَّ یُعَذِّبُنَا عَلَیْهَا فَقَدْ قَالَ بِالْجَبْرِ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَّضَ أَمْرَ الْخَلْقِ وَ الرِّزْقِ إِلَی حُجَجِهِ علیهم السلام فَقَدْ قَالَ بِالتَّفْوِیضِ وَ الْقَائِلُ بِالْجَبْرِ كَافِرٌ وَ الْقَائِلُ بِالتَّفْوِیضِ مُشْرِكٌ الْخَبَرَ (2).

«4»-ج، الإحتجاج أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّلَّالُ الْقُمِّیُّ قَالَ: اخْتَلَفَ جَمَاعَةٌ مِنَ الشِّیعَةِ فِی أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَّضَ إِلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَنْ یَخْلُقُوا وَ یَرْزُقُوا فَقَالَ قَوْمٌ هَذَا مُحَالٌ لَا یَجُوزُ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّ الْأَجْسَامَ لَا یَقْدِرُ عَلَی خَلْقِهَا غَیْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَالَ آخَرُونَ بَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْدَرَ الْأَئِمَّةَ عَلَی ذَلِكَ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِمْ فَخَلَقُوا وَ رَزَقُوا وَ تَنَازَعُوا فِی ذَلِكَ تَنَازُعاً شَدِیداً فَقَالَ قَائِلٌ مَا بَالُكُمْ لَا تَرْجِعُونَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ فَتَسْأَلُونَهُ عَنْ ذَلِكَ لِیُوضِحَ لَكُمُ الْحَقَّ فِیهِ فَإِنَّهُ الطَّرِیقُ إِلَی صَاحِبِ الْأَمْرِ فَرَضِیَتِ الْجَمَاعَةُ بِأَبِی جَعْفَرٍ وَ سَلَّمَتْ وَ أَجَابَتْ إِلَی قَوْلِهِ فَكَتَبُوا الْمَسْأَلَةَ وَ أَنْفَذُوهَا إِلَیْهِ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ مِنْ جِهَتِهِ تَوْقِیعٌ نُسْخَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی هُوَ الَّذِی خَلَقَ الْأَجْسَامَ وَ قَسَمَ الْأَرْزَاقَ لِأَنَّهُ لَیْسَ بِجِسْمٍ وَ لَا حَالٍّ فِی جِسْمٍ لَیْسَ كَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ فَأَمَّا الْأَئِمَّةُ علیهم السلام فَإِنَّهُمْ یَسْأَلُونَ اللَّهَ تَعَالَی فَیَخْلُقُ وَ یسأله (یَسْأَلُونَهُ) فَیَرْزُقُ إِیجَاباً لِمَسْأَلَتِهِمْ وَ إِعْظَاماً لِحَقِّهِمْ (3).

«5»-یر، بصائر الدرجات الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (4) عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْإِمَامِ (5) فَوَّضَ اللَّهُ إِلَیْهِ كَمَا فَوَّضَ إِلَی سُلَیْمَانَ فَقَالَ نَعَمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ سَأَلَهُ رَجُلٌ (6) عَنْ

ص: 329


1- فی المصدر: بل امر بین الامرین.
2- عیون أخبار الرضا: 70.
3- الاحتجاج: 264.
4- عبد اللّٰه بن سلیمان مجهول.
5- فی المصدر: قال: سألته عن الامام.
6- فی المصدر و الكافی: و ذلك ان رجلا سأله.

مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِیهَا (1) وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ آخَرُ عَنْ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ فَأَجَابَهُ بِغَیْرِ جَوَابِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ (2) بِغَیْرِ جَوَابِ الْأَوَّلَیْنِ (3) ثُمَّ قَالَ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ (4) أَوْ أَعْطِ بِغَیْرِ حِسَابٍ هَكَذَا فِی (5) قِرَاءَةِ عَلِیٍّ علیه السلام قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَحِینَ أَجَابَهُمْ بِهَذَا الْجَوَابِ یَعْرِفُهُمُ الْإِمَامُ (6) قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَی فِی كِتَابِهِ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ وَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ إِنَّها لَبِسَبِیلٍ مُقِیمٍ (7) لَا یَخْرُجُ مِنْهَا أَبَداً ثُمَّ قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْإِمَامَ إِذَا نَظَرَ إِلَی رَجُلٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ لَوْنَهُ وَ إِنْ سَمِعَ كَلَامَهُ مِنْ خَلْفِ حَائِطٍ عَرَفَهُ وَ عَرَفَ مَا هُوَ لِأَنَّ اللَّهَ (8) یَقُولُ وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ

ص: 330


1- فی المصدر: (فاجابه منها) و فی الكافی: فاجابه فیها.
2- فی البصائر: ثم سأله آخر من تلك المسألة فاجابه و فی الكافی: ثم سأله آخر فاجابه.
3- المعلوم من مذهب ائمتنا صلوات اللّٰه علیهم أجمعین ان كل موضوع لا یكون له الا حكم واحد من اللّٰه تعالی، نعم ربما یعرف الامام ان السائل لیس من مقلدیه و متابعیه فیجیبه بما یوافق مذهبه و لا یجیبه بما هو حكم اللّٰه فی نظره، و فی اخبارنا من هذا الضرب كثیرة یعدها أصحابنا من التقیة و فی صحة عدها من التقیة نظر و ربما یكون لهم مانع من بیان حكم اللّٰه الواقعی فیفتون و یجیبون عن مسئلة بما یفتی به بعض معاصریه من الفقهاء العامّة فهذا الحدیث اما من الضرب الأول و اما أن موضوع المسائل كان متعدّدا باطلاق او شرط، و ببالی انی رأیت فی حدیث ان الامام بین موضوع كل مسألة و علة اختلاف حكمه.
4- فی البصائر المطبوع: فامسك و الآیة فی سورة ص: 39 و هی هكذا: هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ اَو اَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسَابٍ.
5- فی المصدر و الكافی: و هكذا هی.
6- لعله ایعاز الی ما ذكرنا من الوجه الأوّل فی توجیه الحدیث.
7- الحجر: 75 و 76.
8- فی المصدرین: ان اللّٰه یقول.

وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ (1) فَهُمُ الْعُلَمَاءُ وَ لَیْسَ یَسْمَعُ شَیْئاً مِنَ الْأَلْسُنِ (2) إِلَّا عَرَفَهُ نَاجٍ أَوْ هَالِكٌ فَلِذَلِكَ یُجِیبُهُمْ بِالَّذِی یُجِیبُهُمْ بِهِ (3).

كا، الكافی أحمد بن إدریس و محمد بن یحیی عن الحسن بن علی الكوفی عن عبیس عن عبد اللّٰه بن سلیمان عنه علیه السلام مثله (4)

بیان: قوله و ذلك أنه كلام الراوی و تقدیره ذلك السؤال لأنه سأله و كونه كلامه علیه السلام و إرجاع الضمیر إلی سلیمان بعید جدا أو أعط هذه القراءة غیر مذكورة فی الشواذ و كأنه علیها (5) المن بمعنی القطع أو النقص و عرف لونه أی عرف أن لونه أی لون و یدل علی أی شی ء من الصفات و الأخلاق.

أو المراد باللون النوع و علی تأویله المراد بقوله إِنَّ فِی ذلِكَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ أن فی الألسن و الألوان المختلفة لآیات و علامات للعلماء الذین هم العالمون حقیقة و هم الأئمة علیهم السلام یستدلون بها علی إیمان الخلق و نفاقهم و سائر صفاتهم و هذا من غرائب علومهم و شئونهم صلوات اللّٰه علیهم.

«6»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ أَبِی أُسَامَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مُحَمَّداً عَبْداً فَأَدَّبَهُ حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً أَوْحَی إِلَیْهِ وَ فَوَّضَ إِلَیْهِ الْأَشْیَاءَ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (6)

ص: 331


1- الروم: 22.
2- فی البصائر: و لیس یسمع شیئا من الألسن تنطق و فی الكافی: فلیس یسمع شیئا من الامر ینطق به.
3- بصائر الدرجات 114.
4- أصول الكافی 1: 438.
5- أی علی تلك القراءة.
6- بصائر الدرجات: 111.

«7»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولَانِ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَی نَبِیِّهِ أَمْرَ خَلْقِهِ لِیَنْظُرَ كَیْفَ طَاعَتُهُمْ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1)

بیان: قوله كیف طاعتهم أی للرسول صلی اللّٰه علیه و آله أو لله تعالی أو الأعم منهما.

«8»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله دِیَةَ الْعَیْنِ وَ دِیَةَ النَّفْسِ وَ دِیَةَ الْأَنْفِ وَ حَرَّمَ النَّبِیذَ وَ كُلَّ مُسْكِرٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ فَوَضَعَ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِنْ غَیْرِ أَنْ یَكُونَ جَاءَ فِیهِ شَیْ ءٌ قَالَ نَعَمْ لِیَعْلَمَ مَنْ یطع (یُطِیعُ) الرَّسُولَ (2) وَ یَعْصِیهِ (3).

«9»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ رَسُولَهُ حَتَّی قَوَّمَهُ عَلَی مَا أَرَادَ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَیْهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فَمَا فَوَّضَ اللَّهُ إِلَی رَسُولِهِ فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَیْنَا (4).

یر، بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن ابن أبان عن أحمد بن الحسن مثله (5).

«10»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ صَامِتٍ عَنْ أُدَیْمِ بْنِ الْحُرِّ قَالَ أُدَیْمٌ سَأَلَهُ مُوسَی بْنُ أَشْیَمَ یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنْ آیَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَخَبَّرَهُ بِهَا فَلَمْ یَبْرَحْ حَتَّی دَخَلَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآیَةِ بِعَیْنِهَا فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَهُ قَالَ ابْنُ أَشْیَمَ فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّی كُنْتُ كَادَ قَلْبِی یُشْرَحُ بِالسَّكَاكِینِ وَ قُلْتُ تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَا یُخْطِئُ فِی الْحَرْفِ الْوَاحِدِ الْوَاوِ وَ شِبْهِهَا وَ جِئْتُ إِلَی مَنْ یُخْطِئُ هَذَا الْخَطَاءَ كُلَّهُ فَبَیْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ بِعَیْنِهَا (6) فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا

ص: 332


1- بصائر الدرجات: 111.
2- فی نسخة: ممن یعصیه.
3- بصائر الدرجات: 112 فیه: و من یعصیه.
4- بصائر الدرجات: 113.
5- بصائر الدرجات: 113.
6- فی المصدر: اذ دخل علیه رجل آخر فسأله عن تلك الآیة بعینها.

أَخْبَرَنِی وَ الَّذِی سَأَلَهُ بَعْدِی فَتَجَلَّی عَنِّی وَ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ تَعَمُّدٌ مِنْهُ فَحَدَّثْتُ نَفْسِی (1) بِشَیْ ءٍ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقَالَ یَا ابْنَ أَشْیَمَ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَ كَذَا فَحَدَّثَنِی عَنِ الْأَمْرِ الَّذِی حَدَّثْتُ بِهِ نَفْسِی ثُمَّ قَالَ یَا ابْنَ أَشْیَمَ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَی سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ علیه السلام فَقَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (2) وَ فَوَّضَ إِلَی نَبِیِّهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (3) فَمَا فَوَّضَ إِلَی نَبِیِّهِ فَقَدْ فَوَّضَ إِلَیْنَا یَا ابْنَ أَشْیَمَ فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ (4) وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً حَرَجاً أَ تَدْرِی مَا الْحَرَجُ قُلْتُ لَا فَقَالَ بِیَدِهِ وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ الشَّیْ ءُ (5) الْمُصْمَتُ الَّذِی لَا یَخْرُجُ مِنْهُ شَیْ ءٌ وَ لَا یَدْخُلُ فِیهِ شَیْ ءٌ (6).

ختص، الإختصاص الیقطینی عن النضر مثله (7)

- یر، بصائر الدرجات ابن هاشم عن یحیی بن أبی عمران عن یونس عن بكار بن أبی بكر عن موسی بن أشیم مثله (8)

- ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن أبیه عن ابن المغیرة عن عبد اللّٰه بن سنان عن موسی بن أشیم مثله (9).

ص: 333


1- فی نسخة: فی نفسی و فی المصدر: بشی ء فی نفسی.
2- ص: 39.
3- الحشر: 7.
4- فی المصدر: للایمان و هو من تصحیف الطابع و الآیة فی الانعام: 125 و فیه: فمن یرد اللّٰه.
5- فی نسخة: كالشی ء.
6- بصائر الدرجات: 113 و 114.
7- الاختصاص: 330 و 331 راجعه ففیه اختلاف لفظی.
8- بصائر الدرجات: 113 فیه: موسی بن اشیم قال: كنت عند أبی عبد اللّٰه علیه السّلام فسأله رجل و فیه اختصار راجعه.
9- بصائر الدرجات: 113، الاختصاص: 329 و 330 راجعهما ففیهما اختصار.

«11»-یر، بصائر الدرجات فِی نَوَادِرِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَا وَ اللَّهِ مَا فَوَّضَ اللَّهُ إِلَی أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا إِلَی الرَّسُولِ (1) وَ إِلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام فَقَالَ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَیْكَ (2) الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ هِیَ جَارِیَةٌ فِی الْأَوْصِیَاءِ (3).

ختص، الإختصاص ابن أبی الخطاب عن محمد بن سنان عن عبد اللّٰه بن سنان عنه علیه السلام مثله (4)

بیان: ذهب أكثر المفسرین إلی أن المراد بقوله تعالی بِما أَراكَ اللَّهُ بما عرفك اللّٰه و أوحی به إلیك و منهم من زعم أنه یدل علی جواز الاجتهاد علیه علیه السلام و لا یخفی ضعفه و ظاهر الخبر أنه علیه السلام فسر الإراءة بالإلهام و ما یلقی اللّٰه فی قلوبهم من الأحكام لتدل علی التفویض ببعض معانیه كما سیأتی.

«12»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الثُّمَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ مَنْ أَحْلَلْنَا لَهُ شَیْئاً أَصَابَهُ مِنْ أَعْمَالِ الظَّالِمِینَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ لِأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنَّا مُفَوَّضٌ إِلَیْهِمْ فَمَا أَحَلُّوا فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمُوا فَهُوَ حَرَامٌ (5).

ختص، الإختصاص الطیالسی عن ابن عمیرة مثله (6).

«13»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ نَبِیَّهُ عَلَی مَحَبَّتِهِ فَقَالَ إِنَّكَ لَعَلی خُلُقٍ عَظِیمٍ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَیْهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ قَالَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (7)

ص: 334


1- فی نسخة: رسول اللّٰه و هو الموجود فی البصائر.
2- فی المصدر: الكتاب بالحق و هو الصحیح.
3- بصائر الدرجات: 114.
4- الاختصاص: 331 فیه: عبد اللّٰه بن مسكان.
5- بصائر الدرجات: 113، الاختصاص: 330.
6- بصائر الدرجات: 113، الاختصاص: 330.
7- تقدم الایعاز الی مواضع الآیات.

قَالَ ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ نَبِیَّ اللَّهِ فَوَّضَ إِلَی عَلِیٍّ وَ ائْتَمَنَهُ فَسَلَّمْتُمْ وَ جَحَدَ النَّاسُ وَ اللَّهِ لَحَسْبُكُمْ أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا وَ تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا وَ نَحْنُ فِیمَا بَیْنَكُمْ وَ بَیْنَ اللَّهِ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنْ خَیْرٍ فِی خِلَافِ أَمْرِنَا (1).

یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ ائْتَمَنَهُ (2).

ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ ابْنِ حُمَیْدٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ النَّحْوِیِّ مِثْلَهُ وَ زَادَ فِی آخِرِهِ فَإِنَّ أَمْرَنَا أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ (3).

بیان: قوله علیه السلام علی محبته أی علی ما أحب و أراد من التأدیب أو حال عن الفاعل أی حال كونه تعالی ثابتا علی محبته أو عن المفعول أی حال كونه صلی اللّٰه علیه و آله ثابتا علی محبته تعالی و یحتمل أن یكون علی تعلیلیة أی لحبه تعالی له أو لحبه له تعالی أو علمه بما یوجب حبه لله تعالی أو حبه تعالی له و الأول أظهر الوجوه.

«14»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ زَكَرِیَّا الزُّجَاجِیِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَذْكُرُ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام كَانَ فِیمَا وُلِّیَ بِمَنْزِلَةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَیْرِ حِسابٍ (4)

كنز، كنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة محمد بن العباس عن أحمد بن إدریس عن ابن عیسی عن الحسین بن سعید عن الحجال مثله (5).

ص: 335


1- بصائر الدرجات: 113.
2- بصائر الدرجات: 113 فیه: عن ابی إسحاق النحوی قال: سمعت أبا جعفر علیه السلام.
3- الاختصاص: 330 فیه: عن ابی إسحاق النحوی قال: سمعت أبا جعفر علیه السّلام و فیه نقص من قوله: و اللّٰه الی قوله: صمتنا.
4- بصائر الدرجات: 113 و الآیة فی ص: 139.
5- كنز الفوائد: 264 و فیه: قال له سبحانه.

«15»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیُّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ أَبِی بَكْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ رُفَیْدٍ مَوْلَی ابْنِ هُبَیْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِذَا رَأَیْتَ الْقَائِمَ أَعْطَی رَجُلًا مِائَةَ أَلْفٍ وَ أَعْطَی آخَرَ دِرْهَماً فَلَا یَكْبُرْ (1) فِی صَدْرِكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ مُفَوَّضٌ إِلَیْهِ (2).

«16»-غط، الغیبة للشیخ الطوسی جَعْفَرٌ الْفَزَارِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی نُعَیْمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ: وَجَّهَ قَوْمٌ مِنَ الْمُفَوِّضَةِ وَ الْمُقَصِّرَةِ كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ الْمَدَنِیَّ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام قَالَ كَامِلٌ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَسْأَلُهُ لَا یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتِی وَ قَالَ بِمَقَالَتِی قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی أَبِی مُحَمَّدٍ علیه السلام نَظَرْتُ إِلَی ثِیَابٍ بَیَاضٍ (3) نَاعِمَةٍ عَلَیْهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَلِیُّ اللَّهِ وَ حُجَّتُهُ یَلْبَسُ النَّاعِمَ (4) مِنَ الثِّیَابِ وَ یَأْمُرُنَا نَحْنُ بِمُوَاسَاةِ الْإِخْوَانِ وَ یَنْهَانَا عَنْ لُبْسِ مِثْلِهِ فَقَالَ مُتَبَسِّماً یَا كَامِلُ وَ حَسَرَ ذِرَاعَیْهِ (5) فَإِذَا مِسْحٌ أَسْوَدُ خَشِنٌ عَلَی جِلْدِهِ فَقَالَ هَذَا لِلَّهِ وَ هَذَا لَكُمْ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ إِلَی بَابٍ عَلَیْهِ سِتْرٌ مُرْخًی فَجَاءَتِ الرِّیحُ فَكَشَفَتْ طَرَفَهُ فَإِذَا أَنَا بِفَتًی كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْنَاءِ أَرْبَعِ سِنِینَ أَوْ مِثْلِهَا فَقَالَ لِی یَا كَامِلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ فَاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ أُلْهِمْتُ أَنْ قُلْتُ لَبَّیْكَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ جِئْتَ إِلَی وَلِیِّ اللَّهِ وَ حُجَّتِهِ وَ بَابِهِ تَسْأَلُهُ هَلْ یَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَ قَالَ بِمَقَالَتِكَ فَقُلْتُ إِی وَ اللَّهِ قَالَ إِذَنْ وَ اللَّهِ یَقِلَّ دَاخِلُهَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَدْخُلُهَا قَوْمٌ یُقَالُ لَهُمُ الْحَقِّیَّةُ قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ مَنْ هُمْ قَالَ قَوْمٌ مِنْ حُبِّهِمْ لِعَلِیٍّ علیه السلام یَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَ

ص: 336


1- فی الاختصاص: قد أعطی رجلا مائة الف درهم و اعطاك درهما فلا یكبرن.
2- بصائر الدرجات: 113، الاختصاص: 331 و 332.
3- فی نسخة: بیض.
4- نعم كشرف: لان ملبسه.
5- فی المصدر: عن ذراعیه اقول: ای كشفه. و المسح بالكسر: كساء من شعر.

لَا یَدْرُونَ مَا حَقُّهُ وَ فَضْلُهُ ثُمَّ سَكَتَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِّی سَاعَةً ثُمَّ قَالَ وَ جِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَقَالَةِ الْمُفَوِّضَةِ كَذَبُوا بَلْ قُلُوبُنَا أَوْعِیَةٌ لِمَشِیَّةِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ شِئْنَا وَ اللَّهُ یَقُولُ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (1) ثُمَّ رَجَعَ السِّتْرُ إِلَی حَالَتِهِ فَلَمْ أَسْتَطِعْ كَشْفَهُ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو مُحَمَّدٍ علیه السلام مُتَبَسِّماً فَقَالَ یَا كَامِلُ مَا جُلُوسُكَ قَدْ أَنْبَأَكَ بِحَاجَتِكَ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِی فَقُمْتُ وَ خَرَجْتُ وَ لَمْ أُعَایِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ فَلَقِیتُ كَامِلًا فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ فَحَدَّثَنِی بِهِ (2).

غط، الغیبة للشیخ الطوسی أحمد بن علی الرازی عن محمد بن علی عن علی بن عبد اللّٰه (3) عن الحسن بن وجنا عن أبی نعیم مثله (4).

«17»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَرَأْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلَ اللَّهِ لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ (5) قَالَ بَلَی وَ اللَّهِ إِنَّ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَیْئاً وَ شَیْئاً وَ شَیْئاً وَ لَیْسَ حَیْثُ ذَهَبْتَ وَ لَكِنِّی أُخْبِرُكَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمَّا أَمَرَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله أَنْ یُظْهِرَ وَلَایَةَ عَلِیٍّ علیه السلام فَكَّرَ فِی عَدَاوَةِ قَوْمِهِ لَهُ وَ مَعْرِفَتِهِ بِهِمْ وَ ذَلِكَ لِلَّذِی فَضَّلَهُ اللَّهُ بِهِ عَلَیْهِمْ فِی جَمِیعِ خِصَالِهِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ بِمَنْ أَرْسَلَهُ وَ كَانَ أَنْصَرَ النَّاسِ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ أَقْتَلَهُمْ لِعَدُوِّهِمَا وَ أَشَدَّهُمْ بُغْضاً لِمَنْ خَالَفَهُمَا وَ فَضَّلَ عِلْمَهُ الَّذِی لَمْ یُسَاوِهِ أَحَدٌ وَ مَنَاقِبَهُ الَّتِی لَا تُحْصَی شَرَفاً فَلَمَّا فَكَّرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَدَاوَةِ قَوْمِهِ لَهُ فِی هَذِهِ الْخِصَالِ وَ حَسَدِهِمْ لَهُ عَلَیْهَا ضَاقَ عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ لَیْسَ لَهُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَیْ ءٌ إِنَّمَا الْأَمْرُ فِیهِ إِلَی اللَّهِ أَنْ یُصَیِّرَ عَلِیّاً وَصِیَّهُ وَ وَلِیَّ الْأَمْرِ بَعْدَهُ فَهَذَا عَنَی اللَّهُ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ وَ قَدْ فَوَّضَ اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ جَعَلَ مَا أَحَلَّ فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ قَوْلُهُ ما

ص: 337


1- الدهر: 30.
2- غیبة الطوسیّ: 159 و 160.
3- فی المصدر: عن علیّ بن عبد اللّٰه بن عائذ الرازیّ.
4- غیبة الطوسیّ: 159 و 160.
5- آل عمران: 128.

آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1).

«18»-شی، تفسیر العیاشی عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَوْلُهُ لِنَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ فَسِّرْهُ لِی قَالَ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لِشَیْ ءٍ قَالَهُ اللَّهُ وَ لِشَیْ ءٍ أَرَادَهُ اللَّهُ یَا جَابِرُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله كَانَ حَرِیصاً عَلَی أَنْ یَكُونَ عَلِیٌّ علیه السلام مِنْ بَعْدِهِ عَلَی النَّاسِ وَ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ خِلَافُ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله قَالَ قُلْتُ فَمَا مَعْنَی ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ عَنَی بِذَلِكَ قَوْلَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ یَا مُحَمَّدُ فِی عَلِیٍّ الْأَمْرُ (إِلَیَ) فِی عَلِیٍّ وَ فِی غَیْرِهِ (2) أَ لَمْ أَتْلُ عَلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ فِیمَا أَنْزَلْتُ مِنْ كِتَابِی إِلَیْكَ الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَكُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ إِلَی قَوْلِهِ وَ لَیَعْلَمَنَّ (3) قَالَ فَوَّضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله الْأَمْرَ إِلَیْهِ (4).

بیان: قوله علیه السلام لشی ء قاله اللّٰه أی إنما قال لیس لك من الأمر شی ء فی أمر قاله اللّٰه و أراده لیس للنبی صلی اللّٰه علیه و آله أن یغیره ثم بین أن الآیة نزلت فی إمامة علی علیه السلام حیث أرادها اللّٰه تعالی إرادة حتم و لما خاف النبی صلی اللّٰه علیه و آله مخالفة الأمة أخر تبلیغ ذلك أنزل اللّٰه علیه هذه الآیة و یدل علیه الخبر السابق و إن كان بعیدا عن سیاق هذا الخبر فإن ظاهره أنه صلی اللّٰه علیه و آله أراد أن لا یغلب علی علی علیه السلام بعده أحد و یتمكن من الخلافة و كان فی علم اللّٰه تعالی و مصلحته أن یفتن الأمة به و یدعهم إلی اختیارهم لیتمیز المؤمن من المنافق فأنزل اللّٰه تعالی علیه لیس لك من أمر علی علیه السلام شی ء فإنی أعلم بالمصلحة و لا تنافی بینهما.

و یمكن حمل كل خبر علی ظاهره و حاصلهما أن المراد نفی اختیار النبی صلی اللّٰه علیه و آله فیما حتم اللّٰه و أوحی إلیه فلا ینافی تفویض الأمر إلیه فی بعض الأشیاء.

ص: 338


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 197.
2- فی المصدر: الامر الی فی علی و فی غیره أ لم اتل (انزل خ).
3- العنكبوت: 1- 3.
4- تفسیر العیّاشیّ 1: 197.

«19»-شی، تفسیر العیاشی عَنِ الْجَرْمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّهُ قَرَأَ لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ أَنْ تَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ تُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (1).

بیان: ظاهره أن الآیة هكذا نزلت و یحتمل أن یكون الغرض بیان المقصود منها و علی الوجهین المعنی أنه تعالی أوحی إلیه أن لیس لك فی قبول توبتهم و عذابهم اختیار فإنهما منوطان بمشیة اللّٰه تعالی و مصلحته فلا ینافی اختیاره فی سائر الأمور.

«20»-كشف، كشف الغمة مِنْ مَنَاقِبِ الْخُوَارِزْمِیِّ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَهُ فَعَرَضَ عَلَیْهِنَّ نُبُوَّتِی وَ وَلَایَةَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَقَبِلَتَاهُمَا ثُمَّ خَلَقَ الْخَلْقَ وَ فَوَّضَ إِلَیْنَا أَمْرَ الدِّینِ فَالسَّعِیدُ مَنْ سَعِدَ بِنَا وَ الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ بِنَا نَحْنُ الْمُحِلُّونَ لِحَلَالِهِ وَ الْمُحَرِّمُونَ لِحَرَامِهِ (2).

«21»-مِنْ كِتَابِ رِیَاضِ الْجِنَانِ، لِفَضْلِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ الْفَارِسِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَذَكَرْتُ اخْتِلَافَ الشِّیعَةِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَزَلْ فَرْداً مُتَفَرِّداً فِی الْوَحْدَانِیَّةِ ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ علیهم السلام فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ وَ أَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا وَ أَجْرَی عَلَیْهَا طَاعَتَهُمْ وَ جَعَلَ فِیهِمْ مَا شَاءَ وَ فَوَّضَ أَمْرَ الْأَشْیَاءِ إِلَیْهِمْ فِی الْحُكْمِ وَ التَّصَرُّفِ وَ الْإِرْشَادِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ فِی الْخَلْقِ لِأَنَّهُمُ الْوُلَاةُ فَلَهُمُ الْأَمْرُ وَ الْوَلَایَةُ وَ الْهِدَایَةُ فَهُمْ أَبْوَابُهُ وَ نُوَّابُهُ وَ حُجَّابُهُ یُحَلِّلُونَ مَا شَاءَ وَ یُحَرِّمُونَ مَا شَاءَ وَ لَا یَفْعَلُونَ إِلَّا مَا شَاءَ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ فَهَذِهِ الدِّیَانَةُ الَّتِی مَنْ تَقَدَّمَهَا غَرِقَ فِی بَحْرِ الْإِفْرَاطِ وَ مَنْ نَقَصَهُمْ عَنْ هَذِهِ الْمَرَاتِبِ الَّتِی رَتَّبَهُمُ اللَّهُ فِیهَا زَهَقَ فِی بَرِّ التَّفْرِیطِ وَ لَمْ یُوَفِّ آلَ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ فِیمَا یَجِبُ عَلَی الْمُؤْمِنِ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ ثُمَّ قَالَ خُذْهَا یَا مُحَمَّدُ فَإِنَّهَا مِنْ مَخْزُونِ الْعِلْمِ وَ مَكْنُونِهِ (3).

«22»-ختص، (4) الإختصاص الطَّیَالِسِیُّ وَ ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ

ص: 339


1- تفسیر العیّاشیّ 1: 197 و 198.
2- كشف الغمّة: 85.
3- ریاض الجنان: مخطوط لیست عندی نسخته.
4- فی نسخة: (ختص یر) و لم نجد الحدیث فی البصائر.

مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: تَلَوْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام هَذِهِ الْآیَةَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرَصَ أَنْ یَكُونَ عَلِیٌّ وَلِیَّ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ فَذَلِكَ الَّذِی عَنَی اللَّهُ لَیْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ وَ كَیْفَ لَا یَكُونُ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ وَ قَدْ فَوَّضَ اللَّهُ إِلَیْهِ فَقَالَ مَا أَحَلَّ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله فَهُوَ حَرَامٌ (1).

«23»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ كَیْفَ كَانَ یَصْنَعُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بِشَارِبِ الْخَمْرِ قَالَ كَانَ یَحُدُّهُ قُلْتُ فَإِنْ عَادَ قَالَ كَانَ یَحُدُّهُ قُلْتُ فَإِنْ عَادَ قَالَ یَحُدُّهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ عَادَ كَانَ یَقْتُلُهُ قُلْتُ كَیْفَ كَانَ یَصْنَعُ بِشَارِبِ الْمُسْكِرِ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ قُلْتُ فَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ كَمَنْ شَرِبَ الْمُسْكِرَ قَالَ سَوَاءٌ فَاسْتَعْظَمْتُ ذَلِكَ فَقَالَ لَا تَسْتَعْظِمْ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَدَّبَ نَبِیَّهُ صلی اللّٰه علیه و آله ائْتَدَبَ فَفَوَّضَ إِلَیْهِ وَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرَّمَ الْمَدِینَةَ فَأَجَازَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ وَ إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله حَرَّمَ الْمُسْكِرَ فَأَجَازَ اللَّهُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ مِنَ الصُّلْبِ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَطْعَمَ الْجَدَّ فَأَجَازَ اللَّهُ ذَلِكَ لَهُ ثُمَّ قَالَ حَرْفٌ وَ مَا حَرْفٌ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (2).

«24»-كا، الكافی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی علیه السلام فَأَجْرَیْتُ اخْتِلَافَ الشِّیعَةِ فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی لَمْ یَزَلْ مُتَفَرِّداً بِوَحْدَانِیَّتِهِ ثُمَّ خَلَقَ مُحَمَّداً وَ عَلِیّاً وَ فَاطِمَةَ فَمَكَثُوا أَلْفَ دَهْرٍ ثُمَّ خَلَقَ جَمِیعَ الْأَشْیَاءِ فَأَشْهَدَهُمْ خَلْقَهَا وَ أَجْرَی طَاعَتَهُمْ عَلَیْهَا وَ فَوَّضَ أُمُورَهَا إِلَیْهِمْ فَهُمْ یُحِلُّونَ مَا یَشَاءُونَ وَ یُحَرِّمُونَ مَا یَشَاءُونَ وَ لَنْ یَشَاءُوا إِلَّا أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ یَا مُحَمَّدُ هَذِهِ الدِّیَانَةُ الَّتِی مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا مُحِقَ وَ مَنْ

ص: 340


1- الاختصاص: 322.
2- بصائر الدرجات: 112 و الآیة فی النساء: 80.

لَزِمَهَا لَحِقَ خُذْهَا إِلَیْكَ یَا مُحَمَّدُ (1).

تبیین: اختلاف الشیعة أی فی معرفة الأئمة علیهم السلام و أحوالهم و صفاتهم أو فی اعتقادهم بعدد الأئمة فإن الواقفیة و الفطحیة و الناووسیة و بعض الزیدیة أیضا من الشیعة و المحق منهم الإمامیة و الأول أنسب بالجواب.

متفردا بوحدانیته أی بكونه واحدا لا شی ء معه فهو مبالغة فی التفرد أو الباء للملابسة أو السببیة أی كان متفردا بالقدم بسبب أنه الواحد من جمیع الجهات و لا یكون كذلك إلا الواجب بالذات فلا بد من قدمه و حدوث ما سواه و الدهر الزمان الطویل و یطلق علی ألف سنة.

فأشهدهم خلقها أی خلقها بحضرتهم و بعلمهم و هم كانوا مطلعین علی أطوار الخلق و أسراره فلذا صاروا مستحقین للإمامة لعلمهم الكامل بالشرائع و الأحكام و علل الخلق و أسرار الغیوب و أئمة الإمامیة كلهم موصوفون بتلك الصفات دون سائر الفرق فبه یبطل مذهبهم فیستقیم الجواب علی الوجه الثانی أیضا.

و لا ینافی هذا قوله تعالی ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ بل یؤیده فإن الضمیر فی ما أَشْهَدْتُهُمْ راجع إلی الشیطان و ذریته أو إلی المشركین بدلیل قوله تعالی سابقا أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِی و قوله بعد ذلك وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّینَ عَضُداً (2) فلا ینافی إشهاد الهادین للخلق.

قال الطبرسی رحمه اللّٰه: قیل معنی الآیة أنكم اتبعتم الشیاطین كما یتبع من یكون عنده علم لا ینال إلا من جهته و أنا ما اطلعتهم علی خلق السماوات و الأرض و لا علی خلق أنفسهم و لم أعطهم العلم بأنه كیف یخلق الأشیاء فمن أین یتبعونهم انتهی. (3) و أجری طاعتهم علیها أی أوجب و ألزم علی جمیع الأشیاء طاعتهم حتی

ص: 341


1- أصول الكافی 1: 440 و 441.
2- الكهف: 51 و 52.
3- مجمع البیان 6: 476 و فیه: تتبعونهم.

الجمادات من السماویات و الأرضیات كشق القمر و إقبال الشجر و تسبیح الحصی و أمثالها مما لا یحصی و فوض أمورها إلیهم من التحلیل و التحریم و العطاء و المنع و إن كان ظاهرها تفویض تدبیرها إلیهم فهم یحلون ما یشاءون ظاهره تفویض الأحكام كما سیأتی تحقیقه.

و قیل ما شاءوا هو ما علموا أن اللّٰه أحله كقوله تعالی یَفْعَلُ اللَّهُ ما یَشاءُ مع أنه لا یفعل إلا الأصلح كما قال و لن یشاءوا إلی آخره و الدیانة الاعتقاد المتعلق بأصول الدین من تقدمها أی تجاوزها بالغلو مرق أی خرج من الإسلام و من تخلف عنها أی قصر و لم یعتقدها محق علی المعلوم أی أبطل دینه أو علی المجهول أی بطل و من لزمها و اعتقد بها لحق أی بالأئمة أو أدرك الحق خذها إلیك أی احفظ هذه الدیانة لنفسك.

«25»-عد، العقائد اعْتِقَادُنَا فِی الْغُلَاةِ وَ الْمُفَوِّضَةِ أَنَّهُمْ كُفَّارٌ بِاللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَ أَنَّهُمْ شَرٌّ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الْقَدَرِیَّةِ وَ الْحَرُورِیَّةِ وَ مِنْ جَمِیعِ أَهْلِ الْبِدَعِ وَ الْأَهْوَاءِ الْمُضِلَّةِ وَ أَنَّهُ مَا صَغَّرَ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ تَصْغِیرَهُمْ شَیْ ءٌ وَ قَالَ (1) جَلَّ جَلَالُهُ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُؤْتِیَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِی مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لكِنْ كُونُوا رَبَّانِیِّینَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَ بِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَ لا یَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ أَرْباباً أَ یَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (2) وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (3) وَ اعْتِقَادُنَا فِی النَّبِیِّ وَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام أَنَّ بَعْضَهُمْ قُتِلُوا بِالسَّیْفِ وَ بَعْضَهُمْ بِالسَّمِّ وَ أَنَّ ذَلِكَ جَرَی عَلَیْهِمْ عَلَی الْحَقِیقَةِ وَ أَنَّهُ مَا شُبِّهَ أَمْرُهُمْ (4) لَا كَمَا یَزْعُمُهُ مَنْ یَتَجَاوَزُ الْحَدَّ

ص: 342


1- فی المصدر: كما قال.
2- آل عمران: 79.
3- النساء: 170.
4- فی المصدر: و انه ما شبه علی الناس امرهم.

فِیهِمْ مِنَ النَّاسِ بَلْ شَاهَدُوا قَتْلَهُمْ عَلَی الْحَقِیقَةِ وَ الصِّحَّةِ لَا عَلَی الْخَیَالِ وَ الْحَیْلُولَةِ (1) وَ لَا عَلَی الشَّكِّ وَ الشُّبْهَةِ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُمْ شُبِّهُوا أَوْ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَلَیْسَ مِنْ دِینِنَا فِی شَیْ ءٍ وَ نَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ وَ قَدْ أَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام أَنَّهُمْ یُقْتَلُونَ (2) فَمَنْ قَالَ إِنَّهُمْ لَمْ یُقْتَلُوا فَقَدْ كَذَّبَهُمْ وَ مَنْ كَذَّبَهُمْ فَقَدْ كَذَّبَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ كَفَرَ بِهِ وَ خَرَجَ بِهِ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْإِسْلامِ دِیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ.

وَ كَانَ الرِّضَا علیه السلام یَقُولُ فِی دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إِنِّی بَرِی ءٌ (3) مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِكَ وَ أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ ادَّعَوْا لَنَا مَا لَیْسَ لَنَا بِحَقٍّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَبْرَأُ إِلَیْكَ مِنَ الَّذِینَ قَالُوا فِینَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِی أَنْفُسِنَا اللَّهُمَّ لَكَ الْخَلْقُ وَ مِنْكَ الرِّزْقُ وَ إِیَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِیَّاكَ نَسْتَعِینُ اللَّهُمَّ أَنْتَ خَالِقُنَا وَ خَالِقُ آبَائِنَا الْأَوَّلِینَ وَ آبَائِنَا الْآخِرِینَ اللَّهُمَّ لَا تَلِیقُ الرُّبُوبِیَّةُ إِلَّا بِكَ وَ لَا تَصْلُحُ الْإِلَهِیَّةُ إِلَّا لَكَ فَالْعَنِ النَّصَارَی الَّذِینَ صَغَّرُوا عَظَمَتَكَ وَ الْعَنِ الْمُضَاهِئِینَ لِقَوْلِهِمْ مِنْ بَرِیَّتِكَ اللَّهُمَّ إِنَّا عَبِیدُكَ وَ أَبْنَاءُ عَبِیدِكَ لَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا نَفْعاً وَ لَا ضَرّاً وَ لَا مَوْتاً وَ حَیَاةً وَ لَا نُشُوراً اللَّهُمَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّا أَرْبَابٌ فَنَحْنُ مِنْهُ بِرَاءٌ وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَیْنَا الْخَلْقَ وَ عَلَیْنَا الرِّزْقَ (4) فَنَحْنُ بِرَاءٌ مِنْهُ كَبَرَاءَةِ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ علیه السلام مِنَ النَّصَارَی اللَّهُمَّ إِنَّا لَمْ نَدْعُهُمْ إِلَی مَا یَزْعُمُونَ فَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا یَقُولُونَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا یَدَّعُونَ وَ لَا تَدَعْ عَلَی الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَیَّاراً (5) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ یُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا یَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً.

وَ رُوِیَ عَنْ زُرَارَةَ أَنَّهُ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ علیه السلام إِنَّ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَإٍ یَقُولُ بِالتَّفْوِیضِ فَقَالَ وَ مَا التَّفْوِیضُ قُلْتُ (6) إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ مُحَمَّداً

ص: 343


1- فی المصدر: لا علی الحسبان و الحیلولة.
2- فی المصدر: انهم مقتولون.
3- فی المصدر: اللّٰهمّ إنّی ابرأ إلیك.
4- فی نسخة: و الینا الرزق.
5- فی المصدر: ما یزعمون ربّ لا تذر علی الأرض من الكافرین دیارا.
6- فی المصدر: فقلت: یقول.

وَ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَفَوَّضَ إِلَیْهِمَا فَخَلَقَا وَ رَزَقَا وَ أَمَاتَا وَ أَحْیَیَا (1) فَقَالَ علیه السلام كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ إِذَا انْصَرَفْتَ إِلَیْهِ فَاتْلُ عَلَیْهِ (2) هَذِهِ الْآیَةَ الَّتِی فِی سُورَةِ الرَّعْدِ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَیْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَیْ ءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (3) فَانْصَرَفْتُ إِلَی الرَّجُلِ فَأَخْبَرْتُهُ فَكَأَنِّی أَلْقَمْتُهُ حَجَراً (4) أَوْ قَالَ فَكَأَنَّمَا خَرِسَ وَ قَدْ فَوَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی نَبِیِّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَمْرَ دِینِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (5) وَ قَدْ فَوَّضَ ذَلِكَ إِلَی الْأَئِمَّةِ علیهم السلام وَ عَلَامَةُ الْمُفَوِّضَةِ وَ الْغُلَاةِ وَ أَصْنَافِهِمْ نِسْبَتُهُمْ مَشَایِخَ قُمْ وَ عُلَمَاءَهُمْ إِلَی الْقَوْلِ بِالتَّقْصِیرِ وَ عَلَامَةُ الْحَلَّاجِیَّةِ مِنَ الْغُلَاةِ دَعْوَی التَّجَلِّی بِالْعِبَادَةِ مَعَ تَرْكِهِمُ الصَّلَاةَ (6) وَ جَمِیعَ الْفَرَائِضِ وَ دَعْوَی الْمَعْرِفَةِ بِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْعُظْمَی وَ دَعْوَی انْطِبَاعِ الْحَقِّ لَهُمْ وَ أَنَّ الْوَلِیَّ إِذَا خَلُصَ وَ عَرَفَ مَذْهَبَهُمْ فَهُوَ عِنْدَهُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ مِنْ عَلَامَتِهِمْ دَعْوَی عِلْمِ الْكِیمِیَاءِ وَ لَمْ یَعْلَمُوا مِنْهُ إِلَّا الدَّغَلَ وَ تَنْفِیقَ الشَّبَهِ وَ الرَّصَاصِ عَلَی الْمُسْلِمِینَ (7).

أقول: قال الشیخ المفید قدس اللّٰه روحه فی شرح هذا الكلام الغلو فی اللغة هو تجاوز الحد و الخروج عن القصد قال اللّٰه تعالی یا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِكُمْ وَ لا تَقُولُوا عَلَی اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (8) الآیة فنهی عن تجاوز الحد فی المسیح و حذّر من الخروج عن القصد فی القول و جعل ما ادعته النصاری (9) غلوا لتعدیة

ص: 344


1- و فی المصدر: ثم فوض الامر الیهما فخلقا و رزقا و أحییا و أماتا.
2- فی المصدر: إذا رجعت إلیه فاقرأ.
3- الرعد: 16.
4- فی المصدر: فاخبرته بما قال الصادق علیه السّلام فكانما القمته حجرا.
5- الحشر: 7.
6- فی المصدر: مع تدینهم بترك الصلاة.
7- اعتقادات الصدوق، 109- 111.
8- النساء: 170.
9- فی المصدر: ما ادعته النصاری فیه.

الحد علی ما بیناه و الغلاة من المتظاهرین بالإسلام هم الذین نسبوا أمیر المؤمنین و الأئمة من ذریته علیه السلام إلی الإلهیة (1) و النبوة و وصفوهم من الفضل فی الدین و الدنیا إلی ما تجاوزوا فیه الحد و خرجوا عن القصد و هم ضلال كفار حكم فیهم أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیه بالقتل و التحریق بالنار و قضت الأئمة علیهم السلام علیهم بالإكفار و الخروج عن الإسلام.

و المفوضة صنف من الغلاة و قولهم الذی فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمة و خلقهم و نفی القدم عنهم و إضافة الخلق و الرزق مع ذلك إلیهم و دعواهم أن اللّٰه تعالی تفرد بخلقهم خاصة و أنه فوض إلیهم خلق العالم بما فیه و جمیع الأفعال.

و الحلاجیة ضرب من أصحاب التصوف و هم أصحاب الإباحة و القول بالحلول و كان الحلاج یتخصص بإظهار التشیع و إن كان ظاهر أمره التصوف و هم قوم ملحدة و زنادقة یموهون بمظاهرة كل فرقة بدینهم و یدعون للحلاج الأباطیل و یجرون فی ذلك مجری المجوس فی دعواهم لزردشت المعجزات و مجری النصاری فی دعواهم لرهبانهم الآیات و البینات و المجوس و النصاری أقرب إلی العمل بالعبادات منهم و هم أبعد من الشرائع و العمل بها من النصاری و المجوس.

و أما نصه رحمه اللّٰه بالغلو علی من نسب مشایخ القمیین و علمائهم إلی التقصیر فلیس نسبة هؤلاء القوم إلی التقصیر علامة علی غلو الناس إذ فی جملة المشار إلیهم بالشیخوخیة و العلم من كان مقصرا و إنما یجب الحكم بالغلو علی من نسب المحقین إلی التقصیر سواء كانوا من أهل قم أو غیرها من البلاد و سائر الناس.

و قد سمعنا حكایة ظاهرة عن أبی جعفر محمد بن الحسن بن الولید رحمه اللّٰه لم نجد لها دافعا فی التقصیر و هی ما حكی عنه أنه قال أول درجة فی الغلو نفی السهو (2)

ص: 345


1- فی المصدر: الی الالوهیة.
2- المعروف منه جواز الاسهاء من اللّٰه تعالی لمصلحة لا السهو الذی یكون من الشیطان و سیشیر إلیه المصنّف.

عن النبی صلی اللّٰه علیه و آله و الإمام علیه السلام فإن صحت هذه الحكایة عنه فهو مقصر مع أنه من علماء القمیین و مشیختهم.

و قد وجدنا جماعة وردت إلینا من قم یقصرون تقصیرا ظاهرا فی الدین ینزلون الأئمة علیهم السلام عن مراتبهم و یزعمون أنهم كانوا لا یعرفون كثیرا من الأحكام الدینیة حتی ینكت فی قلوبهم و رأینا من یقول إنهم كانوا یلجئون فی حكم الشریعة إلی الرأی و الظنون و یدعون مع ذلك أنهم من العلماء و هذا هو التقصیر الذی لا شبهة فیه.

و یكفی فی علامة الغلو نفی القائل به عن الأئمة علیهم السلام سمات الحدوث و حكمه لهم بالإلهیة و القدم إذ قالوا بما یقتضی ذلك من خلق أعیان الأجسام و اختراع الجواهر و ما لیس بمقدور العباد من الأعراض و لا نحتاج مع ذلك إلی الحكم علیهم و تحقیق أمرهم بما جعله أبو جعفر رحمه اللّٰه تتمة فی (1) الغلو علی كل حال. (2)

فذلكة

اعلم أن الغلو فی النبی و الأئمة علیهم السلام إنما یكون بالقول بألوهیتهم أو بكونهم شركاء اللّٰه تعالی فی المعبودیة أو فی الخلق و الرزق أو أن اللّٰه تعالی حل فیهم أو اتحد بهم أو أنهم یعلمون الغیب بغیر وحی أو إلهام من اللّٰه تعالی أو بالقول فی الأئمة علیهم السلام إنهم كانوا أنبیاء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلی بعض أو القول بأن معرفتهم تغنی عن جمیع الطاعات و لا تكلیف معها بترك المعاصی.

و القول بكل منها إلحاد و كفر و خروج عن الدین كما دلت علیه الأدلة العقلیة و الآیات و الأخبار السالفة و غیرها و قد عرفت أن الأئمة علیهم السلام تبرءوا منهم و حكموا بكفرهم و أمروا بقتلهم و إن قرع سمعك شی ء من الأخبار الموهمة لشی ء من ذلك فهی إما مؤولة أو هی من مفتریات الغلاة.

ص: 346


1- فی المصدر: سمة من الغلو.
2- تصحیح الاعتقاد: 63- 66.

و لكن أفرط بعض المتكلمین و المحدثین فی الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة علیهم السلام و عجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم و عجائب شئونهم فقدحوا فی كثیر من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتی قال بعضهم من الغلو نفی السهو عنهم أو القول بأنهم یعلمون ما كان و ما یكون و غیر ذلك

مَعَ أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ فِی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ لَا تَقُولُوا فِینَا رَبّاً وَ قُولُوا مَا شِئْتُمْ وَ لَنْ تَبْلُغُوا.

وَ وَرَدَ أَنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ.

وَ وَرَدَ لَوْ عَلِمَ أَبُو ذَرٍّ مَا فِی قَلْبِ سَلْمَانَ لَقَتَلَهُ.

و غیر ذلك مما مر و سیأتی.

فلا بد للمؤمن المتدین أن لا یبادر برد ما ورد عنهم من فضائلهم و معجزاتهم و معالی أمورهم إلا إذا ثبت خلافه بضرورة الدین أو بقواطع البراهین أو بالآیات المحكمة أو بالأخبار المتواترة كما مر فی باب التسلیم و غیره.

و أما التفویض فیطلق علی معان بعضها منفی عنهم علیهم السلام و بعضها مثبت لهم فالأول التفویض فی الخلق و الرزق و التربیة و الإماتة و الإحیاء فإن قوما قالوا إن اللّٰه تعالی خلقهم و فوض إلیهم أمر الخلق فهم یخلقون و یرزقون و یمیتون و یحیون و هذا الكلام یحتمل وجهین.

أحدهما أن یقال إنهم یفعلون جمیع ذلك بقدرتهم و إرادتهم و هم الفاعلون حقیقة و هذا كفر صریح دلت علی استحالته الأدلة العقلیة و النقلیة و لا یستریب عاقل فی كفر من قال به.

و ثانیهما أن اللّٰه تعالی یفعل ذلك مقارنا لإرادتهم كشق القمر و إحیاء الموتی و قلب العصا حیة و غیر ذلك من المعجزات فإن جمیع ذلك إنما تحصل بقدرته تعالی مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم فلا یأبی العقل عن أن یكون اللّٰه تعالی خلقهم و أكملهم و ألهمهم ما یصلح فی نظام العالم ثم خلق كل شی ء مقارنا لإرادتهم و مشیتهم.

و هذا و إن كان العقل لا یعارضه كفاحا لكن الأخبار السالفة تمنع من القول به فیما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا مع أن القول به قول بما لا یعلم إذ لم یرد ذلك فی الأخبار المعتبرة فیما نعلم

ص: 347

و ما ورد من الأخبار الدالة علی ذلك كخطبة البیان و أمثالها فلم یوجد إلا فی كتب الغلاة و أشباههم مع أنه یحتمل أن یكون المراد كونهم علة غائیة لإیجاد جمیع المكونات و أنه تعالی جعلهم مطاعین فی الأرضین و السماوات و یطیعهم بإذن اللّٰه تعالی كل شی ء حتی الجمادات و أنهم إذا شاءوا أمرا لا یرد اللّٰه مشیتهم و لكنهم لا یشاءون إلا أن یشاء اللّٰه.

و أما ما ورد من الأخبار فی نزول الملائكة و الروح لكل أمر إلیهم و أنه لا ینزل ملك من السماء لأمر إلا بدأ بهم فلیس ذلك لمدخلیتهم فی ذلك و لا الاستشارة بهم بل لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تعالی شأنه و لیس ذلك إلا لتشریفهم و إكرامهم و إظهار رفعة مقامهم.

الثانی التفویض فی أمر الدین و هذا أیضا یحتمل وجهین:

أحدهما أن یكون اللّٰه تعالی فوض إلی النبی و الأئمة علیهم السلام عموما أن یحلوا ما شاءوا و یحرموا ما شاءوا من غیر وحی و إلهام أو یغیروا ما أوحی إلیهم بآرائهم و هذا باطل لا یقول به عاقل فإن النبی صلی اللّٰه علیه و آله كان ینتظر الوحی أیاما كثیرة لجواب سائل و لا یجیبه من عنده و قد قال تعالی وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی (1)

و ثانیهما أنه تعالی لما أكمل نبیه صلی اللّٰه علیه و آله بحیث لم یكن یختار من الأمور شیئا إلا ما یوافق الحق و الصواب و لا یحل بباله ما یخالف مشیته تعالی فی كل باب فوض إلیه تعیین بعض الأمور كالزیادة فی الصلاة و تعیین النوافل فی الصلاة و الصوم و طعمة الجد و غیر ذلك مما مضی و سیأتی إظهارا لشرفه و كرامته عنده و لم یكن أصل التعیین إلا بالوحی و لم یكن الاختیار إلا بإلهام ثم كان یؤكد ما اختاره صلی اللّٰه علیه و آله بالوحی و لا فساد فی ذلك عقلا و قد دلت النصوص المستفیضة علیه مما تقدم فی هذا الباب و فی أبواب فضائل نبینا صلی اللّٰه علیه و آله من المجلد السادس.

و لعل الصدوق رحمه اللّٰه أیضا إنما نفی المعنی الأول حیث قال فی الفقیه و قد

ص: 348


1- النجم: 4.

فوض اللّٰه عز و جل إلی نبیه صلی اللّٰه علیه و آله أمر دینه و لم یفوض إلیه تعدی حدوده و أیضا هو رحمه اللّٰه قد روی كثیرا من أخبار التفویض فی كتبه و لم یتعرض لتأویلها.

الثالث تفویض أمور الخلق إلیهم من سیاستهم و تأدیبهم و تكمیلهم و تعلیمهم و أمر الخلق بإطاعتهم فیما أحبوا و كرهوا و فیما علموا جهة المصلحة فیه و ما یعلموا و هذا حق لقوله تعالی ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (1) و غیر ذلك من الآیات و الأخبار

وَ عَلَیْهِ یُحْمَلُ قَوْلُهُمْ علیهم السلام نَحْنُ الْمُحَلِّلُونَ حَلَالَهُ وَ الْمُحَرِّمُونَ حَرَامَهُ أَیْ بَیَانُهُمَا عَلَیْنَا وَ یَجِبُ عَلَی النَّاسِ الرُّجُوعُ فِیهِمَا إِلَیْنَا وَ بِهَذَا الْوَجْهِ وَرَدَ خَبَرُ أَبِی إِسْحَاقَ وَ الْمِیثَمِیِّ.

الرابع تفویض بیان العلوم و الأحكام بما رأوا (2) المصلحة فیها بسبب اختلاف عقولهم أو بسبب التقیة فیفتون بعض الناس بالواقع من الأحكام و بعضهم بالتقیة و یبینون تفسیر الآیات و تأویلها و بیان المعارف بحسب ما یحتمل عقل كل سائل و لهم أن یبینوا و لهم أن یسكتوا

كَمَا وَرَدَ فِی أَخْبَارٍ كَثِیرَةٍ عَلَیْكُمُ الْمَسْأَلَةُ وَ لَیْسَ عَلَیْنَا الْجَوَابُ.

كل ذلك بحسب ما یریهم اللّٰه من مصالح الوقت كما ورد فی خبر ابن أشیم و غیره و هو أحد معانی خبر محمد بن سنان فی تأویل قوله تعالی لِتَحْكُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ (3) و لعل تخصیصه بالنبی صلی اللّٰه علیه و آله و الأئمة علیهم السلام لعدم تیسر هذه التوسعة لسائر الأنبیاء و الأوصیاء علیهم السلام بل كانوا مكلفین بعدم التقیة فی بعض الموارد و إن أصابهم الضرر و التفویض بهذا المعنی أیضا ثابت حق بالأخبار المستفیضة.

الخامس الاختیار فی أن یحكموا بظاهر الشریعة أو بعلمهم و بما یلهمهم اللّٰه من الواقع و مخ الحق فی كل واقعة و هذا أظهر محامل خبر ابن سنان و علیه أیضا دلت الأخبار.

ص: 349


1- تقدم الایعاز الی محلها فی اول الباب.
2- فی نسخة: بما أرادوا و رأوا.
3- تقدم الایعاز الی محلها فی اول الباب.

السادس التفویض فی العطاء فإن اللّٰه تعالی خلق لهم الأرض و ما فیها و جعل لهم الأنفال و الخمس و الصفایا و غیرها فلهم أن یعطوا ما شاءوا و یمنعوا ما شاءوا كما مر فی خبر الثمالی و سیأتی فی مواضعه و إذا أحطت خبرا بما ذكرنا من معانی التفویض سهل علیك فهم الأخبار الواردة فیه و عرفت ضعف قول من نفی التفویض مطلقا و لما یحط بمعانیه.

باب 11 نفی السهو عنهم علیهم السلام

«1»-ن، عیون أخبار الرضا علیه السلام تَمِیمٌ الْقُرَشِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا علیه السلام یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ فِی الْكُوفَةِ (1) قَوْماً یَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّٰه علیه و آله لَمْ یَقَعْ عَلَیْهِ السَّهْوُ فِی صَلَاتِهِ فَقَالَ كَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِنَّ الَّذِی لَا یَسْهُو هُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2).

«2»-سر، السرائر ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ رِبْعِیٍّ عَنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام السَّهْوَ فَقَالَ وَ یَنْفَلِتُ مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ رُبَّمَا أَقْعَدْتُ الْخَادِمَ خَلْفِی یَحْفَظُ عَلَیَّ صَلَاتِی (3).

«3»-یب، تهذیب الأحكام مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ بُكَیْرٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام هَلْ سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله سَجْدَتَیِ السَّهْوِ قَطُّ فَقَالَ لَا وَ لَا یَسْجُدُهُمَا فَقِیهٌ (4).

بیان: قد مضی القول فی المجلد السادس فی عصمتهم علیهم السلام عن السهو و النسیان و جملة القول فیه أن أصحابنا الإمامیة أجمعوا علی عصمة الأنبیاء و الأئمة صلوات اللّٰه

ص: 350


1- فی المصدر: فی سواد الكوفة.
2- عیون الأخبار. 326 و فیه: هو الذی لا إله إلّا هو.
3- السرائر: 482.
4- التهذیب 1: 236.

علیهم من الذنوب الصغیرة و الكبیرة عمدا و خطأ و نسیانا قبل النبوة و الإمامة و بعدهما بل من وقت ولادتهم إلی أن یلقوا اللّٰه تعالی و لم یخالف فی ذلك إلا الصدوق محمد بن بابویه و شیخه ابن الولید قدس اللّٰه روحهما فإنهما جوزا الإسهاء من اللّٰه تعالی لا السهو الذی یكون من الشیطان فی غیر ما یتعلق بالتبلیغ و بیان الأحكام و قالوا إن خروجهما لا یخل بالإجماع لكونهما معروفی النسب.

و أما السهو فی غیر ما یتعلق بالواجبات و المحرمات كالمباحات و المكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أیضا تحقق الإجماع علی عدم صدوره عنهم و استدلوا أیضا بكونه سببا لنفور الخلق منهم و عدم الاعتداد بأفعالهم و أقوالهم و هو ینافی اللطف و بالآیات و الأخبار الدالة علی أنهم علیهم السلام لا یقولون و لا یفعلون شیئا إلا بوحی من اللّٰه تعالی و یدل أیضا علیه عموم ما دل علی وجوب التأسی بهم فی جمیع أقوالهم و أفعالهم و لزوم متابعتهم.

و یدل علیه الأخبار الدالة علی أنهم مؤیدون بروح القدس و أنه لا یلهو و لا یسهو و لا یلعب و

قد مر فی صفات الإمام عن الرضا علیه السلام فهو معصوم مؤید موفق مسدد قد أمن من الخطإ و الزلل و العثار.

وَ سَیَأْتِی فِی تَفْسِیرِ النُّعْمَانِیِّ فِی كِتَابِ الْقُرْآنِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ أَنَّهُ قَالَ: فِی بَیَانِ صِفَاتِ الْإِمَامِ فَمِنْهَا أَنْ یُعْلَمَ الْإِمَامُ الْمُتَوَلِّی عَلَیْهِ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّهَا صَغِیرِهَا وَ كَبِیرِهَا لَا یَزِلُّ فِی الْفُتْیَا وَ لَا یُخْطِئُ فِی الْجَوَابِ وَ لَا یَسْهُو وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یَلْهُو بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ علیه السلام عَدَلُوا عَنْ أَخْذِ الْأَحْكَامِ عَنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ لَا یَزِلُّ وَ لَا یُخْطِئُ وَ لَا یَنْسَی.

و غیرها من الأخبار الدالة بفحاویها علی تنزههم عنه و بالجملة المسألة فی غایة الإشكال لدلالة كثیر من الأخبار و الآیات علی صدور السهو عنهم علیهم السلام و إطباق الأصحاب إلا من شذ منهم علی عدم الجواز مع شهادة بعض الآیات و الأخبار و الدلائل الكلامیة علیه و قد بسطنا القول فی ذلك فی المجلد السادس فإذا أردت الاطلاع علیه فارجع إلیه.

ص: 351

باب 12 أنه جری لهم من الفضل و الطاعة مثل ما جری لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنهم فی الفضل سواء

«1»-ما، الأمالی للشیخ الطوسی الْمُفِیدُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَرَامِینِیِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ سَعِیدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ یَا سُلَیْمَانُ مَا جَاءَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام یُؤْخَذُ بِهِ وَ مَا نَهَی عَنْهُ یُنْتَهَی عَنْهُ جَرَی لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرَی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لِرَسُولِهِ الْفَضْلُ عَلَی جَمِیعِ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ الْعَائِبُ عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ فِی شَیْ ءٍ كَالْعَائِبِ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الرَّادُّ عَلَیْهِ فِی صَغِیرٍ أَوْ كَبِیرٍ عَلَی حَدِّ الشِّرْكِ بِاللَّهِ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَابَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُؤْتَی إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِیلَهُ الَّذِی مَنْ تَمَسَّكَ بِغَیْرِهِ هَلَكَ كَذَلِكَ جَرَی حُكْمُ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام بَعْدَهُ وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمْ (1) أَرْكَانَ الْأَرْضِ وَ هُمُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلَی مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَی أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام كَانَ یَقُولُ أَنَا قَسِیمُ اللَّهِ بَیْنَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ (2) وَ أَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ وَ لَقَدْ أَقَرَّ لِی جَمِیعُ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ لَقَدْ حُمِلْتُ مِثْلَ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ وَ هُوَ (3) حَمُولَةُ الرَّبِّ وَ أَنَّ مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله یُدْعَی فَیُكْسَی فَیُسْتَنْطَقُ فَیَنْطِقُ وَ أُدْعَی فَأُكْسَی وَ أُسْتَنْطَقُ فَأَنْطِقُ وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ خِصَالًا لَمْ یُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِی عُلِّمْتُ الْبَلَایَا وَ الْقَضَایَا وَ فَصْلَ الْخِطَابِ (4).

ص: 352


1- فی المصدر: جعلهم اللّٰه.
2- فی نسخة من المصدر: و انا الصادق الأكبر.
3- فی المصدر: و هی.
4- أمالی ابن الشیخ: 128 و 129.

بیان: قوله الفاروق الأكبر أی الفارق بین الحق و الباطل و قیل لأنه أول من أظهر الإسلام بمكة ففرق بین الإیمان و الكفر و أما صاحب العصا و المیسم فسیأتی أنه علیه السلام الدابة الذی ذكره اللّٰه فی القرآن یظهر قبل قیام الساعة معه عصا موسی و خاتم سلیمان یسم بها وجوه المؤمنین و الكافرین لیتمیزوا.

قوله علیه السلام و قد حملت أی حملنی اللّٰه من العلم و الإیمان و الكمالات أو تكلیف هدایة الخلق و تبلیغ الرسالات و تحمل المشاق مثل ما حمل محمدا صلی اللّٰه علیه و آله و فی بعض النسخ و لقد حملت علی مثل حمولته فیمكن أن یقرأ حملت علی صیغة المجهول المتكلم و علی التخفیف و الحمولة بفتح الحاء فإنها بمعنی ما یحمل علیه الناس من الدواب أی حملنی اللّٰه تعالی علی مثل ما حمله علیه من الأمور التی توجب الوصول إلی أقصی منازل الكرامة من الخلافة و الإمامة.

فشبه علیه السلام ما حمله اللّٰه علیه من رئاسة الخلق و هدایتهم و ولایتهم بدابة یركب علیها لأنه یبلغ بحاملها إلی أقصی غایات السبق فی میدان (1) الكرامة و یمكن أن یقرأ حملت علی بناء المؤنث المجهول الغائب و علی بتشدید الیاء و الحمولة بضم الحاء و هی بمعنی الأحمال فیرجع إلی ما مر فی النسخة الأولی.

قوله علیه السلام و یستنطق أی للشفاعة و الشهادة قوله و فصل الخطاب أی الخطاب الفاصل بین الحق و الباطل و یطلق غالبا علی حكمهم فی الوقائع المخصوصة و بیانهم فی كل أمر حسب ما یقتضیه المقام و أحوال السائلین المختلفین فی الأفهام.

«2»-ب، قرب الإسناد ابْنُ عِیسَی عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا أَنَّهُ علیه السلام كَتَبَ إِلَیْهِ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ الْإِیمَانَ حَتَّی یَعْرِفَ أَنَّهُ یَجْرِی لِآخِرِهِمْ مَا یَجْرِی لِأَوَّلِهِمْ فِی الْحُجَّةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ سَوَاءً وَ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَضْلُهُمَا الْخَبَرَ (2).

«3»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الرِّیَاحِیِّ عَنْ أَبِی الصَّامِتِ الْحُلْوَانِیِ

ص: 353


1- فی نسخة: فی مضمار الكرامة.
2- قرب الإسناد: 152 و 153 فیه: و لأمیر المؤمنین.

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: فَضْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مَا جَاءَ بِهِ أُخِذَ بِهِ وَ مَا نَهَی عَنْهُ انْتُهِیَ عَنْهُ وَ جَرَی لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مِثْلُ الَّذِی جَرَی لِرَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ الْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله الْمُتَقَدِّمُ بَیْنَ یَدَیْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْمُتَفَضِّلُ عَلَیْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ وَ الرَّادُّ عَلَیْهِ فِی صَغِیرَةٍ أَوْ كَبِیرَةٍ عَلَی حَدِّ الشِّرْكِ بِاللَّهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله بَابُ اللَّهِ الَّذِی لَا یُؤْتَی إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِیلُهُ الَّذِی مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَی اللَّهِ وَ كَذَلِكَ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام مِنْ بَعْدِهِ وَ جَرَی فِی الْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِیدَ بِأَهْلِهَا وَ عُمُدَ الْإِسْلَامِ وَ رَابِطَهُ عَلَی سَبِیلِ هُدَاهُ وَ لَا یَهْتَدِی هَادٍ إِلَّا بِهُدَاهُمْ وَ لَا یَضِلُّ خَارِجٌ مِنْ هُدًی (1) إِلَّا بِتَقْصِیرٍ عَنْ حَقِّهِمْ وَ أُمَنَاءَ اللَّهِ عَلَی مَا أُهْبِطَ (2) مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذْرٍ أَوْ نُذْرٍ وَ الْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلَی مَنْ فِی الْأَرْضِ یَجْرِی لِآخِرِهِمْ مِنَ اللَّهِ مِثْلُ الَّذِی جَرَی لِأَوَّلِهِمْ وَ لَا یَصِلُ أَحَدٌ إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَنَا قَسِیمُ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ لَا یَدْخُلُهَا دَاخِلٌ إِلَّا عَلَی أَحَدِ قِسْمَیَّ (3) وَ أَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ وَ أَنَا الْإِمَامُ لِمَنْ بَعْدِی وَ الْمُؤَدِّی عَمَّنْ كَانَ قَبْلِی وَ لَا یَتَقَدَّمُنِی أَحَدٌ إِلَّا أَحْمَدُ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنِّی وَ إِیَّاهُ لَعَلَی سَبِیلٍ وَاحِدٍ إِلَّا أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ وَ لَقَدْ أُعْطِیتُ السِّتَّ (4) عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلَایَا وَ الْوَصَایَا وَ الْأَنْسَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ

ص: 354


1- فی نسخة: من الهدی.
2- فی المصدر: لانهم امناء اللّٰه علی ما هبط.
3- فی المصدر: قسمین.
4- نقل فی هامش النسخة المخطوطة عن المصنّف هذا: یمكن أن یكون المنایا و البلایا واحدا، و الأنساب ثالثة، و فصل الخطاب الرابعة و صاحب الكرات و دولة الدول الخامسة و صاحب العصا و الدابّة السادسة و یحتمل وجوه أخر لكن لا بد من ضم بعضها الی بعض لئلا یكون زائدا: و اللّٰه یعلم و القائل.

وَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَ دَوْلَةِ الدُّوَلِ وَ إِنِّی لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ الْمِیسَمِ وَ الدَّابَّةُ الَّتِی تُكَلِّمُ النَّاسَ (1).

بیان: روی فی الكافی عن أحمد بن مهران عن محمد بن علی و محمد بن یحیی عن أحمد بن محمد جمیعا عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله بأدنی تغییر (2)

- و روی أیضا عن محمد بن یحیی و أحمد بن محمد جمیعا عن محمد بن الحسن عن علی بن حسان مثله. (3)

قوله علیه السلام فضل علی بناء المجهول أی فضله اللّٰه علی الخلق أو علی بناء المصدر فقوله ما جاء خبره أی هذا فضله قوله و رابطه أی یشدون الإسلام علی سبیل هداه لئلا یخرجه المبتدعون عن سبیله الحق و لا یضیعوه و الرابط أیضا یكون بمعنی الزاهد و الراهب و الحكیم و الشدید و الملازم و لكل منها وجه مناسبة.

قوله علیه السلام لعلی سبیل واحد أی أنا شریكه فی جمیع الكمالات و لا فرق بینی و بینه إلا أنه مسمی باسم غیر اسمی و یحتمل أن یكون المراد بالاسم وصف النبوة أو المعنی أنه دعاه اللّٰه فی القرآن باسمه و لم یدعنی و الأول أظهر. (4)

قوله علیه السلام و الوصایا أی وصایا الأنبیاء و الأوصیاء و الأنساب أی نسب كل أحد و صحته و فساده قوله علیه السلام و إنی لصاحب الكرات أی الحملات فی الحروب كما

قال صلی اللّٰه علیه و آله فیه كرار غیر فرار.

و الرجعات

كَمَا رُوِیَ أَنَّ لَهُ علیه السلام رَجْعَةً قَبْلَ قِیَامِ الْقَائِمِ علیه السلام وَ مَعَهُ وَ بَعْدَهُ.

و قیل إنه عرض علیه الخلق كرات فی المیثاق و الذر فی الرحم و عند الولادة و عند الموت و فی القبر و عند البعث و عند الحساب و عند الصراط و غیرها و الأوسط أظهر.

و أما دولة الدول فیحتمل أن یكون المراد بها علمه علیه السلام بدولة كل ذی دولة

ص: 355


1- بصائر الدرجات: 54.
2- أصول الكافی 1: 196- 198 راجعه.
3- أصول الكافی 1: 196- 198 راجعه.
4- بل الثانی اظهر، و المعنی انی فی جمیع الكمالات غیر النبوّة مثله.

أو أنه صاحب الغلبة فی الحروب و غیرها فإن الدولة بمعنی الغلبة أو المعنی أن دولة كل ذی دولة من الأنبیاء و الأوصیاء كان بسبب ولایته و الاستضاءة من نوره أو كان غلبتهم علی الأعادی و نجاتهم من المهالك بالتوسل به و قد نطقت الأخبار بكل منها كما ستقف علیها و ستأتی أمثال تلك الأخبار فی أبواب تاریخ أمیر المؤمنین علیه السلام مع شرحها لا سیما فی باب ما بین علیه السلام من مناقبه.

«4»-ك، إكمال الدین مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنِ الْكُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ أَخِی عَلَی جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فَأَجْلَسَنِی عَلَی فَخِذِهِ وَ أَجْلَسَ أَخِیَ الْحَسَنَ عَلَی فَخِذِهِ الْآخَرِ ثُمَّ قَبَّلَنَا وَ قَالَ بِأَبِی أَنْتُمَا مِنْ إِمَامَیْنِ سِبْطَیْنِ اخْتَارَكُمَا اللَّهُ مِنِّی وَ مِنْ أَبِیكُمَا وَ مِنْ أُمِّكُمَا وَ اخْتَارَ مِنْ صُلْبِكَ یَا حُسَیْنُ تِسْعَةَ أَئِمَّةٍ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ وَ كُلُّهُمْ (1) فِی الْفَضْلِ وَ الْمَنْزِلَةِ سَوَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی (2).

«5»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُوسَی عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: الَّذِینَ آمَنُوا وَ اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّیَّتُهُمْ بِإِیمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ (3) قَالَ الَّذِینَ آمَنُوا النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ وَ الذُّرِّیَّةُ الْأَئِمَّةُ الْأَوْصِیَاءُ أَلْحَقْنَا بِهِمْ وَ لَمْ تَنْقُصْ ذُرِّیَّتُهُمْ مِنَ الْجِهَةِ (4) الَّتِی جَاءَ بِهَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ وَ حُجَّتُهُمْ وَاحِدَةٌ وَ طَاعَتُهُمْ وَاحِدَةٌ (5).

بیان: ألته یألته نقصه ثم المشهور بین المفسرین أن المؤمنین الذین اتبعتهم ذریتهم فی الإیمان بأن آمنوا لكن قصرت أعمالهم عن الوصول إلی درجة آبائهم ألحقوا بها تكرمة لآبائهم و قیل المراد بهم الأولاد الصغار الذین جری علیهم حكم

ص: 356


1- فی المصدر: و كلكم.
2- اكمال الدین: 157.
3- الطور: 21.
4- فی نسخة: (الحجة) و هو الظاهر.
5- بصائر الدرجات: 141.

الإیمان بسبب إیمان آبائهم یلحق اللّٰه یوم القیامة الأولاد بآبائهم فی الجنة

وَ هُوَ الْمَرْوِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام وَ مَا أَلَتْنَا مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ أَیْ لَمْ یَنْقُصِ الْآبَاءَ مِنَ الثَّوَابِ بِسَبَبِ لُحُوقِ الْأَبْنَاءِ.

و علی التأویل الذی فی الخبر المعنی أن المؤمنین الكاملین فی الإیمان أی النبی و أمیر المؤمنین صلوات اللّٰه علیهما الذین اتبعتهم ذریتهم فی كمال الإیمان ألحقنا بهم ذریاتهم فی وجوب الطاعة و ما نقصنا الذریة من الحجة التی أقمناها علی وجوب اتباع الآباء شیئا فالمراد بالعمل إقامة الحجة علی وجوب الطاعة و هو من عمل اللّٰه أو عمل النبی الذی هو من الآباء.

و الحاصل أن الإضافة إما إلی الفاعل أو إلی المفعول و الضمیر فی أَلَتْناهُمْ راجع إِلَی الْأَوْلَادِ وَ فِی عَمَلِهِمْ إِلَی الْآبَاءِ.

«6»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنِ الْحَارِثِ النَّضْرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ نَحْنُ فِی الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ نَجْرِی مَجْرَی وَاحِدٍ فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ وَ عَلِیٌّ فَلَهُمَا فَضْلُهُمَا (1).

ختص، الإختصاص عن الحارث مثله (2).

«7»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ دَاوُدَ النُّمَیْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: نَحْنُ فِی الْعِلْمِ وَ الشَّجَاعَةِ سَوَاءٌ وَ فِی الْعَطَایَا عَلَی قَدْرِ مَا نُؤْمَرُ (3).

بیان: قوله و فی العطایا أی عطاء العلم أو المال أو الأعم و الأول أظهر أی إنما نعطی علی حسب ما یأمرنا اللّٰه به بحسب المصالح.

«8»-یر، بصائر الدرجات ابْنُ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا بَا مُحَمَّدٍ كُلُّنَا نَجْرِی فِی الطَّاعَةِ وَ الْأَمْرِ مَجْرَی وَاحِدٍ وَ بَعْضُنَا أَعْلَمُ مِنْ بَعْضٍ (4).

ص: 357


1- بصائر الدرجات: 141.
2- الاختصاص: 267.
3- بصائر الدرجات: 141.
4- بصائر الدرجات: 141.

«9»-یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْأَهْوَازِیِّ عَنِ النَّضْرِ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْنَا الْأَئِمَّةُ بَعْضُهُمْ أَعْلَمُ مِنْ بَعْضٍ قَالَ نَعَمْ وَ عِلْمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ وَاحِدٌ (1).

یر، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازی عن ابن أبی عمیر عن الحسین بن زیاد عن أبی عبد اللّٰه علیه السلام مثله (2)

- ختص، الإختصاص عن محمد بن عیسی عن الحسن بن زیاد مثله (3)

بیان: لعل المراد أنه قد یكون الأخیر أعلم من الأول (4) فی وقت إمامته بسبب ما یتجدد له من العلم و إن أفیض إلی روح الأول أیضا لئلا یكون آخرهم أعلم من أولهم كما ستقف علیه و یحتمل أن یكون ذلك للتقیة من غلاة الشیعة.

«10»-جا، المجالس للمفید أَبُو غَالِبٍ الزُّرَارِیُّ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی بْنِ أَعْیَنَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ أَوَّلُنَا دَلِیلٌ عَلَی آخِرِنَا وَ آخِرُنَا مُصَدِّقٌ لِأَوَّلِنَا وَ السُّنَّةُ فِینَا سَوَاءٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا حَكَمَ بِحُكْمٍ أَجْرَاهُ (5).

ختص، الإختصاص ابن عیسی عن أبیه عن محمد بن الحسین عن أبی داود المسترق عن ثعلبة عن بعض أصحابه عن أبی عبد اللّٰه أو أبی جعفر علیه السلام مثله (6)

- ختص، الإختصاص أحمد بن محمد بن یحیی عن الحمیری عن محمد بن الولید و محمد بن عبد الحمید عن یونس بن یعقوب عن عبد الأعلی مثله (7)

بیان: أی لما حكم اللّٰه بأن لا یكون زمان من الأزمنة خالیا من الحجة لا بد

ص: 358


1- بصائر الدرجات: 141.
2- بصائر الدرجات: 141.
3- الاختصاص: 266 و 268.
4- الظاهر ان البعض الذی یكون اعلم من غیره هو رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله و أمیر المؤمنین علیه السلام و یدلّ علیه الخبر الآتی تحت رقم: 16 و ما بعده.
5- فی الاختصاص و فی نسخة من الكتاب: إذا حكم حكما.
6- الاختصاص: 267.
7- الاختصاص: 267.

أن یخلق فی كل زمان من یكون مثل من تقدمه فی العلم و الكمال و وجوب الطاعة.

«11»-ختص، الإختصاص ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَقُولُ كَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام بَابَ اللَّهِ الَّذِی لَا یُؤْتَی إِلَّا مِنْهُ وَ سَبِیلَهُ الَّذِی مَنْ سَلَكَ بِغَیْرِهِ هَلَكَ وَ كَذَلِكَ جَرَی لِلْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ جَعَلَهُمُ اللَّهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِیدَ بِأَهْلِهَا وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَی مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَی (1).

بیان: المید الحركة یقال ماد یمید میدا أی تحرك و زاغ أی جعلهم أركان الأرض كراهة أن تمید الأرض مع أهلها فتخسف بهم و تغرقهم كما قال تعالی وَ أَلْقی فِی الْأَرْضِ رَواسِیَ أَنْ تَمِیدَ بِكُمْ (2) و لا یبعد أن یكون إشارة إلی تأویل الآیة أیضا فقد قیل فیها ذلك فإنه قد یستعار الجبال للعلماء و الحلماء لرزانتهم و ثباتهم و رفعة شأنهم و التجاء الناس إلیهم.

«12»-ختص، الإختصاص ابْنُ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنِ الرِّضَا علیه السلام قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام كُلُّنَا نَجْرِی فِی الطَّاعَةِ وَ الْأَمْرِ مَجْرَی وَاحِدٍ وَ بَعْضُنَا أَعْظَمُ مِنْ بَعْضٍ (3).

«13»-ختص، الإختصاص مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَیْسَ شَیْ ءٌ یَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِلَّا بَدَأَ بِرَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ بِمَنْ بَعْدَهُ لِیَكُونَ عِلْمُ آخِرِهِمْ مِنْ عِنْدِ أَوَّلِهِمْ وَ لَا یَكُونَ آخِرُهُمْ أَعْلَمَ مِنْ أَوَّلِهِمْ (4).

«14»-ختص، الإختصاص عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ (5) عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ مَوْلَی آلِ سَامٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام

ص: 359


1- الاختصاص: 21.
2- النحل: 15.
3- الاختصاص: 22.
4- الاختصاص: 267.
5- فی المصدر: علی بن الحسین.

أَنَا وَ أَبُو الْمَغْرَاءِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَیْكَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْكَ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ ثُمَّ اجْتَذَبَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَنْبِهِ فَقُلْتُ لِأَبِی الْمَغْرَاءِ أَوْ قَالَ لِی أَبُو الْمَغْرَاءِ إِنَّ هَذَا الِاسْمَ مَا كُنْتُ أَرَی أَحَداً یُسَلِّمُ بِهِ إِلَّا عَلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا أَبَا الصَّبَّاحِ (1) إِنَّهُ لَا یَجِدُ عَبْدٌ حَقِیقَةَ الْإِیمَانِ حَتَّی یَعْلَمَ أَنَّ لِآخِرِنَا مَا لِأَوَّلِنَا (2).

«15»-ختص، الإختصاص عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِیَّةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام الْأَئِمَّةُ یَتَفَاضَلُونَ قَالَ أَمَّا فِی الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ فَعِلْمُهُمْ فِیهِ سَوَاءٌ وَ هُمْ یَتَفَاضَلُونَ فِیمَا سِوَی ذَلِكَ (3).

«16»-ختص، الإختصاص عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام لَا یَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ الْإِیمَانَ حَتَّی یَعْرِفَ أَنَّهُ یَجْرِی لِآخِرِنَا مَا یَجْرِی لِأَوَّلِنَا وَ هُمْ فِی الطَّاعَةِ وَ الْحُجَّةِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ سَوَاءٌ وَ لِمُحَمَّدٍ وَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَضْلُهُمَا (4).

«17»-أَقُولُ رَوَی أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ فِی كِتَابِ الْمَنَاقِبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِیَّ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أَنَا سَیِّدُ الْأَوَّلِینَ وَ الْآخِرِینَ وَ أَنْتَ یَا عَلِیُّ سَیِّدُ الْخَلَائِقِ بَعْدِی أَوَّلُنَا كَآخِرِنَا وَ آخِرُنَا كَأَوَّلِنَا (5).

«18»-وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام أَفْضَلُ خَلْقِ اللَّهِ غَیْرِی وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ أَبُوهُمَا خَیْرٌ مِنْهُمَا وَ إِنَ

ص: 360


1- فی نسخة: یا با صباح.
2- بصائر الدرجات: 267 و 268.
3- بصائر الدرجات: 268.
4- الاختصاص: 268.
5- إیضاح دفائن النواصب: 2.

فَاطِمَةَ سَیِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِینَ وَ إِنَّ عَلِیّاً خَتَنِی (1) وَ لَوْ وَجَدْتُ لِفَاطِمَةَ خَیْراً مِنْ عَلِیِّ لَمْ أُزَوِّجْهَا مِنْهُ (2).

«19»-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ، مِنْ كِتَابِ الْمَزَارِ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیلٍ الْحَائِرِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مَنِیعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ یُونُسَ بْنِ وَهْبٍ الْقَصْرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَةَ فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَتَیْتُكَ وَ لَمْ أَزُرْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام قَالَ بِئْسَ مَا صَنَعْتَ لَوْ لَا أَنَّكَ مِنْ شِیعَتِنَا مَا نَظَرْتُ إِلَیْكَ أَ لَا تَزُورُ مَنْ یَزُورُهُ اللَّهُ (3) مَعَ الْمَلَائِكَةِ وَ یَزُورُهُ الْمُؤْمِنُونَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا عَلِمْتُ ذَلِكَ قَالَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ وَ لَهُ ثَوَابُ أَعْمَالِهِمْ وَ عَلَی قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فُضِّلُوا (4).

«20»-وَ رَوَی الْكَرَاجُكِیُّ فِی كَنْزِ الْفَوَائِدِ، عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ الْبَغْدَادِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْجِعَابِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ أَبِی مَرْیَمَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله اللَّهُ رَبِّی لَا إِمَارَةَ لِی مَعَهُ وَ أَنَا رَسُولُ رَبِّی لَا إِمَارَةَ مَعِی وَ عَلِیٌّ وَلِیُّ مَنْ كُنْتُ وَلِیَّهُ وَ لَا إِمَارَةَ مَعَهُ (5).

«21»-قَالَ وَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنِ ابْنِ جُبَیْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ بَعْدِی أَفْضَلَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ إِنَّهُ إِمَامُ أُمَّتِی وَ أَمِیرُهَا وَ إِنَّهُ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی عَلَیْهَا مَنِ

ص: 361


1- الختن: زوج الابنة.
2- إیضاح دفائن النواصب: 2.
3- لعل المراد من زیارة اللّٰه توجهه تعالی ببقعته و عنایته بها و حفها برحماته.
4- المحتضر: 89.
5- كنز الفوائد: 154.

اقْتَدَی بِهِ بَعْدِی اهْتَدَی وَ مَنِ اهْتَدَی بِغَیْرِهِ ضَلَّ وَ غَوَی إِنِّی أَنَا النَّبِیُّ الْمُصْطَفَی مَا أَنْطِقُ بِفَضْلِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنِ الْهَوَی إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْمُجْتَبَی عَنِ الَّذِی لَهُ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ ما بَیْنَهُما وَ ما تَحْتَ الثَّری (1) وَ قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِیمَا عَدَّ مِنْ عَقَائِدِ الشِّیعَةِ الْإِمَامِیَّةِ وَ یَجِبُ أَنْ یُعْتَقَدَ أَنَّ أَفْضَلَ الْأَئِمَّةِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیهما السلام وَ أَنَّهُ لَا یَجُوزُ أَنْ یُسَمَّی بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ أَحَدٌ سِوَاهُ وَ أَنَّ بَقِیَّةَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یُقَالُ لَهُمُ- الْأَئِمَّةُ وَ الْخُلَفَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ وَ الْحُجَجُ وَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِی الْحَقِیقَةِ أُمَرَاءَ الْمُؤْمِنِینَ فَإِنَّهُمْ لَمْ یَمْنَعُوا مِنْ هَذَا الِاسْمِ لِأَجْلِ مَعْنَاهُ لِأَنَّهُ حَاصِلٌ (2) عَلَی الِاسْتِحْقَاقِ وَ إِنَّمَا مَنَعُوا مِنْ لَفْظِهِ سِمَةً لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام (3) وَ أَنَّ أَفْضَلَ الْأَئِمَّةِ بَعْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام وَلَدُهُ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ وَ أَفْضَلُ الْبَاقِینَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ إِمَامُ الزَّمَانِ الْمَهْدِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله ثُمَّ بَقِیَّةُ الْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ عَلَی مَا جَاءَ بِهِ الْأَثَرُ وَ ثَبَتَ فِی النَّظَرِ وَ أَنَّهُ لَا یَتِمُّ الْإِیمَانُ إِلَّا بِمُوَالاةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِهِ وَ أَنَّ أَعْدَاءَ الْأَئِمَّةِ علیهم السلام كُفَّارٌ مُخَلَّدُونَ فِی النَّارِ وَ إِنْ أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ فَمَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الْأَئِمَّةَ علیهم السلام (4) تَوَلَّاهُمْ وَ تَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَ مَنْ أَنْكَرَهُمْ أَوْ شَكَّ فِیهِمْ أَوْ أَنْكَرَ أَحَدَهُمْ أَوْ شَكَّ فِیهِ أَوْ تَوَلَّی أَعْدَاءَهُمْ أَوْ أَحَدَ أَعْدَائِهِمْ فَهُوَ ضَالٌّ هَالِكٌ بَلْ كَافِرٌ لَا یَنْفَعُهُ عَمَلٌ وَ لَا اجْتِهَادٌ وَ لَا تُقْبَلُ لَهُ طَاعَةٌ وَ لَا تَصِحُّ لَهُ حَسَنَاتٌ وَ أَنْ یُعْتَقَدَ أَنَّ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ مَضَوْا مِنَ الدُّنْیَا وَ هُمْ غَیْرُ عَاصِینَ یُؤْمَرُ بِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْجَنَّةِ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ أَنَّ جَمِیعَ الْكُفَّارِ وَ الْمُشْرِكِینَ وَ مَنْ لَمْ تَصِحَّ لَهُ الْأُصُولُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یُؤْمَرُ بِهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَی الْجَحِیمِ بِغَیْرِ حِسَابٍ وَ إِنَّمَا یُحَاسَبُ مَنْ خَلَطَ عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً وَ هُمُ الْعَارِفُونَ الْعُصَاةُ (5).

ص: 362


1- كنز الفوائد: 208.
2- فی المصدر: حاصل لهم.
3- فی المصدر: حشمة لأمیر المؤمنین علیه السّلام.
4- فی المصدر: و الأئمّة الاثنی عشر علیهم السلام.
5- كنز الكراجكیّ: 112- 114 فیه زیادات كانه اختصره المصنّف.

أقول: قد تكلمنا فی كل ذلك فی محالها.

«22»-وَ رَوَی الشَّیْخُ حَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ فِی كِتَابِ الْمُحْتَضَرِ، مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُفِیدِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی اخْتَارَ مِنَ الْأَیَّامِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ مِنَ الشُّهُورِ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ مِنَ اللَّیَالِی لَیْلَةَ الْقَدْرِ وَ اخْتَارَ مِنَ النَّاسِ الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ وَ اخْتَارَنِی مِنَ الرُّسُلِ وَ اخْتَارَ مِنِّی عَلِیّاً وَ اخْتَارَ مِنْ عَلِیٍّ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ وَ اخْتَارَ مِنَ الْحُسَیْنِ الْأَوْصِیَاءَ یَمْنَعُونَ عَنِ التَّنْزِیلِ تَحْرِیفَ الْغَالِینَ وَ انْتِحَالَ الْمُبْطِلِینَ وَ تَأَوُّلَ الْجَاهِلِینَ (1) تَاسِعُهُمْ بَاطِنُهُمْ ظَاهِرُهُمْ قَائِمُهُمْ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ (2).

«23»-وَ مِنْهُ عَنْ زَیْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیُّمَا أَفْضَلُ الْحَسَنُ أَمِ الْحُسَیْنُ فَقَالَ إِنَّ فَضْلَ أَوَّلِنَا یَلْحَقُ بِفَضْلِ آخِرِنَا وَ فَضْلَ آخِرِنَا یَلْحَقُ بِفَضْلِ أَوَّلِنَا وَ كُلٌّ لَهُ فَضْلٌ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَسِّعْ عَلَیَّ فِی الْجَوَابِ فَإِنِّی وَ اللَّهِ مَا سَأَلْتُكَ إِلَّا مُرْتَاداً (3) فَقَالَ نَحْنُ مِنْ شَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ بَرَأَنَا اللَّهُ مِنْ طِینَةٍ وَاحِدَةٍ فَضْلُنَا مِنَ اللَّهِ وَ عِلْمُنَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ نَحْنُ أُمَنَاؤُهُ عَلَی خَلْقِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَی دِینِهِ وَ الْحُجَّابُ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ أَزِیدُكَ یَا زَیْدُ قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ خَلْقُنَا وَاحِدٌ وَ عِلْمُنَا وَاحِدٌ وَ فَضْلُنَا وَاحِدٌ وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ أَخْبِرْنِی (4) بِعِدَّتِكُمْ فَقَالَ نَحْنُ اثْنَا عَشَرَ هَكَذَا حَوْلَ عَرْشِ رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ فِی مُبْتَدَإِ خَلْقِنَا أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ (5).

ص: 363


1- فی المصدر: تحریف الضالین و انتحال المبطلین و تأویل الجاهلین.
2- المحتضر: 159 و 160.
3- مرتادا: طالبا ای طالبا لمعرفتكم و الاطلاع لفضائلكم.
4- فی المصدر: قلت فاخبرنی بعدتكم فقال: اثنا عشر.
5- المحتضر: 159 و 160.

باب 13 غرائب أفعالهم و أحوالهم و وجوب التسلیم لهم فی جمیع ذلك

الكهف: «قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْراً وَ كَیْفَ تَصْبِرُ عَلی ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً قالَ سَتَجِدُنِی إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِی لَكَ أَمْراً قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِی فَلا تَسْئَلْنِی عَنْ شَیْ ءٍ حَتَّی أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً»(67-70) إلی آخر القصة.

تفسیر:

أقول: فی هذه القصة تنبیه لمن عقل و تفكر للتسلیم فی كل ما روی من أقوال أهل البیت علیهم السلام و أفعالهم مما لا یوافق عقول عامة الخلق و تأباه أفهامهم و عدم المبادرة إلی ردها و إنكارها و قد مر فی باب التسلیم و فضل المسلمین ما فیه كفایة لمن له قلب أو ألقی السمع و هو شهید.

«1»-خص، منتخب البصائر سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی بِإِسْنَادِهِ إِلَی الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَا جَاءَكُمْ مِنَّا مِمَّا یَجُوزُ أَنْ یَكُونَ فِی الْمَخْلُوقِینَ وَ لَمْ تَعْلَمُوهُ وَ لَمْ تَفْهَمُوهُ فَلَا تَجْحَدُوهُ وَ رُدُّوهُ إِلَیْنَا وَ مَا جَاءَكُمْ عَنَّا مِمَّا لَا یَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِی الْمَخْلُوقِینَ فَاجْحَدُوهُ وَ لَا تَرُدُّوهُ إِلَیْنَا (1).

«2»-خص، منتخب البصائر سَعْدٌ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ (2) وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَكَرِیَّا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَسْتَكْمِلَ الْإِیمَانَ فَلْیَقُلْ الْقَوْلُ مِنِّی فِی جَمِیعِ الْأَشْیَاءِ قَوْلُ آلِ مُحَمَّدٍ علیهم السلام فِیمَا أَسَرُّوا وَ فِیمَا أَعْلَنُوا وَ فِیمَا بَلَغَنِی وَ فِیمَا لَمْ یَبْلُغْنِی (3).

«3»-خص، منتخب البصائر سَعْدٌ عَنِ ابْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ غَیْرِهِمَا عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ

ص: 364


1- مختصر بصائر الدرجات: 91 و 92.
2- فی المصدر: ایوب بن نوح عن جمیل بن دراج.
3- مختصر بصائر الدرجات: 93.

هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ طَرِیفٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام مَا تَقُولُ فِیمَنْ أَخَذَ عَنْكُمْ عِلْماً فَنَسِیَهُ قَالَ لَا حُجَّةَ عَلَیْهِ إِنَّمَا الْحُجَّةُ عَلَی مَنْ سَمِعَ مِنَّا حَدِیثاً فَأَنْكَرَهُ أَوْ بَلَغَهُ فَلَمْ یُؤْمِنْ بِهِ وَ كَفَرَ فَأَمَّا النِّسْیَانُ فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْكُمْ (1).

«4»-خص، منتخب البصائر سَعْدٌ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْخَشَّابِ وَ الْیَقْطِینِیِّ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ ابْنِ عَمِیرَةَ عَنِ الْحَضْرَمِیِّ عَنِ الْحَجَّاجِ الْخَیْبَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّا نَكُونُ فِی الْمَوْضِعِ فَیُرْوَی عَنْكُمُ الْحَدِیثُ الْعَظِیمُ فَیَقُولُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ الْقَوْلُ قَوْلُهُمْ فَیَشُقُّ ذَلِكَ عَلَی بَعْضِنَا فَقَالَ كَأَنَّكَ تُرِیدُ أَنْ تَكُونَ إِمَاماً یُقْتَدَی بِكَ أَوْ بِهِ مَنْ رَدَّ إِلَیْنَا فَقَدْ سَلِمَ (2).

«5»-خص، منتخب البصائر سَعْدٌ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَیْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا (3) قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ وَ یَجْرِی فِیمَنِ اسْتَقَامَ مِنْ شِیعَتِنَا وَ سَلَّمَ لِأَمْرِنَا وَ كَتَمَ حَدِیثَنَا عِنْدَ عَدُوِّنَا (4) تَسْتَقْبِلُهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ وَ قَدْ وَ اللَّهِ مَضَی أَقْوَامٌ كَانُوا عَلَی مِثْلِ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ مِنَ الدِّینِ اسْتَقَامُوا وَ سَلَّمُوا لِأَمْرِنَا وَ كَتَمُوا حَدِیثَنَا وَ لَمْ یُذِیعُوهُ عِنْدَ عَدُوِّنَا وَ لَمْ یَشُكُّوا فِیهِ كَمَا شَكَكْتُمْ فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِالْبُشْرَی مِنَ اللَّهِ بِالْجَنَّةِ (5).

«6»-خص، منتخب البصائر بِالْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ (6) عَنِ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ علیه السلام یَقُولُ إِنَّ أَحَبَّ أَصْحَابِی إِلَیَّ أَفْقَهُهُمْ وَ أَوْرَعُهُمْ (7) وَ أَكْتَمُهُمْ لِحَدِیثِنَا وَ إِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِی حَالًا وَ أَمْقَتَهُمْ إِلَیَّ الَّذِی إِذَا سَمِعَ الْحَدِیثَ یُنْسَبُ إِلَیْنَا

ص: 365


1- مختصر بصائر الدرجات: 93 و 94.
2- مختصر بصائر الدرجات: 93 و 94.
3- فصّلت: 30.
4- فی المصدر: عن عدونا.
5- مختصر بصائر الدرجات: 96.
6- فی المصدر: جمیل بن صالح.
7- فی المصدر: و أودعهم.

وَ یُرْوَی عَنَّا فَلَمْ یَحْتَمِلْهُ قَلْبُهُ وَ اشْمَأَزَّ مِنْهُ جَحَدَهُ وَ أَكْفَرَ مَنْ دَانَ بِهِ وَ لَا یَدْرِی لَعَلَّ الْحَدِیثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وَ إِلَیْنَا أُسْنِدَ فَیَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً مِنْ دِینِنَا (1).

«7»-خص، منتخب البصائر یج، الخرائج و الجرائح عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ السَّیِّدِ أَبِی الْبَرَكَاتِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْجَوْزِیِّ (2) عَنِ الصَّدُوقِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله إِنَّ حَدِیثَ آلِ مُحَمَّدِ عَظِیمٌ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یُؤْمِنُ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَمَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ مِنْ حَدِیثِ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله فَلَانَتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ فَاقْبَلُوهُ وَ مَا اشْمَأَزَّتْ لَهُ قُلُوبُكُمْ وَ أَنْكَرْتُمُوهُ فَرُدُّوهُ إِلَی اللَّهِ وَ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلَی الْعَالِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلی اللّٰه علیه و آله وَ إِنَّمَا الْهَالِكُ أَنْ یُحَدِّثَ أَحَدُكُمْ بِالْحَدِیثِ أَوْ بِشَیْ ءٍ لَا یَحْتَمِلُهُ فَیَقُولَ وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ اللَّهِ مَا كَانَ هَذَا وَ الْإِنْكَارُ لِفَضَائِلِهِمْ هُوَ الْكُفْرُ (3).

«8»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات ابْنُ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام یَا أَسْوَدَ بْنَ سَعِیدٍ إِنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ كُلِّ أَرْضٍ تُرّاً مِثْلَ تُرِّ الْبِنَاءِ فَإِذَا أُمِرْنَا فِی الْأَرْضِ بِأَمْرٍ جَذَبْنَا ذَلِكَ التُّرَّ فَأَقْبَلَتِ الْأَرْضُ (4) بِقَلِیبِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ دُورِهَا حَتَّی تُنْفَذَ (5) فِیهَا مَا نُؤْمَرُ بِهِ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی (6).

یج، الخرائج و الجرائح عن الأسود مثله

ص: 366


1- مختصر بصائر الدرجات: 98.
2- فی مختصر البصائر: الحویزی و فی الخرائج: الخوزی. و الأخیر هو الصحیح.
3- مختصر بصائر الدرجات: 106 و 107. الخرائج و الجرائح: 247.
4- فی الاختصاص: فاقبلت الأرض الینا.
5- فی الاختصاص: حتی ننفذ.
6- بصائر الدرجات: 120 و 121، الاختصاص: 323 و 324 فیه: مثل هذه.

بیان: فی القاموس التر بالضم الخیط یقدر به البناء و قال القلیب البئر أو العادیة القدیمة منها و یؤنث و الجمع أقلبة و قلب و قلب.

«9»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُمِّیِّ عَنْ إِدْرِیسَ (1) عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمَنِ الدُّنْیَا عِنْدَهُ بِمِثْلِ هَذِهِ وَ عَقَدَ بِیَدِهِ عَشَرَةً (2).

بیان: عقد العشرة بحساب العقود هو أن تضع رأس ظفر السبابة علی مفصل أنملة الإبهام لیصیر الإصبعان معا كحلقة مدورة أی الدنیا عند الإمام علیه السلام كهذا الحلقة فی أن له أن یتصرف فیها بإذن اللّٰه تعالی كیف شاء أو فی علمه بما فیها و أحاطته بها.

«10»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُوسَی بْنِ طَلْحَةَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ (3) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا علیه السلام وَ مَعِی صَحِیفَةٌ أَوْ قِرْطَاسٌ فِیهِ عَنْ جَعْفَرٍ علیه السلام أَنَّ الدُّنْیَا مُثِّلَتْ (4) لِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فِی مِثْلِ فِلْقَةِ الْجَوْزَةِ فَقَالَ یَا حَمْزَةُ ذَا وَ اللَّهِ حَقٌّ فَانْقُلُوهُ إِلَی أَدِیمٍ (5).

بیان: الفلقة بالكسر القطعة و الأدیم الجلد المدبوغ.

«11»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الدُّنْیَا تَمَثَّلَ لِلْإِمَامِ فِی مِثْلِ فِلْقَةِ

ص: 367


1- فی الاختصاص: أحمد بن محمّد بن عیسی عن محمّد بن سنان عن عبد الملك بن عبد اللّٰه القمّیّ قال: حدّثنی اخی إدریس بن عبد اللّٰه.
2- بصائر الدرجات: 121، الاختصاص: 326.
3- فی نسخة: حمزة بن عبد اللّٰه الجعفری و فی نسخة من الاختصاص: حمزة بن عبد اللّٰه الجعفی.
4- فی نسخة: تمثل و یوجد ذلك فی الاختصاص.
5- بصائر الدرجات: 121، الاختصاص: 217.

الْجَوْزِ فَمَا یَعْرِضُ (1) لِشَیْ ءٍ مِنْهَا وَ إِنَّهُ لَیَتَنَاوَلُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا كَمَا یَتَنَاوَلُ أَحَدُكُمْ مِنْ فَوْقِ مَائِدَتِهِ مَا یَشَاءُ فَلَا یَعْزُبُ عَنْهُ مِنْهَا شَیْ ءٌ (2).

«12»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام قَالَ: كَتَبْتُ فِی ظَهْرِ قِرْطَاسٍ أَنَّ الدُّنْیَا مُمَثَّلَةٌ لِلْإِمَامِ كَفِلْقَةِ الْجَوْزَةِ فَدَفَعْتُهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام وَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ أَصْحَابَنَا رَوَوْا حَدِیثاً مَا أَنْكَرْتُهُ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ قَالَ فَنَظَرَ فِیهِ ثُمَّ طَوَاهُ حَتَّی ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ شَقَّ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ هُوَ حَقٌّ فَحَوِّلْهُ فِی أَدِیمٍ (3).

«13»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِیِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام حَیْثُ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْیَمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام یَا یَمَانِیُّ أَ فِیكُمْ عُلَمَاءُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ یَبْلُغُ مِنْ عِلْمِ عُلَمَائِكُمْ قَالَ إِنَّهُ لَیَسِیرُ فِی لَیْلَةٍ وَاحِدَةٍ مَسِیرَةَ شَهْرَیْنِ یَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَقْفُو الْآثَارَ فَقَالَ لَهُ فَعَالِمُ الْمَدِینَةِ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِكُمْ قَالَ فَأَیَّ شَیْ ءٍ یَبْلُغُ مِنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ بِالْمَدِینَةِ قَالَ إِنَّهُ یَسِیرُ فِی صَبَاحٍ وَاحِدٍ مَسِیرَةَ سَنَةٍ كَالشَّمْسِ إِذَا أُمِرَتْ إِنَّهَا (4) الْیَوْمَ غَیْرُ مَأْمُورَةٍ وَ لَكِنْ إِذَا أُمِرَتْ تَقْطَعُ اثْنَیْ عَشَرَ شَمْساً وَ اثْنَیْ عَشَرَ قَمَراً وَ اثْنَیْ عَشَرَ مَشْرِقاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ مَغْرِباً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَرّاً وَ اثْنَیْ عَشَرَ بَحْراً وَ اثْنَیْ عَشَرَ عَالَماً قَالَ فَمَا بَقِیَ فِی یَدَیِ الْیَمَانِیِّ فَمَا دَرَی مَا یَقُولُ وَ كَفَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام (5).

بیان: فی القاموس زجر الطائر تفأل به و تطیر فنهره و الزجر العیافة

ص: 368


1- فی البصائر: فما تعرض و فی الاختصاص: فلا یعزب عنه منها شی ء.
2- الاختصاص: 217، بصائر الدرجات: 217.
3- بصائر الدرجات: 121 الاختصاص: 217 فیه: (ابی الحسن الرضا) و فیه: (ابی الحسن الرضا) وفیه : احب.
4- فی نسخة: (فانها) یوجد هو فی الاختصاص.
5- بصائر الدرجات: 118 و 119، الاختصاص: 318 و 319.

و التكهن و فی النهایة الزجر للطیر هو التیمن و التشؤم و التفؤل لطیرانها كالسانح و البارح و هو نوع من الكهانة و العیافة.

«14»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَقَالَ لَهُ یَا أَخَا أَهْلِ الْیَمَنِ عِنْدَكُمْ عُلَمَاءُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَمَا بَلَغَ مِنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ قَالَ یَسِیرُ فِی لَیْلَةٍ مَسِیرَةَ شَهْرَیْنِ (1) یَزْجُرُ الطَّیْرَ وَ یَقْفُو الْأَثَرَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَالِمُ الْمَدِینَةِ أَعْلَمُ مِنْ عَالِمِكُمْ قَالَ فَمَا (2) بَلَغَ مِنْ عِلْمِ عَالِمِ الْمَدِینَةِ قَالَ یَسِیرُ فِی سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ مَسِیرَةَ الشَّمْسِ سَنَةً حَتَّی یَقْطَعَ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ (3) عالما (عَالَمٍ) مِثْلَ عَالَمِكُمْ هَذَا مَا یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ وَ لَا إِبْلِیسَ قَالَ فَیَعْرِفُونَكُمْ قَالَ نَعَمْ مَا افْتَرَضَ عَلَیْهِمْ إِلَّا وَلَایَتَنَا وَ الْبَرَاءَةَ مِنْ عَدُوِّنَا (4).

«15»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا صَلَّی الْعَتَمَةَ بِالْمَدِینَةِ وَ أَتَی قَوْمَ مُوسَی فِی شَیْ ءٍ تَشَاجَرَ بَیْنَهُمْ وَ عَادَ مِنْ لَیْلَتِهِ وَ صَلَّی الْغَدَاةَ بِالْمَدِینَةِ (5).

«16»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ یَوْماً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام جَالِساً فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ أَ لَكَ حِمَارٌ فَیَقْطَعَ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ فِی لَیْلَةٍ فَقُلْتُ لَهُ لَا جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ إِنِّی لَأَعْرِفُ رَجُلًا بِالْمَدِینَةِ لَهُ حِمَارٌ یَرْكَبُهُ فَیَأْتِی الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فِی لَیْلَةٍ (6).

ص: 369


1- فی الاختصاص: أ عندكم و فیه: فما یبلغ و فیه: شهر.
2- فی الاختصاص: فما یبلغ.
3- فی الاختصاص: (اثنی عشر عالما) أقول: لعله اصح بقرینة حدیثه المتقدم.
4- بصائر الدرجات: 119، الاختصاص: 319 فیه: ما افترض اللّٰه.
5- بصائر الدرجات: 117، الاختصاص: 315 فیه: فی امر فتشاجروا فیه فیما بینهم.
6- بصائر الدرجات: 117، الاختصاص: 319 فیه: أ ما لك حمار تركبه.

«17»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات سَلَمَةُ بْنُ الْخَطَّابِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِنَّ الْأَوْصِیَاءَ لَتُطْوَی لَهُمُ الْأَرْضُ وَ یَعْلَمُونَ مَا عِنْدَ أَصْحَابِهِمْ (1).

«18»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْحَجَّالُ عَنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُهُ (2) یَقُولُ إِنِّی لَأَعْرِفُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ أَخَذَ قَبْلَ أَنْطَاقِ (3) الْأَرْضِ إِلَی الْفِئَةِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِی كِتَابِهِ وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (4) لِمُشَاجَرَةٍ كَانَتْ بَیْنَهُمْ فَأَصْلَحَ بَیْنَهُمْ وَ رَجَعَ (5).

توضیح: قوله علیه السلام قبل أنطاق الأرض كأنه جمع النطاق و المراد بها الجبال التی أحیطت بالأرض كالمنطقة و قد عبر فی بعض الأخبار عن جبل قاف بالنطاقة الخضراء و فی بعض النسخ قبل انطباق الأرض أی من جهة انطباق الأرض بعضها علی بعض كنایة عن طیها و الأول أظهر.

«19»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا أَتَی قَوْمَ مُوسَی فِی شَیْ ءٍ كَانَ بَیْنَهُمْ فَأَصْلَحَ بَیْنَهُمْ فَمَرَّ بِرَجُلٍ مَعْقُولٍ عَلَیْهِ ثِیَابٌ مُسُوحٌ مَعَهُ عَشَرَةٌ مُوَكَّلِینَ بِهِ یَسْتَقْبِلُونَ بِهِ فِی الشِّتَاءِ الشِّمَالَ وَ یَصُبُّونَ عَلَیْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَ یُسْتَقْبَلُ بِهِ فِی الْحَرِّ عَیْنَ الشَّمْسِ یُدَارُ بِهِ مَعَهَا حَیْثُمَا دَارَتْ وَ یُوقَدُ حَوْلَهُ النِّیرَانُ كُلَّمَا مَاتَ مِنَ الْعَشَرَةِ وَاحِدٌ أَضَافَ أَهْلُ الْقَرْیَةِ إِلَیْهِ (6) آخَرَ فَالنَّاسُ یَمُوتُونَ وَ الْعَشَرَةُ لَا یَنْقُصُونَ فَقَالَ (7) مَا أَمْرُكَ قَالَ إِنْ كُنْتَ عَالِماً فَمَا أَعْرَفَكَ بِی

ص: 370


1- بصائر الدرجات: 117، الاختصاص: 316 و 317.
2- فی الاختصاص: سمعت أبا عبد اللّٰه علیه السّلام.
3- فی المصدر: قبل انطباق الأرض.
4- الأعراف: 159.
5- بصائر الدرجات: 117 و 118، الاختصاص: 316.
6- فی الاختصاص: الیهم.
7- فی الاختصاص: فقال له.

قَالَ عَلَاءٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ یَرْوُونَ أَنَّهُ ابْنُ آدَمَ وَ یَرْوُونَ أَنَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ علیه السلام (1) كَانَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ (2).

«20»-یر، بصائر الدرجات عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْعَبَّاسِ الْوَرَّاقِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ لَیْثٍ الْمُرَادِیِّ عَنْ سَدِیرٍ یُحَدِّثُ فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ لَیْثَ الْمُرَادِیِّ حَدَّثَنِی عَنْكَ بِحَدِیثٍ فَقَالَ وَ مَا هُوَ قُلْتُ أَخْبَرَنِی عَنْكَ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فِی سَقِیفَةِ بَابِهِ إِذْ مَرَّ أَعْرَابِیٌّ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مَنْ عَالِمُ أَهْلِ الْیَمَنِ فَأَقْبَلَ یُحَدِّثُ عَنِ الْكَهَنَةِ وَ السَّحَرَةِ وَ أَشْبَاهِهِمْ فَلَمَّا قَامَ الْأَعْرَابِیُّ قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ لَكِنْ أُخْبِرُكَ عَنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِینَةِ أَنَّهُ یَذْهَبُ إِلَی مَطْلَعِ الشَّمْسِ وَ یَجِی ءُ فِی لَیْلَةٍ وَ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَیْهَا لَیْلَةً فَأَتَاهَا فَإِذَا رَجُلٌ مَعْقُولٌ بِرَجُلٍ وَ إِذَا عَشَرَةٌ مُوَكَّلُونَ بِهِ أَمَّا فِی الْبَرْدِ فَیَرُشُّونَ عَلَیْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ وَ یُرَوِّحُونَهُ وَ أَمَّا فِی الصَّیْفِ فَیَصُبُّونَ عَلَی رَأْسِهِ الزَّیْتَ وَ یَسْتَقْبِلُونَ بِهِ عَیْنَ الشَّمْسِ فَقَالَ لِلْعَشَرَةِ مَا أَنْتُمْ وَ مَا هَذَا فَقَالُوا لَا نَدْرِی إِلَّا أَنَّا مُوَكَّلُونَ بِهِ فَإِذَا مَاتَ مِنَّا وَاحِدٌ خَلَفَهُ آخَرُ فَقَالَ لِلرَّجُلِ مَا أَنْتَ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ عَالِماً فَقَدْ عَرَفْتَنِی وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ عَالِماً فَلَسْتُ أُخْبِرُكَ فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ فُرَاتِكُمْ فَقُلْتُ فُرَاتُنَا فُرَاتُ الْكُوفَةِ قَالَ نَعَمْ فُرَاتُكُمْ فُرَاتُ الْكُوفَةِ وَ لَوْ لَا أَنِّی كَرِهْتُ أَنْ أُشَهِّرَكَ دَقَقْتُ عَلَیْكَ بَابَكَ فَسَكَتَ (3).

«21»-یر، بصائر الدرجات عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ دَاوُدَ النَّهْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ

ص: 371


1- هكذا فی النسخة و لعلّ فیه وهم و قوله: علیه السّلام من زیادة النسّاخ و المراد بأبی جعفر هو الخلیفة العباسیّ، و الضمیر یرجع الی الرجل المعذب، و یمكن ان یرجع الی الرجل الذی اتی قوم موسی و الحاصل ان محمّد بن مسلم فسر الرجل المعذب بقابیل و الرجل الرائی بابی جعفر علیه السّلام. و یؤید الاحتمال الأخیر حدیث سدیر فی البصائر و لم یروه المصنّف حیث قال فی آخره، و یقال: إنّه ابن آدم القاتل و قال محمّد بن مسلم: و كان الرجل محمّد بن علی.
2- بصائر الدرجات: 118، الاختصاص: 317.
3- بصائر الدرجات: 118.

عَنْ أَبِی الْحَسَنِ علیه السلام أَنَّهُ سَمِعَهُ یَقُولُ لَوْ أُوذِنَ لَنَا لَأَخْبَرْنَا بِفَضْلِنَا قَالَ قُلْتُ لَهُ الْعِلْمُ مِنْهُ قَالَ فَقَالَ لِی الْعِلْمُ أَیْسَرُ مِنْ ذَلِكَ (1).

«22»-یر، بصائر الدرجات مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: إِنِّی لَأَعْرِفُ مَنْ لَوْ قَامَ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ لَنَدَبَ (2) بِدَوَابِّ الْبَحْرِ وَ بِأُمَّهَاتِهَا وَ عَمَّاتِهَا وَ خَالاتِهَا (3).

«23»-یر، بصائر الدرجات بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ خَرَجَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الثَّالِثِ علیه السلام أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ قُلُوبَ الْأَئِمَّةِ مَوْرِداً لِإِرَادَتِهِ فَإِذَا شَاءَ اللَّهُ شَیْئاً شَاءُوهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (4)

«24»-مل، كامل الزیارات مُحَمَّدٌ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ الْأَرَّجَانِیِّ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فِی طَرِیقِ مَكَّةَ مِنَ الْمَدِینَةِ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا یُقَالُ لَهُ عُسْفَانُ ثُمَّ مَرَرْنَا بِجَبَلٍ أَسْوَدَ عَنْ یَسَارِ الطَّرِیقِ وَحْشٍ (5) فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَوْحَشَ هَذَا الْجَبَلَ مَا رَأَیْتُ فِی الطَّرِیقِ مِثْلَ هَذَا (6) فَقَالَ لِی یَا ابْنَ بَكْرٍ أَ تَدْرِی أَیُّ جَبَلٍ هَذَا قُلْتُ لَا قَالَ هَذَا جَبَلٌ یُقَالُ لَهُ الْكَمَدُ وَ هُوَ عَلَی وَادٍ مِنْ أَوْدِیَةِ جَهَنَّمَ وَ فِیهِ قَتَلَةُ أَبِیَ الْحُسَیْنِ علیه السلام اسْتَوْدَعَهُمْ (7) فِیهِ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهِمْ مِیَاهُ جَهَنَّمَ مِنَ الْغِسْلِینِ وَ الصَّدِیدِ وَ الْحَمِیمِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ جُبِّ الْحَوَی (8) وَ مَا یَخْرُجُ مِنَ الْفَلَقِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ أَثَامٍ (9)

ص: 372


1- بصائر الدرجات: 150.
2- فی نسخة: لنادی.
3- بصائر الدرجات: 151 و 152.
4- بصائر الدرجات: 151 و 152.
5- فی الكامل: موحش.
6- فی الاختصاص: جبلا اوحش منه.
7- فی نسخة: استودعوه یوجد ذلك فی الاختصاص.
8- فی الكامل: الجوی و فی الاختصاص: الآن و ما یخرج من جهنم.
9- الاختصاص خال عن و ما یخرج من اثام و الكامل عن و ما یخرج .

وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ طِینَةِ الْخَبَالِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ جَهَنَّمَ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ لَظَی وَ مِنَ الْحُطَمَةِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ سَقَرَ وَ مَا یَخْرُجُ مِنَ الْحَمِیمِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنَ الْهَاوِیَةِ وَ مَا یَخْرُجُ مِنَ السَّعِیرِ وَ فِی نُسْخَةٍ أُخْرَی وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ جَهَنَّمَ وَ مَا یَخْرُجُ مِنْ لَظَی وَ مَا مَرَرْتُ بِهَذَا الْجَبَلِ فِی سَفَرِی (1) فَوَقَفْتُ بِهِ إِلَّا رَأَیْتُهُمَا یَسْتَغِیثَانِ إِلَیَّ (2) وَ إِنِّی لَأَنْظُرُ إِلَی قَتَلَةِ أَبِی فَأَقُولُ لَهُمَا هَؤُلَاءِ (3) إِنَّمَا فَعَلُوا مَا أَسَّسْتُمَا لَمْ تَرْحَمُونَا إِذْ وُلِّیتُمْ وَ قَتَلْتُمُونَا وَ حَرَمْتُمُونَا وَثَبْتُمْ عَلَی حَقِّنَا وَ اسْتَبْدَدْتُمْ بِالْأَمْرِ دُونَنَا فَلَا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ یَرْحَمُكُمَا ذُوقَا وَبَالَ مَا قَدَّمْتُمَا وَ مَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِیدِ وَ أَشَدُّهُمَا تَضَرُّعاً وَ اسْتِكَانَةً الثَّانِی فَرُبَّمَا وَقَفْتُ عَلَیْهِمَا لِیَتَسَلَّی عَنِّی بَعْضُ مَا فِی قَلْبِی (4) وَ رُبَّمَا طَوَیْتُ الْجَبَلَ الَّذِی هُمَا فِیهِ وَ هُوَ جَبَلُ الْكَمَدِ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَإِذَا طَوَیْتَ الْجَبَلَ فَمَا تَسْمَعُ قَالَ أَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمَا یُنَادِیَانِ عَرِّجْ عَلَیْنَا نُكَلِّمْكَ فَإِنَّا نَتُوبُ وَ أَسْمَعُ مِنَ الْجَبَلِ صَارِخاً یَصْرُخُ بِی أَجِبْهُمَا وَ قُلْ لَهُمَا (5) اخْسَؤُا فِیها وَ لا تُكَلِّمُونِ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَنْ مَعَهُمْ قَالَ كُلُّ فِرْعَوْنٍ عَتَا عَلَی اللَّهِ وَ حَكَی اللَّهُ عَنْهُ فِعَالَهُ وَ كُلُّ مَنْ عَلَّمَ الْعِبَادَ الْكُفْرَ قُلْتُ مَنْ هُمْ قَالَ نَحْوُ بُولَسَ الَّذِی عَلَّمَ الْیَهُودَ أَنَّ (6) یَدَ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ وَ نَحْوُ نَسْطُورَ الَّذِی عَلَّمَ النَّصَارَی أَنَّ الْمَسِیحَ ابْنُ اللَّهِ وَ قَالَ لَهُمْ هُمْ ثَلَاثَةٌ وَ نَحْوُ فِرْعَوْنِ مُوسَی الَّذِی قَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلی وَ نَحْوُ نُمْرُودَ الَّذِی قَالَ قَهَرْتُ أَهْلَ الْأَرْضِ وَ قَتَلْتُ مَنْ فِی السَّمَاءِ وَ قَاتِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ قَاتِلِ فَاطِمَةَ وَ مُحَسِّنٍ وَ قَاتِلِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ علیهم السلام فَأَمَّا مُعَاوِیَةُ وَ عُمَرُ (7) فَمَا یَطْمَعَانِ فِی الْخَلَاصِ وَ مَعَهُمْ كُلُّ مَنْ

ص: 373


1- فی الاختصاص: قط فی مسیری.
2- فی الاختصاص: یستغیثان بی و یتضرعان الی.
3- فی الكامل: (انما هؤلاء) و فی الاختصاص: ان هؤلاء انما فعلوا بنا ما فعلوا لما.
4- فی نسخة: ما یعرض فی قلبی و هو الموجود فی الاختصاص.
5- فی نسخة: لا تكلمهم و قل لهم یوجد هذا فی الاختصاص.
6- فی الاختصاص: ان عزیر ابن اللّٰه.
7- فی نسخة: و عمرو بن العاص و هو الموجود فی الاختصاص، و فی الكامل:وعمرو.

نَصَبَ لَنَا الْعَدَاوَةَ وَ أَعَانَ عَلَیْنَا بِلِسَانِهِ وَ یَدِهِ وَ مَالِهِ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَأَنْتَ (1) تَسْمَعُ ذَا كُلَّهُ وَ لَا تَفْزَعُ قَالَ یَا ابْنَ بَكْرٍ إِنَّ قُلُوبَنَا غَیْرُ قُلُوبِ النَّاسِ إِنَّا مُصَفَّوْنَ (2) مُصْطَفَوْنَ نَرَی مَا لَا یَرَی النَّاسُ وَ نَسْمَعُ مَا لَا یَسْمَعُونَ (3) وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ عَلَیْنَا فِی رِحَالِنَا وَ تَقَلَّبُ (4) عَلَی فُرُشِنَا وَ تَشْهَدُ (5) وَ تَحْضُرُ مَوْتَانَا وَ تَأْتِینَا بِأَخْبَارِ مَا یَحْدُثُ قَبْلَ أَنْ یَكُونَ وَ تُصَلِّی مَعَنَا وَ تَدْعُو لَنَا وَ تُلْقِی عَلَیْنَا أَجْنِحَتَهُمْ وَ تَتَقَلَّبُ عَلَی أَجْنِحَتِهَا صِبْیَانُنَا وَ تَمْنَعُ الدَّوَابَّ أَنْ تَصِلَ إِلَیْنَا وَ تَأْتِینَا مِمَّا فِی الْأَرْضِ (6) مِنْ كُلِّ نَبَاتٍ فِی زَمَانِهِ وَ تَسْقِینَا مِنْ مَاءِ كُلِّ أَرْضٍ نَجِدُ ذَلِكَ فِی آنِیَتِنَا وَ مَا مِنْ یَوْمٍ وَ لَا سَاعَةٍ وَ لَا وَقْتِ صَلَاةٍ إِلَّا وَ هِیَ تُنَبِّهُنَا لَهَا وَ مَا مِنْ لَیْلَةٍ تَأْتِی عَلَیْنَا إِلَّا وَ أَخْبَارُ كُلِّ أَرْضٍ عِنْدَنَا وَ مَا یَحْدُثُ فِیهَا وَ أَخْبَارُ الْجِنِّ وَ أَخْبَارُ أَهْلِ الْهَوَاءِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ مَا مَلِكٌ (7) یَمُوتُ فِی الْأَرْضِ وَ یَقُومُ غَیْرُهُ إِلَّا أُتِینَا بِخَبَرِهِ (8) وَ كَیْفَ سِیرَتُهُ فِی الَّذِینَ قِبَلَهُ وَ مَا مِنْ أَرْضٍ مِنْ سِتَّةِ أَرَضِینَ إِلَی السَّابِعَةِ إِلَّا وَ نَحْنُ نُؤْتَی بِخَبَرِهِمْ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مُنْتَهَی (9) هَذَا الْجَبَلِ قَالَ إِلَی الْأَرْضِ السَّادِسَةِ (10) وَ فِیهَا جَهَنَّمُ عَلَی وَادٍ مِنْ أَوْدِیَتِهِ عَلَیْهِ (11) حَفَظَةٌ أَكْثَرُ مِنْ نُجُومِ السَّمَاءِ وَ قَطْرِ الْمَطَرِ

ص: 374


1- من هنا الی قوله: فقلت له قد سقط عن الاختصاص.
2- فی الكامل: انا مطیعون.
3- فی المصدر: ما یسمعون الناس.
4- فی المصدر: و تتقلب.
5- فی الكامل: و تشهد طعامنا.
6- فی الكامل: مما فی الأرضین.
7- فی الكامل: و ما من ملك.
8- فی الكامل: الا اتانا خبره.
9- فی نسخة: این منتهی و فی الكامل: فاین و فی الاختصاص: الی این.
10- فی نسخة من الكامل: السابعة.
11- فی الاختصاص: و هو علی واد من اودیتها علیها ملائكة.

وَ عَدَدِ مَا فِی الْبِحَارِ وَ عَدَدِ الثَّرَی قَدْ وُكِّلَ (1) كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ بِشَیْ ءٍ وَ هُوَ مُقِیمٌ عَلَیْهِ لَا یُفَارِقُهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِلَیْكُمْ جَمِیعاً یُلْقُونَ الْأَخْبَارَ قَالَ لَا إِنَّمَا یُلْقَی ذَاكَ إِلَی صَاحِبِ الْأَمْرِ وَ إِنَّا لَنَحْمِلُ مَا لَا یَقْدِرُ الْعِبَادُ عَلَی الْحُكُومَةِ فِیهِ فَنَحْكُمُ فِیهِ فَمَنْ لَمْ یَقْبَلْ حُكُومَتَنَا جَبَرَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عَلَی قَوْلِنَا وَ أَمَرَتِ الَّذِینَ یَحْفَظُونَ نَاحِیَتَهُ أَنْ یُقْسِرُوهُ فَإِنْ كَانَ (2) مِنَ الْجِنِّ مِنْ أَهْلِ الْخِلَافِ وَ الْكُفْرِ أَوْثَقَتْهُ وَ عَذَّبَتْهُ حَتَّی تَصِیرَ إِلَی مَا حَكَمْنَا بِهِ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَهَلْ یَرَی الْإِمَامُ مَا بَیْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قَالَ یَا ابْنَ بَكْرٍ فَكَیْفَ یَكُونُ حُجَّةً عَلَی مَا بَیْنَ قُطْرَیْهَا وَ هُوَ لَا یَرَاهُمْ وَ لَا یَحْكُمُ فِیهِمْ وَ كَیْفَ تَكُونُ حُجَّةً عَلَی قَوْمٍ غُیَّبٍ لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِمْ وَ لَا یَقْدِرُونَ عَلَیْهِ وَ كَیْفَ یَكُونُ مُؤَدِّیاً عَنِ اللَّهِ وَ شَاهِداً عَلَی الْخَلْقِ وَ هُوَ لَا یَرَاهُمْ وَ كَیْفَ یَكُونُ حَجَّةً عَلَیْهِمْ وَ هُوَ مَحْجُوبٌ عَنْهُمْ وَ قَدْ حِیلَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ أَنْ یَقُومَ بِأَمْرِ رَبِّهِ فِیهِمْ وَ اللَّهُ یَقُولُ وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (3) یَعْنِی بِهِ مَنْ عَلَی الْأَرْضِ وَ الْحُجَّةُ مِنْ بَعْدِ النَّبِیِّ یَقُومُ مَقَامَهُ (4) وَ هُوَ الدَّلِیلُ عَلَی مَا تَشَاجَرَتْ فِیهِ الْأُمَّةُ وَ الْآخِذُ بِحُقُوقِ النَّاسِ وَ الْقِیَامُ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ الْمُنْصِفُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ فَإِذَا لَمْ یَكُنْ مَعَهُمْ مَنْ یَنْفُذُ قَوْلُهُ وَ هُوَ یَقُولُ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْآفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ (5) فَأَیُّ آیَةٍ فِی الْآفَاقِ غَیْرُنَا أَرَاهَا اللَّهُ أَهْلَ الْآفَاقِ وَ قَالَ ما نُرِیهِمْ مِنْ آیَةٍ إِلَّا هِیَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها (6) فَأَیُّ آیَةٍ أَكْبَرُ مِنَّا وَ اللَّهِ إِنَّ بَنِی هَاشِمٍ وَ قُرَیْشاً لَتَعْرِفُ مَا أَعْطَانَا اللَّهُ وَ لَكِنَّ الْحَسَدَ أَهْلَكَهُمْ كَمَا أَهْلَكَ إِبْلِیسَ وَ إِنَّهُمْ لَیَأْتُونَّا (7) إِذَا

ص: 375


1- فی الاختصاص: و قد وكل اللّٰه.
2- فی الكامل: ان یقروه علی قولنا و ان كان.
3- سبا: 28.
4- فی الكامل: یقوم مقام النبیّ صلّی اللّٰه علیه و آله من بعده.
5- فصّلت: 53.
6- الزخرف: 48.
7- فی الكامل: لیأتوننا.

اضْطُرُّوا وَ خَافُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ فَیَسْأَلُونَّا فَنُوَضِّحُ لَهُمْ فَیَقُولُونَ نَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ ثُمَّ یَخْرُجُونَ فَیَقُولُونَ مَا رَأَیْنَا أَضَلَّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَؤُلَاءِ وَ یَقْبَلُ مَقَالاتِهِمْ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَخْبِرْنِی عَنِ الْحُسَیْنِ لَوْ نُبِشَ كَانُوا یَجِدُونَ فِی قَبْرِهِ شَیْئاً قَالَ یَا ابْنَ بَكْرٍ مَا أَعْظَمَ مَسَائِلَكَ الْحُسَیْنُ مَعَ أَبِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَخِیهِ الْحَسَنِ فِی مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله یَحْیَوْنَ كَمَا یَحْیَا وَ یُرْزَقُونَ كَمَا یُرْزَقُ فَلَوْ نُبِشَ فِی أَیَّامِهِ لَوُجِدَ فَأَمَّا الْیَوْمَ فَهُوَ حَیٌّ عِنْدَ رَبِّهِ یَنْظُرُ إِلَی مُعَسْكَرِهِ وَ یَنْظُرُ (1) إِلَی الْعَرْشِ مَتَی یُؤْمَرُ أَنْ یَحْمِلَهُ وَ إِنَّهُ لَعَلَی یَمِینِ الْعَرْشِ مُتَعَلِّقٌ یَقُولُ یَا رَبِّ أَنْجِزْ لِی مَا وَعَدْتَنِی وَ إِنَّهُ لَیَنْظُرُ إِلَی زُوَّارِهِ وَ هُوَ أَعْرَفُ بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ بِدَرَجَاتِهِمْ وَ بِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِوَلَدِهِ وَ مَا فِی رَحْلِهِ وَ إِنَّهُ لَیَرَی مَنْ یَبْكِیهِ فَیَسْتَغْفِرُ لَهُ رَحْمَةً لَهُ وَ یَسْأَلُ آبَاءَهُ (2) الِاسْتِغْفَارَ لَهُ وَ یَقُولُ لَوْ تَعْلَمُ أَیُّهَا الْبَاكِی مَا أُعِدَّ لَكَ لَفَرِحْتَ أَكْثَرَ مِمَّا جَزِعْتَ وَ یَسْتَغْفِرُ لَهُ رَحْمَةً لَهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَ بُكَاءَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِی السَّمَاءِ وَ فِی الْحَائِرِ (3) وَ یَنْقَلِبُ وَ مَا عَلَیْهِ مِنْ ذَنْبٍ (4).

ختص، الإختصاص ابْنُ عِیسَی وَ ابْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَةِ عَنِ الْأَصَمِّ عَنِ الْأَرَّجَانِیِّ مِثْلَهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ هُوَ مُقِیمٌ عَلَیْهِ لَا یُفَارِقُهُ (5)

«25»- یج، الخرائج و الجرائح رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْعَسْكَرِ (6) فَبَلَغَنِی أَنَّ هُنَاكَ رَجُلًا مَحْبُوساً أَتَی (7) مِنْ نَاحِیَةِ الشَّامِ مَكْبُولًا وَ قَالُوا إِنَّهُ تَنَبَّأَ فَأَتَیْتُ الْبَابَ وَ نَادَیْتُ (8) الْبَوَّابِینَ

ص: 376


1- فی الكامل: یرزق و ینظر.
2- فی نسخة: اباه و هو الموجود فی الكامل.
3- فی نسخة: و فی الحیر.
4- كامل الزیارة: 326 و 329.
5- الاختصاص: 343 و 345 فیه: ابن عیسی عن أبیه.
6- أی سرمن رأی.
7- فی الكامل: اتی به.
8- فی نسخة: و داریت.

حَتَّی وَصَلْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا (1) رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ وَ عَقْلٌ فَقُلْتُ لَهُ مَا قِصَّتُكَ قَالَ إِنِّی كُنْتُ بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُقَالُ إِنَّهُ نُصِبَ فِیهِ رَأْسُ الْحُسَیْنِ علیه السلام فَبَیْنَمَا أَنَا ذَاتَ لَیْلَةٍ فِی مَوْضِعِی مُقْبِلٌ عَلَی الْمِحْرَابِ أَذْكُرُ اللَّهَ إِذَا نَظَرْتُ شَخْصاً بَیْنَ یَدَیَّ فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ (2) فَقَالَ لِی قُمْ فَقُمْتُ مَعَهُ فَمَشَی بِی قَلِیلًا فَإِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَالَ أَ تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْكُوفَةِ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ فَمَشَی بِی قَلِیلًا وَ إِذَا نَحْنُ بِمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلی اللّٰه علیه و آله فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ سَلَّمْتُ وَ صَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ فَمَشَی بِی قَلِیلًا وَ إِذَا نَحْنُ بِمَكَّةَ وَ طَافَ بِالْبَیْتِ فَطُفْتُ مَعَهُ فَخَرَجَ (3) وَ مَشَی بِی قَلِیلًا فَإِذَا أَنَا بِمَوْضِعِیَ الَّذِی كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِیهِ بِالشَّامِ وَ غَابَ الشَّخْصُ (4) عَنْ عَیْنِی فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا رَأَیْتُ فَلَمَّا كَانَ فِی (5) الْعَامِ الْمُقْبِلِ رَأَیْتُ ذَلِكَ الشَّخْصَ فَاسْتَبْشَرْتُ بِهِ وَ دَعَانِی فَأَجَبْتُهُ وَ فَعَلَ كَمَا فَعَلَ فِی الْعَامِ الْأَوَّلِ فَلَمَّا أَرَادَ مُفَارَقَتِی بِالشَّامِ قُلْتُ سَأَلْتُكَ بِالَّذِی أَقْدَرَكَ عَلَی مَا رَأَیْتُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَحَدَّثْتُ مَنْ كَانَ یَصِیرُ إِلَیَّ بِخَبَرِهِ فَرَقِیَ (6) ذَلِكَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّیَّاتِ فَبَعَثَ إِلَیَّ فَأَخَذَنِی وَ كَبَلَنِی فِی الْحَدِیدِ وَ حَمَلَنِی إِلَی الْعِرَاقِ وَ حُبِسْتُ (7) كَمَا تَرَی وَ ادَّعَی عَلَیَّ الْمُحَالَ فَقُلْتُ أَرْفَعُ عَنْكَ الْقِصَّةَ إِلَیْهِ (8) قَالَ ارْفَعْ فَكَتَبْتُ عَنْهُ قِصَّةً شَرَحْتُ (9)

ص: 377


1- فی الخرائج: فاذا هو رجل.
2- فی الخرائج: بین یدی علیه المهابة فاطلت نظری إلیه.
3- فی الخرائج: ثم خرج و خرجت معه.
4- فی الخرائج: و غاب الرجل.
5- فی الخرائج: فلما كان العام المقبل.
6- أی رفع.
7- فی الخرائج: و حبسنی.
8- فی الخرائج: ارفع عنك القصة الی محمّد بن عبد الملك الزیات.
9- فی الخرائج: و شرحت و قصة مصحف قصته.

أَمْرَهُ فِیهَا وَ رَفَعْتُهَا إِلَی الزَّیَّاتِ (1) فَوَقَّعَ فِی ظَهْرِهَا قُلْ لِلَّذِی أَخْرَجَكَ مِنَ الشَّامِ فِی لَیْلَةٍ إِلَی الْكُوفَةِ إِلَی الْمَدِینَةِ إِلَی مَكَّةَ أَنْ یُخْرِجَكَ مِنْ حَبْسِی (2) قَالَ عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ فَغَمَّنِی ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ وَ رَقَقْتُ لَهُ وَ انْصَرَفْتُ مَحْزُوناً فَلَمَّا أَصْبَحْتُ (3) بَاكَرْتُ الْحَبْسَ لِأُعْلِمَهُ بِالْحَالِ وَ آمُرَهُ بِالصَّبْرِ وَ الْعَزَاءِ فَوَجَدْتُ الْجُنْدَ وَ الْحُرَّاسَ (4) وَ صَاحِبَ السِّجْنِ وَ خَلْقاً كَثِیراً مِنَ النَّاسِ یُهْرَعُونَ فَسَأَلْتُ عَنْهُمْ وَ عَنِ الْحَالِ (5) فَقِیلَ إِنَّ الْمَحْمُولَ مِنَ الشَّامِ الْمُتَنَبِّئَ فُقِدَ الْبَارِحَةَ مِنَ الْحَبْسِ فَلَا یُدْرَی خَسَفَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوِ اخْتَطَفَتْهُ الطَّیْرُ وَ كَانَ هَذَا الْمُرْسَلُ (6) أَعْنِی عَلِیَّ بْنَ خَالِدٍ زَیْدِیّاً فَقَالَ بِالْإِمَامَةِ وَ حَسُنَ اعْتِقَادُهُ (7).

ختص، الإختصاص محمد بن حسان مثله (8).

«26»-یج، الخرائج و الجرائح أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ النَّیْشَابُورِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْمَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: أَتَی (9) الْحُسَیْنَ علیه السلام أُنَاسٌ فَقَالُوا لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِفَضْلِكُمُ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ (10) فَقَالَ إِنَّكُمْ لَا تَحْتَمِلُونَهُ وَ لَا تُطِیقُونَهُ قَالُوا

ص: 378


1- فی الخرائج: و دفعتها إلیه.
2- فی الخرائج: عن حبسی هذا.
3- فی الخرائج: فلما كان من الغد.
4- فی الخرائج: و أصحاب الحرس.
5- فی الخرائج: ما الحال.
6- فی الخرائج: هذا الرجل.
7- الخرائج و الجرائح: 208 فیه: بالامامة لما رأی ذلك و حسن اعتقاده.
8- الاختصاص: 320 و 321 و فیه اختلافات كثیرة.
9- فی المصدر: جاء الی الحسین علیه السّلام.
10- فی المصدر: جعله اللّٰه.

بَلَی نَحْتَمِلُ (1) قَالَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِینَ فَلْیَتَنَحَّ اثْنَانِ وَ أُحَدِّثَ وَاحِداً فَإِنِ احْتَمَلَهُ حَدَّثْتُكُمْ فَتَنَحَّی اثْنَانِ وَ حَدَّثَ وَاحِداً فَقَامَ طَائِرَ الْعَقْلِ وَ مَرَّ عَلَی وَجْهِهِ (2) وَ كَلَّمَهُ صَاحِبَاهُ فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِمَا شَیْئاً وَ انْصَرَفُوا (3).

«27»-یج، الخرائج و الجرائح بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ علیهما السلام فَقَالَ حَدِّثْنِی بِفَضْلِكُمُ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ (4) لَكُمْ فَقَالَ إِنَّكَ لَنْ تُطِیقَ حَمْلَهُ قَالَ بَلَی حَدِّثْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أَحْتَمِلُهُ فَحَدَّثَهُ بِحَدِیثٍ فَمَا فَرَغَ الْحُسَیْنُ علیه السلام مِنْ حَدِیثِهِ حَتَّی ابْیَضَّ رَأْسُ الرَّجُلِ وَ لِحْیَتُهُ وَ أُنْسِیَ الْحَدِیثَ فَقَالَ الْحُسَیْنُ علیه السلام أَدْرَكَتْهُ رَحْمَةُ اللَّهِ حَیْثُ أُنْسِیَ الْحَدِیثَ (5).

«28»-قب، المناقب لابن شهرآشوب أَصَابَ النَّاسَ زَلْزَلَةٌ عَلَی عَهْدِ أَبِی بَكْرٍ فَفَزِعَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام أَصْحَابُهُ فَقَعَدَ عَلِیٌّ علیه السلام عَلَی تَلْعَةٍ وَ قَالَ كَأَنَّكُمْ قَدْ هَالَكُمْ وَ حَرَّكَ شَفَتَیْهِ وَ ضَرَبَ الْأَرْضَ بِیَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا لَكِ اسْكُنِی فَسَكَنَتْ ثُمَّ قَالَ أَنَا الرَّجُلُ الَّذِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ (6) الْآیَاتِ فَأَنَا الْإِنْسَانُ الَّذِی أَقُولُ لَهَا مَا لَكِ یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إِیَّایَ تُحَدِّثُ (7).

«29»-وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الزَّلْزَلَةَ الَّتِی ذَكَرَهَا اللَّهُ فِی كِتَابِهِ لَأَجَابَتْنِی وَ لَكِنَّهَا لَیْسَتْ بِتِلْكَ (8).

«30»-وَ فِی رِوَایَةِ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ وَ عَبَایَةَ بْنِ رِبْعِیٍّ أَنَّ عَلِیّاً علیه السلام

ص: 379


1- فی المصدر: بلی نحتمله.
2- فی نسخة: و مر علی وجهه و ذهب و هو الموجود فی المصدر.
3- الخرائج و الجرائح: 247 فیه: فلم یرد علیهما جوابا.
4- فی المصدر: جعله اللّٰه و فیه لا تطیق.
5- الخرائج و الجرائح: 247 و 248 فیه: فحدثه الحسین و فیه: نسی.
6- الزلزلة: 1.
7- مناقب آل أبی طالب 2: 150 و 151.
8- مناقب آل أبی طالب 2: 150 و 151.

ضَرَبَ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ فَتَحَرَّكَتْ فَقَالَ اسْكُنِی فَلَمْ یَأْنِ لَكِ ثُمَّ قَرَأَ یَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (1).

بیان: التلعة بالفتح المرتفع من الأرض فلم یأن لك أی لیس هذا وقت زلزلتك العظمی التی أخبر اللّٰه عنك فإنها فی القیامة.

«31»-قب، المناقب لابن شهرآشوب شَكَا أَبُو هُرَیْرَةَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام شَوْقَ أَوْلَادِهِ فَأَمَرَهُ علیه السلام بِغَضِّ الطَّرْفِ فَلَمَّا فَتَحَهَا كَانَ فِی الْمَدِینَةِ فِی دَارِهِ فَجَلَسَ فِیهَا هُنَیْئَةً فَنَظَرَ إِلَی عَلِیٍّ علیه السلام فِی سَطْحِهِ وَ هُوَ یَقُولُ هَلُمَّ نَنْصَرِفْ وَ غَضَّ طَرْفَهُ فَوَجَدَ نَفْسَهُ فِی الْكُوفَةِ فَاسْتَعْجَبَ أَبُو هُرَیْرَةَ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام إِنَّ آصَفَ أَوْرَدَ تَخْتاً (2) مِنْ مَسَافَةِ شَهْرَیْنِ بِمِقْدَارِ طَرْفَةِ عَیْنٍ إِلَی سُلَیْمَانَ وَ أَنَا وَصِیُّ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله (3).

بیان: التخت بهذا المعنی عجمی و الذی فی اللغة وعاء یصان فیه الثیاب.

«32»-ختص، الإختصاص عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الرَّبِیعِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَّا أَتَی قَوْمَ مُوسَی فِی شَیْ ءٍ كَانَ بَیْنَهُمْ فَأَصْلَحَ بَیْنَهُمْ وَ رَجَعَ (4).

«33»-ختص، الإختصاص ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: قَالَ یَا جَابِرُ أَ لَكَ حِمَارٌ یَسِیرُ بِكَ فَیَبْلُغُ بِكَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ فِی یَوْمٍ وَاحِدٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَنَّی لِی هَذَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ذَاكَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام أَ لَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله فِی عَلِیٍّ علیه السلام وَ اللَّهِ لَتَبْلُغَنَّ الْأَسْبَابَ وَ اللَّهِ لَتَرْكَبَنَّ السَّحَابَ (5).

«34»-ختص، الإختصاص ابْنُ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ حَفْصٍ الْأَبْیَضِ التَّمَّارِ

ص: 380


1- مناقب آل أبی طالب 2: 151.
2- أی عرشا.
3- مناقب آل أبی طالب 2: 151.
4- الاختصاص: 316.
5- الاختصاص: 317.

قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَیَّامَ قَتْلِ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ وَ صَلْبِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ لِی یَا حَفْصُ إِنِّی أَمَرْتُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِأَمْرٍ فَخَالَفَنِی فَابْتُلِیَ بِالْحَدِیدِ إِنِّی نَظَرْتُ إِلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ كَئِیبٌ حَزِینٌ فَقُلْتُ مَا لَكَ یَا مُعَلَّی كَأَنَّكَ ذَكَرْتَ أَهْلَكَ وَ مَالَكَ وَ عِیَالَكَ فَقَالَ أَجَلْ فَقُلْتُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِی فِی بَیْتِی هَذِهِ زَوْجَتِی وَ هَؤُلَاءِ وُلْدِی فَتَرَكْتُهُ حَتَّی تَمَلَّأَ مِنْهُمْ وَ اسْتَتَرْتُ مِنْهُ حَتَّی نَالَ مَا یَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ أَیْنَ تَرَاكَ فَقَالَ أَرَانِی مَعَكَ فِی الْمَدِینَةِ وَ هَذَا بَیْتُكَ فَقُلْتُ لَهُ یَا مُعَلَّی إِنَّ لَنَا حَدِیثاً مَنْ حَفِظَهُ عَلَیْنَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ یَا مُعَلَّی لَا تَكُونُوا أُسَرَاءَ فِی أَیْدِی النَّاسِ بِحَدِیثِنَا إِنْ شَاءُوا مَنُّوا عَلَیْكُمْ وَ إِنْ شَاءُوا قَتَلُوكُمْ یَا مُعَلَّی إِنَّ مَنْ كَتَمَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا جَعَلَهُ اللَّهُ نُوراً بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ رَزَقَهُ اللَّهُ الْعِزَّةَ فِی النَّاسِ وَ مَنْ أَذَاعَ الصَّعْبَ مِنْ حَدِیثِنَا لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَعَضَّهُ (1) السِّلَاحُ أَوْ یَمُوتَ بِخَبَلٍ (2) یَا مُعَلَّی وَ أَنْتَ مَقْتُولٌ فَاسْتَعِدَّ (3).

«35»-ختص، الإختصاص یر، بصائر الدرجات الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ اللُّؤْلُؤِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَقَّاحٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَةَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ هُوَ حَوْضٌ مَا بَیْنَ بُصْرَی إِلَی صَنْعَاءَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ فَقُلْتُ لَهُ نَعَمْ قَالَ فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی إِلَی ظَهْرِ الْمَدِینَةِ ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنَظَرْتُ إِلَی نَهَرٍ یَجْرِی مِنْ جَانِبِهِ هَذَا مَاءٌ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ مِنْ جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبْیَضُ (4) مِنَ الثَّلْجِ وَ فِی وَسَطِهِ خَمْرٌ أَحْسَنُ

ص: 381


1- عضه: امسكه باسنانه و یقال بالفارسیة: گزید.
2- الخبل: فساد الأعضاء و الفالج و قطع الأیدی و الارجل و فساد العقل و فی المصدر: (او یموت كبلا) و كبله: قیده. حبسه.
3- الاختصاص: 321. و رواه الصفار فی البصائر و 119 بإسناده عن ابن أبی الخطاب عن موسی بن سعدان عن عبد اللّٰه بن القاسم عن حفص الابیض التمار.
4- فی البصائر: فنظرت الی نهر یجری لا یدرك حافتیه الا الموضع الذی انا فیه قائم فانه شبیه بالجزیرة فكنت انا و هو وقوفا فنظرت الی نهر یجری جانبه ماء ابیض.

مِنَ الْیَاقُوتِ فَمَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْ تِلْكَ الْخَمْرِ بَیْنَ اللَّبَنِ وَ الْمَاءِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مِنْ أَیْنَ یَخْرُجُ هَذَا وَ مِنْ أَیْنَ مَجْرَاهُ فَقَالَ هَذِهِ الْعُیُونُ الَّتِی ذَكَرَهَا اللَّهُ فِی (1) كِتَابِهِ أَنَّهَا فِی الْجَنَّةِ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ خَمْرٍ یَجْرِی فِی هَذَا النَّهَرِ وَ رَأَیْتُ حَافَاتِهِ (2) عَلَیْهَا شَجَرٌ فِیهِنَّ جَوَارٍ مُعَلَّقَاتٍ بِرُءُوسِهِنَّ مَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ (3) مِنْهُنَّ وَ بِأَیْدِیهِنَّ آنِیَةٌ مَا رَأَیْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا لَیْسَتْ مِنْ آنِیَةِ الدُّنْیَا فَدَنَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ فَأَوْمَأَ إِلَیْهَا لِتَسْقِیَهُ فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا وَ قَدْ مَالَتْ لِتَغْرِفَ مِنَ النَّهَرِ فَمَالَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهَا فَاغْتَرَفَتْ ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا وَ أَوْمَأَ إِلَیْهَا فَمَالَتْ لِتَغْرِفَ فَمَالَتِ الشَّجَرَةُ مَعَهَا فَاغْتَرَفَتْ ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَنَاوَلَنِی فَشَرِبْتُ فَمَا رَأَیْتُ شَرَاباً كَانَ أَلْیَنَ مِنْهُ وَ لَا أَلَذَّ وَ كَانَتْ رَائِحَتُهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ وَ نَظَرْتُ فِی الْكَأْسِ فَإِذَا فِیهِ ثَلَاثَةُ أَلْوَانٍ مِنَ الشَّرَابِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا رَأَیْتُ كَالْیَوْمِ قَطُّ وَ مَا كُنْتُ أَرَی أَنَّ الْأَمْرَ هَكَذَا فَقَالَ هَذَا مِنْ أَقَلِّ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لِشِیعَتِنَا إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا تُوُفِّیَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَی هَذَا النَّهَرِ وَ رَعَتْ فِی رِیَاضِهِ وَ شَرِبَتْ مِنْ شَرَابِهِ وَ إِنَّ عَدُوَّنَا إِذَا تُوُفِّیَ صَارَتْ رُوحُهُ إِلَی وَادِی بَرَهُوتَ فَأُخْلِدَتْ فِی عَذَابِهِ وَ أُطْعِمَتْ مِنْ زَقُّومِهِ وَ سُقِیَتْ مِنْ حَمِیمِهِ فَاسْتَعِیذُوا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِی (4).

«36»-ع، علل الشرائع عَلِیُّ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ قُدَامَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَرْمَنِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ علیهما السلام عَنِ الطِّفْلِ یَضْحَكُ مِنْ غَیْرِ عَجَبٍ وَ یَبْكِی مِنْ غَیْرِ أَلَمٍ فَقَالَ یَا مُفَضَّلُ مَا مِنْ طِفْلٍ إِلَّا وَ هُوَ یَرَی الْإِمَامَ وَ یُنَاجِیهِ فَبُكَاؤُهُ لِغَیْبَةِ الْإِمَامِ عَنْهُ وَ ضَحِكُهُ إِذَا أَقْبَلَ إِلَیْهِ حَتَّی إِذَا أُطْلِقَ لِسَانُهُ أُغْلِقَ ذَلِكَ الْبَابُ عَنْهُ وَ ضُرِبَ عَلَی قَلْبِهِ بِالنِّسْیَانِ (5).

ص: 382


1- فی البصائر: انهار فی الجنة.
2- فی البصائر: حافتیه علیهما شجر فیهن حور.
3- فی البصائر: ما رأیت آنیة أحسن منها.
4- الاختصاص: 321 و 322، بصائر الدرجات: 119 و 120.
5- علل الشرائع: 195.

«37»-كِتَابُ الْمُحْتَضَرِ لِلْحَسَنِ بْنِ سُلَیْمَانَ، مِمَّا رَوَاهُ مِنْ كِتَابِ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ یَرْفَعُهُ إِلَی عَمَّارِ بْنِ یَاسِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله لَیْلَةَ أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ وَ صِرْتُ كَقَابِ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی أَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ یَا مُحَمَّدُ مَنْ أَحَبُّ خَلْقِی إِلَیْكَ قُلْتُ یَا رَبِّ أَنْتَ أَعْلَمُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنَا أَعْلَمُ وَ لَكِنْ أُرِیدُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ فِیكَ فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّی عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیَّ أَنِ الْتَفِتْ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا بِعَلِیٍّ وَاقِفٌ مَعِی وَ قَدْ خُرِقَتْ حُجُبُ السَّمَاوَاتِ وَ عَلِیٌّ وَاقِفٌ رَافِعٌ رَأْسَهُ یَسْمَعُ مَا یَقُولُ فَخَرَرْتُ لِلَّهِ تَعَالَی سَاجِداً (1).

«38»-مِنْ كِتَابِ اللبات (اللُّبَابِ) (2) لِابْنِ الشَّرِیفَةِ الْوَاسِطِیِّ، یَرْفَعُهُ إِلَی مِیثَمٍ التَّمَّارِ قَالَ: بَیْنَمَا أَنَا فِی السُّوقِ إِذْ أَتَی أَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ وَیْحَكَ یَا مِیثَمُ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام حَدِیثاً صَعْباً شَدِیداً قُلْتُ وَ مَا هُوَ قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ حَدِیثَ أَهْلِ الْبَیْتِ صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا یَحْتَمِلُهُ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِیٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ فَقُمْتُ مِنْ فَوْرَتِی (3) فَأَتَیْتُ عَلِیّاً علیه السلام فَقُلْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ حَدِیثٌ أَخْبَرَنِی بِهِ أَصْبَغُ عَنْكَ قَدْ ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً فَقَالَ علیه السلام مَا هُوَ فَأَخْبَرْتُهُ بِهِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ اجْلِسْ یَا مِیثَمُ أَ وَ كُلُّ عِلْمٍ یَحْتَمِلُهُ عَالِمٌ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِیها مَنْ یُفْسِدُ فِیها وَ یَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّی أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (4) فَهَلْ رَأَیْتَ الْمَلَائِكَةَ احْتَمَلُوا الْعِلْمَ قَالَ قُلْتُ وَ إِنَّ هَذَا أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ وَ الْأُخْرَی أَنَّ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ التَّوْرَاةَ فَظَنَّ أَنْ لَا أَحَدَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ فِی خَلْقِهِ أَعْلَمَ مِنْهُ وَ ذَلِكَ إِذْ خَافَ عَلَی نَبِیِّهِ الْعُجْبَ قَالَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنْ یُرْشِدَهُ إِلَی الْعَالِمِ قَالَ فَجَمَعَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْخَضِرِ علیه السلام فَخَرَقَ السَّفِینَةَ فَلَمْ یَحْتَمِلْ ذَلِكَ مُوسَی وَ قَتَلَ الْغُلَامَ فَلَمْ یَحْتَمِلْهُ وَ أَقَامَ الْجِدَارَ فَلَمْ یَحْتَمِلْهُ

ص: 383


1- المحتضر: 107.
2- فی نسخة: اللبیات.
3- أی حالا دون ان استقر أو ألبث.
4- البقرة: 30.

وَ أَمَّا النَّبِیُّونَ (1) فَإِنَّ نَبِیَّنَا صلی اللّٰه علیه و آله أَخَذَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ بِیَدِی فَقَالَ اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِیٌّ مَوْلَاهُ فَهَلْ رَأَیْتَ احْتَمَلُوا ذَلِكَ إِلَّا مَنْ عَصَمَ اللَّهُ مِنْهُمْ فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ خَصَّكُمْ بِمَا لَمْ یَخُصَّ بِهِ الْمَلَائِكَةَ وَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ فِیمَا احْتَمَلْتُمْ ذَلِكَ فِی أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله وَ عِلْمِهِ فَحَدِّثُوا عَنْ فَضْلِنَا وَ لَا حَرَجَ وَ عَنْ عَظِیمِ أَمْرِنَا وَ لَا إِثْمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی اللّٰه علیه و آله أُمِرْنَا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أَنْ نُخَاطِبَ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ (2).

بیان: لعل المراد بآخر الخبر أن كل ما رویتم فی فضلنا فهو دون درجتنا لأنا نكلم الناس علی قدر عقولهم أو المعنی أنا كلفنا بذلك و لم تكلفوا بذلك فقولوا فی فضلنا ما شئتم و هو بعید.

«39»-وَ رُوِیَ أَیْضاً مِنْ كِتَابِ الْخَصَائِصِ لِابْنِ الْبِطْرِیقِ، رَفَعَهُ إِلَی الْحَارِثِ قَالَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام نَحْنُ أَهْلُ الْبَیْتِ لَا نُقَاسُ بِالنَّاسِ فَقَامَ رَجُلٌ فَأَتَی عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ صَدَقَ عَلِیٌّ أَ وَ لَیْسَ كَانَ النَّبِیُّ صلی اللّٰه علیه و آله لَا یُقَاسُ بِالنَّاسِ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی عَلِیٍّ علیه السلام إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ (3)

«40»-وَ مِنْ كِتَابِ مَنْهَجِ التَّحْقِیقِ إِلَی سَوَاءِ الطَّرِیقِ، عَنِ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام فَقَالَ مُبْتَدِئاً مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ نَحْنُ حُجَّةُ اللَّهِ وَ نَحْنُ بَابُ اللَّهِ وَ نَحْنُ لِسَانُ اللَّهِ وَ نَحْنُ وَجْهُ اللَّهِ وَ نَحْنُ عَیْنُ اللَّهِ فِی خَلْقِهِ وَ نَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللَّهِ فِی عِبَادِهِ ثُمَّ قَالَ یَا أَسْوَدَ بْنَ سَعِیدٍ إِنَّ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ كُلِّ أَرْضٍ تُرّاً مِثْلَ تُرِّ الْبَنَّاءِ فَإِذَا أُمِرْنَا فِی أَمْرِنَا جَذَبْنَا ذَلِكَ التُّرَّ فَأَقْبَلَتْ إِلَیْنَا الْأَرْضُ بِقُلُبِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ دُورِهَا حَتَّی نُنْفِذَ (4) فِیهَا مَا نُؤْمَرُ فِیهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی (5).

ص: 384


1- فی نسخة: و اما غیر النبیین.
2- المحتضر: 111.
3- البینة: 7.
4- فی نسخة: حتی تنفذ.
5- المحتضر: 127 و 128.

«41»-وَ مِنْهُ یَرْفَعُهُ إِلَی ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: لَوْ أُذِنَ لَنَا أَنْ نُعْلِمَ النَّاسَ حَالَنَا عِنْدَ اللَّهِ وَ مَنْزِلَتَنَا مِنْهُ لَمَا احْتَمَلْتُمْ فَقَالَ لَهُ فِی الْعِلْمِ فَقَالَ الْعِلْمُ أَیْسَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ الْإِمَامَ وَكْرٌ (1) لِإِرَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَشَاءُ إِلَّا مَنْ یَشَاءُ اللَّهُ (2).

«42»-وَ مِنْ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ، یَرْفَعُهُ إِلَی إِسْحَاقَ الْقُمِّیِّ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ یَا حُمْرَانُ إِنِ الدُّنْیَا عِنْدَ الْإِمَامِ وَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِینَ إِلَّا هَكَذَا وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی رَاحَتِهِ یَعْرِفُ ظَاهِرَهَا وَ بَاطِنَهَا وَ دَاخِلَهَا وَ خَارِجَهَا وَ رَطْبَهَا وَ یَابِسَهَا.

بیان: إن الدنیا إن نافیة أو حرف النفی ساقط أو مقدر أو إلا زائدة.

«43»-الْمُحْتَضَرُ، مِنْ نَوَادِرِ الْحِكْمَةِ یَرْفَعُهُ إِلَی أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ مَسْأَلَةٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ سَلْ یَا مُفَضَّلُ قَالَ مَا مُنْتَهَی عِلْمِ الْعَالِمِ قَالَ قَدْ سَأَلْتَ جَسِیماً وَ لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِیماً مَا السَّمَاءُ الدُّنْیَا فِی السَّمَاءِ الثَّانِیَةِ إِلَّا كَحَلْقَةِ دِرْعٍ مُلْقَاةٍ فِی أَرْضِ فَلَاةٍ وَ كَذَلِكَ كُلُّ سَمَاءٍ عِنْدَ سَمَاءٍ أُخْرَی وَ كَذَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ عِنْدَ الظُّلْمَةِ وَ لَا الظُّلْمَةُ عِنْدَ النُّورِ وَ لَا ذَلِكَ كُلُّهُ فِی الْهَوَاءِ وَ لَا الْأَرَضِینَ بَعْضِهَا فِی بَعْضٍ وَ لَا مِثْلُ ذَلِكَ كُلِّهِ فِی عِلْمِ الْعَالِمِ یَعْنِی الْإِمَامَ مِثْلَ مُدٍّ مِنْ خَرْدَلٍ دَقَقْتَهُ دَقّاً ثُمَّ ضَرَبْتَهُ بِالْمَاءِ حَتَّی إِذَا اخْتَلَطَ وَ رَغَا (3) أَخَذْتَ مِنْهُ لَعْقَةً (4) بِإِصْبَعِكَ وَ لَا عِلْمُ الْعَالِمِ فِی عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَی إِلَّا مِثْلَ مُدٍّ مِنْ خَرْدَلٍ دَقَقْتَهُ دَقّاً ثُمَّ ضَرَبْتَهُ بِالْمَاءِ حَتَّی إِذْ اخْتَلَطَ وَ رَغَا انْتَهَزْتَ مِنْهُ بِرَأْسِ إِبْرَةٍ نَهْزَةً ثُمَّ قَالَ علیه السلام یَكْفِیكَ مِنْ هَذِهِ الْبَیَانِ بِأَقَلِّهِ وَ أَنْتَ بِأَخْبَارِ الْأُمُورِ تُصِیبُ (5).

«44»-وَ مِنْ كِتَابِ السَّیِّدِ حَسَنِ بْنِ كَبْشٍ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

ص: 385


1- الوكر: عش الطائر.
2- المحتضر: 128.
3- رغا اللبن: صار له رغوة: و الرغوة: الزبد.
4- الملعقة: ما تأخذه فی الملعقة أو باصبعك. و الملعقة. آلة یلعق او یتناول بها الطعام و غیره.
5- انتهزت كانه من الانتهاز و الاخذ بسرعة، و انت باخبار الأمور تصیب ای إذا عرفت ذلك تصیب بما تخبر من أحوالهم و شئونهم علیهم السلام. منه رحمة اللّٰه علیه.

علیه السلام یَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ عِنْدَنَا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ عِلْماً مِنْ عِلْمِ اللَّهِ لَا یَحْتَمِلُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ وَ لَا مُؤْمِنٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ اللَّهِ مَا كَلَّفَ اللَّهُ أَحَداً ذَلِكَ الْحِمْلَ غَیْرَنَا وَ لَا اسْتَعْبَدَ بِذَلِكَ أَحَداً غَیْرَنَا وَ إِنَّ عِنْدَنَا سِرّاً مِنْ سِرِّ اللَّهِ وَ عِلْماً مِنْ عِلْمِ اللَّهِ أَمَرَنَا اللَّهُ بِتَبْلِیغِهِ فَبَلَّغْنَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِیغِهِ مَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعاً وَ لَا أَهْلًا وَ لَا حَمَّالَةً یَحْمِلُونَهُ حَتَّی خَلَقَ اللَّهُ لِذَلِكَ أَقْوَاماً خُلِقُوا مِنْ طِینَةٍ خُلِقَ مِنْهَا مُحَمَّدٌ صلی اللّٰه علیه و آله وَ ذُرِّیَّتُهُ وَ مِنْ نُورٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُ مُحَمَّداً وَ ذُرِّیَّتَهُ وَ صَنَعَهُمْ بِفَضْلِ صُنْعِ رَحْمَتِهِ الَّتِی صَنَعَ مِنْهَا مُحَمَّداً صلی اللّٰه علیه و آله فَبَلَّغْنَاهُمْ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا أَمَرَنَا بِتَبْلِیغِهِ فَقَبِلُوهُ وَ احْتَمَلُوا ذَلِكَ وَ بَلَغَهُمْ ذَلِكَ عَنَّا فَقَبِلُوهُ وَ احْتَمَلُوهُ وَ بَلَغَهُمْ ذِكْرُنَا فَمَالَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَی مَعْرِفَتِنَا وَ حَدِیثِنَا فَلَوْ لَا أَنَّهُمْ خُلِقُوا مِنْ هَذَا لَمَا كَانُوا كَذَلِكَ وَ لَا وَ اللَّهِ مَا احْتَمَلُوهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ قَوْماً لِجَهَنَّمَ وَ النَّارِ فَأَمَرَنَا أَنْ نُبَلِّغَهُمْ كَمَا بَلَّغْنَاهُمْ فَاشْمَأَزُّوا مِنْ ذَلِكَ وَ نَفَرَتْ قُلُوبُهُمْ وَ رَدُّوهُ عَلَیْنَا وَ لَمْ یَحْتَمِلُوهُ وَ كَذَّبُوا بِهِ وَ قَالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ فَ طَبَعَ اللَّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ أَنْسَاهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ أَطْلَقَ اللَّهُ (1) لِسَانَهُمْ بِبَعْضِ الْحَقِّ فَهُمْ یَنْطِقُونَ بِهِ وَ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ لِیَكُونَ ذَلِكَ دَفْعاً عَنْ أَوْلِیَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَ لَوْ لَا ذَلِكَ مَا عُبِدَ اللَّهُ فِی أَرْضِهِ فَأَمَرَنَا بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَ الْكِتْمَانِ مِنْهُمْ فَاكْتُمُوا مِمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَ اسْتُرُوا عَمَّنْ أَمَرَ اللَّهُ بِالسَّتْرِ وَ الْكِتْمَانِ مِنْهُمْ قَالَ ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ وَ بَكَی وَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِیلُونَ فَاجْعَلْ مَحْیَاهُمْ مَحْیَانَا وَ مَمَاتَهُمْ مَمَاتَنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَیْهِمْ عَدُوّاً لَكَ فَتَفْجَعَنَا بِهِمْ فَإِنَّكَ إِنْ فَجَعْتَنَا بِهِمْ لَمْ تُعْبَدْ أَبَداً فِی أَرْضِكَ (2).

كلمة المحقّق

بسمه تعالی إلی هنا انتهی الجزء الثالث من المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار فی جمل أحوال الأئمة الكرام علیهم الصلاة و السلام، و هو الجزء الخامس و العشرون حسب تجزئتنا، فقد بذلنا الجهد فی تصحیحه و تطبیقه علی النسخة المصحّحة بعنایة الفاضل الخبیر الشیخ عبد الرحیم الربانیّ المحترم، و اللّٰه ولیّ التوفیق.

شعبان المعظّم 1388- محمد باقر البهبودی

ص: 386


1- فی نسخة: ثم انطق اللّٰه.
2- المحتضر: 154 و 155.

مراجع التصحیح و التخریج

بسم اللّٰه الرحمن الرحیم و الحمد للّٰه ربّ العالمین، و الصلاة و السلام علی سیّدنا محمّد خیر المرسلین، و علی آله الطیّبین الطاهرین المعصومین و اللعنة علی أعدائهم أجمعین إلی یوم الدین.

فقد وفّقنا اللّٰه تعالی- و له الشكر و المنّة- لتصحیح هذا المجلّد- و هو المجلد الخامس و العشرون حسب تجزئتنا- و تنمیقه و تحقیق نصوصه و أسانیده و مراجعة مصادره و مآخذه، مزداناً بتعالیق مختصرة لا غنی عنها، و كان مرجعنا فی المقابلة و التصحیح مضافاً إلی أصول الكتاب و مصادره نسختین من الكتاب: أحدهما النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمین الضرب، و ثانیها نسخة مخطوطة تفضّل بها الفاضل المعظّم السیّد جلال الدین الأموریّ الشهیر بالمحدّث.

و كان مرجعنا فی تخریج أحادیثه و تعالیقه كتباً أوعزنا إلیها فی المجلّدات السابقة، و الحمد للّٰه أوّلا و آخرا.

شعبان المعظّم: 1388

عبد الرحیم الربانیّ الشیرازیّ عفی عنه و عن والدیه

ص: 387

فهرست ما فی هذا الجزء من الأبواب

أبواب خلقهم و طینتهم و أرواحهم صلوات اللّٰه علیهم

عناوین الأبواب/ رقم الصفحة

«1»-باب بدو أرواحهم و أنوارهم و طینتهم علیهم السلام و أنهم من نور واحد 36- 1

«2»-باب أحوال ولادتهم علیهم السلام و انعقاد نطفهم و أحوالهم فی الرحم و عند الولادة و بركات ولادتهم صلوات اللّٰه علیهم و فیه بعض غرائب علومهم و شئونهم 47- 36

«3»-باب الأرواح التی فیهم و أنهم مؤیدون بروح القدس و نور إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ و بیان نزول السورة فیهم علیهم السلام 99- 47

«4»-باب أحوالهم علیهم السلام فی السن 103- 100

أبواب علامات الإمام و صفاته و شرائطه و ما ینبغی أن ینسب إلیه و ما لا ینبغی

«1»-باب أن الأئمة من قریش و أنه لم سمی الإمام إماما 104

«2»-باب أنه لا یكون إمامان فی زمان واحد إلا و أحدهما صامت 110- 105

«3»-باب عقاب من ادعی الإمامة بغیر حق أو رفع رایة جور أو أطاع إماما جائرا 115- 110

ص: 388

«4»-باب جامع فی صفات الإمام و شرائط الإمامة 175- 115

«5»-باب آخر فی دلالة الإمامة و ما یفرق به بین دعوی المحقّ و المبطل و فیه قصّة حبابة الوالبیة و بعض الغرائب 190- 175

«6»-باب عصمتهم و لزوم عصمة الإمام علیه السلام 211- 191

«7»-باب معنی آل محمد و أهل بیته و عترته و رهطه و عشیرته و ذرّیته صلوات اللّٰه علیهم أجمعین 246- 212

«8»-باب آخر فی أن كل نسب و سبب منقطع إلا نسب 14 رسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و سببه 249- 246

«9»-باب أن الأئمة من ذریة الحسین علیهم السلام و أن الإمامة بعده فی الأعقاب و لا تكون فی أخوین 261- 249

«10»-باب نفی الغلو فی النبی و الأئمة صلوات اللّٰه علیه و علیهم، و بیان معانی التفویض و ما لا ینبغی أن ینسب إلیهم منها و ما ینبغی 327- 261

فصل فی بیان التفویض و معانیه 350- 328

«11»-باب نفی السهو عنهم علیهم السلام 351- 350

«12»-باب أنه جری لهم من الفضل و الطاعة مثل ما جری لرسول اللّٰه صلی اللّٰه علیه و آله و أنهم فی الفضل سواء 464- 352

«13»-باب غرائب أفعالهم و أحوالهم و وجوب التسلیم لهم فی جمیع ذلك 386- 364

ص: 389

ص: 390

رموز الكتاب

ب: لقرب الإسناد.

بشا: لبشارة المصطفی.

تم: لفلاح السائل.

ثو: لثواب الأعمال.

ج: للإحتجاج.

جا: لمجالس المفید.

جش: لفهرست النجاشیّ.

جع: لجامع الأخبار.

جم: لجمال الأسبوع.

جُنة: للجُنة.

حة: لفرحة الغریّ.

ختص: لكتاب الإختصاص.

خص: لمنتخب البصائر.

د: للعَدَد.

سر: للسرائر.

سن: للمحاسن.

شا: للإرشاد.

شف: لكشف الیقین.

شی: لتفسیر العیاشیّ

ص: لقصص الأنبیاء.

صا: للإستبصار.

صبا: لمصباح الزائر.

صح: لصحیفة الرضا (علیه السلام).

ضا: لفقه الرضا (علیه السلام).

ضوء: لضوء الشهاب.

ضه: لروضة الواعظین.

ط: للصراط المستقیم.

طا: لأمان الأخطار.

طب: لطبّ الأئمة.

ع: لعلل الشرائع.

عا: لدعائم الإسلام.

عد: للعقائد.

عدة: للعُدة.

عم: لإعلام الوری.

عین: للعیون و المحاسن.

غر: للغرر و الدرر.

غط: لغیبة الشیخ.

غو: لغوالی اللئالی.

ف: لتحف العقول.

فتح: لفتح الأبواب.

فر: لتفسیر فرات بن إبراهیم.

فس: لتفسیر علیّ بن إبراهیم.

فض: لكتاب الروضة.

ق: للكتاب العتیق الغرویّ

قب: لمناقب ابن شهر آشوب.

قبس: لقبس المصباح.

قضا: لقضاء الحقوق.

قل: لإقبال الأعمال.

قیة: للدُروع.

ك: لإكمال الدین.

كا: للكافی.

كش: لرجال الكشیّ.

كشف: لكشف الغمّة.

كف: لمصباح الكفعمیّ.

كنز: لكنز جامع الفوائد و تأویل الآیات الظاهرة معا.

ل: للخصال.

لد: للبلد الأمین.

لی: لأمالی الصدوق.

م: لتفسیر الإمام العسكریّ (علیه السلام).

ما: لأمالی الطوسیّ.

محص: للتمحیص.

مد: للعُمدة.

مص: لمصباح الشریعة.

مصبا: للمصباحین.

مع: لمعانی الأخبار.

مكا: لمكارم الأخلاق.

مل: لكامل الزیارة.

منها: للمنهاج.

مهج: لمهج الدعوات.

ن: لعیون أخبار الرضا (علیه السلام).

نبه: لتنبیه الخاطر.

نجم: لكتاب النجوم.

نص: للكفایة.

نهج: لنهج البلاغة.

نی: لغیبة النعمانیّ.

هد: للهدایة.

یب: للتهذیب.

یج: للخرائج.

ید: للتوحید.

یر: لبصائر الدرجات.

یف: للطرائف.

یل: للفضائل.

ین: لكتابی الحسین بن سعید او لكتابه و النوادر.

یه: لمن لا یحضره الفقیه.

ص: 391

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.